كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

قشم
القَشْم الأَكل وقيل شِدة الأَكل وخَلْطُه قَشَمَ يَقْشِمُ قَشْماً والقُشامُ اسم لما يؤْكل مشتق من القشْمِ والقُشامة رديء التمر عن أَبي حنيفة والقُشام والقُشامةُ ما وقع على المائدة ونحوها مما لا خير فيه أَو ما بقي فيها من ذلك ابن الأَعرابي القُشامةُ ما يَبْقَى من الطعام على الخِوان وقَشَمْت أَقْشِمُ قَشْماً نفَيته وقَشَمْت الطعام قَشْماً إِذا نفَيتَ الرَّديء منه وما أَصابت الإِبلُ مَقْشَماً أَي شيئاً ترعاه وقَشَم الرجلُ قَشْماً مات قال أَبو وجزة قَشَمَتْ فجَرَّ برِجلها أَصحابُها وحَثَوْا على حَفْصٍ لها وعِماد أَي ماتت فدفنوها مع مَتاع بيتها وقَشَمَ في بيته قشُماً دخل والقِشْمُ والقَشْمُ اللحم المحمرُّ من شدة النُّضج والقَشْمُ بالكسر الجسم عن يعقوب في بعض نسخه من الإِصلاح وأَنشد ابن الأَعرابي طَبيخُ نُحازٍ أَو طَبيخُ أمِيهةٍ دَقِيقُ العِظامِ سَيِّءُ القِشْمِ أَمْلَطُ يقول كانت أُمه به حاملاً وبها نُحاز أَي سعال أَو جُدَرِيٌّ فجاءت به ضاوِياً ويقال أَرى صبيكم مُخْتَلاًّ قد ذهب قِشْمه أَي لحمه وشَحْمه والقَشَمُ والقَشْمُ البُسْر الأَبيض الذي يؤْكل قبل أَن يُدرك وهو حُلو والقُشامُ أَن يَنتَقِض البلح قبل أَن يصير بُسْراً وقال الأَصمعيفإِذا انْتقض البُسر قبل أَن يصير بلحاً قيل قد أَصابه القُشامُ ابن الأَعرابي يقال للبسرة إِذا ابيضَّت فأُكلت طيبة هي القَشِيمة ويقال أَصاب الثمرَ القُشامُ هو بالضم أَن ينتقض ثمر النخل قبل أَن يصير بلحاً وقَشَم الخُوصَ يَقْشِمُه قَشْماً شقه لِيَسُفَّه وإِنه لقبيح القِشْمِ أَي الهيئة وقالوا الكرَم من قِشْمِه أَي من طَبعه وأَصله ووالقِشْمُ المَسِيل الضيِّقُ في الوادي وقال أَبو حنيفة القَشْمُ بالفتح مسيل الماء في الروض وجمعه قُشوم وقُشام موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد كأَنَّ قَلُوصِي تَحْمِلُ الأَجْوَلَ الذي بشَرْقِيِّ سَلْمَى يَوْمَ جَنْبِ قُشامِ وقُشامٌ في قول الراجز يا لَيْتَ أَنَّي وقُشاماً نَلْتَقي وَهْو على ظَهْر البعير الأَوْرقِ اسم رجل راعٍ أَبو تراب عن مُدرك يقال لفلان قوم يَقْمشون له ويَهْمِشون له بمعنى يجمعون له والله أَعلم

قشعم
القُشْعُوم الصغيرة الجسم وبه سمي القُراد وهو القُرْشوم والقِرْشامُ والقَشْعَمُ والقِشْعامُ المُسِنُّ من الرجال والنُّسور والرخَم لطول عمره وهو صفة والأُنثى قَشْعم قال الشاعر ترَكْتُ أَباكَ قد أَطْلَى ومالَتْ عليه القَشْعَمانِ من النُّسور وقيل هو الضخم المسن من كل شيء قال أَبو زيد كل شيء يكون ضخماً فهو قَشْعمٌ وأَنشد وقِصَعٌ تُكْسَى ثُمالاً قَشْعما والثُّمال الرَّغْوة وأُمُّ قَشْعَم الحَرب وقيل المنيَّة وقيل الضبع وقيل العنكبوت وقيل الذِّلة وبكل فسر قول زهير فشَدّ ولم يُفْزِعْ بُيوتاً كثِيرةً لدَى حيثُ أَلقَتْ رَحْلَها أُمُّ قَشْعَمِ الأَزهري الشيخ الكبير يقال له قَشْعم القاف مفتوحة والميم خفيفة فإِذا ثقلت الميم كسرت القاف وكذلك بناء الرباعي المنبسط إهذا ثُقل آخره كُسِر أَوله وأَنشد للعجاج إِذْ زَعَمَتْ رَبِيعةُ القِشْعَمُّ قال ابن سيده القِشْعَمُّ مثل القَشْعم وقَشْعَم من أَسماء الأَسد وكان ربيعة بن نزار يسمى القَشْعم قال طرفة والجَوْزُ مِن رَبيعةُ القَشَعَم أَراد القَشْعم فوقف وأَلقى حركة الميم على العين كما قالوا البَكِرْ ثم أَوقعوا القَشْعم على القبيلة قال كِذ زعمت ربيعةٍ القَشْعَمُّ شدَّد ضرورة وأَجرى الوصل مجرى الوقف

قصم
القَصْمُ دَقُّ الشيء يقال للظالم قَصَمَ الله ظهره ابن سيده القَصْمُ كسر الشيء الشديد حتى يَبين قَصمه يَقْصِمه قَصْماً فانْقَصَمَ وتقَصَّمَ كسَره كسْراً فيه بَيْنونة ورجل قَصِمٌ أَي سريع الانْقِصام هَيَّابٌ ضعيف وقُصَمُ مثل قُثَم يَحْطِم ما لقي قال ابن بري صوابه قُصَمٌ مثل قُثَمٍ تَصْرِفُهما لأَنهما صِفتانِ وإِنما العدل يكون في الأَسماء لا غير وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال في أَهل الجنة يُرْفَعُ أَهلُ الغُرَفِ إِلى غُرَفِهم في دُرَّة بَيْضاء ليس فيها قَصْمٌ ولا فَصْمٌ أَبو عبيدة القَصْمُ بالقاف هو أَن ينكسر الشيء فيبَين يقال منه قَصَمْت الشيء إِذا كسرتَه حتى يبين ومنه قيل فلان أَقْصَمُ الثَّنِيَّة إذا كان منكسرها وأَما الفَصْمُ بالفاء فهو أَن يَنْصَدِعَ الشيء من غير أَن يَبِين وفي الحديث الفاجرُ كالأَرْزَةِ صمَّاءُ مُعْتدِلة حتى يَقْصِمها الله وفي حديث عائشة تصف أَباها رضي الله عنهما ولا قَصَمُوا له قَناة ويروى بالفاء وفي حديث كعب وجدت انْقِصاماً في ظهري ويروى بالفاء وقد تقدما ورمح قَصِمٌ منكسر وقناة قَصِمةٌ كذلك وقد قَصِمَ وقَصِمَتْ سِنُّه قَصَماً وهي قَصْماء انشقت عَرْضاً ورجل أَقصمُ الثنية إِذا كان منكسرها من النصف بيّن القَصَمِ والأَقْصَمُ أَعمُّ وأََعرف من الأَقصف وهو الذي انقصمت ثنيته من النصف يقال جاءتكمُ القَصْماء تذهب به إِلى تأْنيث الثنية قال بعض الأَعراب لرجل أَقصَمِ الثنيةِ جاءتكم القَصْماء ذهب إِلى سِنِّه فأَنثها والقَصْماء من المعز التي انكسر قرناها من طرفيهما إِلى المُشاشة وقال ابن دريد القَصْماء من المعز المكسورة القرنِ الخارجِ والعَضْباء المكسورة القرن الداخل وهو المُشاش والقَصْمُ في عَروض الوافر حذف الأَول وإِسكان الخامس فيبقى الجزء فاعِيلٌ فينقل في التقطيع إِلى مَفْعولن وذلك على التشبيه بقَصْم السن أَو القَرْن وقَصْمُ السواكِ وقَصْمَتُه وقِصْمَتُه الكسرة منه وفي الحديث اسْتَغْنُوا عن الناس ولو عن قِصْمةِ السواكِ والقصمة بكسر القاف أَي الكسرة منه إِذا استيك به ويروى بالفاء وقَصَمه يَقْصِمه قَصْماً أَهلكه وقال الزجاج في قوله تعالى وكم قَصَمْنا من قرية كم في موضع نصب بقَصَمنا ومعنى قَصمنا أَهلكنا وأَذهبنا ويقال قَصَمَ الله عُمُر الكافر أَي أَذهبه والقاصِمةُ اسم مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن سيده أَرى ذلك لأَنها قَصَمت الكفر أَي أَذْهَبته والقَصْمة بالفتح مَرْقاة الدرجة مثل القَصْفة وفي الحديث إِن الشمس لتَطْلُعُ من جهنم بين قَرْنَيْ شيطان فما ترتفع في السماء من قَصْمة إِلا فُتحَ لها باب من النار فإِذا اشتدَّت الظهيرة فُتحت الأَبواب كلها وسميت المرقاة قَصْمة لأَنها كسرة من القصم الكسر وكلُّ شيء كَسَرْته فقد قَصَمْته وأَقْصامُ المَرْعى أُصُوله ولا يكون إِلا من الطَّريفة الواحد قِصْمٌ والقَصْمُ العتيق من القطن عن أَبي حنيفة والقَصِيمة ما سهل من الأَرض وكثر شجره والقَصِيمةُ مَنْبِت الغَضى والأَرْطَى والسَّلَم وهي رملة قال لبيد وكتِيبة الأَحْلافِ قد لاقَيْتُهمْ حيثُ اسْتَفاضَ دَكادِكٌ وقَصِيمُ وقال بشر في مفرده وباكَرَه عِندَ الشُّروقِ مُكَلَّبٌ أَزَلُّ كسِرْحانِ القَصِيمةِ أَغْبَرُ قال وقال أُنَيْف بن جَبَلة ولقدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَحْمِلُ شِكَّتي عَتِدٌ كسِرْحانِ القَصِيمة مُنْهِب الليث القَصِيمةُ من الرمل ما أَنبت الغَضَى وهي القَصائِمُ أَبو عبيد القصائمُ من الرمال ما أَنبت العِضاه قال أَبو منصور وقول الليث في القَصِيمة ما يُنبت الغضى هو الصواب والقَصِيمُ موضع معروف يَشُقُّه طَرِيقُ بَطْن فَلْجٍ وأَنشد ابن السكيت يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ على مُبينٍ جَرِدِ القَصِيمِ مُبِين اسم بئر والقَصِيم نَبْت والأَجارِدُ من الأَرض ما لا يُنبت وقال أَفْرِغْ لِشَوْلٍ وعِشارٍ كُومِ باتَتْ تُعَشَّى اللَّيلَ بالقَصِيم لبَابة من هَمِقٍ عَيْشُوم الرياشي أَنشدني الأَصمعي في النون مع الميم يَطْْعُنُها بخَنْجَرٍ مِنْ لَحْمِ تحْتَ الذُّنابَى في مكانٍ سُخْنِ قال ويسمى هذا السناد قال الفراء سمي الدال والجيم الإِجادة رواه عن الخليل وقال الشاعر يصف صَيّاداً وأَشْعَثَ أَعْلى ماله كِفَفٌ له بفَرْشِ فَلاة بَيْنَهُنَّ قَصِيمُ الفَرْش مَنابت العُرْفُط ابن الأَعرابي فَرْشٌ من عُرفط وقَصِيمةٌ من غَضىً وأَيْكَةٌ من أَثْل وغالٌّ من سَلَم وسَلِيلٌ من سَمُرٍ للجماعة منها وقال أَبو حنيفة القَصِيمُ بغير هاء أَجَمة الغضى وجمعها قَصائم وقُصْم والقَصِيمةُ الغَيْضة والقَيْصوم ما طال من العشب وهو كالقَيْعُون عن كراع والقَيْصُوم من نبات السهل قال أَبو حنيفة القَيْصُوم من الذكور ومن الأَمْرار وهو طيب الرائحة من رَياحين البر وورقه هَدَب وله نَوْرَة صفراء وهي تَنْهض على ساق وتطول قال جرير نَبتَتْ بمَنْبِتِه فطابَ لشمِّها ونَأَتْ عن الجَثْجاثِ والقَيْصُوم وقال الشاعر بلادٌ بها القَيْصُومُ والشِّيحُ والغَضَى أَبو زيد قَصَم راجعاً وكصَمَ راجعاً إذا رجع من حيث جاء ولم يُتِمَّ إلى حيث قصَد

قصلم
التهذيب فَحل قِصْلامٌ عَضُوضٌ وأَنشد شمر سوى زِجاجاتِ مُعِيدٍ قِصْلام قال والمُعِيد الفحل الذي أَعاد الضِّراب في الإِبل مرّة بعد أُخرى

قضم
قَضِمَ الفرسُ يَقْضَم وخَضِمَ الإنسانُ يَخْضَم وهو كقَضْم الفرس والقَضْمُ بأَطراف الأَسنان والخَضْمُ بأَقصَى الأَضراس وأَنشد لأَيمن بن خُرَيْم الأسدي يذكر أهل العراق حين ظهر عبد الملك على مصعب رَجَوْا بالشِّقاقِ الأَكْلَ خَضْماً وقد رَضُوا أَخيراً مِنَ اكْلِ الخَضْمِ أَن يأْكلوا القَضْما ويدل على هذا قول أَبي ذر اخْضَمُوا فإنا سنَقْضَمُ ابن سيده القَضْمُ أَكل بأَطراف الأَسنان والأَضراس وقيل هو أَكل الشيء اليابس قَضِمَ يَقْضَم قَضْماً والخَضْم الأكل بجميع الفم وقيل هو أَكل الشيء الرَّطْب والقَضْمُ دون ذلك وقولهم يُبْلَغُ الخَضْم بالقَضْم أَي أَن الشَّبْعة قد تُبْلَغ بالأَكل بأَطراف الفم ومعناه أن الغايةَ قد تُدْرَك بالرِّفق قال الشاعر تَبَلَّغْ بأَخْلاقِ الثياب جَدِيدَها وبالقَضْمِ حتى تُدْرِكَ الخَضْمَ بالقَضْمِ وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه ابْنُوا شَدِيداً وأَمِّلُوا بعيداً واخْضَمُوا فإنا سنَقْضَم القَضْمُ الأَكل بأطراف الأَسنان وفي حديث أَبي ذرّ تأْكلون خَضْماً ونأْكل قَضْماً وفي حديث عائشة رضي الله عنها فأَخَذتِ السواكَ فقَضِمَتْه وطَيَّبَتْه أي مَضَغَتْه بأَسنانها ولَيَّنَتْه والقَضِيم شعير الدابة وقَضِمت الدابة شعيرها بالكسر تقضَمه قَضْماً أكلته وأَقْضَمْته أنا إياه أي علفتها القَِضيم وقال الليث القَضْم أَكل دونٌ كما تَقْضَمُ الدابةُ الشعير واسمه القضيم وقد أقضَمْته قَضيماً قال ابن بري يقال قَضِم الرجل الدابةَ شعيرَها فيعدِّيه إلى مفعولين كما تقول كسا زيد ثوباً وكسوته ثوباً واستعار عديّ بن زيد القَضْمَ للنار فقال رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقها تَقْضَمُ الهِنْدِيَّ والغارا والقَضِيمُ ما قَضِمتْه وما للقوم قَضِيمٌ وقَضامٌ وقُضْمة ومَقْضَمٌ أي ما يُقْضَمُ عليه ومنه قول بعض العرب وقد قدم عليه بان عم له بمكة فقال إن هذه بلادَ مَقْضم وليست ببلاد مَخْضَم وما ذقت قَضاماً أَي شيئاً وأَتتهم قَضِيمة أي مِيرة قليلة والقِضْمُ ما ادَّرَعَتْه الإبل والغنم من بقية الحلْي والقَضَمُ انصداع في السن وقيل تَثَلُّمٌ وتَكسُّر في أَطراف الأَسنان وتفَلُّلٌ واسوداد قَضِمَ قَضَماً فهو قَضِمٌ وأَقضَم والأُنثى قَضْماء وقد قَضِم فوه إذا انكسر ونَقِدَ مثله والقَضِم بكسر الضاد السيف الذي طال عليه الدهر فتكسر حدُّه وفي المحكم وسيف قَضِمٌ طال عليه الدهر فتكسر حَدُّه وفي مضاربه قَضَم بالتحريك أي تكسر والفعل كالفعل قال راشد بن شهاب اليشكري فلا تُوعِدَنِّي إنَّني إنْ تُلاقِني مَعِي مَشْرَفِيٌّ في مَضارِبهِ قَضَمْ قال ابن بري ورواه ابن قتيبة قَصَم بصاد غير معجمة ويروى صدره مَتى تَلْقَني تَلْقَ امْرأً ذا شَكِيمةٍ والقَضِيم الجلد الأَبيض يكتب فيه وقيل هي الصحيفة البيضاء وقيل النِّطع وقيل هو العَيبة وقيل هو الأَديم ما كان وقيل هو حصير منسوج خيوطه سيُور بلغة أهل الحجاز قال النابغة كأَنَّ مَجَرَّ الرَّامِساتِ ذُيولَها عليه قَضِيمٌ نَمَّقَتْه الصَّوانِعُ والجمع من كل ذلك أَقضِمةٌ وقُضُم فأَما القَضَمُ فاسم للجمع عند سيبويه وفي حديث الزهري قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن في العُسُب والقُضُم هي الجلود البيض واحدها قَضِيم ويجمع أَيضاً على قَضَم بفتحتين كأَدَمٍ وأَدِيمٍ ومنه الحديث أنه دخل على عائشة رضي الله عنها وهي تلعب ببنت مُقَضِّمة هي لُعبة تتخذ من جلود بيض ويقال لها بنت قُضّامة بالضم والتشديد قال ابن بري ولعبة أهل المدينة اسمها بنت قُضّامة بضم القاف غير مصروف تعمل من جلود بيض والقَضيم النطع الأَبيض وقيل من صحف بيض من القَضيمة وهي الصحيفة البيضاء ابن سيده والقَضيمة الصحيفة البيضاء كالقَضِيم عن اللحياني قال وجمعها قُضُم كصحيفة وصحف وقَضَمٌ أَيضاً قال وعندي أَن قَضَماً اسم لجمع قَضِيمة كما كان اسماً لجمع قضيم وقال أَبو عبيد في القَضيم بمعنى الجلد الأَبيض كأَنَّ ما أبْقَتِ الرَّوامِسُ منه والسِّنُونَ الذَّواهِبُ الأُوَلُ قَرْعُ قَضِيمٍ غَلا صَوانِعُه في يَمَنِيِّ العَيَّاب أَو كِلَلُ غلا أي تأَنَّق في صنعه الليث والقَضيم الفضة وأَنشد وثُدِيٌّ ناهِداتٌ وبَياضٌ كالقَضِيمِ قال الأَزهري القَضِيم ههنا الرَّق الأَبيض الذي يكتب فيه قال ولا أَعرف القضيم بمعنى الافضة فلا أَدري ما قول الليث هذا والقُضامُ والقَضاضِيمُ النخل التي تطول حتى يَخِفّ ثمرها واحدتها قُضّامة وقُضامةٌ والقُضّام من نجيل السباخ قال أَبو حنيفة هو من الحمض وقال مرة هو نبت يشبه الخِذْراف فإذا جفّ أَبيضَّ وله وريقة صغيرة وفي حديث علي كانت قريش إذا رأَته قالت احذروا الحُطَمَ احذروا القُضَمَ أي الذي يَقْضَمُ الناس فيُهْلِكُهم

قضعم
القَضْعَم والقَعْضَم هو الشيخ المسن الذاهب الأَسنان ابن بري القَضْعَم الأدْرد قال خليد اليشكري دِرْحاية البطنِ يُناغي القَضْعَما الأَزهري قال للناقة الهرمة قِضْعم وجِلْعِم

قطم
القَطَمُ بالتحريك شهوة اللحم والضِّراب والنكاح قَطِمَ يَقْطَم قَطَماً فهو قَطِمٌ بيِّن القَطَم أي اهتاجَ وأَراد الضراب وهو شدة اغتلامه ورجل قَطِم شَهْوان للحم وقَطِمَ الصقْر إلى اللحم اشتهاه وقيل كل مُشتهٍ شيئاً قَطِمٌ والجمع قُطُمٌ والقَطِمُ الغضبان وفحل قَطِمٌ وقِطَمٌّ وقِطْيَمٌّ ضَؤُولٌ وأَنشد يَسوقُ قَرْماً قَطِماً قِطْيَمّا
( * قوله « قرماً » كذا في النسخة المنقولة مما في وقف السلطان الأشرف والذي في التهذيب قطعاً )
والقُطامِيُّ الصِّقْر ويفتح وصَقر قَطام وقَطامِيٌّ وقُطامِيٌّ لَحِمٌ قيس يفتحون وسائر العرب يضمون وقد غلب عليه اسماً وهو مأْخوذ من القَطِم وهو المشتهي اللحْم وغيره الليث القطامي من أَسماء الشاهين وقوله أَنشده ثعلب تأَمَّلُ ما تقولُ وكُنتَ قِدْماً قَطامِيّاً تَأَمُّلُه قَلِيلُ فسره فقال معناه كنت مرّة
( * قوله « كنت مرة » كذا في الأصل والمحكم بالراء ) تركب رأْس في الأُمور في حداثتك فاليوم قد كَبِرت وشِخت وتركت ذلك وقول أُم خالد الخثعمية في جَحْوش العُقَيلي فَلَيْتَ سِماكِيّاً يَحارُ رَبابُه يُقادُ إلى أَهلِ الغَضى بزِمامِ لِيَشْرَبَ منه جَحْوشٌ ويَشيمُه بِعَيْنَيْ قَطامِيٍّ أَغَرَّ شآمِي إنما أَرادت بعيني رجل كأَنهما عينا قطامي وإنما وجهناه على هذا لأَن الرجل نوع والقطامي نوع آخر سواه فمحال أن ينظر نوع بعين نوع ألا ترى أَن الرجل لا ينظر بعيني حمار وكذلك الحمار لا ينظر بعيني رجل ؟ هذا ممتنع في الأَنواع فافهم ومِقْطَمُ البازي مِخْلبه وقَطَم الشيء يَقطِمُه قَطْماً عَضَّه بأَطراف أَسنانه أو ذاقه الفراء قَطَمْتُ الشيء بأَطراف أَسناني أَقطِمه إذا تناولته وقال غيره قطَمَ يَقطِم إذا عضَّ بمقدَّم الأَسنان قال أَبو وجزة وخائفٍ لَحِمٍ شاكاً بَراثنُه كأَنه قاطِمٌ وَقْفَينِ مِن عاجِ ابن السكيت القَطْم العض بأََطراف الأََسنان يقال اقْطِمْ هذا العود فانظر ما طعمه والخمر قُطاميّ بالضم لا غير أي طريّ
( * قوله أي طري لعله يعود إلى العود لا إلى الخمر ) وقطم الشيء يقطمه قطماً عضه بأطراف أسنانه أو ذاقه قال أَبو وجزة وإذا قَطَمْتَهمُ قَطَمْتَ عَلاقِماً وقَواضِيَ الذِّيفانِ فيما تَقْطِمُ والذِّيفان السم بكسر الذال والقَطْمُ تناول الحشيش بأَدنى الفم والقُطامة ما قُطم بالفم ثم أُلقي وقَطَمَ الفَصِيلُ النبتَ أخذه بمقدّم فيه قبل أن يستحكم أكله وقَطَم الشيءَ قطماً قطَعَه وقَطَّمَ الشاربُ ذاق الشراب فكَرِهه وزَوَى وجهَه وقَطَّبَ والقُطامي بالضم من شعرائهم من تَغْلِب واسمه عُمير بن شُيَيْم وقطام من أسماء النساء ابن سيده وقَطامِ وقَطامُ اسم امرأة وأَهل الحجاز يبنونه على الكسر في كل حال وأَهل نجد يُجرونه مُجرى ما لا ينصرف وقد ذكرناه في رَقاشِ أَيضاً وابن أُمّ قَطامِ من ملوك كندة وقُطامةُ اسم والقُطَمِيّاتُ مواضع قال عبيد أَقْفَرَ من أَهْلِه مَلْحُوبُ فالقُطَمِيَّاتُ فالذَّنُوبُ وقُطْان اسم جبل قال المخبل السعدي ولَما رأَتْ قُطْمانَ منْ عَن شِمالِها رأَت بَعْضَ ما تَهْوَى وقَرَّتْ عُيونُها والمُقَطَّم جبل بمصر صانها الله تعالى

قعم
قُعِمَ الرجل وأُقْعِمَ أَصابه طاعون أَو داء فمات من ساعته وأَقْعَمتْه الحيةُ لدغته فمات من ساعته والقَعَمُ ردّة مَيَلٍ في الأَنف وطمأْنينة في وسطه وقيل هو ضِخَم الأَرنبة ونُتوءُها وانخفاض القصبة في الوجه وهوأَحسن من الخَنَس والفَطَس قَعِم قَعَماً فهو أَقْعم والأُنثى قَعْماء وحكى ابن بري عن ابن الأَعرابي القَعَمُ كالخَنَس أَو أَحسن منه ويقال في فمه قَعَمٌ أي عَوَجٌ وفي أَسنانه قَعَم وهو دخول أَعلاها إلى فمه وخُفٌّ أََقْعمُ ومُقْعَمٌ ومُقَعَّمٌ متطامن الوسط مرتفع الأنف قال عَلَيَّ خُفّانِ مُهَدَّمانِ مُشْتَبها الآنُفِ مُقْعَمانِ والقَيْعَمُ السِّنَّور والقَعْمُ صُياح السنور الأَصمعي لك قُعْمةُ هذا المال وقُمْعَتُه أي خِياره وأَجْوَدُه

قعضم
العَعْضَمُ والقِعْضِمُ الشيخ المسنّ الذاهب الأَسنان

ققم
رجل قَيْقَمٌ واسع الخُلُق عن كراع

قلم
القَلَم الذي يُكتب به والجمع أقلام وقِلام قال ابن بري وجمع أَقلام أَقاليم وأَنشد ابن الأَعرابي كأَنَّني حِينَ آتِيها لتُخْبِرَني وما تُبَيّنُ لي شَيْئاً بِتَكْلِيمِ صَحِيفةٌ كُتِبَتْ سِرّاً إلى رَجُلٍ لم يَدْرِ ما خُطَّ فيها بالأَقالِيم والمِقْلَمة وعاء الأَقْلام قال ابن سيده والقَلَمُ الذي في التنزيل لا أعرف كَيفيته قال أَبو زيد سمعت أعرابيّاً مُحرِماً يقول سَبَقَ القَضاءُ وجَفَّتِ الأَقْلامُ والقَلَمُ الزَّلَمُ والقَلَم السَّهْم الذي يُجال بين القوم في القِمار وجمعهما أقلام وفي التنزيل العزيز وما كنتَ لديهم إذ يُلقون أقلامهم أَيُّهم يَكفل مريم قيل معناه سهامهم وقيل أَقلامهم التي كانوا يكتبون بها التوراة قال الزجاج الأَقلام ههنا القِداح وهي قِداح جعلوا عليها علامات يعرفون بها من يكفل مريم على جهة القرعة وإنما قيل للسهم القلم لأَنه يُقْلم أي يُبْرى وكلُّ ما قطَعت منه شيئاً بعد شيء فقد قَلَمْته من ذلك القلم الذي يكتب به وإنما سمي قَلَماً لأَنه قلِمَ مرة بعد مرة ومن هذا قيل قَلَمت أَظفاري وقَلَمت الشيء بَرَيْته وفيه عالَ قلمُ زكريا هو ههنا القِدْح والسهم الذي يُتقارَع به سمي بذلك لأَنه يُبرى كبَرْي القلم ويقال للمِقْراض المِقْلامُ والقَلَمُ الجَلَمُ والقَلَمانِ الجَلَمانِ لا يفرد له واحد وأَنشد ابن بري لعَمْرِيَ لو يُعْطِي الأَميرُ على اللِّحَى لأُلْفِيتُ قد أَيْسَرْتُ مُنْذُ زَمانِ إذا كشَفَتْني لِحْيَتي من عِصابةٍ لهُمُ عندَه ألفٌ ولي مائتانِ لهَا دِرْهَمُ الرحمنِ في كلِّ جُمعةٍ وآخَرُ للِخَناء يَبْتَدِرانِ إذا نُشِرتْ في يَوْمِ عِيدٍ رأَيْتَِها على النَّحْرِ مِرْماتيْنِ كالقَفَدانِ ولوْلا أَيادٍ مِنْ يَزِيدَ تتابَعتْ لَصَبَّحَ في حافاتِها القَلمانِ والمِقْلَم قَضِيب الجمل والتيس والثور وقيل هو طرَفه شمر المِقْلم طَرف قضيب البعير وفي طرفه حَجَنةٌ فتلك الحَجَنة المِقْلم وجمعه مَقالِمُ والمِقْلَمة وعاء قضيب البعير ومقالِم الرمح كُعوبه قال وعادِلاً مارِناً صُمّاً مَقالِمُه فيه سِنانٌ حَلِيفُ الحَدِّ مَطْرُورُ ويروى وعاملاً وقَلَم الظُّفُر والحافر والعُود يَقْلِمُه قَلْماً وقَلَّمه قطَعه بالقَلَمَيْن واسم ما قُطِع منه القُلامة الليث القَلْم قطع الظفر بالقلمين وهو واحد كله والقُلامة هي المَقْلومة عن طرف الظفر وأَنشد لَمَّا أَتَيْتُم فلم تَنْجُوا بِمَظْلِمةٍ قِيسَ القُلامةِ مما جَزَّه القَلَمُ قال الجوهري قَلَمْت ظُفري وقَلَّمت أظفاري شدد للكثرة ويقال للضعيف مَقْلُوم الظفر وكَلِيل الظفر والقَلَمُ طول أَيْمةِ المرأَة وامرأَة مُقَلَّمة أي أَيّم وفي الحديث اجتاز النبي صلى الله عليه وسلم بنسوة فقال أَظنُّكُنَّ مُقَلَّماتٍ أي ليس عليكن حافظ قال ابن الأثير كذا قال ابن الأَعرابي في نوادره قال ابن الأَعرابي وخَطَب رجل إلى نسوة فلم يُزَوِّجنَه فقال أَظنكنّ مُقَلَّماتٍ أي ليس لكنّ رجل ولا أحد يدفع عنكن ابن الأَعرابي القَلَمة العُزّاب من الرجال الواحد قالِمٌ ونساء مُقَلَّمات بغير أَزواج وأَلفٌ مُقَلَّمةٌ يعني الكَتِيبة الشاكَّة في السلاح والقُلاَّم بالتشديد ضرب من الحَمْض يذكر ويؤنث وقيل هي القاقُلَّى التهذيب القُلاَّم القاقُلى قال لبيد مَسْجُورةً متجاوِراً قُلاَّمها وقال أَبو حنيفة قال شُبَيل بن عَزْرة القُلاَّم مثل الأَشنان إلا أَن القلام أَعظم قال وقال غيره ورقه كورق الحُرْف وأَنشد أَتوْني بِقُلاَّمٍ فَقالوا تَعَشّهُ وهل يأْكُلُ القُلاَّمَ إلا الأَباعِرُ ؟ والإقْلِيمُ واحد أقالِيم الأَرض السبعة وأَقاليمُ الأرضِ أَقْسامها واحدها إقلِيم قال ابن دريد لا أَحسب الإقْلِيم عربيّاً قال الأَزهري وأَحسبه عربيّاً وأَهل الحِساب يزعمون أَن الدُّنيا سبعة أقاليم كل إقْليم معلوم كأَنه سمي إِقْلِيماً لأَنه مَقْلوم من الإقلِيم الذي يُتاخِمه أي مقطوع وإقْلِيم موضع بمصر عن اللحياني وأَبو قَلَمُون ضرب من ثِياب الروم يتلوّن ألواناً للعيون قال ابن بري قَلَمُون فَعَلُول مثل قَرَبُوسٍ وقال الأَزهري قَلَمون ثوب يُتراءى إذا طلعت الشمس عليه بأَلوان شتى وقال بعضهم أَبو قلمون طائر يُتراءى بأَلوان شتى يشبَّه الثوب به

قلحم
القِلْحَمُّ المُسِنُّ الضَّخْم من كل شيء وقيل هو من الرجال الكبير المسن مثل القِلْعَمِّ وهو ملحق بجِرْدَحْلٍ بزيادة ميم قال رؤبة بن العجاج قد كنتُ قَبْلَ الكِبَر القِلْحَمِّ وقَبْلَ نَخْصِ العَضَل الزِّيَمِّ وقال آخر أَنا ابنُ أَوْسٍ حَيَّةً أَصَمّا لا ضَرَعَ السِّنِّ ولا قِلْحَمَّا والقِلْحََمُّ الذي يَتَضَعْضَعُ لحمه والقِلَحْمُ على مثال سِبَطْرٍ اليابس الجلد عن كراع وقِلْحَمٌّ ذكره الجوهري في هذا الباب مختصراً ثم قال وقد ذكرنا في باب الحاء لأَن الميم زائدة قال ابن بري صواب قِلْحَمّ أَن يذكر في باب قلحم لأَن في آخره ميمين إحدهما أَصلية والأُخرى زائدة للإلحاق لأَنه يقال للمسن قِلْحَمٌّ فالميم الأَخيرة في قلحم زائدة للإلحاق كما كانت الباء الثانية في جَلْبَبَ زائدة للإلحاق بدَحْرَجَ وأُتي باللام في قِلحمّ لأَنه يقال رجل قَحْل وقَحْم للمسن فركب اللفظ منهما وكذلك في الفعل قالوا اقْلَحَمَّ وأَنشد ابن بري رأَيْنَ قَحْماً شابَ واقْلَحَمَّا طالَ عليهِ الدَّهْرُ فاسْلَهَمَّا

قلحذم
الأَزهري القَلَحْذَم الخفيف السريع

قلخم
ابن شميل القِلَّخْمُ والدِّلَّخْم اللام منهما شديدة وهما الجليل من الجمال الضخْم العظيم

قلدم
ماء قَلَيْدَمٌ كثير

قلذم
القَلَيْذَمُ البئر الغزيرة الكثيرة الماء وقد تقدَّم بالدال المهملة قال إنَّ لنا قَلَيْذَماً قَذُوما يَزِيدُهُ مَخْجُ الدِّلا جُمُوما ويروى قَدْ صَبَّحَتْ قَلَيْذَماً قَذُوما ويروى قُلَيْزِماً اشْتَقَّه من بحر القُلْزُم فصغره على جهة المدح وهو مذكور في موضعه

قلزم
القَلْزَمَةُ ابْتِلاع الشيء وفي المحكم الابتلاع أَنشد ابن الأعرابي ولا ذِي قَلازِمَ عِندَ الحِياض إذاما الشَّريبُ أَرادَ الشَّريبا فأَما اشتقاقه من القَلْز الذي هو الشرب الشديد فبعيد يقال تَقَلْزمَه إذا ابتلعه والْتَهَمَه وبحر القُلْزُم مشتق منه وبه سمي القلزم لالتهامه من ركبه وهو المكان الذي غرق فيه فرعون وآلُه قال ابن خالويه القُلْزُم مقلوب من الزُّلقُم وهو البحر والزَّلْقمةُ الاتساع وقوله قد صَبَّحَتْ قُلَيْزِماً قذوما إنما أَخذه من بحر القلزم شبه البئر في غُزرها به وصغرها على جهة المدح كقول أَوس فُوَيْقَ جُبَيْلٍ شامِخِ الرأسِ لم يكن لِيُدْرِكَه حتَّى يَكِلَّ ويَعْملا
( * قوله « فويق جبيل إلى آخر البيت » ما بعده موجود في النسخة التي كانت في قف السلطان الأشرف وهي العمدة وتقدم في مادة ق ص م
باتت تعشى الليل بالقصيم ... لبابة من همق عيشوم
وفي المحكم والتهذيب لباية بلام مضمومة ومثناة تحتية وفسرها في التهذيب فقال اللباية شجر الأمطى وفيه عيشوم بالعين وفي المحكم هيشوم بالهاء بدل العين )

قلعم
القِلْعَمُّ الشيخ الكبير المسن الهَرِم مثل القلْحَمِّ ابن الأَعرابي القَلْعَمُ العجوز المسنة الأَزهري القَلْعَمَةُ المُسِنة من الإبل قال والحاء أصوب اللغتين واقْلَعَمَّ الرجل أَسنَّ وكذلك البعير القِلْعَمُّ والقِلْعَمُ الطويل والتخفيف عن كراع وقِلْعَمٌ من أَسماء الرجال مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي والقَلْعَمُ والقُمْعُلُ القَدَحُ الضخم قال ابن بري وهو أيضاً اسم جبل

قلقم
القَلْقَمُ الواسِعُ من الفُروج

قلهم
القَلْهَم الفَرج الواسِع وفي الحديث أَن قوماً افتَقَدُوا سِخابَ فَتاتِهم فاتهموا امرأَة فجاءت عجوز ففتشَت قَلْهَمَها أي فرجها التفسير للهروي في الغريبين وروايته قَلْهَمها بالقاف والمعروف فَلْهَمَها بالفاء وقد تقدّم قال ابن الأَثير والصحيح أنه بالفاء وقد تقدَّم

قلهذم
القَلَهْذَم القصير والقَلَهْذَم البحر الكثير الماء وبحر قَلَهْذَمٌ كثير الماء الجوهري القَلَهذم الخفيف

قلهزم
التهذيب القَلَهْزَم الرجل المُرتَبِعُ الجسم الذي ليس بفَرِجِ الرَّأْي ولا طَرير في المَنطق وليس من عِظَم رأْسه ولا صِغره ويقال بل هو ضَخْم الرأْس واللِّهْزِمَتَينِ ابن سيده القَلَهْزم الضَّيِّق الخُلُق المِلْحاح وقيل هو القصير قال عياض بن درّة وما يَجْعَلُ السَّاطِي السَّبُوحَ عِنانَه إلى المُجْنَحِ الجاذِي الأَنُوحِ القَلَهْزَمِ المُجْنَحُ المائل الخِلقة والجاذِي الخَلْقِ الذي لم يَطل خَلْقُه والأَنُوحُ القصير من الخيل قال ابن بري في مختصر العين القَلَهْزَم الضيِّق الخُلُق وقال حميد بن ثور جِلادَ تخاطَتْها الرِّعاء فأُهْمِلَتْ وآلَفْنَ رَجَّافاً جُرازاً قَلَهزَما جِلادٌ غِلاظ من الإبل وجُرازٌ شديد الأَكل ورَجَّافٌ يَرْجُف رأْسه وقَلَهْزَمٌ قصير غليظ وامرأة قَلَهْزَمة قصيرة جدّاً والقَلَهْزَمُ من الخيل الجَعْدُ الخَلْق الأَصمعي إذا صَغُر خَلقه وجَعُد قيل له قَلَهْزم ونحو ذلك قال الليث

قمم
قَمَّ الشيءَ قَمّاً كنسه حجازية وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه قدم مكة فكان يطوف في سِكَكِها فيمر بالقوم فيقول قُمُّوا فِناءكم حتى مرّ بدار أَبي سفيان فقال قُمُّوا فِناءكم فقال نعم يا أَمير المؤمنين حتى يجيء مُهَّانُنا الآن ثم مرَّ به فلم يَصنع شيئاً ثم مرَّ ثالثاً فلم يصنع شيئاً فوضع الدِّرَّة بين أُذنيه ضرباً فجاءت هند فقالت واللهِ لَرُبَّ يومٍ لو ضربته لاقْشَعَرَّ بطن مكة فقال أَجل والمِقَمَّة المِكْنَسة والقُمامة الكُناسة والجمع قُمام وقال اللحياني قُمامَة البيت ما كُسِح منه فأُلقي بعضه على بعض الليث القَمُّ مايُقَمُّ من قُمامات القُماش ويكنس يقال قَمَّ بيته يقُمُّه قَمّاً إذا كنسه وفي حديث فاطمة عليها السلام أَنها قَمَّتِ البيت حتى اغبرّت ثيابها أي كنسته وفي حديث ابن سيرين أَنه كتب يسأَلهم عن المُحاقَلة فقيل إنهم كانوا يشترطون لرب الماء قُمامة الجُرُن أي الكُساحة والجُرُن جمع جَرِين وهو البَيْدَر ويقال أَلقِ قُمامة بيتك على الطريق أي كُناسة بيتك وتَقَمَّمَ أي تتبع القُمامَ في الكُناسات قال ابن بري والقُمَّةُ بالضم المَزْبَلة قال أَوْس ابن مَغْراء قالوا فما حالُ مِسْكِينٍ ؟ فَقُلْت لهم أَضحى كَقُمَّةِ دارٍ بَيْنَ أَنْداء وقَمَّ ما على المائدة يَقُمُّه قَمّاً أَكله فلم يَدَع منه شيئاً وفي الحديث أَن جماعة من الصحابة كانوا يَقُمُّون شواربهم أي يَسْتأْصِلونها قَصّاً تشبيهاً بقَمِّ البيت وكنسه وفي مثل لهم أَدْرِكي القُوَيْمَّة لا تأْكله الهوَيْمَّة يعني الصبي الذي يأكل البعر والقَصَب وهو لا يعرفه يقول لأُمه أَدركيه لا تأْكُلُه الهامَّةُ أَي الحية وفي التهذيب أَراد بالقُوَيْمَّة الصبي الصغير يلقُط ما تقع عليه يده فربما وقعت يده على هامَّة من الهَوامِّ فتَلْسَعُه وقَمَّت الشاةُ تَقُمُّ قَمّاً إذا ارْتَمَّت من الأرض واقْتَمَّت الشيء طلبَتْه لتأْكله وفي الصحاح إذا أَكلت من المِقَمَّة ثم يستعار فيقال اقْتَمَّ الرجل ما على الخِوان إذا أكله كله وقَمَّه فهو رجل مِقَمّ ْوالمِقَمَّةُ مِرَمَّة الشاة تَلُفُّ بها ما أَصابت على وجه الأَرض وتأكله ابن الأَعرابي للغَنم مَقامُّ واحدتها مِقَمَّةٌ وللخيل الجَحافِلُ وهي الشفة للإنسان الأَصمعي يقال مِقَمَّة ومِرَمَّة لفم الشاة قال ومن العرب من يقول مَقمَّة ومَرَمَّة قال وهي من الكلب الزُّلْقُوم ومن السباع الخَطْمُ والمِقَمّةُ مِقَمَّةُ الثور ابن سيده والمِقَمَّة والمَقَمَّةُ الشَّفة وقيل هي من ذوات الظِّلف خاصة سميت بذلك لأنها تَقْتَمُّ به ما تأْكله أي تَطلبه والقَمِيمُ ما بقي من نبات عام أَوّل عن اللحياني ويقال ليبيس البقل القَمِيم وقيل القَمِيم حُطام الطَّرِيفة وما جَمعتْه الريح من يَبيسها والجمع أَقِمَّة والقَميم السويق عن اللحياني وأَنشد تُعَلَّلُ بالنَّبيذةِ حين تُمْسي وبالمَعْوِ المُكَمَّمِ والقَمِيم
( * قوله « بالنبيذة » كذا في الأصل والمحكم هنا والذي في المحكم في كمم وفي معو بالنهيدة وفسر النهيدة بالزبدة )
وقَمَّ الفحلُ الإبل يَقُمُّها قَمًّا وأَقَمَّها إقْماماً اشتمل عليها وضرَبها كلها فأَلقحها وكذلك تَقَمَّمها واقْتَمَّها حتى قَمَّتْ تَقِمُّ وتَقُمُّ قُموماً وإنه لَمِقَمُّ ضِرابٍ قال إذا كَثُرَتْ رَجْعاً تَقَمَّمَ حَوْلَها مِقَمُّ ضِرابٍ للطَّرُوقة مِغْسَلُ وتَقَمَّم الفحلُ الناقةَ إذا علاها وهي باركة ليضْرِبها وكذلك الرجل يعلو قِِرْنَه قال العجاج يَقْتَسِرُ الأَقْرانَ بالتَّقَمُّمِ ويقال شد الفرسُ على الحِجْر فَتَقَمَّمها أَي تَسَنَّمها وجاء القَومُ القِمَّة أي جميعاً دخلت الأَلف واللام فيه كما دخلت في الجَمَّاء الغَفير والقِمّةُ أعلى الرأْسِ وأَعلى كلِّ شيء وقِمَّةُ النخلة رأْسها وتَقَمَّمها ارتقى فيها حتى يبلغ رأسَها وقِمَّةُ كل شيء أَعلاه ووسطه وتَقْمِيم النجم أَن يتوسط السماء فتراه على قِمَّة الرأس والقِمَّة بالكسر القامةُ عن اللحياني وهو حَسن القِمَّة أَي اللِّبْسةِ والشخص والهيئة وقيل القِمّة شَخْص الإنسان ما دام قائماً وقيل ما دام راكباً يقال أَلقى عليه قِمّتَه أي بدنه ويقال فلان حَسَنُ القامةِ والقِمّةِ والقُومِيّةِ بمعنى يقال إنه لحسن القِمّةِ على الرَّحْل وفي الحديث أَنه حَضّ على الصدقة فقام رجل صغير القِمَّة القِمَّةُ بالكسر شخص الإنسان إذا كان قائماً وهي القامةُ والقِمَّةُ أيضاً وسط الرأْس والقِمّة رأْس الإنسان وأَنشد ضَخْم الفَرِيسةِ لو أَبْصَرْت قِمَّتَه بَيْنَ الرِّجالِ إذاً شَبَّهْتَه الجَبَلا الأصمعي القِمّةُ قمَّة الرأْس وهو أَعلاه يقال صار القَمر على قِمَّة الرأْس إذا صار على حِيال وسط الرأْس وأَنشد على قِمَّةِ الرأس ابنُ ماءٍ مُحَلِّقُ والقِمّة والقُمامةُ جماعة القَوْم وتَقَمَّمَ الفرَسُ الحِجْرَ علاها والقَمْقامُ والقُماقِمُ من الرجال السيّد الكثير الخير الواسع الفضل ويقال سيد قُماقِمٌ بالضم لكثرة خيره وأَنشد ابن بري أَوْرَثَها القُماقِمُ القُماقِما ووقع في قَمْقام من الأَمر أي وقع في أَمر عظيم كبير والقَمْقامُ الماء الكثير وقَمْقام البحر مُعْظَم لاجتماع مائه وقيل هو البحر كله والبحر القَمْقام أَيضاً قال الفرزدق وغَرِقْت حينَ وَقَعْت في القَمْقام والقَمْقام البحر وفي حديث علي عليه السلام يَحملها الأَخْضَرُ المُثْعَنْجَرُ والقَمْقامُ المُسَخَّر هو البحر
( * في النهاية المثعنجر بكسر الجيم والمسجِر بدل المسخر ) والقَمْقامُ العدد الكثير والقُمْقُمانُ مثله وعدد قَمْقامٌ وقُماقِمٌ وقُمْقُمانٌ الأَخيرة عن ثعلب كثير وأَنشد للعجاج له نَواحٍ وله أُسْطُمُّ وقُمْقُمانُ عَدَدٍ قُمْقُمُّ هو من قَمْقامٍ العدَدِ الكثير قال رَكَّاضُ ابن أَبَّاقٍ من نَوْفَلٍ في الحَسَبِ القَمْقامِ وقال رؤبة من خَرَّ في قَمْقامِنا تَقَمْقَما أَي من خَرَّ في عددنا غُمِر وغُلِب كما يُغْمر الواقع في البحر الغَمْر والقَمْقام صِغار القِرْدانِ وضرب من القمل شديد التشبُّث بأُصول الشعر واحدتها قَمْقامة وقيل هي القُداد أوَّل ما يكون صغيراً لا يكاد يرى من صغره وقوله وعَطَّنَ الذِّبَّانُ في قَمْقامِها لم يفسره ثعلب قال ابن سيده وقد يجوز أَن يعني الكثير أَو يعني القِرْدان ابن الأَعرابي قَمَّ إذا جَمع وقَمَّ إذا جَفَّ وقَمْقَم الله عَصَبَه أَي جَفَّفَ عصَبه وقَمْقَمَ الله عصبه أَي سلَّط الله عليه القَمْقام وقيل قَمْقَم الله عصَبه أي جَمعه وقَبَضه وقال ثعلب شدَّده ويقال ذلك في الشتم والقُمْقُمُ الجَرَّة عن كراع والقُمْقُم ضرب من الأَواني قال عنترة وكأَنَّ رُبّاً أَو كحِيلاً مُعْقَداً حَشَّ القيانُ به جوانِبَ قُمْقُمِ
( * قوله « القيان » هذا ما في الأصل وابن سيده والذي في المعلقات الوقود )
والقُمْقُمُ ما يُسْتَقى به من نحاس وقال أَبو عبيد القُمْقُم بالرُّومية وفي حديث عمر رضي الله عنه لأَن أَشْربَ قُمْقُماً أَحْرَقَ ما أَحرَقَ أَحبُّ إليّ من أن أَشرب نبيذَ جَرٍّ القُمقم ما يسخن فيه الماء من نحاس وغيره ويكون ضيّق الرأْس أَراد شرب ما يكون فيه من الماء الحارّ ومنه الحديث كما يَغْلي المِرْجَلُ بالقُمْقم قال ابن الأَثير هكذا رُوي ورواه بعضهم كما يَغْلي المِرْجَلُ القُمْقُم قال وهو أَبين إن ساعدته صحة الرواية والقُمْقُم الحُلْقوم وقُمَيْقِمٌ ماء ينزله من خرج من عانةَ يريد سِنْجارَ قال القطامي حَلَّتْ جَنُوبُ قُمَيْقِماً بِرِهانِها فَمَتى الخَلاصُ بِذِي الرِّهانِ المُغْلَق ؟ وفي المثل على هذا دارَ القُمْقُم أي إلى هذا صار معنى الخبر يُضرب للرجل إذا كان خبيراً بالأَمر وكذلك قولهم على يَديَّ دارَ الحديثُ والجمع قَماقِمُ والقِمْقِم البُسْر اليابس بالكسر وقيل هو ما يبس من البُسر إذا سقط اخضرّ ولانَ قال مَعدان ابن عبيد وأَمةٍ أَكَّالةٍ للقِمْقِم

