كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

لهق
اللَّهقُ بالتحريك الأبيض وقيل الأبيض الذي ليس بذي بَرِيقٍ ولا مُوهةٍ وصف في الثور والثوب والشيب قال الهذلي وإلا النَّعامَ وحفَّانَهُ وطُغُيَا مع اللَّهِقِ الناشط وكذلك البعير الأَعيس الواحد والجمع فيه سواء وقيل اللَّهِقُ واللَّهَقُ واللَّهَاق الأبيض الشديد البياض والأُنثى لَهِقَة ولِهَاقٌ وقد لَهِقَ ولَهَقَ لَهْقاً ولَهَقاً ابيضَّ فهو لَهَق ولَهِق إذا كان شديد البياض مثل يَقَق ويَقِق قال القطامي يصف إبلاً وإذا شَفَنَّ إلى الطريف رَأَيْنَهُ لَهَقاً كشاكلة الحِصانِ الأَبْلَقِ واللَّهَاق واللِّهَاقُ الثور الأبيض قال اأمية بن أبي عائذ كأنَّي ورَحْلي إذا رُعْتُها على جَمَزَى جازِئٍ بالرِّمالْ حَدِيد القناتين عَبْلِ الشَّوى لَهَاق تَلأْلُؤهُ كالهِلالْ واللَّهَقُ مقصور منه والتَّلَهُّق كثرة الكلام والتَّقَعُّر فيه وسهم لَهْوَق حديد نافذ قال أبو ذؤيب فأعْشَيْتُه من بَعْدِ ما رَاثَ عِشْيُهُ بسَهْمٍ كسَيْرِ الثَّابِرِيَّةِ لَهْوَقِ والتَّلَهْوُقُ التَّمَلّق وفيه لَهْوَقة أي مَلَق وطَرْمذَة ابن الأَعرابي في فلان طَرْمَذة وبَلْهقَة ولَهْوَقة أي كبر ورجل لَهْوق ومُتَلَهْوق يُبْدِي غير ما في طبيعته ويتزين بما ليس فيه من خُلُق ومروءة وكرم قال الزمخشري وعندي أَنه من اللَّهَق وهو الأبيض في موضع الكرم لنقاء عِرْضه مما يدنسه ومنه قصيد كعب تَرْمي الغُيُوب بعَيْنَيْ مفردٍ لَهَقِ هو بفتح الهاء وكسرها الأبيض والمفرد الثور الوحشي شبهها به والمُتَلَهْوق المبالغ فيما أَخذ فيه من عمل أو لبس واللّهْوقة كل ما لم يبالغ فيه من كلام أو من عمل تقول قد لهوق كذا وقد تَلَهْوقَ فيه قال أَبو الغوث اللهوقة أن تتحسن بالشيء وأَن تظهر شيئاً باطنك على خلافة نحو أن يُظهر الرجلُ من السخاء ما ليس عليه سجيّته قال الكميت يمدح مخلد بن يزيد بن المهلب أَجْزيهمُ يَدَ مخْلَدٍ وجَزَاؤُها عِنْدي بلا صَلَفٍ ولا بتَلَهْوُقِ وفي الحديث كان خُلُقه سجيّةً ولم يكن تَلَهْوُقاً أي لم يكن تصنّعاً وتكلُّفاً

لوق
لاقَ الشيءَ لَوْقاً ولَوَّقه ليَّنه ولَوَّق طعامه أَصلحه بالزُّبْد وفي حديث عُبادة بن الصامت ولا آكل إلا ما لُوِّق لي قال أبو عبيد هو مأخوذ من اللُّوقة وهي الزبدة في قول الفراء والكسائي وقال ابن الكلبي هو الزبد بالرطب واللُّوقةُ الرطبُ بالزُّبْد وقيل بالسمن وفيه لغتان لُوقَة وأَلُوقة وقال رجل من بني عُذرْه وإنِّي لِمَنْ سالَمْتُمُ لأَلُوقة وإنِّي لِمَنْ عاديْتُم سُمُّ أَسْودِ وقال الآخر حديثك أَشْهى عِنْدنا من أَلُوقةٍ تَعَجَّلهَا ظمآنُ شَهْوانُ للطُّعْم واللُّوَقُ جمع لُوقَة وهي الزبدة بالرطب والذي أَراد عبادةُ بقوله لُوِّقَ لي أَى لُيِّن لي من الطعام حتى يكون كالزُّبْد في لينه وأصله من اللُّوقةِ وهي الزبدة والألْوق الأَحمق في الكلام بيّنُ اللَّوَق ورجل عَوِقٌ لَوِقٌ إتباع وكذلك ضيّق ليّق عَيّق كل ذلك على الإتباع واللُّوقُ كل شيء لين من طعام وغيره ويقال ما ذقت لَوَاقاً أَي شيئاً ولُوَاق أرض معروفة قال أبو دواد لمَنْ طَلَلٌ كعُنْوان الكتابِ ببطْن لُوَاق أَو بطن الذُّهابِ ؟

ليق
لاقَ الدواة لَيْقاً وألاقَها إلاقَةً وهي أغرب فلاقَتْ لَزِق المداد بِصُوفها وهي لائق لغة قليلة ولُقْتُها لَيْقاً أيضاً والاسم منه اللِّيقةُ وهي لِيقةُ الدَّوَاة التهذيب اللِّيقة لِيقةُ الدواة وهي ما اجتمع في وَقْبتَها من سوادها بمائها وحكى ابن الأعرابي دَواة مَلُوقة أي مَلِيقة إذا أصلحت مِدَادها وهذا لا يلحقها بالواو لأنه إنما هو على قول بعضهم لُوقَتْ في لِيقَتْ كما يقول بعضهم بُوعَتْ في بِيعَت ثم يقولون على هذا مَبُوعة في مَبِيعة ولاقَ الشيءُ بقلبي لَيْقاً ولَياقاٌ ولَيقاناً والْتاق كلاهما لَزِق وما لاقَ ذلك بصَفَري أي لم يوافقني وقال ثعلب ما يَليقُ ذلك بصَفري أي ما ثبت في جوفي وما يليق هذا الأمر بفلان أي ليس أهلاً أن ينسب إليه وهو من ذلك والْتَاقَ قلبي بفلان أي لَصِق به وأحبه ويقال الْتاقَ به استغنى به قال ابن ميادة ولا أن تكونَ النَّفْسُ عنها نَجِيحةً بشي ولا مُلْتاقةً ببَدِيلِ وما لاقَتْ عند زوجها ولا عاقَتْ أي ما حظيت ولم تَلْصَقْ بقلبه ومنه لاقَت الدواةُ تَلِيقُ أَي لصقت ولِقتُها يتعدى ولا يتعدى قال ابن بري وحكى الزجاجي لُقُتُ الدواة ألُوقُها ويقال هذا الأمر لا يَلْبَق بك أي لا يَزْكو بك فإذا كان معناه لا يعلق قيل لا يليق بك الأزهري والعرب تقول هذا أمر لا يَلِيقُ بك معناه لا يحسن بك حتى يَلْصقَ بك وتقول لا يَلْبَيق بك معناه أَنه ليس يوفّق لك ومنه تَلْبِقُ الثريد بالسمن إذا أكثر أدمه وقول أبي العيال خِضَمّ لم يُلِقْ شيئاً كأَن حُسامَهُ اللَّهَبُ أَي لم يُلِقْ شيئاً إلا قطعه حُسَامه يقال ما أَلاقَني أي ما حبسني أي لا يحبس شيئاً ويقال فلان ما يُلِيقُ شيئاً من سخائه أي ما يمسك وألاقُوه بأَنفسهم أي ألزقوه واستلاطوه قال زُمَيْل بن أُبَيْرٍ وهل كُنْت إلا حَوْتكيّاً أَلاقَهُ بنو عَمّه حتى بَغَى وتجبّرا ؟ ويقال هذا البيت لخارجة بن ضِرارٍ المُرّي واللَّيقُ شيء أسود يجعل في دواء الكحل واحدته لِيقَةٌ وقد يكون اللِّيقُ واللِّيقةُ من باب الفُوق والفُوقةِ وما يَلِيقُ بكفه درهم أي ما يحتبس وما يُلِيقُه هو أَي ما يحبسه ولا يَلْصَق به قال تقول إذا اسْتَهْلَكْتُ مالاً للذَّةٍ فُكَيْهةُ هل شيء بكَفَّيْكَ لائقُ ؟ وقال كَفَّاك كَفٌّ ما تُلِيقُ درهمَا جوداً وأُخرى تُعْط بالسيف الدَّمَا
( * قوله تعْط كذا في الأصل )
وفلان ما يَلِيقُ ببلد أَي ما يمتسك وما يُلِيقُه بلد أَي ما يمسكه وقال الأصمعي للرشيد ما أَلاقَتْني أَرض حتى أَتيتك يا أَمير المؤمنين وفي التهذيب أَن الأَصمعي قال ما أَلاقَتْني البَصْرةُ أَي ما ثَبَتّ فيها ويقال ما لِقْتُ بَعْدك بأَرض أي ما ثَبَتّ ابن الأَعرابي يقال فلان لا يَلِيق بيده مال ولا يُلِيقُ مالاً ولا يَليق ببلد ولا يَلِيقُ به بلد والالْتِياقُ لزوم الشيء الشيءَ ولَيَّق الطعامَ ليّنة وما في الأرض ليَاق أَي شيء من مَرْتع وما وجدت عنه شيئاً أُلِيقُه وهو منه واللِّيقةُ الطينة اللزِجةُ يُرمى بها الحائط فتَلزق به أَبو زيد هو ضَيْق لَيْق وضَيِّق لَيِّق وقد الْتاق فلانٌ بفلان إذا صافاهُ كأَنه لَزِقَ به ولاقَ به فلان أي لاذ به ولاقَ به الثوب أَي لبق به

مأق
المَأْقة الحِقْد والمَأْقة والمَأْق مهموز ما يأْخذ الصبي بعد البكاء مَئِقَ يَمْأَق مَأَقاً فهو مَئِق وامْتَأَق مثله والمَأَقة بالتحريك شبه الفُواق يأْخذ الإنسان عند البكاء والنَّشيج كأَنه نفس يقلعه من صدره وروى ابن القطاع المَأَقة بالتحريك شدَّة الغيظ والغضب وشاهد المَأْقة بسكون الهمزة قول النابغة الجعدي وخصمَيْ ضِرار ذوَيْ مَأْقَةٍ متى يَدْنُ رِسْلُهما يُشْعَب فمأْقة على هذا ومأَقة مثل رَحْمَة ورَحَمَةٍ وأَما التَّأَقَةُ فهي شدة الغضب فذكر أَبو عمرو أَنها بالتحريك وقال الليحياني مَئِقَت المرأَة مَأْقة إذا أَخذها شبه الفواق عند البكاء قبل أَن تبكي ومَئِق الرجل كاد يبكي من شدَّة الغيظ أو بكى وقيل بكى واحْتدَّ وأَمأَق إمآقاً دخل في المَأْقة كما تقول أَكأَبَ دخل في الكَأْبة وامْتَأَق إليه بالبكاء أَجهش إليه به الأَصمعي امْتَأَق غضبهُ امْتِئاقاً إذا اشتدّ وقَدِم فلان علينا فامْتأَقْنا إليه وهو شبه التباكي إليه لطول الغَيبة ابن السكيت المَأْق شدة البكاء وقالت أُم تأَبَّط شرّاً تؤبّن ولدها ما أَبَتُّه مَئِقاً أَي باكياً وأَنشد لرؤبة كأَنَّما ععوْلتها بعد التَّأَقْ غَوْلةُ ثَكْلى وَلْوَلت بعد المأَقْ الليث المُؤق من الأرض والجمع الأمْآقُ النواحي الغامضة من أَطرافها وأَنشد تُفْضي إلى نازِحةِ الأَمْآق وقال غيره المَأْقةُ الأَنَفَةُ وشدة الغضب والحميَّة والإمْآق نكث العهد من الأنفَة وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الوُفود من اليمانيين ما لم تضمروا الإماق وتأْكلوا الرِّماق ترك الهمز من الإمْآق ليوازن به الرماق يقول لكم الوفاء بما كتبت لكم ما لم تأْتوا بالمَأْقة فتغْدُروا وتَنْكُثوا وتقطعوا رِباقَ العهد الذي في أَعناقكم وفي الصحاح يعني الغيظ والبكاء مما يلزمكم من الصدقة فأَطلقه على النَّكْثِ والغدر لأنهما من نتائج الأنَفَة والحمِيَّةِ أن تسمعوا وتطيعوا قال الزمخشري وأَوجه من هذا أن يكون الإماقُ مصدر أَماق وهو أَفعل من المُوق بمعنى الحُمْقِ والمراد إضمار الكفر والعمل على ترك الاستبصار في دين الله تعالى أَبو زيد مَأَق الطعامُ والحُمْقُ إذا رخُص وفي المثل أَنت تَئِق وأَنا مَئِق فكيف نَتَّفِق ؟ وقد تقدم ذكره في ترجمة تأَق وهو مثل يضرب في سوء الاتفاق والمعاشرة ومُؤق العين ومُوقُها ومُؤقِيها ومَأْقيها مؤخرها وقيل مقدمها وجمع المُؤق والمُوق والمَأْق آماق وجمع المُؤقي والمَأْقي مآقٍ على القياس وفي وزن هذه الكلمة وتصاريفها وضروب جمعها تعليل دقيق ومُوقِئ العين وماقِئُها مؤخرها وقيل مقدمها أَبو الهيثم في حرف العين الذي يلي الأَنف لغات خمس مُؤق ومَأْق مهموزان ويجمعان أَمآقاً وأنشد ابن بري لشاعر فارَقْتُ لَيْلى ضَلَّةً فنَدِمْتُ عند فِرَاقها فالعين تُذْرِي دَمْعها كالدُّرِّ من أَمْآقِها وقد يترك همزها فيقال مُوق ومَاق ويجمعان أَمْواقاً إلا في لغة من قلب فقال آماق وأنشد ابن بري للخنساء ترى آماقها الدهرَ تَدْمع ويقال مُؤقٍ على مُفْعل في وزن مُؤبٍ ويجمع هذا مآقي وأَنشد لحسان ما بالُ عَيْنِك لا تَنام كأَنَّما كُحِلَت مآقيها بكُحل الإثْمِدِ ؟ وقال آخر والخيل تطعن شَزْراً في مآقيها وقال حميد الأَرقط كأَنما عَيْناهِ في وَقْبَيْ حَجَرْ بين مآق لم تُخَرَّقْ بالإبَرْ وقال مُعَقِّرٌ في مفرده ومَأْقي عَيْنها حَذِل نَطُوف وقال مزاحم العقيلي في تثنيته أَتَحْسِبُها تُصَوِّب مَأْقِييَهْا ؟ غَلبتُك والسماء وما بَناها ويروى أَتَزْعُمها يُصَوَّب ماقِياها ويقال هذا ماقي العين على مثال قاضي البلدة ويهمز فيقال مَأْقي وليس لهذا نظير في كلام العرب فيما قال نصير النحوي لأن أَلف كل فاعل من بنات الأربعة مثل داعٍ وقاضٍ ورامٍ وعالٍ لا يهمز وحكي الهمز في مَأْقي خاصة الفراء في باب مَفْعَل ما كان من ذوات الياء والواو من دَعَوْت وقَضَيْت فالمفَعْلَ فيه مفتوح اسماً كان أَو مصدراً إلا المَأْقي من العين فإن العرب كسرت هذا الحرف قال وروي عن بعضهم أَنه قال في مَأْوَى الإبل مَأْوي فهذان نادران لا يقاس عليهما اللحياني القلب في مَأْق فيمَنْ لغته مَأْقٌ ومُؤق أَمْقُ العين والجمع آماق وهي في الأصل أَمْآق فقلبت فلما وحدوا قالوا أَمْق لأَنهم وجدوه في الجمع كذلك قال ومن قال مَأْقي جعله مَواقي وأَنشد كأَنَّ اصْطِفاق المَأْقِيَيْنِ بطرفها نَثِيرُ جُمانٍ أخطأَ السَّلْك ناظِمُه وفي الحديث أَنه كان يمسح المَأْقِيَين وهي تثنية المأْقي وقال الشاعر فظَلَّ خليلي مُسْتَكِيناً كأَنه قَذىً في مَواقي مُقْلَتيْهِ يُقَلْقِلُ جمع ماقي وقالت الخنساء في مفرده ما إنْ يَجفّ لها من عَبْرةٍ ماقي وقال الليث مُؤق العين مؤخرة ومَأْقُها مقدمها رواه عن أَبي الدقيش قال وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنه كان يكتحل من قِبَلِ مُؤقه مرة ومن قبَلِ مأْقِهِ مرة يعني مقدم العين ومؤخرها قال الزهري وأَهل اللغة مجمعون على أَن المُؤق والمَأْق حرف العين الذي يلي الأَنف وأََن الذي يلي الصدغ يقال له اللَّحاظ والحديث الذي استشهد به غير معروف الجوهري مُؤق العين طرفها مما يلي الأنف ولَحاظها طرفها الذي يلي الأُذن والجمع آماق وأَمْآق أَيضاً مثل آبار وأَبآر ومأْقي العين لغة في مُؤقِ العين وهو فَعْلي وليس بمَفْعِل لأَن الميم من نفس الكلمة وإنما زيد في آخره الياء للإلحاق فلم يجدوا له نظيراً يلْحقونه به لأَن فَعْلي بكسر اللام نادر لا أُخت لها فأُلحق بمَفْعِل ولهذا جمعوه على مَآقٍ على التوهم كما جمعوا مَسِيلَ الماء أَمْسِلَةً ومُسْلاناً وجمعوا المَصير مُصْراناً تشبيهاً لهما بفَعْيَل على التوهم قال ابن السكيت ليس في ذوات الأَربعة مَفْعِل بكسر العين إلا حرفان مأْقي العين ومَأْوِي الإبل قال الفراء سمعتهما والكلام كله مَفْعَل بالفتح نحو رميته مَرْمىً ودعوته مَدْعىً وغزوته مَغْزىً قال وظاهر هذا القول إن لم يُتَأَوَّل على ما ذكرناه غلط وقال ابن بري عند قوله وإنما زيد في آخره الياء للإلحاق قال الياء في مَأْقِي العين زائدة لغير إلحاق كزيادة الواو في عَرْقُوَةٍ وتَرْقُوَةٍ وجمعها مَآقٍ على فَعالٍ كَعَراقٍ وتَراقٍ ولا حاجة إلى تشبيه مَأْقي العين بمَفْعِل في جمعه كما ذكر في قوله فلهذا جمعوه على مَآقٍ على التوهم لما قدمتُ ذكره فيكون مأْق بمنزلة عَرْقٍ جمع عَرْقُوَةٍ وكما أَن الياء في عَرْقِي ليست للإلحاق كذلك الياء في مأْقي ليست للإلحاق وقد يمكن أَن تكون الياء في مأْقي بدلاً من واو بمنزلة عَرْقٍ والأصل عَرْقُوٌ فانقلبت الواو ياء لتطرفها وانضمام ما قبلها وقال أبو علي فلبت ياء لما بنيت الكلمة على التذكير وقال ابن بري أيضاً بعدما حكاه الجوهري عن ابن السكيت إنه ليس في ذوات الأربعة مَفْعِل بكسر العين إلا حرفان مأْقِي العين ومَأْوِي الإبل قال هذا وهم من ابن السكيت لأَنه قد ثبت كون الميم أَصلاً في قولهم مُؤْق فيكون وزنها فَعْلِي على ما تقدم ونظير مَأْقي مَعْدِي فيمن جعله من مَعَدَ أَي أَبعد ووزنه فَعْلي وقال ابن بري يقال في المُؤْق مُؤْقٍ ومَأْقٍ وتثبيت الياء فيهما مع الإضافة والألف واللام قال أبو علي وأَما مُؤقِي فالياء فيه للإلحاق ببُرْثُنٍ وأَصلُه مؤقُوٌ بزيادة الواو للإلحاق كعُنْصُوَةٍ إلا أَنها قلبت كما قلبت في أدْلٍ وأما مَأْقي العين فوزنه فَعْلِي زيدت الياء فيه لغير إلحاق كما زيدت الواو في تَرْقُوةٍ وقد يحتمل أن تكون الياء فيه منقلبة عن الواو فتكون للإلحاق بالواو فيكون وزنه في الأصل فَعْلُوٌ كتَرْقُوٍ إلا أَن الواو قلبت ياء لما بنيت الكلمة على التذكير انقعر كلام أبي علي قال ابن بري وماقئ على فاعل جمعه مَواقِئُ وتثنيته ماقِئَان وأَنشد أَبو زيد يا مَنْ لِعَيْنٍ لم تَذق تَغْميضا وماقِئَيْنِ اكتحلا مَضِيضَا قال أَبو علي من قال مَاقٍ فالأصل ماقئٌ ووزنه فالع وكذلك جمعه مَواقٍ ووزنه فوالع فأخرت الهمزة وقلبت ياء والدليل على ذلك ما حكي عن أبي زيد أن قوماً يحققون الهمزة فيقولون مَقِئ العين وقال اللحياني يقال مُؤْق وأَمواق ومُوق أيضاً بغير همز وجمعه مَواقٍ قال وسمعت مُوقئ وجمعه مَواقِئُ وأُمْقاً وجمعه آماق قال الشيخ ويقال أُمْق مقلوب وأصله مُؤق وآماق على القلب من آمْآق قال فهذه إحدى عشرة لفظة على هذا الترتيب مُؤقٌ ومَأْقٌ ومُؤْقٍ ومَأْقٍ ومَاقٍ ومَاقِئٌ ومَاقٌ ومُوقٍ ومُوقئ وأُمْقٌ

مجنق
المَنْجَنِيقُ والمِنْجَنِيقُ بفتح الميم وكسرها والمَنْجَنُوق القَذَّاف التي ترمى بها الحجارة دخيل أَعجمي معرب وأصلها بالفارسية مَنْ جِي نِيكْ أَي ما أَجْوَدَني وهي مؤنثة قال زفر بن الحرث لقد تركتَنْي مَنْجَنِيقُ ابنِ بَحْدَلٍ أَحِيدُ عن العُصْفور حين يطيرُ وتقديرها مَنْفَعِيل لقولهم كنا نُجْنَقُ مَرَّةً ونُرْشَقُ أُخرى قال الفراء والجمع منْجَنِيقات وقال سيبوية هي فَنْعَليل الميم من نفس الكلمة أَصلية لقولهم في الجمع مَجانِيق وفي التصغير مُجَيْنِيق ولأنها لو كانت زائدة والنون زائدة لاجتمعت زائدتان في أَول الأسم وهذا لا يكون في الأسماء ولا الصفات التي ليست على الأفعال المزيدة ولو جعلت النون من نفس الحرف صار الاسم رباعيّاً والزيادات لا تلحق ببنات الأربعة أَوّلاً إلا الأسماء الجارية على أَفعالها نحو مُدَحْرِج ومنهم من قال إن الميم والنون زائدتان لقولهم جَنَقَ يَجْنِق إذا رمى التهذيب في الرباعي أَبو تراب مِنْجَلِيق ويقال جَنّقوا المجانيق ومَجْنقوها وفي حديث الحجاج أَنه نصب على البيت مَنْجَنِيقاً وَكَّل بها جانِقَين فقال أَحد الجانِقين عند رميه خَطَّارة كالجمل الفَنِيق أَعْدَدْتُها للمسجد العَتيقِ الجانِقُ الذي يدير المَنْجنيق ويرمي عليها

مجلق
التهذيب في الرباعي أَبو تراب يقال للمِنْجَنِىق مِنْجَليق وقد تقدم

محق
المَحْق النقصان وذهاب البركة وشيء ماحِقٌ ذاهب وقد مَحَق وامَّحَق وامْتَحَقَ ومَحَقهُ وأَمْحقه لغة وأَباها الأَصمعي قال الأزهري تقول مَحَقهُ الله فامَّحَقَ وامْتَحَقَ أَي ذهب خيره وبركته وأَنشد لرؤبة بِلالُ يا ابن الأَنْجُمِ الأَطْلاقِ لسْنَ بنَحْساتٍ ولا أَمْحاقِ قال أَبو زيد مَحقَه الله وأَمْحقه وأَبي الأصمعي إلاَّ مَحَقه وتَمَحَّقَ الشيء وامتَحَقَ وشيءٌ مَحِيق ممحوق قال المفضل التكري يصف رُمْحاً عليه سنان من حديد أَو قرن يُقَلِّبُ صَعْدَةً جَرداءَ فيها نَقِيعُ السَّمِّ أَو قَرْنٌ مَحِيقُ ونصل مَحِيق أَي مُرَقَّق محدَّد وهو فعِيل من مَحَقَه وقرن مَحِيق إذا دُلك فذهب حدّه ومَلُس ومن المَحْق الخفي أَن تلد الإبل الذكور ولا تلد الإناث لأَن فيه انقطاع النسل وذهاب اللبن ومن المَحْق الخفيّ النخل المُتقارَب ابن سيده المَحْق النخل المُقَارَب بينه في الغرس وكل شيءٍ أبطلته حتى لا يبقى منه شيء فقد مَحَقْتهُ وقد امَّحق أَي بطل مَحَقه يَمْحَقه مَحقْاً أي أبطله ومحاه قال الله تعالى يَمْحَقَ الله الرِّبا ويُرْبي الصدقات أي يستأْصل الله الربا فيُذْهب رَيعْه وبركته ابن الأَعرابي المَحْق أَن يذهب الشيء كله حتى لا يرى منه شيء الجوهري مَحَقهُ الله أَي أَذهب بركته وأَمْحَقه لغة فيه رديئة وفي حديث البيع الحَلِفُ مَنْفَقَة للسلْعة مَمْحَقَة للبركة وفي حديث آخر فإنه يَنْفَقُ ثم يَمْحَقُ المَحْقُ النقص والمحو والإبطال وقد مَحَقهُ يَمْحَقهُ ومَمْحَقَةٌ مَفْعلة منه أَي مَظنة له ومحراة به ومنه الحديث ما مَحَقَ الإسلام شيء ما مَحَقَ الشُّحُّ وقد تكرر في الحديث ابن سيده المِحَاق والمُحاقُ آخر الشهر إذا امَّحق الهلال فلم يُرَ قال أتَوْني بها قبل المُحاق بليلةٍ فكان مُحاقاً كله ذلك الشَّهْرُ وأَنشد الأزهري يَزْدَادُ حتى إذا ما تَمَّ أَعْقَبٍَهُ كَرُّ الجَدِيدَيْنِ منه ثم يَمَّحِقُ وقال ابن الأعرابي سُمَّي المُحاق مُحاقاً لأَنه طلع مع الشمس فَمَحَقَتْه فلم يرهُ أَحد قال والمُحاقُ أَيضاً أَن يسْتسرّ القمر ليلتين فلا يُرى غُدْوة ولا عشية ويقال لثلاث ليالٍ من الشهر ثلاثٌ مُحاق وامْتِحاق القمر احتراقه وهو أَن يطلع قبل طلوع الشمس فلا يُرَى يفعل ذلك ليلتين من آخر الشهر الأزهري اختلف أَهل العربية في الليالي المِحاقِ فمنهم من جعلها الثلاث التي هي آخر الشهر وفيها السِّرارُ وإلى هذا ذهب أَبو عبيد وابن الأَعرابي ومنهم من جعلها ليلة خمسٍ وستٍّ وسبعٍ وعشرين لأن القمر يطلع وهذا قول الأَصمعي وابن شميل وإليه ذهب أَبو الهيثم والمبرد والرياشي قال الأزهري وهو أَصح القولين عندي قال ويقال مُحَاق القمر ومِحَاقه ومَحاقه ومَحَّق فلان بفلان تَمْحِيقاً وذلك أَن العرب في الجاهلية إذا كان يومُ المِحَاقِ من الشهر بَدَرَ الرجل إلى ماءِ الرجل إذا غاب عنه فينزل عليه ويسقي به مالَه فلا يزال قَيِّمَ الماء ذلك الشهر ورَبَّه حتى ينسلخ فإذا انسلخ كان رَبّه الأَول أَحق به وكانت العرب تدعو ذلك المَحِيق أَبو عمرو الإمْحَاق أَن يهلك المال أَول الشيء كمِحاق الهلال ومُحِقَ الرجل وامَّحق قارب الموت من ذلك قال سَبْرة بن عمرو الأسدي يهجو خالد بن قيس أَبوك الذي يَكوْي أُنوف عُنُوقِهِ بأَظفاره حتى أَنَسَّ وأَمْحَقَا أَنَسَّ الشيءُ بلغ غاية الجهد وهو نسيسه أَي بقية نفسه وماحِقُ الصَّيْف شدته ومحَقَهُ الحرُّ أَي أَحرقه ويقال جاءَ في ماحِقِ الصيف أَي في شدة حَرِّة ويوم ماحِقٌ بيِّن المَحْق شديد الحر أَي أَنه يَمْحَق كل شيء ويحرقه قال ساعدة الهذلي يصف الحمر ظَلَّتْ صَوَافِنَ بالأَرْزان صاديةً في ماحِقٍ من نهار الصَّيْف مُحْتَدمِ

مخق
مَخِقَت عينه كبَخِقَتْ

مخرق
المُمَخْرَق المُمَوَّه وهي المَخْرقةُ مأْخوذة من مَخاريق الصبيان

مدق
مَدَق الصخرةَ يَمْدقُها مَدْقاً كسرها ومَيْدق اسم

مذق
المَذِيقُ اللبن الممزوج بالماء مَذَقَ اللبنَ يَمْذُقه مذْقاً فهو مَمْذوق ومَذِيقٌ ومَذِقٌ خلطه الأخيرة على النسب والمَذْقةُ الطائفة منه ومَذَقَهُ ومَذَق له سقاه المَذْقةَ ومنه قيل فلان يَمْذُق الوُدَّ إذا لم يخلصه وهو المَذْق أَيضاً وأَنشد يَشْربُه مَذْقاً ويَسْقي عيالَهُ سَجاجاً كأَقْرَاب الثَّعالب أَوْرَقا وفي الحديث بارك لكم في مَذْقها ومَحْضها المَذْق المزج والخلط وفي حديث كعب وسلمة ومَذْقَة كطُرَّة الخَنيف المَذْقة الشربة من اللبن المَمْذوق شبهها بحاشية الخنيف وهو رديء الكتان لتغير لونها وذهابه بالمزج والمُماذقة في الوُدّ ضد المخالصة ومَذَق الوُدَّ لم يخلصه ورجل مَذَّاق كَذُوب ورجل مَذِقٌ ومَذَّاق ومُمَاذِق بيِّن المِذَاق مَلُول وفي الصحاح غير مخلص وهو المِذاقُ قال ولا مُؤاخاتك بالمِذَاقِ ابن بزرج قالت امرأَة من العرب امَّذق فقالت لها الأُخرى لم لا تقولين امْتَذق ؟ فقال الآخر والله إني لأُحب أَن تكون ذمَلَّقِيَّة اللسان أَي فصيحة اللسان وأَبو مَذْقة الذئب لأن لونه يشبه لون المَذْقة ولذلك قال جاؤوا بِضَيْحٍ هل رأَيتَ الذِّئْبَ قطّ ؟ شبه لون الضَّيْح وهو اللبن المخلوط بلون الذئب

مرق
المَرَقُ الذي يؤتدم به معروف واحدته مَرَقة والمَرَقة أَخص منه ومَرَق القِدْرَ يَمْرُقُها ويَمْرِقُها مَرْقاً وأَمْرَقَها يُمْرقها إمْراقاً أَكثر مَرَقَها الفراء سمعت بعض العرب يقول أَطعمنا فلان مَرَقة مَرَقَيْن يريد اللحم إذا طبخ ثم طبخ لحم آخر بذلك الماء وكذا قال ابن الأَعرابي ومَرِقتِ البيضةُ مَرَقاً ومَذِرتْ مَذَراً إذا فسدت فصارت ماء وفي حديث علي إن من البيض ما يكون مارقاً أَي فاسداً وقد مرقت البيضة إذا فسدت ومَرَقَ الصوفَ والشعر يَمْرقه مَرْقاً نتفه والمُراقة بالضم ما انتتف منهما وخص بعضهم به ما ينتتف من الجلد المَعْطُونِ إذا دفن ليسترخي وربما قيل لما تنتفه من الكَلاءِ القليل لبعيرك مُرَاقة وقال اللحياني وكذلك الشيء يسقط من الشيء والشيء يفنى منه فيَبْقى منه الشيءُ وفي الحديث أنَّ امرأَة قالت يا رسول الله إن بنتاً لي عَروُساً تمرَّق شعرُها وفي حديث آخر مَرِضَتْ فامَّرَقَ شعرها يقال مَرَقَ شَعْرُه وتَمَرَّق وامَّرق إذا انتثر وتساقط من مرض أَو غيره والمَرْقة الصوفة أَول ما تنتف وقيل هو ما يبقى في الجلد من اللحم إذا سلخ وقيل هو الجلد إذا دبغ والمَرْقُ بالتسكين الإهابُ المُنْتِنُ تقول مَرَقْتُ الإهَابَ أَي نتفت عن الجلد المعطون صوفه وأَمْرَق الجلدُ أَي حان له أن ينتف ويقال أَنْتَنُ من مَرْقَاتِ الغنمِ الواحدة مَرْقة وقال الحرث بن خالد ساكناتُ العَقِيقِ أَشْهَى إلى القل ب من الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ يَتَضَوَّعْنَ لو تضَمَّخْنَ بالمس ك ضِماخاً كأنه ريح مَرْقِ قال ابن الأَعرابي المَرْقُ صُوف العِجافِ والمَرْضى وأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من البيت الأَخير من قوله كأَنه ريح مَرْق ففسره هو بأَنه جمع المَرْقة التي هي من صوف المهازيل والمَرْضى وقد يجوز أَن يكون يعني به الصوف أَول ما يُنْتف لأَنه حينئذ مُنْتِنٌ تقول العرب أَنتَنُ من مرْقات الغنم فيكون المَرْقُ على هذا واحداً لا جمع مَرْقة ويكون من المذكر المجموع بالتاء وقد يكون يعني به الجلد الذي يُدْفن ليسترخي وأَمْرَق الشعرُ حان له أَن يُمْرَقَ ابن الأَعرابي المَرْقُ الطعن بالعجلة والمُرْقُ الذئاب المُمَعَّطة والمَرْق الصوف المُنَفَّش يقال أَعطني مَرْقة أَي صوفة والمَرْق الإهابُ الذي عُطِنَ في الدباغ وترك حتى أَنتن وامَّرط عنه صوفه ومَرَقْتُ الإهابَ مَرْقاً فامَّرق امِّراقاً والمُرَاقة والمْرَاطة ما سقط من الشعر والمُراقة من النبات ما يُشْبِعُ المال وقال أَبو حنيفة هو الكلأُ الضعيف القليل ومَرِقَت النخلةُ وأَمْرقَتْ وهي مُمْرِقٌ سقط حملها بعدما كبر والاسم المَرْقُ ومَرَقَ السهمُ من الرَّمِيَّة يَمْرُقُ مَرْقاً ومُرُوقاً خرج من الجانب الآخر وفي الحديث وذكر الخوارج يَمْرْقُونَ من الدِّين كما يَمْرُق السهم من الرميّة أَي يَجُوزونَهُ ويخرقونَهُ ويتعدّونه كما يخرق السهم المَرْميّ به ويخرج منه وفي حديث علي عليه السلام أُمِرْتُ بقتال المارِقينَ يعني الخوارج وأَمْرقْتُ السهم إمْراقاً ومنه سميت الخوارج مارِقةً وقد أَمْرَقهُ هو والمُرُوق الخروج من شيء من غير مدخله والمارِقةُ الذين مرقوا من الدِّين لغُلُوّهم فيه والمُرُوق سرعة الخروج من الشيء مَرَق الرجلُ من دِينه ومَرَقَ من بيته وقيل المُروق أَن يُنْفِذ السهم الرميّة فيخرج طرفه من الجانب الآخر وسائره في جوفها والامْتِراق سرعة المَرْقِ وامْتَرَق وامَّرق الولد من بطن أُمه وامْتَرقت الحمامة من وَكْرِها خرجت ومَرَق في الأرض مُروقاً ذهب ومَرَق الطائر مَرْقاً ذَرَقَ والمَرْق والمُرق الأخيرة عن أَبي حنيفة عن الأعراب سَفا السنبل والجمع أَمراق والتَّمْرِيقُ الغناء وقيل هو رفع الصوت به قال ذَهَبَتْ مَعَدّ بالعَلاء ونَهْشل من بين تالي شِعره ومُمَرِّق والمَرْق بالسكون غِنَاء الإماء والسَّفِلة وهو اسم والمُمَرَّق أَيضاً من الغِناء الذي تغنيه السَّفِلةُ والإماء ويقال للمُغَنّي نفسه المُمَرِّق وقد مَرَّق يُمَرِّقُ تَمْرِيقاً إذا غنى وحكى ابن الأَعرابي مَرَّق بالغناء وأَنشد أفي كلّ عامٍ أَنت مُهْدِي قَصِيدةٍ يُمَرّق مَذْعور بها فالنَّهابلُ ؟ فإن كنتَ فاتَتْكَ العُلى يا ابن دَيْسقَ فدَعْها ولكن لا تَفُتْك الأَسافِلُ قال ابن بري قال ابن خالويه ليس أَحد فسر التَّمْريقَ إلا أَبو عمرو الزاهد قال هو غناء السفلة والساسة والنَّصْبُ غناء الركبان وفي الحديث ذكر المُمَرِّق هو المغنّي واهْتلَبَ السيفَ من غمده وامْتَرقهُ واخْتلطهُ واعْتَقَّهُ إذا استله ويقال للذي يُبْدِي عورته امَّرَقَ يَمَّرِقُ وامَّرَقَ الرجلُ بدت عورته وقولهم في المثل رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِق وأَصله أَن امرأَة كانت تغزو فحبِلت فذُكِرَ لها الغزو فقال رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِقُ أَي أَمهلوا الغزو حتى يخرج الولد قال ابن بري وقال المفضل هي رَقَاشِ الكِنانيَّة وجمع المَارِقِ مُرَّاق قال حميد الأَرقط ما فتِئَتْ مُرَّاقُ أَهل المِصْرَيْن سَقْطَ عُمَانَ ولصوصَ الجُفَّيْن وقال أَبو حنيفة المُمْرِقُ اللحم الذي فيه سمن قليل ومَرَق حَبُّ العنب يَمْرُق مُرُوقاً انتشر من ريح أَو غيره هذه عن أَبي حنيفة والمُرِّيقُ حب العصفر وفي التهذيب شحم العصفر وبعضهم يقول هي عربية محضة وبعض يقول ليست بعربية قال ابن سيده المُرِّيقُ حب العصفر قال وقال سيبويه حكاه أَبو الخطاب عن العرب قال أَبو العباس هو أَعجمي وقد غلط أَبو العباس لأن سيبويه يحكيه عن العرب فكيف يكون عجميّاً ؟ وثوب مُمَرَّق صبغ بالمُرّيق وتَمَرَّق الثوب قَبِلَ ذلك وأنشد الباهلي يا ليتَني لكِ مِئْزر مُتَمرَّق بالزَّعْفران لبِسْتِه أَياما قوله مُتَمرَّق مصبوغ بالعُصْفر وقال بالزعفران ضرورة وكان حقه أَن يقول بالعصفر ورجل مِمْراق دَخّال في الأُمور والمَارِقُ العلم النافذ في كل شيء لا يتعوج فيه ومَرَقَا الأَنفِ حَرْفاه قال ثعلب كذا رواه ابن الأعرابي بالتخفيف والصواب عنده مَرَقَّا الأنف وفي الحديث ذكر مَرَق بفتح الميم والراء وقد تسكن بئر مَرَق بالمدينة لها ذكر في حديث أَول الهجرة والمَرَق أَيضاً آفة تصيب الزرع وفي الحديث أَنه اطّلى حتى بلغ المَرَاقّ هو بتشديد القاف ما رق من أَسفل البطن ولان لا واحد له وميمه زائدة وقد تقدم في الراء

مزق
المَزْق شَقّ الثياب ونحوها مَزَقهُ يَمْزِقه مَزْقاً ومَزّقه فانْمَزق تَمْزيِقاً وتَمَزّق خرقه ومنه قول العجاج بحَجَبات يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ كأَنما يَمْزِقْنَ باللحم الحَوَرْ والحَوَر جلود حُمْرٌ والبُهَر الأَوساط وفي حديث كتابه إلى كِسْرَى لما مَزَّقَهُ دعا عليهم أن يُمَزَّقوا كلَّ مُمَزَّقٍ التَّمْزيقُ التخريق والتقطيع وأَراد بِتَمْزيقهم تفرُّقهم وزوال مُلكهم وقطع دابرهم والمِزْقة القطعة من الثوب وثوب مَزِيق ومَزِقٌ الأخيرة على النسب وحكى اللحياني ثوب أَمْزَاق ومِزَق ويقال ثوب مَزِيق مَمْزُوق مُتَمَزِّق وممزَّق وسحاب مِزَق على التشبيه كما قالوا كِشفَ والمِزَق القطع من الثوب المَمْزُوق والقطعة منها مِزْقَة الليث يقال صار الثوب مِزَقاً أي قطعاً قال ولا يكادون يقولون مِزْقة للقطعة الواحدة وكذلك مِزَق السحاب قطعه ومَزْقُ العِرْض شتمه ومَزَق عِرْضَه يَمْزِقُه مَزْقاً كَهَرَده وناقة مِزاق بكسر الميم ونِزَاق عن يعقوب سريعة جدّاً يكاد يتَمَزَّق عنها جلدها من نَجائها وزاد في التهذيب ناقة شَوْشَاة مِزَاقٌ سريعة قال الليث سميت مِزَاقاً لأن جلدها يكاد يتَمَزَّق عنها من سرعتها وأَنشد فجاءَ بشَوْشاةٍ مِزَاقٍ ترى بها نُدوباً من الأَنْساع فَذّاً وتَوْأَما وقال غيره فرس مِزَاق سريعة خفيفة قال ذو الرمة أَفاؤُوا كلَّ شاذبةٍ مِزَاقٍ بَراها القَوْدُ واكتَسَتِ اقْوِرَارا وفي النوادر ما زَقْتُ فلاناً ونازَقْتُه مُنَازقةً أَي سابقته في العدو ومُزَيْقِياءُ لقب عمرو بن عامر بن مالك ملك من ملوك اليمن جَدّ الأنصار قيل إنه كان يُمَزِّق كل يوم حُلَّة فيَخْلَعُها على أَصحابه وقيل إنه كان يلبس كل يوم حُلَّتين فيُمَزِّقهما بالعشي ويَكْره أَن يعود فيهما ويأْنف أن يلبسهما أَحد غيره وقيل سمي بذلك لأنه كان يلبس كل يوم ثوباً فإذا أمسى مَزَّقه ووهبه وقال أنا ابن مُزَيْقيا عَمْرو وجدّي أَبوه عَامِرٌ ماءُ السماءِ وفي حديث ابن عمر أن طائراً مَزَق عليه أي ذرق ورمى بسَلْحه عليه مَزَقَ الطائرُ بسَلْحه يمْزُق ويَمْزِقُ مَزْقاً رمى بذَرْقه والمُزْقةُ طائر وليس بثَبَتٍ والمُمَزِّقُ لقب شاعر من عبد القيس بكسر الزاي وكان الفراء يفتحها وإنما لُقِّب بذلك لقوله فإن كنت مأْكولاً فكُنْ خير آكلٍ وإلاَّ فأدْرِكْني ولَمّا أُمَزَّقِ قال ابن بري وحكى المفضل الضبي عن أَحمد اللغوي أَن المُمَزّق العبدي سمي بذلك لقوله فمَنْ مُبْلِغُ النعمان أَن ابن أُختِهِ على العَيْنِ يَعْتاد الصَّفَا ويُمَزِّقُ ومعنى يُمَزِّقُ يغنِّي قال وهذا يقوي قول الجوهري في كسر الزاي في المُمَزِّقِ إلا أَن المعروف في هذا البيت يُمَرّق بالراء والتَّمْرِيقُ بالراء الغناء فلا حجة فيه على هذا لأن الزاي فيه تصحيف وقال الآمدي المُمَزَّق بالفتح هو شَأْس بن نَهارٍ العبدي سمي بذلك لقوله فإن كُنْتُ مأْكولاً فكُنْ خيرا آكِلٍ وأَما المُمَزِّق بكسر الزاي فهو المُمَزَّقُ الحَضْرمي وهو متأَخر وكان ولده يقال له المُخَزِّق لقوله أَنا المُخَزِّق أَعْراضَ اللِّئَام كما كان المُمَزِّقُ أَعراض اللِّئَام أَبي وهجا المُمَزقَ أَبو الشَّمَقْمَقِ فقال كُنْتَ المُمَزِّقَ مرَّة فاليوم قد صِرْتَ المُمَزَّقْ لما جَرَيْتَ مع الضَّلال غَرقْتَ في بحر الشَّمَقْمَقْ والمُمَزَّقُ أَيضاً مصدر كالتَّمْزِيق ومنه قوله تعالى ومَزَّقْناهم كل مُمَزَّق

مستق
روي عن عمر رضي الله عنه أَنه كان يصلي ويداه في مُسْتُقَة وفي رواية صلى بالناس ويداه في مُسْتُقَة قال أَبو عبيد المَسَاتِقُ فِراءٌ طِوالُ الأَكمام واحدتها مُسْتُقة قال وأَصلها بالفارسية مُشْتَهْ فعرب قال شمر يقال مُسْتُقة ومُسْتَقة وروي عن أَنس أَن ملك الروم أَهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسْتُقَةً من سُنْدُسٍ فلبسها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فكأَني أنظر إلى يديها تُذَبْذِبانِ فبعث بها إلى جعفر وقال ابعث بها إلى أَخيك النَّجاشي هي بضم التاء وفتحها فَرْوٌ طويل الكمين وقوله من سندس يشبه أَنها كانت مكفوفة بالسندس وهو الرفيع من الحرير والديباج لأن نفس الفَرْوِ لا يكون سندساً وجمعها مَسَاتِقُ وفي الحديث أَنه كان يلبس البَرَانِس والمَسَاتِقَ ويصلي فيها وأَنشد شمر إذا لَبِسَتْ مَسَاتِقَها غَنِيٌّ فيا وَيْحَ المَسَاتِقِ ما لَقِينَا ابن الأَعرابي هو فَرْوٌ طويل الكُمِّ وكذلك قال الأَصمعي وابن شميل في الجبة الواسعة

مشق
المشقة في ذوات الحافر تَفَحُّجٌ في القوائم وتشَحُّج ومَشِقَ الرجلُ يَمْشَقُ مَشَقاً فهو مَشِقٌ إذا اصطَكَّت أَلْيتاه حتى تشَحَّجتا وكذلك باطنا الفخذين ورجل أَمْشَقُ والمرأة مَشْقاءُ بيِّنا المَشَقِ الليث إذا كانت إحدى ركبتيه تصيب الأُخرى فهو المَشَق وهذا قول أَبي زيد حكاه عنه أَبو عبيد أَبو زيد مَشِقَ الرجل بالكسر إذا أَصابت إحدى ربَلتَيْه الأُخرى وقال ابن الأَعرابي المَشْقُ في ظاهر الساق وباطنها احْتِراقٌ يصبيها من الثوبِ إذا كان خشناً ومَشَقَها الثوب يَمْشُقُها أَحرقها والاسم من جميع ذلك المُشْقة وقول الحسين بن مطير تَفْرِي السِّباعُ سَلىً عنه تُماشِقُهُ كأَنه بُرْدُ عَصْبٍ فيه تَضْرِيجُ فسره ابن الأَعرابي فقال تُماشِقُه تُمزِّقه ومَشَقَ الثوبَ مَزَقه وتَمَشَّق عن فلان ثوبُه إذا تمزق وتَمَشَّقَ الليل إذا وَلَّى وتَمَشَّق جِلْبَابُ الليل إذا ظهرت تعباشيرُ الصبح قال الراجز وهو من نوادر أَبي عمرو وقد أُقيم النَّاجِياتِ الشُّنَّقَا ليلاً وسِجّفُ الليل قد تَمَشَّقا والمَشْقُ شدة الأَكل يأْخذ النَّحْضَة فيَمْشُقُها بفيه مَشْقاً جذباً ومَشَق من الطعام يَمْشُق مَشْقاً تناول منه شيئاً قليلاً ومَشَقَت الإبل في الكلإِ تَمْشُق مَشْقاً أَكلت أَطايبه ومَشَّقْتُها إذا أَرعيتها إياه وتَمَاشَقَ القوم اللحم إذا تجاذبوه فأَكلوه قال الراعي ولا يَزالُ لهُمْ في كلِّ مَنْزِلَةٍ لحم تَماشَقُهُ الأَيدي رَعابيلُ وقال الراجز يصف امرأَة يذمها تُمَاشِقُ البادِينَ والحُضّارا لم تعرفِ الوَقْفَ ولا السِّوَارا أي تجاذبهم وتسابّهم ورجل مَشِيقٌ ومَمْشُوق خفيف اللحم ورجل مِشْق في هذا المعنى عن اللحياني وأَنشد فانقاد كلُّ مُشَذَّبٍ مَرِسِ القُوَى لِخَيالهنَّ وكلُّ مِشْقٍ شَيْظَمِ وفرس مَشِيقٌ ومَمْشوق أَي ضامر التهذيب يقال فرس مَشِيقٌ مُمَشَّق مَمْشوق أَي فيه طول وقلة لحم وجارية مَمْشوقة حسنة القَوَام قليلة اللحم ومُشِق القدحُ مَشْقاً حمل عليه في البَرْيِ ليَدِقّ والمَشْق جذب الشيء ليمتدَّ ويطول والسير يُمْشَقُ حتى يلين والوَتَرُ يُمْشَقُ حتى يلين ويجوف كما يَمْشُق الخياط خيطه بحرنقه
( * قوله « بحرنقه » هكذا هو بالأصل ) ومَشَقَ الوَتَرَ جذبه ليمتد ووتر مُمَشَّق ومُمَشِّقٌ ممتد وامْتَشَقَ الوترُ امتد وذهب ما انقشر من لحمه وعصبه ابن شميل الشِّرْعة أَقل الأَوتار وأَشدها مَشْقاً والمَشْقُ أَن يلحم ويقشر حتى يسقط كل سَقَطٍ منه وذلك أَن العَقَب يؤخذ من المتن ويخالطه اللحم فييبْسَ ثم يُنْسَطُ حتى لا يبقى فيه إلا مُشَاقُ العَقَب وقلبه وقد هذبوه من أسقاطه كلها ومشاق العَقَب أَجوده قال العقب في الساقين وفي المتن وما سواهما فإنما هو العصب قال والعِلْباءُ عصبة لا يكون وتَر ولا خير فيه وقلم مَشّاق سريع الجري في القِرْطاس ومَشَق الخطَّ يَمْشقُه مَشْقاً مده وقيل أَسرع فيه والمَشْقُ السرعة في الطعن والضرب والأكل والكتابة وقد مَشَقَ يَمْشُق والمشْق الطعن الخفيف السريع والفعل كالفعل قال ذو الرمة يصف ثوراً وحشيّاً فكَرَّ يَمْشُقُ طَعْناً في جَوَاشِنها كأَنه الأجْرَ في الإقْبالِ يَحْتَسِبُ ومَشَقت الإبل في سيرها تَمْشُق مَشْقاً أَسرعت وقيل كل سرعة مَشْق الأزهري سمعت غير واحد من العرب وهو يمارس عملاً فيحْتَثُّه ويقول امْشُق امْشُق أَي أَسرع وبادر مثل حلب الإبل وما أَشبهه ومَشَقَ المرأة مَشْقاً نكحها ومَشَقَهُ مَشْقاً ضربه وقيل هو الضرب بالسوط خاصة ومَشَقَه عشرين سوطاً عن ابن الأَعرابي ولم يفسره وقيل إنما هو مَشَنَهُ قال رؤبة إذا مضت فيه السياطُ المُشَّقُ والمَشْقُ المَشْطُ والمَشْق جذب الكتان في مِمْشَقَةٍ حتى يخلص خالصه وتبقى مُشَاقته وقد مَشَقَهُ وامْتَشَقه والمِشْقة والمُشاقة من الكتان والقطن والشعر ما خلص منه وقيل هو ما طار وسقط عن المَشْق والمِشْقة القطعة من القطن وفي الحديث أَنه سُحر في مُشْط ومُشاقةٍ هي المُشَاطة وهي أَيضاً ما ينقطع من الإِبْرِيسَم والكتان عند تخلصه وتسريحه وثوب مِشَق وأَمْشاقٌ مُمَشَّق الأخيرة عن اللحياني والمِشَقُ أَخلاق الثياب واحدتها مِشْقة وفي الأصول مشاقَة من كلإٍ أي قليل والْمَشْقُ والمِشْقُ المَغْرة وهو صبغ أَحمر وثوب مَمْشوق ومُمَشَّق مصبوغ بالمِشَق الليث المِشْق والمَشق طين يصبغ به الثوب يقال ثوب مُمَشَّق وأَنشد ابن بري لأَبي وجزة قدْ شَقَّها خُلُق منه وقد قَفَلَتْ على مِلاحٍ كلون المَشْق أَمْشاج وفي حديث عمر رضي الله عنه رأى على طلحة ثَوْبين مصبوغين وهو محرم فقال ما هذا ؟ قال إنما هو مِشْق هو المَغْرة وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه وعليه ثوبان مُمَشَّقان وفي حديث جابر كنا نلبس المُمَشَّق في الإحرام وامْتَشَقَ في الشيء دخل وامْتَشَق الشيءَ اختطفه عن ابن الأَعرابي وكذلك اخْتَدَفَه واخْتَواه واخْتَاته وتَخَوَّته وامْتَشَنَه وامْتَشَقه من يده اختلسه وامْتَشَقْتُه اقتطعته والمَشِيقُ من الثياب اللبيس وقال في ترجمة مشغ امْتَشَغْت ما في الضرع وامْتَشَقْته إذا لم تدع فيه شيئاً وكذلك امْتَشَغْت ما في يد الرجل وامْتَشَقْته إذا أَخذت ما في يده كله

