كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

غما
ابن دريد غَما البيتَ يَغْموه غَمْواً ويَغْمِيهِ غَمْياً إذا غَطَّاه وقيل إذا غَطَّاه بالطِّين والخشب والغُّما سَقْفُ البيت وتَثنيته غَمَوان وغَمَيان وهو الغِماءُ أَيضاً والكلمة واوية ويائيَّة وغُمِيَ على المريض وأُغْمِيَ عليه غُشِيَ عليه ثم أَفاقَ وفي التهذيب أُغْمِيَ على فلان إذا ظُنَّ أَنه ماتَ ثم يَرْجِع حَيًّا ورجلٌ غَمًى مُغْمًى عليه وامرأة غَمًى كذلك وكذلك الاثنان والجمعُ والمؤنث لأَنه مصدرٌ وقد ثَنَّاه بعضهم وجَمعه فقال رجلان غَمَيان ورجال أَغْماء وفي التهذيب غميان في التذكير والتأنيث ويقال تَرَكْتُ فلاناً غَمًى مقصورٌ مثل قَفًى أَي مَغْشِيًّا عليه قال ابن بري أَي ذا غَمًى لأَنه مصدر يقال غُمِيَ عليه غَمًى وأُغْمِيَ عليه إغْماءً وأُغْمِيَ عليه فهو مُغْمًى عليه وغُمِيَ عليه فهو مَغْمِيٌّ عليه على مفعول أَبو بكر رجل غَمًى للمُشْرِف على الموت ولا يُثَنَّى ولا يُجْمَع ورجالٌ غَمًى وامرأة غَمًى وأُغْمِيَ عليه الخَبَرُ أَي استَعْجَمَ مثلُ غُمَّ التهذيب ويقال رجلٌ غَمًى ورجلان غَمَيانِ إذا أَصابَه مرَضٌ وأَنشد فراحوا بيَحْبُورٍ تَشِفُّ لِحاهُمُ غَمًى بَيْنَ مَقْضِيٍّ عليه وهائِعِ قال يَحْبورٌ رجلٌ ناعِم تَشِفّ تَحَرَّكُ الفراء تَركْتُهم غَمًى لا يَتَحرَّكون كأَنَّهم قد سَكَنُوا وقال غَمًى البيت فقَصر وقال أَقرب لها وأَبعد إذا تكلَّمْت بكلمةٍ وتَكلَّم الآخرُ بكلمة قال أَنا أَقْرَبُ لها منك أَي أَنا أَقْرَبُ إلى الصوابِ منك والغَمَى سَقْفُ البيتِ فإذا كسَرْتَ الغينَ مَدَدْت وقيل الغَمى القَصَب وما فَوقَ السَّقْفِ من التُّرابِ وما أَشْبَهه والتثنية غَمَيان وغَمَوان عن اللحياني قال والجمع أَغْمِيةٌ وهو شاذٌ ونظيره نَدًى وأَنْدِيةٌ والصحيح أَنَّ أَغْمِيةً جمعُ غِماءٍ كرِداءٍ وأَرْدِيةٍ وأَن جمع غَمًى إنما هو أَغْماءٌ كنَقًى وأَنْقاءٍ وقد غمَيْت البيتَ وغَمَّيْته إذا سقفْتَه ابن دريد وغَمَى البيتِ ما غَمَّى عليه أَي غَطَّى وقال الجعدي يصف ثوراً في كِناسِه مُنَكِّب رَوْقَيْه الكِناسَ كأنه مُغَشًّى غَمًى إلا إذا ما تَنَشَّرا قال تَنَشَّر خرج من كناسه قال ابن بري غَمى كل شيءٍ أَعلاه والغَمى أَيضاً ما غُطِّي به الفرسُ ليَعْرِقَ قال غَيْلانُ الرَّبَعي يصف فرساً مُداخَلاً في طِوَلٍ وأَغْماءٌ وأُغْمِيَ يومُنا دامَ غَيْمُه وأُغْمِيَتْ ليلَتُنا غُمَّ هلالُها ولَيْلَة مُغْماةٌ وفي حديث الصوم فإن أُغْمِيَ عَلَيْكمْ وفي رواية فإن غُمِّي عَلَيْكُمْ يقال أُغْمِيَ عَلينا الهِلالُ وغُمِّيَ فهو مُغْمىً ومُغَمّىً إذا حالَ دونَ رُؤْيته غَيمٌ أَو قَتَرَة كما يقال علينا وفي السَّماء غَمًى وغَمْيٌ إذا غُمَّ عليهم الهِلالُ وليس من لفظِ غُمَّ الجوهري ويقال صُمْنا للِغُمَّى وللْغَمَّى بالفتح والضم أي صُمنا من غير رُؤيةِ إذا غُمَّ علَيهم الهلال وأَصلُ التَّغٌمِيَة الستْرُ والتَّغْطِية ومنه أُغْمِيَ على المريض إذا أُغْشِيَ عليه كأَنَّ المَرَضَ سَتَر عَقْلَه وغَطَّاه وهي لَيْلَةُ الغُمَّى قال الراجز لَيْلَة غُمَّى طامِس هِلالُها أَوْغَلْتُها ومُكْرَةٌ إيغالُها قال ابن بري هذا الفصل ذكره الجوهري ههنا وحقُّ هذا الفصل أَن يذكر في فصل غمم لا في فصل غَمى لأنه من غُمَّ علَيهم الهلالُ التهذيب وفي الحديث فإن غُمِّيَ علَيكُم وفي رواية فإن أُغْمِيَ عليكم وفي رواية فإن غُمَّ علَيْكُمْ فأَكْمِلوا العِدَّةَ والمعنى واحدٌ يقال غُمَّ علَينا الهِلالُ فهو مَغْمُومٌ وأُغْمِيَ فهو مُغْمًى وكان على السماء غَمْيٌ مثل غَشْيٍ وغَمٌّ فحالَ دونَ رُؤيَة الهلالِ

غنا
في أَسْماء الله عز وجل الغَنِيُّ ابن الأثير هو الذي لا يَحْتاجُ إلى أَحدٍ في شيءٍ وكلُّ أَحَدٍ مُحْتاجٌ إليه وهذا هو الغِنى المُطْلَق ولا يُشارِك الله تعالى فيه غيرُهُ ومن أَسمائه المُغْني سبحانه وتعالى وهو الذي يُغني من يشاءُ من عِباده ابن سيده الغنى مقصورٌ ضدُّ الفَقْر فإذا فُتِح مُدَّ فأَما قوله سَيُغْنِيني الذي أَغْناكَ عني فلا فَقْرٌ يدوُمُ ولا غِناءٌ فإنه يُروى بالفتح والكسر فمن رواه بالكسر أَراد مصدَرَ غانَيْت ومن رواه بالفتح أَراد الغِنى نَفْسه قال أَبو اسحق إنما وَجْهُه ولا غَناء لأَن الغَناء غيرُ خارجٍ عن معنى الغِنى قال وكذلك أَنشده من يُوثَقُ بعِلْمِه وفي الحديث خيرُ الصَّدَقَةِ ما أَبْقَتْ غِنًى وفي رواية ما كان عن ظَهْرِ غِنًى أَي ما فَضَل عن قُوت العيال وكِفايتِهِمْ فإذا أَعْطَيْتَها غَيْرَك أَبْقَيْتَ بعدَها لكَ ولهُم غِنًى وكانت عن اسْتِغْناءٍ منكَ ومِنْهُم عَنْها وقيل خيرُ الصَّدَقَة ما أَغْنَيْتَ به مَن أَعْطَيْته عن المسأَلة قال ظاهر هذا الكلامِ أَنه ما أَغْنى عن المَسْأَلة في وقْتِه أَو يَوْمِه وأَما أَخْذُه على الإطلاق ففيه مَشقَّة للعَجْزِ عن ذلك وفي حديث الخيل رجلٌ رَبَطها تَغَنِّياً وتَعَفُّفًا أَي اسْتَغْناءً بها عن الطَّلب من الناس وفي حديث الجُمعة مَن اسْتَغْنى بلَهْوٍ أَو تِجارةٍ اسْتَغْنى الله عنه واللهُ غَنِيٌّ حَمِيد أَي اطَّرَحَه اللهُ ورَمَى به من عَيْنه فِعْلَ من اسْتَغْنى عن الشيء فلم يَلْتَفِتْ إليه وقيل جَزاهُ جَزاءَ اسْتِغْنائه عنها كقوله تعالى نَسُوا الله فنَسِيَهُم وقد غَنِيَ به عنه غُنْية وأَغْناه الله وقد غَنِيَ غِنىً واسْتَغْنى واغْتَنى وتَغَانَى وتَغَنَّى فهو غَنِيٌّ وفي الحديث ليس مِنَّا مَنْ لم يَتَغَنَّ بالقرآنِ قال أَبو عبيد كان سفيانُ بنُ عُيَيْنة يقول ليسَ مِنَّا مَنْ لم يَسْتَغنِ بالقرآن عن غيرِه ولم يَذْهَبْ به إلى الصوت قال أَبو عبيد وهذا جائزٌ فاش في كلام العرب ويقول تَغَنَّيْت تَغَنِّياً بمعنى اسْتَغْنَيْت وتَغانَيْتُ تَغانِياً أَيضاً قال الأعشى وكُنْتُ امْرَأً زَمَناً بالعِراق عَفِيفَ المُناخِ طَويلَ التَّغَنْ يريد الاسْتِغْناءَ وقيل أَرادَ مَنْ لم يَجْهَر بالقراءة قال الأزهري وأَما الحديث الآخر ما أُذِنَ الله لشيءٍ كأَذَنِه لنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآنِ يَجْهَرُ به قال فإنَّ عبدَ الملِك أَخْبرني عن الربيع عن الشافعي أَنه قال معناه تَحْسِينُ القِراءةِ وتَرْقِيقُها قال ومما يُحَقّقُ ذلك الحديثُ الآخرُ زَيِّنُوا القرآن بأصواتكم قال ونحوَ ذلك قال أبو عبيد وقال أَبو العباس الذي حَصَّلْناه من حُفَّاظ اللغة في قوله صلى الله عليه وسلم كأَذَنِه لِنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآنِ أَنه على مَعْنَيَيْنِ على الاستغناء وعلى التَّطْرِيبِ قال الأزهري فمن ذهَب به إلى الاستغناء فهو من الغِنى مقصورٌ ومن ذهَب به إلى التَّطْرِيبِ فهو من الغِناء الصَّوْتِ ممدودٌ الأصمعي في المقصور والممدود الغِنى من المال مقصورٌ ومن السِّماعِ ممدود وكلُّ مَنْ رَفَع صوتَه ووَالاهُ فصَوْتُه عند العرب غِناءٌ والغَناءُ بالفتح النَّفْعُ والغِناء بالكسر من السَّماع والغِنَى مقصورٌ اليَسارُ قال ابن الأعرابي كانت العرب تتَغَنَّى بالرُّكْبانيِّ
( * قوله « الركباني » في هامش نسخة من النهاية هو نشيد بالمد والتمطيط يعني ليس منا من لم يضع القرآن موضع الركباني في اللهج به والطرب عليه )
إذا رَكِبَت الإبلَ وإذا جَلَست في الأفْنِية وعلى أَكثر أَحوالها فلمَّا نَزَلَ القرآنُ أَحبَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَن يكون هِجِّيرَاهُم بالقرآن مكانَ التَّغَنِّي بالرُّكْبانيِّ وأَوْلُ مَن قرَأَ بالأَلحانِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ أبي بَكْرة فَوَرِثَه عنه عَبَيْدُ الله بنُ عُمر ولذلك يقال قرأْتُ العُمَرِيَّ وأَخَذ ذلك عنه سعيدٌ العَلاَّفُ الإباضيُّ وفي حديث عائشة رضي الله عنها وعندي جارِيتان تُغَنِّيانِ بغِناءِ بُعاثَ أَي تُنْشِدانِ الأشعارَ التي قيلَتْ يومَ بُعاث وهو حربٌ كانت بين الأنصار ولم تُرِدِ الغِناء المعروفَ بين أَهلِ اللَّهْوِ واللَّعِبِ وقد رَخَّصَ عمر رضي الله عنه في غناءِ الأعرابِ وهو صوتٌ كالحُداءِ واسْتَغْنَى اللهَ سأَله أَن يُغْنِيهَ عن الهَجَري قال وفي الدعاء اللهمَّ إني أَسْتَغْنِيكَ عن كلِّ حازِمٍ وأَسْتَعِينُك على كلِّ ظالِمٍ وأَغْناهُ اللهُ وغَنَّاه وقيل غَنَّاه في الدعاء وأَغْناه في الخبر والاسم من الاستغناء عن الشيء الغُنْيَة والغُنْوة والغِنْية والغُنْيانُ وتَغانُوا أَي استغنى بعضهم عن بعض قال المُغيرة ابن حَبْناء التَّميمي كِلانا غَنِيٌّ عن أَخِيه حَياتَه ونَحْنُ إذا مُتْنا أَشَدُّ تَغانِيَا واستغنى الرجلُ أَصابَ غِنًى أَبو عبيد أَغْنَى اللهُ الرجلَ حتى غَنِيَ غِنًى أَي صار له مالٌ وأًقناه اللهُ حتى قَنِيَ قِنًى وهو أَن يَصيرَ له قِنيةٌ من المال قال الله عز وجل وأَنّهُ هو أَغْنَى وأَقْنى وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنَّ غُلاماً لأَناسٍ فُقِراء قَطَع أُذُنَ غُلامٍ لأَغْنِياءَ فأَتَى أَهلُه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يَجْعَلْ عليه شيئاً قال ابن الأثير قال الخطَّابي كانَ الغلامُ الجاني حُرًّا وكانت جِنايتُه خَطَأَ وكانت عاقِلَتُه فقراءَ فلا شيء عليهم لفَقْرِهم قال ويُشْبِه أَن يكون الغلامُ المَجْنيّ عليه حُرًّا أَيضاً لأنه لو كان عبداً لم يكن لاعتذارِ أَهلِ الجاني بالفَقْرِ معنًى لأن العاقلة لا تَحْمِلُ عبداً كما لا تحْمِلُ عَمْداً ولا اعترافاً فأمّا المَمْلوك إذا جنَى على عَبْدٍ أو حُرٍّ فجنايَتُه في رَقَبَتِه وللفُقهاء في اسْتِيفائها منه خلافٌ وقول أبي المُثَلّم
لَعَمْرُكَ والمَنايا غالِياتٌ ... وما تُغْني التَّمِيماتُ الحِمامَا
( * قوله « غاليات » هو هكذا في المحكم بالمثناة )
أراد من الحِمامِ فحذَفَ وعَدَّى قال ابن سيده فأَما ما أُثِرَ من
أَنه قيلَ لابْنةِ الخُسِّ ما مِائةٌ من الضأْنِ فقالت غِني فرُوِي أَن بعضَهم قال الغِنَى اسمُ المِائةِ من الغَنمِ قال وهذا غيرُ معروفٍ في موضوعِ اللغةِ وإنما أَرادَتْ أَن ذلك العدَدَ غِنًى لمالِكِه كما قيل لها عند ذلك وما مِائةٌ من الإبلِ فقالت مُنى فقيل لها وما مِائة من الخيل ؟ فقالت لا تُرَى فمُنى ولا تُرَى ليسا باسمَين للمائة من الإبلِ والمِائةِ من الخَيْلِ وكتَسْمِية أبي النَّجْم في بعضِ شعْره الحِرْباء بالشقِيِّ وليس الشَّقِيُّ باسمٍ للحِرْباء وإنما سمَّاه به لمكابَدَتِه للشمسِ واستِقبالِه لها وهذا النحوُ كثيرٌ والغَنِيُّ والغاني ذُو الوَفْرِ أَنشد ابن الأعرابي لعَقِيل بن عُلَّفة قال أَرى المالَ يَغْشَى ذا الوُصُومِ فلا تُرى ويُدْعى من الأشرافِ مَن كان غانِيا وقال طرفة وإن كنتَ عنها غانياً فاغْنَ وازْدَدِ ورجل غانٍ عن كذا أَي مُسْتَغْنٍ وقد غَنِيَ عنه وما لَك عنه غِنًى ولا غُنْيَةٌ ولا غُنْيانٌ ولا مَغْنًى أَي ما لك عنهُ بُدٌّ ويقال ما يُغْني عنك هذا أي ما يُجْزِئُ عنك وما يَنْفَعُك وقال في معتل الألف عنه غُنْوَةٌ أَي غِنًى حكاه اللحياني عن الكسائي والمعروف غُنية والغانيَةُ من النساء التي غَنِيَتْ بالزَّوْج وقال جميل أُحبُّ الأيامى إذْ بُثَيْنَةُ أَيِّمٌ وأَحْبَبْتُ لمَّا أَن غَنِيتِ الغَوانيا وغَنِيَت المرأةُ بزَوْجِها غُنْياناً أَي اسْتَغْنَتْ قال قَيْسُ بنُ الخَطيم أَجَدَّ بعَمْرة غُنْيانُها فتَهْجُرَ أَمْ شانُنا شانُها ؟ والغانِيَةُ من النساء الشابَّة المُتَزَوّجة وجمعُها غَوانٍ وأَنشد ابن بري لنُصَيْب فهَل تَعُودَنْ لَيالينا بذي سَلمٍ كما بَدَأْنَ وأَيّامي بها الأُوَلُ أَيّامُ لَيلى كعابٌ غيرُ غانِيَةٍ وأَنتَ أَمْرَدُ معروفٌ لَك الغَزَلُ والغانية التي غَنِيَتْ بحُسْنِها وجمالها عن الحَلْي وقيل هي التي تُطْلَب ولا تَطْلُب وقيل هي التي غَنِيَتْ ببَيْتِ أَبَويْها ولم يَقَعْ عليها سِباءٌ قال ابن سيده وهذه أَعْزَبُها وهي عن ابن جني وقيل هي الشابَّة العَفيفة كان لها زَوْجٌ أَو لم يكُنْ الفراء الأَغْناءُ إملاكاتُ العَرائسِ وقال ابن الأعرابي الغِنى التَّزْويجُ والعَرَبُ تقول الغِنى حِصْنُ العَزَب أَي التَّزْويجُ أَبو عبيدة الغَواني ذواتُ الأزْواج وأَنشد أَزْمانُ ليلى كعابٌ غيرُ غانِيَةٍ وقال ابن السكيت عن عمارة الغَواني الشَّوابُّ اللَّواتي يُعْجِبْنَ الرجالَ ويُعْجِبُهُنَّ الشُّبَّانُ وقال غيره الغانية الجاريَةُ الحَسْناءُ ذاتَ زوْج كانت أَو غيرَ ذاتِ زَوْج سميِّتْ غانِيَة لأنها غَنِيَتْ بحُسْنِها عن الزينَة وقال ابن شميل كلُّ امْرأَة غانِيَةٌ وجمعها الغَواني وأَما قول ابنِ قيس الرُّقَيَّات لا بارَكَ اللهُ في الغَوانِي هَلْ يُصْبِحْنَ إلاَّ لَهُنَّ مُطَّلَب ؟ فإنما حرَّك الياءَ بالكَسْرة للضَّرُُورة ورَدَّه إلى أَصْله وجائزٌ في الشعر أَن يُرَدَّ الشيءُ إلى أَصْله وأَخُو الغَوَانِ متى يَشأْ يَصْرِمْنَهُ ويَعُدْنَ أَعْداءً بُعَيْدَ ودادِ إنما أَراد الغَواني فحذَف الياء تشبيهاً لِلام المَعْرفة بالتنوين من حيث كانت هذه الأشياءُ من خَواصِّ الأَسماء فحذَفَ الياءَ لأَجل اللام كما تحذِفها لأجل التنوين وقول المثَقّب العَبْدي هَلْ عندَ غانٍ لفُؤادٍ صَدِ مِنْ نَهْلَةٍ في اليَوْمِ أَوْ في غَدِ ؟ إنما أَراد غانِيَةِ فذَكّرَ على إرادة الشخص وقد غَنِيَتْ غِنًى وأَغْنى عنه غَناء فلانٍ ومَغْناه ومَغْناتَه ومُغْناهُ ومُغْناتَه نابَ عنه وأَجْزَأَ عنه مُجْزَأَه والغَناءُ بالفتح النَّفْعُ والغَناءُ بفتح الغين ممدودٌ الإجْزاءُ والكفايَة يقال رَجُلٌ مُغْنٍ أَي مُجْزئٌ كافٍ قال ابن بري الغَناءُ مصدرُ أَغْنى عنْكَ أَي كَفاكَ على حَذْفِ الزّوائد مثل قوله وبعْدَ عَطائِك المائَةَ الرِّتاعا وفي حديث عثمان أَنّ عَلِيًّا رضي الله عنهُما بَعث إليه بصَحيفة فقال للرّسول أَغْنِها عَنَّا أَي اصْرفْها وكُفَّها كقوله تعالى لكلِّ امْرِئٍ منهم يومئذ شأْنٌ يُغْنِيه أَي يَكُفُّه ويَكْفِيه يقال أَغْنِ عَني شَرَّكَ أَي اصْرِفْه وكُفَّهُ ومنه قوله تعالى لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ من الله شيئاً وحديث ابن مسعود وأَنا لا أُغْني لو كانت مَنَعَة أَي لو كان مَعِي مَنْ يَمْنَعُني لكَفَيْت شَرَّهم وصَرَفْتُهم وما فيه غَناءُ ذلك أَي إقامَتُه والاضْطلاعُ به

( غنذي ) التهذيب قال أَبو تراب سَمِعتُ الضبابي يقول إِنَّ فُلانة لتُعَنْذِي بالناسِ وتُغَنْذي بهم أَي تُغْرِي بهم ودَفَع الله عَنْكَ غَنْذاتَها أَي إِغْراءَها

( غوي ) الغَيُّ الضَّلالُ والخَيْبَة غَوَى بالفَتح غَيّاً وغَوِيَ غَوايَةً الأَخيرة عن أَبي عبيد ضَلَّ ورجلٌ غاوٍ وغَوٍ وغَوِيٌّ وغَيَّان ضالٌّ وأَغْواه هو وأَنشد للمرقش فمَنْ يَلْقَ خَيراً يَحْمَدِ الناسُ أَمْرَه ومَنْ يَغْوَ لا يَعْدَمْ عَلى الغَيِّ لائمَا وقال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة وهَلْ أَنا إِلاَّ مِنْ غَزِيَّة إِن غَوَتْ غَوَيْتُ وإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّة أَرْشُدِ ؟ ابن الأَعرابي الغَيُّ الفَسادُ قال ابن بري غَوٍ هو اسمُ الفاعِلِ مِنْ غَوِيَ لا من غَوَى وكذلك غَوِيٌّ ونظيره رَشَدَ فهو راشِدٌ ورَشِدَ فهو رَشِيدٌ وفي الحديث مَنْ يُطِع اللهَ ورَسُولَه فقَدْ رَشَد ومن يَعْصِمها فقَدْ غَوَى وفي حديث الإِسراء لو أَخَذْت الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُك أَي ضَلَّت وفي الحديث سَيكونُ عَلَيْكم أَئِمَّةٌ إِن أَطَعْتُوهُم غَوَيْتُهم أَي إِنْ أَطاعُوهم فيما يأْمُرُونَهم به من الظُّلْم والمعاصي غَوَوْا أَي ضَلّوا وفي حديث موسى وآدم عليهما السلام أَغْوَيْتَ الناس أَي خَيَّبْتَهُم يقال غَوَى الرجُلُ خابَ وأَغْواه غَيْرُه وقوله عز وجل فعَصَى آَدَمُ ربَّه فَغَوَى أَي فسَدَ عليه عَيْشُه قال والغَوَّةُ والغَيَّةُ واحد وقيل غَوَى أَي ترَك النَّهْيَ وأَكلَ من الشَّجَرة فعُوقِبَ بأَنْ أُخْرِجَ من الجنَّة وقال الليث مصدر غَوَى الغَيُّ قال والغَوايةُ الانْهِماكُ في الغَيِّ ويقال أَغْواه الله إِذا أَضلَّه وقال تعالى فأَغْويْناكمْ إِنَّا كُنا غاوِينَ وحكى المُؤَرِّجُ عن بعض العرب غَواهُ بمعنى أَغْواهُ وأَنشد وكائِنْ تَرَى منْ جاهِلٍ بعدَ عِلْمِهِ غَواهُ الهَوَى جَهْلاً عَنِ الحَقِّ فانغَوَى قال الأَزهري لو كان عَواه الهَوَى بمعنى لَواهُ وصَرَفه فانْعَوَى كان أَشبَه بكلامِ العرب وأَقرب إِلى الصواب وقوله تعالى فَبِما أَغْوَيْتَني لأَقْعُدَنَّ لهُمْ صِراطَك المُسْتَقِيمَ قيلَ فيه قَولانِ قال بَعْضُهُم فَبما أَضْلَلْتَني وقال بعضهم فَبما دَعَوْتَنِي إِلى شيءٍ غَوَيْتُ به أَي غَوَيْت من أَجلِ آدَمَ لأَقْعُدَنَّ لهُم صِراطَك أَي على صِراطِك ومثله قوله ضُرِبَ زيدٌ الظَّهْرَ والبَطْنَ المعنى على الظهر والبَطْنِ وقوله تعالى والشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُم الغاووُن قيل في تفسيره الغاوون الشياطِينُ وقيل أَيضاً الغاوُونَ من الناس قال الزجاج والمعنى أَنَّ الشاعرَ إِذا هَجَا بما لا يجوزُ هَوِيَ ذلك قَوْمٌ وأَحَبُّوه فهم الغاوون وكذلك إِن مَدَح ممدوحاً بما ليس فيه وأَحَبَّ ذلك قَوْمٌ وتابَعوه فهم الغاوُون وأَرْضٌ مَغْواةٌ مَضَلة والأُغْوِيَّةُ المَهْلَكة والمُغَوَّياتُ بفتح الواو مشددة جمع المُغَوَّاةِ وهي حُفْرَةٌ كالزُّبْية تُحْتَفَر للأَسَدِ وأَنشد ابن بري لمُغَلّس بن لَقِيط وإِنْ رَأَياني قد نَجَوْتُ تَبَغَّيَا لرِجْلي مُغَوَّاةً هَياماً تُرابُها وفي مثل للعرب مَن حَفَرَ مُغَوَّاةً أَوْشَكَ أَن يَقَع فيها ووَقَعَ الناسُ في أَغْوِيَّةٍ أَي في داهيَة وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه قال إِن قُرَيْشاً تريدُ أَن تكونَ مُغْوِياتٍ لمال اللهِ قال أَبو عبيد هكذا روي بالتخفيف وكسر الواو قال وأَما الذي تَكَلَّمَت به العرب فالمُغَوَّياتُ بالتشديد وفتح الواو واحدتها مُغَوَّاةٌ وهي حُفْرةٌ كالزُّبْية تُحْتَفَرُ للذئْبِ ويجعلُ فيها جَدْيٌ إِذا نَظر الذئبُ إِليه سقَط عليه يريدهُ فيُصادُ ومن هذا قيلَ لكلْ مَهْلَكة مُغَوَّاةٌ وقال رؤبة إِلى مُغَوَّاةِ الفَتى بالمِرْصاد يريد إِلى مَهْلَكَتِه ومَنِيَّتِه وشَبَّهَها بتلك المُغَوَّاةِ قال وإِنما أَراد عمر رضي الله عنه أَن قريشاً تريدُ أَن تكونَ مهلكَةً لِمالِ اللهِ كإِهلاكِ تلك المُغَوَّاة لما سقط فيها أَي تكونَ مصايدَ للمالِ ومَهالِكَ كتلك المُغَوَّياتِ قال أَبو عمرو وكلُّ بئرٍ مُغَوَّاةٌ والمُغَوَّاة في بيت رُؤبة القَبْرُ والتَّغاوي التَّجَمُّع وتَغاوَوْا عليه تَعاوَنُوا عليه فقَتَلُوه وتَغاوَوْا عليه جاؤوه من هُنا وهُنا وإِن لم يَقْتُلُوه والتَّعاوُن على الشَّرِّ وأَصلُه من الغَواية أَو الغَيِّ يُبَيِّن ذلك شِعْرٌ لأُخْتِ المنذِرِ بنِ عمرو الأَنصارِيّ قالَتْه في أَخيها حين قَتَله الكفار تَغاوَتْ عليه ذِئابُ الحِجاز بَنُو بُهْثَةٍ وبَنُو جَعْفَرِ وفي حديث عثمان رضي الله عنه وقتْلَته قال فتَغاوَوْا واللهِ عليه حتى قَتلوه أَي تَجَمَّعوا والتَّغاوي التَّعاوُنُ في الشَّرِّ ويقال بالعين المهملة ومنه حديث المسلِم قاتِل المشرِكِ الذي كان يَسُبُّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فتَغاوى المشركون عليه حتى قتلوه ويروى بالعين المهملة قال والهرويّ ذكرَ مَقْتَل عثمانَ في المعجمة وهذا في المهملة أَبو زيد وقَع فلان في أُغْوِيَّة وقي وامِئة أَي في داهية الأَصمعي إذا كانت الطيرف تَحُومُ على الشيء قيل هي تَغايا عليه وهي تَسُومُ عليه وقال شمر تَغايا وتَغاوَى بمعنى واحدٍ قال العجاج وإنْ تَغاوَى باهِلاً أَو انْعَكَرْ تَغاوِيَ العِقْبانِ يَمْزِقْنَ الجَزَرْ قال والتَّغاوي الارتقاءُ والانْحِدارُ كأَنه شيءٌ بعضُه فوْق بعضٍ والعِقْبانُ جمع العُقابِ والجَزَرُ اللحْمُ وغَوِيَ الفصيلُ والسَّخْلَة يَغْوي غَوىً فهو غَوٍ بَشِمَ من اللَبنِ وفَسَدَ جَوْفُه وقيل هو أَن يُمْنَع من الرَّضاعِ فلا يَرْوى حتى يُهْزَل ويَضُرَّ به الجوعُ وتَسُوءَ حالُه ويموتَ هُزالاً أَو يكادَ يَهْلِكُ قال يصف قوساً مُعَطَّفَة الأثْناء ليس فَصِيلُها بِرازِئِها دَراً ولا مَيِّت غَوَى وهو مصدرٌ يعني القوسَ وسَهْمَاً رمى به عنها وهذا من اللُّغَزِ والغَوى البَشَمُ ويقال العَطَش ويقال هو الدَّقى وقال الليث غَوِيَ الفَصِيلُ يَغْوى غَوىً إذا لم يُصِبْ رِيّاً من اللَّبن حتى كاد يَهْلِك قال أَبو عبيد يقال غَويتُ أَغْوى وليست بمعروفة وقال ابن شميل غَويَ الصبيُّ والفَصِيلُ إذا لم يَجِدْ من اللَّبَنِ إلاَّ عُلْقَةً فلاَ يَرْوَى وتَراهُ مُحْثَلاً قال شمر وهذا هو الصحيح عند أَصحابنا والجوهري والغَوى مصدرُ قولِكَ غَوِيَ الفَصِيلُ والسَّخْلَة بالكسر يَغْوَى

غوى
ً قال ابن السكيت هو أَنْ لا يَرْوى من لِبَإ أُمّه ولا يَرْوى من اللبن حتى يموتَ هُزالاً قال ابن بري الظاهر في هذا البيت قولُ ابن السكيت والجمهور على أَن الغَوَى البَشَم من اللَّبَن وفي نوادر الأَعراب يقال بتُّ مغْوًى وغَوًى وغَوِيّاً وقاوِياً وقَوًى وقَويّاً ومُقْوِياً إذا بِتَّ مُخْلِياً مُوحِشاً ويقال رأَيته غَوِيًّا من الجوع وقَويًّا وَضوِيًّا وطَوِيًّا إذا كان جائِعًا وقول أَبي وجزة حتَّى إذا جَنَّ أَغْواءُ الظَّلامِ لَهُ مِنْ فَوْرِ نَجْمٍ من الجَوزاء مُلْتَهِبِ أَغْواءُ الظَّلام ما سَتَرَكَ بسَوادِهِ وهو لِغَيَّة ولِغِيَّة أَي لزَنْيَةٍ وهو نَقِيضُ قولك لِرَشْدَةٍ قال اللحياني الكسر في غِيَّةٍ قليلٌ والغاوي الجَرادُ تقول العرب إذا أَخْصَبَ الزمانُ جاء الغاوي والهاوي الهادي الذئبُ والغَوْغاء الجَرادُ إذا احْمَرَّ وانْسَلَخ من الأَلْوان كلِّها وبَدَتْ أَجنِحتُه بعد الدَّبى أَبو عبيد الجَرادُ أَوّل ما يكونُ سَرْوَةٌ فإذا تَحَرَّكَ فهو دَبًى قبل أَن تَنْبُتَ أَجنِحَتُه ثم يكونُ غَوْغاء وبه سُمِّي الغَوْغاءُ والغاغَةُ من الناس وهم الكثير المختلطون وقيل هو الجراد إذا صارت له أَجنحة وكادَ يَطيرُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَقِلَّ فيَطِيرَ يُذَكَّر ويُؤَنَّث ويُصْرَفُ ولا يُصْرف واحِدتُه غَوْغاءةٌ وغَوْغاةٌ وبه سُمِّي الناسُ والغَوْغاء سَفِلَة الناسِ وهو من ذلك والغَوْغاء شيءٌ يُشبهُ البَعُوضَ ولا يَعَضُّ ولا يُؤذي وهو ضعيف فمَن صَرَفه وذَكَّرَهُ جَعَله بمنزلة قَمْقام والهمزةُ بدلٌ من واو ومن لم يَصْرِفْه جَعَله بمنزلة عَوْراء والغَوْغاء الصَّوتُ والجَلَبة قال الحرث بنُ حِلِّزة اليشكري أَجْمَعُوا أَمْرَهم بلَيْلٍ فلمَّا أَصْبَحُوا أَصْبَحَت لهم غَوْغاءُ ويروى ضَوْضاءُ وحكى أَبو عليّ عن قُطْرُب في نوادِرَ له أَنّ مُذَكَّرَ الغَوْغاء أَغْوَغُ وهذا نادرٌ غيرُ معروف وحكي أَيضاً تَغَاغى عليه الغَوْغاء إذا رَكِبُوه بالشَّرِّ أَبو العباس إذا سَمَّيْتَ رجلاً بغَوْغاء فهو على وجهين إن نَوَيْتَ به ميزانَ حَمراءَ لم تصرفه وإن نَوَيتَ به ميزانَ قعْقاع ٍ صَرَفْتَه وغَوِيٌّ وغَوِيَّةُ وغُوَيَّةُ أَسماءٌ وبَنُو غَيَّانَ حَيٌّ همُ الذين وَفَدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم من أَنتم ؟ فقالوا بَنو غَيّانَ قال لهم بَنُو رَشْدانَ فبناه على فَعْلانَ علماً منه أَن غَيّانَ فَعْلانُ وأَنَّ فَعْلانَ في كلامهم مما في آخره الألفُ والنونُ أَكثرُ من فَعَّالٍ مما في آخره الألف والنون وتعليلُ رَشْدانَ مذكور في مَوْضِعه وقوله تعالى فسوفَ يَلْقَونَ غَيًّا قيل غيٌّ وادٍ في جَهَنَّم وقيل نهر وهذا جدير أَن يكون نهراً أَعَدَّه الله للغاوين سَمَّاه غَيًّا وقيل معناه فسَوْفَ يَلْقَوْنَ مُجازاة غَيِّهم كقوله تعالى ومَنْ يَفْعَلْ ذلك يَلْقَ أَثاماً أَي مُجازاةَ الأَثامِ وغاوَةُ اسمُ جَبَل قال المُتَلَمّس يخاطب عمرو بنَ هِنْدِ فإذا حَلَلْتُ ودُونَ بَيْتيَ غاوَةٌ فابْرُقْ بأَرْصِكَ ما بَدا لَكَ وارْعُدِ

غيا
الغايةُ مَدَى الشيء والغايَةُ أَقْصى الشيء الليْثُ الغايَةُ مَدى كلِّ شيءٍ وأَلِفُه ياءٌ وهو من تأْليف غَيْنٍ وياءَينِ وتَصْغيرُها غُيَيَّة تقول غَيَّيْت غاية وفي الحديث أَنه سابَق بَيْنَ الخَيْلِ فجعَلَ غايةَ المُضَرَّةِ كذا هو من غاية كلِّ شيءٍ مَداهُ ومُنْتَهاه وغاية كلِّ شيءٍ مُنْتهاهُ وجمعها غاياتٌ وغايٌ مثلُ ساعَةٍ وساعٍ قال أَبو إسحق الغاياتُ في العَروضِ أَكْثرُ مُعْتَلاًّ لأنَّ الغاياتِ إذا كانت فاعِلاتُنْ أَو مَفاعِيلُنْ أَو فَعُولُن فقد لَزِمَها أَنْ لا تُحْذَف أَسْبابُها لأَنَّ آخِرَ البَيتِ لا يكونُ إلا ساكناً فلا يجوزُ أَن يُحَذَف الساكنُ ويكونَ آخِرُ البيتِ مُتَحَرِّكاً وذلك لأن آخر البيت لا يكون إلاَّ ساكناً فمن الغايات المَقٌطُوعُ والمَقصورُ والمَكْشوف والمَقْطُوف وهذه كلها أشياء لا تكون في حَشْوِ البيتِ وسُمِّي غايَةً لأَنه نهاية البيت قال ابن الأنباري قول الناس هذا الشيءُ غايةٌ معناه هذا الشيءُ علامةٌ في جِنْسِه لا نظيرَ له أَخذاً من غايةِ الحَرْب وهي الرايَة ومن ذلك غايَةُ الخَمَّارِ خِرْقَةٌ يَرْفَعُها ويقال معنى قولهم هذا الشيءُ غايةٌ أَي هو مُنْتَهَى هذا الجِنْسِ أُخِذَ من غاية السَّبْقِ قَصَبَة تُنْصَب في الموضع الذي تَكُونُ المُسابَقَةُ إليه ليَأْخُذها السابِقُ والغاية الرابة يقال غَيَّيْت غايَةً وفي الحَديث أَنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال في الكوائنِ قبلَ الساعَةِ منها هُدْنَةٌ تكونُ بَيْنَكُم وبين بني الأَصْفرِ فيَغْدِرُون بِكُمْ وتَسِيرُون إليهم في ثمانينَ غايةً يحت كلِّ غايَةٍ اثْنا عَشَر أَلْفاً الغايَةُ والرَّاية سواءٌ ورواه بعضهم في ثمانين غابَة بالباء قال أَبو عبيد من رواه غايَةً بالياء فإنه يريد الرايَة وأَنشد بيت لبيد قَدْ بِتُّ سامِرَها وغايَةَ تاجِرٍ وافَيْت وإذْ رُفِعَتْ وعَزَّ مُدامُها قال ويقال إنَّ صاحِبَ الخَمْرِ كانَتْ له رايَة يَرْفَعُها ليُعْرَف أَنَّه بائِعُ خَمْرٍ ويقال بَلْ أَرادَ بقوله غايَةَ تاجِرٍ أَنها غايَة متاعِه في الجَودَةِ قال ومن رَواه غابَة بالباء يريد الأَجَمَة شَبَّه كثْرَة الرِّماح في العسكر بها قال أَبو عبيد وبعضهم روى الحديث في ثمانين غَيايَةً وليس ذلك بمحْفوظ ولا موضِعَ للغَياية ههنا أَبو زيد غَيَّيْت للقَوم تَغْيِيًّا ورََيَّيْت لهم تَرْيِياًّ جَعَلْت لهم غايةً وراية وغايةُ الخَمَّارِ رايتُه وغَيّاها عَمِلَها وأَغْياها نَصبَها والغاية القَصَبة التي يُصادُ بها العَصافيرُ والغَيايَة السحابة المُنْفَرِدَة وقيل الواقِفة عن ابن الأَعرابي والغيَايَةُ ظِلُّ الشمسِ بالغَداةِ والعَشيِّ وقيل هو ضَوْءُ شُعاعِ الشَّمْسِ وليس هو نَفْسَ الشُّعاعِ قال لبيد فتَدَلَّيْت عليه قافِلاً وعلى الأَرضِ غَياياتُ الطَّفَلْ وكلُّ ما أَظَلَّك غَيايَةٌ وفي الحديث تَجِيءُ الَقَرة وآلُ عِمْران يومَ القيامَة كأَنَّهما غَمامَتان أَو غَيايَتان الأَصمعي الغَيايَة كل شيءٍ أَظَلَّ الإنسانَ فوق رَأَسِهِ مثلُ السّحابة والغَبَرة والظِّلِّ ونحوِه ومنه حديث هِلالِ رمضان فإن حالَتْ دونه غَيايَةٌ أَي سَحابَةٌ أَو قَتَرة أَبو زيد نَزلَ الرجُلُ في غَيابَةٍ بالباء أَي في هَبْطةٍ مِنَ الأَرض والغَيايَة بالياء ظِلُّ السَّحابة وقال بعضهم غَياءَةٌ وفي حديث أُمّ زرع زَوْجي غَياياءُ طَباقاءُ كذا جاء في رواية أَي كأَنه في غَيايَةٍ أَبداً وظُلْمة لا يَهْتَدِي إلى مَسْلَكٍ ينفذ فيه ويجوز أَن تكون قد وصَفَتْه بثِقَلِ الرُّوحِ وأَنه كالظِّلِّ المُتكاثِفِ المُظِلمِ الذي لا إشْراقَ فيه وغايا القَوْمُ فَوْقَ رأْسِ فلانٍ بالسَّيّْفِ كأَنهم أَظَلُّوه به وكلُّ شيءٍ أَظَلَّ الإنسانَ فَوْق رَأْسِه مثل السَّحابة والغَبَرة والظلمة ونحوِه فهو غَيايَة ابن الأعرابي الغَيايَة تكونُ من الطَّيرِ الذي يُغَيِّي على رَأْسِك أَي يُرَفْرِفُ ويقال أَغْيا غعليه السَّحاب بمعنى غايا إذا أَظَلّ عليه وأَنشد أَرَبَّتْ به الأَرْواحُ بَعْدَ أَنيسِه وذُوْ حَوْمَل أَغْيا علَيْه وأَظْلَما وتَغايَتِ الطَّيْرُ على الشيء حامَتْ وغَيَّتْ رَفْرَفَتْ والغايةُ الطَّيْرُ المُرَفْرِفُ وهو منه وتَغايَوْا عليه حتى قَتَلُوه أَي جاؤوا من هُنا وهُنا ويقال اجْتَمَعُوا عليه وتَغايَوْا عليه فقَتلُوه وإن اشْتُقَّ من الغاوِي قيل تَغاوَوْا وغياية البئر قَعْرُها مثل الغَيابَة وذكر الجوهري في ترجمة غَيَا ويقال فلان لِغَيَّةٍ وهو نَقِيض قولك لِرَشْدَةٍ قال ابن بري ومنه قول الشاعر أَلا رُبَّ مَنْ يَغْتابُني وكأَنَّني أَبوه الذي يُدْعَى إليه ويُنْسَبُ على رَشْدَةٍ من أَمْرِهِ أَو لِغَيَّةِ فيَغْلِبُها فَحْلٌ على النَّسْلِ مُنْجِبُ قال ابن خالويه يُروى رَشْدة وغَيَّة بفتح أَوّلهما وكسره والله أَعلم

( فأي ) فَأَوْتُه بالعَصا ضَرَبْتُه عن ابن الأَعرابي قال الليث فَأَوْتُ رأْسه فَأْواً وفأَيْتُه فَأْياً إذا فَلَقته بالسَّيف وقيل هو ضربك قِحْفَه حتى ينفرج عن الدماغ والانْفياءُ الانْفراج ومنه اشْتق اسم الفئةِ وهم طائفة من الناس والفَأْوُ الشَّق فَأَوْتُ رأْسه فأْواً وفَأَيْتُه فانْفَأَى وتَفأْى وفأَيْت القَدَح فَتَفَأْى صَدَعْتُه فَتَصَدَّع وانْفَأَى القَدَح انشقَّ والفَأْو الصَّدْع في الجبل عن اللحياني والفَأْوُ ما بين الجبلين وهو أَيضاً الوَطِيءُ بين الحَرَّتَيْن وقيل هي الدَّارةُ من الرِّمال قال النمر بن تولب لم يَرْعَها أَحَدٌ واكْتَمَّ رَوْضتَها فَأْوٌ من الأرضِ مَحْفُوفٌ بأَعلامِ وكله من الانشقاق والانفراج وقال الأصمعي الفَأْو بطن من الأَرض تُطِيفُ به الرّمال يكون مُسْتطِيلاً وغير مستطيل وإنما سمي فَأْواً لانْفِراج الجبال عنه لأن الانْفِياء الانفتاح والانْفِراج وقول ذي الرمة راحَتْ من الخَرْجِ تَهْجِيراً وَقَعَتْ حتى انْفَأَى الفَأْوُ عن أَعناقِها سَحَرا الخرج موضع يعني أَنها قَطعت الفأْوَ وخرجت منه وقيل في تفسيره الفأْو الليل حكاه أَبو ليلى قال ابن سيده ولا أَدري ما صحته التهذيب في قول ذي الرمة حتى انفأَى أَي انكشف والفأْو في بيته أَيضاً طريق بين قارتين بناحية الدَّوّ بينهما فَجٌّ واسع يقال له فأْوُ الرَّيّان قال الأزهري وقد مررت به والفأْوى مقصور الفَيْشةُ قال وكُنْت أَقُولُ جُمْجُمةٌ فأَضْحَوْا هُمُ الفَأْوى وأَسْفَلُها قَفاها والفِئة الجماعة من الناس والجمع فِئات وفِئُون على ما يطرد في هذا النحو والهاء عوض من الياء قال الكميت تَرَى مِنْهُمْ جَماجِمَهم فِئينا أَي فرقاً متفرقة قال ابن بري صوابه أن يقول والهاء عوض من الواو لأن الفِئة الفرقة من الناس من فَأَوْت بالواو أَي فَرَّقْت وشَقَقْت قال وحكي فأَوْتُ فَأَواً وفَأْياً قال فعلى هذا يصح أَن يكون من الياء التهذيب والفِئة بوزن فِعة الفِرقة من الناس من فأَيْت رأسه أَي شققته قال وكانت في الأصل فِئْوة بوزن فِعْلَة فنقص وفي حديث ابن عُمر وجماعته لما رجعوا من سَريَّتهم قال لهم أنا فِئتَكم الفئة الفرقة والجماعة من الناس في الأصل والطائفة التي تُقيم وراء الجيش فإن كان عليهم خوف أَو هزيمة التجأُوا إليهم