قنم
قَنِمَ الطَّعامُ واللحمُ والثَّرِيد والدُّهن والرُّطب يَقْنَم قَنَماً فهو قَنِمٌ وأقْنَمُ فَسَد وتغيرت رائحته وأَنشد وقد قَنِمَتْ من صَرِّها واحْتِلابها أَنامِلُ كَفَّيْها ولَلْوَطْبُ أَقْنَمُ والاسم القَنَمةُ قال سيبوية جعلوه اسماً للرائحة التهذيب ويقال فيه قَنَمةٌ ونَمَقَةٌ إذا أَرْوَح وأَنْتَن الجوهري القَنَمة بالتحريك خُبْث ريح الأَدهان والزيت ونحو ذلك وقَنِمت يدي من الزيت قَنَماً فهي قَنِمة اتَّسخت والقَنَمُ في الخيل والإبل أَن يُصيب الشعرَ النَّدى ثم يصيبه الغُبار فيركبه لذلك وَسَخ وبقرة قَنِمة متغيرة الرائحة حكاه ثعلب وقد قَنِمَ سِقاؤه بالكسر قَنَماً أي تَمِهَ وقَنِمَ الجَوْزُ فهو قانم أي فاسد والأَقانِيمُ الأُصول واحدها أُقْنُوم قال الجوهري وأَحسبها رومية

قهم
القَهِمُ القليل الأَكل من مرض أَو غيره وقد أَقْهَمَ عن الطعام وأَقْهى أي أَمْسَكَ وصارلا يشتهيه وقَهِيَ لبعض بني أَسد وحكى ابن الأَعرابي أَقْهَمَ عن الشراب والماء تركه ويقال للقليل الطُّعْم قد أَقْهَى وأَقْهَمَ وقال أَبو زيد في نوادره المُقْهِمُ الذي لا يَطْعَمُ من مرض أَو غيره وقيل الذي لا يشتهي الطعام من مرض أَو غيره وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَقْهَمَ فلان إلى الطعام إقْهاماً إذا اشتهاه وأَقْهَمَ عن الطعام إذا لم يَشتَهه وأَنشد في الشهوة وهْو إلى الزّادِ شَدِيدُ الإقْهامُ وأَقْهَمتِ الإبل عن الماء إذا لم تُرده وأَنشد لجَهْم ابن سَبَل ولو أَنّ لُؤْمَ ابْنَيْ سُلَيمانَ في الغَضى أَو الصِّلِّيانِ لم تَذُقْه الأَباعِرُ أَو الحَمْضِ لاقْوَرَّتْ أَو الماءِ أَقْهَمَتْ عن الماء حِمْضِيَّاتُهُنَّ الكَناعِرُ قال الأَزهري من جعل الإقْهام شهوة ذهب به إلى الهَقِمِ وهو الجائع ثم قلبه فقال قَهِم ثم بَنى الإقْهام منه وقال أَبو حنيفة أَقْهَمَت الحُمُر عن اليبيس إذا تركته بعد فِقدان الرَّطْب وأَقهَمَ الرجلُ عنك إذا كَرِهَك وأقهَمَت السماءُ إذا انقَشَعَ الغَيمُ عنها

قهرم
القَهْرَمان هو المُسَيْطِرُ الحَفِيظ على من تحت يديه قال مَجْداً وعِزّاً قَهْرَماناً قَهْقَبا قال سيبويه هو فارسي والقُهْرمان لغة في القَهْرمان عن اللحياني وتُرْجُمان وتَرْجُمان لغتان قال أَبو زيد يقال قَهْرمانٌ وقَرْهَمانٌمقلوب ابن بري القَهرمان من أُمناء الملك وخاصته فارسي معرب وفي الحديث كتَب إلى قَهرمانِه هو كالخازِن والوكيل الحافظ لا تحت يده والقائم بأُمور الرجل بلغة الفرس

قهقم
القِهْقَمُّ الذي يبتلع كل شيء الأَزهري القَهْقَم الفحل الضخم المغتلم أَبو عمرو القَهْقَبُّ والقَهْقَمُّ الجمل الضخم

قوم
القيامُ نقيض الجلوس قام يَقُومُ قَوْماً وقِياماً وقَوْمة وقامةً والقَوْمةُ المرة الواحدة قال ابن الأَعرابي قال عبد لرجل أَراد أن يشتريه لا تشترني فإني إذا جعت أَبغضت قَوْماً وإذا شبِعت أَحببت نَوْماً أي أَبغضت قياماً من موضعي قال قد صُمْتُ رَبِّي فَتَقَبَّلْ صامتي وقُمْتُ لَيْلي فتقَبَّل قامَتي أَدْعُوك يا ربِّ من النارِ التي أَعْدَدْتَ للكُفَّارِ في القِيامةِ وقال بعضهم إنما أَراد قَوْمَتي وصَوْمَتي فأَبدل من الواو أَلفاً وجاء بهذه الأبيات مؤسَّسة وغير مؤسسة وأَراد من خوف النار التي أَعددت وأَورد ابن بري هذا الرجز شاهداً على القَوْمة فقال قد قمت ليلي فتقبَّل قَوْمَتي وصمت يومي فتقبَّل صَوْمَتي ورجل قائم من رجال قُوَّمٍ وقُيَّمٍ وقِيَّمٍ وقُيَّامٍ وقِيَّامٍ وقَوْمٌ قيل هو اسم للجمع وقيل جمع التهذيب ونساء قُيَّمٌ وقائمات أَعرف والقامةُ جمع قائم عن كراع قال ابن بري رحمه الله قد ترتجل العرب لفظة قام بين يدي الجمل فيصير كاللغو ومعنى القِيام العَزْمُ كقول العماني الراجز للرشيد عندما همَّ بأَن يعهد إلى ابنه قاسم قُل للإمامِ المُقْتَدَى بأَمِّه ما قاسِمٌ دُونَ مَدَى ابنِ أُمِّه فَقَدْ رَضِيناهُ فَقُمْ فسَمِّه أي فاعْزِمْ ونُصَّ عليه وكقول النابغة الذبياني نُبِّئتُ حِصْناً وحَيّاً مِن بَني أَسَدٍ قامُوا فقالُوا حِمانا غيرُ مَقْروبِ أَي عَزَموا فقالوا وكقول حسان بن ثابت علاما قامَ يَشْتُمُني لَئِيمٌ كخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ في رَمادِ
( * قوله « علاما » ثبتت ألف ما في الإستفهام مجرورة بعلى في الأصل وعليها فالجزء موفور وإن كان الأكثر حذفها حينئذ )
معناه علام يعزم على شتمي وكقول الآخر لَدَى بابِ هِنْدٍ إذْ تَجَرَّدَ قائما ومنه قوله تعالى وإنه لما قامَ عبد الله يدعوه أي لما عزم وقوله تعالى إذ قاموا فقالوا ربُّنا ربُّ السموات والأرض أي عزَموا فقالوا قال وقد يجيء القيام بمعنى المحافظة والإصلاح ومنه قوله تعالى الرجال قوّامون على النساء وقوله تعالى إلا ما دمت عليه قائماً أي ملازماً محافظاً ويجيء القيام بمعنى الوقوف والثبات يقال للماشي قف لي أي تحبَّس مكانَك حتى آتيك وكذلك قُم لي بمعنى قف لي وعليه فسروا قوله سبحانه وإذا أَظلم عليهم قاموا قال أهل اللغة والتفسير قاموا هنا بمعنى وقَفُوا وثبتوا في مكانهم غير متقدّمين ولا متأَخرين ومنه التَّوَقُّف في الأَمر وهو الوقُوف عنده من غير مُجاوَزة له ومنه الحديث المؤمن وَقَّافٌ متَأَنٍّ وعلى ذلك قول الأَعشى كانت وَصاةٌ وحاجاتٌ لها كَفَفُ لَوْ أَنَّ صْحْبَكَ إذْ نادَيْتَهم وقَفُوا أي ثبتوا ولم يتقدَّموا ومنه قول هُدبة يصف فلاة لا يُهتدى فيها يَظَلُّ بها الهادي يُقلِّبُ طَرْفَه يَعَضُّ على إبْهامِه وهو واقِفُ أَي ثابت بمكانه لا يتقدَّم ولا يتأَخر قال ومنه قول مزاحم أَتَعْرِفُ بالغَرَّيْنِ داراً تَأبَّدَتْ منَ الحَيِّ واستَنَّتْ عَليها العَواصِفُ وقَفْتُ بها لا قاضِياً لي لُبانةً ولا أَنا عنْها مُسْتَمِرٌّ فَصارِفُ قال فثبت بهذا ما تقدم في تفسير الآية قال ومنه قامت الدابة إذا وقفت عن السير وقام عندهم الحق أي ثبت ولم يبرح ومنه قولهم أقام بالمكان هو بمعنى الثبات ويقال قام الماء إذا ثبت متحيراً لا يجد مَنْفَذاً وإذا جَمد أيضاً قال وعليه فسر بيت أبي الطيب وكذا الكَريمُ إذا أَقام بِبَلدةٍ سالَ النُّضارُ بها وقام الماء أي ثبت متحيراً جامداً وقامَت السُّوق إذا نفَقت ونامت إذا كسدت وسُوق قائِمة نافِقة وسُوق نائِمة كاسِدة وقاوَمْتُه قِواماً قُمْت معه صحَّت الواو في قِوام لصحتها في قاوَم والقَوْمةُ ما بين الركعتين من القِيام قال أَبو الدُّقَيْش أُصلي الغَداة قَوْمَتَيْنِ والمغرب ثلاث قَوْمات وكذلك قال في الصلاة والمقام موضع القدمين قال هذا مَقامُ قَدَمَي رَباحِ غُدْوَةَ حتَّى دَلَكَتْ بَراحِ ويروى بِراحِ والمُقامُ والمُقامةُ الموضع الذي تُقيم فيه والمُقامة بالضم الإقامة والمَقامة بالفتح المجلس والجماعة من الناس قال وأما المَقامُ والمُقامُ فقد يكون كل واحد منهما بمعنى الإقامة وقد يكون بمعنى موضع القِيام لأَنك إذا جعلته من قام يَقُوم فمفتوح وإن جعلته من قام يُقِيمُ فَمضْموم فإن الفعل إذا جاوز الثلاثة فالموضع مضموم الميم لأَنه مُشَبَّه ببنات الأَربعة نحو دَحْرَجَ وهذا مُدَحْرَجُنا وقوله تعالى لا مقَامَ لكم أي لا موضع لكم وقُرئ لا مُقام لكم بالضم أي لا إقامة لكم وحَسُنت مُستقَرّاً ومُقاماً أَي موضعاً وقول لبيد عَفَتِ الدِّيارُ مَحلُّها فَمُقامُها بِمنىً تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها يعني الإقامة وقوله عزَّ وجل كم تركوا من جنات وعيون وزُروع ومَقام كَريم قيل المَقامُ الكريم هو المِنْبَر وقيل المنزلة الحسَنة وقامت المرأَة تَنُوح أَي جعَلت تنوح وقد يُعْنى به ضدّ القُعود لأَن أكثر نوائح العرب قِيامٌ قال لبيد قُوما تَجُوبانِ مَعَ الأَنْواح وقوله يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ أَفضَلُ من يومِ احْلِقِي وقُومي إنما أَراد الشدّة فكنى عنه باحْلِقي وقومي لأَن المرأَة إذا مات حَمِيمها أو زوجها أو قُتل حلَقَت رأْسها وقامَت تَنُوح عليه وقولهم ضَرَبه ضَرْبَ ابنةِ اقْعُدي وقُومي أي ضَرْبَ أمة سميت بذلك لقُعودها وقِيامه في خدمة مواليها وكأنَّ هذا جعل اسماً وإن كان فِعْلاً لكونه من عادتها كما قال إن الله ينهاكم عن قِيلٍ وقالٍ وأَقامَ بالمكان إقاماً وإقامةً ومُقاماً وقامةً الأخيرة عن كراع لَبِثَ قال ابن سيده وعندي أن قامة اسم كالطّاعةِ والطّاقَةِ التهذيب أَقَمْتُ إقامةً فإذا أَضَفْت حَذَفْت الهاء كقوله تعالى وإقام الصلاةِ وإيتاء الزكاةِ الجوهري وأَقامَ بالمكان إقامةً والهاء عوض عن عين الفعل لأَن أصلَه إقْواماً وأَقامَه من موضعه وأقامَ الشيء أَدامَه من قوله تعالى ويُقِيمون الصلاةَ وقوله تعالى وإنَّها لبِسَبيل مُقِيم أراد إن مدينة قوم لوط لبطريق بيِّن واضح هذا قول الزجاج والاسْتِقامةُ الاعْتدالُ يقال اسْتَقامَ له الأمر وقوله تعالى فاسْتَقِيمُوا إليه أي في التَّوَجُّه إليه دون الآلهةِ وقامَ الشيءُ واسْتقامَ اعْتدَل واستوى وقوله تعالى إن الذين قالوا ربُّنا الله ثم اسْتَقاموا معنى قوله اسْتَقامُوا عملوا بطاعته ولَزِموا سُنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقال الأَسود بن مالك ثم استقاموا لم يشركوا به شيئاً وقال قتادة استقاموا على طاعة الله قال كعب بن زهير فَهُمْ صَرفُوكم حينَ جُزْتُمْ عنِ الهُدَى بأَسْيافِهِِمْ حَتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ قال القِيَمُ الاسْتِقامةُ وفي الحديث قل آمَنتُ بالله ثم اسْتَقِمْ فسر على وجهين قيل هو الاسْتقامة على الطاعة وقيل هو ترك الشِّرك أَبو زيد أَقمْتُ الشيء وقَوَّمْته فَقامَ بمعنى اسْتقام قال والاسْتِقامة اعتدال الشيء واسْتِواؤه واسْتَقامَ فلان بفلان أي مدَحه وأَثنى عليه وقامَ مِيزانُ النهار إذا انْتَصفَ وقام قائمٌ الظَّهِيرة قال الراجز وقامَ مِيزانُ النَّهارِ فاعْتَدَلْ والقَوامُ العَدْل قال تعالى وكان بين ذلك قَواماً وقوله تعالى إنّ هذا القرآن يَهْدِي للتي هي أَقْومُ قال الزجاج معناه للحالة التي هي أَقْوَمُ الحالاتِ وهي تَوْحِيدُ الله وشهادةُ أن لا إله إلا الله والإيمانُ برُسُله والعمل بطاعته وقَوَّمَه هو واستعمل أبو إسحق ذلك في الشِّعر فقال استقامَ الشِّعر اتَّزَنَ وقَوّمَََ دَرْأَه أَزال عِوَجَه عن اللحياني وكذلك أَقامَه قال أَقِيمُوا بَني النُّعْمانِ عَنَّا صُدُورَكُم وإلا تُقِيموا صاغِرِينَ الرُّؤوسا عدَّى أَقِيمُوا بعن لأَن فيه معنى نَحُّوا أَو أَزيلُوا وأَما قوله وإلاَّ تُقِيموا صاغرين الرُّؤوسا فقد يجوز أَن يُعْنى به عُني بأَقِيموا أي وإلا تُقيموا رؤوسكم عنا صاغرين فالرُّؤوسُ على هذا مفعول بتُقيموا وإن شئت جعلت أَقيموا هنا غير متعدّ بعن فلم يكن هنالك حرف ولاحذف والرُّؤوسا حينئذ منصوب على التشبيه بالمفعول أَبو الهيثم القامةُ جماعة الناس والقامةُ أيضاً قامةُ الرجل وقامةُ الإنسان وقَيْمَتُه وقَوْمَتُه وقُومِيَّتُه وقَوامُه شَطاطُه قال العجاج أَما تَرَيني اليَوْمَ ذا رَثِيَّهْ فَقَدْ أَرُوحُ غيرَ ذي رَذِيَّهْ صُلْبَ القَناةِ سَلْهَبَ القُومِيَّهْ وصَرَعَه من قَيْمَتِه وقَوْمَتِه وقامَته بمعنى واحد حكان اللحياني عن الكسائي ورجل قَوِيمٌ وقَوَّامٌ حَسَنُ القامة وجمعهما قِوامٌ وقَوام الرجل قامته وحُسْنُ طُوله والقُومِيَّةُ مثله وأنشد ابن بري رجز العجاج أَيامَ كنتَ حسَنَ القُومِيَّهْ صلبَ القناة سَلهبَ القَوْسِيَّهْ والقَوامُ حُسْنُ الطُّول يقال هو حسن القامةِ والقُومِيَّة والقِمّةِ الجوهري وقامةُ الإنسان قد تُجمَع على قاماتٍ وقِيَمٍ مِثْل تاراتٍ وتِيَر قال وهو مقصور قيام ولحقه التغيير لأَجل حرف العلة وفارق رَحَبة ورِحاباً حيث لم يقولوا رِحَبٌ كما قالوا قِيَمٌ وتِيَرٌ والقُومِيَّةُ القَوام أَو القامةُ الأَصمعي فلان حسن القامةِ والقِمّة والقُوميَّة بمعنى واحد وأَنشد فَتَمَّ مِنْ قَوامِها قُومِيّ ويقال فلان ذُو قُومِيَّةٍ على ماله وأَمْره وتقول هذا الأَمر لا قُومِيَّة له أي لا قِوامَ له والقُومُ القصدُ قال رؤبة واتَّخَذَ الشَّد لهنَّ قُوما وقاوَمَه في المُصارَعة وغيرها وتقاوموا في الحرب أي قام بعضهم لبعض وقِوامُ الأمر بالكسر نِظامُه وعِماده أَبو عبيدة هو قِوامُ أهل بيته وقِيامُ أهل بيته وهو الذي يُقيم شأْنهم من قوله تعالى ولا تُؤتوا السُّفهاء أَموالكم التي جَعل الله لكم قِياماً وقال الزجاج قرئت جعل الله لكم قِياماً وقِيَماً ويقال هذا قِوامُ الأَمر ومِلاكُه الذي يَقوم به قال لبيد أَفَتِلْكَ أمْ وَحْشِيّةٌ مَسْبُوعَةٌ خُذِلَتْ وهادِيةُ الصِّوارِ قوامُها ؟ قال وقد يفتح ومعنى الآية أي التي جعلَها الله لكم قِياماً تُقِيمكم فتَقُومون بها قِياماً ومن قرأَ قِيَماً فهو راجع إلى هذا والمعنى جعلها الله قِيمةَ الأَشياء فبها تَقُوم أُمورُكم وقال الفراء التي جعل الله لكم قِياماً يعني التي بها تَقُومون قياماً وقِواماً وقرأَ نافع المدني قيَماً قال والمعنى واحد ودِينارٌ قائم إذا كان مثقالاً سَواء لا يَرْجح وهو عند الصيارفة ناقص حتى يَرْجَح بشيء فيسمى مَيّالاً والجمع قُوَّمٌ وقِيَّمٌ وقَوَّمَ السِّلْعة واسْتَقامها قَدَّرها وفي حديث عبد الله بن عباس إذا اسْتَقَمْت بنَقْد فبِعْتَ بنقد فلا بأْس به وإذا اسْتَقَمْت بنقد فبعته بِنَسيئة فلا خير فيه فهو مكروه قال أَبو عبيد قوله إذا استقمت يعني قوَّمت وهذا كلام أهل مكة يقولون اسَتَقَمْتُ المَتاع أي قَوَّمْته وهما بمعنى قال ومعنى الحديث أن يدفَعَ الرجلُ إلى الرجل الثوب فيقوّمه مثلاً بثلاثين درهماً ثم يقول بعه فما زاد عليها فلك فإن باعه بأكثر من ثلاثين بالنقد فهو جائز ويأْخذ ما زاد على الثلاثين وإن باعه بالنسيئة بأَكثر مما يبيعه بالنقد فالبيع مردود ولا يجوز قال أَبو عبيد وهذا عند من يقول بالرأْي لا يجوز لأَنها إجارة مجهولة وهي عندنا معلومة جائزة لأَنه إذا وَقَّت له وَقْتاً فما كان وراء ذلك من قليل أو كثير فالوقت يأْتي عليه قال وقال سفيان بن عيينة بعدما روى هذا الحديث يَسْتَقِيمه بعشرة نقداً فيبيعه بخمسة عشر نسيئة فيقول أُعْطِي صاحب الثوب من عندي عشرة فتكون الخمسة عشر لي فهذا الذي كره قال إسحق قلت لأَحمد قول ابن عباس إذا استقمت بنقد فبعت بنقد الحديث قال لأنه يتعجل شيئاً ويذهب عَناؤه باطلاً قال إسحق كما قال قلت فما المستقيم ؟ قال الرجل يدفع إلى الرجل الثوب فيقول بعه بكذا فما ازْدَدْتَ فهو لك قلت فمن يدفع الثوب إلى الرجل فيقول بعه بكذا فما زاد فهو لك ؟ قال لا بأْس قال إسحق كما قال والقِيمةُ واحدة القِيَم وأَصله الواو لأَنه يقوم مقام الشيء والقيمة ثمن الشيء بالتَّقْوِيم تقول تَقاوَمُوه فيما بينهم وإذا انْقادَ الشيء واستمرّت طريقته فقد استقام لوجه ويقال كم قامت ناقتُك أي كم بلغت وقد قامَتِ الأمةُ مائة دينار أي بلغ قيمتها مائة دينار وكم قامَتْ أَمَتُك أي بلغت والاستقامة التقويم لقول أهل مكة استقَمْتُ المتاع أي قوَّمته وفي الحديث قالوا يا رسول الله لو قوَّمْتَ لنا فقال الله هو المُقَوِّم أي لو سَعَّرْت لنا وهو من قيمة الشيء أي حَدَّدْت لنا قيمتها ويقال قامت بفلان دابته إذا كلَّتْ وأَعْيَتْ فلم تَسِر وقامت الدابة وَقَفَت وفي الحديث حين قام قائمُ الظهيرة أي قيام الشمس وقت الزوال من قولهم قامت به دابته أي وقفت والمعنى أن الشمس إذا بلغت وسَط السماء أَبْطأَت حركةُ الظل إلى أن تزول فيحسب الناظر المتأَمل أنها قد وقفت وهي سائرة لكن سيراً لا يظهر له أثر سريع كما يظهر قبل الزوال وبعده ويقال لذلك الوقوف المشاهد قام قائم الظهيرة والقائمُ قائمُ الظهيرة ويقال قام ميزان النهار فهو قائم أي اعْتَدَل ابن سيده وقام قائم الظهيرة إذا قامت الشمس وعقَلَ الظلُّ وهو من القيام وعَيْنٌ قائمة ذهب بصرها وحدَقَتها صحيحة سالمة والقائم بالدِّين المُسْتَمْسِك به الثابت عليه وفي الحديث إنَّ حكيم بن حِزام قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أخِرَّ إلا قائماً قال له النبي صلى الله عليه وسلم أمّا من قِبَلِنا فلا تَخِرُّ إلا قائماً أي لسنا ندعوك ولا نبايعك إلا قائماً أي على الحق قال أبو عبيد معناه بايعت أن لا أموت إلا ثابتاً على الإسلام والتمسُّك به وكلُّ من ثبت على شيء وتمسك به فهو قائم عليه وقال تعالى ليْسُوا سَواء من أهل الكتاب أُمَّةٌ قائمةٌ إنما هو من المُواظبة على الدين والقيام به الفراء القائم المتمسك بدينه ثم ذكر هذا الحديث وقال الفراء أُمَّة قائمة أي متمسكة بدينها وقوله عز وجل لا يُؤَدِّه إليك إلا ما دُمت عليه قائماً أي مُواظِباً مُلازِماً ومنه قيل في الكلام للخليفة هو القائِمُ بالأمر وكذلك فلان قائِمٌ بكذا إذا كان حافظاً له متمسكاً به قال ابن بري والقائِمُ على الشيء الثابت عليه وعليه قوله تعالى من أهل الكتاب أُمةٌ قائمةٌ أي مواظِبة على الدين ثابتة يقال قام فلان على الشيء إذا ثبت عليه وتمسك به ومنه الحديث اسْتَقِيموا لقُريش ما اسْتَقامُوا لكم فإنْ لم يَفْعَلوا فضَعُوا سيُوفَكم على عَواتِقكم فأَبِيدُوا خضْراءهم أي دُوموا لهم في الطاعة واثْبُتوا عليها ما داموا على الدين وثبتوا على الإسلام يقال قامَ واسْتَقامَ كما يقال أَجابَ واسْتجابَ قال الخطابي الخَوارِج ومن يَرى رأْيهم يتأَوَّلونه على الخُروج على الأَئمة ويحملون قوله ما اسْتقاموا لكم على العدل في السِّيرة وإنما الاستقامة ههنا الإقامة على الإسلام ودليله في حديث آخر سيَلِيكم أُمَراءُ تَقْشَعِرُّ منهم الجلود وتَشْمَئِزُّ منهم القلوب قالوا يا رسول الله أَفلا تُقاتلهم ؟ قال لا ما أَقاموا الصلاة وحديثه الآخر الأَئمة من قريش أَبرارُها أُمَراءُ أَبرارِها وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجَّارِها ومنه الحديث لو لم تَكِلْه لقامَ لكم أي دام وثبت والحديث الآخر لو تَرَكَتْه ما زال قائماً والحديث الآخر ما زال يُقِيمُ لها أُدْمَها وقائِمُ السيف مَقْبِضُه وما سوى ذلك فهو قائمة نحو قائمةِ الخِوان والسرير والدابة وقَوائِم الخِوان ونحوها ما قامت عليه الجوهري قائمُ السيف وقائمتُه مَقْبِضه والقائمةُ واحدة قوائم الدَّوابّ وقوائم الدابة أربَعُها وقد يستعار ذلك في الإنسان وقول الفرزدق يصف السيوف إذا هِيَ شِيمتْ فالقوائِمُ تَحْتها وإنْ لمْ تُشَمْ يَوْماً علَتْها القَوائِمُ أَراد سُلَّت والقوائم مقَابِض السيوف والقُوام داءٌ يأْخذ الغنم في قوائمها تقوم منه ابن السكيت ما فَعل قُوام كان يَعتري هذه الدابة بالضم إذا كان يقوم فلا يَنْبَعث الكسائي القُوام داءٌ يأْخذ الشاة في قوائمها تقوم منه وقَوَّمت الغنم أَصابها ذلك فقامت وقامُوا بهم جاؤوهم بأَعْدادهم وأَقرانِهم وأَطاقوهم وفلان لا يقوم بهذا الأمر أي لا يُطِيق عليه وإذا لم يُطِق الإنسان شيئاً قيل ما قام به الليث القامةُ مِقدار كهيئة رجل يبني على شَفِير البئر يوضع عليه عود البَكْرة والجمع القِيم وكذلك كل شيء فوق سطح ونحوه فهو قامة قال الأَزهري الذي قاله الليث في تفسير القامة غير صحيح والقامة عند العرب البكرة التي يستقى بها الماء من البئر وروي عن أبي زيد أنه قال النَّعامة الخشبة المعترضة على زُرْنُوقي البئر ثم تعلق القامة وهي البَكْرة من النعامة ابن سيده والقامةُ البكرة يُستقَى عليها وقيل البكرة وما عليها بأَداتِها وقيل هي جُملة أَعْوادها قال الشاعر لَمّا رأَيْتُ أَنَّها لا قامهْ وأَنَّني مُوفٍ على السَّآمَهْ نزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامهْ والجمع قِيَمٌ مثل تارةٍ وتِيَرٍ وقامٌ قال الطِّرِمّاح ومشَى تُشْبِهُ أَقْرابُه ثَوْبَ سْحْلٍ فوقَ أَعوادِ قامِ وقال الراجز يا سَعْدُ غَمَّ الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُه يَوْمَ تَلاقى شاؤُه ونَعَمُهْ واخْتَلَفَتْ أَمْراسُه وقِيَمُهْ وقال ابن بري في قول الشاعر لَمّا رأَيت أَنها لا قامه قال قال أَبو عليّ ذهب ثعلب إلى أَن قامة في البيت جمع قائِم مثل بائِع وباعةٍ كأَنه أَراد لا قائمين على هذا الحوض يَسْقُون منه قال ومثله فيما ذهب إليه الأَصمعي وقامَتي رَبِيعةُ بنُ كَعْبِ حَسبُكَ أَخلاقُهمُ وحَسْبي أي رَبِيعة قائمون بأَمري قال وقال عديّ بن زيد وإنِّي لابنُ ساداتٍ كِرامٍ عنهمُ سُدْتُ وإنِّي لابنُ قاماتٍ كِرامٍ عنهمُ قُمْتُ أَراد بالقاماتِ الذين يقومون بالأُمور والأَحداث ومما يشهد بصحة قول ثعلب أن القامة جمع قائم لا البكرة قوله نزعت نزعاً زعزع الدِّعامه والدِّعامة إنما تكون للبكرة فإن لم تكن بكْرَةٌ فلا دعامة ولا زعزعةَ لها قال ابن بري وشاهد القامة للبكرة قول الراجز إنْ تَسْلَمِ القامةُ والمَنِينُ تُمْسِ وكلُّ حائِمٍ عَطُونُ وقال قيس بن ثُمامة الأرْحبي في قامٍ جمع قامةِ البئر قَوْداءَ تَرْمَدُّ مِنْ غَمْزي لها مَرَطَى كأَن هادَيها قامٌ على بِيرِ والمِقْوَم الخَشَبة التي يُمْسكها الحرّاث وقوله في الحديث إنه أَذِنَ في قَطْع المسَدِ والقائمَتينِ من شجر الحَرَم يريد قائمتي الرَّحْل اللتين تكون في مُقَدَّمِه ومُؤَخَّره وقَيِّمُ الأمر مُقِيمهُ وأمرٌ قَيِّمٌ مُسْتقِيم وفي الحديث أتاني مَلَك فقال أَنت قُثَمٌ وخُلُقُكَ قَيِّم أي مُسْتَقِيم حسَن وفي الحديث ذلك الدين القَيِّمُ أي المستقيم الذي لا زَيْغ فيه ولا مَيْل عن الحق وقوله تعالى فيها كُتب قيِّمة أَي مستقيمة تُبيّن الحقّ من الباطل على اسْتِواء وبُرْهان عن الزجاج وقوله تعالى وذلك دِين القَيِّمة أَي دين الأُمةِ القيّمة بالحق ويجوز أَن يكن دين المِلة المستقيمة قال الجوهري إنما أَنثه لأَنه أَراد المِلة الحنيفية والقَيِّمُ السيّد وسائسُ الأَمر وقَيِّمُ القَوْم الذي يُقَوِّمُهم ويَسُوس أَمرهم وفي الحديث ما أَفْلَحَ قَوْمٌ قَيِّمَتُهُم امرأة وقَيِّمُ المرأَةِ زوجها في بعض اللغات وقال أَبو الفتح ابن جني في كتابه الموسوم بالمُغْرِب يروى أَن جاريتين من بني جعفر بن كلاب تزوجتا أَخوين من بني أَبي بكر ابن كلاب فلم تَرْضَياهما فقالت إحداهما أَلا يا ابْنَةَ الأَخْيار مِن آلِ جَعْفَرٍ لقد ساقَنا منْ حَيِّنا هَجْمَتاهُما أُسَيْوِدُ مِثْلُ الهِرِّ لا دَرَّ دَرُّه وآخَرُ مِثْلُ القِرْدِ لا حَبَّذا هُما يَشِينانِ وجْهَ الأَرْضِ إنْ يَمْشِيا بِها ونَخْزَى إذَا ما قِيلَ مَنْ قَيِّماهُما ؟ قَيِّماهما بَعْلاهُما ثنت الهَجّمتين لأَنها أَرادت القِطْعَتَين أَو القَطيعَيْنِ وفي الحديث حتى يكون لخمسين امرأَة قَيِّمٌ واحد قَيِّمُ المرأَةِ زوجها لأَنه يَقُوم بأَمرها وما تحتاج إليه وقام بأَمر كذا وقام الرجلُ على المرأَة مانَها وإنه لَقَوّام علهيا مائنٌ لها وفي التنزيل العزيز الرجالُ قَوَّامون على النساء وليس يراد ههنا والله أَعلم القِيام الذي هو المُثُولُ والتَّنَصُّب وضدّ القُعود إنما هو من قولهم قمت بأَمرك فكأنه والله أَعلم الرجال مُتكفِّلون بأُمور النساء مَعْنِيُّون بشؤونهن وكذلك قوله تعالى يا أَيها الذين آمنوا إذا قُمتم إلى الصلاة أَي إذا هَمَمْتم بالصلاة وتَوَجّهْتم إليها بالعِناية وكنتم غير متطهرين فافعلوا كذا لا بدّ من هذا الشرط لأَن كل من كان على طُهر وأَراد الصلاة لم يلزمه غَسْل شيء من أعضائه لا مرتَّباً ولا مُخيراً فيه فيصير هذا كقوله وإن كنتم جُنُباً فاطَّهروا وقال هذا أَعني قوله إذا قمتم إلى الصلاة فافعلوا كذا وهو يريد إذا قمتم ولستم على طهارة فحذف ذلك للدلالة عليه وهو أَحد الاختصارات التي في القرآن وهو كثير جدّاً ومنه قول طرفة إذا مُتُّ فانْعِينِي بما أَنا أَهْلُه وشُقِّي عَلَيَّ الجَيْبَ يا ابنةَ مَعْبَدِ تأْويله فإن مت قبلك لا بدّ أَن يكون الكلام مَعْقوداً على هذا لأَنه معلوم أَنه لا يكلفها نَعْيَه والبُكاء عليه بعد موتها إذ التكليفُ لا يصح إلا مع القدرة والميت لا قدرة فيه بل لا حَياة عنده وهذا واضح وأَقامَ الصلاة إقامةً وإقاماً فإقامةً على العوض وإقاماً بغير عوض وفي التنزيل وإقامَ الصلاة ومن كلام العرب ما أَدري أَأَذَّنَ أَو أَقامَ يعنون أَنهم لم يَعْتَدّوا أَذانَه أَذانَاً ولا إقامَته إقامةً لأَنه لم يُوفِّ ذلك حقَّه فلما وَنَى فيه لم يُثبت له شيئاً منه إذ قالوها بأَو ولو قالوها بأَم لأَثبتوا أَحدهما لا محالة وقالوا قَيِّم المسجد وقَيِّمُ الحَمَّام قال ثعلب قال ابن ماسَوَيْهِ ينبغي للرجل أَن يكون في الشتاء كقَيِّم الحَمَّام وأَما الصيف فهو حَمَّام كله وجمع قَيِّم عند كراع قامة قال ابن سيده وعندي أَن قامة إنما هو جمع قائم على ما يكثر في هذا الضرب والمِلَّة القَيِّمة المُعتدلة والأُمّة القَيِّمة كذلك وفي التنزيل وذلك دين القَيّمة أي الأُمَّة القيمة وقال أَبو العباس والمبرد ههنا مضمرٍ أَراد ذلك دِينُ الملَّةِ القيمة فهو نعت مضمرٍ محذوفٌ محذوقٌ وقال الفراء هذا مما أُضيف إلى نفسه لاختلاف لفظيه قال الأَزهري والقول ما قالا وقيل أباء في القَيِّمة للمبالغة ودين قَيِّمٌ كذلك وفي التنزيل العزيز ديناً قِيَماً مِلَّةَ إبراهيم وقال اللحياني وقد قُرئ ديناً قَيِّماً أي مستقيماً قال أَبو إسحق القَيِّمُ هو المُسْتَقيم والقِيَمُ مصدر كالصِّغَر والكِبَر إلا أَنه لم يُقل قِوَمٌ مثل قوله لا يبغون عنها حِوَلاً لأَن قِيَماً من قولك قام قِيَماً وقامَ كان في الأصل قَوَمَ أَو قَوُمَ فصار قام فاعتل قِيَم وأَما حِوَلٌ فهو على أَنه جار على غير فِعْل وقال الزجاج قِيَماً مصدر كالصغر والكبر وكذلك دين قَوِيم وقِوامٌ ويقال رمح قَوِيمٌ وقَوامٌ قَوِيمٌ أَى مستقيم وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير فَهُمْ ضَرَبُوكُم حِينَ جُرْتم عن الهُدَى بأَسْيافهم حتَّى اسْتَقَمْتُمْ على القِيَمْ
( * قوله « ضربوكم حين جرتم » تقدم في هذه المادة تبعاً للأصل صرفوكم حين جزتم ولعله مروي بهما )
وقال حسان وأَشْهَدُ أَنَّكَ عِنْد المَلِي كِ أُرْسلْتَ حَقّاً بِدِينٍ قِيَمْ قال إلا أنّ القِيَمَ مصدر بمعنى الإستقامة والله تعالى القَيُّوم والقَيَّامُ ابن الأَعرابي القَيُّوم والقيّام والمُدبِّر واحد وقال الزجاج القيُّوم والقيَّام في صفة الله تعالى وأَسمائه الحسنى القائم بتدبير أَمر خَلقه في إنشائهم ورَزْقهم وعلمه بأَمْكِنتهم قال الله تعالى وما من دابّة في الأَرض إلا على الله رِزْقُها ويَعلَم مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعها وقال الفراء صورة القَيُّوم من الفِعل الفَيْعُول وصورة القَيَّام الفَيْعال وهما جميعاً مدح قال وأَهل الحجاز أَكثر شيء قولاً للفَيْعال من ذوات الثلاثة مثل الصَّوَّاغ يقولون الصَّيَّاغ وقال الفراء في القَيِّم هو من الفعل فَعِيل أَصله قَوِيم وكذلك سَيّد سَوِيد وجَيِّد جَوِيد بوزن ظَرِيف وكَرِيم وكان يلزمهم أَن يجعلوا الواو أَلفاً لانفتاح ما قبلها ثم يسقطوها لسكونها وسكون التي بعدها فلما فعلوا ذلك صارت سَيْد على فَعْل فزادوا ياء على الياء ليكمل بناء الحرف وقال سيبويه قَيِّم وزنه فَيْعِل وأَصله قَيْوِم فلما اجتمعت الياء والواو والسابق ساكن أَبدلوا من الواو ياء وأَدغموا فيها الياء التي قبلها فصارتا ياء مشدّدة وكذلك قال في سيّد وجيّد وميّت وهيّن وليّن قال الفراء ليس في أَبنية العرب فَيْعِل والحَيّ كان في الأَصل حَيْواً فلما إجتمعت الياء والواو والسابق ساكن جعلتا ياء مشدّدة وقال مجاهد القَيُّوم القائم على كل شيء وقال قتادة القيوم القائم على خلقه بآجالهم وأَعمالهم وأَرزاقهم وقال الكلبي القَيُّومُ الذي لا بَدِيء له وقال أَبو عبيدة القيوم القائم على الأشياء الجوهري وقرأَ عمر الحيُّ القَيّام وهو لغة والحيّ القيوم أَي القائم بأَمر خلقه في إنشائهم ورزقهم وعلمه بمُسْتَقرِّهم ومستودعهم وفي حديث الدعاء ولكَ الحمد أَنت قَيّام السمواتِ والأَرض وفي رواية قَيِّم وفي أُخرى قَيُّوم وهي من أبنية المبالغة ومعناها القَيّام بأُمور الخلق وتدبير العالم في جميع أَحواله وأَصلها من الواو قَيْوامٌ وقَيْوَمٌ وقَيْوُومٌ بوزن فَيْعالٍ وفَيْعَلٍ وفَيْعُول والقَيُّومُ من أَسماء الله المعدودة وهو القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره وهو مع ذلك يقوم به كل موجود حتى لا يُتَصوَّر وجود شيء ولا دوام وجوده إلا به والقِوامُ من العيش
( * قوله « والقوام من العيش » ضبط القوام في الأصل بالكسر واقتصر عليه في المصباح ونصه والقوام بالكسر ما يقيم الإنسان من القوت وقال أيضاً في عماد الأمر وملاكه أنه بالفتح والكسر وقال صاحب القاموس القوام كسحاب ما يعايش به وبالكسر نظام الأمر وعماده ) ما يُقيمك وفي حديث المسألة أَو لذي فَقْرٍ مُدْقِع حتى يُصِيب قِواماً من عيش أَي ما يقوم بحاجته الضرورية وقِوامُ العيش عماده الذي يقوم به وقِوامُ الجِسم تمامه وقِوام كل شيء ما استقام به قال العجاج رأْسُ قِوامِ الدِّينِ وابنُ رَأْس وإِذا أَصاب البردُ شجراً أَو نبتاً فأَهلك بعضاً وبقي بعض قيل منها هامِد ومنها قائم الجوهري وقَوَّمت الشيء فهو قَويم أي مستقيم وقولهم ما أَقوَمه شاذ قال ابن بري يعني كان قياسه أَن يقال فيه ما أَشدَّ تَقْويمه لأَن تقويمه زائد على الثلاثة وإنما جاز ذلك لقولهم قَويم كما قالوا ما أَشدَّه وما أَفقَره وهو من اشتدّ وافتقر لقولهم شديد وفقير قال ويقال ما زِلت أُقاوِمُ فلاناً في هذا الأَمر أي أُنازِله وفي الحديث مَن جالَسه أَو قاوَمه في حاجة صابَره قال ابن الأَثير قاوَمَه فاعَله من القِيام أَي إذا قامَ معه ليقضي حاجتَه صبَر عليه إلى أن يقضِيها وفي الحديث تَسْويةُ الصفّ من إقامة الصلاة أي من تمامها وكمالها قال فأَمّا قوله قد قامت الصلاة فمعناه قامَ أَهلُها أَو حان قِيامهم وفي حديث عمر في العين القائمة ثُلُث الدية هي الباقية في موضعها صحيحة وإنما ذهب نظرُها وإبصارُها وفي حديث أَبي الدرداء رُبَّ قائمٍ مَشكورٌ له ونائمٍ مَغْفورٌ له أَي رُبَّ مُتَجَهِّد يَستغفر لأَخيه النائم فيُشكر له فِعله ويُغفر للنائم بدعائه وفلان أَقوَمُ كلاماً من فلان أَي أَعدَلُ كلاماً والقَوْمُ الجماعة من الرجال والنساء جميعاً وقيل هو للرجال خاصة دون النساء ويُقوِّي ذلك قوله تعالى لا يَسْخَر قَوم من قوم عسى أَن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أَن يَكُنَّ خيراً منهن أَي رجال من رجال ولا نساء من نِساء فلو كانت النساء من القوم لم يقل ولا نساء من نساء وكذلك قول زهير وما أَدرِي وسوفَ إخالُ أَدري أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِساء ؟ وقَوْمُ كل رجل شِيعته وعشيرته وروي عن أَبي العباس النَّفَرُ والقَوْم والرَّهط هؤُلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون النساء وفي الحديث إن نَسَّاني الشيطان شيئاً من هلاتي فليُسبِّح القومُ وليُصَفِّقِ النساء قال ابن الأَثير القوم في الأصل مصدر قام ثم غلب على الرجال دون النساء ولذلك قابلن به وسموا بذلك لأَنهم قوّامون على النساء بالأُمور التي ليس للنساء أَن يقمن بها الجوهري القوم الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه قال وربما دخل النساء فيه على سبيل التبع لأَن قوم كل نبي رجال ونساء والقوم يذكر ويؤَنث لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت للآدميين تذكر وتؤنث مثل رهط ونفر وقوم قال تعالى وكذَّبَ به قومك فذكَّر وقال تعالى كذَّبتْ قومُ نوح فأَنَّث قال فإن صَغَّرْتَ لم تدخل فيها الهاء وقلت قُوَيْم ورُهَيْط ونُفَير وإنما يلحَقُ التأْنيثُ فعله ويدخل الهاء فيما يكون لغير الآدميين مثل الإبل والغنم لأَن التأنيث لازم له وأَما جمع التكسير مثل جمال ومساجد وإن ذكر وأُنث فإنما تريد الجمع إذا ذكرت وتريد الجماعة إذا أَنثت ابن سيده وقوله تعالى كذَّبت قوم نوح المرسلين إِنما أَنت على معنى كذبت جماعة قوم نوح وقال المرسلين وإن كانوا كذبوا نوحاً وحده لأَن من كذب رسولاً واحداً من رسل الله فقد كذب الجماعة وخالفها لأَن كل رسول يأْمر بتصديق جميع الرسل وجائز أَن يكون كذبت جماعة الرسل وحكى ثعلب أَن العرب تقول يا أَيها القوم كفُّوا عنا وكُفّ عنا على اللفظ وعلى المعنى وقال مرة المخاطب واحد والمعنى الجمع والجمع أَقْوام وأََقاوِم وأقايِم كلاهما على الحذف قال أَبو صخر الهذلي أَنشده يعقوب فإنْ يَعْذِرِ القَلبُ العَشِيَّةَ في الصِّبا فُؤادَكَ لا يَعْذِرْكَ فيه الأَقاوِمُ ويروى الأقايِمُ وعنى بالقلب العقل وأَنشد ابن بري لخُزَز بن لَوْذان مَنْ مُبْلغٌ عَمْرَو بنَ لأ يٍ حَيْثُ كانَ مِن الأَقاوِمْ وقوله تعالى فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين قال الزجاج قيل عنى بالقوم هنا الأَنبياء عليهم السلام الذين جرى ذكرهم آمنوا بما أَتى به النبي صلى الله عليه وسلم في وقت مَبْعثهم وقيل عنى به من آمن من أَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأَتباعه وقيل يُعنى به الملائكة فجعل القوم من الملائكة كما جعل النفر من الجن حين قال عز وجل قل أُوحي إليّ أَنه استمع نفر من الجن وقوله تعالى يَسْتَبْدِلْ قوماً غيركم قال الزجاج جاء في التفسير إن تولى العِبادُ استبدل الله بهم الملائكة وجاء إن تَوَلَّى أهلُ مكة استبدل الله بهم أهل المدينة وجاء أيضاً يَسْتَبْدِل قوماً غيركم من أهل فارس وقيل المعنى إن تتولوا يستبدل قوماً أَطْوَعَ له منكم قال ابن بري ويقال قوم من الجنّ وناسٌ من الجنّ وقَوْمٌمن الملائكة قال أُمية وفيها مِنْ عبادِ اللهِ قَوْمٌ مَلائِكُ ذُلُِّلوا وهُمُ صِعابُ والمَقامُ والمَقامة المجلس ومَقامات الناس مَجالِسُهم قال العباس بن مرداس أَنشده ابن بري فأَيِّي ما وأَيُّكَ كان شَرّاً فَقِيدَ إلى المَقامةِ لا يَراها ويقال للجماعة يجتمعون في مَجْلِسٍ مَقامة ومنه قول لبيد ومَقامةٍ غُلْبِ الرِّقابِ كأَنَّهم جِنٌّ لدَى بابِ الحَصِيرِ قِيامُ الحَصِير المَلِك ههنا والجمع مَقامات أَنشد ابن بري لزهير وفيهِمْ مَقاماتٌ حِسانٌ وجُوهُهُمْ وأَنْدِيةٌ يَنْتابُها القَوْلُ والفِعْلُ ومَقاماتُ الناسِ مَجالِسهم أيضاً والمَقامة والمَقام الموضع الذي تَقُوم فيه والمَقامةُ السّادةُ وكل ما أَوْجَعَك من جسَدِك فقد قامَ بك أَبو زيد في نوادره قامَ بي ظَهْري أَي أَوْجَعَني وقامَت بي عيناي ويومُ القِيامة يومُ البَعْث وفي التهذيب القِيامة يوم البعث يَقُوم فيه الخَلْق بين يدي الحيّ القيوم وفي الحديث ذكر يوم القِيامة في غير موضع قيل أَصله مصدر قام الخَلق من قُبورهم قِيامة وقيل هو تعريب قِيَمْثَا
( * قوله « تعريب قيمثا » كذا ضبط في نسخة صحيحة من النهاية وفي أخرى بفتح القاف والميم وسكون المثناة بينهما ووقع في التهذيب بدل المثلثة ياء مثناة ولم يضبط ) وهو بالسريانية بهذا المعنى ابن سيده ويوم القِيامة يوم الجمعة ومنه قول كعب أَتَظْلِم رجُلاً يوم القيامة ؟ ومَضَتْ قُِوَيْمةٌ من الليلِ أَي ساعةٌ أَو قِطْعة ولم يَجِدْه أَبو عبيد وكذلك مضَى قُوَيْمٌ من الليلِ بغير هاء أَي وَقْت غيرُ محدود