مطق
التَّمطُّق والتّلَمُّظ التَّذَوُّق والتصويت باللسان والغار الأَعلى وأَنشد ابن بري لرؤبة إذا أَردنا دُسْمةً تَنَفَّقَا بناجِشَاتِ الموتِ إذ تَمَطَّقا وقيل هو إلْصاقُ اللسان بالغَارِِ الأعلى فيسمع له صوت وذلك عند استطابة الشيء قال حُرَيْثُ بن عَتَّاب يهجو بني ثُعَل دِيافِيّةٌ قُلُفٌ كأَنَّ خَطِيبَهُمْ سَراة الضُّحَى في سَلْحِهِ يتَمَطَّقُ أَي بسلحه وقد يقال في التَّلَمُّظ إنه تحريك اللسان في الفم بعد الأكل كأَنه يتبع بقية الطعام بين أسنانه والتَّمَطُّق بالشفتين أن يضم إحداهما بالأُخرى مع صوت يكون منهما وأَنشد تراهُ إذا ما ذَاقَها يَتَمطَّق وتَمَطَّقت القوس تصدعت عن ابن الأَعرابي والمَطَقُ داء يصيب النخل فلا تحمل

معق
المَعْق والمُعْق كالعُمْق بئر مَعِيقة كعميقة وقد مَعُقَتْ مَعاقة وأَمْعَقْتها وأَعْمَقتها وإنها لبعيدة العُمْق والمْعق وفَجّ مَعِيق وقلما يقولونه إنما المعروف عَمِيق وحكى الأَزهري عند ذكر قوله تعالى يأْتين من كل فجٍّ عَمِيقٍ عن الفراء قال لغة أَهل الحجاز عَمِيق وبنو تميم يقولون مَعِيق وقد مَعُق مَعْقاً ومَعَاقةً قال رؤبة كأَنها وهي تَهادَى في الرُّفَقْ من جذبها شِبْراقُ شَدٍّ ذي مَعَقْ أَي بُعْدٍ في الأرض والشِّبراق شدَّة تباعد القوائم والمَعْقُ بُعد أجواف الأرض على وجه الأرض يقود المَعْق الأيام يقال علونا مُعُوقاً من الأرض منكَرة وعلونا مَعْقاً وأما المَعِيق فالشديد الدخول في جوف الأَرض يقال غائط مَعيق والمَعْق الأَرض التي لا نبات فيها والأَمْعاق والأَماعق والأَماعِيق أَطراف المفازة البعيدة والمَعِيقة الصغيرة الفَرْج والمَعِيقة أَيضاً الدقيقة الوَرِِكين وقيل هي المِعْيقَةَ كالِحِثْيَلة وتَمَعَّقَ علينا ساء خلقه وحكى الأزهري عن الليث المَقْع والمَعْق الشرب الشديد وقال الجوهري المَعْق قلب العَمْق ومنه قول رؤبة وإن هَمى من بعد مَعْقٍ مَعْقا عَرفْتَ من ضَرْب الحَرير عِتْقا أي من بَعْد بُعْدٍ بُعْداً قال وقد تحرك مثل نَهْر ونَهَر

مقق
المَقَقُ الطول عامة وقيل هو الطول الفاحش في دقة قال رؤبة لواحِقُ الأَقْراب فيها كالمَقَقْ أَراد فيها المَقَقُ فزاد الكاف كما قال تعالى ليس كمثله شيء رجل أَمَقُّ وامرأَة مَقَّاءُ وقيل المَقَّاءُ الطويلة الرُّفْغين الرخوتهما الطويلة الإسْكَتَين القليلة لحم الرُّفغين وقيل هي الرقيقة الفخذين المَعِيقةُ الرفغين ابن الأعرابي المَقَّاء من الخيل الواسعة الأَرْفاغ قال ابن الأَعرابي غزا أَعرابي من بَكْر ابن وائل فَفُلُّوا فجاء ثلاث جَوارٍ إلى مُهَلْهِل فسأَلنه عن آبائهن فقال للأُولى صِفي لي فرس أَبيك فقالت كان أَبي على شَقَّاءَ مَقَّاءَ طويلة الأَنقاء تَمَطَّقُ أُنثَياها بالعرق تمَطُّقَ الشيخ بالمَرَق قال نجا أَبوكِ قال أُنثياها رَبَلَتا فخذيها والمَقَّاء الواسعة الأَرْفاغ وأَنشد غيره قول الراعي يصف ناقة مَقَّاء مُنْفَتِق الإبْطَيْنِ ماهِرة بالسَّوْم ناطَ يَدَيْها حارِك سَنَدُ قال النضر فَخِذ مَقَّاء وهي المعْروقة العارية من اللحم الطويلة ووجه أَمَقُّ طويل كوجه الجرادة وفرس أَمَقّ بعيد ما بين الفروج طويل بيِّن المَقَق وفي حديث عليّ عليه السلام من أَراد المفاخرة بالأولاد فعليه بالمُقِّ من النساء أي الطوال يقال رجل أَمَقّ وامرأَة مَقَّاء وخَرْق أَمَقّ بعيد الأرْجاء ومفازة مَقَّاء بعيدة ما بين الطرفين وكل تباعد بين شيئين مَقَقٌ والصفة كالصفة وحصن أَمَقّ واسع قال ولي مُسْمِعانِ وزَمَّارَةٌ وظِلٌّ مَدِيدٌ وحِصنٌ أَمَقّ قال ثعلب المُسْمِعان القَيْدان قيد بهما والزَّمّارة الساجور وهذا رجل كان محبوساً في سجن شُيِّدَ بناؤه وهو مُقَيَّد مغلول فيه وامْتَقَّ الفصيل ما في ضرع أُمِّه وامْتَكَّه وتمقَّقَه شرِب كل ما فيه امْتِقاقاً وامْتكاكاً وكذلك الصبي إذا امتصَّ جميع ما في ثدي أُمِّه وزعم يعقوب أن قافها بدل من كاف امتكَّ وتمقَّقْت الشراب وتمزَّزته شربته قليلاً قليلاً شيئاً بعد شيء أَبو عمرو المَقَقَةُ شُرَّاب النبيذ قليلاً قليلاً والمقَقَةُ الجِداءُ الرُّضَّعُ والمقَقة الجهّال وأَصابه جرح فما تمَقَّقَه أَي بم يضره ولم يُبالِه أَبو عبيدة المقّ الشق ومَقَقْتُ الشيء أَمُقُّه مَقّاً فتحته ومَقَقْت الطَّلْعة شققتها للإبار ابن الأعرابي مَقَّقَ الرجل على عياله إذا ضيق عليهم فقراً أو بخلاً وكذلك أَوَّق وقَوَّق وقال زَقّ الطائر فرخه ومقّقه وغَرَّه ومَجَّه والمُقامِقُ المتكلم بأقصى حلقه وتقديره فُعافِل بتكرير الفاء ولا يقال مُقانِق ويقال فيه مَقْمَقَة ولُقَّاعات والمَقْمَقَةُ حكاية صوت أَو كلام ومَقْمَقَ الحُوَارُ خِلْف أُمه مصه مصّاً شديداً

ملق
المَلَقُ الوُدّ واللطف الشديد وأَصله التليين وقيل المَلَقُ شدة لطف الودّ وقيل الترفق والمداراة والمعنيان متقاربان مَلِقَ مَلَقاً وتمَلَّقَ وتَملَّقَهُ وتمَلّقَ له تمَلُّقاً وتِمِلاَّقاً أَي تودد إليه وتلطف له قال الشاعر ثلاثة أَحْبابٍ فَحُبُّ عَلاقَةٍ وحُبُّ تِمِلاَّقٍ وحُبٌّ هو القَتْل وفي الحديث ليس من خُلُق المؤمن المَلَقُ هو بالتحريك الزيادة في التَّوَدُّد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي وقد مَلِقَ بالكسر يَمْلَقُ مَلَقاً ورجل مَلِقٌ يعطي بلسانه ما ليس في قلبه ومنه قول المتنخل أَرْوَى بجِنّ العَهْد سَلْمَى ولا يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ قوله بجِنّ العَهْد أَي سقاها الله بحِدْثان العهد لأَنه يثبت ويدوم وجِنُّ الشباب أوله وقوله ولا يُنْصِبْكَ عهد المَلِق أَي من كان مَلِقاً ذا حِوَلٍ فَصَرَمَك فلا يُنْصِبْكَ صَرْمهُ ورجل مَلِقٌ ومَلاَّق وقيل المَلاَّق الذي لا يصدق وُدُّه والمَلِقُ أَيضاً الذي يَعِدُك ويُخْلِفك فلا يفي ويتزين بما ليس عنده أَبو عمرو المَلَقُ اللين من الحيوان والكلام والصُّخور والمَلَقُ الدعاء والتضرع قال لاهُمّ ربَّ البَيْتِ والمُشَرَّقِ إيّاكَ أَدْعُو فتَقَبَّل مَلَقِي يعني دعائي وتضرُّعي ويقال إنه لمَلاَّق مُتَمَلَّق ذو مَلَقٍ ولا يقال منه فَعِلَ يَفْعَلُ إلاَّ على يتملق والمَلَقُ من التَّمَلُّق وأصله من التليين ويقال للصَّفاة الملساء اللينة مَلَقةٌ وجمعها مَلَقات وقال الراجز وحَوْقل ساعِدهُ قد امَّلَقْ أَي لانَ خالد بن كلثوم المَلِقُ من الخيل الذي لا يُوثق بجريه أُخذ من مَلَق الإنسان الذي لا يصدق في مودَّته قال الجعدي ولا مَلِقٌ يَنْزُو ويُندِر رَوْثَهُ أُحادَ إذا فَأْسُ اللجام تَصَلْصلا أبو عبيد فرس مَلِقٌ والأنثى مَلِقةٌ والمصدر المَلَقُ وهو أَلطف الحُضْر وأَسرعه وأَنشد بيت الجعدي أَيضاً ومَلَّق الشيءَ ملسه وانْمَلَق الشيء وامَّلَق بالإدغام أَي صار أَملس قال الراجز وحَوْقل ساعدُهُ قد انْمَلَقْ يقول قَطْباً ونِعِمّا إن سَلَقْ قوله انْمَلَقَ يعني انْسَحَجَ من حَمْل الأَثقال وانْمَلَق مني أَي أَفْلت والمَلَق الصُّفُوح اللينة الملتزقة من الجبل واحدتها مَلَقة وقيل هي الآكام المفترشة والمَلَقةُ الصَّفاةُ الملساء قال صخر الغي الهذلي ولا عُصْماً أَوابِدَ في صُخُور كُسِينَ على فَراسِنِها خِدامَا أُتِيحَ لها أُقَيْدِر ذو حَشيف إذا سامَتْ على المَلَقات سَامَا والإمْلاق الافْتِقار قال الله تعالى ولا تقتلوا أَولادكم من إمْلاق وفي حديث فاطمة بنت قيس أَما معاوية فرجل أْمْلق من المال أَي فقير منه قد نَفِد ماله يقال أَمْلَق الرجل فهو مُمْلِق وأَصل الإملاق الإنْفاق يقال أَمْلَق ما معه إمْلاقاً ومَلَقه مَلْقاً إذا أَخرجه من يده ولم يحبسه والفقر تابع لذلك فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب حتى صار به أَشهر وفي حديث عائشة ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يغني فقيرها والإمْلاق كثرة إنفاق المال وتبذيره حتى يورث حاجة وقد أَمْلَقَ وأَمْلَقَه الله وقيل المُمْلِق الذي لا شيء له وفي الحديث أَن امرأَة سأَلت ابن عباس أَأُنفق من مالي ما شئت ؟ قال نعم أَمْلقي من مالك ما شئت قال الله تعالى خَشْيَةَ إملاق معناه خشية الفقر والحاجة ابن شميل إنه لمُمْلِق أي مفسد والإملاق الإفساد قال شمر أملق لازم ومتعد يقال أَمْلَقَ الرجلُ فهو مُمْلِقٌ إذا افتقر فهذا لازم وأَمْلَقَ الدهرُ ما بيده ومنه قول أَوس لما رأَيتُ العُدْمَ قَيَّدَ نائِلي وأَمْلَقَ ما عندي خُطُوب تَنَبَّلُ وأَمْلَقَتْهُ الخُطُوب أَي أَفقرته ويقال أَمْلَقَ مالي خُطُوبُ الدهر أَي أَذهبه ومَلَقَ الأَديمَ يَمْلُقه مَلْقاً إذاً دلكه حتى يلين ويقال مَلَقْتُ جلده إذا دلكته حتى يَمْلاسّ قال رأَت غلاماً جِلْدهُ لم يُمْلَقِ بماءٍ حَمَّامٍ ولم يُخَلَّقِ يعني ولم يُمَلَّس من الخَلْق وهو الملاسة ومَلَقَ الثوبَ والإناء يَمْلُقه مَلْقاً غسله والمَلْقُ الرضع ومَلَقَ الجَدْي أُمه يَمْلُقُها مَلْقاً رضعها وكذلك الفَصِيل والصبيّ وقرئ على المنذري مَلَقَ الجدي أُمه يَمْلِقُها قال وأَحسب مَلَقَ الجدي أُمه يَمْلُقها إذا رضعها لغة ومَلَقَ الرجل جاريته ومَلَجَها إذا نكحها كما يَمْلُق الجدي أُمه إذا رضعها وفي حديث عَبِيدَةَ السَّلْمانِيّ أَن ابن سيرين قال له ما يوجب الجنابة ؟ قال الرَّفّ والاسْتِمْلاقُ الرَّفّ المص والاسْتِملاق الرضع وهو اسْتِفْعال منه وكنى به عن الجماع لأن المرأة ترتضع ماء الرجل من مَلَق الجدي أُمه إذا رضعها وأَراد أَن الذي يوجب الغسل امتصاص المرأة ماء الرجل إذا خالطها كما يرضع الرضيع إذا لقم حَلَمة الثَّدْي ومَلَقَ عينه يَمْلُقُها مَلْقاً ضربها ومَلَقهُ بالسوط والعصا يَمْلُقه مَلْقاً ضربه ويقال مَلَقهُ مَلَقاتٍ إذا ضربه والمَلْقُ ضرب الحمار بحوافره الأرض قال رؤبة يصف حماراً مُعْتَزِم التَّجْليح مَلاَّخ المَلَقْ يَرْمي الجَلامِيدَ بجُلْمُودٍ مِدَقْ أَراد المَلْقَ فثقَّله يقول ليس حافر هذا الحمار بثقيل الوَقْع على الأرض والمَلَقُ ما استوى من الأرض وأَنشد بيت رؤبة مَلاَّخ المَلَقْ وقال الواحدة مَلَقَة والمَلْقُ مثل المَلْخِ وهو السير الشديد والمَيْلَقُ السريع قال الزفيان ناجٍ مُلحّ في الخَبَارِ مَيْلَقُ كأَنه سُوذانِقٌ أَو نِقْنِقُ والمَلْقُ المحو مثل اللَّمْقِ ومَلْقُ الأَدِيم غسله والمَلْقُ الحُضْر الشديد والمَلْقُ المَرّ الخفيف يقال مَرّ يَمْلُقُ الأَرض مَلْقاً ورجل مَلِقٌ ضعيف والمالَقُ الخشبة العريضة التي تشدّ بالحبال إلى الثَّوْرين فيقوم عليها الرجل ويجرها الثوران فيُعَفِّي آثار اللُّؤَمَةِ والسِّنّ وقد مَلَّقُوا أَرضهم يُمَلِّقُونها تَمْلِيقاً إذا فعلوا ذلك بها قال الأزهري مَلَّقوا ومَلَّسوا واحد وهي تملِّسُ الأرض فكأنه جعل المالَقَ عربيّاً وقيل المالَقُ الذي يقبض عليه الحارث وقال أَبو حنيفة المِمْلَقة خشبة عريضة يجرها الثيران الليث المالَقُ الذي يملّس الحارث به الأرض المُثارة أَبو سعيد يقال لمالَج الطَّيّان مالَقُ ومِمْلَقٌ ويقال ولدت الناقة فخرج الجنين مَلِيقاً من بطنها أَي لا شعر عليه والمَلقُ المِلوسة وقال الأَصمعي الجنين مَلِيطٌ بالطاء بهذا المعنى

مهق
المَهَقُ والمُهْقةُ بياض في زرقة وقيل المَهَقُ والمُهْقة شدة البياض وقيل هما بياض الإنسان حتى يقبح جدّاً وهو بياض سَمْجٌ لا يخالطه صفرة ولا حمرة لكن كلون الجص ونحوه ورجل أَمْهَقُ وامرأَة مَهْقاءُ وفي صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان أَزْهَرَ ولم يكن بالأَبيض الأمْهَق أبو عبيد الأَمهَقُ الأَبيض الشديد البياض الذي لا يخالط بياضه شيء من الحمرة وليس بنَيّر ولكن كلون الجص أو نحوه يقول فليس هو كذلك بل إنه كان نيّر البياض صلى الله عليه وسلم الأزهري المَهَقُ والمَقَهُ بياض في زرقة قال وبعضهم يقول المَقَهُ أَشدّهما بياضاً الجوهري المَهَقُ في قول رؤبة خضرة الماء قال ابن بري يعني قوله حتى إذا كَرَعْن في الحَوْمِ المَهَقْ وشراب أَمْهَقُ لونه لون الأَمْهَقِ من الرجال والمَهَقُ كالمَرَةِ وامرأَة مَهْقاءُ تنفي عيناها الكحل ولا ينفى بياض جلدها عن ابن الأعرابي وقيل هو إذا كانت كريهة البياض غير كحلاء العينين أَبو زيد الأَمْقَهُ والأَمْرَةُ معاً الأحمر أَشفار العينين الجوهري وعين مَهْقاءُ وتَمَهَّقْتُ الشراب إذا شربته ساعة بعد ساعة ومنه قولهم ظَلَّ يَتَمَهَّق شَكْوتَه وقال الأصمعي هو يَتَمَهَّق الشراب تمهُّقاً إذا شربه النهار أَجمَعَ وقال أَبو عمرو أنت تَمَهَّقُ الماء تَمَهُّقاً إذا شربه النهار أجمع ساعة بعد ساعة قال ويقال ذلك في شرب اللبن وأنشد قول الكميت تَمَهَّقَ أخْلاف المعيشة بينهم رِضاع وأخْلافُ المعيشة حُفَّلُ والمَهِيقُ الأَرض البعيدة قال أَبو دواد له أَثَرٌ في الأرض لَحْبٌ كأنه نَبِيثُ مَساحٍ من لِحاءِ مَهِيقِ قالوا أراد باللِّحاء ما قشر من وجه الأرض

موق
المائقُ الهالك حُمْقاً وغَباوةً قال سيبيويه والجمع مَوْقى مثال حَمْقى ونَوْكَى يذهب إلى أنه شيء أُصيبوا به في عقولهم فأُجْزري مجرى هَلْكى وقد ماقَ يَمُوقُ مَوْقاً ومُوقاً ومُؤُوقاً ومَواقةً واسْتَماقَ والمُوقُ حُمْق في غَباوةٍ يقال أحمقُ مائقٌ والنعت مائقٌ ومائِقةٌ الكسائي هو مائِق ودائِق وقد ماقَ وداقَ يَمُوقُ ويَدُوق مَواقةً ودَواقةً ومُؤوقاً ودْؤُوقاً قال أبو بكر في قوله فلان مائقٌ ثلاثة أقوال قال قوم المائق السّيِّ الخُلُق من قولهم أَنت تَثِق وأنا مَئِق أي أنت ممتلئ غضباً وأنا سيّء الخُلُق فلا نتفق وقيل المائِقُ الأحمق ليس له معنىً غيره وقال قوم المائقُ السريع البكاء القليل الحَزْمِ والثَّبات من قولهم ما أَباتَتْه مَئِقاً أي ما أباتته باكياً والمَوْق بالفتح مصدر قولك ماقَ البيعُ يَمُوق أَي رخص وماقَ البيعُ كَسَدَ عن ثعلب والمُوقان والمُوقُ الذي يلبس فوق الخف فارسي معرب وفي الحديث أن امرأَة رأت كلباً في يوم حارّ فنزعتْ له بمُوقِها فسقته فغُفِرَ لها المُوق الخف ومنه الحديث أنه توضَّأَ ومسح على مُوقَيْه وفي حديث عمر رضي الله عنه لما قدم الشأْم عَرَضَتْ له مَخاضة ونزل عن بعيره ونزع مُوقَيْه وخاض الماء وفي المحكم والمُوق ضرب من الخِفاف والجمع أَمْواق عربي صحيح قال النمر بن تولب فتَرى النِّعاجَ بها تَمَشَّى خَلْفه مَشْيَ العِبادِيِّين في الأَمْواقِ ومُوقُ العين وماقُها لغة في المُؤق والمَأْق وجمعها جميعاً أَمْواق إلا في لغة من قلب فقال آماق وفي الحديث أَنه كان يكتحل مَرَّة من مُوقِهِ ومَرَّة من ماقِهِ وقد تقدم شرح ذلك مستوفى في ترجمة مأَق والمُوقُ الغبار والمُوق أيضاً النمل ذو الأجنحة

نبق
النَّبِق ثمر السِّدْر والنَّبِقُ والنِّبَق والنِّبْق والنَّبْقُ مخفف حمل السِّدْر الواحدة من جميع ذلك بالهاء الجوهري نَبِقة ونَبِق ونَبِقات مثل كَلِمة وكَلِم وكَلِمات وفي حديث سِدْرة المُنْتَهى فإذا نَبِقُها أمثال القِلال ونَبَّق النخلُ فسد وصار تمره صغيراً مثل النَّبَقِ وقيل نَبَّق أَزْهى ونخل مُنَبَّق بالفتح ومُنَبَّق مُصْطفّ على سطر مستو وكذلك كل شيء مستوٍ مُهَذَّب قال امرؤ القيس وحَدِّثْ بأَن زالت بليْلٍ حُمُولُهم كنَخْلٍ من الأعراض غيرِ مُنَبَّقِ ويروى غير مُنَبِّق المفضل في قوله غير مُنَبِّق غير بالغ وأنشد ابن بري للمتلمس والبيتُ ذو الشُّرُفاتِ من سِنْدادَ والنخلُ المُنَبِّقْ والنَّبْقُ مثل النَّمْقِ الكتابة ونَبَّقَ الكتاب سَطره وكتبه ابن الأعرابي أَنْبَقَ ونَبَقَ ونَبَّقَ كله إذا غرس شِراكاً واحداً من الوادي أبو عمرو النَّبْقُ دقيق يخرج من لُبّ جِذْع النخلة حُلو يُقَوَّى بالصَّفْر يُنْبَذُ فيكون نهاية في الجَودْة ويقال لنبيذه الضَّرِيّ أبو زيد إذا كانت الضرطة ليست بشديدة قيل أَنْبَق بها إنْباقاً وكذلك نَبّق بها أَي حَبَق حَبْقاً غير شديد يقال أَنبق إذا حَبَق بصوت وطَحْرَب بغير صوت وإذا عظم الصوت قيل رَدَمَ الفراء النُّباقِيّ مأْخوذ من النُّبَاقِ وهو الحُصاص الضعيف أبو زائدة وخترش هو يَنْتَبقُ للكلام انْتباقاً ويَنْتَبِطُه أي يستخرجه الجوهري ويقال انْباقَ علينا بالكلام أَي انبعث مثل انْباع قال ابن بري صواب انْباقَ علينا أَن يذكر في فصل بوق كما ذكر فيه انْباقَتْ عليهم بائِقةُ شرٍّ وبنو أبي نَبْقة بُطين من بني الحرث وذو نَبعقٍ اسم موضع قال الراعي تَبَيَّنْ خليلي هل ترى من ظَعائنٍ بذي نَبَقٍ زالت بهنَّ الأَباعِرُ ؟

نتق
النَّتْقُ الزعزعة والهز والجَذْب والنَّفْض ونَتَقَ الشيءَ يَنْتِقُه ويَنْتُقُه بالضم نَتْقاً جذبه واقتلعه وفي التنزيل وإذ نَتعقْنا الجبل فوقهم أي زَعْزَعْناه ورفعناه وجاء في الخبر أَنه اقْتُلع من مكانه وقال الشاعر قد جَرَّبوا أَخلاقَنا الجَلائِلا ونَتَقُوا أَحلامنا الأَثاقلا فلم يَرَ الناسُ لنا مُعادِلا وقال الفراء في ذلك رفع الجبل على عسكرهم فرسخاً في فرسخ ونَتَقْنا رفعنا وفرس ناتِقٌ إذا كان ينفض راكبه ونَتَقت الدابة راكبها وبراكبها تَنْتِقُ وتَنْتُقُ نَتْقاً ونُتُوقاً إذا نَزَّتْه وأَتعبته حتى يأْخذه لذلك رَبْو قال العجاج يَنْتُقْنَ بالقَوْمِ من التَّزَعُّلِ مَيْسُ عُمانَ ورِحالَ الإسْحِلِ ونَتَقْتُ الغَرْبَ من البئر أَي جذبته بمرة ونَتَقَ السِّقاءَ والجِراب وغيرهما من الأوعية نَتْقاً إذا نفضه ليقتلع منه زبدته وقيل نفضه حتى يستخرج ما فيه وقد انْتَتَقَ هو وأَنْتَقَ فَتَقَ جرابه ليصلحه من السوس وفي الحديث في صفة مكة والكعبة أقلُّ نَتائق الدنيا مَدرَاً النَّتائِقُ جمع نَتِيقةٍ فَعِيلة بمعنى مفعولة من النَّتْق وهو أن يقلع الشيء فيرفعه من مكانه ليرمي به هذا هو الأصل وأراد بها ههنا البلاد لرفع بنائها وشهرتها في موضعها ونَتَقْتُ الشيء إذا حركته حتى يُسْفَكَ ما فيه قال وكان نَتْق الجبل أَنه قُطِع منه شيء على قدر عسكر موسى فأَظَلَّ عليهم قال لهم موسى إما أَن تقبلوا التوراة وإما أن يسقط عليكم ابن الأَعرابي يقال نَتقَ جِرابَه إذا صب ما فيه والناتِقُ الرافع والناتق الفاتِقُ وقالت أَعرابية لأُخرى انتُقي جِرابك فإنه قد سوَّس والناتِقُ الباسط يقال انْتُقْ لَوْطَك في الغَزالة حتى يَجِفّ ابن الأعرابي أَنتَقَ إذا شال حجر الأَشِدَّاءِ وأَنْتَقَ عمل مِظلَّةً من الشمس وأَنتَقَ إذا بنى داره نِتاق دارٍ أَي حِيالها وناتِقٌ شهر رمضان عن الوزير وأَنتَقَ صامَ ناتِقاً وهو شهر رمضان ابن سيده وناتِق من أَسماء رمضان قال وفي ناتِقٍ أَجْلَتْ لدى حَوْمَةِ الوغى ووَلَّت على الأَدْبارِ فُرْسانُ خَثْعَما والبعير إذا تزعزع حِملُه وفي التهذيب بحمله نتَقَ عُرى حِباله وذلك إذا جذبها فاسترخت عُقَدها وعُراها فانْتَتَقَتْ وأَنشد يَنْتُقن أَقْتادَ النُّسُوع الأُطَّطِ وسَمِن حتى نَتَق نُتوقاً وذلك أَن يمتلئ جلده شحماً ولحماً ونَتَقَت الماشية تَنْتُق سمنت عن البقل حكاه أَبو حنيفة ونَتَقَت المرأة والناقة تَنْتُقُ نُتوقاً وهي ناتِق ومِنْتاق كثر ولدها وفي الحديث عليكم بالأَبكار من النساء فإنهن أَطيب أَفواهاً وأَنْتَقُ أَرْحاماً وأَرْضى باليسير معناه أَنهن أَكثر أَولاداً والناتِقُ والمِنْتاق الكثيرة الأولاد ويقال للمرأَة ناتِقٌ لأنها ترمي بالأولاد رمياً والنَّتْقُ الرمي والنفْض والنَّتْق أَيضاً الرفع ومنه حديث علي رضوان الله عليه البيت المعمور نِتاقُ الكعبة من فوقها أَي هو مُظِلّ عليها في السماء وقول النابغة لم يُحْرَمُوا حُسْنَ الغِذاءِ وأُمهم طَفَحَتْ عليك بناتِقٍ مذكارِ يعني بالناتِق الرَّحِمَ وذَكَّر على معنى الفرج أَو العضو وناقة ناتِق إذا أَسرعت الحمل وزَنْد ناتقٍ أَي وارٍ والناتِقُ من الماشية البطين الذكر والأُنثى في ذلك سواء

ندق
انتَدَق بطنه انشقّ فتدلى منه شيء

نرمق
الليث في قول رؤبة أَعَدّ أَخْطالاً له ونَرْمَقا قال النَّرْمَقُ فارسي معرب لأنه ليس في كلام العرب كلمة صدرها نون أَصلية وقال غيره معناه نَرْمَهْ وهو الليّن

نزق
النَّزَقُ خفة في كل أَمر وعجلة في جهل وحُمْق ابن سيده النَّزَقُ الخفة والطيش نزِق بالكسر يَنْزَقُ نزقاً فهو نزِق والأُنثى نزِقَةٌ وهو من الطيش والخفة وأَنَزَقَ الرجلُ إذا سَفِهَ بعد حِلْم وتَنازَق الرجلان تَنازُقاً ونِزاقاً ومُنازقة تشاتما الأَخيرتان على غير الفعل والمُنازِقُ الكثير الكلام والنَّزَقِ ونزِقَ الرجل والفرس وغيره يَنزَقُ نزُقاً ونُزوقاً إذا نزا ونَزَّقَ الفرسَ وأَنزقه تَنزِيقاً إذا ضربه حتى يَنْزو ويَنْزق وفي التهذيب حتى يثب نَهْزاً وأَنزَقَ في الضحك وأَهْزَقَ إذا أَفرط فيه وأكثر والنَّزْقُ مَلْءُ السِّقاء والإناء إلى رأسه ونَزِقَتِ النِّهاءُ امتلأَت ويقال مُطِر مكانُ كذا وكذا حتى نزِقَتْ نِهاؤه أَي امتلأَت غُدْرانه وناقة نِزاقٌ مثل مِزاق عن يعقوب والنَّيْزَقُ لغة في النَّيْزَك قال الشاعر وثَدْيانِ لَوْلا ما هُما لم تكَدْ تُرَى على الأَرضِ إنْ قامَتْ كمِثْل النَّيازِق كأنَّهما عِدْلا جُوَالِقٍ أصْبَحا وحَشْوُهما تِبْنٌ على ظهر ناهِق

نسق
النَّسَقُ من كل شيء ما كان على طريقة نِظامِ واحد عامٌّ في الأشياء وقد نَسقْتُه تَنْسِيقاً ويخفف ابن سيده نَسَقَ الشيء يَنْسُقهُ نَسْقاً ونَسَّقه نظَّمه على السواء وانْتَسَق هو وتَناسَق والاسم النَّسَقُ وقد انْتَسَقت هذه الأَشياء بعضُها إلى بعض أَي تَنَسَّقَتْ والنحويون يسمون حروف العطف حروف النَّسَقِ لأَن الشيء إذا عطفْت عليه شيئاً بعده جَرى مجْرًى واحداً وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه قال ناسِقوا بين الحج والعمرة قال شمر معنى ناسِقوا وواتِرُوا يقال ناسَقَ بين الأَمرين أي تابع بينهما وثَغْر نَسَق إذا كانت الأَسنان مستوية ونَسَقُ الأَسنان انتظامها في النِّبْتةِ وحسن تركيبها والنَّسْق العطف على الأول والفعل كالفعل وثغر نَسَق وخَرزَ نَسَق أَي منتظم قال أَبو زبيد بجِيدِ رِيْمٍ كريم زانَهُ نَسَقٌ يكاد يُلْهِبُه الياقوتُ إلهابا والتَّنْسِيقُ التنظيم والنَّسَق ما جاء من الكلام على نِظام واحد والعرب تقول لطَوار الحبْل إذا امتد مستوياً خذ على هذا النَّسَق أي على هذا الطَّوارِ والكلام إذا كان مسجَّعاً قيل له نَسعق حسن ابن الأَعرابي أَنسَقَ الرجلُ إذا تكلم سجعاً والنَّسَقُ كواكب مصطفة خلف الثريا يقال لها الفُرود ويقال رأَيت نَسَقاً من الرجال والمتاع أَي بعضُها إلى جنب بعض قال الشاعر مُسْتَوْسِقات عَصَباً ونَسَقا والنَّسْق بالتسكين مصدر نَسَقْتُ الكلام إذا عطفت بعضه على بعض ويقال نَسَقْتُ بين الشيئين وناسَقْتُ

نستق
النُّسْتُق الخَدَمُ لا واحد لهم قال عدي بن زيد العبادي يَنْصِفُها نُسْتُق تكادُ تُكْرِمهم عن النَّصافة كالغِزْلانِ في السَّلَم التهذيب قيل النُّسْتُق الخادم قال الأَزهري كأَنه بلسان الروم تكلمت به العرب

نشق
النَّشْقُ صب سَعوط في الأَنف ابن سيده النَّشُوق سَعُوط يجعل أو يصب في المُنْخُرين تقول أَنْشَقْتُه إنْشاقاً وفي الحديث إن للشيطان نَشوقاً ولَعُوقاً ودساماً يعني أَنَّ له وساوس مهما وجَدتْ منفذاً دخلت فيه وأَنْشَقْتُه الدواء في أَنفه صببته فيه الليث النَّشُوق اسم لكل دواء يُنْشَقُ وأَنشد ابن بري للأغلب وافْتَرَّ صاباً ونَشوقاً مالحا وفي الحديث أَنه كان يَسْتَنُشِقُ في وُضوئه ثلاثاً في كل مرة يَسْتَنْثِرُ أَي يُبْلِغ الماء خَياشيمه وهو من اسْتِنْشاق الريح إذا شَمِمْتها مع قوَّة وقيل أَنْشَقه الشيءَ فانْتَشَق وتَنَشَّق وانْتَشَق الماءَ في أَنفه واسْتَنْشَقَه صبَّه فيه واسْتَنْشقُتُ الريح شممتها واسْتَنْشَقْتُ الماء وغيره إذا أَدخلته في الأنف والنشاق الريح الطيبة وقد نَشِقَها نَشَقاً ونَشْقاً وانْتَشَقَ وتَنَشَّق أَبو زيد نَشِقْتُ من الرجل ريحاً طيِّبة أَنْشَقُ نَشَقاً أَي شَمِمْت ونَشِيت أَنْشى نِشْوةً مثله وقال أَبو حنيفة إن كان المشموم مما تُدْخِلُه أَنفك قلت تَنَشَّقْتُه واسْتَنْشقته وأَنْشَقَهُ القطنة المحرقة إذا أدناها إلى أَنفه ليَدْخل ريحُها خَياشيمه ورائحة مكروهة النِّشْْق أَي الشم وأَنشد لرؤبة حَرّاً من الخَردْلِ مكروه النَّشَقْ والنُّشْقة الحلقة تشد بها الغنم وقيل النُّشْقة بالضم الرِّبْقة التي تجعل في أَعناق البَهْم ويقال لحلَق الرِّبَق نُشَق وقد أَنْشَقْته في الحبل أَي أَنشبته وأَنشد نَزْوَ القَطا أَنْشَقَهُنَّ المُحْتَبِلْ وقال آخر مناتِينُ أَبْرامٌ كأَنَّ أَكُفَّهُمْ أَكُفُّ ضِبابٍ أُنْشِقَتْ في الحَبائِل ابن الأَعرابي أَنْشَقَ الصائدُ إذا عَلِقَت النُّشْقة بعنق الغزال في الكَصِيصةِ ويقول الصائد لشريكه لي النَّشاقى ولك العَلاقى فالنَّشَاقى ما وقعت النُّشْقة في الحلق وهي الشَّربة قال والعَلاقى ما تعلق بالرجْل ونَشِقَ الصيد في الحِبالة نَشَقاً نَشِب وعَلِق فيها وكذلك فَراشةُ القُفْل اللحياني يقال نَشِبَ في حبله ونَشِقَ وعَلِقَ وارْتَبَقَ كل ذلك بمعنى واحد ابن سيده وحكى اللحياني نَشِق فلان في حِبالي نَشِب وفي الحديث أَنه شُكِيَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم كثرةُ الغيث وكان فيما قيل له ونَشِقَ المسافرُ أَي نَشِب فلم يُطِق على البراح من كثرة المطر ورجل نَشِقٌ إذا كان ممن يدخل في أُمور لا يكاد يتخلص منها

نطق
نَطَقَ الناطِقُ يَنْطِقُ نُطْقاً تكلم والمَنطِق الكلام والمِنْطِيق البليغ أَنشد ثعلب والنَّوْمُ ينتزِعُ العَصا من ربِّها ويَلوكُ ثِنْيَ لسانه المِنْطِيق وقد أَنْطَقَه الله واسْتَنْطقه أَي كلَّمه وناطَقَه وكتاب ناطِقٌ بيِّن على المثل كأَنه يَنْطِق قال لبيد أو مُذْهَبٌ جُدَدٌ على أَلواحه أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتومُ وكلام كل شيء مَنْطِقُه ومنه قوله تعالى عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطير قال ابن سيده وقد يستعمل المَنطِق في غير الإنسان كقوله تعالى عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطير وأَنشد سيبويه لم يَمْنع الشُّرْبَ منها غَيْرَ أَن نطقت حمامة في غُصُونٍ ذاتِ أَوْقالِ لما أضاف غيراً إلى أن بناها معها وموضعها الرفع وحكى يعقوب أَن أَعرابيّاً ضَرطَ فتَشَوَّر فأَشار بإبهامه نحو استه وقال إنها خَلْف نَطَقَت خَلْفاً يعني بالنطق الضرط وتَناطَق الرجلان تَقاوَلا وناطَقَ كلُّ واحد منهما صاحبه قاوَلَه وقوله أَنشده ابن الأعرابي كأَن صَوْتَ حَلْيَها المُناطِقِ تَهزُّج الرِّياح بالعَشارِقِ أراد تحرك حليها كأنه يناطق بعضه بعضاً بصوته وقولهم ما له صامِت ولا ناطِقٌ فالناطِقُ الحيوان والصامِتُ ما سواه وقيل الصامِتُ الذهب والفضة والجوهر والناطِقُ الحيوان من الرقيق وغيره سمي ناطِقاً لصوته وصوتُ كلِّ شيء مَنْطِقه ونطقه والمِنْطَقُ والمِنْطقةُ والنِّطاقُ كل ما شد به وسطه غيره والمِنْطَقة معروفة اسم لها خاصة تقول منه نطَّقْتُ الرجل تَنْطِيقاً فتَنَطَّق أي شدَّها في وسطه ومنه قولهم جبل أَشَمُّ مُنَطَّقٌ لأن السحاب لا يبلغ أَعلاه وجاء فلان منُتْطِقاً فرسه إذا جَنَبَهُ ولم يركبه قال خداش بن زهير وأَبرَحُ ما أَدامَ الله قَوْمي على الأَعداء مُنْتَطِقاً مُجِيدا يقول لا أَزال أَجْنُب فرسي جواداً ويقال إنه أَراد قولاً يُسْتجاد في الثناء على قومي وأَراد لا أَبرح فحذف لا وفي شعره رَهْطي بدل قومي وهو الصحيح لقوله مُنْتَطِقاً بالإفراد وقد انْتَطق بالنِّطاق والمِنْطَقة وتَنعطَّق وتَمَنْطَقَ الأَخيرة عن اللحياني والنِّطاق شبه إزارٍ فيه تِكَّةٌ كانت المرأَة تَنتَطِق به وفي حديث أُم إسمعيل أَوَّلُ ما اتخذ النساءُ المِنْطَقَ من قِبَلِ أُم إسمعيل اتخذت مِنْطَقاً هو النِّطاق وجمعه مناطق وهو أَن تلبس المرأة ثوبها ثم تشد وسطها بشيء وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند مُعاناةِ الأَشغال لئلا تَعْثُر في ذَيْلها وفي المحكم النَّطاق شقَّة أو ثوب تلبسه المرأَة ثم تشد وسطها بحبل ثم ترسل الأعلى على الأسفل إلى الركبة فالأَسفل يَنْجَرّ على الأَرض وليس لها حُجْزَة ولا نَيْفَق ولا ساقانِ والجمع نُطُق وقد انْتَطَقت وتَنَطَّقت إذا شدت نِطاقها على وسطها وأَنشد ابن الأعرابي تَغْتال عُرْضَ النُّقْبَةِ المُذالَهْ ولم تَنَطَّقْها على غِلالَهْ وانْتَطق الرجل أَي لبس المِنْطَق وهو كل ما شددت به وسطك وقالت عائشة في نساء الأَنصار فعَمَدْن إلى حُجَزِ أو حُجوز مناطِقهنّ فَشَقَقْنَها وسَوَّيْنَ منها خُمُراً واخْتَمَرْنَ بها حين أَنزل الله تعالى ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرهنّ على جيوبهن المَناطِق واحدها مِنْطق وهو النِّطاق يقال مِنْطَق ونِطاق بمعنى واحد كما يقال مِئْزر وإزار ومِلحف ولِحاف ومِسْردَ وسِراد وكان يقال لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ذات النطاقَيْنِ لأنها كانت تُطارِق نِطاقاً على نِطاق وقيل إنه كان لها نِطاقان تلبس أحدهما وتحمل في الآخر الزاد إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه وهما في الغار قال وهذا أصح القولين وقيل إنها شقَّت نِطاقها نصفين فاستعملت أَحدهما وجعلت الآخر شداداً لزادهما وروي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج مع أبي بكر مهاجرَيْنِ صنعنا لهما سُفْرة في جِراب فقطعت أَسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما من نِطاقها وأَوْكَت به الجراب فلذلك كانت تسمى ذات النطاقين واستعاره علي عليه السلام في غير ذلك فقال من يَطُلْ أَيْرُ أَبيه يَنْتَطِقْ به أَي من كثر بنو أَبيه يتقوى بهم قال ابن بري ومنه قول الشاعر فلو شاء رَبِّي كان أَيْرُ أَبِيكمُ طويلاً كأَيْرِ الحَرثِ بنَ سَدُوسِ وقال شمر في قول جرير والتَّغْلَبيون بئس الفَحْلُ فَحْلُهُمُ قِدْماً وأُمُّهُمُ زَلاَّءُ مِنْطِيقُ تحت المَناطق أَشباه مصلَّبة مثل الدُّوِيِّ بها الأَقلامُ واللِّيقُ قال شمر مِنْطيق تأْتزر بحَشِيَّة تعظِّم بها عجيزتها وقال بعضهم النِّطاق والإزار الذي يثنى والمِنْطَقُ ما جعل فيه من خيط أَو غيره وأَنشد تَنْبُو المَناطقُ عن جُنُوبهِمُ وأَسِنَّةُ الخَطِّيِّ ما تَنْبُو وصف قوماً بعظم البطون والجُنوب والرخاوة ويقال تَنَطَّقَ بالمِنْطقة وانْتَطق بها ومنه بيت خِداش بن زهير على الأعداء مُنْتطقاً مُجِيدا وقد ذكر آنفاً والمُنَطَّقةُ من المعز البيضاءُ موضِع النِّطاق ونَطَّق الماءُ الأَكَمَةَ والشجرة نَصَفَها واسم ذلك الماء النِّطاق على التشبيه بالنِّطاق المقدم ذكره واستعارة عليّ عليه السلام للإسلام وذلك أَنه قيل له لَمَ لا تَخْضِبُ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خَضَب ؟ فقال كان ذلك والإسلامُ قُلٌّ فأَما الآن فقد اتسع نِطاقُ الإسلام فامْرَأً وما اختار التهذيب إذا بلغ الماء النِّصْف من الشجرة والأكَمَة يقال قد نَطَّقَها وفي حديث العباس يمدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ من خِنْدِفَ عَلْياءَ تحتها النُّطُقُ النُّطُق جمعِ نطاقٍ وهي أَعراضٌ من جِبال بعضها فوق بعض أَي نواحٍ وأَوساط منها شبهت بالنُّطُق التي يشد بها أوساط الناس ضربه مثلاً له في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته وجعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال وأَراد ببيته شرفه والمُهَيْمِنُ نعته أَي حتى احتوى شرفك الشاهد على فضلك أعلى مكان من نسبِ خِنْدِفَ وذات النِّطاقِ أَيضاً اسم أَكَمةٍ لهم ابن سيده ونُطُق الماء طرائقه أَراه على التشبيه بذلك قال زهير يُحِيلُ في جَدْوَل تَحْبُو ضفادعُهُ حَبْوَ الجَواري تَرى في مائة نُطُقا والنَّاطِقةُ الخاصرة

نعق
النَّعِيقُ دعاء الراعي الشاء يقال انْعِقْ بضأْنك أَي ادْعُها قال الأخطل انْعِقْ بضَأْنك يا جَريرُ فإنَّما مَنِّتْكَ نفسُك في الخَلاء ضلالا ونَعَق الراعي بالغنم يَنْعِقُ بالكسر نَعْقاً ونُعاقاً ونَعِيقاً ونَعَقاناً صاح بها وزجرها يكون ذلك في الضأْن والمعز وأَنشد ابن بري لبشر ولم يَنْعِقْ بناحيةِ الرِّقاقِ وفي الحديث أَنه قال لنساء عثمان بن مظعون لما مات ابْكِين وإيّاكنَّ ونَعيقَ الشيطان يعني الصياح والنَّوْح وأضافه إلى الشيطان لأنه الحامل عليه وفي حديث المدينة آخرُ من يُحْشر راعيان من مُزَيْنَةَ يريدان المدينة يَنْعِقانِ بغنمهما أي يصيحان وقوله تعالى ومَثَل الذين كفروا كمَثَل الذي يَنْعِقُ بما لا يسمع إلا دعاء ونداء قال الفراء أضاف المَثَل إلى الذين كفروا ثم شبههم بالراعي ولم يقل كالغنم والمعنى والله أعلم مَثَل الذين كفروا كالبهائم التي لا تَفْقَهُ ما يقول الراعي أكثر من الصوت فأضاف التشبيه إلى الراعي والمعنى في المَرّعِيّ قال ومثله في الكلام فلان يخافك كخوف الأسد المعنى كخوفِهِ الأسدَ لأَن الأَسد معروف أَنه المَخُوف وقال أَبو إسحق ضرب الله لهم هذا المثل وشبههم بالغنم المَنْعُوق بما لا يسمع منه إلا الصوت فالمعنى مَثَلُك يا محمد ومَثَلُهم كمثَلَ الناعِقَِ والمَنْعُوق بها بما لا يسمع لأن سمعهم لم يكن ينفعهم فكانوا في تركهم قبولَ ما يسمعون بمنزلة من لم يسمع ونَعَقَ الغرابُ نَعِيقاً ونُعاقاً الأخيرة عن اللحياني والغين في الغرابُ أَحسن قال الأَزهري نَعَق الغرابُ ونَغَقَ بالعين والغين جميعاً ونَعِيقُ الغراب ونُعاقِه ونَغِيقُه ونُغاقُه مثل نَهِيق الحمار ونُهاقِه وشَحِيجِ البغل وشُحاجِه وصَهِيلِ وصُهال الخيل وزَحير وزُحار قال والثقات من الأئمة يقولون كلام العرب نَغَق الغراب بالغين المعجمة ونَعَق الراعي بالشاء بالعين المهملة ولا يقال في الغراب نَعَق ويجوز نَعَبَ قال وهذا هو الصحيح وحكى ابن كيسان نَعَقَ الغراب بعين مهملة واستعار بعضهم النَّعيقَ في الأَرانب أَنشد يعقوب والسُّعْسُعُ الأطْلَسُ في حَلْقِهِ عِكْرِشَةٌ تَنْئِقُ في اللِّهْزِمِ أراد تَنْعِقُ والناعِقانِ كويكبان من كواكب الجوزاء وهما أَضوأُ كوكبين فيها يقال أَحدهما رِجْلها اليسرى والآخر مَنْكِبُها الأيمن وهو الذي يسمى الهَنْعَةَ والناعِقاءُ جُحْر اليَرْبوع يقف عليه يستمع الأصوات والمعروف عن كراع العانِقاءُ

