كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

عيذ
العَيْذَانُ السيّء الخُلُق ومنه قول تُماضر امرأَة زهير بن جذيمة لأَخيها الحرث لا يأْخذن فيك ما قال زهير فإِنه رجل بَيْذَارَةٌ عَيْذَانُ شُنوءة

غذذ
غَذَّ العِرْقُ يَغُذُّ غذًّا وأَغذ سال وغَذَّ الجُرح يَغُِذُّ غذّاً ورِم والغَاذُّ الغَرَب حيث كان من الجسد وغَذيِذَةُ الجُرحْ مَدَّته وغَثِيثَتُه التهذيب الليث غذ الجرح يَغُِذّ إِذا ورِم قال الأَزهري أَخطأَ الليث في نفسير غذ والصواب غذ الجرح إِذا سال ما فيه من قيح وصديد وأَغذَّ الجرحُ وأَغثَّ إِذا أَمدَّ وفي حديث طلحة فجعل الدمُ يومَ الجَمَلِ يَغُِذُّ من رِكبته أَي يسيل غَذَّ العِرْقُ إِذا سال ما فيه من الدم ولم ينقطع ويجوز أَن يكون من إِغذاذ السير والغاذّ في العين عِرْقٌ يَسْقِي ولا ينقطع وكلاهما اسم كالكاهل والغارب وعِرْقٌ غاذٌّ لا يرقأُ وقال أَبو زيد تقول العرب للتي نَدْعوها نحن الغَرْبَ الغاذُّ وغَذِيذَة الجُرح كغَثيثته وهي مِدَّته وزعم يعقوب أَن ذالها بدل من ثاء غثيثة وروى ابن الفرج عن بعض الأَعراب غَضَضْتُ منه وغَذَذْتُ أَي نَقَصْتُه والإغذاذ الإِسراع في السير وأَنشد لما رأَيت القومَ في إِغْذاذِ وأَنه السَّيْرُ إِلى بَغْذاذ قمتُ فسلمتُ على مُعَاذ تسليمٍ مَلاَّذٍ على مَلاْذِ طَرْمَذَةً مني على الطِّرْمَاذِ وفي حديث الزكاة فتأْتي كَأَغَذِّ ما كانت أَي أَسرع وأَنشط وأَغَذَّ السَّيَر وأَغذ فيه أَسرع وأَغذَّ يُغذُّ إِغذاذاً إِذا أَسرع في السير وفي الحديث إِذا مررتم بأَرض قوم قد عُذِّبوا فأَغِذُّوا السير وأَما قوله وإِني وإِيّاها لَحَتْمٌ مَبيتنا جميعاً وسَيْرانا مُغِذٌّ وذُو فَتَرْ فقد يكون على قولهم ليل نائم وقال أَبو الحسن بن كيسان أَحسب أَنه يقال أَغَذَّ السَّيرُ نفسُه ويقال للبعير إِذا كانت به دَبَرَةٌ فبرأَتْ وهي تَنْدَى قيل به غاذّ وتَرَكَتْ جرحه يَغُِذُّ والمُقَاذُّ من الإِبل العَيُوفُ يَعاف الماءَ ابن الأَعرابي هي الغاذَّة والغاذية لرَمَّاعَةِ الصبَّي

غنذ
الغانذ الحَلْق ومخرج الصوت

غيذ
التهذيب عن ابن الأَعرابي قال الغَيْذان الذي يظن فيصيب بالغين والذال المعجمتين

فخذ
الفَخِذُ وصل ما بين الساق والورك أُنثى والجمع أَفخاذ قال سيبويه لم يجاوزوا به هذا البناء وقيل فَخْذ وفِخْذ أَيضاً بكسر الفاء وفُخِذَ فَخْذاً فهو مفخوذ أُصيبت فخذه ورميته فَفَخَذْتُه أَي أَصيبت فخذه وفَخَّذَ الرجلَ نَفَّرَه من حيه الذين هم أَقرب عشيرته إِليه والجمع كالجمع وهو أَقل من البطن وأَولها الشَّعْبُ ثم القبيلة ثم الفَصِيلة ثم العِمَارة ثم البَطْن ثم الفخذ قال ابن الكلبي الشعب أَبر من القبيلة ثم القبيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ قال أَبو منصور والفصيلة أَقرب من الفخذ وهي القطعة من أَعضاء الجسد والتفخيذ المُفاخَذَة وأَما الذي في الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما أَنزل الله عز وجل عليه وأَنذر عشيرتك الأَقربين بات يُفَخِّذُ عشريته أَي يدعوهم فخذاً فخذاً يقال فَخَّذَ الرجلُ بني فلان إِذا دعاهم فخذاً فخذاً ويقال فَخَّذْتُ القومَ عن فلان أَي خذلتهم وفَخَّذْتُ بينهم أَي فرَّقت وخذلت

فذذ
الفَذُّ الفَرْد والجمع أَفذاذ وفُذوذ وأَفَذَّت الشاة إِفْذاذاً وهي مُفِذُّ ولدت ولداً واحداً وإِن ولدت اثنين فهي مُتْئِمٌ وإِن كان من عادتها أَن تلد واحداً في مِفْذَاد ولا يقال للناقة مُفِذٌّ لأَنها لا تنتج إِلا واحداً ويقال ذهبا فَذَّين وفي الحديث هذه الآية الفَاذَّة أَي المنفردة في معناها والفذُّ الواحد وقد فذ الرجل عن أَصحابه إِذا شذَّ عنهم وبقي فرداً والفَذُّ الأَوّل من قداح الميسر قال اللحياني وفيه فرض واحد وله غُنْمُ نصيب واحد إِن فاز وعليه غُرْمُ نصيب واحد إِن خاب ولم يفز والثاني التَّوْأَمُ وسهام الميسر عشرة أَولها الفذ ثم التوأَم ثم الرقيب ثم الحِلْسُ ثم النّافس ثم المُسْبِل ثم المعَلَّى وثلاثة لا أَنصباء لها وهي الفسيح والمَنيح والوَغْدُ وتمر فَذٌّ متفرق لا يلزق بعضه ببعض عن ابن الأَعرابي وهو مذكور في الضاد لأَنهما لغتان وكلمة فَذَّةٌ وفاذة شاذة أَبو مالك ما أَصبت منه أَفَذَّ ولا مَرِيشاً الأَفَذُّ القِدْحُ الذي ليس عليه ريش والمَرِيشُ الذي قد رِيشَ قال ولا يجوز غير هذا البتة قال أَبو منصور وقد قال غيره ما أَصبت منه أَقَذَّ ولا مَرِيشاً بالقاف الأَزهري ذَفْذَفَ إِذا تبختر وفدذْفَدَ إِذا تقاصر ليَخْتِلَ وهو يَثِبُ وفي موضع آخر إِذا تقاصر ليثب خاتلاً

فلذ
فلذ له من المال يَفْلِذُ فَلْذاً أَعطاه منه دَفْعَةً وقيل قطع له منه وقيل هو العطاء بلا تأْخير ولا عِدَةٍ وقيل هو أَن يكثر له من العطاء وافْتَلَذْتُ له قطعة من المال افتلاذاً إِذا اقتطعته وافتلذته المالَ أَي أَخذت من ماله فِلْذَةً قال كثير إِذا المال لم يُوجِبْ عليك عطاءَه صنيعةُ قربى أَو صديقٍ تُوَامِقُه منَعْتَ وبعضُ المنعِ حَزمٌ وقوةٌ ولم يَفْتَلِذْكَ المالَ إِلا حقائِقُه والفِلْذُ كَبِدُ البعير والجمعُ أَفْلاذٌ والفِلّذَةُ القطعة من الكبد واللحم والمال والذهب والفضة والجمع أَفلاذ على طرح الزائد وعسى أَن يكون الفِلْذُ لُغَةً في هذا فيكون الجمع على وجهه وفي الحديث أَن فتى من الأَنصار دَخَلَتْهُ خَشْيَةٌ من النار فَحَبَسَتْهُ في البيت حتى مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم إِن الفَرَقَ من النار فَلَذَ كَبِدَه أَي خَوفَ النار قطع كبده وفي الحديث في أَشراط الساعة وتقيء الأَرض أَفْلاذَ كبدها وفي رواية تلقي الأَرض بأَفلاذها وفي رواية بأَفلاذ كبدها أَي بكنوزها وأَموالها قال الأَصمعي الأَفلاذ جمع الفِلْذَة وهي القطعة من اللحم تقطع طولاً وضَرَبَ أَفلاذَ الكبد مثلاً للكنوز أَي تخرج الأَرض كنوزها المدفونةَ تحت الأَرض وهو استعارة ومثله قوله تعالى وأَخرجت الأَرض أَثقالها وسمي ما في الأَرض قطعاً تشبيهاً وتمثيلاً وخص الكبد لأَنها من أَطايب الجزور واستعار القيء للإِخراج وقد تُجمع الفِلْذةُ فِلْذاً ومنه قوله تكفيه حُزَّةُ فِلْذٍ إِنْ أَلَمَّ بها الجوهري جمع الفِلْذة فِلَذٌ وفي حديث بدر هذه مكة قد رمتكم بأَفلاذ كبدها أَراد صميم قريش ولُبابَها وأَشرافها كما يقال فلان قَلْبُ عشيرته لأَن الكبد من أَشرف الأَعضاء والفِلْذَةُ من اللحم ما قطع طولاً ويقال فَلَّذْتُ اللحم تقليذاً إِذا قطعته التهذيب والفُولاذُ من الحديد معروف وهو مُصَاصُ الحديد المنقى من خَبَثِه والفولاذ والفالوذ الذُّكْرَةُ من الحديد تزاد في الحديد والفالوذ من الحَلْوَاءِ هو الذي يؤكل يسوَّى من لُبِّ الحنطة فارسي معرب الجوهري الفالوذ والفالوذَقِ معرّبان قال يعقوب ولا يقال الفالوذج

فنذ
الفانيذ ضرب من الحلواء وفارسي معرّب

قذذ
القُذَّةُ ريشُ السهم وجمعها قُذَذٌ وقِذَاذ وقَذَذْتُ السهم أَقُذُّه قذّاً وأَقذذته جعلت عليه القُذَذ وللسهم ثلاث فُذَذ وهي آذانه وأَنشد ما ذو ثلاث آذان يسبق الخيل بالردَيان
( * قوله « ما ذو ثلاث إلخ » كذا بالأصل وليس بمستقيم الوزن )
وسهم أَقذُّ عليه القُذَذُ وقيل هو المستوي البَرْي الذي لا زيغ فيه ولا ميل وقال اللحياني الأَقَذُّ السهم حين يُبْرى قبل أَن يُرَاشَ والجمع قُذٌّ وجمع القُذِّ قِذاذٌ قال الراجز مِن يَثْرِبيَّات قِذاذٍ خُشُن والأَقَذُّ أَيضاً الذي لا ريش عليه وما لَهُ أَقَذُّ ولا مَرِيشٌ أَي ما له شيء وقال اللحياني ما لَهُ مالٌ ولا قَوْمٌ والأَقَذُّ السهم الذي قد تمرَّطَتْ قُذَذُه وهي آذانه وكل أُذن قُذَّةٌ ويقال ما أَصبت منه أَقَذَّ ولا مريشاً بالقاف أَي لم أُصب منه شيئاً فالمريش السهم الذي عليه ريش والأَقذ الذي لا ريش عليه وفي التهذيب الأَقذ السهم الذي لم يُرش ويقال سهم أَفْوَقُ إِذا لم يكن له فُوقٌ فهذا والأَقذ من المقلوب لأَن القُذَّةَ الريش كما يقال للملسوع سليم وروى ابن هانئ عن أَبي مالك ما أَصبت منه أَفذَّ ولا مريشاً بالفاء من الفَذِّ الفَرْدِ وقَذُّ الرِّيش قطعُ أَطرافه وحَذْفُه على نحو الحذو والتدوير والتسوية والقَذُّ قطع أَطراف الريش على مثال الحذو والتحريف وكذلك كل قطع كنحو قُذَّةِ الريش والقُذاذاتُ ما سقط من قَذِّ الريش ونحوه وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال أَنتم يعني أُمته أَشبه الأُمم ببني إِسرائيل تتبعون آثارهم حُِذْوَ القُذَّة بالقُذَّة يعني كما تقدّر كل واحدة منهن على صاحبتها وتقطع وفي حديث آخر لتركَبُنَّ سنن من كان قبلكم حذو القُذَّة بالقُذَّة قال ابن الأَثير يضرب مثلاً للشيئين يستويان ولا يتفاوتان وقد تكرر ذكرها في الحديث مفردة ومجموعة والمِقَذُّ والمِقَذَّةُ بكسر الميم ما قُذُّ به الريش كالسكين ونحوه والقُذَاذَةُ ما قُذَّ منه وقيل القُذاذَةُ من كل شيء ما قطع منه وإِن لي قُذاذاتٍ وخُذاذاتٍ فالقُذاذات القطع الصغار تقطع من أَطراف الذهب والحذاذات القِطَع من الفضة ورجل مُقَذَّذُ الشعر ومقذوذ مُزَيَّنٌ وقيل كل ما زين فقد قُذِّذ تقذيذاً ورجل مقذوذ مقصص شعره حوالي قُصاصه كله وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر الخوارج فقال يمرقون من الدين كما يمرُقُ السهمُ من الرَّمِيَّةِ ثم نظر في قُذَذِ سهمه فتمارى أَيَرى شيئاً أم لا قال أَبو عبيد القُذَذُ ريش السهم كل واحدة منها قُذَّة أَراد أَنه أَنْفَذَ سهمه في الرميّة حتى خرج منها ولم يعلق من دمها بشيء لسرعة مروقه والمُقَذَّذُ من الرجال المُزَلَّم الخفيف الهيئة وكذلك المرأَة إِذا لم تكن بالطويلة وامرأَة مُقَذَّذَة وامرأَة مُزَلَّمَةٌ ورجل مِقَذَّذٌ إِذا كان ثوبه نظيفاً يشبه بعضه بعضاً كل شيء منه حسن وأُذُنٌ مُقَذَّذَةٌ ومقذوذة مدوَّرة كأَنها بُرِيَتْ بَرْياً وكل ما سوِّي وأُلْطِفَ فقذ قُذَّ والقُذَّتان الأُذنان من الإِنسان والفرس وقُذَّتا الحياء جانباه اللذان يقال لهما الإِسْكَتَان والمَقَذُّ أَصل الأُذن والمقَذُّ بالفتح ما بين الأُذنين من خلف يقال إِنه للئيم المَقَذَّين إِذا كان هَجِينَ ذلك الموضع ويقال إِنه لَحَسَنُ المقذَّينِ وليس للإِنسان إِلا مَقَذٌّ واحد ولكنهم ثنوا على نحو تثنيتهم رَامَتَين وصاحَتَينِ وهو القُصاص أَيضاً والمَقَذُّ منتهى مَنْبت الشعر من مؤَخر الرأْس وقيل هو مَجَزُّ الجَلَمِ من مؤَخر الرأْس تقول هو مقذوذ القفا ورجل مُقَذَّذ الشعر إِذا كان مزيناً والمَقَذُّ مَقصُّ شعرك من خلفك وأَمامك وقال ابن لجإٍ يصف جملاً كأَنَّ رُبًّا سائلاَ أَو دِبْسا بحيث يَحْتافُ المَقَذُّ الرأْسا ويقال قَذَّه يَقُذه إِذا ضرب مَقَذَّه في قفاه وقال أَبو وجزه قام إِليها رجل فيه عُنُفْ فَقَذَّها بينَ قفاها والكَتِفْ والقُذَّةُ كلمة يقولها صبيان الأَعراب يقال لعبنا شعاريرَ قُذَّةَ
( * قوله « شعارير قذة إلخ » كذا في الأصل بهذا الضبط والذي في القاموس شعارير قذة قذة وقذان قذان ممنوعات اه والقاف مضمومة في الكل وحذف الواو من قذان الثانية ) وتقذذ القوم تفرقوا والقِذَّانُ المتفرق وذهبوا شعاريرَ قَذَّان وقذَّانَ وذهبوا شعاريرَ نَقْذَانَ وقُذَّانَ أَي متفرقين والقِذَّانُ البراغيث واحدتها قُذَّة وقُذَذٌ وأَنشد الأَصمعي أَسْهَرَ ليلي قُذَذٌ أَسَكُّ أَحُكُّ حتى مرفقي مُنْفَكُّ وقال آخر يؤَرقني قِذَّانُها وبَعُوضُها والقَذُّ الرمي بالحجارة وبكل شيء غليظ قَذَذْتُ به أَقُذُّ قذّاٌ وما يدع شاذًّا ولا قاذًّا وذلك في القتال إِذا كان شجاعاً لا يلقاه أَحد إِلاَّ قتله والتقذفذ ركوب الرجل رأْسه في الأَرض وحده أَو يقع في الركِيَّة يقال تقذفذ في مَهْواةٍ فهلك وتقطقط مثله ابن الأَعرابي تقذقذ في الجبل إِذا صَعِدَ فيه والله أَعلم

قشذ
الليث قال أَبو الدقيش القِشْذَةُ هي الزبدة الرقيقة وقد اقتشذنا سَمْناً أَي جمعناه وأَتيت بني فلان فسأَلتهم فاقتشذت شيئاً أَي جمعت شيئاً قال والقِشْذَة أَنك تذيب الزبذة فإِذا نضجت أَفرغتها وتركت في القدر منها شيئاً في أَسفلها ثم تصب عليه لبناً محضاً قدر ما تريد فإِذا نَضِجَ اللبن صببْتَ عليه سمناً بعد ذلك تسمن به الجواري وقد اقْتَشَذْنا قِشْذَةً أَي أَكلناها قال الأَزهري أَرجو أَن يكون ما روى الليث عن أَبي الدقيش في القِشْذَة بالذال مضبوطاً قال والمحفوظ عن الثقات القِشْذَة بالدال ولعل الذال فيها لغة لم نعرفها

قنفذ
القُنْفُذ والقُنْفَذ الشَّيْهَمُ معروف والأُنثى قُنْفُذة وقُنْفَذَة وتَقَنْفُذُهما تَقَبُّضهما وإِنه لقُنْفُذُ ليلٍ أَي أَنه لا ينام كما أَن القُنْفُذَ لا ينام ويقال للرجل النمام ما هو إِلا قنفذُ ليلٍ وأَنَقَدُ ليل ومن الأَحاجي ما أَبْيَضُ شَطْراً أَسْوَدُ ظَهْراً يمشي قِمَطْراً ويبول قَطْراً ؟ وهو القُنْفُذ وقوله يمشي قمطراً أَي مجتمعاً والقُنفذ مسيل العَرَق من خلف أُذني البعير قال ذو الرمة كأَنَّ بَذَفْرَاها عَنِيَّةَ مُجْرِبٍ لها وَشَلٌ في قُنْفُذِ اللِّيثِ يَنْتَحُ والقنفذ المكان الذي يُنْبِتُ نبتاً ملتفّاً ومنه قُنْفُذ الذُّرَّاجِ وهو موضع والقنفذة الفأْرة وقُنْفُذ البعير ذُفْرَاه والقنفذ المكان المرتفع الكثير الشجر وقُنْفُذ الرمل كثرة شجره قال أَبو حنيفة القنفذ من الرمل ما اجتمع وارتفع شيئاً وقال بعضهم قُنفَذه بفتح الفاء كثره شجره وإِشرافه ويقال للشجرة إِذا كانت في وسط الرملة الِنْفَذَة والقُنْفذ ويقال للموضع الذي دون القَمَحْدُوة من الرأْس القُنْفُذَة والقنافذ أَجبل غير طوال وقيل أَجبل رمل وقال ثعلب القنافذ نَبَكٌ في الطريق وأَنشد مَحَلاٍّ كَوَعْسَاءِ القنافذ ضارباً به كَنَفاً كالمُخْدِرِ المُتَأَجَّمِ وقوله محلاًّ كوعساءِ القنافذ أَي موضعاً لا يسلكه أَحد أَي من أَرادهم لا يصل إليهم كما لا يوصل إِلى الأَسد في موضعه يصف أَنه طريق شاق وَعْر

كذذ
الليث الكذَّان بالفتح حجارة كأَنها المدَر فيها رخاوة وربما كانت نَخِرَة الواحدة كَذَّانة ويقال هي فَعّالة المحكم الكذان الحجارة الرَّخْوة النَّخِرة وقد قيل هي فَعّال والنون أَصلية وإِن قلَّ ذلك في الاسم وقيل هو فَعْلان والنون زائدة أَبو عمرو الكَذان الحجارة التي ليست بصُلبة وقال غيره أَكَذَّ القومُ إِكذاذاً صاروا في كَذَّان من الأَرض قال الكميت يصف الرياح تَرامى بكَذَّانِ الإِكَامِ ومَرْوِها تَراميَ وُلْدانِ الأَصارِمِ بالخَشْلِ وفي حديث بناء البصرة فوجدوا هذا الكَذّان فقالوا ما هذه البصرة الكَذّان ؟ والبصرة حجارة رخوة إِلى البياض

كغذ
الكاغَذُ لغة في الكاغَدِ

كلذ
الكِلْوَاذ بكسر الكاف تابوت التوراة حكاه ابن جني وأَنشد كأَنَّ آثارَ السَّبِيجِ الشّاذِي دَيْرُ مَهَارِيقَ على الكِلْوَاذِ وكَلواذ بفتح الكاف موضع وهو بناء أَعجمي وكَلْواذَا قرية أَسفلَ بغذاذ

كنبذ
وجه كُنَابِذ قبيح التهذيب رجل كُنَابذ غليظ الوجه جَهْمٌ

كوذ
الكاذة ما حول الحياء من ظاهر الفخذين وقيل هو لحم مؤخر الفخذين وقيل هو من الفخذين موضع الكي من جاعرة الحمار يكون ذلك من الإِنسان وغيره والجمع كَاذَاتٌ وكاذٌ وشَمْلة مُكَوَّذة تبلغ الكاذة إِذا اشتمل بها قال أَعرابي أَتمنى حُلة رَبُوضاً وصيصة سَلُوكاً وشمْلَةً مُكَوَّذة يعني شملة تبلغ الكاذَتين إِذا اتَّزَرَ ويقال للإِزار الذي لا يبلغ إِلاَّ الكاذة مُكَوّذ وقد كَوَّذ تكويذاً والكاذي شجر طيب الريح يطيب الدهن ونباته ببلادعُمَان وهو نخلة
( * قوله « وهو نخلة » أي الكاذي مثل النخلة في كل شيء من صفتها إلا أن الكاذي أقصر منها كما في ابن البيطار ) في كل شيء من حليتها كل ذلك عن أَبي حنيفة وأَلفه واو وفي الحديث أَنه ادّهن بالكاذي قيل هو شجر طيب الريح يطيب به الدهن التهذيب الكاذتان من فخذي الحمار في أَعلاهما وهما موضع الكيِّ من جاعِرَتي الحمار لحمتان هناك مكتنزتان بين الفخذ والورك الأَصمعي الكاذتان لحمتا الفخذ من باطنهما والواحدة كاذة وقال أَبو الهيثم الرَّبَلَة لحم باطن الفخذ والكاذة لحم ظاهر الفخذ والكاذ لحم باطن الفخذ وأَنشد فاسْتَكْمَشَتْ وانْتَهَزْنَ الكاذتين معا قال هما أَسفل من الجاعرتين قال وهذا القول هو الصواب الجوهري الكاذتان ما نتأَ من اللحم في أَعالي الفخذ قال الكميت يصف ثوراً وكلاباً فَلما دنت للكاذتين وأَحْرَجَتْ به حَلْبَساً عند اللقاء حُلابِسا أَحرجت بالحاء من الحَرَج يقول لما دنت الكلاب من الثور أَلجأَته إِلى الرجوع للطعن والضمير في دنت يعود على الكلاب والهاء في قوله أَحرجت به ضمير الثور أَحرجت من الحرج أَي أَحرجته الكلاب إِلى أَن رجع فطعن فيها والحلابس الشجاع وكذلك الحلبس

لجذ
لَجَذَ الطعامَ لَجْذاً أَكله واللَّجْذُ أَول الرعي واللجذ الأَكل بطرف اللسان ولَجَذَت الماشِيَةُ الكلأَ أَكلته وقيل هو أَن تأْكله بأَطراف أَلسنتها إِذا لم يمكنها أَن تأْخذه بأَسنانها ونبتٌ مَلْجُوذٌ إِذا لم يتمكن منه السن لِقِصَرِه فَلَسَّتْه الإِبل قال الراجز مثل الوَأَى المُبْتَقِلِ اللَّجّاذِ ويقال للماشية إِذا أَكلت الكلأَ لَجَذَتِ الكلأَ وقال الأَصمعي لَجَذَه مثل لَسَّه ولَجَذَه يَلْجُذُهُ لَجْذاً سأَله وأَعطاه ثم سأَل فأَكثر قال أَبو زيد إِذا سأَلك الرجل فأَعطيته ثم سأَلك قلت لَجَذَني يَلْجُذُني لَجذاً الجوهري لَجَذَني فلان يَلْجُذَ بالضم لَجْذاً إِذا أَعطيته ثم سأَلك فأَكثر ولَجِذَ لَجَذاً أَخَذ أَخذاً يسيراً ولَجِذَ الكلبُ الإِناءَ بالكسر لَجْذاً ولَجَذاً أَي لحسه من باطن أَبو عمرو لَجَذَ الكلبُ ولَجِذَ ولَجَنَ إِذا ولغ في الإِناء

لذذ
اللَّذَّةُ نقيض الأَلم واحدة اللذان لذَّه ولَذَّ به يَلَذُّ لَذًّا ولَذَاذَةً والْتَذَّهُ والْتَذّ به واسْتَلَذّه عدّه لَذِيذاً ولَذِذْتُ الشيءَ بالكسر لَذَاذاً ولَذَاذَةً أَي وجدته لذيذاً والتذذت به وتلذذت به بمعنى واللَّذّة واللَّذَادَةُ واللَّذِيذُ واللَّذْوَى كله الأَكل والشرب بِنَعْمَةٍ وكفاية ولَذِذْتُ الشيء وأَنا أَلَذُّ به لَذَاذَةً ولَذِذْته سواء وأَنشد ابن السكيت تَقاكَ بِكَعْبً واحد وتَلَذّه يداك إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ ولَذَّ الشيءُ يَلَذُّ إِذا كان لذيذاً وقال رؤْبة لَذَّتْ أَحاديثُ الغَوِيِّ المُبْدِعِ أَي اسْتُلِذ بها ويُجْمَعُ اللَّذيذُ لِذاذاً وفي الحديث إِذا ركب أَحدكم الدابة فليحملها على مَلاذِّها أَي ليُجْرِها في السُّهولة لا في الحُزُونة والمَلاذُّ جمع مَلَذٍّ وهو موضع اللذة من لَذَّ الشيءُ يَلَذُّ لَذاذة فهو لذيذ أَي مشتهى وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنها ذكرت الدنيا فقالت قد مضى لَذْواها وبقي بَلْواها أَي لذتها وهو فَعْلى من اللذة فقلبت احدى الذالين ياء كالتقضي والتلظي وأَرادت بذهاب لَذْواها حياة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالبلوى ما حدث بعده من المحن وقول الزبير
( * قوله « وقول الزبير إلخ » في شرح القاموس وفي الحديث كان الزبير يرقص عبد الله ويقول )
في الحديث حين كان يُرَقّص عبدَ الله ويقول أَبيضُ من آل أَبي عَتيقِ مُبارَكٌ من ولَدِ الصِّدِّيقِ أَلَذُّه كما أَلَذُّ رِيقي قال تقول لذذته بالكسر أَلذه بالفتح ورجل لَذٌّ مُلْتذ أَنشد ابن الأَعرابي لابن سَعْنَهَ فَراحَ أَصِيلُ الحَزْم لَذّاً مُرَزَّأً وباكَرَ مَمْلُوءاً من الرَّاح مُتْرَعا واللَّذّ واللَّذيذ يجريان مَجرى واحداً في النعت وقوله عز وجل من خمر لذةٍ للشاربِين أَي لذيذة وقيل لذة أَي ذات لذةٍ وشراب لَذٌّ من أَشربة لُذٍّ ولِذاذ ولَذيذٌ من أَشربة لِذاذ وكأْسٌ لَذَّةٌ لذيذة وفي التنزيل بيضاء لَذةٍ للشاربين وقد روي بيت ساعدة لَذٌّ بِهَزِّ الكَفِّ أَراد يلتذ الكف به وجعل اللذة للعَرَض الذي هو الهز لتشبثه بالكف إِذا هزته والمعروف لَدْنٌ وكذلك رواه سيبويه وأَنشد ثعلب حَتى اكْتَسى الرأْسُ قِناعاً أَشبها أَمْلَحَ لا لَذًّا ولا مُحَبَّا فنفى عنه أَن يكون لَذًّا وكذلك لو احتاج إِلى إِثباته وإِنجابه لوصفه بأَنه لَذٌّ وكان يقول « قناعاً أَشهبا أَملح لذّاً محببا » ولَذَّ الشيءُ صار لذيذاً ابن الأَعرابي اللَّذُّ النوم وأَنشد ولَذٍّ كَطَعْمِ الصَّرْخَدِيِّ تركتُه بأَرْضِ العِدى من خَشْيَةِ الحَدَثانِ واستشهد الجوهري هنا بقول الشاعر ولَذٍّ كطعم الصّرْخَدِيّ قال ابن بري البيت للراعي وعجزه دفعته عَشيَّةَ خَمْسِ القومِ والعينُ عاشقه أَراد أَنه لما دخل ديار أَعدائه لم ينم حذاراً لهم وقوله في الحديث لَصُبَّ عليكم العذاب صَبّاً ثم لُذَّ لَذًّا أَي قُرن بعضه إِلى بعض واللَّذْلَذَةُ السُّرْعَةُ والخِفَّةُ ولَذْلاذٌ الذئبُ لسرعته هكذا حكي لَذْلاذٌ بغير الأَلف واللام كأَوس ونَهْشَلٍ الجوهري واللذِ واللذْ بكسر الذال وتسكينها لغة في الذي والتثنية اللذا بحذف النون والجمع الذين وربما قالوا في الجمع اللذون قال ابن بري صواب هذه أَن تذكر في فصل لذا من المعتل تاموضع قال وقد ذكره في ذلك وإِنما غلّطه في جعله في هذا الموضع كونُه بغير ياء قال وهذا إِنما بابه الشعر أَعني حذف الياء من الذي

لمذ
لَمذَ لغة في لمج

لوذ
: لاذَ به يَلوذ لَوْذاً و لواذاً و لُواذاً و لِياذاً : لَجَأَ إِليه وعاذَ به . ولاوَذَ مُلاوَذَةً و لِواذاً و لِياذاً : استتر . وقال ثعلب : لُذْت به لِواذاً احتَضَنْتُ . و لاوَذَ القومُ مُلاوَذةً و لِواذاً أَي لاذَ بَعْضُهُم ببعض ومنه قوله تعالى : { يتسللون منكم لواذاً } وفي حديث الدعاء : اللهم بك أَعوذ وبك أَلوذُ لاذ به التجأَ إِليه وانضم واستغاث . و المَلاذُ و المَلْوَذَةُ : الحِصن . و لاذَ به و لاوَذَ و أَلاذَ : امتنع . و لاوَذَه لِواذاً : راوَغَهُ . وقوله عز وجل : { قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً } قال الزجاج : معنى لواذاً ههنا خلافاً أي يخالفون خلافاً ودليل ذلك قوله تعالى : { فليحذر الذين يخالفون عن أَمره } وقيل : معنى يتسللون منكم لواذاً يلوذ هذا بذا ويستتر ذا بذا ومنه الحديث : يَلُوذُ به الهُلاَّكُ أَي يستتر به الهالكون ويحتمون وإِنما قال تعالى : لواذاً لأَنه مصدر لاوذت ولو كان مصدراً للُذت لقلت لُذْتُ به لِياذاً كما تقول قمت إِليه قياماً وقاومتك قِواماً طويلاً وفي خطبة الحجاج : وأَنا أَرميكم بطَرْفي وأَنتم تَتَسلَّلُون لواذاً أَي مستخْفين ومستترين بعضكم ببعض وهو مصدر لاوَذَ يُلاوِذُ مُلاوذَةً و لِواذاً . وقال ابن السكيت : خيرُ بني فلان مُلاوِذُ لا يجيء إِلا بعد كدّ وأَنشد القطامي : وما ضَرَّها أَنْ لم تكن رَعَتِ الحِمَى ولم تَطْلُبِ الخَير المُلاوِذَ من بِشْرِ الجوهري : المُلاوذ يعني القليل وقال الطرماح : يُلاوِذُ من حَرَ كَأَنَّ أُوَارَهُ يُذيبُ دِماغَ الضَّبّ وهو جَدوعُ يلاوذ يعني بقر الوحش أَي تلجأْ إِلى كُنُسِها . و لاذَ الطريقُ بالدار و أَلاذَ إِلاذَةً والطريق مُلِيذ بالدار إِذا أَحاط بها . و أَلاذت الدار بالطريق إِذا أَحاطت به . و لُذْتُ بالقوم و أَلَذْتُ بهم وهي المداورة من حيثما كان . و لاوَذَهُمْ : داراهم . و اللَّوْذُ : حِصْنُ الجبل وجانبه وما يطيف به والجمع أَلْواذٌ . و لَوْذُ الوادي : مُنْعَطَفُه والجمع كالجمع ويقال : هو بِلَوْذِ كذا أَي بناحية كذا و بِلَوْذانِ كذا قال ابن أَحمر : كأَنّ وَقْعَتَهُ لَوْانَ مِرْفَقِها صَلْقُ الصَّفَا بأَديمٍ وَقْعُه تَيَرُ تِيَرٌ أَي تاراتٌ . ويقال : هو لَوْذُه أَي قريب منه . ولي من الإِبل والدراهم وغيرها مائة أَو لِواذُها يريد أَو قرابتها وكذلك غير المائة من العدد أي أَنقص منها بواحد أَو اثنين أَو أَكثر منها بذلك العدد . و اللاَّذُ : ثيابُ حرير تنسج بالصين واحدته لاذَة وهو بالعجمية سواء تسميه العرب والعجم اللاذة . و المَلاوِذُ : المآزر عن ثعلب . و لَوْذانُ بالفتح : اسم رجل و لَوْذانُ : اسم أَرض قال الراعي : فَلَبَّثَها الراعي قليلاً كَلا ولا بِلَوْذانَ أَو ما حَلَّلَتْ بالكراكِرِ

متذ
مَتَذَ بالمكان يَمْتُذ مُتُوذاً أَقام قال ابن دريد ولا أَدري ما صحته

مذذ
رجل مَذْماذٌ صيَّاح كثير الكلام حكاه اللحياني عن أَبي ظبية والأُنثى بالهاء وعنه أَيضاً رجل مَذْماذٌ وَطْواطٌ إِذا كان صَيَّاحاً وكذلك بَرْبارٌ فَجْفاجٌ بَجْباجٌ عَجْعاجٌ ومَذْمَذَ إِذا كذَب والمَذيذُ والمِذْميذُ الكذاب وقال أَبو زيد مَذْمَذيٌّ وهو الظريف المختال وهو المَذْماذ ابن بزرج يقال ما رأَيته مُذْ عامِ الأَوَّلِ وقال العوام مُذْ عامٍ أَوَّلَ وقال أَبو هلال مذ عاماً أَول وقال الآخر مذ عامٌ أَوَّلُ ومذ عامِ الأَوَّلِ وقال نجاد مُذْ عامٌ أَوّلُ وقال غيره لم أَره مذ يومان ولم أَره منذ يومين يرفع بمذ ويخفض بمنذ وسنذكره في منذ

مرذ
الأَصمعي حَذَوْتُ وحثوت وهو القيام على أَطراف الأَصابع قال ومَرَثَ فلانٌ الخُبز في الماء ومَرَذَه إِذا ماثَهُ ورواه الإِيادي مرذده بالذال وغيره يقول مرده بالدال وروي بيت النابغة فلما أَبى أَنْ يَنْقُصَ القَوْدُ لحمَهُ نَزَعْنا المَرِيذَ والمَدِيدَ لِيَضْمُرَا ويقال امْرُذِ الثريدَ فتَفُتُّه ثم تصب عليه اللبن ثم تَمَيّثُه وتَحسّاه

ملذ
مَلَذَه يَمْلُذُه مَلْذاً أَرضاه بكلام لطيف وأَسمعه ما يسر ولا فعل له معه قال أَبو إِسحق الذال فيها بدل من الثاء ورجل مَلاَّذٌ ومِلْوذ ومَلَذان ومَلَذانيٌّ يتصنع كذوب لا يصح ودّه وقيل هو الكذاب الذي لا يصدق أَثره يكذبك من أَين جاء قال الشاعر جئتُ فسلّمتُ على مُعاذِ تسليمَ مَلاَّذٍ على مَلاَّذِ والمَلْثُ مثل المَلْذِ وأَنشد ثعلب إِني إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ ذو نَخْوَةٍ أَو جَدِلٌ بَلَنْدَحُ أَو كَيْذُبانٌ مَلَذَانٌ مِمْسَحُ والمِمْسَحُ الكذاب وفي حديث عائشة وتمثلت بشعر لبيد مُتَحدّثُون قابِلُهُمْ وإِن لم يَشْعَبِ المَلاذَةُ مصدر مَلَذَه مَلْذاً ومَلاذَةً والمِلْوذُ الذي لا يصدق في مودته وأَصل الملْذ السرعة في المجيء والذهاب الجوهري المَلاَّذُ المُطَرْمِذ الكذاب له كلام وليس له فعال ومَلَذَهُ بالرمح مَلْذاً طعنه والمَلْذُ في عدو الفرس مَدٌّ ضَبُعَيْه قال الكميت يصف حماراً وأُتنه إِذا مَلَذَ التَّقْريبَ حاكَينَ مَلْذَهُ وإِن هو منه آلَ أُلْنَ إِلى النَّقَلْ وملذ الفرسُ يَمْلُذُ مَلْذاً وهو أَن يمدَّ ضَبُعَيْهِ حتى لا يجد مزيداً للحاق ويحبس رجليه حتى لا يجد مزيداً للحاق في غير اختلاط وذئب ملاَّذ خفيّ خفيف والمَلَذانُ الذي يُظهر النصح ويضمر غيره

منذ
قال الليث مُنْذُ النون والذال فيها أَصليان وقيل إِن بناء منذ مأْخوذ من قولك « من إِذ » وكذلك معناها من الزمان إِذا قلت منذ كان معناه « من إِذ » كان ذلك ومُنْذُ ومُذْ من حروف المعاني ابن بزرج يقال ما رأَيته مذ عامِ الأَوّلِ وقال العوام مُذْ عامٍ أَوّلَ وقال أَبو هلال مذ عاماً أَوّل وقال نَجاد مُذْ عامٌ أَوّلُ وقال غيره لم أَره مذ يومان ولم أَره منذ يومين يرفع بمذ ويخفض بمنذ وقد ذكرناه في مذذ ابن سيده منذ تحديد غاية زمانية النون فيها أَصلية رفعت على توهم الغاية قيل وأَصلها « من إِذ » وقد تحذف النون في لغة ولما كثرت في الكلام طرحت همزتها وجعلت كلمة واحدة ومذ محذوفة منها تحديد غاية زمانية أَيضاً وقولهم ما رأَيته مُذُ اليوم حركوها لالتقاء الساكنين ولم يكسروها لكنهم ضموها لأَن أَصلها الضم في منذ قال ابن جني لكنه الأَصل الأَقرب أَلا ترى أَن أَوّل حال هذه الذال أَن تكون ساكنة ؟ وإِنما ضمت لالتقاء الساكنين إِتباعاً لضمة الميم فهذا على الحقيقة هو الأَصل الأَوّل قال فأَما ضم ذال منذ فإِنما هو في الرتبة بعد سكونها الأَوّل المقدّر ويدلك على أن حركتها إِنما هي لالتقاء الساكنين أَنه لما زال التقاؤهما سكنت الذال فضمُّ الذال إِذاً في قولهم مذ اليوم ومذ الليلة إِنما هو رد إِلى الأَصل الأَقرب الذي هو منذ دون الأَصل إِلى بعد الذي هو سكون الذال في منذ قبل أَن تحرك فيما بعد وقد اختلفت العرب في مذ ومنذ فبعضهم يخفض بمذ ما مضى وما لم يمض وبعضهم يرفع بمنذ ما مضى وما لم يمض والكلام أَن يخفض بمذ ما لم يمض ويرفع ما مضى ويخفض بمنذ ما لم يمض وما مضى وهو المجتمع عليه وقد أَجمعت العرب على ضم الذال من منذ إِذا كان بعدها متحرك أَو ساكن كقولك لم أَره منذ يوم ومنذ اليوم وعلى اسكان مذ إِذا كانت بعدها أَلف وصل ومثله الأَزهري فقال كقولك لم أَره مذ يومان ولم أَره مذ اليوم وسئل بعض العرب لم خفضوا بمنذ ورفعوا بمذ فقال لأَن منذ كانت في الأَصل من إِذ كان كذا وكذا وكثر استعمالها في الكلام فحذفت الهمزة وضمت الميم وخفضوا بها على علة الأَصل قال وأَما مذ فإِنهم لما حذفوا منها النون ذهبت الآلة الخافضة وضموا الميم منها ليكون أَمتن لها ورفعوا بها ما مضى مع سكون الذال ليفرقوا بها بين ما مضى وبين ما لم يمض الجوهري منذ مبني على الضم ومذ مبني على السكون وكل واحد منهما يصلح أَن يكون حرف جر فتجر ما بعدهما وتجريهما مجرى في ولا تدخلهما حينئذ إِلا على زمان أَنت فيه فتقول ما رأَيته منذ الليلة ويصلح أَن يكونا اسمين فترفع ما بعدهما على التاريخ أَو على التوقيت وتقول في التاريخ ما رأَيته مذ يومُ الجمعة وتقول في التوقيت ما رأَيته مذ سنةٌ أَي أَمد ذلك سنة ولا يقع ههنا إِلا نكرة فلا تقول مذ سنةُ كذا وإِنما تقول مذ سنةٌ وقال سيبويه منذ للزمان نظيره من للمكان وناس يقولون إِن منذ في الأَصل كلمتان « من إِذ » جعلتا واحدة قال وهذا القول لا دليل على صحته ابن سيده قال اللحياني وبنو عبيد من غنيّ يحركون الذال من منذ عند المتحرك والساكن ويرفعون ما بعدها فيقولون مذُ اليومُ وبعضهم يكسر عند الساكن فيقول مذِ اليومُ قال وليس بالوجه قال بعض النحويين ووجه جواز هذا عندي على ضعفه أَنه شبَّه ذال مذ بدال قد ولام هل فكسرها حين احتاج إِلى ذلك كما كسر لام هل ودال قد وحكي عن بني سليم ما رأَيته مِنذ سِتٌّ بكسر الميم ورفع ما بعده وحكي عن عكل مِذُ يومان بطرح النون وكسر الميم وضم الذال وقال بنو ضبة والرباب يخفضون بمذ كل شيء قال سيبويه أَما مذ فيكون ابتداء غاية الأَيام والأَحيان كما كانت من فيما ذكرت لك ولا تدخل واحدة منهما على صاحبتها وذلك قولك ما لقيته مذ يوم الجمعة إِلى اليوم ومذ غدوةَ إِلى الساعة وما لقيته مذ اليومِ إِلى ساعتك هذه فجعلت اليوم أَول غايتك وأَجْرَيْتَ في بابها كما جرت من حيث قلت من مكان كذا إِلى مكان كذا وتقول ما رأَيته مذ يومين فجعلته غاية كما قلت أَخذته من ذلك المكان فجعلته غاية ولم ترد منتهى هذا كله قول سيبويه قال ابن جني قد تحذف النون من الأَسماء عيناً في قولهم مذ وأَصله منذ ولو صغرت مذ اسم رجل لقلت مُنَيْذ فرددت النون المحذوفة ليصح لك وزن فُعَيْل التهذيب وفي مذ ومنذ لغات شاذة تكلم بها الخَطِيئَة من أَحياء العرب فلا يعبأُ بها وإِن جمهور العرب على ما بين في صدر الترجمة وقال الفراء في مذ ومنذ هما حرفان مبنيان من حرفين من من ومن ذو التي بمعنى الذي في لغة طيء فإِذا خفض بهما أُجريتا مُجْرى من وإِذا رفع بهما ما بعدهما بإِضمارٍ كان في الصلة كأَنه قال من الذي هو يومان قال وغلَّبوا الخفض في منذ لظهور النون

موذ
مَاذَ إِذا كَذَب والماذُ الحَسَنُ الخُلُقِ الفَكِهُ النفس الطيب الكلام قال والماد بالدال الذاهب والجائي في خفة الجوهري الماذِيُّ العَسل الأَبيض قال عديّ بن زيد العبادي ومَلابٍ قد تَلَهَّيْتُ بها وقَصَرْتُ اليومَ في بيتِ عِذَارْ في سَمَاعٍ يَأْذَنُ الشيخُ له وحديثٍ مثلِ ماذِيٍّ مُشَارْ مشار من أَشرت العسل إِذا جنيته يقال شُرْتُ العسل وأَشَرْتُه وشُرْتُ أَكثر والماذية الدرع اللينة السهلة والماذية الخمر

موبذ
في حديث سطيح فأَرسل كسرى إِلى المُوبَذانِ المُوبَذانُ للمجوس كقاضي القضاة للمسلمين والمُوبَذ القاضي

ميذ
الليث المِيذُ جِيلٌ من الهند بمنزلة الترك يغزون المسلمين في البحر

نبذ
النَّبْذُ طرحك الشيء من يدك أَمامك أَو وراءك نَبَذْتُ الشيء أَنْبِذُه نَبْذاً إِذا أَلقيته من يدك ونَبَّذته شدد للكثرة ونبذت الشيء أَيضاً إِذا رميته وأَبعدته ومنه الحديث فنبذ خاتمه فنبذ الناس خواتيمهم أَي أَلقاها من يده وكلُّ طرحٍ نَبْذٌ نَبَذه يَنْبِذُه نَبْذاً والنبيذ معروف واحد الأَنبذة والنبيذ الشيء والمنبوذ والنبيذ ما نُبِذَ من عصير ونحوه وقد نبذ النبيذ وأَنبذه وانتبَذه ونَبَّذَه ونَبَذْتُ نبيذاً إِذا تخذته والعامة تقول أَنْبَذْتُ وفي الحديث نَبَّذوا وانْتَبَذُوا وحكى اللحياني نبذ تمراً جعله نبيذاً وحكى أَيضاً أَنبذ فلان تمراً قال وهي قليلة وإِنما سمي نبيذاً لأَن الذي يتخذه يأْخذ تمراً أَو زبيباً فينبذه في وعاء أَو سقاء عليه الماء ويتركه حتى يفور فيصير مسكراً والنبذ الطرح وهو ما لم يسكر حلال فإِذا أَسكر حرم وقد تكرر في الحديث ذكر النبيذ وهو ما يعمل من الأَشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير وغير ذلك يقال نبذت التمر والعنب إِذا تركت عليه الماء ليصير نبيذاً فصرف من مفعول إِلى فعيل وانتبذته اتخذته نبيذاً وسواء كان مسكراً أَو غير مسكر فإِنه يقال له نبيذ ويقال للخمر المعتصَرة من العنب نبيذ كما يقال للنبيذ خمر ونبذ الكتاب وراء ظهره أَلقاه وفي التنزيل فنبذوه وراء ظهورهم وكذلك نبذ إِليه القول والمنبوذ ولد الزنا لأَنه يُنبذ على الطريق وهم المَنَابذة والأُنثى منبوذة ونبيذة وهم المنبوذون لأَنهم يُطْرحون قال أَبو منصور المنبوذ الذي تنبذه والدته في الطريق حين تلده فيلتقطه رجل من المسلمين ويقوم بأَمره وسواء حملته أُمّه من زنا أَو نكاح ولا يجوز أَن يقال له ولد الزنا لما أَمكن في نسبه من الثبات والنبيذة والمنبوذة التي لا تؤكل من الهزال شاة كانت أَو غيرها وذلك لأَنها تنبذ ويقال للشاة المهزولة التي يهملها أَهلوها نبيذة ويقال لما يُنْبَثُ من تراب الحفرة نبيثة ونبيذة والجمع النبائث والنبائذ وجلس نَبْذةً ونُبْذَةً أَي ناحية وانتبذ عن قومه تنحى وانتبذ فلان إِلى ناحية أَي تنحى ناحية قال الله تعالى في قصة مريم فانتبذت من أَهلها مكاناً شرقيّاً والمنتبذ المتنحي ناحية قال لبيد يَجْتابُ أَصْلاً قالصاً مُتَنَبّذاً بِعُجُوبِ أَنْقاءٍ يَميلُ هَيَامُها
( * قوله « متنبذاً » هكذا بالأصل الذي بأيدينا وهو كذلك في عدة من نسخ الصحاح المعتمدة في مواضع منه وهو لا يناسب المستشهد عليه وهو قوله والمنتبذ المتنحي إلخ فلعله محرف عن المتنبذ وهو كذلك في شرح القاموس )
وانتبذ فلان أَي ذهب ناحية وفي الحديث أَنه مر بقبر مُنْتَبِذ عن القبور أَي منفرد بعيد عنها وفي حديث آخر انتهى إِلى قبر منبوذ فصلى عليه يروى بتنوين القبر وبالإِضافة فمع التنوين هو بمعنى الأَول ومع الإِضافة يكون المنبوذ اللقيط أَي بقبر إِنسان منبوذ رمته أُمّه على الطريق وفي حديث الدجال تلده أُمّه وهي مَنْبُوذة في قبرها أَي مُلْقاة والمنابذة والانتباذ تحيز كل واحد من الفريقين في الحرب وقد نابذهم الحربَ ونَبَذَ إِليهم على سواء يَنْبِذ أَي نابذهم الحرب وفي التنزيل فانبذ إِليهم على سواء قال اللحياني على سواء أَي على الحق والعدل ونابذه الحرب كاشفه والمُنابذة انتباذ الفريقين للحق تقول نابذناهم الحرب ونبذنا إِليهم الحرب على سواء قال أَبو منصور المنابذة أَن يكون بين فريقين مختلفين عهد وهدنة بعد القتال ثم أَراد نفض ذلك العهد فينبذ كل فريق منهما إِلى صاحبه العهد الذي تهادنا عليه ومنه قوله تعالى وإِما تخافن من قوم خيانة فانبذ إِليهم على سواء المعنى إِن كان بينك وبين قوم هدنة فخفت منهم نقضاً للعهد فلا تبادر إِلى النقض حتى تلقي إِليهم أَنك قد نقضت ما بينك وبينهم فيكونوا معك في علم النقض والعود إِلى الحرب مستوين وفي حديث سلمان وإِن أَبيتم نابذناكم على سواء أي كاشفناكم وقاتلناكم على طريق مستقيم مستوفي العلم بالمنابذة منا ومنكم بأَن نظهر لهم العزم على قتالهم ونخبرهم به إِخباراً مكشوفاً والنبذ يكون بالفعل والقول في الأَجسام والمعاني ومنه نبذ العهد إِذا نقضه وأَلقاه إِلى من كان بينه وبينه والمنابذة في التَّجْر أَن يقول الرجل لصاحبه انْبِذ إِليّ الثوب أَو غيره من المتاع أَو أَنبذه إِليك فقد وجب البيع بكذا وكذا وقال اللحياني المنابذة أَن ترمي إِليه بالثوب ويرمي إِليك بمثله والمنابذة أَيضاً أَن يرمي إِليك بحصاة عنه أَيضاً وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المنابذة أَن يقول الرجل لصاحبه انبذ إِليّ الثوب أَو غيره من المتاع أَو أَنبذه إِليك وقد وجب البيع بكذا وكذا قال ويقال إِنما هي أَن تقول إِذا نبذت الحصاة إِليك فقد وجب البيع ومما يحققه الحديث الآخر أَنه نهى عن بيع الحصاة فيكون البيع معاطاة من غير عقد ولا يصح ونبيذة البئر نَبِيثَتُها وزعم يعقوب أَن الذال بدل من الثاءِ والنَّبْذ الشيء القليل والجمع أَنباذ ويقال في هذا العِذْق نَبْذٌ قليل من الرُّطَب ووخْرٌ قليل وهو أَن يُرْطب في الخطيئة
( * قوله « أن يرطب في الخطيئة » أَي أن يقع ارطابه أي العذق في الجماعة القائمة من شماريخه أَو بلحه فإن الخطيئة القليل من كل شيء ) بعد الخطيئة ويقال ذهب ماله وبقي نَبْذٌ منه ونُبْذَةٌ أَي شيء يسير وبأَرض كذا نَبْذٌ من مال من كلإٍ وفي رأْسه نَبْذٌ من شَيْب وأَصاب الأَرض نَبْذٌ من مطر أَي شيء يسير وفي حديث أَنس إِنما كان البياض في عنفقته وفي الرأْس نَبْذٌ أَي يسير من شيب يعني به النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث أُمّ عطيَّة نُبْذَةُ قُسْطٍ وأَظفارٍ أَي قِطْعَةٌ منه ورأَيت في العِذْقِ نَبْذاً من خُضْرَة وفي اللحية نَبْذاً من شيب أَي قليلاً وكذلك القليل من الناس والكلإِ والمِنْبَذَةُ الوِسادَةُ المُتَّكَأُ عليها هذه عن اللحياني وفي حديث عديّ بن حاتم أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَمر له لما أَتاه بِمِنْبَذَةٍ وقال إِذا أَتاكم كريم قوم فأَكرموه وسميت الوِسادَةُ مِنْبَذَةً لأَنها تُنْبَذُ بالأَرض أَي تطرح للجلوس عليها ومنه الحديث فأَمر بالسَّتْرِ أَنْ يُقْطَعَ ويُجْعَلَ له منه وسادتان منبوذتان ونَبَذَ العِرْقُ يَنْبِذُ نَبْذاً ضرب لغة في نبض وفي الصحاح يَنْبِذُ نَبَذاناً لغة في نبض والله أَعلم

