كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

عجهن
الأَزهري العُجاهِنُ صديق الرجل المَُعْرِس الذي يجري بينه وبين أَهله في إِعْراسه بالرَّسائل فإِذا بَنى بها فلا عُجاهنَ له قال الراجز ارْجِعْ إلى بيتِكَ يا عُجاهِنُ فقد مضى العُرْسُ وأَنتَ واهِنُ والأُنثى بالهاء وتَعَجْهَنَ الرجلُ يَتَعَجْهَنُ تَعَجْهُناً إذا لزِمَها حتى يُبْنَى عليها والعُجاهِنة الماشِطة إذا لم تفارق العَرُوسَ حتى يُبْنَى بها والعُجاهِنُ بالضم الطَّبّاخ والعُجاهِنُ الخادم والجمع العَجاهِنة بالفتح وقال الكميت ويَنْصِبْنَ القُدُورَ مُشَمِّراتٍ يُنازِعْنَ العَجاهِنةَ الرِّئينا الرِّئين جمعُ الرِّئة جمعها على النون كقولهم عِزِينَ وثُبِينَ وكُرِينَ والمرأَة عُجاهِنة قال وهي صَديقة العَرُوسِ قال ابن بري قد تعَجْهَنَ الرجل لفلانٍ إذا صار له عُجاهِناً وقال تأَبط شرّاً ولكنَّني أَكْرَهْتُ رَهْطاً وأَهْلَه وأَرْضاً يكونُ العُوصُ فيها عُجاهِنا ويروى وكَرِّي إذا أَكْرَهْتُ رَهْطاً وأَهله والعُجاهِنُ القنفذ حكاه أَبو حاتم وأَنشد فباتَ يُقاسي ليلَ أَنْقَدَ دائا ويَحْدُرُ بالقُفِّ اخْتِلافَ العُجاهِنِ وذلك لأَن القنفذ يَسْرِي ليله كله وقد يجوز أَن يكون الطَّبَّاخ لأَن الطباخ يختلف أَيضاً

عدن
عَدَنَ فلان بالمكان يَعْدِنُ ويَعْدُنُ عَدْناً وعُدُوناً أَقام وعَدَنْتُ البلدَ تَوَطَّنْتُه ومرْكَزُ كل شيء مَعْدِنُه وجنّاتُ عَدْنٍ منه أَي جنات إِقامة لمكان الخُلْد وجناتُ عَدْنٍ بُطْنانُها وبُطْنانها وسَطُها وبُطْنانُ الأَودية المواضعُ التي يَسْتَرْيضُ فيها ماءُ السيل فيَكْرُمُ نباتُها واحدها بَطْنٌ واسم عَدْنان مشتق من العَدْنِ وهو أَن تَلْزَمَ الإِبلُ المكانَ فتأْلَفَه ولا تَبْرَحَه تقول تَرَكْتُ إِبل بني فلان عَوادِنَ بمكان كذا وكذا قال ومنه المَعْدِن بكسر الدال وهو المكان الذي يَثْبُتُ فيه الناس لأَن أَهله يقيمون فيه ولا يتحوَّلون عنه شتاء ولا صيفاً ومَعْدِنُ كل شيء من ذلك ومَعْدِنُ الذهب والفضة سمي مَعْدِناً لإنْبات الله فيه جوهرهما وإِثباته إِياه في الأَرض حتى عَدَنَ أَي ثبت فيها وقال الليث المَعْدِنُ مكان كل شيء يكون فيه أَصله ومَبْدَؤه نحو مَعْدِنِ الذهب والفضة والأَشياء وفي الحديث فَعَنْ معادِنِ العرب تسأَلوني ؟ قالوا نعم أَي أُصولها التي ينسبون إليها ويتفاخرون بها وفلان مَعْدِنٌ للخير والكرم إذا جُبِل عليهما على المَثَل وقال أَبو سعيد في قول المُخَبَّل خَوَامِسُ تَنْشقُّ العَصا عن رُؤوسها كما صَدَعَ الصَّخْرَ الثِّقالَ المُعَدِّنُ قال المُعَدِّنُ الذي يُخْرِجُ من المَعْدَنِ الصخرَ ثم يَكْسِرُها يبتغي فيها الذهب وفي حديث بلال ابن الحرث أَنه أَقطعه مَعادِن القَبَلِيَّةِ المَعادِنُ المواضع التي يستخرج منها جواهر الأَرض والعَدَانُ موضع العُدُونِ وعَدَنَتِ الإِبل بمكان كذا تَعْدِنُ وتَعْدُنُ عَدْناً وعُدُوناً أَقامت في المَرْعَى وخص بعضهم به الإِقامة في الحَمْضِ وقيل صَلَحَتْ واسْتَمْرأَت المكانَ ونَمَتْ عليه قال أَبو زيد ولا تَعْدِنُ إلا في الحَمْضِ وقيل يكون في كل شيء وهي ناقة عادِنٌ بغير هاء والعَدَنُ موضع باليمن ويقال له أَيضاً عَدَنُ أَبْيَنَ نُسِبَ إلى أَبْيَنَ رجلٍ من حِمْير لأَنه عَدَنَ به أَي أَقام قال الأَزهري وهي بلد عى سِيف البحر في أَقصى بلاد اليمن وفي الحديث ذِكْرُ عَدَنِ أَبْيَنَ هي مدينة معروفة باليمن أُضيفت إلى أَبْيَنَ بوزن أَبيض وهو رجل من حمير أَبو عبيد العِدَّانُ الزمان وأَنشد بيت الفرزدق يخاطب مِسْكيناً الدَّارِمِيَّ لما رَثَى زياداً أََتَبْكي على عِلْجِ بِمَيْسانَ كافِرٍ ككِسْرَى على عِدّانِه أَو كَقَيْصَرا ؟ وفيه يقول هذا البيت أَقولُ له لما أَتاني نَعِيُّه به لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمةِ أَعْفَرا وقال أَبو عمرو في قوله ولا على عِدّانِ مُلْكٍ مُحْتَضَرْ أَي على زمانه وإِبَّانِه قال الأَزهري وسمعت أَعرابياً من بني سعد بالأَحْساءِ يقول كان أَمْرُ كذا وكذا على عِدَّانِ ابن بُور وابنُ بُور كان والياً بالبَحْرَيْن قبل استيلاء القَرامِطَة عليها يريد كان ذلك أَيام ولايته عليها وقال الفراء كان ذلك على عِدَّانِ فرعون قال الأَزهري من جعل عِدَّانَ فِعْلاناً فهو من العَدِّ والعِدَادِ ومن جعله فِعلالاً فهو من عَدَنَ قال والأَقرب عندي أَنه من العَدِّ لأَنه جعل بمعنى الوقت والعَدَان بفتح العين سبع سنين يقال مَكَثْنا في غَلاء السِّعْرِ عَدَانَيْنِ وهما أَربع عشرة سنة الواحد عَدَانٌ وهو سبع سنين والعَدَانُ موضعُ كل ساحلٍ وقيل عَدَان البحر بالفتح ساحله قال يَزيدُ بنُ الصَّعِقِ جَلَبْنَ الخيلَ من تَثْلِيثَ حتى وَرَدْنَ على أُوَارةَ فالعَدَانِ والعدانُ أَرض بعينها من ذلك وأَما قول لبيد ابن ربيعة العامري ولقد يَعْلَمُ صَحْبي كُلُّهُمْ بعَدَانِ السّعيفِ صَبْرِي ونَقَلْ فإِن شمراً رواه بعَدَانِ السيف وقال عَدَانُ موضع على سيفِ البحر ورواه أَبو الهيثم بعِدان السِّيفِ بكسر العين قال ويروى بعَدَاني السِّيفِ وقال أَراد جمع العَدِينَة فقلب الأَصل بعَدَائِن السِّيفِ فأَخَّرَ الياء وقال عَداني وقيل أَراد عَدَنَ فزاد فيه الأَلف للضرورة ويقال هو موضع آخر ابن الأَعرابي عَدَانُ النهر بفتح العين ضَفَّتُه وكذلك عِبْرَتُه ومَعْبَرُه وبِرْغِيلُه وعَدَنَ الأَرضَ يَعْدِنُها عَدْناً وعَدَّنَها زبَّلَها والمِعْدَنُ الصاقُورُ والعَدِينَة الزيادة التي تُزادُ في الغَرْبِ وجمع العَدِينَة عدَائن يقال غَرْبٌ مُعَدَّنٌ إذا قطع أَسفله ثم خرز برقعة وقال والغَرْبَ ذا العَدِينَة المُوَعبَّا المُوَعَّبُ المُوَسَّعُ الموَفَّر أَبو عمرو العَدِينُ عُرىً مُنَقَّشَة تكون في أَطراف عُرَى المَزادة وقيل رُقْعَة مُنَقَّشَة تكون في عُرْوة المزادة وقال ابن شميل الغَرْب يُعَدَّنُ إذا صَغُر الأَديم وأَرادوا تَوْفِيرَه زادوا له عَدِينَةً أَي زادوا له في ناحية منه رُقْعَة والخُفُّ يُعَدَّنُ يزاد في مُؤَخَّرِ الساق منه زيادة حتى يتسع قال وكل ُقْعة تُزاد في الغرب فهي عَدِينَة وهي كالبَنِيقَةِ في القميص ويقال عَدَّنَ به الأَرض وعَدَّنه ضربها به يقال عَدَّنْتُ به الأَرضَ ووَجَنْتُ به الأَرضَ ومَرَّنْتُ به الأَرضَ إذا ضَرَبت به الأَرض وعَدَّنَ الشاربُ إذا امتلأ مثل أَوَّنَ وعَدَّلَ والعَيْدانُ النخل الطِّوال وأَنشد أَبو عبيدة لابن مُقْبل قال يَهْزُزْنَ للمَشْيِ أَوْصالاً مُنَعِّمَةً هَزَّ الجَنُوبِ ضُحًى عَيْدانَ يَبْرِينَا قال أَبو عمرو العَدَانَة الجماعة من الناس وجمعه عَدانات وأَنشد بني مالكٍ لَدَّ الحُضَيْنُ ورَاءِكُمْ رِجالاً عَدَاناتٍ وخَيْلاً أَكاسِما وقال ابن الأَعرابي رجال عَدَاناتٌ مُقيمون وقال روضة أُكْسُومٌ إذا كانت ملتفة بكثرة النبات والعَدَان قبيلة من أَسد قال الشاعر بَكِي على قَتْلي العَدانِ فإِنهم طالتْ إِقامَتُهم ببَطْنِ بَِرَامِ
( * قوله « قال الشاعر بكي إلخ » عبارة ياقوت عدان السيف بالفتح ضفته
قال الشاعر بكي إلخ وبعده
كانوا على الأعداء نار محرّق ... ولقومهم حرماً من الأحرام
لا تهلكي جزعاً فإني واثق ... برماحنا وعواقب الأيام )
والعَدَانات الفِرَق من الناس وعَدْنانُ بن أُدٍّ أَبو مَعَدٍّ
وعَدَانُ وعُدَيْنَة من أَسماء النساء

عدشن
العَيْدَشُونُ دُوَيْبَّة

عذن
العَذَّانَة الاسْتُ والعرب تقول كَذَبَتْ عَذَّانَتُه وكَدَّانَتُه بمعنى واحد ابن الأَعرابي أَعْذَنَ الرجل إذا آذى إنساناً بالمخالفة

عرن
العَرَنُ والعُرْنَةُ داء يأْخُذُ الدابة في أُخُرِ رجلها كالسَّحَج في الجلد يُذْهِبُ الشَّعر وقيل هو تَشَقُّق يُصِيبُ الخَيْل في أَيديها وأَرجلها وقيل هو جُسُوءِ يحدث في رُسْغِ رجل الفرس والدابة وموضع ثُنَّتِها من أُخُرٍ للشيء يصيبه فيه من الشُّقاقِ أَو المَشَقَّة من أَن يَرْمَحَ جَبَلاً أَو حجراً وقد عَرِنَتْ تَعْرَنُ عَرَناً فهي عَرِنة وعَرُونٌ وهو عَرِنٌ وعَرِنَتْ رجلُ الدابة بالكسر والعَرَنُ أَيضاً شبيه بالبَثْرِ يَخْرُجُ بالفِصال في أَعناقها تَحْتكُّ منه وقيل قَرْحٌ يخرج في قوائمها وأَعناقها وهو غير عَرَنِ الدواب والفعل كالفعل وأَعَرَنَ الرجلُ إذا تشَقَّقتْ سيقانُ فُصْلانه وأَعْرَنَ إذا وقَعَتِ الحِكَّة في إِبله قال ابن السكيت هو قَرْحٌ يأْخذه في عنقه فيحتك منه وربما بَرَكَ إلى أَصل شجرة واحْتَكَّ بها قال ودواؤه أَن يُحْرَقَ عليه الشحمُ قال ابن بري ومنه قول رؤبة يَحُكُّ ذِفْراهُ لأَصحابِ الضَّفَنْ تَحَكُّكَ الأَجرَبِ يأْذَى بالعَرَنْ والعَرَنُ أَثرُ المَرَقة في يد الآكل عن الهَجريِّ والعِرَانُ خشبة تُجْعَلُ في وَتَرةِ أَنف البعير وهو ما بين المَنْخِرَين وهو الذي يكون للبَخاتيِّ والجمع أَعْرِنة وعَرَنَه يَعْرُنُه ويَعْرِنُه عَرْناً وضع في أَنفه العِرَانَ فهو مَعْرُونٌ وعُرِنَ عَرْناً شكا أَنفه من العِرَان الأَصمعي الخشاشُ ما يكون من عُود أَو غيره يجعل في عظم أَنف البعير والعِرانُ ما كان في اللحم فوق الأَنف قال الأَزهري وأَصل هذا من العَرَنِ والعَرِين وهو اللحم والعِرانُ المِسْمارُ الذي يضم بين السِّنانِ والقَناة عن الهَجريِّ والعَرِينُ اللحم قالت غادِيَةُ الدُّبيريَّةُ مُوَشِّمةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرِينُها وهذا العجز أورده ابن سِيدَهْ والأَزهري منسوباً لغاديةَ الدُّبيرية كما ذكرناه وأَورده الجوهري مهملاً لم ينسبه إلى أَحد وقال ابن بري هو لمُدْرِكِ بن حِصْنٍ قال وهو الصحيح وجملة البيت رَغا صاحِبي عندَ البُكاءِ كما رَغَتْ مُوَشَّمَةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرِينُها قال وأَنشده أَبو عبيدة في نوادر الأَسماء وأَنشد بعده من المُلْحِ لا يُدْرَى أَرجْلُ شِمالِها بها الظَّلْعُ لما هَرْوَلتْ أَم يمينُها وفي شعره موشمة الجنبين وأَراد بالمُوشَّمة الصَّبْغَ والأَمْلَحُ بين الأَبيض والأَسود والتَّوشُّمُ بياضٌ وسواد يكون فيه كهيئة الوَشْمِ في يد المرأَة والرَّخْصُ الرَّطْبُ الناعم وقيل العَرِينُ اللحم المَطْبُوخ ابن الأَعرابي أَعْرَنَ إذا دام على أَكل العَرَنِ قال وهو اللحم المطبوخ والعَرِينُ والعَرِينَةُ مأْوى الأَسد الذي يأْلفه يقال ليثُ عرينَةٍ وليْثُ غابةٍ وأَصلُ العَرين جماعة الشَّجر قال ابن سيده العَرينة مأْوى الأَسد والضبع والذئب والحية قال الطرّمّاح يصف رَحْلاً أَحَمَّ سَراةِ أَعْلى اللَّوْنِ منه كلَوْنِ سَرَاةِ ثُعْبانِ العَرينِ وقيل العَرينُ الأَجَمةُ ههنا قال الشاعر ومُسَرْبلٍ حَلَقَ الحديدِ مُدَجِّجٍ كاللَّيْثِ بين عَرينَةِ الأَشْبالِ هكذا أَنشده أَبو حنيفة مُدَجِّجٍ بالكسر والجمع عُرُنٌ والعَرينُ هَشيمُ العِضاهِ والعرينُ جماعة الشَّجر والشَّوْكِ والعِضاهِ كان فيه أَسد أَو لم يكن والعَرينُ والعِرَانُ الشَّجر المُنْقاد المُسْتطيل والعَرين الفِناء وفي الحديث أَن بعض الخُلفاء دفن بعَرينِ مكة أَي بفنائها وكان دفن عند بئر مَيْمُون والعَرينُ في الأَصل مأْوى الأَسد شبهت به لعزها ومَنَعتِها زادها الله عزّاً ومَنَعةً والعَرينُ صياحُ الفاختة أَنشد الأَزهري في ترجمة عزهل إذا سَعْدانةُ السََّعفاتِ ناحَتْ عَزَاهِلُها سَمِعْتَ لها عَرِينا العَرينُ الصوتُ والعِرَانُ القِتالُ والعِرانُ الدار البعيدة والعِرانُ البُعْدُ وبُعْدُ الدار يقال دارهم عارِنَة أَي بعيدة وعَرَنَتِ الدارُ عِراناً بَعُدَتْ وذهبت جهة لا يريدها من يحبه ودِيارٌ عِرَانٌ بعيدة وُصِفَتْ بالمصدر قال ابن سيده وليست عندي بجمع كما ذهب إليه أَهل اللغة قال ذو الرمة أَلا أَيُّها القلْبُ الذي بَرَّحَتْ به منازِلُ مَيٍّ والعِرانُ الشَّواسِعُ وقيل العِرَان في بيت ذي الرمة هذا الطُّرُقُ لا واحد لها ورجل عِرْنةٌ شديد لا يطاق وقيل هو الصِّرِّيعُ الفراء إذا كان الرجل صِرِّيعاً خبيثاً قيل هو عِرْنةٌ لا يُطاق قال ابن أَحمر يصف ضَعْفَه ولسْتُ بِعِرْنةٍ عَرِكٍ سلاحي عَصاً مَثْقُوفَةٌ تَقِصُ الحِمارَا يقول لست بقَوِيٍّ ثم ابتدأَ فقال سلاحي عصاً أَسوق بها حماري ولست بمُقْرِنٍ لقِرْني قال ابن بري في العِرْنةِ الصِّرِّيعِ قال هو مما يمدح به وقد تكون العِرْنةُ مما يُذَم به وهو الجافي الكَزّ وقال أَبو عمرو الشَّيْبانيّ هو الذي يَخْدُمُ البيوتَ ورُمْحٌ مُعَرَّنٌ مُسَمَّرُ السِّنانِ قال الجوهري رُمْحٌ مُعَرَّنٌ إذا سُمِّر سِنانُه بالعِرانِ وهو المِسمارُ والعَرَنُ الغَمَرُ والعَرَنُ رائحة لحم له غَمَرٌ حكى ابن الأَعرابي أَجِدُ رائحة عَرَنِ يديك أَي غَمَرَهما وهو العَرَمُ أَيضاً والعَرَنَ والعِرْنُ ريح الطبيخ الأُولى عن كراع ورجل عَرِنٌ يلزَم الياسِرَ حتى يَطْعَمَ من الجَزُورِ وعِرْنَينُ كل شيء أَوَّله وعِرْنينُ الأَنف تحت مُجْتَمَع الحاجبين وهو أَول الأَنف حيث يكون فيه الشَّمَمُ يقال هم شُمُّ العَرانينِ والعِرْنينُ الأَنف كله وقيل هو ما صَلُبَ من عَظْمِه قال ذو الرمة تَثْني النِّقابَ على عِرْنِينِ أَرْنَبةٍ شَمّاءَ مارِنُها بالمِسْكِ مَرْثُومُ وفي صفته صلى الله عليه وسلم أقْنى العِرْنينِ أَي الأََنف وقيل رأْس الأنف وفي حديث علي عليه السلام من عَرانين أُنوفها وفي قصيد كعب شُمُّ العَرانينِ أَبْطالٌ لَبُوسُهُمُ واستعاره بعض الشعراء للدهر فقال وأَصبَحَ الدهرُ ذو العِرْنين قد جُدِعا وجمعه عَرانينُ وعَرانِينُ الناس وُجوهُهم وعَرانِينُ القوم سادتهم وأَشرافُهم على المَثل قال العجاج يذكر جيشاً تَهْدي قُداماهُ عَرانِينُ مُضَرْ والعُرانية مَدُّ السيل قال عَديُّ بن زيد العبّادي كانتْ رياحٌ وماءٌ ذو عُرانيةٍ وظُلْمةٌ لم تَدَعْ فَتْقاً ولا خَلَلا وماء ذو عُرانية إذا كثر وارتفع عُبابُه والعُرانية بالضم ما يرْتفع في أَعالي الماء من غَوارِب المَوْج وعَرانينُ السحاب أَوائلُ مطره ومنه قول امرئ القيس يصف غيثاً كأَنَّ ثَبِيراً في عَرانِينَ وَدْقِه من السَّيل والغُثَّاءِ فلكةُ مِغْزل
( * ويروى وبله بدل ودقه والمعنى واحد )
والعِرْنةُ عُروق العَرَتُنِ وفي الصحاح عُروق العَرَنْتُنِ والعِرْنة شجرُ الظِّمْخِ يجيء أَديمه أَحمر وسِقاءٌ معْرون ومُعَرَّنٌ دبغ بالعِرْنة وهو خشب الظِّمخ قال ابن السكيت هو شجر يشبه العوسج إلا أَنه أَضخم منه وهو أَثِيتُ الفَرْعِ وليس له سُوقٌ طِوالٌ يُدَقُّ ثم يُطبَخ فيجيء أَديمه أَحمر وقال شمر العَرَتُنُ بضم التاء شجر واحدتها عَرَتُنة ويقال أَديم مُعَرْتَنٌ قال الأَزهري الظِّمْخُ واحدتها ظِمْخةٌ وهو العِرْنُ واحدتها عِرْنة شجرة على صورة الدُّلْب تُقْطع منه خُشُب القصَّارين التي تُدْفن ويقال لبائعها عَرَّانٌ وحكى ابن بري عن ابن خالويه العِرْنة الخشبة المدفونة في الأَرض التي يَدُقُّ عليها القصّار وأَما التي يدق بها فاسمها المِئجَنة والكِدْنُ وعُرَيْنة وعَرينٌ حيّان قال الأَزهري عُرَينة حيٌّ من اليمن وعَرين حيّ من تميم ولهم يقول جرير عَرِينٌ من عُرَيْنةَ ليس مِنَّا بَرِئْتُ إلى عُرَيْنَةَ من عَرينِ قال ابن بري عَرينُ بن ثعلبة بن يَرْبوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مَناةَ بن تميم قال وقال القَزّاز عَرين في بيت جرير هذا اسم رجل بعينه وقال الأَخفش عَرينٌ في البيت هو ثعلبة بن يربوع ومَعْرونٌ اسم وكذلك عُرَّان وبنو عَرين بطن من تميم وعُرَينة مصغر بطن من بَجيلة وعُرونة وعُرَنة موضعان وعُرَنات موضع دون عرفات إلى أَنصاب الحرَم قال لبيد والفِيلُ يومَ عُرَناتٍ كَعْكَعا إذ أَزْمَعَ العُجْمُ به ما أَزْمَعا وعِرْنانُ غائط واسع منخفض من الأَرض قال امرؤ القيس كأَني ورَحْلي فوقَ أَحْقَبَ قارحٍ بشُرْبةَ أَوْ طاوٍ بعِرْنان مُوجِسِ وعِرانُ البَكْرة عُودها ويُشَدُّ فيه الخُطَّافُ ورَهْطٌ من العُرَنِيِّين مثال الجُهَنِيِّين ارتدوا فقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم وعِرْنانُ اسم جبل بالجَناب دون وادي القُرى إلى فَيْدٍ وعِرْنان اسم واد معروف وبطْنُ عُرَنة واد بحذاء عرفات وفي حديث الحج وارْتفعُوا عن بطنِ عُرَنة هو بضم العين وفتح الراء موضع عند الموقف بعرفات وفي الحديث اقْتُلوا من الكلاب كلَّ أَسوَدَ بهيم ذي عُرْنَتين العُرْنَتان النُّكْتتان اللتان تكونان فوق عين الكلب

عربن
العُرْبُون والعَرَبُونُ والعُرْبانُ الذي تسميه العامة الأَرَبُون تقول منه عَرْبَنْتُه إذا أَعطيته ذلك ويقال رمَى فلانٌ بالعَرَبُون إذا سَلَح

عرتن
العَرَنْتُنُ والعَرَنْتَنُ والعَرَنْتِنُ والعَرَتُنُ والعَرَتَنُ محذوفان من العَرَنْتُنِ والعَرَنْتَنِ والعَرْتَنُ والعَرَتْنُ كل ذلك شجر يُدبغ بعروقه والواحدة عَرْتُنةٌ والعِرْنةُ عُروق العرَتَن وهو شجر خشِنٌ يشبه العوْسج إِلا أَنه أَضخم وهو أَثِيثُ الفرْع وليس له سُوقٌ طِوالٌ يُدَقُّ ثم يُطبخ فيجيء أَديمه أَحمر وعَرْتَنَ الأَديمَ دَبغه بالعَرَتُن وأَديم مُعرْتَن مدبوغ بالعَرْتَن وعُرَيْتِناتٌ موضع وقد ذكِر صرْفه قال ابن بري في ترجمة عثلط جاء فَعَلُلٌ مثالٌ واحدٌ عَرَتُنٌ محذوف من عَرَنْتُنٍ قال الخليل أَصله عَرَنْتُنٌ مثل قَرَنْفُل حذفت منه النون وتُرِكَ على صورته ويقال عَرْتَنٌ مثل عَرْفج

عرجن
أَبو عمرو العُرْهونُ والعُرْجُونُ والعُرْجُد كلُّه الإِهانُ والعُرْجُون العِذْقُ عامَّة وقيل هو العِذْقُ إذا يَبس واعْوجَّ وقيل هو أَصل العِذْق الذي يعْوَجُّ وتُقْطع منه الشماريخ فيبقى على النخل يابساً وقال ثعلب هو عُود الكِباسة قال الأَزهري العرجون أَصْفرُ عريض شبه الله به الهلالَ لما عاد دقيقاً فقال سبحانه وتعالى والقَمَرَ قَدَّرْناه مَنازلَ حتى عاد كالعُرْجُون القديم قال ابن سيده في دِقَّتِه واعْوِجاجِه وقول رؤبة في خِدْرِ مَيَّاسِ الدُّمَى مُعَرْجَنِ يشهد بكون نون عُرْجون أَصلاً وإن كان فيه معنى الانعراج فقد كان القياس على هذا أَن تكون نون عُرْجون زائدة كزيادتها في زَيتون غير أَن بيت رؤبة هذا منع ذلك وأَعلم أَنه أَصل رُباعي قريب من لفظ الثلاثي كسِبَطْرٍ من سَبِطٍ ودِمَثْرٍ من دَمِثٍ أَلا ترى أَنه ليس في الأَفعال فَعْلَنَ وإنما هو في الأَسماء نحو عَلْجَنٍ وخَلْبَنٍ ؟ وعَرْجَنه بالعصا ضربه وعَرْجَنه ضربه بالعُرْجون والعُرْجون نبت أَبيض والعُرْجون أَيضاً ضرب من الكمأَة قدْرُ شبر أَو دُوَينُ ذلك وهو طيِّبٌ ما دام غَضّاً وجمعه العَراجِينُ وقال ثعلب العُرْجون كالفُطر يَيْبَس وهو مستدير قال لتَشْبَعَنَّ العامَ إن شيءٌ شَبِعْ من العَراجِين ومن فَسْو الضَّبُعْ الأَزهري العَراهِين والعَراجينُ واحدها عُرْهون وعُرْجون وهي العَقائلُ وهي الكمأَة التي يقال لها الفُطْرُ الأَزهري العَرْجَنةُ تصوير عَراجِين النخل وعَرْجَنَ الثوبَ صَوَّر فيه صُوَرَ العَراجين وأَنشد بيت رؤبة في خِدْرِ مَيَّاسِ الدُّمَى مُعَرْجَنِ أَي مُصوَّرٍ فيه صُوَرُ النخل والدُّمى

عرضن
الأَزهري في رباعي العين الليث العِرَضْنة والعِرَضْنى عَدْوٌ في اشتقاق وأَنشد تَعْدُو العِرَضْنى خَيْلُهم حَراجِلا قال ابن الأَعرابي العِرَضْنى في اعتراض ونَشاط وحَراجِلَ وعَرَاجِلَ جماعاتٍ أَبو عبيد العِرَضْنةُ الاعتراضُ في السير من النَّشاطِ ولا يقال ناقة عِرَضْنة وامرأَة عِرَضْنة ضخمة قد ذهبت عَرْضاً من سِمَنِها

عرهن
العُراهِنُ الضخم من الإِبل الفراء بعير عُراهِنٌ وعُراهِمٌ وجُرَاهِمٌ عظيم أَبو عمرو العُرْهُون والعُرْجُون والعُرْجُدُ كُلُّه الإِهانُ ابن بري العُرْهُونُ وجمعه عَراهِينُ شيءٌ يشبه الكمأَةَ في الطَّعْم قال وعُرْهانُ موضع

عزن
ابن الأَعرابي أَعْزَنَ الرجلُ الرجلَ إذا قاسم نصيبه فأَخذ هذا نصيبه وهذا نصيبه قال الأَزهري وكأَن النون مبدلة من اللام في هذا الحرف

عسن
العَسَنُ نُجُوعُ العَلَف والرِّعْي في الدواب عَسِنتِ الدابةُ بالكسر عَسَناً نَجَعَ فيها العَلَف والرِّعْيُ وكذلك الإِبل إذا نجع فيها الكلأُ وسَمِنتْ أَبو عمرو أَعْسَنَ إِذا سَمِنَ سِمَناً حسناً ودابة عَسِنٌ شَكُورٌ وكذلك ناقة عَسِنة وعاسِنةٌ والعُسُنُ الشحم القديم مثل الأُسُنِ قال القُلاخُ عُراهِماً خاظي البَضِيع ذا عُسُن وقال قَعْنبُ بن أُمِّ صاحب عليه مُزْنِيُّ عامٍ قد مضى عُسُنُ وسَمِنتِ الناقة على عُسْنٍ وعِسْنٍ وعُسُنٍ وأُسُنٍ الأَخيرة عن يعقوب حكاها في البدل أَي على سِمَنٍ وشَحْمٍ كان قبل ذلك وقال ثعلب العُسُنُ أَن يبقى الشحمُ إلى قابل ويَعْتُقَ والأُسُنُ والعُسُنُ والعُسْنُ أَثرٌ يبقى من شحم الناقة ولحمها والجمع أَعْسانٌ وآسانٌ وكذلك بقية الثوب قال العُجَيرُ السَّلوليُّ يا أَخَوَيَّ من تميمٍ عَرِّجا نَسْتَخْبِرِ الرَّبْعَ كأَعْسانِ الخَلَقْ ونوقٌ مُعْسِناتٌ ذَواتُ عُسُنٍ قال الفرزدق فخُضْتُ إلى الأَنْقاءِ منها وقد يَرى ذَواتُ النَّقايا المُعْسِناتِ مَكانيا والعُسُنُ جمع أَعْسَنَ وعَسُونٍ وهو السمين ويقال للشَّحْمةِ عُسْنةٌ وجمعها عُسَنٌ والتَّعْسِينُ قِلَّةُ الشحم في الشاة والتَّعْسِينُ أَيضاً قلة المطر وكلأٌ مُعَسَّنٌ ومُعَسِّنٌ الكسر عن ثعلب لم يصبه مطر ومكانٌ عاسِنٌ ضيق قال فإنَّ لكم مآقِطَ عاسِناتٍ كيوْمَ أَضَرَّ بالرُّؤَساءِ إيرُ أَبو عمرو العَسْنُ الطُّولُ مع حُسْن الشعر والبياض وهو على أَعْسانٍ من أَبيه أَي طرائق واحدها عِسْنٌ وتعَسَّنَ أَباه وتأَسَّنهُ وتأَسَّلَه نَزَعَ إليه في الشَّبَه والعِسْنُ العُرْجُون الرديء وهي لغة رديئة وقد تقدم أَنه العِسْقُ وهي رديئة أَيضاً وعَسْنٌ موضع قال كأَنَّ عليهمُ بجَنُوبِ عَسْنٍ غَماماً يَسْتَهِلُّ ويسْتَطِيرُ ورجل عَوْسَنٌ طويل فيه جَنَأٌ وأَعْسانُ الشيء آثاره ومكانه وتعَسَّنْتُه طلبت أَثرَه ومكانه قال أَبو تراب سمعت غير واحد من الأَعراب يقول فلان عِسْلُ مالٍ وعِسْنُ مال إذا كان حسن القيام عليه

عشن
عَشَنَ واعْتَشَنَ قال برأْيه وفي التهذيب أَعْشَنَ واعْتَشَنَ عن الفراء وقال ابن الأَعرابي العاشِنُ المُخمِّنُ والعُشانة الكَرَبَةُ عُمانية وحكاها كراع بالغين معجمة ونسبها إلى اليمن والعُشانةُ ما يبقى في أُصول السعف من التمر وتعَشَّنَ النخلةَ أَخذَ عُشانتَها يقال تعَشَّنْتُ النخلة واعْتَشَنْتُها إذا تتبَّعْتَ كُرابتَها فأَخذته والعُشانة اللُّقاطة من التمر قال أَبو زيد يقال لما بقي في الكِباسَة من الرُّطَبِ إذا لُقِطت النخلة العُشانُ والعُشانةُ والغُشانُ والبُذَارُ مثله والعُشانة أَصلُ السَّعَفة وبها كُنِّيَ أَبو عُشانة

عشزن
العَشْزَنةُ الخلاف والعَشَوْزَنُ الشديد الخَلْق كالعَشَنْزَر والعَشَوْزَنُ العَسِرُ الخُلُق من كل شيء وقيل هو المُلْتوي العَسِر من كل شيء وعَشْزَنَتُه خِلافُه والأُنثى عَشَوْزَنة وجمع العَشَوْزَنِ عَشاوِزُ وناقة عَشَوْزنة وأَنشد أَخْذَكَ بالمَيْسُورِ والعَشَوْزَنِ ويجوز أَن يُجمع عَشوْزَنٌ على عَشازِنَ بالنون الجوهري العَشَوْزنُ الصُّلْبُ الشديد الغليظ قال عمرو بن كلثُوم يصف قناة صُلْبة إذا عَضَّ الثِّقافُ بها اشْمأَزَّتْ ووَلَّتْهُمْ عَشَوْزَنَةً زَبُونا عَشوْزَنَةً إذا غُمِزَتْ أَرَنَّتْ تشُجُّ قَفَا المُثَقِّفِ والجَبِينا وحكى ابن بري عن أَبي عمرو العَشوْزَنُ الأَعْسَرُ وهو عَشوْزَنُ المِشْية إذا كان يَهُزُّ عَضُدَيه

عصن
أَعْصَنَ الرجلُ إذا شَدَّدَ على غريمه وتمكَّكَه وقيل أَعْصَنَ الأَمرُ إذا اعْوَجَّ وعَسُر

عطن
العَطَنُ للإِبل كالوَطَنِ للناس وقد غَلَبَ على مَبْرَكِها حولَ الحوض والمَعْطَنُ كذلك والجمع أَعْطانٌ وعَطَنتِ الإِبلُ عن الماءِ تَعْطِنُ وتعْطُنُ عُطُوناً فهي عَواطِنُ وعُطُونٌ إذا رَوِيَتْ ثم بَرَكتْ فهي إِبل عاطنة وعَوَاطن ولا يقال إِبل عُطّانٌ وعَطَّنتْ أَيضاً وأَعْطَنَها سقاها ثم أَناخها وحبسها عند الماء فبركت بعد الورود لتعود فتشرب قال لبيد عافَتا الماءَ فلم نُعْطِنْهما إنما يُعْطِنُ أَصحابُ العَلَلْ والاسم العَطَنةُ وأَعْطَنَ القومُ عَطَنتْ إِبلُهم وقوم عُطّانٌ وعُطُونٌ وعَطَنةٌ وعاطِنونَ إذا نزلوا في أَعْطان الإِبل وفي حديث الرؤيا رَأَيْتُني أَنْزِعُ على قَلِيب فجاءَ أَبو بكر فاسْتَقَى وفي نَزْعِه ضعْفٌ والله يغفر له فجاءَ عمر فَنَزَعَ فاسْتحالَتِ الدَّلْوُ في يده غَرْباً فأَرْوَى الظَّمِئةَ حتى ضَرَبَتْ بعَطَنٍ يقال ضربت الإِبلُ بعطَنٍ إذا رَوِيَتْ ثمَّ بَرَكَتْ حول الماء أَو عند الحياض لتُعادَ إلى الشرب مرة أُخرى لتشرب عَلَلاً بعد نَهَلٍ فإذا استوفت ردَّت إلى المراعي والأَظْماءِ ضَرَب ذلكَ مثلاً لاتساع الناس في زمن عمر وما فتح عليهم من الأَمصار وفي حديث الاستِسقَاء فما مضت سابعة حتى أَعْطَنَ الناسُ في العُشْب أَراد أَن المطر طَبَّقَ وعَمَّ البُطونَ والظُّهورَ حتى أَعْطَنَ الناسُ إِبلَهم في المراعي ومنه حديث أُسامة وقد عَطَّنُوا مَواشِيَهُم أَي أراحوها سُمِّي المُراحُ وهو مأْواها عَطَناً ومنه الحديث اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى خيراً وانْقُشُوا له عَطَنَه أَي مُرَاحَه وقال الليث كل مَبْرَكٍ يكون مَأْلَفاً للإِبل فهو عَطَنٌ له بمنزلة الوَطَن للغنم والبقر قال ومعنى مَعاطِنِ الإِبل في الحديث مواضعُها وأَنشد ولا تُكَلِّفُني نَفْسي ولا هَلَعِي حِرْصاً أُقِيمُ به في مَعْطَنِ الهُونِ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن الصَّلاة في أَعْطان الإِبل وفي الحديث صَلُّوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أَعْطان الإِبل قال ابن الأَثير لم ينه عن الصلاة فيها من جهة النجاسة فإِنها موجودة في مرابض الغنم وقد أَمر بالصلاة فيها والصلاة مع النجاسة لا تجوز وإنما أَراد أَن الإِبل تَزْدَحِمُ في المَنْهَل فإِذا شربت رفعت رؤُوسها ولا يُؤْمَنُ من نِفارها وتَفَرُّقها في ذلك الموضع فتُؤْذي المُصَلِّيَ عندها أَو تُلْهيه عن صلاته أَو تنجسه برَشَاشِ أَبوالها قال الأَزهري أَعْطان الإِبل ومَعاطِنُها لا تكون إلاَّ مَبارِكَها على الماء وإِنما تُعْطِنُ العربُ الإِبلَ على الماءِ حين تَطْلُع الثُّرَيَّا ويرجع الناس من النُّجَعِ إلى المَحاضِرِ وإنما يُعْطِنُونَ النِّعَم يوم وِرْدِها فلا يزالون كذلك إلى وقت مَطْلَع سُهَيْل في الخريف ثم لا يُعْطِنُونها بعد ذلك ولكنها تَرِدُ الماءَ فتشرب شَرْبَتها وتَصْدُر من فورها وقول أَبي محمد الحَذلَمِيّ وعَطَّنَ الذِّبَّانُ في قَمْقَامِها لم يفسره ثعلب وقد يجوز أَن يكون عَطَّنَ اتخذ عَطَناً كقولك عَشَّش الطائر اتخذ عُشّاً والعُطُونُ أَن تُراحَ الناقة بعد شربها ثم يعرض عليها الماء ثانية وقيل هو إذا رَويَتْ ثمَّ بَرَكَتْ قال كعب بن زهير يصف الحُمُرَ ويَشْرَبْنَ من بارِدٍ قد عَلِمْنَ بأَن لا دِخَالَ وأَنْ لا عُطونا وقد ضَرَبَتْ بعَطَنٍ أَي بَرَكَتْ وقال عُمَرُ ابن لَجَأٍ تَمْشِي إلى رِوَاءِ عاطِنَاتِها قال ابن السكيت وتقول هذا عَطَنُ الغَنم ومَعطِنُها لمَرابضها حولَ الماء وأَعْطَنَ الرجلُ بعيرَه وذلك إذا لم يشرب فَرَدَّه إلى العَطَن ينتظر به قال لبيد فَهَرَقْنا لهما في دَاثِرٍ لضَواحِيه نَشِيشٌ بالبَلَلْ راسِخ الدِّمْنِ على أَعضادِهِ ثَلَمَتْهُ كُلُّ رِيحٍ وسبَلْ عافَتا الماءَ فلم نُعْطِنْهما إنما يُعْطِنُ من يَرْجُو العَلَلْ ورجل رَحْبُ العَطَنِ وواسع العَطَن أَي رَحْبُ الذِّراعِ كثير المال واسع الرَّحْل والعَطَنُ العِرْضُ وأَنشد شَمِرٌ لعَدِيِّ بن زيد طاهِرُ الأَثوابِ يَحْمِي عِرْضَه من خَنَى الذِّمَّةِ أَو طَمثِ العَطَنْ الطَّمْث الفَسادُ والعَطَنُ العِرْض ويقال منزله وناحيته وعَطِنَ الجلد بالكسر يَعْطَنُ عَطَناً فهو عَطِنٌ وانْعَطَنَ وُضِعَ في الدباغ وتُرِكَ حتى فَسَدَ وأَنْتَنَ وقيل هو أَن يُنضح عليه الماء ويُلَفَّ ويدفن يوماً وليلة ليسترخي صوفه أَو شعره فينتف ويلقى بعد ذلك في الدباغ وهو حينئذ أَنتن ما يكون وقيل العَطْنُ بسكون الطاء في الجلد أَن تُؤخذ غَلْقَةٌ وهو نبت أَو فَرْثٌ أَو مِلْحٌ فيلقى الجلد فيه حتى يُنْتِنَ ثمَّ يُلْقَى بعد ذلك في الدِّباغ والذي ذكره الجوهري في هذا الموضع قال أَن يؤْخذ الغَلْقَى فيلقى الجلد فيه ويُغَمَّ لينفسخ صوفه ويسترخي ثم يلقى في الدباغ قال ابن بري قال علي بن حمزة الغَلْقَى لا يُعْطَنُ به الجلد وإنما يعطن بالغَلْقَة نبتٍ معروف وفي حديث علي كرم الله وجهه أَخذت إِهاباً مَعْطُوناً فأَدخلته عُنُقي المَعْطُون المُنْتِنُ المَنْمَرِقُ الشعرِ وفي حديث عمر رضي الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت أُهُبٌ عَطِنة قال أَبو عبيد العَطِنَةُ المُنْتِنة الريح ويقال للرجل الذي يُسْتَقْذَر ما هو إلاَّ عَطِنَةٌ من نَتْنِه قال أَبو زيد عَطِنَ الأَديمُ إذا أَنتن وسقط صوفه في العَطْنِ والعَطْنُ أَن يُجْعَلَ في الدباغ وقال أَبو زيد موضع العَطْنِ العَطَنَةُ وقال أَبو حنيفة انْعَطَنَ الجلد استرخى شعره وصوفه من غير أَن يَفْسُدَ وعَطَنه يَعْطُنُه عَطْناً فهو مَعْطُون وعَطِين وعَطَّنه فَعَل به ذلك والعِطَانُ فَرْثٌ أَو ملح يجعل في الإهاب كيلا يُنْتِنَ ورجل عَطِينٌ مُنْتِنُ البشرة ويقال إنما هو عَطِينة إذا ذُمَّ في أَمر أَي مُنْتِنٌ كالإِهابِ المَعْطُون

عظن
ابن الأَعرابي أَعْظَنَ الرجلُ إذا غَلُظَ جسمه

عفن
عَفِنَ الشيءُ يَعْفَنُ عَفَناً وعُفُونةً فهو عَفِنٌ بَيِّنُ العُفونة وتَعَفَّنَ فَسَد من نُدُوَّةٍ وغيرها فَتَفَتَّتَ عند مَسِّه قال الأَزهري هو الشيءُ الذي فيه نُدُوَّةٌ ويُحْبَس في موضع مغموم فَيَعْفَنُ ويَفْسُد وعَفِنَ الحَبْلُ بالكسر عَفَناً بَلِيَ من الماء وفي قصة أَيوب عليه السلام عَفِنَ من القيح والدم جوفي أَي فسد من احتباسهما فيه وعَفَنَ في الجَبَل عَفْناً كعَثَنَ صَعَّد كلتاهما عن كراع أَنشد يعقوب حَلَفْتُ بمن أَرْسَى ثَبيراً مكانَه أَزُورُكُمُ ما دامَ للطَّوْدِ عافِنُ

عفهن
ناقةُ عُفاهِنٌ قوية في بعض اللغات

عقن
قال الأَزهري أَما عَقَنَ فإِني لم أَسمع من مُشْتقاته شيئاً مستعملاً إلا أَن يكون العِقْيَانُ فِعْيالاً منه وهو الذَّهَبُ ويجوز أَن يكون فِعَْلاناً من عَقَى يَعْقِي وهو مذكور في بابه

عكن
العُكَنُ والأَعْكان الأَطْواء في البَطْن من السِّمَن وجارية عَكْناءُ ومُعَكَّنَة ذات عُكَنٍ واحدة العُكَنِ عُكْنَة وتَعَكَّنَ البطنُ صار ذا عُكَن ويقال تَعَكَّنَ الشيءُ تَعَكُّناً إذا رُكِمَ بعضُه على بعض وانْثَنى وعُكَنُ الدِّرْع ما تثَنِّى منها يقال درع ذات عُكَنٍ إذا كانت واسعة تنثني على اللابس من سَعَتها قال يصف درعاً لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً وتَهْزأُ بالمعابِلِ والقِطاعِ أَي تَسْتَخِفُّها وناقة عَكْناءُ غليظة لحم الضَّرَّة والخِلْفِ وكذلك الشاة والعَكَنانُ والعَكْنانُ الإِبلُ الكثيرة العظيمة ونَعَمٌ عَكْنانٌ وعَكَنانٌ أَي كثيرة قال أَبو نُخَيْلَة السَّعْدِيّ هل باللِّوَى من عَكَرٍ عَكْنانِ أَم هل تَرَى بالخَلِّ من أَظْعانِ ؟ وأَنشد الجوهري وصَبَّحَ الماءَ بِورْدٍ عَكَنان

علن
العِلانُ والمُعالَنة والإِعْلانُ المُجاهرة عَلَن الأَمْرُ يَعْلُنُ عُلُوناً ويَعْلِنُ وعَلِنَ يَعْلَنُ عَلَناً وعَلانية فيهما إذا شاع وظهر واعْتَلَنَ وعَلَّنه وأَعْلَنه وأَعْلَن به وأَنشد ثعلب حتى يَشُكَّ وُشاةٌ قد رَمَوْك بنا وأَعْلَنُوا بك فينا أَيَّ إِعْلانِ وفي حديث المُلاعنة تلك امرأَة أَعْلَنَتْ الإِعْلانُ في الأَصل إِظهار الشيء والمراد به أَنها كانت قد أَظهرت الفاحشة وفي حديث الهجرة لا يَسْتَعْلِنُ به ولسنا بمُقِرِّين له الاسْتِعْلانُ أَي الجهرِ بدِينه وقِراءته واسْتَسَرَّ الرجلُ ثم اسْتَعْلَنَ أَي تَعَرَّض لأَنْ يُعْلَنَ به وعالَنَه أَعْلَنَ إِليه الأَمْرَ قال قَعْنَبُ بن أُمِّ صاحب كلٌّ يُداجِي على البَغْضاءِ صاحِبَه ولَنْ أُعالِنَهُمْ إلا كما عَلَنُوا والعِلانُ والمُعالَنة إذا أَعْلَن كل واحد لصاحبه ما في نفسه وأَنشد وكَفِّي عن أَذَى الجِيرانِ نَفْسِي وإِعْلاني لمن يَبْغِي عِلاني وأَنشد ابن بري للطّرِمّاحِ أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عني بَشِيراً عَلانِيةً ونِعْمَ أَخُو العِلانِ ويقال يا رجل اسْتَعْلِنْ أَي أَظْهِرْ واعْتَلَنَ الأَمرُ إذا اشتهر والعَلانية على مِثال الكَراهِيَة والفَرَاهِية خلافُ السِّهر وهو ظهور الأَمر ورجل عُلَنَةٌ لا يَكْتُم سِرَّه ويَبُوح به وقال اللحياني رجل عَلانِيَة وقوم عَلانُونَ ورجل عَلانيٌّ وقوم عَلانِيُّونَ وهو الظاهر الأَمر الذي أَمره عَلانيَة وعَلْوَانُ الكتاب يجوز أَن يكون فِعْلُه فَعْوَلْتُ من العَلانِيَة يقال عَلْوَنْتُ الكتاب إذا عَنْوَنْته وعُلْوَانُ الكتاب عُنْوانُه

علجن
ناقة عَلْجَنٌ صُلْبَةٌ كِنَازُ اللحم قال رؤبة ابن العجاج وخَلَّطَتْ كُلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ تَخْلِيطَ خَرْقاءِ اليَدَيْن خَلْبَنِ وامرأَة عَلْجَنٌ ماجِنَة قال يا رُبَّ أُمٍّ لصَغِيرٍ عَلْجَنِ تَسْرِقُ بالليلِ إذا لم تَبْطَنِ يَنْبُعُ من ذَُعْرَتِها والمَغْبِنِ كَرَزَغِ الحَمْأَةِ فوقَ المَعْطِنِ ذُعْرَتُها اسْتُها الأَزهري في باب ما زادت فيه العرب النون من الحروف ناقة عَلْجَنٌ وهي الغليظة المستعلية الخلق المكتنزة اللحم ونونه زائدة الأَزهري ناقة عُلْجُومٌ وعَلْجُونٌ أَي شديدة وهي العَلْجَنُ قال وقال أَبو مالك ناقة عَلْجَنٌ غليظة الجوهري العَلْجَنُ المرأَة الحمقاء واللام زائدة

عمن
عَمَنَ يَعْمِنُ وعَمِنَ أَقام والعُمُنُ المقيمون في مكان يقال رجل عَامِنٌ وعَمُونٌ ومنه اشْتُقَّ عُمَان أَبو عمرو أَعْمَنَ دام على المُقامِ بعُمان قال الجوهري وأَعْمَنَ صار إلى عُمَان وأَنشد ابن بري من مُعْرِقٍ أَو مُشْئِمٍ أَو مُعْمِنِ والعَمِينَة أَرض سَهْلَة يمانية وعُمان اسم كُورة عربيةٌ وعُمانُ مخفف بلد وأَما الذي في الشام فهو عَمَّان بالفتح والتشديد وفي الحديث حديث الحَوْض عِرَضُه من مَقامِي إلى عَمَّان هي بفتح العين وتشديد الميم مدينة قديمة بالشام من أَرض البَلْقاء وأَما بالضم والتخفيف فهو موضع عند البحرين وله ذكر في الحديث وعُمَان مدينة قال الأَزهري عُمَانُ يصرف ولا يصرف فمن جعله بلداً صرفه في حالتي المعرفة والنكرة ومن جعله بلدة أَلحقه بطلحة وأَما عَمَّانُ بناحية الشام موضع يجوز أَن يكون فعلان من عَمَّ يَعُمّ لا ينصرف معرفة وينصرف نكرة ويجوز أَن يكون فَعَّالاً من عَمَنَ فينصرف في الحالتين إذا عُنِيَ به البلدُ قال سيبويه لم يقع في كلامهم اسماً إلا لمؤنث وقيل عُمَان اسم رجل وبه سمي البلد وأَعْمَنَ وعَمَّنَ أَتى عُمَان قال العَبْدِي فإن تُتْهِمُوا أُنْجِدْ خلافاً عليكُم وإن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِي الحَرْبِ أُعْرِقِ وقال رؤبة
نَوَى شآمٍ بانَ أَو مُعَمِّنِ
( * قوله « وقال رؤبة نوى شآم إلخ » قبله كما في التكملة
فهاج من وجدي حنين الحنن ... وهم مهموم ضنين الأضنن
بالدار لو عاجت قناة المقتني ... نوى شآم بان أو معمِّن )
القناة عصا البين والمقتني المتخذ قناة ) والعُمانيَّة نخلة بالبصرة
لا يزال عليها السَّنَةَ كلها طَلْعٌ جديدٌ وكَبائسُ مُثْمرة وأُخَرُ مُرْطِبَةٌ

