كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

عثق
العَثَقُ شجر نحو القامة وورقة شبيه بورق الكَبَر إِلا أَنه كثيف غليظ ينبت في الشواهق كما ينبت الكَتَمُ لا يأْكله شيء ويُجَفَّفُ ورقه ويُدَقُّ ويُوخَفُ بالماء كما يُوخَفُ الخِطْمِيُّ فيطلى به في موضع كَنينٍ فإِذا جفَّ أُعيدَ فحَلَقَ الشعر حَلْق النُّورة أَبو عمرو سحاب مُنْعَثِقٌ إِذا اختلط بعضه ببعض وفي لغات هذيل أَعْثَقَت الأَرضُ إِذا أَخصبت

عدق
عَدَقَ يَعْدِقُ وأَعْدَقَ وعَوْدَقَ أَدخل يده في نواحي البئر والحوض كأَنه يطلب شيئاً وعَدَق الشيءَ يَعْدِقُه عَدْقاً جمعه والعَوْدَقُ والعَوْدَقةُ حديدة ذات ثلاث شعب يُستخرج بها الدلو من البئر ابن الأَعرابي العَوْدَقةُ والعَدْوقة لخُطَّاف البئر وجمعها عُدقٌ وقال العَدَق الخطاطيف التي تُخْرج الدلاءُ بها واحدتها عَدَقَةٌ وربما سميت اللَّبْجَةُ عَوْدَقةً واللَّبْجة حديدة لها خمسة مخالب تنصب للذئب يجعل فيها اللحم فإِذا اجتذبه نَشِبَ في حلقه ورجل عادِقُ الرأْي ليس له صَيِّور يصير إِليه يقال عَدَقَ بظنّه عَدْقاً إِذا رَجمَ بظنه ووجَّه الرأْي إِلى ما لا يَسْتَيْقنه

عذق
العَذْقُ كل غصن له شُعَب والعَذْق أَيضاً النخلة عند أَهل الحجاز والعِذْق الكِباسة قال الجوهري العَذْق بالفتح النخلة بحَمْلها ومنه حديث السَّقيفة أَنا عُذَيْقُها المُرْجَّبُ تصغيراً لعَذْق النخلة وهو تصغير تعظيم وفي الحديث كَمْ من عذْقٍ مُذَلَّل في الجنة لأَبي الدحداح العَذْق بالفتح النخلة وبالكسر العَرْجون بما فيه من الشماريخ ويجمع على عِذاقٍ قال ابن الأَثير ومنه حديث أَنس فردَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى أُمْي عِذاقَها أَي نخلاتها وفي حديث أَنس لا قطع في عِذْقٍ معلّق لأَنه ما دام معلقاً في الشجرة فليس في حِرْز وفي الحديث لا والذي أَخرج العَذْق من الجريمةِ أَي النخلة من النواة فأَما عَذْقُ بن طابٍ فإِنما سموا النخلة باسم الجنس فجعلوه معرفة ووصفوه بمضاف إِلى معرفة فصار كزيد بن عمرو وهو تعليل الفارسي والعِذْق القِنْوُ من النخل والعنقود من العنب وجمعه أَعْذاقٌ وعُذوق وأَعْذَقَ الإِذْخِرُ إِذا أَخرج ثمره وعَذَقَ أَيضاً كذلك قال أَبو حنيفة قال أُصَيْلٌ للنبي صلى الله عليه وسلم حين سأَله عن مكة تركتُها وقد أَحْجَنَ ثُمامها وأَعْذَقَ إِذْخِرُها وأَمْشَرَ سَلَمُها فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أُصَيْلُ دَع القلوبَ تَقِرّ ولم يفسر أَبو حنيفة معنى قوله أَعْدَقَ إِذْخرها ابن الأَثير أَعْذق إِذخرها أَي صارت له عُذوق وشُعَب وقيل أَعْذق بمعنى أَزهر ابن الأَعرابي عَذَقَ السَّخْبَرُ إِذا طال نباته وثمرته عَذَقُه والعَذْقَةُ والعِذْقَة العلامة تجعل على الشاة مخالفة للونها تعرف بها وخص بعضهم به المعز عَذَقَها يَعْذُقها عَذْقاً وأَعْذقها إِذا ربط في صوفها صوفة تخالف لونها يعرفها بها قال الأَزهري وسمعت غير واحد من العرب يقول اعْتذَق فلان بَكرة من إِبله إِذا أَعلم عليها لقبضها والعلامة عَذْقة بالفتح وعَذَقَ الرجلَ بشرٍّ يَعْذِقُه عَذْقاً وَسَمه بالقبيح ورماه به حتى عُرف به وهو من ذلك كأَنه جعله له علامة والعَذْق إِبداء الرجل إِذا أَتى أَهله ويقال في بني فلان عِذْقٌ كَهْلٌ أَي عِزّ قد بلغ غايته وأَصله الكِباسة إِذا أَينعت ضربت مثلاً للعِزّ القديم قال ابن مقبل وفي غَطَفانَ عِذْقُ عِزّ مُمَنَّعُ على رَغْم أَقوامِ منَ الناس يانِعُ فقوله عِذْقٌ يانعٌ كقولك عِزّ كَهْل وعِذْق كَهْل والعِذْقُ موضع وخَبْراء العِذَقِ معروفة بناحية الصَّمِّان قال الأَزهري ومما اعتقب فيه القاف والباء انْزَرَبَ في بيته وانْزَرق وابْتَشَرْت الشيء واقْتَشَرتْه ويقال للذي يقوم بأُمور النخل وتَأْبِيره وتسوية عُذُوقه وتذليلها للقِطاف عاذِقٌ قال كعب بن زهير يصف ناقته تَنْجو ويَقْطُر ذِفْراها على عُنُقٍ كالجِذْعِ شَذَّب عنه عاذِقٌ سَعَفَا وفي الصحاح عَذَّقَ عنه عاذِقٌ سعفا وعَذَقْت النخلة قطعت سعَفَها وعَذَّقت شدد للكثرة قال ابن الأَعرابي اعْتَذَقَ الرجلُ واعْتَذَب إِذا أَسبْل لعمامته عَذَبَتَيْن من خلف وقال ابن الفرج سمعت عَرَّاماً يقول كذبت عَذَّاقَتُه وعَذَّابَتُه وهي استه وامرأَة عَقْذَانةٌ
( * قوله « وامرأة عقذانة إلخ » تقدم في مادة عقذ وشتقذ نقل هذه العبارة بعينها وفيها عدوانة بدل عذقانة وهو تحريف والصواب ما هنا ) وشَقْذانةٌ وعَذْقانة أَي بَذِيَّة سليطة وكذلك امرأَة سَلَطَانَةٌ وسَلَتانة وفي نوادر الأَعراب فلان عَذِقٌ بالقلوب ولَبِقٌ وطِيب عَذِقٌ أَي ذكي الريح

عذلق
الأَزهري عن ابن الأَعرابي يقال للغلام الحاد الرأْس الخفيف الروح عُسّْلوج وعُذْلوق وغَيْدان وغَيْذان وشَمَيْذَر