نجذ
النَّواجذ أَقصى الأَضراس وهي أَربعة في أَقصى الأَسنان بعد الأَرْحاءِ وتسمى ضرس الحلُم لأَنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل وقيل النواجذ التي تلي الأَنْيابَ وقيل هي الأَضراس كلها نواجِذُ ويقال ضحك حتى بدت نواجذه إِذا استغرق فيه الجوهري وقد تكون النواجذ للفرس وهي الأَنياب من الخف والسّوالِغُ من الظَّلْف قال الشماخ يذكر إِبلاً حداد الأَنياب يُبَاكِرْنَ العِضاهَ بِمُقْنَعَاتٍ نَواجِذُهُنَّ كالحِدَإِ الوَقِيعِ والنَّجْذُ شدة العض بالناجذ وهو السن بين الناب والأَضراس وقول العرب بدت نواجذه إِذا أَظهرها غضباً أَو ضحكاً وعَضَّ على ناجذه تحَنَّكَ ورجل مُنَجَّذٌ مُجَرَّبٌ وقيل هو الذي أَصابته البلايا عن اللحياني وفي التهذيب رجل مُنَجَّذٌ ومُنَجِّذٌ الذي جرّب الأُمور وعرفها وأَحكمها وهو المجرَّب والمُجرِّب قال سحيم بن وثيل وماذا يَدَّرِي الشعراءُ مني وقد جاوزتُ حَدَّ الأَربعينِ ؟ أَخُو خمْسِين مُجْتَمِعٌ أَشُدِّي ونَجَّذَني مُدَاوَرةُ الشُّؤون مداورة الشؤون يعني مداولة الأُمور ومعالجتها ويَدَّرِي يَخْتِلُ ويقال للرجل إِذا بلغ أَشدّه قد عضَّ على ناجذه وذلك أَن الناجذ يَطْلعُ إِذا أَسنَّ وهو أَقصى الأَضراس واختلف الناس في النواجذ في الخبر الذي جاءَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه ضحك حتى بدت نواجذه وروى عبد خير عن عليّ رضي الله عنه أَن الملكين قاعدان على ناجذَي العبد يكتبان يعني سنيه الضاحكين وهما اللذان بين الناب والأَضراس وقيل أَراد النابين قال أَبو العباس معنى النواجذ في قول علي رضي الله عنه الأَنياب وهو أَحسن ما قيل في النواجذ لأَن الخبر أَنه صلى الله عليه وسلم كان جل ضحكه تبسماً قال ابن الأَثير النواجذ من الأَسنان الضواحك وهي التي تبدو عند الضحك والأَكثر الأَشهر أَنها أَقصى الأَسنان والمراد الأَوّل أَنه ما كان يبلغ به الضحك حتى تبدُوَ أَواخر أَضراسه كيف وقد جاء في صفة ضحكه صلى الله عليه وسلم جُلُّ ضحكه التبسم ؟ وإِن أُريد بها الأَواخر فالوجه فيه أَن يريد مبالغة مثله في ضحكه من غير أَن يراد ظهور نواجذه في الضحك قال وهو أَقيس القولين لاشتهار النواجذ بأَواخر الأَسنان ومنه حديث العِرْباض عَضُّوا عليها بالنواجذ أَي تمسكوا بها كما يتمسك العاضّ بجميع أَضراسه ومنه حديث عمر رضي الله عنه ولن يَلِيَ الناسَ كَقُرَشِيٍّ عَضَّ على ناجذه أَي صبَرَ وتَصَلَّبَ في الأُمور والمَناجِذُ الفَأْرُ العُمْيُ واحدها جُلْذٌ كما أَن المَخَاضَ من الإِبل إِنما واحدها خَلِفَةٌ ورب شيء هكذا وقد تقدم في الجُلْذِ كذا قال الفأْر ثم قال العمي يذهب في الفأْر إِلى الجنس والأَنْجُذانُ ضَرْبٌ من النبات همزته زائدة لكثرة ذلك ونونها أَصل وإِن لم يكن في الكلام أَفْعُلٌ لكن الأَلف والنون مُسَهِّلتان للبناء كالهاء وياء النسب في أَسْنمَة وأَيْبُليّ

نفذ
النَّفاذ الجواز وفي المحكم جوازُ الشيء والخلوصُ منه تقول نَفَذْت أَي جُزْت وقد نَفَذَ يَنْفُذُ نَفَاذاً ونُفُوذاً ورجل نافِذٌ في أَمره ونَفُوذٌ ونَفَّاذٌ ماضٍ في جميع أَمره وأَمره نافذ أَي مُطاع وفي حديث بِرُّ الوالدين الاستغفارُ لهما وإِنْفاذُ عهدهما أَي إِمضاء وصيتهما وما عَهِدا به قبل موتهما ومنه حديث المحرم إِذا أَصاب أَهلَه يَنْفُذان لوجههما أَي يمضيان على حالهما ولا يُبْطلان حجهما يقال رجل نافذ في أَمره أَي ماض ونَفَذَ السَّهْمُ الرَّمِيَّةَ ونَفَذَ فيها يَنْفُذُها نَفْذاً ونَفَاذاً خالط جوفها ثم خرج طرَفُه من الشق الآخر وسائره فيه يقال نَفَذَ السهمُ من الرمية يَنْفُذُ نَفَاذاً ونَفَذَ الكتابُ إِلى فلان نَفَاذاً ونُفُوذاً وأَنْفَذْتُه أَنا والتَّنْفِيذُ مثله وطعنة نافذة منتظمة الشقين قال ابن سيده والنَّفاذ عند الأَخْفش حركة هاء الوصل التي تكون للإِضمار ولم يتحرك من حروف الوصل غيرها نحو فتحةِ الهاء من قوله رَحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَحمالَها وكسرة هاء تجرَّدَ المجنون من كسائه وضمة هاء وبلَدٍ عاميةٍ أَعماؤه سمى بذلك لأَنه أَنفذ حركة هاء الوصل إِلى حرف الخروج وقد دلت الدلالة على أَن حركة هاء الوصل ليس لها قوّة في القياسد من قبل أَنّ حروف الوصل المتمكنة فيه التي هي
( * قوله « التي هي » الضمير يعود إلى حروف الوصل وقوله الهاء مبتدأ ثان ) الهاء محمولة في الوصل عليها وهي الأَلف والياء والواو لا يكنّ في الوصل إِلاَّ سواكن فلما تحركت هاء الوصل شابهت بذلك حروف الروي وتنزلت حروف الخروج من هاء الوصل قبلها منزلة حروف الوصل من حرف الروي قبلها فكما سميت حركة هاء الوصل
( * قوله « فكما سميت حركة هاء الوصل إلخ » كذا بالأصل وفيه تحريف ظاهر والاولى أن يقال فكما سميت حركة الروي مجرى لأن الصوت جرى إلخ وقوله وتمكن بها اللين كما سميت إلخ الأولى حذف لفظ كما هذه لأنه لا معنى لها وقد اغتر صاحب شرح القاموس بهذه النسخة فنقل هذه العبارة بغير تأمل فوقع فيما وقع فيه المصنف ) نَفاذاً لأَن الصوت جرى فيها حتى استطال بحروف الوصل وتمكن بها اللين كما سميت حركة هاء الوصل نَفاذاً لأَن الصوت نفذ فيها إِلى الخروج حتى استطال بها وتمكن المد فيها ونفوذ الشيء إِلى الشيء نحو في المعنى من جريانه نحوه فإِن قلت فهلا سميت لذلك نُفُوذاً لا نَفَاذاً ؟ قيل أَصله « ن ف ذ » ومعنى تصرفها موجود في النفاذ والنفوذ جميعاً أَلا ترى أَن النفاذ هو الحِدَّةُ والمضاء والنفوذ هو القطع والسلوك ؟ فقد ترى المعنيين مقتربين إِلا أَن النفاذ كان هنا بالاستعمال أَولى أَلا ترى أَنّ أَبا الحسن الأَخفش سمى ما هو نحو هذه الحركة تعدياً وهو حركة الهاء في نحو قوله قَرِيبَةٌ نُدْوَتُه من مَحْمَضهى والنَّفَاذُ والحِدَّةُ والمَضَاءُ كله أَدنى إِلى التعدي والغلو من الجريان والسلوك لأَن كل متعدّ متجاوز وسالك فهو جار إِلى مدًى مّا وليس كل جار إِلى مدى متعدياً فلما لم يكن في القياس تحريك هاء الوصل سميت حركتها نفاذاً لقربه من معنى الإِفراط والحدّة ولما كان القياس في الروي أَن يكون متحركاً سميت حركته المجرى لأَن ذلك على ما بيَّنا أَخفض رتبة من النفاذ الموجود فيه معنى الحدة والمضاء المقارب للتعدي والإِفراط فلذلك اختير لحركة الروي المجرى ولحركة هاء الوصل النفاذ وكما أَن الوصل دون الخروج في المعنى لأَن الوصل معناه المقاربة والاقتصاد والخروج فيه معنى التجاوز والإِفراط كذلك الحركتان المؤدِّيتان أَيضاً إِلى هذين الحرفين بينهما من التقارب ما بين الحرفين الحادثين عنهما أَلا ترى أَن استعمالهم « ن ف ذ » بحيث الإِفراط والمبالغة ؟ وأَنْفَذَ الأَمر قضاه والنَّفَذُ اسم الأُنْفَاذِ وأَمر بِنَفَذِهِ أَي بإِنْفاذِهِ التهذيب وأَما النَّفَذُ فقد يستعمل في موضع إِنْفاذِ الأَمر تقول قام المسلمون بِنَفَذِ الكتاب أَي بإِنفاذ ما فيه وطعنة لهها نَفَذٌ أَي نافذة وقال قيس بن الخطيم طَعَنْتُ ابنَ عَبْدِ القيس طَعْنَةَ ثائرٍ لها نَفَذٌ لولا الشُّعاعُ أَضاءها والشعاع ما تطاير من الدم أَراد بالنفذ المَنْفَذ يقول نفذت الطعنة أَي جاوزت الجانب الآخر حتى يُضيءَ نَفَذُها خرقَها ولولا انتشار الدم الفائر لأَبصر طاعنها ما وراءها أَراد لها نفذ أَضاءها لولا شعاع دمها ونَفَذُها نفوذها إِلى الجانب الآخر وقال أَبو عبيدة من دوائر الفرس دائرة نافذة وذلك إِذا كانت الهَقْعَة في الشِّقَّين جميعاً فإِن كانت في شق واحد فهي هَقْعَةٌ وأَتى بِنَفَذ ما قال أَي بالمخرج منه والنفذ بالتحريك المَخْرج والمَخْلص ويقال لمنفذ الجراحة نفَذٌ وفي الحديث أَيما رجل أَشادَ على مسلم بما هو بريءٌ منه كان حقاً على الله أَن يعذبه أَو يأْتي بِنَفَذِ ما قال أَي بالمَخْرَج منه وفي حديث ابن مسعود إِنكم مجموعون في صعيد واحد يَنْفُذُكم البصرُ يقال منه أَنفذت القوم إِذا خرقتهم ومشيت في وسطهم فإِن جزتهم حتى تُخَلِّفَهم قلت نفَذْتُهم بلا أَلف أَنْفُذُهم قال ويقال فيها بالأَلف قال أَبو عبيد المعنى أَنه ينفذهم بصر الرحمن حتى يأْتي عليهم كلهم قال الكسائي يقال نفَذَني بصرُه يَنْفُذُني إِذا بلغني وجاوزني وقيل أَراد يَنْفُذُهم بصر الناظر لاستواء الصعيد قال أَبو حاتم أَصحاب الحديث يروونه بالذال المعجمة وإِنما هو بالدال المهملة أَي يبلغ أَولهم وآخرهم حتى يراهم كلهم ويستوعبهم من نَفَدَ الشيءَ وأَنفَدْته وحملُ الحديث على بصر المبصر أَولى من حمله على بصر الرحمن لأَن الله يجمع الناس يوم القيامة في أَرض يشهد جميعُ الخلائق فيها محاسبة العبد الواحد على انفراده ويرون ما يصير إِليه ومنه حديث أَنس جُمعوا في صَرْدَحٍ يَنْفُذُهم البصر ويسمعهم الصوت وأَمرٌ نَفِيذٌ مُوَطَّأٌ والمُنْتَفَذُ السَّعَةُ ونَفَذَهم البصر وأَنْفَذَهْم جاوزهم وأَنْفَذَ القومَ صار بينهم ونَفَذَهم جازهم وتخلَّفهم لا يُخَص به قوم دون قوم وطريق نافذ سالك وقد نَفَذَ إِلى موضع كذا يَنْفُذُ والطريق النافذ الذي يُسلك وليس بمسدود بين خاصة دون عامة يسلكونه ويقال هذا الطريق يَنْفُذُ إِلى مكان كذا وكذا وفيه مَنْفَذٌ للقوم أَي مَجَازٌ وفي حديث عمر أَنه طاف بالبيت مع فلان فلما انتهى إِلى الركن الغربي الذي يلي الأَسود قال له أَلا تَسْتَلِم ؟ فقال له انْفُذ عنك فإِن النبي صلى الله عليه وسلم لم يَسْتَلِمْه أَي دعه وتجاوزه يقال سِرْ عنك وانْفُذْ عنك أَي امض عن مكانك وجزه أَبو سعيد يقال للخصوم إِذا ارتفعوا إِلى الحاكم قد تنافذوا اليه بالذال أَي خَلَصوا اليه فإِذا أَدلى كل واحد منهم بحجته قيل قد تنافذوا بالذال أَي أَنفذوا حجتهم وفي حديث أَبي الدرداء إِنْ نافَذْتهم نافذوك نافَذْت الرجل إِذا حاكمته أَي إِن قلت لهم قالوا لك ويروى بالقاف والدال المهملة وفي حديث عبد الرحمن بن الأَزرق أَلا رجل يُنْفذُ بيننا ؟ أَي يحكم ويُمْضي أَمرَه فينا يقال أَمره نافذ أَي ماض مطاع ابن الأَعرابي أَبو المكارم النوافذ كلُّ سَمٍّ يوصل إِلى النَّفْسِ فَرَحاً أَو تَرَحاً قلت له سَمِّها فقال الأَصْرَانِ والخِنّابَتَانِ والفمُ والطِّبِّيجَة قال والأَصْران ثقبا الأُذنين والخِنّابتان سَمّا الأَنْفِ والعرب تقول سِرْ عنك أَي جُزْ وامض ولا معنى لعنك

نقذ
نَقَذَ نَقْذاً نجا وأَنْقَذَه هو وتنقَّذه واستنقذه والنَّقَذُ بالتحريك والنقيذ والنقيذة ما استُنْقذ وهو فَعَل بمعنى مفعول مثل نَفَضٍ وقَبَضٍ الجوهري أَنقَذَه من فلان واستنقذه منه وتَنَقَّذه بمعنى أَي نجّاه وخلَّصه وفرس نَقَذٌ إِذا أُخِذَ من قوم آخرين وخيل نقائذ تُنُقِّذَتْ من أَيدي الناس أَو العدوّ واحدها نَقِيذٌ بغير هاء عن ابن الأَعرابي وأَنشد وزُفَّتْ لِقَوْمٍ آخرينَ كَأَنَّها نَقِيذٌ حَوَاها الرُّمحُ من تحتِ مُقْصِدِ قال لُقَيْمُ بن أَوْسٍ الشَّيْباني أَو كان شُكرك أَن زعَمْت نفاسةً نَقْذِيكَ أَمسِ وليتني لم أَشْهَدِ نَقْذِيك من الإِنقاذ كما تقول ضَرْبِيكَ قال الأَزهري تقول نَقَذْتُه وأَنقذته واستنقذته وتنقَّذته أَي خلصته ونجّيته وواحد الخيل النقائذ نَقِيذ بغير هاء والنقائذ من الخيل ما أَنقذته من العدوِّ وأَخذته منهم وقيل واحدها نقيذة قال الأَزهري وقرأْت بخط شمر النقيذة الدِّرْع المُسْتَنْقَذة من عدوّ قال يزيد بن الصعق أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ نَقِيذَةٍ أُنُفٍ كلائِحَة المُضِلِّ جَرُور أُنُف لم يلبسها غيره كلائحة المُضِلِّ يعني السراب وقال المفضل النقيذة الدرع لأَن صاحبها إِذا لبسها أَنقذته من السيوف والأُنف الطويلة جعلها تبرق كالسَّراب لحدَّتها ورجل نَقَذٌ مُسْتَنْقَذ ومُنْقِذٌ من أَسمائهم ونَقَذَة موضع

نمرذ
نُمْروذ ملك معروف وقد تقدم في الدال المهملة

هبذ
هَبَذَ يَهْبِذُ
( * قوله « يهبذ » ضبط في الأصل بشكل القلم بكسرة تحت الباء ومقتضى صنيع القاموس أنه من باب كتب ) هَبْذاً عدا يكون ذلك للفرس وغيره مما يَعْدُو وأَهْبَذَ واهْتَبَذَ وهابَذَ أَسرع في مَشْيَتِه أَو طيرانه كهاذَبَ قال أَبو خراش يُبادِرُ جُنْحَ الليل فهو مُهابِذٌ يَحُتُّ الجناحَ بالتَّبَسُّطِ والقَبْضِ والمُهابَذَة الإِسراع قال مُهَابَذَةً لم تَتَّرِك حين لم يكن لها مَشْرَبٌ إِلا بِناءٍ مُنَضَّبِ

هذذ
الهَذّ والهَذَذُ سرعة القطع وسرعة القراءة هَذَّ القرآن يَهُذُّه هَذًّا يقال هو يَهُذُّ القرآنَ هَذًّا ويهذُّ الحديث هذًّا أَي يَسْرُده وأَنشد كَهَذِّ الأَشاءَةِ بالمِخْلَبِ وإِزْمِيلٌ هَذٌّ وهَذُوذٌ أَي حادّ وفي حديث ابن عباس وقال له رجل قرأْت المُفَصَّل الليلة فقال أَهَذًّا كَهذِّ الشعر ؟ أَراد أَتَهُذُّ القرآن هَذًّا فتسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر ونصبه على المصدر وشَفْرَة هَذُوذٌ قاطعة وسكين هذوذ قَطَّاع وضرباً هَذَاذَيْك أَي هَذًّا بعد هذّ يعني قطعاً بعد قطع قال الشاعر ضَرْباً هَذَاذَيْك وطَعْناً وخْضَا قال سيبويه وإِن شاء حمله على أَن الفعل وقع في هذه الحال وقول الشاعر فَبَاكَرَ مَخْتُوماً عليه سيَاعُه هذاذيْك حتى أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعَا فسره أَبو حنيفة فقال هَذَاذَيْك هذًّا بعد هذّ أَي شرباً بعد شرب يقول باكر الدن مملوءاً وراح وقد فرّغه وتقول للناس إِذا أَردت أَن يكفُّوا عن الشيء هذاذيكَ وهَجاجَيْك على تقدير الاثنين قال عبد بني الحسحاس إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبرد مثلُه هذاذيك حتى ليس للبُرْدِ لابِسُ تزعم النساء أَنه إِذا شَقَّ عند البِضاع شيئاً من ثوب صاحبه دام الود بينهما وإِلا تهاجرا واهتذذت الشيء اقتطعته بسرعة قال ذو الرمة وعَبْدُ يَغُوثٍ تَحْجِلُ الطيرُ حولَه قد اهْتَذَّ عَرْشَيْه الحُسامُ المُذَكَّرُ ويروى قد احتز يريد بعبد يغوثَ هذا عَبْدَ يَغُوثَ بن وقَّاص الحارثي ولم يقتل في المعركة وإِنما قتل بعد الأَسر أَلا تراه يقول وتَضْحَكُ مني شَيخة عَبْشَمِيَّة كأَنْ لم تَرَ قَبْلي أَسيراً يمانِيَا الأَزهري يقال حَجَازَيْك وهَذَاذيك قال وهي حروف خِلْقتها التثنية لا تغير وحجازيك أَمره أَن يحجُز بينهم قال ويحتمل أَن يكون معناه كف نفسك قال وهذاذيك يأْمره أَن يقطع أَمر القوم وهذَّه بالسيف هذًّا قطعه كهَذَأَهُ وسيف هَذْهاذٌ وهُذَاهِذٌ قطَّاع وقَرَبٌ هَذْهاذٌ بَعيدٌ صَعْب

هربذ
الهِرْبِذُ بالكسر واحد الهَرابِذَة المجوس وهم قَوَمَة بيت النار التي للهند فارسي معرب وقيل عظماء الهند أَو علماو هم والهِرْبِذَى مِشْيَةٌ فيها اختيال كَمَشْي الهرابذة وهم حكام المجوس قال امرؤ القيس مَشَى الهِرْبِذَى في دَفِّه ثم فَرْفَرَا وقيل هو الاختيال في المشي وقال أَبو عبيد الهِرْبذي مِشْية تشبه مِشْية الهرابذة حكاه في سير الإِبل قال ولا نظير لهذا البناء والهَرْبَذة سير دون الخَبب وعدا الجملُ الهِرْبذي أَي في شُِقّ

همذ
الهَماذِيّ السُّرْعة في الجري يقال إِنه لذو هَماذِيّ في جريه وقيل هي ضرب من السير غير أَنه أَوماء بها إِلى السريعة وقال شمر الهَماذِيُّ الجِدّ في السير والهَماذِيُّ البعير السريع وكذلك الناقة بلا هاء وهَماذِيُّ المطر شدّته والهَماذِيُّ تارات شداد تكون في المطر والسِّباب والجَرْي مرة يشتد ومرة يسكن قال العجاج منه هَماذِيُّ إِذا حَرَّتْ وحَرْ وحَرُّ هَماذِيّ وأَنشد الأَصمعي يُرْبِعُ شُذَّاذاً إِلى شُذاذِ فيها هَماذِيّ إِلى هَماذِي ويوم ذو هَماذِيّ وحُماذِيّ أَي شدة حر عن ابن الأَعرابي وأَنشد لهمام أَخي ذي الرمة قَطَعْتُ ويومٍ ذي هَماذِيّ تَلْتَظي به القورُ من وهْجِ اللظى وفَراهِنُه
( * قوله « فراهنه » كذا بالاصول التي بأيدينا وكذا في شرح القاموس )

هنبذ
الهَنْبَذَة الأَمر الشديد

هوذ
الهَوْذَةُ القطاة الأُنثى وفي الصحاح هَوْذة القطاةُ وخص بعضهم بها الأُنثى وبها سمي الرجلُ هَوْذَةَ قال الأَعشى من يَلْقَ هَوْذَةَ يَسْجُدْ غير مُتَّئِبٍ إِذا تعمم فوق التاج أَو وضَعَا والجمع هُوذ على طرح الزائد قال الطرماح من الهُوذِ كَدْراءُ السَّراةِ ولَوْنُها خَصِيفٌ كَلَوْنِ الحَيْقُطانِ المُسَيَّح وقيل هَوْذَةُ ضرب من الطير غيرها والهاذَة شجرة لها أَغصان سبطة لا ورق لها وجمعها الهاذ قال الأَزهري روى هذا النضر قال والمحفوظ في باب الاشجار الحاذ

وجذ
الوَجْذُ بالجيم النقرة في الجبل تُمْسك الماء ويستنقع فيها وقيل هي البركة والجمعِ وجْذان ووِجاذٌ قال أَبو محمد الفقعسي يصف الأَثافي غَيْرَ أَثافي مِرْجلٍ جَواذِي كأَنّهنّ قِطَعُ الأَفلاذِ أُسُّ جَرامِيزَ على وِجاذِ الأَثافي حجارة القدر والجواذي جمع جاذ وهو المنتصب والأَفْلاذ جمع فِلْذ القطعة
( * قوله « جمع فلذ القطعة » كذا بالأصل والذي في الصحاح الفلذ كبد البعير والجمع أفلاذ والفلذة القطعة من الكبد ) من الكبد والجراميز الحياض واحدها جرموز قال سيبويه وسمعت من العرب من يقال له أَما تعرف بمكان كذا وكذا وَجْذاًّ ؟ وهو موضع يُمْسك الماء فقال بلى وِجاذاً أَي أَعرف بها وِجاذاً أَبو عمرو أَوجَذته على الأَمر ايجاذاً إِذا أَكْرَهته

وذذ
الوَذْوَذَة السرعة ورجل وَذْواذٌ سريع المشي ومر الذئب يُوَذْوِذُ مَرّ مَرّاً سريعاً وَوَذْوَذُ المرأَة بُظارتها إِذا طالت قال الشاعر من اللاَّئي اسْتَفاد بنو قُصَيٍّ فجاء بها وَوَذْوَذُها يَنُوس

ورذ
ورَذَ في جانبه أَبطأَ

وقذ
الوقْذ شدة الضرب وَقَذه يَقِذُه وَقْذاً ضربه حتى استَرْخى وأَشرف على الموت وشاة مَوْقُوذَة قتلت بالخشب وقد وقَذَ الشاة وقْذاً وهي موْقُوذة ووقِيذٌ قتلها بالخشب وكان فعله قوم فنهى الله عز وجل عنه ابن السكيت وقَذَه بالضرب والمَوْقوذة الوَقِيذُ الشاة تُضرب حتى تموت ثم تؤكل قال الفراء في قوله والمنخنقة والموقوذة الموقوذة المضروبة حتى تموت ولم تُذَكّ ووُقِذَ الرجلُ فهو موقوذ ووقيذ والوقيذ من الرجال البطيء الثقيل كأَنّ ثقله وضعفه وقَذَه والوقيذ والموقود الشديد المرض الذي قد أَشرف على الموت وقد وقَذَه المرضُ والغم قال ابن جني قرأْت على أَبي عليّ عن أَبي بكر عن بعض أَصحاب يعقوب عنه قال يقال تركته وَقيذاً ووَقِيظاً قال قال الوجه عندي والقياس أَن يكون الذال بدلاً من الظاء لقوله عز وجل والمنخنقة والموقوذة ولقولهم وقذه قال ولم أَسمع وقَظَه ولا مَوْقوظة فالذال إِذاً أَعم تصرفاً قال ولذلك قضينا على أَن الذال هي الأَصل وقال الأَحمر ضربه فوقظه الليث حمِلَ فلانٌ وَقِيذاً أَي ثقيلاً دَنِفاً مُشْفِياً وفي حديث عمر أَنه قال إِني لأَعلمُ متى تَهْلِكُ العربُ إِذا ساسها من لم يُدْرك الجاهلية فيأْخُذ بأَخلاقها ولم يُدركه الإِسلامُ فَيَقِذه الورع قوله فيَقِذُه أَي يُسكِّنُه ويُثْخِنُه ويبلغ منه مبلغاً يمنعه من انتهاك ما لا يحل ولا يَجْمُل ويقال وقذه الحلم إِذا سكّنَه والوقذ في الأَصل الضرب المُثْخن والكسر وفي حديث عائشة رضي الله عنها فوقَذَ النِّفاقَ وفي روايةٍ الشيطانَ أَي كسَرَه ودَمغَه وفي حديثها أَيضاً وكان وَقِيذَ الجوانح أَي محزون القلب كأَن الحزن قد كسره وضعّفه والجوانح تحبس القلب وتَحْويه فأَضاف الوُقُوذَ إِليها وقال خالد الوقذ أَن يُضْرَب فائِقُه أَو خُشَّاو ه من وراء أُذنيه وقال أَبو سعيد الوَقْذُ الضرب على فَأْسِ القَفا فتصير هدّتها إِلى الدماغ فيذهب العقل فيقال رجل موقوذ وقد وقَذَه الحلم سكَّنه ويقال ضربه على مَوْقِذٍ من مَواقِذه وهي المِرْفق أَو طرف المَنْكِب أَو الكعب وأَنشد للأَعشى يَلْوينَني دَيْني النّهار وَأَقْتَضِي دَيْني إِذا وَقَذَ النُّعاس الرُّقَّدَا أَي صاروا كأَنهم سُكارى من النعاس ابن شميل الوَقِيذُ الذي يُغشى عليه لا يُدْرى أَميت أَم لا ويقال وقَذَه النعاسُ إِذا غلبه ورجل وقيذ أَي ما به طِرْقٌ وناقة مُوَقَّذَة أَثَّر الصِّرارُ في أَخْلافها من شَدِّه وقيل هي التي يَرْغَثُها ولدها أَي يَرْضَعُها ولا يخرج لبنها إِلا نزراً لعظم ضرعها فيُوقِذُها ذلك ويأْخُذها له داءٌ وورمٌ في الضرع والوقائِذُ حجارة مفروشة واحدتها وَقيذَة

ولذ
ولَذَ ولْذاً أَسرع المَشي ورجل وَلاَّذ مَلاَّذ والمعنيان متقاربان والله أَعلم

ومذ
ابن الأَعرابي الوَمْذَةُ البياض النقيّ والله أَعلم

ر
الراء من الحروف المجهورة وهي من الحروف الذُّلْق وسميت ذُلْقاً لأَن الذّلاقَة في المنطق إِنما هي بطَرَف أَسَلَةِ اللسان والحروف الذلق ثلاثة الراء واللام والنون وهن في حيز واحد وقد ذكرنا في أَوّل حرف الباء دخولَ الحروف الستة الذُّلقِ والشفويةِ كَثرةَ دخولها في أَبنية الكلام

أبر
أَبَرَ النخلَ والزرعَ يَأْبُره ويأْبِرُه أَبْراً وإِباراً وإِبارَة وأَبّره أَصلحه وأْتَبَرتَ فلاناً سأَلتَه أَن يأْبُر نخلك وكذلك في الزرع إِذا سأَلته أَن يصلحه لك قال طرفة وَلِيَ الأَصلُ الذي في مثلِه يُصلِحُ الآبِرُ زَرْعَ المؤتَبِرْ والآبر العامل والمُؤْتَبرُ ربّ الزرع والمأْبور الزرع والنخل المُصْلَح وفي حديث عليّ بن أَبي طالب في دعائه على الخوارج أَصابَكم حاصِبٌ ولا بقِيَ منكم آبرِ أَي رجل يقوم بتأْبير النخل وإصلاحها فهو اسم فاعل من أَبَر المخففة ويروى بالثاء المثلثة وسنذكره في موضعه وقوله أَنْ يأْبُروا زَرعاً لغيرِهِم والأَمرُ تَحقِرُهُ وقد يَنْمي قال ثعلب المعنى أَنهم قد حالفوا أَعداءَهم ليستعينوا بهم على قوم آخرين وزمن الإِبار زَمَن تلقيح النخل وإِصلاحِه وقال أَبو حنيفة كل إِصلاحٍ إِبارة وأَنشد قول حميد إِنَّ الحِبالَةَ أَلْهَتْني إِبارَتُها حتى أَصيدَكُما في بعضِها قَنَصا فجعل إِصلاحَ الحِبالة إِبارَة وفي الخبر خَيْر المال مُهْرة مَأْمُورة وسِكّة مَأْبُورة السِّكَّة الطريقة المُصْطَفَّة من النخل والمأْبُورة المُلَقَّحة يقال أَبَرْتُ النخلة وأَبّرْتها فهي مأْبُورة ومُؤَبَّرة وقيل السكة سكة الحرث والمأْبُورة المُصْلَحَة له أَرادَ خَيرُ المال نتاج أَو زرع وفي الحديث من باع نخلاً قد أُبِّرت فَثَمَرتُها للبائع إِلاَّ أَن يشترط المُبْتاع قال أَبو منصور وذلك أَنها لا تؤبر إِلا بعد ظهور ثمرتها وانشقاق طلعها وكَوافِرِها من غَضِيضِها وشبه الشافعي ذلك بالولادة في الإِماء إِذا أُبِيعَت حاملاً تَبِعها ولدها وإِن ولدته قبل ذلك كان الولد للبائع إِلا أَن يشترطه المبتاع مع الأُم وكذلك النخل إِذا أُبر أَو أُبيع
( * قوله « أباع » لغة في باع كما قال ابن القطاع ) على التأْبير في المعنيين وتأْبير النخل تلقيحه يقال نخلة مُؤَبَّرة مثل مأْبُورة والاسم منه الإِبار على وزن الإِزار ويقال تأَبَّر الفَسِيلُ إذا قَبِل الإِبار وقال الراجز تَأَبّري يا خَيْرَةَ الفَسِيلِ إِذْ ضَنَّ أَهلُ النَّخْلِ بالفُحول يقول تَلَقَّحي من غير تأْبير وفي قول مالك بن أَنس يَشترِطُ صاحب الأَرض على المساقي كذا وكذا وإِبارَ النخل وروى أَبو عمرو بن العلاء قال يقال نخل قد أُبِّرَت ووُبِرَتْ وأُبِرَتْ ثلاث لغات فمن قال أُبِّرت فهي مُؤَبَّرة ومن قال وُبِرَت فهي مَوْبُورَة ومن قال أُبِرَت فهي مَأْبُورة أَي مُلقّحة وقال أَبو عبد الرحمن يقال لكل مصلح صنعة هو آبِرُها وإِنما قيل للملقِّح آبر لأَنه مصلح له وأَنشد فَإِنْ أَنْتِ لَم تَرْضَيْ بِسَعْييَ فَاتْرُكي لي البيتَ آبرْهُ وكُوني مَكانِيا أَي أُصلحه ابن الأَعرابي أَبَرَِ إِذا آذى وأَبَرَ إِذا اغتاب وأَبَرَ إِذا لَقَّحَ النخل وأَبَرَ أَصْلَح وقال المَأْبَر والمِئْبر الحشُّ
( * قوله « الحش إلخ » كذا بالأصل ولعله المحش ) تُلقّح به النخلة وإِبرة الذراع مُسْتَدَقُّها ابن سيده والإِبْرة عُظَيْم مستوٍ مع طَرَف الزند من الذراع إِلى طرف الإِصبع وقيل الإِبرة من الإِنسان طرف الذراع الذي يَذْرَعُ منه الذراع وفي التهذيب إِبرَةُ الذارع طرف العظم الذي منه يَذْرَع الذارع وطرف عظم العضد الذي يلي المرفق يقال له القبيح وزُجّ المِرْفق بين القَبِيح وبين إِبرة الذراع وأَنشد حتى تُلاقي الإِبرةُ القبيحا وإِبرة الفرس شظِيّة لاصقة بالذراع ليست منها والإِبرة عظم وَتَرة العُرْقوب وهو عُظَيْم لاصق بالكعب وإِبرة الفرس ما انْحَدّ من عرقوبيه وفي عرقوبي الفرس إبرتان وهما حَدّ كل عرقوب من ظاهر والإِبْرة مِسَلّة الحديد والجمع إِبَرٌ وإِبارٌ قال القطامي وقوْلُ المرء يَنْفُذُ بعد حين أَماكِنَ لا تُجاوِزُها الإِبارُ وصانعها أَبّار والإِبْرة واحدة الإِبَر التهذيب ويقال للمِخْيط إبرة وجمعها إِبَر والذي يُسوّي الإِبر يقال له الأَبّار وأَنشد شمر في صفة الرياح لابن أَحمر أَرَبَّتْ عليها كُلُّ هَوْجاء سَهْوَةٍ زَفُوفِ التوالي رَحْبَةِ المُتَنَسِّم
( * قوله « هوجاء » وقع في البيتين في جميع النسخ التي بأيدينا بلفظ واحد هنا وفي مادة هرع وبينهما على هذا الجناس التام )
إِبارِيّةٍ هَوْجَاء مَوْعِدُهَا الضُّحَى إِذا أَرْزَمَتْ بِورْدٍ غَشَمْشَمِ رَفُوفِ نِيافٍ هَيْرَعٍ عَجْرَفيّةٍ تَرى البِيدَ من إِعْصافِها الجَرْي ترتمي تَحِنُّ ولم تَرْأَمْ فَصِيلاً وإِن تَجِدْ فَيَافِيَ غِيطان تَهَدَّجْ وتَرْأَمِ إِذا عَصَّبَتْ رَسْماً فليْسَ بدائم به وَتِدٌ إِلاَّ تَحِلَّةَ مُقْسِمِ وفي الحديث المؤمِنُ كالكلبِ المأْبور وفي حديث مالك بن دينار ومثَلُ المؤمن مثَلُ الشاة المأْبورة أَي التي أَكلت الإِبرة في عَلَفها فَنَشِبَت في جوفها فهي لا تأْكل شيئاً وإِن أَكلت لم يَنْجَعْ فيها وفي حديث علي عليه السلام والذي فَلَقَ الحية وبَرَأَ النَّسمَة لَتُخْضَبَنَّ هذه من هذه وأَشار إِلى لحيته ورأْسه فقال الناس لو عرفناه أَبَرْنا عِتْرته أَي أَهلكناهم وهو من أَبَرْت الكلب إِذا أَطعمته الإِبرة في الخبز قال ابن الأَثير هكذا أَخرجه الحافظ أَبو موسى الأَصفهاني في حرف الهمزة وعاد فأَخرجه في حرف الباء وجعله من البَوار الهلاك والهمزة في الأَوّل أَصلية وفي الثاني زائدة وسنذكره هناك أَيضاً ويقال للسان مِئْبر ومِذْرَبٌ ومِفْصَل ومِقْول وإِبرة العقرب التي تلدَغُ بها وفي المحكم طرف ذنبها وأَبَرتْه تَأْبُرُه وتَأْبِرُه أَبْراً لسعته أَي ضربته بإِبرتها وفي حديث أَسماء بنت عُمَيْس قيل لعلي أَلا تتزوّج ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال مالي صَفْراء ولا بيضاءُ ولست بِمأْبُور في ديني فيُوَرِّي بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عني إني لأَوّلُ من أَسلم المأْبور من أَبرته العقربُ أَي لَسَعَتْه بإِبرتها يعني لست غير الصحيح الدين ولا المُتّهَمَ في الإِسلام فَيَتَأَلّفني عليه بتزويجها إياي ويروى بالثاء المثلثة وسنذكره قال ابن الأَثير ولو روي لست بمأْبون بالنون لكان وجهاً والإِبْرَة والمِئْبَرَة الأَخيرة عن اللحياني النميمة والمآبِرُ النمائم وإفساد ذاتِ البين قال النابغة وذلك مِنْ قَوْلٍ أَتاكَ أَقُولُه ومِنْ دَسِّ أَعدائي إِليك المآبرا والإِبْرَةُ فَسِيلُ المُقْل يعني صغارها وجمعها إِبَرٌ وإِبَرات الأَخيرة عن كراع قال ابن سيده وعندي أَنه جَمْع جَمْعٍ كحُمُرات وطُرُقات والمِئْبَر ما رَقّ من الرمل قال كثير عزة إِلى المِئْبَر الرّابي من الرّملِ ذي الغَضا تَراها وقد أَقْوَتْ حديثاً قديمُها وأَبَّرَ الأَثَر عَفّى عليه من التراب وفي حديث الشُّورى أَنَّ الستة لما اجتمعوا تكلموا فقال قائل منهم في خطبته لا تُؤبِّروا آثارَكم فَتُولِتُوا دينكم قال الأَزهري هكذا رواه الرياشي بإسناد له في حديث طويل وقال الرياشي التّأْبِيرُ التعْفية ومَحْو الأَثر قال وليس شيء من الدواب يُؤَبِّر أَثره حتى لا يُعْرف طريقه إِلا التُّفَّة وهي عَناق الأَرض حكاه الهروي في الغريبين وفي ترجمة بأَر وابْتَأَرَ الحَرُّ قدميه قال أَبو عبيد في الابتئار لغتان يقال ابتأَرْتُ وأْتَبَرْت ابتئاراً وأْتِباراً قال القطامي فإِن لم تأْتَبِرْ رَشَداً قريشٌ فليس لسائِرِ الناسِ ائتِبَارُ يعني اصطناع الخير والمعروف وتقديمه

