كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

عمبر
ذكر ابن سيده في ترجمة عنبر حكي سيبويه عَمْبر بالميم على البدل قال فلا أَدري أَيّ عنبر عنى ألعلم أَم أَحد الأَجناس المذكورة في عنبر قال ابن سيده وعندي أَنها في جميعها مقولة والله أَعلم

عنبر
: العَنْبر : من الطيب معروف وبه سمي الرجل . وفي حديث ابن عباس : أَنه سئل عن زكاة العنبر فقال : إِنما هو شيء دَسَره البحرُ هو هذا الطيب المعروف وجمعه ابن جني على عَنابر فلا أَدري أَحفظ ذلك أَم قاله ليُرِينَا النون متحركة وإِن لم يسمع عَنابِر و العَنْبَر : الزعفران وقيل الوَرْس و العَنْبَرُ : الترس وإِنما سمي بذلك لأَنه يتخذ من جلد سمكة بحرية يقال لها العَنْبَر . وفي الحديث : أَن النبي بعث سَريَّة إِلى ناحية السِّيف فجاعوا فأَلقى اللَّهُ لهم دابة يقال لها العَنْبر فأَكَل منها جماعةُ السَّرِيَّة شَهْراً حتى سَمِنُوا هي سمكة كبيرة بحريَّة تُتَّخذ من جلدها التِّراسُ ويقال للتُّرْسِ عَنْبر . و العَنْبَر : أَبو حيّ من تميم قال ابن سيده : هو العَنْبَر بن عمرو بن تميم معروف سمّي بأَحد هذه الأَشياء . و عَنْبَرُ الشِّتاء و عَنْبَرتُه : شدّتُه الأُولى عن كراع . الكسائي : أَتَيْتُه في عَنْبَرةِ الشتاء أَي في شدته قال ابن سيده : وحكى سيبويه عَمْبر بالميم على البدل فلا أَدري أَيّ عَنْبَرٍ عنى آلعلم أَم أَحد هذه الأَجناس وعندي أَنها في جميعها مقولة . قال الجوهري : بَلْعَنْبَر هم بنو العَنْبَر حذفوا النون لما ذكرناه في مادة حرث في بلحرث

عنتر
العَنْتَر الشجاع والعَنْتَرَةُ الشجاعة في الحرب وعَنْتَره بالرمح طعَنَه وعَنْتَر وعَنْتَرة اسمان منه فأَما قوله يَدْعُون عَنْتَرُ والرِّماحُ كأَنها أَشْطانُ بِئرٍ في لَبانِ الأَدْهَمِ
( * في معلقة عنترة يدعون عنتر بنصب عنتر على المفعولية )
فقد يكون اسمه عَنْتراً كما ذهب إِليه سيبويه وقد يكون أَراد يا عَنْترةُ فرخّم على لغة من قال يا حارُ قال ابن جني ينبغي أَن تكون النون في عَنْتَر أَصلاً ولا تكون زائدة كزيادتها في عَنْبَس وعَنْسَلٍ لأَن ذينك قد أَخرجهما الاشتقاق إِذا هما فَنْعل من العُبُوس والعَسَلان وأَما عَنْتر فليس له اشتقاق يحكم له بكون شيء منه زائداً فلا بدّ من القضاء فيه بكونه كله أَصلاً والعَنْتَر والعُنْتَر والعَنْتَرةُ كله الذباب وقيل العَنْتَر الذباب الأَزرق قال ابن الأَعرابي سمي عَنْتراً لصوته وقال النضر العَنْتَرُ ذُباب أَخضر وأَنشد إِذا عرّد اللُّفَّاحُ فيها لِعَنْترٍ بمُغْدَوْدِنٍ مُسْتَأْسِدِ النَّبْت ذي خمر وفي حديث أَبي بكر وأَضيافِه رضي الله عنهم قال لابنه عبد الرحمن يا عَنْتر هكذا جاء في رواية وهو الذباب شبّهه به تصغيراً له وتحقيراً وقيل هو الذباب الكبير الأَزرق شبّهه به لشدة أَذاه ويروى بالغين المعجمة والثاء المثلثة وسيأْتي ذكره والعَنْتَرَةُ السلوك في الشدائد وعَنْتَرة اسم رجل وهو عنترة بن معاوية بن شدّاد العبسي
( * المشهور أنه ابن شدّاد لا ابن معاوية )

عنجر
العَنْجَرة المرأَة الجَرِيئة الأَزهري العَنْجَرة المرأَة المُكَتَّلة الخفيفة الروح والعُنْجورُ بالضم غلافُ القارورة وعُنْجورةُ اسم رجل كان إِذا قيل له عَنْجِرْ يا عُنْجور غَضِب والعَنْجَر القصير من الرجال وعَنْجَر الرجلُ إِذا مدّ شفتيه وقَلَبهما قال والعَنْجَرة بالشفة والزَّنْجَرة بالأُصبع

عنصر
العُنْصُر والعُنْصَر الأَصل قال تَمَهْجَرُوا وأَيُّما تَمَهْجُرِ وهم بنو العَبْد اللئيمِ العُنْصرِ ويقال هو لَئِيم العُنْصُر والعُنْصَر أَي الأَصل قال الأَزهري العُنْصَرُ أَصل الحسب جاءَ عن الفصحاء بضم العين ونصْب الصاد وقد يجيء نحوَه من المضموم كثيرٌ نحو السُّنْبَل ولكنهم اتفقوا في العُنْصَر والعُنْصَل والعُنْقَر ولا يجيء في كلامهم المنبسط على بناء فُعْلَلٍ إِلا ما كان ثانيه نوناً أَو همزة نحو الجُنْدَب والجُؤْذَرِ وجاء السُّودَدُ كذلك كراهية أَن يقولوا سُودُدٌ فتلتقي الضمات مع الواو ففتحوا ولغة طيء السُّودُدُ مضموم قال وقال أَبو عبيد هو العُنْصُر بضم الصاد الأَصْلُ والعُنْصُر الداهية والعُنْصُر الهِمَّة والحاجةُ قال البعيث أَلا راحَ بالرَّهْنِ الخليطُ فَهَجَرّوا ولم يُقْضَ من بين العَشِيَّاتِ عُنْصُرُ قال الأَزهري أَراد العَصَرَ والمَلْجأَ قال ابن الأَثير وفي حديث الإِسراء هذا النيل والفُرات عُنْصَرُهما العُنْصَر بضم العين وفتح الصاد الأَصل وقد تضم الصاد والنونُ مع الفتح زائدة عند سيبويه لأَنه ليس عنده فُعْلَل بالفتح ومنه الحديث يَرْجِعُ كلّ ماءٍ إِلى عُنْصَره

عنقر
العُنْقُرُ البَرْدِيُّ وقيل أَصلهُ وقيل كلُّ أَصلِ نَباتٍ أَبيضَ فهو عُنْقُر وقيل العُنْقُر أَصل كل قِضَة أَو بَرْديّ أَو عُسْلوجة يخرج أَبيضَ ثم يستدير ثم يتقشَّر فيخرج له ورق أَخضر فإِذا خرج قبل أَن تنتشِر خضرتهُ فهو عُنْقُر وقال أَبو حنيفة العُنْقُر أَصل البَقل والقصب والبَرْدِيّ ما دام أَبيض مجتمعاً ولم يتلوّن بلون ولم ينتشر والعُنْقُر أَيضاً قلب النخلة لبياضه والعُنْقُر أَولاد الدَّهاقِين لبياضهم وتَرارتِهم وفتحُ القاف في كل ذلك لغة وقد ذكر بالزاي قال ابن الفرج سأَلت عامريّاً عن أَصل عُشْبة رأَيتها معه فقلت ما هذا ؟ فقال عُنْقُر قال وسمعت غيره يقول عُنْقَر بفتح القاف وأَنشد يُنْجِدُ بَيْنَ الإِسْكَتَيْنِ عُنْقَرهْ وبين أَصْلِ الوَرِكَيْنِ قَنْفَرهْ الجوهري وعُنْقُر الرجل عُنْصُره

عهر
عَهَر إِليها يَعْهَر
( * قوله « عهر إليها يعهر » في القاموس عهر المرأَة كمنع عهراً ويكسر ويحرك وعهارة بالفتح وعهوراً وعهورة بضمهما اه وفي المصباح عهر عهراً من باب تعب فجر فهو عاهر وعهر عهوراً من باب قعد لغة ) عَهْراً وعُهُوراً وعَهارةً وعُهُورةً وعاهَرَها عِهاراً أَتاها ليلاً للفُجور ثم غلب على الزِّنا مطلقاً وقيل هو الفجور أَيّ وقت كان في الأَمة والحرّة وفي الحديث أَيّما رجلٍ عاهَرَ بحُرّة أَو أَمة أَي زنى وهو فاعَلَ منه وامرأَة عاهِرٌ بغير هاء إِلا أَن يكون على الفعل ومُعاهِرة بالهاء وفي التهذيب قال أَبو زيد يقال للمرأَة الفاجرة عاهِرةٌ ومُعاهِرة ومُسافِحة وقال أَحمد بن يحيى والمبرد هي العَيْهرة للفاجرة قالا والياء فيها زائدة والأَصل عَهَرة مثلَ ثَمَرة وأَنشد لابن دارة
( * قوله « وأَنشد لابن دارة » عبارة الصحاح والاسم العهر بالكسر وأنشد إلخ ) التَّغْلبي فقام لا يَحْفِل ثَمَّ كَهْرا ولا يبالي لو يُلاقي عِهْرا والكَهْر الانتهار وفي حرف عبدالله بن مسعود فأَمَّا اليَتِيمَ فلا تَكْهَرْ وتَعَيْهَرَ الرجلُ إِذا كان فاجراً ولقي عبدْالله بن صفوان بن أُميّة أَبا حاضر الأَسِيدي أَسِيد بن عمرو بن تميم فراعَه جمالُه فقال ممن أَنت ؟ فقال من أَسِيد بن عمرو وأَنا أَبو حاضر فقال أُفّة لك عُهَيْرة تَيّاس قال العُهَيرة تصغير العَهِر قال والعَهِر والعاهِرُ هو الزاني وحكي عن رؤبة قال العاهِرُ الذي يتّبِع الشرّ زانياً كان أَو فاسقاً وفي الحديث الولدُ للفِراش وللعاهِر الحَجَرُ العاهِرُ الزاني قال أَبو عبيد معنى قوله وللعاهِر الحجَرُ أَي لا حَقَّ له في النسب ولا حظّ له في الولد وإِنما هو لصاحب الفراش أَي لصاحب أُمِّ الولد وهو زوجها أَو مولاها وهو كقوله الآخَر له الترابُ أَي لا شيء له والاسم العِهْر بالكسر والعَهْرُ الزنا وكذلك العَهَرُ مثل نَهْر ونَهَر وفي الحديث اللم بَدِّلْه بالعَهْرِ العِفَّةَ والعَيْهرة التي لا تستقر في مكانها نَزَقاً من غير عفة وقال كراع امرأَة عَيْهرة نَزِقة خَفيفة لا تستقر في مكانها ولم يقل من غير عفّة وقد عَيْهَرت والعَيْهَرةُ الغُول في بعض اللغات والذكر منها العَيْهران وذو مُعاهِر قَيْلٌ من أَقيال حِمْير

عور
العَوَرُ ذهابُ حِسِّ إِحدى العينين وقد عَوِرَ عَوَراً وعارَ يَعارُ واعْوَرَّ وهو أَعْوَرُ صحَّت العين في عَوِر لأَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو أَعْوَرُ بيّن العَوَرِ والجمع عُورٌ وعُوران وأَعْوَرَ اللهُ عينَ فلان وعَوَّرَها وربما قالوا عُرْتُ عينَه وعَوِرَت عينُه واعْوَرَّت إِذا ذهب بصرها قال الجوهري إِنما صحت الواو في عَوِرَت عينُه لصحتها في أَصله وهو اعْوَرَّت لسكون ما قبلها ثم حُذِفت الزوائد الأَلفُ والتشديدُ فبقي عَوِرَ يدل على أَن ذلك أَصله مجيءُ أَخواته على هذا اسْوَدَّ يَسْوَدُّ واحْمَرَّ يَحْمَرّ ولا يقال في الأَلوان غيره قال وكذلك قياسه في العيوب اعْرَجَّ واعْمَيَّ في عَرِج وعَمِيَ وإِن لم يسمع والعرب تُصَغِّر الأَعْوَر عُوَيْراً ومنه قولهم كُسَيْرٌ وعُوَيْر وكلٌّ غَيْرُ خَيْر قال الجوهري ويقال في الخصلتين المكروهتين كُسَيْرٌ وعُوَيْر وكلٌّ غيرُ خَيْر وهو تصغير أَعور مرخماً قال الأَزهري عارَت عينُه تَعارُ وعَوِرَت تَعْورُ واعْوَرَّت تَعْوَرُّ واعْوَارَّت تَعْوارُّ بمعنى واحد ويقال عارَ عينَه يَعُورُها إِذا عَوَّرها ومنه قول الشاعر فجاء إِليها كاسِراً جَفْنَ عَيْنه فقلتُ له من عارَ عَيْنَك عَنْتَرهْ ؟ يقول من أَصابها بعُوّار ؟ ويقال عُرْتُ عينه أَعُورُها وأَعارُها من العائِر قال ابن بزرج يقال عارَ الدمعُ يَعِيرُ عَيَراناً إِذا سال وأَنشد ورُبَّتَ سائلٍ عنِّي حَفِيٍّ أَعارَتْ عينُه أَم لم تَعارا ؟ أَي أَدَمَعَت عينُه قال الجوهري وقد عارَت عينُه تَعار وأَورد هذا البيت وسائلة بظَهْرِ الغيب عَنّي أَعارَتْ عينُه أَم لم تَعارا ؟ قال أَراد تعارَنْ فوقف بالأَلف قال ابن بري أَورد هذا البيت على عارت أَي عَوِرت قال والبيت لعمرو بن أَحمر الباهلي قال والأَلف في آخر تعارا بدل من النون الخفيفة أَبدل منها أَلفاً لمّا وقف عليها ولهذا سلمت الأَلف التي بعد العين إِذ لو لم يكن بعدها نون التوكيد لانحذفت وكنت تقول لم تَعَرْ كما تقول لم تَخَفْ وإِذا أُلحقت النون ثبتت الأَلف فقلت لم تَخَافَنْ لأَن الفعل مع نون التوكيد مبني فلا يلحقه جزم وقولهم بَدَلٌ أَعْوَر مَثَلٌ يضرب للمذموم يخلف بعد الرجل المحمود وفي حديث أُمّ زَرْع فاسْتَبْدَلت بعدَه وكلُّ بَدَلٍ أَعْوَر هو من ذلك قال عبدالله بن هَمّام السّلُولي لقُتَيْبَة بن مسلم ووَليَ خراسان بعد يزيد بن المهلّب أَقُتَيْبَ قد قُلْنا غداةَ أَتَيْتَنا بَدَلٌ لَعَمْرُك من يَزيدٍ أَعْوَرُ وربما قالوا خَلَفٌ أَعْوَرُ قال أَبو ذؤيب فأَصْبَحْتُ أَمْشِي في دِيارٍ كأَنها خِلافُ دِيار الكامِليّة عُورُ كأَنه جمع خَلَفاً على خِلافٍ مثل جَبَل وجِبال قال والاسم العَوْرة وعُورانُ قَيْسٍ خمسة شُعَراء عُورٌ وهم الأَعْور الشَّنِّي
( * قوله « الأعور الشني » ذكر في القاموس بدله الراعي ) والشمَّاخ وتميم ابن أُبَيّ بن مُقْبِل وابن أَحمر وحُمَيْد بن ثور الهلالي وبنو الأَعْور قبيلة سموا بذلك لعَوَرِ أَبيهم فأَما قوله في بِلاد الأَعْورِينا فعلى الإِضافة كالأَعْجَمِينَ وليس بجمع أَعْوَر لأَن مثل هذا لا يُسَلّم عند سيبويه وعارَه وأَعْوَرَه وعَوَّرَه صيَّره كذلك فأَما قول جَبَلة وبِعْتُ لها العينَ الصحيحةَ بالعَوَرْ فإِنه أَراد العَوْراء فوضع المصدر موضع الصفة ولو أَراد العَوَر الذي هو العرَض لقابَل الصحيحة وهي جوهر بالعَوَر وهو عرَضٌ وهذا قبيح في الصنْعة وقد يجوز أَن يريد العين الصحيحة بذات العَوَرِ فحذف وكل هذا لِيُقَابَلَ الجوهرُ بالجوهر لأَن مقابلة الشيء بنظيره أَذهبُ في الصُّنْع والأَشْرَف في الوضع فأَما قول أَبي ذؤيب فالعينُ بعدهمُ كأَن حِداقَها سُمِلَت بِشَوْكٍ فهي عُورٌ تَدْمَعُ فعلى أَنه جعل كل جزء من الحدقة أَعْوَرَ أَو كلَّ قطعة منها عَوْراء وهذه ضرورة وإِنما آثر أَبو ذؤيب هذا لأَنه لو قال فهي عَوْرا تدمع لقصر الممدود فرأَى ما عَمِله أَسهلَ عليه وأَخفَّ وقد يكون العَوَرُ في غير الإِنسان قال سيبويه حدثنا بعض العرب أَن رجلاً من بني أَسد قال يوم جَبَلة واستقبله بَعِيرٌ أَعْور فَتَطيّر فقال يا بَنِيّ أَعْوَرَ وذا نابٍ فاستعمل الأَعْورَ للبعير ووجه نصبه أَنه لم يرد أَن يسترشدهم ليخبروه عن عَورِه وصحَّته ولكنه نبّههم كأَنه قال أَتستقبلون أَعْوَرَ وذا ناب ؟ فالاستقبالُ في حال تنبيهه إِيّاهم كان واقعاً كما كان التلَوُّن والتنقل عندك ثابتين في الحال الأَول وأَراد أَن يثبت الأَعْوَرَ ليَحْذَرُوه فأَما قول سيبويه في تمثيل النصب أَتَعَوَّرون فليس من كلام العرب إِنما أَراد أَن يُرِينَا البدل من اللفظ به بالفعل فصاغ فعلاً ليس من كلام العرب ونظير ذلك قوله في الأَعْيار من قول الشاعر أَفي السِّلْم أَعْياراً جَفاءً وغِلْظةً وفي الحَرْب أَشباهَ النِّساء العَوارِك ؟ أَتَعَيَّرون وكل ذلك إِنما هو ليصوغ الفعل مما لا يجري على الفعْل أَو مما يقلّ جريه عليه والأَعْوَرُ الغراب على التشاؤم به لأَن الأَعْورَ عندهم مشؤوم وقيل لخلاف حاله لأَنهم يقولون أَبْصَرُ من غراب قالوا وإِنما سمي الغراب أَعْوَر لحدّة بصره كما يقال للأَعمى أَبو بَصِير وللحبَشِيّ أَبو البَيْضاء ويقال للأَعمى بَصِير وللأَعْوَر الأَحْوَل قال الأَزهري رأَيت في البادية امرأَة عَوْراء يقال لها حَوْلاء قال والعرب تقول للأَحْوَل العين أَعْوَر وللمرأَة الحَوْلاء هي عَوْراء ويسمى الغراب عُوَيْراً على ترخيم التصغير قال سمي الغراب أَعْوَرَ ويُصاح به فيقال عُوَيْر عُوَيْر وأَنشد وصِحَاحُ العُيونِ يُدْعَوْن عُورا وقوله أَنشده ثعلب ومَنْهل أَعْوَر إِحْدى العَيْنَيْن بَصِير أُخرى وأَصَمّ الأُذُنَيْن فسره فقال معنى أَعْوَر إِحدى العينين أَي فيه بئران فذهبت واحدة فذلك معنى قوله أَعْوَر إِحدى العينين وبقيت واحدة فذلك معنى قوله بَصِير أُخرى وقوله أَصَمّ الأُذنين أَي ليس يُسْمَع فيه صَدًى قال شمر عَوَّرْت عُيونَ المياه إِذا دَفَنْتها وسدَدْتها وعَوَّرْت الركيّة إِذا كَبَسْتها بالتراب حتى تنسدّ عيونها وفلاة عَوْراء لا ماء بها وعَوَّرَ عين الراكية أَفسدها حتى نَضَبَ الماءُ وفي حديث عُمَر وذكَرَ امرأَ القيس فقال افْتَقَر عن معانٍ عُورٍ العُورُ جمع أَعْوَر وعَوْراء وأَراد به المعاني الغامضة الدقيقة وهو من عَوَّرْت الركيّة وأَعَرْتُها وعُرْتُها إِذا طَمَمْتها وسددت أَعينها التي ينبَع منها الماء وفي حديث عليٍّ أَمرَه أَن يُعَوِّرَ آبارَ بَدْرٍ أَي يَدْفِنها ويَطُمّها وقد عارَت الركيةُ تَعُور وقال ابن الأَعرابي العُوَارُ البئر التي لا يستقى منها قال وعَوَّرْت الرجل إِذا اسْتَسْقاك فلم تَسْقِه قال الجوهري ويقال للمستجيز الذي يطلب الماء إِذا لم تسقه قد عَوَّرْت شُرْبَه قال الفرزدق متى ما تَرِدْ يَوْماً سَفارِ تَجِدْ به أُدَيْهم يَرْمي المُسْتَجِيز المُعَوَّرا سفارِ اسم ماء والمستجيز الذي يطلب الماء ويقال عَوَّرْته عن الماء تَعْوِيراً أَي حََّلأْته وقال أَبو عبيدة التَّعْوِيرُ الردّ عَوَّرْته عن حاجته رددته عنها وطريق أَعْوَرُ لا عَلَم فيه كأَنّ ذلك العَلَم عَيْنُه وهو مثل والعائرُ كل ما أَعَلَّ العينَ فعقَر سمي بذلك لأَن العين تُغْمَضُ له ولا يتمكن صاحبها من النظر لأَن العين كأَنها تَعُور وما رأَيت عائرَ عَيْنٍ أَي أَحداً يَطْرِف العين فيَعُورها وعائرُ العين ما يملؤُها من المال حتى يكاد يَعُورُها وعليه من المال عائرةُ عَيْنَيْن وعَيِّرَةُ عينين كلاهما عن اللحياني أَي ما يكاد من كثرته يَفْقأُ عينيه وقال مرة يريد الكثرة كأَنه يملأُ بصره قال أَبو عبيد يقال للرجل إِذا كثر مالُه تَرِدُ على فلان عائرةُ عين وعائرةُ عينين أَي ترد عليه إِبلٌ كثيرة كأَنها من كثرتها تملأُ العينين حتى تكاد تَعُورهما أَي تَفْقَؤُهما وقال أَبو العباس معناه أَنه من كثرتها تَعِيرُ فيها العين قال الأَصمعي أَصل ذلك أَن الرجل من العرب في الجاهلية كان إِذا بلغ إِبلُه أَلفاً عارَ عَينَ بَعِير منها فأَرادوا بعَائرة العين أَلفاً من الإِبل تَعُورُ عينُ واحد منها قال الجوهري وعنده من المال عائرةُ عينٍ أَي يَحارُ فيه البصر من كثرته كأَنه يملأُ العين فيَعُورُها والعائرُ كالظَّعْنِ أَو القذَى في العين اسم كالكاهِل والغارِب وقيل العائرُ الرَّمَد وقيل العائرُ بَثْرٌ يكون في جَفْن العين الأَسفل وهو اسم لا مصدر بمنزلة النالِج والناعِر والباطِل وليس اسم فاعل ولا جارياً على معتل وهو كما تراه معتل وقال الليث العائرُ غَمَصة تمَضُّ العين كأَنما وقع فيها قَذًى وهو العُوّار قال وعين عائرةٌ ذات عُوّار قال ولا يقال في هذا المعنى عارَت إِنما يقال عارَت إِذا عَوِرَت والعُوّار بالتشديد كالعائر والجمع عَواوِير القذى في العين يقال بعينه عُوّار أَي قذى فأَما قوله وكَحَّلَ العَيْنَيْنِ بالعَواوِر فإِنما حذف الياء للضرورة ولذلك لم يهمز لأَن الياء في نية الثبات فكما كان لا يهمزها والياء ثابتة كذلك لم يهمزها والياء في نية الثبات وروى الأَزهري عن اليزيدي بعَيْنِه ساهِكٌ وعائرٌ وهما من الرمد والعُوّار الرمد والعُوّار الرمص الذي في الحدقة والعُوّارُ اللحم الذي ينزع من العين بعدما يُذَرّ عليه الذّرور وهو من ذلك والعَوْراء الكلمة القبيحة أَو الفَعْلة القَبيحة وهو من هذا لأَن الكلمة أَو الفعلة كأَنها تَعُور العين فيمنعها ذلك من الطُّمْوحِ وحِدّةِ النظر ثم حَوّلوها إِلى الكلمة والفعلةِ على المَثَل وإِنما يريدون في الحقيقة صاحبها قال ابن عنقاء الفزاري يمدح ابن عمه عُمَيْلة وكان عميلة هذا قد جبره من فقر إِذا قِيلَت العَوْراءُ أَغْضَى كأَنه ذليلٌ بلا ذُلٍّ ولو شاء لانْتَصَرْ وقال آخر حُمِّلْت منه على عَوْراءَ طائِشةٍ لم أَسْهُ عنها ولم أَكْسِرْ لها فَزَعا قال أَبو الهيثم يقال للكلمة القبيحة عَوْراء وللكلمة الحسْناء عَيْناء وأَنشد قول الشاعر وعَوْراء جاءت من أَخٍ فرَدَدْتُها بِسالمةِ العَيْنَيْنِ طالبةً عُذْرا أَي بكلمة حسَنَة لم تكن عَوْراء وقال الليث العَوْراء الكلمة التي تَهْوِي في غير عقل ولا رُشْد قال الجوهري الكلمة العَوْراء القبيحة وهي السَّقْطة قال حاتم طيء وأَغْفِرُ عَوْراءَ الكريم ادِّخارَه وأُعْرِضُ عن شَتْمِ اللَّئِيم تَكَرُّما أَي لادخاره وفي حديث عائشة رضي الله عنها يَتَوَضَّأُ أَحدكم من الطَّعام الطيّبِ ولا يَتَوَضَّأُ من العَوْراء يقولُها أَي الكلمة القبيحة الزائغة عن الرُّشد وعُورانُ الكلامِ ما تَنْفِيه الأُذُن وهو منه الواحدة عَوْراء عن أَبي زيد وأَنشد وعَوْراء قد قيَلتْ فلم أَسْتَمِعْ لها وما الكَلِمُ العُورانُ لي بِقَتُولِ وَصَفَ الكَلِمَ بالعُورانِ لأَنه جمع وأَخبر عنه بالقَتُول وهو واحد لأَن الكلم يذكر ويؤنث وكذلك كل جمع لا يُفارِق واحده إِلا بالهاء ولك فيه كل ذلك والعَوَرُ شَيْنٌ وقُبْحٌ والأَعْوَرُ الرديء من كل شيء في الحديث لمّا اعترض أَبو لَهَبٍ على النبي صلى الله عليه وسلم عند إِظهار الدَّعْوة قال له أَبو طالب يا أَعْوَرُ ما أَنتَ وهذا ؟ لم يكن أَبو لهب أَعْوَرَ ولكن العرب تقول الذي ليس له أَخٌ من أُمّه وأَبيه أَعْوَر وقيل إِنهم يقولون للرديء من كل شيء من الأُمور والأَخلاق أَعْوَر وللمؤنث منه عَوْراء والأَعْوَرُ الضعيف الجبان البَلِيد الذي لا يَدُلّ ولا يَنْدَلّ ولا خير فيه عن ابن الأَعرابي وأَنشد للراعي إِذا هابَ جُثْمانَه الأَعْوَرُ يعني بالجُثْمان سوادَ الليل ومُنْتَصَفه وقيل هو الدليل السيِّء الدلالة والعُوّار أَيضاً الضعيف الجبان السريع الفرار كالأَعْور وجمعه عواوير قال الأَعشى غير مِيلٍ ولا عَواوِير في الهي جا ولا عُزّلٍ ولا أَكْفالِ قال سيبويه لم يُكْتَفَ فيه بالواو والنون لأَنهم قلما يصفون به المؤنث فصار كمِفْعال ومِفْعِيل ولم يَصِرْ كفَعّال وأَجْرَوْه مُجْرَى الصفة فجمعوه بالواو والنون كما فعلوا ذلك في حَسَّانٍ وكَرّام والعُوّار أَيضاً الذين حاجاتهم في أَدْبارِهم عن كراع قال الجوهري جمع العُوّار الجبان العَواوِيرُ قال وإِن شئت لم تُعَوِّضْ في الشعر فقلت العواور وأَنشد عجز بيت للبيد يخاطب عمّه ويُعاتِبه وفي كلِّ يوم ذي حِفاظٍ بَلَوْتَنِي فقُمْتُ مَقاماً لم تَقُمْه العَواوِرُ وقال أَبو علي النحوي إِنما صحت فيه الواو مع قربها من الطرف لأَن الياء المحذوفة للضرورة مرادة فهي في حكم ما في اللفظ فلما بعدت في الحكم من الطَّرف لم تقلب همزة ومن أَمثال العرب السائرة أَعْوَرُ عَيْنَك والحَجَر والإِعْوَار الرِّيبةُ ورجل مُعْوِرٌ قبيح السريرة ومكان مُعْوِر مخوف وهذا مكان مُعْوِر أَي يُخاف فيه القطع وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه قال مسعود بن هُنَيْدة رأَيته وقد طلَع في طريقٍ مُعْوِرة أَي ذات عَوْرة يُخاف فيها الضلال والانقطاع وكلّ عَيْبٍ وخلل في شيء فهو عَوْرة وشيء مُعْوِر وعَوِرٌ لا حافظ له والعَوَارُ والعُوار بفتح العين وضمها خرق أَو شق في الثوب وقيل هو عيب فيه فلم يعين ذلك قال ذو الرمة تُبَيِّنُ نِسْبةَ المُزَنِيِّ لُؤْماً كما بَيَّنْتَ في الأُدُم العُوارا وفي حديث الزكاة لا تؤخذ في الصدقة هَرِمةٌ ولا ذاتُ عَوار قال ابن الأَثير العَوارُ بالفتح العيب وقد يضم والعَوْرةُ الخَلَلُ في الثَّغْر وغيره وقد يوصف به منكوراً فيكون للواحد والجمع بلفظ واحد وفي التنزيل العزيز إِنّ بُيوتَنا عَوْرةٌ فأَفرد الوصف والموصوفُ جمع وأَجمع القُرّاء على تسكين الواو من عَوْرة ولكن في شواذ القراءات عَوِرة على فَعِلة وإِنما أَرادوا إن بُيوتَنا عَوْرة أَي مُمْكِنة للسرَّاق لخلُوِّها من الرجال فأَكْذَبَهم الله عز وجل فقال وما هي بعَوْرَةٍ ولكن يُرِيدون الفِرار وقيل معناه إِن بيوتنا عَوْرة أَي مُعْوِرة أَي بيوتنا مما يلي العَدُوِّ ونحن نُسْرَق منها فأَعْلَم اللهُ أَنَّ قصدَهم الهربُ قال ومن قرأَها عَوِرة فمعناها ذات عَوْرة إِن يُرِيدون إِلا فِراراً المعنى ما يريدون تحرُّزاً مِن سَرَقٍ ولكن يريدون الفِرارَ عن نُصْرة النبي صلى الله عليه وسلم وقد قيل إِن بُويتَنا عَوْرة أَي ليست بِحَرِيزة ومن قرأَ عَوِرة ذَكَّر وأَنَّث ومن قرأَ عَوْرة قال في التذكير والتأْنيث والجمع عَوْرة كالمصدر قال الأَزهري العَوْرة في الثُّغُور وفي الحُروبِ خَلَلٌ يُتَخَوَّف منه القتل وقال الجوهري العَوْرة كل خَلَل يُتَخَوَّف منه من ثَغْرٍ أَو حَرْب والعَوْرة كل مَكْمَنٍ للسَّتْر وعَوْرةُ الرجل والمرأَة سوْأَتُهما والجمع عَوْرات بالتسكين والنساء عَوْرة قال الجوهري إِنما يحرك الثاني من فَعْلة في جمع الأَسماء إِذا لم يكن باءً أَو واواً وقرأَ بعضهم عَوَرات النساء بالتحريك والعَوْرةُ الساعة التي هي قَمِنٌ من ظهور العَوْرة فيها وهي ثلاث ساعات ساعة قبل صلاة الفجر وساعة عند نصف النهار وساعة بعد العشاء الآخرة وفي التنزيل ثلاثُ عَوْراتٍ لكم أَمر الله تعالى الوِلْدانَ والخَدَمَ أَن لا يدخلوا في هذه الساعات إِلا بتسليم منهم واستئذان وكلُّ أَمر يستحيا منه عَوْرة وفي الحديث يا رسول الله عَوْراتُنا ما نأْتي منها وما نَذَرُ ؟ العَوْرات جمع عَوْرة وهي كل ما يستحيا منه إِذا ظهر وهي من الرجل ما بين السرة والركبة ومن المرأَة الحرة جميعُ جسدها إِلا الوجه واليدين إِلى الكوعين وفي أَخْمَصِها خلاف ومن الأَمَة مثلُ الرجل وما يبدو منها في حال الخدمة كالرأْس والرقبة والساعد فليس بِعَوْرة وسترُ العَوْرة في الصلاة وغيرِ الصلاة واجبٌ وفيه عند الخلوة خلاف وفي الحديث المرأَة عَوْرة جعلها نفسَها عَوْرة لأَنها إِذا ظهرت يستحيا منها كما يستحيا من العَوْرة إِذا ظهرت والمُعْوِرُ المُمْكِن البيِّن الواضح وأَعْوَرَ لك الصيد أَي أَمْكَنك وأَعْوَرَ الشيءُ ظهر وأَمكن عن ابن الأَعرابي وأَنشد لكُثَيّر كذاك أَذُودُ النَّفْسَ يا عَزَّ عنكمُ وقد أَعْوَرَت أَسْرارُ مَن لا يَذُودُها أَعْوَرَتْ أَمكنت أَي من لم يَذُد نفسَه عن هواها فحُشَ إِعْوارُها وفشَتْ أَسرارُها وما يُعْوِرُ له شيء إِلا أَخذه أَي يظهر والعرب تقول أَعْوَرَ منزلُك إِذا بَدَتْ منه عَوْرةٌ وأَعْوَرَ الفارِسُ إِذا كان فيه موضع خلل للضرب وقال الشاعر يصف الأَسد له الشَّدّةُ الأُولى إِذا القِرْن أَعْورَا وفي حديث علي رضي الله عنه لا تُجْهِزوا على جَريح ولا تُصِيبُوا مُعْوِراً هو من أَعْوَر الفارسُ إِذا بدا فيه موضع خللٍ للضرب وعارَه يَعُوره أَي أَخذه وذهب به وما أَدْرِي أَيُّ الجرادِ عارَه أَي أَيّ الناس أَخذه لا يستعمل إِلا في الجحد وقيل معناه وما أَدري أَيّ الناس ذهب به ولا مُسْتَقْبَل له قال يعقوب وقال بعضهم يَعُوره وقال أَبو شبل يَعِيره وسيذكر في الياء أَيضاً وحكى اللحياني أَراك عُرْته وعِرْته أَي ذهبت به قال ابن جني كأَنهم إِنما لم يكادوا يستعملون مضارع هذا الفعل لمّا كان مثلاً جارياً في الأَمر المنقضي الفائت وإِذا كان كذلك فلا وجه لذكر المضارع ههنا لأَنه ليس بمُنْقَضٍ ولا ينطقون فيه بيفعل ويقال معنى عارَه أَي أَهلكه ابن الأَعرابي تَعَوّرَ الكتابُ إِذا دَرَسَ وكتاب أَعْوَرُ دارِسٌ قال والأَعْور الدليل السيء الدلالة لا يحسن أَن يَدُلّ ولا يَنْدَلّ وأَنشد ما لَكَ يا أَعْوَرُ لا تَنْدَلّ وكيف يَنْدَلّ امْرؤٌ عِتْوَلّ ؟ ويقال جاءه سهم عائرٌ فقَتَله وهو الذي لا يُدْرَى مَن رماه وأَنشد أَبو عبيد أَخْشَى على وَجْهِك يا أَمير عَوائِراً من جَنْدَل تَعِير وفي الحديث أَن رجلاً أَصابه سهم عائِرٌ فقَتَله أَي لا يدري من رماه والعائِرُ من السهام والحجارةِ الذي لا يدرى مَن رماه وفي ترجمة نسأَ وأَنشد لمالك بن زغبة الباهلي إِذا انْتَسَأُوا فَوْتَ الرِّماح أَتَتْهُمُ عَوائِرُ نَبْلٍ كالجَرادِ نُطِيرُها قال ابن بري عَوائِرُ نَبْلٍ أَي جماعة سهام متفرقة لا يدرى من أَين أَتت وعاوَرَ المكاييل وعَوَّرَها قدَّرَها وسيذكر في الياء لغة في عايَرَها والعُوّارُ ضرب من الخَطاطِيف أَسود طويل الجناحين وعَمَّ الجوهري فقال العُوّار بالضم والتشديد الخُطّاف وينشد كما انْقَضَّ تَحْتَ الصِّيقِ عُوّارُ الصِّيق الغبار والعُوّارَى شجرة يؤخذ جِراؤُها فتُشْدَخ ثم تُيَبَّس ثم تُذَرَّى ثم تحمل في الأَوعية إِلى مكة فتباع ويتخذ منها مَخانِقُ قال ابن سيده والعُوَّار شجرة تنبت نِبْتة الشَّرْية ولا تشِبُّ وهي خضراء ولا تنبت إِلا في أَجواف الشجر الكبار ورِجْلة العَوْراء بالعراق بِمَيْسان والعارِيّة والعارةُ ما تداوَلُوه بينهم وقد أَعارَه الشيءَ وأَعارَه منه وعاوَرَه إِيَّاه والمُعاوَرة والتَّعاوُر شبه المُدَاوَلة والتّداوُل في الشيء يكون بين اثنين ومنه قول ذي الرمة وسَقْطٍ كعَيْنِ الدِّيك عاوَرْتُ صاحبي أَباها وهَيَّأْنا لِمَوْقِعها وكْرا يعني الزند وما يسقط من نارها وأَنشد ابن المظفر إِذا رَدَّ المُعاوِرُ ما استْعَارا وفي حديث صفوان بن أُمية عارِيّة مضمونة مُؤدّاة العارِيّة يجب ردُّها إِجماعاً مهما كانت عينُها باقية فإِن تَلِفَت وجبَ ضمانُ قيمتها عند الشافعي ولا ضمان فيها عند أَبي حنيفة وتَعَوّرَ واسْتَعار طلب العارِيّة واسْتَعارَه الشيءَ واسْتَعارَه منه طلب منه أَن يُعِيرَه إِيّاه هذه عن اللحياني وفي حديث ابن عباس وقصة العجل من حُلِيٍّ تَعَوَّرَه بنو إِسرائيل أَي اسْتَعارُوه يقال تعوَّر واسْتَعار نحو تعجّب واسْتَعْجَب وحكى اللحياني أَرى ذا الدهرَ يَسْتَعِيرُني ثيابي قال يقوله الرجل إِذا كَبِر وخَشِيَ الموت واعْتَوَروا الشيءَ وتَعوَّرُوه وتَعاوَرُوه تداوَلُوه فيما بينهم قال أَبو كبير وإِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلى نَذَرُ البِكَارَة في الجَزاءِ المُضْعَفِ قال الجوهري إِنما ظهرت الواو في اعْتَوَرُوا لأَنه في معنى تَعاوَرُوا فبُنِيَ عليه كما ذكرنا في تجاوَرُوا وفي الحديث يَتَعَاوَرُون على مِنْبَرِي أَي يختلفون ويتناوبون كلّما مضى واحد خَلَفَه آخَرُ يقال تَعاوَرَ القومُ فلاناً إِذا تَعاوَنْوا عليه بالضرب واحداً بعد واحد قال الأَزهري وأَما العارِيّة والإِعارةُ والاسْتِعارة فإِن قول العرب فيها هم يَتَعاوَرُون العَوَارِيَّ ويَتَعَوَّرُونها بالواو كأَنهم أَرادوا تفرقة بين ما يتردّد من ذات نفسه وبين ما يُرَدَّد قال والعارِيّة منسوبة إِلى العارَة وهو اسم من الإِعارة تقول أَعَرْتُه الشيء أُعِيره إِعارة وعَارةً كما قالوا أَطَعْتُه إِطاعة وطاعة وأَجَبْتُه إِجابة وجابة قال وهذا كثير في ذوات الثلاثة منها العارة والدَّارة والطاقة وما أَشبهها ويقال اسْتَعَرْت منه عارِيّةً فأَعارَنِيها قال الجوهري العارِيّة بالتشديد كأَنها منسوبة إِلى العارِ لأَن طلَبَها عارٌ وعيْبٌ وينشد إِنما أَنْفُسُنا عاريّة والعَواريّ قصارٌ أَن تُرَدّ العارةُ مثل العارِيّة قال ابن مقبل فأَخْلِفْ وأَتْلِفْ إِنما المالُ عارةٌ وكُلْه مع الدَّهْرِ الذي هو آكِلُهْ واستعارَه ثوباً فأَعَارَه أَباه ومنه قولهم كِيرٌ مُسْتعار وقال بشر بن أَبي خازم كأَن حَفِيفَ مَنْخِره إِذا ما كَتَمْنَ الرَّبْوَ كِيرٌ مُسْتَعارُ قيل في قوله مستعار قولان أَحدهما أَنه اسْتُعِير فأُشْرِع العملُ به مبادرة لارتجاع صاحبه إِيَّاه والثاني أَن تجعله من التَّعاوُرِ يقال اسْتَعَرْنا الشيء واعْتَوَرْناه وتَعاوَرْنَاه بمعنى واحد وقيل مُسْتَعار بمعنى مُتعاوَر أَي مُتداوَل ويقال تَعاوَرَ القومُ فلاناً واعْتَوَرُوه ضَرْباً إِذا تعاونوا عليه فكلما أَمْسَكَ واحد ضربَ واحدٌ والتعاوُر عامٌّ في كل شيء وتَعاوَرت الرياحُ رَسْمَ الدار حتى عَفَّتْه أَي تَواظَبت عليه قال ذلك اللليث قال الأَزهري وهذا غلط ومعنى تعاوَرت الرياحُ رَسْمَ الدار أَي تَداوَلَتْه فمرَّةً تهب جَنوباً ومرة شَمالاً ومرَّة قَبُولاً ومرة دَبُوراً ومنه قول الأَعشى دِمْنة قَفْزة تاوَرها الصَّيْ فُ برِيحَيْنِ من صَباً وشَالِ قال أَبو زيد تعاوَرْنا العَوارِيَّ تعاوُراً إِذا أَعارَ بعضُكم بعضاً وتَعَوَّرْنا تَعوُّراً إِذا كنت أَنت المُسْتَعِيرَ وتَعاوَرْنا فلاناً ضَرْباً إِذا ضربته مرة ثم صاحبُك ثم الآخرُ وقال ابن الأَعرابي التَّعاوُرُ والاعْتِزَارُ أَن يكون هذا مكان هذا وهذا مكان هذا يقال اعْتَوَراه وابْتدّاه هذا مرة وهذا مرة ولا يقال ابْتَدّ زيد عمراً ولا اعْتَوَرَ زيدٌ عمراً أَبو زيد عَوَّرْت عن فلان ما قيل له تَعْوِيراً وعَوَّيْت عنه تَعْوِيةً أَي كذّبت عنه ما قيل له تكذيباً ورَدَدْت وعَوّرْته عن الأَمر صرَفته عنه والأَعْوَرُ الذي قد عُوِّرَ ولم تُقْضَ حاجتُه ولم يُصِبْ ما طلب وليس من عَوَر العين وأَنشد للعجاج وعَوَّرَ الرحمنُ مَن وَلّى العَوَرْ ويقال معناه أَفسد من وَلاَّه وجعله وَليَّاً للعَوَر وهو قبح الأَمر وفسادُه تقول عَوَّرْت عليه أَمَره تَعْوِيراً أَي قَبَّحْته عليه والعَوَرُ تَرْكُ الحقّ ويقال عَاوَرَه الشيءَ أَي فعلَ به مثلَ ما فعل صاحبُه به وعوراتُ الجبال شقوقها وقول الشاعر تَجاوَبَ بُومُها في عَوْرَتَيْها إِذا الحِرْباء أَوْفى للتَّناجي
( * قوله « تجاوب بومها إلخ » في شرح القاموس ما نصه هكذا أَنشده الجوهري في الصحاح وقال الصاغاني والصواب غورتيها بالغين معجمة وهما جانبتاها وفي البيت تحريف والرواية أَوفى للبراح والقصيدة حائية والبيت لبشر بن أَبي خازم )
قال ابن الأَعرابي أَراد عَوْرَتى الشمس وهما مشرقها ومغربها وإِنها لَعَوْراء القُرِّ يَعُنون سَنَة أَو غداة أَو ليلة حكي ذلك عن ثعلب وعَوائرُ من الجراد جماعات متفرقة والعَوارُ العَيْب يقال سِلْعَة ذات عَوارٍ بفتح العين وقد تضم وعُوَيْرٌ والعُوَيْرُ اسم رجل قال امرؤ القيس عُوَيْرٌ ومَن مِثْلُ العُوَيْرِ ورَهْطِه ؟ وأَسْعَدُ في لَيلِ البَلابِل صَفْوانُ وعُوَيرْ اسم موضع والعُوَيْر موضع على قبْلة الأَعْوريَّة هي قرية بني محجنِ المالكيّين قال القطامي حتى وَرَدْنَ رَكيّات العُوَيْرِ وقد كادَ المُلاءُ مِنَ الكتان يَشْتَعِلُ وابنا عُوارٍ جبلان قال الراعي بل ما تَذَكَّرُ مِن هِنْدٍ إِذا احْتَجَبَتْ يا ابْنَيْ عُوَارٍ وأَمْسى دُونها بُلَعُ
( * قوله « بل ما تذكر إلخ » هكذا في الأَصل والذي في ياقوت ماذا تذكر من هند إِذا احتجبت يا بني عوار وادنى دارها بلع )
وقال أَبو عبيدة ابنا عُوارٍ نَقَوَا رمْلٍ وتَِار جبل بنجد قال كثير وما هبت الأَرْواحُ تَجْري وما ثَوى مُقِيماً بِنَجْدٍ عَوْفُها وتِعارُها قال ابن سيده وهذه الكلمة يحتمل أَن تكون في الثلاثي الصحيح والثلاثي المعتل