عرق
العَرَق ما جرى من أُصول الشعر من ماء الجلد اسم للجنس لا يجمع هو في الحيوان أَصل وفيما سواه مستعار عَرِق عَرَقاً ورجل عُرَقٌ كثير العَرَق فأَما فُعَلَةٌ فبناء مطرد في كل فعل ثلاثي كهُزَأَة وربما غُلِّظ بمثل هذا ولم يُشْعَر بمكان اطراده فذكر كما يذكر ما يطرد فقد قال بعضهم رجل عُرَقٌ وعُرَقةٌ كثير العرق فسوّى بين عُرَقٍ وعُرَقةٍ وعُرَقٌ غير مطرد وعُرَقةٌ مطرد كما ذكرنا وأَعْرَقْتُ الفرس وعَرَّقْتُه أَجريته ليعرق وعَرِقَ الحائطُ عَرَقاً نَدِيَ وكذلك الأَرض الثَّرِيّة إِذا نَتَح فيها الندى حتى يلتقي هو والثرى وعَرَقُ الزجاجةِ ما نَتح به من الشراب وغيره مما فيها ولَبَنٌ عَرِقٌ بكسر الراء فاسدُ الطعم وهو الذي يُحْقَن في السقاء ويعلَّق على البعير ليس بينه وبين جنب البعير وقاء فيَعْرَقُ البعيرُ ويفسد طعمه عن عَرَقِه فتتغير رائحته وقيل هو الخبيث الحمضُ وقد عَرِق عَرَقاً والعرَقُ الثواب وعَرَق الخِلال ما يرشح لك الرجل به أَي يعطيك للمودة قال الحرث بن زهير العبسي يصف سيفاً سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنِّي وما أُعْطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ أَي لم يَعْرَق لي بهذا السيف عن مودة إِنما أَخذته منه غضباً وقيل هو القليل من الثواب شبّه بالعرقِ قال شمر العرَقُ النفع والثواب تقول العرب اتخذت عنده يداً بيضاء وأُخرى خضراء فما نِلْتُ منه عَرَقاً أَي ثواباً وأَنشد بيت الحرث بن زهير وقال معناه لم أُعْطَه للمُخالَّة والمودة كما يُعْطي الخليلُ خليلَه ولكني أَخذته قَسْراً والنون اسم سيف مالك بن زهير وكان حَمَلُ بن بدر أَخذه من مالك يوم قتَلَه وأَخذه الحرث من حمل بن بدر يوم قتله وظاهر بيت الحرث يقضي بأَنه أَخذ من مالك
( * قوله « من مالك إلخ » كذا بالأصل ولعله من حمل ) سيفاً غير النون بدلالة قوله سأَجعله مكان النون أَي سأَجعل هذا السيف الذي استفدته مكان النون والصحيح في إِنشاده ويُخْبِرُهم مكان النون مِّنِي لأَن قبله سيُخْبِرُ قومَه حَنَشُ بن عمرو إِذا لاقاهُمُ وابْنا بِلال والعَرقُ في البيت بمعنى الجزاء ومَعارِقُ الرمل أَلعْاطُه وآباطُه على التشبيه بمَعارِق الحيوان والعرَق اللَبنُ سمي بذلك لأَنه عَرَقٌ يتحلَّب في العروق حتى ينتهي إِلى الضرع قال الشماخ تغدُو وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها عَرَقاً منْ ناصعِ اللونِ حُلْوِ الطعم مجهودِ والرواية المعروفة غُرَقاً جمع غُرْقة وهي القليل من اللبن والشراب وقيل هو القليل من اللبن خاصة ورواه بعضهم تُصْبح وقد ضمنت وذلك أَن قبله إِن تُمْسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه من الأَسالِق عارِي الشَّوْكِ مَجْرودِ تصبح وقد ضمنت ضَرَّاتها عَرَقاً فهذا شرط وجزاء ورواه بعضهم تُضْحِ وقد ضمنت على احتمال الطيّ وعَرِقَ السقاءُ عَرَقاً نتح منه اللبن ويقال إِنَّ بغنمك لعِرْقاً من لبن قليلاً كان أَو كثيراً ويقال عَرَقاً من لبن وهو الصواب وما أَكثر عَرَق إِبلك وغنمك أَي لبَنها ونتاجها وفي حديث عمر أَلا لا تُغالوا صُدُقَ النساء فإِن الرجال تُغالي بصداقها حتى تقول جَشِمْت إِليك عَرَق القربة قال الكسائي عَرَقُ القِرْبة أَن يقول نَصِبْت لك وتكلفت وتعبت حتى عَرِقْت كعَرَقِ القِرْبة وعَرَقُها سَيَلانُ مائها وقال أَبو عبيدة تكلفت إِليك ما لا يبلغه أَحد حتى تجشَّمْت ما لا يكون لأَن القربة لا تَعْرَق وهذا مثل قولهم حتى يَشيبَ الغُرابُ ويَبيضَ الفأْر وقيل أَراد بعَرقِ القربة عَرَقَ حامِلها من ثِقَلها وقيل أَراد إِني قصدتك وسافرت إِليك واحتجت إِلى عَرَق القربة وهو ماؤها قال الأَصمعي عَرق القربة معناه الشدة ولا أَدري ما أَصله وأَنشد لابن أَحمر الباهلي لَيْستْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ وعَفْوُها عَرق السِّقاء على القَعود اللاَّغِبَ قال أَراد أَنه يسمع الكلمة تَغِيظه وليست بمشتمة فيُؤاخِذ بها صاحَبها وقد أُبْلَغتْ إِليه كعَرَق السقاء على القَعُود اللاغب وأَراد بالسقاء القربة وقيل لَقِيت منه عَرَقَ القربة أَي شدَّة ومشقة ومعناه أَن القربة إِذا عَرِقت وهي مدهونة خبُث ريحها وأَنشد بيت ابن أَحمر ليست بمشتمة وقال أَراد عَرَقَ القربة فلم يستقم له الشعر كما قال رؤبة كالكَرْم إِذْ نادَى منَ الكافورِ وإِنما يقال صاحَ الكرمُ إِذا نوَّر فكَرِه احتمال الطيّ لأَن قوله صاح من ال مفتعلن فقال نادى فأَتمَّ الجزء على موضوعه في بحره لأَن نادى من ال مستفعلن وقيل معناه جَشِمْت إِليك النصَبَ والتعب والغُرْمَ والمؤونة حتى جَشِمْت إِليك عَرَقَ القربة أَي عِراقها الذي يُخْرَزُ حولها ومن قال عَلَقَ القربة أَراد السيور التي تعلَّق بها وقال ابن الأََعرابي كَلِفْت إِليك عَرَقَ القربة وعَلَق القربة فأَما عَرَقُها فعَرَقُك بها عن جَهْد حَمْلِها وذلك لأَن أَشدّ الأَعمال عندهم السَّقْيُ وأَما علقها فما شُدَّت به ثم عُلِّقت وقال ابن الأَعرابي عَرَقُ القربة وعَلَقُها واحد وهو مِعْلاق تحمل به القربة وأَبدلوا الراء من اللام كما قالوا لعَمْري ورَعَمْلي قال الجوهري لَقيت من فلان عَرَق القربة العَرَقُ إِنما هو للرجل لا للقربة وأَصله أَن القِرَبَ إِنما تْحمِلها الإِماءُ الزوافر ومَنْ لا مُعِين له وربما افتقر الرجل الكريم واحتاج إِلى حملها بنفسه فيَعْرَقُ لما يلحقه من المشقة والحياء من الناس فيقال تجشَّمْت لك عَرَقَ القربة وعَرَقُ التمر دِبْسه وناقة دائمة العَرَقِ أَي الدِّرَّة وقيل دائمة اللبن وفي غنمه عَرَقٌ أَي نِتاج كثير عن ابن الأَعرابي وعِرْق كل شيء أَصله والجمع أَعْراق وعُروق ورجل مُعْرِقٌ في الحسب والكرم ومنه قول قُتَيْلة بنت النضر بن الحرث
أَمُحَمَّدٌ ولأَنْت ضَنْءُ نَجيبةٍ ... في قَوْمها والفَحْلُ فحلٌ مُعْرِق
أَي عريق النسب أَصيل ويستعمل في اللؤم أَيضاً والعرب تقول إِنَّ فلاناً لَمُعْرَق له في الكرم وفي اللؤم أَيضاً وفي حديث عمر بن عبد العزيز إِنَّ امْرَأً ليس بينه وبين آدم أَبٌ حيٌّ لَمُعْرَق له في الموت أَي إِن له فيه عِرْقاً وإِنه أَصيل في الموت وقد عَرَّقَ فيه أَعمامُه وأَخواله وأَعْرقوا وأَعْرق فيه إِعْراق العبيد والإماء إِذا خالطه ذلك وتخلَّق بأَخلاقهم وعَرِّق فيه اللئامُ وأَعْرَقوا ويجوز في الشعر إِنه لَمعْروقٌ له في الكرم على توهم حذف الزائد وتَداركه أعْراقُ خير وأَعْراق شر قال جَرى طَلَقاً حتى إِذا قيل سابقٌ تَدارَكَه أَعْراقُ سَوْءِ فبَلَّدا قال الجوهري أَعْرَق الرجل أَي صار عَريقاً وهو الذي له عُروق في الكرم يقال ذلك في الكرم واللؤم جميعاً ورجل عَريق كريم وكذلك الفرس وغيره وقد أَعْرَقَ يقال أََعْرَق الفرس كِذا صار عَريقاً كريماً والعَريق من الخيل الذي له عِرْقٌ في الكرم ابن الأَعرابي العُرُقُ أَهل الشرف واحدُهم عَريق وعَرُوق والعُرُقُ أَهل السلامة في الدين وغلام عَريقٌ نحيف الجسم خفيف الروح وعُرُوقُ كلِّ شيء أَطْبَاب تَشَعَّبُ منه واحدها عِرْق وفي الحديث إِن ماءَ الرجل يجري من المرأَة إِذا واقعها في كل عِرْقٍ وعَصَبٍ العِرْق من الحيوان الأَجْوَف الذي يكون فيه الدم والعَصَبُ غير الأَجْوَف والعُرُوقُ عُروقُ الشجر الواحد عِرْق وأَعْرَقَ الشجرُ وعَرَّقَ وتَعَرَّقَ امتدَّتْ عُروقه في الأَرض وفي المحكم امتدَّت عُروقه بغير تقييد والعَرْقاة والعِرْقاة الأَصل الذي يذهب في الأَرض سُفْلاً وتَشَعَّبُ منه العُروقُ وقال بعضهم أَعْرِقَةٌ وعِرْقَات فجمع بالتاء وعِرْقاةُ كل شيء وعَرْقاته أَصله وما يقوم عليه ويقال في الدعاء عليه استأْصل الله عَرْقاتَهُ ينصبون التاء لأَنهم يجعلونها واحدة مؤنثة قال الأَزهري والعرب تقول استأْصل الله عِرْقاتِهم وعِرْقاتَهُمْ أَي شأْفَتهم فعِرْقاتِهم بالكسر جمع عِرْق كأَنه عِرْقٌ وعِرْقات كعِرْسَ وعِرْسات لأَن عِرْساً أُنثى فيكون هذا من المذكر الذي جمع بالأَلف والتاء كسِجِلّ وسِجِلاَّتٍ وحَمّام وحَمّاماتٍ ومن قال عِرْقاتَهم أَجْراه مجرى سِعْلاة وقد يكون عِرْقاتَهُم جمع عِرْق وعِرْقة كما قال بعضهم رأَيت بناتَك شبهوها بهاء التأْنيث التي في قَناتِهِم وفَتاتِهم لأَنها للتأْنيث كما أَن هذه له والذي سمع من العرب الفصحاء عِرْقاتِهِم بالكسر قال الليث العِرْقاةُ من الشجر أُرُومُهُ الأَوسط ومنه تَتَشَعَّب العُروق وهو على تقدير فِعْلاةٍ قال الأَزهري ومن كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع عِرْقَةٍ فقد أَخطأَ قال ابن جني سأَل أَبو عمرو أَبا خَيْرَةَ عن قولهم استأْصل الله عِرْقاتِهم فنصب أَبو خيرة التاء من عِرْقاتِهم فقال له أَبو عمرو هَيْهات أَبا خيرة لانَ جِلْدُك وذلك أَن أَبا عمرو استضعف النصب بعدما كان سَمِعَها منه بالجر قال ثم رواها أَبو عمرو فيما بعد بالجر والنصب فإِما أَن يكون سمع النصب من غير أَبي خيرة ممن تُرْضى عربيته وإِما أَن يكون قوي في نفسه ما سمعه من أَبي خيرة بالنصب ويجوز أَيضاً أَن يكون أَقام الضعف في نفسه فحكى النصبَ على اعتقاده ضعفه قال وذلك لأَن الأعرابي يَنْطِقُ بالكلمة يعتقد أَن غيرها أَقوى في نفسه أَلا ترى أَن أَبا العباس حكى عن عُمَارة أَنه كان يقرأُ ولا الليلُ سابقٌ النهارَ ؟ فقال له ما أَرَدْتَ ؟ فقال أَردتُ سابقُ النهارِ فقال له فهلا قُلْتَه ؟ فقال لو قُلْتُه لكان أَوْزَنَ أَي أَقوى والعِرْقُ نبات أَصفر يصبغ به والجمع عُروقٌ عن كراع قال الأَزهري والعُروقُ عُروقُ نباتٍ تكون صُفْراً يصبغ بها ومنها عُروق حمر يصبغ بها وفي حديث عطاء أَنه كره العُروقَ للمُحْرم العُروقُ نبات أَصفر طيب الريح والطعم يعمل في الطعام وقيل هو جمع واحده عِرْقٌ وعُروقُ الأَرضِ شحمها وعُروقَها أَيضاً مَناتِح ثَراها وفي حديث عِكْرَاش ابن ذُؤَيْبٍ أَنه قَدِمَ على النبي صلى الله عليه وسلم بإِبلٍ من صدقات قومه كأَنه عُروقُ الأرْطى الأَرطى شجر معروف واحدته أَرْطاةٌ قال الأَزهري عُروقُ الأَرطى طِوال حمر ذاهبة في ثَرَى الرمال الممطورة في الشتاء تراها إِذا انْتُثِرَتْ واستُخْرِجَت من الثّعرَى حُمْراً ريَّانةً مكتَنِزةً تَرِقَّ يَقطُر منها الماءُ فشبَّهَ الإِبل في حُمْرةِ أَلوانها وسِمَنها وحسنها واكتناز لحومها وشحومها بعُرُوقِ الأَرْطى وعُرُوق الأَرْطى يقطر منها الماء لانْسِرابها في رِيِّ الثَّرَى الذي انْسابَتْ فيه والظباءُ وبقرُ الوحش تجيءُ إِليها في حَمْراءِ القَيْظِ فتستثيرها من مَسَاربها وتَتَرَشَّفُ ماءها فتَجْزأُ به عن وِرْدِ الماءِ قال ذو الرمة يصف ثوراً يحفر أَصل أَرْطاةٍ لِيَكْنِسَ فيه من الحرِّ تَوَخَّاهُ بالأَظْلافِ حتى كأَنَّما يُثِير الكُبابَ الجَعْد عن مَتْنَ محْمَلِ وقول امرئ القيس إِلى عِرْقِ الثَّرَى وشَجَتْ عَرُوقي قيل يعني بِعرْقِ الثَّرَى إِسمعيلَ بن إِبراهيم عليهما السلام ويقال فيه عِرْقٌ من حُموضةٍ ومُلوحةٍ أَي شيء يسير والعِرْقُ الأَرض المِلْح التي لا تنبت وقال أَبو حنيفة العِرْقُ سَبَخَةٌ تنبت الشجر واسْتَعْرَقَتْ إِبِلكُم أَتت ذلك المكان قال أَبو زيد اسْتَعَرقت الإِبل إِذا رعت قُرْب البحر وكل ما اتصل بالبحر من مَرْعىً فهو عِراقٌ وإِبل عِراقيَّة منسوبة إِلى العِرْقِ على غير قياس والعِراقُ بقايا الحَمْض وإِبل عِراقيَّةٌ ترعى بقايا الحمض وفيه عِرْقٌ من ماءٍ أَي قليل والمُعْرَقُ من الخمر الذي يمزج ليلاً مثلَ العِرْقِ كأَنه جُعل فيه عِرْقٌ من الماء قال البُرْجُ بن مُسْهِرٍ ونَدْمانٍ يَزيدُ الكَأْسَ طِيباً سَقَيْتُ إِذا تَغَوَّرَتِ النجومُ رفَعْتُ برأْسِه وكشفتُ عنه بمُعْرَقة ملامةَ من يَلومُ ابن الأَعرابي أَعْرَقْتُ الكأْسَ وعَرَّقْتُها إِذا أَقللت ماءها وأَنشد للقطامي ومُصَرَّعينَ من الكَلالِ كأَنَّما شَرِبوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَق وعَرَّقْتُ في السِّقاء والدلو وأَعْرَقْتُ جعلت فيهما ماء قليلاً قال لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّقْ فيها أَلا تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسْقِيها ؟ حَبَار اسم ناقته وقيل الحَبَار هنا الأَثَر وقيل الحَبَار هيئة الرجل في الحسن والقبح عن اللحياني والعُرَاقَةُ النَّطْفة من الماء والجمع عُرَاق وهي العَرْقَاة وعمل رجل عملاً فقال له بعض أَصحابه عرَّقْت فَبرَّقْتَ فمعنى بَرَّقْت لوَّحْت بشيء لا مصْداق له ومعنى عَرَّقْت قلَّلت وهو مما تقدم وقيل عَرَّقْت الكأْسَ مزجتها فلم يعيَّنِ بقلَّة ماء ولا كثرة وقال اللحياني أَعْرَقْتُ الكأْسَ ملأْتها قال وقال أَبو صفوان الإِعْراقُ والتَّعْرِيقُ دون المَلْءِ وبه فسَّر قوله لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّق فيها وفي النوادر تركت الحق مُعْرقاً وصادِحاً وسانِحاً أَي لائِحاً بيِّناً وإِنه لخبيث العَرْق أَي الجسد وكذلك السِّقاء وفي حديث إِحيْاء المَواتِ مَن أَحْياء أَرضاً ميتة فهي له وليس لِعِرْق ظالم حقٌّ العِرْقُ الظالم هو أَن يجيء الرجل إِِلى أَرض قد أَحياها رجل قبله فيغرس فيها غرساً غصباً أَو يزرع أَو يُحْدِثَ فيها شيئاً ليستوجب به الأَرضَ قال ابن الأَثير والرواية لعِرْقٍ بالتنوين وهو على حذف المضاف أَي لذي عِرْقٍ ظالم فجعَلَ العِرْقَ نفسه ظالماً والحَقَّ لصاحبه أَو يكون الظالم من صفة صاحب العرق وإِن روي عِرْق بالإِضافة فيكون الظالمُ صاحبَ العِرْق والحقُّ للعِرْقِ وهو أَحد عُروق الشجرة قال أَبو علي هذه عبارة اللغويين وإِنما العِرْقُ المَغْروسُ أَو المَوْضع المَغْروس فيه وما هو عندي بَعرْقِ مَضِنَّة أَي ما لَه قَدْر والمعروف عِلْقُ مَضِنَّةٍ وأَرى عِرْقَ مَضِنَّةٍ إِنما يستعمل في الجحد وحده ابن الأَعرابي يقال عِرْقُ مَضِنَّةٍ وعِلْقُ مَضِنَّةٍ بمعنى واحد سمي عِلْقاً لأَنه عَلِقَ به لحبِّه إِياه يقال ذلك لكل ما أَحبه والعُرَاقُ المطر الغزير والعُراقُ العظيم بغير لحم فإِن كان عليه لحم فهو عَرْق قال أَبو القاسم الزجاجي وهذا هو الصحيح وكذلك قال أَبو زيد في العُرَاقِ واحتج بقول الراجز حَمْراءُ تَبْرِي اللحمَ عن عُرَاقِها أَي تبري اللحم عن العظم وقيل العَرْقُ الذي قد أُخِذَ أَكثر لحمه وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أُم سَلَمة وتناول عَرْقاً ثم صلى ولم يتوضأْ وروي عن أُم إِسحق الغنويّة أَنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت حَفْصة وبين يديه ثَرِيدةٌ قالت فناولني عَرْقاً العَرْقُ بالسكون العظم إِذا أُخذ عنه معظم اللحم وهَبْرُهُ وبقي عليها لحوم رقيقة طيبة فتكسر وتطبخ وتؤْخذ إِهالَتُها من طُفاحتها ويؤكل ما على العظام من لحم دقيق وتُتَمَشَّش العظامُ ولحمُها من أَطيب اللُّحْمانِ عندهم وجمعه عُرَاقٌ قال ابن الأَثير وهو جمع نادر يقال عَرَقْتُ العظمَ وتَعَرَّقْتُه إِذا أَخذتَ اللحم عنه بأَسنانك نَهْشاً وعظم مَعْروقٌ إذا أُلقي عنه لحمه وأَنشد أَبو عبيد لبعض الشعراء يخاطب امرأَته ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَليهِ ولا تُهْدِنَّ مَعْروقَ العِظامِ قال الجوهري والعَرْقُ مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أَعْرُقُه بالضم عَرْقاً ومَعْرقاً وقال أَكُفُّ لساني عن صَديقي فإِن أُجَأْ إِليه فإِنِّي عارقٌ كلَّ مَعْرَقِ والعَرْق الفِدْرة من اللحم وجمعها عُرَاقٌ وهو من الجمع العزيز قال ابن السكيت ولم يجئ شيء من الجمع على فُعالٍ إِلا أَحرف منها تُؤَامٌ جمع تَوْأَمٍ وشاة رُبَّى وغنم رُبابٌ وظِئْرٌ وظُؤَارٌ وعَرْقٌ وعُرَاقٌ ورِخْلٌ ورُخالٌ وفَريرٌ وفُرارٌ قال ولا نظير لها قال ابن بري وقد ذكر ستة أَحرف أُخَر وهي رُذَال جمع رَذْل ونُذَال جمع نَذْلٍ وبُسَاط جمع بُسْط للناقة تُخَلَّى مع ولدها لا تمنع منه وثُنَاء جمع ثِنْيٍ للشاة تلد في السنة مرتين وظُهار جمع ظَهْرٍ للريش على السهم وبُرَاءٌ جمع بَرِيءٍ فصارت الجملة اثني عشر حرفاً والعُرامُ مثل العُراقِ قال والعِظام إِذا لم يكن عليها شيء من اللحم تسمى عُرَاقاً وإِذا جردت من اللحم
( * قوله « جردت من اللحم » يعني من معظمه ) تسمى عُراقاً وفي الحديث لو وجد أَحدُهم عَرْقاً سميناً أَو مَرْمَاتَيْنِ وفي حديث الأَطعمة فصارت عَرْقَهُ يعني أَن أَضلاع السِّلْق قامت في الطبيخ مقام قِطَعِ اللحم هكذا جاءَ في رواية وفي أُخرى بالغين المعجمة والفاء يريد المَرَق من الغَرْفِ أَبو زيد وقول الناس ثَريدةٌ كثيرة العُرَاقِ خطأٌ لأَن العُراقَ العظام ولكن يقال ثريدة كثيرة الوَذَرِ وأَنشد ولا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ العظام قال ومَعْروق العظام مثل العُراق وحكى ابن الأَعرابي في جمعه عِراقٌ بالكسر وهو أَقيس وأَنشد يَبِيت ضَيْفي في عِراقٍ مُلْسِ وفي شَمولٍ عُرِّضَتْ للنَّحْسِ أَي مُلْسٍ من الشحم والنَّحْسُ الريح التي فيها غَبَرةٌ وعَرَقَ العظمَ يَعْرُقُه عَرْقاً وتَعَرَّقَه واعْتَرَقَه أَكل ما عليه والمِعْرَقُ حديدة يُبْرَى بها العُرَاق من العظام يقال عَرَقْتُ ما عليه من اللحم بِمعْرَقٍ أَي بشَفْرة واستعار بعضهم التَّعَرُّقَ في غير الجواهر أَنشد ابن الأَعرابي في صفة إِبل وركب يَتَعرَّقون خِلالَهُنَّ ويَنْثَني منها ومنهم مُقْطَعٌ وجَرِيحُ أَي يستديمون حتى لا تبقى قوة ولا صبر فذلك خِلالهن وينثني أَي يسقط منها ومنهم أَي من هذه الإِبل وأَعْرَقَه عَرْقاً أَعطاه إِياه ورجل مَعْروقٌ وفي الصحاح مَعْروقُ العظام ومُعْتَرَقٌ ومُعَرِّقٌ قليل اللحم وكذلك الخد وفرس مَعْروقٌ ومُعْتَرقٌ إِذا لم يكن على قصبه لحم ويستحب من الفرس أَن يكون مَعْروقَالخدّين قال قد أَشْهَدُ الغارةً الشَّعْواءَ تَحْمِلُني جَرْداءُ مَعْروقةُ اللَّحْيَينِ سُرْحوبُ ويروى مَعْروقةُ الجنبين وإِذا عَرِيَ لَحْياها من اللحم فهو من علامات عِتْقها وفرس مُعَرَّق إِذا كان مُضَمَّراً يقال عَرِّقْ فرسك تَعْريقاً أَي أَجْرِهِ حتى يَعْرَقَ ويَضْمُر ويذهب رَهَلُ لحمه والعَوارِقُ الأَضراس صفة غالبة والعَوارِقُ السنون لأَنها تَعْرُق الإِنسان وقد عرَقَتْه تَعْرُقه وتَعَرَّقَته وأَنشد سيبويه إِذا بََعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا كَفَى الأَيْتامَ فَقْدُ أَبي ا ليَتيمِ أَنث لأَن بعض السنين سنون كما قالوا ذهبت بعض أَصابعه ومثله كثير وعَرَقَتْه الخُطوب تَعْرُقه أَخذت منه قال أَجارَتَنا كلُّ امرئٍ سَتُصِيبُه حَوادثُ إِلاَّ تَبْتُرِ العظمَ تَعْرُقِ وقوله أَنشده ثعلب أَيام أَعْرَقَ بي عامُ المَعاصيمِ فسره فقال معناه ذهب بلحمي وقوله عام المعاصيم قال معناه بلغ الوسخ إِلى مَعاصِمي وهذا من الجَدْب قال ابن سيده ولا أَدري ما هذا التفسير وزاد الياء في المَعاصِمِ ضرورةً والعَرَقُ كل مضفورٍ مُصْطفّ واحدته عَرَقَةٌ قال أَبو كبير نَغْدُو فنَتْرك في المَزاحِف من ثَوى ونُقِرُّ في العَرَقاتِ من لم يُقْتَلِ يعني نأْسِرهم فنشدهم في العَرَقاتِ وفي حديث المظاهر أَنه أُتِيَ بعَرَقٍ من تمر قال ابن الأَثير هو زَبِيلٌ منسوج من نسائج الخُوص وكل شيء مضفورٍ فهو عَرَقٌ وعَرَقَة بفتح الراء فيهما قال الأَزهري رواه أَبو عبيد عَرَق وأَصحاب الحديث يخففونه والعَرَقُ السَّفِيفةُ المنسوجة من الخوص قبل أَن تجعل زَبِيلاً والعَرَقُ والعَرَقةُ الزَّبيل مشتق من ذلك وكذلك كل شيء يَصْطَفّ والعَرَقُ الطير إِذا صَفَّتْ في السماء وهي عَرَقة أَيضاً والعَرَقُ السطر من الخيلِ والطيرِ الواحد منها عَرَقة وهو الصف قال طفيل الغنوي يصف الخيل كأَنَّهُنَّ وقد صَدَّرْنَ من عَرَقٍ سِيدٌ تَمَطَّر جُنْحَ الليل مَبْلولُ قال ابن بري العَرَقُ جمع عَرَقَةٍ وهي السطر من الخيل وصَدَّرَ الفرسُ فهو مُصَدِّر إِذا سبق الخيل بصَدْره قال دكين مُصَدِّر لا وَسَط ولا تالْ وصَدِّرْنَ أَخرجن صُدُورهن من الصف ورواه ابن الأَعرابي صُدِّرْنَ من عَرَقٍ أَي صَدَرْن بعدما عَرِقْنَ يذهب إِلى العَرَق الذي يخرج منهن إِذا أُجرين يقال فرس مُصَدَّر إِذا كان يعرق صَدْرُه ورفعتُ من الحائط عَرَقاً أَو عَرَقَيْنِ أَي صفّاً أَو صفَّين والجمع أَعْراقٌ والعَرَقةُ طُرَّةٌ تنسج وتخاط في طرف الشُّقَّة وقيل هي طرة تنسج على جوانب الفُسْطاط والعَرَقةُ خشيبة تُعَرَّضُ على الحائط بين اللَّبِنِ قال الجوهري وكذلك الخشبة التي توضع مُعْتَرِضة بين سافَي الحائط وفي حديث أَبي الرداء أَنه رأَى في المسجد عَرَقَةً فقال غَطُّوها عنّا قال الحربي أَظنها خشبة فيها صورة والعَرَقةُ آثار اتباع الإِبل بعضها بعضاً والجمع عَرَقٌ قال وقد نَسَجْنَ بالفَلاة عَرَقا والعَرَقةُ النِّسْعةُ والعَرَقاتُ النُّسوع قال الأَصمعي العِراقُ الطِّبابَةُ وهي الجلدة التي تغطى بها عُيون الخُرَزِ وعِراقُ المزادة الخَرْز المَثْنِيّ في أَسفلها وقيل هو الذي يجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفل القربة فإِذا سوي ثم خُرِزَ عليه غير مَثْنِيّ فهو طِباب قال أَبو زيد إِذا كان الجلد أَسفل الإداوَةِ مَثْنيّاً ثم خرز عليه فهو عِراقٌ والجمع عُرُق وقبل عِراقُ القربة الخَرْز الذي في وسطها قال يَرْبوعُ ذا القَنازِع الدِّقاقِ والوَدْع والأَحْوِية الأَخْلاقِ بِي بِيَ أَرْياقكَ من أَرياقِ وحيث خُصيْاكَ إِلى المَآقِ وعارِض كجانب العِراقِ هذا أَعرابي ذكره يونس أَنه رآه يرقص ابنه وسمعه ينشد هذه الأَبيات قوله وعارض كجانب العِراقِ العارض ما بين الثنايا والأَضراس ومنه قيل للمرأَة مصقولٌ عوارضُها وقوله كجانب العِراقِ شبَّه أَسنانه في حسن نِبْتتها واصطفافها على نَسَقٍ واحد بِعِراقِ المزادة لأَن خَرْزَهُ مُتَسَرِّد مُسْتَوٍ ومثله قول الشماخ وذكر أُتُناً ورَدْنَ وحَسَسْنَ بالصائد فنفَرْن على تتابع واستقامة فقال فلما رأَينَ الماءَ قد حالَ دونَه ذُعاقٌ على جَنْبِ الشَّرِيعةِ كارِزُ شَكَكْنَ بأَحْساءَ الذِّنابَ على هُدًى كما شَكَّ في ثِنْي العِنانِ الخَوارزُ وأَنشد أَبو علي في مثل هذا المعنى وشِعْب كَشَكِّ الثوبِ شكْسٍ طَريقُهُ مَدارجُ صُوحَيْهِ عِذاب مَخاصِرُ عنى فَماً حسن نِبْتَة الأَضراس متناسقَها كتناسق الخياطة في الثوب لأَن الخائط يضع إِبرة إِلى أُخرى شَكّعة في إِثْرِ شَكَّةٍ وقوله شَكْسٍ طريقُه عنى صغره وقيل لصعوبة مرامه ولما جعله شِعْباً لصغره جعل له صُوحَيْن وهما جانبا الوادي كما تقدم والدليل على أَنه عنى فَماً قوله بعد هذا تَعَسَّفْتُه باللَّيْل لم يَهْدِني له دليلٌ ولم يَشْهَدْ له النَّعْتَ جابرُ أَبو عمرو العِراقُ تقارب الخَرْز يضرب مثلاً للأَمر يقال لأَمره عِراق إِذا استوى وليس له عِراقٌ وعِراقُ السُّفْرة خَرْزُها المحيط بها وعَرَقْت المزادة والسفرة فهي مَعْروقة عملت لها عِراقاً وعِراقُ الظفر ما أَحاط به من اللحم وعِراقُ الأُذن كفافُها وعِراقُ الرَّكِيبِ حاشيته من أَدناه إِلى منتهاه والرَّكيبُ النهر الذي يدخل منه الماء الحائط وهو مذكور في موضعه والجمع من كل ذلك أَعْرِقَةٌ وعُرُق والعِراقُ شاطئ الماء وخص بعضهم به شاطئ البحر والجمع كالجمع والعِراقُ من بلاد فارس مذكر سمي بذلك لأَنه على شاطئ دِجْلَةَ وقيل سُمِّيَ عِراقاً لقربه من البحر وأَهل الحجاز يسمون ما كان قريباً من البحر عِراقاً وقيل سمي عِراقاً لأَنه اسْتَكَفّ أَرض العرب وقيل سمي به لتَواشُج عُروق الشجر والنخل به كأَنه أَراد عِرْقاً ثم جمع على عِراقٍ وقيل سَمَّى به العجمُ سَمَّتْه إِيرانْ شَهْر معناه كثيرة النخل والشجر فعربَ فقيل عِراق قال الأَزهري قال أَبو الهيثم زعم الأَصمعي أَن تسميتهم العِراقَ اسم عجمي معرب إِنما هو إِيرانْ شَهْر فأَعربته العرب فقالت عِراق وإِيران شَهْر موضع الملوك قال أَبو زبيد ما نِعِي بابَة العِراقِ من النا سِ بِجُرْدٍ تَغْدُو بمثل الأُسُود ويروى باحَة العِراقِ ومعنى بابة العِراقِ ناحيته والباحة الساحة ومنه أَباح دارهم الجوهري العِراقُ بلاد تذكر وتؤنث وهو فارسي معرب قال ابن بري وقد جاء العِراقُ اسماً لِفناء الدار وعليه قول الشاعر وهل بِلحاظ الدارِ والصَّحْنِ مَعْلَمٌ ومن آيِهِا بِينُ العِراقِ تَلُوح ؟ واللِّحاظُ هنا فِناء الدار أَيضاً وقيل سمي بعِراقِ المَزادة وهي الجلدة التي تجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفلها لأَن العِراقَ بين الرَّيف والبَرّ وقيل العِراقُ شاطئ النهر أَو البحر على طوله وقيل لبلد العِراقِ عِراقٌ لأَنه على شاطئ دِجْلَة والفُراتِ عِداءً
( * قوله « عداء » أي تتابعاً يقال عاديته إذا تابعته كتبه محمد مرتضى كذا بهامش الأصل ) حتى يتصل بالبحر وقيل العِراقُ معرب وأَصله إِيرَاق فعربته العرب فقالوا عِرَاق والعِرَاقانِ الكوفة والبصرة وقوله أَزْمان سَلْمَى لا يَرَى مِثْلَها الرْ رَاؤونَ في شَامٍ ولا في عِرَاقْ إِنما نكَّره لأَنه جعل كل جزء منه عِراقاً وأَعْرَقْنا أَخذنا في العِرَاقِ وأَعْرَقَ القومُ أَتوا العِراقَ قال الممزَّق العبدي فإِن تُتْهِمُوا أُنْجِدْ خلافاً عليكُمُ وإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِي الحَرْب أُعْرِقِ وحكى ثعلب اعْتَرقوا في هذا المعنى وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْقُ السَّفا بَرَّحَتْ به عِرَاقِيَّةُ الأَقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ نُجْدٌ ههنا جمع نَجْدِيّ كفارسي وفُرْس فسره فقال هي منسوبة إِلى العِرَاقِ الذي هو شاطئ الماء وقيل هي التي تطلب الماء في القيظ والعِرَاقُ مياه بني سعد بن مالك وبني مازِن وقال الأَزهري في هذا المكان ويقال هذه إِبل عِرَاقيَّة ولم يفسر ويقال أَعْرَقَ الرجلُ فهو مُعْرِقٌ إِذا أَخذ في بلد العِرَاقِ قال أَبو سعيد المُعْرِقةُ طريق كانت قريشٌ تسلكه إِذا سارت إِلى الشام تأْخذ على ساحل البحر وفيه سلكت عِيرُ قريشٍ حين كانت وقعة بدر وفي حديث عمر قال لسلمان أَين تأْخذ إِذا صَدَرْتَ ؟ أَعَلَى المُعَرِّقةِ أَم على المدينة ؟ ذكره ابن الأَثير المُعَرِّقَة وقال هكذا روي مشدَّداً والصواب التخفيف وعِرَاقُ الدار فناء بابها والجمع أَعْرِقَة وعُرُق وجرى الفرس عَرَقاً أَو عَرَقَيْن أَي طَلَقاً أَو طَلَقْينِ والعَرَقُ الزبيب نادر والعَرَقةُ الدِّرَّةُ التي يضرب بها والعَرْقُوَةُ خشبة معروضة على الدلو والجمع عَرْقٍ وأَصله عَرْقُوٌ إِلا أَنه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم إِنما تُخَصُّ بهذا الضرب الأَفْعال نحو سَرُوَ وبَهُوَ ودَهُوَ هذا مذهب سيبوبه وغيره من النحويين فإِذا أَدى قياس إِلى مثل هذا في الأَسماء رفض فعدلوا إِلى إِبدال الواو ياء فكأَنهم حولوا عَرْقُواً إِلى عَرْقِي ثم كرهوا الكسرة على الياء فأَسكنوها وبعدها النون ساكنة فالتقى ساكنان فحذفوا الياء وبقيت الكسرة دالة عليها وثبتت النون إشعاراً بالصرف فإِذا لم يَلْتَقِ ساكنان ردّوا الياء فقالوا رأَيت عَرْقِيَها كما يفعلون في هذا الضرب من التصريف أَنشد سيبويه حتى تَقُضّي عَرْقِيَ الدُّلِيِّ والعَرْقاةُ العَرْقُوَةُ قال احْذَرْ على عَيْنَيْكَ والمَشَافِرِ عَرْقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ شبهها بالعقاب في ثقلها وقيل في سرعة هُوِيِّها والكاسر التي تكسر من جناحها للانْقِضاضِ وعَرْقَيْتُ الدلو عَرْقاةً جعلت لها عَرْقُِوَةً وشددتها عليها الأَصمعي يقال للخشبتين اللتين تعترضان على الدلو كالصليب العَرْقُوَتانِ وهي العَراقي وإِذا شددتهما على الدلو قلت قد عَرْقَيْتُ الدلو عَرْقاةً قال الجوهري عَرْقُوَةُ الدلو بفتح العين ولا تقل عُرْقُوَة وإنما يُضَمّ فُعْلُوَةٌ إِذا كان ثانيه نوناً مثل عُنْصُوَة والجمع العَراقي قال عديّ بن زيد يصف فرساً فَحَمَلْنا فارساً في كَفِّهِ راعِبيٌّ في رُدَيْنيٍّ أَصَمُّ وأَمَرْناه بهِ من بَيْنِها بعدما انْصاعَ مُصِرّاًّ أَو كَصَمْ فهي كالدَّلْوِ بكفّ المُسْتَقِي خُذِلَتْ منها العَرَاقي فانْجَذَمْ أَراد بقوله منها الدلو وبقوله انْجَذم السَّجْلَ لأَن السَّجْلَ والدلوَ واحِد وإِن جَمَعْتَ بحذف الهاء قلت عَرْقٍ وأَصله عَرْقُوٌ إِلا أَنه فعل به ما فعل بثلاثة أَحْق في جمع حَقْوٍ وفي الحديث رأيت كأَن دَلْواً دُلِّيت من السماء فأَخذ أَبو بكر بعَراقِيها فشرب العَراقي جمع عَرْقُوة الدلو وذاتُ العَراقي الداهية سميت بذلك لأَن ذاتَ العَرَاقي هي الدلو والدلو من أَسماء الداهية يقال لقيت منه ذات العَرَاقي قال عوف بن الأَحوص لَقِيتُمْ من تَدَرُّئِكُمْ علينا وقَتْلِ سَرَاتِنا ذاتَ العَراقي والعَرْقُوَتانِ من الرَّحْل والقَتَب خشبتان تضمان ما بين الواسط والمُؤَخَّرةِ والعَرْقُوَةُ كل أَكَمة منقادة في الأَرض كأَنها جَثْوةُ قبر مستطيلة ابن شميل العَرْقُوَة أَكمة تنقاد ليست بطويلة من الأَرض في السماء وهي على ذلك تشرف على ما حولها وهو قريب من الأَرض أَو غير قريب وهي مختلفة مكانٌ منها ليّن ومكانٌ منها غليظ وإِنما هي جانب من أَرض مستوية مشرف على ما حوله والعَرَاقي ما اتصل من الإِكامِ وآضَ كأَنه جُرْف واحد طويل على وجه الأَرض وأَما الأَكمة فإِنها تكون مَلْمُومة وأَما العَرْقُوَةُ فتطول على وجه الأَرض وظهرها قليلة العرض لها سَنَد وقبلها نِجاف وبِرَاق ليس بسَهْل ولا غليظ جداًّ يُنْبِت فأَما ظهره فغليظ خَشِنٌ لا يُنْبتُ خَيراً والعَرْقُوَةُ والعَراقي من الجبال الغليظُ المنقاد في الأَرض يمنعك من عُلْوِهِ وليس يُرتَقى لصعوبته وليس بطويل وهي العِرْقُ أَيضاً قال الأَزهري وبه سمِّيت الداهية ذات العَراقي وقيل العِرْق جُبَيْل صغير منفرد قال الشماخ ما إِنْ يَزال لها شَأْوٌ يقَدِّمُها مُجَرَّبٌ مثل طُوطِ العِرْقِ مَجْدول وقيل العِرْقُ الجبل وجمعه عُرُوق والعَراقي عند أَهل اليمن التَّراقي وعَرَقَ في الأَرض يَعْرِقُ عَرْقاً وعرُوقاً ذهب فيها وفي الحديث قال ابن الأَكْوَعِ فخرج رجل على ناقة وَرْقاءَ وأَنا على رَحْلي فاعْتَرَقَها حتى أَخَذَ بِخطامها يقال عَرَقَ في الأَرض إِذا ذهب فيها وفي حديث وائل بن حجر أَنه قال لمعاوية وهو يمشي في ركابه تَعَرَّقْ في ظل ناقتي أَي امش في ظلها وانتفع به قليلاً قليلاً والعَرَقُ الواحد من أَعْرَاق الحائط ويقال عَرِّقْ عَرَقاً أَو عَرَقين أَبو عبيد عَرِقَ إِذا أَكل وعَرِقَ إِذا كسل وصارَعَهُ فتَعَرَّقَهُ وهو أَن تأْخذ رأْسه فتجعله تحت إِبطك تصرعه بعد وعِرْقٌ وذات عِرْق والعِرْقانِ والأَعْراق وعُرَيْقٌ كلها مواضع وفي الحديث أَنه وَقَّت لأهل العِراق ذات عِرْقٍ هو منزل معروف من منازل الحاجِّ يُحْرِمُ أَهل العِراق بالحج منه سمِّي به لأَن فيه عِرْقاً وهو الجبل الصغير وقيل العِرْقُ من الأَرض سَبَخَة تنبت الطَّرْفاءَ وعلِم النبي صلى الله عليه وسلم أَنهم يُسْلمون ويَحُجُّون فبيَّن ميقاتهم قال ابن السكيت ما دون الرمل إِلى الريف من العِراقِ يقال له عِراقٌ وما بين ذاتِ عِرْقٍ إِلى البحر غَوْرٌ وتِهامةُ وطَرَفُ تِهامةَ من قِبَل الحجاز مدارج العَرْج وأَولها من قِبَلِ نَجْدٍ مدارج ذات عِرْقٍ قال الجوهري ذات عِرْقٍ موضع بالبادية وفي حديث جابر خرجوا يَقُودون به حتى لما كان عند العِرْقِ من الجبلِ الذي دون الخَنْدق نَكَّبَ وفي حديث ابن عمر أَنه كان يصلي إِلى العِرْقِ الذي في طريق مكة ابن الأَعرابي عُرَيْقة بلاد باهِلَةَ بِيَذْبُل والقَعاقِع وعارِقٌ اسم شاعر من طيِّءٍ سمي بذلك لقوله لَئِنْ لم تُغَيِّرْ بعض ما قد صَنَعْتُمُ لأَنْتَحِيَنْ للعظمِ ذُو أَنا عارِقُهْ قال ابن بري هو لقَيْس بن جِرْوَةَ وابن عِرْقانَ رجل من العرب