أتر
الأُتْرُور لغة في التُّؤْرُور مقلوب عنه

أثر
الأَثر بقية الشيء والجمع آثار وأُثور وخرجت في إِثْره وفي أَثَره أَي بعده وأْتَثَرْتُه وتَأَثَّرْته تتبعت أَثره عن الفارسي ويقال آثَرَ كذا وكذا بكذا وكذا أَي أَتْبَعه إِياه ومنه قول متمم بن نويرة يصف الغيث فَآثَرَ سَيْلَ الوادِيَّيْنِ بِدِيمَةٍ تُرَشِّحُ وَسْمِيّاً من النَّبْتِ خِرْوعا أَي أَتبع مطراً تقدم بديمة بعده والأَثر بالتحريك ما بقي من رسم الشيء والتأْثير إِبْقاءُ الأَثر في الشيء وأَثَّرَ في الشيء ترك فيه أَثراً والآثارُ الأَعْلام والأَثِيرَةُ من الدوابّ العظيمة الأَثَر في الأَرض بخفها أَو حافرها بَيّنَة الإِثارَة وحكى اللحياني عن الكسائي ما يُدْرى له أَيْنَ أَثرٌ وما يدرى له ما أَثَرٌ أَي ما يدرى أَين أَصله ولا ما أَصله والإِثارُ شِبْهُ الشِّمال يُشدّ على ضَرْع العنز شِبْه كِيس لئلا تُعانَ والأُثْرَة بالضم أَن يُسْحَى باطن خف البعير بحديدة ليُقْتَصّ أَثرُهُ وأَثَرَ خفَّ البعير يأْثُرُه أَثْراً وأَثّرَه حَزَّه والأَثَرُ سِمَة في باطن خف البعير يُقْتَفَرُ بها أَثَرهُ والجمع أُثور والمِئْثَرَة والثُّؤْرُور على تُفعول بالضم حديدة يُؤْثَرُ بها خف البعير ليعرف أَثرهُ في الأَرض وقيل الأُثْرة والثُّؤْثور والثَّأْثور كلها علامات تجعلها الأَعراب في باطن خف البعير يقال منه أَثَرْتُ البعيرَ فهو مأْثور ورأَيت أُثرَتَهُ وثُؤْثُوره أَي موضع أَثَره من الأَرض والأَثِيَرةُ من الدواب العظيمة الأَثرِ في الأَرض بخفها أَو حافرها وفي الحديث من سَرّه أَن يَبْسُطَ اللهُ في رزقه ويَنْسَأَ في أَثَرِه فليصل رحمه الأَثَرُ الأَجل وسمي به لأَنه يتبع العمر قال زهير والمرءُ ما عاش ممدودٌ له أَمَلٌ لا يَنْتَهي العمْرُ حتى ينتهي الأَثَرُ وأَصله من أَثَّرَ مَشْيُه في الأَرض فإِنَّ من مات لا يبقى له أَثَرٌ ولا يُرى لأَقدامه في الأَرض أَثر ومنه قوله للذي مر بين يديه وهو يصلي قَطَع صلاتَنا قطع الله أَثره دعا عليه بالزمانة لأَنه إِذا زَمِنَ انقطع مشيه فانقطع أَثَرُه وأَما مِيثَرَةُ السرج فغير مهموزة والأَثَر الخبر والجمع آثار وقوله عز وجل ونكتب ما قدّموا وآثارهم أَي نكتب ما أَسلفوا من أَعمالهم ونكتب آثارهم أَي مَن سنّ سُنَّة حَسَنة كُتِب له ثوابُها ومَن سنَّ سُنَّة سيئة كتب عليه عقابها وسنن النبي صلى الله عليه وسلم آثاره والأَثْرُ مصدر قولك أَثَرْتُ الحديث آثُرُه إِذا ذكرته عن غيرك ابن سيده وأَثَرَ الحديثَ عن القوم يأْثُرُه ويأْثِرُه أَثْراً وأَثارَةً وأُثْرَةً الأَخيرة عن اللحياني أَنبأَهم بما سُبِقُوا فيه من الأَثَر وقيل حدّث به عنهم في آثارهم قال والصحيح عندي أَن الأُثْرة الاسم وهي المَأْثَرَةُ والمَأْثُرَةُ وفي حديث عليّ في دعائه على الخوارج ولا بَقِيَ منكم آثِرٌ أَي مخبر يروي الحديث وروي هذا الحديث أَيضاً بالباء الموحدة وقد تقدم ومنه قول أَبي سفيان في حديث قيصر لولا أَن يَأْثُرُوا عني الكذب أَي يَرْوُون ويحكون وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه حلف بأَبيه فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال عمر فما حلفت به ذاكراً ولا آثراً قال أَبو عبيد أَما قوله ذاكراً فليس من الذكر بعد النسيان إِنما أَراد متكلماً به كقولك ذكرت لفلان حديث كذا وكذا وقوله ولا آثِراً يريد مخبراً عن غيري أَنه حلف به يقول لا أَقول إِن فلاناً قال وأَبي لا أَفعل كذا وكذا أَي ما حلفت به مبتدئاً من نفسي ولا رويت عن أَحد أَنه حلف به ومن هذا قيل حديث مأْثور أَي يُخْبِر الناسُ به بعضُهم بعضاً أَي ينقله خلف عن سلف يقال منه أَثَرْت الحديث فهو مَأْثور وأَنا آثر قال الأَعشى إِن الذي فيه تَمارَيْتُما بُيِّنَ للسَّامِعِ والآثِرِ ويروى بَيَّنَ ويقال إِن المأْثُرة مَفْعُلة من هذا يعني المكرمة وإِنما أُخذت من هذا لأَنها يأْثُرها قَرْنٌ عن قرن أَي يتحدثون بها وفي حديث عليّ كرّم الله وجهه ولَسْتُ بمأْثور في ديني أَي لست ممن يُؤْثَرُ عني شرّ وتهمة في ديني فيكون قد وضع المأْثور مَوْضع المأْثور عنه وروي هذا الحديث بالباء الموحدة وقد تقدم وأُثْرَةُ العِلْمِ وأَثَرَته وأَثارَتُه بقية منه تُؤْثَرُ أَي تروى وتذكر وقرئ
( * قوله « وقرئ إلخ » حاصل القراءات ست أثارة بفتح أو كسر وأثرة بفتحتين وأثرة مثلثة الهمزة مع سكون الثاء فالأثارة بالفتح البقية أي بقية من علم بقيت لكم من علوم الأولين هل فيها ما يدل على استحقاقهم للعبادة أو الأمر به وبالكسر من أثار الغبار أريد منها المناظرة لأنها تثير المعاني والأثرة بفتحتين بمعنى الاستئثار والتفرد والأثرة بالفتح مع السكون بناء مرة من رواية الحديث وبكسرها معه بمعنى الأثرة بفتحتين وبضمها معه اسم للمأثور المرويّ كالخطبة اه ملخصاً من البيضاوي وزاده ) أَو أَثْرَةٍ من عِلْم وأَثَرَةٍ من علم وأَثارَةٍ والأَخيرة أَعلى وقال الزجاج أَثارَةٌ في معنى علامة ويجوز أَن يكون على معنى بقية من علم ويجوز أَن يكون على ما يُؤْثَرُ من العلم ويقال أَو شيء مأْثور من كتب الأَوَّلين فمن قرأَ أَثارَةٍ فهو المصدر مثل السماحة ومن قرأَ أَثَرةٍ فإِنه بناه على الأَثر كما قيل قَتَرَةٌ ومن قرأَ أَثْرَةٍ فكأَنه أَراد مثل الخَطْفَة والرَّجْفَةِ وسَمِنَتِ الإِبل والناقة على أَثارة أَي على عتيق شحم كان قبل ذلك قال الشماخ وذاتِ أَثارَةٍ أَكَلَتْ عليه نَباتاً في أَكِمَّتِهِ فَفارا قال أَبو منصور ويحتمل أَن يكون قوله أَو أَثارة من علم من هذا لأَنها سمنت على بقية شَحْم كانت عليها فكأَنها حَمَلَت شحماً على بقية شحمها وقال ابن عباس أَو أَثارة من علم إِنه علم الخط الذي كان أُوتيَ بعضُ الأَنبياء وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخط فقال قد كان نبيّ يَخُط فمن وافقه خَطّه أَي عَلِمَ مَنْ وافَقَ خَطُّه من الخَطَّاطِين خَطَّ ذلك النبيّ عليه السلام فقد علِمَ عِلْمَه وغَضِبَ على أَثارَةٍ قبل ذلك أَي قد كان
( * قوله « قد كان إلخ » كذا بالأصل والذي في مادة خ ط ط منه قد كان نبي يخط فمن وافق خطه علم مثل علمه فلعل ما هنا رواية وأي مقدمة على علم من مبيض المسودة ) قبل ذلك منه غَضَبٌ ثم ازداد بعد ذلك غضباً هذه عن اللحياني والأُثْرَة والمأْثَرَة والمأْثُرة بفتح الثاء وضمها المكرمة لأَنها تُؤْثر أَي تذكر ويأْثُرُها قرن عن قرن يتحدثون بها وفي المحكم المَكْرُمة المتوارثة أَبو زيد مأْثُرةٌ ومآثر وهي القدم في الحسب وفي الحديث أَلا إِنَّ كل دم ومأْثُرَةٍ كانت في الجاهلية فإِنها تحت قَدَمَيّ هاتين مآثِرُ العرب مكارِمُها ومفاخِرُها التي تُؤْثَر عنها أَي تُذْكَر وتروى والميم زائدة وآثَرَه أَكرمه ورجل أَثِير مكين مُكْرَم والجمع أُثَرَاءُ والأُنثى أَثِيرَة وآثَرَه عليه فضله وفي التنزيل لقد آثرك الله علينا وأَثِرَ أَن يفعل كذا أَثَراً وأَثَر وآثَرَ كله فَضّل وقَدّم وآثَرْتُ فلاناً على نفسي من الإِيثار الأَصمعي آثَرْتُك إِيثاراً أَي فَضَّلْتُك وفلان أَثِيرٌ عند فلان وذُو أُثْرَة إِذا كان خاصّاً ويقال قد أَخَذه بلا أَثَرَة وبِلا إِثْرَة وبلا اسْتِئثارٍ أَي لم يستأْثر على غيره ولم يأْخذ الأَجود وقال الحطيئة يمدح عمر رضي الله عنه ما آثَرُوكَ بها إِذ قَدَّموكَ لها لكِنْ لأَنْفُسِهِمْ كانَتْ بها الإِثَرُ أَي الخِيَرَةُ والإِيثارُ وكأَنَّ الإِثَرَ جمع الإِثْرَة وهي الأَثَرَة وقول الأَعرج الطائي أَراني إِذا أَمْرٌ أَتَى فَقَضَيته فَزِعْتُ إِلى أَمْرٍ عليَّ أَثِير قال يريد المأْثور الذي أَخَذَ فيه قال وهو من قولهم خُذْ هذا آثِراً وشيء كثير أَثِيرٌ إِتباع له مثل بَثِيرٍ واسْتأْثَرَ بالشيء على غيره خصَّ به نفسه واستبدَّ به قال الأَعشى اسْتَأْثَرَ اللهُ بالوفاءِ وبال عَدْلِ ووَلَّى المَلامَة الرجلا وفي الحديث إِذا اسْتأْثر الله بشيء فَالْهَ عنه ورجل أَثُرٌ على فَعُل وأَثِرٌ يسْتَأْثر على أَصحابه في القَسْم ورجل أَثْر مثال فَعْلٍ وهو الذي يَسْتَأْثِر على أَصحابه مخفف وفي الصحاح أَي يحتاج
( * قوله « أي يحتاج » كذا بالأصل ونص الصحاح رجل أثر بالضم على فعل بضم العين إذا كان يستأثر على أصحابه أي يختار لنفسه أخلاقاً إلخ ) لنفسه أَفعالاً وأَخلاقاً حَسَنَةً وفي الحديث قال للأَنصار إِنكم ستَلْقَوْنَ بَعْدي أَثَرَةً فاصْبروا الأَثَرَة بفتح الهمزة والثاء الاسم من آثَرَ يُؤْثِر إِيثاراً إِذا أَعْطَى أَراد أَنه يُسْتَأْثَرُ عليكم فَيُفَضَّل غيرُكم في نصيبه من الفيء والاستئثارُ الانفراد بالشيء ومنه حديث عمر فوالله ما أَسْتَأْثِرُ بها عليكم ولا آخُذُها دونكم وفي حديثة الآخر لما ذُكر له عثمان للخلافة فقال أَخْشَى حَفْدَه وأَثَرَتَه أَي إِيثارَه وهي الإِثْرَةُ وكذلك الأُثْرَةُ والأَثْرَة وأَنشد أَيضاً ما آثروك بها إِذ قدَّموك لها لكن بها استأْثروا إِذا كانت الإِثَرُ وهي الأُثْرَى قال فَقُلْتُ له يا ذِئْبُ هَل لكَ في أَخٍ يُواسِي بِلا أُثْرَى عَلَيْكَ ولا بُخْلِ ؟ وفلان أَثيري أَي خُلْصاني أَبو زيد يقال قد آثَرْت أَن أَقول ذلك أُؤَاثرُ أَثْراً وقال ابن شميل إِن آثَرْتَ أَنْ تأْتينا فأْتنا يوم كذا وكذا أَي إِن كان لا بد أَن تأْتينا فأْتنا يوم كذا وكذا ويقال قد أَثِرَ أَنْ يَفْعلَ ذلك الأَمر أَي فَرغ له وعَزَم عليه وقال الليث يقال لقد أَثِرْتُ بأَن أَفعل كذا وكذا وهو هَمٌّ في عَزْمٍ ويقال افعل هذا يا فلان آثِراً مّا إِن اخْتَرْتَ ذلك الفعل فافعل هذا إِمَّا لا واسْتَأْثرَ الله فلاناً وبفلان إِذا مات وهو ممن يُرجى له الجنة ورُجِيَ له الغُفْرانُ والأَثْرُ والإِثْرُ والأُثُرُ على فُعُلٍ وهو واحد ليس بجمع فِرِنْدُ السَّيفِ ورَوْنَقُه والجمع أُثور قال عبيد بن الأَبرص ونَحْنُ صَبَحْنَا عامِراً يَوْمَ أَقْبَلوا سُيوفاً عليهن الأُثورُ بَواتِكا وأَنشد الأَزهري كأَنَّهم أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمانِيةٌ عَضْبٌ مَضارِبُها باقٍ بها الأُثُرُ وأَثْرُ السيف تَسَلْسُلُه وديباجَتُه فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله فإِنِّي إِن أَقَعْ بِكَ لا أُهَلِّكْ كَوَقْع السيفِ ذي الأَثَرِ الفِرِنْدِ فإِن ثعلباً قال إِنما أَراد ذي الأَثْرِ فحركه للضرورة قال ابن سيده ولا ضرورة هنا عندي لأَنه لو قال ذي الأَثْر فسكنه على أَصله لصار مفاعَلَتُن إِلى مفاعِيلن وهذا لا يكسر البيت لكن الشاعر إِنما أَراد توفية الجزء فحرك لذلك ومثله كثير وأَبدل الفرنْدَ من الأَثَر الجوهري قال يعقوب لا يعرف الأَصمعي الأَثْر إِلا بالفتح قال وأَنشدني عيسى بن عمر لخفاف بن ندبة وندبة أُمّه جَلاهَا الصيْقَلُونَ فأَخُلَصُوها خِفاقاً كلُّها يَتْقي بأَثْر أَي كلها يستقبلك بفرنده ويَتْقِي مخفف من يَتَّقي أَي إِذا نظر الناظر إِليها اتصل شعاعها بعينه فلم يتمكن من النظر إِليها ويقال تَقَيْتُه أَتْقيه واتَّقَيْتُه أَتَّقِيه وسيف مأْثور في متنه أَثْر وقيل هو الذي يقال إِنه يعمله الجن وليس من الأَثْرِ الذي هو الفرند قال ابن مقبل إِني أُقَيِّدُ بالمأْثُورِ راحِلَتي ولا أُبالي ولو كنَّا على سَفَر قال ابن سيده وعندي أَنَّ المَأْثور مَفْعول لا فعل له كما ذهب إِليه أَبو علي في المَفْؤُود الذي هو الجبان وأُثْر الوجه وأُثُرُه ماؤه ورَوْنَقُه وأَثَرُ السيف ضَرْبَته وأُثْر الجُرْح أَثَرهُ يبقى بعدما يبرأُ الصحاح والأُثْر بالضم أَثَر الجرح يبقى بعد البُرء وقد يثقل مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ وأَنشد عضب مضاربها باقٍ بها الأُثر هذا العجز أَورده الجوهري بيضٌ مضاربها باقٍ بها الأَثر والصحيح ما أَوردناه قال وفي الناس من يحمل هذا على الفرند والإِثْر والأُثْر خُلاصة السمْن إِذا سُلِئَ وهو الخَلاص والخِلاص وقيل هو اللبن إِذا فارقه السمن قال والإِثْرَ والضَّرْبَ معاً كالآصِيَه الآصِيَةُ حُساءٌ يصنع بالتمر وروى الإِيادي عن أَبي الهيثم أَنه كان يقول الإِثر بكسرة الهمزة لخلاصة السمن وأَما فرند السيف فكلهم يقول أُثْر ابن بُزرُج جاء فلان على إِثْرِي وأَثَري قالوا أُثْر السيف مضموم جُرْحه وأَثَرُه مفتوح رونقه الذي فيه وأُثْرُ البعير في ظهره مضموم وأَفْعَل ذلك آثِراً وأَثِراً ويقال خرجت في أَثَرِه وإِثْرِه وجاء في أَثَرِهِ وإتِْرِه وفي وجهه أَثْرٌ وأُثْرٌ وقال الأَصمعي الأُثْر بضم الهمزة من الجرح وغيره في الجسد يبرأُ ويبقى أَثَرُهُ قال شمر يقال في هذا أَثْرٌ وأُثْرٌ والجمع آثار ووجهه إِثارٌ بكسر الأَلف قال ولو قلت أُثُور كنت مصيباً ويقال أَثَّر بوجهه وبجبينه السجود وأَثَّر فيه السيف والضَّرْبة الفراء ابدَأْ بهذا آثراً مّا وآثِرَ ذي أَثِير وأَثيرَ ذي أَثيرٍ أَي ابدَأْ به أَوَّل كل شيء ويقال افْعَلْه آثِراً ما وأَثِراً ما أَي إِن كنت لا تفعل غيره فافعله وقيل افعله مُؤثراً له على غيره وما زائدة وهي لازمة لا يجوز حذفها لأَن معناه افعله آثِراً مختاراً له مَعْنيّاً به من قولك آثرت أَن أَفعل كذا وكذا ابن الأَعرابي افْعَلْ هذا آثراً مّا وآثراً بلا ما ولقيته آثِراً مّا وأَثِرَ ذاتِ يَدَيْن وذي يَدَيْن وآثِرَ ذِي أَثِير أَي أَوَّل كل شيء ولقيته أَوَّل ذِي أَثِيرٍ وإِثْرَ ذي أَثِيرٍ وقيل الأَثير الصبح وذو أَثيرٍ وَقْتُه قال عروة بن الورد فقالوا ما تُرِيدُ ؟ فَقُلْت أَلْهُو إِلى الإِصْباحِ آثِرَ ذِي أَثِير وحكى اللحياني إِثْرَ ذِي أَثِيرَيْن وأَثَرَ ذِي أَثِيرَيْن وإِثْرَةً مّا المبرد في قولهم خذ هذا آثِراً مّا قال كأَنه يريد أَن يأْخُذَ منه واحداً وهو يُسامُ على آخر فيقول خُذْ هذا الواحد آثِراً أَي قد آثَرْتُك به وما فيه حشو ثم سَلْ آخَرَ وفي نوادر الأَعراب يقال أَثِرَ فُلانٌ بقَوْل كذا وكذا وطَبِنَ وطَبِقَ ودَبِقَ ولَفِقَ وفَطِنَ وذلك إِذا إِبصر الشيء وضَرِيَ بمعرفته وحَذِقَه والأُثْرَة الجدب والحال غير المرضية قال الشاعر إِذا خافَ مِنْ أَيْدِي الحوادِثِ أُثْرَةً كفاهُ حمارٌ من غَنِيٍّ مُقَيَّدُ ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم إِنكم ستَلْقَوْن بَعْدي أُثْرَةً فاصبروا حتى تَلْقَوني على الحوض وأَثَر الفَحْلُ الناقة يأْثُرُها أَثْراً أَكثَرَ ضِرابها

أجر
الأَجْرُ الجزاء على العمل والجمع أُجور والإِجارَة من أَجَر يَأْجِرُ وهو ما أَعطيت من أَجْر في عمل والأَجْر الثواب وقد أَجَرَه الله يأْجُرُه ويأْجِرُه أَجْراً وآجَرَه الله إِيجاراً وأْتَجَرَ الرجلُ تصدّق وطلب الأَجر وفي الحديث في الأَضاحي كُلُوا وادَّخِرُوا وأْتَجِروا أَي تصدّقوا طالبن لِلأَجْرِ بذلك قال ولا يجوز فيه اتَّجِروا بالإِدغام لأَن الهمزة لا تدغم في التاء لأَنَّه من الأَجر لا من التجارة قال ابن الأَثير وقد أَجازه الهروي في كتابه واستشهد عليه بقوله في الحديث الآخر إنّ رجلاً دخل المسجد وقد قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاتَه فقال من يَتّجِر يقوم فيصلي معه قال والرواية إِنما هي يأْتَجِر فإِن صح فيها يتجر فيكون من التجارة لا من الأَجر كأَنه بصلاته معه قد حصَّل لنفسه تِجارة أَي مَكْسَباً ومنه حديث الزكاة ومن أَعطاها مُؤْتَجِراً بها وفي حديث أُم سلمة آجَرَني الله في مصيبتي وأَخْلف لي خَيْراً منها آجَرَه يُؤْجِرُه إِذا أَثابه وأَعطاه الأَجر والجزاء وكذلك أَجَرَه يَأْجُرُه ويأْجِرُه والأَمر منهما آجِرْني وأْجُرْني وقوله تعالى وآتيناه أَجْرَه في الدنيا قيل هو الذِّكْر الحسن وقيل معناه أَنه ليس من أُمة من المسلمين والنصارى واليهود والمجوس إلا وهم يعظمون إِبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام وقيل أَجْرُه في الدنيا كونُ الأَنبياء من ولده وقيل أَجْرُه الولدُ الصالح وقوله تعالى فبشره بمغفرة وأَجْر كريم الأَجر الكريمُ الجنةُ وأَجَرَ المملوكَ يأْجُرُه أَجراً فهو مأْجور وآجره يؤجره إِيجاراً ومؤاجَرَةً وكلٌّ حسَنٌ من كلام العرب وآجرت عبدي أُوجِرُه إِيجاراً فهو مُؤْجَرٌ وأَجْرُ المرأَة مَهْرُها وفي التنزيل يا أَيها النبي إِنا أَحللنا لك أَزواجك اللاتي آتيت أُجورهنّ وآجرتِ الأَمَةُ البَغِيَّةُ نفسَها مؤاجَرَةً أَباحَت نفسَها بأَجْرٍ وآجر الإِنسانَ واستأْجره والأَجيرُ المستأْجَرُ وجمعه أُجَراءُ وأَنشد أَبو حنيفة وجَوْنٍ تَزْلَقُ الحِدْثانُ فيه إِذا أُجَرَاؤُه نَحَطُوا أَجابا والاسم منه الإِجارةُ والأُجْرَةُ الكراء تقول استأْجرتُ الرجلَ فهو يأْجُرُني ثمانيَ حِجَجٍ أَي يصير أَجيري وأُتْجَرَ عليه بكذا من الأُجرة وقال أَبو دَهْبَلٍ الجُمحِي والصحيح أَنه لمحمد بن بشير الخارجي يا أَحْسنَ الناسِ إِلاّ أَنّ نائلَها قِدْماً لمن يَرْتَجي معروفها عَسِرُ وإِنما دَلُّها سِحْرٌ تَصيدُ به وإِنما قَلْبُها للمشتكي حَجَرُ هل تَذْكُريني ؟ ولمَّا أَنْسَ عهدكُمُ وقدْ يَدومَ لعهد الخُلَّةِ الذِّكَرُ قَوْلي ورَكْبُكِ قد مالت عمائمهُمُ وقد سقاهم بكَأْس النَّومَةِ السهرُ يا لَيْت أَني بأَثوابي وراحلتي عبدٌ لأَهلِكِ هذا الشهرَ مُؤْتَجَرُ إن كان ذا قَدَراً يُعطِيكِ نافلةً منَّا ويَحْرِمُنا ما أَنْصَفَ القَدَرُ جِنِّيَّةٌ أَوْ لَها جِنٌّ يُعَلِّمُها ترمي القلوبَ بقوسٍ ما لها وَتَرُ قوله يا ليت أَني بأَثوابي وراحلتي أَي مع أَثوابي وآجرته الدارَ أَكريتُها والعامة تقول وأَجرْتُه والأُجْرَةُ والإِجارَةُ والأُجارة ما أَعْطيتَ من أَجرٍ قال ابن سيده وأُرى ثعلباً حكى فيه الأَجارة بالفتح وفي التنزيل العزيز على أَن تأْجُرني ثماني حِجَجٍ قال الفرّاءُ يقول أَن تَجْعَلَ ثوابي أَن ترعى عليَّ غَنمي ثماني حِجَج وروى يونس معناها على أَن تُثِبَني على الإِجارة ومن ذلك قول العرب آجركَ اللهُ أَي أَثابك الله وقال الزجاج في قوله قالت إحداهما يا أَبَتِ استأْجِرْهُ أَي اتخذه أَجيراً إِن خيرَ مَن اسْتأْجرتَ القَويُّ الأَمينُ أَي خيرَ من استعملت مَنْ قَوِيَ على عَمَلِكَ وأَدَّى الأَمانة قال وقوله على أَن تأْجُرَني ثمانيَ حِجَج أَي تكون أَجيراً لي ابن السكيت يقال أُجِرَ فلانٌ خمسةً من وَلَدِه أَي ماتوا فصاروا أَجْرَهُ وأَجِرَتْ يدُه تأْجُر وتَأْجِرُ أَجْراً وإِجاراً وأُجوراً جُبِرَتْ على غير استواء فبقي لها عَثْمٌ وهو مَشَشٌ كهيئة الورم فيه أَوَدٌ وآجَرَها هو وآجَرْتُها أَنا إِيجاراً الجوهري أَجَرَ العظمُ يأْجُر ويأْجِرُ أَجْراً وأُجوراً أَي برئَ على عَثْمٍ وقد أُجِرَتْ يدُه أَي جُبِرَتْ وآجَرَها اللهُ أَي جبرها على عَثْمٍ وفي حديث ديَة التَّرْقُوَةِ إِذا كُسِرَت بَعيرانِ فإِن كان فيها أُجورٌ فأَربعة أَبْعِرَة الأُجُورُ مصدرُ أُجِرَتْ يدُه تُؤْجَرُ أَجْراً وأُجوراً إِذا جُبرت على عُقْدَة وغير استواء فبقي لها خروج عن هيئتها والمِئْجارُ المِخْراقُ كأَنه فُتِلَ فَصَلُبَ كما يَصْلُبُ العظم المجبور قال الأَخطل والوَرْدُ يَرْدِي بِعُصْمٍ في شَرِيدِهِم كأَنه لاعبٌ يسعى بِمِئْجارِ الكسائي الإِجارةُ في قول الخليل أَن تكون القافيةُ طاء والأُخرى دالاً وهذا من أُجِرَ الكَسْرُ إِذا جُبِرَ على غير استواءٍ وهو فِعَالَةٌ من أَجَرَ يأْجُر كالإِمارةِ من أَمَرَ والأُجُورُ واليَأْجُورُ والآجُِرُون والأُجُرُّ والآجُرُّ والآجُِرُ طبيخُ الطين الواحدة بالهاء أُجُرَّةٌ وآجُرَّةٌ وآجِرَّة أَبو عمرو هو الآجُر مخفف الراء وهي الآجُرَة وقال غيره آجِرٌ وآجُورٌ على فاعُول وهو الذي يبنى به فارسي معرّب قال الكسائي العرب تقول آجُرَّة وآجُرَّ للجمع وآجُرَةُ وجمعها آجُرٌ وأَجُرَةٌ وجمعها أَجُرٌ وآجُورةٌ وجمعها آجُورٌ والإِجَّارُ السَّطح بلغة الشام والحجاز وجمع الإِجَّار أَجاجِيرُ وأَجاجِرَةٌ ابن سيده والإِجَّار والإِجَّارةُ سطح ليس عليه سُتْرَةٌ وفي الحديث من بات على إِجَّارٍ ليس حوله ما يَرُدُ قدميه فقد بَرِئَتْ منه الذمَّة الإِجَّارُ بالكسر والتشديد السَّطحُ الذي ليس حوله ما يَرُدُ الساقِطَ عنه وفي حديث محمد بن مسلمة فإِذا جارية من الأَنصار على إِجَّارٍ لهم والأَنْجارُ بالنون لغة فيه والجمع الإِناجِيرُ وفي حديث الهجرة فَتَلَقَّى الناسُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في السوق وعلى الأَجاجيرِ والأَناجِيرِ يعني السطوحَ والصوابُ في ذلك الإِجَّار ابن السكيت ما زال ذلك إِجِّيراهُ أَي عادته ويقال لأُم إِسمعيلَ هاجَرُ وآجَرُ عليهما السلام

أخر
في أَسماء الله تعالى الآخِرُ والمؤخَّرُ فالآخِرُ هو الباقي بعد فناء خلقِه كله ناطقِه وصامتِه والمؤخِّرُ هو الذي يؤخر الأَشياءَ فَيضعُها في مواضِعها وهو ضدّ المُقَدَّمِ والأُخُرُ ضد القُدُمِ تقول مضى قُدُماً وتَأَخَّرَ أُخُراً والتأَخر ضدّ التقدّم وقد تَأَخَّرَ عنه تَأَخُّراً وتَأَخُّرَةً واحدةً عن اللحياني وهذا مطرد وإِنما ذكرناه لأَن اطِّراد مثل هذا مما يجهله من لا دُرْبَة له بالعربية وأَخَّرْتُه فتأَخَّرَ واستأْخَرَ كتأَخَّر وفي التنزيل لا يستأْخرون ساعة ولا يستقدمون وفيه أَيضاً ولقد عَلِمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأْخرينَ يقول علمنا من يَستقدِم منكم إِلى الموت ومن يَستأْخرُ عنه وقيل عَلِمنا مُستقدمي الأُمم ومُسْتأْخِريها وقال ثعلبٌ عَلمنا من يأْتي منكم إِلى المسجد متقدِّماً ومن يأْتي متأَخِّراً وقيل إِنها كانت امرأَةٌ حَسْنَاءُ تُصلي خَلْفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيمن يصلي في النساء فكان بعضُ من يُصلي يَتأَخَّرُ في أَواخِرِ الصفوف فإِذا سجد اطلع إليها من تحت إِبطه والذين لا يقصِدون هذا المقصِدَ إِنما كانوا يطلبون التقدّم في الصفوف لما فيه من الفضل وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أَخِّرْ عني يا عمرُ يقال أَخَّرَ وتأَخَّرَ وقَدَّمَ وتقَدَّمَ بمعنًى كقوله تعالى لا تُقَدِّموا بين يَدَي الله ورسوله أَي لا تتقدموا وقيل معناهُ أَخَّر عني رَأْيَكَ فاختُصِر إِيجازاً وبلاغة والتأْخيرُ ضدُّ التقديم ومُؤَخَّرُ كل شيء بالتشديد خلاف مُقَدَّمِه يقال ضرب مُقَدَّمَ رأْسه ومؤَخَّره وآخِرَةُ العينَ ومُؤْخِرُها ومؤْخِرَتُها ما وَليَ اللِّحاظَ ولا يقالُ كذلك إِلا في مؤَخَّرِ العين ومُؤْخِرُ العين مثل مُؤمِنٍ الذي يلي الصُّدْغَ ومُقْدِمُها الذي يلي الأَنفَ يقال نظر إِليه بِمُؤْخِرِ عينه وبمُقْدِمِ عينه ومُؤْخِرُ العين ومقدِمُها جاء في العين بالتخفيف خاصة ومُؤْخِرَةُ الرَّحْل ومُؤَخَّرَتُه وآخِرَته وآخِره كله خلاف قادِمته وهي التي يَسْتنِدُ إِليها الراكب وفي الحديث إِذا وضَعَ أَحدكُم بين يديه مِثلَ آخِرة الرحلِ فلا يبالي مَنْ مرَّ وراءَه هي بالمدّ الخشبة التي يَسْتنِدُ إِليها الراكب من كور البعير وفي حديث آخَرَ مِثْلَ مؤْخرة وهي بالهمز والسكون لغة قليلة في آخِرَتِه وقد منع منها بعضهم ولا يشدّد ومُؤْخِرَة السرج خلافُ قادِمتِه والعرب تقول واسِطُ الرحل للذي جعله الليث قادِمَه ويقولون مُؤْخِرَةُ الرحل وآخِرَة الرحل قال يعقوب ولا تقل مُؤْخِرَة وللناقة آخِرَان وقادمان فخِلْفاها المقدَّمانِ قادماها وخِلْفاها المؤَخَّران آخِراها والآخِران من الأَخْلاف اللذان يليان الفخِذَين والآخِرُ خلافُ الأَوَّل والأُنثَى آخِرَةٌ حكى ثعلبٌ هنَّ الأَوَّلاتُ دخولاً والآخِراتُ خروجاً الأَزهري وأَمَّا الآخِرُ بكسر الخاء قال الله عز وجل هو الأَوَّل والآخِر والظاهر والباطن روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال وهو يُمَجِّد الله أنت الأَوَّلُ فليس قبلك شيءٌ وأَنت الآخِرُ فليس بعدَك شيء الليث الآخِرُ والآخرة نقيض المتقدّم والمتقدِّمة والمستأْخِرُ نقيض المستقدم والآخَر بالفتح أَحد الشيئين وهو اسم على أَفْعَلَ والأُنثى أُخْرَى إِلاَّ أَنَّ فيه معنى الصفة لأَنَّ أَفعل من كذا لا يكون إِلا في الصفة والآخَرُ بمعنى غَير كقولك رجلٌ آخَرُ وثوب آخَرُ وأَصله أَفْعَلُ من التَّأَخُّر فلما اجتمعت همزتان في حرف واحد استُثْقِلتا فأُبدلت الثانية أَلفاً لسكونها وانفتاح الأُولى قبلها قال الأَخفش لو جعلْتَ في الشعر آخِر مع جابر لجاز قال ابن جني هذا هو الوجه القوي لأَنه لا يحققُ أَحدٌ همزة آخِر ولو كان تحقيقها حسناً لكان التحقيقُ حقيقاً بأَن يُسمع فيها وإِذا كان بدلاً البتة وجب أَن يُجْرى على ما أَجرته عليه العربُ من مراعاة لفظه وتنزيل هذه الهمزة منزلةَ الأَلِفِ الزائدة التي لا حظَّ فيها للهمز نحو عالِم وصابِرٍ أَلا تراهم لما كسَّروا قالوا آخِرٌ وأَواخِرُ كما قالوا جابِرٌ وجوابِرُ وقد جمع امرؤ القيس بين آخَرَ وقَيصرَ توهَّمَ الأَلِفَ همزةً قال إِذا نحنُ صِرْنا خَمْسَ عَشْرَةَ ليلةً وراءَ الحِساءِ مِنْ مَدَافِعِ قَيْصَرَا إِذا قُلتُ هذا صاحبٌ قد رَضِيتُه وقَرَّتْ به العينانِ بُدّلْتُ آخَرا وتصغيرُ آخَر أُوَيْخِرٌ جَرَتِ الأَلِفُ المخففةُ عن الهمزة مَجْرَى أَلِفِ ضَارِبٍ وقوله تعالى فآخَرَان يقومانِ مقامَهما فسَّره ثعلبٌ فقال فمسلمان يقومانِ مقامَ النصرانيينِ يحلفان أَنهما اخْتَانا ثم يُرْتجَعُ على النصرانِيِّيْن وقال الفراء معناه أَو آخَرانِ من غير دِينِكُمْ من النصارى واليهودِ وهذا للسفر والضرورة لأَنه لا تجوزُ شهادةُ كافرٍ على مسلمٍ في غير هذا والجمع بالواو والنون والأُنثى أُخرى وقوله عز وجل وليَ فيها مآربُ أُخرى جاء على لفظ صفةِ الواحدِ لأَن مآربَ في معنى جماعةٍ أُخرى من الحاجاتِ ولأَنه رأُس آية والجمع أُخْرَياتٌ وأُخَرُ وقولهم جاء في أُخْرَيَاتِ الناسِ وأُخرى القومِ أَي في أَخِرهِم وأَنشد أَنا الذي وُلِدْتُ في أُخرى الإِبلْ وقال الفراءُ في قوله تعالى والرسولُ يدعوكم في أُخراكم مِنَ العربِ مَنْ يَقولُ في أُخَراتِكُمْ ولا يجوزُ في القراءةِ الليث يقال هذا آخَرُ وهذه أُخْرَى في التذكير والتأْنيثِ قال وأُخَرُ جماعة أُخْرَى قال الزجاج في قوله تعالى وأُخَرُ من شكله أَزواجٌ أُخَرُ لا ينصرِفُ لأَن وحدانَها لا تنصرِفُ وهو أُخْرًى وآخَرُ وكذلك كلُّ جمع على فُعَل لا ينصرِفُ إِذا كانت وُحدانُه لا تنصرِفُ مِثلُ كُبَرَ وصُغَرَ وإذا كان فُعَلٌ جمعاً لِفُعْلةٍ فإِنه ينصرِفُ نحو سُتْرَةٍ وسُتَرٍ وحُفْرَةٍ وحُفْرٍ وإذا كان فُعَلٌ اسماً مصروفاً عن فاعِلٍ لم ينصرِفْ في المعرفة ويَنْصَرِفُ في النَّكِرَةِ وإذا كان اسماً لِطائِرٍ أَو غيره فإِنه ينصرفُ نحو سُبَدٍ ومُرّعٍ وما أَشبههما وقرئ وآخَرُ من شكلِه أَزواجٌ على الواحدِ وقوله ومَنَاةَ الثالِثَةَ الأُخرى تأْنيث الآخَر ومعنى آخَرُ شيءٌ غيرُ الأَوّلِ وقولُ أَبي العِيالِ إِذا سَنَنُ الكَتِيبَة صَ دَّ عن أُخْراتِها العُصَبُ قال السُّكَّريُّ أَراد أُخْرَياتِها فحذف ومثله ما أَنشده ابن الأَعرابي ويتَّقي السَّيفَ بأُخْراتِه مِنْ دونِ كَفَّ الجارِ والمِعْصَمِ قال ابن جني وهذا مذهبُ البَغدادِيينَ أَلا تَراهم يُجيزُون في تثنية قِرْ قِرَّى قِرْ قِرَّانِ وفي نحو صَلَخْدَى صَلَخْدانِ ؟ إَلاَّ أَنَّ هذا إِنَّما هو فيما طال من الكلام وأُخْرَى ليست بطويلةٍ قال وقد يمكنُ أَن تكون أُخْراتُه واحدةً إِلاَّ أَنَّ الأَلِفَ مع الهاءُ تكونُ لغير التأْنيثِ فإِذا زالت الهاءُ صارتِ الأَلفُ حينئذ للتأْنيثِ ومثلُهُ بُهْمَاةٌ ولا يُنكرُ أَن تقدَّرَ الأَلِفُ الواحدةُ في حالَتَيْنِ ثِنْتَيْنِ تقديرينِ اثنينِ أَلاَ ترى إِلى قولهم عَلْقَاةٌ بالتاء ؟ ثم قال العجاج فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكُور فجعلها للتأْنيث ولم يصرِفْ قال ابن سيده وحكى أَصحابُنا أَنَّ أَبا عبيدة قال في بعض كلامه أُراهم كأَصحابِ التصريفِ يقولون إِنَّ علامة التأْنيثِ لا تدخلُ على علامة التأْنيثِ وقد قال العجاج فحط في علقى وفي مكور فلم يصرِفْ وهم مع هذا يقولون عَلْقَاة فبلغ ذلك أَبا عثمانَ فقال إنَّ أَبا عبيدة أَخفى مِن أَن يَعرِف مثل هذا يريد ما تقدَّم ذكرهُ من اختلافِ التقديرين في حالَيْنِ مختلِفينِ وقولُهُم لا أَفْعلهُ أُخْرَى الليالي أَي أَبداً وأُخْرَى المنونِ أَي آخِرَ الدهرِ قال وما القومُ إِلاَّ خمسةٌ أَو ثلاثةٌ يَخُوتونَ أُخْرَى القومِ خَوْتَ الأَجادلِ أَي مَنْ كان في آخِرهم والأَجادلُ جمع أَجْدلٍ الصَّقْر وخَوْتُ البازِي انقضاضُهُ للصيدِ قال ابنُ بَرِّي وفي الحاشية شاهدٌ على أُخْرَى المنونِ ليس من كلام الجوهريّ وهو لكعب بن مالِكٍ الأَنصارِيّ وهو أَن لا تزالوا ما تَغَرَّدَ طائِرٌ أُخْرَى المنونِ مَوالياً إِخوانا قال ابن بري وقبله أَنَسيِتُمُ عَهْدَ النَّبيِّ إِليكُمُ ولقد أَلَظَّ وأَكَّدَ الأَيْمانا ؟ وأُخَرُ جمع أُخْرَى وأُخْرَى تأْنيثُ آخَرَ وهو غيرُ مصروفٍ وقال تعالى قِعدَّةٌ من أَيامٍ أُخَرَ لأَن أَفْعَلَ الذي معه مِنْ لا يُجْمَعُ ولا يؤنَّثُ ما دامَ نَكِرَةً تقولُ مررتُ برجلٍ أَفضلَ منك وبامرأَةٍ أَفضل منك فإِن أَدْخَلْتَ عليه الأَلِفَ واللاَم أَو أَضفتَه ثَنْيَّتَ وجَمَعَتَ وأَنَّثْت تقولُ مررتُ بالرجلِ الأَفضلِ وبالرجال الأَفضلِينَ وبالمرأَة الفُضْلى وبالنساءِ الفُضَلِ ومررتُ بأَفضَلهِم وبأَفضَلِيهِم وبِفُضْلاهُنَّ وبفُضَلِهِنَّ وقالت امرأَةٌ من العرب صُغْراها مُرَّاها ولا يجوز أَن تقول مررتُ برجلٍ أَفضلَ ولا برجالٍ أَفضَلَ ولا بامرأَةٍ فُضْلَى حتى تصلَه بمنْ أَو تُدْخِلَ عليه الأَلفَ واللامَ وهما يتعاقبان عليه وليس كذلك آخَرُ لأَنه يؤنَّثُ ويُجْمَعُ بغيرِ مِنْ وبغير الأَلف واللامِ وبغير الإِضافةِ تقولُ مررتُ برجل آخر وبرجال وآخَرِين وبامرأَة أُخْرَى وبنسوة أُخَرَ فلما جاء معدولاً وهو صفة مُنِعَ الصرفَ وهو مع ذلك جمعٌ فإِن سَمَّيْتَ به رجلاً صرفتَه في النَّكِرَة عند الأَخفشِ ولم تَصرفْه عند سيبويه وقول الأَعشى وعُلِّقَتْني أُخَيْرَى ما تُلائِمُني فاجْتَمَعَ الحُبُّ حُبٌّ كلُّه خَبَلُ تصغيرُ أُخْرَى والأُخْرَى والآخِرَةُ دارُ البقاءِ صفةٌ غالبة والآخِرُ بعدَ الأَوَّلِ وهو صفة يقال جاء أَخَرَةً وبِأَخَرَةٍ بفتح الخاءِ وأُخَرَةً وبأُخَرةٍ هذه عن اللحياني بحرفٍ وبغير حرفٍ أَي آخرَ كلِّ شيءٍ وفي الحديث كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ بِأَخَرَةٍ إِذا أَراد أَن يقومَ من المجلِسِ كذا وكذا أَي في آخِر جلوسه قال ابن الأَثير ويجوز أَن يكون في آخِرِ عمرِه وهو بفتح الهمزة والخاءُ ومنه حديث أَبي هريرة لما كان بِأَخَرَةٍ وما عَرَفْتُهُ إِلاَّ بأَخَرَةٍ أَي أَخيراً ويقال لقيتُه أَخيراً وجاء أُخُراً وأَخيراً وأُخْرِيّاً وإِخرِيّاً وآخِرِيّاً وبآخِرَةٍ بالمدّ أَي آخِرَ كلِّ شيء والأُنثى آخِرَةٌ والجمع أَواخِرُ وأَتيتُكَ آخَر مرتينِ وآخِرَةَ مرتينِ عن ابن الأَعرابي ولم يفسر آخَر مرتين ولا آخرَةَ مرتين قال ابن سيده وعندي أَنها المرَّةُ الثانيةُ من المرَّتين وسْقَّ ثوبَه أُخُراً ومن أُخُرٍ أَي من خلف وقال امرؤ القيس يصفُ فرساً حِجْراً وعينٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ شقَّتْ مآقِيهِما مِنْ أُخُرْ وعين حَدْرَةٌ أَي مُكْتَنِزَةٌ صُلْبة والبَدْرَةُ التي تَبْدُر بالنظر ويقال هي التامة كالبَدْرِ ومعنى شُقَّتْ من أُخُرٍ يعني أَنها مفتوحة كأَنها شُقَّتْ من مُؤْخِرِها وبعتُه سِلْعَة بِأَخِرَةٍ أَي بنَظِرَةٍ وتأْخيرٍ ونسيئة ولا يقالُ بِعْتُه المتاعَ إِخْرِيّاً ويقال في الشتم أَبْعَدَ اللهُ الأَخِرَ بكسر الخاء وقصر الأَلِف والأَخِيرَ ولا تقولُه للأُنثى وحكى بعضهم أَبْعَدَ اللهُ الآخِرَ بالمد والآخِرُ والأَخِيرُ الغائبُ شمر في قولهم إِنّ الأَخِرَ فَعَلَ كذا وكذا قال ابن شميل الأَخِرُ المؤُخَّرُِ المطروحُ وقال شمر معنى المؤُخَّرِ الأَبْعَدُ قال أُراهم أَرادوا الأَخِيرَ فأَنْدَروا الياء وفي حديث ماعِزٍ إِنَّ الأَخِرَ قد زنى الأَخِرُ بوزن الكِبِد هو الأَبعدُ المتأَخِّرُ عن الخير ويقال لا مرحباً بالأَخِر أَي بالأَبعد ابن السكيت يقال نظر إِليَّ بِمُؤُخِرِ عينِه وضَرَبَ مُؤُخَّرَ رأْسِه وهي آخِرَةُ الرحلِ والمِئخارُ النخلةُ التي يبقى حملُها إلى آخِرِ الصِّرام قال ترى الغَضِيضَ المُوقَرَ المِئخارا مِن وَقْعِه يَنْتَثِرُ انتثاراً ويروى ترى العَضِيدَ والعَضِيضَ وقال أَبو حنيفة المئخارُ التي يبقى حَمْلُها أَلى آخِرِ الشتاء وأَنشد البيت أَيضاً وفي الحديث المسأَلةُ أَخِرُ كَسْبِ المرءِ أَي أَرذَلُه وأَدناهُ ويروى بالمدّ أَي أَنّ السؤالَ آخِرُ ما يَكْتَسِبُ به المرءُ عند العجز عن الكسب

أدر
الأُدْرَةُ بالضم نفخةٌ في الخُصْيةِ يقال رجل آدَرُ بَيْنُ الأَدَرِ غيرُه الأَدَرُ والمأْدُورُ الذي يَنْفَتِقُ صِفاقُهُ فيَقعُ قُصْبُه ولا يَنْفَتِقُ إِلاَّ من جانبه الأَيسرِ وقيل هو الذي يُصيبهُ فَتْقٌ في إِحدى الخُصْيتينِ ولا يقال امرأَةٌ أَدْراءُ إِما لأَنه لم يُسْمَعْ وإِما أَن يكون لاختلاف الخِلْقَة وقد أَدِرَ يأْدَرُ أَدَراً فهو آدَرُ والاسم الأُدْرَةُ وقيل الأدَرَةُ الخُصْيَةُ والخُصْيَةُ الأَدْراءُ العظيمةُ من غير فَتْقٍ وفي الحديث أَنَّ رجلاً أَتاه وبه أُدْرَةٌ فقال ائْتِ بِعُسٍّ فحَسا مَجَّه فيه وقال انْتَضِحْ به فذهبت عنه الأُدْرَةُ ورجل آدَرُ بَيْنُ الأَدَرَةِ بفتح الهمزة والدال وهي التي تسميها الناسُ القَيْلَةَ ومنه الحديث إِن بني إِسرائيلَ كانوا يقولونَ إِن موسى آدَرُ من أَجل أَنه كان لا يغتَسل إِلاَّ وحدَه وفيه نزل قوله تعالى ولا تكونوا كالذين آذَوْا موسى ( الآية ) الليث الأَدَرَةُ والأَدَرُ مصدران والأُدْرَةُ اسم تلك المنْتَفِخَة والآدَرُ نَعْتٌ

أرر
الإِرَارُ والأَرُّ غُصْنٌ من شوك أَو قَتادٍ تُضْرَبُ به الأَرضُ حتى تلينَ أَطرافُه ثم تَبُلُّه وتَذُرُّ عليه مِلحاً ثم تُدخِلُه في رَحِم الناقةِ إِذا مارَنَتْ فلم تَلْقَحْ وقد أَرَّها يَؤُرُّها أَرّاً قال الليث الإِرارُ شِبهُ ظُؤُرَةٍ يَؤُرُّ بها الراعي رَحِمَ الناقةِ إِذا مارَنَتْ وممارَنَتُها أَنَ يَضْرِبَها الفَحلُ فلا تَلْقَحَ قال وتفسيرُ قوله يَؤُرُّها الراعي هو أَن يُدْخِلَ يَدَه في رَحمِها أَو يَقْطَعَ ما هناك ويعالجه والأَرُّ أَن يَأْخُذَ الرجلُ إِراراً وهو غصنٌ من شوك القَتادِ وغيره ويفعَلَ به ما ذكرناه والأَرُّ الجماع وفي خطبة عليّ كرّم الله تعالى وجهه يُفْضي كإِفضْاءٍ الدِّيَكةِ ويَؤُرُّ بِملاقِحِه الأَرُّ الجماع وأَرَّ المرأَةَ يَؤُرُّها أَرّاً نَكحها غيره وأَرَّ فلان إِذا شَفْتَنَ ومنه قوله وما النَّاسُ إِلاَّ آئِرٌ ومَئِيرُ قال أَبُو منصور معنى شَفْتَنَ ناكَحَ وجامَع جعل أَرَّ وآرَ بمعنًى واحِد أَبو عبيد أَرَرْتُ المرأَةَ أَوُرُّها أَرّاً إِذا نكحتها ورجل مِئَرُّ كثير النكاح قالت بنت الحُمارِس أَو الأَغْلب بَلَّتْ به عُلابِطاً مِئَرّا ضَخْمَ الكَراديس وَأَي زِبِرّا أَبو عبيد رجل مِئَرٌ أَي كثير النكاح مأْخوذ من الأَيْر قال الأَزهري أَقرأَنيه الإِياديُّ عن شمر لأَبي عبيد قال وهو عندي تصحيف والصواب مِيأَرٌ بوزن مِيعَرٍ فيكون حينئذٍ مِفْعَلاً من آرَها يَئِيرُها أَيْراً وإِن جعلته من الأَرِّ قلت رجل مِئِرُّ وأَنشد أَبو بكر بن محمد بن دريد أَبيات بنت الحمارس أَو الأَغلب واليُؤُرُورُ الجِلْوازُ وهو من ذلك عند أَبي علي والأَريرُ حكاية صوت الماجِن عند القِمارِ والغَلَبة يقال أَرَّ يأَرُّ أَريراً أَبو زيد ائْتَرَّ الرجل ائْتِراراً إِذا استْعَجْل قال أَبو منصور لا أَدري هو بالزاي أَم بالراء وقد أَرَّ يَؤُرُّ وأَرَّ سَلْحَه أَرّاً وأَرَّ هو نَفْسُه إِذا اسْتَطْلَقَ حتى يموتَ وأَرْأَرْ من دُعاءِ الغنم

أزر
أَزَرَ به الشيءُ أَحاطَ عن ابن الأَعرابي والإِزارُ معروف والإِزار المِلْحَفَة يذكر ويؤنث عن اللحياني قال أَبو ذؤيب تَبَرَّأُ مِنْ دَمِ القَتيلِ وبَزِّه وقَدْ عَلِقَتْ دَمَ القَتِيل إِزارُها يقول تَبَرَّأُ من دم القَتِيل وتَتَحَرَّجُ ودمُ القتيل في ثوبها وكانوا إِذا قتل رجل رجلاً قيل دم فلان في ثوب فلان أَي هو قتله والجمع آزِرَةٌ مثل حِمار وأَحْمِرة وأُزُر مثل حمار وحُمُر حجازية وأُزْر تميمية على ما يُقارب الاطِّراد في هذا النحو والإِزارَةُ الإِزار كما قالوا للوِساد وسادَة قال الأَعشى كَتَمايُلِ النَّشْوانِ يَرْ فُلُ في البَقيرَة والإِزارَه قال ابن سيده وقول أَبي ذؤيب وقد عَلِقَتْ دَمَ القَتِيلِ إِزارُها يجوز أَن يكون على لغة من أَنَّث الإِزار ويجوز أَن يكون أَراد إِزارَتَها فحذف الهاء كما قالوا ليت شِعْري أَرادوا ليت شِعْرتي وهو أَبو عُذْرِها وإنما المقول ذهب بعُذْرتها والإِزْرُ والمِئْزَرُ والمِئْزَرَةُ الإِزارُ الأَخيرة عن اللحياني وفي حديث الاعتكاف كان إِذا دخل العشرُ الأَواخرُ أَيقظ أَهله وشَدَّ المئْزَرَ المئزَرُ الإِزار وكنى بشدّة عن اعتزال النساء وقيل أَراد تشميره للعبادة يقال شَدَدْتُ لهذا الأَمر مِئْزَري أَي تشمرت له وقد ائْتَزَرَ به وتأَزَّرَ وائْتَزَرَ فلانٌ إزْرةً حسنةً وتأَزَّرَ لبس المئزر وهو مثل الجِلْسَةٍ والرِّكْبَةِ ويجوز أَن تقول اتَّزَرَ بالمئزر أَيضاً فيمن يدغم الهمزة في التاء كما تقول اتَّمَنْتُهُ والأَصل ائْتَمَنْتُهُ ويقال أَزَّرْتهُ تأْزيراً فَتَأَزَّرَ وفي حديث المْبعثَ قال له ورقة إِنْ يُدْرِكْني يومُك أَنْصُرْك نَصْراً مُؤَزَّراً أَي بالغاً شديداً يقال أَزَرَهُ وآزَرَهُ أَعانه وأَسعده من الأَزْر القُوَّةِ والشِّدّة ومنه حديث أَبي بكر أَنه قال للأَنصار يوم السَّقِيفَةِ لقد نَصَرْتُم وآزَرْتُمْ وآسَيْتُمْ الفرّاء أَزَرْتُ فلاناً آزُرُه أَزْراً قوّيته وآزَرْتُه عاونته والعامة تقول وازَرْتُه وقرأَ ابن عامر فَأَزَرَهُ فاسْتَغْلَظَ على فَعَلَهُ وقرأَ سائر القرّاء فَآزَرَهُ وقال الزجاج آزَرْتُ الرجلَ على فلان إِذا أَعنته عليه وقوّيته قال وقوله فآزره فاستغلظ أَي فآزَرَ الصغارُ الكِبارَ حتى استوى بعضه مع بعض وإِنه لحَسَنُ الإِزْرَةِ من الإِزارِ قال ابن مقبل مثلَ السِّنان نَكيراً عند خِلَّتِهِ لكل إِزْرَةِ هذا الدهره ذَا إِزَرِ وجمعُ الإِزارِ أُزُرٌ وأَزَرْتُ فلاناً إِذا أَلبسته إِزاراً فَتَأَزَّرَ تَأَزُّراً وفي الحديث قال الله تعالى العَظَمَة إِزاري والكِبْرياء ردائي ضرب بهما مثلاً في انفراده بصفة العظمة والكبرياء أَي ليسا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازاً كالرحمة والكرم وغيرهما وشَبَّهَهُما بالإِزار والرداء لأَن المتصف بهما يشتملانه كما يشتمل الرداءُ الإِنسان وأَنه لا يشاركه في إِزاره وردائه أَحدٌ فكذلك لا ينبغي أَن يشاركه اللهَ تعالى في هذين الوصفين أَحدٌ ومنه الحديث الآخر تَأَزَّرَ بالعَظَمَةِ وتَردّى بالكبرياء وتسربل بالعز وفيه ما أَسْفَلَ من الكعبين من الإِزارِ فَفِي النار أَي ما دونه من قدَم صاحبه في النار عقوبةً له أَو على أَن هذا الفعل معدود في أَفعال أَهل النار ومنه الحديث إِزْرَةُ المؤمن إلى نصف الساق ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين الإِزرة بالكسر الحالة وهيئة الائتزار ومنه حديث عثمان قال له أَبانُ بنُ سعيد ما لي أَراك مُتَحَشِّفاً ؟ أَسْبِلْ فقال هكذا كان إِزْرَةُ صاحبنا وفي الحديث كان يباشر بعض نسائه وهي مُؤُتَزِرَةٌ في حالة الحيض أَي مشدودة الإِزار قال ابن الأَثير وقد جاء في بعض الروايات وهي مُتَّزِرَةٌ قال وهو خطأٌ لأَن الهمزة لا تدغم في التاء والأُزْرُ مَعْقِدُ الإِزارِ وقيل الإِزار كُلُّ ما واراك وسَتَرك عن ثعلب وحكي عن ابن الأَعرابي رأَيت السَّرَوِيَّ
( * قوله « السروي » هكذا بضبط الأصل ) يمشي في داره عُرْياناً فقلت له عرياناً ؟ فقال داري إِزاري والإِزارُ العَفافُ على المثل قال عديّ بن زيد أَجْلِ أَنَّ اللهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ فَوْقَ مَنْ أَحْكأَ صُلْباً بِإِزارِ أَبو عبيد فلان عفيف المِئْزَر وعفيف الإِزارِ إِذا وصف بالعفة عما يحرم عليه من النساء ويكنى بالإِزار عن النفس وعن المرأَة ومنه قول نُفَيْلَةَ الأَكبر الأَشْجعيّ وكنيته أَبو المِنْهالِ وكان كتب إِلى عمربن الخطاب أَبياتاً من الشعر يشير فيها إلى رجل كان والياً على مدينتهم يخرج الجواريَ إِلى سَلْعٍ عند خروج أَزَواجهن إِلى الغزو فيَعْقِلُهُن ويقول لا يمشي في العِقال إِلا الحِصَان فربما وقعت فتكشفت وكان اسم هذا الرجل جعدة بن عبدالله السلمي فقال أَلا أَبلِغْ أَبا حَفْصٍ رسولاً فِدىً لك من أَخي ثِقَةٍ إِزاري قَلائِصَنَا هداك الله إِنا شُغِلْنَا عنكُمُ زَمَنَ الحِصَارِ فما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ قَفَا سَلْعٍ بِمُخْتَلَفِ النِّجار قلائِصُ من بني كعب بن عمرو وأَسْلَمَ أَو جُهَيْنَةَ أَو غِفَارِ يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ من سُلَيمٍ غَوِيِّ يَبْتَغِي سَقَطَ العْذَارِي يُعَقّلُهُنَّ أَبيضُ شَيْظَمِيٌّ وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الخِيَارِ وكنى بالقلائص عن النساء ونصبها على الإِغراء فلما وقف عمر رضي الله عنه على الأَبيات عزله وسأَله عن ذلك الأَمر فاعترف فجلده مائةً مَعْقُولاً وأَطْرَدَهُ إلى الشام ثم سئل فيه فأَخرجه من الشام ولم يأْذن له في دخول المدينة ثم سئل فيه أَن يدخل لِيُجَمِّعَ فكان إِذا رآه عمر توعده فقال أَكُلَّ الدَّهرِ جَعْدَةُ مُسْتحِقٌّ أَبا حَفْصٍ لِشَتْمٍ أَو وَعِيدِ ؟ فَمَا أَنا بالْبَريء بَرَاه عُذْرٌ ولا بالخَالِعِ الرَّسَنِ الشَّرُودِ وقول جعدة قوله
( * « وقول جعدة إلخ » هكذا في الأصل المعتمد عليه ولعل الأولى أن يقول وقول نفيلة الأكبر الأشجعي إلخ لأنه هو الذي يقتضيه سياق الحكاية ) بن عبدالله السلمي فِدىً لك من أَخي ثقة إِزاري أَي أَهلي ونفسي وقال أَبو عمرو الجَرْمي يريد بالإِزار ههنا المرأَة وفي حديث بيعة العقبة لَنَمْنَعَنَّك مما نمنع منه أُزُرَنا أَي نساءنا وأَهلنا كنى عنهن بالأُزر وقيل أَراد أَنفسنا ابن سيده والإِزارُ المرأَة على التشبيه أَنشد الفارسي كَانَ منها بحيث تُعَْكَى الإِزارُ وفرسٌ آزَرُ أَبيض العَجُز وهو موضع الإِزوار من الإِنسان أَبو عبيدة فرس آزَرُ وهو الأَبيض الفخذَين ولونُ مقاديمه أَسودُ أَو أَيُّ لون كان والأَزْرُ الظهر والقوّة وقال البعيث شَدْدَتُ له أَزْري بِمِرَّةِ حازمٍ على مَوْقِعٍ من أَمره ما يُعاجِلُهْ ابن الأَعرابي في قوله تعالى اشدد به أَزري قال الأَزر القوّة والأَزْرُ الظَّهْرُ والأَزر الضعف والإِزْرُ بكسر الهمزة الأَصل قال فمن جعل الأَزْرَ القوّة قال في قوله اشدد به أَزري أَي اشدد به قوّتي ومن جعله الظهر قال شدّ به ظهري ومن جعله الضَّعْف قال شدّ به ضعفي وقوِّ به ضعفي الجوهري اشدد به أَزري أَي ظهري وموضعَ الإِزار من الحَقْوَيْن وآزَرَهُ ووازَرَهُ أَعانه على الأَمر الأَخيرة على البدل وهو شاذ والأَوّل أَفصح وأَزَرَ الزَّرْعُ وتَأَزَّرَ قَوَّى بعضه بعضاً فَالْتَفَّ وتلاحق واشتد قال الشاعر تَأَزَّرَ فيه النبتُ حتى تَخايَلَتْ رُباه وحتى ما تُرى الشَّاءُ نُوَّما وآزَر الشيءُ ساواه وحاذاه قال امرؤ القيس بِمَحْنِيَّةٍ قد آزَرَ الضَّالَ نَبْتُها مَضَمِّ جُيوشٍ غانِمين وخُيَّبِ
( * قوله « مضمّ » في نسخة مجر كذا بهامش الأَصل )
أَي ساوى نبتُها الضال وهو السِّدْر البريّ أَراد فآزره الله تعالى فساوى الفِراخُ الطِّوالَ فاستوى طولها وأَزَّرَ النبتُ الأَرضَ غطاها قال الأَعشى يُضاحِكُ الشَّمْسَ منها كوكبٌ شَرِقٌ مُؤُزَّرٌ بعميم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ وآزَرُ اسم أَعجمي وهو اسم أَبي إِبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام وأَما قوله عز وجل وإِذ قال إِبراهيم لأَبيه آزر قال أَبو إِسحق يقرأُ بالنصب آزرَ فمن نصب فموضع آزر خفض بدل من أَبيه ومن قرأَ آزرُ بالضم فهو على النداء قال وليس بين النسَّابين اختلاف أَن اسم أَبيه كان تارَخَ والذي في القرآن يدل على أَن اسمه آزر وقيل آزر عندهم ذمُّ في لغتهم كأَنه قال وإِذ قال وإذ قال إِبراهيم لأَبيه الخاطئ وروي عن مجاهد في قوله آزر أَتتخذ أَصناماً قال لم يكن بأَبيه ولكن آزر اسم صنم وإِذا كان اسم صنم فموضعه نصب كأَنه قال إِبراهيم لأَبيه أَتتخذ آزر إِلهاً أَتتخذ أَصناماً آلهة ؟