عير
العَيْر الحمار أَيّاً كان أَهليّاً أَو وَحْشِيّاً وقد غلب على الوَحْشِيْ والأُنثى عَيْرة قال أَبو عبيد ومن أَمثالهم في الرضا بالحاضر ونِسْيان الغائب قولهم إِن ذَهَب العَيْرُ فعَيْرٌ في الرِّباط قال ولأَهل الشام في هذا مثل عَيْرٌ بِعَيْرٍ وزيادةُ عشرة وكان خلفاء بني أُميّة كلما مات واحد منهم زاد الذي يخلُفه في عطائهم عشرة فكانوا يقولون هذا عند ذلك ومن أَمثالهم فلان أَذَلُّ من العَيُرِ فبعضهم يجعله الحمار الأَهلي وبعضهم يجعله الوتد وقول شمر لو كُنْتَ عَيْراً كُنْتَ عَيْرَ مَذَلَّة أَو كُنْتَ عَظْماً كُنْتَ كِسْرَ قَبِيح أَراد بالعَيْر الحمارَ وبِكْسرِ القبيح طرف عظم المِرْفق الذي لا لحم عليه قال ومنه قولهم فلان أَذلُّ من العَيْر وجمع العَيْر أَعْيارٌ وعِيارٌ وعُيورٌ وعُيُورة وعِيَارات ومَعْيوراء اسم للجمع قال الأَزهري المَعْيُورا الحَمِير مقصور وقد يقال المَعْيوراء ممدودة مثل المَعْلوجاء والمَشْيُوخاء والمَأْتوناء يمد ذلك كله ويقصر وفي الحديث إِذا أَرادَ اللهُ بَعْبَدٍ شَرّاً أَمْسَك عليه بذُنوبِه حتى يُوافيه يوم القيامة كأَنه عَيْر العَيْر الحمار الوحشي وقيل أَراد الجبَل الذي بالمدينة اسمه عَيْر شبَّه عِظَم ذنوبه به وفي حديث عليّ لأَنْ أَمْسْح على ظَهْر عَيْر بالفلاة أَي حمارِ وحْشٍ فأَما قول الشاعر أَفي السِّلْم أَعْياراً جَفاءً وغلْظةً وفي الحَرْب أَشباهَ النّساء العَوارك ؟ فإِنه لم يجعلهم أَعْياراً على الحقيقة لأَنه إِنما يخاطب قوماً والقوم لا يكونون أَعياراً وإِنما شبّههم بها في الجفاء والغلظة ونصبه على معنى أَتَلَوّنون وتَنَقّلون مرة كذا ومرة كذا ؟ وأَما قول سيبويه لو مَثَّلْت الأَعْيار في البدل من اللفظ بالفعل لقلت أَتَعَيَّرون إِذا أَوضحت معناه فليس من كلام العرب إِنما أَراد أَن يصوغُ فعلاً أَي بناءَ كَيْفِيَّة البدل من اللفظ بالفعل وقوله لأَنك إِنما تُجْرِيه مُجْرى ما له فعل من لفظه يُدلّك على أَن قوله تَعَيّرون ليس من كلام العرب والعَيرُ العظم الناتئ وسط الكف
( * قوله « وسط الكف » كذا في الأَصل ولعله الكتف وقوله معيرة ومعيرة على الأَصل هما بهذا الضبط في الأَصل وانظره مع قوله على الأَصل فلعل الأَخيرة ومعيرة بفتح الميم وكسر العين ) والجمع أَعْيارٌ وكَتِفٌ مُعَيَّرة ومُعْيَرة على الأَصل ذات عَيْر وعَيْر النصل الناتئ في وسطه قال الراعي فصادَفَ سَهْمُه أَحْجارَ قُفٍّ كَسَرْن العَيْرَ منه والغِرارا وقيل عَيْرُ النَّصل وسطه وقال أَبو حنيفة قال أَبو عمرو نصل مُعْيَر فيه عَيْر والعَيْر من أُذن الإِنسان والفرسِ ما تحت الفَرْع من باطنه كعَيْر السهم وقيل العَيْرانِ مَتْنا أُذُنَى الفرس وفي حديث أَبي هريرة إِذا تَوضَّأْتَ فأَمِرَّ على عِيَار الأُذُنين الماء العِيارُ جمع عَيْرٍ وهو الناتئ المرتفع من الأَذن وكل عظم ناتئ من البدن عَيْرٌ وعَير القدم الناتئ في ظهرها وعَيرُ الوَرقة الخط الناتئ في وسطها كأَنه جُدَيِّر وعَيرُ الصخرة حرفٌ ناتئ فيها خلقة وقيل كل ناتئ في وسط مستو عَيرٌ وعَيْرُ الأُذن الوتد الذي في باطنها والعَيْر ماقيء العين عن ثعلب وقيل العَيْر إِنسانُ العين وقيل لَحْظُها قال تأَبَّطَ شَرّاً ونارٍ قد حَضَأْتُ بُعَيْد وَهْنٍ بدارٍ ما أُرِيدُ بها مُقاما سوى تَحْلِيل راحِلة وعَيْرٍ أُكالِئُه مَخافةَ أَن يَناما وفي المثل جاءَ قَبْلَ عَيْرٍ وما جَرَى أَي قبل لحظة العين قال أَبو طالب العَيْر المِثال الذي في الحدقة يسمى اللُّعْبة قال والذي جرى الطَّرْفُ وجَرْيُه حركته والمعنى قبل أَن يَطْرِف الإِنسانُ وقيل عَيْرُ العين جَفْنُها قال الجوهري يقال فعلت قبل عِيْرٍ وما جرى قال أَبو عبيدة ولا يقال أَفعل وقول الشماخ أَعَدْوَ القِبِصَّى قبل عَيْرٍ وما جَرى ولم تَدْرِ ما خُبْرِي ولم أَدْرِ ما لَها ؟ فسره ثعلب فقال معناه قبل أَن أَنظر إِليك ولا يُتَكلّم بشيء من ذلك في النفي والقِبِصَّى والقِمِصَّى ضَرْبٌ من العَدْو فيه نَزْوٌ وقال اللحياني العَيْرُ هنا الحمار الوحشي ومن قال قبل عائرٍ وما جرى عنى السهم والعَير الوَتد والعَيْر الجَبلُ وقد غلب على جبل بالمدينة والَعيْر السيّد والمَلِك وعَيْرُ القوم سيّدُهم وقوله زعَمُوا أَنّ كلَّ مَن ضَرَبَ العَيْ ر مَوالٍ لنا وأَنَّى الوَلاءُ ؟
( * في معلقة الحرث بن حِلْزة « مُوال لنا وأَنّا الوَلاء » ولا يمكن إِصلاح هذا البيت على ما هو عليه في المعلقة لأَن له شرحاً يناسب روايته هنا لاحقاً )
قيل معناه كلُّ مَن ضرب بِجفنٍ على عَيْرٍ وقيل يعني الوتد أَي من ضرب وتِداً من أَهل العَمَد وقيل يعني إِياداً لأَنهم أَصحاب حَمِير وقيل يعني جبلاً ومنهم من خص فقال جبلاً بالحجاز وأَدخل عليه اللام كأَنه جعله من أَجْبُلٍ كلُّ واحد منها عَيْر وجعل اللام زائدة على قوله ولقد نَهَيْتُك عن بناتِ الأَوْبَرِ إِنما أَراد بنات أَوبر فقال كل من ضربه أَي ضرب فيه وتداً أَو نزله وقيل يعني المُنْذِر بن ماء السماء لِسيادتهِ ويروي الوِلاء بالكسر حكى الأَزهري عن أَبي عمرو بن العلاء قال مات مَنْ كان يحسن تفسير بيت الحرث بن حلزة زعموا أَن كلَّ مَنْ ضَرَب العَيْر ( البيت )
قال أَبو عمر العَيْر هو الناتئ في بُؤْبُؤِ العين ومعناه أَن كل من انْتَبَه من نَوْمِه حتى يدور عَيْرُه جَنى جناية فهو مَوْلًى لنا يقولونه ظلماً وتجَنّياً قال ومنه قولهم أَتيتك قبل عَيْرٍ وما جَرى أَي قبل أَن ينتبه نائم وقال أَحمد بن يحيى في قوله وما جرى أَرادوا وجَرُيه أَرادوا المصدر ويقال ما أَدري أَيّ مَن ضرب العَيْر هو أَي أَيّ الناس هو حكاه يعقوب والعَيْرانِ المَتْنانِ يكتنفان جانبي الصُّلْب والعَيْرُ الطَّبْل وعارَ الفرسُ والكلبُ يَعِير عِياراً ذهب كأَنه مُنْفَلت من صاحبه يتردد ومن أَمثالهم كَلْبٌ عائرٌ خيرٌ مِن كَلْبٍ رابِضٍ فالعائرُ المتردد وبه سمي العَيْرُ لأَنه يَعِير فيتردّد في الفلاة وعارَ الفرسُ إِذا ذهب على وجهه وتباعد عن صاحبه وعارَ الرجلُ في القوم يضربُهم مثل عاث الأَزهري فرسٌ عَيّارٌ إِذا عاثَ وهو الذي يكون نافراً ذاهباً في الأَرض وفرس عَيّار بأَوصالٍ أَي بَعِير ههنا وههنا من نشاطه وفرس عَيّار إِذا نَشِط فرَكِبَ جانباً ثم عدل إِلى جانب آخر من نشاطه وأَنشد أَبو عبيد ولقد رأَيتُ فوارِساً مِن قَوْمِنا غَنَظطُوك غَنْظَ جَرادةِ العَيّارِ قال ابن الأَعرابي في مثل العرب غَنَظُوه غَنْظَ جرادة العيّار قال العَيّار رجل وجرادة فرس قال وغيره يخالفه ويزعم أَن جرادة العيّار جَرادةٌ وُضِعَت بين ضِرْسيه فأَفْلَتت وقيل أَراد بجرادة العَيَّار جرادة وضعها في فيه فأَفْلَتت من فيه قال وغَنَظَه وركَظَعه يَكِظُه وَكْظاً وهي المُواكَظَة والمُواظبة كل ذلك إِذا لازمه وغمَّه بشدة تَقاضٍ وخُصومة وقال لو يُوزَنون عِياراً أَو مُكايَلةً مالُوا بسَلْمَى ولم يَعْدِلهْمُ أَحَدُ وقصيدة عاثرة سائرة والفعل كالفعل د والاسم العِيَارة وفي الحديث أَنه كان يمُرّ بالتمرة العاثِرةِ فما يَمْنعُه من أَخذها إِلاَّ مَخافةُ أَن تكون من الصدقة العائرة الساقطة لا يُعْرَف لها مالك من عارَ الفرسُ إِذا انطلق من مرْبطه مارّاً على وجهه ومنه الحديث مَثقَلُ المُنافِق مَثَلُ الشاةِ العائرة بين غَنَمْينِ أَي المتردّدة بين قَطِيعين لا تَدْري أَيّهما تَتْبَع وفي حديث ابن عمر في الكلب الذي دخل حائِطَه إِنما هو عائرٌ وحديثه الآخر أَنَّ فرساً له عارَ أَي أَفْلَت وذهب على وجهه ورجل عَيّار كثير المجيء والذهاب في الأَرض وربما سمي الأَسد بذلك لتردده ومجيئه وذهابه في طلب الصيد قال أَوس بن حجر لَيْثٌ عليه من البَرْدِيّ هِبْرِية كالمَزبَرانيّ عَيَّارٌ بأَوْصالِ
( * قوله « كالمزبراني إلخ » قال الجوهري في مادة رزب ما نصه ورواه المفضل كالمزبراني عيار بأوصال ذهب إِلى زبرة الأسد فقال له الأَصمعي يا عجباه الشيء يشبه بنفسه وإِنما هو المرزباني ا ه وفي القاموس والمرزبة كمرحلة رياسة الفرس وهو مرزبانهم بضم الزاي )
أَي يذهب بها ويجيء قال ابن بري من رواه عيّار بالراء فمعناه أَنه يذهب بأَوْصال الرِّجال إِلى أَجَمَته ومنه قولهم ما أَدري أَي الجراد عارَِه ويروى عَيَّال وسنذكره في موضعه وأَنشد الجوهري لَمّا رأَيتُ أَبَا عمرو رَزَمْتُ له مِنِّي كما رَزَمَ العَيَّارُ في الغُرُفِ جمع غَرِيف وهو الغابة قال وحكى الفراء رجل عَيَّار إِذا كان كثير التَّطْواف والحركة ذكِيّاً وفرس عَيَّار وعيّال والعَيْرانة من الإِبل الناجية في نشاطه من ذلك وقيل شبّهت بالعَيْرِ في سرعتها ونشاطها وليس ذلك بقوي وفي قصيد كعب عَيْرانة قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عن عُرُضٍ هي الناقة الصلبة تَشْبيهاً بِعَيْر الوحش والأَلف والنون زائدتان ابن الأَعرابي العَيِّرُ الفرس النشيط قال والعرب تمدح بالعَيَّار وتَذُمّ به يقال غلام عَيّار نَشِيط في المعاصي وغلام عَيّار نشيط في طاعة الله تعالى قال الأَزهري والعَيْر جمع عائِر وهو النشيط وهو مدح وذدمٌّ عاورَ البَعِيرُ عَيَراناً إِذا كان في شَوْل فتركها وانطلق نحوَ أُخْرَى يريد القَرْع والعائِرةُ التي تخرج من الإِبل إِلى أُخْرَى ليضربها الفحل وعارَ الأَرض يَعِير أَي ذهب وعارَ الرجلُ في القوم يضربهم بالسيف عَيَراناً ذهب وجاء ولم يقيده الأَزهري بضرب ولا بسيف بل قال عارَ الرجلُ يَعِير عَيَراناً وهو تردّدهُ في ذهابه ومجيئه ومنه قيل كلْبٌ عائِرٌ وعَيّار وهو من ذوات الياء وأَعطاه من المال عائرةَ عينين أَي ما يذهب فيه البصر مرة هنا ومرة هنا وقد تقدم في عور أَيضاً وعيرانُ الجراد وعَوائِرهُ أَوائلُِ الذاهبة المفْترقة في قلة ويقال ما أَدري أَيّ الجراد عارَه أَي ذهب به وأَتْلَفه لا آتَي له في قول الأَكثر
( * هكذا في الأصل ) وقيل يَعِيره ويَعُوره وقول مالك بن زغبة إِذا انتسأوا فَوْتَ الرِّماح أَتَتْهُمُ عوائرُ نَبْلٍ كالجرادِ نُطِيرُها عنى به الذاهبة المتفرقة وأَصله في الجراد فاستعاره قال المؤرج ومن أَمثالهم عَيْرٌ عارَه وَتِدُه عارَه أَي أَهلكه كما يقال لا أَدري أَيّ الجراد عارَه وعِرْث ثوبه ذهبت به وعَيَّر الدينارَ وازَنَ به آخر وعَيَّر الميزان والمكيال وعاوَرَهما وعايَرَهُما وعايَرَ بينهما مُعايَرَة وعِياراً قدَّرَهما ونظر ما بينهما ذكر ذلك أَبو الجراح في باب ما خالفت العامة فيه لغة العرب ويقال فلان يُعايرُ فلاناً ويُكايلُه أَي يُسامِيه ويُفاخِره وقال أَبو زيد يقال هما يتعايبانِ ويَتَعايَران فالتعايُرُ التسابّ والتَعايُب دون التَّعايُرِ إِذا عاب بعضهم بعضاً والمِعْيار من المكاييل ما عُيِّر قال الليث العِيَار ما عايَرْت به المكاييل فالعِيَار صحيح تامٌّ وافٍ تقول عايَرْت به أَي سَوَّيْتُه وهو العِيَار والمِعْيار يقال عايِرُوا ما بين مكاييلكم ومَوازِينكم وهو فاعِلُوا من العِيَار ولا تقل عَيِّروا وعَيَّرْتُ الدنانير وهو أَن تُلْقِي ديناراً ديناراً فتُوازِنَ به ديناراً ديناراً وكذلك عَيَّرْت تْعْييراً إِذا وَزَنْت واحداً واحداً يقال هذا في الكيل والوزن قال الأَزهري فرق الليث بين عايَرْت وعَيَّرْت فجعل عايَرْت في المكيال وعَيَّرْت في الميزان قال والصواب ما ذكرناه في عايَرْت وعَيَّرت فلا يكون عَيَّرْت إِلاَّ من العار والتَّعْيِير وأَنشد الباهلي قول الراجز وإِن أَعارَت حافراً مُعارا وَأْباً حَمَتْ نُسوُرَهُ الأَوْقارا وقال ومعنى أَعارَت رفعت وحوّلت قال ومنه إِعارةُ الثياب والأَدوات واستعار فلانٌ سَهْماً من كِنانته رفعه وحوَّله منها إِلى يده وأَنشد قوله هتَّافة تَحْفِض مَن يُدِيرُها وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرها شَهْباءُ تَروي الرِّيشَ مِن بَصِيرها شهباء مُعْبَلة والهاء في مُسْتَعِيرها لها والبَصِيرة طريقة الدّم والعِيرُ مؤنثة القافلة وقيل العِيرُ الإِبل التي تحمل المِيرَة لا واحد لها من لفظها وفي التنزيل ولَمَّا فَصَلت العِيرُ وروى سلمة عن الفراء أَنه أَنشده قول ابن حلِّزة زعموا أَنَّ كلّ مَن ضَرَبَ العِير بكسر العين قال والعِيرُ الإِبل أَي كلُّ من رَكِب الإِبل مَوالِ لنا أَي العربُ كلهم موالٍ لنا من أَسفل لأَنا أَسَرْنا فيهم قلَنا نِعَمٌ عليهم قال ابن سيده وهذا قول ثعلب والجمع عِيَرات قال سيبويه جمعوه بالأَلف والتاء لمكان التأْنيث وحركوا الياء لمكان الجمع بالتاء وكونه اسماً فأَجمعوا على لغة هذيل لأَنهم يقولون جَوَزات وبَيّضات قال وقد قال بعضهم عِيرات بالإِسكان ولم يُكَسَّر على البناء الذي يُكَسَّر عليه مثله جعلوا التاء عوضاً من ذلك كما فعلوا ذلك في أَشياء كثيرة لأَنهم مما يستغنون بالأَلف والتاء عن التكسير وبعكس ذلك وقال أَبو الهيثم في قوله ولما فَصَلَت العِيرُ كانت حُمُراً قال وقول من قال العِيرُ الإِبلُ خاصّة باطلٌ العِيرُ كلُّ ما امْتِيرَ عليه من الإِبل والحَمِير والبغال فهو عِيرٌ قال وأَنشدني نُصَير لأَبي عمرو السعدي في صفة حَمِير سماها عِبراً أَهكذا لا ثَلَّةٌ ولا لَبَنْ ؟ ولا يُزَكِّين إِذا الدَّيْنُ اطْمَأَنّْ مُفَلْطَحات الرَّوْثِ يأْكُلْن الدِّمَنْ لا بدّ أَن يَخْترْن مِنِّي بين أَنْ يُسَقْنَ عِيراً أَو يُبَعْنَ بالثَّمَنْ قال وقال نصيرٌ الإِبل لا تكون عِيراً حتى يُمْتارَ عليها وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال العيرُ من الإِبل ما كان عليه حملُه أَو لم يكن وفي حديث عثمان أَنه كان يشتري العِيرَ حُكْرة ثم يقول من يُرْبِحُني عُقْلَها ؟ العِيرُ الإِبل بأَحْمالها فِعْلٌ من عارَ يَعير إِذا سار وقيل هي قافلة الحَمِير وكثرت حتى سميت بها كل قافلة فكل قافلة عِيرٌ كأَنها جمع عَيْر وكان قياسها أَن يكون فُعْلاً بالضم كسُقْف في سَقْف إِلاَّ أَنه حوفظ على الياء بالكسرة نحو عِين وفي الحديث أَنهم كانوا يترصّدون عِيَرات قُرَيْش هو جمع عِير يريد إِبلهم ودوابهم التي كانوا يتاجرون عليها وفي حديث ابن عباس أَجاز لها العْيَرات هي جمع عِيرٍ أَيضاً قال سيبويه اجتمعوا فيها على لغة هذيل يعني تحريك الياء والقياس التسكين وقول أَبي النجم وأَتَت النَّمْلُ القُرَى بِعِيرها من حَسَكِ التَّلْع ومن خافورها إِنما استعاره للنمل وأَصله فيما تقدم وفلان عُيَيْرُ وَحْدِه إِذا انفرد بأَمره وهو في الذمِّ كقولك نَسِيج وحده في المدح وقال ثعلب عُيَيْرُ وَحْدِه أَي يأْكل وحده قال الأَزهري فلانٌ عُيَيْرُ وحده وجُحَيْش وَحْدِه وهما اللذان لا يُشاوِران الناس ولا يخالطانهم وفيهما مع ذلك مهانة وضعف وقال الجوهري فلان عُيَيْرُ وَحْدِه وهو المعجب برأْيه وإِن شئت كسرت أَوله مثل شُيَيْخٍ وشِيَيْخٍ ولا تقل عُوَير ولا شُوَيخ والعارُ السُّبّة والعيب وقيل هو كل شيء يلزم به سُبّة أَو عيب والجمع أَعْيارٌ ويقال فلان ظاهرُ الأَعْيارِ أَي ظاهر العيوب قال الراعي ونَبَتَّ شَرَّ بَني تميم مَنْصِباً دَنِسَ المُروءَةِ ظاهرَ الأَعْيارِ كأَنه مما يُعَيَّر به والفعل منه التَّعْيير ومن هذا قيل هم يَتَعَيَّرون من جيرانِهم الماعونَ والأَمتعة قال الأَزهري وكلام العرب يَتَعَوَّرون بالواو وقد عيّره الأَمرَ قال النابغة وعَيَّرَتْني بنو ذُبْيانَ خَشيَتَه وهل عليّ بأَنْ أَخْشاكَ مِن عار ؟ وتعايرَ القومُ عَيَّر بعضُهم بعضاً والعامة تقول عيّره بكذا والمَعايرُ المعايب يقال عارَه إِذا عابَه قالت ليلى الأَخيلية لعَمْرُك ما بالموت عارٌ على امرئٍ إِذا لم تُصِبْه في الحياة المَعايرُ وتعايرَ القومُ تعايَبُوا والعارِيَّة المَنيحة ذهب بعضهم إِلى أَنها مِن العارِ وهو قُوَيل ضعيف وإِنما غرّهم منه قولهم يَتَعَيَّرون العَواريِّ وليس على وضعه إِنما هي مُعاقبة من الواو إِلى الياء وقال الليث سميت العاريّة عاريَّةً لأَنها عارٌ على من طلبها وفي الحديث أَن امرأَة مخزومية كانت تَسْتَعِير المتاعَ وتَجْحَده فأَمر بها فقُطعَت يدُها الاستعارةُ من العاريّة وهي معروفة قال ابن الأَثير وذهب عامة أَهل العلم إِلى أَن المُسْتَعِير إِذا جحد العاريَّة لا يُقْطَع لأَنه جاحد خائن وليس بسارق والخائن والجاحد لا قطع عليه نصّاً وإِجماعاً وذهب إِسحق إِلى القول بظاهر هذا الحديث وقال أَحمد لا أَعلم شيئاً يدفعه قال الخطابي وهو حديث مختصرُ اللفظ والسياقِ وإِنما قُطِعَت المخزومية لأَنها سَرَقت وذلك بََيِّنٌ في رواية عائشة لهذا الحديث ورواه مسعود بن الأَسود فذكر أَنها سرقت قَطِيفة من بيت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وإِنما ذكرت الاستعارة والجحد في هذه القصة تعريفاً لها بخاصّ صفتها إِذ كانت الاستعارة والجحد معروفة بها ومن عادتها كما عُرِّفت بأَنها مخزوميَّة إِلاَّ أَنها لما استمر بها هذا الصنيع ترقَّت إِلى السرقة واجترأَت عليها فأَمر بها فقطعت والمُسْتَعِير السَّمِين من الخيل والمُعارُ المُسَمَّن يقال أَعَرْت الفرس أَسْمنْتُه قال أَعِيرُوا خَيْلَكم ثم ارْكُضوها أَحَقُّ الخيل بالرَّكْضِ المُعارُ ومنهم من قال المُعار المنتوف الذنب وقال قوم المُعار المُضَمَّر المُقَدَّح وقيل المُضَمَّر المُعار لأَن طريقة متنه نتأَت فصار لها عيرٌ ناتئ وقال ابن الأَعرابي وحده هو من العاريَّة وذكره ابن بري أَيضاً وقال لأَن المُعارَ يُهان بالابتذال ولا يُشْفَق عليه شفقة صاحبه وقيل في قوله أَعيروا خيلكم ثم اركبوها إِن معنى أَعيروها أَي ضَمِّروها بترديدها من عارَ يَعير إِذا ذهب وجاء وقد روي المِعار بكسر الميم والناس رَوَوْه المُعار قال والمِعارُ الذي يَحِيد عن الطريق براكبه كما يقال حادَ عن الطريق قال الأَزهري مِفْعَل من عارَ يَعِير كأَنه في الأَصل مِعْيَر فقيل مِعار قال الجوهري وعارَ الفَرَسُ أَي انفَلَت وذهب ههنا وههنا من المَرَح وأَعارَه صاحبُه فهو مُعَار ومنه قول الطِّرمَّاح وجَدْنا في كتاب بني تميمٍ أَحَقُّ الخيل بالرَّكْضِ المُعارُ قال والناسُ يَرَوْنه المُعار من العارِيَّة وهو خَطَأ قال ابن بري وهذا البيت يُروى لِبشْر بن أَبي خازِم وعَيْرُ السَّراة طائر كهيئة الحمامة قصير الرجلين مُسَرْوَلُهما أَصفر الرِّجلين والمِنقار أَكحل العينين صافي اللَّوْن إِلى الخُضْرة أَصفر البطن وما تحت جناحيه وباطن ذنبه كأَنه بُرْدٌ وشِّيَ ويُجمَع عُيُورَ السَّراةِ والسَّراةُ موضع بناحية الطائف ويزعمون أَن هذا الطائر يأْكل ثلثمائة تِينةٍ من حين تطلعُ من الوَرقِ صِغاراً وكذلك العِنَب والعَيْرُ اسم رجُل كان له وادٍ مُخْصِب وقيل هو اسم موضع خَصيب غيَّره الدهرُ فأَقفر فكانت العرب تستوحشه وتضرب به المَثَل في البلَد الوَحْش وقيل هو اسم وادٍ قال امرؤ القيس ووادٍ كجَوْف العَيْرِ قَفْرٍ مَضِلَّةٍ قطعتُ بِسَامٍ ساهِمِ الوَجْهِ حَسَّانِ قال الأَزهري قوله كجَوْف العَيرِ أَي كوادي العَيرِ وكلُّ وادٍ عند العرب جوفٌ ويقال للموضع الذي لا خيرَ فيه هو كجوف عَيرٍ لأَنه لا شيء في جَوْفه يُنتفع به ويقال أَصله قولهم أَخلى من جَوْف حِمار وفي حديث أَبي سفيان قال رجل أُغْتال محمداً ثم آخُذُ في عَيْرٍ عَدْوي أَي أَمْضي فيه وأَجعلُه طريقي وأَهْرب حكى ذلك ابن الأَثير عن أَبي موسى وعَيْرٌ اسم جَبلَ قال الراعي بِأَعْلام موَرْكُوزٍ فَعَيْرٍ فَعُزَّبٍ مَغَانِيَ أُمِّ الوَبْرِ إِذْ هِيَ ما هِيَا وفي الحديث أَنه حَرَّم ما بين عَيْرٍ إِلى ثَوْرٍ هما جبلان وقال ابن الأَثير جبلان بالمدينة وقيل ثَوْرٌ بمكة قال ولعلّ الحديث ما بين عَيْرٍ إِلى أُحُد وقيل بمكة أَيضاً جبل يقال له عَيْرٌ وابْنَةُ مِعْيَرٍ الداهية وبنَاتُ مِعْيَرٍ الدواهي يقال لقيت منه ابْنَةَ مِعْيَرٍ يُريدون الداهية والشدّة وتِعَارٌ بكسر التاء اسم جبَل قال بِشْر يصف ظُعْناً ارتحلن من منازلهن فشبّههنَّ في هَوَادِجِهِن بالظِّباء في أَكْنِسَتِها وليل ما أَتَيْنَ عَلى أَرُومٍ وَشابَة عن شمائِلها تِعارُ كأَنَّ ظِباءَ أَسْنِمَة عليها كَوانِس قالِصاً عنها المَغَارُ المَغارُ أَماكن الظِّباء وهي كُنُسها وشابَة وتِعار جبَلان في بِلاد قيس وأَرُوم وشابة موضعان

غبر
غَبَرَ الشيءُ يَغْبُر غُبوراً مكث وذهب وغَبَرَ الشيءُ يَغْبُر أَي بقي والغابِرُ الباقي والغابِرُ الماضي وهو من الأَضداد قال الليث وقد يَجِيء الغابِرُ في النعت كالماضي ورجل غابِرٌ وقوم غُبَّرٌ غابِرون والغابِرُ من الليل ما بقي منه وغُبْرُ كل شيء بقيَّته والجمع أَغبارٌ وهو الغُبَّرُ أَيضاً وقد غلب ذلك على بقيّة اللبن في الضرع وعلى بقيَّة دَمِ الحيض قال ابن حِلِّزة لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبارِها إِنَّك لا تَدْرِي مَنِ الناتِجُ ويقال بها غُبَّرٌ من لَبَنٍ أَي بالناقة وغُبَّرُ الحَيْض بقاياه قال أَبو كبير الهذلي واسمه عامر ابن الحُلَيس ومُبَرَّإِ من كل غُبَّرِ حَيْضةٍ وفَسادِ مُرْضِعَة وداءٍ مُغْيِلِ قوله ومُبَرَّإِ معطوف على قوله ولقد سَرَيْتُ على الظلامِ بمِغْشَم وغُبَّرُ المرَض بقاياه وكذلك غُبْرُ الليل وغُبْرُ الليل آخره وغُبْرُ الليل بقاياه واحدها غُبْرٌ
( * قوله « وغبر الليل بقاياه واحدها غبر » كذا بضبط الأصل ) وفي حديث معاوية بِفِنائه أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ غُبْرٌ أَي قليل وغُبْرُ اللبَن بقيَّته وما غَبَرَ منه وقوله في الحديث إِنه كان يَحْدُر فيما غَبَرَ من السُّورة أَي يُسرِع في قِراءتها قال الأَزهري يحتمل الغابِرُ هنا الوجهين يعني الماضي والباقي فإِنه من الأَضداد قال والمعروف الكثير أَن الغابِرَ الباقي قال وقال غير واحد من الأَئمة إِنه يكون بمعنى الماضي ومنه الحديث أَنه اعتكَفَ العَشْر الغوابِرَ من شهر رمضان أَي البواقى جمعُ غابِرٍ وفي حديث ابن عمر سُئِل عن جُنُب اغترف بكُوز من حُبّ فأَصابت يدُه الماء فقال غابرُه نَجِسٌ أَي باقيهِ وفي الحديث فلم يَبْقَ إِلا غُبَّرات من أَهل الكتاب وفي رواية غُبَّرُ أَهل الكتاب الغُبَّر جمع غابِر والغُبَّرات جمع غُبَّرٍ وفي حديث عَمرو بن العاص ما تأَبَّطَتْني الإِماءُ ولا حَمَلَتْني البغايا في غُبَّرات المآلي أَراد أَنه لم تتولَّ الإِماء تربيتَه والمآلي خِرَقُ الحيض أَي في بَقاياها وتَغَبَّرْتُ من المرأَة ولداً وتَزَوَّج رجل من العرب امرأَة قد أَسنَّت فقيل له في ذلك فقال لعلِّي أَتَغبَّر منها ولداً فولدتْ له غُبَرَ مِثالُ عُمَر وعو غُبَرُ بنَ غَنْم بن يَشْكُر ابن بَكْر بن وائل وناقة مِغْبار تَغْزُرُ بعدما تَغْزُرُ اللَّواتِي يُنْتَجْن معها ونَعت أَعرابي ناقةً فقال إِنَّها مِعْشارٌ مِشْكار مِغْبارٌ فالمِغْبار ما ذكرناه آنفاً والمِشْكار الغَزيرة على قِلَّة الحَظِّ من المَرْعى والمِعشَار تقدم ذكره ابن الأَنباري الغابِرُ الباقي في الأَشْهَر عندهم قال وقد يقال للماضي غابِرٌ قال الأَعشى في الغابِرِ بمعنى الماضي عَضَّ بِما أَبْقى المَواسي له من أُمِّه في الزَّمَن الغابِرِ أَراد الماضي قال الأَزهري والعروف في كلام العرب أَن الغابِرَ الباقي قال أَبو عبيد الغُبَّرات البَقايا واحدها غابِرٌ ثم يجمع غُبَّراً ثم غُبَّرات جمع الجمع وقال غير واحد من أَئمة اللغة إِن الغابرَ يكون بمعنى الماضي وداهية الغَبَرِ بالتحريك داهية عظيمة لا يُهتدى لِمِثْلها قال الحرْمازي يمدح المنذِرَ بنَ الجارُودِ أَنت لها مُنْذِرُ من بين البَشَرْ داهِيَةُ الدَّهْرِ وصَمَّاء الغَبَرْ يريد يا منذر وقيل داهية الغَبَرِ الذي يعانِدُك ثم يرجع إِلى قولك وحكى أَبو زيد ما غَبَّرْت إِلا لِطَلَب المِراء قال أَبو عبيد من أَمثالهم في الدَّهاءِ والإِرْب إِنه لداهية الغَبَر ومعنى شعر المنذر يقول إِن ذُكِرتْ يقولون لا تسمعوها فإِنها عظيمة وأَنشد قد أَزِمَتْ إِن لم تُغَبَّرْ بِغَبَرْ قال هو من قولهم جُرْح غَبِرٌ وداهية الغَبَر بليّة لا تكاد تذهب وقول الشاعر وعاصِماً سلّمه من الغدَرْ من بعد إِرْهان بصَمَّاء الغَبَرْ قال أَبو الهيثم يقول أَنجاه من الهلاك بعد إِشراف عليه وإِرْهانُ الشيء إِثباتُه وإِدامتُه والغَبَرُ البقاء والغَبَرُ بغير هاء التُّراب عن كراع والغَبَرةُ والغُبار الرَّهَجُ وقيل الغَبَرةُ تردُّد الرَّهَجِ فإِذا نار سُمّي غُباراً والغُبْرة الغُبار أَيضاً أَنشد ابن الأَعرابي بِعَيْنَيَّ لم تَسْتأْنسا يومَ غُبْرَةٍ ولم تَرِدا أَرضَ العِراق فَتَرْمَدَا وقوله أَنشده ثعلب فَرَّجْت هاتيك الغُبَرْ عنا وقد صابت بقُرْ قال ابن سيده لم يفسره قال وعندي أَنه عَنَى غُبَر الجَدْب لأَن الأَرض تَغْبَرُّ إِذا أَجْدَبَتْ قال وعندي أَن غُبَر ههنا موضع وفي الحديث لو تعلمون ما يكون في هذه الأُمَّة من الجوع الأَغْبَرِ والمَوْت الأَحْمر قال ابن الأَثير هذا من أَحسن الاستِعارات لأَن الجوع أَبداً يكون في السنين المُجدبة وسِنُو الجَدْب تُسمَّى غُبْراً لاغْبرار آفاقها من قلَّة الأَمطار وأَرَضِيها من عَدَم النبات والاخْضِرار والموتُ الأَحمرُ الشديد كأَنه موتٌ بالقَتْل وإِراقة الدماء ومنه حديث عبدِ الله بن الصامت يُخَرّب البَصْرةَ الجُوعُ الأَغْبَر والموت الأَحْمَرُ هو من ذلك واغْبَرَّ اليوم اشتدَّ غُباره عن أَبي عليّ وأَغْبَرْتُ أَثَرْت الغُبار وكذلك غَبَّرْت تَغْبِيراً وطَلَب فلاناً فما شَقَّ غُبَارَه أَي لم يُدْرِكه وغَبَّرَ الشيءَ لَطَّخَه بالغُبارِ وتَغَبَّر تلطَّخ به واغبَرَّ الشيءُ عَلاه الغُبار والغَبْرةُ لطخُ الغُبار والغُبْرَة لَوْنُ الغُبار وقد غَبِرَ واغْبَرَّ اغْبِرَاراً وهو أَغْبَرُ والغُبْرة اغْبِرار اللوْن يَغْبَرُّ للهمِّ ونحوه وقوله عز وجل ووجوهٌ يومئذ عليها غَبَرة تَرْهَقُها قَتَرة قال وقول العامة غُبْرة خطأ والغُبْرة لون الأَغْبر وهو شبيه بالغُبار والأَغْبر الذئب للونه التهذيب والمُغَبِّرة قوم يُغَبِّرون بذكر الله تعالى بدعاء وتضرّع كما قال عبادك المُغَبِّره رُشَّ علينا المَغفِرَه قال الأَزهري وقد سَمَّوْا يُطَرِّبون فيه من الشِّعْر في ذكر الله تَغْبيراً كأَنهم تنَاشَدُوهُ بالأَلحان طَرَّبوا فَرَقَّصوا وأَرْهَجوا فسُمّوا مُغَبِّرة لهذا المعنى قال الأَزهري وروينا عن الشافعي رضي الله عنه أَنه قال أَرى الزَّنادِقة وَضَعوا هذا التَّغْبِير ليَصُدّوا عن ذكر الله وقراءة القرآن وقال الزجاج سُمّوا مُغَبِّرين لتزهيدهم الناس في الفانية وهي الدنيا وترغيبهم في الآخرة الباقية والمِغْبار من النخل التي يعلوها الغُبار عن أَبي حنيفة والغَبْراء الأَرض لغُبْرة لونها أَو لما فيها من الغُبار وفي حديث أَبي هريرة بَيْنا رجُل في مفازة غَبْراء هي التي لا يهتدى للخروج منها وجاء على غَبْراء الظهر وغُبَيراء الظهر يعني الأَرض وتركه على غُبَيراء الظهر أَي ليس له شيء التهذيب يقال جاء فلان على غُبَيراء الظهر ورجع عَوْده على بَدْئه ورجع على أَدْراجه ورَجَع دَرَجَه الأَوَّل ونكَص على عَقِبَيْه كل ذلك إِذا رجع ولم يصِب شيئاً وقال ابن أَحمر إِذا رجع ولم يقدر على حاجته قيل جاء على غُبَيراء الظهر كأَنه رجع وعلى ظهره غُبار الأَرض وقال زيد بن كُثْوة يقال تركته على غُبَيراء الظهر إِذا خاصَمْت رجلاً فَخَصَمته في كل شيء وغلبته على ما في يديه والوَطْأَة الغَبْراء الجديدة وقيل الدارسة وهو مثل الوَطأَة السَّوداء والغَبراء الأَرض في قوله صلى الله عليه وسلم ما أَظلَّت الخَضراء ولا أَقلَّت الغَبْراء ذا لَهْجة أَصْدَقَ من أَبي ذرّ قال ابن الأَثير الخَضراء السماء والغَبْراء الأَرض أَراد أَنه مُتَناهٍ في الصِّدق إِلى الغاية فجاء به على اتِّساع الكلام والمجاز وعِزٌّ أَغْبر ذاهبٌ دارِس قال المخبَّل السعدي فأَنْزَلَهم دارَ الضَّياع فأَصْبَحوا على مَقْعَدٍ من مَوْطِن العِزِّ أَغْبَرا وسَنة غبراء جَدْبة وبَنُو غَبْراء الفقراء وقيل الغُرَباء وقيل الصَّعالِيك وقيل هم القوم يجتمعون للشراب من غير تعارُف قال طرفَة رأَيتُ بني غَبْراء لا ينكرونني ولا أَهلُ هَذاك الطِّراف المُمَدَّد وقيل هم الذين يَتناهَدون في الأَسفار الجوهري وبَنُو غَبْراء الذين في شِعْر طرفة المَحَاويج ولم يذكر الجوهري البيت وذكره ابن بري وغيره وهو رأَيت بني غَبْراء لا ينكرونني قال ابن بري وإِنما سمى الفقراء بني غَبْراء للُصوقهم بالتُّراب كما قيل لهم المُدْقِعُون للصوقهم بالدَّقْعاء وهي الأَرض كأَنهم لا حائل بينهم وبينها وقوله ولا أَهلُ مرفوع بالعطف على الفاعل المضمَر في يُنكرونني ولم يحتج إِلى تأْكيد لطول الكلام بلا النافية ومثله قوله سبحانَه وتعالى ما أَشْرَكنا ولا آباؤُنا والطراف خِباءٌ من أَدَم تتخذه الأَغنياء يقول إِن الفقراء يعرفونني بإِعطائي وبِرّي والأَغنياء يعرفونني بفَضْلي وجَلالة قَدْرِي وفي حديث أُوَيْس أَكون في غُبَّر الناس أَحبُّ إِليَّ وفي رواية في غَبْراء الناس بالمدّ فالأَوّل في غُبَّر الناس أَي أَكون مع المتأَخرين لا المتقدِّمين المشهورين وهو من الغابِرِ الباقي والثاني في غَبْراء الناس بالمدّ أَي في فقرائهم ومنه قيل للمَحاويج بَنُو غَبْراء كأَنهم نُسبوا إِلى الأَرض والتراب وقال الشاعر وبَنُو غَبْراء فيها يَتعاطَون الصِّحافا يعني الشُّرْب والغَبْراء اسم فرس قيس بن زهير العَبسي والغَبْراء أُنثى الحَجَل والغَبْراء والغُبَيْراء نَباتٌ سُهْلِيٌّ وقيل الغَبْراء شجرته والغُبَيْراء ثمرته وهي فاكهة وقيل الغُبَيْراء شجرته والغَبْراء ثمرته بقلب ذلك الواحد والجمع فيه سواء وأَما هذا الثمر الذي يقال له الغُبَيْراء فدخيل في كلام العرب قال أَبو حنيفة الغُبَيْراء شجرة معروفة سميت غُبَيْراء للون وَرَقِها وثمرتها إِذا بدت ثم تحمر حُمْرة شديدة قال وليس هذا الاشتقاق بمعروف قال ويقال لثمرتها الغُبَيراء قال ولا تذكر إِلا مصغّرة والغُبَيراء السُّكُرْكَةُ وهو شراب يعمل من الذرة يتخذه الحَبَشُ وهو يُسْكِر وفي الحديث إِياكم والغُبَيراءَ فإِنها خمر العالم وقال ثعلب هي خمر تُعْمَل من الغُبَيراء هذا الثمر المعروف أَي هي مثل الخمر التي يتعارفها جميع الناس لا فضل بينهما في التحريم والغَبْراء من الأَرض الخَمِرُ والغَبْراء والغَبَرة أَرض كثيرة الشجر والغِبْرُ الحِقْد كالغِمْر وغَبِرَ العِرْق غَبَراً فهو غَبِرٌ انتقض ويقال أَصابه غَبَرٌ في عِرْقِه أَي لا يكاد يبرأُ قال الشاعر فهو لا يَبْرأُ ما في صَدْرِه مثل ما لا يَبْرأُ العِرْقُ الغَبِرْ بكسر الباء وغَبِرَ الجُرْح بالكسر يَغْبَر غَبَراً إِذا انْدَمَل على فساد ثم انتقض بعد البُرْء ومنه سمي العرْق الغَبِر لأَنه لا يزال ينتقض والناسور بالعربية هو العِرْق الغَبِر قال والغَبَرُ أَن يَبْرأَ ظاهرُ الجرح وباطنه دَوٍ وقال الأَصمعي في قوله وقَلِّبي مَنْسِمَك المُغْبَرَّا قال الغَبَرُ داء في باطن خف البعير وقال المفضل هو من الغُبْرة وقيل الغَبَرُ فساد الجرح أَنَّى كان أَنشد ثعلب أَعْيَا على الآسِي بَعِيداً غَبَرُهْ قال معناه بعيداً فسادُه يعني أَن فساده إِنما هو في قعره وما غَمَضَ من جوانبه فهو لذلك بعيد لا قريب وأَغْبَر في طلب الشيء انكمش وجَدّ في طلبه وأَغْبَرَ الرجل في طلب الحاجة إِذا جدّ في طلبها عن ابن السكيت وفي حديث مجاشع فخرجوا مُغْبِرين هم ودَوابُّهم المُغْبِرُ الطالب للشيء المنكمش فيه كأَنه لحرصه وسرعته يُثِير الغُبار ومنه حديث الحرث بن أَبي مصعب قدم رجل من أَهل المدينة فرأَيته مُغْبِراً في جَِهازه وأَغْبَرت علينا السماءُ جَدَّ وَقْعُ مطرها واشتد والغُبْرانُ بُسْرتان أَو ثلاث في قِمْع واحد ولا جمع للغُبْران من لفظه أَبو عبيد الغُبْرانُ رُطَبتان في قمْع واحد مثل الصِّنْوانِ نخلتان في أَصل واحد قال والجمع غَبارِين وقال أَبو حنيفة الغُبْرانة بالهاء بَلَحات يخرجن في قمع واحد ويقال لَهِّجوا ضَيْفَكم وغَبِّروه بمعنى واحد والغَبِير ضرب من التمر والغُبْرورُ عُصَيْفِير أَغْبَر والمُغْبور بضم الميم عن كراع لغة في المُغْثور والثاء أَعلى

غثر
الغَثَرة والغَثْراء الجماعة المختلطة وكذلك الغَيْثرة أَبو زيد الغَيْثَرة الجماعة من الناس المختلطون من الناس الغَوْغاء والغَثْراء والغُثْر سَفِلة الناس الواحد أَغْثَر مثل أَحْمَر وحُمْر وأَسْوَدَ وسُود وفي الحديث رَعاع غَثرة هكذا يروى قيل وأَصله غَيْثرة حذفت منه الياء وقيل في حديث عثمان رضي الله عنه حين دخل عليه القومُ ليَقْتُلوه فقال إِن هؤلاء رَعْاعٌ غَثَرة أَي جُهَّال قال ابن الأَثير وهو من الأَغْثَر الأَغْبَر وقيل للأَحمق الجاهل أَغْثَر استعارةً وتشبيهاً بالضبع الغَثْراء للونها قال والواحد غاثِر وقال القتيبي لم أَسمع غاثِراً وإِنما يقال رجل أَغْثَر إِذا كان جاهلاً قال والأَجود في غَثَرة أَن يقال هو جمع غاثِرٍ مثل كافرٍ وكَفَرة وقيل هو جمع أَغْثَر فجُمِعَ جمْع فاعِل كما قالوا أَعْزَل وعُزَّل فجاءَ مثل شاهدٍ وشُهَّد وقياسه أَن يقال فيه أَعْزَل وعُزْل وأَغْثَر وغُثْر فلولا حملهما على معنى فاعل لم يجمعا على غَثَرة وعُزَّل قال وشاهد عُزَّل قول الأَعشى غيرِ مِيلٍ ولا عَواوِير في الهَيْ جا ولا عُزَّلٍ ولا أَكْفال وفي حديث أَبي ذر أُحِبُّ الإِسلامَ وأَهلَه وأُحِبّ الغَثْراءَ أَي عامّة الناس وجماعتهم وأَراد بالمحبة المُناصَحةَ لهم والشفقة عليهم وفي حديث أُويس أَكون في غَثْراء الناس هكذا جاء في رواية أَي في العامّة المجهولين وقيل هم الجماعة المختلطة من قبائل شتى وقولهم كانت بين القوم غَيْثرة شديدة قال ابن الأَعرابي هي مُداوَسة القوم بعضهم بعضاً في القتال قال الأَصمعي تركت القوم في غَيْثَرة وغَيْثَمةٍ أَي في قتال واضطراب والأَغْثَر الذي فيه غُبْرة والأَغْثَر قريب من الأَغْبَر ويسمى الطُّحْلُبُ الأَغْثَرَ والغُثْرةُ غُبْرة إِلى خضرة وقيل الغُثْرة شبيهة بالغُبْشة يخلطها حمرة وقيل هي الغُبْرة الذكر أَغْثَر والأُنثى غَثْراء قال عمارة حتى اكْتَسَيْتُ مِنَ المَشيبِ عِمامةً غَثْراء أُعْفِرَ لَوْنُها بخِضاب والغَثْراءُ وغَثَارِ معرفة الضبع كلتاهما لِلَوْنها قال ابن الأَعرابي الضبع فيها شُكْلة وغُثْرة أَي لونان من سواد وصفرة سَمْجة وذئب أَغْثَر كذلك ابن الأَعرابي الذئب فيه غُبْرة وطُلْسة وغُثْرة وكَبْش أَغْثَر ليس بأَحْمر ولا أَسود ولا أَبيض وفي حديث لقيامة يُؤتى بالموت كأَنه كبش أَغْثَر قال هو الكَدِر اللون كالأَغْبَر والأَرْبَدِ والأَغْثَر والغَثْراء من الأَكْسِية والقطائف ونحوهما ما كثر صوفه وزِئْبِرُه وبه شبِّه الغَلْفَق فوق الماء قال الشاعر عَباءة غَثراء مِنْ أَجَن طالي أَي من ماء ذي أَجَنٍ عليه طلوة عَلَتْه والأَغْثَر طائر ملتبس الريش طويل العنق في لونه غُبْرة وهو من طير الماء ورجل أَغْثَر أَحمق والغُنْثَر الثقيل الوَخِم نونه زائدة ومنه قول أَبي بكر الصديق رضي الله عنه لابنه عبد الرحمن رضي الله عنه يا غُنْثَر وأَصابَ القومُ من دُنياهم غَثَرة أَي كثرة وعليه غَثَرةٌ من مال أَي قطعة والمَغاثِيرُ لغة في المَغافِير والمُغثور لغة في المُغْفور وأَغْثَر الرِّمْثُ وأَغْفَرَ إِذا سال منه صمغ حلو ويقال له المُغْثور والمِغْثَر وجمعه المَغاثِير والمغافير يؤكل وربما سال لثَاه على الثَّرى مثل الدِّبس وله ريح كريهة وقال يعقوب هو شيء يَنْضَحُه الثُّمام والرِّمْثُ والعُرْفُط والعُشَر حُلْوٌ كالعسل واحدها مُغٌثور ومِغْثار ومِغْثَر الأَخيرة عن يعقوب وحده وخرج الناس يَتَمَغْثَرُون مثل يَتَمَغْفَرون أَي يَجْتَنُون المَغافِيرَ

غثمر
المُغَثْمَر الثوب الخَشِن الرديء النسج قال الراجز عَمْداً كَسَوْتُ مُرْهِباً مُغَثْمَرا ولو أَشاءُ حِكْتُه مُحَبَّرا يقول أَلبسته المُغَثْمَر لأَدفع به عنه العين ومُرهِب اسم ولده وغَثْمَر الرجلُ ماله أَفسده وقال أَبو زيد إِنه لَنَبْتٌ مُغَثْمَرٌ ومُغَذْرَم ومَغْثُوم أَي مُخَلَّط ليس بجيد ابن السكيت طعام مُغَثْمَرٌ إِذا كان بقشره لم يُنَقَّ ولم يُنْخَل وقال الليث المُغَثْمِر الذي يَحْطِم الحقوقَ ويتهَضَّمها وأَنشد ومُغَثْمِر لحقُوقِها هضّامها ورواه أَبو عبيد ومُغَذْمِر

غدر
ابن سيده الغَدْرُ ضدُّ الوفاء بالعهد وقال غيره الغَدْرُ ترك الوفاء غدَرَهُ وغَدَر به يَغْدِرُ غَدْراً تقول غَدَرَ إِذا نقض العهد ورجل غادِرٌ وغَدَّارٌ وغِدِّيرٌ وغَدُور وكذلك الأُنثى بغير هاء وغُدَرُ وأَكثر ما يستعمل هذا في النداء في الشتم يقال يا غُدَرُ وفي الحديث يا غُدَرُ أَلَسْتُ أَسْعَى في غَدْرَتكففقال في الجمع يالَ غُدَر وفي حديث الحديبية قال عروة بن مسعود للمُغِيرة يا غُدَرُ وهل غَسَلْتَ غَدْرَتك إِلا بالأَمس ؟ قال ابن الأًثير غُدَر معدول عن غادِر للمبالغة ويقال للذكر غُدَر والأُنثى غَدارِ كقَطامِ وهما مختصّان بالنداء في الغالب ومنه حديث عائشة قالت للقاسم اجْلِسْ غُدَرُ أَي يا غُدَرُ فحذفت حرفَ النداء ومنه حديث عاتكة يا لَغُدَر يا لَفُجَر قال ابن سيده قال بعضهم يقال للرجل يا غُدَر ويا مَغْدَر ويا مَغْدِر ويا ابن مَغْدِر ومَغْدَر والأُنثى يا غَدارِ لا يستعمل إِلا في النداء وامرأَة غَدّار وغدّارة قال ولا تقول العرب هذا رجل غُدَر لأَن الغُدَر في حال المعرفة عندهم وقال شمر رجل غُدَرٌ أَي غادِرٌ ورجل نُصَرٌ أَي ناصرٌ ورجل لُكَعٌ أَي لَئيم قال الأَزهري نَوَّنها كلها خلاف ما قال الليث وهو الصواب إِنما يترك صَرْف باب فُعَل إِذا كان اسماً معرفة مثل عُمَر وزُفَر وفي الحديث بين يَدَي الساعة سِنونَ غدّارةٌ يَكثُر المطرُ ويَقِلّ النبات هي فَعّالة من الغَدْر أَي تُطْمِعُهم في الخِصْب بالمطر ثم تُخْلِف فجعل ذلك غَدْراً منها وفي الحديث أَنه مر بأَرض يقال لها غَدِرة فسماها خَضِرة كأَنها كانت لا تسمح بالنبات أَو تنبت ثم تُسْرِع إِليه الآفةُ فشبِّهَت بالغادر لأَنه لا يَفِي وقد تكرر ذكر الغَدْرِ على اختلاف تصرُّفه في الحديث وغدرَ الرجلُ غَدْراً وغَدَراناً عن اللحياني قال ابن سيده ولست منه على ثقة وقالوا الئذب غادرٌ أَي لا عهد له كما قالوا الذِّئب فاجر والمغادَرة الترك وأَغْدَرَ الشيءَ تركه وبقّاه حكى اللحياني أَعانني فُلانٌ فأَغْدَرَ له ذلك في قلبي مَوَدَّةً أَي أَبْقاها والغُدرَة ما أُغْدِرَ من شيء وهي الغُدَارة قال الأَفْوه في مُضَرَ الحَمْراء لم يَتَّركْ غُدَارةً غير النِّساء الجُلوس وعلى بني فلان غَدَرةٌ من الصدقَة وغَدَرٌ أَي بقيّة وأَلْقَت الناقةُ غَدَرَها أَي ما أَغْدَرَتْه رَحِمُها من الدم والأَذى ابن السكيت وأَلقتِ الشاة غُدُورَها وهي بقايا وأَقذاءٌ تبقى في الرحم تلقيها بعد الولادة وقال أَبو منصور واحدة الغِدَر غِدْرة ويجمع غِدَاراً وغِدَرات وروى بيت الأعشى لها غِدَرات واللواحِقُ تَلْحَق وبه غادِرٌ من مرض وغابِرٌ أَي بقية وغادَرَ الشيء مُغَادَرة وغِداراً وأَغْدَرَه تركه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال ليتني غُودِرْت مع أَصحاب نُحْصِ الجبل قال أَبو عبيد معناه يا ليتني اسْتُشْهدْتُ معهم النُّحْص أَصل الجبل وسَفْحُه وأَراد بأَصحاب النُّحْصِ قَتْلى أُحُد وغيرهم من الشهداء وفي حديث بدر فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أَصحابه حتى بلغ قَرْقَرةَ الكُدْر فأَغْدَرُوه أَي تركوه وخلَّفوه وهو موضع وفي حديث عمر وذكر حسن سياستِه فقال ولولا ذلك لأَغْدَرْتُ بعضَ ما أَسُوق أَي خَلَّفْت شَبَّه نَفْسَه بالراعي ورَعِيَّتَه بالسَّرْح وروي لغَدَّرْت أَي لأَلْقَيْتُ الناس في الغَدَر وهو مكان كثير الحجارة وفي التنزيل العزيز لا يُغادِرُ صغيرة ولا كَبيرة أَي لا يترك وغادَرَ وأَغْدَرَ بمعنى واحدٍ والغَدِير القطعة من الماء يُغادِرُها السيل أَي يتركها قال ابن سيده هذا قول أَبي عبيد فهو إِذاً فَعِيل في معنى مفعول على اطِّراح الزائد وقد قيل إِنه من الغَدْر لأَنه يَخُونُ وُرَّادَه فيَنْضُب عنهم ويَغْدر بأَهله فينقطع عند شدة الحاجة إِليه ويقوّي ذلك قول الكميت ومِنْ غَدْره نَبَزَ الأَوّلون بأَنْ لَقَّبوه الغَدِير الغدِيرا أَراد من غَدْرِهِ نَبَزَ الأَولون الغَدير بأَن لقَّبوه الغَدِير فالغدير الأَول مفعول نَبَزَ والثاني مفعول لقَّبوه وقال اللحياني الغَدِيرُ اسم ولا يقال هذا ماء غَدِير والجمع غُدُرٌ وغُدرَانٌ واسْتَغْدَرَتْ ثَمَّ غُدْرٌ صارت هناك غُدْرَانٌ وفي الحديث أَن قادماً قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فسأَله عن خِصْب البلاد فحدّث أَن سحابة وقعت فاخضرَّت لها الأَرض وفيها غُدُرٌ تَنَاخَسُ والصيدُ قد ضَوَى إِليها قال شمر قوله غُدُرٌ تَناخَسُ أَي يَصُبّ بعضُها في إِثر بعض الليث الغَدِيرُ مستنقع الماء ماءِ المطر صغيراً كان أَو كبيراً غير أَنه لا يبقى إِلى القيظ إِلا ما يتخذه الناس من عِدّ أَو وَجْدٍ أَو وَقْطٍ أَو صِهْريجٍ أَو حائر قال أَبو منصور العِدّ الماءُ الدائم الذي لا انقطاع له ولا يسمى الماء الذي يجمع في غَدِير أَو صهريج أَو صِنْعٍ عِدّاً لأَن العِدّ ما يدوم مثل ماء العين والرَّكِيَّةِ المؤرج غَدَر الرجلُ يَغْدِرُ غَدْراً إِذا شرب من ماء الغَدِيرِ قال الأَزهري والقياس غَدِرَ يَغْدَرُ بهذا المعنى لا غَدَرَ مثل كَرِعَ إِذا شرب الكَرَعَ والغَدِيرُ السيف على التشبيه كما يقال له اللُّجّ والغَدِيرُ القطعة من النبات على التشبيه أَيضاً والجمع غُدْران لا غير وغَدِر فلانٌ بعد إِخْوته أَي ماتوا وبقي هو وغَدِر عن أَصحابه تخلَّف وغَدِرَت الناقةُ عن الإِبل والشاةُ عن الغنم غَدْراً تخلفت عنها فإِن تركها الراعي فهي غَديرة وقد أَغدَرها قال الراجز فَقَلَّما طَارَدَ حتى أَغْدَرَا وسْطَ الغُبَارِ خَرِباً مُجَوَّرَا وقال اللحياني ناقة غَدِرَةٌ غَبِرَةٌ غَمِرةٌ إِذا كانت تخلّف عن الإِبل في السوق والغَدُور من الدوابّ وغيرها المتخلف الذي لم يلحق وأَغْدَرَ فلان المائة خلّفها وجاوزها وليلة غَدِرَةٌ بَيّنَةُ الغَدَرِ ومُغْدِرَةٌ شديدة الظلمة تحبس الناس في منازلهم وكِنِّهِمْ فيَغْدَرون أَي يتخلفون وروي عنه عليه الصلاة والسلام أَنه قال المشي في الليلة المظلمة المُغْدِرَة إِلى المسجد يوجب كذا وكذا وغَدِرَت الليلة بالكسر تَغْدَر غَدَراً وأَغْدَرَتْ وهي مُغْدِرَةٌ كل ذلك أَظلمت وفي الحديث من صلى العشاء في جماعة في الليلة المُغْدِرَة فقد أَوجَبَ المُغْدِرَةُ الشديدة الظلمة التي تُغْدِرُ الناس في بيوتهم أَي تتركهم وقيل إِنما سميت مُغْدِرَةً لطرحها من يخرج فيها في الغَدَر وهي الجِرَفَةُ وفي حديث كعب لو أَن امرأَة من الحُور العِينِ اطَّلعت إِلى الأَرض في ليلة ظلماء مُغْدِرَةٍ لأَضاءت ما على الأَرض وفي النهر غَدَرٌ وهو أَن يَنْضُبَ الماء ويبقى الوَحْل فقالوا الغدراءُ الظلمة يقال خرجنا في الغدراءِ وغَدِرَت الغنم غَدَراً شبعت في المَرْج في أَول بنته ولم يُسْل
( * قوله « ولم يسل إلخ » هكذا هو في الأصل ) عن أَحظّها لأَن النبت قد ارتفع أَن يذكر فيه الغنم أَبو زيد الغَدَرُ والجَرَل والنَّقَل كلُّ هذه الحجارةُ مع الشجر والغَدَر الموضع الظَّلِف الكثير الحجارة والغَدَر الحجارة والشجر وكل ما واراك وسدّ بصَرَك غَدَرٌ والغَدَرُ الأَرض الرِّخْوَة ذات الجِحَرَة والجِرَفةِ واللَّخَاقيقِ المُتَعادِية وقال اللحياني الغَدَر الجِحَرَة والجِرَفَة في الأَرض والأَخَاقيق والجَراثِيم في الأَرض والجمع أَغْدار وغَدِرَت الأَرض غَدَراً كثر غَدَرُها وكل موضع صعب لا تكاد الدابة تنفُذ فيه غَدَرٌ ويقال ما أَثبت غَدَرَهُ أَي ما أَثبته في الغَدَر ويقال ذلك للفرس والرجل إِذا كان لسانه يثبت في موضع الزَّلَل والخصومة قال العجاج سَبابِكُ الخيل يُصَدّعْنَ الأَيَرّْ من الصَّفا القاسي ويَدْعَسْنَ الغَدَرْ ورجل ثَبْتُ الغَدَرِ يثبت في مواضع القتال والجَدَل والكلام وهو من ذلك يقال أَيضاً إِنه لثَبْت الغَدَر إِذا كان ثَبْتاً في جميع ما يأْخذ فيه وقال اللحياني معناه ما أَثبت حجته وأَقل ضرر الزَّلَق والعِثار عليه قال وقال الكسائي ما أَثْبَتَ غَدَرَ فلان أَي ما بقي من عقله قال ابن سيده ولا يعجبني قال الأَصمعي الجِحَرَةُ والجِرَفَة والأَخاقيق في الأَرض فتقول ما أثبت حجته وأَقل زَلَقه وعِثاره وقال ابن بزرج إِنه لثَبْتُ الغَدر إِذا كان ناطَقَ الرجالَ ونازَعَهم كان قويّاً وفرس ثَبْت الغَدَر يثبت في موضع الزلل والغَدائِرُ الذوائب واحدتها غَدِيرة قال الليث كل عَقِيصة غَدِيرة والغَدِيرتان الذُّؤابتان اللتان تسقطان على الصدر وقيل الغَدائِرُ للنساء وهي المضفورة والضفائر للرجال وفي صفته صلى الله عليه وسلم قَدِمَ مكّة وله أَربعُ غَدائِرَ هي الذوائب واحدتها غَدِيرة وفي حديث ضِمام كان رجلاً جَلْداً أَشْعَرَ ذا غَدِيرتن الفراء الغَدِيرة والرَّغيدة واحدة وقد اغْتَدَر القومُ إِذا جعلوا الدقيقَ في إِناء وصبُّوا عليه اللبن ثم رَضَفُوه بالرِّضاف ابن الأَعرابي المُغْدِرة البئر تُحْفَر في آخر الزرع لتسقي مَذانِبَه والغَيْدرة الشر عن كراع ورجل غَيْدارٌ سيء الظن يَظُنّ فيُصِيب والغَدِير اسم رجل وآل غُدْرانٍ بطن