عزق
العَزْقُ علاج في عَسَرٍ ورجل عَزِقٌ ومُتَعَزِّقٌ وعَزْوَقٌ فيه شدة وبخل وعسر في خلقه من ذلك والعُزُقُ السِّيِّئُو الأَخلاقِ واحدهم عَزِقٌ ويقال هو عَزِقٌ نَزِقٌ زَعِقٌ زَنِقٌ وعَزَقَ الأَرضَ يَعْزِقُها عَزْقاً شقّها وكَرَبَها ولا يقال ذلك في غير الأَرض والمِعْزَقةُ والمِعْزَقُ المَرُّ من حديدٍ ونحوه مما يحفر به وجمعه المَعازِقُ قال ذو الرمة نُثِيرُ بها نَفْعَ الكُلابِ وأَنْتُمُ تُثِيرون قِيعانَ القُرى بالمَعازِقِ وأَرض مَعْزوقة إِذا شققتها بفأْسٍ أَو غيره ويقال لتلك الأَداة التي تشق بها الأَرض مِعْزَقةٌ ومِعْزَقٌ وهي كالقَدُوم وأَكبر منها قال ابن بري المِعْزقة ما تُعْزَقُ به الأَرضُ فأْساً كانت أَو مِسْحاةً أَو شِكَّة قال وهي البيلة المُعَقَّفة وقال بعضهم هي الفؤوس واحدتها مِعْزَقة قال وهي فأْس لرأْسها طرفان وأَعْزَقَ إِذا عمل بالمِعْزَقَةِ وهي المَرُّ الذي يكون مع الحفارين وأَنشد المفضل يا كَفُّ ذوقي نَزَوانَ المِعْزَقَه وفي حديث سعيد سأَله رجل فقال تكارَيْتُ من فلان أَرضاً فَعَزَقْتُها أَي أَخرجت الماء منها قال ابن الأَثير وفي الحديث لا تَعْزِقُوا أَي لا تقطعوا وعَسِقَ به وعَزِقَ به إِذا لصق به والعَزْوَقُ والعَزُوقُ كله حمل الفُسْتق في السنة دون لُبٍّ لا ينعقد لُبُّه وهو دباغ وعَزْوَقَتُه تَقَبُّضه وأَنشد ما تَصْنَعُ العَنْزُ بذي عَزْوَقٍ يُثِيبهُ العَزْوَقُ في جلدها وذلك لأَنه يدبغ جلدها بالعَزْوَقِ ابن الأَعرابي العَزْوَقُ الفستق وقيل الَعزُوَقُ حَمْل شجر بَشِعُ الطعم وعَزَّقْتُ القوم تَعْزيقاً إِذا هزمتهم وقتلتهم والعَزِيقُ مطمئِنُّ من الأَرض يمانية