أسر
الأُسْرَةُ الدِّرْعُ الحصينة وأَنشد والأُسْرَةُ الحَصْدَاءُ والْ بَيْضُ المُكَلَّلُ والرِّمَاح وأَسَرَ قَتَبَهُ شدَّه ابن سيده أَسَرَهُ يَأْسِرُه أَسْراً وإِسارَةً شَدَّه بالإِسار والإِسارُ ما شُدّ به والجمع أُسُرٌ الأَصمعي ما أَحسَنَ ما أَسَرَ قَتَبَه أَي ما أَحسَنَ ما شدّه بالقِدِّ والقِدُّ الذي يُؤُسَرُ به القَتَبُ يسمى الإِسارَ وجمعه أُسُرٌ وقَتَبٌ مَأْسور وأَقْتابٌ مآسير والإِسارُ الْقَيْدُ ويكون حَبْلَ الكِتافِ ومنه سمي الأَسير وكانوا يشدّونه بالقِدِّ فسُمي كُلُّ أَخِيذٍ أَسِيراً وإن لم يشدّ به يقال أَسَرْت الرجلَ أَسْراً وإساراً فهو أَسير ومأْسور والجمع أَسْرى وأُسارى وتقول اسْتَأْسِرْ أَي كن أَسيراً لي والأَسيرُ الأَخِيذُ وأَصله من ذلك وكلُّ محبوس في قدٍّ أَو سِجْنٍ أَسيرٌ وقوله تعالى ويطعمون الطعام على حُبِّه مسكيناً ويتيماً وأَسيراً قال مجاهد الأَسير المسجون والجمع أُسَراءِ وأُسارى وأَسارى وأَسرى قال ثعلب ليس الأَسْر بعاهة فيجعل أَسرى من باب جَرْحى في المعنى ولكنه لما أُصيب بالأَسر صار كالجريح واللديغ فكُسِّرَ على فَعْلى كما كسر الجريح ونحوه هذا معنى قوله ويقال للأَسير من العدوّ أَسير لأَن آخذه يستوثق منه بالإِسار وهو القِدُّ لئلا يُفلِتَ قال أَبو إِسحق يجمع الأَسير أَسرى قال وفَعْلى جمع لكل ما أُصيبوا به في أَبدانهم أَو عقولهم مثل مريض ومَرْضى وأَحمق وحمَقْى وسكران وسَكْرى قال ومن قرأَ أَسارى وأُسارى فهو جمع الجمع يقال أَسير وأَسْرَى ثم أَسارى جمع الجمع الليث يقالُ أُسِرَ فلانٌ إِساراً وأُسِر بالإِسار والإِسار الرِّباطُ والإِسارُ المصدر كالأَسْر وجاءَ القوم بأَسْرِهم قال أَبو بكر معناه جاؤُوا بجميعهم وخَلْقِهم والأَسْرِ في كلام العرب الخَلْقُ قال الفراء أُسِرَ فلانٌ أَحسن الأَسر أَي أَحسن الخلق وأَسرَهَ الله أَي خَلَقَهُ وهذا الشيءُ لك بأَسره أَي بِقدِّه يعني كما يقال برُمَّتِه وفي الحديث تَجْفُو القبيلة بأَسْرِها أَي جميعها والأَسْرُ سِدَّة الخَلْقِ ورجل مأْسور ومأْطور شديدُ عَقْد المفاصِل والأَوصال وكذلك الدابة وفي التنزيل نحن خلقناهم وشددنا أَسْرَهم أَي شددنا خَلْقهم وقيل أَسرهم مفاصلهم وقال ابن الأَعرابي مَصَرَّتَيِ البَوْل والغائط إِذا خرج الأَذى تَقَبَّضَتا أَو معناه أَنهما لا تسترخيان قبل الإِرادة قال الفراء أَسَرَه اللهُ أَحْسَنَ الأَسْر وأَطَره أَحسن الأَطْر ويقال فلانٌ شديدُ أَسْرِ الخَلْقِ إِذا كان معصوب الخَلْق غيرَ مُسْترْخٍ وقال العجاج يذكر رجلين كانا مأْسورين فأُطلقا فأَصْبَحا بنَجْوَةٍ بعدَ ضَرَرْ مُسَلَّمَيْنِ منْ إِسارٍ وأَسَرْ يعني شُرِّفا بعد ضيق كانا فيه وقوله من إِسارٍ وأَسَرٍ أَراد وأَسْرٍ فحك لاحتياجه إِليه وهو مصدر وفي حديث ثابت البُناني كان داود عليه السلام إِذا ذكر عقابَ اللهِ تَخَلَّعَتْ أَوصالُه لا يشدّها إِلاَّ الأَسْرُ أَي الشَّدُّ والعَصْبُ والأَسْرُ القوة والحبس ومنه حديث الدُّعاء فأَصْبَحَ طَلِيقَ عَفْوِكَ من إِسارِ غَضَبك الإِسارُ بالكسر مصدرُ أَسَرْتُه أَسْراً وإِساراً وهو أَيضاً الحبل والقِدُّ الذي يُشدّ به الأَسير وأُسْرَةُ الرجل عشيرته ورهطُه الأَدْنَوْنَ لأَنه يتقوى بهم وفي الحديث زنى رجل في أُسْرَةٍ من الناس الأُسْرَةُ عشيرة الرجل وأَهل بيته وأُسِرَ بَوْلُه أَسْراً احْتَبَسَ والاسم الأَسْرُ والأُسْرُ بالضم وعُودُ أُسْرٍ منه الأَحْمر إِذا احتبس الرجل بَوْله قيل أَخَذَه الأُسْرُ وإِذا احتَبَس الغائط فهو الحُصْرُ ابن الأَعرابي هذا عُودُ يُسْرٍ وأُسْرٍ وهو الذي يُعالَجُ به الإِنسانُ إِذا احْتَبَسَ بَوْلُه قال والأُسْرُ تَقْطِيرُ البول وحزُّ في المثانة وإضاضٌ مِثْلُ إِضاضِ الماخِضِ يقال أَنالَه اللهُ أُسْراً وقال الفراء قيل عود الأُسْر هو الذي يُوضَعُ على بطن المأْسور الذي احْتَبَسَ بوله ولا تقل عود اليُسْر تقول منه أُسِرَ الرجل فهو مأْسور وفي حديث أَبي الدرداء أَن رجلاً قال له إِنَّ أَبي أَخَذه الأُسر يعني احتباس البول وفي حديث عُمر لا يُؤُسَر في الإِسلام أَحد بشهادة الزور إِنا لا نقبل العُدول أَي لا يُحْبس وأَصْلُه من الآسِرَة القِدِّ وهي قَدْر ما يُشَدُّ به الأَسير وتآسِيرُ السَّرْجِ السُّيور التي يُؤُسَرُ بها أَبو زيد تَأَسَّرَ فلانٌ عليَّ تأَسُّراً إِذا اعتلّ وأَبطأَ قال أَبو منصور هكذا رواه ابن هانئ عنه وأَما أَبو عبيد فإِنه رواه عنه بالنون تأَسَّنَ وهو وهمٌ والصواب بالراءِ

أشر
الأَشَرُ المَرَح والأَشَرُ البَطَرُ أَشِرَ الرجلُ بالكسر يَأْشَرُ أَشَراً فهو أَشِرٌ وأَشُرٌ وأَشْرانُ مَرِحَ وفي حديث الزكاة وذكر الخيل ورجلٌ اتَّخَذَها أَشَراً ومَرَحاً البَطَرُ وقيل أَشَدُّ البَطَر وفي حديث الزكاة أَيضاً كأَغَذِّ ما كانت وأَسمنه وآشَرِهِ أَي أَبْطَرِه وأَنْشَطِه قال ابن الأَثير هكذا رواه بعضهم والرواية وأَبْشَرِه وفي حديث الشعْبي اجتمع جَوارٍ فَأَرِنَّ وأَشِرْنَ ويُتْبعُ أَشِرٌ فيقال أَشِرٌ أَفِرٌ وأَشْرَانُ أَفْرانُ وجمع الأَشِر والأَشُر أَشِرون وأَشُرون ولا يكسَّران لأَن التكسير في هذين البناءَين قليل وجمع أَشْرانَ أَشارى وأُشارى كسكران وسُكارى أَنشد ابن الأَعرابي لمية بنت ضرار الضبي ترثي أَخاها لِتَجْرِ الحَوادِثُ بَعْدَ امْرِئٍ بوادي أَشائِنَ إِذْلالَها كَريمٍ نثاهُ وآلاؤُه وكافي العشِيرَةِ ما غالَها تَراه على الخَيْلِ ذا قُدْمَةٍ إِذا سَرْبَلَ الدَّمُ أَكْفالهَا وخَلَّتْ وُعُولاً أُشارى بها وقدْ أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها أَي صَرَعَها وهو بالزاي وغَلِطَ بعضهم فرواه بالراء وإِذْلالها مصدرُ مقدَّرٍ كأَنه قال تُذِلُّ إِذْلالها ورجل مِئْشِيرٌ وكذلك امرأَةٌ مِئْشيرٌ بغير هاء وناقة مِئْشِير وجَواد مِئْشِير يستوي فيه المذكر والمؤَنث وقول الحرث بن حلِّزة إِذْ تُمَنُّوهُمُ غُروراً فَساقَتْ هُمْ إِلَيْكُمْ أُمْنِيَّةٌ أَشْراءُ هي فَعْلاءُ من الأَشَر ولا فعل لها وأَشِرَ النخل أَشَراً كثُر شُرْبُه للماء فكثرت فراخه وأَشَرَ الخَشَبة بالمِئْشار مهموز نَشَرها والمئشار ما أُشِرَ به قال ابن السكيت يقال للمِئشار الذي يقطع به الخشب مِيشار وجمعه مَواشِيرُ من وَشَرْتُ أَشِر ومِئْشارٌ جمعه مآشِيرُ من أَشَرْت آشِرُ وفي حديث صاحب الأُخْدود فوضع المِئْشارَ على مَفْرَِقِ رأْسه المِئْشارُ بالهمز هو المِنْشارُ بالنون قال وقد يترك الهمز يقال أَشَرْتُ الخَشَبة أَشْراً ووَشَرْتُهَا وَشْراً إِذا شَقْقْتَها مثل نَشَرْتُها نشراً ويجمع على مآشيرَ وموَاشير ومنه الحديث فقطعوهم بالمآشير أَي بالمناشير وقول الشاعر لَقَدْ عَيَّلَ الأَيتامَ طَعْنَةُ ناشِرَه أَناشِرَ لا زالَتْ يَمِينُك آشرَه أَراد لا زالتْ يَمينُك مأْشُورة أَو ذاتَ أَشْر كما قال عز وجل خُلِقَ من ماء دافق أَي مدفوق ومثلُ قوله عز وجل عيشة راضية أَي مَرْضِيَّة وذلك أَن الشاعر إِنما دعا على ناشرة لا له بذلك أَتى الخبر وإِياه حكت الرواة وذو الشيء قد يكون مفعولاً كما يكون فاعلاً قال ابن بري هذا البيت لنائِحةِ هَمّام ابن مُرَّةَ بن ذُهْل بن شَيْبان وكان قتله ناشرة وهو الذي رباه قتله غدراً وكان همام قد أَبْلي في بني تَغْلِبَ في حرب البسوس وقاتل قتالاً شديداً ثم إِنه عَطِشَ فجاء إِلى رحله يستسقي وناشرة عند رحله فلما رأَى غفلته طعنه بحربة فقتله وهَرَب إِلى بني تغلب وأُشُرُ الأَسنان وأُشَرُها التحريز الذي فيها يكون خِلْقة ومُسْتَعملاً والجمع أُشُور قال لها بَشَرٌ صافٍ وَوَجْهٌ مُقَسَّمٌ وغُرُّ ثَنَايا لم تُفَلَّلْ أُشُورُها وأُشَرُ المِنْجَل أَسنانُه واستعمله ثعلب في وصف المِعْضاد فقال المِعْضاد مثل المنْجل ليست له أُشَر وهما على التشبيه وتأْشير الأَسنان تحْزيزُها وتَحْديدُ أَطرافها ويقال بأَسنانه أُشُر وأُشَر مثال شُطُب السيف وشُطَبِه وأُشُورٌ أَيضاً قال جميل سَبَتْكَ بمَصْقُولٍ تَرِفُّ أُشُوره وقد أَشَرَتِ المرأَة أَسنْانها تأْشِرُها أَشْراً وأَشَّرَتْها حَزَّزتها والمُؤُتَشِرَة والمُسْتأْشِرَة كلتاهما التي تدعو إِلى أَشْر أَسنانها وفي الحديث لُعِنتَ المأْشورةُ والمستأْشِرة قال أَبو عبيد الواشِرَةُ المرأَة التي تَشِرُ أَسنانها وذلك أَنها تُفَلِّجها وتُحَدِّدها حتى يكون لها أُشُر والأُشُر حِدَّة ورِقَّة في أَطراف الأَسنان ومنه قيل ثَغْر مؤُشَّر وإِنما يكون ذلك في أَسنان الأَحداث تفعله المرأَة الكبيرة تتشبه بأُولئك ومنه المثل السائر أَعْيَيْتِني بأُشُرٍ فَكَيْفَ أَرْجُوكِ
( * قوله « أرجوك » كذا بالأَصل المعوّل عليه والذي في الصحاح والقاموس والميداني سقوطها وهو الصواب ويشهد له سقوطها في آخر العبارة )
بِدُرْدُرٍ ؟ وذلك أَن رجلاً كان له ابن من امرأَة كَبِرَت فأَخذ ابنه يوماً يرقصه ويقول يا حبذا دَرادِرُك فعَمَدت المرأَة إِلى حَجَر فهتمت أَسنانها ثم تعرضت لزوجها فقال لها أَعْيَيْتِني بأُشُر فكيف بِدُرْدُر والجُعَلُ مُؤَشَّر العَضُدَيْن وكلُّ مُرَقَّقٍ مُؤَشَّرٌ قال عنترة يصف جُعلاً كأَنَّ مؤَشَّر العَضُدَيْنِ حَجْلاً هَدُوجاً بَيْنَ أَقْلِبَةً مِلاحِ والتَّأْشِيرة ما تَعَضُّ به الجَرادةُ والتَّأْشِير شوك ساقَيْها والتَّأْشْيرُ والمِئْشارُ عُقْدة في رأْس ذنبها كالمِخْلبين وهما الأُشْرَتان

أصر
أَصَرَ الشيءَ يَأْصِرُه أَصْراً كسره وعَطَفه والأَصْرُ والإِصْرُ ما عَطَفك على شيء والآصِرَةُ ما عَطَفك على رجل من رَحِم أَو قرابة أَو صِهْر أَو معروف والجمع الأَواصِرُ والآصِرَةُ الرحم لأَنها تَعْطِفُك ويقال ما تَأْصِرُني على فلان آصِرَة أَي ما يَعْطِفُني عليه مِنَّةٌ ولا قَرَابة قال الحطيئة عَطَفُوا عليّ بِغَير آ صِرَةٍ فقد عَظُمَ الأَواصِرْ أَي عطفوا عليّ بغير عَهْد أَو قَرَابَةٍ والمآصِرُ هو مأْخوذ من آصِرَةِ العهد إِنما هو عَقْدٌ ليُحْبَس به ويقال للشيء الذي تعقد به الأَشياء الإِصارُ من هذا والإِصْرُ العَهْد الثقيل وفي التنزيل وأَخذتم على ذلكم إصْري وفيه ويضع عنهم إصْرَهم وجمعه آصْارً لا يجاوز به أَدني العدد أَبو زيد أَخَذْت عليه إِصْراً وأَخَذْتُ منه إِصْراً أَي مَوْثِقاً من الله تعالى قال الله عز وجل ربَّنا ولا تَحْمِلْ علينا إِصْراً كما حملته على الذين من قبلنا الفرّاء الإِصْرُ العهد وكذلك قال في قوله عز وجل وأَخذتم على ذلكم إِصري قال الإِصر ههنا إِثْمُ العَقْد والعَهْدِ إِذا ضَيَّعوه كما شدّد على بني إِسرائيل وقال الزجاج ولا تحمل علينا إِصْراً أَي أَمْراً يَثْقُل علينا كما حملته على الذين من قبلنا نحو ما أُمِرَ به بنو إِسرائيل من قتل أَنفسهم أَي لا تمنحنّاَ بما يَثْقُل علينا أَيضاً وروي عن ابن عباس ولا تحمل علينا إِصراً قال عهداً لا نفي به وتُعَذِّبُنا بتركه ونَقْضِه وقوله وأَخذتم على ذلكم إِصري قال مِيثاقي وعَهْدي قال أَبو إِسحق كلُّ عَقْد من قَرابة أَو عَهْد فهو إِصْر قال أَبو منصور ولا تحمل علينا إِصراً أَي عُقُوبةَ ذَنْبٍ تَشُقُّ علينا وقوله ويَضَعُ عنهم إِصْرَهم أَي ما عُقِدَ من عَقْد ثقيل عليهم مثل قَتْلِهم أَنفسهم وما أَشْبه ذلك من قَرض الجلد إِذا أَصابته النجاسة وفي حديث ابن عمر من حَلَف على يمين فيها إِصْر فلا كفارة لها يقال إِن الإِصْرَ أَنْ يَحْلف بطلاق أَو عَتاق أَو نَذْر وأَصل الإِصْر الثِّقْل والشَّدُّ لأَنها أَثْقَل الأَيمان وأَضْيَقُها مَخْرَجاً يعني أَنه يجب الوفاء بها ولا يُتَعَوَّضُ عنها بالكفارة والعَهْدُ يقال له إِصْر وفي الحديث عن أَسلم بن أَبي أَمامَة قال قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من غَسَّلَ يوم الجمعة واغْتَسلَ وغدا وابْتَكر ودَنا فاستْمَع وأَنْصَت كان له كِفْلانِ من الأَجْر ومن غَسّل واغْتسل وغدا وابْتَكر ودنا ولَغَا كان له كِفْلانِ مِنَ الإِصْر قال شمر في الإِصْر إثْمُ العَقْد إذا ضَيَّعَه وقال ابن شميل الإصْرُ العهد الثقيلُ وما كان عن يمين وعَهْد فهو إِصْر وقيل الإِصْرُ الإِثْمُ والعقوبةُ لِلَغْوِه وتَضْييِعهِ عَمَلَه وأَصله من الضيق والحبس يقال أَصَرَه يَأْصِرُه إِذا حَبَسه وضَيَّقَ عليه والكِفْلُ النصيب ومنه الحديث من كَسَب مالاً من حَرام فَأَعْتَقَ منه كان ذلك عليه إِصْراً ومنه الحديث الآخر أَنه سئل عن السلطان قال هو ظلُّ الله في الأَرض فإِذا أَحسَنَ فله الأَجرُ وعليكم الشُّكْر وإِذا أَساءَ فعليه الإِصْرُ وعليكم الصَّبْر وفي حديث ابن عمر من حلف على يمين فيها إِصْر والإِصر الذَّنْب والثَّقْلُ وجمعه آصارٌ والإِصارُ الطُّنُبُ وجمعه أُصُر على فُعُل والإِصارُ وَتِدٌ قَصِيرُ الأَطْنَابِ والجمع أُصُرٌ وآصِرَةٌ وكذلك الإِصارَةُ والآصِرَةُ والأَيْصَرُ جُبَيْلٌ صغير قَصِير يُشَدُّ به أَسفَلُ الخباء إِلى وَتِدٍ وفيه لغةٌ أَصارٌ وجمع الأَيْصَر أَياصِرُ والآصِرَةُ والإِصارُ القِدُّ يَضُمُّ عَضُدَيِ الرجل والسين فيه لغة وقوله أَنشده ثعلب عن ابن الأَعرابي لَعَمْرُكَ لا أَدْنُو لِوَصْلِ دَنِيَّةِ ولا أَتَصَبَّى آصِراتِ خَلِيلِ فسره فقال لا أَرْضَى من الوُدّ بالضعيف ولم يفسر الآصِرَةَ قال ابن سيده وعندي أَنه إِنما عنى بالآصرة الحَبْلَ الصغير الذي يُشدّ به أَسفلُ الخِباء فيقول لا أَتعرّض لتلك المواضع أَبْتَغي زوجةَ خليل ونحو ذلك وقد يجوز أَن يُعَرِّضَ به لا أَتَعَرَّضُ لمن كان من قَرابة خليلي كعمته وخالته وما أَشبه ذلك الأَحمر هو جاري مُكاسِري ومُؤَاصِري أَي كِسْرُ بيته إِلى جَنْب كِسْر بيتي وإِصارُ بيتي إِلى جنب إِصار بَيْته وهو الطُّنُبُ وحَيٌّ مُتآصِرُون أَي متجاورون ابن الأَعرابي الإِصْرانِ ثَقْبَا الأُذنين وأَنشد إِنَّ الأُحَيْمِرَ حِينَ أَرْجُو رِفْدَه غَمْراً لأَقْطَعُ سَيِّءُ الإِصْرانِ جمع على فِعْلان قال الأَقْطَعُ الأَصَمُّ والإِصرانُ جمع إِصْرٍ والإِصار ما حواه المِحَشُّ من الحَشِيش قال الأَعشى فَهذا يُعِدُّ لَهُنَّ الخَلا ويَجْمَعُ ذا بَيْنَهُنَّ الإِصارا والأَيْصَر كالإِصار قال تَذَكَّرَتِ الخَيْلُ الشِّعِيرَ فَأَجْفَلَتْ وكُنَّا أُناساً يَعْلِفُون الأَياصِرا ورواه بعضهم الشعير عشية والإِصارُ كِساء يُحَشُّ فيه وأَصَر الشيءَ يأْصِرُه أَصْراً حبسه قال ابن الرقاع عَيْرانَةٌ ما تَشَكَّى الاَّصْرَ والعَمَلا وكَلأٌ آصِرٌ حابِس لمن فيه أَو يُنْتَهَى إِليه من كثرته الكسائي أَصَرني الشيءُ يأْصِرُني أَي حبسني وأَصَرْتُ الرجلَ على ذلك الأَمر أَي حبسته ابن الأَعرابي أَصَرْتُه عن حاجته وعما أَرَدْتُه أَي حبسته والموضعُ مَأْصِرٌ ومأْصَر والجمع مآصر والعامة تقول معاصر وشَعَرٌ أَصِير مُلْتَفٌّ مجتمع كثير الأَصل قال الراعي ولأَتْرُكَنَّ بحاجِبَيْكَ عَلامةً ثَبَتَتْ على شَعْرٍ أَلَفَّ أَصِيرِ وكذلك الهُدْب وقيل هو الطَّويلُ الكثيف قال لِكُلِّ مَنامَةٍ هُدْبٌ أَصِيرُ المنامة هنا القَطِيفةُ يُنام فيها والإِصارُ والأَيْصَر الحشيش المجتمع وجمعه أَياصِر والأَصِيرُ المتقارب وأْتَصَر النَّبْتُ ائْتِصاراً إِذا الْتَفَّ وإِنَّهم لَمُؤْتَصِرُو العَدَدِ أَي عددهم كثير قال سلمة بن الخُرْشُب يصف الخيل يَسُدُّونَ أَبوابَ القِبابِ بِضُمَّر إلى عُنُنٍ مُسْتَوثِقاتِ الأَواصِرِ يريد خيلاً رُبِطَتْ بأَفنيتهم والعُنُنُ كُنُفٌ سُتِرَتْ بها الخيلُ من الريح والبرد والأَواصِرُ الأَواخي والأَواري واحِدَتُها آصِرَة وقال آخر لَها بالصَّيْفِ آصِرَةٌ وَجُلٌّ وسِتٌّ مِنْ كَرائِمِها غِرارُ وفي كتاب أَبي زيد الأَباصِرُ الأَكْسِيَة التي مَلَؤُوها من الكَلإِ وشَدُّوها واحِدُها أَيْصَر وقال مَحَشٌّ لا يُجَزُّ أَيْصَرُه أَي من كثرته قال الأَصمعي الأَيْصَرُ كساء فيه حشيش يقال له الأَيْصَر ولا يسمى الكساءُ أَيْصَراً حين لا يكونُ فيه الحَشِيش ولا يسمى ذلك الحَشِيشُ أَيْصَراً حتى يكون في ذلك الكساء ويقال لفلان مَحَشٌّ لا يُجَزُّ أَيصره أَي لا يُقْطَع والمَأْصِر محبس يُمَدُّ على طريق أَو نهر يُؤْصَرُ به السُّفُنُ والسَّابِلَةُ أَي يُحْبَس لتؤخذ منهم العُشور

أطر
الأَطْرُ عَطْفُ الشيءِ تَقْبِضُ على أَحَدِ طَرَفَيْهِ فَتُعَوِّجُه أَطَرَه يأْطِرُهُ ويأْطُرُه أَطراً فَانْأَطَرَ انْئِطاراً وأَطَّرَه فَتَأَطَّر عطَفه فانعطف كالعُود تراه مستديراً إِذا جمعت بين طرفيه قال أَبو النجم يصف فرساً كَبْداءُ قَعْشَاءُ على تَأْطِيرِها وقال المغيرة بن حَبْنَاءَ التميمي وأَنْتُمْ أُناسٌ تَقْمِصُونَ من القَنا إِذا ما رَقَى أَكْتَافَكُمْ وتَأَطَّرا أَي إِذا انْثنى وقال تأَطَّرْنَ بالمِينَاءِ ثُمَّ جَزَعْنَه وقدْ لَحَّ مِنْ أَحْمالِهنَّ شُجُون وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه ذكر المظالم التي وقعت فيها بنو إِسرائيل والمعاصي فقال لا والذي نفسي بيده حتى تأْخذوا على يَدَي الظالم وتَأْطِرُوهُ على الحق أَطْراً قال أَبو عمرو وغيره قوله تَأْطِرُوه على الحق يقول تَعْطِفُوه عليه قال ابن الأَثير من غريب ما يحكى في هذا الحديث عن نفطويه أَنه قال بالظاء المعجمة من باب ظأَر ومنه الظِّئْرُ وهي المرضِعَة وجَعَلَ الكلمة مقلوبةً فقدّم الهمزة على الظاء وكل شيء عطفته على شيء فقد أَطَرْته تَأْطِرُهُ أَطْراً قال طرفة يذكر ناقة وضلوعها كأَنَّ كِناسَيْ ضالَةٍ يَكْنُفانِها وأَطْرَ قِسِيٍّ تحتَ صُلْبٍ مُؤَبَّد شبه انحناء الأَضلاع بما حُني مِن طرَفي القَوْس وقال العجاج يصف الإِبل وباكَرَتْ ذَا جُمَّةٍ نَمِيرا لا آجِنَ الماءِ ولا مَأْطُورا وعَايَنَتْ أَعْيُنُها تامُورَا يُطِيرُ عَنْ أَكتافِها القَتِيرا قال المأْطور البئر التي قد ضَغَطَتْها بئر إِلى جنبها قال تَامُورٌ جُبَيْل صَغير والقَتِيرُ ما تطاير من أَوْبارِها يَطِيرُ مِنْ شِدَّة المزاحَمَة وإِذا كان حالُ البِئر سَهْلاً طُوي بالشجر لئلا ينهدم فهو مأْطور وتَأَطَّرَ الرُّمحُ تَثَنَّى ومنه في صفة آدم عليه السلام أَنه كان طُوالاً فَأَطَرَ اللهُ منه أَي ثَنَاه وقَصَّره ونَقَصَ من طُوله يقال أَطَرْتُ الشيء فَانْأَطَرَ وتَأَطَّرَ أَي انْثَنَى وفي حديث ابن مسعود أَتاه زياد بن عَديّ فأَطَرَه إِلى الأَرض أَي عَطَفَه ويروى وَطَدَه وقد تقدّم وأَطْرُ القَوْسِ والسَّحاب مُنحناهُما سمي بالمصدر قال وهاتِفَةٍ لأَطْرَيْها حَفِيفٌ وزُرْقٌ في مُرَكَّبَةٍ دِقاقُ ثنَّاه وإن كان مصدراً لأَنه جعله كالاسم أَبو زيد أَطَرْتُ القَوْسَ آطِرُها أَطْراً إِذا حَنَيْتَها والأَطْرُ كالاعْوِجاج تراه في السحاب وقال الهذلي أَطْرُ السَّحاب بها بياض المِجْدَلِ قال وهو مصدر في معنى مفعول وتَأَطَّرَ بالمكان تَحَبَّسَ وتَأَطَّرَتِ المرأَةُ تَأَطُّراً لزمت بيتها وأَقامت فيه قال عمر بن أَبي ربيعة تَأَطَّرْنَ حَتى قُلْنَ لَسْنَ بَوارِحاً وذُبْنَ كما ذابَ السَّدِيفُ المُسَرْهَدُ والمأْطورة العُلْبَة يُؤْطَرُ لرأْسها عُودٌ ويُدارُ ثم يُلْبَسُ شَفَتَها وربما ثُنِيَ على العود المأْطور أَطرافُ جلد العلبة فَتَجِفُّ عليه قال الشاعر وأَوْرَثَكَ الرَّاعِي عُبَيْدٌ هِرَاوَةً ومَأْطُورَةً فَوْقَ السَّوِيَّةِ مِنْ جِلدِ قال والسوية مرْكبٌ من مراكب النساء وقال ابن الأَعرابي التأْطير أَن تبقى الجارية زماناً في بيت أَبويها لا تتزوَّج والأُطْرَةُ ما أَحاط بالظُّفُرِ من اللحم والجمعُ أُطَرٌ وإِطارٌ وكُلُّ ما أَحاط بشيء فَهُوَ لَهُ أُطْرَةٌ وإِطارٌ وإِطارُ الشَّفَةِ ما يَفْصِلُ بينها وبين شعرات الشارب وهما إِطارانِ وسئل عمر ابن عبد العزيز عن السُّنَّة في قص الشارب فقال نَقُصُّهُ حتى يَبْدُوَ الإِطارُ قال أَبو عبيد الإِطارُ الحَيْدُ الشاخص ما بين مَقَصِّ الشارب والشفة المختلطُ بالفم قال ابن الأَثير يعني حرف الشفة الأَعلى الذي يحول بين منابت الشعر والشفة وإِطارُ الذَّكَرِ وأُطْرَتُه حَرْفُ حُوقِه وإِطارُ السَّهْم وأُطْرتُه عَقَبَةٌ تُلْوى عليه وقيل هي العَقَبَةُ التي تَجْمَعُ الفُوقَ وأَطَرَه يَأْطِرُهُ أَطْراً عمل له إِطاراً ولَفَّ على مَجْمَعِ الفُوقِ عَقَبَةً والأُطْرَةُ بالضم العَقَبَةُ التي تُلَفُّ على مجمع الفُوقِ وإِطارُ البيتِ كالمِنطَقَة حَوله والإِطارُ قُضْبانُ الكرم تُلْوى للتعريش والإِطارُ الحلقة من الناس لإِحاطتهم بما حَلَّقُوا به قال بشر بن أَبي خازم وحَلَّ الحَيُّ حَيُّ بني سُبَيْعٍ قُراضِبَةً ونَحْنُ لَهم إِطارُ أَي ونحن مُحْدِقُون بهم والأُطْرَةُ طَرَفُ الأَبْهَرِ في رأْس الحَجَبَةِ إِلى منتهى الخاصرة وقيل هي من الفرس طَرَفُ الأَبْهَرِ أَبو عبيدة الأُطْرَةُ طَفِطَفَة غليظة كأَنها عَصَبَةٌ مركبة في رأْس الحَجَبَةِ وضِلَعِ الخَلْفِ وعند ضِلَعِ الخَلْفِ تَبِينُ الأُطْرَةُ ويستحب للفرس تَشنُّجُ أُطْرتِهِ وقوله كأَنَّ عَراقِيبَ القَطا أُطُرٌ لهَا حَدِيثٌ نَواحِيها بِوَقْعٍ وصُلَّبِ يصف النِّصَالَ والأُطُرُ على الفُوقِ مثل الرِّصافِ على الأَرْعاظِ الليث والإِطارُ إِطارُ الدُّفّ وإِطارْ المُنْخُلِ خَشَبُهُ وإِطارُ الحافر ما أَحاط بالأَشْعَرِ وكلُّ شيء أَحاط بشيء فهو إِطارٌ له ومنه صفة شعر عليّ إِنما كان له إِطارٌ أَي شعر محيط برأْسه ووسطُه أَصلَعُ وأُطْرَة الرَّمْلِ كُفَّتُه والأَطِيرُ الذَّنْبُ وقيل هو الكلام والشرّ يجيء من بعيد وقيل إِنما سمي بذلك لإِحاطته بالعُنُق ويقال في المثل أَخَذَني بأَطِيرِ غيري وقال مسكين الدارمي أَبَصَّرْتَني بأَطِير الرِّجال وكلَّفْتَني ما يَقُولُ البَشَرْ ؟ وقال الأَصمعي إِن بينهم لاَّواصِرَ رَحِمٍ وأَواطِرَ رَحِمٍ وعَواطِفَ رَحِمٍ بمعنى واحد الواحدة آصِرةٌ وآطِرَةٌ وفي حديث عليّ فَأَطَرْتُها بين نسائي أَي شققتها وقسمتها بينهنُّ وقيل هو من قولهم طار له في القسمة كذا أَي وقع في حصته فيكون من فصل الطاء لا الهمزة والأُطْرَة أَن يُؤخذ رمادٌ ودَمٌ يُلْطَخ به كَسْرُ القِدْرِ ويصلح قال قد أَصْلَحَتْ قِدْراً لها بأُطْرَهْ وأَطْعَمَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرَهْ

أفر
الأَفْرُ العَدْوُ أَفَرَ يَأْفِرُ أَفْراً وأُفُوراً عَدَا وَوَثَبَ وأَفَرَ أَفْراً وأَفِرَ أَفَراً نَشِطَ ورجل أَفَّارٌ ومِئفَرٌ إِذا كان وَثَّاباً جَيِّدَ العَدْوِ وأَفَرَ الظَّبْيُ وغيره بالفتح يَأْفِرُ أُفُوراً أَي شَدَّ الإِحْضَارَ وأَفَرَ الرَّجلُ أَيضاً أَي خَفَّ في الخِدْمَةِ وأَفِرَتِ الإِبل أَفْراً واسْتَأْفَرَت اسْتِئْفَاراً إِذا نَشِطَتْ وسَمِنَتْ وأَفِرَ البعيرُ بالكسر يأْفَرُ أَفَراً أَي سَمِنَ بعد الجَهْدِ وأَفَرَتِ القِدْرُ تَأْفِرُ أَفْراً اشتد غليانها حتى كأَنها تنِزُّ وقال الشاعر بَاخُوا وقِدْرُ الحَرْبِ تَغلي أَفْرا والمِئْفَرُ من الرجال الذي يسعى بين يدي الرجل ويَخْدمهُ وإِنه لَيَأْفِرُ بين يديه وقد اتخذه مِئفَراً والمِئفَرُ الخادم ورجل أَشِرٌ أَفِرٌ وأَشْرانُ أَفْرانُ أَي بَطِرٌ وهو إِتباع وأُفُرَّة الشَّرِّ ( قوله « وأفرّة الشر إلخ » بضم أوله وثانيه وفتح ثالثه مشدداً وبفتح الأول وضم الثاني وفتح الثالث مشدداً أيضاً وزاد في القاموس أفرَّة بفتحات مشدد الثالث على وزن شربة وجربة مشدد الباء فيهما ) والحَرِّ والشِّتاء وأَفُرَّتُه شدَّته وقال الفراء أُفُرَّة الصيف أَوّله ووقع في أُفُرَّةٍ أَي بلِية وشدة والأُفُرّة الجماعة ذاتُ الجَلَبَةِ والناس في أُفُرَّة يعني الاختلاطَ وأَفَّارٌ اسم

أقر
الجوهري أُقُرٌ مَوْضِعٌ قال ابن مقبل وتَرْوَةٍ من رجالٍ لو رأَيْتَهُمُ لَقُلْتَ إحدى حِراج الجَرِّ من أُقُر

أكر
الأُكْرَة بالضم الحُفْرَةُ في الأَرض يجتمع فيها الماء فيُغْرَفُ صافياً وأَكَرَ يَأْكُرُ أَكْراً وتَأَكَّرَ أُكَراً حَفَرَ أُكْرَةً
( * قوله « حفر أكرة » كذا بالأصل والمناسب حفر حفراً ) قال العجاج مِنْ سَهْلِه ويَتَأَكَّرْنَ الأُكَرْ والأُكَرُ الحُفَرُ في الأَرض واحِدَتُها أُكْرَةٌ والأَكَّارُ الحَرَّاثُ وهو من ذلك الجوهري الأَكَرَةُ جمعُ أَكَّارٍ كأَنه جمعُ آكِرٍ في التقدير والمؤاكَرَةُ المخابرة وفي حديث قتل أَبي جهل فلو غَيْرُ أَكَّارٍ قتلني الأَكَّارُ الزَّرَّاعُ أَراد به احتقاره وانتقاصه كيف مِثْلُه يَقْتُلُ مِثْلَه وفي الحديث أَنه نهى عن المؤاكَرَةِ يعني المزارعَةَ على نصيب معلوم مما يُزْرَعُ في الأَرض وهي المخابرة ويقال أَكَرْتُ الأَرض أَي حفرتها ومن العرب من يقول لِلْكُرَةِ التي يُلْعَبُ بها أُكْرَةٌ واللغةُ الجيدةُ الكُرَةُ قال حَزَاوِرَةٌ بأَبْطَحِهَا الكُرِينَا