عنن
عَنَّ الشيءُ يَعِنُّ ويَعُنُّ عَنَناً وعُنُوناً ظَهَرَ أَمامك وعَنَّ يَعِنُّ ويُعُنُّ عَنّاً وعُنوناً واعْتَنَّ اعتَرَضَ وعَرَض ومنه قول امرئ القيس فعَنَّ لنا سِرْبٌ كأَنَّ نِعاجه والاسم العَنَن والعِنانُ قال ابن حِلزة عَنَناً باطِلاً وظُلْماً كما تُعْ تَرُ عن حَجْرةِ الرَّبيضِ الظِّباءُ
( * قوله « عنناً باطلاً » تقدم إنشاده في مادة حجر وربض وعتر عنتا بنون فمثناة فوقية وكذلك في نسخ من الصحاح لكن في تلك المواد من المحكم والتهذيب عنناً بنونين كما أنشداه هنا ) وأَنشد ثعلب وما بَدَلٌ من أُمِّ عُثمانَ سَلْفَعٌ من السُّود وَرْهاءُ العِنان عَرُوبُ معنى قوله وَرْهاءِ العِنان أَنها تَعْتنُّ في كل كلام أَي تعْترض ولا أَفعله ما عَنَّ في السماء نجمٌ أَي عَرَض من ذلك والعِنَّة والعُنَّة الاعتراض بالفُضول والاعْتِنانُ الاعتراض والعُنُنُ المعترضون بالفُضول الواحد عانٌّ وعَنونٌ قال والعُنُن جمع العَنين وجمع المَعْنون يقال عُنَّ الرجلُ وعُنِّنَ وعُنِنَ وأُعْنِنَ
( * قوله « وأعنن » كذا في التهذيب والذي في التكملة والقاموس وأعنّ بالإدغام ) فهو عَنِينَ مَعْنونٌ مُعَنٌّ مُعَنَّنٌ وأَعْنَنْتُ بعُنَّةٍ ما أَدري ما هي أَي تعَرَّضتُ لشيء لا أَعرفه وفي المثل مُعْرِضٌ لعَنَنٍ لم يَعْنِه والعَنَنُ اعتراضُ الموت وفي حديث سطيح أَم فازَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَننْ ورجل مِعَنٌّ يعْرِض في شيء ويدخل فيما لا يعنيه والأُنثى بالهاء ويقال امرأَة مِعَنَّة إذا كانت مجدولة جَدْلَ العِنان غير مسترخية البطن ورجل مِعَنٌّ إذا كان عِرِّيضاً مِتْيَحاً وامرأَة مِعَنَّة تَعْتنُّ وتعْترض في كل شيء قال الراجز إنَّ لنا لَكَنَّه مِعَنَّةً مِفَنَّه كالريح حول القُنَّه مِفَنَّة تَفْتَنُّ عن الشيء وقيل تَعْتَنُّ وتَفْتنُّ في كل شيءٍ والمِعَنُّ الخطيب وفي حديث طهفة بَرِئنا إليك من الوَثَن والعَنن الوَثَنُ الصنم والعَنن الاعتراض من عَنَّ الشيء أَي اعترض كأَنه قال برئنا إليك من الشرك والظلم وقيل أَراد به الخلافَ والباطل ومنه حديث سطيح أَم فازَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَننْ يريد اعتراض الموت وسَبْقَه وفي حديث علي رضوان الله عليه دَهَمتْه المنيَّةُ في عَنَن جِماحه هو ما ليس بقصد ومنه حديثه أَيضاً يذُمُّ الدنيا أَلا وهي المُتَصدِّيةُ العَنُونُ أَي التي تتعرض للناس وفَعول للمبالغة ويقال عَنَّ الرجل يَعِنُّ عَنّاً وعَنَناً إذا اعترض لك من أَحد جانبيك من عن يمينك أَو من عن شمالك بمكروه والعَنُّ المصدر والعَنَنُ الاسم وهو الموضع الذي يَعُنُّ فيه العانُّ ومنه سمي العِنانُ من اللجام عِناناً لأَنه يعترضه من ناحيتيه لا يدخل فمه منه شيء ولقيه عَيْنَ عُنَّة
( * قوله « عين عنة » بصرف عنة وعدمه كما في القاموس ) أَي اعتراضاً في الساعة من غير أَن يطلبه وأَعطاه ذلك عَيْنَ عُنَّة أَي خاصةً من بين أَصحابه وهو من ذلك والعِنان المُعانَّة والمُعانَّة المعارضة وعُناناك أَن تفعل ذاك على وزن قُصاراك أَي جهدك وغايتك كأَنه من المُعانَّة وذلك أَن تريد أَمراً فيَعْرِضَ دونه عارِضٌ يمنعك منه ويحبسك عنه قال ابن بري قال الأَخفش هو غُناماك وأَنكر على أَبي عبيد عُناناك وقال النَّجِيرَميُّ الصواب قول أَبي عبيد وقال علي ابن حمزة الصواب قول الأَخفش والشاهد عليه بيت ربيعة بن مقروم الضبي وخَصْمٍ يَرْكَبُ العَوصاءِ طاطٍ عن المُثْلى غُناماهُ القِذاعُ وهو بمعنى الغنيمة والقِذاعُ المُقاذَعة ويقال هو لك بين الأَوْبِ والعَنَن إمّا أَن يَؤُوبَ إليك وإِما أَن يعْرِضَ عليك قال ابن مقبل تُبْدي صُدوداً وتُخْفي بيننا لَطَفاً يأْتي محارِمَ بينَ الأَوْبِ والعَنَن وقيل معناه بين الطاعة والعصيان والعانُّ من السحاب الذي يَعْتَرِضُ في الأُفُقِ قال الأَزهري وأَما قوله جَرَى في عِنان الشِّعْرَيَيْنِ الأَماعِزُ فمعناه جرى في عِراضِهما سَرابُ الأَماعِز حين يشتدُّ الحرُّ بالسَّراب وقال الهذلي كأَنَّ مُلاءَتَيَّ على هِزَفٍّ يعُنُّ مع العَشِيَّةِ لِلرِّئالِ يَعُنُّ يَعْرِض وهما لغتان يَعِنُّ ويَعُنُّ والتَّعْنِين الحبْس وقيل الحبس في المُطْبَق الطويل ويقال للمجنون مَعْنون ومَهْرُوع ومخفوع ومعتُوه وممتوه ومُمْتَهٌ إذا كان مجنوناً وفلان عَنَّانٌ عن الخير وخَنَّاسٌ وكَزَّامٌ أَي بطيء عنه والعِنِّينُ الذي لا يأْتي النساء ولا يريدهن بَيِّنُ العَنَانة والعِنِّينة والعِنِّينيَّة وعُنِّنَ عن امرأَته إذا حكم القاضي عليه بذلك أَو مُنعَ عنها بالسحر والاسم منه العُنَّة وهو مما تقدم كأَنه اعترضه ما يَحْبِسُه عن النساء وامرأَة عِنِّينة كذلك لا تريد الرجال ولا تشتهيهم وهو فِعِّيلٌ بمعنى مفعول مثل خِرِّيج قال وسُمِّيَ عِنِّيناً لأَنه يَعِنُّ ذكَرُه لقُبُل المرأَة من عن يمينه وشماله فلا يقصده ويقال تَعَنَّنَ الرجل إذا ترك النساء من غير أَن يكون عِنِّيناً لثأْر يطلبه ومنه قول ورقاء بن زهير بن جذيمة قاله في خالد ابن جعفر بن كلاب تعَنَّنْتُ للموت الذي هو واقِعٌ وأَدركتُ ثأْري في نُمَيْرٍ وعامِرِ ويقال للرجل الشريف العظيم السُّودَد إنه لطويل العِنان ويقال إنه ليأْخذ في كل فَنٍّ وعَنٍّ وسَنٍّ بمعنى واحد وعِنانُ اللجام السير الذي تُمسَك به الدابة والجمع أَعِنَّة وعُنُنٌ نادر فأَما سيبويه فقال لم يُكسَّر على غير أَعِنَّة لأَنهم إن كسَّرُوه على بناء الأَكثر لزمهم التضعيف وكانوا في هذا أَحرى يريد إذ كانوا قد يقتصرون على أَبنية أَدنى العدد في غير المعتل يعني بالمعتل المدغم ولو كسروه على فُعُل فلزمهم التضعيف لأَدغموا كما حكى هو أَن من العرب من يقول في جمع ذُباب ذُبٌّ وفرس قصير العِنان إذا ذُمَّ بِقصَر عُنُقِه فإذا قالوا قصير العِذار فهو مدح لأَنه وصف حينئذ بسعة جَحْفلته وأَعَنَّ اللجامَ جعل له عِناناً والتَّعْنينُ مثله وعَنَّن الفرسَ وأَعَنَّه حبسه بعنانه وفي التهذيب أَعَنَّ الفارسُ إذا مَدَّ عِنانَ دابته ليَثْنِيَه عن السير فهو مُعِنٌّ وعَنَّ دابته عَنّاً جعل له عِناناً وسُمِي عِنانُ اللجام عِناناً لاعتراض سَيْرَيه على صَفْحَتيْ عُنق الدابة من عن يمينه وشماله ويقال مَلأَ فلانٌ عِنانَ دابته إذا أَعْداه وحَمَلَهُ على الحُضْر الشديد وأَنشد ابن السكيت حَرْفٌ بعيدٌ من الحادي إذا مَلأَتْ شَمْسُ النهارِ عِنانَ الأَبْرَقِ الصَّخِبِ قال أَراد بالأَبْرَقِ الصَّخِبِ الجُنْدُبَ وعِنانُه جَهْدُه يقول يَرْمَضُ فيستغيث بالطيران فتقع رجلاه في جناحيه فتسمع لهما صوتاً وليس صوته من فيه ولذلك يقال صَرَّ الجُنْدُب وللعرب في العِنانِ أَمثال سائرة يقال ذَلَّ عِنانُ فلان إذا انقاد وفُلانٌ أَبّيُّ العِنانِ إذا كان مُمتنعاً ويقال أَرْخِ من عنانِه أَي رَفِّه عنه وهما يَجْريان في عِنانٍ إذا استويا في فَضْلٍ أو غيره وقال الطِّرِمَّاحُ سَيَعْلَمُ كُلُّهم أَني مُسِنٌّ إذا رَفَعُوا عِناناً عن عِنانِ المعنى سيعلم الشعراء أَني قارح وجَرى الفرسُ عِناناً إذا جرى شوطاً وقول الطرماح إذا رفعوا عناناً عن عنان أَي شوطاً بعد شوط ويقال اثْنِ عَليَّ عِنانَهُ أَي رُدَّه عليَّ وثَنَيْتُ على الفرسِ عِنانه إِذا أَلجمته قال ابن مقبل يذكر فرساً وحاوَطَني حتى ثَنَيْتُ عِنانَهُ على مُدْبِرِ العِلْباءِ رَيّانَ كاهِلُهْ حاوَطَني أَي داوَرَني وعالَجَني ومُدْبِرِ عِلّْيائه عُنُقُه أَراد أَنه طويل العنق في عِلْيائِه إدبار ابن الأَعرابي رُبَّ جَوادٍ قد عَثَرَ في اسْتِنانِه وكبا في عِنانه وقَصَّرَ في مَيْدانه وقال الفرس يَجْري بعِتْقِه وعِرْقِه فإِذا وُضِعَ في المِقْوَس جَرى بجَدِّ صاحبه كبا أَي عَثَر وهي الكَبْوَةُ يقال لكل جواد كَبْوَة ولكل عالم هَفْوة ولكل صارم نَبْوَة كبا في عِنانِه أَي عثر في شَوْطه والعِنان الحبل قال رؤبة إلى عِنانَيْ ضامِرٍ لَطيفِ عنى بالعِنانين هنا المَتْنَين والضامر هنا المَتْنُ وعِنانا المتن حَبْلاه والعِنانُ والعانُّ من صفة الحبال التي تَعْتَنُّ من صَوْبك وتقطع عليك طريقك يقال بموضع كذا وكذا عانٌّ يَسْتَنُّ السَّابلَة ويقال للرجل إنه طَرِفُ العِنان إذا كان خفيفاً وعَنَّنَتِ المرأَةُ شعرَها شَكَّلَتْ بعضه ببعض وشِرْكَةُ عِنانٍ وشِرْكُ عِنانٍ شَرِكَةٌ في شيء خاص دون سائر أَموالها كأَنه عَنَّ لهما شيء أَي عَرَضَ فاشترياه واشتركا فيه قال النابغة الجعدي وشارَكْنا قُرَيْشاً في تُقاها وفي أَحْسابها شِرْكَ العِنانِ بما وَلَدَتْ نساءُ بني هِلالٍ وما وَلَدَتْ نساءُ بني أَبانِ وقيل هو إذا اشتركا في مال مخصوص وبانَ كلُّ واحد منهما بسائر ماله دون صاحبه قال أَبو منصور الشِّرْكَة شِرْكَتانِ شِرْكَةُ العِنان وشَرِكَةُ المفاوضة فأَما شَرِكَةُ العِنان فهو أَن يخرج كل واحد من الشريكين دنانير أَو دراهم مثل ما يُخْرج صاحبه ويَخْلِطاها ويأْذَنَ كل واحد منهما لصاحبه بأَن يتجر فيه ولم تختلف الفقهاء في جوازه وأَنهما إن رَبِحا في المالين فبينهما وإنْ وُضِعا فعلى رأْس مال كل واحد منهما وأَما شركة المُفاوضة فأَن يَشْتَرِكا في كل شيء في أَيديهما أَو يَسْتَفيداه من بَعْدُ وهذه الشركة عند الشافعي باطلة وعند النعمان وصاحبيه جائزة وقيل هو أَن يعارض الرجل الرجل عند الشراء فيقول له أَشْرِكني معك وذلك قبل أَن يَستوجب العَلَقَ وقيل شَرِكة العِنانِ أَن يكونا سواء في الغَلَق وأَن يتساوى الشريكان فيما أَخرجاه من عين أَو ورق مأْخوذ من عِنانِ الدابة لأَن عِنانَ الدابة طاقتان متساويتان قال الجعدي يمدح قومه ويفتخر وشاركنا قريشاً في تُقاها ( البيتان ) أَي ساويناهم ولو كان من الاعتراض لكان هجاء وسميت هذه الشركةُ شَرِكَةَ عِنانٍ لمعارضة كل واحد منهما صاحبه بمال مثل ماله وعمله فيه مثل عمله بيعاً وشراء يقال عانَّهُ عِناناً ومُعانَّةً كما يقال عارَضَه يُعارضه مُعارَضةً وعِراضاً وفلان قَصِيرُ العِنانِ قليل الخير على المثل والعُنَّة الحَظِيرة من الخَشَبِ أَو الشجر تجعل للإِبل والغنم تُحْبَسُ فيها وقيد في الصحاح فقال لتَتَدَرَّأَ بها من بَرْدِ الشَّمال قال ثعلب العُنَّة الحَظِيرَةُ تكون على باب الرجل فيكون فيها إِبله وغنمه ومن كلامهم لا يجتمع اثنان في عُنَّةٍ وجمعها عُنَنٌ قال الأَعشى تَرَى اللَّحْمَ من ذابِلٍ قد ذَوَى ورَطْبٍ يُرَفَّعُ فَوْقَ العُنَنْ وعِنانٌ أَيضاً مثل قُبَّةٍ وقِبابٍ وقال البُشْتِيُّ العُنَنُ في بيت الأَعشى حِبال تُشَدُّ ويُلْقَى عليها القَدِيدُ قال أَبو منصور الصواب في العُنَّة والعُنَنِ ما قاله الخليل وهو الحظيرة وقال ورأَيت حُظُراتِ الإِبل في البادية يسمونها عُنَناً لاعْتِنانِها في مَهَبِّ الشَّمالِ مُعْتَرِضة لتقيها بَرْدَ الشَّمالِ قال ورأَيتهم يَشُرُّون اللحم المُقَدَّدَ فوقها إذا أَرادوا تجفيفه قال ولست أَدري عمن أَخذ البُشْتِيُّ ما قال في العُنَّة إنه الحبل الذي يُمَدُّ ومَدُّ الحبل من فِعَْلِ الحاضرة قال وأُرى قائلَه رأَى فقراءَ الحرم يَمُدُّون الحبال بمِنًى فيُلْقُون عليها لُحومَ الأَضاحي والَدْي التي يُعْطَوْنَها ففسر قول الأَعشى بما رأَى ولو شاهد العرب في باديتها لعلم أَن العُنَّة هي الحِظَارُ من الشجر وفي المثل كالمُهَدِّرِ في العُنَّةِ يُضْرَبُ مثلاً لمن يَتَهَدَّدُ ولا يُنَفِّذُ قال ابن بري والعُنَّةُ بالضم أَيضاً خَيْمة تجعل من ثُمامٍ أَو أَغصان شجر يُسْتَظَلُّ بها والعُنَّة ما يجمعه الرجل من قَصَبٍ ونبت ليَعْلِفَه غَنَمه يقال جاء بعُنَّةٍ عظيمة والعَنَّةُ بفتح العين العَطْفَة قال الشاعر إذا انصَرَفَتْ من عَنَّةٍ بعد عَنَّةٍ وجَرْسٍ على آثارِها كالمُؤَلَّبِ والعُنَّةُ ما تُنْصَبُ عليه القِدْرُ وعُنَّةُ القِدْر الدِّقْدانُ قال عَفَتْ غيرَ أَنْآءٍ ومَنْصَبِ عُنَّةٍ وأَوْرَقَ من تحتِ الخُصاصَةِ هامِدُ والعَنُونُ من الدواب التي تُباري في سيرها الدوابَّ فتَقْدُمُها وذلك من حُمُر الوحش قال النابغة كأَنَّ الرَّحْلَ شُدَّ به خَنُوفٌ من الجَوْناتِ هادِيةٌ عَنُونُ ويروى خَذُوفٌ وهي السمينة من بقر الوحش ويقال فلان عَنَّانٌ على آنُفِ القوم إذا كان سَبَّاقاً لهم وفي حديث طَهْفة وذو العِنانِ الرَّكُوبُ يريد الفرس الذَّلُولَ نسبه إلى العِنانِ والرَّكوب لأَنه يُلْجَم ويُرْكَب والعِنانُ سير اللِّجام وفي حديث عبد الله بن مسعود كان رجلٌ في أَرض له إِذ مَرَّتْ به عَنَانةٌ تَرَهْيَأُ العانَّة والعَنَانةُ السَّحابة وجمعها عَنَانٌ وفي الحديث لو بَلَغتْ خَطيئتُه عَنانَ السماء العَنَان بالفتح السحاب ورواه بعضهم أَعْنان بالأَلف فإِن كان المحفوظ أَعْنان فهي النواحي قاله أَبو عبيد قال يونس بن حبيب أَعْنانُ كل شيء نواحيه فأَما الذي نحكيه نحن فأَعْناءُ السماء نواحيها قاله أَبو عمرو وغيره وفي الحديث مَرَّتْ به سحابةٌ فقال هل تدرون ما اسم هذه ؟ قالوا هذه السحابُ قال والمُزْنُ قالوا والمزن قال والعَنان قالوا والعَنانُ وقيل العَنان التي تُمْسِكُ الماءَ وأَعْنانُ السماء نواحيها واحدها عَنَنٌ وعَنٌّ وأَعْنان السماء صَفائحُها وما اعترَضَ من أَقطارها كأَنه جمع عَنَنٍ قال يونس ليس لمَنْقُوصِ البيان بَهاءٌ ولو حَكَّ بِيافُوخِه أَعْنان السماء والعامة تقول عَنان السماء وقيل عَنانُ السماء ما عَنَّ لك منها إذا نظرت إليها أَي ما بدا لك منها وأَعْنانُ الشجر أَطرافُه ونواحيه وعَنانُ الدار جانبها الذي يَعُنُّ لك أَي يَعْرِضُ وأَما ما جاء في الحديث من أَنه صلى الله عليه وسلم سئل عن الإِبل فقال أَعْنانُ الشَّياطين لا تُقْبِلُ إلاَّ مُوَلِّية ولا تُدْبِرُ إلاَّ مُوَلِّية فإِنه أَراد أَنها على أَخلاق الشياطين وحقيقةُ الأَعْنانِ النواحي قال ابن الأَثير كأَنه قال كأَنها لكثرة آفاتها من نواحي الشياطين في أَخلاقها وطبائعها وفي حديث آخر لا تصلوا في أَعْطانِ الإِبل لأَنها خلقت من أَعْنانِ الشياطين وعَنَنْتُ الكتابَ وأَعْنَنْتُه لكذا أَي عَرَّضْتُه له وصرَفْته إليه وعَنَّ الكِتابَ يَعُنُّه عَنّاً وعَنَّنه كَعَنْوَنَه وعَنْوَنْتُه وعَلْوَنْتُه بمعنى واحد مشتق من المَعْنى وقال اللحياني عَنَّنْتُ الكتابَ تَعْنيناً وعَنَّيْتُه تَعْنِيَةً إذا عَنْوَنْتَه أَبدلوا من إِحدى النونات ياء وسمي عُنْواناً لأَنه يَعُنُّ الكِتابَ من ناحِيتيه وأَصله عُنَّانٌ فلما كثرت النونات قلبت إحداها واواً ومن قال عُلْوانُ الكتاب جعل النون لاماً لأَنه أَخف وأَظهر من النون ويقال للرجل الذي يُعَرِّض ولا يُصرِّحُ قد جعل كذا وكذا عُِنْواناً لحاجته وأَنشد وتَعْرِفُ في عُنْوانِها بعضَ لَحْنِها وفي جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْكي الدَّواهِيا قال ابن بري والعُنْوانُ الأَثر قال سَوَّارُ بن المُضرِّب وحاجةٍ دُونَ أُخرى قد سنَحْتُ بها جعلتُها للتي أَخْفَيْتُ عُنْواناً قال وكلما استدللت بشيءٍ تُظهره على غيره فهو عُنوانٌ له كما قال حسان بن ثابت يرثي عثمان رضي الله تعالى عنه ضَحّوا بأَشْمطَ عُنوانُ السُّجودِ به يُقَطِّعُ الليلَ تَسْبِيحاً وقُرْآناً قال الليث العُلْوانُ لغة في العُنْوان غير جيدة والعُنوان بالضم هي اللغة الفصيحة وقال أَبو دواد الرُّوَاسِيّ لمن طَلَلٌ كعُنْوانِ الكِتابِ ببَطْنِ أُواقَ أَو قَرَنِ الذُّهابِ ؟ قال ابن بري ومثله لأَبي الأَسود الدُّؤَليّ نظَرْتُ إلى عُنْوانِه فنبَذتُه كنَبْذِكَ نَعلاً أَخلقَتْ من نِعالكا وقد يُكْسَرُ فيقال عِنوانٌ وعِنيانٌ واعْتَنَّ ما عند القوم أَي أُعْلِمَ خَبَرَهم وعَنْعَنةُ تميم إبدالُهم العين من الهمزة كقولهم عَنْ يريدون أَنْ وأَنشد يعقوب فلا تُلْهِكَ الدنيا عَنِ الدِّينِ واعْتَمِلْ لآخرةٍ لا بُدّ عنْ سَتَصِيرُها وقال ذو الرمة أَعَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقَاءَ منْزِلةً ماءُ الصَّبَابةِ من عَينيكَ مَسْجُومُ أَراد أَأَن ترَسَّمْتَ وقال جِرانُ العَوْدِ فما أُبْنَ حتى قُلْنَ يا ليْتَ عَنَّنا تُرابٌ وعَنَّ الأَرضَ بالناسِ تُخْسَفُ قال الفراء لغة قريش ومن جاورهم أَنَّ وتميمٌ وقَيْس وأَسَدٌ ومن جاورهم يجعلون أَلف أَن إذا كانت مفتوحة عيناً يقولون أَشهد عَنَّك رسول الله فإِذا كسروا رجعوا إلى الأَلف وفي حديث قَيْلةَ تَحْسَبُ عَنِّي نائمة أَي تحسب أَني نائمة ومنه حديث حُصَين بن مُشَمِّت أَخبرنا فلان عَنَّ فلاناً حَدَّثه أَي أَن فلاناً قال ابن الأَثير كأَنَّهم يفعلون لبَحَحٍ في أَصواتهم والعرب تقول لأَنَّكَ ولعَنَّك تقول ذاك بمعنى لَعَلَّك ابن الأَعرابي لعنَّكَ لبني تميم وبنو تَيْم الله بن ثَعْلبة يقولون رَعَنَّك يريدون لعلك ومن العرب من يقول رَعَنَّكَ ولغَنَّك بالغين المعجمة بمعنى لعَلَّكَ والعرب تقول كنا في عُنَّةٍ من الكَلأِ وفُنَّةٍ وثُنَّةٍ وعانِكَةٍ من الكلأِ واحدٌ أَي كنا في كَلاءٍ كثير وخِصْبٍ وعن معناها ما عدا الشيءَ تقول رميت عن القوسْ لأَنه بها قَذَفَ سهمه عنها وعدَّاها وأَطعمته عن جُوعٍ جعل الجوع منصرفاً به تاركاً له وقد جاوزه وتقع من موقعها وهي تكون حرفاً واسماً بدليل قولهم من عَنْه قال القُطَامِيّ فقُلْتُ للرَّكْبِ لما أَنْ عَلا بهمُ من عن يمينِ الحُبَيّا نظرةٌ قَبَلُ قال وإنِما بنيت لمضارعتها للحرف وقد توضع عن موضع بعد كما قال الحرث بن عُبَاد قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامةِ مِنِّي لقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عن حيالِ أَي بعد حيال وقال امرؤ القيس وتُضْحي فَتيتُ المِسكِ فوقَ فِراشِها نَؤُوم الضُّحَى لم تَنْتَطِقْ عن تَفَضُّلِ وربما وضعت موضع على كما قال ذو الإِصبع العدواني لاه ابنُ عمِّكَ لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ عَني ولا أَنتَ دَيّاني فتَخْزُوني قال النحويون عن ساكنة النون حرف وضع لمَعْنى ما عَدَاكَ وتراخى عنك يقال انصَرِفْ عنِّي وتنحَّ عني وقال أَبو زيد العرب تزيدُ عنك يقال خذ ذا عنك والمعنى خذ ذا وعنك زيادة قال النابغة الجعدي يخاطب ليلى الأَخيلية دَعي عنكِ تَشْتامَ الرجالِ وأَقبِلي على أَذْلَعِيٍّ يَملأُ اسْتَكِ فَيْشَلا أَراد يملأُ استك فَيْشلُه فخرج نصباً على التفسير ويجوز حذف النون من عن للشاعر كما يجوز له حذف نون من وكأَنَّ حذْفَه إنما هو لالتقاء الساكنين إِلا أَن حذف نون من في الشعر أَكثر من حذف نون عن لأَن دخول من في الكلام أَكثر من دخول عن وعَنِّي بمعنى عَلِّي أَي لَعَلِّي قال القُلاخُ يا صاحِبَيَّ عَرِّجا قَلِيلا عَنَّا نُحَيِّي الطَّلَلَ المُحِيلا وقال الأَزهري في ترجمة عنا قال قال المبرد من وإلى ورب وفي والكاف الزائدة والباء الزائدة واللام الزائدة هي حروف الإِضافة التي يضاف بها الأَسماء والأَفعال إلى ما بعدها قال فأَما ما وضعه النحويون نحو على وعن وقبل وبَعْدُ وبَيْن وما كان مثلَ ذلك فإِنما هي أَسماء يقال جئت من عِنْدِه ومن عليه ومن عن يساره ومن عن يمينه وأَنشد بيت القطامي من عَنْ يمين الحُبَيّا نظْرَةٌ قَبَلُ قال ومما يقع الفرق فيه بين من وعن أَن من يضاف بها ما قَرُبَ من الأَسماء وعن يُوصَل بها ما تَراخى كقولك سمعت من فلان حديثاً وحدثنا عن فلان حديثاً وقال أَبو عبيدة في قوله تعالى وهو الذي يَقْبَل التوبةَ عن عباده أَي من عباده الأَصمعي حدَّثني فلان من فلان يريد عنه ولَهِيتُ من فلان وعنه وقال الكسائي لَهِيتُ عنه لا غير وقال اله مِنْه وعنه وقال عنك جاء هذا يريد منك وقال ساعدةُ بن جُؤَيّةَ أَفَعنْك لا بَرْقٌ كأَنَّ ومِيضَهُ غابٌ تَسَنَّمهُ ضِرامٌ مُوقَدُ ؟ قال يريد أَمِنْكَ بَرْقٌ ولا صِلَةٌ روى جميعَ ذلك أَبو عبيد عنهم قال وقال ابن السكيت تكون عن بمعنى على وأَنشد بيت ذي الإِصبع العدواني لا أَفضلْتَ في حَسَبٍ عَنِّي قال عَنِّي في معنى عَليَّ أَي لم تُفْضِلْ في حسب عَلَيَّ قال وقد جاء عن بمعنى بعد وأَنشد ولقد شُبَّتِ الحُرُوبُ فما غَمْ مَرْتَ فيها إذ قَلَّصَتْ عن حِيالِ أي قلَّصَتْ بعد حِيالها وقال في قول لبيد لوِرْدٍ تَقْلِصُ الغِيطانُ عنه يَبُكُّ مسافَةَ الخِمْسِ الكَمالِ
( * قوله « يبك مسافة إلخ » كذا أَنشده هنا كالتهذيب وأَنشده في مادة قلص كالمحكم يبذ مفازة الخمس الكلالا )
قال قوله عنه أَي من أَجله والعرب تقول سِرْ عنك وانْفُذْ عنك أَي امضِ وجُزْ لا معنى لعَنْك وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه طاف بالبيت مع يَعْلَى بن أُميَّة فلما انتهى إلى الركن الغرْبيِّ الذي يلي الأَسْودَ قال له أَلا تسْتَلِمُ ؟ فقال له انْفُذْ عنك فإِن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسْتَلِمْه وفي الحديث تفسيره أَي دَعْه ويقال جاءنا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فتخفض النون ويقال جاءنا مِنَ الخير ما أَوجب الشكر فتفتح النون لأَن عن كانت في الأَصل عني ومن أَصلها مِنَا فدلت الفتحة على سقوط الأَلف كما دلت الكسرة في عن على سقوط الياء وأَنشد بعضهم مِنَا أن ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ حتى أَغاثَ شَرِيدَهمْ مَلَثُ الظَّلامِ وقال الزجاج في إِعراب من الوقفُ إِلا أَنها فتحت مع الأَسماء التي تدخلها الأَلف واللام لالتقاء الساكنين كقولك من الناس النون من من ساكنة والنون من الناس ساكنة وكان في الأَصل أَن تكسر لالتقاء الساكنين ولكنها فتحت لثقل اجتماع كسرتين لو كان من الناس لثَقُلَ ذلك وأَما إِعراب عن الناس فلا يجوز فيه إِلا الكسر لأَن أَول عن مفتوح قال والقول ما قال الزجاج في الفرق بينهما

عهن
العِهْنُ الصُّوفُ المَصْبُوغُ أَلواناً ومنه قوله تعالى كالعِهْنِ المَنْفُوش وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنها فتَلَتْ قلائدَ هَدْيِ رسول الله صلى الله عليه وسلم من عِهْنٍ قالوا العِهْنُ الصُّوفُ المُلَوَّنُ وقيل العِهْنُ الصوف المصبوغ أَيَّ لَوْنٍ كان وقيل كلُّ صُوفٍ عِهْنٌ والقِطْعةُ منه عِهْنةٌ والجمع عُهُونٌ وأَنشد أَبو عبيد فاضَ منه مِثْلُ العُهونِ من الرَّوْ ضِ وما ضَنّ بالإِخاذِ غُدُرْ ابن الأَعرابي فلان عاهِنٌ أَي مُسْترخٍ كَسْلان قال أَبو العباس أَصلُ العاهِن أَن يَتَقَصَّفَ القضيبُ من الشجرة ولا يَبينَ فيبقى متعلقاً مسترخياً والعُهْنة انكسارٌ في القضيب من غير بَيْنونة إذا نظرتَ إليه حسبته صحيحاً فإذا هززته انثنى وقد عَهَن والعاهِنُ الفقير لانكساره وعَهَن الشيءُ دام وثبت وعَهَن أَيضاً حَضَرَ ومالٌ عاهِن حاضر ثابت وكذلك نَقْدٌ عاهِنٌ وحكى اللحياني إنه لَعاهِنُ المال أَي حاضر النَّقْد وقول كثير ديارُ ابنةِ الضَّمْريِّ إذ حَبْلُ وَصْلِها مَتِينٌ وإِذ مَعْرُوفُها لك عاهِنُ يكون الحاضر والثابت قال ابن بري ومثله لتأَْبط شرّاً أَلا تِلْكُمو عِرْسي مُنَيْعةُ ضُمّنتْ من الله أَيْماً مُسْتَسِرّاً وعاهِنا أَي مقيماً حاضراً والعاهِنُ الطعام الحاضر والشراب الحاضر والعاهنُ الحاضر المقيم الثابت ويقال إِنه لَعِهْنُ مالٍ إذا كان حسن القيام عليه وعَهَن بالمكان أَقام به وأَعطاه من عاهِنِ ماله وآهِنه مُبْدَلٌ أَي من تِلاده ويقال خُذْ من عاهِنِ المال وآهِنه أَي من عاجله وحاضره والعَواهِنُ جرائد النخل إذا يَبستْ وقد عَهَنتْ تَعْهِنُ وتَعْهُنُ بالضم عُهوناً عن أَبي حنيفة وقيل العَواهِنُ السَّعَفاتُ اللواتي يَلِينَ القِلَبَة في لغة أَهل الحجاز وهي التي يسميها أَهل نجد الخَوافي ومنه سميت جوارحُ الإِنسان عَواهِنَ ومنه حديث عمر ائتني بجريدة واتَّقِ العَواهِنَ قال ابن الأَثير هي جمع عاهِنةٍ وهي السَّعفات التي يَلِينَ قُلْبَ النخلة وإنما نهى عنها إِشفاقاً على قُلْب النخلة أَن يَضُرَّ به قطعُ ما قرُبَ منها وقال اللحياني العَواهِن السَّعَفات اللواتي دون القِلَبة مَدَنيَّةٌ والواحد من كل ذلك عاهِنٌ وعاهِنة ابن الأَعرابي العِهان والإِهان والعُرْهونُ والعُرْجونُ والفِتاقُ والعَسَقُ والطَّرِيدة واللَّعِينُ والضِّلَعُ والعُرْجُدُ واحد قال الأَزهري كله أَصل الكِباسة والعَواهِنُ عروق في رحِمِ الناقة قال ابنُ الرِّقاع أَوْكَتْ عليه مَضِيقاً من عَواهِنها كما تَضَمَّنَ كشْحُ الحُرَّة الحَبَلا عليه يعني الجنين قال ابن الأَعرابي عَواهِنُها موضع رحمها من باطن كعَواهِن النخل وأَلْقى الكلام على عَواهِنه لم يتدبره وقيل هو إذا لم يُبَلْ أَصاب أَم أَخطأَ وقيل هو إذا تهاون به وقيل هو إذا قاله من قبيحه وحسنه وفي الحديث إن السَّلَفَ كانوا يُرْسِلون الكلمة على عَواهِنها أَي لا يَزُمُّونها ولا يَخطِمونها قال ابن الأَثير العَواهِنُ أَن تأْخذ غيرَ الطريق في السير أَو الكلام جمع عاهِنة وقيل هو من قولك عَهِنَ له كذا أَي عجِلَ وعَهِنَ الشيءُ إذا حَضَر أَي أَرسل الكلام على ما حضَر منه وعَجِلَ من خطأٍ وصواب ابن الأَعرابي يقال إنه ليَحْدِسُ الكلامَ على عَواهنه وهو أَن يتعسَّف الكلامَ ولا يتأَنى يقال عَهَنتُ على كذا وكذا أَعْهُنُ المعنى أَي أُثَبِّي منه معرفة ويقال أُثبِّي أُثْبِتُ من قول لبيد يُثَبِّي ثَناءً من كريمٍ وقوله أَلا انْعَمْ على حُسْنِ التَّحيَّة واشْرب وعَهَنَ منه خير يَعْهُنُ عُهوناً خرج وقيل كل خارج عاهِنٌ والعِهْنة بقلة قال ابن بري والعِهْنة من ذكور البَقْل قال الأَزهري ورأَيت في البادية شجرة لها وردة حمراء يسمونها العِهْنة وعُهَيْنة قبيلة دَرَجَتْ وعاهِنٌ واد معروف وعاهانُ بن كعب من شعرائهم فيمن أَخذه من العِهْن ومن أَخذه من العاهة فبابه غير هذا الباب

عون
العَوْنُ الظَّهير على الأَمر الواحد والاثنان والجمع والمؤنث فيه سواء وقد حكي في تكسيره أَعْوان والعرب تقول إذا جاءَتْ السَّنة جاء معها أَعْوانها يَعْنون بالسنة الجَدْبَ وبالأَعوان الجراد والذِّئاب والأَمراض والعَوِينُ اسم للجمع أَبو عمرو العَوينُ الأَعْوانُ قال الفراء ومثله طَسيسٌ جمع طَسٍّ وتقول أَعَنْتُه إعانة واسْتَعَنْتُه واستَعَنْتُ به فأَعانَني وإنِما أُعِلَّ اسْتَعانَ وإِن لم يكن تحته ثلاثي معتل أَعني أَنه لا يقال عانَ يَعُونُ كَقام يقوم لأَنه وإن لم يُنْطَق بثُلاثِيَّة فإِنه في حكم المنطوق به وعليه جاءَ أَعانَ يُعِين وقد شاع الإِعلال في هذا الأَصل فلما اطرد الإِعلال في جميع ذلك دَلَّ أَن ثلاثية وإن لم يكن مستعملاً فإِنه في حكم ذلك والإسم العَوْن والمَعانة والمَعُونة والمَعْوُنة والمَعُون قال الأَزهري والمَعُونة مَفْعُلة في قياس من جعله من العَوْن وقال ناسٌ هي فَعُولة من الماعُون والماعون فاعول وقال غيره من النحويين المَعُونة مَفْعُلة من العَوْن مثل المَغُوثة من الغَوْث والمضوفة من أَضافَ إذا أَشفق والمَشُورة من أَشارَ يُشير ومن العرب من يحذف الهاء فيقول مَعُونٌ وهو شاذ لأَنه ليس في كلام العرب مَفْعُل بغير هاء قال الكسائي لا يأْتي في المذكر مَفْعُلٌ بضم العين إلاَّ حرفان جاءَا نادرين لا يقاس عليهما المَعُون والمَكْرُم قال جميلٌ بُثَيْنَ الْزَمي لا إنَّ لا إنْ لزِمْتِه على كَثْرة الواشِينَ أَيُّ مَعُونِ يقول نِعْمَ العَوْنُ قولك لا في رَدِّ الوُشاة وإن كثروا وقال آخر ليَوْم مَجْدٍ أَو فِعالِ مَكْرُمِ
( * قوله « ليوم مجد إلخ » كذا بالأصل والمحكم والذي في التهذيب ليوم هيجا ) وقيل مَعُونٌ جمع مَعونة ومَكْرُم جمع مَكْرُمة قاله الفراء وتعاوَنوا عليَّ واعْتَوَنوا أَعان بعضهم بعضاً سيبويه صحَّت واوُ اعْتَوَنوا لأَنها في معنى تعاوَنوا فجعلوا ترك الإِعلال دليلاً على أَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو تعاونوا وقالوا عاوَنْتُه مُعاوَنة وعِواناً صحت الواو في المصدر لصحتها في الفعل لوقوع الأَلف قبلها قال ابن بري يقال اعْتَوَنوا واعْتانوا إذا عاوَنَ بعضهم بعضاً قال ذو الرمة فكيفَ لنا بالشُّرْبِ إنْ لم يكنْ لنا دَوانِيقُ عندَ الحانَوِيِّ ولا نَقْدُ ؟ أَنَعْتانُ أَمْ نَدَّانُ أَم يَنْبَري لنا فَتًى مثلُ نَصْلِ السَّيفِ شِيمَتُه الحَمْدُ ؟ وتَعاوَنَّا أَعان بعضنا بعضاً والمَعُونة الإِعانَة ورجل مِعْوانٌ حسن المَعُونة وتقول ما أَخلاني فلان من مَعاوِنه وهو وجمع مَعُونة ورجل مِعْوان كثير المَعُونة للناس واسْتَعَنْتُ بفلان فأَعانَني وعاونَني وفي الدعاء رَبِّ أَعنِّي ولا تُعِنْ عَليَّ والمُتَعاوِنة من النساء التي طَعَنت في السِّنِّ ولا تكون إلا مع كثرة اللحم قال الأَزهري امرأَة مُتَعاوِنة إذا اعتدل خَلْقُها فلم يَبْدُ حَجْمُها والنحويون يسمون الباء حرف الاستعانة وذلك أَنك إذا قلت ضربت بالسيف وكتبت بالقلم وبَرَيْتُ بالمُدْيَة فكأَنك قلت استعنت بهذه الأَدوات على هذه الأَفعال قال الليث كل شيء أَعانك فهو عَوْنٌ لك كالصوم عَوْنٌ على العبادة والجمع الأَعْوانُ والعَوانُ من البقر وغيرها النَّصَفُ في سنِّها وفي التنزيل العزيز لا فارضٌ ولا بِكْرٌ عَوانٌ بين ذلك قال الفراء انقطع الكلام عند قوله ولا بكر ثم استأْنف فقال عَوان بين ذلك وقيل العوان من البقر والخيل التي نُتِجَتْ بعد بطنها البِكْرِ أَبو زيد عانَتِ البقرة تَعُون عُؤُوناً إذا صارت عَواناً والعَوان النَّصَفُ التي بين الفارِضِ وهي المُسِنَّة وبين البكر وهي الصغيرة ويقال فرس عَوانٌ وخيل عُونٌ على فُعْلٍ والأَصل عُوُن فكرهوا إلقاء ضمة على الواو فسكنوها وكذلك يقال رجل جَوادٌ وقوم جُود وقال زهير تَحُلُّ سُهُولَها فإِذا فَزَعْنا جَرَى منهنَّ بالآصال عُونُ فَزَعْنا أَغَثْنا مُسْتَغيثاً يقول إذا أَغَثْنا ركبنا خيلاً قال ومن زعم أَن العُونَ ههنا جمع العانَةِ بفقد أَبطل وأَراد أَنهم شُجْعان فإِذا اسْتُغيث بهم ركبوا الخيل وأَغاثُوا أَبو زيد بَقَرة عَوانٌ بين المُسِنَّةِ والشابة ابن الأَعرابي العَوَانُ من الحيوان السِّنُّ بين السِّنَّيْنِ لا صغير ولا كبير قال الجوهري العَوَان النَّصَفُ في سِنِّها من كل شيء وفي المثل لا تُعَلَّمُ العَوانُ الخِمْرَةَ قال ابن بري أَي المُجَرِّبُ عارف بأَمره كما أَن المرأَة التي تزوجت تُحْسِنُ القِناعَ بالخِمار قال ابن سيده العَوانُ من النساء التي قد كان لها زوج وقيل هي الثيِّب والجمع عُونٌ قال نَواعِم بين أَبْكارٍ وعُونٍ طِوال مَشَكِّ أَعْقادِ الهَوادِي تقول منه عَوَّنَتِ المِرأَةُ تَعْوِيناً إذا صارت عَواناً وعانت تَعُونُ عَوْناً وحربٌ عَوان قُوتِل فيها مرة
( * قوله مرة أي مرّةً بعد الأخرى ) كأَنهم جعلوا الأُولى بكراً قال وهو على المَثَل قال حَرْباً عواناً لَقِحَتْ عن حُولَلٍ خَطَرتْ وكانت قبلها لم تَخْطُرِ وحَرْبٌ عَوَان كان قبلها حرب وأَنشد ابن بري لأَبي جهل ما تَنْقِمُ الحربُ العَوانُ مِنِّي ؟ بازِلُ عامين حَدِيثٌ سِنِّي لمِثْل هذا وَلَدَتْني أُمّي وفي حديث علي كرم الله وجهه كانت ضَرَباتُه مُبْتَكَراتٍ لا عُوناً العُونُ جمع العَوان وهي التي وقعت مُخْتَلَسَةً فأَحْوَجَتْ إلى المُراجَعة ومنه الحرب العَوانُ أَي المُتَردّدة والمرأَة العَوان وهي الثيب يعني أَن ضرباته كانت قاطعة ماضية لا تحتاج إلى المعاودة والتثنية ونخلة عَوانٌ طويلة أَزْدِيَّة وقال أَبو حنيفة العَوَانَةُ النخلة في لغة أَهل عُمانَ قال ابن الأََعرابي العَوانَة النخلة الطويلة وبها سمي الرجل وهي المنفردة ويقال لها القِرْواحُ والعُلْبَة قال ابن بري والعَوَانة الباسِقَة من النخل قال والعَوَانة أَيضاً دودة تخرج من الرمل فتدور أَشواطاً كثيرة قال الأَصمعي العَوانة دابة دون القُنْفُذ تكون في وسط الرَّمْلة اليتيمة وهي المنفردة من الرملات فتظهر أَحياناً وتدور كأَنها تَطْحَنُ ثم تغوص قال ويقال لهذه الدابة الطُّحَنُ قال والعَوانة الدابة سمي الرجل بها وبِرْذَوْنٌ مُتَعاوِنٌ ومُتَدارِك ومُتَلاحِك إذا لَحِقَتْ قُوَّتُه وسِنُّه والعَانة القطيع من حُمُر الوحش والعانة الأَتان والجمع منهما عُون وقيل وعانات ابن الأَعرابي التَّعْوِينُ كثرةُ بَوْكِ الحمار لعانته والتَّوْعِينُ السِّمَن وعانة الإِنسان إِسْبُه الشعرُ النابتُ على فرجه وقيل هي مَنْبِتُ الشعر هنالك واسْتَعان الرجلُ حَلَقَ عانَتَه أَنشد ابن الأَعرابي مِثْل البُرام غَدا في أُصْدَةٍ خَلَقٍ لم يَسْتَعِنْ وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ البُرام القُرادُ لم يَسْتَعِنْ أَي لم يَحْلِقْ عانته وحَوامي الموتِ حوائِمُه فقلبه وهي أَسباب الموت وقال بعض العرب وقد عرَضَه رجل على القَتْل أَجِرْ لي سَراويلي فإِني لم أَسْتَعِنْ وتَعَيَّنَ كاسْتَعان قال ابن سيده وأَصله الواو فإِما أَن يكون تَعَيَّنَ تَفَيْعَلَ وإِما أَن يكون على المعاقبة كالصَّيَّاغ في الصَّوَّاغ وهو أَضعف القولين إذ لو كان ذلك لوجدنا تَعَوَّنَ فعَدَمُنا إِياه يدل على أَن تَعَيَّنَ تَفَيْعَل الجوهري العانَة شعرُ الركَبِ قال أَبو الهيثم العانة مَنْبِت الشعر فوق القُبُل من المرأَة وفوق الذكر من الرجل والشَّعَر النابتُ عليهما يقال له الشِّعْرَةُ والإِسْبُ قال الأَزهري وهذا هو الصواب وفلان على عانَة بَكْرِ بن وائل أَي جماعتهم وحُرْمَتِهم هذه عن اللحياني وقيل هو قائم بأَمرهم والعانَةُ الحَظُّ من الماء للأَرض بلغة عبد القيس وعانَةُ قرية من قُرى الجزيرة وفي الصحاح قرية على الفُرات وتصغير كل ذلك عُوَيْنة وأَما قولهم فيها عاناتٌ فعلى قولهم رامَتانِ جَمَعُوا كما ثَنَّوْا والعانِيَّة الخَمْر منسوبة إليها الليث عاناتُ موضع بالجزيرة تنسب إليها الخمر العانِيَّة قال زهير كأَنَّ رِيقَتَها بعد الكَرى اغْتَبَقَتْ من خَمْرِ عانَةَ لَمَّا يَعْدُ أَن عَتَقا وربما قالوا عاناتٌ كما قالوا عرفة وعَرَفات والقول في صرف عانات كالقول في عَرَفات وأَذْرِعات قال ابن بري شاهد عانات قول الأَعشى تَخَيَّرَها أَخُو عاناتِ شَهْراً ورَجَّى خَيرَها عاماً فعاما قال وذكر الهرويُّ أَنه يروى بيت امرئ القيس على ثلاثة أَوجه تَنَوَّرتُها من أَذرِعاتٍ بالتنوين وأَذرعاتِ بغير تنوين وأَذرعاتَ بفتح التاء قال وذكر أَبو علي الفارسي أَنه لا يجوز فتح التاء عند سيبويه وعَوْنٌ وعُوَيْنٌ وعَوانةُ أَسماء وعَوانة وعوائنُ موضعان قال تأبَّط شرّاً ولما سمعتُ العُوصَ تَدْعو تنَفَّرَتْ عصافيرُ رأْسي من برًى فعَوائنا ومَعانُ موضع بالشام على قُرب مُوتة قال عبد الله ابن رَواحة أَقامتْ ليلَتين على مَعانٍ وأَعْقَبَ بعد فَتَرتها جُمومُ