عسق
عَسِقَ به يَعْسَقُ عَسَقاً لزق به ولزمه وأُولِعَ به وكذلك تَعَسَّق قال رؤبة ولا ترى الدهر عَنِيفاً أَرْفَقا مِنْهُ بها في غيره وأَلْبَقا إِلْفاً وحُباًّ طالما تَعَسَّقا وعَسِقَ به وعَسِكَ به بمعنى واحد والعرب تقول عَسِقَ بي جُعَل فلانٍ إِذا أَلحَّ عليه في شيء يطالبه وعَسِقَت الناقةُ بالفحل أَرَبَّتْ وكذلك الحمار بالأَتان قال رؤبة فَعَفَّ عن أَسْرارِها بعد العَسَقْ ولم يُضِعْها بين فِرْكٍ وعَشَقْ وفي خُلُقه عَسَقٌ أَي التواء وضيق والعَسَقُ العرجون الرديء أَسَدِيَّةٌ وفي التهذيب العُسُقُ عراجين النخل واحدها عَسَقٌ والعَسَقُ الظلمة كالغَسَقِ عن ثعلب وأَنشد إِنَّا لنَسْمو للعَدُوِّ حَنَقا بالخيل أَكْداساً تُثِيرُ عَسَقا كنى بالعَسَقِ عن ظلمة الغبار والعَسَقُ الشراب
( * قوله « والعسق الشراب إلخ » كذا هو بالأصل مضبوظاً والذي في القاموس إنه العسيقة كسفينة )
الرديء الكثير الماء حكاه أَبو حنيفة والعُسُق المتشدّدون على غرمائهم في التقاضي والعُسُق اللقَّاحون فأَما قول سُحَيْم فلو كُنْتُ وَرْداً لوْنَه لَعَسِقْنَني ولكنَّ رَبي شَانَني بسَوادِيا فليس بشيء إِنما قلب الشين سيناً لسواده وضعف عبارته عن الشين وليس ذلك بلغة إِنما هو كاللَّثَغِ قال محمد بن المكرم هذا قول ابن سيده والعجب منه كونه لم يعتذر عن سائر كلماته بالشين وعن شَانَني في البيت نفسه أَو يجعلها من عَسِقَ به أَي لَزِمَهُ وقد مر في كتابه في ترجمة خبت وقد استشهد ببيتِ شِعْرٍ للخَيْبَريّ اليهودي يَنْفَعُ الطيّبُ القليلُ من الرِّزْقِ ولا يَنْفَعُ الكثيرُ الخَبِيتُ فذكر فيه ما صورته سأَل الخليلُ الأَصمعيَّ عن الخَبِيتِ في هذا البيت فقال له أَراد الخَبِيثَ وهي لغة خَيْبَر فقال له الخليل لو كان ذلك لغتَهم لقال الكَتِير بالتاء أَيضاً وإِنما كان ينبغي لك أَن تقول إِنهم يقلبون الثاء تاءً في بعض الحروف ومن الممكن أَن يكون ابن سيده رحمه الله ترك الاعتذار عن كلماته بالشين وعن لفظه شانَني في البيت لأَنها لا معنى لها واعتذر عن لفظه عَسِقْنَني لإِلْمامِها بمعنى لَزِقَ ولَزمَ فأَراد أٍَن يُعْلِمَ أَنه لم يَقْصد هذا المعنى وإِنما هو قَصَدَ العِشْقَ لا غير وإِنما عُجْمته وسواده أَنطقاه بالسين في موضع الشين والله أَعلم