أمر
الأَمْرُ معروف نقيض النَّهْيِ أَمَرَه به وأَمَرَهُ الأَخيرة عن كراع وأَمره إِياه على حذف الحرف يَأْمُرُه أَمْراً وإِماراً فأْتَمَرَ أَي قَبِلَ أَمْرَه وقوله ورَبْرَبٍ خِماصِ يَأْمُرْنَ باقْتِناصِ إِنما أَراد أَنهنَّ يشوّقن من رآهن إِلى تصيدها واقتناصها وإِلا فليس لهنَّ أَمر وقوله عز وجل وأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العالمين العرب تقول أَمَرْتُك أَن تفْعَل ولِتَفْعَلَ وبأَن تفْعَل فمن قال أَمرتك بأَن تفعل فالباء للإِلصاق والمعنى وقع الأَمر بهذا الفعل ومن قال أَمرتُك أَن تفعل فعلى حذف الباء ومن قال أَمرتك لتفعل فقد أَخبرنا بالعلة التي لها وقع الأَمرُ والمعنى أُمِرْنا للإِسلام وقوله عز وجل أَتى أَمْرُ اللهِ فلا تَسْتَعْجِلوه قال الزجاج أَمْرُ اللهِ ما وعَدهم به من المجازاة على كفرهم من أَصناف العذاب والدليل على ذلك قوله تعالى حتى إِذا جاء أَمرُنا وفارَ التَّنُّور أَي جاء ما وعدناهم به وكذلك قوله تعالى أَتاها أَمرُنا ليلاً أَو نهاراً فجعلناها حصِيداً وذلك أَنهم استعجلوا العذاب واستبطؤوا أَمْرَ الساعة فأَعلم الله أَن ذلك في قربه بمنزلة ما قد أَتى كما قال عز وجل اقْتَرَبَتِ الساعةُ وانشقَّ القمر وكما قال تعالى وما أَمرُ الساعة إِلا كلَمْحِ البَصَرِ وأَمرتُه بكذا أَمراً والجمع الأَوامِرُ والأَمِيرُ ذو الأَمْر والأَميرُ الآمِر قال والناسُ يَلْحَوْنَ الأَمِيرَ إِذا هُمُ خَطِئُوا الصوابَ ولا يُلامُ المُرْشِدُ وإِذا أَمَرْتَ مِنْ أَمَر قُلْتَ مُرْ وأَصله أُؤْمُرْ فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة وقد جاءَ على الأَصل وفي التنزيل العزيز وأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة وفيه خذِ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ والأَمْرُ واحدُ الأُمُور يقال أَمْرُ فلانٍ مستقيمٌ وأُمُورُهُ مستقيمةٌ والأَمْرُ الحادثة والجمع أُمورٌ لا يُكَسَّرُ على غير ذلك وفي التنزيل العزيز أَلا إِلى الله تصير الأُمورُ وقوله عز وجل وأَوْحَى في كل سماءٍ أَمْرَها قيل ما يُصلحها وقيل ملائكتَهَا كل هذا عن الزجاج والآمِرَةُ الأَمرُ وهو أَحد المصادر التي جاءت على فاعِلَة كالعَافِيَةِ والعاقِبَةِ والجازيَةِ والخاتمة وقالوا في الأَمر أُومُرْ ومُرْ ونظيره كُلْ وخُذْ قال ابن سيده وليس بمطرد عند سيبويه التهذيب قال الليث ولا يقال أُومُرْ ولا أُوخُذْ منه شيئاً ولا أُوكُلْ إِنما يقال مُرْ وكُلْ وخُذْ في الابتداء بالأَمر استثقالاً للضمتين فإِذا تقدَّم قبل الكلام واوٌ أَو فاءٌ قلت وأْمُرْ فأْمُرْ كما قال عز وجل وأْمُرْ أَهلك بالصلاة فأَما كُلْ من أَكَلَ يَأْكُلُ فلا يكاد يُدْخِلُون فيه الهمزةَ مع الفاء والواو ويقولون وكُلا وخُذَا وارْفَعاه فَكُلاه ولا يقولون فَأْكُلاهُ قال وهذه أَحْرُفٌ جاءت عن العرب نوادِرُ وذلك أَن أَكثر كلامها في كل فعل أَوله همزة مثل أَبَلَ يَأْبِلُ وأَسَرَ يَأْسِرُ أَنْ يَكْسِرُوا يَفْعِلُ منه وكذلك أَبَقَ يَأْبِقُ فإِذا كان الفعل الذي أَوله همزة ويَفْعِلُ منه مكسوراً مردوداً إِلى الأَمْرِ قيل إِيسِرْ يا فلانُ إِيْبِقْ يا غلامُ وكأَنَّ أَصله إِأْسِرْ بهمزتين فكرهوا جمعاً بين همزتين فحوّلوا إِحداهما ياء إِذ كان ما قبلها مكسوراً قال وكان حق الأَمر من أَمَرَ يَأْمُرُ أَن يقال أُؤْمُرْ أُؤْخُذْ أُؤْكُلْ بهمزتين فتركت الهمزة الثانية وحوِّلت واواً للضمة فاجتمع في الحرف ضمتان بينهما واو والضمة من جنس الواو فاستثقلت العرب جمعاً بين ضمتين وواو فطرحوا همزة الواو لأَنه بقي بعد طَرْحها حرفان فقالوا مُرْ فلاناً بكذا وكذا وخُذْ من فلان وكُلْ ولم يقولوا أُكُلْ ولاأُمُرْ ولا أُخُذْ إِلا أَنهم قالوا في أَمَرَ يَأْمُرُ إِذا تقدّم قبل أَلِفِ أَمْرِه وواو أَو فاء أَو كلام يتصل به الأَمْرُ من أَمَرَ يَأْمُرُ فقالوا الْقَ فلاناً وأَمُرْهُ فردوه إِلى أَصله وإِنما فعلوا ذلك لأَن أَلف الأَمر إِذا اتصلت بكلام قبلها سقطت الأَلفُ في اللفظ ولم يفعلوا ذلك في كُلْ وخُذْ إِذا اتصل الأَمْرُ بهما بكلام قبله فقالوا الْقَ فلاناً وخُذْ منه كذا ولم نسْمَعْ وأُوخُذْ كما سمعنا وأْمُرْ قال الله تعالى وكُلا منها رَغْداً ولم يقل وأْكُلا قال فإِن قيل لِمَ رَدُّوا مُرْ إِلى أَصلها ولم يَرُدُّوا وكُلا ولا أُوخُذْ ؟ قيل لِسَعَة كلام العرب ربما ردُّوا الشيء إلى أَصله وربما بنوه على ما سبق وربما كتبوا الحرف مهموزاً وربما تركوه على ترك الهمزة وربما كتبوه على الإِدغام وكل ذلك جائز واسع وقال الله عز وجل وإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قريةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فيها قرأَ أَكثر القراء أَمرْنا وروى خارجة عن نافع آمَرْنا بالمدّ وسائر أَصحاب نافع رَوَوْهُ عنه مقصوراً وروي عن أَبي عمرو أَمَّرْنا بالتشديد وسائر أَصحابه رَوَوْهُ بتخفيف الميم وبالقصر وروى هُدْبَةُ عن حماد بن سَلَمَةَ عن ابن كثير أَمَّرْنا وسائر الناس رَوَوْهُ عنه مخففاً وروى سلمة عن الفراء مَن قَرأَ أَمَرْنا خفيفةً فسَّرها بعضهم أَمَرْنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها إِن المُتْرَفَ إِذا أُمر بالطاعة خالَفَ إِلى الفسق قال الفراء وقرأَ الحسن آمَرْنا وروي عنه أَمَرْنا قال وروي عنه أَنه بمعنى أَكْثَرنا قال ولا نرى أَنها حُفِظَتْ عنه لأَنا لا نعرف معناها ههنا ومعنى آمَرْنا بالمد أَكْثَرْنا قال وقرأَ أَبو العالية أَمَّرْنا مترفيها وهو موافق لتفسير ابن عباس وذلك أَنه قال سَلَّطْنا رُؤَساءَها ففسقوا وقال أَبو إِسحق نَحْواً مما قال الفراء قال من قرأَ أَمَرْنا بالتخفيف فالمعنى أَمرناهم بالطاعة ففسقوا فإِن قال قائل أَلست تقول أَمَرتُ زيداً فضرب عمراً ؟ والمعنى أَنك أَمَرْتَه أَن يضرب عمراً فضربه فهذا اللفظ لا يدل على غير الضرب ومثله قوله أَمرنا مترفيها ففسقوا فيها أَمَرْتُكَ فعصيتَني فقد علم أَن المعصيةَ محالَفَةُ الأَمْرِ وذلك الفسقُ مخالفةُ أَمْرِ الله وقرأَ الحسن أَمِرْنا مترفيها على مثال عَلِمْنَا قال ابن سيده وعسى أَن تكون هذه لغةً ثالثةً قال الجوهري معناه أَمَرْناهم بالطاعة فَعَصَوْا قال وقد تكون من الإِمارَةِ قال وقد قيل إِن معنى أَمِرْنا مترفيها كَثَّرْنا مُتْرَفيها قال والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم خير المال سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ أَو مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَي مُكَثِّرَةٌ والعرب تقول أَمِرَ بنو فلان أَي كَثُرُوا مُهَاجِرٌ عن عليّ بن عاصم مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَي نَتُوجٌ وَلُود وقال لبيد إِنْ يَغْبِطُوا يَهْبِطُوا وإِنْ أَمِرُوا يَوْماً يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ والنَّكَدِ وقال أَبو عبيد في قوله مُهْرَةٌ مَأْمورة إِنها الكثيرة النِّتاج والنَّسْلِ قال وفيها لغتان قال أَمَرَها اللهُ فهي مَأْمُورَةٌ وآمَرَها الله فهي مُؤْمَرَة وقال غيره إِنما هو مُهرة مَأْمُورة للازدواج لأَنهم أَتْبَعُوها مأْبورة فلما ازْدَوَجَ اللفظان جاؤُوا بمأْمورة على وزن مَأْبُورَة كما قالت العرب إِني آتيه بالغدايا والعشايا وإِنما تُجْمَعُ الغَدَاةُ غَدَوَاتٍ فجاؤُوا بالغدايا على لفظ العشايا تزويجاً للفظين ولها نظائر قال الجوهري والأَصل فيها مُؤْمَرَةٌ على مُفْعَلَةٍ كما قال صلى الله عليه وسلم ارْجِعْنَ مَأْزُورات غير مَأْجورات وإِنما هو مَوْزُورات من الوِزْرِ فقيل مأْزورات على لفظ مأْجورات لِيَزْدَوِجا وقال أَبو زيد مُهْرَةٌ مأْمورة التي كثر نسلها يقولون أَمَرَ اللهُ المُهْرَةَ أَي كثَّرَ وَلَدَها وأَمِرَ القومُ أَي كَثُرُوا قال الأَعشى طَرِفُونَ ولاَّدُون كلَّ مُبَارَكٍ أَمِرُونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ ويقال أَمَرَهم الله فأَمِرُوا أَي كَثُرُوا وفيه لغتان أَمَرَها فهي مأْمُورَة وآمَرَها فهي مُؤْمَرَةٌ ومنه حديث أَبي سفيان لقد أَمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبي كَبْشَةَ وارْتَفَعَ شَأْنُه يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم ومنه الحديث أن رجلاً قال له ما لي أَرى أَمْرَكَ يأْمَرُ ؟ فقال والله لَيَأْمَرَنَّ أَي يزيد على ما ترى ومنه حديث ابن مسعود كنا نقول في الجاهلية قد أَمِرَ بنو فلان أَي كثروا وأَمِرَ الرجلُ فهو أَمِرٌ كثرت ماشيته وآمَره الله كَثَّرَ نَسْلَه وماشيتَه ولا يقال أَمَرَه فأَما قوله ومُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ فعلى ما قد أُنِسَ به من الإِتباع ومثله كثير وقيل آمَرَه وأَمَرَه لغتان قال أَبو عبيدة آمرته بالمد وأَمَرْتُه لغتان بمعنى كَثَّرْتُه وأَمِرَ هو أَي كَثُرَ فَخُرِّجَ على تقدير قولهم علم فلان وأَعلمته أَنا ذلك قال يعقوب ولم يقله أَحد غيره قال أَبو الحسن أَمِرَ مالُه بالكسر أَي كثر وأَمِرَ بنو فلان إِيماراً كَثُرَتْ أَموالهم ورجل أَمُورٌ بالمعروف وقد ائتُمِرَ بخير كأَنَّ نفسَه أَمَرَتْهُ به فَقَبِلَه وتأَمَّروا على الأَمْرِ وائْتَمَرُوا تَمَارَوْا وأَجْمَعُوا آراءَهم وفي التنزيل إِن المَلأَ يَأْتِمرونَ بك ليقتلوك قال أَبو عبيدة أَي يتشاورون عليك ليقتلوك واحتج بقول النمر بن تولب أَحَارُ بنَ عَمْرٍو فؤَادِي خَمِرْ ويَعْدُو على المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ قال غيره وهذا الشعر لامرئ القيس والخَمِرُ الذي قد خالطه داءٌ أَو حُبٌّ ويعدو على المرء ما يأْتمر أَي إِذا ائْتَمَرَ أَمْراً غَيْرَ رَشَدٍ عَدَا عليه فأَهلكه قال القتيبي هذا غلط كيف يعدو على المرء ما شاور فيه والمشاورة بركة وإِنما أَراد يعدو على المرء ما يَهُمُّ به من الشر قال وقوله إِن المَلأَ يأْتمرون بك أَي يَهُمون بك وأَنشد إِعْلمَنْ أَنْ كُلَّ مُؤْتَمِرٍ مُخْطِئٌ في الرَّأْي أَحْيَانَا قال يقول من ركب أَمْراً بغير مَشُورة أَخْطأَ أَحياناً قال وقوله وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف أَي هُمُّوا به واعْتَزِمُوا عليه قال ولو كان كما قال أَبو عبيدة لقال يَتَأَمَّرُونَ بك وقال الزجاج معنى قوله يَأْتِمرُونَ بك يَأْمُرُ بعضهم بعضاً بقتلك قال أَبو منصور ائْتَمَر القومُ وتآمَرُوا إِذا أَمَرَ بعضهم بعضاً كما يقال اقتتل القوم وتقاتلوا واختصموا وتخاصموا ومعنى يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً بقتلك وفي قتلك قال وجائز أَن يقال ائْتَمَرَ فلان رَأْيَهُ إِذا شاور عقله في الصواب الذي يأْتيه وقد يصيب الذي يَأْتَمِرُ رَأْيَهُ مرَّة ويخطئُ أُخرى قال فمعنى قوله يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً فيك أَي في قتلك أَحسن من قول القتيبي إِنه بمعنى يهمون بك قال وأَما قوله وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف فمعناه والله أَعلم لِيَأْمُرْ بعضُكم بعضاً بمعروف قال وقوله اعلمن أَنْ كل مؤتمر معناه أَن من ائْتَمَرَ رَأَيَه في كل ما يَنُوبُهُ يخطئُ أَحياناً وقال العجاج لَمّا رَأَى تَلْبِيسَ أَمْرٍ مُؤْتَمِرْ تلبيس أَمر أَي تخليط أَمر مؤتمر أَي اتَّخَذَ أَمراً يقال بئسما ائْتَمَرْتَ لنفسك وقال شمر في تفسير حديث عمر رضي الله عنه الرجالُ ثلاثةٌ رجلٌ إِذا نزل به أَمرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَهُ قال شمر معناه ارْتَأَى وشاور نفسه قبل أَن يواقع ما يريد قال وقوله اعلمن أَنْ كل مؤتمر أَي كل من عمل برأْيه فلا بد أَن يخطئ الأَحيان قال وقوله ولا يأْتَمِرُ لِمُرْشِدٍ أَي لا يشاوره ويقال ائْتَمَرْتُ فلاناً في ذلك الأَمر وائْتَمَرَ القومُ إِذا تشاوروا وقال الأَعشى فَعادَا لَهُنَّ وَزَادَا لَهُنَّ واشْتَرَكَا عَمَلاً وأْتمارا قال ومنه قوله لا يَدَّري المَكْذُوبُ كَيْفَ يَأْتَمِرْ أَي كيف يَرْتَئِي رَأْياً ويشاور نفسه ويَعْقِدُ عليه وقال أَبو عبيد في قوله ويَعْدُو على المَرءِ يَأْتَمِرْ معناه الرجل يعمل الشيء بغير روية ولا تثبُّت ولا نظر في العاقبة فيندَم عليه الجوهري وائْتَمَرَ الأَمرَ أَي امتثله قال امرؤٌ القيس ويعدو على المرءِ ما يأْتمر أَي ما تأْمره به نفسه فيرى أَنه رشد فربما كان هلاكه في ذلك ويقال ائْتَمَرُوا به إِذا هَمُّوا به وتشاوروا فيه والائْتِمارُ والاسْتِئْمارُ المشاوَرَةُ وكذلك التَّآمُرُ على وزن التَّفاعُل والمُؤْتَمِرُ المُسْتَبِدُّ برأْيه وقيل هو الذي يَسْبِقُ إِلى القول قال امرؤٌ القيس في رواية بعضهم أَحارُ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ ويَعْدُو على المرْءِ ما يَأْتَمِرْ ويقال بل أَراد أَن المرء يَأْتَمِرُ لغيره بسوء فيرجع وبالُ ذلك عليه وآمَرَهُ في أَمْرِهِ ووامَرَهُ واسْتَأْمَرَهُ شاوره وقال غيره آمَرْتُه في أَمْري مُؤامَرَةً إِذا شاورته والعامة تقول وأَمَرْتُه وفي الحديث أَمِيري من الملائكة جبريلُ أَي صاحبُ أَمْرِي ووَلِيِّي وكلُّ من فَزَعْتَ إِلى مشاورته ومُؤَامَرَته فهو أَمِيرُكَ ومنه حديث عمر الرجال ثلاثةٌ رجلٌ إِذا نزل به أَمْرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَه أَي شاور نفسه وارْتأَى فيه قبل مُواقَعَة الأَمر وقيل المُؤْتَمِرُ الذي يَهُمُّ بأَمْرٍ يَفْعَلُه ومنه الحديث الآخر لا يأْتَمِرُ رَشَداً أَي لا يأْتي برشد من ذات نفسه ويقال لكل من فعل فعلاً من غير مشاورة ائْتَمَرَ كَأَنَّ نَفْسَه أَمرته بشيءِ فأْتَمَرَ أَي أَطاعها ومن المُؤَامَرَةِ المشاورةُ في الحديث آمِرُوا النساءَ في أَنْفُسِهِنَّ أَي شاوروهن في تزويجهن قال ويقال فيه وأَمَرْتُه وليس بفصيح قال وهذا أَمْرُ نَدْبٍ وليس بواجب مثل قوله البِكر تُسْتَأْذَنُ ويجوز أَن يكون أَراد به الثَّيِّبَ دون البكر فإِنه لا بد من إِذنهن في النكاح فإِن في ذلك بقاءً لصحبة الزوج إِذا كان بإِذنها ومنه حديث عمر آمِرُوا النساءَ في بناتهنَّ هو من جهة استطابة أَنفسهن وهو أَدعى للأُلفة وخوفاً من وقوع الوحشة بينهما إِذا لم يكن برضا الأُم إِذ البنات إِلى الأُمَّهات أَميل وفي سماع قولهنَّ أَرغب ولأَن المرأَة ربما علمت من حال بنتها الخافي عن أَبيها أَمراً لا يصلح معه النكاح من علة تكون بها أَو سبب يمنع من وفاء حقوق النكاح وعلى نحو من هذا يتأَول قوله لا تُزَوَّجُ البكر إِلا بإِذنها وإِذْنُها سُكوتُها لأَنها قد تستحي أَن تُفْصِح بالإِذن وتُظهر الرغبة في النكاح فيستدل بسكوتها على رضاها وسلامتها من الآفة وقوله في حديث آخر البكر تُسْتَأْذَنُ والثيب تُسْتَأْمَرُ لأَن الإِذن يعرف بالسكوت والأَمر لا يعرف إِلا بالنطق وفي حديث المتعة فآمَرَتْ نَفْسَها أَي شاورتها واستأْمرتها ورجل إِمَّرٌ وإِمَّرَة
( * قوله « إمر وإمرة » هما بكسر الأول وفتحه كما في القاموس ) وأَمَّارة يَسْتَأْمِرُ كلَّ أَحد في أَمره والأَميرُ الملِكُ لنَفاذِ أَمْرِه بَيِّنُ الإِمارة والأَمارة والجمعُ أُمَراءُ وأَمَرَ علينا يَأْمُرُ أَمْراً وأَمُرَ وأَمِرَ كوَليَ قال قد أَمِرَ المُهَلَّبُ فكَرْنِبوا ودَوْلِبُوا وحيثُ شِئْتُم فاذْهَبوا وأَمَرَ الرجلُ يأْمُرُ إِمارةً إِذا صار عليهم أَميراً وأَمَّرَ أَمارَةً إِذا صَيَّرَ عَلَماً ويقال ما لك في الإِمْرَة والإِمارَة خيرٌ بالكسر وأُمِّرَ فلانٌ إِذا صُيِّرَ أَميراً وقد أَمِرَ فلان وأَمُرَ بالضم أَي صارَ أَميراً والأُنثى بالهاء قال عبدالله بن همام السلولي ولو جاؤُوا برَمْلةَ أَو بهنْدٍ لبايَعْنا أَميرةَ مُؤْمنينا والمصدر الإِمْرَةُ والإِمارة بالكسر وحكى ثعلب عن الفراء كان ذلك إِذ أَمَرَ علينا الحجاجُ بفتح الميم وهي الإِمْرَة وفي حديث علي رضي الله عنه أَما إن له إمْرَة كلَعْقَةِ الكلب لبنه الإِمْرَة بالكسر الإِمارة ومنه حديث طلحة لعلك ساءَتْكَ إِمْرَةُ ابن عمك وقالوا عليك أَمْرَةٌ مُطاعَةٌ ففتحوا التهذيب ويقال لك عليَّ أَمْرَةٌ مطاعة بالفتح لا غير ومعناه لك عليَّ أَمْرَةٌ أُطيعك فيها وهي المرة الواحدة من الأُمور ولا تقل إِمْرَةٌ بالكسر إِنما الإِمرة من الولاية والتَّأْميرُ تَوْلية الإِمارة وأَميرٌ مُؤَمَّرٌ مُمَلَّكٌ وأَمير الأَعمى قائده لأَنه يملك أَمْرَه ومنه قول الأَعشى إِذا كان هادي الفتى في البلا دِ صدرَ القَناةِ أَطاعَ الأَميرا وأُولوا الأَمْرِ الرُّؤَساءُ وأَهل العلم وأَمِرَ الشيءُ أَمَراً وأَمَرَةً فهو أَمِرٌ كَثُرَ وتَمَّ قال أُمُّ عِيالٍ ضَنؤُها غيرُ أَمِرْ والاسم الإِمْرُ وزرعٌ أَمِرٌ كثير عن اللحياني ورجل أَمِرٌ مباركٌ يقبل عليه المالُ وامرأَة أَمِرَةٌ مباركة على بعلها وكلُّه من الكَثرة وقالوا في وجه مالِكَ تعرفُ أَمَرَتَه وهو الذي تعرف فيه الخير من كل شيء وأَمَرَتُه زيادته وكثرته وما أَحسن أَمارَتَهم أَي ما يكثرون ويكثر أَوْلادُهم وعددهم الفراء تقول العرب في وجه المال الأَمِر تعرف أَمَرَتَه أَي زيادته ونماءه ونفقته تقول في إِقبال الأَمْرِ تَعْرِفُ صَلاحَه والأَمَرَةُ الزيادة والنماءُ والبركة ويقال لا جعل الله فيه أَمَرَةً أَي بركة من قولك أَمِرَ المالُ إِذا كثر قال ووجه الأَمر أَول ما تراه وبعضهم يقول تعرف أَمْرَتَهُ من أَمِرَ المالُ إِذا كَثُرَ وقال أَبو الهيثم تقول العرب في وجه المال تعرف أَمَرَتَه أَي نقصانه قال أَبو منصور والصواب ما قال الفراء في الأَمَرِ أَنه الزِّيادة قال ابن بزرج قالوا في وجه مالك تعرف أَمَرَتَه أَي يُمنَه وأَمارَتَهُ مثله وأَمْرَتَه ورجل أَمِرٌ وامرأَة أَمِرَةٌ إِذا كانا ميمونين والإِمَّرُ الصغيرُ من الحُمْلان أَوْلادِ الضأْنِ والأُنثى إِمَّرَةٌ وقيل هما الصغيران من أَولادِ المعز والعرب تقول للرجل إِذا وصفوه بالإِعدامِ ما له إِمَّرٌ ولا إِمَّرَةٌ أَي ما له خروف ولا رِخْلٌ وقيل ما له شيء والإِمَّرُ الخروف والإِمَّرَةُ الرِّخْلُ والخروف ذكر والرِّخْلُ أُنثى قال الساجع إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَراً فلا تَغْدُونَّ إِمَّرَةً ولا إِمَّراً ورجلٌ إِمَّرٌ وإِمَّرَةٌ أَحمق ضعيف لا رأْي له وفي التهذيب لا عقل له إِلا ما أَمرتَه به لحُمْقِهِ مثال إِمَّعٍ وإِمَّعَةٍ قال امرؤُ القيس وليس بذي رَيْثَةٍ إِمَّرٍ إِذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا ويقال رجل إِمَّرٌ لا رأْي له فهو يأْتَمِرُ لكل آمر ويطيعه وأَنشد شمر إِذا طلعت الشعرى سفراً فلا ترسل فيها إِمَّرَةً ولا إِمَّراً قال معناه لا تُرْسِلْ في الإِبل رجلاً لا عقل له يُدَبِّرُها وفي حديث آدم عليه السلام من يُطِعْ إِمَّرَةً لا يأْكُلْ ثَمَرَةً الإِمَّرَةُ بكسر الهمزة وتشديد الميم تأْنيث الإِمَّرِ وهو الأَحمق الضعيف الرأْي الذي يقول لغيره مُرْني بأَمرك أَي من يطع امرأَة حمقاء يُحْرَمِ الخير قال وقد تطلق الإِمَّرَة على الرجل والهاء للمبالغة يقال رجل إِمَّعَةٌ والإِمَّرَةُ أَيضاً النعجة وكني بها عن المرأَة كما كني عنها بالشاة وقال ثعلب في قوله رجل إِمَّرٌّ قال يُشَبَّه بالجَدْي والأَمَرُ الحجارة واحدتُها أَمَرَةٌ قال أَبو زبيد من قصيدة يرثي فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه يا لَهْفَ نَفْسيَ إِن كان الذي زَعَمُوا حقّاً وماذا يردُّ اليومَ تَلْهِيفي ؟ إِن كان عثمانُ أَمْسَى فوقه أَمَرٌ كراقِب العُونِ فوقَ القُبَّةِ المُوفي والعُونُ جمع عانة وهي حُمُرُ الوحش ونظيرها من الجمع قارَةٌ وقورٌ وساحة وسُوحٌ وجواب إِن الشرطية أَغنى عنه ما تقدم في البيت الذي قبله وشبَّه الأَمَرَ بالفحل يَرقُبُ عُونَ أُتُنِه والأَمَرُ بالتحريك جمع أَمَرَّةٍ وهي العَلَمُ الصغير من أَعلام المفاوز من حجارة وهو بفتح الهمزة والميم وقال الفراء يقال ما بها أَمَرٌ أَي عَلَمٌ وقال أَبو عمرو الأَمَرَاتُ الأَعلام واحدتها أَمَرَةٌ وقال غيره وأَمارةٌ مثل أَمَرَةٍ وقال حميد بسَواءٍ مَجْمَعَةٍ كأَنَّ أَمارّةً مِنْها إِذا بَرَزَتْ فَنِيقٌ يَخْطُرُ وكلُّ علامَةٍ تُعَدُّ فهي أَمارةٌ وتقول هي أَمارةُ ما بيني وبينك أَي علامة وأَنشد إِذا طلَعَتْ شمس النهار فإِنها أَمارةُ تسليمي عليكِ فسَلِّمي ابن سيده والأَمَرَةُ العلامة والجمع كالجمع والأَمارُ الوقت والعلامة قال العجاجُ إِذّ رَدَّها بكيده فارْتَدَّتِ إِلى أَمارٍ وأَمارٍ مُدَّتي قال ابن بري وصواب إِنشاده وأَمارِ مدتي بالإِضافة والضمير المرتفع في ردِّها يعود على الله تعالى والهاء في ردّها أَيضاً ضمير نفس العجاج يقول إِذ ردَّ الله نفسي بكيده وقوّته إِلى وقت انتهاء مدني وفي حديث ابن مسعود ابْعَثوا بالهَدْيِ واجْعَلوا بينكم وبينه يَوْمَ أَمارٍ الأَمارُ والأَمارةُ العلامة وقيل الأَمارُ جمع الأَمارَة ومنه الحديث الآخر فهل للسَّفَر أَمارة ؟ والأَمَرَةُ الرابية والجمع أَمَرٌ والأَمارة والأَمارُ المَوْعِدُ والوقت المحدود وهو أَمارٌ لكذا أَي عَلَمٌ وعَمَّ ابنُ الأَعرابي بالأَمارَة الوقتَ فقال الأَمارةُ الوقت ولم يعين أَمحدود أَم غير محدود ؟ ابن شميل الأَمَرةُ مثل المنارة فوق الجبل عريض مثل البيت وأَعظم وطوله في السماء أَربعون قامة صنعت على عهد عاد وإِرَمَ وربما كان أَصل إِحداهن مثل الدار وإِنما هي حجارة مكوَّمة بعضها فوق بعض قد أُلزقَ ما بينها بالطين وأَنت تراها كأَنها خِلْقَةٌ الأَخفش يقال أَمِرَ يأْمَرُ أَمْراً أَي اشتدّ والاسم الإِمْرُ بكسر الهمزة قال الراجز قد لَقفيَ الأَقْرانُ مِنِّي نُكْرا داهِيَةً دَهْياءَ إِدّاً إِمْرا ويقال عَجَباً وأَمْرٌ إِمْرٌ عَجَبٌ مُنْكَرٌ وفي التنزيل العزيز لقد جِئْتَ شيئاً إِمْراً قال أَبو إِسحق أَي جئت شيئاً عظيماً من المنكر وقيل الإمْرُ بالكسر والأَمْرُ العظيم الشنيع وقيل العجيب قال ونُكْراً أَقلُّ من قوله إِمْراً لأَن تغريق من في السفينة أَنكرُ من قتل نفس واحدة قال ابن سيده وذهب الكسائي إِلى أَن معنى إِمْراً شيئاً داهياً مُنْكَراً عَجَباً واشتقه من قولهم أَمِرَ القوم إِذا كثُروا وأَمَّرَ القناةَ جعل فيها سِناناً والمُؤَمَّرُ المُحَدَّدُ وقيل الموسوم وسِنانٌ مُؤَمَّرٌ أَي محدَّدٌ قال ابن مقبل وقد كان فينا من يَحُوطُ ذِمارَنا ويَحْذي الكَمِيَّ الزَّاعِبيَّ المُؤَمَّرا والمُؤَمَّرُ أَيضاً المُسَلَّطُ وتَأَمَّرَ عليهم أَيَّ تَسَلَّطَ وقال خالد في تفسير الزاعبي المؤَمر قال هو المسلط والعرب تقول أمِّرْ قَنَاتَكَ أَي اجعل فيها سِناناً والزاعبي الرمح الذي إِذا هُزَّ تدافع كُلُّه كأَنَّ مؤَخّرِه يجري في مُقدَّمه ومنه قيل مَرَّ يَزْعَبُ بحِملِه إِذا كان يتدافع حكاه عن الأَصمعي ويقال فلانٌ أُمِّرَ وأُمِّرَ عليه إِذا كان الياً وقد كان سُوقَةً أَي أَنه مجرَّب ومتا بها أَمَرٌ أَي ما بها أَحدٌ وأَنت أَعلم بتامورك تامورهُ وعاؤُه يريد أَنت أَعلم بما عندك وبنفسك وقيل التَّامورُ النَّفْس وحياتها وقيل العقل والتَّامورُ أَيضاً دمُ القلب وحَبَّتُه وحياته وقيل هو القلب نفسه وربما جُعِلَ خَمْراً وربما جُعِلَ صِبغاً على التشبيه والتامور الولدُ والتّامور وزير الملك والتّامور ناموس الراهب والتَّامورَةُ عِرِّيسَة الأَسَدِ وقيل أَصل هذه الكلمة سريانية والتَّامورة الإِبريق قال الأَعشى وإِذا لها تامُورَة مرفوعةٌ لشرابها والتَّامورة الحُقَّة والتَّاموريُّ والتأْمُرِيُّ والتُّؤْمُريُّ الإِنسان وما رأَيتُ تامُرِيّاً أَحسن من هذه المرأَة وما بالدار تأْمور أَي ما بها أَحد وما بالركية تامورٌ يعني الماءَ قال أَبو عبيد وهو قياس على الأَوَّل قال ابن سيده وقضينا عليه أَن التاء زائدة في هذا كله لعدم فَعْلول في كلام العرب والتَّامور من دواب البحر وقيل هي دوَيبةٌ والتَّامور جنس من الأَوعال أَو شبيه بها له قرنٌ واحدٌ مُتَشَعِّبٌ في وسَطِ رأْسه وآمِرٌ السادس من أَيام العجوز ومؤُتَمِرٌ السابع منها قال أَبو شِبل الأَعرابي كُسِعَ الشتاءُ بسبعةٍ غُبْرِ بالصِّنِّ والصِّنَّبْرِ والوَبْرِ وبآمِرٍ وأَخيه مؤُتَمِرٍ ومُعَلِّلٍ وبمُطْفَئٍ الجَمْرِ كأَنَّ الأَول منهما يأْمرُ الناس بالحذر والآخر يشاورهم في الظَّعَن أَو المقام وأَسماء أَيام العجوز مجموعة في موضعها قال الأَزهري قال البُستْي سُمي أَحد أَيام العجوز آمِراً لأَنه يأْمر الناس بالحذر منه وسمي الآخر مؤتمراً قال الأَزهري وهذا خطأٌ وإِنما سمي آمراً لأَن الناس يُؤامِر فيه بعضُهم بعضاً للظعن أَو المقام فجعل المؤتمر نعتاً لليوم والمعنى أَنه يؤْتَمرُ فيه كما يقال ليلٌ نائم يُنام فيه ويوم عاصف تَعْصِف فيه الريحُ ونهار صائم إِذا كان يصوم فيه ومثله في كلامهم ولم يقل أَحد ولا سمع من عربي ائتْمَرْتُه أَي آذنتْهُ فهو باطل ومُؤْتَمِرٌ والمُؤْتَمِرُ المُحَرَّمُ أَنشد ابن الأَعرابي نَحْنُ أَجَرْنا كلَّ ذَيَّالٍ قَتِرْ في الحَجِّ من قَبْلِ دَآدي المُؤْتَمِرْ أَنشده ثعلب وقال القَمِرُ المتكبر والجمع مآمر ومآمير قال ابن الكلبي كانت عاد تسمِّي المحرَّم مُؤتَمِراً وصَفَرَ ناجِراً وربيعاً الأَول خُوَّاناً وربيعاً الآخر بُصاناً وجمادى الأُولى رُبَّى وجمادى الآخرة حنيناً ورَجَبَ الأَصمَّ وشعبان عاذِلاً ورمضان ناتِقاً وشوّالاً وعِلاً وذا القَعْدَةِ وَرْنَةَ وذا الحجة بُرَكَ وإِمَّرَةُ بلد قال عُرْوَةَ بْنُ الوَرْد وأَهْلُكَ بين إِمَّرَةٍ وكِيرِ ووادي الأُمَيِّرِ موضع قال الراعي وافْزَعْنَ في وادي الأُمَيِّرِ بَعْدَما كَسا البيدَ سافي القَيْظَةِ المُتَناصِرُ ويومُ المَأْمور يوم لبني الحرث بن كعب على بني دارم وإِياه عنى الفرزدق بقوله هَلْ تَذْكُرُون بَلاءَكُمْ يَوْمَ الصَّفا أَو تَذْكُرونَ فَوارِسَ المَأْمورِ ؟ وفي الحديث ذكرُِ أَمَرَ وهو بفتحِ الهمزة والميم موضع من ديار غَطَفان خرج إِليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لجمع محارب

أهر
الأَهَرَةُ بالتحريك متاع البيت الليث أَهَرَةُ البيت ثيابه وفرشه ومتاعه وقال ثعلب بيتٌ حَسَنُ الظَّهَرة والأَهَرَة والعَقار وهو متاعه والظَّهَرَةُ ما ظهر منه والأَهَرَة ما بطن والجمع أَهَرٌ وأَهَراتٌ قال الراجز عَهْدِي بجَنَّاحٍ إِذا ما ارْتَزَّا وأَذْرَتِ الرِّيحُ تُراباً نَزَّا أَحْسَنَ بَيْتٍ أَهَراً وبَزاً كأَنما لُزَّ بصَخْرٍ لَزَّا وأَحسن في موضع نصب على الحال سادّ مسدّ خبر عهدي كما تقول عهدي بزيد قائماً وارْتَزَّ بمعنى ثبت والترابُ النَّزُّ هو النَّديُّ رأَيت في حاشية كتاب ابن بري ما صورته في المحكم جَنَّاحٌ اسم رجل وجَنَّاحٌ اسم خباءٍ من أَخبيتهم وأَنشد عَهْدي بجَنَّاحٍ إِذا ما اهْتَزَّا وأَذْرَت الرِّيحُ تراباً نَزَّا أَن سَوْفَ تَمْضِيه وما ارْمأَزَّا قال وتمضيه تمضي عليه ابن سيده والأَهَرَة الهيئة

أور
الأُوارُ بالضم شدَّةُ حر الشمس ولفح النار ووهجها والعطشُ وقيل الدُّخان واللَّهَبُ ومن كلام علي رضي الله عنه فإِن طاعة الله حِرْزٌ من أُوار نيران مُوقَدةٍ قال أَبو حنيفة الأُوارُ أَرَقُّ من الدخان وأَلطف وقول الراجز والنَّارُ قد تَشْفي من الأُوارِ النار ههنا السِّماتُ وقال الكسائي الأُوار مقلوبٌ أَصله الوُ آرُ ثم خففت الهمزة فأُبدلت في اللفظ واواً فصارت وُواراً فلما التقت في أَول الكلمة واوان وأُجْريَ غيرُ اللازم مجرى اللازم أُبدلت الأُولى همزة فصارت أُواراً والجمع أُورٌ وأَرض أَوِرَةٌ ووَيِرَةٌ مقلوب شديدة الأُوار ويوم ذو أُوارٍ أَي ذو سَمُوم وحر شديد وريح إِيرٌ وأُورٌ باردةٌ والأُوارُ أَيضاً الجنوبُ والمُسْتَأْوِرُ الفَزِع قال الشاعر كأَنَّه بزوانٍ نامَ عَنْ غَنَمٍ مُسْتَأْوِرٌ في سواد اللَّيل مَدْؤُوبُ الفراءُ يقال لريح الشَّمال الجِرْبياءُ بوزنَ رَجُلٌ نِفْرِجاءُ وهو الجبانُ ويقال للسَّماء إِيرٌ وأَيْرٌ وأَيِّرٌ وأَوُورٌ قال وأَنشدني بعض بني عُقَيْل شَآمِيَّة جُنْحَ الظَّلام أَوُورُ قال والأَوُروُ على فَعُول قال واسْتَأْوَرَتِ الإِبلُ نَفَرَتْ في السَّهْل وكذلك الوحشُ قال الأَصمعي اسْتَوْأَرَتِ الإِبِلُ إِذا تَرابَعتْ على نِفارٍ واحدٍ وقال أَبو زيد ذاك إِذا نفرَتْ فصَعِدَت الجَبَلَ فإِذا كان نِفارُها في السَّهْلِ قيل اسْتَأْوَرَتْ قال وهذا كلام بني عَقَيْلٍ الشَّيْباني المُسْتَأْوِرُ الفارُّ واستَأْوَرَ البعير إِذا تَهَيَّأَ للوُثوب وهو بارك غيره ويقال للحُفْرَة التي يجتمع فيها الماءُ أُورة وأُوقَةٌ قال الفرزدق تَرَبَّعَ بَيْنَ الأُورَتَيْنِ أَميرُها وأَما قول لبيد يَسْلُبُ الكانِسَ لم يُورَ بها شُعْبَةَ السَّاقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ وروي لم يُوأَرْ بها ومن رواه كذلك فهو من أْوار الشمس وهو شدّة حرها فقلبه وهو من التنفير ويقال أَوْأَرْتُه فاسْتَوْأَر إِذا نَفَّرْتَه ابن السكيت آرَ الرجلُ حليلته يَؤُورُها وقال غيره يَئِيرُها أَيْراً إِذا جامَعَها وآرَةُ وأُوارَةُ موضعان قال عَداوِيَّةٌ هيهاتَ منك مَحَلُّها إِذا ما هي احْتَلَّتْ بقُدْسٍ وآرَتِ ويروي بقدس أُوارَةِ عداوية منسوبة إلى عدي على غير قياس وأُوارَةُ اسم ماء وأُورِياءُ رجل من بني إِسرائيل وهو زوج المرأَة التي فُتِنَ بها داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام وفي حديث عطاء أَبْشِري أُورى شَلَّمَ براكب الحمار يريد بيت الله المقدَّس قال الأَعشى وقَدْ طُفْتُ للمالِ آفاقَهُ عُمانَ فَحِمْصَ فَأُورَى شَلَمْ والمشهور أُورى شَلَّم بالتشديد فخففه للضرورة وهو اسم بيت المقدس ورواه بعضهم بالسين المهملة وكسر اللام كأَنه عرّبه وقال معناه بالعبرانية بيت السلام وروي عن كعب أَن الجنة في السماء السابعة بميزان بيت المقدس والصخرة ولو وقع حجر منها وقع على الصخرة ولذلك دعيت أُورَشلَّم ودُعيت الجنةُ دارَ السلام

أير
إِيْرٌ ولغةٌ أُخرى أَيْرٌ مفتوحة الأَلف وأَيِّرٌ كل ذلك من أَسماء الصِّبا وقيل الشِّمال وقيل التي بين الصبا والشمال وهي أَخبث النُّكْبِ الفراء الأَصمعي في بابِ فعْلٍ وفَعْلٍ من أَسماء الصبا إِيْرٌ وأَيْرٌ وهِيرٌ وهَيْرٌ وأَيِّر وهَيِّر على مثال فَيْعِل وأَنشد يعقوب وإِنَّا مَسامِيحٌ إِذا هَبَّتِ الصِّبا وإِنَّا لأَيْسارٌ إِذا الإِيرُ هَبَّتِ ويقال للسماء إِيرٌ وأَيْرٌ وأَيَّرٌ وأَوُررٌ والإِيْرُ ريحُ الجَنُوبِ وجمعه إِيَرَةٌ ويقال الإِيْرُ ريح حارة من الأُوارِ وإِنما صارت واوه ياء لكسرة ما قبلها وريح إِيرٌ وأُورٌ باردة والأَيْرُ معروف وجمعه آيُرٌ على أَفْعُل وأُيُورٌ وآيارٌ وأُيُرٌ وأَنشد سيبويه لجرير الضبي يا أَضْبُعاً أَكَلَتْ آيارَ أَحْمِرَةٍ ففي البطون وقد راحَتُ قَراقيرُ هَلْ غَيْرُ أَنَّكُمُ جِعْلانُ مِمْدَرَةٍ دُسْمُ المرافق أَنْذالٌ عَواوِيرُ وغَيْرُ هُمْزٍ ولُمْزٍ للصَّديقِ ولا يُنْكي عَدُوَّكُمُ مِنْكُمْ أَظافيرُ وأَنَّكْم ما بَطُنْتُمُ لم يَزَلْ أَبَداً مِنْكْم على الأَقْرَبِ الأَدْنى زَنابيرُ ورواه أَبو زيد يا ضَبُعاً على واحدة ويا ضُبُعاً وأَنشد أَيضاً أَنْعَتُ أَعْياراً رَعَيْنَ الخَنْزَرا أَنْعَتُهُنَّ آيُراً وكَمَرا ورجلٌ أُياريٌّ عظيمُ الذَّكَرِ ورجل أُنافيٌّ عظيم الأَنف وروي عن عليّ بن أَبي طالب رضي الله عنه أَنه قال يوماً متمثلاً مَنْ يَطُلْ أَيْرُ أَبيه يَنْتَطِقْ به معناه أَن من كثرت ذكور ولد أَبيه شدّ بعضهم بعضاً ومن هذا المعنى قول الشاعر فلو شاء ربي كان أَيْرُ أَبِيكُمُ طويلاً كَأَيْرِ الحَرِث بن سَدوسِ قيل كان له أَحد وعشرون ذكراً وصَخْرَةٌ يَرَّاءُ وصخرة أَيَرٌ وحارٌّ يارٌّ يذكر في ترجمة يرر إِن شاء الله وإِيْرٌ موضعٌ بالبادية التهذيب إِيْرٌ وهِيرٌ موضع بالبادية قال الشماخ على أَصْلابِ أَحْقَبَ أَخْدَرِيٍّ من اللاَّئي تَضَمَّنَهُنَّ إِيرُ وإِيرٌ جَبَلٌ قال عباس بن عامر الأَصم على ماءِ الكُلابِ وما أَلامُوا ولكن مَنْ يُزاحِمُ رُكْنَ إِيرِ ؟ والأَيارُ الصُّفْرُ قال عدي بن الرقاع تلك التِّجارةُ لا تُجِيبُ لِمِثْلِها ذَهَبٌ يباع بآنُكٍ وأَيارِ وآرَ الرجلُ حليلَتَهُ يَؤُورُها وآرَها يَئِيرُها أَيْراً إِذاً جامعها قال أَبو محمد اليزيدي واسمه يحيى بن المبارك يهجو عِنانَ جاريَةَ الناطِفِيِّ وأَبا ثعلب الأَعرج الشاعر وهو كليب بن أَبي الغول وكان من العرجان والشعراء قال ابن بري ومن العرجان أَبو مالك الأَعرج قال الجاحظ وفي أَحدهما يقول اليزيدي أَبو ثَعْلَبٍ للناطِفِيِّ مُؤازِرٌ على خُبْثِهِ والنَّاطِفيُّ غَيُورُ وبالبَغْلَةِ الشَّهْباءِ رِقَّةُ حافرٍ وصاحِبُنَا ماضِي الجَنانِ جَسُورُ ولا غَرْْوَ أَنْ كان الأُعَيْرِجُ آرَها وما النَّاسُ إِلاَّ آيِرٌ ومَئِيرُ والآرُ العارُ والإِيارُ اللُّوحُ وهو الهواء

بأر
البِئْرُ القَلِيبُ أُنثى والجمع أَبْآرٌ بهمزة بعد الباء مقلوب عن يعقوب ومن العرب من يقلب الهمزة فيقول آبارٌ فإِذا كُثِّرَتْ فهي البِئارُ وهي في القلة أَبْؤُرٌ وفي حديث عائشة اغْتَسِلي من ثلاث أَبْؤُرٍ يَمُدُّ بعضُها بعضاً أَبْؤُرٌ جمعُ قلة للبئر ومدّ بعضها بعضاً هو أَن مياهها تجتمع في واحدة كمياه القناة وهي البِئْرَةُ وحافرُها الأَبَّارُ مقلوب ولم يُسمع على وَجْهِهِ وفي التهذيب وحافِرُها بأْآر ويقال أَبَّارٌ وقد بَأَرْتُ بِئْراً وبَأَرَها يَبْأَرُها وابْتَأَرَها حَفَرَها أَبو زيد بَأَرْتُ أَبْأَرُ بَأْراً حَفْرتُ بُؤْرَةً يطبخ فيها وهي الإِرَةُ وفي الحديث البِئْرُ جبارٌ قيل هي العادِيَّةُ القديمة لا يعلم لها حافر ولا مالك فيقع فيها الإِنسان أَو غيره فهو جُبار أَي هَدَرٌ وقيل هو الأَجير الذي ينزل البئر فينقيها أَو يخرج منها شيئاً وقع فيها فيموت والبُؤُرَةُ كالزُّبْيَةِ من الأَرض وقيل هي موقد النار والفعل كالفعل وبَأَرَ الشيءَ يَبْأَرُه بَأْراً وابْتَأَرَه كلاهما خَبَأَهُ وادَّخَرَهُ ومنه قيل للحُفرَةِ البُؤُرَةُ والبُؤْرَةُ والبِئْرَةُ والبَئِيرَةُ على فَعِيلَةٍ ما خُبِئَ وادُّخِرَ وفي الحديث أَن رجلاً آتاه الله مالاً فلم يَبْتَئْر خيراً أَي لم يُقَدِّمْ لنفسه خَبِيئَةَ خَيْرٍ ولم يَدَّخِرْ وابْتَأَرَ الخيرَ وبَأَرَهُ قَدَّمَهُ وقيل عمله مستوراً وقال الأُمَوِيُّ في معنى الحديث هو من الشيء يُخْبَأُ كأَنه لم يُقدِّم لنفسه خيراً خَبَأَهُ لها ويقال للذَّخيرة يدّخرها الإِنسان بَئِيرَةٌ قال أَبو عبيد في الابْتِئار لغتان يقال ابْتَأَرْتُ وائْتَبَرْتُ ابْتِئاراً وائتِباراً وقال القطامي فإِن لم تَأْتَبِرْ رَشَداً قُرَيْشٌ فليس لسائِر لناسِ ائتْبِارُ يعني اصطناع الخير والمعروف وتقديمه ويقال لإِرَةِ النارِ يُؤْرَةٌ وجمعه بُؤَرٌ

ببر
البَبْرُ واحدُ البُبُور وهو الفُرانِقُ الذي يعادي الأَسد غيره البَبْرُ ضرب من السباع أَعجمي معرّب

بتر
البَتْرُ اسْتِئْصالُ الشيء قطعاً غيره البَتْرُ قَطْعُ الذَّنَبِ ونحوه إِذا استأْصله بَتَرْتُ الشيءَ بَتْراً قطعته قبل الإِتمام والانْبتارُ الانْقِطاعُ وفي حديث الضحايا أَنه نهي عن المبتورةِ وهي التي قطع ذنبها قال ابن سيده وقيل كُلُّ قطع بَتْرٌ بَتَرَهُ يَبْتُرُهُ بَتْراً فانْبَتَرَ وتَبَتَّر وسَيْفٌ باتِرٌ وبَتُورٌ وبَتَّارٌ قطَّاع والباتِرُ السيفُ القاطعُ والأَبْتَرُ المقطوعُ الذَّنَب من أَيّ موضع كان من جميع الدواب وقد أَبْتَرَهُ فَبَتَر وذَنَبٌ أَبْتَرُ وتقول منه بَتِرَ بالكسر يَبْتَرُ بَتَراً وفي الحديث أَنه نهى عن البُتَيْراءِ هو أَن يُوتِرَ بركعة واحدة وقيل هو الذي شرع في ركعتين فأَتم الأُولى وقطع الثانية وفي حديث سعد أَنه أَوْتَرَ بركعة فَأَنْكَرَ عليه ابْنُ مسعود وقال ما هذه البَتْراءُ ؟ وكل أَمر انقطع من الخير أَثَرُه فهو أَبْتَرُ والأَبْتَرانِ العَيْرُ والعَبْدُ سُميِّا أَبْتَرَيْنِ لقلة خيرهما وقد أَبْتَرَه اللهُ أَي صيره أَبتر وخطبةٌ بَتْراءُ إِذا لم يُذكر الله تعالى فيها ولا صُلّيَ على النبي صلى الله عليه وسلم وخطب زياد خطبته البَتْراءَ قيل لها البَتْراءُ لأَنه لم يحمد الله تعالى فيها ولم يصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث كان لرسولُ الله صلى الله عليه وسلم دِرْعٌ يقال لهَا البَتْراءُ سميت بذلك لقصرها والأَبْتَرُ من الحيات الذي يقال له الشيطان قصير الذنب لا يراه أَحد إِلاَّ فرّ منه ولا تبصره حامل إِلاَّ أَسقطت وإِنما سمي بذلك لِقَصرِ ذَنَبه كأَنه بُتِرَ منه وفي الحديث كلُّ أَمْر ذي بال لا يُبدأُ فيه بحمد الله فهو أَبْتَرُ أَي أَقطع والبَتْرُ القطعُ والأَبْتَرُ من عَرُوض المُتَقَارَب الرابع من المثمَّن كقوله خَلِيليَّ عُوجَا على رَسْمِ دَارٍ خَلَتْ مِنْ سُلَيْمى ومِنْ مَيَّهْ والثاني من المُسَدَّس كقوله تَعَفَّفْ ولا تَبْتَئِسْ فما يُقْضَ يَأْتيكَا فقوله يَهْ من مَيَّهْ وقوله كامِنْ يَأْتِيكا كلاهما فل وإِنما حكمهما فعولن فحذفت لن فبقي فعو ثم حذفت الواو وأُسكنت العين فبقي فل وسمى قطرب البيت الرابع من المديد وهو قوله إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتَةٌ أُخْرِجَتْ مِنْ كيسِ دُِهْقانِ سماه أَبْتَرَ قال أَبو إِسحق وغلط قرب إِنما الأَبتر في المتقارب فأَما هذا الذي سماه قطرب الأَبْتَرَ فإِنما هو المقطوع وهو مذكور في موضعه والأَبْتَرُ الذي لا عَقِبَ له وبه فُسِّرَ قولهُ تعالى إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ نزلت في العاصي بن وائل وكان دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس فقال هذا الأَبْتَرُ أَي هذا الذي لا عقب له فقال الله جل ثناؤه إِن شانئك يا محمد هو الأَبتر أَي المنقطع العقب وجائز أَن يكون هو المنقطع عنه كلُّ خير وفي حديث ابن عباس قال لما قَدِم ابنُ الأَشْرَفِ مكةَ قالت له قريشٌ أَنت حَبْرُ أَهل المدينة وسَيِّدُهم ؟ قال نعم قالوا أَلا تَرى هذا الصُّنَيْبِرَ الأُبَيْتِرَ من قومه ؟ يزعم أَنه خير منا ونحن أَهلُ الحَجيج وأَهلُ السِّدانَةِ وأَهلُ السِّقاية ؟ قال أَنتم خير منه فأُنزلت إِن شانئك هو الأَبتر وأُنزلت أَلَمْ تَرَ إلى الَّذين أُوتوا نَصيباً من الكتاب يؤمنون بالجِبْتِ والطاغوتِ ويقولون للذين كفروا هؤلاء أَهدى من الذين آمنوا سبيلاً ابن الأَثير الأَبْتَرُ المُنْبَتِرُ الذي لا ولد له قيل لم يكن يومئذٍ وُلِدَ لَهُ قال وفيه نظر لأَنه ولد له قبل البعث والوحي إِلاَّ أَن يكون أَراد لم يعش له ولد ذكر والأَبْتَرُ المُعْدِمُ والأَبْتَرُ الخاسرُ والأَبْتَرُ الذي لا عُرْوَةَ له من المَزادِ والدِّلاء وتَبَتَّر لَحْمهُ انْمارَ وبَتَرَ رَحِمَهُ يَبْتُرُها بَتْراً قطعها والأُباتِرُ بالضم الذي يَبْتُرُ رحمه ويقطعها قال أَبو الرئيس المازني واسمه عبادة بن طَهْفَةَ يهجو أَبا حصن السلمي لَئِيمٌ نَزَتْ في أَنْفِهِ خُنْزُ وانَهٌ على قَطْعِ ذي القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ قل ابن بري كذا أَورده الجوهري والمشهور في شعره شديدُ وِكاءٍ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِينَةٍ وسنذكره هنا وقيل الأُباتِرُ القصير كأَنه بُتِرَ عن التمام وقيل الأُباتِرُ الذي لا نَسْلَ لَه وقوله أَنشده ابن الأَعرابي شديدُ وِكاءٍ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِينَةٍ على قَطْعِ ذي القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ قال أُباتِرُ يُسْرِعُ في بَتْرِ ما بينه وبين صديقه وأَبْتَرَ الرجلُ إِذا أَعْطَى ومَنَعَ والحُجَّةُ البَتْراءُ النافذة عن ثعلب والبُتَيْراءُ الشمسُ وفي حديث علي كرّم الله وجهه وسئل عن صلاة الأَضْحى أَو الضُّحى فقال حين تَبْهَرُ البُتَيْراءُ الأَرضَ أَراد حين تنبسط الشمس على وجه الأَرض وترتفع وأَبْتَرَ الرجلُ صلى الضحى وهو من ذلك وفي التهذيب أَبْتَرَ الرجلُ إِذا صلى الضحى حين تُقَضِّبُ الشمسُ وتُقَضِّبُ الشمس أَي تُخرجُ شعاعَها كالْقُضْبان ابن الأَعرابي البُتَيْرَةُ تصغير البَتْرَةِ وهي الأَتانُ والبُتْرِيَّةُ فِرْقَةٌ من الزَّيدية نسبوا إِلى المغيرة بن سعد ولقبه الأَبْتَرُ والبُتْرُ والبَتْراءُ والأُباتِرُ مواضع قال القتال الكلابي عَفَا النَّبْتُ بعدي فالعَرِيشَانِ فالبُتْرُ وقال الراعي تَرَكْنَ رِجالَ العُنْظُوانِ تَنُوبُهُمْ ضِباعٌ خِفافٌ مِنْ وراءِ الأُباتِر

بثر
البَثْرُ والبَثَرُ والبُثُورُ خُرَّاجٌ صِغارٌ وخص بعضهم به الوجه واحدته بَثْرَةٌ وبَثَرَةٌ وقد بَثَر جِلْدُه ووجهه يَبْثُرُ بَثْراً وبُثُوراً وبَثِرَ بالكسر بَثَراً وبَثُرَ بالضم ثلاث لغات فهو وَجْهٌ بَثِرٌ وتَبَثَّرَ وَجْهُه بَثِرَ وتَبَثَّرَ جلدُه تَنَفَّط قال أَبو منصور البُثُور مِثْل الجُدَرِيِّ يَقْبُحُ على الوجه وغيره من بدن الإِنسان وجمعها بَثْرٌ ابن الأَعرابي البَثْرَةُ تصغيرها البُثَيْرَةُ وهي النِّعْمَةُ التامة والبَثْرَةُ الحَرَّةُ والبَثْرُ أَرضٌ سَهْلَةٌ رِخْوَةٌ والبَثْرُ أَرضٌ حجارتها كحجارة الحَرَّةِ إِلاَّ أَنها بِيضٌ والبَثْرُ الكثير يقال كَثيرٌ بَثِيرٌ إِتباع له وقد يفرد وعطاءٌ بَثْرٌ كثير وقليل وهو من الأَضداد وماء بَثْرٌ بقي منه على وجه الأَرض شيء قليل وبَثْرٌ ماء معروف بذاتِ عِرْقٍ قال أَبو ذؤيب فافْتَنَّهُنَّ مِنَ السَّواءِ وماؤه بَثْرٌ وعانَدَهُ طَرِيقٌ مَهْيَعُ والمعروف في البَثْرِ الكثيرُ وقال الكسائي هذا شيء كثيرٌ بَثيرٌ بَذيرٌ وبَجيرٌ أَيضاً الأَصمعي البَثْرَة الحُفْرَةُ قال أَبو منصور ورأَيت في البادية رَكِيَّةً غير مَطْوِيَّةٍ يقال لها بَثْرَةُ وكانت واسعة كثيرة الماء الليث الماءُ البَثْرُ في الغدير إِذا ذهب وبقي على وجه الأَرض منه شيء قليل ثم نَشَّ وغَشَّى وجْهَ الأَرض منه شِبْهُ عِرْمِضٍ يقال صار ماء الغدير بَثْراً والبَثْرُ الحَِسْيُ والبُثُور الأَحْساءُ وهي الكِرارُ ويقال ماءٌ باثِرٌ إِذا كان بادياً من غير حفر وكذلك ماءٌ نابعٌ ونَبَعٌ والباثِرُ الحَسُودُ والبَثْرُ والمَبْثُور المَحْسُودُ والمَبْثُور الغنيُّ التّامُّ الغِنى