كتم
الكِتْمانُ نَقِيض الإعْلانِ كَتَمَ الشيءَ يَكْتُمُه كَتْماً وكِتْماناً واكْتَتَمه وكَتَّمه قال أَبو النجم وكانَ في المَجْلِسِ جَمّ الهَذْرَمَهْ لَيْثاً على الدَّاهِية المُكَتَّمهْ وكَتَمه إياه قال النابغة كَتَمْتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَينِ ساهِراً وهمَّيْن هَمّاً مُسْتَكِنّاً وظاهرا أَحادِيثَ نَفْسٍ تشْتَكي ما يَرِيبُها ووِرْدَ هُمُومٍ لا يَجِدْنَ مَصادِرا وكاتَمه إياه ككَتَمه قال تَعَلََّمْ ولوْ كاتَمْتُه الناسَ أَنَّني عليْكَ ولم أَظْلِمْ بذلكَ عاتِبُ وقوله ولم أَظلم بذلك اعتراض بين أَنّ وخبرِها والاسم الكِتْمةُ وحكى اللحياني إنه لحَسن الكِتْمةِ ورجل كُتَمة مثال هُمَزة إذا كان يَكْتُمُ سِرَّه وكاتَمَني سِرَّه كتَمه عني ويقال للفرَس إذا ضاق مَنْخِرهُ عن نفَسِه قد كَتَمَ الرَّبْوَ قال بشر كأَنَّ حَفِيفَ مَنْخِرِه إذا ما كتَمْنَ الرَّبْوَ كِيرٌ مُسْتَعارُ يقول مَنْخِره واسع لا يَكْتُم الرَّبو إذا كتمَ غيره من الدَّوابِّ نفَسَه من ضِيق مَخْرَجه وكتَمه عنه وكتَمه إياه أَنشد ثعلب مُرَّةٌ كالذُّعافِ أَكْتُمها النَّا سَ على حَرِّ مَلَّةٍ كالشِّهابِ ورجل كاتِمٌ للسر وكَتُومٌ وسِرٌّ كاتمٌ أَي مَكْتُومٌ عن كراع ومُكَتَّمٌ بالتشديد بُولِغ في كِتْمانه واسْتَكْتَمه الخَبَر والسِّرَّ سأَله كَتْمَه وناقة كَتُوم ومِكتامٌ لا تَشُول بذنبها عند اللَّقاح ولا يُعلَم بحملها كتَمَتْ تَكْتُم كُتوماً قال الشاعر في وصف فحل فَهْوَ لجَولانِ القِلاصِ شَمّامْ إذا سَما فوْقَ جَمُوحٍ مِكْتامْ ابن الأَعرابي الكَتِيمُ الجَمل الذي لا يَرغو والكَتِيمُ القَوْسُ التي لا تَنشَقُّ وسحاب مَكْتُومٌ
( * قوله « وسحاب مكتوم » كذا في الأصل وقد استدركها شارح القاموس على المجد والذي في الصحاح والأساس مكتتم ) لا رَعْد فيه والكَتُوم أَيضاً الناقة التي لا تَرْغُو إذا ركبها صاحبها والجمع كُتُمٌ قال الأَعشى كَتُومُ الرُّغاءِ إذا هَجَّرَتْ وكانتْ بَقِيَّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ وقال آخر كَتُومُ الهَواجِرِ ما تَنْبِسُ وقال الطِّرِمّاح قد تجاوَزْتُ بِهِلْواعةٍ عبْرِ أَسْفارٍ كَتُومِ البُغامِ
( * قوله « عبر أسفار » هو بالعين المهملة ووقع في هلع بالمعجمة كما وقع هنا في الأصل وهو تصحيف )
وناقة كَتُوم لا تَرْغُو إذا رُكِبت والكَتُومُ والكاتِمُ من القِسِيَِّ التي لا تُرِنُّ إذا أُنْبِضَتْ وربما جاءت في الشعر كاتمةً وقيل هي التي لا شَق فيها وقيل هي التي لا صَدْعَ في نَبْعِها وقيل هي التي لا صدع فيها كانت من نَبْع أو غيره وقال أَوس بن حجر كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ لا دُونَ مِلْئِها ولا عَجْسُها عَنْ مَوْضِعِ الكفِّ أَفْضَلا قوله طِلاعُ الكَفِّ أي مِلْءٌ الكف قال ومثله قول الحسن أَحَبُّ إليَّ من طِلاع الأرض ذهباً وفي الحديث أَنه كان اسم قَوْسِ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الكَتُومَ سميت به لانْخِفاضِ صوتِها إذا رُمي عنها وقد كتَمت كُتوماً أَبو عمرو كتَمَت المَزادةُ تَكْتُم كُتوماً إذا ذهب مَرَحُها وسَيَلانُ الماءِ من مَخارِزها أَوّل ما تُسرَّب وهي مَزادة كَتُوم وسِقاءٌ كَتِيم وكتَمَ السِّقاءُ يَكْتُمُ كِتْماناً وكُتوماً أَمسك ما فيه من اللبن والشراب وذلك حين تذهب عيِنته ثم يدهن السقاءُ بعد ذلك فإذا أَرادوا أن يستقوا فيه سرَّبوه والتسريب أن يصُبُّوا فيه الماءَ بعد الدهن حتى يَكْتُمَ خَرْزُه ويسكن الماء ثم يستقى فيه وخَرْز كَتِيم لا يَنْضَح الماء ولا يخرج ما فيه والكاتِم الخارِز من الجامع لابن القَزاز وأَنشد فيه وسالَتْ دُموعُ العَينِ ثم تَحَدَّرَتْ وللهِ دَمْعٌ ساكِبٌ ونَمُومُ فما شَبَّهَتْ إلاَّ مَزادة كاتِمٍ وَهَتْ أَو وَهَى مِنْ بَيْنِهنَّ كَتُومُ وهو كله من الكَتم لأن إخفاء الخارز للمخروز بمنزلة الكتم لها وحكى كراع لا تسأَلوني عن كَتْمةٍ بسكون التاء أي كلمة ورجل أَكْتمُ عظيم البطن وقيل شعبان والكَتَمُ بالتحريك نبات يخلط مع الوسْمة للخضاب الأَسود الأَزهري الكَتَم نبت فيه حُمرة وروي عن أَبي بكر رضي الله عنه أَنه كان يَخْتَضِب بالحِنَّاء والكَتَم وفي رواية يصبُغ بالحِنَاء والكَتَم قال أُمية بن أَبي الصلت وشَوَّذَتْ شَمْسُهمْ إذا طَلَعَتْ بالجِلْب هِفّاً كأَنه كَتَمُ قال ابن الأَ ثير في تفسير الحديث يشبه أَن يراد به استعمال الكَتَم مفرداً عن الحناء فإن الحِناء إذا خُضِب به مع الكتم جاء أَسود وقد صح النهي عن السواد قال ولعل الحديث بالحناء أَو الكَتم على التخيير ولكن الروايات على اختلافها بالحناء والكتم وقال أَبو عبيد الكَتَّم مشدد التاء والمشهور التخفيف وقال أبَو حنيفة يُشَبَّب الحناء بالكتم ليشتدّ لونه قال ولا ينبت الكتم إلاَّ في الشواهق ولذلك يَقِلُّ وقال مرة الكتم نبات لا يَسْمُو صُعُداً وينبت في أَصعب الصخر فيَتَدلَّى تَدَلِّياً خِيطاناً لِطافاً وهو أَخضر وورقه كورق الآس أَو أصغر قال الهذلي ووصف وعلاً ثم يَنُوش إذا آدَ النَّهارُ له بَعْدَ التَّرَقُّبِ مِن نِيمٍ ومِن كَتَمِ وفي حديث فاطمة بنت المنذر كنا نَمتشط مع أَسماء قبل الإحرام ونَدَّهِنُ بالمَكْتومة قال ابن الأَثير هي دُهن من أَدْهان العرب أَحمر يجعل فيه الزعفران وقيل يجعل فيه الكَتَم وهو نبت يخلط مع الوسْمة ويصبغ به الشعر أَسود وقيل هو الوَسْمة والأَكْثَم العظيم البطن والأَكثم الشبعان بالثاء المثلثة ويقال ذلك فيهما بالتاء المثناة أَيضاً وسيأْتي ذكره ومكتوم وكَتِيمٌ وكُتَيْمة أَسماء قال وأَيَّمْتَ مِنَّا التي لم تَلِدْ كُتَيْمَ بَنِيك وكنتَ الحليلا
( * قوله « وأيمت » هذا ما في الأصل ووقع في نسخة المحكم التي بأيدينا وأَيتمت من اليتم )
أَراد كتيمة فرخم في غير النداء اضطراراً وابنُ أُم مَكْتُوم مؤذن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤذن بعد بلال لأنه كان أَعمى فكان يقتدي ببلال وفي حديث زمزم أَن عبد المطلب رأَى في المنام قيل احْفِر تُكْتَمَ بين الفَرْث والدم تُكْتَمُ اسم بئر زمزم سميت بذلك لأنها كانت اندفنت بعد جُرْهُم فصارت مكتومة حتى أَظهرها عبد المطلب وبنو كُتامة حي من حِمْيَر صاروا إلى بَرْبَر حين افتتحها افريقس الملك وقيل كُتام قبيلة من البربر وكُتمان بالضم موضع وقيل اسم جبل قال ابن مقبل قد صَرَّحَ السَّيرُ عن كُتْمانَ وابتُذِلَت وَقعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيّةِ الذُّقُنِ وكُتُمانُ اسم ناقة

كثم
: الكَثَمة : المرأَة الرَّيَّا من شراب أَو غيره . وَوَطْبٌ أَكْثَم أَي مملوء وأَنشد : مُذَمَّمةٌ يُمْسِي ويُصْبِحُ وَطْبُها حَراماً على مُعتَرِّها وهو أَكْثَمُ و كَثَم آثارَهُم يَكْثِمها كَثْماً : اقتَصَّها . و الكَثْم : أَكل القِثَّاء ونحوه ممّا تدخله في فيك ثم تكسره كَثَمه يَكْثِمُه كَثْماً . و أَكْثَمَ الرجلُ في منزله : توارَى فيه وتَغَيَّب عن ابن الأَعرابي . و الأَكْثَمُ : العظيم البطن وفي الصحاح : الواسع البطن : والأَكثم الشبعان ويقال ذلك فيهما بالتاء أيضاً وقد تقدم عن ثعلب . ويقال : إِنَّه لأَيْهَمُ أَكْثَمُ الأَيهم : الأَعمى . ابن بري : يقال رجل أَكثم إِذا امتلأَ بطنه من الشبع وأَنشد ابن الأَعرابي : فَبات يُسَوِّي بَرْكَها وسَنامَها كأَنْ لم يَجُعْ منْ قَبْلِها وهو أَكْثَمُ وطريق أَكْثَمُ : واسع . و كَثَمُ الطريق : وجْهُه . وظاهِره . ويقال : انْكَثَمُوا عن وجه كذا أَي انصرَفوا عنه . و الكَثَم : القرب كالكَثَب وقيل : الميم بدل من الباء . يقال : هو يرمي من كَثَمٍ وكَثَبٍ أَي قُرْب وتَمَكُّن . و أَكْثَمَ قربته : مَلأَها . و كَثَمَه عن الأَمر : صَرَفه عنه . وحمأَةٌ كاثِمةٌ و كَثِمةٌ : غليظة . و أَكْثَمُ : من أَسماء الرجال . و أَكْثَمُ بن صَيْفِيَ : أَحد حكام العرب

كثحم
رجل كُثْحُمُ اللِّحْيَةِ ولحية كُثْحُمةٌ وهي التي كَثُفَت وقَصُرَت وجَعُدت ومثلها الكَثَّة

كثعم
الكَعْثَمُ والكَثْعَم الرَّكَبُ الناتئ الضَّخم كالكَعْثَبِ وامرأَة كَعْثَمِ وكَثْعَمٌ إذا عظُم إذا عظُم ذلك منها كَكَعْثَبٍ وكَثْعَبٍ وكَثْعَمٌ الأَسد أَو النَّمر أَو الفَهْد

كحم
الكَحْمُ لغة في الكَحْب وهو الحِصْرِم واحدته كَحْمة يمانية

كحثم
رجل كُحْثُمُ اللِّحْيَةِ كثيفها ولحية كُحْثُمة قَصُرت وكثُفت وجعدت وقد تقدم في كثحم

كخم
الإكْخام لغة في الإكْماخ ومُلْكٌ كَيْخَمٌ عظيم عريض وكذلك سُلطان كَيْخَم قال الليث الكَيْخَم يوصف به المُلك والسلطان وأَنشد قُبَّةَ إسْلامٍ ومُلْكاً كَيْخَما والكَخْمُ المَنع والدَّفع وقال أَبو عمرو الكَخْمُ دفعك إنساناً عن موضعه تقول كخَمْته كَخْماً إذا دفعته وقال المَرَّار إني أَنا المَرَّارُ غَيْرُ الوَخْمِ وقد كَخَمْتُ القومَ أَيَّ كَخْمِ أي دفَعْتهم ومنَعْتُهم ومنه قيل للملك كَيْخم

كدم
الكَدْم تَمَشْمُشُ العَظم وتَعَرُّقُه وقيل هو العَض بأَدنى الفم كما يَكْدُمُ الحِمار وقيل هو العَض عامة كدَمه يَكْدُمُه ويَكْدِمُه كَدْماً وكذلك إذا أَثَّرْت فيه بجديدة وقال طرفة سَقَتْهُ إياةُ الشمسِ إلاَّ لِثاتِه أُسِفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عليه بإثْمِدِ وإنه لَكَدَّامٌ وكَدُوم أي عَضُوض والكَدْم والكَدَمُ الأُولى عن اللحياني أَثَرُ العض وجمعه كُدُوم والكَدْم اسم أَثر الكَدْم يقال به كُدُومٌ والمُكَدَّمُ بالتشديد المُعضَّض وحمار مُكَدَّم معضض وتَكادَم الفرسانِ كَدَم أَحدهما صاحبه والكُدامةُ ما يُكْدَم من الشيء أي يُعض فيُكْسَر وقيل هو بقية كل شيء أُكِل والعرب تقول بَقِي من مَرْعانا كُدامة أي بقية تَكْدمها المالُ بأَسنانها ولا تَشبع منه وفي حديث العرنيين فلقد رأَيتهم يَكْدِمُون الأَرض بأَفواههم أي يقبضون عليها ويَعَضُّونها والدواب تُكادِمُ الحشيشَ بأَفواهها إذا لم تَسْتَمْكِنْ منه والكُدَم الكثير الكَدْم وقد يستعمل في عَض الجَراد وأَكلها للنبات والكُدَمُ من أَحْناش الأَرض قال ابن سيده أُراه سمي بذلك لعضه والكُدَم والمِكْدَم الشديد القِتال ورجل مُكَدَّمٌ إذا لقي قِتالاً فأَثَّرت فيه الجراح وكدَمَ الصيْدَ كَدْماً إذا جدَّ في طلبه حتى يغلبه وكَدَمْتُ الصيدَ أَي طرَدْته ويقال للرجل إذا طلب حاجة لا يُطلب مثلها لقد كَدَمْتَ في غير مَكْدَِمٍ والكُدْمة بضم الكاف الشديد الأَكل وأَنشد أَبو عمرو يا أَيُّها الحَرْشَف ذُو الأَكْلِ الكُدَمْ والحَرْشفُ الجراد وكَدَمْتَ غير مَكْدم أي طلبت غير مَطْلَب وما بالبعير كَدْمة أي أُثْرة ولا وَسْمٌ والأُثرة أن يُسْحَى باطن الخفّ بحديدة وفَنِيقٌ مُكْدَمٌ أي فحل غليظ وقيل صُلْب قال بشر لَوْلا تُسَلِّي الهَمَّ عَنْكَ بِجَسْرةٍ عَيْرانةٍ مثلِ الفَنِيقِ المُكْدَم ابن الأَعرابي نعجة كَدِمةٌ غليظة كثيرة اللحم وقول رؤبة كأَنَّه شَلاَّلُ عاناتٍ كُدُمْ قال حمار كَدِمٌ غليظ شديد والجمع كُدُم وعَير مُكْدَم غليظ شديد وقَدَحٌ مُكْدَم زُجاجه غليظ وأَسِير مُكْدَم مصفود مشدود بالصِّفاد هذه الثلاثة عن اللحياني وفحل مُكَدَّم ومُكْدَم إذا كان قويّاً قد نُيِّب فيه وأُكْدِم الأَسير إذا اسْتُوثِق منه وكِساء مُكْدَم شديد الفتل وكذلك الحبْ والكَدَمة بفتح الدال الحركة عن كراع وليست بصحيحة وأَنشد ابن بري في ذلك لَمَّا تَمَشَّيْتُ بُعَيْدَ العَتَمَهْ سَمعتُ مِن فَوْق البُيوتِ كَدَمَهْ وقد ذكر ذلك في حذم والكُدام ريح يأْخذ الإنسان في بعض جسده فيسخنون خِرقة ثم يضعونها على المكان الذي يشتكي وكَدَمُ السَّمُرِ ضرب من الجَنادب وكِدامٌ ومُكَدَّمٌ وكُدَيْمٌ أَسماء

كرم
الكَريم من صفات الله وأَسمائه وهو الكثير الخير الجَوادُ المُعطِي الذي لا يَنْفَدُ عَطاؤه وهو الكريم المطلق والكَريم الجامع لأَنواع الخير والشرَف والفضائل والكَريم اسم جامع لكل ما يُحْمَد فالله عز وجل كريم حميد الفِعال ورب العرش الكريم العظيم ابن سيده الكَرَم نقيض اللُّؤْم يكون في الرجل بنفسه وإن لم يكن له آباء ويستعمل في الخيل والإبل والشجر وغيرها من الجواهر إذا عنوا العِتْق وأَصله في الناس قال ابن الأَعرابي كَرَمُ الفرَس أن يَرِقَّ جلده ويَلِين شعره وتَطِيب رائحته وقد كَرُمَ الرجل وغيره بالضم كَرَماً وكَرامة فهو كَرِيم وكَرِيمةٌ وكِرْمةٌ ومَكْرَم ومَكْرَمة
( * قوله « ومكرم ومكرمة » ضبط في الأصل والمحكم بفتح أولهما وهو مقتضى إطلاق المجد وقال السيد مرتضى فيهما بالضم )
وكُرامٌ وكُرَّامٌ وكُرَّامةٌ وجمع الكَريم كُرَماء وكِرام وجمع الكُرَّام كُرَّامون قال سيبويه لا يُكَسَّر كُرَّام استغنوا عن تكسيره بالواو والنون وإنه لكَرِيم من كَرائم قومه على غير قياس حكى ذلك أَبو زيد وإنه لَكَرِيمة من كَرائم قومه وهذا على القياس الليث يقال رجل كريم وقوم كَرَمٌ كما قالوا أَديمٌ وأَدَمٌ وعَمُود وعَمَدٌ ونسوة كَرائم ابن سيده وغيره ورجل كَرَمٌ كريم وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث تقول امرأَة كَرمٌ ونسوة كَرَم لأَنه وصف بالمصدر قال سعيد بن مسحوح
( * قوله « مسحوح » كذا في الأصل بمهملات وفي شرح القاموس بمعجمات ) الشيباني كذا ذكره السيرافي وذكر أَيضاً أنه لرجل من تَيْم اللاّت بن ثعلبة اسمه عيسى وكان يُلَوَّمُ في نُصرة أَبي بلال مرداس بن أُدَيَّةَ وأَنه منعته الشفقة على بناته وذكر المبرد في أَخبار الخوارج أَنه لأَبي خالد القَناني فقال ومن طَريف أَخبار الخوارج قول قَطَرِيِّ بن الفُجاءة المازِني لأَبي خالد القَناني أَبا خالدٍ إنْفِرْ فلَسْتَ بِخالدٍ وَما جَعَلَ الرحمنُ عُذْراً لقاعِدِ أَتَزْعُم أَنَّ الخارِجيَّ على الهُدَى وأنتَ مُقِيمٌ بَينَ راضٍ وجاحِدِ ؟ فكتب إليه أَبو خالد لَقدْ زادَ الحَياةَ إليَّ حُبّاً بَناتي أَنَّهُنَّ من الضِّعافِ مخافةَ أنْ يَرَيْنَ البُؤسَ بَعْدِي وأنْ يَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافِ وأنْ يَعْرَيْنَ إنْ كُسِيَ الجَوارِي فَتَنْبُو العينُ عَن كَرَمٍ عِجافِ ولَوْلا ذاكَ قد سَوَّمْتُ مُهْري وفي الرَّحمن للضُّعفاءِ كافِ أَبانا مَنْ لَنا إنْ غِبْتَ عَنَّا وصارَ الحيُّ بَعدَك في اخْتِلافِ ؟ قال أَبو منصور والنحويون ينكرون ما قال الليث إنما يقال رجل كَرِيم وقوم كِرام كما يقال صغير وصغار وكبير وكِبار ولكن يقال رجل كَرَم ورجال كَرَم أي ذوو كَرَم ونساء كَرَم أي ذوات كرَم كما يقال رجل عَدْل وقوم عدل ورجل دَنَفٌ وحَرَضٌ وقوم حَرَضٌ ودَنَفٌ وقال أَبو عبيد رجل كَرِيم وكُرَامٌ وكُرَّامٌ بمعنى واحد قال وكُرام بالتخفيف أبلغ في الوصف وأكثر من كريم وكُرّام بالتشديد أَبلغ من كُرَام ومثله ظَرِيف وظُراف وظُرَّاف والجمع الكُرَّامون وقال الجوهري الكُرام بالضم مثل الكَرِيم فإذا أفرط في الكرم قلت كُرّام بالتشديد والتَّكْرِيمُ والإكْرامُ بمعنى والاسم منه الكَرامة قال ابن بري وقال أَبو المُثَلم ومَنْ لا يُكَرِّمْ نفْسَه لا يُكَرَّم
( * هذا الشطر لزهير من معلقته )
ابن سيده قال سيبويه ومما جاء من المصادر على إضمار الفعل المتروك إظهاره ولكنه في معنى التعجب قولك كَرَماً وصَلَفاً كأَنه يقول أَكرمك الله وأَدام لك كَرَماً ولكنهم خزلوا الفعل هنا لأَنه صار بدلاً من قولك أَكْرِمْ به وأَصْلِف ومما يخص به النداء قولهم يا مَكْرَمان حكاه الزجاجي وقد حكي في غير النداء فقيل رجل مَكْرَمان عن أَبي العميثل الأَعرابي قال ابن سيده وقد حكاها أَيضاً أَبو حاتم ويقال للرجل يا مَكرمان بفتح الراء نقيض قولك يا مَلأَمان من اللُّؤْم والكَرَم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن رجلاً أَهدى إليه راوية خمر فقال إن الله حَرَّمها فقال الرجل أَفلا أُكارِمُ بها يَهودَ ؟ فقال إن الذي حرَّمها حرَّم أن يُكارَم بها المُكارَمةُ أَن تُهْدِيَ لإنسانٍ شيئاً ليكافِئَك عليه وهي مُفاعَلة من الكَرَم وأَراد بقوله أُكارِمُ بها يهود أي أُهْديها إليهم ليُثِيبوني عليها ومنه قول دكين يا عُمَرَ الخَيراتِ والمَكارِمِ إنِّي امْرُؤٌ من قَطَنِ بن دارِمِ أَطْلُبُ دَيْني من أَخٍ مُكارِمِ أراد من أَخٍ يُكافِئني على مَدْحي إياه يقول لا أَطلب جائزته بغير وَسِيلة وكارَمْتُ الرجل إذا فاخَرْته في الكرم فكَرَمْته أَكْرُمه بالضم إذا غلبته فيه والكَريم الصَّفُوح وكارَمنى فكَرَمْته أَكْرُمه كنت أَكْرَمَ منه وأَكْرَمَ الرجلَ وكَرَّمه أَعْظَمه ونزَّهه ورجل مِكْرام مُكْرِمٌ وهذا بناء يخص الكثير الجوهري أَكْرَمْتُ الرجل أُكْرِمُه وأَصله أُأَكْرمه مثل أُدَحْرِجُه فاستثفلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا الثانية ثم أَتبعوا باقي حروف المضارعة الهمزة وكذلك يفعلون ألا تراهم حذفوا الواو من يَعِد استثقالاً لوقوعها بين ياء وكسرة ثم أَسقطوا مع الأَلف والتاء والنون ؟ فإن اضطر الشاعر جاز له أَن يرده إلى أَصله كما قال فإنه أَهل لأَن يُؤَكْرَما فأَخرجه على الأصل ويقال في التعجب ما أَكْرَمَه لي وهو شاذ لا يطرد في الرباعي قال الأخفش وقرأَ بعضهم ومَن يُهِن اللهُ فما له من مُكْرَم بفتح الراء أي إكْرام وهو مصدر مثل مُخْرَج ومُدْخَل وله عليَّ كَرامةٌ أَي عَزازة واستَكْرم الشيءَ طلَبه كَرِيماً أَو وجده كذلك ولا أَفْعلُ ذلك ولا حُبّاً ولا كُرْماً ولا كُرْمةً ولا كَرامةً كل ذلك لا تُظهر له فعلاً وقال اللحياني أَفْعَلُ ذلك وكرامةً لك وكُرْمَى لك وكُرْمةً لك وكُرْماً لك وكُرْمةَ عَيْن ونَعِيمَ عين ونَعْمَةَ عَينٍ ونُعامَى عَينٍ
( * قوله « ونعامى عين » زاد في التهذيب قبلها ونعم عين أي بالضم وبعدها نعام عين أي بالفتح ) ويقال نَعَمْ وحُبّاً وكَرْامةً قال ابن السكيت نَعَمْ وحُبّاً وكُرْماناً بالضم وحُبّاً وكُرْمة وحكي عن زياد بن أَبي زياد ليس ذلك لهم ولا كُرْمة وتَكَرَّمَ عن الشيء وتكارم تَنزَّه الليث تكَرَّمَ فلان عما يَشِينه إذا تَنزَّه وأَكْرَمَ نفْسَه عن الشائنات والكَرامةُ اسم يوضع للإكرام
( * قوله « يوضع للإكرام » كذا بالأصل والذي في التهذيب يوضع موضع الإكرام ) كما وضعت الطَّاعةُُ موضع الإطاعة والغارةُ موضع الإغارة والمُكَرَّمُ الرجل الكَرِيم على كل أَحد ويقال كَرُم الشيءُ الكَريمُ كَرَماً وكَرُمَ فلان علينا كَرامةً والتَّكَرُّمُ تكلف الكَرَم وقال المتلمس تكَرَّمْ لتَعْتادَ الجَمِيلَ ولنْ تَرَى أَخَا كَرَمٍ إلا بأَنْ يتَكَرَّما والمَكْرُمةُ والمَكْرُمُ فعلُ الكَرَمِ وفي الصحاح واحدة المَكارمِ ولا نظير له إلاَّ مَعُونٌ من العَوْنِ لأَنَّ كل مَفْعُلة فالهاء لها لازمة إلا هذين قال أَبو الأَخْزَرِ الحِمّاني مَرْوانُ مَرْوانُ أَخُو اليَوْم اليَمِي ليَوْمِ رَوْعٍ أو فَعالِ مَكْرُمِ ويروي نَعَمْ أَخُو الهَيْجاء في اليوم اليمي وقال جميل بُثَيْنَ الْزَمي لا إنَّ لا إنْ لَزِمْتِه على كَثرةِ الواشِينَ أَيُّ مَعُونِ قال الفراء مَكْرُمٌ جمع مَكْرُمةٍ ومَعُونٌ جمع مَعُونةٍ والأُكْرُومة المَكْرُمةُ والأُكْرُومةُ من الكَرَم كالأُعْجُوبة من العَجَب وأَكْرَمَ الرجل أَتى بأَولاد كِرام واستَكْرَمَ استَحْدَث عِلْقاً كريماً وفي المثل استَكْرَمْتَ فارْبِطْ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إنَّ اللهَ يقولُ إذا أَنا أَخَذْتُ من عبدي كَرِيمته وهو بها ضَنِين فصَبرَ لي لم أَرْض له بها ثواباً دون الجنة وبعضهم رواه إذا أَخذت من عبدي كَرِيمتَيْه قال شمر قال إسحق بن منصور قال بعضهم يريد أهله قال وبعضهم يقول يريد عينه قال ومن رواه كريمتيه فهما العينان يريد جارحتيه أي الكريمتين عليه وكل شيء يَكْرُمُ عليك فهو كَريمُكَ وكَريمتُك قال شمر وكلُّ شيء يَكْرُمُ عليك فهو كريمُك وكريمتُك والكَرِيمةُ الرجل الحَسِيب يقال هو كريمة قومه وأَنشد وأَرَى كريمَكَ لا كريمةَ دُونَه وأَرى بِلادَكَ مَنْقَعَ الأَجْوادِ
( * قوله « منقع الاجواد » كذا بالأصل والتهذيب والذي في التكملة منقعاً لجوادي وضبط الجواد فيها بالضم وهو العطش )
أَراد من يَكْرمُ عليك لا تدَّخر عنه شيئاً يَكْرُم عليك وأَما قوله صلى الله عليه وسلم خير الناس يومئذ مُؤمن بين كَرِيمين فقال قائل هما الجهاد والحج وقيل بين فرسين يغزو عليهما وقيل بين أَبوين مؤَمنين كريمين وقيل بين أَب مُؤْمن هو أَصله وابن مؤْمن هو فرعه فهو بين مؤمنين هما طَرَفاه وهو مؤْمن والكريم الذي كَرَّم نفْسَه عن التَّدَنُّس بشيءٍ من مخالفة ربه ويقال هذا رجل كَرَمٌ أَبوه وكَرَمٌ آباؤُه وفي حديث آخر أَنه أكْرَم جرير بن عبد الله لمّا ورد عليه فبَسط له رداءَه وعممه بيده وقال أَتاكم كَريمةُ قوم فأَكْرموه أي كريمُ قوم وشَريفُهم والهاء للمبالغة قال صخر أَبى الفَخْرَ أَنِّي قد أَصابُوا كَريمتي وأنْ ليسَ إهْداء الخَنَى مِنْ شِمالِيا يعني بقوله كريمتي أَخاه معاوية بن عمرو وأَرض مَكْرَمةٌ
( * قوله « وأرض مكرمة » ضطت الراء في الأصل والصحاح بالفتح وفي القاموس بالضم وقال شارحه هي بالضم والفتح ) وكَرَمٌ كريمة طيبة وقيل هي المَعْدُونة المُثارة وأَرْضان كَرَم وأَرَضُون كَرَم والكَرَمُ أَرض مثارة مُنَقَّاةٌ من الحجارة قال وسمعت العرب تقول للبقعة الطيبة التُّربةِ العَذاة المنبِت هذه بُقْعَة مَكْرَمة الجوهري أَرض مَكْرَمة للنبات إذا كانت جيدة للنبات قال الكسائي المَكْرُمُ المَكْرُمة قال ولم يجئ مَفْعُل للمذكر إلا حرفان نادران لا يُقاس عليهما مَكْرُمٌ ومَعُون وقال الفراء هو جمع مَكْرُمة ومَعُونة قال وعنده أَنَّ مفْعُلاً ليس من أَبنية الكلام ويقولون للرجل الكَريم مَكْرَمان إذا وصفوه بالسخاء وسعة الصدر وفي التنزيل العزيز إنِّي أُلْقِيَ إليَّ كتاب كَريم قال بعضهم معناه حسن ما فيه ثم بينت ما فيه فقالت إنَّه من سُليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم أَلاَّ تعلوا عليَّ وأْتُوني مُسلمين وقيل أُلقي إليّ كتاب كريم عَنَتْ أَنه جاء من عند رجل كريم وقيل كتاب كَريم أي مَخْتُوم وقوله تعالى لا بارِدٍ ولا كَريم قال الفراء العرب تجعل الكريم تابعاً لكل شيء نَفَتْ عنه فعلاً تَنْوِي به الذَّم يقال أَسَمِين هذا ؟ فيقال ما هو بسَمِين ولا كَرِيم وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة وقال إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون أَي قرآن يُحمد ما فيه من الهُدى والبيان والعلم والحِكمة وقوله تعالى وقل لهما قولاً كَريماً أَي سهلاً ليِّناً وقوله تعالى وأَعْتَدْنا لها رِزْقاً كريماً أي كثيراً وقوله تعالى ونُدْخِلْكم مُدْخَلاً كريماً قالوا حسَناً وهو الجنة وقوله أَهذا الذي كَرَّمْت عليّ أي فضَّلْت وقوله رَبُّ العرشِ الكريم أَي العظيم وقوله إنَّ ربي غنيٌّ كريم أي عظيم مُفْضِل والكَرْمُ شجرة العنب واحدتها كَرْمة قال إذا مُتُّ فادْفِنِّي إلى جَنْبِ كَرْمةٍ تُرَوِّي عِظامي بَعْدَ مَوْتي عُرُوقُها وقيل الكَرْمة الطاقة الواحدة من الكَرْم وجمعها كُروُم ويقال هذه البلدة إنما هي كَرْمة ونخلة يُعنَى بذلك الكثرة وتقول العرب هي أَكثر الأرض سَمْنة وعَسَلة قال وإذا جادَت السماءُ بالقَطْر قيل كَرَّمَت وفي حديث أَبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تُسَمُّوا العِنب الكَرْم فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم قال الأَزهري وتفسير هذا والله أَعلم أن الكَرَمَ الحقيقي هو من صفة الله تعالى ثم هو من صفة مَنْ آمن به وأَسلم لأَمره وهو مصدر يُقام مُقام الموصوف فيقال رجل كَرَمٌ ورجلان كرَم ورجال كرَم وامرأَة كرَم لا يثنى ولا يجمع ولا يؤَنث لأنه مصدر أُقيمَ مُقام المنعوت فخففت العرب الكَرْم وهم يريدون كَرَمَ شجرة العنب لما ذُلِّل من قُطوفه عند اليَنْع وكَثُرَ من خيره في كل حال وأَنه لا شوك فيه يُؤْذي القاطف فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تسميته بهذا الاسم لأَنه يعتصر منه المسكر المنهي عن شربه وأَنه يغير عقل شاربه ويورث شربُه العدواة والبَغْضاء وتبذير المال في غير حقه وقال الرجل المسلم أَحق بهذه الصفة من هذه الشجرة قال أَبو بكر يسمى الكَرْمُ كَرْماً لأَن الخمر المتخذة منه تَحُثُّ على السخاء والكَرَم وتأْمر بمَكارِم الأَخلاق فاشتقوا له اسماً من الكَرَم للكرم الذي يتولد منه فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يسمى أَصل الخمر باسم مأْخوذ من الكَرَم وجعل المؤْمن أَوْلى بهذا الاسم الحَسن وأَنشد والخَمْرُ مُشتَقَّةُ المَعْنَى من الكَرَمِ وكذلك سميت الخمر راحاً لأَنَّ شاربها يَرْتاح للعَطاء أَي يَخِفُّ وقال الزمخشري أَراد أن يقرّر ويسدِّد ما في قوله عز وجل إن أَكْرَمَكم عند الله أَتْقاكم بطريقة أَنِيقة ومَسْلَكٍ لَطِيف وليس الغرض حقيقة النهي عن تسمية العنب كَرْماً ولكن الإشارة إلى أَن المسلم التقي جدير بأَن لا يُشارَك فيما سماه الله به وقوله فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم أَي إنما المستحق للاسم المشتقِّ من الكَرَمِ الرَّجلُ المسلم وفي الحديث إنَّ الكَريمَ ابنَ الكريمِ ابنِ الكريم يُوسُفُ بن يعقوب بن إسحق لأَنه اجتمع له شَرَف النبوة والعِلم والجَمال والعِفَّة وكَرَم الأَخلاق والعَدل ورِياسة الدنيا والدين فهو نبيٌّ ابن نبيٍّ ابن نبيٍّ ابن نبي رابع أربعة في النبوة ويقال للكَرْم الجَفْنةُ والحَبَلةُ والزَّرَجُون وقوله في حديث الزكاة واتَّقِ كَرائمَ أَموالهم أي نَفائِسها التي تتعلَّق بها نفْسُ مالكها ويَخْتَصُّها لها حيث هي جامعة للكمال المُمكِن في حقّها وواحدتها كَرِيمة ومنه الحديث وغَزْوٌ تُنْفَقُ فيه الكَريمةُ أي العزيزة على صاحبها والكَرْمُ القِلادة من الذهب والفضة وقيل الكَرْم نوع من الصِّياغة التي تُصاغُ في المَخانِق وجمعه كُروُم قال تُباهِي بصَوْغ من كُرُوم وفضَّة يقال رأَيت في عُنُقها كَرْماً حسناً من لؤلؤٍ قال الشاعر ونَحْراً عَليْه الدُّر تُزْهِي كُرُومُه تَرائبَ لا شُقْراً يُعَبْنَ ولا كُهْبا وأَنشد ابن بري لجرير لقَدْ وَلَدَتْ غَسّانَ ثالِبةُ الشَّوَى عَدُوسُ السُّرَى لا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيدُها ثالبة الشوء مشققة القدمين وأَنشد أَيضاً له في أُم البَعِيث إذا هَبَطَتْ جَوَّ المَراغِ فعَرَّسَتْ طُرُوقاً وأَطرافُ التَّوادي كُروُمُها والكَرْمُ ضَرْب من الحُلِيِّ وهو قِلادة من فِضة تَلْبَسها نساء العرب وقال ابن السكيت الكَرْم شيء يُصاغ من فضة يُلبس في القلائد وأَنشد غيره تقوية لهذا فيا أَيُّها الظَّبْيُ المُحَلَّى لَبانُه بكَرْمَيْنِ كَرْمَيْ فِضّةٍ وفَرِيدِ وقال آخر تُباهِي بِصَوغٍ منْ كُرُومٍ وفِضّةٍ مُعَطَّفَة يَكْسونَها قَصَباً خَدْلا وفي حديث أُم زرع كَرِيم الخِلِّ لا تُخادِنُ أَحداً في السِّرِّ أَطْلَقَت كرِيماً على المرأَة ولم تقُل كرِيمة الخلّ ذهاباً به إلى الشخص وفي الحديث ولا يُجلس على تَكْرِمتِه إلا بإذنه التَّكْرِمةُ الموضع الخاصُّ لجلوس الرجل من فراش أو سَرِير مما يُعدّ لإكرامه وهي تَفْعِلة من الكرامة والكَرْمةُ رأْس الفخذ المستدير كأَنه جَوْزة وموضعها الذي تدور فيه من الوَرِك القَلْتُ وقال في صفة فرس أُمِرَّتْ عُزَيْزاه ونِيطَتْ كُرُومُه إلى كَفَلٍ رابٍ وصُلْبٍ مُوَثَّقِ وكَرَّمَ المَطَرُ وكُرِّم كَثُرَ ماؤه قال أَبو ذؤَيب يصف سحاباً وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبا بُ مِنْه وكُرِّم ماءً صَرِيحا ورواه بعضهم وغُرِّم ماء صَرِيحا قال أَبو حنيفة زعم بعض الرواة أن غُرِّم خطأ وإنما هو وكُرِّم ماء صَريحا وقال أَيضاً يقال للسحاب إذا جاد بمائه كُرِّم والناس على غُرِّم وهو أشبه بقوله وَهَى خَرْجُه الجوهري كَرُمَ السَّحابُ إذا جاء بالغيث والكَرامةُ الطَّبَق الذي يوضع على رأْس الحُبّ والقِدْر ويقال حَمَلَ إليه الكرامةَ وهو مثل النُّزُل قال وسأَلت عنه في البادية فلم يُعرف وكَرْمان وكِرْمان موضع بفارس قال ابن بري وكَرْمانُ اسم بلد بفتح الكاف وقد أُولِعت العامة بكسرها قال وقد كسرها الجوهري في فصل رحب فقال يَحكي قول نَصر بن سَيَّار أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ في طاعة الكِرْمانيّ ؟ والكَرْمةُ موضع أيضاً قال ابن سيده فأَما قول أَبي خِراش وأَيْقَنْتُ أَنَّ الجُودَ مِنْكَ سَجِيَّةٌ وما عِشْتُ عَيْشاً مثْلَ عَيْشِكَ بالكَرْمِ قيل أَراد الكَرْمة فجمعها بما حولها قال ابن جني وهذا بعيد لأَن مثل هذا إنما يسوغ في الأجناس المخلوقات نحو بُسْرَة وبُسْر لا في الأَعلام ولكنه حذف الهاء للضرورة وأَجْراه مُجْرى ما لا هاء فيه التهذيب قال أَبو ذؤيب
( * قوله « أبو ذؤيب إلخ » انفرد الازهري بنسبة البيت لابي ذؤيب إذ الذي في معجم ياقوت والمحكم والتكملة إنه لابي خراش ) في الكُرْم وأَيقنتُ أَن الجود منك سجية وما عشتُ عيشاً مثل عيشكَ بالكُرْم قال أَراد بالكُرْمِ الكَرامة ابن شميل يقال كَرُمَتْ أَرضُ فلان العامَ وذلك إذا سَرْقَنَها فزكا نبتها قال ولا يَكْرُم الحَب حتى يكون كثير العَصْف يعني التِّبْن والورق والكُرْمةُ مُنْقَطَع اليمامة في الدَّهناء عن ابن الأعرابي

كرتم
الكِرْتِيمُ الفَأْس العَظيمة لها رأُْس واحد وقيل هي نحو المِطْرقة والكُرْتُوم الصَّفا من الحجارة وحَرَّةُ بني عُذرة تُدعَى كُرْتُوم وأَنشد أَسْقاكِ كلُّ رائِحٍ هَزِيمِ يَتْرُكُ سَيْلاً جارِحَ الكُلُومِ وناقِعاً بالصَّفْصَفِ الكُرْتُومِ

كردم
الكَرْدَمُ والكُرْدُوم الرجل القصير الضَّخم والكَرْدَمَةُ عَدْوُ القَصير وكَرْدَمَ الحِمارُ وكَرْدَحَ إذا عَدا على جنب واحد والكَرْدَمة الشدّ المتثاقل وقيل هو دُوَيْن الكَرْدَحَة وهي الإسراع وتَكَرْدم في مِشْيته عدا مِن فَزَع والكَرْدمة عَدْوُ البغل وقيل الإسراع الأزهري الكَرْمحة والكرْبَحة في العَدْو دون الكَرْدمة ولا يُكَرْدِم إلا الحمار والبغل ابن الأَعرابي الكَرْدَم الشجاع وأَنشد ولو رَآهُ كَرْدَمٌ لكَرْدَما أي لهرب ويقال كَرْدَمْتُ القَومَ إذا جمعتَهم وعَبَّأْتَهم فهم مُكَرْدَمون قال إذا فَزِعُوا يَسْعَى إلى الرَّوْعِ مِنْهُمُ بِجُرْدِ القَنا سَبْعون أَلفاً مُكَرْدَما قال وقول ابن عتاب تسعون ألفاً مُكردما أي مُجْتمِعاً وكَرْدَم الرجلُ إذا عَدا فأَمْعَن وهي الكَرْدَمة والمُكَرْدِمُ النَّفُور والمُكَرْدِم أَىضاً المُتَذَلِّل المُتَصاغر وقال المبرد كَرْدَم ضَرط وأَنشد ولَو رَآنا كردمٌ لكردما َكَرْدَمةَ العَيْرِ أَحَسَّ ضَيْغَما وكَرْدَم اسم رجل وأَنشد ابن بري لشاعر ولما رأَيْنا أَنه عاتِمُ القِرَى بَخيلٌ ذَكَرْنا لَيْلَة الهَضْب كَرْدَما

كرزم
رجل مُكَرْزَم قصير مُجْتَمِع قال ابن بري الكَرْزَمُ القَصير الأَنف قال خليد اليشكري فتِلْكَ لا تُشبِه أُخْرَى صِلْقِما صَهْصَلِقَ الصَّوْتِ دَرُوجاً كَرْزَما والكَرْزَم فأْس مَفْلُولة الحدّ وقيل التي لها حدّ كالكَرْزَنِ وهي الكِرْزِيمُ أَيضاً عن أَبي حنيفة وأَنشد ماذا يَرِيبُكَ من خِلٍّ عَلِقْتُ به ؟ إنَّ الدُّهُورَ عَلَينا ذاتُ كِرْزِيمِ
( * قوله « من خل » في التكملة والازهري من خلم أي بالكسر أَيضاً وهو الصديق )
أي تَنْحَتُنا بالنَّوائب والهُموم كما يُنْحت الخشب بهذه القَدُوم والجمع الكَرازِم وقيل هو الكَرْزَن وقال جرير في الكَرازِم الفُؤوس يهجو الفرزدق عَنِيفٌ بِهَزِّ السيفِ قَيْنُ مُجاشِعٍ رفِيقٌ بِأخْراتِ الفُؤوس الكَرازِم وأنشد الجوهري لجرير وأَوْرَثَكَ القَيْنُ العَلاةَ ومِرْجَلاً وتَقْوِيمَ إصْلاحِ الفُؤوس الكَرازِمِ
( * قوله « وتقويم إصلاح الفؤوس » كذا بالأصل والذي في ديوان جرير وفي الصحاح للجوهري وإصلاح أخرات الفؤوس )
والكَرْزَمُ والكَرْزَنُ الفأْس والكِرْزِم الشدّة من شدائد الدهر وهي الكرازِم على القياس ويحتمل أن يكون قوله إن الدهور علينا ذات كرزيم أَراد به الشدة فكَرازِيمُ إذاً جمع على القياس والكَرْزَمةُ أَكل نِصف النهار قال ابن الأَعرابي لم أَسمعه لغير الليث وكَرْزَمٌ اسم قال الأَزهري وسمعت العرب تقول للرجل القصير كَرْزَم يصغر كُرَيْزِماً ابن الأَعرابي الكَرْزَمُ الكثير
( * قوله « الكرزم الكثير إلخ » هكذا ضبط في التكملة والتهذيب وضبطه المجد بالضم ) الأكل

كرشم
الكَرْشَمةُ الأرض الغليظة وقَبَّحَ اللهُ كَرْشَمَتَه أَي وجهه والكُرْشُوم القَبِيح الوجه وكِرْشِم اسم رجل وهو مذكور في موضعه لأن يعقوب زعم أن ميمه زائدة اشتقه من الكَرِش

كركم
الكُرْكُمُ نَبْت وثَوب مُكَرْكَمٌ مَصبوغ بالكُرْكُم وهو شبيه بالوَرْس قال والكركم تسمية العرب الزَّعْفَران وأَنشد قامَ على المَركُوِّ ساقٍ يُفْعِمُهْ يَرُدُّ فيه سُؤْرَه ويَثْلِمُهْ مُخْتَلِطاً عِشْرِقُه وكُرْكمُهْ فَرِيحُه يَدْعُو على مَنْ يَظْلِمُهْ يصف عروساً ضعُف عن السقي فاستعان بعِرْسِه وفي الحديث فعادَ لَوْنُه كأَنه كُرْكُمة قال الليث هو الزعفران قال والكُرْكُمانيُّ دواء منسوب إلى الكُرْكُم وهو نَبْت شبيه بالكَمُّون يُخْلَط بالأَدْوِية وتوهَّم الشاعر أَنه الكمون فقال غَيْباً أُرَجِّيهِ ظُنونَ الأَظْننِ أَمانيَ الكُرْكُمِ إذْ قال اسْقِني وهذا كما تقول أَماني الكمون ابن سيده والكركم الزعفران القطعة منه كُرْكُمة بالضم وبه سمي دَواء الكركم وقيل هو فارسي أَنشد أَبو حنيفة للبَعِيث يصف قَطاً سَماوِيّةٌ كدْرٌ كأَنَّ عُيونها يُذافُ بِه وَرْسٌ حَدِيثٌ وكُرْكُمُ قال ابن بري وقال ابن حمزة الكُرْكُم عُروق صفر معروفة وليس من أَسماء الزعفران وقال الأغلب فبَصُرَتْ بِعَزَبٍ مُلَوَّمِ فأَخَذَتْ من رادِنٍ وكُرْكُمِ وفي الحديث بينا هو وجبريل يَتَحادثانِ تغَيَّر وجه جبريل حتى عاد كأَنه كُرْكُمة قال ابن الأَثير هي واحدة الكُرْكم وهو الزعفران وقيل العصفر وقيل شيء كالورس وهو فارسي معرب قال الزمخشري الميم مزيدة لقولهم للأحمر كُرْكٌ في الحديث حين ذكر سعد بن معاذ فَعادَ ولونُه كالكُرْكُمة وزعم السيرافي أَن الكُرْكُم والكُرْكُمان الرِّزْقُ بالفارسية وأَنشد كُلُّ امرِئٍ مُشَمِّرٌ لِشانِه لِرِزْقِه الغادِي وكُرْكُمانِه وبيت الاستشهاد في التهذيب رَيْحانه الغادي وكركمانه قال الأَزهري ورأَيت في نسخة الكُرْكُم اسم العِلْك

كزم
كَزِمَ الرجُل كَزَماً فهو كَزِمٌ هاب التقَدُّمَ على الشيء ما كان وفي النوادر أَكْزَمْتُ عن الطعام وأَقْهَمْتُ وأَزْهَمْت إذا أكثر منه حتى لا يشتهي أَن يعود فيه ورجل كَزْمان وزَهْمان وقَهْمان ودَقْيان والكَزَمُ قِصَر في الأَنف قبيح وقصر في الأَصابع شديد والكَزَمُ في الأُذن والأَنف والشفة واللَّحْي واليد والفم والقدم القِصَرُ والتَّقَلُّص والاجتماع تقول أَنْفٌ أَكْزَمُ ويد كَزْماء والعرب تقول للرجل البخيل أَكْزَمُ اليدِ وقد كَزَّم العَملُ والقُرُّ بنانَه قال أَبو المُثَلَّمِ بها يَدَعُ القُرُّ البنَانَ مُكَزَّماً وكان أَسِيلاً قَبْلَها لم يُكَزَّمِ مُكزَّم مُقَفَّع ورجل أَكزم الأَنف قصيره وقيل لا يكون الكَزَمُ قِصَر الأُذن إلا من الخيل وقيل الكَزَمُ قصر الأَنف كله وانفتاح المَنْخِرَيْنِ والكزَمُ خروج الذقن مع الشفة السفلى ودخول الشفة العليا كَزِمَ كَزَماً وهو أكزم ويقال كَزَم فلان يَكْزِمُ كَزْماً إذا ضم فاه وسكت فإن ضم فاه عن الطعام قيل أَزَمَ يأْزِمُ ووصف عون بن عبد الله رجلاً يُذَمّ فقال إن أُفِيضَ في الخير كَزَم وضَعُف واسْتَسْلَم أي إن تكلم الناس في خير سكت فلم يُفِض معهم فيه كأَنه ضم فاه فلم يَنطِق ويقال كَزم الشيءَ الصُّلْبَ كَزْماً إذا عضه عضّاً شديداً وكَزَم الشيءَ يَكْزِمه كَزْماً كسره بمقدّم فيه الجوهري كَزَم شيئاً بمقدم فيه أي كسره واستخرج ما فيه ليأْكله والكَزَمُ غِلَظُ الجَحْفلة وقصرها يقال فرس أَكْزَمُ بيِّن الكَزَم والعَيْرُ يَكْزِم من الحَدَج يكسر فيأْكل وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ من الكَزَم والقَزَمِ فالكَزَمُ بالتحريك شدة الأَكل والمصدر ساكن من قولك كَزَم فلان الشيء بفيه كَزْماً إذا كسره والاسم الكَزَمُ وقد كزَم الشيء بفيه يَكْزِمه كَزْماً إذا كسره وضمّ فمه عليه وقيل الكَزَمُ البخل يقال هو أكزمُ البنانِ أي قصيرها كما يقال جَعْدُ الكَفِّ ابن الأَعرابي الكَزَمُ أن يريد الرجل الصدقة والمعروف فلا يَقْدِر على دينار ولا درهم وفي حديث علي في صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بالكَزِّ ولا المُنكَزِم فالكَزُّ المُعَبِّس في وجوه السائلين والمُنكَزِم الصغيرُ الكفّ الصغير القَدَم وقولُ ساعِدةَ بن جُؤيَّةَ أُتِيحَ لها شَثْنُ البَنانِ مُكَزَّمٌ أَخُو حُزَنٍ قد وقَّرَتْه كُلُومُها عنى بالمُكَزَّم الذي أَكلت أَظفارهَ الصخْرُ والكَزُوم من الإبل الهَرِمة من النوق التي لم يبق في فيها ناب وقيل ولا سن من الهَرَم نعت لها خاصة دون البعير ويقال من يشتري ناقة كَزوُماً وقيل هي المسنَّة فقط قال الشاعر لا قَرَّبَ اللهُ محَلَّ الفَيْلَمِ والدِّلقِمِ النابِ الكَزُومِ الضِّرْزِم وكُزَيْم وكُزْمان اسمان