عسبق
العِسْبِقُ شجر مُرُّ الطعم

عسلق
العَسْلَقُ والعَسَلَّقُ كلَّ سبع جريء على الصيد والأُنثى بالهاء والجمع عَسالِقُ والعَسَلَّقُ الخفيف وقيل الطويلُ العنقِ والعَسَلَّقُ الظليم قال الراعي بِحَيْثُ يُلاقي الآبداتِ العَسَلَّقُ والعَسَلَّقُ الثعلب والعَسْلَقُ السراب قال ابن بري العَسْلَقُ الذئب قال والعِسْلقُ والعُسالقُ والعَسَلَّقُ الطويل الخفيف والأُنثى عَسَلَّقَةٌ قال أَوس يصف النعامة عَسَلَّقةٌ رَبْداءُ وهو عَسَلَّق

عشق
العِشْقُ فرط الحب وقيل هو عُجْب المحب بالمحبوب يكون في عَفاف الحُبّ ودَعارته عَشِقَه يَعْشَقُه عِشْقاً وعَشَقاً وتَعَشَّقَهُ وقيل التَّعَشُّقُ تكلّف العِشْقِ وقيل العِشْقُ الاسم والعَشَقُ المصدر قال رؤبة ولم يُضِعْها بينَ فِرْكِ وعَشَقْ ورجل عاشِقٌ من قوم عُشَّاقٍ وعِشِّيقٌ مثال فِسِّيقٍ كثير العِشْقِ وامرأَة عاشِقٌ بغير هاء وعاشِقةٌ والعَشَقُ والعَسَقُ بالشين والسين المهملة اللزوم للشيء لا يفارقه ولذلك قيل للكَلِف عاشِق للزومه هواه والمَعْشَقُ العِشْقُ قال الأَعشى وما بيَ منْ سُقْمٍ وما بيَ مَعْشَق وسئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن الحُبِّ والعِشْقِ أَيّهما أَحمد ؟ فقال الحُب لأن العِشْقَ فيه إِفراط وسمي العاشِقُ عاشِقاً لأَنه يَذْبُلُ من شدة الهوى كما تَذْبُل العَشَقَةُ إِذا قطعت والعَشَقَةُ شجرة تَخْضَرُّ ثم تَدِقُّ وتَصْفَرُّ عن الزجاج وزعم أَن اشتقاق العاشق منه وقال كراع هي عند المُوَلَّدين اللَّبْلابُ وجمعها العَشَقُ والعَشَقُ الأَراك أَيضاً ابن الأَعرابي العُشُقُ المُصْلحون غُرُوس الرياحين ومُسَوُّوها قال والعُشُقُ من الإِبل الذي يلزم طَرُوقَتَه ولا يَحنّ إِلى غيرها أَبو عمرو يقال للناقة إِذا اشتدت ضَبَعَتُها قد هَدِمَتْ وهَوِسَتْ وبَلَمَتْ وتَهالَكَتْ وعَشِقَتْ وأَبْلَسَتْ فهي مِبْلاسٌ وأَرَبَّتْ مثله

عشرق
العِشْرِقُ شجر وقيل نبت واحدته عِشْرِقَة قال أَبو حنيفة العِشْرِقُ من الأَغْلاثِ وهو شجر يَنْفَرِشُ على الأَرض عريض الورق وليس له شوك ولا يكاد يأْكله شيء إِلا أَن يصيب المِعْزى منه شيئاً قليلاً قال الأعشى تَسْمَع للحَلْي وَسْواساً إِذا انْصَرَفَتْ كما استعان بريحٍ عِشْرِقٌ زَجلُ قال وأَخبرني بعض أَعراب ربيعة أَن العِشْرِقَةَ ترتفع على ساق قصيرة ثم تنتشر شُعَباً كثيرة وتُثْمِر ثمراً كثيراً وثمرها سِنْفُها في كل سِنْفَةٍ سطران من حب مثل عَجَمِ الزبيب سواء وقيل هو مثل حب الحِمَّصِ وهو يؤكل ما دام رطباً ويطبخ وهو طيب وقوله كأَن صَوْتَ حَلْيها المُناطِقِ تَهَزُّجُ الرِّياح بالعَشارِقِ إِما أَن يكون جمع عِشْرقَة وإِما أَن يكون جمع الجنس الذي هو العِشْرِقُ وهذا لا يطَّرد وعُشارِق اسم وقيل مكان قال الأَزهري العِشْرِقُ من الحشيش وَرَقة شبيه بورق الغارِ إِلا أٍَنه أَعظم منه وأَكبر إِذا حركته الريح تسمع له زَجلاً وله حَمْل كحَمْل الغارِ إِلا أَنه أَعظم منه وحكي عن ابن الأَعرابي العِشْرِقُ نبات أَحمر طيب الرائحة يستعمله العرائس وحكى ابن بري عن الأَصمعي العِشْرِقُ شجرة قدر ذراع لها حب صغار إِذا جف صوتت بمَرِّ الريح

عشنق
العَشْنَقة الطول والعَشَنَّقُ الطويل الجسم وامرأَة عَشَنَّقَةٌ طويلة العنق ونعامةٌ عَشَنَّقةٌ كذلك والجمع العَشانِقُ والعَشانيقُ والعَشَنَّقُون قال الأَصمعى العَشَنَّقُ الطويل الذي ليس بمُثْقَلٍ ولا ضخم من قوم عَشانِقَة قال الراجز وتحتَ كُلّ خافِقٍ مُرَنِّقَ من طَيِّءٍ كلُّ فَتىً عَشَنَّقِ وفي حديث أُم زرع أَن إِحدى النساء قالت زَوجي العَشَنَّق إِن أَنْطِقْأُطَلَّقْ وإِن أَسْكُتْ أُعَلَّق العَشَنَّقُ هو الطويل الممتد القامة أَرادت أَن له مَنْظَراً بلا مَخْبَرٍ لأَن الطول في الغالب دليل السَّفَه وقيل هو السيِّء الخلق قال الأَزهري تقول ليس عنده أَكثر من طوله بلا نفع فإِن ذكرتُ ما فيه من العيوب طلَّقني وإِن سَكَتَّ تركني معلقة لا أَيّماً ولا ذات بَغْلٍ