بثعر
ابْذَعَرَّتِ الخيلُ وابْثَعَرَّتْ إِذا رَكَضَتْ تُبادِرُ شيئاً تَطْلُبُه

بجر
البَجَرُ بالتحريك خروجُ السُّرَّة ونُتُوُّها وغِلَظُ أَصلِها ابن سيده البُجْرَةُ السُّرَّةُ من الإِنسان والبعير عَظُمَتْ أَو لم تعظم وبَجَرَ بَجْراً فهو أَبْجَرُ إِذا غَلُظَ أَصلُ سُرَّتِهِ فالتَحَمَ من حيث دَقَّ وبقي في ذلك العظم رِيحٌ والمرأَةُ بَجْراءُ واسم ذلك الموضع البَجَرَةُ والبُجْرَةُ والأَبْجَرُ الذي خرجت سرته ومنه حديث صِفَةِ قُرَيْش أَشِحَّةٌ بَجَرَةٌ هي جمع باجر وهو العظيم البطن يقال بَجِرَ يَبْجَرُ بَجَراً فهو باجِرٌ وأَبْجَرُ وصفهم بالبَطانَةِ ونُتُوءِ السُّرَرِ ويجوز أَن يكون كناية عن كَنزهم الأَموال واقتنائهم لها وهو أَشبه بالحديث لأَنه قرنه بالشح وهو أَشد البخل والأَبْجَرُ العظيمُ البَطْنِ والجمع من كل ذلك بُجْرٌ وبُجْرانٌ أَنشد ابن الأَعرابي فلا يَحْسَب البُجْرانُ أَنَّ دِماءَنا حَقِينٌ لهمْ في غيرِ مَرْبُوبَةٍ وُقْرِ أَي لا يَحْسَبْنَ أَن دماءَنا تذهب فِرْغاً باطلاً أَي عندنا من حِفْظِنا لها في أَسْقِيَةٍ مَرْبُوبَةٍ وهذا مثل ابن الأَعرابي الباجِرُ المُنْتَفِخُ الجَوْف والهِرْدَبَّةُ الجَبانُ الفراء الباحرُ بالحاء الأَحمق قال الأَزهري وهذا غير الباجر ولكلٍّ مَعْنًى الفراء البَجْرُ والبَجَرُ انتفاخ البطن وفي الحديث أَنه بَعَثَ بَعْثاً فأَصْبَحُوا بأَرْضٍ بَجْراءَ أَي مرتفعةٍ صُلبْةٍ والأَبْجَرُ الذي ارتفعت سُرَّتُه وصَلُبَتْ ومنه حديثه الآخر أَصْبَحْنا في أَرضٍ عَرُونَةٍ بَجْراءَ وقيل هي التي لا نباتَع بها والأَبْجَرُ حَبْلُ السفينة لعظمه في نوع الحبال وبه سمي أَبْجَرُ ابنُ حاجز والبُجْرَةُ العُقْدَةُ في البطن خاصة وقيل البُجْرَةُ العُقْدَةُ تكون في الوجه والعُنُقِ وهي مثلُ العُجْرَةِ عن كراع وبَجِرَ الرجلُ بَجَراً فهو بَجِرٌ ومَجَرَ مَجْراً امتلأَ بطنُه من الماء واللبن الحامض ولسانُه عطشانُ مثل نَجَرَ وقال اللحياني هو أَن يكثر من شرب الماء أَو اللبن ولا يكاد يروى وهو بَجِرٌ مَجِرٌ نَجِرٌ وتَبَجَّر النبيذَ أَلَحّ في شربه منه والبَجَاري والبَجارى الدواهي والأُمور العظام واحدها بُجْرِيٌّ وبُجْرِيَّةٌ والأَباجِيرُ كالبَجَاري ولا واحد له والبُجْرُ بالضم الشر والأَمر العظيم أَبو زيد لقيت منه البَجَاري أَي الدواهي واحدها بُجْرِيِّ مثل قُمْرِيٍّ وقَماري وهو الشر والأَمر العظيم أَبو عمرو يقال إِنه ليجيءُ بالأَباجِرِ وهي الدواهي قال الأَزهري فكأَنها جمع بُجْرٍ وأَبْجارٍ ثم أَباجِرُ جمعُ الجمع وأَمرٌ بُجْرٌ عظيم وجمعه أَباجِيرُ
( * قوله « وجمعه أباجير » عبارة القاموس الجمع أَباجر وجمع الجمع أَجير ) عن ابن الأَعرابي وهو نادر كأَباطيل ونحوه وقولهم أَفْضَيْتُ إِليك بِعُجَرِي وبُجَري أَي بعيوبي يعني أَمري كله الأَصمعي في باب إِسرار الرجل إِلى أَخيه ما يستره عن غيره أَخبرته بِعُجَرِي وبُجَرِي أَي أَظهرته من ثقتي به على مَعايبي ابن الأَعرابي إِذا كانت في السُّرَّة نَفْخَةٌ فهي بُجْرَةٌ وإِذا كانت في الظهر فهي عُجْرَةٌ قال ثم ينقلان إِلى الهموم والأَحزان قال ومعنى قول علي كرم الله وجهه أَشْكُو إِلى الله عُجَرِي وبُجَرِي أَي همومي وأَحزاني وغمومي ابن الأَثير وأَصل العُجْرَةِ نَفْخَةٌ في الظهر فإِذا كانت في السرة فهي بُجْرَةٌ وقيل العُجَرُ العروقُ المُتَعَقِّدَةُ في الظهر والبُجَرُ العروق المتعقدة في البطن ثم نقلا إلى الهموم والأَحزان أَراد أَنه يشكو إِلى الله تعالى أُموره كلها ما ظهر منها وما بطن وفي حديث أُم زَرْع إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وبُجَرَه أَي أُموره كلها باديها وخافيها وقيل أَسراره وقيل عيوبه وأَبُْجَرَ الرجلُ إِذا استغنى غِنًى يكاد يطغيه بعد فقر كاد يكفره وقال هُجْراً وبُجْراً أَي أَمراً عجباً والبُجْرُ العَجَبُ قال الشاعر أَرْمي عليها وهي شيءٌ بُجْرُ والقَوْسُ فيها وَتَرٌ حِبَجْرُ وأَزرد الجوهري هذا الرجز مستشهداً به على البُجْرِ الشَّرِّ والأَمر العظيم وفسره فقال أَي داهية وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه إِنما هو الفَجْرُ أَو البَجْرُ البَجْرُ بالفتح والضم الداهية والأَمر العظيم أَي إِن انتظرت حتى يضيء الفجرُ أَبصرتَ الطريقَ وإِن خبطت الظلماء أَفضتْ بك إِلى المكروه ويروي البحر بالحاء يريد غمرات الدنيا شبهها بالبحر لتحير أَهلها فيها وفي حديث علي كرم الله وجهه لمْ آتِ لا أَبا لَكُمْ بُجْراً أَبو عمرو البَجِيرُ المالُ الكثير وكثيرٌ بَجِيرٌ إِتباعٌ ومكان عَمِيرٌ بَجِيرٌ كذلك وأَبْجَرُ وبُجَيْرٌ اسمان وابنُ بُجْرَةَ خَمَّارٌ كان بالطائف قال أَبو ذؤيب فلو أَنَّ ما عِنْدَ ابنِ بُجْرَةَ عِنْدَها من الخَمْرِ لم تَبْلُلْ لَهاتِي بناطِل وباجَرٌ صنم كان للأَزد في الجاهلية ومن جاورهم من طيء وقالوا باجِر بكسر الجيم وفي نوادر الأَعراب ابْجارَرْتُ عن هذا الأَمر وابْثارَرْتُ وبَجِرْتُ ومَجِرْتُ أَي استرخيت وتثاقلت وفي حديث مازن كان لهم صنم في الجاهلية يقال له باجر تكسر جيمه وتفتح ويروى بالحاء المهملة وكان في الأَزد وقوله أَنشده ابن الأَعرابي ذَهَبَتْ فَشيِشَةُ بالأَباعِرِ حَوْلَنا سَرَقاً فَصُبَّ على فَشِيشَةَ أَبْجَرُ قال يجوز أَن يكون رجلاً ويجوز أَن يكون قبيلة ويجوز أَن يكون من الأُمور البَجَارى أَي صبت عليهم داهيةٌ وكل ذلك يكون خبراً ويكون دعاء ومن أَمثالهم عَيَّرَ بُجَيْرٌ بُجَرَهْ ونَسِيَ بُجَيْرٌ خَبَرَهْ يعني عيوبه قال الأَزهري قال المفضل بجير وبجرة كانا أَخوين في الدهر القديم وذكر قصتهما قال والذي رأَيت عليه أَهل اللغة أَنهم قالوا البجير تصغير الأَبجر وهو الناتئ السرة والمصدر البجر فالمعنى أَن ذا بُجْرَةٍ في سُرَّتِه عَيَّرَ غَيْرَهُ بما فيه كما قيل في امرأَة عيرت أُخرى بعيب فيها رَمَتْني بدائها وانْسَلَّتْ

بحر
البَحْرُ الماءُ الكثيرُ مِلْحاً كان أَو عَذْباً وهو خلاف البَرِّ سمي بذلك لعُمقِهِ واتساعه قد غلب على المِلْح حتى قَلّ في العَذْبِ وجمعه أَبْحُرٌ وبُحُورٌ وبِحارٌ وماءٌ بَحْرٌ مِلْحٌ قَلَّ أَو كثر قال نصيب وقد عادَ ماءُ الأَرضِ بَحْراً فَزادَني إِلى مَرَضي أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ قال ابن بري هذا القولُ هو قولُ الأُمَوِيّ لأَنه كان يجعل البحر من الماء الملح فقط قال وسمي بَحْراً لملوحته يقال ماءٌ بَحْرٌ أَي مِلْحٌ وأَما غيره فقال إِنما سمي البَحْرُ بَحْراً لسعته وانبساطه ومنه قولهم إِن فلاناً لَبَحْرٌ أَي واسع المعروف قال فعلى هذا يكون البحرُ للملْح والعَذْبِ وشاهدُ العذب قولُ ابن مقبل ونحنُ مَنَعْنا البحرَ أَنْ يَشْرَبُوا به وقد كانَ مِنْكُمْ ماؤه بِمَكَانِ وقال جرير أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ تَحْدُوها ثمانِيَةٌ ما في عطائِهِمُ مَنٌَّ ولا سَرَفُ كُوماً مَهارِيسَ مَثلَ الهَضْبِ لو وَرَدَتْ ماءَ الفُراتِ لَكادَ البَحْرُ يَنْتَزِفُ وقال عديّ بن زيد وتَذَكَّرْ رَبِّ الخُوَرْنَقِ إِذْ أَشْ رَفَ يوماً وللْهُدَى تَذْكِيرُ سَرَّه مالُهُ وكَثْرَةُ ما يَمْ لِكُ والبحرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ أَراد بالبحر ههنا الفرات لأَن رب الخورنق كان يشرِفُ على الفرات وقال الكميت أُناسٌ إِذا وَرَدَتْ بَحْرَهُمْ صَوادِي العَرائِبِ لم تُضْرَبِ وقد أَجمع أَهل اللغة أَن اليَمَّ هو البحر وجاءَ في الكتاب العزيز فَأَلْقِيهِ في اليَمِّ قال أَهل التفسير هو نيل مصر حماها الله تعالى ابن سيده وأَبْحَرَ الماءُ صار مِلْحاً قال والنسب إِلى البحر بَحْرانيٌّ على غير قياس قال سيبويه قال الخليل كأَنهم بنوا الاسم على فَعْلان قال عبدا محمد بن المكرم شرطي في هذا الكتاب أَن أَذكر ما قاله مصنفو الكتب الخمسة الذين عينتهم في خطبته لكن هذه نكتة لم يسعني إِهمالها قال السهيلي رحمه الله تعالى زعم ابن سيده في كتاب المحكم أَن العرب تنسب إِلى البحر بَحْرانيّ على غير قياس وإِنه من شواذ النسب ونسب هذا القول إِلى سيبويه والخليل رحمهما الله تعالى وما قاله سيبويه قط وإِنما قال في شواذ النسب تقول في بهراء بهراني وفي صنعاء صنعاني كما تقول بحراني في النسب إلى البحرين التي هي مدينة قال وعلى هذا تلقَّاه جميع النحاة وتأَوَّلوه من كلام سيبويه قال وإِنما اشتبه على ابن سيده لقول الخليل في هذه المسأَبة أَعني مسأَلة النسب إِلى البحرين كأَنهم بنوا البحر على بحران وإِنما أَراد لفظ البحرين أَلا تراه يقول في كتاب العين تقول بحراني في النسب إِلى البحرين ولم يذكر النسب إِلى البحر أَصلاً للعلم به وأَنه على قياس جار قال وفي الغريب المصنف عن الزيدي أَنه قال إِنما قالوا بَحْرانيٌّ في النسب إِلى البَحْرَيْنِ ولم يقولوا بَحْرِيٌّ ليفرقوا بينه وبين النسب إلى البحر قال ومازال ابن سيده يعثر في هذا الكتاب وغيره عثرات يَدْمَى منها الأَظَلُّ ويَدْحَضُ دَحَضَات تخرجه إِلى سبيل من ضل أَلاّ تراه قال في هذا الكتاب وذكر بُحَيْرَة طَبَرَيَّة فقال هي من أَعلام خروج الدجال وأَنه يَيْبَسُ ماؤُها عند خروجه والحديث إِنما جاء في غَوْرٍ زُغَرَ وإِنما ذكرت طبرية في حديث يأْجوج ومأْجوج وأَنهم يشربون ماءها قال وقال في الجِمَار في غير هذا الكتاب إِنما هي التي ترمي بعرفة وهذه هفوة لا تقال وعثرة لا لَعاً لها قال وكم له من هذا إِذا تكلم في النسب وغيره هذا آخر ما رأَيته منقولاً عن السهيلي ابن سيده وكلُّ نهر عظيم بَحْرٌ الزجاج وكل نهر لا ينقطع ماؤُه فهو بحر قال الأَزهري كل نهر لا ينقطع ماؤه مثل دِجْلَةَ والنِّيل وما أَشبههما من الأَنهار العذبة الكبار فهو بَحْرٌ و أَما البحر الكبير الذي هو مغيض هذه الأَنهار فلا يكون ماؤُه إِلاَّ ملحاً أُجاجاً ولا يكون ماؤه إِلاَّ راكداً وأَما هذه الأَنهار العذبة فماؤُها جار وسميت هذه الأَنهار بحاراً لأَنها مشقوقة في الأَرض شقّاً ويسمى الفرس الواسع الجَرْي بَحْراً ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في مَنْدُوبٍ فَرَسِ أَبي طلحة وقد ركبه عُرْياً إِني وجدته بَحْراً أَي واسع الجَرْي قال أَبو عبيدة يقال للفرس الجواد إِنه لَبَحْرٌ لا يُنْكَش حُضْرُه قال الأَصمعي يقال فَرَسٌ بَحْرٌ وفَيضٌ وسَكْبٌ وحَثٌّ إِذا كان جواداً كثيرَ العَدْوِ وفي الحديث أَبى ذلك البَحرُ ابنُ عباس سمي بحراً لسعة علمه وكثرته والتَّبَحُّرُ والاستِبْحَارُ الانبساط والسَّعة وسمي البَحْرُ بَحْراً لاسْتبحاره وهو انبساطه وسعته ويقال إِنما سمي البَحْر بَحْراً لأَنه شَقَّ في الأَرض شقّاً وجعل ذلك الشق لمائه قراراً والبَحْرُ في كلام العرب الشَّقُّ وفي حديث عبد المطلب وحفر زمزم ثم بَحَرَها بَحراً أَي شقَّها ووسَّعها حتى لا تُنْزَفَ ومنه قيل للناقة التي كانوا يشقون في أُذنها شقّاً بَحِيرَةٌ وبَحَرْتُ أُذنَ الناقة بحراً شققتها وخرقتها ابن سيده بَحَرَ الناقةَ والشاةَ يَبْحَرُها بَحْراً شقَّ أُذنها بِنِصْفَين وقيل بنصفين طولاً وهي البَحِيرَةُ وكانت العرب تفعل بهما ذلك إِذا نُتِجَتا عشرةَ أَبْطن فلا يُنْتَفَع منهما بلبن ولا ظَهْرٍ وتُترك البَحِيرَةُ ترعى وترد الماء ويُحَرَّمُ لحمها على النساء ويُحَلَّلُ للرجال فنهى الله تعالى عن ذلك فقال ما جَعَلَ اللهُ من بَحِيرَةٍ ولا سائبةٍ ولا وصِيلةٍ ولا حامٍ قال وقيل البَحِيرَة من الإِبل التي بُحِرَتْ أُذنُها أَي شُقت طولاً ويقال هي التي خُلِّيَتْ بلا راع وهي أَيضاً الغَزِيرَةُ وجَمْهُها بُحُرٌ كأَنه يوهم حذف الهاء قال الأَزهري قال أَبو إِسحق النحوي أَثْبَتُ ما روينا عن أَهل اللغة في البَحِيرَة أَنها الناقة كانت إِذا نُتِجَتْ خَمْسَةَ أَبطن فكان آخرها ذكراً بَحَرُوا أُذنها أَي شقوها وأَعْفَوا ظهرها من الركوب والحمل والذبح ولا تُحلأُ عن ماء ترده ولا تمنع من مرعى وإِذا لقيها المُعْيي المُنْقَطَعُ به لم يركبها وجاء في الحديث أَن أَوَّل من بحر البحائرَ وحَمَى الحامِيَ وغَيَّرَ دِين إِسمعيل عَمْرُو بن لُحَيِّ بن قَمَعَة بنِ جُنْدُبٍ وقيل البَحِيرَةُ الشاة إِذا ولدت خمسة أَبطُن فكان آخرها ذكراً بَحَرُوا أُذنها أَي شقوها وتُرِكَت فلا يَمَسُّها أَحدٌ قال الأَزهري والقول هو الأَوَّل لما جاء في حديث أَبي الأَحوص الجُشَمِيِّ عن أَبيه أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أَرَبُّ إِبلٍ أَنتَ أَم ربُّ غَنَمٍ ؟ فقال من كلٍّ قد آتاني اللهُ فأَكْثَرَ فقال هل تُنْتَجُ إِبلُك وافيةً آذانُها فَتَشُقُّ فيها وتقول بُحُرٌ ؟ يريد به جمع البَحِيرة وقال الفرّاء البَحِيرَةُ هي ابنة السائبة وقد فسرت السائبة في مكانها قال الجوهري وحكمها حكم أُمها وحكى الأَزهري عن ابن عرفة البَحيرة الناقة إِذا نُتِجَتْ خمسة أَبطن والخامس ذكر نحروه فأَكله الرجال والنساء وإِن كان الخامس أُنثى بَحَروا أُذنها أَي شقوها فكانت حراماً على النساء لحمها ولبنها وركوبها فإِذا ماتت حلت للنساء ومنه الحديث فَتَقَطَعُ آذانَها فتقُولُ بُحُرٌ وأَنشد شمر لابن مقبل فيه من الأَخْرَجِ المُرْتَاعِ قَرْقَرَةٌ هَدْرَ الدَّيامِيِّ وَسْطَ الهجْمَةِ البُحُرِ البُحُرُ الغِزارُ والأَخرج المرتاعُ المُكَّاءٌ وورد ذكر البَحِيرة في غير موضع كانوا إِذا ولدت إِبلهم سَقْباً بَحَروا أُذنه أَي شقوها وقالوا اللهم إِن عاش فَقَنِيٌّ وإِن مات فَذَكيٌّ فإِذا مات أَكلوه وسموه البحيرة وكانوا إِذا تابعت الناقة بين عشر إِناث لم يُرْكب ظهرُها ولم يُجَزّ وبَرُها ولم يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ضَيْفٌ فتركوها مُسَيَّبَةً لسبيلها وسموَّها السائبة فما ولدت بعد ذلك من أُنثى شقوا أُذنها وخلَّوا سبيلها وحرم منها ما حرم من أُمّها وسَمّوْها البحِيرَةَ وجمعُ البَحِيرَةِ على بُحُرٍ جمعٌ غريبٌ في المؤنث إِلا أَن يكون قد حمله على المذكر نحو نَذِيرٍ ونُذُرٍ على أَن بَحِيرَةً فعيلة بمعنى مفعولة نحو قتيلة قال ولم يُسْمَعْ في جمع مثله فُعُلٌ وحكى الزمَخْشري بَحِيرَةٌ وبُحُرٌ وصَريمَةٌ وصُرُمٌ وهي التي صُرِمَتْ أُذنها أَي قطعت واسْتَبْحَرَ الرجل في العلم والمال وتَبَحَّرَ اتسع وكثر ماله وتَبَحَّرَ في العلم اتسع واسْتَبْحَرَ الشاعرُ إِذا اتَّسَعَ في القولِ قال الطرماح بِمِثْلِ ثَنائِكَ يَحْلُو المديح وتَسْتَبْحِرُ الأَلسُنْ المادِحَهْ وفي حديث مازن كان لهم صنم يقال له باحَر بفتح الحاء ويروى بالجيم وتَبَحَّر الراعي في رعْيٍ كثير اتسع وكلُّه من البَحْرِ لسعته وبَحِرَ الرجلُ إِذا رأَى البحر فَفَرِقَ حتى دَهِشَ وكذلك بَرِقَ إِذا رأَى سَنا البَرْقِ فتحير وبَقِرَ إِذا رأَى البَقَرَ الكثيرَ ومثله خَرِقَ وعَقِرَ ابن سيده أَبْحَرَ القومُ ركبوا البَحْرَ ويقال للبَحْرِ الصغير بُحَيْرَةٌ كأَنهم توهموا بَحْرَةً وإِلا فلا وجه للهاء وأَما البُحَيْرَةُ التي في طبرية وفي الأَزهري التي بالطبرية فإِنها بَحْرٌ عظيم نحو عشرة أَميال في ستة أَميال وغَوْرُ مائها وأَنه
( * قوله « وغور مائها وأنه إلخ » كذا بالأَصل المنسوب للمؤلف وهو غير تام )
علامة لخروج الدجال تَيْبَس حتى لا يبقى فيها قطرة ماء وقد تقدم في هذا الفصل ما قاله السهيلي في هذا المعنى وقوله يا هادِيَ الليلِ جُرْتَ إِنما هو البَحْرُ أَو الفَجْرُ فسره ثعلب فقال إِنما هو الهلاك أَو ترى الفجر شبه الليل بالبحر وقد ورد ذلك في حديث أَبي بكر رضي الله عنه إِنما هو الفَجْرُ أَو البَجْرُ وقد تقدم وقال معناه إِن انتظرت حتى يضيء الفجر أَبصرب الطريق وإِن خبطت الظلماء أَفضت بك إِلى المكروه قال ويروى البحر بالحاء يريد غمرات الدنيا شبهها بالبحر لتحير أَهلها فيها والبَحْرُ الرجلُ الكريمُ الكثيرُ المعروف وفَرسٌ بَحْرٌ كثير العَدوِ على التشبيه بالبحر والبَحْرُ الرِّيفُ وبه فسر أَبو عليّ قوله عز وجل ظهر الفساد في البَرِّ والبَحْرِ لأَن البحر الذي هو الماء لا يظهر فيه فساد ولا صلاح وقال الأَزهري معنى هذه الآية أَجدب البر وانقطعت مادة البحر بذنوبهم كان ذلك ليذوقوا الشدَّة بذنوبهم في العاجل وقال الزجاج معناه ظهر الجدب في البر والقحط في مدن البحر التي على الأَنهار وقول بعض الأَغفال وأَدَمَتْ خُبْزِيَ من صُيَيْرِ مِنْ صِيرِ مِصْرَيْنِ أَو البُحَيْرِ قال يجوز أَن يَعْني بالبُحَيْرِ البحر الذي هو الريف فصغره للوزن وإقامة القافية قال ويجوز أَن يكون قصد البُحَيْرَةَ فرخم اضطراراً وقوله من صُيَيْر مِن صِيرِ مِصْرَيْنِ يجوز أَن يكون صير بدلاً من صُيَيْر بإِعادة حرف الجر ويجوز أَن تكون من للتبعيض كأَنه أَراد من صُيَيْر كائن من صير مصرين والعرب تقول لكل قرية هذه بَحْرَتُنا والبَحْرَةُ الأَرض والبلدة يقال هذه بَحْرَتُنا أَي أَرضنا وفي حديث القَسَامَةِ قَتَلَ رَجُلاً بِبَحْرَةِ الرِّعاءِ على شَطِّ لِيَّةَ البَحْرَةُ البَلْدَةُ وفي حديث عبدالله بن أُبيّ اصْطَلَحَ أَهلُ هذه البُحَيْرَةِ أَن يَعْصِبُوه بالعِصَابَةِ البُحَيْرَةُ مدينة سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهي تصغير البَحْرَةِ وقد جاء في رواية مكبراً والعربُ تسمي المُدُنَ والقرى البحارَ وفي الحديث وكَتَبَ لهم بِبَحْرِهِم أَي ببلدهم وأَرضهم وأَما حديث عبدالله ابن أُبيّ فرواه الأَزهري بسنده عن عُرْوَةَ أَن أُسامة ابن زيد أَخبره أَن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حماراً على إِكافٍ وتحته قَطِيفةٌ فركبه وأَرْدَفَ أُسامةَ وهو يعود سعد بن عُبادَةَ وذلك قبل وَقْعَةِ بَدْرٍ فلما غشيت المجلسَ عَجاجَةُ الدابة خَمَّرَ عبدُالله بنُ أُبيّ أَنْفَه ثم قال لا تُغَبِّرُوا ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوقف ودعاهم إِلى الله وقرأَ القرآنَ فقال له عبدُالله أَيها المَرْءُ إِن كان ما تقول حقّاً فلا تؤذنا في مجلسنا وارجعْ إِلى رَحْلك فمن جاءَك منَّا فَقُصَّ عليه ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة فقال له أَي سَعْدُ أَلم تسمعْ ما قال أَبو حُباب ؟ قال كذا فقال سعدٌ اعْفُ واصفَحْ فوالله لقد أَعطاك اللهُ الذي أَعطاك ولقد اصطلح أَهلُ هذه البُحَيْرةِ على أَن يُتَوِّجُوه يعني يُمَلِّكُوهُ فَيُعَصِّبوه بالعصابة فلما ردَّ الله ذلك بالحق الذي أَعطاكَ شَرِقَ لذلك فذلك فَعَلَ به ما رأَيْتَ فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم والبَحْرَةُ الفَجْوَةُ من الأَرض تتسع وقال أَبو حنيفة قال أَبو نصر البِحارُ الواسعةُ من الأَرض الواحدة بَحْرَةٌ وأَنشد لكثير في وصف مطر يُغادِرْنَ صَرْعَى مِنْ أَراكٍ وتَنْضُبٍ وزُرْقاً بأَجوارِ البحارِ تُغادَرُ وقال مرة البَحْرَةُ الوادي الصغير يكون في الأَرض الغليظة والبَحْرةُ الرَّوْضَةُ العظيمةُ مع سَعَةٍ وجَمْعُها بِحَرٌ وبِحارٌ قال النمر بن تولب وكأَنها دَقَرَى تُخايِلُ نَبْتُها أُنُفٌ يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها
( * قوله « تخايل إلخ » سيأتي للمؤلف في مادّة دقر هذا البيت وفيه تخيل بدل تخايل وقال أي تلوّن بالنور فتريك رؤيا تخيل إليك أنها لون ثم تراها لوناً آخر ثم قطع الكلام الأول فقال نبتها أنف فنبتها مبتدأ إلخ ما قال ) الأَزهري يقال للرَّوْضَةِ بَحْرَةٌ وقد أَبْحَرَتِ الأَرْضُ إِذا كثرت مناقع الماء فيها وقال شمر البَحْرَةُ الأُوقَةُ يستنقع فيها الماء ابن الأَعرابي البُحَيْرَةُ المنخفض من الأَرض وبَحِرَ الرجلُ والبعيرُ بَحَراً فهو بَحِرٌ إِذا اجتهد في العدوِ طالباً أَو مطلوباً فانقطع وضعف ولم يزل بِشَرٍّ حتى اسودَّ وجهه وتغير قال الفراء البَحَرُ أَن يَلْغَى البعيرُ بالماء فيكثر منه حتى يصيبه منه داء يقال بَحِرَ يَبْحَرُ بَحَراً فهو بَحِرٌ وأَنشد لأُعْلِطَنَّه وَسْماً لا يُفارِقُه كما يُجَزُّ بِحُمَّى المِيسَمِ البَحِرُ قال وإِذا أَصابه الداءُ كُويَ في مواضع فَيَبْرأُ قال الأَزهري الداء الذي يصيب البعير فلا يَرْوَى من الماء هو النِّجَرُ بالنون والجيم والبَجَرُ بالباء والجيم وأَما البَحَرُ فهو داء يورث السِّلَّ وأَبْحَرَ الرجلُ إِذا أَخذه السِّلُّ ورجلٌ بَجِيرٌ وبَحِرٌ مسْلُولٌ ذاهبُ اللحم عن ابن الأَعرابي وأَنشد وغِلْمَتي مِنْهُمْ سَحِيرٌ وبَحِرْ وآبقٌ مِن جَذْبِ دَلْوَيْها هَجِرْ أَبو عمرو البَحِيرُ والبَحِرُ الذي به السِّلُّ والسَّحِيرُ الذي انقطعت رِئَتُه ويقال سَحِرٌ وبَحِرَ الرجلُ بُهِتَ وأَبْحَرَ الرجل إذا اشتدَّتْ حُمرةُ أَنفه وأَبْحَرَ إِذا صادف إِنساناً على غير اعتمادٍ وقَصدٍ لرؤيته وهو من قولهم لقيته صَحْرَةَ بَحْرَةَ أَي بارزاً ليس بينك وبينه شيء والباحِر بالحاء الأَحمق الذي إِذا كُلِّمَ بَحِرَ وبقي كالمبهوت وقيل هو الذي لا يَتَمالكُ حُمْقاً الأَزهري الباحِرُ الفُضولي والباحرُ الكذاب وتَبَحَّر الخبرَ تَطَلَّبه والباحرُ الأَحمرُ الشديدُ الحُمرة يقال أَحمر باحرٌ وبَحْرانيٌّ ابن الأَعرابي يقال أَحْمَرُ قانِئٌ وأَحمرُ باحِرِيٌّ وذَرِيحِيٌّ بمعنى واحد وسئل ابن عباس عن المرأَة تستحاض ويستمرّ بها الدم فقال تصلي وتتوضأُ لكل صلاة فإِذا رأَتِ الدَّمَ البَحْرانيَّ قَعَدَتْ عن الصلاة دَمٌ بَحْرَانيٌّ شديد الحمرة كأَنه قد نسب إِلى البَحْرِ وهو اسم قعر الرحم منسوب إِلى قَعْرِ الرحم وعُمْقِها وزادوه في النسب أَلِفاً ونوناً للمبالغة يريد الدم الغليظ الواسع وقيل نسب إِلى البَحْرِ لكثرته وسعته ومن الأَول قول العجاج وَرْدٌ من الجَوْفِ وبَحْرانيُّ أَي عَبِيطٌ خالصٌ وفي الصحاح البَحْرُ عُمْقُ الرَّحِمِ ومنه قيل للدم الخالص الحمرة باحِرٌ وبَحْرانيٌّ ابن سيده ودَمٌ باحِرٌ وبَحْرانيٌّ خالص الحمرة من دم الجوف وعم بعضُهم به فقال أَحْمَرُ باحِرِيٌّ وبَحْرَانيٌّ ولم يخص به دم الجوف ولا غيره وبَناتُ بَحْرٍ سحائبُ يجئنَ قبل الصيف منتصبات رقاقاً بالحاء والخاء جميعاً قال الأَزهري قال الليث بَناتُ بَحْرٍ ضَرْبٌ من السحاب قال الأَزهري وهذا تصحيف منكر والصواب بَناتُ بَخْرٍ قال أَبو عبيد عن الأَصمعي يقال لسحائب يأْتين قبل الصيف منتصبات بَناتُ بَخْرٍ وبَناتُ مَخْرٍ بالباء والميم والخاء ونحو ذلك قال اللحياني وغيره وسنذكر كلاًّ منهما في فصله الجوهري بَحِرَ الرجلُ بالكسر يَبْحَرُ بَحَراً إِذا تحير من الفزع مثل بَطِرَ ويقال أَيضاً بَحِرَ إِذا اشتدَّ عَطَشُه فلم يَرْوَ من الماء والبَحَرُ أَيضاً داءٌ في الإِبل وقد بَحِرَتْ والأَطباء يسمون التغير الذي يحدث للعليل دفعة في الأَمراض الحادة بُحْراناً يقولون هذا يَوْمُ بُحْرَانٍ بالإِضافة ويومٌ باحُوريٌّ على غير قياس فكأَنه منسوب إِلى باحُورٍ وباحُوراء مثل عاشور وعاشوراء وهو شدّة الحر في تموز وجميع ذلك مولد قال ابن بري عند قول الجوهري إِنه مولد وإِنه على غير قياس قال ونقيض قوله إِن قياسه باحِرِيٌّ وكان حقه أَن يذكره لأَنه يقال دم باحِرِيٌّ أَي خالص الحمرة ومنه قول المُثَقِّب العَبْدِي باحِريُّ الدَّمِ مُرَّ لَحْمُهُ يُبْرئُ الكَلْبَ إِذا عَضَّ وهَرّ والباحُورُ القَمَرُ عن أَبي علي في البصريات له والبَحْرانِ موضع بين البصرة وعُمانَ النسب إِليه بَحْريٌّ وبَحْرانيٌّ قال اليزيدي كرهوا أَن يقولوا بَحْريٌّ فتشبه النسبةَ إِلى البَحْرِ الليث رجل بَحْرانيٌّ منسوب إِلى البَحْرَينِ قال وهو موضع بين البصرة وعُمان ويقال هذه البَحْرَينُ وانتهينا إِلى البَحْرَينِ وروي عن أَبي محمد اليزيدي قال سأَلني المهدي وسأَل الكسائي عن النسبة إِلى البحرين وإِلى حِصْنَينِ لِمَ قالوا حِصْنِيٌّ وبَحْرانيٌّ ؟ فقال الكسائي كرهوا أَن يقولوا حِصْنائِيٌّ لاجتماع النونين قال وقلت أَنا كرهوا أَن يقولوا بَحْريٌّ فتشبه النسبة إِلى البحر قال الأَزهري وإِنما ثنوا البَحْرَ لأَنَّ في ناحية قراها بُحَيرَةً على باب الأَحساء وقرى هجر بينها وبين البحر الأَخضر عشرة فراسخ وقُدِّرَت البُحَيرَةُ ثلاثةَ أَميال في مثلها ولا يغيض ماؤُها وماؤُها راكد زُعاقٌ وقد ذكرها الفرزدق فقال كأَنَّ دِياراً بين أَسْنِمَةِ النَّقا وبينَ هَذالِيلِ البُحَيرَةِ مُصْحَفُ وكانت أَسماء بنت عُمَيْسٍ يقال لها البَحْرِيَّة لأَنها كانت هاجرت إِلى بلاد النجاشي فركبت البحر وكلُّ ما نسب إِلى البَحْرِ فهو بَحْريٌّ وفي الحديث ذِكْرُ بَحْرانَ وهو بفتح الباء وضمها وسكون الحاء موضع بناحية الفُرْعِ من الحجاز له ذِكْرٌ في سَرِيَّة عبدالله بن جَحْشٍ وبَحْرٌ وبَحِيرٌ وبُحَيْرٌ وبَيْحَرٌ وبَيْحَرَةُ أَسماء وبنو بَحْريّ بَطْنٌ وبَحْرَةُ ويَبْحُرُ موضعان وبِحارٌ وذو بِحارٍ موضعان قال الشماخ صَبَا صَبْوَةً مِن ذِي بِحارٍ فَجاوَرَتْ إِلى آلِ لَيْلى بَطْنَ غَوْلٍ فَمَنْعَجِ

بحتر
البُحْتُر بالضم القصير المجتمع الخَلْقِ وكذلك الحُبْتُرُ وهو مقلوب منه والأُنثى بُحْتُرَة والجمع البحاتِرُ وبُحْتُرٌ أَبو بطن من طيّء وهو بُحتُرُ بنُ عَتُود ابن عُنَين بن سَلامانَ بن ثُعَلَ بن عَمْرو بن الغَوْثِ ابن جَلْهَمَةَ بن طَيّء بن أُدَدَ وهو رَهْطُ الهَيْثَمِ ابن عَدِيٍّ والبُحْتُرِيَّةُ من الإِبل منسوبة إِليهم

بحثر
بَحْثَرَ الشيءَ بَحَثَه وبَدَّدَه كَبَعْثَرَهُ وقرئ إِذا بُحْثِرَ ما في القبور أَي بعث الموتى وبَحْثَرَ المتاع فرَّقه الأَزهري بَحْثَرَ متاعه وبَعْثَرَه إِذا أَثاره وقلبه وفرَّقه وقلب بعضه على بعض الأَصمعي إِذا انقطع اللبن وتَحَبَّبَ فهو مُبَحْثَرٌ فإِذا خَثُرَ أَعلاه وأَسفَلُه رقيقٌ فهو هادر أَبو الجرّاح بَحْثَرْتُ الشيءَ وبَعْثَرْتُه إِذا استخرجته وكشفته قال القتال العامري ومَنْ لا تَلِدْ أَسماءُ مِنْ آلِ عامِرٍ وكَبْشَة تُكْرَهُ أُمُّهُ أَنْ تُبَحْثَرَا

بحدر
أَبو عدنان قال البُهْدُرِيُّ والبُحْدُرِيُّ المُقَرْقَمُ الذي لا يَشِبُّ

بخر
البَخَرُ الرائحة المتغيرة من الفم قال أَبو حنيفة البَخَرُ النَّتْنُ يكون في الفم وغيره بَخِرَ بَخَراً وهو أَبْخَرُ وهي بَخْرَاءُ وأَبْخَرهُ الشيءُ صَيَّرَه أَبْخَرَ وبَخِرَ أَي نَتُنَ من بَخَرِ الفَم الخبيث وفي حديث عمر رضي الله عنه إِياكم ونَوْمَةَ الغَداةِ فإِنها مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ مَجْعَرَةٌ وجعله القتيبي من حديث علي رضي الله عنه قوله مبخرة أَي مَظِنَّةٌ للبَخَرِ وهو تغير ريح الفم وفي حديث المغيرة إِيَّاكَ وكلَّ مَجْفَرَةٍ مَبْخَرَةٍ يعني من النساء والبَخْرَاءُ والبَخْرَةُ عُشْبَةٌ تشبه نباتَ الكُشْنَى ولها حب مثل حبه سوداء سميت بذلك لأَنها إِذا أُكِلت أَبْخَرَتِ الفَم حكاها أَبو حنيفة قال وهي مَرْعًى وتعلِفُها المواشي فتسمنها ومنابتها القِيعانُ والبَخْراءُ أَرض بالشام لنَتْنِها بعُفونة تُرْبِها وبُخارُ الفَسْوِ رِيحُه قال الفرزدق أَشارِبُ قَهْوَةٍ وحَلِيفُ زِيرٍ وصَرَّاءٌ لِفَسْوَتِهِ بُخارُ وكلُّ رائحة سطعت من نَتْنٍ أَو غيره بَخَرٌ وبُخارٌ والبَخْرُ مجزوم فِعْلُ البُخارِ وبُخارُ القِدر ما ارتفع منها بَخَرَتْ تَبْخَرُ بَخْراً وبُخاراً وكذلك بُخارُ الدُّخان وكلُّ دخان يسطع من ماءٍ حار فهو بُخار وكذلك من النَّدَى وبُخارُ الماء ما يرتفع منه كالدخان وفي حديث معاوية أَنه كتب إِلى ملك الروم لأَجْعَلنَّ القُسْطَنْطِينِيَّةَ البَخْراءَ حُمَمَةً سَوْداءَ وصفها بذلك لبُخار البحر وتَبَخَّر بالطيب ونحوه تَدَخَّنَ والبَخُورُ بالفتح ما يتبخر به ويقال يَخَّرَ علينا من بَخُور العُود أَي طَيَّبَ وبَناتُ بَخْرٍ وبَناتُ مَخْرٍ سحابٌ يأْتين قبل الصيف منتصبةٌ رِقاقٌ بيضٌ حسانٌ وقد ورد بالحاء المهملة أَيضاً فقيل بنات بحر وقد تقدم والمَبْخُورُ المَخْمُورُ ابن الأَعرابي الباخِرُ ساقي الزرع قال أَبو منصور المعروف الماخِر فأَبدَل من الميم باءً كقولك سَمَدَ رأْسَه وسَبَدَهُ والله أَعلم

بختر
البَخْتَرَةُ والتَّبَخْتُرُ مِشْيَةٌ حَسَنَةٌ وقد بَخْتَرَ وتَبَخْتَرَ وفلانٌ يمشي البَخْتَرِيَّةَ وفلان يَتَبَخْتَرُ في مِشْيَتِهِ ويَتَبَخْتَى وفي حديث الحجاج لما أُدخل عليه يزيد بن المُهَلَّبِ أَسيراً فقال الحجاج جَمِيلُ المُحَيَّا بَخْتَرِيٌّ إِذا مَشَى فقال يزيد وفي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكِبَينِ شِناقُ البَخْتَريُّ المُتَبَخْتِرُ في مَشْيهِ وهي مِشْيَةُ المتكبر المعجب بنفسه ورجل بِخْتِيرٌ وبَخْتَرِيٌّ صاحبُ تَبَخْتُرٍ وقيل حَسَنُ المشي والجسم والأُنثى بَخْتَرِيَّة والبَخْتَريُّ من الإِبل الذي يَتَبَخْتَرُ أَي يختال وبَخْتَريٌّ اسمُ رجل وأَنشد ابن الأَعرابي جزى اللهُ عَنّا بَخْتَرِيّاً ورَهْطَهُ بني عَبْدِ عَمْرٍو ما أَعَفَّ وأَمْجَدَا هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوت لا أَلْسَ فيهمُ وهُمْ يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن يُقَرَّدَا وأَبو البَخْتَريّ من كُناهم أَنشد ابن الأَعرابي إِذا كنتَ تَطْلُبُ شَأْوَ المُلُو كِ فافْعَلْ فِعالَ أَبي البَخْتَرِي تَتَبَّعَ إِخْوانَهُ في البِلاد فأَغْنَى المُقِلَّ عن المُكْثِرِ وأَراد البختريَّ فحذف إِحدى ياءي النسب

بخثر
البَخْثَرَةُ الكُدْرَةُ في الماء أَو الثوب

بدر
بَدَرْتُ إِلى الشيء أَبْدُرُ بُدُوراً أَسْرَعْتُ وكذلك بادَرْتُ إِليه وتَبادَرَ القومُ أَسرعوا وابْتَدَروا السلاحَ تَبادَرُوا إِلى أَخذه وبادَرَ الشيءَ مبادَرَةً وبِداراً وابْتَدَرَهُ وبَدَرَ غيرَه إِليه يَبْدُرُه عاجَلَهُ وقول أَبي المُثَلَّمِ فَيَبْدُرُها شَرائِعَها فَيَرْمي مَقاتِلَها فَيَسْقِيها الزُّؤَامَا أَراد إِلى شرائعها فحذف وأَوصل وبادَرَهُ إِليه كَبَدَرَهُ وبَدَرَني الأَمرُ وبَدَرَ إِليَّ عَجِلَ إِليَّ واستبق واسْتَبَقْنا البَدَرَى أَي مُبادِرِينَ وأَبْدَرَ الوصيُّ في مال اليتيم بمعنى بادَرَ وبَدَرَ ويقال ابْتَدَرَ القومُ أَمراً وتَبادَرُوهُ أَي بادَرَ بعضُهم بعضاً إِليه أَيُّهُمْ يَسْبِقُ إِليه فَيَغْلِبُ عليه وبادَرَ فلانٌ فلاناً مُوَلِّياً ذاهباً في فراره وفي حديث اعتزال النبي صلى الله عليه وسلم نساءَه قال عُمَرُ فابْتَدَرَتْ عيناي أَي سالتا بالدموع وناقةٌ بَدْرِيَّةٌ بَدَرَتْ أُمُّها الإِبلَ في النِّتاج فجاءت بها في أَول الزمان فهو أَغزر لها وأَكرم والبادِرَةُ الحِدَّةُ وهو ما يَبْدُرُ من حِدَّةِ الرجل عند غضبه من قول أَو فعل وبادِرَةُ الشَّرِّ ما يَبْدُرُكَ منه يقال أَخشى عليك بادِرَتَهُ وبَدَرَتْ منه بَوادِرُ غضَبٍ أَي خَطَأٌ وسَقَطاتٌ عندما احْتَدَّ والبادِرَةُ البَدِيهةُ والبادِرَةُ من الكلام التي تَسْبِقُ من الإِنسان في الغضب ومنه قول النابغة ولا خَيْرَ في حِلْمٍ إِذا لم تَكُنْ له بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا وبادِرَةُ السيف شَباتُه وبادِرَةُ النَّبات رأْسُه أَوَّل ما يَنْفَطِرُ عنه وبادِرَةُ الحِنَّاءِ أَولُ ما يَبْدأُ منه والبادِرَةُ أَجْوَدُ الوَرْس وأَحْدَثُه نباتاً وعَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ وحَدْرَةٌ مكْتَنِزَةٌ صُلْبَةٌ وبَدْرَةٌ تَبْدُرُ بالنظر وقيل حَدْرَةٌ واسعةٌ وبَدْرَةٌ تامةٌ كالبَدْرِ قال امرؤ القيس وعيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ شُقَّتْ مَآقِيهِما مِنْ أُخُرْ وقيل عين بَدْرَةٌ يَبْدُر نظرها نظرَ الخيل عن ابن الأَعرابي وقيل هي الحديدة النظر وقيل هي المدوّرة العظيمة والصحيح في ذلك ما قاله ابن الأَعرابي والبَدْرُ القَمَرُ إِذا امْتَلأَ وإِنما سُمِّيَ بَدْراً لأَنه يبادر بالغروب طلوعَ الشمس وفي المحكم لأَنه يبادر بطلوعه غروبَ الشمس لأَنهما يَتراقَبانِ في الأُفُقِ صُبْحاً وقال الجوهري سمي بَدْراً لِمُبادرته الشمس بالطُّلُوع كأَنَّه يُعَجِّلُها المَغِيبَ وسمي بدراً لتمامه وسميت ليلةَ البَدْرِ لتمام قمرها وقوله في الحديث عن جابر إِن النبي صلى الله عليه وسلم أُتيَ ببدر فيه خَضِراتٌ من البُقول قال ابن وهب يعني بالبَدْرِ الطبقَ شبه بالبَدْرِ لاستدارته قال الأَزهري وهو صحيح قال وأَحسبه سُمي بَدْراً لأَنه مدوَّر وجمعُ البَدْر بُدُورٌ وأَبْدَرَ القومُ طلع لهم البَدْرُ ونحن مُبْدِرُونَ وأَبْدَرَ الرجلُ إِذا سرى في ليلة البَدْرِ وسمي بَدْراً لامتلائه وليلةُ البَدْر ليلةُ أَربع عشرة وبَدْرُ القومِ سَيِّدُهم على التشبيه بالبَدْرِ قال ابن أَحمر وَقَدْ نَضْرِبُ البَدْرَ اللَّجُوجَ بِكَفِّه عَلَيْهِ ونُعْطِي رَغْبَةَ المُتَودِّدِ ويروى البَدْءَ والبادِرُ القمر والبادِرَةُ الكلمةُ العَوْراءُ والبادِرَةُ الغَضْبَةُ السَّرِيعَةُ يقال احذروا بادِرَتَهُ والبَدْرُ الغلامُ المبادِر وغلامٌ بَدْرٌ ممتلئ وفي حديث جابر كنا لا نَبِيعُ الثَّمَرَ حتى يَبْدُرَ أَي يبلغ يقال بَدَرَ الغلامُ إِذا تم واستدار تشبيهاً بالبدر في تمامه وكماله وقيل إِذا احمرّ البُسْرُ يقال له قد أَبْدَرَ والبَدْرَةُ جِلْدُ السَّخْلَة إِذا فُطِمَ والجمع بُدورٌ وبِدَرٌ قال الفارسي ولا نظير لبَدْرَةٍ وبِدَر إِلا بَضْعَةٌ وبِضَعٌ وهَضْبَةٌ وهِضَبٌ الجوهري والبَدْرَةُ مَسْكُ السَّخْلَةِ لأَنها ما دامت تَرْضَعُ فَمَسْكُها لِلَّبَنِ شَكْوَةٌ وللسَّمْنِ عُكَّةٌ فإِذا فُطمت فَمَسْكُها للبن بَدْرَةٌ وللسَّمنِ مِسْأَدٌ فإِذا أَجذعت فَمَسْكُها للبن وَطْبٌ وللسمن نِحْيٌ والبَدْرَةُ كيس فيه أَلف أَو عشرة آلاف سميت ببَدْرَةِ السَّخْلَةِ والجمع البُدورُ وثلاثُ بَدرات أَبو زيد يقال لِمَسْك السخلة ما دامت تَرْضَعُ الشَّكْوَةُ فإِذا فُطم فَمَسْكُهُ البَدْرَةُ فإِذا أَجذع فَمَسكه السِّقاءُ والبادِرَتانِ من الإِنسان لَحْمتانِ فوق الرُّغَثاوَيْنِ وأَسفلَ الثُّنْدُوَةِ وقيل هما جانبا الكِرْكِرَةِ وقيل هما عِرْقان يَكْتَنِفانِها قال الشاعر تَمْري بَوادِرَها منها فَوارِقُها يعني فوارق الإِبل وهي التي أَخذها المخاض ففَرِقتْ نادَّةً فكلما أَخذها وجع في بطنها مَرَتْ أَي ضربت بخفها بادرَةَ كِركِرَتِها وقد تفعل ذلك عند العطش والبادِرَةُ من الإِنسان وغيره اللحمة التي بين المنكب والعُنق والجمعُ البَوادِرُ قال خِراشَةُ بنُ عَمْرٍو العَبْسِيُّ هَلاَّ سأَلْتِ ابنةَ العَبْسِيِّ ما حَسَبي عِنْدَ الطِّعانِ إِذا ما غُصَّ بالرِّيقِ ؟ وجاءَت الخيلُ مُحَمَّراً بَوادِرُها زُوراً وَزَلَّتْ يَدُ الرَّامي عَنِ الفُوقِ يقول هلاَّ سأَلت عني وعن شجاعتي إِذا اشتدّت الحرب واحمرّت بوادر الخيل من الدم الذي يسيل من فرسانها عليها ولما يقع فيها من زلل الرامي عن الفوق فلا يهتدي لوضعه في الوتر دَهَشاً وحَيْرَةً وقوله زوراً يعني مائلة أَي تميل لشدّة ما تلاقي وفي الحديث أَنه لما أُنزلت عليه سورة اقرأْ باسم ربك جاء بها صلى الله عليه وسلم تُرْعَدُ بَوادِرُه فقال زَمِّلُوني زَمِّلُوني قال الجوهري في هذا الموضع البَوادِرُ من الإِنسان اللحمة التي بين المنكب والعنق قال ابن بري وهذا القول ليس بصواب والصواب أَن يقول البوادر جمع بادرة اللحمة التي بين المنكب والعنق والبَيْدَرُ الأَنْدَرُ وخص كُراعٌ به أَنْدَرَ القمح يعني الكُدْسَ منه وبذلك فسره الجوهري البَيْدَرُ الموضع الذي يداس فيه الطعام وبَدْرٌ ماءٌ بِعَيْنِهِ قال الجوهري يذكر ويؤنث قال الشَّعْبي بَدْرٌ بئر كانت لرجل يُدْعى بَدْراً ومنه يومُ بَدْرٍ وبَدْرٌ اسمُ رجل