عين
: العَيْنُ : حاسة البصر والرؤية أُنثى تكون للإِنسان وغيره من الحيوان . قال ابن السكيت : العَينُ التي يبصر بها الناظر والجمع أَعْيان و أَعْيُن و أَعْيُنات الأَخيرة جمع الجمع والكثير عُيون قال يزيد بن عبد المَدان : ولكِنَّني أَغْدُو عَليَّ مُفاضةٌدِلاصٌ كأَعْيانِ الجراد المُنظَّمِوأَنشد ابن بري : بأَعْيُنات لم يُخالِطْها القَذى وتصغير العين عُيَيْنةٌ ومنه قيل ذو العُيَيْنَتَين للجاسوس ولا تقل ذو العُوَيْنَتين . قال ابن سيده : و العَيْنُ الذي يُبْعث ليَتجسَّس الخبرَ ويسمى ذا العَيْنَين ويقال تسميه العرب ذا العينين و ذا العُوَينتين كله بمعنى واحد . وزعم اللحياني أَن أَعْيُناً قد يكون جمع الكثير أَيضاً قال الله عز وجل : { أَم لهُمْ أَعْيُنٌ يبْصِرون بها } وإِنما أَراد الكثير . وقولهم : بعَيْن ما أَرَيَنَّك معناه عَجِّل حتى أَكون كأَني أَنظر إِليك بعَيْني . وفي الحديث : أَن موسى عليه السلام فَقَأَ عينَ مَلَك الموتِ بصكَّةٍ صكه قيل : أَراد أَنه أَغلظ له في القول يقال : أَتيته فلَطَمَ وجهي بكلام غليظ والكلام الذي قاله له موسى قال : أُحَرِّجُ عليك أَن تدْنوَ مني فإِني أُحَرِّجُ داري ومنزلي فجعل هذا تغليظاً من موسى له تشبيهاً بفَقْءِ العين وقيل : هذا الحديث مما يُؤمَنُ به وبأَمثاله ولا يُدخَل في كيفيته . وقول العرب : إِذا سَقطت الجبْهةُ نظرتِ الأَرضَ بإِحدى عَيْنَيْها فإِذا سقطت الصَّرْفةُ نظرت بهما جميعاً إِنما جعلوا لها عَيْنين على المثل . وقوله تعالى : { ولِتُصْنع على عَيْني } فسره ثعلب فقال : لتُرَبَّى من حيث أَراك . وفي التنزيل : { واصْنَع الفُلك بأَعْيُنِنا } قال ابن الأَنباري قال أَصحاب النقل والأَخذ بالأَثر الأَعْيُنُ يريد به العَينَ قال : وعَينُ الله لا تفسر بأَكثر من ظاهرها ولا يسع أَحداً أَن يقول : كيف هي أَو ما صفتها وقال بعض المفسرين : بأَعيننا بإِبصارنا إِليك وقال غيره : بإِشفاقنا عليك واحتج بقوله : { ولِتُصْنَع على عَيْني } أَي لِتُغذَّى بإِشفاقي . وتقول العرب : على عَيْني قصدْتُ زيداً يريدون الإِشفاق . و العَيْنُ : أَن تصِيبَ الإِنسانَ بعينٍ . و عانَ الرجلَ يَعِينُه عَيْناً فهو عائن والمصاب مَعِينٌ على النقص و مَعْيونٌ على التمام : أَصابه بالعين . قال الزجاج : المَعِينُ المُصابُ بالعين و المعْيون الذي فيه عينٌ قال عباس بن مِرداس : قد كان قوْمُكَ يحْسَبونك سيِّداً وإِخالُ أَنك سَيِّدٌ مَعْيونُ وحكى اللحياني : إِنك لجميل ولا أَعِنْكَ ولا أَعِينُك الجزم على الدعاء والرفع على الإِخبار أَي لا أُصيبك بعين . ورجل مِعْيانٌ و عَيونٌ : شديد الإِصابة بالعين والجمع عُيُنٌ و عِينٌ وما أَعْيَنه . وفي الحديث : العين حق وإِذا اسْتُغْسِلتم فاغْسِلوا . يقال : أَصابت فلاناً عينٌ إِذا نظر إِليه عدو أَو حسود فأَثرت فيه فمرض بسببها . وفي الحديث : كان يُؤمَرُ العائنُ فيتوضأُ ثم يَغْتَسِل منه المَعِين . وفي الحديث : لا رُقْيَة إِلاَّ منْ عَينٍ أَو حُمَةٍ تخصيصه العين والحمة لا يمنع جواز الرقية في غيرهما من الأَمراض لأَنه أَمر بالرقية مطلقاً ورَقى بعض أَصحابه من غيرهما وإِنما معناه لا رُقْية أَولى وأَنفعُ من رُقية العين والحُمَة . و تعَيَّنَ الإِبلَ واعْتانها : اسْتَشْرَفها ليَعِينها وأَنشد ابن الأَعرابي : يَزِينُها للناظِرِ المُعْتانِ خَيْفٌ قريبُ العهْدِ بالحَيْرانِ أَي إِذا كان عهدها قريباً بالولادة كان أَضخم لضرعها وأَحسن وأَشدّ امتلاء . و تَعَيَّنَ الرجلُ إِذا تَشَوَّهَ وتأَنى ليصيب شيئاً بعينه . و أَعانها كاعْتانها . ورجل عَيونٌ إِذا كان نَجيءَ العَين يقال : أَتيت فلاناً فما عَيَّنَ لي بشيء وما عَيَّنَني بشيء أَي ما أَعطاني شيئاً . و العَيْنُ و المُعاينة : النَّظَرُ وقد عايَنُه مُعاينة و عِياناً . ورآه عِياناً : لم يشك في رؤيته إِياه . ورأَيت فلاناً عِياناً أَي مواجهة . قال ابن سيده : ولقيه عِياناً أَي مُعاينة وليس في كل شيء قيل مثل هذا لو قلت لَقِيْتُهُ لحاظاً لم يجز إِنما يُحكى من ذلك ما سُمِع . و تَعَيَّنْتُ الشيءَ : أَبصرته قال ذو الرمة : تُخَلَّى فلا تَنْبُو إِذا ما تعَيَّنَتْ بها شَبَحاً أَعْناقُها كالسَّبائك ورأَيتُ عائنة من أَصحابه أَي قوماً عايَنوني . وهو عبدُ عَيْنٍ أَي ما دمت تراه فهو كالعَبد لك وقيل : أَي ما دام مولاه يراه فهو فارِهٌ وأَما بعده فلا عن اللحياني قال : وكذلك تُصَرِّفه في كل شيءٍ من هذا كقولك هو صديقُ عَيْنٍ . ويقال للرجل يُظهِر لك من نفسه ما لا يَفِي به إِذا غاب : هو عَبْد عَينٍ وصديقُ عين قال الشاعر : ومَنْ هو عَبْدُ العَينِ أَما لِقاؤُه فَحُلْوٌ وأَما غَيْبُه فظَنُونُ ونَعِمَ اللَّهُ بك عَيْناً أَي أَنْعَمها . ولقيته أَدْنَى عائنةٍ أَي أَدْنى شيءٍ تدْركه العينُ . و العَيَنُ : عِظَمُ سوادِ العين وسَعَتُها . عَينَ يَعْيَنُ عَيَناً و عِيْنَةً حسنة الأَخيرة عن اللحياني وهو أَعْيَنُ وإِنه لَبَيِّنُ العِينةِ عن اللحياني وإِنه لأَعْيَنُ إِذا كان ضخم العين واسعَها والأُنثى عَيْناء والجمع منها عِينٌ وأَصله فُعْل بالضم ومنه قيل لبقر الوحش عِينٌ صفة غالبة . قال الله عز وجل : { وحُورٌ عِينٌ } . ورجل أَعْيَنُ : واسع العَين بَيِّنُ العَيَنِ و العِينُ : جمع عَيْناء وهي الواسعة العين . وفي الحديث : إِن في الجنة لمُجْتَمَعاً للحور العين . وفي الحديث : أَن رسولُا أَمر بقتل الكلاب العِينِ هي جمع أَعْيَنَ . وحديث اللِّعَان : إِن جاءت به أَعْيَنَ أَدْعَجَ . والثورُ أَعْيَنُ والبقرة عَيْناء . قال ابن سيده : ولا يقال ثور أَعْيَنُ ولكن يقال الأَعْيَنُ غير موصوف به كأَنه نقل إِلى حدّ الاسمية . وقال ابن بري : يقال عَيِنَ الرجلُ يَعْيَنُ عَيَناً و عِينةً وهو أَعْيَنُ . و عُيُون البقر : ضرب من العنب بالشام ومنهم من لم يَخُصَّ بالشام ولا بغيره على التشبيه بعُيون البقر من الحيوان وقال أَبو حنيفة : هو عنب أَسود ليس بالحالِكِ عِظامُ الحَبِّ مُدَحْرَجٌ يُزَبَّبُ وليس بصادق الحلاوة . وثوب مُعَيَّنٌ : في وَشْيِه ترابيعُ صِغار تُشَبَّه بعُيون الوحش . وثوْرٌ مُعَيَّنٌ : بين عينيه سواد أَنشد سيبويه : فكأَنَّه لَهِقُ السَّراةِ كأَنه ما حاجِبَيْهِ مُعَيَّنٌ بسَوَادِ و العِينةُ للشاة : كالمَحْجِرِ للإِنسانِ وهو ما حول العين . وشاة عَيْناء إِذا اسوَدَّ عِينَتُها وابيضَّ سائرها وقيل : أَو كان بعكس ذلك . و عَيْنُ الرجل : مَنْظَرُه . و العَيْنُ : الذي ينظر للقوم يذكر ويؤنث سمّي بذلك لأَنه إِنما ينظر بعينه وكأَنَّ نَقْلَهُ من الجزء إِلى الكل هو الذي حملهم على تذكيره وإِلا فإِن حكمه التأْنيثُ قال ابن سيده : وقياس هذا عندي أَن من حمله على الجزء فحكمه أَن يؤنثه ومن حمله على الكل فحكمه أَن يذكره وكلاهما قد حكاه سيبويه وقول أَبي ذؤيب : ولو أَنَّني استَوْدَعْتُه الشمسَ لارْتقَتْ إِليه المَنايا عَيْنُها ورَسُولُها أَراد نفسها . وكان يجب أَن يقول أَعينها ورسلها لأَن المنايا جمع فوضع الواحد موضع الجمع وبيت أَبي ذؤَيب هذا استشهد به الأَزهري على قوله : العَيْنُ الرَّقيب وقال بعد إِيراد البيت : يريد رقيبها وأَنشد أَيضاً لجميل : رمَى اللَّهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى وفي الغُرّ من أَنْيابها بالقَوادح وقال : معناه في رَقيبيها اللذين يَرْقُبانها ويحولان بيني وبينها وهذا مكان يحتاج إِلى محاقَقة الأَزهري عليه وإِلا فما الجمع بين الدعاء على رقيبيها وعلى أَنيابها وفيما ذكره تكلف ظاهر . وفلانٌ عَيْنُ الجيش : يريدون رئيسه . و الاعْتِيانُ : الارْتِياد . وبعثنا عَيْناً أَي طليعة يَعْتانُنا و يَعْتانُ لنا أَي يأْتينا بالخبر . و المُعْتانُ : الذي يبعثه القوم رائداً . حكى اللحياني : ذهب فلان فاعْتانَ لنا منْزِلاً مُكْلئِاً فعَدَّاه أَي ارْتادَ لَنا منزلاً ذا كَلإٍ . و عانَ لهم : كاعْتانَ عن الهَجريّ وأَنشد لناهض ابن ثُومة الكلابي : يُقاتِلُ مَرَّةً ويَعِينُ أُخْرَى ففَرَّتْ بالصَّغارِ وبالهَوَانِ و اعْتَانَ لنا فلانٌ أَي صار عَيْناً أَي رَبيئةً وربما قالوا عانَ علينا فلانٌ يَعِينُ عِيانةً أَي صار لهم عَيناً . وفي الحديث : أَنه بعث بسْبَسَةَ عَيْناً يوم بَدْرٍ أَي جاسوساً . و اعْتانَ له إِذا أَتاه بالخبر . ومنه حديث الحُدَيْبية : كانَ اللَّهُ قد قَطَعَ عَيْناً من المشركين أَي كفى الله منهم من كان يَرْصُدُنا ويَتَجَسَّسُ علينا أَخبارَنا . ويقال : اذْهَبْ و اعْتَنْ لي منزلاً أَي ارْتَدْهُ . و العَيْنُ : الدَّيْدَبانُ والجاسوسُ . و أَعْيانُ القوم : أَشرافهم وأَفاضلهم على المَثَل بشَرَفِ العَيْنِ الحاسة . وابْنا عِيانٍ : طائرانِ يَزْجُرُ بهما العربُ كأَنهم يَرَوْنَ ما يُتَوَقَّع أَو يُنْتَظَرُ بهما عِياناً وقيل : ابْنا عِيانٍ خَطَّانِ يُخَطَّانِ في الأَرض يزجر بهما الطير وقيل : هما خَطَّانِ يَخُطُّونهما للعِيافة ثم يقول الذي يَخُطّهما : ابْنَيْ عِيانْ أَسْرِعا البَيان وقال الراعي : وأَصْفَرَ عَطَّافٍ إِذا راحَ رَبُّه جرى ابْنا عِيانٍ بالشِّواءِ المُضَهَّبِ وإِنما سمّيا ابني عِيَانٍ لأَنهم يُعاينُونَ الفَوْزَ والطعامَ بهما وقيل : ابنا عِيانٍ قِدْحانِ معروفان وقيل : هما طائران يزجر بهما يكونان في خط الأَرض وإِذا علم أَن القامر يَفُوزُ قِدْحُهُ قيل : جَرى ابنا عِيانٍ . و العَيْنُ : عَيْنُ الماء . و العَيْنُ : التي يخرج منها الماء . و العَيْنُ : يَنْبُوع الماء الذي يَنْبُع من الأَرض ويجري أُنْثى والجمع أَعْيُنٌ و عُيُونٌ . ويقال : غارَتْ عينُ الماء . و عَينُ الرَّكِيَّة : مَفْجَرُ مائها ومَنْبَعُها . وفي الحديث : خيرُ المالِ عَيْنٌ ساهِرَةٌ لعَيْنٍ نائمةٍ أَراد عَين َ الماء التي تجري ولا تنقطع ليلاً ونهاراً و عَينُ صاحبها نائمة فجعل السهر مثلاً لجريها وقوله أَنشده ثعلب : أُولئك عَيْنُ الماءِ فيهم وعِنْدَهمْ من الخِيفَةِ المَنْجاةُ والمُتحَوَّلُ فسّره فقال : عينُ الماء الحياة للناس . وحفَرْتُ حتى عِنْتُ و أَعْيَنْتُ : بلغْتُ العُيونَ وكذلك أَعانَ و أَعْيَنَ : حفر فبلغ العُيونَ . وقال الأَزهري : حَفَرَ الحافرُ فأَعْيَنَ و أَعانَ أَي بلغ العُيون . و عَيْنُ القَناةِ : مَصَبُّ مائها . وماءٌ مَعْيُونٌ : ظاهر تراه العَينُ جارياً على وجه الأَرض وقول بدر بن عامر الهذلي : ماءٌ يَجِمُّ لحافِرٍ مَعْيُون قال بعضهم : جرَّه على الجِوارِ وإِنما حكمه مَعْيُونٌ بالرفع لأَنه نعت لماء وقال بعضهم : هو مفعول بمعنى فاعل . وماء مَعِينٌ : كمَعْيُونٍ وقد اخْتُلِفَ في وزنه فقيل : هو مَفْعُولٌ وإِن لم يكن له فعل وقيل : هو فَعِيلٌ من المَعْنِ وهو الاستقاء وقد ذكر في الصحيح . أَبو سعيد : عَيْنٌ مَعْيُونة لها مادّة من الماء وقال الطرماح : ثم آلَتْ وهي مَعْيُونَةٌ من بَطِيءِ الضَّهْلِ نُكْزِ المَهامي أَراد أَنها طَمَتْ ثم آلت أَي رجعت . و عَانَتِ البئرُ عَيْناً : كثر ماؤها . و عانَ الماءُ والدَّمْعُ يَعينُ عَيْناً و عَيَناناً بالتحريك : جَرى وسال . وسِقاء عَيَّنٌ و عَيِّنٌ والكسر أَكثر كلاهما إِذا سال ماؤه عن اللحياني وقيل : العَيِّنُ و العَيَّنُ الجديد طائية قال الطرماح : قد اخْضَلَّ منها كلُّ بالٍ وعَيِّنٍ وجَفَّ الرَّوايا بالمَلا المُتَباطِنِ وكذلك قربة عَيَّنٌ : جديدة طائية أَيضاً قال : ما بالُ عَيْنِيَ كالشَّعِيبِ العَيَّنِ وحمل سيبويه عَيَّناً على أَنه فَيْعَل مما عينه ياء وقد كان يمكن أَن يكون فَوْعلاً وفَعْوَلاً من لفظ العين ومعناها ولو حكم بأَحد هذين المثالين لحمل على مأْلوف غير منكر أَلا ترى أَن فَعْوَلاً وفَوْعلاً لا مانع لكل واحد منهما أَن يكون في المعتل كما يكون في الصحيح وأَما فيعل بفتح العين مما عينه ياء فعزيز ثم لم تمنعه عزة ذلك أَن حكم بذلك على عَيَّنٍ وعَدَلَ عن أَن يحمله على أَحد المثالين اللذين كل واحد منهما لا مانع له من كونه في المعتل العين كونُه في الصحيحها فلا نظير لعَيَّنٍ والجمع عَيائن همزوا لقربها من الطَّرَف . الأَصمعي : عَيَّنْتُ القربة إِذا صببت فيها ماء ليخرج من مَخارزها فتنسدّ آثار الخَرْزِ وهي جديدة وسَرَّبْتُها كذلك . وقال الفراء : التَّعَيُّنُ أَن يكونَ في الجلد دوائر رقيقة قال القَطاميّ : ولكنَّ الأَدِيمَ إِذا تَفَرَّى بِلىً وتَعَيُّناً غَلَبَ الصَّناعا الجوهري : عَيَّنْتُ القِرْبةَ صَبَبْتُ فيها ماءً لتتفتح عُيُونُ الخُرَز فتنسدّ قال جرير : بلى فارْفَضَّ دَمْعُك غيرَ نَزْرٍ كما عَيَّنْتَ بالسَّرَب الطِّبابا ابن الأَعرابي : تَعَيَّنت أَخْفافُ الإِبل إِذا نَقِبَت مثل تَعَيُّنِ القِرْبة . و تَعَيَّنْتُ الشخصَ تَعَيُّناً إِذا رأَيته . و عَيْنُ القِبلة : حقيقتها . و العَيْنُ من السحاب : ما أَقبل من ناحية القِبْلة وعن يمينها يعني قبلة العراق . يقال : هذا مَطَرُ العَيْنِ ولا يقال مُطِرْنا بالعَيْنِ . وقال ثعلب : إِذا كان المطر من ناحية القبلة فهو مطر العَيْنِ و العَيْنُ : اسم لما عن يمين قبلة أَهل العراق وكانت العرب تقول : إِذا نَشَأَتِ السحابة من قِبَلِ العَين فإِنها لا تكاد تُخْلِفُ أَي من قِبَلِ قبلة أَهل العراق . وفي الحديث : إِذا نَشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تَشاءمت فتِلْك عَيْنٌ غُدَيْقةٌ هو من ذلك قال : وذلك أَخْلَقُ للمطر في العادة وقال : تقول العرب : مُطِرْنا بالعَيْنِ وقيل : العَيْنُ من السحاب ما أَقبل عن القِبْلة وذلك الصُّقْعُ يسمى العَيْنَ وقوله : تشاءمت أَي أَخذت نحو الشأْم والضمير في تشاءمت للسحابة : فتكون بحرية منصوبة أَو للبحرية فتكون مرفوعة . و العَيْنُ : مطر أَيام لا يُقْلِعُ وقيل : هو المطر يَدُوم خمسة أَيام أَو ستة أَو أَكثر لا يُقْلِعُ قال الراعي : وأَنْآءُ حَيَ تحتَ عَيْنٍ مَطِيرَةٍ عِظامِ البُيوتِ يَنْزِلُون الرَّوابِيا يعني حيث لا تَخْفى بيوتُهم يريدون أَن تأْتيهم الأَضياف . و العَيْن : الناحية . و العَيْنُ : عَيْنُ الرُّكْبة . و عَيْنُ الركبة : نُقْرة في مُقَدَّمها ولكل ركبة عينان وهما نقرتان في مُقَدَّمها عند الساق . و العَيْنُ : عَيْنُ الشمس و عَيْنُ الشمس : شُعاعها الذي لا تثبت عليه العَيْن وقيل : العَينُ الشمس نفسها . يقال : طلعت العَيْنُ وغابت العَيْن حكاه اللحياني . و العَينُ : المالُ العَتيدُ الحاضر الناضُّ . ومن كلامهم : عَيْنٌ غير دَيْنٍ . و العَيْن : النَّقْدُ يقال : اشتريت العبد بالدين أَو بالعَيْن و العَيْنُ الدينار كقول أَبي المِقْدام : حَبَشيٌّ له ثَمانون عَينا ... بين عَيْنَيْهِ قد يَسُوق إِفالا أَراد عبداً حبشيَّاً له ثمانون ديناراً بين عينيه : بين عيني رأْسه . و العَيْنُ : الذَّهَبُ عامَّةً . قال سيبويه : وقالوا عليه مائةٌ عَيْناً والرفع الوجه لأَنه يكون من اسم ما قبله وهو هو . الأَزهري : و العَيْنُ الدينار . و العَيْنُ في الميزان : المَيْلُ قيل : هو أَن تَرْجَحَ إِحدى كفَّتيه على الأُخْرى وهي أُنثى . يقال : ما في الميزان عَيْنٌ والعرب تقول : في هذا الميزان عين أَي في لسانه مَيْلٌ قليل أَو لم يكن مستوياً . ويقولون : هذا دينارٌ عَيْنٌ إِذا كان مَيَّالاً أَرْجَحَ بمقدار ما يميل به لسان الميزان . قال الأَزهري : و عَيْنُ سبعةِ دنانيرَ نِصفُ دانِقٍ . و العَيْنُ عند العرب : حقيقة الشيء . يقال : جاء بالأَمر من عَيْن صافِيةٍ أَي من فَصِّه وحقيقته . وجاء بالحق بعَيْنه أَي خالصاً واضحاً . و عَيْنُ كل شيء : خياره . و عَيْنُ المتاع والمال و عِينَتُه : خِيارُه وقد اعْتانَهُ . وخَرجَ في عِينَة ثيابِهِ أَي في خيارها . قال الجوهري : و عِينَةُ المالِ خيارُه مثل العِيمَةِ . وهذا ثوبُ عِينَةٍ إِذا كان حَسَناً في مَرْآةِ العَيْن . و اعْتانَ فلانٌ الشيءَ إِذا أَخذ عِينَتَه وخِيارَه . و العِينَةُ : خيار الشيء جمعها عِيَنٌ قال الراجز : فاعْتانَ منها عِينَةً فاخْتارَها حتى اشْتَرى بعَيْنِه خِيارَها و اعْتانَ الرجلُ إِذا اشترى الشيء بنَسِيئة . و عِينةُ الخيل : جِيادُها عن اللحياني . و عَيْنُ الشيء : نفسه وشخصه وأَصله والجمع أَعْيانٌ . و عَيْنُ كل شيءٍ : نفسه وحاضره وشاهده . وفي الحديث : أَوَّهْ عَيْنُ الرِّبا أَي ذاته ونفسه . ويقال : هو هو عَيناً وهو هو بِعَيْنِه وهذه أَعْيانُ دراهمِك ودراهِمُك بأَعْيانِها عن اللحياني ولا يقال فيها أَعْيُنٌ ولا عُيُون . ويقال : لا أَقبل إِلا درهمي بعَيْنِه وهؤلاء إِخوتك بأَعيانهم ولا يقال فيه بأَعينهم ولا عُيونهم . و عَيْنُ الرجل : شاهِدُه ومنه قولهم : الفَرَسُ الجوَاد عَيْنُه فُرارُه وفُرارُه إِذا رأَيته تَفرَّسْتَ فيه الجَوْدة من غير أَن تَفِرَّه عن عَدْوٍ أَو غير ذلك . وفي المثل : إِن الجوادَ عَيْنُه فُرارُه . ويقال : إِن فلاناً لكريمٌ عَيْنُ الكرم . ولا أَطلُبُ أَثراً بعد عَيْن أَي بعد مُعاينة معناه أَي لا أَترك الشيء وأَنا أُعاينه وأَطلب أَثره بعد أَن يغيب عني وأَصله أَن رجلاً رأَى قاتلَ أَخيه فلما أَراد قتله قال أَفْتَدِي بمائة ناقة فقال : لست أَطلب أَثراً بعد عَيْنٍ وقتله . وما بها عَيْنٌ و عَيَنٌ بنصب الياء و العين و عائنٌ و عائِنةٌ أَي أَحد وقيل : العَيَنُ أَهل الدار قال أَبو النجم : تَشْرَبُ ما في وَطْبِها قَبْلَ العَيَنْ تُعارِضُ الكلبَ إِذا الكلبُ رَشَنْ و الأَعيانُ : الإِخوة يكونون لأَب وأُم ولهم إِخْوَة لعَلاَّتٍ . وفي حديث عليّ كرَّم الله وجهه : أَن أَعيان بني الأُمِّ يتوارثون دون بني العَلاَّتِ قال : الأَعيانُ ولد الرجل من امرأَة واحدة مأْخوذ من عَيْنِ الشيء وهو النفيس منه قال الجوهري : وهذه الأُخوَّة تسمى المُعايَنة . والأَقْرانُ : بنو أُمَ من رجالٍ شَتَّى وبنو العَلاَّتِ : بنو رَجُل من أُمهات شَتَّى وفي النهاية : فإِذا كانوا لأُم واحدة وآباءٍ شَتى فهم الأَخْياف ومعنى الحديث : أَن الإِخوة من الأَب والأُم يتوارثون دون الإِخوة للأَب . و عَيْنُ القوس : التي يقع فيها البُنْدُقُ . و عَيَّنَ عليه : أَخبر السلطانَ بمسَاويه شاهداً كان أَو غائباً . و عَيَّنَ فلاناً : أَخبره بمساويه في وجهه عن اللحياني . و العَيْنُ و العِينةُ : الرِّبا . و عَيَّنَ التاجرُ : أَخذ بالعينةِ أَو أَعطى بها . و العينةُ : السَّلَفُ تَعَيَّنَ عِينةً و عَيَّنه إِياها . و العَيَنُ : الجماعة قال جندلُ بن المُثنَّى : إِذا رآني واحداً أَو في عَيَنْ يَعْرِفُني أَطرَق إِطراقَ الطُّحَنْ الأَزهري : يقال عَيَّنَ التاجرُ يُعَيِّنُ تَعْييناً و عِينةً قَبيحة وهي الاسم وذلك إِذا باع من رجل سِلعةً بثمن معلوم إِلى أَجل معلوم ثم اشتراها منه بأَقل من الثمن الذي باعها به وقد كره العِينةَ أَكثر الفقهاء ورُويَ فيها النهيُ عن عائشة وابن عباس . وفي حديث ابن عباس : أَنه كره العِينةَ قال : فإِن اشترى التاجر بحَضْرةِ طالبِ العِينةِ سِلْعة من آخر بثمن معلوم وقبضها ثم باعها من طالب العِينة بثمن أَكثر مما اشتراه إِلى أَجل مسمّى ثم باعها المشتري من البائع الأَول بالنَّقد بأَقل من الثمن الذي اشتراها به فهذه أَيضاً عِينةٌ وهي أَهون من الأُولى وأَكثر الفقهاء على إِجازتها على كراهة من بعضهم لها وجملة القول فيها أَنها إِذا تَعَرَّت من شرط يفسدها فهي جائزة وإِن اشتراها المُتَعَيِّنُ بشرط أَن يبيعها من بائعها الأَول فالبيع فاسد عند جميعهم وسميت عِينةً لحصول النَّقدُ لِطالب العينةِ وذلك أن العِينة اشتقاقها من العين وهو النَّقْد الحاضر ويحْصُلُ له من فَوْرِهِ والمشتري إِنما يشتريها ليبيعها بعَيْنٍ حاضرة تصل إِليه مُعَجَّلة وقال الراجز : وعَيْنُه كالْكَالِئِ الضِّمَارِ يريد بعَيْنه حاضِرَ عَطِيَّتِه يقول : فهو كالضمار وهو الغائب الذي لا يُرْجَى . وصَنع ذلك على عَيْنٍ وعلى عَيْنَينِ وعلى عَمْدِ عَينٍ وعلى عَمْدِ عَيْنين كل ذلك بمعنى واحد أَي عَمْداً عن اللحياني . ولقيته قبلَ كلِّ عائِنةٍ و عَيْنٍ أَي قبل كل شيء . ولقيته أَولَ ذي عَيْنٍ و عائنةٍ وأَوَّلَ عينٍ وأَوَّلَ عائنةٍ وأَدْنى عائِنةٍ أَي قبل كل شيء أَو أَول كل شيء . ولقيته مُعاينةً ولقيته عينَ عُنَّةَ ومُعاينةٍ كل ذلك بمعنى أَي مواجهةً وقيل : لقيته عَينَ عُنَّةٍ إِذا رأَيته عِياناً ولم يَرَك . وأَعطاه ذلك عَينَ عُنَّةٍ أَي خاصةً من بين أَصحابه . وفعلت ذلك عَمْدَ عَيْنٍ إِذا تعمَّدْته بجدَ ويقِين قال امرؤ القيس : أَبْلِغا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَني عَمْدَ عَينٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيما قال ابن بري : الشُّوَيْعِرُ يعني به محمد بن حُمْرانَ وكذلك فعلته عمداً على عَيْنٍ قال خُفَافُ بن نُدْبة السُّلميّ : فإِن تَكُ خَيْلي قد أُصِيبَ صميمُها فعمداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا و العَينُ : طائر أَصفر البطن أَخضر الظهر بعِظَم القُمْرِيِّ . و العِيانُ : حَلْقةُ السِّنَّة وجمعها عُيُنٌ . قال ابن سيده : و العِيانُ حَلْقة على طَرَف اللُّومَة والسِّلْب والدُّجْرِين والجمع أَعْينةٌ و عُيُنٌ سيبويه : ثقلوا لأَن الياء أَخف عليهم من الواو يعني أَنه لا يُحْمَلُ باب عُيُنٍ على باب خُونٍ بالإِجماع لخفَّة الياء وثقل الواو ومن قال أُزْرٌ فخفّف وهي التميمية لزمه أَن يقول عِينٌ فيكسر فتصح الياء ولم يقولوا عُيْنٌ كراهية الياء الساكنة بعد الضمة . قال الجوهري : و العِيَانُ حديدة تكون في مَتاعِ الفَدَّانِ والجمع عِينٌ وهو فُعْلٌ فنقلوا لأَن الياء أَخف من الواو . قال أَبو عمرو : اللُّومَةُ السِّنَّةُ التي تحارث بها الأَرض فإِذا كانت على الفَدَّان فهي العِيانُ وجمعه عُيُنٌ لا غير قال ابن بري : تكون في مَتاعِ الفَدَانِ بالتخفيف والجمع عُيُنٌ بضمتين وإِن أَسكنت قلت عُيْنٌ مثل رُسْلٍ قال : وقال أَبو الحسن الصِّقليِّ الفَدَانُ بالتخفيف الآلة التي يحرث بها والفَدَّانُ بالتشديد المَبْلَغُ المعروف . ويقال : عَيَّنَ فلانٌ الحربَ بيننا إِذا أَدَرَّها . و عِينةُ الحرب : مادَّتُها قال ابن مقبل : لا تَحْلُبُ الحربُ مِني بعد عِينتِها إِلاَّ عُلالَةَ سِيدٍ ماردٍ سَدِمِ ورأَيته بعائنة العَدُوِّ أَي بحيث تراه عُيُونُ العَدُوِّ . وما رأَيت ثَمَّ عائنةً أَي إِنساناً . ورجل عَيِّنٌ : سريع البكاء . و المَعانُ : المَنْزِل يقال : الكوفة مَعانٌ منا أَي منزل ومَعْلَم قال ابن سيده : وقد ذكر في الصحيح لأَنه يكون فَعَالاً ومَفْعَلاً . و تَعيَّنَ السِّقاءُ : رَقَّ من القِدَم وقيل : التَّعَيُّنُ في الجلد أَن يكون فيه دوائر رقيقة مثل الأَعْيُن وليس ذلك بقوي . وسِقاءٌ عَيِّنٌ و مُتَعَيِّنٌ إِذا رَقَّ فلم يُمْسك الماءَ . يقال : بالجلد عَيَنٌ وهو عيب فيه تقول منه : تَعَيَّنَ الجلد وأَنشد لرؤبة : ما بالُ عَيْنِيَ كالشَّعِيبِ العَيَّنِ وبعضُ أَعراضِ الشُّجونِ الشُّجَّنِ دارٌ كرَقْمِ الكاتبِ المُرَقِّنِ وشَعِيبٌ عَيِّنٌ و عَيَّنٌ : يسيل منها الماء وقد تقدم ذلك في السقاء . و المُعَيَّنُ من الجراد : الذي يُسْلخ فتراه أَبيض وأَحمر وذكر الأَزهري في ترجمة ينع قال : قال أَبو الدُّقيش ضُرُوبُ الجَراد الحَرْشَفُ و المُعَيَّنُ والمُرَجَّلُ والخَيْفانُ قال : فالمُعَيَّنُ الذي يَنسَلخُ فيكون أَبيض وأَحمر والخَيْفانُ نحوه والمُرَجَّل الذي تُرَى آثارُ أَجنحته قال : وغَزَالُ شَعْبانَ وراعِيةُ الأُتْنِ والكُدَمُ من ضروب الجراد ويقال له كُدَمُ السَّمُرِ وهو الحَجَلُ والسُّرْمانُ والشُّقَيْرُ واليَعْسوب وهو حَجَلٌ أَحمر عظيم . وأَتيت فلاناً وما عَيَّن لي بشيء وما عَيَّنَني بشيء أَي ما أَعطاني شيئاً عن اللحياني وقيل : معناه لم يدُلَّني على شيء . و عَيْنٌ : موضع قال ساعدة بن جُؤَيّة : فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ وغُودِرَ طافِياً ما بَينَ عَيْنَ إِلى نَباتَى الأَثْأَبُ و عَيْنُونة : موضع . وروى بعضهم في الحديث : عِينَيْنِ بكسر الأَول جبل بأُحُد وروي عَينَين بفتحه وهو الجبل الذي قام عليه إِبليس يوم أُحُد فنادى أَن النبي قد قتل . وفي حديث عثمان رضي الله عنه قال له عبد الرحمن بن عوف يُعَرِّض به : إِني لم أَفِرَّ يوم عَيْنَين قال عثمان : فلِمَ تُعَيِّرني بذنب قد عفا الله عنه حكى الحديثَ الهَرَوِيُّ في الغريبين . ويقال ليوم أُحُد : يوم عَيْنَين وهو الجبل الذي أَقام عليه الرُّماة يومئذ قال الأَزهري : وبالبحرين قرية تعرف بعَيْنَين قال : وقد دخلتها أَنا وإِليها ينسب خُلَيْد عَيْنَين وهو رجل يُهاجي جريراً وأَنشد ابن بري : ونْحْنُ مَنَعْنا يومَ عَيْنينِ مِنْقَراً ويومَ جَدُودٍ لم نُواكِلْ عن الأَصْلِ و عَيْنُ التمر : موضع . ورأْسُ عَينٍ ورأْس العَين : موضع بين حَرَّانَ ونَصِيبين وقيل : بين ربيعة ومُضَرَ قال المُخَبَّلُ : وأَنكحْتَ هَزَّالاً خُلَيْدة بعدما زَعمْتَ برأْسِ العَينِ أَنك قاتِلُهْ ابن السكيت : يقال قَدِمَ فلانٌ من رأْسِ عَيْن ولا يقال من رأْس العَيْنِ . وحكى ابن بري عن ابن دَرَسْتَوَيْه : رأْس عَينِ قرية فوق نَصِيبين وأَنشد : نَصِيبينُ بها إِخْوانُ صِدْقٍ ولم أَنْسَ الذين برأْسِ عَيْنِ وقال ابن حمزة : لا يقال فيها إِلاَّ رأْس العَين بالأَلف واللام وأَنشد بيت المُخبَّل وقد تقدم آنفاً وأَنشد أَيضاً لامرأَة قتل الزِّبْرقانُ زوجَها : تَجَلَّلَ خِزْيَها عوفُ بن كعبٍ فليس لخُلْفِها منه اعْتِذارُ برأْس العَينِ قاتل من أَجَرْتم من الخابُورِ مَرْتَعُه السِّرارُ و عُيَيْنةُ : اسم موضع . و عَيْنان : اسم موضع بشِقِّ البحرين كثير النخل قال الراعي : يَحُثُّ بهنّ الحادِيانِ كأَنَّما يَحُثَّانِ جَبّاراً بعَيْنَينِ مُكْرَعا و العَيْنُ : حرف هجاء وهو حرف مجهور يكون أَصلاً ويكون بدلاً كقول ذي الرمة : أَعَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقاءَ مَنزِلَةً ماءُ الصَّبابةِ من عَيْنَيْكَ مَسْجُومُ يريد : أَأَنْ قال ابن جني : وزن عين فَعْل ولا يجوز أَن يكون فَيْعِلاً كميت وهَيِّنٍ ولَيِّنٍ ثم حذفت عين الفعل منه لأَن ذلك هنا لا يَحْسُن من قِبَلِ أَن هذه حروف جوامد بعيدة عن الحذف والتصرف وكذلك الغين . و عَيَّنَ عَيْناً حسنة : عملها عن ثعلب . و عائنةُ بني فلان : أَموالُهم ورُعْيانُهم . وبلد قليل العَيْن أَي قليل الناس . وأَسْوَدُ العَيْنِ : جبل قال الفرزدق : إِذا زَالَ عنكم أَسْوَدُ العين كنتُمُ كِراماً وأَنتم ما أَقامَ أَلائمُ وفي حديث الحجاج : قال للحسن وا لعَيْنُك أَكبر من أَمَدِك يعني شاهدُك ومَنْظَرُكَ أَكبر من سِنِّك وأَكثر في أَمد عمرك . و عَينُ كل شيء : شاهده وحاضره . ويقال : أَنت على عَيْني في الإِكرام والحفظ جميعاً قال تعالى : { ولِتُصْنَع على عَيْني } . وروى المُنْذِرِيُّ عن أَحمد بن يحيى قال : يقال أَصابته من الله عَيْنٌ . وفي حديث عمر رضي الله عنه : أَن رجلاً كان ينظر في الطواف إِلى حُرَم المسلمين فلَطَمَه عليّ رضي الله عنه فاسْتَعْدَى عليه عُمرَ فقال : ضرَبك بحق أَصابته عَينٌ من عُيون الله عز وجل أَراد خاصة من خواص الله ووليَّاً من أَوليائه وأَنشدنا : فما الناسُ أَرْدَوْهُ ولكنْ أَصابه يَدُ ااِ والمُسْتَنْصِرُ اللَّهَ غالِبُ وأَما حديث عائشة رضي الله عنها : اللهم عَيِّنْ على سارقِ أَبي بكر أَي أَظْهِرْ عليه سَرِقَته . يقال : عَيَّنْتُ على السارق تَعْيِيناً إِذا خَصَصْتُه من بين المُتَّهَمين من عَيْنِ الشيء نفْسِه وذاته وأَما حديث علي كرَّم الله وجهه : أَنه قاس العَيْنَ ببيضة جعل عليها خُطوطاً وأَراها إِياه وذلك في العين تضرب بشيء يَضْعُفُ منه بَصَرُها فيُعْرَف ما نقص منها ببيضة تُخَطُّ عليها خُطوط سود أَو غيرها وتُنْصَبُ على مسافة تدركها العين الصحيحة ثم تُنْصَبُ على مسافة تدركها العَيْنُ العليلة ويعرف ما بين المسافتين فيكون ما يلزم الجاني بنسبة ذلك من الدية وقال ابن عباس : لا تُقاس العَينُ في يوم غيم لأَن الضوء يختلف يوم الغيم في الساعة الواحدة ولا يصح القياس . و تَعَيَّنَ عليه الشيء : لزمه بعَيْنه . وشِرْبٌ من عائنٍ أَي من ماء سائل . و تَعْيينُ الشيء : تخصيصه من الجُمْلة . و المُعَيَّنُ : فحلُ ثَوْر قال جابر بن حُرَيْشٍ : ومُعَيَّناً يَحْوِي الصِّوَارَ كأَنه مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ إِذا ما بَرْبَرا و عَيَّنْتُ اللؤلؤة ثَقَبْتُها والله تعالى أَعلم

غبن
الغَبْنُ بالتسكين في البيع والغَبَنُ بالتحريك في الرأْي وغَبِنْتَ رأْيَك أَي نَسِيته وضَيَّعْته غَبِنَ الشيءَ وغَبِنَ فيه غَبْناً وغَبَناً نسيه وأَغفله وجهله أَنشد ابن الأَعرابي غَبِنْتُمْ تَتابُعَ آلائِنا وحُسْنَ الجِوارِ وقُرْبَ النَّسَب والغَبْنُ النِّسيان غَبِنْتُ كذا من حقي عند فلان أَي نسيته وغَلِطْتُ فيه وغَبَنَ الرجلَ يَغْبِنُه غَبْناً مَرَّ به وهو مائلٌ فلم يره ولم يَفْطُنْ له والغَبْنُ ضعف الرأْي يقال في رأْيه غَبْنٌ وغَبِنَ رَأْيَه بالكسر إذا نُقِصَه فهو غَبِين أَي ضعيف الرأْي وفيه غَبانَة وغَبِنَ رأْيُه بالكسر غَبَناً وغَبَانة ضَعُف وقالوا غَبنَ رأْيَه فنصبوه على معنى فَعَّلَ وإن لم يلفظ به أَو على معنى غَبِنَ في رأْيه أَو على التمييز النادر قال الجوهري قولهم سَفِهَ نَفْسَه وغَبِنَ رَأْيَه وبَطِرَ عَيْشَه وأَلِمَ بَطْنَه ووَفِقَ أَمْرَه ورَشِدَ أَمْرَه كان الأَصلُ سَفِهَتْ نَفسُ زيد ورَشِدَ أَمْرُه فلما حُوَّلَ الفعل إلى الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه لأَنه صار في معنى سَفَّهَ نَفْسَه بالتشديد هذا قول البصريين والكسائي ويجوز عندهم تقديم هذا المنصوب كما يجوز غلامَه ضَرَبَ زيدٌ وقال الفراء لما حوِّل الفعل من النفس إلى صاحبها خرج ما بعده مُفَسِّراً ليَدُلَّ على أَن السَّفَه فيه وكان حكمه أَن يكون سَفِهَ زَيدٌ نَفْساً لأَن المُفَسِّر لا يكون إلا نكرة ولكنه ترك على إضافته ونصب كنصب النكرة تشبيهاً بها ولا يجوز عنده تقديمه لأَن المُفَسِّرَ لا يَتَقَدَّم ومنه قولهم ضِقْتُ به ذَرْعاً وطِبْتُ به نَفْساً والمعنى ضاق ذَرْعِي به وطابَتْ نَفْسِي به ورجل غَبِينٌ ومَغْبُونٌ في الرأْي والعقل والدِّين والغَبْنُ في البيع والشراء الوَكْسُ غَبَنَه يَغْبِنُه غَبْناً هذا الأَكثر أَي خدَعه وقد غُبِنَ فهو مَغْبُونٌ وقد حكي بفتح الباء
( * قوله « وقد حكي بفتح الباء » أي حكي الغبن في البيع والشراء كما هو نص المحكم والقاموس ) وغَبِنْتُ في البيع غَبْناً إذا غَفَلْتَ عنه بيعاً كان أَو شِرَاء وغَبَيْتُ الرجلَ أغْباه أَشَدَّ الغِباء وهو مثل الغَبْنِ ابن بُزُرْج غَبِنَ الرجلُ غَبَناناً شديداً وغُبِنَ أَشدّ الغَبَنانِ ولا يقولون في الرِّبْح إِلاَّ رَبِحَ أَشدّ الرِّبح والرَّباحة والرَّباح وقوله قد كانَ في أَكل الكَرِيصِ المَوْضُون وأَكْلكِ التمر بخُبْزٍ مَسْمُون لِحَضَنٍ في ذاك عَيْشٌ مَغْبُون قوله مغبون أَي أَن غيرهم فيه
( * قوله « أي أن غيرهم فيه » كذا بالأصل والمحكم أي أن غيرهم يغبنهم فيه وقوله « إلا أنهم لا يعيشونه » أي لا يعيشون به ) وهم يجدونه كأَنه يقول هم يقدرون عليه إلا أَنهم لا يَعِيشونه وقيل غَبَنُوا الناسَ إِذا لم يَنَلْه غيرُهم وحَضَنٌ هنا حيٌّ والغَبِينَة من الغَبْنِ كالشَّتِيمَة من الشَّتْم ويقال أَرَى هذا الأَمر عليك غَبْناً وأَنشد أ َجُولُ في الدارِ لا أَراك وفي ال دّار أُناسٌ جِوارُهم غَبْنُ والمَغْبِنُ الإِبِطُ والرُّفْغُ وما أَطاف به وفي الحديث كان إذا اطَّلى بدأََ بمغابنه المَغابِنُ الأَرْفاغُ وهي بَواطِنُ الأَفْخاذ عند الحَوالِب جمع مَغْبِنٍ من غَبَنَ الثوبَ إذا ثناه وعطفه وهي مَعاطِفُ الجلد أَيضاً وفي حديث عكرمة من مَسَّ مَغابِنَه فلْيَتَوضأْ أَمره بذلك استظهاراً واحتياطاً فإِن الغالب على من يَلْمَسُ ذلك الموضعَ أَن تقع يده على ذكره وقيل المغابِنُ الأَرْفاغُ والآباط واحدها مَغْبِنٌ وقال ثعلب كلُّ ما ثَنَيْتَ عليه فخذَك فهو مَغْبِن وغَبَنْتُ الشيءَ إذا خَبَأْته في المَغْبِنِ وغَبنْتُ الثوبَ والطعامَ مثل خَبَنْتُ والغابِنُ الفاتِرُ عن العمل والتَّغَابُن أَن يَغْبِنَ القومُ بعضهم بعضاً ويوم التَّغَابُن يوم البعث من ذلك وقيل سمي بذلك لأَن أَهل الجنة يَغْبِنُ فيه أَهلَ النار بما يصير إليه أَهل الجنة من النعيم ويَلْقَى فيه أَهلُ النار من العذاب الجحيم ويَغْبِنُ من ارتفعت منزلتُه في الجنة مَنْ كان دُونَ منزلته وضرب الله ذلك مثلاً للشراء والبيع كما قال تعالى هل أدُلُّكُم على تجارة تُنْجيكم من عذاب أَليم ؟ وسئل الحسن عن قوله تعالى ذلك يومُ التَّغابُنِ فقال غَبَنَ أَهلُ الجنة أَهلَ النار أَي اسْتَنْقَصُوا عقولَهم باختيارهم الكفر على الإِيمان ونَظَر الحَسَنُ إلى رجل غَبَنَ آخر في بيع فقال إن هذا يَغْبِنُ عقلَك أَي يَنْقُصه وغَبَنَ الثوبَ يَغْبِنُه غَبْناً كفه وفي التهذيب طالَ فَثَناه وكذلك كَبَنه وما قُطِعَ من أَطرافِ الثوب فأُسقِطَ غَبَنٌ وقال الأَعشى يُساقِطُها كسِقاطِ الغَبَنْ والغَبْنُ ثَنْيُ الشيء من دَلْو أَو ثوب ليَنْقُصَ من طوله ابن شميل يقال هذه الناقة ما شِئْتَ من ناقةٍ ظَهْراً وكَرَماً غير أَنها مَغْبُونة لا يعلم ذلك منها وقد غَبَنُوا خَبَرها وغَبِنُوها أَي لم يَعْلَمُوا عِلْمَها

غدن
الغَدَنُ سَعَةُ العيش والنَّعْمةُ وفي المحكم الاسْتِرْخاء والفتور وقال القُلاخُ
( * قوله « وقال القلاخ » كذا في الصحاح قال الصاغاني في التكملة وقال الجوهري قال القلاخ ولم تضع إلخ وللقلاخ بن حزن أرجوزة على هذه القافية ولم أجد ما ذكره الجوهري فيها اه وفي التهذيب قال عمر بن لجأٍ ولم تضع إلخ )
ولم تُضِعْ أَولادَها من البَطَنْ ولم تُصِبْهُ نَعْسَةٌ على غَدَنْ أَي على فَتْرَةٍ واسترخاء قال ابن بري والذي أَنشده الأَصمعي فيما حكاه عنه ابن جني أَحْمَرُ لم يُعْرَفْ بِبُؤْسٍ مُذْ مَهَنْ ولم تُصِبْه نَعْسَةٌ على غَدَنْ والغَدَنُ النَّعْمة واللِّينُ وإن في بني فلان لغَدَناً أَي نَعْمةً ولِيناً وكذلك الغُدُنَّة وإنهم لفي عَيْشٍ غُدْنَةٍ وغُدُنَّةٍ أَي رَغْدٍ عن اللحياني قال ابن سيده وأَشك في الأُولى وفلان في غُدُنَّةٍ من عيشه أَي في نَعْمَةٍ ورَفاهيَة والغُدَانيُّ والمُغْدَوْدِنُ الشابُّ الناعم وشجر مُغْدَوْدِنٌ ناعم مُتَثَنٍّ قال الراجز أَرْضٌ بها التِّينُ مع الرُّمّانِ وعِنَبٌ مُغْدَوْدِنُ الأَفنانِ واغْدَوْدَنَ النَّبْتُ إذا اخْضَرَّ حتى يَضْرِبَ إلى السوادِ من شِدَّةِ رِيِّه وحَرَجَةٌ مُغْدَوْدِنةٌ وذلك إذا كانت في الرِّمالِ حبال يَنْبُتُ فيها سَبَطٌ وثُمَامٌ وصَبْغاءُ وثُدّاءُ ويكون وسَطَ ذلك أَرْطَى وعَلْقى ويكون أُخَرُ منها بُلْقاً تراهنَّ بيضاً وفيها مع ذلك حمرة ولا تُنْبِتُ من العِيدانِ شيئاً فيقال لذلك الحَبْلِ الأَشْعَرُ من جَرَّى نباتِه شمر المُغْدَوْدِنةُ الأَرض الكثيرة الكلأِ المُلتَفَّةُ يقال كلأٌ مُغْدَوْدِنٌ أَي مُلتَفٌّ قال العجاج مُغْدَوْدِنُ الأَرْطَى غُدَانيُّ الضَّال غُدَانيُّ الضّال أَي كثير رَيّانُ مُسْترْخٍ قال رؤبة ودَغْيَةٌ من خَطِلٍ مُغْدَوْدِنِ وهو المسترخي المتساقط وهو عيب في الرجل وأَرض مُغْدَوْدِنةٌ إذا كانت مُعْشبةً وشابٌّ غَدَوْدَنٌ ناعم عن السيرافي والشَّبابُ الغُدَانيُّ الغَضُّ قال رؤبة لما رَأَتْني خَلَقَ المُمَوَّهِ بَرَّاقَ أَصْلادِ الجبنِ الأَجْلَهِ بَعْدَ غُدَانيُّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ غُدَانيُّ الشباب نَعْمَتُه وشعر غَدَوْدَنٌ ومُغْدَوْدِنٌ كثير ملتف طويل واغْدَوْدَنَ الشعر طال وتم قال حسان بن ثابت وقامتْ تُرائيكَ مُغْدَوْدِناً إذا ما تَنُوءُ به آدَها أَبو عبيد المُغْدَوْدِنُ الشعر الطويل وقال أَبو زيد شعر مُغْدَوْدِنٌ شديد السواد ناعم قال ابن دريد وأَحسبُ أَن الغُدُنَّة لحمة غليظة في اللَّهازم والغِدَانُ القضيب الذي تُعَلَّقُ عليه الثياب يمانية وبنو غُدْنٍ وبنو غُدَانة قبيلتان وغُدانة حيٌّ من يَرْبوع قال الأَخطل واذْكُرْ غُدَانَة عِدَّاناً مُزَنَّمةً من الحَبَلَّقِ تُبْنَى حولَها الصِّيَرُ قال ابن بري عِدَّاناً جمع عَتُودٍ أَي مثل عِدَّان قال وإن شئت نصبته على الذم والحَبَلَّقُ غَنمٌ لِطاف الأَجسام لا تَكْبَرُ

غرن
الغِرْيَنُ والغِرْيَلُ ما بقي في أَسفل القارورة من الدُّهْن وقيل هو ثُفْلُ ما صُبِغَ به والغِرْيَنُ ما بقي في أَسفل الحوض والغدير من الماء أَو الطين كالغِرْبَل وقد تقدم وقال ثعلب الغِرْيَنُ ما يبقى من الماء في الحوض والغدير الذي تُبْقى فيه الدَّعاميصُ لا يُقْدَرُ على شربه وقيل هو الطين الذي يبقى هنالك وقيل الغِرْيَنُ مثل الدِّرْهمِ الطين الذي يحمله السيل فيبقى على وجه الأَرض رطباً أَو يابساً وكذلك الغِرْيَل وهو مبدل منه وقال يعقوب قال الأَصمعي الغِرْيَنُ أَن يجيء السَّيلُ فَيَثْبُتَ على الأَرض فإِذا جَفَّ رأَيت الطين رقيقاً على وجه الأَرض قد تشَقَّقَ فأَما قوله تَشَقَّقَتْ تَشَقُّقَ الغِرْيَنِّ غُضُونُها إذا تَدانَتْ مِنِّي إنما أَراد الغِرْيَنَ فشَدَّدَ للضرورة والطائفة من كل ذلك غِرْيَنةٌ وغَرَّانُ اسم وادٍ فَعّالٌ منه كأَنَّ ذلك يكثر فيه التهذيب غُرانُ موضع قال الشاعر بغُرَانَ أَو وادي القُرَى اضطربَتْ به نَكْباءُ بينَ صَباً وبينَ شمالِ وفي الحديث ذكر غُرانَ هو بضم الغين وتخفيف الراء واد قريب من الحُدَيْبِية نزل به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره وأَما غُرابٌ بالباء فجبل بالمدينة على طريق الشام والغَرَنُ ذَكرَ الغِرْبانِ وقيل هو ذكرُ العَقاعِق وقيل هو شبيه بذلك والجمع أَغْرانٌ وقال أَبو حاتم في كتاب الطير الغَرَنُ العُقابُ قال ابن بري الغَرَنُ ذَكَرُ العِقْبانِ قال الراجز لقد عَجِبْتُ من سَهُومٍ وغَرَنْ والسَّهُومُ الأُنثى منها

غسن
الغُسْنَةُ الخُصْلةُ من الشَّعَر وكذلك الغُسْناةُ وقال حُمَيْدٌ الأَرْقطُ بينا الفَتى يَخْبِطُ في غُسْناتِه إذ صَعِدَ الدَّهْرُ إلى عِفْراتِه فاجْتاحَها بشَفْرَتَيْ مِبْراتِه قال ابن بري ويروى هذا الرجز لجَنْدَلٍ الطُّهَوِيّ قال والذي رواه ثعلب وأَبو عمرو في غَيْساتِه قالا والغَيْسةُ النَّعْمةُ والنَّضارة ويقال للفرس الجميل ذو غُسَنٍ الأَصمعي الغُسَنُ خُصَلُ الشعر من المرأَة والفرس وهي الغَدائر وقال غيره الغُسَنُ شعر الناصية فرس ذو غُسَن قال عدي بن زيد يصف فرساً مُشْرِفُ الهادي له غُسَنٌ يُعْرِقُ العِلْجَيْنِ إِحْضارا
( * قوله « يعرق العلجين » كذا بالأصل يعرق بالعين المهملة والعلجين بالتثنية ومثله في التهذيب إلا أن يعرق فيه بالغين المعجمة ) أَي يسبقها إذا أَحْضَرَ والغُسَنُ خُصَلُ الشعر من العُرْفِ والناصية والذوائب وفي المحكم وغيره الغُسَنُ شعرُ العُرْفِ والناصية والذوائب قال الأََعشى غَدا بتَليلٍ كجِذْعِ الخِضا بِ حُرِّ القَذالِ طويلِ الغُسَنْ قال ابن بري الخضاب جمع خَضْبةٍ وهي الدَّقْلَةُ من النخل ومثله لعَدِيّ وأَحْوَرُ العينَ مَرْبُوبٌ له غُسَنٌ مُقَلَّدٌ من جيادِ الدُّرِّ أَقْصابا ورجل غَسَانيٌّ جميلٌ جدّاً والغَيْسان حِدَّة الشباب وقيل الشبابُ إن جعلته فَيْعالاً فهو من هذا الباب وأَنشد ابن بري للراجز لا يَبْعُدَنْ عَهْدُ الشَّبابِ الأَنْضَرِ والخَبْطُ في غَيْسانِه الغَمَيْدَرِ والغَمَيْدَرُ الناعم ويقال لستَ من غَسَّانه ولا غَيْسَانِه أَي من ضَرْبِه ولستَ من غَسَّانِ فلان وغَيْسانِه أَي لست من رجاله ويقال كان ذلك في غَيْسانِ شبابه أَي في نَعْمَةِ شبابه وطَراءتِه وقال شمر كان ذلك في غَيْسَاتِ شبابه وغَيْسانِه بمعنى واحدٍ أَي في حِينه ويقال في جمع الغُسْنَة أَيضاً غُسْناتٌ وغُسُنات قال الراجز فَرُبَّ فَيْنانٍ طَويلٍ أَمَمُهْ ذِي غُسُناتٍ قد دَعاني أَحْزُمُهْ السُّلَميُّ فلان على أَغْسانٍ من أَبيه وأَعْسَانٍ أَي أَخلاق ويقال امرأَة غَيْسَة ورجل غَيْسٌ أَي حَسَنٌ قال فهذا يقضي بزيادة النون ويقال هو في غَيْسان شَبابه أَي في حُسْنه ومن جعله من الغُسْنة وهي الخُصْلةُ من الشعر لأَنه في نَعْمَةِ شَبابه واسترخائه كالغُسْنَةِ فالنون عنده أَصلية أَبو زيد لقد علمتُ أَنَّ ذاك من غَسَّانِ قلبك أَي من أَقصى نفسك والغَيْسَانة الناعمة والغَيْسانُ الناعم قال أَبو وَجْزَة غَيْسَانَةٌ ذلك من غَيْسانِها وغَسَّانُ اسم ماء نزل عليه قوم من الأَزْدِ فنُسِبُوا إليه ومنهم بنو جَفْنَة رَهْطُ المُلوكِ قال حسان إما سأَلتَ فإِنا مَعْشَرٌ نُجُبٌ الأَزْدُ نِسْبَتُنا والماء غَسَّانُ ويقال غَسَّان اسم قبيلة