عفق
عَفَقَ الرجلُ يَعْفِقُ عَفْقاً ركب رَأْسه فمضى وعَفَقَت الإِبل تَعْفِقُ عَفْقاً وعُفُوقاً أُرْسلت في المرعى فَمرَّت على وجوهها وعَفَقَتْ عن المَرْعى إِلى الماء رجعت وكل ذاهب راجعٍ عافِقٌ وكل واردٍ صادرٍ راجعٍ مختلفٍ كذلك عَفَقَ يَعْفِق عَفْقاً وعَفَقاناً وعَفَقَتِ الإِبل تَعْفِقُ عَفْقاً إِذا كان يرجع إِلى الماء كل يوم أَو كل يومين وإِنه ليَعْفِقُ أَي يكثر الرجوع ويقال إِنه ليَعَفِّقُ الغنمَ بعضها على بعض تَعْفِيقاً أَي يردها على وجهها والعَفْقُ سرعة الإِيرادِ وكثرته يقال إِنك لتَعْفِقُ أَي تكثر الرجوع قال الراجز تَرْعى الغَضا من جانِبَيْ مُشَفِّقِ غِبّاً ومَنْ يَرْعَ الحُموضَ يَعْفِقِ أَي من يرعى الحمض تعطش ماشيته سريعاً فلا يجد بُداًّ من العَفْقِ ويروى يَغْفِقِ بالغين المعجمة قال ابن بري ومثله لأَبي النجم حتى إِذا ما انْصَرَفَتْ لم تَعْفِقِ وانْعَفَقَ القوم في حاجتهم أَي مَضَوْا وأَسرعوا عَفَقَ الرجلُ إِذا أَكثر الذهاب والمجيء في غير حاجة وعافَقَ الذئبُ الغنمَ إِذا عاثَ فيها ذاهباً وجائياً ورجل مِعْفاقُ الزيارة أَي لا يزال يجيء ويذهب زائراً قال الشاعر ولا تَكُ مِعْفاقَ الزيارة واجْتَنِبْ إِذا جِئْتَ إِكْثارَ الكلامِ المُعَيَّبا وفي النوادر والاعْتِفاقُ انثناءُ الشيء بعد اتْلِئْبابِه وهو صرف
( * كذا بياض بالأصل ) عن رأْيه والعَفْقُ الإِقبالُ والإدبار والعَفَقُ السرعة في العَدْوِ والعُفُوق والعِفَاق شبه الخُنُوس عَفَقَ يَعْفِقُ أَي خنس وارتدّ ورجع ومنه قول لقمان في حديث فيه طُول خُذِي مِني أَخي ذا العِفاقِ صَفّاقٌ أَفّاقٌ يَعْمِلُ البَكْرة والساق يصفه بالسير في آفاق الأَرض راكباً وماشياً على ساقه وقد عَفَقَ يَعْفق عَفْقاً وعِفَاقاً إِذا ذهب ذهاباً سريعاً والعَفْقَةُ الغَيْبة عَفَقَ الرجل أَي غاب يقال لا يزال فلان يَعْفِقُالعَفْقَةَ أَي يغيب الغيبة قال ابن بري والعِفاق السرعة وقال قال ذو الخِرَق الطُّهَويّ يخاطب الذئب عَلَيْكَ الشَّاءَ شَاءَ بني تميمٍ فَعَافِقْه فإِنك ذو عِفَاقِ والعَفْقُ العطف والمُنْعَفَقُ المُنَعَطَفُ ويقال المُنْصَرَف عن الماء وعَفَقَ يَعْفِقُ عَفْقاً ضرط وقيل هي الضرطة الخفية يقال للرجل وغيره عَفَقَ بها وخَبَجَ بها إِذا ضرط والعُفُق الضراطون في المجالس وكذبت عَفَّاقَتُهُ أَي اسْتُه إِذا حَبَقَ والعَفّاقة الاست والعَفْقُ ا لأَسْتاء والعَفَّاقُ
( * قوله « والعفاق » هو بهذا الضبط في الأصل وفي شرح القاموس ككتاب ) الفرج لكثرة لحمه وعَفَق الرجل نام قليلاً ثم استيقظ ثم استيقظ ثم نام وعَفَقَهُ عَفَقَاتٍ ضربه ضربات واعْتَفَقَ القومُ بالسيوف إِذا اجتلدوا وعَفَق الشيءَ يَعْفِقُه عَفْقاً جمعه أَو ضَمه إِليه وعافَقَهُ معافَقَةٌ وعِفاقاً عالجه وخادعه قال قُرْطٌ يصف الذئب عليك الشاءَ شاءَ بني تميمٍ فعافِقْهُ فإِنك ذو عِفاقِ وأَورد ابن سيده هذا البيت هنا على هذه الصورة والعُفُق الذئاب التي لا تنام ولا تُنِيم من الفساد واعْتَفَقَ الأَسد فَرِيستَه عطف عليها فأَفرسها وقال وما أَسَدٌ من أُسودِ العري نِ يَعْتَفِقُ السائلين اعْتِفاقَا وتَعَفّقَ فلان بفلان إِذا لاذَ به وتَعَفَّقَ الوحشي بالأَكمَةِ لاذ بها من خوف كلب أَو طائر قال علقمة تَعَفَّقُ بالأَرْطَى لها وأَرَادَها رجالٌ فبَذَّتْ نَبْلَهمْ وكَلِيبُ أَي تَعَوَّذَ بالأَرْطى من المطر والبرد قال الأَزهري سمعت العرب تقول للذي يثير الصيد ناجِشٌ وللذي يَثْني وجهه ويرده عافق يقال اعْفِقْ عليّ الصيد أَي اثنِها واعطفها قال رؤبة فما اشْتَلاها صَفْقَةً للمُنْصفَقَ حتى تَرَدَّى أَرْبعٌ في المُنْعَفَقْ يعني عَيْراً أَورد أُتنه الماء فرماها الصيَّاد فصَفقَها العَيْر لينجو بها فرماها الصياد في مُنْعَفَقها أَي في مكان عَفْقِ العير إِياها وعَفَقَ العَيْر الأَتانَ يَعْفِقُها عَفْقاً سَفَدها وعَفَقَها عَفْقاً إِذا أَتاها مرة بعد مرة يقال للحمار بَاكَهَا يَبُوكُها بَوْكاً وللفرس كَامَها كَوْماً وعَفَقَ الرجل جاريته إِذا جامعها والعَفْقُ كثرة الضِّراب وعِفَاقٌ وعَفَّاقٌ ومِعْفَق أَسماء وعِفَاق اسم رجل أَكلته باهلة في قحط أَصابهم قال الشاعر فلو كان البكاء يَرُدّ شيئاً بَكَيْتُ على يَزِِيدٍ أَو عِفَاقِ هما المَرْآن إِذ ذهبا جميعاً لشأْنهما بحُزْنٍ واحْتِراقِ قال ابن بري البيتان لُمتَمِّمِ بن نُوَبْرَة وصوابه بكيت على بُجَيْرٍ وهو أَخو عِفاقٍ ويقال غفاق بغين معجمة وهو ابن مُلَيْكَ ويقال ابن أَبي مليك وهو عبد الله بن الحرث بن عاصم وكان بِسْطامُ بن قيس أَغار على بني يَرْبوع فقتل عِفاقاً وقتل بُجَيْراً أُخاه بعد قتله عفاقاً في العام الأَول وأَسر أَباهما أَبا مليك ثم أَعتقه وشرط عليه أَن لا يُغِيرَ عليه قال ابن بري ويقوي قول من قال إِن باهلة أَكلته قول الراجز إِن عِفاقاً أَكَلَتْه باهِلَهْ تَمَشَّشوا عِظامَه وكاهِلَهْ والعَفَقَةُ لعبة يجمع فيها التراب والعَيْفَقَانُ نبت يشبه العَرْفَجَ

عفلق
العَفْلَقُ بتسكين الفاء الضخم المسترخي ابن سيده العَفْلَقُ والعَفَلَّقُ الفرج الواسع الرخو قال كلّ مِشَانٍ ما تشدُّ المِنْطَقا ولا تزالُ تُخْرِجُ العَفَلَّقا المِشانُ السَّليطة وامرأَة عَفَلَّقةٌ وعَضَنَّكةٌ ضخمة الرَّكَبِ وقال آخر في العَفْلَقِ يا ابنَ رَطُومٍ ذاتِ فرجٍ عَفْلَقِ وقد رواه قوم غَلْفَق بالغين المعجمة ولم يذكر ابن خالويه في الفرج إِلاّ عَفلَق بالعين المهملة وتقديم الفاء على اللام واستشهد الجوهري
( * قوله « استشهد الجوهري إلخ » لم نجد هذا الرجز في نسخ الصحاح التي بأيدينا ) بهذا الرجز أَيضاً ويا ابنَ رطومٍ ذاتِ فرجٍ عَفَلَّقِ الجوهري وربما سمي الفرج الواسع عَفْلَقاً وكذلك المرأَة الخرقاء السيئة المنطق والعمل واللام زائدة ابن سيده والعُفْلوقُ الأَحمق