نغق
نَغَقَ الغرابُ يَنْغِقُ ويَنْغَقُ نَغِيقاً ونُغاقاً الأخيرة عن اللحياني صاح غِيقْ غِيقْ وقيل نَغَق بخير ونَعَبَ ببَيْنٍ قال الشاعر وازْجُروا الطَّيْرَ فإنْ مَرَّ بكمُ ناغِقٌ يَهْوِي فقولوا سَنَحا وقد ذكر الفَرْقُ بين النَّغِيقِ والنعِيب في موضعه والنَّغِيقُ صوت يخرج من قُنْبِ الدابة وهو وِعاء جُرْدَانِهِ وناقة نَغِيقَةٌ وهي التي تَبْغِمُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي مَرَّةً بعد مَرَّةٍ وفي الصحاح ناقة نَغِيقٌ وقد نَغَقَت الناقة نَغِيقاً إذا بَغَمَتْ قال حميد وأَظْمَى كقَلْبِ السوذقاني نازَعَتْ بِكَفَّيَّ فَتْلاءُ الذِّراعِ نَغُوقُ أَي بَغُوم أَراد بالأَظْمَى الزمام الأسود وإبل ظُمْيٌ أَي سود

نغبق
التهذيب في الرباعي النَّغْبقة الصوت الذي يُسْمع من بطن الدابة وهو الوُعاق قال الأَصمعي النَّغْبَقة صوت جُرْدَانه إذا تَقَلْقل في قُنْبِه قال أَبو عمرو هي النُغْبُوقة وأَنشد عَلَقْتُه غَرَزاً وماءً بارداً شَهْرَيْ ربيعٍ واغْتَبَقْتُ غَبُوقَهُ حتى إذا دفع الجِيادُ دَفَعْتُه وسط الجِيادِ ولاسْتِهِ نُغْبُوقَهْ

نفق
نَفَقَ الفرسُ والدابةُ وسائر البهائم يَنْفُقُ نُفُوقاً مات قال ابن بري أَنشد ثعلب فما أَشْياءُ نَشْرِيها بمالٍ فإن نَفَقَتْ فأَكْسَد ما تكونُ وفي حديث ابن عباس والجَزور نافقة أَي ميتة من نَفَقت الدابة إذا ماتت وقال الشاعر نَفَقَ البغلُ وأَوْدَى سَرْجه في سبيل الله سَرْجي وبَغَلْ وأورده ابن بري سرجي والبَغَلْ ونَفَقَ البيع نَفَاقاً راج ونَفَقت السِّلْعة تَنْفُق نَفاقاً بالفتح غَلَتْ ورغب فيها وأَنْفَقَها هو ونَفَّقها وفي الحديث المُنَفِّق سلْعته بالحلف الكاذب المُنَفِّقُ بالتشديد من النَّفَاق وهو ضد الكَسَاد ومنه الحديث اليمين الكاذبة مَنْفَقَة للسِّلْعة مَمْحَقة للبركة أي هي مَظِنة لنفَاقها وموضع له وفي الحديث عن ابن عباس لا يُنَفِّقْ بعضُكم بعضاً أَي لا يقصد أَن يُنَفِّقَ سِلْعته على جهة النَّجْش فإنه بزيادته فيها يرغب السامع فيكون قوله سبباً لابتياعها ومُنفِّقاً لها ونعفَقَ الدرهم يَنْفُق نَفَاقاً كذلك هذه عن اللحياني كأَن الدرهم قَلَّ فرغب فيه وأَنْفَقَ القوم نَفَقت سوقهم ونَفَق مالُه ودرهمه وطعامه نَفْقاً ونَفاقاً كلاهما نقص وقلّ وقيل فني وذهب وأَنْفَقُوا نَفَقت أَموالهم وأَنفَقَ الرجل إذا افتقر ومنه قوله تعالى إذاً لأَمسكتم خشية الإنْفَاقِ أَي خشية الفناء والنَّفَاد وأَنْفَقَ المال صرفه وفي التنزيل وإذا قيل لهم أَنْفِقُوا مما رزقكم الله أَي أَنفقوا في سبيل الله وأَطعموا وتصدقوا واسْتَنْفَقه أَذهبه والنَّفقة ما أُنِفق والجمع نِفاق حكى اللحياني نَفِدت نِفاقُ القوم ونفَقَاتهم بالكسر إذا نفدت وفنيت والنِّفاقُ بالكسر جمع النَّفَقة من الدراهم ونَفِقَ الزاد يَنْفَقُ نَفَقاً أي نفد وقد أَنفَقت الدراهم من النَّفقة ورجل مِنْفاقٌ أي كثير النَّفَقة والنَّفَقة ما أَنفَقْت واستنفقت على العيال وعلى نفسك التهذيب الليث نَفَقَ السعر
( * قوله « السعر » كذا هو في الأصل ولعله الشيء ) يَنْفُق نُفُوقاً إذا كثر مشتروه وأَنْفَقَ الرجل إنْفاقاً إذا وجد نَفاقاً لمتاعه وفي مثل من أَمثالهم من باع عِرْضه أَنْفَقَ أَي من شاتم الناس شُتِمَ ومعناه أَنه يجد نَفاقاً بعِرْضه ينال منه ومنه قول كعب بن زهير أبِيتُ ولا أَهجُو الصديقَ ومن يَبِعْ بعِرْض أَبيه في المَعاشِرِ يُنْفِقِ أَي يجد نَفاقاً والباء مقحمة في قوله بعِرض أَبيه ونَفَقَت الأَيّم تَنْفُق نَفاقاً إذا كثر خُطّابها وفي حديث عمر من حَظّ المَرْء نَفاق أَيّمه أَي من سعادته أن تخطب نساؤه من بناته وأَخواته ولا يَكْسَدْنَ كَساد السِّلَع التي لا تَنْفُق والنَّفِقُ السريع الانقطاعِ من كل شيء يقال سير نَفِقٌ أي منقطع قال لبيد شَدّاً ومَرْفوعاً بقُرْبِ مثله للوِرْدِ لا نَفِق ولا مَسْؤُوم أَي عَدْو غير منقطع وفرس نَفِقُ الجَرْي إذا كان سريع انقطاع الجري قال علقمة بن عبدة يصف ظليماً فلا تَزَيُّده في مشيه نَفِقٌ ولا الزَّفيف دُوَيْن الشّدِّ مَسْؤُوم والنَّفَقُ سَرَبٌ في الأَرض مشتق إلى موضع آخر وفي التهذيب له مَخْلَصٌ إلى مكان اخر وفي المثل ضَلَّ دُرَيْصٌ نَفَقه أي جُحْره وفي التنزيل فإن استطعت أَن تبتغي نَفَقاً في الأرض والجمع أَنْفَاق واستعاره امرؤ القيس لجِحَرة الفِئَرة فقال يصف فرساً خَفَاهُنَّ من أَنْفاقِهِنَّ كأَنما خَفاهنَّ ودْقٌ من عَشِيّ مُجَلِّبِ والنُّفَقةُ والنَّافِقاء جُحْر الضَّبّ واليَرْبوع وقيل النُّفقةُ والنافِقاء موضع يرققه اليربوع من جُحره فإذا أُتِيَ من قبل القاصِعاء ضرب النافِقاء برأْسه فخرج ونَفِقَ اليربوع ونَفَق وانْتَفَقَ ونَفَّق خرج منه وتَنَفَّقَه الحارِشُ وانْتَفقه استخرجه من نافِقائه واستعاره بعضهم للشيطان فقال إذا الشيطانُ قَصَّعَ في قَفاها تَنَفَّقْناهُ بالحَبْل التُّؤام أَي استخرجناه استخراج الضَّبّ من نافِقائه وأَنْفَقَ الضَّبّ واليربوع إذا لم يَرْفُق به حتى ينْتَفِقَ ويذهب ابن الأَعرابي قُصَعَةُ اليربوع أَن يحفر حفيرة ثم يسد بابها بترابها ويسمى ذلك التراب الدَّامّاء ثم يحفر حفراً آخر يقال له النافِقاء والنُّفَقَة والنَّفَق فلا ينفذها ولكنه يحفرها حتى ترقّ فإذا أُخِذَ عليه بقاصِعائه عدا إلى النافِقاء فضربها برأْسه ومَرَق منها وتراب النُّفَقَةِ يقال له الراهِطَاء وأَنشد وما أُمُّ الرُّدَيْنِ وإن أَدلَّتْ بعالِمةٍ بأَخلاق الكِرام إذا الشيطانُ قَصَّع في قفاها تَنَفّقْناه بالحبْل التُّؤام أَي إذا سكن في قاصعاء قفاها تنفَّقناه أَي استخرجناه كما يُستخرج اليربوع من نافقائه قال الأَصمعي في القاصعاء إنما قيل له ذلك لأَن اليَرْبوع يخرج تراب الجحر ثم يسدّ به فم الآخر من قولهم قَصَع الكَلْمُ بالدم إذا امتلأَ به وقيل له الدامَّاء لأنه يخرج تراب الجحر ويطلي به فم الآخر من قولك ادْمُمْ قِدْرك أَي اطْلِها بالطِّحال والرَّماد ويقال نافَقَ اليربوعُ إذا دخل في نافِقائه وقَصَّع إذا خرج من القاصِعاء وتَنَفَّق خرج قال ذو الرمة إذا أَرادوا دَسْمَهُ تَنَفَّقا أَبو عبيد سمي المنافقُ مُنافقاً للنَّفَق وهو السَّرَب في الأَرض وقيل إنما سمي مُنافقاً لأنه نافَقَ كاليربوع وهو دخوله نافقاءه يقال قد نفق به ونافَقَ وله جحر آخر يقال له القاصِعاء فإذا طلِبَ قَصَّع فخرج من القاصِعاء فهو يدخل في النافِقاء ويخرج من القاصِعاء أو يدخل في القاصِعاء ويخرج من النافِقاء فيقال هكذا يفعل المُنافق يدخل في الإسلام ثم يخرج منه من غير الوجه الذي دخل فيه الجوهري والنافِقاء إحدى جِحَرةَ اليَرْبوع يكتمها ويُظْهر غيرها وهو موضع يرققه فإذا أُتِيَ من قِبَلِ القاصِعاء ضرب النافِقاء برأْسه فانْتَفَق أَي خرج والجمع النَّوَافِقُ قال ابن بري جِحَرة اليربوع سبعة القاصِعاء والنافِقاء والدامَّاء والراهِطاءُ والعَانِقاء والحَاثياء واللُّغَزُ وهي اللُّغَّيْزَى أَيضاً قال أَبو زيد هي النافِقاء والنُّفَقاء والنُّفَقة والرُّهطاء والرُّهَطة والقُصَعاء والقُصَعة وما جاء على فاعِلاء أَيضاً حاوياء وسافياءُ وسابياء والسموأَل ابن عادِياء والخافِيَاء الجنّ والكارِاء
( * قوله « الكاراء » هكذا هو في الأصل بدون نقط ) واللأَّوِياء والجاسِياء للصَّلابة والبَالغاء للأَكارع وبنُو قَابِعاء للسَّبّ والنُّفَقة مثال الهُمَزة النَّافِقاء تقول منه نَفَّق اليَرْبوع تَنْفيقاً ونافَقَ أَي دخل في نافِقائه ومنه اشتقاق المُنافق في الدين والنِّفاق بالكسر فعل المنافِق والنِّفاقُ الدخول في الإسلام من وَجْه والخروُج عنه من آخر مشتقّ من نَافِقَاء اليربوع إسلامية وقد نافَقَ مُنافَقَةً ونِفاقاً وقد تكرر في الحديث ذكر النِّفاق وما تصرّف منه اسماً وفعلاً وهو اسم إسلاميّ لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به وهو الذي يَسْترُ كُفْره ويظهر إيمانَه وإن كان أَصله في اللغة معروفاً يقال نافَقَ يُنافِق مُنافقة ونِفاقاً وهو مأْخوذ من النافقاء لا من النَّفَق وهو السَّرَب الذي يستتر فيه لستره كُفْره وفي حديث حنظلة نافَقَ حَنْظَلة أَراد أَنه إذا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم أخلص وزهد في الدنيا وإذا خرج عنه ترك ما كان عليه ورغب فيها فكأَنه نوع من الظاهر والباطن ما كان يرضى أَن يسامح به نفسه وفي الحديث أَكثر مُنافِقِي هذه الأُمَّة قُرَّاؤها أَراد بالنِّفاق ههنا الرياء لأَن كليهما إظْهار غير ما في الباطن وقول أبي وجزة يَهْدِي قلائِص خُضَّعاً يَكنفْنَهُ صُعْرَ الخدُودِ نوَافِقَ الأَوْبَارِ أَي نُسِلَتْ أَوبارُها من السِّمَن وفي نوادر الأَعراب أَنْفَقَت الإبُل إذا انْتَثَرَتْ أَوبارُها عن سِمَن قالوا ونَفَق الجُرْح إذا تقشَّر ويقال زيْت انفاق قال الراجز إذا سَمِعْنَ صَوْتَ فَحْلٍ شَقْشاق قَطَعْنَ مُصْفَرّاً كزيت الانْفاق والنَّافِقة نافِقة المِسْك دخيل وهي فأْرة المسك وهي وعاؤه ومالك بن المُنْتَفِقِ الضَّبيّ أَحد بني صُبَاح بن طريف قاتل بِسْطَامِ بن قَيْس والنُّفَيْقُ موضع ونَيْقَقُ القميص والسراويل معروف وهو قارسي معرب وهو المُنَفَّقُ وقيل النَّيْقَقُ دخيل نَيْفق السراويل الجوهري ونيفق السروايل الموضع المتسع منها والعامة تقول نِيفَق بكسر النون والمُنْتَفِقُ اسم رجل

نقق
نَقَّ الظَّليمُ والدجاجةُ والحَجَلةُ والرَّخَمةُ والضَّفادع والعقرب تَنِقُّ نَقيقاً ونَقْنَقَ صوَّت قال جرير يصف الخنزير والحَبّ في حاويائه كأَنَّ نَقِيقَ الحَبِّ في حَاوِيائه فَحِيح الأَفَاعِي أَو نَقِيق العَقارب والدجاجة تُنَقْنِقُ للبيض ولا تنِقُّ لأنها ترجِّع في صوتها ونقَّت الدجاجة وتَقْنَقت ومنه قول يزيد بن الحَكَم ضفادِعُها غَرْقَى لَهُنَّ نَقِيقُ وقيل النَّقِيقُ والنَّقْنَقةُ من أَصوات الضفادع يفصل بينهما المَدّ والترجيع والدجاجة تُنَقْنِقُ للبيض وكذلك النعامة ونَقَّ الضِّفْدَع ونَقْنَق كذلك وقيل هو صوت يفصل بينه مدّ وترجيع وضفدع نَقَّاق ونَقُوق وجمع النَّقُوق نُقُق قال رؤْبة إذا دَنا منهنَّ أَنقاضُ النُّفُقْ ويروى النُّقَق على من قال جُدَد في جُدُد ومن قال رُسْل قال نُقّ أَنشد ثعلب على هنين وهَنَات نُقّ والنَّقَّاق الضفدع صفة غالبة تقول العرب أَرْوَى من النَّقَّاق أَي الضفدع والنَّقَّاقة الضفدعة والنَّقْنَقة صوتها إذا ضُوعِف وربما قيل ذلك للهِرِّ أَيضاً وأَنشد أَبو عمرو أَطعَمْت راعِيَّ من اليَهْيَرِّ فظَلَّ يَبْكي حَبِجاً بشَرِّ خلف اسْتِهِ مثل نَقيق الهِرِّ وفي رِجْزِ مسيلمة يا ضِفْدَع نقّي كم تنقّين النَّقِيقُ صوت الضفدع وإذا رجّع صوته قيل نَقْنَق وفي حديث أُم زرع ودايِسٍ ومُنِقّ قال أَبو عبيد هكذا رواه أَصحاب الحديث ومُنِقّ بالكسر قال ولا أَعرف المُنِقّ وقال غيره إن صحت الرواية فيكون من النَّقِيق الصوت يريد أَصوات المواشي والأنعام تصفه بكثرة أَمواله ومُنِقّ من أَنَقَّ إذا صار ذا نَقِيقٍ أو دخل في النقيق وفي رواية أُخرى دايس للطعام ومنِقّ وقال أَبو عبيد أَيضاً إنما هو مُنَقٍّ من نقَّيت الطعام والنَّقْنَقُ الظليم والنِّقْنِقُ والجمع النَّقانِقُ والنِّقْنيقُ الخشبة التي يكون عليها المصلوب ونَقْنَقَتْ عينُه نَقْنقةً غارت كذا حكاه يعقوب في الأَلفاظ وأَنشد الليث خُوص ذوات أَعْيُنٍ نَقانِقِ خُصّتْ بها مجهولة السَّمالِقِ وقال غيره نَقْنقَتْ بالتاء وأَنكره ابن الأَعرابي وقال نَقْتَق بالتاء هَبَطَ وفي المصنف تَقْتَقَت بتاءين قال ابن سيده وهو تصحيف

نمق
نَمَق الكتاب يَنْمُقُه بالضم نَمْقاً كتبه ونَمَّقه حسّنه وجَوَّده ونَمَّق الجلد ونَبَّقه نقشه وزينه بالكتابة ونَبَّقه ونَمَّقه واحد قال النابغة الذبياني كأَنَّ مَجَرَّ الرامِساتِ ذُيُولَها عليه قَضيمٌ نَمَّقَتْهُ الصوانع ويروى حصير نمَّقته أَبو زيد نَمَقْتُه أَنْمُقُه نَمْقاً ولَمَقْتُه أَلْمُقُه لَمْقاً وثوب نَمِيق ومُنَمَّق منقوش وقيل هذا الأصل ثم كثر حتى استعمل في الكتاب والنَّمَقُ الكتاب الذي يكتب فيه وفيه نَمَقَةَ أَي ريح منتنة عن أبي حنيفة كأَنه مقلوب من قَنَمةٍ الأَصمعي يقال للشيء المُرْوِحِ فيه نَمَسَة ونَمعقَة وزَهْمَقةٌ

نمرق
النُّمْرُقُ والنُّمْرُقة والنِّمْرِقة بالكسر الوسادة وقيل وسادة صغيرة وربما سموا الطِّنْفِسَةَ التي فوق الرِّحْل نُمْرُقة عن أبي عبيد والجمع نَمارق قال محمد بن عبد الله بن نمير الثقفي إذا ما بِسَاطُ اللهو مُدَّ وقُرِّبَتْ لِلَذَّاتِه أَنْماطُهُ ونَمَارِقُهْ وقيل النُّمْرُقة هي التي يُلْبَسُها الرحْل أبو عبيد النُّمْرُقة والنُّمْرُق والمِيثَرَةُ ما افْتَرشَت اسْتُ الراكب على الرحل كالمِرْفَقة غير أَن مؤخرها أعَظم من مقدمها ولها أَربعة سيور تشد بآخِرَةِ الرَّحْل وواسطه وأنشد تَضِجُّ من أَسْتاهِها النّمَارِقُ مفارش الرِّحال والأَيانِقُ الفراء في قوله تعالى ونَمَارق مَصْفوفة هي الوسائد واحدتها نُمْرُقة قال وسمعت بعض كلب يقول نِمْرِقة بالكسر وفي الحديث اشتريت نُمْرُقة أَي وِسَادةً وهي بضم النون والراء وبكسرهما وبغير هاء وجمعها نَمارق وفي حديث هند نَحْنُ بَناتُ طارق نَمْشي على النَّمَارق

نهق
نُهَاقُ الحمار صوته والنَّهِيقُ صوت الحمار فإذا كرّر نَهيقه واشتدّ قيل أَخذه النُّهاقُ ونَهَقَ الحمار يَنْهِقُ ويَنْهَقُ ويَنْهُق الضم عن اللحياني نَهْقاً ونَهِيقاً ونُهَاقاً وتَنْهاقاً صوَّت قال ابن سيده وأَرى ثعلباً قد حكى نَهِقَ قال ولست منه على ثقة والنّاهِقان عظمان شاخصان يَنْدُران من ذي الحافر في مجرى الدمع يخرج منهما النُّهَاقُ ويقال لهما أَيضاً النَّوَاهق قال النابغة الجعدي يصف فرساً بِعاري النَّوَاهِقِ صَلْتِ الجَبي ن يَسْتَنُّ كالتَّيْس ذي الحُلَّب والنّاهِقُ والنَّواهِقُ من الحمير حيث يخرج النُّهاق من حلوقها وهي من الخيل العظام الناتئة في خدودها وفي التهذيب النَّواهِقُ من الخيل والحمر حيث يخرج النُّهاقُ من حلقه وأَنشد للنمر بن تولب فأَرْسَلَ سَهْماً له أَهْزَعا فَشَكّ نواهِقه والفَما أبو عبيدة في كتاب الخيل الناهقان عظمان شاخصان في وجه الفرس أَسفل من عينيه وقيل النَّوَاهِقُ ما أَسفل من الجبهة في قصبة الأَنف وقيل نَوَاهِقُ الدابة عُروق اكتنفت خياشيمها لأَن النُّهَاقَ منها الواحدة ناهِقة الجوهري النّاهِقُ من الحمار حيث يخرج النُّهاقُ من حلقه والنَّهْقةُ طائرة طويلة المنقار والرجلين والرقبة غبراءُ والنَّهْق والنَّهَقُ نبات شبه الجِرْجِيرِ من أَحرار البقول يؤكل وقيل هو الجِرْجِير قال منصور وسماعي من العرب النَّهَقُ الجِرْجِير البّريّ قال رأَيته في رِيَاض الصَّمّان وكنا نأْكله مع التمر وفي مَذاقه حَمْزَةٌ وحَرَارة وهو الجِرْجِيرُ بعينه إلا أَنه برِّيّ يَلْذَعُ اللسان ويسمى الأَيْهَقانَ وأَكثر ما ينبت في قِرْبان الرِّياض وقال أبو حنيفة هو من العُشْب قال رؤبة ووصف عَيراً وأُتُنَهُ شَذَّب أُولاهُنَّ من ذاتِ النَّهَقْ واحدته نَهَقة وقيل ذاتُ النَّهَقِ أَرض معروفة وذو نُهَيْقٍ موضع قال أَلا يا لَهْف نفْسِي بعد عَيشٍ لنا بجُنوب دَرّ فذي نُهَيْقِ وفي حديث جابر فنزَعْنا فيه حتى أَنهقْناه يعني الحوض هكذا جاء في رواية بالنون قال وهو غلط والصواب بالفاء

نوق
النّاقةُ الأُنثى من الإبل وقيل إنما تسمى بذلك إذا أَجذعت والجمع أَنْوُقٌ وأَنْؤُق هذه عن اللحياني قال ابن سيده همزوا الواو للضمة وأَوْنُق وأَيْنُق الياء في أَيْنُقٍ عوض من الواو في أَوْنُقٍ فيمن جعلها أَيْفُلاً ومن جعلها أَعْفُلاً فقدم العين مُغَيَّرَةً إلى الياء جعلها بدلاً من الواو فالبدل أَعم تصرفاً من العوض إذ كلّ عِوَضٍ بَدَلٌ وليس كل بدل عوضاً وقال ابن جني مرة ذهب سيبوية في قولهم أَيْنُق مذهبين أَحدهما أَن تكون عين أَيْنُق قلبت إلى ما قبل الفاء فصارت في التقدير أَوْنُق ثم أُبدلت الواو ياء لأَنها كما أُعِلَّت بالقلب كذلك أُعلت أَيضاً بالإبدال والآخر أَن تكون العين حذفت ثم عوضت الياء منها قبل الفاء فمثالها على هذا القول أَيْفُل وعلى القول الأَول أَعْفُل وكذلك أَيانِق ونُوق وأَنْوَاقٌ عن يعقوب ونِيَاقٌ ونِياقاتٌ أَنشد ابن الأَعرابي إنَّا وَجَدْنا ناقةَ العَجُوزِ خَيْرَ النِّياقات على التَّرْمِيزِ حين تُكالُ النِّيبُ في القَفِيزِ وفي حديث أَبي هريرة فوجد أَيْنُقهُ الأَيْنُق جمع قِلَّةٍ لناقة ويصغر أَيْنُقٌ أُيَيْنِقات عن يعقوب والقياسُ أُيَيْنِق كقولك في أَكْلُبٍ أُكَيْلِب الأَزهري جمعها نُوق ونِياق والعدد أَيْنُق وأَيانق على قلب أَنْوُقٍ الجوهري النّاقةُ تقديرها فَعَلَةٌ بالتحريك لأَنها جمعت على نُوقٍ مثل بَدَنَةٍ وبُدْنٍ وخَشَبَة وخُشْب وفَعْلة بالتسكين لا تجمع على ذلك وقد جمعت في القِلَّةِ على أَنْوُقٍ ثم استثقلوا الضمة على الواو فقدموها فقالوا أَوْنُق حكاها يعقوب عن بعض الطائيين ثم عوضوا من الواو ياء فقالوا أَيْنُق ثم جمعوها على أَيانق وقد تجمع الناقةُ على نِيَاقٍ مثل ثَمَرة وثِمار إلا أَن الواو صارت ياء للكسرة قبلها وأَنشد أَبو زيد للقلاخ بن حَزْنٍ أَبْعَدَكُنَّ اللهُ من نِيَاقِ إن لم تُنجِّين من الوِثاقِ وفي المثل اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ قال ابن سيده استَنْوق الجَملُ صار كالناقة في ذُلِّها لا يستعمل إلا مَزيداً قال ثعلب ولا يقال اسْتَنَاق الجَمَلُ إنما ذلك لأن هذه الأَفعال المزيدة أَعني افْتَعَل واسْتَفْعَل إنما تعتل باعتلال أَفعالها الثلاثية البسيطة التي لا زيادة فيها كاسْتَقَام إنما اعْتَلَّ لاعتلال قام واسْتقال إنما اعتلَّ لاعتلال قال وإلا فقد كان حكمه أَن يَصِحَّ لأَن فاء الفعل ساكنة فلما كانت اسْتَوْسَقَ واسْتَتْيس ونحوهما دون فعل ثلاثي بسيط لا زيادة فيه صحت الياء والواو لسكون ما قبلهما وهذا المَثَل يضرب للرجل يكون في حديث أَو صفة شيء ثم يخلطه بغيره وينتقل إليه وأصله أَن طَرَفة بن العَبْد كان عند بعض الملوك والمسيَّبُ بن عَلَسٍ ينشده شعراً في وصف جَمَل ثم حَوَّله إلى نعت ناقة فقال طرفة قد اسْتَنْوق الجمل قال ابن بري وأَنشد الفراء هَزَزْتُكُمُ لو أَنَّ فيكم مَهَزَّةً وذكَّرْت ذا التأْنيث فاستنوق الجَمَلْ قال ابن بري والبيت الذي أَنشده المُسيَّب بن عَلَس هو قوله
( * وفي رواية أُخرى إن قائل هذا البيت هو المتلمّس خال طرفة )
وإنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عند احْتِضاره بناجٍ عليه الصَّيْعَريَّةُ مِكْدَمِ والصيْعَرِيّةُ من سِماتِ النُّوق دون الجِمال وجَمَل مُنَوَّق ذَلُول قد أُحْسِنَت رياضته وقيل هو الذي ذُلِّلَ حتى صُيِّر كالناقة وناقة منوَّقة عُلِّمت المشي والنَّوَّاق من الرجال الذي يروض الأُمور ويصلحها وفي الحديث أَن رجلاً سار معه جمل قد نَوَّقَهُ وخَيَّسه المُنَوَّقُ المذلَّل وهو من لفظ الناقة كأَنه أَذهب شدّة ذكورته وجعله كالناقة المُرَوَّضة المنقادة وفي حديث عمران بن حصين وهي ناقة مُنَوَّقة وتَنَوَّق في الأمر أَي تأَنَّق فيه وبعضهم لا يقول تَنَوَّق والاسم منه النِّيقةُ وفي المثل خَرْقاءُ ذات نِيقَة يضرب للجاهل بالأَمر وهو مع جهله يدَّعي المعرفة ويتأَنق في الإرادة ذكره أَبو عبيد ابن سيده تَنَوَّق في أُموره تَجَوَّد وبالغ مثل تأَنَّق فيها قال ذور الرمة كأَنَّ عليها سَحْقَ لِفْقٍ تَنَوَّقَتْ به حَضْرَمِيّاتُ الأَكفِّ الحَوَائك عدِّاه بالباء لأنه في معنى ترفقَتْ به قال وهي مأْخوذة من النِّيقة قال ابن هرم الكلابي لأُحْسِنُ رَمَّ الوَصْل من أُم جَعْفَرٍ بحَدِّ القَوافي والمُنَوَّقَةِ الجُرْدِ وقال جميل في النِّيْقَةِ إذا ابْتُذِلَتْ لم يُزْرِها تَرْكُ زِينةٍ وفيها إذا ازْدانتْ لِذِي نِيقةٍ حَسْبُ وقال الليث النِّيقةُ من التَّنَوُّق تَنَوَّق فلان في منطقة وملبسه وأُموره إذا تجوَّد وبالغ وتَنَيَّق لغة قال ابن بري وشاهد النِّيقَةِ قول الراجز كأَنها من نِيقةٍ وشَارَهْ والحَلْي بين التبنِ والحِجارَةْ مَدْفَع مَيْثاءَ إلى قَرارهْ لك الكلامُ واسْمعي يا جارَه وقال علي بن حمزة تَأَنَّقَ من الأَنَقِ والأَنِيقُ المُعْجِبُ ومنه الحديث صِرْتُ إلى رَوْضاتٍ أَتَأَنَّقُ فيهن أَي أُسَرُّ وأُعْجَبُ بهن قال ولا يقال تَأَنَّقْتُ في الشيء إذا أَحكمته وإنما يقال تَنَوَّقْتُ ابن سيده وانْتَاق كَتَنَوَّقَ وقيل انْتاق الشيء مقلوب عن انتقاه أبو عبيد والانْتِياقُ مثل الانْتِقَاءِ قال مثل القِياسِ انْتَاقَها المُنَقِّي يعني القِسِيَّ وكان الكسائي يقول هو من النِّيقةِ والاسم من كل ذلك النُّيقةُ والنَّوَقُ بياض فيه حمرة يسيرة ابن الأَعرابي النَّوْقة الحَذاقة في كل شيء والمُنَوَّق المذلَّل من كل شيء حتى الفاكهة إذا قرب قُطوفها لأَكلها فقد ذُلِّلت وروى الفراء عن الدبيرية أنها قالت تقول للجمل المليّن المُنَوَّق الأَصمعي المُنَوَّق من النخل المُلَقَّح والمُنَوَّق من العُذُوق المنقَّى والمُنَوَّقُ المُصَفَّف وهو المُطَرَّقُ والمُسَكَّكُ ابن الأَعرابي النَّوَقة الذين ينقّون الشحم من اللحم لليهود وهم أُمَناؤُهم وهو جمع نائِقٍ مقلوب من ناقِئٍ وأَنشد مُخَّةُ ساقي بأَيادي ناقِئٍ أعْجَلَها الشّاوي عن الإحْراقِ ويروى بين كَفَّي ناقِئٍ ويقال نُقْ نُقْ إذا أَمرته بتمييز اللحم من الشحم

نيق
النِّيقُ أَرفع موضع في الجبل والجمع أَنْيَاق ونُيُوق وفي الصحاح ونِيَاق قال ومنه قول الشاعر شَغْوَاء توطِنُ بين الشِّيقِ والنِّيقِ والنِّيقُ حرف من حروف الجبل وقيل النِّيقُ الطويل من الجبال والنّاق شبه مَشَقٍّ بين ضَرَّة الإبهام وأَصل أَليَة الخنصر في مستقبل بطن الساعد بلصق الراحة وكذلك كل موضع مثل ذلك من باطن المَرْفِق أَو في أَصل العُصْعُصِ والنّاقُ الحَزُّ الذي في مؤخر حافر الفرس وجمعها نُيُوق وتَنَيَّق الرجل في لِبْسته وطُعْمه بالغ لغة في تَنَوَّق الليث النِّيقة من النُّيوق تَنَوَّق فلان في مطعمه وملبسه وأُموره إذا تجوَّد وبالغ وتَنَيَّق لغة

نيبق
نِيبَقُ القميص نِيفَقُه فارسي أعربوه بالرباعي كما أععربوه بالثلاثي في نِيفَقٍ

نيفق
نِيفَقُ القميص
( * قوله « نيفق القميص » هو بالفتح والعامة تكسره افاده المؤلف في مادة نفق ) معروف

هبق
الهِبِقُّ بكسر الهاء والباء وشد القاف كثرة الجماع عن كراع والهَبَقُ نبت حكاه ابن دريد قال ابن سيده ولا أَدري ما صحته

هبرق
الهِبْرِقيُّ والهَبْرَقيُّ الصائغ ويقال للحداد وقيل هو كل من عالج صنعة بالنار قال ابن أَحمر فما أَلواح دُرَّةِ هِبْرِقيّ جَلا عنها مُخَتِّمُها الكُنُونا أبو سعيد الهَبْرَقيُّ الذي يصفّي الحديد وأَصله أَبْرَقيّ فأُبدلت الهاء من الهمزة وأَنشد للطرماح يصف ثوراً يُبَرْبِرُ بَرْبَرةَ الهَبْرقيّ بأُخْرَى خَواذِلِها الآنحَهْ قال شبه الثور وخُواره بصوت الريح تخرج من الكير وقيل الهَبْرَقيّ الثور الوحشي وهو الأَبْرقيّ لبَرِيق لونه ابن سيده والهَبْرَقيّ من الثيران المسن الضخم واستعاره صخر الغَيّ للوعل المسنّ الضخم فقال يصف وعلاً به كان طِفْلاً ثم أَسْدَس فاستوى فأَصبح لِهْماً في لُهُوم الهبرقي وقال النابغة يصف ثوراً مُوَلِّيَ الرِّيح رَوْقَيْهِ وجبهتَهُ كالهَبْرَقِّي تَنَحَّى ينفخ الفَحَما يقول أَكَبَّ في كِناسه يحفر أَصل الشجرة كالصائغ إذا تحَرّف ينفخ الفحم

هبنق
الهُبْنقُ والهُبْنُوق والهَبَيْنَقُ والهَبْنيق الوَصِيفُ قال لبيد والهَبانِيقُ قِيامٌ مَعَهُمْ كلُّ مَلْثُومٍ إذا صُبَّ هَمَلْ قال ابن بري ومثله قول ابن مقبل يصف خمراً يَمُجُّها أَكْلَفُ الإسْكابِ وافَقَهُ أَيْدِي الهَبانِيقِ بالمَثْناةِ مَعْكوم وهَبَنَّقةُ القَيْسيّ رجل كان أَحمق بني قيس بن ثعلبة وكان يقال له ذو الوَدَعاتِ واسمه يزيد بن ثَرْوانَ وكان يضرب به المثل في الحمق قال الشاعر عِشْ بِجَدٍّ ولن يضرك نَوْكٌ إنما عَيْشُ من تَرَى بالجُدودِ عِشْ بجَدٍّ وكُنْ هَبَنَّقة القَيْ سِيَّ نَوْكاً أَو شَيْبَة بن الوَلِيدِ رُبَّ ذِي إرْبةٍ مُقِلٌّ من الما ل وذي عُنْجُهيَّةٍ مَجْدودِ شيْبَ يا شَيْبَ يا سَخِيفَ بني القعْ قاعِ ما أَنت بالحليم الرَّشِيدِ وقال آخر عِشْ بجَدٍّ وكُنْ هَبَنَّقةً ير ضَ بك الناسُ قاضِياً حَكَما ورجل هَبَنَّق إذا وصف بالنَّوك وقال ذو الرمة إذا فارَقَتْهُ تَبْتَغي ما تُعيشُه كفاها رَذاياها الرقيعُ الهَبَنَّقُ قيل أَراد بالرقيع الهبَنّق القُمْرِيّ وقيل بل هو الكَرَوان وهو يوصف بالحمق لتركه بيضه واحتضانه بيض غيره كما قال إني وتَرْكي نَدَى الأَكْرَمِينَ وقَدْحِي بكَفَّيَّ زَنْداً شَحاحا كتاركةٍ بيضها بالعَراء ومُلْبِسة بَيْضَ أُخرى جَناحا

هدق
هَدَقَ الشيءَ فانْهَدَقَ كسره فانكسر

هدلق
بعير هِدْلِقٌ وهِدْلِيق واسع الأَشداق وجمعه هَدالق وأَنشد أَعرابي هَدالِقاً دَلاقِمَ الشدُوقِ والهِدْلِقُ الخطيب والهَدالِقُ الطوال الليث الهِدْلِقُ المُنْخُل ابن بري الهِدْلِق الناقة الطويلة المِشْفَرِ قال الجُهَني وقُلُص حَدَوْتُها هَدالق وقد يكون من صفة المِشْفَر قال عمارة ينفُضْنَ بالمَشافر الهَدالِقِ

هرق
الأَزهري هَراقتِ السماء ماءها وهي تُهَرِيقُ والماء مُهَراق الهاء في ذلك كله متحركة لأَنها ليست بأَصلية إنما هي بدل من همزة أَراق قال وهَرَقْت مثل أَرَقْتُ قال ومن قال أَهْرَقْت فهو خطأٌ في القياس ومثل العرب يخاطب به الغضبان هَرِّقْ على جمرك
( * قوله « هرق على جمرك » أي أصبب ماء على نار غضبك ) أَو تَبَيَّنْ أَي تَثَبت ومثل هَرَقْتُ والأَصل أَرَقْتُ قولُهم هَرَحْت الدابة وأَرَحْتُها وهَنَرْتُ النار وأَنَرْتُها قال وأما لغة من قال أَهْرَقْتُ الماء فهي بعيدة قال أَبو زيد الهاء منها زائدة كما قالوا أَنهأْت اللحم والأصل أَنأْته بوزن أَنَعْتهُ ويقال هَرِّقْ عنا من الظهيرة وأَهْرِئْ عنا بمعناه من قال أَهْرِقْ عنا من الظهيرة جعل القاف مبدلة من الهمزة في أَهْرِئْ قال وقال بعض النحويين إنما هو هَراق يُهَرْيقُ لأن الأصل من أَراقَ يُرِيقُ يُأَرْيق لأن أَفْعَل يُفْعِلُ كان في الأَصل يُأَفْعِلُ فقلبوا الهمزة التي في يُأَرْيِقُ هاء فقيل يُهَرْيِق ولذلك تحركت الهاء الجوهري هَراق الماء يُهَرِيقه بفتح الهاء هِراقة أَي صبَّه وأَنشد ابن بري رُبَّ كَأْسٍ هَرَقْتَها ابنَ لُؤَيّ حَذَرَ الموت لم تكُنْ مُهْراقَهْ وأَنشد لأَوس بن حجر نُبِّئْتُ أَنّ دَماً حراماً نِلْتَهُ فهُرِيق في ثوبٍ عليك مُحَبَّر وأَنشد للنابغة وما هُرِيقَ على الأَنْصابِ من جَسَدِ قال وأَصل هَراق أَراقَ يُرِيقُ إراقَةً وأصل أَراقَ أَرْيَقَ وأَصل يُرِيِقُ يُرْيِقُ وأَصل يُرْيِق يُأَرْيِقُ وإنما قالوا أَنا أُهَرِيقُه وهم لا يقولون أُأَرِيقُهُ لاستثقالهم الهمزتين وقد زال ذلك بعد الإبدال وفيه لغة أُخرى أَهْرَقَ الماء يُهْرِقُه إهْراقاً على أَفْعَلَ يُفْعِلُ قال سيبويه أَبدلوا من الهمزة الهاء ثم أُلزمت فصارت كأنها من نفس الحرف ثم أُدخلت الأَلف بعدُ على الهاء وتركت الهاء عوضاً من حذفهم حركة العين لأن أَصل أَهْرَق أَرْيقَ قال ابن بري هذه اللغة الثانية التي حكاها عن سيبوبه هي الثالثة التي يحكيها فيما بعدُ إلاّ أَنه غلط في التمثيل فقال أَهْرَق يُهْرِق وهي لغة ثالثة شاذة نادرة ليست بواحدة من اللغتين المشهورتين يقولون هَرَقْت الماءَ هَرْقاً وأَهْرَقْتُه إهْراقاً فيجعلون الهاء فاء والراء عيناً ولا يجعلونه معتلاً وأما الثانية التي حكاها سيبويه فهي أَهْرَاق يُهْرِيق إهْراقةً فَيَّرها الجوهري وجعلها ثالثة وجعل مصدرها إهْرِياقاً أَلا ترى أَنه حكي عن سيبويه في اللغة الثانية أَن الهاء عوض من حركة العين لأن الأَصل أَرْيَق ؟ فهذا يدل أَنه من أَهْرَاق إهْراقةً بالألف وكذا حكاه سيبويه في اللغة الثانية الصحيحة قال الجوهري وفيه لغة ثالثة أَهْرَاقُ يُهْرِيق إهْرِياقاً فهو مُهْريق والشيء مُهْراق ومُهَراق أَيضاً بالتحريك وهذا شاذ ونظيره أَسْطَاع يُسْطيع اسْطِياعاً بفتح الألف في الماضي وضم الياء في المستقبل لغة في أَطاع يُطِيع فجعلوا السين عوضاً من ذهاب حركة عين الفعل على ما تقدم ذكره عن الأَخفش في باب العين قال وكذلك حكم الهاء عندي قال ابن بري قد ذكرنا أَن هذه اللغة هي الثانية فيما تقدم إلاّ أَنه غَيَّرَ مصدرها فقال إهْرِياقاً وصوابه إِهْراقةً وتاءُ التأْنيث عوض من العين المحذوفة وكذلك قال ابن السراج أَهْرَاق يُهْرِيقُ إِهْراقةً وأسْطاع يُسْطيع إسْطاعةً قال وأَما الذي ذكره الجوهري من أَن مصدر أَهْراقَ وأَسْطَاع إهْرياقاً واسطِياعاً فغلط منه لأنه غير معروف والقياس إهْراقةً وإسْطَاعةً على ما تقدم وإنما غلَّطه في اسْطِيَاع أَنه أَتى به على وزن الاسْتِطاعِ مصدر اسْتَطاع قال وهذا سهو منه لأن أَسْطاع همزته قطع والاسْتِطاع والاسْطِيَاع همزتهما وصل وقوله والشيءُ مُهْراق ومُهَراق أَيضاً بالتحريك غير صحيح لأن مفعول أَهْرَاق مُهْراق لا غير قال وأَما مُهَراق بالفتح فمفعول هَرَاق وقد تقدم شاهده وشاهد المُهْراق ما أُنشد في باب الهجاء من الحماسة لعُمارة بن عقيل دعَتْهُ وفي أَثوابِهِ من دِمَائِهَا خَليطَا دمٍ مُهْراقةٍ غير ذَاهِبِ وقال جرير العِجْلي ويروى للأخطل وهي في شعره إذا ما قُلْتُ قد صالَحْتُ قَوْمِي أَبى الأَضْغَانُ والنسبُ البَعيدُ ومُهْراقُ الدماءِ بوارِدَاتٍ تَبِيدُ المُخْزِياتُ ولا تَبِيدُ قال والفاعل من أَهْراقَ مُهْرِيقٌ وشاهده قول كثيِّر فأَصْبَحْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَةَ مائِهِ لضَاحِي سَرَابٍ بالمَلا يَتَرَقْرَقُ وقال العُدَيْلُ بن الفَرْخ فكنْت كمُهْرِيقِ الذي في سِقائِهِ لِرَقْرَاقِ آلٍ فوق رابيةٍ جَلْدِ وقال آخر فظَلَلْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَ سِقائِهِ في جَوِّ هاجِرَةٍ لِلَمْعِ سَرابِ وشاهد الإهْرَاقةِ في المصدر قول ذي الرمة فلما دَنَتْ إهْرَاقَةُ الماءِ أَنْصَتَتْ لأَعْزِلَةٍ عنها وفي النفس أَن أُثْني قال ابن بري عند قول الجوهري وأَصل أَرَاقَ أَرْيَقَ قال أَراق أَصله أَرْوَقَ بالواو لأنه يقال رَاقَ الماءُ رَوَقاناً انصبَّ وأَراقهُ غيره إذا صَبَّه قال وحكى الكسائي رَاقَ الماءُ يَرِيقُ انصبَّ قال فعلى هذا يجوز أن يكون أَصل أَرَاقَ من الياء وفي الحديث أُهْرِيقَ دَمُهُ وتقدير يُهَرِيقُ بفتح الهاء يُهَفْعِلُ وتقدير مُهَرَاق بالتحريك مُهَفْعَل وأما تقدير يُهْرِيق بالتسكين فلا يمكن النطق به لأن الهاء والفاء ساكنان وكذلك تقدير مُهْرَاق وحكى بعضهم مطر مُهْرَوْرِقٌ وفي حديث أُم سلمة أَن امرأَة كانت تُهَراقُ الدمَ هكذا جاءَ على ما لم يسمَّ فاعله والدم منصوب أي تُهَرَاقُ هي الدمَ وهو منصوب على التمييز وإن كان معرفة وله نظائر أو يكون قد أُجري تُهَراقُ مجرى نُفِسَت المرأَةُ غلاماً ونُتِجَ الفرسُ مُهْراً ويجوز رفع الدم على تقدير تُهَرَاقُ دماؤها وتكون الأَلف واللام بدلاً من الإضافة كقوله تعالى أو يَعْفُوَ الذي بيده عُقْدَةُ النكاح أي عُقْدَةُ نكاحِهِ أو نكاحها والهاء في هَرَاقَ بدل من همزة أَرَاقَ الماء يُرِيقهُ وهَرَاقه يُهَرِيقُه بفتح الهاء هَراقةً ويقال فيه أَهْرَقْتُ الماءَ أُهْرِقُهُ إهْرَاقاً فيجمع بين البدل والمبدل ابن سيده اهْرَوْرَقَ الدمعُ والمطر جَرَيا قال وليس من لفظ هَرَاق لأن هاء هَرَاق مبدلة والكلمة معتلة وأما اهْرَوْرَقَ فإنه وإن لم يتكلم به إلاَّ مَزيداً متوهم من أصل ثلاثي صحيح لا زيادة فيه ولا يكون من لفظ أَهْرَاقَ لأن هاء أَهْرَاقَ زائدة عوض من حركة العين على ما ذهب إليه سيبويه في أَسْطَاعَ ويوم التهَارُقِ يوم المَهْرَجان وقد تَهَارقُوا فيه أي أَهْرَقَ الماء بعضُهم على بعضٍ يعني بالمَهْرَجانِ الذي نسميه النَّوْرُوز والمُهْرُقَانُ البحر لأنه يُهَرِيق ماءَه على الساحل إلاَّ أنه ليس من ذلك اللفظ أَبو عمرو هو اليَمُّ والقَلَمَّشُ والنَّوْفَلُ والمُهْرُقانُ البحر بضم الميم والراء قال ابن مقبل تَمَشَّى به نَفْرُ الظِّباءِ كأَنَّها جَنَى مُهْرُقانٍ فاضَ بالليل سَاحِلهْ ومُهْرُقان معرب أَصله ما هي رُويانْ وقال بعضهم مُهْرُقان مُفْعُلان من هَرَقْت لأن البحر ماؤُه يفيض على الساحل إذا مَدَّ فإذا جزر بقي الوَدَع أَبو عمرو يقال للبحر المُهْرَقان والدَّ أْماءُ خفيف وقيل المُهْرُقان ساحل البحر حيث فاض فيه الماءُ ثم نَضَب عنه فبقي الوَدَع وأَورد بيت ابن مقبل وقال وجَناهُ ما يبقى من الوَدَعِ والمُهْرَقُ الصحيفة البيضاء يكتب فيها فارسي معرب والجمع المَهارق قال حسان كَمْ للمَنازل من شَهْرٍ وأَحوالِ لآل أَسْماءَ مِثْل المُهْرَقِ البالِي قال ابن بري والذي في شعره كما تَقادَمَ عَهْدُ المُهْرَقِ البالي قال وقال الحرث بن حلِّزة آياتها كَمَهارِقِ الحَبَشِ والمَهارق في قول ذي الرمة بيَعْمَلة بين الدُّجَى والمَهَارِق الفَلَواتُ وقيل الطرق وقيل المُهْرَق ثوب حرير أَبيض يُسْقَى الصمغَ ويُصْقَلُ ثم يكتب فيه وهو بالفارسية مُهر كَرْد وقيل مَهْره لأن الخَرَزة التي يُصقل بها يقال لها بالفارسية كذلك والمُهْرَقُ الصحراء الملساء والمَهارق الصَّحاري واحدها مُهْرَق وهو معرب قال الأزهري وإنما قيل للصحراء مُهْرق تشبيها بالصحيفة قال الأعشى رَبّي كريم لا يكدِّرُ نِعْمَةً فإذا تُنُوشِد في المَهارِق أَنْشَدا أراد بالمَهارق الصحائف وقال اللحياني بلد مَهَارِق وأَرضٌ مَهَارِق كأَنهم جعلوا كل جزءٍ منه مُهْرَقاً قال وخَرْق مَهَارِق ذي لُهْلُهٍ أجَدَّ الأُوَامَ به مَظْمَؤُه قال ابن الأَعرابي إنما أَراد مثل المَهارق وأَجَدَّ جَدَّد واللُّهْلُه الاتساع قال ابن سيده وأما ما رواه اللحياني من قولهم هَرِقْتُ حتى نصف الليل فإنما هو أَرِقْتُ فأَبدل الهاء من الهمزة وقال أَبو زيد يقال هَرِيقُوا عنكم أوَّل الليل وفَحْمَةَ الليل أي انزلوا وهي ساعة يَشُقُّ فيها السير على الدواب حتى يمضي ذلك الوقت وهما بين العشاءَين