غشن
تَغَشَّنَ الماءُ رَكِبَه البَعَرُ في غَدير ونحوه والغُشانة الكُِرَابة وقد ذكرت بالعين أَيضاً قال وهو الصحيح أَبو زيد يقال لما يبقى في الكِبَاسَة من الرُّطَب إذا لُقِطَتْ النخلة الكُِرَابة والغُشانة والبُذارة والشَّمَلُ والشُّماشِمُ والعُشانة بالعين

غصن
الغُصْنُ غُصْنُ الشجر وفي المحكم الغُصْنُ ما تشعب عن ساق الشجرة دِقاقُها وغِلاظُها والجمع أَغْصانٌ وغُصُون وغِصَنة مثل قُرْطٍ وقِرَطَةٍ والغُصْنة الشُّعْبة الصغيرة منه يقال غُصْنَة واحدة والجمع غُصْنٌ وتكرّر في الحديث ذكر الغُصْنِ والأَغْصانِ وغَصَنَ الغُصْنَ يَغْصِنُه غَصْناً قَطَعه وأَخَذَه وقال القَنانيُّ غَصَنْتُ الغُصْنَ غَصْناً إذا مددته إليك فهو مَغْصُون ابن الأَعرابي غَصَنني فلان عن حاجتي يَغْصِنُني أَي ثناني عنها وكفني قال الأَزهري هكذا أَقْرأَنيه المُنْذري في النوادر وغيره يقول غَضَنَني بالضاد يَغْضِنُني وهو شمر قال وهو صحيح وما غَصَنك عني أَي ما شَغَلك مشتق من الغُصْنَة كما قالوا في هذا المعنى ما شَعَبك عني أَي ما شَغَلك فاشتقوه من الشُّعْبَةِ والأَعرف ما غَضَنك عني وغَصَّنَ العُنْقُودُ وأَغْصَنَ كَبُر حَبُّه شيئاً وثور أَغْصَن في ذنبه بياض وغُصْنٌ وغُصَيْن اسمان قال ابن دريد وأَحْسِبُ أَن بني غُصَيْن بطن وأَبو الغُصْن كُنْيَة جُحَى

غضن
الغَضْنُ والغَضَنُ الكَسْرُ في الجِلْد والثوب والدرع وغيرها وجمعه غُضُون قال كعب بن زهير إذا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُه رأَيتَ لجاعِرَتَيْه غُضُونا التهذيب الغُضُون مكاسِرُ الجلد في الجَبين والنَّصِيلِ وكذلك غُضُون الكُمِّ وغُضُونُ درع الحديد وأَنشد تَرَى فوقَ النِّطاقِ لها غُضُونا وغُضُونُ الأُذُنِ مَثانِيها وكل تَثَنٍّ في ثوب أَو جلد غَضْنٌ وغَضَنٌ وقال اللحياني الغُضُون والتَّغْضِينُ التَّشَنُّجُ وأَنشد خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحي كأَخلاقِ الغَرِيقَةِ ذا غُضُونِ واحدها غَضْنٌ وغَضَنٌ قال وهذا ليس بشيء لأَنه عبر عن الغُضُون بالتَّشَنُّج الذي هو المصدر والمصدر ليس يُجْمع فيكون له واحد وقد تَغَضَّنَ وغَضَّنْتُه فتَغَضَّنَ والتَّغْضِينُ أَيضاً الرِّجاعُ والمُغاضَنَة المُكاسَرة بالعينين للرِّيبة والأَغْضَنُ الكاسِرُ عَيْنَه خِلْقةً أَو عداوة أَو كِبْراً قال يا أَيُّها الكاسِرُ عَيْنَ الأَغْصَنِ والغَضَنُ تَثَنِّي العُود وتَلَوِّيه وغَضَنُ العَيْنِ جِلْدَتُها الظاهرة ويقال للمَجْدُور إذا أَلْبَسَ الجُدْرِيُّ جلدَه أَصبح جلده غَضْنَة واحدة وقد يقال بالباء ولأُطِيلَنَّ غَضَنَك أَي عَناءَك الأَزهري أَبو زيد تقول العرب للرجل تُوعِدُه لأَمُدَّنَّ غَضَنك أَي لأُطيلَنَّ عناءك ويقال غَضْنك وأَنشد أَرَيْتَ إن سُقْنا سِياقاً حَسَنا نَمُدُّ من آباطِهِنَّ الغَضَنا وغَضَنَه يَغْضِنُه ويَغْضُنُه غَضْناً حبسه ويقال ما غَضَنك عنا أَي ما عاقك عنا ابن الأَعرابي غَصَننِي عن حاجتي يَغْصِنُني بالصاد وهو غلط والصواب غَضَنَني يَغْضِنُني لا غير وغَضَنَتِ الناقة بولدها وغَضَّنَتْ أَلقتْه لغير تمام قبل أَن ينبت الشعر عليه ويَسْتَبِينَ خَلْقُه قال أَبو زيد يقال لذلك الولد غَضِينٌ والاسم الغِضانُ وغَضَّنَتِ السماءُ وأَغْضَنَت السماء إِغْضاناً دام مطرها وأَغْضَنَتْ عليه الحُمَّى دامت وأَلَحَّتْ عن ابن الأَعرابي

غفن
التهذيب قال أَبو عمرو وأَتيته على إِفَّانِ ذلك وقِفَّانِ ذلك وغِفَّانِ ذلك قال والغين في بني كلاب

غلن
بِعْتُه بالغَلانية أَي بالغَلاء قال هذا معناه
( * قوله « هذا معناه » أَي قال ابن سيده هذا إلخ لأنها عبارته ) وليس من لفظه وقول الأَعشى وذا الشَّنْءِ فاشْنَأْهُ وذا الوُدّ فاجْزِه على وُدِّه أَو زِدْ عليه الغَلانيا هو من هذا إِنما أَراد الغلاءَ أَو الغالي فإِن قلت فإِنّ وَزْنَ الغَلانيا هنا الفَعالي وقد قال سيبويه إِن الهاء لازمة لفَعالية قيل له قد يجوز أَن يكون هذا مما لم يروه سيبويه وقد يكون أَن يريد الأَعشى الغَلانية فحذف الهاء ضرورة ليسلم الرَّوِيّ من الوصل لأَن هذا الشعر غير موصول أَلا ترى أَن قبل هذا مَتى كُنْتُ زَرَّاعاً أَجُرُّ السَّوانيا والقطعة معروفة من شعره وقد يكون الغلانيا جمع غلانية وإن كان هذا في المصادر قليلاً

غمن
غَمَنَ الجِلْدَ يَغْمُنُه بالضم وغَمَلَهُ إذا جَمَعه بعد سَلْخِه وتركه مَغْموماً حتى يَسْتَرْخِيَ صُوفُه وقيل غَمِّه لِيَلِينَ للدباغ ويَنْفَسِخَ عنه صُوفه فهو غَمِينٌ وغَميل وغَمَنَ البُسْرَ غَمَّه ليُدْرِكَ وغَمنَ الرجلَ أَلْقى عليه الثياب ليَعْرَق ونَخْل مَغْمُونٌ تَقارَبَ بعضه من بعض ولم يَنْفَسِخ كمَغْمول والغُمْنَة الغُمْرَة التي تَطْلِي بها المرأَة وجْهَها قال الأَغلب لَيْسَتْ من اللاَّئي تُسَوَّى بالغُمَنْ ويقال الغُمْنة السَّبيذاجُ

غنن
الغُنَّة صوت في الخَيْشُوم وقيل صوت فيه ترخيمٌ نحوَ الخياشيم تكون من نفس الأَنف وقيل الغُنَّة أَن يجري الكلامُ في اللَّهاةِ وهي أَقل من الخُنَّة المبرد الغُنَّة أَن يُشْرَبَ الحرفُ صوتَ الخيشوم والخُنَّة أَشد منها والترخيم حذف الكلام غَنَّ يَغَنُّ وهو أغنُّ وقيل الأَغَنُّ الذي يخرج كلامه من خياشيمه وظبي أَغَنُّ يخرج صوته من خَيْشومه قال فقد أَرَنِّي ولقد أَرَنِّي غُرّاً كأَرْآم الصَّرِيمِ الغُنِّ وما أَدري ما غَنَّنَهُ أَي جعله أَغَنَّ قال أَبو زيد الأَغَنُّ الذي يجري كلامه في لَهاته والأَخَنُّ السادُّ الخياشيم وفي قصيد كعب إِلاَّ أَغَنّ غَضِيض الطَّرْفِ مكحولُ الأَغَنُّ من الغِزْلانِ وغيرها الذي صوته غُنَّة وقوله وجَعَلَتْ لَخَّتُها تُغَنِّيه أَراد تُغَنِّنُه فحوَّل إحدى النونين ياء كما قالوا تَظَنَّيْتُ في تظننت وقال ابن جني وذكر النون فقال إنما زيدت النون ههنا وإن لم تكن حرف مدّ من قبل أَنها حرف أَغنّ وإِنما عنى به أَن حرف تحدث عنه الغُنَّة فنسب ذلك إلى الحرف وقال الخليل النون أَشَدُّ الحروف غنة واستعمل يزيدُ بنُ الأَعْور الشَّنِّيُّ الغُنَّةَ في تصويت الحجارة فقال إذا عَلا صَوَّانُهُ أَرَنَّا يَرْمَعَها والجَنْدَلَ الأَغَنَّا وأَغَنَّتِ الأَرضُ اكْتَهل عُشْبُها وقوله فظَلْنَ يَخْبِطْنَ هَشِيمَ الثِّنِّ بعدَ عَمِيمِ الرَّوْضَةِ المُغِنِّ يجوز أَن يكون المُغِنُّ من نَعْتِ العَميم ويجوز أَن يكون من نعت الروضة كما قالوا امرأَة مُرْضِعٌ قال ابن سيده وليس هذا بقوي وأَغَنَّ الذُّبابُ صَوَّت والاسم الغُنانُ قال حتى إذا الوادي أَغَنَّ غُنانُه وروضة غَنَّاءُ تمرّ الريح فيها غَيْرَ صافيةِ الصَّوْت من كَثافةِ عُشْبِها والتفافِه وطيرٌ أَغَنُّ ووادٍ أَغَنُّ كذلك أَي كثير العُشْبِ لأَنه إذا كان كذلك أَلفه الذِّبَّانُ وفي أَصواتها غُنَّة ووادٍ مُغِنٌّ إذا كثر ذبابه لالتفاف عُشبه حتى تسمع لطيرانها غُنَّة وقد أَغَنَّ إِغْناناً وأَما قولهم وادٍ مُغِنٌّ فهو الذي صار فيه صوتُ الذباب ولا يكون الذباب إلاّ في وادٍ مُخْصِبٍ مُعْشِبٍ وإِنما يقال وادٍ مُغِنٌّ إِذا أَعْشَبَ فكثر ذُبابه حتى تسمع لأَصواتها غُنَّة وهو شبيه بالبُحَّة وأَرض غَنَّاءُ قد الْتَجَّ عُشْبُها واغْتَمَّ وعُشْبٌ أَغَنُّ ويقال للقرية الكثيرة الأَهل غَنَّاء وفي حديث أَبي هريرة أَن رجلاً أَتى على وادٍ مُغِنٍّ يقال أَغَنَّ الوادي فهو مُغِنٌّ أَي كثرت أَصواتُ ذُبابه جعل الوصف له وهو للذباب وغَنَّ الوادي وأَغَنَّ فهو مُغِنٌّ كثر شجره وقرية غَنَّاء جَمَّةُ الأَهل والبُنْيان والعُشْب وكله من الغُنَّةِ في الأَنف وغَنَّ النخل وأَغَنَّ أَدْرك وأَغَنَّ اللهُ غُصْنَه أَي جعل غُصْنَه ناضِراً أَغَنَّ وأَغَنَّ السِّقاءُ إذا امتلأَ ماء

غون
ابن الأَعرابي التَّغَوُّنُ الإِصرارُ على المعاصي والتَّوَغُّنُ الإِقدامُ في الحرب

غين
الغين حرف تهج وهو حرف مجهور مستعل يكون أَصلاً لا بدلاً ولا زائداً والغين لغة في الغيم وهو السحاب وقيل النون بدل من الميمي أَنشد يعقوب لرجل من بني تغلب يصف فرساً فِداءٌ خالَتِي وفداً صَدِيقي وأَهْلي كُلُّهم لبَني قُعَيْنِ فأَنْتَ حَبَوْتَنِي بِعِنانِ طِرْفٍ شديدِ الشَّدّ ذي بَذْلٍ وصَوْنِ كأَنِّي بين خافِيَتَيْ عُقابٍ تُرِيدُ حمامةً في يوم غَيْنِ أَي في يوم غيم قال ابن بري الذي أَنشده الجوهري أَصاب حمامة في يوم غين والذي رواه ابن جني وغيره يريد حمامة كما أَورده ابن سيده وغيره قال وهو أَصح من رواية الجوهري أَصاب حمامة وغانَتِ السماءُ غَيْناً وغِينَتْ غَيْناً طَبَّقَها الغَيمُ وأَغانَ الغَينُ السماء أَي أَلْبَسها قال رُؤبة أَمْسَى بِلالٌ كالربيعِ المُدْجِنِ أَمْطَرَ في أَكْنافِ غَيْنٍ مُغْيِنِ قال الأَزهري أَراد بالغين السحاب وهو الغيم فأَخرجه على الأَصل والأَغْيَنُ الأَخْضَرُ وشجرة غَيْناءِ أَي خَضْراءِ كثيرة الورق ملتفة الأَغصان ناعمة وقد يقال ذلك في العُشْب والجمع غِينٌ وأَشجار غِينٌ وأَنشد الفراء لَعِرْضٌ من الأَعْراضِ يُمْسِيَ حمامُه ويُضْحِي على أَفْنانِه الغِينِ يَهْتِفُ والغِيْنةُ الأَجَمَةُ والغِينُ من الأَراك والسِّدْر كثرته واجتماعه وحسنه عن كراع والمعروف أَنه جمع شجرة غَيْناءِ وكذلك حكي أَيضاً الغِينة جمع شجرة غَيْناء قال ابن سيده وهذا غير معروف في اللغة ولا في قياس العربية إنما الغِينَةُ الأَجَمَةُ كما قلنا أَلا ترى أَنك لا تقول البِيضَةُ في جمع البَيْضاءِ ولا العِيسَةُ في جمع العَيْساء ؟ فكذلك لا يقال الغِينَةُ في جمع الغَيْناء اللهم إِلا أَن يكون لتمكين التأْنيث أَو يكون اسماً للجمع والغَيْنة الشَّجْراءُ مثل الغَيْضة الخضراء وقال أَبو العَمَيْثل الغَيْنة الأَشجارُ الملتفة في الجبال وفي السَّهْل بلا ماء فإِذا كانت بماء فهي غَيْضة والغَيْنُ شجر ملتف قال ابن سده ومما يَضَعُ به من ابن السكيت ومن اعتقاده أَن الغينَ هو جمع شجرة غَيْناء وأَن الشِّيَم جمع أَشْيَمَ وشَيْماء وزْنُه فِعْل وذهب عنه أَنه فُعْلٌ غُومٌ وشُومٌ ثم كسرت الفاء لتسلم الياء كما فعل ذلك في بِيضٍ وغِينَ على قلبه غَيْناً تغَشَّتْه الشَّهْوةُ وقيل غِينَ على قلبه غُطِّيَ عليه وأُلْبِسَ وغِينَ على الرجل كذا أَي غُطِّيَ عليه وفي الحديث إِنه ليُغانُ على قلبي حتى أَستغفر الله في اليوم سبعين مرة الغَيْنُ الغَيْمُ وقيل الغَيْنُ شجر ملتف أَراد ما يغشاه من السهو الذي لا يخلو منه البشر لأَن قلبه أَبداً كان مشغولاً بالله تعالى فإِن عَرَضَ له وَقْتاً مّا عارض بشري يَشْغَلُه من أُمور الأُمّة والملَّة ومصالحهما عَدَّ ذلك ذنباً وتقصيراً فيَفْزَعُ إلى الاستغفار قال أَبو عبيدة يعني أَنه يتَغَشَّى القلبَ ما يُلْبِسُه وكذلك كل شيء يَغْشَى شيئاً حتى يُلْبِسَه فقد غِينَ عليه وغانَتْ نفْسُه تَغِينُ غَيْناً غَثَتْ والغَيْنُ العطش غانَ يَغِينُ وغانتِ الإِبلُ مثلُ غامَتْ والغِينة بالكسر الصديد وقيل ما سال من الميت وقيل ما سال من الجيفة والغَيْنةُ بالفتح اسم أَرض قال الراعي ونَكَّبْنَ زُوراً عن مُحَيَّاةَ بعدما بَدَا الأَثْلُ أَثْلُ الغَيْنةِ المُتَجاوِرُ ويروى الغِينة
( * قوله « ويروى الغينة » أي بكسر الغين كما صرح به ياقوت )
الفراء يقال هو آنَسُ من حُمَّى الغِينِ والغِينُ موضع لأَن أَهلها يُحَمُّون كثيراً

فتن
الأَزهري وغيره جِماعُ معنى الفِتْنة الابتلاء والامْتِحانُ والاختبار وأَصلها مأْخوذ من قولك فتَنْتُ الفضة والذهب إِذا أَذبتهما بالنار لتميز الرديء من الجيِّدِ وفي الصحاح إِذا أَدخلته النار لتنظر ما جَوْدَتُه ودينار مَفْتُون والفَتْنُ الإِحْراقُ ومن هذا قوله عز وجل يومَ هم على النارِ يُفْتَنُونَ أَي يُحْرَقون بالنار ويسمى الصائغ الفَتَّان وكذلك الشيطان ومن هذا قيل للحجارة السُّود التي كأَنها أُحْرِقَتْ بالنار الفَتِينُ وقيل في قوله يومَ همْ على النار يُفْتَنُونَ قال يُقَرَّرونَ والله بذنوبهم ووَرِقٌ فَتِينٌ أَي فِضَّة مُحْرَقَة ابن الأَعرابي الفِتْنة الاختبار والفِتْنة المِحْنة والفِتْنة المال والفِتْنة الأَوْلادُ والفِتْنة الكُفْرُ والفِتْنةُ اختلافُ الناس بالآراء والفِتْنةُ الإِحراق بالنار وقيل الفِتْنة في التأْويل الظُّلْم يقال فلان مَفْتُونٌ بطلب الدنيا قد غَلا في طلبها ابن سيده الفِتْنة الخِبْرَةُ وقوله عز وجل إِنا جعلناها فِتْنةً للظالمين أي خِبْرَةً ومعناه أَنهم أُفْتِنوا بشجرة الزَّقُّوم وكذَّبوا بكونها وذلك أَنهم لما سمعوا أَنها تخرج في أَصل الجحيم قالوا الشجر يَحْتَرِقُ في النار فكيف يَنْبُت الشجرُ في النار ؟ فصارت فتنة لهم وقوله عز وجل ربَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنةً للقوم الظالمين يقول لا تُظْهِرْهُم علينا فيُعْجبُوا ويظنوا أَنهم خير منا فالفِتْنة ههنا إِعجاب الكفار بكفرهم ويقال فَتَنَ الرجلُ بالمرأَة وافْتَتَنَ وأَهل الحجاز يقولون فتَنَتْه المرأَةُ إِذا وَلَّهَتْه وأَحبها وأَهل نجد يقولون أَفْتَنَتْه قال أَعْشى هَمْدانَ فجاء باللغتين لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْسِ أَفْتَنَتْ سَعِيداً فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِم قال ابن بري قال ابن جني ويقال هذا البيت لابن قيسٍ وقال الأَصمعي هذا سمعناه من مُخَنَّثٍ وليس بثَبَتٍ لأَنه كان ينكر أَفْتَنَ وأَجازه أَبو زيد وقال هو في رجز رؤبة يعني قوله يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ وقوله أَيضاً إِني وبعضَ المُفْتِنِينَ داوُدْ ويوسُفٌ كادَتْ به المَكايِيدْ قال وحكى أَبو القاسم الزجاج في أَماليه بسنده عن الأَصمعي قال حدَّثنا عُمر بن أَبي زائدة قال حدثتني أُم عمرو بنت الأَهْتم قالت مَرَرْنا ونحن جَوَارٍ بمجلس فيه سعيد بن جُبير ومعنا جارية تغني بِدُفٍّ معها وتقول لئن فتنتني لهي بالأَمس أَفتنت سعيداً فأَمسى قد قلا كل مسلم وأَلْقى مَصابيحَ القِراءةِ واشْترى وِصالَ الغَواني بالكتابِ المُتَمَّمِ فقال سعيد كَذَبْتُنَّ كذَبْتنَّ والفِتْنةُ إِعجابُك بالشيء فتَنَه يَفْتِنُه فَتْناً وفُتُوناً فهو فاتِنٌ وأَفْتَنَه وأَباها الأَصمعي بالأَلف فأَنشد بيت رؤبة يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ فلم يعرف البيت في الأُرجوزة وأَنشد الأَصمعي أَيضاً لئن فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمسِ أَفتنتْ فلم يَعْبأْ به ولكن أَهل اللغة أَجازوا اللغتين وقال سيبويه فتَنَه جعل فيه فِتْنةً وأَفْتَنه أَوْصَلَ الفِتْنة إليه قال سيبويه إِذا قال أَفْتَنْتُه فقد تعرض لفُتِنَ وإِذا قال فتَنْتُه فلم يتعرَّض لفُتِنَ وحكى أَبو زيد أُفْتِنَ الرجلُ بصيغة ما لم يسم فاعله أَي فُتِنَ وحكى الأَزهري عن ابن شميل افْتَتَنَ الرجلُ وافْتُتِنَ لغتان قال وهذا صحيح قال وأَما فتَنْتُه ففَتَنَ فهي لغة ضعيفة قال أَبو زيد فُتِنَ الرجلُ يُفْتَنُ فُتُوناً إِذا أَراد الفجور وقد فتَنْته فِتْنةً وفُتُوناً وقال أَبو السَّفَر أَفْتَنْتُه إِفْتاناً فهو مُفْتَنٌ وأُفْتِنَ الرجل وفُتِنَ فهو مَفْتُون إِذا أَصابته فِتْنة فذهب ماله أَو عقله وكذلك إِذا اخْتُبِرَ قال تعالى وفتَنَّاك فُتُوناً وقد فتَنَ وافْتَتَنَ جعله لازماً ومتعدياً وفتَّنْتُه تَفْتِيناً فهو مُفَتَّنٌ أَي مَفْتُون جدّاً والفُتُون أَيضاً الافْتِتانُ يتعدَّى ولا يتعدَّى ومنه قولهم قلب فاتِنٌ أَي مُفْتَتِنٌ قال الشاعر رَخِيمُ الكلامِ قَطِيعُ القِيا مِ أَمْسى فُؤادي بها فاتِنا والمَفْتُونُ الفِتْنة صيغ المصدر على لفظ المفعول كالمَعْقُول والمَجْلُودِ وقوله تعالى فسَتُبْصِرُ ويُبْصِرُونَ بأَيَّكُمُ المَفْتُونُ قال أَبو إِسحق معنى المَفْتُونِ الذي فُتِنَ بالجنون قال أَبو عبيدة معنى الباء الطرح كأَنه قال أَيُّكم المَفْتُونُ قال أَبو إِسحق ولا يجوز أَن تكون الباء لَغْواً ولا ذلك جائز في العربِية وفيه قولان للنحويين أَحدهما أَن المفْتُونَ ههنا بمعنى الفُتُونِ مصدر على المفعول كما قالوا ما له مَعْقُولٌ ولا مَعْقُودٌ رَأْيٌ وليس لفلان مَجْلُودٌ أَي ليس له جَلَدٌ ومثله المَيْسُورُ والمَعْسُورُ كأَنه قال بأَيِّكم الفُتون وهو الجُنون والقول الثاني فسَتُبْصِر ويُبْصِرُونَ في أَيِّ الفَريقينِ المَجْنونُ أَي في فرقة الإِسلام أَو في فرقة الكفر أَقامَ الباء مقام في وفي الصحاح إِن الباء في قوله بأَيِّكم المفتون زائدة كما زيدت في قوله تعالى قل كفى بالله شهيداً قال والمَفْتُون الفِتْنةُ وهو مصدر كالمَحْلُوفِ والمَعْقول ويكون أَيُّكم الابتداء والمفتون خبره قال وقل وقال المازني المَفتون هو رفع بالابتداء وما قبله خبره كقولهم بمن مُروُرُك وعلى أَيِّهم نُزُولُك لأَن الأَول في معنى الظرف قال ابن بري إِذا كانت الباء زائدة فالمفتون الإِنسان وليس بمصدر فإِن جعلت الباء غير زائدة فالمفتون مصدر بمعنى الفُتُونِ وافْتَتَنَ في الشيء فُتِن فيه وفتَنَ إِلى النساءِ فُتُوناً وفُتِنَ إِليهن أَراد الفُجُور بهنَّ والفِتْنة الضلال والإِثم والفاتِنُ المُضِلُّ عن الحق والفاتِنُ الشيطان لأَنه يُضِلُّ العِبادَ صفة غالبة وفي حديث قَيْلَة المُسْلم أَخو المُسْلم يَسَعُهُما الماءُ والشجرُ ويتعاونان على الفَتَّانِ الفَتَّانُ الشيطانُ الذي يَفْتِنُ الناس بِخداعِه وغروره وتَزْيينه المعاصي فإِذا نهى الرجلُ أَخاه عن ذلك فقد أَعانه على الشيطان قال والفَتَّانُ أَيضاً اللص الذي يَعْرِضُ للرُّفْقَةِ في طريقهم فينبغي لهم أَن يتعاونوا على اللِّصِّ وجمع الفَتَّان فُتَّان والحديث يروى بفتح الفاء وضمها فمن رواه بالفتح فهو واحد وهو الشيطان لأَنه يَفْتِنُ الناسَ عن الدين ومن رواه بالضم فهو جمع فاتِنٍ أَي يُعاوِنُ أَحدُهما الآخرَ على الذين يُضِلُّون الناسَ عن الحق ويَفْتِنونهم وفَتَّانٌ من أَبنية المبالغة في الفِتْنة ومن الأَول قوله في الحديث أَفَتَّانٌ أَنت يا معاذ ؟ وروى الزجاج عن المفسرين في قوله عز وجل فتَنْتُمْ أَنفُسَكُمْ وتَرَبَّصْتُم استعملتموها في الفِتْنة وقيل أَنَمْتُموها وقوله تعالى وفتَنَّاكَ فُتُوناً أَي أَخلَصناكَ إِخلاصاً وقوله عز وجل ومنهم من يقول ائْذَنْ لي ولا تَفْتِنِّي أَي لا تُؤْثِمْني بأَمرك إِيايَ بالخروج وذلك غير مُتَيَسِّرٍ لي فآثَمُ قال الزجاج وقيل إِن المنافقين هَزَؤُوا بالمسلمين في غزوة تَبُوكَ فقالوا يريدون بنات الأَصفر فقال لا تَفْتِنِّي أَي لا تَفْتِنِّي ببنات الأَصفر فأَعلم الله سبحانه وتعالى أَنهم قد سقَطوا في الفِتْنةِ أَي في الإِثم وفتَنَ الرجلَ أَي أَزاله عما كان عليه ومنه قوله عز وجل وإِن كادوا ليَفتِنونك عن الذي أَوْحَيْنا إِليك أَي يُمِيلُونك ويُزِيلُونك ابن الأَنباري وقولهم فتَنَتْ فلانة فُلاناً قال بعضهم معناه أَمالته عن القصد والفِتْنة في كلامهم معناه المُمِيلَةُ عن الحق وقوله عز وجل ما أَنتم عليه بفاتِنينَ إِلا من هو صالِ الجحِيمِ فسره ثعلب فقال لا تَقْدِرون أَن تَفْتِنُوا إِلا من قُضِيَ عليه أَن يدخل النار وعَدَّى بفاتِنين بِعَلَى لأَن فيه معنى قادرين فعدَّاه بما كان يُعَدَّى به قادرين لو لفِظَ به وقيل الفِتْنةُ الإِضلال في قوله ما أَنتم عليه بفاتنين يقول ما أَنتم بِمُضِلِّين إِلا من أَضَلَّه الله أَي لستم تُضِلُّونَ إِلا أَهلَ النار الذين سبق علم الله في ضلالهم قال الفراء أَهل الحجاز يقولون ما أَنتم عليه بفاتِنينَ وأَهل نجد يقولون بمُفْتِنينَ من أَفْتَنْتُ والفِتْنةُ الجُنون وكذلك الفُتُون وقوله تعالى والفِتْنةُ أَشدُّ من القَتْلِ معنى الفِتْنة ههنا الكفر كذلك قال أَهل التفسير قال ابن سيده والفِتْنةُ الكُفْر وفي التنزيل العزيز وقاتِلُوهم حتى لا تكونَ فِتْنة والفِتْنةُ الفَضِيحة وقوله عز وجل ومن يرد الله فِتْنَتَه قيل معناه فضيحته وقيل كفره قال أَبو إِسحق ويجوز أَن يكون اختِبارَه بما يَظْهَرُ به أَمرُه والفِتْنة العذاب نحو تعذيب الكفار ضَعْفَى المؤمنين في أَول الإِسلام ليَصُدُّوهم عن الإِيمان كما مُطِّيَ بلالٌ على الرَّمْضاء يعذب حتى افْتَكَّه أَبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه فأَعتقه والفِتْنةُ ما يقع بين الناس من القتال والفِتْنةُ القتل ومنه قوله تعالى إِن خِفْتم أَن يَفْتِنَكُمُ الذين كفروا قال وكذلك قوله في سورة يونس على خَوْفٍ من فرعونَ ومَلَئِهِم أَن يَفْتِنَهُم أَي يقتلهم وأَما قول النبي صلى الله عليه وسلم إِني أَرى الفِتَنَ خِلالَ بُيوتِكم فإِنه يكون القتل والحروب والاختلاف الذي يكون بين فِرَقِ المسلمين إِذا تَحَزَّبوا ويكون ما يُبْلَوْنَ به من زينة الدنيا وشهواتها فيُفْتَنُونَ بذلك عن الآخرة والعمل لها وقوله عليه السلام ما تَرَكْتُ فِتْنةً أَضَرَّ على الرجال من النساء يقول أَخاف أَن يُعْجُبوا بهنَّ فيشتغلوا عن الآخرة والعمل لها والفِتْنةً الاختِبارُ وفتَنَه يَفْتِنُه اختَبَره وقوله عز وجل أَوَلا يَرَوْنَ أَنهم يُفْتَنُونَ في كل عام مرة أَو مرتين قيل معناه يُخْتَبَرُونَ بالدعاء إِلى الجهاد وقيل يُفْتَنُونَ بإِنزال العذاب والمكروه والفَتْنُ الإِحرَاق بالنار الشيءَ في الناريَفْتِنُه أَحرقه والفَتِينُ من الأَرض الحَرَّةُ التي قد أَلْبَسَتْها كُلَّها حجارةٌ سُودٌ كأَنها مُحْرَقة والجمع فُتُنٌ وقال شمر كل ما غيرته النارُ عن حاله فهو مَفْتُون ويقال للأَمة السوداء مَفْتونة لأَنها كالحَرَّةِ في السواد كأَنها مُحْترقَة وقال أَبو قَيْسِ ابنُ الأَسْلَتِ غِراسٌ كالفَتائِنِ مُعْرَضاتٌ على آبارِها أَبداً عُطُونُ وكأَنَّ واحدة الفَتائن فَتينة وقال بعضهم الواحدة فَتِينة وجمعها فَتِين قال الكميتُ ظَعَائِنُ من بني الحُلاَّفِ تَأْوي إِلى خُرْسٍ نَواطِقَ كالفَتِينا
( * قوله « من الحلاف » كذا بالأصل بهذا الضبط وضبط في نسخة من التهذيب بفتح الحاء المهملة )
فحذف الهاء وترك النون منصوبة ورواه بعضهم كالفِتِىنَا ويقال واحدة الفِتِينَ فِتْنَةٌ مثل عِزَةٍ وعِزِينَ وحكى ابن بري يقال فِتُونَ في الرفع وفِتِين في النصب والجر وأَنشد بيت الكميت والفِتْنَةُ الإِحْراقُ وفَتَنْتُ الرغيفَ في النار إِذا أَحْرَقْته وفِتْنَةُ الصَّدْرِ الوَسْواسُ وفِتْنة المَحْيا أَن يَعَْدِلَ عن الطريق وفِتْنَةُ المَمات أَنْ يُسْأَلَ في القبر وقوله عزَّ وجل إِنَّ الذين فَتَنُوا المؤْمنين والمؤْمناتِ ثم لم يتوبوا أَي أَحرقوهم بالنار المُوقَدَةِ في الأُخْدُود يُلْقُون المؤْمنين فيها ليَصُدُّوهم عن الإِيمان وفي حديث الحسن إِنَّ الذين فتنوا المؤْمنين والمؤْمِنات قال فَتَنُوهم بالنار أَي امْتَحَنُوهم وعذبوهم وقد جعل الله تعالى امْتِحانَ عبيده المؤمنين بالَّلأْواءِ ليَبْلُوَ صَبْرَهم فيُثيبهم أَو جَزَعَهم على ما ابْتلاهم به فَيَجْزِيهم جَزاؤُهم فِتْنةٌ قال الله تعالى أَلم أَحَسِبَ الناسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يقولوا آمنَّا وهم لا يُفْتَنُونَ جاءَ في التفسير وهم لا يُبْتَلَوْنَ في أَنفسهم وأَموالهم فيُعْلَمُ بالصبر على البلاء الصادقُ الإِيمان من غيره وقيل وهم لا يُفْتَنون وهم لا يُمْتَحَنُون بما يَبِينُ به حقيقة إِيمانهم وكذلك قوله تعالى ولقد فَتَنَّا الذين من قبلهم أَي اخْتَبَرْنا وابْتَلَيْنا وقوله تعالى مُخْبِراً عن المَلَكَيْنِ هارُوتَ ومارُوتَ إِنما نحن فِتْنَةٌ فلا تَكْفُر معناه إِنما نحن ابتلاءٌ واختبارٌ لكم وفي الحديث المؤمن خُلِقَ مُفَتَّناً أَي مُمْتَحَناً يمتَحِنُه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب من فَتَنْتُه إِذا امْتَحنْتَه ويقال فيهما أَفْتَنْتُه أَيضاً وهو قليل قال ابن الأَثير وقد كثر استعمالها فيما أَخرجه الاخْتِبَار للمكروه ثمَّ كَثُر حتى استعمل بمعنى الإِثم والكفر والقتال والإِحراق والإِزالة والصَّرْفِ عن الشيء وفَتَّانَا القَبْرِ مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ وفي حديث الكسوف وإِنكم تُفْتَنُونَ في القبور يريد مُساءَلة منكر ونكير من الفتنةِ الامتحان وقد كثرت استعاذته من فتنة القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات وغير ذلك وفي الحديث فَبِي تُفْتَنونَ وعنِّي تُسْأَلونَ أَي تُمْتَحَنُون بي في قبوركم ويُتَعَرَّف إِيمانُكم بنبوَّتي وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه سمع رجلاً يتعوَّذ من الفِتَنِ فقال أَتَسْأَلُ رَبَّك أَن لا يَرْزُقَك أَهْلاً ولا مالاً ؟ تَأَوَّلَ قوله عزَّ وجل إِنما أَموالكم وأَولادُكم فِتْنَة ولم يُرِدْ فِتَنَ القِتالِ والاختلافِ وهما فَتْنَانِ أَي ضَرْبانِ ولَوْنانِ قال نابغة بني جَعْدة هما فَتْنَانِ مَقْضِيٌّ عليه لِسَاعَتِه فآذَنَ بالوَداعِ الواحد فَتْنٌ وروى أَبو عمرو الشَّيْبانيّ قول عمر بن أَحمر الباهليّ إِمّا على نَفْسِي وإِما لها والعَيْشُ فِتْنَان فَحُلْوٌ ومُرّ قال أَبو عمرو الفِتْنُ الناحية ورواه غيره فَتْنانِ بفتح الفاء أَي حالان وفَنَّانِ قال ذلك أَبو سعيد قال ورواه بعضهم فَنَّانِ أَي ضَرْبانِ والفِتانُ بكسر الفاء غِشاء يكون للرَّحْل من أَدَمٍ قال لبيد فثَنَيْت كَفِّي والفِتانَ ونُمْرُقي ومَكانُهنَّ الكُورُ والنِّسْعانِ والجمع فُتُنٌ

فجن
الفَيْجَنُ والفَيْجَلُ السَّذاب قال ابن دريد ولا أَحسبها عربية صحيحة وقد أَفْجَنَ الرجلُ إِذا دام على أَكل السَّذاب

فحن
الأَزهري أَمَّا فَحَنَ فأَهمله الليث قال وفَيْحانُ اسم موضع قال وأَظنه فَيْعالٌ من فَحَنَ والأَكثر أَنه فَعْلان من الأَفْيَح وهو الواسِعُ وسمَّت العرب المرأَة فَيْحُونة

فدن
الفَدَنُ القَصْرُ المَشِيدُ قال المُثَقِّبُ العَبْديّ يُنْبِى تَجاليدِي وأَقْتادَها ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ والجمع أَفْدانٌ وأَنشد كما تَرَاطَنَ في أَفْدانِها الرُّومُ وبناء مُفَدَّنٌ طويل والفَدانُ بتخفيف الدال الذي يجمع أَداةَ الثورين في القِرانِ للحَرْثِ والجمع أَفْدِنَةٌ وفُدُونٌ والفَدَّانُ كالفَدَانِ فَعَّال بالتشديد وقيل الفَدَّانُ الثور وقال أَبو حنيفة الفَداَّنُ الثوران اللذان يقرنان فيحرث عليهما قال ولا يقال للواحد منهما فدانٌ أَبو عمرو الفَدَّانُ واحد الفَدَادِينِ وهي البقر التي يحرث بها قال أَبو تراب أَنشدني أَبو خليفة الحُصَيْنِيُّ لرجل يصف الجُعَل أَسْوَدُ كالليل وليس بالليل له جناحانِ وليس بالطَّيْر يَجُرُّ فَداَّناً وليس بالثَّوْر فجمع بين الراء واللام في القافية وشدّد الفَدَّانَ قال ابن الأَعرابي هو الفَدَان بتخفيف الدال وقال أَبو حاتم تقول العامة الفَدَّان والصواب الفَدَان بالتخفيف قال ابن بري ذكره سيبويه في كتابه ورواه عنه أَصحابه فَدَان بالتخفيف وجمعه على أَفْدِنة وقال العِيَانُ حديدة تكون في متاع الفَدَان وضبطوا الفَدَان بالتخفيف قال وأَما الفَدَّان بالتشديد فهو المبلغ المتعارف وهو أَيضاً الثور الذي يحرث به وحكى ابن بري عن أَبي الحسن الصِّقِلِّي في ترجمة عين قال الفدَان بالتخفيف الآلة التي يحرث بها والفَدَّان أَيضاً المَزْرَعة وفُدَيْنٌ والفُدَيْنُ موضع والفَدَنُ صِبْغ أَحمر

فرن
الفُرْنُ الذي يُخْبَزُ عليه الفُرْنيُّ وهو خُبْز غليظ نسب إِلى موضعه وهو غير التَّنُّورِ قال أَبو خِراشٍ الهُذَلِيُّ يمدح دُبَيَّة السُّلَمِيّ نُقاتِلُ جُوعَهمْ بمُكَلَّلاتٍ من الفُرْنِيِّ يَرْعَبُها الجَميلُ ويروى نُقابل بالباء قال ابن بري صوابه يقابل بالياء والباء والضمير يعود إِلى دُبَيَّة وقبله فنِعْمَ مُعَرَّسُ الأَضْيافِ تَذْحى رِحالَهُمُ شآمِيَةٌ بَلِيلُ يقال ذَحاه يَذْحُوه ويَذْحَاه طرده بذال معجمة وقال الخليلُ الفُرنيّ طعام واحدته فُرْنِيَّةٌ وقال ابن دريد الفُرْن شيء يُخْتَبَز فيه قال ولا أَحسبه عربيّاً غيره الفُرْنُ المَخْبَز شآمية والجمع أَفْرانٌ والفُرنْيَّةُ الخُبْزَة المُسْتديرة العظيمة منسوبة إِلى الفُرْنِ والفُرْنِيُّ طعام يتخذ وهي خُبْزَةَ مُسَلَّكَة مُصَعْنَبَة مضمومة الجوانب إِلى الوسط يُسَلَّكُ بعضها في بعض ثم تُرَوَّى لبناً وسمناً وسُكَّراً واحدته فُرْنِيَّة والفارِنَة خَبَّازة هذا الفُرْنِيّ المذكور ويسمى ذلك المُخْتَبَزُ فُرْناً وفي كلام بعض العرب فإِذا هي مثل الفُرْنِيَّة الحمراء والفُرْنِيُّ الرجل الغليظُ ا لضخمُ قال العجاج وطاحَ في المَعْرَكةِ الفُرْنِيُّ قال ابن بري والفُرْنِيُّ أَيضاً الضخم من الكلاب وأَنشد بيت العجاج هذا

فرتن
أَبو سعيد الفَرْتَنَةُ عند العرب
( * قوله « الفرتنة عند العرب إلخ » وهي أيضاً بهذا الضبط التقارب في المشي كما في القاموس والتكملة )
تَشْقِيقُ الكلام والاهْتِماشُ فيه يقال فلان يُفَرْتِنُ فَرْتَنةً وفَرْتَنَى الأَمَةُ والزانيةُ وقد تقدم أَنه ثلاثي على رأْي ابن حبيب وأَن نونه زائدة وذكره ابن بري الفَرْتَنى معرَّفاً بالأَلف واللام قال وكذلك الهَلُوكُ والمُومِسَة وفَرَتَ الرجلُ يَفْرُتُ فَرْتاً فَجَر قال وأَما سيبويه فجعله رباعيّاً ابن الأَعرابي يقال للأَمة الفَرْتَنَى وابن الفَرْتَنَى وهو ابن الأَمةِ البَغِيِّ والعرب تسمي الأَمة فَرْتَنَى قال ابن بري وقال الأَحْوَلُ ابن فَرْتَنَى وابن تُرْنَى يقالان للئيم وقال ثعلب فَرْتَنَى الأَمةُ وكذلك تُرْنَى قال الأَشهب بن رُمَيْلَةَ أَتانِيَ ما قال البَعِيثُ ابنُ فَرْتَنَى أَلم تَخْشَ إِذ أَوْعَدْتَها أَن تُكَذّبا ؟ وقال جرير أَلم تَرَ أَنِّي إِذ رَمَيْتُ ابْنَ فَرْتَنَى بصَمَّاءَ لا يَرْجُو الحياةَ أَمِيمُها وقال أَيضاً مَهْلاً بَعِيثُ فإِنَّ أُمَّكَ فَرْتَنَى حَمْراءُ أَثْخَنَتِ العُلُوجَ رُداما قال أَبو عبيد أَراد الأَمة وكانت أُمُّ البَعِيثِ حمراءَ من سَبْي أَصْفَهان وابن تُرْنَى ذكره في تَرَنَ وفَرْتَنَى مقصور اسم امرأَة قال النابغة عَفا ذو حُساً من فَرْتَنَى فالفَوارِعُ فَجَنْبا أَرِيكٍ فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ وفَرْتَنَى أَيضاً قصر بمَرْوِ الرُّوِذِ كان ابن خازم قد حاصر فيه زُهَيْرَ بن ذؤيب العَدَوِيّ الذي يقال له الهَزَارْمَرْدُ

فرجن
الفِرْجَونُ المِحَسَّةُ وقد فَرْجَنَ الدابةَ بالفِرْجَوْن أَي بالمِحَسَّة أَي حَسَّها والله تعالى أَعلم

فرزن
الفِرْزانُ من لُعَبِ الشِّطْرَنْج أَعجمي معرّب وجمعه فَرَازِينُ
( * الفرزان في الشطرنج الملَكَة )

فرسن
الفُرَاسِنُ والفِرْسَانُ من الأُسْد واعْتَدَّ سيبويه الفِرْناسَ ثلاثيّاً وهو مذكور في موضعه والفِرْسِنُ فِرْسِنُ البعير وهي مؤنثة وجمعها فَراسِنُ وفي الفَراسِنِ السُّلامَى وهي عظام الفِرْسِن وقَصَبُها ثم الرُّسْغ فوق ذلك ثم الوَظِيفُ ثم فوق الوَظِيفِ من يد البعير الذِّراعُ ثم فوق الذراع العَضُدُ ثم فوق العَضُدِ الكتفُ وفي رجله بعد الفِرْسِنِ الرُّسغُ ثم الوظيفُ ثم الساق ثم الفخذ ثم الوَرِكُ ويقال لموضع الفِرْسِن من الخيل الحافرُ ثم الرُّسْغُ والفِرْسِنُ من البعير بمنزلة الحافر من الدابة قال وربما استعير في الشاة قال ابن السراج النون زائدة لأَنها من فَرسْتُ وقد تقدم والذي للشاة هو الظَّلْفُ وفي الحديث لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً ولو فِرسِنَ شاة الفِرْسِنُ عظم قليل اللحم وهو خُفَّ البعير كالحافر للدابة

فرصن
فَرْصَنَ الشيءَ قطعه عن كراع

فرعن
الفَرْعَنَةُ الكِبْرُ والتَّجَبُّر وفِرْعَوْنُ كل نَبِيٍّ مَلِكُ دَهْره قال القَطامِي وشُقَّ البَحْرُ عن أَصحابِ مُوسَى وغُرِّقَتِ الفَراعِنَةُ الكِفارُ الكِفارُ جمع كافر كصاحب وصحاب وفرعون الذي ذكره الله تعالى في كتابه من هذا وإِنما ترك صرفه في قول بعضهم لأَنه لا سَمِيَّ له كإِبليس فيمن أَخذه من أَبْلَسَ قال ابن سيده وعندي أَن فرعون هذا العَلَم أَعجميٌّ ولذلك لم يصرف الجوهري فرعون لقب الوليد بن مُصْعَبٍ مَلِكِ مصر وكلُّ عاتٍ فِرْعَوْنٌ والعُتاةُ الفراعنة وقد تَفَرْعَنَ وهو ذو فَرْعَنَة أَي دَهاءٍ وتَكَبُّر وفي الحديث أَخَذَنا فِرْعَوْنُ هذه الأُمة الأَزهري من الدُّرُوع الفِرْعَوْنِيَّةُ قال شمر هي منسوبة إِلى فِرْعَوْنِ موسى وقيل الفِرْعَوْنُ بلغة القِبْط التّمسَاح قال ابن بري حكى ابن خالويه عن الفراء فُرْعُون بضم الفاء لغة نادرة

فشن
فَيْشُونُ اسم نهر حكاه صاحبُ العين على أَنه قد يكون فَعْلُوناً وإِن لم يحك سيبويه هذا البناء الليث فَيْشُون اسم نهر وأَفْشِيُونُ أَعجمي

فطن
الفِطْنَةُ كالفهم والفِطْنَة ضِدُّ الغَباوة ورجل فَطِنٌ بَيِّنُ الفِطْنة والفَطَنِ وقد فَطَنَ لهذا الأَمر بالفتح يَفْطُنُ فِطْنَة وفَطُنَ فَطْناً وفَطَناً وفُطُناً وفُطُونة وفَطانة وفَطَانية فهو فاطِنٌ له وفَطُون وفَطِين وفَطِنٌ وفَطُنٌ وفَطْنٌ وفَطُونة وقد فَطِنَ بالكسر فِطْنة وفَطَانة وفَطَانيةً والجمع فُطْنٌ والأُنثى فَطِنَة قال القطامي إِلى خِدَبٍّ سَبِطٍ ستِّيني طَبٍّ بذاتِ قَرْعِها فَطُونِ وقال الآخر قالتْ وكنتُ رَجُلاً فَطِينَا هذا لَعَمْرُ اللهِ إِسْرائينا وقال قَيْسُ بنُ عاصمٍ في الجمع لا يَفْطُنُونَ لعَيْبِ جارِهِمِ وهُمُ لِحِفْظِ جِوارِه فُطْنُ والمُفاطَنَةُ مُفَاعلة منه الليث وأَما الفَطِنُ فذو فِطْنَةٍ للأَشياء قال ولا يمتنع كل فعل من النعوت من أَن يقال قد فَعُلَ وفَطُنَ أَي صار فَطِناً إلا القليل وفَطَّنه لهذا الأَمر تَفْطِيناً فَهَّمَه وفي المثل لا يُفطِّنُ القارَةَ إِلا الحِجارة القارةُ أُنثى الذِّئَبةِ وفاطَنَةُ في الحديث راجَعَه قال الراعي إِذا فاطَنَتْنا في الحديثِ تَهَزْهَزَتْ إِليها قلوبٌ دونهن الجَوانِحُ ويقال فَطِنْتُ إِليه وله وبه فِطْنَةً وفَطانة ويقال ليس له فُطْنٌ أَي فِطْنةٌ