فتا
الفتاء الشَّباب والفَتى والفَتِيَّةُ السابُّ والشابَّةُ والفعل فَتُوَ يَفْتُو فَتاء ويقال افْعَلْ ذلك في فَتائِه وقد فَتِيَ بالكسر يَفْتى فَتًى فهو فَتِيٌّ السنِّ بَيِّن الفَتاء وقد وُلد له في فَتاء سنه أَولاد قال أَبو عبيد الفَتاء ممدود مصدر الفَتِيِّ وأَنشد للربيع بن ضبع الفزاري قال إذا عاشَ الفَتى مائتَينِ عاماً فقد ذهَبَ اللَّذاذةُ والفَتاء فقصر الفتى في أَول البيت ومدَّ في آخره واستعاره في الناس وهو من مصادر الفَتيِّ من الحيوان ويجمع الفَتى فِتْياناً وفُتُوًّا قال ويجمع الفَتِيُّ في السن أَفْتاء الجوهري والأَفْتاء من الدوابّ خلاف المَسانِّ واحدها فَتِيٌّ مثل يتِيم وأَيتام وقوله أَنشده ثعلب وَيْلٌ بزَيْدٍ فَتىً شَيْخٍ أَلُوذُ به فلا أُعَشَّى لَدَى زَيْدٍ ولا أَرِدُ فسر فتى شيخ فقال أَي هو في حَزْم المشايخ والجمع فتْيان وفِتْية وفِتْوة الواو عن اللحياني وفُتُوٌّ وفُتِيٌّ قال سيبويه ولم يقولوا أَفْتاء استغنوا عنه بفِتْيَة قال الأزهري وقد يجمع على الأَفْتاء قال القتيبي ليس الفَتى بمعنى الشابّ والحَدَث إنما هو بمعنى الكامل الجَزْل من الرجال يَدُلُّك على ذلك قول الشاعر إنَّ الفَتى حَمّالُ كلِّ مُلِمَّةٍ ليسَ الفَتى بمُنَعَّمِ الشُّبَان قال ابن هرمة قَد يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتى ورِداؤُه
خَلَقٌ وجَيْبُ قَمِيصِه مَرْقُوعُ
وقال الأَسود بن يعفر
ما بَعدَ زَيْد في فَتاةٍ فُرِّقُوا ... قَتَلاً وسَبْياً بَعدَ طُولِ تَآدي
في آلِ عَرْف لَوْ بَغَيْتَ الأسى ... لَوَجَدْتَ فيهم أُسوةَ العُوّادِ
فتَخَيَّرُوا الأَرضَ الفَضاءَ لِعِزِّهِمْ ... ويَزيدُ رافِدُهُمْ على الرُّفَّادِ
قال ابن الكلبي هؤلاء قوم من بني حنظلة خطب إليهم بعض الملوك جارية يقال لها أُم كَهْف فلم يُزوّجوه فغَزاهم وأَجْلاهم من بلادهم وقَتَلهم وقال أَبوها أَبَيْتُ أَبَيْتُ نِكاحَ المُلُوك كأَني امْرُؤٌ منْ تَمِيم بن مُرّْ أَبَيْتُ اللِّئامَ وأَقْلِيهمُ وهل يُنْكِحُ العَبْدَ حُرٌُّ بن حرّْ ؟ وقد سماه الجوهري فقال خطب بعض الملوك إلى زيد بن مالك الأصغر ابن حنظلة بن مالك الأَكبر أَو إلى بعض ولده ابنته يقال لها أُم كهف قال وزيد ههنا قبيلة والأُنثى فَتاة والجمع فَتَياتٌ ويقال للجارية الحدثة فَتاة وللغلام فَتًى وتصغير الفَتاة فُتَيَّةٌ والفتى فُتَيٌّ وزعم يعقوب أَن الفِتْوان لغة في الفِتْيان فالفُتُوَّة على هذا من الواو لا من الياء وواوه أَصل لا منقلبة وأما في قول من قال الفِتْيان فواوه منقلبة والفَتِيُّ كالفَتى والأُنثى فَتِيَّة وقد يقال ذلك للجمل والناقة يقال للبَكْرة من الإبل فتِيّة وبكر فَتِيٌ كما يقال للجارية فتاة وللغلام فَتًى وقيل هو الشابُّ من كل شيء والجمع فِتاء قال عدي بن الرِّقاع يَحْسَبُ الناظِرُونَ ما لم يُفَرُّوا أَنها جِلَّةٌ وهُنَّ فِتاء والاسم من جميع ذلك الفُتُوّة انقلبت الياء فيه واواً على حد انقلابها في مُوقِن وكقَضُوَ قال السيرافي إنما قلبت الياء فيه واواً لأَن أَكثر هذا الضرب من المصادر على فُعولة إنما هو من الواو كالأُخُوّة فحملوا ما كان من الياء عليه فلزمت القلب وأما الفُتُوُّ فشاذ من وجهين أَحدهما أَنه من الياء والآخر أَنه جمع وهذا الضرب من الجمع تقلب فيه الواو ياء كعِصِيّ ولكنه حمل على مصدره قال وفُتُوٌّ هَجَّرُوا ثم أَسْرَوا لَيْلَهمْ حتى إذا انْجابَ حَلُّوا وقال جذيمة الأَبرش في فُتُوٍّ أَنا رابِئهُمْ مِنْ كَلالِ غَزْوةٍ ماتُوا ولفلانة بنت قد تَفَتَّتْ أَي تشبهت بالفَتَيات وهي أَصغرهنَّ وفُتّيَت الجارية تَفْتِيةً مُنِعت من اللعب مع الصِّبيان والعَدْو معهم وخُدِّرت وسُتِرت في البيت التهذيب يقال تَفَتَّتِ الجارية إذاراهَقت فخُدِّرت ومُنعت من اللعب مع الصبيان وقولهم في حديث البخاري الحَرْب أَوْل ما تكون فُتَيَّةٌ قال ابن الأثير هكذا جاء على التصغير أَي شابّة ورواه بعضهم فَتِيَّةٌ بالفتح والفَتى والفَتاةُ العبد والأَمة وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لا يَقولَنَّ أَحدُكم عبدي وأَمتي ولكن ليَقل فَتايَ وفَتاتي أَي غلامي وجاريتي كأَنه كره ذكر العُبودية لغير الله وسمى الله تعالى صاحبَ موسى عليه السلام الذي صحبه في البحر فَتاه فقال تعالى وإذ قالَ موسى لِفَتاه قال لأنه كان يخدمه في سفره ودليله قوله آتِنا غَداءنا ويقال في حديث عمران بن حُصين جَذَعَةٌ أَحبُّ إ َّ مَن هَرِمةٍ الله أَحقُّ بالفَتاء والكَرَم الفَتاء بالفتح والمد المصدر من الفَتى السِّنّ
( * قوله « الفتى السن » كذا في الأصل وغير نسخة يوثق بها من النهاية )
يقال فَتِيٌّ بيِّن الفَتاء أَي طَرِيّ السن والكَرمُ الحُسن وقوله عز وجل ومَن لم يستطع منكم طَوْلاً أَن يَنكح المُحصنات المؤمناتِ فمِمَّا ملَكت أَيمانكم من فَتياتكم المؤمنات المُحصناتُ الحرائر والفَتَياتُ الإِماء وقوله عز وجل ودخل معه السِّجْنَ فَتَيانِ جائز أَن يكونا حَدَثين أَو شيخين لأَنهم كانوا يسمون المملوك فَتًى الجوهري الفَتى السخيّ الكريم يقال هو فَتًى بَيِّن الفُتُوَّة وقد تفَتَّى وتَفاتَى والجمع فِتْيانٌ وفِتْية وفُتُوّ على فُعُولٍ وفَتِيٌّ مثل عُصِيّ قال سيبويه أَبدلوا الواو في الجمع والمصدر بدلاً شاذّاً قال ابن بري البدل في الجمع قياس مثل عُصِيّ وقُفِيٍّ وأَما المصدر فليس قلب الواوين فيه ياءين قياساً مطرداً نحو عَتَا يَعْتُو عُتُوًّا وعُتِيّاً وأَما إبدال الياءين واوين في مثل الفُتُوّ وقياسه الفُتِيّ فهو شاذ قال وهو الذي عناه الجوهري قال ابن بري الفَتَى الكريم هو في الأصل مصدر فَتِيَ فَتًى وُصف به فقبل رجل فَتًى قال ويدلك على صحة ذلك قول ليلى الأَخيلية فإنْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً فإِنَّكُمْ فَتًى ما قَتَلْتُم آلَ عَوْفِ بنِ عامر والفَتَيانِ الليل والنهار يقال لا أَفْعلُه ما اختلفَ الفَتَيانِ يعني الليل والنهار كما يقال ما اختلفَ الأَجَدَّانِ والجَدِيدانِ ومنه قول الشاعر ما لبَثَ الفَتَيانِ أَن عَصفَا بِهِمْ ولكُلِّ قُفْلٍ يَسَّرا مِفْتاحا وأَفْتاه في الأَمر أَبانَه له وأَفْتَى الرجلُ في المسأَلة واسْتفتيته فيها فأَفتاني إفتاء وفُتًى
( * قوله « وفتى » كذا بالأصل ولعله محرف عن فتيا أو فتوى مضموم الاول ) وفَتْوى اسمان يوضعان موضع الإِفْتاء ويقال أَفْتَيْت فلاناً رؤيا رآها إِذا عبرتها له وأَفْتَيته في مسأَلته إِذا أَجبته عنها وفي الحديث أَن قوماً تَفاتَوا إِليه معناه تحاكموا إِليه وارتفعوا إِليه في الفُتْيا يقال أَفْتاه في المسأَلة يُفْتِيه إِذا أَجابه والاسم الفَتْوى قال الطرماح أَنِخْ بِفِناءِ أَشْدَقَ من عَدِيٍّ ومن جَرْمٍ وهُمْ أَهلُ التَّفاتي
( * قوله « وهم أهل » في نسخة ومن أهل ) أَي التَّحاكُم وأَهل الإِفتاء قال والفُتيا تبيين المشكل من الأَحكام أَصله من الفَتَى وهو الشاب الحدث الذي شَبَّ وقَوِي فكأَنه يُقَوّي ما أَشكل ببيانه فيَشِبُّ ويصير فَتِيّاً قوّياً وأَصله من الفتى وهو الحديث السنّ وأَفْتَى المفتي إِذا أَحدث حكماً وفي الحديث الإِثْمُ ما حَكَّ في صدرك وإِن أَفْتاك الناسُ عنه وأَفْتَوكَ أَي وإِن جعلوا لك فيه رُخْصة وجَوازاً وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى فاسْتَفْتِهِم أَهم أَشدُّ خَلقاً أَي فاسْأَلهم سؤال تقرير أَهم أَشد خلقاً أَمْ مَن خلقنا من الأُمم السالفة وقوله عز وجل يَسْتَفْتُونك قل اللهُ يُفْتِيكم أَي يسأَلونك سؤالَ تَعَلُّم الهروي والتَّفاتي التخاصم وأَنشد بيت الطرماح وهم أَهل التفاتي والفُتْيا والفُتْوَى والفَتْوَى ما أَفتى به الفقيه الفتح في الفَتوى لأَهل المدينة والمُفْتِي مِكيال هشام بن هبيرة حكاه الهروي في الغريبين قال ابن سيده وإِنما قضينا على أَلف أَفتى بالياء لكثرة ف ت ي وقلة ف ت و ومع هذا إِنه لازم قال وقد قدمنا أَن انقلاب الأَلف عن الياء لاماً أَكثر والفُتَيُّ قَدَحُ الشُّطَّارِ وقد أَفْتَى إِذا شرب به والعُمَرِيّ مِكيال اللبن قال والمد الهشامي وهو الذي كان يتوضأُ به سعيد بن المسيب وروى حضر بن يزيد الرَّقاشِي عن امرأَة من قومه أَنها حجَّت فمرَّت على أُمّ سلمة فسأَلتها أَن تُرِيَها الإِناء الذي كان يتوضَّأُ منه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَخْرجته فقالت هذا مَكُّوك المُفتِي قالت أَرِيني الإِناء الذي كان يغتسل منه فأَخرجته فقالت هذا قفيز المُفْتِي قال الأَصمعي المُفْتِي مِكيال هشام بن هبيرة أَرادت تشبيه الإِناء بمكوك هشام أَو أَرادت مكوك صاحب المفتي فحذفت المضاف أَو مكوك الشارب وهو ما يكال به الخمر والفِتْيانُ قَبيلة من بَجِيلة إِليهم ينسب رِفاعةُ الفتياني المحدّث والله أَعلم

فجا
الفَجْوَةُ والفُرَجةُ المُتَّسَع بين الشيئين تقول منه تَفاجَى الشيءُ صار له فَجْوَة وفي حديث الحج كان يَسيرُ العَنَقَ فإِذا وَجَد فَجْوَةً نَصَّ الفَجْوَةُ الموضع المتسع بين الشيئين وفي حديث ابن مسعود لا يُصَلِّينَّ أَحدكم وبينه وبين القِبلة فَجْوة أَي لا يَبْعُد من قبلته ولا سترته لئلاَّ يمر بين يديه أَحد وفَجا الشيءَ فَتَحَه والفَجْوةُ في المكان فَتْحٌ فيه شمر فَجا بابَه يَفْجُوه إِذا فتحه بلغة طيِّء قال ابن سيده قاله أَبو عمرو الشيباني وأَنشد للطرمح كَحَبَّةِ السَّاجِ فَجا بابَها صُبْحٌ جَلا خُضْرة أَهْدامها قال وقوله فَجا بابَها يعني الصبح وأَما أَجافَ البابَ فمعناه ردَّه وهما ضدان وانْفَجَى القومُ عن فلان انْفَرجوا عنه وانكشفوا وقال لَمَّا انْفَجَى الخَيْلانِ عن مُصْعَبٍ أَدَّى إِليه قَرْضَ صاعٍ بصاع والفَجْوةُ والفَجْواء ممدود ما اتَّسع من الأَرض وقيل ما اتسع منها وانخفض وفي التنزيل العزيز وهم في فَجْوة منه قال الأَخفش في سَعة وجمعه فَجَوات وفِجاء وفسره ثعلب بأَنه ما انْخفضَ من الأَرض واتسع وفَجْوةُ الدَّارِ ساحتها وأَنشد ابن بري أَلْبَسْتَ قَوْمَكَ مخْزاةً ومَنْقَصةً حتَّى أُبِيحُوا وحَلُّوا فَجْوَةَ الدَّارِ وفَجْوةُ الحافِر ما بين الحَوامي والفَجا تَباعُد ما بين الفَخِذين وقيل تباعد ما بين الركبتين وتباعد ما بين الساقين وقيل هو من البعير تَباعُد ما بين عُرْقُوبَيْه ومن الإِنسان تباعد ما بين ركبتيه فَجِيَ فَجًى فهو أَفْجَى والأُنثى فَجْواء وقيل الفَجا والفَحَجُ واحد ابن الأَعرابي والأَفْجى المُتباعِدُ الفخذين الشديدُ الفَحَجِ ويقال بفلان فَجاً شديد إِذا كان في رجليه انفتاح وقد فَجِيَ يَفْجَى فَجًى ابن سيده فَجِيَت الناقة فَجاً عظُم بطنها قال ابن سيده ولا أَدري ما صحته وذكره الأَزهري مهموزاً وأَكده بأَن قال الفَجأُ مهموز مقصور عن الأَصمعي وقوس فَجْواءُ بان وَتَرُها عن كَبِدها وفَجاها يَفْجُوها فَجْواً رفع وَتَرَها عن كبِدها وفَجِيَتْ هي تَفْجَى فَجًى وقال العجاج لا فَحَجٌ يُرى بها ولا فَجا إِذا حِجاجا كلِّ جَلْدٍ مَحَجا وقد انْفَجَتْ حكاه أَبو حنيفة ومن ثم قيل لوسط الدار فَجْوة وقول الهذلي تُفَجِّي خُمامَ الناسِ عَنَّا كأَنَّما يُفَجِّيهمُ خَمٌّ من النار ثاقِب معناه تَدْفَع ابن الأَعرابي أَفْجَى إِذا وَسَّع على عِياله في النفَقة

فحا
الفَحا والفِحا مقصور أَبْزارُ القِدْر بكسر الفاء وفتحها والفتح أَكثر وفي المحكم البزر قال وخص بعضهم به اليابس منه وجمعه أَفحاء وفي الحديث مَن أَكل فَحا أَرْضِنا لم يَضُرّه ماؤها يعني البصل الفَحا تَوابِلُ القُدور كالفُلْفُل والكمُّون ونحوهما وقيل هو البصل وفي حديث معاوية قال لقوم قَدِموا عليه كلوا من فِحا أَرْضِنا فقَلَّ ما أَكل قوم من فِحا أَرض فضَرَّهم ماؤها وأَنشد ابن بري كأَنَّما يَبْرُدْنَ بالغَبُوقِ كلَّ مِدادٍ مِنْ فَحاً مَدْقُوقِ
( * قوله « كل مداد » كذا بالأصل هنا وتقدم في م د د كيل مداد وكذا هو في شرح القاموس هنا )
المِدادُ جمع مُدّ الذي يكال به ويَبْرُدْنَ يَخْلِطْنَ ويقال فَحِّ قِدْرَك تَفْحِية وقد فحَّيْتُها تَفْحِيةً والفَحْوةُ الشَّهْدةُ عن كراع وفَحْوَى القَوْل مَعناه ولَحْنُه والفَحْوَى معنى ما يُعرف من مَذهب الكلام وجمعه الأَفْحاء وعرَفت ذلك في فَحْوى كَلامِه وفَحْوائِه وفَحَوائه وفُحَوائِه أَي مِعراضِه ومَذْهَبِه وكأَنه من فَحّيت القِدْر إِذا أَلْقَيْتَ الأَبزار والباب كله بفتح أَوله مثل الحَشا الطَّرَفِ من الأَطْراف والغَفا والرّحى والوغَى والشَّوَى وهو يُفَحِّي بكلامه إِلى كذا وكذا أَي يَذْهَب ابن الأَعرابي الفَحِيَّة الحَساء أَبو عمرو هي الفَحْيةُ والفَحِيَّةُ والفَأْرةُ والفَئِيرةُ والحَريرةُ الحَسُوُّ الرَّقِيقُ

( فدي ) فَدَيْتُه فِدًى وفِداء وافْتَدَيْتُه قال الشاعر فلَوْ كانَ مَيْتٌ يُفْتَدَى لَفَدَيْتُه بما لم تَكُنْ عَنْهُ النُّفُوسُ تَطِيبُ وإِنه لَحَسَنُ الفِدْيةِ والمُفاداةُ أَن تدفع رجلاً وتأْخذ رجلاً والفِداء أَن تَشتريه فَدَيْته بمالي فِداء وفَدَيْتُه بِنَفْسي وفي التنزيل العزيز وإن يأْتُوكم أُسارى تَفْدُوهم قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر أُسارى بأَلف تَفْدُوهم بغير أَلف وقرأَ نافع وعاصم والكسائي ويعقوب الحضرمي أُسارى تُفادُوهم بأَلف فيهما وقرأَ حمزة أَسْرى تَفْدُوهم بغير أَلف فيهما قال أَبو معاذ من قرأَ تَفدوهم فمعناه تَشتَرُوهم من العَدُوِّ وتُنْقِذوهم وأَما تُفادُوهم فيكون معناه تُماكِسُون مَن هم في أَيديهم في الثمن ويُماكِسُونكم قال ابن بري قال الوزير ابن المعري فَدَى إِذا أَعطى مالاً وأَخذ رجلاً وأَ

فدى
إِذا أَعطى رجلاً وأَخذ مالاً وفادى إِذا أَعطى رجلاً وأَخذ رجلاً وقد تكرر في الحديث ذكر الفِداء الفِداء بالكسر والمد والفتح مع القصر فَكاكُ الأَسير يقال فَداه يَفْدِيه فِداءً وفَدًى وفاداهُ يُفاديه مُفاداة إِذا أَعطى فِداءه وأَنقذه فَداه بنفسه وفدَّاه إِذا قاله له جُعلت فَداك والفِدْيةُ الفِداء وروى الأَزهري عن نُصَير قال يقال فادَيت الأَسِير وفادَيت الأُسارى قال هكذا تقوله العرب ويقولون فَدَيْتُه بأَبي وأُمي وفَدَيتُه بمالي كأَنه اشتريته وخَلَّصتُه به إِذا لم يكن أَسيراً وإِذا كان أَسيراً مملوكاً قلت فادَيْته وكان أَخي أَسيراً ففادَيته كذا تقوله العرب وقال نُصَيب ولَكِنَّني فادَيْتُ أُمِّي بَعْدَما عَلا الرأْسَ منها كَبْرةٌ ومَشِيبُ قال وإِذا قلت فَدَيت الأَسير فهو أَيضاً جائز بمعنى فديته مما كان فيه أَي خلصته منه وفاديت أَحسن في هذا المعنى وقوله عز وجل وفَدَيناه بذِبْح عظِيم أَي جعلنا الذِّبح فِداء له وخَلَّصناه به من الذَّبح الجوهري الفِداء إِذا كسر أَوله يمدّ ويقصر وإِذا فتح فهو مقصور قال ابن بري شاهد القصر قول الشاعر فِدًى لك عَمِّي إِنْ زَلِجْتَ وخالي يقال قُمْ فِدًى لك أَبي ومن العرب من يكسر فِداءٍ بالتنوين إِذا جاور لام الجر خاصة فيقول فِداءٍ لك لأَنه نكرة يريدون به معنى الدعاءِ وأَنشد الأَصمعي للنابغة مَهْلاً فداءٍ لك الأَقْوامُ كُلُّهُمُ وما أُثَمِّرُ من مال ومن وَلَدِ ويقال فَداه وفاداه إِذا أَعطى فِداءَه فأَنْقَذه وفَداه بنفسه وفَدّاهُ يُفَدِّيه إِذا قال له جُعِلت فَداك وتَفادَوا أَي فَدى بعضهم بعْضاً وافْتَدَى منه بكذا وتَفادى فلان من كذا إِذا تَحاماه وانزَوى عنه وقال ذو الرمة مُرِمّين مِنْ لَيْثٍ عَليْه مَهابةٌ تَفادى اللُّيُوثُ الغُلْبُ منه تَفادِيا
( * قوله « مرمين » هو من أرمّ القوم أَي سكتوا )
والفِدْية والفَدَى والفِداءُ كله بمعنى قال الفراء العرب تَقْصُرُ الفِداء وتمده يقال هذا فِداؤك وفداك وربما فتحوا الفاء إِذا قصروا فقالوا فَداك وقال في موضع آخر من العرب من يقول فَدًى لك فيفتح الفاء وأَكثر الكلام كسر أَولها ومدّها وقال النابغة وعَنَى بالرَّبِّ النعمان بن المنذر فَدًى لَكَ مِنْ رَبٍّ طَريفِي وتالِدِي قال ابن الأَنباري فِداء إِذا كُسرت فاؤُه مُدَّ وإِذا فُتِحَت قصر قال الشاعر مَهْلاً فِداءً لك يا فَضالَهْ أَجِرَّه الرُّمْحَ ولا تُهالَهْ وأَنشد الأَصمعي فِدًى لك والِدِي وفَدَتْكَ نَفْسِي ومالي إِنه مِنكُم أَتاني فكسر وقصر قال ابن الأَثير وقول الشاعر فاغْفِرْ فِداءً لك ما اقْتَفَيْنا قال إِطلاق هذا اللفظ مع الله تعالى محمول على المجاز والاستعارة لأَنه إِنما يُفْدَى من المَكارِه مَن تلحقه فيكون المراد بالفداء التعظيم والإِكبار لأَن الإِنسان لا يُفَدِّي إِلا من يعظمه فَيَبْذُل نفسه له ويروى فداءٌ بالرفع على الابتداء والنصب على المصدر وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي يَلْقَمُ لَقْماً ويُفَدِّي زادَه يَرْمِي بأَمْثال القَطا فُؤادَه قال يبقي زاده ويأْكل من مال غيره قال ومثله جَدْح جُوَيْنٍ مِنْ سَوِيقٍ ليس لَه وقوله تعالى فمن كان منكم مَريضاً أَو به أَذًى من رأْسه ففِدْية مِن صيام أَو صدَقة أَو نُسك إِنما أَراد فمن كان منكم مريضاً أَو به أَذًى من رأْسه فحلَق فعليه فدية فحذف الجملة من الفعل والفاعل والمفعول للدلالة عليه وأَفْداه الأَسيرَ قَبِلَ منه فِدْيَته ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لقريش حين أُسِرَ عثمان بن عبدالله الحَكَم بن كَيْسان لا نُفْدِيكموهما حتى يَقْدَمَ صاحبانا يعني سعْد بن أَبي وقَّاص وعُتْبةَ بن غَزْوان والفَداء ممدود بالفتح الأَنبار وهو جماعة الطعام من الشعير والتمر والبُر ونحوه والفَداء الكُدْس من البُر وقيل هو مَسْطَحُ التمر بلغة عبد القيس وأَنشد يصف قرية بقلَّة الميرة كأَنَّ فَداءها إِذ جَرَّدُوه وطافُوا حَوْلَه سُلَكٌ يَتِيمُ
( * قوله « فداءها » هو بالفتح وأَما ضبطه في حرد بالكسر فخطأ )
شبه طعام هذه القرية حين جُمع بعد الحَصاد بسُلَك قد ماتت أُمه فهو يتيم يريد أَنه قليل حقير ويروى سُلَفٌ يتيم والسُّلَفُ ولد الحَجل وقال ابن خالويه في جمعه الأَفْداء وقال في تفسيره التمر المجموع قال شمر الفَداء والجُوخانُ واحد وهو موضع التمر الذي يُيَبَّس فيه قال وقال بعض بني مُجاشِع الفَداء التمر ما لم يُكْنَز وأَنشد مَنَحْتَني مِنْ أَخْبَثِ الفَداءِ عُجْرَ النَّوَى قَليلَةَ اللِّحاءِ ابن الأَعرابي أَفْدَى الرجلُ إِذا باعَ وأَفْدَى إِذا عظُم بدنُه وفَداء كل شيء حَجْمه وأَلفه ياء لوجود ف د ي وعدم ف د و الأَزهري قال أَبو زيد في كتاب الهاء والفاء إِذا تعاقبا يقال للرجل إِذا حدَّث بحديث فعدَل عنه قبل أَن يَفْرُغ إِلى غيره خُذ على هِدْيَتِك أَي خُذ فيما كنت فيه ولا تَعْدِل عنه هكذا رواه أَبو بكر عن شمر وقيده في كتابه بالقاف وقِدْيَتُك بالقاف هو الصواب

فرا
الفَرْو والفَرْوَة معروف الذي يُلبس والجمع فِراء فإِذا كان الفرو
( * قوله « فاذا كان الفرو إلخ » كذا بالأصل ) ذا الجُبَّة فاسمها الفَرْوة قال الكميت إِذا التَفّ دُونَ الفَتاةِ الكَمِيع وَوَحْوَح ذو الفَرْوَةِ الأَرْمَلُ وأَورد بعضهم هذا البيت مستشهداً به على الفروة الوَفْضَة التي يجعل فيها السائل صدقته قال أَبو منصور والفَرْوة إِذا لم يكن عليها وَبَر أَو صوف لم تُسَمَّ فَروة وافْتَرَيْت فَرْواً لَبِسته قال العجاج يَقْلِبُ أُولاهُنَّ لَطْم الأَعْسرِ قَلْبَ الخُراسانيِّ فَرْوَ المُفْترِي والفَرْوَة جِلدة الرأْس وفَرْوة الرأْس أَعْلاه وقيل هو جلدته بما عليه من الشعر يكون للإِنسان وغيره قال الراعي دَنِس الثِّياب كأَنَّ فَرْوَة رَأْسه غُرِسَتْ فأَنْبَت جانباها فُلْفُلا والفَروة كالثَّروة في بعض اللغات وهو الغنى وزعم يعقوب أَن فاءها بدل من الثاء وفي حديث عمر رضي الله عنه وسئل عن حدِّ الأَمة فقال إِن الأَمَة أَلقت فَرْوَة رأْسِها من وراء الدار وروي من وراء الجدار أَراد قِناعها وقيل خمارها أَي ليس عليها قناع ولا حِجاب وأَنها تخرج مُتَبَذِّلة إِلى كل موضع تُرْسَل إِليه لا تَقْدِر على الامتناع والأَصل في فروة الرأْس جلدته بما عليها من الشعر ومنه الحديث إِنَّ الكافر إِذا قُرِّبَ المُهْلُ مِن فيه سقطت فَرْوة وجهه أَي جلدته استعارها من الرأْس للوجه ابن السكيت إِنه لذو ثَرْوة في المال وفَروة بمعنى واحد إِذا كان كثير المال وروي عن علي بن أَبي طالب كرّم الله وجهه أَنه قال على منبر الكوفة اللهم إِني قد مَلِلْتُهم ومَلُّوني وسَئِمْتُهم وسَئِمُوني فسَلِّط عليهم فَتَى ثَقِيفٍ الذَّيَّالَ المَنَّانَ يَلْبَسُ فَرْوَتَها ويأْكل خَضِرَتَها قال أَبو منصور أَراد عليّ عليه السلام أَن فتى ثقيف إِذا ولي العراق توسَّع في فَيْء المسلمين واستأْثر به ولم يَقْتَصِر على حصته وفَتَى ثقيف هو الحَجَّاجُ بن يوسف وقيل إِنه ولد في هذه السنة التي دعا فيها عليّ عليه السلام بهذا الدعاء وهذا من الكَوائِن التي أَنبأَ بها النبي صلى الله عليه وسلم من بعده وقيل معناه يَتَمَتَّعُ بِنِعْمَتها لُبْساً وأَكلاً وقال الزمخشري معناه يلبس الدَّفيءَ اللَّيِّنَ من ثيابها ويأكل الطريَّ الناعم من طعامها فضرب الفَرْوة والخَضِرة لذلك مثلا والضمير للدنيا أَبو عمرو الفَرْوَة الأَرض البيضاء التي ليس فيها نبات ولا فَرْش وفي الحديث أَن الخَضِر عليه السلام جلس على فَرْوة بيضاء فاهتزت تحته خَضْراء قال عبد الرزاق أَراد بالفَرْوة الأَرضَ اليابسةَ وقال غيره يعني الهَشيم اليابس من النَّبات شبهه بالفَروة والفَروةُ قطعة نبات مجتمعة يابسة وقال وهامةٍ فَرْوَتُها كالفَرْوهْ وفي حديث الهجرة ثم بَسَطْتُ عليه فَرْوَةً وفي أُخرى فَفَرَشْتُ له فَرْوَةً وقيل أَراد بالفَرْوة اللِّباس المعروف وفَرَى الشيءَ يَفْرِيه فَرْياً وفَرَّاه كلاهما شقَّه وأَفسده وأَفراه أَصلحه وقيل أَمرَ بإِصلاحه كأَنه رَفَع عنه ما لحقه من آفة الفَرْي وخَلَلِه وتَفَرَّى جِلدُه وانْفَرَى انشقَّ وأَفْرَى أَوداجه بالسيف شقها وكل ما شقَّه فقد أَفْراه وفَرَّاه قال عَدِي بن زيد العبادي فصافَ يُفَرِّي جِلْدَه عن سَراتِه يَبُذُّ الجِياد فارِهاً مُتتايِعا أَي صافَ هذا الفَرسُ يكاد يشُق جلده عما تحته من السِّمَن وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما حين سئل عن الذَّبِيحة بالعُود فقال كلُّ ما أَفْرَى الأَوْداجَ غير مُثَرِّدٍ أَي شقَّقها وقطعها فأَخرج ما فيها من الدم يقال أَفْرَيت الثوبَ وأَفْريت الحُلَّة إِذا شقَقْتَها وأَخرجت ما فيها فإِذا قلت فَرَيت بغير أَلف فإِن معناه أَن تُقَدِّر الشيء وتُعالجه وتُصلحه مثل النَّعْل تَحْذُوها أَو النِّطَع أَو القِرْبة ونحو ذلك يقال فَرَيْت أَفْرِي فَرْياً وكذلك فَرَيْت الأَرض إِذا سرتها وقطعتها قال وأَما أَفْريْت إِفْراء فهو من التشقيق على وجه الفساد الأَصمعي أَفْرَى الجلد إِذا مَزَّقَه وخَرَقَه وأَفسده يُفْرِيه إِفْراء وفَرَى الأَدِيمَ يَفْرِيه فَرْياً وفَرَى المَزادة يَفْرِيها إِذا خَرَزَها وأَصلحها والمَفْرِيَّةُ المَزادة المَعْمُولة المُصْلَحة وتَفَرَّى عن فلان ثوبه إِذا تشقَّق وقال الليث تَفَرَّى خَرْز المزادة إِذا تشقق قال ابن سيده وحكى ابن الأَعرابي وحده فَرى أَوْداجَه وأَفْراها قطعها قال والمتقنون من أَهل اللغة يقولون فَرَى للإِفساد وأَفْرَى للإِصلاح ومعناهما الشق وقيل أَفراه شقَّه وأَفسده وقطعه فإِذا أَردت أَنه قدّره وقطعه للإِصلاح قلت فَراه فَرْياً الجوهري وأَفْرَيت الأَوْداج قطعتها وأَنشد ابن بري لراجز إِذا انْتَحَى بِنابِه الهَذْهاذِ فَرَى عُروقَ الوَدَجِ الغَواذِي الجوهري فَرَيْت الشيء أَفْرِيه فرياً قطعته لأُصلحه وفريت المَزادة خَلَقْتها وصنعتها وقال شَلَّتْ يَدا فارِيةٍ فَرَتْها
( * قوله « شلت يدا إلخ » بين الصاغاني خللُ هذا الانشاد في مادة صغر فقال
وبعد الشطر الاول
وعميت عين التي أرتها ... أساءت الخرز وأنجلتها
أعارت الاشفى وقدرتها ... مسك شبوب إلخ
وأبدل الساقي بالنازع )
مَسْكَ شَبُوبٍ ثُمَّ وَفَّرَتْها لو كانتِ الساقِيَ أَصْغَرَتْها قوله فَرَتْها أَي عَمِلَتها وحكى الجوهري عن الكسائي أَفْرَيْت الأَديم قطعته على جهة الإِفساد وفَرَيْته قطعته على جهة الإِصلاح غيره أَفْرَيت الشيء شققته فانْفَرى وتَفَرَّى أَي انشق يقال تَفَرَّى الليل عن صبحه وقد أَفْرَى الذئبُ بطنَ الشاةِ وأَفْرَى الجُرحَ يُفْرِيه إِذا بَطَّه وجِلْد فَرِيٌّ مَشْقُوق وكذلك الفَرِيَّة وقيل الفَريَّة من القِرَب الواسعة ودلْو فَرِيٌّ كبيرة واسعة كأَنها شقت وقول زهير ولأَنْتَ تَفْرِي ما خَلَقْتَ وَبَعْ ضُ القَوْمِ يَخْلُقُ ثُم لا يَفْرِي معناه تُنَفِّذُ ما تَعْزِم عليه وتُقَدِّرُه وهو مثل ويقال للشجاع ما يَفْرِي فَرِيَّه أَحد بالتشديد قال ابن سيده هذه رواية أَبي عبيد وقال غيره لا يَفْرِي فَرْيَه بالتخفيف ومن شَدَّد فهو غلط التهذيب ويقال للرجل إِذا كان حادّاً في الأَمر قوِيّاً تَرَكْتُه يَفْرِي الفَرا
( * قوله « تركته يفري الفرا » كذا ضبط في الأصل والتكملة وعزاه فيها للفراء وعليه ففيها لغتان ) ويَقُدُّ والعرب تقول تركته يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا عَمِلَ العَمل أَو السَّقْي فأَجاد وقال النبي صلى الله عليه وسلم في عمر رضي الله عنه ورآه في منامه ينزع عن قَلِيب بغَرْب فلم أَرَ عَبْقَرِيّاً يَفْرِي فَرِيَّه قال أَبو عبيد هو كقولك يعمَل عمَله ويقول قوله ويقطَع قطعه قال وأَنشدنا الفراء لزُرارة بن صَعْب يُخاطب العامِرِيَّةَ قد أَطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيّا مُسَوِّساً مُدَوِّداً حَجْرِيَّا قد كنتِ تَفْرِينَ به الفَرِيَّا أَي كنت تُكْثِرِين فيه القَول وتُعَظِّمِينه يقال فلان يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا كان يأْتي بالعَجَب في عمله وروي يَفْرِي فَرْيَه بسكون الراء والتخفيف وحكي عن الخليل أَنه أَنكر التثقيل وغلَّط قائله وأَصل الفَرْي القَطْع وتقول العرب تركته يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا عمل العمل فأَجاده وفي حديث حسان لأَفْرِيَنَّهم فَرْيَ الأَدِيم أَي أُقَطِّعُهم بالهجاء كما يُقَطَّع الأَدِيم وقد يكنى به عن المبالغة في القتل ومنه حديث غَزوة مُوتة فجعل الرومي يَفْرِي بالمسلمين أَي يبالغ في النِّكاية والقتل وحديث وحشي فرأَيت حمزة يَفرِي الناس فَرْياً يعني يوم أُحد وتَفَرَّت الأَرضُ بالعُيون تَبَجَّسَتْ قال زهير غِماراً تُفَرَّى بالسِّلاحِ وبالدَّمِ وأَفْرَى الرجلَ لامه والفِرْيةُ الكذب فَرَى كذباً فَرْياً وافْتَراه اختلقه ورج فَرِيٌّ ومِفْرًى وإِنه لقَبِيح الفِرْية عن اللحياني الليث يقال فَرَى فلان الكذب يَفْريه إِذا اختلقه والفِرْية من الكذب وقال غيره افْتَرَى الكذب يَفْترِيه اختلقه وفي التنزيل العزيز أَم يقولون افْتَراه أَي اختلقه وفَرَى فلان كذا إِذا خلَقَه وافتراه اختلقه والاسم الفِرْيَة وفي الحديث مِن أَفْرَى الفِرَى أَن يُرِيَ الرَّجلُ عَيْنَيْهِ ما لم تَرَيا الفِرَى جمع فِرْية وهي الكذبة وأَفْرَى أَفعل منه للتفضيل أَي أَكْذَب الكذبات أَن يقول رأَين في النوم كذا وكذا ولم يكن رأَى شيئاً لأَنه كَذِبٌ على الله تعالى فإِنه هو الذي يُرْسِل ملَك الرؤيا ليريه المنام وفي حديث عائشة رضي الله عنها فقد أَعظم الفِرْيةَ على الله أَي الكَذِب وفي حديث بَيْعة النساء ولا يأْتِين ببُهتانٍ يَفْتَرِينه هو افتعال من الكذب أَبو زيد فَرَى البَرْقُ يَفْرِي فَرْياً وهو تَلأْلُؤه ودوامه في السماء والفَرِيُّ الأمر العظيم وفي التنزيل العزيز في قصة مريم لقد جِئتِ شيئاً فَرِيّاً قال الفراء الفَرِيُّ الأَمر العظيم أَي جئت شيئاً عظيماً وقيل جئت شيئاً فَرِيّاً أَي مصنوعاً مخْتلَقاً وفلان يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا كان يأْتي بالعجب في عمله وفَرِيتُ دَهِشْتُ وحِرْتُ قال الأَعلم الهذلي وفَرِيتُ مِنْ جَزَعٍ فلا أَرْمِي ولا وَدّعْتُ صاحِبْ أَبو عبيد فَرِيَ الرجل بالكسر يَفْرَى فَرًى مقصور إذا بُهِتَ ودَهِشَ وتَحَيَّر قال الأصمعي فَرِيَ يَفْرى إذا نظر فلم يدر ما يَصْنَع والفَرْية الجَلَبة وفَرْوة وفَرْوان اسْمان

فسا
الفَسْو معروف والجمع الفُساء
( * قوله « والجمع الفساء » كذا ضبط في الأصل ولعله بكسر الفاء كدلو ودلاء )
وفَسا فَسْوة واحدة وفَسا يَفْسو فَسْواً وفُساء والاسم الفُساء بالمد وأَنشد ابن بري إذا تَعَشَّوْا بَصَلاً وخَلاًّ يأْتُوا يَسُلُّون الفُساءَ سَلاًّ ورجل فَسَّاء وفَسُوٌّ كثير الفَسْو قال ثعلب قيل لامرأة أَيُّ الرجال أَبغض إليك ؟ قالت العَثِنُ
( * قوله « العثن » كذا في الأصل مضبوطاً ولعله العبنّ أو العتن كفرح أو غير ذلك )
النَّزَّاء القصير الفَسّاء الذي يَضْحَك في بيت جاره وإذا أَوى بيته وَجَم الشديد الحَمْل
( * قوله « الشديد الحمل » هكذا في الأصل )
قال أَبو ذُبيان ابن الرَّعْبل أَبغض الشيوخ إ َّ الأَقْلح الأَمْلَح الحَسُوُّ الفَسُوُّ ويقال للخُنْفساء الفَسَّاءَة لنَتْنها وفي المثل ما أَقرَبَ مَحْساه من مَفْساه وفي المثل أَفحش من فاسِيةٍ وهي الخنفساء تَفْسو فتُنْتِنُ القوم بخُبث رِيحها وهي الفاسِياء أَيضاً والعرب تقول أَفْسى من الظَّرِبان وهي دابة يجيء إلى حُجر الضب فتضع قَبَّ استها عند فَم الجُحر فلا تزال تَفُسُو حتى تَسْتَخْرِجه وتصغير الفَسْوة فُسَيَّة ويقال أَفْسى من نِمس وهي دُويْبَّة كثيرة الفُساء ابن الأعرابي قال نُفَيع بن مُجاشع لبلال بن جرير يُسابُّه يا ابن زَرَّة وكانت أُمه أَمة وهبها له الحجاج وقال وما تَعِيب منها ؟ كانت بنت مَلِك وحِباء مَلِك حبَا بها ملكاً قال أَما على ذلك لقد كانت فَسَّاءً أَدَمُّها وجهها وأَعظمها رَكَبُها قال ذلك أعْطِيةُ الله قال والفَسَّاء والبَزْخاء واحد قال والانْبِزاخُ انبزاخ ما بين وركيها وخروج أَسفل بطنها وسرتها وقال أَبو عبيد في قول الراجز بِكْراً عَواساءَ تَفاسى مُقْرِبا قال تَفاسى تُخرج استَها وتَبازى ترفع أَليَتَيْها وحكي عن الأصمعي أنه قال تَفاسأَ الرجل تَفَاسُؤاً بالهمزة إذا أَخرج ظهره وأَنشد هذا البيت فلم يهمزه وتَفاست الخنفساء إذا أَخرجت استها كذلك وتفاسى الرجل أَخرج عجيزته والفَسْوُ والفُساة حي من عبد القيس التهذيب وعبد القيس يقال لهم الفُساة يعرفون بهذا غيره الفَسْوُ نَبْزُ حيّ من العرب جاء منهم رجل ببُردَيْ حِبَرة إلى سوق عُكاظ فقال من يشتري منا الفَسْوَ بهذين البُردين ؟ فقام شيخ من مَهْوٍ فارْتَدى بأَحدهما وأْتَزر بالآخر وهو مشتري الفسو ببردي حِبرة وضرب به المثل فقيل أَخْيَبُ صَفْقةً من شيخ مهو واسم هذا الشيخ عبد الله بن بَيْذَرة وأَنشد ابن بري يا مَنْ رَأَى كصَفْقَةِ ابن بَيْذَرهْ مِن صَفْقةٍ خاسِرةٍ مُخَسِّرهْ المُشْتَري الفَسْوَ ببُردَي حِبَرَه وفَسَواتُ الضِّباع ضَرْب من الكَمْأَة قال أَبو حنيفة هي القَعْبَلُ من الكمأَة وقد ذكر في موضعه قال ابن خالويه فَسْوةُ الضبع شجرة تحمل مثل الخَشْخاش لا يُتحصل منه شيء وفي حديث شريح سئل عن الرجل يُطلِّق المرأَة ثم يَرْتَجِعها فيَكْتُمها رَجْعتها حتَى تَنقضيَ عِدَّتُها وقال ليس له إلا فَسوة الضبع أَي لا طائل له في ادّعاء الرجعة بعد انقِضاء العدَّة وإنما خص الضبع لحُمْقها وخُبْثها وقيل هي شجرة تحمل الخشخاش ليس في ثمرها كبير طائل وقال صاحب المنهاج في الطب هي القَعْبل وهو نبات كريه الرائحة له رأس يُطبخ ويؤكل باللبن وإذا يبس خرج منه مثل الوَرْس ورجل فَسَوِيٌّ منسوب إلى فَسا بلد بفارس ورجل فَساسارِيٌّ على غير قياس

فشا
فَشا خَبَرُه يَفْشُو فُشُوًّا وفُشِيًّا انتشر وذاعَ كذلك فَشا فَضْلُه وعُرْفُه وأَفْشاه هو قال إنَّ ابنَ زَيْدٍ لا زالَ مُسْتَعْملاً بالخَيْرِ يُفْشي في مِصْرِه العُرُفا وفشا الشيءُ يَفْشُو فُشوًا إذا ظهر وهو عامّ في كل شيء ومنه إفْشاء السر وقد تَفَشَّى الحِبرُ إذا كُتب على كاغَد رقيق فتمشَّى فيه ويقال تَفَشَّى بهم المرض وتَفَشَّاهم المرض إذا عَمَّهم وأَنشد تَفَشَّى بإخْوانِ الثِّقاتِ فعَمَّهم فأَسْكَتُّ عَنِّي المُعْوِلاتِ البَواكيا وفي حديث الخاتم فلما رآه أَصحابه قد تخَتَّم به فشَت خواتيم الذهب أَي كثرت وانتشرت وفي الحديث أَفْشى اللهُ ضَيْعَته أَي كثَّر عليه معاشَه ليَشْغَلَه عن الآخرة وروي أَفْسدَ الله ضَيْعَته رواه الهروي كذلك في حرف الضاد والمعروف المروي أَفْشى وفي حديث ابن مسعود وآيةُ ذلك أَن تَفْشُوَ الفاقة والفَواشي كل شيء مُنْتَشر من المال كالغنم السائمة والإبل وغيرها لأنها تَفْشو أَي تنتشر في الارض واحدتها فاشيةٌ وفي حديث هَوازِن لمَّا انهزموا قالوا الرأْيُ أَن نُدْخِلَ في الحِصْنِ ما قَدَرنا عليه من فاشِيتنا أَي مَواشِينا وتَفَشَّى الشيء أي اتسع وحكى اللحياني إني لأَحفظ فلاناً في فاشيته وهو ما انتشر من ماله من ماشية وغيرها وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال ضُمُّوا فَواشِيَكم بالليل حتى تذهب فَحْمةُ العِشاء وأَفْشى الرجل إذا كثرت فَواشِيه ابن الأَعرابي أَفشَى الرجل وأَمْشى وأَوْشى إذا كثر ماله وهو الفَشاء والمَشاء ممدود الليث يقال فشَتْ عليه أُموره إذا انتشرت فلم يدر بأَيِّ ذلك يأْخذ وأَفُشَيته أَنا والفَشاء ممدود تَناسل المال وكثرته سمي بذلك لكثرته حينئذ وانتشاره وقد أَفشى القوم وتَفَشَّت القَرحة اتسعت وأَرِضَتْ وتَفَشَّاهم المَرَض وتَفَشَّى بهم انتشر فيهم وإِذا نِمت من الليل نَوْمة ثم قمت فتلك الفاشِيةُ والفَشَيانُ الغَثْية
( * قوله « والفشيان الغثية » ضبط الفشيان في التكملة والأصل والتهذيب بهذا الضبط واغتروا باطلاق المجد فضبطوه في بعض النسخ بالفتح وأما الغثية فهي عبارة الأصل والتهذيب أيضا ولكن الذي في القاموس والتكملة بالشين المعجمة بدل المثلثة )
التي تعتري الإِنسان وهو الذي يقال له بالفارسية تاسا قال ابن بري الفَشْوةُ قُفَّة يكون فيها طِيب المرأَة قال أَبو الأَسود العِجْلي لها فَشْوةٌ فِيها مَلابٌ وزِئْبَقٌ إِذا عَزَبٌ أَسْرَى إِليها تَطَيَّبا

( فصي ) فَصى الشيءَ من الشيء فَصْياً فَصَله وفَصْيةُ ما بين الحَرّ والبرد سَكْتة بينهما من ذلك ويقال منه ليلةُ فُضْيةٍ وليلةٌ فُصْيةٌ مضاف وغير مضاف ابن بُزُرْج اليومُ فُصْيةٌ
( * قوله « فصية » ضبط في الأصل بالضم كما ترى وفي المحكم أيضاً وضبط في القاموس بالفتح )
واليومُ يومُ فُصْيةٍ ولا يكون فُصْية صفة ويقال يومٌ مُفْصٍ صفة قال والطَّلْقة تَجْري مَجْرى الفُصْية وتكون وصفاً لليلة كما تقول يومٌ طَلْقٌ وأَفْصى الحرّ خرج ولا يقال في البرد وقال ابن الأَعرابي أَفْصى عنكَ الشتاء وسقط عنك الحرّ قال أَبو الهيثم ومن أَمثالهم في الرجل يكون في غمّ فيخرج منه قولهم أَفْصى علينا الشتاء أَبو عمرو بن العلاء كانت العرب تقول اتقوا الفَصْية وهو خروج من برد إِلى حرّ ومن حر إِلى برد وقال الليث كل شيء لازق فخلَّصته قلت هذا قد انْفَصى وأَفْصى المطر أَقْلَع وتَفَصَّى اللحمُ عن العظم وانْفَصى انفسخ وفَصى اللحم عن العظم وفَصَّيْتُه منه تَفْصِية إِذا خلَّصته منه واللحم المُتهرّي ينْفَصي عن العظم والإِنسان ينْفَصي من البلية وتفَصَّى الإِنسانُ إِذا تخلَّص من الضيق والبلية وتفصَّى من الشيء تخلص والاسم الفَصْية بالتسكين وفي حديث قَيلة بنت مَخْرمة أَن جُوَيْرية من بنات أُختها حُدَيْباء قالت حين انْتَفَجَت الأَرنب وهما تَسيرانِ الفَصْيَة والله لا يزال كَعبكِ عالياً قال أَبو عبيد تفاءلت بانتفاج الأَرنب فأَرادت بالفَصْية أَنها خرجت من الضيق إلى السعة ومن هذا حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه ذكر القرآن فقال هو أَشد تفَصِّياً من قلوب الرجال من النَّعَم من عُقلِها أَي أَشدّ تَفَلُّتاً وخروجاً وأَصل التَّفصِّي أَن يكون الشيء في مضيق ثم يخرج إِلى غيره ابن الأَعرابي أَفْصى إِذا تخلص من خير أَو شر قال الجوهري أَصل الفَصْية الشيء تكون فيه ثم تخرج منه فكأَنها أَرادت أَنها كانت في ضيق وشدة من قبل عمّ بناتها فخرجت منه إِلى السعة والرخاء وإِنما تفاءَلت بانتفاج الأَرنب ويقال ما كدت أَتَفَصَّى من فلان أَي ما كدت أَتخلص منه وتَفَصَّيْتُ من الديون إِذا خرجت منها وتخلصت وتفَصَّيت من الأَمر تَفَصِّياً إِذا خرجت منه وتخلصت والفَصى حب الزبيب واحدته فَصاة وأَنشد أَبو حنيفة فَصًى من فَصى العُنْجُد قال ابن سيده هذا جميع ما أَنشده من هذا البيت وأَفْصى اسم رجل التهذيب أَفْصى اسم أَبي ثَقِيف واسم أَبي عبد القيس قال الجوهري هما أَفْصَيان أَفْصى بن دُعْمي بن جَديلة بن أَسد بن ربيعة وأَفْصى بن عبد القيس بن أَ

