كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

لأس
اللَّؤُس وَسَخُ الأَظفار وقالوا لو سأَلتُه لَؤُساً ما أَعْطاني وهو لا شيء عن كراع الليث اللَّوْس أَن تَتَّبع الحَلاواتِ
( * قوله « الليث اللوس إلى آخر المادة » محله في مادة لوس لا هنا فلذا ذكره هناك )
وغيرها فتأْكلها يقال لاسَ يَلُوس لَوْساً وهو لائِسٌ ولَؤُوسٌ

لبس
اللُّبْسُ بالضم مصدر قولك لَبِسْتُ الثوبَ أَلْبَس واللَّبْس بالفتح مصدر قولك لَبَسْت عليه الأَمر أَلْبِسُ خَلَطْت واللِّباسُ ما يُلْبَس وكذلك المَلْبَس واللِّبْسُ بالكسر مثلُه ابن سيده لَبِسَ الثوب يَلْبَسُه لُبْساً وأَلْبَسَه إِياه وأَلْبَس عليك ثوبَك وثوب لَبِيس إِذا كثر لُبْسُه وقيل قد لُبِسَ فأَخْلَق وكذلك مِلْحَفَة لَبِيسٌ بغير هاء والجمع لُبُسٌ وكذلك المزادة وجمعها لَبائِس قال الكميت يصف الثور والكلاب تَعَهّدَها بالطَّعْنِ حتى كأَنما يَشُقُّ بِرَوْقَيْهِ المَزادَ اللَّبائِسا يعني التي قد استعملت حتى أَخْلَقَتْ فهو أَطوَعُ للشَّقِّ والخَرْق ودارٌ لَبِيسٌ على التشبيه بالثوْب الملبوس الخَلَق قال دارٌ لِلَيْلى خَلَقٌ لَبِيسُ ليس بها من أَهلها أَنيسُ وحَبْل لَبيسٌ مستعمَل عن أَبي حنيفة ورجل لَبِيسٌ ذو لِبَاسٍ على التَّشبيه حكاه سيبويه ولَبُوسٌ كثير اللِّباس واللَّبُوس ما يُلبس وأَنشد ابن السكيت لِبَيْهَس الفزاري وكان بَيْهس هذا قتل له ستة إِخوة هو سابعُهم لما أَغارَتْ عليهم أَشْجَع وإِنما تركوا بَيْهَساً لأَنه كان يحمُق فتركوه احْتِقاراً له ثم إِنه مرَّ يوماً على نِسْوَة من قومه وهنَّ يُصلِحْن امرأَة يُرِدْنَ أَن يُهْدِينَها لبعض من قَتَل إِخَوتَه فكشف ثوبه عن اسْتِه وغطَّى رأَسه فقلْنَ له وَيْلَك أَيَّ شيء تصنَع ؟ فقال الْبَسْ لِكُلِّ حَالَة لَبُوسَها إِمَّا نَعِيمَها وإِمَّا بُوسَهَا واللَّبُوس الثياب والسِّلاح مُذكَّر فإِن ذهبت به إِلى الدِّرْع أَنَّثْتَ وقال اللَّه تعالى وعلَّمناه صَنْعَة لَبُوس لكم قالوا هو الدِّرْعُ تُلبَس في الحروب ولِبْسُ الهَوْدج ما عليه من الثياب يقال كشَفْت عن الهَوْدج لِبْسَه وكذلك لِبْس الكعبة وهو ما علينا من اللِّباسِ قال حميد بن ثور يصف فرَساً خدمته جَواري الحيِّ فَلَما كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه مَسَحْنَهُ بأَطْرافِ طَفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّما وإِنه لحسَنُ اللَّبْسَة واللِّباس واللِّبْسَةُ حالة من حالات اللُّبْس ولَبِستُ الثوب لَبْسَةً واحدة وفي الحديث أَنه نهى عن لِبْسَتَيْن هي بكسر اللام الهيئة والحالة وروي بالضم على المصدر قال الأَثير والأَوّل الوجه ولِباسُ النَّوْرِ أَكِمَّتُهُ ولِباسُ كل شيء غِشاؤُه ولِباس الرجل امرأَتُه وزوجُها لِباسُها وقوله تعالى في النساء هنَّ لِباسٌ لكم وأَنتم لِباسٌ لهنَّ أَي مثل اللِّباسِ قال الزجاج قد قيل فيه غيرُ ما قوْلٍ قيل المعنى تُعانِقونهنَّ ويُعانِقْنَكم وقيل كلُّ فَرِيقٍ منكم يَسْكُنُ إِلى صاحبه ويُلابِسُه كما قال تعالى وجَعَل منها زوجها ليَسْكُنْ إِليها والعرب تسَمِّي المرأَة لِباساً وإِزاراً قال الجعدي يصف امرأَة إِذا ما الضَّجِيعُ ثَنَى عِطْفَها تَثَنَّتْ فكانت عليه لِباسا ويقال لَبِسْت امرأَة أَي تمتَّعت بها زماناً ولَبِست قَوْماً أَي تملَّيْت بهم دهراً وقال الجعدي لَبِسْت أُناساً فأَفْنَيْتُهُمْ وأَفْنَيْتُ بعد أُناسٍ أُناسا ويقال لَبِسْت فلانة عُمْرِي أَي كانت معي شَبابي كلَّه وتَلَبَّسَ حُبُّ فلانة بَدَمِي ولَحْمِي أَي اختلط وقوله تعالى الذي جعل لكم الليل لِباساً أَي تَسْكُنُون فيه وهو مشتملٌ عليكم وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى فأَذاقها اللَّه لِباسَ الجُوعِ والخَوْف جاعُوا حتى أَكلوا الوَبَرَ بالدَّمِ وبلغ منهم الجُوعُ الحالَ التي لا غاية بعدها فضُرِبَ اللِّباسُ لما نالهم مثلاً لاشتماله على لابِسِه ولِباسُ التَّقْوَى الحياءُ هكذا جاء في التفسير ويقال الغليظ الخشِنُ القصير وأُلْبِسَتِ الأَرض غطَّاها النَّبْتُ وأَلبَسْت الشيء بالأَلف إِذا غَطَّيْته يقال أَلْبَس السماءَ السحابُ إِذا غَطَّاها ويقال الحَرَّةُ الأَرض التي لَبِسَتها حجارة سُودٌ أَبو عمرو يقال للشيء إِذا غَطَّاه كلَّه أَلبَسَه ولا يكون لَبِسَه كقولهم أَلبَسَنا الليل وأَلْبَسَ السماءَ السحابُ ولا يكون لَبِسَنا الليل ولا لَبِس السماءَ السحابُ ويقال هذه أَرض أَلْبَسَتْها حجارة سود أَي غطَّتْها والدَّجْنُ أَن يُلْبِسَ الغيمُ السماء والمَلْبَسُ كاللِّباسِ وفي فلان مَلْبَسٌ أَي مُسْتَمْتَعٌ قال أَبو زيد يقال إَن في فلان لمَلْبَساً أَي ليس به كِبْرٌ ويقال كِبَرٌ ويقال ليس لفلان لَبِيسٌ أَي ليس له مثل وقال أَبو مالك هو من المُلابَسَة وهي المُخالَطة وجاء لابِساً أُذُنَيْه أَي مُتغافلاً وقد لَبِس له أُذُنَهُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد لَبِسْتُ لِغالِبٍ أُذُنَيَّ حتَّى أَراد لقَوْمِه أَنْ يأْكُلُوني يقول تغافَلْت له حتى أَطمَعَ قومَه فيَّ واللَّبْسُ واللَّبَسُ اختلاط الأَمر لبَسَ عليه الأَمرَ يَلْبِسُه لَبْساً فالْتَبَسَ إِذا خَلَطَه عليه حتى لا يعرِف جِهَتَه وفي المَوْلَدِ والمَبْعَثِ فجاء المَلَكُ فشقَّ عن قلبه قال فَخِفْتْ أَن يكون قد الْتُبِسَ بي أَي خُولِطْت في عَقْلي من قولك في رَأْيهِ لَبْسٌ أَي اختلاطٌ ويقال للمجنون مُخالَط والْتَبَسَ عليه الأَمر أَي اختلَطَ واشْتَبَه والتَّلْبيسُ كالتَّدْليس والتَّخليط شُدِّد للمبالغة ورجل لَبَّاسٌ ولا تقل مُلَبَّس وفي حديث جابر لما نزل قوله تعالى أَو يُلْبِسَكُم شِيَعاً اللَّبْس الخلْط يقال لَبَسْت الأَمر بالفتح أَلْبِسُه إِذا خَلَطت بعضه ببعض أَي يَجْعَلكم فِرَقاً مختلفين ومنه الحديث فَلَبَسَ عليه صَلاتَه والحديث الآخر من لَبَسَ على نفسه لَبْساً كلُّه بالتخفيف قال وربما شدد للتكثير ومنه حديث ابن صيّاد فَلَبَسَني أَي جَعَلني أَلْتَبِسُ في أَمره والحديث الآخر لَبَسَ عليه وتَلَبَّس بيَ الأَمرُ اختلط وتعلق أَنشد أَبو حنيفة تَلَبَّسَ حُبُّها بَدَمي ولَحْمِي تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بفُرُوعِ ضالِ وتَلَبَّسَ بالأَمر وبالثَّوْب ولابَسْتُ الأَمرَ خالَطْتُه وفيه لُبْسٌ ولُبْسَةٌ أَي التِباسٌ وفي التنزيل العزيز وللبَسْنا عليهم ما يَلْبِسُون يقال لَبَسْت الأَمر على القوم أَلْبِسُه لَبْساً إِذا شَبَّهْتَه عليهم وجَعَلتَه مُشْكِلاً وكان رؤساء الكفار يَلْبِسُون على ضَعَفَتهم في أَمر النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقالوا هَلاَّ أُنزل إِلينا مَلَك ؟ قال اللَّه تعالى ولو أَنزَلْنا مَلَكاً فرأَوْه يعني المَلَك رجُلاً لكان يَلْحَقهم فيه من اللَّيْس مثل ما لحق ضَعَفَتَهُم منه ومن أَمثالهم أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْتَبِس إِذا سأَلتَه عن أَمر فلم يُبَيِّنْهُ لك وفي التهذيب أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْبِسِ يُضرَب هذا المَثَل لِمَن اتَّسَعت فِرْقَتُه أَي كثر من يَتَّهِمُه فيما سَرَقه والمِلْبَس الذي يلبسُك ويُجلِّلك والمِلْبَسُ الليل بعَيْنه كما تقول إِزارٌ ومِئْزًرٌ ولِحافٌ ومِلْحَفٌ ومن قال المَلْبَس أَراد ثَوْب اللُّبْس كما قال وبَعْدَ المَشِيبِ طُول عُمْرٍ ومَلْبَسَا وروي عن الأَصمعي في تفسير هذا المثل قال ويقال ذلك للرجل يقال له ممن أَنت ؟ فيقول من مُضَر أَو من رَبيعَة أَو من اليَمَن أَي عَمَمْت ولم تخصَّ واللَّبْسُ اختِلاطُ الظلام وفي الحديث لُبْسَةٌ بالضم أَي شُبْهَةٌ ليس بواضح وفي الحديث فيَأْكلُ فما يَتَلَبَّسُ بِيَدِه طَعام أَي لا يَلْزَق به لنظافة أَكله ومنه الحديث ذهب ولم يَتَلَبَّسْ منها بشيء يعني من الدنيا وفي كلامه لَبُوسة ولُبُوسَة أَي أَنه مُلْتَبِس عن اللحياني ولَبَّسَ الشيءُ الْتَبَسَ وهو من باب قد بَيَّنَ الصبحُ لِذِي عَينَيْن ولابَسَ الرجلُ الأَمر خالطَه ولابَسْتَ فلاناً عَرَفت باطنَه وما في فلان مَلبَس أَي مُسْتَمْتَع ورجل البِيسٌ أَحمق
( * قوله « البيس أَحمق » كذا في الأصل وفي شرح القاموس ورجل لبيس بكسر اللام أَحمق )
الليث اللَّبَسَة بَقْلة قال الأَزهري لا أَعرف اللَّبَسَة في البُقُول ولم أَسمع بها لغير الليث

لحس
اللَّحْسُ باللسان يقال لَحِس القَصْعَة بالكسر واللَّحْسَة اللَّعْقَة والكلب يَلْحَس الإِناء لَحْساً كذلك وفي المَثل أَسْرَع من لحْسِ الكلب أَنفه ولحِسْت الإِناء لَحْسَة ولُحْسَة ولَحَسَه لَحْساً لَعِقَه وفي حديث غَسْل اليَدِ من الطعام إِن الشيطان حَسَّاسٌ لَحَّاسٌ أَي كثير اللَّحْسِ لما يَصِل إِليه تقول لَحِسْت الشيء أَلْحَسه إِذا أَخذتَه بلسانك ولَحَّاسٌ للمبالغة والحَسَّاس الشديد الحِسّ والإِدْراك وقولهم تَرَكْتُ فلاناً بمَلاحِسِ البَقَرِ أَولادَها هو مِثل قولهم بِمَباحِث البقر أَي بالمكان القَفْر بحيث لا يُدْرَى أَين هو وقال ابن سيده أَي بِفَلاةٍ من الأَرض قال ومعناه عندي بحيث تَلْعَق البَقَرُ ما على أَولادِها من السَّابِياءِ والأَغْراسِ وذلك لأَن البَقَر الوَحْشِيَّة لا تلِد بالمَفاوز قال ذو الرمة تَرَبَّعْنَ منْ وَهْبِين أَو بِسُوَيْقةٍ مَشَقَّ السَّوابي عن رُؤوس الجَآذِر قال وعندي أَنه بِمَلاحِسِ البقَر فقط أَو بِمَلْحَس البقَر أَولادها لأَن المَفْعَل إِذا كان مصدراً لم يُجْمع قال ابن جِنِّي لا تخلو مَلاحِس ههنا من أَن تكون جمع مَلْحَس الذي هو المصدر أَو الذي هو المكان فلا يجوز أَن يكون ههنا مكاناً لأَنه قد عمل في الأَولاد فنصبَها والمكان لا يعمل في المفعول به كما أَن الَّزمان لا يعمل فيه وإِذا كان الأَمر على ما ذكرناه كان المضاف هنا محذوفاً مقدَّراً كأَنه قال تَرَكْتُه بِمَلاحِسِ
( * قوله « كأَنه تركته بملاحس إلخ » هكذا في الأصل ولعل فيه سقطاً والأصل تركته بمكان ملاحس إلخ ) البقَر أَولادَها كما أَن قوله وما هِيَ إِلا في إِزارٍ وعِلْقَةٍ مُغارَ ابن هَمَّام على حَيِّ خَثْعَما محذوفُ المضاف أَي وقَتَ إِغارَة ابن همام على حَيِّ خَثْعَم أَلا تراه قد عَدَّاه إِلى قوله على حَيِّ خَثْعَما ؟ ومَلاحِس البقَرِ إِذاً مصدرٌ مجموع مُعْمَل في المفعول به كما أَن قوله مَواعِيدَ عُرْقُوب أَخاه بِيَثْرِب كذلك وهو غريب قال ابن جني وكان أَبو علي رحمه اللَّه يورِد مَواعِيدَ عُرْقُوب أَخاه مَوْرِدَ الطَّريف المتعجِّب منه واللَّحْسُ أَكل الجَراد الخَضِرَ والشجرَ وكذلك أَكلُ الدُّودَةِ الصُّوف واللاَّحُوس الحريص وقيل المَشؤوم يَلْحَس قومَه على المَثَل وكذلك الحاسُوس واللَّحُوس من الناس الذي يَتَّبعُ الحَلاوَة كالذُّباب والمِلْحَسُ الشجاع كأَنه يأْكل كلَّ شيء يرتفع له ويقال فلان أَلَدُّ مِلْحَسٌ أَحْوَس أَهْيَس وفي حديث أَبي الأَسْوَد عليكم فلاناً فإَنه أَهْيَس أَلْيَس أَلَدُّ مِلْحَس هو الذي لا يظهر له شيء إِلا أَخذه مِفْعَل من اللَّحْس ويقال الْتَحَسْت منه حَقِّي أَي أَخذتُه وأَصابتهم لَواحِس أَي سِنُون شِداد تَلْحَس كلَّ شيء قال الكميت وأَنتَ رَبِيعُ الناس وابْنُ رَبيعِهِمْ إِذا لُقِّبَتْ فيها السِّنُونُ اللَّواحِسَا وأَلْحَسَت الأَرض أَنْبَتَتْ أَوّل العُشْب وقيل هو أَن تَخْرُج رؤوس البقل فيراه المال فيطمَع فيه فيَلْحَسَه إِذا لم يقدِر أَن يأْكل منه شيئاً واللَّحْس ما يظهر من ذلك وغَنَم لاحِسة ترعَى اللَّحْس ورجل مِلْحَس حريصٌ وقيل المِلْحَس والمُلْحِس الذي يأْخذُ كلَّ شيء يقدِر عليه

لدس
لَدَسَه بيدِه لَدْساً ضَرَبَه بها ولَدَسَه بالحجر ضَّرَبه أَو رَماه وبه سُمِّي الرجل مُلادِساً وبنو مُلادِس حَيّ وناقة لَدِيسٌ رُمِيت باللحم وقيل اللَّدِيسُ الكثير اللحم عن كراع الصحاح اللَّدِيسُ الناقة الكثيرة اللحم مثل اللَّكِيك والدَّخِيس وأَلْدَسَت الأَرض إِلدَاساً أَطْلَعَت شيئاً من النبات قال ابن سيده أَراه مقلوباً عن أَدْلَسَت وناقة لدِيس رَدِيس إِذا رميت باللحم رمياً قال الشاعر سَدِيسٌ لَدِيسٌ عَيْطَمُوسٌ شِمِلَّةٌ تُبارُ إِليها المُحْصَنات النَّجائِبُ المُحْصَنات النَّجائبُ اللّواتي أَحْصَنَها صاحِبُها أَسن لا يَضْرِبَها إِلاّ فَحْل كَرِيم وقوله تُبارُ أَي يُنْظرُ إِليهنّ وإِلى سَيْرِهنَّ بسَيْر هذه الناقة يُختَبَرْن بسَيرها ويقال لَدَّسْتُ الخُفَّ تَلدِيساً إِذا ثَقَّلْتَه ورَقَعْتَه يقال خُفٌّ مُلَدِّسُ كما يقال ثَوْب مُلَدَّم ومُرَدَّم ولَدَّسْت فِرْسِنَ البعير تَلْديساً إِذا أَنْعَلْتَه وقال الراجز حَرْف عَلاة ذات خُفٍّ مِرْدَسِ دامِي الأَظَلِّ مُنْعَلٍ مُلَدَّسِ والمِلْدَس لغة في المِلْطَس وهو حجر ضخم يُدَقُّ به النَّوَى وربما شبّه به الفحل الشديد الوطء والجمع المَلادِس

لسس
اللَّسُّ الأَكل أَبو عبيد لَسَّ يَلُسُّ لَسّاً إِذا أَكل وقال زهير يصف وَحْشاً ثلاثٌ كأَقْواسِ السَّرَاءِ وناشِطٌ قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغَمِير جَحَافِلُه
( * قوله ناشط في قصيدة زهير مِسْحَل )
ولَسَّت الدابةُ الحشيش تَلُسُّه لَسّاً تَناوَلَتْه ونَتَفتْه بِجَحْفَلَتِها وأَلَسَّت الأَرضُ طَلَع أَوّل نباتِها واسمُ ذلك النبات اللُّساس بالضم لأَن المال يَلُسُّه واللُّساس أَوّل البَقْل وقال أَبو حنيفة اللُّسَاس البقل ما دام صغيراً لا تَسْتَمْكِن منه الراعية وذلك لأَنها تَلُسُّه بأَلسِنتها لَسّاً قال يُوشِك أَن تُوجِسَ في الإِيجاس
( * قوله « يوشك أَن توجس » هكذا في الأَصل وشارح القاموس هنا وأَراد المؤلف هذه الأَبيات في مادة هوس بلفظ آخر )
في باقِلِ الرِّمْثِ وفي اللُّساس منها هَدِيمُ ضَبَعٍ هَوَّاس وأَلَسَّ الغَمِيرُ أَمكن أَن يُلَسَّ قال بعض العَرب وجَدْنا أَرضاً مَمْطوراً ما حَوْلها قد أَلَسَّ غَمِيرُها وقيل أَلَسَّ خرج زَهْرُه وقال أَبو حنيفة اللَّسُّ أَوَّل الرَّعْي لَسَّتْ تَلُسُّ لَسّاً وثوب مُتَلَسْلِس ومُلَسْلَس كمُسَلْسَل وزعم يعقوب أَنه مقلوب وماءٌ لَسْلَس ولَسْلاس ولُسالِس كسَلْسَل الأَخيرة عن ابن جني ابن الأَعرابي يقال للغلام الخفيف الروح النَّشيط لُسْلُس وسُلْسُل واللُّسْسُ الحَمَّالون الحُذَّاق قال الأَزهري والأَصل النُّسُ والنَّسسُّ السَّوْق فقلبت النون لاماً ابن الأَعرابي سَلْسَلَ إِذا أَكل السَّلْسَلَة وهي القطعة الطويلة من السنام وقال أَبو عمر وهي اللِّسْلِسةُ وقال الأَصمعي هي السَّلْسَلَة ويقال سِلْسِلَة واللَّسْلاسُ السَّنام المقطَّع قال الأَصمعي اللَّسْلِسَة يعني السنام المقطَّع

لطس
اللَّطْس الضَّرْب للشيء بالشيء العَريض لَطَسه يَلْطُسُه لَطْساً وحجرٌ لَطَّاس تُكْسَر به الحجارة والمِلْطَسُ والمِلْطاس حَجَرٌ ضخْم يُدَقُّ به النَّوى مثل المِلْدَم والمِلْدام والجمع المَلاطِس والمِلْطاس مِعْوَل يكسَر به الصخر قال ابن شميل المَلاطِيس المَناقِير من حديد يُنْقَر بها الحجارة الواحدة مِلْطاس والمِلْطاس ذو الخَلْفَين الطويل الذي له عَنَزَة وعَنَزَتُه حدُّه الطويلُ قال أَبو خيرة المِلْطَس ما نَقَرْتَ به الأَرجاء قال امرؤْ القيس وتَرْدي على صُمٍّ صِلاب مَلاطِس شَديدات عَقْد لَيِّنات مِتان وقال الفرّاء ضربه بِمِلْطاس وهي الصخرة العظيمة لَطَسَ بها أَي ضرَب بها ابن الأَعرابي اللَّطْسُ اللَّطْمُ وقال الشماخ فجعل أَخفاف الإِبل مَلاطِس تَهْوي على شَراجِعٍ عَلِيَّاتْ مَلاطِسِ الأَخْفافِ أَفْتَلِيَّاتْ قال ابن الأَعرابي أَراد أَنها تضرِب بأَخْفافِها تَلْطُسُ الأَرض أَي تَدُقُّها بها واللَّطْس الدَّقُّ والوَطءُ الشديد قال حاتم وسُقِيتُ بالماءِ النَّميرِ ولم أَُترَكْ أُلاطِسُ حَمْأَة الحَفْرِ قال أَبو عبيدة معنى أُلاطِسُ أَتَلَطَّخ بها ولَطَسه البعيرُ بخفِّه ضرَبه أَو وَطِئَه والمِلْطَس والمِلْطاس الخُفُّ أَو الحافر الشديد الوطء التهذيب وربما سمي خُفُّ البعير مِلْطاساً والمِلْطاس الصخرة العظيمة والمِدَقُّ المِلْطاس والمِلْطاس حجر عَريض فيه طُول

لعس
اللَّعَسُ سَوادُ اللِّثَة والشَّفة وقيل اللَّعَس واللُّعْسَة سَواد يعلو شَفَة المرأَة البيضاء وقيل هو سواد في حمرة وقيل ذو الرمة لَمْياءُ في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ وفي اللِّثاتِ وفي أَنْيابها شَنَبُ أَبْدَلَ اللَّعَسَ من الحُوَّة لَعِسَ لَعَساً فهو أَلْعَسُ والأُنثى لَعْساء وجعل العجاج اللُّعْسَة في الجسد كله فقال وبَشَراً مع البَياض أَلْعَسا فجعل البشر أَلْعَسَ وجعله مع البياض لما فيه من شُرْبة الحمرة قال الجوهري اللَّعْسُ لَونُ الشفة إِذا كانت تضرب إِلى السواد قليلاً وذلك يُسْتَمْلَح يقال شفة لَعْساء وفِتْيَة ونسوة لُعْس وربما قالوا نَبات أَلْعَس وذلك إِذا كثر وكَثُف لأَنه حينئذ يضرب إِلى السواد وفي حديث الزبير أَنه رأَى فِتْيَة لُعْساً فسأَل عنهم فقيل أُمُّهم مَولاة لِلْحُرَقَة وأَبُوهم مملوك فاشترى أَباهم وأَعتقه فجرَّ ولاءَهم قال ابن الأَثير اللُّعْسُ جمع أَلْعَس وهو الذي في شفتيه سَواد قال الأَصمعي اللُّعْس الذين في شِفاهِهمْ سَوادٌ وهو مما يُستحسَن ولقد لَعِسَ لَعَساً قال الأَزهري لم يُرِدْ به سَوادَ الشفة خاصة إِنما أَراد لَعَسَ أَلْوانِهم أَي سَوادَها والعرب تقول جارية لَعْساء إِذا كان في لَوْنِها أَدنى سواد فيه شُرْبَة حُمْرَةٍ ليست بالناصعَة فإِذا قيل لَعْساء الشَّفة فهو على ما قال الأَصمعي والمُتَلَعِّس الشديد الأَكل واللَّعْوَس الأَكُول الحَريص وقيل اللَّغْوَس بالغين معجمة وهو من صفات الذئب واللَّعْوس بتسكين العين الخفيف في الأَكل وغيره كأَنه الشَّرِه ومنه قيل للذئب لَعْوَس ولَغْوَس وأَنشد لذي الرُّمة وماءٍ هَتَكْتُ اللَّيْلَ عنه ولم يَرِدْ رَوايا الفِراخِ والذِّئابُ اللَّعاوِسُ ويروى بالغين المعجمة وما ذقت لَعُوساً أَي شيئاً وما ذُقْتُ لَعُوقاً مثله وقيل اللَّعْس العَضُّ يقال لَعَسَني لَعْساً أَي عَضَّني وبه سمي الذئب لَعْوَساً وأَلْعَسُ موضع قال فلا تُنْكِرُوني إِنَّني أَنا ذَلِكُمْ عَشِيَّةَ حَلَّ الحَيُّ غَوْلاً فأَلْعَسا
( * قوله « أَنا ذلكم » في شرح القاموس بدله أَنا جاركم )
ويروى لَياليَ حَلَّ

لغس
اللَّغْوَسَة سُرْعة الأَكل ونحوه واللَّغْوَس السريع الأَكل واللَّغْوَس الذئب الشَّرِه الحريص والعين فيه لغة قال ذو الرمة وماءٍ هَتَكْتُ السِّتْرَ عنه ولم يَرِدْ رَوايا الفِراخِ والذِّئابُ اللَّغاوِسُ ويروى بالعين المهملة وذئب لَغْوَس ولِصٌّ لَغْوَس خَتُول خبيث واللَّغْوَس عُشْبة من المَرْعى حكاه أَبو حنيفة قال واللَّغْوَس أَيضاً الرَّقيق الخفيف من النَّبات قال ابن أَحمر يصف ثوراً فَبَدرْتُه عَيْناً ولَجَّ بِطَرْفِه عَنِّي لُعَاعَةُ لَغْوَس مُتَزَيِّدِ
( * قوله « متزيد » ويروى مترئد كما في شرح القاموس )
معناه أَني نظرتُ إِليه وشغَلَتْه عني لُعاعَةُ لَغْوس وهو نبت ناعِم رَيَّان وقيل اللَغْوَس عُشْب ليِّن رَطْب يؤكل سريعاً ولحم مُلَغْوَس ومَلْغُوس أَحمر لم يَنْضَج ابن السكيت طعام مُلَهْوَج ومُلَغْوس وهو الذي لم يَنْضَج

لقس
اللَّقِسُ الشَّرِه النفْس الحَريص على كل شيء يقال لَقِسَت نفسُه إِلى الشيء إِذا نازَعَتْه إِليه وحَرَصَت عليه قال ومنه الحديث لا يَقُولَنَّ أَحدُكم خَبُثتْ نفسي ولكن لِيَقُلْ لَقِسَت نفسي أَي غَثَتْ واللَّقَسُ الغَثَيان وإِنما كَرِه خَبُثَتْ هَرَباً من لفظ الخُبْث والخبيث ولَقِسَت نفسُه من الشيء تَلْقَسُ لَقَساً فهي لَقِسَة وتمَقَّسَت نفسُه تَمَقُّساً غَثَتْ غَثَياناَ وخَبُثَت وقيل نازعته إِلى الشرِّ وقيل بَخِلَت وضاقَتْ قال الأَزهري جعل الليث اللَّقَس الحِرْص والشَّرَه وجعله غيره الغَثَيَان وخُبْث النَّفْس قال وهو الصواب أَبو عمرو اللَّقِس الذي لا يستقيم على وجْه ابن شميل رجل لَقِس سَيّء الخلُق خَبيثُ النَّفس فَحَّاشٌ وفي حديث عُمر وذكر الزبير رضي اللَّه عنهما فقال وَعِْقَةٌ لَقِسٌ اللَّقِس السَّيّء الخلق وقيل الشَّحِيح ولَقِسَت نفسُه إِلى الشيء إِذا حَرَصَتْ عليه ونازعتْه إِليه واللَّقِس العَيَّاب للناس المُلَقِّب الساخِر يلقِّب الناس ويسخَر منهم ويفسد بينهم واللاَّقِس العَيَّاب ويقال فلان لَقِس أَي شَكِس عَسِر ولَقَسَه يَلْقِسُهُ لَقْساً وتَلاقَسُوا تَشاتَمُوا أَبو زيد لَقِسْت الناس أَلقَسُهم ونَقِسْتُهم أَنقَسُهم وهو الإِفساد بينهم وأَن تسخَر منهم وتلقِّبهم الأَلقاب ولاقِس اسم

لكس
إِنه لَشَكِسٌ لَكِسٌ أَي عَسِرٌ حكاه ثعلب مع أَشياء إِتباعِيَّة قال ابن سيده فلا أَدري أَلَكِسٌ إِتباع أَم هي لفظة على حِدَتها كشَكِس

لمس
اللَّمْس الجَسُّ وقيل اللَّمْسُ المَسُّ باليد لمَسَه يَلْمِسُهُ ويَلْمُسُه لَمْساً ولامَسَه وناقة لَمُوس شُك في سَنامِها أَبِها طِرْقٌ أَم لا فَلُمِسَ والجمع لُمْسٌ واللَّمْس كناية عن الجماع لَمَسَها يَلْمِسُها ولامَسَها وكذلك المُلامَسَة وفي التنزيل العزيز أَو لَمَسْتُمُ النِّساء وقُرِئ أَو لامَسْتُمُ النساء وروي عن عبد اللَّه بن عُمَر وابن مسعود أَنهما قالا القُبْلَة من اللَّمْس وفيها الوُضوء وكان ابن عباس يقول اللَّمْسُ واللِّماسُ والمُلامَسَة كِناية عن الجماع ومما يُسْتَدلّ به على صحة قوله قول العرب في المرأَة تُزَنُّ بالفجور هي لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ وجاء رجل إِلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال له إِن امرأَتي لا تَرُدُّ يَدَ لامِس فأَمرَه بتطليقها أَراد أَنها لا تردُّ عن نفسها كلَّ من أَراد مُراوَدَتها عن نفسها قال ابن الأَثير وقوله في سياق الحديث فاسْتَمْتِعْ بها أَي لا تُمْسِكْها إِلا بقدْر ما تَقْضِي مُتْعَةَ النَّفْس منها ومن وَطَرِها وخاف النبي صلى اللَّه عليه وسلم إِن أَوْجَبَ عليه طَلاقَها أَن تتُوق نفسُه إِليها فيَقَع في الحَرام وقيل معنى لا تردُّ يدَ لامِس أَنها تُعطِي من ماله من يطلُب منها قال وهذا أَشبه قال أَحمد لم يكن ليأْمُرَه بإِمْساكِها وهي تَفْجُر قال عليٌّ وابن مسعود رضي اللَّه عنهما إِذا جاءكم الحديث عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فظُنُّوا أَنه الذي هو أَهْدى وأَتْقَى أَبو عمرو اللَّمْس الجماع واللَّمِيس المرأَة اللَّيِّنة المَلْمَس وقال ابن الأَعرابي لَمَسْتُه لَمْساً ولامَسْتُه مُلامَسَة ويفرق بينهما فيقال اللَّمْسُ قد يكون مَسَّ الشيء بالشيء ويكون مَعْرِفَة الشيء وإِن لم يكن ثَمَّ مَسٌّ لجَوْهَرٍ على جوهر والمُلامَسَة أَكثر ما جاءت من اثنين والالْتِماسُ الطَّلَب والتَلَمُّسُ التَّطَلُّب مرَّة بعد أُخرى وفي الحديث اقْتُلُوا ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأَبْتَرَ فإِنهما يَلْمِسان البَصَر وفي رواية يَلْتَمِسان أَي يَخْطِفان ويَطْمِسان وقيل لَمَسَ عَيْنَه وسَمَل بمعنًى واحد وقيل أَراد أَنهما يَقْصِدان البَصَر باللَّسْع في الحيَّات نوع يُسَمَّى الناظِر متى وقَد نَظَرُه على عَيْن إِنسان مات من ساعته ونوعٌ آخر إِذا سَمِع إِنسانٌ صوته مات وقد جاء في حديث الخُدْريِّ عن الشاب الأَنصاريِّ الذي طَعَنَ الحَيَّة بِرُمْحِه فماتت ومات الشاب من ساعته وفي الحديث من سَلَكَ طريقاً يَلْتَمِسُ فيه عِلماً أَي يَطلبُه فاستعار له اللَّمْس وحديث عائشة فالْتَمَسْتُ عِقْدِي والْتَمَسَ الشيءَ وتَلَمَّسَه طَلَبَه الليث اللَّمْس باليد أَن تطلب شيئاً ههنا وههنا ومنه قول لبيد يَلْمِسُ الأَحْلاسَ في مَنزِلهِ بِيَدَيْهِ كاليَهُوديِّ المُصَلْ
( * قوله « كاليهودي المصل » هو بهذا الضبط في الأصل )
والمُتَلَمِّسَةُ من السِّمات يقال كواه والمُتَلَمِّسَةَ والمثلومةً
( * قوله « والمثلومة » هكذا في الأَصل بالمثلثة وفي شرح القاموس المتلومة بالمثناة الفوقية ) وكَوَاه لَماسَ إِذا أَصاب مكان دائه بالتَّلَمُّسِ فوقع على داء الرجُل أَو على ما كان يَكْتُمُ والمُتَلَمِّس اسم شاعر سمي به لقوله فهذا أَوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُهُ زَنابِيرُه والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ يعني الذُّباب الأَخْضَر وإِكافٌ مَلْمُوسُ الأَحْناء إِذا لُمِسَت بالأَيدي حتى تَسْتَوي وفي التهذيب هو الذي قد أُمِرَّ عليه اليَدُ ونُحِت ما كان فيه من ارْتفاع وأَوَدٍ وبَيْعُ المُلامَسَةِ أَن تَشْترِيَ المَتاع بأَن تَلمِسَه ولا تنظرَ إِليه وفي الحديث النَّهْيُ عن المُلامَسَة قال أَبو عبيد المُلامَسَة أَن يقول إِن لَمَسْتَ ثوبي أَو لمَسْتُ ثوبَك أَو إِذا لَمَسْت المبيع فقد وجب البيع بيننا بكذا وكذا ويقال هو أَن يَلْمِسَ المَتاع من وراء الثوْب ولا ينظر إِليه ثم يُوقِع البيع عليه وهذا كله غَرَرٌ وقد نُهِي عنه ولأَنه تعليقٌ أَو عُدولٌ عن الصِّيغَة الشَرْعِيَّة وقيل معناه أَن يجعل اللَّمْس بالي قاطعاً للخيار ويرجع ذلك إِلى تعليق اللُّزُوم وهو غير نافِذٍ واللَّماسَة واللُّماسَة الحاجة المقاربة وقول الشاعر لَسْنا كأَقْوامٍ إِذا أَزِمَتْ فَرِحَ الللَّمُوسُ بثابت الفَقْر اللَّمُوس الدَّعِيُّ يقول نحن وإِن أَزِمَتْ السَّنَةُ أَي عَضَّت فلا يطمع الدَّعِيُّ فينا أَن نُزوِّجَه وإِن كان ذا مال كثير ولَمِيسُ اسم امرأَة ولُمَيْسٌ ولَمَّاس اسمان

لهس
لهَسَ الصَّبِيُّ ثَدْيَ أُمِّه لَهْساً لَطَعَه بلسانه ولم يَمْصَصْهُ والمُلاهِسُ المُزاحِم على الطعام من الحِرْص قال مَلاهِسُ القَوْم على الطَّعامِ وجائِزٌ في قَرْقَفِ المُدَامِ شُرْبَ الهِجانِ الوُلُهِ الهِيامِ الجائز العابُّ في الشراب وفلان يُلاهِسُ بني فلان إِذا كان يَغْشَى طعامَهم واللَّهْس لغة في اللَّحْس أَو هَهَّةٌ يقال ما لك عندي لُهْسَة بالضم مثل لُحْسَة أَي شيء

لوس
اللَّوْسُ الذَّوْق رجل لَؤُوس على فَعول لاسَ يَلُوس لَوْساً وهو أَلْوَسُ تَتَبَّع الحلاوات فأَكلها واللَّوْسُ الأَكل القليل وما ذاق عنده لَوْساً ولا لَواساً بالفتح أَي ذَواقاً ولا يَلُوسُ كذا أَي لا يَنالُه وهو من ذلك وقال أَبو صاعد الكلابي ما ذاق عَلُوساً ولا لَؤُوساً وما لُسْنا عندهم لَواساً واللُّواسَة بالضم أَقلّ من اللُّقمة واللُّوس الأَشِدَّاء
( * قوله واللوس الأشداء إلخ » قال في شرح القاموس هنا ذكره صاحب اللسان ومحل ذكره الياء ) واحِدُهم أَلْيَس

ليس
اللَّيَسُ اللُّزُوم والأَلْيَسُ الذي لا يَبْرَح بيتَه واللَّيَسُ أَيضاً الشدة وقد تَلَيَّس وإِبِلٌ لِيسٌ على الحَوْض إِذا أَقامت عليه فلم تبرحه وإِبِلٌ لِيسٌ ثِقال لا تبرَح قال عَبْدة بن الطَّبِيب إِذا ما حامَ راعِيها اسْتَحَنَّتْ لِعَبْدَة مُنْتَهى الأَهْواء لِيسُ لِيسٌ لا تفارقه مُنْتَهى أَهوائها وأَراد لِعَطَنِ عَبدَة أَي أَنها تَنْزع إِليه إِذا حام راعيها ورجل أَلْيَس أَي شجاع بَيِّنُ اللَّيَس من قوم لِيسٍ ويقال للشجاع هو أَهْيَسُ أَلْيَسُ وكان في الأَصل أَهْوَسَ أَلْيَس فلما ازدوج الكلام قَلَبوا الواو ياء فقالوا أَهْيَس والأَهْوَس الذي يَدُقُّ كل شيء ويأْكله والأَلْيَسُ الذي يُبازجُ قِرْنَهُ وربما ذَمُّوه بقولهم أَهْيَس أَلْيَس فإِذا أَرادوا الذَّمَّ عُني بالأَهْيَس الأَهْوَس وهو الكثير الأَكل وبالأَلْيَس الذي لا يَبْرَح بَيْتَه وهذا ذمٌّ وفي الحديث عن أَبي الأَسْوَد الدُّؤَلي فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَس الأَلْيَسُ الذي لا يبرح مكانه والأَلْيَسُ البعير يَحْمِلُ كلَّ ما حُمِّلَ بعضُ الأَعراب الأَلْيَسُ الدَّيُّوث الذي لا يَغار ويُتَهَزَّأُ به فيقال هو أَلْيَسُ بُورك فيه فاللَّيَسُ يدخل في المَعْنَيَينِ في المدْح والذم وكلٌّ لا يخفى على المُتَفَوِّه به ويقال تَلايَسَ الرجلُ إِذا كان حَمُولاً حسن الخلُق وتَلايَسْتُ عن كذا وكذا أَي غَمَّضْتُ عنه وفلان أَلْيَس دَهْثَم حسَن الخلُق الليث اللَّيَس مصدر الأَلْيَس وهو الشجاع الذي لا يُبالي الحرْبَ ولا يَرُوعُه وأَنشد أَلْيَسُ عن حَوْبائِه سخِيّ يقوله العجاج وجمعه ليس قال الشاعر تَخال نَدِيَّهُمْ مَرْضى حَياءً وتَلْقاهمْ غَداةَ الرَّوْعِ لِيسا وفي الحديث كلُّ ما أَنْهَرَ الدَّمَ فَكُلْ لَيْسَ السِّنََّ والظُّفْرَ معناه إِلا السِّنَّ والظُّفْر وليس من حروف الاستثناء كإِلاَّ والعرب تستثني بليس فتقول قام القوم ليس أَخاك وليس أَخَوَيْك وقام النِّسْوَة ليس هنداً وقام القوم لَيْسي ولَيْسَني وليس إِيَّاي وأَنشد قد ذَهَبَ القوْمُ الكِرام لَيْسِي وقال آخر وأَصْبح ما في الأَرض مِني تَقِيَّةً لِناظِرِه لَيْسَ العِظامَ العَوالِيا قال ابن سيده ولَيْس من حروف الاستثناء تقول أَتى القوم ليس زيداً أَي ليس الآتي لا يكون إِلا مضمراً فيها قال الليث لَيْس كلمة جُحُود قال الخليل وأَصله لا أَيْسَ فطُرِحَتِ الهمزة وأُلْزِقَت اللام بالياء وقال الكسائي لَيس يكون جَحْداً ويكون استثناء ينصَب به كقولك ذهب القوم لَيْس زيداً يعني ما عَدا زيداً ولا يكون أَبداً
( * قوله ولا يكون أَبداً هكذا في الأصل ولم يذكر خبراً لكان يدرك معه المعنى المُراد ) ويكون بمعنى إِلا زيداً وربما جاءت ليس بمعنى لا التي يُنسَقُ بها كقول لبيد إِنما يَجْزي الفَتى لَيْس الجَمَلْ إِذا أُعرِب لَيْس الجَمَلُ لأَن ليْس ههنا بمعنى لا النَّسَقِيَّة وقال سيبويه أَراد ليس يَجْزي الجَمَل وليس الجَمَل يَجْزي قال وربما جاءت ليس بمعنى لا التَّبْرِئَة قال ابن كيسان ليْس من حروف جَحْدٍ وتقع في ثلاثة مواضع تكون بمنزلة كأن ترفع الاسم وتنصب الخبر تقول ليس زيد قائماً وليس قائماً زيد ولا يجوز أَن يقدَّم خبرها عليها لأَنها لا تُصرف وتكون ليس استثناء فتنصب الاسم بعدها كما تنصبه بعد إِلا تقول جاءني القوم ليس زيداً وفيها مُضْمَر لا يظهر وتكون نسقاً بمنزلة لا تقول جاءني عمرو لَيْس زيد قال لبيد إِنما يَجْزي الفتى ليس الجَمَل قال الأَزهري وقد صَرَّفوا لَيْس تصريف الفعل الماضي فَثَنَّوْا وجمعوا وأَنَّثُوا فقالوا لَيْس ولَيْسا ولَيْسُوا ولَيْسَتِ المرأَة ولَيْسَتا ولَسْنَ ولم يُصرِّفُوها في المستقبَل وقالوا لَسْت أَفعل ولَسْنا نَفْعَل وقال أَبو حاتم من اسمح أَنا ليس مثلك والصواب لَسْتُ مِثْلك لأَنَّ ليس فعل واجبٌ فإِنما يجاء به للغائب المتراخي تقول عبد اللَّه
( * قوله « وقال أَبو حاتم إلى قوله تقول عبد اللَّه » هكذا بالأصل ) ليس مثلك وتقول جاءني القوم ليس أَباك وليسك أَي غيرَ أَبيك وغيرك وجاءَك القوم ليس أَباك ولَيْسَني بالنون بمعنى واحد التهذيب وبعضهم يقول لَيْسَني بمعنى غيري ابن سيده ولَيْسَ كلمة نفي وهي فعل ماض قال وأَصلها ليس بكسر الياء فسكنت استثقالاً ولم تقلب أَلفاً لأَنها لا تتصرَّف من حيث استعملت بلفظ الماضي للحال والذي يدلُّ على أَنها فعل وإِن لم تتصرَّف تصرُّف الأَفعال قولهم لَسْت ولَسْتما ولَسْتُم كقولهم ضربت وضربتما وضربتم وجُعِلت من عَوامِل الأَفعال نحو كان وأَخواتها التي ترفع الأَسماء وتنصب الأَخبار إلا أَن الباء في خبرها وحدها دون أَخواتها تقول ليس زيد بمنطلقٍ فالباء لِتعدِيَة الفعل وتأْكيد النفي ولك أَن لا تدخلها لأَن المؤكِّد يستغنى عنه ولأَن من الأَفعال ما يتعدّى مرّة بحرف جرّ ومرّة بغير حرف نحو اشْتَقْتُك واشتقت إِليك ولا يجوز تقديم خبرها عليها كما جاز في أَخواتها لا تقول محسِناً ليس زيد قال وقد يُستثنى بها تقول جاءَني القوم ليس زيداً كما تقول إِلا زيداً تضمِر اسمَها فيها وتنصب خبرها بها كأَنك قلت ليس الجائي زيداً وتقديره جاءني القوم ليس بعضهم زيداً ولك أَن تقول جاءني القوم لَيْسك إِلا أَن المضمر المنفصل ههنا أَحسن كما قال الشاعر لَيْتَ هذا الليلَ شَهْرٌ لا نَرى فيه غَريبا ليس إِيّايَ وإِيّا كَ ولا نَخْشى رَقِيبا ولم يقل لَيْسَني ولَيْسَك وهو جائز إِلا أَن المنفصل أَجْوَد وفي الحديث أَنه قال لزيد الخَيل ما وُصِف لي أَحد في الجاهلية فرأَيته في الإِسلام إِلا رأَيته دون الصِّفة لَيْسَك أَي إِلا أَنت قال ابن الأَثير وفي لَيْسَك غَرابة فإِن أَخبار كان وأَخواتها إِذا كانت ضمائر فإِنما يستعمل فيها كثيراً المنفصل دون المتصل تقول ليس إِياي وإِياك قال سيبويه وليس كلمة ينفى بها ما في الحال فكأَنها مسكنة من نحو قوله صدَّ
( * قوله « فكأَنها مسكنة من نحو قوله صدّ » هكذا في الأصل ولعلها محرفة عن صيد بسكون الياء لغة في صيد كفرح ) كما قالوا عَلْم ذلك في عَلِمَ ذلك قال فلم يجعلوا اعتلالَها إلا لزُوم الإِسكان إِذ كَثُرَت في كلامهم ولم يغيِّروا حركة الفاء وإِنما ذلك لأَنه لا مستقبل منها ولا اسم فاعل ولا مصدر ولا اشتقاق فلما لم تُصَرَّف تصرُّف أَخواتها جُعِلَتْ بمنزلة ما لَيْس من الفعل نحو لَيْتَ وأَما قول بعض الشعراء يا خَيْرَ مَنْ زانَ سُرُوجَ المَيْسِ قد رُسَّتِ الحاجاتُ عند قَيْسِ إِذ لا يَزالُ مُولَعاً بِلَيْسِ فإِنه جعلها اسماً وأَعْرَبها وقال الفراء أَصل ليس لا أَيْسَ ودليل ذلك قول العرب ائتِنِي به من حيث أَيْسَ ولَيْس وجِئْ به من أَيْسَ ولَيْسَ أَي من حيث هُوَ ولَيْسَ هُوَ قال سيبويه وقالوا لَسْتُ كما قالوا مَسْتُ ولم يقولوا لِسْتُ كما قالوا خِفْتُ لأَنه لم يتمكَّن تمكن الأَفعال وحكى أَبو علي أَنهم يقولون جِئْ به من حَيْثُ ولَيْسا
( * قوله « من حيث وليسا » كذا بالأَصل وشرح القاموس ) يريدون ولَيْسَ فيشيعون فتحة السين إِما لبيان الحركة في الوقف وإِما كما لحقت بَيْنا في الوصل وإِلْياسُ وأَلْياس اسم قال ابن سيده أَراه عبرانيّاً جاء في التفسير أَنه إِدريس وروي عن ابن مسعود وإِن إِدريسَ مكانَ وإِن إِلْياسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ ومن قرأَ على إِلْياسِين فعلى أَنه جعل كل واحد من أَولاده أَو أَعمامه إِلْياساً فكان يجب على هذا أَن يقرأَ على الإِلْياسِين ورويت سلام على إِدْراسِين وهذه المادة أَولى به من باب أَلس قال ابن سيده وكذلك نقلته عنه اطراداً لمذهب سيبويه أَن الهمزة إِذا كانت أُولى أَربعة حكم بزيادتها حتى يثبت كونها أَصلاً

مأس
المأْس الذي لا يلتفت إِلى موعظة أَحد ولا يقبل قوله ويقال رجل ماسٌ بوزن مال أَي خفيف طياش وسنذكره أَيضاً في موس وقد مَسَأَ ومَأَسَ بينهم يَمْأَسُ مَأْساً ومَأَساً أَفسد قال الكميت أَسَوْتُ دِماءً حاوَلَ القَوْمُ سَفْكَها ولا يَعْدَم الآسُونَ في الغَيِّ مائِسا أَبو زيد مَأَسْتُ بين القوم وأَرَشْتُ وأَرَثْتُ بمعنى واحد ورجل مائِسٌ ومَؤُوسٌ ومِمْآسٌ ومِمْأَسٌ نمام وقيل هو الذي يسعى بين الناس بالفساد عن ابن الأَعرابي ومَأَّسٌ مثل فَعَّال بتشديد الهمزة عن كراع وفي حديث مطرف جاء الهُدْهُد بالمَاس فأَلقاه على الزجاجة فَفَلَقَها المَاسُ حجر معروف يُثْقَبُ به الجوهر ويقطع وينقش قال ابن الأَثير وأَظن الهمزة واللام فيه أَصليتين مثلهما في إِلْياس قال وليست بعربية فإِن كان كذلك فبابه الهمز لقولهم فيه الأَلْماسُ قال وإِن كانتا للتعريف فهذا موضعه