فكن
فَكَنَ في الكذب لَجَّ ومَضى

فلن
فُلانٌ وفُلانَةُ كناية عن أَسماء الآدميين والفُلانُ والفُلانَةُ كناية عن غير الآدميين تقول العرب رَكِبْتُ الفُلانَ وحَلَبْتُ الفُلانة ابن السَّرَّاج فُلانٌ كناية عن اسم سمي به المُحَدَّثُ عنه خاص غالب ويقال في النداء يا فُلُ فتحذف منه الأَلف والنون لغير ترخيم ولو كان ترخيماً لقالوا يا فُلا قال وربما جاء ذلك في غير النداء ضرورة قال أَبو النجم في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ واللجة كثرة الأَصوات ومعناه أَمسك فلاناً عن فلان وفلانٌ وفلانةُ كناية عن الذكر والأُنثى من الناس قال ويقال في غير الناس الفُلانُ والفُلانَةُ بالأَلف واللام الليث إِذا سمي به إِنسان لم يحسن فيه الأَلف واللام يقال هذا فلانٌ آخَرُ لأَنه لا نكرة له ولكن العرب إِذا سَمَّوْابه الإِبلَ قالوا هذا الفُلانُ وهذه الفُلانة فإِذا نسبت قلت فلانٌ الفُلانِيُّ لأَن كل اسم ينسب إِليه فإِن الياء التي تلحقه تصيره نكرة وبالأَلف واللام يصير معرفة في كل شيء ابن السكيت تقول لقيت فلاناً إِذا كَنَيْت عن الآدميين قلته بغير أَلف ولام وإِذا كَنَيْتَ عن البهائم قلته بالأَلف واللام وأَنشد في ترخيم فلان وهْوَ إِذا قيل له وَيْهاً فُلُ فإِنه أَحْجِ بِه أَن يَنْكَلُ وهْو إِذا قيل له وَيْهاً كُلُ فإِنه مُوَاشِكٌ مُسْتَعْجِلُ وقال الأَصمعي فيما رواه عنه أَبو تراب يقال قم يا فُلُ ويا فُلاه فمن قال يا فُلُ فمضى فرفع بغير تنوين فقال قم يا فُلُ وقال الكميت يقالُ لمِثْلِي وَيْهاً فُلُ ومن قال يا فُلاه فسكن أَثبت الهاء فقال قُلْ ذلك يا فُلاه وإِذا مضى قال يا فُلا قل ذلك فطرح ونصب وقال المبرد قولهم يا فُلُ ليس بترخيم ولكنها كلمة على حِدَةٍ ابن بُزُرْج يقول بعض بني أَسدٍ يا فُلُ أَقبل ويا فُلُ أَقبلا ويا فُلُ أَقبلوا وقالوا للمرأَة فيمن قال يا فُلُ أَقْبِلْ يا فُلانَ أَقبلي وبعض بني تميم يقول يا فُلانَةُ أَقبلي وبعضهم يقول يا فُلاةً أَقبلي وقال غيرهم يقال للرجل يا فُلُ أَقبل وللاثنين يا فُلانِ ويا فُلُونَ للجمع أَقبلوا وللمرأَة يا فُلَ أَقْبِلي ويا فُلَتانِ ويا فُلاتُ أَقْبِلْنَ نصب في الواحدة لأَنه أَراد يا فُلَة فنصبوا الهاء وقال ابن بري فلانٌ لا يثنى ولا يجمع وفي حديث القيامة يقول الله عز وجل أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْكَ وأُسَوِّدْكَ ؟ معناه يا فلانُ قال وليس ترخيماً لأَنه لا يقال إِلا بسكون اللام ولو كان ترخيماً لفتحوها أَو ضموها قال سيبويه ليست ترخيماً وإِنما هي صيغة ارْتُجِلَتْ في باب النداء وقد جاء في غير النداء وأَنشد في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ فكسر اللام للقافية قال الأَزهري ليس بترخيم فُلانٍ ولكنها كلمة على حدة فبنو أَسد يُوقِعُونَها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد وغيرهم يثني ويجمع ويؤنث وقال قوم إِنه ترخيم فلان فحذفت النون للترخيم والأََلف لسكونها وتفتح اللام وتضم على مذهبي الترخيم وفي حديث أُسامة في الوالي الجائر يُلْقى في النار فَتَنْدَلِقُ أَقْتابُه فيقال له أَي فُلْ أَين ما كنت تَصِفُ وقوله عز وجل يا ويلَتا ليتني لم أَتَّخِذْ فلاناً خليلاً قال الزجاج لم أَتخذ فلاناً الشيطانَ خليلاً قال وتصديقُه وكان الشيطان للإِنسان خَذُولاً قال ويروى أَن عُقْبة بن أَبي مُعَيْطٍ هو الظالم ههنا وأَنه كان يأْكل يديه نَدَماً وأَنه كان عزم على الإِسلام قبلغ أُمَيَّةَ ابن خَلَفٍ فقال له أُميةُ وَجْهِي من وَجْهِك حرامٌ إِن أَسلمت وإِن كَلَّمْتُكَ أَبداً فامتنع عقبة من الإِسلام فإِذا كان يوم القيامة أَكل يديه ندماً وتمنى أَنه آمن واتخذ مع الرسول إِلى الجنة سبيلاً ولم يتخذ أُمية بن خلف خليلاً ولا يمتنع أَن يكون قبوله من أُمية من عمل الشيطان وإِغوائه وفُلُ بن فُلٍ محذوف فأَما سيبويه فقال لا يقال فُل يعني به فلان إِلا في الشعر كقوله في لجة أَمسك فلاناً عن فُلِ وأَما يا فُلْ التي لم تحذف من فلان فلا يستعمل إِلا في النداء قال وإِنما هو كقولك يا هَناه ومعناه يا رجل وفلانٌ اسم رجل وبنو فُلان بَطنٌ نسبوا إِليه وقالوا في النسب الفُلانيّ كما قالوا الهَنِيّ يَكْنُونَ به عن كل إِضافة الخليلُ فلانٌ تقديره فُعال وتصغيره فُلَيِّنٌ قال وبعض يقول هو في الأَصل فُعْلانٌ حذفت منه واو قال وتصغيره على هذا القول فُلَيَّانٌ وكالإنسان حذفت منه الياء أَصله إِنْسِيان وتصغيره أُنَيْسِيانُ قال وحجة قولهم فُلُ بن فُلٍ كقولهم هَيُّ بن بَيٍّ وهَيَّانُ بنُ بَيَّانَ وروي عن الخليل أَنه قال فلانٌ نُقْصانُه ياء أَو واو من آخره والنون زائدة لأَنك تقول في تصغيره فُلَيَّانٌ فيرجع إِليه ما نقص وسقط منه ولو كان فلانٌ مثل دُخانٍ لكان تصغيره فُلَيِّنٌ مثل دُخَيِّنٍ ولكنهم زادوا أَلفاً ونوناً على فُلَ وأَنشد لأَبي النجم إِذْ غَضِبَتْ بالعَطَنِ المُغَرْبَلِ تُدافِعُ الشَّيبَ ولم تُقَتَّلِ في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ

فلسطن
فِلَسْطِينُ بكسر الفاء وفتح اللام الكورَةُ المعروفة فيما بين الأُرْدُنّ وديار مصر حماها الله تعالى وأُمُّ بلادها بيتُ المَقْدِسِ

فلكن
قَوْسٌ فَيْلَكُونٌ عظيمة قال الأَسوَدُ ابنُ يَعفُرَ وكائِنْ كَسَرْنا من هَتُوفٍ مُرِنَّةٍ على القومِ كانتْ فَيْلكُونَ المَعابِلِ وذلك أَنه لا تُرْمى المعابلُ وهي النِّصال المُطَوَّلة إِلا على قَوْسٍ عظيمة الجوهري الفَيْلَكُونُ البَرْدِيُّ
( * قوله « الفيلكون البردي » وأيضاً القار أو الزفت كما في القاموس والتكملة ) هو فَيعَلُول

فنن
الفَنُّ واحد الفُنُون وهي الأَنواع والفَنُّ الحالُ والفَنُّ الضَّرْبُ من الشيء والجمع أَفنان وفُنونٌ وهو الأُفْنُون يقال رَعَيْنا فُنُونَ النَّباتِ وأَصَبْنا فُنُونَ الأَموال وأَنشد قد لَبِسْتُ الدَّهْرَ من أَفْنانِه كلّ فَنٍّ ناعِمٍ منه حَبِرْ والرجلُ يُفَنِّنُ الكلام أَي يَشْتَقُّ في فَنٍّ بعد فنٍّ والتَّفَنُّنُ فِعْلك ورجل مِفَنٌّ يأْتي بالعجائب وامرأَة مِفْنَّة ورجل مِعَنٌّ مِفَنٌّ ذو عَنَنٍ واعتراض وذو فُنُون من الكلام وأَنشد أَبو زيد إِنَّ لنا لكَنَّه مِعَنَّةً مِفَنَّه وافْتَنَّ الرجل في حديثه وفي خُطْبته إِذا جاء بالأَفانين وهو مثلُ اشْتَقَّ قال أَبو ذؤيب فافْتَنَّ بعد تَمامِ الوِرْدِ ناجِيةً مثْلَ الهِرَاوَةِ ثِنْياً بِكْرُها أَبِدُ قال ابن بري فسر الجوهري ا فْتَنَّ في هذا البيت بقولهم افْتَنَّ الرجل في حديثه وخُطْبته إِذا جاء بالأَفانين قال وهو مثلُ اشْتَقَّ يريد أَن افْتَنَّ في البيت مستعار من قولهم افْتَنَّ الرجل في كلامه وخصومته إِذا توسع وتصرف لأَنه يقال افْتَنَّ الحمارُ بأُتُنه واشْتَقَّ بها إِذا أَخذ في طَرْدِها وسَوْقها يميناً وشمالاً وعلى استقامة وعلى غير استقامة فهو يَفْتَنُّ في طَرْدِها أَفانينَ الطَّرْدِ قال وفيه تفسير آخر وهو أَن يكون افْتَنَّ في البيت من فَنَنْتُ الإِبلَ إِذا طردتها فيكون مثل كسَبْته واكتَسَبْته في كونهما بمعنى واحد وينتصب ناجية بأَنه مفعول لافْتَنَّ من غير إِسقاط حرف جر لأَن افْتَنَّ الرجل في كلامه لا يتعدَّى إِلا بحرف جرّ وقوله ثِنياً بكرها أَبِدُ أَي وَلَدَت بَطْنَين ومعنى بِكْرُها أَبِدٌ أَي وَلَدُها الأَول قد توحش معها وافْتَنَّ أَخذ في فُنُونٍ من القول والفُنُونُ الأَخلاطُ من الناس وإِن المجلس ليجمع فُنُوناً من الناس أَي ناساً ليسوا من قبيلة واحدة وفَنَّنَ الناسَ جعلهم فُنُوناً والتَّفْنينُ التخليط يقال ثوبٌ فيه تَفْنين إِذا كان فيه طرائق ليست من جِنْسه والفَنَّانُ في شعر الأَعشى الحمارُ قال الوحشي الذي يأْتي بفُنُونٍ من العَدْوِ قال ابن بري وبيت الأَعشى الذي أَشار إِليه هو قوله وإِنْ يَكُ تَقْرِيبٌ من الشَّدِّ غالَها بمَيْعَةِ فَنَّانِ الأَجارِيِّ مُجْذِمِ والأّجارِيُّ ضُروبٌ من جَرْيه واحدها إِجْرِيّا والفَنُّ الطَّرْدُ وفَنَّ الإِبلَ يَفُنُّها فَنّاً إِذا طردها قال الأَعشى والبِيضُ قد عَنَسَتْ وطال جِرَاؤُها ونَشَأْنَ في فَنٍّ وفي أَذْوادِ وفَنَّه يَفُنُّه فَنّاً إِذا طرده والفَنُّ العَناء فنَنْتُ الرجلَ أَفُنُّه فَنّاً إِذا عَنَّيْتَه وفنَّه يَفُنُّه فَنّاً عَنَّاه قال لأجْعَلَنْ لابنة عَمْروللهٍ فَناً حتى يَكُونَ مَهْرُها دُهْدُنَّا وقال الجوهري فنّاً أي أمراً عَجَباً ويقال عَناءً أي آخُذُ عليها بالعَناء حتى تَهَبَ لي مَهْرَها والفَنُّ المَطْلُ والفَنُّ الغَبْنُ والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر وامرأَة مِفَنَّة يكون من الغَبْنِ ويكون من الطَّرْدِ والتَّغْبِيَة وأُفْنُونُ الشَّبابِ أوَّله وكذلك أُفْنُونُ السحاب والفَنَنُ الغُصْنُ المستقيم طُولاً وعَرْضاً قال العجاج والفَنَنُ الشَّارِقُ والغَرْبيُّ والفَنَنُ الغُصْنُ وقيل الغُصْنُ القَضِيب يعني المقضوب والفَنَنُ ما تشَعَّبَ منه والجمع أَفْنان قال سيبويه لم يُجاوِزُوا به هذا البناء والفَنَنُ جمعه أَفْنانٌ ثم الأَفانِينُ قال الشاعر يصف رَحىً لها زِمامٌ من أَفانِينِ الشَّجَرْ وأما قول الشاعر مِنَا أَنْ ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ حتى أغاثَ شَرِيدَهمْ فَنَنُ الظَّلام فإنه استعار للظلمة أَفْناناً لأَنها تسْتُر الناسَ بأَستارها وأَوراقِها كما تستر الغصون بأَفنانها وأَوراقها وشجرة فَنْواءُ طويلة الأَفْنانِ على غير قياس وقال عكرمة في قوله تعالى ذَواتَا أَفْنانٍ قال ظِلُّ الأغصانِ على الحِيطانِ وقال أَبو الهيثم فسره بعضهم ذَواتا أغصانٍ وفسره بعضهم ذواتا أَلوان واحدها حينئذ فَنّ وفَنَنٌ كما قالوا سَنٌّ وسَنَنٌ وعَنٌّ وعَنَنٌ قال أَبو منصور واحدُ الأَفنان إذا أَردت بها الأَلوان فَنٌّ وإذا أردْتَ بها الأغصان فواحدها فَنَنٌ أَبو عمرو شجرة فَنْواء ذات أَفنان قال أبو عبيد وكان ينبغي في التقدير فَنَّاء ثعلب شجرة فَنَّاء وفَنْواء ذات أَفْنانٍ وأَما قَنْواء بالقاف فهي الطويلة قال أَبو الهيثم الفُنُون تكون في الأغصان والأغصان تكون في الشُّعَبِ والشُّعَبُ تكون في السُّوق وتسمى هذه الفُروعُ يعني فروعَ الشجر الشَّذَبَ والشَّذَبُ العِيدانُ التي تكون في الفُنون ويقال للجِذعِ إذا قطع عند الشَّذَب جِذْعٌ مُشَذَّبٌ قال امرؤ القيس يُرادَا على مِرْقاةِ جِذْعٍ مُشَذَّبِ يُرادا أي يُدارا يقال رادَيْتُه ودارَيْتُه والفَنَنُ الفَرْع من الشجر والجمع كالجمع وفي حديث سِدْرة المُنْتَهَى يسير الراكب في ظِلِّ الفَنَنِ مائةَ سَنةٍ وامرأَة فَنْواء كثيرة الشعر والقياس في كل ذلك فَنَّاء وشعَر فَيْنان قال سيبويه معناه أَن له فنوناً كأَفنانِ الشجر ولذلك صرف ورجل فَيْنان وامرأَة فَينانة قال ابن سيده وهذا هو القياس لأَن المذكر فَيْنان مصروف مشتق من أَفنان الشجر وحكي ابن الأَعرابي امرأَة فَيْنَى كثيرة الشعر مقصور قال فإن كان هذا كما حكاه فحكم فَيْنان أن لا ينصرف قال وأُرى ذلك وهَماً من ابن الأَعرابي وفي الحديث أَهلُ الجنة مُرْدٌ مُكَحَّلون أُولو أَفانِين يريد أُولو شُعور وجُمَم وأَفانِينُ جمع أَفنان وأَفنانٌ جمع فَنَنٍ وهو الخُصلة من الشعر شبه بالغصن قال الشاعر يَنْفُضْنَ أَفنانَ السَّبيبِ والعُذَرْ يصف الخيلَ ونَفْضَها خُصَل شعر نواصيها وأَذنابها وقال المَرَّار أَعَلاقَةً أُمَّ الوُلَيِّد بعدَما أَفْنانُ رأْسِك كالثَّغام المُخْلِسِ ؟ يعني خُصَلَ جُمَّة رأْسِه حين شاب أَبو زيد الفَينان الشعر الطويل الحسَنُ قال أَبو منصور فَيْنانٌ فَيعال من الفَنَن والياء زائدة التهذيب وإن أَخذت قولهم شعر فَيْنانٌ من الفَنَن وهو الغصن صرفته في حالي النكرة والمعرفة وإن أَخذته من الفَيْنة وهو الوقت من الزمان أَلحقته بباب فَعْلان وفَعْلانة فصرفته في النكرة ولم تصرفه في المعرفة وفي الحديث جاءَت امرأَةٌ تشكو زوجَها فقال النبي صلى الله عليه وسلم تُرِيدينَ أن تزَوَّجِي ذا جُمَّةٍ فَينانة على كل خُصلة منها شيطان الشعر الفَيْنانُ الطويل الحسن والياء زائدة ويقال فَنَّنَ فلانٌ رأْيه إذا لَوَّنه ولم يثبت على رأْي واحد والأَفانِينُ الأَساليب وهي أَجناس الكلام وطُرُقه ورجل مُتفَنِّنٌ أي ذو فُنون وتَفنَّنَ اضطرب كالفَنَن وقال بعضهم تَفنَّن اضطرب ولم يَشْتقَّه من الفَنن والأَول أَولى قال لو أَن عُوداً سَمْهَريّاً من قَنا أو من جِيادِ الأَرْزَناتِ أَرْزَنا لاقى الذي لاقَيْتُه تَفنَّنا والأُفْنونُ الحية وقيل العجوز وقيل العجوز المُسِنَّة وقيل الداهية وأَنشد ابن بري لابن أَحمر في الأُفْنون العجوز شَيْخٌ شآمٍ وأُفْنونٌ يَمانِيةٌ من دُونِها الهَوْلُ والمَوْماة والعِلَلُ وقال الأَصمعي الأُفْنون من التَّفَنُّن قال ابن بري وبيت ابن أَحمر شاهد لقول الأَصمعي وقولُ يعقوب إنَّ الأُفْنون العجوز بعِيدٌ جدّاً لأَنَّ ابنَ أَحمر قد ذكر قبل هذا البيت ما يَشْهَد بأَنها محبوبته وقد حال بينه وبينها القَفْرُ والعِلل والأُفْنون من الغُصن المُلتفُّ والأُفنون الجَرْيُ المختلط من جَرْي الفرس والناقة والأُفنون الكلام المُثبَّجُ من كلام الهِلْباجة وأُفْنون اسم امرأَة وهو أَيضاً اسم شاعرسمي بأَحد هذه الأَشياء والمُفَنَّنة من النساء الكبيرة السيئة الخُلُق ورجل مُفَنَّنٌ كذلك والتَّفْنِينُ فِعْلُ الثَّوْب إذا بَلِيَ فتفَزَّرَ بعضهُ من بعض وفي المحكم التَّفْنِينُ تفَزُّر الثوب إذا بَليَ من غير تشقق شديد وقيل هو اختلاف عمَله برِقَّة في مكان وكثافة في آخر وبه فسرابن الأَعرابي قول أَبانَ بن عثمان مَثَلُ اللَّحْن في الرجل السَّريِّ ذي الهيئة كالتَّفنِين في الثوب الجيِّد وثوب مُفَنَّنٌ مختلف ابن الأَعرابي التَّفْنِينُ البُقعة السَّخيفة السَّمِجة الرقيقة في الثوب الصفيق وهو عيب والسَّريُّ الشريف النفيس من الناس والعربُ تقول كنتُ بحال كذا وكذا فَنَّةً من الدهر وفَيْنةً من الدهر وضَرْبة من الدهر أي طرَفاً من الدهر والفَنِينُ وَرَمٌ في الإبط ووجع أَنشد ابن الأَعرابي فلا تَنْكِحي يا أَسْمَ إن كنتِ حُرَّةً عُنَيْنةَ ناباً نُجَّ عنها فَنِينُها نصب ناباً على الذم أو على البدل من عُنَينة أي هو في الضعف كهذه الناب التي هذه صِفَتُها قال ابن سيده وهكذا وجدناه بضبط الحامِض نُجَّ بضم النون والمعروف نَجَّ وبعير فَنِينٌ ومَفْنون به ورم في إبطه قال الشاعر إذا مارَسْت ضِغْناً لابنِ عَمٍّ مِراسَ البَكْر في الإبِطِ الفَنِينا أَبو عبيد اليَفَنُ بفتح الياء والفاء وتخفيف النون الكبير وقيل الشيخ الفاني والياء فيه أَصلية وقال بعضهم بل هو على تقديريفعل لأَن الدهر فَنَّه وأَبلاه وسنذكره في يفن والفَيْنانُ فرس قرانة بن عُوَيَّة الضَّبّيّ والله أََعلم

فنفن
فَنْفَنَ الرجلُ إذا فَرَّقَ إبله كَسَلاً وتوانِياً

فهكن
تَفَهْكَن الرجلُ تنَدَّم حكاه ابن دريد وليس بثَبت

فون
التهذيب التَّفَوُّن البركة وحُسْن النَّماء

فين
الفَيْنةُ الحينُ حكى الفارسيّ عن أَبي زيد لقيته فَيْنةَ والفَيْنةَ بعد الفَيْنة وفي الفَيْنة قال فهذا مما اعْتَقب عليه تعريفان تعريف العلمية والأَلف واللام كقولك شَعوب والشَّعُوب للمنية وفي الحديث ما من مولود إلاَّ وله ذَنْبٌ قد اعْتاده الفَيْنة بعد الفَيْنةَ أَي الحين بعد الحين والساعة بعد الساعة وفيحديث علي كرم الله وجهه في فَيْنة الارْتِياد وراحة الأَجساد الكسائي وغيره الفَيْنة الوقت من الزمان قال وإن أَخذتَ قولهم شَعَرٌ فَيْنانٌ من الفَنَن وهو الغصن صرفته في حالي النكرة والمعرفة وإن أَخذته من الفَيْنة وهو الوقت من الزمان أَلحقته بباب فَعْلان وفَعْلانة فصرفته في النكرة ولم تصرفه في المعرفة ورجل فَيْنانٌ حسن الشعر طويلة وهو فَعْلان وأَنشد ابن بري للعجاج إذ أَنا فَيْنانٌ أُناغِي الكُعَّبا وقال آخر فرُبَّ فَيْنانٍ طويلٍ أَمَمُه ذي غُسُناتٍ قد دَعاني أَحْزمُهُ وقال الشاعر وأَحْوَى كأَيْمِ الضالِ أَطرقَ بعدما حَبا تحتَ فَيْنانٍ من الظِّلِّ وارفِ يقال ظِلٌّ وارِفٌ أَي واسعٌ ممتدٌّ قال وقال آخر أما تَرَى شَمَطاً في الرأْسِ لاحَ به من بَعْدِ أَسْودَ داجِي اللَّوْنِ فَيْنانِ والفَيْناتُ الساعاتُ أَبو زيد يقال إني لآتي فلاناً الفَيْنَةَ بعد الفَيْنَةِ أي آتيه الحِينَ بعد الحين والوقت َبعد الوقت ولا أُدِيمُ الاختلافَ إليه ابن السكيت ما ألقاه إلاَّ الفَيْنَةَ بعد القَيْنَة أي المرَّةَ بعدَ المرَّة وإنْ شئت حذفت الأَلف واللام فقلت لَقيته فَيْنَةَ كما يقال لقيته النَّدَرَى وفي نَدَرَى والله أَعلم

قأن
القَأْنُ شجر يهمز ولا يهمز وترك الهمز فيه أَعرف

قبن
قَبَنَ الرجلُ يَقْبِنُ قُبُوناً ذهب في الأَرض واقْبأَنَّ اقْبِئناناً انْقَبَضَ كاكْبَأَنَّ ابن بُزُرْج المُقْبَئِنُّ المنقبض المُنْخَنِسُ وأَقْبَنَ إذا انهزم من عدوِّه وأَقْبَنَ إذا أَسرع عَدْواً في أَمان والقَبِينُ المُنْكمِش في أُموره والقَمينُ السريع والقَبَّانُ الذي يُوزَنُ به لا أَدري أَعربيّ أَم معرَّب الجوهري القَبَّانُ القُسْطاسُ مُعَرَّب وقال أَبو عبيد في حديث عمر رضي الله عنه إني أَسْتَعِينُ بقُوَّةِ الفاجر ثم أَكون على قَفَّانه قال يقول أكون على تَتَبُّعِ أَمره حتى أَسْتَقْصِيَ عِلْمَه وأَعْرِفَه قال وقال الأَصمعي قَفَّانُ كلِّ شيء جِماعُه واستقصاء معرفته قال أَبو عبيد ولا أَحْسَبُ هذه الكلمة عربية إنما أَصلها قَبَّان ومنه قول العامة فلان قَبَّانٌ على فلان إذا كان بمنزلة الأَمين عليه والرئيس الذي يتتبع أَمره ويحاسبه وبهذا سمي المِيزانُ الذي يقال له القَبَّانُ القبَّانَ وحِمارُ قَبَّانَ دُوَيْبَّةٌ معروفة وأَنشد الفراء يا عَجَباً لقدرأَيتُ عَجبا حِمارَ قَبَّانَ يَسُوقُ أَرْنَبا خاطِمَها زَأَمَّهَا أَنْ تَذْهَبا الجوهري ويقال هو فَعَّالٌ والوجه أَن يكون فَعْلانَ قال ابن بري هو فَعْلانُ وليس بفَعَّالٍ قال والدليل على أَنه فعلان امتناعُه من الصَّرْف بدليل قول الراجز حِمارَ قَبَّانَ يسوق أَرنبا ولو كان فَعَّالاً لانصرف

قتن
رجل قَتِينٌ قليل الطُّعْم واللحم وكذلك الأُنثى بغير هاء وجاءَ في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حين زوَّجَ ابْنَةَ نُعَيْمٍ النَّحَّامِ قال من أَدُلُّه على القَتِينِ يعني القليلة الطُّعْمِ قَتُنَ بالضم يَقْتُنُ قَتَانة صار قليل الطُّعْم فهو قَتِين والاسم القَتَنُ وفي الحديث أَيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال في امرأَة إنها وَضِيئة قَتِينٌ القَتِينُ القليلة الطُّعْمِ يقال منه امرأَة قَتِينٌ بَيِّنَةُ القَتَانة والقَتَنِ قال أَبو زيد وكذلك الرجلُ ورجل قَتَنٌ أَيضاً قليل اللحم وقُرادٌ قَتِينٌ قليل الدم قال الشَّمَّاخ في ناقته وقد عَرِقَتْ مَغابِنُها وجادَتْ بدِرَّتها قِرَى حَجِنٍ قَتِينِ الجوهري ويسمى القُرادُ قَتِيناً لقلة دمه قال ابن بري شاهد القَتينِ المرأَةِ القليلة الطُّعْم ما روي أَن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله تَزَوَّجْتُ فِلانةَ فقال بَخٍ تَزَوَّجْتَ بِكْراً قَتِيناً أي قليلة الطُّعْم قال ابن الأَثير ويحتمل أَن يراد بذلك قِلَّةُ الجِماعِ ومنه قوله عليكم بالأَبْكارِ فإنهنَّ أَرْضَى باليسير قال والصواب أَن يقال سمي القُراد قَتِيناً لقلة طُعْمه لأَنه يقيم المدَّة الطويلة من الزمان لا يَطْعَمُ شيئاً وقوله قِرَى حَجِنٍ الحَجِنُ القليل الطُّعْم وقِرَى بَدَلٌ من دِرَّتها جعل عَرَقَ هذه الناقة قوتاً للقُراد قال ويجوز أَن يكون قِرَى مفعولاً من أَجله والقَتِينُ والقَنِيتُ واحدٌ من النساء وهي القليلة الطُّعْم النحيفة وقيل القَتُون من أَسماء القُراد وليس بصفةٍ سمي بذلك لقلة دمه قال ابن بري والقَتِينُ السِّنَانُ اليابِسُ الذي لا يَنْشَفُ دَماً قال أَبو عبيد يُحاوِلُ أَنْ يَقُومَ وقد مَضَتْهُ مُغابِنةٌ بذي خُرُصٍ قَتِينِ المُغابِنَةُ تَغْبِنُ من لحمه أَي تَثْنيه والقاتنُ الشديد السواد وسِنَانٌ قَتِينٌ دقيق ومَسْكٌ قاتنٌ وقَتَنَ المَسْكُ قُتُوناً يَبِسَ ولا نَدَى فيه وأَسْوَدُ قاتنٌ كقاتِمٍ قال الطِّرمَّاحُ كطَوْفِ مُتَلِّي حَجَّةٍ بين عَبْعَبٍ وقُرَّة مُسْوَدٍّ من النَّسْكِ قاتِنِ عَبْعَبُ وقُرَّةُ صَنمان قال ابن جني ذهب أَبو عمرو الشَّيْباني إلى أَنه أَراد قاتِمٍ أَي أَسْودَ فأَبدل الميم نوناً قال وقد يُمْكِنُ غيرُ ما قال وذلك أَنه يجوز أَن يكون أَراد بقوله قاتِن فاعلاً من قول الشَّمَّاخ قِرَى حَجِنٍ قَتِينِ ودم قاتِنٌ وقاتِمٌ وذلك إذا يَبِسَ واسْوَدَّ وأَنشد بيت الطرماح والقَتِينُ الرُّمْح والقَتَين الحقير الضَّئيل وكذلك يكون بيت الطرماح أي مُسْوَدٍّ من النَّسْكِ حَقيرٍ للضَّرِّ والجَهْدِ فإذا كان كذلك لم يكن بدلاً والقَتانُ الغُبار كالقَتام أَنشد يعقوب عادَتُنا الجلادُ والطِّعانُ إذا علا في المَأْزِقِ القَتَانُ وزعم فيه مثلَ ما زعم في قَاتِنٍ

قحزن
ضربه فقَحْزَنه بالزاي أَي صَرَعه ابن الأَعرابي قَحْزَنه وقَحْزَله وضربه حتى تَقَحْزَنَ وتَقَحْزَل أَي حتى وقع الأَزهري القَحْزَنَة العصا غيره القَحْزَنة ضَرْبٌ من الخَشَبِ طولها ذراع أَو شِبْرٌ نحو العصا حكى اللحياني ضَرَبْناهم بقَحازِننا فارْجَعَنُّوا أَي بِعِصِيِّنا فاضْطَجَعُوا والقَحْزَنَة الهراوَةُ وأَنشد جَلَدْتُ جَعارِ عندَ باب وِجارِها بقَحْزَنَتي عن جَنْبِها جَلَداتِ

قدن
التهذيب ثعلب عن ابن الأَعرابي القَدْنُ الكفاية والحَسْبُ قال الأَزهري جعل القَدْنَ اسماً واحداً من قولهم قَدْنِي كذا وكذا أَي حَسْبي وربما حذفوا النون فقالوا قَدِي وكذلك قَطْني والله أَعلم