كسم
ابن الأَعرابي الكَسْمُ الكَدُّ على العيال من حرام أَو حلال وقال كَسَمَ وكَسَبَ واحد والكَسْم البَقية تَبْقى في يدك من الشيء اليابس والكَسْمُ فَتُّك الشيء بيدك ولا يكون إلا من شيء يابس كَسَمه يَكْسِمه كَسْماً وقول الشاعر وحامِل القِدْر أَبو يَكْسُوم يقال جاء يَحْمِل القِدْر إذا جاء بالشر والكَيْسُوم الكثير من الحشيش ولُمْعة أُكْسُوم وكَيْسُوم أَنشد أبو حنيفة باتَتْ تُعَشَّى الحَمْضَ بالقَصِيمِ ومِنْ حَليٍّ وَسْطَه كَيْسُومِ الأَصمعي الأَكاسِمُ اللُّمَعُ من النبت المتراكبة يقال لُمْعةٌ أُكْسُومٌ أَي مُتراكِمة وأَنشد أَكاسِماً للِطَّرْفِ فيها مُتَّسَعْ ولِلأَيُولِ الآيلِ الصَّبّ فَنَعْ وقال غيره روضة أُكْسُومٌ ويَكْسُوم أَي نَدِيَّة كثيرة وأَبو يَكْسُوم من ذلك صاحب الفيل قال لبيد لو كان حَيٌّ في الحياة مُخَلَّداً في الدَّهْر أَلْفاه أَبو يَكْسُوم وكَيْسوم فَيْعُول منه وخَيْل أَكاسِمُ أَي كثيرة يكاد يركب بعضها بعضاً وَكَيْسَمٌ أَبو بطن من العرب مشتق من ذلك وكَيْسُومٌ اسم وهو أَيضاً موضع مُعَرَّب ويَكْسُوم اسم أَعجمي ويَكْسُوم موضع

كسعم
الكُعْسُوم الحِمار بالحِمْيرية ويقال بل الكُسْعُوم والأَصل فيه الكُسْعة والميم زائدة وجمع الكُسْعُوم كَساعِيم سميت كُسْعوماً لأَنها تُكْسَع مِن خَلْفِها

كشم
كَشَم أَنفَه دَقَّه عن اللحياني وكَشَم أَنفَه يَكْشِمه كَشْماً جَدَعه والكَشْم قَطْع الأَنف باستئصال وأَنْفٌ أَكْشَم وكَشِمٌ مقطوع من أصله وقد كَشِمَ كَشَماً وحَنَكٌ أَكْشَم كالأكَسِّ وأُذُنٌ كَشْماء لم يُبِنِ القطعُ منها شيئاً وهي كالصَّلْماء والاسم الكَشْمة
( * قوله « والاسم الكشمة » كذا ضبط في الأصل وبالتحريك ضبط في المحكم )
والكَشَم نقصان الخَلْق والحَسَب والأَكْشَم الناقص الخَلْق ورجل أَكْشَم بَيِّن الكَشَم وقد يكون ذلك النقصان أَيضاً في الحَسَب ابن سيده الأَكْشَم الناقص في جسمه وحَسَبه قال حسان بن ثابت يهجو ابنه الذي كان من الأَسلمية غلامٌ أتاه اللُّؤم مِنْ نَحْوِ خاله له جانبٌ وافٍ وآخَرُ أَكْشَمُ أي أَبوه حُرٌّ وأُمُّه أَمَة فقالت امرأَته تناقضه غلام أَتاه اللُّؤمُ من نَحْو عَمِّه وأَفضَلُ أَعْراقِ ابْنِ حَسَّانَ أَسْلَمُ وكَشَم القِثَّاءَ والجَزَر أَكله أَكلاً عنيفاً والكَشْمُ اسم الفَهْد وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال الأََكْشَم الفَهْد والأُنثى كَشْماء والجمع كُشْمٌ وكَيْشَم اسم

كصم
الكَصْمُ العَضُّ وكَصَمه كَصْماً دفَعه بشدّة أَو ضربه بيده وكَصَم يَكْصِمُ
( * قوله « وكصم يكصم » ضبط في الأصل كما ترى فهو من باب ضرب وأطلق في القاموس ) كَصْماً نَكَص وولَّى مدبراً وأَنشد بعض الرواة لعَدِيّ وأَمَرْناهُ به من بَيْنِها بَعْدَما انْصاعَ مُصِرّاً أو كَصَمْ أي دَفَع بشدّة وقيل عَضَّ وقيل نكص قال أبو نصر كَصَمَ كُصُوماً إذا وَلَّى وأَدبرَ وروى أَبو تراب عن أبي سعيد قَصَم راجعاً وكَصَم راجعاً إذا رجع من حيث شاء ولم يتِمَّ إلى حيث قَصَد وأَنشد بيت عديّ والمُكاصَمة كناية عن النكاح والله أَعلم

كظم
الليث كَظَم الرجلُ غيظَه إذا اجترعه كَظَمه يَكْظِمه كَظْماً ردَّه وحبَسَه فهو رجل كَظِيمٌ والغيظ مكظوم وفي التنزيل العزيز والكاظمين الغيظ فسره ثعلب فقال يعني الخابسين الغيظ لا يُجازُون عليه وقال الزجاج معناه أُعِدَّتِ الجنة للذين جرى ذكرهم وللذي يَكْظِمون الغيظ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من جُرْعة يَتَجَرَّعُها الإنسان أَعظم أَجراً من جُرْعة غيظ في الله عز وجل ويقال كَظَمْت الغيظ أَكْظِمه كَظْماً إذا أَمسكت على ما في نفسك منه وفي الحديث من كَظَم غيظاً فله كذا وكذا كَظْمُ الغيظ تجرُّعُه واحتمال سببه والصبر عليه وفي الحديث إذا تثاءب أَحدكم فليَكْظِمْ ما استطاع أي ليحبسْه مهما أَمكنه ومنه حديث عبد المطلب له فَخْرٌ يَكْظِم عليه أي لا يُبْديه ويظهره وهو حَسَبُه ويقال كَظَم البعيرُ على جِرَّته إذا ردَّدها في حلقه وكَظَم البعيرُ يَكْظِم كُظوماً إذا أَمسك عن الجِرّة فهو كاظِمٌ وكَظَم البعيرُ إذا لم يَجْتَرَّ قال الراعي فأَفَضْنَ بعد كُظومِهنَّ بِجِرَّةٍ مِنْ ذي الأَبارِقِ إذ رَعَيْنَ حَقِيلا ابن الأنباري في قوله فأَفضن بعد كظومهن بجِرّة أي دفعت الإبل بجرتّها بعد كظومها قال والكاظم منها العطشان اليابس الجوف قال والأصل في الكَظْم الإمساك على غيظ وغمٍّ والجِرَّة ما تخرجه من كروشها فتَجْتَرُّ وقوله من ذي الأَبارق معناه أن هذه الجِرّة أَصلها ما رعت بهذا الموضع وحَقِيل اسم موضع ابن سيده كظَم البعير جِرَّته ازْذَرَدَها وكفّ عن الاجترار وناقة كَظُوم ونوق كُظوم لا تجتَرُّ كَظَمت تَكْظِم كُظوماً وإبل كُظوم تقول أرى الإبل كُظوماً لا تجترّ قال ابن بري شاهد الكُظوم جمع كاظم قول المِلْقَطي فهُنَّ كظُومٌ ما يُفِضْنَ بجِرَّةٍ لَهُنَّ بمُسْتَنِ اللُّغام صَرِيف والكظم مَخْرَج النفس يقال كَظَمني فلان وأَخذ بكَظَمي أَبو زيد يقال أَخذت بكِظام الأمر أي بالثقة وأَخذ بكَظَمه أي بحلقه عن ابن الأَعرابي ويقال أَخذت بكَظَمه أي بمَخْرجَ نَفَسه والجمع كِظام وفي الحديث لعلَّ الله يصلح أَمر هذه الأُمة ولا يؤخذ بأَكْظامها هي جمع كَظَم بالتحريك وهو مخرج النفَس من الحلق ومنه حديث النخعي له التوبة ما لم يؤخذ بكَظَمه أي عند خروج نفْسه وانقطاع نَفَسه وأَخَذَ الأَمرُ بكَظَمه إذا غمَّه وقول أَبي خِراش وكلُّ امرئ يوماً إلى الله صائر قضاءً إذا ما كان يؤخذ بالكَظْم أَراد الكَظَم فاضطرّ وقد دفع ذلك سيبويه فقال ألا ترى أَن الذين يقولون في فَخِذ فَخْذ وفي كَبِد كَبْد لا يقولون في جَمَل جَمْل ؟ ورجل مكظوم وكَظِيم مكروب قد أَخذ الغمُّ بكَظَمه وفي التنزيل العزيز ظَلَّ وجهُه مُسْوَدّاً وهو كَظِيم والكُظوم السُّكوت وقوم كُظَّم أي ساكنون قال العجاج ورَبِّ أَسرابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ عنِ اللَّغا ورَفَثِ التَّكَلُّمِ وقد كُظِمَ وكَظَمَ على غيظه يَكْظِم كَظْماً فهو كاظِمٌ وكَظيم سكت وفلان لا يَكْظِم على جِرَّتِه أي لا يسكت على ما في جوفه حتى يتكلم به وقول زياد بن عُلْبة الهذلي كَظِيمَ الحَجْلِ واضِحةَ المُحَيَّا عَديلةَ حُسْنِ خَلْقٍ في تَمامِ عَنى أَنَّ خَلخاها لا يُسْمع له صوت لامتلائه والكَظيمُ غَلَق الباب وكَظَمَ البابَ يَكْظِمه كَظْماً قام عليه فأَغلقَه بنفسه أو بغير نفسه وفي التهذيب كَظَمْتُ البابَ أَكْظِمهُ إذا قُمت عليه فسددته بنفسك أو سددته بشيء غيرك وكلُّ ما سُدَّ من مَجْرى ماء أو باب أو طَريق كَظْمٌ كأَنه سمي بالمصدر والكِظامةُ والسِّدادةُ ما سُدَّ به والكِظامةُ القَناة التي تكون في حوائط الأَعناب وقيل الكِظامة رَكايا الكَرْم وقد أَفضى بعضُها إلى بعض وتَناسقَت كأنها نهر وكَظَمُوا الكِظامة جَدَروها بجَدْرَين والجَدْر طِين حافَتِها وقيل الكِظامة بئر إلى جنبها بئر وبينهما مجرى في بطن الوادي وفي المحكم بطن الأرض أينما كانت وهي الكَظِيمة غيره والكِظامة قَناة في باطن الأَرض يجري فيها الماء وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أَتى كِظامةَ قوم فتوضَّأَ منها ومسَح على خُفَّيْه الكِظامةُ كالقَناة وجمعها كَظائم قال أَبو عبيدة سأَلت الأَصمعي عنها وأهل العلم من أَهل الحجاز فقالوا هي آبار متناسقة تُحْفَر ويُباعَد ما بينها ثم يُخْرق ما بين كل بئرين بقناة تؤَدِّي الماء من الأُولى إلى التي تليها تحت الأَرض فتجتمع مياهها جارية ثم تخرج عند منتهاها فتَسِحُّ على وجه الأَرض وفي التهذيب حتى يجتمع الماء إلى آخرهن وإنما ذلك من عَوَزِ الماء ليبقى في كل بئر ما يحتاج إليه أَهلُها للشرب وسَقْيِ الأَرض ثم يخرج فضلها إلى التي تليها فهذا معروف عند أهل الحجاز وقيل الكِظامةُ السَِّقاية وفي حديث عبد الله بن عَمْرو إذا رأَيت مكة قد بُعِجَتْ كَظائَم وساوى بِناؤُها رؤوسَ الجبال فاعلم أن الأمر قد أَظَلَّك وقال أَبو إسحق هي الكَظيمة والكِظامةُ معناه أي حُفِرت قَنَوات وفي حديث آخر أنه أَتى كِظامةَ قوم فبال قال ابن الأَثير وقيل أَراد بالكِظامة في هذا الحديث الكُناسة والكِظامةُ من المرأة مخرج البول والكِظامةُ فَمُ الوادي الذي يخرج منه الماء حكاه ثعلب والكِظامةُ أَعلى الوادي بحيث ينقطع والكِظامةُ سير يُوصَل بطرَف القَوْس العربية ثم يُدار بطرَف السِّيةِ العُليا والكِظامة سير مَضفْور موصول بوتر القوس العربية ثم يدار بطرف السية والكِظامة حبل يَكْظِمون به خَطْمَ البعير والكِظامةُ العَقَب الذي على رؤُُوس القُذَذ العليا من السهم ويل ما يلي حَقْو السَّهم وهو مُسْتَدَقُّه مما يلي الرِّيش وقيل هو موضع الريش وأَنشد ابن بري لشاعر تَشُدُّ على حَزّ الكِظامة بالكُظْر
( * قوله « بالكظر » كذا ضبط في الأصل والذي في القاموس الكظر بالضم محز القوس تقع فيه حلقة الوتر والكظر بالكسر عقبة تشد في أصل فوق السهم )
وقال أَبو حنيفة الكِظامة العَقَبُ الذي يُدْرَج على أَذناب الريش يَضْبِطها على أَيْ نَحوٍ ما كان التركيب كلاهما عبر فيه بلفظ الواحد عن الجمع والكِظامةُ حبْل يُشدُّ به أَنف البعير وقد كظَمُوه بها وكِظامةُ المِيزان مسمارُه الذي يدور فيه اللسان وقيل هي الحلقة التي يجتمع فيها خيوط الميزان في طَرَفي الحديدة من الميزان وكاظِمةُ مَعرفة موضع قال امرؤُ القيس إذْ هُنَّ أَقساطٌ كَرِجْلِ الدَّبى أَو كَقَطا كاظِمةَ النّاهِلِ وقول الفرزدق فَيا لَيْتَ دارِي بالمدِينة أَصْبَحَتْ بأَعفارِ فَلْجٍ أو بسِيفِ الكَواظِمِ فإنه أَراد كاظِمةَ وما حَولها فجمع لذلك الأَزهري وكاظِمةُ جَوٌّ على سِيفِ البحر من البصرة على مرحلتين وفيها رَكايا كثيرة وماؤُها شَرُوب قال وأَنشدني أَعرابي من بني كُلَيْب بن يَرْبوع ضَمنْت لَكُنَّ أَن تَهْجُرْن نَجْداً وأَن تَسْكُنَّ كاظِمةَ البُحورِ وفي بعض الحديث ذكر كاظِمة وهو اسم موضع وقيل بئر عُرِف الموضع بها

كعم
الكِعامُ شيء يُجعل على فم البعير كَعَمَ البعير يَكْعَمُه كَعْماً فهو مَكْعوم وكَعيم شدَّ فاه وقيل شدَّ فاه في هِياجه لئلا يَعَضَّ أَو يأْكل والكِعامُ ما كَعَمَه به والجمع كُعُمٌ وفي الحديث دخل إخوةُ يوسف عليهم السلام مصر وقد كَعَمُوا أَفواهَ إبلهم وفي حديث علي رضي الله عنه فهم بين خائفٍ مَقْمُوع وساكت مَكْعوم قال ابن بري وقد يجعل على فم الكلب لئلا ينبح وأَنشد ابن الأَعرابي مَرَرْنا عليه وهْوَ يَكْعَمُ كَلْبَه دَعِ الكَلبَ يَنبَحْ إنما الكلبُ نابحُ وقال آخر وتَكْعَمُ كلبَ الحيِّ مَِن خَشْيةِ القِرى ونارُكَ كالعَذْراء مِن دونها سِتْرُ وكَعَمه الخوفُ أمسك فاه على المثَل قال ذو الرمة بَيْنَ الرَّجا والرجا مِن جَنْبِ واصِيةٍ يَهْماءُ خابِطُها بالخَوْفِ مَكْعُومُ وهذا على المثل يقول قد سَدّ الخوف فمَه فمنعه من الكلام والمُكاعَمةُ التقْبيل وكَعَمَ المرأَةَ يَكْعَمُها كَعْماً وكُعُوماً قَبَّلها وكذلك كاعَمها وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم نَهى عن المِكاعَمة والمُكامَعةِ والمُكاعَمة هو أن يَلْثِمَ الرجلُ صاحَبَه ويَضَع فمَه على فَمِه كالتقبيل أُخِذَ من كَعْمِ البعير فجعل النبي صلى الله عليه وسلم لَثْمه إياه بمنزلة الكِعام والمُكاعَمة مُفاعلة منه والكِعْمُ وِعاء تُوعى فيه السلاح وغيرها والجمع كِعام والمُكاعَمه مُضاجعةُ الرجل صاحبه في الثوب وهو منه وقد نهي عنه وكَعَمْت الوعاء سددت رأْسه وكُعُوم الطريق أَفواهُه وأَنشد ألا نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ حِلْساً بظَهْرِ الغَيْبِ سُدَّ به الكُعُومُ قال باتَ هذا الشاعرُ حِلْساً لما يحفظ ويرعى كأَنه حِلْس قد سُدَّ به كُعُوم الطريق وهي أَفواهه وكَيْعُومٌ اسم

كعثم
الكَعْثَمُ والكَثْعَمُ الرَّكَب الناتئ الضخم كالكَعْثَب وامرأَة كَعْثَمٌ وكَثْعمٌ إذا عَظُمَ ذلك منها ككَعْثَب وكَثْعَبٍ

كعسم
الكَعْسَم والكُعْسُوم الحِمار حميرية كلاهما كالعُكْسوم وكَعْسَم الرجلُ وكَعْسَبَ أَدْبَرَ هارباً

كلم
القرآنُ كلامُ الله وكَلِمُ الله وكَلِماتُه وكِلِمته وكلامُ الله لا يُحدّ ولا يُعدّ وهو غير مخلوق تعالى الله عما يقول المُفْتَرُون علُوّاً كبيراً وفي الحديث أَعوذ بِكلماتِ الله التامّاتِ قيل هي القرآن قال ابن الأَثير إنما وَصَف كلامه بالتَّمام لأَنه لا يجوز أَن يكون في شيء من كلامه نَقْص أَو عَيْب كما يكون في كلام الناس وقيل معنى التمام ههنا أَنها تنفع المُتَعَوِّذ بها وتحفظه من الآفات وتَكْفِيه وفي الحديث سبحان الله عَدَد كلِماتِه كِلماتُ الله أي كلامُه وهو صِفتُه وصِفاتُه لا تنحصر بالعَدَد فذِكر العدد ههنا مجاز بمعنى المبالغة في الكثرة وقيل يحتمل أَن يريد عدد الأَذْكار أَو عدد الأُجُور على ذلك ونَصْبُ عدد على المصدر وفي حديث النساء اسْتَحْلَلْتم فُرُوجَهن بكلمة الله قيل هي قوله تعالى فإمساك بمعروف أو تسريح بإحْسان وقيل هي إباحةُ الله الزواج وإذنه فيه ابن سيده الكلام القَوْل معروف وقيل الكلام ما كان مُكْتَفِياً بنفسه وهو الجملة والقول ما لم يكن مكتفياً بنفسه وهو الجُزْء من الجملة قال سيبويه اعلم أَنّ قُلْت إنما وقعت في الكلام على أَن يُحكى بها ما كان كلاماً لا قولاً ومِن أَدلّ الدليل على الفرق بين الكلام والقول إجماعُ الناس على أَن يقولوا القُرآن كلام الله ولا يقولوا القرآن قول الله وذلك أَنّ هذا موضع ضيِّق متحجر لا يمكن تحريفه ولا يسوغ تبديل شيء من حروفه فَعُبِّر لذلك عنه بالكلام الذي لا يكون إلا أَصواتاً تامة مفيدة قال أَبو الحسن ثم إنهم قد يتوسعون فيضعون كل واحد منهما موضع الآخر ومما يدل على أَن الكلام هو الجمل المتركبة في الحقيقة قول كثيِّر لَوْ يَسْمَعُونَ كما سمِعتُ كلامَها خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعاً وسُجُودا فمعلوم أَن الكلمة الواحدة لا تُشجِي ولا تُحْزِنُ ولا تَتملَّك قلب السامع وإنما ذلك فيما طال من الكلام وأَمْتَع سامِعِيه لعُذوبة مُسْتَمَعِه ورِقَّة حواشيه وقد قال سيبويه هذا باب أَقل ما يكون عليه الكلم فدكر هناك حرف العطف وفاءه ولام الابتداء وهمزة الاستفهام وغير ذلك مما هو على حرف واحد وسمى كل واحدة من ذلك كلمة الجوهري الكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير والكَلِمُ لا يكون أقل من ثلاث كلمات لأَنه جمع كلمة مثل نَبِقة ونَبِق ولهذا قال سيبويه هذا باب علم ما الكلِمُ من العربية ولم يقل ما الكلام لأنه أَراد نفس ثلاثة أَشياء الاسم والفِعْل والحَرف فجاء بما لا يكون إلا جمعاً وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة وتميم تقول هي كِلْمة بكسر الكاف وحكى الفراء فيها ثلاث لُغات كَلِمة وكِلْمة وكَلْمة مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ ووَرِقٍ ووِرْقٍ ووَرْقٍ وقد يستعمل الكلام في غير الإنسان قال فَصَبَّحَتْ والطَّيْرُ لَمْ تَكَلَّمِ جابِيةً حُفَّتْ بِسَيْلٍ مُفْعَمِ
( * قوله « مفعم » ضبط في الأصل والمحكم هنا بصيغة اسم المفعول وبه أيضاً ضبط في مادة فعم من الصحاح )
وكأَنّ الكلام في هذا الاتساع إنما هو محمول على القول أَلا ترى إلى قلة الكلام هنا وكثرة القول ؟ والكِلْمَة لغةٌ تَميمِيَّةٌ والكَلِمة اللفظة حجازيةٌ وجمعها كَلِمٌ تذكر وتؤنث يقال هو الكَلِمُ وهي الكَلِمُ التهذيب والجمع في لغة تميم الكِلَمُ قال رؤبة لا يَسْمَعُ الرَّكْبُ به رَجْعَ الكِلَمْ وقالل سيبويه هذا باب الوقف في أَواخر الكلم المتحركة في الوصل يجوز أن تكون المتحركة من نعت الكَلِم فتكون الكلم حينئذ مؤنثة ويجوز أن تكون من نعت الأَواخر فإذا كان ذلك فليس في كلام سيبويه هنا دليل على تأْنيث الكلم بل يحتمل الأَمرين جميعاً فأَما قول مزاحم العُقَيليّ لَظَلّ رَهِيناً خاشِعَ الطَّرْفِ حَطَّه تَحَلُّبُ جَدْوَى والكَلام الطَّرائِف فوصفه بالجمع فإنما ذلك وصف على المعنى كما حكى أَبو الحسن عنهم من قولهم ذهب به الدِّينار الحُمْرُ والدِّرْهَمُ البِيضُ وكما قال تَراها الضَّبْع أَعْظَمهُنَّ رَأْسا فأَعادَ الضمير على معنى الجنسية لا على لفظ الواحد لما كانت الضبع هنا جنساً وهي الكِلْمة تميمية وجمعها كِلْم ولم يقولوا كِلَماً على اطراد فِعَلٍ في جمع فِعْلة وأما ابن جني فقال بنو تميم يقولون كِلْمَة وكِلَم كَكِسْرَة وكِسَر وقوله تعالى وإذ ابْتَلى إبراهيمَ رَبُّه بكَلِمات قال ثعلب هي الخِصال العشر التي في البدن والرأْس وقوله تعالى فتَلَقَّى آدمُ من ربه كَلِماتٍ قال أَبو إسحق الكَلِمات والله أَعلم اعْتِراف آدم وحواء بالذَّنب لأَنهما قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنْفُسَنا قال أَبو منصور والكلمة تقع على الحرف الواحد من حروف الهجاء وتقع على لفظة مؤلفة من جماعة حروفٍ ذَاتِ مَعْنىً وتقع على قصيدة بكمالها وخطبة بأَسْرها يقال قال الشاعر في كَلِمته أَي في قصيدته قال الجوهري الكلمة القصيدة بطُولها وتَكلَّم الرجل تَكلُّماً وتِكِلاَّماً وكَلَّمه كِلاَّماً جاؤوا به على مُوازَنَة الأَفْعال وكالمَه ناطَقَه وكَلِيمُك الذي يُكالِمُك وفي التهذيب الذي تُكَلِّمه ويُكَلِّمُك يقال كلَّمْتُه تَكلِيماً وكِلاَّماً مثل كَذَّبْته تَكْذيباً وكِذَّاباً وتَكلَّمْت كَلِمة وبكَلِمة وما أَجد مُتكَلَّماً بفتح اللام أي موضع كلام وكالَمْته إذا حادثته وتَكالَمْنا بعد التَّهاجُر ويقال كانا مُتَصارِمَيْن فأَصبحا يَتَكالَمانِ ولا تقل يَتَكَلَّمانِ ابن سيده تَكالَمَ المُتَقاطِعانِ كَلَّمَ كل واحد منهما صاحِبَه ولا يقال تَكَلَّما وقال أَحمد بن يحيى في قوله تعالى وكَلَّم الله موسى تَكْلِيماً لو جاءت كَلَّمَ الله مُوسَى مجردة لاحتمل ما قلنا وما قالوا يعني المعتزلة فلما جاء تكليماً خرج الشك الذي كان يدخل في الكلام وخرج الاحتمال للشَّيْئين والعرب تقول إذا وُكِّد الكلامُ لم يجز أن يكون التوكيد لغواً والتوكيدُ بالمصدر دخل لإخراج الشك وقوله تعالى وجعلها كَلِمة باقِيةً في عَقِبه قال الزجاج عنى بالكلمة هنا كلمة التوحيد وهي لا إله إلا الله جَعلَها باقِيةً في عَقِب إبراهيم لا يزال من ولده من يوحِّد الله عز وجل ورجل تِكْلامٌ وتِكْلامة وتِكِلاَّمةٌ وكِلِّمانيٌّ جَيِّدُ الكلام فَصِيح حَسن الكلامِ مِنْطِيقٌٌ وقال ثعلب رجل كِلِّمانيٌّ كثير الكلام فعبر عنه بالكثرة قال والأُنثى كِلِّمانيَّةٌ قال ولا نظير لِكِلِّمانيٍّ ولا لِتِكِلاَّمةٍ قال أَبو الحسن وله عندي نظير وهو قولهم رجل تِلِقَّاعةٌ كثير الكلام والكَلْمُ الجُرْح والجمع كُلُوم وكِلامٌ أَنشد ابن الأَعرابي يَشْكُو إذا شُدَّ له حِزامُه شَكْوَى سَلِيم ذَرِبَتْ كِلامُه سمى موضع نَهْشة الحية من السليم كَلْماً وإنما حقيقته الجُرْحُ وقد يكون السَّلِيم هنا الجَرِيحَ فإذا كان كذلك فالكلم هنا أَصل لا مستعار وكَلَمَه يَكْلِمُه
( * قوله « وكلمه يكلمه » قال في المصباح وكلمه يكلمه من باب قتل ومن باب ضرب لغة ا ه وعلى الأخيرة اقتصر المجد وقوله « وكلمة كلماً جرحه » كذا في الأصل وأصل العبارة للمحكم وليس فيها كلماً ) كَلْماً وكَلَّمه كَلْماً جرحه وأَنا كالِمٌ ورجل مَكْلُوم وكَلِيم قال عليها الشَّيخُ كالأَسَد الكَلِيمِ والكَلِيمُ فالجر على قولك عليها الشيخ كالأَسدِ الكليم إذا جُرِح فَحَمِي أَنْفاً والرفع على قولك عليها الشيخُ الكلِيمُ كالأَسد والجمع كَلْمى وقوله تعالى أَخرجنا لهم دابّة من الأَرض تُكَلِّمهم قرئت تَكْلِمُهم وتُكَلِّمُهم فتَكْلِمُهم تجرحهم وتَسِمهُم وتُكَلِّمُهم من الكلام وقيل تَكْلِمهم وتُكَلِّمهم سواء كما تقول تَجْرحهُم وتُجَرِّحهم قال الفراء اجتمع القراء على تشديد تُكَلِّمهم وهو من الكلام وقال أَبو حاتم قرأَ بعضهم تَكْلِمهُم وفسر تَجْرحهُم والكِلام الجراح وكذلك إن شدد تُكلِّمهم فذلك المعنى تُجَرِّحهم وفسر فقيل تَسِمهُم في وجوههم تَسِمُ المؤمن بنقطة بيضاء فيبيضُّ وجهه وتَسِم الكافر بنقطة سوداء فيسودّ وجهه والتَّكْلِيمُ التَّجْرِيح قال عنترة إذ لا أَزال على رِحالةِ سابِحٍ نَهْدٍ تَعاوَرَه الكُماة مُكَلَّمِ وفي الحديث ذهَب الأَوَّلون لم تَكْلِمهم الدنيا من حسناتهم شيئاً أي لم تؤثِّر فيهم ولم تَقْدح في أَديانهم وأَصل الكَلْم الجُرْح وفي الحديث إنا نَقُوم على المَرْضى ونُداوي الكَلْمَى جمع كَلِيم وهو الجَريح فعيل بمعنى مفعول وقد تكرر ذكره اسماً وفعلاً مفرداً ومجموعاً وفي التهذيب في ترجمة مسح في قوله عز وجل بِكَلِمةٍ منه اسمه المَسِيح قال أَبو منصور سمى الله ابتداء أَمره كَلِمة لأَنه أَلْقَى إليها الكَلِمة ثم كَوَّن الكلمة بشَراً ومعنى الكَلِمة معنى الولد والمعنى يُبَشِّرُك بولد اسمه المسيح وقال الجوهري وعيسى عليه السلام كلمة الله لأَنه لما انتُفع به في الدّين كما انتُفع بكلامه سمي به كما يقال فلان سَيْفُ الله وأَسَدُ الله والكُلام أَرض غَليظة صَليبة أو طين يابس قال ابن دريد ولا أَدري ما صحته والله أَعلم

كلثم
الكُلْثُوم الفِيلُ وهو الزَّنْدَبِيل والكُلْثُوم الكثير لحم الخدّين والوجه والكَلْثمة اجتماع لحم الوجه وجارية مُكَلْثَمة حسنَة دوائر الوجه ذات وجنتين فاتَتْهما سُهولة الخدَّين ولم تلزمهما جُهومة القُبْح ووجه مُكَلْثَمٌ مُستدير كثير اللحم وفيه كالجَوْز من اللحم وقيل هو المُتقارب الجَعْدُ المُدَوَّر وقيل هو نحو الجَهْم غير أَنه أَضيق منه وأَملَح والمصدر الكَلْثَمة قال شمر قال أَبو عبيد في صفة النبي صلى الله عليه وسلم إنه لم يكن بالمُكَلْثَم قال معناه أَنه لم يكن مستدير الوجه ولكنه كان أَسِيلاً صلى الله عليه وسلم وقال شمر المُكَلْثَمُ من الوجوه القَصِيرُ الحنكِ الدّاني الجَبهة المستدير الوجه وفي النهاية لابن الأَثير مستدير الوجهِ مع خفة اللحم قال ولا تكون الكَلْثَمة إلاَّ مع كثرة اللحم وقال شَبِيب بن البَرْصاء يَصِف أَخلاف ناقة وأَخْلافٌ مُكَلْثَمةٌ وثَجْرُ صيَّر أَخْلافَها مُكَلْثَمة لغلَظها وعِظَمها وكُلْثُوم رجل وأُمّ كُلْثُوم امرأَة

كلحم
الكِلْحِمُ والكِلْمِحُ التراب كلاهما عن كراع والليحاني وحكى اللحياني بفيه الكِلْحِمُ والكِلْمِحُ فاستعمل في الدعاء كقولك وأَنت تدعو عليه التُّرْب له

كلدم
الكُلْدُوم كالكُرْدُوم

كلذم
الكَلْذَمُ الصُّلْب

كلسم
الكَلْسَمةُ الذَّهاب في سُرْعة وهي الكَلْمسة أَيضاً تقول كَلْمَسَ الرجلُ وكَلْسَم إذا ذهب ابن الأَعرابي يقال كَلْسَمَ فلان إذا تمادى كَسَلاً عن قضاء الحُقوق

كلشم
الكَلْشَمة الذهاب في سرعة والسين المهملة أَعلى وقد ذكر

كلصم
التهذيب ابن السكيت بَلْصَمَ الرجُلُ وكَلْصَمَ إذا فرّ

كمم
الكُمُّ كمُّ القَمِيص ابن سيده الكُمُّ من الثوب مَدْخَل اليد ومَخْرَجُها والجمع أَكْمام لا يكسَّر على غير ذلك وزاد الجوهري في جمعه كِمَمة مثل حُبٍّ وحِبَبةٍ وأَكَمَّ القَميص جعل له كُمَّين وكُمُّ السبُع غِشاء مَخالِبه وقال أَبو حنيفة كَمَّ الكَبائس يَكُمُّها كَمّاً وكَمَّمها جعلها في أَغْطِية ثتُكِنُّها كما تُجعل العَناقيد في الأَغْطِية إلى حين صِرامها واسم ذلك الغِطاء الكِمام والكُمُّ للطَّلْعِ
( * قوله « والكم للطلع » ضبط في الأصل والمحكم والتهذيب بالضم ككم القميص وقال في المصباح والقاموس والنهاية كم الطلع وكل نور بالكسر ) وقد كُمِّتِ النَّخلة على صيغة ما لم يسم فاعله كَمّاً وكُمُوماً وكُمُّ كل نَوْر وِعاؤه والجمع أَكْمام وأَكامِيم وهو الكِمام وجمعه أَكِمَّةٌ التهذيب الكُمُّ كُمُّ الطلع ولكل شجرة مُثمرة كُمٌّ وهو بُرْعُومته وكِمامُ العُذوق التي تجعل عليها واحدها كُمٌّ وأَما قول الله تعالى والنخلُ ذاتُ الأَكْمام فإن الحسن قال أَراد سَبائبَ من لِيف تزينت بها والكُمَّةُ كلُّ ظَرْف غطيَّت به شيئاً وأَلْبسته إياه فصار له كالغِلاف ومن ذلك أَكمام الزرع غُلُفها التي يَخرج منها وقال الزجاج في قوله ذاتُ الأَكمام قال عنى بالأَكمام ما غَطَّى وكل شجرة تخرج ما هو مُكَمَّم فهي ذات أَكمام وأَكمامُ النخلة ما غَطى جُمّارَها من السَّعَف والليف والجِذْع وكلُّ ما أَخرجته النخلة فهو ذو أَكمام فالطَّلْعة كُمُّها قشرها ومن هذا قيل للقَلَنْسُوة كُمَّة لأنها تُغَطِّي الرأْس ومن هذا كُمّا القميص لأنهما يغطيان اليدين وقال شمر في قول الفرزدق يُعَلِّقُ لَمّا أَعْجَبَتْه أَتانُه بأَرْآدِ لَحْيَيْها جِيادَ الكَمائِمِ يريد جمع الكِمامة التي يجعلها على مَنْخِرها لئلا يُؤْذيها الذُّباب الجوهري والكِمّ بالكسر والكِمامة وِعاءُ الطلع وغِطاءُ النَّور والجمع كِمام وأَكِمَّة وأَكمام قال الشماخ قَضَيْتَ أُموراً ثم غادرتَ بَعدها بَوائِجَ في أَكمامِها لم تُفَتَّقِ وقال الطرماح تَظَلُّ بالأَكمامِ مَحْفُوفةً تَرْمُقُها أَعْيُنُ حُرّاسِها والأكامِيمُ أَيضاً قال ذو الرمة لما تَعالَتْ من البُهْمَى ذوائِبُها بالصَّيْفِ وانضَرَجَتْ عنه الأَكامِيمُ
( * قوله « لما تعالت » تقدم في مادة ضرج مما )
وكُمَّتِ النخلة فهي مَكْمومة قال لبيد يصف نخيلاً عُصَبٌ كَوارِعُ في خليجِ مُحَلِّمٍ حَمَلَت فمنها مُوقَرٌ مَكْمُومُ وفي الحديث حتى يَيْبَس في أَكمامه جمع كِمٍّ وهو غِلافُ الثمر والحب قبل أَن يظهر وكُمَّ الفَصِىل
( * قوله « وكم الفصيل » كذا بالصاد في الأصل وفي بيت ابن مقبل الآتي والذي في الصحاح والقاموس بالسين وبها في المحكم أيضاً في بيت طفيل الآتي وياقوت في بيت ابن مقبل كالفسيل المكمم ) إذا أُشْفِقَ عليه فسُتِر حتى يَقْوَى قال العجاج بَل لو شَهِدْتَ الناسَ إذْ تُكُمُّوا بِغُمَّةٍ لو لم تُفَرَّج غُمُّوا وتُكُمُّوا أَي أُغمِيَ عليهم وغُطُّوا وأَكَمَّتْ وكَمَّمَت أَي أَخرجت كِمامها قال ابن بري ويقال كُمِّمَ الفَصِيل أَيضاً قال ابن مقبل أَمِنْ ظُعُنٍ هَبَّتْ بِلَيْل فأَصْبَحَتْ بِصَوْعةَ تُحْدَى كالفَصِيل المُكَمَّمِ والمِكَمُّ الشَّوْفُ الذي تُسَوَّى به الأَرض من بعد الحرث والكُمُّ القِشرة أَسفل السَّفاة يكون فيها الحَبة والكُمَّة القُلْفة والكُمَّة القَلَنسوة وفي الصحاح الكمة القلنسوة المدوَّرة لأَنها تغطي الرأْس ويروى عن عمر رضي الله عنه أَنه رأَى جارية مُتَكَمْكِمة فسأَل عنها فقالوا أَمةُ آل فلان فضرَبها بالدِّرّة وقال يا لَكْعاء أَتَشَبَّهِين بالحَرائر ؟ أَرادوا مُتَكَمِّمة فضاعَفوا وأَصله من الكُمَّة وهي القَلَنْسُوة فشبه قِناعها بها قال ابن الأَثير كَمْكَمْت الشيء إِذا أَخفيته وتكَمْكَم في ثوبه تلَفَّف فيه وقيل أَراد مُتَكَمِّمة من الكُمَّة القلنسوة وفي الحديث كانت كِمامُ أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بُطْحاً وفي رواية أَكِمَّةُ قال هما جمع كثرة وقِلة للكُمَّة القلنسوة يعني أَنها كانت مُنْبطحة غير منتصبة وإِنه لحَسن الكِمَّةِ أَي التكمُّم كما تقول إِنه لحسن الجِِلسة وكَمَّ الشيءَ يَكُمُّه كمّاً طيَّنه وسَدَّه قال الأَخطل يصف خمراً كُمَّتْ ثَلاثةَ أَحْوالٍ بِطِينَتِها حتى اشْتَراها عِبادِيٌّ بدِينارِ وهذا البيت أَورده الجوهري وأَورد عجزَه حتى إِذا صَرَّحتْ مِن بَعْدِ تَهْدارِ وكذلك كَمَّمَه قال طُفيل أَشاقَتْكَ أَظْعانٌ بِحَفْرِ أبَنْبَمِ أَجَلْ بَكَراً مثْلَ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ وتَكَمَّمَه وتَكَمّاه ككَمَّه الأَخيرة على تحويل التضعيف قال الراجز بل لو رأَيتَ الناسَ إِذ تُكُمُّوا بِغُمَّةٍ لو لم تُفَرَّجْ غُمُّوا
( * قوله « بل لو رأيت الناس إلخ » عبارة المحكم بعد البيت تكموا من الثلاثي المعتل وزنه تفعلوا من تكميته إذا قصدته وعمدته وليس من هذا الباب وقيل أراد تكمموا إلخ )
قيل أَراد تُكُمِّمُوا من كَمَّمْت الشيء إِذا سَترْته فأَبدل الميم الأَخيرة ياء فصار في التقدير تُكُمِّيُوا ابن شميل عن اليمامي كَممْتُ الأَرض كَمّاً وذلك إِذا أَثارُوها ثم عَفَّوا آثارَ السِّنِّ في الأَرض بالخشبة العريضة التي تُزَلِّقها فيقال أَرض مَكْمُومة الأَصمعي كمَمْتُ رأْسَ الدَّنِّ أَي سَدَدْته والمِغَمَّة والمِكَمَّة شيءٌ يُوضع على أَنفِ الحِمار كالكِيس وكذلك الغِمامةُ والكِمامةُ والكِمامُ ما سُدَّ به والكِمام بالكسر والكِمامة شيءٌ يُسدُّ به فم البعير والفرس لئلا يَعَض وكَمَّه جعل على فيه الكِمام تقول منه بعير مَكْموم أَي مَحْجُوم وفي حديث النُّعمان بن مُقَرِّن أَنه قال يوم نهاوَنْدَ أَلا إِني هازٌّ لكم الرَّاية فإِذا هزَزْتُها فلْيَثِب الرِّجالُ إِلى أَكِمَّةِ خُيولها ويُقَرِّطُوها أَعِنَّتها أَراد بأَكِمَّة الخيول مَخالِيَها المعلقة على رؤوسها وفيها عَلَفُها يأْمرهم بأَن يَنزِعوها من رؤوسها ويُلْجِموها بلُجُمِها وذلك تَقْرِيطها واحدها كِمام وهو من كمام البعير الذي يُكَمُّ به فمُه لئلا يعض وكمَمْت الشيء غَطَّيته يقال كمَمْت الحُبَّ إِذا سدَدْت رأْسه وكَمَّمَ النخلة غطَّاها لتُرْطِب قال تَُعَلَّلُ بالنَّهِيدة حينَ تُمْسي وبالمَعْوِ المُكَمَّمِ والقَمِيمِ القَمِيمُ السويق والمَكْمُوم من العُذُوق ما غُطِّي بالزُّبْلانِ عند الإِرطاب ليبقى ثمرها عضّاً ولا يفسدها الطير والحُرور ومنه قول لبيد حَمَلتْ فمِنْها مُوقَرٌ مَكْمُومُ ابن الأَعرابي كُمَّ إِذا غُطِّي وكُمَّ إِذا قَتَل
( * قوله « وكم إذا قتل » كذا ضبط في نسخة التهذيب ) الشُّجْعان أَنشد الفراء بل لو شهدتَ الناسَ إِذ تُكُمُّوا قوله تُكموا أَي أُلبِسوا غُمَّةً كُمُّوا بها والكَمُّ قَمْعُ الشيء وستره ومنه كَمَمت الشهادة إِذا قمَعْتَها وسَترْتها والغُمَّة ما غَطَّاك من شيء المعنى بل لو
( * قوله « المعنى بل لو إلخ » كذا بالأصل وفيه سقط ظاهر ولعل الأصل المعنى بل لو شهدت الناس إذ تكميوا أي غطوا وستروا الأصل تكممت إلخ كما يؤخذ من سابق الكلام ) شهدت الأَصل تكَمَّمْت مثل تَقَمَّيْتُ الأَصل تَقَمَّمْتُ والكَمْكَمةُ التَّغَطي بالثياب وتَكَمْكَم في ثيابه تغَطَّى بها ورجل كَمْكام غليظ كثير اللحم وامرأَة كَمْكامةٌ ومُتَكمكِمة غليظة كثيرة اللحم والكَمكامُ فِرْفُ شجر الضِّرْو وقيل لِحاؤُها وهو من أَفواه الطيب والكَمكام المجتمع الخَلق وكَمْ اسم وهو سؤَال عن عدد وهي تَعمل في الخبر عَملَ رُبَّ إِلاَّ أَن معنى كم التكثير ومعنى ربّ التقليل والتكثير وهي مغنية عن الكلام الكثير المتناهي في البُعد والطول وذلك أَنك إِذا قلت كمْ مالُك ؟ أَغناك ذلك عن قولك أَعَشَرة مالُك أَم عِشرون أَم ثلاثون أَم مائة أَم أَلف ؟ فلو ذهبت تَسْتَوعب الأَعداد لم تبلغ ذلك أَبداً لأَنه غير مُتَناهٍ فلما قلت كَمْ أَغنتك هذه اللفظة الواحدة عن الإِطالة غير المُحاط بآخرها ولا المُسْتَدْركة التهذيب كَمْ حرف مسأَلة عن عدد وخبر وتكون خبراً بمعنى رُب فإِن عُِني بها رُب جَرَّت ما بعدها وإِن عُني بها ربّما رفَعَت وإِن تبعها فعل رْافع ما بعدها انتصبت قال ويقال إِنها في الأَصل من تأْليف كاف التشبيه ضُمت إِلى ما ثم قُصِرت ما فأُسكنت الميم فإِذا عنيت بكم غير المسأَلة عن العدد قلت كمْ هذا الشيءُ الذي معك ؟ فهو مجيبك كذا وكذا وقال الفراء كَمْ وكأَيِّن لغتان وتصحبها مِن فإِذا أَلقيت من كان في الاسم النكرة النصب والخفض من ذلك قول العرب كما رجلٍ كريمٍ قد رأَيتَ وكم جَيْشاً جَرَّاراً قد هَزَمْتَ فهذان وجهان يُنصبان ويُخفضان والفعل في المعنى واقع فإِن كان الفعل ليس بواقع وكان للاسم جاز النصب أَيضاً والخفض وجاز أَن تُعمل الفعل فترفع في النكرة فتقول كم رجلٌ كريم قد أَتاني ترفعه بفعله وتُعمل فيه الفعل إِن كان واقعاً عليه فتقول كم جيشاً جراراً قد هَزَمْت فتنصبه بهَزمْت وأَنشدونا كَمْ عَمَّة لكَ يا جَريرُ وخالة فَدْعاء قد حَلَبَتْ عَليَّ عِشاري رفعاً ونصباً وخفضاً فمن نصب قال كان أَصل كم الاستفهام وما بعدها من النكرة مُفَسِّر كتفسير العدد فتركناها في الخبر على ما كانت عليه في الاستفهام فنصبنا ما بعد كَمْ من النكرات كما تقول عندي كذا وكذا درهماً ومن خفض قال طالت صحبة من النكرة في كم فلما حذفناها أَعملنا إِرادَتَها وأَما من رفع فأَعمَل الفعل الآخر ونوى تقديم الفعل كأَنه قال كم قد أَتاني رجل كريم الجوهري كم اسم ناقص مبهم مبنيّ على السكون وله موضعان الاستفهام والخبر تقول إِذا استفهمت كم رجلاً عندك ؟ نصبت ما بعده على التمييز وتقول إِذا أَخبرت كم درهمٍ أنفقت تريد التكثير وخفضت ما بعده كما تخفض برب لأَنه في التكثير نقيض رب في التقليل وإِن شئت نصبت وإِن جعلته اسماً تامّاً شددت آخره وصرفته فقلت أَكثرت من الكَمِّ وهو الكَمِّيَّةُ

كنم
التهذيب أَهمل الليث نكم وكنم واستعملهما ابن الأَعرابي فيما رواه ثعلب عنه قال النَّكْمةُ المُصيبة الفادِحة والكَنْمةُ الجِراحة

كهم
كَهُمَ الرجل وكَهَمَ يَكْهَم كَهامةً فهو كَهامٌ وكَهِيمٌ وتكَهَّمَ بَطُؤَ عن النُّصرة والحرب قال مِلْحة الجرمي إِذا ما رَمى أَصْحابَه بِجَنيبِه سُرى اللَّيلةِ الظلماء لم يَتَكَهَّمِ
( * قوله « بجنيبه » كذا بالأصل مضبوطاً والذي في نسخة المحكم بحنيبه بالحاء المهملة بدل الجيم )
وفَرَس كَهام بِطيء عن الغاية ورجل كَهام وكَهِيم ثقيل مُسِنٌّ دَثور لا غَناء عنده وقوم كَهامٌ أَيضاً وسيف كَهام وكَهِيم لا يقطع كَلِيل عن الضربة وفي مَقتل أَبي جهل إِن سيفك كَهامٌ أَي كَليل لا يقطع ولسان كَهيمٌ كَليل عن البلاغة وفي التهذيب لسان كَهامٌ الجوهري لسان كَهام عَيِيٌّ ويقال أَكْهَمَ بَصَرُه إِذا كَلَّ ورَقَّ وكهَّمَتْه الشدائدُ نكَّصَتْه عن الإِقدام وجبَّنَتْه وكَيْهمٌ اسم وقوله في حديث أُسامة فجعل يتَكهَّمُ بهم التَّكَهُّم التعرُّض للشر والاقتحام به وربما يَجْري مِجرى السُّخرية ولعله إِن كان محفوظاً مقلوب من التَّهَكُّم وهو الاستهزاء الأَزهري في ترجمة كهكه الكَهْكاهةُ المُتَهَيِّب قال وكَهْكامة بالميم مثل كَهْكاهةٍ المُتَهيِّبُ وكذلك كَهْكَمٌ قال وأَصله كَهامٌ فزيدت الكاف وأَنشد يا رُبَّ شَيْخٍ مِن عَدِيٍّ كَهْكَمِ
( * قوله « من عديّ » كذا في الأصل والتهذيب والذي في التكملة على اصلاح بدل علي لكيز بصيغة التصغير )
وأَنشد الليث قول أَبي العيال الهذلي ولا كَهْكامةٌ بَرَمٌ إِذا ما اشتَدَّتِ الحِقَبُ ورواه أَبو عبيد ولا كَهكاهةٌ برم بالهاء وسيأْتي ذكره ابن الأَعرابي الكَهْكمُ والكَهْكَبُ الباذِنجان