بذر
البَذْرُ والبُذْرُ أَولُ ما يخرج من الزرع والبقل والنبات لا يزال ذلك اسمَهُ ما دام على ورَقَتَيَنِ وقيل هو ما عُزِلَ من الحبوب للزَّرْعِ والزِّراعَةِ وقيل البَذْرُ جميع النبات إِذا طلع من الأَرض فَنَجَمَ وقيل هو أَن يَتَلَوَّنَ بلَوْنٍ أَو تعرف وجوهه والجمع بُذُورٌ وبِذارٌ والبَذْرُ مصدر بَذَرْتُ وهو على معنى قولك نَثَرْتُ الحَبَّ وبَذَرْتُ البَذْرَ زَرَعْتَه وبَذَرَتِ الأَرضُ تَبْذُرُ بَذْراً خرج بَذْرُها وقال الأَصمعي هو أَن يظهر نبتها متفرّقاً وبَذَرَها بَذْراً وبَذَّرَها كلاهما زرعها والبَذْرُ والبُذارَةُ النَّسْلُ ويقال إِن هؤلاء لَبَذْرُ سَوْءٍ وبَذَرَ الشيءَ بَذْراً فرَّقه وبَذَرَ الله الخلق بَذْراً بَثَّهُمْ وفرّقهم وتفرّق القومُ شَذَرَ بَذَرَ وشِذَرَ بِذَرَ أَي في كل وَجهٍ وتفرّقت إِبله كذلك وبَذَرَ إِتْباعٌ وبُذُرَّى فُعُلَّى من ذلك وقيل من البَذْرِ الذي هو الزرع وهو راجع إِلى التفريق والبُذُرَّى الباطلُ عن السيرافي وبَذَّرَ مالهُ أَفسده وأَنفقه في السَّرَفِ وكُلُّ ما فرقته وأَفسدته فقد بَذَّرْتَهُ وفيه بَذارَّةٌ مشدّدة الراء وبَذارَةٌ مخففة الراء أَي تَبْذِيرٌ كلاهما عن اللحياني وتَبْذيرُ المال تفريقه إِسرافاً ورجلٌ تِبْذارَةٌ للذي يُبَذِّرُ مالَه ويفسده والتَّبْذِيرُ إِفسادُ المال وإِنفاقه في السَّرَفِ قال الله عز وجل ولا تُبَذِّرْ تَبْذيراً وقيل التبذير أَن ينفق المال في المعاصي وقيل هو أَن يبسط يده في إِنفاقه حتى لا يبقى منه ما يقتاته واعتباره بقوله تعالى ولا تَبسُطْها كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحسوراً أَبو عمرو البَيْذَرَةُ التبذير والنَّبْذَرَةُ بالنون والباء تفريقُ المال في غير حقه وفي حديث وقف عمر رضي الله عنه وَلِوَلِيِّه أَن يأْكلَ منه غَيْرَ مُباذِرٍ المُباذِرُ والمُبَذِّرُ المُسْرِفُ في النفقة باذرَ وبَذَّرَ مُباذَرَةً وتَبْذِيراً وقول المتنخل يصف سحاباً مُسْتَبْذِراً يَرْغَبُ قُدَّامَهُ يَرْمِي بِعُمِّ السُّمُرِ الأَطْولِ فسره السكري فقال مستبذر يفرِّق الماء والبَذيرُ من الناس الذي لا يستطيع أَن يُمْسِكَ سِرَّهُ ورجلٌ بَيْذارَةٌ يُبَذِّرُ ماله وبَذُورٌ وبَذِيرٌ يُذيعُ الأَسرارَ ولا يكتم سرّاً والجمع بُذُرٌ مثل صبور وصُبُرٍ وفي حديث فاطمة عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت لعائشة إِني إِذاً لَبَذِرَةٌ البَذِرُ الذي يفشي السر ويظهر ما يسمعه وقد بَذُرَ بَذارَةً وفي الحديث ليسوا بالمَسابيح البُذُرِ وفي حديث علي كرم الله وجهه في صفة الأَولياء ليسوا بالمَذاييع البُذْرِ جمع بَذُورٍ يقال بَذَرْتُ الكلام بين الناس كما تُبْذَرُ الحبُوبُ أَي أَفشيته وفرّقته وبُذارَةُ الطعام نَزَلُه ورَيْعُه عن اللحياني ويقال طعام كثير البُذارَة أَي كثيرُ النَّزَل وهو طعام بَذَرٌ أَي نَزَلٌ قال ومِنَ العَطِيَّةِ ما تُرى جَذْماءَ لَيْس لها بُذارَهْ الأَصمعي تَبَذَّر الماءُ إِذا تغير واصْفَرَّ وأَنشد لابن مقبل قُلْباً مُبَلِّيَةً جَوائِزَ عَرْشِها تَنْفي الدِّلاءَ بآجنٍ مُتَبَذِّرِ قال المتبذر المتغير الأَصفر ولو بَذَّرْتَ فلاناً لوجدته رجلاً أَي لو جربته هذه عن أَبي حنيفة وكَثِيرٌ بَثِيرٌ وبَذِيرٌ إِتْباعٌ قال الفراء كَثيرٌ بَذِيرٌ مثلُ بَثِير لغة أَو لُغَيَّة ورجل هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ وهَيْذارَةٌ بَيْذارَةٌ كثيرُ الكلام وبَذَّرُ موضعٌ وقيل ماء معروف قال كثير عزة سَقى اللهُ أَمْواهاً عَرَفْتُ مَكانَها جُراباً وَمَلْكوماً وبَذَّرَ والْغَمْرا وهذه كلها آبار بمكة قال ابن بري هذه كلها أَسماء مياه بدليل إِبدالها من قوله أَمواهاً ودعا بالسقيا للأَمواه وهو يريد أَهلها النازلين بها اتساعاً ومجازاً ولم يجئ من الأَسماء على فَعَّلَ إِلاَّ بَذَّرُ وعَثَّرُ اسمُ موضع وخَضَّمُ اسم العَنْبَرِ بن تَمِيم وشَلَّمُ اسمُ بنت المقدس وهو عبراني وبَقَّمُ وهو اسم أَعجمي وهي شجرة وكَتَّمُ اسم موضع أَيضاً قال الأَزهري ومثلُ بَذَّر خَضَّمُ وعَثَّرُ وبَقَّمُ شجرة قال ولا مثل لها في كلامهم

بذعر
ابْذَعَرَّ الناسُ تفرقوا وفي حديث عائشة ابْذَعَرَّ النفاق أَي تفرق وتبدّد قال أَبو السميدع ابْذَعَرَّتِ الخيلُ وابْثَعَرَّتْ إِذا رَكَضَتْ تُبادِرُ شيئاً تطلبه قال زُفَرُ بنُ الحرث فلا أَفْلَحَتْ قَيْسٌ ولا عَزَّ ناصِرٌ لَها بَعْدَ يَوْمِ المَرْحِ حينَ ابْذَعَرَّتِ
( * قوله « المرح » هو في الأصل بالحاء المهملة )
قال الأَزهري وأَنشد أَبو عبيد فَطَارَتْ شلالاً وابْذَعَرَّتْ كَأَنَّها عِصَابَةُ سَبْيٍ خافَ أَنْ تُتَقَسَّما ابْذَعَرَّتْ أَي تَفَرَّقَتْ وجَفَلَتْ

بذقر
ابْذَقَرَّ القومُ وابْذَعَرُّوا تفرَّقوا وتذكر في ترجمة مذقر فما ابْذَقَرَّ دَمُه وهي لغة معناه ما تفرّق ولا تَمَذَّرَ وهو مذكور في موضعه

برر
البِرُّ الصِّدْقُ والطاعةُ وفي التنزيل ليس البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ ولكنْ البِرَّ مَنْ آمنَ باللهِ أَراد ولكنَّ البِرَّ بِرُّ مَنْ آمن بالله قال ابن سيده وهو قول سيبويه وقال بعضهم ولكنَّ ذا الْبِرّ من آمن بالله قال ابن جني والأَول أَجود لأَن حذف المضاف ضَرْبٌ من الاتساع والخبر أَولى من المبتدإ لأَن الاتساع بالأَعجاز أَولى منه بالصدور قال وأَما ما يروى من أَن النَّمِرَ بنَ تَوْلَب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس من امْبِرِّ امْصِيامُ في امْسَفَرِ يريد ليس من البر الصيام في السفر فإِنه أَبدل لام المعرفة ميماً وهو شاذ لا يسوغ حكاه عنه ابن جني قال ويقال إِن النمر بن تولب لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث قال ونظيره في الشذوذ ما قرأْته على أَبي عليّ بإِسناده إِلى الأَصمعي قال يقال بَناتُ مَخْرٍ وبَناتُ بَخْرٍ وهن سحائب يأْتين قَبْلَ الصيف بيضٌ مُنْتَصِباتٌ في السماء وقال شمر في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصِّدْق فإِنه يَهْدي إِلى البِرِّ اختلف العلماء في تفسير البر فقال بعضهم البر الصلاح وقال بعضهم البر الخير قال ولا أَعلم تفسيراً أَجمع منه لأَنه يحيط بجميع ما قالوا قال وجعل لبيدٌ البِرَّ التُّقى حيث يقول وما البِرُّ إِلا مُضْمَراتٌ مِنَ التُّقى قال وأَما قول الشاعر تُحَزُّ رؤُوسهم في غيرِ بِرّ معناه في غير طاعة وخير وقوله عز وجل لَنْ تنالوا البِرَّ حتى تُنْفِقُوا مما تُحِبُّونَ قال الزجاج قال بعضهم كلُّ ما تقرّب به إِلى الله عز وجل من عمل خير فهو إِنفاق قال أَبو منصور والبِرُّ خير الدنيا والآخرة فخير الدنيا ما ييسره الله تبارك وتعالى للعبد من الهُدى والنِّعْمَةِ والخيراتِ وخَيْرُ الآخِرَةِ الفَوْزُ بالنعيم الدائم في الجنة جمع الله لنا بينهما بكرمه ورحمته وبَرَّ يَبَرُّ إِذا صَلَحَ وبَرَّ في يمينه يَبَرُّ إِذا صدقه ولم يَحْنَثْ وبَرَّ رَحِمَهُ
( * قوله « وبرّ رحمه إلخ » بابه ضرب وعلم ) يَبَرُّ إِذا وصله ويقال فلانٌ يَبَرُّ رَبَّهُ أَي يطيعه ومنه قوله يَبَرُّك الناسُ ويَفْجُرُونَكا ورجلٌ بَرٌّ بذي قرابته وبارٌّ من قوم بَرَرَةٍ وأَبْرَارٍ والمصدر البِرُّ وقال الله عز وجل لَيْسَ البِرِّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكم قِبَلَ المشرق والمغرب ولكنَّ البِرَّ من آمن بالله أَراد ولكن البِرَّ بِرُّ من آمن بالله قول الشاعر وكَيْفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ خِلالَتُهُ كأَبي مَرْحَبِ ؟ أَي كخِلالَةِ أَبي مَرْحَبٍ وتَبارُّوا تفاعلوا من البِرّ وفي حديث الاعتكاف أَلْبِرَّ تُرِدْنَ أَي الطاعةَ والعبادَةَ ومنه الحديث ليس من البر الصيام في السفر وفي كتاب قريش والأَنصار وإِنَّ البِرَّ دون الإِثم أَي أَن الوفاء بما جعل على نفسه دون الغَدْر والنَّكْث وبَرَّةُ اسْمٌ عَلَمٌ بمعنى البِر مَعْرِفَةٌ فلذلك لم يصرف لأَنه اجتمع فيه التعريف والتأْنيث وسنذكره في فَجارِ قال النابغة إِنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَيْنَنا فَحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ وقد بَرَّ رَبَّه وبَرَّتْ يمينُه تَبَرُّ وتَبِرُّ بَرّاً وبِرّاً وبُرُوراً صَدَقَتْ وأَبَرَّها أَمضاها على الصِّدْقِ والبَرُّ الصادقُ وفي التنزيل العزيز إِنه هو البَرُّ الرحيمُ والبَرُّ من صفات الله تعالى وتقدس العَطُوفُ الرحيم اللطيف الكريم قال ابن الأَثير في أَسماء الله تعالى البَرُّ دون البارِّ وهو العَطُوف على عباده بِبِرَّهِ ولطفه والبَرُّ والبارُّ بمعنًى وإِنما جاء في أَسماء الله تعالى البَرُّ دون البارّ وبُرَّ عملُه وبَرَّ بَرّاً وبُرُوراً وأَبَرَّ وأَبَرَّه الله قال الفراء بُرَّ حَجُّه فإِذا قالوا أَبَرَّ الله حَجَّك قالوه بالأَلف الجوهري وأَبَرَّ اللهُ حَجَّك لغة في بَرَّ اللهُ حَجَّك أَي قَبِلَه قال والبِرُّ في اليمين مثلُه وقالوا في الدعاء مَبْرُورٌ مَأْجُورٌ ومَبرُوراً مَأْجوراً تميمٌ ترفع على إِضمار أَنتَ وأَهلُ الحجاز ينصبون على اذْهَبْ مَبْرُوراً شمر الحج المَبْرُورُ الذي لا يخالطه شيء من المآثم والبيعُ المبرورُ الذي لا شُبهة فيه ولا كذب ولا خيانة ويقال بَرَّ فلانٌ ذا قرابته يَبَرُّ بِرّاً وقد برَرْتُه أَبِرُّه وبَرَّ حَجُّكَ يَبَرُّ بُرُوراً وبَرَّ الحجُّ يَبِرُّ بِرّاً بالكسر وبَرَّ اللهُ حَجَّهُ وبَرَّ حَجُّه وفي حديث أَبي هريرة قال قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إِلا الجنةُ قال سفيان تفسير المبرور طِيبُ الكلام وإِطعام الطعام وقيل هو المقبولُ المقابَلُ بالبرِّ وهو الثواب يقال بَرَّ اللهُ حَجَّه وأَبَرَّهُ بِرّاً بالكسر وإِبْرَاراً وقال أَبو قِلابَةَ لرجل قَدِمَ من الحج بُرَّ العملُ أَرادَ عملَ الحج دعا له أَن يكون مَبْرُوراً لا مَأْثَمَ فيه فيستوجب ذلك الخروجَ من الذنوب التي اقْتَرَفَها وروي عن جابر بن عبدالله قال قالوا يا رسول الله ما بِرُّ الحجِّ ؟ قال إِطعامُ الطعام وطِيبُ الكلامِ ورجل بَرٌّ من قوم أَبرارٍ وبارٌّ من قوم بَرَرَةٍ وروي عن ابن عمر أَنه قال إِنما سماهم الله أَبْراراً لأَنهم بَرُّوا الآباءَ والأَبناءَ وقال كما أَن لك على ولدك حقّاً كذلك لولدك عليك حق وكان سفيان يقول حقُّ الولدِ على والده أَن يحسن اسمه وأَن يزوّجه إِذا بلغ وأَن يُحِجَّه وأَن يحسن أَدبه ويقال قد تَبَرَّرْتَ في أَمرنا أَي تَحَرَّجْتَ قال أَبو ذؤيب فقالتْ تَبَرَّرْتَ في جَنْبِنا وما كنتَ فينا حَدِيثاً بِبِرْ أَي تَحَرَّجْتَ في سَبْيِنا وقُرْبِنا الأَحمَر بَرَرْتُ قسَمي وبَرَرْتُ والدي وغيرُه لا يقول هذا وروي المنذري عن أَبي العباس في كتاب الفصيح يقال صَدَقْتُ وبَرِرْتُ وكذلك بَرَرْتُ والدي أَبِرُّه وقال أَبو زيد بَرَرْتُ في قسَمِي وأَبَرَّ اللهُ قَسَمِي وقال الأَعور الكلبي سَقَيْناهم دِماءَهُمُ فَسالَتْ فأَبْرَرْنَا إِلَيْه مُقْسِمِينا وقال غيره أَبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فلان وأَحْنَثَهُ فأَما أَبَرَّه فمعناه أَنه أَجابه إِلى ما أَقسم عليه وأَحنثه إِذا لم يجبه وفي الحديث بَرَّ اللهُ قَسَمَه وأَبَرَّه بِرّاً بالكسر وإِبراراً أَي صدقه ومنه حديث أَبي بكر لم يَخْرُجْ من إِلٍّ ولا بِرٍّ أَي صِدْقٍ ومنه الحديث أَبو إِسحق أُمِرْنا بِسَبْعٍ منها إِبرارُ القَسَمِ أَبو سعيد بَرَّتْ سِلْعَتُه إِذا نَفَقَتْ قال والأَصل في ذلك أَن تُكافئه السِّلْعَةُ بما حَفِظها وقام عليها تكافئه بالغلاء في الثمن وهو من قول الأَعشى يصف خمراً تَخَيَّرَها أَخو عاناتَ شَهْراً ورَجَى بِرَّها عاماً فعاما والبِرُّ ضِدُّ العُقُوقُ والمَبَرَّةُ مثله وبَرِرْتُ والدي بالكسر أَبَرُّهُ بِرّاً وقد بَرَّ والدَه يَبَرُّه ويَبِرُّه بِرّاً فَيَبَرُّ على بَرِرْتُ ويَبِرُّ على بَرَرْتُ على حَدِّ ما تقدَّم في اليمين وهو بَرٌّ به وبارٌّ عن كراع وأَنكر بعضهم بارٌّ وفي الحديث تَمَسَّحُوا بالأَرضِ فإِنها بَرَّةٌ بكم أَي تكون بيوتكم عليها وتُدْفَنُون فيها قال ابن الأَثير قوله فإنها بكم برة أي مشفقة عليكم كالوالدة البَرَّة بأَولادها يعني أَن منها خلقكم وفيها معاشكم وإِليها بعد الموت معادكم وفي حديث زمزم أَتاه آتٍ فقال تحْفِرْ بَرَّة سماها بَرَّةً لكثرة منافعها وسعَةِ مائها وفي الحديث أَنه غَيَّرَ اسْمَ امرأَةٍ كانت تُسَمَّى بَرَّةَ فسماها زينب وقال تزكي نفسها كأَنه كره ذلك وفي حديث حكِيم بن حِزامٍ أَرأَيتَ أُموراً كنتُ أَبْرَرْتُها أَي أَطْلُبُ بها البِرِّ والإِحسان إِلى الناس والتقرّب إِلى الله تعالى وجمعُ البَرّ الأَبْرارُ وجمعُ البارّ البَرَرَةُ وفلانٌ يَبَرُّ خالقَه ويَتَبَرَّرهُ أَي يطيعه وامرأَة بَرّةٌ بولدها وبارّةٌ وفي الحديث في بِرّ الوالدين وهو في حقهما وحق الأَقْرَبِين من الأَهل ضِدُّ العُقوق وهو الإِساءةُ إِليهم والتضييع لحقهم وجمع البَرِّ أَبْرارٌ وهو كثيراً ما يُخَصُّ بالأَولياء والزُّهَّاد والعُبَّدِ وفي الحديث الماهِرُ بالقرآن مع السَّفَرَةِ الكرامِ البَرَرَةِ أَي مع الملائكة وفي الحديث الأَئمةُ من قريش أَبْرارُها أُمراءُ أَبْرارِها وفُجَّارُها أُمراءُ فُجَّارها قال ابن الأَثير هذا على جهة الإِخبار عنهم لا طريقِ الحُكْمِ فيهم أَي إِذا صلح الناس وبَرُّوا وَلِيَهُمُ الأَبْرارُ وإِذا فَسَدوا وفجَرُوا وَلِيَهُمُ الأَشرارُ وهو كحديثه الآخر كما تكونون يُوَلَّى عليكم والله يَبَرُّ عبادَه يَرحَمُهم وهو البَرُّ وبَرَرْتُه بِرّاً وَصَلْتُه وفي التنزيل العزيز أَن تَبَرُّوهم وتُقْسِطوا إِليهم ومن كلام العرب السائر فلانٌ ما يعرف هِرّاً من بِرٍّ معناه ما يعرف من يَهُرِهُّ أَي من يَكْرَهُه ممن يَبِرُّه وقيل الهِرُّ السِّنَّوْرُ والبِرُّ الفأْرةُ في بعض اللغات أَو دُوٍيْبَّة تشبهها وهو مذكور في موضعه وقيل معناه ما يعرف الهَرْهَرَة من البَرْبَرَةِ فالهَرْهَرة صوتُ الضأْن والبَرْبَرَةُ صوتُ المِعْزى وقال الفزاري البِرُّ اللطف والهِرُّ العُقُوق وقال يونس الهِرُّ سَوْقُ الغنم والبِرُّ دُعاءُ الغَنَمِ وقال ابن الأَعرابي البِرُّ فِعْلُ كل خير من أَي ضَرْبٍ كان والبِرُّ دُعاءُ الغنم إِلى العَلَفِ والبِرُّ الإِكرامُ والهِرُّ الخصومةُ وروى الجوهري عن ابن الأَعرابي الهِرُّ دعاء الغنم والبِرُّ سَوْقُها التهذيب ومن كلام سليمان مَنْ أَصْلَحَ جُوَّانِيَّتَهُ بَرَّ اللهُ بَرَّانِيَّته المعنى من أَصلح سريرته أَصلح الله علانيته أُخذ من الجَوِّ والبَرِّ فالجَوُّ كلُّ بَطْن غامضٍ والبَرُّ المَتْنُ الظاهر فهاتان الكلمتان على النسبة إِليهما بالأَلف والنون وورد من أَصْلحَ جُوَّانيَّهُ أَصْلح الله بَرَّانِيَّهُ قالوا البَرَّانيُّ العلانية والأَلف والنون من زياداتِ النَّسبِ كما قالوا في صنعاء صنعاني وأَصله من قولهم خرج فلانٌ بَرّاً إِذا خرج إِلى البَرِّ والصحراء وليس من قديم الكلام وفصيحه والبِرُّ الفؤاد يقال هو مُطمْئَنِنُّ البِرِّ وأَنشد ابن الأَعرابي أَكُونُ مَكانَ البِرِّ منه ودونَهُ وأَجْعَلُ مالي دُونَه وأُؤَامِرُهْ وأَبَرَّ الرجُلُ كَثُرَ ولَدهُ وأَبَرّ القومُ كثروا وكذلك أَعَرُّوا فَأَبَرُّوا في الخير وأَعَرُّوا في الشرّ وسنذكر أَعَرُّوا في موضعه والبَرُّ بالفتح خلاف البُحْرِ والبَرِّيَّة من الأَرَضِين بفتح الباء خلاف الرِّيفِيَّة والبَرِّيَّةُ الصحراءُ نسبت إِلى البَرِّ كذلك رواه ابن الأَعرابي بالفتح كالذي قبله والبَرُّ نقيض الكِنّ قال الليث والعرب تستعمِله في النكرة تقول العرب جلست بَرّاً وخَرَجْتُ بَرّاً قال أَبو منصور وهذا من كلام المولَّدين وما سمعته من فصحاء العرب البادية ويقال أَفْصَحُ العرب أَبَرُّهم معناه أَبعدهم في البَرِّ والبَدْوِ داراً وقوله تعالى ظهر الفَسادُ في البَرِّ والبَحْرِ قال الزجاج معناه ظهر الجَدْبُ في البَرِّ والقَحْطُ في البحر أَي في مُدُنِ البحر التي على الأَنهار قال شمر البَرِّيَّةُ الأَرضَ المنسوبةُ إِلى البَرِّ وهي بَرِّيَّةً إِذا كانت إِلى البرِّ أَقربَ منها إِلى الماء والجمعُ البرَارِي والبَرِّيتُ بوزن فَعْلِيتٍ البَرِّيَّةُ فلما سكنت الياء صارت الهاء تاء مِثْل عِفرِيتٍ وعِفْرِية والجمع البَرَارِيتُ وفي التهذيب البَرِّيتُ عن أَبي عبيد وشمر وابن الأَعرابي وقال مجاهد في قوله تعالى ويَعْلَمُ ما في البَرِّ والبَحْرِ قال البَرُّ القِفارُ والبحر كلُّ قرية فيها ماءٌ ابن السكيت أَبَرَّ فلانٌ إِذا ركب البَر ابن سيده وإِنه لمُبِرٌّ بذلك أَي ضابطٌ له وأَبَرَّ عليهم غلبهم والإِبرارُ الغلبةُ وقال طرفة يَكْشِفُونَ الضُّرَّ عن ذي ضُرِّهِمْ ويُبِرُّونَ على الآبي المُبرّ أي يغلبون يقال أَبَرَّ عليه أَي غلبه والمُبِرُّ الغالب وسئل رجل من بني أَسَد أَتعرف الفَرَسَ الكريمَ ؟ قال أَعرف الجوادَ المُبَِّر من البَطِيءِ المُقْرِفِ قال والجوادُ المُبِرُّ الذي إِذا أُنِّف يَأْتَنِفُ السَّيْرَ ولَهَزَ لَهْزَ العَيْرِ الذي إِذا عَدَا اسْلَهَبَّ وإِذا قِيد اجْلَعَبَّ وإِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ ويقال أَبَرَّهُ يُبِرُّه إِذا قَهَره بفَعالٍ أَو غيره ابن سيده وأَبَرَّ عليهم شَرّاً حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد إِذا كُنْتُ مِنْ حِمَّانَ في قَعْرِ دارِهِمْ فَلَسْتُ أُبالي مَنْ أَبَرَّ ومَنْ فَجَرْ ثم قال أَبرَّ من قولهم أَبرَّ عليهم شَرّاً وأَبرَّ وفَجَرَ واحدٌ فجمع بينهما وأَبرّ فلانٌ على أَصحابه أَي علاهم وفي الحديث أَن رجلاً أَتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إِنَّ ناضِح فلان قد أَبرّ عليهم أَي اسْتَصْعَبَ وغَلَبَهُم وابْتَرَّ الرجل انتصب منفرداً من أَصحابه ابن الأَعرابي البَرَابِيرُ أَن يأْتي الراعي إِذا جاع إِلى السُّنْبُلِ فَيَفْرُكَ منه ما أَحبَّ وَينْزِعَه من قُنْبُعِه وهو قشره ثم يَصُبَّ عليه اللبنَ الحليبَ ويغْليَه حتى يَنْضَجَ ثم يجعَله في إِناءِ واسع ثم يُسَمِّنَه أَي يُبَرِّدَه فيكون أَطيب من السَّمِيذِ قال وهي الغَديرَةُ وقد اغْتَدَرنا والبَريرُ ثمر الأَراك عامَّةً والمَرْدُ غَضُّه والكَباثُ نَضِيجُه وقيل البريرُ أَوَّل ما يظهر من ثمر الأَراك وهو حُلْو وقال أَبو حنيفة البَرِيرُ أَعظم حبّاً من الكَبَاث وأَصغر عُنقُوداً منه وله عَجَمَةٌ مُدَوّرَةٌ صغيرة صُلْبَة أَكبر من الحِمَّص قليلاً وعُنْقُوده يملأُ الكف الواحدة من جميع ذلك بَرِيرَةٌ وفي حديث طَهْفَةَ ونستصعد البَريرَ أَي نَجْنيه للأَكل البَريرُ ثمر الأَراك إِذا اسوَدَّ وبَلَغَ وقيل هو اسم له في كل حال ومنه الحديث الآخر ما لنا طعامٌ إِلاَّ البَريرُ والبُرُّ الحِنْطَةُ قال المتنخل الهذلي لا درَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ قِرْفَ الحَتِيِّ وعندي البُرُّ مَكْنُوزُ ورواه ابن دريد رائدهم قال ابن دريد البُرُّ أَفصَحُ من قولهم القَمْحُ والحنطةُ واحدته بُرَّةٌ قال سيبويه ولا يقال لصاحبه بَرَّارٌ على ما يغلب في هذا النحو لأَن هذا الضرب إِنما هو سماعي لا اطراديّ قال الجوهري ومنع سيبويه أَن يجمع البُرُّ على أَبْرارٍ وجوّزه المبرد قياساً والبُرْبُورُ الجشِيشُ من البُرِّ والبَرْبَرَةُ كثرة الكلام والجَلَبةُ باللسان وقيل الصياح ورجلٌ بَرْبارٌ إِذا كان كذلك وقد بَرْبَر إِذا هَذَى الفراء البَرْبرِيُّ الكثير الكلام بلا منفعة وقد بَرْبَرَ في كلامه بَرْبَرَةً إِذا أَكثر والبَرْبَرَةُ الصوتُ وكلامٌ من غَضَبٍ وقد بَرْبَر مثل ثَرثَرَ فهو ثرثارٌ وفي حديث عليّ كرم الله وجهه لما طلب إِليه أَهل الطائف أَن يكتب لهم الأَمانَ على تحليل الزنا والخمر فامتنع قاموا ولهم تَغَذْمُرٌ وبَرْبَرةٌ البَرْبَرَةُ التخليط في الكلام مع غضب ونفور ومنه حديث أُحُدٍ فأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أَسودُ فَنَصَبَه وبَرْبَرَ وبَرْبَرٌ جِيلٌ من الناس يقال إِنهم من ولَدِ بَرِّ ابن قيس بن عيلان قال ولا أَدري كيف هذا والبَرابِرَةُ الجماعة منهم زادوا الهاء فيه إِما للعجمة وإِما للنسب وهو الصحيح قال الجوهري وإِن شئت حذفتها وبَرْبَرَ التَّبْسُ لِلهِياجِ نَبَّ ودَلْوٌ بَرْبارٌ لها في الماء بَرْبَرَةٌ أَي صوت قال رؤْبة أَرْوي بِبَرْبارَيْنِ في الغِطْماطِ والبُرَيْراءُ على لفظ التصغير موضع قال إِنَّ بِأَجْراعِ البُرَيْراءِ فالحِسَى فَوَكْزٍ إِلى النَّقْعَينِ مِن وَبِعانِ ومَبَرَّةُ أَكَمَةٌ دون الجارِ إِلى المدينة قال كيير عزة أَقْوَى الغَياطِلُ مِن حِراجِ مَبَرَّةٍ فَجُنوبُ سَهْوَةَ
( * قوله « فجنوب سهوة » كذا بالأَصل وفي ياقوت فخبوت بخاء معجمة فباء موحدة مضومتين فمثناة فوقية بعد الواو جمع خبت بفتح الخاء المعجمة وسكون الموحدة وهو المكان المتسع كما في القاموس ) قد عَفَتْ فَرِمالُها وبَرُيرَةُ اسم امرأَة وبَرَّةُ بنت مُرٍّ أُخت تميم بن مُرٍّ وهي أُم النضر بن كنانة

بزر
البَزْرُ بَزْرُ البَقْلِ وغيره ودُهْنُ البَزْرِ والبِزْرِ وبالكسر أَفصح قال ابن سيده البِزْرُ والبَزْرُ كل حَبٍّ يُبْزَرُ للنبات وبَزَرَه بَزْراً بَذَرَهُ ويقال بَزَرْتُه وبَذَرْتُه والبُزُورُ الحُبُوبُ الصغار مثل بُزُور البقول وما أَشبهها وقيل البَزْرُ الحَبُّ عامَّةً والمَبْزُورُ الرجل الكثير الولَدِ يقال ما أَكثر بَزْرَه أَي ولده والبَزْراءُ المرأَة الكثيرة الوَلَدِ والزَّبْراءُ الصُّلْبة على السير والبَزْرُ المُخاط والبَزْرُ الأَولاد والبَزْرُ والبِزْرُ التَّابَلُ قال يعقوب ولا يقوله الفصحاء إِلاَّ بالكسر وجمعه أَبْزارٌ وأَبازيرُ جمعُ الجمع وبَزَرَ القِدْرَ رَمى فيها البَزْرَ والبَزْرُ الهَيْجُ بالضرب وبَزَرَه بالعصا بَزْراً ضربه بها وعَصاً بَيْزارَةٌ عظيمة أَبو زيد يقال للعصا البَيْزارَةُ والقَصيدَةُ والبَيَازِرُ العِصِيُّ الضِّخامُ وفي حديث عليٍّ يَوْمَ الجَمَلِ ما شَبَّهْتُ وَقْعَ السيوف على الهَامِ إِلاَّ بِوَقْعِ البَيَازِرِ على المَوَاجِنِ البياذر العِصِيُّ والمواجن جمعُ مِيجَنةٍ وهي الخشبة التي يَدُقُّ بها القَصّارُ الثوبَ والبَيْزارُ الذكَرُ وعِزَّ بَزَرى ضَخْمٌ قال قدْ لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذا لَهاً وعَدَداً فَخْماً وعِزّاً بَزَرَى مَنْ نَكَلَ الَيْومَ فلا رَعَى الحِمَى سدرة قبيلة وسنذكرها في موضعها وعِزَّةٌ بَزَرَى قَعْساء قال أَبَتْ لي عِزَّةٌ بَزَرَى بَذُوخُ إِذا ما رامَها عِزَّ يَدُوخُ وقيل بَزَرَى عَدَدٌ كثير قال ابن سيده فإِذا كان ذلك فلا أَدري كيف يكون وصفاً للعِزَّة إِلاَّ أَن يريد ذو عِزَّةٍ ومِبْزَرُ القَصّارِ ومَبْزَرُه كلاهما الذي يَبْزُرُ به الثوبَ في الماء الليث المِبْزَرُ مثل خشبة القصَّارين تُبْزَرُ به الثيابُ في الماء الجوهري البَيْزَرُ خشب القصّار الذي يدق به والبَيْزارُ الذي يحمل البازِيّ قال أَبو منصور ويقال فيه البازيارُ وكلاهما دخيل الجوهري البَيازِرَةُ جمع بَيْزار وهو معرّب بازْيار قال الكميت كأَنَّ سَوَابِقَها في الغُبار صُقُورٌ تُعَارِضُ بَيْزارَها وبَزَرَ بَيْزُرُ امتخط عن ثعلب وبنو البَزَرَى بطن من العرب يُنسبون إِلى أُمِّهم الأَزهري البَزَرَى لقب لبني بكر بن كلاب وتَبَزَّرَ الرجلُ إِذا انتمى إِليهم وقال القتال الكلابي إِذا ما تَجْعْفَرتمْ علينا فإِنَّنا بَنُو البَزَرَى مِن عِزَّةٍ نَتَبَزَّرُ وبَزْرَةُ اسم موضع قال كثير يُعانِدْنَ في الأَرْسانِ أَجْوازَ بَزْرَةٍ عتاقُ المَطايا مُسْنَفاتٌ حِبالُها وفي حديث أَبي هريرة لا تقوم الساعةُ حتى تُقاتلوا قَوْماً يَنْتَعِلُون الشَّعَرَ وهم البازِرُ قيل بازِرُ ناحية قريبة من كِرْمان بها جبال وفي بعض الروايات هم الأَكراد فإِن كان من هذا فكأَنه أَراد أَهل البازر أَو يكون سُمُّوا باسم بلادهم قال ابن الأَثير هكذا أَخرجه أَبو موسى بالباء والزاي من كتابه وشرحه قال ابن الأَثير والذي رويناه في كتاب البخاري عن أَبي هريرة سمعت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول بين يدي الساعة تقاتلون قوماً نِعالُهم الشَّعَرُ وهم هذا البارِزُ وقال سفيان مرة هم أَهل البارِز يعني بأَهل البارِز أَهل فارس هكذا قال هو بلغتهم قال وهكذا جاء في لفظ الحديث كأَنه أَبدل السين زاياً فيكون من باب الزاي وقد اختلف في فتح الراء وكسرها وكذلك اختلف مع تقديم الزاي

بسر
البَسْرُ الإِعْجالُ وبَسَرَ الفَحْلُ الناقةَ يَبْسُرُها بَسْراً وابْتَسَرَها ضربها قبل الضَّبَعَةِ الأَصمعي إِذا ضُرِبَت الناقةُ على غير ضَبعَةٍ فذلك البَسْرُ وقد بَسَرَها الفحلُ فهي مَبْسُورة قال شمر ومنه يقال بَسَرْتُ غَرِيمي إِذا تقاضيته قبل محلّ المال وبَسَرْتُ الدُّمَّلَ إِذا عصرته قبل أَن يَتَقَيَّحَ وكأَنَّ البَسْرَ منه والمَبْسُورُ طالب الحاجة في غير موضعها وفي حديث الحسن قال للوليد التَّيّاسِ لا تُبْسِرْ البَسْرُ ضرب الفحل الناقة قبل أَن تَطْلُب يقول لا تَحْمِلْ على الناقة والشاة قبل أَن تطلب الفحلَ وبَسَرَ حاجته يَبْسُرُها بَسْراً وبِساراً وابْتَسَرَها وتَبَسَّرَها طلبها في غير أَوانها أَو في غير موضعها أَنشد ابن الأَعرابي للراعي إِذا احْتَجَبَتْ بناتُ الأَرضِ عنه تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيها البِسارَا بنات الأَرض النبات وفي الصحاح بناتُ الأَرضِ المواضع التي تخفى على الراعي قال ابن بري قد وهم الجوهري في تفسير بنات الأَرض بالمواضع التي تخفى على الراعي وإِنما غلطه في ذلك أَنه ظن أَن الهاء في عنه ضمير الراعي وأَن الهاء في قوله فيها ضمير الإِبل فحمل البيت على أَن شاعره وصف إِبلاً وراعيها وليس كما ظن وإِنما وصف الشاعر حماراً وأُتُنَه والهاء في عنه تعود على حمار الوحش والهاء في فيها تعود على أُتنه قال والدليل على ذلك قوله قبل البيت ببيتين أَو نحوهما أَطَارَ نَسِيلَهُ الحَوْلِيَّ عَنْهُ تَتَبُّعُه المَذانِبَ والقِفَارَا وتَبَسَّرَ طلب النبات أَي حَفَر عنه قبل أَن يخرج أَخبر أَن الحَرَّ انقطع وجاء القيظُ وبَسَرَ النخلة وابْتَسَرها لَقَّحَها قبل أَوان التلقيح قال ابن مقبل طَافَتْ به العَجْمُ حتى نَدَّ ناهِضُها عَمٌّ لُقِحْنَ لِقاحاً غَيرَ مُبْتَسَرِ أَبو عبيدة إِذا همَّت الفرسُ بالفَحْلِ وأَرادَتْ أَن تَسْتَودِقَ فَأَولُ وِداقِها المُباسَرَةُ وهي مُباسِرَةٌ ثم تكونَ وَديقاً والمُباسِرَةُ التي هَمَّتْ بالفحل قبل تمام وِداقِها فإِذا ضربها الحِصانُ في تلك الحال فهي مبسورة وقد تَبسَّرَها وبَسَرَها والبَسْرُ ظَلْمُ السّقاءِ وبَسَرَ الجِبْنَ بَسْراً نَكَأَه قبل وقته وبَسَرَ وأَبْسَرَ إِذا عَصَرَ الحِبْنَ قبلَ أَوانه الجوهري البَسْرُ أَن يَنْكَأَ الحِبْنَ قبل أَن يَنْضَجَ أَي يَقْرِفَ عنه قِشْرَهُ وبَسَرَ القَرْحَةَ يَبْسُرُها بَسْراً نكأَها قبلَ النُّضْجِ والبَسْرُ القَهْرُ وبَسَرَ يَبْسُرُ بَسْراً وبُسُوراً عَبَسَ وَوَجْهٌ بَسْرٌ باسِرٌ وُصِفَ بالمصدر وفي التنزيل العزيز وَوُجُوهٌ يومئذٍ باسِرَةٌ وفيه ثم عَبَسَ وَبَسَرَ قال أَبو إِسحق بَسَرَ أَي نظر بكراهة شديدة وقوله ووجوه يومئذٍ باسِرة أَي مُقَطِّبَةٌ قد أَيقنت أَن العذاب نازل بها وبَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً أَي كَلَحَ وفي حديث سعد قال لما أَسلمتُ رَاغَمَتْني أُمِّي فكانت تلقاني مَرَّةً بالبِشْرِ ومَرَّةً بالبَسْرِ البِشْرُ بالمعجمة الطلاقة والبَسْرُ بالمهملة القُطُوبُ بَسَرَ وَجْهَهُ يَبْسُرُه وتَبَسَّرَ النهارُ بَرَدَ والبُسْرُ الغَضُّ من كل شيء والبُسْرُ التمر قبل أَن يُرْطِبَ لِغَضاضَتِه واحدته بُسْرَةٌ قال سيبويه ولا تُكَسَّرُ البُسْرَةُ إِلاَّ أَن تجمع بالأَلف والتاء لقلة هذا المثال في كلامهم وأَجاز بُسْرانٌ وتُمْرانٌ يريد بهما نوعين من التَّمْرِ والبُسْرِ وقد أَبْسَرَتِ النخلةُ ونخلةُ مُبْسِرٌ بغير هاء كله على النسب ومِبْسارٌ لا يَرْطُبُ ثمرها وفي الحديث في شرط مشترى النخل على البائع ليس له مِبْسارٌ هو الذي لا يَرْطُبُ بُسْرُه وبَسَرَ التَّمْرَ يَبْسُرُه بَسْراً وبَسَّرَهُ إِذا نَبَذَ فَخَلَطَ البُسْرَ بالتمر وروي عن الأَشْجَع العَبْدِيِّ أَنه قال لا تَبْسُرُوا ولا تَثْجُرُوا فَأَما البَسْرُ بفتح الباء فهو خَلْطُ البُسْرِ بالرُّطَبِ أَو بالتمر وانتباذُهما جميعاً والثَّجْرُ أَن يؤْخذ ثَجِيرُ البُسْرِ فَيُلْقَى مع التمر وكره هذا حذار الخليطين لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنهما وأَبْسَرَ وبَسَرَ إِذا خَلَطَ البُسْرَ بالتمر أَو الرطب فنبذهما وفي الصحاح البَسْر أَن يُخلَط البُسْرُ مع غيره في النبيذ والبُسْرُ ما لَوَّنَ ولم يَنْضِجْ وإِذا نضِجَ فقد أَرْطَبَ الأَصمعي إِذا اخْضَرَّ حَبُّه واستدار فهو خَلالٌ فإِذا عظم فهو البُسْرُ فإِذا احْمَرَّتْ فهي شِقْحَةٌ الجوهري البُسْرُ
( * قوله « الجوهري البسر » إلخ ترك كثيراً من المراتب التي يؤول إليها الطلع حتى يصل إلى مرتبة التمر فانظرها في القاموس وشرحه ) أَوَّله طَلْعٌ ثم خَلالٌ ثم بَلَحٌ ثم بُسْرٌ ثم رُطَبٌ ثم تمر الواحدة بُسْرَةٌ وبُسُرَةٌ وجمعها بُسْراتٌ وبُسُراتٌ وبُسْرٌ وبُسُرٌ وأَبْسَرَ النخل صار ما عليه بُسْراً والبُسْرَةُ مِنَ النَّبْتِ ما ارتفع عن وجه الأَرض ولم يَطُلْ لأَنه حينئذٍ غَضٌّ قال وهو غَضّاً أَطيبُ ما يكون والبُسْرَةُ الغَضُّ من البُهْمَى قال ذو الرمة رَعَتْ بَارِضَ البُهْمَى جَمِيعاً وبُسْرَةً وصَمْعاءَ حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها أَي جعلتها تشتكي أُنُوفَها الجوهري البُسْرَةُ من النبات أَوّلها البَارِضُ وهي كما تبدو في الأَرض ثم الجَمِيمُ ثم البُسْرَةُ ثم الصَّمْعَادُ ثم الحشِيشُ ورَجلٌ بُسْرٌ وامرأَةٌ بُسْرَةٌ شابان طَرِيَّانِ والبُسْرُ والبَسْرُ الماءُ الطَّرِيُّ الحديثُ العَهْدِ بالمطر ساعةَ ينزل من المُزْنِ والجمع بِسارٌ مثل رُمْحٍ ورماح والبَسْرُ حَفْرُ الأَنهار إِذا عَرَا الماءُ أَوطانَهُ قال الأَزهري وهو التَّيَسُّرُ وأَنشد بيت الراعي إِذا احْتَجَبَتْ بَناتُ الأَرضِ عنهُ تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فيها البِسارَا قال ابن الأَعرابي بنات الأَرض الأَنهار الصغار وهي الغُدُرانُ فيها بقايا الماء وبَسَرَ النَّهْرَ إِذا حفر فيه بئراً وهو جافٌّ وأَنشد بيت الراعي أَيضاً وأَبْسَرَ إِذا حفر في أَرض مظلومة وابْتَسَرَ الشيءَ أَخَذَه غَضّاً طَرِيّاً وفي الحديث عن أَنس قال لم يخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ قَطُّ إِلاَّ قال حين يَنْهَضُ من جلوسِه اللهمَّ بكَ ابْتَسَرْتُ وإِليكَ تَوَجَّهْتُ وبكَ اعْتَصَمْتُ أَنتَ رَبِّي ورَجائي اللهمَّ اكْفِني ما أَهَمَّني وما لم أَهْتَمَّ به وما أَنْتَ أَعْلَمُ به مني وزَوِّدْني التَّقْوَى واغْفِرْ لي ذَنْبي وَوَجِّهْني للخَيرِ أَيْنَ تَوَجَّهْتُ ثم يخرج قولُه صلى الله عليه وسلم بك ابتسرت أَي ابتدأْت سفري وكلُّ شيء أَخذتَه غَضّاً فقد بَسَرْتَه وابتَسَرْتَه قال ابن الأَثير كذا رواه الأَزهري والمحدثون يَرْوُونُه بالنون والشين المعجمة أَي تحركتُ وسِرْتُ وبَسَرْتُ النباتَ أَبْسُرُه بَسْراً إِذا رعيته غَضّاً وكنتَ أَوَّلَ من رعاه وقال لبيد يصف غيثاً رعاه أُنُفاً بَسَرْتُ نَدَاهُ لم تُسَرَّبُ وُحُوشُه بِعِرْبٍ كَجِذْعِ الهاجِرِيِّ المُشَذَّبِ والبَيَاسِرَةُ قَوْمٌ بالسَّنْدِ وقيل جِيلٌ من السند يؤاجرون أَنفسهم من أَهل السفن لحرب عدوّهم ورجل بَيْسَرِيٌّ والبسارُ مطر يدوم على أَهل السند وفي الصيف لا يُقْلِعُ عنهم ساعةً فتلك أَيام البسار وفي المحكم البسار مطر يوم في الصيف يدوم على البَيَاسِرَةِ ولا يُقْلِعُ والمُبْسِرَاتُ رياح يستدل بهبوبها على المطر ويقال للشمس بُسْرَةٌ إِذا كانت حمراء لم تَصْفُ وقال البعيث يذكرها فَصَبَّحَها والشَّمسُ حَمْرَاءُ بُسْرَةٌ بِسائِفَةِ الأَنْقاءِ مَوْتٌ مُغَلِّسُ الجوهري يقال للشمس في أَوَّل طلوعها بُسْرَةٌ والبُسْرَةُ رأْس قَضِيبِ الكَلْبِ وأَبْسَرَ المركَبُ في البحر أَي وَقَفَ والباسُور كالنَّاسُور أَعجمي داء معروف ويُجْمَعُ البَوَاسِيرَ قال الجوهري هي علة تحدث في المقعدة وفي داخل الأَنف أَيضاً نسأَل الله العافية منها ومن كل داء وفي حديث عمران بن حصين في صلاة القاعد وكان مَبْسُوراً أَي به بواسير وهي المرض المعروف وبُسْرَةُ اسْمٌ وبُسْرٌ اسْمٌ قال ويُدْعَى ابنَ مَنْجُوفٍ سُلَيْمٌ وأَشْيَمٌ ولَوْ كانَ بُسْرٌ رَاءَ ذلِكَ أَنْكَرَا