غذر
الغَذِيرة دقيق يُحْلب عليه لبن ثم يُحْمى بالرَّضْف وقد اغْتَذَر قال عبد المطلب ويأْمُر العبد بلَيلٍ يَغْتَذِرْ مِيراثَ شَيْخٍ عاشَ دَهْراً غير حُرّ والغَيْذَرة الشرّ عن يعقوب الأَزهري قرأْت في كتاب ابن دريد يقال للحِمار غَيْذارٌ وجمعه غَياذِيرُ قال ولم أَره إِلا في هذا الكتاب قال ولا أَدري عَيْذار أَم غَيْذار وفي الحديث لا يُلْقي المُنافِقُ إِلا غَذْوَرِّيًا قال ابن الأَثير قال أَبو موسى كذا ذكروه وهو الجافي الغليظ

غذمر
المُغَذْمِر من الرجال وفي المحكم المُغَذْمِرُ الذي يركب الأُمور فيأْخذ من هذا ويعطي هذا ويدع لهذا من حقِّه ويكون ذلك في الكلام أَيضاً إِذا كان يُخَلِّط في كلامه يقال إِنه لذو غَذامِيرَ كذا حكي ونظيره الخناسِير وهو الهلاك كلاهما لا نعرف له واحداً وقيل المُغَذْمِر الذي يَهبُ الحقوق لأَهلها وقيل هو الذي يتحمل على نفسه في ماله وقيل هو الذي يَحْكُم على قومه ما شاء فلا يُرَدُّ حكمُه ولا يُعْصى والغَذْمَرة مثل الغَشْمَرة ومنه قيل للرئيس الذي يَسُوس عشيرته بما شاء من عدل وظلم مُغَذْمِر قال لبيد ومُقَسِّم يُعْطِي العَشِيرة حقَّها ومُغَذْمِر لحُقوقها هضّامها وغِذْمِير مشتق من أَحد هذه الأَشياء المتقدمة والتَّغَذْمُر سوء اللفظ وهي الغَذامِر وإِذا رَدَّد لفظَه فهو مُتَغَذْمِر وفي حديث علي رضي الله عنه سأَله أَهل الطَّائف أَن يكتُبَ لهم الأَمانَ بتحلِيل الربا والخمرِ فامتنع فقاموا ولهم تَغذْمَرٌ وبَرْبَرةٌ التَّغَذْمُر الغضب وسوء اللفظ والتخليط في الكلام وكذلك البَرْبرة الليث المُغَثْمِر الذي يَحْطم الحُقوق ويَتَهَضَّمُها وهو المُغَذْمِر وأَنشد بيت لبيد ومُغَثْمر لحقوقها هَضّامها والغَذْمَرة الصَّخَب والصِّياح والغضب والزجْرُ واختلاط الكلام مثل الزَّمْجَرة وفلان ذو غذامِيرَ قال الراعي تَبَصَّرْتهم حتى إِذا حالَ دُونَهم رُكامٌ وحادٍ ذو غَذامِيرَ صَيْدَحُ وقال الأَصمعي الغَذْمَرة أَن يحمل بعض كلامه على بعض وتَغَذْمَر السبُع إِذا صاح وسمعت غَذامِيرَ وغَذْمَرةً أَي صوتاً يكون ذلك للسبع والحادي وكذلك التَّغَذْمُر وغَذْمَر الرجلُ كلامه أَخْفَاه فاخِراً أَو مُوعِداً وأَتبع بعضَهُ بعضاً والغَذْمرة لغة في الغَذْرَمة وهو بيع الشيء جزاماً وغَذْمَره الرجلُ باعَه جِزافاً كغَذْرَمه والغُذامِرُ لغة في الغُذارِم وهو الكثير من الماء حكاهما أَبو عبيد

غرر
غرّه يغُرُّه غَرًّا وغُروراً وغِرّة الأَخيرة عن اللحياني فهو مَغرور وغرير خدعه وأَطعمه بالباطل قال إِن امْرَأً غَرّه منكن واحدةٌ بَعْدِي وبعدَكِ في الدنيا لمغرور أَراد لمغرور جدًّا أَو لمغرور جِدَّ مغرورٍ وحَقَّ مغرورٍ ولولا ذلك لم يكن في الكلام فائدة لأَنه قد علم أَن كل من غُرّ فهو مَغْرور فأَيُّ فائدة في قوله لمغرور إِنما هو على ما فسر واغْتَرَّ هو قَبِلَ الغُرورَ وأَنا غَرَرٌ منك أَي مغرور وأَنا غَرِيرُك من هذا أَي أَنا الذي غَرَّك منه أَي لم يكن الأَمر على ما تُحِبّ وفي الحديث المؤمِنُ غِرٌّ كريم أَي ليس بذي نُكْر فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه وهو ضد الخَبّ يقال فتى غِرٌّ وفتاة غِرٌّ وقد غَرِرْتَ تَغَرُّ غَرارةً يريد أَن المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلةُ الفطنة للشرّ وتركُ البحث عنه وليس ذلك منه جهلاً ولكنه كَرَمٌ وحسن خُلُق ومنه حديث الجنة يَدْخُلُني غِرّةُ الناس أَي البُلْه الذين لم يُجَرِّبوا الأُمور فهم قليلو الشرِّ منقادون فإِنَ منْ آثرَ الخمولَ وإِصلاحَ نفسه والتزوُّدَ لمعاده ونَبَذَ أُمور الدنيا فليس غِرًّا فيما قَصَد له ولا مذموماً بنوع من الذم وقول طرفة أَبا مُنْذِرٍ كانت غُروراً صَحِيفتي ولم أُعْطِكم في الطَّوْعِ مالي ولا عِرْضِي إِنما أَراد ذات غُرورٍ لا تكون إِلا على ذلك قاله ابن سيده قال لأَن الغُرور عرض والصحيفة جوهر والجوهر لا يكون عرضاً والغَرورُ ما غَرّك من إِنسان وشيطان وغيرهما وخص يعقوب به الشيطان وقوله تعالى ولا يغُرَّنَّكم بالله الغَرور قيل الغَرور الشيطان قال الزجاج ويجوز الغُرور بضم الغين وقال في تفسيره الغُرور الأَباطيل ويجوز أَن يكون الغُرور جمع غارٍّ مثل شاهد وشُهود وقاعد وقُعود والغُرور بالضم ما اغْتُرَّ به من متاع الدنيا وفي التنزيل العزيز لا تَغُرَّنَّكم الحياةُ الدنيا يقول لا تَغُرَّنَّكم الدنيا فإِن كان لكم حظ فيها يَنْقُص من دينكم فلا تُؤْثِروا ذلك الحظّ ولا يغرَّنَّكم بالله الغَرُور والغَرُور الشيطان يَغُرُّ الناس بالوعد الكاذب والتَّمْنِية وقال الأَصمعي الغُرور الذي يَغُرُّك والغُرور بالضم الأَباطيل كأَنها جمع غَرٍّ مصدر غَرَرْتُه غَرًّا قال وهو أَحسن من أَن يجعل غَرَرْت غُروراً لأَن المتعدي من الأَفعال لا تكاد تقع مصادرها على فُعول إِلا شاذّاً وقد قال الفراء غَرَرْتُه غُروراً قال وقوله ولا يَغُرّنّكم بالله الغَرور يريد به زينة الأَشياء في الدنيا والغَرُور الدنيا صفة غالبة أَبو إِسحق في قوله تعالى يا أَيها الإِنسان ما غَرَّكَ بربِّك الكريم أَي ما خدَعَك وسوَّل لك حتى أَضَعْتَ ما وجب عليك وقال غيره ما غرّك أَي ما خدعك بربِّك وحملك على معصِيته والأَمْنِ من عقابه فزيَّن لك المعاصي والأَمانيَّ الكاذبة فارتكبت الكبائر ولم تَخَفْه وأَمِنْت عذابه وهذا توبيخ وتبكيت للعبد الذي يأْمَنُ مكرَ ولا يخافه وقال الأَصمعي ما غَرَّك بفلان أَي كيف اجترأْت عليه ومَنْ غَرَّك مِنْ فلان ومَنْ غَرَّك بفلان أَي من أَوْطأَك منه عَشْوةً في أَمر فلان وأَنشد أَبو الهيثم أَغَرَّ هشاماً من أَخيه ابن أُمِّه قَوادِمُ ضَأْنٍ يَسَّرَت ورَبيعُ قال يريد أَجْسَرَه على فراق أَخيه لأُمِّه كثرةُ غنمِه وأَلبانِها قال والقوادم والأَواخر في الأَخْلاف لا تكون في ضروع الضأْن لأَن للضأْن والمعز خِلْفَيْنِ مُتحاذِيَينِ وما له أَربعة أَخلاف غيرهما والقادِمان الخِلْفان اللذان يَليان البطن والآخِران اللذان يليان الذَّنَب فصيّره مثلاً للضأْن ثم قال أَغرّ هشاماً لضأْن
( * قوله « لضأْن » هكذا بالأصل ولعله قوادم لضأن ) له يَسَّرت وظن أَنه قد استغنى عن أَخيه وقال أَبو عبيد الغَرير المَغْرور وفي حديث سارِق أَبي بكر رضي اللَّه عنه عَجِبْتُ مِن غِرّتِه بالله عز وجل أَي اغترارِه والغَرارة من الغِرِّ والغِرّة من الغارّ والتَّغرّة من التَّغْرير والغارّ الغافل التهذيب وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَيّما رجل بايعَ آخَرَ على مشورة
( * قوله « على مشورة » هو هكذا في الأصل ولعله على غير مشورة وفي النهاية بايع آخر فانه لا يؤمر إلخ ) فإِنه لا يُؤَمَّرُ واحدٌ منهما تَغرَّةَ أَن يُقْتَلا التَّغرَّة مصدر غَرَرْته إِذا أَلقيته في الغَرَر وهو من التَّغْرير كالتَّعِلّة من التعليل قال ابن الأَثير وفي الكلام مضاف محذوف تقديره خوف تَغرَّةٍ في أَن يُقْتَلا أَي خوف وقوعهما في القتل فحَذَف المضافَ الذي هو الخوف وأَقام المضاف إِليه الذي هو ثَغِرّة مقامه وانتصب على أَنه مفعول له ويجوز أَن يكون قوله أَن يُقْتَلا بدلاً من تَغِرّة ويكون المضاف محذوفاً كالأَول ومن أَضاف ثَغِرّة إِلى أَن يُقْتَلا فمعناه خوف تَغِرَّةِ قَتْلِهما ومعنى الحديث أَن البيعة حقها أَن تقع صادرة عن المَشُورة والاتفاقِ فإِذا اسْتبدَّ رجلان دون الجماعة فبايَع أَحدُهما الآخرَ فذلك تَظاهُرٌ منهما بشَقّ العصا واطِّراح الجماعة فإِن عُقدَ لأَحد بيعةٌ فلا يكون المعقودُ له واحداً منهما وليْكونا معزولين من الطائفة التي تتفق على تمييز الإِمام منها لأَنه لو عُقِد لواحد منهما وقد ارتكبا تلك الفَعْلة الشنيعة التي أَحْفَظَت الجماعة من التهاوُن بهم والاستغناء عن رأْيهم لم يُؤْمَن أَن يُقْتلا هذا قول ابن الأَثير وهو مختصر قول الأَزهري فإِنه يقول لا يُبايع الرجل إِلا بعد مشاورة الملإِ من أَشراف الناس واتفاقهم ثم قال ومن بايع رجلاً عن غير اتفاق من الملإِ لم يؤمَّرْ واحدٌ منهما تَغرّةً بمكر المؤمَّر منهما لئلا يُقْتَلا أَو أَحدهما ونَصب تَغِرّة لأَنه مفعول له وإِن شئت مفعول من أَجله وقوله أَن يقتلا أَي حِذارَ أَن يقتلا وكراهةَ أَن يقتلا قال الأَزهري وما علمت أَحداً فسر من حديث عمر رضي الله عنه ما فسرته فافهمه والغَرِير الكفيل وأَنا غَرِير فلان أَي كفيله وأَنا غَرِيرُك من فلان أَي أُحذِّرُكَه وقال أَبو نصر في كتاب الأَجناس أَي لن يأْتيك منه ما تَغْتَرُّ به كأَنه قال أَنا القيم لك بذلك قال أَبو منصور كأَنه قال أَنا الكفيل لك بذلك وأَنشد الأَصمعي في الغَرِير الكفيل رواه ثعلب عن أَبي نصر عنه قال أَنت لخيرِ أُمّةٍ مُجيرُها وأَنت مما ساءها غَرِيرُها أَبو زيد في كتاب الأَمثال قال ومن أَمثالهم في الخِبْرة ولعلم أَنا غَرِيرُك من هذا الأَمر أَي اغْترَّني فسلني منه على غِرّةٍ أَي أَني عالم به فمتى سأَلتني عنه أَخبرتك به من غير استعداد لذلك ولا روِيّة فيه وقال الأَصمعي في هذا المثل معناه أَنك لستَ بمغرور مني لكنِّي أَنا المَغْرور وذلك أَنه بلغني خبرٌ كان باطلاً فأَخْبَرْتُك به ولم يكن على ما قلتُ لك وإِنما أَدَّيت ما سمعتُ وقال أَبو زيد سمعت أَعرابيا يقول لآخر أَنا غريرك مِن تقولَ ذلك يقول من أَن تقول ذلك قال ومعناه اغْترَّني فسَلْني عن خبره فإِني عالم به أُخبرك عن أمره على الحق والصدق قال الغُرور الباطل وما اغْتَرَرْتَ به من شيء فهو غَرُور وغَرَّرَ بنفسه ومالِه تَغْريراً وتَغِرّةً عرَّضهما للهَلَكةِ من غير أَن يَعْرِف والاسم الغَرَرُ والغَرَرُ الخَطَرُ ونهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بيع الغَرَرِ وهو مثل بيع السمك في الماء والطير في الهواء والتَّغْرير حمل النفس على الغَرَرِ وقد غرَّرَ بنفسه تَغْرِيراً وتَغِرّة كما يقال حَلَّل تَحْلِيلاً وتَحِلَّة وعَلّل تَعِْليلاً وتَعِلّة وقيل بَيْعُ الغَررِ المنهيُّ عنه ما كان له ظاهرٌ يَغُرُّ المشتري وباطنٌ مجهول يقال إِياك وبيعَ الغَرَرِ قال بيع الغَرَر أَن يكون على غير عُهْدة ولا ثِقَة قال الأَزهري ويدخل في بيع الغَرَرِ البُيوعُ المجهولة التي لا يُحيط بكُنْهِها المتبايِعان حتى تكون معلومة وفي حديث مطرف إِن لي نفساً واحدة وإِني أَكْرهُ أَن أُغَرِّرَ بها أَي أَحملها على غير ثقة قال وبه سمي الشيطان غَرُوراً لأَنه يحمل الإِنسان على مَحابِّه ووراءَ ذلك ما يَسوءه كفانا الله فتنته وفي حديث الدعاء وتَعاطِي ما نهيت عنه تَغْريراً أَي مُخاطرةً وغفلة عن عاقِبة أَمره وفي الحديث لأَنْ أَغْتَرَّ بهذه الآية ولا أُقاتلَ أَحَبُّ إِليّ مِنْ أَن أَغْتَرَّ بهذه الأية يريد قوله تعالى فقاتِلُوا التي تبغي حتى تَفيءَ إلى أَمر الله وقوله ومَنْ يَقْتَلْ مؤمناً مُتَعَمِّداً المعنى أَن أُخاطِرَ بتركي مقتضى الأَمر بالأُولى أَحَبُّ إِليّ مِن أَن أُخاطِرَ بالدخول تحت الآية الأُخرى والغُرَّة بالضم بياض في الجبهة وفي الصحاح في جبهة الفرس فرس أَغَرُّ وغَرّاء وقيل الأَغَرُّ من الخيل الذي غُرّتُه أَكبر من الدرهم وقد وَسَطَت جبهَته ولم تُصِب واحدة من العينين ولم تَمِلْ على واحد من الخدّينِ ولم تَسِلْ سُفْلاً وهي أَفشى من القُرْحة والقُرْحة قدر الدرهم فما دونه وقال بعضهم بل يقال للأَغَرّ أَغَرُّ أَقْرَح لأَنك إِذا قلت أَغَرُّ فلا بد من أَن تَصِف الغُرَّة بالطول والعِرَض والصِّغَر والعِظَم والدّقّة وكلهن غُرَر فالغرّة جامعة لهن لأَنه يقال أَغرُّ أَقْرَح وأَغَرُّ مُشَمْرَخُ الغُرّة وأَغَرُّ شادخُ الغُرّة فالأَغَرُّ ليس بضرب واحد بل هو جنس جامع لأَنواع من قُرْحة وشِمْراخ ونحوهما وغُرّةُ الفرسِ البياضُ الذي يكون في وجهه فإن كانت مُدَوَّرة فهي وَتِيرة وإن كانت طويلة فهي شادِخةٌ قال ابن سيده وعندي أَن الغُرّة نفس القَدْر الذي يَشْغَله البياض من الوجه لا أَنه البياض والغُرْغُرة بالضم غُرَّة الفرس ورجل غُرغُرة أَيضاً شريف ويقال بِمَ غُرّرَ فرسُك ؟ فيقول صاحبه بشادِخةٍ أَو بوَتِيرةٍ أَو بِيَعْسوبٍ ابن الأَعرابي فرس أَغَرُّ وبه غَرَرٌ وقد غَرّ يَغَرُّ غَرَراً وجمل أَغَرُّ وفيه غَرَرٌ وغُرور والأَغَرُّ الأَبيض من كل شيء وقد غَرَّ وجهُه يَغَرُّ بالفتح غَرَراً وغُرّةً وغَرارةً صار ذا غُرّة أَو ابيضَّ عن ابن الأَعرابي وفكَّ مرةً الإِدغام ليُري أَن غَرَّ فَعِل فقال غَرِرْتَ غُرّة فأَنت أَغَرُّ قال ابن سيده وعندي أَن غُرّة ليس بمصدر كما ذهب إِليه ابن الأَعرابي ههنا وإِنما هو اسم وإِنما كان حكمه أَن يقول غَرِرْت غَرَراً قال على أَني لا أُشاحُّ ابنَ الأَعرابي في مثل هذا وفي حديث عليّ كرم الله تعالى وجهه اقْتُلوا الكلبَ الأَسْودَ ذا الغُرّتين الغُرّتان النُّكْتتان البَيْضاوانِ فوق عينيه ورجل أَغَرُّ كريم الأَفعال واضحها وهو على المثل ورجل أَغَرُّ الوجه إذا كان أَبيض الوجه من قوم غُرٍّ وغُرّان قال امرؤ القيس يمدح قوماً ثِيابُ بني عَوْفٍ طَهارَى نَقِيّةٌ وأَوجُهُهم بِيضُ المَسافِر غُرّانُ وقال أَيضاً أُولئكَ قَوْمي بَهالِيلُ غُرّ قال ابن بري المشهور في بيت امرئ القيس وأَوجُههم عند المَشاهِد غُرّانُ أَي إذا اجتمعوا لِغُرْم حَمالةٍ أَو لإِدارة حَرْب وجدتَ وجوههم مستبشرة غير منكرة لأَن اللئيم يَحْمَرُّ وجهه عندها يسائله السائل والكريم لا يتغيّر وجهُه عن لونه قال وهذا المعنى هو الذي أَراده من روى بيض المسافر وقوله ثياب بني عوف طهارَى يريد بثيابهم قلوبهم ومنه قوله تعالى وثِيابَك فطَهِّرْ وفي الحديث غُرٌّ محجلون من آثارِ الوُضوء الغُرُّ جمع الأَغَرّ من الغُرّة بياضِ الوجه يريد بياضَ وجوههم الوُضوء يوم القيامة وقول أُمّ خالد الخَثْعَمِيّة ليَشْرَبَ جَحْوَشٌ ويَشِيمهُ بِعَيْني قُطامِيٍّ أَغَرّ شآمي يجوز أَن تعني قطاميًّا أَبيض وإِن كان القطامي قلما يوصف بالأَغَرّ وقد يجوز أَن تعني عنُقَه فيكون كالأَغَرّ بين الرجال والأَغَرُّ من الرجال الذي أَخَذت اللحيَةُ جميعَ وجهه إِلا قليلاً كأَنه غُرّة قال عبيد بن الأَبرص ولقد تُزانُ بك المَجا لِسُ لا أَغَرّ ولا عُلاكزْ
( * قوله « ولا علاكز » هكذا هو في الأصل فلعله علاكد بالدال بلد الزاي )
وغُرّة الشيء أَوله وأَكرمُه وفي الحديث ما أَجدُ لما فَعَل هذا في غُرَّةِ الإِسلام مَثَلاً إِلا غنماً وَرَدَتْ فرُمِيَ أَوّلُها فنَفَر آخِرُها وغُرّة الإِسلام أَوَّلُه وغُرَّة كل شيء أَوله والغُرَرُ ثلاث ليال من أَول كل شهر وغُرّةُ الشهر ليلةُ استهلال القمر لبياض أَولها وقيل غُرّةُ الهلال طَلْعَتُه وكل ذلك من البياض يقال كتبت غُرّةَ شهر كذا ويقال لثلاث ليال من الشهر الغُرَر والغُرُّ وكل ذلك لبياضها وطلوع القمر في أَولها وقد يقال ذلك للأَيام قال أَبو عبيد قال غير واحد ولا اثنين يقال لثلاث ليال من أَول الشهر ثلاث غُرَر والواحدة غُرّة وقال أَبو الهيثم سُمِّين غُرَراً واحدتها غُرّة تشبيهاً بغُرّة الفرس في جبهته لأَن البياض فيه أَول شيء فيه وكذلك بياض الهلال في هذه الليالي أَول شيء فيها وفي الحديث في صوم الأَيام الغُرِّ أَي البيض الليالي بالقمر قال الأَزهري وأَما اللَّيالي الغُرّ التي أَمر النبي صلى الله عليه وسلم بصومها فهي ليلة ثلاثَ عَشْرةَ وأَربعَ عَشْرةَ وخمسَ عَشْرةَ ويقال لها البيض وأَمر النبي صلى الله عليه وسلم بصومها لأَنه خصها بالفضل وفي قول الأَزهري الليالي الغُرّ التي أَمر النبي صلى الله عليه وسلم بصومها نَقْدٌ وكان حقُّه أَن يقول بصوم أَيامها فإِن الصيام إِنما هو للأَيام لا لليالي ويوم أَغَرُّ شديد الحرّ ومنه قولهم هاجرة غَرّاء ووَدِيقة غَرّاء ومنه قول الشاعر أَغَرّ كلون المِلْحِ ضاحِي تُرابه إذا اسْتَوْدَقَت حِزانُه وضياهِبُه
( * قوله « وضياهبه » هو جمع ضيهب كصيقل وهو كل قف أو حزن أو موضع من الجبل تحمى عليه الشمس حتى يشوى عليه اللحم لكن الذي في الاساس سباسبه وهي جمع سبسب بمعنى المفازة )
قال وأنشد أَبو بكر مِنْ سَمُومٍ كأَنّها لَفحُ نارٍ شَعْشَعَتْها ظَهيرةٌ غَرّاء ويقال وَدِيقة غَرّاء شديدة الحرّ قال وهاجرة غَرّاء قاسَيْتُ حَرّها إليك وجَفْنُ العينِ بالماء سابحُ
( * قوله « بالماء » رواية الاساس في الماء )
الأَصمعي ظَهِيرة غَرّاء أَي هي بيضاء من شدّة حر الشمس كما يقال هاجرة شَهْباء وغُرّة الأَسنان بياضُها وغَرَّرَ الغلامُ طلع أَوّلُ أَسنانه كأَنه أَظهر غُرّةَ أَسنانِه أَي بياضها وقيل هو إذا طلعت أُولى أَسنانه ورأَيت غُرّتَها وهي أُولى أَسنانه ويقال غَرَّرَت ثَنِيَّنا الغلام إذا طلعتا أَول ما يطلعُ لظهور بياضهما والأَغَرُّ الأَبيض وقوم غُرّان وتقول هذا غُرّة من غُرَرِ المتاع وغُرّةُ المتاع خيارُه ورأْسه وفلان غُرّةٌ من غُرَرِ قومه أَي شريف من أَشرافهم ورجل أَغَرُّ شريف والجمع غُرُّ وغُرَّان وأَنشد بيت امرئ القيس وأَوْجُهُهم عند المشاهد غُرّان وهو غرة قومِه أَي سّيدهُم وهم غُرَرُ قومهم وغُرّةُ النبات رأْسه وتَسَرُّعُ الكَرْمِ إلى بُسُوقِه غُرّتُه وغُرّةُ الكرم سُرْعةُ بُسوقه وغُرّةُ الرجل وجهُه وقيل طلعته ووجهه وكل شيء بدا لك من ضوء أَو صُبْح فقد بدت لك غُرّته ووَجْهٌ غريرٌ حسن وجمعه غُرّان والغِرُّ والغرِيرُ الشابُّ الذي لا تجربة له والجمع أَغِرّاء وأَغِرّة والأُنثى غِرٌّ وغِرّة وغَريرة وقد غَرِرْتَ غَرارَةٌ ورجل غِرٌّ بالكسر وٌغرير أَي غير مجرّب وقد غَرّ يَغِرُّ بالكسر غرارة والاسم الغِرّة الليث الغِرُّ كالغِمْر والمصدر الغَرارة وجارية غِرّة وفي الحديث المؤمنُ غِرٌّ كَريم الكافرُ خَبٌّ لَئِيم معناه أَنه ليس بذي نَكراء فالغِرُّ الذي لا يَفْطَن للشرّ ويغفلُ عنه والخَبُّ ضد الغِرّ وهو الخَدّاع المُفْسِد ويَجْمَع الغِرَّ أَغْرارٌ وجمع الغَرِير أَغرّاء وفي الحديث ظبيان إنّ ملوك حِمْير مَلَكُوا مَعاقِلَ الأَرض وقرَارَها ورؤوسَ المُلوكِ وغِرارَها الغِرار والأَغْرارُ جمع الغِرّ وفي حديث ابن عمر إنّك ما أَخَذْتَها بَيْضاءَ غَرِيرة هي الشابة الحديثة التي لم تجرِّب الأُمور أَبو عبيد الغِرّة الجارية الحديثة السِّنِّ التي لم تجرِّب الأُمور ولم تكن تعلم ما يعلم النساء من الحُبِّ وهي أَيضاً غِرٌّ بغير هاء قال الشاعر إن الفَتَاةَ صَغِيرةٌ غِرٌّ فلا يُسْرَى بها الكسائي رجل غِرٌّ وامرأَة غِرٌّ بيِّنة الغَرارة بالفتح من قوم أَغِرّاء قال ويقال من الإنسان الغِرّ غَرَرْت يا رجل تَغِرُّ غَرارة ومن الغارّ وهو الغافل اغْتَرَرْت ابن الأَعرابي يقال غَرَرْت بَعْدي تَغُِ غَرارَة فأَت غِرُّ والجارية غِرٌّ إذا تَصابَى أَبو عبيد الغَريرُ المَغْرور والغَرارة من الغِرّة والغِرَّة من الغارّ والغَرارةُ والغِرّة واحدٌ الغارّ الغافل والغِرَّة الغفلة وقد اغْتَرّ والاسم منهما الغِرة وفي المثل الغِرَّة تَجْلُب الدِّرَّة أَي الغفلة تجلب الرزق حكاه ابن الأَعرابي ويقال كان ذلك في غَرارتي وحَداثتي أَي في غِرّتي واغْتَرّه أَي أَتاه على غِرّة منه واغْترَّ بالشيء خُدِع به وعيش غَرِيرٌ أَبْله يُفَزِّع أَهله والغَريِر الخُلُق الحسن يقال للرجل إِذا شاخَ أَدْبَرَ غَريرهُ وأَقْبَل هَريرُه أَي قد ساء خلُقه والغِرارُ حدُّ الرمح والسيف والسهم وقال أَبو حنيفة الغِراران ناحيتا المِعْبلة خاصة غيره والغِراران شَفْرتا السيف وكل شيء له حدٌّ فحدُّه غِرارُه والجمع أَغِرّة وغَرُّ السيف حدّه منه قول هِجْرِس بن كليب حين رأَى قاتِلَ أَبيه أَما وسَيْفِي وغَرَّيْه أَي وحَدّيه ولَبِثَ فلان غِرارَ شهر أَي مكث مقدارَ شهر ويقال لَبِث اليومُ غِرارَ شهر أَي مِثالَ شهر أَي طُول شهر والغِرارُ النوم القليل وقيل هوالقليل من النوم وغيره وروى الأَوزاعي عن الزهري أَنه قال كانوا لا يَرَون بغرار النَّوْم بأْساً حتى لا يَنْقض الوضوءَ أَي لا ينقض قليلُ النوم الوضوء قال الأَصمعي غِرارُ النوم قلّتُه قال الفرزدق في مرثية الحجاج إن الرَّزِيّة من ثَقيفٍ هالكٌ تَرَك العُيونَ فنَوْمُهُن غِرارُ أَي قليل وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا غِرار في صلاة ولا تسليم أَي لا نقصان قال أَبو عبيد الغرارُ في الصلاة النقصان في ركوعها وسجودها وطُهورها وهو أَن لا يُتِمَّ ركوعها وسجودها قال أَبو عبيد فمعنى الحديث لا غِرار في صلاة أَي لا يُنْقَص من ركوعها ولا من سجودها ولا أَركانها كقول سَلْمان الصلاة مكيال فمن وَفَّى وُفِّيَ له ومن طَفّفَ فقد علمتم ما قال الله في المُطَفِّفِين قال وأَما الغِرَارُ في التسليم فنراه أَن يقول له السَّلام عليكم فَيَرُدُّ عليه الآخر وعليكم ولا يقول وعليكم السلام هذا من التهذيب قال ابن سيده وأَما الغِرارُ في التّسليم فنراه أَن يقول سَلامٌ عليكَ أَو يَرُدَّ فيقول وعليك ولا يقول وعليكم وقيل لا غِرَارَ في الصلاة ولا تَسليم فيها أَي لا قليل من النوم في الصلاة ولا تسليم أَي لا يُسَلِّم المصلّي ولا يَسَلَّم عليه قال ابن الأَثير ويروى بالنصب والجر فمن جرّه كان معطوفاً على الصلاة ومن نصبه كان معطوفاً على الغِرار ويكون المعنى لا نَقْصَ ولا تسليمَ في صلاة لأَن الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز وفي حديث آخر تُغارُّ التحيّةُ أَي يُنْقَص السلامُ وأَتانا على غِرارٍ أَي على عجلة ولقيته غِراراً أَي على عجلة وأَصله القلَّةُ في الرَّوِية للعجلة وما أَقمت عنده إلا غِراراً أَي قليلاً التهذيب ويقال اغْتَرَرْتُه واسْتَغْرَرْتُه أَي أَتيته على غِرّة أَي على غفلة والغِرار نُقصانُ لبن الناقة وفي لبنها غِرارٌ ومنه غِرارُ النومِ قِلّتُه قال أَبو بكر في قولهم غَرَّ فلانٌ فلاناً قال بعضهم عرَّضه للهلَكة والبَوارِ من قولهم ناقة مُغارٌّ إذا ذهب لبنها لحَدث أَو لعلَّة ويقال غَرَّ فلان فلاناً معناه نَقَصه من الغِرار وهو النقصان ويقال معنى قولهم غَرَّ فلان فلاناً فعل به ما يشبه القتلَ والذبح بِغرار الشّفْرة وغارَّت الناقةُ بلبنها تُغارُّ غِراراً وهي مُغارٌّ قلّ لبنها ومنهم من قال ذلك عند كراهيتها للولد وإنكارها الحالِبَ الأَزهري غِرارُ الناقةِ أَنْ تُمْرَى فَتَدِرّ فإن لم يُبادَرْ دَرُّها رفَعَت دَرَّها ثم لم تَدِرّ حتى تُفِيق الأَصمعي من أَمثالهم في تعَجُّلِ الشيء قبل أوانِه قولهم سَبَقَ درَّتُه غِرارَه ومثله سَبَقَ سَيْلُه مَطرَه ابن السكيت غارَّت الناقةُ غراراً إِذا دَرَّت ثم نفرت فرجعت الدِّرَة يقال ناقة مُغارٌّ بالضم ونُوق مَغارُّ يا هذا بفتح الميم غير مصروف ويقال في التحية لا تُغارَّ أَي لا تَنْقُصْ ولكن قُلْ كما يُقال لك أَو رُدَّ وهو أَن تمرَّ بجماعة فتخصَّ واحداً ولِسُوقنا غِرارٌ إذا لم يكن لمتاعها نَفاقٌ كله على المثل وغارَّت السوقُ تُغارُّ غِراراً كسَدَت ودَرَّت دَرَّةً نفَقَت وقول أَبي خراش
( * قوله « وقول أبي خراش إلخ » في شرح القاموس ما نصه هكذا ذكره صاحب اللسان هنا والصواب ذكره في العين المهملة )
فغارَرت شيئاً والدَّرِيسُ كأَنّما يُزَعْزِعُه وَعْكٌ من المُومِ مُرْدِمُ قيل معنى غارَرْت تَلَبَّثت وقيل تنبهت ووَلَدَت ثلاثةً على غِرارٍ واحدٍ أَي بعضُهم في إثْر بعض ليس بينهم جارية الأَصمعي الغِرارُ الطريقة يقال رميت ثلاثة أَسْهُم على غِرار واحد أَي على مَجْرًى واحد وبنى القومُ بيوتهم على غِرارِ واحدٍ والغِرارُ المثالُ الذي يَضْرَب عليه النصالُ لتصلح يقال ضرَبَ نِصالَه على غِرارٍ واحد قال الهُذَلي يصف نصلاً سَديد العَيْر لم يَدْحَضْ عليه ال غِرارُ فقِدْحُه زَعِلٌ دَرُوجُ قوله سديد بالسين أَي مستقيم قال ابن بري البيت لعمرو بن الداخل وقوله سَدِيد العَيْر أَي قاصِد والعَير الناتئ في وسط النصل ولم يَدْحَضْ أَي لم يَزْلَقْ عليه الغِرارُ وهو المثال الذي يضرب عليه النصل فجاء مثل المثال وزَعِلٌ نَشِيط ودَرُوجٌ ذاهِبٌ في الأرض والغِرارةُ الجُوالِق واحدة الغَرائِر قال الشاعر كأَنّه غرارةٌ مَلأَى حَثَى الجوهري الغِرارةُ واحدة الغَرائِر التي للتّبْن قال وأَظنّه معرباً الأَصمعي الغِرارُ أَيضاً غرارُ الحَمامِ فرْخَه إذا زَقّه وقد غرَّتْه تَغُرُّه غَرًّا وغِراراً قال وغارَّ القُمْرِيُّ أَُنْثاه غِراراً إذا زقَّها وغَرَّ الطائرُ فَرْخَه يَغُرُّه غِراراً أَي زقَّه وفي حديث معاوية قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يَغُرُّ عليًّا بالعلم أَي يُلْقِمُه إِيّاه يقال غَرَّ الطائرُ فَرْخَه أَي زقَّه وفي حديث علي عليه السلام مَنْ يَطِع اللّه يَغُرّه كما يغُرُّهُ الغُرابُ بُجَّه أَي فَرْخَه وفي حديث ابن عمر وذكر الحسن والحسين رضوان اللّه عليهم أَجمعين فقال إِنما كانا يُغَرّان العِلْمَ غَرًّا والغَرُّ اسمُ ما زقَّتْه به وجمعه غُرورٌ قال عوف بن ذروة فاستعمله في سير الإِبل إِذا احْتَسَى يومَ هَجِير هائِفِ غُرورَ عِيدِيّاتها الخَوانِفِ يعني أَنه أَجهدها فكأَنه احتَسَى تلك الغُرورَ ويقال غُرَّ فلانٌ من العِلْمِ ما لم يُغَرَّ غيرهُ أَي زُقَّ وعُلِّم وغُرَّ عليه الماءُ وقُرَّ عليه الماء أَي صُبَّ عليه وغُرَّ في حوضك أَي صُبَّ فيه وغَرَّرَ السقاء إِذا ملأَه قال حميد وغَرَّرَه حتى اسْتَدارَ كأَنَّه على الفَرْو عُلْفوفٌ من التُّرْكِ راقِدُ يريد مَسْك شاةٍ بُسِطَ تحت الوَطْب التهذيب وغَرَرْتُ الأَساقِيَ ملأْتها قال الراجز فَظِلْتَ تَسْقي الماءَ في قِلاتِ في قُصُبٍ يُغَرُّ في وأْباتِ غَرَّكَ في المِرارِ مُعْصَماتِ القُصْبُ الأَمْعاءُ والوَأْباتُ الواسعات قال الأَزهري سمعت أَعرابيًّا يقول لآخر غُرَّ في سِقائك وذلك إِذا وضعه في الماء وملأَه بيده يدفع الماء في فيه دفعاً بكفه ولا يستفيق حتى يملأَه الأَزهري الغُرّ طَيْرٌ سُود بيضُ الرؤوس من طير الماء الواحدة غَرَّاء ذكراً كان أَو أُنثى قال ابن سيده الغُرُّ ضرب من طير الماء ووصفه كما وصفناه والغُرَّةُ العبد أَو الأَمة كأَنه عُبِّر عن الجسم كله بالغُرَّة وقال الراجز كلُّ قَتىلٍ في كُلَيْبٍ غُرَّه حتى ينال القَتْلَ آلُ مُرَّه يقول كلُّهم ليسوا يكفء لكليب إِنما هم بمنزلة العبيد والإِماء إن قَتَلْتُهُمْ حتى أَقتل آل مُرَّة فإِنهم الأَكفاء حينئذ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه قَضَى في ولد المَغْرور بغُرَّة هو الرجل يتزوج امرأَة على أَنها حرة فتظهر مملوكة فيَغْرَم الزوجُ لمولى الأَمة غُرَّةً عبداً أو أَمة ويرجع بها على من غَرَّه ويكون ولدُه حرًّا وقال أَبو سعيد الغُرَّة عند العرب أَنْفَسُ شيء يُمْلك وأَفْضلُه والفرس غُرَّةُ مال الرجل والعبد غرَّةُ ماله والبعير النجيب غُرَّةُ مالِهِ والأَمة الفارِهَةُ من غُرَّة المال وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَن حَمَلَ بن مالك قال له إِني كنت بين جاريتين لي فَضَرَبتْ إِحداهما الأُخرى بِمِسْطَحٍ فأَلقت جَنِيناً ميتاً وماتت فقَضَى رسول الله صلى الله عليه وسلم بديَةِ المقتولة على عاقلة القاتلة وجَعَلَ في الجَنِين غُرَّةً عبداً أَو أَمة وأَصل الغُرَّة البياض الذي يكون في وجه الفرس وكأَنه عُبّر عن الجسم كله بالغُرَّة قال أَبو منصور ولم يقصد النبي صلى الله عليه وسلم في جعله في الجنين غُرَّةً إِلا جنساً واحداً من أَجناس الحيوان بِعينه فقال عبداً أَو أَمة وغُرَّةُ المال أَفضله وغُرَّةُ القوم سيدهم وروي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال في تفسير الغُرّة الجنين قال الغٌرّة عَبْدٌ أَبيض أَو أَمَةٌ بيضاء وفي التهذيب لا تكون إِلا بيضَ الرقيق قال ابن الأَثير ولا يُقْبَل في الدية عبدٌ أَسود ولا جاريةٌ سوداء قال وليس ذلك شرطاً عند الفقهاء وإنما الغُرَّة عندهم ما بلغ ثمنُها عُشْر الدية من العبيد والإِماء التهذيب وتفسير الفقهاء إن الغرة من العبيد الذي يكون ثمنُه عُشْرَ الدية قال وإنما تجب الغُرّة في الجنين إِذا سقط ميّتاً فإِن سقط حيًّا ثم مات ففيه الدية كاملة وقد جاء في بعض روايات الحديث بغُرّة عبد أَو أَمة أَو فَرَسٍ أَو بَغْلٍ وقيل إِن الفرس والبَغْل غلط من الراوي وفي حديث ذي الجَوْشَن ما كُنْتُ لأَقْضِيَه اليوم بغٌرّة سمّي الفرس في هذا الحديث غُرّة وأَكثرُ ما يطلق على العبد والأَمة ويجوز أَن يكون أَراد بالغُرّة النِّفِسَ من كل شيء فيكون التقدير ما كنت لأَقْضِيَه بالشيء النفيس المرغوب فيه وفي الحديث إِيّاكم ومُشارّةَ الناس فإِنها تَدْفِنُ الغُرّةَ وتُظْهِرُ العُرّةَ الغُرّة ههنا الحَسَنُ والعملُ الصالح شبهه بغُرّة الفرس وكلُّ شيء تُرْفَع قيمتُه فهو غُرّة وقوله في الحديث عَليْكُم بالأَبْكارِ فإِنّهُنّ أَغَرُّ غُرَّةً يحتمل أَن يكون من غُرَّة البياض وصفاء اللون ويحتمل أَن يكون من حسن الخلُق والعِشْرةِ ويؤيده الحديث الآخر عَلَيْكمُ بالأَبْكار فإِنّهُنّ أَغَرُّ أَخْلاقاً أَي إِنهن أَبْعَدُ من فطْنةِ الشرّ ومعرفتِه من الغِرّة الغفْلة وكلُّ كَسْرٍ مُتَثَنٍّ في ثوب أَو جِلْدٍ غَرُّ قال قد رَجَعَ المُلْك لمُسْتَقَرّه ولانَ جِلْدُ الأَرضِ بعد غَرّه وجمعه غُرور قال أَبو النجم حتى إذا ما طَار منْ خَبِيرِها عن جُدَدٍ صُفْرٍ وعن غُرورِها الواحد غَرُّ بالفتح ومنه قولهم طَوَيْت الثوبَ على غَرِّه أَي على كَسْرِه الأَول قال الأَصمعي حدثني رجل عن رؤبة أَنه عُرِضَ عليه ثوبٌ فنظر إليه وقَلَّبَه ثم قال اطْوِه على « غَرَّه والغُرورُ في الفخذين كالأخادِيد بين الخصائل وغُرورُ القدم خطوط ما تَثَنَّى منها وغَرُّ الظهر ثَنِيُّ المَتْنِ قال كأَنَّ غَرَّ مَتْنِه إِذ تَجْنُبُهْ سَيْرُ صَناعٍ في خَرِيرٍ تَكْلُبُهْ قال الليث الغَرُّ الكَسْرُ في الجلد من السِّمَن والغَرُّ تكسُّر الجلد وجمعه غُرور وكذلك غُضونُ الجلْد غُرور الأَصمعي الغُرورُ مَكاسِرُ الجلد وفي حديث عائشة تصِفُ أَباها رضي الله عنهما فقالت رَدَّ نَشْرَ الإِسلام على غَرِّه أَي طَيِّه وكَسْرِه يقال اطْوِ الثَّوْبَ على غَرِّه الأَول كما كان مَطْوياًّ أَرادت تَدْبيرَه أَمرَ الردة ومُقابَلة دَائِها وغُرورُ الذراعين الأَثْناءُ التي بين حِبالِهما والغَرُّ الشَّقُّ في الأَرض والغَرُّ نَهْرٌ دقيق في الأَرض وقال ابن الأعرابي هو النهر ولم يُعَيِّن الدَّقِيقَ ولا غيره وأَنشد سَقِيّة غَرٍّ في الحِجال دَمُوج هكذا في المحكم وأَورده الأَزهري قال وأَنشدني ابن الأَعرابي في صفة جارية سقيّة غَرٍّ في الحِجال دَمُوج وقال يعني أَنها تُخْدَمُ ولا تَخْدُمُ ابن الأَعرابي الغَرُّ النهر الصغير وجمعه غُرور والغُرور شَرَكُ الطريق كلُّ طُرْقة منها غُرٌّ ومن هذا قيل اطْوِ الكتابَ والثوبَ على غَرّه وخِنْثِه أَي على كَسْره وقال ابن السكيت في تفسير قوله كأَنّ غَرَّ مَتْنِهِ إِذ تَجْنُبُهْ غَرُّ المتن طريقه يقولُ دُكَيْن طريقتُه تَبْرُق كأَنها سَيْرٌ في خَرِيز والكَلبُ أَن يُبَقَّى السَّيْرُ في القربة تُخْرَز فتُدْخِل الجاريةُ يدها وتجعل معها عقبة أو شعرة فتدخلها من تحت السير ثم تخرق خرقاً بالإِشْفَى فتخرج رأْس الشعرة منه فإِذا خرج رأْسها جَذَبَتْها فاسْتَخْرَجَت السَّيْرَ وقال أَبو حنيفة الغَرّانِ خَطّانِ يكونان في أَصل العَيْر من جانبيه قال ابن مقروم وذكر صائداً فأَرْسَلَ نافِذَ الغَرَّيْن حَشْراً فخيَّبه من الوَتَرِ انْقِطاعُ والغرّاء نبت لا ينبت إِلاّ في الأَجارِع وسُهولةِ الأَرض ووَرَقُها تافِةٌ وعودها كذلك يُشْبِه عودَ القَضْب إلاّ أَنه أُطَيْلِس وهي شجرة صدق وزهرتها شديدة البياض طيبة الريح قال أَبو حنيفة يُحبّها المال كله وتَطِيب عليها أَلْبانُها قال والغُرَيْراء كالغَرّاء قال ابي سيده وإِنما ذكرنا الغُرَيْراء لأَن العرب تستعمله مصغراً كثيراً والغِرْغِرُ من عشب الربيع وهو محمود ولا ينبت إِلا في الجبل له ورق نحو ورق الخُزامى وزهرته خضراء قال الراعي كأَن القَتُودَ على قارِحٍ أَطاع الرَّبِيعَ له الغِرْغِرُ أراد أَطاع زمن الربيع واحدته غِرْغِرة والغِرْغِر بالكسر دَجاج الحبشة وتكون مُصِلّةً لاغتذائها بالعَذِرة والأَقْذار أَو الدجاجُ البرّي الواحدة غِرْغرة وأَنشد أَبو عمرو أَلُفُّهُمُ بالسَّيفِ من كلِّ جانبٍ كما لَفَّت العِقْبانُ حِجْلى وغِرغِرا حِجْلى جمع الحَجَلِ وذكر الأَزهري قوماً أَبادهم الله فجعل عِنَبَهم الأَراك ورُمَّانَهم المَظَّ ودَجاجَهم الغِرْغِرَ والغَرْغَرَةُ والتَّغَرْغُر بالماء في الحَلْقِ أَن يتردد فيه ولا يُسيغه والغَرُورُ ما يُتَغَرْغَرُ به من الأَدْوية مثل قولهم لَعُوق ولَدُود وسَعُوط وغَرْغَر فلانٌ بالدواء وتَغَرْغَرَ غَرْغَرةً وتَغَرْغُراً وتَغَرْغَرَت عيناه تردَّد فيهما الدمع وغَرَّ وغَرْغَرَ جادَ بنفسه عند الموت والغَرْغَرَةُ تردُّد الروح في الحلق والغَرْغَرَةُ صوتٌ معه بَجَحٌ وغَرْغَرَ اللحمُ على النار إِذا صَلَيْتَه فسمعت له نشِيشاً قال الكميت ومَرْضُوفة لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرا والغَرْغَرة صوت القدر إذا غَلَتْ وقد غَرْغَرت قال عنترة إِذ لا تَزالُ لكم مُغَرْغِرة تَغْلي وأَعْلى لَوْنِها صَهْرُ أَي حارٌّ فوضع المصدر موضع الاسم وكأَنه قال أَعْلى لونِها لونُ صَهْر والغَرْغَرةُ كَسْرُ قصبة الأَنف وكَسْرُ رأْس القارورة وأَنشد وخَضْراء في وكرَيْنِ غَرْغَرْت رأْسها لأُبْلِيَ إن فارَقْتُ في صاحِبي عُذْرا والغُرْغُرةُ الحَوْصلة وحكاها كراع بالفتح أَبو زيد هي الحوصلة والغُرْغُرة والغُراوي
( * قوله « والغراوي » هو هكذا في الأصل ) والزاورة وملأْت غَراغِرَك أَي جَوْفَك وغَرْغَرَه بالسكين ذبحه وغَرْغَرَه بالسّنان طعنه في حلقه والغَرْغَرةُ حكاية صوت الراعي ونحوه يقال الراعي يُغَرْغِرُ بصوته أَي يردِّده في حلقه ويَتَغَرْ غَرُصوته في حلقه أَي يتردد وغَرٌّ موضع قال هميان بن قحافة أَقْبَلْتُ أَمْشِي وبِغَرٍّ كُورِي وكان غَرٌّ مَنْزِلَ الغرور والغَرُّ موضع بالبادية قال فالغَرّ تَرْعاه فَجَنْبَي جَفَرَهْ والغَرّاء فرس طريف بن تميم صفة غالبة والأَغَرُّ فرس ضُبَيْعة بن الحرث والغَرّاء فرسٌ بعينها والغَرّاء موضع قال معن بن أَوس سَرَتْ من قُرَى الغَرّاء حتى اهْتَدَتْ لنا ودُوني خَراتيّ الطَّوِيّ فيَثْقُب
( * قوله « خراتي » هكذا في الأصل ولعله حزابي )
وفي حبال الرمل المعترض في طريق مكة حبلان يقال لهما الأَغَرَّان قال الراجز وقد قَطَعْنا الرَّمْلَ غير حَبْلَيْن حَبْلَي زَرُودٍ ونَقا الأَغَرَّيْن والغُرَيْرُ فحل من الإِبل وهو ترخيم تصغير أَغَرّ كقولك في أَحْمَد حُمَيد والإِبل الغُرَيْريّة منسوبة إِليه قال ذو الرمة حَراجيج مما ذَمَّرَتْ في نتاجِها بناحية الشّحْرِ الغُرَيْر وشَدْقَم يعني أَنها من نتاج هذين الفحلين وجعل الغرير وشدقماً اسمين للقبيلتين وقول الفرزدق يصف نساء عَفَتْ بعد أَتْرابِ الخَلِيط وقد نَرَى بها بُدَّناً حُوراً حِسانَ المَدامِع إِذا ما أَتاهُنَّ الحَبِيبُ رَشَفْنَه رشِيفَ الغُرَيْريّاتِ ماءَ الوَقائِع والوَقائعُ المَناقعُ وهي الأَماكن التي يستنقع فيها الماء وقيل في رَشْفِ الغُرَيْرِيّات إِنها نوق منسوبات إِلى فحل قال الكميت غُرَيْريّة الأَنْساب أَو شَدْقَمِيَّة يَصِلْن إِلى البِيد الفَدافِد فَدْفدا وفي الحديث أَنه قاتَلَ مُحَارِبَ خَصَفَة فرأَوْا من المسلمين غِرَّةً فصلَّى صلاةَ الخوف الغِرَّةُ الغَفْلة أَي كانوا غافلين عن حِفْظِ مقامِهم وما هم فيه من مُقابلة العَدُوِّ ومنه الحديث أَنه أَغارَ على بنِي المُصْطَلِق وهم غارُّون أَي غافلون وفي حديث عمر كتب إِلى أَبي عُبَيدة رضي الله عنهما أَن لا يُمْضِيَ أَمْرَ الله تعالى إِلا بَعِيدَ الغِرّة حَصِيف العُقْدة أَي من بعد حفظه لغفلة المسلمين وفي حديث عمر رضي الله عنه لا تطْرُقُوا النساء ولا تَغْتَرّوهُنّ أَي لا تدخلوا إِليهن على غِرّة يقال اغْتَرَرْت الرجل إِذا طلبت غِرّتَه أَي غفلته ابن الأَثير وفي حديث حاطب كُنْتُ غَرِيراً فيهم أَي مُلْصَقاً مُلازماً لهم قال قال بعض المتأَخرين هكذا الرواية والصواب كنت غَرِيًّا أَي مُلْصَقاً يقال غَرِيَ فلانٌ بالشيء إِذا لزمه ومنه الغِراء الذي يُلْصَقُ به قال وذكره الهروي في العين المهملة كنت عَرِيراً قال وهذا تصحيف منه قال ابن الأَثير أَما الهروي فلم يصحف ولا شرح إِلا الصحيح فإِن الأَزهري والجوهري والخطابي والزمخشري ذكروا هذه اللفظة بالعين المهملة في تصانيفهم وشرحوها بالغريب وكفاك بواحد منهم حجة للهروي فيما روى وشرح والله تعالى أَعلم وغَرْغَرْتُ رأْسَ القارورة إِذا استخرجْتَ صِمامَها وقد تقدم في العين المهملة