متس
المَتْسُ لغة في المَطْس مَتَس العذِرة مَتْساً لغة في مَطَسَ ومَتَسَهُ يَمْتِسُهُ مَتْساً أَراغَهُ ليَنْتَزِعه

مجس
المَجُوسِيَّة نِحْلَةٌ والمَجُوسِيُّ منسوب إِليها والجمع المَجُوسُ قال أَبو علي النحوي المَجُوس واليهود إِنما عرف على حد يهوديٍّ ويهودٍ ومجوسيٍّ ومجوسٍ ولولا ذلك لم يجز دخول الأَلف واللام عليهما لأَنهما معرفتان مؤنثان فجريا في كلامهم مجرى القبيلتين ولم يجعلا كالحيين في باب الصرف وأَنشد أَحارِ أُرِيكَ بَرْقاً هَبَّ وهْناً كنار مَجُوسَ تَسْتَعِرُ اسْتِعارا قال ابن بري صدر البيت لامرئ القيس وعجزه للتوأَم اليشكري قال أَبو عمرو بن العلاء كان امرؤ القيس مِعَنّاً عِرِّيضاً ينازع كل من قال إِنه شاعر فنازع التوأَم اليشكري
( * قوله « فنازع التوأم اليشكري » عبارة ياقوت أَتى امرؤ القيس قتادة بن التوأم اليشكري وأخويه الحرث وأبا شريح فقال امرؤ القيس يا حار أَجز أَحار ترى بريقاً هب وهناً إلى آخر ما قال وأَورد الأبيات بوجه آخر فراجعه ان شئت وعليه يظهر قول المؤلف الآتي قريباً وبريقاً تصغيره تصغير التعظيم ) فقال له إِن كنت شاعراً فََمَلْطْ أَنصاف ما أَقول وأَجِزْها فقال نعم فقال امرؤ القيس أَصاح أُريك برقاً هب وهناً فقال التوأَم كنار مجوس تستعر استعارا فقال امرؤ القيس أَرِقْتُ لَهُ ونامَ أَبو شُرَيحٍ فقال التوأَم إِذا ما قلْتُ قَدْ هَدَأَ اسْتَطارا فقال امرؤ القيس كأَنَّ هَزيزَهُ بِوَراءِ غَيْبٍ فقال التوأَم عِشارٌ وُلَّهٌ لاقَتْ عِشارا فقال امرؤ القيس فلما أَنْ عَلا كَنَفَي أُضاخٍ فقال التوأَم وَهَتْ أَعْجازُ رَيْقِهِ فَحارا فقال امرؤ القيس فلم يَتْرُكْ بِذاتِ السِّرِّ ظَبْياً فقال التوأَم ولم يَتْرُكْ بجَلْهَتِها حمارا ومثل ما فعل امرؤ القيس بالتوأَم فعل عَبيدُ بن الأَبْرص بامرئ القيس فقال له عبيد كيف معرفتك بالأَوابد ؟ فقال امرؤ القيس أَلقِ ما أَحببت فقال عبيد ما حَيَّةٌ مَيْتَةٌ أَحْيَتْ بِمَيِّتِها دَرْداءَ ما أَنْبَتَتْ ناباً وأَضْراسا ؟ قال امرؤ القيس تِلْكَ الشَّعِيرَةُ تُسْقى في سَنابِلِها فَأَخْرَجَتْ بعد طُولِ المُكْثِ أَكداسا فقال عبيد ما السُّودُ والبِيضُ والأَسْماءُ واحِدَةٌ لا يَسْتَطِيعُ لَهُنَّ النَّاسُ تَمْساسا ؟ فقال امرؤ القيس تلك السَّحابُ إِذا الرَّحْمَنُ أَنشأَها رَوَّى بِها من مَحُولِ الأَرْضِ أَنْفاسا ثم لم يزالا على ذلك حتى كملا ستة عشر بيتاً تفسير الأَبيات الرائية قوله هب وهناً الوهن بعد هدء من الليل وبريقاً تصغيره تصغير التعظيم كقولهم دويهية يريد أَنه عظيم بدلالة قوله كنار مجوس تستعر استعارا وخص نار المجوس لأَنهم يعيدونها وقوله أَرقت له أَي سهرت من أَجله مرتقباً له لأَعلم أَين مصابُّ مائِه واستطار انتشر وهزيزه صوت رعده وقوله بوراء غيب أَي بحيث أَسمعه ولا أَراه وقوله عِشار وُلَّهٌ أَي فاقدة أَولادها فهي تُكْثِرُ الحنين ولا سيما إِذا رأَت عِشاراً مثلها فإِنه يزدادُ حَنينُها شَبَّه صوت الرعد بأَصْوات هذه العِشارِ من النوق وأُضاخ اسم موضع وكَفاه جانباه وقوله وهَتْ أَعْجاز رَيِّقه أَي استرخت أَعجاز هذا السحاب وهي مآخيره كما تسيل القربة الخَلَقُ إِذا استرخت وريِّق المطر أَوّله وذاتُ السِّر موضع كثير الظباء والحُمُر فلم يُبْق هذا المطرُ ظبياً به ولا حماراً إلا وهو هارب أَو غَريق والجَلْهَةُ ما استقبلك من الوادي إِذا وافيته ابن سيده المَجُوسُ جبل معروف جمعٌ واحدهم مَجُوسِيٌّ غيره وهو معرَّب أَصلُه مِنْج كُوشْ وكان رجلاً صَغير الأُذُنَيْن كان أَوّل من دانَ بِدين المَجُوس ودعا الناس إِليه فعرَّبته العرب فقالت مَجُوسَ ونزل القرآن به والعرب رُبما تركت صرف مجوس إِذا شُبِّه بقبيلة من القبائل وذلك أَنه اجتمع فيه العجمة والتأْنيت ومنه قوله كَنارِ مَجُوس تَسْتَعِرُ اسْتِعارَا وفي الحديث كلُّ مَوْلودٍ يُولَدُ على الفِطْرَة حتى يكون أَبواه يُمَجِّسانِهِ أَي يُعلِّمانِهِ دين المَجُوسِيَّة وفي الحديث القَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هذه الأُمَّةِ قيل إِنما جَعَلهم مجوساً لِمُضاهاة مذهبِهِم مذهبَ المجوس في قولهم بالأَصْلَيْن وهما النُّورُ والظلمة يزعمون أَن الخير من فِعْل النُّور وأَن الشَّر من فعل الظلمة وكذا القَدَرِيّة يُضِيفُون الخيرَ إِلى اللَّه والشر إِلى الإِنسان والشيطان واللَّه تعالى خالقُهما معاً لا يكون شيء منهما إِلا بمشيئته تعالى وتَقَدَّسَ فهُما مضافان إِليه خَلْقاً وإِيجاداً وإِلى الفاعِلين لهما عَمَلاً واكتساباً ابن سيده ومَجُوس اسم للقبيلة وأَنشد أَيضاً كنار مجوسَ تستعر استعارا قال وإِنما قالوا المجوس على إِرادة المَجُوسِيِّين وقد تَمَجَّسَ الرجلُ وتَمَجَّسُوا صاروا مَجُوساً ومَجَّسُوا أَولادَهم صَيَّرُوهُم كذلك ومَجَّسَه غيره

محس
ابن الأَعرابي الأَمْحَسُ الدَّبَّاغُ الحاذِقُ قال الأَزهري المَحْسُ والمَعْسُ دَلْك الجِلْدِ ودِباغُه أُبْدِلَت العينُ حاء

مدس
مَدَسَ الأَدِيمَ يَمْدُسُه مَدْساً دَلَكَه

مدقس
المِدَقْسُ لغة في الدّمَقْس وقد تقدم ذكره

مرس
المَرَسُ والمِراسُ المُمارَسَةُ وشدة العِلاج مَرِسَ مَرَساً فهو مَرِسٌ ومارَسَ مُمَارَسَةً ومِرَاساً ويقال إِنه لمَرِسٌ بَيِّنُ المَرَسِ إِذا كان شديدَ المِرَاسِ ويقال هُمْ على مَرِسٍ واحد بكسر الراء وذلك إِذا استَوَتْ أَخْلاقُهُم ورجل مَرِسٌ شديد العلاج بَيِّنُ المَرَسِ وفي حديث خَيْفانَ أَما بنو فلان فَحَسَكٌ أَمْراسٌ جَمعُ مَرِسٍ بكسر الراء وهو الشديد الذي مارَسَ الأُمورَ وجَرَّبها ومنه حديث وحشيّ في مَقْتَل حمزة رضي اللَّه عنه فَطَلَعَ عَليَّ رَجُلٌ حَذِرٌ مَرِسٌ أَي شديد مجرَّب للحروب والمَرْسُ في غير هذا الدَّلْكُ والتَّمَرُّسُ شدة الالْتِواء والعُلُوقِ وفي الحديث أَنَّ من اقْتِراب السَّاعة أَن يَتَمَرَّسَ الرَّجُلُ بِدِينِه كما يَتَمَرَّسُ البَعِيرُ بالشجرة القتيي يَتَمَرَّسُ بِدينه أَي يَتَلَعَّبُ به ويَعْبَثُ به كما يَعْبَثُ البعير بالشجرة ويَتَحَكَّكُ بها وقيل تَمَرُّسُ البعير بالشجرة تَحَكُّكُهُ بها من جَرَبٍ وأُكالٍ وتَمَرُّسُ الرجل
( * قوله « وتمرس الرجل إلخ » عبارة النهاية وقيل أَراد أَن يمارس الفتن إلخ ) بدينه أَن يُمَارِسَ الفِتَنَ ويُشادَّها ويَخْرُجَ على إِمامه فيضرَّ بدينه ولا ينفعه غُلُوُّه فيه كما أَن الأَجرب من الإِبل إِذا تَحَكَّكَ بالشجرة أَدْمَتْه ولم تُبْرِئْهُ من جربه ويقال ما بِفُلانٍ مُتْمَرّسٌ إِذا نعت بالجلَد والشدة حتى لا يقاومه من مارَسَه وقال أَبو زيد يقال للرجل اللئيم لا ينظر إِلى صاحبه ولا يعطي خيراً إِنما ينظر إِلى وجه أَمْرَسَ أَملس لا خير فيه ولا يَتَمرَّس به أَحد لأَنه صلب لا يُسْتَغَلُّ منه شيء وتمَرَّسَ بالشيء ضَرَبه قال تَمَرَّسَ بي من جَهْلِهِ وأَنا الرَّقِم وامْتَرَسَ الشُّجعان في القتال وامْتَرَسَ به أَي احْتَكَّ به وتَمَرَّس به وامْتَرَسَ الخُطَباءُ وامْتَرَسَت الأَلسُن في الخصومة تَلاجَّتْ وأَخذ بعضها بعضاً قال أَبو ذؤيب يصف صائداً وأَن حُمُر الوحش قربت منه بمنزلة من يَحْتَكُّ بالشيء فقال فَنَكِرْنَهُ فَنَفَرْنَ وامْتَرَسَتْ بِهِ هَوْجاءُ هادِيَةٌ وهادٍ جُرْشُعُ وفَحْلٌ مَرَّاسٌ شديد المِراس والمَرَسَةُ الحبل لِتَمَرُّسِ الأَيدي به والجمع مرَسٌ وأَمْراسٌ جَمْعُ الجمعِ وقد يكون المَرَسُ للواحد والمَرَسَةُ أَيضاً حبل الكلب قال طرفة لو كُنْتَ كَلْب قَنِيصٍ كُنْت ذا جدَدٍ تكونُ أُرْبَتُه في آخِرِ المَرَسِ والجمع كالجمع قال يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ من المُطْعِماتٍ اللَّحْمِ غَيرِ الشَّواحِنِ والمَرْسُ مصدر مَرَسَ الحَبْلُ يَمْرُسُ مَرْساً وهو أَن يقع في أَحد جانبي البَكْرَةِ بين الخُطَّافِ والبكرة وأَمرسه أَعاده إِلى مجراه يقال أَمرسْ حبلك أَي أَعِدْهُ إِلى مجدراه قال بِئْسَ مَقامُ الشَّيْخِ أَمْرِسْ أَمْرِسِ إِمَّا على قَعْوٍ وإِمَّا اقْعَنْسِسِ أَراد مَقامٌ يقال فيه أَمْرِسْ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وقد جَعَلَتْ بَينَ التَّصَرُّفِ قامَتِي وحُسْن القرى مِمَّا تقُولُ تَمَرَّسُ لم يفسر معناه قال غيره ضَرَب هذا مثلاً أَي قد زَلَّت بَكْرَتي عن القَوام فهي تَمْرَسُ بين القَعْو والدَّلْو والمَرَسُ أَيضاً مصدر قولك مَرِسَت البَكْرَةُ تَمْرَسُ مَرَساً وبكرة مَرُوسٌ إِذا كان من عادتها أَن يَمْرُسَ حبلُها أَي يَنْشَب بينها وبين القَعْو وأَنشد دُرْنا ودَارَتْ بَكْرَةٌ نَخِيسُ لا ضَيْقةُ المَجْرى ولا مَرُوسُ وقد يكون الإِمْراسُ إِزالَةَ الرِّشاءِ عن مَجْراه فيكون بمعنيين متضادّين قال الجوهري وإِذا أَنْشَبْتَ الحَبْلَ بين البَكْرَة والقَعْو قلتَ أَمْرَسْتُه قال وهو من الأَضداد عن يعقوب قال الكميت سَتَأْتِيكم بُمُتْرَعَةٍ ذُعاقاً حِبالُكُمُ التي لا تُمْرِسُونا أَي لا تُنْشِبُونَها إِلى البَكْرة والقَعْو ومَرَسَ الدَّواءَ والخبزَ في الماء يَمْرُسُه مَرْساً أَنْقَعَه ابن السكيت المَرْسُ مصدر مَرَسَ التَّمر يَمْرُسُه ومَرَثَهُ يَمْرُثُهُ إِذا دَلَكَه في الماء حتى يَنْماثَ ويقال للتريد المَرِيسُ لأَن الخبزَ يُماتُ ومَرَسْتُ التَّمر وغيرَه في الماء إِذا أَنْقَعْتَه ومرثْتَه بيدك ومَرَس الصَّبيُّ إِصبعَه يَمْرُسُه لغة في مَرَثَه أَو لُثْغَةٌ ومَرَسْتُ يدي بالمنديل أَي مسحت وتَمَرَّسَ به وفي حديث عائشة رضي اللَّه عنها كنت أَمْرُسُه بالماء أَي أَدْلُكُه وأَذِيفُه وقد يطلق على الملاعبة وفي حديث عليّ كرم اللَّه وجهه زعم أَني كنت أُعافِسُ واُُمارِسُ أَي أُلاعب النساء والمَرْسُ السير الدائم وبيننا وبين الماء وبيننا وبين مكانِ كذا ليلَةٌ مَرَّاسَةٌ لا وتِيرَة فيها وهي الليلة الدَّائِبَةُ البَعيدة وقالوا أَخْرسُ أَمْرَسُ
( * قوله « أَخرس أَمرس » هكذا بالأَصل وفي شرح القاموس في مادة خرس وفيه هنا أَمرس أَملس ) فبالغُوا به كما يقولون شَحِيحٌ بَحِيحٌ ورواه ابن الأَعرابي ومَرِيسٌ من بُلْدانِ الصعيد والمَرِيسِيَّةُ الريح الجَنُوبُ التي تأْتي من قِبَلِ مَرِيسٍ قال أَبو حنيفة ومَرِيسٌ أَدنى بلاد النُّوبِ التي تلي أَرض أُسْوانَ هكذا حكاه مصروفاً والمَرْمَرِيس الأَمْلَسُ ذكره أَبو عبيدة في باب فَعْلَليل ومنه قولهم في صفة فرس والكَفَل المَرمَرِيس قال الأَزهري أَخذَ المَرْمَريس من المَرْمَرِ وهو الرُّخام الأَملس وكسعه بالسين تأْكيداً والمَرْمَريسُ الأَرض التي لا تُنْبِت والمَزمَرِيس الداهية والدَّرْدَبِيسُ قال وهو فَعْفَعِيل بتكرير الفاء والعين فيقال داهية مَرْمَرِيسٌ أَي شديدة قال محمد بن السريّ هي من المَراسَةِ والمَرْمَرِيسُ الدَّاهِي من الرجال وتحقيره مُرَيْرِيسٌ إِشعاراً بالثلاثيّة قال سيبويه كأَنهم حقَّروا مَرَّاساً قال ابن سيده وقال مَرْمَرِيتٌ فلا أَدْري لُغَة أَم لُثْغَة قال وقال ابن جني ليس من البعيد أَن تكون التاء بدلاً من السين كما أُبدلت منها في سِتٍّ وفيما أَنشد أَبو زيد من قول الشاعر يا قاتَلَ اللَّهُ بَني السَّعْلاتِ عَمْرَو بْنَ يَرْبُوعٍ شِرار النَّاتِ غَيْرَ أَعِفَّاءَ ولا أَكْياتِ فأَبدل السين تاء فإِن قلت فإِنا نجد لِمَرْمَرِيثٍ أَصلاً نختاره إِليه وهو المَرْتُ قيل هذا هو الذي دعانا إِلى أَنه يجوز أَن تكون التاء في مَرْمَرِيثٍ بدلاً من السين في مَرْمَرِيسٍ ولولا أَن معنا أَمْراتاً لقلنا إِن التاء فيه بدل من السين البتة كما قلنا ذلك في سِتٍّ والنَّاتِ وأَكْياتٍ والمِراسُ داء يأْخذ الإِبل وهو أَهون أَدوائها ولا يكون في غيرها عن الهجري وبنو مُرَيْسٍ وبنو مُمَارِس بَطْنان الجوهري عن يعقوب الْمَارَسْتَانُ بفتح الراء دار المَرْضَى وهو معرّب

مرجس
ابن الفَرَج المِرْجاس
( * قوله « المرجاس » هو بالكسر قاله شارح القاموس وعبارته مع المتن في برجس والبرجاس بالضم والعامة تكسره ) حجر يُرْمَى به في البئر ليُطَيِّبَ ماءَها ويَفتَحَ عيونها وأَنشد إِذا رَأَوْا كريهَةً يَرْمُونَ بي رَمْيَكَ بالمِرجاسِ في قَعْرِ الطَّوِي قال ووجدت هذا في أَشعار الأَزدي بالبِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِي والشعر لسعد بن المنتخر البارقي رواه المؤرج

مسس
مَسِسْتُه بالكسر أَمَسُّه مَسّاً ومَسيساً لَمَسْتُه هذه اللغة الفصيحة ومَسَسْتُه بالفتح أَمُسُّه بالضم لغة وقال سيبويه وقالوا مِسْتُ حذفوا فأَلقَوا الحركة على الفاء كما قالوا خِفْتُ وهذا النحو شاذ قال والأَصل في هذا عربي كثير قال وأَمَّا الذين قالوا مَسْتُ فشبهوها بلست الجوهري وربما قالوا مِسْتُ الشيء يحذفون منه السين الأُولى ويحولون كسرتها إِلى الميم وفي حديث أَبي هريرة لو رأَيْتُ الوُعُولَ تَجْرُشُ ما بين لابَتَيْها ما مِسْتُها هكذا روي وهي لغة في مَسْتُها ومنهم من لا يحوّل كسرة السين إِلى الميم بل يترك الميم على حالها مفتوحة وهو مثل قوله تعالى فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون يكسر ويفتح وأَصله ظَلِلْتُم وهو من شواذ التخفيف وأَنشد الأَخفش لابن مَغْرَاءَ مِسْنا السَّماء فَنِلْناها وَطَاءَلَهُمْ حتى رَأَوْا أُحُداً يَهْوِي وثَهْلانَا وأَمْسَسْتُه الشيء فَمَسَّه والمَسِيسُ المَسُّ وكذلك المِسِّيسَى مثل الخِصِّيصَى وفي حديث موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام ولم نجد مَسّاً من النَّصَب هو أَول ما يُحَسُّ به من التَّعب والمَسُّ مَسُّك الشيءَ بيدك قال اللَّه تعالى وإِن طلَّقْتُمُوهُنَّ من قَبْلِ أَن تُمَاسُّوهُنَّ وقرئ من قبل أَن تَمَسُّوهُنّ قال أَحمد بن يحيى اختار بعضهم ما لم تَمَسُّوهُنّ وقال لأَنَّا وجَدنا هذا الحرف في غير موضع من الكتاب بغير أَلف يَمْسَسْنِي بَشَرٌ فكل شيء من هذا الكتاب فهو فعل الرجل في باب الغشيان وفي حديث فتح خيبر فَمَسَّهُ بعذاب أَي عاقَبَه وفي حديث أَبي قتادة والمِيضَأَة فأَتيته بها فقال مَسُّوا منها أَي خذوا منها الماء وتوضَّؤُوا ويقال مَسِسْتُ الشيءَ أَمَسُّه مَسّاً لَمَسْتَه بيدك ثم استعير للأَخذ والضرب لأَنهما باليد واستعير للجماع لأَنه لَمْسٌ وللجُنون كأَن الجن مَسَّتْه يقال به مَسٌّ من جنون وقوله تعالى ولم يَمْسَسْني بَشَرٌ أَي لم يَمْسَسْني على جهة تزوُّجٍ ولم أَكُ بغيّاً أَي ولا قُرِبْتُ على غير حد التزوُّج وماسَّ الشيءُ مُمَاسَّةً ومِساساً لَقِيَه بذاته وتَمَاسَّ الجِرْمانِ مَسَّ أَحدُهما الآخر وحكى ابن جني أَمَسَّهُ إِياه فعدَّاه إِلى مفعولين كما ترى وخص بعض أَهل اللغة فرس مُمَسٌّ بِتَحْجيل أَراد مُمَسٌّ تَحْجيلاً واعتقد زيادة الباء كزيادتها في قراءة من قرأَ يُذْهِبُ بالأَبصار ويُنبِت بالدُّهن من تذكرة أَبي عليّ ورَحِمٌ ماسَّةٌ ومَسَّاسَةٌ أَي قَرَابَة قَرِيبة وحاجةٌ ماسَّة أَي مُهِمَّة وقد مَسَّتْ إِليه الحاجة ووجَدَ مَسَّ الحُمَّى أَي رَسَّها وبَدْأَها قبل أَن تأْخذه وتظهر وقد مَسَّتْه مَوَاسُّ الخَبَلِ والمَسُّ الجُنون ورجل مَمْسُوسٌ به مَسٌّ من الجُنون ومُسْمِسَ الرجلُ إِذا تُخُبِّطَ وفي التنزيل العزيز كالذي يَتَخَبَّطُه الشيطان من المَسِّ المَسُّ الجنون قال أَبو عمرو الماسُوسُ
( * قوله « الماسوس » هكذا في الأصل وفي شرح القاموس بالهمز وقوله المدلس هكذا بالأصل وفي شرح القاموس والمالوس ) والمَمْسُوس والمُدَلَّسُ كله المجنون وماءٌ مَسُوسٌ تََناولته الأَيدي فهو على هذا في معنى مفعول كأَنه مُسَّ حين تُنُووِل باليد وقيل هو الذي إِذا مَسَّ الغُلَّة ذَهَبَ بها قال ذو الإِصْبَع العَدْواني لوْ كُنْتَ ماءً كُنْتَ لا عَذْبَ المَذاقِ ولا مَسُوسا مِلْحاً بعِيدَ القَعْرِ قَدْ فَلَّتْ حِجارَتُهُ الفُؤُوسا فهو على هذا فعول في معنى فاعل قال شمر سئل أَعرابي عن رَكِيَّةٍ فقال ماؤها الشِّفاء المَسُوسُ الذي يَمسُّ الغُلَّة فيَشْفِيها والمَسُوس الماء العذب الصافي ابن الأَعرابي كل ما شفى الغَلِيلَ فهو مَسُوسٌ لأَنه يَمُسُّ الغُلَّةَ الجوهري المَسُوس من الماء الذي بين العذْبِ والمِلح وريقة مَسُوسٌ عن ابن الأَعرابي تذهب بالعطش وأَنشد يا حَبَّذا رِيقَتُكِ المَسُوسُ إِذْ أَنْتِ خَوْدٌ بادِنٌ شَمُوسُ وقال أَبو حنيفة كَلأ مسوسٌ نامٍ في الراعية ناجعٌ فيها والمَسُوسُ التِّرْياقُ قال كثيِّر فقَدْ أَصْبَحَ الرَّاضُونَ إِذ أَنْتُمُ بها مَسُوسُ البِلادِ يَشْتَكُونَ وبالَها وماء مَسُوسٌ زُعاقٌ يُحْرِق كل شيء بمُلوحته وكذلك الجمع ومَسَّ المرأَة وماسَّها أَتاها ولا مَساسَ أَي لا تَمَسَّني ولا مِساس أَي لا مُماسَّة وقد قرئ بهما وروي عن الفراء إِنه لَحَسَنُ المَسّ والمَسِيس جماع الرجلِ المرأَةَ وفي التنزيل العزيز إِنَّ لَك في الحَياةِ أَن تَقُولَ لا مِساس قرئ لا مَساسَ بفتح السين منصوباً على التَّبْرِئَة قال ويجوز لا مَساسِ مبني على الكسر وهي نفي قولك مَساسِ فهو نفي ذلك وبنيت مَساسِ
( * قوله « وبنيت مساس إلخ » كذا بالأصل ) على الكسر وأَصلها الفتح لمكان الأَلف فاختير الكسر لالتقاء الساكنين الجوهري أَما قول العرب لا مَساسِ مثل قَطامِ فإِنما بني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر وهو المَسُّ وقوله لا مَساس لا تخالط أَحداً حرم مخالطة السامريّ عقوبة له ومعناه أَي لا أَمَسّ ولا أُمَس ويكنى بالمساس عن الجماع والمُماسَّةُ كناية عن المباضَعَة وكذلك التَّمَاس قال تعالى من قبل أَن يَتَماسَّا وفي الحديث فأَصَبْت منها ما دون أَن أَمَسَّها يريد أَنه لم يجامعها وفي حديث أُم زرع زوجي المَسُّ مَسُّ أَرْنَب وصفَتْه بلين الجانب وحسن الخَلْقِ قال الليث لا مِساس لا مُماسَّة أَي لا يَمَسُّ بعضُنا بعضاً وأَمَسَّه شَكْوى أَي شكا إِليه أَبو عمرو الأَسْنُ لُعْبة لهم يسمونها المَسَّة والضَّبَطَة غيره والطَّريدةُ لعبة تسميها العامة المَسَّة والضَّبَطَة فإِذا وقعت يد اللاعب من الرَّجُلِ على بدنه رأْسه أَو كَتِفه فهي المَسَّة فإِذا وقعت على رجله فهي الأَسْنُ والمِسُّ النُّحاس قال ابن دريد لا أَدري أَعربي هو أم لا والمَسْمَسَة والمَسْماسُ اختلاط الأَمر واشتباهه قال رؤبة إِن كُنْتَ من أَمْرِكَ في مَسْماس فاسْطُ على أُمِّكَ سَطْوَ الماس خفف سين الماس كما يخففونها في قولهم مَسْتُ الشيءَ أَي مَسَسْتُه قال الأَزهري هذا غلط الماسِي هو الذي يُدْخل يده في حَياء الأُنثى لاستخراج الجنين إِذا نَشِب يقال مَسَيْتُها أَمْسِيها مَسْياً روى ذلك أَبو عبيد عن الأَصمعي وليس المَسْيُ من المَسِّ في شيء وأَما قول الشاعر أَحَسْنَ بِهِ فَهُنَّ إِلَيْه شُوسُ أَراد أَحْسَسْنَ فحذف إِحدى السينين فافهم

مطس
مَطَسَ العَذِرَة يَمْطِسُها مَطْساً رماها بِمَرَّةٍ والمَطْسُ الضرب باليد كالَّلطْم ومَطَسَه بيده يَمْطِسُه مَطْساً ضربه

معس
مَعَس في الحرب حمل ورجل مَعَّاسٌ ومُتَمَعّسٌ مِقْدام ومَعَسَ الأَدِيمَ ليَّنَه في الدّباغ وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم مرّ على أَسماء بنت عُمَيْسٍ وهي تَمْعَسُ إِهاباً لها وفي رواية مَنِيئَةً لها أَي تَدْبُغُ وأَصل المَعْس المَعْك والدَّلْكُ للجِلْد بعد إِدخاله في الدِّباغ ومَعَسَه مَعْساً دلَكَه دَلْكاً شديداً قال في وصف السيل والمطر حتى إِذا ما الغَيثُ قالَ رَجْسا يَمْعَسُ بالماء الجِواءَ مَعْسا وغَرَّقَ الصَّمَّانَ ماءً قَلْسا أَراد بقوله قال رَجْساً أَي يُصَوِّت بشدة وقْعِه وقالت السماءُ إِذا أَمطرت مطراً يُسمع صوته ويجوز أَن يريد صوت الرعد الذي في سحاب هذا المطر والصَّمَّان موضع بعينه والقَلْسُ الذي ملأَ الموضع حتى فاض والجواء مثل السَّحْبَلِ وهو الوادي الواسع قال الأَصمعي بعَثَت امرأَة من العرب بنتاً لها إِلى جارتها أَن ابعَثي إِليَّ بَنَفْسٍ أَو نَفْسَيْنِ من الدِّباغ أَمْعَسُ به مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ والمَنِيئَة المَدْبَغَة والنَفْسُ قدر ما يدبغ به من ورق القَرَظ والأَرْطَى ومَنِيئَةٌ مَعُوسٌ إِذا حركت في الدِّباغ عن ابن الأَعرابي وأَنشد يُخْرِجُ بَيْنَ النَّابِ والضُّرُوسِ حَمْراءَ كالمَنِيئَةِ المَعُوسِ يعني بالحمراء الشِّقْشِقَةَ شبَّهها بالمَنِيئَة المحركة في الدباغ والمَعْسُ الحركة وامْتَعَس تحرك قال وصاحِب يَمْتَعِسُ امْتِعاسا ومَعَسَ المرأَةَ مَعْساً نكحها وامْتَعَس العَرْفَجُ إِذا امتلأَت أَجوافه من حُجَنِه حتى تسود
( * قوله « حتى تسود » هكذا بالأصل وفي شرح القاموس حتى لا تسود )

مغس
المَغْسُ لغة في المَغْص وهو وجع وتقطيع يأْخذ في البطن وقد مَغَسَني بطْني ومغَسَه بالرُّمح مَغْساً طعَنه وامَّغَس رأْسه بنصْفَين من بياض وسواد اخْتَلَط وبطن مغُوس مقس مَقِسَتْ نفسُه بالكسر مقَساً وتمقَّست غَثَت وقيل تَقَزَّزَت وكَرِهَت وهو نحو ذلك قال أَبو زيد صادَ أَعرابيٌّ هامَةً فأَكلها فقال ما هذا ؟ فقيل سُمانى ففَثَتْ نفسُه فقال نَفْسي تَمَقَّسُ من سُماني الأَقْبُرِ أَبو عمرو مَقِسَتْ نفسي من أَمر كذا تَمْقَس فهي ماقِسَة إِذا أَنِفَت وقال مرة خَبُثَتْ وهي بمعنى لَقِسَتْ والمَقْس الجَوْب والخَرْق ومَقَس في الأَرض مَقْساً ذهب فيها أَبو سعيد مَقَسْتُه في الماء مَقْساً وَقَمَسْتُه قَمْساً إِذا غَطَطْتَه فيه غَطّاً وفي الحديث خرج عبد الرحمن بن زيد وعاصم بن عمر يَتَماقَسان في البحر أَي يَتَغاوَصان يقال مَقَسْتُه وقَمَسْتُه على القلب إِذا غَطَطْته في الماء امرأَة مَقَّاسَة طَوَّافة ومَقَّاس والمَقَّاس كلاهما اسم رجل

مقس
مَقِسَتْ نفسُه بالكسر مقَساً وتمقَّست غَثَت وقيل تَقَزَّزَت وكَرِهَت وهو نحو ذلك قال أَبو زيد صادَ أَعرابيٌّ هامَةً فأَكلها فقال ما هذا ؟ فقيل سُمانى ففَثَتْ نفسُه فقال نَفْسي تَمَقَّسُ من سُماني الأَقْبُرِ أَبو عمرو مَقِسَتْ نفسي من أَمر كذا تَمْقَس فهي ماقِسَة إِذا أَنِفَت وقال مرة خَبُثَتْ وهي بمعنى لَقِسَتْ والمَقْس الجَوْب والخَرْق ومَقَس في الأَرض مَقْساً ذهب فيها أَبو سعيد مَقَسْتُه في الماء مَقْساً وَقَمَسْتُه قَمْساً إِذا غَطَطْتَه فيه غَطّاً وفي الحديث خرج عبد الرحمن بن زيد وعاصم بن عمر يَتَماقَسان في البحر أَي يَتَغاوَصان يقال مَقَسْتُه وقَمَسْتُه على القلب إِذا غَطَطْته في الماء امرأَة مَقَّاسَة طَوَّافة ومَقَّاس والمَقَّاس كلاهما اسم رجل

مكس
المَكْسُ الجباية مَكَسَه يَمْكِسه مَكْساً ومكَسْتُه أَمْكِسه مَكْساً والمَكْسُ دراهم كانت تؤخذ من بائع السِّلَع في الأَسواق في الجاهلية والماكِسُ العَشَّار ويقال للعَشَّار صاحب مَكْسٍ والمَكْسُ ما يأْخذه العَشّار يقال مَكَسَ فهو ماكِسٌ إِذا أَخذ ابن الأَعرابي المَكْسُ دِرْهم كان يأْخذه المُصَدَّقُ بعد فراغه وفي الحديث لا يدخل صاحب مَكْسٍ الجنةَ المَكْسُ الضريبة التي يأْخذها الماكِسُ وأَصله الجباية وفي حديث ابن سيرين قال لأَنس تستعملني أَي على عُشُور الناس فأُماكِسُهم ويُماكِسوني قيل معناه تستعملني على ما يَنقص دِيني لما يخاف من الزيادة والنقصان في الأَخذ والترك وفي حديث جابر قال له أَترى إِنما ماكَسْتُك لآخذ جملَكَ المماكسة في البيع انتقاص الثمن واسْتِحطاطُهُ والمنابذة بين المتبايعين وفي حديث ابن عمر لا بأْس بالمُماكَسَة في البيع والمَكْس النقص والمَكْس انتقاص الثمن في البياعة ومنه أُخِذَ المَكَّاس لأَنه يَسْتَنْقِصُه قال جابر بن حُنَيٍّ الثعلبي أَفي كلِّ أَسْواقِ العِراقِ إِتاوَةٌ وفي كلِّ ما باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ ؟ أَلا يَنْتَهِي عَنّا مُلوك وتَتَّقي مَحارمَنا لا يَبُؤِ الدَّمُ بالدّمِ ؟ تَعاطَى المُلُوكُ السِّلْم ما قَصَدوا بنا وَلَيْسَ علينا قَتْلُهُم بمُحَرَّمِ الإِتاوَةُ الخرَاجُ والمَكْسُ ما يأْخذه العَشَّار يقول كلُّ من باع شيئاً أُخِذَ منه الخَراجُ أَو العُشر وهذا مما آنف منه يقول أَلا ينتهي عنا ملوك أَي لينتهِ عنا ملوك فإِنهم إِذا انتَهَوْا لم يَبُؤْ دم بدم ولم يقتل واحد بآخر فَيَبُؤْ مجزوم على جواب قوله أَلا ينتهي لأَنه في معنى الأَمر والبَوء القَوَد وقوله ما قصدوا بنا أَي ما رِكِبُوا بنا قَصْداً وقد قيل في الإِتاوة إِنها الرَّشْوة وقيل كل ما أُخذ بِكُرْه أَو قسِم على قوم من الجباية وغيرها إِتاوة وخص بعضهم به الرَّشْوَة على الماء وجمعها أُتًى نادر كأَنه جمع أُتْوَةٍ وفي قوله مكس درهم أَي نقصان درهم بعد وجوبه ومَكَسَ في البيع يَمْكِسُ بالكسر مَكْساً ومَكَسَ الشيءُ نقص ومُكِس الرجل نُقِص في بيع ونحوه وتماكس البيِّعان تشاحّا وماكَسَ الرجلَ مُماكسة ومِكاساً شاكَسه ومن دون ذلك مِكاسٌ وعِكاسٌ وهو أَن تأْخذ بناصيته ويأْخذ بناصيتك وماكِسِين وماكِسون موضع وهي قرية على شاطئ الفرات وفي النصب والخفض ماكسين

ملس
الملَس والمَلاسَة والمُلُوسة ضد الخُشونة والمُلُوسة مصدر الأَمْلَس مَلُسَ مَلاسَة وامْلاسَّ الشيء امْلِيساساً وهو أَمْلَس ومَلِيس قال عبيد بن الأَبرص صَدْق مِنَ الهِنْدِيِّ أُلْبِسَ جُنَّة لَحِقَتْ بِكَعْبٍ كالنَّواة مَلِيس ويقال للخمر مَلْساء إِذا كانت سَلِسَة في الحَلْق قال أَبو النجم بالقَهْوة المَلْساء مِنْ جِرْيالِها ومَلَّسَه غيْرُه تَمْلِيساً فتملس وامّلَس وهو انفعل فأُدغم وانْمَلَسَ في الأَمر إِذا أُفْلِتَ منه وملَّسْته أَنا وقوس ملساء لا شَقّ فيها لأَنها إِذا لم يكن فيها شق فهي ملساء وفي المثل هان على الأَمْلَسِ ما لاقى الدَّبِرْ والأَمْلَسُ الصحيح الظَّهر هَهنا والدَّبِرُ الذي قد دَبِرَ ظهره ورجُل مَلَسى لا يثبت على العَهْد كما لا يثبت الأَملس وفي المثل المَلَسى لا عُهْدَةَ له يُضْرب مثلاً للذي لا يُوثق بِوَفائه وأَمانته قال الأَزهري والمعنى واللَّه أَعلم ذو المَلَسى لا عهدة له ويقال في البيع مَلَسى لا عُهْدَة أَي قد انملس من الأَمر لا لَه ولا عليه ويقال أَبِيعُك المَلَسى لا عُهْدة أَي تَتَمَلَّس وتَتَفَلَّتُ فلا تَرْجع إِليَّ وقيل المَلَسى أَن يبيع الرجل الشيء ولا يضمن عُهْدَته قال الراجز لما رأَيت العامَ عاماً أَعْبَسا وما رُبَيْعُ مالِنا بالمَلَسى وذُو المَلَسى مثل السّلاَّل والخارِب يَسْرِق المتاع فيبيعه بدون ثمنه ويملِّس من فَوْرِه فيستخْفي فإِن جاء المستحق ووَجَدَ مالَه في يدِ الذي اشتراه أَخذه وبطل الثمن الذي فاز به اللصّ ولا يتهيأُ له أَن يرجع به عليه وقال الأَحمر من أَمثالهم في كراهة المعايب المَلَسَى لا عهدة له أَي أَنه خرج من الأَمر سالماً وانقضى عنه لا له ولا عليه والأَصل في الملسى ما تقدم وقال شمر والأَمالِيْسُ الأَرض التي ليس بها شجر ولا يَبِيس ولا كلأ ولا نبات ولا يكون فيها وَحْش والواحد إِمْلِيسٌ وكأَنه إِفْعِيْلٌ مِنَّ المَلاسَة أَي أَنّ الأَرض ملساء لا شيء بها وقال أَبو زيد فسماها مَلِيساً فإيَّاكم وهذا العِرْقَ واسْمُوا لِمَوْماة مآخِذُها مَلِيْس والمَلَس المكان المستوي والجمع أَملاس وأَمالِيْسُ جَمع الجمع قال الحُطَيْئَة وإِنْ لم يَكنْ إِلا الأَماليسُ أَصْبَحَتْ لها حُلَّق ضَرَّاتها شَكِراتُ والكثير مُلُوس وأَرض ملَسٌ ومَلَسى ومَلْساءُ وإِمْلِيسٌ لا تُنْبِت وسنة ملساءُ وجمعها أَمالِس وأَمالِيْسُ على غير قياس جَدْبَة ويقال مَلَّسْت الأَرض تمليساً إِذا أَجريت عليها المِمْلَقَة بعد إِثارتها والملاَّسة بتشديد اللام التي تسوى بها الأَرض ورُمّان إِمْليسٌ وإِمْلِيسِيّ حُلْو طيّب لا عَجَم له كأَنه منسوب إِليه وضَرَبَه على مَلْساء مَتْنِهِ ومُلَيْسائه أَي حيث استوى وتزلق والمُلَيْساء نصف النهار وقال رجل من العرب لرجُل أَكره أَن تزورني في المليساء قال لمَ ؟ قال لأَنه يَفُوت الغداء ولم يُهَيّإِ العَشاء والحُجَيْلاءُ موضع والغُمَيْصاءُ نجم
( * هذه الأَلفاظ الأربعة حشوٌ لا رابطة بينها وبين الكلام ) أَبو عمرو المُلَيْساء شهر صفر وقال الأَصمعي المُلَيْساء شهر بين الصَّفَرِيّة والشتاء وهو وقت تنقطع فيه المِيرة ابن سيده والمليساء الشهر الذي تنقطع فيه المِيرة قال أَفِينا تَسُوم السّاهِرِيّةَ بَعدَمَا بَدا لكَ من شَهْرِ المُلَيْساء كوْكب ؟ يقول أَتَعْرِض علينا الطِّيبَ في هذا الوقت ولا ميرة ؟ والمَلْسُ سَلّ الخُصْيَتَيْن ومَلَسَ الخُصْبَة يملُسها مَلْساً استلَّها بعروقها قال الليث خُصْيٌ مَمْلَوس ومَلَسْتُ الكبْشَ أَمْلُسه إِذا سَلَلْت خِّصْييه بعروقهما ويقال صَبِيٌّ مملوس ومَلَسَت الناقة تملُس مَلْساً أَسرعت وقيل الملْس السير السَّهل والشديد فهو من الأَضداد والمَلْس السَّوق الشديد قال الراجز عَهْدِي بأَظْعانِ الكَتُومِ تُمْلَس ويقال مَلَسْت بالإِبل أَملُس بها مَلْساً إِذا سُقتها سوقاً في خُفْية قال الراجز مَلْساً بِذَوْدِ الحَلَسِيِّ مَلْسا ابن الأَعرابي الملْس ضرب من السير الرقيق والمَلْس اللَّيّن من كل شيء قال والملامسة لِينُ المَلْمُوس أَبو زيد الملموس من الإِبل المِعْناق التي تراها أَول الإِبل في المرعى والمَوْرد وكلّ مَسِير ويقال خِمْس أَمْلَسُ إِذا كان مُتْعباً شديداً وقال المرّار يسير فيها القوم خِمْساً أَملَسَا ومَلَسَ الرجلُ يملُس ملساً إِذا ذهب ذهاباً سريعاً وأَنشد تملسُ فيه الريح كلّ مَمْلَس وفي الحديث أَنه بعَث رجُلاً إِلى الجن فقال له سِرْ ثلاثاً مَلْساً أَي سر سَيراً سَريعاً والمَلْس الخِفَّة والإِسراع والسَّوق الشديد وقد امّلَسَ في سَيْرِه إِذا أَسْرَعَ وحَقِيقَةُ الحديث سِرْ ثَلاثَ ليالٍ ذات مَلْسٍ أَو سِرْ ثلاثاً سيراً مَلْساً أَو أَنه ضربٌ من السَّير فَنَصَبَه على المَصْدَر وتملَّس من الأَمر تخلّص ومَلَسَ الشيءُ يملُس ملْساً وامّلس انْخَنَسَ سريعاً وامْتُلِس بَصَرُه اخْتُطِفَ وناقة مَلُوسٌ ومَلَسَى مثال سَمَجى وجَفَلى سريعة تمرّ مرّاً سريعاً قال ابن أَحمر مَلَسى يَمَانِيَة وشَيْخٌ هِمَّة مُتَقَطّع دُون اليَماني المُصْعِد أَي تَملُس وتَمْضي لا يَعْلَق بها شيء من سرعتها ومَلْسُ الظلامِ اختِلاطُه وقيل هو بعد المَلْث وأَتيته مَلْسَ الظلام ومَلْثَ الظلام وذلك حين يَخْتَلط الليل بالأَرض ويختلط الظلام يستعمل ظَرفاً وغير ظرف وروي عن ابن الأَعرابي اختلط المَلْسُ بالمَلْثِ والمَلْث أَوّل سواد المغرب فإِذا اشتدّ حتى يأْتي وقت العشاء الأَخيرة فهو المَلْس بالملث ولا يَتَمَيز هذا من هذا لأَنه قد دخل الملث في الملس والمِلْس حجر يجعل على باب الرَّداحَة وهو بيت يُبنى للأَسد تجعل لُحْمَتُه في مُؤَخِّرِه فإِذا دخل فأَخذها وقع هذا الحجر فسدّ الباب وتمَلَّس من الشَّراب صحا عن أَبي حنيفة

ملبس
المَلَنْبَس البئر الكثيرة الماء كالقَلَنْبَس والقَلَمَّس عُكْلِيَّة حكاها كراع

ممس
مامُوسَة من أَسماء النار قال ابن أَحمر تَطايَحَ الطلُّ عن أَردانها صُعُداً كما تَطايَح عن مامُوسَةَ الشَّرَر قيل أَراد بماموسةً النار وقيل هي النار بالرومية وجعلها معرفة غير منصرفة ورواه بعضهم عن مانوسة الشرر وقال ابن الأَعرابي المانوسة النار

منس
ابن الأَعرابي المَنَس النَّشاط والمَنْسة المُسِنَّة من كل شيء

موس
رجل ماسٌ مثل مالٍ خفيف طيَّاش لا يلتفت إِلى موعظة أَحد ولا يقبل قولَه كذلك حكى أَبو عبيد قال وما أَمْساه قال وهذا لا يوافق ماساً لأَن حرف العلة في قولهم ماسٌ عَيْنٌ وفي قولهم ما أَمساه لامٌ والصحيح أَنه ماسٍ على مثال ماشٍ وعلى هذا يصح ما أَمساه والمَوْس لغة في المَسْيِ وهو أَن يُدْخِلَ الراعي يده في رَحِم الناقة أَو الرَّمَكَةِ يمسُط ماءَ الفحل من رحمها اسِتْلآماً للفَحْل كراهِية أَن تحمِل له قال الأَزهري لم أَسمع المَوْس بمعنى المَسْيِ لغير الليث ومَيْسون فَيْعُول من مسَنَ أَو فَعْلُون من مَاسَ والمُوسَى من آلة الحديد فيمن جعلها فُعْلَى ومن جعلها من أَوْسَيْتُ أَي حَلَقْت فهو من باب وسى قال الليث المَوْس تأْسيس اسم المُوسَى الذي يحلق به قال الأَزهري جعل الليث موسى فُعْلى من المَوْس وجعل الميم أَصلية ولا يجوز تنوينه على قياسه ابن السكيت تقول هذه موسى جَيِّدة وهي فُعْلى عن الكسائي قال وقال الأُموي هو مذكر لا غير هذا موسى كما تَرَى وهو مُفْعَلٌ من أَوْسَيْتُ رأْسه إِذا حلقته بالمُوسَى قال يعقوب وأَنشد الفراء في تأْنيث الموسَى فإِن تَكُنِ المُوسَى جَرَتْ فَوْقَ بَطْنِها فَمَا وُضِعَتْ إِلا وَمَصّانُ قاعِد وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه كَتَبَ أَن يَقْتُلوا من جَرَت عليه المَواسِي أَي من نبتَتْ عانته لأَن المواسي إِنما تَجْرِي على من أَنْبَت أَراد من بَلَغ الحُلُم من الكُفَّار وموسى اسم النبي صلوات اللَّه على محمد نبينا وعليه وسلم عربيٌّ مُعَرَّبٌ وهو مُو أَي ماء وسا أَي شجر لأَن التابوت الذي فيه وجد بين الماء والشجر فسمي به وقيل هو بالعبرانية موسى ومعناه الجذب لأَنه جذب من الماء قال الليث واشتقاقه من الماء والساج فالمُو ماءٌ وسَا شجر
( * قوله « وسا شجر » مثله في القاموس ونقل شارحه عن ابن الجواليقي أَنه بالشين المعجمة ) لحال التابوت في الماء قال أَبو عمرو سأَل مَبْرَمان أَبا العباس عن موسى وصَرْفِه فقال إِن جعلته فُعْلى لم تَصْرفه وإِن جعلته مُفْعَلاً من أَوْسَيْتَه صرفته