كوم
الكَوَمُ العِظَم في كل شيء وقد غلَب على السَّنام سَنام أَكْوَمُ عَظيم أَنشد ابن الأَعرابي وعَجُزٌ خَلْفَ السَّنامِ الأَكْوَمِ وبَعير أَكْوَمُ والجمع كُوم قال الشاعر رِقابٌ كالمَواجهن خاطِياتٌ وأَسْتاهٌ على الأَكْوارِ كُومُ والكُومُ القِطعة من الإِبل وناقة كَوْماء عَظيمة السَّنام طويلته والكَوَمُ عِظَم في السنام وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم رأَى في نَعَم الصَّدَقة ناقةٌ كَوْماء وهي الضخمة السنام أَي مُشْرِفةَ السَّنام عالِيتَه ومنه الحديث فيأْتي منه بناقَتَينِ كَوْماوَينِ قلب الهمزة في التثنية واواً وجبَل أَكْوَمُ مُرتفِع قال ذو الرمة وما زالَ فَوْقَ الأَكْوَمِ الفَرْدِ واقِفاً عَلَيْهِنَّ حتى فارَقَ الأَر ضَ نُورُها ومنه الحديث أَنّ قوماً من المُوَحِّدين يُحْبَسُون يوم القِيامة على الكَوْمِ إِلى أَن يُهَذَّبُوا هي بالفتح المَواضع المشرفة واحدتها كَوْمة ويُهَذَّبوا أَي يُنَقَّوا من المَآثم ومنه الحديث يَجِيء يومَ القيامة على كَوْمٍ فوقَ الناسِ ومنه حديث الحث على الصدقة حتى رأَيتُ كَوْمَيْنِ مِن طَعام وثِياب وفي حديث علي كرم الله وجهه أَنه أُتيَ بالمال فَكَوَّمَ كَوْمةً من ذهب وكَوْمة من فِضة وقال يا حَمْراء احْمَرِّي ويا بَيْضاء ابْيَضِّي غُرِّي غيري هذا جَنايَ وخِيارُه فيه إِذْ كلُّ جانٍ يَدُه إِلى فيه أَي جَمَعَ من كل واحد منهما صُبرة ورَفَعها وعَلاَّها وبعضهم يضم الكاف وقيل هو بالضم اسم لما كُوِّم وبالفتح اسم الفَعْلة الواحدة والكَوْم الفَرْج الكبير وكامها كَوْماً نَكَحها وقيل الكَوْم يكون للإِنسان والفَرس ويقال للفرس في السِّفاد كامَ يَكُوم كَوْماً يقال كامَ الفرَسُ أُنثاه يكُومُها كَوْماً إِذا نَزا عليها وفي الحديث أَفضل الصدَقَةِ رِباطٌ في سبيل الله لا يُمْنَعُ كَوْمُه الكوم بالفتح الضراب وأَصل الكَوْم من الارتفاع والعلو وكذلك كل ذي حافر من بغل أَو حمار الأَصمعي يقال للحمار باكَها وللفرس كامَها وقال ابن الأَعرابي كامَ الحِمارُ أَيضاً وامرأَة مُكامة منكوحة على غير قياس وقد استعمله بعضهم في العُقْربان يقال كامَ كَوْماً قال إِياس ابن الارت كأَنَّ مَرْعى أُمِّكُمْ إِذْْ غَدَتْ عَقْرَبةٌ يَكُومُها عُقْربان يكُومها يَنْكِحها وكَوَّمَ الشيء جمعه ورفعه وكَوَّمَ المَتاع أَلقى بعضه فوق بعض وقد كَوَّم الرجل ثيابه في ثوب واحد إِذا جمعها فيه يقال كَوَّمْت كُومة بالضم إِذا جمعت قِطعة من تراب ورفعت رأْسها وهو في الكلام بمنزلة قولك صُبْرة من طعام والكُومة الصُّبرة من الطعام وغيره ابن شميل الكُومة تراب مجتمع طوله في السماء ذراعان وثلث ويكون من الحجارة والرمل والجمع الكُومُ والأَكْومانِ ما تحت الثُّنْدُوَتَيْنِ والكِيمِياءُ معروف مثل السِّيمِياء وفي الحديث ذكر كُوم عَلْقام وفي رواية كُوم عَلْقَماء هو بضم الكاف موضع بأَسفل ديار مصر صانها الله تعالى وكُومةُ اسم امرأَة التهذيب هنا الاكْتيام القُعود على أَطْراف الأَصابع تقول اكتَمْتُ له وتَطالَلْتُ له ورأَيته مُكْتاماً على أَطراف أَصابع رجليه

لأم
اللُّؤْم ضد العِتْقِ والكَرَمِ واللَّئِيمُ الدَّنيءُ الأَصلِ الشحيحُ النفس وقد لَؤُم الرجلُ بالضم يَلْؤُم لُؤْماً على فُعْلٍ ومَلأَمةً على مَفْعَلةٍ ولآمةً على فَعالةَ فهو لَئِيمٌ من قوم لِئامٍ ولُؤَماءَ ومَلأَمانُ وقد جاء في الشعر أَلائمُ على غير قياس قال إِذا زالَ عنكمْ أَسْودُ العينِ كنتُمُ كِراماً وأَنتم ما أَقامَ أَلائِمُ وأَسْودُ العين جبل معروف والأُنثى مَلأَمانةٌ وقالوا في النِّداء يا مَلأَمانُ خلاف قولك يا مَكْرَمانُ ويقال للرجل إِذا سُبَّ يا لُؤْمانُ ويا مَلأمانُ ويا مَلأمُ وأَلأَمَ أَظْهَرَ خصالَ اللُّؤْم ويقال قد أَلأمَ الرجل إِلآماً إِذا صنع ما يدعوه الناس عليه لَئيماً فهو مُلْئِمٌ وأَلأمَ ولَدَ اللِّئامَ هذه عن ابن الأَعرابي واسْتَلأمَ أَصْهاراً
( * قوله « واستلأم اصهاراً لئاماً » هكذا في الأصل وعبارة القاموس واستلأم أصهاراً اتخذهم لئاماً ) لِئاماً واسْتلأمَ أَباً إِذا كان له أَبٌ سوءٌ لئيمٌ ولأَّمَه نسبَه
( * قوله « ولأمه نسبه إلخ » عبارة شرح القاموس ورجل ملأم كمعظم منسوب إلى اللؤم وكذا ملآم وأنشد ابن الأَعرابي يروم أذى الأحرار كلّ ملأم ) إِلى اللُّؤْمِ وأَنشد ابن الأَعرابي يرومُ أَذَى الأَحرارِ كلُّ مُلأَّمٍ ويَنْطِقُ بالعَوْراء مَن كانَ مُعْوِرا والمِلأمُ والمِلآمُ الذي يُعْذِرُ اللِّئامَ والمُلْئِمُ الذي يأْتي اللِّئام والمُلْئِمُ الذي يأْتي اللِّئام والمُلْئِمُ الرجل اللَّئيم والمِلأمُ والمِلآمُ على مِفْعَل ومِفْعال الذي يقوم يُعْذِرُ اللئام والَّلأْم الاتفاقُ وقد تلاءمَ القومُ والْتأَمُوا اجتمعوا واتَّفقوا وتَلاءَمَ الشيئان إِذا اجتمعا واتصلا ويقال الْتأَم الفَرِيقان والرجلان إِذا تَصالحا واجتمعا ومنه قول الأَعشى يَظُنُّ الناسُ بالمَلِكي ن أَنَّهما قد الْتَأَما فإِنْ تَسْمَعْ بِلأْمِهما فإِنَّ الأَمْرَ قد فَقِما وهذا طعامٌ يُلائُمني أَي يوافقني ولا تقل يُلاوِمني وفي حديث ابن أُمّ مكتوم لي قائدٌ لا يُلائُمني أَي يُوافِقني ويُساعدني وقد تخفف الهمزة فتصير ياء ويروى يُلاوِمني بالواو ولا أَصل له وهو تحريف من الرُّواة لأَن المُلاوَمة مُفاعَلة من اللَّوْم وفي حديث أَبي ذر مَن لايَمَسكم من مملوكِيكم فأَطْعِموه مما تأْكلون قال ابن الأَثير هكذا يروى بالياء منقلبة عن الهمزة والأَصل لاءَمكم ولأَم الشيءَ لأْماً ولاءَمَه ولأَّمَه وأَلأَمَه أَصلحه فالْتَأَمَ وتَلأَّمَ واللِّئْمُ الصلح مهموز ولاءَمْت بين الفريقين إِذا أَصلحت بينهما وشيء لأْمٌ أَي مُلْتئِم ولاءمْت بين القوم مُلاءمة إِذا أَصلحتَ وجمعت وإِذا اتَّفق الشيئان فقد التَأَما ومنه قولهم هذا طعامٌ لا يُلائمُني ولا تقل يُلاوِمُني فإِنما هذا من اللَّوْم واللِّئْم الصُّلح والاتفاقُ بين الناس وأَنشد ثعلب إِذا دُعِيَتْ يَوْماً نُمَيْرُ بنُ غالب رأَيت وُجوهاً قد تَبَيَّنَ لِيمُها وليَّن الهمز كما يُلَيَّنُ في اللِّيام جمع اللَّئيم واللِّئْم فِعْلٌ من الملاءَمة ومعناه الصلح ولاءَمَني الأَمرُ وافقني وريشٌ لُؤَامٌ يُلائم بعضُه بعضاً وهو ما كان بَطْنُ القُذَّة منه يلي ظَهْرَ الأُخرى وهو أَجود ما يكون فإِذا التقى بَطْنان أَو ظَهْران فهو لُغاب ولَغْب وقال أَوْس بن حَجَر يُقَلِّبُ سَهْماً راشَه بمَناكبٍ ظُهارٍ لُؤامٍ فهو أَعْجَفُ شاسِفُ وسهم لأْمٌ عليه ريشٌ لُؤامٌ ومنه قول امرئ القيس نَطْعَنهم سُلْكَى ومُخْلوجةً لَفْتَكَ لأْمَيْنِ على نابِل ويروى كَرَّكَ لأْمَيْنِ ولأَمْتُ السهم مثل فَعَلْت جعلت له لُؤاماً واللُّؤامُ القُذَذُ الملتَئِمة وهي التي يلي بطنُ القُذّة منها ظهرَ الأُخرى وهو أَجود ما يكون ولأَم السهمَ لأْماً جعل عليه ريشاً لُؤاماً والْتَأَمَ الجرحُ التِئاماً إِذا بَرَأَ والتَحَمَ الليث أَلأَمْتُ الجُرحَ بالدَّواء وألأَمْتُ القُمْقُم إِذا سدَدْت صُدوعَه ولأَمْت الجرحَ والصَّدْعَ إِذا سددته فالتأَم وفي حديث جابر أَنه أَمر الشَّجَرَتَين فجاءتا فلما كانتا بالمَنْصَفِ لأم بينهما يقال لأَمَ ولاءَمَ بين الشيئين إِذا جمع بينهما ووافق وتلاءَمَ الشيئان والْتَأَما بمعنى وفلانٌ لَِئْمُ فلانٍ ولِئامُه أَي مثلُه وشِبهه والجمع أَلآمٌ ولِئامٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَنَقْعُد العامَ لا نَجْني على أَحدٍ مُجَنَّدِينَ وهذا الناسُ أَلآمُ ؟ وقالوا لولا الوِئام هلك اللِّئام قيل معناه الأَمثال وقيل المتلائمون وفي حديث عمر أَن شابَة زُوِّجت شيخاً فقتلته فقال أَيها الناس ليَنْكِح الرجلُ لُمَتَه من النساء ولتَنْكِح المرأَةُ لُمَتها من الرجال أَي شكله وتِرْبَه ومثلَه والهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه وأَنشد ابن بري فإِن نَعْبُرْ فإِنَّ لنا لُماتٍ وإِن نَغْبُرْ فنحنُ على نُدورِ أَي سنموت لا محالة وقوله لُمات أَي أَشباهاً واللُّمَة أَيضاً الجماعة من الرجال ما بين الثلاثة إِلى العشرة واللِّئْمُ السيْف قال ولِئْمُك ذُو زِرَّيْنِ مَصْقولُ والَّلأْمُ الشديد من كل شيء والَّلأْمةُ واللُّؤْمةُ متاع الرجل من الأَشِلّةِ والوَلايا قال عديّ بن زيد حتى تَعاوَنَ مُسْتَكٌّ له زَهَرٌ من التَناويرِ شَكْل العِهْنِ في اللُّؤَمِ والَّلأْمةُ الدرع وجمعها لُؤَم مِثل فُعَل وهذا على غير قياس وفي حديث عليّ كرم الله وجهه كان يُحرِّضُ أَصحابَه يقول تَجَلْبَبُوا السكِينةَ وأَكمِلُوا اللُّؤَمَ هو جمع لأْمة على غير قياس فكأَنَّ واحدَته لُؤْمة واسْتَلأَم لأْمَتَه وتلأَّمَها الأَخيرة عن أَبي عبيدة لَبِسَها وجاء مُلأَّماً عليه لأْمَةٌ قال وعَنْتَرة الفَلْحاء جاء مُلأَّماً كأَنَّكَ فِنْدٌ مِن عَمايةَ أَسْودُ
( * قوله « كأنك » تقدم له في مادة فلح كأنه )
قال الفَلْحاء فأَنَّث حملاً له على لفظ عنترة لمكان الهاء أَلا ترى أَنه لما استغنى عن ذلك ردّه إِلى التذكير فقال كأَنَّك ؟ والَّلأْمةُ السّلاح كلها عن ابن الأَعرابي وقد اسْتَلأَم الرجلُ إِذا لبِس ما عنده من عُدّةٍ رُمْحٍ وبيضة ومِغْفَر وسيف ونَبْل قال عنترة إِن تُغْدِفي دُوني القِناعَ فإِنَّني طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِمِ الجوهري اللأْم جمع لأْمة وهي الدرع ويجمع أَيضاً على لُؤَم مثل نُغَر على غير قياس أَنه جمع لُؤْمة غيره اسْتَلأَم الرجلُ لبِس اللأْمة والمُلأَّم بالتشديد المُدَرَّع وفي الحديث لما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من الخَنْدقِ ووضَع لأْمته أَتاه جبريلُ عليه السلام فأَمره بالخروج إِلى بني قُرَيْظة اللأْمة مهموزةً الدرعُ وقيل السلاح ولأْمةُ الحرب أَداتها وقد يترك الهمز تخفيفاً ويقال للسيف لأْمة وللرمح لأْمة وإِنما سمّي لأْمةً لأَنها تُلائم الجسد وتلازمه وقال بعضهم الَّلأْمة الدرع الحصِينة سميت لأْمة لإِحْكامِها وجودة حلَقِها قال ابن أَبي الحُقَيق فجعل اللأْمة البَيْضَ بفَيْلَقٍ تُسْقِطُ الأحْبالَ رؤيتُها مُسْتَلْئِمِي البَيْضِ من فوق السَّرابِيل وقال الأَعشى فجعل اللأْمة السلام كله وقُوفاً بما كان من لأْمَةٍ وهنَّ صِيامٌ يَلُكْنَ اللُّجُم وقال غيره فجعل الَّلأْمة الدرع وفروجها بين يديها ومن خلفها كأَنَّ فُروجَ الَّلأمةِ السَّرْد شَكَّها على نفسِه عَبْلُ الذِّراعَيْن مُخْدِرُ واسْتَلأَم الحَجَر من المُلاءَمة عنه أَيضاً وأَما يعقوب فقال هو من السِّلام وهو مذكور في موضعه واللُّؤْمة جماعة أَداةِ الفدَّان قاله أَبو حنيفة وقال مرة هي جماع آلة الفدّان حديدها وعيدانها الجوهري اللُّؤْمة جماعةُ أَداة الفدّان وكل ما يبخل به الإنسان لحسنه من متاع البيت ابن الأَعرابي اللُّؤْمة السِّنَّة التي تحرث بها الأَرض فإِذا كانت على الفدّان فهي العِيانُ وجمعها عُيُنٌ قال ابن بري اللُّؤْمة السِّكَّة قال كالثَّوْرِ تحت اللُّؤْمةِ المُكَبِّس أَي المُطأْطئ الرأْس وَلأْم اسم رجل قال إِلى أَوْسِ بنِ حارِثَةَ بنِ لأْم ليَقْضِيَ حاجَتي فِيمنْ قَضاها فما وَطِئَ الحصى مثلُ ابن سُعْدى ولا لَبس النِّعالَ ولا احْتَذاها

لبم
ابن الأَعرابي قال اللَّبْمُ
( * قوله « اللبم » ضبط في الأصل بالفتح وهو الذي في نوادر ابن الاعرابي وضبطه المجد بالتحريك ) اختلاج الكتف

لتم
اللَّتْم الطَّعْن في النحر مثل اللَّتْب لَتَمَ مَنْحر البعير بالشَّفْرة وفي مَنْحرِه لَتْماً طَعَنه ولَتَمَ نحره كلطَمَ خَدَّه الأَزهري سمعت غير واحد من الأَعراب يقول لَتَمَ فلان بشَفْرَتِه في لَبَّة بعيره إِذا طعن فيها بها قال أَبو تراب قال ابن شميل يقال خُذ الشَّفْرة فالْتُب بها في لَبَّة الجزور والْتُم بها بمعنى واحد وقد لَتَمَ في لَبَّتها ولَتَبَ بالشفرة إِذا طعن بها فيها ولَتَم الشيءَ بيده ضَرَبه ولَتَمت الحجارةُ رِجْلَ الماشي عَقَرتْها ولاتِمٌ ومِلْتَم ولُتَيْم أَسماء ومُلاتِمات اسم أَبي قبيلة من الأَزد فإِذا سئلوا عن نَسبِهم قالوا نحن بنو مُلاتَم بفتح التاء

لثم
اللِّثامُ رَدُّ المرأَة قِناعَها على أَنفها وردُّ الرجل عمامَته على أَنفه وقد لَثَمَتْ تَلْثِمُ
( * قوله « وقد لثمت تلثم » هكذا ضبط في الصحاح والمحكم أيضاً ومقتضى اطلاق القاموس انه من باب قتل وفي المصباح ولثمت المرأة من باب تعب لثماً مثل فلس وتلثمت والتثمت شدت اللثام ) وقيل اللِّثامُ على الأَنف واللِّفامُ على الأَرْنبة أَبو زيد قال تميم تقول تَلَثَّمَت على الفم وغيرهم يقول تَلَفَّمَت قال الفراء إِذا كان على الفم فهو اللِّثام وإِذا كان على الأَنف فهو اللِّفام ويقال من اللِّثام لثَمْت أَلْثِمُ فإِذا أَراد التقبيل قلت لثِمْتُ أَلْثَم قال الشاعر فلَثِمْتُ فاها آخِذاً بِقُرونِها ولَثِمْتُ من شَفَتَيْهِ أَطْيَبَ مَلْثَم ولَثِمْتُ فاها بالكسر إِذا قبَّلتها وربما جاء بالفتح قال ابن كيسان سمعت المبرد ينشد قول جَمِيل فلَثَمْتُ فاها آخِذاً بقرونِها شُرْبَ النَّزِيف ببَرْدِ ماءِ الحَشْرَج بالفتح ويروى البيت لعمر بن أَبي ربيعة أَبو زيد تميم تقول تَلَثَّمَت على الفم وغيرهم يقول تلفَّمت فإِذا كان على طرف الأَنف فهو اللِّفام وإِذا كان على الفم فهو اللِّثام قال الفراء اللِّثام ما كان على الفم من النقاب واللِّفام ما كان على الأَرْنبة وفي حديث مكحول أَنه كَرِهَ التَّلَثُّم من الغبار في الغَزْوِ وهو شدُّ الفم باللثام وإِنما كرهه رغبة في زيادة الثواب بما يناله من الغبار في سبيل الله والملثَم الأَنف وما حوله وإِنها لحسنَةُ اللِّثْمةِ من اللِّثام وقول الحَذْلميّ وتَكْشِف النُّقْبةَ عن لِثامِها لم يفسر ثعلب اللِّثام قال
( * قوله « قال » أي ابن سيده ) وعندي أَنه جلدها وقول الأَخطل آلَت إِلى النِّصف من كَلْفاء أَتْأَقَها عِلْجٌ ولَثَّمها بالجَفْنِ والغارِ إِنما أَراد أَنه صيّر الجفنَ والغارَ لهذه الخابية كاللِّثام ولَثِمَها ولَثَمَها يَلْثِمُها ويَلْثَمُها لَثْماً قبّلها الجوهري واللُّثْم بالضم جمع لاثِمٍ واللَّثْم القُبْلة يقال لَثَمَت المرأَةُ ثَلْثِمُ لَثْماً والْتَثَمَت وتَلَثَّمَت إِذا شدَّت اللِّثامَ وهي حسنَة اللِّثْمة وخُفٌّ مَلْثُوم ومُلَثَّم جرحته الحجارة وأَنشد ابن الأَعرابي يَرْمِي الصُّوَى بمُجْمَراتٍ سُمْرِ مُلَعثَّماتٍ كمَرادِي الصَّخْرِ الجوهري لَثَمَ البعير الحجارة بخُفِّه يَلْثِمُها إِذا كسرَها وخفٌّ مِلْثَم يَصُكّ الحجارة ويقال أَيضاً لَثَمت الحجارةُ خُفَّ البعير إِذا أَصابته وأَدْمته

لجم
لِجامُ الدابة معروف وقال سيبويه هو فارسي معرب والجمع أَلْجِمة ولُجُم ولُجْم وقد أَلَجم الفرس وفي الحديث من سُئل عما يَعْلَمُه فكَتَمَه أَلْجَمَه اللهُ بِلجامٍ من نار يوم القيامة قال المُمْسِك عن الكلام مُمَثَّل بمن أَلجَم نَفْسَه بلِجام والمراد بالعلم ما يلزمه تعليمه ويتعيّن عليه كمن يرى رجلاً حديثَ عَهْدٍ بالإِسلام ولا يُحْسِن الصلاةَ وقد حضر وقتُها فيقول عَلِّمُوني كيف أُصَلِّي وكم جاء مُسْتَفْتِياً في حلال أَو حرام فإِنه يلزم في هذا وأَمثاله تعريف الجواب ومَن مَنَعَه استحق الوعيد ومنه الحديث يَبْلُغ العَرَقُ منهم ما يُلْجِمُهم أَي يَصِل إِلى أَفواههم فيصير لهم بمنزلة اللِّجام يمنعهم عن الكلام يعني في المحشر يوم القيامة والمُلَجَّم موضع اللِّجام وإِن لم يقولوا لَجَّمْتُه كأَنهم توهموا ذلك واستأْنفوا هذه الصيغة أَنشد ثعلب وقد خاضَ أَعْدائي من الإِثْمِ حَوْمةً يغِيبون فيها أَو تَنال المحزّما
( * قوله « حومة » هكذا في الأصل وفي المحكم خوضة وقوله « المحزما » هكذا في الأصل أيضاً ولا شاهد فيه وفي المحكم الملحما وفيه الشاهد )
ولَجَمةُ الدابةِ موقع اللِّجام من وجهها واللِّجام حبْلٌ أَو عصاً تُدْخَل في فم الدابة وتُلْزق إِلى قفاه وجاء وقد لفَظ لِجامَه أَي جاء وهو مجهود من العطش والإِعْياء كما يقال جاء وقد قَرَضَ رِباطَه واللِّجامُ ضربٌ من سِمات الإِبل يكون من الخدين إِلى صَفْقَي العنق والجمع كالجمع يقال أَلْجَمتُ الدابةَ والقياس على الآخر مَلجوم قال ولم يسمع وأحسن منه أَن يقال بهِ سمَةُ لِجام وتَلَجَّمت المرأَةُ إِذا استثْفَرت لمحيضها والِّجامُ ما تشدُّه الحائض وفي حديث المُسْتحاضة تلَِجَّمي أَي شُدِّي لجاماً وهو شبيه بقوله اسْتثْفِري أَي اجعلي موضع خروج الدم عِصابةً تمنع الدم تشبيهاً بوضع اللجام في فم الدابة ولجَمَةُ الوادي فُوَّهَتُه واللُّجْمة العلَمُ من أَعلام الأَرض واللَّجَم الصمْدُ المرتفع أَبو عمرو اللُّجْمةُ الجَبل المسطَّح ليس بالضخم واللُّجَم دُوَيْبَّة قال عدي بن زيد له مَنْخِرٌ مثْلُ جُحْر اللُّجَمْ
( * قوله « له منخر إلخ » هذه رواية المحكم والذي في التكملة
له ذنب مثل ذيل العروس ... إلى سبة مثل جحر اللجنم
وسبة بالفتح في خط المؤلف وكذا في التهذيب )
يصف فرساً وقيل هي دويبة أََصغر من العَظاية وقال ابن بري اللُّجَم دابة أَكبر من شحمة الأَرض ودون الحِرْباء قال أَدهم بن أَبي الزعراء لا يَهْتدِي الغرابُ فيها واللُّجَم وقيل هو الوَزَغ التهذيب ومنه قول الأَخطل ومَرَّت على الأَلْجامِ أَلْجامِ حامرٍ يُثِرْن قَطاً لولا سُراهن هُجَّدا
( * قوله « ومرت إلخ » في التكملة بخط المؤلف
عوامد للألجام ألجام حامر ... يثرن قطاً لولا سارهن هجدا )
أَراد جمع لُجْمةِ الوادي وهي ناحية منه وقال رؤبة
إِذا ارتمت أَصحانه ولُجَمُهْ قال ابن الأَعرابي واحدتها لُجْمة وهي نواحيه ابن بري قال ابن خالويه اللُّجَم العاطوسُ وهي سمكة في البحر والعرب تتشاءم بها وأَنشد لرؤبة ولا أُحِبُّ اللُّجَمَ العاطوسا واللَّجَمُ الشُِّؤْم واللَّجَم ما يُتَطَيَّرُ منه واحدته لَجَمة ومُلْجَم اسم رجل وبنو لُجَيم بطن

لحم
اللَّحْم واللَّحَم مخفف ومثقل لغتان معروف يجوز أَن يكون اللحَمُ لغة فيه ويجوز أَن يكون فُتح لمكان حرف الحلق وقول العجاج ولم يَضِعْ جارُكم لحمَ الوَضَم إِنما أَراد ضَياعَ لحم الوَضم فنصب لحمَ الوضم على المصدر والجمع أَلْحُمٌ ولُحوم ولِحامٌ ولُحْمان واللَّحْمة أَخصُّ منه واللَّحْمة الطائفة منه وقال أَبو الغول الطُّهَوي يهجو قوماً رَأَيْتُكمُ بني الخَذْوَاء لَمّا دَنا الأَضْحَى وصَلَّلتِ اللِّحامُ توَلَّيْتُمْ بِوُدِّكُمُ وقُلْتم لَعَكٌّ منك أَقْرَبُ أَو جُذامُ يقول لما أَنتَنت اللحومُ من كثرتها عندكم أَعْرَضْتم عني ولَحْمُ الشيء لُبُّه حتى قالوا لحمُ الثَّمرِ للُبِّه وأَلْحَمَ الزرعُ صار فيه القمحُ كأَنّ ذلك لَحْمُه ابن الأَعرابي اسْتَلْحَم الزرعُ واستَكَّ وازدَجَّ أَي الْتَفَّ وهو الطِّهْلئ قال أَبو منصور معناه التفَّ الأَزهري ابن السكيت رجلٌ شَحِيمٌ لَحِيمٌ أَي سَمِين ورجلٌ شَحِمٌ لَحِمٌ إِذا كان قَرِماً إِلى اللحْم والشَّحْمِ يَشْتهِيهما ولحِمَ بالكسر اشتهى اللَّحْم ورجل شَحَّامٌ لَحَّامٌ إِذا كان يبيع الشحمَ واللحم ولَحُمَ الرجلُ وشَحُمَ في بدنه وإِذا أَكل كثيراً فلَحُم عليه قيل لَحُم وشَحُم ورجل لحِيمٌ ولَحِمٌ كثير لَحْم الجسد وقد لَحُم لَحامةً ولَحِمَ الأَخيرة عن اللحياني كُثرَ لحم بدنهِ وقول عائشة رضي الله عنها فلما عَلِقْت اللحمَ سَبَقني أَي سَمِنْت فثقُلت ورجل لَحِمٌ أَكول للَّحم وقَرِمٌ إِليه وقيل هو الذي أَكل منه كثيراً فشكا منه والفعل كالفعل واللَّحّامُ الذي يبيع اللحم ورجل مُلْحِمٌ إِذا كثر عنده اللحم وكذلك مُشْحِم وفي قول عمر اتَّقوا هذه المَجازِرَ فإِن لها ضَراوةً كضراوةِ الخَمْر وفي رواية إِن لِلَّحم ضَراوةً كضراوةِ الخَمْر يقال رجل لَحِمٌ ومُلْحِمٌ ولاحِمٌ ولَحِيمٌ فاللَّحِمُ الذي يُكْثِر أَكلَه والمُلْحِم الذي يكثر عنده اللحم أَو يُطْعِمه واللاَّحِمُ الذي يكون عنده لحمٌ واللّحِيمُ الكثيرُ لحمِ الجسد الأَصمعي أَلْحَمْتُ القومَ بالأَلف أَطعمتهم اللحمَ وقال مالك بن نُوَيْرة يصف ضبعاً وتَظَلُّ تَنْشِطُني وتُلْحِم أَجْرِياً وسْطَ العَرِينِ وليسَ حَيٌّ يَمنعُ قال جعل مأْواها لها عَرِيناً وقال غير الأَصمعي لَحَمْتُ القومَ بغير أَلف قال شمر وهو القياس وبيْتٌ لَحِمٌ كثير اللحْم وقال الأَصمعي في قول الراجز يصف الخيل نُطْعِمُها اللحْمَ إِذا عَزَّ الشَّجَرْ والخيْلُ في إِطْعامِها اللحْمَ ضَرَرْ قال أَراد نُطْعمها اللبنَ فسمى اللبن لَحْماً لأَنها تسمَنُ على اللبن وقال ابن الأَعرابي كانوا إِذا أَجْدَبوا وقلَّ اللبنُ يَبَّسُوا اللحمَ وحمَلوه في أَسفارهم وأَطعَموه الخيلَ وأََنكر ما قال الأَصمعي وقال إِذا لم يكن الشجرُ لم يكن اللبنُ وأَما قوله عليه السلام إِن اللهَ يُبْغِضُ البيتِ اللحِمَ وأَهلَه فإِنه أَراد الذي تؤْكل فيه لُحومُ الناس أَخْذاً وفي حديث آخر يُبْغِضُ أَهلَ البيت اللحِمِين وسأَل رجل سفيان الثوريّ أَرأَيت هذا الحديث إِن الله تبارك وتعالى لَيُبْغِضُ أَهلَ البيت اللحِمِين ؟ أَهُم الذين يُكِثرون أَكل اللحْم ؟ فقال سفيان هم الذين يكثرون أَكلَ لحومِ الناس وأَما قوله ليُبْغِضُ البيتَ اللحِمَ وأَهلَه قيل هم الذين يأْكلون لحوم الناس بالغِيبة وقيل هم الذين يكثرون أَكل اللحم ويُدْمِنُونه قال وهو أَشبَهُ وفلانٌ يأْكل لُحومَ الناس أَي يغتابهم ومنه قوله وإِذا أَمْكَنَه لَحْمِي رَتَعْ وفي الحديث إِنَّ أَرْبَى الربا استِطالةُ الرجل في عِرْضِ أَخيه ولَحِمَ الصقرُ ونحوُه لَحَماً اشتهى اللحْم وبازٍ لَحِمٌ يأْكل اللحمَأَو يشتهيه وكذلك لاحِمٌ والجمع لَواحِمُ ومُلْحِمٌ مُطْعِم للَّحم ومُلْحَمٌ يُطْعَم اللحمَ ورجل مُلْحَمٌ أَي مُطْعَم للصيد مَرزوق منه ولَحْمةُ البازي ولُحْمته ما يُطْعَمُه مما يَصِيده يضم ويفتح وقيل لَحْمةُ الصقرِ الطائرُ يُطْرَح إِليه أَو يصيده أَنشد ثعلب مِن صَقْع بازٍ لا تُبِلُّ لُحَمُه وأَلحَمْتُ الطيرَ إِلحاماً وبازٍ لَحِمٌ يأْكل اللحم لأََن أَكله لَحْمٌ قال الأَعشى تدَلَّى حَثيثاً كأَنَّ الصِّوا رَ يَتْبَعُه أَزرَقِيٌّ لَحِمْ ولُحْمةُ الأَسد ما يُلْحَمُه والفتح لغة ولحَمَ القومَ يَلحَمُهم لَحْماً بالفتح وأَلحَمهم أَطعمهم اللحمَ فهو لاحِمٌ قال الجوهري ولا تقل أَلحَمْتُ والأَصمعي يقوله وأَلحَمَ الرجلُ كثُر في بيته اللحم وأَلحَمُوا كثُر عندهم اللحم ولَحَم العَظمَ يَلحُمه ويَلحَمُه لَحْماً نزع عنه اللحم قال وعامُنا أَعْجَبَنا مُقَدَّمُهْ يُدعى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سُمُهْ مُبْتَرِكاً لكل عَظْمٍ يَلحُمُهْ ورجل لاحِمٌ ولَحِيمٌ ذو لحمٍ على النسب مثل تامر ولابن ولَحَّام بائع اللحم ولَحِمَت الناقة ولَحُمتْ لَحامةً ولُحوماً فيهما فهي لَحِيمةٌ كثر لحمُها ولُحْمة جلدة الرأْس وغيرها ما بَطَن مما يلي اللحم وشجَّة مُتلاحِمة أَخذت في اللحم ولم تبلُغ السِّمْحاق ولا فعل لها الأَزهري شجّة متلاحمة إِذا بلغت اللحم ويقال تَلاحمَتِ الشجّةُ إِذا أَخذت في اللحم وتَلاحمت أَيضاً إِذا بَرأَتْ والتَحمتْ وقال شمر قال عبد الوهاب المُتلاحِمة من الشِّجاج التي تَُشُقُّ اللحمَ كلَّه دون العظم ثم تَتَلاحُمِ بعد شَقِّها فلا يجوز فيها المِسْبارُ بعد تَلاحُمِ اللحم قال وتَتَلاحَمُ من يومِها ومن غَدٍ قال ابن الأَثير في حديث الشِّجاج المتلاحِمة هي التي أَخذتْ في اللحم قال وقد تكون التي برأَتْ والتحَمتْ وامرأَة مُتلاحِمة ضيِّقةُ مَلاقي لحم الفَرْج وهي مآزِم الفَرج والمُتلاحِمة من النساء الرَّتقاء قال أَبو سعيد إِنما يقال لها لاحِمةٌ كأَنَّ هناك لحماً يمنع من الجماع قال ولا يصح مُتلاحِمة وفي حديث عمر قال لرجل لِمَ طَلَّقْتَ امرأَتَك ؟ قال إِنها كانت مُتلاحمة قال إِنّ ذلك منهن لمُسْتَرادٌ قيل هي الضيِّقة المَلاقي وقيل هي التي بها رَتَقٌ والتحَم الجرحُ للبُرْء وأَلحَمه عِرْضَ فلان سَبَعهُ إِيّاه وهو على المثل ويقال أَلحَمْتُك عِرْضَ فلان إِذا أَمكنْتك منه تَشْتُمه وأَلحَمْتُه سَيفي ولُحِمَ الرجلُ فهو لَحِيمٌ وأُلحِمَ قُتِل وفي حديث أُسامة أَنه لَحَم رجلاً من العَدُوِّ أَي قتَله وقيل قَرُب منه حتى لَزِق به من الْتَحَمَ الجرحُ إِذا الْتَزَق وقيل لَحَمَه أَي ضربه مِن أَصابَ لَحْمَه واللَّحِيمُ القَتيلُ قال ساعدة بن جؤية أَورده ابن سيده ولكنْ تَرَكتُ القومَ قد عَصَبوا به فلا شَكَّ أَن قد كان ثَمَّ لَحِيمُ وأَورده الجوهري فقالوا تَرَكْنا القومَ قد حَضَروا به ولا غَرْوَ أَن قد كان ثَمَّ لَحيمُ قال ابن بري صواب إِنشاده فقال
( * قوله « فقال إلخ » كذا بالأصل ولعله فقالا كما يدل عليه قوله وجاء خليلاه ) تركناه وقبله وجاء خَلِيلاه إِليها كِلاهُما يُفِيض دُموعاً غَرْبُهُنّ سَجُومُ واستُلحِمَ رُوهِقَ في القتال واستُلحِمَ الرجلُ إِذا احْتَوَشه العدوُّ في القتال أَنشد ابن بري للعُجَير السَّلولي ومُسْتَلْحَمٍ قد صَكَّه القومُ صَكَّة بَعِيد المَوالي نِيلَ ما كان يَجْمَعُ والمُلْحَم الذي أُسِر وظَفِر به أَعداؤُه قال العجاج إِنَّا لَعَطَّافون خَلْف المُلْحَمِ والمَلْحَمة الوَقْعةُ العظيمة القتل وقيل موضع القتال وأَلحَمْتُ القومَ إِذا قتلتَهم حتى صاروا لحماً وأُلحِمَ الرجلُ إِلحاماً واستُلحِمَ اسْتِلحاماً إِذا نَشِب في الحرب فلم يَجِدْ مَخْلَصاً وأَلحَمَه غيرُه فيها وأَلحمَه القتالُ وفي حديث جعفر الطيّار عليه السلام يوم مُؤْتةَ أَنه أَخذ الراية بعد قتْل زيدٍ فقاتَلَ بها حتى أَلحمَه القتالُ فنزَلَ وعَقَرَ فرَسَه ومنه حديث عمر رضي الله عنه في صفة الغُزاة ومنهم مَن أَلحمَه القتالُ ومنه حديث سُهيل لا يُرَدُّ الدعاءُ عند البأْس حين يُلْحِم بعضُهم بعضاً أَي تشتَبكُ الحرب بينهم ويلزم بعضهم بعضاً وفي الحديث اليوم يومُ المَلْحَمة وفي حديث آخر ويُجْمَعون للمَلْحَمة هي الحرب وموضعُ القتال والجمع المَلاحِمُ مأْخوذ من اشتباك الناس واختلاطِهم فيها كاشتِباك لُحْمةِ الثوب بالسَّدى وقيل هو من اللحْم لكثرة لُحوم القتلى فيها وأَلْحَمْتُ الحربَ فالْتَحَمت والمَلْحَمة القتالُ في الفتنة ابن الأَعرابي المَلْحَمة حيث يُقاطِعون لُحومَهم بالسيوف قال ابن بري شاهد المَلحَمة قول الشاعر بمَلْحَمةٍ لا يَسْتَقِلُّ غُرابُها دَفِيفاً ويمْشي الذئبُ فيها مع النَّسْر والمَلْحَمة الحربُ ذات القتل الشديد والمَلْحمة الوَقعة العظيمة في الفتنة وفي قولهم نَبيُّ المَلْحمة قولان أَحدهما نبيُّ القتال وهو كقوله في الحديث الآخر بُعِثْت بالسيف والثاني نبيُّ الصلاح وتأْليفِ الناس كان يُؤَلِّف أَمرَ الأُمَّة وقد لحَمَ الأَمرَ إِذا أَحكمه وأَصلحَه قال ذلك الأَزهري عن شمر ولَحِمَ بالمكان
( * قوله « ولحم بالمكان » قال في التكملة بالكسر وفي القاموس كعلم ولم يتعرضا للمصدر وضبط في المحكم بالتحريك ) يَلْحَم لَحْماً نَشِب بالمكان وأَلْحَم بالمكان أَقامَ عن ابن الأَعرابي وقيل لَزِم الأَرض وأَنشد إِذا افْتَقَرا لم يُلْحِما خَشْيةَ الرَّدى ولم يَخْشَ رُزءاً منهما مَوْلَياهُما وأَلحَم الدابةُ إِذا وقف فلم يَبرح واحتاج إِلى الضرب وفي الحديث أَنه قال لرجل صُمْ يوماً في الشهر قال إِني أَجد قوَّةً قال فصُمْ يومين قال إِني أَجد قوَّة قال فصُم ثلاثة أَيام في الشهر وأَلحَم عند الثالثة أَي وقَف عندها فلم يَزِدْه عليها من أَلحَم بالمكان إِذا أَقام فلم يبرح وأَلحَم الرجلَ غَمَّه ولَحَم الشيءَ يَلحُمه لَحْماً وأَلْحَمَه فالْتَحم لأَمَه واللِّحامُ ما يُلأَم به ويُلْحَم به الصَّدْعُ ولاحَمَ الشيءَ بالشيء أَلْزَقَه به والْتَحم الصَّدْعُ والْتَأَم بمعنى واحد والمُلْحَم الدَّعِيُّ المُلْزَقُ بالقوم ليس منهم قال الشاعر حتى إِذا ما فَرَّ كلُّ مُلْحَم ولَحْمةُ النَّسَبِ الشابِكُ منه الأَزهري لَحْمةُ النسب بالفتح ولُحْمةُ الصيد ما يُصاد به بالضم واللُّحْمَةُ بالضم القرابة ولحْمةُ الثوب ولُحْمتُه ما سُدِّي بين السَّدَيَيْن يضم ويفتح وقد لَحَم الثوب يَلْحَمُه وأَلْحَمه ابن الأَعرابي لَحْمَة الثوب ولَحْمة النَّسب بالفتح قال الأَزهري ولُحْمةُ الثوب الأَعْلى
( * أي الأعلى من الثوب )
ولَحْمتهُ والسَّدَى الأَسفل من الثوب وأَنشد ابن بري سَتاهُ قَزٌّ وحَرِيرٌ لَحْمتُهْ وأَلْحَمَ الناسجُ الثوبَ وفي المثل أَلْحِمْ ما أَسْدَيْتَ أَي تَمِّمْ ما ابْتَدَأْتَه من الإِحسان وفي الحديث الوَلاءُ لُحْمةٌ كلُحْمةِ النسب وفي رواية كلُحْمةِ الثوب قال ابن الأَثير قد اختلف في ضم اللّحمة وفتحها فقيل هي في النسب بالضم وفي الثوب بالضم والفتح وقيل الثوب بالفتح وحده وقيل النسب والثوب بالفتح فأَما بالضم فهو ما يُصاد به الصيدُ قال ومعنى الحديث المُخالَطةُ في الوَلاءِ وأَنها تَجْرِي مَجْرَى النسب في المِيراث كما تُخالِطُ اللُّحمةُ سَدَى الثوب حتى يَصِيرا كالشيء الواحد لما بينهما من المُداخَلة الشديدة وفي حديث الحجاج والمطر صار الصِّغار لُحْمةَ الكِبار أَي أَن القَطْرَ انتسَج لتتَابُعه فدخل بعضه في بعض واتَّصل قال أَبو سعيد ويقال هذا الكلام لَحِيمُ هذا الكلامِ وطَريدُه أَي وَفْقُه وشَكْلُه واستَلْحَمَ الطريقُ اتَّسَعَ واسْتَلْحَم الرجلُ الطريقَ رَكِبَ أَوْسَعَه واتَّبَعَه قال رؤبة ومَن أَرَيْناهُ الطريقَ استَلْحَما وقال امرؤ القيس اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ على أَكْسائِها أَهْوَجُ مِحْضِيرٌ إِذا النَّقْعُ دَخَنْ استَلْحَمَ اتَّبَعَ وفي حديث أُسامة فاسْتَلْحَمَنا رجلٌ من العدُوّ أَي تَبِعَنا يقال استَلْحَمَ الطَّريدةَ والطريقَ أَي تَبع وأَلْحَم بَيْنَ بني فلان شرّاً جناه لهم وأَلْحَمه بصَرَه حَدَّدَه نحوَه ورَماه به وحَبْلٌ مُلاحَمٌ شديدُ الفتل عن أَبي حنيفة وأَنشد مُلاحَمُ الغارةِ لم يُغْتَلَبْ والمُلْحَم جنس من الثياب وأَبو اللَّحَّام كنية أَحد فُرْسان العرب

لحجم
طريقٌ لَحْجَم واسعٌ واضح حكاه اللحياني قال ابن سيده وأَرى حاءَه بدلاً من هاء لَهْجَم

لحسم
التهذيب في النوادر اللَّهاسِمُ واللَّحاسِمُ مَجارِي الأَوْدِية الضيّقةُ واحدها لُهْسُم ولُحْسُم وهي اللَّخافيقُ

لخم
اللَّخْم القَطْعُ وقد لَخَم الشيءَ لَخْماً قطَعه ولَخُمَ الرجلُ كثُر لَحْمُ وجهه وغلُظ وبالرجل لخْمةٌ أَي ثِقَلُ نَفْسٍ وفَتْرةٌ واللَّخَمةُ العَقَبة التي من المَتْن واللُّخَمة كلُّ ما يُتطيَّرُ منه واللِّخامُ اللِّطامُ يقال لاخَمَه ولامَخَه أَي لطَمَه واللُّخْمُ بالضم
( * قوله « واللخم بالضمّ إلخ » عبارة الصحاح واللخم واللخم بالضم ضرب إلخ والأولى بضمتين ) ضَرْبٌ من سمك البحر قال رؤبة كَثيرة حيتانُه ولُخُمهْ قال والجَمَل سمكة تكون في البحر ورواه ابن الأَعرابي واعْتَلَجَتْ جِمالُه ولُخُمهْ قال ولا يكون الجَمَل في العَذْب وقيل هو سمك ضخم قيل لا يمرّ بشيء إِلا قطعه وهو يأْكل الناس ويقال له الكَوْسَج وفي حديث عكرمة اللُّخُمُ حَلالٌ هو ضَرْبٌ من سمك البحر ويقال له القِرْشُ وقال المُخبَّل يصف دُرّة وغوَّاصاً بِلَبانهِ زَيْتٌ وأَخْرَجها منْ ذي غَوارِبَ وَسْطَه اللُّخُم ولَخْمٌ حَيٌّ من جُذام قال ابن سيده لَخْم حيٌّ من اليمن ومنهم كانت ملوك العرب في الجاهلية وهم آلُ عمرو بن عَديّ بن نصر اللَّخْمِيّ قال أَبو منصور مُلوك لَخْمٍ كانوا نزلوا الحيرة وهم آل المُنْذِر

لخجم
اللَّخْجَمُ البعيرُ المُجْفَر الجنبين وفي التهذيب اللَّخْجَم البعيرُ الواسع الجوف

لدم
اللَّدْمُ ضرْبُ المرأَةِ صَدْرَها لَدَمَت المرأَة وجهَها ضربته ولَدَمَتْ خُبْزَ المَلَّة إِذا ضربته وفي حديث الزبير يوم أُحُد فخرجْتُ أَسْعَى إِليها يعني أُمَّه فأَدْرَكْتُها قبل أَنْ تَنْتَهيَ إِلى القَتْلى فلَدَمَتْ في صَدْري وكانت امرأَة جَلْدةً أَي ضربَتْ ودفعت ابن سيده لَدَمَت المرأَةُ صدْرَها تَلْدِمُه لَدْماً ضربته والْتَدَمَتْ هي واللَّدْمُ ضرْبُ خُبْزِ الملّة إِذا أَخرجته منها وضَرْبُ غيرهِ أَيضاً واللَّدْمُ صوتُ الشيء يَقعُ في الأَرض من الحَجر ونحوه وليس بالشديد قال ابن مقبل وللفُؤادِ وَجِيبٌ تَحْتَ أَبْهَرِه لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْبِ بالحَجَرِ وقيل اللَّدْمُ اللَّطْم والضربُ بشيء ثقيل يُسْمَعُ وَقْعُه والتَدَمَ النساءُ إِذا ضربْنَ وُجوهَهنّ في المآتم واللَّدْمُ الضرْبُ والتِدامُ النساء من هذا واللَّدْمُ واللّطْمُ واحدٌ والالْتِدامُ الاضْطراب والْتِدامُ النساء ضَرْبهُنّ صُدورَهنّ ووجوهَهن في النِّياحة ورجل مِلْدَمٌ أَحمقُ ضخم ثقيل كثير اللحم وفَدْمٌ لَدْمٌ إِتباع ويقال فلان فَدْمٌ ثَدْمٌ لَدْمٌ بمعنى واحد وروي عن عليّ عليه السلام أَن الحسن قال له في مَخْرجِه إِلى العراق إِنه غير صواب فقال والله لا أَكون مثلَ الضَّبُع تسمع اللَّدْمَ فتخرُجُ فتُصاد وذلك أَن الصَّيّاد يجيء إِلى جحرها فيضرب بحجَر أَو بيدِه فتخرج وتَحْسبه شيئاً تَصِيده لتأْخذَه فيأْخذها وهي من أَحمق الدَّوابّ أَراد أَني لا أُخْدَع كما تُخْدعُ الضبع باللَّدْم ويُسمَّى الضرْبُ لَدْماً ولَدَمْتُ أَلْدِمُ لَدْماً فأَنا لادِمٌ وقوم لَدَمٌ مثل خادِمٍ وخَدَمٍ وأُمُّ مِلْدَم الحُمَّى الليث أُمّ مِلدَم كنية الحُمَّى والعرب تقول قالت الحمى أَنا أُمُّ مِلْدَم آكُل اللحم وأَمَصُّ الدمَ قال ويقال لها أُمّ الهِبْرِزِيّ وأَلْدَمَت عليه الحُمّى أَي دامَتْ وفي الحديث جاءت أُمُّ مِلْدَمٍ تستأْذن هي الحُمَّى والميم الأُولى مكسورة زائدة وبعضهم يقولها بالذال المعجمة واللَّدِيمُ الثوب الخلَق وثوب لَدِيم ومُلَدَّم خَلَقٌ ولَدَمَه رَقَعَه الأَصمعي المُلَدَّم والمُرَدَّمُ من الثياب المُرقَّعُ وهو اللَّديم ولَدَمْت الثوب لدْماً ولَدَّمتُه تَلْديماً أَي رَقَّعْتُه فهو مُلَدَّم ولَدِيمٌ أَي مُرَقَّع مُصْلَح واللِّدامُ مثل الرِّقاع يُلْدَمُ به الخفّ وغيره وتَلَدَّم الثوبُ أَي أَخْلَق واسْتَرْقَع وتَلَدَّم الرجلُ ثوبَه أَي رَقعَه يتعدَّى ولا يتعدى مثل تَرَدَّم واللَّدَمُ بالتحريك الحُرَمُ في القَرابات ويقال إِنما سميت الحُرْمَةُ اللَّدَمَ لأَنها تَلْدِم القَرابةَ أَي تُصْلِح وتَصِل تقول العرب اللَّدَمُ اللَّدَمُ إِذا أَرادت توكيد المُحالفة أَي حُرْمَتُنا حُرْمَتُكم وبيتنا بيتُكم لا فرق بيننا وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَن الأَنصار لما أَرادوا أَن يُبايعوه في بَيْعَةِ العَقَبة بمكة قال أَبو الهيثم بن التَّيِّهان يا رسول الله إن بينَنا وبينَ القَوم حِبالاً ونحنُ قاطِعوها فنخشى إنِ اللهُ أَعَزَّك وأَظْهَرَكَ أَن ترجع إِلى قومك فتبسَّم النبي صلى الله عليه وسلم وقال بل الدَّمُ الدَّمُ والهَدَمُ الهَدَمُ أُحارِبُ مَنْ حارَبْتُم وأُسالمُ مَنْ سالَمْتُم ورواه بعضهم بل اللَّدَمُ اللَّدَمُ والهَدَمُ الهَدَمُ قال فمن رواه بل الدَّم الدّم والهَدَم الهَدَم فإِن ابن الأَعرابي قال العرب تقول دَمِي دَمُك وهَدَمِي هَدَمُك في النُّصْرة أَي إِن ظُلِمْتَ فقد ظُلِمْتُ قال وأَنشد العقيليّ دَماً طَيِّباً يا حَبَّذا أَنتَ من دَمِ قال أَبو منصور وقال الفراء العرب تدخل الأَلف واللام اللتين للتعريف على الاسم فتقومان مقام الإضافة كقول الله عز وجل فأَمَّا مَنْ طَغَى وآثر الحياةَ الدنيا فإِنَّ الجَحيم هي المأْوى أَي الجحيم مأْواه وكذلك قوله وأَمَّا مَن خاف مَقامَ رَبِّه ونهَى النفس عن الهوى فإِن الجنة هي المأْوى المعنى فإِن الجنة مأْواه وقال الزجاج معناه فإِن الجنة هي المأْوى له قال وكذلك هذا في كل اسم يدلان على مثل هذا الإِضمار فعلى قول الفراء قوله الدَّمُ الدَّمُ أَي دمكم دمي وهَدَمكم هَدَمي وقال ابن الأَثير في رواية الدَّمُ الدَّمُ قال هو أَن يهدر دَم القتيل المعنى إِن طلِب دمُكم فقد طُلب دمي فدمي ودمُكم شيء واحد وأَما من رواه بل اللَّدَم اللَّدَم والهَدَم الهَدَم فإِن ابن الأَعرابي أَيضاً قال اللَّدَم الحُرَم جمع لادِمٍ والهدَم القَبر فالمعنى حُرَمكم حُرَمي وأُقْبَرُ حيث تُقْبَرون وهذا كقوله المَحْيا مَحْياكم والمَمات مماتُكم لا أُفارقكم وذكر القتيبي أَن أَبا عبيدة قال في معنى هذا الكلام حُرْمَتي مع حُرْمَتِكم وبَيْتي مع بيتكم وأَنشد ثم الْحَقي بهَدَمِي ولَدَمِي أَي بأَصْلي وموضعي واللَّدَمُ الحُرَمُ جمع لادِم سُمِّي نساءُ الرجل وحُرَمُه لَدَماً لأَنهن يَلْتَدِمْنَ عليه إِذا مات وفي حديث عائشة قُبِض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في حَجْري ثم وضَعْت رأْسَه على وِسادَةٍ وقُمْتُ أَلْتَدِمُ مع النِّساء وأَضْرِب وَجْهي والمِلْدَمُ والمِلْدامُ حَجَرٌ يُرْضَخُ به النوى وهو المِرْضاخُ أَيضاً قال ابن بري عند قول الجوهري سُمِّيَت الحُرْمة اللَّدَمَ قال صوابه أَن يقول سميت الحُرَمُ اللَّدَم لأن اللَّدَم جمعُ لادِمٍ ولَدْمانُ ماء معروف ومُلادِمٌ اسم وفي ترجمة دعع في التهذيب قال قرأْت بخط شمر للطِّرمَّاح لم تُعالِجْ دَمْحَقاً بائتاً شُجَّ بالطَّخْفِ لِلَدْمِ الدَّعاعْ قال اللَّدْمُ اللَّعْقُ