غزر
الغَزارةُ الكثرة وقد غَزُرَ الشيء بالضم يَغْزُر فهو غَزِيرٌ ابن سيده الغَزِيرُ الكثير من كل شيء وأَرض مغزورةٌ أَصابها مطرٌ غَزِيرُ الدَّرِّ والغزِِيرة من الإِبل والشاء وغيرهما من ذوات اللبن الكثيرةُ الدَّرِّ وغَزُرَت الماشيةُ عن الكلإِ دَرَّت أَلبانُها وهذا الرِّعْيُ مُغْزِرةٌ للّبن يَغزُر عليه اللبن والمُغْزِرة ضرْبٌ من النبات يُشْبِه ورَقُه وَرَقَ الحُرْف غُبْرٌ صغار ولها زهرة حمراء شبيهة بالجُلَّنار وهي تعجب البقر جِدًّا وتَغْزُر عليها وهي ربْعيَّة سميت بذلك لسرعة غَزْرِ الماشية عليها حكاه أَبو حنيفة الليث غَزُرَت الناقةُ والشاة كثُرَ لبنُها فهي تَغْزُرُ غَزارةً وهي غَزِيرة كثيرة اللبن وفي الحديث مَنْ مَنَحَ مَنيحةَ لَبَنٍ بَكِيئةً كانت أَو غَزِيرةً أَي كثيرة اللبن وفي حديث أَبي ذر هل يَثْبُت لكم العَدُوُّ حَلْبَ شاةٍ ؟ قالوا نعم وأَرْبَعِ شِيَاهٍ غُزرٍ هي جمع غَزِيرة كثيرة اللبن قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية والمعروف بالعين المهملة والزايين جمع عزوز وسيأْتي ذكره ومطر غَزِيرٌ ومعروف غَزِيرٌ وعينٌ غَزيرة الماء قال أَبو منصور ويقال ناقة ذات غُزْرٍ أَي ذات غزارةٍ وكثرة اللبن ابن الأَعرابي المُغازَرةُ أَن يُهْدِيَ الرجلُ شيئاً تافِهاً لآخر ليُضاعِفَه بها وقال بعض التابعين الجانبُ المُسْتَغْزِرُ يثاب من هبته المُسْتَغْزِرُ الذي يطلب أَكثر مما يعطي وهي المُغازَرة ومعنى الحديث أَن الغَريب الذي لا قرابة بينه وبينك إِذا أَهدى لك شيئاً يطلب أَكثر منه فإِنه يثاب منْ هَدِيّتهِ أَي أَعْطِه في مقابلة هديته واسْتَغْزَرَ طلب أَكثر مما أَعطى وبئر غَزِيرة كثيرة الماء وكذلك عين الماء والدمع والجمع غِزارٌ وقد غَزُرَت غَزارةً وغَزْراً وغُزْراً وقيل الغُزْرُ من جميع ذلك المصدر والغَزْرُ الاسم مثل الضَّرْب وأَغزَرَ المعروفَ جعله غَزيراً وأَغْزَرَ القومُ غَزُرَت إِبلُهم وشاؤُهم وكثرت أَلبانها ونوق غِزَار والجمع غَزْر مثل جَوْن وجُون وأُذن حَشْرٌ وآذانٌ حُشْرٌ وقومٌ مُغْزَرٌ لهم غزُرت إِبلُهم أَو أَلْبانُهم والتَّغْزِير أَن تَدَعَ حَلْبة بين حَلْبتين وذلك إِذا أَدبَر لبنُ الناقةِ وغُزْران موضع

غسر
تَغَسَّرَ الأَمرُ اختلط والْتَبَس وكل أَمر التبس وعسُر المخرجُ منه فقد تغَسَّر وهذا أَمر غَسِرٌ أَي ملتبس مُلْتاثٌ وتَغَسَّرَ الغزلُ الْتَوى والْتَبَس ولم يُقْدر على تخليصه قال الأَزهري وهو حرف صحيح مسموع من العرب وتَغَسَّر الغَدِير أَلْقَت الريحُ فيه العِيدانَ ابن الأَعرابي الغَسْرُ التَّشْدِيد على الغَريم بالغين معجمة وهو العَسْر أَيضاً وقد غَسَره عن الشيء وعَسَره بمعنى واحد وأَنشد أَبو عمرو فوَثَبَت تأْبِرُ واسْتَعْفاها كأَنّها من غَسْرِه إِيّاها سُرِّيّةٌ نَغَّصَها مولاها

غشمر
الغَشْمَرة التهضُّم والظلم وقيل الغَشْمرة التهضم في الظلم والأَخْذُ من فوق من غير تثبُّت كما يَتَغَشْمَر السيلُ والجيش كما يقال تَغَشْمَر لهم وقيل الغَشْمَرةُ إِتيان الأَمر من غير تثبت وغَشْمَر السيلُ أَقْبَل والتغشمور
( * قوله « والتغشمور » كذا في الأصل بدون ضبطه ونقله شارح القاموس ) ركوب الإِنسان رأْسه في الحق والباطل لا يُبالي ما صنع وفيه غَشْمَرِيّةٌ وفيهم غَشْمَرِيّة وتَغَشْمَرَ لي تَنمَّر وأَخَذَه بالغِشْمِيرِ أَي الشدة وتَغَشْمَره أَخَذَه قهْراً وفي حديث جَبْر بن حبيب قال قاتَلَه اللّه لقد تَغَشْمَرها أَي أَخَذها بجفَاءٍ وعُنْفٍ ورأَيته مُتَغَشْمِراً أَي غضبان

غضر
الغَضَارُ الطّين الحُرّ ابن سيده وغيره الغَضارةُ الطين الحر وقيل الطين اللاَّزب الأَخضر والغَضارُ الصَّحْفة المتخذة منه والغُضْرة والغَضْراء الأَرض الطَّيّبة العَلِكة الخَضراء وقيل هي أَرض فيها طين حُرٌّ يقال أَنْبَطَ فلانٌ بئرَه في غَضْراءَ وقيل قول العرب أَنبَطَ في غَضْراءَ أَي استخرَج الماء من أَرض سهلة طيّبة التُّربة عَذْبة الماء وسمي النَّبَطُ نَبَطاً لاستنباطهم ما يخرج من الأَرضين ابن الأَعرابي الغَضْراء المكان ذو الطين الأَحمر والغَضْراء طينةٌ خضراء عَلِكة والغَضَارُ خَزَفٌ أَخضر يُعَلَّق على الإِنسان يَقي العَين وأَنشد ولا يُغْني تَوَقِّي المَرْء شيئاً ولا عُقَدُ التَّميم ولا الغَضارُ إِذا لاقى مَنِيَّتَه فأَمْسى يُساقُ به وقد حَقَّ الحِدارُ والغَضْراء طين حرٌّ شمر الغَضارةُ الطين الحر نفسه ومنه يتخذ الخزف الذي يسمى الغَضارَ والغَضْراءُ والغُضْرة أَرض لا ينبت فيها النخل حتى تُحْفَر وأَعلاها كَذّان أَبْيض والغَضْوَرُ طِينٌ لَزِجٌ يلتزق بالرِّجْل لا تكاد تذهب الرّجْلُ فيه والغَضارة النّعْمة والسَّعة في العيش وقولهم في الدعاء أَبادَ اللّه خضراءَهم ومنهم من يقول غَضْراءَهم وغَضارَتَهم أَي نِعْمَتهم وخيرَهم وخِصْبَهم وبَهْجَتَهم وسعة عيشهم من الغَضارة وقيل طِينَتهم التي منها خُلقوا قال الأَصمعي ولا يقال أَبادَ الله خَضْراءَهم ولكن أَبادَ اللّه غَضْراءَهم أَي أَهْلَك خيرَهم وغَضارتهم وقول الشاعر بخالِصة الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ عنى بخُضْرِ المناكب ما هم فيه من الخِصْب وقال ابن الأَعرابي أَبادَ ا خَضْراءَهم أَي سوادَهم وقال أَحمد بن عبيد أَبادَ اللّه خَضْراءَهم وغَضْراءَهم أَي جماعتهم وغَضِرَ الرجل بالمال والسَّعةِ والأَهلِ غَضراً أَخصب بعد إِقطارٍ وغَضَره اللّه يَغْضُره غَضْراً ورجل مَغْضورٌ مُبارَك وقوم مَغْضورون إذا كانوا في خير ونِعْمة وعَيْشٌ غَضِرٌ مَضِرٌ فغَضرٌ ناعمٌ رافِةٌ ومَضِرٌ إِتباع وإِنهم لفي غَضارةٍ من العيش وفي غَضْراءَ من العَيْشِ وفي غَضارةِ عَيْش أَي في خصب وخير والغَضارةُ طِيبُ العيش تقول منه بنو فلان مغضورون وفي حديث ابن زِمْل الدُّنْيا وغَضارَةَ عيشها أَي طِيبها وَلَذّتها وهم في غَضارةٍ من العيْش أَي في خِصْبٍ وخير ويقال إِنه لفي غَضْراءِ عَيْشٍ وخَضْراءِ عَيْشٍ أَي في خِصْب وإِنه لفي غَضْراءَ من خَيْرٍ وقد غَضَرَهم اللّه يَغْضُرهم واخْتُضِرَ الرجلُ واغْتُضِرَ إذا مات شابًّا مُصَحَّحاً والغَضيرُ الناعم من كل شيء وقد غَضُرَ غَضارةً ونَبات غَضيرٌ وغَضِرٌ وغاضِرٌ قال أَبو عمرو الغَضِير الرَّطْبُ الطَّرِيّ قال أَبو النجم مِنْ ذابِلِ الأَرْضِ ومِنْ غَضيرِها والغَضارةُ القَطاةُ قال الأَزهري ولا أَعرفه وما نام لِغَضْرٍ أَي لم يكد ينام وغَضَر عنه يَغْضِر وغَضِر وتَغَضَّر انْصَرَفَ وعدل عنه ويقال ما غَضَرْتُ عن صَوْبي أَي ما جُرْتُ عنه قال ابن أَحمر يصف الجواري تَواعَدْنَ أَن لا وَعْيَ عن فَرْجِ راكِسٍ فَرُحْنَ ولم يَغْضِرْنَ عن ذاكَ مَغْضَرا أَي لم يَعْدِلن ولم يجرن ويقال غَضَرَه أَي حبسه ومنعه وحَمَل فما غَضَرَ أَي ما كذب ولا قَصَّر وما غَضَرَ عن شتمي أَي ما تأَخّر ولا كذَب وغَضَرَ عليه يَغْضِر غضراً عطف وغَضَر له من ماله قَطَعَ له قِطْعة منه والغاضِرُ الجِلْد الذي أُجِيدَ دباغُه وجلد غاضِرٌ جيد الدباغ عن أَبي حنيفة والغَضِير مثل الخَضير قال الراجز من ذابل الأَرْطى ومن غضيرها والغَضْرةُ نَبْتٌ والغَضْوَرةُ شجرة غبراء تَعْظُم والجمع غَضْوَرٌ وقيل الغَضْوَرُ نبات لا يعقد عليه شحم وقيل هو نبات يَشْبِه الضَّعَةَ والثُّمامَ ويقال في مَثَلٍ هو يأْكل غَضْرةً ويربض جَحْرةً والغَضْوَرُ بتسكين الضاد نبت يشبه السّبَط قال الراعي يصف حُمُراً تَثِير الدواجِنَ في قَصَّة عِراقِيّة حَوْلها الغَضْوَرُ وغَضْوَر ثنيَّة بين المدينة وبلاد خزاعة وقيل هو ماء لطيِّء قال امرؤ القيس كأَثْلٍ من الأَعْراضِ من دون بِئشة ودُونَ الغَمِير عامداتٍ لِغَضْوَرا وقال الشماخ كأَنَّ الشبابَ كانَ رَوْحةَ راكبٍ قضى حاجةً من سُقْفَ في آلِ غَضْوَرا والغاضِرُ المانِعُ وكذلك العاضِرُ بالعين والغين أَبو عمرو الغاضِرُ المانع والغاضِرُ الناعم والغاضِرُ المُبَكِّرُ في حوائجه ويقال أَردت أَن آتيكَ فَغَضَرَني أَمرٌ أَي منعني والغَواضِرُ في قيس وغاضِرة قبيلة في بني أَسد وحيٌّ من بني صَعْصَعَة وبطن من ثَقِيف وفي بني كِنْدة ومسجدُ غاضِرةَ مسجدٌ بالبصرة منسوب إِلى امرأَة وغُضَيْرٌ وغَضْران اسمان

غضفر
الغَضْفَرُ الجافي الغليظ ورجل غَضَنْفَرٌ قال الشاعر لهم سَيِّدٌ لم يَرْفَع اللّه ذِكْرَه أَزَبُّ غَضُوبُ الساعِدَين غَضَنْفَرُ وقال أَبو عمرو الغَضَنْفرُ الغليظ المُتَغَضِّن وأَنشد دِرْحايةٌ كَوَأْلَلٌ غَضَنْفَر وأُذُنٌ غضَنْفَرةٌ غليظة كثيرة الشعر وقال أَبو عبيدة أُذن غَضَنْفَرة وهي التي غلظت وكثر لحمها وأَسد غَضَنْفَر غليظ الخَلْقِ مُتَغَضِّنه الليث الغَضَنْفَر الأَسدُ ورجل غَضَنْفَرٌ إذا كان غليظاً أَو غليظ الجثّة قال الأَزهري أَصله الغَضْفَر والنون زائدة وفي نوادر الأَعراب بِرْذَوْنٌ نَغْضَلٌ وغَضَنْفَرٌ وقد غَضْفَرَ وقَنْدَلَ إِذا ثَقُل وذكره الأَزهري في الخماسي أَيضاً

غطر
الغَطْرُ لغة في الخَطْرِ مَرَّ يَغْطِرُ بذَنَبِه أَي يَخْطِرُ أَبو عمرو الغِطْيَرُّ المتظاهر اللحم المربوع وأَنشد لمَّا رَأَتْه مُودَناً غِطْيَرّا قال وناظرت أَبا حمزة في هذا الحرف فقال إن الغِطْيَرّ القصير بالغين والطاء

غفر
الغَفُورُ الغَفّارُ جلّ ثناؤه وهما من أَبنية المبالغة ومعناهما الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم يقال اللهمَّ اغفر لنا مَغْفرة وغَفْراً وغُفْراناً وإنك أَنت الغَفُور الغَفّار يا أَهل المَغْفِرة وأَصل الغَفْرِ التغطية والستر غَفَرَ الله ذنوبه أَي سترها والغَفْر الغُفْرانُ وفي الحديث كان إذا خرج من الخَلاء قال غُفْرانَك الغُفْرانُ مصدرٌ وهو منصوب بإضمار أَطلُبُ وفي تخصيصه بذلك قولان أَحدهما التوبة من تقصيره في شكر النعم التي أَنعم بها عليه بإطعامه وهضمه وتسهيل مخرجه فلجأَ إِلى الاستغفار من التقصير وتَرْكِ الاستغفار من ذكر الله تعالى مدة لبثه على الخلاء فإِنه كان لا يترك ذكر اللّه بلسانه وقلبه إِلا عند قضاء الحاجة فكأَنه رأَى ذلك تقصيراً فتداركه بالاستغفار وقد غَفَرَه يَغْفِرُه غَفراً ستره وكل شيء سترته فقد غَفَرْته ومنه قيل للذي يكون تحت بيضة الحديد على الرأْس مِغْفَرٌ وتقول العرب اصْبُغْ ثوبَك بالسَّوادِ فهو أَغْفَرُ لوَسَخِه أَي أَحْمَلُ له وأَغطى له ومنه غَفَرَ اللّه ذنوبه أَي سترها وغَفَرْتُ المتاع جعلته في الوعاء ابن سيده غَفَرَ المتاعَ في الوعاء يَغْفِرُه غَفْراً وأَغْفَرَه أَدخله وستره وأَوعاه وكذلك غَفَرَ الشيبَ بالخِضاب وأَغْفَرَه قال حتى اكْتَسَيْتُ من المَشِيب عِمامةً غَفراءَ أُغْفِر لَوْنُها بِخِضابِ ويروى أَغْفِرُ لونها وكلُّ ثوب يغطَّى به شيء فهو غِفارة ومنه غِفارة الزِّنُون تُغَشَّى بها الرحالُ وجمعها غِفارات وغَفائِر وفي حديث عمر لمَّا حَصَّبَ المسجدَ قال هو أَغْفَرُ للنُّخامة أَي أَسْتَرُ لها والغَفْرُ والمَغْفِرةُ التغطية على ابذنوب والعفوُ عنها وقد غَفَرَ ذنبه يَغْفِرُه غَفْراً وغِفْرةً حَسَنة عن اللحياني وغُفْراناً ومَغْفِرة وغُفوراً الأَخيرة عن اللحياني وغَفيراً وغَفيرةً ومنه قول بعض العرب اسلُك الغفيرة والناقةَ الغَزيرة والعزَّ في العَشيرة فإِنها عليك يَسيرة واغْتَفَر ذنبَه مثله فهو غَفُور والجمع غُفُرٌ فأَما قوله غَفَرْنا وكانت من سَجِيّتِنا الغَفْرُ فإِنما أَنَث الغَفْرَ لأَنه في معنى المَغْفِرة واسْتَغْفَرَ اللَّه من ذنبه ولذنبه بمعنى فغَفَرَ له ذنبه مَغْفِرةً وغَفُراً وغُفْراناً وفي الحديث غِفارُ غَفَرَ اللَّه لها قال ابن الأَثير يحتمل أَن يكون دعاءً لها بالمَغْفِرة أَو إِخباراً أَن اللَّه تعالى قد غَفَرَ لها وفي حديث عَمْرو بن دينار قلت لعروة كم لَبِثَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بمكة ؟ قال عَشْراً قلت فابنُ عباس يقول بِضْعَ عَشْرة ؟ قال فغَفَره أَي قال غَفَر اللَّه له واسْتَغْفَر اللَّه ذنبَه على حذف الحرف طلب منه غَفْرَه أَنشد سيبويه أَسْتَغْفَرُ اللهَ ذنباً لَسْتُ مُحْصِيَه ربّ العباد إليه القولُ والعملُ وتَغافَرَا دَعا كلُّ واحد منهما لصاحبه بالمَغْفِرة وامرأَة غَفُور بغير هاء أَبو حاتم في قوله تعالى لِيَغعُثرَ ليَغْفِرَ اللهُ لك ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وما تأَخَّر المعنى لَيَغْفِرَنَّ لك اللهُ فلما حذف النون كسر اللام وأَعْملها إِعمال لامِ كي قال وليس المعنى فتحنا لك لكي يغفر اللهُ لك وأَنْكَر الفتح سبباً للمغفرة وأَنكر أَحمد بن يحيى هذا القول وقال هي لام كي قال ومعناه لكي يجتَمِع لك مع المغفرة تمامُ النعمة في الفتح فلما انضم إِلى المغفرة شيء حادث حَسُنَ فيه معنى كي وكذلك قوله عز وجل لِيَجْزِيَهم اللَّه أَحْسَنَ ما كانوا يَعْمَلون والغُفْرةُ ما يغطَّى به الشيء وغَفَرَ الأَمْرَ بِغُفْرته وغَفيرتِه أَصلحه بما ينبغي أَن يَصْلَح به يقال اغْفِروا هذا الأَمرَ بِغُفْرتِه وغَفيرتِه أَي أَصْلحوه بما ينبغي أَن يُصْلَح وما عندهم عَذيرةٌ ولا غَفِيرة أَي لا يَعْذِرون ولا يَغفِرون ذنباً لأَحد قال صخر الغَيّ وكان خرج هو وجماعة مت أَصحابهإلى بعض متوجّهاتهم فصادفوا في طريقهم بني المصطلق فهرب أَصحابه فصاح بهم وهو يقول يا قوم لَيْسَت فيهمُ غَفِيرهْ فامْشُوا كما تَمْشي جِمالُ الحِيرهْ يقول لا يغفرون ذنب أَحد منكم إِن ظفروا به فامشوا كما تمشي جمالُ الحيرة أَي تَثاقَلوا في سيركم ولا تُخِفّوه وخصّ جمالَ الحيرة لأَنها كانت تحمل الأَثقال أَي مانِعوا عن أَنفسكم ولا تَهْرُبوا والمِغْفرُ والمِغْفرةُ والغِفارةُ زَرَدٌ ينسج من الدروع على قدر الرأْس يلبس تحت القلنسوة وقيل هورَفْرَفُ البيضة وقيل هو حَلقٌ يَتَقَنَّعُ به المُتَسَلِّح قال ابن شميل المِغْفَرُ حِلَقٌ يجعلُها الرجل أَسفلَ البيضة تُسْبَغ على العنُق فتَقِيه قال وربما كان المِغْفَرُ مثلَ القلنسوة غير أَنها أَوسع يُلْقِيها الرجل على رأْسه فتبلغ الدرع ثم يَلْبَس البيضة فوقها فذلك المِغْفرُ يُرفّلُ على العاتقين وربما جُعل المِغْفَرُ من ديباج وخَزٍّ أَسفلَ البيضة وفي حديث الحديبية والمغيرة ابن شعبة عليه المِغْفَرُ هو ما يلبَسُه الدارع على رأْسه من الزرد ونحوه والغِفارةُ بالكسر خرقة تلبسها المرأَة فتغطي رأْسها ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ غير وَسْطِ رأْسها وقيل الغِفارةُ خرقة تكون دون المِقْنَعة تُوَقِّي بها المرأَة الخمارَ من الدُّهْن والغِفارةُ الرقعة التي تكون على حزّ القوس الذي يجري عليه الوتر وقيل الغِفارةُ جلدة تكون على رأْس القوس يجري عليها الوتر والغِفارةُ السحابة فوق السحابة وفي التهذيب سَحابة تراها كأَنها فَوق سحابة والغِفارةُ رأْسُ الجبل والغَفْرُ البَطْنُ قال هو القارِبُ التالي له كلُّ قاربٍ وذو الصَّدَرِ النامي إذا بَلَغَ الغَفْرا والغَفْرُ زِئْبِرُ الثوب وما شاكله واحدته غَفْرة وغَفِر الثوبُ بالكسر يَغْفَرُ غَفَراً ثارَ زِئْبِرُه واغْفارَّ اغْفِيراراً والغَفَرُ والغَفارُ والغَفيرُ شَعرُ العنُقِ واللحيين والجبهة والقفا وغَفَرُ الجسدِ وغُفارُه شعرُه وقيل هو الشعر الصغير القصير الذي هو مثل الزَّغَب وقيل الغَفْرُ شعر كالزغب يكون على ساق المرأة والجبهة ونحو ذلك وكذلك الغَفَرُ بالتحريك قال الراجز قد عَلِمَت خَوْدٌ بساقَيْها الغَفَرْ لَيَرْوِيَنْ أَو لَيَبِيدَنَّ الشَّجَرْ والغُفارُ بالضم لغة في الغَفْر وهو الزغب قال الراجز تُبْدِي نَقيًّا زانَها خِمارُها وقُسْطةً ما شانَها غُفارُها القُسْطة عَظْمُ الساق قال الجوهري ولست أَرويه عن أَحد والغَفيرةُ الشعر الذي يكون على الأُذُن قال أَبو حنيفة يقال رجل غَفِرُ القفا في قفاه غَفَرٌ وامرأَة غَفِرةُ الوجهِ إِذا كان في وجهها غَفَرٌ وغَفَرُ الدابة نباتُ الشعر في موضع العرف والغَفَرُ أَيضاً هُدْبُ الثوب وهدبُ الخمائص وهي القُطُ دِقاقُها ولِينُها وليس هو أَطرافَ الأَرْدِيةِ ولا الملاحفِ وغَفَرُ الكلإِ صِغارُه وأَغْفَرت الأَرضُ نبَتَ فيها شيء منه والغَفَرُ نوع من التَّفِرة رِبْعِيٌّ ينبت في السَّهْل والآكام كأَنه عصافيرُ خُضْرٌ قِيامٌ إِذا كان أَخضر فإِذا يبس فكأَنه حُمْرٌ غير قيام وجاء القوم جَمًّا غَفيراً وجَمَّاءَ غَفيراً ممدود وجَمَّ الغَفِيرِ وجمّاء الغَفيرِ والجَمّاءَ الغَفيرَ أَي جاؤوا بجماعتهم الشريفُ والوضيع ولم يتخلّفْ أَحد وكانت فيهم كثرة ولم يَحْكِ سيبويه إِلا الجَمَّاءَ الغَفيرَ وقال هو من الأَحوال التي دخلها الأَلف واللام وهو نادر وقال الغَفير وصفٌ لازم للجَمّاء يعني أَنك لا تقول الجَمّاء وتسكت ويقال أَيضاً جاؤوا جَمّاءَ الغَفيرة وجاؤوا بجَمَّاءِ الغَفير والغَفيرة لغات كلها والجَمّاء الغَفير اسم وليس بفعل إِلاَّ أَنه ينصب كما تنصب المصادر التي هي في معناه كقولك جاؤوني جميعاً وقاطبةً وطُرًّا وكافَّةً وأَدخلوا فيه الأَلف واللام كما أَدخلوهما في قولهم أَوْرَدَها العِراكَ أَي أَوردها عِراكاً وفي حديث علي رضي الله عنه إِذا رأَى أَحدُكم لأَخِيه غَفِيرةً في أَهلٍ أَو مالٍ فلا يكونَنَّ له فِتْنة الغَفِيرةُ الكثرةُ والزيادةُ من قولهم للجمع الكثير الجَمّ الغَفِير وفي حديث أَبي ذر قلت يا رسول الله كم الرسلف قال ثَلثمائةٍ وخمسة عَشر جَمِّ الغَفِير أَي جماعة كثيرة وقد ذكر في جمم مبسوطاً مستقصى وغَفَرَ المريضُ والجريحُ يَغْفِرُ غَفْراً وغُفِرَ على صيغة ما لم يسمَّ فاعله كلُّ ذلك نُكِسَ وكذلك العاشِقُ إِذا عادَه عيدُه بعد السَّلْوة قال خَلِيليّ إِن الدارَ غَفْرٌ لِذِي الهَوَى كما يَغْفِرُ المَحْمُومُ أَو صاحِبُ الكَلْمِ وهذا البيت أَورده الجوهري لَعَمْرُكَ إِن الدار قال ابن بري البيت للمرّار الفقعسي قال وصواب إِنشاده خليلي إِن الدار بدلالة قوله بعده قِفَا فاسأَلا منْ مَنْزِلِ الحَيِّ دِمْنةً وبالأَبْرَقِ البادِي أَلِمّا على رَسْمِ وغَفَرَ الجرحُ يَغْفِرُ غَفْراً نُكِسَ وانتقض وغَفِرَ بالكسر لغة فيه ويقال للرجل إِذا قام من مرضه ثم نُكِسَ غَفَرَ يَغْفِرُ غَفْراً وغَفَرَ الجَلَبُ السُّوقَ يَغْفِرُها غَفْْراً رَخّصها والغُفْرُ والغَفْرُ الأَخيرة قليلة ولدُ الأُرْوِيّة والجمع أَغْفارٌ وغِفَرةٌ وغُفورٌ عن كراع والأُنثى غُفْرة وأُمُّهُ مُغْفِرةٌ والجمع مُغْفِرات قال بشر وصَعْب يَزِلّ الغُفْرُ عن قُذُفاتِه بحافاته بانٌ طِوالٌ وعَرْعَرُ وقيل الغُفْر اسم للواحد منها والجمع وحكي هذا غُفْرٌ كثير وهي أَرْوَى مُغْفِرٌ لها غُفْرٌ قال ابن سيده هكذا حكاه أَبو عبيد والصواب أُرْوِيّةٌ مُغْفِر لأَن الأَرْوَى جمع أَو اسمُ جمع والغِفْرُ بالكسر ولدُ البقرة عن الهَجَريّ وغِفارٌ مِيسمٌ يكون على الخد والمَغافرُ والمَغافِيرُ صمغ شبيه بالناطِفِ ينضحه العُرْفط فيوضع في ثوب ثم يُنْضَح بالماء فيُشْرب واحدها مِغْفَر ومَغْفَر ومُغْفُر ومُغْفور ومِغْفار ومِغْفِير والمَغْفوراءُ الأَرضَ ذات المَغافِير وحكى أَبو حنيفة ذلك في الرباعي وأَغْفَر العُرْفُط والرِّمْثُ ظهر فيهما ذلك وأَخرج مَغافِيرَه وخرج الناس يَتَغَفَّرُون ويَتَمَغْفَرُون أَي يجتَنُون المَغافيرَ من شجره ومن قال مُغْفور قال خرجنا نتَمَغْفَر ومن قال مُغْفُر قال خرجنا نتَغَفَّر وقد يكون المُغْفورُ أَيضاً العُشَر والسَّلَم والثُّمام والطلح وغير ذلك التهذيب يقال لصمغ الرِّمْث والعرفط مَغافِير ومَغاثِيرُ الواحد مُغْثور ومُغْفور ومِغْفَر ومِغْثَر بكسر الميم روي عن عائشة رضي الله عنها أَن النبي صلى الله عليه وسلم شَرِبَ عند حَفْصة عسلاً فتواصَيْنا أَن نقول له أَكَلْتَ مغافِيرَ وفي رواية فقالت له سَوْدة أَكلتَ مغافِيرَ ويقال له أَيضاً مَغاثِير بالثاء المثلثة وله ريح كريهة منكرة أَرادت صَمْغَ العرفط والمَغافِير صمغٌ يسيل من شجر العرفط غير أَن رائحته ليست بطيبة قال الليث المِغْفارُ ذَوْبةٌ تخرج من العرفط حلوة تُنْضح بالماء فتشرب قال وصَمْغُ الإِجّاصةِ مِغفارٌ أَبو عمرو المَغافيرُ الصمغ يكون في الرمث وهو حلو يؤكلُ واحدُها مُغْفور وقد أَغْفَر الرِّمْثُ وقال ابن شميل الرمث من بين الحمض له مَغافيرُ والمَغافيرُ شيء يسيل من طرف عِيدانها مثل الدِّبْس في لونه تراه حُلواً يأْكله الإِنسان حتى يَكْدَن عليه شِدْقاه وهو يُكْلِع شَفته وفَمه مثل الدِّبْق والرُّبّ يعلق به وإِنما يُغْفِر الرمثُ في الصفَريَّة إِذا أَوْرَسَ يقال ما أَحسن مَغافيرَ هذا الرمث وقال بعضهم كلُّ الحمض يُورِس عند البرد وهو بروحه وارباده يخرج
( * قوله « بروحه وارباده يخرج » إلخ هكذا في الأصل ) مغافيره تجدُ ريحَه من بعيد والمَغافيرُ عسل حلو مثل الرُّبّ إِلا أَنه أَبيض ومَثَلُ العربِ هذا الجَنى لا أَن يُكَدَّ المُغْفُر يقال ذلك للرجل يصيب الخير الكثير والمُغْفُرُ هو العود من شجر الصمغ يمسح به ما ابيضّ فيتخذ منه شيء طيب وقال بعضهم ما استدار من الصمغ يقال له المُغْفُر وما استدار مثل الإِصبع يقال له الصُّعْرور وما سال منه في الأَرض يقال له الذَّوْبُ وقالت الغنوية ما سال منه فبقي شَبيه الخيوط بين الشجر والأَرض يقال له شَآبِيب الصمغ وأَنشدت كأَنَّ سَيْلَ مَرْغِه المُلَعْلِعِ شُؤْبوبُ صَمْغٍ طَلْحُه لم يُقْطَعِ وفي الحديث أَن قادِماً قَدِم عليه من مكة فقال كيف تركتَ الحَزْوَرة ؟ قال جادَها المطرُ فأَغْفَرَتْ بَطْحاؤها أَي أَن المطر نزل عليها حتى صار كالغَفَر من النبات والغَفَرُ الزِّئْبِرُ على الثوب وقيل أَراد أَن رِمْثَها قد أَغْفَرت أَي أَخرجت مَغافيرَها والمَغافيرُ شيء ينضحه شجر العرفط حلو كالناطف قال وهذا أَشْبَه أَلا تراه وصف شجرها فقال وأَبْرَم سَلمُها وأَغْدَق إِذْخِرُها والغِفْرُ دُوَيْبّة والغَفْرُ منزل من منازل القمر ثلاثةُ أَنْجُم صغار وهي من الميزان وغُفَير اسم وغُفَيرة اسم امرأَة وبنو غافِرٍ بطن وبنو غِفارٍ من كنانة رهط أَبي ذر الغِفارِيّ

غمر
الغَمْرُ الماء الكثير ابن سيده وغيره ماء غَمْر كثيرٌ مُغَرِّقٌ بيّن الغُمورةِ وجمعه غِمار وغُمور وفي الحديث مَثَلُ الصلوات الخَمْسِ كمَثَلِ نهْرٍ غَمْر الغَمْرُ بفتح الغين وسكون الميم الكثيرُ أَي يَغْمُر مَنْ دخله ويُغطِّيه وفي الحديث أَعوذ بك من مَوْتِ الغَمْر أَي الغرَق ورجل غَمْرُ الرِّداء وغَمْرُ الخُلُقِ أَي واسع الخلُق كثير المعروف سخيّ وإِن كان رداؤه صغيراً وهو بيّن الغُمورة من قوم غِمارٍ وغُمورٍ قال كثيِّر غَمْر الرِّداء إِذا تبَسَّمَ ضاحِكاً غَلِقَتْ لِضَحْكَتِه رِقابُ المالِ وكله على المثل وبَحْر غَمْر يقال ما أَشدّ غُمورةَ هذا النهر وبحار غِمارٌ وغُمورٌ وغَمْرُ البحر معظمه وجمعه غِمارٌ وغُمورٌ وقد غَمُرَ الماءُ
( * قوله « وقد غمر الماء » ضبط في الأصل بضم الميم وعبارة القاموس وشرحه « وغمر الماء » يغمر من حد نصر كما في سائر النسخ ووجد في بعض أمهات اللغة مضبوطاً بضم الميم ) غَمارةً وغُمورةً وكذلك الخلُق وغَمَره الماء يَغْمُرُه غَمْراً واغْتَمَره عَلاه وغَطّاه ومنه قيل للرجل غَمَرَه القومُ يَغْمُرونه إِذا عَلَوْه شرفاً وجيش يَغْتَمرُ كلَّ شيء يُغطِّيه ويستغرقه على المثل والمَغْمورُ من الرجال الذي ليس بمشهور ونخل مُغْتَمِر يشرب في الغَمْرة عن أَبي حنيفة وأَنشد قول لبيد في صفة نخل يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غيرَ صادِرةٍ فكلُّها كارِعٌ في الماء مُغْتَمِرُ وفي حديث معاوية ولا خُضْتُ برجل غَمْرةً إِلاَّ قَطَعْتُها عَرْضاً الغَمْرة الماء الكثير فضربه مثلا لقوّة رأْيه عند الشدائد فإِن من خاضَ الماءَ فقطَعَه عرضاً ليس كمن ضَعُفَ واتَّبَع الجِرْيةَ حتى يخرج بعيداً من الموضع الذي دخل فيه أَبو زيد يقال للشيء إِذا كثر هذا كثير غَميرٌ والغَمْرُ الفرس الجواد وفرس غَمْرٌ جواد كثير العَدْو واسع الجَرْي قال العجاج غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحًّا مِهْرَجا والغَمْرةُ الشدة وغَمْرةُ كل شيء مُنْهَمَكه وشدَّتُه كغَمْرةِ الهمّ والموت ونحوهما وغَمَراتُ الحَرْب والموت وغِمارُها شدائدها قال وفارِس في غِمارِ المَوْتِ مُنْغَمِس إِذا تَأَلَّى على مَكْروهةٍ صَدَقا وجمع الغَمْرة غُمَرٌ مثل نَوْبة ونُوَب قال القطامي يصف سفينة نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام ويذكر قصته مع قومه ويذكر الطوفان ونادى صاحبُ التَّنُّورِ نوحٌ وصُبَّ عليهمُ منه البَوارُ وضَجُّوا عند جَيْئَتِه وفَرُّوا ولا يُنْجِي من القدَرِ الحِذارُ وجاشَ الماءُ مُنْهَمِراً إِليهم كأَن غُثاءه خِرَقٌ تُسارُ وعامَتْ وهي قاصِدةٌ بإِذْنٍ ولولا اللّه جارَ بها الجَوارُ إِلى الجوديّ حتى صارَ حِجْراً وحانَ لِتَالِكَ الغُمَرِ انْحِسارُ فهذا فيه مَوْعِظةٌ وحكْم ولكنِّي امرؤٌ فيَّ افْتِخارُ الحِجْر الممنوع الذي له حاجز قال ابن سيده وجمع السلامة أَكثر وشجاع مُغامِرٌ يَغْشَى غَمَراتِ الموت وهو في غَمْرةٍ من لَهْوٍ وشَبِيبة وسُكْرٍ كله على المثل وقوله تعالى وذَرْهُم في غَمْرَتِهم حتى حِين قال الفراء أَي في جهلهم وقال الزجاج وقرئ في غَمَراتِهم أَي في عَمايَتِهم وحَيْرتِهم وكذلك قوله تعالى بل قلوبُهم في غَمْرة مِنْ هذا يقول بل قلوب هؤلاء في عَمايةٍ من هذا وقال القتيبي أَي في غطاء وغفلة والغَمْرةُ حَِيْرةُ الكفّار وقال الليث الغَمْرةُ مُنْهَمَك الباطل ومُرْتَكضُ الهولِ غَمْرةُ الحَرْب ويقال هو يضرب في غَمْرَةِ اللَّهْو ويَتَسَكَّع في غمرة الفتنة وغَمْرةُ الموت شدّة همومِه قال ذو الرمة كأَنَّني ضاربٌ في غَمْرةٍ لَعِبُ أَي سابح في ماء كثير وفي حديث القيامة فيقذِفُهم في غَمَراتِ جهنَّم أَي المواضع التي تكثر فيها النار وفي حديث أَبي طالب وجَدْتُه في غَمَراتٍ من النار واحدتها غَمْرةٌ والمُغامِرُ والمُغَمِّرُ المُلْقي بنفسه في الغَمَراتِ والغَمْرة الزَّحْمةُ من الناس والماء والجمع غِمارٌ وفي حديث أُويس أَكُون في غِمارِ الناس أَي جَمْعِهم المتكاثف وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه أَمّا صاحِبُكم فقد غامَرَ أَي خاصَم غيرَه ومعناه دخل في غَمْرةِ الخصومة وهي معظمها والمُغامِرُ الذي رمى بنفسه في الأُمور المُهْلكة وقيل هو من الغِمْر بالكسر وهو الحِقْد أَي حاقد غيره وفي حديث خيبر شاكي السِّلاحِ بَطَلٌ مُغامِرُ أَي مُخاصِمٌ أَو مُحاقِدٌ وفي حديث الشهادة ولا ذي غِمْرٍ على أخيه أَي ضِغْنٍ وحقد وغَمْرةُ الناس والماء وغَمْرُهم وغُمارُهم وغِمارهم جماعتهم ولَفيفُهم وزحمتهم ودخلت في غُمارِ الناس وغَمارِهم يضم ويفتح وخُمارِهم وخَمارِهم وغَمَرِهم وخَمَرِهم أَي في زحمتهم وكثرتهم واغْتَمَر في الشيء اغْتَمَس والاغْتِمارُ الاغْتِماسُ والانْغِمارُ الانْغِماسُ في الماء وطعامٌ مُغْتَمِرٌ إِذا كان بقشره والغَمِيرُ شيء يخرج في البُهْمَى في أَول المطر رطباً في يابس ولا يعرف الغَميرُ في غير البهمي قال أَبو حنيفة الغَميرُ حبُّ البهمى الساقط من سنبله حين يَيْبَس وقيل الغَميرُ ما كان في الأَرض من خُضْرة قليلاً إِمَّا ريحةً وإِمَّا نباتاً وقيل الغَميرُ النبت ينبت في أَصل النبت حتى يَغْمُره الأَول وقيل هو الأَخضر الذي غَمَرَه اليبيس يذهبون إِلى اشتقاقه وليس بقويّ والجمع أَغْمِراء أَبو عبيدة الغَميرة الرَّطْبة والقتُّ اليابس والشعير تعلفه الخيل عند تضميرها الجوهري الغَميرُ نبات قد غَمَره اليَبِيس قال زهير يصف وحشاً ثَلاثٌ كأَقْواسِ السَّراءِ وناشِطٌ قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغَمير جَحافِلُهْ وفي حديث عمرو بن حُرَيْثٍ أَصابَنا مطرٌ ظهر منه الغَميرُ بفتح الغين وكسر الميم هو نبت البقل عن المطر بعد اليُبْس وقيل هو نبات أَخْضَر قد غَمَرَ ما قبله من اليَبِيس وفي حديث قُسٍّ وغَميرُ حَوْذانٍ وقيل هو المستور بالحَوْذان لكثرة نباته وتَغَمَّرت الماشيةُ أَكلت الغَمير وغَمَرَه علاه بفضله وغطّاه ورجل مَغْمورٌ خامل وفي حديث صفته إذا جاء مع القوم غَمَرَهم أَي كان فوق كلِّ مَنْ معه وفي حديث حُجَيْر إِنِّي لمَغْمورٌ فيهم أَي لست بمشهور كأَنّهم قد غَمَرُوه وفي حديث الخندق حتى أَغْمَزَ بَطْنَه أَي وارَى التُّرابُ جِلْدَه وستَره وفي حديث مَرَضِه أَنه اشتدّ به حتى غُمِرَ عليه أَي أُغْمِيَ عليه حتى كأَنه غُطِّي على عقله وسُتِر والغِمْرُ بالكسر العطش قال العجاج حتى إذا ما بَلَّت الأَغْمارا والغُمَرُ قَدَحٌ صغير يَتصافَنُ به القومُ في السفر إِذا لم يكن معهم من الماء إلا يسيرٌ على حصاة يُلْقونها في إِناء ثم يصبّ فيه من الماء قدر ما يَغْمُر الحصاة فيعطاها كلُّ رجل منهم وفي الحديث أَنه كان في سَفَرٍ فشُكِيَ إِليه العَطَشُ فقال أَطْلقوا لي غُمَرِي أَي ائتوني به وقيل الغُمَرُ أَصغر الأَقداح قال أَعشى باهلة يرثي أَخاه المُنتَشِر بن وهب الباهلي يَكْفِيه حُزّةُ فِلْذٍ إن أَلَمَّ بها من الشِّواءِ ويُرْوِي شُرْبَه الغُمَرُ وقيل الغُمَر القَعْبُ الصغير وفي الحديث لا تجعلوني كغُمَرِ الراكب صَلُّوا عليَّ أَوّلَ الدعاء وأَوْسَطَه وآخرَه الغُمَرُ بضم الغين وفتح الميم القدح الصغير أَراد أَن الراكب يحمل رَحْلَه وأَزوادَه ويترك قَعْبَه إلى آخر تَرْحالِه ثم يعلّقه على رحله كالعِلاوة فليس عنده بمُهمٍّ فنهاهم أَن يجعلوا الصلاة عليه كالغُمَرِ الذي لا يُقدَّم في المُهامّ ويجعل تبعاً ابن شميل الغُمَرُ يأْخذ كَيْلَجَتيْنِ أَو ثلاثاً والقَعْب أَعظمُ منه وهو يُرْوي الرجلَ وجمع الغُمَرِ أَغْمارٌ وتَغَمّرْت أَي شربت قليلاً من الماء قال العجاج حتى إذا ما بَلّت الأَغْمارا رِيٍّا ولمَّا يَقْصَعِ الاصْرارا وفي الحديث أَمَّا الخيلُ فغَمِّروها وأَما الرجالُ فأَرْوُوهم وقال الكميت بها نَقْعُ المُغَمَّرِ والعَذُوبِ المُغَمَّر الذي يشرب في الغُمَر إذا ضاق الماء والتَّغَمُّر الشرب بالغُمَرِ وقيل التَّغَمُّر أَقل الشُّرْب دون الريّ وهو منه ويقال تَغَمَّرْت من الغُمَرِ وهو القَدَح الصغير وتغَمَّر البعيرُ لم يَرْوَ من الماء وكذلك العَيْر وقد غَمَّرَه الشُّرْب قال ولست بصادِرٍ عن بَيْت جارِي صُدورَ العَيْر غَمَّرَه الوُرودُ قال ابن سيده وحكى ابن الأَعرابي غَمَّره أَصْحُناً سقاه إِياها فعدَّاه إِلى مفعولين وقال أَبو حنيفة الغامِرةُ النخلُ التي لا تحتاج إِلى السقي قال ولم أَجد هذا القول معروفاً وصبيّ غُمْرٌ وغَمْرٌ وغَمَرٌ وغَمِرٌ ومُغَمَّر لم يُجرِّب الأُمور بيّنُ الغمارة من قوم أَغْمارٍ وقد غَمُر بالضم يَغْمُر غَمارةً وكذلك المُغَمَّر من الرجال إِذا استجهله الناس وقد غُمِّرَ تَغْميراً وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أَن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لا يَغُرّك أَن قَتَلْتَ نَفَراً من قُريش أَغْماراً الأَغْمارُ جمع غُمْر بالضم وهو الجاهل الغِرُّ الذي لم يُجَرِّب الأُمور قال ابن سيده ويُقْتاس من ذلك لكل من لا غَناء عنده ولا رَأْي ورجل غُمْر وغَمِر لا تجربة له بحرب ولا أَمر ولم تحنِّكه التَّجارب وقد روي بيت الشماخ لا تَحْسَبَنّي وإِن كُنْتُ امْرأً غَمِراً كحيّة الماء بين الصَّخْرِ والشِّيدِ قال ابن سيده فلا أَدري أَهو إِتباع أَم لغة وهم الأَغمار وامرأَة غَمِرَةٌ غِرٌّ وغامَرَه أَي باطَشَه وقاتَلَه ولم يبال الموت قال أَبو عمرو رجل مُغامِرٌ إذا كان يقتحم المهالك والغُمْرة تَطْلى به العروس يتخذ من الورس قال أَبو العميثل الغُمْرة والغُمْنة واحد قال أَبو سعيد هو تمر ولبن يطلى به وجه المرأَة ويداها حتى ترِقَّ بشرتها وجمعها الغُمَر والغُمَنُ وقال ابن سيده في موضع آخر والغُمْرة والغُمْرُ الزعفران وقيل الورس وقيل الجِصّ وقيل الكُرْكُم وثوب مُغَمَّرُ مصبوغ بالزعفران وجارية مُغَمَّرةٌ مطلية ومغْتَمِرة ومُتَغَمِّرة مُتَطلّية وقد غَمَّرت المرأَةُ وجهها تَغْمِيراً أَي طلت به وجهها ليَصْفُو لونها وتَغَمَّرَت مثله وغَمَّر فلانٌ جاريته والغَمَرُ بالتحريك السَّهَكُ وريحُ اللحم وما يَعْلَق باليد من دَسَمِه وقد غَمِرَت يدُه من اللحم غَمَراً فهي غَمِرةٌ أَي زَهِمةٌ كما تقول من السَّهَك سَهِكةٌ ومنه منديل الغَمَر ويقال لمنديل الغَمَرِ المَشُوش وفي الحديث مَنْ باتَ وفي يده غَمَرٌ هو الدسم بالتحريك وهو الزهومة من اللحم كالوَضَرِ من السَّمْن والغِمْرُ والغَمَرُ الحقد والغلّ والجمع غُمورٌ وقد غَمِرَصدرُه عليّ بالكسر يَغْمَرُ غِمْراً وغَمَراً والغامر من الأَرض والدور خلافُ العامِر وقال أَبو حنيفة الغامِرُ من الأَرض كلِّها ما لم يستخرج حتى يصلح للزرع والغرس وقيل الغامِرُ من الأَرض ما لم يزرع مما يحتمل الزراعة وإنما قيل له غامِرٌ لأَن الماء يبلغه فيَغْمُره وهو فاعلٌ بمعنى مفعول كقولهم سرٌّ كاتمٌ وماءٌ دافقٌ وإنما بني على فاعِلٍ ليقاَبل به العامر وما لا يبلغه الماء من موات الأَرض لا يقال له غامِرٌ قال أَبو عبيد المعروف في الغامِر المعاشُ الذي أَهله بخير قال والذي يقول الناسُ إِن الغامِرَ الأَرض التي تُعْمَر لا أَدري ما هو قال وقد سأَلت عنه فلم يبينه لي أَحد يريد قولهم العامِر والغامِر وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه مَسَحَ السَّوادَ عامِرَه وغامِرَه فقيل إنه أَراد عامِرَه وخرابه وفي حديث آخر أَنه جعل على كلِّ جَرِيبٍ عامِرٍ أَو غامِرٍ دِرْهماً وقفيزاً وإنما فعل عمر رضي ا عنه ذلك لئلا يُقَصِّرَ الناسُ في المُزارعةِ قال أَبو منصور قيل للخراب غامِرٌ لأَن الماء قد غَمَرَه فلا تمكن زراعتُه أَو كَبَسَه الرمل والتراب أَو غَلب عليه النَّزُّ فنبت فيه الأَباءُ والبَرْدِيّ فلا ينبت شيئاً وقيل له غامِرٌ لأَنه ذو غَمْرٍ من الماء وغيره للذي غَمَره كما يقال همٌّ ناصبٌ أَي ذو نصَب قال ذو الرمة تَرَى قُورَها يَغْرَقْن في الآلِ مَرَّةً وآوِنةً يَخْرُجْنَ من غامِرٍ ضَحْلِ أي من سراب قد غَمَرَها وعلاها والغَمْرُ وذات الغَمْر وذو الغَمْر مواضع وكذلك الغُمَيرْ قال هَجَرْتُك أَيّاماً بذي الغَمْرِ إنَّني على هَجْرِ أَيّامٍ بذي الغَمْرِ نادِمُ وقال امرؤ القيس كأَثْلٍ منَ الأَعْراضِ من دون بِئْشةٍ ودُون الغُمَيرِ عامِدات لِغَضْوَرا وغَمْرٌ وغُمَيْرٌ وغامِرٌ أَسماء وغَمْرة موضع بطريق مكة قال الأزهري هو منزل من مَناهِل طريق مكة شرفها الله تعالى وهو فَصْلُ ما بين نجد وتهامة وفي الحديث ذكر غَمْر بفتح الغين وسكون الميم بئر قديمة بمكة حفرها بنو سَهْمٍ والمَغْمورُ المقهورُ والمَغْمورُ المَمْطورُ وليل غَمرٌ شديد الظلمة قال الراجز يصف إبلاً يَجتَبْنَ أَثْناءَ بَهيِمٍ غَمْرِ داجي الرِّواقَيْنِ غُدافِ السِّتْرِ وثوب غَمْرٌ إذا كان ساتراً

غمجر
الغِمْجارُ غِراءٌ يجعل على القوس من وَهْيٍ بها وقد غَمْجَرها وقال الليث الغِمْجارُ شيء يصنع على القوس من وَهْيٍ بها وهو غراء وجِلدٌ وتقول غَمْجِرْ قوسَك وهي الغَمْجرةُ ورواه ثعلب عن ابن الأَعرابي قِمْجار بالقاف ويقال جاد المطرُ الروضةَ حتى غَمْجَرها غَمْجَرة أَي ملأها والله أَعلم

غمدر
الغَمَيْدَرُ السَّمِين الناعم وقيل السمين المتنعّم وقيل الممتلئ سِمنَاً أَنشد ابن الأَعرابي للَّه دَرُّ أَبِيك رَبِّ غَمَيْدَرٍ حَسَنِ الرُّواء وقَلْبُه مَدْكوكُ المَدْكوكُ الذي لا يفهم شيئاً وشابٌّ غَمَيْدَرٌ ريّان أَنشد ثعلب لا يَبْعُدَنْ عَصْرُ الشّباب الأَنْضَرِ والخَبْط في غَيْسانِه الغَمَيْدَرِ قال وكان ابن الأَعرابي قال مرة الغَمَيْذَر بالذال المعجمة ثم رجع عنه