هزق
هَزِقَ في الضحك هَزَقاً وأَهْزَق فلان في الضحك وزَهْزَقَ وأَنْزَقَ وكَرْكَرَ أكثر منه ورجل هَزِقَ ومِهْزاق ضَحّاك خفيف غير رَزِين وامرأَة هَزقة بيِّنة الهَزَقِ ومِهْزاق ضحَّاكة وأَنشد ابن بري للأعشى حُرَّة طَفْلَة الأَنامِلِ كالدُّمْ يِة لا عَابس ولا مِهْزاق وحكى ابن خالويه رجل مِهْزاق طَيّاش والهَزَقُ النشاط وقد هَزِقَ يَهْزَق هَزَقاً قال رؤبة وشَجَّ ظَهْرَ الأرضِ رقَّاص الهَزَقْ وحمار هَزِق ومِهْزَاق كثير الاسْتِنَان والهَزَق النَّزَقُ والخفة والهَزَق شدة صوت الرعد قال كثيِّر يصف سحاباً إذا حَرَّكَتْهُ الريحُ أَرْزَمَ جانبُ بلا هَزَقٍ منه وأَوْمَضَ جانبُ

هزرق
الهَزْرَقة من أَسْوإِ الضحك قال ظَلَلْنَ في هَزْرقَةٍ وقَهِّ يَهْزَأْنَ من كل عَيَام فَهِّ قال الأَزهري لم أَسمع الهَزْرَقة بهذا المعنى لغير الليث وروى شمر عن المؤَرّج أنه قال النَّبَط تسمي المحبوس المُهَزْرَقَ الزاي قبل الراء قال الأَزهري والذي نعرفه في باب الضحك زَهْرَقَ ودَهْدَق زَهْرَقةً ودَهْدَقةً قال قال ذلك أبو زيد وغيره وظليم هُزْرُوق وهِزْراق وهُزارِق سريع وهزرق الرجلُ والظَّليمُ أسرع وهو ظليم هُزْروق وهُزَارِق

هزلق
الأزهري ابن الأعرابي القِرَاطُ السِّراجُ وهو الهِزْلِقُ الهاء قبل الزاي غيره هو الزِّهْلِق قال وأَما الهِزْلق فهي النار

هشنق
الهَشْنَقُ ما يُسَدّي عليه الحائك قال رؤبة أَرْمُلُ قُطْناً أو يُسَدّي هَشْنَقا

هغق
الهَيْغَقُ النبات الغَضّ التارّ

هفتق
أقاموا هَفْتَقاً أي أُسبوعاً فارسي معرب أَصله بالفارسية هَفْتَهْ قال رؤبة كأَن لَعّابِينَ زاروا هَفْتَقَا

هقق
هَقَّ الرجلُ هرب قال عمرو بن كلثوم فاستعاره للكلاب وقد هَقَّتْ كِلابُ الحَيِّ منا وشَذَّبْنا قَتادةَ مَنْ يَلِينَا
( * رواية المعلقة هرْت بدل هقَّت )
والهَقْهَقة كالحَقْحَقة وهي شدة السير وإتْعاب الدابة وقد هَقْهَقَ الرجل مثل حَقْحَقَ وقَرَبٌ مُهَقْهَق منه وقيل إنما يراد به مُحَقْحَق وأَنشد لرؤبة جَدَّ ولا يَحْمَدْنَهُ إن يُلْحَقَا أَقَبُّ قَهْقاهٌ إذا ما هَقْهَقَا ويروى هَقْهاق وقَهْقاه الأزهري عن ابن الأعرابي الهُقُق الكثيرو الجماع قال الأزهري يقال هَكَّ جاريته وهَقَّها إذا جهدها بكثرة الجماع

هلق
الهَلْقُ السرعة في بعض اللغات وليس بثبت

همق
كُلاٌ هَمِقٌ هَشٌّ لين عن أَبي حنيفة وأنشد باتَتْ تَعَشَّى الحَمْضَ بالقَصِيمِ لُبايَةً من هَمِقٍ عَيْشومِ وقال بعضهم الهَمِقُ من الحَمض والهَمِق نبت والعَيْشوم اليابس ابن الأعرابي الهَمْقى نبت وفي كتاب أبي عمرو لباية من هَمِقٍ هَيشوم وقال الهَمِقُ الكثير والقَصِيم منابت الغضا جمع قَصِيمةٍ بصاد غير معجمة والهِمَقَّى والهِمِقَّى ضرب من المشي وقال كراع هو سير سريع والهَمْقاق والهُمقاق حب يشبه حب القطن في جُمَّاحة مثل الخَشْخاش قال ابن سيده وهي مثل الخَشْخاش إلا أنها صلبة ذات شعب يُقْلَى حَبُّه وأكله يزيد في الجماع يكون في بلاد بَلْعَمِّ واحدته هَمْقاقة وهُمْقاقة بوزن فُعْلانة من كلام العجم أولله كلام بَلْعَمِّ خاصة لأنه يكون بجبال بَلْعَمِّ قال ابن سيده وأَحسبها دخيلة قال والهَمَقِيقٌ نبت زعموا الجوهري ومشى الهِمَقَّى إذا مشى على جانب مرة وعلى جانب مرة أبو العباس الهِمَقَّى مشية فيها تمايل وأَنشد فأَصْبَحْنَ يَمْشِينَ الهِمَقَّى كأنما يدافِعْنَ بالأفْخاذِ نَهْداً مؤَرَّبا الأزهري المُهَمَّق من السَّويق المُدَقَّق

هنق
الهَنَقُ شبيه بالضَّجَر وقد أَهْنَقه

هنبق
الهُنْبوقة المِزْمار وهو أيضا مجرى الوَدَج الأزهري أَبو مالك الهُنْبُوق المِزْمار وجمعه هَنابيق قال كثيِّر عزة يُرَجِّع في حَيْزُومه غير باغمٍ يَراعاً من الأَحْشاء جُوفاً هَنابِقُهْ أَراد هَنابِيقه فحذف الياء الأَزهري والزَّنَبقُ المزمار

هوق
قالهَوْقَةُ كالأوْقةِ وهي حفرة يجتمع فيها الماء ويكثر فيه الطين وتأْلفها الطير والجمع هُوق والله أعلم

هيق
الهَيْق من الرجال المفرط الطول وقيل هو الطويل الدَّقيقُ ولذلك سمي الظَّلِيم هَيْقاً والأُنثى هَيْقة قال وما لَيْلى من الهَيْقاتِ طولاً ولا لَيْلى من الحُذَفِ القِصارِ والهَيْق الظليم لطوله كالهَيْقل الياء في هَيْقٍ أصل وفي هَيْقَل زائدة والجمع أَهْياق وهُيُوق والأُنثى هَيْقه والهَيْقة الطويلة من النساء والإبل وأَهْيَقَ الظليم صار هَيْقاً قال رؤبة أَزَلّ أو هَيْق نَعامٍ أَهْيَقَا وفي حديث أُحْدٍ انْخَزل عبد الله بن أُبَيٍّ في كَتيبةٍ كأنه هَيْق يقدمُهم الهَيْق ذكر النعام يريد سرعة ذهابه الجوهري الهَيْق الظَّلِيم وكذلك الهَيْقَمُ والميم زائدة ورجل هَيْق يشبَّه بالظَّلِيم لِنفاره وجُبْنه ومنه قول الشاعر هَدَجان الرَّالِ خلف الهَيْقة

وأق
الوَأْقة من طير الماء وحكاه بعضهم في التخفيف قال ابن سيده فلا أَدري أَهو تخفيف قياسي أَو بدليّ أو لغة فإن كان تخفيفاً قياسيّاً أو بدليّاً فهو من هذا الباب وإن كان لغةً فليس من هذا الباب والله أعلم

وبق
وَبَق الرجلُ يَبِقُ وَبْقاً ووبُوقاً ووَبِقَ وَبْقاً واسْتَوْبَق هلك وأَوبَقَهُ هو وأَوْبَقه أَيضاً ذَلَّله والمَوْبِقُ مَفْعِل منه كالمَوْعِد مَفْعِل من وَعَدَ يَعِدُ ومنه قوله تعالى وجعلنا بينهم مَوْبِقاً وفيه لغة أُخرى وَبِقَ يَوْبَقُ وَبَقاً وأَوْبَقه أَهلكه قال الفراء في قوله وجعلنا بينهم مَوْبِقاً يقول جعلنا تواصلهم في الدنيا مَوْبِقاً أي مَهْلِكاً لهم في الآخرة وقال ابن الأَعرابي مَوْبِقاً أي حاجزاً وكل حاجز بين شيئين فهو مَوْبِق وقال أَبو عبيد المَوْبِق الموعد في قوله وجعلنا بينهم مَوْبِقاً واحتج بقوله وحادَ شَرَوْرَى والسِّتَارَ فلم يَدَعْ تِعاراً له والوادِيَيْنِ بِمَوْبِقِ معناه بمَوْعد وحكى ابن بري عن السيرافي قال أي جعلنا تَواصُلَهم في الدنيا مَهْلِكاً لهم في الآخرة فبينهم على هذا مفعول أَول لجعلنا لا ظرف وقال أَبو عبيد مَوْبِقاً مَوْعِداً فبينهم على هذا ظرف الفراء يقال أَوْبَقَتْ فلاناً ذنوبُه أي أهلكته فوَبِق يَوْبَقُ وبَقاً ومَوْبِقاً إذا هلك وفي نوادر الأَعراب وبِقَتِ الإبلُ في الطين إذا وَحَلَتْ فنشِبَتْ فيه ووَبِقَ في دَينه إذا نشب فيه وفي حديث الصراط ومنهم المُوبَقُ بذنوبه أي المُهْلَك يقال أَوْبَقَهُ غيره فهو مُوبَق وفي الحديث ولو فَعَل المُوبِقات أي الذنوب المهلكات وفي حديث علي فمنهم الغرِقُ الوَبِق والمَوْبِقُ المَحْبِسُ وقد أَوْبَقه أي حبسه وقوله تعالى أو يُوبِقْهنّ بما كسبوا أي يَحْبسهن يعني الفُلْك وركبانها فيَهْلِكوا فرقاً

وثق
الثِّقَةُ مصدر قولك وَثِقَ به يَثِقُ بالكسر فيهما وثاقةً وثِقَةً ائتمنه وأنا واثِقٌ به وهو موثوق به وهي مَوثوقٍ بها وهم موثوق بهم فأَما قوله إلى غير مَوْثوقٍ من الأرض تَذْهَب فإنه أَراد إلى غير مَوثوقٍ به فحذف حرف الجرّ فارتفع الضمير فاستتر في اسم المفعول ورجل ثِقةٌ وكذلك الاثنان والجمع وقد يجمع على ثِقاتٍ ويقال فلان ثِقةٌ وهي ثِقةٌ وهم ثِقةٌ ويجمع على ثِقاتٍ في جماعة الرجال والنساء ووَثَّقْت فلاناً إذا قلت إنه ثِقةٌ وأَرض وثِقةٌ كثيرة العُشْب مَوْثوق بها وفي مثل الوَثِيجة وهي دُوَيْنها وكلأ موثِق كثير مَوثوق به أن يكفي أَهله عامهم وماء مُوثِق كذلك قال الأخطل أو قارِبٌ بالعَرا هاجَتْ مراتِعُه وخانه مُوثِقُ الغُدْرانِ والثَّمَرُ والوَثاقة مصدر الشيء الوَثِىق المُحْكَم والفعل اللازم يَوْثُقُ وَثاقةً والوَثاق اسم الإيثاق تقول أوثَقْتُه إيثاقاً ووَثاقاً والحبل أو الشيء الذي يُوثَق به وِثاقٌ والجمع الوُثُقُ بمنزلة الرِّباطِ والرُّبُطِ وأَوْثَقهُ في الوَثاقِ أي شده وقال تعالى فشُدُّوا الوَثاق والوِثاق بكسر الواو لغة فيه ووَثُقَ الشيء بالضم وَثاقةً فهو وَثِيقٌ أي صار وَثِيقاً والأُنثى وَثِيقة التهذيب والوَثِيقةُ في الأَمر إحْكامه والأَخذ بالثِّقَةِ والجمع الوَثِائقُ وفي حديث الدعاء واخلع وَثائِقَ أفئدتهم جمع وَثاقٍ أو وَثِيقةٍ والوَثِيقُ الشيء المُحْكم والجمع وِثاقٌ ويقال أَخذ بالوَثِيقة في أمره أي بالثِّقَة وتوَثَّق في أَمره مثله ووَثَّقْتُ الشيء تَوْثِيقاً فهو مُوَثَّق والوَثِيقة الإحكام في الأمر والجمع وَثِيق عن ابن الأَعرابي وأَنشد عَطاءً وصَفْقاً لا يُغِبّ كأنما عليك بإتْلافِ التِّلادِ وَثِىقُ وعندي أَن الوَثِيقَ ههنا إنما هو العَهْد الوَثِيقُ وقد أَوْثَقَه ووَثَّقَه وإنه لمُوَثَّقُ الخلق والمَوْثِقُ والمِيثاقُ العهد صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها والجمع المَواثِيقُ على الأصل وفي المحكم والجمع المَواثِقُ وميَاثِق معاقبة وأما ابن جني فقال لزم البدل في ميَاثق كما لزم في عيدٍ وأَعْيادٍ وأنشد الفراء لعياض بن دُرَّة الطائي حِمىً لا يحُل الدَّهْرُ إلا بإذْنِنا ولا نَسَلِ الأقْوامَ عَقْدَ المَياثِقِ والمَوْثِقُ الميثاقُ وفي حديث ذي المشعار لنا من ذلك ما سَلَّموا بالمِيثاقِ والأمانة أي أنهم مأْمونون على صدقات أَموالهم بما أُخذ عليهم من المِيثاق فلا يُبْعث عليهم مُصَدِّق ولا عاشر والمُواثقة المعاهدة ومنه قوله تعالى وميثاقَه الذي واثَقكم به وفي حديث كعب بن مالك ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تَواثَقْنا على الإسلام أي تحالفنا وتعاهدنا والتَّواثُق تفاعُل منه والمِيثاقُ العهد مِفْعال من الوَثاقِ وهو في الأَصل حبل أو قَيْد يُشدّ به الأسير والدابة وفي حديث مُعاذٍ وأبي موسى فرأَى رجلاَ مُوثَقاً أي مأْسوراً مشدوداً في الوَثاق التهذيب المِيثاقُ من المُواثَقةِ والمعاهدة ومنه المَوْثِقُ تقول واثَقْتُه بالله لأَفْعلنَّ كذا وكذا ويقال اسْتَوْثَقْت من فلان وتَوَثَّقْتُ من الأمر إذا أَخذت فيه بالوَثاقةِ وفي الصحاح واسْتَوْثَقْت منه أي أَخذت منه الوَثِيقةَ وأَخذ الأمر بالأَوْثَقِ أي الأشد الأحكم والمُوثِقُ من الشجر الذي يُعَوّل الناس عليه إذا انقطع الكلأ والشجر وناقة وثِيقةٌ وجمل وَثيقٌ وناقة مُوَثَّقة الخلق مُحْكمة

ودق
ودَقَ إلى الشيء وَدْقاً ووُدُوقاً دنا ووَدَق الصيدُ يَدِقُ وَدْقاً إذا دنا منك قال ذو الرمة كانَتْ إذا وَدَقَتْ أَمثالُهُنَّ لَهُ فبَعْضُهُنَّ عن الآلاف مُشْتَعِبُ ويقال مارَسْنا بني فلان فما وَدَقُوا لنا بشيء أي ما بذلوا ومعناه ما قَرَّبوا لنا شيئاً من مأْكول أو مشروب يَدِقُون وَدْقاً ووَدَقْتُ إليه دنوت منه وفي المثل وَدَق العَيْرُ إلى الماء أي دنا منه يضرب لمن خضع للشيء بحِرْصه عليه والوَدِيقةُ حَرُّ نصف النهار وقيل شدة الحر ودُنُوّ حَمْيِ الشمس قال شمر سميت وَدِيقة لأنها وَدَقَتْ إلى كل شيء أي وصلت إليه قال الهذلي أبو المثلم يَرْثي صَخْراً حامي الحَقِيقةِ نَسَّال الوَدِيقة مِعْ تاق الوَسِيقة لا نِكْس ولا وَكِل قال ابن بري صوابه لا نِكْس ولا واني وقبله آبي الهَضِيمة نابٍ بالعَظِيمة مِتْ لاف الكَرِيمة جَلْد غير ثُنْيانِ قال ابن بري وأما بيته الذي رَوِيُّه لام فهو قوله بمَنْسِرٍ مَصِعٍ يَهْدي أَوائِلَه حامِي الحَقيقةِ لا وانٍ ولا وَكِل وفي حديث زياد في يومٍ ذي وَدِيقةٍ أي حر شديد أشد ما يكون من الحر بالظهائر ابن الأَعرابي يقال فلان يَحْمي الحقيقة ويَنْسُل الوَدِيقةَ يقال للرجل المُشَمِّر القويّ أي يَنْسُل نَسَلاناً في وقت الحر نصف النهار وقيل هو الحَرُّ ما كان والأول أَعْرَفُ وقيل هو دَوَمان الشمس في السماء أَي دَورَانها ودنوّها وودَقَ البطنُ اتسع ودنا من السِّمَنِ وإبل وادِقةُ البُطون والسُّرَر انْدَلَقَتْ لكثرة شحمها ودنت من الأَرض قال كُوم الذُّرَى وَادِقة سُرَّاتُها والمَوْدِقُ المَأْتَى للمكان وغيره والموضع مَوْدِقٌ ومنه قول امرئ القيس دَخَلْتُ على بَيْضاءَ جَمٍّ عِظامُها تُعَفِّي بذَيْلِ المِرْطِ إذ جِئْتُ مَوْدقي والمَوْدِقُ مُعْتَرَكُ الشر والمَوْدِق الحائل بين الشيئين ووَدَقْت به وَدْقاً استأْنست به والوِداقُ في كل ذات حافر إرادة الفحل وقد وَدَقَتْ تَدِقُ وَدْقاً وودَاقاً ووُدُوقاً وأَوْدَقَتْ وهي مُودِق واسْتَوْدَقت وهي وَدِيق ووَدُوق يقال أتان وَدِيقٌ وبغلة ودِيقٌ وقد وَدَقَتْ تَدِقُ إذا حَرَصت على الفحل وبها وِداقٌ وفرس وَدُوق وفي حديث ابن عباس فتمثل له جبريل على فرس وَدِيقٍ هي التي تشتهي الفحل قال ابن بري ذكر ابن خالويه أوْدَقَتْ فهي وادِقٌ ولا يقال مُودِق ولا مُسْتَوْدِق وشاهد الوِداقِ قول الفرزدق كأَن رَبيعاً من حِماية مِنْقَرٍ أَتانٌ دعاها للوِداقِ حِمارُها ابن سيده وقد يكون الوِداقُ في الظِّباء مثله في الأَتان حكاه كراع في عبارة قال فلا أَدري أَهو أَصل أم استعمله ووَدَقَ به أَنِسَ والوَدْقُ المطر كله شديدهُ وهيّنُه وقد وَدَقَ يَدِقُ وَدْقاً أي قَطَر قال عامر بن جُوَيْن الطائي فلا مُزْنة ودَقَتْ وَدْقَها ولا أَرْضَ أَبْقَلَ إبْقالها ومثله لزيد الخيل ضَرَبْنَ بِغَمْرةٍ فخَرجْنَ منها خُروجَ الوَدْقِ من خَلَلِ السَّحاب ووَدَقَت السماء وأَوْدَقَت ويقال للحَرْب الشديدة ذاتُ وَدْقَيْنِ تُشَبَّهُ بسحابة ذات مطرتين شديدتين ويقولون سحابة وادِقةٌ وقلما يقولون ودَقَتْ تَدِقُ ويقال سحابة ذات وَدْقَيْن أي مطرتين شديدتين وشبه بها الحرب فقيل حَرْب ذات وَدْقَيْنِ وفي حديث علي رضوان الله عليه فإنْ هَلَكْتُ فَرَهْنٌ ذِمَّتي لَهُمُ بذاتِ وَدْقَيْنِ لا يَعْفُو لها أَثَرُ أي حرب شديدة وهو من الوَدْق والوِداقِ الحِرْصِ على طلب الفحل لأن الحرب توصف باللّقاح وقيل هو من الوَدْقِ المطر يقال للحرب الشديدة ذاتُ وَدْقَيْنِ تشبيهاً بسحاب ذات مطرتين شديدتين قال أَبو عثمان المازني لم يصح عندنا أَن علي بن أَبي طالب كرم الله وجهه تكلم بشيء من الشعر غير هذين البيتين تِلْكُمْ قُرَيْشٌ تَمنَّاني لتَقْتُلَني فلا وَرَبِّك ما بَرُّوا وما ظَفِرُوا فإن هلكتُ فرهنٌ ذِمَّتي لهُمُ بذات رَوْقَيْنِ لا يعفو لها أَثَرُ قال ويقال داهية ذات رَوْقَيْنِ وذات وَدْقين إذا كانت عظيمة قال الكميت إذا ذات وَدْقَيْنِ هابَ الرُّقا ةُ أَن يَمْسَحوها وأَن يَتْفُلوا وقيل ذات وَدْقَيْنِ من صفة الطعنة والوَدْقة والوَدَقةُ الفتح عن كراع
( * قوله « الفتح عن كراع » عبارة شرح القاموس بالفتح ويحرك عن كراع وعليه اقتصر الصاغاني ) نقطة في العين من دم تبقى فيها شَرقة وقيل هي لحمة تعظُم فيها وقيل مرض ليس بالرَّمَد تَرِمُ منه الأُذن وتشتد منه حمرة العين والجمع وَدَق قال رؤبة لا يشْتَكي صُدْغَيْهِ من داء الوَدَقْ وَدِقَتْ عينه فهي وَدِقةٌ الأصمعي يقال في عينه وَدَقة خفيفةٌ إذا كانت فيها بَثْرَةٌ أو نقطة شَرِقة بالدم ويقال وَدَقَتْ سُرّته تَدِقُ وَدْقاً إذا سالت واسترخت ورجل وادِقُ السُّرَّةِ شاخصها والوَداقُ والوِدَاقُ الحديد وأَنشد بيت أَبي قيس بن الأَسْلَت أَحْفَزَها عَنِّي بِذِي رَوْنَقٍ مُهَنَّدٍ كالمِلْح قَطَّاعِ صَدْقٍ حُسَامٍ وادِقٍ حَدُّه ومُجْنَإِ أَسْمَرَ قَرَّاعِ الوادِق الماضي الضريبة ووَدَقَ السيفُ حَدَّ وأَنشد بيت أبي قيس أَيضاً وادِقٍ حدُّه قال ابن سيده وحكاه أبو عبيد في باب الرماح وقد غلط إنما هو سيف وادِقٌ وقد روي البيت الأَول أَكْفَتهُ عَنّي بذي رَوْنَقٍ أَبيضَ مثل المِلْح قَطّاع قال والدِّرْعُ إنما تُكْفَتُ بالسيف لا بالرمح وإنه لوَادِقُ السِّنَةِ أي كثير النوم في كل مكان هذه عن اللحياني ووَدْقانُ موضع أبو عبيد في باب اسْتِخْذاء الرجل وخضوعه واستكانته بعد الإباء يقال وَدَقَ العَيْرُ إلى الماء يقال ذلك للمُسْتَخذي الذي يطلب السَّلام بعد الإباء وقال وَدَقَ أي أَحَبَّ وأَراد واشتهى ابن السكيت قال أَبو صاعد يقال وَدِيقةٌ من بَقْل ومن عُشْب وحَلُّوا في وَديقةٍ منكَرة

ورق
الوَرَقُ وَرَقُ الشجرة والشوك والوَرَقُ من أَوْراق الشجر والكِتاب الواحدة وَرَقةٌ ابن سيده الوَرَقُ من الشجر معروف وقال أَبو حنيفة الوَرَقُ كل ما تَبَسَّطَ تَبَسُّطاً وكان له عَيْرٌ في وسطه تنتشر عنه حاشيتاه واحدته وَرَقةٌ وقد وَرَّقَت الشجرة تَوْريقاً وأَوْرَقَت إيراقاً أخرجت وَرَقَها وأَوْرَقَ الشجرُ أي خرج وَرَقُه وشجرة وارِقةٌ ووَرِيقة ووَرِقةٌ خضراء الوَرَق حسنة الأخيرة على النسب لأنه لا فعل له والوَارِقةُ الشجرة الخضراء الوَرَق الحسنة وقيل كثيرة الأوراق وشجرة وَرِقةٌ ووَرِيقة كثيرة الوَرَقِ ووَرَقَ الشجرةَ يَرِقُها وَرْقاً أخذ وَرَقَها وقال اللحياني وَرَقَت الشجرة خفيفةً ألقت وَرَقَها ويقال رِقْ لي هذا الشجرة وَرْقاً أي خُذ وَرَقَها وقد وَرَقتُها أَرِقُها وَرْقاً فهي مَوْروقة النضر يقال اوْرَاقَّ العنبُ يَوْراقٌّ ايرِيقاقاً إذا لَوَّنَ فهو مُورَاقّ الأَصمعي يقال وَرَقَ الشجرُ وأَوْرَقَ وبالألف أكثر ووَرَّق تَوْريقاً مثله والوِراقُ بالكسر الوقت الذي يُورِقُ فيه الشجر والوَرَاقُ بالفتح خضرة الأرض من الحشيش وليس من الوَرَقِ قال أبو حنيفة هو أَن تطَّرد الخضرة لعينك قال أَوس بن حَجَر يصف جيشاً بالكثرة ونسبه الأزهري لأَوس بن زهير كأَنّ جِيادهُنَّ بِرَعْنِ زُمٍّ جَرَادٌ قد أَطاعَ له الوَرَاقُ ويروى برَعْنِ قُفٍّ قال ابن سيده وعندي أن الوَرَاق من الوَرَقِ وأَنشد الأزهري قل لنُصَيْبٍ يَحْتَلِبْ نار جَعْفَرٍ إذا شَكِرَتْ عند الوَرَاقِ جِلامُها وقال أَبو حنيفة ورَقَت الشجرةُ ووَرَّقَتْ وأَوْرَقتْ كلُّ ذلك إذا ظهر وَرَقُها تامّاً وفي الحديث أَنه قال لعَمَّار أنت طيّبُ الوَرَق أَراد بالورق نَسْله تشبيهاً بوَرَق الشجر لخروجها منها ووَرَقُ القوم أحداثهم وما أَحسن وَرَاقُهُ وأَوْرَاقهُ أي لِبْسته وشارتهُ على التشبيه بالوَرَقِ واخْتَبط منه وَرَقاً أصاب منه خيراً والرِّقَةُ أول خروج الصِّلِّيان والنَّصِيّ والطَّريفة رطباً يقال رعينا رِقَتَهُ ابن الأعرابي يقال للنَّصِيّ والصِّلِّيان إذا نبتا رِقَةٌ خفيفةً ما داما رطبين والرِّقةُ أيضاً رِقةُ الكَلإِ إذا خرج له ورق وتَوَرَّقَت الناقة إذا رعت الرِّقةَ ابن سمعان وغيره الرِّقةُ الأرض التي يصيبها المطر في الصَّفَرِيَّة أو في القيظ فتنبت فتكون خضراء فيقال هي رِقة خضراء والرِّقةُ رِقةُ النَّصِي والصلّيان إذا اخضرَّا في الربيع أبو عمرو الوَرِيقةُ الشجرة الحسنة الوَرَقِ وعام أَوْرَقُ لا مطر فيه والجمع وُرْق والوَرَقُ أُدم رقاقٌ واحدتها وَرَقة ومنها وَرَقُ المصحف ووَرَقُ المصحف وأَوْراقُه صحفه الواحد كالواحد وهو منه والوَرَّاقُ معروف وحرفته الوِراقةُ ورجل وَرَّاق وهو الذي يُوَرِّق ويكتب الجوهري والوَرَقُ المال من دراهم وإبل وغير ذلك وقال ابن سيده الوَرَقُ المال من الإبل والغنم قال العجاج إياكَ أَدعو فَتَقَبَّلْ مَلَقِي اغفِرْ خَطايايَ وثَمِّرْ ورَقِي والوَرَقُ من الدم ما استدار منه على الأرض وقيل هو الذي يسقط من الجراحة عَلَقاً قِطعاً قال أَبو عبيدة أَوّله وَرَق وهو مثل الرَّشِّ والبصِيرةُ مثل فِرْسِنِ البعير والجَدِيَّةُ أَعظم من ذلك والإسْباءةُ في طول الرمح والجمع الأسابي والوَرَقُ الدتيا ووَرَقُ القوم أَحداثُهم ووَرَقُ الشَّباب نَضْرته وحداثته هذه عن ابن الأَعرابي والوَرِقُ والوِرْقُ والوَرْقُ والرِّقَةُ الدراهم مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ وكَلِمة وكِلْمة وكَلْمةٍ لأن فيهم من ينقل كسرة الراء إلى الواو بعد التخفيف ومنهم من يتركها على حالها وفي الصحاح الوَرِقُ الدراهم المضروبة وكذلك الرقةُ والهاء عوض من الواو وفي الحديث في الزكاة في الرِّقِة ربع العشر وفي حديث آخر عَفَوْتُ لكم عن صدقة الخيل والرقيق فهاتوا صدقة الرِّقَةِ يريد الفضة والدراهمَ المضروبة منها وحكي في جمع الرِّقة رِقَات قال ابن بري شاهد الرِّقة قول خالد بن الوليد في يوم مسيلمة إن السِّهام بالرَّدَى مُفَوَّقَه والحَرْب وَرْهاء العِقال مُطْلَقة وخالد من دينه على ثِقَهْ لا ذَهَبٌ يُنْجِيكُمُ ولا رِقَه والمُسْتَوْرِقُ الذي يطلب الوَرِقَ قال أَبو النجم أَقْبَلْت كالمُنْتَجِع المُسْتَوْرِق قال ابن سيده وربما سميت الفضة وَرَقاً يقال أَعطاه أَلف درهم رِقَة لا يخالطها شيءٌ من المال غيرها وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الرِّقِة ربع العشر وقال أَبو الهيثم الوَرِقُ والرِّقَةُ الدراهم خاصة والوَرَّاقُ الرجل الكثير الوَرِق والوَرَقُ المال كله وأَنشد رجز العجاج وثَمِّرْ وَرَقي أي مالي وقال أَبو عبيدة الوَرَقُ الفضة كانت مضروبة كدراهم أو لا شمر الرِّقةُ العين يقال هي من الفضة خاصةً ابن سيده والرِّقَةُ الفضة والمال عن ابن الأعرابي وقيل الذَّهَب والفضة عن ثعلب وفي حديث عَرْفجة لما قطع أنفه اتخذ أَنفاً من وَرِقٍ فأَنتن عليه فاتخذ أَنفاً من ذَهَب الوَرِقُ بكسر الراء الفضة وحكي عن الأَصمعي أنه إنما اتخذ أَنفاً من وَرَقٍ بفتح الراء أَراد الرَّقَّ الذي يكتب فيه لأن الفضة لا تنتن قال وكنت أَحسب أَن قول الأصمعي إن الفضة لا تنتن صحيحاً حتى أَخبرني بعض أَهل الخبرة أن الذهب لا يُبْلِيه الثَّرَى ولا يُصْدئه النَّدَى ولا تَنقُصُه الأرض ولا تأْكله النار فأَما الفضة فإنها تَبْلى وتَصْدَأُ ويعلوها السواد وتُنْتِنُ وجمع الوَرِقِ والوَرْق والوِرْقِ أَوْراق وجمْع الرِّقَة رِقُونَ وفي المثل إن الرِّقِين تُعَفِّي على أَفْنِ الأَفِينِ وقال ثعلب وِجْدانُ الرِّقِين يغطي أَفْن الأَفِينِ قيل معناه أَن المال يغطي العيوب وأَنشد ابن الأعرابي فلا تَلْحَيا الدنيا إليَّ فإنني أَرى ورق الدُّنْيا تَسُلُّ السَّخائما ويا رُبَّ مُلْتاثٍ يَجُرُّ كساءَه نَفَى عنه وِجْدان الرِّقين العَزائما يقول يَنْفِي عنه كثرةُ المال عزائمَ الناس فيه أَنه أَحمق مجنون قال الأَزهري لا تَلْحَيا لا تذمَّا والمُلْتاث الأحمق قال ابن بري والشعر لثمامة السَّدوسي ورجل مُورقٌ ووَرَّاق صاحب وَرَقٍ قال يا رُبَّ بَيْضاءَ من العِرَاقِ تأْكل من كِيس امْرئٍ وَرَّاقِ قال ابن الأَعرابي أَي كثير الوَرَقِ والمالِ الجوهري رجل وَرَّاق كثير الدراهم اللحياني يقال إن تَتْجُرْ فإنه مَوْرَقةٌ لمالك أي مُكَثِّره ويقال أَوْرَق الرجل كثر ماله ويقال أَوْرَقَ الحابلُ يُورِقُ إيراقاً فهو مورق إذا لم يقع في حِبالته صيد وكذلك الغازي إذا لم يَغْنَم فهو مُورِقٌ ومُخْفِقٌ وأَوْرَق الصائد إذا لم يَصِدْ وأَوْرَق الطالب إذا لم يَنَلْ ابن سيده وأَوْرَقَ الصائد أَخطأَ وخاب وقوله أَنشده ثعلب إذا كَحَلْنَ عيوناً غيرَ مُورِقةٍ رَيَّشْنَ نَبْلاً لأَصحاب الصِّبَا صُيُدا يعني غير خائة وأَورَقَ الغازِي أَخْفَقَ وغَنِمَ وهو من الأضداد قال ألم تَرَ أَنَّ الحَرْب تُعْوِجُ أَهْلَها مِراراً وأحياناً تُفِيدُ وتورقُ ؟ والأَوْرَقُ من الإبل الذي في لونه بياض إلى سواد والوُرْقَةُ سواد في غُبْرة وقيل سواد وبياض كدخان الرِّمْثِ يكون ذلك في أَنواع البهائم وأَكثر ذلك في الإبل قال أَبو عبيد الأوْرَقُ أطيب الإبل لحماً وأَقلها شدةً على العمل والسير وليس بمحمود عندهم في عمله وسيره قال وقد يكون في الإنسان قال أَيّامَ أَدعو بأَبِي زِياد أَوْرَقَ بَوَّالاً على البَِساط أَراد أَيام أدعو بدعائي أبا زياد رجلاً بَوَّالاً قال وهذا كقولهم لئن لقيت فلاناً لتلقيّن منه الأسد وقد ايرَقَّ
( * قوله « وقد ايرق » كذا هو بالأصل بدون ألف لينة بين الهاء والقاف ) واوْرَاقَّ وهو أَوْرَقُ الأصمعي إذا كان البعير أَسود يخالط سواده بياض كدخان الرِّمْثِ فتلك الوُرْقَةُ فإن اشتدَّتُ وُرْقَتهُ حتى يذهب البياض الذي فيه فهو أَدْهَمُ ابن الأَعرابي قال أَبو نصر النعامي هَجِّرْ بحَمْراء وأَسْرِ بوَرْقاء وصَبِّح القوم على صهباء قيل له ولِمَ ذلك قال لأن الحَمْراءَ أصبر على الهواجر والوَرْقاءَ أصبر على طول السُّرَى والصَّهِباء أَشهر وأَحسن حين يُنْظَرُ إليها ومن ذلك قيل للرماد أوْرَقُ وللحَمامة والذِّئْبة وَرْقاءُ وقوله صلى الله عليه وسلم إن جاءَت به أَوْرَقَ جُمَاليّاً فإنما عنى صلى الله عليه وسلم الأُدمة فاستعار لها اسم الوُرْقة وكذلك استعار جُمَاليّاً وإنما الجُمالية للناقة ورواه أَهل الحديث جَمَاليّاً من الجَمال وليس بشيء والأَوْرَقُ من الناس الأَسمر ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في ولد الملاعنة إن جاءَت به أُمُّه أَوْرَقَ أَي أَسمر والسُّمْرة الوُرْقَة والسَّمْرةُ الأُحْدوثة بالليل والأَوْرَقُ الذي لونه بين السواد والغُبْرَة ومنه قيل للرماد أَوْرَقُ وللحمامة وَرْقاء وإنما وصفه بالأُدْمة وروي في حديث الملاعنة إن جاءت به أَورق جَعْداً الأَوْرَقُ الأَسمر والوُرْقة السمرة يقال جمل أَوْرَقُ وناقة وَرْقاء وفي حديث ابن الأكوع خرجت أنا ورجل من قومي وهو على ناقعة ورقاءَ وحديث قُسّ على جمل أَوْرَقَ أَبوعبيد من أَمثالهم إنه لأَشْأَم من وَرْقاء وهي مشؤومة يعني الناقة وربما نفرت فذهبت في الأَرض ويقال للحمامة وَرْقاء للونها الأَصمعي جاء فلان بالرُّبَيْق
( * قوله « جاء فلان بالربيق إلخ » عبارة القاموس في أرق جاءنا بأم الربيق على أريق أي بالداهية العظيمة ) على أُرَيْق إذا جاء بالداهية الكبيرة قال أَبو منصور أُرَيْقٌ تصغير أَوْرَق على الترخيم كما صغروا أسود سوَيْداً وأُرَيْق في الأَصل وُرَيق فقلبت الواو ألفاً للضمة كما قال تعالى وإذا الرسل أُقِّتَتْ والأَصل وقِّتَتْ الأَصمعي تزعم العرب أن قولهم « جاءنا بأُم الرُّبَيْق على أُوْرَقَ كأنه أَراد وُرَيْقاً تصغير أَرَيْقٍ » من قول رجلٍ رأَى القولَ على جَملٍ أَوْرَقَ والأَوْرَقُ من كل شيء ما كان لونه لون الرماد وزمان أَورق أي جدب قال جندل إن كان عَمِّي لكَرِيمَ المِصْدَقِ عَفّاً هَضُوماً في الزمان الأَوْرَقِ والأَوْرَقُ اللبن الذي ثلثاه ماء وثلثه لبن قال يشْربه مَحْضاً ويَسْقي عيالَهُ سَجاجاً كأقْرابِ الثعالب أَوْرَقا وكذلك شبهت العرب لون الذئب بلون دخان الرِّمْث لأن الذئب أَوْرَقُ قال رؤبة فلا تَكُوني يا ابْنَةَ الأَشَمِّ وَرْقاءَ دَمَّى ذِئْبَها المُدَمِّي وقال أَبو زيد الذي يَضرب لونُه إلى الخضرة قال والذِّئابُ إذا رأَت ذِئباً قد عُقِر دمه أَكَبَّت عليه فقطعته وأُنثاه معها وقيل الذئب إذا دمي أكلته أُنثاه فيقول هذا الرجل لامرأَته لا تكوني إذا رأَيت الناس قد ظلموني معهم عليّ فتكوني كذئبة السوء وقال أَبو حنيفة نَصْل أَوْرَقُ بُرِدَ أَو جُلِيَ ثم لُوّح بعد ذلك على الجمر حتى اخضرّ قال العجاج عليه وُرْقانُ القِران النُّصَّلِ والوَرَقة في القوس مخرج غُصْن وهو أَقل من الأُبْنة وحكاه كراع بجزم الراء وصرح فيه بذلك ويقال في القوس وَرْقة بالتسكين أَي عيب وهو مَخْرج الغُصن إذا كان خفيّاً ابن الأَعرابي الوَرْقة العيب في الغصن فإذا زادت فهي الأُبْنة فإذا زادت فيه السحسه
( * قوله « السحسه » هي هكذا في الأصل بدون نقط ) ووَرَقة الوَتَر جُليدة توضع على حَزِّه عن ابن الأَعرابي ورجل وَرَق وامرأة وَرَقة خسيسان والوَرَقُ من القوم أَحداثهم قال الشاعرهدبة بن الخَشْرم يصف قوماً قطعوا مفازة إذا وَرَقُ الفِتْيان صاروا كأنَّهُم دراهِمُ منها جائزاتٌ وزُيِّفُ ورواه يعقوب وزائف وهو خطأٌ وهم الخِساس وقيل هم الأَحداث قال ابن بري وقبله يَظَلُّ بها الهادي يُقَلِّبُ طَرْفه يَعَضُّ على إبهامه وهو واقفُ قال وهذا يدل على أَن الرواية الصحيحة وزائف لأن القصيدة مؤسسة وأَولها أَتُنْكِرُ رَسْم الدار أم أَنتَ عارِفُ والذي في شعره منها راكبات وزائف وقال أَبو سعيد لنا وَرَقٌ أَي طريف وفتيان وَرَق وأَنشد البيت وقال عمرو في ناقته وكان قدم المدينة طال الثَّواءُ عليه بالمدينة لا ترعى وبِيعَ له البَيْضاء والوَرَقُ أَراد بالبيضاء الحَليِّ وبالوَرَق الخَبَط وبِيعَ اشْتُرِي ابن الأَعرابي الوَرَقةُ الخسيس من الرجال والوَرَقة الكريم من الرجال والوَرَقة مقدار الدرهم من الدم والوَرَقُ المال الناطق كله والوَرَقُ الأَحداث من الغلمان أَبو سعيد يقال وَرَقاً أَي حيّاً وكل حيّ وَرَق لأنهم يقولون يموت كما يموت الوَرَقُ وييبس كما ييبس الوَرَقُ قال الطائي وهَزَّتْ رَأْسَها عَجَباً وقالت أَنا العُبْرِي أَإِيَّانا تُرِيدُ ؟ وما يَدْرِي الوَدُودُ لعلَّ قلبي ولو خُبِّرْته وَرَقاً جَلِيدُ أَي ولو خُبِّرْته حَيّاً فإنه جَلِيد والوَرْقاء شجيرة معروفة تسمو فوق القامة لها وَرَق مدوّر واسع دقيق ناعم تأكله الماشية كلها وهي غبراء الساق خضراء الورق لها زَمَع شُعْر فيه حب أَغبر مثل الشَّهْدانِج ترعاه الطير وهو سُهْليّ ينبت في الأَودية وفي جَنَباتها وفي القيعان وهي مَرْعًى ومَوْرَقٌ اسم رجل حكاه سيبويه شاذ عن القياس على حسب ما يجيء للأسماء الأَعلام في كثير من أَبواب العربية وكان القياس مَوْرِقاً بكسر الراء والوَرِيقةُ ورِواقٌ موضعان قال الزبرقان وعَبْد من ذوي قَيْسٍ أتاني وأَهلي بالتَّهائم فالوِراق ووَرِقانُ جبلَ معروف وفي الحديث سِنُّ الكافر في النار كوَرِقان هو بوزن قَطِرانٍ جبل أسود بين العَرْج والرُّوَيْثة على يَمين المار من المدينة إلى مكة وفي الحديث رجلان من مُزَيْنة ينزلان جبلاً من جبال العرب يقال له فيُحْشَرُ الناسُ ولا يَعْلَمان ووَرْقاء اسم رجل والجمع وَرَاقٍ ووَراقى مثل صَحارٍ وصَحارى ونسبوا إليه وَرْقاوِيٌّ فأَبدلوا من همزة التأنيث واواً وفلان ابن مَوْرَقٍ بالفتح وهو شاذ مثل مَوْحَدٍ

وسق
الوَسْقُ والوِسْقُ مِكْيَلَة معلومة وقيل هو حمل بعير وهو ستون صاعاً بصاع النبي صلى الله عليه وسلم وهو خمسة أَرطال وثلث فالوسْقُ على هذا الحساب مائة وستون مَناً قال الزجاج خمسة أَوسق هي خمسة عشر قَفِيزاً قال وهو قَفِيزُنا الذي يسمى المعدّل وكل وَسْق بالمُلَجَّم ثلاثة أَقْفِزَةٍ قال وستون صاعاً أَربعة وعشرون مكُّوكاً بالمُلَجَّم وذلك ثلاثة أَقفِزَةٍ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال ليس فيما دون خمسة أَو سُقٍ من التمر صدقة التهذيب الوَسْقُ بالفتح ستون صاعاً وهو ثلاثمائة وعشرون رطلاً عند أهل الحجاز وأَربعمائة وثمانون رطلاً عند أَهل العراق على اختلافهم في مقدار الصاع والمُدِّ والأَصل في الوَسْق الحَمْل وكل شيء وسَقَتْه فقد حملته قال عطاء في قوله خمسة أَوْسُقٍ هي ثلاثمائة صاع كذلك قال الحسن وابن المسيب وقال الخليل الوَسْق هو حِمْل البعير والوِقْرُ حمل البغل أَو الحمار قال ابن بري وفي الغريب المصنف في باب طلع النخل حَمَلت وَسْقاً أَي وِقْراً بفتح الواو لا غير وقيل الوَسْق العِدْل وقيل العِدْلان وقيل هو الحِملُ عامة والجمع أوْسُقٌ ووُسوق قال أَبو ذؤيب ما حُمِّلَ البُخْتِيُّ عامَ غِيارِه عليه الوُسُوقُ بُرُّها وشَعِيرُها ووَسَقَ البعيرَ وأَوْسَقه أَوْقَره والوَسْقُ وَقْر النخلة وأَوْسَقَت النخلةُ كثر حَمْلها قال لبيد وإلى الله تُرْجَعون وعند الْ لمَه وِرْدُ الأُمور والإصدارُ كلَّ شيء أَحْصَى كتاباً وحِفْظاً ولَدَيْهِ تَجَلَّت الأَسْرارُ
( * في رواية أخرى وعِلماً بدل وحفظاً )
يوم أَرزاقُ من يُفَضَّلُ عُمٌّ موسِقاتٌ وحُفَّلٌ أَبكارُ قال شمر وأَهل الغرب يسمون الوَسْق الوِقْر وهي الأَوْساق والوُسُوق وكل شيء حملته فقد وَسَقْته ومن أَمثالهم لا أفعل كذا وكذا ما وَسَقَت عيني الماءَ أَي ما حملته ويقال وَسَقَت النخلةُ إذا حملت فإذا كثر حملها قيل أَوْسَقَتْ أَي حملت وَسْقاً وَوَسَقْت الشيء أَسِقُه وَسْقاً إذا حملته قال ضابئ بن الحرث البُرْجُمِيُّ فإنِّي وإيَّاكم وشَوْقاً إليكُمُ كقابض ماء لم تَسِقْهُ أَنامِلُهْ أَي لم تحمله يقول ليس في يدي شيء من ذلك كما أَنه ليس في يد القابض على الماء شيء ووَسَقَت الأَتان إذا حلت ولداً في بطنها ووَسَقَت الناقة وغيرُها تَسِقُ أَي حملت وأَغْلَقَتْ رَحِمَها على الماء فهي ناقة واسِقٌ ونُسوق وِساقٌ مثل نائم ونِيَام وصاحب وصِحَاب قال بشر بن أَبي خازم أَلَظَّ بِهِنَّ يَحْدوهُنَّ حتى تَبَيَّنت الحِيالُ من الوِساقِ ووَسَقَت الناقةُ والشاةُ وَسْقاً ووُسوقاً وهي واسِقٌ لَقِحَتْ والجمع مَوَاسِيق ومَواسِق كلاهما جمع على غير قياس قال ابن سيده وعندي أَن مَوَاسيق ومَوَاسق جمع ميساق ومَوْسق ولا آتيك ما وَسَقَتْ عيني الماءَ أَي ما حملته والمِيسَاق من الحمام الوافر الجناح وقيل هو على التشبيه جعلوا جناحيه له كالوَسْقِ وقد تقدم في الهمز ويقوي أَن أَصله الهمز قولهم في جمعه مَآسيق لا غير والوُسُوق ما دخل فيه الليل وما ضم وقد وَسَقَ الليلُ واتَّسَقَ وكل ما انضم فقد اتَّسَق والطريق يأتَسِقُ ويَتَّسق أَي ينضم حكاه الكسائي واتَّسَق القمر استوى وفي التنزيل فلا أُقسم بالشَّفَق والليل وما وَسَق والقمر إذا اتَّسَق قال الفراء وما وسَقَ أَي وما جمع وضم واتَّساقُ القمر امتلاؤه واجتماعه واستواؤه ليلة ثلاث عشرة وأَربع عشرة وقال الفراء إلى ست عشرة فيهن امتلاؤه واتِّسَاقه وقال أَبو عبيدة وما وَسَقَ أَي وما جمع من الجبال والبحار والأشجار كأنه جمعها بأَن طلع عليها كلِّها فإذا جَلَّلَ الليلُ الجبال والأَشجار والبحار والأَرض فاجتمعت له فقد وَسَقَها أَبو عمرو القمر والوَبَّاص والطَّوْس والمُتَّسِق والجَلَمُ والزِّبْرقان والسِّنِمَّارُ ووَسَقْت الشيءَ جمعته وحملته والوَسْق ضم الشيء إلى الشيء وفي حديث أُحُد اسْتَوسِقُوا كما يَسْتَوْسِق جُرْبُ الغنم أَي استجمعوا وانضموا والحديث الآخر أَن رجلاً كان يَجوز المسلمين ويقول اسْتَوسِقُوا وفي حديث النجاشي واسْتَوْسَقَ عليه أَمْرُ الحَبَشة أَي اجتمعوا على طاعته واستقر الملك فيه والوَسْقُ الطرد ومنه سميت الوَسِيقةُ وهي من الإبل كالرُّفْقة من الناس فإذا سُرِقَتْ طُرِدت معاً قال الأَسود بن يَعْفُر كَذَبْت عَلَيْكَ لا تزال تَقُوفُني كما قافَ آثارَ الوَسيقةِ قائفُ وقوله كذبت عليك هو إغراء أَي عليك بي وقوله تقوفني أَي تَقُضُّني وتتبع آثاري والوَسِيقُ الطَّرْد قال قَرَّبها ولم تَكَدْ تُقَرَّب من آل نَسْيان وَسِيقٌ أَجدب ووَسَق الإبلَ فاسْتَوْسقت أَي طردها فأَطاعت عن ابن الأَعرابي وأَنشد إنَّ لنا لإبلاً نَقانِقا مُسْتَوسْقاتٍ لو تجدْنَ سائقا أَراد مثل النَّقانِق وهي الظِّلْمانُ شبهها بها في سرعتها واسْتَوْسَقت الإبل اجتمعت وأَنشد للعجاج إنَّ لنا قلائصاً حقَائقا مُسْتَوْسقات لو تجدْنَ سائقا وأَوْسَقْتُ البعير حَمّلته حمْله ووَسَقَ الإبل طردها وجمعها وأَنشد يوماً تَرانا صالحينَ وتارةً تَقومُ بنا كالوَِاسِقِ المُتَلَبِّبِ واسْتَوْسَقَ لك الأَمرُ إذا أَمكنك واتَّسَقت الإبل واسْتَوْسقَت اجتمعت ويقال واسَقْتُ فلاناً مُوَاسقةً إذا عارضته فكنت مثله ولم تكن دونه وقال جندل فلسْتَ إنْ جارَيْتني مُوَاسِقِي ولسْتَ إن فَرَرْتَ مِنِّي سابِقي والوِساقُ والمُوَاسقة المُنَاهدة قال عدي ونَدَامَى لا يَبْخَلُون بما نا لوا ولا يُعْسِرون عند الوِساقِ والوَسِيقةُ من الإبل والحمير كالرُّفْقة من الناس وقد وَسَقها وُسُوقاً وقيل كل ما جُمِع فقد وُسِقَ ووَسِيقهُ الحمار عانته وتقول العرب إن الليل لطويل ولا أَسِقُ بالَهُ ولا أَسِقْهُ بالاً بالرفع والجزم من قولك وَسَق إذا جَمَع أَي وُكِلت بجمع الهموم فيه وقال اللحياني معناه لا يجتمع له أمره قال وهو دعاء وفي التهذيب إن الليل لطويل ولا تَسِقْ جزم على الدعاء ومثله إن الليل طويل ولا يَطُلْ إلا بخير أَي لا طال إلا بخير الأَصمعي يقال للطائر الذي يُصَفِّقُ بجناحيه إذا طار هو المِيساقُ وجمعه مَآسِيق قال الأَزهري هكذا سمعته بالهمز الجوهري أَبو عبيد المِيساقُ الطائر الذي يُصَفِّقُ بجناحيه إذا طار قال وجمعه مَياسِيقُ والاتّساقُ الإنتظام ووَسَّقْتُ الحِنطة تَوْسيقاً أَي جعلتها وَسْقاً وَسْقاً الأَزهري الوَسِيقةُ القطيع من الإبل يطردها الشَّلاَّل وسميت وَسيقةً لأن طاردها يجمعها ولا يَدَعُها تنتشر عليه فيلحَقُها الطلبُ فيردها وهذا كما قيل للسائق قابض لأَن السائق إذا ساق قطيعاً من الإبل قبضها أَي جمعها لئلا يتعذر عليه سوقها ولأَنها إذا انتشرت عليه لم تتابع ولم تَطْرِدْ على صَوبٍ واحد والعرب تقول فلان يسوق الوَسِيقة وينسُل الوَدِيقة ويحمي الحَقيقة وجعل رؤبة الوَسْق من كل شيء فقال كأَنَّ وَسْقَ جَنْدَلٍ وتُرْبِ عليَّ من تَنْحيب ذاك النَّحْبِ والوَسِيقةُ من الإبل ونحوها ما غصبت الأَصمعي فرس مِعْتاق الوَسِيقة وهو الذي إذا طُرِدَ عليه طرِيدةٌ أنجاها وسبق بها وأَنشد أَلم أَظْلِفْ عن الشعراء عِرْضي كما ظُلِفَ الوَسِيقةُ بالكُراعِ ؟