عقق
عَقَّه يَعُقُّه عَقاًّ فهو مَعْقوقٌ وعَقِيقٌ شقَّه والعَقِيقُ وادٍ بالحجاز كأَنه عُقَّ أَي شُقّ غلبت الصفة عليه غلبة الاسم ولزمته الأَلف واللام لأَنه جعل الشيء بعينه على ما ذهب إِليه الخليل في الأَسماء الأَعلام التي أَصلها الصفة كالحرث والعباس والعَقَيقَان بلدان في بلاد بني عامر من ناحية اليمن فإِذا رأَيت هذه اللفظة مثناة فإِنما يُعْنى بها ذَانِكَ البلدان وإِذا رأَيتها مفردة فقد يجوز أَن يُعْنى بها العَقُِيقُ الذي هو واد بالحجاز وأَن يُعْنى بها أَحد هذين البلدين لأَن مثل هذا قد يفرد كأَبَانَيْن قال امرؤ القيس فأفرد اللفظ به كأَنّ أَبَاناً في أَفَانِينِ وَدْقِهِ كبيرُ أُناسٍ في بِجَادٍ مُزَمَّلِ قال ابن سيده وإِن كانت التثنية في مثل هذا أَكثر من الإِفراد أَعني فيما تقع عليه التثنية من أَسماء المواضع لتساويهما في الثبات والخِصْب والقَحْط وأَنه لا يشار إِلى أَحدهما دون الآخر ولهذا ثبت فيه التعريف في حال تثنيته ولم يجعل كزيدَيْن فقالوا هذان أَبانَان بَيِّنَيْن
( * قوله « فقالوا هذان إلخ » فلفظ بينين منصوب على الحال من أَبانان لأنه نكرة وصف به معرفة لأن أَبانان وضع ابتداء علماً على الجبلين المشار إليهما ولم يوضع أَولاً مفرداً ثم ثني كما وضع لفظ عرفات جمعاً على الموضع المعروف بخلاف زيدين فإنه لم يجعل علماً على معينين بل لإنسانين يزولان ويشار إلى أحدهما دون الآخرفكأنه نكرة فإذا قلت هذان زيدان حسنان رفعت النعت لأنه نكرة وصفت به نكرة أفاده ياقوت ) ونظير هذا إفرادهم لفظ عرفات فأَما ثبات الأَلف واللام في العَقِيقَيْن فعلى حدِّ ثباتهما في العَقِيق وفي بلاد العرب مواضع كثيرة تسمى العَقِيقَ قال أَبو منصور ويقال لكل ما شَقَّه ماء السيل في الأَرض فأَنهره ووسَّعه عَقِيق والجمع أَعِقَّةٌ وعَقَائِق وفي بلاد العرب أَربعةُ أَعِقَّةَ وهي أَودية شقَّتها السيول عادِيَّة فمنها عَقيقُ عارضِ اليمامةِ وهو وادٍ واسع مما يلي العَرَمة تتدفق فيه شِعابُ العارِض وفيه عيون عذبة الماء ومنها عَقِيقٌ بناحية المدينة فيه عيون ونخيل وفي الحديث أَيكم يجب أَن يَغْدُوَ إِلى بُطْحانِ العَقِيقِ ؟ قال ابن الأَثير هو وادٍ من أَودية المدينة مسيل للماء وهو الذي ورد ذكره في الحديث أَنه وادٍ مبارك ومنها عَقِيقٌ آخر يَدْفُق ماؤُه في غَوْرَي تِهَامةَ وهو الذي ذكره الشافعي فقال ولو أَهَلُّوا من العَقِيقِ كان أَحَبَّ إِليّ وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقَّتَ لأَهل العِراق بطن العَقِيقِ قال أَبو منصور أَراد العَقِيقَ الذي بالقرب من ذات عِرْقٍ قبلها بمَرْحلة أَو مرحلتين وهو الذي ذكره الشافعي في المناسك ومنها عَقِيق القَنَانِ تجري إِليه مياه قُلَلِ نجد وجباله وأَما قول الفرزدق قِفِي ودِّعِينَا يا هُنَيْدُ فإِنَّني أَرى الحيَّ قد شامُوا العَقِيقَ اليمانيا فإِن بعضهم قال أَراد شاموا البرق من ناحية اليمن والعَقّ حفر في الأَرض مستطيل سمي بالمصدر والعَقَّةُ حفرة عميقة في الأَرض وجمعها عَقَّات وانْعَقَّ الوادي عَمُقَ والعقائق النِّهَاء والغدرانُ في الأَخاديد المُنْعَقَّةِ حكاه أَبو حنيفة وأَنشد لكثير بن عبد الرحمن الخزاعي يصف امرأَة إِذا خرجَتْ من بيتها راق عَيْنَها مُعَِوِّذه وأَعْجَبَتْها العَقَائِقُ يعني أَن هذه المرأَة إِذا خرجت من بيتها راقَها مُعَوَّذ النبت حول بيتها والمُعَوَّذ من النبت ما ينبت في أَصل شجر يستره وقيل العقائق هي الرمال الحمر ويقال عَقَّت الريحُ المُزْنَ تَعُقُّه عَقاًّ إِذا استدَرَّتْه كأَنها تشقه شقّاً قال الهذلي يصف غيثاً حارَ وعَقَّتْ مُزْنَهُ الريحُ وانْ قَارَ بِهِ العَرْضُ ولم يُشْمَلِ حارَ تحيَّر وتردد واستَدَرَّته ريح الجَنوب ولم تهب به الشَّمال فتَقْشَعَه وانْقَارَ به العَرْضُ أَي كأَن عرضَ السحاب انْقارَ بهِ أَي وقعت منه قطعة وأَصله من قُرْتُ جَيْب القميص فانْقار وقُرْتُ عينه إِذا قلعتها وسحبة مَعْقُوقة إِذا عُقَّت فانْعَقَّت أَي تَبَعَّجت بالماء وسحابة عَقَّاقة إِذا دفعت ماءها وقد عَقَّت قال عبدُ بني الحَسْحاص يصف غيثاً فمرَّ على الأَنهاء فانْثَجَّ مُزْنُه فَعَقَّ طويلاً يَسْكُبُ الماءَ ساجِيَا واعْتَقَّت السحابة بمعنى قال أَبو وَجْزة واعْتَقَّ مُنْبَعِجٌ بالوَبْل مَبْقُور ويقال للمُعْتذر إِذا أَفرط في اعتذاره قد اعْتَقَّ اعْتِقاقاً ويقال سحابة عَقَّاقة منشقة بالماء وروى شمر أَن المُعَقِّرَ بن حمار البارِقِيّ قال لبنته وهي تَقُوده وقد كُفَّ بصرُه وسمع صوت رعد أَيْ بُنَيّةُ ما تَرَيْنَ ؟ قالت أَرى سحابة سَحْماء عَقَّاقَة كأَنها حوِلاءُ ناقة ذات هَيْدب دَانٍ وسَيرٍ وان قال أَيْ بُنَيّة وائلي إِلى قَفْلةٍ فإِنها لا تَنْبُت إِلا بمنْجَاةٍ من السيل شَبَّه السحابة بِحِوَلاءِ الناقة في تشققها بالماء كتشقق الحِوَلاءِ وهو الذي يخرج منه الولد والقَفَلة الشجرة اليابسة كذلك حكاه ابن الأَعرابي بفتح الفاء وأَسكنها سائر أَهل اللغة وفي نوادر الأعراب اهْتَلَبَ السيفَ من غِمْدِه وامْتَرَقه واعْتَقَّه واخْتَلَطَه إِذا اسْتَلَّه قال الجرجاني الأَصل اخْتَرَطَه وكأَنّ اللام مبدل منه وفيه نظر وعَقَّ والدَه يَعُقُّه عَقّاً وعُقُوقاً ومَعَقَّةً شقَّ عصا طاعته وعَقَّ والديه قطعهما ولم يَصِلْ رَحِمَه منهما وقد يُعَمُّ بلفظ العُقُوقِ جميع الرَّحِمِ فالفعل كالفعل والمصدر كالمصدر ورجل عُقَقٌ وعُقُق وعَقُّ عاقٌّ أَنشد ابن الأَعرابي للزَّفَيان أَنا أَبو المِقْدَامِ عَقّاًّ فَظّا بمن أُعادي مِلْطَساً مِلَظّا أَكُظُّهُ حتى يموتَ كَظّا ثُمَّتَ أُعْلِي رأْسَه المِلْوَظَّا صاعقةً من لَهَبٍ تَلَظَّى والجمع عَقَقَة مثل كَفَرةٍ وقيل أَراد بالعقّ المُرَّ من الماء العُقَاقِ وهو القُعَاع المِلْوَظّ سوطٌ أَو عصا يُلْزِمُها رأْسَه كذا حكاه ابن الأَعرابي والصحيح المِلْوَظُ وإِنما شدد ضرورة والمَعَقَّةُ العُقُوق قال النابغة أَحْلامُ عادٍ وأَجْسادٌ مُطَهَّرَة من المَعَقَّةِ والآفاتِ والأَثَمِ وأَعَقَّ فلانٌ إِذا جاءَ بالعُقوق وفي المثل أَعَقِّ من ضَبٍّ قال ابن الأَعرابي إِنما يريد به الأُنثى وعُقُوقُها أَنها تأْكل أَولادها عن غير ابن الأَعرابي وقال ابن السكيت في قول الأَعشى فإِني وما كَلَّفْتُموني بِجَهْلِكم ويَعْلم ربَي من أَعَقَّ وأَحْوَبا قال أَعَقَّ جاء بالعُقُوقِ وأَحْوَبَ جاء بالحُوبِ وفي الحديث قال أَبو سفيان بن حرب لحمزة سيد الشهداء رضي الله عنه يوم أُحد حين مرَّ به وهو مقتول ذُقْ عُقَقُ أَي ذق جزاء فعلك يا عاقّ وذق القتل كما قتلت مَن قتلتَ يوم بدر من قومك يعني كفار قريش وعُقَق معدول عن عاق للمبالغة كغُدَر من غادرٍ وفُسَق من فاسقٍ والعُقُق البعداء من الأَعداء والعُقُق أَيضاً قاطعو الأَرحام ويقال عاقَقْتُ فلاناً أُعَاقُّه عِقاقاً إِذا خالفته قال ابن بري عَقَّ والدَه يَعُقُّ عقوقاً ومَعَقَّةً قال هنا وعَقَاقِ مبنية على الكسر مثل حَذَامِ ورَقَاشِ قالت عمرة بنت دريد ترثيه لَعَمْرُك ما خشيتُ على دُرَيْد ببطن سُمَيْرةٍ جَيْشَ العَنَاقِ جَزَى عنّا الإِلهُ بني سُلَيْم وعَقَّتْهم بما فعلوا عَقَاقِ وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم نهى عن عُقُوقِ الأُمّهات وهو ضد البِرّ وأَصله من العَقّ الشَّقّ والقطع وإنما خص الأُمهات وإن كان عُقوقُ الآباء وغيرهم من ذوي الحقوق عظيماً لأَن لِعُقوقِ الأُمهات مزيّة في القبح وفي حديث الكبائر وعدَّ منها عقوقَ الوالدين وفي الحديث مَثَلُكم ومَثَلُ عائشةَ مَثَلُ العينِ في الرأْس تؤذي صاحبها ولا يستطيع أن يَعُقَّها إِلا بالذي هو خير لها هو مستعار من عُقُوقِ الوالدين وعَقَّ البرقُ وانْعَقَّ انشق والانْعِقاق تشقق البرق والتَّبَوُّجُ تَكَشُّفُ البرقِ وعَقِيقَتُهُ شعاعه ومنه قيل للسيف كالعَقِيقَة وقيل العَقِيقَةُ والعُقَقُ البرق إِذا رأَيته في وسط السحاب كأَنه سيف مسلول وعَقِيقةُ البرق ما انْعَقَّ منه أَي تَسَرَّبَ في السحاب يقال منه انْعَقَّ البرقُ وبه سمي السيف قال عنترة وسَيْفي كالعَقِيقةِ فهو كِمْعِي سِلاحِي لا أَفَلَّ ولا فُطَارَا وانْعَقَّ الغبار انشق وسطع قال رؤبة إِذا العَجاجُ المُسْتَطارُ انْعَقَّا وانْعَقَّ الثوبُ انشق عن ثعلب والعَقِيقةُ الشعر الذي يولد به الطفل لأَنه يشق الجلد قال امرؤ القيس يا هندُ لا تَنْكِحي بُوهَةً عليه عَقِىقَتُه أَحْسَبَا وكذلك الوَبَرُ لِذي الوَبَرِ والعِقَّة كالعَقِيقةِ وقيل العِقَّةُ في الناس والحمر خاصة ولم تسمع في غيرهما كما قال أَبو عبيدة قال رؤبة طَيَّرَ عنها النَّسْرُ حْولِيَّ العِقَق ويقال للشعر الذي يخرج على رأْس المولود في بطن أُمه عَقِيقةٌ لأَنها تُحْلق وجعل الزمخشري الشعرَ أصلاً والشاةَ المذبوحة مشتقة منه وفي الحديث إِن انفرقت عَقِيقَتُه فَرَقَ أَي شعره سمي عَقيقةً تشبيهاً بشعر المولود وأَعَقَّت الحامل نبتت عَقيقَةُ ولدها في بطنها وأَعَقَّت الفرس والأَتان فهي مُعِقّ وعَقُوق وذلك إِذا نبتت العَقيقةُ في بطنها على الولد الذي حملته وأَنشد لرؤبة قد عَتَق الأَجْدعُ بعد رِقِّ بقارحٍ أَو زَوْلَةٍ مُعِقِّ وأَنشد أَيضاً في لغة من يقول أَعَقَّتْ فهي عَقُوق وجمعها عُقُق سِراًّ وقد أَوَّنَّ تَأْوِينَ العُقُقْ
( * قوله « سراً إلخ » صدره كما في الصحاح وسوس يدعو مخلصاً رب الفلق أَوَّنَّ شربن حتى انتفخت بطونهن فصار كل حمار منهن كالأَتان العَقُوق وهي التي تكامل حملها وقرب ولادها ويروى أَوَّنَّ على وزن فَعَّلْنَ يريد بذلك الجماعة من الحمير ويروى أَوَّنَّ على وزن فَعَّل يريد الواحد منها والعَقاقُ بالفتح الحَمْل وكذلك العَقَقُ قال عديّ بن زيد وتَرَكْن العَيْر يَدْمَى نَحْرُه ونَحُوصاً سَمْحجاً فيها عَقَقْ وقال أَبو عمرو أَظهرت الأَتانُ عَقاقاً بفتح العين إِذا تبين حملها ويقال للجنين عَقاق وقال جَوانِحُ يَمْزَعْنَ مَزْعَ الظِّبا ء لم يَتَّرِ كْنَ لبطن عَقَاقا أَي جَنِيناً هكذا قال الشافعي العَقاق بهذا المعنى في آخر كتاب الصرف وأَما الأَصمعي فإِنه يقول العقاق مصدر العَقُوقِ وكان أَبو عمرو يقول عَقَّتْ فهي عَقُوق وأَعَقّعتْ فهي مُعِقّ واللغة الفصيحة أَعَقَّتْ فهي عَقُوق وعَقَّ عن ابنه يَعِقُّ ويَعُقُّ حلق عَقِيقَتهُ أَو ذبح عنه شاة وفي التهذيب يوم أُسبوعه فقيَّده بالسابع واسم تلك الشاة العَقيقة وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في العَقِيقَةِ عن الغلام شاتان مثلان وعن الجارية شاة وفيه إِنه عَقَّ عن الحسن والحسين رضوان الله عليهما وروي عنه أَنه قال مع الغلام عَقِيقَتُه فأَهَر يقُوا عنه دماً وأَميطوا عنه الأَذى وفي الحديث الغلام مُرْتَهِنٌ بعَقِيقته قيل معناه أَن أَباه يُحْرَم شفاعةَ ولده إِذا لم يعُقَّ عنه وأَصل العَقِيقةِ الشعر الذي يكون على رأْس الصبي حين يولد وإِنما سميت تلك الشاةُ التي تذبح في تلك الحال عَقِيقةً لأَنه يُحْلق عنه ذلك الشعر عند الذبح ولهذا قال في الحديث أَميطوا عنه الأَذى يعني بالأَذى ذلك الشعر الذي يحلق عن وهذا من الأَشياء التي ربما سميت باسم غيرها إِذا كانت معها أَو من سببها فسميت الشاة عَقِيقَةٍ لَعَقِيقَةِ الشعر وفي الحديث أَنه سئل عن العَقِيقةِ فقال لا أُحب العُقُوق ليس فيه توهين لأَمر العَقِيقَةِ ولا إِسقاط لها وإِنما كره الاسم وأَحب أَن تسمى بأَحسن منه كالنسيكة والذبيحة جرياً على عادته في تغيير الاسم القبيح والعَقِيقَةُ صوف الجَذَع والجَنيبَة صوف الثَّنِيِّ قال أَبو عبيد وكذلك كل مولود من البهائم فإِن الشعر الذي يكون عليه حين يولد عَقِيقَة وعَقِيقٌ وعِقَّةٌ بالكسر وأَنشد لابن الرِّقاع يصف العير تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنه فأَنْسَلَها واجْتابَ أُخْرَى جديداً بعدما ابْتَقَلا مُوَلَّع بسوادٍ في أَسافِلِهِ منه احْتَذَى وبِلَوْنٍ مِثلِهِ اكتحلا فجعل العَقِيقةَ الشعر لا الشاة يقول لما تَرَبَّع وأَكل بُقول الربيع أَنْسَلَ الشعر المولود معه وأَنبت الآخر فاجتابه أَي اكتساه قال أَبو منصور ويقال لذلك الشعر عَقِيقٌ بغير هاء ومنه قول الشماخ أَطارَ عَقِيقَةُ عنه نُسَالاً وأُدْمِجَ دَمْج ذي شَطَنٍ بدِيعِ أَراد شعره الذي يولد عليه أَنه أَنْسَله عنه قال والعَقُّ في الأَصل الشق والقطع وسميت الشعرة التي يخرج المولود من بطن أُمه وهي عليه عَقِيقةً لأَِِنها إِن كانت على رأْس الإِنسي حلقت فقطعت وإِن كانت على البهيمة فإِنها تُنْسِلُها وقيل للذبيحة عَقِيقةٌ لأَنَّها تُذبَح فيُشقّ حلقومُها ومَريثُها وودَجاها قطعاً كما سميت ذبيحة بالذبح وهو الشق ويقال للصبي إِذا نشأَ مع حيّ حتى شَبَّ وقوي فيهم عُقَّتْ تميمتُه في بني فلان والأصل في ذلك أَن الصبي ما دام طفلاً تعلق أُمه عليه التمائم وهي الخرز تُعَوِّذه من العين فإِذا كَبِرَ قُطعت عنه ومنه قول الشاعر بلادٌ بها عَقَّ الشّعبابُ تَمِيمَتي وأَوّعلُ أَرضٍ مَسَّ جِلْدي تُرابُها وقال أَبو عبيدة عَقِيقةُ الصبيّ عُرْلَتُه إِذا خُتِن والعَقُوق من البهائم الحامل وقيل هي من الحافر خاصةً والجمع عُقُقٌ وعِقاق وقد أَعَقَّتْ وهي مُعِقّ وعَقُوق فمُعِقّ على القياس وعَقوق على غير القياس ولا يقال مُعِقّ إِلا في لغة رديئة وهو من النوادِر وفرس عَقُوق إِذا انْعَقّ بطنُها واتسع للولد وكل انشقاق هو انْعِقاقٌ وكلُّ شق وخرق في الرمل وغيره فهو عَقّ ومنه قيل للبَرْقِ إِذا انشق عَقِيقةٌ وقال أَبو حاتم في الأَضداد زعم بعض شيوخنا أَن الفرس الحامل يقال لها عَقوق ويقال أَيضاً للحائل عَقوق وفي الحديث أَتاه رجل معه فرس عَقوق أَي حائل قال وأَظن هذا على التفاؤل كأَنهم أَرادوا أَنها ستَحْمِلُ إِن شاء الله وفي الحديث من أَطْرَقَ مسلماً فعَقَّتْ له فرسُه كان كأَجر كذا عَقَّتْ أَي حَمَلت والإِعْقاقُ بعد الإِقْصاصِ فالإِقْصاص في الخيل والحمر أَوَّل ثم الإِعْقاقُ بعد ذلك والعَقِيقةُ المَزادة والعَقِيقةُ النهر والعَقِيقةُ العِصابةُ ساعةَ تشق من الثوب والعَقِيقةُ نَواقٌ رِخْوَةٌ كالعَجْوة تؤكل ونَوى العَقوقِ نَوىً هَشّ لَيِّنٌ رِخْو المَمْضغة تأْكله العجوز أَو تَلوكه تُعْلَفُه الناقة العَقوق إلْطافاً لها فلذلك أُضيف إِليها وهو من كلام أَهل البصرة ولا تعرفه الأَعراب في باديتها وفي المثل أَعَزُّ من الأَبْلِق العَقوقِ يضرب لما لا يكون وذلك أَن الأَبْلق من صفات الذكور والعَقُوق الحامل والذور لا يكون حاملاً وإِذا طلب الإِنسان فوق ما يستحق قالوا طَلَب الأَبْلَق العَقوق فكأَنه طلب أَمراً لا يكون أَبداً ويقال إِن رجلاً سأَل معاوية أَن يزوجّه أمَّه هنداً فقال أَمْرُها إِليها وقد قَعَدَتْ عن الولد وأَبَتْ أَن تتزوج فقال فولني مكان كذا فقال معاوية متمثلاً طَلَبَ الأَبْلَقَ العَقوقَ فلمَّا لم يَنَلْهُ أَراد بَيْضَ الأَنُوقِ والأَنوق طائر يبيض في قُنَنِ الجبال فبيضه في حِرْزٍ إِلا أَنه مما لا يُطْمَع فيه فمعناه أَنه طَلب ما لا يكون فلما لم يجد ذلك طلب ما يطمع في الوصول إِليه وهو مع ذلك بعيد ومن أَمثال العرب السائرة في الرجل يسأَل ما لا يكون وما لا يُقْدر عليه كَلَّفْتَني الأَبْلَقَ العَقوق ومثله كَلَّفْتَني بَيْضَ الأَنوق وقوله أَنشده ابن الأَعرابي فلو قَبِلوني بالعَقُوقِ أَتَيْتُهُمْ بأَلْفٍ أُؤَدِّيه من المالِ أَقْرَعا يقول لو أَتيتهم بالأَبْلَق العَقوقِ ما قبلوني وقال ثعلب لو قبلوني بالأَبيض العَقوق لأَتيتهم بأَلف وقيل العَقوق موضع وأَنشد ابن السكيت هذا البيت الذي أَنشده ابن الأَعرابي وقال يريد أَلف بعير والعَقِيقةُ سهم الاعتذار قالت الأَعراب إِن أَصل هذا أَن يُقْتَلَ رجلٌ من القبيلة فيُطالَب القاتلُ بدمه فتجتمع جماعة من الرؤساء إِلى أَولياء القَتِيل ويَعْرضون عليهم الدِّيةَ ويسأَلون العفو عن الدم فإِن كان وَلِيّهُ قويّاً حَمِياًّ أَبي أَخذ الدية وإِن كان ضعيفاً شاوَرَ أَهل قبيلته فيقول للطالبين إِن بيننا وبين خالقنا علامة للأَمر والنهي فيقول لهم الآخرون ما علامتكم ؟ فيقولون نأْخذ سهماً فنركبه على قَوْس ثم نرمي به نحْوَ السماء فإِن رجع إلينا ملطخاً بالدم فقد نُهِينا عن أَخذ الدية ولم يرضوا إِلا بالقَوَدِ وإِن رجع نِقياًّ كما صعد فقد أُمِرْنا بأَخذ الدية وصالحوا قال فما رجع هذا السهمُ قطّ إِلا نَقِياًّ ولكن لهم بهذا غُذْرٌ عند جُهَّالهم وقال شاعر من أَهل القَتِيل وقيل من هُذَيْلٍ وقال ابن بري هو للأَشْعَر الجُعْفي وكان غائباً من هذا الصلح عَقُّوا بِسَهْمٍ ثم قالوا صالِحُوا يا ليتَني في القَوْمِ إِذ مَسَحوا اللِّحى قال وعلامة الصلح مسح اللِّحى قال أَبو منصور وأَنشد الشافعي للمتنخل الهذلي عَقُّوا بسَهْم ولم يَشْعُرْ بِه أَحَدٌ ثم اسْتَفاؤوا وقالوا حَبَّذا الوَضَحُ أَخبر أَنهم آثروا إِبل الدية وأَلبانها على دم قاتل صاحبهم والوَضَحُ ههنا اللبن ويروى عَقَّوْا بسهم بفتح القاف وهو من باب المعتل وعَقَّ بالسهم رَمى به نحو السماء وماء عُقّ مثل قُعٍّ وعُقاقٌ شديد المرارة الواحد والجمع فيه سواء وأَعَقَّتِ الأَرضُ الماء أَمَرَّتْه وقول الجعدي بَحْرُكَ بَحْرُ الجودِ ما أَعَقَّهُ ربُّكَ والمَحْرومُ مَنْ لم يُسْقَهُ معناه ما أَمَرَّه وأَما ابن الأَعرابي فقال أَراد ما أَقَعَّهُ من الماء القُعِّ وهو المُرُّ أَو الملح فقلب وأَراه لم يعرف ماءً عُقاًّ لأَنه لو عرفه لحَمَلَ الفعلَ عليه ولم يحتج إِلى القلب ويقال ماءٌ قُعاعٌ وعُقاق إِذا كان مراًّ غليظاً وقد أَقَعَّهُ اللهُ وأَعَقَّه والعَقِيقُ خرز أَحمر يتخذ منه الفُصوص الواحدة عَقِيقةٌ ورأَيت في حاشية بعض نسخ التهذيب الموثوق بها قال أَبو القاسم سئل إِبراهيم الحربي عن الحديث لا تَخَتَّمُوا بالعَقِيقِ فقال هذا تصحيف إِما هو لا تُخَيِّمُوا بالعَقِيق أَي لا تقيموا به لأَنه كان خراباً والعُقَّةُ التي يلعب بها الصبيان وعَقْعَقَ الطائر بصوته جاء وذهب والعَقْعَقُ طائر معروف من ذلك وصوته العَقْعَقةُ قال ابن بري وروى ثعلب عن إِسحق الموصلي أَن العَقْعَقَ يقال له الشِّجَجَى وفي حديث النخعي يقتل المُحْرِمُ العَقْعَقَ قال ابن الأَثير هو طائر معروف ذو لونين أَبيض وأَسود طويل الذَّنَب قال وإِنما أَجاز قتله لأَنه نوع من الغربان وعَقَّهُ بطن من النِّمِر بن قاسِطٍ قال الأَخطل ومُوَقَّع أَثَرُ السِّفارِ بِخَطْمِهِ من سُود عَقَّةَ أَو بني الجَوَّالِ المُوقَّع الذي أَثَّر القَتَبُ في ظهره وبنو الجَوَّال في بني تَغْلِب ويقال للدَّلو إِذا طلعت من البئر ملأَى قد عَقَّتْ عَقّاً ومن العرب من يقول عَقَّتْ تَعْقِيةً وأَصلها عَقَّقَتْ فلما اجتمعت ثلاث قافات قلبوا إِحداها ياء كما قالوا تَظَنَّيْتُ من الظن وأَنشد ابن الأَعرابي عَقَّتْ كما عَقَّتْ دَلُوفُ العِقْبانْ شبه الدلو وهي تشق هواءَ البئر طالعةً بسرعة بالعُقاب تَدْلِفُ في طَيَرانها نحوَ الصيد وعِقَّانُ النخيل والكُروم ما يخرج من أُصولها وإِذا لم تُقطع العِقَّانُ فَسَدت الأُصول وقد أَعَقَّتِ النخلة والكَرْمة أَخرجت عِقَّانها وفي ترجمة قعع القَعْقَعةُ والعَقْعَقَةُ حركة القرطاس والثوب الجديد