ميس
المَيْس التَبَخْتُر ماسَ يَمِيسُ ميساً ومَيَساناً تَبَخْتَر واخْتالَ وغصن ميَّاسٌ مائِلٌ وقال الليث المَيْسُ ضَرْب من المَيَسانِ في تَبَخْتُرٍ وتَهادٍ كما تَمِيس العَروس والجمَل وربما ماس بهَوْدَجِه في مَشْيِه فهو يمِيس مَيَساناً وتَمَيَّس مثله قال الشاعر وإِني لَمِن قُنْعانِها حِينَ أَعْتَزِي وأَمْشي بها نحْوَ الوَغَى أَتَمَيَّس ورجلٌ ميَّاسٌ وجارِية ميَّاسة إِذا كانا يَتَبختران في مِشْيَتِهِما وفي حديث أَبي الدرداء تَدْخل قَيْساً وتَخْرج ميْساً ماسَ يَمِيسُ ميْساً إِذا تبختر في مَشْيِه وتَثَنَّى وامرأَة مُومِس ومُومِسَة فاجِرَةٌ جِهاراً قال ابن سيده وإِنما اخترت وضعه في ميس بالياء وخالفت ترتيب اللغويين في ذلك لأَنها صيغة فاعِل قال ولم أَجد لها فعلاً البَتَّة يجوز أَن يكون هذا الاسم عليه إِلا أَن يكون هذا الاسم عليه إلا أَن يكون من قولهم أَمَاسَتْ جِلْدها كما قالوا فيها خَريعٌ من التَخرُّع وهو التَّثَنِّي قال فكان يجب على هذا مُمِيسٌ ومُمِيسَة لكنهم قلبوا موضع العين إِلى الفاء فكأَنه أَيْمَسَتْ ثم صِيغ اسم الفاعل على هذا وقد يكون مُفْعِلاً من قولهم أَوْمَسَ العنبُ إِذا لانَ قال وهو مذكور في الواو قال ابن جني وربما سمَّوا الإِمَاءَ اللَّواتي للخدمة مومِسات والمَيْسُونُ الميَّاسة من النساء وهي المُخْتالة قال وهذا البناء على هذا الاشتقاق غير معلوم وهو من المثل الذي لم يحكه سيبويه كزيتون وحان كراع في باب فَيْعُول واشتقه من المَيْس قال ولا أَدري كيف ذلك لأَنه لا ينبغي كونه فَيْعُولاً وكونه مشتقّاً من المَيْسِ ومَيْسُونُ اسم امرأَة منه قال الحرث بن حِلِّزَة إِذْ أَحَلَّ العَلاةَ قُبَّةَ مَيْسُو نَ فأَدْنى دِيارِها العَوصاءُ وقد تقدم في ترجمة مَسَنَ فهو على هذا فَيْعُولٌ صحيح قال وباب مَيَسَ أَولى به لما جاء من قولهم مَيْسُونُ تَمِيسُ في مِشيتها ابن الأَعرابي مَيسانُ كوكب يكون بين المَعَرَّةِ والمَجَرَّةِ أَبو عمرو المَياسِينُ النجوم الزاهرة قال والمَيْسُونُ من الغلمان الحسَنُ الوجْهِ والحسن القدِّ قال أَبو منصور أَما مَيْسانُ اسم الكوكب فهو فَعْلانُ من ماسَ يَمِيسُ إِذا تبختر والمَيْس شجر تُعمل منه الرحال قال الراجز وشُعْبَتَا مَيسٍ بَراها إِسْكاف قال أَبو حنيفة المَيْسُ شجر عظام شبيه في نباته وورقه بالغَرَبِ وإِذا كان شابّاً فهو أَبيض الجَوْف فإِذا تقادم اسْوَدَّ فصار كالآبِنُوس ويَغْلُظُ حتى تُتَّخذ منه الموائد الواسعة وتتخذ منه الرحال قال العجاج ووصف المَطايا يَنْتُقْنَ بالقَوْمِ مِنَ التَّزَعُّلِ مَيْسَ عُمانَ ورِحالَ الإِسْحِلِ قال ابن سيده وأَخبرني أَعرابي أَنه رآه بالطائف قال وإِليه ينسب الزبيب الذي يسمى المَيْسَ والمَيْسُ أَيضا ضَرْبٌ من الكَرْمِ يَنْهَضُ على ساق بعض النهوض لم يَتَفَرَّع كلُّه عن أَبي حنيفة وفي حديث طَهْفَةَ بأَكْوارِ المَيْسِ هو شجر صُلْب تعمل منه أَكوار الإِبل ورحالها والمَيْسُ أَيضاً الخشبة الطويلة التي بين الثورين قال هذه عن أَبي حنيفة ومَيَّاسٌ فرس شَقِيقِ بنِ جَزْءٍ ومَيْسانُ ليلة أَرْبَعَ عَشرَةَ ومَيْسانُ بلد من كُوَرِ دَجْلَةَ أَو كُورَةٌ بسَواد العراق النسب إِليه مَيْسانيٌّ ومَيْسَنانيٌّ الأَخيرة نادرة وقال العجاج خَوْدٌ تخالُ رَيْطَها المُدَقْمَسا ومَيْسَنانيّاً لها مُمَيَّسَا يعني ثياباً تُنسج بِمَيْسانَ مُمَيَّسٌ مُذَيَّل له ذَيْل وقول العبد ومَا قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى مَيْسَنا نَ مُعْجِبَةٌ نَظَراً واتِّصافَا إِنما أَراد مَيْسانَ فاضطر فزاد النون النضر يسمى الوشب المَيْسُ شجرة مدورة تكون عندنا ببلخ فيها البعوض وقيل المَيْسُ شجرة وهو من أَجود الشجر وأَصْلبِه وأَصْلحِه لصنعة الرّحال ومنها تتخذ رحال الشأْم فلما كثر ذلك قالت العرب المَيْسُ الرَّحْلُ وفي النوادر ماسَ اللَّه فيهم المرض يَمِيسُه وأَمَاسَه فهو يُمِيسُه وبَسَّه وثَنَّه أَي كثَّره فيهما

نأمس
التَّأْمُوسُ يُهْمز ولا يهمز قُتْرةُ الصائد

نبس
نَبَسَ يَنْبِسُ نَبْساً هو أَقل الكلام وما نَبَس أَي ما تحركَتْ شفتاه بشيء وما نَبَسَ بكلمة أَي ما تكلم وما نَبَّس أَيضاً بالتشديد قال الراجز إِن كُنْت غيرَ صائدِي فَنبِّس وفي حديث ابن عمر في صفة أَهل النار فما يَنبِسيون عند ذلك ما هو إِلا الزَّفِيرُ والشَّهِيقُ أَي ما ينطقون وأَصل النَّبْسِ الحركة ولم يستعمل إِلا في النفي ورجل أَنْبَسُ الوجْه عابِسُه ابن الأَعرابي النُّبُسُ المُسْرِعُون في حوائجهم والنُّبُسُ النَّاطقون يقال ما نَبَس ولا رَتَمَ وقال ابن أَبي حفصة فلم يَنْبِسُ رَوبَةً حين اشتدّت السُّرَى ابن عبد اللَّه أَي لم ينطق ابن الأَعرابي السِّنْبِسُ السّريع وسَنْبَسَ إِذا أَسرع يُسَنْبِسُ شَنْبَسَةً قال ورأَت أُم سِنْبِسٍ في النوم قبل أَن تلده قائلاً يقول لها إِذا ولدت سِنْبِساً فأَنْبِسِي أَنْبِسِي أَي أَسْرعي قال أَبو عمر الزاهد السين في أَوّل سنْبس زائدة يقال نَبَسَ إِذا أَسرع قال والسين من زوائد الكلام قال ونَبَسَ الرجل إِذا تكلم فأَسرع وقال ابن الأَعرابي أَنْبَسَ إِذا سكت ذلأً

نبرس
النِّبْراسُ المِصْباح والسِّراج وقد تقدم أَنه ثلاثي مشتق من البِرْسِ الذي هو القطن والنِّبْراس السِّنان العريض وابن نِبْراس رجل عن ابن الأَعرابي وأَنشد اللَّهُ يَعْلَمُ لولا أَنَّني فَرِقٌ مِن الأَميرِ لعَاتَبْتُ ابنَ نِبْراس

نتس
نَتَسَه يَنْتِسُهُ نَتْساً نَتَفَه

نجس
النَّجْسُ والنِّجْسُ والنَّجَسُ القَذِرُ من الناس ومن كل شيء قَذِرْتَه ونَجِسَ الشيءَ بالكسر يَنْجَسُ نَجَساً فهو نَجِسٌ ونَجَسٌ ورجل نَجِسٌ ونَجَسٌ والجمع أَنْجاسٌ وقيل النَّجَسُ يكون للواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد رجل نَجَسٌ ورجلان نَجَسٌ وقوم نَجَسٌ قال اللَّه تعالى إِنما المشركون نَجَسٌ فإِذا كَسَرُوا ثَنَّوْا وجَمَعوا وأَنَّثوا فقالوا أَنْجاسٌ ونِجْسَةٌ وقال الفرّاء نَجَسٌ لا يجمع ولا يؤنث وقال أَبو الهيثم في قوله إِنما المشركون نَجَسٌ أَي أَنْجاسٌ أَخباث وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم كان إِذا دخل الخلاء قال اللهم إِني أَعوذ بك من النَّجْسِ الرِّجْس الخَبيثِ المُخْبِث قال أَبو عبيد زعم الفرّاء أَنهم إِذا بدؤوا بالنجس ولم يذكروا الرجس فتحوا النون والجيم وإِذا بدؤوا بالرجس ثم أَتبعوه بالنجس كَسَروا النون فهم إِذا قالوه مع الرجس أَتبعوه إِياه وقالوا رِجْسٌ نِجْسٌ كسروا لِمَكان رجس وثَنَّوا وجمعوا كما قالوا جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ فإِذا أَفردوا قالوا بالطَّم ففتحوا وأَنْجَسَه غيرُه ونَجَّسه بمعنى قال ابن سيده وكذلك يعكسون فيقولون نِجْس رِجْسٌ فيقولونها بالكسر لمكان رِجْسٍ الذي بعده فإِذا أَفردوه قالوا نَجَسٌ وأَما رِجْسٌ مفرداً فمكسور على كل حال هذا على مذهب الفرّاء وهي النَّجاسة وقد أَنْجَسه وفي الحديث عن الحسن في رجل زنى بامرأَة تزوجها فقال هو أَنْجَسَها وهو أَحق بها والنَّجِسُ الدَّنِس وداء نجِسٌ وناجِسٌ ونَجِيسٌ وعَقامٌ لا يبرأُ منه وقد يوصف به صاحب الداء والّنَجْس اتخاذ عُوذَةٍ للصبي وقد نَجَّس له ونَجَّسَه عَوّذَه قال وجارِيَةٍ مَلْبونَةٍ ومُنَجِّسٍ وطارِقَةٍ في طَرْقِها لم تُسَدَّد
( * هذا البيت ورد في أَساس البلاغة على هذه الصورة وحازيةٍ ملبوسةٍ ومنجَّسِ وطارقةِ في طرقِها لم تُشدّدِ )
يصف أَهل الجاهلية أَنهم كانوا بين متَكَهِّنٍ وحَدَّاس وراقٍ ومنَجِّس ومتَنَجِّم حتى جاء النبي صلى اللَّه عليه وسلم والنَّجاس التعويذ عن ابن الأَعرابي قال كأَنه الاسم من ذلك ابن الأَعرابي من المَعاذات التَّمِيمة والجُلْبَة والمنَجِّسة ويقال للمُعَوَّذِ مُنَجَّس قال ثعلب قلت له المُعَوَّذ لِمَ قيل له منَجَّس وهو مأْخوذ من النجاسة ؟ فقال إِن للعرب أَفعالاً تخالف معانيها أَلفاظها يقال فلان يتنجس إِذا فعل فعلاً يخرج به من النجاسة كما قيل يَتَأَثَّم ويَتَحَرَّجُ ويَتَحَنَّثُ إِذا فعل فعلاً يخرج به من الإِثْمِ والحَرَج والحِنْث الجوهري والتَّنْجِيسُ شيء كانت العرب تفعله كالعوذة تدفع بها العين ومنه قول الشاعر وعَلَّقَ أنْجاساً عليَّ المُنَجِّس
( * قوله « وعلق إلخ » صدره كما في شرح القاموس وكان لدي كاهنان وحارث )
الليث المُنَجَّسُ الذي يعلَّق عليه عظام أَو خرق ويقال للمُعَوِّذ منَجِّس وكان أَهل الجاهلية يعلِّقون على الصبيّ ومن يخاف عليه عيون الجن الأَقْذارَ من خِرَقِ المَحِيض ويقولون الجن لا تقربها ابن الأَعرابي النُّجُسُ المعَوَّذون والجُنُس المياه الجامدة والمَنْجَسُ جليدة توضع على حز الوَتَر

نحس
النَّحْسُ الجهد والضُّر والنَّحْسُ خلاف السَّعْدِ من النجوم وغيرها والجمع أَنْحُسٌ ونُحوسٌ ويوم ناحِسٌ ونَحْسٌ ونَحِسٌ ونَحِيسٌ من أَيام نَواحِس ونَحْساتٍ ونَحِساتٍ من جعله نعتاً ثقّله ومن أَضاف اليوم إِلى النَّحْسِ فبالتخفيف لا غير ويوم نَحْسٌ وأَيام نَحْسٌ وقرأَ أَبو عمرو فأَرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أَيام نَحْساتٍ قال الأَزهري هي جمع أَيام نَحْسَة ثم نَحْسات جمع الجمع وقرئت في أَيام نَحِساتٍ وهي المشؤومات عليهم في الوجهين والعرب تسمي الريح الباردة إِذا دَبِرَتْ نَحْساً وقرئ قوله تعالى في يومٍ نَحْسٍ على الصفة والإضافةُ أَكثرُ وأَجودُ وقد نَحِسَ الشيءُ فهو نَحِسٌ أَيضاً قال الشاعر أَبْلِغْ جُذاماً ولَخْماً أَنَّ إِخْوَتَهُمْ طَيّاً وبَهْراءَ قَوْمٌ نَصْرُهُمْ نَحِسُ ومنه قيل أَيام نَحِسات والنَّحْسُ الغُبار يقال هاج النَّحْسُ أَي الغبار وقال الشاعر إِذا هاجَ نَحْسٌ ذو عَثانِينَ والتَقَتْ سَباريتُ أَغْفالٍ بها الآلُ يمضح وقيل النَّحْسُ الرِّيح ذات الغُبار وقيل الرِّيح أَيّاً كانت وأَنشد ابن الأَعرابي وفي شَمُولٍ عُرِّضتْ للنَّحْسِ والنَّحْسُ شدة البَرْد حكاه الفارسي وأَنشد لابن أَحمر كأَنَّ مُدامَةً عُرِضَتْ لِنَحْسٍ يُحِيلُ شَفِيفُها الماءَ الزُّلالا وفسره الأَصمعي فقال لِنَحْسٍ أَي وُضِعت في ريح فَبَرَدَت وشَفِيفُها بَرْدها ومعنى يُحِيل يَصُب يقول بردها يصب الماء في الحلق ولولا بردها لم يشرب الماء والنِّحاسُ والنُّحاس الطَّبيعة والأَصل والخَلِيقَة ونِحاسُ الرجل ونُحاسه سَجِيَّته وطَبيعته يقال فلان كريم النِّحاس والنُّحاس أَيضاً بالضم أَي كريم النِّجار قال لبيد يا أُيُّها السَّائلُ عن نِحاسِي قال النّحاس
( * هكذا بالأصل )
وكَمْ فِينا إِذا ما المَحْلُ أَبْدى نِحاسَ القَوْمِ من سَمْحٍ هَضُومِ والنِّحاسُ ضَرْبٌ من الصُّفْر والآنية شديدُ الحمرة والنُّحاس بضم النون الدُّخانُ الذي لا لهب فيه وفي التنزيل يُرْسَل عليكما شُواظٌ من نار ونُحاس قال الفراء وقرئ ونِحاسٍ قال النُّحاسُ الدُّخان قال الجعدي يُضِيءُ كَضَوْء سِراجٍ السَّلِي طِ لَمْ يَجْعَل اللَّهُ فيه نُحاسا قال الأَزهري وهو قول جميع المفسرين وقال أَبو حنيفة النُّحاس الدُّخان الذي يعلو وتَضْعُف حرارته ويخلص من اللهب ابن بُزُرج يقولون النُّحاس بالضم الصُّفْر نفسه والنِّحاس مكسور دخانه وغيره يقول للدُّخان نُحاسٌ ونَحَّسَ الأَخْبار وتَنَحَّسَها واسْتَنْحَسَها تَنَدَّسَها وتَجَسَّسَها واسْتَنْحَسَ عنها طلبها وتَتَبَّعَها بالاستخبار يكون ذلك سرّاً وعلانية وفي حديث بدر فجعل يَتَنَحَّس الأَخبار أَي يَتَتَبَّع وتَنَحَّس النصارى تركوا أَكل الحيوان قال ابن دريد هو عربي صحيح ولا أَدري ما أَصله

نخس
نَخَسَ الدَّابَّةَ وغيرها يَنْخُسُها ويَنْخَسُها ويَنْخِسُها الأَخيرتان عن اللحياني نَخْساً غَرَزَ جنبها أَو مؤخّرها بعود أَو نحوه وهو النَّخْسُ والنَّخَّاسُ بائع الدواب سمي بذلك لنَخْسِه إِياها حتى تَنْشَط وحِرْفته النِّخاسة والنَّخاسة وقد يسمى بائعُ الرقيق نَخَّاساً والأَول هو الأصل والنَّاخِسُ من الوعول الذي نَخَسَ قَرْناه استَه من طولهما نَخَسَ يَنْخُسُ نَخْساً ولا سِنّ فوق النَّاخِس التهذيب النَّخوسُ من الوُعول الذي يطول قرناه حتى يَبلغا ذَنبه وإِنما يكون ذلك في الذكور وأَنشد يا رُبَّ شَاةٍ فارِدٍ نَخُوسِ ووَعْلٌ ناخِسٌ قال الجعدي وَحَرْب ضَرُوس بِهَا ناخِسٌ مَرَيْتُ بِرُمْحِي فكان اعْتِساسَا وفي حديث جابر أَنه نَخَسَ بعيره بِمِحْجَنٍ وفي الحديث ما من مولود إِلا نَخَسَه الشيطان حين يُولدُ إِلا مَرْيم وابنها والنَّاخِسُ جرب يكون عند ذَنب البعير بعِير مَنْخُوسٌ واسْتَعار ساعدةُ ذلك للمرأَة فقال إِذا جَلَسَتْ في الدَّار حَكَّتْ عِجَانَها بِعُرْقُوبِها مِنْ ناخِسٍ مُتَقَوّب والنَّاخِسُ الدَّائرة التي تكون على جاعِرتَي الفرس إِلى الفَائلَتَينِ وتُكره وفرس مَنْخُوسٌ وهو يُتَطَيَّر به الصحاح دائرة النَّاخِسِ هي التي تكون تحت جاعِرَتَي الفرس التهذيب النِّخاس دائرتان تكونان في دائرة الفَخِذَين كدائر كتِف الإِنسان والدابة مَنْخُوسَةً يُتَطَيَّر منها والنَّاخِسُ ضاغِطٌ يصيب البعير في إِبطه ونِخاسَا البيت عَمُوداه وهما في الرُّوَاق من جانبي الأَعْمِدَة والجمع نُخُسٌ والنِّخاسة والنِّخاس شيء يُلْقَمُه خرق البكْرة إِذا اتسعت وقَلِقَ مِحْوَرها وقد نَخَسَها يَنْخَسُها ويَنْخُسُها نَخْساً فهي مَنْخُوسة ونَخِيس وبكرة نَخِيسٌ اتسع ثُقْب مِحْورها فَنُخِسَتْ بِنِخاس قال دُرْنا ودارتُ بَكْرَةٌ نَخِيسُ لا ضَيْقَةُ المَجْرى ولا مَرُوسُ وسئل أَعرابي بنَجْد من بني تميم وهو يستقي وبَكْرتُه نَخِيسٌ قال السائل فوضعت إِصبعي على النِّخاسِ وقلت ما هذا ؟ وأَردت أَن أَتَعرَّف منه الحاء والخاء فقال نِخاسٌ بخاء معجمة فقلت أَليس قال الشاعر وبَكْرة نِحاسُها نُحَاسُ فقال ما سمعنا بهذا في آبائنا الأَولين أَبو زيد إِذا اتسعت البَكْرة واتسع خرقها عنها
( * قوله « عنها » عبارة القاموس عن المحور ) قيل أَخْقَّتْ إِخْقَاقاً فَانْخَسُوها وانْخِسوها نَخْساً وهو أَن يُسَدَّ ما اتسع منها بخشبة أَو حجر أَو غيره الليث النِّخاسَةُ هي الرُّقْعَةُ تدخل في ثُقْب المِحْوَرِ إِذا اتسع الجوهري النَّخِيس البَكْرة يتسع ثقبها الذي يجري فيه المحور مما يأْكله المحور فيَعْمِدُونَ إِلى خشبة فيَثْقُبُونَ وسطها ثم يُلْقمونها ذلك الثقب المتسع ويقال لتلك الخشبة النِّخاس بكسر النون والبكرة نَخِيسٌ أَبو سعيد رأَيت غُدْراناً تناخَسُ وهو أَن يُفْرِغَ بعضُها في بعض كتناخس الغنم إِذا أَصابها البرد فاستدفأَ بعضها ببعض وفي الحديث أَن قادماً قدم عليه فسأَله عن خِصْبِ البلاد فحدَّثه أَن سحابة وقعت فاخْضَرَّ لها الأَرضُ وفيها غُدُرٌ تناخَسُ أَي يَصُبُّ بعضها في بعض وأَصل النَّخْسِ الدفع والحركة وابن نَخْسَةٍ ابن الزانية التهذيب ويقال
( * قوله « ويقال إلخ » القاموس وشرحه وابن نخسة بالكسر أَي ابن زنية وفي التكملة مضبوط بالفتح ) لابن زَنية ابن نخسة قال الشماخ أَنا الجِحاشِيُّ شَمَّاخٌ وليس أَبي لِنَخْسَةٍ لدَعِيٍّ غَيْرٍ مَوْجُودِ
( * قوله « لنخسة » كذا بالأصل وأَنشده شارح القاموس والأساس بنخسة )
أَي متروك وحده ولا يقال من هذا وحده ونَخَسَ بالرجل هَيَّجه وأَزعجه وكذلك إِذا نَخَسُوا دابَّته وطردوه وأَنشد النَّاخِسينَ بِمَرْوانَ بِذِي خَشبٍ والمُقْحِمينَ بعُثمانَ على الدَّارِ أَي نَخَسُوا به من خلفه حتى سَيَّروه من البلاد مطروحاً والنَّخِيسة لَبن المَعَز والضَّأْن يخلط بينهما وهو أَيضاً لبن الناقة يخلط بلبن الشاة وفي الحديث إِذا صب لبن الضأْن على لبن الماعز فهو النَّخِيسة والنَخِيسَة الزبدة

ندس
النَّدْسُ الصوت الخفي ورجل نَدُسٌ ونَدْسٌ ونَدِسٌ أَي فَهِمٌ سريع السمع فَطِن وقد نَدِسَ بالكسر يَنْدَسُ نَدَساً وقال يعقوب هو العالم بالأُمور والأَخبار الليث النَّدْس السريع الاستماع للصوت الخفي قال السيرافي والنَّدُسُ الذي يخالط الناس ويخف عليهم قال سيبويه الجمع نَدُسون ولا يُكسَّر لقلة هذا البناء في الأَسماء ولأَنه لم يتمكن فيها للتكسير كَفَعِلٍ فلما كان كذلك وسهلت فيه الواو والنون تركوا التكسير وجمعوه بالواو والنون ابن الأَعرابي تَنَدَّسْتُ الخبر وتَجَسَّسْتُه بمعنى واحد وتَنَدَّسَ عن الأَخبار
( * قوله « وتندس عن الأَخبار إلخ » عبارة الجوهري نقلاً عن أَبي زيد تندست الأَخبار وعن الأَخبار إِذا تخبرت عنها من حيث إلخ ) بحث عنها من حيث لا يعلم به مثل تحدَّست وتنطَّست والندَس الفِطْنة والكَيْس الأَصمعي الندْس الطعْن قال جرير نَدَسْنا أَبا مَنْدُوسَةَ الْقَيْنَ بِالقَنَا ومَارَ دَمٌ مِنْ جارِ بَيْبَةَ ناقِعُ والمُنادَسَةُ المُطاعَنَةُ ونَدَسَه نَدْساً طعنه طعناً خفيفاً ورِماحٌ نَوادِسُ قال الكميت ونَحْنُ صَبَحْنا آل نَجْرانَ غارَةً تَمِيمَ بْنَ مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادِسا ونَجْرانُ مدينة بناحية اليمن يريد أَنهم أَغاروا عليهم عند الصباح وتميم بن مر منصوب على الاختصاص لقوله نحن صبحنا كقول آخر نَحْنُ بَنِي ضَبَّةَ أَصْحابُ الجَمَل وكقول النبي صلى اللَّه عليه وسلم نَحْنُ مَعاشِرَ الأَنْبِياء لا نَرِثُ ولا نُورَثُ ولا يجوز أَن يكون تميم بدلاً من آل نجران لأَن تميماً هي التي غزت آل نجران وفي حديث أَبي هريرة أَنه دخل المسجد وهو يَنْدُسُ الأَرضَ بِرِجْلِهِ أَي يضرب بها ونَدَسَه بِكَلِمَة أَصابه عن ابن الأَعرابي وهو مَثَلٌ بقولهم نَدَسَهُ بالرمح وتَنَدَّسَ ماءُ البئر فاض من جوانبها والمِنْداسُ المرأَة الخفيفة ومن أَسماء الخنفساء المَنْدُوسَة والفاسِياء

نرس
النِّرْسِيانُ ضرب من التمر يكون أَجوده وفي التهذيب نِرْسِيان واحدته نِرْسِيانَة وجعله ابن قُتَيبة صفة أَو بدلاً فقال تمرة نِرْسيانة بكسر النون ونَرْسٌ موضع قال ابن دريد لا أَحسبه عربيّاً الأَزهري في سواد العراق قرية يقال لها نَرْسٌ تحمل منها الثياب النَّرْسِيَّة قال وليس واحد منها عربيّاً قال وأَهل العراق يضربون الزبد بالنِّرْسِيان مثلاً لما يُسْتطاب

نرجس
النَّرْجِسُ بالكسر من الرياحين معروف وهو دخيل ونِرْجِس أَحْسَن إِذا أُعْرِبَ وذكره ابن سيده في الرباعي بالكسر وذكره في الثلاثي بالفتح في ترجمة رجس

نسس
النَّسُّ المَضاءُ في كل شيء وخص بعضهم به السرعة في الوِرْدِ قال سَوْقي حُدائي وصَفيري النَّسُّ الليث النس لزوم المَضاء في كل أَمر وهو سرعة الذهاب لوِرْدِ الماء خاصة وبَلَد تُمْسي قَطاهُ نُسَّا قال الأَزهري وهم الليث فيما فَسَّر وفيما احتج به أَما النَّسُّ
( * قوله « أَما النس إلخ » لم يأت بمقابل أَما وهو بيان الوهم فيما احتج به وسيأتي بيانه عقب إِعادة الشطر المتقدم ) فإِن شمراً قال سمعت ابن الأَعرابي يقول النَّس السوق الشديد والتَّنْساس السير الشديد قال الحطيئة وقَدْ نَظَرْتُكمُ إِيناءَ صادِرَةٍ لِلْخِمْسِ طال بها حَوْزي وتَنْساسي لَمّا بَدا ليَ مِنْكُم عَيْبُ أَنْفُسِكُمْ ولم يَكُنْ لِجِراحي عِنْدَكُمْ آسِي أَزْمَعْتُ أَمْراً مُرْيِحاً من نَوالِكُمُ ولَنْ تَرى طارِداً لِلْمَرْءِ كالْياسِ
( * لهذه الأبيات رواية أِخرى تختلف عن هذه الرواية )
يقول انتظرتكم كما تَنْتظر الإِبلُ الصادرة التي ترد الخِمْس ثم تُسْقى لتَصْدُر والإِيناءُ الانتظار والصادرة الراجعة عن الماء يقول انتظرتكم كما تَنْتظرُ هذه الإِبلُ الصادرةُ الإِبل الخوامسَ لتشرب معها والحَوْز السوق قليلاً قليلاً والتَّنْساس السوق الشديد وهو أَكثر من الحَوْز ونَسْنَس الطائر إِذا أَسرع في طَيَرانِه ونَسَّ الإِبل يَنُسُّها نَسّاً ونَسْنَسَها ساقها والمِنَسَّةُ منه وهي العصا التي تَنُسُّها بها على مِفْعَلةٍ بالكسر فإِن همزت كان من نَسَأْتُها فأَما المِنْسَأَة
( * قوله « فان همزت إلخ وقوله فأَما المنسأة إلخ » كذا بالأَصل )
التي هي العصا فمن نَسَأْتُ أُ سُقْتُ وقال أَبو زيد نَسَّ الإِبلَ أَطلقها وحَلَّها الكسائي نَسَسْتُ الناقةَ والشاة أَنُسُّها نَسّاً إِذا زجرتها فقلت لها إِسْ إِسْ وقال غيره أَسَسْتُ وقال ابن شميل نَسَّسْتُ الصبي تَنْسِيساً وهو أَن تقول له إِسْ إِسْ ليبولَ أَو يَخْرَأَ الليث النَّسِيسَةُ في سرعة الطَيران يقال نَسْنَسَ ونَصْنَصَ والنَّسُّ اليُبْس ونَسَّ اللحمُ والخبزُ يَنُسُّ ويَنِسُّ نُسُوساً ونَسِيساً يبس قال وبَلَد تُمْسِي قَطاهُ نُسَّا أَي يابسة من العطش والنَّسُّ ههنا ليس من النَّسِّ الذي هو بمعنى السوق ولكنها القطا التي عطشت فكأَنها يَبِست من شدة العطش ويقال جاءنا بخبز ناسٍّ وناسَّةٍ
( * قوله « ناس وناسة » كذا بالأصل ) وقد نَسَّ الشيءُ يَنُسُّ ويَنِسُّ نَسّاً وأَنْسَسْتُ الدابة أَعطشتها وناسَّةٌ والنَّاسَّة الأَخيرة عن ثعلب من أَسماء مكة لقلة مائها وكانت العرب تسمي مكة النَّاسَّة لأَن من بغى فيها أَو أَحدث فيها حدثاً أَخرج عنها فكأَنها ساقته ودفعته عنها وقال ابن الأَعرابي في قول العجاج حَصْبَ الغُواةِ العَوْمَجَ المَنْسُوسا قال المَنْسُوسُ المطرود والعَوْمَجُ الحية والنَّسِيسُ المَسوق ومنه حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه كان يَنُسُّ أَصحابه أَي يمشي خلفهم وفي النهاية وفي ضفته صلى اللَّه عليه وسلم كان يَنُسُّ أَصحابه أَي يسوقهم يقدِّمهم ويمشي خلفهم والنَّسُّ السوق الرقيق وقال شمر نَسْنَسَ ونَسَّ مثل نَشَّ ونَشْنَشَ وذلك إِذا ساق وطرد وحديث عمر كان يَنُسُّ الناس بعد العشاء بالدِّرَّة ويقول انصرفوا إِلى بيوتكم ويروى بالشين وسيأْتي ذكره ونَسَّ الحطبُ يَنِسُّ نُسُوساً أَخرجت النار زَبَدَه على رأْسه ونَسِيسه زَبَدُه وما نَسَّ منه والنَّسِيسُ والنَّسِيسَة بقية النَّفْسِ ثم استعمل في سِواه وأَنشد أَبو عبيد لأَبي زبيد الطائي يصف أَسداً إِذا عَلِقَتْ مَخالِبُه بِقِرْنٍ فَقَدْ أَوْدى إِذا بَلَغَ النَّسِيس كأَنَّ بنحره وبمنكبيه غَبِيراً باتَ تَعْبَؤُهُ عَرُوس وقال أَراد بقية النفس بقية الروح الذي به الحياة سمي نَسيساً لأَنه يساق سوقاً وفلان في السِّياق وقد ساق يَسُوق إِذا حَضَرَ رُوحَه الموتُ ويقال بلغ من الرجل نَسِيسُه إِذا كان يموت وقد أَشرف على ذهاب نَكِيثَتِه وقد طُعِنَ في حَوْصِه مثله وفي حديث عمر قال له رجل شَنَقْتُها بِجَبُوبَة حتى سكن نَسِيسُها أَي ماتت والنَّسِيسُ بقية النفس ونَسِيس الإِنسانِ وغيره ونَسْناسه جميعاً مجهوده وقيل جهده وصبره قال ولَيْلَةٍ ذاتِ جَهامٍ أَطْباقْ قَطَعْتُها بِذاتِ نَسناسٍ باقْ النَّسْناسُ صبرها وجهدها قال أَبو تراب سمعت الغنوي يقول ناقة ذات نَسْناسٍ أَي ذات سير باقٍ وقيل النَّسِيسُ الجهد وأَقصى كل شيء الليث النَّسِيسُ غاية جهد الإِنسان وأَنشد باقي النَّسِيسِ مُشْرِفٌ كاللَّدْنِ ونَسَّت الجُمَّةُ شَعِثَتْ والنَّسْنَسَةُ الضعف والنِّسْناس والنَّسْناس خَلْقٌ في صورة الناس مشتق منه لضعف خلقهم قال كراع النِّسْناسُ والنَّسناس فيما يقال دابة في عِدادِ الوحش تصاد وتؤكل وهي على شكل الإِنسان بعين واحدة ورجل ويد تتكلم مثل الإِنسان الصحاح النِّسْناس والنَّسْناس جنس من الخلق يَثبُ أَحَدُهم على رِجْلٍ واحدةٍ التهذيب النِّسْناسُ والنَّسْناس خَلْق على صورة بني آدم أَشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء وليسوا من بني آدم وقيل هم من بني آدم وجاء في حديثٍ أَنَّ حَيّاً من قوم عاد عَصَوْا رسولهم فمسخهم اللَّه نَسْناساً لكل إِنسان منهم يد ورجل من شِقٍّ واحد يَنْقُزُون كما يَنْقُزُ الطائر ويَرْعَوْن كما ترعى البهائم ونونها مكسورة وقد تفتح وفي الحديث عن أَبي هريرة قال ذهب الناس وبقي النِّسْناسُ قيل مَنِ النِّسْناسُ ؟ قال الذين يتشبهون بالناس وليسوا من الناس وقيل هم يأْجوج ومأْجوج ابن الأَعرابي النُّسُسُ الأُصول الرديّئَة وفي النوادر ريح نَسْناسَةٌ وسَنْسَانَةٌ بارِدَةٌ وقد نَسْنَسَتْ وسَنْسَنَتْ إِذا هبت هبوباً بارداً ويقال نَسْناسٌ مِن دُخان وسَنْسانٌ يريد دخان نار والنَّسِيسُ الجوع الشديد والنِّسْناسُ بكسر النون الجوع الشديد عن ابن السكيت وأَما ابن الأَعرابي فجعله وصفاً وقال جُوعٌ نِسْناسٌ قال ونعني به الشديد وأَنشد أَخْرَجَها النِّسْناسُ من بَيْت أَهْلِها وأَنشد كراع أَضَرَّ بها النِّسْناسُ حتى أَحَلَّها بِدارِ عَقِيلٍ وابْنُها طاعِمٌ جَلْدُ أَبو عمرو جوع مُلَعْلِعٌ ومُضَوِّرٌ ونِسْناسٌ ومُقَحِّزٌ ومُمَشْمِش بمعنى واحد والنَّسِيسَةُ السعي بين الناس الكلابي النَّسِيسة الإيِكالُ بين الناس والنَّسائسُ النَّمائم يقال آكَلَ بين الناس إِذا سعى بينهم بالنَّمائم وهي النَّسائِسُ جمع نَسِيسة وفي حديث الحجاج من أَهل الرَّسِّ والنَّسِّ يقال نَسَّ فلان لفلان إِذا تَخَبَّر والنَّسِيسَة السِّعاية

نسطس
في حديث قس كحذْوِ النِّسْطاس قيل إِنه ريش السهم ولا تعرف حقيقته وفي رواية كحدِّ النِّسْطاس

نشس
النَّشْسُ لُغَةٌ في النَّشْزِ وهي الرُّبْوَةُ من الأَرض وامرأَة ناشِس ناشز وهي قليلة

نطس
رجل نَطْس ونَطُسٌ ونَطِسٌ ونَطِيس ونِطاسِيٌّ عالم بالأُمور حاذق بالطب وغيره وهو بالرومية النِّسْطاسُ يقال ما أَنْطَسَه قال أَوس ابن حجر فهَلْ لَكُمْ فيها إِليَّ فَإِنَّني طَبِيبٌ بما أَعْيا النِّطاسِيَّ حِذْيَما أَراد ابن حذيم كما قال يَحْمِلْنَ عَبَّاس بن عَبْدِ المُطَّلِبْ يعني عبدَ اللَّه بنَ عباس رضي اللَّه عنهما والنُّطُسُ الأَطباء الحُذَّاق ورجل نَطِس ونَطُس للمبالغ في الشيء وتَنَطَّسَ عن الأَخبار بَحَثَ وكل مُبالغ في شيء مُتَنَطِّس وتَنَطَّسْتُ الأَخبار تَجَسَّسْتُها والنَّاطِسُ الجاسوس وتَنَطَّس تَقَزَّزَ وتَقَذَّرَ والتَنَطُّسُ المبالغة في التَّطَهُّرِ والتَنَطُّس التَقَذُّرُ ومنه حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه خرج من الخَلاء فدعا بطعام فقيل له أَلا تَتَوَضَّأُ ؟ قال لولا التَّنَطُّس ما باليت أَن لا أَغْسِل يدي قال الأَصمعي وهو المبالغة في الطُّهُور والتَّأَنُّق فيه وكل من تَأَنَّق في الأُمور ودقق النظر فيها فهو نَطِس ومُتَنَطِّس وكذلك كل من أَدَقَّ النظر في الأُمور واسْتَقصى عليها فهو مُتَنَطِّس وقد نَطِس بالكسر نَطَساً ومنه قيل للطبيب نِطاسِيٌّ ونِطِّيس مثل فِسِّيقٍ وذلك لدقة نظره في الطِّبِّ وقال البعيث بن بشر يصف شَجَّة أَو جراحة إِذا قاسَها الآسِي النِّطاسِيُّ أَدْبَرَتْ غَثِيثَتُها وازْدادَ وَهْياً هُزُومُها قال أَبو عبيد وروي النِّطاسِي بفتح النون وقال رؤبة وقَدْ أَكُونُ مَرَّةً نِطِّيسا طَبّاً بأَدْواء الصِّبا نِقْرِيسا قال النِّقْريس قريب المعنى من النِّطِّيس وهو الفَطِنُ للأُمور العالم بها أَبو عمرو امرأَة نَطِسَة على فَعِلَةٍ إذا كانت تَنَطَّس من الفُحْشِ أَي تَقَزَّزُ وإِنه لشديد التَّنَطُّس أَي التَّقَزُّز ابن الأَعرابي المُتَنَطِّس والمُتَطَرِّسُ المتَنَوِّقُ المُخْتار وقال النَّطَس المبالغة في الطهارة والنَّدَس الفِطْنة والكَيْس

نعس
قال اللَّه تعالى إِذ يَغْشاكم النعاس أَمَنَةً منه النُّعاسُ النوم وقيل هو مقاربته وقيل ثَقْلَتُه نَعَس
( * قوله « نعس » من باب قتل كما في المصباح والبصائر لصاحب القاموس ومن باب منع كما في القاموس )
يَنْعُس نُعاساً وهو ناعِس ونَعْسانُ وقيل لا يقال نَعْسانُ قال الفراء ولا أَشتهيها وقال الليث رجل نَعْسانُ وامرأَة نَعْسى حملوا ذلك على وسْنان ووَسْنى وربما حملوا الشيءَ على نظائره وأَحسن ما يكون ذلك في الشعر والنُّعاس الوَسَنُ قال الأَزهري وحقيقة النُّعاس السِّنَةُ من غير نوم كما قال عدي بن الرقاع وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعاسُ فَرَنَّقَتْ في عَيْنِه سِنَةٌ ولَيْس بنائِمِ ونَعَسْنا نَعْسَة واحدة وامرأَة ناعِسَة ونَعَّاسَةٌ ونَعْسى ونَعُوسٌ وناقة نَعُوسٌ غزيرة تَنْعُس إِذا حُلبت وقال الأَزهري تُغَمِّضُ عينها عند الحلب قال الراعي يصف ناقة بالسَّماحة بالدَّرِّ وأَنها إِذا دَرَّتْ نَعَسَت نَعُوسٌ إِذا دَرَّتْ جَرُوزٌ إِذا غَدَتْ بُوَيْزِلُ عامٍ أَو سَديسٌ كَبازِلِ الجَرُوزُ الشديدة الأَكل وذلك أَكثَرُ لِلَبَنِها وبُوَيْزِلُ عامٍ أَي بزلت حديثا والبازل من الإِبل الذي له تسع سنين وقوله أَو سديد كبازل السديس دون البازل بسنة يقول هي سديس وفي المنظر كالبازل والنَّعْسَةُ الخَفْقَةُ والكلب يوصف بكثرة النُّعاس وفي المثل مَطْلٌ كنُعاس الكَلْبِ أي متصل دائم ابن الأَعرابي النَّعْس لين الرأْي والجسم وضَعْفُهُما أَبو عمرو أَنْعَسَ الرَّجُل إِذا جاء بِبَنِينَ كُسالى ونَعَسَت السوق إِذا كَسَدَتْ وفي الحديث إِن كلماته بَلغَتْ ناعُوسَ البَحْر قال ابن الأَثير قال أَبو موسى كذا وقع في صحيح مسلم وفي سائر الروايات قاموسَ البحر وهو وسطه ولُجَّته ولعله لم يجوِّد كَتْبتَه فصحَّفه بعضهم قال وليست هذه اللفظة أَصلاً في مسند إِسحق الذي روى عنه مسلم هذا الحديث غير أَنه قَرنَه بأَبي موسى وروايته فلعلها فيها قال وإِنما أُورِدُ نحوَ هذه الأَلفاظ لأَن الإِنسان إِذا طلبه لم يجده في شيء من الكتب فيتحير فإِذا نظر في كتابنا عرف أَصله ومعناه