وشق
الوَشْق العض ووَشَقه وشْقاً خدشه والوَشيقُ والوَشِيقة لحم يُغْلى في ماء ثم يُرْفع وقيل هو أَن يُغلى إغْلاءةً ثم يرفع وقيل يُقَدَّدُ ويحمل في الأسفار وهي أَبْقَى قديدٍ يكون قال جزء بن رباح الباهلي تَرُدُّ العَيْنَ لا تَنْدَى عِذاراً ويَكْثُرُ عندَ سائسها الوَشِيقُ وفي حديث عائشة أُهْدِيتْ له وشِيقةُ قَدِيد ظبيٍ فردَّها ويجمع على وَشِيقٍ ووَشَائق وفي حديث أَبي سعد كنا نَتَزَوَّدُ من وَشِيق الحجّ وفي حديث جيش الخَبَط وتزوّدنا من لحمه وَشائق وقال ابن الأَعرابي هو لحم يطبخ في ماء وملح ثم يخرج فيصير في الجُبْجُبةِ وهو جلد البعير يُقَوَّر ثم يجعل ذلك اللحم فيه فيكون زاداً لهم في أَسفارهم وقيل هو القديد وَشَقه وَشْقاً وأَشَقَهُ على البدل ووَشّقه واتَّشَق وَشيقةً اتِّشاقاً اتخذها وأَنشد إذا عَرَضَتْ منها كَهاةٌ سمينة فلا تُهْدِ منها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بوَشِيقة يابسة من لحم صَيْدٍ فقال إني حَرَام أَي محرم قال أَبو عبيد الوَشِيقةُ اللحم يؤخذ فيغلى إغلاءة ويحمل في الأَسفار ولا ينضجُ فَيَتَهَرَّأ قال وزعم بعضهم أَنه بمنزلة القديد لا تمسه النار أَبو عمرو الوَشِيق القَديد وكذلك المُشَنَّقُ الليث الوَشِيق لحم يقدد حتى يَقِبَّ وتذهب نُدُوَّتُه ولذلك سمي الكلب وَاشِقاً اسم له خاصة وفي حديث حذيفة أَن المسلمين أَخطؤوا بأَبيه
( * قوله « أخطؤوا بأبيه » هكذا في الأَصل والنهاية ) فجعلوا يضربونه بسيوفهم وهو يقول أبي أبي فلم يفهموه حتى انتهى إليهم وقد تَوَاشقوه بأَسيافهم أي قطَّعوه وَشائق كما يُقَطَّع اللحم إذا قُدد ووَاشِق اسم كلب واسم رجل ومنه بَرْوَع بنت وَاشِق والواشِق القليل من اللبن وسير وَشِيقٌ خفيف سريع ووَشِقَ المفتاحُ في القُفْل وَشْقاً نشب والله أَعلم

وعق
رجل وَعُقة لَعْقة نَكِد لئيم الخلق ويقال وَعِقة أيضاً وقد تَوَعَّق واسْتَوعق والإسم الوَعْق والوَعْقة ورجل وَعِقٌ لَعِقٌ حريص جاهل وقيل فيه حرص ووقوع في الأَمر بالجهل وقيل رجل وَعِقٌ بكسر العين أَي عسر وبه وَعْقة قال الجوهري وهي الشراسة وشدة الخلق وقد وعَّقَه الطمع والجهلُ ووَعَّقه نسبه إلى ذلك قال رؤبة مَخافة الله وأَن يُوَعَّقا على امْرِئٍ ضَلَّ الهُدَى وأَوْبقا أَي أَن ينسب إلى ذلك ويقال له إنك لَوَعِقٌ وأَوْبقا أَي أَوْبَقَ نفسه ابن الأَعرابي الوَعِقُ السيِّء الخلق الضيق وأَنشد قول الأَخطل مُوَطَّأ البيتِ مَحْمود شَمائِلُهُ عند الحَمالة لا كَزّ ولا وَعِق وفي حديث عمرو ذكر الزبير فقال وَعْقَة لِقس قال الوَعْقة بالسكون الذي يَضْجَر ويتَبَرَّم مع كثرة صَخب وسوء خلق قال رؤبة قَتْلاً وتَوْعِيقاً على مَنْ وَعَّقا وقال شمر التَّوْعِيق الخلاف والفساد والوَعْقةُ الخفيف قال الأَزهري كل هذا جمعه شمرفي تفسير الحديث وقال أَبو عبيدة الوعْقة الصخَّابة والوَعِيقُ والوُعاق صوت كل شيء والوَعِيقُ والرَّعِيقُ والوُعاقُ والرُّعاقُ صوت قُنْب الدابة إذا مشت وقيل الوَعِيقُ صوت يسمع من ظَبْية الأُنثى من الخيل إذا مشت كالخَقيقِ من قُنْبِ الذكر وقيل هو من بطن الفرس المُقْرِب وقد وَعَق يَعِقُ وقال اللحياني ليس له فعل وأَراه حكي الوَغِيق بالغين المعجمة وهو هذا الوَعِيق الذي ذكرناه ابن الأَعرابي الوَعِيقُ والوُعاقُ الذي يسمع من بطن الدابة وهو صوت جُرْدَانه إذا تقلقل في قُنْبه قال الليث يقال منه وَعَق يَعِقُ وعيقاً ووُعاقاً وهوصوت يخرج من حَياء الدابة إذا مشت قال وهو الخقيق من قُنب الذكر قال الأَزهري جميع ما قاله الليث في الوَعِيق والخَقِيق خطأٌ لأَن الوَعِيق والوُعاق صوت الجُرْدان إذا تقلقل في قُنْب الحِصان كما قال ابن الأَعرابي وغيره وأَما الخَقِيقُ فهو صوت الحَياء إذا هُزِلَت الأُنثى لا صوت القُنْب وقد أَخطأَ فيما فسر قال ويقال له عُوَاق ووُعَاق قال وهو العَوِيق والوَعِيق

وفق
الوِفاقُ المُوافقة والتَّوافق الاتفاق والتظاهر ابن سيده وَفْقُ الشيء ما لاءَمه وقد وَافقهُ مُوافقةً ووِفاقاً واتَّفَق معه وتَوَافقا غيره وتقول هذا وَفْقُ هذا وَوِفاقه وفيقه وفُوقه وسِيُّه وعِدْله واحد الليث الوَفْقُ كل شيء يكون مُتَّفِقاً على تَيْفاقٍ واحد فهو وَفْق كقوله يَهْوِين شَتَّى ويَقَعْنَ وَفْقا ومنه المُوافقة تقول وافَقْت فلاناً في موضع كذا أَي صادفته ووافَقْت فلاناً على أَمر كذا أَي اتَّفقنا عليه معاً ووافَقْتُه أَي صادفته ووَفِقْتَ أَمرك أَي وُفِّقْتَ فيه وأَنت تَفِق أَمرَك كذلك ويقال وَفِقْتَ أَمرَك تَفِقُ بالكسر فيهما أَي صادفته مُوافقاً وهو من التَّوفيق كما يقال رِشدْتَ أَمرَك والوَفْق من المُوافقة بين الشيئين كالالْتِحام قال عُوَيْف القَوَافي يا عُمَرَ الخَيْرِ المُلَقَّى وَفْقَه سُمِّيت بالفاروق فافْرُقْ فَرْقَه وجاء القوم وَفْقاً أَي متوافقين وكنت عنده وَفْقَ طلعت الشمس أَي حين طلعت أَو ساعة طلعت عن اللحياني ووَفَّقه الله سبحانه للخير أَلهمه وهو من التَّوْفيق وفي الحديث لا يَتَوَفَّقُ عبدٌ حتى يُوَفِّقه الله وفي حديث طلحة والصيد إنه وَفَّق منْ أَكله أَي دعا له بالتَّوْفيق واستصوب فعله واسْتَوْفقتُ الله أَي سأَلته التَّوْفِيق والوِفْقُ التَّوْفيق وإن فلاناً مُوَفَّق رشيد وكنا من أَمرنا على وِفاقٍ ووَفِقَ أَمرَه يَفِقُ قال الكسائي يقال رَشِدْتَ أَمرَك ووَفِقْتَ رأيك ومعنى وَفِقَ أَمرَه وجده مُوافقاً وقال اللحياني وفِقَه فهمه وفي النوادر فلان لا يفِق لكذا وكذا أَي لا يقدر له لوقته ويقال وفقت له ووُفِّقْتُ له ووَفَقْتُه ووَفِقَني وذلك إذا صادفني ولقيني وأَتانا لوَفْقِ الهلال ولِميفاقِه وتَوْفِيقه وتِيفَاقه وتَوْفاقه أَي لطلوعه ووقته معناه أَتانا حين الهلال وحكى اللحياني أَتيتك لوَفْق تفعل ذلك وتَوْفاق وتِيفاق ومِيفاق أَي لحين فعلك ذلك وأَتيتك لتوفيق ذلك وتَوَفُّق ذلك عنه أيضاً لم يزد على ذلك وفي حديث علي رضي الله عنه وسئل عن البيت المعمور فقال هو بيت في السماء تَيفاقُ الكعبة أي خداؤها ومقابلها يقال كان ذلك لوَفْق الأمر وتَوْفاقه وتِيفاقه وأَصل الكلمة الواو والياء زائدة ووَفِقَ الأَمرَ يَفِقُه فهمه عن اللحياني ونظيره قولهم وَرِع يَرِع وله نظائر كوَرِمَ يَرِمُ ووَثِقَ يَثِقُ وكل لفظة منها مذكورة في موضعها ويقال حَلُوبة فلان وَفْق عياله أَي لها لبن قدر كفايتهم لا فضل فيه وقيل قدر ما يقوتهم قال الراعي أَما الفقيرُ الذي كانت حَلُوبته وَفْقَ العِيال فلم يُتْرَكْ له سَبَدُ أَبو زيد من الرجال الوَفِيقُ وهو الرفيق يقال رَفِيق وَفيق وأَوْفَقت السهمَ إذا جعلت فُوقه في الوَتَر لترمي لغة كأَنه قَلْب أَفْوقت ولا يقال أَفوقت واشتق هذا الفعل من مُوافقة الوَتَر مَحَزَّ الفُوق قال الأَزهري الأَصل أَفْوَقْت السهمَ من الفُوق قال ومن قال أَوْفَقْت فهو مقلوب الأَصمعي أَوْفَقَ الرامي إيفاقاً إذا جعل الفُوقَ في الوتر وأَنشد وأَوْفَقَتْ للرَّمْيِ حَشْرات الرَّشَقْ ويقال إنه لمُسْتَوْفِقٌ له بالحُجة ومُفِيق له إذا أَصاب فيها ابن بزرج أَوْفَقَ القومُ الرجلَ دنوا منه واجتمعت كلمتهم عليه وأَوْفقَت الإبلُ اصطفت واستوت معاً وقد سموا مُوَفَّقاً ووِفَاقاً

وقق
وَقْوَق الرجل ضعف والوَقْوَقة اختلاط صوت الطير وقيل وَقْوَقَتها جلبتها وأَصواتها في السَّحَر والوَقْوَقة نُباح الكلب عند الفَرَق قال الشاعر حتى ضَغا نابِحُهُمْ فوَقْوقا والكلب لا يَنْبَحُ لا فَرقا والوَقْواقُ مثل الوَكْواك وهو الجَبان والوَقْوَاقُ شجر تتخذ منه الدُّويُّ والوَقواقة الكثير الكلام وامرأة وقوْاقة كذلك قال أَبو بدر السلمي إِنَّ ابن تُرْنَى أُمُّهُ وَقْوَاقه تأتي تقول البُوقَ والحَماقه وبلاد الوَقْواقِ فوق بلاد الصين والوَقْواقُ طائر وليس بثبت

ولق
الوَلْقُ أَخف الطعن وقد وَلَقه يَلِقُه وَلْقاً يقال وَلَقه بالسيف ولَقاتٍ أَي ضربات والوَلْق أيضاً إسراعك بالشيء في أَثر الشيء كعَدْوٍ في أَثر عَدْوٍ وكلام في أَثر كلام أَنشد ابن الأَعرابي أَحين بَلغْتُ الأَربعين وأُحْصِيَتْ عليّ إذا لم يَعْفُ ربي ذنوبُها تُصَبِّيننا حتى تَرِقَّ قلوبُنا أَوالقُ مِخْلاف الغداة كَذوبُها
( * قوله « تصبيننا » هكذا في الأَصل )
قال أَوالق من أَلْقِ الكلام وهو متابعته الأَزهري أَنشدني بعضهم مَنْ ليَ بالمُزَرَّرِ اليَلامقِ صاحب أَدهانٍ وأَلْقِ آلِقِ ؟ وقال ابن سيده فيما أَنشده ابن الأَعرابي أَوَالق من وَلْق الكلام وضربه ضرباً وَلْقاً أَي متتابعاً في سرعة والوَلْقُ السير السهل السريع ويقال جاءت الإبل تَلِقُ أَي تسرع والوَلْق الاستمرار في السير وفي الكذب وفي حديث علي كرم الله وجهه قال لرجل كذبت والله ووَلَقْتَ الوَلْق والأَلْق الاستمرار في الكذب وأَعاده تأكيداً لاختلاف اللفظ أَبو عمرو الوَلْقُ الإسراع ووَلَقَ في سيره وَلْقاً أَسرع قال الشماخ يهجو جُلَيْداً الكلابي إن الجليد زَلِقٌ وزُمَّلِقْ كذَنَب العقرب شَوَّال عَلِقْ جاءت به عَنْسٌ من الشأم تَلِقْ والناقة تعدو الوَلَقَى وهو عَدْو فيه نَزو وناقة وَلَقَى سريعة والوَلْق العَدْو الذي كأنه يَنْزو من شدة السرعة كذا حكاه أَبو عبيد فجعل النّزَوان للعَدْو مجازاً وتقريباً وقالوا إن للعقاب الوَلَقَى أَي سرعة التَّجَارِي والأَوْلَقُ كالأَفْكل الجنون وقيل الخفة من النشاط كالجنون أَجاز الفارسي أَن يكون أَفْعَل من الوَلْق الذي هو السرعة وقد ذكر بالهمز وقوله شَمَرْذَلٍ غَيْرِ هُراءٍ مَيْلَقِ تراه في الرَّكْبِ الدِّقاق الأَيْنُقِ على بقايا الزاد غيرَ مُشْفِقِ يجوز أَن يكون يعني بالمَيْلق السريع الخفيف من الوَلْق الذي هو السير السهل السريع ومن الوَلْق الذي هو الطعن ويروى مئْلق من المَألوق أَي المجنون فالأَوْلَقُ شبه الجنون ومنه قول الشاعر لَعَمْرُك بي من حُبّ أَسماءَ أَوْلَقُ وقال الأَعشى يصف ناقته وتُصْبِحُ عن غِبِّ السُّرَى وكأَنما أَلَمَّ بها من طائف الجِنّ أَوْلَقُ وهو أَفعل لأَنهم قالوا أُلِقَ الرجلُ فهو مَأْلُوق على مفعول ويقال أَيضاً مُؤوْلَق مثال مُعَوْلَقٍ فإن جعلته من هذا فهو فَوْعل قال ابن بري قول الجوهري وهو أَفْعل لأَنهم قالوا أَلِقَ الرجل سهو منه وصوابه وهو فَوْعل لأَن همزته أَصلية بدليل أُلِقَ ومَألوق وإنما يكون أَوْلَق أَفعل فيمن جعله من وَلَق يَلِق إذا أَسرع فأَما إذا كان من أُلِق إذا جُنَّ فهو فَوْعل لا غير قال ومثل بيت الأَعشى قول أَبي النجم إلا حَنِيناً وبها كالأَوْلَقِ وأَنشد أَبو زيد تُراقِبُ عيناها القَطِيعَ كأنما يُخامرها من مَسِّه مَسُّ أَوْلَقِ ووَلَق وَلْقاً كذب قال الفراء روي عن عائشة رضي الله عنها أَنها قرأَت إذ تَلِقُونَه بألسنتكم هذه حكاية أَهل اللغة جاؤوا بالمتعدي شاهداً على غير المتعدي قال ابن سيده وعندي أَنه أَراد إذ تَلِقُون فيه فحذف وأَوصل قال الفراء وهو الوَلْقُ في الكذب بمنزلة إذا استمر في السير والكذب ويقال في الوَلْقِ من الكذب هو الأَلْقُ والإلْقُ وفعلت به أَلِقْتُ وأَنتم تألقُونُه ووَلَقَ الكلام دَبَّره وبه فسر الليث قوله إذ تَلِقُونه أَي تدبَّرونه وفلان يَلِقُ الكلام أَي يدبره قال الأَزهري لا أَدري تدبرونه أَو تديرونه ووَلَقه بالسوط ضربه ووَلَقَ عينه ضربها ففقأَها والوَلِيقةُ طعام يتخذ من دقيق وسمن ولبن رواه الأَزهري عن ابن دريد قال وأَراه أخذه من كتاب الليث قال ولا أَعرف الوَلِيقة لغيرهما قال ابن بري ومن هذا الفصل وَالِقٌ اسم فرس قال كثيِّر يغادِرْن َ عَسْبَ الوالِقيِّ وناصحٍ تَخُصُّ به أُمُّ الطريقِ عيالَها وناصح أَيضاً اسم فرس وعيالها سباعها

ومق
ومِقَهُ يَمِقُه نادر مِقةً ووَمْقاً أَحبه أَبو عمرو في باب فَعِل يَفعِلُ ومِقَ يَمِقُ ووَثِقَ يَثِقُ والتَّوَمُّق التوددّ والمِقة المحبة والهاء عوض من الواو وقديَمِقه بالكسر فيهما أَي أحبه فهو وامِق وفي الحديث أَنه اطَّلع من وافِد قوم على كذبة فقال لولا سَخاء فيك وَمِقك اللهُ عليه لشَرَّدْتُ بك أَي أَحبك الله عليه يقال وَمِق يمِق بالكسر فيهما مقة فهو وامِقٌ ومَوْموق وقال أَبو رياش ومِقْته وِماقاً وفرق بين الوِماق والعشق فقال الوِماق محبة لغير رِيبةٍ والعشق محبة لرِيبة وأَنشد لجميل أَو غيره وماذا عَسى الواشُون أَن يَتَحَدَّثُوا سوى أَن يَقُولوا إِنَّني لك وامِقُ ؟ وقول جابر إن البَلِيَّة من تَمَلُّ حديثَهُ فانْقع فؤادَك من حديثِ الوامِقِ وضع الوامِق موضع المَوْموق كما قال أَناشِرَ لا زالتْ يمينُكَ آشِرَهْ ويجوز أَن يكون على وجهه لأَن كل من تَمِقُه فهو يَمِقُك لقوله الأَرواح جُنود مُجَنَّدةٌ فما تعارف منها ائتَلَفَ وما تناكر منها اختلف ورجل وامِقٌ ووَمِيق حكاه ابن جني وأَنشد لأَبي دواد سقى دارَ سَلْمى حيث حَلَّتْ بها النَّوى جزاء حبيبٍ من حبيبٍ وَمِيق الليث يقال ومِقْتُ فلاناً أَمقُه وأَنا وامِق وهو مِوموق وأَنا لك ذو مِقةٍ وبك ذو ثِقة

وهق
الوَهَقُ الحبل المُغاز يُرْمى فيه أُنشوطة فتؤخذ فيه الدابة والإنسان والجمع أَوْهاق وأَوْهق الدابة فعل بها ذلك والمُواهقَة في السير المواظبة ومدّ الأَعناق وهذه الناقة تُواهِق هذه كأَنها تُبارِيها في السير وفي حديث جابر فانطلق الجمل يُواهِقُ ناقته مواهقةً أَي يباريها في السير ويماشيها ومُواهقة الإبل مَدّ أَعناقها في السير والمُواهقَة أن تسير مثل سير صاحبك وهي المواضخة والمواغدة كله واحد وقد تواهَقَت الركاب أَي تَسايَرَتْ قال ابن أَحمر وتَواهَقَتْ أَخْفافُها طَبَقاً والظِّلُّ لم يَفْضُل ولم يُكْرِ وأَنشد الأَزهري تَنَشَّطَتْه كلُّ مُغْلاة الوَهَقْ وقال أَوس بن حجر تُواهِقُ رجْلاها يَداها ورأسهُ لها قَتَبٌ خَلْفَ الحَقِيبة رادِفُ فإنه أَراد تُواهِقُ رجلاها يديه فحذف المفعول وقد عَلِمَ أَن المواهقة لا تكون من الرِّجْلين دون اليدين فأَضمر وأَن اليدين مواهِقتان كما أَنهما مُواهَقَتان فأَضمر لليدين فعلاً دَلَّ عليه الأَولُ فكأَنه قال وتُواهِقُ يداه رجليها ثم حذف المفعول في هذا كما حذفه في الأَول فصار على ما ترى تُواهِقُ رجلاها يداه فعلى هذه الصنعة تقول ضارَبَ زيدٌ عَمْروٌ على أَن يُرْفع عمرو بفعل غير هذا الظاهر ولا يجوز أَن يرتفعا جميعاً بهذا الظاهر وقد تكون المُواهقة للناقة الواحدة لأَن إحدى يديها ورجليها تُواهِقُ الأُخرى وتواهَقَ الساقِيان تباريا أَنشد يعقوب أَكلّ يومٍ لك ضَيْزَنانِ على إزاء الحوض مِلْهَزانِ بكرِْفَتين يتواهِقَانِ ؟ الوَهقُ بالتحريك حبل كالطِّوَل وقد يسكن مثل نَهْر ونَهَر قال بن بري ومنه قول عدي ابن زيد العبادي بَكَرَ العاذِلون في فَلَقِ الصب ح يقولون لي أَما تَسْتَفِيقُ ؟ ويلومون فيكِ يا ابْنَةَ عب د الله والقَلْبُ عندكم مَوْهُوق
( * في قصيدة عديّ موثوق بدل موهوق )
وفي حديث علي وأَغْلَقَت المَرْءَ أَوْهاقُ المنية الأَوْهاقُ جمع وَهَقٍ بالتحريك وقد يسكن وهو حبل كالطِّوَل تشد به الإبل والخيل لئلا تَنِدَّ أَبو عمرو توَهَّقَ الحصى إذا حَمِيَ من الشمس وأَنشد وقد سَريْتُ الليلَ حتى غَرْدَقا حتى إذا حامِي الحَصى تَوْهَّقا

ووق
الليث الواقةُ من طير الماء عند أَهل العراق وأَنشد أَبوك نَهارِيٌّ وأُمُّكَ واقَة قال ومنهم من يهمز الأَلف فيقول وأُقة لأَنه ليس في كلام العرب واو بعدها أَلف أَصلية في صدر البناء إلا مهموزة نحو الوَألة فتقول كان جده وألة فلينت الهمزة وبعضهم يقول لهذا الطير قاقة

يرق
اليارَقُ ضرب من الأَسْوِرة وقيل اليارَقُ السِّوار قال شُبرمة بن الطفيل لعَمْري لَظَبْيٌ عند باب ابن مُحْرِزٍ أَغَنُّ عليه اليارَقانِ مَشُوفُ أَحَبُّ إليكم من بُيوتٍ عمادُها سُيوف وأَرْماح لهُنَّ حَفِيفُ واليارَقُ الجِبارةُ وهو الدَّسْتِينَجُ العريض معرب واليَرَقانُ دود يكون في الزرع ثم ينسلخ فيصير فَراشاً واليَرَقانُ مثل الأَرَقانِ آفة تصيب الزرع أَيضاً وزَرْع مَيْروق ومأْرُوق وقد يُرِقَ واليَرَقان داء معروف يصيب الناس ورجل مَيْروق

يرمق
في حديث خالد بن صفوان الدرهم يطعم الدَّرْمَقَ ويكسو اليَرْمَق هكذا جاء في رواية وفسر اليَرْمَق أَنه القَباء بالفارسية والمعروف في القباء أَنه اليَلْمق باللام وأَنه معرب فأَما اليَرْمق فهو الدرهم بالتركية وروي بالنون وقد تقدم

يسق
الأَياسِقُ القلائد قال ابن سيده والأَزهري لم نسمع لها بواحد قال ابن سيده إِلا أَن يكون واحدها الأيْسق وأَنشد الليث وقُصِرْنَ في حِلَق الأَياسِقِ عندهُمْ فَجَعَلْنَ رَجْع نُباحِهنَّ هَرِيرا

يقق
أَبيض يَقَقٌ ويَقِقٌ بكسر القاف الأُولى شديد البياض ناصعه أَبو عمرو يقال لجُمَّارة النخلة يَقَقَة وشَحْمَة والجمع يَقَق وفي حديث ولادة الحسن بن علي رضي الله عنهما ولَفَّها في بيضاء كأَنه اليَقَقُ اليَقَقُ المتناهي في البياض

يلق
اليَلَقُ البِيض من البقر الجوهري اليَلَقُ الأَبيض من كل شيء ومنه قول الشاعر وأَتْرُك القِرْنَ في الغُبار وفي حِضْنَيْهِ زَرْقاءُ مَتْنها يَلَقُ وقال عمرو بن الأَهتم في رَبْرَبٍ يَلَقٍ جَمّ مَدافِعُها كأَنهنَّ بِجَنْبَيْ حَرْبةَ البَرَدُ واليَلْقَقُ العنز
( * قوله « واليلقق العنز » هكذا بالأصل ونقله شارح القاموس والذي في الصحاح ومتن القاموس اليلقة بالتحريك ) البيضاء وقال أَبيض يَلَق ولَهَق ويَقَقٌ بمعنى واحد

يلمق
اليَلْمَقُ القباء فارسي معرب قال ذو الرمة يصف الثور الوحشي تَجْلُو البَوارِقُ عن مُجْرَنْثمٍ لَهِقٍ كأَنه مُتَقَبِّي يَلْمَقٍ عَزَبُ وجمعه يَلامق قال عمارة كأَنما يمشين في اليَلامِقِ

ك
الكاف من الحروف المَهْموسة وهي ضد المَجْهورة قال الأَزهري ومعنى المَجْهور أَنه لَزِمَ موضعه إِلى انقضاء حروفه وحَبَس النَّفَس أَن يَجْريَ معه فصار مجهوراً لأَنه لم يخالطه شيء غيره وهي تسعة عشر حرفاً ا ب ج د ذ ر ز ض ط ظ ع غ ق ل م ن وي والهمزة قال والمهموس حرف لانَ في مَخْرجه دون المَجْهور وجَرَى معه النفَسُ فكان دون المجهور في رفع الصوت وعدة حروفه عشرة ت ث ح خ س ش ص و ك ه قال ومخرج الجيم والقاف والكاف بين عَكَدَةِ اللسان وبين اللَّهاةِ في أَقصى الفم

أبك
قال ابن بري أَبِكَ الشيءُ يَأْبَك كثر ورأَيت في نسخة من حواشي الصحاح ما صورته في الأَفعال لابن القطاع أَبِكَ الرجلُ أَبْكاً وأَبَكاً كثر لحمه

أدك
أَدِيك اسم موضع قال الراعي ومُعْتَرَكٍ من أَهْلِها قد عَرَفْته بوادي أَدِيكٍ حيث كان مَحانيا ويروى أَريك وسيأْتي ذكره

أرك
الأَراكُ شجر معروف وهو شجر السِّواك يُستاك بفُروعه قال أَبو حنيفة هو أَفضل ما اسْتِيك بفرعه من الشجر وأَطيب ما رَعَتْه الماشية رائحةَ لَبَنٍ قال أَبو زياد منه تُتخذ هذه المَساوِيك من الفروع والعروق وأَجوده عند الناس العُروق وهي تكون واسعة محلالاً واحدته أَراكة وفي حديث الزهري عن بني إِسرائيل وعِنَبُهم الأَراك قال هو شجر معروف له حَمْل عناقيد العنب واسمه الكَباثُ بفتح الكاف وإِذا نَضِج يسمى المَرْدَ والأَراك أَيضاً القطعة من الأَراك كما قيل للقطعة من القصب أَباءَة وقد جمعوا أَراكةً فقالوا أُرُك قال كثيِّر عزة إِلى أُرُكٍ بالجِذْعِ من بطن بِئْشةٍ عليهن صَيْفِيُّ الحَمام النَّوائحِ ابن شميل الأَراكُ شجرة طويلة خضراء ناعمة كثيرة الورق والأَغصان خوَّارة العود تنبت بالغَوْر تتخذ منها المَساويك الأَراك شجر من الحَمْض الواحدة أَراكة قال ابن بري وقد تجمع أَراكة على أَرائك قال كليب الكلابي أَلا يا حَمامات الأَرائِك بالضُّحَى تَجاوَبْنَ من لَفَّاءَ دانٍ بَرِيرُها وإِبل أَراكية ترعى الأَراك وأَراكٌ أَرِكٌ ومؤْتَرِكٌ كثير ملتف وأَرِكت الإِبل تأْرَك أَرَكاً اشتكت بطونها من أَكل الأَراك وهي إِبل أَراكَى وأَرِكَةٌ وكذلك طَلاحَى وطَلِحَةٌ وقَتادَى وقَتِدَة ورَماثى ورَمِثَة وأَرَكَت تَأْرُك أُرُوكاً رعت الأَراك وأَرَكتْ تَأْرِكُ وتَأْرُك أُرُوكاً لزمت الأَراك وأَقامت فيه تأْكله وقيل هو أَن تصيب أَي شجر كان فتُقيم فيه قال أَبو حنيفة الأراك الحَمْض نفسه قال وقال بعض الرواة أَرِكَتِ الناقة أَرَكاً فهي أَرِكةٌ مقصور من إِبل أُرُكٍ وأَوارِك أَكلت الأَراك وجمع فَعِلَةٍ على فُعُل وفواعل شاذ والإِبل الأَوارك التي اعتادت أَكل الأَراك والفعل أَرَكَتْ تَأْركُ أَرْكاً وقد أَرَكَتْ أُرُوكاً إِذا لزمت مكانها فلم تبرح وقيل إِنما يقال أَرَكَتْ إِذا أَقامت في الأَراك وهو الحمض فهي أَرِكة قال كثيِّر وإِنَّ الذي يَنْوِي مِنَ المالِ أَهلُها أَوارِكُ لمّا تَأْتَلِفْ وعَوادِي يقول إِن أَهل عَزَّة ينوون أَن لا يجتمع هو وهي ويكونا كالأوارِك من الإِبل والعَوَادي في ترك الاجتماع في مكان وقيل العَوَادي المقيمات في العِضاه لا تفارقها يقول أَهل هذه المرأَة يطلبون من مهرها ما لا يمكن كما لا يمكن أَن تأْتلف الأَوَارك والعَوادي وتجتمع في مكان واحد وفي الحديث أُتي بلَبنِ إِبلٍ أَوارِكَ أَي قد أَكلت الأَراك ابن السكيت الإِبل الأَوَارك المقيمات في الحَمْض قال وإِذا كان البعير يأْكل الأَراك قيل آرِك ويقال أَطيب الأَلبان أَلبان الأََارك وقوم مُؤْرِكُونَ رعت إِبلهم الأَراك كما يقال مُعِضُّون إِذا رعت إِبلهم العُضَّ قال أَقُولُ وأَهلي مُؤْرِكُونَ وأَهلُها مُعِضُّون إِنْ سارتْ فكيف نَسِيرُ ؟
( * راجع في مادة عضض هذا البيت وتفسيره وتغليط أبي حنيفة في تخريجه وجه كلام الشاعر )
قال ابن سيده وهو بيت مَعنيٌّ قد وَهِم فيه أَبو حنيفة وردَّ عليه بعض حذاق المعاني وهو مذكور في موضعه وأَرَك الرجل بالمكان يَأْرُك ويأْرِك أُرُوكاً وأَرِك أَرَكاً كلاهما أَقام به وأَرَكَ الرجلُ لَجَّ وأَرَكَ الأَمْرَ في عُنُقه أَلزمه إِيَّاه وأَرَكَ الجُرْحُ يأْرُكُ أُروكاً تَماثَل وبَرَأَ وصلَح وسكَن ورَمُه وقال شمر يَأْرِك ويَأْرُك أُرُوكاً لغتان ويقال ظهرت أَرِيكَة الجُرْح إِذا ذهبتْ غَثِيثَتُه وظهر لحمه صحيحاً أَحمر ولم يَعْلُه الجلد وليس بعد ذلك إِلاّ علوّ الجلد والجُفوف والأَرِيكةُ سرير في حَجَلة والجمع أَرِيكٌ وأَرَائِك وفي التنزيل على الأَرائِك مُتَّكِئُون قال المفسرون الأَرائك السُّرُر في الحِجال وقال الزجاج الأَرَائك الفُرُش في الحِجَال وقيل هي الأَسرَّة وهي في الحقيقة الفُرُش كانت في الحِجَال أَو في غير الحِجَال وقيل الأَريكة سرير مُنَجَّد مُزَيَّن في قُبَّة أَو بيت فإِذا لم يكن فيه سرير فهو حَجَلة وفي الحديث أَلا هل عسى رجل يُبَلِّغه الحديث عني وهو مُتَّكٍ على أَرِيكَتِه فيقول بيننا وبينكم كتاب الله ؟ الأَرِيكة السرير في الحَجَلة من دونه سِتْر ولا يسمَّى منفرداً أَريكةً وقيل هو كُلّ ما اتُّكِئَ عليه من سرير أَو فِراش أَو مِنَصَّةٍ وأَرَّكَ المرأَةَ سترها بالأَرِيكة قال تبيَّن أَنَّ أُمَّكَ لم تُؤَرَّكْ ولم تُرْضِعْ أَميرَ المُؤْمِنِينَا والأَرِيكُ اسم وادٍ أَبو تراب عن الأَصمعي هو آرَضُهُمْ أَن يفعل ذلك وآرَكُهُم أَن يفعله أَي أَخْلَقهم قال ولم يبلغني ذلك عن غيره وأُرُكٌ وأَرِيكٌ موضع قال النابغة عَفَا حُسُمٌ مِنْ فَرْتَنا فالفَوارِعُ فَجَنْبَا أَرِيكٍ فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ
( * في ديوان النابغة عفا ذو حُساً بدل حُسْمٌ )
وأَرَك أَرض قريبة من تَدْمُر قال القطامي وقد تَعَرَّجْتُ لَمَّا ورَّكَت أَرَكاً ذات الشِّمال وعن أَيْماننا الرِّجَلُ

أسك
الإِسْكَتانِ بكسر الهمزة جانبا الفرج وهما قُدَّتاه وطرفاه الشُّفْرانِ وقال شمر الإِسْكُ جانب الاسْتِ ابن سيده الإِسْكَتَانِ والأَسْكَتان شُفْرا الرَّحِم وقيل جانباه مما يلي شُفْريه قال جرير تَرَى بَرَصاً يلُوح بإِسْكَتَيْها كعَنْفَقةِ الفَرَزْدق حين شابا والجمع إِسَكٌ وأَسْكٌ وإِسْكٌ أَنشد ابن الأَعرابي قَبَحَ الإِلَهُ ولا أُقَبِّح غيرَهُمْ إِسْكَ الإِماءِ بَني الأَسَكّ مُكَدِّمِ قال ابن سيده كذا رواه إِسْك بالإِسكان وقيل الإِسك جانب الاسْت هنا شبههم بجوانب الحَياء في نتنهم ويقال للإِنسان إِذا وصف بالنَّتْن إِنما هو إِسك أَمَةٍ وإِنما هو عَطِينة وقال مُزَرَّد إِذا شَفَتاه ذاقتا حَرَّ طَعْمِه تَرَمَّزَتَا للحَرِّ كالإِسَكِ الشُّعْرِ وامرأَة مَأْسُوكَةٌ أَخْطأَت خافِضَتُها فأَصابت غير موضع الخَفْضِ وفي التهذيب فأَصابت شيئاً من أَسْكَتَيْها وآسَكُ موضع

أفك
لإِفْك الكذب والأَفِيكةُ كالإِفْك أَفَكَ يَأْفِك وأَفِكَ إِفْكاً وأُفُوكاً وأَفْكاً وأَفَكاً وأَفَّكَ قال رؤْبة لا يأْخُذُ التَأْفِيكُ والتَّحَزِّي فِينَا ولا قول العِدَى ذُو الأَزِّ التهذيب أَفَكَ يأُْفِكُ وأَفِكَ يأْفَكُ إِذا كذب ويقال أَفَكَ كذب وأَفَكَ الناسَ كذبهم وحدَّثهم بالباطل قال فيكون أَفَكَ وأَفَكْتُه مثل كَذَب وكَذَبْته وفي حديث عائشة رضوان الله عليها حين قال فيها أَهلُ الإِفْكِ ما قالوا الإِفْكُ في الأَصل الكذب وأَراد به ههنا ما كُذِبَ عليها مما رميت به والإِفْك الإِثم والإِفْكُ الكذب والجمع الأَفَائكُ ورجل أَفَّاك وأَفِيك وأَفُوك كذاب وآفَكَهُ جعله يَأْفِكُ وقرئَ وذلك إِفْكُهُمْ
( * قوله « وقرئ وذلك إفكهم إلخ » هكذا بضبط الأصل وهي ثلاث قراءات ذكرها الجمل وزاد قراءات أخر أفكهم بالفتح مصدراً وأفكهم بالفتحات ماضياً وأفكهم كالذي قبله لكن بتشديد الفاء وآفكهم بالمد وفتح الفاء والكاف وآفكهم بصيغة اسم الفاعل ) وأَفَكُهُمْ وآفَكُهُمْ وتقول العرب يا لَلأَفِيكةِ ويا لِلأَفِيكة بكسر اللام وفتحها فمن فتح اللام فهي لام استغاثة ومن كسرها فهو تعجب كأَنه قال يا أَيها الرجل اعجب لهذه الأَفيكة وهي الكَذْبة العظيمة والأَفْكُ بالفتح مصدر قولك أَفَكَهُعن الشيء يَأْفِكُه أَفْكاً صرفه عنه وقلبه وقيل صرفه بالإِفك قال عمرو بن أُذينة
( * قوله « عمرو بن أُذينة » الذي في الصحاح وشرح القاموس عروة )
إِن تَكُ عن أَحْسَنِ المُروءَة مَأْ فُوكاً ففي آخِرِىنَ قد أُفِكُوا
( * قوله « أحسن المروءة » رواية الصحاح أحسن الصنيعة )
يقول إِن لم تُوَفَّقْ للإِحسان فأَنت في قوم قد صرفوا من ذلك أَيضاً وفي حديث عرض نفسه على قبائل العرب لقد أُفِكَ قومٌ كذَّبوك ظاهروا عليك أَي صُرِفوا عن الحق ومنعوا منه وفي التنزيل يُؤْفَكُ عنه مَن أُفِكَ قال الفراء يريد يُصْرَفُ عن الإِيمان من صُرِف كما قال أَجئتَنا لتَأْفكَنَا عن آلهتنا يقول لتصرفنا وتصدنا والأَفَّاك الذي يَأْفِكُ الناس أَي يصدهم عن الحق بباطله والمَأْفوك الذي لا زَوْرَ له شمر أُفِك الرجلُ عن الخير قلب عنه وصرف والمُؤْتفِكات مَدائن لوط على نبينا وعليه الصلاة والسلام سميت بذلك لانقلابها بالخَسْف قال تعالى والمُؤْتَفِكةَ أَهْوى وقوله تعالى والمُؤْتِفكات أَتتهم رسلهم بالبينات قال الزجاج المؤْتفكات جمع مُؤْتَفِكة ائْتَفَكَتْ بهم الأَرض أَي انقلبت يقال إِنهم جمع من أَهلك كما يقال للهالك قد انقلبت عليه الدنيا وروى النضر بن أَنس عن أَبيه أَنه قال أَي بنيّ لا تنزلنَّ البصرة فإِنها إِحدى المُؤْتَفِكات قد ائْتَفَكَت بأَهلها مرتين هي مُؤْتَفِكة بهم الثالثة قال شمر يعني بالمُؤتفكة أَنها غرقت مرتين فشبه غرقها بانقلابها والائْتِفاك عند أَهل العربية الانقلاب كقريات قوم لوط التي ائْتَفَكتْ بأَهلها أَي انقلبت وقيل المُؤْتَفِكاتُ المُدُن التي قلبها الله تعالى على قوم لوط عليه السلام وفي حديث سعيد بن جبير وذكر قصة هلاك قوم لوط قال فمن أَصابته تلك الافكة أَهلكته يريد العذاب الذي أَرسله الله عليهم فقلب بها ديارهم يقال ائْتَفَكَت البلدة بأَهلها أَي انقلبت فهي مُؤتَفِكة وفي حديث بشير بن الخصَّاصية قال له النبي صلى الله عليه وسلم ممن أَنت ؟ قال من ربيعة قال أَنتم تزعمون لولا ربيعةُ لائْتَفَكت الأَرضُ بمن عليها أَي انقلبت والمُؤْتَفِكاتُ الرِّياح تختلف مَهابّهُا والمُؤْتَفِكات الرياح التي تقلب الأَرض تقول العرب إِذا كثرت المؤْتفكات زَكَتِ الأَرضُ أَي زكازرعها وقول رؤبة وجَوْن خَرقٍ بالرياح مُؤتَفك أَي اختلفت عليه الرياح من كل وجه وأَرض مَأْفوكة وهي التي لم يصبها المطر فأَمحلت ابن الأَعرابي ائْتَفَكت تلك الأَرضُ أَي احترَقتْ من الجدب وأَنشد ابن الأَعرابي كأَنها وهي تَهاوَى تَهْتَلِك شَمْسٌ بِظلٍّ ذا بهذا يَأْتَفِك قال يصف قَطاةً باطِن جناحيها أَسود وظاهره أَبيض فشبه السواد بالظلمة وشبه البياض الشمس يَأْتَفِك ينقلب والمَأْفوك المأْفون وهو الضعيف العقل والرأْي وقوله تعالى يُؤْفَكُ عنه مَن أُفِكَ قال مجاهد يُؤْفن عنه من أُفِنَ وأُفِنَ الرجل ضعف رأْيه وأَفَنَهُ الله وأُفِكَ الرجل ضعف عقله ورأْيه قال ولم يستعمل أَفَكه الله بمعنى أَضعف عقله وإِنما أَتى أَفَكه بمعنى صرفه فيكون المعنى في الآية يصرف عن الحق من صرفه الله ورجل أَفِيكٌ ومَأْفوك مخدوع عن رأْيه الليث الأَفِيكُ الذي لا حَزْم له ولا حيلة وأَنشد ما لي أَراكَ عاجزاً أَفِيكا ؟ ورجل مَأْفوك لا يصيب خيراً وأَفكهُ بمعنى خدعة

أكك
لأَكَّةُ الشديدة من شدائد الدهر والأَكَّةُ شدة الحرّ وسكونُ الريح مثل الأَجَّةِ إِلا أَن الأَجَّة التَّوَهُّج والأَكَّةَ الحر المُحْتَدِمُ الذي لا ريح فيه ويقال أَصابتنا أَكَّة ويوم أَكٌّ وأَكِيكٌ وقد أَكَّ يومُنا يَؤُكُّ أَكّاً وأْتَكَّ وهو افتعل منه وليلة أَكَّة كذلك وحكى ثعلب يوم عَكّ أَكّ شديد الحرّ مع لِينٍ واحتباس ريح حكاها مع أَشياء إِتباعية قال فلا أَدري أَذَهب به إِلى أَنه شديد الحرّ وأَنه يفصل من عَكٍّ كما حكاه أَبو عبيد وغيره وفي الموعب ويوم عَكٌّ أَكّ حار ضَيق غام
( * قوله غام هكذا في الأصل ) وعَكِيك أَكِيكٌ والأَكَّة فَوْرة شديدة في القَيْظ وهو الوقت الذي تَرْكُد فيه الريح التهذيب يوم ذواأَكّ ودوأَكَّة وقد ائتَكَّ وهو يوم مُؤتَكّ وكذلك في وُجوهه ويقال إِن في نفسه عليّ لأَكَّة أَي حِقْداً وقال أَبو زيد رماه الله بالأَكَّةِ أَي بالموت وأْتَكَّ فلان من أَمر أَرْمَضَه وأَكَّهُ يَؤُكُّه أَكّاً ردَّه والأَكَّة الزحمة قال إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْه أَكَّهْ فَخَلِّه حتى يَبُكَّ بَكَّهْ في الموعب الشَّرِيبُ الذي يسقي إِبله مع إِبلك يقول فخله يورد إِبله الحوض فتَباكُّ عليه أَي تزدحم فيسقي إِبله سقيه قال تَضَرَّجَتْ أَكَّاتُه وغَمَمُهْ الأَكَّةُ الضيقُ والزحمة وأكَّه يَؤُكُّه أَكّاً زاحمه وأْتَكَّ الوِرْدُ ازدحم معنى الورْد جماعة الإِبل الواردة وأْتَكَّ من ذلك الأَمر عظم عليه وأَنِفَ منه