قرن
القَرْنُ للثَّوْر وغيره الرَّوْقُ والجمع قُرون لا يكسَّر على غير ذلك وموضعه من رأْس الإنسان قَرْنٌ أَيضاً وجمعه قُرون وكَبْشٌ أَقْرَنُ كبير القَرْنَين وكذلك التيس والأُنثى قَرْناء والقَرَنُ مصدر كبش أَقْرَنُ بَيِّنُ القَرَن ورُمْح مَقْرُون سِنانُه من قَرْن وذلك أَنهم ربما جعلوا أَسِنَّةَ رماحهم من قُرُون الظباء والبقر الوحشي قال الكميت وكنَّا إذا جَبَّارُ قومٍ أَرادنا بكَيْدٍ حَمَلْناه على قَرْنِ أَعْفَرا وقوله ورامِحٍ قد رَفَعْتُ هادِيَهُ من فوقِ رُمْحٍ فظَلَّ مَقْرُونا فسره بما قدمناه والقَرْنُ الذُّؤابة وخص بعضهم به ذُؤابة المرأَة وضفيرتها والجمع قُرون وقَرْنا الجَرادةِ شَعرتانِ في رأْسها وقَرْنُ الرجلِ حَدُّ رأْسه وجانِبهُ وقَرْنُ الأَكمة رأْسها وقَرْنُ الجبل أَعلاه وجمعها قِرانٌ أَنشد سيبويه ومِعْزىً هَدِياً تَعْلُو قِرانَ الأَرضِ سُودانا
( * قوله هَدِيا هكذا في الأصل ولعله خفف هَدِياً مراعاة لوزن الشعر )
وفي حديث قَيْلة فأَصابتْ ظُبَتُه طائفةً من قُرونِ رأْسِيَهْ أَي بعضَ نواحي رأْسي وحَيَّةٌ قَرْناءُ لها لحمتان في رأْسها كأَنهما قَرْنانِ وأكثر ذلك في الأَفاعي الأَصمعي القَرْناء الحية لأَن لها قرناً قال ذو الرمة يصف الصائد وقُتْرتَه يُبايِتُه فيها أَحَمُّ كأَنه إباضُ قَلُوصٍ أَسْلَمَتْها حِبالُها وقَرْناءُ يَدْعُو باسْمِها وهو مُظْلِمٌ له صَوْتُها إرْنانُها وزَمالُها يقول يُبيِّنُ لهذا الصائد صَوْتُها أَنها أَفْعَى ويُبَيِّنُ له مَشْيُها وهو زَمَالها أَنها أَفعى وهو مظلم يعني الصائد أَنه في ظلمة القُتْرَة وذكر في ترجمة عرزل للأَعشى تَحْكِي له القَرْناءُ في عِرْزَالِها أُمَّ الرَّحَى تَجْرِي على ثِفالِها قال أَراد بالقَرْناء الحية والقَرْنانِ مَنارَتانِ تبنيان على رأْس البئر توضع عليهما الخشبة التي يدور عليها المِحْوَرُ وتُعَلَّق منها البَكَرةُ وقيل هما مِيلانِ على فم البئر تعلق بهما البكرة وإنما يسميان بذلك إذا كانا من حجارة فإذا كانا من خشب فهما دِعامتانِ وقَرْنا البئرِ هما ما بُنِيَ فعُرِّض فيجعل عليه الخَشَبُ تعلق البكرة منه قال الراجز تَبَيَّنِ القَرْنَيْنِ فانْظُرْ ما هما أَمَدَراً أَم حَجَراً تَراهُما ؟ وفي حديث أَبي أَيوب فوجده الرسولُ يغتسل بين القَرْنَيْنِ هما قَرْنا البئر المبنيان على جانبيها فإن كانتا من خشب فهما زُرْنُوقان والقَرْنُ أَيضاً البَكَرَةُ والجمع أَقْرُنٌ وقُرُونٌ وقَرْنُ الفلاة أَوّلها وقَرْنُ الشمس أَوّلها عند طلوع الشمس وأَعلاها وقيل أوّل شعاعها وقيل ناحيتها وفي الحديث حديث الشمس تَطْلُع بين قَرْنَيْ شَيْطانٍ فإذا طَلَعَتْ قارَنَها فإذا ارْتَفَعَتْ فارقها ونهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في هذا الوقت وقيل قَرْنا الشيطان ناحيتا رأْسه وقيل قَرْناه جَمْعاهُ اللذان يُغْريهما بإضلال البشر ويقال إن الأَشِعَّةَ
( * قوله « ويقال إن الأشعة إلخ » كذا بالأصل ونسخة من التهذيب والذي في التكملة بعد قوله تشرف عليهم هي قرنا الشيطان ) التي تَتَقَضَّبُ عند طلوع الشمس ويُتَراءَى للعيون أَنها تُشْرِف عليهم ومنه قوله فَصَبَّحَتْ والشمسُ لم تُقَضِّبِ عَيْناً بغَضْيانَ ثَجُوجِ العُنْبُب قيل إن الشيطان وقَرْنَيْه يُدْحَرُونَ عن مَقامهم مُرَاعِين طلوعَ الشمس ليلة القَدر فلذلك تَطْلُع الشمسُ لا شُعاعَ لها وذلك بَيِّنٌ في حديث أُبيّ بن كعب وذكره آيةَ ليلة القدر وقيل القَرْنُ القُوَّة أي حين تَطْلُع يتحرّك الشيطان ويتسلط فيكون كالمُعِينِ لها وقيل بين قَرْنَيْه أي أُمَّتَيْه الأَوّلين والآخرين وكل هذا تمثيل لمن يسجد للشمس عند طلوعها فكأَنَّ الشيطان سَوَّل له ذلك فإذا سجد لها كان كأَن الشيطان مُقْتَرِنٌ بها وذو القَرْنَيْنِ الموصوفُ في التنزيل لقب لإسْكَنْدَرَ الرُّوميّ سمي بذلك لأَنه قَبَضَ على قُرون الشمس وقيل سمي به لأَنه دعا قومه إلى العبادة فَقَرَنُوه أَي ضربوه على قَرْنَيْ رأْسه وقيل لأَنه كانت له ضَفيرتان وقيل لأَنه بلغ قُطْرَي الأَرض مشرقها ومغربها وقوله صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام إن لك بيتاً في الجنة وإنك لذو قَرْنَيْها قيل في تفسيره ذو قَرْنَي الجنة أَي طرفيها قال أَبو عبيد ولا أَحسبه أَراد هذا ولكنه أَراد بقوله ذو قرنيها أَي ذو قرني الأُمة فأَضمر الأُمة وإن لم يتقدم ذكرها كما قال تعالى حتى تَوارتْ بالحجاب أَراد الشمس ولا ذكر لها وقوله تعالى ولو يُؤَاخِذُ اللهُ الناسَ بما كسَبُوا ما تَرَكَ على ظَهْرِها من دابةٍ وكقول حاتم أَماوِيَّ ما يُغْني الثَّراءُ عن الفَتَى إذا حَشْرَجَتْ يوماً وضاق بها الصَّدْرُ يعني النفْسَ ولم يذكرها قال أَبو عبيد وأَنا أَختار هذا التفسير الأَخير على الأَول لحديث يروى عن علي رضي الله عنه وذلك أَنه ذكر ذا القَرْنَيْنِ فقال دعا قومه إلى عبادة الله فضربوه على قَرْنَيه ضربتين وفيكم مِثْلُه فنُرَى أَنه أَراد نَفْسه يعني أَدعو إلى الحق حتى يُضرب رأْسي ضربتين يكون فيهما قتلي لأَنه ضُرِبَ على رأْسه ضربتين إحداهما يوم الخَنْدَقِ والأُخرى ضربة ابن مُلْجَمٍ وذو القرنين هو الإسكندرُ سمي بذلك لأَنه ملك الشرق والغرب وقيل لأَنه كان في رأْسه شِبْهُ قَرْنَين وقيل رأَى في النوم أَنه أَخَذَ بقَرْنَيِ الشمسِ وروي عن أَحمد بن يحيى أَنه قال في قوله عليه السلام إنك لذو قَرْنَيْها يعني جَبَليها وهما الحسن والحسين وأَنشد أَثوْرَ ما أَصِيدُكم أَم ثورَيْنْ أَم هذه الجَمّاءَ ذاتَ القَرْنَيْنْ قال قَرْناها ههنا قَرْناها وكانا قد شَدَنا فإذا آذاها شيء دَفَعا عنها وقال المبرد في قوله الجماء ذات القرنين قال كان قرناها صغيرين فشبهها بالجَمّاءِ وقيل في قوله إنك ذو قَرْنَيْها أي إنك ذو قَرنَيْ أُمَّتي كما أَن ذا القرنين الذي ذكره الله في القرآن كان ذا قَرْنيْ أُمَّته التي كان فيهم وقال صلى الله عليه وسلم ما أَدري ذو القرنين أَنبيّاً كان أَم لا وذو القَرْنينِ المُنْذِرُ الأَكبرُ بنُ ماءٍ السماء جَدُّ النُّعمان بن المنذر قيل له ذلك لأَنه كانت له ذؤابتان يَضْفِرُهما في قَرْنيْ رأْسه فيُرْسِلُهما وليس هو الموصوف في التنزيل وبه فسر ابن دريد قول امرئ القيس أَشَذَّ نَشاصَ ذي القَرْنينِ حتى توَلَّى عارِضُ المَلِكِ الهُمامِ وقَرْنُ القوم سيدُهم ويقال للرجل قَرْنانِ أَي ضفيرتان وقال الأَسَدِيُّ كَذَبْتُم وبيتِ اللهِ لا تَنْكِحونها بَنِي شابَ قَرْناها تُصَرُّ وتُحْلَبُ أَراد يا بني التي شابَ قَرْناها فأَضمره وقَرْنُ الكلإِ أَنفه الذي لم يوطأْ وقيل خيره وقيل آخره وأَصاب قَرْنَ الكلإ إذا أَصاب مالاً وافراً والقَرْنُ حَلْبَة من عَرَق يقال حَلَبنا الفرسَ قَرْناً أَو قَرْنينِ أي عَرَّقناه والقَرْنُ الدُّفعة من العَرَق يقال عَصَرْنا الفرسَ قَرْناً أو قَرْنين والجمع قُرون قال زهير تُضَمَّرُ بالأَصائِل كلَّ يوْمٍ تُسَنُّ على سَنابِكِها القُرُونُ وكذلك عَدَا الفرسُ قَرْناً أَو قرنين أَبو عمرو القُرونُ العَرَقُ قال الأَزهري كأَنه جمع قَرْن والقَرُونُ الذي يَعْرَقُ سريعاً وقيل الذي يَعْرَق سريعاً إذا جرى وقيل الفرس الذي يَعْرَقُ سريعاً فخص والقَرْنُ الطَّلَقُ من الجَرْي وقُروُنُ المطر دُفَعُه المُتَفرِّقة والقَرْنُ الأُمَّةُ تأْتي بعد الأُمَّة وقيل مُدَّتُه عشر سنين وقيل عشرون سنة وقيل ثلاثون وقيل ستون وقيل سبعون وقيل ثمانون وهو مقدار التوسط في أَعمار أهل الزمان وفي النهاية أََهل كلِّ زمان مأْخوذ من الاقْتِران فكأَنه المقدار القد يَقْترِنُ فيه أهلُ ذلك الزمان في أَعمارهم وأَحوالهم وفي الحديث أَن رجلاً أَتاه فقال عَلِّمْني دُعاءً ثم أَتاه عند قَرْنِ الحَوْلِ أَي عند آخر الحول الأَول وأَول الثاني والقَرْنُ في قوم نوح على مقدار أَعمارهم وقيل القَرْنُ أَربعون سنة بدليل قول الجَعْدِي ثَلاثةَ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهُم وكانَ الإلَهُ هو المُسْتَاسا وقال هذا وهو ابن مائة وعشرين سنة وقيل القَرْن مائة سنة وجمعه قُرُون وفي الحديث أَنه مسح رأْس غلام وقال عِشْ قَرْناً فعاش مائة سنة والقَرْنُ من الناس أَهلُ زمان واحد وقال إذا ذهب القَرْنُ الذي أَنتَ فيهمُ وخُلِّفْتَ في قَرْنٍ فأَنتَ غَرِيبُ ابن الأَعرابي القَرْنُ الوقت من الزمان يقال هو أَربعون سنة وقالوا هو ثمانون سنة وقالوا مائة سنة قال أَبو العباس وهو الاختيار لما تقدَّم من الحديث وفي التنزيل العزيز أَوَلَمْ يَرَوْا كم أَهْلَكْنا من قبْلهم من قَرْنٍ قال أَبو إسحق القَرْنُ ثمانون سنة وقيل سبعون سنة وقيل هو مطلق من الزمان وهو مصدر قَرَنَ يَقْرُنُ قال الأَزهري والذي يقع عندي والله أَعلم أن القَرْنَ أَهل كل مدة كان فيها نبيّ أَو كان فيها طبقة من أَهل العلم قَلَّتْ السِّنُون أَو كثرت والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم خَيْرُكم قَرْنِي يعني أَصحابي ثم الذين يَلُونَهم يعني التابعين ثم الذين يَلُونهم يعني الذين أَخذوا عن التابعين قال وجائز أَن يكون القَرْنُ لجملة الأُمة وهؤلاء قُرُون فيها وإنما اشتقاق القَرْن من الاقْتِران فتأَويله أَن القَرْنَ الذين كانوا مُقْتَرِنين في ذلك الوقت والذين يأْتون من بعدهم ذوو اقْتِرانٍ آخر وفي حديث خَبّابٍ هذا قَرْنٌ قد طَلَعَ أَراد قوماً أَحداثاً نَبَغُوا بعد أَن لم يكونوا يعني القُصّاص وقيل أَراد بِدْعَةً حَدثت لم تكون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال أَبو سفيان بن حَرْبٍ للعباس بن عبد المطلب حين رأَى المسلمين وطاعتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعَهم إياه حين صلَّى بهم ما رأَيت كاليوم طاعةَ قومٍ ولا فارِسَ الأَكارِمَ ولا الرومَ ذاتَ القُرُون قيل لهم ذاتُ القُرُون لتوارثهم الملك قَرْناً بعد قَرْنٍ وقيل سُمُّوا بذلك لقُرُونِ شُعُورهم وتوفيرهم إياها وأَنهم لا يَجُزُّونها وكل ضفيرة من ضفائر الشعر قَرْنٌ قال المُرَقِّشُ لاتَ هَنَّا وليْتَني طَرَفَ الزُّجْ جِ وأَهلي بالشأْم ذاتُ القُرونِ أَراد الروم وكانوا ينزلون الشام والقَرْنُ الجُبَيْلُ المنفرد وقيل هو قطعة تنفرد من الجَبَل وقيل هو الجبل الصغير وقيل الجبيل الصغير المنفرد والجمع قُرُونٌ وقِرانٌ قال أَبو ذؤيب تَوَقَّى بأَطْرافِ القِرانِ وطَرْفُها كطَرْفِ الحُبَارَى أَخطأَتْها الأَجادِلُ والقَرْنُ شيء من لِحَاء شَجر يفتل منه حَبْل والقَرْن الحَبْل من اللِّحاءِ حكاه أَبو حنيفة والقَرْنُ أَيضاً الخُصْلة المفتولة من العِهْن والقَرْنُ الخُصْلة من الشعر والصوف جمعُ كل ذلك قُروُنٌ ومنه قول أَبي سفيان في الرُّومِ ذاتِ القُرُون قال الأَصمعي أَراد قُرون شعُورهم وكانوا يُطوِّلون ذلك يُعْرَفُون به ومنه حديث غسل الميت ومَشَطناها ثلاثَ قُرون وفي حديث الحجاج قال لأسماءَ لَتَأْتِيَنِّي أو لأَبعَثنَّ إليكِ من يسَحبُك بقرونكِ وفي الحديث فارِسُ نَطْحةً أَو نَطْحتَين
( * قوله « فارس نصحة أو نطحتين » كذا بالأصل ونسختين من النهاية بنصب نطحة أو نطحتين وتقدم في مادة نطح رفعهما تبعاً للأصل ونسخة من النهاية وفسره بما يؤيد بالنصب حيث قال هناك قال أبو بكر معناه فارس تقاتل المسلمين مرة أو مرتين فحذف الفعل وقيل تنطح مرة أو مرتين فحذف الفعل لبيان معناه ) ثم لا فارس بعدها أَبداً والرُّوم ذاتُ القُرون كلما هلَك قَرْنٌ خَلَفه قرن فالقُرون جمع قَرْنٍ وقول الأَخطل يصف النساء وإذا نَصَبْنَ قُرونَهنَّ لغَدْرةٍ فكأَنما حَلَّت لهنَّ نُذُورُ قال أَبو الهيثم القُرون ههنا حبائلُ الصَّيّاد يُجْعَل فيها قُرونٌ يصطاد بها وهي هذه الفُخوخ التي يصطاد بها الصِّعاءُ والحمامُ يقول فهؤلاء النساءإِذا صِرْنا في قُرونهنَّ فاصْطَدْننا فكأَنهن كانت عليهن نُذُور أَن يَقْتُلننا فحَلَّتْ وقول ذي الرمة في لغزيته وشِعْبٍ أَبى أَن يَسْلُكَ الغُفْرُ بينه سَلَكْتُ قُرانى من قَياسِرةٍ سُمْرا قيل أَراد بالشِّعْب شِعْب الجبل وقيل أَراد بالشعب فُوقَ السهم وبالقُرانى وَتراً فُتِل من جلد إِبل قَياسرةٍ وإِبلٌ قُرانى أَي ذات قرائن وقول أَبي النجم يذكر شَعرهَ حين صَلِعَ أَفناه قولُ اللهِ للشمسِ اطلُعِي قَرْناً أَشِيبِيه وقَرْناً فانزِعي أَي أَفنى شعري غروبُ الشمس وطلوعها وهو مَرُّ الدهر والقَرينُ العين الكَحِيل والقَرْنُ شبيةٌ بالعَفَلة وقيل هو كالنُّتوء في الرحم يكون في الناس والشاء والبقر والقَرْناء العَفْلاء وقُرْنةُ الرَّحِم ما نتأَ منه وقيل القُرْنتان رأْس الرحم وقيل زاويتاه وقيل شُعْبَتاه كل واحدة منهما قُرْنةٌ وكذلك هما من رَحِم الضَّبَّة والقَرْنُ العَفَلة الصغيرة عن الأَصمعي واخْتُصِم إِلى شُرَيْح في جارية بها قَرَنٌ فقال أَقعِدوها فإِن أَصابَ الأَرض فهو عَيبٌ وإِن لم يصب الأَرض فليس بعيب الأَصمعي القَرَنُ في المرأَة كالأُدْرة في الرجل التهذيب القَرْناءُ من النساء التي في فرجها مانع يمنع من سُلوك الذكر فيه إِما غَدَّة غليظة أَو لحمة مُرْتَتِقة أَو عظم يقال لذلك كله القَرَنُ وكان عمر يجعل للرجل إِذا وجد امرأَته قَرْناءَ الخيارَ في مفارقتها من غير أَن يوجب عليه المهر وحكى ابن بري عن القَزّاز قال واختُصِم إِلى شُريح في قَرَن فجعل القَرَن هو العيب وهو من قولك امرأَة قَرْناءُ بَيِّنة القَرَن فأََما القَرْنُ بالسكون فاسم العَفَلة والقَرَنُ بالفتح فاسم العيب وفي حديث علي كرم الله وجهه إِذا تزوج المرأَة وبها قَرْنٌ فإِن شاءَ أَمسك وإِن شاءَ طلق القَرْنُ بسكون الراء شيء يكون في فرج المرأَة كالسنِّ يمنع من الوطءِ ويقال له العَفَلةُ وقُرْنةُ السيف والسِّنان وقَرْنهما حدُّهما وقُرْنةُ النَّصْلِ طرَفه وقيل قُرْنتاه ناحيتاه من عن يمينه وشماله والقُرْنة بالضم الطرَف الشاخص من كل شيء يقال قُرْنة الجبَل وقُرْنة النَّصْلِ وقُرْنة الرحم لإِحدى شُعْبتَيه التهذيب والقُرْنة حَدُّ السيف والرمح والسهم وجمع القُرْنة قُرَنٌ الليث القَرْنُ حَدُّ رابية مُشْرِفة على وهدة صغيرة والمُقَرَّنة الجبال الصغار يدنو بعضها من بعض سميت بذلك لتَقارُبها قال الهذلي
( * قوله « قال الهذلي » اسمه حبيب مصغراً ابن عبد الله )
دَلَجِي إِذا ما الليلُ جَنْ نَ على المُقَرَّنةِ الحَباحِبْ أَراد بالمُقَرَّنة إِكاماً صغاراً مُقْترِنة وأَقرَنَ الرُّمحَ إِليه رفعه الأَصمعي الإِقْرانُ رفع الرجل رأْس رُمحِه لئلاَّ يصيب مَنْ قُدّامه يقال أَقرِنْ رمحك وأَقرَن الرجلُ إِذا رفع رأْسَ رمحِهِ لئلا يصيب من قدَّامه وقَرَن الشيءَ بالشيءِ وقَرَنَه إِليه يَقْرِنه قَرْناً شَدَّه إِليه وقُرِّنتِ الأُسارَى بالحبال شُدِّد للكثرة والقَرينُ الأَسير وفي الحديث أَنه عليه السلام مَرَّ برَجلين مُقترنين فقال ما بالُ القِران ؟ قالا نذَرْنا أَي مشدودين أَحدهما إِلى الآخر بحبل والقَرَنُ بالتحريك الحبل الذي يُشدّان به والجمع نفسه قَرَنٌ أَيضاً والقِرانُ المصدر والحبل ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما الحياءُ والإِيمانُ في قَرَنٍ أَي مجموعان في حبل أَو قِرانٍ وقوله تعالى وآخرِين مُقَرَّنين في الأَصفاد إِما أَن يكون أَراد به ما أَراد بقوله مَقرُونين وإِما أَن يكون شُدِّد للتكثير قال ابن سيده وهذا هو السابق إِلينا من أَول وَهْلة والقِرانُ الجمع بين الحج والعمرة وقَرَنَ بين الحج والعمْرة قِراناً بالكسر وفي الحديث أَنه قَرَن بين الحج والعمرة أَي جمع بينهما بنيَّة واحدة وتلبية واحدة وإِحرام واحد وطواف واحد وسعي واحد فيقول لبيك بحجة وعمرة وهو عند أَبي حنيفة أَفضل من الإِفراد والتمتع وقَرَنَ الحجَّ بالعمرة قِراناً وَصَلها وجاء فلان قارِناً وهو القِرانُ والقَرْنُ مثلك في السنِّ تقول هو على قَرْني أَي على سِنِّي الأَصمعي هو قَرْنُه في السن بالفتح وهو قِرْنه بالكسر إِذا كان مثله في الشجاعة والشّدة وفي حديث كَرْدَم وبِقَرْنِ أَيِّ النساء هي أَي بسنِّ أَيهنَّ وفي حديث الضالة إِذا كتَمها آخِذُها ففيها قَرينتها مثلها أَي إِذا وجد الرجلُ ضالة من الحيوان وكتمها ولم يُنْشِدْها ثم توجد عنده فإِن صاحبها يأْخذها ومثلها معها من كاتمها قال ابن الأَثير ولعل هذا في صدر الإِسلام ثم نسخ أَو هو على جهة التأَديب حيث لم يُعَرِّفها وقيل هو في الحيوان خاصة كالعقوبة له وهو كحديث مانع الزكاة إِنا آخدُوها وشطرَ ماله والقَرينةُ فَعِيلة بمعنى مفعولة من الاقتِران وقد اقْتَرَنَ الشيئان وتَقارَنا وجاؤُوا قُرانى أَي مُقْتَرِنِين التهذيب والقُرانى تثنية فُرادى يقال جاؤُوا قُرانى وجاؤوا فُرادى وفي الحديث في أَكل التمر لا قِران ولا تفتيش أَي لا تَقْرُنْ بين تمرتين تأْكلهما معاً وقارَنَ الشيءُ الشيءَ مُقارَنة وقِراناً اقْتَرَن به وصاحَبَه واقْتَرَن الشيءُ بغيره وقارَنْتُه قِراناً صاحَبْته ومنه قِرانُ الكوكب وقَرَنْتُ الشيءَ بالشيءِ وصلته والقَرِينُ المُصاحِبُ والقَرينانِ أَبو بكر وطلحة رضي الله عنهما لأَن عثمان بن عَبَيْد الله أَخا طلحة أَخذهما فَقَرَنَهما بحبل فلذلك سميا القَرِينَينِ وورد في الحديث إِنَّ أَبا بكر وعمر يقال لهما القَرينانِ وفي الحديث ما من أَحدٍ إِلا وكِّلَ به قَرِينُه أَي مصاحبه من الملائكة والشَّياطين وكُلِّإِنسان فإِن معه قريناً منهما فقرينه من الملائكة يأْمره بالخير ويَحُثه عليه ومنه الحديث الآخر فقاتِلْه فإِنَّ معه القَرِينَ والقَرِينُ يكون في الخير والشر وفي الحديث أَنه قُرِنَ بنبوته عليه السلام إِسرافيلُ ثلاثَ سنين ثم قُرِنَ به جبريلُ عليه السلام أَي كان يأْتيه بالوحي وغيره والقَرَنُ الحبل يُقْرَنُ به البعيرانِ والجمع أَقْرانٌ وهو القِرَانُ وجمعه قُرُنٌ وقال أَبْلِغْ أَبا مُسْمِعٍ إِنْ كنْتَ لاقِيَهُ إِنِّي لَدَى البابِ كالمَشْدُودِ في قَرَنِ وأَورد الجوهري عجزه وقال ابن بري صواب إِنشاده أَنِّي بفتح الهمزة وقَرَنْتُ البعيرين أَقْرُنُهما قَرْناً جمعتهما في حبل واحد والأَقْرانُ الحِبَالُ الأَصمعي القَرْنُ جَمْعُكَ بين دابتين في حَبْل والحبل الذي يُلَزَّان به يُدْعَى قَرَناً ابن شُمَيْل قَرَنْتُ بين البعيرين وقَرَنْتهما إِذا جمعت بينهما في حبل قَرْناً قال الأَزهري الحبل الذي يُقْرَنُ به بعيران يقال له القَرَن وأَما القِرانُ فهو حبل يُقَلَّدُ البعير ويُقادُ به وروي أَنَّ ابن قَتَادة صَاحِبَ الحَمَالَةِ تَحَمَّل بحَمَالة فطاف في العرب يسأَلُ فيها فانتهى إِلى أَعرابي قد أَوْرَدَ إِبلَه فسأَله فقال أَمعك قُرُنٌ ؟ قال نعم قال نَاوِلْني قِرَاناً فَقَرَنَ له بعيراً ثم قال ناولني قِراناً فَقَرَنَ له بعيراً ثم قال ناولني قِراناً فَقَرَنَ له بعيراً آخر حتى قَرَنَ له سبعين بعيراً ثم قال هاتِ قِراناً فقال ليس معي فقال أَوْلى لك لو كانت معك قُرُنٌ لقَرَنْتُ لك منها حتى لا يبقى منها بعير وهو إِياس بن قتادة وفي حديث أَبي موسى فلما أَتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خذ هذين القَرِينَيْنِ أَي الجملين المشدودين أَحدهما إِلى الآخر والقَرَنُ والقَرِينُ البعير المَقْرُون بآخر والقَرينة الناقة تُشَدُّ إِلى أُخْرى وقال الأَعور النبهاني يهجو جريراً ويمدح غَسَّانَ السَّلِيطِي أَقُولُ لها أُمِّي سَليطاً بأَرْضِها فبئس مُناخُ النازلين جَريرُ ولو عند غسَّان السَّليطيِّ عَرَّسَتْ رَغَا قَرَنٌ منها وكاسَ عَقيرُ قال ابن بري وقد اختلف في اسم الأَعور النَّبْهانِي فقال ابن الكلبي اسمه سُحْمَةُ بن نُعَيم بن الأَخْنس ابن هَوْذَة وقال أَبو عبيدة في النقائض يقال له العَنَّاب واسمه سُحَيْم بن شَريك قال ويقوي قول أَبي عبيدة في العَنَّاب قول جرير في هجائه ما أَنتَ يا عَنَّابُ من رَهْطِ حاتِمٍ ولا من رَوابي عُرْوَةَ بن شَبيبِ رأَينا قُرُوماً من جَدِيلةَ أَنْجَبُوا وفحلُ بنِي نَبْهان غيرُ نَجيبِ قال ابن بري وأَنكر عليّ بن حمزة أَن يكون القَرَنُ البعيرَ المَقْرونَ بآخر وقال إِنما القَرَنُ الحبل الذي يُقْرَنُ به البعيران وأَما قول الأَعْور رغا قَرَنٌ منها وكاسَ عَقِيرُ فإِنه على حذف مضاف مثل واسْأَلِ القريةَ والقَرِينُ صاحبُك الذي يُقارِنُك وقَرِينُك الذي يُقارنُك والجمع قُرَناءُ وقُرانى الشيء كقَرِينه قال رؤبة يَمْطُو قُراناهُ بهادٍ مَرَّاد وقِرْنُك المُقاوِمُ لك في أَي شيء كان وقيل هو المُقاوم لك في شدة البأْس فقط والقِرْنُ بالكسر كُفْؤك في الشجاعة وفي حديث عُمَر والأَسْقُفّ قال أَجِدُكَ قَرْناً قال قَرْنَ مَهْ ؟ قال قَرْنٌ من حديد القَرْنُ بفتح القافِ الحِصْنُ وجمعه قُرُون وكذلك قيل لها الصَّياصِي وفي قصيد كعب بن زهير إِذا يُساوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ له أَن يَتْرُك القِرن إِلا وهو مَجْدول القِرْنُ بالكسر الكُفْءِ والنظير في الشجاعة والحرب ويجمع على أَقران وفي حديث ثابت بن قَيس بئسما عَوَّدْتم أَقْرانَكم أَي نُظَراءَكم وأَكْفاءَكم في القتال والجمع أَقران وامرأَة قِرنٌ وقَرْنٌ كذلك أَبو سعيد اسْتَقْرَنَ فلانٌ لفلان إِذا عازَّهُ وصار عند نفسه من أَقرانه والقَرَنُ مصدر قولك رجل أَقْرَنُ بَيِّنُ القَرَنِ وهو المَقْرُون الحاجبين والقَرَنُ التقاء طرفي الحاجبين وقد قَرِنَ وهو أَقْرَنُ ومَقْرُون الحاجبين وحاجب مَقْرُون كأَنه قُرِن بصاحبه وقيل لا يقال أَقْرَنُ ولا قَرْناء حتى يضاف إِلى الحاجبين وفي صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سَوابِغَ في غير قَرَنٍ القَرَن بالتحريك التقاء الحاجبين قال ابن الأَثير وهذا خلاف ما روته أُم معبد فإِنها قالت في صفته صلى الله عليه وسلم أَزَجُّ أَقْرَنُ أَي مَقْرُون الحاجبين قال والأَول الصحيح في صفته صلى الله عليه وسلم وسوابغ حال من المجرور وهو الحواجب أَي أَنها دقت في حال سبوغها ووضع الحواجب موضع الحاجبين لأَن الثنية جمع والقَرَنُ اقْتِرانُ الركبتين ورجل أَقْرَنُ والقَرَنُ تَباعُدُ ما بين رأْسَي الثَّنِيَّتَيْن وإِن تدانت أُصولهما والقِران أَن يَقْرُن بينَ تمرتين يأْكلهما والقَرُون الذي يجمع بين تمرتين في الأَكل يقال أَبَرَماً قَرُوناً وفي الحديث أَنه نهى عن القِران إِلا أَن يستأْذن أَحدُكم صاحبَه ويُرْوى الإِقْران والأَول أَصح وهو أَن يَقْرُِن بين التمرتين في الأَكل وإِنما نهى عنه لأَن فيه شرهاً وذلك يُزْري بفاعله أَو لأَن فيه غَبْناً برفيقه وقيل إِنما نهى عنه لما كانوا فيه من شدة العيش وقلة الطعام وكانوا مع هذا يُواسُونَ من القليل فإِذا اجتمعوا على الأَكل آثر بعضهم بعضاً على نفسه وقد يكون في القوم من قد اشْتَدَّ جوعه فربما قَرَنَ بين التمرتين أَو عظَّم اللُّقْمة فأَرشدهم إِلى الإِذن فيه لتطيب به أَنْفُسُ الباقين ومنه حديث جَبَلَة قال كنا في المدينة في بَعْثِ العراق فكان ابن الزبير يَرْزُقُنا التمر وكان ابن عمر يمرّ فيقول لا تُقَارِنُوا إِلا أَن يستأْذن الرجلُ أَخاه هذا لأَجل ما فيه من الغَبْنِ ولأَن مِلْكَهم فيه سواء وروي نحوه عن أَبي هريرة في أَصحاب الصُّفَّةِ ومن هذا قوله في الحديث قارِنُوا بين أَبنائكم أَي سَوُّوا بينهم ولا تُفَضلوا بعضهم على بعض ويروى بالباء الموحدة من المقاربة وهو قريب منه وقد تقدم في موضعه والقَرُونُ من الرجال الذي يأْكل لقمتين لقمتين أَو تمرتين تمرتين وهو القِرانُ وقالت امرأَة لبعلها ورأَته يأْكل كذلك أَبَرَماً قَرُوناً ؟ والقَرُون من الإِبل التي تَجْمَع بين مِحلَبَيْنِ في حَلْبَةٍ وقيل هي المُقْتَرِنَة القادِمَيْن والآخِرَيْنِ وقيل هي التي إِذا بَعَرَتْ قارنت بين بَعَرِها وقيل هي التي تضع خُفَّ رجلها موضع خُفِّ يدها وكذلك هو من الخيل وقَرَنَ الفرسُ يَقْرُنُ بالضم إِذا وقعت حوافر رجليه مواقعَ حوافر يديه والقَرُون الناقة التي تَقْرُنُ ركبتيها إِذا بركت عن الأَصمعي والقَرُون التي يجتمع خِلْفاها القادِمان والآخِرانِ فيَتَدانَيانِ والقَرون الذي يَضَعُ حَوافرَ رجليه مَواقعَ حَوافر يديه والمَقْرُونُ من أَسباب الشِّعْر ما اقْتَرنت فيه ثلاثُ حركات بعدها ساكن كمُتَفا من متفاعلن وعلتن من مفاعلتن فمتفا قد قرنت السببين بالحركة وقد يجوز إِسقاطها في الشعر حتى يصير السببان مفورقين نحو عيلن من مفاعيلن وقد ذكر المفروقان في موضعه والمِقْرَنُ الخشبة التي تشدّ على رأْسَي الثورين والقِران والقَرَنُ خيط من سَلَب وهو قشر يُفتل يُوثَقُ على عُنُق كل واحد من الثورين ثم يوثق في وسطهما اللُّوَمَةُ والقَرْنانُ الذي يُشارك في امرأَته كأَنه يَقْرُن به غيرَه عربي صحيح حكاه كراع التهذيب القَرْنانُ نعت سوء في الرجل الذي لا غَيْرَة له قال الأَزهري هذا من كلام الحاضرة ولم أَرَ البَوادِيَ لفظوا به ولا عرفوه والقَرُون والقَرُونة والقَرينة والقَرينُ النَّفْسُ ويقال أَسْمَحَتْ قَرُونُه وقَرِينُه وقَرُونَتُه وقَرِينَتُه أَي ذَلَّتْ نفسه وتابَعَتْه على الأَمر قال أَوس بن حَجَر فَلاقى امرأً من مَيْدَعانَ وأَسْمَحَتْ قَرُونَتُه باليَأْسِ منها فعجَّلا أَي طابت نَفْسُه بتركها وقيل سامَحَتْ قَرُونُه وقَرُونَتُه وقَرينَتُه كُلُّه واحدٌ قال ابن بري شاهد قَرُونه قول الشاعر فإِنِّي مِثْلُ ما بِكَ كان ما بي ولكنْ أَسْمَحَتْ عنهم قَرُوِني وقول ابن كُلْثوم مَتى نَعْقِدْ قَرِينَتَنا بِحَبْلٍ نَجُذُّ الحبلَ أَو نَقِصُ القَرينا قَرِينته نَفْسُه ههنا يقول إِذا أَقْرَنَّا لِقرْنٍ غلبناه وقَرِينة الرجل امرأَته لمُقارنته إِياها وروى ابن عباس أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إِذا أَتى يومُ الجمعة قال يا عائشة اليَوْمُ يَوْمُ تَبَعُّلٍ وقِرانٍ قيل عَنى بالمُقارنة التزويج وفلان إِذا جاذَبَتْه قَرِينَتُه وقَرِينُه قهرها أَي إِذا قُرِنَتْ به الشديدة أَطاقها وغلبها وفي المحكم إِذا ضُمَّ إِليه أَمر أَطاقه وأَخَذْتُ قَرُونِي من الأَمر أَي حاجتي والقَرَنُ السَّيف والنَّيْلُ وجمعه قِرانٌ قال العجاج عليه وُرْقانُ القِرانِ النُّصَّلِ والقَرَن بالتحريك الجَعْبة من جُلود تكون مشقوقة ثم تخرز وإِنما تُشَقُّ لتصل الريح إِلى الريش فلا يَفْسُد وقال يا ابنَ هِشامٍ أَهْلَكَ الناسَ اللَّبَنْ فكُلُّهم يَغْدُو بقَوْسٍ وقَرَنْ وقيل هي الجَعْبَةُ ما كانت وفي حديث ابن الأَكْوََعِ سأَلت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في القَوْسِ والقَرَن فقال صَلِّ في القوس واطْرَحِ القَرَنَ القَرَنُ الجَعْبَةُ وإِنما أَمره بنزعه لأَنه قد كان من جلد غير ذَكِيّ ولا مدبوغ وفي الحديث الناس يوم القيامة كالنَّبْلِ في القَرَنِ أَي مجتمعون مثلها وفي حديث عُميَر بن الحُمام فأَخرج تمراً من قَرَنِهِ أَي جَعْبَتِه ويجمع على أَقْرُن وأَقْرانٍ كجَبَلٍ وأَجْبُلٍ وأَجْبالٍ وفي الحديث تعاهدوا أَقْرانَكم أَي انظروا هل هي من ذَكِيَّة أَو ميتة لأَجل حملها في الصلاة ابن شميل القَرَنُ من خشب وعليه أَديم قد غُرِّي به وفي أَعلاه وعَرْضِ مُقدَّمِه فَرْجٌ فيه وَشْجٌ قد وُشِجَ بينه قِلاتٌ وهي خَشَبات مَعْروضات على فَمِ الجَفير جعلن قِواماً له أَن يَرْتَطِمَ يُشْرَج ويُفْتَح ورجل قارن ذو سيف ونَبْل أَو ذو سيف ورمح وجَعْبَة قد قَرَنها والقِران النَّبْلُ المستوية من عمل رجل واحد قال ويقال للقوم إِذا تَنَاضلوا اذْكُروا القِرانَ أَي والُوا بين سهمين سهمين وبُسْرٌ قارِنٌ قَرَنَ الإِبْسارَ بالإِرْطاب أَزدية والقَرائن جبال معروفة مقترنة قال تأَبط شرّاً وحَثْحَثْتُ مَشْعوفَ النَّجاءِ وراعَني أُناسٌ بفَيْفانٍ فَمِزْتُ القَرائِنَا ودُورٌ قَرائنُ إِذا كانت يَسْتَقْبِلُ بعضها بعضاً أَبو زيد أَقْرَنَتِ السماء أَياماً تُمْطِرُ ولا تُقْلِع وأَغْضَنَتْ وأَغْيَنَتْ المعنى واحد وكذلك بَجَّدَتْ ورَثَّمَتْ وقَرَنَتِ السماءُ وأَقْرَنَتْ دام مطرها والقُرْآنُ من لم يهمزه جعله من هذا لاقترانِ آيِهِ قال ابن سيده وعندي أَنه على تخفيف الهمز وأَقْرَنَ له وعليه أَطاق وقوِيَ عليه واعْتَلى وفي التنزيل العزيز وما كنا له مُقْرِنينَ أَي مُطِيقينَ قال واشتقاقه من قولك أَنا لفلان مُقْرِنَ أَي مُطيق وأَقْرَنْتُ فلاناً أَي قد صِرْت له قِرْناً وفي حديث سليمان بن يَسار أَما أَنا فإِني لهذه مُقْرِن أَي مُطِيق قادر عليها يعني ناقته يقال أَقْرَنْتُ للشيء فأَنا مُقْرِن إِذا أَطاقه وقوي عليه قال ابن هانئ المُقْرِن المُطِيقُ والمُقْرِنُ الضعيف وأَنشد وداهِيَةٍ داهَى بها القومَ مُفْلِقٌ بَصِيرٌ بعَوْراتِ الخُصومِ لَزُومُها أَصَخْتُ لها حتى إِذا ما وَعَيْتُها رُمِيتُ بأُخرى يَستَدِيمُ خَصيمُها تَرَى القومَ منها مُقْرِنينَ كأَنما تَساقَوْا عُقَاراً لا يَبِلُّ سَليمُها فلم تُلْفِني فَهّاً ولم تُلْفِ حُجَّتي مُلَجْلَجَةً أَبْغي لها مَنْ يُقيمُها قال وقال أَبو الأَحْوَصِ الرِّياحي ولو أَدْرَكَتْه الخيلُ والخيلُ تُدَّعَى بذِي نَجَبٍ ما أَقْرَنَتْ وأَجَلَّت أَي ما ضَعُفتْ والإِقْرانُ قُوَّة الرجل على الرجل يقال أَقْرَنَ له إِذا قَوِيَ عليه وأَقْرَنَ عن الشيء ضَعُفَ حكاه ثعلب وأَنشد ترى القوم منها مقرنين كأَنما تساقوا عُقاراً لا يَبِلُّ سليمها وأَقْرَنَ عن الطريق عَدَلَ عنها قال ابن سيده أُراه لضعفه عن سلوكها وأَقْرَنَ الرجلُ غَلَبَتْهُ ضَيْعتُه وهو مُقْرِنٌ وهو الذي يكون له إِبل وغنم ولا مُعِينَ له عليها أَو يكون يَسْقي إِبلَه ولا ذائد له يَذُودُها يوم ورودها وأَقْرَنَ الرجل إِذا أَطاق أَمرَ ضَيْعته ومن الأَضداد وفي حديث عمر رضي الله عنه قيل لرجل
( * « وفي حديث عمر رضي الله عنه قيل لرجل إلخ » حق هذا الحديث أن يذكر عقب حديث عمير بن الحمام كما هو سياق النهاية لأن الاقرن فيه بمعنى الجعاب ) ما مالُك ؟ قال أَقْرُنٌ لي وآدِمةٌ في المَنِيئة فقال قَوِّمْها وزَكِّها وأَقْرَنَ إِذا ضَيَّقَ على غريمه وأَقْرَنَ الدُّمَّلُ حان أَن يتفَقَّأَ وأَقْرَنَ الدمُ في العِرْق واستقْرَنَ كثر وقَرْنُ الرَّمْلِ أَسفلُه كقِنْعِهِ وأَبو حنيفة قال قُرُونة بضم القاف نَبْتةٌ تشبه نبات اللُّوبِياء فيها حبٌّ أَكبر من الحِمَّصِ مُدَحْرَج أَبْرَشُ في سَواد فإِذا جُشَّتْ خرجت صفراء كالوَرْسِ قال وهي فَرِيكُ أَهل البادية لكثرتها والقُرَيْناء اللُّوبياء وقال أَبو حنيفة القُرَيْناء عشبة نحو الذراع لها أَقنانٌ وسِنْفَة كسِنفة الجُلْبانِ وهي جُلْبانة بَرِّيَّة يُجْمع حبها فتُعْلَفُه الدواب ولا يأْكله الناس لمرارة فيه والقَرْنُوَةُ نبات عريض الورق ينبت في أَلْوِيَةِ الرمل ودَكادِ كِه ورَقُها أَغْبَرُ يُشبه ورَقَ الحَنْدَقُوق ولم يجئ على هذا الوزن إِلا تَرْقُوَةٌ وعَرْقُوَة وعَنْصُوَة وثَنْدُوَةٌ قال أَبو حنيفة قال أَبو زياد من العُشْب القَرْنُوَة وهي خضراء غبراء على ساق يَضرِبُ ورَقُها إِلى الحمرة ولها ثمرة كالسُّنبلة وهي مُرَّة يُدْبَغُ بها الأَساقي والواو فيها زائدة للتكثير والصيغة لا للمعنى ولا للإِلحاق أَلا ترى أَنه ليس في الكلام مثل فَرَزْدُقة
( * قوله « فرزدقة » كذا بالأصل بهذا الضبط وسقطت من نسخة المحكم التي بأيدينا ولعله مثل فرزقة بحذف الدال المهملة ) ؟ وجِلد مُقَرْنىً مدبوغ بالقَرْنُوَة وقد قَرْنَيْتُه أَثبتوا الواو كما أَثبتوا بقية حروف الأَصل من القاف والراء والنون ثم قلبوها ياء للمجاورة وحكى يعقوب أَديم مَقْرُونٌ بهذا على طرح الزائد وسِقاءٌ قَرْنَوِيٌّ ومُقَرْنىً دبغ بالقَرْنُوَة وقال أَبو حنيفة القَرْنُوَة قُرُونٌ تنبت أَكبر من قُروُن الدُّجْرِ فيها حَبٌّ أَكبر من الحمَّص فإِذا جُشَّ خرج أَصفر فيطبخ كما تطبخ الهريسة فيؤكل ويُدَّخر للشتاء وأَراد أَبو حنيفة بقوله قُرُون تنبت مثلَ قُرُون قال الأَزهري في القَرْنُوَةِ رأَيت العرب يَدْبُغون بورقه الأُهُبَ يقال إِهابٌ مُقَرْنىً بغير همز وقد همزه ابن الأَعرابي ويقال ما جعلت في عيني قَرْناً من كُحْل أَي مِيلاً واحداً من قولهم أَتيته قَرْناً أَو قَرْنين أَي مرة أَو مرتين وقَرْنُ الثُّمَامِ شبيه الباقِلَّى والقارُون الوَجُّ ابن شميل أَهل الحجاز يسمون القارورة القَرَّانَ الراء شديدة وأَهل اليمامة يسمونها الحُنْجُورة ويومُ أَقْرُنَ يومٌ لغَطَفانَ على بني عامر والقَرَنُ موضع وهو ميقات أَهل نجد ومنه أُوَيْسٌ القَرَنيُّ قال ابن بري قال ابن القطاع قال ابن دريد في كتابه في الجمهرة والقَزَّازُ في كتابه الجامع وقَرْنٌ اسم موضع وبنو قَرَنٍ قبيلة من الأَزْد وقَرَنٌ حي من مُرَادٍ من اليمن منهم أُوَيْسٌ القَرَنيُّ منسوب إِليهم وفي حديث المواقيت أَنه وَقَّتَ لأَهلِ نجْد قَرْناً وفي رواية قَرْنَ المَنازل هو اسم موضع يُحْرِمُ منه أَهلُ نجْد وكثير ممن لا يعرف يفتح راءه وإِنما هو بالسكون ويسمى أَيضاً قَرْنَ الثعالب ومنه الحديث أَنه احتجم على رأْسه بقَرْنٍ حين طُبَّ هو اسم موضع فإِما هو الميقات أَو غيره وقيل هو قَرْنُ ثوْر جُعِلَ كالمِحْجَمة وفي الحديث أَنه وَقَفَ على طَرَفِ القَرْنِ الأَسود قال ابن الأَثير هو بالسكون جُبَيْل صغيرٌ والقَرِينة واد معروف قال ذو الرمة تَحُلُّ اللِّوَى أَو جُدَّةَ الرَّمْلِ كلما جرَى الرَّمْثُ في ماء القَرِينة والسِّدْرُ وقال آخر أَلا ليَتَني بين القَرِينَة والحَبْلِ على ظَهْرِ حُرْجُوجٍ يُبَلِّغُني أَهْلي وقيل القَرِينة اسم روضة بالصَّمّان ومُقَرِّن اسم وقَرْنٌ جبَلٌ معروف والقَرينة موضع ومن أَمثال العرب تَرَكَ فلانٌ فلاناً على مثل مَقَصِّ قَرْنٍ ومَقَطِّ قَرْن قال الأَصمعي القَرْنُ جبل مُطِلٌّ على عرفات وأَنشد فأَصَبَحَ عَهْدُهم كمقَصِّ قَرْنٍ فلا عينٌ تُحَسُّ ولا إِثارُ ويقال القَرْنُ ههنا الحجر الأَمْلَسُ النَّقِيُّ الذي لا أَثر فيه يضرب هذا المثل لمن يُسْتَأْصَلُ ويُصْطلَمُ والقَرْنُ إِذا قُصَّ أَو قُطَّ بقي ذلك الموضع أَملس وقارونُ اسم رجل وهو أَعجمي يضرب به المثل في الغِنَى ولا ينصرف للعجمة والتعريف وقارُون اسم رجل كان من قوم موسى وكان كافراً فخسف الله به وبداره الأَرض والقَيْرَوَانُ معرَّب وهو بالفارسية كارْوان وقد تكلمت به العرب قال امرؤ القيس وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ كأَنَّ أَسْرَابَها الرِّعالُ والقَرْنُ قَرْنُ الهَوْدج قال حاجِبٌ المازِنِيّ صَحا قلبي وأَقْصرَ غَيْرَ أَنِّي أَهَشُّ إِذا مَرَرْتُ على الحُمولِ كَسَوْنَ الفارِسيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُولِ

قردن
التهذيب في الرباعي خذ بقَرْدَنهِ وكَرْدَنِه وكَرْدِه أَي بقَفاه

قرصطن
القَرَصْطُونُ القَفارُ أَعجمي لأَن فَعَلُّولاً وفَعَلُّوناً ليسا من أَبنيتهم

قرطن
في الحديث أَنه دخل على سَلْمان فإِذا إِكافٌ وقِرْطَانٌ القِرْطَانُ كالبَرْذَعة لذوات الحافر ويقال قِرْطاطٌ وكذلك رواه الخطابي بالطاء وقِرْطاق بالقاف وهو بالنون أَشهر وقيل هو ثلاثي الأَصل ملحق بقِرْطاسٍ

قرطعن
القِرْطَعْن الأَحمق

قزن
ابن الأَعرابي يقال أَقْزَنَ زيدٌ ساقَ غلامِه إِذا كسرها

قسن
قَسَنٌ إِتباعٌ لحَسَن بَسَن والقِسْيَنُّ الشَّيْخ القديم وكذلك البعير وأَنشد وهم كمِثْلِ البازِلِ القِسْيَنّ فإِذا اشتقوا منها فعلاً على مثل افْعَالَّ همزوا فقالوا اقْسَأَنَّ ابن سيده وقد اقْسأَنَّ وقيل المُقْسَئِنّ الذي قد انتهى في سنه فليس به ضَعْفُ كِبَرٍ ولا قوّةُ شَباب وقيل هو الذي في آخر شبابه وأَوّل كبره وقد اقْسَأَنَّ اقْسِئناناً كَبِرَ وعَسِيَ وقوله يا مَسَدَ الخُوصِ تَعَوَّذْ منِّي إِن تَكُ لَدْناً لَيِّناً فإِنِّي ما شِئْتَ من أَشْمَطَ مُقْسَئِنِّ قال ابن سيده يكون على أَحد الوجهين الآخَرَين واقْسَأَنَّ الشيءُ اشْتَدَّ وفيه قُسَأْنِينة والقُسَأْنينة من اقْسَأَنَّ العودُ وغيره إِذا يبس واشتدّ وعَسِيَ ابن الأَعرابي أَقْسَنَ الرجلُ إِذا صَلُبت يَدُه على العمل والسَّقْي واقْسأَنَّ الليلُ اشتدّ ظلامه وأَنشد بِتُّ لها يَقْظَانَ واقْسَأَنَّتِ قال الأَزهري هذه الهمزة اجتلبت لئلا يجتمع ساكنان وكان في الأَصل اقْسَانَّ يَقْسَانُّ

قسطن
الليث القُسْطانِيَّة نُدْأَةُ قَوْسِ قُزَحَ أَي عَوَجُه
( * قوله « أي عوجه » كذا في الأصل ونسخة من التهذيب والذي في القاموس وغيره إن الندأة هي قوس قزح ) وأَنشد ونُؤْي كقُسْطانِيَّة الدَّجْنِ مُلْبِد ابن الأَعرابي القُسْطالة قوس قُزَحَ وهي القُسْطانة أَبو عمرو القَسْطانُ والكَسْطان الغُبار وأَنشد يُثِير قَسْطانَ غُبارٍ ذي وهَجْ قال الأَزهري جعل أَبو عمرو قَسْطان وكسطان بفتح القاف فَعْلاناً لا فَعْلالاً ولم يُجِزْ قَسْطالاً ولا كَسْطالاً لأَنه ليس في كلام العرب فَعْلال من غير المضاعف غير حرف واحد جاء نادراً وهو قولهم ناقة بها خَزْعالٌ هكذا قال الفراء

قسطبن
التهذيب في الخماسي قُسْطَبِينَته وقُسْطَبِيلته يعني الكَمَرة والله أَعلم

قطن
القُطُون الإِقامة قَطَنَ بالمكان يَقْطُنُ قُطُوناً أَقام به وتَوَطَّنَ فهو قاطنٌ وقال العجاج ورَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ والقَاطِناتِ البَيْتَ غير الرُّيَّمِ قَواطِناً مكةَ من وُرْقِ الحَمِي والقُطَّانُ المقيمون والقَطِينُ جماعة القُطَّان اسم للجمع وكذلك القَاطِنَةُ وقيل القَطِينُ الساكن في الدار والجمع قُطُنٌ عن كراع والقَطِينُ المقيمون في الموضع لا يكادون يَبْرَحُونه والقَطِينُ السُّكَّان في الدار ومُجاوِرُو مكة قُطَّانُها وفي حديث الإِفاضة نحن قَطِينُ الله أَي سُكَّانُ حَرَمه والقَطِينُ جمع قاطن كالقُطَّان وفي الكلام مضاف محذوف تقديره نحن قَطين بيت الله وحَرَمِه قال وقد يجيء القَطِينُ بمعنى القاطِنِ للمبالغة ومنه حديث زيد بن حارثة فإِني قَطِينُ البيت عند المَشاعِر وحَمامُ مكة يقال لها قَواطِنُ مكة قال رؤبة فلا وَرَبِّ القاطِناتِ القُطَّنِ والقَطِينُ كالخَليط لفظ الواحد والجمع فيه سواء والقَطِينُ تبَّاع المَلِك ومَماليكه والقَطِينُ أَهل الدار والقَطِينُ الخَدَمُ والأتْباع والحَشَمُ وفي التهذيب الحَشَمُ الأَحْرَارُ والقَطِينُ المَماليك والقَطِينُ الإِماءُ والقاطِنُ المقيم بالمكان والقَطِين تُبَّعُ الرجل ومَماليكه وخَدَمُه وجمعها القُطَّان قال ابن دريد قَطِينُ الرجل حَشَمُه وخَدَمه قال وإِذا قال الشاعر خَفّ القَطِينُ فهم القوم القَاطِنُون أَي المقيمون وروي عن سلمان أَنه قال كنت رجلاً من المجوس فاجتهدت حتى كنتُ قَطِنَ النار الذي يوقدها قال شمر قَطِنُ النار خازِنُها وخادِمُها ويجوز أَنه كان مقيماً عليها رواه بكسر الطاء وقَطَنَ يَقْطُنُ إِذا خَدَم قال ابن الأَثير أَراد أَنه كان لازماً لها لا يفارقها من قَطَنَ في المكان إِذا لزمه قال ويروى بفتح الطاء جمع قاطن كخَدَم وخادِمٍ قال ويجوز أَن يكون بمعنى قاطِنٍ كفَرَطٍ وفارطٍ وقَطَنُ الطائر زِمِكَّاه وأَصلُ ذنبه وفي الحديث أَن آمنة لما حملت بالنبي صلى الله عليه وسلم قالت ما وَجَدْتُه في القَطَنه والثُّنَّةِ ولكني كنتُ أَجِدُه في كبدي القَطَنُ أَسفل الظهر والثُّنَّة أَسفل البطن والقَطَن بالتحريك ما بين الوركين إِلى عَجْبِ الذَّنَبِ قال ابن بري ومنه قوله مُعَوَّدٌ ضَرْبَ أَقْطانِ البَهازِير والقَطَنُ ما عَرُضَ من الثَّبَجهِ وقال الليث القَطَنُ الموضع العريض بين الثَّبَج والعَجُز والقَطِينة سَكَنُ الدار ويقال جاء القومُ بِقَطِينهم قال زهير رأَيتُ ذَوِي الحاجاتِ حول بُيوتِهم قَطِيناً لهم حتى إِذا أَنبتَ البَقْلُ وقال جرير هذا ابنُ عَمِّي في دِمَشْقَ خَلِيفَةً لو شِئْتُ ساقَكُمُ إِليَّ قَطِينَا والقَطِنَة والقِطْنَة مثْلُِ المَعِدَةِ والمِعْدَة مِثل الرُّمَّانة تكون على كرش البعير وهي ذاتُ الأَطبْاق والعامة تسميها الرُّمَّانة وكسر الطاء فيها أَجود التهذيب والقَطِنَة هي ذات الأَطبْاق التي تكون مع الكرش وهي الفَحِثُ أَيضاً الحَرَّاني عن ابن السكيت هي القَطِنة التي تكون مع الكرش وهي ذات الأَطباق وهي النَّقِمْة
( * قوله « وهي النقمة إلخ » هذه العبارة كالتي قبلها نظم عبارة التهذيب بالحرف واتى بهذه النظائر للقطنة في الوزن فقط لا في المعنى كما هو ظاهر أي أن هذه سمع فيها أنها بكسر فسكون أو بفتح فكسر ) والمَعْدة والكَلِْمة والسَِّفِْلة والوَسِْمة التي يختضب بها قال أَبو العباس هي القَِطِْنة وهي الرُّمانة في جوف البقرة وفي حديث سطيح حتى أَتى عارِي الجَآجي والقَطَنْ وقيل الصواب قَطِنٌ بكسر الطاء جمع قطِنة وهي ما بين الفخذين والقَطِنة اللحمة بين الوركين والقُطْنُ والقُطُنُ والقُطُنُّ معروف واحدته قُطْنةٌ وقُطُنة وقُطُنَّة وقد يضعف في الشعر
( * قوله « وقد يضعف في الشعر قال قارب إلخ » هكذا نظم عبارة التهذيب بحذف الجملة المعترضة بينهما ونقلها المؤلف من الصحاح ووسطها في كلام التهذيب فصار غير منسجم ولو قال والقطن والقطن مثل عسر وعسر والقطن إلخ وقد يضعف في الشعر قال قارب إلخ لانسجمت العبارة مع الاختصار وكثيراً ما يقع له ذلك فيظن ان في الكلام سقطاً وليس كذلك ) قال يقال قُطْنٌ وقُطُنٌ مثل عُسْر وعُسُر قال قارب بن سالم المُرِّي ويقال دَهلب بن قُرَيع كأَنَّ مَجْرى دَمْعِها المُسْتَنِّ قُطُنَّةٌ من أَجْوَد القُطْنُنِّ ورواه بعضهم من أَجود القُطُنِّ قال شدِّد للضرورة ولا يجوز مثله في الكلام وقال أَبو حنيفة القُطْنُ يَعْظُم عندهم شجرة حتى يكون مثل شجر المِشْمِش ويبقى عشرين سنة وأَجودُه الحديثُ وقول لبيد شاقَتْكَ ظُعْنُ الحيِّ يوم تحَمَّلوا فتَكنَّسوا قُطُناً تَصِرُّ خِيامُها أَراد به ثياب القُطْن والمَقْطَنة التي تزرع فيها الأَقطان وقد عَطَّبَ الكرمُ وقَطَّنَ الكرمُ تَقْطيناً بَدَتْ زَمَعاته وبزْرُ قَطُونا حَبَّة يُسْتَشْقَى بها والمدُّ فيها أَكثر التهذيب وحَبَّة يستشفى بها يسميها أَهل العراق بزْرَ قَطُونا قال الأَزهري وسأَلت عنها البَحْرانيين فقالوا نحن نسميها حَبَّ الذُّرَقة وهي الأَسْفِيوس معرب وبزْرُ قَطوناء على وزن جَلولاء وحَرُوراء ودَبوقاء وكَشُوثاء والقِطانُ شِجار الهودج وجمعه قُطُنٌ وأَنشد بيت لبيد فتكنسوا قطناً تصر خيامها وقَطْني من كذا أَي حسبي وقال بعضهم إِنما هو قَطِي ودخلت النون على حال دخولها في قَدْني وقد تقدم ابن السكيت القَطْنُ في معنى حَسْبُ يقال قَطْني كذا وكذا وأَنشد امْتَلأَ الحوضُ وقال قَطْني سعلاًّ رُوَيداً قد مَلأْتَ بَطْني قال ابن الأَنباري من العرب من يقول قَطْنَ عبدَ الله درهمٌ وقَطْنَ عبدِ الله درهمٌ فيزيد نوناً على قَطْ وينصب بها ويخفض ويضيف إِلى نفسه فيقول قَطْني قال ولم يحك ذلك في قد والقياس فيهما واحد قال وقولهم لا تقل إِلا كذا وكذا قَطْ معناه حَسْبُ فطاؤُها ساكنة لأَنها بمنزلة بل وهل وأَجَلْ وكذلك قد يقال قد عبدَ الله درهمٌ ومعنى قَطْ عبدَ الله درهمٌ أَي يكفي عبدَ الله درهم والقِطْنِيَة بالكسر حكاه ابن قتيبة بالتخفيف وأَبو حنيفة بالتشديد واحدة القَطانيّ وهي الحبوب التي تُدَّخَرُ كالحِمَّص والعَدَس والباقِلَّى والتُّرْمُس والدُّخْن والأُرْز والجُلْبان التهذيب القِطْنِيَّة الثياب والقِطْنيَّة الحبوب التي تخرج من الأَرض ويقال لها قُطْنيَّة مثل لُجِّيٍّ ولِجِّيّ قال وإِنما سميت الحبوب قُِطْنيَّة لأَن مخارجها من الأَرض مثل مخارج الثياب القُِطْنيَّة ويقال لأَنها تزرع كلها في الصيف وتُدْرِك في آخر وقت الحر وقال أَبو معاذ القَطانِيُّ الخِلَفُ وخُضَر الصيف شمر القُطْنِيَّة ما كان سوى الحنطة والشعير والزبيب والتمر وقال غيره القِطْنِيَّةُ اسم جامع لهذه الحبوب التي تطبخ قال الأَزهري هي مثل العَدس والخُلَّر وهو الماشُ والفول والدُّجْر وهو اللوبياء والحِمَّص وما شاكلها مما يُقْتات سماها الشافعي كلها قُِطْنيَّة فيما روى عنه الربيع وهو قول مالك بن أَنس وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه كان يأْخذ من القِطنيَّة العُشْرَ هي بالكسر والتشديد واحدة القَطاني كالعدس والحمص واللوبياء والقَيْطونُ المُخْدَع أَعجمي وقيل بلغة أَهل مصر وبَرْبَر قال ابن بري القَيْطون بيت في بيت قال عبد الرحمن بن حسان قُبَّة من مَراجِلٍ ضَرَبَتْها عند بَرْدِ الشتاءِ في قَيْطونِ وقَطَنٌ اسم رجل وقَطَنُ بن نَهْشَل معروف وقَطَنٌ جبل بنجد في بلاد بني أَسد وفي الصحاح جبل لبني أَسد وقُطَانُ جبل
( * قوله « وقطان جبل إلخ » كذا بالأصل والمحكم مضبوطاً والذي في ياقوت قطان ككتاب جبل )
قال النابغة غَيرَ أَن الحُدوجَ يرْفَعْنَ غِزْلا نَ قُطانٍ على ظُهورِ الجِمالِ واليَقْطِين كل شجر لا يقوم على ساق نحو الدُّبَّاء والقَرْع والبطيخ والحنظل ويَقْطِينُ اسم رجل منه واليَقْطِينة القَرْعة الرَّطبة التهذيب اليَقطين شجر القرْع قال الله عز وجل وأَنبَتْنا عليه شجرةً من يَقْطِين قال الفراء قيل عند ابن عباس هو ورق القرْع فقال وما جعَلَ القَرْعَ من بين الشجر يَقْطِيناً كل ورقة اتسعتْ وسترتْ فهي يَقْطينٌ قال الفراء وقال مجاهد كل شيء ذهب بَسْطاً في الأَرض يَقْطينٌ ونحو ذلك قال الكلبي قال ومنه القَرْع والبطيخ والقِثَّاء والشِّرْيان وقال سعيد بن جبير كل شيء ينبت ثم يموت من عامه فهو يَقْطِينٌ وقُطْنةُ لقب رجل وهو ثابتُ قُطْنةَ العَتَكيّ والأَسماء المعارف تضاف إِلى أَلقابها وتكون الأَلقاب معارف وتتعرَّف بها الأَسماء كما قيل قيس قُفَّةَ وزيد بَطَّةَ وسَعيد كُرْز قال ابن بري قال أَبو القاسم الزجاجي قال ابن دريد سمعت أَبا حاتم يقول أُصِيبتْ عَينُ ثابتِ قُطْنةَ بخُراسان فكان يحشوها قُطْناً فسمي ثابتَ قُطْنة وفيه يقول حاجب الفيل لا يَعْرفُ الناسُ منه غيرَ قُطْنَتِه وما سواها من الإِنسان مَجْهولُ

قعن
القَعَنُ قِصَرٌ في الأَنف فاحش وقُعَيْنٌ حيٌّ مشتق منه وهما قُعَيْنانِ قُعَيْنٌ في بني أَسد وقُعَيْنٌ في قيْس بن عَيْلان قال ابن دريد القَعَنُ والقَعَى ارتفاعٌ في الأَرْنَبةِ قال والقَعَنُ انفِجاجٌ في الرِّجْلِ قال الأَزهري والذي صح للثقات في عيوب الأَنف القَعَمُ بالميم وقد تقدم قال الأَزهري والعرب تعاقب الميم والنون في حروف كثيرة لقرب مخرجيهما مثل الأَيْمِ والأَيْنِ للحية والغَيْم والغَيْنِ للسحاب ولا أُنكِرُ أَن يكون القَعَنُ والقَعَمُ منها وسئل بعض العلماء أَيُّ العرب أَفصح ؟ فقال نَصْرُ قُعَيْنٍ أَو قُعَيْنُ نَصْرٍ والقَيْعُونُ نبت والقَيْعُون على بناء فَيْعُول معروف وهو ما طال من العُشْبِ قال واشتقاقه من قَعَنَ ويجوز أَن يكون قَيْعُونٌ فَعْلُوناً من القَيْعِ على تقديرِ الزَّيْتُونِ من الزَّيْتِ والنون زائدة وقَعْوَنُ اسم

قفن
التهذيب قال عمر بن الخطاب إِني لأَسْتَعْمِلُ الرجلَ القَوِيَّ وغيرُه خيرٌ منه ثم أَكونُ على قَفَّانه وفي طريق آخر إِني لأَسْتَعمِلُ الرجلَ الفاجر لأَسْتَعِينَ بقوَّته ثم أَكونُ على قَفَّانه يعني على قَفاه قال أَبو عبيد قَفَّانُ كلِّ شيءٍ جِماعُه واسْتِقصاء معرفته يقول أَكونُ على تتَبُّع أَمره حتى أَستقصِيَ علمه وأَعرفه والنون زائدة قال ولا أَحْسِبُ هذه الكلمة عربية إِنما أَصلها قَبّانٌ وقال غيره هو معرَّب قَبَّانَ الذي يوزن به قال ابن بري صوابه قَبّانٌ بالصرف قال وأَما حِمارُ قَبّانَ لدُوَيْبَّة معروفة فغير مصروفة ومنه قول العامة فلان قَبّانٌ على فلان إِذا كان بمنزلة الأَمين والرئيس الذي يتتَبَّعُ أَمره ويُحاسبه ولهذا سمي الميزان الذي يقال له القَبَّانُ القَبّانَ ابن الأَعرابي القَفّانُ عند العرب الأَمين وهو فارسي عُرِّبَ ابن الأَعرابي هذا يومُ قَفْنٍ أَي يوم قتال ويوم غَضْنٍ إذا كان ذا حِصَار وقَفَّنَ رأْسه وقَنَّفَه إِذا قطعه وأَبانه والقَفْنُ الضرب بالعصا والسَّوْطِ قال بَشِيرٌ الفَرِيريُّ قَفَنْتُه بالسَّوْطِ أَيَّ قَفْنِ وبالعصا من طُول سُوءِ الضَّفْنِ وقَفَنَ الرجلَ يَقْفِنُه قَفْناً ضربه على رأْسه بالعصا وقَفَنَه يَقْفِنُه قَفْناً ضرب قَفاه وقَفَنَ الشاةَ يَقْفِنُها قَفْناً ذبحها من القَفا والقَفِينة الشاة تذبح من قفاها وهو مَنْهِيٌّ عنه وشاة قَفِينة مذبوحة من قَفاها وقيل هي التي أَبِينَ رأْسُها من أيِّ جهة ذبحت وروي عن النخعي أَنه قال في حديثه فيمن ذَبح فأَبان الرأْسَ قال تلك القفينة لا بأْس بها ويقال النون زائدة لأَنها القَفِيَّة قال أَبو عبيد القَفينة كان بعضُ الناس يَرَى أَنها التي تذبح من القَفا وليست بتلك ولكن القَفينة التي يُبان رأْسها بالذبح وإِن كان من الحَلْق قال ولعل المعنى يرجع إلى القَفا لأَنه إِذا أَبان لم يكن له بُدٌّ من قطع القَفا قال ابن بري قول الجوهري النون زائدة لأَنها القَفِيَّة قال النون في القَفِينَة لام الكلمة يقال قَفَنَ الشاة قَفْناً وهي قَفِينٌ والشاة قَفِينة مثل ذبيحة قال ولو كانت النون زائدة لبقيت الكلمة بغير لام وأَما أَبو زيد فلم يعرف فيها إِلاَّ القفِيَّة بالياء وقال أَبو عبيد القَفِينة التي يُبانُ رأْسها عند الذبح وإِن كان من الحلق وأَنكر قول من يقول إِنها التي تذبح من قفاها وحكى غيره قَفَنَ رأْسه إِذا قطعه فأَبانه ويقال للقَفا القَفَنُ والقَفِينة فعيلة بمعنى مفعولة يقال قَفَنَ الشاة واقتَفَنها وقد قالوا القَفَنُّ للقَفَا فزادوا نوناً مشددة وأَنشد الراجز في ابنه أُحِبُّ مِنكَ مَوضِعَ الوُِشْحَنِّ وموْضِعَ الإِزارِ والقَفَنِّ
( * قوله « وموضع الإزار إلخ » قال الصاغاني الرواية ومعقد الإزار في القفنّ والكاف في منك مفتوحة يخاطب ابنه لا امرأته )
والقَفِينة الناقة التي تنحر من قفاها عن ثعلب وليس شيء
( * قوله « وليس شيء إلخ » قال ابن سيده الذي عندي أن النون أصل وإن كانت الكلمة معناها معنى القفا كما أن القدموس معناه القديم والسبطر معناه السبط وليست الميم ولا الراء زائدة ) من ذلك مشتقّاً من لفظ القفا إِذ لو كان ذلك لقيل في كله قَفِيٌّ وقَفِيَّة أَبو عمرو القَفِين المذبوح من قفاه واقْتَفَنْتُ الشاةَ والطائر إِذا ذَبحْتَ من قِبَل الوجه فأَبَنْتَ الرأْسَ والقَفْنُ الموْتُ ويقال قَفَنَ يَقْفِنُ قُفُوناً إِذا مات قال الراجز أَلْقَى رَحَى الزَّوْرِ عليه فطَحَنْ فَقاءَ فَرْثاً تَحْتَه حتى قَفَنْ قال وقَفَنَ الكلبُ إِذا وَلَغَ ابن الأَعرابي القَفْنُ الموت والكَفْنُ التغطِيَة ابن الأَعرابي القَفِينَة والقَنِيفةُ واحدٌ وهو أَن يُبانَ الرأْسُ التهذيب أَتيته على إِفَّانِ ذلك وقِفَّانِ ذلك وغِفّان ذلك أَي على حين ذلك

قفزن
القُفَزْنِيَةُ المرأَة الزَّرِيَّة القصيرة

ققن
قِقِنْ قِقِنْ حكاية صوت الضحك

قلن
الأَزهري روي عن علي عليه السلام أَنه سأَل شُرَيْحاً عن امرأَة طُلِّقَتْ فذكَرَتْ أَنها حاضت ثلاثَ حِيَضٍ في شهر واحد فقال شريح إِن شهد ثلاثُ نسوة من بطانَةِ أَهلها أَنها كانت تحيض قبل أَن طلقت في كل شهر كذلك فالقول قولها فقال عليّ قالُونْ قال غير واحد من أَهل العلم قالُون بالرومية معناها أَصَبْتَ ورأَيت في تاريخ دِمَشْقَ لابن عساكر في ترجمة عبد الله بن عمر قال اشترى عبد الله بن عمر جارية رومية فأَحبها حبّاً شديداً فوقعت يوماً عن بغلة كانت عليها فجعل ابن عمر يمسح التراب عنها ويُفَدِّيها قال فكانت تقول له أَنت قالُونُ أَي رجل صالح ثم هربت منه فقال ابن عمر قد كنتُ أَحسِبُني قالونَ فانطلَقَتْ فاليومَ أَعْلَمُ أَني غير قالُونِ

قلمون
القَلَمُونُ مَطارِفُ كثيرة الأَلوانِ مثَّلَ به سيبويه وفسره السيرافي التهذيب في الرباعي الفراء قَلَمُونٌ هو فَعَلُونٌ مثل قَرَبوسٍ وهو موضع قال وقال غيره أَبو قَلَمُون ثوب يُتراءَى إِذا أَشْرَقتْ عليه الشمسُ بأَلوانٍ شَتَّى قال ولا أَدري لم قيل له ذلك قال وقال لي قائل سكن مصْرَ أَبو قَلَمُون طائر من طير الماء يُتراءَى بأَلوان شَتَّى فشُبِّه الثوبُ به وقال بنَفْسِي حاضِرٌ ببَقِيعِ حَوْضَى وأَبياتٌ على القَلَمُونِ جُونُ جعل القَلَمُونَ موضعاً

قمن
الأَزهري روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إِني قد نُهيتُ عن القراءة في الركوع والسجود فأَما الركوعُ فعَظِّمُوا الله فيه وأَما السُّجود فأَكثروا فيه من الدعاء فإِنه قَمِنٌ أَن يُسْتَجابَ لكم يقال هو قَمَنٌ أَن يفعل ذلك بالتحريك وقَمِنٌ أَن يفعل ذلك فمن قال قَمَن أَراد المصدر فلم يُثَنِّ ولم يجمع ولم يؤنث يقال هما قَمَنٌ أَن يفعلا ذلك وهم قَمَنٌ أَن يفعلوا ذلك وهنَّ قَمَنٌ أَن يفعلن ذلك ومن قال قَمِنٌ أَراد النعت فثنى وجمع فقال هما قَمِنانِ وهم قَمِنونَ ويؤنث على ذلك وفيه لغتان هو قَمِنٌ أَن يفعل ذلك وقَمِين أَن يفعل ذلك بالياء قال قيس بن الخَطيم إِذا جاوَزَ الاثنينِ سِرٌّ فإِنه بنَثّ وتَكْثيرِ الوُشاةِ قَمِينُ قال ابن كَيْسانَ قمِينٌ بمعنى حَرِيّ مأْخوذ من تَقَمَّنْتُ الشيءَ إِذا أَشْرَفتَ عليه أَن تأْخذه غيره هو مأْخوذ من القَمِين بمعنى السريع والقريب ابن سيده هو قَمَنٌ بكذا وقَمَنٌ منه وقَمِنٌ وقمِينٌ أَي حَرٍ وخَلِيقٌ وجَدِيرٌ فمن فتح لم يُثَنِّ ولا جمع ولا أَنَّث ومن كسر الميم أَو أَدخل الياء فقال قمِينٌ ثَنَّى وجمع وأَنَّث فقال قَمِنانِ وقَمِنُون وقمِنَة وقمِنتانِ وقمِناتٌ وقَمِينانِ وقَمِينونَ وقُمَناء وقمِينة وقمِينتانِ وقمِيناتٌ وقَمائِنُ وحكى اللحياني إِنه لمَقْمُون أَن يفعل
( * قوله « إنه لمقمون أن يفعل إلخ » كذا بالأصل تبعاً لنسخة من المحكم والذي في التهذيب وقال اللحياني إنه لمقمنة أن يفعل ذلك وإنهم لمقمنة لا يثنى ولا يجمع إلخ ) ذلك وإِنه لمَقْمَنة أَن يفعل ذلك كذا لا يثنى ولا يجمع في المذكر والمؤنث كقولك مَخْلَقة ومَجْدَرة وهذا الأَمرُ مَقْمَنة لذلك أَي مَحْراةٌ ومَخْلقة ومَجْدَرة قال ابن بري شاهد قَمَنٍ بالفتح قولُ الحرث بن خالد المخزومي من كان يَسأَلُ عَنَّا أَينَ منزِلُنا فالأُقْحُوانةُ مِنَّا مَنزِلٌ قَمَنُ قال وشاهد قَمِنٍ بالكسر قول الحُوَيْدِرة ومُناخ غيرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُه قَمِن من الحِدْثانِ نابي المَضْجَعِ وهذا المنزلُ لك مَوْطِنٌ قَمَِنٌ أَي جَديرٌ أَن تسكنه وأَقْمِنْ بهذا الأَمر أَي أَخْلِقْ به وحكى اللحياني ما رأَيت من قَمَنِه وقَمَانته كذا حكاه وداري قَمَنٌ من دارك أَي قريب ابن الأَعرابي القَمَنُ والقَمِنُ القريب والقَمَنُ والقَمِنُ السريع وتقَمَّنْتُ في هذا الأَمر مُوافَقَتَك أَي تَوَخَّيْتُها