فصى
بن دعمي بن جديلة ابن أَسد بن ربيعة وبنو فُصَيَّة بطن

فضا
الفَضاءُ المكان الواسع من الأَرض والفعل فَضا يَفْضُو فُضُوّاً
( * قوله « يفضو فضوّاً » كذا بالأصل وعبارة ابن سيده يفضو فضاء وفضوّاً وكذا في القاموس فالفضاء مشترك بين الحدث والمكان ) فهو فاضٍ قال رؤبة أَفْرَخَ فَيْضُ بَيْضِها المُنْقاضِ عَنكُم كِراماً بالمَقام الفاضي وقد فَضا المكان وأَفْضى إِذا اتسع وأَفْضى فلان إِلى فلان أَي وَصَل إِليه وأصله أَنه صار في فُرْجَته وفَضائه وحَيِّزه قال ثعلب بن عبيد يصف نحلاً شَتَتْ كثَّةَ الأَوْبارِ لا القُرَّ تتَّقي ولا الذِّئْب تَخْشى وهي بالبَلدِ المُفْضي أَي العَراء الذي لا شيء فيه وأَفْضى إِليه الأَمْرُ كذلك وأَفْضى الرجل دخل على أَهله وأَفْضى إِلى المرأَة غَشِيها وقال بعضهم إِذا خلا بها فقد أَفْضى غَشِيَ أَو لم يَغْشَ والإِفضاء في الحقيقة الانتهاء ومنه قوله تعالى وكيف تأْخُذونه وقد أَفضى بعضُكم إِلى بعض أَي انْتَهى وأَوى عدَّاه بإِلى لأَن فيه معنى وصَل كقوله تعالى أُحلّ لكم ليلة الصِّيام الرَّفَثُ إِلى نسائكم ومَرَة مُفْضاة مجموعة المَسْلَكين وأَفضى المرأَةَ فهي مُفضاة إِذا جامَعها فجعلَ مَسْلَكَيْها مَسْلَكاً واحداً كأَفاضها وهي المُفْضاة من النساء الجوهري أَفضى الرجلُ إِلى امرأَته باشَرها وجامعها والمُفضاةُ الشَّريمُ وأَلقى ثَوبه فَضاً لم يُودعْه وفي حديث دُعائه للنابغة لا يُفْضي اللهُ فاك هكذا جاء في رواية ومعناه أَن لا يجعله فَضاء لا سنَّ فيه والفَضاء الخالي الفارغ الواسع من الأَرض وفي حديث معاذ في عذاب القبر ضربه بِمرْضافةٍ وسَط رأْسه حتى يُفْضِيَ كلُّ شيء منه أَي يصير فَضاء والفَضاء الساحةُ وما اتسع من الأَرض يقال أَفضيت إِذا خرجت إِلى الفضاء وأَفْضَيت إِلى فلان بسرّي الفراء العرب تقول لا يُفْضِ اللهُ فاك من أَفْضَيْت قال والإِفضاء أَن تَسقط ثناياه من فوق ومن تحت وكل أَضراسه حكاه شمر عنه قال أَبو منصور ومن هذا إِفْضاء المرأَة إِذا انقطع الحِتار الذي بين مسلكيها وقال أَبو الهيثم في قول زهير ومَنْ يوفِ لا يذمم ومَنْ يُفْضِ قَلْبه إِلى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَمِ أَي مَن يَصر قلبُه إِلى فَضاء من البر ليس دونه ستر لم يَشتبه أَمره عليه فيتجَمجم أَي يتردّد فيه والفَضى مقصور الشيء المختلط تقول طعام فَضًى أَي فَوْضى مختلط شمر الفَضاء ما استوى من الأَرض واتسع قال والصحراء فَضاء قال أَبو بكر الفِضاء ممدود كالحِساء وهو ما يجري على وجه الأَرض واحدته فَضِيَّةٌ
( * قوله « واحدته فضية » هذا ضبط التكملة وفي الأصل فتحة على الياء فمقتضاه أنه من باب فعلة وفعال ) قال الفرزدق فصَبَّحْن قَبْلَ الوارِداتِ من القَطا ببَطْحاءِ ذِي قارٍ فِضاءً مُفَجَّرا والفَضْيةُ الماء المُسْتَنْقِع والجمع فِضاء ممدود عن كراع فأَما قول عدي بن الرَّقاع فأَوْرَدها لَمَّا انْجَلى الليلُ أَوْ دَنا فِضًى كُنَّ للجُونِ الحَوائِم مَشْرَبا قال ابن سيده يروى فَضًى وفِضًى فمن رواه فَضًى جعله من باب حَلْقةٍ وحَلَقٍ ونَشْفةٍ ونَشَفٍ ومن رواه فِضًى جعله كَبَدْرَةٍ وبِدَرٍ والفَضا جانِب
( * قوله « والفضا جانب إلخ » كذا بالأصل ولعله الضفا بتقديم الضاد إذ هو الذي بمعنى الجانب وبدليل قوله ويقال في تثنيته ضفوان وبعد هذا فايراده هنا سهو كما لا يخفى ) الموضع وغيره يكتب بالأَلف ويقال في تثنيته ضَفَوانِ قال زهير قَفْراً بِمُنْدَفِع النَّحائِتِ مِنْ ضَفَوَيْ أُلاتِ الضّالِ والسِّدْرِ النحائت آبار معروفة ومكان فاضٍ ومُفْضٍ أَي واسع وأَرض فَضاء وبَرازٌ والفاضِي البارِزُ قال أَبو النجم يصف فرسه أَمّا إِذا أَمْسَى فَمُفْضٍ مَنْزِلُه نَجْعَلُه في مَرْبَطٍ نَجْعَلُه مُفْضٍ واسع والمُفْضَى المُتَّسَع وقال رؤبة خَوْقاء مُفْضاها إِلى مُنْخاقِ أَي مُتَّسَعُها وقال أَيضاً جاوَزْته بالقَوْم حتى أَفْضَى بهِم وأَمْضىَ سَفَرٌ ما أَمْضَى
( * قوله « ما أمضى » كذا في الأصل والذي في نسخة التهذيب ما أفضى )
قال أَفْضَى بلغ بهم مكاناً واسعاً أَفْضَى بهم إِليه حتى انقطع ذلك الطريق إِلى شيء يعرفونه ويقال قد أَفْضَيْنا إِلى الفَضاء وجمعه أَفْضِية ويقال تركت الأَمر فَضاً أَي تركته غيرَ مُحْكَم وقال أَبو مالك يقال ما بقي في كِنانته إِلاَّ سهم فَضاً فَضاً أَي واحد وقال أَبو عمرو سهم فَضاً إِذا كان مُفْرداً ليس في الكِنابة غيره ويقال بَقِيت من أَقْراني فَضاً أَي بقيت وحدي ولذلك قيل للأَمر الضعيف غير المحكم فَضاً مقصور وأَفْضَى بيده إِلى الأَرض إِذا مَسَّها بباطن راحته في سُجوده والفَضا حب الزَّبيب وتمر فَضاً منثور مختلط وقال اللحياني هو المختلط بالزبيب وأَنشد فَقُلْتُ لهَا يا خالتي لَكِ ناقَتي وتمرٌ فَضاً في عَيْبَتي وزَبيبُ أَي منثور ورواه بعض المتأَخرين يا عَمَّتي وأَمرُهم بينهم فَضاً أَي سواء ومَتاعُهم بينهم فَوْضَى فَضاً أَي مختلط مشترك غيره وأَمرهم فَوْضَى وفَضاً أَي سواء بينهم وأَنشد للمُعَذِّل البَكْريِّ طَعامُهُمُ فَوْضَى فَضاً في رِحالِهم ولا يُحْسِنُون الشَّرَّ إِلاَّ تَنادِيا ويقال الناسُ فَوْضَى إِذا كانوا لا أَميرَ عليهم ولا مَنْ يجمعهم وأَمرُهُم فَضاً بينهم أَي لا أَمير عليهم وأَفْضَى إِذا افْتَقَرَ

فطا
فَطَا الشيءَ يَفْطُوه فَطْواً ضربه بيده وشَدَخَه وفَطَوْتُ المرأَةَ أَنْكَحْتها وفَطَا المرأَة فَطْواً نكَحها

فظا
الفَظَى مقصور
( * قوله « الفظى مقصور يكتب بالياء » ثم قوله « والتثنية فظوان » هذه عبارة التهذيب ) ماء الرَّحِم يكتب بالياء قال الشاعر تَسَرْبَلَ حُسْنَ يُوسُف في فَظاهُ وأُلْبِسَ تاجَه طِفْلاً صَغِيرا حكاه كراع والتثنية فظوان وقيل أَصله الفَظُّ فقلبت الظاء ياء وهو ماء الكرش قال ابن سيده وقضينا بأَن أَلفه منقلبة عن ياء لأَنها مجهولة الانقلاب وهي في موضع اللام وإِذا كانت في موضع اللام فانقلابها عن الياء أَكثر منه عن الواو

فعا
قال الأَزهري الأَفْعاء الرَّوائحُ الطيِّبةُ وفَعا فلان شيئاً إِذا فَتَّتَه وقال شمر في كتاب الحيّات الأَفْعَى من الحَيّاتِ التي لا تَبْرَحُ إِنما هي مُتَرَحِّية وتَرَحِّيها اسْتِدارَتُها على نفسها وتحَوِّيها قال أَبو النجم زُرْقِ العُيونِ مُتَلَوِّياتِ حَوْلَ أَفاعٍ مُتَحَوِّياتِ وقال بعضهم الأَفْعَى حيّة عَرِيضة على الأَرض إِذا مشَت مُتَثَنِّيَةً بثِنيين أَو ثلاثة تمشي بأَثْنائها تلك خَشْناء يَجْرُشُ بعضُها بعضاً والجَرْشُ الحَكُّ والدَّلْك وسئل أَعرابي من بني تميم عن الجَرْش فقال هو العدْو البَطِيء قال ورَأْسُ الأَفْعَى عريض كأَنه فَلْكة ولها قَرْنانِ وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أَنه سئل عن قَتْل المُحْرِم الحيّاتِ فقال لا بأْس بقتله الأَفْعَوْ ولا بأْس بقتل الحِدَوْ فقلت الأَلف فيهما واواً في لغته أَراد الأَفعَى وهي لغة أَهل الحجاز قال ابن الأَثير ومنهم من يَقلب الأَلف ياء في الوقف وبعضهم يشدِّد الواو والياء وهمزتها زائدة وقال الليث الأَفعى لا تنفع منها رُقْية ولا تِرْياقٌ وهي حَيَّة رَقْشاء دقيقة العُنق عريضةُ الرأْس زاد ابن سيده وربما كانت ذات قَرْنَين تكون وصفاً واسماً والاسم أَكثر والجمع أَفاعٍ والأُفْعُوانُ بالضم ذكر الأَفاعي والجمع كالجمع وفي حديث ابن الزبير أَنه قال لمعاوية لا تُطْرِقْ إِطراقَ الأُفْعوان هو بالضم ذكر الأَفاعِي وأَرض مَفْعاةٌ كثيرة الأَفاعي الجوهري الأَفْعى حية وهي أَفْعَلُ تقول هذه أَفْعًى بالتنوين قال الأَزهري وهو من الفِعْل أَفعَل وأَرْوًى مثل أَفْعًى في الإِعراب ومثلها أَرْطًى مثل أَرطاة
( * قوله « مثل ارطاة » كذا بالأصل )
وتَفَعَّى الرجل صار كالأَفْعَى في الشر قال ابن بري ومنه قول الشاعر رَأَتْه على فَوْت الشَّبابِ وأَنَّه تَفَعَّى لها إِخْوانُها ونَصِيرُها وأَفْعَى الرجل إِذا صار ذا شرّ بعد خير والفاعي الغَضْبان المُزْبِدُ أَبو زيد في سِمات الإِبل منها المُفَعَّاةُ التي سِمَتها كالأَفعى وقيل هي السِّمة نَفْسُها قال والمُثَفَّاة كالأَثافي وقال غيره جمل مُفَعَّى إِذا وُسِم هذه وقد فَعَّيْتُه أَنا وأُفاعِيَةُ مَكان وقول رجل من بني كلاب هَلْ تَعْرِفُ الدَّار بِذِي البَناتِ إِلى البُرَيْقاتِ إِلى الأَفْعاةِ أَيَّامَ سُعْدَى وهي كالمَهاةِ أَدخل الهاء في الأَفْعى لأَنه ذهَب بها إِلى الهَضْبة والأَفْعَى هَضْبَة في بلاد بني كِلاب

فغا
الفَغْو والفَغْوَة والفاغِيةُ الرائحة الطيبة الأَخيرة عن ثعلب والفَغْوة الزهرة والفَغْو والفاغِيَةُ وَرْدُ كل ما كان من الشجر له ريح طيبة لا تكون لغير ذلك وأَفغى النبات أَي خرجت فاغيته وأَفْغَتِ الشجرة إِذا أَخرجت فاغِيَتها وقيل الفَغْو والفاغِيةُ نور الحِناء خاصة وهي طيبة الريح تَخْرج أَمثال العناقيد وينفح فيها نَوْر صِغار فتُجْتَنَى ويُرَبَّب بها الدُّهن وفي حديث أَنس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تُعْجبه الفاغيةُ ودُهْنٌ مَفْغُوٌ مُطَيِّب بها وفَغَا الشَجَرُ فَغْوًا وأَفْغى تفَتَّح نَوْرُه قبل أَن يُثْمِر ويقال وجدت منه فَغْوةً طيبة وفَغْمة وفي الحديث سَيِّدُ رَيْحانِ أهلِ الجنةِ الفاغِيةُ قال الأَصمعي الفاغِيةُ نَوْرُ الحِنَّاء وقيل نور الريحان وقيل نَوْر كل نبت من أَنوار الصحراء التي لا تزرع وقيل فاغية كل نبت نوره وكلُّ نَوْرٍ فاغِيةٌ وأَنشد ابن بري لأَوْس ابن حَجر لا زالَ رَيْحانٌ وفَغْوٌ ناضِرٌ يَجْري عَلَيْكَ بِمُسْبِلٍ هَطَّالِ قال وقال العريان فَقُلْتُ له جادَتْ عَلَيْكَ سحابةٌ بِنَوْءٍ يُنَدِّي كلَّ فَغْوٍ ورَيْحانِ وسئل الحسن عن السَّلَف في الزعفران فقال إِذا فَغا يريد إِذا نَوَّر قال ويجوز أَن يريد إِذا انتشرت رائحته من فَغَتِ الرائحةُ فَغْواً والمعروف في خروج النَّوْر من النبات أَفْغى لا فَغا الفراء هو الفَغْوُ والفاغِيةُ لنَوْرِ الحِناء ابن الأَعرابي الفاغِيةُ أَحْسَنُ الرَّياحِينِ وأَطيَبُها رائحة شمر الفَغْوُ نَوْر والفَغْوُ رائحة طيبة قال الأَسود بن يعفر سُلافة الدَّنِّ مَرْفُوعاً نَصائِبُه مُقَلَّدَ الفَغْوِ والرَّيْحانِ مَلْثُوما والفَغى مقصور البُسْر الفاسد المُغْبَرُّ قال قَيْسُ بن الخَطِيم أَكُنْتُم تَحْسَبونَ قِتالَ قَوْمي كأَكْلِكُم الفَغايا والهَبِيدا ؟ وقال ابن سيده في موضع آخر
( * قوله « في موضع آخر » أي في باب الياء والمؤلف لم يفرد الواوي من اليائي كما صنع ابن سيده وتبعه المجد لكنه قصر هنا )
الفَغى فسادُ البُسر والفَغى مقصور التمر الذي يَغْلُظ ويصير فيه مثل أَجنحة الجَراد كالغَفى قال الليث الفَغى ضرب من التمر قال الأَزهري هذا خطأٌ والفَغى داءٌ يقع على البُسر مثل الغبار ويقال ما الذي أَفْغاكَ أَي أَغْضَبَك وأَوْرَمك وأَنشد ابن السكيت وصارَ أَمثالَ الفَغى ضَرائِري وقد أَفْغَت النخلة غيره الإِغْفاء في الرُّطب مثل الإِفْغاء سواء والفَغى ما يَخرج من الطعام فيُرمى به كالغَفى أَبو العباس الفغى الرديء من كل شيء من الناس والمأْكول والمشروب والمركوب وأَنشد إِذا فِئةٌ قُدِّمت للقِتا ل فَرَّ الفَغى وصَلِينا بها ابن سيده والفَغى مَيَلٌ في الفم والعُلْبة والجَفْنة والفَغى داء عن كراع ولم يَحُدّه قال غير أَني أُراه المَيَل في الفم وأَخذَ بفَغْوه أَي بفمه ورجل أَفْغى وامرأَة فَغْواء إِذا كان في فمه مَيَل وأَفْغى الرجلُ إِذا افتقر بعد غنى وأَفْغى إِذا عَصى بعد طاعة وأَفغى إِذا سَمُجَ بعد حُسْن وأَفْغى إِذا دام على أَكل الفَغى وهو المُتغَيِّر من البُسر المتترب والفَغْواء اسم وقيل اسم رجل أَو لقب قال عنترة فهَلاَّ وَفى الفَغْواءُ عَمرُو بنُ جابِرٍ بذِمَّتِه وابنُ اللَّقِيطةِ عِصْيَدُ

فقا
الفَقْوُ شيء أَبيض يخرج من النفساء أَو الناقة الماخض وهو غلافٌ فيه ماء كثير والذي حكاه أَبو عبيد فَقْء بالهمز والفَقْوُ موضع والفَقا ماء لهم عن ثعلب وفقَوْتُ الأَثر كقَفَوْته حكاه يعقوب في المقلوب وفُقا النَّبْلِ مقلوب لغة في فُوقِها قال الفِندُ الزِّمّاني ونَبْلي وفُقاها ك عَراقِيبِ قَطاً طُحْلِ ذكره ابن سيده في ترجمة فوق الجوهري فُقْوةُ السهم فُوقُه والجمع فُقاً ابن بري ذكر أَبو سعيد السيرافي في كتابه أَخبار النحويين أَن أَبا عمرو بن العلاء قال أَنشدني هذه الأَبيات الأَصمعي لرجل من اليمن ولم يسمه قال وسماه غيره فقال هي لامرئ القيس بن عابس وأَنشد أَيا تَمْلِكُ يا تَمْلِ ذَريني وذَري عَذْلي ذَرِيني وسِلاحي ثم شُدِّي الكَفَّ بالعُزْلِ ونَبلي وفُقاها ك عراقيب قطاً طُحْلِ وثَوبايَ جَدِيدان وأَرْخِي شُرُكَ النَّعْلِ ومِنِّي نَظْرةٌ خَلْفِي ومِنِّي نَظْرةٌ قَبْلي أَي أَفهم ما حضر وغاب فإِمَّا مُتُّ يا تَمْلِ فَمُوتي حُرَّةً مِثْلي قال أَبو عمرو وزادني فيها الجمحي وقد أَشْنَأُ للنُّدْما نِ بالناقةِ والرَّحْلِ وقد أَخْتَلِسُ الضَّرْب ةَ لا يَدْمى لها نَصْلي وقد أَخْتَلِسُ الطَّعْنَ ةَ تَنْفِي سَنَن الرَّحْلِ
( * قوله « الرحل » كذا في الأصل هنا بالحاء المهملة وتقدمت في دفنس بالجيم ) كجَيْب الدِّفْنِسِ الوَرْها ء ريعَتْ وهْيَ تَسْتَفْلي وقوله تنفي سَنَن الرحل أَي يخرج منها من الدم ما يمنع سَنَن الطريق وقال يزيد بن مُفَرِّغ لقد نَزَعَ المُغِيرةُ نَزْعَ سَوْءٍ وغَرَّقَ في الفُقا سَهْماً قَصِيرا وفي حديث المُلاعنة فأَخذت بفَقْوَيه قال كذا جاء في بعض الروايات والصواب بفَقْمَيْه أَي حنكيه وقد تقدم

فلا
فَلا الصَّبِيَّ والمُهْرَ والجَحْش فَلْواً وفِلاءً
( * قوله « وفلاء » كذا ضبط في الأصل وقال في شرح القاموس وفلاء كسحاب وضبط في المحكم بالكسر ) وأَفْلاه وافْتلاه عَزَلَه عن الرَّضاع وفصَلَه وقد فَلَوْناه عن أُمه أَي فَطَمْناه وفَلَوْتُه عن أُمه وافْتَلَيْته إِذا فطمته وافْتَلَيْته اتخذته قال الشاعر نَقُودُ جِيادَهُنَّ ونَفْتَلِيها ولا نَغْذُو التُّيُوسَ ولا القِهادا وقال الأَعشى مُلْمِعٍ لاعَةِ الفُؤادِ إِلى جَح شٍ فَلاه عَنها فبِئْس الفالي أَي حالَ بينها وبين ولدها ابن دريد يقال فَلَوْت المهر إِذا نَتَجْته وكان أَصله الفِطام فكثر حتى قيل للمُنْتَتج مُفْتَلًى ومنه قوله نقود جيادهن ونفتليها قال وفلاه إِذا رَبَّاه قال الحطيئة يصف رجلاً سَعِيدٌ وما يَفْعَلْ سَعِيدٌ فإِنَّه نَجِيبٌ فلاهُ في الرِّباطِ نَجيبُ يعني سعيد بن العاص وكذلك افْتَلَيْته وقال بَشَّامَة بن حَزْن النَّهْشَلي وليس يَهْلِك مِنَّا سيِّد أَبداً إِلاَّ افْتَلَيْنا غُلاماً سَيْداً فِينا ابن السكيت فَلَوْت المُهر عن أُمه أَفْلُوه وافْتَلَيْته فَصَلْتُه عنها وقطَعت رَضاعة منها والفَلُوُّ والفُلُوُّ والفِلْوُ الجَحش والمُهر إِذا فطم قال الجوهري لأَنه يُفْتَلى أَي يُفْطَم قال دكين كان لَنا وَهْوَ فَلُوٌّ نَرْبُبُهْ مُجَعْثَنُ الخَلْقِ يَطيرُ زَغَبُهْ قال أَبو زيد فَلُوٌّ إِذا فتحت الفاء شددت وإِذا كسرت خففت فقلت فِلْو مثل جِرْوٍ قال مجاشِع ابن دارِم جَرْوَلُ يا فِلْوَ بني الهُمامِ فأَينَ عنك القَهْرُ بالحُسامِ ؟ والفُلُوُّ أَيضاً المهر إِذا بلغ السنة ومنه قول الشاعر مُسْتَنَّةٌ سَنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّةٌ وفي حديث الصدقة كما يُرَبِّي أَحدُكم فَلُوَّه الفَلُوّ المهر الصغير وقيل هو العظيم من أَولاد ذات الحافر وفي حديث طَهْفَة والفَلُوُّ الضَّبِيس أَي المهر العَسر الذي لم يُرَضْ وقد قالوا للأُنثى فَلُوَّة كما قالوا عدوّ وعَدُوّه والجمع أَفْلاء مثل عدوّ وأَعداء وفَلاوَى أَيضاً مثل خَطايا وأَصله فَعائل وقد ذكر في الهمز وأَنشد ابن بري لزهير في جمع فَلُوّ على أَفْلاء تَنْبِذُ أَفْلاءَها في كلِّ مَنْزِلَةٍ تَبْقُرُ أَعْيُنَها العِقْبانُ والرَّخَمُ قال سيبويه لم يكسِّروه على فُعْلٍ كراهية الإِخلال ولا كسروه على فِعْلان كراهية الكسرة قبل الواو وإِن كان بينهما حاجز لأن الساكن ليس بحاجز حصين وحكى الفراء في جمعه فُلْوٌ وأَنشد فُلْو تَرَى فِيهنَّ سِرَّ العِتْقِ بَيْنَ كمايِيٍّ وحُوٍّ بُلْقِ وأَفْلَتِ الفرس والأَتان بلغ ولدهما أَن يُفْلَى وقول عدي بن زيد وذي تَناوِيرَ مَمْعُونٍ له صَبَحٌ يَغْذُو أَوابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا فسر أَبو حنيفة أَفْلَيْنَ فقال معناه صرن إِلى أَن كبر أَولادهنّ واستغنت عن أُماتهن قال ولو أَراد الفعل لقال فَلَوْن وفرس مُفْلٍ ومُفْلِية ذات فِلْو وفَلا رَأْسَه يَفْلُوه ويَفْلِيه فِلاية وفَلْياً وفَلاَّه بَحَثه عن القمل وفَلَيْت رأْسه قال قد وَعدَتْني أُمُّ عَمْرو أَنْ تا تَمْسَحَ رأْسِي وتُفَلِّيني وا تُمَسَّحَ القَنْفاءَ حتى تَنْتا أَراد تَنْتَأَ فأَبدل الهمزة إِبدالاً صحيحاً وهي الفِلاية من فَلْي الرأْس والتَّفَلِّي التَّكلُف لذلك قال إِذا أَتَت جاراتِها تَفَلَّى تُرِيك أَشْغَى قَلِحاً أَفَلاَّ وفَلَيْت رأْسه من القمل وتَفَالى هو واسْتَفْلى رأْسُه أَي اشْتهى أَن يُفْلَى وفي حديث معاوية قال لسعيد بن العاص دَعْه عنك فقد فَلَيْتُه فَلْيَ الصَّلَعِ هو من فَلْي الشَّعَر وأَخذِ القمل منه يعني أَن الأَصْلَع لا شعر له فيحتاج أَن يُفْلَى التهذيب والحطا
( * قوله « والحطا » كذا بالأصل ولعله الحظى القمل واحدته حظاة ويكون مقدماً من تأَخير والأصل والنساء يقال لهن الفاليات الحظى والفوالي وأما الحطا فمعناه عظام القمل وراجع التهذيب فليست هذه المادة منه عندنا ) والنِّساء يقال لهن الفالِياتُ والفَوالي قال عمرو بن معديكرب تَراهُ كالثَّغام يُعَلُّ مِسْكاً يسُوء الفالِياتِ إِذا فَلَيْني أَراد فَلَيْنَني بنونين فحذف إِحداهما استثقالاً للجمع بينهما قال الأَخفش حذفت النون الأَخيرة لأَن هذه النون وقاية للفعل وليست باسم فأَمّا النون الأُولى فلا يجوز طرحها لأَنها الاسم المضمر وقال أَبو حية النميري أَبالمَوْتِ الذي لا بُدَّ أَني مُلاقٍ لا أَباكِ تُخَوِّفِيني ؟ أَراد تُخَوِّ فِينني فحذف وعلى هذا قرأَ بعض القراء فَبِمَ تُبَشِّرُونِ فأَذهب إِحدى النونين استثقالاً كما قالوا ما أَحَسْتُ منهم أَحداً فأَلقوا إِحدى السينين استثقالاً فهذا أَجدر أَن يستثقل لأَنهما جميعاً متحركان وتَفالَت الحُمُر احْتَكَّت كأَنَّ بَعضها يَفْلي بَعضاً التهذيب وإِذا رأَيت الحُمُر كأَنها تَتحاكُّ دَفَقاً فإِنها تَتفالى قال ذو الرمة ظَلَّتْ تَفالَى وظَلَّ الجَوْنُ مُصْطَخِماً كأَنَّه عن سَرارِ الأَرضِ مَحْجُومُ ويروى عن تَناهِي الرَّوْضِ وفلَى رأْسه بالسيف فَلْياً ضربه وقطعه واسْتَفْلاه تعرَّض لذلك منه قال أَبو عبيد فَلَوْتُ رأْسه بالسيف وفَلَيْته إِذا ضربت رأْسه قال الشاعر أَما تَراني رابِطَ الجَنانِ أَفْلِيه بالسيف إِذا اسْتفْلاني ؟ ابن الأَعرابي فَلَى إِذا قطَع وفَلِيَ إِذا انقطَع وفَلَوْته بالسيف فَلْواً وفَلَيْته ضربت به رأْسه وأَنشد ابن بري نُخاطِبُهم بأَلسِنةِ المَنايا ونَفْلِي الهامَ بالبِيضِ الذُّكورِ وقال آخر أَفْلِيهِ بالسيفِ إِذا اسْتَفْلاني أُجِيبُه لَبَّيْكَ إِذْ دَعاني وفَلتِ الدابةُ فِلْوَها وأَفْلَتْه وفَلَتْ أَحسن وأَكثر وأَنشد بيت عدي بن زيد قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا ابن الأَعرابي فَلا الرجلُ إِذا سافر وفَلا إِذا عقَل بعد جهل وفَلا إِذا قطَع وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما امْرِ الدَّمَ بما كان قاطِعاً من لِيطةٍ فالِيَةٍ أَي قَصبة وشِقَّة قاطعة قال والسكين يقال لها الفالِيةُ ومرَى دم نَسِيكته إِذا استخرجه وفليت الشِّعر إِذا تدبرته واستخرجت معانيه وغريبه عن ابن السكيت وفَلَيْت الأَمر إِذا تأَملت وجوهه ونظرت إِلى عاقبته وفَلَوْتُ القوم وفَلَيْتهم إِذا تخللتهم وفَلاه في عَقْله فَلْياً رازَه أَبو زيد يقال فَلَيْت الرجل في عقله أَفْلِيه فَلْياً إِذا نظرت ما عَقْلُه والفَلاة المَفازة والفَلاة القَفر من الأَرض لأَنها فُلِيت عن كل خير أَي فُطِمت وعُزِلت وقيل هي التي لا ماء فيها فأَقلها للإِبل رِبْع وأَقلها للحمر والغنم غِبٌّ وأَكثرها ما بلغت مما لا ماء فيه وقيل هي الصحراء الواسعة والجمع فَلاً وفَلَوات وفُلِيٌّ قال حميد بن ثور وتَأُوي إِلى زُغْبٍ مَراضِعَ دُونَها فَلاً لا تَخَطَّاهُ الرِّقابُ مَهُوبُ ابن شميل الفَلاة التي لا ماء بها ولا أَنيسَ وإن كانت مُكْلِئة يقال علونا فَلاة من الأَرض ويقال الفَلاة المستوية التي ليس فيها شيء وأَفْلى القومُ إِذا صاروا إِلى فلاة قال الأزهري وسمعت العرب تقول نزل بنو فلان على ماء كذا وهم يَفْتَلون الفَلاة من ناحية كذا أَي يَرعَوْن كلأَ البلد ويَرِدون الماء من تلك الجهة وافْتِلاؤها رَعْيها وطَلَبُ ما فيها من لُمَع الكَلإ كما يُفْلى الرأْسُ وجمع الفَلا فُلِيٌّ على فُعول مثل عَصاً وعُصِيٍّ وأَنشد أَبو زيد مَوْصُولة وَصْلاً بها الفُلِيُّ أَلقِيُّ ثم القِيُّ ثم القِيُّ وأَما قول الحرث بن حِلِّزة مِثْلُها يُخُرِجُ النَّصِيحةَ للقَوْ مِ فَلاةٌ مِن دونها أَفْلاء قال ابن سيده ليس أَفْلاء جمع فَلاة لأَن فَعَلة لا يكَسَّر على أَفْعال إِنما أَفلاء جمع فَلاً الذي هو جمع فَلاةٍ وأَفْلينا صِرْنا إِلى الفَلاة وفاليةُ الأَفاعي خُنْفُساء رَقْطاء ضخمة تكون عند الجِحرَة وهي سيدة الخنافس وقيل فاليةُ الأَفاعي دوابُّ تكون عند جحرة الضِّباب فإِذا خرجت تلك علم أَن الضَّبّ خارج لا مَحالة فيقال أَتتكم فالية الأَفاعي جمعٌ على أَنه قد يخبر في مثل هذا عن الجمع بالواحد قال ابن الأَعرابي العرب تقول أَتتكم فالية الأَفاعي يضرب مثلاً لأَول الشر يُنتظر وجمعها الفَوالي وهي هَناةٌ كالخَنافِس رُقْطٌ تأْلف العقارب والحيات فإِذا رؤيت في الجحرة علم أَن وراءها العقارب والحيات

( فني ) الفَناء نَقِيض البقاء والفعل فَنى يَفْنَى نادر عن كراع فَناء فهو فانٍ وقيل هي لغة بلحرث ابن كعب وقال في ترجمة قرع فلما فَنى ما في الكنائن ضارَبُوا إلى القُرْعِ من جِلْدِ الهِجانِ المُجَوَّبِ أَي ضربوا بأَيديهم إِلى التِّرَسةِ لما فَنِيت سهامهم قال وفَنى بمعنى فَنِيَ في لغات طيّء وأَفْناه هو وتَفانى القومُ قتلاً أَ

فنى
بعضهم بعضاً وتفانوا أَي أَفنى بعضهم بعضاً في الحرب وفَنِيَ يَفْنى فَناء هَرِمَ وأَشرف على الموت هَرَماً وبذلك فسر أَبو عبيد حديث عمر رضي الله عنه أَنه قال حَجَّةً ههنا ثم احْدِجْ ههنا حتى تَفْنى يعني الغزو قال لبيد يصف الإنسان وفَناءه حَبائِلُه مَبْثوثةٌ بسَبِيلِه ويَفْنى إِذا ما أَخْطَأَتْه الحَبائلُ يقول إِذا أَخطأَه الموت فإِنه يفنى أَي يَهْرَمُ فيموت لا بدَّ منه إِذا أَخطأَته المنِيَّةُ وأَسبابها في شَبِيبَته وقُوَّته ويقال للشيخ الكبير فانٍ وفي حديث معاوية لو كنتُ من أَهل البادِيةِ بعت الفانِيةَ واشتريت النامِيةَ الفانِيةُ المُسِنَّة من الإِبل وغيرها والنامِيةُ الفَتِيَّةُ الشابَّة التي هي في نموّ وزيادة والفِناء سَعةٌ أَمامَ الدار يعني بالسعة الاسم لا المصدر والجمع أَفْنِيةٌ وتبدل الثاء من الفاء وهو مذكور في موضعه وقال ابن جني هما أَصلان وليس أَحدهما بدلاً من صاحبه لأَن الفِناء من فَنِيَ يَفْنى وذلك أَن الدار هنا تَفْنى لأَنك إِذا تناهيت إِلى أَقصى حدودها فَنِيَتْ وأَما ثِناؤها فمن ثَنى يَثْني لأَنها هناك أَيضاً تنثني عن الانبساط لمجيء آخرها واسْتِقْصاء حدودها قال ابن سيده وهمزتها بدل من ياء لأَن إِبدال الهمز من الياء إِذا كانت لاماً أَكثر من إِبدالها من الواو وإن كان بعض البغداديين قد قال يجوز أَن يكون أَلفه واواً لقولهم شجرة فَنْواء أَي واسِعة فِناء الظل قال وهذا القول ليس بقوي لأَنا لم نسمع أَحداً يقول إِن الفَنْواء من الفِناء إنما قالوا إِنها ذات الأَفنان أَو الطويلة الأَفنان والأَفْنِية السَّاحات على أَبواب الدور وأَنشد لا يُجْتَبى بِفناء بَيْتِك مثْلهم وفناء الدار ما امْتدَّ من جوانبها ابن الأَعرابي بها أَعناء من الناس وأَفْناء أَي أَخْلاط الواحد عِنْوٌ وفِنْوٌ ورجل من أَفْناء القبائل أَي لا يُدرى من أَيّ قبيلة هو وقيل إِنما يقال قوم من أَفناء القبائل ولا يقال رجل وليس للأَفْناء واحد قالت أُم الهيثم يقال هؤلاء من أَفناء الناس ولا يقال في الواحد رجل من أَفناء الناس وتفسيره قوم نُزَّاعٌ من ههنا وههنا والجوهري يقال هو من أَفناء الناس إِذا لم يُعلم من هو قال ابن بري قال ابن جني واحد أَفناء الناس فَناً ولامه واو لقولهم شجرة فَنْواء إِذا اتسعت وانتشرت أَغصانها قال وكذلك أَفناء الناس انتشارهم وتشعبهم وفي الحديث رجل من أَفناء الناس أَي لم يُعلم ممن هو الواحد فِنْوٌ وقيل هو من الفِناء وهو المُتَّسَعُ أَمام الدار ويجمع الفِناء على أَفْنية والمُفاناة المُداراة وأَفْنى الرجلُ إِذا صَحِب أَفناء الناس وفانَيْت الرجل دارَيْته وسَكَّنْته قال الكميت يذكر هموماً اعترته تُقِيمُه تارةً وتُقْعِدُه كما يُفاني الشَّمُوسَ قائِدُها قال أِبو تراب سمعت أَبا السميدع يقول بنو فلان ما يُعانُون مالهم ولا يُفانُونه أَي ما يقومون عليه ولا يُصْلِحونه والفَنا مقصور الواحدة فَناة عنب الثَّعلب ويقال نبت آخر قال زهير كأَنّ فُتاتَ العِهْنِ في كلِّ مَنْزِلٍ نَزَلْنَ به حَبُّ الفَنا لم يُحَطَّمِ وقيل هو شجر ذو حب أَحمر ما لم يُكسَّر يتخذ منه قراريط يوزن بها كل حبة قيراط وقيل يتخذ منه القَلائد وقيل هي حشيشة تنبت في الغَلْظ ترتفع على الأَرض قِيسَ الإِصْبع وأَقل يَرعاها المالُ وأَلفها ياء لأَنها لام وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده قول الراجز صُلْبُ العَصا بالضَّرْبِ قد دَمَّاها يقولُ لَيْتَ الله قد أَفْناها
( * قوله « صلب العصا » في التكملة ضخم العصا )
قال يصف راعي غنم وقال فيه معنيان أَحدهما أَنه جعل عصاه صُلبة لأَنه يحتاج إِلى تقويمها ودَعا عليها فقال ليت اللهَ قد أَهلكها ودمَّاها أَي سيَّلَ دَمها بالضرب لخِلافِها عليه والوجه الثاني في قوله صُلْبُ العصا أَي لا تحوجه إِلى ضربها فعصاه باقية وقوله بالضرب قد دمَّاها أَي كساها السِّمَن كأَنه دمَّمها بالشحم لأَنه يُرَعِّيها كل ضرب من النبات وأَما قوله ليت اللهَ قد أَفناها أَي أَنبت لها الفَنا وهو عنب الذئب حتى تغزر وتَسْمَن والأَفاني نبت ما دام رطباً فإِذا يبس فهو الحَماط واحدتها أَفانِيةٌ مثال ثمانية ويقال أَيضاً هو عنب الثعلب وفي حديث القِيامة فيَنْبُتُون كما يَنْبُت الفَنا هو عنب الثعلب وقيل شجرته وهي سريعة النبات والنموّ قال ابن بري شاهد الأَفاني النبت قول النابغة شَرَى أَسْتاهِهِنَّ من الأَفاني وقال آخر فَتِيلانِ لا يَبْكِي المَخاضُ عليها إِذا شَبِعا مِنْ قَرْمَلٍ وأَفاني
( * قوله « فتيلان » كذا بالأصل ولعله مصغر مثنى الفتل ففي القاموس الفتل ما لم ينبسط من النبات أو شبه الشاعر النبت الحقير بالفتيل الذي يفتل بالاصبعين وعلى كلا الاحتمالين الافاني فحق شبعا شبعت ومقتضى أن واحد الافاني كثمانية أن تكون الافاني مكسورة وضبطت في القاموس هنا بالكسر ووزنه المجد في أفن بسكارى )
وقال آخر يُقَلِّصْن عن زُغْبٍ صِغارٍ كأَنَّها إِذا دَرَجَتْ تَحتَ الظِّلالِ أَفاني وقال ضباب بن وَقْدان السَّدُوسِي كأَنَّ الأَفانَي شَيْبٌ لها إِذا التَفَّ تحتَ عَناصِي الوَبْرْ قال ابن بري وذكر ابن الأَعرابي أن هذا البيت لضباب بن واقد الطَّهَوِي قال والأَفاني شجر بيض واحدته أَفانِيةٌ وإِذا كان أَفانية مثل ثمانية على ما ذكر الجوهري فصوابه أَن يذكر في فصل أَفن لأَن الياء زائدة والهمزة أَصل والفَناة البقَرة والجمع فَنَوات وأَنشد ابن بري قول الشاعر وفَناة تَبْغِي بحَرْبةَ طِفْلاً مِن ذَبِيحٍ قَفَّى عليه الخَبالُ وشعَر أَفْنَى في معنى فَيْنان قال وليس من لفظة وامرأَة فَنْواء أَثِيثة الشعَر منه روى ذلك ابن الأَعرابي قال وأَما جمهور أَهل اللغة فقالوا امرأَة فَنْواء أَي لشَعَرها فُنُون كأَفْنان الشِّعْر وكذلك شجرة فَنْواء إِنما هي ذات الأَفْنان بالواو وروي عن ابن الأَعرابي امرأَة فَنْواء وفَنْياء وشعَر أَفْنَى وفَيْنانٌ أَي كثير التهذيب والفنوة المرأَة العربية وفي ترجمة قنا قال قَيْس بن العَيْزار الهُذَلي بما هي مَقْناةٌ أَنِيقٌ نَباتُها مِرَبٌّ فَتَهْواها المَخاضُ النَّوازِعُ قال مَقْناةٌ أَي مُوافِقة لكل مَن نَزَلها من قوله مُقاناةِ البياض بصُفْرَةٍ أَي يوافق بياضُها صفرتها قال الأَصمعي ولغة هذيل مَفْناةٌ بالفاءِ والله أَعلم

فها
فها فؤادُه كهفا قال ولم يسمع له بمصدر فأُراه مقلوباً الأَزهري الأَفْهاء البُلْه من الناس ويقال فَها إِذا فَصُح بعد عجمة

فوا
الفُوّةُ عُروق نبات يستخرج من الأَرض يُصبغ بها وفي التهذيب يصبغ بها الثياب يقال لها بالفارسية رُوين وفي الصحاح رُوِينَه ولفظها على تقدير حُوّة وقُوّة وقال أَبو حنيفة الفُوّة عروق ولها نبات يسمو دقيقاً في رأْسه حَب أَحمر شديد الحمرة كثير الماء يكتب بمائه وينقش قال الأَسود ابن يعفر جَرَّتْ بها الرِّيحُ أَذْيالاً مُظاهَرةً كما تَجُرُّ ثِيابَ الفُوّةِ العُرُسُ وأَدِيمٌ مُفَوىً مصبوغ بها وكذلك الثوب وأرض مُفَوَّاة ذاتُ فُوّة وقال أَبو حنيفة كثيرة الفُوَّة قال الأَزهري ولو وصفت به أَرضاً لا يزرع فيها غيره قلت أَرضٌ مَفْواة من المَفاوِي وثوب مُفَوًّى لأَن الهاء التي في الفُوَّة ليست بأَصلية بل هي هاء التأْنيث وثوب مُفَوًّى أَي مصبوغ بالفُوَّة كما تقول شيء مُقَوًّى من القُوَّة

فيا
فَيَّ كلمة معناها التعجب يقولون يا فَيَّ ما لي أَفْعَلُ كذا وقيل معناه الأَسَفُ على الشيءِ يفوت قال اللحياني قال الكسائي لا يهمز وقال معناه يا عَجَبي قال وكذلك يا فَيَّ ما أَصْحابُك قال وما من كل في موضع رفع التهذيب في حرف من حروف الصفات وقيل في تأْتي بمعنى وسَط وتأْتي بمعنى داخل كقولك عبدُ الله في الدار أَي داخِلَ الدار ووسط الدار وتجيء في بمعنى على وفي التنزيل لأُصَلِّبَنَّكم في جُذُوع النخل المعنى على جذوع النخل وقال ابن الأَعرابي في قوله وجَعَل القَمر فيهن نُوراً أَي معهن وقال ابن السكيت جاءت في بمعنى مع قال الجعدي ولَوْحُ ذِراعَيْنِ في بِرْكةٍ إِلى جُؤْجُؤٍ رَهِلِ المَنْكِبِ وقال أَبو النجم يَدْفَعُ عنها الجُوعَ كلَّ مَدْفَعِ خَمْسُون بُسْطاً في خَلايا أَرْبَعِ أَراد مع خلايا وقال الفراء في قوله تعالى يَذْرَؤُكم فيه أَي يُكَثِّرُكُم به وأَنشد وأَرْغَبُ فيها عن عُبَيْدٍ ورَهْطِه ولكِنْ بها عن سِنْبِسٍ لَسْتُ أَرْغبُ أَي أَرغب بها وقيل في قوله تعالى أَن بُورِكَ مَن في النار أَي بُورِكَ من على النار وهو الله عز وجل وقال الجوهري في حرفٌ خافض وهو للوِعاء والظَّرف وما قُدِّر تقدير الوِعاء تقول الماء في الإِناء وزيد في الدار والشَّكُّ في الخبر وزعم يونس أَن العرب تقول نَزَلْتُ في أَبيك يريدون عليه قال وربما تُسْتَعمل بمعنى الباء وقال زيد الخيل ويَرْكَبُ يَومَ الرَّوْع مِنّا فَوارِسٌ بَصِيرُون في طَعْنِ الأَباهِرِ والكُلى أَي بطعن الأَباهر والكُلى ابن سيده في حرف جر قال سيبويه أَما في فهي للوِعاء تقول هو في الجِراب وفي الكيس وهو في بطن أُمه وكذلك هو في الغُلِّ جعله إِذ أَدخله فيه كالوِعاء وكذلك هو في القُبَّة وفي الدار وإِن اتسعت في الكلام فهي على هذا وإنما تكون كالمثل يجاء بها لما يُقارب الشيء وليس مثله قال عنترة بَطَلٌ كأَنَّ ثِيابَه في سَرْحةٍ يُحْذى نِعالَ السِّبْتِ ليس بتَوْأَم أَي على سرحة قال وجاز ذلك من حيث كان معلوماً أَن ثيابه لا تكون من داخل سَرْحة لأَن السرحة لا تُشَقُّ فتُسْتَوْدَع الثياب ولا غيرها وهي بحالها سرحة وليس كذلك قولك فلان في الجبل لأَنه قد يكون في غار من أَغْواره ولِصْبٍ من لِصابه فلا يلزم على هذا أَن يكون عليه أَي عالياً فيه أَي الجبل وقال وخَضْخَضْنَ فينا البَحْرَ حتى قَطَعْنَه على محلِّ من غِمارٍ ومن وَحَلْ قال أَراد بنا وقد يكون على حذف المضاف أَي في سَيْرنا ومعناه في سَيْرهِنَّ بنا ومثل قوله كأَنَّ ثيابه في سرحة وقول امرأَة من العرب هُمُو صَلَبُوا العَبْديَّ في جِذْعِ نَخْلةٍ فلا عَطَسَت شَيْبانُ إِلا بأَجْدَعا أَي على جِذع نخلة وأَما قوله وهل يَعِمَنْ مَن كان أَقْرَبُ عَهْدِه ثلاثِين شَهْراً في ثلاثة أَحْوالِ ؟ فقالوا أَراد مع ثلاثة أَحوال قال ابن جني وطريقه عندي أَنه على حذف المضاف يريدون ثلاثين شهراً في عَقِبِ ثلاثة أَحوال قبلها وتفسيره بعد ثلاثة أَحوال فأَما قوله يَعْثُرْنَ في حَدِّ الظُّباتِ كأَنما كُسِيَتْ بُرود بني تَزيدَ الأَذْرُعُ فإِنما أَراد يعثرن بالأَرض في حد الظبات أَي وهن في حد الظبات كقوله خرج بثِيابه أَي وثِيابُه عليه وصلى في خُفَّيه أَي وخُفَّاه عليه وقوله تعالى فخَرج على قومه في زينته فالظرف إِذاً متعلق بمحذوف لأَنه حال من الضمير أَي يَعْثُرْن كائناتٍ في حد الظبات وقول بعض الأَعراب نَلُوذُ في أُمٍّ لنا ما تَعْتَصِبْ من الغَمام تَرْتَدي وتَنْتَقِبْ فإِنه يريد بالأُم لنا سَلْمى أَحد جبلي طَيِّء وسماها أُمًّا لاعْتِصامهم بها وأُوِيِّهم إِليها واستعمل في موضع الباء أَي نلوذ بها لأَنها لاذوا فهم فيها لا محالة أَلا ترى أَنهم لا يَلُوذون ويَعْتَصِمُون بها إِلاَّ وهم فيها ؟ لأَنهم إِن كانوا بُعَداء عنها فليسوا لائذين فيها فكأَنه قال نَسْمَئِلُّ فيها أَي نَتَوَقَّلُ ولذلك استعمل في مكانَ الباء وقوله عز وجل وأَدْخِلْ يَدك في جيبك تَخْرُجْ بيضاء من غير سُوء في تسع آيات قل الزجاج في من صلة قوله وأَلقِ عصاك وأَدخل يدَك في جيبك وقيل تأْويله وأَظهر هاتين الآيتين في تسع آيات أَي من تسع آيات ومثله قولك خذ لي عَشْراً من الإِبل وفيها فَحْلان أَي ومنها فحلان والله أَعلم

قأى
ابن الأَعرابي قأَى إِذا أَقَرَّ لخَصْمه وذلَّ

قبا
قَبا الشيءَ قَبْواً جمعه بأَصابعه أَبو عمرو قَبَوْتُ الزعفران والعُصْفُر أَقْبوه قَبْواً أَي جنيته والقابيةُ المرأَة التي تلقُط العصفر والقَبْوةُ انضمام ما بين الشفتين والقَباء ممدود من الثياب الذي يلبس مشتق من ذلك لاجتماع أَطرافه والجمع أَقْبِية وقَبَّى ثوبه قطع منه قَباء عن اللحياني يقال قَبِّ هذا الثوب تَقْبية أَي قَطِّعْ منه قَباء وتَقَبَّى قَباءَه لبسه وتَقَبَّى لبس قباءه قال ذو الرمة يصف الثور كأَنه مُتَقَبِّي يَلْمَقٍ عَزَبُ وروي في حديث عطاء أَنه قال يُكره أَن يدخُل المعتكِف قَبْواً مَقْبُوّاً قيل له فأَين يُحدث ؟ قال في الشِّعاب قيل فعُقودُ المسجد ؟ قال إِنَّ المسجد ليس لذلك القَبْوُ الطاقُ المعقود بعضه إِلى بعض هكذا رواه الهروي وقال الخطابي قيل لعطاء أَيمرّ المعتكف تحت قَبْوٍ مَقْبُوٍّ ؟ قال نعم قال شمر قَبَوْتُ البناء أَي رفعته والسماء مَقْبُوَّةٌ أَي مرفوعة قال ولا يقال مقبوبة من القُبَّة ولكن يقال مُقَبَّبة والقَبايةُ المفازة بلغة حِمْير وأَنشد وما كان عَنْزٌ تَرْتَعِي بقَبايةٍ والقَبا ضرب من الشجر والقَبا تَقْويس الشيء وتَقَبَّى الرجل فلاناً إِذا أَتاه من قبل قَفاه قال رؤبة وإِنْ تَقَبَّى أَثْبَتَ الأَنائِبا في أُمَّهاتِ الرَّأْسِ هَمْزاً واقِبا
( * قوله « الانائبا » كذا في التكملة مضبوطا ومثله في التهذيب غير أن فيه الانايبا )
وقال شمر في قوله مِن كلِّ ذاتِ ثَبَجٍ مُقَبِّي المُقَبِّى الكثير الشحم وأَهل المدينة يقولون للضمة قَبْوةٌ وقد قَبا الحرفَ يَقْبُو إِذا ضمه وكأَنَّ القَباء مشتق منه والقَبْوُ الضم قال الخليل نَبْرةٌ مَقْبوّة أَي مَضْمومة وقِبةُ الشاة إِذا لم تشدد يحتمل أَن تكون من هذا الباب والهاء عوض من الواو وهي هَنة متصلة بالكرش ذاتُ أَطباق الفراء هي القبة للفَحِث وفي نوادر الأَعراب قِبةُ الشاةِ عَضَلَتُها والقابِياء اللئيم لكَزازته وتجمعه وفي التهذيب وقابِياءُ وقابِعاءُ يقال ذلك للِّئام وبنو قابياء المتجمعون لشرب الخمر وبنو قابياء وبنو قَوْبعةَ والقابِيةُ المرأَة التي تلقط العصفر وتجمعه قال الشاعر ووصف قَطاً مُعْصَوْصِباً في الطيران دَوامِكَ حِينَ لا يَخْشَينَ رِيحاً مَعاً كبَنانِ أَيْدِي القابِياتِ وقُباء ممدود موضع بالحجاز يذكر ويؤنث وانْقَبَى فلان عنا انْقِباء إِذا استخفى وقال أَبو تراب سمعت الجعفري يقول اعْتَبَيْت المتاعَ واقْتَبَيْتُه إِذا جمعته وقد عَبَا الثياب يَعْباها وقَباها يَقْباها قال الأَزهري وهذا على لغة من يرى تليين الهمزة ابن سيده وقُباء موضعان موضع بالمدينة وموضع بين مكة والبصرة يصرف ولا يصرف قال وإنما قضينا بأَن همزة قُباء واو لوجود ق ب و وعدم ق ب ي