نفس
النَّفْس الرُّوحُ قال ابن سيده وبينهما فرق ليس من غرض هذا الكتاب قال أَبو إِسحق النَّفْس في كلام العرب يجري على ضربين أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه وفي نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه مَعْنى جُمْلَةِ الشيء وحقيقته تقول قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَتَ الإِهْلاك بذاته كلِّها وحقيقتِه والجمع من كل ذلك أَنْفُس ونُفُوس قال أَبو خراش في معنى النَّفْس الروح نَجَا سالِمٌ والنَّفْس مِنْه بِشِدقِهِ ولم يَنْجُ إِلا جَفْنَ سَيفٍ ومِئْزَرَا قال ابن بري الشعر لحذيفة بن أَنس الهذلي وليس لأَبي خراش كما زعم الجوهري وقوله نَجَا سَالِمٌ ولم يَنْجُ كقولهم أَفْلَتَ فلانٌ ولم يُفْلِتْ إِذا لم تعدّ سلامتُه سلامةً والمعنى فيه لم يَنْجُ سالِمٌ إِلا بجفن سيفِه ومئزرِه وانتصاب الجفن على الاستثناء المنقطع أَي لم ينج سالم إِلا جَفْنَ سيف وجفن السيف منقطع منه والنفس ههنا الروح كما ذكر ومنه قولهم فَاظَتْ نَفْسُه وقال الشاعر كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ وبُرُودِ قال ابن خالويه النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْس ما يكون به التمييز والنَّفْس الدم والنَّفْس الأَخ والنَّفْس بمعنى عِنْد والنَّفْس قَدْرُ دَبْغة قال ابن بري أَما النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْسُ ما يكون به التمييز فَشاهِدُهُما قوله سبحانه اللَّه يَتَوفَّى الأَنفُس حين مَوتِها فالنَّفْس الأُولى هي التي تزول بزوال الحياة والنَّفْس الثانية التي تزول بزوال العقل وأَما النَّفْس الدم فشاهده قول السموأَل تَسِيلُ على حَدِّ الظُّبَّاتِ نُفُوسُنَا ولَيْسَتْ عَلى غَيْرِ الظُّبَاتِ تَسِيلُ وإِنما سمي الدم نَفْساً لأَن النَّفْس تخرج بخروجه وأَما النَّفْس بمعنى الأَخ فشاهده قوله سبحانه فإِذا دخلتم بُيُوتاً فسلموا على أَنْفُسِكم وأَما التي بمعنى عِنْد فشاهده قوله تعالى حكاية عن عيسى على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك أَي تعلم ما عندي ولا أَعلم ما عندك والأَجود في ذلك قول ابن الأَنباري إِن النَّفْس هنا الغَيْبُ أَي تعلم غيبي لأَن النَّفْس لما كانت غائبة أُوقِعَتْ على الغَيْبِ ويشهد بصحة قوله في آخر الآية قوله إِنك أَنت عَلاَّمُ الغُيُوب كأَنه قال تعلم غَّيْبي يا عَلاَّم الغُيُوبِ والعرب قد تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن وذلك أَن النَّفْس قد تأْمره بالشيء وتنهى عنه وذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه فجعلوا التي تأْمره نَفْساً وجعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى وعلى ذلك قول الشاعر يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ وفي العَيْشِ فُسْحَةٌ أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا يَطُورُها ؟ وأَنشد الطوسي لمْ تَدْرِ ما لا ولَسْتَ قائِلَها عُمْرَك ما عِشْتَ آخِرَ الأَبَدِ وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً فِيهَا وفي أُخْتِها ولم تَكَدِ وقال آخر فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ تَجِدْ فَرَجاً مِنْ كلِّ غُمَّى تَهابُها ونَفْسٌ تقول اجْهَدْ نجاءك لا تَكُنْ كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ عَنْها خِضَابُهَا والنَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم عندي ثلاثة أَنْفُسٍ وكقوله تعالى أَن تقول نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جنب اللَّه قال ابن سيده وقوله تعالى تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك أَي تعلم ما أَضْمِرُ ولا أَعلم ما في نفسك أَي لا أَعلم ما حقِيقَتُك ولا ما عِنْدَكَ عِلمُه فالتأَويل تعلَمُ ما أَعلَمُ ولا أَعلَمُ ما تعلَمُ وقوله تعالى ويحذِّرُكم اللَّه نَفْسَه أَي يحذركم إِياه وقوله تعالى اللَّه يتوفى الأَنفس حين موتها روي عن ابن عباس أَنه قال لكل إسنسان نَفْسان إِحداهما نفس العَقْل الذي يكون به التمييز والأُخرى نَفْس الرُّوح الذي به الحياة وقال أَبو بكر بن الأَنباري من اللغويين من سَوَّى النَّفْس والرُّوح وقال هما شيء واحد إِلا أَن النَّفْس مؤنثة والرُّوح مذكر قال وقال غيره الروح هو الذي به الحياة والنفس هي التي بها العقل فإِذا نام النائم قبض اللَّه نَفْسه ولم يقبض رُوحه ولا يقبض الروح إِلا عند الموت قال وسميت النَّفْسُ نَفْساً لتولّد النَّفَسِ منها واتصاله بها كما سَّموا الرُّوح رُوحاً لأَن الرَّوْحَ موجود به وقال الزجاج لكل إِنسان نَفْسان إِحداهما نَفْس التمييز وهي التي تفارقه إِذا نام فلا يعقل بها يتوفاها اللَّه كما قال اللَّه تعالى والأُخرى نفس الحياة وإِذا زالت زال معها النَّفَسُ والنائم يَتَنَفَّسُ قال وهذا الفرق بين تَوَفِّي نَفْس النائم في النوم وتَوفِّي نَفْس الحيّ قال ونفس الحياة هي الرُّوح وحركة الإِنسان ونُمُوُّه يكون به والنَّفْس الدمُ وفي الحديث ما لَيْسَ له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا مات فيه وروي عن النخعي أَنه قال كلُّ شيء له نَفْس سائلة فمات في الإِناء فإِنه يُنَجِّسه أَراد كل شيء له دم سائل وفي النهاية عنه كل شيء ليست له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا سقط فيه أَي دم سائل والنَّفْس الجَسَد قال أَوس بن حجر يُحَرِّض عمرو بن هند على بني حنيفة وهم قتَلَة أَبيه المنذر بن ماء السماء يوم عَيْنِ أَباغٍ ويزعم أَن عَمْرو ابن شمر
( * قوله « عمرو بن شمر » كذا بالأصل وانظره مع البيت الثاني فإنه يقتضي العكس ) الحنفي قتله نُبِّئْتُ أَن بني سُحَيْمٍ أَدْخَلوا أَبْياتَهُمْ تامُورَ نَفْس المُنْذِر فَلَبئسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمرو رَهطَهُ شمرٌ وكان بِمَسْمَعٍ وبِمَنْظَرِ والتامُورُ الدم أَي حملوا دمه إِلى أَبياتهم ويروى بدل رهطه قومه ونفسه اللحياني العرب تقول رأَيت نَفْساً واحدةً فتؤنث وكذلك رأَيت نَفْسَين فإِذا قالوا رأَيت ثلاثة أَنفُس وأَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا وكذلك جميع العدد قال وقد يجوز التذكير في الواحد والاثنين والتأْنيث في الجمع قال حكي جميع ذلك عن الكسائي وقال سيبويه وقالوا ثلاثة أَنْفُس يُذكِّرونه لأَن النَّفْس عندهم إنسان فهم يريدون به الإِمنسان أَلا ترى أَنهم يقولون نَفْس واحد فلا يدخلون الهاء ؟ قال وزعم يونس عن رؤبة أَنه قال ثلاث أَنْفُس على تأْنيث النَّفْس كما تقول ثلاث أَعْيُنٍ للعين من الناس وكما قالوا ثلاث أَشْخُصٍ في النساء وقال الحطيئة ثلاثَةُ أَنْفُسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ لقد جار الزَّمانُ على عِيالي وقوله تعالى الذي خلقكم من نَفْس واحدة يعي آدم عليه السلام وزوجَها يعني حواء ويقال ما رأَيت ثمَّ نَفْساً أَي ما رأَيت أَحداً وقوله في الحديث بُعِثْتُ في نَفَس الساعة أَي بُعِثْتُ وقد حان قيامُها وقَرُبَ إِلا أَن اللَّه أَخرها قليلاً فبعثني في ذلك النَّفَس وأَطلق النَّفَس على القرب وقيل معناه أَنه جعل للساعة نَفَساً كَنَفَس الإِنسان أَراد إِني بعثت في وقت قريب منها أَحُس فيه بنَفَسِها كما يَحُس بنَفَس الإِنسان إِذا قرب منه يعني بعثت في وقتٍ بانَتْ أَشراطُها فيه وظهرت علاماتها ويروى في نَسَمِ الساعة وسيأْتي ذكره والمُتَنَفِّس ذو النَّفَس ونَفْس الشيء ذاته ومنه ما حكاه سيبويه من قولهم نزلت بنَفْس الجيل ونَفْسُ الجبل مُقابِلي ونَفْس الشيء عَيْنه يؤكد به يقال رأَيت فلاناً نَفْسه وجائني بَنَفْسِه ورجل ذو نَفس أَي خُلُق وجَلَدٍ وثوب ذو نَفس أَي أَكْلٍ وقوَّة والنَّفْس العَيْن والنَّافِس العائن والمَنْفوس المَعْيون والنَّفُوس العَيُون الحَسُود المتعين لأَموال الناس ليُصيبَها وما أَنْفَسه أَي ما أَشدَّ عينه هذه عن اللحياني ويقال أَصابت فلاناً نَفْس ونَفَسْتُك بنَفْس إِذا أَصَبْتَه بعين وفي الحديث نهى عن الرُّقْيَة إِلا في النَّمْلة والحُمَة والنَّفْس النَّفْس العين هو حديث مرفوع إِلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم عن أَنس ومنه الحديث أَنه مسح بطنَ رافع فأَلقى شحمة خَضْراء فقال إِنه كان فيها أَنْفُس سَبْعَة يريد عيونهم ومنه حديث ابن عباس الكِلابُ من الجِنِّ فإِن غَشِيَتْكُم عند طعامكم فأَلقوا لهن فإِن لهن أَنْفُساً أَي أَعْيناً ويقالُ نَفِس عليك فلانٌ يَنْفُسُ نَفَساً ونَفاسَةً أَي حَسَدك ابن الأَعرابي النَّفْس العَظَمَةُ والكِبر والنَّفْس العِزَّة والنَّفْس الهِمَّة والنَّفْس عين الشيء وكُنْهُه وجَوْهَره والنَّفْس الأَنَفَة والنَّفْس العين التي تصيب المَعِين والنَّفَس الفَرَج من الكرب وفي الحديث لا تسبُّوا الريح فإِنها من نَفَس الرحمن يريد أَنه بها يُفرِّج الكربَ ويُنشِئ السحابَ ويَنشر الغيث ويُذْهب الجدبَ وقيل معناه أَي مما يوسع بها على الناس وفي الحديث أَنه صلى اللَّه عليه وسلم قال أَجد نَفَس ربكم من قِبَلِ اليمن وفي رواية أَجد نَفَس الرحمن يقال إِنه عنى بذلك الأَنصار لأَن اللَّه عز وجل نَفَّس الكربَ عن المؤمنين بهم وهم يَمانُونَ لأَنهم من الأَزد ونَصَرهم بهم وأَيدهم برجالهم وهو مستعار من نَفَس الهواء الذي يَرُده التَّنَفُّس إِلى الجوف فيبرد من حرارته ويُعَدِّلُها أَو من نَفَس الريح الذي يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِح إِليه أَو من نفَس الروضة وهو طِيب روائحها فينفرج به عنه وقيل النَّفَس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من نَفّسَ يُنَفِّسُ تَنْفِيساً ونَفَساً كما يقال فَرَّجَ يُفَرِّجُ تَفْريجاً وفَرَجاً كأَنه قال اَجد تَنْفِيسَ ربِّكم من قِبَلِ اليمن وإِن الريح من تَنْفيس الرحمن بها عن المكروبين والتَّفْريج مصدر حقيقي والفَرَج اسم يوضع موضع المصدر وكذلك قوله الريح من نَفَس الرحمن أَي من تنفيس اللَّه بها عن المكروبين وتفريجه عن الملهوفين قال العتبي هجمت على واد خصيب وأَهله مُصْفرَّة أَلوانهم فسأَلتهم عن ذلك فقال شيخ منهم ليس لنا ريح والنَّفَس خروج الريح من الأَنف والفم والجمع أَنْفاس وكل تَرَوُّح بين شربتين نَفَس والتَنَفُّس استمداد النَفَس وقد تَنَفَّس الرجلُ وتَنَفَّس الصُّعَداء وكلّ ذي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ ودواب الماء لا رِئاتَ لها والنَّفَس أَيضاً الجُرْعَة يقال أَكْرَع في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَين أَي جُرْعة أَو جُرْعَتين ولا تزد عليه والجمع أَنفاس مثل سبب وأَسباب قال جرجر تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ بَنِيها بأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ وفي الحديث نهى عن التَّنَفُّسِ في الإِناء وفي حديث آخر أَنه كان يَتَنفّسُ في الإِناء ثلاثاً يعني في الشرب قال الأَزهري قال بعضهم الحديثان صحيحان والتَنَفُّس له معنيان أَحدهما أَن يشرب وهو يَتَنَفَّسُ في الإِناء من غير أَن يُبِينَه عن فيه وهو مكروه والنَّفَس الآخر أَن يشرب الماء وغيره من الإِناء بثلاثة أَنْفاسٍ يُبينُ فاه عن الإِناء في كل نَفَسٍ ويقال شراب غير ذي نَفَسٍ إِذا كان كَرِيه الطعم آجِناً إِذا ذاقه ذائق لم يَتَنَفَّس فيه وإِنما هي الشربة الأُولى قدر ما يمسك رَمَقَه ثم لا يعود له وقال أَبو وجزة السعدي وشَرْبَة من شَرابٍ غَيْرِ ذي نََفَسٍ في صَرَّةٍ من نُجُوم القَيْظِ وهَّاجِ ابن الأَعرابي شراب ذو نَفَسٍ أَي فيه سَعَةٌ وريٌّ قال محمد بن المكرم قوله النَّفَس الجُرْعة وأَكْرَعْ في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسين أَي جُرْعة أَو جُرْعتين ولا تزد عليه فيه نظر وذلك أَن النّفَس الواحد يَجْرع الإِنسانُ فيه عِدَّة جُرَع يزيد وينقص على مقدار طول نَفَس الشارب وقصره حتى إِنا نرى الإِنسان يشرب الإِناء الكبير في نَفَس واحد علة عدة جُرَع ويقال فلان شرب الإِناء كله على نَفَس واحد واللَّه أَعلم ويقال اللهم نَفِّس عني أَي فَرِّج عني ووسِّع عليَّ ونَفَّسْتُ عنه تَنْفِيساً أَي رَفَّهْتُ يقال نَفَّس اللَّه عنه كُرْبته أَي فرَّجها وفي الحديث من نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة نَفَّسَ اللَّه عنه كرْبة من كُرَب الآخرة معناه من فَرَّجَ عن مؤمن كُربة في الدنيا فرج اللَّه عنه كُرْبة من كُرَب يوم القيامة ويقال أَنت في نَفَس من أَمرك أَي سَعَة واعمل وأَنت في نَفَس من أَمرك أَي فُسحة وسَعة قبل الهَرَم والأَمراض والحوادث والآفات والنَّفَس مثل النَّسيم والجمع أَنْفاس ودارُك أَنْفَسُ من داري أَي أَوسع وهذا الثوب أَنْفَسُ من هذا أَي أَعرض وأَطول وأَمثل وهذا المكان أَنْفَسُ من هذا أَي أَبعد وأَوسع وفي الحديث ثم يمشي أَنْفَسَ منه أَي أَفسح وأَبعد قليلاً ويقال هذا المنزل أَنْفَس المنزلين أَي أَبعدهما وهذا الثوب أَنْفَس الثوبين أَي أَطولهما أَو أَعرضهما أَو أَمثلهما ونَفَّس اللَّه عنك أَي فرَّج ووسع وفي الحديث من نَفَّس عن غريمه أَي أَخَّر مطالبته وفي حديث عمار لقد أَبْلَغْتَ وأَوجَزْتَ فلو كنت تَنَفَّسْتَ أَي أَطلتَ وأَصله أَن المتكلم إِذا تَنَفَّسَ استأْنف القول وسهلت عليه الإِطالة وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ إِذا زاد ماؤها وقال اللحياني إِن في الماء نَفَساً لي ولك أَي مُتَّسَعاً وفضلاً وقال ابن الأَعرابي أَي رِيّاً وأَنشد وشَربة من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَسٍ في كَوْكَبٍ من نجوم القَيْظِ وضَّاحِ أَي في وقت كوكب وزدني نَفَساً في أَجلي أَي طولَ الأَجل عن اللحياني ويقال بين الفريقين نَفَس أَي مُتَّسع ويقال لك في هذا الأَمر نُفْسَةٌ أَي مُهْلَةٌ وتَنَفَّسَ الصبحُ أَي تَبَلَّج وامتدَّ حتى يصير نهاراً بيّناً وتَنَفَّس النهار وغيره امتدَّ وطال ويقال للنهار إِذا زاد تَنَفَّسَ وكذلك الموج إِذا نَضحَ الماءَ وقال اللحياني تَنَفَّس النهار انتصف وتنَفَّس الماء وقال اللحياني تَنَفَّس النهار انتصف وتنَفَّس أَيضاً بَعُدَ وتنَفَّس العُمْرُ منه إِما تراخى وتباعد وإِما اتسع أَنشد ثعلب ومُحْسِبة قد أَخْطأَ الحَقُّ غيرَها تَنَفَّسَ عنها جَنْبُها فهي كالشِّوا وقال الفراء في قوله تعالى والصبح إِذا تَنَفَّسَ قال إِذا ارتفع النهار حتى يصير نهاراً بيّناً فهو تَنَفُّسُ الصبح وقال مجاهد إِذا تَنَفَّس إِذا طلع وقال الأَخفش إِذا أَضاء وقال غيره إِذا تنَفَّس إِذا انْشَقَّ الفجر وانْفَلق حتى يتبين منه ويقال كتبت كتاباً نَفَساً أَي طويلاً وقول الشاعر عَيْنَيَّ جُودا عَبْرَةً أَنْفاسا أَي ساعة بعد ساعة ونَفَسُ الساعة آخر الزمان عن كراع وشيء نَفِيسٌ أَي يُتَنافَس فيه ويُرْغب ونَفْسَ الشيء بالضم نَفاسَةً فهو نَفِيسٌ ونافِسٌ رَفُعَ وصار مرغوباً فيه وكذلك رجل نافِسٌ ونَفِيسٌ والجمع نِفاسٌ وأَنْفَسَ الشيءُ صار نَفيساً وهذا أَنْفَسُ مالي أَي أَحَبُّه وأَكرمه عندي وقال اللحياني النَّفِيسُ والمُنْفِسُ المال الذي له قدر وخَطَر ثم عَمَّ فقال كل شيء له خَطَرٌ وقدر فهو نَفِيسٌ ومُنْفِس قال النمر بن تولب لا تَجْزَعي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُه فإِذا هَلَكْتُ فعند ذلك فاجْزَعي وقد أَنْفَسَ المالُ إِنْفاساً ونَفُس نُفُوساً ونَفاسَةً ويقال إِن الذي ذكَرْتَ لمَنْفُوس فيه أَي مرغوب فيه وأَنْفَسَني فيه ونَفَّسَني رغَّبني فيه الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد بأَحْسَنَ منه يومَ أَصْبَحَ غادِياً ونفَّسَني فيه الحِمامُ المُعَجَّلُ أَي رغَّبني فيه وأَمر مَنْفُوس فيه مرغوب ونَفِسْتُ عليه الشيءَ أَنْفَسُه نَفاسَةً إِذا ضَنِنْتَ به ولم تحب أَن يصل إِليه ونَفِسَ عليه بالشيء نَفَساً بتحريك الفاء ونَفاسَةً ونَفاسِيَةً الأَخيرة نادرة ضَنَّ ومال نَفِيس مَضْمون به ونَفِسَ عليه بالشيء بالكسر ضَنَّ به ولم يره يَسْتأْهله وكذلك نَفِسَه عليه ونافَسَه فيه وأَما قول الشاعر وإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلكٌ مَنْ أَطاعَها تُنافِسُ دُنْيا قد أَحَمَّ انْصِرامُها فإِما أَن يكون أَراد تُنافِسُ في دُنْيا وإِما أَن يريد تُنافِسُ أَهلَ دُنْيا ونَفِسْتَ عليَّ بخيرٍ قليل أَي حسدت وتَنافَسْنا ذلك الأَمر وتَنافَسْنا فيه تحاسدنا وتسابقنا وفي التنزيل العزيز وفي ذلك فَلْيَتَنافَس المُتَنافِسون أَي وفي ذلك فَلْيَتَراغَب المتَراغبون وفي حديث المغيرة سَقِيم النِّفاسِ أَي أَسْقَمَتْه المُنافَسة والمغالبة على الشيء وفي حديث إِسمعيل عليه السلام أَنه تَعَلَّم العربيةَ وأَنْفَسَهُمْ أَي أَعجبهم وصار عندهم نَفِيساً ونافَسْتُ في الشيء مُنافَسَة ونِفاساً إِذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم وتَنافَسُوا فيه أَي رغبوا وفي الحديث أَخشى أَن تُبْسط الدنيا عليكم كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم فتَنافَسوها كما تَنافَسُوها هو من المُنافَسَة الرغبة في الشيء والانفرادية وهو من الشيء النَّفِيسِ الجيد في نوعه ونَفِسْتُ بالشيء بالكسر أَي بخلت وفي حديث علي كرم اللَّه وجهه لقد نِلْتَ صِهْرَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فما نَفِسْناه عليك وحديث السقيفة لم نَنْفَسْ عليك أَي لم نبخل والنِّفاسُ ولادة المرأَة إِذا وضَعَتْ فهي نُفَساءٌ والنَّفْسُ الدم ونُفِسَت المرأَة ونَفِسَتْ بالكسر نَفَساً ونَفاسَةً ونِفاساً وهي نُفَساءُ ونَفْساءُ ونَفَساءُ ولدت وقال ثعلب النُّفَساءُ الوالدة والحامل والحائض والجمع من كل ذلك نُفَساوات ونِفاس ونُفاس ونُفَّس عن اللحياني ونُفُس ونُفَّاس قال الجوهري وليس في الكلام فُعَلاءُ يجمع على فعالٍ غير نُفَسَاء وعُشَراءَ ويجمع أَيضاً على نُفَساوات وعُشَراوات وامرأَتان نُفساوان أَبدلوا من همزة التأْنيث واواً وفي الحديث أَن أَسماء بنت عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بمحمد بن أَبي بكر أَي وضَعَت ومنه الحديث فلما تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من أَيام ولادتها وحكى ثعلب نُفِسَتْ ولداً على فعل المفعول وورِثَ فلان هذا المالَ في بطن أُمه قبل أَن يُنْفَس أَي يولد الجوهري وقولهم ورث فلان هذا المال قبل أَن يُنْفَسَ فلان أَي قبل أَن يولد قال أَوس بن حجر يصف محاربة قومه لبني عامر بن صعصعة وإِنَّا وإِخْواننا عامِراً على مِثلِ ما بَيْنَنا نَأْتَمِرْ لَنا صَرْخَةٌ ثم إِسْكاتَةٌ كما طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ أَي بولد وقوله لنا صرخة أَي اهتياجة يتبعها سكون كما يكون للنُّفَساء إِذا طَرَّقَتْ بولدها والتَطْريقُ أَن يعسر خروج الولد فَتَصْرُخ لذلك ثم تسكن حركة المولود فتسكن هي أَيضاً وخص تطريق البِكر لأَن ولادة البكر أَشد من ولادة الثيب وقوله على مثل ما بيننا نأْتمر أَي نمتثل ما تأْمرنا به أَنْفسنا من الإِيقاع بهم والفتك فيهم على ما بيننا وبينهم من قرابة وقولُ امرئ القيس ويَعْدُو على المَرْء ما يَأْتَمِرْ أَي قد يعدو عليه امتثاله ما أَمرته به نفسه وربما كان داعَية للهلاك والمَنْفُوس المولود وفي الحديث ما من نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا وقد كُتِبَ مكانها من الجنة والنار وفي رواية إِلا كُتِبَ رزقُها وأَجلها مَنْفُوسَةٍ أَي مولودة قال يقال نَفِسَتْ ونُفِسَتْ فأَما الحيض فلا يقال فيه إِلا نَفِسَتْ بالفتح وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه أَجْبَرَ بني عَمٍّ على مَنْفُوسٍ أَي أَلزمهم إِرضاعَه وتربيتَه وفي حديث أَبي هريرة أَنه صَلَّى على مَنْفُوسٍ أَي طِفْلٍ حين ولد والمراد أَنه صلى عليه ولم يَعمل ذنباً وفي حديث ابن المسيب لا يرثُ المَنْفُوس حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً أَي حتى يسمَع له صوت وقالت أُم سلمة كنت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم في الفراش فَحِضْتُ فخَرَجْتُ وشددت عليَّ ثيابي ثم رجعت فقال أَنَفِسْتِ ؟ أَراد أَحضتِ ؟ يقال نَفِسَت المرأَة تَنْفَسُ بالفتح إِذا حاضت ويقال لفلان مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ أَي مال كثير يقال ما سرَّني بهذا الأَمر مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه كنا عنده فَتَنَفَّسَ رجلٌ أَي خرج من تحته ريح شَبَّهَ خروج الريح من الدبر بخروج النَّفَسِ من الفم وتَنَفَّسَت القوس تصدَّعت ونَفَّسَها هو صدَّعها عن كراع وإِنما يَتَنَفَّس منها العِيدانُ التي لم تفلق وهو خير القِسِيِّ وأَما الفِلْقَة فلا تَنَفَّسُ ابن شميل يقال نَفَّسَ فلان قوسه إِذا حَطَّ وترها وتَنَفَّس القِدْح والقوس كذلك قال ابن سيده وأَرى اللحياني قال إِن النَّفْس الشق في القوس والقِدح وما أَشْبهها قال ولست منه على ثقة والنَّفْسُ من الدباغ قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مما يدبغ به الأَديم من القرظ وغيره يقال هب لي نَفْساً من دباغ قال الشاعر أَتَجْعَلُ النَّفْسَ التي تُدِيرُ في جِلْدِ شاةٍ ثم لا تَسِيرُ ؟ قال الأَصمعي بعثت امرأَة من العرب بُنَيَّةً لها إِلى جارتها فقالت تقول لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بها مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ أَي مستعجلة لا أَتفرغ لاتخاذ الدباغ من السرعة أَرادت قدر دبغة أَو دبغتين من القَرَظ الذي يدبغ به المَنِيئَةُ المَدْبَغة وهي الجلود التي تجعل في الدِّباغ وقيل النَّفْس من الدباغ مِلءُ الكفِّ والجمع أَنْفُسٌ أَنشد ثعلب وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ به على الماء إِحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِس يعني الوَطْبَ من اللبن الذي دُبِغَ بهذا القَدْر من الدّباغ والنَّافِسُ الخامس من قِداح المَيْسِر قال اللحياني وفيه خمسة فروض وله غُنْمُ خمسة أَنْصباءَ إِن فاز وعليه غُرْمُ خمسة أَنْصِباءَ إِن لم يفز ويقال هو الرابع

نقس
النِّقْسُ الذي يكتب به بالكسر ابن سيده النِّقْسُ المِداد والجمع أَنْقاسٌ وأَنْقُس قال المرار عَفَتِ المنازِلُ غيرَ مِثْلِ الأَنْفُسِ بعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتَه بالقِرْطِسِ أَي في القِرْطاسِ تقول منه نَقْسَ دواته تَنقِيساً ورجل نَقِسٌ يعيب الناس ويُلَقِّبُهم وقد نَقِسَهم يَنْقَسُهم نَقْساً وناقَسَهم وهي النَّقاسَة الفراء اللَّقْسُ والنَّقْسُ والنَّقْز كله العيب وكذلك القَذْل وهو أَن يعيب القومَ ويَسْخَرَ منهم والنَّاقُوس مِضْراب النصارى الذي يضربونه لأَوقات الصلاة قال جرير لمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ أَرَّقَني صَوْتُ الدَّجاجِ وقرعٌ بالنَّواقِيسِ وذلك أَنه كان مُزْمِعاً سفراً صباحاً قال ويروى ونقس بالنواقيس والنَّفْسُ الضرب بالناقوس وفي حديث بَدْءِ الأَذان حتى نَقَسُوا أَو كادوا يَنْقُسُون حتى رأَى عبد اللَّه بن زيد الأَذان والنَّقْسُ ضرب من النواقيس وهي الخشبة الطويلة والوَبيلَةُ والوَبِيلُ الخشبة القصيرة وقول الأَسود بن يعفر وقد سَبَأْتُ لِفِتْيانٍ ذَوِي كَرَمٍ قبلَ الصَّباحِ ولمَّا تُقْرَعِ النُّقُسُ يجوز أَن يكون جمع ناقُوسٍ على توهم حذف الأَلف وأَن يكون جمع نَقْس الذي هو ضرب منها كَرهْن ورُهُن وسَقْف وسُقُف وقد نَقَسَ الناقُوس بالوَبِيل نَقْساً وشراب ناقِس إِذا حَمُضَ ونَقَس الشرابُ يَنْقُس نُقُوساً حمض قال النابغة الجعدي جَوْنٌ كجَوْنِ الخَمَّار جَرَّدَهُ الْخَرَّاسُ لا ناقِسٌ ولا هَزِمُ ورواه قوم لا نافِسٌ بالفاء حكى ذلك أَبو حنيفة وقال لا أَعرفه إِنما المعروف ناقِسٌ بالقاف الأَصمعي النَّقْس والوَقْسُ الجَرَب

نقرس
النِّقْرِسُ داء معروف يأْخذ في الرجْل وفي التهذيب يأْخذ في المفاصل والنِّقْرِس شيء يتخذ على صيغة الوَرْدِ وتَغْرِسُه النساء في رؤوسهن والنِّقْرِس والنِّقْريس الداهية الفَطِن وطبيب نِقْرس ونِقْريس أَي حاذق وأَنشد ثعلب وقد أَكونُ مَرَّةً نِطِّيسا طَبّاً بأَدْواء الصِّبا نِقْريسا يَحْسَبُ يومَ الجمعة الخَميسا معناه أَنه لا يلتفت إِلى الأَيام قد ذهب عقله والنِّقْرِس الحاذق وفي التهذيب النِّقْرِس الداهية من الأَدِلاَّء يقال دليل نِقْرِسٌ ونِقْرِيسٌ أَي داهية وقال المتلمس يخاطب طرفة يُخْشى عليك مِنَ الحِباء النِّقْرِسُ يقول إِنه يخشى عليه من الحباء الذي كتب له به النِّقْرِسُ وهو الهلاك والداهية العظيمة ورجل نِقْرِسٌ داهية الليث النَّقاريسُ أَشياء تتخذها المرأَة على صيغة الوَرْد يغرِزْنَه في رؤوسهن وأَنشد فَحُلِّيتِ من خَزٍّ وبَزٍّ وقِرْمِزٍ ومن صَنْعَةٍ الدُّنْيا عليك النَّقارِيس
( * قوله « وبز » أَنشده شارح القاموس هنا وفي مادة قرمز وقز بدل وبز )
واحدها نِقْريس وفي الحديث وعليه نَقارس الزَّبَرْجَد والحَليِ قال والنَّقارِس من زينة النساء حكاه ابن الأَثير عن أَبي موسى

نكس
النَّكْسُ قلب الشيء على رأَسه نَكَسَه يَنْكُسُه نَكْساً فانْتَكَسَ ونَكَسَ رأَسَه أَماله ونَكَّسْتُه تَنْكِيساً وفي التنزيل ناكِسو رؤوسِهم عند ربهم والناكِسُ المُطأْطئ رأْسَه ونَكَسَ رأْسَه إِذا طأْطأَه من ذُلٍّ وجمع في الشعر على نواكِس وهو شاذ على ما ذكرناه في فَوارس وأَنشد الفرزدق وإِذا الرِّجالُ رَأَوْا يَزيدَ رأَيْتَهُم خُضْعَ الرِّقابِ نَواكِسَ الأَبْصار قال سيبويه إِذا كان لفِعْل لغير الآدميين جمع على فَواعِل لأَنه لا يجوز فيه ما يجوز في الآدميين من الواو والنون في الاسم والفعل فضارع المؤنث يقال جِمال بَوازلُ وعَواضِهُ وقد اضطرَّ الفرزدق فقال خضع الرقاب نواكس الأَبصار لأنك تقول هي الرجال فشبه بالجمال قال أَبو منصور وروى أَحمد بن يحيى هذا البيت نَواكِسي الأَبصار وقال أَدخل الياء لأَن رد النواكس
( * قوله « لان رد النواكس إلخ » هكذا بالأَصل ولعل الأحسن لأنه رد النواكس إِلى الرجال وإِنما كان إلخ ) إِلى الرجال إِنما كان وإِذا الرجال رأَيتهم نواكس أَبصارُهم فكان النواكسُ للأَبصار فنقلت إِلى الرجال فلذلك دخلت الياء وإِن كان جمع جمع كما تقول مررت بقوم حَسَني الوجوه وحِسانٍ وجوهُهم لما جعلتهم للرجال جئت بالياء وإِن شئت لم تأْتِ بها قال وأَما الفراء والكسائي فإِنهما رويا البيت نواكسَ الأَبصار بالفتح أَقرَّا نواكس على لفظ الأَبصار قال والتذكير ناكسي الأَبصارِ وقال الأَخفش يجوز نَواكِسِ الأَبصارِ بالجر لا بالياء كما قالوا جحر ضبٍّ خَرِبٍ شمر النَكْس في الأَشياء معنى يرجع إِلى قلب الشيء ورده وجعل أَعلاه أَسفله ومقدمه مؤخره وقال الفراء في قوله عز وجل ثم نُكِسُوا على رؤوسهم يقول رَجعوا عما عرفوا من الحجة لإِبراهيم على نبينا محمد وعليه الصلاة والتسليم وفي حديث أَبي هريرة تعس عبدُ الدِّينار وانْتَكَس أَي انقلب على رأْسه وهو دعاء عليه بالخيبة لأَن من انْتَكَس في أَمره فقد خاب وخسر وفي حديث الشعبي قال في السقط إِذا نُكِسَ في الخَلْقِ الرابع وكان مخلقاً أَي تبين خلقه عَتَقَت به الأَمَة وانقضت به عدة الحُرَّة أَي إِذا قُلِبَ ورُدَّ في الخلق الرابع وهو المُضغة لأَنه أَوّلاً تُرابٌ ثم نطفة ثم علقة ثم مضغة وقوله تعالى ومن نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْه في الخَلْقِ قال أَبو إِسحق معناه من أَطلنا عمره نَكَّسنا خلقه فصار بدل القوة ضعفاً وبدل الشباب هرماً وقال الفراء قرأَ عاصم وحمزة نُنَكِّسْه في الخلق وقرأَ أَهل المدينة نَنْكُسه في الخلق بالتخفيف وقال قتادة هو الهَرَم وقال شمر يقال نُكِسَ الرجل إِذا ضعف وعجز قال وأَنشدني ابن الأَعرابي في الانتكاس ولم يَنْتَكِسْ يَوْماً فيُظْلِمَ وَجْهُه لِيَمْرَضَ عَجْزاً أَو يُضارِعَ مَأْتَما أَي لم يُنَكِّس رأْسه لأَمر يأْنَف منه والنَّكْس السهم الذي يُنَكِّسُ أَو ينكسر فُوقُه فيجعل أَعلاه أَسفله وقيل هو الذي يجعل سِنْخُه نَصْلاً ونَصْلُه سِنْخاً فلا يرجع كما كان ولا يكون فيه خير والجمع أَنْكاس قال الأَزهري أَنشدني المنذري للحطيئة قال وأَنشده أَبو الهيثم قد ناضَلُونا فَسَلُّوا من كِنانَتِهم مَجْداً تلِيداً وعِزّاً غيرَ أَنْكاس قال الأَنْكاس جمع النَّكْس من السهام وهو أَضعفها قال ومعنى البيت أَن العرب كانوا إِذا أَسروا أَسيراً خيروه بين التَّخْلِية وجَزِّ الناصية والأَسر فإِن اختار جَزَّ الناصية جَزُّوها وخلوا سبيله ثم جعلوا ذلك الشعر في كنانتهم فإِذا افتخروا أَخرجوه وأَرَوْهُم مفاخرهم ابن الأَعرابي الكُنُس والنُّكُسُ مآرِينُ بقرِ الوحش وهي مأْواها والنُّكْس المُدْرَهِمُون من الشيوخ بعد الهَرَم والمُنَكِّسُ من الخيل الذي لا يَسمو برأْسه وقال أَبو حنيفة النَكْس القصير والنَّكْسُ من الرجال المقصر عن غاية النَّجْدَة والكرم والجمع الأَنْكاس والنِّكْسُ أَيضاً الرجل الضعيف وفي حديث كعب زالُوا فما زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُف الأَنكاس جمع نِكْس بالكسر وهو الرجل الضعيف والمُنَكِّس من الخيل المتأَخر الذي لا يلحق بها وقد نَكَّس إِذا لم يلحقها قال الشاعر إِذا نَكَسَ الكاذِبُ المِحْمَرُ وأَصل ذلك كله النِّكْسُ من السهام والوِلادُ المَنْكوس أَن تخرج رجلا المولود قَبْل رأْسه وهو اليَتْن والولد المَنْكوس كذلك والنِّكْس اليَتْنُ وقراءة القرآن مَنْكوساً أَن يبدأَ بالمعوذتين ثم يرتفع إِلى البقرة والسنَّة خلاف ذلك وفي الحديث أَنه قيل لابن مسعود إِن فلاناً يقرأُ القرآن مَنْكوساً قال ذلك مَنْكوسُ القلبِ قال أَبو عبيد يتأَوّله كثير من الناس أَنه أَن يبدأَ الرجل من آخر السورة فيقرأَها إِلى أَوَّلها قال وهذا شيء ما أَحسب أَحداً يطيقه ولا كان هذا في زمن عبد اللَّه قال ولا أَعرفه قال ولكن وجهه عندي أَن يبدأَ من آخر القرآن من المعوذتين ثم يرتفع إِلى البقرة كنحو ما يتعلم الصبيان في الكتاب لأَن السُّنَّة خلاف هذا يُعلم ذلك بالحديث الذي يحدّثه عثمان عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه كان إِذا أُنزلت عليه السورة أَو الآية قال ضَعُوها في الموضع الذي يَذْكر كذا كذا أَلا ترى أَن التأْليف الآن في هذا الحديث من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثم كتبت المصاحف على هذا ؟ قال وإِنما جاءت الرُّخْصة في تَعَلُّمِ الصبي والعجمي المُفَصَّلَ لصعوبة السور الطوال عليهم فأَما من قرأَ القرآن وحفظه ثم تعمد أَن يقرأَه من آخره إلى أَوله فهذا النَّكْسُ المنهي عنه وإِذا كَرِهْنا هذا فنحن للنَّكْس من آخر السورة إِلى أَولها أَشد كراهة إِن كان ذلك يكون والنُّكْسُ والنَّكْسُ والنُّكاسُ كله العَوْد في المرض وقيل عَوْد المريض في مرضه بعد مَثَالته قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي خَيالٌ لزَينبَ قد هاج لي نُكاساً مِنَ الحُبِّ بَعد انْدمال وقد نُكِسَ في مَرَضِه نُكْساً ونُكِس المريض معناه قد عاوَدَتْه العلة بعد النَّقَه يقال تَعْساً له ونُكْساً وقد يفتح ههنا للازْدِواج أَو لأَنه لغة قال ابن سيده وقوله إِني إِذا وَجْهُ الشَّرِيبِ نَكَّسَا قال لم يفسره ثعلب وأَرى نَكَّسَ بَسَرَ وعَبَس ونَكَسْتُ الخِضابَ إِذا أَعَدْتَ عليه مرة بعد مرة وأَنشد كالوشْمِ رَجَّعَ في اليَدِ المنكوس ابن شميل نَكَسْت فلاناً في ذلك الأَمر أَي رَدَدْته فيه بعدما خرج منه

نمس
النَّمَسُ بالتحريك فساد السَّمْن والغَالِية وكلِّ طِيبٍ ودُهْن إِذا تغير وفسد فساداً لَزِجاً ونَمِسَ الدهن بالكسر يَنْمَسُ نَمَساً فهو نَمِسٌ تغير وفسد وكذلك كل شيء طيِّب تغير قال بعض الأَغفال وبِزُيَيْتٍ نَمِسٍ مُرَيْرِ ونَمَّسَ الشعرُ أَصابه دهن فتوسخ والنَّمَسُ ريح اللبَنِ والدَّسَم كالنَّسَم ويقال نَمِسَ الوَدَكُ ونَسِمَ إِذا أَنْتَن ونمَّسَ الأَقِطُ فهو مُنَمِّسٌ إِذا أَنتن قال الطرماح مُنَمِّسُ ثِيرانِ الكَريصِ الضَّوائِن والكريص الأَقِطُ والنِّمْسُ سَبُع من أَخبث السُّبُع
( * قوله « سبع » هكذا بالأصل مضبوطاً ولم نجده مجموعاً إلا على سباع وأَسبع كرجال وأَفلس ) وقال ابن قتيبة النِّمْسُ دُوَيْبَّةٌ تقتل الثُّعْبان يتخذها الناظر إِذا اشتد خوفه من الثعابين لأَن هذه الدابة تتعرض للثعبان وتَتَضاءَلُ وتَسْتَدِقُّ حتى كأَنها قطعة حبل فإِذا انطوى عليها الثُّعْبان زَفَرَتْ وأَخذت بنَفَسِها فانتفخ جوْفها فيتقطع الثعبان وقد ينطوي عليها
( * قوله « ينطوي عليها » كذا بالأَصل ولعل الضمير للثعبان وهو يقع على الذكر والأنثى ) النِّمْسُ فَظَعاً من شدة الزَّفْرَة غيره النِّمْس بالكسر دوَيْبَّة عريضة كأَنها قطعة قَدِيدٍ تكون بأَرض مصر تقتل الثعبان والنَّامُوس ما يُنَمِّسُ به الرجل من الاحْتِيالِ والنامُوسُ المَكْرُ والخِداع والتَّنْمِيسُ التَّلْبيس والنامِسُ والنامُوس دوَيْبَّة أَغْبَرُ كهيئة الذَّرَّة تلكع الناس والنامُوسُ قُتْرة الصائد التي يَكْمُن فيها للصيد قال أَوس بن حجر فَلاقَى عليها من صُباحٍ مُدَمِّراً لِنامُوسِه من الصَّفِيح سَقائِفُ قال ابن سيده وقد يهمز قال ولا أَدري ما وجه ذلك والنامُوسُ بيت الراهب ويقال للشَّرَكِ نامُوس لأَنه يُوارَى تحت الأَرض وقال الراجز يصف الركاب يعني الإِبل يَخْرُجْنَ من مُلْتَبِسٍ مُلَبَّسِ تَنْمِيسَ نامُوسِ القَطا المُنَمَّسِ يقول يخرجن من بلد مشتبه الأَعلام يشتبه على من يسلكه كما يشتبه على القطا أَمر الشَّرَكِ الذي ينصب له وفي حديث سعد أَسَدٌ في نامُوسِه الناموسُ مَكْمَن الصياد فشبه به موضع الأَسد والنَّامُوس وِعاء العِلْم والنَّاموس جبريل صلى اللَّه على نبينا محمد وعليه وسلم وأَهل الكتاب يسمون جبريل عليه السلام الناموس وفي حديث المَبْعَث أَن خديجة رضوان اللَّه عليها وصفت أَمر النبي صلى اللَّه عليه وسلم لِوَرَقَة بن نَوْفَل وهو ابن عمها وكان نصرانيّاً قد قرأَ الكتب فقال إِن كان ما تقولين حقّاً فإِنه ليَأْتِيه النامُوس الذي كان يأْتي موسى عليه السلام وفي رواية إِنه ليأْتيه النَّاموس الأَكبر أَبو عبيد النامُوس صاحب سر الملِك أَو الرجل الذي يطلعه على سِرِّه وباطن أَمره ويخصه بما يستره عن غيره ابن سيجه نامُوسُ الرجل صاحبُ سِرِّه وقد نَمَسَ يَنْمِسُ نَمْساً ونامَسَ صاحبَه مُنامَسَةً ونِماساً سارَّه وقيل النامُوسُ السِّرُّ مثل به سيبويه وفسره السيرافي ونَمَسْتُ الرجلَ ونامَسْتُه إِذا سارَرْته وقال الكميت فأَبْلِغْ يَزِيد إِنْ عَرَضْتَ ومُنْذراً وعَمَّيْهِما والمُسْتَسِرَّ المُنَامِسا ونَمَسْتُ السِّرَّ أَنْمِسُه نَمْساً كَتَمْتُه والمُنَامِسُ الداخل في الناموس وقيل النامُوس صاحب سِرّ الخير والجاسُوسُ صاحب سِرّ الشر وأَراد به وَرَقَةُ جبريلَ عليه السلام لأَن اللَّه تعالى خصه بالوحي والغيب اللذين لا يطَّلع عليهما غيره والنَّامُوسُ الكذَّاب والنَّاموس النمَّام وهو النمَّاس أَيضاً قال ابن الأَعرابي نَمَسَ بينهم وأَنْمَسَ أَرَّشَ بينهم وآكل بينهم وأَنشد وما كنتُ ذا نَيْرَبٍ فيهمُ ولا مُنْمِساً بينهم أُنْمِلُ أَدِبُّ وذو النُّمْلَةِ المُدْغِلُ أُؤَرِّشُ بينهمُ دائباً ولكِنَّنني رائبٌ صَدْعَهُمْ رَقُوءٌ لِما بينَهُمْ مُسْمِلُ رَقُوءٌ مُصْلِحٌ رَقأْتُ بينهم أَصلحت وانَّمَسَ في الشيء دخل فيه وانَّمَسَ فلان انِّماساً انْغَلَّ في سُتْرةٍ الجوهري انَّمَسَ الرجلُ بتشديد النون أَي استتر وهو انْفَعَلَ

نهس
النَّهْسُ القبض على اللحم ونَتْره ونَهَسَ الطعامَ تناول منه ونَهَسَتْه الحيةُ عضته والشين لغة وناقة نَهُوسٌ عَضُوض ومنه قول الأَعرابي في وصف الناقة إِنها لَعَسُوسٌ ضَروسٌ شَمُوسٌ نهوسٌ ونَهَس اللحم يَنْهَسُه نَهْساً ونَهَساَ انتزعه بالثنايا للأَكل ونَهَسْتُ العِرْقَ وانْتَهَسْتُه إِذا تَعَرَّقْتَهُ بمقدَّم أَسنانك الجوهري نَهْس اللحم أَخْذُه بمقدِّم الأَسنان والنهش الأَخذ بجميعها نَهَسْتُه وانْتَهَسْتُه بمعنى وفي الحديث أَنه أَخَذَ عَظماً فَنَهَسَ ما عليه من اللحم أَي أَخذه بِفِيهِ ونَسْرٌ مِنْهَسٌ قال العجاج مُضَبرَّ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسا ورجل مَنْهوسٌ ونَهِيسٌ قليل اللحم خفيف قال الأَفوه الأَوْدِي يصف فرساً يَغْشى الجَلا مِيدَ بأَمْثالِها مُرَكَّبات في وَظيف نَهيس وفي صفته صلى اللَّه عليه وسلم كان مَنْهوسَ الكعبين أَي لحمهما قليل ويروى مَنْهوسَ القدمين وبالشين المعجمة أَيضاً والنُّهَسُ ضرب من الصُّرَدِ وقيل هو طائر يصطاد العَصافير ويأْوي إِلى المقابر ويُدِيم تحريك رأْسه وذَنَبِه والجمع نِهْسان وقيل النُّهَسُ ضرب من الطير وفي حديث زيد بن ثابت رأَى شُرَحْبِيلَ وقد صاد نُهَساً بالأَسْوافِ فأَخذه زيدُ بن ثابت منه وأَرسله قال أَبو عبيد النُّهَسُ طائر والأَسْوافُ موضع بالمدينة وإِنما فعل ذلك زيدٌ لأنه كره صَيْد المدينة لأَنها حَرَمُ سيدنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ونَهْسُ الحَيَّة نَهْشُه قال الراجز وذات قَرْنَين طَحون الضِّرْسِ تَنْهَسُ لو تَمكَّنَتْ من نَهْسِ تُدِيرُ عَيْناً كَشِهابِ القَبْسِ والاختلاف في تفسير نهس ونهش يأْتي في حرف الشين

نوس
الناسُ قد يكون من الإِنس ومن الجِنِّ وأَصله أَناس فخفف ولم يجعلوا الأَلف واللام فيه عوضاً من الهمزة المحذوفة لأَنه لو كان كذلك لما اجتمع مع المعوَّض منه في قول الشاعر إِنَّ المَنايا يَطَّلِعْ نَ على الأُناسِ الآمِنينا والنَّوْس تَذَبْذُبُ الشيء ناسَ الشيءُ يَنوسُ نَوْساً ونَوَساناً تحرك وتَذَبْذَبَ متَدَلِّياً وقيل لبعض ملوك حِمْيَر ذو نُواس لضَفِيرَتَيْن كانتا تَنوسان على عاتِقَيْه وذو نُواس ملك من أَذْواء اليمن سمي بذلك لذُؤَابَتَين كانتا تَنوسان على ظهره وناسَ نَوْساَ تدلى واضطرب وأَناسَهُ هو وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ ووصْفِها زَوْجَها مَلأَ من شَحْمٍ عَضُدَيَّ وأَناس من حُلِيٍّ أُذُنيَّ أَرادت أَنه حَلَّى أُذنيها قِرَطَةً وشُنوفاً تَنوس بأُذنيها ويقال للغُصْن الدقيق إِذا هبت به الريح فهزَّته فهو يَنوس ويَنوع وقد تَنَوَّسَ وتَنَوَّع وكثر نَوَسانُه وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه مَرَّ عليه رجلٌ وعليه إِزارٌ يَجُرُّه فقَطع ما فوق الكعبين فكأَني أَنظر إِلى الخيوط نائِسَةً على كعبيه أَي متدلِّية متحركة ومنه حديث العباس وضَفِيرَتاه تَنوسان على رأْسه وفي حديث ابن عمر دخلتُ على حَفْصَةَ ونَوَساتُها تَنْطُف أَي ذوائِبها تَقْطُر ماء فسمَّى الذَّوائِبَ نَوَسات لأَنها تتحرك كثيراً ونُسْتُ الإِبلَ أَنُوسُها نَوْساً سُقْتُها ورجل نَوَّاسٌ بالتشديد إِذا اضْطرب واسترخى وناسَ لُعابُه سالَ فاضطرب والنُّواس ما تعلق من السقف ونُواس العَنْكبوت نَسْجه لاضطرابه والنُّواسِيُّ ضرب من العِنَب أَبيض مدوّر الحب مُتَشَلْشِلُ العناقيد طويلها مضطربها قال ولا أَدري إِلى أَي شيء نسب إِلا أَن يكون مما نسب إِلى نفسه كدَوَّارِ ودَوَّاريٍّ وإِن لم يسمع النُّواس ههنا ونَوَّسَ بالمكان أَقام والنَّاوُوسُ مقابر النصارى إِن كان عربيّاً فهو فاعُولٌ منه والنَّوَّاسُ اسم والناسُ اسم قَيْسِ بن عَيْلان واسمه الناس
( * قوله « واسمه الناس » يروى بالوصل وبالقطع كما في حاشية الصحاح اه شارح القاموس ) بن مُضَر بن نِزار وأَخوه إِلْياس بن مضر بالياء

هجس
الهَجْسُ ما وقع في خَلَدِك تقول هَجَس في قلبي هَمٌّ وأَمْرٌ وأَنشد وطَأْطَأَتِ النَّعامَةُ مِنْ بَعيدٍ وقد وقَّرْتُ هاجِسَها وهَجْسِي النعامة فَرَسه وفي حديث قَباثٍ وما هو إِلا شيء هَجَسَ في نَفْسي ابن سيده هَجَس الأَمرُ في نَفْسي يَهْجِسُ هَجْساً وقع في خَلَدي والهاجِس الخاطر صفة غالبة غلبة الأَسماء وفي الحديث وما يَهْجِسُ في الضمائر أَي وما يخطر بها ويدور فيها من الأَحاديث والأَفكار وهَجَسَ في صدري شيء يَهْجِس أَي حَدس وفي النوادر هَجَسَني عن كذا فانْهَجَسْتُ أَي رَدَّني فارتَدَدْت والهَجْس النَّبْأَةُ تسمعها ولا تفهمها ووقعوا في مَهْجُوسَةٍ من أَمرهم أَي اختلاط عن ابن الأَعرابي وقيل المعروف في مَرْجُوسَةٍ أَبو عبيدة الهُجَيْسِيُّ ابنُ زادِ الرَّكْب وهو اسم فرس معروف
( * قوله « وهو اسم فرس معروف » في شرح القاموس وزاد الركب فرس الأزد الذي دفعه إليهم سليمان النبي صلى اللَّه عليه وسلم )
والهَجِيسَةُ الغَريضُ من اللبَن في السِّقاء قال والخامِطُ والسامِطُ مثله وهو أَول تَغَيُّرِه قال الأَزهري والذي عرفته الهَجِيمةُ قال وأَظن الهَجِيسَةَ تصحيفاً وفي حديث عمر أَن السائب بن الأَقرع قال حضرتُ طعامه فدعا بلَحْمٍ عَبِيطٍ وخُبْزٍ مُتَهَجِّسٍ قال المُتَهَجِّس الخبز الفَطِير الذي لم يختمر عجينه أَصله من الهَجِيسَةِ وهو الغَريضُ من اللحم ثم استعمل في غيره ورواه بعضهم مُتَهَجِّش بالشين المعجمة قال ابن الأَثير وهو غلط

هجبس
التهذيب الهَيْجَبُوسُ الرجل الأَهْوَجُ الجافي وأَنشد أَحَقُّ ما يُبَلّغُني ابنُ تُرْنَى من الأَقْوامِ أَهْوَجُ هَيْجَبُوسُ ؟

هجرس
الهِجْرِسُ بالكسر ولد الثعلب وعَمَّ بعضهم به نَوْعَ الثعالب واستعاره الحطيئة للفرزدق فقال أَبْلِغ بَني عَبْسٍ فإِنَّ نِجارَهُمْ لُؤْمٌ وإِنَّ أَباهُمُ كالهِجْرِسِ وروي عن المفضل أَنه قال الهقالِس والهَجارِسُ الثعالب وأَنشد وتَرَى المَكَاكِيَ بالهَجِيرِ نحيبُها كُدْرٌ بَواكِرُ والهَجارِس تَنْحَبُ وقيل الهَجارِسُ جميع ما تَعَسَّسَ من السِّباع ما دون الثعلب وفوق اليَرْبوع قال الشاعر بعَيْنَيْ قَطامِيٍّ نَما فوْقَ مَرْقَبٍ غَدَّا شَبِماً يَنْقَضُّ بين الهَجارِسِ الليث الهِجْرِسُ من أَولاد الثعالب قال وقد يوصف به اللئيم وأَنشد وهِجْرِس مَسْكَنُه الفَدافِدُ وقال رَمَتْني الأَيام عن هَجارِسِها أَي شدائدها وفي الحديث أَن عُيَيْنَة بن حصن مدَّ رجليه بين يدي سيدنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال له فلان يا عَيْنَ الهِجْرِسِ أَتَمُدُّ رجليك بين يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ؟ الهِجْرِس ولد الثعلب والهِجْرِس أَيضاً القِرْد أَبو مالك أَهل الحجاز يقولون الهِجْرِس القرْد وبنو تميم يجعلونه الثعلب والهِجْرسُ اسم

هدس
هَدَسَه يَهْدسُه هَدْساً طرده وزجره يمانية مُمَاتة والهَدَسُ شجر وهو عند أَهل اليمن الآسُ

هدبس
الهَدَبَّسُ ولد البَبْرِ وأَنشد المبرّد ولقد رأَيتُ هَدَبَّساً وفَزارة والفِزْرُ يَتْبَعُ فِزْرهُ كالضَّيْوَنِ