لذم
لَذِمَ بالمكان بالكسر لَذْماً وأَلْذَمَ ثَبَت ولَزِمَه وأَقام وأَلذَمْتُ فلاناً بفلان إِلذاماً ورجلٌ لُذَمَةٌ لازمٌ للبيت يطرد على هذا بابٌ فيما زعم ابن دريد في كتابه الموسوم بالجمهرة قال ابن سيده وهو عندي موقوف ويقال للأَرْنب حُذَمةٌ لُذَمة تَسبق الجَمْع بالأَكَمةِ فحُذَمةٌ حديدة وقيل حُذَمة إِذا عَدَتْ أَسرعت ولُذَمة ثابتةُ العَدْو ولازمة له وقيل إِتباع واللُّذَمةُ اللازم للشيء لا يفارقه واللُّذُومُ لُزُومُ الخير أَو الشر ولَذِمَه الشيءُ أَعجَبه وهو في شعر الهذلي ولَذِمَ بالشيء لذَماً لَهِجَ به وأَلذَمَه إِيَّاه وبه وأَلهَجَه به وأَنشد ثَبْت اللِّقاء في الحروبِ مُلْذَما وأَنشد أَبو عمرو لأَبي الوَرْد الجعْديّ لَذِمْتَ أَبا حَسَّانَ أَنْبارَ مَعْشَرٍ جَنافَى عليكم يَطْلُبون الغَوائلا وأُلْذِمَ به أَي أُولِعَ به فهو مُلْذَم به ورجل لَذُومٌ ولَذِمٌ ومِلْذَمٌ مُولَع بالشيء قال قَصْرَ عَزِيز بالأَكالِ مِلْذَمِ الليث اللَّذِمُ المُولَع بالشيء وقد لَذِمَ لذَماً ويقال للشجاعِ مِلْذَمٌ لعَلَثِه بالقتال وللذّئب مِلْذَم لعَلَثِه بالفَرْسِ ولذِمَ به لَذَماً عَلِقَه وأَما ما أَنشده من قول الشاعر زعم ابن سيِّئةِ البنان بأَنَّني لَذِمٌ لآخُذَ أَرْبَعاً بالأَشْقَرِ فقد يكون العَلِقَ وعلى العَلِق استشهد به ابن الأَعرابي وقد يكون اللَّهِجَ الحَرِيص والمعنيان مُقتربان ويقال أَلْذِمْ لفلانٍ كَرامتَك أَي أَدِمْها له وأُمُّ مِلْذم كنية الحُمَّى قال ابن الأَثير بعضهم يقولها بالذال المعجمة

لزم
اللُّزومُ معروف والفِعل لَزِمَ يَلْزَمُ والفاعل لازمٌ والمفعول به ملزومٌ لزِمَ الشيءَ يَلْزَمُه لَزْماً ولُزوماً ولازَمه مُلازَمَةً ولِزاماً والتزَمَه وأَلزمَه إِيَّاه فالتزَمَه ورجل لُزَمَةٌ يَلْزَم الشيء فلا يفارِقه واللِّزامُ الفَيْصل جدّاً وقوله عز وجل قل ما يَعْبَأُ بِكُم ربِّي لولا دُعاؤكم أَي ما يصنع بكم ربي لولا دعاؤه إِيَّاكم إِلى الإِسلام فقد كذَّبتم فسوف يكون لِزاماً أَي عذاباً لازماً لكم قال الزجاج قال أَبو عبيدة فَيْصلاً قال وجاء في التفسير عن الجماعة أَنه يعني يومَ بدر وما نزل بهم فيه فإِنه لُوزِم بين القَتْلى لِزاماً أَي فُصل وأَنشد أَبو عبيدة لصخر الغَيّ فإِمَّا يَنْجُوَا من حَتْفِ أَرْضٍ فقد لَقِيا حُتوفَهما لِزاماً وتأْويل هذا أَن الحَتْف إِذا كان مُقَدَّراً فهو لازمٌ إِن نجا من حَتْفِ مكانٍ لقيه الحَتْفُ في مكان آخر لِزاماً وأَنشد ابن بري لا زِلْتَ مُحْتَمِلاً عليَّ ضَغِينَةً حتى المَماتِ يكون منك لِزاماً وقرئَ لَزاماً وتأْويله فسوف يَلْزمُكم تكذيبكم لَزاماً وتَلْزمُكم به العقوبة ولا تُعْطَوْن التوبة ويدخل في هذا يومُ بدر وغيره مما يَلْزَمُهم من العذاب واللِّزام مصدر لازَم واللَّزام بفتح اللام مصدر لَزِمَ كالسَّلام بمعنى سَلِمَ وقد قرئ بهما جميعاً فمن كسر أَوقعه مُوقَع مُلازِم ومن فتح أَوقعه موقع لازِم وفي حديث أَشراط الساعة ذكرُ اللِّزام وفسِّر بأَنه يوم بدر وهو في اللغة المُلازَمة للشيء والدوامُ عليه وهو أَيضاً الفَصْل في القضية قال فكأَنه من الأَضداد واللِّزامُ الموتُ والحسابُ وقوله تعالى ولولا كلِمةٌ سبَقَتْ من ربِّك لكان لِزاماً معناه لكان العذاب لازِماً لهم فأَخّرَهم إِلى يوم القيامة واللَّزَمُ فَصْلُ الشيء من قوله كان لِزاماً فَيْصَلاً وقال غيره هو من اللُّزومِ الجوهري لَزِمْت به ولازَمْتُه واللِّزامُ المُلازِمُ قال أَبو ذؤيب فلم يرَ غيرَ عاديةٍ لِزاماً كما يَتَفَجَّر الحوضُ اللَّقِيفُ والعاديةُ القوم يَعْدُون على أَرجلهم أَي فحَمْلَتُهم لِزامٌ كأَنهم لَزِمُوه لا يفارقون ما هم فيه واللَّقيفُ المُتهوِّر من أَسفله والالتِزامُ الاعتِناقُ قال الكسائي تقول سَبَبْتُه سُبَّةً تكون لَزامِ مثل قَطامِ أَي لازمة وحكى ثعلب لأَضْرِبَنَّك ضَرْبةً تكون لَزامِ كما يقال دَراكِ ونَظارِ أَي ضربة يُذكر بها فتكون له لِزاماً أَي لازِمةً والمِلْزَم بالكسر خشبتان مشدودٌ أَوساطُهما بحديدة تُجْعَل في طرفها قُنّاحة فتَلْزَم ما فيها لُزوماً شديداً تكون مع الصَّياقِلة والأَبَّارِين وصار الشيءُ ضربةَ لازِمٍ كلازِبٍ والباء أَعلى قال كُثيّر في محمد بن الحنفية وهو في حبس ابن الزبير سَمِيُّ النبيِّ المُصْطَفى وابنُ عَمِّه وفَكّاك أَغْلالٍ ونَفّاع غارِمِ أَبى فهو لا يَشْرِي هُدىً بضَلالةٍ ولا يَتَّقي في الله لَوْمةَ لائمِ ونحنُ بحَمْدِ اللهِ نَتْلُو كِتابَه حُلولاً بهذا الخَيْفِ خَيْفِ المَحارِم بحيثُ الحمامُ آمِنُ الرَّوْعِ ساكِنٌ وحيثُ العَدُوُّ كالصَّديقِ المُلازِم فما وَرِقُ الدُّنْيا بِباقٍ لأَهْلهِ وما شِدَّةُ البَلْوَى بضَرْبةِ لازِم تُحَدِّثُ مَن لاقَيْت أَنك عائذٌ بَل العائذُ المظلوم في سِجْنِ عادِم والمُلازِمُ المُغالِقُ ولازِم فرس وُثَيل بن عوف

لسم
أَلسَمَه حُجَّته أَلزَمَه كما يُلْسَم ولَدُ المنتوجة ضرْعَها وقال ابن شميل الإِلْسامُ إِلْقامُ الفصيلِ الضرعَ أَوَّلَ ما يُولد ويقال أَلسَمْته إِلْساماً فهو مُلْسَمٌ ويقال أَلسَمْتُه حُجَّتَه إِلْساماً أَي لَقَّنْتُه إِياها وأَنشد لا يُلْسَمَنَّ أَبا عِمْرانَ حُجَّتَه فلا تكونَنْ له عَوْناً على عُمرا ابن الأَعرابي اللَّسْم السكوتُ حياءً لا عَقْلاً

لضم
التهذيب اللَّضْمُ العُنْفُ والإِلْحاحُ على الرجل يقال لَضَمْتُه أَلْضِمُه لَضْماً أَي عَنُفْتُ عليه وأَلْحَحْت وأَنشد مَنَنْتَ بِنائلٍ ولَضَمْتَ أُخْرى بِرَدٍّ ما كذا فِعْلُ الكِرام قال أَبو منصور ولم أَسمع لضم لغير الليث

لطم
اللَّطْمُ ضَرْبُك الخدَّ وصَفْحةَ الجسد ببَسْط اليد وفي المحكم بالكفّ مفتوحة لَطَمَه يَلْطِمُه لَطْماً ولاطَمَه مُلاطَمةً ولِطاماً والمَلْطِمانِ الخدّان قال نابي المَعَدَّيْنِ أَسِيل مَلْطِمُه
( * قوله « نابي » كذا في الأصل وشرح القاموس بالباء والذي في المحكم نائي )
وهما المَلْطَمانِ نادر ابن حبيب المَلاطِمُ الخدود واحدها مَلْطَمٌ وأَنشد خَصِمُون نَفّاعُون بِيضُ المَلاطِم ابن الأَعرابي اللَّطْمُ إِيضاحُ الحمرة واللَّطْمُ الضرب على الوجه بباطن الراحة وفي المثل لو ذاتُ سِوارٍ لَطَمَتْني قالته امرأَة لَطَمَتْها مَن ليست بكفءٍ لها الليث اللَّطِيمُ بلا فِعْلٍ من الخيل الذي يأْخذ خدَّيه بياضٌ وقال أَبو عبيدة إِذا رجعت غُرّةُ الفرس من أَحد شِقّي وجهه إِلى أَحد الخدّين فهو لَطِيمٌ وقيل اللَّطِيمُ من الخيل الذي سالت غُرّتُه في أَحد شِقّي وجهه يقال منه لُطِمَ الفرس على ما لم يسمّ فاعله فهو لَطِيمٌ عن الأَصمعي واللَّطِيمُ من الخيل الأَبيضُ موضِع اللَّطْمةِ من الخدّ والجمع لُطُمٌ والأُنثى لَطِيمٌ أَيضاً وهو من باب مُدَرْهم أَي لا فِعْل له وقيل اللَّطيمُ الذي غُرّته في أَحد شِقّي وجهه إِلى أَحد الخدّين في موضع اللَّطْمة وقيل لا يكون لَطيماً إِلا أَن تكون غُرّتُه أَعظمَ الغُررِ وأَفشاها حتى تُصِيبَ عينيه أَو إِحداهما أَو تُصِيبَ خَدّيه أَو أَحدَهما وخَدٌّ مُلَطَّمٌ شُدِّد للكثرة واللَّطيمُ من خَيْلِ الحَلْبة هو التاسع من سوابق الخيل وذلك أَنه يُلْطَم وجهُه فلا يدخل السُّرادِق واللَّطِيمُ الصغيرُ من الإِبل الذي يُفْصَل عند طلوع سُهَيْل وذلك أَن صاحبه يأْخذ بأُذُنِه ثم يَلْطِمه عند طلوع سهيل ويستقبله به ويَحْلِف أَن لا يذوق قطرة لَبَن بعد يومه ذلك ثم يَصُرُّ أَخلافَ أُمِّه كلَّها ويَفْصِله منها ولهذا قالت العرب إِذا طلع سُهيلْ بَرَدَ الليلْ وامتنع القَيْلْ وللفصيل الوَيْلْ وذلك لأَنه يُفْصَل عند طلوعه الجوهري اللَّطيمُ فَصيلٌ إِذا طلع سهيل أَخذه الراعي وقال له أَتَرى سهيلاً ؟ والله لا تذوق عندي قطرة ثم لَطَمه ونَحّاه ابن الأَعرابي اللَّطِيمُ الفصيل إِذا قَوِي على الركوب لُطِمَ خَدُّه عند عَيْنِ الشمس ثم يقال اغْرُبْ فيصير ذلك الفصيلُ مؤدَّباً ويسمى لَطِيماً واللَّطِيمُ الذي يموت أَبواه والعَجِيُّ الذي تموت أُمُّه واليتيمُ الذي يموت أَبوه واللَّطِيم واللَّطِيمةُ المِسْكُ الأُولى عن كراع قال الفارسي قال ابن دريد هي كل ضربٍ من الطيِّب يُحمل على الصُّدْغ من المَلْطِم الذي هو الخدّ وكان يستحسنها وقال ما قالها إِلاَّ بطالع سعد واللَّطِيمةُ وِعاءُ المِسْك وقيل هي العير تحمله وقيل سُوقُه وقيل كلُّ سُوقٍ يُجْلب إِليها غيرُ ما يؤكل من حُرِّ الطيِّب والمتاعِ غير المِيرة لَطِيمةٌ والميرة لما يؤكل ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده لِعاهانَ بن كَعْب بن عمرو بن سعد إِذا اصْطَكَّتْ بضَيْقٍ حُجْرتاها تَلاقِي العَسْجَدِيَّةِ واللَّطِيمِ قال العَسْجَدِيّة إِبل منسوبة إِلى سُوق يكون فيها العَسْجد وهو الذهب وقال ابن بري العسجدية التي تَحْمِل الذهب واللَّطِيمُ منسوب إِلى سُوق يكون أَكثرُ بَزِّها اللَّطِيمَ وهو جمع اللَّطيمة وهي العيرُ التي تحمل المسك ابن السكيت اللَّطيمة عِيرٌ فيها طِيبٌ والعسجديةِ ركابُ المُلوكِ التي تحمل الدِّقَّ والدِّقُّ الكثير الثمن الذي ليس بجافٍ الجوهري اللَّطِيمةُ العيرُ تحمل الطِّيبَ وبَزَّ التِّجار وربما قيل لسُوقِ العَطَّارِين لَطِيمةٌ قال ذو الرمة يَصف أَرطأة تَكنَّسَ فيها الثور الوحشي كأَنَّها بيتُ عَطَّارٍ يُضَمِّنُه لَطائمَ المِسْكِ يَحْويها وتُنْتَهَبُ قال أَبو عمرو اللَّطِيمةُ قِطْعةُ مِسْك ويقال فارة مِسْك قال الشاعر في اللَّطيمة المسك فقتلُ أَعَطَّاراً نَرى في رِحالِنا ؟ وما إِنْ بمَوْماةٍ تُباعُ اللَّطائمُ وقال آخر في مثله عَرُفْتَ كإِتْبٍ عَرَّفَتْه اللَّطائمُ وفي حديث بدر قال أَبو جهل يا قومِ اللَّطيمَة اللَّطيمةَ أَي أَدْرِكوها وهي منصوبة بإِضمار هذا الفعل واللَّطيمة الجِمالُ التي تحمل العِطْرَ والبَزَّ غير المِيرة ولَطائمُ المِسْك أَوْعِيتُه ابن الأَعرابي اللَّطيمةُ سُوقُ الإِبل واللَّطيمة والزَّوْمَلةُ من العِير التي عليها أَحمالها قال ويقال اللَّطيمةُ والعِيرُ والزَّوْملة وهي العير التي كان عليها
( * قوله « وهي العير التي كان عليها إلخ » كذا في الأصل وعبارة التهذيب وهي العير كان عليها حمل أو لم يكن ) حِمْل أَو لم يكن ولا تسمى لَطيمةً ولا زَوْملة حتى تكون عليها أَحمالها وقول أَبي ذؤيب فجاءَ بها ما شِئتَ من لَطَمِيَّةٍ تَدُورُ البحارُ فوقَها وتَمُوجُ إِنما عنى دُرَّة وقوله ما شئت من لَطَمِيّة في موضع الحال وتَلَطَّم وجهُه ارْبَدّ والمُلَطَّم اللئيم ولَطَّم الكتاب ختَمه وقوله لا يُلْطَمُ المصْبُورُ وَسْطَ بُيوتِنا ونَحُجُّ أَهلَ الحقِّ بالتَّحْكِيم يقول لا يُظْلَم فينا فيُلْطَم ولكن نأْخذ الحق منه بالعدل عليه الليث اللَّطِيمة سُوق فيها أَوْعيةٌ من العِطْر ونحوه من البِياعات وأَنشد يَطُوفُ بها وَسْطَ اللَّطِيمة بائعُ وقال في قول ذي الرمة لطائِم المِسْكِ يَحْوِيها وتُنْتَهَبُ يعني أَوْعِيَة المسك أَبو سعيد اللَّطيمة العَنْبَرةُ التي لُطِمَت بالمسك فتَفَتَّقت به حتى نَشِبَت رائحتها وهي اللَّطَمِيّة ويقال بالةٌ لَطَمِيّةٌ ومنه قول أَبي ذؤيب كأَنَّ عليها بالةً لَطَمِيَّةً لها من خِلالِ الدَّأْيَتينِ أَرِيجُ أَراد بالبالة الرائحة والشَّمّة مأْخوذ من بَلْوته أَي شَمَمْته وأَصلها بَلوة فقدَّم الواو وصيرها أَلفاً كقولهم قاعَ وقَعا ويقال أَعْطِني لَطِيمةً من مِسك أَي قطعة واللَّطِيمة في قول النابغة
( * قوله « واللطيمة في قول النابغة إلخ » عبارة التهذيب واللطيمة في قول النابغة السوق سميت لطيمة لتصافق الأيدي فيها قال وأما لطائم المسك في قول ذي الرمة فهي الغوالي إلخ ) هي الغوالي المُعَنْبَرة ولا تسمى لَطِيمة حتى تكون مخلوطة بغيرها الفراء اللَّطِيمة سُوق العطّارين واللَّطيمة العِيرُ تحمل البُرَّ والطِّيبَ أَبو عمرو اللَّطيمةُ سُوقٌ فيها بَزٌّ وطِيب ولاطَمَه فتَلاطما والتطَمَت الأَمْواجُ ضرب بعضها بعضاً وفي حديث حسّان يُلَطِّمُهنّ بالخُمُرِ النساءُ أَي يَنْفُضْن ما عليها من الغُبار فاستعار له اللَّطْم وروي يُطَلِّمُهنّ وهو الضرب بالكف

لعم
انفرد بها الأَزهري وقال لم أَسمع فيه شيئاً غير حرف واحد وجدته لابن الأَعرابي قال اللَّعَمُ اللُّعابُ بالعين قال ويقال لم يتَلعْثَمْ في كذا ولم يتَلَعْلَمْ في كذا أَي لم يتمكَّث ولم ينتظر

لعثم
تَلَعْثَم عن الأَمر نَكَل وتمكَّث وتأَنَّى وتبصَّر وقيل التَّلَعْثُم الانتظار وما تَلَعْثَم عن شيء أَي ما تأَخَّر ولا كذَّب وقرأَ فما تَلعْثَم وما تَلَعْذَمَ أَي ما توقَّف ولا تمكَّث ولا تردّد وقيل ما تَلَعْثَم أَي لم يُبْطِئ بالجواب وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال ما عرَضْتُ الإِسْلامَ على أَحَدٍ إِلا كانت فيه كَبْوةٌ إِلا أَن أَبا بكر ما تَلَعْثَم أَي أَجاب من ساعتِه أَوَّلَ ما دعوته ولم ينتظر ولم يتمكَّث وصدَّق بالإِسلام ولم يتوقَّف وفي حديث لقمان بن عاد أَنه قال في أَحدِ إِخْوتِه فليسَت فيه لَعْثَمَةٌ إِلا أَنه ابن أَمَةٍ أَراد أَنه لا توقُّفَ عن ذِكْرِ مَناقبه إِلا عند ذكر صَراحةِ نَسبِه فإِنه يُعاب بهُجْنته ويقال سأَلته عن شيء فلم يتَلعْثَمْ ولم يتَلَعْذَمْ ولم يَتَتَمْتَمْ ولم يتمرَّغ ولم يتفكَّر أَي لم يتوقف حتى أَجابني

لعذم
قرأَ فما تَلَعْذَمَ أَي ما تردَّد كتلَعْثَم وزعم يعقوب أَن الذال بدل من التاء وقد تقدم

لعظم
الجوهري يقال لَعْمَظْتُ اللحمَ أَي انتهَسْته عن العظم قال وربما قالوا لَعْظَمْتُه على القلب

لغم
لَغِمَ لَغَماً ولَغْماً وهو استِخْبارُه عن الشيء لا يستيقنه وإِخبارُه عنه غير مستيقن أَيضاً ولَغَمْتُ أَلغَمُ لَغْماً إِذا أَخبَرْت صاحبك بشيء لا تستيقنه وَلَغَم لَغْماً كنَغَم نَغْماً وقال ابن الأَعرابي قلت لأَعرابي مَتى المَسِير ؟ فقال تَلَغَّموا بيومِ السبْت يعني ذكَروه واشتقاقه من أَنهم حرَّكوا مَلاغِمَهم به واللَّغِيمُ السِّرّ واللُّغامُ والمَرْغُ اللُّعاب للإِنسان ولُغام البعير زَبَدُه واللُّغامُ زَبَدُ أَفواهِ الإِبل والرُّوالُ للفرس ابن سيده واللُّغام من البعير بمنزلة البُزاقِ أَو اللُّعاب من الإِنسان ولَغَم البعيرُ يَلْغَم لُغامه لَغْماً إِذا رمى به وفي حديث ابن عُمر وأَنا تحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصِيبُني لُغامُها لُغامُ الدابة لُعابُها وزبدُها الذي يخرج من فيها معه وقيل هو الزَّبَدُ وحده سمي بالمَلاغِم وهي ما حَوْلَ الفَم مما يَبْلُغه اللسان ويَصِل إِليه ومنه الحديث يَستعمِل مَلاغِمَهُ هو جمع مُلْغَم ومنه حديث عمرو بن خارجة وناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تَقْصَع بِجِرّتها ويَسِيل لُغامُها بين كَتِفَيَّ والمَلْغَمُ الفمُ والأَنْف وما حولهما وقال الكلابي المَلاغِمُ من كل شيء الفم والأَنف والأَشْداق وذلك أَنها تُلَغَّم بالطيب ومن الإِبل بالزَّبَدِ واللُّغامِ والمَلْغَمُ والمَلاغِم ما حول الفم الذي يبلغه اللسان ويشبه أَن يكون مَفْعَلاً من لُغامِ البعير سمي بذلك لأَنه موضع اللُّغامِ الأَصمعي مَلاغِمُ المرأَة ما حول فمها الكسائي لَغَمْت أَلْغَم لَغْماً ويقال لَغَمْتُ المرأَة أَلْغَمُها إِذا قبَّلْت مَلْغَمها وقال خَشَّمَ منها مَلْغَمُ المَلْغومِ بشَمَّةٍ من شارِفٍ مَزْكومِ قدْ خَمَّ أَو قد هَمَّ بالخُمومِ ليسَ بمَعْشوقٍ ولا مَرْؤُومِ خَشَّم منها أَي نتُن منها مَلْغُومُها بشَمَّة شارف وتلَغَّمْت بالطِّيب إِذا جعلته في المَلاغِم وأَنشد ابن بري لرؤبة تَزْدَج بالجادِيّ أَو تَلَغَّمُهْ
( * قوله « تزدج إلخ » هكذا في الأصل )
وقد تلَغَّمَت المرأَةُ بالزعفران والطِّيب وأَنشد مُلَغَّم بالزعفرانِ مُشْبَع ولُغِمَ فلانٌ بالطِّيب فهو مَلْغوم إِذا جعل الطِّيب على مَلاغِمه والمَلْغَم طرف أَنفه وتلَغَّمَت المرأَة بالطيب تلَغُّماً وضَعَتْه على مَلاغمها وكلُّ جوهر ذوّاب كالذهب ونحوه خُلِط بالزَّاوُوق مُلْغَمٌ وقد أُلْغِمَ فالْتَغَمَ والغنَمُ تتَلَغَّم بالعُشْب وبالشِّرْب تَبُلُّ مَشافِرَها واللَّغَم الإِرْجافُ الحادُّ

لغذم
تلَغْذَم الرجل اشتدَّ كلامه الليث المُتَلَغْذِم الشديد الأَكل

لفم
اللِّفام النقاب على طرف الأَنف وقد لَفَمَ وتلَفَّم ولفَمَت المرأَة فاها بِلِفامِها نَقَّبَته ولَفَمتْ وتلَفَّمت والْتَفَمت إِذا شدَّت اللِّفام أَبو زيد تميم تقول تلَثَّمت على الفم وغيرهم يقول تلَفَّمت قال الفراء يقال من اللِّفام لَفَمْت أَلْفِم فإِذا كان على طرف الأَنف فهو اللِّفام وإِذا كان على الفم فهو اللِّثام الجوهري قال الأَصمعي إِذا كان النِّقاب على الفم فهو اللِّثام واللِّفام كما قالوا الدَّفَئِيُّ والدَّثَئِيُّ قال الشاعر يُضِيءُ لنا كالبَدْر تحت غَمامةٍ وقد زلَّ عن غُرّ الثَّنايا لِفامُها وقال أَبو زيد تلَفَّمْت تلَفُّماً إِذا أَخذت عمامة فجعلتها على فيك شِبْه النقاب ولم تبلغ بها أَرنبة الأَنف ولا مارِنَه قال وبنو تميم تقول في هذا المعنى تلَثَّمت تلَثُّماً قال وإِذا انتهى إِلى الأَنف فغشِيَه أَو بعضه فهو النقاب

لقم
اللَّقْمُ سُرعة الأَكل والمُبادرةُ إِليه لَقِمَه لَقْماً والْتَقَمه وأَلْقَمه إِياه ولَقِمْت اللُّقْمةَ أَلْقَمُها لَقْماً إِذا أَخَذْتَها بِفِيك وأَلْقَمْتُ غيري لُقْمةً فلَقِمَها والْتَقَمْت اللُّقْمةَ أَلْتَقِمُها الْتِقاماً إِذا ابْتَلَعْتها في مُهْلة ولَقَّمْتها غيري تَلْقِيماً وفي المثل سَبَّه فكأَنما أَلْقَم فاه حَجَراً وفي الحديث أَن رجلاً أَلْقَمَ عينَه خَصاصةَ الباب أَي جعل الشَّقَّ الذي في الباب يُحاذي عينَه فكأَنه جعله للعين كاللُّقمة للفم وفي حديث عمر رضي الله عنه فهو كالأَرْقم إِن يُتْرك يَلْقَم أَي إِن تَتْرُكه يأْكلك يقال لَقِمْت الطعامَ أَلقَمُه وتلَقَّمْتُه والْتَقَمْتُه ورجُل تِلْقام وتِلْقامة كبير اللُّقَم وفي المحكم عظيم اللُّقَم وتِلْقامة من المُثُل التي لم يذكرها صاحب الكتاب واللَّقْمة واللُّقْمة ما تُهيِّئه لِلّقم الأُولى عن اللحياني التهذيب واللُّقْمة اسم لما يُهيِّئه الإِنسان للالتقام واللَّقْمةُ أَكلُها بمرّة تقول أَكلت لُقْمة بلَقْمَتينِ وأَكلت لُقْمَتين بلَقْمة وأَلْقَمْت فلاناً حجَراً ولَقَّم البعيرَ إِذا لم يأْكل حتى يُناوِلَه بيده ابن شميل أَلقَمَ البعيرُ عَدْواً بينا هو يمشي إِذْ عَدا فذلك الإِلْقام وقد أَلْقَمَ عَدْواً وأَلْقَمْتُ عَدْواً واللَّقَمُ بالتحريك وسط الطريق وأَنشد ابن بري للكميت وعبدُ الرحِيمِ جماعُ الأُمور إِليه انتَهى اللَّقَمُ المُعْمَلُ ولَقَمُ الطريق ولُقَمُه الأَخيرة عن كراع مَتْنُه ووسطه وقال الشاعر يصف الأَسد غابَتْ حَلِيلتُه وأَخْطأَ صَيْده فله على لَقَمِ الطريقِ زَئِير
( * هذا البيت لبشار بن بُرد )
واللَّقْمُ بالتسكين مصدر قولك لَقَمَ الطريقَ وغير الطريق بالفتح يَلْقُمه بالضم لَقْماً سدَّ فمه ولَقَمَ الطريقَ وغيرَ الطريق يَلْقُمه لَقْماً سدَّ فمه واللَّقَمُ محرَّك مُعْظم الطريق الليث لَقَمُ الطريق مُنْفَرَجُه تقول عليك بلَقَمِ الطريق فالْزَمْه ولُقْمانُ صاحب النُّسور تنسبه الشعراءُ إلى عاد وقال تَراه يُطوِّفُ الآفاقَ حِرْصاً ليأْكل رأْسَ لُقْمانَ بنِ عادِ قال ابن بري قيل إن هذا البيت لأَبي المهوش الأَسَديّ وقيل ليزيد بن عمرو بن الصَّعِق وهو الصحيح وقبله إذا ما ماتَ مَيْتٌ من تَميمٍ فسَرَّك أَن يَعِيش فجِئْ بِزادِ بخُبْزٍ أَو بسَمْنٍ أَو بتَمْرٍ أَو الشيء المُلَفَّفِ في البِجادِ وقال أَوس بن غَلْفاء يردّ عليه فإنَّكَ في هِجاء بني تَميمٍ كمُزْدادِ الغَرامِ إلى الغَرامِ هُمُ ضَرَبوكَ أُمَّ الرأْسِ حتى بَدَتْ أُمُّ الشُّؤُونِ من العِظام وهمْ ترَكوكَ أَسْلَح مِن حُبارَى رأَت صَقْراً وأَشْرَدَ من نَعامِ ابن سيده ولُقْمان اسم فأَما لُقْمان الذي أَنثى عليه الله تعالى في كتابه فقيل في التفسير إنه كان نبيّاً وقيل كان حكيماً لقول الله تعالى ولقد آتينا لقمان الحكمة وقيل كان رجلاً صالحاً وقيل كان خَيّاطاً وقيل كان نجّاراً وقيل كان راعياً وروي في التفسير إنساناً وقف عليه وهو في مجلسه قال أَلَسْتَ الذي كنتَ ترعى معي في مكان كذا وكذا ؟ قال بلى فقال فما بَلَغَ بك ما أرى ؟ قال صِدْقُ الحديث وأَداءُ الأمانةِ والصَّمْتُ عما لا يَعْنِيني وقيل كان حَبَشِيّاً غليظ المَشافر مشقَّق الرجلين هذا كله قول الزجاج وليس يضرّه ذلك عند الله عز وجل لأَن الله شرّفه بالحِكْمة ولُقَيم اسم يجوز أَن يكون تصغير لُقمان على تصغير الترخيم ويجوز أَن يكون تصغير اللّقم قال ابن بري لُقَيم اسم رجل قال الشاعر لُقَيم بن لُقْمانَ من أُخْتِه وكان ابنَ أُخْتٍ له وابْنَما

لكم
اللَّكْم الضرب باليد مجموعة وقيل هو اللَّكْزُ في الصدر والدفْعُ لَكَمَه يَلْكُمُه لَكْماً أَنشد الأَصمعي كأَن صوتَ ضَرْعِها تَشاجُلُ
( * قوله تشاجل هكذا في الأَصل )
هتِيك هاتا حَتنا تكايِلُ لَدْمُ العُجا تَلْكُمُها الجَنادِلُ والمُلَكَّة القُرْصة المضروبة باليد وخُفٌّ مِلْكَم ومُلَكَّم ولَكَّام صُلْب شديد يكسر الحجارة أَنشد ثعلب ستأتِيك منها إن عَمَرْتَ عِصابةٌ وخُفَّانِ لَكَّامانِ للقِلَعِ الكُبْدِ قال ابن سيده هذا شعر للصٍّ يتهزّأُُ بمسروقه ويقال جاءنا فلانٌ في نِخافَيْنِ مُلَكَّمَيْنِ أَي في خُفَّيْنِ مُرقَّعَيْن والمُلَكَّم الذي في جانبه رِقاعٌ يَلْكُم بها الأَرض وجَبَلُ اللُّكَامِ معروف التهذيب جبَل لُكامٍ معروف بناحية الشأْم الجوهري اللُّكّام بالتشديد جبل بالشأْم ومُلْكُومٌ اسم ماء بمكة شرفها الله تعالى