قتا
القَتْوُ الخِدْمة وقد قَتَوْتُ أَقْتُو قَتْواً ومَقْتًى أَي خَدَمْت مثل غَزَوْت أَغْزُو غَزْواً ومَغْزًى وقيل القَتْو حُسْنُ خِدمة الملوك وقد قَتاهم الليث تقول هو يَقْتُو الملوك أَي يَخْدُمُهم وأَنشد إِني امْرُؤٌ من بني خُزَيمَةَ لا أُحْسِنُ قَتْوَ المُلوكِ والخَبَبَا قال الليث في هذا الباب والمَقاتِيةُ هم الخُدَّام والواحد مَقْتَوِيٌّ بفتح الميم وتشديد الياء كأَنه منسوب إِلى المَقْتَى وهو مصدر كما قالوا ضَيْعةٌ عَجْزِيَّةٌ للتي لا تَفي غَلَّتها بخَراجها قال ابن بري شاهده قول الجعفي بَلِّغْ بني عُصَمٍ بأَني عن فُتاحَتِكُمْ غَنيُّ لا أُسْرَتي قَلَّتْ ولا حالي لحالِكَ مَقْتَوِيُّ قال ويجوز تخفيف ياء النسبة قال عمرو بن كلثوم تُهَدِّدُنا وتُوعِدُنا رُوَيْداً مَتى كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتَوِينا ؟ وإِذا جمعت
( * قوله « وإذا جمعت إلخ » كذا بالأصل والتهذيب ايضاً ) بالنون خففت الياء مَقْتَوُون وفي الخفض والنصب مَقْتَوِين كما قالوا أَشْعَرِينَ وأَنشد بيت عمرو بن كلثوم وقال شمر المَقْتَوُون الخُدَّام واحدهم مَقْتَوِيّ وأَنشد أَرَى عَمْرَو بن ضَمْرَةَ مَقْتَوِيّاً له في كلِّ عامٍ بَكْرتانِ
( * قوله « ابن ضمرة » كذا في الأصل والذي في الاساس ابن هودة وفي التهذيب ابن صرمة )
ويروى عن المفضل وأَبي زيد أَن أَبا عون الحِرْمازي قال رجل مَقْتَوِينٌ ورجلانِ مَقتوِينٌ ورجال مَقتوينٌ كله سواء وكذلك المرأَة والنساء وهم الذين يخدمون الناس بطعام بطونهم المحكم والمَقْتَوون والمَقاتِوَةُ والمَقاتِيةُ الخدام واحدهم مَقْتَوِيٌّ ويقال مَقْتَوينٌ وكذلك المؤنث والاثنان والجمع قال ابن جني ليست الواو في هؤلاء مَقْتَوُون ورأَيت مَقْتَوِين ومررت بمَقْتَوِين إِعراباً أَو دليل إِعراب إِذ لو كانت كذلك لوجب أَن يقال هؤُلاء مَقْتَوْنَ ورأَيت مَقْتَينَ ومررت بمَقْتَيْن ويجري مَجرى مُصْطَفَيْن قال أَبو عليّ جعله سيبويه بمنزلة الأَشْعَرِيّ والأَشْعَرِين قال وكان القياس في هذا إِذ حذفت ياء النسب منه أَن يقال مَقْتَوْن كما يقال في الأَعْلى الأَعْلَوْن إِلا أَن اللام صحت في مَقْتَوِين لتكون صحتها دلالة على إرادة النسب ليعلم أَن هذا الجمع المحذوف منه النسب بمنزلة المثبت فيه قال سيبويه وإِن شئت قلت جاؤوا به على الأَصل كما قالوا مَقاتِوَةٌ حدثنا بذلك أَبو الخطاب عن العرب قال وليس العرب يعرف هذه الكلمة قال وإن شئت قلت هو بمنزلة مِذْرَوَيْنِ حيث لم يكن له واحد يفرد قال أَبو عليّ وأَخبرني أَبو بكر عن أَبي العباس عن أَبي عثمان قال لم أَسمع مثل مَقاتِوَة إِلاَّ حرفاً واحداً أَخبرني أَبو عبيدة أَنه سمعهم يقولون سَواسِوةٌ في سَواسِيةٍ ومعناه سواء قال فأَما ما أَنشده أَبو الحسن عن الأَحول عن أَبي عبيدة تَبَدَّلْ خَلِيلاً بي كَشَكْلِك شَكْلُه فإِنِّي خَلِيلاً صالِحاً بك مُقْتَوِي فإِن مُقْتَوٍ مُفْعَلِلٌ ونظيره مُرْعَوٍ ونظيره من الصحيح المدغم مُحْمَرّ ومُخْضَرٌّ وأَصله مُقْتَوٌّ ومثله رجل مُغْزَوٍ ومُغْزاوٍ وأَصلهما مُغْزَوٌّ ومُغْزاوٌّ والفعل اغْزَوَّ يَغزاوّ
( * قوله « اغزوّ يغزاوّ إلخ » كذا بالأصل والمحكم ولعله اغزوّ واغزاوّ )
كاحمرّ واحمارّ والكوفيون يصححون ويدغمون ولا يُعِلّون والدليل على فساد مذهبهم قول العرب ارْعَوَى ولم يقولوا ارْعَوَّ فإِن قلت بم انتصب خليلاً ومُقْتَوٍ غير متعدّ ؟ فالقول فيه أَنه انتصب بمضمر يدل عليه المظهر كأَنه قال أَنا متخذ ومُستعدّ أَلا ترى أَن من اتخذ خليلاً فقد اتخذه واستعدّه ؟ وقد جاء في الحديث اقْتَوَى متعدّياً ولا نظير له قال وسئل عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن امرأَة كان زوجها مملوكاً فاشترته فقال إِن اقْتَوتْه فُرِّقَ بينهما وإِن أَعتقته فهما على النكاح اقتوته أَي استخدَمَتْه والقَتْوُ الخِدْمة قال الهروي أَي استخدمته وهذا شاذ جدّاً لأَن هذا البناء غير متعد البتة من الغريبين قال أَبو الهيثم يقال قَتَوْتُ الرجل قَتْواً ومَقْتًى أَي خدمته ثم نسبوا إِلى المَقْتَى فقالوا رجل مَقْتَوِيٌّ ثم خَففوا ياء النسبة فقالوا رجل مَقْتَوٍ ورجال مَقْتَوُون والأَصل مَقْتَوِيُون ابن الأَعرابي القَتْوةُ النَّمِيمَة

قثا
ابن الأَعرابي القَثْوةُ جمع المال وغيره يقال قَثَى فلان الشيءَ قَثْياً واقْتَثاه وجَثاه واجْتَثاه وقَباه وعَباه عَبْواً وجَباه كله إِذا ضمَّه إِليه ضمّاً أَبو زيد في كتاب الهمز هو القُثَّاء والقِثَّاء بضم القاف وكسرها الليث مدها همزة وأَرض مَقْثَأَة ابن الأَعرابي التَّقَيُّتُ الجمع والمَنع والتَّهَيُّثُ الإِعْطاء وقال القَثْوُ أَكل القَثَد والكِربِز
( * قوله « والكربز » هو الصواب كما في التكملة واللسان هنا وفي مادة كربز ووقع في القاموس الكزبرة وهو تحريف ) والقَثَدُ الخِيار والكِربِزُ القثاء الكبار

قحا
القَحْوُ تأْسيس الأُقْحُوان وهي في التقدير أُفْعُلان من نبات الرَّبيع مُفَرَّضُ الورق دقيق العِيدان له نَور أَبيض كأَنه ثغر جارية حدَثةِ السن الأَزهري الأُقحُوانُ هو القُرَّاصُ عند العرب وهو البابُونج والبابونك عند الفرس وفي حديث قس بن ساعدة بَواسِق أُقْحوان الأُقحوان نبت تشبه به الأَسنان ووزنه أُفْعُلان والهمزة والنون زائدتان ابن سيده الأُقْحُوان البابونج أَو القُرَّاص واحدته أُقْحوانة ويجمع على أَقاحٍ وقد حكي قُحْوانٌ ولم يو إِلاَّ في شعر ولعله على الضرورة كقولهم في حد الاضطرار سامةَ في أُسامةَ قال الجوهري وهو نبت طيب الريح حواليه ورق أَبيض ووسطه أَصفر ويصغر على أقَيْحِيٍّ لأَنه يجمع على أَقاحِيَّ بحذف الأَلف والنون وإِن شئت قلت أَقاح بلا تشديد قال ابن بري عند قول الجوهري ويصغر على أُقَيْحِيٍّ قال هذا غلط منه وصوابه أُقَيْحِيانٌ والواحدة أُقَيْحِيانةٌ لقولهم أَقاحِيَّ كما قالوا ظُرَيْبانٌ في تصغير ظَرِبانٍ لقولهم ظَرابيَّ والمَقْحُوُّ من الأَدْوية الذي فيه الأُقْحوان ودَواءٌ مَقْحُوٌّ ومُقَحًّى جعل فيه الأُقحوان الأَزهري والعرب تقول رأَيتُ أَقاحِيَّ أَمْرِه كقولك رأَيت تَباشيرَ أَمره وفي النوادر اقْتَحَيْتُ المالَ وقَحَوْتُه واجْتَفَفْته وازْدَفَفْتُه أَي أَخذته الأَزهري أُقْحوانةُ موضع معروف في دِيار بني تَميم قال وقد نزلت بها ابن سيده والأُقْحوانةُ موضع بالابدية قال مَنْ كانَ يَسْأَلُ عَنَّا أَيْنَ مَنْزِلُنا ؟ فالأُقْحوانةُ مِنَّا مَنْزِلٌ قَمِنُ

قخا
قَخا جوفُ الإِنسان قَخْواً فسد من داء به وقَخَّى تَنَخَّم تَنَخُّماً قبيحاً الليث إِذا كان الرجل قبيح التَّنَخُّع قال قخَّى يُقَخِّي تَقْخِيةً وهي حكاية تَنَخُّعِه

قدا
القَدْوُ أَصل البناء الذي يَتَشَعَّبُ منه تصريف الاقتداء يقال قِدْوةٌ وقُدْوةٌ لما يُقْتَدى به ابن سيده القُدْوة والقِدْوة ما تَسَنَّنْتَ به قلبت الواو فيه ياء للكسرة القريبة منه وضَعْف الحاجز والقِدَى جمع قِدْوة يكتب بالياء
( * قوله « جمع قدوة يكتب بالياء » هي عبارة التهذيب عن أَبي بكر )
والقِدَة كالقِدْوة يقال لي بك قِدْوةٌ وقُدْوة وقِدةٌ ومثله حَظِيَ فلانٌ حِظْوةً وحُظْوةً وحِظة وداري حِذْوةَ دارِك وحُذْوةَ دارك وحِذةَ دارك وقد اقتدى به والقُدوة والقِدوة الأُسْوة يقال فلان قدوة يقتدى به ابن الأَعرابي القَدْوةُ التقَدُّمُ يقال فلان لا يُقاديه أَحد ولا يُماديه أَحد ولا يُباريه أَحد ولا يُجاريه أَح وذلك إِذا بَرَّز في الخِلال كلها والقِدْيةُ الهِدْيةُ يقال خُذْ في هِدْيَتِك وقِدْيَتِك أَي فيما كنت فيه وتَقَدَّت به دابَّته لَزِمَتْ سَنَنَ الطريق وتَقَدَّى هو عليها ومن جعله من الياء أَخذه من القَدَيان ويجوز في الشعر جاء تَقْدُو به دابته وقَدى الفرسُ يَقْدي قَدَياناً أَسرع ومر فلان تَقْدُو به فرسُه يقال مرَّ بي يَتَقَدَّى فرسُه أَي يلزَم به سَنَنَ السِّيرة وتَقدَّيْتُ على فرسي وتَقدَّى به بعيرُه أَسرع أَبو عبيد من عَنَقِ الفرس التَّقَدِّي وتَقَدِّي الفرسِ اسْتِعانَتُه بهاديه في مشيه برَفْع يديه وقَبْض رجليه شِبْه الخَبَب وقَدا اللحمُ والطعامُ يَقْدُو قَدْواً وقَدى يَقْدي قَدْياً وقَدِيَ بالكسر يَقْدى قَدًى كله بمعنى إِذا شَمِمْت له رائحة طيبة يقال شمِمت قَداةَ القِدْر وهي قَدِيةٌ على فَعِلة أَي طيبة الريح وأَنشد ابن بري لمبشر بن هذيل الشَّمْخِي يقاتُ زاداً طَيِّباً قَداتُه ويقال هذا طعام له قَداةٌ وقَداوة عن أَبي زيد قال وهذا يدل أَن لام القَدا واو وما أَقْدى طعامَ فلانٍ أَي ما أَطيَبَ طَعْمه ورائحته ابن سيده وطعام قَدِيٌّ وقَدٍ طيب الطَّعم والرائحة يكون ذلك في الشِّواء والطبيخ قَدِيَ قَدًى وقَداوةً وقَدُوَ قَدْواً وقَداةً وقَداوةً وحكى كراع إِني لاأَجد لهذا الطعام قَداً أَي طيباً قال فلا أَدري أَطِيبَ طَعْمٍ عَنى أَم طِيب رائحة قال أَبو زيد إِذا كان الطبيخ طَيِّب الريح قلت قَدِيَ يَقْدى وذَمِيَ يَذْمى أَبو زيد يقال أَتَتْنا قادِيةٌ من الناس أَي جماعة قليلة وقيل القادِيةُ من الناس أَول ما يطرأُ عليك وجمعها قَوادٍ وقَدْ قَدَت فهي تَقْدي قَدْياً وقيل قَدَتْ قادية إِذا أَتى قوم قد أَنْجَمُوا
( * قوله « انجموا » الذي في المحكم والقاموس اقحموا ) من البادية وقال أَبو عمرو قاذِيةٌ بالذال المعجمة والمحفوظ ما قال أَبو زيد أَبو زيد قَدًى وأَقْداء وهم الناس يتساقطون بالبلد فيقيمون به ويَهْدؤون ابن الأَعرابي القَدْر القُدوم من السفر والقَدْوُ القُرْب وأَقْدى إِذا استوى في طريق الدين وأَقْدى أَيضاً إِذا أَسَنَّ وبلغ الموت أَبو عمرو وأَقْدى إِذا قَدِمَ من سَفَر وأَقْدى إِذا استقام في الخير وهو مني قِدى رُمْحٍ بكسر القاف أَي قَدْرَه كأَنه مقلوب من قِيدَ الأَصمعي بيني وبينه قِدى قَوْسٍ بكسر القاف وقِيد قوس وقادَ قوس وأَنشد ولكنَّ إِقْدامي إِذا الخيلُ أَحْجَمَتْ وصَبْري إِذا ما الموتُ كان قِدى الشِّبْرِ وقال هُدبة بن الخَشْرم وإِني إِذا ما الموتُ لم يَكُ دُونَه قِدَى الشِّبْرِ أَحْمِي الأَنْفَ أَن أَتأَخرا قال الأَزهري قِدى وقادَ وقِيدَ كله بمعنى قدر الشيء أَبو عبيد سمعت الكسائي يقول سِنْدَأْوةٌ وقِنْدَأْوةٌ وهو الخفيف قال الفراء وهي من النوق الجرىئة قال شمر قِنْداوة يهمز ولا يهمز ابن سيده وقِدةُ هو هذا الموضع الذي يقال له الكُلاب قال وإِنما حمل على الواو لأَن ق د و أَكثر من ق د ي

( قذي ) القَذى ما يقع في العين وما تَرمي به وجمعه أَقذاء وقُذِيٌّ قال أَبو نخيلة مِثْلُ القَذى يَيَّبعُ القُذِيّا والقَذاة كال

قذى
وقد يجوز أَن تكون القَذاة الطائفة من القَذى وقَذِيت عينُه تَقْذى قَذًى وقَذْياً وقَذَياناً وقع فيها القذَى أَو صار فيها وقَذَتْ قَذْياً وقَذَياناً وقُذِيّاً وقَذّى أَلقت قَذاها وقَذَفت بالغَمَصِ والرَّمَصِ هذا قول اللحياني وقَذَّى عينَه وأَقْذاها أَلقى فيها القَذى وقَذَّاها مشدد لا غير أَخرجه منها وقال أَبو زيد أَقْذَيْتها إِذا أَخرجت منها القَذى ومنه يقال عين مُقَذَّاة ورجل قَذِيُ العين على فَعِل إِذا سقطت في عينه قذاة وقال اللحياني قَذَّيْتُ عينَه أُقَذِّيها تَقْذِية أَخرجت ما فيها من قذًى أَو كحل فلم يقصره على القذى والأَصمعي لا يصيبك مني ما يَقْذي عينَك بفتح الياء وقال قَذِيَت عينُه تَقْذى إِذا صار فيها القَذَى الليث قَذِيت عينه تَقْذى فهي قَذِيَة مخففة ويقال قَذِيّة مشددة الياء قال الأَزهري وأَنكر غيره التشديد ويقال قَذاةٌ واحدة وجمعها قَذًى وأَقْذاء الأَصمعي قَذَت عينُه تَقْذي قَذْياً رمت بالقَذى وعين مَقْذِيَّةٌ خالَطها القَذى واقْتِذاء الطير فَتْحُها عُيونَها وتَغْمِيضُها كأَنها تُجَلِّي بذاك قَذاها ليكون أَبْصَرَ لها يقال اقْتَذى الطائرُ إِذا فتح عينه ثم أَغمضَ إِغماضة وقد أَكثرت العرب تشبيه لَمْع البرقِ به فقال شاعرهم محمد بن سَلَمة أَلا يا سَنى بَرْقٍ على قُلَل الحِمى لَهِنَّكَ مِنْ بَرْقٍ عَليَّ كَريمُ لَمَعْتَ اقْتِذاءَ الطيرِ والقومُ هُجَّعٌ فَهَيَّجْتَ أَحْزاناً وأَنت سَلِيمُ وقال حميد بن ثور خَفَى كاقْتِذاء الطير وَهْناً كأَنَّه سِراجٌ إِذا ما يَكْشِفُ الليلُ أَظْلما والقَذى ما علا الشراب من شيءٍ يسقط فيه التهذيب وقال حميد يصف برقاً خَفَى كاقتذاء الطير والليلُ واضِعٌ بأَوْراقِه والصُّبْحُ قد كادَ يَلْمَعُ قال الأَصمعي لا أَدري ما معنى قوله كاقتذاء الطير وقال غيره يريد كما غَمَّضَ الطير عينه من قَذاة وقعت فيها ابن الأَعرابي الاقْتِذاء نظر الطير ثم إِغْماضُها تنظر نظرة ثم تُغْمِض وأَنشد بيت حميد ابن سيده القَذى ما يَسْقُط في الشراب من ذباب أَو غيره وقال أَبو حنيفة القَذى ما يَلْجأُ إِلى نواحي الإِناء فيتعلق به وقد قَذَي الشراب قَذًى قال الأَخطل وليس القَذَى بالعُودِ يَسْقُطُ في الإِنا ولا بذُبابٍ قَذْفُه أَيْسَرُ الأَمْرِ ولكنْ قَذاها زائِرٌ لا نُحِبُّه تَرامَتْ به الغِيطانُ من حيثُ لا نَدْري والقَذى ما هَراقت الناقةُ والشاةُ من ماء ودم قبل الولد وبعده وقال اللحياني هو شيء يخرج من رَحمها بعد الولادة وقد قَذَت وحكى اللحياني أَن الشاة تَقْذي عشراً بعد الولادة ثم تَطْهُر فاستعمل الطُّهْر للشاة وقَذَت الأُنثى تَقْذي إِذا أَرادت الفحل فأَلْقت من مائها يقال كل فَحل يَمْذي وكل أُنثى تَقْذي قال اللحياني ويقال أَيضاً كل فحل يَمْني وكل أُنثى تَقْذي ويقال قَذَت الشاة فهي تَقْذي قَذْياً إِذا أَلقت بياضاً من رحمها وقيل إِذا أَلقت بياضاً من رحمها حين تريد الفحل وقاذَيْتهُ جازَيْته قال الشاعر فسَوفَ أُقاذي الناسَ إِن عِشْتُ سالِماً مُقاذاةَ حُرٍّ لا يَقِرُّ على الذُّلِّ والقاذِيةُ أَول ما يَطْرأُ عليك من الناس وقيل هم القليل وقد قَذَت قَذْياً وقيل قَذَتْ قاذِيةٌ إِذا أَتى قوم من أَهل البادية قد أَنْجَمُوا
( * قوله « انجموا » كذا في الأصل والذي في القاموس والمحكم اقحموا )
وهذا يقال بالذال والدال وذكر أَبو عمرو أَنها بالذال المعجمة قال ابن بري وهذا الذي يختاره علي بن حمزة الأَصبهاني قال وقد حكاها أَبو زيد بالدال المهملة والأَول أَشهر أَبو عمرو أَتتنا قاذِيَةٌ من الناس بالذال المعجمة وهم القليل وجمعها قَواذٍ قال أَبو عبيد والمحفوظ بالدال وقول النبي صلى الله عليه وسلم في فتنة ذكرها هُدْنةٌ على دَخَنٍ وجماعةٌ على أَقْذاء الأَقذاء جمع قَذًى والقَذى جمع قَذاة وهو ما يقع في العين والماء والشراب من تراب أَو تبن أو وسخ أَو غير ذلك أَراد أَن اجتماعهم يكون على فساد من قلوبهم فشبهه بقذى العين والماء والشراب قال أَبو عبيد هذا مثل يقول اجتماع على فساد في القلوب شُبِّه بأَقْذاءِ العين ويقال فلان يُغْضي على القَذَى إِذا سكت على الذلِّ والضيم وفَساد القلب وفي الحديث يُبصِرُ أَحدُكم القَذى في عين أَخيه ويَعْمى عن الجِذْع في عينه ضربه مثلاً لمن يرى الصغير من عيوب الناس ويُعَيِّرُهم به وفيه من العيوب ما نسبته إِليه كنسبة الجذع إِلى القذاة والله أَعلم

قرا
القَرْو من الأَرض الذي لا يكاد يَقْطعه شيء والجمع قُرُوٌّ والقَرْوُ شبه حَوْض التهذيب والقَرْوُ شِبه حوضٍ ممْدود مستطيل إِلى جنب حوض ضَخْم يُفرغ فيه من الحوض الضخم ترده الإِبل والغنم وكذلك إِن كان من خشب قال الطرماح مُنْتَأًىً كالقَرْو رهْن انْثِلامِ شبه النؤْيَ حول الخَيْمة بالقَرْو وهو حوض مستطيل إِلى جنب حوض ضخم الجوهري والقَرْوُ حوض طويل مثل النهر ترده الإِبْل والقَرْوُ قدَحٌ من خشب وفي حديث أُم معبد أَنها أَرسلت إِليه بشاة وشَفْرةٍ فقال ارْدُدِ الشَّفْرة وهاتِ لي قَرْواً يعني قدَحاً من خشب والقَرْوُ أَسْفَلُ النخلة ينقر وينبذ فيه وقيل القَرْوُ يردّد إناء صغير في الحوائج ابن سيده القَرْوُ أَسفَلُ النخلة وقيل أَصلها يُنْقَرُ ويُنْبَذُ فيه وقيل هو نَقِيرٌ يجعل فيه العصير من أَي خشب كان والقَرْوُ القَدح وقيل هو الإِناء الصغير والقَرْوُ مَسِيل المِعْصَرةِ ومَثْعَبُها والجمع القُرِيُّ والأَقْراء ولا فِعْل له قال الأَعشى أَرْمي بها البَيْداءَ إِذ أَعْرَضَتْ وأَنْتَ بَيْنَ القَرْوِ والعاصِرِ وقال ابن أَحمر لَها حَبَبٌ يُرى الرَّاوُوقُ فيها كما أَدْمَيْتَ في القَرْوِ الغَزالا يصف حُمْرة الخَمْر كأَنه دَم غَزال في قَرْو النخل قال الدِّينَوري ولا يصح أَن يكون القدحَ لأَن القدح لا يكون راووقاً إِنما هو مِشْربةٌ الجوهري وقول الكميت فاشْتَكَّ خُصْيَيْهِ إِيغالاً بِنافِذةٍ كأَنما فُجِرَتْ مِنْ قَرْو عَصَّارِ
( * قوله « فاشتك » كذا في الأصل بالكاف والذي في الصحاح وتاج العروس فاستل من الاستلال )
يعني المعصرة وقال الأَصمعي في قول الأَعشى وأَنت بين القَرْو والعاصر إِنه أسفل النخلة يُنْقَرُ فيُنبذ فيه والقَرْوُ مِيلَغةُ الكلب والجمع في ذلك كله أَقْراء وأَقْرِ وقُرِيٌّ وحكى أَبو زيد أَقْرِوةٌ مصحح الواو وهو نادر من جهة الجمع والتصحيح والقَرْوةُ غير مهموز كالقَرْوِ الذي هو مِيلَغةُ الكلب ويقال ما في الدار لاعِي قَرْوٍ ابن الأَعرابي القِرْوَةُ والقَرْوةُ والقُرْوةُ مِيلغة الكلب والقَرْوُ والقَرِيُّ كل شيء على طريق واحد يقال ما زال على قَرْوٍ واحد وقَرِيٍّ واحد ورأَيت القوم على قَرْوٍ واحد أَي على طريقة واحدة وفي إسلام أَبي ذر وضعت قوله على أَقْراء الشِّعر فليس هو بشعر أَقْراءُ الشعرِ طَرائقُه وأَنواعُه واحدها قَرْوٌ وقِرْيٌ وقَرِيٌّ وفي حديث عُتبة ابن ربيعة حين مدَح القرآن لما تَلاه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقالت له قريش هو شعر قال لا لأَني عَرضْته على أَقْراء الشعر فليس هو بشعر هو مِثل الأَوَّل وأَصبحت الأَرض قَرْواً واحداً إِذا تَغَطى وجْهُها بالماء ويقال ترَكتُ الأَرض قَرْواً واحداً إِذا طَبَّقَها المطر وقَرَا إِليه قَرْواً قَصَد الليث القَرْوُ مصدر قولك قَرَوْتُ إِليهم أَقْرُو قَرْواً وهو القَصْدُ نحو الشيء وأَنشد أَقْرُو إِليهم أَنابيبَ القَنا قِصَدا وقَراه طعَنه فرمى به عن الهجري قال ابن سيده وأُراه من هذا كأَنه قَصَدَه بين أَصحابه قال والخَيْل تَقْرُوهم على اللحيات
( * قوله « على اللحيات » كذا في الأصل والمحكم بحاء مهملة فيهما )
وقَرَا الأَمر واقْتَراه تَتَبَّعَه الليث يقال الإِنسان يَقْترِي فلاناً بقوله ويَقْتَرِي سَبيلاً ويَقْرُوه أَي يَتَّبعه وأَنشد يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ وقَرَوْتُ البلاد قَرْواً وقَرَيْتُها قَرْياً واقْتَرَيْتها واسْتَقْرَيتها إِذا تتبعتها تخرج من أَرض إِلى أَرض ابن سيده قَرا الأَرضَ قَرْواً واقْتراها وتَقَرَّاها واسْتَقْراها تَتَبَّعها أَرضاً أَرضاً وسار فيها ينظر حالهَا وأَمرها وقال اللحياني قَرَوْت الأَرض سرت فيها وهو أَن تمرّ بالمكان ثم تجوزه إِلى غيره ثم إِلى موضع آخر وقَرَوْت بني فلان واقْتَرَيْتهم واسْتَقْرَيتهم مررت بهم واحداً واحداً وهو من الإِتباع واستعمله سيبويه في تعبيره فقال في قولهم أَخذته بدرهم فصاعداً لم ترد أَن تخبر أَن الدرهم مع صاعد ثمن لشيء كقولهم بدرهم وزيادة ولكنك أَخبرت بأَدنى الثمن فجعلته أَوّلاً ثم قَرَوْت شيئاً بعد شيء لأَثمان شتى وقال بعضهم ما زلت أَسْتَقْرِي هذه الأَرض قَرْيَةً قرْية الأَصمعي قَرَوْتُ الأَرض إِذا تَتَبَّعت ناساً بعد ناس فأَنا أَقْرُوها قَرْواً والقَرَي مجرى الماء إِلى الرياض وجمعه قُرْيانٌ وأَقْراء وأَنشد كأَنَّ قُرْيانَها الرِّجال وتقول تَقَرَّيْتُ المياه أَي تتبعتها واسْتَقْرَيْت فلاناً سأَلته أَن يَقْرِيَني وفي الحديث والناسُ قَوارِي الله في أَرضه أَي شُهَداء الله أُخذ من أَنهم يَقْرُون الناس يَتَتَبَّعونهم فينظرون إِلى أَعمالهم وهي أَحد ما جاء من فاعل الذي للمذكر الآدمي مكسراً على فواعل نحو فارِسٍ وفوارِسَ وناكِس ونواكِسَ وقيل القارِيةُ الصالحون من الناس وقال اللحياني هؤلاء قَوارِي الله في الأَرض أَي شهود الله لأَنه يَتَتَبَّع بعضهم أَحوال بعض فإِذا شهدوا لإِنسان بخير أَو فقد شر وجب واحدهم قارٍ وهو جمع شاذ حيث هو وصف لآدمي ذكَر كفوارِسَ ومنه حديث أَنس فَتَقَرَّى حُجَرَ نسائه كُلِّهِنَّ وحديث ابن سلام فما زال عثمان يَتَقَرَّاهم ويقول لهم ذلك ومنه حديث عمر رضي الله عنه بلغني عن أُمهات المؤمنين شيء فاسْتَقْرَيْتُهنَّ أَقول لَتَكْفُفنَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَو ليُبَدِّلَنَّه الله خيراً منكن ومنه الحديث فجعل يَسْتَقْرِي الرِّفاقَ قال وقال بعضهم هم الناس الصالحون قال والواحد قارِيَةٌ بالهاء والقَرا الظهر قال الشاعر أُزاحِمُهُمْ بالبابِ إِذ يَدْفَعُونَني وبالظَّهْرِ منِي مِنْ قَرا الباب عاذِرُ وقيل القَرا وسط الظهر وتثنيته قَرَيان وقرَوان عن اللحياني وجمعه أَقْراء وقِرْوانٌ قال مالك الهذلي يصف الضبع إِذا نفَشَتْ قِرْوانَها وتَلَفَّتَتْ أَشَبَّ بها الشُّعْرُ الصُّدورِ القراهبُ
( * قوله « أشب » كذا في الأصل والمحكم والذي في التهذيب أشت )
أَراد بالقَراهِب أَولادها التي قد تَمَّت الواحد قرهَب أَراد أَن أَولادها تُناهِبها لحُوم القَتْلى وهو القَرَوْرَى والقِرْوانُ الظهر ويجمع قِرْواناتٍ وجمل أَقرَى طويل القَرا وهو الظهر والأُنثى قَرْواء الجوهري ناقة قَرْواء طويلة السنام قال الراجز مَضْبُورَةٌ قَرْواءُ هِرْجابٌ فُنُقْ ويقال للشديدة الظهر بيِّنة القَرا قال ولا تقل جمل أَقْرَى وقد قال ابن سيده يقال كما ترى وما كان أَقْرَى ولقد قَريَ قَرًى مقصور عن اللحياني وقَرا الأَكَمةِ ظهرها ابن الأَعرابي أَقْرَى إِذا لزم الشيء وأَلَحَّ عليه وأَقْرَى إِذا اشتكى قَراه وأَقْرَى لزِم القُرَى وأَقْرَى طلب القِرَى الأَصمعي رجع فلان إِلى قَرْواه أَي عادَ إِلى طريقته الأُولى الفراء هو القِرى والقَراء والقِلى والقَلاء والبِلى والبَلاء والإِيا والأَياء ضوء الشمس والقَرْواء جاء به الفراء ممدوداً في حروف ممدودة مثل المَصْواء وهي الدبر ابن الأَعرابي القَرا القرع الذي يؤكل ابن شميل قال لي أَعرابي اقْتَرِ سلامي حتى أَلقاك وقال اقْتَرِ سلاماً حتى أَلقاك أَي كن في سَلام وفي خَير وسَعة وقُرَّى على فُعْلى اسم ماء بالبادية والقَيْرَوان الكثرة من الناس ومعظم الأَمر وقيل هو موضع الكَتيبة وهو معرَّب أَصله كاروان بالفارسية فأُعرب وهو على وزن الحَيْقُطان قال ابن دريد القَيْرَوان بفتح الراء الجيش وبضمها القافلة وأَنشد ثعلب في القَيْرَوان بمعنى الجيش فإِنْ تَلَقَّاكَ بِقَيرَوانِه أَو خِفْتَ بعضَ الجَوْرِ من سُلْطانِه فاسْجُد لقِرْدِ السُّوء في زمانِه وقال النابغة الجعدي وعادِيةٍ سَوْم الجَرادِ شَهِدْتها لهَا قَيْرَوانٌ خَلْفَها مُتَنَكِّبُ قال ابن خالويه والقَيْرَوان الغبار وهذا غريب ويشبه أَن يكون شاهده بيت الجعدي المذكور وقال ابن مفرغ أَغَرّ يُواري الشمسَ عِندَ طُلُوعِها قَنابِلُه والقَيْرَوانُ المُكَتَّبُ وفي الحديث عن مجاهد إِن الشيطانَ يَغْدُو بقَيْرَوانه إِلى الأَسواق قال الليث القَيْرَوان دخيل وهو معظم العسكر ومعظم القافلة وجعله امرؤ القيس الجيش فقال وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ كأَنَّ أَسْرابَها الرِّعالُ وقَرَوْرى اسم موضع قال الراعي تَرَوَّحْن مِنْ حَزْمِ الجُفُولِ فأَصْبَحَتْ هِضابُ قَرَوْرى دُونها والمُضَيَّخُ
( * قوله « قرورى » وقع في مادة جفل شرورى بدله )
الجوهري والقَرَوْرى موضع على طريق الكوفة وهو مُتَعَشًّى بين النُّقْرة والحاجر قال بين قَرَوْرى ومَرَوْرَيانِها وهو فَعَوْعَلٌ عن سيبويه قال ابن بري قَرَوْرًى منونة لأَن وزنها فَعَوْعَلٌ وقال أَبو علي وزنها فَعَلْعَل من قروت الشيء إذا تتبعته ويجوز أن يكون فَعَوْعَلاً من القرية وامتناع الصرف فيه لأَنه اسم بقعة بمنزلة شَرَوْرَى وأَنشد أَقولُ إِذا أَتَيْنَ على قَرَوْرى وآلُ البِيدِ يَطْرِدُ اطِّرادا والقَرْوةُ أَنْ يَعظُم جلد البيضتين لريح فيه أَو ماء أَو لنزول الأَمعاء والرجل قَرْواني وفي الحديث لا ترجع هذه الأُمة على قَرْواها أَي على أَوّل أَمرها وما كانت عليه ويروى على قَرْوائها بالمد ابن سيده القَرْية والقِرْية لغتان المصر الجامع التهذيب المكسورة يمانية ومن ثم اجتمعوا في جمعها على القُرى فحملوها على لغة من يقول كِسْوة وكُساً وقيل هي القرية بفتح القاف لا غير قال وكسر القاف خطأٌ وجمعها قُرّى جاءَت نادرة ابن السكيت ما كان من جمع فَعْلَة يفتح الفاء معتلاًّ من الياء والواو على فِعال كان ممدوداً مثل رَكْوة ورِكاء وشَكْوة وشِكاء وقَشْوة وقِشاء قال ولم يسمع في شيء من جميع هذا القصرُ إِلاَّ كَوَّة وكُوًى وقَرْية وقُرًى جاءَتا على غير قياس الجوهري القَرْية معروفة والجمع القُرى على غير قياس وفي الحديث أَن نبيّاً من الأَنبياء أَمر بقَرية النمل فأُحْرقتْ هي مَسْكَنُها وبيتها والجمع قُرًى والقَرْية من المساكن والأَبنية والضِّياع وقد تطلق على المدن وفي الحديث أُمِرْتُ بقَرْية تأْكل القُرى وهي مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ومعنى أَكلها القرى ما يُفتح على أَيدي أَهلها من المدن ويصيبون من غَنائمها وقوله تعالى واسأَل القرية التي كنّا فيها قال سيبويه إِنما جاء على اتساع الكلام والاختصار وإنما يريد أَهل القرية فاختصر وعمل الفعل في القرية كما كان عاملاً في الأَهل لو كان ههنا قال ابن جني في هذا ثلاثة معانٍ الاتساع والتشبيه والتوكيد وأَما الاتساع فإِنه استعمل لفظ السؤال مع ما لا يصح في الحقيقة سؤاله أَلا تراك تقول وكم من قرية مسؤولة وتقول القرى وتسآلك كقولك أَنت وشأْنُك فهذا ونحوه اتساع وأَما التشبيه فلأَنها شبهت بمن يصح سؤاله لما كان بها ومؤالفاً لها وأَما التوكيد فلأَنه في ظاهر اللفظ إِحالة بالسؤال على من ليس من عادته الإِجابة فكأَنهم تضمنوا لأَبيهم عليه السلام أَنه إِن سأَل الجمادات والجِمال أَنبأَته بصحة قولهم وهذا تَناهٍ في تصحيح الخبر أي لو سأَلتها لأَنطقها الله بصدقنا فكيف لو سأَلت ممن عادته الجواب ؟ والجمع قُرًى وقوله تعالى وجعلنا بينهم وبين القُرى التي باركْنا فيها قُرًى ظاهرة قال الزجاج القُرَى المبارك فيها بيت المقدس وقيل الشام وكان بين سبَإٍ والشام قرى متصلة فكانوا لا يحتاجون من وادي سبإٍ إِلى الشام إِلى زاد وهذا عطف على قوله تعالى لقد كان لسبإٍ في مسكنهم آيةٌ جُنّتان وجعلنا بينهم والنسب إِلى قَرْية قَرْئيٌّ في قول أَبي عمرو وقَرَوِيٌّ في قول يونس وقول بعضهم ما رأَيت قَرَوِيّاً أَفصَح من الحجاج إِنما نسبه إِلى القرية التي هي المصر وقول الشاعر أَنشده ثعلب رَمَتْني بسَهْمٍ ريشُه قَرَوِيَّةٌ وفُوقاه سَمْنٌ والنَّضِيُّ سَوِيقُ فسره فقال القروية التمرة قال ابن سيده وعندي أَنها منسوبة إِلى القرية التي هي المصر أَو إِلى وادي القُرى ومعنى البيت أَن هذه المرأَة أَطعمته هذا السمن بالسويق والتمر وأُمُّ القُرى مكة شرفها الله تعالى لأَن أَهل القُرى يَؤُمُّونها أَي يقصدونها وفي حديث علي كرم الله وجهه أَنه أُتي بضَبّ فلم يأْكله وقال إِنه قَرَوِيٌّ أَي من أَهل القُرى يعني إِنما يأْكله أَهل القُرى والبَوادي والضِّياع دون أَهل المدن قال والقَرَوِيُّ منسوب إِلى القَرْية على غير قياس وهو مذهب يونس والقياس قَرْئيٌّ والقَرْيَتَين في قوله تعالى رجلٍ من القَرْيَتَيْن عظيمٍ مكة والطائف وقَرْية النمل ما تَجمعه من التراب والجمع قُرى وقول أَبي النجم وأَتَتِ النَّملُ القُرى بِعِيرها من حَسَكِ التَّلْع ومن خافُورِها والقارِيةُ والقاراةُ الحاضرة الجامعة ويقال أَهل القارِية للحاضرة وأَهل البادية لأَهل البَدْوِ وجاءني كل قارٍ وبادٍ أَي الذي ينزل القَرْية والبادية وأَقْرَيْت الجُلَّ على ظهر الفرس أَي أَلزمته إِياه والبعير يَقْري العَلَف في شِدْقه أَي يجمعه والقَرْيُ جَبْيُ الماء في الحوض وقَرَيتُ الماء في الحوض قَرْياً وقِرًى
( * قوله « وقرى » كذا ضبط في الأصل والمحكم والتهذيب بالكسر كما ترى وأطلق المجد فضبط بالفتح )
جمعته وقال في التهذيب ويجوز في الشعر قِرًى فجعله في الشعر خاصة واسم ذلك الماء القِرى بالكسر والقصر وكذلك ما قَرَى الضيفَ قِرًى والمِقْراة الحوض العظيم يجتمع فيه الماء وقيل المِقْراة والمِقْرَى ما اجتمع فيه الماء من حوض وغيره والمِقْراةُ والمِقْرى إِناء يجمع فيه الماء وفي التهذيب المِقْرَى الإِناء العظيم يُشرب به الماء والمِقْراة الموضع الذي يُقْرَى فيه الماء والمِقْراة شبه حوض ضخم يُقْرَى فيه من البئر ثم يُفرغ في المِقْراة وجمعها المَقارِي وفي حديث عمر رضي الله عنه ما وَلِيَ أَحدٌ إِلاَّ حامَى على قَرابَته وقَرَى في عَيْبَتِه أَي جَمَع يقال قَرَى الشيءَ يَقْرِيه قَرياً إِذا جمعه يريد أَنه خانَ في عَمَله وفي حديث هاجر عليها السلام حين فَجَّرَ الله لها زَمْزَم فَقَرَتْ في سِقاء أَو شَنَّةٍ كانت معها وفي حديث مُرَّة بن شراحيلَ أَنه عُوتِبَ في ترك الجمعة فقال إِنَّ بي جُرْحاً يَقْرِي ورُبَّما ارْفَضَّ في إِزاري أَي يَجْمع المِدَّة ويَنْفَجِرُ الجوهري والمِقْراةُ المَسيل وهو الموضع الذي يجتمع فيه ماء المطر من كُلِّ جانب ابن الأَعرابي تَنَحَّ عن سَنَنِ الطريق وقَريِّه وقَرَقِه بمعنى واحد وقَرَتِ النملُ جِرَّتها جَمَعَتْها في شِدْقها قال اللحياني وكذلك البعير والشاة والضائنة والوَبْرُ وكل ما اجْتَرَّ يقال للناقة هي تَقْرِي إِذا جمعت جِرَّتها في شِدقِها وكذلك جمعُ الماء في الحوض وقَرَيْتُ في شِدقي جَوْزةً خَبَأْتُها وقَرَتِ الظبيةُ تَقْرِي إِذا جمعت في شِدْقها شيئاً ويقال للإِنسان إِذا اشتكى شدقَه قَرَى يَقْرِي والمِدَّةُ تَقْرِي في الجرح تَجْتَمع وأَقْرَتِ الناقة تُقْرِي وهي مُقْرٍ اجتمع الماء في رحمها واستقرّ والقَرِيُّ على فَعِيل مَجْرَى الماءِ في الروض وقيل مجرى الماء في الحوض والجمع أَقْرِيةٌ وقُرْيانٌ وشاهد الأَقْرِية قول الجعدي ومِنْ أَيَّامِنا يَوْمٌ عَجِيبٌ شَهِدْناه بأَقْرِيةِ الرّداع وشاهد القُربانِ قول ذي الرمة تَسْتَنُّ أَعْداءَ قُرْيانٍ تَسَنَّمَها غُرُّ الغَمامِ ومُرْتَجَّاتُه السُّودُ وفي حديث قس ورَوْضَة ذات قُرْيانٍ ويقال في جمع قَرِيٍّ أَقْراء قال معاوية بن شَكَل يَذُمُّ حَجْلَ بن نَضْلَة بين يدي النعمان إِنه مُقْبَلُ النعلين مُنْتَفِخُ الساقين قَعْوُ الأَلْيَتَين مَشَّاء بأَقْراء قَتَّال ظِباء بَيَّاع إِماء فقال له النعمان أَردت أَن تَذِيمَه فَمَدَحْتَه القَعْو الخُطَّاف من الخشب مما يكون فوق البئر أَراد أَنه إِذا قعد التزقت أَليتاه بالأَرض فهما مثل القَعْو وصفه بأَنه صاحب صيد وليس بصاحب إِبل والقَرِيُّ مَسِيلُ الماء من التِّلاع وقال اللحياني القَرِيُّ مَدْفَعُ الماء من الرَّبْوِ إِلى الرَّوْضة هكذا قال الربو بغير هاء والجمع أَقْرِيةٌ وأَقْراء وَقُرْيان وهو الأَكثر وفي حديث ابن عمر قام إِلى مَقْرى بستان فقعد يَتَوَضَّأُ المَقْرَى والمقْراة الحوض الذي يجتمع فيه الماء وفي حديث ظبيان رَعَوْا قُرْيانه أَي مَجارِيَ الماء واحدها قَرِيٌّ بوزن طَرِيٍّ وقَرى الضيف قِرّىًّ وقَراء أَضافَه واسْتَقْراني واقتراني وأَقْراني طلب مني القِرى وإِنه لقَرِيٌّ للضيف والأُنْثى قَرِيَّةٌ عن اللحياني وكذلك إِنه لمِقْرىً للضيف ومِقْراءٌ والأُنثى مِقْراةٌ ومِقْراء الأَخيرة عن اللحياني وقال إِنه لمِقْراء للضيف وإِنه لمِقْراء للأَضْياف وإِنه لقَرِيٌّ للضيف وإِنها لقَرِيَّة للأَضْياف الجوهري قرَيت الضيف قِرًى مثال قَلَيْتُه قِلًى وقَراء أَحسنت إِليه إِذا كسرت القاف قصرت وإِذا فتحت مددت والمِقْراةُ القصعة التي يُقْرى الضيف فيها وفي الصحاح والمِقْرَى إِناء يُقْرَى فيه الضيف والجَنْفَةُ مِقْراة وأَنشد ابن بري لشاعر حتى تَبُولَ عَبُورُ الشِّعْرَيَيْنِ دَماً صَرْداً ويَبْيَضَّ في مِقْراتِه القارُ والمَقارِي القُدور عن ابن الأَعرابي وأَنشد تَرَى فُصْلانَهم في الوِرْدِ هَزْلَى وتَسْمَنُ في المَقارِي والجِبالِ يعني أَنهم يَسْقُون أَلبان أُمَّهاتها عن الماء فإِذا لم يفعلوا ذلك كان عليهم عاراً وقوله وتسمن في المَقارِي والحِبال أَي أَنهم إِذا نَحروا لم يَنحروا إِلا سميناً وإِذا وهبوا لم يَهبوا إِلا كذلك كل ذلك عن ابن الأَعرابي وقال اللحياني المِقْرى مقصور بغير هاء كل ما يؤتى به من قِرى الضيف قصْعَة أَو جَفْنة أَو عُسٍّ ومنه قول الشاعر ولا يَضَنُّون بالمِقْرَى وإِن ثَمِدُوا قال وتقول العرب لقد قَرَوْنا في مِقْرًى صالح والمَقارِي الجِفان التي يُقْرَى فيها الأَضْيافُ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وأَقضِي قُروضَ الصّالِحينَ وأَقْتَرِي فسره فقال أَنَّى أَزِيدُ
( * قوله « أنى أزيد » هذا ضبط المحكم ) عليهم سوى قَرْضهم ابن سيده والقَرِيَّةُ بالكسر أَن يُؤْتَى بعُودين طولهما ذراع ثم يُعرَض على أَطرافهما عُوَيدٌ يُؤْسَرُ إِليهما من كل جانب بقِدٍّ فيكون ما بين العُصَيَّتين قدر أَربع أَصابع ثم يؤْتى بعُوَيد فيه فَرْض فيُعْرض في وسط القَرِيّة ويشد طرفاه إِليهما بقِدّ فيكون فيه رأْس العمود هكذا حكاه يعقوب وعبر عن القرِيّةِ بالمصدر الذي هو قوله أَن يؤْتى قال وكان حكمه أَن يقول القَرِيَّةُ عُودان طولهما ذراع يصنع بهما كذا وفي الصحاح والقرِيَّةُ على فَعيلة خَشبات فيها فُرَض يُجعل فيها رأْس عمود البيت عن ابن السكيت وقَرَيْتُ الكتاب لغة في قرأْت عن أَبي زيد قال ولا يقولون في المستقبل إِلا يَقرأ وحكى ثعلب صحيفة مَقْرِيَّة قال ابن سيده فدلّ هذا على أَن قَرَيْت لغة كما حكى أَبو زيد وعلى أَنه بَناها على قُرِيَت المغيَّرة بالإِبدال عن قُرِئت وذلك أَن قُرِيت لما شاكلت لفظ قُضِيت قيل مَقْرِيَّة كما قيل مَقْضِيَّة والقارِيةُ حدّ الرمح والسيف وما أَشبه ذلك وقيل قارِيةُ السِّنان أَعلاه وحَدّه التهذيب والقاريةُ هذا الطائر القصير الرجل الطويل المنقار الأَخضر الظهر تحبه الأَعراب زاد الجوهري وتَتَيَمَّن به ويُشَبِّهون الرجل السخيَّ به وهي مخففة قال الشاعر أَمِنْ تَرْجيعِ قارِيَةٍ تَرَكْتُمْ سَباياكُمْ وأُبْتُمْ بالعَناق ؟ والجمع القَواري قال يعقوب والعامة تقول قارِيَّة بالتشديد ابن سيده والقاريةُ طائر أَخضر اللون أَصفر المِنقار طويل الرجل قال ابن مقبل لِبَرْقٍ شآمٍ كُلَّما قلتُ قد وَنَى سَنَا والقَواري الخُضْرُ في الدِّجْنِ جُنَّحُ وقيل القارية طير خضر تحبها الأَعراب قال وإنما قضيت على هاتين الياءَين أَنهما وضع ولم أَقض عليهما أَنهما منقلبتان عن واو لأَنهما لام والياء لاماً أَكثر منها واواً وقَرِيُّ اسم رجل قال ابن جني تحتْمل لامه أَن تكون من الياء ومن الواو ومن الهمزة على التخفيف ويقال أَلقه في قِرِّيَّتِك والقِرِّيَّةُ الحَوْصَلة وابن القِرِّيَّةِ مشتق منه قال وهذان قد يكونان ثنائيين والله أَعلم

( قزي ) ابن سيده القِزْيُ اللقب عن كراع لم يحكه غيره غيره يقال بئس القِزْيُ هذا أَي بئس اللقب ابن الأَعرابي أَقْزى الرجل إِذا تلطَّخ بعَيب بعد استواء ابن الأَعرابي والقُزةُ الحَيَّة ولُعْبة للصبيان أَيضاً تسمى في الحضر يا مُهَلْهِلَهْ هَلِلَهْ
( * قوله « يا مهلهله إلخ » بهذا ضبط في التكملة ) والقَزْوُ العِزْهاةُ أَي الذي لا يلهو وقيل القُزةُ حية عَرْجاء بَتْراء وجمعها قُزاتٌ