هرس
الهَرْسُ الدَّق ومنه الهَرِيسَة وهَرَسَ الشيء يَهْرُسُه هَرْساً دقَّه وكسره وقيل الهَرْس دقك الشيء وبينه وبين الأَرض وقاية وقيل هو دقُّك إِياه بالشيء العريض كما تُهْرَسُ الهَرِيسَةُ بالمِهْراس والمِهْراس الآلة المَهْرُوس بها والهَرِيسُ ما هُرِسَ وقيل الهَرِيس الحب المهْروس قبل أَن يُطْبَخ فإِذا طبخ فهو الهَريسة وسميت الهَريسَةُ هَرِيسَةً لأَن البُرَّ الذي هي منه يدق ثم يطبخ ويسمى صانعُه هَرَّاساً وأَسد هَرَّاسٌ يَهْرُس كل شيء والهِرْماسُ من أَسماء الأَسد وقيل هو الشديد من السباع فِعْمالٌ من الهَرْس على مذهب الخليل وغيرُه يجعله فِعْلالاً وهَرِسَ يَهْرَسُ هَرَساً أَخفى أَكلَه وقيل بالغ فيه فكأَنه ضد ابن الأَعرابي هَرِسَ الرجُل إِذا كثر أَكله قال العجاج وكَلْكَلاً ذا حامِياتٍ أَهْرَسَا ويروى مِهْرَسا أَراد بالأَهْرَس الشديدَ الثقيل يقال هو هَرِسٌ للذي يدق كل شيء والفحل يَهْرُس القِرْن بكَلْكَلِه وإِبل مَهارِيس شديدة الأَكل قال أَبو عبيد المَهَارِيس من الإِبل التي تَقْضَمُ العِيجان إِذا قلَّ الكلأ وأَجدبت البلاد فتَتَبَلَّغ بها كأَنها تَهْرُسُها بأَفواهِها هَرْساً أَي تدقُّها قال الحطيئة يصف إِبِلَه مَهَارِيسُ يُرْوِي رِسْلُها ضَيْفَ أَهْلِها إِذا النَّارُ أَبْدَتْ أَوجُهَ الخَفِراتِ وقيل المَهَارِيس من الإِبل الشِّداد وقيل الجسام الثِّقالُ قال ومن شدة وطئها سميت مَهارِيسَ والهَرِسُ والأَهْرَسُ الشديد المَرَّاس من الأُسْدِ وأَسد هَرِسٌ أَي شديد وهو من الدق قال الشاعر شَدِيدَ السَّاعِدَيْنِ أَخا وِثابٍ شَدِيداً أَسْرُه هَرِساً هَمُوسَا والهَرِسُ الثوب الخَلَق قال ساعدة بن جؤية صِفْرِ المَبَاءَةٍ ذي هِرْسَيْنِ مُنْعَجِفِ إِذا نَظَرْتَ إِليه قلْتَ قد فَرَجَا والهَراسُ بالفتح شجر كبير الشوك قال النابغة فَبتُّ كأَنَّ العائِذاتِ فَرَشْنَنِي هَرَاساً به يُعْلى فِراشِي ويُقْشَبُ وقيل الهَراس شوك كأَنه حَسَك الواحدة هَراسَة وأَنشد الجوهري للنابغة الجعدي وخَيْل يُطابِقْنَ بالدَّارِعِين طِباقَ الكِلابِ يَطَأْنَ الهَراسا ويروى وشُعْث والمطابقة أَن تَضَع أَرجُلَها مواضع أَيديها وتقدِّم أَيديها حتى تُبْصِر مواقعَها يريد أَنها لا تريد الهرب فهي تَتَثَبَّت في مشيها كما تمشي الكلاب في الهَراسِ متقية له ومثله قول قعين إِنَّا إِذا الخَيْل عَدَتْ أَكْداسا مِثْل الكِلابِ تَتَّقي الهَراسا وقال أَبو حنيفة الهَراس من أَحْرار البقول واحدته هَراسَة وبه سمي الرجل وأَرض هَرِيسَة ينبت فيها الهَراس وفي حديث عمرو بن العاص كأَنّ في جَوْفي شوكة الهَراس قال هو شجر أَو بَقْل ذو شوك من أَحرار البقول والمِهْراس حَجَر مستطيل منقور يُتَوضأُ منه ويدق فيه وفي الحديث أَن أَبا هريرة روى عن النبي صلى اللَّه عليه سلم أَنه قال إِذا أَراد أَحدكم الوضوءَ فليُفْرِغْ على يديه من إِنائهِ ثلاثاً فقال له قَيْنٌ الأَشجعي فإِذا جِئنا إِلى مِهْراسِكم هذا كيف نَصْنَع ؟ أَراد بالمِهْراس هذا الحَجَر المَنْقور الضخم الذي لا يُقِلُّه الرجال ولا يحرِّكونه لثقله يسع ماء كثيراً ويتطهر الناس منه وجاء في حديث آخر أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم مَرَّ بِمِهْراس وجماعة من الرجال يَتَحاذَوْنَه أَي يحملونه ويرفعونه وهو حجر منقور سمي مِهْرَاساً لأَنه يُهْرَسُ به الحبُّ وغيره وفي حديث أَنس فقمت إِلى مِهْراس لنا فضربتها بأَسفله حتى تكسرت
( * روي في النهاية فضربتُه بأَسفله ) وفي الحديث أَنه عَطِشَ يوم أُحُدٍ فجاءه عليّ كرَم اللَّه وجهه بِماءٍ من المِهْراس فَعَافَهُ وغسل به الدمَ عن وجهه قال المِهْراس صخرة منقورة تسع كثيراً من الماء وقد يُعْمل منه حياض للماء وقيل المِهْراس في هذا الحديث اسم ماء بأُحُد قال وقَتِيلاً بِجانِبِ المِهْراسِ والمِهْراسُ موضع ويقال مِهْراس أَيضاً قال الأَعْشى فَرُكْنُ مِهْراسٍ إِلى مارِدٍ فقاعُ مَنْفُوحَةَ ذي الحائِرِ

هرجس
الهِرْجاسُ الجَسِيمُ

هرمس
الهِرْماس من أَسماء الأَسد وقيل هو الشديد من السباع واشتقه بعضهم من الهَرْس الذي هو الدَّقُّ وهو على ذلك ثلاثي وقد تقدم الكسائي أَسد عِرْماسٌ وهُرامِس وهو الجريء الشديد وقيل الهِرْماس الأَسد العادي على الناس ابن الأَعرابي الهِرْماس ولد النَّمِر وأَنشد الليث في الأَسد يَعْدُو بأَشْبالٍ أَبوها الهِرْماس والهِرْمِيسُ الكَرْكَدَّنُ قال وهو أَكبر من الفيل له قَرْن وهو يكون في البحر أَو على شاطئه قال والفيلُ لا يَبْقى ولا الهِرْمِيسُ وهِرْماس موضع أَو نهر وهِرْمِس اسم علم سُرْياني والهِرْمَوْس الصُّلْب الرأْي المُجَرَّب

هسس
هَسَّ يَهِسُّ هَسّاً حدَّث نَفْسَه وهَسَّ الكلامَ أَخفاه وهَسُّوا الحديثَ هَسِيساً وهَسْهَسُوه أَخْفَوْه والهَسِيسُ والهَسْهاس الكلام الذي لا يُفْهم وسمعت من القوم هَساهِسَ من نَجِيٍّ لم أَفهمها وكذلك وَساوِسَ من قول والهَساهِسُ الوَساوِسُ والهَساهِسُ حديث النَّفْس ووَسْوَسَتُها قال الأَخطل وطَوَيْتَ ثَوْبَ بَشاشَةٍ أُلْبِسْتَهُ فَلَهُنَّ مِنْكَ هَساهِسٌ وهُمُومُ والهَساهِسُ الكلام الخفي المُجَمْجَمُ وسمعت هَسِيساً وهو الهَمْسُ وقيل الهَسْهَسَةُ عامٌّ في كل شيء له صوت خفي كهَساهِسِ الإِبل في سيرها وصوتُ الحَلْي قال الراجز لَبِسْنَ من حُرِّ الثِّيابِ مَلْبَسا ومُذْهَبِ الحَلْي إِذا تَهَسْهَسا ويقال في هَساهِس أَخفاف الإِبل إِذا عَلَوْنَ الظَّهْرَ ذا الضَّماضِمِ هَساهِساً كالْهَدِّ بالْجَماجِم الجوهري الهَسْهَسَة صوت حركة الدِّرع والحَلْي وحركة الرجل بالليل ونحوه قال الشاعر وللَّهِ فرْسانٌ وخَيْلٌ مُغِيرَةٌ لَهُنَّ بِشُبّاكِ الحَديدِ هَساهِسُ والتَّهَسْهُسُ مثله وهَسِيسُ الجِنِّ وهَساسُها عَزيفُها في القَفْرِ والهَسِيسُ والهَسْهَسَة ضرب من المشي قال إِنْ هَسنْهَسَتْ لَيْلَ التَّمامِ هَسْهَسا وهَسْهَسَ ليلتَه كلَّها وقَسْقَسَ إِذا أَدأَبَ السير وفي النوادر الهَساهِس المشي بِتْنا نُهَسْهِسُ حتى أَصبحنا وراعٍ هَسْهاس إِذا رعى الغنم ليله كله والهَسُّ زجْر الغنم وهُسْ وهِسْ زجر للشاة والهَسِيسُ المدقوق من كل شيء

هطس
هَطَس الشيءَ يَهْطسُه هَطْساً كسره حكاه ابن دريد قال وليس يثبت

هطلس
الهطلسة الأَخْذ والهَطْلَسُ والهَطَلَّس العسكر الكبير ابن الأَعرابي تَهَطْلَسَ من مرضه إِذا أَفاق

هقلس
الهِقْلِسُ السيء الخُلُق والهَقالس والهَجارس الثعالب والهَقَلَّس الذئب في ضر قال الكميت وتسمَعُ أَصْواتَ الفَراعِل حَوْلَه يُعاوينَ أَولادَ الذِّئابِ الهَقالِسا يعني حول الماء الذي ورَدَهُ

هكلس
أَبو عمرو الهَكَلَّسُ الشديد

هلس
الهَلْس والهُلاسُ شبه السُّلال وفي التهذيب شدة السُّلال من الهُزال ورجل مَهْلُوسٌ وهَلَسَه الداء يَهْلِسُه هَلْساً خامَره قال الكميت يُعالِجْنَ أَدْواءَ السُّلالِ الهَوالِسا والمَهْلُوس من الرجال الذي يَأْكل ولا يُرى أَثرُ ذلك في جسمه ورَكَبٌ مَهْلوسٌ قليل اللحم لازق على العظم يابس وقد هُلِسَ هَلْساً وامرأَة مَهْلوسَةٌ ذات رَكَبٍ مَهْلوس كأَنما جفل لحمه جَفْلاً الجوهري الهُلاس السِّلُّ ورجل مَهْلوس العقل أَي مسلوبه ورجل مُهْتَلَسُ العقل ذاهبه ويقال السُّلاس في العقل والهُلاس في البدن وفي حديث علي رضي اللَّه عنه في الصدقة ولا يَنْهَلِس الهُلاس السِّلُّ وقد هَلَسَه المرضُ وفي حديثه أَيضاً نَوازِعُ تَقْرَع العظم وتَهْلِسُ اللحم والإِهْلاسُ ضحك فيه فتور وأَهْلَسَ في الضحك أَخفاه قال تَضْحَكُ مِنِّي ضَحِكاً إِهْلاسا أَراد ذا إِهْلاسٍ وإِن شئتَ جعلته بدلاً من ضحك وأَما قول المرار طَرَقَ الخَيالُ فهاجَ لي من مَضْجَعِي رَجْعُ التَّحِيَّةِ في الظَّلامِ المُهْلِسِ أَراد بالمُهْلِس الضعيفَ من الظلام ابن الأَعرابي الهُلُسُ النُّقَّة من الرجال والهُلُسُ الضعفاء وإِن لم يكونوا نُقَّهاً وأَهْلَسَ إِليه أَي أَسرَّ إِليه حديثاً وهالَسَ الرجلَ سارَّه قال حميد بن ثور مُهالَسَة والسِّتْرُ بَيْني وبَيْنَه بِداراً كَتَكْحِيلِ القَطا جازَ بالضَّحْل

هلبس
الهَلْبَسِيسُ
( * قوله « الهلبسيس » هو بهذا الضبط في القاموس ونقل شارحه عن الصاغاني أَنه بكسر الهاء والباء » الشيء اليسير وليس بها هَلْبَسِيسٌ أَي أَحد يستأْنس به وجاءت وما عليها هَلْبَسِيسَة ولا خَرْبَصِيصَة أَي شيء من الحَلْي وما عنده هَلْبَسِيسَةٌ إِذا لم يكن عنده شيء وما في السماء هَلْبَسِيسَةٌ أَي شيء من سحاب عن ابن الأَعرابي قال لا يُتكلم به إِلا في النفي

هلطس
شمر الهِلْطَوْسُ الخفي الشخص من الذئاب قال الراجز قَدْ ترك الذئْب شَدِيد العَوْلَةِ أَطْلَسَ هِلْطَوْساَ كثِيرَ العَسَّةِ ولصٌّ
( * قوله « ولص إلخ » المناسب ذكره في هطلس لا هنا ) هَطْلَسٌ وهَطَلَّس قطَّاع كلّ ما وجده

هلقس
الهِلَّقْسُ بتشديد اللام الشديد من الناس والإبل وعمَّ به بعضهم وهو ملحق بِجِرْدَحْل قال الشاعر أَنْصَب الأُذْنَيْنِ في حَدِّ القَفَا مائِل الضَّبْعَيْنِ هِلَّقْس حَنِق أَبو عمرو جوع هُنْبُغٌ وهِنْباغٌ وهِلَّقْسٌ وهِلَّقْتٌ أَي شديد

هلكس
الهِلَّكْسُ الدّنيء الأَخلاق وبعير هِلّقْس وهِلَّكْسٌ شديد وأَنشد الليث والبازلَ الهِلَّكْسَا

همس
الهَمْس الخفيّ من الصوت والوطء والأَكل وقد هَمَسُوا الكلام هَمْساً وفي التنزيل فلا تَسْمَعُ إِلا هَمْساً في التهذيب يعني به واللَّه أَعلم خَفْقَ الأَقدام على الأَرض وقال الفراء يقال إِنه نَقْل الأَقْدام إِلى المحشر ويقال إَنه الصوت الخفيّ وروي عن ابن عباس أَنه تَمَثَّل فأَنشد وهُنَّ يَمشِين بِنا هَمِيسَا قال وهو صوت نَقْل أَخفاف الإِبل وروي عن ابن الأَعرابي قال ويقال اهمِسْ وصَهْ أَي امْشِ خَفِيّاً واسكت ويقال هَمْساً وصَهْ وهَسّاً وصَهْ قال وهذا سارق قال لصاحبه امش خفيّاً واسكت وفي الحديث فجعل بعضُنا يَهْمِس إِلى بعضٍ الهَمْس الكلام الخفي لا يكاد يفهم ومنه الحديث كان إِذا صلى العَصر هَمَسَ الجوهري هَمْسُ الأَقدام أَخفى ما يكون من صوت الوطء والأَسد الهَمُوس الخفيّ الوطء قال رؤبة يصف نفسه بالشدة لَيْثٌ يدُقّ الأَسَدَ الهَمُوسا والأَقْهَبَيْنِ الفِيلَ والجاموسَا والشيطان يُوَسْوِس فيَهْمِس بوسواسه في صدر ابن آدم وروي عن النَّبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه كان يتعوذ باللَّه من هَمْزِ الشيطان ولَمْزِه وهَمْسه هو ما يُوَسْوِسُه في الصدر والهمز كلام من وراء القَفَا كالاستهزاء واللمز مُواجَهَة قال أَبو الهيثم إِذا أَسرَّ الكلام وأَخفاه فذلك الهَمْس من الكلام قال شمر الهَمْسُ من الصوت والكلامِ ما لا غَوْر له في الصدر وهو ما هُمِس في الفم والهَمُوس والهَمِيس جميعاً كالهَمْس في جميع هذه الأَشياء وقيل الهَمِيسُ المضْغُ الذي لا يُفْغَر به الفم وكذلك المشْي الخفيّ الحِسِّ وإِذا مضَغ الرجل من الطعام وفُوه منضمٌّ قيل هَمَسَ يَهْمِسُ هَمْساً وأَنشد يأْكُلن ما في رَحْلِهنَّ هَمْسا والهَمْس أَكل العجوز الدَّرْداء والهَمْسُ والهَمِيسُ حِسّ الصوت في الفم مما لا إَشْرابَ له من صوت الصدر ولا جهارَة في المنطق ولكنه كلام مَهْمُوس في الفم كالسِّرِّ وتَهَامَسَ القومُ تسارُّوا قال فَتَهامَسوا سِرّاً وقالوا عَرِّسُوا في غَير تَمْئِنَةٍ بغير مُعَرَّسِ والحروف المَهْموسة عشرة أَحرف يجمعها قولك « حَثَّه شَخْصٌ فَسَكَت » وفي المحكم يجمعها في اللفظ قولك « سَتَشْحَثُك خَصَفَه » وهي الهاء والحاء والخاء والكاف والشين والصاد والتاء والسين والثاء والفاء قال سيبويه وأَما المَهْمُوس فحرف ضَعُف الاعتمادُ من موضعه حتى جرى معه النَّفَس قال بعض النحويين وأَنت تعتبر ذلك بأَنه قد يمكنك تكرير الحرف مع جَرْي الصوت نحو « سسس كككك هههه » ولو تكلفت ذلك في المجهور لما أَمكنك قال ابن جني فأَما حروف الهَمْس فإِن الصوت الذي يخرج معها نَفَس وليس من صوت الصدر إِنما يخرج مُنْسلاً وليس كنفخ الزاي والظاء والذالِ والصادِ والراءُ شبيهة بالضاد الأَزهري وأَخذته أَخذاً هَمْساً أَي شديداً ويقال عَصْراً وهَمَسَه إِذا عَصره وقال الكميت فجعل الناقة هَمُوساً غُرَيْرِيَّة الأَنْسَابِ أَو شَدْقَمِيَّة هَمُوساً تُبارِي اليَعْمَلاتِ الهَوامِسا وفي رجز مسيلمة والذئبُ الهامِس والليل الدَّامس الهامِس الشديد وأَسد هَمُوس وهَمَّاس شديد الغَمْز بضرسه قال الهذلي يَحْمِي الصَّرِيمَةَ أُحْدانُ الرجالِ له صَيْدٌ ومُجْتَرِئٌ باللَّيْل هَمَّاس والهَمُوس من أَسماء الأَسد لأَنه يَهْمِس في الظلمة ثم جُعل ذلك اسماً يعرف به يقال أَسد هَمُوس قال أَبو زبيد بَصِيرٌ بالدُّجَى هادٍ هَمُوس قال أَبو الهيثم سمي الأَسد هَمُوساً لأَنه يَهْمِس هَمْساً أَي يمشي مشياً بخُفْيَة فلا يُسْمَع صوتُ وطئه وأَسد هَمُوس يمشي قليلاً قليلاً يقال هَمَسَ لَيْلَه أَجمع

هملس
رجل هَمَلَّس قوي الساقين شديد المشي ولم يُلْف إِلا في كتاب العين والمعروف في المصنف وغيره العَمَلَّس ولعل الهاء بدل من العين لا تصح إِلا على ذلك

هنبس
الهَنْبَسَة التَّحَسُّسُ عن الأَخبار وقد تَهَنْبَس

هنجبس
الهَنْجَبُوس الخسيس

هندس
الهِنْدِس من أَسماء الأَسد وأَسد هِنْدِس أَي جَرِيء قال جندل يأْكل أَو يَحْسُو دَماً ويَلْحَسُ شِدْقَيْه هَوَّاسٌ هِزَبْرٌ هِنْدِس والمُهَنْدِس المقدر لِمَجاري المياه والقُنِيّ واحتِقارِها حيث تحفر وهو مشتق من الهِنْدازِ وهي فارسية أَصلها آوْ أَنْدازْ
( * قوله « آو » كذا بالأصل وفي القاموس آب وهما بمعنى ) فصيرت الزاي سيناً لأَنه ليس في شيء من كلام العرب زاي بعد الدال والاسم الهَنْدَسة ويقال فلان هُنْدُوس هذا الأَمر وهم هَنادِسَة هذا الأَمر أَي العلماء به ورجل هُنْدُوس إِذا كان جيد النظر مُجرَّباً

هوس
الهَوْس الطَّوَفان بالليل والطلب بِجُرْأَة هاسَ يَهُوس هَوْساً طاف بالليل في جرْأَة وأَسد هَوَّاس وكذلك النَّمِر قال وفي يَدِي مِثْلُ ماء الثَّغْبِ ذُو شُطَبٍ أَنَّى نَحَيْتُ يَهُوسُ اللَّيْثُ والنَّمِرُ قال ابن الأَعرابي أَراد الثَّغَب فسكن للضرورة وأَما سيبويه فقال الثَّغْب بسكون الغين الغَدير ورجل هَوَّاس وهَوَّاسَةٌ شجاع مجرَّب والهَوْس الإِفساد هاسَ الذئب في الغنم هَوْساً والهَوْس الدَّقُّ هاسَه يَهُوسُه وهَوَّسه الأَصمعي هُسْتُه هَوْساً وهِسْتُه هيساً وهو الكسر والدقُّ وأَنشد إِنَّ لنَا هَوَّاسَةً عَرِيضَا والتَّهَوُّس المشي الثقيل في الأَرض الليِّنَة وهَوِسَ الناس هَوَساً وقعوا في اختلاط وفساد وهَوِسَت الناقة هَوَساً فهي هَوِسَةٌ اشتدت ضَبَعَتُها وقيل ترددت فيها الضَّبَعَة وضَبَعٌ هَوَّاس شديد قال يُوشِك أَن يُؤْنَسَ في الإِينَاسِ في مَنْبِتِ البَقْل وفي اللُّسَاسِ منها هَدِيمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ والهَوِيس النظر والفكر والهَوْس الأَكل الشديد والهَوْس شديد الأَكل والعرب تقول الناس هَوْسَى والزمان أَهْوَس قال الناس يأْكلون طيّبات الزمان والزمانُ يأْكلهم بالموت والهَوَّاس الأَسد قال الكميت هُوَ الأَضْبَطُ الهَوَّاسُ فينا شَجَاعَةً وفيمَنْ يُعادِيهِ الهِجَفُّ المُثَّقَّل والهَوْس المَشي الذي يعتمد فيه صاحبه على الأَرض اعتماداً شديداً ومنه سمي الأَسد الهَوَّاس والهَوْس السوق اللين يقال هُسْت الإِبل فَهَاست أَي ترعى وتسير وإِنما شبه هَوَسان الناقة بهَوَان الأَسد لأَنها تمشي خَطْوة خطوة وهي ترعى والهَوَس بالتحريك طَرف من الجنون وفي حديث أَبي الأَسود فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَسُ يذكر في ترجمة هيس واللَّه أَعلم

هيس
الهَيْس من الكيل الجِزَاف وقد هَاسَ وهاسَ من الشيء هَيْساً أَخذ منه بكثرة والهَيْس السَّير أَيَّ ضَرْبٍ كان وهاسَ يَهِيسُ هَيْساً سار أَيَّ سير كان حكاه أَبو عبيد قال إِحْدَى لَيَالِيك فَهِيسِي هِيسِي لا تَنْعَمِي اللَّيْلَةَ بالتَّعْرِيسِ وهَيْسِ كلمة تقال في الغارَة إِذا اسْتُبِيحَتْ قرية أَو قبيلة فاستؤصلت أَي لا بَقي منهم أَحد فيقولون هَيْسِ هَيْسِ القومُ هَيْساً ويقال حمل فلان على العسكر فَهاسَهم أَي داسَهم مثل حاسهم ويقال ما زِلْنَا ليلَتنا نَهِيس أَي نَسْري وهَيْسِ مكسور كلمة تقال للرجل عند إِمكان الأَمر وإِغْرائه به والأَهْيَس الشجاع مثل الأَحْوَس والهَيْس اسم أَدَاةِ الفَدَّان عمانية
( * قوله « عمانية » وفي العباب يمانية اه شارح القاموس )
والهَيْسَة بفتح الهاء أُم حُبَين عن كراع والأَهْيَسُ الذي يدق كل شيء أَبو عمرو سَاهَاه غافَله وهَاسَاه إِذا سَخِر منه فقال هَيْسِ هَيْسِ ابن الأَعرابي إِن لقمان بن عاد قال في صفة النمل أَقبلَتْ مَيْسَا وأَدْبَرَتْ هَيْسَا قال تَهِيسُ الأَرضَ تدُقُّها وفي حديث أَبي الأَسود لا تُعَرِّفُوا عليكم فلاناً فإِنه ضعيف ما عَلِمْتُه وعرِّفوا عليكم فلاناً فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَسُ الأَهْيَسُ الذي يَهُوس أَي يدور يعني أَنه يدور في طلب ما يأْكله فإِذا حصَّله جلس فلم يبرح والأَصل فيه الواو وإِنما قيل بالياء ليُزاوج أَلْيَس

وجس
أَوْجَسَ القلبُ فَزَعاً أَحَسَّ به وفي التنزيل العزيز فأَوْجَسَ منهم خيفة قال أَبو إِسحق معناه فأَضْمَر منهم خَوْفاً وكذلك التوَجُّس وقال في موضع آخر معنى أَوْجَسَ وقع في نفسه الخوفُ الليث الوَجْس فَزْعة القلب والوَجْس الفَزَع يقع في القلب أَو في السمع من صوت أَو غير ذلك والتوَجُّس التَّسَمُّع إِلى الصوت الخفي قال ذو الرمة يصف صائداً إِذا تَوَجَّس رِكزاً من سَنابِكِها أَو كان صاحِبَ أرْضٍ أَوْ بِهِ المُومُ وأَوْجَسَت الأُذنُ وتَوجَّسَت سمعت حسّاً وقول أَبي ذؤيب حتَّى أُتِيح لهُ يَوْماً بِمُحْدَلَةٍ ذُو مِرَّةٍ بِدِوارِ الصَّيْد وَجَّاسُ قال ابن سيده هو عندي أَنه على النسب إِذ لا نعرف له فِعلاً والوَجْسُ الصوت الخفي وفي الحديث أَنه نهى عن الوَجْس هو أَن يجامع الرجل امرأَته أَو جاريته والأُخرى تسمع حسهما وسئل الحسن عن الرجل يجامع المرأَة والأُخرى تسمع فقال كانوا يكرهون الوَجْس قال أَبو عبيد هو الصوت الخفي وفي الحديث دخلت الجنة فسمعت في جانبها وَجْساً فقيل هذا بلال الوَجْس الصوت الخفي وتَوَجَّسَ بالشيء أَحَسَّ به فَتَسَمَّع له وتوَجَّسْت الشيءَ والصوتَ إِذا سمعته وأَنت خائف ومنه قوله فَغَدَا صَبِيحَةَ صَوْتِها مُتَوَجّسَا والواجِسُ الهَاجِسُ والأَوْجَس والأَوْجُس الدهر وفتح الجيم هو الأَفصح يقال لا أَفعل ذلك سَجِيسَ الأَوْجَس والأَوْجُس وسَجِيسَ عُجَيس الأَوْجس حكاه الفارسي أَي لا أَفعله طول الدهر وما ذقت عنده أَوْجَسَ أَي طعاماً لا يستعمل إِلا في النفي ويقال تَوَجَّسْت الطعام والشراب إِذا تَذَوَّقته قليلاً وهو مأْخوذ من الأَوْجس

ودس
الوادِسُ من النبات ما قد غَطَّى وجه الأَرض ودَسَت الأَرض وَدْساً وَوَدَّسَتْ وتَوَدَّسَتْ تغطت بالنبات وكثر نباتها وقيل إِنما ذلك في أَول إِنباتها أَبو عبيد تَوَدَّسَت الأَرض وأَوْدَسَتْ بمعنى أَي أَنبتت ما غطى وجهها وما أَحسن وَدَسَها
( * قوله « ودسها » كذا هو مضبوط في الأصل بالتحريك وضبط بالقلم في الصحاح بالتسكين ) إِذا خرج نباتها وأَرض وَدِسَة مُتَودِّسة ليس على الفعل ولكن على النسب والوَدَس والوَدِيس والوِداسُ ما غطاها من ذلك وفي حديث خزيمة وذكر السنة فقال وأَيبست الوديس هو ما أَخرجت الأَرض من النبات والوَدس أَول نبات الأَرض ودخان موَدِّس والتَّوْدِيس رعي الوادِس من النبات والتَّوَدُّس رعي الوِدَاس وودَّسَ إِليه بكلمة طرحها وما أَدري أَين وَدَسَ من بلاد اللَّه ووَدَّس أَي أَين ذهب ووَدَسَ عليَّ الشيءُ وَدْساً أَي خفي وأَين وَدَسْت به أَي أَين خَبَأْته والوَدِيس الرقيق من العسل والوَدَس العَيْب يقال إِنما يأْخذ السلطان من به وَدَس أَي عيب

ورس
الوَرْس شيء أَصفر مثل اللطخ يخرج على الرِّمْثِ بين آخر الصيف وأَوَّل الشتاء إِذا أَصاب الثوبَ لَوَّنَه التهذيب الوَرْس صِبْغ والتَّوْرِيس مثله وقد أَوْرَس الرِّمْثُ فهو مُورِسٌ وأَوْرَس المكانُ فهو وارِسٌ والقياس مُورِسٌ وقال شمر يقال أَحْنَطَ الرِّمْثُ فهو حانِطٌ ومُحْنِطٌ ابْيَضَّ الصحاح الوَرْس نبت أَصفر يكون باليمن تتخذ منه الغُمْرة للوجه تقول منه أَورَس المكان وأَوْرَس الرِّمْث أَي اصفَرَّ ورقه بعد الإِدراك فصار عليه مثل المُلاء الصفر فهو وارِس ولا يقال مُورِس وهو من النوادر ووَرَّست الثوب تَوْريساً صبغته بالوَرْس ومِلْحفة وَرْسِيَّة صبغت بالوَرْس وفي الحديث وعليه ملحفة وَرْسِيَّة والوَرْسِية المصبوغة وفي حديث الحسين رضي اللَّه عنه أَنه اسْتَسْقى فأُخرج إِليه قَدَح وَرْسِيّ مُفَضَّض هو المعمول من الخشب النُّضار الأَصفر فشبه به لصفرته قال أَبو حنيفة الوَرْس ليس بِبَرِّي يزرع سنة فيجلس عشر سنين أَي يقيم في الأَرض ولا يتعطل قال ونباته مثل نبات السمسم فإِذا جف عند إِدراكه تفتقت خرائطه فيُنْفض فيَنْتفض منه الوَرْس قال وزعم بعض الرواة الثقات أَنه يقال مُورِس وقد جاء في شعر ابن هَرْمَة قال وكأَنَّما خُضِبَتْ بحَمْضٍ مُورِس آباطُها من ذي قُرُونِ أَبايِلِ وحكى أَبو حنيفة عن أَبي عمرو وَرَسَ النبت وُرُوساً اخْضَرَّ وأَنشد في وارِسٍ من النَّخِيل قد ذَفِر ذَفِرَ كَثر قال ابن سيده لم أَسمعه إِلا ههنا قال ولا فسره غير أَبي حنيفة وثوب وَرِسٌ ووارِس ومُوَرِّسٌ ووَرِيس مصبوغ بالوَرْس وأَصْفَر وارِسٌ أَي شديد الصفرة بالغوا فيه كما قالوا أَصْفَر فاقِع والوَرْسِيُّ من الأَقداح النُّضار من أَجودها ومن الحمام ما كان أَحمر إِلى الصفرة ووَرِسَت الصخرةٌ إِذا ركبها الطُّحْلب حتى تخضَرَّ وتَمْلاسَّ قال امرؤ القيس ويَخْطُو على صُمٍّ صِلابٍ كأَنها حجارة غِيلٍ وارِساتٌ بطُحْلُب

وسس
الوَسْوَسَة والوَسْواس الصوت الخفي من ريح والوَسْواس صوت الحَلْي وقد وسْوَس وَسْوَسَة ووِسْواساً بالكسر والوَسْوَسة والوِسْواس حديث النفس يقال وَسوَسَتْ إِليه نفسه وَسْوسة ووِسْواساً بكسر الواو والوَسْواسُ بالفتح الاسم مثل الزِّلْزال والزَّلْزال والوِسْواس بالكسر المصدر والوَسْواس بالفتح هو الشيطان وكلُّ ما حدَّثك ووَسْوس إِليك فهو اسم وقوله تعالى فوَسْوَس لهما الشيطان يريد إِليهما ولكن العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل ويقال لِهَمْس الصائد والكلاب وأَصواتِ الحلي وَسْواس وقال الأَعشى تَسْمَع للحَلْي وَسْواساً إِذا انْصَرفت كما اسْتَعان بِريح عِشْرِقٌ زَجل والهَمْس الصوت الخفيّ يهز قَصَباً أَو سِبّاً وبه سمي صوت الحلي وَسْواساً قال ذو الرمة فَباتَ يُشْئِزُه ثَأْدٌ ويُسْهِرهُ تَذَوُّبُ الرِّيح والوَسْواسُ والهِضَبُ يعني بالوَسْواس همس الصياد وكلامه قال أَبو تراب سمعت خليفة يقول الوَسْوسة الكلام الخفي في اختلاط وفي الحديث الحمد لله الذي ردّ كَيْده إِلى الوَسْوَسة هي حديث النفس والأَفكار ورجل مُوَسْوِس إِذا غلبت عليه الوَسْوسة وفي حديث عثمان رضي اللَّه عنه لما قُبِض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وُسْوِسَ ناسٌ وكنت فيمن وُسْوِس يريد أَنه اختلط كلامه ودُهش بموته صلى اللَّه عليه وسلم والوَسْواس الشيطان وقد وَسْوَس في صدره ووَسْوَس إِليه وقوله عز وجل من شر الوَسْواس الخَنَّاس أَراد ذي الوَسْواس وهو الشيطان الذي يُوَسوس في صدور الناس وقيل في التفسير إِن له رأْساً كرأْس الحية يَجْثِمُ على القلب فإِذا ذكر العبدُ اللَّه خَنس وإِذا ترك ذكر اللَّه رجع إِلى القلب يُوَسوس وقال الفرّاء الوِسْواس بالكسر المصدر وكل ما حدّث لك أَو وَسْوس فهو اسم وفلان المُوَسْوِس بالكسر الذي تعتريه الوَساوِس ابن الأَعرابي رجل مُوَسْوِس ولا يقال رجل مُوَسْوَس قال أَبو منصور وإِنما قيل مُوَسْوِس لتحديثه نفسه بالوَسْوسة قال اللَّه تعالى ونعلم ما تُوَسْوِسُ به نفسه وقال رؤبة يصف الصياد وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصاً ربَّ القَلَقْ يقول لما أَحَسَّ بالصيد وأَراد رميه وَسْوس نفسه بالدعاء حذر الخيبة وقد وَسْوَسَتْ إِليه نفسه وَسْوَسة ووِسْواساً بالكسر ووَسْوس الرجلَ كلَّمه كلاماً خفيّاً ووَسْوس إِذا تكلم بكلام لم يبينه

وطس
وَطَسَ الشيءَ وَطْساً كسره ودقَّه والوَطِيس المَعْركة لأَن الخيل تَطِسُها بحوافرها والوَطِيس التنور والوَطِيس حفيرة تحتفر ويختبز فيها ويشوى وقيل الوَطِيس شيء يتخذ مثل التَّنُّور يختبز فيه وقيل هي تنُّور من حديد وبه شُبِّه حَرّ الحَرْب وقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم في حُنَيْن الآن حَمِيَ الوَطِيسُ وهي كلمة لم تُسمع إِلا منه وهو من فصيح الكلام عبّر به عن اشتِباك الحَرْب وقيامها على ساق الأَصمعي الوَطِيس حجارة مدورة فإِذا حميت لم يمكن أَحداً الوطء عليها يُضْرب مثلاً للأَمر إِذا اشتد قد حَمِي الوَطِيسُ ويقال طِسِ الشيءَ أَي أَحْمِ الحجارة وضَعْها عليه وقال أَبو سعيد الوَطِيس الضِّراب في الحرب قال ومنه قول عليّ رضوان اللَّه عليه الآن حين حَمِيَ الوَطِيس أَي حَمِيَ الضِّراب وجَدَّت الحربُ واشتدت قال وقول الناس الوَطِيس التنور باطل وقال ابن الأَعرابي في قولهم حَمِيَ الوَطِيس هو الوطء الذي يَطِسُ الناس أَي يدقهم ويقتلهم وأَصل الوَطْس الوطء من الخيل والإِبل ويروى أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم رُفعت له
( * هكذا في الأصل ولعله أَراد رفعت له ساحة الحرب أَو رفعت له المعركة أَي أَبصرها عن بُعد ) يوم مُؤْتَةَ فرأَى معتَرَك القوم فقال حمي الوطيس وقال زيد بن كُثْوة الوَطِيسُ يحتفر في الأَرض ويُصَغَّر رأْسه ويُخْرق فيه خَرْق للدخان ثم يوقد فيه حتى يَحْمى ثم يوضع فيه اللحم ويُسَدّ ثم يؤتى من الغد واللحم عاتٍ لم يحترق وروي عن الأَخفش نحوه ابن الأَعرابي الوَطِيس البلاء الذي يَطِسُ الناس أَي يدقهم ويقتلهم قال ابن سيده وليس ذلك بقويّ وجمعه كله أَوْطِسَة ووُطُسٌ والوَطِيس وطء الخيل هذا هو الأَصل ثم استعمل في الإِبل قال عنترة بن شدَّاد العبسي خَطَّارَة غِبَّ السُّرَى مَوَّارة تَطِسُ الإِكام بذاتِ خُفٍّ مِيْثَم
( * وفي معلقة عنترة بوَخْدِ بدل بذات )
الوطْس الضرب الشديد بالخف وغيره وخَطَّارة تُحَرِّك ذنبها في مشيها لنشاطها وغِبّ السُّرى بَعْدَه وموّارة سريعةُ دورانِ اليدين والرجلين والإِكامُ جمع أَكَمَة للمرتفع من الأَرض وقوله ذات خف مِيْثَم أَي تكسر ما تطؤُه يقال وَثَمَه يَثِمُه إِذا كسره وأَوْطاس موضع

وعس
الوَعْساء والأَوْعَسُ والوَعْس والوَعْسة كلُّه السهل اللين من الرمل وقيل هي الأَرض اللينة ذات الرمل وقيل هي الرمل تغيب فيه الأَرجل أَنشد ابن الأَعرابي أَلْقَتْ طَلاً بوَعْسَةِ الحَوْمانِ والجمع أَوْعُسٌ ووُعْس وأَواعِس الأَخيرة جمع الجمع والسهل أَوْعَسُ والمِيعاس مثله ووَعْساءُ الرمل وأَوْعَسُه ما اندكّ منه وسهُل والمَوْعِس كالوَعْس أَنشد ابن الأَعرابي لا تَرْتَعِي المَوْعِس من عَدابِها ولا تُبالي الجَدْبَ من جَنابِها والميعاس كالوَعْس قال الليث المكان الذي فيه الرمل من الوَعْس وهو الرمل الذي تسوخ فيه القوائم ورمل أَوْعَس وهو أَعظم من الوَعْساء وأَنشد ألْبسْنَ دِعْصاً بين ظَهْرَيْ أَوْعَسا وقال جرير حَيِّ الهِدَمْلَة من ذات المَواعِيسِ
( * قوله « حيّ الهدملة إلخ » عبارة القاموس وشرحه وذات المواعيس موضع )
وأَنشد ابن الأَعرابي أَلقت طلاً بوعسة الحومان وأَوْعَسَ القومُ ركبوا الوَعْس من الرمل والمِيعاسُ الطريق وأَنشد واعَسْنَ مِيعاساً وجُمْهُورات من الكَثِيبِ مُتَعَرِّضات والميعاسُ الأَرض التي لم توطأْ ووَعَسَه الدهرُ حَنَّكَه وأَحْكَمَه والمُواعَسَة والإِيعاسُ ضَرْب من سير الإِبل في مدّ أَعناق وسَعة خُطى في سرعة قال كم اجْتَبْنَ من لَيْل إِلَيْكَ وأَوْعَسَتْ بنا البِيدَ أَعْناقُ المَهاري الشَّعاشِع البِيدَ منصوب على الظرف أَو على السَّعة وأَوْعَسْنَ بالأَعْناق إِذا مَدَدْنَ الأَعناق في سَعة الخَطْو والمُواعَسَة المُباراة في السير وهي المُواضَخَة ولا تكون المُواعسة إِلا بالليل وأَوْعَسْنا أَدْلجنا والوَعْس شدة الوطء على الأَرض والمَوْعُوس كالمَدْعُوس والوَعْسُ شجر تُعْمل منه العيدان التي يُضرب بها قال ابن مقبل رَهاوِيَّةٌ مُنْزعٌ دَفُّها تُرَجّع في عُودِ وَعْسٍ مَرَنْ

وقس
الليث الوَقْسُ الفاحشة وذِكْرُها قال العجاج وحاصِن من حاصِناتٍ مُلْسِ عَن الأَذى وعَنْ قِرافِ الوَقْسِ ضرب الجَرَبَ مثلاً للفاحشة قال والوَقْسُ الصوت قال الأَزهري أَخطأَ الليث في تفسير الوَقْس فجعله فاحشة وأَخطأَ في لفظ الوَقْس بمعنى الصوت وصوابه الوَقْشُ الجوهري وقَسَه وقْساً أَي قَرَفه وإِنَّ بالبعير لوَقْساً إِذا قارَفه شيء من الجَرَب وهو بعير مَوْقُوس والوَقْس الجرب وقيل هو أَول الجَرَب قبل انتشاره في البدن قال الوَقْسُ يُعْدي فتَعَدَّ الوَقْسا الأَزهري سمعت أَعرابية من بني نُمَيْر كانت اسْتُرْعِيت إِبلاً جُرْباً فلما أَراحَتْها سأَلتْ صاحبَ النِّعم فقالت أَين آوي هذه المُوَقَّسَة ؟ أَرادت بالمُوَقَّسَةِ الجُرْب ومن أَمثالهم الوَقْسُ يُعْدي فتَعَدَّ الوَقْسا مَنْ يَدْنُ لِلْوَقْسِ يُلاقِ تَعْسا الوَقْس الجَرَب والتَّعْس الهلاك يضرب مثلاً لتَجَّنُّب من تكره صحبته ويقال إِن به لوَقْساً إِذا قارَفه شيء من الجَرَب وأَنشد الأَصمعي للعجاج يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيمَ الدَّرْسِ من الأَذى ومن قِراف الوَقْسِ وقوم أَوْقاسٌ نَطِفُون مُتَّهَمُون يُشَبَّهون بالجَرْباء تقول العرب لا مِساسَ لا مِساس لا خير في الأَوْقاس ورأَيت أَوْقاساً من الناس أَي أَخْلاطاً ولا واحد لها والوَقْس السقاط والعبيد عن كراع

وكس
الوَكْسُ النقص وقد وَكَسَ الشيءُ نَكَس وفي حديث ابن مسعود لها مَهْر مثلها لا وكْس ولا شطَط أَي لا نقصان ولا زيادة الوَكْس النقص والشَّطَطُ الجور ووَكَسْتُ فلاناً نَقَصْته والوكْسُ اتِّضاع الثمن في البيع قال بِثَمَنٍ من ذاك غَيْرِ وَكْسِ دُونَ الغَلاءِ وفُوَيْقَ الرُّخْصِ أَي بثمنٍ من ذاك غيرِ ذي وَكْس وجمع بين السين والصاد وهذا هو الذي يسمى الإِكْفاءَ ويقال لا تَكِسْ يا فلانُ الثمنَ وإِنه ليُوضَع ويُوكَس وقد وُضِع ووُكِسَ وفي حديث أَبي هريرة من باع بَيْعَتين في بَيْعَةٍ فله أَوْكَسُهما أَو الرِّبا قال الخطابي لا أَعلم أَحداً قال بظاهر هذا الحديث وصحَّحَ البيعَ بأَوْكَس الثَّمَنَين إِلا ما يحكى عن الأَوْزاعي وذلك لما يتضمنه من الغَرَر والجهالة قال فإِن كان الحديث صحيحاً فيشبه أَن يكون ذلك حكومة في شيء بعينه كأَن أَسلفه ديناراً في قَفِيز بُرٍّ إِلى أَجَل فلما حلَّ طالبه فجعله قفيزين إِلى أَمَدٍ آخر فهذا بيع ثان دخل على البيع الأَول فيُرَدَّانِ إِلى أَوْكَسِهما أَي أَنقصهما وهو الأَول فإِن تبايَعا البيع الثاني قبل أَن يتقابضا كانا مُرْبِيَيْن وقد وُكِسَ في السلعة وَكْساً وأُوكِس الرجل إِذا ذهب مالُه والوَكْس دخول القمر في نجمٍ غدوة قال هَيَّجها قَبْل ليالي الوَكْس أَبو عمرو الوَكْس منزل القمر الذي يُكْسف فيه وبَرأَت الشجَّة على وَكْسٍ إِذا بقي في جوفها شيء ويقال وُكِسَ فلانٌ في تجارته وأُوكِسَ أَيضاً على ما لم يسمِّ فاعله فيهما أَي خَسِرَ وفي الحديث أَن معاوية كتب إِلى الحسين بن عليّ رضي اللَّه عنهما إِني لم أَكِسْك ولم أَخِسْك قال ابن الأَعرابي لم أَكِسْك لم أَنْقِمْك ولم أَخِسْك أَي لم أُباعِدْك مما تُحب والأَوّل من وَكَس يَكِسُ والثاني من خاسَ يَخِيس به أَي لم أَنْقُصْك حقك ولم أَنقُض عهدك

ولس
الوَلْس الخيانة ومنه قوله لا يُوالِس ولا يُدالس وما لي في هذا الأَمر وَلْسٌ ولا دَلْسٌ أَي ما لي فيه خَديعَة ولا خيانة والمُوَالَسَة الخِداع يقال قد تَوالَسُوا عليه وتَرَاقدوا عليه أَي تناصروا عليه في خِبٍّ وخَديعة وَوَالَسَه خادَعه والمُوالَسَة شبه المُداهَنَة في الأَمر ويقال للذئب ولاَّسٌ والوَلْسُ السرعة وَوَلَسَت الناقة تَلِس وَلَساناً فهي وَلُوسٌ أَسرعت وقيل أَعْنَقَتْ في سيرها وقيل الوَلَسان سير فوق العَنَق والإِبل يُوالِسُ بعضها بعضاً في السير وهو ضرب من العَنَق التهذيب الوَلُوس الناقة التي تَلِس في سيرها وَلَساناً والوَلُوس السريعة من الإِبل

ومس
الوَمْس احْتِكاك الشيء بالشيء حتى يَنْجَرد قال الشاعر وقد جَرّد الأَكْتافَ وَمْسُ الحَوارِكِ قال ولم أَسمع الوَمْس لغيره والرواية مَوْر المَوارِكِ وأَوْمَسَ العِنَب لانَ للنُّضْجِ وامرأَةٌ مُومِسٌ ومُومِسَةٌ فاجرة زانية تميل لمُرِيدِها كما سميت خَرِيعاً من التَخَرُّع وهو اللين والضعف وربما سميت إِماءُ الخِدْمَة مُومِسات والمُومِسات الفواجر مجاهرة وفي حديث جريج حتى يَنْظُرَ في وجوه المُومِسات ويجمع على مَيامِس أَيضاً ومَوامِيس وأَصحاب الحديث يقولون ميامِيس ولا يصح إِلا على إِشباع الكسرة ليصير ياء كمُطْفِل ومَطافِل ومَطافِيل وفي حديث أَبي وائل أَكْثر أَتْباع الدَّجَّال أَولاد المَيامِس وفي رواية أَولاد المَوامِس قال ابن الأَثير وقد اختلف في أَصل هذه اللفظة فبعضهم يجعله من الهمزة وبعضهم يجعله من الواو كلٌّ منهما تكلَّف له اشتقاقاً فيه بُعْدٌ وذكرها هو في حرف الميم لظاهر لفظها ولاختلافهم في لفظها

وهس
الوَهْس شدة الغَمْز والوَهْس الكسر عامة وقيل هو كَسْرُكَ الشيء وبينه وبين الأَرض وقاية لئلا تباشر به الأَرض والوَهْس الدِّقّ وَهَسَه وَهْساً وهو مَوْهُوسٌ ووَهِيسٌ والوَهْس الوطء ووَهَسَه وَهْساً وطِئَه وَطأً شديداً ومَرَّ يَتَوَهَّس أَي يغْمز الأَرض غَمْزاً شديداً وكذلك يَتَوهَّز ورجل وَهْسٌ موطوء ذليل والوَهْس أَيضاً السير وقيل شدة السير ويوصف به فيقال سير وَهْس وقد تَواهَسَ القومُ والوَهْس أَيضاً في شدة البَضْع والأَكل وأَنشد كأَنه لَيْث عَرِين دِرْباسْ بالعَثَّرَيْنِ ضَيْغَمِيٌّ وهَّاسْ ووَهَسَ وَهْساً ووَهِيساً اشتد أَكله وبَضْعه والوَهِيسَة أَن يطبخ الجَرَاد ثم يجفِّف ويدقِّق فيُقْمَخ ويؤكل بدَسَم وقيل يُبْكَلُ بسَمْن ويُبْكَل أَي يُخْلَط وقيل يخلط بدَسَم الجوهري التَّوهُّس مشي المثقل في الأَرض والوَهْس الشَّر والنَّمِيمَة قال حميد بن ثور بِتنَقُّص الأَعْراضِ والوَهْسِ والمُواهَسة المُشارَّة
( * جاء في مرح التواهس النادر )

ويس
وَيْسُ كلمة في موضع رأْفة واسْتِمْلاحٍ كقولك لصبي وَيْسَه ما أَمْلَحَه والوَيْح والوَيْس بمنزلة الوَيْل في المعنى وَوَيْسٌ له أَي ويل وقيل ويْسٌ تصغير وتحقير امتنعوا من استعمال الفعل من الوَيْس لأَن القياس نفاه ومنع منه وذلك أَنه لو صِّرِّف منه فعل لوجب اعتلال فائه وعدم عينه كَباعَ فَتَحامَوا استعماله لِمَا كان يُعْقِب من اجتماع إِعلالين هذا قول ابن جني وأَدخل الأَلف واللام على الوَيْس قال ابن سيده فلا أَدري أَسَمِع ذلك أَم هو منه تبسُّط وإِدْلال وقال أَبو حاتم في كتابه أَما وَيْسَك فإِنه لا يقال إِلا للصبيان وأَما وَيْلَك فكلام فيه غِلَظ وشَتْم قال اللَّه تعالى للكفار وَيْلَكُم لا تَفْتَروا على اللَّه كَذِباً وأَما وَيْح فكلام ليِّن حسن قال ويروى أَن وَيْح لأَهل الجنة ووَيْل لأَهل النار قال أَبو منصور وجاء في الحديث عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم ما يدل على صحة ما قال قال لعَمَّار ويْح ابن سُمَيَّة تقتله الفِئَة الباغية وذكر ابن الأَثير قال في الحديث قال لعمار وَيْسَ ابن سُمَيَّة قال وَيْس كلمة تقال لمَنْ يُرْحَم ويُرْفَق به مثل وَيْح وحكمُها حكمُها وفي حديث عائشة رضي اللَّه عنها أَنها ليلة تَبِعت النبي صلى اللَّه عليه وسلم وقد خرج من حُجْرتها لَيْلاً فنظر إِلى سوادها فَلحِقها وهو في جوف حُجْرتها فوجد لها نَفَساً عالياً فقال وَيْسها ماذا لَقِيت
( * قوله « ماذا لقيت » الذي في النهاية ما لقيت )
الليلة ؟ ولقي فلان وَيْساً أَي ما يريد وقوله أَنشده ابن الأَعرابي عَصَتْ سَجَاحِ شَبَثاً وقَيْسَا ولَقِيَتْ مِنَ النِّكاحِ وَيْسَا قال معناه أَنها لقيت منه ما شاءت فالوَيْس على هذا هو الكثير وقال مرَّة لَقِي فلانٌ وَيْساً أَي ما لا يريد وفسر به هذا البيت أَيضاً قال أَبو تراب سمعت أَبا السَّمَيْدَع يقول في هذه الثلاثة إِنها بمعنى واحد وقال ابن السكيت في الأَلفاظ إِن صحَّ له يقال وَيْسٌ له فَقْرٌ له والوَيْسُ الفقر يقال أُسْه أَوساً أَي شُدَّ فَقْره