ألك
في ترجمة علج يقال هذا أَلوكُ صِدْقٍ وعَلوك صِدْقٍ وعَلُوج صِدْقٍ لما يؤكل وما تَلَوَّكْتُ بأَلوكٍ وما تَعَلَّجْتُ بعَلوج الليث الأَلوك الرسالة وهي المَأْلُكة على مَفْعُلة سميت أَلوكاً لأَنه يُؤْلَكُ في الفم مشتق من قول العرب الفرس يَأْلُك اللُّجُمَ والمعروف يَلوك أَو يَعْلُك أَي يمضغ ابن سيده أَلَكَ الفرسُ اللجام في فيه يَأْلُكه عَلَكه والأَلوك والمَأْلَكة والمَأْلُكة الرسالة لأنها تُؤْلَك في الفم قال لبيد وغُلامٌ أَرْسَلَتْهُ أُمُّه بأَلوكٍ فَبَذَلْنا ما سَأَلْ قال الشاعر أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكةً عن الذي قد يُقالُ مِ الكَذبِ قال ابن بري أَبو دَخْتَنُوس هو لَقِيط بن زُرارة ودخْتَنُوس ابنته سماها باسم بنت كِسرى وقال فيها يل ليت شِعْري عنكِ دَخْتَنوسُ إِذا أَتاكِ الخبرُ المَرْمُوسُ قال وقد يقال مَأْلُكة ومَأْلُك وقوله أَبْلِغْ يَزِيد بني شَيْبان مَأْلُكَةٌ أَبا ثُبَيْتٍ أَما تَنْفَكُّ تأْتَكِلُ ؟ إِنما أَراد تَأْتَلِكُ من الأَلوك حكاه يعقوب في المقلوب قال ابن سيده ولم نسمع نحن في الكلام تَأْتَلِكُ من الأَلوك فيكون هذا محمولاً عليه مقلوباً منه فأَما قول عديّ بن زيد أَبْلِغِ النُّعْمان عني مَأْلُكاً أَنه قد طال حَبْسي وانْتِظار فإِن سيبويه قال ليس في الكلام مَفْعُل وروي عن محمد بن يزيد أَنه قال مَأْلُك جمع مَأْلُكة وقد يجوز أَن يكون من باب إِنْقَحل في القلة والذي روي عن ابن عباس أَقيس
( * قوله « والذي روي عن ابن عباس أقيس » هكذا في الأصل ) قال ابن بري ومثله مَكْرُم ومَعُون قال الشاعر ليوم رَوْغٍ أَو فَعَال مَكْرُم وقال جميل بُثَيْنَ الْزَمي لا إِنَّ لا إِنْ لَزِمْتِه على كثرةِ الوَاشينَ أَيّ مَعُون قال ونظير البيت المتقدم قول الشاعر أَيُّها القاتلون ظلماً حُسَيْناً أَبْشِرُوا بالعَذابِ والتَّتْكيل كلُّ أَهلِ السماء يَدْعُو عليكُمْ من نَبيّ ومَلأَكٍ ورسول ويقال أَلَك بين القوم إِذا ترسّل أَلْكاً وأُلُوكاً والاسم منه الأَلُوك وهي الرسالة وكذلك الأَلُوكة والمَأْلُكة والمَأْلُك فإِن نقلته بالهمزة قلت أَلَكْتُه إِليه رسالةً والأَصل أَأْلَكْتُه فأَخرت الهمزة بعد اللام وخففت بنقل حركتها على ما قبلها وحَذْفِها فإِن أَمرتَ من هذا الفعل المنقول بالهمزة قلت أَلِكْني إِليها برسالة وكان مقتضى هذا اللفظ أَن يكون معناه أَرْسِلْني إِليها برسالة إِلا أَنه جاء على القلب إِذ المعنى كُنْ رسولي إِليها بهذه الرسالة فهذا على حد قولهم ولا تَهَيَّبُني المَوْماةُ أَركبها أَي ولا أَتَهَيَّبُها وكذلك أَلِكْني لفظه يقضي بأَن المخاطَب مُرْسِلٌ والمتكلم مُرْسَل وهو في المعنى بعكس ذلك وهو أَن المخاطب مُرْسَل والمتكلم مخرْسِل وعلى ذلك قول ابن أَبي ربيعة أَلِكْني إِليها بالسلام فإِنَّهُ يُنَكَّرُ إِلْمامي بها ويُشَهَّرُ أَي بَلِّغْها سلامي وكُنْ رسولي إِليها وقد تحذف هذه الباء فيقال أَلِكْني إِليها السلامَ قال عمرو بن شَأْسٍ أَلِكْني إِلى قومي السلامَ رِسالةً بآية ما كانوا ضِعافاً ولا عُزْلا فالسلام مفعول ثان ورسالة بدل منه وإِن شئت حملته إِذا نصبت على معنى بَلِّغ عني رسالة والذي وقع في شعر عمرو بن شأْس أَلِكْني إِلى قومي السلامَ ورحمةَ ال إِله فما كانوا ضِعافاً ولا عُزْلا وقد يكون المُرْسَلُ هو المُرْسَل إِليه وذلك كقولك أَلِكْني إِليك السلام أَي كُنْ رسولي إِلى نفسك بالسلام وعليه قول الشاعر أَلِكْني يا عتيقُِ إِليكَ قَوْلاً سَتُهْدِيهِ الرواةُ إِليكَ عَني وفي حديث زيد بن حارثة وأَبيه وعمه أَلِكْني إِلى قومي وإِن كنتُ نائياً فإِني قَطُِينُ البيتِ عند المَشَاعِرِ أَي بَلِّغ رسالتي من الأَلُوكِ والمَأْلُكة وهي الرسالة وقال كراع المَأْلُك الرسالة ولا نظير لها أَي لم يجئ على مَفْعُل إِلا هي وأَلَكَه يأْلِكُه أَلْكاً أَبلغه الأَلُوك ابن الأَنباري يقال أَلِكْني إِلى فلان يراد به أَرسلني وللاثنين أَلِكاني وأَلِكُوني وأَلِكِيني وأَلِكَاني وأَلِكْنَني والأَصل في أَلِكْني أَلْئِكْني فحولت كسرة الهمزة إلى اللام وأُسقطت الهمزة وأَنشد أَلِكْني إِليها بخير الرسو لِ أُعْلِمُهُمْ بنواحي الخَبَرْ قال ومن بنى على الأَلوك قال أَصل أَلِكُْني أَأْلِكْني فحذفت الهمزة الثانية تخفيفاً وأَنشد أَلِكْني يا عُيَيْنُ إِليكَ قولا قال أَبو منصور أَلِكْني أَلِكْ لي وقال ابن الأَنباري أَلِكْني إِليه أَي كُنْ رسولي إِليه وقا ل أَبو عبيد في قوله أَلِكْني يا عُيَيْنُ إِليكَ عني أَي أَبلغ عني الرسالة إِليك والمَلَكُ مشتق منه وأَصله مَأْلَك ثم قلبت الهمزة إِلى موضع اللام فقيل مَلأَك ثم خففت الهمزة بأَن أُلقيت حركتها على الساكن الذي قبلها فقيل مَلَك وقد يستعمل متمماً والحذف أَكثر فلسْتَ لإِنْسيٍّ ولكن لمَلأَكٍ تَنَزَّلَ من جَوِّ السماء يَصُوب والجمع ملائكة دخلت فيها الهاء لا لعجمة ولا لنسب ولكن على حد دخولها في القَشاعِمَة والصيَّاقلة وقد قالوا المَلائك ابن السكيت هي المَأْلَكة والمَلأَكة على القلب والملائكة جمع مَلأَكة ثم ترك الهمز فقيل مَلَك في الوحدان وأَصله مَلأَك كما ترى ويقال جاء فلان قد اسْتَأْلكَ مَأْلُكَته أَي حمل رسالته

أنك
الآنُك الأُسْرُبُّ وهو الرَّصاصُ القَلْعِيُّ وقال كراع هو القزدير ليس في الكلام على مثال فاعُل غيره فأَما كابُل فأَعجمي وفي الحديث من استَمَعَ إِلى قَيْنَة صَبَّ الله الآنُك في أُذُنيه يوم القيامة رواه ابن قتيبة وفي الحديث من استمع إِلى حديث قومٍ هُمْ له كارِهون صبَّ في أُذنيه الآنُك يوم القيامة قال القتيبي الآنُك الأَسْرُبُّ قال أَبو منصور وأَحسبه معرَّباً وقيل هو الرَّصاص الأَبيض وقيل الأَسود وقيل هو الخالص منه وإِن لم يجئ على أَفْعُل واحداً غير هذا فأَما أَشُدّ فمختلف فيه هل هو واحد أَو جمع وقيل يحتمل أَن يكون الآنُك فاعُلاً لا أَفْعُلاً قال وهو شاذ قال الجوهري أَفْعُل من أَبنية الجمع ولم يجئ عليه للواحد إِلا آنُك وأَشُدّ قال وقد جاء في شعر عربي والقطعة الواحدة آنُكَة قال رؤبة في جِسْم جَدْل صَلْهَبيّ عَمَمُه يَأْنُك عن تَفْئِيمه مُفَأّمُه قال الأَصمعي لا أَدري ما يَأْنُك وقال ابن الأَعرابي يَأْنُك يعظم

أيك
الأَيْكةَ الشمر الكثير الملتفّ وقيل هي الغَيْضة تُنْبِتُ السَّدْر والأَراك ونحوهما من ناعم الشجر وخص بعضهم به منبت الأَثْل ومُجتَمعه وقيل الأَيْكة جماعة الأَراك وقال أَبو حنيفة قد تكون الأَيْكة الجماع من كل الشجر حتى من النخل قال والأَول أَعرق والجمع أَيْكٌ وأَيِكَ الأَراك فهو أَيِكٌ واسْتَأْيَك كلاهما التفٍّ وصار أَيكة قال ونحنُ من فَلْجٍ بأَعْلَى شِعْبِ أَيْكِ الأَراكِ مُتَداني القَضْبِ قال ابن سيده أراه أيِكِ الأَرَاك فخفف وأيْك أيِكٌ مُثْمر وقيل هو على المبالغة وفي التهذيب في قوله تعالى كذَّب أصحابُ الأَيْكة المُرْسَلين وقرئ أصحاب لَيكة وجاء في التفسير أن اسم المدينة كان لَيْكة واختار أبو عبيد هذه القراءة وجعل لَيْكة لا تنصرف ومن قرأ أصحاب الأَيْكة قال الأََيْك الشجر الملتفّ يقال أيْكة وأيْك وجاء في التفسير إن شجرهم كان الدَّوْم وروى شمر عن ابن الأَعرابي قال يقال أيْكة من أثْل ورَهْطٌ من عُشَر وقَصِيمَة من غَضاً قال الزجاج يجوز وهو حسن جداً كذب أصحاب لَيْكةِ بغير ألف على الكسر على أن الأَصل الأيكةِ فأُلقيت الهمزة فقيل الَيْكةِ ثم حذفت الألف فقال لَيْكَةِ والعرب تقول
( * قوله « والعرب تقول إلخ » عبارة زاده على البيضاوي كما تقول مررت بالأحمر على تحقيق الهمزة ثم تخففها فتقول بلحمر فإن شئت كتبته في الخط على ما كتبته أولاً وإن شئت كتبته بالحذف على حكم لفظ اللافظ فلا يجوز حينئذ إلا الجر كما لا يجوز في الايكة إلا الجر ) الأَحمرُ قد جاءني وتقول إذا ألقت الهمزة الحَمرُ جاءني بفتح اللام وإثبات ألف الوصل وتقول أيضاً لَحْمَرُ جاءني يريدون الأَحْمَرَ قال وإثبات الألف واللام فيها في سائر القرآن يدل على أن حذف الهمزة منها التي هي ألف وصل بمنزلة قولهم لَحْمَرَ قال الجوهري من قرأ كذَّب أصحابُ الأَيْكَة المرسلين فهي الغَيْضة ومن قرأ لَيْكة فهي اسم القرية ويقال هما مثل بَكَّة ومَكَّة

بتك
البَتْك القطع وفي التنزيل العزيز وليُبَتِّكُنَّ آذان الأَنعام قال أبو العباس يقول فليقطعنّ قال أبو منصور كأنه أراد والله أعلم تبْحِير أهل الجاهلية آذان أنعامهم وشقهم إياها الليث البَتْك قطع الأُذن من أصلها وبَتِّك الآذان أي قطعها شدد للكثرة وقيل البَتْكُ أن تقبض على شيء بيدك وفي التهذيب أن تقبض عى شعر أو ريش أو نحو ذلك ثم تجذبه إليك حتى ينقطع فيَنْبَتِكِ من أصله وينتتف وكل طائفة صارت في يدك من ذلك فاسمها بِتْكَةٌ قال زهير حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ الغلام لها طارَتْ وفي كَفِّه من ريشها بِتَكُ وقيل البَتْك قطع الشيء من أصله بَتَكه يَبْتِكُه ويَبْتُكه بَتْكاً أي قطعه وبَتَّكه فانْبَتك وتَبَتَّك والبِتْكةُ والبَتْكة القطعة منه والجمع بِتَكٌ واستشهد ببيت زهير طارَتْ وفي كفه من ريشها بِتَكُ وسيف باتِكٌ أي صارم قال ابن بري ومنه قول الشاعر إذا طَلَعَتْ أولى العَدِيِّ فنَفْرَةٌ إلى سَلَّةٍ من صارم الغَرِّ باتِكِ وسيف باتِكٌ وبَتُوك قاطع وسيوف بَواتِكُ والبِتُكة أيضاً جَهْمة من الليل

بخنك
البُخْنُك لغة في البُخْنُقِ

برك
البَرَكة النَّماء والزيادة والتَّبْريك الدعاء للإنسان أو غيره بالبركة يقال بَرَّكْتُ عليه تَبْريكاً أي قلت له بارك الله عليك وبارك الله الشيءَ وبارك فيه وعليه وضع فيه البَرَكَة وطعام بَرِيك كأنه مُبارك وقال الفراء في قوله رحمة الله وبركاته عليكم قال البركات السعادة قال أبو منصور وكذلك قوله في التشهد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته لأن من أسعده الله بما أسعد به النبي صلى الله عليه وسلم فقد نال السعادة المباركة الدائمة وفي حديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبارِكْ على محمد وعلى آل محمد أي أَثْبِتْ له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة وهو من بَرَكَ البعير إذا أناخ في موضع فلزمه وتطلق البَرَكَةُ أيضاً على الزيادة والأَصلُ الأَولُ وفي حديث أم سليم فحنَّكه وبَرَّك عليه أي دعا له بالبركة ويقال باركَ الله لك وفيك وعليك وتَبَارك الله أي بارك الله مثل قاتَلَ وتَقاتَلَ إلا أن فاعلَ يتعدى وتفاعلَ لا يتعدى وتَبَرّكْتُ به أي تَيَمَّنْتُ به وقوله تعالى أن بُورِكَ مَنْ في النار ومَنْ حولَها التهذيب النار نور الرحمن والنور هو الله تبارك وتعالى ومَنْ حولها موسى والملائكة وروي عن ابن عباس أن برك من في النار قال الله تعالى ومَنْ حولها الملائكة الفراء إنه في حرف أُبَيٍّ أن بُورِكَت النارُ ومنْ حولها قال والعرب تقول باركَكَ الله وبارَكَ فيك قال الأَزهري معنى بَرَكة الله عُلُوُّه على كل شيء وقال أبو طالب بن عبد المطلب بُورِكَ المَيِّتُ الغريبُ كما بُو رك نَضْحُ الرُّمَّان والزيتون وقال بارَك فيك اللهُ من ذي ألِّ وفي التنزيل العزيز وبارَكْنا عليه وقوله بارَكَ الله لنا في الموت معناه بارك الله لنا فيما يؤدينا إليه الموت وقول أبي فرعون رُبَّ عجوزٍ عِرْمس زَبُون سَرِيعة الرَّدِّ على المسكين تحسب أنَّ بُورِكاً يكفيني إذا غَدَوتُ باسِطاً يَميني جعل بُورِك اسماً وأعربه ونحوٌ منه قولهم من شُبٍّ إلى دُبٍّ جعله اسماً كدُرٍّ وبُرٍّ وأعربه وقوله تعالى يعني القرآن إنا أنزلناه في ليلة مُباركةٍ يعني ليلة القدر نزل فيها جُملةً إلى السماء الدنيا ثم نزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً بعد شيء وطعام بَرِيكٌ مبارك فيه وما أبْرَكَهُ جاء فعلُ التعجب على نية المفعول وتباركَ الله تقدَّس وتنزه وتعالى وتعاظم لا تكون هذه الصفة لغيره أي تطَهَّرَ والقُدْس الطهر وسئل أبو العباس عن تفسير تبارَكَ اللهُ فقال ارتفع والمُتبارِكُ المرتفع وقال الزجاج تبارَكَ تفاعَلَ من البَرَكة كذلك يقول أهل اللغة وروى ابن عباس ومعنى البَرَكة الكثرة في كل خير وقال في موضع آخر تَبارَكَ تعالى وتعاظم وقال ابن الأَنباري تبارَكَ الله أي يُتَبَرَّكُ باسمه في كل أمر وقال الليث في تفسير تبارَكَ الله تمجيد وتعظيم وتبارَكَ بالشيء تَفاءَل به الزجاج في قوله تعالى وهذا كتاب أنزلناهُ مبارك قال المبارك ما يأتي من قِبَله الخير الكثير وهو من نعت كتاب ومن قال أنزلناه مباركاً جاز في غير القراءة اللحياني بارَكْتُ على التجارة وغيرها أي واظبت عليها وحكى بعضهم تباركتُ بالثعلب الذي تباركتَ به وبَرَكَ البعير يَبْرُكُ بُروكاً أي استناخ وأبرَكته أنا فبَرَكَ وهو قليل والأكثر أنَخْتُه فاستناخ وبَرَكَ ألقى بَرْكَهُ بالأرض وهو صدره وبَرَكَتِ الإبل تَبْرُكُ بُروكاً وبَرَّكْتُ قال الراعي وإن بَرَكَتُ منها عجاساءُ جلَّةٌ بمَحِّْنيَةٍ أجلَى العِفاسَ وبَرْوَعا وأبرَكَها هو وكذلك النعامة إذا جَثَمَتْ على صدرها والبَرْكُ الإبل الكثيرة ومه قول متمم بن نُوَيْرَةَ إذا شارفٌ منهنَّ قامَتْ ورجعَّتْ حَنِيناً فأبكى شَجْوُها البَرْكَ أجمعا والجمع البُرُوك والبَرْكُ جمع باركٍ مثل تَجْرٍ وتاجر والبَرْكُ جماعة الإبل الباركة وقيل هي إبل الجِواءِ كلُّها التي تروح عليها بالغاً ما بلغَتْ وإن كانت ألوفاً قال أبو ذؤيب كأن ثِقالَ المُزنِ بين تُضارِعٍ وشابَةَ بَرْكٌ من جُذامَ لَبِيجُ لَبيجٌ ضارب بنفسه وقيل البَرْك يقع على جميع ما برك من جميع الجِمال والنُّوقِ على الماء أو الفَلاة من حر الشمس أو الشبع الواحد بارِكٌ والأُنثى باركة التهذيب الليث البَرْكُ الإبل البُرُوك اسم لجماعتها قال طرفة وبَرْكٍ هُجُودٍ قد أثارَتْ مَخافَتِي بَوَاديَها أمشي بعَضْبٍ مُجَرَّد ويقال فلان ليس له مَبْرَكُ جَمَلٍ وكل شيء ثبت وأقام فقد بَرَكَ وفي حديث علقمة لا تَقْرَبْهم فإن على أبوابهم فِتَناً كَمبارِك الإبل هو الموضع الذي تبرك فيه أراد أنها تُعْدِي كما أن الإبل الصحاح إذا أنيخت في مَبارك الجَرْبَى جَرِبَتْ والبِرْكة أن يَدِرّ لبَنُ الناقة وهي باركة فيقيمَها فيحلبها قال الكميت وحَلَبْتُ بِرْكتها اللَّبُو ن لَبون جُودِكَ غير ماضِرْ ورجل مُبْتَرِكٌ معتمِد على الشيء مُلِجٌّ قال وعامُنا أعْجَبَنا مُقَدَّمُهُ يُدْعَى أبا السَّمْح وقِرْضابٌ سِمُهْ مُبْتَرِكٌ لكل عَظْمٍ يَلْحُمُهْ ورجل بُرَكٌ بارِكٌ على الشيء عن ابن الأَعرابي وأنشد بُرَكٌ على جَنْبِ الإناء مُعَوَّدٌ أكل البِدَانِ فلَقْمُه مُتدارِكُ الليث البِرْكةُ ما وَلِيَ الأَرض من جلد بطن البعير وما يليه من الصدر واشتقاقه من مَبْرَك البعير والبَرْكُ كَلْكل البعير وصدره الذي يعدُوك به الشيء تحته يقال حَكَّه ودكَّه وداكه بِبَرْكه وأنشد في صفه الحرب وشدتها فأقْعَصَتُهمْ وحَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ وأعْطَتِ النّهْبَ هَيَّانَ بن بَيَّانِ والبَرْك والبِرْكةُ الصدر وقيل هو ما ولي الأرض من جلد صدر البعير إذا بَرَك وقيل البَرْك للإنسان والبِرْكة لِما سوى ذلك وقيل البَرْك الواحد والبِركة الجمع ونظيره حَلْي وحِلْية وقيل البَرْكُ باطن الصدر والبِركة ظاهره والبِرْكة من الفرس الصدر قال الأَعشى مُسْتَقْدِم البِرْكَة عَبْل الشَّوَى كَفْتٌ إذا عَضَّ بفَأسِ اللِّجام الجوهري البَرْكُ الصدر فإذا أدخلت عليه الهاء كسرت وقلت بِرْكة قال الجعدي في مِرْفَقَيْهِ تَقاربٌ ولَهُ بِرْكَةُ زَوْرٍ كَجبأة الخَزَمِ وقال يعقوب البَرْكُ وسط الصدر قال ابن الزِّبَعْرى حين حَكَّتْ بقُباءٍ بَرْكَها واسْتَحَرَّ القتل في عَبْدِ الأَشَلّ وشاهد البِرْكة قول أبي دواد جُرْشُعاً أعْظَمُه جَفْرَتُه ناتِئُ البِرْكةِ في غير بَدَدْ وقولهم ما أحسن بِرْكَة هذه الناقة وهو اسم للبُروك مثل الرِّكبة والجِلْسة وابْتَرك الرجل أي ألقى بِرْكه وفي حديث علي بن الحسين ابْتَرَكَ الناسُ في عثمان أي شتموه وتنقَّصوه وفي حديث علي ألقت السحابُ بَرْكَ بَوانِيها البَرْكُ الصدر والبَوانِي أركان البِنْية وابْتَرَكْتُه إذا صرَعته وجعلته تحت بَرْكك وابْتَرَك القوم في القتال جَثَوْا على الرُّكَب واقتتلوا ابتِراكاً وهي البَرُوكاءُ والبُرَاكاءُ والبَراكاءُ الثَّبات في الحرب والجِدّ وأصله من البُروك قال بشر بن أبي خازم ولا يُنْجي من الغَمَراتِ إلاَّ بَرَاكاءُ القتال أو الفِرار والبَراكاءُ ساحة القتال ويقال في الحرب بَراكِ براكِ أي ابْرُكوا والبُرَاكِيَّة ضرب من السفن والبُرَكُ والبارُوك الكابُوس وهو النِّيدِلانُ وقال الفرّاء بَرَّكانِيٌّ ولا يقال بَرْنَكانيّ وبَرْك الشتاء صدره قال الكميت واحْتَلَّ برْكُ الشتاء مَنْزِلَه وبات شيخ العِيالِ يَصْطَلِبُ قال أراد وقت طلوع العقرب وهو اسم لعدَّة نجوم منها الزُّبانَى والإكْلِيلُ والقَلْبُ والشَّوْلة وهو يطلع في شدة البرد ويقال لها البُرُوك والجُثُوم يعني العقرب واستعار البَرْكَ للشتاء أي حل صَدر الشتاء ومعظمه في منزله يصف شدة الزمان وجَدّبه لأن غالب الجدب إنما يكون في الشتاء وبارَكَ على الشيء واظب وأبْرَكَ في عَدْوه أسرع مجتهداً والاسم البُروك قال وهنَّ يَعْدُون بنا بُروكا أي نجتهد في عدوها ويقال ابْتَرَكَ الرجل في عرض أخيه يُقَصِّبُه إذا اجتهد في ذمه وكذلك الابتِراك في العدو والاجتهاد فيه ابْتَرَكَ أي أسرع في العَدْو وجدَّ قال زهير مَرّاً كِفاتاً إذا ما الماءُ أسْهَعلَها حتى إذا ضُربت بالسوط تَبْتَرِكُ وابْتِراكُ الفرس أن يَنْتَحِي على أحد شقيه في عَدْوه وابْتَرَكَ الصَّيقَلُ مال على المِدْوَسِ في أحد شقيه وابتركت السحابة اشتدّ انهلالها وابْتَرَكت السماء وأبركت دام مطرها وابْتَركَ السحابُ إذا ألَحّ بالمطر وابْتَرَكَ في عَرْض الحَبل تَنَقّصه ابن الأَعرابي الخَبِيصُ يقال له البُرُوك ليس الرُّبُوك وقال رجل من الأَعراب لامرأته هل لكِ في البُرُوك ؟ فأجابته إن البُرُوك عمل الملوك والاسم منه البَرِيكة وعمله البُرُوك وأول من عمل الخَبِيص عثمان بن عفان رضي الله عنه وأهداها إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأما الرَّبِيكة فالحَيْس وروى إبراهيم عن ابن الأَعرابي أنه أنشد لمالك بن الريب إنا وجدنا طَرَدَ الهَوَامِلِ والمشيَ في البِرْكةِ والمَراجِلِ قال البِرْكةُ جنس من برود اليمن وكذلك المَرَاجل والبُرْكة الحَمَالة ورجالها الذين يسعون فيها قال لقد كان في لَيْلى عطاء لبُرْكةٍ أناخَتْ بكم تَرْجو الرغائب والرِّفْدا ليلى هنا ثلثمائة من الإبل كما سموا المائة هِنْداً ويقال للجماعة يتحملون حَمالةً بُرْكَةٌ وجُمَّة ويقال أبرَكْتُ الناقة فَبَركَتْ بُرُوكاً والتَّبْراك البُروك قال جرير لقد قَرِحَتْ نَغَانِغُ ركبتيها من التَّبْراك ليس من الصَّلاةِ وتِبْراك بكسر التاء موضع بحذاء تِعْشار قال مرار بن مُنْقِذ أعَرَفْت الدَّارَ أم أنْكَرْتها بين تِبْراكٍ فشَسَّيْ عَبَقُرْ ؟ والبِرْكةُ كالحوض والجمع البِرَكُ يقال سميت بذلك لإقامة الماء فيها ابن سيده والبِرْكَةُ مستنقع الماء والبِرْكةُ شبه حوض يحفر في الأَرض لا يجعل له أعضاد فوق صعيد الأرض وهو البِرْكُ أيضاً وأنشد وأنْتِ التي كَلَّفْتِني البِرْكَ شاتياً وأوْردتِنيه فانْظُرِي أي مَوْرِدِ ابن الأعرابي البِرْكةُ تَطْفَحُ مثل الزَّلَف والزَّلَفُ وجه المرآة قال أبو منصور ورأيت العرب يسمون الصَّهاريج التي سُوِّيت بالآخر وضُرِّجَتْ بالنُّورة في طريق مكة ومناهلها بِرَكاً واحدتها بِرْكةٌ قال وربَّ بِرْكةٍ تكون ألف ذراع وأقل وأكثر وأما الحِياض التي تسوّى لماء السماء ولا تُطْوَى بالآجر فهي الأَصْناع واحدها صِنْع والبِرْكةُ الحَلْبة من حَلَب الغداة قال ابن سيده وهي البَركَةُ ولا أحقها ويسمون الشاة الحَلُوبة بِرْكةً والبَروك من النساء التي تتزوج ولها ولد كبير بالغ والبِراكُ ضرب من السمك بحري سود المناقير والبُركة بالضم طائر من طير الماء أبيض والجمع بُرَك وأبْراك وبُرْكان قال وعندي أن أبْرَاكاً وبُرْكاناً جمع الجمع والبُرَكُ أيضاً الضفادع وقد فسر به بعضهم قول زهير يصف قطاة فَرَّتْ من صَقْر إلى ماء ظاهر على وجه الأَرض حتى استغاثَتْ بماء لا رشاءَ لَهُ من الأَباطِح في حافاته البُرَكُ والبِرْكانُ ضرب من دِقِّ الشجر واحدته بِرْكانة قال الراعي حتى غدا حَرِضاً طَلَّى فَرائصُه يَرعى شقائقَ من عَلْقَى وبِرْكانِ وقيل هو ما كان من الحَمْض وسائر الشجر لا يطول ساقه والبِرْكانُ من دِقّ النبت وهو الحمض قال الأَخطل وأنشد بيت الراعي وذكر أن صدره حتى غدا حَرِضاً هَطْلى فرائصُه والهطلى واحده هِطْل وهو الذي يمشي رُوَيداً وواحد البِركان بِرْكانَة وقيل البِرْكانُ نيت ينبت قليلاً بنجد في الرمل ظاهراً على الأَرض له عروق دِقاقٌ حسن النبات وهو من خير الحمض قال بحيث الْتَقَى البِرْكانُ والحَاذُ والغَضَا بِبِئْشَة وارْفَضَّتْ تِلاعاً صدورُها وفي رواية وارْفَضَّتْ هَراعاً وقيل البِرْكانُ ضرب من شجر الرمل وأنشد بيت الراعي حتى غدا حَرِضاً هَطْلى فَرائصُه أبو زيد البُورَقُ والبُورَكُ الذي يجعل في الطحين والبُرَيْكانِ أخَوان من العرب قال أبو عبيدة أحدهما بارِكٌ والآخر بُرَيْك فغلب بُرَيْك إما للفظه وإما لِسنّه وإما لخفة اللفظ وذو بُرْكان موضع قال بشر بن أبي خازم تَرَاها إذا ما الآلُ خَبَّ كأنها فَرِيد بذي بُرْكان طاوٍ مُلَمَّعُ وبُرَك من أسماء ذي الحجة قال أعُلُّ على الهِنْديّ مَهْلاً وكَرَّةً لَدَى بُرَكٍ حتى تَدُورَ الدوائرُ وبِرْكٌ مثال قِرْدٍ اسم موضع بناحية اليمن قال ابن بري وبِرْكُ الغُماد موضع باليمن ويقال الغِماد والغُماد بالكسر والضم وقيل إن الغِمادَ بَرَهُوت الذي جاء في الحديث أن أرواح الكافرين فيه وحكى ابن خالويه عن ابن دريد أن بِركَ الغِماد بقعة في جهنم ويروى أن الأَنصار رضي الله عنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إنا ما نقول لك مثل ما قال قوم موسى لموسى اذهَبْ أنت وربك فقاتِلا بل بآبائنا نَفْدِيكَ وأمّهاتِنا يارسول الله ولو دعوتنا إلى بَرْكِ الغِماد وأنشد ابن دريد لنفسه وإذا تَنَكَّرَتِ البِلا ذُ فأوْلِها كَنَفَ البعاد واجعَلْ مُقامَك أو مَقَرْ رَكَ جانِبَيْ بَرْكِ الغِماد كلِّ الذَّخائِرِ غَيْرَ تَقْ وى ذي الجَلال إلى نَفاد وفي حديث الهجرة لو أمرتها أن تبلغ بها بَرْك الغُماد بفتح الباء وكسرها وتضم الغين وتكسر وهو اسم موضع باليمن وقيل هو موضع وراء مكة بخمس ليال

برتك
ابن سيده البَراتِك صغار التِّلال قال ولم أسمع لها بواحد قال ذو الرمة وقد خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ وغرَّقَتْ جَواريه جُذْعانَ القِضافِ البَراتكِ ويروى النوابك وفي النوادر بَرْتَكْتُ الشيء برتكة وفَرْتَكْتُه فَرْتكةً وكَرْنَفْته إذا قطعته مثل الذر

برنك
البَرْنَكان ضرب من الثياب عن ابن الأَعرابي وأنشد إنِّي وإن كان إزارِي خَلَقا وبَرْنَكاني سَمَلاً قد أخْلَقَا قد جعل الله لساني مُطْلَقا الجوهري البَرْنَكان على وزن الزَّعْفَران ضرب من الأَكسية قال الفراء البَرْنَكانُ كساء من صوف له عَلَمان ويقال برَّكان أيضاً

بشك
البَشْكُ سوء العمل والبَشْك الخياطة الرديئة ابن الأَعرابي يقال للخَيَّاط إذا أساء خياطة الثوب بَشَكه وشَمْرَخه قال والبشك الخلط من كل شيء رديء وجيد وبشَكْتُ الثوب إذا خطته خياطة متباعدة وفي حديث أبي هريرة أن مروان كساه مِطْرَفَ خَزٍّ فكان يَثْنِيه عليه أثْناءً من سعته فبَشَكه بَشْكاً أي خاطه وبَشَكَ الكلام يَبْشُكه بَشْكاً وأبشَكه تَخَرَّصهُ كاذباً وقيل البَشْك والابْتِشاك الكذب أو خَلْط الكلام بالكذب قال أبو عبيدة ابْتَشك فلان الكلام ابْتِشاكاً إذا كذب وقال أبو زيد بَشَكَ وابْتَشَك إذا كذب ويقال هو يَبْشُك الكذب أي يَخْلُقه والبَشَّاك الكذَّاب وقيل البَشْك الخلط في كل شيء عن ابن الأَعرابي وابْتَشَك الكلام ارْتجله وبَشَك الإبل يَبْشُكها بَشْكاً ساقها سوقاً سريعاً التهذيب البَشْك في السير سرعة نقل القوائم أبو زيد البَشْك السير الرفيق والبَشْكُ السرعة وخفة نقل القوائم بَشَك يَبْشُك ويَبْشِك بَشْكاً وبَشَكاً والبَشْكُ في حُضْر الفرس أن ترتفع حوافره من الأَرض ولا تنبسط يداه وامرأة بَشَكى اليدين وبَشَكى العمل خفيفةُ اليدين في العمل سريعتهما وقيل بَشَكى اليدين عَمُول اليدين وبَشَكَى العمل أي سريعة العمل ابن بزرج إنه بَشَكى الأَمر أي يعجل صَرِيمة أمره وناقة بَشَكى سريعة وقال ابن الأَعرابي هي التي تسيء المشي بعد الاستقامة وناقة بَشَكى خفيفة المشي والروح وقد بَشَكَتْ أي أسرعت تَبْشُك بَشكاً

بضك
سيف باضِكٌ وبَضُوك قاطع ولا يَبْضِكُ اللهُ يدَهُ أي لا يقطعها قال ابن سيده كل ذلك عن ابن الأَعرابي

بطرك
البَطْرَك معروف مقدّم النصارى وجاء في الشعر البِطَرْكُ قال الأَصمعي في قول الراعي يصف ثوراً وحشيّاً يَعْلُو الظَّواهر فَرْداً لا ألِيفَ له مَشيَ البِطَرْكِ عليه رَيْط كَتّانِ قال البِطَرْكُ هو البِطْرِيقُ وقال غيره البِطَرْكُ السيد من سادات المجوس قال أبو منصور وهو دَخِيل ويروى مشي النَّطول
( * قوله « النطول » هكذا في الأصل ) أي الذي يتَنَطَّلُ ويتبختر في مشيته

بعك
بَعَكَهُ بالسيف ضرب أطرافه والبَعَكُ الغلظ والكَزازة في الجسم ومنه اشتق بَعْكَكٌ عن ابن دريد وبُعْكُوكةُ القوم آثارهم حيث نزلوا وبُعْكُوكة القوم جماعتهم وكذلك هي من الإبل عن ثعلب وأنشد يخرُجْنَ من بُعْكُوكة الخِلاط وبُعْكوكةُ الناس مجتَمعهم وبُعْكُوكة الشر وسطه وحكى اللحياني الفتح في أوائل هذه الحروف وجعلها نوادر لأن الحكم في فُعْلول أن يكون مضموم الأَول إلا أشياء نوادر جاءت بالضم والفتح فمنها بَعكوكة قال شبهت بالمصادر نحو سار سَيْرورة وحاد حَيْدودة قال الأَزهري هذا حرف جاء نادراً على فَعَلولة ولم يجئ في كلامهم مثله إلا صَعْفوق وهو مذكور في موضعه وإنما جاء في كلامهم على فُعْلول بضم الفاء مثل بُهْلول وكُهْلول وزُغْلول قال ابن بري أصل البُعْكوكة الجَلَبة والاختلاط وبُعْكُوكة الوادي وسطه ووقعنا في بَعْكُوكاءَ ومَعْكُوكاء أي غبار وجلبة وصياح وقيل في شر واختلاط وهي البُعْكُوكة عن السيرافي والبُعَكوك شدة الحر وبَعْكوكاء موضع وبَعْكَك اسم رجل

بعلبك
الأَزهري في الرباعي بَعْلبكّ اسم بلد وهما اسمان جعلا اسماً واحداً فأُعطيا إعراباً واحداً وهو النصب يقال دخلت بَعْلَبَكّ ومررت ببَعْلَبَكَّ وهذه بَعْلَبَكَّ ومثله حَضْرَمَوْت ومَعْدي كربَ قال والنسبة إليه بَعْليٌّ وإن شئت بَكِّيّ على ما ذكر في عَبْد شَمْس

بكك
البَكُّ دق العنق بَكَّ الشيءَ يَبُكُّه بَكاً خرقه أو فرقه وبَكَّ فلان يَبُكُّ بَكَّةً أي زحم وبَكَّ الرجلُ صاحبه يَبُكُّه بَكاً زاحمه أو زَحمَهُ قال إذا الشَّرِيبُ أخذَتْه أكَّهُ فَخَلِّهِ حتى يَبُكَّ بَكَّهْ يقول إذا ضجر الذي يُورِدُ إبله مع إبلك لشدة الحر انتظاراً فخلِّه حتى يزاحمك وقال ابن دريد كأ من الأَضداد يذهب في ذلك إلى أنه التفريق والازدحام وكل شيء تراكب فقد تَباكَّ وتباكَّ القوم تزاحموا وفي الحديث فتَباكَّ الناس عليه أي ازدحموا والبَكْبَكةُ الازدحام وقد تَبَكْبَكُوا وبَكْبَكَ الشيءَ طرح بعضه على بعض ككَبْكَبه وجمعٌ بَكْباك كثير ورجل بَكْباك غليظ وقيل الضَّكْضاك الرجل القصير وهو البَكْباكُ والبُكْكُ الأَحداث الأَشِدَّاء والبُكُك الحُمُرُ النشيطة وأنشد صَلامة كحُمُرِ الأَبَكِّ ويقال فلان أبَكُّ بني فلان إذا كان عَسِيفاً لهم يسعى في أمورهم وبَكَّ الرجل المرأة إذا جهدها في الجماع وبَكَّ الشيء يَبُكُّه بَكّاً رد نَخْوَته ووضَعَهُ ويقال بَكَكْت الرجل وضعت منه ورددت نَخْوَته ذكره ابن بري في ترجمة ركك وبَكَّ عنقه يَبُكُّها بعكّاً دقها وبَكَّةُ مَكَّةُ سميت ذلك لأنها كانت تَبُكّ أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم وقيل لأن الناس يتباكّون فيها من كل وجه أي يتزاحمون وقال يعقوب بَكَّةُ ما بين جبلي مَكَّة لأن الناس يبكُّ بعضهم بعضاً في الطواف أي يَزْحَمُ حكاه في البدل وقيل سميت بَكَّة لأن الناس يبك بعضهم بعضاً في الطرق أي يدفع وقال الزجاج في قوله تعالى إن أول بيت وضع للناس للذي ببَكَّة مباركاً قيل إن بَكَّة موضع البيت وسائر ما حوله مَكَّة قال للذي ببَكَّة فأما اشتقاقه في اللغة فيصلح أن يكون الاسم اشتق من بَكَّ الناسُ بعضهم بعضاً في الطواف أي دفع بعضهم بعضاً وقيل بَكة اسم بطن مَكَّة سميت بذلك لازدحام الناس وفي حديث مجاهد من أسماء مَكَّةَ بَكَّةُ قيل بَكَّة موضع البيت ومكةُ سائر البلد وقيل هما اسما البلدة والباء والميم يتعاقبان وبَك الشيءَ فسخه ومنه أُخذت بَكَّةُ وبَكَّ الرجلُ افتقر وبَكَّ إذا خشن بدنه شجاعةً ويقال للجارية السمينة بَكْباكة وكَبْكابة ووَكْوَاكة ووَكَوْكاةٌ ومَرْمَارة ورَجْراجة والأَبَكُّ العام الشديد لأنه يَبُكّ الضعفاء والمقلّين والأَبكّ الحمر التي يبكّ بعضها بعضاً ونظيره قولهم الأَعمّ في الجماعة والأَمَرُّ لمصارين الفَرْث والأَبَكُّ موضع نسبت الحمر إليه فأما ما أنشده ابن الأَعرابي جَرَبَّة كحُمُرِ الأَبَكِّ لا ضَرَعٌ فيها ولا مُذَكِّي فزعم أنها الحمر يبك بعضها بعضاً قال ويضعف ذلك أن فيه ضرباً من إضافة الشيء إلى نفسه وهذا مُسْتَكْرَهٌ وقد يكون الأَبَكّ ههنا الموضع فذلك أصح للإضافة والبَكْبَكةُ شيء تفعله العَنْز بولدها والبَكْبَكة المجيء والذهاب أبو عبيد أحمق باكٌّ تاكٌّ وبائِكٌ تائِكٌ وهو الذي لا يدري ما خطؤه وصوابه وبَعْلَبَكّ موضع وقد تقدم ذكرها في موضعها

بلك
ابن الأَعرابي البُلُك أصوات الأَشداق إذا حركتها الأَصابع من الوَلَعِ وقد بَلَكَ الشيءَ كلَبَكهُ وسنذكره

بلسك
البِلْسَكاء نبت إذا لصق بالثوب عسر زواله عنه قال أبو سعيد سمعت أعرابياً يقول بحضرة أبي العَمَيْثَلِ يسمى هذا النبت الذي يَلْزَق بالثياب فلا يكاد يتخلص بتهامة البَلْسكاء فكتبه أبو العميثل وجعله بيتاً من شعر ليحفظه قال يُخَبِّرنا بأنك أحْوَذِيّ وأنت البَلْسَكاءُ بنا لُصوقا ذكَّره على معنى النبات

بلعك
البَلْعَكُ من النوق المسترخية المُسِنَّة قال ابن بري هذا قول ابن دريد ولم يذكر المُسِنَّة أحد غيره الأَزهري هي البَلْعَك والدَّلْعَك للناقة الثقيلة ابن سيده ناقة بَلْعَك مسترخية وقيل ضخمة ذلول ورجل بَلْعَكٌ بليد وفي النوادر رجل بَلْعَك يُشْتم ويحقر فلا ينكر ذلك لموت نفسه وشدة طمعه الليث البَلْعَكُ الجمل البليد والبَلْعَكُ لغة في البَلْعَقِ وهو ضرب من التمر

بنك
البُنْكُ الأَصل أصل الشيء وقيل خالصه الليث تقول العرب كلمة كأنها دخيل تقول رده إلى بَنْكه الخبيث تريد به أصله قال الأَزهري البِنْك بالفارسية الأَصل وأنشد ابن بزرج وصاحب صاحبتُه ذي مَأْفَكَهْ يَمْشي الدَّواليكَ ويعدو البُنَّكَهْ قال البُنَّكَة يعني ثقله إذا عدا والدَّواليك التَّحَفُّز في مشيته إذا حاك وتَبَنَّك بالمكان أقام به وتأهل وتَبَنَّكوا في موضع كذا أقاموا به قال الفرزدق يهجو عمر بن هبيرة تَبَنّك بالعراق أبو المُثَنّى وعَلَّم قومه أكل الخَبِيصِ وأبو المثنى كنية المخنث وتَبَنَّك في عزه تمكَّن يقال تَبَنَّك فلان في عز راتب النضر بن شميل تَبَنَّك الرجل إذا صار له أصل الجوهري التَّبَنُّك كالتنَايَةِ قال ابن بري صوابه كالتَّنَاءَةِ والتُّنَايَةِ قال ابن بري صوابه كالتَّنَاءَةِ والتُّنَّاءُ المقيمون بالبلد وهم كأنهم الأُصول فيه يقال تَنَأ بالمكان تُنُوءاً وتَنَاءة فهو تانئٌ وقد يقال تَنا يَتْنُو تُنُوّاً بغير همز ويقال هؤلاء قوم من بُنْك الأَرض والبُنْك ضرب من الطيب عربي قال هو دخيل

بندك
البَنَادِكُ من القميص وهي لِبْنةُ القميص قال ابن الرِّقاعِ كأنّ زُرورَ القُبْطُرِيَّةِ عُلِّقَتْ بنادِكُها منه بِجِذْعٍ مقوَّمِ هكذا عزاه أبو عبيد إلى ابن الرقاع وهو في الحماسة منسوب إلى ملحة الجرمي وبعده كأنَّ قُرادَيْ صدره طبَعَتْهما بطينٍ من الجَوْلانِ كُتَّاب أعْجُمِ وواحدة البَنَادك بُنْدُكة وقال اللحياني البَنادكُ عُرَى القميص قال ابن بري هذه الترجمة ذكرها الجوهري في بدك قال والصواب ذكره في ترجمة بندك لا بدك كما ذكر الجوهري لأن نونه أصلية لا يقوم دليل على زيادتها فلهذا جاء بها بعد بنك

بوك
ناقة بائِكةٌ سمينة خِيار فَتِيَّة حسنة والجمع البَوائك ومن كلامهم إنه لمِنْحارٌ بَوائكها وقد باكت بُؤوكاً وبعير بائِك كذلك وجمعهم بُوَّك وحكى ابن الأَعرابي بُيَّك وهو مما دخلت فيه الياء على الواو بغير علة إلا القرب من الطرف وإيثار التخفيف كما قالوا صُيَّم في صوّم ونُيَّم في نُوّم أنشد ابن الأَعرابي ألا تَرَاها كالهِضاب بُيَّكا مَتالِياً جَنْبَى وعوذاً ضُيَّكا ؟ جَنْبَى أراد كالجَنْبَى لتثاقلها في المشي من السمن والضُّيَّك التي تفاجّ من شدة الحَفْلِ لا تقدر أن تضم أفخاذها على ضروعها وهو مذكور في موضعه الكسائي باكَت الناقة تَبُوك بَوْكاً سمنت والبَوائِكُ السمان قال ذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ فما كان ذنبُ بَنِي مالكٍ بأن سُبَّ منهم غلامٌ فسَبْ عَراقِيبَ كومٍ طِوال الذُّرَى تَخِرُّ بوائِكُها للرُّكَبْ وقال ذو الرمة أمثال اللِّجابِ البَوائك الأَصمعي البائك والفاشِحُ
( * قوله « والفاشج » كذا بالأصل هنا وفي مادة فسج ولم يذكر هذه العبارة في مادة فشج بل ذكرها في مادة فثج فلعل فشج محرف عن فثج ) والفاسِجُ الناقة العظيمة السنام والجمع البَوائِك وقال النضر بَوائك الإبل كرامها وخيارها وقوله أنشده ابن الأَعرابي أعطاكَ يا زيدُ الذي يُعْطي النِّعمْ من غير ما تَمَنُّنٍ ولا عَدَمْ بَوائِكاً لم تَنْتَجِعْ مع الغنم فسره فقال البَوائك الثابتة في مكانها يعني النخل والبَوْك تَثْويرُ الماء وفي التهذيب تَثْوير العين يعني عين الماء يقال باكَ العينَ يعبُوكها وفي الحديث أن بعض المنافقين باكَ عَيْناً كان النبي صلى الله عليه وسلم وضع فيها سهماً والبَوْكُ تَدُوير البُنْدقة بين راحتيك وفي حديث ابن عمر أنه كانت له بُنْدقة من مسك وكان يبلها ثم يَبُوكها أي يديرها بين راحتيه فتفوح روائحها والبَوْك البيع وحكي عن أعرابي أنه قال معي درهم بَهْرَج لا يُباكُ به شيء أي لا يباع وباكَ إذا اشترى وباكَ إذا باع وباكَ إذا جامع والبوك الشراء والبَوْك إدخال القِدْح في النصل ويقال عُكْتَ وبُكْتَ ما لا يدي لك به
( * قوله « ما لا يدي لك به » هكذا في الأصل ) وعاك وباك والبَوْك سفاد الحمار وباكَ الحمارُ الأتانَ يَبوكها بَوْكاً كامَها ونزا عليها وقد يستعمل في المرأة قال ابن بري وقد يستعار للآدمي وأنشد أبو عمرو فباكها مُشوَثَّقُ النِّيَاطِ ليس كَبَوْكِ بعلها الوَطْوَاطِ وفي الحديث أنه رُفع إلى عمر بن عبد العزيز أن رجلاً قال لآخر وذكر امرأة أجنبية إنَّك تَبُوكها فجلده عمر وجعله قذفاً وأصل البَوْك في ضِراب البهائم وخاصة الحمير فرأى عمر ذلك قذفاً وإن لم يكن صرح بالزنا وفي حديث سليمان بن عبد الملك أن فلاناً قال لرجل من قريش عَلامَ تَبُوك يتيمك في حجرك ؟ فكتب إلى ابن حزم أنِ اضْرِبْه الحدَّ وباك القومُ رأيَهم بَوْكاً اختلط عليهم فلم يجدوا له مَخْرَجاً وباكَ أمرُهم بوكاً اختلط عليهم ولقيته أول بَوْكٍ أَي أوَّل مرة ويقال لقيته اوَّل بَوْكٍ وأَوّلَ كل صَوْكٍ وبَوْكٍ أي أول كل شيء ويقال أول بَوْكٍ وأول بائك أي كل شيء وكذلك فعله أول كل صَوْكٍ وبَوْكٍ ويقال لقيته أول صَوْكٍ وبَوْكٍ أي أول مرة وهو كقولك لقيته أول ذات بدءٍ وفي الحديث أنهم باتوا يَبوكون حِسْيَ تَبوك بقِدْح فلذلك سميت تَبُوك أي يحرّكونه يدخلون فيه القِدْح وهو السهم ليخرج منه الماء ومنه يقال باكَ الحمارَ الأَتان وسميت غزوة تَبُوك لأَن النبي صلى الله عليه وسلم رأَى قوماً من أَصحابه يَبوكون حسْيَ تَبُوك أَي يدخلون فيه القِدْح ويحركونه ليخرج الماء فقال ما زلتم تَبُوكونها بَوْكاً فسميت تلك الغزوة غزوة تَبُوك وهو تَفْعُل من البَوْك والحِسْي العين كالجَفْر

تبك
تَبُوكُ اسم أَرض قال الأَزهري فإِن كانت التاء في تَبُوك أَصلية فلا أَدري مِمَّ اشتقاق تَبُوكَ وإِن كانت التاء تاءَ التأْنيث في المضارع فهي من باكَتْ تَبُوك وقد مضى تفسيره والتَّبُوكِيُّ ضرب من عنب الطائف أَبيض قليل الماء عظام الحب نحو من عِظَمِ الأَقْماعِيّ ينشق حبه علئ شجره وقد يكون تَبُوك تَفْعُول