قسا
القَساء مصدر قَسا القَلبُ يَقْسُو قَساء والقَسْوَةُ الصَّلابةُ في كل شيء وحجَر قاسٍ صُلْب وأَرض قاسيةٌ لا تُنبت شيئاً وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى ثم قَسَتْ قلوبُكم من بعد ذلك تأْويل قَسَت في اللغة غَلُظت ويَبِست وعَسَت فتأْويل القَسْوة في القلب ذَهاب اللِّين والرحمة والخشوع منه وقَسا قلبُه قَسْوة وقساوة وقَساء بالفتح والمد وهو غِلَظ القلب وشدَّته وأَقْساه الذنب ويقال الذنب مَقْساةٌ للقلب ابن سيده قَسا القلب يَقْسُو قَسْوة اشتدَّ وعَسا فهو قاسٍ واستعمل أَبو حنيفة القسوة في الأزمنة فقال من أَحوال الأَزمنة في قَسَوْتَها ولِينها التهذيب عام قَسِيٌّ ذو قَحْط قال الراجز ويُطْعِمُونَ الشحمَ في العامِ القَسِيّْ قُِدْماً إِذا ما احْمَرّ آفاقُ السُّمِيّْ وأَصْبَحَتْ مِثْلَ حَواشِي الأَتْحَمِيّْ قال شمر العامُ القَسِيُّ الشديد لا مطَرَ فيه وعشية قَسِيَّةٌ باردة قال ابن بري ومنه قول العُجير السَّلُولي يا عَمْرُو يا أُكَيْرِمَ البَريَّهْ واللهِ لا أَكْذِبُكَ العَشِيَّهْ إِنا لَقِينا سَنةً قَسِيَّهْ ثم مُطِرْنا مَطْرةً رَوِيَّهْ فنَبَتَ البَقْلُ ولا رَعِيَّهْ أَي ليس لنا مال يَرعاه والقَسِيَّةُ الشديدة وليلة قاسِيةٌ شديدةُ الظُّلمة والمُقاساةُ مكابدة الأَمر الشديد وقاساه أَي كابَده ويوم قَسِيٌّ مثال شقي شديد من حَرْب أَو شرّ وقَرَبٌ قَسِيٌّ شديد قال أَبو نخيلة وهُنَّ بَعْد القَرَبِ القَسِيِّ مُسْتَرْعِفاتٌ بشَمَرْذَليِّ القَسِيُّ الشديد ودِرْهَم قَسِيٌّ رديء والجمع قِسْيانٌ مثل صَبيّ وصِبْيان قلبت الواو ياء للكسرة قبلها كقِنْية وقد قَسا قَسْواً قال الأَصمعي كأَنه إِعراب قاشِي قيل درهم قَسِيٌّ ضَرْبٌ من الزُّيوف أَي فِضته صُلبة رديئة ليست بلينة وفي حديث عبد الله بن مسعود أَنه باع نُفاية بيت المال وكانت زيُوفاً وقِسْياناً بدون وزنها فذُكر ذلك لعُمر فنهاه وأَمره أَن يرُدَّها قال أَبو عبيد قال الأَصمعي واحد القِسْيان درهم قَسِيٌّ مخفف السين مشدد الياء على مثال شَقِيٍّ ومنه الحديث الآخر ما ىَسُرُّني دينُ الذي يأْتي العَرَّاف بدرهم قَسِيٍّ ودراهمُ قَسِيَّةٌ وقَسِيَّاتٌ وقد قَسَتِ الدراهم تَقْسُو إِذا زافت وفي حديث الشعبي قال لأَبي الزِّناد تأْتينا بهذه الأَحاديث قَسِيَّة وتأْخذها منا طازَجةً أَي تأْتينا بها رديئة وتأْخذها خالصة مُنقّاة قال أَبو زبيد يذكر المَساحي لهَا صَواهِلُ في صُمِّ السِّلامِ كما صاحَ القَسِيَّاتُ في أَيْدي الصَّياريفِ ومنه حديث آخر لعبد الله أَنه قال لأَصحابه أَتدرون كيف يَدْرُسُ العِلمُ ؟ فقالوا كما يَخْلُقُ الثوبُ أَو كما تَقْسُو الدراهم فقال لا ولكنْ دُرُوسُ العِلم بموت العُلماء ومنه قول مُزَرِّد وما زَوَّدُوني غَيْرَ سَحْقِ عِمامةٍ وخَمْسِمِئٍ منها قَسِيٌّ وزائِفُ وفي خطبة الصدِّيق رضي الله عنه فهو كالدرهم القَسِيِّ والسَّراب الخادع القَسِيُّ هو الدرهم الرديء والشيء المرذول وسارُوا سيراً قَسِيّاً أَي سيراً شديداً وقَسِيُّ بن مُنَبِّه أَخو ثَقِيف الجوهري قَسِيٌّ لقب ثقيف قال أَبو عبيد لأَنه مرَّ على أَبي رِغالٍ وكان مُصَدِّقاً فقتله فقيل قَسا قلبه فسمي قَسِيّاً قال شاعرهم نحنُ قَسِيٌّ وقَسا أَبونا وقَسًى موضع وقيل هو موضع بالعالية قال ابن أَحمر بِجَوٍّ من قَسًى ذَفِرِ الخُزامى تَهادى الجِرْبِياء به الجَنِينا
( * قوله « يجوّ من قسى إلخ » اورده ابن سيده في اليائي بهذا اللفظ واورده الازهري وتبعه ياقوت بما لفظه بهجل من قسا ذفر الخزامى تداعى الجربياء به الحنينا وفيهما الحنينا بالحاء المهملة وقال ياقوت قسا منقول من الفعل )
وأَنشد الجوهري لرجل من بني ضبة لنا إِبلٌ لم تَدْرِ ما الذُّعْرُ بَيْتُها بِتِعْشارَ مَرْعاها قَسا فصَرائِمُهْ وقيل قَسا حَبْل رَمْل من رمال الدَّهناء قال ذو الرمة سَرَتْ تَخْبِطُ الظَّلْماء من جانِبَيْ قَسا وحُبَّ بها مِن خابِطِ الليلِ زائر وقال أَيضاً ولكنَّني أُفْلِتُ مِنْ جانِبَيْ قَسا أَزُورُ امرأً مَحْضاً كرِيماً يَمانِيا ابن سيده وقُساءٌ موضع أَيضاً وقد قيل هو قَسًى بعينه فإِن قلت فلعل قَسًى مبدل من قُساءٍ والهمزة فيه هو الأَصل ؟ قيل هذا حَمْل على الشذوذ لأَن إِبدال الهمز شاذ والأَوّل أَقْوى لأَن إِبدال حرف العلة همزةً إِذا وقع طرفاً بعد أَلف زائدة هو الباب ابن الأَعرابي أَقْسَى إِذا سكن قُساء وهو جبل وكل اسم على فُعال فهو ينصرف فأَما قُساء
( * قوله « فأَما قساء إلخ » عبارة التكملة فأما قساء فلا ينصرف لانه في الأصل على فعلاء في الأَصل قُسَواء على فُعَلاء ) ولذلك لم يصرف قال ابن بري قُساء بالضم والمد اسم جبل ويقال ذو قُساء قال جِرانُ العَوْدِ يُذكِّر أَيّاماً لَنا بِسُوَيْقَةٍ وهَضْبِ قُساءٍ والتَّذَكُّرُ يَشْعَفُ وقال الفرزدق وقَفْتُ بأَعلى ذِي قُساء مَطِيَّتي أُمَيِّلُ في مَرْوانَ وابنِ زِيادِ ويقال ذو قُساء موضع قال نَهْشَلُ بن حَرِّيٍّ تَضَمَّنها مشَارِفُ ذي قُساءٍ مَكانَ النَّصْلِ من بَدَنِ السِّلاحِ قال الوزير قِساء اسم موضع مصروف وقُساء اسم موضع غير مصروف

قشا
المُقَشَّى هو المُقَشَّر وقَشا العُودَ يَقْشُوه قَشْواً قَشَرَه وخرَطه والفاعل قاشٍ والمَفعول مَقْشُوٌّ وقَشَّيْته فهو مُقَشًّى وقَشَوْتُ وجهَه قَشَرْته ومَسَحْتُ عنه وفي حديث قَيلة ومعه عَسِيبُ نخلة مَقْشُوٌّ غيرُ خُوصَتين من أَعلاه أَي مقشور عنه خُوصه وقَشَّيْته تَقْشِية فهو مُقَشًى أَي مُقَشَّر وقَشَّيْتُ الحَبَّة نَزَعْت عنها لباسها وفي بعض الحديث أَنه دخل عليه وهو يأْكل لِياءً مُقَشًّى قال بعض الأغفال وعَدَسٍ قُشِّيَ من قُشَيرِ وتَقَشَّى الشيءُ تَقَشَّر قال كُثير عَزَّةَ دَعِ القَوْمَ ما احْتَلُّوا جُنُوبَ قُراضِمٍ بِحَيْثُ تَقَشَّى بَيْضُه المُتَفَلِّقُ ابن الأَعرابي اللِّياء بالياء واحدته لِياءه وهو اللُّوبياء واللُّوبِياج ويقال للصبية المَلِيحة كأَنها لِياءةٌ مَقْشُوَّةٌ وروى أَبو تراب عن أَبي سعيد أَنه قال إِنما اللبأُ الذي يجعل في قِداد الجَدْي وجعله تصحيفاً من المحدّث قال أَبو سعيد اللِّبَأُ يُحْلب في قِدادٍ وهي جُلود صِغار المِعْزَى ثم يُمَلُّ في المَلَّة حتى يَيْبَس ويَجْمُدَ ثم يُخْرَج فَيُباع كأَنه الجُبْن فإِذا أَراد الآكل أَكله قَشا عنه الإِهاب الذي طُبِخ فيه وهو جلد السخلة الذي جعل فيه قال أَبو تراب وقال غيره هو اللِّياء بالياء وهو من نبات اليمن وربما نبت في الحجاز في الخِصْب وهو في خِلقة البصلة وقدر الحِمَّصة وعليه قُشُور رِقاق إِلى السواد ما هو يُقْلى ثم يُدْلَكُ بشيء خَشن كالمِسح ونحوه فيخرج من قشره فيؤْكل بَحْتاً وربَّما أُكل بالعسل وهو أَبيض ومنهم من لا يَقْلِيه وفي حديث أُسَيْد بن أَبي أُسيد أَنه أَهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بوَدّانَ لِياء مُقَشًّى أَي مَقشوراً واللِّياء حب كالحِمَّص والقُشاء البُزاق وقَشَّى الرجلَ عن حاجته رَدَّه والقَشْوانُ القليل اللحم قال أَبو سَوْداء العِجْلي أَلم تَرَ للقَشْوانِ يَشْتِمُ أُسْرَتي وإِني به من واحدٍ لخَبِيرُ والقَشْوانَة الرَّقيقة الضَّعِيفة من النساء والقَشْوة قُفَّة تجعل فيها المرأَة طيبها وقيل هي هَنة من خُوص تجعل فيها المرأَة القُطن والقَزَّ والعِطْر قال الشاعر لها قَشْوَةٌ فيها مَلابٌ وزَنْبَقٌ إِذا عَزَبٌ أَسْرَى إِليها تَطَيَّبَا والجمع قَشَوات وقِشاء وقيل القَشْوَة شيء من خوص تجعل فيها المرأَة عِطْرها وحاجَتها قال أَبو منصور القَشْوة شبه العَتِيدة المُغَشَّاة بجلد والقَشْوة حُقَّة للنُّفَساء والقاشِي في كلام أَهل السواد الفَلْسُ الرَّديء الأَصمعي يقال درهم قَشِيٌّ كأَنه على مثال دَعِيٍّ قال الأَصمعي كأَنه إِعرابُ قاشِي

قصا
قَصا عنه قَصْواً وقُصُوًّا وقَصاً وقَصاء وقَصِيَ بَعُدَ وقَصا المَكانُ يَقْصُو قُصُوّاً بَعُدَ والقَصِيُّ والقاصي العبد والجمع أَقْصاء فيهما كشاهدٍ وأَشْهاد ونصِير وأَنصار قال غَيْلان الرَّبَعِي كأَنَّما صَوْتَ حَفِيفِ المَعْزاء مَعْزُولِ شَذَّان حَصاها الأَقْصاء صَوْتُ نَشِيشِ اللحمِ عند الغَلاَّء وكلُّ شيء تَنَحَّى عن شيء فقد قَصا يَقْصُو قُصُوًّا فهو قاصٍ والأَرض قاصِيةٌ وقَصِيَّةٌ وقَصَوْت عن القوم تباعدت ويقال فلان بالمَكان الأَقْصَى والناحية القُصْوى والقُصْيا بالضم فيهما وفي الحديث المسلمون تَتَكافَأُ دِماؤهم يَسْعَى بذِمَّتِهِم أَدْناهم ويُرَدُّ عليهم أقصاهم أَي أَبْعَدُهم وذلك في الغَزْو إِذا دخل العسكر أَرض الحرب فَوَجَّه الإِمامُ منه السرايا فما غَنِمَتْ من شيء أَخذَت منه ما سَمَّى لها ورَدَّ ما بقي على العسكر لأَنهم وإِن لم يشهدوا الغنيمة رِدْءٌ للسَّرايا وظهْرٌ يَرْجِعون إِليهم والقُصْوَى والقُصْيا الغاية البعيدة قلبت فيه الواو ياء لأَن فُعْلَى إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبدلت واوه ياء كما أُبدلت الواو مكان الياء في فَعْلى فأَدخلوها عليها في فُعْلى ليَتَكافآ في التغيير قال ابن سيده هذا قول سيبويه قال وزدته أَنا بياناً قال وقد قالوا القُصْوَى فأَجروها على الأَصل لأَنها قد تكون صفة بالأَلف واللام وفي التنزيل إِذ أَنتم بالعُدْوَة الدُّنيا وهم بالعُدوة القصوى قال الفراء الدنيا مما يَلي المدينة والقُصوى مما يَلي مكة قال ابن السكيت ما كان من النعوت مثل العُلْيا والدُّنيا فإِنه يأْتي بضم أَوَّله وبالياء لأَنهم يستثقلون الواو مع ضمة أَوّله فليس فيه اختلاف إِلا أَن أَهل الحجاز قالوا القُصْوَى فأَظهروا الواو وهو نادر وأَخرجوه على القياس إِذ سكن ما قبل الواو وتميم وغيرهم يقولون القُصْيا وقال ثعلب القُصْوَى والقُصْيا طَرف الوادي فالقُصْوَى على قول ثعلب من قوله تعالى بالعُدْوة القُصْوَى بدل والقاصِي والقاصِيةُ والقَصِيُّ والقَصِيَّةُ من الناس والمواضع المُتَنَحِّي البعيدُ والقُصْوَى والأَقْصَى كالأَكْبر والكُبرى وفي الحديث أَن الشيطان ذِئبُ الإِنسانِ يأْخُذُ القاصِيةَ والشَّاذَّةَ القاصِيَةُ المُنْفَرِدة عن القطيع البعيدة منه يريد أَن الشيطان يتسلط على الخارج من الجماعة وأَهل السَّنة وأَقْصى الرجلَ يُقْصِيه باعَدَه وهَلُمَّ أُقاصِكَ يعني أَيُّنا أَبْعَدُ من الشرّ وقاصَيْتُه فقَصَوته وقاصاني فقَصَوْته والقَصا فِناء الدار يمد ويقصر وحُطْني القَصا أَي تباعَدْ عني قال بشر بن أَبي خازم فَحاطُونا القَصا ولقَدْ رَأَوْنا قريباً حيث يُسْتَمَعُ السِّرارُ والقَصا يمد ويقصر ويروى فحاطُونا القَصاءَ وقد رأَوْنا ومعنى حاطُونا القصاء أَي تباعَدوا عنا وهم حولنا وما كنا بالبعد منهم لو أَرادوا أَن يَدْنُوا منَّا وتوجيه ما ذكره ابن السكيت من كتاب النجو أَن يكون القَصاء بالمد مصدر قَصا يَقْصو قَصاءً مثل بَدا يَبْدُو بَداءً وأَما القصا بالقصر فهو مصدر قصِيَ عن جِوارِنا قَصاً إِذا بعد ويقال أَيضاً قَصِيَ الشيءُ قَصاً وقَصاءً والقَصا النسَبُ البعيد مقصور والقَصا الناحيةُ والقَصاةُ البُعْد
( * قوله « والقصاة البعد » كذا في الأصل ولم نجده في غيره ولعله القصاء ) والناحية وكذلك القَصا يقال قَصِيَ فلان عن جوارنا بالكسر يَقْصى قَصاً وأَقْصَيْته أَنا فهو مُقْصًى ولا تقل مَقْصِيٌّ وقال الكسائي لأَحُوطَنَّك القَصا ولأَغْزُوَنَّك القَصا كلاهما بالقصر أَي أَدَعُك فلا أَقْرَبُك التهذيب يقال حاطَهم القَصا مقصور يعني كان في طُرَّتِهم لا يأْتِيهم وحاطَهم القَصا أَي حاطَهم من بعيد وهو يَتَبَصَّرهم ويَتَحَرَّزُ منهم ويقال ذهبت قَصا فلان أَي ناحِيَته وكنت منه في قاصِيَتِه أَي ناحِيته ويقال هَلُمَّ أُقاصِك أَيُّنا أَبعد من الشرّ ويقال نزلنا مَنزلاً لا تُقْصِيه الإِبل أَي لا تَبْلُغ أَقصاه وتَقَصَّيت الأَمر واسْتَقْصَيتُه واسْتَقْصى فلان في المسأَلة وتَقَصَّى بمعنى قال اللحياني وحكى القَناني قَصَّيْت أَظفاري بالتشديد بمعنى قَصَصْت فقال الكسائي أَظنه أَراد أَخَذ من قاصيتها ولم يحمله الكسائي على مُحوّل التضعيف كما حمله أَبو عبيد عن ابن قَنان وقد ذكر في حرف الصاد أَنه من مُحوّل التضعيف وقيل يقال إِن وُلدَ لكِ ابن فقَصِّي أُذنيه أَي احْذفِي منهما قال ابن بري الأَمر من قَصَّى قَصٍّ وللمؤنث قَصِّي كما تقول خَلِّ عنها وخَلِّي والقَصا حَذْفٌ في طرَف أُذن الناقة والشاة مقصور يكتب بالأَلف وهو أَن يُقْطع منه شيء قليل وقدقَصاها قَصْواً وقَصَّاها يقال قَصَوْت البعير فهو مَقْصُوّ إِذا قطَعْت من طرف أُذنه وكذلك الشاة عن أَبي زيد وناقة قَصْواء مَقْصُوَّة وكذلك الشاة ورجل مَقْصُوّ وأَقْصى وأَنكر بعضهم أَقصى وقال اللحياني بعير أَقْصى ومُقَصَّى ومَقْصُوّ وناقة قَصْواء ومُقَصَّاةٌ ومَقْصُوَّةٌ مقطوعة طرف الأُذن وقال الأَحمر المُقَصَّاة من الإِبل التي شُق من أُذنها شيء ثم ترك معلقاً التهذيب الليث وغيره القَصْوُ قطع أُذن البعير يقال ناقة قَصْواء وبعير مَقْصُوّ هكذا يتكلمون به قال وكان القياس أَن يقولوا بعير أَقصى فلم يقولوا قال الجوهري ولا يقال جمل أَقصى وإِنما يقال مَقْصُوٌّ ومُقَصًّى تركوا فيه القياس ولأَن أَفعل الذي أُنثاه على فَعْلاء إِنما يكون من باب فَعِلَ يَفْعَل وهذا إِنما يقال فيه قصَوْت البعير وقَصْواء بائنة عن بابه ومثله امرأَة حَسناء ولا يقال رجل أَحْسَن قال ابن بري قوله تركوا فيها القياس يعني قوله ناقة قَصْواء وكان القياس مَقْصُوَّة وقياس الناقة أَن يقال قَصَوْتها فهي مَقْصُوَّة ويقال قَصَوْت الجمل فهو مَقْصُوّ وقياس الناقة أَن يقال قصوتها فهي مقصوَّة وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى قَصْواء ولم تكن مقطوعة الأُذن وفي الحديث أَنه خطب على ناقَتِه القَصْواء وهو لقب ناقة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والقَصْواء التي قُطِع طرَف أُذنها وكل ما قُطع من الأُذن فهو جَدْعٌ فإِذا بلغ الرُّبُع فهو قَصْوٌ فإِذا جاوزه فهو غَضْبٌ فإِذا استُؤصِلت فهو صَلْم ولم تكن ناقة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قَصْواء وإِنما كان هذا لقباً لها وقيل كانت مقطوعة الأُذن وقد جاء في الحديث أَنه كان له ناقة تسمى العَضْباء وناقة تسمى الجَدْعاء وفي حديث آخر صلماءَ وفي رواية أُخرى مخَضْرَمةً هذا كله في الأُذن ويحتمل أَن تكون كل واحدة صفة ناقة مفردة ويحتمل أَن يكون الجميع صفة ناقة واحدة فسماها كل منهم بما تخيّل فيها ويؤيد ذلك ما روي في حديث علي كرم الله وجهه حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ أَهل مكة سُورة براءة فرواه ابن عباس رضي الله عنه أَنه ركب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القَصْواء وفي رواية جابر العَضْباء وفي رواية غيرهما الجَدْعاء فهذا يصرح أَن الثلاثة صفة ناقة واحدة لأَن القضية واحدة وقد روي عن أَنس أَنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة جَدْعاء وليست بالعَضباء وفي إِسناده مقال وفي حديث الهجرة أَن أَبا بكر رضي الله عنه قال إِن عندي ناقتين فأَعْطَى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إِحداهما وهي الجَدْعاء والقَصِيَّةُ من الإِبل الكريمة المُوَدَّعة التي لا تُجْهَد في حَلَب ولا حَمْلٍ والقَصايا خِيارُ الإِبل واحدتها قَصِيَّة ولا تُركب وهي مُتَّدِعة وأَنشد ابن الأَعرابي تَذُود القَصايا عن سَراة كأَنها جَماهيرُ تَحْتَ المُدْجِناتِ الهَواضِبِ وإِذا حُمِدت إِبل الرجل قيل فيها قَصايا يثق بها أَي فيها بقية إِذا اشتدّالدهر وقيل القَصِيَّة من الإِبل رُذالتها وأَقْصى الرجلُ إِذا اقتنى القَواصي من الإِبل وهي النهاية في الغَزارة والنَّجابة ومعناه أَن صاحب الإِبل إِذا جاء المُصَدِّق أَقصاها ضِنّاً بها وأَقْصى إِذا حفظ قصا العسكر وقَصاءه وهو ما حول العسكر وفي حديث وَحْشِيٍّ قاتل حَمْزة عليه السلام كنتُ إِذا رأَيته في الطريق تَقَصَّيْتها أَي صرت في أَقْصاها وهو غايتها والقَصْوُ البعد والأَقْصى الأَبعد وقوله واخْتَلَس الفَحْلُ منها وهي قاصِيةٌ شيئاً فقد ضَمِنَتْه وهو مَحْقُورُ فسره ابن الأَعرابي فقال معنى قوله قاصية هو أَن يتبعها الفحل فيضربها فَتَلْقَح في أَوَّل كَوْمة فجعل الكَوْم للإِبل وإِنما هو للفرس وقُصْوانُ موضع قال جرير نُبِّئْتُ غَسَّانَ بنَ واهِصَةِ الخُصَى بِقُصْوانَ في مُسْتَكْلِئِينَ بِطانِ ابن الأَعرابي يقال للفحل هو يَحْبُو قَصا الإِبل إِذا حَفِظها من الانتشار ويقال تَقَصّاهم أَي طَلَبهم واحداً واحداً وقُصَيٌّ مصغر اسم رجل والنسبة إِليه قُصَوي بحذف إِحدى الياءَين وتقلب الأُخرى أَلفاً ثم تقلب واواً عما قلبت في عَدَوِيّ وأُمَوِيٍّ

( قضي ) القَضاء الحُكْم وأَصله قَضايٌ لأَنه من قَضَيْت إِلا أَنَّ الياء لما جاءت بعد الأَلف همزت قال ابن بري صوابه بعد الأَلف الزائدة طرفاً همزت والجمع الأَقْضِيةُ والقَضِيَّةُ مثله والجمع القَضايا على فَعالَى وأَصله فَعائل وقَضَى عليه يَقْضي قَضاء وقَضِيَّةً الأَخيرة مصدر كالأُولى والاسم القَضِيَّة فقط قال أَبو بكر قال أَهل الحجاز القاضي معناه في اللغة القاطِع للأُُمور المُحِكم لها واسْتُقْضِي فلان أَي جُعِل قاضِياً يحكم بين الناس وقَضَّى الأَميرُ قاضِياً كما تقول أَمرَ أَميراً وتقول قَضى بينهم قَضِيَّة وقَضايا والقَضايا الأَحكام واحدتها قَضِيَّةٌ وفي صلح الحُدَيْبِيةِ هذا ما قاضى عليه محمد هو فاعَلَ من القَضاء الفَصْلِ والحُكْم لأَنه كان بينه وبين أَهل مكة وقد تكرر في الحديث ذكر القَضاء وأَصله القَطْع والفصل يقال قَضَى يَقْضِي قَضاء فهو قاضٍ إِذا حَكَم وفَصَلَ وقَضاء الشيء إِحْكامُه وإِمْضاؤُه والفراغ منه فيكون بمعنى الخَلْق وقال الزهري القضاء في اللغة على وجوه مرجعها إِلى انقطاع الشيء وتمامه وكلُّ ما أُحْكِم عمله أَو أُتِمَّ أَو خُتِمَ أَو أُدِّيَ أَداء أَو أُوجِبَ أَو أُعْلِمَ أَو أُنْفِذَ أَو أُمْضِيَ فقد قُضِيَ قال وقد جاءت هذه الوجوه كلها في الحديث ومنه القَضاء المقرون بالقَدَر والمراد بالقَدَر التقدير وبالقَضاء الخَلق كقوله تعالى فقَضاهن سبع سموات أَي خلقهن فالقَضاء والقَدَرُ أَمران مُتَلازمان لا يَنْفك أَحدهما عن الآخر لأَن أَحدهما بمنزلة الأَساس وهو القَدر والآخر بمنزلة البناء وهو القَضاء فمن رام الفَصْل بينهما فقد رام هَدْمَ البناء ونَقْضه وقَضَى الشيءَ قَضاء صنَعه وقَدَّره ومنه قوله تعالى فقَضاهن سبع سموات في يومين أَي فخلقهن وعَمِلهن وصنعهن وقطَعَهن وأَحكم خلقهن والقضاء بمعنى العمل ويكون بمعنى الصنع والتقدير وقوله تعالى فاقْضِ ما أَنتَ قاضٍ معناه فاعمل ما أَنت عامل قال أَبو ذؤيب وعَلَيْهِما مَسْرُودَتانِ قَضاهُما داودُ أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ قال ابن السيرافي قَضاهما فَرغ من عملهما والقضاء الحَتْم والأَمْرُ وقَضَى أَي حَكَمَ ومنه القضاء والقَدر وقوله تعالى وقَضَى ربُّك أَن لا تعبدوا إِلاَّ إِياه أَي أَمَر ربك وحَتم وهو أَمر قاطع حَتْم وقال تعالى فلما قَضَينا عليه الموت وقد يكون بمعنى الفراغ تقول قَضَيت حاجتي وقَضى عليه عَهْداً أَوصاه وأَنفذه ومعناه الوصية وبه يفسر قوله عز وجل وقَضَينا إلى بني إسرائيل في الكتاب أَي عَهِدْنا وهو بمعنى الأَداء والإنْهاء تقول قَضَيْتُ دَيْني وهو أَيضاً من قوله تعالى وقَضَينا إلي بني إسرائيل في الكتاب وقوله وقَضَيْنا إليه ذلك الأمر أَي أَنْهَيْناه إليه وأَبْلَغْناه ذلك وقَضى أَي حكم وقوله تعالى ولا تَعْجَلْ بالقُرآن من قبل أَن يُقْضَى إليك وَحْيُه أَي من قبل أَن يُبَيَّن لك بيانه الليث في قوله فلما قَضَيْنا عليه الموت أَي أَتْمَمْنا عليه الموت وقَضَى فلان صلاته أَي فَرَغَ منها وقَضَى عَبْرَتَه أَي أَخرج كل ما في رأْسِه قال أَوس أَمْ هَل كَثِيرُ بُكىً لم يَقْضِ عَبْرَتَه إثرَ الأَحبَّةِ يومَ البَيْنِ مَعْذُور ؟ أي لم يُخْرِج كلَّ ما في رأْسه والقاضِيةُ المَنِيَّة التي تَقْضِي وَحِيًّا والقاضيةُ المَوت وقد قَضَى قَضاء وقُضِيَ عليه وقوله تَحنُّ فَتُبْدِي ما بها من صَبابةٍ وأُخِفي الذي لولا الأَسا لقَضاني معناه قَضَى عَليَّ وقوله أَنشده ابن الأعرابي سَمَّ ذَرارِيحَ جَهِيزاً بالقَضِي فسره فقال القَضِي الموت القاضي فإما أَن يكون أَراد القَضي بالتخفيف وإما أَن يكون أَراد القَضِيّ فحذف إحدى الياءين كما قال أَلم تَكُنْ تَحْلِف باللهِ العَلي إنَّ مَطاياكَ لَمِنْ خَيْرِ المَطِي ؟ وقَضَى نَحْبَه قَضاء مات وقوله أَنشده يعقوب للكميت وذا رَمَقٍ منها يُقَضِّي وطافِسا إما أَن يكون في معنى يَقْضِي وإما أَن يكون أَن الموت اقتضاه فقضاه دينه وعليه قول القطامي في ذي جُلُولٍ يُقَضِّي الموتَ صاحبُه إذا الصَّراريُّ مِنْ أَهْوالِه ارْتَسَما أَي يَقْضِي الموتَ ما جاءه يَطْلُب منه وهو نفْسُه وضَرَبَه فَقَضى عليه أَي قتله كأَنه فَرَغَ منه وسَمٌّ قاضٍ أَي قاتل ابن بري يقال قَضَى الرجلُ وقَضَّى إذا مات قال ذو الرمة إذا الشَّخْصُ فيها هَزَّه الآلُ أَغْمَضَتْ عليهِ كإغْماضِ المُقَضِّي هُجُولُها ويقال قَضَى عَليَّ وقَضاني بإِسقاط حرف الجر قال الكلابي فَمَنْ يَكُ لم يَغْرَضْ فإني وناقَتي بِحَجْرٍ إلى أَهلِ الحِمَى غَرِضان تَحِنُّ فَتُبْدِي ما بها من صَبابَة وأُخْفِي الذي لولا الأَسا لقَضاني وقوله تعالى ولو أَنزلنا مَلَكاً لقُضِيَ الأمر ثم لا يُنْظَرون قال أَبو إسحق معنى قُضِيَ الأمر أُتِم إهْلاكُهم قال وقَضى في اللغة على ضُروب كلُّها ترجع إلى معنى انْقِطاعِ الشيء وتَمامِه ومنه قوله تعالى ثم قَضَى أَجَلاً معناه حَتَم بذلك وأَتَمَّه ومنه الإعْلام ومنه قوله تعالى وقَضَينا إلى بني إسرائيل في الكتاب أَي أَعْلَمْناهم إعلاماً قاطعاً ومنه القَضاء للفَصْل في الحُكْم وهو قوله ولَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى لقُضِيَ بينهم أَي لفُصِلَ الحُكْم بينهم ومثل ذلك قولهم قد قَضَى القاضِي بين الخُصومِ أَي قد قَطَع بينهم في الحكم ومن ذلك قد قَضَى فلان دَيْنه تأْويله أَنه قد قَطَع ما لغَريمه عليه وأَدَّاه إليه وقَطَعَ ما بينه وبينه واقْتَضَى دَيْنه وتَقاضاه بمعنى وكلُّ ما أُحْكِمَ فقد قُضِيَ تقول قد قَضَيْتُ هذا الثوبَ وقد قَضَيْتُ هذه الدار إذا عَمِلْتها وأَحْكَمْتَ عَمَلَها وأَما قوله قم اقْضوا إليَّ ولا تنظرونِ فإن أَبا إسحق قال ثم افْعلُوا ما تُريدون وقال الفراء معناه ثم امْضُوا إليَّ كما يقال قد قَضىَ فلان يريد قد مات ومَضى وقال أَبو إسحق هذا مثل قوله في هود فكِيدُوني جميعاً ثم لا تُنْظِرُونِ يقول اجْهَدُوا جَهْدَكم في مُكايَدَتي والتَّأَلُّب عليَّ ولا تُنْظِرُونِ أَي ولا تُمْهِلوني قال وهذا من أَقوى آيات النبوة أن يقول النبي لقومه وهم مُتعاوِنون عليه افعلوا بي ما شئتم ويقال اقتتل القوم فقَضَّوْا بينهم قَواضِيَ وهي المَنايا قال زهير فقَضَّوا مَنايا بينَهم ثم أَصْدَرُوا
( * عجز البيت إلى كَلأٍ مُستَوْبلٍ مُتَوَخَّمِ )
الجوهري قَضَّوا بينهم منايا بالتشديد أَي أَنْفَذوها وقَضَّى اللُّبانةَ أَيضاً بالتشديد وقَضاها بالتخفيف بمعنى وقَضى الغَريمَ دَيْنَه قَضاء أَدَّاه إليه واستَقْضاه طلَب إليه أن يَقْضِيَه وتَقاضاه الدَّيْنَ قَبَضَه منه قال إذا ما تَقاضى المَرْءَ يومٌ ولَيلةٌ تَقاضاه شيءٌ لا يَمَلُّ التَّقاضِيا أَراد إذا تَقاضى المرءَ نَفْسَه يومٌ وليلة ويقال تَقَاضَيْته حَقِّي فَقضانِيه أَي تَجازَيْتُه فجَزانِيه ويقال اقْتَضَيْتُ ما لي عليه أَي قَبَضْته وأَخذْته والقاضِيةُ من الإبل ما يكون جائزاً في الدَّية والفَريضةِ التي تَجِب في الصَّدقة قال ابن أَحمر لَعَمْرُكَ ما أَعانَ أَبو حَكِيمٍ بِقاضِيةٍ ولا بَكْرٍ نَجِيب ورجل قَضِيٌّ سريع القَضاء يكون من قَضاء الحكومة ومن قَضَاء الدَّين وقَضى وطَرَه أَتمَّه وبلَغه وقَضَّاه كَقَضاه وقوله أَنشده أَبو زيد لقَدْ طالَ ما لَبَّثْتَني عن صَحابَتي وعَن حِوَجٍ قِضَّاؤُها من شِفائِيا
( * قوله « قضاؤها » هذا هو الصواب وضبطه في ح وج بغيره خطأ )
قال ابن سيده هو عندي من قَضَّى ككِذّابٍ من كَذَّبَ قال ويحتمل أَن يريد اقتضاؤها فيكون من باب قِتَّالٍ كما حكاه سيبويه في اقْتِتالِ والانْقِضاء ذَهاب الشيء وفَناؤه وكذلك التَّقَضِّى وان

قضى
الشيء وتَقَضَّى بمعنى وانْقِضاء الشيء وتَقَضِّيه فَناؤه وانْصِرامُه قال وقَرَّبُوا للْبَيْن والتَّقَضِّي من كلِّ عَجَّاجٍ تَرى للغَرْضِ خَلْفَ رَحى حَيْزُومِه كالغَمْضِ أَي كالغمض الذي هو بطن الوادي فيقول ترى للغَرْضِ في جَنْبِه أَثراً عظيماً كبطن الوادي والقَضاة الجِلدة الرَّقيقةُ التي تكون على وجه الصبيّ حين يولد والقِضَةُ مخففةً نِبْتةٌ سُهْلِيَّةٌ وهي منقوصة وهي من الحَمْض والهاء عوض وجمعها قِضًى قال ابن سيده وهي من معتلّ الياء وإنما قَضَيْنا بأَن لامها ياء لعدم ق ض و ووجود ق ض ي الأصمعي من نبات السهل الرِّمْثُ والقِضةُ ويقال في جمعه قِضاتٌ وقِضُون ابن السكيت تجمع القِضةُ قِضِينَ وأَنشد أَبو الحجاج بِساقَيْنِ ساقَيْ ذي قِضِينَ تَحُشُّه بأَعْوادِ رَنْدٍ أَو أَلاوِيةً شُقْرا وقال أُمية بن أَبي الصَّلْت عَرَفْتُ الدَّارَ قد أَقْوَتْ سِنينا لِزَيْنَبَ إذْ تَحُلُّ بذي قِضِينا وقِضةُ أَيضاً موضع كانت به وقعة تحْلاق اللِّمَمِ وتَجمع على قِضاة وقِضين وفي هذا اليوم أَرسلت بنو حنيفة الفِنْد الزَّمَّانيِّ إلى أَولاد ثعلبة حين طلبوا نصرهم على بني تَغْلِب فقال بنو حنيفة قد بعثنا إليكم بأَلف فارس وكان يقال له عَدِيد الأَلف فلما قدم على بني ثعلبة قالوا له أَين الألف ؟ قال أَنا أَما تَرضَوْن أَني أَكون لكم فِنْداً ؟ فلما كان من الغد وبرزوا للقِتال حمل على فارس كان مُرْدِفاً لآخر فانتظمهما وقال أَيا طَعْنَةَ ما شَيْخٍ كبِيرٍ يَفَنٍ بالي أَبو عمرو قَضَّى الرجل إذا أَكل القَضا وهو عَجَم الزبيب قال ثعلب وهو بالقاف قاله ابن الأعرابي أَبو عبيد والقَضَّاء من الدُّروع التي قد فُرغ من عملها وأُحْكمت ويقال الصُّلْبة قال النابغة وكلُّ صَمُوتٍ نَثْلةٍ تُبَّعِيَّةٍ ونَسْجُ سُلَيْمٍ كلَّ قَضَْاءَ ذائِل قال والفعل من القَضَّاء قَضَيْتها قال أَبو منصور جعل القَضَّاء فَعَّالاً من قَضى أَي أَتَمَّ وغيره يجعل القَضّاء فَعْلاء من قَضَّ يَقَضُّ وهي الجَديدُ الخَشِنةُ من إقْضاضِ المَضْجَع وتَقَضَّى البازي أَي انْقَضَّ وأَصله تَقَضَّضَ فلما كثرت الضادات أُبدلت من إحداهن ياء قال العجاج إذا الكرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ تَقَضِّى البازي إذا البازي كَسَرْ وفي الحديث ذكر دار القَضاء في المدينة قيل هي دارُ الإمارة قال بعضهم هو خطأٌ وإنما هي دار كانت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بيعت بعد وفاته في دَينه ثم صارت لمَرْوان وكان أَميراً بالمدينة ومن ههنا دخل الوهم على من جعلها دار الإمارة

قطا
قَطا يَقْطو ثَقُل مشيه والقَطا طائر معروف سمي بذلك لثِقَل مَشيْه واحدته قَطاة والجمع قَطَوات وقَطَياتٌ ومشيها الاقْطِيطاء تقول اقْطَوْطَتِ القَطاةُ تَقْطَوْطي وأَما قَطت تَقْطُو فبعض يقول من مشيها وبعض يقول من صوتها وبعض يقول صوتها القَطْقَطةُ والقَطْوُ تَقَارُب الخَطْو من النَّشاط والرجل يَقْطَوْطي في مشيه إذا اسْتَدارَ وتَجَمَّع وأَنشد يَمْشِي مَعاً مُقْطَوْطِياً إذا مَشَى وقَطَت القَطاةُ صوّتت وحدها فقالت قَطاقَطا قال الكسائي وربما قالوا في جمعه قَطَياتٍ ولَهَياتٍ في جمع لَهاة الإنسان لأن فَعَلْت منهما ليس بكثير فيجعلون الألف التي أَصلها واو ياء لقلتها في الفعل قال ولا يقولون في غَزَواتٍ غَزَيات لأن غَزَوْتُ أَغْزُو كثير معروف في الكلام وفي المثل إنه لأَصْدَقُ من قَطاة وذلك لأنها تقول قَطا قَطا وفي المثل أَيضاً لو تُرِكَ القَطا لَنامَ يضرب مثلاً لمن يَهِيجُ إذا تُهُيِّج التهذيب دل بيت النابغة أَن القَطاة سميت قَطاة بصوتها قال النابغة تَدْعُو قَطا وبه تُدْعى إذا نُسِبَتْ يا صِدْقَها حِينَ تَدْعُوها فتَنْتَسِبُ وقال أَبو وَجْزة يصف حميراً وردت ليلاً ماء فمرت بِقَطاً وأَثارَتْها ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صادِقةٍ باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً غَيْرَ أَزْواجِ يعني أَنها تمرُّ بالقَطا فتُثِيرها فتَصِيح قَطا قطا وذلك انتسابها الفراء ويقال في المثل إنه لأدَلُّ من قَطاة لأنها تَرد الماء ليلاً من الفَلاة البعيدة والقَطَوانُ والقَطَوْطَى الذي يُقارِبُ المشي من كل شيء وقال شمر وهو عندي قَطْوان بسكون الطاء والأُنثى قَطَوانة وقَطَوطاة وقد قَطا يَقْطُو قَطْواً وقُطُوًّا واقْطَوْطى والقَطَوطى الطويل الرجلين إلا أَنه لا يقارب خَطْوه كمشي القطا والقَطاةُ العَجُز وقيل هو ما بين الوَرِكين وقيل هو مَقعَد الرِّدف
( * قوله « مقعد الردف » هي عبارة المحكم وقوله « موضع إلخ » هي عبارة التهذيب جمع المؤلف بينهما على عادته معبراً بأو ) أَو موضع الردف من الدابة خلف الفارس ويقال هي لكل خَلْق قال الشاعر وكَسَتِ المِرْطَ قَطاةً رَجْزجا وثلاث قَطَوات والقَطا مَقْعَد الرِّدف وهو الرِّديف قال امرؤ القيس وصُمٌّ صِلابٌ ما يَقِينَ من الوَجى كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منه على رالِ يصفه بإشرافِ القَطاة والرَّأْلُ فرخ النَّعامِ ومنه قول الراجز وأَبوكَ لم يَكُ عارِفاً بلَطاتِه لا فَرْقَ بينَ قَطاتِه ولَطاتِه وتقول العرب في مثل ليس قَطاً مثلَ قُطَيٍّ أَي ليس النَّبِيلُ كالدَّنيءِ وأَنشد ليس قَطاً مِثْلَ قُطَيٍّ ولا ال مَرْعِيُّ وفي الأَقْوامِ كالرّاعِي أَي ليس الأَكابر كالأَصاغر وتَقَطَّى عني بوجهه صدَف لأنه إذا صدَف بوجهه فكأَنه أَراه عَجُزَه حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد أَلِكْني إلى المَوْلى الذي كُلَّما رَأى غَنِياًّ تَقَطَّى وهو للطَّرف قاطِعُ ويقال فلان من رَطاتِه
( * قوله « من رطاته » ليس من المعتل وإنما هو من الصحيح ففي القاموس الرطأ محركة الحمق ولينت هنا للمشاكلة والازدواج )
لا يعرف قَطاتَه من لَطاتِه يضرب مثلاً للرجل الأَحمق لا يعرف قُبُله من دُبُرِه من حَماقَته وقال أَبو تراب سمعت الحُصَيْبي يقول تَقَطَّيْتُ على القوم وتَلَطَّيْتُ عليهم إذا كانت لي طَلِبةٌ فأَخذت من مالهم شيئاً فسبقت به والقَطْوُ مُقاربة الخَطْو مع النَّشاط يقال منه قطا في مِشْيته يَقْطُو واقْطَوطى مثله فهو قَطَوان بالتحريك وقَطَوطَى أَيضاً على فَعَوْعَلٍ لأَنه ليس في الكلام فعَوَّل وفيه فَعَوْعَل مثل عَثَوثَل وذكر سيبويه فيما يلزم فيه الواو أَن تبدل ياء نحو أَغْزَيْت واسْتَغْزَيت أَن قَطَوْطى فَعَلْعَلٌ مثل صَمَحْمحٍ قال ولا تجعله فَعَوْعَلاً لأَن فعَلْعَلاً أَكثر من فَعَوْعَلٍ قال وذكر في موضع آخر أَنه فَعَوْعَل قال السيرافي هذا هو الصحيح لأَنه يقال اقْطَوْطَى واقْطَوْطى افعَوْعَل لا غير قال والقَطَوطى أَيضاً القصير الرجلين وقال ابن ولاّد الطويل الرجلين وغلطه فيه علي بن حمزة وقال ثعلب المُقْطَوْطي الذي يَخْتِل وأَنشد للزِّبرقان مُقْطَوْطِياً يَشْتِمُ الأَقْوامَ ظالِمَهُمْ كالعِفْوِ سافَ رَقِيقَي أُمِّه الجَذَعُ مقطوطياً أَي يختل جاره أَو صديقه والعِفْوُ الجَحْش والرقيقان مَراقُّ البطن أَي يريد أَن ينزو على أُمه والقَطْيُ داء يأْخذ في العجز عن كراع وتَقَطَّت الدلو خرجت من البئر قليلاً قليلاً عن ثعلب وأَنشد قد أَنْزِعُ الدلْوَ تَقَطَّى في المَرَسْ تُوزِغُ من مَلْءٍ كإيزاغِ الفَرَسْ والقَطَياتُ لغة في القَطَوات وقُطَيَّات موضع وكساء قَطَوانيٌّ وقَطَوانُ موضع بالكوفة وقُطَيَّاتٌ موضع وكذلك قَطاتانِ موضع ورَوْض القَطا قال أَصابَ قُطَيّاتٍ فَسالَ لِواهُما ويروى أَصاب قَطاتَيْنِ وقال أَيضاً دَعَتْها التَّناهِي برَوْضِ القَطا إلى وحْفَتَيْنِ إلى جُلْجُل
( * قوله « إلى وحفتين إلخ » هذا بيت المحكم وفي مادة وح ف بدل هذا المصراع فنعف الوحاف إلى جلجل )
ورياض القطا موضع وقال فما رَوْضةٌ من رِياضِ القَطا أَلَثَّ بها عارِضٌ مُمْطِرُ وقُطَيَّةُ بنت بشر امرأَة مَرْوان بن الحكم وفي الحديث كأني أَنظر إلى موسى بن عمران في هذا الوادي مُحْرماً بين قَطَوانِيَّتَيْن القَطَوانِيَّةُ عباءة بيضاء قصيرة الخَمْلِ والنون زائدة كذا ذكره الجوهري في المعتل وقال كساء قَطَوانيٌّ ومنه حديث أُمّ الدرداء قالت أَتاني سَلْمانُ الفارسيُّ فسلم علي وعليه عَباءة قَطَوانِيّة والله أَعلم

قعا
القَعْو البكرة وقيل شبهها وقيل البكرة من خشب خاصة وقيل هو المِحْور من الحديد خاصة مدنية يَسْتَقي عليها الطيَّانُون الجوهري القَعْو خشبتان في البكرة فيهما المحور فإن كانا من حديد فهو خُطّاف قال ابن بري القَعْوُ جانب البكرة ويقال خدّها فسر ذلك عند قول النابغة له صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ وقال الأَعلم القَعْوُ ما تدور فيه البكرة إذا كان من خشب فإن كان من حديد فهو خطاف والمِحْور العود الذي تدور عليه البكرة فبان بهذا أَن القَعْوَ هو الخشبتان اللتان فيهما المحور وقال النابغة في الخطاف خَطاطِيفُ حُجْنٌ في حِبالٍ مَتِنَةٍ تَمُدُّ بها أَيدٍ إليك نَوازِعُ والقَعْوانِ خشبتان تَكْتَنِفان البكرة وفيهما المحور وقيل هما الحديدتان اللتان تجري بينهما البكرة وجمع كل ذلك قُعِيٌّ لا يَكسَّر إلا عليه قال الأصمعي الخُطاف الذي تجري البكرة وتدور فيه إذا كان من حديد فإن كان من خشب فهو القَعْو وأَنشد غيره إنْ تَمْنَعي قَعْوَكِ أَمْنَعْ مِحْوَرِي لِقَعْوِ أُخْرَى حَسَنٍ مُدَوّرِ والمحور الحديدة التي تدور عليها البكرة ابن الأعرابي القَعْوُ خدّ البكرة وقيل جانبها والقَعْوُ أَصل الفخذ وجمعه القُعَى والعُقَى الكلمات المكروهات وأَقْعَى الفرس إذا تَقَاعَس على أَقْتاره وامرأَة قَعْوَى ورجل قَعْوانُ وقَعا الفحل على الناقة يَقْعُو قَعْواً وقُعُوًّا على فُعُول وقَعاها واقْتَعاها أَرسل نفسه عليها ضَرب أَو لم يَضرب الأصمعي إذا ضرب الجمل الناقة قيل قَعا عليها قُعُوٌّا وقاعَ يَقُوع مثله وهو القُعُوُّ والقَوْعُ ونحو ذلك قال الليث يقال قاعَها وقَعا يَقْعُو عن الناقة وعلى الناقة وأَنشد قاعَ وإِنْ يَتْرُكْ فَشَوْلٌ دُوَّخُ وقَعا الظليم والطائر يَقْعُو قُعُوًّا سَفِدَ ورجل قَعُوّ العجيزتين
( * قوله « قعوّ العجيزتين إلخ » هو بهذا الضبط في الأصل والتكملة والتهذيب وضبط في القاموس بفتح فسكون خطأ ) أَرْسَح وقال يعقوب قَعُوّ الأَليتين ناتئهما غير منبسطهما وامرأَة قَعْواء دقيقة الفخذين أَو الساقين وقيل هي الدقيقة عامّة وأَقْعَى الرجل في جُلُوسه تَسانَدَ إلى ما وراءه وقد يُقْعِي الرجل كأَنه مُتَسانِدٌ إلى ظهره والذئب والكلب يُقْعِي كل واحد منهما على استه وأَقْعَى الكلب والسبعُ جلس على استه والقَعا مقصور رَدَّة في رأَس الأَنف وهو أَن تُشْرِفَ الأَرنبة ثم تُقْعِي نحو القصبة وقد قَعِيَ قَعاً فهو أَقْعَى والأُنثى قَعْواء وقد أَقْعَتْ أَرنبته وأَقْعَى أَنفه وأَقعى الكلب إذا جلس على استه مفترشاً رجليه وناصباً يديه وقد جاء في الحديث النهي عن الإقْعاء في الصلاة وفي رواية نَهى أَن يُقْعِيَ الرجل في الصلاة وهو أَن يضع أَليتيه على عقبيه بين السجدتين وهذا تفسير الفقهاء قال الأَزهري كما روي عن العبادلة يعني عبد الله بن العباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن مسعود وأَما أَهل اللغة فالإقْعاء عندهم أَن يُلْصِقَ الرجل أَليتيه بالأرض وينْصِب ساقيه وفخذيه ويضع يديه على الأرض كما يُقْعِي الكلب وهذا هو الصحيح وهو أَشبه بكلام العرب وليس الإقْعاء في السباع إلا كما قلناه وقيل هو أَن يلصق الرجل أَليتيه بالأَرض وينصب ساقيه ويتساند إلى ظهره قال المخبل السعدي يهجو الزبرقان ابن بدر فَأَقْعِ كما أَقْعَى أَبُوك على اسْتِه رَأَى أَنَّ رَيْمًا فَوقَه لا يُعادِلُهْ قال ابن بري صواب إنشاد هذا البيت وأَقْعِ بالواو لأَن قبله فإنْ كُنْتَ لم تُصْبِحْ بحَظِّك راضِياً فَدَعْ عنكَ حَظّي إنَّني عنك شاغِلُهْ وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم أَكل مُقْعِياً أَراد أَنه كان يجلس عند الأكل على وركيه مستوفزاً غير متمكن قال ابن شميل الإقْعاء أَن يجلس الرجل على وركيه وهو الاحتفاز والاستِيفازُ