يأس
اليَأْس القُنوط وقيل اليَأْس نقيض الرجاء يَئِسَ من الشيء يَيْأَس ويَيْئِس نادر عن سيبويه ويَئِسَ ويَؤُس عنه أَيضاً وهو شاذ قال وإِنما حذفوا كراهية الكسرة مع الياء وهو قليل والمصدر اليَأْسُ واليَآسَة واليَأَس وقد استَيْأَسَ وأَيْأَسْته وإِنه لَيَائِسٌ ويَئِس ويَؤُوس ويَؤُس والجمع يُؤُوس قال ابن سيده في خطبة كتابه وأَما يَئِسَ وأَيِسَ فالأَخيرة مقلوبة عن الأَوْسِ لأَنه لا مصدرَ لأَيِسَ ولا يحتج بإِياس اسم رَجُل فإِنه فِعالٌ من الأَوْس وهو العطاء كما يُسَمى الرجل عَطِيَّةَ اللَّه وهِبَة اللَّه والفَضْلَ قال أَبو زيد علياء مضر تقول يَحْسِبُ ويَنْعِم ويَيْئِس وسفلاها بالفتح قال سيبويه وهذا عند أَصحابنا إِنما يجيء على لغتين يعني يَئِسَ يَيْأَس ويأَس يَيْئِس لغتان ثم يركب منهما لغة وأَما ومِقَ يَمِق ووَفِقَ يَفِقُ ووَرِمَ يَرِمُ ووَلي يَلي ووَثِقَ يَثِق ووَرِثَ يَرِث فلا يجوز فيهن إِلا الكسر لغة واحدة وآيَسَه فلان من كذا فاسْتَيْأَس منه بمعنى أَيِسَ واتَّأَسَ أَيضاً وهو افتَعَل فأُدغم مثل اتَّعَدَ وفي حديث أُم معبد لا يَأْسَ من طُولٍ أَي أَنه لا يُؤْيَسُ من طوله لأَنه كان إِلى الطول أَقرب منه إِلى القصر واليَأْسُ ضد الرَّجاء وهو في الحديث اسم نكرة مفتوح بلا النافية ورواه ابن الأَنباري في كتابه لا يائِس من طول قال معناه لا يُؤْيَس من أَجل طوله أَي لا يَأْيَسُ مُطاوِلُه منه لإِفراط طوله فَيائِس بمعنى مَيْؤُوس كماء دافِق بمعنى مَدْفُوق واليَأْسُ من السِّلُ لأَن صاحبه مَيْؤُوسٌ منه ويَئِسَ يَيْئِسُ ويَيْأَس عَلِمَ مثل حَسِب يَحْسِبُ ويَحْسَب قال سُحَيْم ابن وَثِيلٍ اليَرْبُوعي وذكر بعض العلَماء أَنه لولده جابر بن سُحَيْم بدليل قوله فيه أَني ابنُ فارس زَهْدَم وزهدم فرس سحيم أَقُولُ لَهُمْ بالشِّعْبِ إِذ يَيْسِرُونَني أَلم تَيْأَسُوا أَني ابْنُ فارِسِ زَهْدَم ؟ يقول أَلم تعْلموا وقوله يَيْسرونني من أَيسار الجَزُور أَي يَجْتَزِرُونني ويَقْتَسمونني ويروى يَأْسِرونني من الأَسْر وأَما قوله إِذ يَيْسِرونني فإِنما ذكر ذلك لأَنه كان وقع عليه سِباءٌ فضربوا عليه بالمَيْسِر يتحاسبون على قسمة فِدائه وزهدم اسم فرس وروي أَني ابن قاتل زهدم وهو رجل من عبس فعلى هذا يصح أَن يكون الشعر لسحيم وروي هذا البيت أَيضاً في قصيدة أُخرى على هذا الرويِّ وهو أَقول لأَهل الشَّعب إِذ ييسرونني أَلم تيأَسوا أَني ابن فارس لازِمِ ؟ وصاحِب أَصْحابِ الكَنِيفِ كأَنَّما سَقاهم بِكَفَّيْهِ سِمامَ الأَراقِمِ وعلى هذه الرواية أَيضاً يكون الشعر له دون ولده لعدم ذكر زَهْدَم في البيت وقال القاسم بن مَعْن يَئِسْتُ بمعنى عَلِمْت لغة هَوازِن وقال الكلبي هي لغةَ وَهْبِيل حيّ من النَّخَع وهم رهط شَريكٍ وفي الصحاح في لغة النَّخَع وفي التنزيل العزيز أَفَلَمْ يَيْأَس الذين آمنوا أَن لو يَشاء اللَّه لَهَدى الناسَ جميعاً أَي أَفَلم يَعْلَم وقال أَهل اللغة معناه أَفلم يعلم الذين آمنوا علماً يَئِسوا معه أَن يكون غير ما علموه ؟ وقيل معناه أَفلم يَيْأَس الذين آمنوا من إِيمان هؤُلاء الذين وصفهم اللّه بأَنهم لا يؤمنون ؟ قال أَبو عبيد كان ابن عباس يقرأُ أَفلم يتبين الذين آمنوا أَن لو يشاء اللَّه لهدى الناس جميعاً قال ابن عباس كتب الكاتب أَفلم يَيْأَس الذين آمنوا وهو ناعس وقال المفسرون هو في المعنى على تفسيرهم إِلا أَن اللّه تبارك وتعالى قد أَوقع إِلى المؤمنين أَنه لو شاء لهدى الناس جميعاً فقال أَفلم ييأَسوا علماً يقول يُؤْيِسهم العلم فكان فيه العلم مضمراً كما تقول في الكلام قد يَئِسْتُ منك أَن لا تُفْلح كأَنك قلت قد علمته علماً وروي عن ابن عباس أَنه قال يَيْأَس بمعنى عَلِم لغة للنَّخَع قال ولم نجدها في العربية إِلا على ما فسرت وقال أَبو إِسحق القول عندي في قوله أَفلم يَيْأَس الذين آمنوا من إِيمان هؤلاء الذين وصفهم اللَّه بأَنهم لا يؤْمنون لأَنه قال لو يشاء اللَّه لهدى الناس جميعاً ولغة أُخرى أَيِسَ يَأْيَسُ وآيَسْتُه أَي أَيْأَسْتُه وهو اليَأْسُ والإِياسُ وكان في الأَصل الإِيياسُ بوزن الإِيعاس ويقال اسْتَيْأَس بمعنى يَئِسَ والقرآن نزل بلغة من قرأَ يَئِسَ وقد روى بعضهم عن ابن كثير أَنه قرأَ فلا تَايَسُوا بلا همز وقال الكسائي سمعت غير قبيلة يقولون أَيِس يايَسُ بغير همز وإِلْياس اسم

يبس
اليُبْس بالضم نقيض الرطوبة وهو مصدر قولك يَبِسَ الشيءُ يَيْبِسُ ويَيْبَس الأَول بالكسر نادر يَبْساً ويُبْساً وهو يابِسٌ والجمع يُبَّس قال أَوْرَدَها سَعْدٌ عَلَيَّ مُخْمِسا بِئْراً عَضُوضاً وشِناناً يُبَّسا واليَبْسُ بالفتح اليابِسُ يقال حطب يَبْس قال ثعلب كأَنه خِلْفة قال علقمة تُخَشْخِشُ أَبْدانُ الحَديدِ عَلَيهمُ كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصادِ جَنُوبُ وقال ابن السكيت هو جمع يابِس مثل راكِب ورَكْب قال ابن سيده واليَبْس واليَبَس اسمان للجميع وتَيْبيسُ الشيء تجفيفه وقد يَبَّسْتُه فاتَّبَس وهو افْتَعَل فأُدغم وهو مُتَّبِس عن ابن السراج وشيء يَبُوسٌ كَيابسٍ قال عبيد بن الأَبرص أَمَّا إِذا اسْتَقْبَلْتَها فكأَنَّها ذَبُلَتْ منَ الهِنْديِّ غَيْر يَبُوسِ أَراد عَصاً ذَبُلَتْ أَو قَناة ذَبُلَتْ فحذف الموصوف واتَّبَس يَتَّبِس أَبدلوا التاء من الياء ويَأْتَبِس كله كيَبِس وأَيْبَسْتُه ومكان يَبْسٌ ويَبيس يابِسٌ كذلك وأَرض يَبْس ويَبَسٌ وقيل أَرض يَبْسٌ قد يَبِس ماؤُها وكلؤها ويَبَسَ صُلبة شديدة واليَبَس بالتحريك المكان يكون رطباً ثم يَيْبَس ومنه قوله تعالى فاضرب لهم طريقاً في البحر يَبَساً ويقال أَيضاً امرأَة يَبَسٌ لا تُنيلُ خَيراً قال الراجز إِلى عَجُوزٍ شَنَّةِ الوجه يَبَس ويقال لكل شيء كانت النُّدُوَّة والرُّطُوبة فيه خِلْقة فهو يَيْبَس فيه يُبْساً
( * قوله « فهو ييبس فيه يبساً » كذا بالأصل مضبوطاً ) وما كان فيه عَرَضاً قلت جَّفّ وطريق يَبَسٌ لا نُدُوَّة فيه ولا بلل واليَبَسُ من الكَلإِ الكثير اليَابِسُ وقد أَيْبَسَت الخُضْر وأَرض مُوبِسَة الأَصمعي يقال لما يَبِسَ من أَحرار البقول وذكورها اليَبِيسُ والجَفِيفُ والقَفِيفُ وأَما يَبِيسُ البُهْمَى فهو العرقوب
( * قوله « العرقوب » كذا بالأصل ) والصُّفارُ قال أَبو منصور ولا يقال لما يَبِس من الحَلِيِّ والصِّلِّيَان والحَلَمَة يَبيسٌ وإِنما اليَبِيسُ ما يَبِس من العُشْب والبُقول التي تتناثر إِذا يَبِسَت وهو اليُبْس واليَبيسُ أَيضاً
( * قوله « واليبيس أَيضاً » كذا بالأصل ولعله واليبس بفتح الياء وسكون الباء ) ومنه قول ذي الرمة ولمْ يَبْقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ به مِنَ الرُّطْبِ إِلا يُبْسُها وهَجِيرُها ويروى يَبْسها بالفتح وهما لغتان واليَبِيس من النبات ما يَبِس منه يقال يَبِس فهو يَبِيس مثل سَلِمَ فهو سَلِيمٌ وأَيْبَسَت الأَرض يَبِس بقلها وأَيْبَسَ القومُ أَيضاً كما يقال أَجْرَزُوا من الأَرض الجُرْزِ ويقال للحطب يَبْسٌ وللأَرض إِذا يَبِسَت يَبْسٌ ابن الأَعرابي يَبَاسِ هي السَّوْأَة والفُندُورة والشَّعَرُ اليابِس أَرْدَؤُه ولا يرى فيه سَحْجٌ ولا دُهْن ووجه يابِسٌ قليل الخير وشاة يَبَسٌ ويَبْس انقطع لبنها فيَبِسَ ضَرْعها ولم يكن فيها لبن وأَتان يَبْسة ويَبَسَة يابسة ضامرة السكون عن ابن الأَعرابي والفتح عن ثعلب وكلأ يابس وقد استعمل في الحيوان حكى اللحياني أَن نساء العرب يَقُلْن في الأُخَذ أَخَّذْتُه بالدَّرْدَبيس تَدِر العِرق اليَبِيس قال تعني الذَّكر ويَبِسَت الأَرض ذهب ماؤُها ونَدَاها وأَيْبَسَت كثر يَبيسُها والأَيْبَسانِ عَظْمَا الوَظِيفَيْن من اليد والرجل وقيل ما ظهر منهما وذلك لِيُبْسِهما والأَيابِسُ ما كان مثل عُرْقوب وساقٍ والأَيْبَسان ما لا لحم عليه من الساقَيْن قال أَبو عبيدة في ساق الفرس أَيْبَسان وهما ما يَبِس علنيه اللحم من السَّاقَين وقال الراعي فقلت له أَلْصِقْ بأَيْبَس سَاقِها فإِن تَجَْبُر العُرْقُوبَ لا تَجْبُر النَّسَا قال أَبو الهيثم الأَيْبَس هو العظم الذي يقال له الظُّنْبُوب الذي إِذا غَمَزْته في وسط ساقك آلمَك وإِذا كُسِر فقد ذهبت الساق قال وهو اسم ليس بنعت والجمع الأَيابِس ويَبِيسُ الماء العَرَق وقيل العَرَق إِذا جَفَّ قال بشر بن أَبي خازم يصف خيلاً تَراها من يَبِيسِ الماء شُهْباً مُخالِطُ دِرَّةٍ منها غِرارُ الغِرار انقطاع الدِّرَّة يقول تُعْطِي أَحياناً وتمنع أَحياناً وإِنما قال شَهْباً لأَن العَرَق يجف عليها فتَبْيَضُّ ويقال للرجل إِيبَسْ يا رجل أَي اسكتْ وسَكْرانُ يابِس لا يتكلم من شدَّة السكر كأَن الخمر أَسكتته بحرارتها وحكى أَبو حنيفة رجل يابِس من السُّكْر قال ابن سيده وعندي أَنه سَكِر جدّاً حتى كأَنه مات فَجفّ

يوس
الْيَاس السِّل وإِلْيَاس بن مُضَر معروف وقول أَبي العاصِيَة السُّلَمي فلَوْ أَنَّ داءَ اليَاسِ بي فأَعانَني طَبِيب بأَرْواح العَقِيقِ شَفانِيَا قال ثعلب داءٌ الْيَاس يعني إِلْيَاس بن مُضَر كان أَصابه السِّل فكانت العرب تسمي السِّل داءَ اليَاس

ش
الشين من الحروف المَهْموسة والمهْموس حرف لانَ في مَخْرَجه دون المَجْهور وجرى مع النَّفَس فكان دون المجهور في رفع الصوت وهو من الحروف الشَّجْريَّة أَيضاً

أبش
الأَبْشُ الجمْع وقد أَبشه وأَبَشَ لأَهله يَأْبشُ أَبْشاً كَسَب ورجل أَبَّاش مكتسِب ويقال تَأَبَّش القوم وتَهَبَّشوا إِذا تجيَّشوا وتجمَّعوا

أرش
أَرَّش بينهم حَمَل بعضَهم على بعض وحَرَّش والتَّأْرِيش التَّحْرِيشُ قال رؤبة أَصْبَحْت من حِرْصٍ على التَّأْرِيش وأَرَّشْتُ بين القوم تَأْرِيشاً أَفسدت وتَأْرِيش الحرْب والنار تَأْرِيثُهما والأَرْش من الجراحات ما ليس له قدر معلوم وقيل هو دِيَةُ الجراحات وقد تكرر في الحديث ذكر الأَرْشِ المشروع في الحُكومات وهو الذي يأْخذه المشتري من البائع إِذا اطَّلَع على عيب في المَبيع وأُرُوش الجنايات والجراحات جائزة لها عما حصل فيها من النَّقْص وسُمِّي أَرْشاً لأَنه من أَسباب النزاع يقال أَرَّشْت بين القوم إِذا أَوقعت بينهم وقول رؤبة أَصْبِحْ فَمَا من بَشَرٍ مَأْرُوشِ يقول إِن عِرضي صحيح لا عيب فيه والمَأْرُوش المَخْدوش وقال ابن الأَعرابي يقول انْتَظِرْ حتى تَعْقِل فليس لك عندنا أَرْش إِلا الأَسِنَّة يقول لا نَقْتل إِنساناً فَنَدِيه أَبداً قال والأَرْش الدِّيَةُ شمر عن أَبي نَهْشلٍ وصاحبِه الأَرْشُ الرشْوَة ولم يعرفاه في أَرْش الجراحات وقال غيرهما الأَرْش من الجراحات كالشَّجَّة ونحوِها وقال ابن شميل ائْتَرِشْ من فلان خُماشَتَك يا فلانُ أَي خُذ أَرْشَها وقد ائْتَرَشَ للخُماشة واسْتَسْلم للقِصاص وقال أَبو منصور أَصل الأَرْش الخَدْش ثم قيل لما يؤخذ دِيَةً لها أَرْش وأَهل الحجاز يسمونه النَّذْر وكذلك عُقْر المرأَة ما يؤخذ من الواطئ ثمناً لبُضْعها وأَصله من العَقْر كأَنه عَقَرها حين وطئها وهي بكر فاقْتَضَّها فقيل لما يؤخذ بسبب العَقْر عُقْر وقال القتيبي يقال لما يدفع بين السلامة والعيب في السِّلْعة أَرْش لأَن المُبْتاع للثوب على أَنه صحيح إِذا وقف فيه على خَرْق أَو عيب وقع بينه وبين البائع أَرْش أَي خصومة واختلاف من قولك أَرَّشْت بين الرجلين إِذا أَغْرَيت أَحدهما بالآخر وأَوقعت بينهما الشَّرَّ فسمي ما نَقَص العيبُ الثوبَ أَرْشاً إِذا كان سبباً للأَرْش

أشش
الأَشُّ والأَشاش والهَشَاشُ النشاط والارْتِياح وقيل هو الإِقبال على الشيء بنشاط أَشَّه يَؤُشُّه أَشّاً وأَنشد كَيْف يُؤَاتِيهِ ولا يَؤُشُّهُ والأَشَّاش الهَشَّاش وفي الحديث أَن علقمة بن قيس كان إِذا رأَى من أَصحابه بعض الأَشاش وعَظهم أَي إِقْبالاً بنشاط والأشاش والهَشَاش الطَّلاقة والبَشاشة وأَشَّ القومُ يَؤُشُّون أَشّاً قام بعضهم إِلى بعض وتحرّكوا قال ابن دريد وأَحسبهم قالوا أَشَّ على غَنَمه يَؤُشُّ أَشّاً مثل هَشَّ هَشّاً قال ولا أَقف على حقيقته ابن الأَعرابي الأَشُّ الخبز اليابس الهَشّ وأَنشد شمر رُبَّ فَتَاةٍ من بَني العِنازِ حَيَّاكةٍ ذَاتِ هَنٍ كِنَازِ ذي عَضُدَيْنِ مُكْلَئِزٍّ نازِي تَأَشُّ لِلْقُبْلَةِ والمَحازِ شمر عن بعض الكلابيين أَشَّت الشَّحْمة ونَشَّت قال أَشَّت إِذا أَخذَت تَحَلَّبُ ونَشَّت إِذا قَطَرت

أقش
بَنُوا أُقَيْشٍ حَيٌّ من الجن إِليهم تنسب الإِبل الأٍّقَيْشِيَّة أَنشد سيبويه كأَنَّكَ من جِمَال بَني أُقَيْشٍ يُقَعْقعُ بين رِجْلَيْه بِشَنّ وقال ثعلب هم قوم من العرب

برش
البَرَش والبُرْشَةُ لون مختلف نقطة حمراء وأُخرى سوداء أَو غَبْراء أَو نحو ذلك والبَرَش من لُمَعِ بياضٍ في لون الفرس وغيره أَيّ لون كان إِلا الشُّهْبَة وخص اللحياني به البِرْذَوْنَ وقد بَرِشَ وابْرَشَّ وهو أَبْرَشُ الأَبْرَشُ الذي فيه أَلوان وخِلْط والبُرْشُ الجمع والبَرَش في شعر الفرس نُكَتٌ صِغار تخالف سائر لونه والفرس أَبْرَش وقد ابْرشَّ الفرس ابْرِشاشاً وشاة بَرْشاءُ في لونها نُقَط مختلفة وحَيَّة بَرْشاءُ بمنزلة الرَّقْشاءِ والبَرِيش مثله قال رؤبة وتَرَكَتْ صاحِبَتي تَفْرِيشي وأَسْقَطَتْ مِنْ مُبْرَمٍ بَرِيشِ أَي فيه أَلوان والأَبرشُ لقب جَذِيمَةَ بن مالك وكان به بَرَص فكنَوْا به عنه وقيل سمي الأَبرَش لأَنه أَصابه حَرْق فبقي فيه من أَثر الحرْق نُقَط سُود أَو حُمْر وقيل لأَنه أَصابه بَرَص فهابت العرب أَن تقول أَبْرَص فقالت أَبْرَش وفي التهذيب وكان جَذِيمَةُ الملِكُ أَبْرَصَ فلقَّبته العرب الأَبرَش الأَبرَش الأَرْقَط والأَنْمَر الذي تكون فيه بقعة بيضاء وأُخرى أَيّ لون كان والأَشْيَم الذي يكون به شَامٌ في جسده والمُدَثَّر الذي يكون به نُكَت فوق البَرَش وفي حديث الطرماح رأَيت جَذِيمَةَ الأَبرَشَ قصيراً أُبَيْرِش هو تصغير أَبرَش والبُرْشة هو لون مختلط حمرة وبياضاً أَو غيرهما من الأَلوان وبِرْذَوْنٌ أَرْبَشُ ذو بَرَش وسنة رَبْشاء ورَمْشاء وبَرْشاء كثيرة العُشْب وقولهم دخلنا في البَرْشاءِ أَي في جماعة الناس ابن سيده وبَرْشاءُ الناسِ جماعتُهم الأَسود والأَحمر وما أَدري أَيُّ البَرْشاءِ هُوَ أَي أَيُّ الناس هو وأَرض بَرْشاءُ ورَبْشاءُ كثيرة النبت مختلف أَلوانها ومكان أَبْرَش كذلك وبنو البَرْشاءِ قبيلة سموا بذلك لِبَرَشٍ أَصاب أُمهم قال النابغة ورَبُّ بَني البَرْشاءِ ذُهْلٍ وقَيْسِها وشَيْبَانَ حَيْثُ اسْتَنْهَلتْها المَناهِلُ وبُرْشان اسم والأَبْرَشِيَّةُ موضع أَنشد ابن الأَعرابي نَظَرْتُ بِقَصْرِ الأَبْرَشِيَّةِ نَظْرَةً وطَرْفِي وَراءَ النَّاظِرِين قَصِيرُ

برغش
ابْرَغَشَّ قام من مرضه التهذيب اطْرَغَشَّ من مرضه وابْرَغَشَّ أَي أَفاق بمعنى واحد

برقش
بَرْقَشَ الرجلُ بَرْقَشَةً وَلَّى هارباً والبَرْقَشَة شبه تَنْقيش بأَلوان شَتَّى وإِذا اختلف لون الأَرْقَشِ سُمي بَرْقَشَةً وبَرْقَشه نقَشَه بأَلوان شَتى وتَبَرْقَش الرجلُ تَزَيَّن بأَلوان شتى مختلفة وكذلك النبت إِذا الْوَنَّ وتَبَرْقَشت البلاد تَزَيَّنت وتلوّنت وأَصله من أَبي بَراقَشَ وتركْتُ البلاد بَراقِشَ أَي ممتلئة زَهْراً مختلفة من كل لون عن ابن الأَعرابي وأَنشد للخنساء تَطِيرُ حَواليَّ البِلادُ بَرَاقِشاً بأَرْوَعَ طَلاَّبِ التِّرَاتِ مُطَلِّبِ وقيل بلاد بَراقشُ مُجْدِبة خَلاءٌ كبَلاقِع سواء فإِن كان ذلك فهو من الأَضداد والبَرْقَشَة التفرّق عنه أَيضاً والمُبْرَنْقشُ الفَرِح المسرور وابْرَنْقَشَت العِضَاهُ حسنت وابْرَنْقَشَت الأَرض اخْضَرَّت وابْرَنْقَشَ المكان انقطع من غيره قال رؤبة إِلى مِعَى الخَلْصَاء حيث ابْرَنْقَشا والبِرْقِشُ بالكسر طُوَيْئِرٌ من الحُمَّرِ متلون صغير مثل العصفور يسميه أَهل الحجاز الشُّرْسُور قال الأَزهري وسمعت صبيان الأَعراب يسمونه أَبا بَراقِش وقيل أَبو بَراقِش طائر يَتَلوَّن أَلواناً شبيه بالقُنْفُذ أَعلى ريشه أَغبر وأَوسطه أَحمر وأَسفله أَسود فإِذا انْتَفَش تغيّر لونه أَلواناً شتى قال الأَسدي إِنْ يَبْخَلُوا أَو يَجْبُنُوا أَو يَغْدِرُوا لا يَحْفِلُوا يَغْدُوا عَلَيْكَ مُرَجّلي نَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا كَأَبي بَراقِشَ كُلّ لَوْ نٍ لَوْنُهُ يَتَخَيَّلُ وصف قوماً مشهورين بالمقابح لا يستحون ولا يحْتَفِلون بمن رآهم على ذلك ويَغْدوا بدل من قوله لا يَحْفِلوا لأَن غُدُوَّهم مُرَجّلين دليل على أَنهم لم يحْفِلوا والتَّرْجِيل مَشْط الشعر وإِرساله قال ابن بري وقال ابن خالويه أَبو بَراقِشَ طائر يكون في العِضَاهِ ولونه بين السواد والبياض وله ست قوائم ثلاث من جانب وثلاث من جانب وهو ثقيل العَجْز تَسْمع له حَفِيفاً إِذا طار وهو يَتَلوَّن أَلواناً وبرَاقِشُ اسم كلبة لها حديث وفي المثل على أَهْلها دَلَّتْ بَراقِشُ قال ابن هانئ زعم يونس عن أَبي عمرو أَنه قال هذا المثل على أَهلها تَجْنِي براقش فصارت مثلاً حكى أَبو عبيد عن أَبي عبيدة قال بَراقِش اسم كلبة نَبَحَتْ على جيش مَرّوا ولم يشعُروا بالحيّ الذي فيه الكلبة فلما سمعوا نباحها علموا أََن أَهلها هناك فعطفوا عليهم فاستباحوهم فذهبت مثلاً ويروى هذا المثل على أَهلها تجني براقش وعليه قول حمزة بن بِيضٍ لمْ تَكُنْ عَنْ جِنايَة لَحِقَتْني لا يَسارِي ولا يُميني جنَتْني بَلْ جَناها أَخٌ عَلَيَّ كَرِيمٌ وعَلى أَهْلِها بَراقِشُ تَجْني قال وبراقِشُ اسم كلبة لقوم من العرب أُغِيرَ عليهم في بعض الأَيام فَهرَبوا وتَبِعَتْهم براقشُ فرجع الذين أَغاروا خائبين وأَخذوا في طلبهم فَسمِعَتْ براقشُ وَقْعَ حوافرِ الخيل فنَبَحَتْ فاستدلوا على موضع نباحِها فاستَباحُوهم وقال الشَّرْقي بن القَطامي براقش امرأَة لقمان بن عاد وكان بنو أَبيه لا يأْكلون لحوم الإِبل فأَصاب من براقشَ غلاماً فنزل لقمانُ على بني أَبيها فأَوْلَمُوا ونحروا جَزُوراً إِكراماً له فراحت براقشُ بِعَرْقٍ من الجزور فدفَعَتْه لزوجها لقمانَ فأَكله فقال ما هذا ؟ ما تَعَرّقْتُ مثلَه قط طيّباً فقالت براقشُ هذا من لحم جزور قال أَوَلُحُومُ الإِبلِ كُلّها هكذا في الطِّيب ؟ قالت نَعَم ثم قالت له جَمِّلْنا واجْتَمِل فأَقبل لقمان على إِبلِها وإِبلِ أَهلها فأَشرع فيها وفعل ذلك بنو أَبيه فقيل على أَهلها تجني براقش فصارت مثلاً وقال أَبو عبيدة براقش اسم امرأَة وهي ابنة مَلِك قديم خرج إِلى بعض مَغازِيه واسْتَخْلَفَها على مُلْكه فأَشار عليها بعضُ وُزَرائها أَن تَبْنيَ بناءً تُذْكَرُ به فبَنَتْ موضعين يقال لهما براقش ومَعِينٌ فلما قَدِمَ أَبوها قال لها أَردتِ أَن يكون الذكر لكِ دُوني فأَمر الصُّنَّاع الذين بَنَوْهما بأَن يهدِموها فقالت العرب على أَهلها تجني براقش وحكى أَبو حاتم عن الأَصمعي عن أَبي عمرو بن العلاء أَن براقشَ ومعينَ مدينتان بُنِيَتا في سبعين أَو ثمانين سنة قال وقد فسر الأَصمعي براقش ومعين في شعر عمرو بن معد يكرب وأَنهما موضعان وهو دعانا من بَراقِشَ أَو مَعِينٍ فأَسْرَعَ واتْلأَبَّ بنا مَلِيع وفسر اتلأَبّ باسْتقَام والمَلِيعَ بالمستوي من الأَرض وبراقش موضع قال النابغة الجعدي تَسْتَنُّ بالضِّروِ من بَراقِشَ أَو هَيْلانَ أَو ناضِرٍ من العُتُم

برنش
التهذيب في الرباعي أَبو زيد والكسائي ما أَدري أَيُّ البَرنْشاء هو وأَيُّ البَرَنْساء هو ممدودان

بشش
البَشّ اللطف في المسأَلة والإِقبالُ على الرجُل وقيل هو أَن يضحك له ويلقاه لقاء جميلاً والمعنيان مُقْتَرِبان والبَشاشة طلاقة الوجه وفي حديث علي رضوان اللَّه عليه إِذا اجتمع المسلمان فتَذاكَرا غَفَرَ اللَّهُ لأَبَشِّهِما بِصاحِبه وفي حديث قَيْصَر وكذلك الإِيمانُ إِذا خالطَ بشاشةَ القلوب بشاشةُ اللقاء الفرح بالمرء والانبساط إِليه والأُنس به ورجل هَشٌّ بَشٌّ وبشّاش طَلْق الوجه طَيّب وقد بَشِشْتُ به بالكسر أَبَشُّ بَشّاً وبَشاشَةً قال لا يَعْدَم السائلُ منه وِقْرا وقَبْلَهُ بَشاشَةً وبِشْرا ورُوِي بيتُ ذي الرمة أَلم تَعْلَما أَنَّا نَبِشُّ إِذا دَنَتْ بأَهْلِك مِنَّا طِيّة وحُلُول ؟ بكسر الباء فإِما أَن تكون بَشَشْت مَقُولَةً وإِما أَن يكون مما جاء على فَعِلَ يَفْعِل والبَشِيشُ الوَجْهُ يقال فلان مُضِيءُ البَشِيش والبَشِيشُ كالبَشاشَة قال رؤبة تكرّما والهَشّ للتَّهْشِيشِ وارِي الزنادِ مُسْفِر البَشِيشِ يعقوب يقال لَقِيتُه فَتَبَشْبَشَ بي وأَصله تَبَشّشَ فأَبدلوا من الشين الوسطى باء كما قالوا تجفف وتَبَشّش به وتَبَشْبَشَ مفكوك من تبشّش وفي الحديث لا يُوطِنُ الرجُلُ المساجدَ للصّلاة والذِّكر إِلا تَبَشْبَشَ اللَّهُ به كما يتَبَشْبَشُ أَهل البيت بغائبهم إِذا قَدِم عليهم وهذا مثل ضربه لتَلَقّيه جل وعز إيَّاه بِبِرِّه وكراماته وتقريبه إِياه ابن الأَعرابي البشّ فرحُ الصَّدِيق واللطفُ في المسأَلة والإِقبالُ عليه والتَّبَشْبُشُ في الأَصل التَّبَشُّش فاستثقل الجمع بين ثلاث شينات فلقلب إِحداهن باء وبنو بَشَّة بطن من بَلْعَنْبَر

بطش
البَطْش التناول بشدة عند الصَّوْلة والأَخذُ الشديدُ في كل شيء بطشٌ بَطَشَ يَبْطُش ويَبْطِش بَطْشاً وفي الحديث فإِذا موسى باطِشٌ بجانب العرش أَي متعلق به بقوَّة والبَطْشُ الأَخذ القويّ الشديد وفي التنزيل إِذا بَطَشْتُم بَطَشْتُم جبَّارين قال الكلبي معناه تَقْتُلون عند الغضب وقال غيره تَقْتُلون بالسوط وقال الزجاج جاء في التفسير أَن بَطْشَهُم كان بالسَّوط والسَّيْف وإِنما أَنكر اللَّه تعالى ذلك لأَنه كان ظُلماً فأَما في الحق فالبَطْش بالسيف والسوط جائز والبَطْشة السَّطْوة والأَخذُ بالعُنْف وباطَشَه مُباطَشَةً وباطَشَ كبَطَش قال حُوتاً إِذا ما زادُنا جئنا به وقَمْلَةً إِن نحنُ باطَشْنا به قال ابن سيده ليْسَتْ به مِنْ قوله باطَشْنا به كَبِه من سَطَوْنا بِه إِذا أَردت بِسَطَوْنا معنى قوله تعالى يكادُونَ يُسْطونَ بالذين وإِنما هي مثلُ بِه من قولك استَعْنَّا به وتَعاونَّا به فافهم وبَطَشَ به يُبْطش بَطْشاً سَطا عليه في سُرْعة وفي التنزيل العزيز فلما أَن أَراد أَن يُبْطِش بالذي هو عدوّ لهما وقال أَبو مالك يقال بطَشَ فلانٌ من الحُمّى إِذا أَفاق منها وهو ضعيف وبِطاشٌ ومُباطِشٌ اسمان

بغش
البَغْشُ والبَغْشة المَطَرُ الضعيف الصغِيرُ القَطْر وقيل هما السحابة التي تَدْفع مطَرها دُفْعة بَغَشَتْهم السماء تَبْغَشُهم بَغْشاً وقيل البغشة المطَرَة الضعيفة وهي فوق الطِّشَّة ومَطَرٌ باغِشٌ وبُغِشَت الأَرضُ فهي مَبْغوشة ويقال أَصابتهم بَغْشَة من المطر أَي قليل من المطر الأَصمعي أَخَفُّ المطر وأَضعفُه الطَّلُّ ثم الرَّذاذُ ثم البَغْشُ وفي الحديث عن أَبي المليح الهذلي عن أَبيه قال كُنَّا مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم ونَحْن في سَفَر فأَصابنا بَغْشٌّ من مطر فنادى منادي النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَن من شاء أَن يُصَلِّيَ في رَحْله فَلْيَفْعَلْ وفي رواية فأَصابنا بُغَيْش تصْغير بَغْش وهو المطر القليل أَوّلُه الطّل ثم الرّذَاذُ ثم البَغْش وقد بَغَشَت السماء تبْغَش بَغْشاً

بنش
بَنِّشْ أَي اقْعُدْ عن كراع كذلك حكاه بالأَمْر والسين لغة وهو مذكور في موضعه وأَنشد اللحياني إِن كُنتَ غَير صائِدي فبَنِّش قال ويروى فبَنِّس أَي اقعد

بهش
بَهَشَ إِليه يَبْهَش بَهْشاً وبَهَشَه بها تناولَتْه نالَتْهُ أشو قَصُرت عنه وبَهَشَ القومُ بعضُهم إِلى بعض يبْهَشُون بَهْشاً وهو من أَدْنى القِتال والبَهْشُ المسارَعةُ إِلى أَخذِ الشيء ورجل باهِشٌ وبَهُوش وبَهْشُ الصقْرِ الصَّيدَ تَفَلُّتُه عليه وبهشَ الرجُلَ كأَنَّه يَتَناوَلُه ليَنْصُوَه وقد تبَاهَشَا إِذا تَناصَيا بِرُؤُوسهما وإِن تَناوَلَه ولم يأْخُذُه أَيضاً فقد بَهَش إِليه ونَصَوْت الرجُلَ نصواً إِذا أَخذت برأَسه ولفلان رأْس طويل أَي شَعَر طَوِيل وفي الحديث أَن رجلاً سأَل ابن عباس عن حية قتَلَها وهو مُحْرِم فقال هل بَهَشَتْ إِليكَ ؟ أَراد هل أَقبَلَتْ إِليك تُريدُك ؟ ومنه في الحديث ما بَهَشْتُ إِليهم بقَصَبة أَي ما أَقبلت وأَسرعت إِليهم أَدفَعُهم عني بقصبة وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم كان يُدْلِعُ لسانَه للحسنِ بن عليّ فإِذا رأَى حُمْرة لسانه بَهَشَ إِليه قال أَبو عبيد يقال للإِنسان إِذا نظر إِلى شيءٍ فأَعْجَبَه واشتهاه فتَناوَلَه وأَسْرَع نحوَه وفرح به بَهَشَ إِليه وقال المغيرة بن جنبا التميمي سَبَقْت الرجالَ الباهَشِينَ إِلى النَّدى فِعَالاً ومَجْداً والفِعَالُ سِبَاق ابن الأَعرابي البَهْش الإِسراع إِلى المعروف بالفَرح وفي حديث أَهل الجنة وإِن أَزواجَه ليَبْتَهِشْنَ عند ذلك ابْتِهاشاً وبَهَشْتُ إِلى الرجُل وبهَشَ إِليَّ تَهيَّأْتُ للبكاء وتهيأَ له وبَهَش إِليه فهو باهِشٌ وبَهِشٌ حَنَّ وبَهَشَ به فرِح عن ثعلب الليث رجُل بَهْش بَشّ بمعنى واحد وبهَشت إِلى فلان بمعنى حَنَنت إِليه وبَهش إِليه يبهَش بهْشاً إِذا ارتاح له وخَفّ إِليه ويقال بَهَشُوا وبَحَشُوا أَي اجْتَمَعُوا قال ولا أَعرف بحش في كلام العرب والبَهْش ردِيءُ المُقْل وقيل ما قَدْ أُكِلَ قِرْفه وقيل البَهْش الرَّطْب من المُقْل فإِذا يَبس فهو خَشْل والسين فيه لغة وفي الحديث أَمِنْ أَهلِ البَهْش أَنت ؟ يعني أَمِنْ أَهل الحِجازِ أَنت لأَن البَهَش هُنَاك يكونُ وهو رَطْب المُقْل ويابسُه الخَشْل وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه وقد بلغه أَن أَبا موسى يقرأُ حرفاً بلُغته قال إِنَّ أَبا موسى لم يكن من أَهل البَهْش يقول ليس من أَهل الحجاز لأَن المقل إِنما ينبت بالحجاز قال الأَزهري أَي لم يكن حجازيّاً وأَراد من أَهل البَهْش أَي من أَهل البلاد التي يكون بها البَهْش أَبو زيد الخَشْل المقل اليابس والبَهْش رَطْبه والمُلْجُ نواه والحَتِيُّ سَويقُه وقال الليث البهْش رَديءُ المقل ويقال ما قد أَكل قِرْفُه وأَنشد كما يَحْتَفي البَهْشَ الدقيقَ الثَّعالبُ قال أَبو منصور والقول ما قال أَبو زيد وفي حديث أَبي ذر لما سمع بخروج النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَخَذ شيئاً من بَهْشٍ فَتَزَوَّدَهُ حتى قَدِم عليه وبُهَيْشة اسم امرأَة قال نَفْرٌ جدّ الطرمَّاح أَلا قالَتْ بُهَيْشَةُ ما لِنَفْرٍ أَراهُ غَيَّرتْ مِنْه الدُّهور ؟ ويروى بهيسة ويقال للقوم إِذا كانوا سُودَ الوجوهِ قِباحاً وجوهُ البَهْش وفي حديث العُرَنيِّينَ اجْتَوَيْنا المدينةَ وانْبَهَشَتْ لحومُنا هو من ذلك

بوش
البَوْش الجماعةُ الكثيرةُ ابن سيده البَوْش والبُوش جماعةُ القومِ لا يكونون إِلا من قبائِلَ شَتَّى وقيل هما الجماعةُ والعيَال وقيل هما الكَثْرة من الناس وقيل الجماعة من الناس المُختَلِطِين يقال بَوْش بائِشٌ والأَوْباش جمعٌ مقلوب منه والبَوْشِي الرجُل الفقير الكثيرُ العيالِ ورجل بَوْشِيٌّ كثير البَوْشِ قال أَبو ذؤيب وأَشْعَث بَوْشيّ شَفَيْنا أُحاحَهُ غَداتَئِذٍ ذي جَرْدَةٍ مُتَماحل وجاء من الناس الهَوْش والبَوْش أَي الكثرة أَي الكثرة عن أَبي زيد وبَوّشَ القومُ كثرُوا واختَلطوا وتركهم هَوْشاً بَوْشاً أَي مختلطين الفراء شابَ خانَ وباشَ خَلَط وباشَ يَبُوش بَوْشاً إِذا صَحِب البَوْشَ وهم الغَوْغاء ورجل بَوْشِيّ وبُوشِيّ من خُمّان الناس ودَهْمائِهم وروي بيت أَبي ذؤيب وأَشعث بُوشِيّ بالضم وقد ذكرناه آنفاً

بيش
أَبو زيد بيّشَ اللَّه ودجهَه وسرَّجَه بالجيم أَي حسَّنه وأَنشد لمّا رأَيت الأَزرقَيْنِ أَرَّشا لا حَسَنَ الوجْه ولا مبيَّشا قال أَزْرقين ثم قال لا حسن والبِيْشُ بكسر الباء نَبْتٌ ببلاد الهند وهو سَمٌّ وبِيْش وبِيشَة موضعان قال الشاعر سَقَى جَدَثاً أَعْراضُ غَمْرةَ دونَه وبِيْشة وَسْمِيُّ الربِيعِ ووَابِلُه
( * قوله « سقى جدثاً إلخ » كذا في الأَصل والصحاح وفي ياقوت اعراف بدل اعراض وببيشة بباءين بدل وبيشة )
فأَما قوله قالوا أَبانُ فبَطْنُ بِيْشَةَ غِيم فَلَبِيْشُ قَلْبُك من هواء سَقِيم فأَراد لَبيشَةُ فَرخَّم في غير النداء اضطراراً وقال القاسم بن عمر
( * قوله « القاسم بن عمر » الذي في الصحاح ابن معن ) بِئْشَة وزِئْنَة مهموزان وهما أَرضان

ترش
التهذيب ابن دريد التَّرَش خِفَّة ونَزَقٌ تَرِشَ يَتْرَش تَرَشاً فهو تَرِش وتارِش قال أَبو منصور هذا مُنْكر

تمش
التهذيب تَمَشْت الشيءَ تَمْشاً إِذا جمعته قال أَبو منصور هذا منكر جدّاً

ثبش
ثُبَاش اسم رجل وكأَنه مقلوب من شُبَاث

جأش
الجَأْش النفْس وقيل القَلْب وقيل رِباطُه وشدّتُه عند الشيء تسمعه لا تَدْرِي ما هو وفلان قَوِيّ الجأْشِ أَي القَلْب والجَأْش جأْش القلبِ وهو رُوَاعُه الليث جَأْش النفس رُواع القلب إِذا اضطرب عند الفزَع يقال إَنه لَواهِي الجَأْشِ فإِذا ثبت قيل إِنه لرابِطُ الجَأْشِ ورجل رابِطُ الجأْشِ يربِطُ نفسَه عن الفِرار يَكُفّها لِجُرْأَتِه وشَجاعته وقيل يَرْبِطُ نفسَه عن الفِرار لشَناعَتِه وقال مجاهد في قوله تعالى با أَيَّتها النفسُ المُطمئِنَّة هي التي أَبقنت أَن اللَّه ربُّها وضَرَبَت لذلك جَأْشاً قال الأَزهري معناه قَرّتْ يَقِيناً واطمأَنَّت كما يَضْرِب البَعِيرُ بصَدْره الأَرضَ إِذا بَرَكَ وسَكَنَ ابن السكيت ربَطْت لذلك الأَمرِ جأْشاً لا غير ابن الأَعرابي يقال للنفْس الجائِشَةُ والطَّموع والخَوَّانة والجُؤْشُوش الصدْر ومَضَى من الليل جؤشوش أَي صدر وقيل قطعة منه وجأْش موضع قال السُّلَيْك بن السُّلَكَة أَمُعْتَقِلي رَيْبُ المنُون ولم أَرُعْ عَصافِيرَ وادٍ بيْنَ جَأَشٍ ومأْرِب ؟

جبش
المفضل الجَبِيشُ والجَمِيشُ الرَّكَبُ المَحْلُوق

جحش
الجَحْشُ ولدُ الحمار الوحشيّ والأَهليّ وقيل إِنما ذلك قبْل أَن يُفَطم الأَزهري الجَحْش من أَولاد الحِمار كالمُهْر من الخيل الأَصمعي الجَحْش من أَولاد الحَمِيرِ حين تَضَعُه أُمُّه إِلى أَن يُفْطم من الرِّضَاع فإِذا اسْتَكْمَلَ الحولَ فهو تَوْلَب والجمع جِحَاشٌ وجِحَشَةٌ وجِحْشانٌ والأُنثى بالهاء جحْشَة وفي المثل الجَحْشَ لَمَّا بذَّكَ الأَعْيار أَي سَبَقَكَ الأَعْيار فَعَلَيْك بالجحش يُضْرَب هذا لمن يَطْلُب الأَمرَ الكبِيرَ فيَفُوتُه فيقال له اطلُب دون ذلك وربما سمي المُهْر جَحْشاً تشبيهاً بولد الحمار ويقال في العَيِّ الرأْي المنْفَرِد به جُحَيْشُ وحْدِه كما قالوا هو عُيَيْرُ وَحْدِه يشَبّهونه في ذلك بالجَحْش والعَيْرِ وهو ذمٌّ يقال ذلك في الرجل يَسْتَبِدُّ برأْيه والجَحْش ولدُ الظبْية هُذَليّة قال أَبو ذؤيب بأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّيْرِ أُفْرِدَ جَحْشُها فقد وَلِهَتْ يَوْمَيْنِ فهي خَلُوج والجَحْش أَيضاً الصَّبيُّ بِلُغَتِهِم والجَحْوَشُ الغُلام السمين وقيل هو فَوْقَ الجَفْرِ والجفرُ فوق الفطيم الجوهري الجَحْوَشُ الصّبيّ قبل أَن يَشْتَدَّ وأَنشد قَتَلْنا مَخْلَداً وابْنَيْ حراقٍ وآخَرَ جَحْوشاً فَوْقَ الفَطِيم واجْحَنْشَشَ الغلامُ عَظُم بطْنُه وقيل قارَبَ الاحْتِلامَ وقيل احْتَلَم وقيل إِذا شكّ فيه والجحش سحْجُ الجِلْدِ يقال أَصابه شيءٌ فجَحَشَ وجْهَه وبه جَحْشٌ وقد قيل لا يكون الجَحْشُ في الوجه ولا في البَدَنِ وسنذكره هنا قال ابن سيده جَحَشَه يَجْحَشُه جَحْشاً خَدَشَه وقيل هو أَن يصيبَه شيء يَتَسَحَّجُ منه كالخَدْش أَو أَكْبر منه وروي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَنه سَقَطَ من فَرَسٍ فجُحشَ شقُّه أَي انْخَدش جلدُه قال الكسائي في جحش هو أَن يُصيبَه شيء فينسَحِجَ منه جلدُه وهو كالخدش أَو أَكبر من ذلك يقال جُحِشَ يُجْحَش فهو مَجْحُوشٌ وجَحَشَ عن القوم تَنَحّى ومنه قول النعمان بن بَشِير فبَيْنا أَسِيرُ في بلادِ عُذْرَة إِذا بِبَيْتِ حَرِيدٍ جاحِشٍ عن الحيّ والجَحِيش المُتَنَحّي عن الناس قال كَمْ ساقَ من دَارِ امْرِئ جَحِيش وقال الأَعشى يصف رجُلاً غَيُوراً على امرأَته إِذا نَزَلَ الحَيُّ حَلَّ الجَحِيش سَقِيّاً مُبِيناً غَوِيًًا غَيُورا لَها مالِكٌ كانَ يَخْشَى القِرَاف إِذا خالَطَ الظنُّ منْهُ الضَّمِيرا ابن بري مالكُها زوجُها والقِرَافُ أَن يُقارِف شَرّاً وذلك إِذا دَنا مِنْها مَن يُفْسِدها عليه فهو يَبْعُد بها عن الناس والحَرِيدُ في قول النُّعمان بن بَشِير الذي تَنَحّى عن قَومِه وانفرد معناه انفرد عن الناس لكونه غَوِيًّا بامرأَته غَيُوراً عليها يقول هو يَغَارُ فيَتَنَحَّى بِحُرْمَتِه عن الحُلاَل ومن رواه الجَحيشُ رفَعَه بِحَلَّ ويجوز أَن يكون خبر مُبْتَدَإِ مُضْمر من باب مررت به المِسْكينُ أَي هُو المسكينُ أَو المسكينُ هُو ومن رواه الجَحِيشَ نصبَه على الظرف كأَنه قال ناحِيَةً مُنْفَرِدة أَو جَعَلَه حالاً على زيادة اللام من باب جاؤوا الجَمَّاءَ الغَفِيرَ وجَعَلَ اللامَ زائدةً البتَّةَ دخولُها كسُقوطِها كما أَنشد الأَصمعي من قوله ولقد نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوبَرِ أَراد بناتِ أَوْبَر فزاد اللام زيادة ساذجة وروى الجوهريّ هذا البيت إِذا نزل الحيّ حل الجحيش حَرِيدَ المَحَلِّ غَوِيًاً غيورا وقال أَبو حنيفة الجحيش الفَرِيد الذي لا يَزْحَمُه في دارِه مُزاحِمٌ يقال نزل فُلانٌ جَحِيشاً إِذا نزل حرِيداً فريداً والجَحِيشُ الشِّقّ والناحِية ويقال نزل فلان الجحيش وأَنشد بيت الأَعشى إِذا نزل الحيّ حل الجحيش سَقِيّاً مُبِيناً غَوِيّاً غَيورا قال ويكون الرجل مَجْحوشاً إِذا أُصِيبَ شقُّه مشتقّاً من هذا قال ولا يكون الجَحْشُ في الوَجْه ولا في البَدَنِ وأَنشد لِجارَتِنا الجَنْبُ الجَحِيشُ ولا يُرَى لِجارَتِنا مِنَّا أَخٌ وَصَدِيق وقال الآخر إِذا الضَّيفُ أَلْقَى نَعْلَه عن شِمالِه جَحِيشاً وصَلّى النارَ حقّاً مُلَثَّما قال جَحِيشاً أَي جانباً بعيداً والجِحاشُ والمُجاحَشَة المزاولَة في الأَمْر وجاحَشَ القومَ جحاشاً زحَمَهم وجاحَشَ عن نفسه وغيرها جِحاشاً دَافَعَ الليث الجِحاش مدافعةُ الإِنسان الشيءَ عن نفسه وعن غيره وقال غيرُه هُوَ الجِحاش والجِحاس وقد جاحَشَه وجاحَسَه مُجاحَشَة ومُجاحَسَة دافَعَه وقاتَلَه وفي حديث شهادة الأَعضاء يوم القيامة بُعْداً لكُنْ وسُحْقاً فعَنْكُنّ كُنْتُ أُجاحِشُ أَي أُحامِي وأُدافعُ والجِحاش أَيضاً القتال ابن الأَعرابي الجَحْشُ الجهاد قال وتُحَوّلُ الشينُ سِيناً وأَنشد يَوْماً تَرانا في عِرَاكِ الجَحْشِ نَنْبُو بأَجْلال الأُمُورِ الرُّبْشِ أَي الدَّواهِي العِظام والجَحْشة حَلقة من صوف أَو وبَر يجعلُها الرجُل في ذِراعه ويَغْزِلها وقد سمَّوا جَحْشاً ومُجاحِشاً وجُحَيشاً وبنو جِحاش بطنٌ منهم الشمّاخ بن ضِرار الجوهري جِحاشٌ أَبو حَيٍّ من غَطَفان وهو جحاش بن ثَعْلَبة بن ذُبْيان بن بَغِيض بن رَيْث بن غَطَفان قال وهُم قوم الشماخ بن ضِرار قال الشاعر وجاءت جِحاشٌ قَضُّها بقَضِيضِها وجَمعُ عُوالٍ ما أَدَقَّ وأَلأَما