تبرك
تَبْركَ بالمكان أَقام وتِبْراك موضع مشتق منه

ترك
التَّرْكُ وَدْعُك الشيء تَركه يَتْرُكه تَرْكاً واتَّرَكه وتَرَكْتُ الشيءَ تَرْكاً خليته وتارَكْتُه البيع مُتارَكَةً وتَراكِ بمعنى اتْرُك وهو اسم لفعل الأَمر قال طفيل بن يزيد الحارثي تَراكِها من إِبل تَراكِها أَما تَرَى المَوْت لَدَى أَوْراكِها ؟ وقال فيه فما اتَّرَكَ أَي ما تَرَكَ شيئاً وهو افْتَعل وفي الحديث العهد الذي بيننا وبينهم الصلاةُ فمن تركها فقد كفر قيل هو لمن تركها مع الإِقرار بوجوبها أَو حتى يخرج وقتها ولذلك ذهب أَحمد بن حنبل إِلى أَنه يكفر بذلك حملاً على الظاهر وقال الشافعي يقتل بتركها ويصلى عليه ويدفن مع المسلمين وتَتَارَك الأَمرُ بينهم والتَّرْكُ الإِبقاء في قوله عز وجل وتَرَكْنا عليه في الآخرين أَي أَبقينا عليه وتَرِكةُ الرجل الميتِ ما يَتْرُكه من التُّرَاث المَتْروك والتَّريكة التي تُتْرَكُ فلا تتزوج قال اللحياني ولا يقال ذلك للذكر ابن الأَعرابي تَرِكَ الرجلُ إِذا تزوج بالتَّريكةِ وهي العانِسُ في بيت أَبويها وأَنشد الجوهري للكميت إِذ لا تَبِضُّ إِلى التَّرَا ثكِ والضَّرائِكِ كفُّ جازِرْ والتَّرِيكةُ الروضة التي يُغْفِلُها الناسُ فلا يرعونها وقيل التَّرِيكةُ المَرْتَعُ الذي كان الناس رعوه إِما في فلاة وإِما في جبل فأَكله المال حتى أَبقى منه بقايا من عُوَّذ والتَّرْكُ ضرب من البيض مستدير شبِّه بالتَّرْكةِ والتَّرِيكة وهي بيض النعام المنفرد وأَنشد ما هاجَ هذا القَلْبَ إِلا تَرْكة زَهراءُ أَخْرَجَها خروج مُنْفج الجوهري والتَّرِيكةُ بيضة النعامة التي يتركها ومنه قول الأَعشى ويَهْماء قَفْر تخرج العَيْنُ وسْطَها وتَلْقَى بها بَيْضَ النَّعامِ تَرائِكا قال ابن بري ومثله للمخبل كتَرِيكةِ الأُدْحِيِّ أَدْفَأَها قَرِدٌ كأَنَّ جَناحه هدْمُ والهِدْمُ كساء خَلَقٌ ابن سيده والتَّرِيكة البيضة بعدما يخرج منها الفرخ وخصَّ بعضهم به بيض النعام التي تتركها بالفلاة بعد خلوها مما فيها وقيل هي بيض النعام المفردة والجمع تَرائك وتُرُك وهي التَّرْكة والجمع تَرْكٌ والتَّرِيكةُ بيضة الحديد للرأْس قال ابن سيده وأُراها على التشبيه بالتَّرِيكة التي هي البيضة والجمع تَرائك وتَرِيك وهي التَّرْكة أَيضاً وجمعها تَرْكٌ قال لبيد فَخْمة ذَفْراء تُرْتى بالعُرى قُرْدُمانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَل ابن شميل التَّرْكُ جماعة البيض وإنِما هي شقيقة واحدة وهي البصلة قال ابن بري وقد استعمل الفرزدق التَّرِيكةَ في الماء الذي غادره السيل فقال كأَنَّ تَرِيكةً من ماء مُزْنٍ وداريّ الذكيِّ من المُدامِ وقال أَيضاً سُلافَة جَفْنٍ خالطَتْها تَرِيكة على شفتيها والذَّكي المُشَوَّف وفي حديث الخليل عليه السلام أَنه جاء إِلى مكة يطالِعُ تَرْكتهُ التَّرْكةُ بسكون الراء في الأَصل بيض النعام وجمعها تَرْكٌ يريد به ولده إِسمعيل وأُمه هاجَر لمَّا تركهما بمكة قال ابن الأَثير قيل ولو روي بكسر الراء لكان وجهاً من التَّرِكة وهي الشيء المَتْروك ومنه حديث علي عليه السلام وأَنتم تَرِيكةُ الإِسلام وبقية الناس ومنه حديث الحسن إِن لله تعالى تَرائكَ في خلقه أَراد أُموراً أَبقاها في العباد من الأَمل والغفلة حتى ينبسطوا بها إلى الدنيا والتَّرِيكُ بغير هاء العُنْقُود إِذا أُكل ما عليه عن أَبي حنيفة وقال أَيضاً التريكة الكِباسة بعدما يُنْفَضُ ما عليها وتُتْرك والجمع تَرِيك وتَرائك وقال مرة التَّرِيكُ بغير هاء العِذْق إِذا نُفِضَ فلم يبق فيه شيء ولا بارك الله فيه ولا تارَكَ ولا دارَكَ كل ذلك إِتباع وقال ابن الأَعرابي تارَكَ أَبقى والتَّرْكُ الجعل في بعض اللغات يقال تَرَكْتُ الحبل شديداً أَي جعلته شديداً قال ولا يعجبني والتُّرْك الجيل المعروف الذي يقال له الدَّيْلَم والجمع أَتْراك

تكك
تَكَّ الشيءَ يَتُكُّه تَكّاً وطئه فشدخه ولا يكون إِلاَّ في شيء لين كالرطب والبطيخ ونحوهما وتَكْتَكْتُ الشيء أَي وطئته حتى شدخته والتاكُّ الهالك مُوقاً يقال أَحمق تاكّ وقيل أَحمق فاكّ تاكّ إِتباع له بالغُ الحمقِ والجمع تاكُّون وتَكَكةً وتُكَّاك كضَرَبةٍ وضُرَّابٍ وتُكُك كبُزُل وما كنتَ تاكّاً ولقد تَكَكْتَ بالفتح تُكُوكاً قال الكسائي يقال أَبيتَ إِلا أَن تَحمُق وتَتُكَّ وقد تَكَّهُ النبيذُ مثل هَكَّهُ وهَرَّجه إِذا بلغ منه والتَّكِيكُ الذي لا رأْي له وهو بيّن التَّكاكة عن الهجري وأَنشد أَلم تَأْت التَّكاكةُ قد تَراها كقَرْنِ الشمسِ باديةً ضُحَيّا ؟ التهذيب ابن الأَعرابي تُكَّ إِذا قطع وتَكَّ الإِنسان إِذا حَمُق قال والتِّكَّكُ والفُكَّكُ الحَمْقى القُيَّق والتِّكَّة واحدة التَّكَكِ وهي تِكَّة السراويل وجمعها تِكَكٌ والتِّكةُ رباط السراويل قال ابن دريد لا أَحسبها إِلا دخيلاً وإِن كانوا تكلموا بها قديماً وقد اسْتَتَكَّ بها والتُّكّ طائر يقال له ابن تمرة عن كراع

تلك
ابن الأَثير قال في حديث أَبي موسى وذكر الفاتحة فتلْكَ بتلْكَ هذا مردود إِلى قوله في الحديث وإِذا قرأَ غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين يحبكم الله يريد أَن آمين يستجاب بها الدعاء الذي تضمنته السورة أَو الآية كأَنه قال فتلك الدعوة مضمّنة بتلك الكلمة أَو معلّقة بها وقيل معناه أَن يكون الكلام معطوفاً على ما يليه من الكلام وهو قوله وإِذا كبَّر وركع فكبِّروا واركعوا يريد أَن صلاتكم معلّقة بصلاة إِمامكم فاتبعوه وأتمُّوا به فتلك إِنما تصح وتثبت بتلك وكذلك باقي الحديث

تمك
ابن سيده التامِكُ السنام ما كان وقيل هو السنام المرتفع وتَمَكَ السنامُ يَتْمِكُ ويَتْمكُ تُموكاً وتَمْكاً اكتنز وتَرَّ وفي الصحاح أَي طال وارتفع فهو تامِكٌ وناقة تامِكٌ عظيمة السنام وأَتْمَكَها الكلأُ سمَّنها ويقال بناءٌ تامِك أَي مرتفع

توك
أَحمق تائِكٌ شديد الحمق ولا فعل له قال ابن سيده لذلك لم أَخص به الواو دون الياء ولا الياء دون الواو

تيك
أَحمق تائِكٌ شديد الحمق ولا فعل له وقد تقدم قبل هذه الترجمة

حبك
الحَبْك الشدّ واحْتَبك بإِزاره احْتَبَى به وشدَّه إِلى يديه والحُبْكة أَن ترخي من أَثناء حُجْزتك من بين يديك لتحمل فيه الشيء ما كان وقيل الحُبْكة الحُجْزة بعينها ومنها أُخِذ الاحْتِباكُ بالباء وهو شد الإِزار وحكي عن ابن المبارك أَنه قال جعلت سواك في حُبكي أَي في حُجْزتي وتَحَبَّكَ شد حُجْزته وتَحَبَّكتِ المرأَة بنِطاقها شدته في وسطها وروي عن عائشة أَنها كانت تَحْتَبِك تحت دِرعها في الصلاة أَي تشد الإِزار وتحكمه قال أَبو عبيد قال الأَصمعي الاحْتِباك الاحتباء ولكن الاحْتِباك شدُّ الإِزار وإِحكامه أَراد أَنها كانت لا تصلي إِلا مُؤْتَزِرةً قال الأَزهري الذي رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي في الاحْتِباك أَنه الاحْتِباء غلط والصواب الاحْتِياك بالياء يقال احْتاك يَحْتاك احْتِياكاً وتَحَوَّك بثوبه إِذا احتبى به قال هكذا رواه ابن السكيت وغيره عن الأَصمعي بالياء قال والذي يسبق إِلى وَهْمِي أَن أَبا عبيد كتب هذا الحرف عن الأَصمعي بالياء فزَلّ في النقط وتوهمه باء قال والعالم وإِن كان غاية في الضبط والإِتقان فإِنه لا يكاد يخلو من خطإِه بزلة والله أعلم ولقد أَنصف الأَزهري رحمه الله فيما بسطه من هذه المقالة فإِنا نجد كثيراً من أَنفسنا ومن غيرنا أَن القلم يجري فينقط ما لا يجب نقطه ويسبق إِلى ضبط ما لا يختاره كاتبه ولكنه إِذا قرأَه بعد ذلك أَو قرئ عليه تيقظ له وتفطن لما جرى به فاستدركه والله أعلم والحُبْكة الحبل يشد به على الوسط والتحْبِيك التوثيق وقد حَبَّكْتُ العقدة أَي وثقتها والحِباكُ أَن يجمع خشب كالحَظيرة ثم يشد في وسطه بحبل يجمعه قال الأَزهري الحِباك الحَظيرة بقصبات تعرض ثم تشد تقول حُبِكَتِ الحظيرةُ بقَصبات كما تُحْبَكُ عُروش الكرم بالحبال والحُبْكةُ والحِباكُ القدَّةُ التي تضم الرأْس إِلى الغَرَاضيف من القتَب والرَّحْل وقد ذكرتا بالنون عن أَبي عبيد قال ابن سيده وأُراه منه سهواً والجمع حُبَك وحُبُك فحبَك جمع حُبْكةٍ وحُبُك جمع حِباكٍ وحُبُك الرمل حروفه وأَسناده واحدها حِباك وكذلك حُبُك الماء والشعر الجَعْدُ المتكسِّر قال زهير ابن أَبي سلمى يصف ماء مُكَلَّل بعَمِيم النَّبْت تَنْسُجُه ريحٌ خَرِيقٌ لِضاحي مائه حُبُكُ والحَبِيكةُ كل طريقة من خُصَلِ الشعر أَو البيضةُ والجمع حَبِيك وحَبَائِكُ وحُبُك كسَفِينة وسَفِينٍ وسَفائن وسُفُن الجوهري الحَبيكةُ الطريقة في الرمل ونحوه الأَزهري وحَبِيكُ البيض للرأْس طرائقُ حديدِه وأَنشد والضاربون حَبِيكَ البَيض إِذ لحِقُوا لا يَنْكُصُون إِذا ما اسْتُلْحِمُوا وحَمُوا قال وكذلك طرائق الرمل فيما تَحْبِكُه الرياح إِذا جَرَتْ عليه وفي الحديث في صفة الدجال رأْسه حُبُك أَي شعر رأْسه متكسر من الجُعُودة مثل الماء الساكن أَو الرمل إِذا هبت عليها الريح فيتجعَّدان ويصيران طرائق وفي رواية أُخري مُحَبَّك الشعر بمعناه وحُبُك السماء طرائقها وفي التنزيل والسماء ذات الحُبُك يعني طرائق النجوم واحدتها حَبِيكة والجمع كالجمع وقال الفراء في قوله والسماء ذات الحُبُك قال الحُبُك تكسُّر كل شيء كالرملة إِذا مرت عليها الريح الساكنة والماء القائم إِذا مرت به الريح والدرعُ من الحديد لها حُبُك أَيضاً قال والشعرة الجعدة تكسُّرُها حُبُكٌ قال وواحد الحُبُك حِباك وحَبِيكة وقال الجوهري جمع الحَبِيكة حَبَائك وروي عن ابن عباس في قوله تعالى والسماء ذات الحُبُك الخَلْق الحسن قال أَبو إِسحق وأَهل اللغة يقولون ذات الطرائق الحسنة وفي حديث عمرو بن مُرّة يمدح النبي صلى الله عليه وسلم لأَصْبَحْتَ خيرَ الناس نَفْساً ووالداً رَسُولَ مَلِيك الناسِ فوق الحَبَائِك الحَبَائك الطرق واحدتها حَبِيكة يعني بها السموات لأَن فيها طرق النجوم والمَحْبُوك ما أُجيد عمله والمَحْبُوك المُحْكَمُ الخلق من حَبَكْتُ الثوب إِذا أَحكمت نسجه قال شمر ودابة مَحْبُوكة إِذا كانت مُدْمَجة الخلق قال وكل شيء أَحكمته وأَحسنت عمله فقد احْتَبَكْتَه وفرس مَحْبوك المَتْن والعجز فيه استواء مع ارتفاع قال أَبو دواد يصف فرساً مَرِجَ الدهرُ فأَعْدَدْتُ له مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبوكَ الكَتَدْ ويروى مَرِجَ الدِّينُ الأَزهري عن الليث إِنه لمَحْبُوك المتن والعَجُز إِذا كان فيه استواء مع ارتفاع وأَنشد على كُلِّ مَحْبُوكِ السَّراةِ كأَنه عُقابٌ هَوَتْ من مَرْقب وتَعَلَّتِ قال وقال غيره فرس مَحْبوك الكَفَل أَي مُدْمَجُه وأَنشد بيت لبيد على هذه الصورة مشرف الحارك محبوك الكَفَلْ قال ويقال للدابة إِذا كان شديد الخلق مَحْبوك والمَحْبوك الشديد الخلق من الفرس وغيره وجادَ ما حَبَكَهُ إِذا أَجاد نَسْجه وحَبَكَ الثوب يَحْبِكُه ويَحْبُكه حَبْكاً أَجاد نسجه وحسَّن أَثر الصنعة فيه وثوب حَبِيك مَحْبوك وكذلك الوَتَرُ أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي العارم فَهَيَّأْتُ حَشْراً كالشِّهابِ يَسُوقه مُمَرّ حَبِيكٌ عاوَنَتْه الأَشاجِعُ وحبَكَه بالسيف حَبْكاً ضربه على وسطه وقيل هو إِذا قطع اللحم فوق العظم قال ابن الأَعرابي حَبَكه بالسيف يَحْبِكه ويَحْبُكه حَبْكاً ضرب عنقه وقيل هو ضرب في اللحم دون العظم وقيل ضربه به وحَبَك عُروش الكَرْم قطعها والحَبَكُ والحَبَكة جميعاً الأَصل من أُصول الكَرْم والحَبَكة الحبة من السويق قال الليث يقال ما ذقنا عنده حَبَكَة ولا لَبَكة قال وبعض يقول عَبَكَة قال والعبَكة والحَبَكة من السويق واللَّبَكة اللقمة من الثَّرِيد قال الأَزهري ولم نسمع حَبَكة بمعنى عَبَكة لغير الليث قال وقد طلبته في باب العين والحاء لأَبي تراب فلم أَجده والمعروف ما في نِحْيه عَبْكة ولا عَبَقة أَي لطخ من السَّمنِ أَو الرُّبِّ من عَبِق به وعَبِكَ به أَي لصق به

حبرك
الحَبَرْكَى الطويل الظهر القصير الرجلين وفي التهذيب الضعيف الرجلين الذي كاد يكون مُقْعَداً من ضعفهما وحكى السيرافي عن الجرمي عكس ذلك قال يُصَعّدُ في الأَحْناءِ ذو عَجْرَفِيّةٍ أَحَمُّ حَبَرْكَى مُزْحِفٌ مُتَماطِرُ والحَبَرْكَى القوم الهَلْكَى والحَبَرْكَى القُراد قالت الخنساء فلست بمُرْضع ثَدْيِي حَبَرْكَى أَبوه من بني جُشَم بن بَكْرِ قال ابن بري وأَنشده ابن دريد على غير هذه الرواية مَعَاذَ الله يَنْكَحُني حَبَرْكَى قصِير الشِّبْرِ من جُشَمِ بن بَكْرِ والأُنثى حَبَرْكاةٌ قال أَبو عمرو الجرمي وقد جعل بعضهم الأَلق في حَبَرْكَى للتأْنيث فلم يصرفه وربما شبه به الرجل الغليظ الطويل الظهر القَصير الرِّجْلِ فيقال حَبَرْكَى وتصغيره حُبَيْرِك لأَن الأَلف المقصورة تحذف في التصغير إِذا كانت خامسة سواءٌ أَكانت للتأْنيث أَو لغيرها تقول في قَرْقَرَى قُرَيْقِر وجَحْجَبَى جُحَيْجِب وفي حَوْلايَا حُوَيْلى وإِنما ثبتت الأَلف فيه إِذا كانت ممدودة

حتك
الحَتْكُ والحَتَكانُ والتَّحَتُّك شبه الرَّتَكان في المشي إِلاَّ أَن الرَّتَكان للإِبل خاصة وفي التهذيب الرتَكُ للإِبل خاصة والحَتْكُ للإِنسان وغيره وقيل الحَتْكُ ساكن التاء أَن يقارب الخطو ويسرع رفع الرجْل ووضعها وحَتَك الرجلُ يَحْتِك حَتْكاً وحَتَكاناً أَي مشى وقارب الخطو وأَسرع وحَتَك الشيءَ يَحْتِكه حَتْكاً بحثه والطائر يَحْتِك الحَصى بجناحيه حَتْكاً يَفْحَصُه ويبحثه والحَتَك صغار النعام وهو منه والحَوْتَكُ أَيضاً القصير عن ثعلب وحمار حَوْتَكِيّ قصير وقال الأَزهري الحَوْتَكِيّ هو القصير القريب الخطو والحَاتِكُ القَطُوف العاجز والقَطُوف القريب الخطو قال ذو الرمة لنا ولَكُمْ يا مَيُّ أَمْسَت نِعاجُها يُماشِين أُمَّاتِ الرِّئَالِ الحَوَاتِكِ وقال الآخر وساقِيَيْنِ لم يَكونا حَتَكا إِذا أَقُولُ ونَيَا تَمَهَّكَا أي تَمَدَّدا بالدلو ويقال لا أَدري على أَيِّ وجه حَتَكُوا وربما قالوا عَتَكوا أَي توجهوا والحَوَاتك رِئَال النعام قال ابن بري وشاهد الحَوَاتك لرِئال النعام قول ذي الرمة وقد تقدم آنفاً يماشين أُمَّات الرئال الحواتك الأَزهري رجل حَتَكة وهو القَمِيء وكذلك الحَوْتَكُ والحَوْتَكُ الصغير الجسم اللئيم والحَوْتَكُ والحَوْتَكِيّ القصير الضاوي قال خارجة بن ضرار المري أَخالِدُ هَلاًّ إِذ سَفِهْتَ عَشِيرتي كَفَفْتَ لِسانَ السَّوْءِ أَن يَتَدَعَّرا ؟ فإِنك واسْتِبضاعَكَ الشِّعْرَ نحوَنا كَمُبْتَضِع تمراً إِلى أَهل خَيْبَرا وهل كنتَ إِلاَّ حَوْتَكِيّاً أَلاقَهُ بنو عمه حتى بَغَى وتَجَبَّرا ؟ قال ابن بري وتروى هذه الأبيات لزميل بن أبين يهجو خارجة بن ضرار المرِّي وأَولها أَخارجَ هلاَّ إِذ سَفِهْت عشيرتي وفي حديث العِربَاض كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في الصُّفَّة وعليه الحَوْتكِيَّة قيل هي عِمة يتعمم بها الأَعراب يسمونها بهذا الاسم وقيل هو مضاف إِلى رجل يسمى حَوْتَكاً كان يتعمم بهذه العمة وفي حديث أَنس جئت إِلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه خَمِيصة حَوْتَكِية قال ابن الأَثير هكذا جاءَ في بعض نسخ صحيح مسلم والمعروف جَوْنِيَّة وهو مذكور في موضعه فإِن صحت هذه الرواية فتكون منسوبة إلى هذا الرجل وهذه الترجمة أَوردها الجوهري بعد حبك وقيل حبرك والصواب ما عملناه وكذلك قال ابن بري وفعل

حرك
الحَرَكة ضد السكون حَرُك يحْرُك حَرَكةً وحَرْكاً وحَرَّكه فتَحَرَّك قال الأَزهري وكذلك يَتَحَرَّك وتقول قد أَعيا فما به حَرََاك قال ابن سيده وما به حَرَاك أَي حَرَكة وفلان ميمون العَرِيكةِ والحَرِيكة والمِحْراكُ الخشبة التي تُحَرَّك بها النار الأَزهري وتقول حَرَكْتُ مَحْرَكَه بالسيف حَرْكاً والمَحْركُ منتهى العُنق عند المفصل من الرأْس والمَحْرَكُ مَقْطع العنق والحارِكُ أَعلى الكاهل وقيل فَرْع الكاهل وقيل الحارِكُ منبت أَدنى العُرْف إِلى الظهر الذي يأْخذ به الفارس إِذا ركب وقيل الحارِكُ عظم مشرف من جانبي الكاهل اكتنفه فَرْعا الكتفين قال لبيد مُغْبِطُ الحارِكِ مَحْبوكُ الكَفَلْ قال الجوهري الحارِكُ من الفرس فروع الكتفين وهو أَيضاً الكاهل أَبو زيد حَركه بالسيف حَرْكاً إِذا ضرب عنقه قال والمَحْرَكُ أَصل العنق من أَعلاها قال ويقال للحارِكِ مَحْرَك بفتح الراء وهو مَفْصِلُ ما بين الكاهل والعُنق ثم الكاهل وهو بين المَحْرَك والمَلْحاءِ والظهر ما بين المَحْرَك للذنب قال الأَزهري وهو قول أَبي عبيد وقال الفراء حَرَكْتُ حارِكَهُ قطعته فهو مَحْرُوك والحُرْكُوك الكاهل ابن الأَعرابي حَرَك إِذا منع من الحق الذي عليه وحَرِكَ إِذا عُنَّ عن النساء وروي عن أَبي هريرة أَنه قال آمنت بمُحَرِّف القلوب ورواه بعضهم آمنت بمُحَرِّك القلوب قال الفراء المحرِّف المزيل والمحرِّك المقلب وقال أَبو العباس المحرِّك أَجود لأَن السنة تؤَيده يا مُقَلِّب القلوب والحَرْكَكَةُ الحُرْقُوف والجمع حَرَاكِيك وكل ذلك اسم كالكاهل والغارب وهذا الجمع نادر وقد يجوز أَن يكون كراهية التضعيف كما حكى سيبويه قَرادِيد في جمع قَرْدَدٍ لأَن هذا لا يدغم لمكان الإِلحاق وحَرَكه يَحْرُكه حَرْكاً أَصاب منه أَيَّ ذلك كان وحَرَك حَرْكاً شكا أَيّ ذلك كان وحَرَكهُ أَصاب وسطه غير مشتق ورجل حَرِيك ضعيف الحَرَاكِيكِ الحَرِيكُ الذي يضعف خَصْرُه إِذا مشى كأَنه ينقلع عن الأَرض والأُنثى حَرِيكة والحَرِيك العِنِّين قال ابن سيده والحَرِيك في بعض اللغات العِنِّين وغلام حَرِكٌ أَي خفيف ذَكِيٌّ والحَرْكَكَةُ الحَرْقَفة والجمع الحَرَاكِكُ والحَرَاكِيك وهي رؤُوس الوركين ويقال أَطراف الوركين مما يلي الأرض إِذا قعدت

حزك
حَزَكهُ حَزْكاً اغْتَطَّهُ وضغطه وحَزَكه بالحبل يَحْزِكه حَزَمه وشده وهو الاحْتِزاكُ وقال الأَزهري هو مثل حَزَقْته سواء حَزَكه وحَزَقه إِذا شده بحبل جمع به يديه ورجليه واحَتَزَك بالثوب احتزم

حسك
الحَسَكُ نبات له ثمرة خشنة تَعْلَقُ بأَصواف الغنم وكل ثمره تشبهها نحو ثمرة القُطْب والسَّعْدَان والهَرَاسِ وما أَشبهه حَسَك واحدته حَسَكة وقال أَبو حنيفة هي عُشْبة تضرب على الصفرة ولها شوك يسمى الحَسَك أَيضاً مُدَحْرَجٌ لا يكاد أَحد يمشي عليه إِذا يبس إِلاَّ مَنْ في رجليه خُفّ أَو نعل وقال أَبو نصر في قول زهير يصف القطاة جُونِيَّةٌ كَحَصاةِ القَسْم مَرْتَعُها بالسِّيِّ ما يُنْبِتُ القَفْعاء والحَسَكُ إِن الحَسَك ههنا ثمرة النَّفَل وليس هو الحَسَك الشَّاكُ لأَن شَوْكَة الحَسَكة لا تُسِيغها القَطاة بل تقتلها وأَحْسَكَت النَّفَلةُ صارت لها حَسَكة أَي شوكة قال ابن الأَعرابي لا يُحْسِك من البُقول غيرهما والحَسَكُ حَسَك السَّعْدان والحَسَك من الحديد ما يعمل على مثاله وهو آلات العَسْكر قال ابن سيده الحَسَكُ من أَدوات الحرب ربما أُخذ من حديد فأُلقي حول العسكر وربما أُخذ من خشب فنصب حوله والحَسَكُ والحَسَكَة والحَسِيكةُ الحقد على التشبيه قال الأَزهري وحَسَكُ الصدرِ حِقْدُ العداوة يقال إِنه لحَسِكُ الصدرِ على فلان وحَسِكَ عليّ بالكسر حَسَكاً فهو حَسِك غضب وقولهم في قلبه عليَّ حَسَكة وحُسَاكة أَي ضغن وعداوة أَبو عبيد في قلبه عليك حَسِيكة وحَسِيفة وسَخيمةٌ بمعنى واحد وفي الحديث تَيَاسَرُوا في الصَّدَاق إِن الرجل ليُعْطي المرأَة حتى يُبْقي ذلك في نفسه عليها حَسَكةً أَي عدواة وحقداً ويقال للقوم الأَشِدَّاء إِنهم لحَسَكٌ أَمْراسٌ الواحد حَسَكةٌ مَرِسٌ وفي حديث خيفان أَما هذا الحي بلحرِِث بن كعب فَحَسَكٌ أَمْراسٌ الحَسَكُ جمع حَسَكةٍ وهي شوكة صلبة معروفة ومنه حديث عمرو بن معدي كرب بنو الحرث حَسَكةٌ مَسَكة وفي حديث أَبي أُمامة أَنه قال لقوم إِنكم مُصَرّرون مُحَسّكون قال ابن الأَثير هو كناية عن الإِمساك والبخل والصَّرِّ على الشيء الذي عنده والحَسِيكة القُنْفُذ والحِسْكِك القنفذ الضخم والحَسَاكِكُ الصغار من كل شيء حكاه يعقوب عن ابن الأَعرابي ولم يذكر واحدها وحُسَيْكةُ موضع بالمدينة وَرَدَ ذكره في الحديث بضم الحاء وفتح السين كان به يهود من يهود المدينة ابن الأَعرابي حَسْكك الرجلُ إِذا كان شديد السواد قال الأَزهري حقه من باب الثلاثي أُلحق بالرباعي

حشك
الحشَك شدة الدِّرَّةِ في الضَّرْع وقيل سرعة تجمُّع اللبن فيه وحَشَكَت الناقةُ في ضرعها لبناً تَحْشكه حَشْكاً وحُشُوكاً وهي حَشُوك جمعته وكذلك قال عمرو ذو الكلب يا ليتَ شِعْرِي عنكَ والأَمرُ أَمَمْ ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ ؟ صُبَّ لها في الريح مِرِّيخٌ أَشَمْ فاجْتالَ منها لَجْبةً ذات هَزَمْ حاشِكَةَ الدِّرَّةِ ورْهاءَ الرَّخَمْ
( * قوله « مريخ » المريخ كسكين السهم لكن المراد به هنا الذئب على التشبيه لقوله فاجتال أي اختار فإن الاختيار للذئب أفاده شارح القاموس في م ر خ )
والحَشْكُ تركك الناقة لا تحلبها حتى يجتمع لبنها وهي مَحْشُوكة وحَشَكَها يَحْشِكها حشكاً إِذا تركها لا يحلبها حتى يجتمع اللبن في ضَرْعها قال غَدَتْ وهي مَحْشُوكة حافِلٌ فَرَاح الذِّئارُ عليها صحيحا والاسم من كل ذلك الحَشَكُ كالنَّفْضِ والنَّفَضِ والقَبْضِ والقَبَض قال زهير كما استغاثَ بِسَيْءٍ فَزُّ غَيْطَلةٍ خاف العيونَ فلم يُنْظَر به الحَشَكُ وقيل أَراد الحَشْكَ فحرك للضرورة أَي لم تنتظِرْ به أُمُّه حُشوك الدِّرَّة والحَشَكُ اسم للدِّرَّة المجتمعة وحَشَكَت الدرة تَحْشِكُ حَشكاً بالتسكين وحُشُوكاً امتلأت وقيل الحَشْك والحَشَك لغتان الجوهري يقال ناقة حَشُوك وحَشُود للتي يجتمع اللبن في ضرعها سريعاً وحَشَكْتُ الناقة تركتها ولم أَحلبها حتى اجتمع لبنها ومنه قول الشاعر غَدَتْ وهي مَحْشوكة حافِلُ وحشَكت السحابة تَحْشِكَ حَشْكاً كثر ماؤها وحَشَكت النخلةُ وهي حاشِك كثر حملها وحَشَكَ القومُ حَشْكاً حَشَدُوا وتجمعُوا قال الفراء حَشَك القومُ وحَشَدوا بمعنى واحد وحَشَكَ القوم على مياههم حَشَكاً بفتح الشين اجتمعوا عن ثعلب وخص بذلك بني سليم كأَنه إِنما فسر بذلك شعراً من أَشعارهم وكل ذلك راجع إِلى معنى الكثرة والرِّياح الحَوَاشِكُ المختلفة وقيل الشديدة واحدتها حاشكة حكاه أَبو عبيد وحَشَكَت الريح تَحْشِكُ حَشكاً أَي ضعفت واختلفت مَهَابُّها ورياح حَواشِك مختلفات المَهابِّ والحِشَاك الخشبة التي تشد في فم الجَدْي لئلا يرضع قال الجوهري الحِشَاك الشِّبَامُ عن ابن دريد وهو عود يُعَرَّض في فم الجدي ويشد في قفاه يمنعه من الرضاع قال ولم يعرف أَبو سعيد الشِّحَاكَ بتقديم الشين وحَشَك نَفسَه إِذا علاه البُهْر والعرب تقول اللهم اغفر لي قبل حَشْك النَّفَس وأَزِّ العروق الحَشْك اجتهادها في النزع الشديد وأَزُّ العروق ضَرَبانُها وأَحْشَكْتُ الدابة إِذا أَقْضَمْتَها فَحَشِكَتْ أَي قَضِمَتْ والحَشْكةُ من المطر مثل الحَفْشة والغَبْيَة وهي فوق البَغْشَةِ وقد حَشَكت السماء تَحْشِك حَشْكاً وحَشَكَت القَوْس صلبت قال أَبو حنيفة إِذا كانت القوس طَرُوحاً ودامت على ذلك فهي حاشك قال ساعدة بن جؤية الهذلي فوَدَّكَ لَيْناً أَخلص القَيْنُ أَثْرَهُ وحاشِكةً يَحْمِي الشِّمال نَذِيرُها وقوس حاشِكٌ وحاشِكة إِذا كانت مُوَاتِيةً للرامي فيما يريد قال أُسامة الهذلي له أَسْهُمٌ قد طَرَّهُنَّ سَنِينُه وحاشِكةٌ تمتد فيها السَّواعِدُ والحَشَّاك موضع والحَشَّاك بالتشديد نهر

حفلك
رجل حَفَلْكَى وحَفَنْكى ضعيف

حفنك
الحَفَنْكَى الضعيف كالحَفَلْكَى

حكك
الحَكُّ إِمْرار جِرْم على جرم صَكّاً حَكَّ الشيء بيده وغيرها يَحُكُّه حَكّاً قال الأَصمعي دخل أَعرابي البصرة فآذاه البراغيث فأَنشأَ يقول ليلة حَكٍّ ليس فيها شَكُّ أَحُكُّ حتى ساعِدِي مُنْفَكُّ أَسْهَرَني الأُسَيْوِدُ الأَسَكُّ وتَحَاكَّ الشيئَان اصْطَكَّ جرماهما فَحَكَّ أَحدهما الآخر وحَكَكْتُ الرأْس وإِذا جعلت الفعل للرأْس قلت احْتَكّ رأْسي احْتِكاكاً وحَكَّني وأَحَكَّني واسْتَحَكَّني دعاني إِلى حَكِّه وكذلك سائر الأَعضاء والاسم الحِكَّةُ والحُكاكُ قال ابن بري وقول الناس حَكَّني رأْسي غلط لأَن الرأْس لا يقع منه الحَكّ واحْتَكَّ بالشيء أَي حَكّ نفسه عليه والحِكَّة بالكسر الجَرَب والحُكاكة ما تَحاكّ بين حجرين إِذا حُكّ أَحدهما بالآخر لدواء ونحوه وقال اللحياني الحُكاكة ما حُكَّ بين حجرين ثم اكتحل به من رَمَدٍ وقال ابن دريد الحُكاك ما حكَّ من شيء على شيء فخرجت منه حُكاكة والحية تَحُكّ بعضَها ببعض وتَحَكَّكُ والجِذلُ المُحَكَّك الذي ينصب في العَطَن لتَحْتَكّ به الإِبل الجَرْبى ومنه قول الحباب بن المنذر الأَنصاري يوم سقيفة بني ساعدة أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب ومعناه أَنه مَثَّل نفسه بالجِذْل وهو أَصل الشجرة وذلك أَن الجَرِبةَ من الإِبل تَحْتَكّ إِلى الجِذل فتشتفي به فعنى أَنه يُشْتَفى برأْيه كما تشتفي الإِبل بهذا الجِذْل الذي تَحْتَكّ إِليه وقيل هو عود ينصب للإِبل الجَرْبى لتَحْتَكّ به من الجرب قال الأزهري وفيه معنى آخر وهو أَحب إِليّ وهو أَنه أَراد أَنه مُنَجَّذٌ قد جَرَّب الأُمور وعرفها وجُرِّب فوجد صُلْبَ المَكْسَر غير رِخْو ثَبْتَ الغَدَر لا يَفِرّ عن قِرْنه وقيل معناه أَنا دون الأَنصار جِذْلِ حكاكٍ لمن عاداهم ونواهم فبي تقرن الصَّعْبةُ والتصغير فيه للتعظيم ويقول الرجل لصاحبه اجْذُلْ للقوم أَي انتصب لهم وكن مخاصما مقاتلاً والعرب تقول فلان جِذْلُ حِكاكٍ خشعت عنه الأُبَنُ يعنون أَنه مُنَقِّح لا يرمى بشيء إِلا زَلّ عنه ونَبا والحَكِيكُ الكعب المَحْكوك وهو أَيضاً الحافر النَّحِيتُ وأَنشد الأَزهري هنا وفي كل عام لنا غزوة تَحُكُّ الدَّوابرَ حَكَّ السَّفَنْ وقيل كل خفيٍّ نحيتٍ حَكِيكٌ والأَحَكُّ من الحوافر كالحَكِيك والاسم منها الحَكَكُ وحَكِكَت الدابةُ بإِظهار التضعيف عن كراع وقع في حافرها الحَكَكُ وهو أَحد الحروف الشاذة كلَحِحَتْ عينه وأَخواتها وفرس حَكِيك مُنْحَت الحوافر والذي ورد في حديث أَبي جهل حتى إِذا تحاكَّت الرُّكَبُ قالوا مِنَّا نبي والله لا أَفعل أََي تماست واصطَكَّت يريد تساويهم في الشرف والمنزلة وقيل أَراد تَجاثِيَهُمْ على الرُّكَب للتفاخر وفي حديث عمرو بن العاص إِذا حَكَكْتُ قُرْحةً دَمَّيْتُها أَي إِذا أَمَّمْتُ غايةً تقصيتها وبلغتُها والحاكَّةُ السِّنّ لأَنها تُحكّ صاحبتها أَو تَحُكّ ما تأْكله صفة غالبة ورجل أَحَكّ لا حاكَّة في فمه كأَنه على السلب ويقال ما في فيه حاكَّة أَي سِن والتَّحَكُّك التَّحرّش والتعرض و إِنه لَيَتَحكَّكُ بِك بل أَي يتعرض لشرِّك وهو حِكُّ شَرٍّ وحِكاكُهُ أَي يُحاكُّه كثيراً والمُحاكَّةُ كالمُباراة وحَكَّ الشيءُ في صدري وأَحَكَّ واحتَكَّ عَمِلَ والأَول أَجود حكاه ابن دريد جَحْداً فقال ما حَكَّ هذا الأَمرُ في صدري ولا يقال ما أَحاكَ وما أَحاكَ فيه السلاحُ لم يعمل فيه قال ابن سيده وإِنما ذكرته هنا لأفرق بينَ حكَّ وأَحاكَ فإِن العوام يستعملون أَحاكَ في موضع حَكَّ فيقولون ما أَحاكَ ذلك في صدري وما حَكَّ في صدري منه شيء أَي ما تَخالَجَ ويقال حَكَّ في صدري واحْتَكّ وهو ما يقع في خَلَدِك من وساوس الشيطان والحَكَّاكاتُ ما يقع في قلبك من وساوس الشيطان وفي الحديث إِياكم والحَكَّاكات فإِنها المآثم وهي التي تَحُكّ في القلب فتشتبه على الإِنسان قال ابن الأَثير هو جمع حَكَّاكَةٍ وهي المؤثّرة في القلب وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن النواس بن سمعان سأَله عن البِرِّ والإِثم فقال البِرُّ حُسْن الخلق والإِثم ما حَكَّ في نفسكَ وكرهت أَن يطلع الناس عليه قوله ما حَكّ في نفسك إِذا لم تكن منشرح الصدر به وكان في قلبك منه شيء من الشك والريب وأَوهمك أَنه ذنب وخطيئة ومنه الحديث الآخر ما حَكَّ في صدرك وإِن أَفتاك المُفْتُون قال الأَزهري ومنه حديث عبد الله بن مسعود الإثم حَوازُّ القلوب يعني ما حزَّ في نفسك وحَكَّ فاجتنبه فإِنه الإِثم وإِن أَفتاك فيه الناس بغيره قال الأَزهري وهذا أعصح مما قيل في الحَكَّاكات إِنها الوساوس وروى الأَزهري بسنده قال سأَل رجل النبي صلى الله عليه وسلم ما الإِثْمُ ؟ فقال ما حَكَّ في صدرك فدَعْه قال ما الإِيمان ؟ قال إِذا ساءتْك سيئتُك وسرتْك حَسنتك فأَنت مؤمن قال الأَزهري قوله صلى الله عليه وسلم ما حَكَّ في صدرك أَي شككت فيه أَنه حلال أَو حرام فالاحتياط أَن تتركه أَبو عمرو الحِكّة الشك في الدين وغيره والحَكَكُ مشية فيها تَحَرُّك شبيه بمشية المرأَة القصيرة إِذا تَحَرَّكت وهزت مَنْكِبيها والحَكَكُ حجر رخْو أَبيض أَرخى من الرُّخام وأَصلب من الجصّ واحدته حَكَكَةٌ قال الجوهري إِنما ظهر فيه التضعيف للفرق بين فَعْل وفَعَل وقال ابن شميل الحَكَكَةُ أَرض ذات حجارة مثل الرخام رِخْوةٍ وقال أَبو الدقيش الحَكَكات هي أَرض ذات حجارة بيض كأَنها الأَقِطُ تتكسر تكسراً وإِِنما تكون في بطن الأَرض ويقال جاء فلان بالحُكَيْكاتِ وبالأَحاجِي وبالأَلغاز بمعنى واحد واحدتها حُكَيْكةٌ ابن الأَعرابي الحُكُكُ الملِحُّون في طلب الحوائج والحُكُك أَصحاب الشر والحُكاكُ البورَقُ وفي حديث ابن عمر أَنه مر بغلمان يلعبون بالحِكَّة فأَمر بها فدُفنت هي لعبة لهم يأْخذون عظماً فيَحُكُّونه حتى يَبْيَضّ ثم يرمونه بعيداً فمن أَخذه فهو الغالب والحُكَكاتُ موضع معروف بالبادية قال أَبو النجم عَرَفْتُ رَسْماً لسُعاد مائِلا بحيث نامِي الحُكَكاتِ عاقلا

حلك
الحُلْكة والحَلَكُ شدة السواد كلون الغراب وقد حَلَكَ الشيء يَحْلُكُ حُلُوكةً وحلُوكاً واحْلَوْلكَ مثله اشْتد سواده وأَسود حالِكٌ وحانكٌ ومُحْلَوْلِكٌ وحُلْكُوك بمعنى وفي حديث خزيمة وذكر السنة وتركَت الفَرِيشَ مُسْتَحلِكاً المستحلك الشديد السواد كالمحترق من قولهم أَسود حالِكٌ والحَلَكُوك بالتحريك الشديد السواد وأَسود مثلُ حَلَكِ الغرابِ وحَنَكِ الغراب وشيء حالِكٌ ومْحْلَولِك ومْحْلَنْكِكٌ وحُلْكُوك ولم يأْت في الأَلوان فُعْلُول إلاّ هذا قال ابن سيده قالوا وهو أشد سواداً من حَلَكِ الغراب وأنكرها بعضهم وقال إنما هو من حَنَك الغراب أَي مِنقاره وقيل سواده وقيل نون حَنَك بدل من لام حَلَك قال يعقوب قال الفراء قلت لأَعرابي أَتقول كأَنه حَنَكُ الغرابِ أَو حَلَكه فقال لا أقول حلكه أبداً وقال أبو زيد الحَلَك اللون والحَنَك المنقار وقوله أَنشده ثعلب مِداد مثل حالِكَةِ الغُراب وأَقلام كمُرْهَفَةِ الحِرابِ يجوز أَن يكون لغة في حَلَك الغراب ويجوز أَن يعني به ريشته خافِيتَه أَو قادِمته أَو غير ذلك من ريشه وفي لسانه حُلْكة كحُكْلَةٍ والحُلْكةُ والحُلْكاءُ والحُلَكاءُ والحَلَكاءُ والحُلُكَّى على فُعُلَّى دويبة شبيهة بالعَظَاءة الأَزهري والحُلَكةُ مثال الهُمزَة ضرب من العظَاء ويقال دُويْبة تغوص في الرمل قال ابن بري شاهده قول الراجز يا ذا النِّجادِ الحُلَكَهْ والزوجةِ المُشْتَركه ليْسَتْ لِمَن لَيْسَتْ لَكَهْ وكذلك الحَلْقاءُ مثل العنقاء

حمك
الحَمَكُ الصِّغار من كل شيء واحدته حَمَكَةٌ وقد غلب على القَمْلة واقْتِيسَتْ في الذَّرَّة ومن ذلك قيل للصبيان حَمَك صِغارٌ والحَمَكة الصبية الصغيرة وهي القملة الصغيرة وقيل هي أَصل في القملهِ والذَّرَّةِ وقيل الحَمَكُ القملُ ما كان والحَمَكُ رُذَال الناسِ والواحد كالواحد قال ابن سيده وأراه على التشبيه بالحَمَك من القمل والنمل قال لا تَعَدلِيني بُرَذالاتِ الحَمَكْ قال الأَصمعي إنه لمن حَمَكهم أَي من أَنْذالهم وضعفائهم والفراخ تدعى حَمَكاً قال الراعي يصف فراخ القطا صَيْفِيَّةٌ حَمَكٌ حُمْرٌ حَواصِلُها فما تَكادُ إلى النَّقْناقِ تَرْتَفِعُ أَي لا ترتفع إلى أُمهاتها إذا نَقْنَقَتْ والحَمَكُ الخروف والمعروف الحَمَلُ باللام والحَمَكُ فِراخ القَطا والنعام ويَجْمع ذلك كله أن الحَمَكَ الصِّغار من كل شيء وهذا من حَمَكِ هذا أَي من أصله وطبعه وقول الطرماح وابن سَبِيلٍ قَرَّبْتُه أَصلاً من فوز حَمْكٍ منسوبة تُلُدُهْ أَراد من فوزِ قداحٍ حَمَكٍ فخففه لحاجته إلى الوزن والرواية المعروفة من فوز بُحٍّ والحَمَكُ الأَدِلاّء الذين يَتَعَسَّفون الفَلاة وفي التهذيب الحَمَكُ من نعت الأَدلاّء وحَمِكَ في الدِّلالةِ حَمْكاً مضى

حنك
الحَنَكُ من الإنسان والدابة باطن أَعلى الفم من داخل وقيل هو الأَسفل في طرف مقدّم اللَّحيْين من أَسفلهما والجمع أَحْناك لا يكسّر على غير ذلك الأَزهري عن ابن الأَعرابي الحَنَكُ الأَسفل والفَقْمُ الأَعلى من الفم يقال أَخذ بفَقْمِه والحَنَكان الأَعلى والأسفل فإذا فصلوهما لم يكادوا يقولون للأَعْلى حَنَك قال حميد يصف الفيل فالحَنَكُ الأَعْلى طُوالٌ سَرْطَمُ والحَنَكُ الأَسفل منه أَفْقَمُ يريد به الحَنَكَيْنِ وحَنَّكَ الدابة دلَكَ حَنَكَها فأَدماه والمِحْنَكُ والحِناكُ الخيط الذي يُحنََّك به والحِناكُ وثاق يربط به الأَسير وهو غُلٌّ كلما جُذِبَ أَصاب حنكه قال الراعي يذكر رجلاً مأَسوراً إذا ما اشْتَكَى ظلْمَ العَشِيرة عَضَّهُ حِناكٌ وقَرَّاصٌ شديدُ الشَّكائمِ الأَزهري التَّحْنِيك أَن تُحَنِّك الدابة تغرز عُوداً في حَنَكه الأَعلى أَو طرفَ قَرْنٍ حتى تُدْمِيه لحَدَثٍ يحدث فيه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان يُحَنِّكُ أَولاد الأَنصار قال والتَّحْنِيك أَن تمضغ التمر ثم تدلُكه بحَنَك الصبي داخل فمه يقال منه حَنَكْتُه وحَنَّكْتُه فهو مَحْنوك ومُحَنَّك وفي حديث ابن أُم سليم لما ولدته وبعثت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمضغ له تمراً وحَنَّكه أَي دلك به حَنَكَه وحَنَك الصبيَّ بالتمر وحَنَّكه دلَكَ به حَنَكه وأَخذ بحِناكِ صاحبه إِذا أَخذ بحَنَكه ولَبَّته ثم جره إِليه وحَنَكَ الدابةَ يَحنِكها ويَحْنُكها جعل الرَّسَنَ في فيها من غير أَن يشتق من الحنك رواه أَبو عبيد قال ابن سيده والصحيح عندي أَنه مشتق منه وكذلك احْتَنَكه ويقال أَحْنَكُ الشاتين وأَحْنَكُ البعيرين أَي آكَلُهما بالحَنَك قال سيبويه وهو من صيغ التعجب والمفاضلة ولا فعل له عنده واسْتَحْنك الرجلُ قوي أَكله واشتد بعد ضعف وقلة وهو من ذلك وقولهم هذا البعير هذا البعير أحنك الإبل مشتق من الحنك يريدون أَشَدَّها أَكلاً وهو شاذ لأَن الخلقة لا يقال فيها ما أَفْعلَهُ والحُنُك واحتنك الجرادُ الأَرض أتى على نبتها وأَكل ما عليها والحَنَك الجماعة من الناس يَنْتَجِعون بلداً يرعونه يقال ما تَرك الأَحْناكُ في أَرضنا شيئاً يعني الجماعات المارة قال أبو نخيلة إنا وكنا حَنَكاً نَجْدِيَّا لما انْتَجَعْنا الوَرَقَ المَرْعِيّا فلم نَجِدْ رَطْباً ولا لَويّا وقوله عز وجل حاكياً عن إِبليس لأَحْتَنِكَنَّ ذريته إِلا قليلا مأَخوذ من احْتَنَكَ الجرادُ الأرض إذا أَتى على نبتها قال الفراء يقول لأستولينّ عليهم إلا قليلاً يعني المعصومين قال محمد بن سلام سألت يونس عن هذه الآية فقال يقال كان في الأَرض كلأ فاحْتَنَكه الجراد أَي أَتى عليه ويقول أَحدهم لم أَجد لجاماً فاحْتَنَكْتُ دابتي أَي أَلقيت في حَنَكها حبلاً وقُدتها وقال الأَخفش في قوله لأحْتَنِكَنَّ ذريته قال لأَستأْصلنهم ولأَستمِيلَنَّهم واحْتَنَك فلان ما عند فلان أَي أَخذه كله وفي حديث خزيمة والعِضاه مُسْتَحْنِكاً أَي منقلعاً من أَصله قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية قال ابن سيده واحْتَنَكَ الرجل أَخذ ماله كأَنه أَكله بالحَنَك ثعلب أَن الأَعرابي أَنشده لزياد بن سيار الفزاري فإن كنتَ تُشْكى بالجِماع ابنَ جَعْفَرٍ فإنَّ لَديْنا ملجِمِينَ وحانِك
( * قوله « وحانك » هكذ في الأصل )
قال تُشْكى تُزَنّ وحانك من يدقّ حَنَكه باللجام وحَنَكُ الغرابِ مِنقاره وأَسود كحَنَك الغرابِ يعني منقاره وقيل سواده وقيل نونه بدل من لام حَلَك وقد تقدم وأَسود حانِكٌ وحالِكٌ والحَنَك ما تحت الذقن من الإنسان وغيره قال ابن بري حكى ابن حمزة عن ابن دريد أَنه أَنكر قولهم أَسودُ من حَنَك الغرابِ قال أَبو حاتم سأَلت أُم الهيثم فقلت لها أَسود ممَّاذا ؟ قالت من حَلَك الغراب لَحْيَيْهِ وما حولهما ومنقاره وليس بشيء وقال قوم النون بدل من اللام وليس بشيء أَيضاً والتَّحَنُّك التَّلَحِّي وهو أَن تدير العمامة من تحت الحَنَك والحُنْكةُ السِّنّ والتجربة والبصر بالأُمور وحَنَكَتْه التّجارِبُ والسِّنّ حَنْكاً وحَنكاً وأَحْنَكَتْه وحَنَّكَتْه واحْتَنَكَتْهُ هَذَّبته وقيل ذلك أَوان نبات سن العقل والإسم الحُنْكة والحُنْك والحِنْك الأَزهري عن الليث حَنّكَته السِّنُّ إذانبت أَسنانه التي تسمى أَسنان العقل وحَنّكتْه السنُّ إذا أَحكمتْه التجارِبُ والأُمور فهو مْحَنَّك ومُحْنَك ابن الأَعرابي جَرَّذَه الدهرُ ودَلَكَه ووَعَسَهُ وحَنَّكه وعَرَكه ونَجَّذَهُ بمعنى واحد وقال الليث يقولون هم أَهل الحُنْك والحِنْك والحُنْكة أَي أَهل السن والتجارِبِ واحْتَنك الرجلُ أي استحكم وفي حديث طلحة أَنه قال لعمر رضي الله عنهما قد حَنَّكَتْك الأُمور أَي راضتك وهذبتك يقال بالتخفيف والتشديد وأَصله من حَنَكَ الفَرس يَحْنُكه إذا جعل في حَنَكه الأَسفل حبلاً يقوده به ورجل مُحْتَنَك وحَنيك مُجَرَّب كأَنه على حُنِّك وإِن لم يستعمل وحَنَكْتُ الشيءَ فهمته وأَحكمته الفراء رجل حُنُك وامرأَة حُنُكة إذا كانا لبيبين عاقلين وقال الليث رجل مُحَنَّك وهو الذي لا يُسْتَقَلّ منه شيء مما قد عضته الأُمور والمُحْتَنَك الرجل المتناهي عقله وسنه ابن الأَعرابي الحُنُك العقلاء جمع حَنِيك يقال رجل مَحْنوك وحَنِيك ومُحْتَنَك ومُحَنَّك إذا كان عاقلاً والحَنيك الشيخ عن ابن الأَعرابي وهو قريب من الأَول وأَنشد وهَبْتُه من سَلْفَعٍ أَفُوكِ ومن هِبِلٍّ قد عَسا حَنِيك يَحْمِلُ رأساً مثل رأْس الديكِ وقد احْتَنَكت السنُّ نفسها ويقال أَحْنَكَهُم عن هذا الأَمر إِحناكاً وأَحكمهم أَي ردهم والحَنَكَةُ الرَّابِيةُ المشرفة من القُفّ يقال أَشرف على هاتِيك الحنَكة وهي نحو الفَلَكَةِ في الغلظ وقال أَبو خيرة الحَنَكُ آكامٌ صغار مرتفعة كرفعة الدار المرتفعة وفي حجارتها رخاوة وبياض كالكَذَّان وقال النضر الحَنَكة تَلٍّ غليظ وطوله في السماء على وجه الأَرض مثل طول الرَّزْن وهما شيء واحد والحُنْكة والحِناك الخشبة التي تضم الغَراضِيف وقيل هي القِدَّةُ التي تضم غراضيف الرحْل قال الأَزهري الحُنُك خشب الرحل جمع حِناك