قفا
الأَزهري القَفا مقصور مؤخر العُنق أَلفها واو والعرب تؤنثها والتذكير أَعم ابن سيده القَفا وراء العنق أُنثى قال فَما المَوْلَى وإن عَرُضَت قَفاه بأَحْمَل للمَلاوِمِ مِن حِمار ويروى للمَحامِد يقول ليس المولى وإن أَتَى بما يُحمَد عليه بأَكثر من الحِمار مَحامِد وقال اللحياني القَفا يذكر ويؤنث وحَكَى عن عُكْلٍ هذه قَفاً بالتأْنيث وحكى ابن جني المدّ في القَفا وليست بالفاشية قال ابن بري قال ابن جني المدّ في القفا لغة ولهذا جمع على أَقفِية وأَنشد حتى إذا قُلْنا تَيَفَّع مالكٌ سَلَقَت رُقَيَّةُ مالِكاً لقَفائِه فأَما قوله يا ابنَ الزُّبَير طالَ ما عَصَيْكا وطالَ ما عَنَّيْتَنا إلَيْكا لَنَضْرِبَنْ بسَيْفِنا قَفَيْكا أَراد قَفاك فأَبدل الأَلف ياء للقافية وكذلك أَراد عَصَيْتَ فأَبدل من التاء كافاً لأَنها أُختها في الهمس والجمع أَقْفٍ وأَقْفِيةٌ الأَخيرة عن ابن الأعرابي وهو على غير قياس لأنه جمعُ الممدود مثل سَماء وأَسْمِيَةٍ وأَقفاءٌ مثل رَحاً وأَرْحاء وقال الجوهري هو جمع القلة والكثير قُفِيٌّ على فُعُول مثل عَصاً وعُصِيٍّ وقِفِيٌّ وقَفِينٌ الأَخيرة نادرة لا يوجبها القياس والقافِيَةُ كالقَفا وهي أَقلهما ويقال ثلاثة أَقْفاء ومن قال أَقْفِية فإنه جماعة والقِفِيّ والقُفِيّ وقال أَبو حاتم جمع القَفا أَقْفاء ومن قال أَقْفِية فقد أَخطأَ ويقال للشيخ إذا هَرِمَ رُدَّ على قَفاه ورُدَّ قَفاً قال الشاعر إن تَلْقَ رَيْبَ المَنايا أَو تُرَدُّ قَفاً لا أَبْكِ مِنْكَ على دِينٍ ولا حَسَبِ وفي حديث مرفوع يَعْقِدُ الشيطانُ على قافِيةِ رأْس أَحدكم ثلاث عُقَد فإذا قام من الليل فَتَوَضَّأَ انحلت عُقْدة قال أَبو عبيدة يعني بالقافية القَفا ويقولون القَفَنُّ في موضع القَفا وقال هي قافية الرأْس وقافِيةُ كل شيء آخره ومنه قافية بيت الشِّعْر وقيل قافية الرأْس مؤخره وقيل وسطه أَراد تَثْقِيلَه في النوم وإطالته فكأنه قد شَدَّ عليه شِداداً وعَقَده ثلاث عُقَد وقَفَوْتُه ضربت قَفاه وقَفَيْتُه أَقْفِيه ضربت قَفاه وقَفَيْتُه ولَصَيْتُه رميته بالزنا وقَفَوْتُه ضربت قَفاه وهو بالواو ويقال قَفاً وقَفوان قال ولم أَسمع قَفَيانِ وتَقَفَّيْته بالعصا واسْتَقْفَيْته ضربت قفاه بها وتَقَفَّيت فلاناً بعصا فضربته جِئته من خَلْف وفي حديث ابن عمر أَخَذَ المِسْحاةَ فاسْتَقْفاه فضربه بها حتى قتله أَي أَتاه من قِبَل قفاه وفي حديث طلحة فوضعوا اللُّجَّ على قَفَيَّ أَي وضَعوا السيف على قَفاي قال وهي لغة طائِية يشددون ياء المتكلم وفي حديث عمر رضي الله عنه كتب إليه صحيفة فيها فما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ قَفا سَلْعٍ بمُخْتَلَفِ التِّجارِ سَلْعٌ جبل وقَفاه وراءه وخَلْفه وشاة قَفِيَّة مذبوحة من قفاها ومنهم من يقول قَفِينةٌ والأَصل قَفِيَّة والنون زائدة قال ابن بري النون بدل من الياء التي هي لام الكلمة وفي حديث النخعي سئل عمن ذبح فأَبان الرأْس قال تلك القَفِينة لا بأْس بها هي المذبوحة من قِبَل القَفا قال ويقال للقَفا القَفَنُ فهي فَعِيلة بمعنى مَفْعولة يقال قَفَنَ الشاةَ واقْتَفَنَها وقال أَبو عبيدة
( * قوله « أَبو عبيدة » كذا بالأصل والذي في غير نسخة من النهاية أبو عبيد بدون هاء التأنيث ) هي التي يبان رأْسها بالذبح قال ومنه حديث عمر رضي الله عنه ثم أَكون على قَفّانِه عند من جعل النون أَصلية ويقال لا أَفعله قَفا الدهر أَي أَبداً أَي طول الدهر وهو قَفا الأَكَمَة وبقَفا الأَكَمة أَي بظهرها والقَفَيُّ القَفا وقَفاه قَفْواً وقُفُوّاً واقْتَفاه وتَقَفَّاه تَبِعَه الليث القَفْوُ مصدر قولك قَفا يَقْفُو قَفْواً وقُفُوّاً وهو أَن يتبع الشيء قال الله تعالى ولا تَقْفُ ما ليس لك به عِلم قال الفراء أَكثر القراء يجعلونها من قَفَوْت كما تقول لا تدع من دعوت قال وقرأَ بعضهم ولا تَقُفْ مثل ولا تَقُلْ وقال الأَخفش في قوله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم أَي لا تَتَّبِع ما لا تعلم وقيل ولا تقل سمعت ولم تسمع ولا رأَيت ولم تر ولا علمت ولم تعلم إِن السمع والبصر والفؤاد كل أُولئك كان عنه مسؤولاً أَبو عبيد هو يَقْفُو ويَقُوفُ ويَقْتافُ أَي يتبع الأَثر وقال مجاهد ولا تقف ما ليس لك به علم لا تَرُمْ وقال ابن الحنفية معناه لا تشهد بالزور وقال أَبو عبيد الأَصل في القَفْوِ والتَّقافي البُهْتان يَرمي به الرجل صاحبه والعرب تقول قُفْتُ أَثره وقَفَوْته مثل قاعَ الجمل الناقة وقَعاها إِذا ركبها ومثل عاثَ وعَثا ابن الأَعرابي يقال قَفَوْت فلاناً اتبعت أَثره وقَفَوْته أَقْفُوه رميته بأَمر قبيح وفي نوادر الأَعراب قَفا أَثره أَي تَبِعَه وضدُّه في الدعاء قَفا الله أَثَره مثل عَفا الله أَثَره قال أَبو بكر قولهم قد قَفا فلان فلاناً قال أَبو عبيد معناه أَتْبَعه كلاماً قبيحاً واقْتَفى أَثَره وتَقَفَّاه اتبعه وقَفَّيْت على أَثره بفلان أَي أَتْبَعْته إِياه ابن سيده وقَفَّيْته غيري وبغيري أَتْبَعْته إِياه وفي التنزيل العزيز ثم قَفَّينا على آثارهم برُسُلنا أَي أَتبعنا نوحاً وإِبراهيم رُسُلاً بعدهم قال امرؤ القيس وقَفَّى على آثارِهِنَّ بحاصِبِ أَي أَتْبَع آثارَهن حاصباً وقال الحوفي اسْتَقْفاه إِذا قَفا أَثره ليَسْلُبَه وقال ابن مقبل في قَفَّى بمعنى أَتى كَمْ دُونَها من فَلاةٍ ذاتِ مُطَّرَدٍ قَفَّى عليها سَرابٌ راسِبٌ جاري أَي أَتى عليها وغَشِيَها ابن الأَعرابي قَفَّى عليه أَي ذهب به وأَنشد ومَأْرِبُ قَفًى عليه العَرِمْ والاسم القِفْوةُ ومنه الكلام المُقَفَّى وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم لي خمسة أَسماء منها كذا وأَنا المُقَفِّي وفي حديث آخر وأَنا العاقب قال شمر المُقَفِّي نحو العاقب وهو المُوَلِّي الذاهب يقال قَفَّى عليه أَي ذهبَ به وقد قَفَّى يُقَفِّي فهو مُقَفٍّ فكأَنَّ المعنى أَنه آخِر الأَنبياءَ المُتَّبِع لهم فإِذا قَفَّى فلا نبيَّ بعده قال والمُقَفِّي المتَّبع للنبيين وفي الحديث فلما قَفَّى قال كذا أَي ذهب مُوَلِّياً وكأَنه من القَفا أَي أَعطاه قفاه وظهره ومنه الحديث أَلا أُخبركم بأَشدَّ حرّاً منه يوم القيامة هَذَيْنِكَ الرجلين المُقَفِّيَيْن أَي المُوَلِّيَين والحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال أَنا محمد وأَحمد والمُقَفِّي والحاشِر ونبيّ الرحْمة ونبي المَلْحَمة وقال ابن أَحمر لا تَقْتَفِي بهمُ الشمالُ إِذا هَبَّتْ ولا آفاقُها الغُبْرُ أَي لا تُقِيم الشمال عليهم يريد تُجاوِزهم إِلى غيرهم ولا تَستَبِين عليهم لخِصْبهم وكثرة خَيرهم ومثله قوله إِذا نَزَلَ الشِّتاءُ بدارِ قَومٍ تَجَنَّبَ دارَ بيتِهمُ الشِّتاءُ أَي لا يظهر أَثر الشتاء بجارهم وفي حديث عمر رضي الله عنه في الاسْتسقاءِ اللهم إِنا نتقرب إِليك بعمِّ نبيك وقَفِيَّةِ آبائه وكُبْر رجاله يعني العباس يقال هذا قَفِيُّ الأَشياخ وقَفِيَّتُهم إِذا كان الخَلَف منهم مأْخوذ من قَفَوْت الرجل إِذا تَبِعْتَه يعني أَنه خَلَفُ آبائه وتِلْوهم وتابعهم كأَنه ذهب إِلى استسقاء أَبيه عبد المطلب لأَهل الحرمَين حين أَجْدَبوا فسقاهم الله به وقيل القَفِيَّةُ المختار واقْتفاه إِذا اختاره وهو القِفْوةُ كالصِّفْوة من اصْطَفى وقد تكرر ذلك القَفْو والاقْتفاء في الحديث اسماً وفعلاً ومصدراً ابن سيده وفلان قَفِيُّ أَهله وقَفِيَّتُهم أَي الخلف منهم لأَنه يَقْفُو آثارهم في الخير والقافية من الشعر الذي يقفو البيت وسميت قافية لأَنها تقفو البيت وفي الصحاح لأَن بعضها يتبع أَثر بعض وقال الأَخفش القافية آخر كلمة في البيت وإنما قيل لها قافية لأَنها تقفو الكلام قال وفي قولهم قافية دليل على أَنها ليست بحرف لأَن القافية مؤنثة والحرف مذكر وإن كانوا قد يؤنثون المذكر قال وهذا قد سمع من العرب وليست تؤخذ الأَسماء بالقياس أَلا ترى أَن رجلاً وحائطاً وأَشباه ذلك لا تؤخذ بالقياس إِنما ينظر ما سمته العرب والعرب لا تعرف الحروف ؟ قال ابن سيده أَخبرني من أَثق به أَنهم قالوا لعربي فصيح أَنشدنا قصيدة على الذال فقال وما الذال ؟ قال وسئل بعض العرب عن الذال وغيرها من الحروف فإِذا هم لا يعرفون الحروف وسئل أَحدهم عن قافية لا يَشْتَكينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ فقال أَنقين وقالوا لأَبي حية أَنشدنا قصيدة على القاف فقال كَفى بالنَّأْيِ من أَسماء كاف فلم يعرف القاف قال محمد بن المكرّم أَبو حية على جهله بالقاف في هذا كما ذكر أَفصح منه على معرفتها وذلك لأَنه راعى لفظة قاف فحملها على الظاهر وأَتاه بما هو على وزن قاف من كاف ومثلها وهذا نهاية العلم بالأَلفاظ وإِن دق عليه ما قصد منه من قافية القاف ولو أَنشده شعراً على غير هذا الروي مثل قوله آذَنَتْنا بِبَيْنِها أَسماءُ ومثل قوله لِخَوْلةَ أَطْلالٌ ببُرْقةِ ثَهْمَدِ
( * قوله « ببرقة » هي بالضم كما في ياقوت وضبطت في تمهد بالفتح خطأ )
كان يعد جاهلاً وإِنما هو أَنشده على وزن القاف وهذه معذرة لطيفة عن أَبي حية والله أَعلم وقال الخليل القافية من آخر حرف في البيت إِلى أَوّل ساكن يليه مع الحركة التي قبل الساكن ويقال مع المتحرك الذي قبل الساكن كأَن القافية على قوله من قول لبيد عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها من فتحة القاف إِلى آخر البيت وعلى الحكاية الثانية من القاف نفسها إِلى آخر البيت وقال قطرب القافية الحرف الذي تبنى القصيدة عليه وهو المسمى رَوِيّاً وقال ابن كيسان القافية كل شيء لزمت إِعادته في آخر البيت وقد لاذ هذا بنحو من قول الخليل لولا خلل فيه قال ابن جني والذي يثبت عندي صحته من هذه الأَقوال هو قول الخليل قال ابن سيده وهذه الأَقوال إِنما يخص بتحقيقها صناعة القافية وأَما نحن فليس من غرضنا هنا إِلا أَن نعرّف ما القافية على مذهب هؤلاء من غير إسهاب ولا إطناب وأَما ما حكاه الأَخفش من أَنه سأَل من أَنشد لا يشتكين عملاً ما أَنقين فلا دلالة فيه على أَن القافية عندهم الكلمة وذلك أَنه نحا نحو ما يريده الخليل فلَطُف عليه أَن يقول هي من فتحة القاف إِلى آخر البيت فجاء بما هو عليه أَسهل وبه آنَس وعليه أَقْدَر فذكر الكلمة المنطوية على القافية في الحقيقة مجازاً وإِذا جاز لهم أَن يسموا البيت كله قافية لأَن في آخره قافية فتسميتهم الكلمة التي فيها القافية نفسها قافية أَجدر بالجواز وذلك قول حسان فَنُحْكِمُ بالقَوافي مَن هَجانا ونَضْرِبُ حينَ تخْتَلِطُ الدِّماءُ وذهب الأَخفش إِلى أَنه أَراد هنا بالقوافي الأَبيات قال ابن جني لا يمتنع عندي أَن يقال في هذا إِنه أَراد القصائد كقول الخنساء وقافِيةٍ مِثْلِ حَدِّ السِّنا نِ تَبْقى ويَهْلِك مَن قالَها تعني قصيدة والقافية القصيدة وقال نُبِّئْتُ قافِيةً قيلَتْ تَناشَدَها قَوْمٌ سأَتْرُك في أَعْراضِهِمْ نَدَبا وإِذا جاز أَن تسمى القصيدة كلها قافية كانت تسمية الكلمة التي فيها القافية قافية أجدر قال وعندي أَن تسمية الكلمة والبيت والقصيدة قافية إِنما هي على إِرادة ذو القافية وبذلك خَتَم ابن جني رأْيه في تسميتهم الكلمة أَو البيت أَو القصيدة قافية قال الأَزهري العرب تسمي البيت من الشِّعر قافية وربما سموا القصيدة قافية ويقولون رويت لفلان كذا وكذا قافية وقَفَّيْتُ الشِّعر تَقْفِية أَي جعلت له قافية وقَفاه قَفْواً قَدَفه أَو قَرَفَه وهي القِفْوةُ بالكسر وأَنا له قَفِيٌّ قاذف والقَفْوُ القَذْف والقَوْفُ مثل القفْو وقال النبي صلى الله عليه وسلم نحن بنو النضر بن كِنانة لا نَقْذِفُ أَبانا ولا نقْفُو أُمنا معنى نقفو نقذف وفي رواية لا نَنْتَفي عن أَبينا ولا نَقْفُو أُمنا أَي لا نتهمها ولا نقذفها يقال قَفا فلان فلاناً إِذا قذفه بما ليس فيه وقيل معناه لا نترك النَّسَب إِلى الآباءِ ونَنْتَسب إِلى الأُمهات وقَفَوْت الرجل إِذا قذفته بفُجور صريحاً وفي حديث القاسم بن محمد لا حَدَّ إِلا في القَفْوِ البيّن أَي القذف الظاهر وحديث حسان بن عطية من قَفا مؤمناً بما ليس فيه وقَفَه الله في رَدْغةِ الخَبال وقَفَوْت الرجل أَقْفُوه قَفْواً إِذا رميته بأَمر قبيح والقِفْوةُ الذنب وفي المثل رُبَّ سامع عِذْرَتي لم يَسمَع قِفْوتي العِذْرةُ المَعْذِرةُ أَي رب سامع عُذْري لم يَسمع ذَنبي أَي ربما اعتذرت إِلى من لم يعرف ذنبي ولا سمع به وكنت أَظنه قد علم به وقال غيره يقول ربما اعتذرت إِلى رجل من شيء قد كان مني إِلى مَنْ لم يبْلُغه ذنبي وفي المحكم ربما اعتذرت إِلى رجل من شيء قد كان مني وأَنا أَظن أَنه قد بلغه ذلك الشيء ولم يكن بلغه يضرب مثلاً لمن لا يحفظ سره ولا يعرف عيبه وقيل القِفْوة أَن تقول في الرجل ما فيه وما ليس فيه وأَقفى الرجلَ على صاحبه فضَّله قال غيلان الربعي يصف فرساً مُقْفًى على الحَيِّ قَصِيرَ الأَظْماء والقَفِيَّةُ المَزِيَّة تكون للإِنسان على غيره تقول له عندي قَفِيَّةٌ ومزية إِذا كانت له منزلة ليست لغيره ويقال أَقْفَيته ولا يقال أَمْزَيته وقد أَقْفاه وأَنا قَفِيٌّ به أَي حَفِيٌّ وقد تَقَفَّى به والقَفِيُّ الضَّيْف المُكْرَم والقَفِيُّ والقَفِيَّةُ الشيء الذي يُكْرَم به الضيْفُ من الطعام وفي التهذيب الذي يكرم به الرجل من الطعام تقول قَفَوْته وقيل هو الذي يُؤثر به الضيف والصبي قال سلامة بن جندل يصف فرساً ليس بأَسْفى ولا أَقْنى ولا سَغِلٍ يُسْقى دَواء قَفِيّ السَّكْنِ مَرْبُوب وإِنما جُعِل اللبنُ دواء لأَنهم يُضَمِّرون الخيل بسَقْي اللبن والحَنْذ وكذلك القَفاوة يقال منه قَفَوْته به قَفْواً وأَقْفَيته به أَيضاً إِذا آثَرْته به يقال هو مُقْتَفًى به إِذا كان مُكْرَماً والاسم القِفْوة بالكسر وروى بعضهم هذا البيت دِواء بكسر الدال مصدر داويته والاسم القَفاوة قال أَبو عبيد اللبن ليس باسم القَفِيِّ ولكنه كان رُفِعَ لإِنسان خص به يقول فآثرت به الفرس وقال الليث قَفِيُّ السَّكْنِ ضَيْفُ أَهل البيت ويقال فلان قَفِيٌّ بفلان إِذا كان له مُكْرِماً وهو مُقْتَفٍ به أَي ذو لُطْف وبِرّ وقيل القَفِيُّ الضَّيف لأَنه يُقْفَى بالبِر واللطف فيكون على هذا قَفِيّ بمعنى مَقْفُوّ والفعل منه قَفَوته أَقْفُوه وقال الجعدي لا يُشِعْن التَّقافِيا ويروى بيت الكميت وباتَ وَلِيدُ الحَيِّ طَيَّانَ ساغِباً وكاعِبُهمْ ذاتُ القَفاوَةِ أَسْغَبُ أَي ذات الأُثْرَة والقَفِيَّةِ وشاهد أَقْفَيْتُه قول الشاعر ونُقْفِي وَلِيدَ الحيّ إِن كان جائعاً ونُحْسِبُه إِن كان ليس بجائعِ اي نُعْطِيه حتى يقول حَسْبي ويقال أَعطيته القَفاوة وهي حسن الغِذاء واقْتَفى بالشيء خَص نفسه به قال ولا أَتَحَرَّى وِدَّ مَن لا يَودُّني ولا أَقْتَفِي بالزادِ دُون زَمِيلِي والقَفِيَّة الطعام يُخص به الرجل وأَقفاه به اخْتصَّه واقْتَفَى الشيءَ وتَقَفَّاه اختاره وهي القِفْوةُ والقِفْوةُ ما اخترت من شيء وقد اقْتَفَيْت أَي اخترت وفلان قِفْوَتي أَي خيرتي ممن أُوثره وفلان قِفْوَتي أَي تُهَمَتي كأَنه من الأَضداد وقال بعضهم قِرْفتي والقَفْوة رَهْجة تثور عند أَوّل المطر أَبو عمرو القَفْو أَن يُصيب النبتَ المطرُ ثم يركبه التراب فيَفْسُد أَبو زيد قَفِئَت الأَرضُ قَفْأً إِذا مُطِرت وفيها نبت فجعل المطرُ على النبت الغُبارَ فلا تأْكله الماشية حتى يَجْلُوه الندى قال الأَزهري وسمعت بعض العرب يقول قُفِيَ العُشب فهو مَقْفُوٌّ وقد قفاه السَّيل وذلك إِذا حَمل الماءُ الترابَ عليه فصار مُوبِئاً وعُوَيْفُ القَوافي اسم شاعر وهو عُوَيْفُ بنُ معاوية بن عُقْبة بن حِصْن بن حذيفة بن بدر والقِفْيةُ العيب عن كراع والقُفْية الزُّبْيةُ وقيل هي مثل الزبية إِلا أَن فوقها شجراً وقال اللحياني هي القُفْيةُ والغُفْيةُ والقَفِيَّةُ الناحية عن ابن الأَعرابي وأَنشد فأَقْبَلْتُ حتى كنتُ عند قَفِيَّةٍ من الجالِ والأَنُفاسُ مِنِّي أَصُونُها أَي في ناحية من الجال وأَصون أَنفاسِي لئلا يُشعَر بي

قلا
ابن الأَعرابي القَلا والقِلا والقَلاء المَقْلِيةُ غيره والقِلَى البغض فإِن فتحت القاف مددت تقول قَلاه يَقْلِيه قِلًى وقَلاء ويَقْلاه لغة طيء وأَنشد ثعلب أيامَ أُمِّ الغَمْرِ لا نَقْلاها ولو تَشاءُ قُبِّلَت عَيْناها فادِرُ عُصْمِ الهَضْب لو رآها مَلاحةً وبَهْجةً زهاها قال ابن بري شاهد يَقْلِيه قول أَبي محمد الفقعسي يَقْلِي الغَواني والغَواني تَقْليه وشاهد القَلاء في المصدر بالمد قول نُصَيْب عَلَيكِ السَّلامُ لا مُلِلْتِ قَرِيبَةً وما لَكِ عِنْدي إِنْ نَأَيْتِ قَلاءُ ابن سيده قَلَيْتُه قِلًى وقَلاء ومَقْلِيةً أَبغضته وكَرِهْتُه غاية الكَراهة فتركته وحكى سيبويه قَلى يَقلَى وهو نادر شبهوا الأَلف بالهمزة وله نظائر قد حكاها كلها أَو جلها وحكى ابن جني قَلاه وقَلِيَه قال وأُرى يَقْلَى إِنما هو على قَلِيَ وحكى ابن الأَعرابي قَلَيْته في الهجر قِلًى مكسور مقصور وحكى في البُغْض قَلِيته بالكسر أَقْلاه على القياس وكذلك رواه عنه ثعلب وتَقَلَّى الشيءُ تَبَغَّضَ قال ابن هَرْمةَ فأَصْبَحْتُ لا أَقْلي الحَياةَ وطُولَها أَخيراً وقد كانتْ إَلَيَّ تَقَلَّتِ الجوهري وتَقَلّى أَي تَبَغَّض قال كثير أَسِيني بنا أو أَحسني لا مَلُولةٌ لَدَيْنا ولا مَقْلِيَّةٌ إِن تَقَلَّتِ خاطَبها ثم غايَبَ وفي التنزيل العزيز ما وَدَّعَك ربُّك وما قَلَى قال الفراء نزلت في احتباس الوحي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة فقال المشركون قد وَدَّعَ محمداً ربُّه وقَلاه التابعُ الذي يكون معه فأَنزل الله تعالى ما وَدَّعك ربك وما قَلَى يريد وما قَلاك فأُلقيت الكاف كما تقول قد أَعْطَيْتُك وأَحْسَنْتُ معناه أَحسنت إِليك فيُكْتَفَى بالكاف الأُولى من إِعادة الأُخرى الزجاج معناه لم يَقطع الوحي عنك ولا أَبْغَضَك وفي حديث أَبي الدرداء وجَدْتُ الناسَ اخْبُرْ تَقْلِهْ القِلَى البُغْضُ يقول جَرِّب الناس فإِنك إِذا جرّبتهم قليتهم وتركتهم لما يظهر لك من بَواطِن سرائرهم لفظه لفظ الأَمر ومعناه الخبر أَي من جرَّبهم وخبرهم أَبغضهم وتركهم والهاء في تقله للسكت ومعنى نظم الحديث وجدت الناس مقولاً فيهم هذا القول وقد تكرر ذكر القِلى في الحديث وقَلَى الشيء قَلْياً أَنْضَجَه على المِقْلاة يقال قَلَيْت اللحم على المِقْلَى أَقْلِيه قَلْياً إِذا شويته حتى تُنْضِجه وكذلك الحبّ يُقْلَى على المِقلى ابن السكيت يقال قَلَوْت البُرَّ والبُسْر وبعضهم يقول قَلَيْت ولا يكون في البُغْض إِلا قَلَيْت الكسائي قَلَيْت الحَبّ على المِقْلَى وقَلَوْته الجوهري قَلَيْت السويق واللحم فهو مَقْلِيٌّ وقَلَوْت فهو مَقْلُوّ لغة والمِقْلاة والمِقْلَى الذي يُقْلَى عليه وهما مِقْلَيانِ والجمع المَقالي ويقال للرجل إِذا أَقْلقَه أَمر مُهمّ فبات ليله ساهراً باتَ يَتَقَلَّى أَي يتقَلَّب على فراشه كأَنه على المِقْلى والقَلِيَّةُ من الطعام والجمع قَلايا والقَلِيَّة مرَقة تتخذ من لحوم الجَزُور وأَكْبادِها والقَلاَّء الذي حرفته ذلك والقَلاء الذي يَقْلي البُرّ للبيع والقَلاَّءة ممدودة الموضع الذي تتخذ فيه المَقالي وفي التهذيب الذي تتخذ فيه مَقالي البر ونظيره الحَرَّاضةُ للمَوضِع الذي يطبخ فيه الحُرُضُ وقَلَيْت الرَّجل ضربت رأْسه والقِلْيُ والقِلَى حب يشبب به العصفر وقال أَبو حنيفة القِلْي يتخذ من الحَمض وأَجوده ما اتخذ من الحُرُض ويتخذ من أَطراف الرِّمث وذلك إِذا اسْتَحْكَم في آخر الصيف واصفرَّ وأَوْرَس الليث يقال لهذا الذي يُغسل به الثياب قِلْيٌ وهو رَماد الغَضَى والرِّمْث يُحرق رَطباً ويرش بالماء فينعقد قِلْياً الجوهري والقِلْيُ الذي يتخذ من الأُشْنان ويقال فيه القِلَى أَيضاً ابن سيده القُلة عود يجعل في وسطه حبل ثم يدفن ويجعل للحبل كِفَّة فيها عيدان فإِذا وَطِئ الظبي عليها عَضَّت على أَطراف أَكارِعِه والمِقْلَى كالقُلةِ والقُلةُ والمِقْلَى والمِقْلاء على مِفْعالٍ كلهُ عودانِ يَلعب بهما الصبيان فالمِقْلَى العود الكبير الذي يضرب به والقُلةُ الخَشبة الصغيرة التي تنصب وهي قدر ذراع قال الأَزهري والقالي الذي يَلعب فيَضْرب القُلةَ بالمِقْلَى قال ابن بري شاهد المِقْلاء قول امرئ القيس فأَصْدَرَها تَعْلُو النِّجادَ عَشِيَّةً أَقبُّ كمِقْلاءِ الوَليدِ خَمِيصُ والجمع قُلاتٌ وقُلُونَ وقِلُونَ على ما يَكثر في أَوَّل هذا النحو من التغيير وأَنشد الفراء مِثْل المقالي ضُرِبَتْ قِلِينُها قال أَبو منصور جعل النون كالأَصلية فرفعها وذلك على التوهم ووجه الكلام فتح النون لأَنها نون الجمع وتقول قَلَوْت القُلة أَقْلُو قَلْواً وقَلَيْتُ أَقْلي قَلْياً لغة وأَصلها قُلَوٌ والهاء عوض وكان الفراء يقول إِنما ضم أَوّلها ليدل على الواو والجمع قُلاتٌ وقُلُونَ وقِلُون بكسر القاف وقَلا بها قَلْواً وقَلاها رَمى قال ابن مقبل كأَنَّ نَزْوُ فِراخِ الهامِ بَيْنَهُمُ نَزْوُ القُلاتِ زَهاها قالُ قالِينا أَراد قَلْوُ قالِينا فقلب فتغير البناء للقَلْب كما قالوا له جاهٌ عند السلطان وهو من الوجه فقلبوا فَعْلاً إِلى فَلْع لأَن القلب مما قد يغير البناء فافهم وقال الأصمعي القالُ هو المِقْلاء والقالُون الذين يلعبون بها يقال منه قَلَوْت أَقْلُو وقَلَوْتُ بالقُلة والكُرة ضربت ابن الأَعرابي القُلَّى القصيرة من الجواري قال الأَزهري هذا فُعْلَى من الأَقَلّ والقِلَّةِ وقَلا الإِبل قَلْواً ساقَها سَوْقاً شديداً وقَلا العَيْرُ آتُنَهُ يَقْلُوها قَلْواً شَلَّها وطَرَدَها وساقَها التهذيب يقال قَلا العَيرُ عانته يَقْلُوها وكَسَأَها وشَحَنَها وشَذَّرَها إِذا طَرَدَها قال ذو الرمة يَقْلُو نَحائِصَ أَشْباهاً مُحَمْلَجَةً وُرْقَ السَّرابِيلِ في أَلْوانِها خَطَبُ والقِلْوُ الحمار الخفيف وقيل هو الجحش الفَتيُّ زاد الأَزهري الذي قد أَركَب وحَمَل والأُنثى قِلْوة وكل شديد السوق قِلْوٌ وقيل القِلو الخفيف من كل شيء والقِلوة الدابة تتقدَّم بصاحبها وقد قَلَتْ به واقْلَوْلَتْ الليث يقال الدابة تَقْلُو بصاحبها قَلْواً وهو تَقَدِّيها به في السير في سرعة يقال جاء يَقْلو به حماره وقَلَت الناقة براكبها قَلْواً إِذا تقدمت به واقْلَوْلَى القوم رحلوا وكذلك الرجل كلاهما عن اللحياني واقْلَولَى في الجبل صَعِدَ أَعْلاه فأَشْرَفَ وكلُّ ما عَلَوت ظهره فقد اقْلَوْلَيْتَه وهذا نادر لأَنَّا لا نعرف افْعَوْعَل متعدِّية إِلا اعْرَوْرَى واحْلَوْلى واقْلَوْلَى الطائر وقع على أَعلى الشجرة هذه عن اللحياني والقَلَوْلَى الطائر إِذا ارتفع في طيرانه واقْلولَى أَي ارتفع قال ابن بري أَنكر المهلبي وغيره قَلَوْلَى قال ولا يقال إِلا مُقْلَوْلٍ في الطائر مثل مُحْلَوْلٍ وقال أَبو الطيب أَخطأَ من ردَّ على الفراء قَلَوْلَى وأَنشد لحميد بن ثور يصف قطاً وَقَعْنَ بِجَوْف الماء ثم تَصَوَّبَتْ بِهِنَّ قَلَوْلاةُ الغُدُوِّ ضَرُوبُ ابن سيده قال أَبو عبيدة قَلَوْلَى الطائر جعله علماً أَو كالعلم فأَخطأَ والمُقْلَوْلِي المُسْتَوْفِز المُتَجافي والمُقْلَولي المُنْكَمِش قال قد عَجِبَتْ مِنِّي ومِن بُعَيْلِيا لَمَّا رأَتْني خَلَقاً مُقْلوْلِيا وأَنشد ابن بري هنا لذي الرمة واقْلَولَى على عُودِه الجَحْلُ وفي الحديث لو رأَيت ابن عُمر ساجداً لرأَيته مُقْلَوْلِياً هو المُتَجافي المُسْتَوْفِزُ وقيل هو مَن يَتَقَلَّى على فراشه أَي يَتَمَلمَل ولا يَسْتَقِرّ قال أَبو عبيد وبعض المحدثين كان يفسر مُقْلَوْلِياً كأَنه على مِقْلًى قال وليس هذا بشيء إِنما هو من التجافي في السجود ويقال اقْلَولى الرجل في أَمره إِذا انكمش واقْلَوْلَتِ الحُمر في سرعتها وأَنشد الأَحمر للفرزدق تقُولُ إِذا اقْلَوْلَى عليها وأَقْرَدَتْ أَلا هَل أَخُو عَيْشٍ لَذيذٍ بدائمِ ؟ قال ابن الأَعرابي هذا كان يزني بها فانقضت شهوته قبل انقضاء شهوتها وأَقْرَدَتْ ذَلَّت قال ابن بري أَدخل الباء في خبر المبتدإِ حملاً على معنى النفي كأَنه قال ما أَخو عيش لذيذ بدائم قال ومثله قول الآخر فاذْهَبْ فأَيُّ فَتًى في الناس أَحْرَزَه مِنْ يَوْمِه ظُلَمٌ دُعْجٌ ولا خَبَلُ ؟ وعلى ذلك قوله سبحانه وتعالى أَوَلم يروا أَن الله الذي خلق السموات والأَرض بقادر ومن هذا قول الفرزدق أَيضاً أَنا الضَّامِنُ الحانِي عَليهِم وإِنَّما يُدافِعُ عن أَحْسابِهِم أَنا أَو مِثْلِي والمعنى ما يُدافِع عن أَحسابهم إِلا أَنا وقوله سَمِعْنَ غِناءً بعدما نِمْنَ نَوْمةً من الليلِ فاقْلَوْلَيْنَ فوق المَضاجع
( * قوله « غناء » كذا بالأصل والمحكم والذي في الاساس غنائي بياء المتكلم )
يجوز أَن يكون معناه خَفَقْنَ لصوته وقَلِقْنَ فزال عنهن نومهن واستثقالهن على الأَرض وبهذا يعلم أَن لام اقْلَوْ لَيْت واو لا ياء وقال أَبو عمرو في قول الطرماح حَواتم يَتَّخِذْنَ الغِبَّ رِفْهاً إِذا اقْلَوْلَيْنَ بالقَرَبِ البَطينِ اقْلَوْلَيْنَ أَي ذَهبن ابن الأَعرابي القُلى رُؤوس الجِبال والقُلى هامات الرجال والقُلى جمع القُلةِ التي يلعب بها وقلا الشيءَ في المِقْلى قَلْواً وهذه الكلمة يائية وواوية وقَلَوْت الرجل شَنِئْتُه لغة في قَلَيْتُه والقِلُْو الذي يستعمله الصباغ في العفصر وهو يائي أَيضاً لأَن القِلْيَ فيه لغة ابن الأَثير في حديث عمر رضي الله عنه لما صالح نصارى أَهل الشأْم كتبوا له كتاباً إنا لا نُحدِث في مدينتنا كنيسة ولا قَلِيّة ولا نَخْرج سَعانِينَ ولا باعُوثاً القَلِيَّةُ كالصومعة قال كذا وردت واسمها عند النصارى القَلاَّيةُ وهي تَعْريب كَلاذةَ وهي من بيوت عباداتهم وقالي قَلا موضع قال سيبويه هو بمنزلة خمسة عشر قال سَيُصْبِحُ فَوْقي أَقْتَمُ الرِّيشِ واقِعاً بِقالي قَلا أَو من وَراء دَبيلِ ومن العرب من يضيف فينوِّن الجوهري قالي قَلا اسمان جعلا واحداً قال ابن السراج بني كل واحد منهما على الوقف لأَنهم كرهوا الفتحة في الياء والأَلف

( قمي ) ما يُقامِيني الشيءُ وما يُقانِيني أَي ما يُوافقني عن أَبي عبيد وقاماني فلان أَي وافقني ابن الأَعرابي القُمَى الدخول
( * قوله « ال

قمى
الدخول ويقمو والقمى السمن وقمو هذه والقمى تنظيف » كل ذلك مضبوط في الأصل والتهذيب بهذا الضبط وأورد ابن الأثير الحديث في المهموز )
وفي الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يَقْمُو إلى منزل عائشة كثيراً أَي يدخل والقُمَى السِّمَنُ يقال ما أَحسن قَمْو هذه الإبل والقُمى تنظيف الدار من الكِبا الفراء القامية من النساء الذليلة في نفسها ابن الأعرابي أَقْمَى الرجلُ إذا سَمِنَ بعد هزال وأَقْمى إذا لزمَ البيت فراراً من الفِتن وأَقمى عدوَّه إذا أَذله

قنا
القِنْوةُ والقُنْوةُ والقِنْيةُ والقُنْية الكِسْبةُ قلبوا فيه الواو ياءً للكسرة القريبة منها وأَما قُنْية فأُقِرَّت الياء بحالها التي كانت عليها في لغة من كسر هذا قول البصريين وأَما الكوفيون فجعلوا قَنَيْت وقَنَوْت لغتين فمن قال قَنَيْت على قلتها فلا نظر في قِنْية وقُنْية في قوله ومن قال قَنَوت فالكلام في قوله هو الكلام في قول من قال صُبْيان قَنَوْت الشيء قُنُوًّا وقُنْواناً واقْتَنَيْتُه كسبته وقَنَوْت العنزَ اتخذتها للحلبَ وله غنم قِنْوة وقُنْوة أَي خالصة له ثابتة عليه والكلمة واوية ويائية والقِنْيةُ ما اكتُسب والجمع قِنًى وقد قَنى المال قَنْياً وقُنْياناً الأُولى عن اللحياني ومالٌ قِنْيانٌ اتخذته لنفسك قال ومنه قَنِيتُ حَيائي أَي لَزِمته وأَنشد لعنترة فأَجَبْتُها إنَّ المَنِيَّةَ مَنْهَلٌ لا بُدَّ أَن أُسْقَى بِذاكَ المَنْهَلِ
إقْنَيْ حَياءكِ لا أَبا لَكِ واعْلَمي ... أَنِّي امْرُؤٌ سأَموتُ إن لم أُقْتَلِ
قال ابن بري صوابه فاقْنَيْ حَياءك وقال أَبو المثلم الهذلي يرثي صخر الغي لو كان للدَّهْرِ مالٌ كان مُتْلِدَه لكان للدَّهْرِ صَخْرٌ مالَ قُنْيانِ وقال اللحياني قَنَيْت العنز اتخذتها للحَلْب أَبو عبيدة قَنِيَ الرَّجل يَقْنَى قِنًى مثل غَنِيَ يَغْنَى غِنًى قال ابن بري ومنه قول الطَّمَّاحِي كيفَ رأَيتَ الحَمِقَ الدَّلَنْظَى يُعْطَى الذي يَنْقُصهُ فَيَقْنَى ؟ أَي فَيرْضِى به ويَغْنى وفي الحديث فاقْنُوهم أَي عَلِّموهم واجعلوا لهم قِنْية من العلم يَسْتَغْنُون به إذا احتاجوا إليه وله غنم قِنْيَةٌ وقُنْية إذا كانت خالصة له ثابتة عليه قال ابن سيده أَيضاً وأَما البصريون فإنهم جعلوا الواو في كل ذلك بدلاً من الياء لأَنهم لا يعرفون قَنَيْتُ وقَنِيت الحَياء بالكسر قُنُوًّا لزمته قال حاتم إذا قَلَّ مالي أَو نُكِبْت بِنَكْبَةٍ قَنِيتُ مالي حَيائي عِفَّةً وتَكَرُّما وقَنِيتُ الحَياء بالكسر قُنْياناً بالضم أَي لزمته وأَنشد ابن بري
فاقْنَيْ حياءكِ لا أَبا لَكِ إنَّني ... في أَرضِ فارِسَ مُوثَقٌ أَحْوالا
الكسائي يقال أَقْنَى واسْتَقْنَى وقَنا وقَنَّى إذا حفِظ حَياءه ولزمه ابن شميل قَناني الحَياءُ أَن أَفعل كذا أَي رَدَّني ووعظَني وهو يَقْنِيني وأَنشد وإنِّي لَيَقْنِيني حَياؤكَ كلَّما لَقِيتُكَ يَوْماً أَنْ أَبُثَّك ما بِيا قال وقد قَنَا الحَياءَ إذا اسْتحيا وقَنيُّ الغَنم ما يتخذ منها للولد أَو اللبن وفي الحديث أَنه نَهى عن ذبْح قَنِيّ الغَنم قال أَبو موسى هي التي تُقْتَنَى للدرّ والولد واحدتها قُنْوَة وقِنْوة بالضم والكسر وقِنْية بالياء أَيضاً يقال هي غنم قُنْوة وقِنْية وقال الزمخشري القَنِيُّ والقَنِيَّةُ ما اقْتُني من شاة أَو ناقة فجعله واحداً كأَنه فعيلَ بمعنى مفعول قال وهو الصحيح والشاة قَنِيَّةٌ فإن كان جعل القَنيّ جنساً للقَنِيّةِ فيجوز وأَما فُعْلة وفِعْلة فلم يجمعا على فَعِيل وفي حديث عمر رضي الله عنه لو شئت أَمرت بِقَنِيَّةٍ سمينة فأُلقي عنها شعرها الليث يقال قَنا الإنسان يَقْنُو غنماً وشيئاً قَنْواً وقُنْواناً والمصدر القِنْيان والقُنْيان وتقول اقْتَنَى يَقْتَني اقْتِناء وهو أَن يتخذه لنفسه لا للبيع ويقال هذه قِنْيةٌ واتخذها قِنْيةً للنسل لا للتجارة وأَنشد وإِنّ قَناتي إنْ سَأَلتَ وأُسْرَتي مِن الناس قَوْمٌ يَقْتَنُون المُزَنَّما
( * قوله « قناتي » كذا ضبط في الأصل بالفتح وضبط في التهذيب بالضم )
الجوهري قنوت الغنم وغيرها قِنْوة وقُنْوة وقَنيت أَيضاً قِنْية وقُنْية إذا اقتنيتها لنفسك لا للتجارة وأَنشد ابن بري للمتلمس كذلك أَقْنُو كلَّ قِطٍّ مُضَلَّلِ
( * قوله « قط مضلل » كذا بالأصل هنا ومعجم ياقوت في كفر وشرح القاموس هناك بالقاف والطاء والذي في المحكم في كفر فظ بالفاء والظاء وأنشده في التهذيب هنا مرتين مرة وافق المحكم ومرة وافق الأصل وياقوت )
ومال قُنْيانٌ وقِنْيان يتخذ قِنْية وتقول العرب من أُعْطِيَ مائة من المَعز فقد أُعطي القِنى ومن أُعطي مائة من الضأْن فقد أُعطِيَ الغِنى ومن أُعطي مائة من الإبل فقد أُعطِي المُنَى والقِنى الرِّضا وقد قَنَّاه الله تعالى وأَقْناه أَعطاه ما يَقْتَني من القِنْية والنَّشَب وأَقناه الله أَيضاً أَي رَضَّاه وأَغناه الله وأَقْناه أَي أَعطاه ما يَسكُن إليه وفي التنزيل وأَنه هو أَغْنَى وأَقْنَى قال أَبو إسحق قيل في أَقْنَى قولان أَحدهما أَقْنَى أَرْضَى والآخر جعل قِنْية أَي جعل الغنى أَصلاً لصاحبه ثابتاً ومنه قولك قد اقتنيتُ كذا وكذا أَي عملت على أَنه يكون عندي لا أُخرجه من يدي قال الفراء أَغْنَى رَضَّى الفقير بما أَغناه به وأَقْنى من القِنية والنَّشَب ابن الأعرابي أَقنى أَعطاه ما يدّخره بعد الكِفاية ويقال قَنِيت به أَي رَضِيت به وفي حديث وابصة والإثمُ ما حَكَّ في صدرك وإن أَقْناك الناسُ عنه وأَقْنَوْكَ أَي أَرْضَوْكَ حكى أَبو موسى أَنَّ الزمخشري قال ذلك وأَن المحفوظ بالفاء والتاء من الفُتْيا قال ابن الأثير والذي رأَيته أَنا في الفائق في باب الحاء والكاف أَفْتَوْك بالفاء وفسره بأَرْضَوْك وجعل الفتيا إرْضاء من المفتي على أَنه قد جاء عن أَبي زيد أَن القِنَى الرِّضا وأَقْناه إذا أَرْضاه وقَنِيَ مالَه قِناية لزمه وقَنِيَ الحياء كذلك واقْتَنَيْت لنفسي مالاً أَي جعلته قِنية ارْتَضَيْته وقال في قول المتلمس وأَلْقَيْتُها بالثِّنْي من جَنْبِ كافِرٍ كذلك أَقْنُو كل قِطٍّ مُضَلَّلِ إنه بمعنى أَرْضَى وقال غيره أَقنُو أَلزم وأَحفظ وقيل أَقنُو أَجزي وأُكافئ ويقال لأَقْنُوَنَّك قِناوتَك أَي لأجْزِيَنَّك جَزاءك وكذلك لأمْنُونَّك مَناوَتَك ويقال قَنَوته أَقْنُوه قِناوةً إذا جزيته والمَقْنُوةُ خفيفة من الظل حيث لا تصيبه الشمس في الشتاء قال أَبو عمرو مَقْناةٌ ومَقْنُوة بغير همز قال الطرماح في مَقاني أُقَنٍ بَيْنَها عُرَّةُ الطيرِ كصوْمِ النَّعامِ والقَنا مصدر الأَقْنَى من الأُنوف والجمع قُنْوٌ وهو ارتفاع في أَعلاه بين القصبة والمارنِ من غير قبح ابن سيده والقَنا ارتفاع في أَعلى الأَنف واحْديدابٌ في وسطه وسُبُوغٌ في طرَفه وقيل هو نُتوء وسَطِ القصبة وإشْرافُه وضِيقُ المَنْخَرَيْن رجل أَقْنَى وامرأَة قَنْواء بَيِّنة القَنا وفي صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أَقْنَى العِرْنين القَنا في الأنف طوله ودِقَّة أَرْنبته مع حدَب في وسطه والعِرْنينُ الأَنف وفي الحديث يَمْلِكُ رجل أَقْنى الأَنف يقال رجل أَقْنَى وامرأَة قَنْواء وفي قصيد كعب قَنْواءُ في حُرَّتَيْها للبَصِير بها عِتْقٌ مُبِينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ وقد يوصف بذلك البازي والفرس يقال فرس أَقْنى وهو في الفرس عيب وفي الصقر والبازي مَدْح قال ذو الرمة نظَرْتُ كما جَلَّى على رَأْسِ رَهْوَةٍ من الطَّيْرِ أَقْنى يَنْفُضُ الطَّلَّ أَزْرَقُ وقيل هو في الصقر والبازي اعْوجاج في مِنقاره لأن في منقاره حُجْنة والفعل قَنِيَ يَقْنَى قَنًا أََبو عبيدة القَنا في الخيل احْدِيدابٌ في الأَنف يكون في الهُجُن وأَنشد لسلامة بن جندل ليس بأَقْنَى ولا أَسْفَى ولا سَغِلٍ يُسْقَى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ والقَناةُ الرمح والجمع قَنَواتٌ وقَناً وقُنِيٌّ على فُعُولٍ وأَقْناه مثل جبل وأَجبال وكذلك القَناة التي تُحْفَر وحكى كراع في جمع القَناة الرمح قَنَياتٌ وأُراه على المعاقبة طَلَبَ الخِفَّة ورجل قَنَّاء ومُقَنٍّ أَي صاحبُ قَناً وأَنشد عَضَّ الثِّقافِ خُرُصَ المُقَنِّي وقيل كل عصا مستوية فهي قَناة وقيل كل عصا مُستوية أَو مُعْوَجَّة فهي قناة والجمع كالجمع أَنشد ابن الأعرابي في صفة بَحْر أَظَلُّ مِنْ خَوْفِ النُّجُوخِ الأَخْضَرِ كأَنَّني في هُوَّةٍ أُحَدِّر
( * في هذا الشطر إقواء )
وتارَة يُسْنِدُني في أَوْعُرِ من السَّراةِ ذِي قَناً وعَرْعَرِ كذا أَنشده في أَوْعُر جمع وَعْرٍ وأَراد ذواتِ قَناً فأَقام المفرد مُقام الجمع قال ابن سيده وعندي أَنه في أَوْعَرِ لوصفه إياه بقوله ذي قَناً فيكون المفرد صفة للمفرد التهذيب أَبو بكر وكلُّ خشبة عند العرب قَناةٌ وعَصا والرُّمْح عَصاً وأَنشد قول الأسود بن يعفر وقالوا شريسٌ قلتُ يَكْفِي شَريسَكُمْ سِنانٌ كنِبْراسِ النِّهامِي مُفَتَّقُ نَمَتْه العصا ثم اسْتَمَرَّ كأَنَّه شِهابٌ بِكَفَّيْ قابِسٍ يَتَحَرَّقُ نَمَتْه رفعته يعني السِّنانَ والنِّهامِي في قول ابن الأعرابي الراهب وقال الأصمعي هو النجَّار الليث القَناة أَلِفها واو والجمع قَنَوات وقَناً قال أَبو منصور القَناة من الرماح ما كان أَجْوف كالقَصبة ولذلك قيل للكظائم التي تجري تحتَ الأَرض قَنوات واحدتها قَناة ويقال لمجارِي مائها قَصَبٌ تشبيهاً بالقَصَب الأَجوف ويقال هي قَناة وقَناً ثم قُنِيٌّ جمع الجمع كما يقال دَلاةٌ ودَلاً ثم دِلِيٌّ ودُلِيٌّ لجمع الجمع وفي الحديث فيما سَقَتِ السماء والقُنِيُّ العُشور القُنِيُّ جمع قناة وهي الآبار التي تُحْفر في الأرض متتابعة ليستخرج ماؤها ويَسيح على وجه الأَرض قال وهذا الجمع إنما يصح إذا جمعت القَناة على قَناً وجمع القَنا على قُنِيّ فيكون جمع الجمع فإنَّ فَعَلة لم تجمع على فُعول والقَناة كَظِيمةٌ تحفر تحت الأَرض والجمع قُنِيٌّ والهُدْهُد قَناء الأَرض أَي عالم بمواضع الماء وقَناةُ الظهر التي تنتظم الفَقارَ أَبو بكر في قولهم فلان صُلْبُ القَناةِ معناه صُلْبُ القامةِ والقَناةُ عند العرب القامةُ وأَنشد سِباطُ البنانِ والعَرانِينِ والقَنا لطافُ الخُصورِ في تمامٍ وإكمالِ أَراد بالقَنا القاماتِ والقِنْوُ العِذْق والجمع القِنْوانُ والأَقْناءِ وقال قد أَبْصَرَتْ سُعْدَى بها كَتائِلي طَويلةَ الأَقْناءِ والأَثاكِلِ وفي الحديث أَنه خرج فرأَى أَقْناء مُعَلَّقة قِنْوٌ منها حَشَفٌ القِنْو العِذق بما فيه من الرطب وجمعه أَقْناء وقد تكرر في الحديث والقِنا مقصور مِثْل القِنْوِ قال ابن سيده القِنْوُ والقِنا الكِباسةُ والقَنا بالفتح لغة فيه عن أَبي حنيفة والجمع من كل ذلك أَقْناء وقِنْوانٌ وقِنْيانٌ قلبت الواو ياء لقرب الكسرة ولم يعتدَّ الساكن حاجزاً كسَّروا فِعْلاً على فِعْلانٍ كما كسروا عليه فَعَلاً لاعْتقابهما على المعنى الواحد نحو بِدْلٍ وبَدَلٍ وشِبْهٍ وشَبَه فكما كسروا فَعَلاً على فِعْلانٍ نحو خَرَبٍ وخِرْبانٍ وشَبَثٍ وشِبْثانٍ كذلك كسروا عليه فِعْلاً فقالوا قِنْوانٌ فالكسرة في قِنْو غير الكسرة في قِنْوانٍ تلك وضعية للبناء وهذه حادثة للجمع وأَما السكون في هذه الطريقة أَعني سكون عين فِعْلان فهو كسكون عين فِعْل الذي هو واحد فِعْلان لفظاً فينبغي أَن يكون غيره تقديراً لأَن سكون عين فِعْلان شيء أَحدثته الجمعية وإِن كان يلفظِ ما كان في الواحد أَلا ترى أَن سكون عين شِبْثان وبِرْقان غير فتحة عين شَبَثٍ وبَرَقٍ ؟ فكما أَنَّ هذين مختلفان لفظاً كذلك السكونان هنا مختلفان تقديراً الأَزهري قال الله تعالى قِنْوانٌ دانِيةٌ قال الزجاج أَي قريبة المُتَناوَلِ والقِنْوُ الكباسة وهي القِنا أَيضاً مقصور ومن قال قِنْوٌ فإِنه يقول للائنين قِنْوانِ بالكسر والجمع قُنْوانٌ بالضم ومثله صِنْوٌ وصِنْوانٌ وشجرة قَنْواء طويلة ابن الأَعرابي والقَناة البقرة الوحشية قال لبيد وقَناةٍ تَبْغِي بحَرْبَةَ عَهْداً مِن ضَبُوحٍ قَفَّى عليه الخَبالُ الفراء أَهل الحجاز يقولون قِنْوانٌ وقيس قُنْوان وتميم وضبة قُنْيان وأَنشد ومالَ بِقُنْيانٍ من البُسْرِ أَحْمَرا ويجتمعون فيقولون قِنْوٌ وقُنْو ولا يقولون قِنْيٌ قال وكلب تقول قِنْيان قال قَيْسُ بن العَيْزارِ الهُذَلي بِما هِيَ مَقْناةٌ أَنِيقٌ نَباتُها مِرَبٌّ فَتَهْواها المَخاضُ النَّوازِعُ قال معناه أَي هي مُوافِقة لكل من نزلها من قوله مُقاناةِ البياضَ بصُفْرةٍ أَي يوافِق بياضها صفرتها قال الأَصمعي ولغة هذيل مَفْناة بالفاء ابن السكيت ما يُقانيني هذا الشيء وما يُقامِيني أَي ما يُوافِقُني ويقال هذا يقاني هذا أَي يُوافِقُه الأَصمعي قانَيْت الشيء خلطته وكلُّ شيءٍ خلطته فقد قانَيْتَه وكلُّ شيء خالط شيئاً فقد قاناه أَبو الهيثم ومنه قول امرئ القيس كبِكْرِ المُقاناةِ البَياضُ بِصُفْرةٍ غَذاها نَمِيرُ الماء غيرَ مُحَلَّلِ
( * البياض « يروى بالحركات الثلاث )
قال أَراد كالبكر المقاناة البياض بصفرة أَي كالبيضة التي هي أَوّل بيضة باضتها النعامة ثم قال المقاناةِ البياضُ بصفرة أَي التي قُوني بياضُها بصفرة أَي خلِط بياضُها بصفرة فكانت صفراء بيضاء فترك الأَلف واللام من البكر وأَضاف البكر إِلى نعتها وقال غيره أَراد كَبِكْر الصدَفَةِ المُقاناةِ البياض بصفرة لأَنَّ في الصدفة لونين من بياض وصفرة أَضاف الدُّرَّة إِليها أَبو عبيد المُقاناةُ في النسج خيط أَبيض وخيط أَسود ابن بُزُرْج المُقاناة خلط الصوف بالوبر وبالشعر من الغَزل يؤلف بين ذلك ثم يبرم الليث المُقاناة إِشْراب لون بلون يقال قُونيَ هذا بذاك أَي أُشْرِب أَحدهما بالآخر وأَحمر قانٍ شديد الحمرة وفي حديث أَنس عن أَبي بكر وصَبْغِه فَغَلَّفَها بالحِنَّاء والكَتَم حتى قَنا لونها أَي احمرَّ يقال قَنا لونها يَقْنُو قُنُوًّا وهو أَحمرُ قانٍ التهذيب يقال قانَى لك عيش ناعم أَي دامَ وأَنشد يصف فرساً قانَى له بالقَيْظ ظِلٌّ بارِدٌ ونَصِيُّ ناعِجةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ حتى إِذا نَبَحَ الظِّباءُ بدا له عِجَلٌ كأَحْمِرة الشَّريعَةِ أَرْبَعُ
( * قوله « الشريعة » الذي في ع ج ل الصريمة )
العِجَل جمع عِجْلة وهي المزادة مَثْلُوثة أَو مربوعة وقانَى له الشيءُ أَي دام ابن الأَعرابي القُنا ادِّخار المال قال أَبو تراب سمعت الحُصَيبيّ يقول هم لا يُفانون مالهم ولا يُقانونه أَي ما يَقومون عليه ابن الأَعرابي تَقَنَّى فلان إِذا اكتفى بنفقته ثم فَضَلَت فَضْلة فادَّخرها واقْتِناء المال وغيره اتِّخاذه وفي المثل لا تَقْتَنِ من كَلْبِ سَوْءٍ جَرْواً وفي الحديث إِذا أَحبَّ الله عبداً فلم يترك له مالاً ولا ولداً أَي اتخذه واصطفاه يقال قَناه يَقْنُوه واقْتَناه إِذا اتخذه لنفسه دون البيع والمقْناة المَضْحاة يهمز ولا يهمز وكذلك المَقْنُوةُ وقُنِيَتِ الجارية تُقْنَى قِنْيةً على ما لم يُسمَّ فاعله إِذا مُنِعَتْ من اللَّعِب مع الصبيان وسُتِرَت في البيت رواه الجوهري عن أَبي سعيد عن أَبي بكر ابن الأَزهر عن بُندار عن ابن السكيت قال وسأَلته عن فُتِّيَتِ الجارِية تَفْتِية فلم يعرفه وأقْناكَ الصيدُ وأَقْنَى لك أَمْكَنك عن الهجريّ وأَنشد يَجُوعُ إِذا ما جاعَ في بَطْنِ غيرهِ ويَرْمِي إِذا ما الجوع أَقْنَتْ مَقاتِلُه وأَثبته ابن سيده في المعتل بالياء قال على أَنَّ ق ن و أَكثر من ق ن ي قال لأَني لم أَعرف اشتقاقه وكانت اللام ياء أَكثر منها واواً والقُنْيان فرس قرابة الضّبي وفيه يقول إِذا القُنْيانُ أَلحَقَني بِقَوْمٍ فلم أَطْعَن فَشَلَّ إِذاً بَناني وقَناةُ وادٍ بالمدينة قال البُرْجُ بن مُسْهِر الطائي سَرَتْ من لِوَى المَرُّوتِ حتى تجاوزت إِليَّ ودوني مِن قَناةَ شُجُونُها وفي الحديث فنزلنا بِقَناة قال هو وادٍ من أَوْدِيةِ المدينة عليه حَرْثٌ ومال وزُرُوع وقد يقال فيه وادِي قَناةَ وهو غير مصروف وقانِيةُ موضع قال بشر بن أَبي خازم فَلأْياً ما قَصَرْتُ الطَّرْفَ عنهم بِقانِيةٍ وقد تَلَع النَّهارُ وقَنَوْنَى موضع