قنن
القِنُّ العبد للتَّعْبيدَةِ وقال ابن سيده العبد القِنُّ الذي مُلِكَ هو وأَبواه وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث هذا الأَعراف وقد حكي في جمعه أَقْنانٌ وأَقِنَّة الأَخيرة نادرة قال جرير إِنَّ سَلِيطاً في الخَسارِ إِنَّهْ أَبْناءُ قَوْمٍ خُلِقُوا أَقِنَّهْ والأُنثى قِنٌّ بغير هاء وقال اللحياني العبد القِنُّ الذي وُلِدَ عندك ولا يستطيع أَن يخرج عنك وحكي عن الأَصمعي لسْنا بعَبيدِ قِنٍّ ولكنا عبيدُ مَمْلُِكة مضافان جميعاً وفي حديث عمرو بن الأَشْعَثِ لم نَكن عبيدَ قِنٍّ إِنما كنا عبيدَ مَمْلكة يقال عبدٌ قِنٌّ وعَبْدانِ قِنٌّ وعبيدٌ قِنٌّ وقال أَبو طالب قولهم عبدٌ قِنٌّ قال الأَصمعي القِنُّ الذي كان أَبوه مملوكاً لمواليه فإِذا لم يكن كذلك فهو عبدُ مَمْلَكةٍ وكأَنَّ القِنَّ مأْخوذٌ من القِنْيَة وهي المِلْكُ قال الأَزهري ومثله الضِّحُّ وهو نور الشمس المُشْرِقُ على وجه الأَرض وأَصله ضِحْيٌ يقال ضَحِيتُ للشمس إِذا بَرَزْتَ لها قال ثعلب عبدٌ قِنٌّ مُلِكَ هو وأَبواه من القُنَانِ وهو الكُمُّ يقول كأَنه في كُمِّه هو وأَبواه وقيل هو من القِنْيَة إِلاَّ أَنه يبدل ابن الأَعرابي عبدٌ قِنٌّ خالِصُ العُبودة وقِنٌّ بَيِّنُ القُنُونةِ والقَنَانةِ وقِنٌّ وقِنَّانِ وأَقنانٌ وغيرُه لا يثنيه ولا يجمعه ولا يؤنثه واقْتَنَنَّا قِنّاً اتخذناه واقْتَنَّ قِنّاً اتخذه عن اللحياني وقال إِنه لقِنٌّ بَيِّنُ القَنانة أَو القِنانة والقِنَّةُ القُوَّةُ من قُوَى الحَبْلِ وخَصَّ بعضهم به القُوَّة من قُوَى حَبْلِ اللِّيفِ قال الأَصمعي وأَنشدنا أَبو القَعْقاعِ اليَشْكُري يَصْفَحُ للقِنِّةِ وَجْهاً جأْبَا صَفحَ ذِراعَيْه لعَظْمٍ كَلْبا وجمعها قِنَنٌ وأَنشده ابن بري مستشهداً به على القِنَّةِ ضربٍ من الأَدْوية قال وقوله كلباً ينتصِبُ على التمييز كقوله عز وجل كَبُرَتْ كلمةً قال ويجوز أَن يكون من المقلوب والقُنَّة الجبل الصغير وقيل الجبل السَّهْلُ المستوي المنبسط على الأَرض وقيل هو الجبل المنفرد المستطيل في السماء ولا تكون القُنَّة إِلا سَوْداء وقُنَّةُ كلِّ شيءٍ أَعلاه مثلُ القُلَّة وقال أَما ودِماءٍ مائراتٍ تَخالُها على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَما وقُنَّةُ الجبل وقُلَّتُه أَعلاه والجمع القُنَنُ والقُلَلُ وقيل الجمع قُنَنٌ وقِنانٌ وقُنَّاتٌ وقُنُونٌ وأَنشد ثعلب وهَمَّ رَعْنُ الآلِ أَن يكونا بَحْراً يَكُبُّ الحوتَ والسَّفِينا تَخالُ فيه القُنَّةَ القُنُونا إِذا جَرَى نُوتِيَّةً زَفُونا أَو قِرْمِلِيّاً هابِعاً ذَقُونا قال ونظير قولهم قُنَّة وقُنُون بَدْرَة وبُدُورٌ ومَأْنة ومُؤُون إِلا أَن قاف قُنَّة مضمومة وأَنشد ابن بري لذي الرُّمة في جمعه على قِنانٍ كأَنَّنا والقِنانَ القُودَ يَحْمِلُنا مَوْجُ الفُراتِ إِذا الْتَجَّ الدَّيامِيمُ والاقْتِنانُ الانتصاب يقال اقْتَنَّ الوَعِلُ إِذا انتصب على القُنَّة أَنشد الأَصمعي لأَبي الأَخْزَرِ الحِمّانيِّ لا تَحْسَبي عَضَّ النُّسُوعِ الأُزَّمِ والرَّحْلَ يَقْتَنُّ اقْتِنانَ الأَعْصَمِ سَوْفَكِ أَطرافَ النَّصِيِّ الأَنْعَمِ وأَنشده أَبو عبيد والرَّحْلُ بالرفع قال ابن سيده وهو خطأٌ إِلا أَن يريد الحال وقال يَزِيدُ بن الأَعْور الشَّنِّيّ كالصَّدَعِ الأَعْصمِ لما اقْتَنَّا واقْتِنانُ الرَّحْلِ لُزومُه ظهرَ البعير والمُسْتَقِنُّ الذي يقيم في الإِبل يشرب أَلبانَها قال الأَعْلَمُ الهُذَلِيّ فَشايعْ وَسْطَ ذَوْدِكَ مُسْتَقِنّاً لتُحْسَب سَيِّداً ضَبُعاً تَنُولُ الأَزهري مُسْتَقِنّاً من القِنِّ وهو الذي يقيم مع غنمه يشرب من أَلبانها ويكون معها حيث ذهبت وقال معنى قوله مُسْتَقِنّاً ضَبُعاً تَنُولُ أَي مُسْتَخْدِماً امرأَة كأَنها ضَبُع ويروى مُقْتَئِنّاً ومُقْبَئِنّاً فأَما المُقْتَئِنٌّ فالمُنْتَصِب والهمزة زائدة ونظيره كَبَنَ واكْبَأَنَّ وأَما المُقْبَئِنّ فالمنتصب أَيضاً وهو بناء عزيز لم يذكره صاحب الكتاب ولا اسْتُدْرِكَ عليه وإِن كان قد استُدْرِكَ عليه أَخوه وهو المُهْوَئِنُّ والمُقْتَنُّ المُنْتَصِبُ أَيضاً الأَصمعي اقْتنَّ الشيءُ يَقْتَنُّ اقْتِناناً إِذا انتصب والقِنِّينَةُ وِعاءٌ يتخذ من خَيْزُرانٍ أَو قُضْبانٍ قد فُصِلَ داخلُه بحَواجِزِ بين مواضع الآنية على صِيغَةِ القَشْوة والقِنِّينَةُ بالكسر والتشديد من الزجاج الذي يُجْعَل الشَّرابُ فيه وفي التهذيب والقِنِّينةُ من الزجاج معروفة ولم يذكر في الصحاح من الزُّجاج والجمع قِنَانٌ نادر والقِنِّينُ طُنْبُور الحَبَشة عن الزجاجي وفي الحديث إِن الله حرَّم الخَمْرَ والكُوبةَ والقِنِّينَ قال ابن قُتَيْبة القِنِّينُ لُعْبة للروم يَتَقامَرون بها قال الأَزهري ويروى عن ابن الأَعرابي قال التقْنِين الضَّرْبُ بالقِنِّينِ وهو الطُّنْبورِ بالحَبَشِيَّة والكُوبة الطَّبْل ويقال النَّرْدُ قال الأَزهري وهذا هو الصحيح وورد في حديث علي عليه السلام نُهِينا عن الكُوبة والغُبَيْراء والقِنِّين قال ابن الأَعرابي الكوبة الطبل والغبيراء خمرة تعمل من الغُبيراء والقِنِّينُ طُنْبور الحبشة وقانون كل شيء طريقُه ومقياسه قال ابن سيده وأُراها دَخِيلَةً وقُنَانُ القميص وكُنُّه وقُنُّه كُمُّه والقُنانُ ريح الإِبِطِ عامةً وقيل هو أَشدّ ما يكون منه قال الأَزهري هو الصُّنَانُ عند الناس ولا أَعْرِفُ القُنانَ وقَنَانُ اسم مَلِكٍ كان يأْخذ كلَّ سفينة غَصْباً وأَشرافُ اليَمن بنو جُلُنْدَى بنِ قَنان والقَنَانُ اسم جبل بعينه لبني أَسد قال الشاعر زهير جَعَلْنا القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَهُ وكم بالقَنانِ مِن مُحِلٍّ ومُحْرِمِ وقيل هو جبل ولم يخصص قال الأَزهري وقَنانُ جبل بأَعلى نجد
( * قوله « بأعلى نجد » الذي في التهذيب بعالية نجد ) وبنو قَنانٍ بطن من بَلْحرث ابن كعب وبنو قُنَيْن بطن من بني ثَعْلَب حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد جَهِلْتُ من دَيْنِ بَني قُنَيْنِ ومن حِسابٍ بينهم وبَيْني وأَنشد أَيضاً كأَنْ لم تُبَرَّكْ بالقُنَيْنيِّ نِيبُها ولم يُرْتَكَبْ منها لرَمْكاءَ حافِلُ وابن قَنانٍ رجل من الأَعراب والقِنْقِنُ والقُناقِنُ بالضم البصير بالماء تحت الأَرض وهو الدليل الهادي والبَصيرُ بالماء في حَفْرِ القُنِيِّ والجمع القَناقِنُ بالفتح قال ابن الأَعرابي القُناقِنُ البصير بجرّ المياه واستخراجها وجمعها قَناقِنُ قال الطرماح يُخافِتْنَ بعضَ المَضْغِ من خَشْيةِ الرَّدَى ويُنْصِتْنَ للسَّمْعِ انْتِصاتَ القَناقِن قال ابن بري القِنْقِنُ والقُناقِنُ المُهَنْدِسُ الذي يعرف الماء تحت الأَرض قال وأَصلها بالفارسية وهو معرّب مشتق من الحَفْر من قولهم بالفارسية كِنْ كِنْ
( * قوله « من قولهم بالفارسية كن كن إلخ » كذا بالأصل والذي في المحكم بكن أي احفر اه وضبطت بكن فيه بكسر الموحدة وفتح الكاف ) أَي احْفِرْ احْفِرْ وسئل ابن عباس لم تَفَقَّدَ سُلَيْمانُ الهُدْهُدَ من بَيْنِ الطَّيْرِ ؟ قال لأَنه كان قُناقِناً يعرف مواضع الماء تحت الأَرض وقيل القُناقِنُ الذي يَسْمَعُ فيعرف مقدارَ الماء في البئر قريباً أَو بعيداً والقِنْقِنُ ضرب من صَدَف البحر
( * قوله « ضرب من صدف البحر » عبارة التكملة ابن دريد القنقنة بالكسر ضرب من دواب البحر شبيه بالصدف ) والقِنَّة ضرب من الأَدْوِيَةِ وبالفارسية يرزَذ والقِنْقِنُ ضَرْبٌ من الجرْذانِ والقَوانِينُ الأُصُول الواحد قانُونٌ وليس بعربي والقُنَّةُ نحو من القارَة وجمعها قِنانٌ قال ابن شميل القُنَّة الأَكَمَةُ المُلَمْلَمَةُ الرأْسِ وهي القارة لا تُنْبِتُ شيئاً

قون
ابن الأَعرابي القَوْنَةُ القِطْعَةُ من الحديد أَو الصُّفْر يُرْقَعُ بها الإِناءُ وقال الليث قَوْنٌ وقُوَيْنٌ موضعان

قين
القَيْنُ الحَدَّادُ وقيل كل صانع قَيْنٌ والجمع أَقْيانٌ وقُيُونٌ وفي حديث العباس إِلا الإِذْخِرَ فإِنه لقُيُونِنا القُيُونُ جمع قَيْنٍ وهو الحَدَّاد والصَّانِعُ التهذيب كلُّ عامل الحديد عند العرب قَيْنٌ ويقال للحَدَّاد ما كان قَيْناً ولقد قانَ وفي حديث خَبَّابٍ كنتُ قَيْناً في الجاهلية وقانَ يَقِينُ قِيانَةً وقَيْناً صار قَيْناً وقانَ الحديدة قَيْناً عَمِلَها وسَوَّاها وقانَ الإِناءَ يَقِينُه قَيْناً أَصلحه وأَنشد الكلابيُّ أَبو الغَمْرِ لرجل من أَهل الحجاز أَلا لَيْتَ شِعْري هل تَغَيَّرَ بعدَنا ظِبَاءٌ بذي الحَصْحاصِ نُجْلٌ عُيُونُها ؟ ولي كَبِدٌ مَجْرُوحَةٌ قَدْ بَدَتْ بها صُدُوعُ الهَوَى لو أَنَّ قَيْناً يَقِينُها وكيف يَقِينُ القَيْنُ صَدْعاً فَتَشْتَفِي به كَبِدٌ أَبْتُ الجُرُوحِ أَنِينُها ؟ ويقال قِنْ إِناءَك هذا عند القَيْنِ وقِنْتُ الشيءَ أَقِينُه قَيْناً لَمَمْتُه وقول زهير خَرَجْنَ من السُّوبانِ ثم جَزَعْنَهُ على كل قَيْنِيٍّ قَشِيبٍ ومُفْأَمِ يعني رَحْلاً قَيَّنَه النَّجَّارُ وعَمِلَه ويقال نسبه إلى بني القَيْنِ قال ابن السكيت قلت لعُمارَةَ إِن بعض الرواة زعم أَن كل عامل بالحديد قَيْنٌ فقال كذب إِنما القَيْنُ الذي يعمل بالحديد ويعمل بالكِير ولا يقال للصائغ قَيْنٌ ولا للنجار قَيْنٌ وبنو أَسد يقال لهم القُيون لأَن أَوَّل من عَمِلَ عَمَلَ الحديد بالبادية الهالكُ بنُ أَسد بن خُزَيمة ومن أَمثالهم إِذا سمعت بسُرى القَيْنِ فإِنه مُصْبِحٌ وهو سَعدُ القَين قال أَبو عبيد يضرب للرجل يعرف بالكذب حتى يُرَدُّ صِدْقُه قال الأَصمعي وأَصله أَن القَيْنَ بالبادية ينتقل في مياههم فيقيم بالموضع أَياماً فيَكْسُدُ عليه عمَله فيقول لأَهل الماء إِني راحل عنكم الليلة وإِن لم يُرِدْ ذلك ولكنه يُشِيعُه ليَسْتعمِله من يريد استعماله فكَثُر ذلك من قوله حتى صار لا يُصَدَّق وقال أَوْسٌ بَكَرَتْ أُميَّةُ غُدْوةً برَهِينِ خانَتْك إِن القَينَ غَير أَمِينِ قال الجوهري هو مثَل في الكذب يقال دُهْ دُرَّين سَعْدُ القَيْن والتَّقَيُّنُ التزَيُّن بأَلوان الزينة وتقَيَّنَ الرجلُ واقْتانَ تَزَيَّن وقانَتِ المرأَةُ المرأَةَ تَقِينُها قَيْناً وقَيَّنَتْها زَيَّنَتْها وتقَيَّن النبتُ واقتانَ اقتِياناً حَسُن ومنه قيل للمرأَة مُقَيِّنةٌ أَي أَنها تُزَيِّن قال الجوهري سميت بذلك لأَنها تزيِّن النساء شُبِّهتْ بالأَمة لأَنها تصلح البيت وتزينه وتقَيَّنتْ هي تزَيَّنتْ وفي حديث عائشة رضي الله عنها كان لها دِرْعٌ ما كانت امرأَةٌ تُقَيَّنُ بالمدينة إِلاَّ أَرسلت تستعيره تُقَيَّن أَي تُزَيَّن لزفافها والتَّقْيينُ التزْيينُ وفي الحديث أَنا قَيَّنْتُ عَائشةَ واقتانَت الروضةُ إِذا ازْدانتْ بأَلوان زهرتها وأَخذَتْ زُخرُفها وأَنشد لكثير فهُنَّ مُناخاتٌ عليهنَّ زينةٌ كما اقْتانَ بالنَّبْت العِهادُ المُحوَّف والقَيْنةُ الأَمة المُغنّية تكون من التزَيُّن لأَنها كانت تَزَيَّنُ وربما قالوا للمُتَزَيِّن باللباس من الرجال قَيْنة قال وهي كلمة هُذليّة وقيل القَيْنة الأَمة مُغَنّية كانت أَو غير مغنية قال الليث عَوامُّ الناس يقولون القَيْنة المغنّية قال أَبو منصور إِنما قيل للمُغنّية قَيْنةٌ إِذا كان الغناءُ صناعة لها وذلك من عمل الإِماء دون الحرائر والقَيْنةُ الجارية تخدُمُ حَسْبُ والقَيْنُ العبد والجمع قِيانٌ وقول زهير رَدَّ القِيانُ جِمالَ الحيِّ فاحْتَمَلوا إِلى الظَّهِيرة أَمرٌ بينهم لَبِكُ أَراد بالقِيان الإِماءَ أَنهنَّ ردَدْنَ الجِمالَ إِلى الحيِّ لشَدِّ أَقتابها عليها وقيل رَدَّ القِيانُ جمالَ الحيِّ العبيدُ والإِماءُ وبنات قَيْنٍ اسم موضع كانت به وقعة في زمان عبد الملك بن مروان قال عُوَيْف القَوافي صَبَحْناهم غَداةَ بناتِ قَيْنٍ مُلَمْلَمةً لها لَجَبٌ طَحونا ويقال لبني القَيْن من بني أَسد بَلْقَيْنِ كما قالوا بَلْحرث وبَلْهُجَيم وهو من شواذ التخفيف وإِذا نسبت إِليهم قلت قَيْنيٌّ ولا تقل بَلْقَيْنِيٌّ ابن الأَعرابي القَيْنةُ الفَقْرة من اللحم والقَيْنة الماشطة والقَيْنة المغَنّية قال الأَزهري يقال للماشطة مُقَيِّنة لأَنها تزَين العرائس والنساء قال أَبو بكر قولهم فلانة قَيْنةٌ معناه في كلام العرب الصانعة والقَيْنُ الصانع قال خَبَّابُ بن الأَرَتِّ كنتُ قَيْناً في الجاهلية أَي صانعاً والقَيْنةُ هي الأَمة صانعة كانت أَو غير صانعة قال أَبو عمرو كل عبد عند العرب قَيْنٌ والأَمة قَيْنة قال وبعض الناس يظن القَيْنة المغنّية خاصة قال وليس هو كذلك وفي الحديث دخل أَبو بكر وعند عائشة رضي الله عنهما قَيْنَتان تُغَنّيان في أَيام مِنىً القَينة الأَمة غَنَّتْ أَو لم تُغَنِّ والماشطةُ وكثيراً ما يطلق على المغنّية في الإِماء وجمعها قَيْناتٌ وفي الحديث نهى عن بيع القَيْنات أَي الإِماء المغَنّيات وتجمع على قِيانٍ أَيضاً وفي حديث سلمان لو بات رجلٌ يُعْطي البِيضَ القِيانَ وفي رواية يُعْطي القِيان البيضَ وبات آخر يقرأُ القرآن لرأَيتُ أَن ذكر الله أَفضلُ أَراد بالقِيان الإِماء أَو العبيد والقَيْنة الدُّبر وقيل هي أَدنى فَقْرة من فِقَر الظهر إِليه وقيل هي القَطَنُ وهو ما بين الوركين وقيل هي الهَزْمة التي هُنالك وفي حديث الزبير وإِن في جسده أَمثال القُيون جمع قَيْنة وهي الفَقارة من فَقار الظهر والهَزْمة التي بين غُراب الفرس وعَجْب ذنَبه يريد آثار الطَّعَنات وضربات السيوف يصفه بالشجاعة ابن سيده والقَيْنة من الفرس نُقْرة بين الغُراب والعَجُز فيها هَزْمة والقَيْنانِ موضع القيد من الفرس ومن كل ذي أَربع يكون في اليدين والرجلين وخَصَّ بعضهم به موضع القَيْد من قوائم البعير والناقة وفي الصحاح القَيْنان موضع القيد من وظيفي يَد البعير قال ذو الرمة دانى له القَيْدُ في دَيمومةٍ قُذُفٍ قَيْنَيْه وانحسَرَتْ عنه الأَناعِيمُ يريد جمع الأَنعام وهي الإِبل الليث القَيْنان الوَظيفان لكل ذي أَربع والقَين من الإِنسان كذلك وقانَني اللهُ على الشيءِ يَقِينُني خَلَقني والقانُ شجر من شجر الجبال زاد الأَزهري ينبت في جبال تهامة تُتخذ منه القِسِيُّ استدل على أَنها ياء لوجود ق ي ن وعدم ق و ن قال ساعدة بن جؤية يأْوى إِلى مُشْمَخِرّاتٍ مُصَعِّدةٍ شُمٍّ بهنَّ فُروعُ القانِ والنَّشَمِ واحدته قانةٌ عن ابن الأَعرابي وأَبي حنيفة

كأن
كَأَنَ اشتَدَّ وكَأَنْتُ اشْتَدَدْت وكأَنَّ بالتشديد ذكرت في ترجمة أَنن

كبن
الكَبْنُ عُدْوٌ لَيِّنٌ في اسْترسال كَبَن الرجلُ يَكْبِنُ كُبوناً وكَبْناً إِذا لَيَّن عَدْوَه وأَنشد الليث
( * قوله « وأنشد الليث » أي العجاج وعجزه كما في التكملة خزاية والخفر الخزيّ الخزاية بفتح الخاء المعجمة الاستحياء والخفر ككتف شديد الحياء والخزيّ فعيل )
يَمور وهو كابِنٌ حَيِيُّ وقيل هو أَن يُقَصِّر في العَدْو قال الأَزهري الكَبْن في العَدْوِ أَن لا يَجْهَدَ نَفْسَه ويَكُفَّ بعضَ عَدْوِه كَبَنَ الفرسُ يَكْبِنُ كَبْناً وكُبُوناً وفي حديث المنافق يَكْبِنُ في هذه مرةً وفي هذه مرة أَي يَعْدُو يقال كَبَنَ يَكْبِنُ كُبوناً إِذا عدا عَدْواً لَيِّناً والكُبُونُ السُّكُونُ ومنه قال أَبَّاقٍ الدُّبَيْرِيّ واضِحَة الخَدِّ شَرُوب لِلَّبَنْ كأَنَّها أُمُّ غَزَالٍ قد كَبَنْ أَي سَكَنَ وكَبَنَ الثوبَ يَكْبِنُه ويَكْبُنُه كَبْناً ثناه إِلى داخل ثم خاطَه وفي الحديث مَرَّ بفُلانٍ وهو ساجد وقد كَبَنَ ضَفِيرَتَيْه وشَدَّهما بنِصاح أَي ثناهما ولواهما ورجل كُبُنٌّ وكُبُنَّة مُنْقَبِضٌ بَخِيلٌ كَزٌّ لئيم وقيل هو الذي لا يَرْفَعُ طَرْفه بُخْلاً وقيل هو الذي يُنَكِّسُ رأْسه عن فعل الخير والمعروف قال الخنساء فَذَاكَ الرُّزْءُ عَمْرَكَ لا كُبُنٌّ ثَقيلُ الرأْسِ يَحْلُم بالنَّعِيقِ وقال الهذلي يَسَرٍ إِذا كانَ الشِّتاءُ ومُطْعِمٍ للَّحْمِ غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ واستشهد الجوهري بشعر عُمَير بن الجَعْدِ الخُزاعي يَسَرٍ إِذا هَبَّ الشتاءُ وأَمْحَلُوا في القَوْمِ غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ التهذيب الكسائيّ رجل كُبُنَّة وامرأَة كُبُنَّةٌ للذي فيه انقباض وأَنشد بيت الهذلي واكْبَأَنَّ اكبِئْناناً إِذا تَقَبَّضَ والكُبُنَّة الخُبْزة اليابسة والكُبُنُّ الخُبْز لأَن في الخُبْز تَقَبُّضاً وتَجَمُّعاً ورجل مَكْبُون الأَصابع مِثل الشَّثْنِ وكَبَنَ الرجلُ كَبْناً دخلت ثناياه من أَسفلُ ومن فوقُ إِلى غارِ الفَم وكَبَنَ هدِيَّتَه عنَّا يَكْبِنُها كَبْناً كفَّها وصَرَفَها قال اللحياني معنى هذا صَرَفَ هَدِيَّتَه ومعروفه عن جيرانه ومعارفه إِلى غيرهم وكلُّ كَفٍّ كَبْنٌ وفي التهذيب كلُّ كَبْنٍ كَفٌّ يقال كَبَنْتُ عنك لساني أَي كففته وفرس كُبُنٌّ ابن سيده وفرس فيه كُبْنَةٌ وكَبَنٌ ليس بالعظيم ولا القَمِيء والكُبانُ داء
( * قوله « والكبان داء إلخ » وطعام لأهل اليمن وهو سحيق الذرة المبلولة يجعل في مراكن صغار ويوضع في التنور فإذا نضج واحمرّ وجهه أُخرج ) يأْخذ الإِبل يقال منه بعير مَكْبُونٌ وكَبَنَ له الظَّبْيُ وكَبَنَ الظَّبْيُ واكْبَأَنَّ إِذا لَطَأَ بالأَرض واكبَأَنَّ الرجل انكسر واكْبَأَنَّ انْقَبَضَ قال مُدْرِكُ بنُ حِصْنٍ يا كَرَواناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا قال ابن بري شاهدُه قول أَبَّاقٍ الدُّبَيْرِيّ كأَنها أُمُّ غَزالٍ قد كَبَنْ أَي قد تَثَنَّى ونام وأَنشد لآخر فلم يَكْبَئِنُّوا إِذ رَأَوْنِي وأَقْبَلَتْ إِليَّ وُجُوهٌ كالسُّيُوفِ تَهَلَّلُ وفسره أَبو عمرو الشَّيْباني فقال كَبَنَ شَفَنَ والكُبُونُ الشُّفُونُ ابن بُزُرْج المُكْبَئِنُّ الذي قد احْتَبى وأَدخل مِرْفَقَيْه في حُبْوَتِه ثم خَضَعَ برقبته وبرأْسه على يديه قال والمُكْبَئِنُّ والمُقْبَئِنُّ المُنْقَبِضُ المُنْخَنِسُ والكُبْنَةُ لُعْبة للأَعراب تُجْمَعُ كُبَناً وأَنشد تَدَكَّلَتْ بَعْدِي وأَلْهَتْها الكُبَنْ
( * قوله « تدكلت إلخ » عجزه كما في التكملة ونحن نعدو في الخبار والجرن وتدكلت أي تدللت )
أَبو عبيدة فرس مَكْبُون والأُنثى مَكْبُونة والجمع المَكابينُ وهو القصير القَوائمِ الرَّحِيبُ الجَوْفِ الشَّخْتُ العِظامِ ولا يكون المَكبُون أَقْعَسَ وكَبْنُ الدَّلْوِ شَفَتُها وقيل ما ثُنِيَ من الجلد عند شَفَةِ الدلو فَخُرِزَ الأَصمعي الكَبْنُ ما ثُنِيَ من الجلد عند شفة الدلو ابن السكيت هو الكَبْنُ والكَبْلُ باللام والنون حكاه عن الفراء تقول منه كَبَنْتُ الدلو بالفتح أَكْبِنُها بالكسر إِذا كَفَفْتَ حول شَفَتِها وكَبَنْتُ عن الشيء عَدَلْتُ وكَبَنْتُ الشيءَ غَيَّبْتُه وهو مثل الخَبْنِ وكَبَنَ فلان سمن والكِبْنَةُ السِّمَنُ قال قَعْنَبُ بنُ أُم صاحب يصف جملاً ذا كِبْنَةٍ يَمْلأُ التَّصْدِيرَ مَحْزِمُه كأَنه حينَ يُلْقَى رَحْلُه فَدَنُ

كتن
لكَتَنُ الدَّرَنُ والوَسَخُ وأَثر الدُّخان في البيت وكَتِنَ الوَسَخُ على الشيء كَتَناً لَصِقَ به والكَتَنُ التَّلَزُّجُ والتَّوَسُّخُ التهذيب في كتل يقال كَتِنَتْ جَحافلُ الخيل من أَكل العُشْب إِذا لَصِقَ به أَثَرُ خُضْرَته وكَتِلَتْ بالنون واللام إِذا لَزِجَتْ ولَكِزَ بها ماؤه فتَلَبَّدَ ومنه قول ابن مقبل والعَيْرُ يَنْفُخُ في المَكْنانِ قد كَتِنَتْ منه جَحافِلُه والعَِضْرَِسِ الثُّجَرِ
( * قوله « في المكنان » بميم مفتوحة ونونين هذا هو الصواب وتقدم إنشاده في ثجر غير هذا والصحيح ما هنا )
المَكْنَانُ نبت بأَرض قيس واحدته مَكْنانة وهي شجرة غَبْراء صغيرة وقال القزاز المَكْنانُ نباتُ الربيع ويقال المَوْضِعُ الذي يَنْبُتُ فيه والعِضْرِسُ شجر والثُّجَرُ جمع ثُجْرة وهي القِطْعَة منه ويقال الثُّجَر للرَّيَّان ويروى الثَّجِرُ أَي المُجْتَمِعُ في نباته وفي حديث الحجاج أَنه قال لامرأَة إِنَّكِ لَكَتُونٌ لَفُوتٌ لَقُوفٌ الكَتُونُ اللَّزُوقُ من كَتِنَ الوسخ عليه
( * قوله « من كتن الوسخ إلخ » وقيل هي من كتن صدره إذا دوي أي دوية الصدر منطوية على ريبة وغش وعن أبي حاتم ذاكرت به الأصمعي فقال هو حديث موضوع ولا أعرف أصل الكتون كذا بهامش النهاية ) إذا لَزِقَ به والكَتَنُ لَطْخُ الدخان بالحائط أَي أَنها لَزُوق بمن يَمَسُّها أَو أَنها دَنِسةُ العِرْضِ الليث الكَتَنُ لَطْخ الدخانِ بالبيت والسَّوادِ بالشَّفَة ونحوه يقال للدابة إِذا أَكلت الدَّرِينَ قد كَتِنَتْ جَحافِلُها أَي اسودّت قال الأَزهري غَلِطَ الليث في قوله إِذا أَكلت الدَّرِينَ لأَن الدَّرِينَ ما يَبِسَ من الكَلإِ وأَتى عليه حول فاسْوَدَّ ولا لَزَجَ له حينئذٍ فيظهر لونه في الجَحافل وإِنما تَكْتَنُ الجَحافل من مَرْعَى العُشْبِ الرَّطْبِ يسيل ماؤه فيَتَراكَبُ وَكَبُه ولَزَجُه على مَقَامِّ الشاء ومَشَافِرِ الإِبل وجَحافِل الحافر وإِنما يَعْرِف هذا من شاهده وثافَنَه فأَما من يعتبر الأَلفاظ ولا مشاهدة له فإِنه يُخْطِئ من حيث لا يعلم قال وبيت ابن مقبل يُبَيِّنُ لك ما قلته وذلك أَن المَكْنَانَ والعِضْرِسَ ضربان من البُقُول غَضَّان رَطْبانِ وإِذا تَناثر وَرَقُها بعد هَيْجهما اختلط بقَمِيمِ العُشْب غيرُهما فلم يتميزا منها وسِقاء كَتِنٌ إِذا تَلَزَّجَ به الدَّرَنُ وكَتِنَ الخِطْرُ تَراكَبَ على عَجُز الفحل من الإِبل أَنشد يعقوب لابن مقبل ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزاً شَكِيرُ جَحافِلهِ قد كَتِنْ مستوزياً منتصباً مرتفعاً والشَّكِيرُ الشَّعَرُ الضعيف يعني أَن أَثر خُضرة العُشب قد لَزِق به أَبو عمرو الكَتَنُ تراب أَصل النخلة والكَتَنُ التزاق العَلف بفَيْدَي وهما صِمغاها والكَتَّان بالفتح معروف عربي سمي بذلك لأَنه يُخَيَّس ويُلقى بعضُه على بعض حتى يَكْتَن وحذف الأَعشى منه الأَلف للضرورة وسماه الكَتَن فقال هو الواهِبُ المُسْمِعات الشُّرُو بَ بين الحَرير وبَينَ الكَتَنْ كما حذفها ابن هَرْمة في قوله بَيْنا أُحَبِّرُ مَدْحاً عادَ مَرْثِيةً هذا لعَمْري شَرٌّ دِينُه عِدَدُ دِينه دأْبه والعِدَد العِداد وهو اهْتياج وجع اللَّديغ وقال أَبو حنيفة زعم بعض الرواة أَنها لغة وقال بعضهم إِنما حذف للحاجة قال ابن سيده ولم أَسمع الكَتَن في الكَتَّان إِلاَّ في شعر الأَعشى ويقال لَبِسَ الماءُ كَتَّانه إِذا طَحلَب واخْضَرَّ رأْسُه قال ابن مقبل أَسَفْنَ المَشافِرَ كَتَّانَهُ فأَمْرَرْنَهُ مُستَدِرّاً فَجالا أَسَفْنَ يعني الإِبل أَي أَشْمَمْنَ مَشافِرَهن كَتَّانَ الماء وهو طُحْلبه ويقال أَراد بكَتَّانه غُثاءَه ويقال أَراد زَبَد الماء فأَمْرَرْنه أَي شَربْنه من المُرور مُستدِرّاً أَي أَنه اسْتَدَرَّ إِلى حُلوقها فجَرى فيها وقوله فجالا أَي جال إِليها والكِتْن والكَتِن القَدَحُ وفي بعض نسخ المصنَّف ومثلها من الرجال المَكمور وهو الذي أَصاب الكاتِنُ كَمَرَتَه قال ابن سيده ولا أَعرفه والمعروف الخاتِنُ وكتانة اسم موضع قال كثيير عزة أَجَرَّتْ خُفوفاً من جَنوبِ كُتانةٍ إِلى وَجْمةٍ لما اسْجَهرَّتْ حَرورُها
( * قوله « اجرت » كذا بالأصل والتكملة والمحكم والذي في ياقوت اجدّت بالدال المهملة بمعنى سلكت وعليه فخفوفاً جمع خف بضم الخاء المعجمة بمعنى الأرض الغليظة ووجمة جانب فعرى بكسر فسكون مقصور جبل تدفع شعابه في غيقة من أرض ينبع )
وكُتانة هذه كانت لجعفر بن إِبراهيم بن علي بن عبد الله ابن جعفر وورد في الحديث ذكر كُتانة بضم الكاف وتخفيف التاء ناحية من أَعراض المدينة لآل جعفر بن أَبي طالب

كثن
الكُثْنة نَوَرْدَجة تتخذ من آسٍ وأَغصان خِلافٍ تُبْسَط وتُنضَّد عليها الرياحين ثم تُطْوى وإِعرابه كُنْثَجة وبالنَّبَطيَّة الكُثْنى مضموم الأَول مقصور وقال أَبو حنيفة الكُثْنة من القَصب ومن الأَغصان الرَّطْبةِ الوَريقة تُجْمَعُ وتُحْزَمُ وجعل في جوفها النَّوْرُ أَبو الجَنى قال وأَصلها نبَطيَّةً كُثْنى

كدن
الكِدْنةُ السَّنامُ بعير كَدِنٌ عظيمُ السَّنام وناقة كَدِنةٌ والكِدْنةُ القُوَّة والكِدْنة والكُدْنة جميعاً كثرة الشحم واللحم وقيل هو الشحم واللحم أَنفسهما إِذا كَثُرا وقيل هو الشحم وحده عن كراع وقيل هو الشحم العتيق يكون للدابة ولكل سمين عن اللحياني يعني بالعتيق القديم وامرأَة ذاتُ كِدُنة أَي ذات لحم قال الأَزهري ورجل ذو كِدُنْة إِذا كان سميناً غليظاً أَبو عمرو إِذا كثر شحم الناقة ولحمها فهي المُكْدَنة ويقال للرجل إِنه لحسن الكِدُنْة وبعر ذو كِدُنْة ورجل كَدِنٌ وامرأَة كَدِنة ذات لحم وشحم وفي حدث سالم أَنه دخل على هشام فقال له إِنك لحَسنُ الكِدْنة فلما خرج أَخذته قَفْقَفة فقال لصاحبه أَترى الأَحوَلَ لَقَعَني بعينه الكِدْنة بالكسر وقد تضم غِلَظُ الجسم وكثرة اللحم وناقة مُكْدَنة ذات كِدْنة والكِدْنُ والكَدْنُ الأَخيرة عن كراع الثوبُ الذيي يكون على الخِدْر وقل هو ما تُوَطِّئُ به المرأَة لنفسها في الهودج من الثياب وفي المحكم هو الثوب الذي تُوَطِّئُ به المرأَةُ لنفسها في الهودج وقيل هو عَباءَة أَو قطيفة تُلْقيها المرأَة على ظهر بعيرها ثم تَشُدُّ هَوْدجها عليه وتَثْني طَرَفي العَباءَة من شِقَّي البعير وتَخُلُّ مؤَخَّر الكِدْن ومُقدَّمه فيصير مثل الخُرْجَين تُلْقي فيها بُرْمَتها وغيرها من متاعها وأَداتها مما تحتاج إِلى حمله والجمع كُدُون أَبو عمرو الكُدُون التي توَطِّئُ بها المرأَة لنفسها في الهودج قال وقال الأَحمرُ هي الثياب التي تكون على الخدور واحدها كِدْنٌ والكَدْنُ والكِدْنُ مَرْكَب من مَراكب النساء والكَدْن والكِدْن الرَّحْل قال الراعي أَنَخْنَ جِمالهنَّ بذاتِ غِسْلٍ سَراةَ اليومِ يَمْهَدْنَ الكُدونا والكِدْنُ شيء من جُلود يُدَقُّ فيه كالهاوُن وفي المحكم الكِدْنُ جلدُ كراعٍ يُسْلَخُ ويُدبَغ ويجعل فيه الشيءُ فيُدَقُّ فيه كما يُدَقُّ في الهاوُن والجمع من ذلك كله كُدُونٌ وأَنشد ابن بري هُمُ أَطْعَمُونا ضَيْوَناً ثم فَرْتَنى ومَشَّوْا بما في الكِدْنِ شَرَّ الجَوازِلِ الجَوْزَلُ السَّمُّ ومَشَّوْا دافوا والضَّيْوَنُ ذكَرُ السَّنانير والكَوْدانة الناقة الغليظة الشديدة قال ابن الرقاع حَمَلَتْهُ بازِلٌ كَوْدانةٌ في مِلاطٍ ووِعاءٍ كالجِرابِ وكَدِنَتْ شَفَتُه كَدَناً فهي كَدِنةٌ اسْودَّت من شيءٍ أَكَله لغة في كَتِنَتْ والتاء أَعلى ابن السكيت كَدِنتْ مشافر الإِبل وكَتِنَتْ إِذا رَعتِ العشبَ فاسْوَدَّت مشافرُها من مائه وغلُظَت وكَدِنُ النبات غليظة وأُصوله الصُّلبة وكَدِنَ النباتُ لم يبق إِلا كَدِنُه والكَدَانةُ الهُجْنةُ والكَوْدَنُ والكَوْدَنِيُّ البِرْذَوْنُ الهَجِينُ وقيل هو البغل ويقال للبِرْذَوْنِ الثَّقيلِ كَوْدَنٌ تشبيهاً بالبغل قال امرؤ القيس فغادَرْتُها من بَعْدِ بُدْنٍ رَذِيَّةً تُغالي على عُوجٍ لها كَدِناتِ تُغالي أَي تسيرُ مُسْرِعةً والكَدِناتُ الصَّلابُ واحدتها كَدِنةٌ وقال جَندل بن الراعي جُنادِبٌ لاحِقٌ بالرأْسِ مَنكِبُه كأَنه كَوْدَنٌ يَمْشي بكَلابِ الكَوْدَنُ البِرْذَوْنُ والكَوْدَنِيُّ من الفِيَلةِ أَيضاً ويقال للفِيلِ أَيضاً كَوْدَنٌ وقول الشاعر خَلِيليَّ عُوجَا من صُدُورِ الكَوادِنِ إِلى قَصْعَةٍ فيها عُيُونُ الضيَّاوِنِ قال شبَّه الثَّرِيدة الزُّرَيْقاءَ بعون السَّنانير لما فيها من الزيت الجوهري الكَوْدَنُ البِرْذَوْنُ ُيُوكَفُ ويشبه به البليد يقال ما أَبْيَنَ الكَدَانَة فيه أَي الهُجْنَةَ والكَدَنُ أَن تُنْزحَ البئر فيبقى الكَدَرُ ويقال أَدْرِكوا كَدَنَ مائِكم أَي كَدَرَه قال أَبو منصور الكَدَنُ والكَدَرُ والكَدَلُ واحد ويقال كَدِنَ الصِّلِّيانُ إِذا رُعِيَ فُرُوعُه وبقِيَتْ أُصُولُه والكِدْيَوْنُ التُّرابُ الدُّقاقُ على وجه الأَرض قال أَبو دُواد وقيل للطرمّاح تيَمَّمْتُ بالكِدْيَوْْنِ كي لا يَفُوتَني من المَقْلةِ البَيْضاء تَقْرِيظُ باعِقِ يعني بالمَقْلةِ الحصاةَ التي يُقْسَمُ بها الماء في المَفاوِزِ وبالتقريظ ما يثنى به على الله تعالى وتقَدَّسَ وبالباعق المُؤَذِّن وقيل الكِدْيَوْنُ دُقاقُ السِّرْقين يخلط بالزيت فتُجْلى به الدُّروع وقيل هو دُرْدِيُّ الزيت وقيل هو كل ما طُلِيَ به من دُهْن أَو دَسَم قال النابغة صف دروعاً جُلِيَتْ بالكِدْيَوْنِ والبَعر عُلِينَ بكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةً فَهُنَّ وِضَاءٌ صافِياتُ الغَلائِل ورواه بعضهم ضافيات الغلائل وفي الصحاح الكِدْيَوْن مثال الفِرْجَوْنِ دُقاقُ التراب عليه دُرْديُّ الزَّيْت تُجْلى به الدُّروع وأَنشد بيت النابغة وكُدَيْنٌ اسم والكَوْدَنُ رجل من هُذيْل والكِدَانُ خيط يُشَدُّ في عُروةٍ في وسَطِ الغَرْبِ يُقَوِّمُه لئلا يضطربَ في أَرجاء البئر عن الهجَري وأَنشد بُوَيْزِلٌ أَحْمَرُ ذو لحْمٍ زِيَمْ إِذا قصَرْنا من كِدانِه بَغَمْ والكِدانُ شُعْبةٌ من الحبل يُمْسَكُ البعير به أَنشد أَبو عمرو إِن بَعِيريْك لَمُخْتَلاَّنِ أَمْكِنْهما من طَرَفِ الكِدَانِ

كذن
الليث الكَذَّانة حِجارة كأَنها المَدَرُ فيها رَخاوة وربما كانت نخِرةً وجمعها الكَذَّانُ يقال إِنها فَعْلانة ويقال فَعّالة أَبو عمرو الكَذَّانُ الحجارة التي ليست بصُلبة وفي حدث بناء البصرة فوجدوا وهذا الكَذَّانَ فقالوا ما هذه البَصْرةُ الكَذَّانُ والبَصْرة حجارة رِخْوَةٌ إِلى البياض وهو فَعّال والنون أَصلية وقيل فَعْلان والنون زائدة

كرن
الكِرَانُ العُودُ وقيل الصَّنْجُ قال لبيد صَعْلٌ كسافِلةِ القَناةِ وظِيفُه وكأَنَّ جُؤْجُؤَه صَفِيحُ كِرانِ وفي رواية كسافِلةِ القَنا ظُنْبُوبُه والجمع أَكْرِنةٌ والكَرِينَةُ المُغَنِّيَةُ الضاربة بالعُود أَو الصَّنْجِ وفي حديث حمزة رضي الله عنه فغَنَّتْه الكَرِينة أَي المغنة الضاربة بالكِرانِ والكِنَّارة نحوٌ منه والكِرْيَوْنُ وادٍ بمصر حرسها الله تعالى قال كثير عزة تولَّتْ سِراعاً عِيرُها وكأَنها دَوافِعُ بالكِريَوْن ذاتُ قُلوعِ وقيل هو خَلِيجٌ ُيُشَقُّ من نيل مصر صانها الله تعالى

كردن
الكِرْدِينُ الفأْسُ العظيمة لها رأْس واحد وهو الكِرْدَنُ أَيضاً وكِرْدينٌ لقب مُسْمِعِ بن عبد الملك التهذيب ابن الأَعرابي خُذْ بقَرْدَنِه وكَرْدَنِه وكَرْدِه أَي بقفاه الأَصمعي يقال ضرَبَ كَرْدَنَه أَيي عُنُقَه وبعضهم يقول ضرب قَرْدَنه

كرزن
الجوهري الكِرْزِنُ والكِرْزِين بالكسر فأْس مثل الكِرْزِم والكِرْزِيم عن الفراء وفي حديث أُمِّ سَلَمة ما صَدَّقْتُ بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعْتُ وقْعَ الكرازين ابن سيده الكَرْزَنُ والكِرْزِنُ والكِرْزِينُ الفأْس لهارأْسٌ واحد وقيل الكِرْزِينُ نحوُ المِطْرَقة وقال أَبو حنيفة الكَرْزَنُ بفتح الكاف والزاي جميعاً الفأْس لها حَدٌّ قال وأَحسِبُني قد سمعت الكِرْزَنَ بكسر الكاف وفتح الزاي وفي الحديث عن العباس بن سهل عن أَبيه قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخَنْدَق فأَخذ الكِرْزِينَ يَحْفِرُ في حَجر إِذ ضَحِكَ فسُئل ما أَضْحَكَك ؟ فقال من ناس يُؤْتَى بهم من قِبَلِ المَشْرِق في الكُبُول يُساقون إِلى الجنة وهم كارهون قال الشاعر فقد جعَلَتْ أَكْبادُنا تَحْتَوِيكُمُ كما تَحْتَوي سُوقُ العِضاهِ الكَرازِنا قال أَبو عمرو إِذا كان لها حَدٌّ واحد فهي فأْس وكَرْزَن وكِرْزِنٌ والجمع كَرازِينُ وكرازِنُ وقال غيره الكَرازِنُ ما تحت مِيرَكَةِ الرَّحْلِ وأَنشد وقَفْتُ فيه ذاتَ وجْهٍ ساهِمِ تُنْبي الكَرازِينَ بصُلبٍ زاهِمِ

كركدن
ابن الأََعرابي الكَرْكَدَّنُ دابة عظيمة الخَلْقِ يقال إِنها تحمل الفِيلَ على قرْنِها ثَقَّلَ الدال من الكَرْكَدَّنِ

كسطن
أَبو عمرو القَسْطانُ والكَسْطانُ الغُبار وكَسْطَلٌ وقَسْطَلٌ وكَسْطَنٌ وأَنشد حتى إِذا ما الشمسُ هَمَّتْ بعَرَجْ أَهابَ راعِيها فثارَتْ برَهَجْ تُثير كَسْطانَ مَراغ ذ وَهَجْ

كشن
الكُشْنَى مقصور نبت قال أَبو حنيفة هو الكِرْسِنَّةُ
( * قوله « هو الكرسنة » ضبطت في القاموس بكسر الكاف والسين وضبطها عاصم بفتحهما وضبطت في التكملة بالشكل بكسر الكاف وفتح السين )

كشخن
قال في الكَشْمَخِ بقلة تكون في رمال بني سعد قال أَبو منصور أَقمْتُ في رمال بني سعد فما رأَيت كَشْمَخةً ولا سمعت بها وما أُراها عربية وكذلك الكَشْخَنة مُوَلَّدة ليست بصحيحة وقد ذكرناه في ترجمة كشخ

كعن
حكي الأَزهري عن أَبي عمرو الإِكْعان فُتور النشاط وقد أَكْعَن إِكْعاناً وأَنشد لطَلْق بن عَديٍّ يصف نعامتين شَدَّ عليهما فارسٌ والمُهْرُ في آثارِهِنَّ َيَقْبِضُ قَبْصاً تَخالُ الهِقْلَ منه يَنْكُصُ حتى اشْمَعلَّ مُكْعِناً ما يَهْبَصُ قال وأَنا واقف في هذا الحرف

كفن
الكَفَنُ معروف ابن الأَعرابي الكَفْنُ التغطية قال أَبو منصور ومنه سمي كَفَنُ الميت لأَنه يستره ابن سيده الكَفَنُ لباس الميت معروف والجمع أَكفان كَفَنه َكْفِنُه كَفْناً وكَفَّنه تَكْفِيناً ويقال ميت مَكْفونٌ ومُكَفَّنٌ وقول امرئِ القيس على حَرَجٍ كالقَرِّ يَحْمِلُ أَكفاني أَراد بأَكْفانه ثيابه التي تُواريه وورد ذكر الكَفَن في الحديث كثيراً وذكر بعضهم في قوله إِذا كَفَنَ أَحدُكم أَخاه فلْيُحْسِن كَفْنَه أَنه بسكون الفاء على المصدر أَي تكفينه قال وهو الأَعم لأَنه يشتمل على الثوب وهيئته وعمله قال والمعروف فيه الفتح وفي الحديث فأَهدى لنا شاةً وكَفَنَها أَي ما يُغَطِّيها من الرُّغْفان ويقال كَفَنْتُ الخُبزةَ في المَلَّة إِذا وارَيْتَها بها والكَفْنُ غزْل الصُّوف وكَفَن الرجلُ الصوفَ غَزَله الليث كَفَن الرجلُ يَكْفِنُ أَي غزل الصوف والكَفْنةُ شجرة من دِقِّ الشجر صغيرة جَعْْدة إِذا يَبستْ صَلُبتْ عِيدانُها كأَنها قِطَعٌ شُقِّقتْ عن القَنا وقيل هي عُشْبة منتشرة النَبْتة على الأَرض تَنبُتُ بالقِيعان وبأَرض نجدٍ وقال أَبو حنيفة الكَفْنة من نبات القُفّ لم يَزِدْ على ذلك شيئاً وكَفَنَ يَكْفِنُ اخْتلى الكَفْنة قال ابن سيده وأَما قوله يَظَلُّ في الشاءِ يَرْعاها ويَعْمِتُها ويَكْفِن الدهرَ إِلاَّ رَيْث يَهْتَبِد فقد قيل معناه يَخْتَلي من الكَفْنة لمَراضع الشاء قاله أَبو الدُّقَيْش وقيل معناه يغزل الصوف رواه الليث وروى عمرو عن أَبيه هذا البيت فَظَلَّ يَعْمِتُ في قَوْطٍ وراجِلةٍ يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِدُ قال يُكَفِّتُ يَجْمع ويحْرص إِلا ساعة يَقْعُدُ يَطَّبِخُ الهَبيدَ والراجلة كَبْش الراعي يحْملُ عليه متاعه وقال له الكَرَّاز وطعام كَفْنٌ لا مِلْح فيه وقوم مُكْفِنُون لا مِلح عندهم عن الهَجَريّ قال ومنه قول علي بن أَبي طالب عليه السلام في كتابه إِلى عامله مَصْقَلة بن هُبَيرة ما كان عليك أَن لو صُمْتَ لله أَياماً وتصدَّقْتَ بطائفة من طعامك مُحْتَسِباً وأَكلت طَعامَكَ مِراراً كَفْناً فإِن تلك سيرةُ الأَنبياء وآدابُ الصالحين والكَفْنة شجر