غمذر
الغَمَيْذَرُ حَسَن الشباب والغَمَيْذَرُ المتنعم وقيل الممتلئ سمناً كالغَمَيْدَرِ وقد روى ابن الأَعرابي قول الشاعر للَّه دَرُّ أبيك ربّ غميذر بالذال المعجمة والدال المهملة معاً وفسرهما تفسيراً واحداً وقال هو الممتلئ سمناً وقال ثعلب في قوله والخبط في غيسانه الغميذر قال كان ابن الأَعرابي قال مرة الغَمَيْذَر بالذال ثم رجع عنه الأَزهري قال أَبو العباس الغَمَيْذَر بالذال المُخَلِّطُ في كلامه التهذيب في ترجمة غذرم الغَذْرَمَةُ كَيْلٌ فيه زيادة على الوفاء قال وأجاز بعض العرب غَمْذَرَ غَمْذَرَةً بمعنى غَذْرَمَ إذا كالَ فأَكثر

غنثر
تَغَنْثَرَ الرجلُ بالماء شربه عن غير شهوة والغُنْثُر ماء بعينه عن ابن جني وفي الحديث أَن أَبا بكر قال لابنه عبد الرحمن رضي الله عنهما وقد وَبَّخَه يا غُنْثَرُ قال وأَحسِبُه الثقيلَ الوَخِمَ وقيل هو الجاهل من الغَثارةِ والجَهْل والنون زائدة ويروى بالعين المهملة وقد تقدم

غندر
غلام غُنْدَرٌ سمين غليظ ويقال للغلام الناعم غُنْدَرٌ وغُنْدُرٌ وغَمَيْدَرٌ وغُنْدَرٌ اسم رجل

غور
غَوْرُ كلِّ شيء قَعْرُه يقال فلان بعيد الغَوْر وفي الحديث أَنه سَمِع ناساً يذكرون القَدَرَ فقال إنكم قد أُخذتم في شِعْبَين بَعيدَي الغَوْرِ غَوْرُ كل شيء عُمْقه وبُعْده أَي يَبْعُد أَن تدركوا حقيقةَ علمه كالماء الغائرِ الذي لا يُقْدَر عليه ومنه حديث الدعاء ومن أَبْعَدُ غَوْراً في الباطل مني وغَوْرُ تهامةَ ما بين ذات عرْق والبحرِ وهو الغَوْرُ وقيل الغَوْرُ تهامةُ وما يلي اليمنَ قال الأَصمعي ما بين ذات عرق إلى البحر غَوْرٌ وتهامة وقال الباهلي كل ما انحدر مسيله فهو غَوْرٌ وغارَ القومُ غَوْراً وغُؤُوراً وأَغارُوا وغَوَّرُوا وتَغَوَّرُوا أَتَوا الغَوْرَ قال جرير يا أُمَّ حزْرة ما رأَينا مِثْلَكم في المُنْجدِينَ ولا بِغَوْرِ الغائِرِ وقال الأَعشى نَبيّ يَرَى ما لا تَرَون وذِكْرُه أَغارَ لَعَمْري في البلاد وأَنْجدا وقيل غارُوا وأَغاروا أَخذوا نَحْوَ الغَوْر وقال الفراء أَغارَ لغة بمعنى غارَ واحتج ببيت الأَعشى قال محمد بن المكرم وقد روي بيتَ الأَعشى مخروم النصف غارَ لَعَمْرِي في البلاد وأَنْجَدا وقال الجوهري غارَ يَغُورُ غَوْراً أَي أَتى الغَور فهو غائِرٌ قال ولا يقال أَغارَ وقد اختلف في معنى قوله أَغار لعمرِي في البلاد وأَنجدا فقال الأَصمعي أَغارَ بمعنى أَسرع وأَنجد أَي ارتفع ولم يرد أَتى الغَوْرَ ولا نَجْداً قال وليس عنده في إتيان الغَوْر إلا غارَ وزعم الفراء أَنها لغة واحتج بهذا البيت قال وناسٌ يقولون أَغارَ وأَنجد فإِذا أَفْرَدُوا قالوا غارَ كما قالوا هَنَأَني الطعامُ ومَرَأَني فإِذا أَفردوا قالوا أَمْرَأَنِي ابن الأَعرابي تقول ما أَدري أَغارَ فلانٌ أَم مار أَغارَ أَتَى الغَوْرَ ومارَ أَتَى نجداً وفي الحديث أَنه أَقطع بلالَ ابنَ الحرث مَعادِنَ القَبَلِيَّة جَلْسِيَّها وغَوْرِيَّها قال ابن الأَثير الغَورُ ما انخفض من الأَرض والجَلْسُ ما ارتفع منها يقال غارَ إذا أَتى الغَوْرَ وأَغارَ أَيضاً وهي لغة قليلة وقال جميل وأَنتَ امرؤٌ من أَهل نَجْدٍ وأَهْلُنا تِهامٌ وما النَّجْدِيّ والمُتَغَوّرُ ؟ والتَّغْوِيرُ إتيان الغَوْر يقال غَوَّرْنا وغُرْنا بمعنى الأَصمعي غارَ الرجلُ يَغُورُ إذا سارَ في بلاد الغَورِ هكذا قال الكسائي وأَنشد بيت جرير أَيضاً في المنْجِدينَ ولا بِغَوْر الغائر وغارَ في الشيء غَوْراً وغُؤوراً وغِياراً عن سيبويه دخل ويقال إنك غُرْتَ في غير مَغارٍ معناه طَلَبْتَ في غير مطْلَبٍ ورجل بعيد الغَوْرِ أَي قَعِيرُ الرأْي جيّدُه وأَغارَ عَيْنَه وغارَت عينُه تَغُورُ غَوْراً وغُؤوراً وغَوَّرَتْ دخلت في الرأْس وغَارت تَغارُ لغة فيه وقال الأَحمر وسائلة بظَهْر الغَيْبِ عنّي أَغارَت عينُه أَم لم تَغارا ؟ ويروى ورُبَّتَ سائلٍ عنِّي خَفِيٍّ أَغارت عينهُ أَمْ لم تَغارا ؟ وغار الماءُ غَوْراً وغُؤوراً وغَوَّرَ ذهب في الأَرض وسَفَلَ فيها وقال اللحياني غارَ الماءُ وغَوَّرَ ذهب في العيون وماءٌ غَوْرٌ غائر وصف بالمصدر وفي التنزيل العزيز قل أَرأَيتم إِنْ أَصبَحَ ماؤُكم غَوْراً سمي بالمصدر كا يقال ماءٌ سَكْبٌ وأُذُنٌ حَشْرٌ ودرهم ضَرْبٌ أَي ضُرب ضرباً وغارَت الشمسُ تَغُور غِياراً وغُؤوراً وغَوَّرت غربت وكذلك القمر والنجوم قال أَبو ذؤيب هل الدَّهْرُ إلا لَيْلةٌ ونَهارُها وإلا طلُوع الشمس ثم غِيارُها ؟ والغارُ مَغارةٌ في الجبل كالسَّرْب وقيل الغارُ كالكَهْف في الجبل والجمع الغِيرانُ وقال اللحياني هو شِبْهُ البيت فيه وقال ثعلب هو المنخفض في الجبل وكل مطمئن من الأَرض غارٌ قال تؤمُّ سِناناً وكم دُونه من الأَرض مُحْدَوْدِباً غارُها والغَوْرُ المطمئن من الأَرض والغارُ الجُحْرُ الذي يأْوي إليه الوحشيّ والجمع من كل ذلك القليل أَغوارٌ عن ابن جني والكثيرُ غِيرانٌُ والغَوْرُ كالغار في الجبل والمَغارُ والمَغارةُ كالغارِ وفي التنزيل العزيز لويَجِدون مَلْجأً أَو مَغارات مُدَّخَلاً وربما سَمَّوْا مكانِسَ الظباء مَغاراً قال بشر كأَنَّ ظِباءَ أَسْنُمةٍ عليها كَوانِس قالصاً عنها المَغارُ وتصغير الغارِ غُوَيْرٌ وغارَ في الأَرض يَغُورُ غَوْراً وغُؤوراً دخل والغارُ ما خلف الفَراشة من أَعلى الفم وقيل هو الأُخدود الذي بين اللَّحْيين وقيل هو داخل الفم وقيل غارُ الفم نِطْعا في الحنكين ابن سيده الغارانِ العَظْمان اللذان فيهما العينان والغارانِ فمُ الإِنسان وفرجُه وقيل هما البطن والفرج ومنه قيل المرء يسعى لِغارَيْه وقال أَلم تر أَنَّ الدهْرَ يومٌ وليلة وأَنَّ الفتَى يَسْعَىْ لِغارَيْهِ دائبا ؟ والغارُ الجماعة من الناس ابن سيده الغارُ الجمع الكثير من الناس وقيل الجيش الكثير يقال الْتَقَى الغاران أَي الجيشان ومنه قول الأَحْنَفِ في انصراف الزبير عن وقعة الجمل وما أَصْنَعُ به إن كان جَمَعَ بين غارَيْنِ من الناس ثم تركهم وذهب ؟ والغارُ وَرَقُ الكَرْمِ وبه فسر بعضهم قول الأَخطل آلَتْ إلى النِّصف مِنْ كَلفاءَ أَترَعَها عِلْجٌ ولَثَّمها بالجَفْنِ والغارِ والغارُ ضَرْبٌ من الشجر وقيل شجر عظام له ورق طوال أَطول من ورق الخِلاف وحَمْلٌ أَصغر من البندق أَسود يقشر له لب يقع في الدواء ورقُه طيب الريح يقع في العِطر يقال لثمره الدهمشت واحدته غارةٌ ومنه دُهْنُ الغارِ قال عدي بن زيد رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها تَقْضَمُ الهِنْدِيَّ والغارا الليث الغارُ نبات طيب الريح على الوُقود ومنه السُّوس والغار الغبار عن كراع وأَغارَ الرجلُ عَجِلَ في الشيء وغيّره وأَغار في الأَرض ذهب والاسم الغارة وعَدَا الرجلُ غارةَ الثعلب أَي عَدْوِه فهو مصدر كالصَّماء من قولهم اشْتَملَ الصَّماءَ قال بشر بن أَبي خازم فَعَدِّ طِلابَها وتَعَدَّ عنها بِحَرْفٍ قد تُغِيرُ إذا تَبُوعُ والاسم الغَويِرُ قال ساعدة يبن جؤية بَساقٍ إذا أُولى العَديِّ تَبَدَّدُوا يُخَفِّضُ رَيْعانَ السُّعاةِ غَوِيرُها والغارُ الخَيْل المُغِيرة قال الكميت بن معروف ونحنُ صَبَحْنا آلَ نَجْرانَ غارةً تَمِيمَ بنَ مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادِسا يقول سقيناهم خَيْلاً مُغِيرة ونصب تميم بن مر على أَنه بدل من غارة قال ابن بري ولا يصح أَن يكون بدلاً من آل نجران لفساد المعنى إِذ المعنى أَنهم صَبَحُوا أَهلَ نجران بتميم بن مُرٍّ وبرماح أَصحابه فأَهل نجران هم المطعونون بالرماح والطاعن لهم تميم وأًصحابه فلو جعلته بدلاً من آل نَجْران لا نقلب المعنى فثبت أَنها بدل من غارة وأَغار على القوم إِغارَةً وغارَةً دفع عليهم الخيل وقيل الإِغاة المصدر والغارة الاسم من الإِغارة على العدوّ قال ابن سيده وهو الصحيح وتغاوَرَ القوم أَغار بعضهم على بعض وغاوَرَهم مُغاورة وأَغار على العدوّ يُغير إِغارة ومُغاراً وفي الحديث مَنْ دخل إلى طعامٍ لم يُدْعَ إِليه دَخل سارقاً وخرج مُغيراً المُغير اسم فاعل من أَغار يُغير إِذا نَهَب شبَّه دُخوله عليهم بدُخول السارق وخروجَه بمَن أَغارَ على قوم ونَهَبَهُم وفي حديث قيس بن عاصم كنت أُغاوِرُهم في الجاهلية أَي أُغِير عليهم ويُغِيرُون عليّ والمُغاورَة مُفاعلة وفي قول عمرو بن مرة وبيض تَلالا في أَكُفِّ المَغاوِرِ المَغاوِرُ بفتح الميم جمعُ مُغاوِر بالضم أَو جمع مِغْوار بحذف الأَلف أَو حذْفِ الياء من المَغاوِير والمِغْوارُ المبالِغُ في الغارة وفي حديث سهل رضي الله عنه بَعثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في غَزارةٍ فلما بَلَغْنا المُغارَ اسْتَحْثَثْتُ فرَسِي قال ابن الأَثير المُغارُ بالضم موضع الغارةِ كالمُقامِ موضع الإِقامة وهي الإِغارةُ نفسها أَيضاً وفي حديث عليّ قال يومَ الجمل مل ظَنُّكَ بامرئٍ جمعَ بين هذين الغارَيْنِ ؟ أَي الجَيّشين قال ابن الأَثير هكذا أَخرجه أَبو موسى في الغين والواو وذكره الهروي في الغين والياء وذكر حديث الأَحْنَف وقولهفي الزبير رضي الله عنه قال والجوهري ذكره في الواو قال والواوُ والياءُ متقاربان في الانقلاب ومنه حديث فِتْنة الأَزْدِ ليَجْمعا بين هذين الغارَيْن والغَارَةُ الجماعة من الخيل إِذا أَغارَتْ ورجلِ مغْوار بيّن الغِوار مقاتل كثير الغاراتِ على أَعدائِه ومٌغاورٌ كذلك وقومٌ مَغاوِيرُ وخيل مغيرةٌ وفرسٌ مِغْوارٌ سريع وقال اللحياني فرسٌ مِعْوارٌ شديد العَدْوِ قال طفيل عَناجِيج من آل الوَجِيه ولاحِقٍ مَغاويرُ فيها للأَريب مُعَقَّبُ الليث فرس مُغارٌ شديد المفاصل قال الأَزهري معناه شدَّة الأَسْر كأَنه فَتِل فَتْلاً الجوهري أَغارَ أَي شدَّ العَدْوَ وأَسرع وأَغارَ الفرسُ إِغارةً وغارةً اشْتدّ عَدْوُه وأَسرع في الغارةِ وغيرها والمُغِيرة والمِغىرة الخيل التي تُغِير وقالوا في حديث الحج أَشْرِقْ ثَبِير كَيْما نُغِير أَي نَنْفِر ونُسْرِع للنحر وندفع للحجارة وقال يعقوب الإِغارةُ هنا الدفع أَي ندفع للنفر وقيل أَرادَ نُغِير على لُحوم الأَضاحي من الإِغارة النهبِ وقيل نَدْخل في الغَوْرِ وهو المنخفض من الأَرض على لغة من قال أَغارَ إِذا أَتى الغَوْرَ ومنه قولهم أَغارَ إِغارَة الثعلبِ إِذا أَسْرع ودفع في عَدْوِه ويقال للخيل المُغِيرة غارةٌ وكانت العرب تقول للخيل إذا شُنَّت على حيٍّ نازلين فِيحِي فَياحِ أَي اتَّسِعي وتفرّقي أَيتُها الخيل بالحيّ ثم قيل للنهب غارة وأَصلها الخيل المُغيرة وقال امرؤ القيس وغارةُ سِرْحانٍ وتقرِيبُ تَتْفُل والسِّرحان الذئب وغارتهُ شدَّةُ عَدْوِه وفي التنزيل العزيز فالمُغيرات صُبْحاً وغارَني الرجلُ يَغيرُني ويَغُورُني إذا أَعطاه الدّية رواه ابن السكيت في باب الواو والياء وأَغارَ فلانٌ بني فلان جاءهم لينصروه وقد تُعَدَّى وقد تُعَدَّى بإلى وغارَهُ بخير يَغُورُه ويَغِيرُه أَي نفعه ويقال اللهم غُِرْنا منك بغيث وبخير أَي أَغِثّنا به وغارَهم الله بخير يَغُورُهم ويَغِيرُهم أَصابهم بِخصْب ومطر وسقاهم وغارَهم يَغُورُهم غَوْراً ويَغِيرُهم مارَهُم واسْتَغْوَرَ اللهَ سأَله الغِيرةَ أَنشد ثعلب فلا تَعْجلا واسْتَغْوِرا اللهَ إِنّه إذا الله سَنَّى عقْد شيء تَيَسَّرا ثم فسّره فقال اسْتَغْوِرا من الميرَةِ قال ابن سيده وعندي أَن معناه اسأَلوه الخِصْبَ إِذ هو مَيْرُ الله خَلْقه هذه يائية واوية وغار النهار أَي اشتدّ حرّه والتَّغْوِير القَيْلولة يقال غوِّروا أَي انزلوا للقائلة والغائرة نصف النهار والغائرة القائلة وغَوَّر القوم تَغْويراً دخلوا في القائلة وقالوا وغَوَّروا نزلوا في القائلة قال امرؤ القيس يصف الكلاب والثور وغَوَّرْنَ في ظِلِّ الغضا وتَرَكْنَه كقَرْم الهِجان القادِرِ المُتَشَمِّس وغَوَّروا ساروا في القائلة والتغوير نوم ذلك الوقت ويقال غَوِّروا بنا فقد أَرْمَضْتُمونا أَي انزلوا وقت الهاجرة حتى تَبْرُد ثم تَرَوّحوا وقال ابن شميل التغوير أَن يسير الراكب إلى الزّوال ثم ينزل ابن الأَعرابي المُغَوِّر النازل نصف النهار هُنَيْهة ثم يرحل ابن بزرج غَوَّر النهار إذا زالت الشمس وفي حديث السائب لما ورد على عمر رضي الله عنه بِفَتْحِ نَهاوَنْدَ قال وَيْحَك ما وراءك ؟ فوالله ما بِتُّ هذه الليلة إلا تَغْوِيراً يريد النومة القليلة التي تكون عند القائلة يقال غَوَّر القوم إذا قالوا ومن رواه تَغْرِيراً جعله من الغِرار وهو النوم القليل ومنه حديث الإفْك فأَتينا الجيش مُغَوِّرِين قال ابن الأَثير هكذا جاء في روايةٍ أَي وقد نزلوا للقائلة وقال الليث التَّغْوِير يكون نُزولاً للقائلة ويكون سيراً في ذلك الوقت والحجةُ للنزول قولُ الراعي ونحْن إلى دُفُوفِ مُغَوِّراتٍ يَقِسْنَ على الحَصى نُطَفاً لقينا وقال ذو الرمة في التَّغْوير فجعله سيراً بَرَاهُنَّ تَغْوِيري إذا الآلُ أَرْفَلَتْ به الشمسُ أَزْرَ الحَزْوَراتِ العَوانِكِ ورواه أَبو عمرو أَرْقَلَت ومعناه حركت وأَرفلَت بلغت به الشمس أَوساط الحَزْوَراتِ وقول ذي الرمة نزلنا وقد غَارَ النهارُ وأَوْقَدَتْ علينا حصى المَعزاءِ شمسٌ تَنالُها أَي من قربها كأَنك تنالها ابن الأَعرابي الغَوْرَة هي الشمس وقالت امرأَة من العرب لبنت لها هي تشفيني من الصَّوْرَة وتسترني من الغَوْرة والصَّوْرة الحكة الليث يقال غارَتِ الشمس غِياراً وأَنشد فلمَّا أَجَنَّ الشَّمْسَ عنيّ غيارُها والإِغارَة شدة الفَتْل وحبل مُغارٌ محكم الفَتْل وشديد الغَارَةِ أَي شديد الفتل وأَغَرْتُ الحبلَ أَي فتلته فهو مُغارٌ أَشد غارَتَه والإِغارَةُ مصدر حقيقي والغَارَة اسم يقوم المصدر ومثله أَغَرْتُ الشيء إِغارَةً وغارَة وأَطعت الله إِطاعةً وطاعةً وفرس مُغارٌ شديد المفاصل واسْتَغار فيه الشَّحْم استطار وسمن واسْتغارت الجَرْحَةُ والقَرْحَةُ تورَّمت وأَنشد للراعي رَعَتْهُ أَشهراً وحَلا عليها فطارَ النِّيُّ فيها واسْتَغارا ويروى فسار النِّيُّ فيها أَي ارتفع واستغار أَي هبط وهذا كما يقال تَصَوَّبَ الحسنُ عليها وارْتَقَى قال الأَزهري معنى اسْتَغار في بيت الراعي هذا أَي اشتد وصَلُب يعني شحم الناقة ولحمها إذا اكْتَنَز كما يَسْتَغير الحبلُ إذا أُغِيرَ أَي شدَّ فتله وقال بعضهم اسْتَغارُ شحم البعير إِذا دخل جوفه قال والقول الأَول الجوهري اسْتغار أي سمن ودخل فيه الشحمُ ومُغِيرة اسم وقول بعضهم مِغِيرَةُ فليس اتباعُه لأَجل حرف الحلق كشِعِيرٍ وبِعِيرٍ إِنما هو من باب مِنْتِن ومن قولهم أَنا أُخْؤُوك وابنؤُوك والقُرُفُصاء والسُّلُطان وهو مُنْحُدُر من الجبل والمغيرية صنف من السبائية نسبوا إلى مغيرة بن سعيد مولى بجيلة والغار لغة في الغَيْرَة وقال أَبو ذؤيب يشّبه غَلَيان القدور بصخب الضرائر لَهُنّ نَشِيجٌ بالنَّشِيل كأَنها ضَرائر حِرْميٍّ تَفَاحشَ غارُها قوله لهن هو ضمير قُدورٍ قد تقدم ذكرها ونَشِيجٌ غَلَيانٌ أَي تَنْشِج باللحم وحِرْميّ يعني من أَهل الحَرَم شبّه غليان القُدُور وارتفاعَ صوتها باصْطِخاب الضرائر وإنما نسبهنّ إلى الحَرم لأَن أَهل الحَرم أَول من اتخذ الضرائر وأَغار فلانٌ أَهلَه أَي تزوّج عليها حكاه أَبو عبيد عن الأصمعي ويقال فلان شديد الغَارِ على أَهله من الغَيْرَة ويقال أَغار الحبْلَ إغارة وغارَة إذا شدَّ فَتْله والغارُ موضع بالشام والغَوْرة والغوَيْر ماء لكلب في ناحية السَّماوَة مَعْروف وقال ثعلب أُتِيَ عمر بمَنْبُوذٍ فقال عَسَى الغُوَيْر أَبْؤُسَا أَي عسى الريبة من قَبَلِكَ قال وهذا لا يوافق مذهب سيبويه قال الأَزهري وذلك أَن عمر اتَّهَمَه أَن يكون صاحب المَنْبوذ حتى أَثْنَى على الرجُل عَرِيفُهُ خيراً فقال عمر حينئذٍ هو حُرٌّ وَوَلاؤه لك وقال أَبو عبيد كأَنه أَراد عسى الغُوَيْر أَن يُحْدِث أَبؤُساً ؤأَن يأْتي بأَبؤُس قال الكميت قالوا أَساءَ بَنُو كُرْزٍ فقلتُ لهم عسى الغُوَيْرُ بِإِبْآسٍ وإِغْوارِ وقيل إِن الغُوَير تصغير غارٍ وفي المثل عسى الغُوَيْر أَبؤُسا قال الأَصمعي وأَصله أَنه كان غارٌ فيه ناس فانهارَ أَو أَتاهم فيه عدوّ فقتلوهم فيه فصار مثلاً لكل شيءٍ يُخاف أَن يأْتي منه شرّ ثم صغَّر الغارُ فقيل غُوَير قال أَبو عبيد وأَخبرني الكلبي بغير هذا زعم أَن الغُوَيْر ماء لكلب معروف بناحية السَّماوَة وهذا المثل إِنما تكلَّمت به الزِّباء لما وجَّهَت قَصِيراً اللَّخْمِيَّ بالعِير إلى العِراق ليَحْمل لها من بَزِّه وكان قَصِير يطلُبها بثأْر جذِيمَة الأَبْرَش فحمَّل الأَجْمال صناديقَ فيها الرجالُ والسلاح ثم عدَل عن الجادَّة المأْلوفة وتَنَكَّب بالأَجْمال الطَّريقَ المَنْهَج وأَخذ على الغُوَيْر فأَحسَّت الشرَّ وقالت عسى الغُوَيْر أَبؤُسا جمع بأُس أَي عَساه أَن يأْتي بالبأْس والشرِّ ومعنى عسى ههنا مذكور في موضعه وقال ابن الأَثير في المَنْبُوذ الذي قال له عمر عَسَى الغُوَيْر أَبؤُسا قال هذا مثَل قديم يقال عند التُّهَمة والغُوَيْر تصغير غار ومعنى المثَل ربما جاء الشرّ من مَعْدن الخير وأَراد عمر بالمثَل لعلَّك زَنَيت بأُمِّه وادّعيته لَقِيطاً فشهد له جماعة بالسَّتْر فتركه وفي حديث يحيى بن زكريا عليهما السلام فَسَاحَ ولَزِم أَطراف الأَرض وغِيرانَ الشِّعاب الغِيران جمع غارٍ وهو الكَهْف وانقلبت الواو ياء لكسرة الغين وأَما ما ورد في حديث عمر رضي الله عنه أَههنا غُرْت فمعناه إِلى هذا ذهبت واللَّه أَعلم

غير
التهذيب غَيْرٌ من حروف المعاني تكون نعتاً وتكون بمعنى لا وله باب على حِدَة وقوله ما لكم لا تَناصَرُون المعنى ما لكم غير مُتَناصرين وقولهم لا إِلَه غيرُك مرفوع على خبر التَّبْرِئة قال ويجوز لا إِله غيرَك بالنصب أَي لا إِله إِلاَّ أَنت قال وكلَّما أَحللت غيراً محلّ إِلا نصبتها وأَجاز الفراء ما جاءني غيرُك على معنى ما جاءني إِلا أَنت وأَنشد لا عَيْبَ فيها غيرُ شُهْلَة عَيْنِها وقيل غير بمعنى سِوَى والجمع أَغيار وهي كلمة يوصف بها ويستثنى فإِن وصف بها أَتبعتها إِعراب ما قبلها وإِن استثنيت بها أَعربتها بالإِعراب الذي يجب للاسم الواقع بعد إِلا وذلك أَن أَصل غير صفة والاستثناء عارض قال الفراء بعض بني أَسد وقُضاعة ينصبون غيراً إِذا كان في معنى إِلاَّ تمَّ الكلام قبلها أَو لم يتم يقولون ما جاءني غيرَك وما جاءني أَحد غيرَك قال وقد تكون بمعنى لا فتنصبها على الحال كقوله تعالى فمنِ اضطُرّ غيرَ باعٍ ولا عادٍ كأَنه تعالى قال فمنِ اضطرّ خائفاً لا باغياً وكقوله تعالى غيرَ ناظِرِين إنَاهُ وقوله سبحانه غَيرَ مُحِلِّي الصيد التهذيب غير تكون استثناء مثل قولك هذا درهم غيرَ دانق معناه إِلا دانقاً وتكون غير اسماً تقول مررت بغيرك وهذا غيرك وفي التنزيل العزيز غيرِ المغضوب عليهم خفضت غير لأَنها نعت للذين جاز أَن تكون نعتاً لمعرفة لأَن الذين غير مَصْمود صَمْده وإِن كان فيه الأَلف واللام وقال أَبو العباس جعل الفراء الأَلف واللام فيهما بمنزلة النكرة ويجوز أَن تكون غيرٌ نعتاً للأَسماء التي في قوله أَنعمتَ عليهم وهي غير مَصْمود صَمْدها قال وهذا قول بعضهم والفراء يأْبى أَن يكون غير نعتاً إِلا للّذين لأَنها بمنزلة النكرة وقال الأَخفش غير بَدل قال ثعلب وليس بممتنع ما قال ومعناه التكرير كأَنه أَراد صراط غيرِ المغضوب عليهم وقال الفراء معنى غير معنى لا وفي موضع آخر قال معنى غير في قوله غير المغضوب عليهم معنى لا ولذلك رُدّت عليها لا كما تقول فلان غير محسِن ولا مُجْمِل قال وإِذا كان غير بمعنى سِوى لم يجز أَن يكرّر عليها أَلا ترى أَنه لا يجوز أَن تقول عندي سوى عبدالله ولا زيدٍ ؟ قال وقد قال مَنْ لا يعرِف العربية إِن معنى غَير ههنا بمعنى سوى وإِنّ لا صِلَة واحتجّ بقوله في بِئرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ قال الأَزهري وهذا قول أَبي عبيدة وقال أَبو زيد مَن نصَب قوله غير المغضوب فهو قطْع وقال الزجاج مَن نصَب غيراً فهو على وجهين أَحدهما الحال والآخر الاستثناء الفراء والزجاج في قوله عز وجل غيرَ مُحِلِّي الصَّيْد بمعنى لا جعلا معاً غَيْرَ بمعنى لا وقوله عز وجل غيرَ مُتَجانفٍ لإِثمٍ غيرَ حال هذا قال الأَزهري ويكون غيرٌ بمعنى ليس كما تقول العرب كلامُ الله غيرُ مخلوق وليس بمخلوق وقوله عز وجل هل مِنْ خالقٍ غيرُ الله يرزقكم وقرئ غَيْرِ الله فمن خفض ردَّه على خالق ومن رفعه فعلى المعنى أَراد هل خالقٌ وقال الفراء وجائز هل من خالق
( * قوله « هل من خالق إلخ » هكذا في الأصل ولعل أصل العبارة بمعنى هل من خالق إلخ ) غيرَ الله وكذلك ما لكم من إِله غيرَه هل مِنْ خالقٍ إِلا الله وما لكم من إِله إِلا هُوَ فتنصب غير إِذا كانت محلَّ إِلا وقال ابن الأَنباري في قولهم لا أَراني الله بك غِيَراً الغِيَرُ من تغيَّر الحال وهو اسم بمنزلة القِطَع والعنَب وما أَشبههما قال ويجوز أَن يكون جمعاً واحدته غِيرَةٌ وأَنشد ومَنْ يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرْ وتغيَّر الشيءُ عن حاله تحوّل وغَيَّرَه حَوَّله وبدّله كأَنه جعله غير ما كان وفي التنزيل العزيز ذلك بأَن الله لم يَكُ مُغَيِّراً نِعْمةً أَنعمها على قوم حتى يُغَيِّروا ما بأَنفسهم قال ثعلب معناه حتى يبدِّلوا ما أَمرهم الله والغَيْرُ الاسم من التغيُّر عن اللحياني وأَنشد إِذْ أَنا مَغْلوب قليلُ الغيَرْ قال ولا يقال إِلا غَيَّرْت وذهب اللحياني إِلى أَن الغَيْرَ ليس بمصدر إِذ ليس له فعل ثلاثي غير مزيد وغَيَّرَ عليه الأَمْرَ حَوَّله وتَغَايرتِ الأَشياء اختلفت والمُغَيِّر الذي يُغَيِّر على بَعيره أَداتَه ليخفف عنه ويُريحه وقال الأَعشى واسْتُحِثَّ المُغَيِّرُونَ من القَوْ مِ وكان النِّطافُ ما في العَزَالي ابن الأَعرابي يقال غَيَّر فلان عن بعيره إِذا حَطّ عنه رَحْله وأَصلح من شأْنه وقال القُطامي إِلا مُغَيِّرنا والمُسْتَقِي العَجِلُ وغِيَرُ الدهْرِ أَحوالُه المتغيِّرة وورد في حديث الاستسقاء مَنْ يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرَ أَي تَغَيُّر الحال وانتقالَها من الصلاح إِلى الفساد والغِيَرُ الاسم من قولك غَيَّرْت الشيء فتغيَّر وأَما ما ورد في الحديث أَنه كَرِه تَغْيِير الشَّيْب يعني نَتْفَه فإِنّ تغيير لونِه قد أُمِر به في غير حديث وغارَهُم الله بخير ومطَرٍ يَغِيرُهم غَيْراً وغِياراً ويَغُورهم أَصابهم بمَطر وخِصْب والاسم الغِيرة وأَرض مَغِيرة بفتح الميم ومَغْيُورة أَي مَسْقِيَّة يقال اللهم غِرْنا بخير وعُرْنا بخير وغارَ الغيثُ الأَرض يَغِيرها أَي سقاها وغارَهُم الله بمطر أَي سقاهم يَغِيرهم ويَغُورهم وغارَنا الله بخير كقولك أَعطانا خيراً قال أَبو ذؤيب وما حُمِّلَ البُخْتِيُّ عام غِيَارهِ عليه الوُسُوقُ بُرُّها وشَعِيرُها وغارَ الرجلَ يَغُورُه ويَغِيره غَيْراً نفعه قال عبد مناف بن ربعيّ الهُذَلي
( * قوله « عبد مناف » هكذا في الأصل والذي في الصحاح عبد الرحمن )
ماذا يَغير ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَوِيلُهُما لا تَرْقُدانِ ولا يُؤْسَى لِمَنْ رَقَدَا يقول لا يُغني بُكاؤهما على أَبيهما من طلب ثأْرِه شيئاً والغِيرة بالكسر والغِيارُ المِيرة وقد غارَهم يَغِيرهم وغارَ لهم غِياراً أَي مارَهُم ونفعهم قال مالك بن زُغْبة الباهِليّ يصِف امرأَة قد كبِرت وشاب رأْسها تؤمِّل بنيها أَن يأْتوها بالغنيمة وقد قُتِلوا ونَهْدِيَّةٍ شَمْطاءَ أَو حارِثِيَّةٍ تُؤَمِّل نَهْباً مِنْ بَنِيها يَغِيرُها أَي يأْتِيها بالغَنيمة فقد قُتِلوا وقول بعض الأَغفال ما زِلْتُ في مَنْكَظَةٍ وسَيْرِ لِصِبْيَةٍ أَغِيرُهم بِغَيْرِ قد يجوز أَن يكون أَراد أَغِيرُهم بِغَيرٍ فغيَّر للقافية وقد يكون غَيْر مصدر غارَهُم إِذا مارَهُم وذهب فلان يَغيرُ أَهله أَي يَمِيرهم وغارَه يَغِيره غَيْراً وَداهُ أَبو عبيدة غارَني الرجل يَغُورُني ويَغيرُني إِذا وَداك من الدِّيَة وغارَه من أَخيه يَغِيره ويَغُوره غَيْراً أَعطاه الدية والاسم منها الغِيرة بالكسر والجمع غِيَر وقيل الغِيَرُ اسم واحد مذكَّر والجمع أَغْيار وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل طلَب القَوَد بِوَليٍّ له قُتِلَ أَلا تَقْبَل الغِيَر ؟ وفي رواية أَلا الغِيَرَ تُرِيدُف الغَيَرُ الدية وجمعه أَغْيار مثل ضِلَع وأَضْلاع قال أَبو عمرو الغِيَرُ جمع غِيرةٍ وهي الدِّيَةُ قال بعض بني عُذْرة لَنَجْدَعَنَّ بأَيدِينا أُنُوفَكُمُ بَنِي أُمَيْمَةَ إِنْ لم تَقْبَلُوا الغِيَرَا
( * قوله « بني أميمة » هكذا في الأصل والأَساس والذي في الصحاح بني أمية )
وقال بعضهم إِنه واحد وجمعه أَغْيار وغَيَّرَه إِذا أَعطاه الدية وأَصلها من المُغايَرة وهي المُبادَلة لأَنها بدَل من القتل قال أَبو عبيدة وإِنما سمّى الدِّية غِيَراً فيما أَرى لأَنه كان يجب القَوَد فغُيّر القَوَد ديةً فسمّيت الدية غِيَراً وأَصله من التَّغْيير وقال أَبو بكر سميت الدية غِيَراً لأَنها غُيِّرت عن القَوَد إِلى غيره رواه ابن السكِّيت في الواو والياء وفي حديث مُحَلِّم
( * قوله « وفي حديث محلم » أي حين قتل رجلاً فأبى عيينة بن حصن أن يقبل الدية فقام رجل من بني ليث فقال يا رسول الله اني لم أجد إلخ ا ه من هامش النهاية ) بن جثَّامة إني لم أَجد لِمَا فعَل هذا في غُرَّة الإِسلام مثلاً إِلا غَنَماً وردَتْ فَرُمِيَ أَوَّلُها فنَفَرَ آخرُها اسْنُن اليومَ وغَيِّر غداً معناه أَن مثَل مُحَلِّمٍ في قتْله الرجلَ وطلَبِه أَن لا يُقْتَصَّ منه وتُؤخذَ منه الدِّية والوقتُ أَول الإِسلام وصدرُه كمَثل هذه الغَنَم النافِرة يعني إِنْ جَرى الأَمر مع أَوْلِياء هذا القتيل على ما يُريد مُحَلِّم ثَبَّطَ الناسَ عن الدخول في الإِسلام معرفتُهم أَن القَوَد يُغَيَّر بالدِّية والعرب خصوصاً وهمُ الحُرَّاص على دَرْك الأَوْتار وفيهم الأَنَفَة من قبول الديات ثم حَثَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على الإِقادة منه بقوله اسْنُن اليوم وغَيِّرْ غداً يريد إِنْ لم تقتَصَّ منه غَيَّرْت سُنَّتَك ولكنَّه أَخرج الكلام على الوجه الذي يُهَيّج المخاطَب ويحثُّه على الإِقْدام والجُرْأَة على المطلوب منه ومنه حديث ابن مسعود قال لعمر رضي الله عنهما في رجل قتل امرأَة ولها أَولياء فعَفَا بعضهم وأَراد عمر رضي الله عنه أَن يُقِيدَ لمن لم يَعْفُ فقال له لو غَيَّرت بالدية كان في ذلك وفاءٌ لهذا الذي لم يَعْفُ وكنتَ قد أَتممت لِلْعافي عَفْوَه فقال عمر رضي الله عنه كَنِيفٌ مُلئ عِلْماً الجوهري الغِيَرُ الاسم من قولك غَيَّرت الشيء فتَغَيَّر والغَيْرة بالفتح المصدر من قولك غار الرجل على أَهْلِه قال ابن سيده وغار الرجل على امرأَته والمرأَة على بَعْلها تَغار غَيْرة وغَيْراً وغاراً وغِياراً قال أَبو ذؤيب يصِف قُدوراً لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ كأَنَّها ضَرائِرُ حِرْمِيٍّ تَفاحَشَ غارُها وقال الأَعشى لاحَهُ الصَّيْفُ والغِيارُ وإِشْفا قٌ على سَقْبَةٍ كقَوْسِ الضَّالِ ورجل غَيْران والجمع غَيارَى وغُيَارَى وغَيُور والجمع غُيُرٌ صحَّت الياء لخفّتها عليهم وأَنهم لا يستثقلون الضمة عليها استثقالهم لها على الواو ومن قال رُسْل قال غُيْرٌ وامرأَة غَيْرَى وغَيُور والجمع كالجمع الجوهري امرأَة غَيُور ونسوة غُيُرٌ وامرأَة غَيْرَى ونسوة غَيارَى وفي حديث أُم سلمة رضي الله عنها إِنَّ لي بِنْتاً وأَنا غَيُور هو فَعُول من الغَيْرة وهي الحَمِيّة والأَنَفَة يقال رجل غَيور وامرأَة غَيُور بلا هاء لأَنّ فَعُلولاً يشترِك فيه الذكر والأُنثى وفي رواية امرأَة غَيْرَى هي فَعْلى من الغَيْرة والمِغْيارُ الشديد الغَيْرة قال النابغة شُمُسٌ موانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ ورجل مِغْيار أَيضاً وقوم مَغايِير وفلان لا يَتَغَيَّر على أَهله أَي لا يَغار وأَغارَ أَهلَه تزوّج عليها فغارت والعرب تقول أَغْيَرُ من الحُمَّى أَي أَنها تُلازِم المحموم مُلازَمَةَ الغَيُور لبعْلها وغايَرَه مُغايَرة عارضه بالبيع وبادَلَه والغِيارُ البِدالُ قال الأَعشى فلا تَحْسَبَنّي لكمْ كافِراً ولا تَحْسبَنّي أُرِيدُ الغِيارَا تقول للزَّوْج فلا تحسَبَنّي كافراً لِنعْمتك ولا مِمَّن يريد بها تَغْيِيراً وقولهم نزل القوم يُغَيِّرون أَي يُصْلِحون الرحال وبَنُو غِيَرة حيّ

فأر
الفَأْرُ مهموز جمع فَأْرَةٍ ابن سيده الفَأْر معروف وجمعه فِئْرانٌ وفِئَرَةٌ والأُنثى فَأْرَةٌ وقيل الفَأْرُ للذكر والأُنثى كما قالوا للذكر والأُنثى من الحمام حَمامة ابن الأَعرابي يقال لذكر الفَأْرِ الفُؤْرور
( * قوله « الفؤرور » كذا هو بالأصل والذي نقله شارح القاموس عن ابن الأعرابي الفؤر كصرد واستشهد عليه بالبيت الآتي ) والعَضَل ويقال للحمِ المَتْنِ فَأْرُ المَتْنِ ويَرابيعُ المَتْنِ وقال الراجز يصف رجلاً كأَنَّ جَحْمَ حَجَرٍ إِلى حَجَرْ نِيطَ بمَتْنَيْه من الفَأْرِ الفُؤَرْ وفي الحديث خَمْس فَواسِق يُقْتَلْنَ في الحلّ والحَرَم منها الفَأْرة هي مهموزة وقد يترك همزها تخفيفاً وأرضٌ فَئِرَةٌ على فَعِلة ومَفْأَرة من الفِئْران وجَرِذةٌ من الجُرَذ ولبن فَئِر وقعت فيه الفَأْرةُ وفَأَرَ الرجلُ حفر حفرَ الفَأْرِ وقيل فَأَرَ حفر ودفن أَنشد ثعلب إِنّ صُبَيْحَ ابنَ الزِّنا قد فَأَرَا في الرَّضم لا يَتْرُكُ منهُ حَجَرَا وربما سُمِّي المسك فَأْراً لأَنه من الفَأْرِ يكونُ في قول بعضهم وفَأْرَةُ المِسْكِ نافِجَتُهُ قال عمرو ابن بحر سأَلت رجلاً عَطّاراً من المعتزلة عن فَأْرَةِ المسكِ فقال ليس بالفَأْرة وهو بالخِشْفِ أَشبه ثم قال فأْرة المسك تكون بناحية تُبَّت يصيدها الصياد فيعصب سُرَّتها بعصاب شديد وسرتها مُدَلاّة فيجتمع فيها دمها ثم تذبح فإِذا سكنت قَوَّر السرة المُعَصَّرة ثم دفنها في الشعير حتى يستحيل الدم الجامد مسكاً ذكيّاً بعدما كان دماً لا يُرام نَتْناً قال ولولا أَن النبي صلى الله عليه وسلم قد تطيَّب بالمسك ما تطيبت به قال ويقع اسم الفَأْر على فَأْرَة التَّيْس وفَأْرَة البيت وفَأْرَة المِسْك وفَأْرَة الإِبل أن قال وفَأْرَةُ الإِبل تفوح منها رائحة طيبة وذلك إِذا رعت العشب وزهره ثم شربت وصدرت عن الماء نَدِيَتْ جلودها ففاحت منها رائحة طيبة فيقال لتلك فأْرة الإِبل عن يعقوب قال الراعي يصف إِبلاً لها فَأْرَة ذَفْراء كلَّ عشيةٍ كما فَتَقَ الكافورَ بالمسك فاتِقُهْ وعقيل تهمز الفأْرة والجُؤْنة والمُؤْسى والحُؤْت ومكان فَئِرٌ كثير الفَأْر وأَرضٌ مَفْأَرَةٌ ذات فَأْرٍ والفَأْرة والفُؤْرة تهمز ولا تهمز ريح تكون في رُسْغ البعير وفي المحكم في رسغ الدابة تَنْفَشُّ إِذا مُسِحت وتَجْتمع إِذا تُرِكت والفِئْرةُ والفُؤَارةُ كلاهما حُلْبة وتمر يطبخ وتسقاه النُّفَساء التهذيب والفِئْرةُ حلبة تطبخ حتى إِذا قارب فَوَرانها أُلقيت في مِعْصَر فصُفِّيت ثم يُلْقى عليها تمر ثم تَتَحَسَّاها المرأَة النفساء قال أَبو منصور هي الفِئْرَةُ والفَئِيرةُ والفَرِيقةُ والفَأْرُ ضرب من الشجر يهمز ولا يهمز ابن الأَثير في هذه الترجمة وفي الحديث ذكر فاران هو اسم عبراني لجبال مكة شرفها الله له ذكر في أَعلام النبوة قال وأَلفه الأُولى ليست همزة

فتر
الفَتْرَةُ الانكسار والضعف وفَتَر الشيءُ والحرّ وفلان يَفْتُر ويَفْتِر فُتُوراً وفُتاراً سكن بعد حدّة ولانَ بعد شدة وفَتَّره الله تَفْتِيراً وفَتَّر هو قال ساعدة بن جؤية الهذلي أُخِيلُ بَرْقاً متى حابٍ ه زَجَلٌ إِذا يُفَتِّرُ من تَوْماضِه حَلَجَا يريد من سحاب
( * قوله « يريد من سحاب » أي فمتى بمعنى من ويحتمل أن تكون بمعنى وسط أو بمعنى في كما ذكره في مادة ح ل ج وقال هناك ويروى خلجا حاب والزجل صوت الرعد وقول ابن مقبل يصف غيثاً )
تَأَمَّلْ خَليلي هَلْ تَرَى ضَوْءَ بارِقٍ يَمانٍ مَرَتْه ريحُ نَجْدٍ فَفَتَّرا ؟ قال حماد الرواية فتَّر أَي أَقام وسكن وقال الأَصمعي فَتَّر مَطَر وفَرغ ماؤُه وكَفَّ وتحيّر والفَتَر الضعف وفَتَر جسمُه يَفْتِرُ فُتوراً لانَتْ مفاصله وضعف ويقال أَجد في نفسي فَتْرةً وهي كالضَّعفة ويقال للشيخ قد عَلَتْه كَبْرة وعَرَتْه فَتْرَة وأفْتَرَه الداء أَضعفه وكذلك أَفْتَره السكر والفُتار ابتداء النَّشْوة عن أَبي حنيفة وأَنشد للأَخطل وتَجَرَّدَتْ بعد الهَدير وصَرَّحَتْ صَهْباء ترمي شَرْبَها بفُتارِ وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم نهى عن كل مُسْكر ومُفَتِّرٍ فالمسكر الذي يزيل العقل إِذا شُرب والمُفَتِّر الذي يُفَتِّر الجسد إِذا شُرب أَي يحمي الجسد ويصيِّر فيه فُتُوراً فإِما أَن يكون أَفْتَره بمعنى فَتَّره أَي جعله فاتراً وإِما أَن يكون أَفْتَرَ الشرابُ إِذا فَتَرَ شاربُه كأَقْطَفَ إِذا قَطَفَتْ دابتُه وماءٌ فاترٌ بين الحار والبارد وفَتَرَ الماءُ سكن حرّه وماء فاتورٌ فاتر وطَرْف فاتِرٌ فيه فُتور وسُجُوّ ليس بحادّ النظر ابن الأَعرابي أَفْتَر الرجلُ فهو مُفْتِرٌ إِذا ضعفت جفونه فانكسر طَرْفه الجوهري طَرْف فاتر إِذا لم يكن حديداً والفِتْر ما بين طرف الإِبهام وطرف المُشيرة وقيل ما بين الإِبهام والسبابة الجوهري الفِتْرُ ما بين طرف السَّبَّابة والإِبهام إِذا فتحتهما وفَتَر الشيءَ قدّره وكاله بِفتْرِه كشَبَره كاله بِشبْره والفَتْرَةُ ما بين كل نَبِيَّيْنِ وفي الصحاح ما بين كل رسولين من رسل الله عز وجل من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة وفي الحديث فَتْرَةَ ما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أَنه مرض فبكى فقال إِنما أَبكي لأَنه أَصابني على حال فَتْرة ولم يصبني على حال اجتهاد أَي في حال سكون وتقليل من العبادات والمجاهدات وفَتْرٌ وفِتْرٌ اسم امرأَة قال المسيب بن علس ويروى للأَعشى أَصَرَمْتَ حبل الوَصْلِ من فَتْرِ وهَجَرْتَها ولَجَحْتَ في الهجرِ وسَمِعْتَ حَلْفتها التي حَلَفَتْ إِن كان سَمْعُك غير ذي وَقْر قال ابن بري المشهور عند الرواة من فتر بفتح الفاء وذكر بعضهم أَنها قد تكسر ولكن الأَشهر فيها الفتح وصرمتَ قطعتَ والحبل الوصل والوَقْر الثقل في الأُذن يقال منه وَقِرَتْ أُذنُه تَوْقَرُ وَقْراً ووَقَرَتْ تَوْقِرُ أَيضاً وجواب إِن الشرطية أَغنى عنه ما تقدم تقديره إِن لم يكن بك صمم فقد سمعت حلفتها أَبو زيد الفُتْر النَّبِيَّة وهو الذي يُعْمل من خُوص يُنخل عليه الدقيق كالسُّفْرة

فتكر
لقيت منه الفِتَكْرِينَ والفُتَكْرِينَ بكسر الفاء وضمها والتاء مفتوحة والنون للجمع أَي الدواهي والشدائد وقيل هي الأَمر العَجَب العظيم كأَن واحد الفِتَكْرِينَ فِتَكْر ولم ينطق به إِلا أَنه مقدر كان سبيله أَن يكون الواحد فَِتكْره بالتأْنيث كما قالوا داهية ومنكرة فلما لم تظهر الهاء في الواحد جعلوا جمعه بالواو والنون عوضاً من الهاء المقدرة وجرى ذلك مجرى أَرض وأَرضين وإِنما لم يستعملوا في هذه الأَسماء الإِفراد فيقولوا فِتَكْر وبِرَح وأَقْوَر واقتصروا فيه على الجمع دون الإِفراد من حيث كانوا يصفون الدواهي بالكثرة والعموم والاشتمال والغلبة

فثر
الفَاثور عند العامة الطَّست أَو الخِوان يتخذ من رُخامٍ أَو فضة أَو ذهب قال الأَغلب العجلي إِذا انْجَلى فاثُور عَيْن الشَّمسِ وقال أَبو حاتم في الخِوان الذي يتخذ من الفضة ونَحْراً كفَاثُورِ اللُّجَيْنِ يَزينُه تَوَقُّدُ ياقوتٍ وشَذْراً مُنَظَّما ومثله لمعن بن أَوس ونحراً كفاثور اللجين وناهداً وبَطْناً كغِمْدِ السيف لم يَدْرِ ما الحَمْلا ويروى لم يعرف الحَمْلا وفي حديث أَشراط الساعة وتكون الأَرض كفَاثُور الفضة قال الفاثور الخِوان وقيل طست أَو جامٌ من فضة أَو ذهب ومنه قولهم لقُرْص الشمس فاثورها وفي حديث علي رضي الله عنه كان بين يديه يوم عيد فَاثُور عليه خبزُ السَّمْراءِ أَي خِوان وقد يشبَّه الصدر الواسع به فيسمى فاثوراً قال الشاعر لها جِيدُ ريمٍ فوق فاثُور فِضَّةٍ وفَوقَ مَناطِ الكَرْمِ وَجْهٌ مُصَوَّر وغمَّ بعضهم به جميع الأَخْونَة وخص التهذيب به أَهل الشام فقال وأَهل
الشام يتخذون خِواناً من رُخام يسمونه الفاثور فأَقام في مقام علي ...
قوله « فأقام في مقام علي » هكذا في الأصل وقول لبيد حَقائِبُهُمْ راحٌ عَتيقٌ ودَرْمَكٌ ورَيْطٌ وفاثُورِيَّةٌ وسُلاسِل قال الفاثورية هنا أَخْوِنة وجَاماتٌ وفي الحديث تكون الأَرض يوم القيامة كفَاثورِ الفضةِ وقيل إِنه خوان من فضة وقيل جامٌ من فضة والفاثور المِصْحَاةُ وهي النَّاجُود والباطِيةُ وقال الليث في كلام ذكره لبعضهم وأَهل الشام والجزيرة على فاثُورٍ واحد كأَنه عَنى على بساط واحد وابن سيده وغيره والفاثور الجَفْنةُ عند ربيعة وهم على فاثور واحد أَي بُسُطٍ واحدة ومائدة واحدة ومنزلة واحدة قال والكلمة لأَهل الشام والجزيرة وفاثور موضع عن كراع قال لبيد بين فاثُورٍ أُفاقٍ فالدَّحَلْ
( * قوله « بين فاثور إلخ » صدره ولدى النعمان مني موقف )