حوك
حاكَ الثوبَ يحُوكه حَوْكاً وحِياكاً وحِياكة نسجه ورجل حائِك من قوم حاكَةٍ وحَوَكةٍ أَيضاً وهو من الشاذ عن القياس المطرد في الإستعمال صحت الواو فيه لأَنهم شبهوا حركة العين بالأَلف التابعة لها بحرف اللين فكأن فَعَلاً فَعال فكما يصح نحو جَواب وجَواد كذلك يصح نحو باب الحَوَكة والقَودَ والغٍَيَب من حيث شبهت فتحة العين بالألف من بعدها أَفلا ترى إلى حركة العين التي هي سبب الإعلال كيف صارت على وجه آخر سبباً للتصحيح ؟ وهذه الكلمة تذكر في حيك أَيضاً لأَنها واوية ويائية ابن بزرج قال حَوْك وحُووُكة والمعنى النسجات وهي الثياب بأَعيانها تقول ضروب من الحَوْك الجوهري نسوة حَوَائك والموضع مَحَاكة وإنما قالوا حَوَكة كما قالوا خَوَنة ثبتت الواو فيهما مع التحريك كما ثبتت فيما رُدّ إلى الأصل لتباعد الواو من الألف ولم تجئ الياء في ناب وعار لشب الياء بالألف لأنها إليها أَقرب وبها أَحق وقد ذكر علة غٍيَبَ وصَيَدَ في موضعهما والشاعر يَحُوك الشعر حَوْكاً ينسجه ويلائم بين أَجزائه قال المبرد حاكَ الشِّعْرَ والثوبَ يَحُوكه كلاهما بالواو وحاكَ الشيءُ في صدري حَوْكاً رسخ الأَزهري ما حَكّ في صدري منه شيء وما حاك كلُّ يقال فمن قال حَكّ قال يَحُكّ ومن قال حاك قال يَحيك ويقال ما حاكَ في صدري ما قُلْتَ أَي ما رسخ قال والحائك الراسخ في قلبك الذي يهمك قال وما أَحاكَ فيه السيفُ وما حاكَ كلٌّ يقال فمن قال أَحاكَ قال يُحِيك إِحاكَةً ومن قال حاكَ قال يَحِيك حَيْكاً وما أَحاكَتْ فيه أَسناني ولا أَحاكَتْهُ وما حاكَتْ فيه ولا حاكَتْه وقال المبرد يقال ما أَحاكَ فيه السيفُ وما يُحِيكُ وما حَكَّ ذلك في صدري وما حَكَى وما احْتَكى وما أَحاكَ سيفُه أَي ما قطع وما حَكَّ في صدري شيء منه أَي ما تخالج والحَوْك بقلة قال ابن الأَعرابي والحوْك الباذرَوُج وقيل البقلة الحَمْقاء قال والأَول أَعرف

حيك
حاكَ الثوبَ يَحِيكُ حَيْكاً وحَيَكاً وحِياكةً نسجه والحِياكةُ حرفته قال الأزهري هذا غلط الحائِكُ يحُوك الثوب وجمع الحائِك حَوَكةٌ والحَيْك النسج وحاك في مشيه يَحيك حَيْكاً وحَيَكاناً فهو حائك وحَيّاك تبختر واختال وحاك يحُوك إذا نسج وقيل الحَيَكانُ أَن يحرك مَنْكِبَيْه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم وجاء يَحِيك ويَتَحايَك ويَتَحيَّك كأَن بين رجليه شيئاً يفرج بينهما إذا مشى وفي حديث عطاء قال ابن جريح فما حِيَاكتهم أَو حِياكتكم هذه الحياكة مشية تبختر وتثبُّط يقال تَحيَّك في مشيته وهو رجل حَيَّاك ورجل حَيْكانةٌ وحَيَّاك والمرأة حَيَّاكة تتحَيَّك في مشيتها وحِيكى سيبويه أَصلها حُيْكى فكرهت الياء بعد الضمة وكسرت الحاء لتسلم الياء والدليل على أَنها فُعْلى أَن فِعْلى لا تكون صفة البتَّة وهذه المشية في النساء مدحٌ وفي الرجال ذم لأَن المرأَة تمشي هذه المشية من عِظَم فخذيها والرجل يمشي هذه المشية إذا كان أَفحَج والحَيَكانُ مشية يحرك فيها الماشي أَليتيه وحَاكَ في مشيته اشتدت وَطأَته على الأَرض وحاكَ يحِيك حَيْكاً إذا فحَجَ في مشيته وحرك منكبيه ومشية حِيكَى إذا كان فيها تبختر الجوهري الحيكان مشي القصير وضَبَّة حُيَكانةٌ أَي ضخمة تَحيك إذا سعت وحَاكَ القولُ في القلب حَيْكاً أَخذَ وروى الأَزهري بسنده عن النواس بن سمعان الأَنصاري أَنه سأَل النبي صلى الله عليه وسلم عن البِرِّ والإِثْم فقال البِرُّ حُسْنُ الخلُق والإثم ما حاكَ في نفسك وكرهتَ أَن يطلع عليه الناس أَي أَثَّرَ فيها ورسخ وروى شمر في حديث الإثم ما حاك في النفس وتردَّدَ في الصدر وإِن أَفتاك الناسُ وقال ابن الأَعرابي ما حَكَّ في قلبي شيءٌ ولا حَزَّ ويقال ما يَحِيك كلامُك في فلان أَي ما يؤثر والحَيْك أَخذ القول في القلب يقال ما يَحِيك فيه المَلامُ إذا لم يؤثر فيه ولا يَحِيك الفَأْسُ ولا القَدُوم في هذه الشجرة وقال الأَسدي ويقال ضربته فما أَحاكَ فيه السيفُ إذا لم يعمل وحاكَ فيه السيفُ والفأسُ حَيْكاً وأَحاكَ أَثّعر وأَحاكت الشفرة اللحم وحاكَتْ فيه قطعته وأَورد في هذا الباب حديثاً هو دعوا الحَكَّاكات فإنها المَآثم وقال الأَزهري في ترجمة حبك روى أَبو عبيد عن الأَصمعي الإحْتباك الاحْتباء ثم قال هذا الذي رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي في هذا غلط والصواب الإحْتياك بالياء يقال احْتاكَ يَحْتاكُ احْتِياكاً وتَحَوَّكَ بثوبه إذا احْتَبَى به قال وهكذا رواه ابن السكيت وغيره عن الأصمعي بالياء

خرك
خَارَكٌ موضع من ساحل فارس يرابَطُ فيه وخَارَكٌ موضع لم يعينه قال ومنه قيل فلانٌ الخارَكِيُّ إبن الأَعرابي يقال خَرِكَ الرجلُ إذا لَجَّ

دأك
داكأ القوم
( * قوله « داكأ القوم إلخ » هكذا بالأصل ولا محل لهذه العبارة هنا بل محلها مادة دكأ إلا أن يكون هنا سقط والأصل داكأ القوم ودأكهم دافعهم إلخ فإنهما بمعنى واحد كما يفهم من القاموس وشرحه ) دافَعَهم وزاحَمَهم وقد تداكؤوا قال ابن مقبل وقَرَّبُوا كلَّ صِهْمِيمٍ مَنَاكبُهُ إذا تَدَاكأَ منه دَفْعهُ شنفَا أَي تدافع في سيره

دبك
الدُّبَاكَةُ الكِرْنَافةُ سوادية عن أَبي حنيفة

دبعك
الفراء رجل دَبَعْبَك ودَبَعْبكِيّ للذي لا يبالي ما قيل له من الشر

درك
الدَّرَكُ اللحَاق وقد أَدركه ورجل دَرَّاك مُدْرِك كثير الإدْراك وقلما يجئ فَعَّال من أَفْعَلَ يُفْعِل إلا أَنهم قد قالوا حَسَّاس دَرّاك لغة أَوازدواج ولم يجئ فَعَّال من أَفْعَلَ إلاَّ دَرَّاك من أَدْرَك وجَبّار من أَجبره على الحكم أَكرهه وسَأْآر من قوله أَسأَر في الكأْس إِذا أَبقى فيها سؤْراً من الشراب وهي البقية وحكى اللحياني رجل مُدْرِكةٌ بالهاء سريع الإدْراكِ ومُدْرِكةُ إسم رجل مشتق من ذلك وتَدَاركَ القومُ تلاحقوا أَي لَحِق آخرُهم أَولَهم وفي التنزيل حتى إذا ادّارَكُوا فيها جميعاً وأَصله تَدَاركوا فأدغمت التاء في الدال واجتلبت الألف ليسلم السكون وتَدَارك الثَّرَيان أَي أَدرك ثرى المطر ثرى الأرض الليث الدَّرَك إدراك الحاجة ومَطْلبِه يقال بَكِّرْ ففيه دَرَك والدَّرَك اللَّحَقُ من التَّبِعَةِ ومنه ضمان الدَّرَكِ في عهدة البيع والدَّرَك اسم من الإدْراك مثل اللَّحَق وفي الحديث أَعوذ بك من دَرْك الشَّقاء الدَّرْك اللَّحاق والوصول إلى الشيء أدركته إدْراكاً ودركاً وفي الحديث لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دَرَكاً له في حاجته والدَّرَك التَّبِعةُ يسكن ويحرك يقال ما لَحِقك من دَرَكٍ فعليَّ خلاصُه والإدْراكُ اللحوق يقال مشيت حتى أَدْرَكته وعِشْتُ حتى أَدْرَكْتُ زمانه وأَدْرَكْتُه ببصري أَي رأَيته وأَدْرَكَ الغلامُ وأَدْرَكَ الثمرُ أَي بلغ وربما قالوا أَدْرَكَ الدقيق بمعنى فَنِيَ واستَدْرَكْت ما فات وتداركته بمعنى وقولهم دَرَاكِ أَي أَدْرِكْ وهو اسم لفعل الأَمر وكسرت الكاف لاجتماع الساكنين لأَن حقها السكون للأَمر قال ابن بري جاء دَرَاك ودَرَّاك وفَعَال وفَعَّال إِنما هو من فعل ثلاثي ولم يستعمل منه فعل ثلاثي ون كان قد استعمل منه الدَّرْكُ قال جَحْدَر بن مالك الحنظلي يخاطب الأَسد لَيْثٌ ولَيْثٌ في مَجالٍ ضنكِ كلاهما ذو أنَف ومَحْكِ وبَطْشةٍ وصِوْلةٍ وفَتْك إن يَكْشِف الله قِناع الشك بظَفَرٍ من حاجتي ودَرْك فذا أَحَقُّ مَنْزِل بتَرْكِ قال أَبو سعيد وزادني هفّان في هذا الشعر الذئب يَعْوي والغُراب يَبْكي قال الأصمعي هذا كقول ابن مُفَرِّغ الريحُ تَبْكي شَجْوَها والبرقُ يَضحك في الغَمَامة قال ثم قال جحدر أَيضاً في ذلك يا جُمْلُ إِنكِ لو شهِدْتِ كَرِيهتي في يوم هَيْجٍ مُسْدِفٍ وعَجاجِ وتَقَدُّمِي لليث أَرْسُف نحوه كَيْما أكابِرَه على الأَحْرَاجِ قال وقال قيس بن رفاعة في دَرَّاك وصاحب الوَتْرِ ليس الدهر مُدْرِكَهُ عندي وإني لدَرَّاكٌ بأَوْتارِ والدَّرك لحاق الفرسِ الوحْشَ وغيرها وفرس دَرَك الطَّريدة يُدْرِكها كما قالوا فرس قَيْدُ الأَوَابِدِ أَي أَنه يُقَيِّدها والدَّرِيكة الطَّريدةُ والدَّراك اتباع الشيء بعضه على بعضٍ في الأَشياء كلها وقد تَدَارك والدِّراك المُداركة يقال دَارَك الرجل صوته أَي تابعه وقال اللحياني المُتَدَارِكة غير المُتَوَاتِرة المُتَواتِرُ الشيءُ الذي يكون هُنَيَّةً ثم يجيءُ الآخر فإذا تتابعت فليست مُتَوَاتِرة هي مُتَداركة متواترة الليث المُتَدَارِك من القَوَافي والحروف المتحركة ما اتفق متحركان بعدهما ساكن مثل فَعُو وأَشباه ذلك قال ابن سيده والمُتَدَارِكُ من الشِّعْر كل قافية توالى فيها حرفان متحركان بين ساكنين وهي متفاعِلُنْ ومستفعلن ومفاعِلُنْ وفَعَلْ إذا اعتمد على حرف ساكن نحو فَعُولُنْ فَعَلْ فاللام من فعل ساكنة وفُلْ إذا اعتمد على حرف متحرك نحو فَعُولُ فُلْ اللام من فُلْ ساكنة والواو من فَعُولُ ساكنة سمي بذلك لتوالي حركتين فيها وذلك أَن الحركات كما قدمنا من آلات الوصل وأَماراته فكأنَّ بعض الحركات أدرك بعضاً ولم يَعُقْده عنه اعتراض الساكن بين المتحركين وطَعَنَهُ طعناً دِراكاً وشرِب شرباً دِراكاً وضرب دِراكٌ متتابع والتَّدْرِيكُ من المطر أَن يُدَارِكَ القَطْرُ كأنه يُدْرِك بعضُه بعضاً عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَعرابي يخاطب ابنه وَابِأَبي أَرْواحُ نَشْرِ فِيكا كأَنه وهْنٌ لمن يَدْرِيكا إذا الكَرى سنَاتِهِ يُغْشِيكا رِيحَ خُزامَى وُلِّيَ الرَّكِيكا أَقْلَعَ لمَّا بَلَغَ التَّدْرِيكا واسْتَدْرَك الشيءَ بالشيءِ حاول إِدْراكه به واستعمل هذا الأَخفش في أَجزاء العروض فقال لأَنه لم ينقص من الجزء شيء فيستدركه وأَدْرَكَ الشيءُ بلغ وقته وانتهى وأَدْرَك أَيضاً فَنِيَ وقوله تعالى بل ادَّارَكِ علمهم في الآخرة روي عن الحسن أَنه قال جهلوا علم الآخرة أَي لا علم عندهم في أَمر الآخرة التهذيب وقوله تعالى قل لا يعلم مَنْ في السموات والأَرض الغيب إلا الله وما يشعرون أَيَّان يُبْعثون بل ادَّارَكَ علمهم في الآخرة قرأَ شيبة ونافع بل ادَّرَاك وقرأَ أَبو عمرو بل أَدْرَكَ وهي في قراءة مجاهد وأَبي جعفر المدني وروي عن ابن عباس أَنه قرأَ بَلى آأَدْرَك علمهم يستفهم ولا يشدد فأَما من قرأَ بل ادَّارَكَ فإن الفراء قال معناه لغةً تَدَارَك أَي تتابع علمهم في الآخرة يريد بعلم الآخرة تكون أو لا تكون ولذلك قال بل هم في شك منها بل هم منها عَمُون قال وهي في قراءة أَُبيّ تَدارَكَ والعرب تجعَل بل مكان أَم وأَم مكان بل إذا كان في أَول الكلمة استفهام مثل قول الشاعر فوالله ما أَدْرِي أَسَلْمَى تَغَوَّلَتْ أَم البُومُ أَم كلٌّ إِليَّ حَبِيبُ معنى أَم بل وقال أَبو معاذ النحوي ومن قرأَ بل أَدْرَك ومن قرأَ بل ادّارك فمعناهما واحد يقول هم علماء في الآخرة كقول الله تعالى أَسْمعْ بهم وأَبْصِرْ يوم يأْتوننا ونحو ذلك قال السدي في تفسيره قال اجتمع علمهم في الآخرة ومعناها عنده أَي عَلِمُوا في الآخرة أَن الذي كانوا يوعَدُون به حق وأَنشد للأَخطل وأَدْرَكَ عِلْمي في سوَاءَة أَنها تقيم على الأَوْتار والمَشْرَب الكدر أَي أَحاط علمي بها أَنها كذلك قال الأَزهري والقول في تفسير أَدْرَكَ وادَّارَكَ ومعنى الآية ما قال السدي وذهب إليه أَبو معاذ وأَبو سعيد والذي قاله الفراء في معنى تَدَارَكَ أَي تتَابع علمهم في الآخرة أَنها تكون أَو لا تكون ليس بالبَيِّنِ إِنما المعنى أَنه تتَابع علمهم في الآخرة وتواطأَ حين حَقَّت القيامة وخسروا وبان لهم صدق ما وُعِدُوا حين لا ينفعهم ذلك العلم ثم قال سبحانه بل هم اليوم في شك من علم الآخرة بل هم منها عَمُون أَي جاهلون والشَّك في أَمر الآخرة كفر وقال شمر في قوله تعالى بل أَدْرَكَ علمهم في الآخرة هذه الكلمة فيها أَشياء وذلك أَنا وجدنا الفعل اللازم والمتعدي فيها في أَفْعَلَ وتَفَاعَلَ وافْتَعَلَ واحداً وذلك أَنك تقول أَدْرَكَ الشيءَ وأَدْرَكْتُه وتَدَارك القومُ وادَّارَكوا وادَّرَكُوا إذا أَدرَكَ بعضهم بعضاً ويقال تَدَاركتهُ وادَّارَكْتُه وادَّرَكْتُه وأَنشد تَدَاركتُما عَبْساً وذُبْيان بعدما تفانَوْا ودَقُّوا بينهم عِطْر مَنْشِمِ وقال ذو الرمة مَجَّ النَّدَى المُتَدارِكِ فهذا لازم وقال الطرماح فلما ادَّرَكْناهُنَّ أَبدَيْنَ للهَوَى وهذا متعد وقال الله تعالى في اللازم بل ادَّارَكَ علمهم قال شمر وسمعت عبد الصمد يحدث عن الثوري في قوله بل ادَّارَكَ علمُهم في الآخرة قال مجاهد أَم تواطأَ علمهم في الآخرة قال الأَزهري وهذا يوافق قول السدي لأَن معنى تواطأَ تحقق واتفق حين لا ينفعهم لا على أنه تواطأَ بالحَدْس كما ظنه الفراء قال شمر وروي لنا حرف عن ابن المظفر قال ولم أَسمعه لغيره ذكر أَنه قال أَدْرَكَ الشيءُ إذا فَنِيَ فإن صح فهو في التأويل فَنِيَ علمُهم في معرفة الآخرة قال أَبو منصور وهذا غير صحيح في لغة العرب قال وما علمت أَحداً قال أَدْرك الشيءُ إذا فني فلا يعرّج على هذا القول ولكن يقال أَدْرَكتِ الثِّمار إذا بلغت إناهَا وانتهى نُضْجها وأَما ما روي عن ابن عباس أَنه قرأَ بلى آأَدْرَكَ عِلْمهم في الآخرة فإنه إن صح استفهام فيه ردّ وتهكّم ومعناه لم يُدْرِكْ علمهم في الآخرة ونحو ذلك روى شعبة عن أَبي حمزة عن ابن عباس في تفسيره ومثله قول الله عز وجل أَم له البَناتُ ولكم البنُون معنى أَم أَلف الإستفهام كأَنه قال أَله البنات ولكم البنون اللفظ لفظ الإستفهام ومعناه الردّ والتكذيب لهم وقول الله سبحانه وتعالى لا تخاف دَرَكا ولا تخشى أَي لا تخاف أَن يُدْرِ كَكَ فرعونُ ولا تخشاه ومن قرأَ لا تَخَفْ فمعناه لا تَخَفْ أَن يُدْرِ كَكَ ولا تخشَ الغرق والدَّرْكُ والدَّرَكُ أَقصى قَعْر الشيء زاد التهذيب كالبحر ونحوه شمر الدَّرَكُ أَسفل كل شيء ذي عُمْق كالرَّكِيَّة ونحوها وقال أَبو عدنان يقال أَدْرَكوا ماء الرَّكيّة إِدراكاً ودَرَك الرَّكِيَّة قعرها الذي أُدرِكَ فيه الماء والدَّرَكُ الأَسفل في جهنم نعوذ بالله منها أَقصى قعرها والجمع أَدْرَاك ودَرَكاتُ النارِ منازل أَهلها والنار دَرَكات والجنة درجات والقعر الآخر دَرْك ودَرَك والدَّرَك إلى أَسفل والدَّرَجُ إلى فوق وفي الحديث ذكر الدَّرَك الأسفل من النار بالتحريك والتسكين وهو واحد الأَدْراك وهي منازل في النار نعوذ بالله منها التهذيب والدَّرَكُ واحد من أَدْرَاك جهنم من السبع والدَّرْكُ لغة في الدَّرَك الفراء في قوله تعالى إن المنافقين في الدَّرْك الأَسفل من النار يقال أَسفل دَرَجِ النار ابن الأَعرابي الدَّرْك الطَّبَقُ من أَطباق جهنم وروي عن ابن مسعود أَنه قال الدَّرْكُ الأَسفل توابِيتُ من حديد تصَفَّدُ علهيم في أَسفل النار قال أَبو عبيدة جهنم دَرَكاتٌ أَي منازل وأَطباق وقال غيره الدَّرَجات منازل ومَرَاقٍ بعضها فوق بعض فالدَّرَكات ضد الدَّرَجات وفي حديث العباس أَنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم أَما كان ينفع عَمَّك ما كان يصنع بك ؟ كان يحفظك ويَحْدَب عليك فقال لقد أُخْرِجَ بسببي من أَسفل دَرَك من النار فهو في ضَحْضَاحٍ من نار ما يَظُنُّ أَن أَحداً أَشدُّ عذاباً منه وما في النار أَهون عذاباً منه العذاب لجعله صلى الله عليه وسلم إياه ضدّاً للضَّحضاح أو كالضد له والضَّحضاح أُريد به القليل من العذاب مثل الماء الضحضاح الذي هو ضد الغَمْر وقيل لأَعرابي إن فلاناً يدعي الفضل عليك فقال لو كان أَطول من مسيرة شهر ما بلغ فضلي ولو وقع في ضَحْضاح لغَرِقَ أَي لو وقع في القليل من مياه شَرَفي وفضلي لغرق فيه قال الأَزهري وسمعت بعض العرب يقول للحبل الذي يعلق في حَلْقةِ التَّصْديرِ فيشد به القَتَبُ الدَّرَكَ والتَّبْلِغَةَ ويقال للحبل الذي يشد به العَرَاقي ثم يُشَدّ الرِّشاءُ فيه وهو مثني الدَّرَكُ الجوهري والدَّرَك بالتحريك قطعة حبل يشد في طرف الرِّشاءِ إِلى عَرْقُوَةِ الدلو ليكون هو الذي يلي الماء فلا يعفَن الرِّشاءُ ابن سيده والدَّرَك حبل يُوَثَّقُ في طرف الحبل الكبير ليكون هو الذي يلي الماء فلا يعفَن بعض الرشاء عند الإستقاء والدِّرْكةُ حَلْقة الوَتَرِ التي تقع في الفُرْضة وهي أَيضاً سير يوصَلُ بوَتَر القَوْس العربية قال اللحياني الدَّرْكة القطعة التي توصل الحبل إذا قَصُر أَو الحِزام ويقال لا بارَك الله فيه ولا دارَك ولا تارَك إتباع كله بمعنى ويوم الدَّرَكِ يوم معروف من أَيامهم ومُدْرِك ومُدْرِكَةُ اسمان ومُدْرِكةُ لقب عمرو بن إِلياس بن مُضَر لقبه بها أَبوه لما أَدرك الإبل ومُدْرك بن الجازي فرس لكُلْثوم بن الحرث ودِراكٌ اسم كلب قال الكميت يصف الثور والكلاب فاخْتلَّ حِضْنَيْ دِراكٍ وانْثَنى حرِجاً لزارعٍ طَعْنَةٌ في شِدْقها نَجَلُ أي في جانب الطعنة سعة وزارع أَيضاً اسم كلب

درمك
الدُّرْمُوك الطِّنْفَسَةُ كالدُّرْنُوك وفي حديث ابن عباس قال صليت معه على دُرْمُوك قد طَبَّقَ البيت كله وفي رواية دُرْنُوك بالنون وهو على التعاقب والدَّرْمَكُ دقيق الحُوَّارَى قال الأَعشى له دَرْمَكٌ في رأْسه ومَشارب وقِدْرٌ وطَبَّاخ وكأْس ودَيْسَقُ ابن الأَعرابي الدَّرمَكُ النَّقِيُّ الحُوَّارَى وفي الحديث في صفة أَهل الجنة وتُرْبَتُها الدَّرمَكُ هو الدقيق الحُوَّارَى وفي حديث قتادة بن النعمان فقدمَتْ ضافِطَةٌ من الدَّرْمَكِ ويقال له الدَّرْمَكة وكأنها واحدته في المعنى ومنه الحديث أَنه سأَل ابن صَيَّادٍ عن تُرْبة الجنة فقال دَرْمَكة بيضاء مِسْك قال خالد الدَّرْمَكُ الذي يُدَرْمَك حتى يكون دُقاقاً من كل شيء الدقيق والكحل وغيرهما وكذلك التراب الدقيق دَرْمك وخطب بعض الحمْقى إلى بعض الرؤساء كريمة له فردّه وقال امْسَحْ من الدَّرْمَكِ عنِّي فاكا إِني أَراكَ خاطِباً كذاكا قال والعرب تقول فلان كذَاكَ أَي سَفِلةٌ من الناس

درنك
الدُّرْنُوك والدِّرْنيك ضرب من الثياب أَو البُسْط له خَمَل قصير كخَمَل المناديل وبه يشبه فروة البعير والأَسد قال عن ذي دَرَانيكَ ولِِبداً أَهْدَبا وأَنشد الجوهري لرؤبة جَعْد الدَّرَانيك رفَلّ الأَجْلاد كأَنه مُخْتَضِب في أَجْساد وقد يقال في جمعه دَرَانِك قال الراجز أَرْسَلْتُ فيها قَطِماً لُكالِكا كأنّ فوق ظهره دَرَانِكا والدُّرْنُوك والدِّرْنِكُ الطِّنْفَسة وأَما قول الراجز يصف بعيراً كأنه مُجلَّلٌ دَرَانكا فقد يكون جمع دُرْنوك وهو ما ذكرنا من أنه ضرب من الثياب له خَمَل قصير كخَمَل المناديل وإنما يريد أَن عليه وَبَرَ عامين أَو أَعوام أَو أَراد دَرَانِيكا فحذف الياء للضرورة وقد يجوز أَن يكون جمع الدِّرْنك التي هي الطِّنْفَسة أَبو عبيدة الدُّرْنوك البِساط وجمعه دَرَانك شمر الدَّرَانيك تكون سُتوراً وفُرُشاً والدُّرْنُوك فيه الصفرة والحضرة قال ويقال هي الطِّنَافس وفي حديث ابن عباس قال صليت معه على دُرْنوك قد طَبَّق البيت كله وفي رواية دُرْمُوك بالميم وهو على التعاقب

دسك
الدَّوْسَكُ من أَسماء الأَسد ودَيْسَكَى قطعة عظيمة من النِّعام والغنم

دعك
دَعَك الثوبَ باللبس دَعْكاً أَلانَ خُشْنَتَه ودَعَك الخصمَ دَعْكاً ليَّنه وذلَّله ومَعَكه مَعْكاً ورجل مِدْعَك ومُدَاعِك شديد الخصومة وتَدَاعك الرجلان في الحرب أَي تَمَرَّسَا ورجل دَعِكٌ أَي مَحِكٌ وتَداعك القومُ اشتدت الخصومة بينهم ودَعَكه في التراب مَرَّغه والدَّعْك مثل الدَّلْك ودَعَكَ الأَدِيمَ دَعكاً دلكه وليَّنه وأَرضٌ مَدْعوكة كثر بها الناس ورُعاة الإبل حتى أَفسدوها وكثرت فيها آثارهم وهم يكرهونها إلا أَن يجمعهم أَثر سحابة لا بدَّ لهم منها ويقال تَنَحَّ عن دُعْكةِ الطريق وعن ضَحْكِهِ وضَحّاكِهِ وعن حَنّانِهِ وجَدِيَّته وسَلِيقَتِه والدُّعَكُ طائر والدُّعَك الضعيف على التشبيه به قال ابن بري الدعك الضعيف الهُزْأَة قال عبد الرحمن بن حسان وكان لعمرو بن الأَهتم ولد مليح الصورة وفيه تأنيث فقال قل لِلَّذي كاد لولا خَطُّ لحيته يكون أُنثى عليه الدُّرُّ والمَسَكُ هل أَنتَ إلا فَتَاةُ الحيِّ إن أَمنوا يوماً وأَنْتَ إذا ماحاربوا دُعَكُ ؟ والدِّعْكاية الكثير اللحم طال أو قَصُر قال ابن بري والدِّعْكاية القصير قال الراجز أَما تَرَيْني رجُلاً دعْكايَهْ عَكَوَّكاً إذا مشى دِرْحايَهْ أَنُوءُ للقيامِ آهاً آيَهُ أَمشي رُوَيْداً تاهَ تايَهْ فقد أَرُوعُ وَيْحَك الجَدَايَهْ زعمت أَن لا أُحسن الحُدَاية فيَا يَهٍ أَيا يَهٍ أَيا يَهْ والدَّعَكُ الحمق والرُّعُونة وقد دَعِكَ دَعَكاً والداعِكةُ الحمقاء الجريئة ورجل داعِكٌ من قوم داعِكين إذا هلكوا حُمْقاً أَنشد ثعلب وطاوَعْتُمَاني داعِكاً ذا مَعَاكةٍ لعمري لقد أَوْدَى وما خلْتُه يُودي ويقال أََحمق داعكة بالهاء وأَنشد هَبَنَّقيّ ضعيف النَّهْضِ داعِكة يَقْني المُنَى ويَراها أَفضل النَّشَبِ والدُّعْكة لغة في الدُّعْقة وهي جماعة من الإبل

دكك
الدَّكُّ هدم الجبل والحائط ونحوهما دَكَّه يَدُكُّه دَكّاً الليث الدَّكّ كسر الحائط والجبل وجبل دُكٌّ ذليل وجمعه دِكَكَةٌ مثل جُحْر وجِحرَة وقد تَدَكْدَكَتِ الجبالُ أَي صارت دَكَّاوَات وهي رواب من طين واحدتها دَكَّاء وقوله سبحانه وتعالى وحُمِلت الأَرض والجبالُ فدُكَّتَا دَكَّةً واحدة قال الفراء دَكُّها زلزلتها ولم يقل فدكِكْنَ لأنه جعل الجبال كالواحدة ولو قال فدُكَّتْ دَكَّةً لكان صواباً قال ابن الإعرابي دَكَّ هَدَم ودُكَّ هُدِمَ والدِّكَكُ القيرانُ المُنْهالة والدِّكَكُ الهِضاب المفسَّخة والدَّكُّ شبيه بالتل والدَّكَّاءُ الرَّابية من الطين ليست بالغليظة والجمع دَكَّاوَاتٌ أَجروه مجرى الأسماء لغلبته كقولهم ليس في الخَضْرَاواتِ صدقة وأَكَمة دَكَّاء إذا اتسع أَعلاها والجمع كالجمع نادر لأن هذا صفة والدَّكَّاواتُ تلال خلقة لا يفرد لها واحد قال ابن سيده هذا قول أَهل اللغة قال وعندي أَن واحدتها دَكَّاءِ كما تقدم قال الأصمعي الدَّكَّاوَاتُ من الأَرض الواحدة دَكَّاء وهي رَوَابٍ من طين ليست بالغِلاظ قال وفي الأَرض الدِّكَكَةُ والواحد دُكّ وهي رََوابٍ مشرفة من طين فيها شيء من غلظ ويُجْمَع الدَّكَّاءُ من الأَرض دَكَّاوات ودُكّاً مثل حَمْراوات وحُمْر والدُّكُكُ النوق المنفضِخة الأَسْنِمَةِ وبعير أَدَكُّ لا سنام له وناقة دَكَّاءِ كذلك والجمع دُكّ ودَكَّاوات مثل حُمْر حُمْراوات قال ابن بري حَمْراء لا يجمعع بالألف والتاء فيقال حَمْراوات كما لا يجمع مذكره بالواو والنون فيقال أَحْمَرُون وأَما دَكَّاءِ فليس لها مذكر ولذلك جاز أَن يقال دَكَّاوَات وقيل ناقة دَكَّاءُ للتي افترش سنامها في جنبيها ولم يُشْرِف والاسم الدَّكَكُ وقد اندك وفرس مَدْكُوك لا إشْرَاف لِحَجَبَتِه وفرس أَدَكُّ إذا كان مُتدانياً عريض الظهر وكتب أبو موسى إلى عمر إنَّا وجدنا بالعِراق خيلاً عِرَاضاً دُكَّا فما يرى أَمير المؤمنين من أَسهامها أَي عِراض الظهور قصارها وخيل دُكٌّ وفرس أَدَكّ إذا كان عريض الظهر قصيراً حكاه أَبو عبيدة عن الكسائي قال وهي البَرَاذين والدَّكَّةُ بناء يسطح أَعلاه وانْدَكَّ الرمل تلبد والدُّكَّانُ من البناء مشتق من ذلك الليث اختلفوا في الدُّكَّان فقال بعضهم هو فَعْلان من الدَّكّ وقال بعضهم هو فُعّال من الدَّكَن وقال الجوهري الدَّكَّة والدُّكَّانُ الذي يقعد عليه قال المُثَقّب العبدي فأَبقَى باطِلِي والجِدُّ منها كدُكَّآنِ الدَّرَابِنَةِ المَطِين قال وقوم يجعلون النون أَصلية والدَّرَابِنَة البَوَّابُون واحدهم دَرْبانٌ والدَّكُّ والدَّكَّةُ ما استوى من الرمل وسهل وجمعها دِكاكٌ ومكان دَكٌّ مسْتَوٍ وفي التزيل العزيز حتى إِذا جاء وعد ربي جعله دَكّاً قال الأَخفش في قوله دَكّاً بالتنوين قال كأَنه قال دَكَّهُ دَكّاً مصدر مؤَكد قال ويجوز جعله أَرضاً ذا دَكٍّ كقوله تعالى واسأَلِ القريةَ قال ومن قرأَها دَكَّاءَ ممدوداً أَراد جَعَله مثل دَكَّاءَ وحذف مثل قال أَبو العباس ولا حاجة به إلى مثل وإِنما المعنى جعل الجبل أَرضاً دَكَّاء واحداً
( * قوله واحداً هكذا في الأصل ) قال وناقة دَكَّاءُ إذا ذهب سنَامها قال الأَزهري وأَفادني ابن اليزيدي عن أَبي زيد جعله دَكَّاً قال المفسرون ساخ في الأرض فهو يذهب حتى الآن ومن قرأَ دَكَّاءَ على التأَنيث فلتأْنيث الأَرض جَعَله أَرضاً دَكَّاء الأَخفش أَرض دَكٌّ والجمع دُكُوك قال الله تعالى جعله دَكَّا قال ويحتمل أَن يكون مصدراً لأنه حين قال جعَلَه كأَنه قال دَكَّه فقال دَكَّهُ فقال دَكّاً أَو أَراد جَعله ذا دَكٍّ فحذف وقد قُرئ بالمد أي جعله أرضاً دَكَّاء محذف لأَن الجبل مذكر ودَكَّ الأَرضَ دَكّاً سَوّى صَعُودَها وهَبُوطها وقد انْدَكَّ المكان ودَكَّ الترابَ يَدُكُّه دَكّاً كبسه وسَوّاه وقال أَبو حنيفة عن أَبي زيد إِذا كبس السطح بالتراب قيل دَكّ التراب عليه دَكّاً ودَكَّ التراب على الميت يَدُكُّه دَكّاً هاله ودَكَكْتُ التراب على الميت أَدُكُّه إِذا هِلْته عليه ودَكْدَكْتُ الرَّكِيَّ أَي دفنته بالتراب ودَكَّ الرَّكِيّة دَكّاً دفنها وطَمَّها والدَّك الدقّ وقد دَكَكْتُ الشيء أَدُكُّه دَكّاً إذا ضربته وكسرته حتى سوّيته بالأَرض ومنه قوله عز وجل فَدُكَّتا دَكَّةً واحدة والدِّكْدِكُ والدَّكْدَكُ والدَّكْدَاكُ من الرمل ما تَكَبَّس واستوى وقيل هوبطن من الأَرض مستو وقال أَبو حنيفة هو رمل ذو تراب يتلبد الأَصمعي الدَّكْدَاكُ من الرمل ما الْتَبَد بعضه على بعض بالأَرض ولم يرتفع كثيراً وفي الحديث أَنه سأَل جرير بن عبد الله عن منزله فقال سَهْلٌ ودَكْدَاكٌ وسَلَمٌ وأَراكٌ أَي أَن أَرضهم ليست ذات خُزُونة قال لبيد وغيث بدَكْدَاكٍ يَزِينُ وِهَادَهُ نباتٌ كوَشْي العَبْقَريِّ المُخَلَّب والجمع الدَّكادِك والدَّكادِيك وفي حديث عمرو بن مرة إليك أَجُوبُ القُورَ بعد الدَّكادِكِ وقال الراجز يا دار سَلْمَى بدَكادِيكِ البُرَقْ سَقْياً فقد هَيَّجْتِ شَوْق المُشْتَأَقْ والدَّكْدَك والدِّكْدَكُ والدِّكْدَاكُ أَرض فيها غلظ وأَرض مَدْكوكة إذا كثر بها الناس ورُِعاة المال حتى يفسدها ذلك وتكثر فيها آثار المال وأَبواله وهم يكرهون ذلك إلا أَن يجمعهم أَثر سحابة فلا يجدون منه بدّاً وقال أَبو حنيفة أَرض مَدْكوكة لا أَسناد لها تُنْبتُ الرِّمْث ودُكَّ الرجل على صيغة ما لم يسم فاعله فهو مَدْكوك إذا دَكَّتْه الحُمَّى وأَصابه مرض ودَكَّتْه الحمى دكّاً أضعفته وأَمة مِدَكَّةٌ قوية على العمل ورجل مِدَكٌّ بكسر الميم شديد الوطء على الأَرض الأَصمعي صَكَمْتُه ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْتُه ولَكَكْتُه كله إذا دفعته ويوم دَكِيك تامّ وكذلك الشهر والحول يقال أَقمت عنده حولاً دَكيكاً أَي تامّاً ابن السكيت عامٌ دَكِيكٌ كقولك حول كَرِيتٌ أَي تامٌّ قال أَقمت بجُرْجَانَ حولاً دَكِيكا وحَنْظل مُدَكّكٌ يؤكل بتمر أَو غيره ودَكَّكه خلطه يقال دَكَّكُوا لنا وتَدَاكَّ عليه القوم إذا ازدحموا عليه وفي حديث عليّ ثم تَدَاكَكْتم عليَّ تَدَاكُكَ الإبل الهِيم على حياضها أَي ازدحمتم وأَصل الدَّكّ الكسر وفي حديث أَبي هريرة أَنا أَعلم الناس بشفاعة محمد يوم القيامة قال فتَدَاكَّ الناس عليه أَبو عمرو دَكَّ الرجل جاريته إذا جهدها بإلقائه ثقله عليها إذا أَراد جماعها وأَنشد الإبادي فقَدْتُكَ من بَعْلٍ عَلامَ تَدُكُّني بصدرك لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْلي ؟

دلك
دَلَكْتُ الشيءَ بيدي أَدْلُكه دَلْكاً قال ابن سيده دَلَكَ الشيءَ يَدْلُكه دَلْكاً مَرَسه وعَرَكه قال أَبِيتُ أَسْري وتَبِيتي تَدْلُكي وَجْهكِ بالعَنْبَرِ والمِسْكِ الذَّكِي حذف النون من تَبِيتي كما تحذف الحركة للضرورة في قول امرئ القيس فاليومَ أَشْرَبْ غيرَ مُسْتَحْقِب إِثْماً من الله ولا وَاغِلِ وحذفها من تَدْلُكي أَيضاً لأَنه جعلها بدلاً من تَبِيتي أَو حالاً فحذف النون كما حذفها من الأَول وقد يجوز أَن يكون تَبِيتي في موضع النصب بإِضمار أَن في غير الجواب كما جاء في بيت الأَعشى لنا هَضْبة لا ينزل الذُّلُّ وَسْطها ويأْوِي إِليها المُسْتَجِيرُ فيُعْصَبا وَدَلَكْت السنبل حتى انفرك قِشره عن حَبِّه والمَدْلُوك المصقول ودَلَكْتُ الثوب إذا مُصْتَه لتغسله ودَلَكهُ الدهرُ حَنَّكه وعلَّمه ابن الأعرابي الدُّلُك عقلاء الرجال وهم الحُنُك ورجل دَلِيك حَنِيك قد مارس الأُمور وعَرَفها وبعير مَدْلُوك إذا عاوَدَ الأسفار ومرن عليها وقد دَلَكَتْه الأسفارُ قال الراجز على عَلاواكِ على مَدْلُوكِ على رَجِيعِ سَفَرٍ مَنْهوكِ وتَدَلَّك بالشيء تَخَلَّق به والدَّلُوك ما تُدُلِّك به من طيب وغيره وتَدَلَّكَ الرجل أَي دَلَكَ جسده عند الإغتسال وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه كتب إلى خالد بن الوليد إنه بلغني أَنه أُعِدَّ لك دَلُوك عُجِنَ بالخمر وإني أَظنكم آل المُغيرة ذَرْوَ النارِ الدَّلُوك بالفتح اسم الدواء أَو الشيء الذي يُتَدَلَّك به من الغَسُولات كالعَدَس والأُشْنان والأَشْياء المطيبة كالسَّحُور لما يُتَسَحَّر به والفَطُور لما يفطر عليه والدُّلاكةُ ما حُلِب قبل الفِيقة الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقة الثانية وفرس مَدْلُوك الحَجَبة ليس لِحَجَبته إشراف فهي مَلْساء مستوية ومنه قول ابن الأَعرابي يصف فرساً المَدْلُوك الحَجَبةِ الضخم الأَرْنَبةِ ويقال فرس مَدْلُوك الحَرْقَفة إذا كان مستوياً والدَّلِيكُ طعام يتخذ من الزُّبْدِ واللبن شبه الثريد قال الجوهري وأَظنه الذي يقال له بالفارسية جَنْكال خُسْت والدَّلِيكُ التراب الذي تَسْفِيه الرياح ودَلَكَت الشمسُ تَدْلُك دُلوكاً غربت وقيل اصفرَّت ومالت للغروب وفي التزيل العزيز أَقِم الصلاة لدُلُوك الشمس إلى غَسَق الليل وقد دَلَكَتْ زالت عن كَبِدِ السماء قال ما تَدْلُكُ الشمسُ إلا حَذْوَ منْكبِهِ في حَوْمةٍ دونها الهاماتُ والقَصَرُ واسم ذلك الوقت الدَّلَكُ قال الفراء جابر عن ابن عباس في دُلُوك الشمس أنه زوالها الظهرَ قال ورأَيت العرب يذهبون بالدُّلُوك إلى غياب الشمس قال الشاعر هذا مُقامُ قَدَمَيْ رَباحِ ذَبَّبَ حتى دَلَكَتْ بَراحِ يعني الشمس قال أَبومنصور وقد روينا عن ابن مسعود أَنه قال دُلُوك الشمس غروبها وروى ابن هانئ عن الأَخفش أَنه قال دُلُوك الشمس من زوالها إلى غروبها وقال الزجاج دُلُوك الشمس زوالها في وقت الظهر وذلك ميلها للغروب وهو دُلُوكها أَيضاً يقال قد دلَكَتْ بَراحِ وبِراحِ أي قد مالت للزوال حتى كاد الناظر يحتاج إذا تَبَصَّرها أَن يكسر الشُّعاع عن بصره براحته وبَراحِ مثل قطامِ اسم للشمس وروي عن نافع عن ابن عمر قال دُلُوكها ميلها بعد نصف النهار وروي عن ابن الأَعرابي في قوله دَلَكَتْ بِراحِ استريح منها قال الأَزهري والقول عندي أَن دُلوك الشمس زوالها نصف النهار لتكون الآية جامعة للصلوات الخمس والمعنى والله أَعلم أَقِم الصلاة يا محمد أَي أَدِمْها من وقت زوال الشمس إلى غسق الليل فيدخل فيها الأولى والعصر وصلاتا غَسَقِ الليل هما العشاءَان فهذه أَربع صلوات والخامسة قوله وقرآنَ الفَجْر المعنى وأَقم صلاة الفجر فهذه خمس صلوات فرضها الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى أَمته وإذا جعلت الدُّلُوك الغروب كان الأَمر في هذه الآية مقصوراً على ثلاث صلوات فإن قيل ما معنى الدُّلوك في كلام العرب ؟ قيل الدُّلوك الزوال ولذلك قيل للشمس إذا زالت نصف النهار دَالِكة وقيل لها إذا أَفَلَتْ دالكة لأَنها في الحالتين زائلة وفي نوادر الأعراب دَمَكَت الشمس ودَلَكَتْ وعَلَتْ واعْتَلَتْ كل هذا ارتفاعها وقال الفراء في قوله بِراحِ جمع راحة وهي الكف يقول يضع كفه على عينيه ينظر هل غربت الشمس بعد قال ابن بري ويقوّي أَن دلوك الشمس غروبها قول ذي الرمة مَصابيح ليست باللَّواتي يَقُودُها نجومٌ ولا بالآفلاتِ الدَّوالِكِ وتكرر ذكر الدُّلوك في الحديث وأصله المَيْل والدَّلِيكُ ثمر الورد يحمرُّ حتى يكون كالبُسْر وينضج فيحلو فيؤكل وله حَبّ في داخله هو بِزْرهُ قال وسمعت أعرابيّاً من أَهل اليمن يقول للوَرْدِ عندنا دَليكٌ عجيب كأَنه البُسْر كبراً وحُمْرةً حلو لذيذ كأَنه رُطَب يَتَهادى والدَّلِيكُ نبات واحدته دَلِيكة ودُلِكَت الأرض أكلت ورجل مَدْلوك أُلِحَّ عليه في المسألة كلاهما عن ابن الأَعرابي ودَلَك الرجلَ حقه مَطَله ودَلَك الرجلُ غريمَه أي ماطله وسئل الحسن البصري أَيُدالِكُ الرجل امرأَته ؟ فقال نعم إذا كان مُلْفَجاً قال أَبو عبيد قوله يدالك يعني المَطْل بالمهر وكل مماطِل فهو مُدالِك وقال الفراء المُدالِك الذي لا يرفع نفسه عن دَنِيَّةٍ وهو مُدْلِك وهم يفسرونه المَطُول وأَنشد فلا تَعْجَلْ عليَّ ولا تَبُصْني ودالِكْني فإنِّي ذو دَلال وقال بعضهم المُدالكة المصابرة وقال بعضهم المُدالكة الإلحاح في التقاضي وكذلك المُعارَكة والدُّلَكةُ دوَيْبَّة قال ابن دريد ولا أَحقها ودَلُوك موضع

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88