جحرش
الجَحْشَر والجُحاشِر والجَحْرَش الحادِرُ الخَلْق العَظِيمُ الجِسْم العَبِل المفاصل وقد ذكر في ترجمة جحشر

جحمش
الجَحْمَش الصُّلب الشديد وامرأَة جَحْمَش وجُحْموش عَجُوز كبيرة

جحمرش
الجَحْمَرِش من النساء الثقيلةُ السمِجَة والجَحْمَرِش أَيضاً العجوز الكبيرة وقيل العجوز الكبيرى الغليظة ومن الإِبل الكبيرةُ السنّ والجمع جَحامِرُ والتصغير جُحَيْمِر يحذف منه آخر الحرف وكذلك إِذا أَردت جَمْعَ اسم على خمسة أَحرف كلُّها من الأَصل وليس فيها زائد فأَما إِذا كان فيها زائد فالزائد أَولى بالحذف وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه إني امرأَة جُحَيمِر هو تصغير جَحْمَرِش بإِسقاط الحرف الخامس وهي العجوز الكبيرة وأَفْعى جَحْمَرِش خَشْناءُ غليظة والجَحْمَرِش الأَرْنَب الضخمة وهي أَيضاً الأَرنَب المُرْضِع ولا نظير لها إِلا امرأَة صَهْصَلِقٌ وهي الشديدة الصوت

جحنش
جَحْنَشٌ صُلْب شديد

جرش
الجَرْش حَكّ الشيء الخَشِنِ بمثله ودلْكُه كما تجرُِش الأَفعى أَنيابها إِذا احْتَكَّت أَطْواؤها تَسْمَع لذلك صَوتاً وجَرْشاً وقيل هو قَشْرُه جَرَشَه يَجْرُشُه ويجرِشه جرشاً فهو مَجْروش وجَرِيش والجُراشَة ما سقَط من الشيءِ تجرُِشه التهذيب جُراشة الشيء ما سقط منه جَرِيشاً إِذا أُخذ ما دق منه والأَفعى تجرِشُ وتجرُش أَنيابها تحُكّها وجَرْشُ الأَفعى صوْتٌ تخرجه من جلْدها إِذا حَكّت بعضَها ببعض والمِلْح الجَرِيشُ المَجروش كأَنه قد حَكّ بعضُه بَعْضاً فتفتت والجَريش دَقيقٌ فيه غِلَظٌ يَصْلح لِلْخَبِيص المُرَمَّل والجُراشة مِثْل المُشاطَة والنُّحاتَة وجَرَشَ رأْسه بالمُشْط وجَرَّشَه إِذا حَكَّه حتى تَسْتَبِينَ هِبْرِيَتُه وجُراشة الرأْس ما سقط منه إِذا جُرِش بمشط وفي حديث أَبي هريرة لو رأَيتُ الوُعُول تَجْرُش ما بَينَ لابَتَيْها ما هِجْتُها يعني المدينة الجَرْش صوتٌ يحصِل من أَكل الشيء الخَشِن أَراد لو رأَيتُها تَرْعى ما تعرَّضْتُ لها لأَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم حَرَّم صيدَها وقيل هو بالسين المهملة بمعناه ويروى بالخاء المعجمة والشين المعجمة وسيأْتي ذكره والتجْرِيشُ الجُوع والهُزال عن كراع ورجل جَرِيش نافِذ والجِرِشَّى على مثال فِعِلَّى كالزِّمِكّى النفْس قال بَكى جَزَعاً من أَن يَمُوتَ وأَجْهَشَت إِليه الجِرِشَّى وارْمَعَنَّ حَنِينُها الحنين البكاء ومضى جَرْشٌ
( * قوله « ومضى جرش » هو بالتثليث وبالتحريك وكصرد ) من الليل وحكي عن ثعلب جَرَش قال ابن سيده ولست منه على ثقة وجَوْشٌ وجُؤْشُوشٌ وهو ما بين أَوله إِلى ثُلْثه وقيل هو ساعة منه والجمع أَجْراش وجُروش والسينُ المهملة في جرش لغة حكاه يعقوب في البدل وأَتاه بِجَرْشٍ من الليل أَي بآخِرٍ منه ومضى جَرْش من الليل أَي هَوِيٌّ من الليل والجَرْش الإِصابة وما جَرَش منه شيئاً وما اجْتَرَش أَي ما أَصابَ وجُرَش موضع باليمن ومنه أَدِيم جُرَشِيٌّ وفي الحديث ذكر جُرَش بضم الجيم وفتح الراء مِخْلافٌ من مخاليف اليمن وهو يفتحهما بلد بالشأْم ولهما ذكر في الحديث وجُرَشيَّة بئر معروفة قال بشر بن أَبي خازم تَحَدُّرَ ماءِ البئرِ عن جُرَشِيَّة على جِرْبَةٍ تَعْلو الدِّبارَ غُرُوبُها وقيل هي هنا دلو منسوبة إِلى جُرَش الجوهري يقول دُمُوعِي تَحدّرُ كتَحَدُّرِ ماء البئر عن دلو تَسْتَقي بها ناقة جُرَشِية لأَن أَهل جُرَش يَسْتَقُون على الإِبل وجَرَشْت الشيءَ إِذا لم تُنعِّم دقه فهو جريش وملح جَرِيش لم يَتَطَيَّب وناقة جُرَشِيَّة حمراء والجُرَشِيُّ ضرْب من العنب أَبيض إِلى الخضرة رقيق صغير الحبة وهو أَسرعُ العنب إِدراكاً وزعم أَبو حنيفة أَن عناقيده طِوال وحبّه مُتَفرق قال وزعموا أَن العنقود منه يكون ذراعاً وفي العُنُوق حمراءُ جُرَشِية ومن الأَعناب عِنَبٌ جُرَشِيٌّ بالغٌ جيد ينسب إِلى جُرَش والجَرْش الأَكل قال الأَزهري الصواب بالسين والجُرَشِيَّة ضرب من الشعير أَو البرّ ورجُل مُجْرَئشُّ الجنبِ منتفخه قال إِنك يا جَهْضَم ماهي القَلْب جافٍ عَريضٌ مُجْرَئِشُّ الجَنْب والمُجْرَئِشُّ أَيضاً المُجْتَمِع الجنب وقيل المُجْرَئِشّ الغليظُ الجنب الجافي وقال الليث هو المنتفخ الوسط من ظاهر وباطن قال ابن السكيت فرس مُجْفَر الجَنبين ومُجْرَئشُّ الجنبين وحَوْشَب كل ذلك انتفاخ الجنبين أَبو الهذيل اجْرَأَشّ إِذا ثابَ جِسْمُه بعد هُزال وقال أَبو الدُّقَيش هو الذي هُزِل وظهرت عظامه وقول لبيد بَكَرَتْ به جُرَشِيَّة مقْطُورة قال ابن بري في ترجمة حجر أَراد بقوله جُرَشِيَّة ناقة منسوبة إِلى جُرَش وجُرَش إِن جعلته اسم بُقْعة لم تصرفه للتأْنيث والتعريف وإِن جعلته اسم موضع فيحتمل أَن يكون معدولاً فيمتنع أَيضاً من الصرف للعدل والتعريف ويحتمل أَن لا يكون معدولاً فينصرف لامتناع وجود العلتين قال وعلى كلّ حال تركُ الصرف أَسلمُ من الصرف وهو موضع باليمن ومقْطُورة مطْلِيّة بالقَطِران وفي البيت عُلكُوم وعُلْكُومٌ ضخمة والهاء في به تعود على غَرْب تقدم ذكرها

جرنفش
الجَرَنْفَش العظيم الجَنْبَين من كلّ شيء والأُنثى جَرَنْفَشة والسين المهملة لغة التهذيب في الخماسي عن أَبي عمرو الجَرَنْفش العظيم من الرجال الجوهري الجَرَنْفَش العظيم الجنبين والجُرافِشُ بضم الجيم مثله قال ابن بري هذان الحرفان ذكرهما سيبويه ومن تبعه من البصريين بالسين المهملة غير المعجمة وقال أَبو سعيد السيرافي هما لغتان

جشش
جشّ الحَبَّ يَجُشّه جشّاً وأَجَشّه دقّه وقيل طَحَنه طَحْناً غليظاً جرِيشاً وهو جَشِيش ومَجْشوش أَبو زيد أَجْشَشْت الحَب إِجْشاشاً والجَشِيش والجَشِيشة ما جُش من الحب قال رؤبة لا يَتَّقي بالذُّرَقِ المَجْروش من الزُّوان مَطْحَن الجَشِيش وقيل الجَشِيشُ الحبّ حين يُدق قبل أَن يُطْبخ فإِذا طُبِخ فهو جَشِيثه قال ابن سيده وهذا فرق ليس بِقَويّ وفي الحديث أَن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أَولَم على بعض أَزواجه بِجَشيشة قال شمر الجَشِيشُ أَن تُطْحَن الحِنْطةُ طَحْناً جَلِيلاً ثم تُنْصَب به القِدْر ويُلْقى عليها لَحْم أَو تَمْر فيُطْبخ فهذا الجشيش ويقال لها دَشِيشة بالدال وفي حديث جابر فَعَمَدْت إِلى شَعِيرٍ فَجَشَشْته أَي طَحَنته وقد جَشَشْت الحِنْطة والجَرِيش مثله وجشَشْت الشيء أَجُشّه جَشّاً دَقَقْته وكَسّرته والسويق جَشِيش الليث الجَشّ طَحْن السويق والبُرّ إِذا لم يُجْعل دَقِيقاً قال الفارسي الجَشِيشة واحدة الجَشِيش كالسويقة واحدة السويق والمِجَشّة الرحى وقيل المجشة رحى صغيرة يُجَش بها الجشيشةُ من البر وغيره ولا يقال للسَّوِيق جَشِيشة ولكن يقال جَذيذة الجوهري المجش الرحى التي يُطحن بها الجشيش والجَشَش والجُشَّة صوت غليظ فيه بُحّة يَخْرج من الخَياشِيم وهو أَحد الأَصوات التي تُصاغ عليها الأَلْحان وكانَ الخليل يقول الأَصوات التي تُصَاغ بها الأَلْحانُ ثلاثة منها الأَجَشّ وهو صوت من الرأْس يَخْرج من الخياشيم فيه غِلَظ وبُحَّة فيتبع بِخَدِرٍ موضوع على ذلك الصوت بعينه ثم يتبع بِوَشْيٍ مثل الأَوّل فهي صياغته فهذا الصوت الأَجَشّ وقيل الجَشَش والجُشة شدة الصوت ورَعْد أَجَشّ شديدُ الصوت قال صخْر الغَيّ أَجَشَّ رِبَحْلاً له هَيْدَب يُكَشِّف لِلْحال رَيْطاً كَثِيفا الأَصمعي من السحاب الأَجَشّ الشديدُ الصوتِ صوت الرعْد وفرسٌ أَجَشّ الصّوتِ في صَهِيله جَشَش قال لبيد بأَجَشِّ الصوتِ يَعْبُوبٍ إِذا طَرَق الحَيُّ من الغَزوِ صَهَل والأَجَشّ الغليظُ الصوت وسحابٌ أَجَش الرعْدِ وفي الحديث أَنه سَمِعَ تَكْبيرة رجُلٍ أَجَشِّ الصوتِ أَي في صَوته جُشّة وهي شِدّة وغِلَظ ومنه حديث قُسّ أَشْدَق أَجشّ الصوت وقيل فرس أَجش هو الغليظُ الصهِيل وهو ما يُحْمد في الخيل قال النجاشي ونجَّى ابنَ حَرْبٍ سابِحٌ ذو عُلالة أَجَشُّ هَزِيمٌ والرِّماحُ دَوَاني وقال أَبو حنيفة الجشّاء من القِسيّ التي في صوتها جُشّة عند الرمْي قال أَبو ذؤيب ونَمِيمة من قائِصٍ مُتَلَبِّب في كفّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَع قال أَجش فذكَّر وإِن كان صفة للجشء وهو مؤنث لأَنه أَراد العُود والجَشَّة والجُشَّة لغتان الجماعة من الناس وقيل الجماعة من الناس يُقبِلون معاً في نَهْضة وجَشَّ القومُ نفَروا واجتمعوا قال العجاج بِجَشّة جَشّوا بها ممن نَفَر أَبو مالك الجَشَّة النَّهْضة يقال شَهِدْت جَشَّتَهم أَي نَهْضَتَهم ودخَلَتْ جشَّة من الناس أَي جماعة ابن شميل جَشَّه بالعَصا وجَثَّه جشّاً وجثّاً إِذا ضَرَبه بها الأَصمعي أَجَشّت الأَرضُ وأَبَشَّت إِذا التفَّ نَبْتُها وجَشَّ البئرَ يَجُشّها جَشّاً وجَشْجَشَها نَقَّاها وقيل جَشَّها كَنَسَها قال أَبو ذؤيب يصف القبْر يقولون لمَّا جُشَّتِ البِئرُ أَورِدُوا وليس بِها أَدْنى ذِفافٍ لِوارِد قال يعني به القبر وجاء بعد جُشٍّ من الليل أَي قِطْعة والجُشُّ أَيضاً مما ارتفع من الأَرض ولم يَبْلُغ أَن يكون جَبَلاً والجُشّ النَّجَفَة فيه غِلَظ وارتفاع والجَشَّاء أَرضٌ سهْلة ذاتُ حَصًى تُسْتَصْلح لغَرْس النخل قال الشاعر من ماءِ مَحْنِيَة جاشَتْ بِجُمَّتِها جَشَّاء خالَطَتِ البَطْحاءُ والجَبَلا وجُشُّ أَعْيارٍ موضِعٌ معروف قال النابغة
( * قوله « قال النابغة » كذا بالأَصل وفي ياقوت قال بدر بن حزان يخاطب النابغة )
ما اضْطرَّكَ الحِرْزُ من لَيْلى إِلى بَرَدٍ تَخْتارُه مَعْقِلاً عن جُشّ أَعيار والجُشّ الموضِع الخَشِنُ الحِجارَة ابن الأَثير في هذه الترجمة في حديث علي كرم اللَّه وجهه كان ينهى عن أَكْل الجِرِّيّ والجِرِّيتِ والجَشّاء قيل هُو الطِّحَالُ ومنه حديث ابن عباس ما آكُلُ الجَشَّاءَ من شَهْوتها ولكن ليَعْلَم أَهلُ بيتي أَنها حَلال جعش الجُعْشُوش الطَّويلُ وقيل الطويل الدَّقِيق وقيل الدَّمِيم القَصِيرُ الذَّريءُ القَمِيءُ منسوب إِلى قَمْأَةٍ وصِغَرٍ وقلَّةٍ عن يعقوب قال والسين لغة وقال ابن جني الشين بدل من السين لأَنَّ السين أَعمُّ تصرُّفاً وذلك لدخولها في الواحد والجمع جميعاً فضيقُ الشين مع سعة السين يُؤْذِنُ بأَنَّ الشين بدلٌ من السين وقيل اللَّئِيم وقيل هو النَّحِيف الضامر عن ابن الأَعرابي قال الشاعر يا رُبَّ قَرْمٍ سَرِسٍ عَنَطْنَط لَيس بِجُعْشُوش ولا بأَذْوَط وقال ابن حلزة بنو لُخَيم وجَعَاشيش مُضَر كل ذلك يقال بالشين وبالسين وفي حديث طهفة ويَبِس الجِعْش قيل هو أَصل النبات وقيل أَصل الصلِّيان خاصة وهو نبت معروف

جعش
الجُعْشُوش الطَّويلُ وقيل الطويل الدَّقِيق وقيل الدَّمِيم القَصِيرُ الذَّريءُ القَمِيءُ منسوب إِلى قَمْأَةٍ وصِغَرٍ وقلَّةٍ عن يعقوب قال والسين لغة وقال ابن جني الشين بدل من السين لأَنَّ السين أَعمُّ تصرُّفاً وذلك لدخولها في الواحد والجمع جميعاً فضيقُ الشين مع سعة السين يُؤْذِنُ بأَنَّ الشين بدلٌ من السين وقيل اللَّئِيم وقيل هو النَّحِيف الضامر عن ابن الأَعرابي قال الشاعر يا رُبَّ قَرْمٍ سَرِسٍ عَنَطْنَط لَيس بِجُعْشُوش ولا بأَذْوَط وقال ابن حلزة بنو لُخَيم وجَعَاشيش مُضَر كل ذلك يقال بالشين وبالسين وفي حديث طهفة ويَبِس الجِعْش قيل هو أَصل النبات وقيل أَصل الصلِّيان خاصة وهو نبت معروف

جفش
جَفَش الشيءَ يَجْفِشُه جَفْشاً جَمَعَه يمانية

جمش
الجَمْش الصَّوتُ أَبو عبيدة لا يُسْمِعُ فلانٌ أُذُناً جَمْشاً يعني أَدنى صوتٍ يقال لِلَّذي لا يَقْبَل نُصْحاً ولا رُشْداً ويقال للمُتَغابي المُتَصامِّ عنك وعمَّا يلزمه قال وقال الكلابي لا تَسْمَعُ أُذُنٌ جَمْشاً أَي هم في شيء يُصِمّهم يَشتغلون عن الاستماع إِليك هذا من الجَمْش وهو الصوت الخفيّ والجَمْش ضربٌ من الحَلْب لجَمْشها بأَطراف الأَصابع والجَمْش المُغَازَلة ضرْبٌ بقَرْص ولعِب وقد جَمَّشَه وهو يُجَمِّشها أَي يُقَرِّصُها ويُلاعِبُها قال أَبو العباس قيل للمُغازَلة تَجْميش من الجَمْش وهو الكلام الخفيُّ وهو أَن يقول لِهَواه هَيْ هَيْ والجَمْش حَلْق النُّورة وأَنشد حَلْقاً كحَلْق الجَمِيش وجَمَش شَعره يَجْمِشُه ويَجْمُشه حَلَقه وجَمَشَت النُّورةُ الشعَرَ جَمْشاً حَلَقَتْه وجَمَشَتْ جِسْمَه أَحْرَقَتْه ونُورة جَمُوش وجَمِيش ورَكَبٌ جَمِيش مَحْلوقٌ وقد جَمَشه جَمْشاً قال قَدْ عَلِمَت ذاتُ جَمِيش أَبْرَدُهْ أَحْمَى من التنُّور أَحْمَى مُوقِدُهْ قال أَبو النجم إِذا ما أَقْبَلَتْ أَحْوى جَمِيشاً أَتَيْتُ على حِيالِك فانْثَنَيْنا أَبو عمرو الدردان المَحْلوق
( * قوله « الدردان المحلوق » كذا بالأصل )
ابن الأَعرابي قيل للرجُل جَمَّاش لأَنه يَطلب الرَّكَب الجَمِيش والجَمِيش المكانُ لا نبت فيه وفي الحديث بخَبْت الجميش والخَبْتُ المَفازَة وإِنما قيل له جَمِيش لأَنه لا نبات فيه كأَنه حَلِيق وسنة جَمُوش تُحْرِقُ النبات غيرُه سنةٌ جَمُوشٌ إِذا احْتَلَقَت النبت قال رؤبة أَو كاحْتِلاقِ النُّورَةِ الجَمُوشِ أَبو عمرو الجِماشُ ما يُجْعَل تحت الطَّيِّ والجال في القَلِيب إِذا طُوِيت بالحجارة وقد جَمَشَ يَجْمُشُ ويَجْمِشُ وروي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم لا يحلّ لأَحدكم من مالِ أَخيه شيءٌ إِلا بِطِيبة نَفْسِه فقال عمرو ابن يثربيّ يا رسول اللَّه إِن لقيتُ غَنم ابن أَخي أَأَجْتَزِرُ منها شاةً ؟ فقال إِن لقيتَها نَعْجَةً تَحْمِل شَفرةً وزناداً بِخَبْت الجَمِيش فلا تَهِجْها يقال إِنَّ خَبْتَ الجَمِيش صحراءٌ واسعةٌ لا نبات لها فيكون الإِنسانُ بها أَشدَّ حاجةً إِلى ما يُؤكل فقال إِنْ لقِيتَها في هذا الموضع على هذه الحال فلا تَهِجْها وإِنما خَصَّ خَبْتَ الجَمِيش بالذِّكْر لأَنَّ الإِنسانَ إِذا سلكه طالَ عليه وفَني زادُه واحتاج إِلى مال أَخيه المسلم ومعناه إِن عَرَضَت لك هذه الحالة فلا تَعَرَّضْ إِلى نَعَمِ أَخيك بوجْه ولا سبَب وإِن كان ذلك سهلاً وهو معنى قوله تحمل شفرة وزناداً أَي معها آلة الذبح وآلة الشيِّ وهو مثل قولهم حَتْفَها تَحْمِل ضَأْنٌ بأَظلافِها وقيل خَبْتُ الجَمِيش كأَنه جُمِش أَي خُلِق

جنش
جَنَشَتْ نَفْسي ارتفَعَت من الخوف قال إِذا النفوس جَنَشَت عِنْد اللّحا ابن الأَعرابي الجَنْش نزْحُ البئر أَبو الفرج السُّلَمي جَنَش القومُ القومَ وجمَشُوا لهم أَي أَقبَلوا إِليهم وأَنشد أَقول لعبّاس وقد جَنَشَت لنا حُيَيٌ وأَفْلَتْنا فُوَيتَ الأَظافر أَي فاتَ عن أَظفارنا وفي النوادر الجَنْش الغِلظ وقال يَوْماً مُؤَامَرات يوماً للجَنَش قال الأَزهري وهو عِيدٌ لهم قال ويقال جَنَش فلانٌ إِليّ وجأَش وتَحَوَّرَ وهاشَ وأَرَزَ بمعنى واحد

جهش
جَهِش
( * قوله « جهش » هو كسمع ومنع كما في القاموس ) وجَهَش للبُكاء يجهَش جهْشاً وأَجْهَش كلاهما استعدَّ له واسْتَعْبَرَ والمُجْهِش الباكي نفْسُه وجهَشت إِليه نفسُه جُهوشاً وأَجْهَشتْ كلاهما نَهَضت وفاظَت وجَهَشت نفسي وأَجْهَشت إِذا نَهَضت إِليك وهَمَّت بالبُكاء والجهْش أَن يَفْزَع الإِنشان إِلى غيره وهو مع ذلك كأَنه يريد البكاء كالصبيّ يَفْزَع إِلى أُمه وأَبيه وقد تهيّأَ للبكاء يقال جهَش إِليه يجهَش وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم كان بالحُدَيْبِية فأَصاب أَصحابَه عَطش قالوا فجَهَشنا إِلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وكذلك الإِجْهاش قال أَبو عبيد وفيه لغة أُخرى أَجْهَشت إِجْهاشاً ومن ذلك قول لبيد باتَتْ تشكَّى إِليَّ النفْسُ مُجْهِشة وقد حَملْتك سبْعاً بعد سَبْعِينا وقال الأُموي أَجهَش إِذا تهيَّأَ للبُكاء وفي حديث المولد قال فَسابَّني فأَجْهَشْت بالبُكاء أَراد فخَنَقَني فتَهيأْت للبكاء وجهَش للشَّوق والحُزْن تَهيَّأَ وجهَش إِلى القوم جهْشاً أَتاهم والجَهْش الصوت عن كراع والذي رواه أَبو عبيد الجَمْش

جوش
الجَوش الصَّدْر مثل الجُؤْشوش وقيل الجوش الصدرُ من الإِنسان والليلِ ومضى جَوْش من الليل أَي صدْر منه مثل جَرْش قال رَبيعة بن مَقْرُوم الضبّي وفتيان صِدْقٍ قد صَبَحْتُ سُلافَةً إِذا الدِّيكُ في جَوْشٍ من الليل طَرَّبا وجوش الليل جَوزُه ووَسَطُه قال ذو الرمة تَلَوَّم هاه ها وقد مَضَى من الليل جَوْش واسْبَطَرّتْ كواكبُه
( * قوله « تلوم هاه ها إلخ » هو كذلك في الأصل )
التهذيب جَوْشُ الليلِ من لَدُن رُبْعِه إِلى ثُلثه وقال ابن أَحمر مضى جَوْش من الليل ابن الأَعرابي جاش يَجُوش جَوْشاً إِذا سار الليلَ كلَّه وقال مُرَّةُ بن عبد اللَّه تَرَكْنا كُلَّ جِلْفٍ جَوْشَنِيٍّ عَظِيمِ الجَوْش مُنْتَفِخِ الصِّفاق قال الجَوْش الوسَط والجوشَنِيّ العظيمُ الجنبين والبطنِ والصِّفاقُ الذي يلي الجَوْف من جِلْد البَطن والجلْف الجافي الخَلْق الذي لا عَقْلَ له شُبِّه بالدِّنِّ الفارغ والدِّنُّ الفارغُ يقال له جلْف وجَوْش قبيلة أَو موضع الجوهري جَوْش موضع وأَنشد لأَبي الطَّمَحان القيني تَرُضُّ حَصَى مَعْزاءِ جَوْشٍ وأَكْمَهُ بأَخْفافِها رَضَّ النَّوى بالمَراضِخ

جيش
جاشَت النفسُ تَجِيش جَيْشاً وجُيوشاً وجَيَشاناً فاظَتْ وجاشَتْ نفسِي جَيْشاً وجَيشاناً غَثَتْ أَو دارَتْ لِلْغَّثَيان فإِن أَردْتَ أَنها ارتفعَت من حُزن أَو فزَع قُلت جَشَأَت وفي الحديث جاؤوا بِلَحْم فتَجَيَّشَتْ أَنفُسُ أَّصحابِه أَي غَثَتْ وهو من الارتفاع كأَنَّ ما في بطونهم ارتفع إِلى حُلوقهم فحَصل الغَثْيُ وجاشت القِدْر تجِيش جَيْشاً وجَيَشاناً غَلَت وكذلك الصدْرُ إِذا لم يَقْدر صاحبه على حَبْس ما فيه التهذيب والجَيشان جَيَشان القِدْر وكلّ شيء يَغْلي فهو يَجِيش حتى الهَمّ والغُصَّة في الصدْر قال ابن بري وذكر غير الجوهري أَنَّ الصحيح جاشت القِدْر إِذا بَدَأَتْ أَن تَغْلي ولم تَغْلِ بعْدُ قال ويشهد بصحة هذا قول النابغة الجعدي تَجيشُ علينا قِدْرهم فنُدِيمُها ونَفْثَؤُها غَنَّا إِذا حَمْيُها غلى أَي نُسكِّنُ قِدْرَهم وهي كناية عن الحرب إِذا بدأَت أَن تغلي وتسكينها يكون إِما بإِخراج الحطب من تحت القدرِ أَو بالماء البارد يُصَبُّ فيها ومعنى نديمها نُسَكّنها ومنه الحديث لا يَبُولَنَّ أَحدكم في الماء الدائم أَي الساكن ثم قال ونَفْثَؤُها عنَّا إِذا غلت وفارت وذلك بالماء البارد وفي حديث الاسْتِسقاء وما يَنزِل حتى يَجِيشَ كلُّ مِيزابٍ أَي يتدَفَّق ويجري بالماء ومنه الحديث ستكُون فِتْنة لا يَهْدأْ منها جانبٌ إِلا جاشَ منها جانب أَي فارَ وارتفع وفي حديث علي رضوان اللَّه عليه في صفة النبي صلى اللَّه عليه وسلم دامِغ جَيْشاتِ الأَباطِيل هي جمع جَيْشة وهي المرَّة من جاشَ إِذا ارتفع وجاشَ الوادي يَجِيش جَيشاً زَخَر وامتدَّ جدّاً وجاشَ البحر جَيشاً هاجَ فلم يُسْتَطع رُكوبُه وجاشَ الهمُّ في صدْره جيْشاً مُثِّلَ بذلك وجاشَ صدْرُه يَجِيش إِذا غَلى غَيْظاً ودَرَداً وجاشتْ نفْس الجبان وجَأَشت إِذا همَّت بالفرار وفي حديث البراء بن مالك وكأَنَّ نفْسي جاشَت أَي ارتاعت وخافت وجأْش النفس رُوَاعُ القَلب إِذا اضطرب مذكور في جأَش والجَيْش واحد الجُيُوش والجَيش الجُنْد وقيل جماعة الناس في الحَرْب والجمع جيوش التهذيب الجَيْش جُنْد يسيرون لحرب أَو غيرها يقال جَيَّش فلان أَي جمع الجيوش واسْتَجاشَه أَي طَلب منه جيشاً وفي حديث عامر بن فُهَيرة فاسْتَجاشَ عليهم عامرُ بن الطفَيل أَي طَلب لهم الجيشَ وجمَعَه عليهم والجِيشُ نباتٌ له قُضْبان طِوالٌ خُضْرٌ وله سَنِفَةٌ كثيرة طِوال ممْلوءة حَبّاً صِغاراً والجمع جيوش وجَيْشان موضع معروف وقوله أَنشده ابن الأَعرابي قامت تَبَدَّى لك في جَيْشانِها لم يفسره قال ابن سيده وعندي أَنه أَراد في جَيَشانها أَي قُوَّتِها وشبابِها فسكَّن للضرورة وسيأْتي تفسير قولهم فلان عيش وجيش في موضعه وذات الجَيْش موضع قال أَبو صخر الهذلي لِلَيْلى بِذات البَيْن دارٌ عَرفتُها وأُخْرَى بذات الجَيْش آياتُها سَفْر

حبش
الحَبَش جِنْس من السُّودان وهم الأَحْبُش والحُبنْشان مثل حمَل وحُمْلان والحَبِيش وقد قالوا الحَبَشة على بناء سَفَرة وليس بصحيح في القياس لأَنه لا واحدَ له على مثال فاعِل فيكون مكسراً على فَعَلة قال الأَزهري الحَبَشة خطأٌ في القياس لأَنك لا تقول للواحد حابِش مثل فاسق وفسقة ولكن لما تُكُلِّم به سار في اللغات وهو في اضطرار الشعر جائز وفي الحديث أُوصيكم بتقوى اللَّه والسمعِ والطاعةِ وإِنَّ عَبْداً حَبَشِيّاً أَي أَطيعوا صاحبَ الأَمْر وإِن كان عبداً حبشياً فحذف كان وهي مرادة والأُحبوش جماعة الحبش قال العجاج كأَنَّ صِيرانَ المَهَا الأَخْلاط بالرمل أُحْبُوشٌ من الأَنْباط وقيل هم الجماعة أيّاً كانوا لأَنهم إِذا تجمَّعوا اسْودُّوا وفي حديث خاتم النبي صلى اللَّه عليه وسلم فيه فَصٌّ حَبَشِيٌّ قال ابن الأَثير يحتمل أَنه أَراد من الجِزْع أَو العَقِيق لأَنَّ معدِنَهما اليَمَنُ والحَبَشة أَو نوعاً آخر ينسب إِليها والأَحابِيشُ أَحْياءٌ من القارَة انضمُّوا إِلى بني لَيث في الحرب التي وقعت بينهم وبين قريش قبل الإسلام فقال إِبْليس لقريش إِني جارٌ لكم من بني ليث فواقَعُوا دَماً سُمُّوا بذلك لاسْوِدادهم قال لَيْث ودِيل وكَعْب والذي ظأَرَتْ جَمْعُ الأَحابِيش لما احْمَرَّت الحَدَق فلما سُمّيت تلك الأَحياءُ بالأَحابيش من قِبَل تجمُّعِها صار التَّحْبيش في الكلام كالتجميع وحُبْشِيّ جبَل بأَسفل مكة يقال منه سمي أَحابيشُ قريش وذلك أَن بَني المُصطلق وبني الهَوْن بن خُزيمة اجتمعوا عنده فحالفوا قريشاً وتحالفوا باللَّه إِنَّا لَيَدٌ على غيرِنا ما سَجا لَيْلُ ووَضَحَ نهار وما أَرْسَى حُبْشيٌّ مَكانَه فسُمّوا أَحابيش قُريش باسم الجبل ومنه حديث عبد الرحمن بن أَبي بكر أَنه مات بالحُبْشيّ هو بضم الحاء وسكون الباء وكسر الشين والتشديد موضع قريب من مكة وقيل جبل بأَسفل مكة وفي حديث الحُدَيبية أَن قريشاً جمَعوا ذلك جمعَ الأَحابيش قال هم أَحياء من القارة وأَحْبَشَت المرأَةُ بوَلدها إِذا جاءت به حَبَشِيَّ اللَّون وناقة حَبَشِيَّة شديدة السواد والحُبْشِيَّة ضَرْب من النمل سُودٌ عِظامٌ لمَّا جُعِل ذلك اسماً لها غَيَّروا اللفظ ليكون فرقاً بين النسبة والاسم فالاسم حُبْشِيَّة والنسب حَبَشِية وروضة حَبَشِية خضراء تَضْرِب إِلى السَّواد قال امرؤ القيس ويَاْكُلْن بُهْمَى جَعْدَةً حَبَشِيَّة ويَشْرَبْن بَرْدَ الماءِ في السَّبَرات والحُبْشانُ الجراد الذي صار كأَنه النّمل سَواداً الواحدةُ حَبَشِيَّة هذا قول أَبي حنيفة وإِنما قياسه أَن تكون واحدتَه حُبْشانَةٌ أَو حَبْشٌ أَو غير ذلك مما يصلح أَن يكون فُعْلان جَمْعَه والتحَبُّش التجمُّع وحَبَش الشيءَ يَحْبشُه حَبْشاً وحَبَّشَه وتحَبَّشَه واحْتَبَشه جمعه قال رؤبة أُولاك حَبَّشْتُ لهم تَحْبِيشِي والاسم الحُباشة وحَبَشْت له حُباشة إِذا جَمَعْت له شيئاً والتَّحْبيش مثله وحُباشات العَيْر ما جمع منه واحدتُها حُباشة واحْتَبش لأَهلِه حُباشَةً جَمَعها لهم وحَبَشْت لعيالي وهَبَشْت أَي كسبْتُ وجمعْتُ وهي الحُباشة والهُباشة وأَنشد لرؤبة لولا حُباشاتٌ من التَّحْبِيش لِصِبْية كأَفْرُخ العُشُوش وفي المجلس حُباشات وهُباشات من الناس أَي ناسٌ ليسُوا من قبيلة واحدة وهم الحُباشة الجماعة وكذلك الأُحْبوش والأَحابيش وتحبَّشوا عليه اجتمعوا وكذلك تَهبَّشوا وحَبَّش قومَه تحبيشاً أَي جمعهم والأَحْبَش الذي يأْكل طعام الرجُل ويجلس على مائدته ويُزَيّنه والحَبَشِيّ ضرْب من العِنَب قال أَبو حنيفة لم يُنْعت لنا والحَبَشِيّ ضرْب من الشعير سُنْبُلة حرفان وهو حَرِش لا يؤكل لخشونته ولكنه يصلح للعلف ومن أَسماء العُقاب الحُباشيَّة والنُّسارِيَّة تُشَبَّه بالنسر وحَبَشِية اسم امرأَة كان يزيدُ بن الطثَرِيّة يتحدث إِليها وحُبَيْش طائر معروف جاء مصغَّراً مثل الكُمَيت والكُعَيت وحبيش
( * قوله « وحبيش » هو كأَمير وزبير ) اسم

حتش
الأَزهري خاصة قال الليث في كتابه حَتَش يَنْظُر فيه قال وقال غيره حَتَش إِذا أَدام النظر وقيل حَتَش القومُ وتَحَتْرشوا إِذا حَشَدوا

حترش
الحِتْرِشُ والحُتْرُوش الصغير الجسم النَّزِق مع صلابة ابن الأَعرابي يقال للغلام الخفيفِ النشِيطِ حُتْروش الجوهري الحُتْروش القصير وقولهم ما أَحسَنَ حَتَارِشَ الصبيّ أَي حركاتِه وسمعت للجراد حَتْرَشَة إِذا سمعت صوت أَكْله وتَحَتْرَش القومُ حَشَدوا يقال حَشَد القومُ وحَشَكُوا وتَحَتْرَشُوا بمعنى واحد ويقال سعى فلان بين القوم فتَحَتْرشوا عليه فلم يدركوه أَي سَعَوا وعَدَوْا عليه وحِتْرِش من أَسماء الرجال وبنو حِتْرِش بطْنٌ من بني مُضَرّس وهم من بني عقيل

حرش
الحَرْش والتَحْرِيش إِغراؤُك الإِنسانَ والأَسد ليقع بقِرْنِه وحَرَّش بينهم أَفْسد وأَغْرى بعضَهم ببَعض قال الجوهري التحريش الإِغراء بين القوم وكذلك بين الكلاب وفي الحديث أَنه نهى عن التحْريش بين البهائم هو الإِغراء وتهييج بعضها على بعض كما يُفْعل بين الجمال والكِباش والدُّيُوك وغيرها ومنه الحديث إِن الشيطان قد يَئِس أَنْ يُعْبَد في جزيرة العَرَب ولكن في التحريش بينهم أَي في حَمْلهم على الفِتَنِ والحُروب وأَما الذي ورد في حديث عليّ رضوان اللَّه عليه في الحج فذهبْتُ إِلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مُحَرِّشاً على فاطمةَ فإِن التحريش ههنا ذكرُ ما يُوجِب عتابَه لها وحَرَشَ الضبَّ يَحْرِشُه حَرْشاً واحْتَرَشَه وتَحَرَّشَه وتحرَّش به أَتى قَفا جُحْرِه فَقَعْقَعَ بِعصاه عليه وأَتْلَج طَرَفها في جُحْره فإِذا سمع الصوتَ حَسِبَه دابّة تريد أَن تدخل عليه فجاء يَزْحَل على رِجْليه وعجُزِه مُقاتلاً ويضرب بذنَبه فناهَزَه الرجُلُ أَي بادره فأَخَذ بذنَبه فضَبَّ عليه أَي شد القَبْض فلم يقدر أَن يَفِيصَهُ أَي يُفْلِتَ منه وقيل حَرْشُ الضب صَيْدُه وهو أَن يُحَكَّ الجُحْر الذي هو فيه يُتَحرَّشُ به فإِذا أَحسَّه الضبّ حَسِبَه ثُعْباناً فأَخْرَج إِليه ذنبَه فيُصاد حينئذ قال الفارسي قال أَبو زيد يقال لُهوَ أَخْبَثُ من ضبٍّ حَرَشْته وذلك أَن الضبَّ ربما اسْتَرْوَحَ فَخَدَع فلم يُقْدر عليه وهذا عند الاحتراش الأَزهري قال أَبو عبيد ومن أَمثالهم في مخاطبة العالم بالشيء من يريد تعليمه أَتُعْلِمُني بضبٍّ أَنا حَرَشْتُه ؟ ونَحْوٌ منه قولهم كمُعَلِّمةٍ أُمَّها البِضَاع قال ابن سيده ومن أَمثالهم هذا أَجَلُّ من الحَرْش وأَصل ذلك أَنّ العرب كانت تقول قال الضبّ لابنه يا بُنَيّ احذَر الحَرْش فسمع يوماً وقْعَ مِحْفارٍ على فَمِ الجُحر فقال بابَهْ
( * قوله « بابه » هكذا بالأَصل وفي القاموس يا أَبت إلخ )
أَهذا الحَرْشُ ؟ فقال يا بُنَيّ هذا أَجلّ من الحَرْش وأَنشد الفارسي قول كُثَيّر ومُحْتَرِش صَبَّ العَدَاوَة مِنْهمُ بِحُلْو الخَلى حَرْشَ الضِّباب الخَوادِع يقال إِنه لَحُلْو الخَلى أَي حُلْو الكلام ووَضَع الحَرْشِ موضعَ الاحتراش لأَنَّه إِذا احْتَرَشَه فقد حَرَشَه وقيل الحَرْش أَنْ تُهَيِّج الضبَّ في جُحْره فإِذا خرج قريباً منك هَدَمْتَ عليه بَقِيَّة الجحر تقول منه أَحْرَشْت الضبّ قال الجوهري حَرَشَ الضبَّ يَحْرِشه حَرْشاً صادَه فهو حارش للضِّباب وهو أَن يُحَرّك يده على جحره ليظُنَّه حَيَّة فيُخْرِج ذَنَبَه ليضْرِبَها فيأْخُذه ومنه الحديث أَن رجلاً أَتاه بِضباب احْتَرَشها قال ابن الأَثير والاحتراش في الأَصل الجَمْع والكسْب والخِداع وفي حديث أَبي حَثْمة في صفة التّمْر وتُحْتَرَشُ به الضِّبابُ أَي تُصطاد يقال إِن الضبَّ يُعْجَب بالتمر فيُحِبّه وفي حديث المسور ما رأَيت رجُلاً ينفِر من الحَرْش مثلَه يعني معاوية يريد بالحَرْش الخديعةَ وحارَشَ الضبُّ الأَفعى إِذا أَرادت أَن تَدْخل عليه فَقاتَلَها والحَرْش الأَثَر وخص بعضهم به الأَثَر في الظَّهْر وجمعه حِرَاش ومنه رِبْعِيّ بنُ حِراش ولا تقل خِراش وقيل الحِرَاش أَثَر الضرْب في البَعِير يبْرأُ فلا يَنْبُت له شَعر ولا وَبر وحَرَش البعِيرَ بالعصا حَكَّ في غارِبِه ليَمْشِيَ قال الأَزهري سمعت غير واحد من الأَعراب يقول للبعير الذي أَجْلَب دبَرُه في ظَهره هذا بعير أَحْرَش وبه حَرَش قال الشاعر فَطَار بِكَفِّي ذو حِرَاش مُشَمِّرٌ أَحَذُّ ذلاذِيل العَسِيب قصِير أَراد بذي حراش جَمَلاً به آثار الدَّبر ويقال حَرَشْت جَرَبَ البعير أَحْرِشه حَرْشاً وخَرَشته خَرْشاً إِذا حكَكْتَه حتى تقشَّر الجلد الأَعلى فيَدْمى ثم يُطْلى حينئذ بالهِناء وقال أَبو عمرو الخَرْشاء من الجُرْب التي لم تُطْل قال الأَزهري سميت حَرْشاءَ لخشونة جلدها قال الشاعر وحَتى كأَنِّي يَتَّقي بيْ مُعبَّد بِه نُقْبة حرشاءَ لم تَلْق طاليا ونُقْبة حرشاء وهي الباثِرة التي لم تُطْل والحارِش بُثُور تخرج في أَلسِنَة الناس والإِبلِ صفة غالبة وحَرَشَه بالحاء والخاس جميعاً حَرْشاً أَي خدشه قال العجاج كأَنَّ أَصواتَ كِلابٍ تهْتَرشْ هاجَتْ بوَلْوَالٍ ولَجَّت في حَرَشْ فحرَّكه ضرورة والحَرْشُ ضَرْب من البَضْع وهي مُسْتَلْقِية وحَرَشَ المرأَة حَرْشاً جامعها مستلقية على قفَاها واحْتَرَشَ القَومُ حَشَدُوا واحْتَرَشَ الشيءَ جَمَعه وكَسَبَه أَنشد ثعلب لوْ كُنْتَ ذا لُبٍّ تَعِيشُ به لَفَعَلْتَ فِْعلَ المَرْء ذي اللُّبّ لَجَعَلْتَ صالِحَ ما احْتَرَشْتَ وما جَمَّعْتَ من نَهْبٍ إِلى نَهْب والأَحْرَشُ من الدنانِير ما فيه خَشُونة لِجدَّتِه قال دَنانِيرُ حُرْشٌ كلُّها ضَرْبُ واحِد وفي الحديث أَنَّ رجُلاً أَخَذ من رجُل آخَرَ دَنانيرَ حُرْشاً جمع أَحْرش وهو كلّ شيءٍ خشن أَراد أَنها كانت جَديدة فَعَليْها خُشونة النَّقْش ودَراهِمُ حُرْشٌ جِيادٌ خَشْنٌ حَديثة العَهد بالسِّكَّة والضبُّ أَحْرَشُ وضبٌّ أَحْرش خَشِنُ الجِلْدِ كأَنَّه مُحَزَّز وقيل كلُّ شيء خشِنٍ أَحْرشُ وحَرِشٌ الأَخيرة عن أَبي حنيفة وأُراها على النسب لأَنّي لم أَسمع له فِعْلاً وأَفْعى حَرْشاءُ خشِنة الجِلْدة وهي الحَريِش والحِرْبيش الأَزهري أَنشد هذا البيت تَضْحَكُ مِني أَنْ رَأَتْني أَحْتَرِشْ ولَوْ حَرَشْتِ لكَشَفْتُ عن حِرِش قال أَراد عن حِرِكْ يَقْلبون كاف المخاطبة للتأْنيث شِيناً وحيَّة حَرْشاء بيّنة الحَرَشِ إِذا كانت خشنة الجلد قال الشاعر بِحَرْشاء مِطْحانٍ كأَنَّ فَحِيحَها إِذا فَزِعَتْ ماءٌ أُرِيقَ على جَمْر والحَرِيشُ نوع من الحيات أَرْقَط والحَرْشاء ضرب من السُّطَّاح أَخضرُ ينبت مُتِسَطِّحاً على وجه الأَرض وفيه خُشْنَة قال أَبو النجم والخَضِر السُّطّاح من حَرْشائِه وقيل الحَرْشاء من نبات السهل وهي تنبت في الديار لازِقة بالأَرض وليست بشيء ولو لَحِسَ الإِنسان منها ورقةً لزِقت بلسانه وليس لها صَيُّور وقيل الحَرْشاء نَبْتة مُتَسَطِّحة لا أَفنان لها يَلْزَمُ ورقُها الأَرضَ ولا يمتدُّ حِبالاً غير أَنه يرتفع لها من وسَطِها قصبة طويلة في رأْسها حَبَّتها قال الأَزهري من نبات السهل الحَرْشاءُ والصَّفْراء والغَبْراء وهي أَعشاب معروفة تَسْتَطِيبُها الراعية والحَرْشاء خَرْدَل البَرِّ والحَرْشاء ضرب من النبات قال أَبو النجم وانْحَتَّ من حَرْشاء فَلْجٍ خَرْدَلُهْ وأَقْبَلَ النَّمْلُ قِطاراَ تَنْقُلُهْ والحَرِيش دابة لها مخالب كمخالب الأَسد وقَرْنٌ واحد في وسَطِ هامَتِها زاد الجوهري يسميها الناس الكَرْكَدّن وأَنشد بها الحَرِيشُ وضِغْزٌ مائِل ضَبِرٌ يَلْوي إِلى رَشَحٍ منها وتَقْلِيص
( * قوله « يلوي إلى رشح » هكذا أَنشده هنا وأَنشده في مادة ضغز يأْوي إِلى رشف )
قال الأَزهري لا أَدري ما هذا البيت ولا أَعرف قائله وقال غيره وذو قَرْنِ يقال له حَرِيش وروى الأَزهري عن أَشياخه قال الهِرْميس الكَرْكَدّن شيء أَعظمُ من الفيل له قَرْن يكون في البحر أَو على شاطئه قال الأَزهري وكأَن الحَرِيش والهِرْميس شيء واحد وقيل الحَرِيش دُوَيْبَّة أَكبرُ من الدُّودة على قدر الإِصبع لها قوائم كثيرة وهي التي تسمى دَخّالَةَ الأُذُن وحَرِيش قَبِيلة من بني عامر وقد سمَّت حَرِيشاً ومُحَرِّشاً وحِراشاً

حربش
أَفْعى حِرْبِشٌ وحِرْبيشٌ كثيرة السّمّ خَشِنة المسّ شديدة صوتِ الجسدِ إِذا حَكَّت بعضها ببعض مُتَحَرِّشة والحِرْبِيش حية كالأَفعى ذاتُ قَرْنَين قال رؤبة غَضْبى كأَفعى الرِّمْثة الحِرْبِيش ابن الأَعرابي هي الخَشْناء في صوتِ مشيها الأَزهري الحِرْبِش والحِرْبِشة الأَفعى وربما شدَّدُوا فقالوا حِرِبِّش وحِرِبِّشة أَبو خيرة من الأَفاعي الحِرْفش والحَرافش وقد يقول بعضُ العرب الحِرْبِش قال ومن ثم قالوا هل بلد الحِرْبِشِ إِلاَّ حِرْبِشا ؟