فجر
الفَجْر ضوء الصباح وهو حُمْرة الشمس في سواد الليل وهما فَجْرانِ أَحدهما المُسْتطيل وهو الكاذب الذي يسمى ذَنَبَ السِّرْحان والآخر المُسْتطير وهو الصادق المُنتَشِر في الأُفُقِ الذي يُحَرِّم الأَكل والشرب على الصائم ولا يكون الصبحُ إِلا الصادقَ الجوهري الفَجْر في آخر الليل كالشَّفَقِ في أَوله ابن سيده وقد انْفَجَر الصبح وتَفَجَّر وانْفَجَر عنه الليلُ وأَفْجَرُوا دخلوا في الفَجْر كما تقول أَصبحنا من الصبح وأَنشد الفارسي فما أَفْجَرَتْ حتى أَهَبَّ بسُدْفةٍ عَلاجيمُ عَيْنُ ابْنَيْ صُباحٍ تُثيرُها وفي كلام بعضهم كنت أَحُلّ إِذا أَسحرْت وأَرْحَلُ إِذا أَفْجَرْت وفي الحديث أُعَرّسُ إِذا أَفْجَرْت وأَرْتَحِل إِذا أَسْفَرْت أَي أَنزل للنوم والتعريس إِذا قربت من الفجر وأَرتحل إِذا أَضاء قال ابن السكيت أَنت مُفْجِرٌ من ذلك الوقت إِلى أَن تطلع الشمس وحكى الفارسي طريقٌ فَجْرٌ واضح والفِجار الطُّرُقُ مثل الفِجاج ومُنْفَجَرُ الرمل طريق يكون فيه والفَجْر تَفْجيرُكَ الماء والمَفْجَرُ الموضع يَنْفَجِرُ منه وانْفَجَر الماءُ والدمُ ونحوهما من السيّال وتَفَجَّرَ انبعث سائلاً وفَجَرَه هو يَفْجُره بالضم فَجْراً فانْفَجَرَ أَي بَجَسه فانْبَجَس وفَجَّره شُدّد للكثرة وفي حديث ابن الزبير فَجَّرْت بنفسك أَي نسبتها إِلى الفُجورِ كما يقال فَسَّقْته وكَفَّرْته والمَفْجَرةُ والفُجْرةُ بالضم مُنْفَجَر الماء من الحوض وغيره وفي الصحاح موضع تَفَتُّح الماء وفَجْرَة الوادي مُتَّسعه الذي ينفجر إِليه الماء كثُجْرتَه والمَفْجَرة أَرض تطمئنّ فتنفجر فيها أَوْدِية وأَفْجَرَ يَنْبُوعاً من ماء أَي أَخرجه ومَفاجر الوادي مَرَافضه حبث يرفضُّ إِليه السيل وانْفَجَرَتْ عليهم الدواهي أَتتهم من كل وجه كثيرة بَغْتة وانْفَجَر عليهم القومُ وكله على التشبيه والمُتَفَجِّر فرس الحرث بن وَعْلَةَ كأَنه يَتَفَجَّرُ بالعرق والفَجَر العطاء ولكرم والجود والمعروف قال أَبو ذؤيب مَطاعيمُ للضَّيْفِ حين الشِّتا ءِ شُمُّ الأُنوفِ كثِيرُو الفَجَرْ وقد تَفَجَّرَ بالكَرم وانْفَجَرَ أَبو عبيدة الفَجَر الجود الواسع والكرم من التَّفَجُّرِ في الخير قال عمرو بن امرئ القيس الأَنصاري يخاطب مالك بن العجلان يا مالِ والسَّيِّدُ المُعَمَّمُ قد يُبْطِرُه بَعْدَ رأْيهِ السَّرَفُ نَحْنُ بما عندنا وأَنت بما عِندك راضٍ والرأْي مختلفُ يا مالِ والحَقُّ إِن قَنِعْتَ به فالحقُّ فيه لأَمرِنا نَصَفُ خالفتَ في الرأْي كلَّ ذي فَجَرٍ والحقُّ يا مالِ غيرُ ما تَصِفُ إِنَّ بُجَيْراً مولىً لِقَوْمِكُمُ والحَقُّ يُوفى به ويُعْتَرَفُ قال ابن بري وبيت الاستشهاد أَورده الجوهري خالفتَ في الرأْي كلَّ ذي فَجَرٍ والبَغْيُ يا مالِ غيرُ ما تَصفُ قال وصواب إِنشاده والحق يا مال غير ما تصف قال وسبب هذا الشعر أَنه كان لمالك بن العَجْلان مَوْلى يقال له بُجَيْر جلس مع نَفَرٍ من الأَوْس من بني عمرو بن عوف فتفاخروا فذكر بُجَيْر مالك بن العجلان وفضله على قومه وكان سيد الحيَّيْنِ في زمانه فغضب جماعة من كلام بُجير وعدا عليه رجل من الأَوس يقال له سُمَيْر بن زيد ابن مالك أَحد بني عمرو بن عوف فقتله فبعث مالك إِلى عمرو بن عوف أَن ابعثوا إِليَّ بسُمَيْر حتى أَقتله بَمَوْلايَ وإِلا جَرَّ ذلك الحرب بيننا فبعثوا إِليه إِنا نعطيك الرضا فخذ منا عَقْله فقال لا آخذ إِلا دِيَةَ الصَّريحِ وكانت دية الصَّريح ضعف دية المَوْلى وهي عشر من الإِبل ودِيةُ المولى خمس فقالوا له إِن هذا منك استذلال لنا وبَغْيٌ علينا فأَبى مالك إِلا أَخْذَ دِيَةِ الصريح فوقعت بينهم الحرب إِلى أَن اتفقوا على الرضا بما يحكم به عمرو بن امرئ القيس فحكم بأَن يُعْطى دية المولى فأَبى مالك ونَشِبَت الحرب بينهم مدة على ذلك ابن الأَعرابي أَفْجَر الرجلُ إِذا جاء بالفَجَرِ وهو المال الكثير وأَفْجَرَ إِذا كذب وأَفْجَرَ إِذا عصى وأَفْجَرَ إِذا كفر والفَجَرُ كثرة المال قال أَبو مِحْجن الثقفي فقد أَجُودُ وما مَالي بذي فَجَرٍ وأَكْتُم السرَّ فيه ضَرْبَةُ العُنُقِ ويروى بذي قَنَعٍ وهو الكثرة وسيأْتي ذكره والفَجَر المال عن كراع والفَاجرُ الكثير المالِ وهو على النسب وفَجَرَ الإِنسانُ يَفْجُرُ فَجْراً وفُجوراً انْبَعَثَ في المعاصي وفي الحديث إِن التُّجَّار يُبْعثون يوم القيامة فُجَّاراً إِلا من اتقى الله الفُجَّار جمع فاجِرٍ وهو المْنْبَعِث في المعاصي والمحارم وفي حديث ابن عباس رضي عنهما في العُمْرة كانوا يَرَوْنَ العمرة في أَشهر الحج من أَفْجَرِ الفُجورِ أَي من أَعظم الذنوب وقول أَبي ذؤيب ولا تَخْنُوا عَلَيَّ ولا تَشِطُّوا بقَوْل الفَجْرِ إِنَّ الفَجْر حُوبُ يروى الفَجْر والفَخْر فمن قال الفَجْر فمعناه الكذب ومن قال الفَخر فمعناه التَّزَيُّد في الكلام وفَجَرَ فُجُوراً أَي فسق وفَجَر إِذا كذب وأَصله الميل والفاجرُ المائل وقال الشاعر قَتَلْتُم فتًى لا يَفْجُر اللهَ عامداً ولا يَحْتَويه جارُه حين يُمْحِلُ أَي لا يَفْجُر أَمرَ الله أَي لا يميل عنه ولا يتركه الهوزاني الافْتِجارُ في الكلام اخْتِراقُه من غير أَن تَسْمعه من أَحد فَتَتَعَلَّمَهُ وأَنشد نازِعِ القومَ إِذا نازَعْتَهُمْ بأَرِيبٍ أَو بِحَلاَّفٍ أَيَلْ يَفْجُرُ القولَ ولم يَسْمَعْ به وهو إِنْ قيلَ اتَّقِ اللهَ احْتَفَلْ وفَجَرَ الرجلُ بالمرأَة يَفْجُر فُجوراً زنا وفَجَرَت المرأَة زنت ورجل فاجِرٌ من قوم فُجَّارٍ وفَجَرَةٍ وفَجورٌ من قوم فُجُرٍ وكذلك الأُنثى بغير هاء وقوله عز وجل بل يريد الإِنسان ليَفْجُرَ أَمامَهُ أَي يقول سوف أَتوب ويقال يُكْثرُ الذنوبَ ويؤخّر التوبة وقيل معناه أَنه يسوِّف بالتوبة ويقدم الأَعمال السيئة قال ويجوز والله أَعلم ليَكْفُر بما قدّامه من البعث وقال المؤرج فَجَرَ إِذا ركب رأْسه فمضى غير مُكْتَرِثٍ قال وقوله ليَفْجُرَ ليمضي أَمامه راكباً رأْسه قال وفَجَرَ أَخطأَ في الجواب وفَجَرَ من مرضه إِذا برأَ وفَجَرَ إِذا كلَّ بصرُه ابن شميل الفُجورُ الركوب إِلى ما لا يَحِلُّ وحلف فلان على فَجْرَةَ واشتمل على فَجْرَةَ إِذا ركب أَمراً قبيحاً من يمين كاذبة أَو زِناً أَو كذب قال الأَزهري فالفَجْرُ أَصله الشق ومنه أُخِذَ فَجْرُ السِّكْرِ وهو بَثْقُه ويسمى الفَجْرُ فَجْراً لانْفِجارِه وهو انصداع الظلمة عن نور الصبح والفُجورُ أَصله الميل عن الحق قال لبيد يخاطب عمه أَبا مالك فقلتُ ازْدَجِرْ أَحْناءَ طَيْرِكَ واعْلَمَنْ بأَنك إِنْ قَدَّمْتَ رِجْلَكَ عاثِرُ فأَصْبَحْتَ أَنَّى تأْتِها تَبْتَئِسْ بها كِلا مَرْكَبَيها تحتَ رِجْلِكَ شاجِرُ فإِن تَتَقَدَّمْ تَغْشَ منها مُقَدِّماً غليظاً وإِن أَخَّرْتَ فالكِفْلُ فاجِرُ يقول مَقْعد الرديف مائل والشاجر المختلف وأَحْناءَ طَيرِك أَي جوانب طَيْشِكَ والكاذب فاجرٌ والمكذب فاجرٌ والكافر فاجرٌ لميلهم عن الصدق والقصد وقول الأَعرابي لعمر فاغفر له اللهمَّ إِن كان فَجَرْ أَي مال عن الحق وقيل في قوله ليَفْجُرَ أَمامه أَي ليُكَذِّبَ بما أَمامه من البعث والحساب والجزاء وقول الناس في الدعاء ونَخْلَع ونترك مَنْ يَفْجُرُك فسره ثعلب فقال مَنْ يَفْجُرُك من يعصيك ومن يخالفك وقيل من يضع الشيء في غير موضعه وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن رجلاً استأْذنه في الجهاد فمنعه لضعف بدنه فقال له إِن أَطلقتني وإِلا فَجَرْتُكَ قوله وإِلا فَجَرْتُكَ أَي عصيتك وخالفتك ومضيت إِلى الغَزْوِ يقال مال من حق إِلى باطل ابن الأَعرابي الفَجُور والفاجِرُ المائل والساقط عن الطريق ويقال للمرأَة يا فَجارِ معدول عن الفاجِرةِ يريد يا فاجِرةُ وفي حديث عائشة
( * قوله « وفي حديث عائشة » كذا بالأصل والذي في النهاية عاتكة ) رضي اللَّه عنها يا لَفُجَر هو معدول عن فاجِرٍ للمبالغة ولا يستعمل إِلا في النداء غالباً وفَجارِ اسم للفَجْرَة والفُجورِ مثل قَطامِ وهو معرفة قال النابغة إِنا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بيننا فَحَمَلْتُ بَرَّةَ واحتملتَ فَجارِ قال ابن سيده قال ابن جني فَجارِ معدولة عن فَجْرَةَ وفَجْرَةُ علم غير مصروف كما أَن بَرَّةَ كذلك قال ووقول سيبويه إِنها معدولة عن الفَجْرَةِ تفسير على طريق المعنى لا على طريق اللفظ وذلك أَن سيبويه أَراد أَن يعرِّف أَنه معدول عن فَجْرَةَ علماً فيريك ذلك فعدل عن لفظ العلمية المراد إِلى لفظ التعريف فيها المعتاد وكذلك لو عدلتَ عن بَرَّةَ قلت بَرَارِ كما قلت فَجارِ وشاهد ذلك أَنهم عدلوا حَذام وقَطام عن حاذمة وقاطمة وهما علمان فكذلك يجب أَن تكون فَجارِ معدولة عن فَجْرَةَ علماً أَيضاً وأَفْجَرَ الرجلَ وجده فاجِراً وفَجَرَ أَمرُ القوم فسد والفُجور الرِّيبة والكذب من الفُجُورِ وقد ركب فلان فَجْرَةَ وفَجارِ لا يُجْرَيان إِذا كذب وفَجَرَ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه إِياكم والكذب فإِنه مع الفُجُورِ وهما في النار يريد الميل عن الصدق وأَعمال الخير وأَيامُ الفِجارِ أَيامٌ كانت بين قَيْسٍ وقريش وفي الحديث كنت أَيام الفِجارِ أَنْبُلُ على عمومتي وقيل أَيام الفِجارِ أَيام وقائع كانت بين العرب تفاجروا فيها بعُكاظَ فاسْتَحَلُّوا الحُرُمات الجوهري الفِجارُ يوم من أَيام العرب وهي أَربعة أَفْجِرَةٍ كانت بين قريش ومَن معها من كِنانَةَ وبين قَيْس عَيْلان في الجاهلية وكانت الدَّبْرة على قيس وإِنما سَمَّتْ قريش هذه الحرب فِجاراً لأَنها كانت في الأَشهر الحرم فلما قاتلوا فيها قالوا قد فَجَرْنا فسميت فِجاراً وفِجاراتُ العرب مفاخراتها واحدها فِجارٌ والفِجاراتُ أَربعة فِجار الرجل وفِجار المرأَة وفِجار القِرْد وفِجار البَرَّاضِ ولكل فِجار خبر وفَجَرَ الراكبُ فُجوراً مال عن سرجه وفَجَرَ وفي حديث عمر رضي الله عنه اسْتَحْمَلَه أَعرابي وقال إِن ناقتي قد نَقِبتْ فقال له كذبتَ ولم يحمله فقال أَقْسَمَ بال أَبو حَفْصٍ عُمَرْ ما مَسَّها من نَقَبٍ ولا دَبَرْ فاغفر له اللهمَّ إِن كان فَجَرْ أَي كذب ومال عن الصدق وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه لأَن يُقَدَّمَ أَحدُكم فتُضْرَب عُنُقُه خير له من أَن يَخُوض غَمَراتِ الدنيا يا هادي الطريق جُرْتَ إِنما الفَجْر أَو البحر يقول ان انتظرت حتى يضيء لك الفجرُ أَبْصَرْتَ قصدك وإِن خَبَطت الظلماء وركبت العَشْواء هجما بك على المكروه يضرب الفَجْر والبحر مثلاً لغمرات الدنيا وقد تقدم البحرُ في موضعه

فخر
الفَخْرُ والفَخَرُ مثل نَهْرٍ ونَهَرٍ والفُخْر والفَخار والفَخارةُ والفِخِّيرَى والفِخِّيراءُ التمدُّح بالخصال والافتِخارُ وعَدُّ القديم وقد فَخَرَ يَفْخَرُ فَخْراً وفَخْرَةً حسنة عن اللحياني فهو فاخِرٌ وفَخُورٌ وكذلك افْتَخَرَ وتَفاخَرَ القومُ فَخَرَ بعضُهم على بعض والتفاخُرُ التعاظم والتَّفَخُّر التعظم والتكبر ويقال فلان مُتَفَخِّرٌ مُتَفَجِّسٌ وفاخَرَه مُفاخَرَةً وفِخاراً عارضه بالفَخْر فَفَخَره أَنشد ثعلب فأَصْمَتُّ عَمْراً وأَعْمَيْتُه عن الجودِ والفَخْرِ يومَ الفِخار كذا أَنشده بالكسر وهو نشر المناقب وذكر الكرام بالكَرَمِ وفَخِيرُكَ الذي يُفاخِرُك ومثاله الخَصِيمُ والفِخِّير الكثير الفَخْر ومثاله السِّكِّير وفِخِّيرٌ كثير الافتخار وأَنشد يَمْشِي كَمَشْيِ الفَرِحِ الفِخِّير وقوله تعالى إِن الله لا يحب كل مُخْتال فَخُور الفَخُور المتكبر وفاخَرَه ففَخَره يَفْخُره فَخْراً كان أَفْخَرَ منه وأَكرم أَباً وأُمّاً وفَخَره عليه يَفْخَره فَخْراً وأَفْخَره عليه فَضَّله عليه في الفَخْر ان السكيت فَخَرَ فلان اليوم على فلان في الشرف والجَلَد والمنطق أَي فَضَل عليه وفي الحديث أَنا سيد ولد آدم ولا فَخْرَ الفَخْرُ ادّعاء العظم والكبر والشرف أَي لا أَقوله تَبَجُّحاً ولكن شكراً وتحدثاً بنعمه والفَخِيرُ المغلوب بالفَخْر والمَفْخَرَة والمَفْخُرة بفتح الخاء وضمها المَأْثُرة وما فُخِرَ به وفيه فُخْرَة أَي فَخْرٌ وإِنه لذو فُخْرةٍ عليهم أَي فَخْرٍ وما لك فُخْرَةُ هذا أَي فَخْرُه عن اللحياني وفَخَر الرجلُ تكبر بالفَخْر وقول لبيد حتى تَزَيَّنَت الجِواءُ بفاخِرٍ قَصِفٍ كأَلوان الرِّحال عَميمِ عنى بالفاخر الذي بلغ وجاد من النبات فكأَنه فَخَرَ على ما حوله والفاخرُ من البسر الذي يعْظُم ولا نوى له والفاخر الجيد من كل شيء واسْتَفْخَر الشيءَ اشتراه فاخراً وكذلك في التزويج واسْتَفْخَر فلان ما شاء وأَفْخَرَت المرأَةُ إِذا لم تلد إِلا فاخراً وقد يكون في الفَخْر من الفعل ما يكون في المَجْد إِلا أَنك لا تقول فَخِيرٌ مكان مَجيد ولكن فَخُور ولا أَفْخَرْتُه مكان أَمْجَدْته والفَخُور من الإِبل العظيمة الضرع القليلة اللبن ومن الغنم كذلك وقيل هي التي تعطيك ما عندنا من اللبن ولا بقاء للبنها وقيل الناقة الفَخُورُ العظيمة الضَّرْع الضيّقة الأَحاليل وضَرْع فَخُورٌ غليظ ضيِّق الأَحاليل قليل اللبن والاسم الفُخْر والفُخُرُ أَنشد ابن الأَعرابي حَنْدَلَسٌ غَلْباءُ مِصْباح البُكُرْ واسعة الأَخْلافِ في غير فُخُرْ ونخلة فَخُورٌ عظيمة الجِذْع غليظة السَّعَف وفرس فَخور عظيم الجُرْدانِ طويله وغُرْمُول فَيْخَر عظيم ورجل فَيْخَر عظم ذلك منه وقد يقال بالزاي وهي قليلة الأَصمعي يقال من الكِبْر والفَخْر فَخِزَ الرجلُ بالزاي قال أَبو منصور فجعل الفَخْر والفَخْز واحداً قال أَبو عبيدة فرس فَيْخَر وفَيْخَزٌ بالراء والزاي إِذا كان عظيم الجُرْدانِ ابن الأَعرابي فَخِرَ الرجل يَفْخَر إِذا أَنِفَ وقول الشاعر وتَراه يَفْخَرُ أَنْ تَحُلّ بيوتُه بمَحَلَّة الزَّمِر القصيرِ عِنانا وفسره ابن الأَعرابي فقال معناه يأْنَفُ والفَخَّار الخَزَف وفي الحديث أَنه خرج يَتَبَرَّز فاتبعه عمر بإِداوةٍ وفَخَّارة الفَخَّار ضرب من الخَزَف معروف تعمل منه الجِرادُ والكِيزان وغيرها والفَخَّارةُ الجَرَّة وجمعها فَخَّار معروف وفي التنزيل من صَلْصال كالفَخَّار والفاخُور نبت طيب الريح وقيل ضرب من الرياحين قال أَبو حنيفة هو المَرْوُ العريض الورقِ وقيل هو الذي خرجت له جَمامِيحُ في وسطه كأَنه أَذناب الثعالب عليها نَوْرٌ أَحمر في وسطه طيب الريح يسميه أَهْل البصرة رَيْحان الشيوخ زعم أَطباؤهم أَنه يقطع الشُّبابَ وأَما قول الراجز إِنَّ لنا لجَارَةً فُناخِره تَكْدَحُ للدنيا وتَنْسى الآخره فيقال هي المرأَة التي تتدحرج في مشيتها

فدر
فَدَر الفحلُ يَفْدِر فُدُوراً فهو فادِرٌ فَتَرَ وانقطع وجَفَر عن الضراب وعدل والجمع فُدْر وفَوادِر ابن الأَعرابي يقال للفحل إِذا انقطع عن الضراب فَدَّرَ وفَدَر وأَفْدَرَ وأَصله في الإِبل وطعام مُفْدِرٌ ومَفْدَرةٌ عن اللحياني يقطع عن الجماع تقول العرب أَكل البطيخ مَفْدَرة والفَدُور والفادر الوَعِل العاقل في الجبل وقيل هو الوَعِل الشابّ التام وقيل هو المُسِن وقيل العظيم وقيل هو الفَدَر أَيضاً فجمع الفادِرِ فَوادر وفُدورٌ وجمع الفَدَر فُدورٌ وفي الصحاح الجمع فُدْر وفُدور والمَفْدرة اسم الجمع كما قالوا مَشْيَخة ومكان مَفْدرة كثير الفُدْر وقيل في جمعه فُدُر وأَنشد الأَزهري للراعي وكأَنما انْبَطَحَتْ على أَثْباجِها فُدُر تَشابَهُ قد يَمَمْنَ وُعُولا قال الأَصمعي الفادِرُ من الوُعول الذي قد أَسَنَّ بمنزلة القارِح من الخيل والبازِل من الإِبل ومن البقر والغنم وفي حديث مجاهد قال في الفادر العظيم من الأَرْوَى بقرة قال ابن الأَثير الفادِر والفَدُور المُسِن من الوُعول وهو من فَدَر الفحل فُدوراً إِذا عجز عن الضِّراب يعني في
فِدْيته بقرة ... الضمير عائد إِلى مجاهد يريد فديه الفادر بقرة
والفادرةُ الصخرة الضخمة الصَّمَّاء في رأْس الجبل شبهت بالوَعِل والفادرُ اللحم البارد المطبوخ والفِدْرةُ القطعة من اللحم إِذا كانت مجتمعة قال الراجز وأَطْعَمَتْ كِرْدِيدةً وفِدْرَة وفي حديث أُم سلمة أُهْدِيَتْ لي فِدْرةٌ من لحم أَي قطعة والفِدْرة القطعة من كل شيء ومنه حديث جيش الخَبَط فكنا نقتطع منه الفِدَرَ كالثور وفي المحكم الفِدْرة القطعة من اللحم المطبوخ الباردة الأَصمعي أَعطيته فِدْرَةً من اللحم وهَبْرَةً إِذا أَعطاه قطعة مجتمعة وجمعها فِدَرٌ والفِدْرةُ القطعة من الليل والفِدْرة من التمر الكعب والفِدْرة من الجبل قطعة مشرفة منه والفِنْديرةُ دونها والفَدِر الأَحمق بكسر الدال

فرر
الفَرّ والفِرارُ الرَّوَغان والهِرب فَرَّ يَفِرُّ فراراً هرب ورجل فَرورٌ وفَرورةٌ وفَرَّار غير كَرَّارٍ وفَرٌّ وصف بالمصدرْ فالواحد والجمع فيه سواء وفي حديث الهجرة قال سُراقةُ ابن مالك حين نظر إِلى النبي صلى الله عليه وسلم وإِلى أَبي بكر رضي الله عنه مُهاجِرَيْنِ إِلى المدينة فمرّا به فقال هذان فَرُّ قريشٍ أَفلا أَردّ على قريش فَرَّها ؟ يريد الفارَّين من قريش يقال منه رجل فَرٌّ ورجلان فَرٌّ لا يثنى ولا يجمع قالالجوهري رجل فَرٌّ وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث يعني هذان الفَرّان قال أَبو ذؤيب يصف صائداً أَرسل كلابه على ثور وحشي فحمل عليها فَفَرَّت منه فرماه الصائد بسهم فأَنفذ به طُرَّتَيْ جنبيه فَرمى ليُنْفِذَ فرَّها فهَوى له سَهْم فأَنْفَذ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ وقد يكون الفَرُّ جمعٍ فارٍّ كشارب وشَرْبٍ وصاحب وصَحْبٍ وأَراد فأَنفذ طُرَّتيه السهم فلما لم يستقم له قال المِنْزَع والفُرَّى الكَتيبةُ المنهزمة وكذلك الفُلَّى وأَفَرَّه غيرُه وتَفارُّوا أَي تهاربوا وفرس مِفَرٌّ بكسر الميم يصلح للفِرار عليه ومنه قوله تعالى أَين المِفَرُّ والمَفِرُّ بكسر الفاء الموضع وأَفَرَّ به فَعَل به فِعْلاً يَفِرُّ منه وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعدي بن حاتم ما يُفِرُّك عن الإِسلام إِلا أَن يقال لا إِله إِلا الله التهذيب يقال أَفْرَرْت الرجلَ أُفِرُّه إِفْراراً إِذا عملت به عملاً يَفِرُّ منه ويهرب أَي يحملك على الفرار إِلا التوحيد وكثير من المحدثين يقولونه بفتح الياء وضم الفاء قال والصحيح الأَول وفي حديث عاتكة أَفَرَّ صِياحُ القومِ عَزْمَ قلوبهم فَهُنَّ هَواء والحُلوم عَوازِبُ أَي حملها على الفرار وجعلها خالية بعيدة غائبة العقول والفَرورُ من النساء النَّوارُ وقوله تعالى أَين المَفَرُّ أَي أَين الفِرارُ وقرئ أَين المَفِرّ أَي أَين موضع الفرار عن الزجاج وقد أَفْرَرْته وفَرَّ الدابةَ يَفُرُّها بالضم فَرًا كشف عن أَسنانها لينظر ما سِنُّها يقال فَرَرْتُ عن أَسنان الدابة أَفُرُّ عنها فَرّاً إِذا كشفت عنها لتنظر إِليها أَبو ربعي والكلابي يقال هذا فُرُّ بني فلانٍ وهو وجههم وخيارهم الذي يَفْترُّونَ عنه قال الكميت ويَفْتَرُّ منكَ عن الواضِحات إِذا غيرُكَ القَلِحُ الأَثْعَلُ ومن أَمثالهم إِنَّ الجَوادَ عينُه فُرارُهُ ويقال الخبيثُ عينُه فرُارُه يقول تعرف الجودة في عينه كما تَعرف سنَّ الدابة إِذا فَرَرْتَها وكذلك تعرف الخبث في عينه إِذا أَبصرته الجوهري إِن الجوادَ عينُه فُراره وقد يفتح أَي يُغْنيك شخصه ومَنْظَرُه عن أَن تختبره وأَن تَفُرَّ أَسنانه وفَرَرْتُ الفرس أَفُرُّه فرًّا إِذا نظرت إِلى أَسنانه وفي خطبة الحجاج لقد فُرِرْت عن ذَكاءٍ وتَجْرِبةٍ وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أَراد أَن يشتري بَدَنَةً فقال فُرَّها وفي حديث عمر قال لابن عباس رضي الله عنه كان يبلغني عنك أَشياء كرهتُ أَن أَفُرَّك عنها أَي أَكشفك ابن سيده ويقال للفرس الجواد عينه فِرارُه تقوله إِذا رأَيته بكسر الفاء وهو مثل يضرب للإِنسان يسأَل عنه أَي أَنه مقيم لم يبرح وفَرَّ الأَمرَ وفَرَّ عنه بحث وفُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي استقبله ويقال أَيضاً فُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي رجع عوده على بدئه قال وما ارْتَقَيْتُ على أَرجاءِ مَهْلَكةٍ إِلا مُنيتُ بأَمرٍ فُرَّ لي جَذَعا وأَفَرَّت الخيلُ والإِبل للإِثْناءِ بالأَلف سقطت رواضعُها وطلع غيرُها وافْتَرَّ الإِنسان ضحك ضَحِكاً حسناً وافْتَرَّ فلان ضاحكاً أَي أَبدى أَسنانه وافْتَرَّ عن ثَغْره إِذا كَشَرَ ضاحكاً ومنه الحديث في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ويَفْتَرُّ عن مثل حَبِّ الغَمام أَي يَكْشِرُ إِذا تبسم من غير قَهْقَهَة وأَراد بحب الغمام البَرَدَ شبَّه بياض أَسنانه به وافْتَرَّ يَفْتَرُّ افتعل من فَرَرْتُ أَفُرُّ ويقال فُرَّ فلاناً عما في نفسه أَي استنطقه ليدل بنطقه عما في نفسه وافْتَرَّ البرقُ تلأْلأَ وهو فوق الانْكِلالِ في الضحك والبرق واستعاروا ذلك للزمن فقالوا إِن الصَّرْفةَ نابُ الدهرِ الذي يَفْتَرُّ عنه وذلك أَن الصَّرْفة إِذا طلعت خرج الزهر واعْتَمَّ النبت وافْتَرَّ الشيءَ استنشقه قال رؤْبة كأَنما افْتَرَّ نشُوقاً مَنْشَقا ويقال هو فُرَّةُ قومه أَي خيارهم وهذا فُرَّةُ مالي أَي خِيرته اليزيدي أَفْرَرْتُ رأْسه بالسيف إِذا فلقته والفَرِيرُ والفُرارُ ولد النعجة والماعزة والبقرة ابن الأَعرابي الفَريرُ ولد البقر وأَنشد يَمْشِي بنو عَلْكَمٍ هَزْلى وإِخوتُهم عليكم مثل فحلِ الضأْنِ فُرْفُور قال أَراد فُرَار فقال فُرْفُور والأُنثى فُرارةٌ وجمعها فُرارٌ أَيضاً وهو من أَولاد المعز ما صغر جسمه وعَمَّ ابن الأَعرابي بالفَرِيرِ ولد الوحشية من الظِّباء والبقر ونحوهما وقال مرة هي الخِرْفان والحُمْلان ومن أَمثالهم نَزْوُ الفُرارِ اسْتَجْهل الفُرارا قال المؤرج هو ولد البقرة الوحشية يقال له فُرارٌ وفَرِيرٌ مثل طُوالٍ وطَويلٍ فإِذا شبَّ وقوي أَخذ في النَّزَوان فمتى ما رآه غيرُه نَزا لِنَزْوِه يضرب مثلاً لمن تُتَّقى مصاحبته يقول إِنك إِن صاحبتَه فعلتَ فعلَه يقال فُرارٌ جمع فُرارةٍ وهي الخِرْفان وقيل الفَرير واحد والفُرارُ جمع قال أَبو عبيدة ولم يأْت على فُعالٍ شيء من الجمع إِلا أَحرف هذا أَحدها وقيل الفَرِيرُ والفُرارُ والفُرارَةُ والفُرْفُر والفُرْفُورُ والفَرورُ والفُرافِرُ الحَمَل إِذا فطم واستَجْفر وأَخصب وسَمِن وأَنشد ابن الأَعرابي في الفُرارِ الذي هو واحد قول الفرزدق لَعَمْري لقد هانتْ عليكَ ظَعِينةٌ فَرَيْتَ برجليها الفُرارَ المُرَنَّقا والفُرارُ يكون للجماعة والواحد والفُرار البهْم الكبار واحدها فُرْفُور والفَرِيرُ موضع المَجَسَّة من مَعْرفة الفرس وقيل هو أَصل مَعْرفة الفرس وفَرْفَرَ الرجلُ إِذا استعجل بالحماقة ووقع القوم في فُرَّةٍ وأُفُرَّة أَي اختلاط وشدة وفُرَّةُ الحرّ وأُفُرَّتهُ شدته وقيل أَوله ويقال أَتانا فلان في أُفُرَّةِ الحر أَي في أَوله ويقال بل في شدته بضم الهمزة وفتحها والفاء مضمومة فيهما ومنهم من يقول في فُرَّةِ الحر ومنهم من يقول في أَفُرَّةِ الحر بفتح الأَلف وحكى الكسائي أَن منهم من يجعل الأَلف عيناً فيقول في عَفُرَّة الحرِّ وعُفُرّةِ الحر قال أَبو منصور أُفُرَّةٌ عندي من باب أَفَرَ يأْفِر والأَلف أَصلية على فُعُلَّةٍ مثل الخُضُلَّةِ الليث ما زال فلان في أُفُرَّةِ شَرٍّ من فلان والفَرْفَرَةُ الصياح وفَرْفَرَه صاح به قال أَوس بن مغراء السعدي إِذا ما فَرْفَروه رَغَا وبالا والفَرْفَرةُ العجلة ابن الأَعرابي فَرَّ يَفِرُّ إِذا عقل بعد استرخاء والفَرْفَرةُ الطيش والخفة ورجلٌ فَرْفارٌ وامرأَة فَرْفارةٌ والفَرْفَرةُ الكلام والفَرْفارُ الكثير الكلام كالثَّرْثارِ وفَرْفَر في كلامه خلَّط وأَكثر والفُرافِرُ الأَخْرَقُ وفَرْفَر الشيءَ كسره والفُرافِرُ والفَرْفار الذي يُفَرْفِرُ كل شيء أَي يكسره وفَرْفَرْت الشيء حركته مثل هَرْهَرْته يقال فَرْفَرَ الفرسُ إِذا ضرب بفأْس لجامه أَسنانه وحرك رأْسه وناس يَرْوُونه في شعر امرئ القيس بالقاف قال ابن بري هو قوله إِذا زُعْتُه من جانِبَيْهِ كِلَيْهما مشى الهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرا ويروى قَرْقَرا والهَيْذَبى بالذال المعجمة سير سريع من أَهْذَبَ الفرسُ في سيره إِذا أَسرع ويروى الهَيْدَبى بدال غير معجمة وهي مِشْية فيها تبختر وأَصله من الثوب الذي له هدب لأَن الماشي فيه يتبختر قال والرواية الصحيحة فَرْفَر بالفاء على ما فسره ومن رواه قَرْقَر بالقاف فبمعنى صَوَّت قال وليس بالجيد عندهم لأَن الخيل لا توصف بهذا وفَرْفَر الدابةُ اللجامَ حركه وفرس فُرفِرٌ يُفَرْفِرُ اللجام في فيه وفَرْفَرَني فَرْفاراً نفضني وحركني وفَرْفَر البعيرُ نفض جسده وفَرْفَرَ أَيضاً أَسرع وقارب الخَطْو وأَنشد بيت امرئ القيس مشى الهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرا وفَرْفَر الشيءَ شققه وفَرْفَر إِذا شقق الزِّقاقَ وغيرها والفَرْفار ضرب من الشجر تتخذ منه العِساسُ والقِصاعُ قال والبَلْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ البَلط المِخرطة والحُبَر العُقَد وفَرْفَرَ الرجل إِذا أَوقد بالفَرْفار وهي شجرة صَبُور على النار وفَرْفَر إِذا عمل الفَرْفار وهو مَرْكب من مراكب النساء والرِّعاءِ شِبْه الحَوِيَّة والسَّوِيَّة والفُرْفُور والفُرافِرُ سَوِيق يتخذ من اليَنْبُوتِ وفي مكان آخر سويقُ يَنْبوتِ عُمان والفُرْفُر العصفور وقيل الفُرْفُر والفُرْفُور العصفور الصغير الجوهري الفُرْفُور طائر قال الشاعر حجازيَّة لم تَدْرِ ما طَعْمُ فُرْفُرٍ ولم تأْتِ يوماً أَهلَها بِتُبُشِّرِ قال التُّبُشِّر الصَّعْوة وفي حديث عون بن عبد الله ما رأَيت أَحداً يُفَرْفِرُ الدنيا فَرْفَرَةَ هذا الأَعرج يعني أَبا حازم أَي يذمها ويمزِّقها بالذم والوقيعة فيها ويقال الذئب يُفَرْفِرُ الشاة أَي يمزقها وفَرِير بطن من العرب

فزر
الفَزْر بالفتح الفسخ في الثوب وفَزَرَ الثوب فَزْراً شقه والفِزَرُ الشقوق وتَفَزَّر الثوب والحائط تشقق وتقطع وبَلِيَ ويقال فَزَرْت الجُلَّة وأَفْزَرْتها وفَزَّرْتها إِذا فَتَّتَّها شمر الفَزْر الكسر قال وكنت بالبادية فرأَيت قِباباً مضروبة فقلت لأَعرابي لمن هذه القِبابففقال لبني فَزارَةَ فَزَر اللهُ ظهورهم فقلت ما تَعْني به ؟ فقال كسر الله والفُزُورُ الشقوق والصُّدوع ويقال فَزَرْتُ أَنف فلان فَزْراً أَي ضربته بشيء فشققته فهو مَفْزُورُ الأَنف وقال بعض أَهل اللغة الفَرْز قريب من الفَزْر تقول فَرَزْت الشيء من الشيء أَي فَصَلته وفَزَرْت الشيءَ صَدَعْته وفي الحديث أَن رجلاً من الأَنصار أَخذ لَحْيَ جَزورٍ فضرب به أَنف سعد فَفَزَره أَي شقه وفي حديث طارق بن شهاب خرجنا حُجَّاجاً فأَوطأَ رجل راحلته ظبياً فَفَزَر ظهره أَي شقه وفسخه وفَزَرَ الشيء يَفْزُره فَزْراً فرقه والفَزْرُ الضرب بالعصا وقيل فَزَرَه بالعصا ضربه بها على ظهره والفَزَر ريح الحَدبة ورجل أَفْزَرُ بيِّن الفَزَر وهو الأَحدب الذي في ظهره عُجْرة عظيمة وهو المَفْزور أَيضاً والفُزْرة العُجْرة العظيمة في الظهر والصدر فَزِرَ فَزَراً وهو أَفْزَر والمَفْزور الأَحدب وجارية فَزْراء ممتلئة شحماً ولحماً وقيل هي التي قاربت الإِدراك قال الأَخطل وما إِن أَرى الفَزْراءَ إِلا تَطَلُّعاً وخِيفةَ يَحْمِيها بنو أُم عَجْرَدِ أَراد وخيفة أَن يحميها والفِزْرُ بالكسر القَطِيع من الغنم والفِزرُ من الضأْن ما بين العشرة إِلى الأَربعين وقيل ما بين الثلاثة إِلى العشرين والصُّبَّةُ ما بين العشر إلى الأَربعين من المِعْزَى والفِزْرُ الجدي يقال لا أَفعله ما نَزَا فِزْرٌ وقولهم في المثل لا آتيك مِعْزَى الفِزْر الفزر لقب لسعد بن زيد مَناةَ بن تميم وكان وَافى الموسم بمِعْزَى فأَنْهَبَها هناك وقال من زَخذ منها واحدة فهي له ولا يؤخذ منها فِزْرٌ وهو الاثنان فأَكثر وقال أَبو عبيدة نحو ذلك إلا أَنه قال الفِزْرُ هو الجدي نفسه فضربوا به المثل فقالوا لا آتيك مِعْزَى الفِزْرِ أَي حتى تجتمع تلك وهي لا تجتمع أَبداً هذا قول ابن الكلبي وقال أَبو الهيثم لا أَعرفه وقال الأَزهري وما رأَيت أَحداً يعرفه قال ابن سيده إِنما لُقِّب سعد بن زيد مناة بذلك لأَنه قال لولده واحداً بعد واحد ارْعَ هذه المِعْزَى فأَبوا عليه فنادى في الناس أَن اجتمعوا فاجتمعوا فقال انتهبوها ولا أُحِلُّ لأَحد أَكثر من واحدة فتقطَّعوها في ساعة وتفرقت في البلاد فهذا أَصل المثل وهو من أَمثالهم في ترك الشيء يقال لا أَفعل ذلك مِعْزَى الفِزْرِ فمعناه في مِعْزَى الفِزْر أَن يقولوا حتى تجتمع تلك وهي لا تجتمع الدهر كله الجوهري الفِزْرُ أَبو قبيلة من وهو تميم سعد بن زيد مناة بن تميم والفَزارةُ الأُنثى من النِّمِر والفِزْرُ ابن النمر وفي التهذيب ابن البَبْرِ والفَزارةُ أُمه والفِزْرَةُ أُخته والهَدَبَّسُ أَخوه التهذيب والبَبْرُ يقال له الهَدَبَّس أُنثاه الفَزارةُ وأَنشد المبرد ولقد رأَيتُ هَدَبَّساً وفَزارةً والفِزْرُ يَتْبَعُ فِزْرَه كالضَّيْوَنِ قال أَبو عمرو سأَلت ثعلباً عن البيت فلم يعرفه قال أَبو منصور وقد رأَيت هذه الحروف في كتاب الليث وهي صحيحة وطريقٌ فازِرٌ بَيِّن واسع قال الراجز تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطريقِ الفازِرِ دَقَّ الدَّياسِ عَرَمَ الأَنادِرِ والفازِرةُ طريق تأْخذ في رملة في دَكادِكَ لينةٍ كأَنها صدع في الأَرض منقاد طويل خلقة ابن شميل الفَازِرُ الطريق تعلو النَّجَافَ والقُورَ فتَفْزِرُها كأَنها تَخُدُّ في رؤوسها خُدُوداً تقول أَخَذْنا الفازِرَ وأَخذنا طريقَ فازِرٍ وهو طريق أَثَّرَ في رؤوس الجبال وفَقَرها والفِزْرُ هنة كَنَبْخَةٍ تخرج في مَغْرِز الفخذ دُوَيْنَ منتهى العانة كغُدَّةٍ من قرحة تخرج بالرجل
( * قوله « تخرج بالرجل » عبارة القاموس تخرج بالانسان ) أَو جراحة والفازِرُ ضرب من النمل فيه حمرة وفَزَارة وبنو الأَفْرَرِ قبيلة وقيل فَزَارةُ أَبو حيّ من غَطَفان وهو فَزارَةُ بن ذُبْيان ين بَغِيض بن رَيْث ابن غَطَفان

فسر
الفَسْرُ البيان فَسَر الشيءَ يفسِرُه بالكَسر وتَفْسُرُه بالضم فَسْراً وفَسَّرَهُ أَبانه والتَّفْسيرُ مثله ابن الأَعرابي التَّفْسيرُ والتأْويل والمعنى واحد وقوله عز وجل وأَحْسَنَ تَفْسيراً الفَسْرُ كشف المُغَطّى والتَّفْسير كَشف المُراد عن اللفظ المُشْكل والتأْويل ردّ أَحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر واسْتَفْسَرْتُه كذا أَي سأَلته أَن يُفَسِّره لي والفَسْر نظر الطبيب إلى الماء وكذلك التَّفْسِرةُ قال الجوهري وأَظنه مولَّداً وقيل التَّفْسِرةُ البول الذي يُسْتَدَلُّ به على المرض وينظر فيه الأطباء يستدلون بلونه على علة العليل وهو اسم كالتَّنْهِيَةِ وكل شيء يعرف به تفسير الشيء ومعناه فهو تَفْسِرَتُه

فطر
فطَرَ الشيءَ يَفْطُرُه فَطْراً فانْفَطَر وفطَّرَه شقه وتَفَطَّرَ الشيءُ تشقق والفَطْر الشق وجمعه فُطُور وفي التنزيل العزيز هل ترى من فُطُور وأَنشد ثعلب شَقَقْتِ القلبَ ثم ذَرَرْتِ فيه هواكِ فَلِيمَ فالتَأَمَ الفُطُورُ وأَصل الفَطْر الشق ومنه قوله تعالى إذا السماء انْفَطَرَتْ أَي انشقت وفي الحديث قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تَفَطَّرَتْ قدماه أَي انشقتا يقال تَفَطَّرَتْ بمعنى منه أُخذ فِطْرُ الصائم لأَنه يفتح فاه ابن سيده تَفَطَّرَ الشيءُ وفَطَر وانْفَطَر وفي التنزيل العزيز السماء مُنْفَطِر به ذكّر على النسب كما قالوا دجاجة مُعْضِلٌ وسيف فُطَار فيه صدوع وشقوق قال عنترة وسيفي كالعَقِيقَةِ وهو كِمْعِي سلاحي لا أَفَلَّ ولا فُطارا ابن الأَعرابي الفُطَارِيّ من الرجال الفَدْم الذي لا خير عنده ولا شر مأْخوذ من السيف الفُطارِ الذي لا يَقْطع وفَطَر نابُ البعير يَفْطُر فَطْراً شَقّ وطلع فهو بعير فاطِر وقول هميان آمُلُ أن يَحْمِلَني أَمِيري على عَلاةٍ لأْمَةِ الفُطُور يجوز أَن يكون الفُطُور فيه الشُّقوق أَي أَنها مُلْتَئِمةُ ما تباين من غيرها فلم يَلْتَئِم وقيل معناه شديدة عند فُطورِ نابها موَثَّقة وفَطَر الناقة
( * قوله « وفطر الناقة » من باب نصر وضرب عن الفراء وما سواه من باب نصر فقط أَفاده شرح القاموس ) والشاة يَفْطِرُها فَطْراً حلبها بأَطراف أَصابعه وقيل هو أَن يحلبها كما تَعْقِد ثلاثين بالإِبهامين والسبابتين الجوهري الفَطْر حلب الناقة بالسبابة والإِبهام والفُطْر القليل من اللبن حين يُحْلب التهذيب والفُطْر شيء قليل من اللبن يحلب ساعتئذٍ تقول ما حلبنا إلا فُطْراً قال المرَّار عاقرٌ لم يُحْتلب منها فُطُرْ أَبو عمرو الفَطِيرُ اللبن ساعة يحلب والفَطْر المَذْي شُبِّه بالفَطْر في الحلب يقال فَطَرْتُ الناقة أَفْطُِرُها فَطْراً وهو الحلب بأَطراف الأَصابع ابن سيده الفَطْر المذي شبه بالحَلْب لأَنه لا يكون إِلا بأَطراف الأَصابع فلا يخرج اللبن إِلا قليلاً وكذلك المذي يخرج قليلاً وليس المنيّ كذلك وقيل الفَطْر مأْخوذ من تَفَطَّرَتْ قدماه دماً أَي سالَتا وقيل سمي فَطْراً لأَنه شبّه بفَطْرِ ناب البعير لأَنه يقال فَطَرَ نابُه طلع فشبّه طلوع هذا من الإِحْليلِ بطلوع ذلك وسئل عمر رضي الله عنه عن المذي فقال ذلك الفَطْرُ كذا رواه أَبو عبيد بالفتح ورواه ابن شميل ذلك الفُطْر بضم الفاء قال ابن الأََثير يروى بالفتح والضم فالفتح من مصدر فَطَرَ نابُ البعير فَطْراً إذا شَقّ اللحم وطلع فشُبِّه به خروج المذي في قلته أَو هو مصدر فَطَرْتُ الناقة أَفْطُرُها إذا حلبتها بأَطراف الأَصابع وأَما الضم فهو اسم ما يظهر من اللبن على حَلَمة الضَّرْع وفَطَرَ نابُه إِذا بَزَل قال الشاعر حتى نَهَى رائِضَه عن فَرِّهِ أَنيابُ عاسٍ شَاقِئٍ عن فَطْرِهِ وانْفَطر الثوب إِذا انشق وكذلك تَفَطَّر وتَفَطَّرَت الأَرض بالنبات إِذا تصدعت وفي حديث عبدالملك كيف تحلبها مَصْراً أَم فَطْراً ؟ هو أَن تحلبها بإصبعين بطرف الإِبهام والفُطْر ما تَفَطَّر من النبات والفُطْر أَيضاً جنس من الكَمْءِ أَبيض عظام لأَن الأَرض تَنْفطر عنه واحدته فُطْرةٌ والفِطْرُ العنب إِذا بدت رؤوسه لأَن القُضْبان تتَفَطَّر والتَّفاطِيرُ أَول نبات الرَسْمِيّ ونظيره التَّعاشِيب والتَّعاجيب وتَباشيرُ الصبحِ ولا واحد لشيء من هذه الأَربعة والتَّفاطير والنَّفاطير بُثَر تخرج في وجه الغلام والجارية قال نَفاطيرُ الجنونِ بوجه سَلْمَى قديماً لا تفاطيرُ الشبابِ واحدتها نُفْطور وفَطَر أَصابعَه فَطْراً غمزها وفَطَرَ الله الخلق يَفْطُرُهم خلقهم وبدأَهم والفِطْرةُ الابتداء والاختراع وفي التنزيل العزيز الحمد لله فاطِرِ السمواتِ والأَرضِ قال ابن عباس رضي الله عنهما ما كنت أَدري ما فاطِرُ السموات والأَرض حتى أَتاني أَعرابيّان يختصمان في بئر فقال أَحدهما أَنا فَطَرْتُها أَي أَنا ابتدأْت حَفْرها وذكر أَبو العباس أَنه سمع ابن الأَعرابي يقول أَنا أَول من فَطَرَ هذا أَي ابتدأَه والفِطْرةُ بالكسر الخِلْقة أَنشد ثعلب هَوِّنْ عليكََ فقد نال الغِنَى رجلٌ في فِطْرةِ الكَلْب لا بالدِّينِ والحَسَب والفِطْرةُ ما فَطَرَ الله عليه الخلقَ من المعرفة به وقد فَطَرهُ يَفْطُرُه بالضم فَطْراً أَي خلقه الفراء في قوله تعالى فِطْرَةَ اللهِ التي فَطَرَ الناسَ عليها لا تبديل لخلق الله قال نصبه على الفعل وقال أَبو الهيثم الفِطْرةُ الخلقة التي يُخْلقُ عليها المولود في بطن أُمه قال وقوله تعالى الذي فَطَرَني فإِنه سَيَهْدين أَي خلقني وكذلك قوله تعالى وما لِيَ لا أَعبدُ الذي فَطَرَني قال وقول النبي صلى الله عليه وسلم كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفِطْرةِ يعني الخِلْقة التي فُطِرَ عليها في الرحم من سعادةٍ أَو شقاوة فإِذا ولَدَهُ يهوديان هَوَّداه في حُكْم الدنيا أَو نصرانيان نَصَّرَاه في الحكم أَو مجوسيان مَجَّساه في الحُكم وكان حُكْمُه حُكْمَ أَبويه حتى يُعَبِّر عنه لسانُه فإِن مات قبل بلوغه مات على ما سبق له من الفِطْرةِ التي فُطرَ عليها فهذه فِطْرةُ المولود قال وفِطْرةٌ ثانية وهي الكلمة التي يصير بها العبد مسلماً وهي شهادةُ أَن لا إله إلا الله وأَن محمداً رسوله جاء بالحق من عنده فتلك الفِطْرةُ للدين والدليل على ذلك حديث البَرَاءِ بن عازِب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه علَّم رجلاً أَن يقول إذا نام وقال فإِنك إن مُتَّ من ليلتك مُتَّ على الفِطْرةِ قال وقوله فأَقِمْ وجهك للدين حنيفاً فِطْرَةَ الله التي فَطَرَ الناسَ عليها فهذه فِطْرَة فُطِرَ عليها المؤمن قال وقيل فُطِرَ كلُّ إنسان على معرفته بأَن الله ربُّ كلِّ شيء وخالقه والله أَعلم قال وقد يقال كل مولود يُولَدُ على الفِطْرة التي فَطَرَ الله عليها بني آدم حين أَخرجهم من صُلْب آدم كما قال تعالى وإذ أَخذ ربُّكَ من بني آدم من ظهورهم ذُرّياتهم وأَشهدهم على أَنفسهم أَلَسْتُ بربكم قالوا بَلى وقال أَبو عبيد بلغني عن ابن المبارك أَنه سئل عن تأْويل هذا الحديث فقال تأْويله الحديث الآخر أَن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِل عن أَطفال المشركين فقال الله أَعلم بما كانوا عاملين يَذْهَبُ إلى أَنهم إنما يُولدون على ما يَصيرون إليه من إسلامٍ أَو كفرٍ قال أَبو عبيد وسأَلت محمد بن الحسن عن تفسير هذا الحديث فقال كان هذا في أول الإِسلام قبل نزول الفرائض يذهب إلى أَنه لو كان يُولدُ على الفِطْرَةِ ثم مات قبل أَن يُهَوِّدَه أَبوان ما وَرِثَهُما ولا وَرِثَاه لأَنه مسلم وهما كافران قال أَبو منصور غَبَا على محمد بن الحسن معنى قوله الحديث فذهب إلى أَنَّ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كلُّ مولود يُولد على الفِطْرةِ حُكْم من النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول الفرائض ثم نسخ ذلك الحُكْم من بَعْدُ قال وليس الأَمرُ على ما ذهب إليه لأَن معنى كلُّ مولود يُولد على الفِطْرةِ خبر أَخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن قضاءٍ سبقَ من الله للمولود وكتابٍ كَتَبَه المَلَكُ بأَمر الله جل وعز من سعادةٍ أَو شقاوةٍ والنَّسْخ لا يكون في الأَخْبار إنما النسخ في الأَحْكام قال وقرأْت بخط شمر في تفسير هذين الحديثين أَن إِسحق ابن إِبراهيم الحَنْظلي روى حديثَ أَبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كلُّ مولودٍ يُولد على الفطرة « الحديث » ثم قرأَ أَبو هريرة بعدما حَدَّثَ بهذا الحديث فِطْرَةَ الله التي فَطَرَ الناس عليها لا تَبْديل لخَلْقِ الله قال إسحق ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم على ما فَسَّر أَبو هريرة حين قَرَأَ فِطْرَةَ اللهِ وقولَه لا تبديل يقول لَتلْكَ الخلقةُ التي خَلَقهم عليها إِمَّا لجنةٍ أَو لنارٍ حين أَخْرَجَ من صُلْب آدم ذرية هو خالِقُها إلى يوم القيامة فقال هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار فيقول كلُّ مولودٍ يُولَدُ على تلك الفِطْرةِ أَلا ترى غلامَ الخَضِر عليه السلام ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طَبَعهُ الله يوم طَبَعه كافراً وهو بين أَبوين مؤمنين فأَعْلَمَ اللهُ الخضرَ عليه السلام بِخلْقته التي خَلَقَه لها ولم يُعلم موسى عليه السلام ذلك فأَراه الله تلك الآية ليزداد عِلْماً إلى علمه قال وقوله فأَبواهُ يُهوِّدانِهِ ويُنَصِّرانِه يقول بالأبوين يُبَيِّن لكم ما تحتاجون إليه في أَحكامكم من المواريث وغيرها يقول إذا كان الأَبوان مؤمنين فاحْكُموا لِولدهما بحكم الأبوين في الصلاة والمواريث والأَحكام وإن كانا كافرين فاحكموا لولدهما بحكم الكفر ( * كذا بياض بالأصل ) أَنتم في المواريث والصلاة وأَما خِلْقَته التي خُلِقَ لها فلا عِلْمَ لكم بذلك أَلا ترى أَن ابن عباس رضي ا عنهما حين كَتَبَ إليه نَجْدَةُ في قتل صبيان المشركين كتب إليه إنْ علمتَ من صبيانهم ما عَلِمَ الخضُر من الصبي الذي قتله فاقْتُلْهُم ؟ أَراد به أَنه لا يعلم عِلْمَ الخضرِ أَحدٌ في ذلك لما خصه الله به كما خَصَّه بأَمر السفينة والجدار وكان مُنْكَراً في الظاهر فَعَلَّمه الله علم الباطن فَحَكَم بإرادة اللهتعالى في ذلك قال أَبو منصور وكذلك أَطفال قوم نوح عليه السلام الذين دعا على آبائهم وعليهم بالغَرَقِ إنما الدعاء عليهم بذلك وهم أَطفال لأَن الله عز وجل أَعلمه أَنهم لا يؤمنون حيث قال له لن يُؤْمِنَ من قومك إلا منْ آمن فأَعْلَمه أَنهم فُطِروا على الكفر قال أَبو منصور والذي قاله إِسحق هو القول الصحيح الذي دَلَّ عليه الكتابُ ثم السنَّةُ وقال أَبو إسحق في قول الله عز وجل فِطْرَةَ الله التي فَطَرَ الناس عليها منصوب بمعنى اتَّبِعْ فِطْرَةَ الله لأَن معنى قوله فأَقِمْ وجهَك اتََّبِعِ الدينَ القَيّم اتَّبِعْ فِطْرَةَ الله أَي خِلْقةَ الله التي خَلَق عليها البشر قال وقول النبي صلى الله عليه وسلم كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفِطرةِ معناه أَن الله فَطَرَ الخلق على الإِيمان به على ما جاء في الحديث إن الله أَخْرَجَ من صلب آدم ذريتَه كالذَّرِّ وأَشهدهم على أَنفسهم بأَنه خالِقُهم وهو قوله تعالى وإذ أَخذ ربُّك من بني آدم إلى قوله قالوا بَلى شَهِدْنا قال وكلُّ مولودٍ هو من تلك الذريَّةِ التي شَهِدَتْ بأَن الله خالِقُها فمعنى فِطْرَة الله أَي دينَ الله التي فَطَر الناس عليها قال الأَزهري والقول ما قال إِسحقُ ابن إِبراهيم في تفسير الآية ومعنى الحديث قال والصحيح في قوله فِطْرةَ اللهِ التي فَطَرَ الناس عليها اعلَمْ فِطْرةَ اللهِ التي فَطَرَ الناس عليها من الشقاء والسعادة والدليل على ذلك قوله تعالى لا تَبديلَ لخلق الله أَي لا تبديل لما خَلَقَهم له من جنة أَو نار والفِطْرةُ ابتداء الخلقة ههنا كما قال إسحق ابن الأَثير في قوله كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفِطْرةِ قال الفَطْرُ الابتداء والاختراع والفِطرَةُ منه الحالة كالجِلْسةِ والرِّكْبةِ والمعنى أَنه يُولَدُ على نوع من الجِبِلَّةِ والطَّبْعِ المُتَهَيِّء لقبول الدِّين فلو تُرك عليها لاستمر على لزومها ولم يفارقها إلى غيرها وإنما يَعْدل عنه من يَعْدل لآفة من آفات البشر والتقليد ثم بأَولاد اليهود والنصارى في اتباعهم لآبائهم والميل إلى أَديانهم عن مقتضى الفِطْرَةِ السليمة وقيل معناه كلُّ مولودٍ يُولد على معرفة الله تعالى والإِقرار به فلا تَجِد أَحداً إلا وهو يُقِرّ بأَن له صانعاً وإن سَمَّاه بغير اسمه ولو عَبَدَ معه غيره وتكرر ذكر الفِطْرةِ في الحديث وفي حديث حذيفة على غير فِطْرَة محمد أَراد دين الإسلام الذي هو منسوب إليه وفي الحديث عَشْر من الفِطْرةِ أَي من السُّنّة يعني سُنن الأَنبياء عليهم الصلاة والسلام التي أُمِرْنا أَن نقتدي بهم فيها وفي حديث علي رضي الله عنه وجَبَّار القلوب على فِطَراتِها أَي على خِلَقِها جمع فِطَر وفِطرٌ جمع فِطْرةٍ وهي جمع فِطْرةٍ ككِسْرَةٍ وكِسَرَات بفتح طاء الجميع يقال فِطْرات وفِطَرَات وفِطِرَات ابن سيده وفَطَر الشيء أَنشأَه وفَطَر الشيء بدأَه وفَطَرْت إصبع فلان أَي ضربتها فانْفَطَرتْ دماً والفَطْر للصائم والاسم الفِطْر والفِطْر نقيض الصوم وقد أَفْطَرَ وفَطَر وأَفْطَرَهُ وفَطَّرَه تَفْطِيراً قال سيبويه فَطَرْته فأَفْطَرَ نادر ورجل فِطْرٌ والفِطْرُ القوم المُفْطِرون وقو فِطْرٌ وصف بالمصدر ومُفْطِرٌ من قوم مَفاطير عن سيبويه مثل مُوسِرٍ ومَياسير قال أَبو الحسن إنما ذكرت مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن يجمع بالواو والنون في المذكَّر وبالأَلف والتاء في المؤنث والفَطُور ما يُفْطَرُ عليه وكذلك الفَطُورِيّ كأَنه منسوب إليه وفي الحديث إذا أَقبل الليل وأَدبر النهار فقد أَفْطَرَ الصائم أَي دخل في وقت الفِطْر وحانَ له أَن يُفْطِرَ وقيل معناه أَنه قد صار في حكم المُفْطِرين وإن لم يأْكل ولم يشرب ومنه الحديث أَفْطَرَ الحاجمُ والمحجومُ أَي تَعرَّضا للإفطارِ وقيل حان لهما أَن يُفْطِرَا وقيل هو على جهة التغليظ لهما والدعاء عليهما وفَطَرَتِ المرأَةُ العجينَ حتى استبان فيه الفُطْرُ والفَطِير خلافُ الخَمِير وهو العجين الذي لم يختمر وفَطَرْتُ العجينَ أَفْطُِره فَطْراً إذا أَعجلته عن إدراكه تقول عندي خُبْزٌ خَمِيرٌ وحَيْسٌ فَطِيرٌ أَي طَرِيّ وفي حديث معاوية ماء نَمِيرٌ وحَيْسٌ فَطِير أَي طَريٌّ قَرِيبٌ حَدِيثُ العَمَل ويقال فَطَّرْتُ الصائمَ فأَفْطَر ومثله بَشَّرُتُه فأَبْشَر وفي الحديث أَفطر الحاجمُ والمَحْجوم وفَطَر العجينَ يَفْطِرُه ويَفْطُره فهو فطير إذا اختبزه من ساعته ولم يُخَمّرْه والجمع فَطْرَى مَقصورة الكسائي خَمَرْتُ العجين وفَطَرْته بغير أَلف وخُبْز فَطِير وخُبْزة فَطِير كلاهما بغير هاء عن اللحياني وكذلك الطين وكل ما أُعْجِلَ عن إدراكه فَطِير الليث فَطَرْتُ العجينَ والطين وهو أَن تَعْجِنَه ثم تَخْتَبزَه من ساعته وإذا تركته ليَخْتَمِرَ فقد خَمَّرْته واسمه الفَطِير وكل شيءٍ أَعجلته عن إدراكه فهو فَطِير يقال إِيايَ والرأْيَ الفَطِير ومنه قولهم شَرُّ الرأْيِ الفَطِير وفَطَرَ جِلْدَه فهو فَطِيرٌ وأَفْطَره لم يُرْوِه من دِباغٍ عن ابن الأَعرابي ويقال قد أَفْطَرْتَ جلدك إذا لم تُرْوِه من الدباغ والفَطِيرُ من السِّياطِ المُحَرَّمُ الذي لم يُجَدْ دباغُه وفِطْرٌ من أَسمائهم مُخَدِّثٌ وهو فِطْرُ بن خليفة