كمن
كَمَنَ كُمُوناً اخْتَفى وكَمَن له يَكْمُن كُموناً وكَمِن استَخْفى وكمنَ فلانٌ إِذا استخفى في مَكْمَنٍ لا يُفْطَنُ له وأَكْمَن غيرَه أَخفاه ولكل حَرْفٍ مَكْمَنٌ إِذا مَرَّ به الصوتُ أَثاره وكلُّ شيءٍ استتر بشيءٍ فقد كَمَن فيه كُموناً وفي الحديث جاءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَبو بكر رضي الله عنه فكَمَنا في بعض حِرار المدينة أَي استترا واستخفيا ومنه الكَمِينُ في الحرب معروف والحِرار جمع حَرَّة وهي الأَرض ذات الحجارة السُّود قال ابن سيده الكَمينُ في الحرب الذينَ يَكْمُنون وأَمرٌ فيه كَمِينٌ أَي فيه دَغَلٌ لا يُفْطَن له قال الأَزهري كَمِينٌ بمعنى كامِن مثل عَليم وعالم وناقة كَمُونٌ كَتُوم للِّقاح وذلك إِذا لَقِحَتْ وفي المحكم إِذا لم تُبَشِّر بذَنبها ولم تَشُل وإِنما يُعْرَف حملُها بشَوَلان ذنَبِها وقال ابن شميل ناقة كَمُونٌ إِذا كانت في مُنْيَتِها وزادت على عشر ليال إِلى خمس عشرة لا يُسْتَيْقَنُ لِقاحُها وحُزْنٌ مُكْتَمِنٌ في القلب مُخْتَفٍ والكُمْنةُ جَرَبٌ وحُمْرة تَبقى في العين من رَمَدٍ يُساء علاجُه فتُكْمَن وهي مَكْمونة وأَنشد ابن الأَعرابي سِلاحُها مُقْلَةٌ تَرَقْرَقُ لم تَحْذَلْ بها كُمْنةٌ ولا رَمَدُ وفي الحديث عن أَبي أُمامة الباهلي قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل عَوامر البيوت إِلاَّ ما كان من ذي الطُّفْيَتَيْنِ والأَبْتَر فإِنهما يُكْمِنان الأََبصارَ أَو يُكْمِهان وتَخْدِجُ منه النساء قال شمر الكُمْنةُ ورَمٌ في الأَجفان وقيل قَرْحٌ في المآقي ويقال حِكَّة ويُبْسٌ وحُمْرة قال ابن مقبل تَأَوَّبَني الداءُ الذي أَنا حاذِرُهْ
كما اعتاد ... من الليلِ عائِرُهْ
( * كذا بياض بالأصل )
ومن رواه بالهاء يُكْمِهان فمعناه يُعْمِيان من الأَكْمه وهو الأَعمى
وقيل هو ورم في الجَفْن وغِلَظٌ وقيل هو أُكالٌ يأُْخذ في جفن العين فتحمرُّ له فتصير كأَنها رمداء وقل هي ظلمة تأْخذ في البصر وقد كَمِنَتْ عينُه تَكْمَنُ كُمْنة شديدة وكُمِنَتْ والمُكْتَمِنُ الحَزينُ قال الطرماح عَواسِفُ أَوْساطِ الجُفونِ يَسُفْنَها بمُكْتَمِنٍ من لاعِج الحُزْنِ واتِنِ المُكْتَمِنُ الخافي المضمر والواتِنُ المقيم وقيل هو الذي خَلَصَ إِلى الوَتِينِ والكَمُّون بالتشديد معروف حَبٌّ أَدقُّ من السِّمْسِم واحدته كَمُّونةٌ وقال أَبو حنيفة الكَمُّون عرب معروف زعم قوم أَنه السَّنُّوتُ قال الشاعر فأَصبَحْتُ كالكَمُّون ماتَتْ عُروقُه وأَغصانُه مما يُمَنُّونَه خُضْرُ ودارَةُ مَكْمِنٍ
( * قوله « ودارة مكمن » ضبطها المجد كمقعد وضبطها ياقوت كالتكملة بكسر الميم ) موضع عن كراع ومَكْمِنٌ اسم رملة في ديار قيس قال الراعي بدارَةِ مَكْمِنٍ ساقتْ إِليها رِياحُ الصَّيْفِ أَرْآماً وعِينَا

كنن
الكِنُّ والكِنَّةُ والكِنَانُ وِقاء كل شيءٍ وسِتْرُه والكِنُّ البيت أَيضاً والجمع أَكْنانٌ وأَكِنةٌ قال سيبويه ولم يكسروه على فُعُلٍ كراهية التضعيف وفي التنزيل العزيز وجعَلَ لكم من الجبالِ أَكْناناً وفي حديث الاستسقاء فلما رأَى سُرْعَتَهم إِلى الكِنِّ ضَحِكَ الكِنُّ ما يَرُدُّ الحَرَّ والبرْدَ من الأَبنية والمساكن وقد كَننْتُه أَكُنُّه كَنّاً وفي الحديث على ما اسْتَكَنَّ أَي اسْتَتَر والكِنُّ كلُّ شيءٍ وَقَى شئاً فهو كِنُّه وكِنانُه والفعل من ذلك كَنَنْتُ الشيء أَي جعلته في كِنٍّ وكَنَّ الشيءَ يَكُنُّه كَنّاً وكُنوناً وأَكَنَّه وكَنَّنَه ستره قال الأَعلم أَيَسْخَطُ غَزْوَنا رجلٌ سَمِينٌ تُكَنِّنُه السِّتارةُ والكنِيفُ ؟ والاسم الكِنُّ وكَنَّ الشيءَ في صدره يَكُنُّه كَنّاً وأَكَنَّه واكْتَنَّه كذلك وقال رؤبة إِذا البَخِيلُ أَمَرَ الخُنُوسا شَيْطانُه وأَكْثَر التَّهْوِيسا في صدره واكتَنَّ أَن يَخِيسا وكَنَّ أَمْرَه عنه كَنّاً أَخفاه واسْتَكَنَّ الشيءُ استَتَر قالت الخنساء ولم يتَنوَّرْ نارَه الضيفُ مَوْهِناً إِلى عَلَمٍ لا يستَكِنُّ من السَّفْرِ وقال بعضهم أَكَنَّ الشيءَ سَتَره وفي التنزيل العزيز أَو أَكنَنْتُم في أَنفُسِكم أَي أَخفَيْتم قال ابن بري وقد جاءَ كنَنتُ في الأَمرين
( * قوله « في الامرين » أي الستر والصيانة من الشمس والاسرار في النفس كما يعلم من الوقوف على عبارة الصحاح الآتية في قوله وكننت الشيء سترته وصنته ) جميعاً قال المُعَيْطِيُّ قد يكْتُمُ الناسُ أَسراراً فأَعْلَمُها وما يَنالُون حتى المَوْتِ مَكْنُوني قال الفراء للعرب في أَكنَنْتُ الشيءَ إِذا ستَرْتَه لغتان كنَنْتُه وأَكنَنْتُه بمعنى وأَنشَدُوني ثلاثٌ من ثَلاثِ قُدامَاتٍ من اللاَّئي تَكُنُّ من الصَّقِيعِ وبعضهم يرويه تُكِنُّ من أَكنَنْتُ وكَنَنْتُ الشيءَ سَتْرتُه وصُنْتُه من الشمس وأَكنَنْتُه في نفسي أَسْرَرْتُه وقال أَبو زيد كنَنْتُه وأَكنَنْتُه بمعنى في الكِنِّ وفي النَّفس جمعاً تقول كَنَنْتُ العلم وأَكنَنْتُه فهو مَكْنونٌ ومُكَنٌّ وكَنَنْتُ الجاريةَ وأَكنَنْتُها فهي مَكْنونة ومُكَنَّة قال الله تعالى كأَنهنَّ بَيْضٌ مَكْنونٌ أَي مستور من الشمس وغيرها والأَكِنَّةُ الأَغطِيَةُ قال الله تعالى وجعَلْنا على قلوبهم أَكِنَّة أَن يَفْقَهُوهُ والواحد كِنانٌ قال عُمَرُ بن أَبي ربيعة هاجَ ذا القَلْبَ مَنْزِلُ دارِسُ العَهْدِ مُحْوِلُ أَيُّنا باتَ ليلةً بَيْنَ غُصْنَينِ يُوبَلُ تحتَ عَيْنٍ كِنَانُنا ظِلُّ بُرْدٍ مُرَحَّلُ قال ابن بري صواب إِنشاده بُرْدُ عَصْبٍ مُرَحَّلُ قال وأَنشده ابن دريد تحتَ ظِلٍّ كِنانُنا فَضْلُ بُرْدٍ يُهَلَّلُ
( * قوله « يهلل » كذا بالأصل مضبوطاً ولم نعثر عليه في غير هذا المحل ولعله مهلهل )
واكتَنَّ واسْتَكَنَّ اسْتَتَر والمُسْتَكِنَّةُ الحِقْدُ قال زهير وكان طَوى كَشْحاً على مُستكِنَّةٍ فلا هو أَبْداها ولم َتَجَمْجَمِ وكَنَّه يَكُنُّه صانه وفي التنزيل العزيز كأَنهنَّ بَيْضٌ مكنون وأَما قوله لُؤْلؤٌ مَكْنون وبَيْضٌ مَكْنونٌ فكأَنه مَذْهَبٌ للشيء يُصانُ وإِحداهما قريبة من الأُخرى ابن الأَعرابي كَنَنْتُ الشيءَ أَكُنُّه وأَكنَنْتُه أُكِنُّه وقال غيره أَكْنَنْتُ الشيءَ إِذا سَتْرتَه وكنَنْتُه إِذا صُنتَه أَبو عبيد عن أَبي زيد كنَنْتُ الشيءَ وأَكنَنْتُه في الكِنِّ وفي النَّفْسِ مثلُها وتَكَنَّى لزِمَ الكِنَّ وقال رجل من المسلمين رأَيت عِلْجاً يوم القادِسية قد تَكَنَّى وتحَجَّى فقَتلْتُه تحجَّى أَي زَمزَمَ والأَكنانُ الغِيرانُ ونحوها يُسْتكَنُّ فيها واحدها كِنٌّ وتجْمَعُ أَكِنَّة وقيل كِنانٌ وأَكِنَّة واسْتكَنَّ الرجلُ واكْتَنَّ صار في كِنٍّ واكتَنَّتِ المرأَةُ غطَّتْ وجْهَها وسَتَرَتْه حَياءً من الناس أَبو عمرو الكُنَّةُ والسُّدَّةُ كالصُّفَّةِ تكون بين يدي البيت والظُّلَّة تكون بباب الدار وقال الأَصمعي الكُنَّة هي الشيءُ يُخْرِجُه الرجلُ من حائطه كالجَناحِ ونحوه ابن سيده والكُنَّة بالضم جناح تُخْرِجُه من الحائط وقيل هي السَّقِفة تُشْرَعُ فوقَ باب الدار وقيل الظُّلَّة تكون هنالك وقيل هو مُخْدَع أَو رَفٌّ يُشْرَعُ في البيت والجمع كِنَانٌ وكُنّات والكِنانة جَعْبة السِّهام تُتَّخذُ من جُلود لا خَشب فيها أَو من خشب لا جلود فيها الليث الكِنَانة كالجَعْبة غير أَنها صغيرة تتخذ للنَّبْل ابن دريد كِنانة النَّبْل إِذا كانت من أَدم فإِن كانت من خشب فهو جَفِير الصحاح الكِنانةُ التي تجعل فيها السهام والكَنَّةُ بالفتح امرأَة الابن أَو الأَخ والجمع كَنائِنُ نادر كأَنهم توهموا فيه فَعِيلة ونحوها مما يكسر على فعائل التهذيب كل فَعْلةٍ أَو فِعْلة أَو فُعْلة من باب التضعيف فإِنها تجمع على فَعائل لأَن الفعلة إِذا كانت نعتاً صارت بين الفاعلة والفَعيل والتصريف يَضُمُّ فَعْلاً إِلى فعيل كقولك جَلْدٌ وجَلِيد وصُلْبٌ وصَليب فردُّوا المؤنث من هذا النعت إِلى ذلك الأَصل وأَنشد يَقُلْنَ كُنَّا مرَّةً شَبائِبا قَصَرَ شابَّةَ فجعلها شَبَّةً ثم جمعها على الشَّبائب وقال هي حَنَّتُه وكَنَّتُه وفِراشه وإِزاره ونهْضَتُه ولِحافه كله واحد وقال الزِّبرقان بن بدْر أَبغَضُ كَنائني إِليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَة ويروى الطُّلَعةُ القُبَعة يعني التي تَطَلَّعُ ثم تُدْخِلُ رأْسَها في الكِنَّة وفي حديث أُبََيٍّ أَنه قال لعُمَر والعباس وقد استأْذنا عليه إِن كَنَّتكُما كانت تُرَجِّلُني الكَنَّةُ امرأَة الابن وامرأَة الأَخ أَراد امرأَته فسماها كَنَّتَهُما لأَنه أَخوهما في الإِسلام ومنه حديث ابن العاص فجاءَ يتَعاهدُ كَنَّتَه أَي امرأَة ابنه والكِنَّةُ والاكْتِنانُ البَياضُ والكانونُ الثَّقيلُ الوَخِم ابن الأَعرابي الكانون الثقيل من الناس وأَنشد للحطيئة أَغِرْبالاً إِذا اسْتُودِعْت سِرّاً وكانوناً على المُتَحدِّثِينا ؟ أَبو عمرو الكَوانينُ الثُّقلاء من الناس قال ابن بري وقيل الكانون الذي يجلس حتى يََتحَََّى الأَخبارَ والأََحاديث ليَنقُلها قال أَبو دَهْبل وقد قَطَعَ الواشون بيني وبينها ونحنُ إِلى أَن يُوصَل الحبْلُ أَحوَجُ فَليْتَ كوانِينا من اهْلي وأَهلها بأَجْمَعِهم في لُجَّة البحرِ لَجَّجوا الجوهري والكانونُ والكانونةُ المَوْقِدُ والكانونُ المُصْطَلى والكانونان شهران في قلب الشتاء رُوميَّة كانون الأَوَّل وكانونُ الآخر هكذا يسميهما أَهل الروم قال أَبو منصور وهذان الشهران عند العرب هما الهَرَّاران والهَبَّاران وهما شهرا قُماحٍٍ وقِماحٍ وبنو كُنَّة بطنٌ من العرب نسبوا إِلى أُمِّهم وقاله الجوهري بفتح الكاف قال ابن بري قال ابن دريد بنو كُنَّة بضم الكاف قال وكذا قال أَبو زكريا وأَنشد غَزالٌ ما رأَيتُ الْيَوْ مَ في دارِ بَني كُنَّهْ رَخِيمٌ يَصْرَعُ الأُسْدَ على ضَعْفٍ من المُنَّهْ ابن الأَعرابي كَنْكَنَ إِذا هرَِب وكِنانة قبيلة من مُضَر وهو كِنانة بن خُزَيمة بن مُدْرِكة بن الياسِِ بن مُضَر وبنو كِنانة أَيضاً من تَغْلِبَ بن وائلٍ وهم بنو عِكَبٍّ يقال لهم قُرَيْشُ تَغْلِبَ
( * زاد المجد كالصاغاني كنكن إذا كسل وقعد في البيت ومن أسماء زمزم المكنونة وقال الفراء النسبة إلى بني كنة بالضم كني وكني بالضم والكسر )

كهن
الكاهنُ معروف كَهَنَ له يَكْهَنُ ويكهُنُ وكَهُنَ كَهانةً وتكَهَّنَ تكَهُّناً وتَكْهِيناً الأَخير نادر قَضى له بالغيب الأَزهري قَلَّما يقال إِلا تكَهَّنَ الرجلُ غيره كَهَن كِهانةً مثل كَتَب يكتُب كِتابة إِذا تكَهَّنَ وكَهُن كَهانة إِذا صار كاهِناً ورجل كاهِنٌ من قوم كَهَنةٍ وكُهَّان وحِرْفتُه الكِهانةُ وفي الحديث نهى عن حُلْوان الكاهن قال الكاهِنُ الذي يَتعاطي الخبرَ عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدَّعي معرفة الأَسرار وقد كان في العرب كَهَنةٌ كشِقٍّ وسطيح وغيرهما فمنهم من كان يَزْعُم أَن له تابعاً من الجن ورَئِيّاً يُلقي إِليه الأَخبار ومنهم من كان يزعم أَنه يعرف الأُمور بمُقدِّمات أَسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأَله أَو فعله أَو حاله وهذا يخُصُّونه باسم العَرَّاف كالذي يدَّعي معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما وما كان فلانٌ كاهِناً ولقد كَهُنَ وفي الحديث من أَتى كاهِناً أَو عَرَّافاً فقد كَفَر بما أُنزِل على محمد أَي من صَدَّقهم ويقال كَهَن لهم إِذا قال لهم قولَ الكَهَنة قال الأَزهري وكانت الكَهانةُ في العرب قبل مبعث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بُعث نَبِيّاً وحُرِسَت السماء بالشُّهُب ومُنِعت الجنُّ والشياطينُ من استراق السمع وإِلقائه إِلى الكَهَنةِ بطل علم الكَهانة وأَزهق الله أَباطيلَ الكُهَّان بالفُرْقان الذي فَرَقَ الله عز وجل به بين الحق والباطل وأَطلع الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بالوَحْيِ على ما شاءَ من علم الغُيوب التي عَجَزت الكَهنةُ عن الإِحاطة به فلا كَهانةَ اليوم بحمد الله ومَنِّه وإِغنائه بالتنزيل عنها قال ابن الأَثير وقوله في الحديث من أَتى كاهناً يشتمل على إِتيان الكاهن والعرَّاف والمُنَجِّم وفي حديث الجَنين إِنما هذا من إِخوان الكُهَّان إِنما قال له ذلك من أَجل سَجْعِه الذي سَجَع ولم يَعِبْه بمجرّد السَّجْع دون ما تضمَّن سَجْعُه من الباطل فإِنه قال كيف نَدِيَ من لا أَكَلَ ولا شَرِب ولا اسْتَهلَّ ومثل ذلك يُطَلّ وإِنما ضرَب المثل بالكُهَّان لأَنهم كانوا يُرَوِّجون أَقاويلهم الباطلة بأَسجاع تروق السامعين ويسْتَمِيلون بها القلوب ويَستصغون إِليها الأَسْماع فأَما إِذا وَضَع السَّجع في مواضعه من الكلام فلا ذمَّ فيه وكيف يُذَمُّ وقد جاءَ في كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً وقد تكرر ذكره في الحديث مفرداً وجمعاً واسماً وفعلاً وفي الحديث إِن الشياطين كانت تَسْترِقُ السمعَ في الجاهلية وتُلقيه إِلى الكَهَنة فتَزيدُ فيه ما تزيدُ وتَقْبلُه الكُفَّار منهم والكاهِنُ أَيضاً في كلام العرب
( * قوله « والكاهن أيضاً إلخ » ويقال فيه الكاهل باللام كما في التكملة )
الذي يقوم بأَمر الرجل ويَسْعى في حاجته والقيام بأَسبابه وأَمر حُزانته والكاهِنان حَيَّان الأَزهري يقال لقُرَيْظة والنَّضير الكاهِنانِ وهما قَبِيلا اليهود بالمدينة وهم أَهل كتاب وفَهْمٍ وعلم وفي حديثٍ مرفوع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج من الكاهِنَين رجلٌ قرأُ القرآن قراءة لا يقرأُ أَحد قراءته قيل إِنه محمد بن كعب القُرَظِيّ وكان من أَولادهم والعرب تسمي كل من تعاطى علماً دقيقاً كاهِناً ومنهم من كان يسمي المنجم والطبيبَ كاهناً

كون
الكَوْنُ الحَدَثُ وقد كان كَوْناً وكَيْنُونة عن اللحياني وكراع والكَيْنونة في مصدر كانَ يكونُ أَحسنُ قال الفراء العرب تقول في ذوات الياء مما يشبه زِغْتُ وسِرْتُ طِرْتُ طَيْرُورَة وحِدْتُ حَيْدُودَة فيما لا يحصى من هذا الضرب فأَما ذوات الواو مثل قُلْتُ ورُضْتُ فإِنهم لا يقولون ذلك وقد أَتى عنهم في أَربعة أَحرف منها الكَيْنُونة من كُنْتُ والدَّيْمُومة من دُمْتُ والهَيْعُوعةُ من الهُواع والسَّيْدُودَة من سُدْتُ وكان ينبغي أَن يكون كَوْنُونة ولكنها لما قَلَّتْ في مصادر الواو وكثرت في مصادر الياءِ أَلحقوها بالذي هو أَكثر مجيئاً منها إِذ كانت الواو والياء متقاربتي المخرج قال وكان الخليل يقول كَيْنونة فَيْعولة هي في الأَصل كَيْوَنونة التقت منها ياء وواوٌ والأُولى منهما ساكنة فصيرتا ياء مشددة مثل ما قالوا الهَيِّنُ من هُنْتُ ثم خففوها فقالوا كَيْنونة كما قالوا هَيْنٌ لَيْنٌ قال الفراء وقد ذهب مَذْهباً إِلا أَن القول عِندي هو الأَول وقول الحسن بن عُرْفُطة جاهليّ لم يَكُ الحَقُّ سوَى أَنْ هاجَهُ رَسْمُ دارٍ قد تَعَفَّى بالسَّرَرْ إِنما أَراد لم يكن الحق فحذف النون لالتقاء الساكنين وكان حكمه إِذا وقعت النون موقعاً تُحَرَّكُ فيه فتَقْوَى بالحركة أَن لا يَحْذِفَها لأَنها بحركتها قد فارقت شِبْهَ حروف اللِّينِ إِذ كُنَّ لا يَكُنَّ إِلا سَوَاكِنَ وحذفُ النون من يكن أَقبح من حذف التنوين ونون التثنية والجمع لأَن نون يكن أَصل وهي لام الفعل والتنوين والنون زائدان فالحذف منهما أَسهل منه في لام الفعل وحذف النون أَيضاً من يكن أَقبح من حذف النون من قوله غير الذي قد يقال مِلْكذب لأَن أَصله يكون قد حذفت منه الواو لالتقاء الساكنين فإِذا حذفت منه النون أَيضاً لالتقاء الساكنين أَجحفت به لتوالي الحذفين لا سيما من وجه واحد قال ولك أَيضاً أَن تقول إِن من حرفٌ والحذف في الحرف ضعيف إِلا مع التضعيف نحو إِنّ وربَّ قال هذا قول ابن جني قال وأَرى أَنا شيئاً غير ذلك وهو أَن يكون جاء بالحق بعدما حذف النون من يكن فصار يكُ مثل قوله عز وجل ولم يكُ شيئاً فلما قَدَّرَهُ يَك جاء بالحق بعدما جاز الحذف في النون وهي ساكنة تخفيفاً فبقي محذوفاً بحاله فقال لم يَكُ الحَقُّ ولو قَدَّره يكن فبقي محذوفاً ثم جاء بالحق لوجب أَن يكسر لالتقاء الساكنين فيَقْوَى بالحركة فلا يجد سبيلاً إِلى حذفها إِلا مستكرهاً فكان يجب أَن يقول لم يكن الحق ومثله قول الخَنْجَر بن صخر الأَسدي فإِنْ لا تَكُ المِرآةُ أَبْدَتْ وَسامةً فقد أَبْدَتِ المِرآةُ جَبْهةَ ضَيْغَمِ يريد فإِن لا تكن المرآة وقال الجوهري لم يك أَصله يكون فلما دخلت عليها لم جزمتها فالتقى ساكنان فحذفت الواو فبقي لم يكن فلما كثر استعماله حذفوا النون تخفيفاً فإِذا تحركت أَثبتوها قالوا لم يَكُنِ الرجلُ وأَجاز يونس حذفها مع الحركة وأَنشد إِذا لم تَكُ الحاجاتُ من همَّة الفَتى فليس بمُغْنٍ عنكَ عَقْدُ الرَّتائِمِ ومثله ما حكاه قُطْرُب أَن يونس أَجاز لم يكُ الرجل منطلقاً وأَنشد بيت الحسن بن عُرْفُطة لم يَكُ الحَقُّ سوى أَن هاجَه والكائنة الحادثة وحكى سيبوية أَنا أَعْرِفُكَ مُذْ كنت أَي مذ خُلِقْتَ والمعنيان متقاربان ابن الأَعرابي التَّكَوُّنُ التَّحَرُّك تقول العرب لمن تَشْنَؤُه لا كانَ ولا تَكَوَّنَ لا كان لا خُلِقَ ولا تَكَوَّن لا تَحَرَّك أَي مات والكائنة الأَمر الحادث وكَوَّنَه فتَكَوَّن أَحدَثَه فحدث وفي الحديث من رآني في المنام فقد رآني فإِن الشيطان لا يتَكَوَّنُني وفي رواية لا يتَكَوَّنُ على صورتي
( * قوله « على صورتي » كذا بالأصل والذي في نسخ النهاية في صورتي أَي يتشبه بي ويتصور بصورتي وحقيقته يصير كائناً في صورتي ) وكَوَّنَ الشيءَ أَحدثه والله مُكَوِّنُ الأَشياء يخرجها من العدم إلى الوجود وبات فلان بكِينةِ سَوْءٍ وبجِيبةِ سَوْءٍ أَي بحالة سَوءٍ والمكان الموضع والجمع أَمْكِنة وأَماكِنُ توهَّموا الميم أَصلاً حتى قالوا تَمَكَّن في المكان وهذا كما قالوا في تكسير المَسِيل أَمْسِلة وقيل الميم في المكان أَصل كأَنه من التَّمَكُّن دون الكَوْنِ وهذا يقويه ما ذكرناه من تكسيره على أَفْعِلة وقد حكى سيبويه في جمعه أَمْكُنٌ وهذا زائد في الدلالة على أَن وزن الكلمة فَعَال دون مَفْعَل فإن قلت فان فَعَالاً لا يكسر على أَفْعُل إلا أَن يكون مؤنثاً كأَتانٍ وآتُنٍ الليث المكان اشتقاقُه من كان يكون ولكنه لما كثر في الكلام صارت الميم كأَنها أَصلية والمكانُ مذكر قيل توهموا
( * قوله « قيل توهموا إلخ » جواب قوله فان قيل فهو من كلام ابن سيده وما بينهما اعتراض من عبارة الازهري وحقها التأخر عن الجواب كما لا يخفى ) فيه طرح الزائد كأَنهم كَسَّروا مَكَناً وأَمْكُنٌ عند سيبويه مما كُسِّرَ على غير ما يُكَسَّرُ عليه مثلُه ومَضَيْتُ مَكانتي ومَكِينَتي أي على طِيَّتي والاستِكانة الخضوع الجوهري والمَكانة المنزلة وفلانٌ مَكِينٌ عند فلان بَيِّنُ المكانة والمكانة الموضع قال تعالى ولو نشاءُ لمَسَخْناهم على مَكانتهم قال ولما كثرلزوم الميم تُوُهِّمت أَصلية فقيل تَمَكَّن كما قالوا من المسكين تَمَسْكَنَ ذكر الجوهري ذلك في هذه الترجمة قال ابن بري مَكِينٌ فَعِيل ومَكان فَعال ومَكانةٌ فَعالة ليس شيء منها من الكَوْن فهذا سهوٌ وأَمْكِنة أَفْعِلة وأَما تمسكن فهو تَمَفْعل كتَمَدْرَع مشتقّاً من المِدْرَعة بزيادته فعلى قياسه يجب في تمكَّنَ تمَكْونَ لأَنه تمفْعل على اشتقاقه لا تمكَّنَ وتمكَّنَ وزنه تفَعَّلَ وهذا كله سهو وموضعه فصل الميم من باب النون وسنذكره هناك وكان ويكون من الأَفعال التي ترفع الأَسماء وتنصب الأَخبار كقولك كان زيد قائماً ويكون عمرو ذاهباً والمصدر كَوْناً وكياناً قال الأَخفش في كتابه الموسوم بالقوافي ويقولون أَزَيْداً كُنْتَ له قال ابن جني ظاهره أَنه محكيّ عن العرب لأَن الأَخفش إنما يحتج بمسموع العرب لا بمقيس النحويين وإذا كان قد سمع عنهم أَزيداً كنت له ففيه دلالة على جواز تقديم خبر كان عليها قال وذلك انه لا يفسر الفعل الناصب المضمر إلا بما لو حذف مفعوله لتسلط على الاسم الأَول فنصبه أَلا تَراكَ تقول أَزيداً ضربته ولو شئت لحذفت المفعول فتسلطتْ ضربت هذه الظاهرة على زيد نفسه فقلت أَزيداً ضربت فعلى هذا قولهم أَزيداً كنت له يجوز في قياسه أَن تقول أَزيداً كُنْتَ ومثَّل سيبويه كان بالفعل المتعدِّي فقال وتقول كُنّاهْم كما تقول ضربناهم وقال إذا لم تَكُنْهم فمن ذا يَكُونُهم كما تقول إذا لم تضربهم فمن ذا يضربهم قال وتقول هو كائِنٌ ومَكُونٌ كما تقول ضارب ومضروب غيره وكان تدل على خبر ماضٍ في وسط الكلام وآخره ولا تكون صلَةً في أَوَّله لأَن الصلة تابعة لا متبوعة وكان في معنى جاء كقول الشاعر إذا كانَ الشِّتاءُ فأَدْفئُوني فإنَّ الشَّيْخَ يُهْرِمُه الشِّتاءُ قال وكان تأْتي باسم وخبر وتأْتي باسم واحد وهو خبرها كقولك كان الأَمْرُ وكانت القصة أي وقع الأَمر ووقعت القصة وهذه تسمى التامة المكتفية وكان تكون جزاءً قال أَبو العباس اختلف الناس في قوله تعالى كيف نُكَلِّمُ من كان في المَهْدِ صبيّاً فقال بعضهم كان ههنا صلة ومعناه كيف نكلم من هو في المهد صبيّاً قال وقال الفراء كان ههنا شَرْطٌ وفي الكلام تعَجبٌ ومعناه من يكن في المهد صبيّاً فكيف يُكَلَّمُ وأَما قوله عز وجل وكان الله عَفُوّاً غَفُوراً وما أَشبهه فإن أَبا إسحق الزجاج قال قد اختلف الناس في كان فقال الحسن البصري كان الله عَفُوّاً غَفُوراً لعباده وعن عباده قبل أَن يخلقهم وقال النحويون البصريون كأَنَّ القوم شاهَدُوا من الله رحمة فأُعْلِمُوا أَن ذلك ليس بحادث وأَن الله لم يزل كذلك وقال قوم من النحويين كانَ وفَعَل من الله تعالى بمنزلة ما في الحال فالمعنى والله أَعلم والله عَفُوٌّ غَفُور قال أَبو إسحق الذي قاله الحسن وغيره أَدْخَلُ في العربية وأَشْبَهُ بكلام العرب وأَما القول الثالث فمعناه يؤُول إلى ما قاله الحسن وسيبويه إلاَّ أن كون الماضي بمعنى الحال يَقِلُّ وصاحبُ هذا القول له من الحجة قولنا غَفَر الله لفلان بمعنى لِيَغْفِر الله فلما كان في الحال دليل على الاستقبال وقع الماضي مؤدِّياً عنها استخفافاً لأَن اختلاف أَلفاظ الأَفعال إنما وقع لاختلاف الأَوقات وروي عن ابن الأَعرابي في قوله عز وجل كُنتُم خَيْرَ أُمَّة أُخرجت للناس أَي أَنتم خير أُمة قال ويقال معناه كنتم خير أُمة في علم الله وفي الحديث أَعوذ بك من الحَوْر بعد الكَوْنِ قال ابن الأَثير الكَوْنُ مصدر كان التامَّة يقال كان يَكُونُ كَوْناً أَي وُجِدَ واسْتَقَرَّ يعني أَعوذ بك من النقص بعد الوجود والثبات ويروى بعد الكَوْرِ بالراء وقد تقدم في موضعه الجوهري كان إذا جعلته عبارة عما مضى من الزمان احتاج إلى خبر لأَنه دل على الزمان فقط تقول كان زيد عالماً وإذا جعلته عبارة عن حدوث الشيء ووقوعه استغنى عن الخبر لأَنه دل على معنى وزمان تقول كانَ الأَمْرُ وأَنا أَعْرفُه مُذْ كان أَي مُذْ خُلِقََ قال مَقَّاسٌ العائذيّ فِداً لبَني ذُهْلِ بن شَيْبانَ ناقَتي إذا كان يومٌ ذو كواكبَ أَشْهَبُ قوله ذو كواكب أَي قد أَظلم فبَدَتْ كواكبُه لأَن شمسه كسفت بارتفاع الغبار في الحرب وإذا كسفت الشمس ظهرت الكواكب قال وقد تقع زائدة للتوكيد كقولك كان زيد منطلقاً ومعناه زيد منطلق قال تعالى وكان الله غفوراً رحيماً وقال أَبو جُندب الهُذَلي وكنتُ إذ جاري دعا لمَضُوفةٍ أُشَمِّرُ حتى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري وإنما يخبر عن حاله وليس يخبر بكنت عمَّا مضى من فعله قال ابن بري عند انقضاء كلام الجوهري رحمهما الله كان تكون بمعنى مَضَى وتَقَضَّى وهي التامة وتأْتي بمعنى اتصال الزمان من غير انقطاع وهي الناقصة ويعبر عنها بالزائدة أَيضاً وتأْتي زائدة وتأَتي بمعنى يكون في المستقبل من الزمان وتكون بمعنى الحدوث والوقوع فمن شواهدها بمعنى مضى وانقضى قول أَبي الغول عَسَى الأَيامُ أَن يَرْجِع نَ قوماً كالذي كانوا وقال ابن الطَّثَرِيَّة فلو كنتُ أَدري أَنَّ ما كانَ كائنٌ وأَنَّ جَدِيدَ الوَصْلِ قد جُدَّ غابِرُهْ وقال أَبو الأَحوصِ كم مِن ذَوِي خُلَّةٍ قبْلي وقبْلَكُمُ كانوا فأَمْسَوْا إلى الهِجرانِ قد صاروا وقال أَبو زُبَيْدٍ ثم أَضْحَوْا كأَنهُم لم يَكُونوا ومُلُوكاً كانوا وأَهْلَ عَلاءِ وقال نصر بن حجاج وأَدخل اللام على ما النافية ظَنَنتَ بيَ الأَمْرَ الذي لو أَتَيْتُه لَمَا كان لي في الصالحين مَقامُ وقال أَوْسُ بن حجَر هِجاؤُكَ إلاَّ أَنَّ ما كان قد مَضَى عَليَّ كأَثْوابِ الحرام المُهَيْنِم وقال عبد الله بن عبد الأَعلى يا لَيْتَ ذا خَبَرٍ عنهم يُخَبِّرُنا بل لَيْتَ شِعْرِيَ ماذا بَعْدَنا فَعَلُوا ؟ كنا وكانوا فما نَدْرِي على وَهَمٍ أَنَحْنُ فيما لَبِثْنا أَم هُمُ عَجِلُوا ؟ أَي نحن أَبطأْنا ومنه قول الآخر فكيف إذا مَرَرْتَ بدارِ قَوْمٍ وجيرانٍ لنا كانُوا كرامِ وتقديره وجيرانٍ لنا كرامٍ انْقَضَوْا وذهب جُودُهم ومنه ما أَنشده ثعلب فلو كنتُ أَدري أَنَّ ما كان كائنٌ حَذِرْتُكِ أَيامَ الفُؤادُ سَلِيمُ
( * قوله « أيام الفؤاد سليم » كذا بالأصل برفع سليم وعليه ففيه مع قوله غريم اقواء )
ولكنْ حَسِبْتُ الصَّرْمَ شيئاً أُطِيقُه إذا رُمْتُ أَو حاوَلْتُ أَمْرَ غَرِيمِ ومنه ما أَنشده الخليل لنفسه بَلِّغا عنِّيَ المُنَجِّمَ أَني كافِرٌ بالذي قَضَتْه الكَواكِبْ عالِمٌ أَنَّ ما يكُونُ وما كا نَ قَضاءٌ من المُهَيْمِنِ واجِبْ ومن شواهدها بمعنى اتصالِ الزمانِ من غير انقطاع قولُه سبحانه وتعالى وكان الله غفوراً رحيماً أي لم يَزَلْ على ذلك وقال المتلمس وكُنَّا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه أَقَمْنا له من مَيْلِهِ فتَقَوَّما وقول الفرزدق وكنا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه ضَرَبْْناه تحتَ الأَنْثَيَينِ على الكَرْدِ وقول قَيْسِ بن الخَطِيم وكنتُ امْرَأً لا أَسْمَعُ الدَّهْرَ سُبَّةً أُسَبُّ بها إلاَّ كَشَفْتُ غِطاءَها وفي القرآن العظيم أَيضاً إن هذا كان لكم جَزاءً وكان سَعْيُكُم مَشْكُوراً فيه إنه كان لآياتِنا عَنِيداً وفيه كان مِزاجُها زَنْجبيلاً ومن أَقسام كان الناقصة أَيضاً أَن تأْتي بمعنى صار كقوله سبحانه كنتم خَيْرَ أُمَّةٍ وقوله تعالى فإذا انْشَقَّتِ السماءُ فكانت وَرْدَةً كالدِّهانِ وفيه فكانت هَبَاءً مُنْبَثّاً وفيه وكانت الجبالُ كَثِيباً مَهِيلاً وفيه كيف نُكَلِّمُ من كانَ في المَهْدِ صَبِيّاً وفيه وما جَعَلْنا القِبْلَةَ التي كُنْتَ عليها أَي صِرْتَ إليها وقال ابن أَحمر بتَيْهاءَ قَفْرٍ والمَطِيُّ كأَنَّها قَطا الحَزْنِ قد كانَتْ فِراخاً بُيوضُها وقال شَمْعَلَةُ بن الأَخْضَر يصف قَتْلَ بِسْطامِ ابن قَيْسٍ فَخَرَّ على الأَلاءَة لم يُوَسَّدْ وقد كانَ الدِّماءُ له خِمارَا ومن أَقسام كان الناقصة أَيضاً أن يكون فيها ضميرُ الشأْن والقِصَّة وتفارقها من اثني عشر وجهاً لأَن اسمها لا يكون إلا مضمراً غير ظاهر ولا يرجع إلى مذكور ولا يقصد به شيء بعينه ولا يؤَكد به ولا يعطف عليه ولا يبدل منه ولا يستعمل إلا في التفخيم ولا يخبر عنه إلا بجملة ولا يكون في الجملة ضمير ولا يتقدَّم على كان ومن شواهد كان الزائدة قول الشاعر باللهِ قُولُوا بأَجْمَعِكُمْ يا لَيْتَ ما كانَ لم يَكُنِ وكان الزائدةُ لا تُزادُ أَوَّلاً وإنما تُزادُ حَشْواً ولا يكون لها اسم ولا خبر ولا عمل لها ومن شواهدها بمعنى يكون للمستقبل من الزمان قول الطِّرمَّاح بن حَكِيمٍ وإني لآتِيكُمْ تَشَكُّرَ ما مَضَى من الأَمْرِ واسْتِنْجازَ ما كانَ في غَدِ وقال سَلَمَةُ الجُعْفِيُّ وكُنْتُ أَرَى كالمَوْتِ من بَيْنِ سَاعَةٍ فكيفَ بِبَيْنٍ كانَ مِيعادُه الحَشْرَا ؟ وقد تأْتي تكون بمعنى كان كقولِ زيادٍ الأَعْجَمِ وانْضَخْ جَوانِبَ قَبْرِهِ بدِمائها ولَقَدْ يَكُونُ أَخا دَمٍ وذَبائِح ومنه قول جَرِير ولقد يَكُونُ على الشَّبابِ بَصِيرَا قال وقد يجيء خبر كان فعلاً ماضياً كقول حُمَيْدٍ الأَرْقَطِ وكُنْتُ خِلْتُ الشَّيْبَ والتَّبْدِينَا والهَمَّ مما يُذْهِلُ القَرِينَا وكقول الفرزدق وكُنَّا وَرِثْناه على عَهْدِ تُبَّعٍ طَوِيلاً سَوارِيه شَديداً دَعائِمُهْ وقال عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ وكانَ طَوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ فَلا هُوَ أَبْداها ولم يَتَجَمْجَمِ وهذا البيت أَنشده في ترجمة كنن ونسبه لزهير قال ونقول كانَ كَوْناً وكَيْنُونة أَيضاً شبهوه بالحَيْدُودَة والطَّيْرُورة من ذوات الياء قال ولم يجيء من الواو على هذا إلا أَحرف كَيْنُونة وهَيْعُوعة ودَيْمُومة وقَيْدُودَة وأَصله كَيْنُونة بتشديد الياء فحذفوا كما حذفوا من هَيِّنٍ ومَيُِّتٍ ولولا ذلك لقالوا كَوْنُونة لأَنه ليس في الكلام فَعْلُول وأَما الحيدودة فأَصله فَعَلُولة بفتح العين فسكنت قال ابن بري أَصل كَيّنُونة كَيْوَنُونة ووزنها فَيْعَلُولة ثم قلبت الواو ياء فصار كَيّنُونة ثم حذفت الياء تخفيفاً فصار كَيْنُونة وقد جاءت بالتشديد على الأَصل قال أَبو العباس أَنشدني النَّهْشَلِيُّ قد فارَقَتْ قَرِينَها القَرِينَه وشَحَطَتْ عن دارِها الظَّعِينه يا ليتَ أَنَّا ضَمَّنَا سَفِينه حَتَّى يَعُودَ الوَصْل كَيّنُونه قال والحَيْدُودَة أَصل وزنها فَيْعَلُولة وهو حَيْوَدُودَة ثم فعل بها ما فعل بكَيْنونة قال ابن بري واعلم أَنه يلحق بباب كان وأَخواتها كل فِعْلٍ سُلِبَ الدِّلالةَ على الحَدَث وجُرِّدَ للزمان وجاز في الخبر عنه أَن يكون معرفة ونكرة ولا يتم الكلام دونه وذلك مثل عادَ ورَجَعَ وآضَ وأَتى وجاء وأَشباهها كقول الله عز وجل يَأْتِ بَصيراً وكقول الخوارج لابن عباس ما جاءت حاجَتُك أَي ما صارت يقال لكل طالب أَمر يجوز أَن يَبْلُغَه وأَن لا يبلغه وتقول جاء زيدٌ الشريفَ أَي صار زيدٌ الشريفَ ومنها طَفِق يفعل وأَخَذ يَكْتُب وأَنشأَ يقول وجَعَلَ يقول وفي حديث تَوْبةِ كَعْبٍ رأَى رجلاً لا يَزُول به السَّرابُ فقال كُنْ أَبا خَيْثَمة أَي صِرْهُ يقال للرجل يُرَى من بُعْدٍ كُن فلاناً أَي أَنت فلان أَو هو فلان وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه دخل المسجد فرأَى رجلاً بَذَّ الهيئة فقال كُنْ أَبا مسلم يعني الخَوْلانِيَّ ورجل كُنْتِيٌّ كبير نسب إلى كُنْتُ وقد قالوا كُنْتُنِيٌّ نسب إلى كُنْتُ أَيضاً والنون الأَخيرة زائدة قال وما أَنا كُنْتِيٌّ ولا أَنا عاجِنُ وشَرُّ الرِّجال الكُنْتُنِيُّ وعاجِنُ وزعم سيبويه أَن إخراجه على الأَصل أَقيس فتقول كُونِيٌّ على حَدِّ ما يُوجِبُ النَّسَبَ إلى الحكاية الجوهري يقال للرجل إذا شاخ هو كُنْتِيٌّ كأَنه نسب إلى قوله كُنْتُ في شبابي كذا وأَنشد فأَصْبَحْتُ كُنْتِيّاً وأَصْبَحْتُ عاجِناً وشَرُّ خِصَالِ المَرْءِ كُنْتُ وعاجِنُ قال ابن بري ومنه قول الشاعر إذا ما كُنْتَ مُلْتَمِساً لِغَوْثٍ فلا تَصْرُخْ بكُنْتِيٍّ كبِيرِ فَلَيْسَ بِمُدْرِكٍ شيئاً بَسَعْيِ ولا سَمْعٍ ولا نَظَرٍ بَصِيرِ وفي الحديث أَنه دخل المسجدَ وعامَّةُ أَهله الكُنْتِيُّونَ هم الشُّيوخُ الذين يقولون كُنَّا كذا وكانَ كذا وكنت كذا فكأَنه منسوب إلى كُنْتُ يقال كأَنك والله قد كُنْتَ وصِرْتَ إلى كانَ أَي صرتَ إلى أَن يقال عنك كانَ فلان أَو يقال لك في حال الهَرَم كُنْتَ مَرَّةً كذا وكنت مرة كذا الأَزهري في ترجمة كَنَتَ ابن الأَعرابي كَنَتَ فلانٌ في خَلْقِه وكان في خَلْقِه فهو كُنْتِيٌّ وكانِيُّ ابن بُزُرْج الكُنْتِيُّ القوي الشديد وأَنشد قد كُنْتُ كُنْتِيّاً فأَصْبَحْتُ عاجِناً وشَرُّ رِجال الناسِ كُنْتُ وعاجِنُ يقول إذا قام اعْتَجَن أَي عَمَدَ على كُرْسُوعه وقال أَبو زيد الكُنْتِيُّ الكبير وأَنشد فلا تَصْرُخْ بكُنْتِيٍّ كبير وقال عَدِيُّ بن زيد فاكتَنِتْ لا تَكُ عَبْداً طائِراً واحْذَرِ الأَقْتالَ مِنَّا والثُّؤَرْ قال أَبو نصر اكْتَنِتْ ارْضَ بما أَنت فيه وقال غيره الاكْتناتُ الخضوع قال أَبو زُبَيْدٍ مُسْتَضْرِعٌ ما دنا منهنَّ مُكْتَنِتٌ للعَظْمِ مُجْتَلِمٌ ما فوقه فَنَعُ قال الأَزهري وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال لا يقال فَعَلْتُني إلا من الفعل الذي يتعدَّى إلى مفعولين مثل ظَنَنْتُني ورأَيْتُني ومُحالٌ أَن تقول ضَرَبْتُني وصَبَرْتُني لأَنه يشبه إضافة الفعل إلى ني ولكن تقول صَبَرْتُ نفسي وضَرَبْتُ نَفْسِي وليس يضاف من الفعل إلى ني إلاّ حرف واحد وهو قولهم كُنْتي وكُنْتُني وأَنشد وما كُنْتُ كُنْتِيّاً وما كُنْت عاجِناً وشَرُّ الرجالِ الكُنْتُنِيُّ وعاجِنُ فجمع كُنْتِيّاً وكُنْتُنيّاً في البيت ثعلب عن ابن الأَعرابي قيل لصَبِيَّةٍ من العرب ما بَلَغَ الكِبَرُ من أَبيك ؟ قالت قد عَجَنَ وخَبَزَ وثَنَّى وثَلَّثَ وأَلْصَقَ وأَوْرَصَ وكانَ وكَنَتَ قال أَبو العباس وأَخبرني سلمة عن الفراء قال الكُنْتُنِيُّ في الجسم والكَانِيُّ في الخُلُقِ قال وقال ابن الأَعرابي إذا قال كُنْتُ شابّاً وشجاعاً فهو كُنْتِيٌّ وإذا قال كانَ لي مال فكُنْتُ أُعطي منه فهو كانِيٌّ وقال ابن هانئ في باب المجموع مُثَلَّثاً رجل كِنْتَأْوٌ ورجلان كِنْتَأْوان ورجال كِنْتَأْوُونَ وهو الكثير شعر اللحية الكَثُّها ومنه جَمَلٌ سِنْدَأْوٌ وسِنْدَأْوان وسِندَأْوُونَ وهو الفسيح من الإبل في مِشْيَتِه ورجل قَنْدَأْوٌ ورجلان قِنْدَأْوان ورجال قَنْدَأْوُون مهموزات وفي الحديث دخل عبد الله بن مسعود المسجدَ وعامة أَهله الكُنْتِيُّون فقلتُ ما الكُنْتِيُّون ؟ فقال الشُّيُوخُ الذين يقولون كانَ كذا وكذا وكُنْتُ فقال عبد الله دارَتْ رَحَى الإسلام عليَّْ خمسةً وثَلاثين ولأَنْ تَمُوتَ أَهلُ دارِي أَحَبُّ إليَّ من عِدَّتِهم من الذِّبَّان والجِعْلانِ قال شمر قال الفراء تقول كأَنَّك والله قد مُتَّ وصِرْتَ إلى كانَ وكأَنكما مُتُّمَا وصرتما إلى كانا والثلاثة كانوا المعنى صِرْتَ إلى أَن يقال كانَ وأَنت ميت لا وأَنت حَيٌّ قال والمعنى له الحكاية على كُنْت مَرَّةً للمُواجهة ومرة للغائب كما قال عز من قائلٍ قل للذين كفروا ستُغْلَبُون وسَيُغْلَبُون هذا على معنى كُنْتَ وكُنْتَ ومنه قوله وكُلُّ أَمْرٍ يوماً يَصِيرُ كان وتقول للرجل كأَنِّي بك وقد صِرْتَ كانِيّاً أَي يقال كان وللمرأَة كانِيَّة وإن أَردت أَنك صرت من الهَرَم إلى أَن يقال كُنْت مرة وكُنْت مرة قيل أَصبحتَ كُنْتِيّاً وكُنْتُنِيّاً وإنما قال كُنْتُنِيّاً لأَنه أَحْدَثَ نوناً مع الياء في النسبة ليتبين الرفع كما أَرادوا تَبين النَّصبِ في ضَرَبني ولا يكون من حروف الاستثناء تقول جاء القوم لا يكون زيداً ولا تستعمل إلى مضمراً فيها وكأَنه قال لا يكون الآتي زيداً وتجيء كان زائدة كقوله سَراةُ بَني أَبي بَكْرٍ تَسامَوْا على كانَ المُسَوَّمةَِ العِرابِ أَي على المُسوَّمة العِراب وروى الكسائي عن العرب نزل فلان على كان خَتَنِه أَي نزَل على خَتَنِه وأَنشد الفراء جادَتْ بكَفَّيْ كانَ من أَرمى البَشَرْ أَي جادت بكفَّي من هو من أَرمى البشر قال والعرب تدخل كان في الكلام لغواً فتقول مُرَّ على كان زيدٍ يريدون مُرَّ فأَدخل كان لغواً وأَما قول الفرزدق فكيفَ ولو مَرَرْت بدارِِ قومٍ وجِيرانٍ لنا كانوا كِرامِ ؟ ابن سيده فزعم سيبويه أَن كان هنا زائدة وقال أَبو العباس إن تقديره وجِيرانٍ كِرامٍ كانوا لنا قال ابن سيده وهذا أَسوغ لأَن كان قد عملت ههنا في موضع الضمير وفي موضع لنا فلا معنى لما ذهب إليه سيبويه من أَنها زائدة هنا وكان عليه كَوْناً وكِياناً واكْتانَ وهو من الكَفالة قال أَبو عبيد قال أَبو زيد اكْتَنْتُ به اكْتِياناً والاسم منه الكِيانةُ وكنتُ عليهم أَكُون كَوْناً مثله من الكفالة أَيضاً ابن الأَعرابي كان إذا كَفَل والكِيانةُ الكَفالة كُنْتُ على فلانٍ أكُونُ كَوْناً أَي تَكَفَّلْتُ به وتقول كُنْتُكَ وكُنْتُ إياك كما تقول ظننتك زيداً وظَنْنتُ زيداً إِياك تَضَعُ المنفصل موضع المتصل في الكناية عن الاسم والخبر لأَنهما منفصلان في الأَصل لأَنهما مبتدأ وخبر قال أَبو الأَسود الدؤلي دَعِ الخمرَ تَشربْها الغُواةُ فإنني رأيتُ أَخاها مُجْزِياً لمَكانِها فإن لا يَكُنها أَو تَكُنْه فإنه أَخوها غَذَتْهُ أُمُّهُ بلِبانِها يعني الزبيب والكَوْنُ واحد الأَكْوان وسَمْعُ الكيان كتابٌ للعجم قال ابن بري سَمْعُ الكيان بمعنى سَماعِ الكِيان وسَمْعُ بمعنى ذِكْرُِ الكيان وهو كتاب أَلفه أَرَسْطو وكِيوانُ زُحَلُ القولُ فيه كالقول في خَيْوان وهو مذكور في موضعه والمانع له من الصرف العجمة كما أَن المانع لخَيْوان من الصرف إنما هو التأْنيث وإرادة البُقْعة أَو الأَرض أَو القَرْية والكانونُ إن جعلته من الكِنِّ فهو فاعُول وإن جعلته فَعَلُولاً على تقدير قَرَبُوس فالأَلف فيه أَصلية وهي من الواو سمي به مَوْقِِدُ النار

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88