لمم
اللَّمُّ الجمع الكثير الشديد واللَّمُّ مصدر لَمَّ الشيء يَلُمُّه لَمّاً جمعه وأصلحه ولَمَّ اللهُ شََعَثَه يَلُمُّه لَمّاً جمعَ ما تفرّق من أُموره وأَصلحه وفي الدعاء لَمَّ اللهُ شعثَك أي جمع اللهُ لك ما يُذْهب شعثك قال ابن سيده أي جمعَ مُتَفَرِّقَك وقارَبَ بين شَتِيت أَمرِك وفي الحديث اللهمِّ الْمُمْ شَعَثَنا وفي حديث آخر وتَلُمّ بها شَعَثي هو من اللَّمّ الجمع أَي اجمع ما تَشَتَّتَ من أَمْرِنا ورجُل مِلَمٌّ يَلُمُّ القوم أي يجمعهم وتقول هو الذي يَلُمّ أَهل بيته وعشيرَته ويجمعهم قال رؤبة فابْسُط علينا كَنَفَيْ مِلَمّ أَي مُجَمِّع لِشَمْلِنا أَي يَلُمُّ أَمرَنا ورجل مِلَمٌّ مِعَمٌّ إذا كان يُصْلِح أُمور الناس ويَعُمّ الناس بمعروفه وقولهم إنّ دارَكُما لَمُومةٌ أَي تَلُمُّ الناس وتَرُبُّهم وتَجْمعهم قال فَدَكيّ بن أَعْبد يمدح علقمة بن سيف لأَحَبَّني حُبَّ الصَّبيّ ولَمَّني لَمَّ الهِدِيّ إلى الكريمِ الماجِدِ
( * قوله « لأحبني » أَنشده الجوهري وأحبني )
ابن شميل لُمّة الرجلِ أَصحابُه إذا أَرادوا سفراً فأَصاب مَن يصحبه فقد أَصاب لُمّةً والواحد لُمَّة والجمع لُمَّة وكلُّ مَن لقِيَ في سفره ممن يُؤنِسُه أَو يُرْفِدُه لُمَّة وفي الحديث لا تسافروا حتى تُصيبوا لُمَّة
( * قوله « حتى تصيبوا لمة » ضبط لمة في الأحاديث بالتشديد كما هو مقتضى سياقها في هذه المادة لكن ابن الأثير ضبطها بالتخفيف وهو مقتضى قوله قال الجوهري الهاء عوض إلخ وكذا قوله يقال لك فيه لمة إلخ البيت مخفف فمحل ذلك كله مادة لأم ) أَي رُفْقة وفي حديث فاطمة رضوان الله عليها أَنها خرجت في لُمَّةٍ من نسائها تَتوطَّأ ذَيْلَها إلى أَبي بكرفعاتبته أَي في جماعة من نسائها قال ابن الأَثير قيل هي ما بين الثلاثة إلى العشرة وقيل اللُّمَّة المِثْلُ في السن والتِّرْبُ قال الجوهري الهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه وهو مما أَخذت عينه كَسَهٍ ومَهٍ وأَصلها فُعْلة من المُلاءمة وهي المُوافقة وفي حديث علي كرم الله وجهه ألا وإنّ معاوية قادَ لُمَّة من الغواة أي جماعة قال وأما لُمَة الرجل مثله فهو مخفف وفي حديث عمر رضي الله عنه أن شابة زُوِّجَت شيخاً فقتَلتْه فقال أيها الناس لِيتزوَّج كلٌّ منكم لُمَتَه من النساء ولتَنْكح المرأةُ لُمَتَها من الرجال أي شكله وتِرْبَه وقِرْنَه في السِّن ويقال لك فيه لُمَةٌ أي أُسْوة قال الشاعر فإن نَعْبُرْ فنحنُ لنا لُماتٌ وإن نَغْبُرْ فنحن على نُدورِ وقال ابن الأعرابي لُمات أَي أَشباه وأَمثال وقوله فنحن على ندور أي سنموت لا بدّ من ذلك وقوله عز وجل وتأْكلون التُّرابَ أْكَلاً لَمّاً قال ابن عرفة أَكلاً شديداً قال ابن سيده وهو عندي من هذا الباب كأنه أَكلٌ يجمع التُّراث ويستأْصله والآكلُ يَلُمُّ الثَّريدَ فيجعله لُقَماً قال الله عز وجل وتأْكلون التُّراث أَكْلاً لَمّاً قال الفراء أي شديداً وقال الزجاج أي تأْكلون تُراث اليتامى لَمّاً أي تَلُمُّون بجميعه وفي الصحاح أَكْلاً لَمّاً أي نَصِيبَه ونصيب صاحبه قال أبو عبيدة يقال لَمَمْتُه أَجمعَ حتى أتيت على آخره وفي حديث المغيرة تأْكل لَمّاً وتُوسِع ذَمّاً أي تأْكل كثيراً مجتمعاً وروى الفراء عن الزهري أنه قرأَ وإنَّ كُلاً لَمّاً مُنَوَّنٌ ليُوَفِّيَنَّهم قال يجعل اللَّمَّ شديداً كقوله تعالى وتأكلون التُّراثَ أكلاً لَمّاً قال الزجاج أراد وإن كلاً ليُوَفِّينهم جَمْعاً لأن معنى اللّمّ الجمع تقول لَمَمْت الشيء أَلُمُّه إذا جمعته الجوهري وإنَّ كلاً لماً ليوفينهم بالتشديد قال الفراء أصله لممّا فلما كثرت فيها المِيماتُ حذفت منها واحد وقرأَ الزهري لمّاً بالتنوين أي جميعاً قال الجوهري ويحتمل أن يكون أن صلة لمن من فحذفت منها إحدى الميمات قال ابن بري صوابه أن يقول ويحتمل أن يكون أصله لَمِن مَن قال وعليه يصح الكلام يريد أن لَمّاً في قراءة الزهري أصلها لَمِنْ مَن فحذفت الميم قال وقولُ من قال لَمّا بمعىن إلاَّ فليس يعرف في اللغة قال ابن بري وحكى سيبويه نَشدْتُك الله لَمّا فَعَلْت بمعنى إلاّ فعلت وقرئ إن كُلُّ نَفْس لَمّا عليها حافظٌ أي ما كل نفس إلا عليها حافظ وإن كل نفس لعليها
( * قوله « وإن كل نفس لعليها حافظ » هكذا في الأصل وهو إنما يناسب قراءة لما يالتخفيف ) حافظ وورد في الحديث أنْشُدك الله لَمّا فعلت كذا وتخفف الميم وتكونُ ما زائدة وقرئ بهما لما عليها حافظ والإلْمامُ واللَّمَمُ مُقاربَةُ الذنب وقيل اللّمَم ما دون الكبائر من الذنوب وفي التنزيل العزيز الذينَ يَجْتَنِبون كبائِرَ الإِثْمِ والفواحِشَ إلا اللَّمَمَ وألَمَّ الرجلُ من اللَّمَمِ وهو صغار الذنوب وقال أميّة إنْ تَغْفِر اللَّهمَّ تَغْفِرْ جَمّا وأَيُّ عَبْدٍ لك لا أَلَمّا ؟ ويقال هو مقارَبة المعصية من غير مواقعة وقال الأَخفش اللَّمَمُ المُقارَبُ من الذنوب قال ابن بري الشعر لأُميَّة بن أَبي الصّلْت قال وذكر عبد الرحمن عن عمه عن يعقوب عن مسلم بن أَبي طرفة الهذليّ قال مر أَبو خِراش يسعى بين الصفا والمروة وهو يقول لاهُمَّ هذا خامِسٌ إن تَمّا أَتَمَّه اللهُ وقد أَتَمَّا إن تغفر اللهم تغفر جمّاً وأيُّ عبدٍ لك لا أَلَمَّا ؟ قال أبو إسحق قيل اللّمَمُ نحو القُبْلة والنظْرة وما أَشبهها وذكر الجوهري في فصل نول إن اللّمَم التقبيلُ في قول وَضّاح اليَمَن فما نَوّلَتْ حتى تَضَرَّعْتُ عندَها وأنْبأتُها ما رُخّصَ اللهُ في اللّمَمْ وقيل إلاّ اللَّمَمَ إلاّ أن يكونَ العبدُ ألَمَّ بفاحِشةٍ ثم تاب قال ويدلّ عليه قوله تعالى إنّ ربَّك واسِعُ المغفرة غير أن اللَّمَم أن يكونَ الإنسان قد أَلَمَّ بالمعصية ولم يُصِرَّ عليها وإنما الإلْمامُ في اللغة يوجب أنك تأْتي في الوقت ولا تُقيم على الشيء فهذا معنى اللّمَم قال أبو منصور ويدل على صاحب قوله قولُ العرب أَلْمَمْتُ بفلانٍ إلْماماً وما تَزورُنا إلاَّ لِمَاماً قال أبو عبيد معناه الأَحيانَ على غير مُواظبة وقال الفراء في قوله إلاّ اللّمَم يقول إلاّ المُتقاربَ من الذنوب الصغيرة قال وسمعت بعض العرب يقول ضربته ما لَمَم القتلِ يريدون ضرباً مُتقارِباً للقتل قال وسمعت آخر يقول ألَمَّ يفعل كذا في معنى كاد يفعل قال وذكر الكلبي أنها النَّظْرةُ من غير تعمُّد فهي لَمَمٌ وهي مغفورة فإن أَعادَ النظرَ فليس بلَمَمٍ وهو ذنب وقال ابن الأعرابي اللّمَم من الذنوب ما دُون الفاحشة وقال أبو زيد كان ذلك منذ شهرين أو لَمَمِها ومُذ شهر ولَمَمِه أو قِرابِ شهر وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم وإن مما يُنْبِتُ الربيعُ ما يَقُتُلُ حَبَطاً أو يُلِمُّ قال أبو عبيد معناه أو يقرب من القتل ومنه الحديث الآخر في صفة الجنة فلولا أنه شيء قضاه اللهُ لأَلَمَّ أن يذهب بصرُه يعني لِما يرى فيها أي لَقَرُب أن يذهب بصره وقال أبو زيد في أرض فلان من الشجر المُلِمّ كذا وكذا وهو الذي قارَب أن يَحمِل وفي حديث الإفْكِ وإن كنتِ ألْمَمْتِ بذَنْبٍ فاستغْفرِي الله أي قارَبْتِ وقيل الَّمَمُ مُقارَبةُ المعصية من غير إِيقاعِ فِعْلٍ وقيل هو من اللّمَم صغار الذنوب وفي حديث أبي العالية إن اللَّمَم ما بين الحَدَّين حدُّ الدنيا وحدِّ الآخرة أي صغارُ الذنوب التي ليس عليها حَدٌّ في الدنيا ولا في الآخرة والإلْمامُ النزولُ وقد أَلَمَّ أَي نزل به ابن سيده لَمَّ به وأَلَمَّ والتَمَّ نزل وألَمَّ به زارَه غِبّاً الليث الإلْمامُ الزيارةُ غِبّا والفعل أَلْمَمْتُ به وأَلْمَمْتُ عليه ويقال فلانٌ يزورنا لِماماً أي في الأَحايِين قال ابن بري اللِّمامُ اللِّقاءُ اليسيرُ واحدتها لَمّة عن أبي عمرو وفي حديث جميلة أنها كانت تحت أَوس بن الصامت وكان رجلاً به لَمَمٌ فإذا اشْتَدَّ لَمَمُه ظاهر من امرأَته فأَنزل الله كفّارة الظهار قال ابن الأثير اللَّمَمُ ههنا الإلْمامُ بالنساء وشدة الحرص عليهن وليس من الجنون فإنه لو ظاهر في تلك الحال لم يلزمه شيء وغلام مُلِمٌّ قارَب البلوغَ والاحتلامَ ونَخْلةٌ مُلِمٌّ ومُلِمّة قارَبتِ الإرْطابَ وقال أَبو حنيفة هي التي قاربت أن تُثْمِرَ والمُلِمّة النازلة الشديدة من شدائد الدهر ونوازِل الدنيا وأما قول عقيل بن أبي طالب أَعِيذُه من حادِثات اللَّمَّهْ فيقال هو الدهر ويقال الشدة ووافَق الرجَزَ من غير قصد وبعده ومن مُريدٍ هَمَّه وغَمَّهْ وأنشد الفراء علَّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دُولاتِها تُدِيلُنا اللَّمَّةَ من لَمّاتِها فتَسْتَرِيحَ النَّفْسُ من زَفْراتِها قال ابن بري وحكي أن قوماً من العرب يخفضون بلعل وأنشد لعلَّ أَبي المِغْوارِ منكَ قريبُ وجَمَلٌ مَلْمومٌ ومُلَمْلم مجتمع وكذلك الرجل ورجل مُلَمْلم وهو المجموع بعضه إلى بعض وحجَر مُلَمْلَم مُدَمْلَك صُلْب مستدير وقد لَمْلَمه إذا أَدارَه وحكي عن أعرابي جعلنا نُلَمْلِمُ مِثْلَ القطا الكُدْرِيّ من الثريد وكذلك الطين وهي اللَّمْلَمة ابن شميل ناقة مُلَمْلَمة وهي المُدارة الغليظة الكثيرة اللحم المعتدلة الخلق وكَتيبة مَلْمومة ومُلَمْلَمة مجتمعة وحجر مَلْموم وطين مَلْموم قال أبو النجم يصف هامة جمل مَلْخمومة لَمًّا كظهر الجُنْبُل ومُلَمْلَمة الفيلِ خُرْطومُه وفي حديث سويد ابن غَفلة أتانا مُصدِّقُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فأَتاه رجل بناقة مُلَمْلَمة فأَبى أَن يأْخذَها قال هي المُسْتديِرة سِمَناً من اللَّمّ الضمّ والجمع قال ابن الأثير وإنما ردّها لأنه نُهِي أن يؤخذ في الزكاة خيارُ المال وقَدح مَلْموم مستدير عن أبي حنيفة وجَيْش لَمْلَمٌ كثير مجتمع وحَيٌّ لَمْلَمٌ كذلك قال ابن أَحمر منْ دُونِهم إن جِئْتَهم سَمَراً حَيٌّ حلالٌ لَمْلَمٌ عَسكَر وكتيبة مُلَمْلَمة ومَلْمومة أيضاً أي مجتمعة مضموم بعضها إلى بعض وصخرة مَلمومة ومُلَمْلمة أي مستديرة صلبة واللِّمّة شعر الرأْس بالكسر إذا كان فوق الوَفْرة وفي الصحاح يُجاوِز شحمة الأُذن فإذا بلغت المنكبين فهي جُمّة واللِّمّة الوَفْرة وقيل فوقَها وقيل إذا أَلَمّ الشعرُ بالمنكب فهو لِمّة وقيل إذا جاوزَ شحمة الأُذن وقيل هو دون الجُمّة وقيل أَكثرُ منها والجمع لِمَمٌ ولِمامٌ قال ابن مُفَرِّغ شَدَخَتْ غُرّة السَّوابِق منهم في وُجوهٍ مع اللِّمامِ الجِعاد وفي الحديث ما رأَيتُ ذا لِمّةٍ أَحسَن من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللِّمّةُ من شعر الرأْس دون الجُمّة سمِّيت بذلك لأنها أَلمَّت بالمنكبين فإذا زادت فهي الجُمّة وفي حديث رِمْثة فإذا رجل له لِمّةٌ يعني النبي صلى الله عليه وسلم وذو اللِّمّة فرس سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذو اللِّمّة أيضاً فرس عُكاشة بن مِحْصَن ولِمّةُ الوتِدِ ما تشَعَّثَ منه وفي التهذيب ما تشَعّث من رأْس المَوتود بالفِهْر قال وأشْعَثَ في الدارِ ذي لِمّةٍ يُطيلُ الحُفوفَ ولا يَقْمَلُ وشعر مُلَمَّم ومُلَمْلَمٌ مَدهون قال وما التَّصابي للعُيونِ الحُلَّمِ بعدَ ابْيِضاض الشعَرِ المُلَمْلَمِ العُيون هنا سادةُ القوم ولذلك قال الحُلَّم ولم يقل الحالِمة واللَّمّةُ الشيء المجتمع واللّمّة واللَّمَم كلاهما الطائف من الجن ورجل مَلمُوم به لَمَم وملموس وممسُوس أي به لَمَم ومَسٌّ وهو من الجنون واللّمَمُ الجنون وقيل طرَفٌ من لجنون يُلِمُّ بالإنسان وهكذا كلُّ ما ألمَّ بالإنسان طَرَف منه وقال عُجَير السلوليّ وخالَطَ مِثْل اللحم واحتَلَّ قَيْدَه بحيث تَلاقَى عامِر وسَلولُ وإذا قيل بفلان لَمّةٌ فمعناه أن الجن تَلُمّ الأَحْيان
( * قوله تلم الاحيان هكذا في الأصل ولعله أراد تلمّ به بعض الأحيان ) وفي حديث بُرَيدة أن امرأة أَتت النبي صلى الله عليه وسلم فشكت إليه لَمَماً بابنتِها قال شمر هو طرَف من الجنون يُلِمُّ بالإنسان أي يقرب منه ويعتريه فوصف لها الشُّونِيزَ وقال سيَنْفَع من كل شيء إلاَّ السامَ وهو الموت ويقال أَصابتْ فلاناً من الجن لَمّةٌ وهو المسُّ والشيءُ القليل قال ابن مقبل فإذا وذلك يا كُبَيْشةُ لم يكن إلاّ كَلِمَّة حالِمٍ بَخيالٍ قال ابن بري قوله فإذا وذلك مبتدأ والواو زائدة قال كذا ذكره الأخفش ولم يكن خبرُه وأنشد ابن بري لحباب بن عمّار السُّحَيمي بَنو حَنيفة حَيٌّ حين تُبْغِضُهم كأنَّهم جِنَّةٌ أو مَسَّهم لَمَمُ واللاَّمَّةُ ما تَخافه من مَسٍّ أو فزَع واللامَّة العين المُصيبة وليس لها فعل هو من باب دارِعٍ وقال ثعلب اللامّة ما أَلمَّ بك ونظَر إليك قال ابن سيده وهذا ليس بشيء والعَين اللامّة التي تُصيب بسوء يقال أُعِيذُه من كلِّ هامّةٍ ولامّة وفي حديث ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذ الحسن والحسين وفي رواية أنه عَوَّذ ابنيه قال وكان أبوكم إبراهيمُ يُعَوِّذ إسحق ويعقوب بهؤلاء الكلمات أُعِيذُكُما بكلمة الله التامّة من كل شيطان وهامّة وفي رواية من شرِّ كل سامّة ومن كل عين لامّة قال أبو عبيد قال لامّة ولم يقل مُلِمّة وأصلها من أَلْمَمْت بالشيء تأْتيه وتُلِمّ به ليُزاوِج قوله من شرِّ كل سامّة وقيل لأنه لم يخرَد طريقُ الفعل ولكن يُراد أنها ذاتُ لَمَمٍ فقيل على هذا لامَّة كما قال النابغة كِلِيني لِهَمٍّ يا أُمَيْمة ناصِب ولو أراد الفعل لقال مُنْصِب وقال الليث العينُ اللامّة هي العين التي تُصيب الإنسان ولا يقولون لَمَّتْه العينُ ولكن حمل على النسب بذي وذات وفي حديث ابن مسعود قال لابن آدم لَمَّتان لَمّة من المَلَك ولَمّة من الشيطان فأما لمَّة الملك فاتِّعاذٌ بالخير وتَصْديق بالحق وتطييب بالنفس وأما لَمّةُ الشيطان فاتِّعادٌ بالشرّ وتكذيب بالحق وتخبيث بالنفس وفي الحديث فأما لَمَّة الملَك فيَحْمَد اللهَ عليها ويتعوَّذ من لمّة الشيطان قال شمر اللِّمّة الهَمّة والخَطرة تقع في القلب قال ابن الأثير أراد إلمامَ المَلَك أو الشيطان به والقربَ منه فما كان من خَطَرات الخير فهو من المَلك وما كان من خطرات الشرّ فهو من الشيطان واللّمّة كالخطرة والزَّوْرة والأَتْية قال أَوس بن حجر وكان إذا ما الْتَمَّ منها بحاجةٍ يراجعُ هِتْراً من تُماضِرَ هاتِرا يعني داهيةً جعل تُماضِر اسم امرأة داهية قال والْتَمَّ من اللَّمّة أي زار وقيل في قوله للشيطان لَمّةٌ أي دُنُوٌّ وكذلك للمَلك لمَّة أي دُنوّ ويَلَمْلَم وألَمْلَم على البدل جبل وقيل موضع وقال ابن جني هو مِيقاتٌ وفي الصحاح ميْقاتُ أهل اليمن قال ابن سيده ولا أدري ما عَنى بهذا اللهم إلاّ أن يكون الميقات هنا مَعْلَماً من مَعالِم الحج التهذيب هو ميقات أهل اليمن للإحرام بالحج موضع بعينه التهذيب وأما لَمّا مُرْسَلة الأَلِف مشدَّدة الميم غير منوّنة فلها معانٍ في كلام العرب أحدها أنها تكون بمعنى الحين إذا ابتدئ بها أو كانت معطوفة بواو أو فاءٍ وأُجِيبت بفعل يكون جوابها كقولك لمّا جاء القوم قاتَلْناهم أي حينَ جاؤُوا كقول الله عز وجل ولَمّا وَرَد ماءَ مَدْيَن وقال فلمّا بَلَغ معه السَّعْيَ قال يا بُنيَّ معناه كله حين وقد يقدّم الجوابُ عليها فيقال اسْتَعَدَّ القومُ لقتال العَدُوِّ لمّا أََحَسُّوا بهم أي حين أَحَسُّوا بهم وتكون لمّا بمعنى لم الجازمة قال الله عز وجل بل لمّا يَذُوقوا عذاب أي لم يذوقوه وتكون بمعنى إلاَّ في قولك سأَلتكَ لمَّا فعلت بمعنى إلا فعلت وهي لغة هذيل بمعنى إلا إذا أُجيب بها إن التي هي جَحْد كقوله عزَّ وجل إنْ كلُّ نَفْسٍ لمَّا عليها حافظٌ فيمن قرأَ به معناه ما كل نفس إلا عليها حافظ ومثله قوله تعالى وإن كلٌّ لمَّا جَميعٌ لَدَيْنا مُحْضَرون شدّدها عاصم والمعنى ما كلٌّ إلا جميع لدينا وقال الفراء لما إذا وُضِعت في معنى إلا فكأَنها لمْ ضُمَّت إليها ما فصارا جميعاً بمعنى إن التي تكون جَحداً فضموا إليها لا فصارا جميعاً حرفاً واحداً وخرجا من حدّ الجحد وكذلك لمّا قال ومثل ذلك قولهم لولا إنما هي لَوْ ولا جُمِعتا فخرجت لَوْ مِنْ حدِّها ولا من الجحد إذ جُمِعتا فصُيِّرتا حرفاً قال وكان الكسائي يقول لا أَعرفَ وَجْهَ لمَّا بالتشديد قال أبو منصور ومما يعدُلُّك على أن لمّا تكون بمعنى إلا مع إن التي تكون جحداً قولُ الله عز وجل إن كلٌّ إلا كذَّب الرُّسُلَ وهي قراءة قُرّاء الأَمْصار وقال الفراء وهي في قراءة عبد الله إن كلُّهم لمّا كذَّب الرسلَ قال والمعنى واحد وقال الخليل لمَّا تكون انتِظاراً لشيء متوقَّع وقد تكون انقطاعةً لشيء قد مضى قال أَبو منصور وهذا كقولك لمَّا غابَ قُمْتُ قال الكسائي لمّا تكون جحداً في مكان وتكون وقتاً في مكان وتكون انتظاراً لشيء متوقَّع في مكان وتكون بمعنى إلا في مكان تقول بالله لمّا قمتَ عنا بمعنى إلا قمتَ عنا وأما قوله عز وجل وإنَّ كُلاً لما ليُوَفِّيَنَّهم فإنها قرئت مخففة ومشددة فمن خفّفها جعل ما صلةً المعنى وإن كلاً ليوفينهم ربُّك أَعمالَهم واللام في لمّا لام إنّ وما زائدة مؤكدة لم تُغيِّر المعنى ولا العملَ وقال الفراء في لما ههنا بالتخفيف قولاً آخر جعل ما اسْماً للناس كما جاز في قوله تعالى فانْكِحوا ما طابَ لكمْ منَ النساء أن تكون بمعنى مَن طابَ لكم المعنى وإن كلاً لمَا ليوفِّينَهم وأما الللام التي في قوله ليوفِّينَّهم فإنها لامٌ دخلت على نية يمينٍ فيما بين ما وبين صلتها كما تقول هذا مَنْ لَيذْهبَنّ وعندي مَنْ لَغيرُه خيْرٌ منه ومثله قوله عز وجل وإنّ منكم لَمَنْ لَيُبَطِّئنَّ وأما مَن شدَّد لمّا من قوله لمّا ليوفينهم فإن الزجاج جعلها بمعنى إلا وأما الفراء فإنه زعم أن معناه لَمَنْ ما ثم قلبت النون ميماً فاجتمعت ثلاث ميمات فحذفت إحداهنّ وهي الوسطى فبقيت لمَّا قال الزجاج وهذا القول ليس بشيء أيضاً لأن مَنْ ( ) ( هكذا بياض بالأصل ) لا يجوز حذفها لأنها اسم على حرفين قال وزعم المازني أنّ لمّا اصلها لمَا خفيفة ثم شدِّدت الميم قال الزجاج وهذا القول ليس بشء أَيضاً لأن الحروف نحو رُبَّ وما أَشبهها يخفف ولا يثَقَّّل ما كان خفيفاً فهذا منتقض قال وهذا جميع ما قالوه في لمَّا مشدّدة وما ولَما مخففتان مذكورتان في موضعهما ابن سيده ومِن خَفيفِه لَمْ وهو حرف جازم يُنْفَى به ما قد مضى وإن لم يقع بَعْدَه إلا بلفظ الآتي التهذيب وأما لَمْ فإنه لا يليها إلا الفعل الغابِرُ وهي تَجْزِمُه كقولك لم يفعلْ ولم يسمعْ قال الله تعالى لم يَلِدْ ولم يُولَدْ قال الليث لم عزيمةُ فِعْلٍ قد مضى فلمّا جُعِلَ الفعل معها على جهة الفعل الغابر جُزِمَ وذلك قولك لم يخرُجْ زيدٌ إنما معناه لا خرَجَ زيد فاستقبحوا هذا اللفظ في الكلام فحمَلوا الفعل على بناء الغابر فإذا أُعِيدَت لا ولا مرّتين أو أَكثرَ حَسُنَ حينئذ لقول الله عز وجل فلا صَدَّقَ ولا صَلّى أي لم يُصَدِّق ولم يُصَلِّ قال وإذا لم يُعد لا فهو ف المنطق قبيح وقد جاء قال أمية وأيُّ عَبدٍ لك لا أَلَمَّا ؟ أي لم يُلِمَّ الجوهري لمْ حرفُ نفي لِما مضى تقول لم يفعلْ ذاك تريد أنه لم يكن ذلك الفعل منه فيما مضى من الزمان وهي جازمة وحروف الجزم لمْ ولَمّا وأَلَمْ وأَلَمّا قال سيبويه لم نفيٌ لقولك هو يفعل إذا كان في حال الفعل ولمّا نفْيٌ لقولك قد فعل يقول الرجلُ قد ماتَ فلانٌ فتقول لمّا ولمْ يَمُتْ ولمّا أَصله لم أُدخل عليه ما وهو يقع موقع لم تقول أَتيتُك ولمّا أَصِلْ إليك أي ولم أَصِلْ إليك قال وقد يتغير معناه عن معنى لم فتكون جواباً وسبباً لِما وقَع ولِما لم يَقع تقول ضربته لَمّا ذهبَ ولمّا لم يذهبْ وقد يُخْتَزَلُ الفعل بعده تقول قارْبتُ المكانَ ولمَّا تريد ولمَّا أَدخُلْه وأنشد ابن بري فجئتُ قُبورَهم بَدْأً ولَمّا فنادَيْتُ القُبورَ فلم تُجِبْنَه البَدْءُ السيِّدُ أي سُدْتُ بعد موتهم وقوله ولمّا أي ولمّا أَكن سيِّداً قال ولا يجوز أن يُخْتَزَلَ الفعلُ بعد لمْ وقال الزجاج لمّا جوابٌ لقول القائل قد فعلَ فلانٌ فجوابه لمّا يفعلْ وإذا قال فَعل فجوابه لم يَفعلْ وإذا قال لقد فعل فجوابه ما فعل كأَنه قال والله لقد فعل فقال المجيب والله ما فعل وإذا قال هو يفعل يريد ما يُسْتَقْبَل فجوابه لَن يفعلَ ولا يفعلُ قال وهذا مذهب النحويين قال ولِمَ بالكسر حرف يستفهم به تقول لِمَ ذهبتَ ؟ ولك أن تدخل عليه ما ثم تحذف منه الألف قال الله تعالى عَفَا اللهُ عنك لِمَ أَذِنْتَ لهم ؟ ولك أن تدخل عليها الهاء في الوقف فتقول لِمَهْ وقول زياد الأَعْجم يا عَجَبا والدَّهرُ جَمٌّ عَجَبُهْ مِنْ عَنَزِيٍّ سبَّني لم أَضْرِبُهْ فإنه لما وقف على الهاء نقل حركتها إلى ما قبلها والمشهور في البيت الأول عَجِبْتُ والدهرُ كثيرٌ عَجَبُهْ قال ابن بري قولُ الجوهري لِمَ حرفٌ يستفهم به تقول لِمَ ذهبتَ ؟ ولك أن تدخل عليه ما قال وهذا كلام فاسد لأن ما هي موجودة في لِمَ واللام هي الداخلة عليها وحذفت أَلفها فرقاً بين الاستفهاميّة والخبرية وأما أَلَمْ فالأصل فيها لَمْ أُدْخِل عليها أَلفُ الاستفهام قال وأما لِمَ فإنها ما التي تكون استفهاماً وُصِلَت بلام وسنذكرها مع معاني اللامات ووجوهها إن شاء الله تعالى

لهم
: اللَّهْمُ : الابْتِلاعُ . الليث : يقال لَهِمْتُ الشيءَ وقَلَّما يقال إِلاَّ الْتَهَمْت وهو ابتلاعُكه بمرّة قال جرير : ما يُلْقَ في أَشْداقِه تَلَهَّما و لَهِمَ الشيءَ لَهْماً و لَهَماً و تَلَهَّمَه و الْتَهَمَه : ابْتَلَعَه بمرّة . ورجل لَهِمٌ و لُهَمٌ و لَهُومٌ : أَكولٌ . و المِلْهَمُ : الكثيرُ الأَكْل . والْتَهَمَ الفصيلُ ما في الضرع : اسْتَوْفاه . و لَهِمَ الماءَ لَهْماً : جرعَه قال : جابَ لها لُقْمانُ في قِلاتِها ماءً نَقُوعاً لِصَدَى هاماتِها تَلْهَمُه لَهْماً بِجَحْفَلاتِها وجَيْشٌ لُهامٌ : كثير يَلْتَهِم كلَّ شيء ويَغْتَمِر مَنْ دخل فيه أَي يُغَيِّبهُ ويَسْتَغْرِقُه . و اللُّهامُ : الجيش الكثير كأَنه يَلْتَهِم كلَّ شيء . و اللُّهَيْمُ و أُمُّ اللُّهَيم : الحُمَّى كلاهما على التشبيه بالمَنِيَّة . قال شمر : أُمُّ اللُّهَيْم كنية الموت لأَنه يَلْتَهِم كلَّ أَحد . و اللُّهَيْمُ : الداهية وكذلك أُمُّ اللُّهَيْم وأَنشد ابن بري : لَقُوا أُمَّ اللُّهَيْم فجَهَّزَتْهم غَشُوم الوِرْدِ نَكْنِيها المَنونا و اللِّهَمُّ من الرجال : الرَّغِيبُ الرأْي الكافي العظيمُ وقيل : هو الجوادُ والجمع لِهَمُّون ولا توصَف به النساء . وفرسٌ لِهَمٌّ على لفظ ما تقدم و لِهْمِيمٌ و لُهْمومٌ : جَوادٌ سابق يجري أَمام الخيل لالْتِهامِه الأَرض والجمع لَهامِيمُ . الجوهري : اللُّهْموم الجوادُ من الناس والخيل وقال : لا تَحْسَبَنَّ بَياضاً فِيَّ مَنْقَصةً إِنَّ اللَّهامِيمَ في أَقْرابِها بَلَقُ وفرس لِهَمٌّ مثل هِجَفَ : سَبّاق كأَنه يَلْتَهِم الأَرض . وفي حديث علي عليه السلام : وأَنتم لَهامِيمُ العرب جمع لُهْمومٍ الجواد من الناس والخيلِ وحكى سيبويه لِهْمِم وهو ملحق بزِهْلِقٍ ولذلك لم يُدْغَم وعليه وُجِّه قولُ غَيْلان : شَأْو مُدِلّ سابِق اللَّهامِمِ قال : ظهر في الجمع لأَنَّ مِثلَ واحد هذا لا يُدْغَم . و اللُّهْمومُ من الأَحْراحِ : الواسعُ . وناقة لُهْمومٌ : غَزيرة القَطْر . و اللُّهْمومُ من النوق : الغزيرةُ اللبن . وإِبلٌ لَهامِيمُ إِذا كانت . غزيرة واحدها لُهْمومٌ وكذلك إِذا كانت كثيرة المشي وأَنشد الراعي : لَهامِيمُ في الخَرْقِ البَعيدِ نِياطُه و اللِّهَمُّ : العظيم . ورجل لِهَمٌّ : كثير العطاء مثل خِضمّ . وعدَدٌ لُهْمومٌ : كثير وكذلك جيش لُهْمومٌ . وجمل لِهْمِيمٌ : عظيم الجوف . وبَحْرٌ لِهَمٌّ : كثير الماء . و أَلْهَمَه اللَّهُ خَيْراً : لَقَّنَه إِيّاه : و اسْتَلْهَمه إِيّاه : سأَله أَن يُلْهِمَه إِيّاه . و الإِلْهامُ : ما يُلْقى في الرُّوعِ . ويَسْتَلْهِمُ الله الرَّشادَ و أَلْهَمَ اللَّهُ فلاناً . وفي الحديث : أَسأَلك رحمةً من عندك تُلْهِمُني بها رُشْدي الإِلهامُ أَن يُلْقِيَ اللَّهُ في النفس أَمراً يَبْعَثُه على الفعل أَو الترك وهو نوع من الوَحْي يَخُصُّ الله به مَنْ يشاء مِنْ عباده . و اللِّهْمُ : المُسِنُّ من كل شيء وقيل : اللِّهْمُ الثور المُسِنّ والجمع من كل ذلك لُهومٌ قال صخرُ الغيّ يصف وَعِلاً : بها كان طِفلاً ثم أَسْدَسَ فاسْتَوى فأَصبَحَ لِهْماً في لُهومٍ قَراهِبِ وقول العجاج : لاهُمَّ لا أَدْرِي وأَنْتَ الداري كلُّ امْرىءٍ مِنْكَ على مِقْدارِ يريد اللَّهُمَّ والميم المشددة في آخره عوض من ياء النداء لأَنّ معناه يا الله . ابن الأَعرابي : الهُلُمُ ظِباء الجبال ويقال لها اللُّهُم واحدها لِهْمٌ ويقال في الجمع لُهومٌ أَيضاً قال : ويقال له الجُولان والثَّياتِل والأَبدانُ والعَنَبانُ والبَغابِغ . ابن الأَعرابي : إِذا كَبِرَ الوَعِلُ فهو لِهْمٌ وجمعُه لُهومٌ وقال غيره : يقال ذلك لبقر الوحش أَيضاً وأَنشد : فأَصبح لِهْماً في لُهومٍ قراهب و مَلْهَمٌ : أَرض قال طرفة : يَظَلُّ نِساءُ الحَيِّ يَعْكُفْنَ حَوْلَه يَقُلْنَ عَسِيبٌ مِنْ سَرارةِ مَلْهَما وقد ذكره التهذيب في الرباعي وسنذكره في فصل الميم

لهجم
طريقٌ لَهْجمٌ ولَهْمج موطوءٌ بَيّنٌ مُذلَّل مُنقاد واسع قد أَثر فيه السابلةُ حتى اسْتَتَبَّ وكأَن الميم فيه زائدة والأَصل فيه لهج وقد تَلَهْجَم ويكون تَلَهْجُمُ الطريق سَعتَه واعتيادَ المارّة إياه الفراء طريقٌ لَهجَمٌ وطريق مُذنَّبٌ وطريق مُوقَّعٌ أي مُذلَّل وتلهجَمَ لَحْيَا البعيرِ إذا تحرَّكا قال حميد بن ثور الهلاليّ كأَنّ وَحَى الصِّردانِ في جَوفِ ضالةٍ تَلَهْجُمُ لَحْيَيه إذا ما تَلَهْجَما يقول كأَنَّ تَلَهْجُمَ لَحْيَيْ هذا البعير وَحَى الصِّرْدانِ قال وهذا يحتمل أن تكون الميم فيه زائدة وأَصله من اللَّهَج وهو الوُلوعُ والتَّلَهْجُمُ الوُلوعُ بالشيء واللَّهْجَمُ العُسُّ الضخم وأنشد أبو زيد ناقةُ شيخٍ للإلهِ راهِبِ تَصُفُّ في ثَلاثةِ المَحالِبِ في اللَّهْجَمَيْنِ والْهنِ المُقارِبِ يعني بالمُقارِب العُسَّ بين العُسَّينِ

لهذم
سيفٌ لَهْذمٌ حادٌّ وكذلك السِّنان والنابُ ولَهْذَمَ الشيء قطَعه واللَّهاذِمةُ اللُّصوص قال ابن سيده وأَصله من ذلك ولا أَعرف له واحداً إلا أن يكون واحده مُلَهْذِماً وتكون الهاء لتأْنيث الجمع وقال بعضهم اللَّهْذَمَةُ في كلِّ شيء قاطعٍ غيره ويقال اللُّصوصُ لَهاذِمةٌ وقَراضِبةٌ من لَهْذَمْتُه وقَرْضَبْتُه إذا قطعته الليث اللَّهْذَمُ كلُّ شيء من سِنانٍ أو سَيْفٍ قاطِع ولَهْذَمتُه فِعْلُه والتَّلَهْذُمُ الأكْلُ قال سُبَيْع لَولا الإلهُ ولولا حَزْمُ طالبِها تَلَهْذَمُوها كما نالُوا من العِيرِ

لهزم
الأزهري اللِّهْزِمَتانِ مَضِيغتان عَليَّتان في أصل الحَنكين في أَسفل الشِّدْقَيْن وفي المحكم مضيغتان في أَصل الحَنكِ وقيل عند مُنْحَنَى اللَّحْيَين أسفل من الأُذُنين وهما معظم اللَّحْيَيْن وقيل هما ما تحت الأُذنين من أعلى اللحيين والخدَّين وقيل هما مجتمع اللحم بين الماضغ والأُذُن من اللَّحْي وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه والنَّسَّابة أَمِنْ هامِها أو لَهازِمها أي من أَشرافها أَنت أَو من أَوساطها واللَّهازِمُ أُصولُ الحنكين واحدتُها لِهْزِمة بالكسر فاستعارها لِوَسط النسبْ والقبيلةِ وفي حديث الزكاة ثم يأْخذ بِلِهْزِمَتَيه يعني شِدْقَيْهِ وقيل هما عَظْمان ناتئانِ في اللحيين تحت الأذنين وقيل هما مضيغتان عَلِيّتان تحتهما والجمع اللَّهازم قال يا خازِ بازِ أرْسِل اللّهازِما إنّي أخافُ أن تكونَ لازِما وقال آخر أَزوحٌ أَنوحٌ ما يَهَشُّ إلى النَّدَى قَرَى ما قَرَى للضَّرْس بينَ اللَّهازِمِ ولَهْزَمَه أَصابَ لِهِْزِمَته ولِهْزَمَ الشيبُ خَدَّيْهِ أي خالَطَهُما وأنشد أبو زيد لأَحد بني فَزارة إمَّا تَرَيْ شَيْباً عَلاني أَغْثَمُهْ لَهْزَمَ خَدَّيَّ به مُلَهْزِمُهْ ولَهَزَه الشيبُ ولَهْزَمَه بمعنى واللَّهازِمُ عِجْلٌ وتَيْم اللاَّت وقَيْس بن ثعلبة وعَنَزة الجوهري وتَيْم الله بن ثَعْلبة بن عُكابةَ يقال لَهُم اللَّهازم وهم حُلَفاءُ بني عِجْلٍ قال ابن بري ومنه قول الفرزدق وقد ماتَ بِسْطامُ بنُ قَيْسٍ وعامِرٌ وماتَ أبو غَسَّانَ شيخُ اللَّهازِمِ

لهسم
لَهْسَمَ ما على المائدة أَكَلَه أَجمَعَ وفي النوادر اللَّهاسِمُ واللَّحاسِمُ مجاري الأَوْدية الضيِّقة واحدُها لُهْسُمٌ ولُحْسُمٌ وهي اللّخافِيقُ

لوم
اللَّومُ واللّوْماءُ واللَّوْمَى واللائمة العَدْلُ لامَه على كذا يَلومُه لَوْماً ومَلاماً وملامةً ولوْمةً فهو مَلُوم ومَلِيمٌ استحقَّ اللَّوْمَ حكاها سيبويه قال وإنما عدلوا إلى الياء والكسرة استثقالاً للواو مع الضَّمَّة وألامَه ولَوَّمه وألَمْتُه بمعنى لُمْتُه قال مَعْقِل بن خُوَيلد الهذليّ حَمِدْتُ اللهَ أن أَمسَى رَبِيعٌ بدارِ الهُونِ مَلْحِيّاً مُلامَا قال أبو عبيدة لُمْتُ الرجلَ وأَلَمْتُه بمعنى واحد وأنشد بيت مَعْقِل أيضاً وقال عنترة ربِذٍ يَداه بالقِداح إذا شَتَا هتّاكِ غاياتِ التِّجارِ مُلَوِّمِ أي يُكْرَم كَرَماً يُلامُ من أَجله ولَوّمَه شدّد للمبالغة واللُّوَّمُ جمع اللائم مثل راكِعٍ ورُكَّعٍ وقوم لُوّامٌ ولُوّمٌ ولُيَّمٌ غُيِّرت الواوُ لقربها من الطرف وأَلامَ الرجلُ أَتى ما يُلامُ عليه قال سيبويه ألامَ صارَ ذا لائمة ولامه أخبر بأمره واسْتلامَ الرجلُ إلى الناس أي استَذَمَّ واستَلامَ إليهم أَتى إليهم ما يَلُومُونه عليه قال القطامي فمنْ يكن اسْتلامَ إلى نَوِيٍّ فقد أَكْرَمْتَ يا زُفَر المتاعا التهذيب أَلامَ الرجلُ فهو مُليم إذا أَتى ذَنْباً يُلامُ عليه قال الله تعالى فالْتَقَمه الحوتُ وهو مُليمٌ وفي النوادر لامَني فلانٌ فالْتَمْتُ ومَعّضَني فامْتَعَضْت وعَذَلَني فاعْتَذَلْتُ وحَضَّني فاحْتَضَضت وأَمَرني فأْتَمَرْت إذا قَبِلَ قولَه منه ورجل لُومة يَلُومُه الناس ولُوَمَة يَلُومُ الناس مثل هُزْأَة وهُزَأَة ورجل لُوَمَة لَوّام يطرّد عليه بابٌ
( * هكذا بياض بالأصل ) ولاوَمْتُه لُمْته ولامَني وتَلاوَمَ الرجُلان لامَ كلُّ واحد منهما صاحبَه وجاءَ بلَوْمَةٍ أي ما يُلامُ عليه والمُلاوَمة أن تَلُوم رجلاً ويَلُومَك وتَلاوَمُوا لام بعضهم بعضاً وفي الحديث فتَلاوَموا بينهم أي لامكَ بعضُهم بعضاً وهي مُفاعلة من لامَه يَلومه لَوماً إذا عذَلَه وعنَّفَه وفي حديث ابن عباس فتَلاوَمْنا وتَلَوَّمَ في الأمر تمكَّث وانتظر ولي فيه لُومةٌ أَي تَلَوُّم ابن بزرج التَّلَوُّمُ التَّنَظُّر للأمر تُريده والتَّلَوُّم الانتظار والتلبُّثُ وفي حديث عمرو بن سَلَمة الجَرْميّ وكانت العرب تَلَوّمُ بإسلامهم الفتح أي تنتظر وأراد تَتَلَوّم فحذف إحدى التاءين تخفيفاً وهو كثير في كلامهم وفي حديث علي عليه السلام إذا أجْنَبَ في السفَر تَلَوََّم ما بينه وبين آخر الوقت أي انتظر وتَلَوَّمَ على الأمر يُريده وتَلَوّم على لُوامَته أي حاجته ويقال قضى القومُ لُواماتٍ لهم وهي الحاجات واحدتها لُوَامة وفي الحديث بِئسَ لَعَمْرُ اللهِ عَمَلُ الشيخ المتوسِّم والشبِّ المُتلومِّم أي المتعرِّض للأَئمةِ في الفعل السيّء ويجوز أن يكون من اللُّومة وهي الحاجة أي المنتظر لقضائها ولِيمَ بالرجل قُطع واللَّوْمةُ الشَّهْدة واللامةُ واللامُ بغير همز واللَّوْمُ الهَوْلُ وأنشد للمتلمس ويكادُ من لامٍ يَطيرُ فُؤادُها واللامُ الشديد من كل شيء قال ابن سيده وأُراه قد تقدم في الهمز قال أبو الدقيش اللامُ القُرْبُ وقال أَبو خيرة اللامُ من قول القائل لامٍ كما يقول الصائتُ أيا أيا إذا سمعت الناقة ذلك طارت من حِدّة قلبها قال وقول أبي الدقيش أَوفقُ لمعنى المتنكّس في البيت لأنه قال ويكادُ من لامٍ يطيرُ فؤادُها إذ مَرّ مُكّاءُ الضُّحى المُتَنَكِّسُ قال أبو منصور وحكى ابن الأعرابي أنه قال اللامُ الشخص في بيت المتلمس يقال رأَيت لامَه أي شخصه ابن الأعرابي اللَّوَمُ كثرة اللَّوْم قال الفراء ومن العرب من يقول المَلِيم بمعنى المَلوم قال أبو منصور من قال مَلِيم بناه على لِيمَ واللائِمةُ المَلامة وكذلك اللَّوْمى على فَعْلى يقال ما زلت أَتَجَرّعُ منك اللَّوائِمَ والمَلاوِم جمع المَلامة واللاّمةُ الأمر يُلام عليه يقال لامَ فلانٌ غيرَ مُليم وفي المثل رُبَّ لائم مُليم قالته أُم عُمَير بن سلمى الحنفي تخاطب ولدها عُمَيراً وكان أسلم أخاه لرجل كلابيٍّ له عليه دَمٌ فقتله فعاتبته أُمُّه في ذلك وقالت تَعُدُّ مَعاذِراً لا عُذْرَ فيها ومن يَخْذُلْ أَخاه فقد أَلاما قال ابن بري وعُذْره الذي اعتذر به أن الكلابيّ التجأَ إلى قبر سلمى أَبي عمير فقال لها عمير قَتَلْنا أَخانا للوَفاءَِ بِجارِنا وكان أَبونا قد تُجِيرُ مَقابِرُهْ وقال لبيد سَفَهاً عَذَلْتَ ولُمْتَ غيرَ مُليم وهَداك قبلَ اليومِ غيرُ حَكيم ولامُ الإنسان شخصُه غير مهموز قال الراجز مَهْرِيّة تَخظُر في زِمامِها لم يُبْقِ منها السَّيْرُ غيرَ لامِها وقوله في حديث ابن أُم مكتوم ولي قائد لا يُلاوِمُني قال ابن الأثير كذا جاء في رواية بالواو وأَصله الهمز من المُلاءمة وهي المُوافقة يقال هو يُلائمُني بالهمز ثم يُخَفَّف فيصير ياء قال وأما الواو فلا وجه لها إلا أن تكون يُفاعِلني من اللَّوْم ولا معنى له في هذا الحديث وقول عمر في حديثه لوْما أَبقَيْتَ أي هلاَّ أَبقيت وهي حرف من حروف المعاني معناها التحضيض كقوله تعالى لوما تأْتينا بالملائكة واللام حرف هجاء وهو حرف مجهور يكون أَصلاً وبدلاً وزائداً قال ابن سيده وإنما قضيت على أن عينها منقلبة عن واو لما تقدم في أخواتها مما عينه أَلف قال الأزهري قال النحويون لَوّمْت لاماً أي كتبته كما يقال كَوَّفْت كافاً قال الأزهري في باب لَفيف حرف اللام قال نبدأ بالحروف التي جاءت لمعانٍ من باب اللام لحاجة الناس إلى معرفتها فمنها اللام التي توصل بها الأسماء والأفعال ولها فيها معانٍ كثيرة فمنها لامُ المِلْك كقولك هذا المالُ لزيد وهذا الفرس لمحَمد ومن النحويين من يسمِّيها لامَ الإضافة سمّيت لامَ المِلْك لأنك إذا قلت إن هذا لِزيد عُلِمَ أنه مِلْكُه فإذا اتصلت هذه اللام بالمَكْنيِّ عنه نُصِبَت كقولك هذا المالُ له ولنا ولَك ولها ولهما ولهم وإنما فتحت مع الكنايات لأن هذه اللامَ في الأصل مفتوحة وإنما كسرت مع الأسماء ليُفْصَل بين لام القسم وبين لام الإضافة ألا ترى أنك لو قلت إنّ هذا المالَ لِزيدٍ عُلِم أنه مِلكه ؟ ولو قلت إن هذا لَزيدٌ عُلم أن المشار إليه هو زيد فكُسِرت ليُفرق بينهما وإذا قلت المالُ لَك فتحت لأن اللبس قد زال قال وهذا قول الخليل ويونس والبصريين ( لام كي ) كقولك جئتُ لِتقومَ يا هذا سمّيت لامَ كَيْ لأن معناها جئتُ لكي تقوم ومعناه معنى لام الإضافة أيضاً وكذلك كُسِرت لأن المعنى جئتُ لقيامك وقال الفراء في قوله عز وجل رَبَّنا لِيَضِلُّلوا عن سبيلك هي لام كَيْ المعنى يا ربّ أَعْطيْتهم ما أَعطَيتَهم لِيضِلُّلوا عن سبيلك وقال أبو العباس أحمد بن يحيى الاختيار أن تكون هذه اللام وما أَشبهها بتأْويل الخفض المعنى آتيتَهم ما آتيتَهم لضلالهم وكذلك قوله فالتَقَطَه آلُ فهرْعون ليكونَ لهم معناه لكونه لأنه قد آلت الحال إلى ذلك قال والعرب تقول لامُ كي في معنى لام الخفض ولام الخفض في معنى لام كَي لِتقارُب المعنى قال الله تعالى يَحْلِفون لكم لِترضَوْا عنهم المعنى لإعْراضِكم
( * قوله « يحلفون لكم لترضوا عنهم المعنى لاعراصكم إلخ » هكذا في الأصل ) عنهم وهم لم يَحْلِفوا لكي تُعْرِضوا وإنما حلفوا لإعراضِهم عنهم وأنشد سَمَوْتَ ولم تَكُن أَهلاً لتَسْمو ولكِنَّ المُضَيَّعَ قد يُصابُ أَراد ما كنتَ أَهلا للسُمُوِّ وقال أبو حاتم في قوله تعالى لِيَجّزِيَهم الله أَحسنَ ما كانوا يَعْملون اللام في لِيَجْزيَهم لامُ اليمين كأنه قال لَيَجْزِيَنّهم الله فحذف النون وكسروا اللام وكانت مفتوحة فأَشبهت في اللفظ لامَ كي فنصبوا بها كما نصبوا بلام كي وكذلك قال في قوله تعالى لِيَغْفِرَ لك اللهُ ما تقدَّم من ذنبك وما تأَخر المعنى لَيَغْفِرنَّ اللهُ لك قال ابن الأَنباري هذا الذي قاله أبو حاتم غلط لأنَّ لامَ القسم لا تُكسَر ولا ينصب بها ولو جاز أن يكون معنى لِيَجزيَهم الله لَيَجْزيَنَّهم الله لقُلْنا والله ليقومَ زيد بتأْويل والله لَيَقُومَنَّ زيد وهذا معدوم في كلام العرب واحتج بأن العرب تقول في التعجب أَظْرِفْ بزَيْدٍ فيجزومونه لشبَهِه بلفظ الأَمر وليس هذا بمنزلة ذلك لأن التعجب عدل إلى لفظ الأَمر ولام اليمين لم توجد مكسورة قط في حال ظهور اليمين ولا في حال إضمارها واحتج مَن احتج لأبي حاتم بقوله إذا هو آلى حِلْفةً قلتُ مِثْلَها لِتُغْنِيَ عنِّي ذا أَتى بِك أَجْمَعا قال أَراد هو آلى حِلْفةً قلتُ مِثْلَها لِتُغْنِيَ عنّي ذا أَتى بِكَ أَجْمَعا قال أَراد لَتُغْنِيَنَّ فأَسقط النون وكسر اللام قال أَبو بكر وهذه رواية غير معروفة وإنما رواه الرواة إذا هو آلى حِلْفَةً قلتُ مِثلَها لِتُغْنِنَّ عنِّي ذا أَتى بِك أَجمَعا قال الفراء أصله لِتُغْنِيَنّ فأسكن الياء على لغة الذين يقولون رأيت قاضٍ ورامٍ فلما سكنت سقطت لسكونها وسكون النون الأولى قال ومن العرب من يقول اقْضِنٍَّ يا رجل وابْكِنَّ يا رجل والكلام الجيد اقْضِيَنَّ وابْكِيَنَّ وأَنشد يا عَمْرُو أَحْسِنْ نَوالَ الله بالرَّشَدِ واقْرَأ سلاماً على الأنقاءِ والثَّمدِ وابْكِنَّ عَيْشاً تَوَلَّى بعد جِدَّتِه طابَتْ أَصائلُه في ذلك البَلدِ قال أبو منصور والقول ما قال ابن الأَنباري قال أبو بكر سأَلت أبا العباس عن اللام في قوله عز وجل لِيَغْفِرَ لك اللهُ قال هي لام كَيْ معناها إنا فتَحْنا لك فَتْحاً مُبِيناً لكي يجتمع لك مع المغفرة تمام النعمة في الفتح فلما انضم إلى المغفرة شيءٌ حادثٌ واقعٌ حسُنَ معنى كي وكذلك قوله ليَجْزِيَ الذين آمنوا وعمِلوا الصالحاتِ هي لامُ كي تتصل بقوله لا يعزُبُ عنه مثقال ذرّة إلى قوله في كتاب مبين أَحصاه عليهم لكيْ يَجْزِيَ المُحْسِنَ بإحسانه والمُسِيءَ بإساءَته ( لام الأمر ) وهو كقولك لِيَضْرِبْ زيدٌ عمراً وقال أبو إسحق أَصلها نَصْبٌ وإنما كسرت ليفرق بينها وبين لام التوكيد ولا يبالىَ بشَبهِها بلام الجر لأن لام الجر لا تقع في الأفعال وتقعُ لامُ التوكيد في الأفعال ألا ترى أنك لو قلت لِيعضْرِبْ وأنت تأْمُر لأَشبَهَ لامَ التوكيد إذا قلت إنك لَتَضْرِبُ زيداً ؟ وهذه اللام في الأَمر أَكثر ما اسْتُعْملت في غير المخاطب وهي تجزم الفعل فإن جاءَت للمخاطب لم يُنْكَر قال الله تعالى فبذلك فلْيَفرَحُوا هو خير أكثرُ القُرّاء قرؤُوا فلْيَفرَحوا بالياء وروي عن زيد بن ثابت أنه قرأَ فبذلك فلْتَفْرَحوا يريد أَصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خير مما يَجْمَعون أي مما يجمع الكُفَّار وقَوَّى قراءةَ زيد قراءةُ أُبيّ فبذلك فافْرَحوا وهو البِناء الذي خُلق للأَمر إذا واجَهْتَ به قال الفراء وكان الكسائي يَعيب قولَهم فلْتَفْرَحوا لأنه وجده قليلاً فجعله عَيْباً قال أبو منصور وقراءة يعقوب الحضرمي بالتاء فلْتَفرَحوا وهي جائزة قال الجوهري لامُ الأَمْرِ تأْمُر بها الغائبَ وربما أَمرُوا بها المخاطَبَ وقرئ فبذلك فلْتَفْرَحوا بالتاء قال وقد يجوز حَذْفُ لامِ الأَمر في الشعر فتعمل مضْمرة كقول مُتمِّم بن نُوَيْرة على مِثْلِ أَصحابِ البَعوضةِ فاخْمُِشِي لكِ الوَيْلُ حُرَّ الوَجْهِ أو يَبكِ من بَكى أراد لِيَبْكِ فحذف اللام قال وكذلك لامُ أَمرِ المُواجَهِ قال الشاعر قلتُ لبَوَّابٍ لَدَيْه دارُها تِئْذَنْ فإني حَمْؤها وجارُها أراد لِتَأْذَن فحذف اللامَ وكسرَ التاءَ على لغة من يقول أَنتَ تِعْلَمُ قال الأزهري اللام التي للأَمْرِ في تأْويل الجزاء من ذلك قولُه عز وجل اتَّبِعُوا سَبِيلَنا ولْنَحْمِلْ خَطاياكم قال الفراء هو أَمر فيه تأْويلُ جَزاء كما أَن قوله ادْخُلوا مساكنكم لا يَحْطِمَنَّكم نهيٌ في تأْويل الجزاء وهو كثير في كلام العرب وأَنشد فقلتُ ادْعي وأدْعُ فإنَّ أنْدَى لِصَوْتٍ أن يُناديَ داعِيانِ أي ادْعِي ولأَدْعُ فكأَنه قال إن دَعَوْتِ دَعَوْتُ ونحو ذلك قال الزجاج وزاد فقال يُقْرأُ قوله ولنَحْمِلْ خطاياكم بسكون اللام وكسرها وهو أَمر في تأْويل الشرط المعنى إِن تتبَّعوا سَبيلَنا حمَلْنا خطاياكم ( لام التوكيد ) وهي تتصل بالأسماء والأفعال التي هي جواباتُ القسم وجَوابُ إنَّ فالأسماء كقولك إن زيداً لَكَريمٌ وإنّ عمراً لَشُجاعٌ والأفعال كقولك إه لَيَذُبُّ عنك وإنه ليَرْغَبُ في الصلاح وفي القسَم واللّهِ لأصَلِّيَنَّ وربِّي لأصُومَنَّ وقال اللّه تعالى وإنَّ منكم لَمَنْ لَيُبَطِّئنّ أي مِمّنْ أَظهر الإِيمانَ لَمَنْ يُبَطِّئُ عن القتال قال الزجاج اللامُ الأُولى التي في قوله لَمَنْ لامُ إنّ واللام التي في قوله ليُبَطِّئنّ لامُ القسَم ومَنْ موصولة بالجالب للقسم كأَنّ هذا لو كان كلاماً لقلت إنّ منكم لَمنْ أَحْلِف بالله واللّه ليُبَطِّئنّ قال والنحويون مُجْمِعون على أنّ ما ومَنْ والذي لا يوصَلْنَ بالأمر والنهي إلا بما يضمر معها من ذكر الخبر وأََن لامَ القسَمِ إِِذا جاءت مع هذه الحروف فلفظ القَسم وما أََشبَه لفظَه مضمرٌ معها قال الجوهري أما لامُ التوكيد فعلى خمسة أَََضرب منها لامُ الابتداء كقولك لَزيدٌ أَََفضل من عمرٍٍو ومنها اللام التي تدخل في خبر إنّ المشددة والمخففة كقوله عز وجل إِنَّ ربَّك لبِالمِرْصادِ وقوله عز من قائلٍ وإنْ كانت لَكبيرةً ومنها التي تكون جواباً لِلَوْ ولَوْلا كقوله تعالى لولا أََنتم لَكُنَّا مؤمنين وقوله تعالى لو تَزَيَّلُوا لعذّبنا الذين كفروا ومنها التي في الفعل المستقبل المؤكد بالنون كقوله تعالى لَيُسْجَنَنّ وليَكُونَن من الصاغرين ومنها لام جواب القسم وجميعُ لاماتِ التوكيد تصلح أَن تكون جواباً للقسم كقوله تعالى وإنّ منكم لَمَنْ لَيُبَطئَنّ فاللام الأُولى للتوكيد والثانية جواب لأنّ المُقْسَم جُمْلةٌ توصل بأخرى وهي المُقْسَم عليه لتؤكِّدَ الثانيةُ بالأُولى ويربطون بين الجملتين بحروف يسميها النحويون جوابَ القسَم وهي إنَّ المكسورة المشددة واللام المعترض بها وهما يمعنى واحد كقولك والله إنّ زيداً خَيْرٌ منك وواللّه لَزَيْدٌ خيرٌ منك وقولك والله ليَقومَنّ زيدٌ إذا أدخلوا لام القسم على فعل مستقبل أَدخلوا في آخره النون شديدة أَو خفيفة لتأْكيد الاستقبال وإِخراجه عن الحال لا بدَّ من ذلك ومنها إن الخفيفة المكسورة وما وهما بمعنى كقولك واللّه ما فعَلتُ وواللّه إنْ فعلتُ بمعنى ومنها لا كقولك واللّهِ لا أفعَلُ لا يتصل الحَلِف بالمحلوف إلا بأَحد هذه الحروف الخمسة وقد تحذف وهي مُرادةٌ قال الجوهري واللام من حروف الزيادات وهي على ضربين متحركة وساكنة فأَما الساكنة فعلى ضربين أَحدهما لام التعريف ولسُكونِها أُدْخِلَتْ عليها ألفُ الوصل ليصح الابتداء بها فإِذا اتصلت بما قبلها سقَطت الأَلفُ كقولك الرجُل والثاني لامُ الأمرِ إِذا ابْتَدَأتَها كانت مكسورة وإِن أَدخلت عليها حرفاً من حروف العطف جاز فيها الكسرُ والتسكين كقوله تعالى ولِيَحْكُم أَهل الإِنجيل وأما اللاماتُ المتحركة فهي ثلاثٌ لامُ الأمر ولامُ التوكيد ولامُ الإِضافة وقال في أَثناء الترجمة فأَما لامُ الإِضافةِ فعلى ثمانية أضْرُبٍ منها لامُ المِلْك كقولك المالُ لِزيدٍ ومنها لامُ الاختصاص كقولك أخ لِزيدٍ ومنها لام الاستغاثة كقول الحرث بن حِلِّزة يا لَلرِّجالِ ليَوْمِ الأرْبِعاء أما يَنْفَكُّ يُحْدِث لي بعد النُّهَى طَرَبا ؟ واللامان جميعاً للجرّ ولكنهم فتحوا الأُولى وكسروا الثانية ليفرقوا بين المستغاثِ به والمستغاثَ له وقد يحذفون المستغاث به ويُبْقُون المستغاثَ له يقولون يا لِلْماءِ يريدون يا قومِ لِلْماء أَي للماء أَدعوكم فإن عطفتَ على المستغاثِ به بلامٍ أخرى كسرتها لأنك قد أمِنْتَ اللبس بالعطف كقول الشاعر يا لَلرِّجالِ ولِلشُّبَّانِ للعَجَبِ قال ابن بري صواب إنشاده يا لَلْكُهُولِ ولِلشُّبَّانِ للعجب والبيت بكماله يَبْكِيكَ ناءٍ بَعِيدُ الدارِ مُغْتَرِبٌ يا لَلْكهول وللشبّان للعجب وقول مُهَلْهِل بن ربيعة واسمه عديّ يا لَبَكْرٍ أنشِروا لي كُلَيْباً يا لبَكرٍ أيْنَ أينَ الفِرارُ ؟ استغاثة وقال بعضهم أَصله يا آلَ بكْرٍ فخفف بحذف الهمزة كما قال جرير يخاطب بِشْر بن مَرْوانَ لما هجاه سُراقةُ البارِقيّ قد كان حَقّاً أَن نقولَ لبارِقٍ يا آلَ بارِقَ فِيمَ سُبَّ جَرِيرُ ؟ ومنها لام التعجب مفتوحة كقولك يا لَلْعَجَبِ والمعنى يا عجبُ احْضُرْ فهذا أوانُك ومنها لامُ العلَّة بمعنى كَيْ كقوله تعالى لِتَكونوا شُهَداء على الناس وضَرَبْتُه لِيتَأدَّب أَي لِكَيْ يتَأدَّبَ لأَجل التأدُّبِ ومنها لامُ العاقبة كقول الشاعر فلِلْمَوْتِ تَغْذُو الوالِداتُ سِخالَها كما لِخَرابِ الدُّورِ تُبْنَى المَساكِنُ
( * قوله « لخراب الدور » الذي في القاموس والجوهري لخراب الدهر )
أي عاقبته ذلك قال ابن بري ومثله قول الآخر أموالُنا لِذَوِي المِيراثِ نَجْمَعُها ودُورُنا لِخَرابِ الدَّهْر نَبْنِيها وهم لم يَبْنُوها للخراب ولكن مآلُها إلى ذلك قال ومثلُه ما قاله شُتَيْم بن خُوَيْلِد الفَزاريّ يرثي أَولاد خالِدَة الفَزارِيَّةِ وهم كُرْدم وكُرَيْدِم ومُعَرِّض لا يُبْعِد اللّهُ رَبُّ البِلا دِ والمِلْح ما ولَدَتْ خالِدَهْ
( * قوله « رب البلاد » تقدم في مادة ملح رب العباد )
فأُقْسِمُ لو قَتَلوا خالدا لكُنْتُ لهم حَيَّةً راصِدَهْ فإن يَكُنِ الموْتُ أفْناهُمُ فلِلْمَوْتِ ما تَلِدُ الوالِدَهْ ولم تَلِدْهم أمُّهم للموت وإنما مآلُهم وعاقبتُهم الموتُ قال ابن بري وقيل إن هذا الشعر لِسِمَاك أَخي مالك بن عمرو العامليّ وكان مُعْتَقَلا هو وأخوه مالك عند بعض ملوك غسّان فقال فأبْلِغْ قُضاعةَ إن جِئْتَهم وخُصَّ سَراةَ بَني ساعِدَهْ وأبْلِغْ نِزاراً على نأْيِها بأَنَّ الرِّماحَ هي الهائدَهْ فأُقسِمُ لو قَتَلوا مالِكاً لكنتُ لهم حَيَّةً راصِدَهْ برَأسِ سَبيلٍ على مَرْقَبٍ ويوْماً على طُرُقٍ وارِدَهْ فأُمَّ سِمَاكٍ فلا تَجْزَعِي فلِلْمَوتِ ما تَلِدُ الوالِدَهْ ثم قُتِل سِماكٌ فقالت أمُّ سماك لأخيه مالِكٍ قبَّح الله الحياة بعد سماك فاخْرُج في الطلب بأخيك فخرج فلَقِيَ قاتِلَ أَخيه في نَفَرٍ يَسيرٍ فقتله قال وفي التنزيل العزيز فالتَقَطَه آلُ فرعَون ليكونَ لهم عَدُوّاً وحَزَناً ولم يلتقطوه لذلك وإنما مآله العداوَة وفيه ربَّنا لِيَضِلُّوا عن سَبيلِك ولم يُؤْتِهم الزِّينةَ والأَموالَ للضلال وإِنما مآله الضلال قال ومثله إِني أَراني أعْصِرُ خَمْراً ومعلوم أَنه لم يَعْصِر الخمرَ فسماه خَمراً لأنَّ مآله إلى ذلك قال ومنها لام الجَحْد بعد ما كان ولم يكن ولا تَصْحَب إلا النفي كقوله تعالى وما كان اللهُ لِيُعذِّبَهم أي لأن يُعذِّبهم ومنها لامُ التاريخ كقولهم كَتَبْتُ لِثلاث خَلَوْن أي بَعْد ثلاث قال الراعي حتّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائِصٍ جُدّاً تَعَاوَره الرِّياحُ وَبِيلا البائصُ البعيد الشاقُّ والجُدّ البئرْ وأَرادَ ماءَ جُدٍّ قال ومنها اللامات التي تؤكِّد بها حروفُ المجازة ويُجاب بلام أُخرى توكيداً كقولك لئنْ فَعَلْتَ كذا لَتَنْدَمَنَّ ولئن صَبَرْتَ لَترْبحنَّ وفي التنزيل العزيز وإِذ أَخذَ اللّهُ ميثاق النبييّن لَمَا آتَيْتُكُم من كِتابٍ وحِكمة ثم جاءكم رسول مَصدِّقٌ لِما معكم لَتُؤمِنُنَّ به ولَتَنْصُرُنَّه « الآية » روى المنذري عن أبي طالب النحوي أَنه قال المعنى في قوله لَمَا آتَيْتكم لَمَهْما آتيتكم أَي أَيُّ كِتابٍ آتيتُكم لتُؤمنُنَّ به ولَتَنْصُرُنَّه قال وقال أحمد بن يحيى قال الأخفش اللام التي في لَمَا اسم
( * قوله « اللام التي في لما اسم إلخ » هكذا بالأصل ولعل فيه سقطاً والأصل اللام التي في لما موطئة وما اسم موصول والذي بعدها إلخ ) والذي بعدها صلةٌ لها واللام التي في لتؤمِنُنّ به ولتنصرنَّه لامُ القسم كأَنه قال واللّه لتؤْمنن يُؤَكّدُ في أَول الكلام وفي آخره وتكون من زائدة وقال أَبو العباس هذا كله غلط اللام التي تدخل في أَوائل الخبر تُجاب بجوابات الأَيمان تقول لَمَنْ قامَ لآتِينَّه وإذا وقع في جوابها ما ولا عُلِم أَن اللام ليست بتوكيد لأنك تضَع مكانها ما ولا وليست كالأُولى وهي جواب للأُولى قال وأَما قوله من كتاب فأَسْقط من فهذا غلطٌ لأنّ من التي تدخل وتخرج لا تقع إِلاَّ مواقع الأَسماء وهذا خبرٌ ولا تقع في الخبر إِنما تقع في الجَحْد والاستفهام والجزاء وهو جعل لَمَا بمنزلة لَعَبْدُ اللّهِ واللّهِ لَقائمٌ فلم يجعله جزاء قال ومن اللامات التي تصحب إنْ فمرّةً تكون بمعنى إِلاَّ ومرةً تكون صلة وتوكيداً كقول اللّه عز وجل إِن كان وَعْدُ ربّنا لَمَفْعولاً فمَنْ جعل إنْ جحداً جعل اللام بمنزلة إلاّ المعنى ما كان وعدُ ربِّنا إِلا مفعولاً ومن جعل إن بمعنى قد جعل اللام تأكيداً المعنى قد كان وعدُ ربنا لمفعولاً ومثله قوله تعالى إن كِدْتع لَتُرْدِين يجوز فيها المعنيان التهذيب « لامُ التعجب ولام الاستغاثة » روى المنذري عن المبرد أنه قال إذا اسْتُغِيث بواحدٍ أو بجماعة فاللام مفتوحة تقول يا لَلرجالِ يا لَلْقوم يا لزيد قال وكذلك إذا كنت تدعوهم فأَما لام المدعوِّ إليه فإِنها تُكسَر تقول يا لَلرِّجال لِلْعجب قال الشاعر تَكَنَّفَني الوُشاةُ فأزْعَجوني فيا لَلنّاسِ لِلْواشي المُطاعِ وتقول يا للعجب إذا دعوت إليه كأَنك قلت يا لَلنَّاس لِلعجب ولا يجوز أَن تقول يا لَزيدٍ وهو مُقْبل عليك إِنما تقول ذلك للبعيد كما لا يجوز أَن تقول يا قَوْماه وهم مُقبِلون قال فإن قلت يا لَزيدٍ ولِعَمْرو كسرْتَ اللام في عَمْرو وهو مدعوٌ لأَنك إِنما فتحت اللام في زيد للفصل بين المدعوّ والمدعوّ إليه فلما عطفت على زيد استَغْنَيْتَ عن الفصل لأَن المعطوف عليه مثل حاله وقد تقدم قوله يا لَلكهولِ ولِلشُّبّانِ لِلعجب والعرب تقول يا لَلْعَضِيهةِ ويا لَلأَفيكة ويا لَلبَهيتة وفي اللام التي فيها وجهان فإِن أردت الاستغاثة نصبتها وإِن أَردت أَن تدعو إليها بمعنى التعجب منه كسرتها كأَنك أَردت يا أَيها الرجلُ عْجَبْ لِلْعَضيهة ويا أيها الناس اعْجَبوا للأَفيكة وقال ابن الأَنباري لامُ الاستغاثة مفتوحة وهي في الأَصل لام خفْضٍ إِلا أَن الاستعمال فيها قد كثر مع يا فجُعِلا حرفاً واحداً وأَنشد يا لَبَكرٍ أنشِروا لي كُلَيباً قال والدليل على أَنهم جعلوا اللام مع يا حرفاً واحداً قول الفرزدق فخَيرٌ نَحْنُ عند الناس منكمْ إذا الداعي المُثَوِّبُ قال يالا وقولهم لِم فعلتَ معناه لأيِّ شيء فعلته ؟ والأصل فيه لِما فعلت فجعلوا ما في الاستفهام مع الخافض حرفاً واحداً واكتفَوْا بفتحة الميم من اإلف فأسْقطوها وكذلك قالوا عَلامَ تركتَ وعَمَّ تُعْرِض وإلامَ تنظر وحَتَّمَ عَناؤُك ؟ وأنشد فحَتَّامَ حَتَّام العَناءُ المُطَوَّل وفي التنزيل العزيز فلِمَ قتَلْتُموهم أراد لأي علَّة وبأيِّ حُجّة وفيه لغات يقال لِمَ فعلتَ ولِمْ فعلتَ ولِما فعلت ولِمَهْ فعلت بإدخال الهاء للسكت وأنشد يا فَقْعَسِيُّ لِمْ أَكَلْتَه لِمَهْ ؟ لو خافَك اللهُ عليه حَرَّمَهْ قال ومن اللامات لامُ التعقيب للإضافة وهي تدخل مع الفعل الذي معناه الاسم كقولك فلانٌ عابرُ الرُّؤْيا وعابرٌ لِلرؤْيا وفلان راهِبُ رَبِّه وراهبٌ لرَبِّه وفي التنزيل العزيز والذين هم لربهم يَرهبون وفيه إن كنتم للرؤْيا تَعْبُرون قال أبو العباس ثعلب إنما دخلت اللام تَعْقِيباً للإضافة المعنى هُمْ راهبون لربهم وراهِبُو ربِّهم ثم أَدخلوا اللام على هذا والمعنى لأنها عَقَّبت للإضافة قال وتجيء اللام بمعنى إلى وبمعنى أَجْل قال الله تعالى بأن رَبَّكَ أَوْحى لها أي أَوحى إليها وقال تعالى وهم لها سابقون أي وهم إليها سابقون وقيل في قوله تعالى وخَرُّوا له سُجَّداً أي خَرُّوا من أَجلِه سُجَّداً كقولك أَكرمت فلاناً لك أي من أَجْلِك وقوله تعالى فلذلك فادْعُ واسْتَقِمْ كما أُمِرْتَ معناه فإلى ذلك فادْعُ قاله الزجاج وغيره وروى المنذري عن أبي العباس أنه سئل عن قوله عز وجل إن أحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنفُسكم وإن أَسأْتُمْ فلها أي عليها
( * قوله « فلها أي عليها » هكذا بالأصل ولعل فيه سقطاً والأصل فقال أي عليها ) جعل اللام بمعنى على وقال ابن السكيت في قوله فلما تَفَرَّقْنا كأنِّي ومالِكاً لطولِ اجْتماعٍ لم نَبِتْ لَيْلةً مَعا قال معنى لطول اجتماع أي مع طول اجتماع تقول إذا مضى شيء فكأنه لم يكن قال وتجيء اللام بمعنى بَعْد ومنه قوله حتى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائِص أي بعْد خِمْسٍ ومنه قولهم لثلاث خَلَوْن من الشهر أي بعد ثلاث قال ومن اللامات لام التعريف التي تصحبها الألف كقولك القومُ خارجون والناس طاعنون الحمارَ والفرس وما أشبهها ومنها اللام الأصلية كقولك لَحْمٌ لَعِسٌ لَوْمٌ وما أَشبهها ومنها اللام الزائدة في الأَسماء وفي الأفعال كقولك فَعْمَلٌ لِلْفَعْم وهو الممتلئ وناقة عَنْسَل للعَنْس الصُّلبة وفي الأَفعال كقولك قَصْمَله أي كسره والأصل قَصَمه وقد زادوها في ذاك فقالوا ذلك وفي أُولاك فقالوا أُولالِك وأما اللام التي في لَقعد فإنها دخلت تأْكيداً لِقَدْ فاتصلت بها كأَنها منها وكذلك اللام التي في لَما مخفّفة قال الأزهري ومن اللاَّماتِ ما رَوى ابنُ هانِئٍ عن أبي زيد يقال اليَضْرِبُك ورأَيت اليَضْرِبُك يُريد الذي يضرِبُك وهذا الوَضَع الشعرَ يريد الذي وضَع الشعر قال وأَنشدني المُفضَّل يقولُ الخَنا وابْغَضُ العْجْمِ ناطِقاً إلى ربِّنا صَوتُ الحمارِ اليُجَدَّعُ يريد الذي يُجدَّع وقال أيضاً أَخِفْنَ اطِّنائي إن سَكَتُّ وإنَّني لَفي شُغُلٍ عن ذَحْلِا اليُتَتَبَّعُ
( * قوله « أخفن اطنائي إلخ » هكذا في الأصل هنا وفيه في مادة تبع اطناني ان شكين وذحلي بدل ذحلها )
يريد الذي يُتتبَّع وقال أبو عبيد في قول مُتمِّم وعَمْراً وحوناً بالمُشَقَّرِ ألْمَعا
( * قوله « وحوناً » كذا بالأصل )
قال يعني اللَّذَيْنِ معاً فأَدْخل عليه الألف واللام صِلةً والعرب تقول هو الحِصْنُ أن يُرامَ وهو العَزيز أن يُضَامَ والكريمُ أن يُشتَمَ معناه هو أَحْصَنُ من أن يُرامَ وأعزُّ من أن يُضامَ وأَكرمُ من أن يُشْتَم وكذلك هو البَخِيلُ أن يُرْغَبَ إليه أي هو أَبْخلُ من أَن يُرْغَبَ إليه وهو الشُّجاع أن يَثْبُتَ له قِرْنٌ ويقال هو صَدْقُ المُبْتَذَلِ أي صَدْقٌ عند الابتِذال وهو فَطِنُ الغَفْلةِ فَظِعُ المُشاهدة وقال ابن الأنباري العرب تُدْخِل الألف واللام على الفِعْل المستقبل على جهة الاختصاص والحكاية وأنشد للفرزدق ما أَنتَ بالحَكَمِ التُّرْضَى حْكُومَتُه ولا الأَصِيلِ ولا ذِي الرَّأْي والجَدَلِ وأَنشد أَيضاً أَخفِنَ اطِّنائي إن سكتُّ وإنني لفي شغل عن ذحلها اليُتَتَبَّع فأَدخل الأَلف واللام على يُتتبّع وهو فعلٌ مستقبل لِما وَصَفْنا قال ويدخلون الألف واللام على أَمْسِ وأُلى قال ودخولها على المَحْكِيَّات لا يُقاس عليه وأَنشد وإنِّي جَلَسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه بِبابِك حتى كادت الشمسُ تَغْرُبُ فأََدخلهما على أََمْسِ وتركها على كسرها وأَصل أَمْسِ أَمرٌ من الإمْساء وسمي الوقتُ بالأمرِ ولم يُغيَّر لفظُه والله أَعلم