فعر
الفَعْرُ لغة يمانية وهو ضرب من النبت زعموا أََنه الهَيْشُ قال ابن دريد ولا أَحُقُّ ذاك وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي أَنه قال الفَعْرُ أَكل الفَعارِير وهي صغارُ الذآنين قال الأَزهري وهذا يُقَوِّي قولَ ابن دريد

فغر
فَغَر فاه يَفْغَرُه ويَفْغُره الأَخيرة عن أبي زيد فَغْراً وفُغُوراً فتحه وشحَاه وهو واسعُ فَغْرِ الفَمِ قال حُمَيْدُ بن ثور يصف حمامة عَجِبْتُ لها أَنَّى يَكُونُ غِناؤُها فَصيحاً ولم تَفْغَرْ بمَنْطقها فَمَا ؟ يعني بالمَنْطِق بكاءها وفَغَرَ الفَمُ نفْسُه وانْفَغَر انفتح يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى وفي حديث الرؤيا فيَفْغَرُ فاه فيُلْقِمه حَجَراً أَي بفتحه وفي حديث أَنس رضي الله عنه أَخَذَ تمراتٍ فَلاكَهُنَّ ثم فَغَر فَا الصبيِّ وتركها فيه وفي حديث عصا موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام فإِذا هي حية عظيمة فاغِرَةٌ فاها وفي حديث النابغة الجَعْدِيّ كُلَّما سقطت له سِنٌّ فَغَرَتْ له سِنٌّ قوله فغرت أَي طلعت من قولك فَغَر فاه إذا فتحه كأَنها تَتَفَطَّرُ وتَتَفَتَّح كما يَنْفَطِرُ ويَنْفَتِحُ النبات قال الأَزهري صوابه ثَغَرَتْ بالثاء إلا أَن تكون الفاء مبدلة من الثاء وفَغْرُ الفَم مَشَقُّه وأَفْغَرَ النجمُ وذلك في الشتاء لأَن الثُّرَيَّا إِذا كَبَّدَ السماءَ مَنْ نَظَر إليه فَغَر فاه أَي فتحه وفي التهذيب فَغَرَ النجمُ وهو الثُّرَيَّا إذا حَلَّقَ فصار على قِمَّةِ رأْسِك فمن نظر إليه فَغَر فاه والفَغْرُ الوَرْدُ إذا فَتَّحَ قال الليث الفَغْرُ الوردُ إذا فَغَمَ وفَقَّحَ قال الأَزهري إخاله أَراد الفَغْوَ بالواو فصحَّفه وجعله راء وانْفَغَر النَّوْرُ تَفَتَّح والمَفْغَرَةُ الأَرض الواسعة وربما سميت الفَجْوَةُ في الجبل إِذا كانت دون الكَهْف مَفْغَرةً وكلُّه من السَّعَة والفُغَرُ أَفواه الأَوْدِية الواحدة فُغرَةٌ قال عَدِيّ بن زيد كالبيضِ في الرَّوْضِ المُنَوِّرِ قد أَفْضَى إِليه إِلى الكَثِيبِ فُغَرْ والفَغَّار لقب رجل من فرسان العرب سمي بهذا البيت فَغَرْتُ لَدَى النعمانِ لما لقيته كما فَغَرتْ للحَيْض شَمْطاءُ عارِكُ والفَاغِرةُ ضرب من الطِّيب وقيل إِنه أُصول النَّيْلُوفَرِ الهندي والفاغِرُ دُوَيْبَّة أَبرق الأَنفِ يَلْكَعُ الناسَ صفة غالبة كالغارِب ودُوَيْبَّة لا تزال فاغِرةً فاها يقال لها الفاغر وفِغْرَى اسم موضع قال كُثَيّر عَزَّة وأَتْبَعْتُها عَيْنَيَّ حتى رأَيتُها أَلَمَّتْ بفِغْرَى والقِنَان تَزُورُها

فقر
الفَقْر والفُقْر ضد الغِنى مثل الضَّعْفِ والضُّعْف الليث والفُقْر لغة رديئة ابن سيده وقَدْرُ ذلك أَن يكون له ما يَكْفي عيالَه ورجل فَقِيرٌ من المال وقد فَقُرَ فهو فَقير والجمع فُقَراءُ والأُنثى فَقِيرةٌ من نسوة فَقَائِر وحكى اللحياني نسوة فُقَراءُ قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا قال وعندي أَن قائل هذا من العرب لم يَعْتدّ بهاء التأْنيث فكأَنه إِنما جمع فقيراً قال ونظيره نسوة فُقَهاءُ ابن السكيت الفَقِيرُ الذي له بُلْغَةٌ من العيش قال الراعي يمدح عبد الملك بن مَرْوان ويشكو إِليه سُعاته أَما الفَقِيرُ الذي كانت حَلُوبَتُهُ وَفْقَ العِيال فلم يُتْرَكْ له سَبَدُ قال والمسكين الذي لا شيء له وقال يونس الفَقِيرُ أَحسن حالاً من المسكين قال وقلت لأَعرابي مرةً أَفَقِيرٌ أَنت ؟ فقال لا والله بل مسكين فالمسكين أَسوأُ حالاً من الفقير وقال ابن الأَعرابي الفَقِيرُ الذي لا شيء له قال والمسكين مثله والفَقْر الحاجة وفعله الافْتِقارُ والنعت فَقِيرٌ وفي التنزيل العزيز إِنما الصدقات للفُقَراءِ والمساكين سئل أَبو العباس عن تفسير الفَقِير والمسكين فقال قال أَبو عمرو بن العلاء فيما يَروي عنه يونُس الفَقِيرُ الذي له ما يَأْكل والمسكين الذي لا شيء له وروى ابن سلام عن يونس قال الفَقِيرُ يكون له بعض ما يُقيمه والمسكين الذي لا شيء له ويُرْوى عن خالد بن يزيد أَنه قال كأَن الفَقِيرَ إِنما سُمِّي فَقِيراً لِزَمانةٍ تصيبه مع حاجة شديدة تمنعه الزَّمانةُ من التَّقَلُّب في الكسب على نفسه فهذا هو الفَقِيرُ الأَصمعي المسكين أَحسن حالاً من الفَقِيرِ قال وكذلك قال أَحمد بن عبيد قال أَبو بكر وهو الصحيح عندنا لأَن الله تعالى سَمَّى من له الفُلْك مسكيناً فقال أَما السفينة فكانت لمساكين يَعْملون في البحر وهي تساوي جُمْلة قال والذي احتج به يونس من أَنه قال لأَعرابي أَفَقيرٌ أَنت ؟ فقال لا والله بل مسكين يجوز أَن يكون أَراد لا والله بل انا أَحسن حالاً من الفقير والبيت الذي احتج به ليس فيه حجة لأَن المعنى كانت لهذا الفَقِيرِ حَلوبةٌ فيما تقدم وليست له في هذه الحالة حَلوبَةٌ وقيل الفَقِيرُ الذي لا شيء له والمسكين الذي له بعض ما يَكْفِيه وإِليه ذهب الشافعي رضي الله عنه وقيل فيهما بالعكس وإِليه ذهب أَبو حنيفة رحمه الله قال والفَقِيرُ مبنيّ على فَقُرَ قياساً ولم يُقَلْ فيه إِلا افْتَقَر يَفْتَقِرُ فهو فَقِيرٌ وفي الحديث عاد البراءَ بنَ مالكٍ رضي الله عنه في فَقَارة من أَصحابه أَي في فَقْرٍ وقال الفراء في قوله عز وجل إِنما الصدقات للفُقراءِ والمساكين قال الفراء هم أَهل صُفَّةِ النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا عشائر لهم فكانوا يلتمسون الفضل في النهار ويأْوون إِلى المسجد قال والمساكين الطَوَّافون على الأَبواب وروي عن الشافعي رضي الله عنه أَنه قال الفُقَراءُ الزَّمْنَى الضعاف الذين لا حرفة لهم وأَهل الحِرْفةِ الضعيفة التي لا تقع حرْفتُهم من حاجتهم موقعاً والمساكين السُّؤَّالُ ممن له حرفةٌ تقع مَوْقِعاً ولا تغنيه وعيالَهُ قال الأَزهري الفَقِيرُ أَشد حالاً عند الشافعي رحمه الله تعالى قال ابن عرفة الفَقِيرُ عند العرب المحتاج قال الله تعالى أَنتم الفُقَراء إِلى الله أَي المحتاجون إِليه فأَما المسكين فالذي قد أَذلَّه الفَقْرُ فإِذا كان هذا إِنما مَسْكَنَتُه من جهة الفَقْر حلَّتْ له الصدقة وكان فَقيراً مسكيناً وإِذا كان مسكيناً قد أَذلَّهُ سوى الفَقْرِ فالصدقة لا تحل له إِذ كان شائعاً في اللغة أَن يقال ضُرِبَ فلانٌ المسكينُ وظُلِمَ المسكينُ وهو من أَهل الثَّرْوَةِ واليَسار وإِنما لحقه اسم المسكين من جهة الذِّلَّةِ فمن لم تكن مسكنتُه من جهة الفَقْر فالصدقةُ عليه حرام قال عبد الله محمد بن المكرم عفا الله عنه عَدْلُ هذه الملةِ الشريفة وإِنْصافُها وكَرَمُها وإِلطافها إِذا حَرَّمَت صدقةَ المال على مسكين الذِّلَّةِ أَباحَتْ له صدقةَ القُدْرةِ فانتقلت الصدقةُ عليه من مال ذي الغِنَى إِلى نُصْرة ذي الجَاهِ فالدِّينُ يَفْرِضُ للمسكين الفَقِيرِ مالاً على ذوي الغِنَى وهو زكاة المال والمُرُوءةُ تَفْرِضُ للمسكين الذليلِ على ذوي القدرة نُصْرَةً وهو زكاة الجاه ليتساوى مَنْ جَمَعَتْهُ أُخُوَّةُ الإِيمانِ فيما جعله الله تعالى للأَغنياء من تَمْكينٍ وإِمكان والله سبحانه هو ذو الغِنَى والقدرةِ والمُجازِي على الصدقة على مسكين الفَقْرِ والنُّصْرَةِ لمسكين الذِّلَّةِ وإِليه الرغبة في الصدقة على مِسْكِينَيْنَا بالنُّصرةِ والغِنَى ونَيْلِ المُنَى إِنه غنيٌّ حميد وقال سيبويه وقالوا افْتَقَر كما قالوا اشتَدَّ ولم يقولوا فَقُر كما لم يقولوا شَدُدَ ولا يستعمل بغير زيادة وأَفْقَرَهُ الله من الفَقْرِ فافْتَقَرَ والمَفَاقِرُ وجوه الفَقْرِ لا واحد لها وشَكَا إِليه فُقُورَه أَي حاجتَه وأَخبره فُقُورَه أَي أَحْوالَه وأَغنى الله مَفَاقِرَه أَي وُجُوه فَقْره ويقال سَدّ الله مَفاقِره أَي أَغناه وسَدَّ وُجوه فَقْره وفي حديث معاوية أَنه أَنشد لَمَالُ المَرْءِ يُصْلِحه فيُغْني مَفاقِرَه أَعفّ من القُنُوعِ المَفاقِر جمع فَقْر على غير قياس كالمَشابه والمَلامحِ ويجوز أَن يكون جمع مَفْقَر مصدر أَفْقَره أَو جمع مُفْقِرٍ وقولهم فلان ما أَفْقَره وما أَغْناه شاذ لأَنه يقال في فِعْلَيْهما افتقر واستغنى فلا يصح التعَجُّب منه والفِقْرة والفَقْرة والفَقَارة بالفتح واحدة فَقَار الظهر وهو ما انتضد من عِظام الصلب من لَدُن الكاهِل إِلى العَجْب والجمع فِقَر وفَقَارٌ وقيل في الجمع فِقْرات وفِقَرات وفِقِرات قال ابن الأَعرابي أَقَلُّ فِقَر البَعِير ثماني عشرة وأَكثرها إِحدى وعشرون إِلى ثلاث وعشرين وفَقَار الإِنسان سبع ورجل مَفقُور وفَقِير مكسور الفَقَار قال لبيد يصف لُبَداً وهو السابع من نُسُور لُقْمان ابن عاد لَمَّا رأَى لُبَدُ النُّسورَ تطايَرَتْ رَفَعَ القَوادِم كالفَقِيرِ الأَعْزَلِ والأَعْزَلُ من الخيل المائل الذَّنَب وقال الفَقِير المكسور الفَقَار يضرب مثلاً لكل ضعيفٍ لا ينفُذ في الأُمور التهذيب الفقير معناه المَفْقُور الذي نُزِعت فِقَره من ظهره فانقطع صُلْبه من شدة الفَقْر فلا حال هي أَوكد من هذه أَبو الهثيم للإِنسان أَربع وعشرون فَقَارةً وأَربع وعشرون ضِلَعاً ست فَقَاراتٍ في العنق وست فَقَاراتٍ في الكاهل والكاهل بين الكتفين بين كل ضِلَعَينِ من أَضلاع الصدر فَقَارةٌ من فَقَاراتِ الكاهل الست ثم ستُّ فَقَاراتٍ أَسفلُ من فَقَاراتِ الكاهل وهي فَقَاراتُ الظهرِ التي بِحِذاء البطن بين كلِ ضِلَعَيْنِ من أَضلاع الجنبين فَقَارةٌ منها ثم يقال لِفَقَارةٍ واحدة تفرق بين فَقَارِ الظهر والعَجُزِ القَطاةُ ويلي القَطاةَ رأْسا الوَرِكَيْنِ ويقال لهما الغُرابانِ أَبعدُها تمامُ فَقارِ العَجُز وهي ست فَقَاراتٍ آخرها القُحْقُحُ والذَّنَبُ متصل بها وعن يمينها ويسارها الجَاعِرتانِ وهما رأْسا الوركين اللذان يليان آخر فَقَارةٍ من فَقَاراتِ العَجُز قال والفَهْقَةُ فَقارةٌ في أَصل العنق داخلة في كُوَّةِ الدماغ التي إِذا فُصِلَتْ أَدخل الرجل يده في مَغْرزِها فيخرج الدماغ وفي حديث زيد بن ثابت ما بين عَجْبِ الذَّنَب إِلى فِقْرةِ القفا ثنتان وثلاثون فِقْرَة في كل فِقْرَةٍ أَحد وثلاثون ديناراً يعني خَرَز الظهر ورجل فَقِرٌ يشتكي فَقارَهُ قال طرفة وإِذا تَلْسُنُني أَلْسُنُها إِنَّني لسْتُ بمَوْهونٍ فَقِرْ وأَجود ببيت في القصيدة يسمى فِقْرَةً تشبيهاً بفِقْرةِ الظهر والفاقِرةُ الداهية الكاسرة للفَقَارِ يقال عمل به الفاقِرةَ أَي الداهية قال أَبو إِسحق في قوله تعالى تَظُنّ أَن يُفْعَلَ بها فاقِرَةٌ المعنى توقن أَن يُفْعَلَ بها داهية من العذاب ونحو ذلك قال الفراء قال وقد جاءت أَسماء القيامة والعذاب بمعنى الدواهي وأَسمائها وقال الليث الفاقِرةُ داهية تكسر الظهر والفاقِرةُ الداهية وهو الوسم
( * قوله « وهو الوسم » ظاهره أن الفاقرة تطلق على الوسم ولم نجد ما يؤيده في الكتب التي بأيدينا فان لم يكن صحيحاً فلعل في العبارة سقطاً والأَصل والفاقرة الداهية من الفقر وهو الوسم إلخ ) الذي يَفْقِرُ الأَنف ويقال فَقَرَتْه الفاقِرةُ أَي كسرت فَقَارَ ظهره ويقال أَصابته فاقِرةٌ وهي التي فَقَرَتْ فَقَارَه أَي خَرَز ظهره وأَفْقَرَك الصيدُ أَمْكَنَك من فَقارِه أَي فارْمِه وقيل معناه قد قَرُبَ منك وفي حديث الوليد بن يزيد بن عبد الملك أَفْقَر بعد مَسْلَمَةَ الصيدُ لمن رَمى أَي أَمكن الصيدُ من فَقارِه لراميه أَراد أَن عمه مسلمة كان كثير الغزو يَحْمي بيضةَ الإِسلام ويتولى سِدادَ الثغور فلما مات اختل ذلك وأَمكن الإِسلامُ لمن يتعرّض إِليه يقال أَفقرك الصيدُ فارْمِه أَي أَمكنك من نفسه وذكر أَبو عبيدة وجوهَ العَوارِيّ وقال أَما الإِفقارُ فأَن يعطي الرجلُ الرجلَ دابته فيركبها ما أَحب في سفر ثم يردّها عليه ابن السكيت أَفْقَرْتُ فلاناً بعيراً إِذا أَعرته بعيراً يركب ظهره في سفر ثم يرده وأَفْقَرَني ناقتَه أَو بعيره أَعارني ظهره للحمل أَو للركوب وهي الفُقْرَى على مثال العُمْرَى قال الشاعر له رَبَّةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظَهْرِه فما فيه لِلفُقْرَى ولا الحَجِّ مَزْعَمُ وأَفقرتُ فلاناً ناقتي أَي أَعرته فَقَارَها وفي الحديث ما يَمْنَعُ أَحدَكم أَن يُفْقِرَ البعيرَ من إِبله أَي يُعيره للركوب يقال أَفقر البعيرَ يُفْقِرُه إِفقاراً إِذا أَعاره مأْخوذ من ركوب فَقارِ الظهر وهو خَرَزَاتُه الواحدة فَقارَة وفي حديث الزكاة ومن حَقِّها إِفْقارُ ظهرِها وفي حديث جابر أَنه اشترى منه بعيراً وأَفْقَره ظهرَه إِلى المدينة وفي حديث عبد الله سئل عن رجل استقرض من رجل دراهم ثم إِنه أَفْقَر المُقْرِضَ دابتَه فقال ما أَصاب من ظهر دابته فهو رباً وفي حديث المزارعة أَفْقِرْها أَخاك أَي أَعِرْه أَرضك للزراعة استعاره للأَرض من الظهر وأَفْقَرَ ظهرُ المُهْرِ حان أَن يُرْكَبَ ومُهْر مُفْقِر قويّ الظهر وكذلك الرجل ابن شميل إِنه لَمُفْقِرٌ لذلك الأَمر أَي مُقْرنٌ له ضابط مُفْقِرٌ لهذا العَزْم وهذا القِرْنِ ومُؤْدٍ سواء والمُفَقَّر من السيوف الذي فيه حُزُوز مطمئنة عن متنه يقال منه سيف مُفَقَّر وكلُّ شيء حُزَّ أَو أُثِّرَ فيه فقد فُقِّرَ وفي الحديث كان اسم سيف النبي صلى الله عليه وسلم ذا الفَقَارِ شبهوا تلك الحزوز بالفَقارِ قال أَبو العباس سمي سيف النبي صلى الله عليه وسلم ذا الفَقار لأَنه كانت فيه حُفَرٌ صِغار حِسانٌ ويقال للحُفْرة فُقْرة وجمعها فُقَر واستعاره بعض الشعراء للرُّمْح فقال فما ذُو فَقارٍ لا ضُلُوعَ لجوفِه له آخِرٌ من غيره ومُقَدَّمُ ؟ عنى بالآخر والمُقَدَّم الزُّجَّ والسِّنانَ وقال من غيره لأَنهما من حديد والعصا ليست بحديد والفُقْر الجانب والجمع فُقَر نادر عن كراع وقد قيل إِن قولهم أَفْقَرَكَ الصيدُ أَمكنكَ من جانبه وفَقَرَ الأَرضَ وفَقَّرَها حفرها والفُقْرةُ الحُفرة ورَكِيَّة فَقِيرةٌ مَفْقُورةٌ والفَقِيرُ البئر التي تغرس فيها الفَسِيلةُ ثم يكبس حولَها بتُرْنُوقِ المَسِيل وهو الطين وبالدِّمْنِ وهو البعر والجمع فُقُر وقد فَقَّرَ لها تَفْقِيراً الأَصمعي الوَدِيَّة إِذا غرست حفر لها بئر فغرست ثم كبس حولها بتُرْنُوق المَسِيلِ والدِّمْنِ فتلك البئر هي الفَقِيرُ الجوهري الفَقِيرُ حفير يحفر حول الفَسِيلة إِذا غرست وفَقِيرُ النخلة حفيرة تحفر للفسيلة إِذا حوّلت لتغرس فيها وفي الحديث قال لسلمان اذهب ففَقّر الفسيل أَي احْفِرْ لها موضعاً تُغْرَسُ فيه واسم تلك الحفرة فُقْرَةٌ وفَقِيرٌ والفَقِير الآبار المجتمعة الثلاث فما زادت وقيل هي آبار تُحْفَرُ وينفذ بعضها إِلى بعض وجمعه فُقُرٌ والبئر العتيقة فَقِير وجمعها فُقُر وفي حديث عبد الله بن أنيس رضي الله عنه ثم جمعنا المفاتيح فتركناها في فَقِيرٍ من فُقُر خيبر أَي بئر من آبارها وفي حديث عثمان رضي الله عنه أَنه كان يشرب وهو محصور من فَقِيرٍ في داره أَي بئر وهي القليلة الماء وفي حديث عمر رضي الله عنه وذكر امرأَ القيس فقال افْتَقَر عن مَعانٍ عُورٍ أَصَحَّ بصَرٍ أَي فتح عن معان غامضة وفي حديث القَدَر قِبَلَنَا ناسٌ يتَفَقَّرون العلم قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية بتقديم الفاء على القاف قال والمشهور بالعكس قال وقال بعض المتأَخرين هي عندي أَصح الروايات وأَليَقها بالمعنى يعني أَنهم يستخرجون غامضه ويفتحون مُغْلَقَه وأَصله من فَقَرْتُ البئر إِذا حفرتها لاستخراج مائها فلما كان القَدَرِيَّةُ بهذه الصفة من البحث والتَتَبُّع لاستخراج المعاني الغامضة بدقائق التأْويلات وصفهم بذلك والفَقِيرُ رَكِيَّة بعينها معروفة قال ما لَيْلَةُ الفَقِيرِ إِلا شَيْطان مجنونةٌ تُودِي بِرُوح الإِنسانْ لأَن السير إِليها متعب والعرب تقول للشيء إِذا استصعبوه شيطان والفَقِيرُ فم القَناةِ التي تجري تحت الأَرض والجمع كالجمع وقيل الفَقِيرُ مَخْرَجُ الماء من القَناة وفي حديث مَحَيِّصَةَ أَن عبد الله بن سَهْل قُتِلَ وطُرِحَ في عين أَو فَقِيرٍ الفَقِيرُ فم القَناة والفَقْر أَن يُحَزَّ أَنفُ البعير وفَقَر أَنفَ البعير يَفْقِرُه ويَفْقُره فَقْراً فهو مَفْقُورٌ وفَقِيرٌ إِذا حَزَّه بحديدة حتى يَخْلُصَ إِلى العظم أَو قريب منه ثم لوى عليه جَريراً ليُذلِّلَ الصعبَ بذلك ويَرُوضَه وفي حديث سعد رضي الله عنه فأَشار إِلى فَقْرٍ في أَنفه أَي شق وحَزٍّ كان في أَنفه ومنه قولهم قد عمل بهم الفاقرة أَبو زيد الفَقْرُ إِنما يكون للبعير الضعيف قال وهي ثلاث فِقَرٍ وفي حديث عمر رضي الله عنه ثلاثٌ من الفَواقِرِ أَي الدواهي واحدتها فاقِرَةٌ كأَنها تَحْطِمُ فَقارَ الظَّهْرِ كما يقال قاصمة الظهر والفَقارُ ما وقع على أَنفِ البعير الفَقِير من الحرِيرِ قال يَتُوقُ إِلى النَّجاءِ بفَضْلِ غَرْبٍ وتَفْذَعُه الخِشَاشَةُ والفَقارُ ابن الأَعرابي قال أَبو زياد تكون الحُرْقة في اللِّهْزِمَة أَبو زياد وقد يُفْقَرُ الصعْب من الإِبل ثلاثةَ أَفْقُرٍ في خَطْمِه فإِذا أَراد صاحبه أَن يُذِله ويمنعه من مَرَحِه جعل الجَرِيرَ على فَقْرِه الذي يلي مِشْفَره فَمَلَكه كيف شاء وإِن كان بين الصعب والذلول جعل الجرير على فَقْره الأَوسط فَتَرَيَّد في مشيته واتسع فإِذا أَراد أَن ينبسط ويذهب بلا مؤونة على صاحبه جعل الجرير على فَقْره الأَعلى فذهب كيف شاء قال فإِذا خُزَّ الأَنف حَزًّا فذلك الفَقْرُ وبعير مَفْقُور ورَوَى مُجالِدٌ عن عامر في قوله تعالى وسلامٌ عليّ يوم وُلِدْتُ ويومَ أَموت ويوم أُبعث حيّاِ قال الشعبي فُقرات ابن آدم ثلاثٌ يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً هي التي ذكر عيسى « عليه السلام قال وقال أَبو الهيثم الفُقرات هي الأُمور العظام جمع فُقْرة بالضم كما قيل في قتل عثمان رضي الله عنه استَحَلُّوا الفُقَر الثلاثَ حُرْمة الشهر الحرام وحرمة البلد الحرام وحرمة الخلافة قال الأَزهري وروى القتيبي قول عائشة رضي الله عنها في عثمان المركوبُ منه الفِقَرُ الأَربع بكسر الفاء وقال الفِقَر خَرَزَات الظهر الواحدة فِقْرَة قال وضَربتْ فِقَرَ الظهر مثلاً لما ارْتُكِبَ منه لأَنها موضع الركوب وأَرادت أَنه رُكِبَ منه أَربعُ حُرَمٍ عِظَامٍ تجب له بها الحقوقُ فلم يَرْعَوْها وانتهكوها وهي حرمته بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم وصهره وحرمة البلد وحرمة الخلافة وحرمة الشهر الحرام قال الأَزهري والروايات الصحيحة الفُقَر الثلاثُ بضم الفاء على ما فسره ابن الأَعرابي وأَبو الهيثم وهو الأَمر الشنيع العظيم ويؤيد قولهما ما قاله الشعبي في تفسير الآية وقوله فُقراتُ ابن آدم ثلاث وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي أَنه قال البعير يُقْرَمُ أَنفه وتلك القُرْمَة يقال لها الفُقْرَة فإِن لم يَسْكُنْ قُرِمَ أُخرى ثم ثالثةً قال ومنه قول عائشة في عثمان رضي الله عنهما بَلَغْتُم منه الفُقَرَ الثلاث وفي رواية استعتبتموه ثم عَدَوْتُمْ عليه الفُقَرَ الثلاثَ قال أَبو زيد وهذا مَثَلٌ تقول فعلتم به كفعلكم هذا البعير الذي لم تُبْقُوا فيه غاية أَبو عبيد الفَقِير له ثلاثة مواضع
( * قوله « الفقير له ثلاثة مواضع إلخ » سقط من نسخة المؤلف الموضع الثالث وذكره ياقوت بعد أن نقل عبارة أبي عبيدة حيث قال والثالث تحفر حفرة ثم تغرس بها الفسيلة فهي فقير ) يقال نزلنا ناحيةَ فَقِير بني فلان يكون الماء فيه ههنا رَكِيَّتان لقوم فهم عليه وههنا ثلاث وههنا أَكثر فيقال فَقِيرُ بني فلان أَي حصتهم منها كقوله تَوَزَّعْنا فَقِيرَ مِياهِ أُقْرٍ لكلِّ بني أَبٍ فيها فَقِيرُ فَحِصَّةُ بعضِنا خَمْسٌ وسِتٌّ وحِصَّةُ بعضِنا منهنّ بِيرُ والثاني أَفواه سَقْفِ القُنِيّ وأَنشد فَوَرَدَتْ والليلُ لما يَنْجَلِ فَقِيرَ أَفْواهِ رَكِيَّاتِ القُني وقال الليث يقولون في النِّضال أُراميك من أَدنى فِقْرةٍ ومن أَبعد فِقْرة أَي من أَبعد مَعْلَمٍ يتعلمونه من حفِيرة أَو هَدَف أَو نحوه قال والفُقْرة حُفْرة في الأَرض وأَرض مُتَفَقِّرة فيها فُقَرٌ كثيرة ابن سيده والفِقْرَةُ العَلم من جبل أَو هَدَفٍ أَو نحوه ابن المُظَفَّر في هذا الباب التَّفْقِير في رِجْل الدواب بياضٌ مخالط للأَسْواقِ إِلى الرُّكَبِ شاة مُفَقَّرة وفرس مُفَقَّر قال الأَزهري هذا عندي تصحيف والصواب بهذا المعنى التفقيز بالزاي والقاف قبل الفاء وسيأْتي ذكره وفَقَرَ الخَرَزَ ثَقَبه للنَّظْم قال غَرائِرُ في كِنٍّ وصَوْنٍ ونَعْمةٍ يُحَلَّيْنَ ياقُوتاً وشَذْراً مُفَقَّرا قال الأَزهري وهو مأْخوذ من الفَقارِ وفُقْرَةُ القميص مَدْخَلُ الرأْس منه وأَفْقَرَكَ الرَّمْيُ أَكْثَبَك وهو منك فُقْرَةً أَي قريبٌ قال ابن مقبل راميتُ شَيْبي كِلانا مُوضِعٌ حِجَجاً سِتِّينَ ثم ارْتَمَيْنا أَقربَ الفُقَرِ والفَقُرَة نبت وجمعها فَقُرٌ حكاها سيبويه قال ولا يكسر لقلة فَعُلَةٍ في كلامهم والتفسير لثعلب ولم يحكِ الفَقُرَة إِلا سيبويه ثم ثعلب ابن الأَعرابي فُقُورُ النَّفْس وشُقُورُها هَمُّها وواحد الفُقُورِ فَقْر وفي حديث الإِيلاء على فَقِيرٍ من خَشَب فسره في الحديث بأَنه جِذْعٌ يُرْقى عليه إِلى غُرْفة أَي جعل فيه كالدَّرَج يُصْعَدُ عليها وينزل قال ابن الأَثير والمعروف نَفِير بالنون أَي منقور

فكر
الفَكْرُ والفِكْرُ إِعمال الخاطر في الشيء قال سيبويه ولا يجمع الفِكْرُ ولا العِلْمُ ولا النظرُ قال وقد حكى ابن دريد في جمعه أَفكاراً والفِكْرة كالفِكْر وقد فَكَر في الشيء
( * قوله « وقد فكر في الشيء إلخ » بابه ضرب كما في المصباح ) وأَفْكَرَ فيه وتَفَكَّرَ بمعنىً ورجل فِكِّير مثال فِسِّيق وفَيْكَر كثير الفِكْر الأَخيرة عن كراع الليث التَّفَكُّر اسم التَّفْكِير ومن العرب من يقول الفِكْرُ الفِكْرَة والفِكْرى على فِعْلى اسم وهي قليلة الجوهري التَّفَكُّر التأَمل والاسم الفِكْرُ والفِكْرَة والمصدر الفَكْر بالفتح قال يعقوب يقال ليس لي في هذا الأَمرِ فكْرٌ أَي ليس لي فيه حاجة قال والفتح فيه أَفصح من الكسر

فلر
الفَلاوِرَةُ الصَّيادِلة فارسي معرّب

فنخر
الفِنْخِيرة شبه صخرة تنقلع في أَعلى الجبل فيها رَخاوة وهي أَصغر من الفِنْدِيرة ويقال للمرأَة إِذا تَدَحْرَجت في مِشْيَتِها إِنها لفُناخِرة والفِنْخِرُ الصُّلْبُ الباقي على النكاح ابن السكيت رجل فُنْخُر وفُناخِرٌ وهو العظيم الجُثَّة قال وأَنشدني بعض أَهل الأَدب إِنَّ لنا لَجارةً فُناخِره تَكْدَحُ للدنيا وتَنْسى الآخره

فندر
الفِنْدِيرة قطعة ضَخْمة من تمر مكتنز والفِنْديرة صخرة تنقلع عن عُرْضِ الجبل الجوهري الفِنْدِير والفِنْدِيرة الصخرة العظيمة تَنْدُرُ من رأْس الجبل والجمع فَنادِير قال الشاعر في صفة الإِبل كأَنها من ذُرى هَضْبٍ فَناديرُ ابن الأَعرابي الفُنْدُورَةُ هي أُمُّ عِزْمٍ وأُم سُوَيْدٍ يعني السَّوْأَةَ

فنزر
الفَنْزَرُ بيت صغير يتخذ على خشبة طولها ستون ذراعاً يكون الرجل فيها رَبِيئة

فنقر
الفُنْقُورة ثَقْبُ الفَقْحة

فهر
الفِهْرُ الحجر قَدْرَ ما يُدَقُّ به الجَوْزُ ونحوه أُنْثى قال الليث عامة العرب تؤنث الفِهْرَ وتصغيرها فُهَيْر وقال الفراء الفِهْرُ يذكر ويؤنث وقيل هو حجر يملأ الكف وفي الحديث لما نزل « تَبَّتْ يدا أَبي لهب » جاءت امرأَته وفي يدها فِهْر قال هو الحجر مِلْءَ الكف وقيل هو الحجر مطلقاً والجمع أَفْهار وفُهُورٌ وكان الأَصمعي يقول فِهْرَة وفِهْرٌ وتصغيرها فُهَيْرة وعامر ابن فُهَيْرة سمي بذلك وتَفَهَّر الرجلُ في المال اتَّسع وفَهَّرَ الفرسُ وفَيْهَرَ وتَفَيْهَر اعتراه بُهْرٌ وانقطاع في الجري وكَلال والفَهْرُ أَن ينكح الرجل المرأَة ثم يتحوّل عنها قبل الفَراغ إِلى غيرها فَيُنْزِل وقد نهي عن ذلك وفي الحديث أَنه نهى عن الفَهْرِ وكذلك الفَهَر مثل نَهْرٍ ونَهَر بالسكون والتحريك يقال أَفْهَرَ يُفْهِرُ إِفْهاراً ابن الأَعرابي أَفْهَر الرجلُ إذا خلا مع جاريته لقضاء حاجته ومعه في البيت أُخرى من جواريه فأَكْسَلَ عن هذه أَي أَوْلَجَ ولم يُنْزِل فقام من هذه إِلى أُخرى فأَنزل معها وقد نهي عنه في الخبر قال وأَفْهَر الرجل إذا كان مع جاريته والأُخرى تسمع حِسَّه وقد نهي عنه والعرب تسمي هذا الفَهْرَ والوَجْسَ والرَّكْزَ والحَفْحَفَةَ وقال غيره في تفسير هذا الحديث هو من التَّفْهير وهو أَن يُحْضِرَ الفرسُ فيعتريه انقطاع في الجري من كَلال أَو غيره وكأَنه مأْخوذ من الإِفْهارِ وهو الإِكْسال عن الجماع وفَهَّر الرجلُ تَفْهِيراً أَي أَعيا يقال أَوّل نقصان حُضْرِ الفرس التَّرادُّ ثم الفُتُور ثم التَّفْهير وتَفَهَّر الرجل في الكلام اتَّسع فيه كأَنه مبدل من تَبَحَّر أَو أَنه لغة في الإِعياء والفُتُور وأَفْهَر بعيرُه إِذا أَبْدَع فأُبْدِعَ به وفِهْر قبيلة وهي أَصل قريش وهو فِهْرُ بن غالب ابن النَّضْر بن كنانة وقريش كلهم ينسبون إِليه والفَهِيرةُ مَخْضٌ يلقى فيه الرَّضْف فإِذا هو غلى ذُرَّ عليه الدقيق وسِيطَ به ثم أُكل وقد حكيت بالقاف وفُهْرُ اليهود بالضم موضعُ مِدْراسِهم الذي يجتمعون إِليه في عيدهم يصلون فيه وقيل هو يوم يأْكلون فيه ويشربون قال أَبو عبيد وهي كلمة نَبَطِيَّة أَصلها بُهْر أَعجمي عرّب بالفاء فقيل فُهْر وقيل هي عبرانية عرّبت أَيضاً والنصارى يقولون فُخْر قال ابن دريد لا أَحسب الفُهْر عربيّاً صحيحاً وفي حديث علي عليه السلام ورأَى قوماً قد سَدَلوا ثيابهم فقال كأَنهم اليهود خرجوا من فُهْرهم أَي موضع مِدْراسهم قال وأَفْهَرَ إِذا شهد الفُهْر وهو عيد اليهود وأَفهر إِذا شهد مِدْراس اليهود ومفاهرُ الإِنسان بَآدِلُه وهو لحم صدره وأَفْهَر إِذا اجتمع لحمه زِيَماً زِيَماً وتَكَتَّل فكان مُعَجَّراً وهو أَقبح السمن وناقة فَيْهرة صلبة عظيمة

فور
فارَ الشيء فَوْراً وفُؤُوراً وفُواراً وفَوَراناً جاش وأَفَرْته وفُرْتُه المتعدّيان عن ابن الأَعرابي وأَنشد فلا تَسْأَلِيني واسأَلي عن خَلِيقَتي إِذا رَدَّ عافي القِدْر مَنْ يَسْتَعِيرُها وكانوا قُعوداً حَوْلَها يَرْقُبونها صلى الله عليه وسلم وكانتْ فَتاةُ الحيّ ممن يُفيرُها يُفِيرُها يوقد تحتها ويروى يَفُورها على فُرْتُها ورواه غيره يُغِيرها أَي يشدّ وَقُودها وفارتِ القِدْرُ تَفُور فَوْراً وفَوَراناً إِذا غلت وجاشت وفار العِرْقُ فَوَراناً هاج ونَبَعَ وضرْبٌ فَوَّار رَغِيبٌ واسع عن ابن الأَعرابي وأَنشد بِضَرْبٍ يُخَفِّتُ فوَّارُه وطَعْنٍ تَرى الدمَ منه رَشِيشا إِذا قَتَلوا منكمُ فارساً ضَمِنَّا له خَلْفَه أَن يَعِيشا يُخَفِّتُ فَوَّارُه أَي أَنها واسعة فدمها يسيل ولا صوت له وقوله ضَمِنَّا له خَلْفَه أَن يعيشا يعني أَنه يُدْرَكُ بثأْره فكأَنه لم يُقتل ويقال فارَ الماءُ من العين يَفُورُ إِذا جاش وفي الحديث فجعل الماءُ يَفُور من بين أَصابعه أَي يَغْلي ويظهر متدفِّقاً وفارَ المسكُ يَفُورُ فُوَاراً وفَواراناً انتشر وفارةُ المِسْكِ رائحته وقيل فارتُه وعاؤُه وأَما فأْرَةُ المسك بالهمز فقد تقدم ذكرها وفارة الإِبل فَوْح جلودها إِذا نَدِيَتْ بعد الوِرْدِ قال لها فارةٌ ذَفْراءُ كلَّ عشيةٍ كما فَتَقَ الكافورَ بالمسكِ فاتِقُه وجاؤوا من فَوْرِهمْ أَي من وجههم والفائرُ المنتشرُ الغَضَب من الدواب وغيرها ويقال للرجل إِذا غضب فارَ فائرُه وثارَ ثائرُه أَي انتشر غضبه وأَتيته في فَوْرَةِ النهار أَي في أَوله وفَوْرُ الحرّ شدته وفي الحديث كلا بل هي حُمَّى تَثُور أَو تَفُور أَي يظهر حرها وفي الحديث إِن شدة الحرّ من فَوْرِ جهنم أَي وَهَجِها وغلياها وفَوْرَةُ العشاء بعده وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما ما لم يسقط فَوْرُ الشَّفَقِ وهو بقية حمرة الشمس في الأُفُق الغربي سمِّي فَوْراً لسطوعه وحمرته ويروى بالثاء وقد تقدم وفي حديث مِعْصار
( * قوله « وفي حديث معصار » الذي في النهاية معضد ) خرج هو وفلان فضربوا الخيام وقالوا أَخْرِجْنا من فَوْرَةِ الناس أَي من مجتَمَعِهم وحيث يَفُورونَ في أَسواقهم وفي حديث مُحَلِّم نعطيكم خمسين من الإِبل في فَوْرِنا هذا فَوْرُ كلِّ شيء أَوله وقولهم ذهبتُ في حاجةٍ ثم أَتيتُ فُلاناً من فَوْري أَي قبل أَن أَسكن وقوله عز وجل ويأْتوكم من فَوْرِهم هذا قال الزجاج أَي من وجههم هذا والفِيرةُ الحُلْبة تخلط للنفساء وقد فَوَّر لها وقد تقدم ذلك في الهمز والفارُ عَضَل الإِنسان ومن كلامهم بَرِّز نارَكَ وإِن هَزَلْت فارَكَ أَس أَطعم الطعام وإِن أَضررت ببدنك وحكاه كراع بالهمز والفَوَّارتانِ سِكَّتانِ بين الوركين والقُحْقُحِ إِلى عُرْض الوَرِكِ لا تحولان دون الجوف وهما اللتان تَفُوران فتتحركان إِذا مشى وقيل الفَوَّارةُ خرق في الورك إِلى الجوف لا يحجبه عظم الجوهري فَوَّارةُ الورك بالفتح والتشديد ثقبها وفُوَارة القِدْر بالضم والتخفيف ما يَفُور من حرِّها الليث للكرش فَوَّارتان وفي باطنهما عُذَّتان من كل ذي لحم ويزعمون أَن ماء الرجل يقع في الكُلْية ثم في الفَوَّارة ثم في الخُصْية وتلك الغُدَّةُ لا تؤكل وهي لحمة في جوف لحم أَحمر التهذيب وقول عوف بن الخَرِع يصف قوساً لها رُسُغٌ أَيِّدٌ مُكْرَبٌ فلا العَظْمُ واهٍ ولا العِرْقُ فارا المُكْرَبُ الممتلئ فأَراد أَنه ممتلئ العَصَب وقوله ولا العِرْق فارا قال ابن السكيت يكره من الفرس فَوْرُ العِرْقِ وهو أَن يظهر به نَفْخ أَو عَقْدٌ يقال قد فارتْ عروقه تَفُور فَوْراً ابن الأَعرابي يقال للمَوْجة والبِرْكة فَوَّارة وكل ما كان غيرَ الماء قيل له فوارة
( * قوله « قيل له فوارة إلى قوله وفوارة الماء منبعه » هكذا بضبط الأصل )
وقال في موضع آخر يقال دَوَّارة وفَوَّارة لكل ما لم يتحرّك ولم يدر فإِذا تحرّك ودار فهي دُوارة وفُوارة وفَوَّارة الماء مَنْبَعُه والفُورُ بالضم الظباء لا واحد لها من لفظها هذا قول يعقوب وقال كراع واحدها فائر ابن الأَعرابي لا أَفعل ذلك ما لأْلأَتِ الفُورُ أَي بَصْبصَت بأَذنابها أَي لا أَفعله أَبداً والفُورُ الظباء لا يفرد لها واحد من لفظها ويقال فعلتُ أَمرَ كذا وكذا من فَوْري أَي من ساعتي والفَوْرُ الوقت والفُورةُ الكُوفة عن كراع وفَوْرة الجبل سَراتُه ومَتْنُه قال الراعي فأَطْلَعَتْ فَوْرَةَ الآجامِ جافِلةً لم تَدْرِ أَنَّى أَتاها أَوَّلُ الذُّعرِ والفِيارُ أَحد جانبي حائط لسان الميزان ولسان الميزان الحديدة التي يكتنفها الفِيارانِ يقال لأَحدهما فِيارٌ والحديدةُ المعترِضة التي فيها اللسان المِنْجَمُ قال والكِظامَةُ الحَلْقة التي تجمع فيها الخيوط في طرفي الحديدة ابن سيده والفِيارانِ حديدتان تكتنفان لسان الميزان وقد فُرْتُه عن ثعلب قال ولو لم نجد الفعل لقضينا عليه بالواو ولعدمنا « ف ي ر » متناسقة