حرفش
احْرَنْفش الدِّيكُ تَهَيَّأَ للقتال وأَقام ريشَ عُنُقِه وكذلك الرجُل إِذا تهيَّأَ للقتال والغضب والشرّ وربما جاء بالخاء المعجمة وقال هرم بن زيد الكلبي إِذا أَحيا النَّاسُ فَأَخْصَبُوا قلنا قد أَكْلأَت الأَرضُ وأَخْصَبَ الناسُ واحْرَنْفَشَت العَنْزُ لأُخْتها ولَحِسَ الكلبُ الوَضَرَ قال واحْرِنْفاشُ العنْزِ ازبِيرارُها وتَنَصُّبُ شَعرِها وزيفَانُها في أَحد شِقَيْها لتَنْطَحَ صاحبتَها وإِنما ذلك من الأَثَرِ حِينَ ازْدَهَت وأَعْجَبَتْها نفسُها وتَلَحُّسُ الكلب الوَضَر لما يُفْضِلُون منه ويَدعُون من خِلاصِ السَّمْن فلا يأْكلونه من الخِصْبِ والسَّنَقِ واحْرَنْقَشَ الكلبُ والهرُّ تهيَّأَ لمثل ذلك واحْرَنْفَشَتِ الرجال إِذا صرع بعضهم بعضاً والمُحْرَنْفِشُ المُتَقَبِّضُ الغضبان واحْرَنْفَش للشرّ تهيّأَ له أَبو خيرة من الأَفاعي الحِرْفش والحرافش

حشش
الحَشِيش يابِسُ الكَلإِ زاد الأَزهري ولا يقال وهو رطب حَشِيش واحدته حَشِيشة والطَّاقة منه حَشِيشة والفِعْل الاحْتِشاش وأَحَشَّ الكلأُ أَمْكَنَ أَن يُجْمع ولا يقال أَجَزَّ وأَحَشَّت الأرضُ كثر حَشِيشُها أَو صار فيها حَشِيش والعُشْبُ جِنْس لِلْخَلى والحشِيش فالخَلى رَطْبُه والحشِيشُ يابِسُه قال ابن سيده هذا قول جمهور أَهل اللغة وقال بعضهم الحشِيش أَخْضَرُ الكلإِ ويابسُه قال وهذا ليس بصحيح لأَن موضوعَ هذه الكلمة في اللغة اليُبْس والتقَبُّض الأَزهري العرب إِذا أَطْلَقوا اسم الحشِيش عَنَوْا به الخَلى خاصَّة وهو أَجْوَدُ عَلَفٍ يَصْلُح الخَيْلُ عليه وهي من خَيْر مراعِي النَّعَم وهو عُرْوَةٌ في الجَدْب وعُقْدة في الأَزَمات إِلا أَنه إِذا حالت عليه السنة تغَيَّر لونُه واسْودَّ بعد صُفرتِه واحْتَوَتْه النَّعَم والخَيل إِلا أَن تُمْحِلَ السنة ولا تُنْبِتَ البقلَ وإِذا بدا القومُ في آخر الخَريف قبل وقوع ربيع بالأَرض فَظَعَنُوا مُنْتحِعين لم ينزلوا بلداً إِلا ما فيه خَلًى فإِذا وقع ربيع بالأَرض وأَبْقَلَت الرّياضُ أَغْنَتْهم عن الخلى والصِّلّيان وقال ابن شميل البقْلُ أَجْمَع رَطْباً ويابساً حشيشٌ وعلَفٌ وخَلًى ويقال هذه لُمْعَة قد أَحَشَّت أَي أَمكنت لأَنْ تُخَشَّ وذلك إِذا يَبِست واللُّمْعة من الخَلى وهو المَوْضع الذي يكثر فيه الحلى ولا يقال له لُمْعة حتى يصفَرَّ أَو يَبْيَضَّ قال الأَزهري وهذا كلام كله عربي صحيح والمَحَشّ والمَحَشَّة الأَرض الكثيرة الحَشِيش وهذا مَحَشُّ صِدْقٍ لِلْبَلَد الذي يَكثُر فيه الحشيش وفلان بمَحَشِّ صِدْقٍ أَي بموضع كثير الحشيش وقد يقال ذلك لمن أَصاب أَيَّ خَيرٍ كان مَثَلاً به يقال إِنَّك بمَحَشّ صِدْق فلا تبْرحْه أَي بموضع كثير الخير وحَشّ الحَشِيشَ يَحُشُّه حشّاً واحْتَشَّه كِلاهما جَمَعَه وحَشَشْت الحشيش قطعْتُه واحْتَشَشْتُه طلَبْتُه وجَمَعْته وفي الحديث أَنَّ رجُلاً من أَسْلَمَ كان في غُنَيْمة له يَحُشُّ عَلَيها وقالوا إِنما هو يَهُشُّ بالهاء أَي يَضْرب أَغْصانَ الشجَر حتى يَنْتَثِرَ ورَقُهامن قوله تعالى وأَهُشُّ بها على غَنمي وقيل إِنَّ يَحُشّ ويَهُشّ بمعنًى وهو مَحْمول على ظاهره من الحَشِّ قَطْعِ الحَشِيش يقال حشّه واحْتَشَّه وحَشَّ على دابَتِه إذا قَطَع لها الحشيش وفي حديث عُمَر رضي اللَّه عنه أَنه رَأَى رجُلاً يحْتَشّ في الحَرَم فَزَبَرَهُ قال ابن الأَثير أَي يأْخُذ الحشيش وهو اليابس من الكَلإِ والحُشّاش الذين يَحْتَشُّون والمِحَشّ والمَحَشّ منجل ساذَجٌ يُحَشُّ به الحشيش والفتح أَجود وهُما أَيضاً الشيء الذي يُجْعل فيه الحشيش وقال أَبو عبيد المِحَشّ ما حُشّ به والمَحَشّ الذي يُجْعل فيه الحشيش وقد تُكْسر ميمُه أَيضاً والحِشَاش خاصّة ما يوضع فيه الحشيش وجمْعُه أَحِشَّة وفي حديث أَبي السَّلِيل قال جاءت ابْنةُ أَبي ذَرّ عليها مِحَشّ صُوفٍ أَي كساءٌ خَشن خَلَقٌ وهو من المِحَش والمَحَش بالفتح والكسر والكِساء الذي يوضع فيه الحَشِيش وحَشَشْت فَرَسي أَلْقَيْتُ له حَشِيشاً وحَشّ الدابة يحُشّها حشّاً علَفَها الحشيشَ قال الأَزهري وسمعت العرب تقول للرجل حُشَّ فَرَسَك وفي المثل
( * قوله « وفي المثل إلخ » في شرح القاموس ثم إِن لفظ المثل هكذا هو في الصحاح والتهذيب والأساس والمحكم ورأيت في هامش الصحاح ما نصه والذي قرأته بخط عبد السلام البصري في كتاب الأمثال لأبي زيد أَحشك وتروثين وقد صحح عليه ) أَحُشُّكَ وتَرُوثُني يَعْني فرسَه يُضْرَبُ مثَلاً لكلّ من اصطُنِع عنده معروفُ فكافَأَه بضِدِّه أَوْ لَمْ يَشْكُرْه ولا نَفَعه وقال الأَزهري يُضْرب مثَلاً لمن يُسِيء إِليك وأَنت تُحْسن إِليه قال الجوهري ولَوْ قيل بالسين لم يَبْعُدْ ومعنى أَحُشّك أَفَأَحُشّ لك ويكون أَحُشُّك أَعْلِفُك الحشيش وأَحَشَّه أَعانَه على جَمْع الحشيش وحَشَّت اليَدُ وأَحَشَّت وهي مُحِشّ يَبِسَت وأَكثر ذلك في الشَّلَلِ وحُكِي عن يونس حُشّت على صِيغة ما لم يُسمَّ فاعلُه وأَحَشَّها اللَّه الأَزهري حَشَّت يدُه تحِش إِذا دقَّت وصغُرت واستحَشَّت مثله وحَشَّ الولَدُ في بطْن أُمِّه يَحِشُّ حَشّاً وأَحَشَّ واستحَشَّ جُووِزَ به وقْت الوِلادة فيَبِسَ في البَطْن وبعضهم يقول حُشَّ بضمِّ الحاء وأَحَشَّت المرأَة والناقة وهي مُحِشّ خَشَّ ولدُها في رحِمِها أَي يَبِسَ وأَلْقَتْه حَشًّا ومَحْشُوشاً وأُحْشُوشاً أَي يابساً زاد الأَزهري وحَشِيشاً إِذا يبس في بطنها وفي الحديث أَن رجُلاً أَراد الخروج إِلى تبوك فقالت له أُمُّه أَو امرأَته كيف بالوَدِيِّ ؟ فقال الغَزْوُ أَنْمى لِلْوَدِيّ فما مَاتَتْ منه وَدِيّةٌ ولا حَشَّت أَي يَبِسَت وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَن امرأَة مات زوجُها فاعتدّت أَربعةَ أَشهر وعشْراً ثم تزوّجت رجلاً فمكثت عنده أَربعة أَشهر ونصفاً ثم ولدت ولداً فدعا عمرُ نساءً من نساء الجاهلية فسأَلهن عن ذلك فقلن هذه امرأَة كانت حاملاً من زوجها الأَوّل فلما مات حَشَّ ولدُها في بطنها فلما مسها الزوج الآخر تحرَّك ولدُها قال فَأَلْحَقَ عمر الولدَ بالأَول قال أَبو عبيد حَشَّ ولدُها في بطنها أَي يَبِس والحُشّ الولد الهالك في بطن الحاملة وإَن في بطنها لَحُستّاً وهو الولد الهالك تنطوي عليه وتُهْراق دَماً عليه تنطوي عليه أَي يبقى فلم يخرج قال ابن مقبل ولقد غَدَوْتُ على التِّجارِ بِجَسْرة قَلِقٍ حشُوش جَنِينها أَو حائِل قال وإِذا أَلقت ولدها يابساً فهو الحشيش قال ولا يخرج الحشيش من بطنها حتى يُسْطى عليها وأَما اللحم فإِنه يتقطع فيَبُول حَفْزاً في بولها والعِظام لا تخرج إِلا بعد السَّطْوِ عليها وقال ابن الأَعرابي حَشّ ولدُ الناقة يَحِشُّ حُشُوشاً وأَحَشَّته أُمّه والحُشاشَة رُوح القلب ورَمَقُ حياة النفْس قال وما المَرْءُ ما دامَتْ حُشاشةُ نَفْسِه بمُدْرِكِ أَطْرافِ الخُطُوبِ ولا آلِ وكل بقية حُشاشة والحُشاش والحُشَاشة بقية الروح في المريض ومنه حديث زمزم فانْفَلَتَت البقرة من جازِرِها بحُشاشَةِ نفْسِها أَي برمق بقيّة الحياة والروح وحُشاشاكَ أَن تفعل ذلك أَي مَبْلَغُ جُهْدِكَ عن اللحياني كأَنه مشتق من الحشاشة الأَزهري حُشاشاكَ أَن تفعل ذاك وغُناماك وحُماداك بمعنَى واحد الأَزهري الحُشاشة رَمَق بقية من حياة قال الفرزدق إِذا سَمِعَتْ وطْءَ الرِّكابِ تنَفَّسَتْ حُشاشَتُها في غيرِ لَحْمٍ ولا دَم وأَحَشّ الشحمُ العظمَ فاستَحَشّ أَدَقّه فاستدقّ عن ابن الأَعرابي وأَنشد سَمِنَتْ فاسْتَحَشَّ أَكْرُعُها لا النِّيُّ نِيٌّ ولا السَّنامُ سَنام وقيل ليس ذلك لأَن العِظام تَدِقّ بالشحم ولكن إِذا سَمِنَتْ دَقَّتْ عند ذلك فيما يُرى الأَزهري والمُسْتَحِشَّة من النوق التي دقَّت أَوظِفَتُها من عِظَمِها وكثرةِ لحمها وحَمِشَت سَفِلَتُها في رأْي العين يقال استحشَّها الشحم وأَحَشَّها الشحم وقام فلان إِلى فلان فاستَحَشَّه أَي صَغُرَ معه وحَشَّ النارَ يَحُشُّها حَشّاً جمع إِليها ما تفرق من الحطب وقيل أَوقدها وقال الأَزهري حَشَشْتُ النارَ بالحطب فزاد بالحطب قال الشاعر تاللَّه لولا أَنْ تَحُشَّ الطُّبَّخُ بِيَ الجَحِيمَ حين لا مُسْتَصْرَخُ يعني بالطُّبّخ الملائكةَ الموكَّلين بالعذاب وحَشَّ الحرب يَحُشُّها حَشّاً كذلك على المَثَل إِذا أَسعرها وهيجها تشبيهاً بإِسْعار النار قال زهير يَحُشُّونَها بالمَشْرَفِيَّة والقنَا وفِتْيانِ صِدْقٍ لا ضِعافٍ ولا نُكْل والمِحَشُّ ما تُحَرّكُ به النار من حديد وكذلك المِحَشَّة ومنه قيل للرجل الشجاع نِعْم مِحَشُّ الكَتِيبة وفي حديث زينب بنت جحش دخل عليّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فضربني بِمِحَشِّة أَي قضيب جعلَتْه كالعود الذي تُحَشُّ به النار أَي تحرّك به كأَنه حركها به لتَفْهَم ما يقول لها وفلان مِحَشُّ حَرْب مُوقِد نارها ومُؤَرّثُها طَبِنٌ بها وفي حديث الرؤيا وإِذا عنده نار يَحُشُّها أَي يُوقِدُها ومنه حديث أَبي بَصيرٍ ويْلُ أُمِّه مِحَشُّ حَرْب لو كان معه رجال ومنه حديث عائشة تصف أَباها رضي اللَّه عنهما وأَطْفَأَ ما حَشَّتْ يهود أَي ما أَوقَدَت من نيران الفتنة والحرب وفي حديث عليّ رضي اللَّه عنه كما أَزالوكُمْ حَشّاً بالنِّصالِ أَي إِسْعاراً وتهييجاً بالرمْي وحَشَّ النَّابِلُ سهمَه يَحُشُّه حَشّاً إِذا راشَه وأَلْزَقَ به القُذَذَ من نواحيه أَو ركَّبها عليه قال أَو كمِرِّيخٍ على شَرْيانَةٍ حَشَّه الرامِي بِظُهْرانٍ حُشُرْ
( * قوله « حشر » كذا ضبط في الأصل )
وحُشّ الفرسُ بِجِنْبَيْنِ عظيمين إِذا كان مُجْفَراً الأَزهري البعير والفرس إِذا كان مُجْفَرَ الجنبين يقال حُشَّ ظهره بجنبين واسِعَين فهو مَحْشُوش وقال أَبو دواد الإِيادي يصف فرساً منَ الحارِكِ مَحْشُوش بِجَنْبٍ جُرْشُعٍ رَحْبِ وحَشَّ الدابة يَحُشُّها حَشّاً حملها في السير قال قد حَشَّها الليل بعُصْلُبِيِّ مُهاجِرٍ ليس بأَعْرابيِّ
( * وفي رواية أخرى لفها الليل ) قال الأَزهري قد حشها أَي قد ضمَّها ويَحُشُّ الرجلُ الحطبَ ويَحُشُّ النار إِذا ضمّ الحطب عليها وأَوقَدَها وكل ما قُوّيَ بشيء أَو أُعِينَ به فقد حُشّ به كالحادي للإِبل والسلاحِ للحرب والحطب للنار قال الراعي هو الطِّرْفُ لم تُحْشَشْ مَطِيٌّ بِمِثْلِه ولا أَنَسٌ مُسْتَوْبِدُ الدارِ خائِفُ أَي لم تُرْمَ مَطِيٌّ بمثله ولا أَعينَ بمثله قوم عند الاحتياج إِلى المعونة ويقال حَشَشْتُ فلاناً أَحُشُّه إِذا أَصْلَحْت من حالِه وحَشَشْت مالَه بمالِ فلان أَي كَثَّرْت به وقال الهذلي في المُزَنيِّ الذي حَشَشْت له مالَ ضَرِيكٍ تِلادُه نُكْد قال ابن الفرج يقال أُلْحِق الحِسَّ بالإِسّ قال وسمعت بعض بني أَسد أَلحِق الحِشَّ بالإِشّ قال كأَنه يقول أَلحق الشيءَ بالشيء إِذا جاءك شيء من ناحية فافعل به جاء به أَبو تراب في باب الشين والسين وتعاقُبِهما الليث ويقال حُشَّ عليّ الصيدَ قال الأَزهري كلام العرب الصحيحُ حُشْ عليَّ الصيدَ بالتخفيف من حاشَ يَحُوش ومن قال حَشَشْت الصيدَ بمعنى حُشْته فإِني لم أَسمعه لغير الليث ولست أَُبْعِده مع ذلك من الجَواز ومعناه ضُمَّ الصيد من جانبيه كما يقال حُشَّ البعيرُ بجَنْبَين واسعين أَي ضُمّ غير أَن المعروف في الصيد الحَوْش وحَشَّ الفرَسُ يَحُشُّ حَشّاً إِذا أَسْرَعَ ومثله أَلْهَبَ كأَنه يتوقد في عَدْوِه قال أَبو دواد الإِيادي يصف فرساً مُلْهِب حَشُّه كحشِّ حَرِيقٍ وَسْكَ غابٍ وذاكَ مِنْه حِضَار والحَشّ والحُشّ جماعة النخل وقال ابن دريد هما النخل المجتمع والحش أَيضاً البستان
( * قوله « والحش البستان » هو مثلث ) وفي حديث عثمان أَنه دُفِنَ في حَشِّ كَوْكَبٍ وهو بُسْتان بظاهر المدينة خارج البَقِيع والحش المُتَوَضَّأُ سمي به لأَنهم كانوا يَذْهبون عند قضاء الحاجة إِلى البَساتين وقيل إِلى النخْل المجتمع يَتَغَوَّطُون فيها على نحو تسميتهم الفناء عَذِرةً والجمع من كل ذلك حِشَّان وحُشَّان وحَشَاشين الأَخيرة جمعُ الجمع كلُّه عن سيبويه وفي الحديث أَنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم اسْتَخْلى في حُشَّان والمِحَشّ والمَحَشّ جميعاً الحَشّ كأَنه مُجْتَمَع العَذِرة والمَحَشَّة بالفتح الدبرُ وذكره ابن الأَثير في ترجمة حَشَن قال في الحديث ذكرُ حُشَّان وهو بضم الحاء وتشديد الشين أُطُمٌ من آطامِ المدينة على طريق قُبور الشُّهَداءِ في الحديث أَنه صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عن إِتْيان النساء في مَحاشِّهِنّ وقد روي بالسين وفي رواية في حُشُوشهن أَي أَدْبارهن وفي حديث ابن مسعود مَحاشُّ النساء عليكم حرام قال الأَزهري كنى عن الأَدبار بالمَحاشّ كما يُكْنى بالحُشُوش عن مواضع الغائطِ والحَشّ والحُشّ المَخْرَج لأَنهم كانوا يقضُون حوائجَهم في البساتين والجمع حشوش وفي حديث طلحة بن عبيد اللَه أَنه قال أَدْخَلوني الحَشّ وقَرَّبوا اللُّجَّ فوضَعُوه على قَفَيّ فبايعْت وأَنا مُكْرَه وفي الحديث إِنَّ هذه الحُشُوش مُحْتَضَرة يعني الكُنُفَ ومواضعَ قضاء الحاجة والحِشاشُ الجُوالِق قال أَعْيَا فنُطْناهُ مَنَاطَ الجَرِّ بَيْنَ حِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ والحَشْحَشة الحَرَكة ودُخُولُ بعضِ القوم في بعض وحَشْحَشَتْه النَّارُ أَحْرَقَتْه وفي حديث علي وفاطمة دخَل عَلينارسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وعلينا قَطِيفة فلما رأَيْناه تَحَشْحَشْنا فقال مَكانَكُما التَحَشْحُش التحرُّك للنهوض وسمعت له حَشْحَشَة وخَشْخَشَة أَي حركَةً

حفش
حَفَشَت السماءُ تَحْفِش حَفْشاً جاءت بمَطَرٍ شدِيدٍ ساعةً ثم أَقْلَعت أَبو زيد يقال حَفَشَت السماءُ تحفِشُ حَفْشاً وحشَكَت تَحْشِكُ حَشْكاً وأَغْبت تُغْبي إِغباءً فهي مُغْبِية وهي الغَبْية والحَفْشة والحشْكة من المطر بمعنى واحد وحفَشَ السَّيلُ الوادي يَحْفِشُه حَفْشاً مَلأَهُ والحافِشة المَسيل صفة غالِبة وأُنّثَ على إِرادة الَّتلْعة أَو الشُّعْبة والخافِشة أَرضٌ مُسْتَوية لَها كَهيْئَة البَطْن يُسْتَجْمَع ماؤُها فيَسِيل إِلى الوادي وحفَشَت الأَرضُ بالماء من كلِّ جانبٍ أَسالَتْه قِبَلَ الجانب وحفَش السيلُ الأَكمةَ أَسالَها والخَفْش مصدرُ قولك حفَشَ السيلَ حَفْشاً إِذا جَمعَ الماءَ من كل جانب إِلى مُسْتَنْقع واحد فتلك المَسايِل التي تَنْصَبُّ إِلى المَسيل الأَعْظم هي الحَوَافِش واحدتها حافشة وأَنشد عَشِيَّة رُحْنا ورَاحوا إِلَيْنا كما مَلأَ الحَافِشاتُ المَسِيلا وحفَشَت الأَوْدِية سالَتْ كلُّها وحَفْشُ الإِداوة سيَلانها وحَفَشَ الشيءَ يحفِشُه أَخْرَجَه وحفَش الحُزْنُ العَينَ أَخرَج كلَّ ما فيها من الدمْع أَنشد ابن دُريد يا مَنْ لِعَينٍ ثَرَّةِ المَدامِع يَحْفِشُها الوَجْدُ بماءِ هامِع ثم فسره فقال يحفِشها يَسْتخرج كلَّ ما فيها وحفَشَ لك الوُدَّ أَخرَجَ لك كلّ ما عنده وحفَشَ المطرُ الأَرْضَ أَظْهر نَباتَها والحَفُوش المُتَحَفِّي وقيل المُبالِغ في التحَفِّي والوُدِّ وخصَّ بعضُهم به النِّساءَ إِذا بالَغْنَ في وُدِّ البُعُولَةِ والتحفّي بهم قال بَعْدَ احْتِضانِ الحَفْوةِ الحَفُوشِ ويقال حَفَشَت المرأَة لزَوْجِها الوُدَّ إِذا اجْتَهَدت فيه وتَحَفَّشَت المرأَةُ على زَوْجِها إِذا أَّقامت عليه ولَزِمَتْه وأَكَبَّت عليه والفرسُ يَحْفِشُ أَي يأْتي بِجَرْيٍ بَعْدَ جَرْيٍ وحَفَش الفَرَسُ الجَرْيَ يَحْفِشُه أَعْقَبَ جَرْياً بعد جَرْيٍ فلم يَزْدَدْ إِلاَّ جَوْدة قال الكميت يصف غيثاً بِكُلِّ مُلِثٍّ يَحْفِشُ الأُكْمَ وَدْقُه كأَنَّ التِّجارَ استَبْضَعَتْه الطيالِسا ويَحفِش يَسِيل ويُقال يَقْشِر يقول اخْضَرَّ ونَضَرَ فشبَّهَه بالطَّيالِسة والحَفْش الضّرّ والحِفْش الشيء البالي ابن شميل الحَفَشُ أَن تأْخُذَ الدَّبَرة في مُقَدَّم السَّنام فتأْكُلَه حتى يَذْهَبَ مُقَدَّمُه من أَسْفلِه إِلى أَعلاه فيَبْقى مُؤَخَّرُه مما يَلي عَجُزَه صَحيحاً قائماً ويذهب مُقَدَّمُه مما يَلي غارِبَه يقال قد حَفِشَ سَنامُ البعير وبَعيرٌ حَفِشُ السَّنام وجمل أَحْفَش وناقة حَفْشاء وحَفِشة والحِفْشُ الدُّرْج يكون فيه البَخُور وهو أَيضاً الصغِيرُ من بُيُوت الأَعْراب وقيل الحِفْش والحَفْش والحَفَش البيت الذَّلِيل القريبُ السَّمْكِ من الأَرْض سُمِّيَ به لضِيقه وجمعه أَحْفاش وحِفَاش والتحَفُّشُ الانضمام والاجتماع ومنه حديث المعتدَّة دخَلَتْ حِفْشاً ولَبِسَت شَرَّ ثِيابها وحَفَّشَ الرجُلُ أَقام في الحِفَش قال رؤبة وكُنْتُ لا أُوبَنُ بالتَّحْفِيش وتَحَفَّشت المرأَة على زَوْجها أَو ولَدِها أَقامت وفي بَيْتها إِذا لَزِمَتْه فَلَم تَبْرَحْه والحِفْش وِعَاءٌ المَغازِل الليث الحِفْش ما كان من أَسْقاطِ الأَواني الَّتي تكُون أَوعِيَةً في البَيْت للطِّيب ونحوه وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم بعَث رجُلاً من أَصحابه ساعياً فقَدِم بمال وقال أَمَّا كذا وكذا فهو من الصدَقات وأَما كذا وكذا فإِنه مما أُهْدِي لي فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم هلاَّ جَلَس في حِفْش أُمّه فيَنْظر هل يهدى له ؟ قال أَبو عبيد شبَّه بَيت أُمِّه في صِغَرِه بالدُّرْج وذكر ابن الأَثير أَن الذي وجّهَه ساعياً على الزكاة هو ابن اللُّتْبِيَّة والحِفْش هو البيت الصغير ويقال معنى قوله هلاَّ قَعد في حِفْش أُمه أَي عند حِفْش أُمه وحَفَشُوا عليك يَحْفِشُون حَفْشاً اجتمعوا وقال شجاع الأَعرابي حَفَزُوا علينا الخيلَ والركابَ وحَفَشُوها إِذا صَبُّوها عليهم ويقال هم يَحْفِشُون عليك أَي يجتمعون ويتأَلفون والحِفْش الهَنُ

حكش
ابن سيده الحَكْشُ الظُّلْم ورجل حاكِشٌ ظالم أُراه على النسب وحَوْكَشٌ اسم الأَزهري رجل حَكِشٌ مثل قولهم حَكَِر وهو اللَّجُوج والحَكِشُ والعَكِش الذي فيه التواء على خَصْمه

حكنش
حَكْنَش اسم

حمش
حَمَشَ الشيءَ جَمَعَه والحَمْش والحُمُوشة والحَماشة الدِّقَّة ولِثَةٌ حَمْشَة دقيقة حَسَنة وهو حَمْشُ الساقَيْن والذّراعَيْن بالتسكين وحَمِيشُهما وأَحْمَشُهما دقيقُهما وذراع حَمْشَة وحَمِيشة وحَمْشاء وكذلك الساق والقوائم وفي حديث الملاعنة إِن جاءت به حَمْشَ الساقين فهو لِشَريك ومنه حديث عليّ في هدم الكعبة كأَني برجل أَصْعَلَ أَصْمَعَ حَمْش الساقين قاعدٌ عليها وهي تُهْدم وفي حديث صفية في ساقَيه حُمُوشة قال يصف براغيث وحُمْش القَوائِم حُدْب الظُّهور طَرَقْنَ بِلَيْلٍ فأَرَّقْنَني وحَمَشت قوائمه وحَمُشَت دَقَّت عن اللحياني قال كأَنَّ الذُّبابَ الأَزْرَقَ الحَمْشَ وَسْطَها إِذا ما تَغَنَّى بالعَشِيَّات شارب الليث ساقٌ حَمْشة جَزْمٌ والجمع حُمْش وحِماش وقد حَمُشَت ساقُه تَحْمُش حُمُوشة إِذا دقّت وكان عبد اللَّه بن مسعود حَمْشَ الساقين وفي حديث حدّ الزنا فإِذا رجل حَمْش الخَلْق استعاره من الساق للبدن كله أَي دقيق الخِلْقة وفي حديث هند قالت لأَبي سفيان اقْتُلوا الحَمِيت الأَحْمَش قالته في معرض الذم ووترٌ حَمْشٌ وحَمِشٌ ومُسْتَحْمِش دَقيق والجمع من ذلك حِماش وحُمْش والاستِحْماش في الوَتَر أَحسنُ قال ذو الرمة كأَنَّما ضُرِبَتْ قُدَّام أَعْيُنِها قُطْنٌ بمُسْتَحْمِش الأَوْتارِ مَحْلوج قال أَبو العباس رواه الفراء كأَنَّما ضَرَبَتْ قُدَّامَ أَعْيُنِها قطناً بمُسْتَحْمِش الأَوْتار مَحْلوج وحَمِش الشرُّ اشتدَّ وأَحْمَشْتُه أَنا واحْتَمَشَ القِرْنان اقتتلا والسين لغة وحَمَش الرجلَ حَمْشاً وأَحْمَشَه فاستَحْمَش أَغْضَبَه فغضب والاسم الحَمْشة والحُمْشة الليث يقال للرجل إِذا اشتدّ غضبُه قد استَحْمَش غضباً وأَنشد شمر إِنِّي إِذا حَمَّشَني تَحْمِيشي واحْتَمَش واستَحْمَش إِذا التَهَب غضباً وفي حديث ابن عباس رأَيت عليّاً يوم صِفِّين وهو يُحْمِشُ أَصحابَه أَي يُحرِّضُهم على القتالِ ويُغْضِبُهم وأَحْمَشْتُ النارَ أَلْهَبْتُها ومنه حديثُ أَبي دُجانَة رأَيتُ إِنساناً يُحْمِشُ الناسَ أَي يَسُوقُهم بِغَضَبٍ وأَحْمَشَ القِدْرَ وأَحْمَشَ بها أَشْبَعَ وَقُودَها قال ذو الرمة كساهُنّ لَوْنَ الجَوْنِ بعد تَعَيُّسٍ لِوَهْبِينَ إِحْماشُ الوَلِيدة بالقِدْرِ
( * قوله « بعد تعيس » في الشارح تغبس بالمعجمة والموحدة )
أَبو عبيد حَشَشْت النارَ وأَحْمَشْتُها وأَنشد بيت ذي الرمة أَيضاً إِحماش الوليدة بالقدر وأَحْمَشْت الرجلَ أَغضَبْتُه وكذلك التَّحْمِيشُ والاسمُ الحِمْشَةُ مثْل الحِشْمةِ مقْلُوب منه واحْتَمَشَ الدِّيكانِ اقْتَتَلا والحَمِيشُ الشحْمُ المُذابُ وأَحْمَشَ الشحْمَ وحمَّشَه أَذابَهُ بالنارِ حتى كاد يُحْرِقُه قال كأَنَّه حِينَ وهَى سِقاؤُه وانْحَلَّ من كلِّ سماءٍ ماؤُه حَمٌّ إِذا أَحْمَشَه قَلأوُه كذا رواه ابن الأَعرابي ويروى حَمَّشَه

حنش
الحَنَشُ الحيَّةُ وقيل الأَفْعى وبها سُمِّي الرجلُ حنَشاً وفي الحديث حتى يُدْخِل الوليدُ يدَه في فَمِ الحَنَشِ أَي الأَفعى وهذا هو المراد من الحديث في حديث سَطيح أَحْلِفُ ما بين الحَرَّتَيْنِ
( * قوله « ما بين الحرتين إلخ » في النهاية بما بين إلخ ) من حَنَشٍ وقال ذو الرمة وكم حَنَشٍ ذَعْفِ اللُّعاب كأَنَّه على الشَّرَكِ العاديّ نِضْوُ عِصامِ والذَّعْفُ القاتلُ ومنه قيل مَوْتٌ ذُعافٌ وأَنشد شمر في الحَنَش فاقْدُرْ له في بعض أَعْراض اللِّمَمْ لَمِيمةً من حَنَشٍ أَعْمى أَصَمُّ فالحَنَشُ ههنا الحيّةُ وقيل هو حيّةٌ أَبْيضُ غَلِيظٌ مثلُ الثُّعْبانِ أَو أَعْظَمُ وقيل هو الأَسْودُ منها وقيل هو منها ما أَشْبَهَتْ رؤُوسُه رؤُوسَ الحَرابِيّ وسوامِّ أَبْرَصَ ونَحْوٍ ذلك وقال الليث الحَنَشُ ما أَشْبَهتْ رُؤُوسُه رؤُوسَ الحيّاتِ من الحَرابي وسَوامِّ أَبْرَصَ ونحوِها وأَنشد تَرى قِطَعاً من الأَحْناشِ فيه جَماجِمُهُنَّ كالخَشَلِ النَّزِيعِ قال شمر ويقال للضِّبابِ واليَرابِيع قد أَحْنَشَتْ في الظَّلَمِ أَي اطَّرَدَتْ وذهَبَتْ به وقال الكميت فلا تَرْأَمُ الحِيتانُ أَحْناشَ قَفْرَةٍ ولا تَحْسَب النِّيبُ الجِحاشَ فِصالَها فجَعَلَ الحَنَشَ دَوابَّ الأَرضِ من الحَيّاتِ وغيرِها وقال كُراعٌ هو كلُّ شيءٍ من الدوابّ والطيرِ والحَنَشُ بالتحريك أَيضاً كلُّ شيء يُصادُ من الطيرِ والهوامِّ والجمْعُ من كلِّ ذلك أَحْناشٌ وحنَشَ الشيءَ يَحْنِشُه وأَحْنَشَه صادَه وحَنَشْت الصَّيدَ صِدْته والمَحْنوشُ الذي لَسَعَتْه الحَنَشُ وهو الحيّةُ قال رؤبة فقُلْ لذاكَ المُزْعَجِ المَحْنُوشِ أَي فقُلْ لذلك الذي أَقْلَقَه الحسَدُ وأَزْعَجه وبه مِثْلُ ما باللَّسِيعِ والمَحْنوشُ المَسُوقُ جِئْتَ به تَحْنِشُه أَي تَسُوقُه مُكْرَهاً يقال حَنَشَه وعَنَشَه إِذا ساقَه وطرَدَه ورجلٌ مَحْنوشٌ مَغْموزُ الحَسَبِ وقد حُنِشَ وحنَشَه عن الأَمْرِ يَحْنِشُه عطَفَه وهو بمعنى طَرَدَه وقيل
( * هنا بياض بالأصل ) عنَجَه فأُبدلت العين حاء والجيم شيناً وحنَشَه نَحَّاه من مكانٍ إِلى آخر وحنَشَه حَنْشاً أَغضبَه كعَنَشَه وسنذكره وأَبو حَنَشٍ كنية رجل قال ابن أَحمر أَبو حَنَشٍ يُنَعِّمُنا وطَلْقٌ وعَمَّارٌ وآوِنةً أُتالا وبنو حَنَشٍ بطن

حنبش
حَنْبَشٌ اسم رجل قال لبيد ونحْنُ أَتَيْنا حَنْبَشاً بابنِ عمِّه أَبي الحصْن إِذْ عافَ الشَّرابَ وأَقْسَما ابن الأَعرابي يقال للرجل إِذا نَزا ورَقَصَ وزَفَنَ حَنْبَشَ وفي النوادر الحَنْبَشةُ لَعِبُ الجواري بالبادية وقيل الحَنْبَشَةُ المشي والتصفيقُ والرقصُ

حنفش
الحِنْفِيشُ الحيةُ العظيمةُ وعَمَّ كراعٌ به الحيةَ الأَزهري الحِنْفِشُ حية عظيمة ضخْمة الرأْس رَقْشاءُ كَدْراءُ إِذا حرَّبْتها انتفخ وريدُها ابن شميل هو الحُفَّاثُ نفسُه وقال أَبو خيرة الحِنْفِيشُ الأَفعى والجماعةُ حَنافِيشُ

حوش
الحُوشُ بلادُ الجنّ من وراءِ رَمْلِ يَبْرين لا يمرّ بها أَحد من الناس وقيل هم حيّ من الجن وأَنشد لرؤبة إِليك سارَتْ من بِلادِ الحُوشِ والحُوشُ والحُوشِيّةُ إِبلُ الجنّ وقيل هي الإبلُ المُتَوحِّشةُ أَبو الهيثم الإِبلُ الحُوشِيّةُ هي الوَحْشِيّةُ ويقال إِن فحلاً من فحولِها ضرب في إِبل لمَهْرةَ بن حَيْدانَ فنُتِجَت النجائبُ المَهْريَّةُ من تلك الفحول الحُوشِيّةِ فهي لا تكاد يدركُها التعب قال وذكر أَبو عمرو الشيباني أَنه رأَى أَربع قِفَرٍ من مَهْرِيّةٍ عظْماً واحداً وقيل إِبل حُوشِيّةٌ محرَّماتٌ بِعِزَّةِ نفوسِها ويقال الإِبلُ الحُوشِيّةُ منسوبة إِلى الحُوشِ وهي فُحولُ جنٍّ تزعم العرب أَنها ضربت في نَعَمِ بعضهم فنُسِبَتْ إِليها ورجل حُوشِيٌّ لا يخالط الناس ولا يأْلفهم وفيه حُوشِيّةٌ والحُوشِيُّ الوَحْشِيُّ وحُوشِيُّ الكلامِ وَحْشِيُّه وغريبه ويقال فلان يَتَتَبّعُ حُوشِيَّ الكلام ووحْشِيَّ الكلام وعُقْميَّ الكلام بمعنًى واحد وفي حديث عمرو لم يَتَتَبَّعْ حُوشيَّ الكلام أَي وحْشِيَّه وعَقِدَه والغريب المُشْكِلَ منه وليل حُوشِيٌّ مظلم هائلٌ ورجل حُوشُ الفؤاد حديدُه قال أَبو كبير الهذلي فأَتَتْ به حُوشَ الفُؤَادِ مُبَطِّناً سُهُداً إِذا ما نامَ لَيْلُ الهَوْجَل وحُشْنا الصيدَ حَوْشاً وحِياشاً وأَحَشْناه وأَحْوَشْناه أَخذناه من حَوالَيْه لنَصْرِفَه إِلى الحِبالةِ وضممناه وحُشْتُ عليه الصيدَ والطيرَ حَوْشاً وحِياشاً وأَحَشْتُه عليه وأَحْوَشْتُه عليه وأَحْوَشْتُه إِياه عن ثعلب أَعَنْته على صيدهما واحْتَوَشَ القومُ الصيدَ إِذا نَفَّرَه بعضهم على بعضِهم وإِنما ظهرت فيه الواو كما ظهرت في اجْتَورُوا وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنّ رجلين أَصابا صيداً قتلّه أَحدهما وأَحاشَهُ الآخرُ عليه يعني في الإِحرامِ يقال حُشْتُ عليه الصيدَ وأَحَشْتُهُ إِذا نَفَّرْتَه نحْوَه وسُقْته إِليه وجَمَعْته عليه وفي حديث سَمُرة فإِذا عنده وِلْدانٌ وهو يَحُوشُهم
( * قوله « وهو يحوشهم » في النهاية فهو ) أَي يجمعهم وفي حديث ابن عمر أَنه دخل أَرضاً له فرأَى كلباً فقال أَحِيشُوه عليّ وفي حديث معاوية قَلَّ انْحِياشُه أَي حركتُه وتصَرُّفُه في الأُمور وحُشْتُ الإِبلَ جَمعْتُها وسُقْتُها الأَزهري حَوّشَ إِذا جَمَّع وشَوّحَ إِذا أَنْكَرَ وحاشَ الذئبُ الغنم كذلك قال يَحُوشُها الأَعْرَجُ حَوْشَ الجِلَّةِ من كُلِّ حَمْراءَ كلَوْنِ الكِلّةِ قال الأَعرج ههنا ذئب معروفٌ والتَحْوِيشُ التَّحْوِيلُ وتحوَّشَ القومُ عنِّي تَنَحَّوْا وانْحاشَ عنه أَي نَفَرَ والحُواشةُ ما يُسْتَحْيا منه واحْتَوَشَ القومُ فلاناً وتَحاوَشُوه بينهم جعلوه وسَطَهُم واحْتَوَشَ القومُ على فلان جعلوه وسطهم وفي حديث علقمةَ فَعَرَفْتُ فيه تَحَوُّشَ القومِ وهيئَتهم أَي تأَهُّبَهُم وتَشَجُّعَهم ابن الأَعرابي والحُواشةُ الاستحياءُ والحُواسةُ بالسين الأَكل الشديد ويقال الحُواشةُ من الأَمر ما فيه فَظِيعةٌ يقال لا تَغْش الحُواشةَ قال الشاعر غَشِيتَ حُواشةً وجَهِلْتَ حَقّاً وآثَرْتَ الغِوايةَ غيَرَ راضِ قال أَبو عمرو في نوادره التَحَوّشُ الاستحياءُ والحَوْشُ أَن تأْكل من جوانب الطّعام والحائشُ جماعةُ النخلِ والطرْفاءِ وهو في النخلِ أَشهرُ لا واحد له من لفظه قال الأَخطل وكأَنّ ظُعْنَ الحَيّ حائِشُ قَرْيةٍ داني الجَنَاةِ وطَيِّبُ الأَثْمارِ شمر الحائشُ جماعةُ كل شجر من الطرفاء والنخلِ وغيرهما وأَنشد فوُجِدَ الحائِشُ فيما أَحْدَقا قَفْراً من الرامِينَ إِذْ تَوَدّقَا قال وقال بعضهم إِنما جُعل حائشاً لأَنه لا منفذ له الجوهري الحائشُ جماعة النخل لا واحد لها كما يقال لجماعةِ البقرِ رَبْرَبٌ وأَصل الحائشِ المجتمع من الشجر نخلاً كان أَو غيرَه يقال حائِشٌ للطرفاء وفي الحديث أَنه دخل حائِشَ نخلٍ فقضى فيه حاجَتَه هو النخلُ الملتفُّ المجتمِعُ كأَنه لالْتِفافِه يَحُوش بعْضَه إِلى بعض قال وأَصله الواو وذكره ابنُ الأَثير في حيش واعْتَذَر أَنه ذكره هناك لأَجل لفظِه ومنه الحديث أَنه كان أَحبَّ ما استتَر به إِليه حائِشُ نخلٍ أَو حائط وقال ابن جني الحائشُ اسم لا صفةٌ ولا هو جارٍ على فِعْلٍ فأَعَلّوا عينه وهي في الأَصل واو من الحوش قال فإِن قلت فلعله جارٍ على حاش جريانَ قائمِ على قام قيل لم نَرَهم أَجْرَوْه صفةً ولا أَعْملُوه عمل الفِعْلِ وإِنما الحائِشُ البستانُ بمنزلة الصَّوْرِ وهي الجماعة من النخلِ وبمنزلة الحديقة فإِن قلت فإِنّ فيه معنى الفعْلِ لأَنه يَحُوشُ ما فيه من النخلِ وغيرِه وهذا يؤكد كونه في الأَصل صفةً وإِن كان قد استعمل استعمال الأَسماء كصاحبٍ ووارِدِ قيل ما فيه من معنى الفِعْلِيَّةِ لا يوجب كونَه صفةً أَلا ترى إِلى قولهم الكاهل والغارب وهما وإِن كان فيهما معنة الاكتهالِ والغروبِ فإِنهما اسمان ؟ وكذلك الحائِشُ لا يُسْتَنْكَرُ أَن يجيء مهموزاً وإِن لم يكن اسمَ فاعلٍ لا لشَيْءٍ غير مجيئه على ما يَلزم إِعْلالُ عينِه نحو قائِمِ وبائعٍ وصائمٍ والحائِشُ شقٌّ عند مُنْقَطَعِ صدر القدم مما يَلي الأَخْمَصَ ولي في بني فلان حُواشة أَي مَنْ ينصرني من قَرابةٍ أَو ذِي مودَّة عن ابن الأَعرابي وما يَنْحاشُ لشيء أَي ما يكترث له وفلان ما يَنْحاشُ من فلان أَي ما يكترث له ويقال حاشَ للَّه تنزيهاً له ولا يقال حاشَ لَكَ قياساً عليه وإِنما يقال حاشاك وحاشَى لك وفي الحديث من خرج على أُمَّتي فقتل بَرّها
( * قوله « فقتل برها » في النهاية يقتل وقوله « ولا ينحاش » فيها ولا يتحاشى )
وفاجِرَها ولا يَنْحاشُ لمؤمنهم أَي لايفزع لذلك ولا يكترث له ول ينْفِرُ وفي حديث عمرو وإِذا ببَياض يَنْحاشُ مني وأَنْحاشُ منه أَي يَنْفرُ مني وأَنفر منه وهو مطاوع الشوْشِ النّفارِ قال ابن الأَثير وذكره الهروي في الياء وإِنما هو من الواو وزَجَرَ الذئبَ وغيرَه فما انْحاشَ لزَجْرِه قال ذو الرمة يصف بيضة نعامة وبَيْضاء لا تَنْحاشُ منّا وأُمُّها إِذا ما رَأَتْنا زِيلَ منها زَوِيلُها قال ابن سيده وحكمنا على انْحاشَ أشنها من الواو لما علم من أَنَّ العين واواً أَكثرُ منها ياءً وسواء في ذلك الاسم والفعل الأَزهري في حشَا قال الليث المَحَاشُ كأَنه مَفْعَلٌ من الحَوْشِ وهم قوم لَفِيفُ أُشَابَةٌ وأَنشد بيت النابغة جَمِّعْ مَحَاشَكَ يا يزيدُ فَإِنَّني أَعْدَدْتُ يَرْبُوعاَ لَكُمْ وتَمِيما قال أَبو منصور غلط الليث في المَحاشِ من وجهين أَحدهما فتحُه الميمَ وجَعْلُه إِيّاه مَفْعَلاً من الحَوْشِ والوجه الثاني ما قال في تفسيره والصواب المِحَاشُ بكسر الميم وقال أَبو عُبَيْدةً فيما روى عنه أَبو عبيد وابن الأَعرابي إِنما هو جَمِّعْ مِحَاشَك بكسر الميم جعلوه من مَحَشته أَي أَحْرَقته لا من الحَوْشِ وقد فسر في الثلاثي الصحيح أَنهم يتحالفون عند النار وأَما المَحَاشُ بفتح الميم فهو أَثاث البيت وأَصله من الحَوْشِ وهو جمع الشيء وضمه قال ولا يقال لِلَفِيفِ الناس مَحَاشٌ واللَّه أَعلم

حيش
الحَيْشُ الفَزَعُ قال المتنخل الهذلي ذلك بَزِّي وسَلِيهِمْ إِذا ما كفَّتِ الحَيْش عن الأَرْجُلِ ابن الأَعرابي حاش يَحِيشُ حَيْشاً إِذا فَزعَ وفي الحديث أَن قوماً أَسلموا فقَدِمُوا المدينة بلحم فتَحَيَّشَتْ أَنفسُ أَصحابه منه تَحَيَّشَتْ نفرت وفَزِعَتْ وقد روي بالجيم وهو مذكور في موضعه وفي حديث عمر قال لأَخيه زيد حين نُدب لقتال أَهل الردَةِ فتثاقل ما هذا الحَيشُ والقِلُّ أَي ما هذا الفزَعُ والرِّعْدةُ والنفورُ والحَيْشانُ الكثير الفزع والحَيْشانةُ المرأَة الذَّعُورُ من الرِّيبَةِ

خبش
خَبَش الشيءً جمعه من ههنا وههنا وخُباشاتُ العَيْشِ
( * قوله « وخباشات العيش » ضبط في الأصل بضم الخاء وعبارة القاموس وشرحه وخباشات العيش بالضم كما ضبطه الصاغاني وظاهر سياقه أَنه بالفتح ) ما يُتَناوَلُ من طَعامٍ أَو نحوِه تُخَبَّشُ من ههنا وههنا والخَبْشُ مثل الهَبْشِ سواء وهو جمع الشيء ورجل خَبَّاشٌ مكتَسِبٌ اللحياني إِن المَجْلِسَ ليَجمعُ خُباشاتٍ من الناس وهُباشاتٍ إِذا كانوا من قبائل شتى وقال أَبو منصور هو يَحْبِشُ بالحاء المهملة ويَهْبِشُ وهي الحُباشات والهُباشاتُ وخَنْبَشٌ اسم رجل مشتق من أَحد هذه الأَسماء قال الأَزهري وقد رأَيت غلاماً أَسودَ في البادية كان يسمى خَنْبشاً وهي فَنْعَلٌ من الخبش

خدش
خَدَشَ جلده ووجهَه يَخْدِشُه خَدْشاً مزقه والخَدْشُ مزْقُ الجلد قلّ أَو كثر قال أَبو منصور وجاء في الحديث من سأَلَ وهو غني جاءت مسأَلته يوم القيامة خُدُوشاً أَو خُمُوشاً في وجهه والخُدُوش الآثار والكُدوحُ وهو من ذلك قال أَبو منصور الخَدْشُ والخَمْشُ بالأَظافرِ يقال خدَشَت المرأَة وجهها عند المصيبة وخَمَشَتْ إِذا ظفَّرَتْ في أَعالي حُرِّ وجهها فأَدْمته أَو لم تُدْمه وخدْشُ الجلد قشره بعود أَو نحوه والخُدُوشُ جمعه لأَنه سمي به الأَثر وإِن كان مصدراً وخَدَّشَه شُدِّدَ للمبالغة أَو للكثرة وخادَشْتُ الرجل إِذا خدَشْتَ وجهه وخدَشَ هو وجهَك ومنه سمي الرجل خِداشاً والهرُّ يسمى مُخادِشاً والمِخْدَشُ كاهلُ البعير
( * قوله « والمخدش كاهل إلخ » هو كمنبر ومحدّث ومعظم الأخيرة للزمخشري ) قال الأَزهري كان أَهل الجاهلية يسمون كاهلَ البعير مُخَدِّشاً لأَنه يَخْدِشُ الفم إِذا أُكِل بقلَّة لحمه ويقال شدّ فلانٌ الرحل على مِخْدَشِ بعيره وابْنا مُخَدِّشٍ طَرَفا الكتفين كذلك أَيضا والمُخدِّشُ مَقْطَعُ العُنُق من الإِنسان والخفّ والظِّلْفِ والحافِر والخادِشَةُ من مسايل المياه اسم كالعافيةِ والعاقبةِ وخادشَةُ السَّفا أَطرافُه من سُنْبُلِ البُرِّ أَو الشعير أَو البُهْمى وهو شوكه وكله من الخَدْشِ وخِداشٌ ومُخادشٌ اسمان خِداش بن زهير
( * قوله « خداش بن زهير » عبارة القاموس وككتاب ابن سلامة أَو أَبو سلامة صحابي وابن زهير وابن حميد وابن بشر شعراء )
ابن الأَعرابي الخَدُوشُ الذباب والخَدُوش البُرْغُوث والخَمُوشُ البق

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88