قها
أَقْهى عن الطعام واقْتَهى ارتدَّت شهوتُه عنه من غير مرض مثل أَقْهَمَ يقال للرجل القليل الطُّعم قد أَقْهَى وقد أَقْهَم وقيل هو أَن يقدر على الطعام فلا يأَكله وإِن كان مشتهياً له وأَقْهَى عن الطعام إِذا قَذِره فتركه وهو يَشْتَهيه وأَقْهَى الرجلُ إِذا قلَّ طُعْمُه وأَقْهاه الشيءُ عن الطعام كفّه عنه أَو زَهَّدَه فيه وقَهِيَ الرجل قَهْياً لم يشته الطعام وقَهِيَ عن الشراب وأَقْهَى عنه تركه أَبو السمح المُقْهِي والآجِم الذي لا يشتهي الطعام من مرض أَو غيره وأَنشد شمر لَكالمِسْكِ لا يُقْهِي عن المِسْكِ ذائقُه ورجل قاهٍ مُخْصِب في رحله وعيشٌ قاهٍ رَفِيهٌ والقَهةُ من أَسماء النرجس عن أَبي حنيفة قال ابن سيده على أَنه يحتمل أَن يكون ذاهبها واواً وهو مذكور في موضعه والقَهْوة الخمر سميت بذلك لأنها تُقْهِي شاربها عن الطعام أَي تذهب بشهوته وفي التهذيب أَي تُشبِعه قال ابو الطَّمَحان يذكر نساء فأَصبَحْنَ قد أَقْهَين عني كما أَبَتْ حِياضَ الإِمدَّانِ الهِجانُ القَوامِحُ وعيش قاهٍ بيِّن القَهْوِ والقَهْوةِ خَصِيبٌ وهذه يائية وواوية الجوهري القاهِي الحَديدُ الفؤاد المُستطارُ قال الراجز راحَتْ كما راحَ أَبو رِئالِ قاهِي الفُؤادِ دائبُ الإِجْفالِ

قوا
الليث القوّة من تأْليف ق و ي ولكنها حملت على فُعْلة فأُدغمت الياء في الواو كراهية تغير الضمة والفِعالةُ منها قِوايةٌ يقال ذلك في الحَزْم ولا يقال في البَدَن وأَنشد ومالَ بأَعْتاقِ الكَرَى غالِباتُها وإِنِّي على أَمْرِ القِوايةِ حازِمُ قال جعل مصدر القوِيّ على فِعالة وقد يتكلف الشعراء ذلك في الفعل اللازم ابن سيده القُوَّةُ نقيض الضعف والجمع قُوًى وقِوًى وقوله عز وجل يا يحيى خُذِ الكتاب بقُوَّةٍ أَي بِجِدّ وعَوْن من الله تعالى وهي القِوايةُ نادر إنما حكمه القِواوةُ أَو القِواءة يكون ذلك في البَدن والعقل وقد قَوِيَ فهو قَوِيّ وتَقَوَّى واقْتَوى كذلك قال رؤبة وقُوَّةَ اللهِ بها اقْتَوَيْنا وقَوّاه هو التهذيب وقد قَوِيَ الرجل والضَّعيف يَقْوَى قُوَّة فهو قَوِيٌّ وقَوَّيْتُه أَنا تَقْوِيةً وقاوَيْتُه فَقَوَيْتُه أَي غَلَبْته ورجل شديد القُوَى أَي شدِيدُ أَسْرِ الخَلْقِ مَمَرُّه وقال سبحانه وتعالى شدِيدُ القُوَى قيل هو جبريل عليه السلام والقُوَى جمع القُوَّة قال عز وجل لموسى حين كتب له الأَلواح فخذها بقوَّة قال الزجاج أَي خذها بقُوَّة في دينك وحُجَّتك ابن سيده قَوَّى الله ضعفَك أَي أُبدَلك مكان الضعف قُوَّة وحكى سيبويه هو يُقَوَّى أَي يُرْمَى بذلك وفرس مُقْوٍ قويٌّ ورجل مُقْوٍ ذو دابة قَوِيّة وأَقْوَى الرجلُ فهو مُقْوٍ إِذا كانت دابته قَوِيَّة يقال فلان قَوِيٌّ مُقْوٍ فالقَوِي في نفسه والمُقْوِي في دابته وفي الحديث أَنه قال في غزوة تبوك لا يَخْرُجَنَّ معنا الاَّ رجل مُقْوٍ أَي ذو دابة قَوِيَّة ومنه حديث الأَسود بن زيد في قوله عز وجل وإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرون قال مُقْوون مُؤْدونَ أَي أَصحاب دَوابّ قَوِيّة كامِلُو أَداةِ الحرب والقَوِيُّ من الحروف ما لم يكن حرف لين والقُوَى العقل وأَنشد ثعلب وصاحِبَيْنِ حازِمٍ قُواهُما نَبَّهْتُ والرُّقادُ قد عَلاهُما إِلى أَمْونَيْنِ فَعَدَّياهما القُوَّة الخَصْلة الواحدة من قُوَى الحَبل وقيل القُوَّة الطاقة الواحدة من طاقاتِ الحَبْل أَو الوَتَر والجمع كالجمع قُوًى وقِوًى وحبل قَوٍ ووتَرٌ قَوٍ كلاهما مختلف القُوَى وأَقْوَى الحبلَ والوَتر جعل بعض قُواه أَغلظ من بعض وفي حديث ابن الديلمي يُنْقَضُ الإِسلامُ عُرْوَةً عُروة كما يُنْقَضُ الحبلُ قُوَّة قُوَّة والمُقْوِي الذي يُقَوِّي وتره وذلك إِذا لم يُجد غارَته فتراكبت قُواه ويقال وتَر مُقْوًى أَبو عبيدة يقال أَقْوَيْتَ حبلَك وهو حبلٌ مُقْوًى وهو أَن تُرْخِي قُوَّة وتُغير قوَّة فلا يلبث الحبل أَن يَتَقَطَّع ويقال قُوَّةٌ وقُوَّىً مثل صُوَّة وصُوًى وهُوَّة وهُوًى ومنه الإِقواء في الشعر وفي الحديث يذهَب الدِّين سُنَّةً سُنة كما يذهب الحبل قُوَّة قُوَّة أَبو عمرو بن العلاء الإِقْواء أَن تختلف حركات الروي فبعضه مرفوع وبعضه منصوب أَو مجرور أَبو عبيدة الإِقواء في عيوب الشعر نقصان الحرف من الفاصلة يعني من عَرُوض البيت وهو مشتق من قوَّة الحبل كأَنه نقص قُوَّة من قُواه وهو مثل القطع في عروض الكامل وهو كقول الربيع بن زياد أَفَبَعْدَ مَقْتَلِ مالِك بن زُهَيْرٍ تَرْجُو النِّساءُ عَواقِبَ الأَطْهار ؟ فنقَص من عَروضه قُوَّة والعَروض وسط البيت وقال أَبو عمرو الشيباني الإِقْواء اختلاف إِعراب القَوافي وكان يروي بيت الأَعشى ما بالُها بالليل زالَ زَوالُها بالرفع ويقول هذا إِقْواء قال وهو عند الناس الإِكفاء وهو اختلاف إِعراب القَوافي وقد أَقْوى الشاعر إِقْواء ابن سيده أَقْوَى في الشعر خالفَ بين قَوافِيه قال هذا قول أَهل اللغة وقال الأَخفش الإِقْواء رفع بيت وجرّ آخر نحو قول الشاعر لا بَأْسَ بالقَوْمِ من طُولٍ ومن عِظَمٍ جِسْمُ البِغال وأَحْلامُ العَصافيرِ ثم قال كأَنهم قَصَبٌ جُوفٌ أَسافِلُه مُثَقَّبٌ نَفَخَتْ فيه الأَعاصيرُ قال وقد سمعت هذا من العرب كثيراً لا أُحصي وقَلَّت قصيدة ينشدونها إِلا وفيها إِقْواء ثم لا يستنكِرونه لأَنه لا يكسر الشعر وأَيضاً فإِن كل بيت منها كأَنه شعر على حِياله قال ابن جني أَما سَمْعُه الإِقواء عن العرب فبحيث لا يُرتاب به لكن ذلك في اجتماع الرفع مع الجرّ فأَما مخالطة النصب لواحد منهما فقليل وذلك لمفارقة الأَلف الياء والواو ومشابهة كل واحدة منهما جميعاً أُختها فمن ذلك قول الحرث بن حلزة فَمَلَكْنا بذلك الناسَ حتى مَلَكَ المُنْذِرُ بنُ ماءِ السَّماء مع قوله آذَنَتْنا بِبَيْنِها أَسْماءُ رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْه الثَّواءُ وقال آخر أَنشده أَبو عليّ رَأَيْتُكِ لا تُغْنِينَ عَنِّى نَقْرََةً إِذا اخْتَلَفَت فيَّ الهَراوَى الدَّمامِكْ ويروى الدَّمالِكُ فأَشْهَدُ لا آتِيكِ ما دامَ تَنْضُبٌ بأَرْضِكِ أَو صُلْبُ العَصا مِن رِجالِكِ ومعنى هذا أَن رجلاً واعدته امرأَة فعَثر عليها أَهلُها فضربوه بالعِصِيّ فقال هذين البيتين ومثل هذا كثير فأَما دخول النصب مع أَحدهما فقليل من ذلك ما أَنشده أَبو عليّ فَيَحْيَى كان أَحْسَنَ مِنْكَ وَجْهاً وأَحْسَنَ في المُعَصْفَرَةِ ارْتِداآ ثم قال وفي قَلْبي على يَحْيَى البَلاء قال ابن جني وقال أَعرابي لأَمدحنّ فلاناً ولأهجونه وليُعْطِيَنِّي فقال يا أَمْرَسَ الناسِ إِذا مَرَّسْتَه وأَضْرَسَ الناسِ إِذا ضَرَّسْتَه
( * قوله « يا أمرس الناس إلخ » كذا بالأصل )
وأَفْقَسَ الناسِ إِذا فَقَّسْتَه كالهِنْدُوَانِيِّ إِذا شَمَّسْتَه وقال رجل من بني ربيعة لرجل وهبه شاة جَماداً أَلم تَرَني رَدَدْت على ابن بَكْرٍ مَنِيحَتَه فَعَجَّلت الأَداآ فقلتُ لِشاتِه لمَّا أَتَتْني رَماكِ اللهُ من شاةٍ بداءِ وقال العلاء بن المِنهال الغَنَوِيّ في شريك بن عبد الله النخعي لَيتَ أَبا شَرِيكٍ كان حَيّاً فَيُقْصِرَ حِينَ يُبْصِرُه شَرِيكُ ويَتْرُكَ مِنْ تَدَرُّئِه علينا إِذا قُلنا له هذا أَبْوكا وقال آخر لا تَنْكِحَنَّ عَجُوزاً أَو مُطَلَّقةً ولا يسُوقَنَّها في حَبْلِك القَدَرُ أَراد ولا يسُوقَنَّها صَيْداً في حَبْلِك أَو جَنيبة لحبلك وإِنْ أَتَوْكَ وقالوا إنها نَصَفٌ فإِنَّ أَطْيَبَ نِصْفَيها الذي غَبَرا وقال القُحَيف العُقَيْلي أَتاني بالعَقِيقِ دُعاءُ كَعْبٍ فَحَنَّ النَّبعُ والأَسَلُ النِّهالُ وجاءَتْ مِن أَباطِحها قُرَيْشٌ كَسَيْلِ أَتِيِّ بيشةَ حين سالاَ وقال آخر وإِني بحَمْدِ اللهِ لا واهِنُ القُوَى ولم يَكُ قَوْمِي قَوْمَ سُوءٍ فأَخْشعا وإِني بحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ عاجِزٍ لَبِسْتُ ولا من غَدْرةٍ أَتَقَنَّعُ ومن ذلك ما أَنشده ابن الأَعرابي قد أَرْسَلُوني في الكَواعِبِ راعِياً فَقَدْ وأَبي راعِي الكواعِبِ أَفْرِسُ أَتَتْه ذِئابٌ لا يُبالِينَ راعِياً وكُنَّ سَواماً تَشْتَهِي أَن تُفَرَّسا وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً عَشَّيْتُ جابانَ حتى اسْتَدَّ مَغْرِضُه وكادَ يَهْلِكُ لولا أَنه اطَّافا قُولا لجابانَ فَلْيَلْحَقْ بِطِيَّته نَوْمُ الضُّحَى بعدَ نَوْمِ الليلِ إِسْرافُ وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً أَلا يا خيْزَ يا ابْنَةَ يَثْرُدانٍ أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدكِ لا يَنام ويروى أُثْردانٍ وبَرْقٌ للعَصِيدةِ لاحَ وَهْناً كما شَقَّقْتَ في القِدْر السَّناما وقال وكل هذه الأَبيات قد أَنشدنا كل بيت منها في موضعه قال ابن جني وفي الجملة إِنَّ الإِقواء وإِن كان عَيباً لاختلاف الصوت به فإِنه قد كثر قال واحتج الأَخفش لذلك بأَن كل بيت شعر برأْسه وأَنَّ الإِقواء لا يكسر الوزن قال وزادني أَبو علي في ذلك فقال إِن حرف الوصل يزول في كثير من الإِنشاد نحو قوله قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِل وقوله سُقِيتِ الغَيْثَ أَيَّتُها الخِيام وقوله كانت مُبارَكَةً مِن الأَيَّام فلما كان حرف الوصل غير لازم لأَن الوقف يُزيله لم يُحْفَل باختلافه ولأَجل ذلك ما قلَّ الإِقواء عنهم مع هاء الوصل أَلا ترى أَنه لا يمكن الوقوف دون هاء الوصل كما يمكن الوقوف على لام منزل ونحوه ؟ فلهذا قل جدّاً نحو قول الأعشى ما بالُها بالليلِ زال زوالُها فيمن رفع قال الأَخفش قد سمعت بعض العرب يجعل الإِقواء سِناداً وقال الشاعر فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتَحْرِيدُ قال فجعل الإِقواء غير السناد كأَنه ذهب بذلك إِلى تضعيف قول من جعل الإِقواء سناداً من العرب وجعله عيباً قال وللنابغة في هذا خبر مشهور وقد عيب قوله في الداليَّة المجرورة وبذاك خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسودُ فعِيب عليه ذلك فلم يفهمه فلما لم يفهمه أُتي بمغنية فغنته مِن آلِ مَيّةَ رائحٌ أَو مُغْتَدِي ومدّت الوصل وأَشبعته ثم قالت وبذاك خَبَّرنا الغُدافُ الأَسودُ ومَطَلَت واو الوصل فلما أَحسَّه عرفه واعتذر منه وغيَّره فيما يقال إِلى قوله وبذاكَ تَنْعابُ الغُرابِ الأَسْودِ وقال دَخَلْتُ يَثْرِبَ وفي شعري صَنْعة ثم خرجت منها وأَنا أَشْعر العرب واقْتَوى الشيءَ اخْتَصَّه لنفسه والتَّقاوِي تزايُد الشركاء والقِيُّ القَفْر من الأَرض أبدلوا الواو ياء طلباً للخفة وكسروا القاف لمجاورتها الياء والقَواءُ كالقِيّ همزته منقلبة عن واو وأَرض قَواء وقَوايةٌ الأَخيرة نادرة قَفْرة لا أَحد فيها وقال الفراء في قوله عز وجل نحن جَعَلْناها تَذْكِرة ومتاعاً للمُقْوِين يقول نحن جعلنا النار تذكرة لجهنم ومتاعاً للمُقْوِين يقول منفعةً للمُسافرين إِذا نزلوا بالأَرض القِيّ وهي القفر وقال أَبو عبيد المُقْوِي الذي لا زاد معه يقال أَقْوَى الرجل إِذا نَفِد زاده وروى أَبو إسحق المُقْوِي الذي ينزل بالقَواء وهي الأَرض الخالية أَبو عمرو القَواية الأَرض التي لم تُمْطَر وقد قَوِيَ المطر يَقْوَى إِذا احْتبس وإنما لم يدغم قَوِيَ وأُدغمت قِيٌّ لاختلاف الحرفين وهما متحركان وأُدغمت في قولك لوَيْتُ لَيّاً وأَصله لَوْياً مع اختلافهما لأَن الأُولى منهما ساكنة قَلَبْتَها ياء وأَدغمت والقَواء بالفتح الأَرض التي لم تمطر بين أَرضين مَمطورتَين شمر قال بعضهم بلد مُقْوٍ إِذا لم يكن فيه مطر وبلد قاوٍ ليس به أَحد ابن شميل المُقْوِيةُ الأَرض التي لم يصبها مطر وليس بها كلأٌ ولا يقال لها مُقْوِية وبها يَبْسٌ من يَبْسِ عام أَوَّل والمُقْوِية المَلْساء التي ليس بها شيء مثل إِقْواء القوم إِذا نَفِد طعامهم وأَنشد شمر لأَبي الصوف الطائي لا تَكْسَعَنّ بَعْدَها بالأَغبار رِسْلاً وإن خِفْتَ تَقاوِي الأَمْطار قال والتَّقاوِي قِلَّته وسنة قاويةٌ قليلة الأَمطار ابن الأَعرابي أَقْوَى إِذا اسْتَغْنَى وأَقْوى إِذا افتقَرَ وأَقْوَى القومُ إِذا وقعوا في قِيٍّ من الأَرض والقِيُّ المُسْتَوِية المَلْساء وهي الخَوِيَّةُ أَيضاً وأَقْوَى الرجلُ إِذا نزل بالقفر والقِيُّ القفر قال العجاج وبَلْدَةٍ نِياطُها نَطِيُّ قِيٌّ تُناصِيها بلادٌ قِيُّ وكذلك القَوا والقَواء بالمد والقصر ومنزل قَواء لا أَنِيسَ به قال جرير أَلا حَيِّيا الرَّبْعَ القَواء وسَلِّما ورَبْعاً كجُثْمانِ الحَمامةِ أَدْهَما وفي حديث عائشة رضي الله عنها وبي رُخِّصَ لكم في صَعِيدِ الأَقْواءِ الأَقْواءُ جمع قَواء وهو القفر الخالي من الأَرض تريد أَنها كانت سبب رُخصة التيمم لما ضاع عِقْدُها في السفر وطلبوه فأَصبحوا وليس معهم ماء فنزلت آية التيمم والصَّعِيدُ التراب ودارٌ قَواء خَلاء وقد قَوِيَتْ وأَقْوَتْ أَبو عبيدة قَوِيَت الدار قَواً مقصور وأَقْوَتْ إِقواءً إِذا أَقْفَرت وخَلَتْ الفراء أَرض قِيٌّ وقد قَوِيَتْ وأَقْوَتْ قَوايةً وقَواً وقَواء وفي حديث سَلْمان مَن صَلَّى بأَرْض قِيٍّ فأَذَّنَ وأَقامَ الصلاةَ صلَّى خَلْفَه من الملائكة ما لا يُرَى قُطْرُه وفي رواية ما من مسلم يصلي بِقِيٍّ من الأَرض القيّ بالكسر والتشديد فِعْل من القَواء وهي الأَرض القَفْر الخالية وأَرض قَواء لا أَهل فيها والفِعْل أَقْوَت الأَرض وأَقْوَتِ الدار إِذا خلت من أَهلها واشتقاقه من القَواء وأَقْوَى القومُ نزلوا في القَواء الجوهري وبات فلان القَواء وبات القَفْر إِذا بات جائعاً على غير طُعْم وقال حاتم طيِّء وإِني لأَختارُ القَوا طاوِيَ الحَشَى مُحافَظَةً مِنْ أَنْ يُقالَ لَئِيمُ ابن بري وحكى ابن ولاد عن الفراء قَواً مأْخوذ من القِيِّ وأَنشد بيت حاتم قال المهلبي لا معنى للأَرض ههنا وإِنما القَوَا ههنا بمعنى الطَّوَى وأَقْوى الرجل نَفِدَ طعامه وفَنِي زاده ومنه قوله تعالى ومتاعاً للمُقْوِين وفي حديث سرية عبد الله بن جَحش قال له المسلمون إِنَّا قد أَقْوَيْنا فأَعْطِنا من الغنيمة أَي نَفِدَت أَزْوادنا وهو أَن يبقى مِزْوَدُه قَواء أَي خالياً ومنه حديث الخُدْرِي في سَرِيَّةِ بني فَزارةَ إِني قد أَقْوَيْت مُنْذُ ثلاث فخِفْت أَن يَحْطِمَني الجُوع ومنه حديث الدعاء وإِنَّ مَعادِن إِحسانك لا تَقْوَى أَي لا تَخْلُو من الجوهر يريد به العطاء والإِفْضال وأَقْوَى الرجل وأَقْفَرَ وأَرْمَلَ إِذا كان بأَرض قَفْرٍ ليس معه زاد وأَقْوَى إِذا جاعَ فلم يكن معه شيء وإِن كان في بيته وسْطَ قومه الأَصمعي القَواء القَفْر والقِيُّ من القَواء فعل منه مأْخوذ قال أَبو عبيد كان ينبغي أَن يكون قُوْيٌ فلما جاءت الياء كسرت القاف وتقول اشترى الشركاء شيئاً ثم اقْتَوَوْه أَي تزايدوه حتى بلغ غاية ثمنه وفي حديث ابن سيرين لم يكن يرى بأْساً بالشُّركاء يتَقاوَوْنَ المتاع بينهم فيمن يزيد التَّقاوِي بين الشركاء أَن يشتروا سلعة رخيصة ثم يتزايدوا بينهم حتى يَبْلُغوا غاية ثمنها يقال بيني وبين فلان ثوب فتَقاوَيْناه أَي أَعطيته به ثمناً فأَخذته أَو أَعطاني به ثمناً فأَخذه وفي حديث عطاء سأَل عُبَيْدَ اللهِ بنَ عبد الله بنِ عُتْبةَ عن امرأَة كان زوجها مملوكاً فاشترته فقال إِنِ اقْتَوَتْه فُرّق بينهما وإن أَعتقته فهما على نكاحهما أَي إِن اسْتخْدمَتْه من القَتْوِ الخِدمةِ وقد ذكر في موضعه من قَتا قال الزمخشري هو افْعَلَّ من القَتْوِ الخِدمةِ كارْعَوَى من الرَّعْوَى قال إِلا أَن فيه نظراً لأَن افْعَلَّ لم يَجئْ متعَدِّياً قال والذي سمعته اقْتَوَى إِذا صار خادماً قال ويجوز أَن يكون معناه افْتَعَل من القْتواء بمعنى الاستخلاص فكَنى به عن الاستخدام لأَن من اقتوى عبداً لا بُدَّ أَن يستخدمه قال والمشهور عن أَئمة الفقه أَن المرأَة إِذا اشترت زوجها حرمت عليه من غير اشتراط خدمة قال ولعل هذا شيء اختص به عبيد الله وروي عن مسروق أَنه أَوصى في جارية له أَن قُولوا لِبَنِيَّ لا تَقْتَوُوها بينكم ولكن بيعوها إِني لم أَغْشَها ولكني جلست منها مجلِساً ما أُحِبُّ أَن يَجلِس ولد لي ذلك المَجْلِس قال أَبو زيد يقال إِذا كان الغلام أَو الجارية أَو الدابة أَو الدار أَو السلعة بين الرجلين فقد يَتَقاوَيانِها وذلك إِذا قوّماها فقامت على ثمن فهما في التَّقاوِي سواء فإِذا اشتراها أَحدُهما فهو المُقْتَوِي دون صاحبه فلا يكون اقْتِواؤهما وهي بينهما إِلا أَن تكون بين ثلاثة فأَقول للاثنين من الثلاثة إِذا اشتريا نصيب الثالث اقْتَوَياها وأَقْواهما البائع إِقْواء والمُقْوِي البائع الذي باع ولا يكون الإِقْواء إِلا من البائع ولا التَّقاوِي إِلا من الشركاء ولا الاقتواء إِلا ممن يشتري من الشركاء والذي يباع من العبد أَو الجارية أَو الدابة من اللَّذَيْنِ تَقاويا فأَما في غير الشركاء فليس اقْتِواء ولا تَقاوٍ ولا إِقْواء قال ابن بري لا يكون الاقْتِواء في السلعة إِلا بين الشركاء قيل أَصله من القُوَّة لأَنه بلوغ بالسلعة أَقْوَى ثمنها قال شمر ويروى بيت ابن كلثوم مَتى كُنَّا لأُمِّكَ مُقْتَوِينا أَي متى اقْتَوَتْنا أُمُّك فاشترتنا وقال ابن شميل كان بيني وبين فلان ثوب فَتَقاوَيْناه بيننا أَي أَعطيته ثمناً وأَعطاني به هو فأَخذه أَحدنا وقد اقْتَوَيْت منه الغلام الذي كان بيننا أَي اشتريت منه نصيبه وقال الأَسدي القاوِي الآخذ يقال قاوِه أَي أَعْطِه نصيبه قال النَّظَّارُ الأَسدي ويومَ النِّسارِ ويَوْمَ الجِفا رِ كانُوا لَنا مُقْتَوِي المُقْتَوِينا التهذيب والعرب تقول للسُّقاة إِذا كَرَعوا في دَلْوٍ مَلآنَ ماء فشربوا ماءه قد تَقاوَوْه وقد تقاوَينا الدَّلْو تَقاوِياً الأَصمعي من أَمثالهم انقَطَع قُوَيٌّ من قاوِيةٍ إِذا انقطع ما بين الرجلين أَو وجَبت بَيْعَةٌ لا تُسْتقال قال أَبو منصور والقاويةُ هي البيضة سميت قاوِيةً لأَنها قَوِيَتْ عن فَرْخها والقُوَيُّ الفَرْخ الصغير تصغير قاوٍ سمي قُوَيّاً لأَنه زايل البيضة فَقَوِيَتْ عنه وقَوِيَ عنها أَي خَلا وخَلَتْ ومثله انْقَضَتْ قائبةٌ من قُوبٍ أَبو عمرو القائبةُ والقاوِيةُ البيضة فإِذا ثقبها الفرخ فخرج فهو القُوبُ والقُوَيُّ قال والعرب تقول للدَّنيءِ قُوَيٌّ من قاوِية وقُوَّةُ اسم رجل وقَوٌّ موضع وقيل موضع بين فَيْدٍ والنِّباج وقال امْرُؤ القَيْس سَما لَكَ شَوْقٌ بعدَ ما كان أَقْصَرا وحَلَّتْ سُلَيْمَى بطنَ قَوٍّ فعَرْعَرا والقَوقاةُ صوت الدجاجة وقَوْقَيْتُ مثل ضَوْضَيْتُ ابن سيده قَوْقَتِ الدجاجة تُقَوْقي قيقاءً وقَوْقاةً صوّتت عند البيض فهي مُقَوْقِيةٌ أَي صاحت مثل دَهْدَيْتُ الحجر دِهْداء ودَهْداةً على فَعْلَلَ فَعَللة وفِعْلالاً والياء مبدلة من واو لأَنها بمنزلة ضَعْضَعْت كرّر فيه الفاء والعين قال ابن سيده وربما استعمل في الديك وحكاه السيرافي في الإِنسان وبعضهم يهمز فيبدل الهمزة من الواو المُتوهَّمة فيقول قَوْقَأَت الدجاجة ابن الأَعرابي القِيقاءة والقِيقايةُ لغتان مشْرَبَة كالتَّلْتلةِ وأَنشد وشُرْبٌ بِقِيقاةٍ وأَنتَ بَغِيرُ
( * قوله « وشرب » هذا هو الصواب كما في التهذيب هنا وفي مادة بغر وتصحف في ب غ ر من اللسان بسرت خطأ )
قصره الشاعر والقِيقاءة القاعُ المستديرة في صلابة من الأَرض إِلى جانب سهل ومنهم من يقول قِيقاةٌ قال رؤبة إِذا جَرَى من آلِها الرَّقْراقِ رَيْقٌ وضَحْضاحٌ على القَياقي والقِيقاءة الأَرض الغَليظة وقوله وخَبَّ أَعْرافُ السَّفى على القِيَقْ كأَنه جمع قِيقةٍ وإِنما هي قِيقاة فحذفت ألفها قال ومن قال هي قِيقة وجمعها قَياقٍ كما في بيت رؤبة كان له مخرج

( كأي ) التهذيب عن ابن الأَعرابي كأَى إِذا أَوْجَع بالكلام

كبا
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال ما أَحدٌ عَرَضْتُ عليه الإِسلامَ إِلا كانت له عنده كَبْوةٌ غَيرَ أَبي بكر فإِنه لم يَتَلَعْثَمْ قال أَبو عبيد الكَبْوةُ مثل الوَقْفة تكون عند الشيء يكرهه الإِنسان يُدْعَى إِليه أَو يُراد منه كوَقْفةِ العاثر ومنه قيل كَبا الزَّندُ فهو يَكْبُو إِذا لم يُخْرج نارَه والكَبْوةُ في غير هذا السقوط للوجه كَبا لوَجْهِهِ يَكْبُو كَبْواً سقط فهو كابٍ ابن سيده كَبا كَبْواً وكُبُوًّا انكبَّ على وجهه يكون ذلك لكل ذي رُوح وكَبا كَبْواً عثَر قال أَبو ذؤيب يصف ثوراً رُمِيَ فسقَط فكَبا كما يَكْبُو فَنِيقٌ تارِزٌ بالخَبْتِ إِلا أَنه هُوَ أَبْرَعُ وكَبا يَكْبُو كَبْوَةً إِذا عَثَر وفي ترجمة عنن لكُلِّ جَوادٍ كَبْوة ولكل عالِم هَفْوة ولكل صارِم نَبْوة وكَبا الزَِّنْدُ كَبْواً وكُبُوًّا وأَكْبَى لم يُورِ يقال أَكْبَى الرجلُ إِذا لم تَخرج نارُ زندِه وأَكْباه صاحبه إِذا دَخَّن ولم يُورِ وفي حديث أُم سلمة قالت لعثمان لا تَقْدَحْ بزَنْدٍ كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكْباها أَي عطَّلها من القَدْح فلم يُورِ بها والكابي التراب الذي لا يستقر على وجه الأَرض وكبَا البيتَ كَبْواً كَنَسه والكِبا مقصور الكُناسة قال سيبويه وقالوا في تثنيته كِبوانِ يذهب إِلى أَن أَلفها واو قال وأَما إِمالتهم الكِبا فليس لأَن أَلفها من الياء ولكن على التشبيه بما يمال من الأَفعال من ذوات الواو نحو غَزا والجمع أَكْباء مثل مِعًى وأَمْعاء والكُبَةُ مثله والجمع كُبِين وفي المثل لا تكونوا كاليهودِ تَجمع أَكْباءها في مَساجدِها وفي الحديث لا تَشَبَّهوا باليهود تجمع الأَكْباء في دورها أَي الكُناساتِ ويقال للكُناسة تلقى بِفِناء البيت كِبا مقصور والأَكْباء للجمع والكباء ممدود فهو البَخُور ويقال كَبَّى ثوبه تكبية إِذا بَخَّره وفي الحديث عن العباس أَنه قال قلت يا رسول الله إِنَّ قريشاً جلسوا فتذاكروا أَحْسابَهم فجعلوا مَثَلَك مثل نَخلة في كَبْوةٍ من الأَرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إِنَّ الله خلق الخَلْق فجعلني في خيرهم ثم حين فَرَّقهم جعلني في خير الفَرِيقين ثم جعلهم بُيوتاً فجعلني في خير بيوتهم فأَنا خَيْرُكم نفساً وخيركم بَيْتاً قال شمر قوله في كَبْوة لم نسمع فيها من علمائنا شيئاً ولكنا سمعنا الكِبا والكُبَة وهو الكُناسة والتراب الذي يُكْنَس من البيت وقال خالد الكُبِينَ السِّرْجِين والواحدة كُبةٌ قال أَبو منصور الكُبةُ الكُناسةُ من الأَسماء الناقصة أَصلها كُبْوة بضم الكاف مثل القُلةِ أَصلها قُلْوة والثُّبة أَصلها ثُبْوة ويقال للرّبْوة كُبوةٌ بالضم قال وقال الزمخشري الكِبا الكُناسة وجمعه أَكْباء والكُبةُ بوزن قُلةٍ وظُبةٍ نحوها وأَصلها كُبوة وعلى الأَصل جاء الحديث قال وكأَنَّ المحدِّث لم يضبطه فجعلها كَبْوَة بالفتح قال ابن الأَثير فإِن صحت الرواية بها فوجهه أَن تطلق الكَبْوة وهي المرة الواحدة من الكَسْح على الكُساحة والكُناسة وقال أَبو بكر الكُبا جمع كُبةٍ وهي البعر وقال هي المَزْبُلة ويقال في جمع لُغَةٍ وكُبةٍ لُغِين وكُبين قال الكميت وبالعَذَواتِ مَنْبِيُنا نُضارٌ ونَبْعٌ لا فَصافِصُ في كُبِينا أَراد أَنَّا عرب نشأْنا في نُزْهِ البلاد ولسنا بحاضرة نَشَؤوا في القرى قال ابن بري والعَذَوات جمع عَذاة وهي الأَرض الطيبة والفَصافِصُ هي الرَّطْبة وأَما كِبُون في جمع كِبة فالكِبةُ عند ثعلب واحدة الكِبا وليس بلغة فيها فيكون كِبةٌ وكِباً بمنزلة لِثةٍ ولِثًى وقال ابن ولاد الكِبا القُماش بالكسر والكُبا بالضم جمع كُبةٍ وهي البعر وجمعها كُبُون في الرفع وكُبِين في النصب والجر فقد حصل من هذا أَن الكُبا والكِبا الكُناسة والزِّبل يكون مكسوراً ومضموماً فالمكسور جمع كِبةٍ والمضموم جمع كُبةٍ وقد جاء عنهم الضم والكسر في كُِبة فمن قال كِبة بالكسر فجمعها كِبون وكِبينَ في الرفع والنصب بكسر الكاف ومن قال كُبة بالضم فجمعها كُبُون وكِبُون بضم الكاف وكسرها كقولك ثُبون وثِبون في جمع ثُبة وأَما الكِبا الذي جمعه الأَكْباء عند ابن ولاد فهو القُماش لا الكُناسة وفي الحديث أَنَّ ناساً من الأَنصار قالوا له إِنَّا نسمع من قومك إِنما مثَلُ محمد كمثَل نخلة تَنْبُت في كِباً قال هي بالكسر والقصر الكناسة وجمعها أَكْباء ومنه الحديث قيل له أَيْنَ تَدْفِنُ ابنك ؟ قال عند فَرَطِنا عثمان بن مظعون وكان قبر عثمان عند كِبا بني عمرو بن عوف أَي كُناستهم والكِباء ممدود ضرب من العُود والدُّخْنة وقال أَبو حنيفة هو العود المُتَبَخَّر به قال امرؤ القيس وباناً وأَلْوِيّاً من الهِنْدِ ذاكِياً ورَنْداً ولُبْنَى والكِباء المُقَتَّرا
( * قوله « المقترا » هذا هو الصواب بصيغة اسم المفعول فما وقع في رند خطأ ) والكُبةُ كالكِباء عن اللحياني قال والجمع كُباً وقد كَبَّى ثوبه بالتشديد أَي بَخَّره وتَكَبَّت المرأَة على المِجمر أَكَبَّت عليه بثوبها وتَكَبَّى واكْتَبى إِذا تبخر بالعود قال أَبو دواد يَكْتَبِينَ اليَنْجُوجَ في كُبةِ المَشْ تَى وبُلهٌ أَحْلامُهُنَّ وِسامُ
( * قوله « في كبة » تقدم ضبطه في نجج من اللسان خطأ والصواب ما هنا )
أَي يَتَبَخَّرْن اليَنْجُوج وهو العُود وكُبةُ الشتاء شدّة ضرره وقوله بُلْه أَحلامهن أَراد أَنهن غافلات عن الخَنى والخِبّ وكَبَت النارُ علاها الرَّماد وتحتها الجمر ويقال فلان كابي الرماد أَي عظيمه منتفخه ينهال أَي أَنه صاحب طعام كثير ويقال نار كابيةٌ إِذا غطَّاها الرماد والجمر تحتها ويقال في مثل الهابي شرٌّ من الكابي قال والكابي الفحم الذي قد خَمدت ناره فكَبا أَي خَلا من النار كما يقال كَبا الزَّند إِذا لم يخرج منه نار والهابي الرماد الذي تَرَفَّتَ وهَبا وهو قبل أَن يكون هَباء كابٍ وفي حديث جرير خلقَ اللهُ الأَرضَ السُّفلَى من الزبَد الجُفاء والماء الكُباء قال القتيبي الماء الكُباء هو العظيم العالي ومنه يقال فلان كابي الرّماد أي عظيم الرماد وكَبا الفَرسُ إِذا ربَا وانتفخ المعنى أَنه خلقها من زَبَد اجتمع للماء وتكاثفَ في جنَبات الماء ومن الماء العظيم وجعله الزمخشري حديثاً مرفوعاً وكَبا النارَ أَلقى عليها الرّماد وكَبا الجَمْرُ ارتفع عن ابن الأَعرابي قال ومنه قول أَبي عارِم الكلابي في خبر له ثم أَرَّثْت نارِي ثم أَوْقَدْتُ حتى دفِئَتْ حَظيرتي وكَبا جَمرها أَي كَبا جَمْر ناري وخَبَتِ النارُ أَي سكن لهبها وكَبَت إِذا غطَّاها الرَّماد والجمر تحته وهَمَدت إِذا طَفِئَت ولم يبق منها شيء البتة وعُلْبة كابية فيها لبن عليها رَغْوة وكَبَوت الشيء إِذا كسَحْته وكَبَوْت الكُوز وغيره صَبَبْت ما فيه وكَبا الإِناءَ كَبْواً صبَّ ما فيه وكَبَا لونُ الصبح والشمس أَظلم وكَبا لونُه كَمَد وكَبَا وجهُه تَغيّر والاسم من ذلك كله الكَبْوة وأَكبى وَجْهَه غَيَّره عن ابن الأَعرابي وأَنشد لا يَغْلِبُ الجَهْلُ حِلْمي عند مَقْدُرةٍ ولا العظيمةُ من ذي الظُّعْنِ تُكْبِيني وفي حديث أَبي موسى فشقّ عليه حتى كَبا وجههُ أَي ربَا وانتفخ من الغَيْظ يقال كَبا الفرسُ يكبو إِذا انتفخ وربا وكَبا الغبارُ إِذا ارتفع ورجل كابي اللونِ عليه غَبَرة وكَبا الغُبار إِذا لم يَطِر ولم يتحرك ويقال غُبار كابٍ أَي ضخم قال ربيعة الأَسدي أَهْوَى لها تحتَ العَجاجِ بطَعْنةٍ والخَيْلُ تَرْدِي في الغُبارِ الكابي والكَبْوة الغَبَرَةُ كالهَبْوَة وكَبا الفرس كَبْواً لم يَعرق وكَبا الفرس يَكْبُو إِذا رَبا وانتفخ من فَرَق أَو عَدْوٍ قال العجاج جَرَى ابنُ لَيْلى جِرْيةَ السَّبُوحِ جِريةَ لا كابٍ ولا أَنُوحِ الليث الفرس الكابي الذي إِذا أَعْيا قام فلم يتحرك من الإِعياء وكبا الفرس إِذا حُنِذَ بالجِلال فلم يَعرق أَبو عمرو إِذا حَنَذْتَ الفرس فلم يعرق قيل كَبا الفرسُ وكذلك إِذا كَتَمْت الرَّبْوَ

كتا
الكَتْوُ مقاربة الخطو وقد كَتا ابن الأَعرابي أَكْتى إِذا غَلا
( * قوله « غلا » هو بالمعجمة كما في الأصل والتهذيب والتكملة وبعض نسخ القاموس ) على عدوّه الليث اكْتَوْتَى الرجلُ فهو يَكْتَوتي إِذا بالغ في صفة نفسه من غير فعل ولا عمل وعند العمل يَكْتَوتي أَي كأَنه يَنْقَمِع واكتوتَى إِذا تَتَعْتَع

كثا
الكُثْوة التراب المجتمع كالجُثْوة وكُثْوةُ اللبن كَكُثْأَته وهو الخاثر المجتمع عليه وكُثْوة اسم رجل عن ابن الأَعرابي قال ابن سيده أُراه سمي بها وأَبو كُثْوة شاعر الجوهري وكَثْوة بالفتح اسم أُم شاعر وهو زيد بن كَثْوة وهو القائل أَلا إنَّ قَوْمِي لا تُلَطُّ قُدُورُهم ولَكِنَّما يُوقَدْن بالعَذِراتِ أَي لا يسترون قُدورهم وإِنما يجعلونها في أَفْنِية دورهم لتظهر والكَثا مقصور شجر مثل شجر الغُبَيْراء سواء في كل شيء إِلا أَنه لا ريح له وله أَيضاً ثمرة مثل صغار ثمر الغُبَيراء قبل أَن يَحْمرَّ حكاه أَبو حنيفة قال ابن سيده وهو بالواو لأَنَّا لا نعرف في الكلام ك ث ي والكَثاءةُ ممدودة مؤنثة بالهاء جِرْجِير البر عنه أَيضاً قال وقال أَعرابي هو الكَثاة مقصور أَبو مالك الكَثاة بلا همز وكَثًى كثير وهو الأَيْهُقان والنَّهَقُ والجِرْجِير كله بمعنى واحد وزيد ابن كَثْوة كأَنه في الأَصل كَثْأَة فترك همزة فقيل كَثْوة وكَثْوَى اسم رجل قيل إِنه اسم أَبي صالح عليه السلام