قبر
القَبْرُ مدفن الإِنسان وجمعه قُبُور والمَقْبَرُ المصدر والمَقْبرَة بفتح الباء وضمها موضع القُبُور قال سيبويه المَقْبُرة ليس على الفعل ولكنه اسم الليث والمَقْبَرُ أَيضاً موضع القبر وهو المَقْبَريّ والمَقْبُرِيّ الجوهري المَقْبَرَة والمَقْبُرة واحدة المقابر وقد جاء في الشعر المَقْبَرُ قال عبد الله بن ثعلبة الحَنَفيّ أَزُورُ وأَعْتادُ القُبورَ ولا أَرَى سِوَى رَمْسِ أَعجازٍ عليه رُكُودُ لكلِّ أُناسٍ مَقْبَرٌ بفِنائِهم فهمْ يَنْقُصُونَ والقُبُورُ تَزِيدُ قال ابن بري قول الجوهري وقد جاء في الشعر المَقْبَرُ يقتضي أَنه من الشاذ قال وليس كذلك بل هو قياس في اسم المكان من قَبَرَ يَقْبُرُ المَقْبَرُ ومن خرج يَخْرُجُ المَخْرَج ومن دخل يَدْخُلُ المَدْخَل وهو قياس مطَّرد لم يَشِذَّ منه غيرُ الأَلفاظِ المعروفة مثل المَبِيتِ والمَسْقِطِ والمَطْلِع والمَشْرِقِ والمَغْرِب ونحوها والفِناء ما حول الدار قال وهمزته منقلبة عن واو بدليل قولهم شجرة فَنْواء أَي واسعة الفناء لكثرة أَغصانها وفي الحديث نهى عن الصلاة في المَقْبُرَة هي موضع دفن الموتى وتضم باؤها وتفتح وإِنما نهى عنها لاختلاط ترابها بصديد الموتى ونجاساتهم فإِن صلى في مكان طاهر منها صحت صلاته ومنه الحديث لا تجعلوا بيوتَكم مَقابر أَي لا تجعلوها لكم كالقبور لا تصلون فيها لأَن العبد إِذا مات وصار في قبره لم يُصَلّ ويشهد له قوله فيه اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً وقيل معناه لا تجعلوها كالمقابر لا تجوز الصلاة فيها قال والأَول الوجه وقَبَره يَقْبِره ويَقْبُره دفنه وأَقْبره جعل له قبراً وأَقْبَرَ إِذا أَمر إِنساناً بحفر قبر قال أَبو عبيدة قالت بنو تميم للحجاج وكان قتل صالح بن عبد الرحمن أَقْبِرْنا صالحاً أَي ائذن لنا في أَن نَقْبره فقال لهم دونكموه الفراء في قوله تعالى ثم أَماته فأَقبره أَي جعله مقبوراً ممن يُقْبَرُ ولم يجعله ممن يُلْقَى للطير والسباع ولا ممن يُلْقَى في النواويس كان القبر مما أُكرم به المسلم وفي الصحاح مما أُكرم به بنو آدم ولم يقل فقَبَره لأَن القابر هو الدافن بيده والمُقْبِرُ هو الله لأَنه صيره ذا قَبْر وليس فعله كفعل الآدمي والإِقْبار أَن يُهَيِّءَ له قبراً أَو يُنْزِلَهُ مَنْزِله وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أَن الدجال وُلِدَ مقبوراً قال أَبو العباس معنى قوله ولد قبوراً أَن أُمه وضعته وعليه جلدة مُصْمَتة ليس فيها شق ولا نَقْبٌ فقالت قابلته هذه سِلْعة وليس ولداً فقالت أُمه بل فيها ولد وهو مقبور فيها فشقوا عنه فاستهلَّ وأَقْبره جعل له قبراً يُوارَى فيه ويدفن فيه وأَقبرته أَمرت بأَن يُقْبَر وأَقْبَر القومَ قتيلَهم أَعطاهم إِياه يَقْبُرونه وأَرض قَبُور غامضة ونخلة قَبُور سريعة الحمل وقيل هي التي يكون حملها في سَعَفها ومثلها كبَوس والقِبْرُ موضع مُتأَكِّل في عُود الطيب والقِبِرَّى العظيم الأَنف وقيل هو الأَنف نفسه يقال جاء فلان رامِعاً قِبرّاه ورامِعاً أَنفه إِذا جاء مُغْضَباً ومثله جاء نافخاً قِبِرَّاه ووارماً خَوْرَمَتُه وأَنشد لما أَتانا رامِعاً قِبِرَّاه لا يَعْرِفُ الحقَّ وليس يَهْواه ابن الأَعرابي القُبَيْرَةُ تصغير القِبِرَّاة وهي رأْس القَنْفاء قال والقِبِرَّاة أَيضاً طَرَفُ الأَنف تصغيره قُبَيرة والقُبَرُ عنب أَبيض فيه طُولٌ وعناقيده متوسطة ويُزَبَّب والقُبَّرُ والقُبَّرة والقُنْبَرُ والقُنْبَرة والقُنْبَراء طائر يشبه الحُمَّرة الجوهري القُبَّرة واحدة القُبَّر وهو ضرب من الطير قال طَرَفَة وكان يصطاد هذا الطير في صباه يا لكِ من قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ خَلا لكِ الجَوُّ فبيضِي واصْفِرِي ونَقِّرِي ما شِئْتِ أَن تُنَقِّرِي قد ذهبَ الصَّيَّادُ عنكِ فابْشِرِي لا بُدَّ من أَخذِكِ يوماً فاصْبرِي قال ابن بري يا لكِ من قُبَّرَةٍ بمعمر لكُلَيْبِ بن ربيعة التغلبي وليس لطَرَفَة كما ذكر وذلك أَن كليب بن ربيعة خرج يوماً في حِماه فإِذا هو بقُبَّرَة على بيضها والأَكثر في الرواية بحُمَّرَةٍ على بيضها فلما نظرت إِليه صَرْصَرَتْ وخَفَقَتْ بجناحيها فقال لها أَمِنَ رَوْعُك أَنت وبيضك في ذمتي ثم دخلت ناقة البَسُوس إِلى الحِمَى فكسرت البيض فرماها كليب في ضَرْعها والبَسُوس امرأَة وهي خالة جَسَّاس بن مُرَّة الشيباني فوثب جسَّاس على كُلَيْب فقتله فهاجت حرب بكر وتَغْلِب ابني وائل بسببها أَربعين سنة والقُنْبَراءُ لغة فيها والجمع القَنَابر مثل العُنْصَلاءِ والعَناصل قال والعامة تقول القُنْبُرَةُ وقد جاء ذلك في الرجز أَنشد أَبو عبيدة جاء الشِّتاءُ واجْثأَلَّ القُنْبُرُ وجَعَلَتْ عينُ الحَرَورِ تَسْكُرُ أَي يسكن حرها وتخْبو والقُبَّارُ قوم يتجمعون لجَرِّ ما في الشِّبَاكِ من الصيد عُمانية قال العجاج كأَنَّما تَجَمَّعُوا قُبَّارَا

قبتر
القُبْتُرُ والقُباتِرُ الصغير القصير

قبثر
رجل قَبْثَر وقُباثِرٌ خسيس خامل

قبشر
الليث القُبْشُور المرأَة التي لا تحيض

قبطر
القُبْطُرِيُّ ثبات كَتَّانٍ بيضٌ وفي التهذيب ثياب بيض وأَنشد كأَن لَوْنَ القِهْزِ في خُصورِها والقُبْطُرِيّ البِيض في تَأْزِيرِها الجوهري القُبْطُرِيَّةُ بالضم ضرب من الثياب قال ابن الرِّقاع كأَن زُرورَ القُبْطُرِيَّةِ عُلِّقَتْ بَنَادِكُهَا مِنْه بجِذْعٍ مُقَوَّمِ

قبعر
رأَيت في نسختين من الأَزهري رجل قَبْعَرِيّ شديد على الأَهْل بخيل سيِّء الخلق قال وقد جاء فيه حديث مرفوع لم يذكره والذي رأَيته في غريب الحديث والأَثر لابن الأَثير رجل قَعْبَرِيّ بتقديم العين على الباء والله أَعلم

قبعثر
القَبَعْثَرَى الجمل العظيم والأُنثى قَبَعْثَراةٌ والقَبَعْثَرَى أَيضاً الفصيل المهزول قال بعض النحويين أَلف قَبَعْثَرَى قسم ثالث من الأَلفات الزوائد في آخر الكَلِم لا للتأْنيث ولا للإِلحاق قال الليث وسأَلت أَبا الدُّقَيْش عن تصغيره فقال قُبَيْعِثٌ ذهب إِلى الترخيم ورجل قَبَعْثَرَى وناقة قَبَعْثَراةٌ وهي الشديدة الجوهري القَبَعْثَرُ العظيم الخلق قال المبرد القَبَعْثَرى العظيم الشديد والأَلف ليست للتأْنيث وإِنما زيدَتْ لتُلْحِقَ بناتِ الخمسةِ ببنات الستة لأَنك تقول قَبَعْثَراةٌ فلو كانت الأَلف للتأْنيث لما لحقه تأْنيث آخر فهذا وما أَشبهه لا ينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة والجمع قَباعِثُ لأَن ما زاد على أَربعة أَحرف لا يبنى منه الجمع ولا التصغير حتى يُرَدَّ إِلى الرباعي إِلا أَن يكون الحرف الرابع منه أَحد حروف المدّ واللين نحو أُسْطُوَانة وحانوت وفي حديث المفقود فجاءني طائر كأَنه جمل قَبَعْثَرَى فحملني على خافيةٍ من خَوَافِيه القَبَعْثَرَى الضَخم العظيم

قتر
القَتْرُ والتَّقْتِيرُ الرُّمْقةُ من العيش قَتَرَ يَقْتِرُ ويَقْتُر قَتْراً وقُتوراً فهو قاتِرٌ وقَتُور وأَقْتَرُ وأَقْتَرَ الرجل افتقر قال لكم مَسْجِدا اللهِ المَزورانِ والحَصى لكم قِبْصُهُ من بين أَثْرَى وأَقْتَرَا يريد من بين مَنْ أَثْرَى وأَقْتَر وقال آخر ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أَني غلامُ وقَتَّر وأَقْتَرَ كلاهما كَقَتَر وفي التنزيل العزيز والذين إِذا أَنفقوا لم يُسْرِفوا ولم يُقْتِرُوا ولم يَقتُروا قال الفراء لم يُقَتِّروا عما يجب عليهم من النفقة يقال قَتَرَ وأَقْتَر وقَتَّر بمعنى واحد وقَتَرَ على عياله يَقْتُرُ ويَقْتِرُ قَتْراً وقُتُوراً أَي ضيق عليهم في النفقة وكذلك التَّقْتيرُ والإِقْتارُ ثلاث لغات الليث القَتْرُ الرُّمْقةُ في النفقة يقال فلان لا ينفق على عياله إِلا رُمْقةً أَي ما يمسك إِلا الرَّمَقَ ويقال إِنه لَقَتُور مُقَتِّرٌ وأَقْتر الرجلُ إِذا أَقَلَّ فهو مُقتِرٌ وقُتِرَ فهو مَقْتُور عليه والمُقْترُ عقيب المُكْثرِ وفي الحديث بسُقْمٍ في بدنه وإِقْتارٍ في رزقه والإِقْتارُ التضييق على الإِنسان في الرزق ويقال أَقْتَر الله رزقه أَي ضَيَّقه وقلله وفي الحديث مُوسَّع عليه في الدنيا ومَقْتُور عليه في الآخرة وفي الحديث فأَقْتَر أَبواه حتى جَلسَا مع الأَوْفاضِ أَي افتقرا حتى جلسا مع الفقراء والقَتْر ضِيقُ العيش وكذلك الإِقْتار وأَقْتَر قلَّ مائه وله بقية مع ذلك والقَتَرُ جمع القَتَرةِ وهي الغَبَرة ومنه قوله تعالى وجوه يومئذ عليها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ عن أَبي عبيدة وأَنشد للفرزدق مُتَوَّج برِداء المُلْكِ يَتْبَعُه مَوْجٌ تَرى فوقَه الرَّاياتِ والقَتَرا التهذيب القَتَرةُ غَبَرة يعلوها سواد كالدخان والقُتارُ ريح القِدْر وقد يكون من الشِّواءِ والعظم المُحْرَقِ وريح اللحم المشويّ ولمٌ قاترٌ إِذا كان له قُتار لدَسَمه وربما جعلت العرب الشحم والدسم قُتاراً ومنه قول الفرزدق إِليكَ تَعَرَّفْنَا الذُّرَى بِرحالِنا وكلِّ قُتارٍ في سُلامَى وفي صُلْبِ وفي حديث جابر رضي الله عنه لا تُؤْذِ جارَك بقُتار قِدْرك هو ريح القِدْر والشِّواءِ ونحوهما وقَتِرَ اللحمُ
( * قوله « وقتر اللحم إلخ » بابه فرح وضرب ونصر كما في القاموس ) وقَتَرَ يَقْتِرُ بالكسر ويَقْتُر وقَتَّرَ سطعت ريح قُتارِهِ وقَتَّرَ للأَسد وضع له لحماً في الزُّبْيةِ يجد قُتارَهُ والقُتارُ ريح العُودِ الذي يُحْرق فَيُدَخَّنُ به قال الأَزهري هذا وجه صحيح وقد قاله غيره وقال الفراء هو آخر رائحة العُود إِذا بُخِّرَ به قاله في كتاب المصادر قال والقُتارُ عند العرب ريح الشِّواءِ إِذا ضُهّبَ على الجَمْر وأَما رائحة العُود إِذا أُلقي على النار فإِنه لا يقال له القُتارُ ولكن العرب وصفت استطابة المُجْدِبين رائحةَ الشِّواءِ أَنه عندهم لشدّة قَرَمِهم إِلى أَكله كرائحة العُود لِطيبِهِ في أُنوفهم والتَّقْتيرُ تهييج القُتارِ والقُتارُ ريح البَخُور قال طرفة حِينَ قال القومُ في مَجْلِسِهمْ أَقُتَارٌ ذاك أَم رِيحُ قُطُرْ ؟ والقُطْرُ العُود الذي يُتَبَخَّر به ومنه قول الأَعشى وإِذا ما الدُّخان شُبِّهَ بالآ نُفِ يوماً بشَتْوَةٍ أَهْضامَا والأَهْضام العود الذي يوقد ليُسْتَجْمَر به قال لبيد في مثله ولا أَضِنُّ بمَغْبوطِ السَّنَامِ إِذا كان القُتَارُ كما يُسْتَرْوحُ القُطُرُ أَخْبَرَ أَنه يَجُود بإِطعام اللحم في المَحْل إِذا كان ريح قُتارِ اللحم عند القَرِمينَ كرائحة العود يُبَخَّر به وكِباءٌ مُقَتَّر وقَتَرت النارُ دَخَّنَت وأَقْتَرْتُها أَنا قال الشاعر تَراها الدَّهْرَ مُقْتِرةً كِباءً ومِقْدَحَ صَفْحةٍ فيها نَقِيعُ
( * قوله « ومقدح صفحة » كذا بالأصل بتقديم الفاء على الحاء ولعله محرف عن صفحة الاناء المعروف )
وأَقْتَرَت المرأَةُ فهي مُقْترةٌ إِذا تبخرت بالعود وفي الحديث وقد خَلَفَتْهم قَتَرةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم القَتَرةُ غَبَرةُ الجيش وخَلَفَتْهم أَي جاءت بعدهم وقَتَّر الصائدُ للوحش إِذا دَخَّن بأَوبار الإِبل لئلا يجد الصيدُ ريحَه فَيهْرُبَ منه والقُتْر والقُتُر الناحية والجانب لغة في القُطْر وهي الأَقْتار والأَقْطار وجمع القُتْر والقُتُر أَقْتار وقَتَّرهُ صرعه على قُتْرة وتَقَتَّر فلانٌ أَي تهيأَ للقتال مثل تَقَطَّرَ وتَقَتَّر للأَمر تهيأَ له وغضب وتَقَتَّرهُ واسْتَقْتَرهُ حاولَ خَتْلَه والاسْتِمكانَ به الأَخيرة عن الفارسي والتَّقَاتُر التَّخاتل عنه أَبضاً وقد تَقَتَّر فلان عنا وتَقَطَّر إِذا تَنَحَّى قال الفرزدق وكُنَّا بهِ مُسْتَأْنِسين كأَنّهُ أَخٌ أَو خَلِيطٌ عن خَليطٍ تَقَتَّرَا والقَتِرُ المتكبر عن ثعلب وأَنشد نحن أَجَزْنا كلَّ ذَيَّالٍ قَتِرْ في الحَجِّ من قَبْلِ دَآدِي المُؤْتَمِرْ وقَتَرَ ما بين الأَمرين وقَتَّره قَدَّره الليث التَّقتيرُ أَن تدني متاعك بعضه من بعض أَو بعضَ رِكابك إِلى بعض تقول قَتَّر بينها أَي قارب والقُتْرةُ صُنْبور القناة وقيل هو الخَرْق الذي يدخل منه الماء الحائط والقُتْرةُ ناموس الصائد وقد اقتتر فيها أَبو عبيدة القُتْرةُ البئر يحتفرها الصائد يَكْمُن فيها وجمعها قُتَر والقُتْرةُ كُثْبَةٌ من بعر أَو حصًى تكون قُتَراً قُتَراً قال الأَزهري أَخاف أَن يكون تصحيفاً وصوابه القُمْزة والجمع القُمَزُ والكُثْبة من الحصى وغيره وقَتَرَ الشيءَ ضمَّ بعضَه إِلى بعض والقاترُ من الرحال والسروج الجَيِّدُ الوقوعِ على ظهر البعير وقيل اللطيف منها وقيل هو الذي لا يَسْتَقْدمُ ولا يَسْتَأْخِرُ وقال أَبو زيد هو أَصغر السروج ورحْل قاتِرٌ أَي قَلِقٌ لا يَعْقِرُ ظهرَ البعير والقَتِيرُ الشَّيْبُ وقي هو أَوّل ما يظهر منه وفي الحديث أَن رجلاً سأَله عن امرأَة أَراد نكاحها قال وبِقَدْرِ أَيّ النساء هِي ؟ قال قد رَأَتِ القَتِيرَ قال دَعْها القَتيرُ المَشيب وأَصلُ القَتِير رؤوسُ مسامير حَلَق الدروع تلوح فيها شُبّه بها الشيب إِذا نَقَبَ في سواد الشعر الجوهر والقَتِيرُ رؤوس المسامير في الدرع قال الزَّفَيانُ جَوارناً تَرَى لها قَتِيرَا وقول ساعدة بن جؤية ضَبْرٌ لباسُهُمُ القَتِيرُ مُؤَلَّب القَتِيرُ مسامير الدرع وأَراد به ههنا الدرع نفسها وفي حديث أَبي أمامة رضي الله تعالى عنه من اطَّلَعَ من قُتْرةٍ فَفُقِئَتْ عينه فهي هَدَرٌ القترة بالضم الكُوَّة النافذة وعين التَّنُّور وحلقة الدرع وبيت الصائد والمراد الأَول وجَوْبٌ قاتِرٌ أَي تُرْس حسن التقدير ومنه قول أَبي دَهْبَلٍ الجُمَحي دِرْعِي دِلاصٌ شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ وجَوْبُها القاتِرُ من سَيْرِ اليَلَبْ والقِتْرُ والقِتْرةُ نِصال الأَهْداف وقيل هو نَصْل كالزُّجّ حديدُ الطرف قصير نحو من قدر الأُصبع وهو أَيضاً القصب الذي ترمى به الأَهداف وقيل القِتْرةُ واحد والقِتْرُ جمع فهو على هذا من باب سِدْرة وسِدْرٍ قال أَبو ذؤيب يصف النخل إِذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرُها كقِتْرِ الغِلاءِ مُسْتَدِرٌّ صِيَابُها الجوهري والقِتْرُ بالكسر ضرب من النِّصال نحو من المَرْماة وهي سهم الهَدَف وقال الليث هي الأَقْتار وهي سِهام صغار يقال أُغاليك إِلى عشر أَو أَقلّ وذلك القِتْرُ بلغة هُذَيْل يقال كم فعلتم قِتْرَكُمْ وأَنشد بيت أَبي ذؤيب ابن الكلبي أَهْدى يَكْسُومُ ابن أَخي الأَشْرَم للنبي صلى الله عليه وسلم سلاحاً فيه سَهْمُ لَعِبٍ قد رُكِّبَتْ مِعْبَلَةٌ في رُعْظِهِ فَقَوَّم فُوقَهُ وقال هو مستحكم الرِّصافِ وسماه قِتْرَ الغِلاء وروى حماد بن سلمة عن ثابت عن أَنس أَن أَبا طلحة كان يَرْمي والنبي صلى الله عليه وسلم يُقَتِّر بيت يديه وكان رامياً فكان أَبو طلحة رضي الله تعالى عنه يَشُور نَفْسَه ويقول له إِذا رَفَع شَخْصه نَحْري دون نَحْرِك يا رسول الله يقتر بين يديه قال ابن الأَثير يُقَتِّر بين يديه أَي يُسَوّي له النصالَ ويَجْمع له السهامَ من التَّقْتِير وهو المقاربة بين الشيئين وإِدناء أَحدهما من الآخر قال ويجوز أَن يكون من القِتْر وهو نَصْل الأَهداف وقيل القِتْرُ سهم صغير والغِلاءُ مصدر غَالَى بالسهم إِذا رماه غَلْوةً وقال أَبو حنيفة القِتْر من السهام مثل القُطْب واحدته قِتْرةٌ والقِتْرَة والسِّرْوَةُ واحد وابن قِتْرَةَ ضرب من الحيات خبيث إِلى الصغر ما هو لا يسلم من لدغها مشتق من ذلك وقيل هو بِكْر الأَفْعى وهو نحو من الشِّبْرِ يَنْزو ثم يقع شمر ابن قِتْرَةَ حية صغيرة تنطوي ثم تَنْزو في الرأْس والجمع بنات قِتْرةَ وقال ابن شميل هو أُغَيْبِرُ اللون صغير أَرْقَطُ ينطوي ثم يَنْقُز ذراعاً أَو نحوها وهو لا يُجْرَى يقال هذا ابنُ قِتْرَة وأَنشد له منزلٌ أَنْفُ ابنِ قِتْرَةَ يَقْتَري به السَّمَّ لم يَطْعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدَا وقِتْرَةُ معرفة لا ينصرف وأَبو قِتْرة كنية إِبليس وفي الحديث تعوّذوا بالله من قِتْرةَ وما وَلَد هو بكسر القاف وسكون التاء اسم إِبليس

قثر
ابن الأَعربي القَثَرةُ قماش البيت وتصغيرها قُثَيْرة واقْتَثَرْتُ الشيء
( * قوله « واقتثرت الشيء » عبارة المجد واقتثرت الشيء أخذته قماشاً لبيتي والتقثر التردد والجزع )

قحر
القَحْر المُسِنُّ وفيه بقية وجَلَدٌ وقيل إِذا ارتفع فوق المُسِن وهَرِمَ فهو قَحْرٌ وإِنْقَحْرٌ فهو ثانٍ لإِنْقَحْلٍ الذي قد نَفى سيبويه أَن يكون له نظيرٌ وكذلك جمل قَحْر والجمع أَقْحُرٌ وقُحُورٌ وإِنْقَحْرٌ كَقَحْرٍ والأُنثى بالهاءْ والاسم القَحارةُ والقُحُورة أَبو عمرو شيخ قَحْرٌ وقَهْبٌ إِذا أَسنّ وكَبِرَ وإِذا ارتفع الجمل عن العَوْد فهو قَحْر والأُنثى قَحْرة في أَسنان الإِبل وقال غيره هو قُحارِيَةٌ ابن سيده القُحارِيَةُ من الإِبل كالقَحْرِ وقيل القُحارِيَةُ منها العَظيم الخَلْق وقال بعضهم لا يقال في الرجل إِلاَّ قَحْرٌ فأَما قول رؤبة تَهْوي رُؤوس القاحِراتِ القُحَّرِ إِذا هَوَتْ بين اللُّهَى والحَنْجَرِ فعلى التشنيع ولا فِعْلَ له قال الجوهري القَحْرُ الشيخ الكبير الهَرِمُ والبعير المُسِنُّ ويقال للأُنثى نابٌ وشارِفٌ ولا يقال قَحْرَةٌ وبعضهم يقوله وفي حديث أُمّ زَرْعٍ زَوْجي لَحْمُ جَمَل قَحْر القَحْرُ البعير الهَرِمُ القليل اللحم أَرادت أَن زوجها هزيل قليل المال

قحثر
الأَزهري قَحْثَرْتُ الشيءَ من يدي إِذا رَدَدْته

قخر
القَخْرُ الضرب بالشيء اليابس على اليابس قَخَره يَقْخَرُه قَخْراً

قدر
القَدِيرُ والقادِرُ من صفات الله عز وجل يكونان من القُدْرَة ويكونان من التقدير وقوله تعالى إِن الله على كل شيء قدير من القُدْرة فالله عز وجل على كل شيء قدير والله سبحانه مُقَدِّرُ كُلِّ شيء وقاضيه ابن الأَثير في أَسماء الله تعالى القادِرُ والمُقْتَدِرُ والقَدِيرُ فالقادر اسم فاعل من قَدَرَ يَقْدِرُ والقَدِير فعيل منه وهو للمبالغة والمقتدر مُفْتَعِلٌ من اقْتَدَرَ وهو أَبلغ التهذيب الليث القَدَرُ القَضاء المُوَفَّقُ يقال قَدَّرَ الإِله كذا تقديراً وإِذا وافق الشيءُ الشيءَ قلت جاءه قَدَرُه ابن سيده القَدْرُ والقَدَرُ القضاء والحُكْم وهو ما يُقَدِّره الله عز وجل من القضاء ويحكم به من الأُمور قال الله عز وجل إِنا أَنزلناه في ليلة القَدْرِ أَي الحُكْمِ كما قال تعالى فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمر حكيم وأَنشد الأَخفش لهُدْبَة بنِ خَشْرَمٍ أَلا يا لَقَوْمي للنوائبِ والقَدْرِ وللأَمْرِ يأْتي المَرءَ من حيثُ لا يَدْري وللأَرْض كم من صالح قد تَوَدَّأَتْ عليه فَوَارَتْهُ بلَمَّاعَةٍ قَفْرِ فلا ذَا جَلالٍ هِبْنَهُ لجَلالِه ولا ذا ضَياعٍ هُنَّ يَتْرُكْنَ للفَقْرِ تودّأَت عليه أَي استوت عليه واللماعة الأَرض التي يَلْمع فيها السَّرابُ وقوله فلا ذا جَلال انتصب ذا بإِضمار فعل يفسره ما بعده أَي فلا هِبْنَ ذا جَلال وقوله ولا ذا ضَياع منصوب بقوله يتركن والضَّياعُ بفتح الضاد الضَّيْعَةُ والمعنى أَن المنايا لا تَغْفُلُ عن أَحد غنيّاً كان أَو فقيراً جَليلَ القَدْر كان أَو وضيعاً وقوله تعالى ليلةُ القدر خير من أَلف شهر أَي أَلف شهر ليس فيها ليلة القدر وقال الفرزدق وما صَبَّ رِجْلي في حديدِ مُجاشِعٍ مَعَ القَدْرِ إِلا حاجَةٌ لي أُرِيدُها والقَدَرُ كالقَدْرِ وجَمْعُهما جميعاً أَقْدار وقال اللحياني القَدَرُ الاسم والقَدْرُ المصدر وأَنشد كُلُّ شيء حتى أَخِيكَ مَتاعُ وبِقَدْرٍ تَفَرُّقٌ واجْتِماعُ وأَنشد في المفتوح قَدَرٌ أَحَلَّكَ ذا النخيلِ وقد أَرى وأَبيكَ ما لَكَ ذُو النَّخيلِ بدارِ قال ابن سيده هكذا أَنشده بالفتح والوزن يقبل الحركة والسكون وفي الحديث ذكر ليلة القدر وهي الليلة التي تُقَدَّر فيها الأَرزاقُ وتُقْضى والقَدَرِيَّةُ قوم يَجْحَدُون القَدَرَ مُوَلَّدةٌ التهذيب والقَدَرِيَّة قوم ينسبون إِلى التكذيب بما قَدَّرَ اللهُ من الأَشياء وقال بعض متكلميهم لا يلزمنا هذا اللَّقَبُ لأَنا ننفي القَدَرَ عن الله عز وجل ومن أَثبته فهو أَولى به قال وهذا تمويه منهم لأَنهم يثبتون القَدَرَ لأَنفسهم ولذلك سموا وقول أَهل السنَّة إِن علم الله سبق في البشر فَعَلِم كفْرَ مَن كَفَر منهم كما عَلِم إِيمان مَن آمن فأَثبت علمه السابق في الخلق وكتبه وكلُّ ميسر لما خلق له وكتب عليه قال أَبو منصور وتقدير الله الخلق تيسيره كلاًّ منهم لما علم أَنهم صائرون إِليه من السعادة والشقاء وذلك أَنه علم منهم قبل خلقه إِياهم فكتب علمه الأَزليّ السابق فيهم وقَدَّره تقديراً وقَدَرَ الله عليه ذلك يَقْدُرُه ويَقْدِرُه قَدْراً وقَدَراً وقَدَّره عليه وله وقوله من أَيّ يَوْمَيَّ من الموتِ أَفِرّ أَيَومَ لم يُقْدَرَ أَمْ يومَ قُدِرْ ؟ فإِنه أَراد النون الخفيفة ثم حذفها ضرورة فبقيت الراء مفتوحة كأَنه أَراد يُقْدَرَنْ وأَنكر بعضهم هذا فقال هذه النون لا تحذف إِلا لسكون ما بعدها ولا سكون ههنا بعدها قال ابن جني والذي أَراه أَنا في هذا وما علمت أَن أَحداً من أَصحابنا ولا غيرهم ذكره ويشبه أَن يكونوا لم يذكروه للُطْفِه هو أَنْ يكون أَصله أَيوم لم يُقْدَرْ أَم بسكون الراء للجزم ثم أَنها جاوَرَتِ الهمزة المفتوحة وهي ساكنة وقد أَجرت العرب الحرف الساكن إِذا جاور الحرف المتحرّك مجرى المتحرك وذلك قولهم فيما حكاه سيبويه من قول بعض العرب الكَماةُ والمَراة يريدون الكَمْأَةَ والمَرْأَةَ ولكن الميم والراء لما كانتا ساكنتين والهمزتان بعدهما مفتوحتان صارت الفتحتان اللتان في الهمزتين كأَنهما في الراء والميم وصارت الميم والراء كأَنهما مفتوحتان وصارت الهمزتان لما قدّرت حركاتهما في غيرهما كأَنهما ساكنتان فصار التقدير فيهما مَرَأْةٌ وكَمَأْةٌ ثم خففتا فأُبدلت الهمزتان أَلفين لسكونهما وانفتاح ما قبلهما فقالوا مَرَاةٌ وكَماةٌ كما قالوا في رأْس وفأْس لما خففتا راس وفاس وعلى هذا حمل أَبو علي قول عبد يَغُوثَ وتَضْحَكُ مِنّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ كَأَنْ لم تَرَا قَبْلي أَسيراً يمَانِيا قال جاء به على أَن تقديره مخففاً كأَن لم تَرْأَ ثم إِن الراء الساكنة لما جاورت الهمزة والهمزة متحرّكة صارت الحركة كأَنها في التقدير قبل الهمزة واللفظُ بها لم تَرَأْ ثم أَبدل الهمزة أَلفاً لسكونها وانفتاح ما قبلها فصارت تَرا فالأَلف على هذا التقدير بدل من الهمزة التي هي عين الفعل واللام محذوفة للجزم على مذهب التحقيق وقَوْلِ من قال رَأَى يَرْأَى وقد قيل إِن قوله ترا على الخفيف السائغ إِلا أَنه أَثبت الأَلف في موضع الجزم تشبيهاً بالياء في قول الآخر أَلم يأْتيك والأَنباءُ تَنْمِي بما لاقَتْ لَبُونُ بني زِيادِ ؟ ورواه بعضهم أَلم يأْتك على ظاهر الجزْم وأَنشده أَبو العباس عن أَبي عثمان عن الأَصمعي أَلا هلَ تاكَ والأَنباءُ تَنْمِي وقوله تعالى إِلا امرأَته قَدَّرْنا أَنها لمن الغابرين قال الزجاج المعنى علمنا أَنها لمن الغابرين وقيل دَبَّرنا أنها لمن الغابرين أَي الباقين في العذاب ويقال اسْتَقْدِرِ اللهَ خيراً واسْتَقْدَرَ اللهَ خَيْراً سأَله أَن يَقْدُرَ له به قال فاسْتَقْدِرِ اللهَ خيراً وارضَيَنَّ به فبَيْنَما العُسْرُ إِذ دارتْ مَياسِيرُ وفي حديث الاستخارة اللهم إِني أَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتك أَي أَطلب منك أَن تجعل لي عليه قُدْرَةً وقَدَرَ الرزقَ يَقْدِرُهُ قَسَمه والقَدْرُ والقُدْرَةُ
( * قوله « والقدر والقدرة إلخ » عبارة القاموس والقدر الغنى واليسار والقوة كالقدرة والمقدرة مثلثة الدال والمقدار والقدارة والقدورة والقدور بضمهما والقدران بالكسر والقدار ويكسر والاقتدار والفعل كضرب ونصر وفرح ) والمِقْدارُ القُوَّةُ وقَدَرَ عليه يَقْدِرُ ويَقْدُرُ وقَدِرَ بالكسر قُدْرَةً وقَدارَةً وقُدُورَةً وقُدُوراً وقِدْراناً وقِداراً هذه عن اللحياني وفي التهذيب قَدَراناً واقْتَدَرَ وهو قادِرٌ وقَدِيرٌ وأَقْدَرَه اللهُ عليه والاسم من كل ذلك المَقْدَرَة والمَقْدُرَة والمَقْدِرَةُ ويقال ما لي عليك مَقْدُرَة ومَقْدَرَة ومَقْدِرَة أَي قُدْرَة وفي حديث عثمان رضي الله عنه إِنَّ الذَّكاة في الحَلْقِ واللَّبَّة لمن قَدَرَ
( * قوله « لمن قدر » أي لمن كانت الذبيحة في يده مقدر على ايقاع الذكاة بهذين الموضعين فاما إذا ندت البهيمة فحكمها حكم الصيد في أن مذبحه الموضع الذي أصاب السهم او السيف كذا بهامش النهاية ) أَي لمن أَمكنه الذبْحُ فيهما فأَما النَّادُّ والمُتَرَدِّي فأَيْنَ اتَّفَقَ من جسمهما ومنه قولهم المَقْدُِرَةُ تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ والاقتدارُ على الشيء القُدْرَةُ عليه والقُدْرَةُ مصدر قولك قَدَرَ على الشيء قُدْرَة أَي مَلَكه فهو قادِرٌ وقَدِيرٌ واقْتَدَرَ الشيءَ جعله قَدْراً وقوله عند مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ أَي قادِرٍ والقَدْرُ الغِنى واليَسارُ وهو من ذلك لأَنه كُلَّه قُوَّةٌ وبنو قَدْراء المَياسيرُ ورجل ذو قُدْرَةٍ أَي ذو يَسارٍ ورجل ذو مَقْدُِرَة أَي ذو يسار أَيضاً وأَما من القَضاء والقَدَرِ فالمَقدَرَةُ بالفتح لا غير قال الهُذَليّ وما يَبْقَى على الأَيّامِ شَيءٌ فيا عَجَباً لمَقْدَرَةِ الكتابِ وقدْرُ كل شيء ومِقْدارُه مِقْياسُه وقَدَرَ الشيءَ بالشيء يَقْدُرُه قَدْراً وقَدَّرَه قاسَه وقادَرْتُ الرجل مُقادَرَةً إِذا قايسته وفعلت مثل فعله التهذيب والتقدير على وجوه من المعاني أَحدها التروية والتفكير في تسوية أَمر وتهيئته والثاني تقديره بعلامات يقطعه عليها والثالث أَن تَنْوِيَ أَمراً بِعَقْدِك تقول قَدَّرْتُ أَمر كذا وكذا أَي نويتُه وعَقَدْتُ عليه ويقال قَدَرْتُ لأَمْرِ كذا أَقْدِرُ له وأَقْدُرُ قَدْراً إِذا نظرت فيه ودَبَّرْتَه وقايسته ومنه قول عائشة رضوان الله عليها فاقْدُرُوا قَدْرَ الجاريةِ الحديثة السِّنِّ المستهيئة للنظر أَي قَدِّرُوا وقايسوا وانظروه وافْكِرُوا فيه شمر يقال قَدَرْتُ أَي هيأْت وقَدَرْتُ أَي أَطَقْتُ وقَدَرْتُ أَي مَلَكْتُ وقَدَرْتُ أَي وَقَّتُّ قال لبيد فَقَدَرْتُ للوِرْدِ المُغَلِّسَ غُدْوَةً فَوَرَدْتُ قبل تَبَيُّنِ الأَلْوانِ وقال الأَعشى فاقْدُرْ بذَرْعِكَ ببنَنا إِن كنتَ بَوَّأْتَ القَدارَهْ بَوَّأْتَ هَيَّأْتَ قال أَبو عبيدة اقْدُر بذَرْعِك بيننا أَي أَبْصِرْ واعْرِفْ قَدْرَك وقوله عز وجل ثم جئتَ على قَدَرٍ يا موسى قيل في التفسير على مَوْعدٍ وقيل على قَدَرٍ من تكليمي إِياك هذا عن الزجاج وقَدَرَ الشيءَ دَنا له قال لبيد قلتُ هَجِّدْنا فقد طال السُّرَى وقَدَرْنا إِنْ خَنى الليل غَفَلْ وقَدَر القومُ أَمرهم يَقْدِرُونه قَدْراً دَبَّروه وقَدَرْتُ عليه الثوبَ قدراً فانْقَدَر أَي جاءَ على المِقْدار ويقال بين أَرضك وأَرض فلان ليلة قادرة إِذا كانت لينة السير مثل قاصدةٍ ورافِهةٍ عن يعقوب وقَدَرَ عليه الشيءَ يَقْدِرُه ويَقْدُره قَدْراً وقَدَراً وقَدَّرَه ضَيَّقه عن اللحياني وفي التنزيل العزيز على المُوسِعِ قَدَرُه وعلى المُقْتِرِ قَدَرُه قال الفراء قرئ قَدَرُه وقَدْرُه قال ولو نصب كان صواباً على تكرر الفعل في النية أَي ليُعْطِ المُوسِعُ قَدْرَه والمُقْتِرُ قَدْرَه وقال الأخفش على الموسع قدره أَي طاقته قال الأَزهري وأَخبرني المنذري عن أَبي العباس في وقوله على المُقْتِر قَدَرُه وقَدْرُه قال التثقيل أَعلى اللغتين وأَكثر ولذلك اختير قال واختار الأَخفش التسكين قال وإِنما اخترنا التثقيل لأَنه اسم وقال الكسائي يقرأُ بالتخفيف والتثقيل وكلٌّ صواب وقال قَدَرَ وهو يَقْدِر مَقْدِرة ومَقْدُرة ومَقْدَرَة وقِدْراناً وقَدَاراً وقُدْرةً قال كل هذا سمعناه من العرب قال ويَقْدُر لغة أُخرى لقوم يضمون الدال فيها قال وأَما قَدَرْتُ الشيء فأَنا أَقْدِرُه خفيف فلم أَسمعه إِلا مكسوراً قال وقوله وما قَدَروا اللهَ حَقَّ قَدْرِه خفيفٌ ولو ثُقِّلَ كان صواباً وقوله إِنَّا كلَّ شيء خلقناه بِقَدَرٍ مُثَقَّلٌ وقوله فسالتْ أَوديةٌ بقدَرها مُثَقَّلٌ ولو خفف كان صواباً وأَنشد بيت الفرزدق أَيضاً وما صَبَّ رِجْلِي في حَدِيدِ مُجاشِعٍ مع القَدْر إِلا حاجةٌ لي أُرِيدُها وقوله تعالى فَظَنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه يفسر بالقُدرة ويفسر بالضِّيق قال الفراء في قوله عز وجل وذا النُّون إِذ ذهب مُغاضِباً فظنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه قال الفراء المعنى فظن أَن لن نَقْدِرَ عليه من العقوبة ما قَدَرْنا وقال أَبو الهيثم روي أَنه ذهب مغاضباً لقومه وروي أَنه ذهب مغاضباً لربه فأَما من اعتقد أَن يونس عليه السلام ظن أَن لن يقدر الله عليه فهو كافر لأَن من ظن ذلك غير مؤمن ويونس عليه السلام رسول لا يجوز ذلك الظن عليه فآل المعنى فظن أَن لن نَقْدِرَ عليه العقوبة قال ويحتمل أَن يكون تفسيره فظن أَن لن نُضَيِّقَ عليه من قوله تعالى ومن قُدِرَ عليه رزقَه أَي ضُيِّقَ عليه قال وكذلك قوله وأَما إِذا ما ابتلاه فَقَدَر عليه رزقه معنى فَقَدَر عليه فَضَيَّقَ عليه وقد ضيق الله على يونس عليه السلام أَشدَّ تَضْيِيق ضَيَّقَه على مُعَذَّب في الدنيا لأَنه سجنه في بطن حوت فصار مَكْظُوماً أُخِذَ في بَطْنِه بكَظَمِهِ وقال الزجاج في قوله فظن أَن لن نُقْدِرَ عليه أَي لن نُقَدِّرَ عليه ما قَدَّرنا من كونه في بطن الحوت قال ونَقْدِرُ بمعنى نُقَدِّرُ قال وقد جاء هذا في التفسير قال الأَزهري وهذا الذي قاله أَبو إِسحق صحيح والمعنى ما قَدَّرَه الله عليه من التضييق في بطن الحوت ويجوز أَن يكون المعنى لن نُضَيِّق عليه قال وكل ذلك شائع في اللغة والله أَعلم بما أَراد فأَما أَن يكون قوله أَن لن نَقْدِرَ عليه من القدرة فلا يجوز لأَن من ظن هذا كفر والظن شك والشك في قدرة الله تعالى كفر وقد عصم الله أَنبياءه عن مثل ما ذهب إِليه هذا المُتَأَوِّلُ ولا يَتَأَوَّلُ مثلَه إِلا الجاهلُ بكلام العرب ولغاتها قال الأَزهري سمعت المُنْذِرِيَّ يقول أَفادني ابن اليَزيديّ عن أَبي حاتم في قوله تعالى فظن أَن لن نقدر عليه أَي لن نضيق عليه قال ولم يدر الأَخفش ما معنى نَقْدِر وذهب إِلى موضع القدرة إِلى معنى فظن أَن يَفُوتَنَا ولم يعلم كلام العرب حتى قال إِن بعض المفسرين قال أَراد الاستفهام أَفَظَنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه ولو علم أَن معنى نَقْدِر نُضَيِّق لم يخبط هذا الخبط قال ولم يكن عالماً بكلام العرب وكان عالماً بقياس النحو قال وقوله من قُدِرَ عليه رِزْقُه أَي ضُيِّقَ عليه عِلْمُه وكذلك قوله وأَما إِذا ما ابتلاه فَقَدَرَ عليه رِزْقَه أَي ضَيَّقَ وأَما قوله تعالى فَقَدَرْنا فنِعْمَ القادِرُون فإِن الفراء قال قرأَها عليّ كرم الله وجهه فَقَدَّرْنا وخففها عاصم قال ولا يبعد أَن يكون المعنى في التخفيف والتشديد واحداً لأَن العرب تقول قُدِّرَ عليه الموتُ وقُدِرَ عليه الموتُ وقُدِّر عليه وقُدِرَ واحتج الذين خففوا فقالوا لو كانت كذلك لقال فنعم المُقَدِّرون وقد تجمع العربُ بين اللغتين قال الله تعالى فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُم رُوَيْداً وقَدَرَ على عياله قَدْراً مثل قَتَرَ وقُدِرَ على الإِنسان رِزْقُه قَدْراً مثل قُتِرَ وقَدَّرْتُ الشيء تَقْدِيراً وقَدَرْتُ الشيء أَقْدُرُه وأَقْدِرُه قَدْراً من التقدير وفي الحديث في رؤية الهلال صوموا لرؤيته وأَفطروا لرؤيته فإِن غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا له وفي حديث آخر فإِن غم عليكم فأَكملوا لعِدَّة قوله فاقْدُرُوا له أَي قَدِّرُوا له عَدَدَ الشهر حتى تكملوه ثلاثين يوماً واللفظان وإن اختلفا يرجعان إِلى معنى واحد وروي عن ابن شريح أَنه فسر قوله فاقْدُرُوا له أَي قَدِّرُوا له منازلَ القمر فإِنها تدلكم وتبين لكم أَن الشهر تسع وعشرون أَو ثلاثون قال وهذا خطاب لمن خصه الله تعالى بهذا العلم قال وقوله فأَكْمِلُوا العِدَّة خطاب العامَّة التي لا تحسن تقدير المنازل وهذا نظير النازلة تنزل بالعالِمِ الذي أَمر بالاجتهاد فيها وأَن لا يُقَلِّدَ العلماء أَشكال النازلة به حتى يتبين له الصوب كما بان لهم وأَما العامة التي لا اجتهاد لها فلها تقليد أَهل العلم قال والقول الأَول أَصح وقال الشاعر إِياس بن مالك بن عبد الله المُعَنَّى كِلا ثَقَلَيْنا طامعٌ بغنِيمةٍ وقد قَدَر الرحمنُ ما هو قادِرُ فلم أَرَ يوماً كانَ أَكثَرَ سالِباً ومُسْتَلَباً سِرْبالَه لا يُناكِرُ وأَكثَرَ مِنَّا يافِعاً يَبْتَغِي العُلى يُضارِبُ قِرْناً دارِعاً وهو حاسِرُ قوله ما هو قادرُ أَي مُقَدِّرٌ وثَقَلُ الرجل بالثاء حَشَمه ومتاع بيته وأَراد بالثَّقَل ههنا النساء أَي نساؤنا ونساؤهم طامعات في ظهور كل واحد من الحَيَّيْنِ على صاحبه والأَمر في ذلك جار على قدر الرحمن وقوله ومُسْتَلَباً سِرْبالَه لا يُناكِرُ أَي يُسْتَلَبُ سِرْبالَه وهو لا يُنْكِرُ ذلك لأَنه مصروع قد قتل وانتصب سرباله بأَنه مفعول ثان لمُسْتَلَب وفي مُسْتَلَب ضمير مرفوع به ومن رفع سرباله جعله مرتفعاً به ولم يجعل فيه ضميراً واليافع المُتَرَعْرِعُ الداخلُ في عَصْرِ شبابه والدارع اللابس الدرع والحاسر الذي لا درع عليه وتَقَدَّر له الشيءُ أَي تهيأَ وفي حديث الاستخارة فاقْدُرْه لي ويَسِّرْه عليّ أَي اقض لي به وهيئه وقَدَرْتُ الشيء أَي هيأْته وقَدْرُ كل شيء ومِقْداره مَبْلَغُه وقوله تعالى وما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِه أَي ما عظموا الله حق تعظيمه وقال الليث ما وَصَفوه حق صِفَتِه والقَدَرُ والقَدْرُ ههنا بمعنى واحد وقَدَرُ الله وقَدْرُه بمعنًى وهو في الأَصل مصدر والمِقْدارُ الموتُ قال الليث المِقْدارُ اسم القَدْر إِذا بلغ العبدُ المِقْدارَ مات وأَنشد لو كان خَلْفَك أَو أَمامَك هائِباً بَشَراً سِواكَ لَهابَك المِقْدارُ يعني الموت ويقال إِنما الأَشياء مقاديرُ لكل شيء مِقْدارٌ داخل والمِقْدار أَيضاً هو الهِنْداز تقول ينزل المطر بمِقْدار أَي بقَدَرٍ وقَدْرٍ وهو مبلغ الشيء وكل شيء مُقْتَدِرٌ فهو الوَسَطُ ابن سيده والمُقْتَدِر الوسط من كل شيء ورجل مُقْتَدِرُ الخَلْق أَي وَسَطُه ليس بالطويل والقصير وكذلك الوَعِلُ والظبي ونحوهما والقَدْرُ الوسط من الرحال والسروج ونحوهما تقول هذا سرجٌ قَدْرٌ يخفف ويثقل التهذيب سَرْجٌ قادرٌ قاترٌ وهو الواقي الذي لا يَعْقِرُ وقيل هو بين الصغير والكبير والقَدَرُ قِصَرُ العُنُق قَدِرَ قَدَراً وهو أَقدرُ والأَقْدَر القصير من الرجال قال صَخْرُ الغَيّ يصف صائداً ويذكر وُعُولاً قد وردت لتشرب الماء أَرَى الأَيامَ لا تُبْقِي كريماً ولا الوَحْشَ الأَوابِدَ والنَّعاما ولا عُصْماً أَوابِدَ في صُخُورٍ كُسِينَ على فَراسِنِها خِداما أُتِيحَ لها أُقَيْدِرُ ذو حَشِيفٍ إِذا سامتْ على المَلَقاتِ ساما معنى أُتيح قُدّر والضمير في لها يعود على العُصْم والأُقَيْدِرُ أَراد به الصائد والحَشيف الثوب الخَلَقُ وسامت مَرَّتْ ومضت والمُلَقات جمع مَلَقَةٍ وهي الصخرة الملساء والأَوابد الوحوش التي تأَبَّدَتْ أَي توحشت والعُصْمُ جمع أَعْصَمَ وعَصْماء الوَعِلُ يكون بذراعيه بياض والخِدَام الخَلاخِيلُ وأَراد الخطوطَ السُّودَ التي في يديه وقال الشاعر رأَوْكَ أُقَيْدِرَ حِنْزَقْرَةً وقيل الأَقْدَر من الرجال القصير العنق والقُدَارُ الرَّبْعَةُ من الناس أَبو عمرو الأَقْدَرُ من الخَيل الذي إِذا سار وقعت رجلاه مواقع يديه قال رجل من الأَنصار وقال ابن بري هو عَدِيُّ بن خَرَشَةَ الخَطْمِيُّ ويَكْشِفُ نَخْوَةَ المُخْتالِ عَنِّي جُرَازٌ كالعَقِيقَةِ إِن لَقِيتُ وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهَوَاتِ ساطٍ كُمَيْتٌ لا أَحَقُّ ولا شَئِيتُ النخوة الكبر والمختال ذو الخيلاء والجراز السيف الماضي في الضَّرِيبة شبهه بالعقيقة من البرق في لَمَعانه والصهوات جمع صَهْوَة وهو موضع اللِّبْدِ من ظهر الفرس والشئيب الذي يَقْصُرُ حافرا رجليه عن حافِرَي يديه بخلاف الأَقْدَرِ والأَحَقُّ الذي يُطَبِّقُ حافِرا رجليه حافِرَيْ يديه وذكر أَبو عبيد أَن الأَحَقَّ الذي لا يَعْرَقُ والشَّئيتُ العَثُور وقيل الأَقدر الذي يُجاوِزُ حافرا رجليه مَواقعَ حافِرَيْ يديه ذكره أَبو عبيد وقيل الأَقْدَرُ الذي يضع رجليه حيث ينبغي والقِدْرُ معروفة أُنْثَى وتصغيرها قُدَيْرٌ بلا هاء على غير قياس الأَزهري القِدْرُ مؤنثة عند جميع العرب بلا هاء فإِذا صغرت قلت لها قُدَيرة وقُدَيْر بالهاء وغير الهاء وأَما ما حكاه ثعلب من قول العرب ما رأَيت قِدْراً غلا أَسْرَعَ منها فإِنه ليس على تذكير القِدْرِ ولكنهم أَرادوا ما رأَيت شيئاً غلا قال ونظيره قول الله تعالى لا يَحِلُّ لك النساء من بَعْدُ قال ذكر الفعل لأَن معناه معنى شيء كأَنه قال لا يحل لك شيء من النساء قال ابن سيده فأَما قراءة من قرأَ فناداه الملائكة فإِنما بناه على الواحد عندي كقول العرب ما رأَيت قِدْراً غلا أَسْرَعَ منها ولا كقوله تعالى لا يحل لك النساء من بعد لأَن قوله تعالى فناداه الملائكة ليس بجحد فيكون شيء مُقَدَّر فيه كما قُدِّرَ في ما رأَيت قِدْراً غَلا أَسْرَعَ وفي قوله لا يحل لك النساء وإِنما استعمل تقدير شيء في النفي دون الإِيجاب لأَن قولنا شيء عام لجميع المعلومات وكذلك النفي في مثل هذا أَعم من الإِيجاب أَلا ترى أَن قولك ضربت كل رجل كذب لا محالةً وقولك ما ضربت رجلاً قد يجوز أَن يكون صدقاً وكذباً فعلى هذا ونحوه يوجد النفي أَعم من الإِيجاب ومن النفي قوله تعالى لن يَنالَ اللهَ لحومُها ولا دِماؤها إِنما أَراد لن ينالَ اللهَ شيءٌ من لحومها ولا شيء من دمائها وجَمْعُ القِدْرِ قُدورٌ لا يُكَسَّرُ على غير ذلك وقَدَرَ القِدْرَ يَقْدِرُها ويَقْدُرُها قَدْراً طَبَخَها واقْتَدَر أَيضاً بمعنى قَدَرَ مثل طَبَخَ واطَّبَخَ ومَرَقٌ مَقْدُور وقَدِيرُ أَي مطبوخ والقَدِيرُ ما يطبخ في القِدْرِ والاقتدارُ الطَّبْخُ فيها ويقال أَتَقْتَدِرُون أَم تَشْتَوُون الليث القديرُ ما طُبِخَ من اللحم بتَوابِلَ فإِن لم يكن ذا تَوابِلَ فهو طبيخ واقْتَدَرَ القومُ طَبَخوا في قِدْرٍ والقُدارُ الطَّبَّاخُ وقيل الجَزَّارُ وقيل الجَزَّار هو الذي يلي جَزْرَ الجَزُور وطَبْخَها قال مُهَلْهِلٌ إِنَّا لنَضْرِبُ بالصَّوارِم هامَها ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ القُدَّام جمع قادم وقيل هو المَلِكُ وفي حديث عُمَيْر مولى آبي اللحم أَمرني مولاي أَن أَقْدُرَ لحماً أَي أَطْبُخَ قِدْراً من لحم والقُدارُ الغلام الخفيف الروح الثَّقِفُ اللَّقِفُ والقُدارُ الحية كل ذلك بتخفيف الدال والقُدارُ الثعبان العظيم وفي الحديث كان يَتَقَدَّرُ في مرضه أَين أَنا اليومَ أَي يُقَدِّرُ أَيامَ أَزواجه في الدَّوْرِ علهن والقَدَرةُ القارورةُ الصغيرة وقُدارُ بن سالِفٍ الذي يقال له أَحْمَرُ ثمود عاقر ناقة صالح عليه السلام قال الأَزهري وقالت العرب للجَزَّارِ قُدارٌ تشبيهاً به ومنه قول مُهَلْهِل ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ اللحياني يقال أَقمت عنده قَدْرَ أَن يفعل ذلك قال ولم أَسمعهم يطرحون أَن في المواقيت إِلا حرفاً حكاه هو والأَصمعي وهو قولهم ما قعدت عنده الاَّ رَيْثَ أَعْقِد شِسْعي وقَيْدارٌ اسم

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88