بشر
البَشَرُ الخَلْقُ يقع على الأُنثى والذكر والواحد والاثنين والجمع لا يثنى ولا يجمع يقال هي بَشَرٌ وهو بَشَرٌ وهما بَشَرٌ وهم بَشَرٌ ابن سيده البَشَرُ الإِنسان الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء وقد يثنى وفي التنزيل العزيز أَنُؤُمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا ؟ والجمع أَبشارٌ والبَشضرَةُ أَعلى جلدة الرأْس والوجه والجسد من الإِنسان وهي التي عليها الشعر وقيل هي التي تلي اللحم وفي المثل إِنما يُعاتَبُ الأَديمُ ذو البَشَرَةِ قال أَبو حنيفة معناه أَن يُعادَ إِلى الدِّباغ يقول إِنما يعاتَبُ مَن يُرْجَى ومَنْ له مُسْكَةُ عَقْلٍ والجمع بَشَرٌ ابن بزرج والبَشَرُ جمع بَشَرَةٍ وهو ظاهر الجلد الليث البَشَرَةُ أَعلى جلدة الوجه والجسد من الإِنسان ويُعْني به اللَّوْنُ والرِّقَّةُ ومنه اشتقت مُباشَرَةُ الرجل المرأَةَ لِتَضامِّ أَبْشارِهِما والبَشَرَةُ والبَشَرُ ظاهر جلد الإِنسان وفي الحديث لَمْ أَبْعَثْ عُمَّالي لِيَضْرِبُوا أَبْشاركم وأَما قوله تُدَرِّي فَوْقَ مَتْنَيْها قُرُوناً على بَشَرٍ وآنَسَهُ لَبابُ قال ابن سيده قد يكون جمع بشرة كشجرة وشجر وثمرة وثمر وقد يجوز أَن يكون أَراد الهاء فحذفها كقول أَبي ذؤَيب أَلا لَيْتَ شِعْري هَلْ تَنَظَّرَ خالِدٌ عِنادي على الهِجْرانِ أَم هُوَ يائِسُ ؟ قال وجمعه أَيضاً أَبْشارٌ قال وهو جمع الجمع والبَشَرُ بَشَرُ الأَديمِ وبَشَرَ الأَديمِ يَبْشُرُه بَشْراً وأَبْشَرَهُ قَشَرَ بَشَرَتَهُ التي ينبت عليها الشعر وقيل هو أَن يأْخذ باطنَه بِشَفْرَةٍ ابن بزرج من العرب من يقول بَشَرْتُ الأَديم أَبْشِرهُ بكسر الشين إِذا أَخذت بَشَرَتَهُ والبُشارَةُ ما بُشِرَ منه وأَبْشَرَه أَظهر بَشَرَتَهُ وأَبْشَرْتُ الأََديمَ فهو مُبْشَرٌ إِذا ظهرتْ بَشَرَتُه التي تلي اللحم وآدَمْتُه إِذا أَظهرت أَدَمَتَهُ اليت ينبت عليها الشعر الللحياني البُشارَةُ ما قَشَرْتَ من بطن الأَديم والتِّحْلئُ ما قَشرْتَ عن ظهره وفي حديث عبدالله مَنْ أَحَبَّ القُرْآنَ فَليَبْشَرْ أَي فَلْيَفْرَحْ ولَيُسَرَّ أَراد أَن محبة القرآن دليل على محض الإِيمان من بَشِرَ يَبْشَرُ بالفتح ومن رواه بالضم فهو من بَشَرْتُ الأَديم أَبْشُرُه إِذا أَخذت باطنه بالشَّفْرَةِ فيكون معناه فَلْيُضَمِّرْ نفسه للقرآن فإِن الاستكثار من الطعام ينسيه القرآن وفي حديث عبدالله بن عمرو أُمرنا أَن نَبْشُرَ الشَّوارِبَ بَشْراً أَي نَحُفّها حتى تَبِينَ بَشَرَتُها وهي ظاهر الجلد وتجمع على أَبْشارٍ أَبو صفوان يقال لظاهر جلدة الرأْس الذي ينبت فيه الشعر البَشَرَةُ والأَدَمَةُ والشَّواةُ الأَصمعي رجل مُؤُدَمٌ مُبْشَرٌ وهو الذي قد جَمَعَ لِيناً وشِدَّةً مع المعرفة بالأُمور قال وأَصله من أَدَمَةِ الجلد وبَشَرَتِهِ فالبَشَرَةُ ظاهره وهو منبت الشعر والأَدَمَةُ باطنه وهو الذي يلي اللحم قال والذي يراد منه أَنه قد جَمع بَيْنَ لِينِ الأَدَمَةِ وخُشونة البَشَرَةِ وجرّب الأُمور وفي الصحاح فلانٌ مُؤْدَمٌ مَبْشَرٌ إِذا كان كاملاً من الرجال وامرأَة مُؤْدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ تامَّةٌ في كُلّ وَجْهٍ وفي حديث بحنة ابنتك المُؤْدَمَةُ المُبْشَرَة يصف حسن بَشَرَتها وشِدَّتَها وبَشْرُ الجرادِ الأَرْضَ أَكْلُه ما عليها وبَشَرَ الجرادُ الأَرضَ يَبْشُرُها بَشراً قَشَرَها وأَكل ما عليها كأَن ظاهر الأَرض بَشَرَتُها وما أَحْسَنَ بَشَرَتَه أَي سَحْناءَه وهَيْئَتَه وأَبْشَرَتِ الأَرْضُ إِذا أَخرجت نباتها وأَبْشَرَتِ الأَرضُ إِبْشاراً بُذِرتْ فَظَهَر نَباتُها حَسَناً فيقال عند ذلك ما أَحْسَنَ بَشَرَتَها وقال أَبو زياد الأَحمر أَمْشَرَتِ الأَرضُ وما أَحْسَنَ مَشَرَتَها وبَشَرَةُ الأَرضِ ما ظهر من نباتها والبَشَرَةُ البَقْلُ والعُشْبُ وكُلُّه مِنَ البَشَرَةِ وباشَرَ الرجلُ امرأَتَهُ مُباشَرَةً وبِشاراً كان معها في ثوب واحد فَوَلَيِتْ بَشَرَتُهُ بَشَرَتَها وقوله تعالى ولا تُباشِرُ وهُنَّ وأَنتم عاكفون في المساجد معنى المباشرة الجماع وكان الرجل يخرج من المسجد وهو معتكف فيجامع ثم يعود إِلى المسجد ومُباشرةُ المرأَةِ مُلامَسَتُها والحِجْرُ المُباشِرُ التي تَهُمُّ بالفَحْلِ والبَشْرُ أَيضاً المُباشَرَةُ قال الأَفوه لَمَّا رَأَتْ شَيْبي تَغَيَّر وانْثَنى مِنْ دونِ نَهْمَةِ بَشْرِها حينَ انثنى أَي مباشرتي إِياها وفي الحديث أَنه كان يُقَبِّلُ ويُباشِرُ وهو صائم أَراد بالمباشَرَةِ المُلامَسَةَ وأَصله من لَمْس بَشَرَةِ الرجل بَشَرَةَ المرأَة وقد يرد بمعنى الوطء في الفرج وخارجاً منه وباشَرَ الأَمْرَ وَلِيَهُ بنفسه وهو مَثَلٌ بذلك لأَنه لا بَشَرَةَ للأَمر إذ ليس بِعَيْنٍ وفي حديث علي كرّم الله تعالى وجهه فَباشِرُوا رُوحَ اليقين فاستعاره لروح اليقين لأَنّ روح اليقين عَرَضٌ وبيِّن أَنَّ العَرَضَ ليست له بَشَرَةٌ ومُباشَرَةُ الأَمر أَن تَحْضُرَهُ بنفسك وتَلِيَه بنفسك والبِشْرُ الطَّلاقَةُ وقد بَشَرَه بالأَمر يَبْشُرُه بالضم بَشْراً وبُشُوراً وبِشْراً وبَشَرَهُ به بَشْراً كله عن اللحياني وبَشَّرَهُ وأَبْشَرَهُ فَبَشِرَ به وبَشَرَ يَبْشُرُ بَشْراً وبُشُوراً يقال بَشَرْتُه فَأَبْشَرَ واسْتَبْشَر وتَبشَّرَ وبَشِرَ فَرِحَ وفي التنزيل العزيز فاسْتْبِشرُوا بِبَيْعِكُمُ الذي بايَعْتُمْ به وفيه أَيضاً وأَبْشِروا بالجنة واسْتَبْشَرَهَ كَبَشَّرَهُ قال ساعدة بن جؤية فَبَيْنَا تَنُوحُ اسْتَبْشَرُوها بِحِبِّها عَلى حِينِ أَن كُلَّ المَرامِ تَرومُ قال ابن سيده وقد يكون طلبوا منها البُشْرى على إِخبارهم إِياهم بمجيء ابنها وقوله تعالى يا بُشْرايَ هذا غُلامٌ كقولك عَصايَ وتقول في التثنية يا بُشْرَبيَّ والبِشارَةُ المُطْلَقَةُ لا تكون إِلاَّ بالخير وإِنما تكون بالشر إِذا كانت مقيدة كقوله تعالى فَبَشِّرْهُم بعذاب أَليم قال ابن سيده والتَّبْشِيرُ يكون بالخير والشر كقوله تعالى فبشرهم بعذاب أَليم وقد يكون هذا على قولهم تحيتك الضَّرْبُ وعتابك السَّيْفُ والاسم البُشْرى وقوله تعالى لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة فيه ثلاثة أَقوال أَحدها أَن بُشْراهم في الدنيا ما بُشِّرُوا به من الثواب قال الله تعالى ويُبَشِّرَ المؤمنين وبُشْراهُمْ في الآخرة الجنة وقيل بُشْراهم في الدنيا الرؤْيا الصالحة يَراها المؤْمن في منامه أَو تُرَى له وقيل معناه بُشْراهم في الدنيا أَن الرجل منهم لا تخرج روحه من جسده حتى يرى موضعه من الجنة قال الله تعالى إِنَّ الذين قالوا رَبُّنا اللهُ ثم استقاموا تَتَنَزَّلُ عليهم الملائكةُ أَن لا تخافوا ولا تحزنوا وأَبْشِرُوا بالجنةِ التي كنتم توعدون الجوهري بَشَرْتُ الرجلَ أَبْشُرُه بالضم بَشْراً وبُشُوراً من البُشْرَى وكذلك الإِبشارُ والتَّبْشِيرُ ثلاثُ لغات والاسم البِشارَةُ والبُشارَةُ بالكشر والضم يقال بَشَرْتُه بمولود فَأَبْشَرَ إِبْشاراً أَي سُرَّ وتقول أَبْشِرْ بخير بقطع الأَلف وبَشِرْتُ بكذا بالكسر أَبْشَرُ أَي اسْتَبْشَرْتُ به قال عطية بن زيد جاهلي وقال ابن بري هو لعبد القيس بن خفاف البُرْجُميّ وإِذا رَأَيْتَ الباهِشِينَ إِلى العلى غُبْراً أَكُفُّهُمُ بِقاعٍ مْمْحِلِ فَأَعِنْهُمُ وابْشَرْ بما بَشِرُوا بِهِ وإِذا هُمُ نَزَلُوا بَضَنْكٍ فانْزِلِ ويروى وايْسِرْ بما يَسِرُوا به وأَتاني أَمْرٌ بَشِرْتُ به أَي سُرِرْتُ به وبَشَرَني فلانٌ بوجه حَسَنٍ أَي لقيني وهو حَسَنُ البِشْرِ بالكسر أَي طَلقُ الوجه والبِشارَةُ ما بُشِّرْتَ به والبِشارة تَباشُرُ القوم بأَمر والتَّباشِيرُ البُشْرَى وتَبَاشَرَ القومُ أَي بَشَّرَ بعضُهم بعضاً والبِشارة والبُشارة أَيضاً ما يعطاه المبَشِّرُ بالأَمر وفي حديث توبة كعب فأَعطيته ثوبي بُشارَةً البشارة بالضم ما يعطى البشير كالعُمَالَةِ للعامل وبالكسر الاسم لأَنها تُظْهِرُ طَلاقَةَ الإِنسان والبشير المبَشِّرُ الذي يُبَشِّرُ القوم بأَمر خير أَو شرٍ وهم يتباشرون بذلك الأَمر أَي يُبَشرُ بضعهم بعضاً والمبَشِّراتُ الرياح التي تَهُبُّ بالسحاب وتُبَشِّرُ بالغيث وفي التنزيل العزيز ومن آياته أَن يرسل الرياحَ مُبَشِّرات وفيه وهو الذي يُرْسِلُ الرياحَ بُشْراً وبُشُراً وبُشْرَى وبَشْراً فَبُشُراً جَمعُ بَشُورٍ وبُشْراً مخفف منه وبُشْرَى بمعنى بِشارَةٍ وبَشْراً مصدر بَشَرَهُ بَشْراً إِذا بَشَّرَهُ وقوله عز وجل إِن الله يُبَشِّرُكِ وقرئ يَبْشُرُك قال الفرّاء كأَن المشدّد منه على بِشاراتِ البُشَرَاء وكأَن المخفف من وجه الإِفْراحِ والسُّرُورِ وهذا شيء كان المَشْيَخَةُ يقولونه قال وقال بعضهم أَبْشَرْتُ قال ولعلها لغة حجازية وكان سفيان بن عيينة يذكرها فَلْيُبْشِرْ وبَشَرْتُ لغة رواها الكسائي يقال بَشَرَني بوَجْهٍ حَسَنٍ يَبْشُرُني وقال الزجاج معنى يَبْشُرُك يَسُرُّك ويُفْرِحُك وبَشَرْتُ الرجلَ أَبْشُرُه إِذا أَفرحته وبَشِرَ يَبْشَرُ إِذا فرح قال ومعنى يَبْشُرُك ويُبَشِّرُك من البِشارة قال وأَصل هذا كله أَن بَشَرَةَ الإِنسان تنبسط عند السرور ومن هذا قولهم فلان يلقاني بِبِشْرٍ أَي بوجه مُنْبَسِطٍ ابن الأَعرابي يقال بَشَرْتُه وبَشَّرْتُه وأَبْشَرْتُه وبَشَرْتُ بكذا وكذا وبَشِرْت وأَبْشَرْتُ إِذا فَرِحْتَ بِه ابن سيده أَبْشَرَ الرجلُ فَرِحَ قال الشاعر ثُمَّ أَبْشَرْتُ إِذْ رَأَيْتُ سَواماً وبُيُوتاً مَبْثُوثَةً وجِلالا وبَشَّرَتِ الناقةُ باللِّقاحِ وهو حين يعلم ذلك عند أَوَّل ما تَلْقَحُ التهذيب يقال أَبْشَرَتِ الناقَةُ إِذا لَقِحَتْ فكأَنها بَشَّرَتْ بالِّلقاحِ قال وقول الطرماح يحقق ذلك عَنْسَلٌ تَلْوِي إِذا أَبْشَرَتْ بِخَوافِي أَخْدَرِيٍّ سُخام وتَباشِيرُ كُلّ شيء أَوّله كتباشير الصَّبَاح والنَّوْرِ لا واحد له قال لبيد يصف صاحباً له عرّس في السفر فأَيقظه فَلَمَّا عَرَّسَ حَتَّى هِجْتُهُ بالتَّباشِيرِ مِنَ الصُّبْحِ الأُوَلْ والتباشيرُ طرائقُ ضَوْءِ الصُّبْحِ في الليل قال الليث يقال للطرائق التي تراها على وجه الأَرض من آثار الرياح إِذا هي خَوَّتْهُ التباشيرُ ويقال لآثار جنب الدابة من الدَّبَرِ تَباشِيرُ وأَنشد نِضْوَةُ أَسْفارٍ إِذا حُطَّ رَحْلُها رَأَيت بِدِفْأَيْها تَباشِيرَ تَبْرُقُ الجوهري تَباشِيرُ الصُّبْحِ أَوائلُه وكذلك أَوائل كل شيء ولا يكون منه فِعلٌ وفي حديث الحجاج كيف كان المطرُ وتَبْشِيرُه أَي مَبْدَؤُه وأَوَّلُه وتَبِاشِيرُ ليس له نظير إِلاَّ ثلاثة أَحرف تَعاشِيبُ الأَرض وتَعاجِيبُ الدَّهرِ وتَفاطِيرُ النَّباتِ ما يَنْفَطر منه وهو أَيضاً ما يخرج على وجه الغِلْمَان والفتيات قال تَفاطِيرُ الجُنُونِ بِوَجْهِ سَلْمَى قَدِيماً لا تَقاطِيرُ الشَّبابِ ويروى نفاطير بالنون وتباشير النخل في أَوَّل ما يُرْطِبُ والبشارة بالفتح الجمال والحُسْنُ قال الأَعشى في قصيدته التي أَوَّلها بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفارَهْ يا جارَتا ما أَنْتِ جارهْ قال منها وَرَأَتْ بِأَنَّ الشَّيْبَ جَا نَبَه البَشاشةُ والبَشارَهْ ورجلٌ بَشِيرُ الوجه إِذا كان جميله وامرأَةٌ بَشِيرةُ الوجه ورجلٌ بَشِيرٌ وامرأَة بَشِيرَةٌ ووجهٌ بَشيرٌ حسن قال دكين بن رجاء تَعْرِفُ في أَوجُهِها البَشائِرِ آسانَ كُلِّ آفِقٍ مُشاجِرِ والآسانُ جمع أُسُنٍ بضم الهمزة والسين وقد قيل أَسن بفتحهما أَيضاً وهو الشبه والآفق الفاضل والمُشَاجِرُ الذي يَرْعَى الشجر ابن الأَعرابي المَبْشُورَةُ الجارية الحسنة الخلق واللون وما أَحْسَنَ بَشَرَتَها والبَشِيرُ الجميل والمرأَة بَشِيرَة والبَشِيرُ الحَسَنُ الوجه وأَبْشَرَ الأَمرُ وَجْهَهُ حَسَّنَه ونَضَّرَه وعليه وَجَّهَ أَبو عمرو قراءَةَ من قرأَ ذلك الذي يَبْشُرُ اللهُ عِبادَه قال إِنما قرئت بالتخفيف لأَنه ليس فيه بكذا إِنما تقديره ذلك الذي يُنَضِّرُ اللهُ به وُجوهَهم اللحياني وناقة بَشِيرَةٌ أَي حَسَنَةٌ وناقة بَشِيرَةٌ ليست بمهزولة ولا سمينة وحكي عن أَبي هلال قال هي التي ليست بالكريمة ولا الخسيسة وفي الحديث ما مِنْ رَجُلٍ لَهُ إِبِلٌ وبَقَرٌ لا يُؤَدِّي حَقَّها إِلاَّ بُطِحَ لها يَوْمَ القيامة بِقَاع قَرْقَرٍ كأَكْثَرِ ما كانَتْ وأَبْشَرِه أَي أَحْسَنِه من البِشر وهو طلاقة الوجه وبشاشته ويروى وآشَره من النشاط
( * قوله « من النشاط » كذا بالأصل والأحسن من الأشر وهو للنشاط ) والبطر ابن الأَعرابي هم البُشَارُ والقُشَارُ والخُشَارُ لِسِقاطِ الناسِ والتُّبُشِّرُ والتُّبَشِّرُ طائر يقال هو الصُّفارِيَّة ولا نظير له إِلاَّ التُّنَوِّطُ وهو طائر وهو مذكور في موضعه وقولُهم وقع في وادي تُهلِّكَ ووادي تُضُلِّلَ ووادي تُخُيِّبَ والناقةُ البَشِيرَةُ الصالحةُ التي على النِّصْفِ من شحمها وقيل هي التي بين ذلك ليست بالكريمة ولا بالخسيسة وبِشْرٌ وبِشْرَةُ اسمان أَنشد أَبو علي وبِشْرَةُ يَأْبَوْنا كَأَنَّ خِبَاءَنَا جَنَاحُ سُمَانَى في السَّماءِ تَطِيرُ وكذلك بُشَيْرٌ وبَشِيرٌ وبَشَّار ومُبَشِّر وبُشْرَى اسم رجل لا ينصرف في معرفة ولا نكرة للتأْنيث ولزوم حرف التأْنيث له وإِن لم يكن صفة لأَن هذه الأَلف يبنى الاسم لها فصارت كأَنها من نفس الكلمة وليست كالهاء التي تدخل في الاسم بعد التذكير والبِشْرُ اسم ماء لبني تغلب والبِشْرُ اسم جبل وقيل جبل بالجزيرة قال الشاعر فَلَنْ تَشْرَبي إِلاَّ بِرَنْقٍ وَلَنْ تَرَيْ سَواماً وحَيّاً في القُصَيْبَةِ فالبِشْرِ

بصر
ابن الأَثير في أَسماء الله تعالى البَصِيرُ هو الذي يشاهد الأَشياء كلها ظاهرها وخافيها بغير جارحة والبَصَرُ عبارة في حقه عن الصفة التي ينكشف بها كمالُ نعوت المُبْصَراتِ الليث البَصَرُ العَيْنُ إِلاَّ أَنه مذكر وقيل البَصَرُ حاسة الرؤْية ابن سيده البَصَرُ حِسُّ العَين والجمع أَبْصارٌ بَصُرَ به بَصَراً وبَصارَةً وبِصارَةً وأَبْصَرَهُ وتَبَصَّرَهُ نظر إِليه هل يُبْصِرُه قال سيبويه بَصُرَ صار مُبْصِراً وأَبصره إِذا أَخبر بالذي وقعت عينه عليه وحكاه اللحياني بَصِرَ به بكسر الصاد أَي أَبْصَرَهُ وأَبْصَرْتُ الشيءَ رأَيته وباصَرَه نظر معه إِلى شيء أَيُّهما يُبْصِرُه قبل صاحبه وباصَرَه أَيضاً أَبْصَرَهُ قال سُكَيْنُ بنُ نَصْرَةَ البَجَلي فَبِتُّ عَلى رَحْلِي وباتَ مَكانَه أُراقبُ رِدْفِي تارَةً وأُباصِرُه الجوهري باصَرْتُه إِذا أَشْرَفتَ تنظر إِليه من بعيد وتَباصَرَ القومُ أَبْصَرَ بعضهم بعضاً ورجل بَصِيرٌ مُبْصِرٌ خلاف الضرير فعيل بمعنى فاعل وجَمْعُه بُصَراءُ وحكى اللحياني إِنه لَبَصِيرٌ بالعينين والبَصارَةُ مَصْدَرٌ كالبَصر والفعل بَصُرَ يَبْصُرُ ويقال بَصِرْتُ وتَبَصَّرْتُ الشيءَ شِبْهُ رَمَقْتُه وفي التنزيل العزيز لا تدركه الأَبصارُ وهو يدرك الأَبصارَ قال أَبو إسحق أَعْلَمَ اللهُ أَنهُ يُدْرِك الأَبصارَ وفي هذا الإِعلام دليل أَن خلقه لا يدركون الأَبصارَ أَي لا يعرفون كيف حقيقة البَصَرَ وما الشيء الذي به صار الإِنسان يُبْصِرُ من عينيه دون أَن يُبْصِرَ من غيرهما من سائر أَعضائه فَأَعْلَم أَن خَلْقاً من خلقه لا يُدْرِك المخلوقون كُنْهَهُ ولا يُحيطون بعلمه فكيف به تعالى والأَبصار لا تحيط به وهو اللطيف الخبير فأَمَّا ما جاء من الأَخبار في الرؤْية وصح عن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فغير مدفوع وليس في هذه الآية دليل على دفعها لأَن معنى هذه الآية إِدراك الشيء والإِحاطة بحقيقته وهذا مذهب أَهل السنَّة والعلم بالحديث وقوله تعالى قد جاءَكم بصائرُ من رَبكم أَي قد جاءَكم القرآن الذي فيه البيان والبصائرُ فمن أَبْصَرَ فلنفسه نَفْعُ ذلك ومن عَمِيَ فَعَلَيْها ضَرَرُ ذلك لأَن الله عز وجل غني عن خلقه ابن الأَعرابي أَبْصَرَ الرجلُ إِذا خرج من الكفر إِلى بصيرة الإِيمان وأَنشد قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ وعلى بَصائِرِها وإِنْ لَمْ تُبْصِر قال بصائرها إسلامها وإِن لم تبصر في كفرها ابن سيده أَراه لَمْحاً باصِراً أَي نظراً بتحديق شديد قال فإِما أَن يكون على طرح الزائد وإِما أَن يكون على النسب والآخر مذهب يعقوب ولقي منه لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً واضحاً قال ومَخْرَجُ باصِرٍ من مخرج قولهم رجل تامِرٌ ولابِنٌ أَي ذو لبن وتمر فمعنى باصر ذو بَصَرَ وهو من أَبصرت مثل مَوْتٌ مائِتٌ من أَمَتُّ أَي أَرَيْتُه أَمْراً شديداً يُبْصِرُه وقال الليث رأَى فلان لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً مفروغاً منه قال الأَزهري والقول هو الأَوَّل وقوله عز وجل فلما جاءتهم آياتُنا مُبْصِرَةً قال الزجاج معناه واضحةً قال ويجوز مُبْصَرَةً أَي مُتَبَيِّنَةً تُبْصَرُ وتُرَى وقوله تعالى وآتينا ثمودَ الناقةَ مُبْصِرَةً قال الفراء جعل الفعل لها ومعنى مُبْصِرَة مضيئة كما قال عز من قائل والنهارَ مُبْصِراً أَي مضيئاً وقال أَبو إِسحق معنى مُبْصِرَة تُبَصِّرُهم أَي تُبَيِّنُ لهم ومن قرأَ مُبْصِرَةً فالمعنى بَيِّنَة ومن قرأَ مُبْصَرَةً فالمعنى متبينة فَظَلَمُوا بها أَي ظلموا بتكذيبها وقال الأَخفش مُبْصَرَة أَي مُبْصَراً بها قال الأَزهري والقول ما قال الفرّاء أَراد آتينا ثمود الناقة آية مُبْصِرَة أَي مضيئة الجوهري المُبْصِرَةُ المضيئة ومنه قوله تعالى فلما جاءَتهم آياتنا مُبْصِرَةً قال الأَخفش إِنها تُبَصِّرهم أَي تجعلهم بُصَراء والمَبْصَرَةُ بالفتح الحُجَّة والبَصِيرَةُ الحجةُ والاستبصار في الشيء وبَصَّرَ الجَرْوُ تبصيراً فتح عينيه ولقيه بَصَراً أَي حين تباصرت الأَعْيانُ ورأَى بعضها بعضاً وقيل هو في أَوَّل الظلام إِذا بقي من الضوء قدر ما تتباين به الأَشباح لا يُستعمل إِلاَّ ظرفاً وفي حديث عليّ كرم الله وجهه فأرسلت إِليه شاة فرأَى فيها بُصْرَةً من لَبَنٍ يريد أَثراً قليلاً يُبْصِرُه الناظرُ إِليه ومنه الحديث كان يصلي بنا صلاةَ البَصَرِ حتى لو أَن إِنساناً رمى بنَبْلَةٍ أَبصرها قيل هي صلاة المغرب وقيل الفجر لأَنهما تؤَدَّيان وقد اختلط الظلام بالضياء والبَصَر ههنا بمعنى الإِبصار يقال بَصِرَ به بَصَراً وفي الحديث بصر عيني وسمع أُذني وقد اختلف في ضبطه فروي بَصُرَ وسَمِعَ وبَصَرُ وسَمْعُ على أَنهما اسمان والبَصَرُ نَفاذٌ في القلب وبَصرُ القلب نَظَرَهُ وخاطره والبَصِيرَةُ عَقِيدَةُ القلب قال الليث البَصيرة اسم لما اعتقد في القلب من الدين وتحقيق الأَمر وقيل البَصيرة الفطنة تقول العرب أَعمى الله بصائره أَي فِطَنَه عن ابن الأَعرابي وفي حديث ابن عباس أَن معاوية لما قال لهم يا بني هاشم تُصابون في أَبصاركم قالوا له وأَنتم يا بني أُمية تصابون في بصائركم وفَعَلَ ذلك على بَصِيرَةٍ أَي على عَمْدٍ وعلى غير بَصيرة أَي على غير يقين وفي حديث عثمان ولتَخْتَلِفُنَّ على بَصِيرَةٍ أَي على معرفة من أَمركم ويقين وفي حديث أُم سلمة أَليس الطريقُ يجمع التاجِرَ وابنَ السبيل والمُسْتَبْصِرَ والمَجْبورَ أَي المُسْتَبِينَ للشيء يعني أَنهم كانوا على بصيرة من ضلالتهم أَرادت أَن تلك الرفقة قد جمعت الأَخيار والأَشرار وإِنه لذو بَصَرٍ وبصيرة في العبادة عن اللحياني وإِنه لَبَصِيرٌ بالأَشياء أَي عالم بها عنه أَيضاً ويقال للفِراسَةِ الصادقة فِراسَةٌ ذاتُ بَصِيرة والبصيرة العِبْرَةُ يقال أَمَا لك بَصِيرةٌ في هذا ؟ أَي عِبْرَةٌ تعتبر بها وأَنشد في الذَّاهِبِين الأَوَّلِي نَ مِن القُرُونِ لَنا بَصائرْ أَي عِبَرٌ والبَصَرُ العلم وبَصُرْتُ بالشيء علمته قال عز وجل بَصُرْتُ بما لم يَبْصُرُوا به والبصير العالم وقد بَصُرَ بَصارَةً والتَّبَصُّر التَّأَمُّل والتَّعَرُّفُ والتَّبْصِيرُ التعريف والإِيضاح ورجلٌ بَصِيرٌ بالعلم عالم به وقوله عليه السلام اذهبْ بنا إِلى فلانٍ البصيرِ وكان أَعمى قال أَبو عبيد يريد به المؤمن قال ابن سيده وعندي أَنه عليه السلام إِنما ذهب إِلى التَّفؤل
( * قوله « إِنما ذهب إلى التفؤل إلخ » كذا بالأصل ) إِلى لفظ البصر أَحسن من لفظ العمى أَلا ترى إِلى قول معاوية والبصير خير من الأَعمى ؟ وتَبَصَّرَ في رأْيِه واسْتَبْصَرَ تبين ما يأْتيه من خير وشر واستبصر في أَمره ودينه إِذا كان ذا بَصيرة والبَصيرة الثبات في الدين وفي التنزيل العزيز وكانوا مستبصرين أَي اتوا ما أَتوه وهم قد تبين لهم أَن عاقبته عذابهم والدليل على ذلك قوله وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أَنفسهم يظلمون فلما تبين لهم عاقبة ما نهاهم عنه كان ما فعل بهم عدلاً وكانوا مستبصرين وقيل أَي كانوا في دينهم ذوي بصائر وقيل كانوا معجبين بضلالتهم وبَصُرَ بَصارَةً صار ذا بصيرة وبَصَّرَهُ الأَمْرَ تَبْصِيراً وتَبْصِرَةً فَهَّمَهُ إِياه وقال الأَخفش في قوله بَصُرْتُ بما لم يَبْصُرُوا به أَي علمت ما لم يعلموا به من البصيرة وقال اللحياني بَصُرْتُ أَي أَبصرت قال ولغة أُخرى بَصِرْتُ به أَبْصَرْته وقال ابن بزرج أَبْصِرْ إِليَّ أَي انْظر إِليّ وقيل أَبْصِرْ إِليَّ أَي التفتْ إِليَّ والبصيرة الشاهدُ عن اللحياني وحكي اجْعَلْنِي بصيرةً عليهم بمنزلة الشهيد قال وقوله تعالى بل الإِنسان على نفسه بَصيرة قال ابن سيده له معنيان إِن شئت كان الإِنسان هو البَصيرة على نفسه أَي الشاهد وإِن شئت جعلت البصيرة هنا غيره فعنيت به يديه ورجليه ولسانه لأَن كل ذلك شاهد عليه يوم القيامة وقال الأَخفش بل الإِنسان على نفسه بصيرة جعله هو البصيرة كما تقول للرجل أَنت حُجة على نفسك وقال ابن عرفة على نفسه بصيرة أَي عليها شاهد بعملها ولو اعتذر بكل عهذر يقول جوارحُه بَصيرةٌ عليه أَي شُهُودٌ قال الأَزهري يقول بل الإِنسان يوم القيامة على نفسه جوارحُه بَصِيرَةٌ بما حتى عليها وهو قوله يوم تشهد عليهم أَلسنتهم قال ومعنى قوله بصيرة عليه بما جنى عليها ولو أَلْقَى مَعاذِيرَه أَي ولو أَدْلى بكل حجة وقيل ولو أَلقى معاذيره سُتُورَه والمِعْذَارُ السِّتْرُ وقال الفرّاء يقول على الإِنسان من نفسه شهود يشهدون عليه بعمله اليدان والرجلان والعينان والذكر وأَنشد كأَنَّ على ذِي الظَّبْيِ عَيْناً بَصِيرَةً بِمَقْعَدِهِ أَو مَنظَرٍ هُوَ ناظِرُهْ يُحاذِرُ حتى يَحْسَبَ النَّاسَ كُلَّهُمْ من الخَوْفِ لا تَخْفَى عليهم سَرائرُهْ وقوله قَرَنْتُ بِحِقُوَيْهِ ثلاثاً فَلَمْ تَزُغْ عَنِ القَصْدِ حَتَّى بُصِّرَتْ بِدِمامِ قال ابن سيده يجوز أَن يكون معناه قُوِّيَتْ أَي لما هَمَّ هذا الريش بالزوال عن السهم لكثرة الرمي به أَلزقه بالغِراء فثبت والباصِرُ المُلَفِّقُ بين شُقَّتين أَو خِرْقَتَين وقال الجوهري في تفسير البيت يعني طَلَى رِيشَ السهم بالبَصِيرَةِ وهي الدَّمُ والبَصِيرَةُ ما بين شُقَّتَي البيتِ وهي البصائر والبَصْرُ أَن تُضَمَّ حاشيتا أَديمين يخاطان كما تخاط حاشيتا الثوب ويقال رأَيت عليه بَصِيرَةً من الفقر أَي شُقَّةً مُلَفَّقَةً الجوهري والبَصْرُ أَن يُضَمَّ أَدِيمٌ إِلى أَديم فيخرزان كما تخاط حاشيتا الثوب فتوضع إِحداهما فوق الأُخرى وهو خلاف خياطة الثوب قبل أَن يُكَفَّ والبَصِيرَةُ الشُّقَّةُ التي تكون على الخباء وأَبْصَر إِذا عَلَّق على باب رحله بَصِيرَةً وهي شُقَّةٌ من قطن أَو غيره وقول توبة وأُشْرِفُ بالقُورِ اليَفاعِ لَعَلَّنِي أَرَى نارَ لَيْلَى أَو يَراني بَصِيرُها قال ابن سيده يعني كلبها لأَن الكلب من أَحَدّ العيونِ بَصَراً والبُصْرُ الناحيةُ مقلوب عن الصُّبْرِ وبُصْرُ الكَمْأَة وبَصَرُها حُمْرَتُها قال ونَفَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ وبُصْرُ السماء وبُصْرُ الأَرض غِلَظُها وبُصْرُ كُلّ شيء غِلَظُهُ وبُصْرُه وبَصْرُه جلده حكاهما اللحياني عن الكسائي وقد غلب على جلد الوجه ويقال إِن فلاناً لمَعْضُوب البُصْرِ إِذا أَصاب جلدَه عُضابٌ وهو داء يخرج به الجوهري والبُصْرُ بالضم الجانبُ والحَرْفُ من كل شيء وفي حديث ابن مسعود بُصْرُ كل سماء مسيرة خمسمائة عام يريد غِلَظَها وسَمْكَها وهو بضم الباء وفي الحديث أَيضاً بُصْرُ جِلْد الكافر في النار أَربعون ذراعاً وثوبٌ جَيّدُ البُصْرِ قويٌّ وَثِيجٌ والبَصْرُ والبِصْرُ والبَصْرَةُ الحجر الأَبيض الرِّخْوُ وقيل هو الكَذَّانُ فإِذا جاؤُوا بالهاء قالوا بَصْرَة لا غير وجمعها بِصار التهذيب البَصْرُ الحجارة إِلى البياض فإِذا جاؤُوا بالهاء قالوا البَصْرَةُ الجوهري البصرة حجارة رخوة إِلى البياض ما هي وبها سميت البصرة وقال ذو الرمة يصف إِبلاً شربت من ماء تَداعَيْن باسم الشَّيبِ في مُتَثَلِّمٍ جَوانِبُه مِنْ بَصْرَةٍ وسِلامِ قال فإِذا أَسقطت منه الهاء قلت بِصْرٌ بالكسر والشِّيب حكاية صوت مشافرها عند رشف الماء ومثله قول الراعي إِذا ما دَعَتْ شِيباً بِجَنْبَيْ عُنَيْزَةٍ مَشافِرُها في ماءٍ مُزْنٍ وباقِلِ وأَراد ذو الرمة بالمتثلم حوضاً قد تهدّم أَكثره لقدمه وقلة عهد الناس به وقال عباس بن مرداس إِنْ تَكُ جُلْمُودَ بَصْرٍ لا أُوَبِّسُه أُوقِدْ عليه فَأَحْمِيهِ فَيَنْصَدِعُ أَبو عمور البَصْرَةُ والكَذَّانُ كلاهما الحجارة التي ليست بصُلبة وأَرض فلان بُصُرة بضم الصاد إِذا كانت حمراء طيبة وأَرض بَصِرَةٌ إِذا كانت فيها حجارة تقطع حوافر الدواب ابن سيده والبُصْرُ الأَرض الطيبة الحمراءُ والبَصْرَةُ والبَصَرَةُ والبَصِرَة أَرض حجارتها جِصٌّ قال وبها سميت البَصْرَةُ والبَصْرَةُ أَعم والبَصِرَةُ كأَنها صفة والنسب إِلى البَصْرَةِ بِصْرِيٌّ وبَصْرِيٌّ الأُولى شاذة قال عذافر بَصْرِيَّةٌ تزوَّجَتْ بَصْرِيّا يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا وبَصَّرَ القومُ تَبْصِيراً أَتوا البَصْرَة قال ابن أَحمر أُخِبِّرُ مَنْ لاقَيْتُ أَنِّي مُبَصِّرٌ وكائِنْ تَرَى قَبْلِي مِنَ النَّاسِ بَصَّرَا وفي البَصْرَةِ ثلاثُ لغات بَصْرَة وبِصْرَة وبُصْرَة واللغة العالية البَصْرَةُ الفرّاء البِصْرُ والبَصْرَةُ الحجارة البراقة وقال ابن شميل البَصْرَة أَرْض كأَنها جبل من جِصٍّ وهي التي بنيت بالمِرْبَدِ وإِنما سميت البَصْرَةُ بَصْرَةً بها والبَصْرَتان الكوفةُ والبصرة والبَصْرَةُ الطِّين العَلِكُ وقال اللحياني البَصْرُ الطين العَلِكُ الجَيِّدُ الذي فيه حَصًى والبَصِيرَةُ التُّرْسُ وقيل هو ما استطال منه وقيل هو ما لزق بالأَرض من الجسد وقيل هو قَدْرُ فِرْسِنِ البعير منه وقيل هو ما استدل به على الرَّمِيَّةِ ويقال هذه بَصِيرَةٌ من دَمٍ وهي الجَدِيَّةُ منها على الأَرض والبَصِيرَةُ مقدار الدِّرْهَم من الدَّمِ والبَصِيرَةُ الثَّأْرُ وفي الحديث فأُمِرَ به فَبُصِرَ رَأْسُه أَي قُطِعَ يقال بَصَرَهُ بسيفه إِذا قطعه وقيل البصيرة من الدم ما لم يسل وقيل هو الدُّفْعَةُ منه وقيل البَصِيرَةُ دَمُ البِكْرِ قال رَاحُوا بَصائِرُهُمْ على أَكْتَافِهِمْ وبَصِيرَتِي يَعْدُو بِها عَتَدٌ وَأَى يعني بالبصائر دم أَبيهم يقول تركوا دم أَبيهم خلفهم ولم يَثْأَرُوا به وطَلَبْتُه أَنا وفي الصحاح وأَنا طَلَبْتُ ثَأْرِي وكان أَبو عبيدة يقول البَصِيرَةُ في هذا البيت الترْسُ أَو الدرع وكان يرويه حملوا بصائرهم وقال ابن الأَعرابي راحوا بصائرُهم يعني ثِقْل دمائهم على أَكتافهم لم يَثْأَرُوا بها والبَصِيرَة الدِّيَةُ والبصائر الديات في أَوَّل البيت قال أَخذوا الديات فصارت عاراً وبصيرتي أَي ثَأْرِي قد حملته على فرسي لأُطالب به فبيني وبينهم فرق أَبو زيد البَصيرة من الدم ما كان على الأَرض والجَدِيَّةُ ما لَزِقَ بالجسد وقال الأَصمعي البَصيرة شيء من الدم يستدل به على الرَّمِيَّةِ وفي حديث الخوارج ويَنْظُر في النَّصْلِ فلا يرى بَصِيرَةً أَي شيئاً من الدم يستدل به على الرمية ويستبينها به وقوله أَنشده أَبو حنيفة وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرها شَهْبَاءُ تُرْوِي الرِّيشَ مِنْ بَصِيرِها يجوز أَن يكون جمع البصيرة من الدم كشَعِيرة وشَعِير ونحوها ويجوز أَن يكون أَراد من بصيرتها فحذف الهاء ضرورة كما ذهب إِليه بعضهم في قول أَبي ذؤيب أَلا لَيْتَ شِعْرِي هل تَنَظَّرَ خالِدٌ عِيادِي عَلى الهِجْرانِ أَمْ هُوَ يائِسُ ؟
( * ورد هذا الشعر في كلمة « بشر » وفيه لفظة عنادي بدلاً من عيادي ولعلَّ ما هنا أَكثر مناسبة للمعنى مما هنالك )
ويجوز أَن يكون البَصِيرُ لغةً في البَصِيرَة كقولك حُقٌّ وحُقَّةٌ وبياض وبياضة والبَصيرَةُ الدِّرْعُ وكلُّ ما لُبِسَ جُنَّةً بَصِيرةٌ والبَصِيرَةُ التُّرس وكل ما لُبِسَ من السلاح فهو بصائر السلاح والباصَرُ قَتَبٌ صغير مستدير مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي عن ثعلب وهي البواصر وأَبو بَصِير الأَعْشَى على التطير وبَصير اسم رجل وبُصْرَى قرية بالشام صانها الله تعالى قال الشاعر ولو أُعْطِيتُ مَنْ ببلادِ بُصْرَى وقِنَّسْرِينَ مِنْ عَرَبٍ وعُجْمِ وتنسب إِليها السيوف البُصْرِيَّة وقال يَفْلُونَ بالقَلَعِ البُصْرِيّ هامَهُمُ
( * في أساس البلاغة يَعلون بالقَلَع إلخ )
وأَنشد الجوهري للحصين بن الحُمامِ المُرّي صَفائح بُصْرَى أَخْلَصَتْها قُيُونُها ومُطَّرِداً مِنْ نَسْج دَاودَ مُحْكَمَا والنسَبُ إِليها بُصْرِيٌّ قال ابن دريد أَحسبه دخيلاً والأَباصِرُ موضع معروف وفي حديث كعب تُمسك النار يوم القيامة حتى تَبِصَّ كأَنَّها مَتْنُ إِهالَةٍ أَي تَبْرُقَ ويتلأْلأَ ضوؤُها

بضر
الفرّاء البَضْرُ نَوْفُ الجاريةِ قبل أَن تُخْفَضَ وقال المفضل من العرب من يقول البَضْرُ ويبدل الظاء ضاداً ويقول قد اشتكى ضَهْرِي ومنهم من يبدل الضاد ظاء فيقول قد عَظَّتِ الحربُ بني تميم ابن الأَعرابي قال البُضَيْرَةُ تصغير البَضْرَة وهي بُطلان الشيء ومنه قولهم ذهب دمه بِضْراً مِضْراً
( * قوله « بضراً مضراً إلخ » بكسر فسكون وككتف كما في القاموس ) خِضْراً أَي هَدَراً وذَهَبَ بِطْراً بالطاء غير معجمة وروى أَبو عبيد عن الكسائي ذهب دمه مَضِراً

بطر
البَطَرُ النشاط وقيل التبختر وقيل قلة احتمال النِّعمة وقيل الدَّهَشُ والحَيْرَةُ وأَبْطَرهُ أَي أَدهشه وقيل البَطَرُ الطُّغيان في النِّعْمَةِ وقيل هو كراهة الشيء من غير أَن يستحق الكراهية بَطِرَ بَطَراً فهو بَطِرٌ والبَطَرُ الأَشَر وهو شدّة المَرَح وفي الحديث لا ينظر الله يوم القيامة إِلى من جرَّ إِزَارَه بَطَراً البَطَر الطغيان عند النعمة وطول الغنى وفي الحديث الكِبْرُ بَطَرُ الحَقّ هو أَن يجعل ما جعله الله حقّاً من توحيده وعبادته باطلاً وقيل هو أَن يتخير عند الحق فلا يراه حقّاً وقيل هو أَن يتكبر من الحق ولا يقبله وقوله عز وجل وكم أَهلكنا من قرية بَطِرَتْ مَعِيشَتَها أَراد بَطِرت في معيشتها فحذف وأَوصل قال أَبو إِسحق نصب معيشتها بإسقاط في وعمل الفعل وتأْويله بَطِرَتْ في معيشتها وبَطِرَ الرجلُ وبَهِتَ بمعنى واحد وقال الليث البَطَرُ كالحَيْرَة والدَّهَشِ والبَطَرُ كالأَشَرِ وغَمْطِ النعمة وبَطِرَ بالكسر يَبْطَرُ وأَبْطَرَه المالُ وبَطِرَ بالأَمر ثَقُل به ودَهِشَ فلم يَدْرِ ما يُقَدِّم ولا ما يؤخر وأَبْطَرَه حِلْمَهُ أَدْهَشَهُ وبَهَتَهُ عنه وأَبْطَرَه ذَرْعَهُ حَمَّلَهُ فوق ما يُطيق وقيل قطع عليه معاشه وأَبْلَى بَدَنَه وهذا قول ابن الأَعرابي وزعم أَن الذَّرْعَ البَدَنُ ويقال للبعير القَطُوفِ إِذا جارى بعيراً وَسَاعَ الخطْوِ فَقَصُرَتْ خُطاه عن مُباراته قد أَبْطَرَه ذَرْعَهُ أَي حَمَّلَهُ أَكثر من طَوْقِه والهُبَعُ إِذا مَاشَى الرُّبَعَ أَبْطَرَه ذَرْعَه فَهَبَعَ أَي استعان بِعُنُقه ليَلْحَقَهُ ويقال لكل من أَرْهَقَ إِنساناً فحمَّلَه ما لا يطيقه قد أَبْطَرَه ذَرْعَه وفي حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال الكِبْرُ بَطَرُ الحقِّ وغَمْصُ النَّاس وبَطَرُ الحقِّ أَن لا يراه حقاً ويتكبر عن قبوله وهو من قولك بَطِرَ فلانٌ هِدْيَةَ أَمْرِه إِذا لم يهتد له وجهله ولم يقبله الكسائي يقال ذهب دمه بِطْراً وبِطْلاً وفِرْغاً إِذا بَطَلَ فكان معنى قوله بَطْرُ الحقِّ أَن يراه باطلاً ومن جعله من قولك بَطِرَ إِذا تحير ودَهِشَ أَراد أَنه تحير في الحق فلا يراه حقّاً وقال الزجاج البَطَرُ الطغيان عند النعمة وبَطَرُ الحقِّ على قوله أَن يَطْغَى عند الحق أَي يتكبر فلا يقبله وبَطِرَ النِّعْمَةَ بَطَراً فهو بَطِرٌ لم يشكرها وفي التنزيل بَطِرَتْ معيشتها وقال بعضهم بَطِرْتَ عَيْشَك ليس على التعدي ولكن على قولهم أَلِمْتَ بَطْنَك ورَشِدْتَ أَمْرَكَ وسَفِهْتَ نَفْسَك ونحوها مما لفظه لفظ الفاعل ومعناه معنى المفعول قال الكسائي وأَوقعت العرب هذه الأَفعال على هذه المعارف التي خرجت مفسرة لتحويل الفعل عنها وهو لها وإِنما المعنى بطرت مَعِيشَتُها وكذلك أَخواتها ويقال لا يُبْطِرَنَّ جهلُ فلان حلْمَكَ أَي لا يُدْهِشْكَ عنه وذهب دَمُه بِطْراً أَي هَدَراً وقال أَبو سعيد أَصله أَن يكون طُلاَّبُه حُرَّاصاً باقتدار وبَطَر فيحرموا إِدراك الثَّأْر الجوهري وذهب دمه بِطْراً بالكسر أَي هَدَراً وبَطَرَ الشيءَ يَبْطُرُه ويَبْطِرُه بَطْراً فهو مبطور وبطير شقه والبَطْرُ الشَّقُّ وبه سمي البَيْطارُ بَيْطاراً والبَطِيرُ والبَيْطَرُ والبَيْطارُ والبِيَطْرُ مثل هِزَبْرٍ والمُبَيْطِرُ مُعالجُ الدوابِّ من ذلك قال الطرمّاح يُساقِطُها تَتْرَى بِكُلِّ خَميلَةٍ كبَزْغِ الِبيَطْرِ الثِّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ ويروى البَطِير وقال النابغة شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرَى فأَنْفَذَها طَعْنَ المُبَيْطِرِ إِذْ يَشْفِي مِنَ العَضَد المدرى هنا قرن الثور يريد أَنه ضرب بقرنه فريصة الكلب وهي اللحمة التي تحت الكتف التي تُرْعَدُ منه ومن غيره فأَنفذها والعَضَدُ داء يأْخذ في العَضُد وهو يُبَيْطِرُ الدواب أَي يعالجها ومعالجته البَيْطَرَةُ والبِيَطْرُ الخَيَّاط قال شَقَّ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمامِ وفي التهذيب باتَتْ تَجيبُ أَدْعَجَ الظَّلاَمِ جَيْبَ البِيَطِرِ مِدْرَعَ الهُمامِ قال شمر صَيَّر البيطار خَيَّاطاً كما صُير الرجلُ الحاذقُ إِسْكافاً ورجل بِطْرِيرٌ متمادٍ في غَيِّه والأُنثى بِطْرِيرَةٌ وأَكثر ما يستعمل في النساء قال أَبو الدُّقَيْشِ إِذا بَطِرَت وتمادت في الغَيّ

بظر
البَظْرُ ما بين الإِسْكَتَيْنِ من المرأَة وفي الصحاح هَنَةٌ بَيْنَ الإِسْكَتَيْن لم تُخْفَضْ والجمع بُظور وهو البَيْظَرُ والبُنْظُر والبُنظارة والبَظَارَةُ الأَخيرة عن أَبي غسان وفي الحديث يا ابنَ مُقَطِّعَة البُظُور جمع بَظْر ودعاه بذلك لأَن أُمه كانت تَخْتنُ النساءَ والعرب تطلق هذا اللفظ في معرض الذَّم وإِن لم تكن أُمُّ من يقال له هذا خاتنةً وزاد فيها اللحياني فقال والكَيْنُ والنَّوْفُ والرَّفْرَف قال ويقال للناتئ في أَسفل حياء الناقة البُظارة أَيضاً وبُظارة الشاة هَنَةٌ في طرف حيائها ابن سيده والبُظارة طرف حياء الشاة وجميع المواشي من أَسفله وقال اللحياني هي الناتئُ في أَسفل حياء الشاة واستعاره جرير للمرأَة فقال تُبَرِّئُهُمْ مِنْ عَقْرِ جِعْثِنَ بَعدما أَتَتْكَ بِمَسْلوخِ البُظارَةِ وارِمِ ورواه أَبو غسان البَظارة بالفتح وأَمَةٌ بَظْرَاءُ بينة البَظْرِ طويلة البَظْرِ والاسم البَظَرُ ولا فعل له والجمع بُظْرٌ والبَظَرُ المصدر من غير أَن يقال بَظِرَتْ تَبْظَرُ لأَنه ليس بحادث ولكنه لازم ويقال للتي تَخْفُضُ الجواريَ مُبَظِّرَة والمُبَظِّرُ الخَتَّانُ كأَنه على السلب ورجل أَبْظَرُ لم يُخْتَنْ والبُظْرَةُ نُتُوءٌ في الشفة وتصغيرها بُظَيْرَةٌ والأَبْظَرُ النَّاتئُ الشفةِ العليا مع طولها ونُتُوء في وسطها محاذ للأَنف أَبو الدقيش امرأَة بِظْريرٌ بالظاء طويلة اللسان صَخَّابَةٌ وقال أَبو خيرة بِظْرِيرٌ شُبِّه لِسانُها بالبَظْرِ قال الليث قول أَبي الدقيش أَحب إلينا ونظيرها معروف وروى بعضهم بِطْرِيرٌ بالطاء أَي أَنها بَطِرَتْ وأَشِرَتْ والبُظْرَةُ والبُظَارَةُ الهَنَةُ الناتِئَة في وسط الشفة العليا إِذا عظمت قليلاً ورجل أَبْظَر في شفته العليا طول مع نُتُوء في وسطها وهي الحِثْرِمَةُ ما لم تطل فإِذا طالت قليلاً فالرجل حينئذ أَبْظر وروي عن علي أَنه أَتى في فريضة وعنده شريح فقال له عليّ ما تقول فيها أَيها العبد الأَبْظَر ؟ وقد بَظِرَ الرجلُ بَظَراً وقيل الأَبْظَرُ الذي في شفته العليا طول مع نُتُوء وفلان يُمِصُّ
( * قوله « وفلان يمص إلخ » أي قال له امصص بظر فلانة كما في القاموس ) فلاناً ويُبَظِّره وذهب دَمُه بِظْراً أَي هَدْراً والطاء فيه لغة وقد تقدم والبَظْرُ الخاتمُ حِمْيَرِيَّة وجمعه بُظُور قال شاعرهم كما سَلَّ البُظُورَ مِن الشَّناتِرْ الشناتر الأَصابع التهذيب والبَظْرةُ بسكون الظاء حَلْقَةُ الخاتم بلا كرسي وتصغيرها بُظَيْرة أَيضاً قال والبُظَيْرَةُ تصغير البَظْرَة وهي القليل من الشعر في الإِبط يتوانى عن نتفه فيقال تحت إِبطه بُظَيْرَة قال والبَضْرُ بالضاد نَوْفُ الجارية قبل أَن تُخْفَضَ ومن العرب من يبدل الظاء ضاداً فيقول البَضْرُ وقد اشتكى ضَهْرِي ومنهم من يبدل الضاد ظاء فيقول قد عَظَّتِ الحربُ بني تميم

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88