كحا
الأَزهري عن ابن الأَعرابي كحا إِذا فَسَد قال وهو حرف غريب

كدا
كَدَت الأَرض تَكْدو كَدْواً وكُدُوًّا فهي كاديةٌ إِذا أَبطأَ نباتها وأَنشد أَبو زيد عَقْر العَقِيلةِ مِن مالي إِذا أَمِنَتْ عَقائلُ المالِ عَقْرَ المُصْرِخِ الكادِي الكادِي البطيء الخير من الماء وكَدا الزرع وغيره من النبات ساءت نِبْتَته وكَداه البردُ ردَّه في الأَرض وكَدَوْتُ وجه الرجل أَكْدُوه كَدْواً إِذا خَدَشته والكُدْية والكاديِةُ الشدَّة من الدهر والكُدْية الأَرض المرتفعة وقيل هو شيء صُلب من الحجارة والطين والكُدْية الأَرض الغليظة وقيل الأَرض الصلبة وقيل هي الصَّفاة العظيمة الشديدة والكُدْية الارتفاع من الأَرض والكُدْية صَلابة تكون في الأَرض وأَصابَ الزرعَ بَردٌ فكَداه أَي ردَّه في الأَرض ويقال أَيضاً أَصابتهم كُدْية وكاديةٌ من البرد والكُديةُ كلُّ ما جُمع من طعام أَو تراب أَو نحوه فجعل كُثْبة وهي الكُدايةُ والكُداة
( * قوله « والكداة » كذا ضبط في الأصل وفي شرح القاموس أنها بالفتح ) أَيضاً وحفَر فأَكْدَى إِذا بلغ الصلب وصادَف كُدْية وسأَله فأَكْدَى أَي وجده كالكُدْيةِ عن ابن الأَعرابي قال ابن سيده وكان قياس هذا أَن يقال فأَكْداه ولكن هكذا حكاه ويقال أَكْدَى أَي أَلَحَّ في المسأَلة وأَنشد تَضَنُّ فَنُعْفِيها إِن الدارُ ساعَفَتْ فلا نحنُ نُكْدِيها ولا هي تَبْذُلُ ويقال لا يُكْدِيك سُؤالي أَي لا يُلحُّ عليك وقوله فلا نحن نُكديها أَي فلا نحن نُلِحُّ عليها وتقول لا يُكْدِيك سؤالي أَي لا يُلح عليك سؤالي وقالت خنساء فَتَى الفِتْيانِ ما بَلغُوا مَداهُ ولا يُكْدِي إِذا بَلَغَتْ كُداها أَي لا يَقطع عطاءه ولا يُمسك عنه إِذا قَطَعَ غيره وأَمسك وضِبابُ الكُدا سميت بذلك لأَن الضِّباب مُولعة بحفر الكُدا ويقال ضَبُّ كُدْيةٍ وجمعها كُداً وأَكْدَى الرجلُ قلَّ خيره وقيل المُكْدِي من الرجال الذي لا يَثُوب له مال ولا يَنْمِي وقد أَكْدَى أَنشد ثعلب وأَصْبَحَتِ الزُّوّارُ بَعدكَ أَمْحَلُوا وأُكْدِيَ باغِي الخَيْرِ وانْقَطَعَ السَّفْرُ وأَكْدَيْتُ الرجل عن الشيء رددته عنه ويقال للرجل عند قهر صاحبه له أَكْدَتْ أَظفارك وأَكدَى المطر قلّ ونَكِد وكَدَى الرجل يَكْدِي وأَكْدَى قلل عطاءه وقيل بخل وفي التنزيل العزيز وأَعطى قليلاً وأَكْدَى قيل أَي وقَطع القليل قال الفراء أَكْدَى أَمسك من العَطِيَّة وقَطَع وقال الزجاج معنى أَكْدَى قطع وأَصله من الحفر في البئر يقال للحافر إِذا بلغ في حفر البئر إِلى حجر لا يُمَكِّنه من الحفر قد بلغ إِلى الكُدْية وعند ذلك يَقطع الحفر التهذيب ويقال الكِدا بكسر الكاف
( * قوله « الكدا بكسر الكاف إلخ » كذا في الأصل وعبارة القاموس والكداء ككساء المنع والقطع وعبارة التكملة وقال ابن الانباري الكداء بالكسر والمدّ القطع )
القطع من قولك أَعطى قليلاً وأَكدى أَي قطع والكَدا المنع قال الطرماح بَلَى ثم لم نَمْلِك مَقادِيرَ سُدِّيَتْ لنا من كَدَا هِنْدٍ على قِلَّةِ الثَّمْدِ أَبو عمرو أَكْدَى منع وأَكْدى قطَع وأَكْدى إِذا انقطع وأَكْدَى النَّبْت إِذا قَصُر من البرد وأَكْدَى العامُ إِذا أَجدَبَ وأَكْدَى إِذا بلغ الكُدا وهي الصحراء وأَكْدَى الحافِر إِذا حَفَر فبلغ الكُدا وهي الصخور ولا يمكنه أَن يحفر وكَدِيَتْ أَصابعه أَي كَلَّت من الحفر وفي حديث الخندق فعَرَضَت فيه كُدْية فأَخذ المِسْحاة ثم سمَّى وضرب الكُدُيةُ قطعه غليظة صُلبة لا يعمل فيها الفأْس ومنه حديث عائشة تصف أَباها رضي الله عنهما سَبَق إِذ وَنَيْتُم ونَجَح إِذ أَكْدَيْتم أَي ظَفِر إِذ خِبتم ولم تَظْفَرُوا وأَصله من حافِر البئر ينتهي إِلى كُدْية فلا يمكنه الحفر فيتركه ومنه أَنَّ فاطمة رضي الله عنها خرجت في تَعْزية بعض جيرانها فلما انصرفت قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلك بَلَغْتِ معهم الكُدَى أَراد المَقابرَ وذلك لأَنه كانت مَقابِرُهم في مواضع صُلْبَة وهي جمع كُدْية ويروى بالراء وسيجيء ابن الأَعرابي أَكْدَى افْتَقَر بعد غِنًى وأَكْدَى قَمِئَ خَلْقه وأَكْدَى المَعْدِنُ لم يتكوّن فيه جوهر وبَلَغ الناسُ كُدْيةَ فلان إِذا أَعطَى ثم مَنع وأَمسَك وكَدِيَ الجِرْوُ بالكسر يَكْدَى كَداً وهو داء يأْخذ الجِراء خاصة يصيبها منه قَيء وسُعال حتى يُكْوَى ما بين عينيه فيذهب شمر كَدِيَ الكلب كَداً إِذا نَشِب العظم في حَلقْه ويقال كَدِيَ بالعظم إِذا غَصَّ به حكاه عنه ابن شميل وكَدِيَ الفصيلُ كَداً إِذا شرب اللبن ففسَد جَوْفُه ومِسْك كَدِيٌّ لا رائحة له والمُكْدِيةُ من النساء الرَّتْقاء وما كَداك عني أَي ما حبَسك وشغَلك وكُدَيٌّ وكَدَاء موضعان وقيل هما جبلان بمكة وقد قيل كَداً بالقصر قال ابن قيس الرُّقَيّاتِ أَنتَ ابنُ مُعْتَلَجِ البِطا ح كُدَيِّها وكَدائِها
( * قوله « أنت ابن إلخ » في التكملة وقال عبيد الله بن قيس الرقيات يمدح عبد الملك بن مروان فاسمع أمير المؤمنين لمدحتي وثنائها
أنت ابن معتلج البطا ... ح ( البطاح ) كديها وكدائها )
ابن الأَنباري كَداء ممدود جبل بمكة وقال غيره كداً جبل آخر وقال
حسان بن ثابت عَدِمْنا خَيْلَنا إن لم تَرَوْها تُثيرُ النَّقْعَ مَوْعِدُها كَداء وقال بشير بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأَنصاري فسَلِ الناسَ لا أَبا لَكَ عَنّا يومَ سالَتْ بالمُعْلِمِينَ كَداء قال وكذلك كُدَيٌّ قال ابن قَيس الرُّقَيَّات أَقْفَرَتْ بعدَ عبد شَمْسٍ كَداء فَكُدَيٌّ فالرُّكْنُ فالبَطْحاء وفي الحديث أَنه دخل مكة عام الفتح من كَداء ودخل في العُمرة من كُدًى وقد روي بالشك في الدخول والخروج على اختلاف الروايات وتكرارها وكَداء بالفتح والمدّ الثنية العليا بمكة مما يلي المقابر وهو المَعْلَى وكُداً بالضم والقصر الثنية السفلى مما يلي باب العمرة وأَما كُدَيٌ بالضم وتشديد الياء فهو موضع بأَسفل مكة شرفها الله تعالى ابن الأَعرابي دَكا إِذا سَمِن وكَدا إِذا قطَع

كذا
ابن الأَعرابي أَكْذى الشيءُ إِذا احمرَّ وأَكْذى الرجلُ إِذا احمرَّ لونه من خَجَلٍ أَو فَزَعٍ ورأَيته كاذِياً
( * قوله « كاذياً إلخ » الكاذي بمعنى الاحمر وغيره لم يضبط في سائر الاصول التي بأيدينا إلا كما ترى لكن عبارة التكملة الكاذي بتشديد الياء من نبات بلاد عمان وهو الذي يطيب به الدهن الذي يقال له الكاذي ووصفت ذلك النبات ) كَرِكاً أَي أَحمرَ قال والكاذي والجِرْيال البَقَّم وقال غيره الكاذِي ضرب من الأَدْهان معروف والكاذِي ضرب من الحبوب يجعل في الشراب فيشدّده الليث العرب تقول كذا وكذا كافهما كاف التشبيه وذا اسم يشار به وهو مذكور في موضعه الجوهري قولهم كذا كناية عن الشيء تقول فَعَلْت كذا وكذا يكون كناية عن العدد فتنصب ما بعده على التمييز تقول له عندي كذا وكذا درهماً كما تقول له عندي عشرون درهماً وفي الحديث نجيء أَنا وأُمتي يوم القيامة على كذا وكذا قال ابن الأَثير هكذا جاء في مسلم كأَن الراوي شك في اللفظ فكنى عنه بكذا وكذا وهي من أَلفاظ الكِنايات مثْل كَيْتَ وكَيْتَ ومعناه مثل ذا ويُكنى بها عن المجهول وعما لا يراد التصريح به قال أَبو موسى المحفوظ في هذا الحديث نجيء أَنا وأُمتي على كَوْم أَو لفظ يؤدّي هذا المعنى وفي حديث عمر كذاك لا تَذْعَرُوا علينا إِبلَنا أَي حَسْبُكم وتقديره دَعْ فِعْلَك وأَمرَك كَذاك والكاف الأُولى والآخرة زائدتان للتشبيه والخطاب والاسم ذا واستعملوا الكلمة كلها استعمال الاسم الواحد في غير هذا المعنى يقال رجل كذاكَ أَي خَسِيسٌ واشْتَرِ لي غلاماً ولا تشتره كَذاكَ أَي دَنِيئاً وقيل حقيقة كذاك أَي مثل ذاك ومعناه الزم ما أَنت عليه ولا تتجاوزه والكاف الأُولى منصوبة الموضع بالفعل المضمر وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه يوم بَدْر يا نبيّ الله كذاك أَي حَسْبُك الدُّعاء فإِن الله مُنجز لك ما وعدك

كرا
الكِرْوَةُ والكِراء أَجر المستأْجَر كاراه مُكاراةً وكراء واكْتراه وأَكْراني دابّته وداره والاسمُ الكِرْوُ بغير هاء عن اللحياني وكذلك الكِرْوَةُ والكُرْوةُ والكِراء ممدود لأَنه مصدر كارَيْت والدليل على أَنك تقول رجل مُكارٍ ومُفاعِلٌ إنما هو من فاعَلْت وهو من ذوات الواو لأَنك تقول أَعطيت الكَرِيَّ كِرْوتَه بالكسر وقول جرير لَحِقْتُ وأَصْحابي على كُلِّ حُرَّةٍ مَرُوحٍ تُبارِي الأَحْمَسِيَّ المُكارِيا ويروى الأَحمشي أَراد ظل الناقة شبهه بالمكاري قال ابن بري كذا فسر الأَحمشي في الشعر بأَنه ظل الناقة والمُكاري الذي يَكْرُو بيده في مشيه ويروى الأَحْمَسِي منسوب إِلى أَحْمَس رجل من بَجيلة والمُكاري على هذا الحادِي قال والمُكارِي مخفف والجمع المُكارون سقطت الياء لاجتماع الساكنين تقول هؤلاء المُكارُون وذهبت إِلى المُكارِينَ ولا تقل المُكارِيِّين بالتشديد وإِذا أَضفت المُكارِيَ إِلى نفسك قلت هذا مُكارِيَّ بياء مفتوحة مشددة وكذلك الجمع تقول هؤلاء مُكاريَّ سقطت نون الجمع للإِضافة وقلبت الواو ياء وفَتَحْت ياءك وأَدغمتَ لأَن قبلها ساكناً وهذانِ مُكارِيايَ تفتح ياءك وكذلك القول في قاضِيَّ وراميَّ ونحوهما والمُكارِي والكَرِيُّ الذي يُكْرِيك دابته والجمع أَكْرِياء لا يكسر على غير ذلك وأَكْرَيْت الدار فهي مُكْراة والبيت مُكْرًّى واكْتَرَيت واسْتَكْرَيْت وتَكارَيْت بمعنى والكَرِيُّ على فَعِيل المُكارِي وقال عُذافِر الكِندي ولا أَعودُ بعدها كَرِيّا أُمارِسُ الكَهْلةَ والصَّبيَّا ويقال أَكْرَى الكرِيُّ ظهره والكرِيُّ أَيضاً المُكْترِي وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أَن امرأَة مُحرمة سأَلته فقالت أَشَرْت إِلى أَرْنَبٍ فرماها الكَرِيُّ الكَريُّ بوزن الصَّبيّ الذي يُكري دابته فَعِيل بمعنى مُفْعِل يقال أَكْرَى دابته فهو مُكْرٍ وكريٌ وقد يقع على المُكْترِي فَعِيل بمعنى مُفْعَل والمراد الأَول وفي حديث أَبي السَّليل الناسُ يزعمون أَنَّ الكَرِيَّ لا حج له والكَرِيُّ الذي أَكريته بعيرك ويكون الكَرِيّ الذي يُكْريك بعيره فأَنا كَرِيُّك وأَنت كَرِيِّي قال الراجز كَرِيُّه ما يُطْعِم الكَرِيّا بالليل إِلا جِرْجِراً مَقْلِيّا ابن السكيت أَكْرَى الكَرِيُّ ظهره يُكْريه إِكْراء ويقال أَعطِ الكَرِيَّ كِرْوَتَه حكاها أَبو زيد ابن السكيت هو الكِراء ممدود لأَنه مصدر كارَيْت والدليل على ذلك أَنك تقول رجل مُكارٍ مُفاعِل وهو من ذوات الواو ويقال اكْتَرَيْتُ منه دابّة واسْتَكْرَيتها فأَكْرانِيها إكْراء ويقال للأُجرة نفسها كِراء أَيضاً وكَرا الأَرضَ كَرْواً حفَرها وهو من ذوات الواو والياء وفي حديث فاطمة رضي الله عنها أَنها خرجت تُعَزِّي قوماً فلما انصرفت قال لها لَعَلكِ بَلغْتِ معهم الكُرَى ؟ قالت معاذَ اللهِ هكذا جاء في رواية بالراء وهي القُبور جمع كُرْيةٍ أَو كُرْوةٍ من كَرَيْتُ الأَرض وكَرَوْتُها إِذا حفرتها كالحُفرة ومنه الحديث أَن الأَنصار سأَلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نهر يَكْرُونه لهم سَيْحاً أَي يَحْفِرُونه ويُخْرِجون طينه وكَرا البئر كَرْواً طواها بالشجر وكَرَوْتُ البئر كَرْواً طويتها أَبو زيد كَرَوْتُ الرَّكِيَّة كَرْواً إِذا طويتها بالشجر وعَرَشْتها بالخشب وطويتها بالحجارة وقيل المََكْرُوَّة من الآبار المطوية بالعَرْفَج والثُّمام والسِّبَط وكَرا الغلامُ يَكْروا كَرْواً إِذا لعب بالكُرة وكَرَوْتُ بالكُرة أَكْرُو بها إِذا ضربت بها ولَعِبت بها ابن سيده والكُرةُ معروفة وهي ما أَدَرْت من شيء وكَرا الكُرَة كَرْواً لعب بها قال المسيب بن عَلَس مَرِحَت يَداها للنَّجاء كأَنما تَكْرُو بِكَفَّي لاعِبٍ في صاعِ والصاعُ المطمئن من الأَرض كالحُفْرة ابن الأَعرابي كَرَى النهر يَكْريه إِذا نقص تِقْنَه وقيل كَرَيْت النهر كَرْياً إِذا حفرته والكُرةُ التي يُلعَبُ بها أَصلها كُرْوةٌ فحذفت الواو كما قالوا قُلةٌ للتي يُلعب بها والأَصل قُلْوةٌ وجمع الكُرةِ كُراتٌ وكُرُون الجوهري الكُرةُ التي تُضرب بالصَّوْلَجان وأَصلها كُرَوٌ والهاء عِوض وتجمع على كُرين وكِرينَ أَيضاً بالكسر وكُراتٍ وقالت ليلى الأَخيلية تصف قَطاة تدلَّت على فِراخِها تَدَلَّت على حُصٍّ ظِماءٍ كأَنها كُراتُ غُلامٍ في كِساءٍ مُؤَرْنَبِ ويروى حُصِّ الرؤوس كأَنها قال وشاهد كُرين قول الآخر
( * هو عمرو بن كلثوم )
يُدَهْدِين الرُّؤوسَ كما يُدَهْدي حَزاوِرةٌ بأَيديها الكُرينا ويجمع أَيضاً على أُكَرٍ وأَصله وُكَرٌ مقلوب اللام إِلى موضع الفاء ثم أُبدلت الواو همزة لانضمامها وكَرَوْتُ الأَمر وكَرَيْته أَعَدْتُه مرة بعد أُخرى وكَرَتِ الدابة كَرْواً أَسرعت والكَرْوُ أَن يَخْبِط بيده في استقامة لا يَفْتِلُها نحو بطنه وهو من عيوب الخيل يكون خِلْقة وقد كَرَى الفرسُ كَرْواً وكَرَتِ المرأَةُ في مِشْيَتها تَكْرُو كَرْواً والكَرا الفَحَجُ في الساقين والفخذين وقيل هو دِقَّة الساقين والذِّراعين امرأَة كَرْواءُ وقد كَرِيَت كَراً وقيل الكَرْواء المرأَة الدقيقة الساقين أَبو بكر الكَرا دِقَّةُ الساقين مقصور يكتب بالأَلف يقال رجل أَكْرَى وامرأَة كَرْواءُ وقال ليْسَتْ بكَرْواءَ ولكِنْ خِدْلِمِ ولا بِزَلاءَ ولكِنْ سُتْهُمِ قال ابن بري صوابه أَن ترفع قافيته وبعدهما ولا بِكَحْلاء ولكِن زُرْقُم والكَرَوانُ بالتحريك طائر ويدعى الحجلَ والقَبْجَ وجمعه كِرْوانٌ صحت الواو فيه لئلا يصير من مثال فَعَلان في حال اعتلال اللام إِلى مثال فَعالٍ والجمع كَراوينُ كما قالوا وراشِينُ وأَنشد بعض البغداديين في صفة صقر لدلم العَبْشَمي وكنيته أَبو زغب عَنَّ له أَعْرَفُ ضافي العُثْنُونْ داهِيةً صِلَّ صَفاً دُرَخْمِينْ حَتْفَ الحُبارَياتِ والكَراوِينْ والأُنثى كَرَوانةٌ والذكر منها الكَرا بالأَلف قال مُدرك بن حِصْن الأَسدي يا كَرَواناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا فَشَنَّ بالسَّلْحِ فلما شَنَّا بَلَّ الذُّنابى عَبَساً مُبِنَّا قالوا أَراد به الحُبارى يَصُكُّه البازي فيتَّقِيه بسَلْحِه ويقال له الكُرْ كِيُّ ويقال له إِذا صيدَ أَطْرِقْ كَرا أَطْرِقْ كَرا إِن النَّعامَ في القُرى والجمع كِرْوانٌ بكسر الكاف على غير قياس كما إِذا جمعت الوَرشانَ قلت وِرْشانٌ وهو جمع بحذف الزوائد كأَنهم جمعوا كَراً مثل أَخٍ وإَخْوان والكَرا لغة في الكَرَوانِ أَنشد الأَصمعي للفرزدق على حِينَ أَن رَكَّيْتُ وابْيَضَّ مِسْحَلي وأَطْرَقَ إِطْراقَ الكَرا مَن أُحارِبُه
( * قوله « على حين أن ركيت » كذا بالأصل والذي في الديوان أحين التقى ناباي وابيض مسحلي )
ابن سيده وفي المثل أَطْرِقْ كَرا إِنَّ النَّعامَ في القُرى غيره يضرب مثلاً للرجل يُخْدَعُ بكلام يُلَطَّف له ويُراد به الغائلة وقيل يضرب مثلاً للرجل يُتَكَلَّم عنده بكلام فَيَظن أَنه هو المراد بالكلام أَي اسكت فإِني أُريد من هو أَنْبَلُ منك وأَرفع منزلة وقال أَحمد بن عبيد يضرب للرجل الحقير إِذا تكلم في الموضع الذي لا يُشبهه وأَمثالَه الكلامُ فيه فيقال له اسكت يا حقير فإِنَّ الأَجِلاَّءِ أَولى بهذا الكلام منك والكَرا هو الكَرَوانُ طائر صغير فخُوطب الكَروانُ والمعنى لغيره ويُشبَّه الكَروانُ بالذَّلِيل والنعامُ بالأَعزة ومعنى أَطْرِقْ أَي غُضَّ ما دام عزيز فإياك أَن تَنطِق أَيها الذليل وقيل معنى أَطرق كرا أَن الكروان ذليل في الطير والنعام عزيز يقال اسكن عندَ الأَعزة ولا تستشرف للذي لست له بند وقد جعله محمد بن يزيد ترخيم كروان فغلط قال ابن سيده ولم يعرف سيبويه في جمع الكَروانِ إِلا كِرْواناً فوجهه على أَنهم جمعوا كراً قال وقالوا كَرَوانٌ وللجمع كِرْوانٌ بكسر الكاف فإِنما يُكسَّر على كَراً كما قالوا إَخْوان قال ابن جني قولهم كَرَوانٌ وكِرْوانٌ لما كان الجمع مضارعاً للفعل بالفرعية فيهما جاءت فيه أَيضاً أَلفاظ على حذف الزيادة التي كانت في الواحد فقالوا كَرَوانٌ وكِرْوان فجاءَ هذا على حذف زائدتيه حتى صار إِلى فَعَل فجَرى مجرى خَرَب وخِرْبان وبَرَقٍ وبِرْقانٍ فجاء هذا على حذف الزيادة كما قالوا عَمْرَك اللهَ قال أَبو الهيثم سمي الكَروانُ كَرواناً بضدّه لأَنه لا يَنام بالليل وقيل الكَرَوان طائر يشبه البط وقال ابن هانئ في قولهم أَطْرِق كرا قال رُخِّم الكروان وهو نكرة كما قال بعضهم يا قُنْفُ يريد يا قُنْفُذ قال وإِنما يرخم في الدعاء المَعارف نحو ما لك وعامر ولا ترخم النكرة نحو غلام فرُخم كَرَوانٌ وهو نكرة وجعل الواو أَلفاً فجاء نادراً وقال الرسمي الكَرا هو الكَرَوان حرف مقصور وقال غيره الكَرَا ترخيم الكَرَوان قال والصواب الأَوّل لأَن الترخيم لا يستعمل إِلا في النداء والأَلف التي في الكَرا هي الواو التي في الكَروان جعلت أَلفاً عند سقوط الأَلف والنون ويكتب الكرا بالأَلف بهذا المعنى وقيل الكروان طائر طويل الرجلين أَغبر دون الدجاجة في الخَلق وله صوت حسن يكون بمصر مع الطيور الداجنة في البيوت وهي من طيور الرِّيف والقُرَى لا يكون في البادية والكَرَى النوم والكَرَى النعاس يكتب بالياء والجمع أَكْراء قال هاتَكْتُه حتى انْجَلَتْ أَكْراؤُه كَرِيَ الرجل بالكسر يَكْرَى كَرًى إِذا نام فهو كَرٍ وكَرِيٌّ وكَرْيان وفي الحديث أَنه أَدْرَكه الكَرَى أَي النوم ورجل كَرٍ وكَرِيٌّ وقال مَتى تَبِتْ بِبَطْنِ وادٍ أَو تَقِلْ تَتْرُكْ به مِثْلَ الكَرِيّ المُنْجَدِلْ أَي متَى تَبِت هذه الإِبل في مكان أَو تَقِل به نهاراً تَتْركْ به زِقّاً مملوءاً لبناً يصف إِبلاً بكثرة الحلب أَي تَحْلُب وَطْباً من لبن كأَن ذلك الوطب رجل نائم وامرأَة كَرِيَةٌ على فَعِلة وقال لا تُسْتَمَلُّ ولا يَكْرَى مُجالِسُها ولا يَمَلُّ من النَّجْوى مُناجِيها وأَصبح فلان كَرْيانَ الغداةِ أَي ناعِساً ابن الأَعرابي أَكْرَى الرجُل سَهِر في طاعةِ الله عز وجل وكَرَى النهرَ كَرْياً استحدث حَفْرة وكَرَى الرجلُ كَرْياً عَدا عدواً شديداً قال ابن دريد وليس باللغة العالية وقد أَكْرَيْت أَي أَخَّرت وأَكْرَى الشيءَ والرحْلَ والعَشاء أَخَّره والاسم الكَراء قال الحطيئة وأَكْرَيْت العَشاء إِلى سُهَيْلٍ أَو الشِّعْرَى فطالَ بي الأَناءُ قيل هو يَطْلُع سَحَراً وما أُكل بعده فليس بعَشاء يقول انتظرت معروفك حتى أَيِسْت وقال فقيه العرب من سَرَّه النِّساء ولا نَساء فَلْيُبَكِّر العَشاء وليُباكِر الغَداء وليُخَفِّف الرِّداء وليُقِلَّ غِشْيانَ النساء وأَكْرَيْنا الحديث الليلة أَي أَطَلْناه وفي حديث ابن مسعود كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فأَكْرَيْنا في الحديث أَي أَطَلْناه وأَخَّرناه وأَكْرَى من الأَضداد يقال أَكْرَى الشيءُ يُكْرِي إِذا طالَ وقَصُرَ وزادَ ونَقَص قال ابن أَحمر وتَواهَقَتْ أَخْفافُها طَبَقاً والظِّلُّ لم يَفْضُلْ ولم يُكْرِي أَي ولم ينقص وذلك عند انتصاف النهار وأَكْرى الرجل قلَّ ماله أَو نَفِد زادُه وقد أَكرى زادُه أَي نقص وأَنشد ابن الأَعرابي للبيد كذِي زادٍ مَتى ما يُكْرِ مِنْه فليس وراءه ثِقَةٌ بزادِ وقال آخر يصف قِدْراً يُقَسِّمُ ما فيها فإَنْ هِيَ قَسَّمَتْ فَذاكَ وإِنْ أَكْرَتْ فعن أَهلها تُكْرِي قَسَّمَتْ عَمَّت في القَسْم أَراد وإِن نقَصت فعن أَهلها تَنْقُص يعني القِدْر أَبو عبيد المُكَرِّي السَّيرُ
( * قوله « المكرّي السير إلخ » هذه عبارة التهذيب وعبارة الجوهري والمكرّي من الابل اللين السير والبطيء )
اللَّيِّن البَطِيء والمُكَرِّي من الإِبل التي تَعْدُو وقيل هو السير البطيء قال القطامي وكلُّ ذلك منها كُلَّما رَفَعَتْ مِنْها المُكَرِّي ومِنها اللَّيِّن السَّادِي أَي رفَعَتْ في سيرها قال ابن بري وقال الراجز لمَّا رأَتْ شَيْخاً له دَوْدَرَّى ظَلَّتْ على فِراشِها تَكَرَّى
( * قوله « لما رأت إلخ » لم يقدّم المؤلف المستشهد عليه وفي القاموس تكرّى نام فتكرّى في البيت تتكرّى )
دَوْدَرَّى طَويل الخُصيتين وقال الأَصمعي هذه دابة تُكَرِّي تَكْرِيةً إِذا كان كأَنه يتلقف بيده إِذا مشى وكَرَت الناقةُ برجليها قلَبتهما في العَدْوِ وكذلك كَرَى الرجلُ بقدميه وهذه الكلمات يائية لأَن ياءها لام وانقلاب الأَلف ياء عن اللام أَكثر من انقلابها عن الواو والكَرِيُّ نبت والكَرِيّةُ على فعِيلة شجرة تنبت في الرمل في الخَصب بنجد ظاهرة تنبت على نِبْتة الجَعْدة وقال أَبو حنيفة الكَرِيُّ بغير هاء عُشبة من المَرْعى قال لم أَجد من يصفها قال وقد ذكرها العجاج في وصف ثور وحش فقال حتى عَدا واقْتادَه الكَرِيُّ وشَرْشَرٌ وقَسْوَرٌ نَضْرِيُّ
( * قوله « نضري » هو الصواب وتصحف في شرشر بنصري )
وهذه نُبوت غَضَّة وقوله اقتادَه أَي دَعاه كما قال ذو الرمة يَدْعُو أَنْفَه الرِّبَبُ
( * قوله « يدعو » أَوّله كما في شرح القاموس في مادة ربب أمسى بوهبين مجتازاً لمرتعه بذي الفوارس يدعو أنفه الربب )
والكَرَوْيا من البرز وزنها فَعَوْلَلٌ أَلفها منقلبة عن ياء ولا تكون فَعَولَى ولا فَعَلْيا لأَنهما بِناءَان لم يثبُتا في الكلام إِلا أَنه قد يجوز أَن تكون فَعَوْلٌ في قول من ثبت عنده قَهَوْباة وحكى أَبو حنيفة كَرَوْياء بالمد وقال مرة لا أَدر أَيمد الكَرَوْيا أَم لا فإَن مدّ فهي أُنثى قال وليست الكَرَوْياء بعربية قال ابن بري الكرَوْيا من هذا الفصل قال وذكره الجوهري في فصل قردم مقصوراً على وزن زكريا قال ورأَيتها أَيضاً الكَرْوِياء بسكون الراء وتخفيف الياء ممدودة قال ورأَيتها في النسخة المقروءة على ابن الجواليقي الكَرَوْياء بسكون الواو وتخفيف الياء ممدودة قال وكذا رأَيتها في كتاب ليس لابن خالويه كَرَوْيا كما رأَيتها في التكملة لابن الجواليقي وكان يجب على هذا أَن تنقلب الواو ياء لاجتماع الواو والياء وكون الأَول منهما ساكناً إِلا أَن يكون مما شذ نحو ضَيْوَن وحَيْوةٍ وحَيْوان وعَوْية فتكون هذه لفظة خامسة وكَراء ثنية بالطائف ممدودة قال الجوهري وكَراء موضع وقال مَنَعْناكمْ كَراء وجانِبَيْهِ كما مَنَعَ العَرينُ وَحَى اللُّهامِ وأَنشد ابن بري كأَغْلَبَ من أُسُود كَراءَ ورْدٍ يَرُدُّ خَشَايَةَ الرجلِ الظَّلُومِ قال ابن بري والكَرا ثنية بالطائف مقصورة

كزا
ابن الأَعرابي كَزا إِذا أَفضلَ على مُعْتَفِيه رواه أَبو العباس عنه

كسا
الكِسْوةُ والكُسْوةُ اللباس واحدة الكُسا قال الليث ولها معانٍ مختلفة يقال كَسَوْت فلاناً أَكْسُوه كِسْوةً إِذا أَلبسته ثوباً أَو ثياباً فاكْتَسى واكتَسى فلان إِذا لبَس الكِسُوْة قال رؤبة يصف الثور والكلاب قد كَسا فيهن صِبْغاً مُرْدِعاً يعني كساهنَّ دَماً طرّياً وقال يصف العير وأُتُنه يَكْسُوه رَهْباها إِذا تَرَهَّبا على اضْطِرامِ اللُّوحِ بَوْلاً زَغْرَبا يكسوه رَهْباها أَي يَبُلْن عليه ويقال اكتَسَتِ الأَرض بالنبات إِذا تغطَّت به والكُسا جمع الكُسوة وكَسِيَ فلان يَكْسى إِذا اكْتَسَى وقيل كَسِيَ إِذا لبس الكُسوة قال يَكْسى ولا يَغْرَثُ مملوكُها إِذا تَهَرَّت عَبْدَها الهارِيهْ أَنشده يعقوب واكْتَسى كَكَسِيَ وكَساه إِياها كَسْواً قال ابن جني أَما كَسِيَ زيد ثوباً وكَسَوْته ثوباً فإِنه وإِن لم ينقل بالهمزة فإِنه نقل بالمثال أًلا تراه نقل من فَعِلَ إِلى فَعَلَ وإِنما جاز نقله بفَعَل لما كان فَعَلَ وأَفْعَلَ كثيراً ما يعتقبان على المعنى الواحد نحو جَدَّ في الأَمر وأَجَدَّ وصدَدْته عن كذا وأَصدَدْته وقصر عن الشيء وأَقْصَر وسَحَته الله وأَسْحَته ونحو ذلك فلما كانت فَعَلَ وأَفْعَلَ على ما ذكرناه من الاعتقاب والتَّعاوُض ونُقِل بأَفْعل نقل أَيضاً فَعِلَ يَفعَل نحو كَسِيَ وكَسَوْتُه وشَتِرَت عينُه وشَتَرْتها وعارَتْ وعُرْتها ورجل كاسٍ ذو كُسوة حمله سيبويه عل النسب وجعله كَطاعِم وهو خلاف لما أَنشدناه من قوله يَكْسى ولا يَغْرَثُ قال ابن سيده وقد ذكرنا في غير موضع أَن الشيء إِنما يحمل على النسب إِذا عُدِمَ الفِعل ويقال فلان أَكْسى من بَصَلةٍ إِذا لبس الثياب الكثيرة قال وهذا من النوادر أَن يقال للمُكْتَسِي كاسٍ بمعناه ويقال فلان أَكسى من فلان أَي أَكثر إِعطاء للكُسوة من كَسَوْتُه أَكْسُوه وفلان أَكسى من فلان أَي أَكثر اكْتِساء منه وقال في قول الحطيئة دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لبُغْيَتها واقْعُدْ فإِنَّك أَنتَ الطاعِمُ الكاسِي أَي المُكْتَسي وقال الفراء يعني المَكْسُوَّ كقولك ماء دافِقٌ وعيشةٌ راضِيةٌ لأَنه يقال كَسِيَ العُرْيانُ ولا يقال كَسا وفي الحديث ونِساءٍ كاسِياتٍ عارِياتٍ أَي أَنهنَّ كاسياتٌ من نِعَم الله عارِياتٌ من الشكر وقيل هو أَن يَكْشِفْنَ بعضَ جسدهن ويَسْدُلْن الخُمُر من ورائهن فهنَّ كاسِياتٌ كعارِيات وقيل أَراد أَنهن يَلْبَسْن ثِياباً رقاقاً يَصِفْنَ ما تحتها من أَجْسامِهن فهن كاسِياتٌ في الظاهر عارِياتٌ في المعنى قال ابن بري يقال كَسِيَ يَكْسَى ضدّ عَرِيَ يَعْرَى قال سعيد بن مسحوج الشيباني لقَدْ زادَ الحَياةَ إِليَّ حُبّاً بَناتي أَنَّهُنَّ من الضِّعافِ مَخافةَ أَن يَرَيْنَ البُؤسَ بَعْدي وأَن يَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافِ وأَن يَعْرَيْنَ إِنْ كَسِيَ الجَواري فَتَنْبُو العينُ عَن كَرَمٍ عجافِ واكْتَسى النَّصِيُّ بالوَرق لبسه عن أَبي حنيفة واكْتَسَتِ الأَرضُ تمَّ نباتُها والتفَّ حتى كأَنها لبَسته والكِساء معروف واحد الأَكْسِية اسم موضوع يقال كِساءٌ وكِساءَان وكِساوانِ النسبة إِليها كِسائيٌّ وكِساوِيٌّ وأَصله كِساوٌ لأَنه من كَسَوْتُ إِلا أَن الواو لما جاءت بعد الأَلف همزت وتَكَسَّيْتُ بالكِساء لبسته وقول عمرو بن الأَهتم فبَاتَ له دونَ الصَّبا وهي قُرَّةٌ لِحافٌ ومَصْقولُ الكِساء رَقِيقُ أَراد اللبنَ تعلوه الدُّوايةُ قال ابن بري صواب إِنشاده وبات له يعني للضيف وقبله فباتَ لَنا منها وللضَّيْف مَوْهناً شِواءٌ سَمِينٌ زاهِقٌ وغَبُوقُ ابن الأَعرابي كاساهُ إِذا فاخَره وساكاه إِذا ضَيَّقَ عليه في المُطالبة وسَكا إِذا صغر جسمه التهذيب أَبو بكر الكَساء بفتح الكاف ممدود المجد والشرف والرِّفْعة حكاه أَبو موسى هرون بن الحرث قال الأَزهري وهو غريب والأَكْساء النَّواحي واحدها كُسْء وهو مذكور في الهمزة أَيضاً وهو يائي والكُسْيُ مؤخَّر العجز وقيل مؤخر كل شيء والجمع أَكساء قال الشماخ كأَنّ على أَكْسائِها من لُغامِها وخِيفةَ خِطْمِيٍّ بماء مُبَحْزَجِ وحكى ثعلب رَكِبَ كَساه
( * قوله « ركب كساه » هذا هو الصواب وما في القاموس أكساءه غلطه فيه شارحه وقد ضبط في الأصل بالفتح ولعله بالضم )
إِذا سقط على قَفاه وهو يائي لأَن ياءه لام قال ابن سيده ولو حمل على الواو لكان وجهاً فإِن الواو في كَسا أَكثر من الياء والذي حكاه ابن الأَعرابي رَكِبَ كُسْأَه مهموز وقد تقدم ذكره في موضعه

( كشي ) كُشْيةُ الضَّبِّ أَصل ذَنَبه وقيل هي شَحْمة صفراء من أَصل ذنبه حتى تبلغ إِلى أَصل حَلْقه وهما كُشْيَتان مُبْتَدَّتا الصلب من داخل من أَصل ذنبه إِلى عنقه وقيل هي على موضع الكُلْيَتَيْنِ وهما شحمتان على خِلْقة لِسان الكلب صفراوان عليهما مِقْنعة سَوْداء أَي مثل المِقْنعة وقيل هي شَحْمة مُسْتطيلة في الجنبين من العُنُق إِلى أَصل الفَخِذ وفي المثل أَطْعِمْ أَخاكَ مِنْ كُشْيةِ الضبِّ يَحُثُّه على المُواساة وقيل بل يَهْزَأُ به قال قائل الأَعراب وأَنت لو ذُقْتَ الكُشى بالأَكْباد لَما تَرَكْتَ الضَّبَّ يَعْدُو بالواد وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه وضَع يدَه في كُشْيةِ ضَبٍّ وقال إِنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم لم يُحرِّمْه ولكن قَذِرَه الكُشْيةُ شَحْم يكون في بَطن الضبِّ ووضْعُ اليد فيه كِنايةٌ عن الأَكل منه قال ابن الأَثير هكذا رواه القتيبي في حديث عمر والذي جاء في غَرِيب الحَرْبي عن مُجاهِد أَن رجلاً أَهْدَى للنبي صلى الله عليه وسلم ضَبّاً فقَذِرَه فوضع يده في كُشْيَتَي الضَّبِّ قال ولعله حديث آخر والجمع الكُشَى وقال الشاعر فلو كان هذا الضبُّ لا ذَنَبٌ لَه ولا كُشْيةٌ ما مَسَّه الدَّهْرَ لامِسُ ولَكِنَّه من أَجْلِ طِيبِ ذُنَيْبِه وكُشْيَتِه دَبَّتْ إِليهِ الدِّهارِسُ ويقال كُشَّةٌ
( * قوله « كشة » هو بهذا الضبط في التهذيب وكُشْيةٌ بمعنى واحد ابن سيده وكَشا الشيءَ كَشْواً عَضَّه بفيه فانتزعه

( كصي ) ابن الأَعرابي كَصَى إِذا خَسَّ بعد رِفْعة

كظا
كَظا لحمه يَكْظُو اشتدَّ وقيل كثر واكتنز يقال خَظا لحمُه وكَظا وبَظا كله بمعنى الفراء خَظا بَظا وكَظا بغير همز يعني اكتنز ومثله يَخْظُو ويَبْظُو ويَكْظُو اللحياني خَظَا بَظا كَظا إِذا كان صُلْباً مكتنزاً ابن الأَعرابي كَظا تابع لِخَظا كَظا يَكْظُو كَظاً إِذا ركب بعضه بعضاً ابن الأَنباري يكتب بالأَلف وأَنشد ابن بري للقلاخ عُراهِماً كاظِي البَضِيعِ ذا عُسُنْ

كعا
ابن الأَعرابي كَعا إِذا جَبُنَ أَبو عمرو الكاعي المُنْهَزم ابن الأَعرابي الأَكْعاء الجُبناء قال والأَعْكاء العُقَد

( كفي ) الليث كَفَى يَكْفِي كِفايةً إِذا قام بالأَمر ويقال اسْتَكْفَيْته أَمْراً فكَفانِيه ويقال كَفاك هذا الأَمرُ أَي حَسْبُك وكَفاكَ هذا الشيء وفي الحديث من قرأَ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كَفَتاه أَي أَغْنَتاه عن قيام الليل وقيل إِنهما أَقل ما يُجزئ من القراءة في قيام الليل وقيل تَكْفِيانِ الشرَّ وتَقِيان من المكروه وفي الحديث سَيَفْتَحُ اللهُ عليكم ويَكْفِيكم اللهُ أَي يَكْفيكم القِتالَ بما فتَح عليكم والكُفاةُ الخَدَمُ الذين يَقومون بالخِدْمة جمع كافٍ وكفَى الرجلُ كِفايةً فهو كافٍ وكُفًى مثل حُطَمٍ عن ثعلب واكْتَفَى كلاهما اضْطَلَع وكَفاه ما أَهَمَّه كِفايةً وكَفاه مَؤُونَته كِفاية وكَفاك الشيءُ يَكفِيك واكْتَفَيْت به أَبو زيد هذا رجل كافِيك من رَجُل وناهيك من رجل وجازيكَ من رجل وشَرْعُكَ من رجُل كله بمعنى واحد وكَفَيْته ما أَهَمَّه وكافَيْته من المُكافاة ورَجَوْتُ مُكافاتَك ورجل كافٍ وكَفِيٌّ مثل سالِم وسَلِيمٍ ابن سيده ورجل كافِيكَ من رجل وكَِفْيُكَ من رجُل
( * قوله « وكفيك من رجل » في القاموس مثلثة الكاف )
وكَفَى به رجلاً قال وحكى ابن الأَعرابي كَفاكَ بفلان وكَفْيُكَ به وكِفاكَ مكسور مقصور وكُفاكَ مضموم مقصور أَيضاً قال ولا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث التهذيب تقول رأَيت رجُلاً كافِيَك من رجل ورأَيت رجلين كافِيَك من رجلين ورأَيت رجالاً كافِيَكَ من رجال معناه كَفاك به رجلاً الصحاح وهذا رجل كافِيكَ من رجُل ورَجلان كافِياكَ من رجلين ورِجالٌ كافُوكَ من رِجال وكَفْيُك بتسكين الفاء أَي حَسْبُكَ وأَنشد ابن بري في هذا الموضع لجثامة الليثي سَلِي عَنِّي بَني لَيْثِ بنِ بَكْرٍ كَفَى قَوْمي بصاحِبِهِمْ خَبِيرا هَلَ اعْفُو عن أُصولِ الحَقِّ فِيهمْ إِذا عَرَضَتْ وأَقْتَطِعُ الصُّدُورا وقال أَبو إِسحق الزجاج في قوله عز وجل وكفَى بالله وليّاً وما أَشبهه في القرآن معنى الباء للتَّوْكيد المعنى كفَى اللهُ وليّاً إِلا أَن الباء دخلت في اسم الفاعل لأَن معنى الكلام الأَمْرُ المعنى اكْتَفُوا بالله وليّاً قال ووليّاً منصوب على الحال وقيل على التمييز وقال في قوله سبحانه أَوَلم يَكْفِ بربّك أَنه على كل شيء شهيد معناه أَوَلم يَكْفِ ربُّك أَوَلم تَكْفِهم شهادةُ ربِّك ومعنى الكِفاية ههنا أَنه قد بين لهم ما فيه كِفاية في الدلالة على توحيده وفي حديث ابن مريم فأَذِنَ لي إِلى أَهْلي بغير كَفِيٍّ أَي بغير مَن يَقوم مَقامي يقال كَفاه الأَمرَ إِذا قام فيه مَقامه وفي حديث الجارود وأَكْفي مَنْ لم يَشهد أَي أَقوم بأَمْرِ مَن لم يَشهد الحَرْبَ وأُحارِبُ عنه فأَمّا قول الأَنصاري فكَفَى بِنا فَضْلاً على مَن غَيْرُنا حُبُّ النبيِّ مُحَمَّدٍ إِيّانا فإِنما أَراد فكَفانا فأَدخل الباء على المفعول وهذا شاذ إِذ الباء في مثل هذا إِنما تدخل على الفاعل كقولك كفَى باللهِ وقوله إِذا لاقَيْتِ قَوْمي فاسْأَلِيهمْ كَفَى قَوْماً بِصاحِبِهمْ خَبِيرا هو من المقلوب ومعناه كفَى بقوم خَبِيراً صاحبُهم فجعل الباء في الصاحب وموضعها أَن تكون في قوم وهم الفاعلون في المعنى وأَما زيادَتها في الفاعل فنحو قولهم كَفى بالله وقوله تعالى وكفى بنا حاسبين إِنما هو

كفى
اللهُ وكفانا كقول سحيم كفى الشَّيْبُ والإِسْلامُ للمَرْء ناهِياً فالباء وما عملت في موضع مرفوع بفعله كقولك ما قام من أَحد فالجار والمجرور هنا في موضع اسم مرفوع بفعله ونحوه قولهم في التعجب أَحْسِنْ بِزَيْدٍ فالباء وما بعدها في موضع مرفوع بفعله ولا ضمير في الفعل وقد زيدت أَيضاً في خبر لكنَّ لشبهه بالفاعل قال ولَكِنَّ أَجْراً لو فَعَلْتِ بِهَيِّنٍ وهَلْ يُعْرَفُ المعْروفُ في الناسِ والأَجْرُ
( * قوله « وهل يعرف » كذا بالأصل والذي في المحكم ولم ينكر )
أَراد ولكِنّ أَجراً لو فَعَلْتِه هَيِّن وقد يجوز أَن يكون معناه ولكنَّ أَجراً لو فعلته بشيء هين أَي أَنت تَصِلين إِلى الأَجرِ بالشيء الهين كقولك وُجُوبُ الشكر بالشيءِ الهيّن فتكون الباء على هذا غير زائدة وأَجاز محمد بن السَّرِيّ أَن يكون قوله كَفَى بالله تقديره كفَى اكْتِفاؤك بالله أَي اكْتفاؤك بالله يَكْفِيك قال ابن جني وهذا يضعف عندي لأَن الباء على هذا متعلقة بمصدر محذوف وهو الاكتفاء ومحال حذف الموصول وتبقية صلته قال وإِنما حسَّنه عندي قليلاً أَنك قد ذكرت كفَى فدلَّ على الاكتفاء لأَنه من لفظه كما تقول مَن كَذب كان شرًّا له فأَضمرته لدلالة الفعل عليه فههنا أَضمر اسماً كاملاً وهو الكذب وهناك أَضمر اسماً وبقي صلته التي هي بعضه فكان بعضُ الاسم مضمراً وبعضه مظهراً قال فلذلك ضعف عندي قال والقول في هذا قول سيبويه من أَنه يريد كفى الله كقولك وكفى الله المؤمنين القتال ويشهد بصحة هذا المذهب ما حكي عنهم من قولهم مررت بأَبْياتٍ جادَ بِهنَّ أَبياتاً وجُدْنَ أَبْياتاً فقوله بهنَّ في موضع رفع والباء زائدة كما ترى قال أَخبرني بذلك محمد بن الحسن قراءة عليه عن أَحمد بن يحيى أَن الكسائي حكى ذلك عنهم قال ووجدت مثله للأَخطل وهو قوله فقُلْتُ اقْتُلُوها عَنْكُمُ بِمِزاجِها وحُبَّ بِها مَقْتولَةً حِينَ تُقْتَل فقوله بها في موضع رفع بحُبَّ قال ابن جني وإِنما جاز عندي زيادة الباء في خبر المبتدإِ لمضارعته للفاعل باحتياج المبتدإِ إِليه كاحتياج الفعل إِلى فاعله والكُفْيةُ بالضم ما يَكْفِيك من العَيش وقيل الكُفْيَةُ القُوت وقيل هو أَقلّ من القوت والجمع الكُفَى ابن الأَعرابي الكُفَى الأَقوات واحدتها كُفْيةٌ ويقال فلان لا يملك كُفَى يومه على ميزان هذا أَي قُوتَ يومه وأَنشد ثعلب ومُخْتَبِطٍ لم يَلْقَ مِن دُونِنا كُفًى وذاتِ رَضِيعٍ لم يُنِمْها رَضِيعُها قال يكون كُفًى جمع كُفْيَة وهو أَقلّ من القُوت كما تقدّم ويجوز أَن يكون أَراد كُفاةً ثم أَسقط الهاء ويجوز أَن يكون من قولهم رجل كَفِيٌّ أَي كافٍ والكِفْيُ بطن الوادي عن كراع والجمع الأَكْفاء ابن سيده الكُفْوُ النظير لغة في الكُفءِ وقد يجوز أَن يريدوا به الكُفُؤ فيخففوا ثم يسكنوا

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88