مرهم
الليث هو أَلْيَنُ ما يكون من الدواء الذي يُضَمَّدُ به الجرحُ يقال مَرْهَمْتُ الجُرْحَ

ملهم
التهذيب في الرباعي مَلْهَم قَرْية باليمامة قال ابن بري هي لبَني يَشْكُرَ وأَخلاطٍ من بَكْرِ وائل والمِلْهَمُ الكثيرُ الأَكْلِ الجوهري في ترجمة لهم ومَلْهَم بالفتح موضع وهي أرض كثيرة النخل قال جرير وشبَّه ما على الهوادج من الرَّقْم بالبُسْر اليانِع لحمرته وصُفْرته كأنَّ حُمولَ الحَيِّ زُلْنَ بِيانِعٍ من الوارِدِ البَطْحاءِ من نَخْلِ مَلْهَما ويومُ مَلْهم حَرْبٌ لبني تميم وحنيفة ابن سيده ومَلْهم أَرض قال طرفة يَظَلُّ نِساءُ الحَيّ يَعْكُفْنَ حَوْله يَقُلْنَ عَسِيبٌ من سَرارَةِ مَلْهما ومَلْهم وقُرّانُ قريتان من قُرَى اليمامة معروفتان

مهم
النهاية لابن الأثير وفي حديث سَطيح أزْرَقُ مَهْمُ النابِ صَرّارُ الأذُنُ قال أي حديد الناب قال الأزهري هكذا روي قال وأَظنه مَهْوُ الناب بالواو يقال سَيْفٌ مَهْوٌ أي حديدٌ ماضٍ قال وأََورده الزمخشري أزْرَقُ مُمْهى النابِ وقال المُمْهى المُحَدَّدُ من أَمْهَيْتُ الحَديدةَ إذا حَدَّدْتَها شبَّه بَعيرَه بالنَّمِر لزُرْقة عينيه وسرعة سيره وفي حديث زيد بن عَمْرو مَهْما تُجَشِّمْني تَجَشَّمْتُ قال ابن الأثير مهما حرف من حروف الشرط التي يُجازَى بها تقول مهما تَفَعَلْ أَفْعَلْ قيل إن أَصلها مَامَا فقلبت الألف الأُولى هاء وقد تكرر في الحديث

مهيم
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأَى على عبد الرحمن بن عَوف وضَراً من صُفْرةٍ فقال مَهْيَمْ ؟ قال قد تَزَوَّجْتُ امرأَة من الأنصار على نَواةٍ من ذهَبٍ فقال أَوْلِمْ ولو بشاةٍ أبو عبيد قوله مَهْيَمْ كلمة يمانية معناها ما أَمْرُك وما هذا الذي أَرى بكَ ونحو هذا من الكلام قال الأزهري ولا أَعلم على وزن مَهْيَمْ كلمةً غير مَرْيَمْ الجوهري مَهْيَمْ كلمة يستفهم بها معناها ما حالُك وما شأْنُك وفي حديث الدجال فأخَذَ بِلَجَفَتَيَ البابِ فقال مَهْيَمْ أي ما أمْرُكم وشأْنُكم ؟ وفي حديث لَقيط فيَسْتَوي جالِساً فيقول رَبِّ مَهْيَمْ

موم
المَوْماةُ المَفازةُ الواسعة المَلْساء وقيل هي الفلاة التي لا ماءَ ولا أَنِيسَ بها قال وهي جماع أَسماء الفَلَوات يقال عَلَوْنا مَوْماةً وأرضٌ مَوْماةٌ قال سيويه هي
( * كذا بياض بالأصل ) ولا يجعلها بمنزلة تَمَسْكَن لأن ما جاء هكذا والأول من نفس الحرف هو الكلام الكثير يعني نحو الشَّوْشاةِ والدَّوْداةِ والجمع مَوامٍ وحكاها ابن جني مَيامٍ قال ابن سيده والذي عندي في ذلك أنها مُعاقَبة لغير علّة إلا طلبَ الخفَّة التهذيب والمَوامِي الجماعةُ والمَوامِي مثلُ السَّباسِب وقال أبو خَيْرة هي المَوْماءُ والمَوْماةُ وبعضهم يقول الهَوْمةُ والهَوْماةُ وهو اسم يقع على جميع الفَلَواتِ وقال المبرد يقال لها المَوْماةُ والبَوْباةُ بالباء والميم والمُومُ الحُمَّى مع البِرْسامِ وقيل المُومُ البِرْسامُ يقال منه مِيمَ الرجلُ فهو مَمُومٌ ورجل مَمُومٌ وقد مِيمَ يُمامُ مُوماً ومَوْماً من المُومِ ولا يكون يَمُومُ لأنه مفعولٌ به مثل يُرْسِمَ قال ذو الرمة يصف صائداً إذا تَوَجَّسَ رِكْزاً منْ سَنابِكِها أَو كانَ صاحِبَ أَرضٍ أَو به المُومُ فالأَرض الزُّكامُ والمُومُ البِرْسامُ والمُومُ الجُدَرِيُّ الكثيرُ المُتراكِبُ وقال الليث قيل المُومُ أشدُّ الجُدَرِيّ يكون صاحبَ أرضٍ أو به المُومُ ومعناه أن الصيّاد يُذْهِبُ نَفَسَه إلى السماء ويَفْغَر إليها أبداً لئلا يَجِد الوحشُ نفسَه فَينْفُرَ وشُبِّهِ بالمُبَرْسَم أو المزكومِ لأن البِرْسامَ مُفْغِر والزكام مُفْغِر والمُومُ بالفارسية الجُدَرِيّ الذي يكون كله قُرْحة واحدة وقيل هو بالعربية ابن بري المُومُ الحُمَّى قال مُلَيح الهذلي بهِ مِن هَواكِ اليومَ قد تَعْلَمِينَه جَوًى مثلُ مُومِ الرِّبْع يَبرِي ويَلعَجُ وفي حديث العُرَنِيِّين وقد وقع بالمدينة المُومُ هو البِرْسامُ مع الحُمَّى وقيل هو بَثْرٌ أَصغَرُ من الجُدَرِيّ والمُومُ الشَّمَعُ معرَّب واحدته مُومة عن ثعلب قال الأَزهري وأَصله فارسي وفي صفة الجنة وأَنهار من عَسَلٍ مُصَفَّى من مُومِ العسَلِ المُومُ الشَّمَعُ معرّب والمِيمُ حرفُ هجاءٍ وهو حرف مجهور يكون أصلاً وبدلاً وزائداً وقول ذي الرمة كأَنَّها عَيْنَها منها وقد ضَمَرَتْ وضَمَّها السَّيْر في بعضِ الأَضا مِيمُ قيل له من أَين عرفت المِيمَ ؟ قال والله ما أَعرفها إلاّ أَني خرجت إلى البادية فكتب رجلٌ حرفاً فسأَلتُه عنه فقال هذا المِيمُ فشبَّهتُ به عينَ الناقة وقد مَوَّمَها عَمِلَها قال الخليل الميمُ حرف هجاءٍ من حروف المعجم لو قصرت في اضطرار الشعر جاز قال الراجز تخال منه الأَرْسُمَ الرَّواسِما كافاً ومِيمَيْنِ وسِيناً طاسِما وزعم الخليل أَنه رأَى يمانيّاً سئل عن هجائه فقال بابا مِمْ مِمْ قال وأَصاب الحكاية على اللفظ ولكن الذين مدُّوا أَحسنوا الحكاية بالمَدَّة قال والمِيمانِ هما بمنزلة النُّونَيْنِ من الجَلَمَيْنِ قال وكان الخليل يُسَمِّي المِيمَ مُطْبَقة لأَنك إِذا تكلَّمت بها أَطْبَقْت قال والميم من الحروفِ الصِّحاحِ الستَّةِ المُذْلَقة هي التي في حَيِّزَيْنِ حَيِّز الفاء والآخر حيِّز اللام وجعلها في التأْليف الحرفَ الثالث للفاء والباء وهي آخر الحروف من الحيِّز الأَول قال وهذا الحيِّز شفويٌّ النهاية لابن الأَثير وفي كتابه لوائل بن حُجْر مَنْ زنى مِمْ بِكْرٍ ومَنْ زَنى مِمْ ثَيِّب أَي مِنْ بِكْرٍ ومِنْ ثَيِّب فقلب النون مِيماً أَما مع بِكْر ملأَنَّ النون إِذا سكنت قبل الباء فإِنها تقلب ميماً في النطق نحو عَنْبر وشَنْباء وأَما مع غير الباء فإِنها لغة يمانية كما يبدلون الميم من لام التعريف ومَامةُ اسم ومنه كعب بن مامة الإِيادِيّ قال أَرضٌ تخيَّرَها لِطِيبِ مَقيلِها كعبُ بنُ مامةَ وابنُ أُمِّ دُوادِ قال ابن سيده قضينا على أَلف مامةَ أَنها واو لكونها عَيْناً وحكى أَبو علي في التذكرة عن أَبي العباس مامة من قولهم أَمْرٌ مُوَامٌ كذا حكاه بالتخفيف قال وهو عنده فُعَال قال فإِذا صحّت هذه الحكاية لم يُحْتَجْ إِلى الاستدلال على مادة الكلمة ومامةُ اسم أُمّ عمرو بن مامةَ

نأم
النّأْمةُ بالتسكين الصوتُ نأَم الرجلُ يَنْئِمُ ويَنْأَمُ نَئِيماً وهو كالأَنِينِِ وقيل هو كالزَّحِير وقيل هو الصوت الضعيف الخفيّ أَيّاً كان ونأَمَ الأَسدُ يَنْئِمُ نَئِيماً وهو دون الزَّئِير وسمعت نَئِيمَ الأَسَد قال ابن الأَعرابي نأَمَ الظبي يَنْئِمُ وأَصله في الأَسد وأَنشد أَلا إِنَّ سَلْمَى مُغْزِلٌ بتَبالةٍ تُراعي غَزالاً بالضُّحَى غيرَ نَوْأَمِ مَتى تَسْتَثِرْه من مَنامٍ يَنامُه لِتُرْضِعَه يَنْئِمْ إِليها ويَبْغُمِ والنَّئِيمُ صوت البُوم قال الشاعر إِلاَّ نَئِيمَ البُومِ والضُّوَعا ويقال أَسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَه مهموزة مخففة الميم وهو من النَّئِيم الصوت الضعيف أَي نَغْمَتَه وصوتَه ويقال نامَّتَه بتشديد الميم فيجعل من المضاعف وهو ما يَنِمُّ عليه مِن حركتِه يُدْعى بذلك على الإِنسان والنَّئِيمُ صوتٌ فيه ضعف كالأَنينِ يقال نأَمَ يَنْئِمُ والنَّأْمةُ والنَّئِيمُ صَوتُ القوس قال أَوس إِذا ما تَعاطَوْها سَمِعْتَ لِصَوْتِها إِذا أَنْبَضوا فيها نَئِيماً وأَزْمَلا ونأَمَت القوسُ نَئِيماً وقول الشاعر وسَماع مُدْجِنة تُعَلِّلُنا حتى نَؤُوبَ تَنَؤُّمَ العُجْمِ رواه ابن الأَعرابي تَنَؤُّم مهموز على أَنه من النَّئيم وقال يريد صياحَ الدِّيَكة كأَنه قال وقت تَنَؤُّمِ العُجْم وإِنما سمَّى الدِّيَكة عُجْماً لأَن كل حيوان غير الإِنسان أَعْجم ورواه غيره تَناوُمَ العُجْم فالعُجْمُ على هذه الروايةِ ملوك العجَم والتَّناوُم من النَّوْم وذلك أَن ملوك العجم كانت تَناوَمُ على اللّهْو وجاء بالمصدر على هذه الرواية في البيت على غير الفعل والنَّأْمةُ الحركة

نتم
الانْتِتامُ الانْفِجارُ بالقبيح والسبِّ وانْتَتَمَ فلانٌ على فلانٍ بقولِ سوءٍ أَي انفَجَرَ بالقول القبيح كأَنه افْتَعَل من نَتَم كما تقول مِنْ نَتَل انتَتَل ومِن نَتَقَ انتَتَقَ على افتعل وأَنشد أَبو عمرو لمنظور الأَسدي قد انتَتَمتْ علَيَّ بقَوْلِ سُوءٍ بُهَيْصِلةٌ لها وَجْهٌ ذَمِيمُ حَليلةُ فاحِشٍ وأْنٍ بَئِيلٍ مُزَوْزِكَةٌ لها حَسَبٌ لَئِيمُ يقال ضَئيلٌ بَئِيلٌ أَي قَبيح والمُزَوْزِكة التي إِذا مشَتْ أَسْرَعت وحركت أَلْيَتَيْها قال أَبو منصور لا أَدري انتَثَمتْ بالثاء أَو انتَتَمتْ بتاءَين قال والأَقرب أَنه مِن نَثَمَ يَنْثِمُ لأَنه أَشبه بالصواب قال ولا أَعرفُ واحداً منهما وقال الأَصمعي امرأَة وَأْنَةٌ إِذا كانت مقاربة الخَلْق

نثم
لم أَرَ فيها غيرَ ما قال أَبو منصور في ترجمة نتم قبلها لا أَدري انتَثَمتْ بالثاء أَو انتَتَمتْ بتاءَين في قول الشاعر قد انتَتمتْ عليَّ بقول سوءٍ بُهَيْصِلةٌ لها وجه ذميم قال والأَقرب أَنه من نَثَمَ يَنْثِمُ لأَنه أَشبه بالصواب قال ولا أَعرف واحداً منهما

نجم
نَجَمَ الشيءُ يَنْجُم بالضم نُجوماً طَلَعَ وظهر ونَجَمَ النباتُ والنابُ والقَرْنُ والكوكبُ وغيرُ ذلك طلَعَ قال الله تعالى والنَّجْمُ والشجرُ يَسْجُدانِ وفي الحديث هذا إِبَّانُ نُجومِه أَي وقتُ ظهورِِه يعني النبيّ صلى الله عليه وسلم يقال نَجَم النبتُ يَنْجُم إِذا طلع وكلُّ ما طلع وظهر فقد نَجَم وقد خُصَّ بالنَّجْم منه ما لا يقوم على ساقٍ كما خُصَّ القائمُ على الساق منه بالشجر وفي حديث حُذَيفة سِراجٌ من النارِ يَظْهَرُ في أَكتافِهم حتى يَنْجُم في صُدورِهم والنَّجْمُ من النباتِ كلُّ ما نبتَ على وجه الأَرض ونَجَمَ على غيرِ ساقٍ وتسطَّح فلم يَنْهَض والشجرُ كلُّ ما له ساقٌ ومعنى سُجودِهما دَوَرانُ الظلِّ معهما قال أَبو إِسحق قد قيل إِن النَّجْمَ يُراد به النجومُ قال وجائز أَن يكون النَّجْمُ ههنا ما نبت على وجه الأَرض وما طلع من نُجومِ السماء ويقال لكل ما طلع قد نَجمَ والنَّجِيمُ منه الطَّرِيُّ حين نَجمَ فنبَت قال ذو الرمة يُصَعِّدْنَ رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كأَنها زِجاجُ القَنا منها نَجِيمٌ وعارِدُ والنُّجومُ ما نَجَمَ من العروق أَيامَ الربيع ترى رؤوسها أَمثالَ المَسالِّ تَشُقُّ الأَرضَ شقّاً ابن الأَعرابي النَّجْمةُ شجرةٌ والنَّجْمةُ الكَلِمةُ والنَّجْمةُ نَبْتةٌ صغيرة وجمعها نَجْمٌ فما كان له ساقٌ فهو شجر وما لم يكن له ساقٌ فهو نَجْمٌ أَبو عبيد السَّرادِيحُ أَماكنُ ليِّنةٌ تُنْبت النَّجَمةَ والنَّصِيَّ قال والنَّجَمة شجرة تنبت ممتدة على وجه الأَرض وقال شمر النَّجَمة ههنا بالفتح
( * قوله « بالفتح » هكذا في التهذيب مع ضبطه بالتحريك وعبارة الصاغاني بفتح الجيم ) قال وقد رأَيتها في البادية وفسرها غير واحد منهم وهي الثَّيِّلةُ وهي شجرة خضراء كأَنها أَوَّلُ بَذْر الحبّ حين يخرج صِغاراً قال وأَما ا لنَّجْمةُ فهو شيءٌ ينبت في أُصول النخلة وفي الصحاح ضرْبٌ من النبت وأَنشد للحرث بن ظالم المُرّيّ يهجو النعمان أَخُصْيَيْ حِمارٍ ظَلَّ يَكْدِمُ نَجْمةً أَتُؤْكَلُ جاراتي وجارُك سالمْ ؟ والنَّجْمُ هنا نَبْتٌ بعينه واحدُه نَجْمةٌ
( * قوله « واحده نجمة وهو الثيل » تقدم ضبطه عن شمر بالتحريك وضبط ما ينبت في أصول النخل بالفتح ونقل الصاغاني عن الدينوري أنه لا فرق بينهما ) وهو الثَّيِّلُ قال أَبو عمرو الشيباني الثَّيِّل يقال له النَّجْم الواحدة نَجْمة وقال أَبو حنيفة الثَّيِّلُ والنَّجْمة والعكْرِشُ كله شيءٌ واحد قال وإِنما قال ذلك لأَن الحمارَ إِذا أَراد أَن يَقْلَع النَّجْمةَ من الأَرض وكَدَمَها ارْتَدَّتْ خُصْيتاه إِلى مؤخَّرِه قال الأَزهري النَّجْمةُ لها قضْبة تَفْتَرِشُ الأَرضَ افْتِراشاً وقال أَبو نصر الثَّيِّلُ الذي ينبت على شُطُوطِ الأَنهارِ وجمعه نَجْمٌ ومثلُ البيت في كون النَّجْم فيه هو الثَّيِّل قولُ زهير مُكَلَّلٌ بأُصولِ النَّجْمِ تَنسجُه ريحُ خَرِيقٌ لِضاحي مائة حُبُكُ وفي حديث جرير بينَ نَخْلةٍ وضالةٍ ونَجْمةٍ وأَثْلةٍ النَّجْمةُ أَخصُّ من النجم وكأَنها واحدتُه كنَبْتَةٍ ونَبْت وفي التنزيل العزيز والنَّجْمِ إِذا هَوَى قال أَبو إِسحق أَقْسَمَ الله تعالى بالنجم وجاء في التفسير أَنه الثُّرَيّا وكذلك سمتها العرب ومنه قول ساجعهم طَلَع النجم غُدَيَّهْ وابْتَغَى الراعي شُكَيَّهْ وقال فباتت تَعُدُّ النَّجْم في مُسْتَحِيرة سريعٍ بأَيدي الآكِلينَ جُمودُها أَراد الثُّرَيا قال وجاء في التفسير أَيضاً أَن النجم نُزول القرآن نَجْماً بعد نَجْمٍ وكان تَنزل منه الآيةُ والآيتان وقال أَهل اللغة النجمُ بمعنى النُّجوم والنُّجوم تَجمع الكواكب كلها ابن سيده والنَّجْمُ الكوكب وقد خصّ الثرَيا فصار لها علماً وهو من باب الصَّعِق وكذلك قال سيبويه في ترجمة هذا الباب هذا باب يكون فيه الشيءُ غالباً عليه اسمٌ يكون لكل مَنْ كان من أُمَّتِه أَو كان في صِفتِه من الأَسماء التي تدخلها الأَلف واللام وتكون نَكِرتُه الجامعةَ لما ذكرتْ من المعاني ثم مثَّل بالصَّعِق والنَّجمِ والجمع أَنْجُمٌ وأَنْجامٌ قال الطرماح وتجْتَلي غُرَّة مَجْهولِها بالرَّأْيِ منه قبلَ أَنْجامِها ونُجومٌ ونُجُمٌ ومن الشاذ قراءَةُ مَنْ قرأَ وعلاماتٍ وبالنُّجُم وقال الراجز إِن الفَقيرَ بينَنا قاضٍ حَكَمْ أَنْ تَرِد الماءَ إِذا غابَ النُّجُمْ وقال الأَخطل كلَمْعِ أَيْدي مَثاكِيلٍ مُسَلِّبةٍ يَنْدُبْنَ ضَرْس بَناتِ الدَّهرِ والخُطُبِ وذهب ابن جني إِلى أَنه جمع فَعْلاً على فُعْل ثم ثَقَّل وقد يجوز أَن يكون حذف الواو تخفيفاً فقد قرئَ وبالنُّجُم هُمْ يَهْتَدون قال وهي قراءة الحسن وهي تحتمل التوجيهين والنَّجْمُ الثُّرَيَّا وهو اسم لها علم مثل زيد وعمرو فإِذا قالوا طلع النَّجْمُ يريدون الثرَيا وإِن أَخرجت منه الأَلف واللام تنَكَّرَ قال ابن بري ومنه قول المرار ويومٌ مِن النَّجْم مُسْتَوْقِد يَسوقُ إِلى الموت نُورَ الظُّبا أَراد بالنَّجْم الثرَيا وقال ابن يعفر وُلِدْتُ بِحادِي النَّجْمِ يَتْلُو قَرِينَه وبالقَلْبِ قَلْبِ العَقْرَبِ المُتَوَقِّدِ وقال أَبو ذؤيب فوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابئِ ال ضُّرَباءِ خَلْفَ النَّجْمِ لا يَتَتلَّع وقال الأَخطل فهلاَّ زَجَرْتِ الطيرَ لَيْلةَ جِئتِه بضِيقةَ بين النَّجْمِ والدَّبَرانِ وقال الراعي فباتت تَعُدُّ النَّجْمَ في مُسْتَحيرةٍ سَريعٍ بأَيدي الآكِلينَ جُمودُها قوله تعدّ النَّجْم يريد الثريَّا لأَن فيها ستة أَنجم ظاهرة يتخللها نجوم صغار خفية وفي الحديث إِذا طلع النَّجْمُ ارتفعت العاهةُ وفي رواية ما طلعَ النَّجْمُ وفي الأَرض من العاهة شيءٌ وفي رواية ما طلعَ النجمِ قَط وفي الأَرض عاهةٌ إِلا رُفِعت النَّجْمُ في الأَصل اسمٌ لكل واحد من كواكب السماء وهو بالثريَّا أَخصُّ فإِذا أُطلق فإِنما يراد به هي وهي المرادة في هذا الحديث وأَراد بطلوعها طُلوعَها عند الصبح وذلك في العَشْرِ الأَوْسَط من أَيَّارَ وسقوطُها مع الصبح في العَشْر الأَوسط من تِشْرِينَ الآخِرِ والعرب تزعم أَن بين طلوعها وغروبها أَمْراضاً ووَباءً وعاهاتٍ في الناس والإِبلِ والثِّمارِ ومُدَّةُ مغيبِها بحيث لا تُبْصَر في الليل نَيِّفٌ وخمسون ليلةً لأَنها تخفى بقربها من الشمس قبلها وبعدها فإِذا بعدت عنها ظهرت في الشَّرْق وقت الصبح قال الحربي إِنما أَراد بهذا الحديث أَرضَ الحجاز لأَن في أَيَّارَ يقع الحَصادُ بها وتُدْرِك الثمارُ وحينئذ تُباعُ لأَنها قد أُمِنَ عليها من العاهة قال القتيبي أَحْسَبُ أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَرادَ عاهةَ الثِّمارِ خاصة والمُنَجِّمُ والمُتَنَجِّمُ الذي ينظر في النُّجوم يَحْسُب مَواقِيتَها وسيرَها قال ابن سيده فأَما قول بعض أَهل اللغة يقوله النَّجَّامون فأُراه مُولَّداً قال ابن بري وابنُ خالويه يقول في كثير من كلامه وقال النجَّامون ولا يقول المُنَجِّمون قال وهذا يدل على أَن فعله ثلاثي وتَنَجَّمَ رعى النُّجومَ من سَهَرٍ ونُجومُ الأَشياء وظائفُها التهذيب والنُّجومُ وظائفُ الأَشياء وكلُّ وظيفةٍ نَجْمٌ والنَّجْمُ الوقتُ المضروب وبه سمي المُنَجِّم ونَجَّمْتُ المالَ إِذا أَدَّيته نُجوماً قال زهير في دياتٍ جُعِلت نُجوماً على العاقلة يُنَجِّمُها قومٌ لقَوْمٍ غَرامةً ولم يُهَرِيقُوا بينَهم مِلءَ مِحْجَمِ وفي حديث سعد واللهِ لا أَزيدُك على أَربعة آلافٍ مُنَجَّمةٍ تَنْجِيمُ الدَّينِ هو أَن يُقَدَّرَ عطاؤه في أَوقات معلومة متتابعةٍ مُشاهرةً أَو مُساناةً ومنه تَنْجِيمُ المُكاتَب ونجومُ الكتابةِ وأَصله أَن العرب كانت تجعل مطالعَ منازِل القمر ومساقِطَها مَواقيتَ حُلولِ دُيونِها وغيرها فتقول إِذا طلع النَّجْمُ حلَّ عليك مالي أَي الثريّا وكذلك باقي المنازل فلما جاء الإِسلام جعل الله تعالى الأَهِلّةَ مَواقيتَ لِمَا يحتاجون إِليه من معرفة أَوقات الحج والصوم ومَحِلِّ الدُّيون وسَمَّوْها نُجوماً اعتباراً بالرَّسْمِ القديم الذي عرفوه واحْتِذاءً حَذْوَ ما أَلفُوه وكتبوا في ذُكورِ حقوقِهم على الناس مُؤَجَّلة وقوله عز وجل فلا أُقْسِمُ بمواقع النُّجوم عنَى نُجومَ القرآن لأَن القرآن أُنْزِل إِلى سماء الدنيا جملة واحدة ثم أُنزل على النبي صلى الله عليه وسلم آيةً آيةً وكان بين أَول ما نزل منه وآخره عشرون سنةً ونَجَّمَ عليه الدّيةَ قطَّعها عليه نَجْماً نجماً عن ابن الأَعرابي وأَنشد ولا حَمالاتِ امْرِئٍ مُنَجِّم ويقال جعلت مالي على فلان نُجوماً مُنَجَّمةً يؤدي كلَّ نَجْمٍ في شهر كذا وقد جعل فلانٌ مالَه على فلان نُجوماً معدودة يؤدِّي عند انقضاء كل شهر منها نَجْماً وقد نَجَّمها عليه تَنْجيماً نظر في النُّجوم فَكَّر في أَمر ينظر كيف يُدَبِّره وقوله عز وجل مُخْبِراً عن إِبراهيم عليه السلام فنظَر نَظْرَةً في النُّجوم فقال إِنِّي سَقِيمٌ قيل معناه فيما نَجَمَ له من الرأْي وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيى النُّجومُ جمع نَجْم وهو ما نَجَمَ من كلامهم لَمَّا سأَلوه أَن يخرج معهم إِلى عِيدِهم ونَظَرَ ههنا تَفكّر ليُدَبِّرَ حُجَّة فقال إِنِّي سَقِيم أَي منْ كُفْرِكم وقال أَبو إِسحق إِنه قال لقومه وقد رأَى نَجْماً إِني سقيم أَوْهَمَهم أَن به طاعوناً فتَوَلَّوْا عنه مُدْبِرين فِراراً من عَدْوَى الطاعون قال الليث يقال للإِنسان إِذا تفكر في أَمر لينظر كيف يُدبِّره نظر في النُّجوم قال وهكذا جاء عن الحسن في تفسير هذه الآية أَي تفكّر ما الذي يَصْرِفُهم عنه إِذا كلَّفوه الخروج معهم والمِنْجَم الكعب والعرقوبُ وكل ما نَتأَ والمِنْجَم أَيضاً الذي يُدَقّ به الوتد ويقال ما نَجَمَ لهم مَنْجَمٌ مما يطلبون أَي مَخْرج وليس لهذا الأَمر نَجْمٌ أَي أَصلٌ وليس لهذا الحديث نَجْم أَي ليس له أَصلٌ والمَنْجَمُ الطريق الواضح قال البعيث لها في أَقاصِي الأَرضِ شأْوٌ ومَنْجَمُ وقول ابن لَجَإٍ فصَبَّحَتْ والشمسُ لَمَّا تُنْعِمِ أَن تَبْلغَ الجُدَّةَ فوقَ المَنْجَمِ قال معناه لم تُرِدْ أن تبلغ الجُدّة وهي جُدّة الصبح طريقتُه الحمراء والمَنْجَمُ مَنْجَمُ النهار حين يَنْجُمُ ونَجَمَ الخارجيّ ونجمَتْ ناجمةٌ بموضع كذا أَي نَبَعت وفلانٌ مَنْجَمُ الباطل والضلالة أَي معدنُه والمَنْجِمان والمِنْجَمانِ عظمان شاخِصان في بواطن الكعبين يُقْبِل أَحدُهما على الآخر إِذا صُفَّت القدمان ومِنْجَما الرجْل كَعْباها والمِنْجَم بكسر الميم من الميزان الحديدة المعترضة التي فيها اللسان وأَنْجَمَ المطرُ أَقْلَع وأَنْجَمَت عنه الحُمّى كذلك وكذلك أَفْصَمَ وأَفْصَى وأَنْجَمت السماءُ أَقْشَعت وأَنْجَم البَرْد وقال أَنْجَمَت قُرَّةُ السماء وكانت قد أَقامَتْ بكُلْبة وقِطارِ وضرَبه فما أَنْجَمَ عنه حتى قتله أَي ما أَقْلَع وقيل كلُّ ما أَقْلَع فقد أَنْجَمَ والنِّجامُ موضع قال معقل بن خُويلِد نَزِيعاً مُحْلِباً من أَهلِ لِفْتٍ لِحَيٍّ بين أَثْلةَ والنِّجامِ نحم النَّحِيمُ الزَّحِيرُ والتنحْنُح وفي الحديث دخلتُ الجنةَ فسمعتُ نَحْمةً من نُعَيم أَي صوتاً والنَّحِيمُ صوتٌ يخرج من الجوف ورجل نَحِمٌ وربما سمي نُعَيْمٌ النَّحّامَ نَحَمَ يَنْحِمُ بالكسر نَحْماً ونَحِيماً ونَحَماناً فهو نَحَّام وهو فوق الزَّحير وقيل هو مثل الزحير قال رؤبة من نَحَمانِ الحَسَدِ النِّحَمِّ بالَغ بالنِّحَمِّ كشِعْر شاعر ونحوه وإِلا فلا وجه له وقال ساعدة بن جؤية وشَرْحَب نَحْرُه دامٍ وصَفْحَتُه يَصِيحُ مثلَ صِياحِ النَّسْرِ مُنْتَحم وأَنشد ابن بري ما لَك لا تَنْحِمُ يا فلاحُ إِنَّ النَّحِيمَ للسُّقاةِ راحُ وأَنشده أَبو عمرو ما لك لا تنحم يا فلاحه إِن النحيم للسُّقاة راحه
( * قوله « يا فلاحه » في التهذيب يا رواحه )
وفَلاحة اسم رجل ورجل نَحّام بَخِيل إِذا طُلِبت إِليه حاجة كثر سُعالُه عندها قال طرفة أَرَى قَبْرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بماله كقَبْرِ غَوِيٍّ في البَطالةِ مُفْسِد وقد نَحَمَ نَحِيماً ابن الأَعرابي النَّحْمة السَّعْلة وتكون الزحيرةَ والنَّحِيمُ صوتُ الفَهْدِ ونحوه من السباع والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر ونَحَمَ الفَهْدُ يَنحِم نَحِيماً ونحوه من السباع كذلك وكذلك النَّئِيمُ وهو صوت شديد ونَحَم السَّوَّاقُ
( * قوله « نحم السواق » في التهذيب الساقي ) والعاملُ يَنْحَم ويَنْحِمُ نَحِيماً إِذا استراح إِلى شِبْه أَنينٍ يُخرِجه من صدره والنَّحِيمُ صوت من صَدْر الفرس والنُّحامُ طائر أَحمر على خلقة الإِوَزِّ واحدته نُحامة وقيل يقال له بالفارسية سُرْخ آوى قال ابن بري ذكره ابن خالويه النُّحام الطائر بضم النون والنَّحَّامُ فرس لبعض فُرْسان العرب قال ابن سيده أُراه السُلَيْكَ بن السُّلَكة السَّعْديّ عن الأَصمعي في كتاب الفرس قال كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّامِ لَمَّا تَرَحَّل صُحْبَتي أُصُلاً مَحارُ والنَّحَّامُ اسمُ فارس من فرسانهم

نحم
النَّحِيمُ الزَّحِيرُ والتنحْنُح وفي الحديث دخلتُ الجنةَ فسمعتُ نَحْمةً من نُعَيم أَي صوتاً والنَّحِيمُ صوتٌ يخرج من الجوف ورجل نَحِمٌ وربما سمي نُعَيْمٌ النَّحّامَ نَحَمَ يَنْحِمُ بالكسر نَحْماً ونَحِيماً ونَحَماناً فهو نَحَّام وهو فوق الزَّحير وقيل هو مثل الزحير قال رؤبة من نَحَمانِ الحَسَدِ النِّحَمِّ بالَغ بالنِّحَمِّ كشِعْر شاعر ونحوه وإِلا فلا وجه له وقال ساعدة بن جؤية وشَرْحَب نَحْرُه دامٍ وصَفْحَتُه يَصِيحُ مثلَ صِياحِ النَّسْرِ مُنْتَحم وأَنشد ابن بري ما لَك لا تَنْحِمُ يا فلاحُ إِنَّ النَّحِيمَ للسُّقاةِ راحُ وأَنشده أَبو عمرو ما لك لا تنحم يا فلاحه إِن النحيم للسُّقاة راحه
( * قوله « يا فلاحه » في التهذيب يا رواحه )
وفَلاحة اسم رجل ورجل نَحّام بَخِيل إِذا طُلِبت إِليه حاجة كثر سُعالُه عندها قال طرفة أَرَى قَبْرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بماله كقَبْرِ غَوِيٍّ في البَطالةِ مُفْسِد وقد نَحَمَ نَحِيماً ابن الأَعرابي النَّحْمة السَّعْلة وتكون الزحيرةَ والنَّحِيمُ صوتُ الفَهْدِ ونحوه من السباع والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر ونَحَمَ الفَهْدُ يَنحِم نَحِيماً ونحوه من السباع كذلك وكذلك النَّئِيمُ وهو صوت شديد ونَحَم السَّوَّاقُ
( * قوله « نحم السواق » في التهذيب الساقي ) والعاملُ يَنْحَم ويَنْحِمُ نَحِيماً إِذا استراح إِلى شِبْه أَنينٍ يُخرِجه من صدره والنَّحِيمُ صوت من صَدْر الفرس والنُّحامُ طائر أَحمر على خلقة الإِوَزِّ واحدته نُحامة وقيل يقال له بالفارسية سُرْخ آوى قال ابن بري ذكره ابن خالويه النُّحام الطائر بضم النون والنَّحَّامُ فرس لبعض فُرْسان العرب قال ابن سيده أُراه السُلَيْكَ بن السُّلَكة السَّعْديّ عن الأَصمعي في كتاب الفرس قال كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّامِ لَمَّا تَرَحَّل صُحْبَتي أُصُلاً مَحارُ والنَّحَّامُ اسمُ فارس من فرسانهم

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88