علق
عَلِقَ بالشيءِ عَلَقاً وعَلِقَهُ نَشِب فيه قال جرير إِذا عَلِقَتْ مُخَالبُهُ بِقْرْنٍ أَصابَ القَلْبَ أَو هَتَك الحِجابا وفي الحديث فَعَلِقَت الأَعراب به أَي نَشِبوا وتعلقوا وقيل طَفِقُوا وقال أَبو زبيد إِذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطَاطيفُ كَفِّهِ رأَى الموتَ رَأْيَ العينِ أَسودَ أَحمرا وهو عالِقٌ به أَي نَشِبٌ فيه وقال اللحياني العَلَقُ النُّشوب في الشيء يكون في جبل أَو أَرض أَو ما أَشبهها وأَعْلَقَ الحابلُ عَلِق الصيدُ في حِبَالته أَي نَشِب ويقال للصائد أَعْلَقْتَ فأَدْرِكْ أَي عَلِقَ الصيدُ في حِبالتك وقال اللحياني الإِعْلاقُ وقوع الصيد في الحبل يقال نَصَب له فأَعْلقه وعَلِقَ الشيءَ عَلَقاً وعَلِقَ به عَلاقَةً وعُلوقاً لزمه وعَلِقَتْ نفُسه الشيءَ فهي عَلِقةٌ وعَلاقِيةٌ وعَلِقْنَةٌ لَهِجَتْ به قال فقلت لها والنَّفْسُ منِّي عَلِقْنَةٌ عَلاقِيَةٌ تَهْوَى هواها المُضَلَّلُ ويقال للأَمر إِذا وقع وثبت عَلِقَتْ مَعَالِقَها وصَرَّ الجُنْدَبُ وهو كما يقال جفَّ القلم فلا تَتَعَنَّ قال ابن سيده وفي المثل عَلِقَتْ مَعالِقَها وصَرَّ الجُنْْدب يضرب هذا للشيء تأْخذه فلا تريد أَن يُفْلِِتَكَ وقالوا عَلِقَتْ مَراسِبها بذي رَمْرامِ وبذي الرَّمْرَام وذلك حين اطمأَنت الإبل وقَرَّت عيونها بالمرتع يضرب هذا لمن اطمأَنَّ وقَرَّتْ عينه بعيشه وأَصله أَنَّ رجلاً انتهى إِلى بئر فأَعْلَقَ رِشَاءَه بِرِشَائِها ثم صار إِلى صاحب البئر فادَّعَى جِوارَه فقال له وما سبب ذلك ؟ قال عَلَّقْت رِشائي برِشائكَ فأَبى صاحب البئر وأَمره أَن يرتحل فقال عَلُِقَتْ مَعالقَها صَرَّ الجُنْدب أَي جاءَ الحرُّ ولا يمكنني الرحيل ويقال للشيخ قد عَلِقَ الكِبَرُ مَعَالقَهُ جمع مِعْلَقٍ وفي الحديث فَعَلِقتْ منه كلَّ معْلق أَي أَحبها وشُغِفَ بها يقال عَلِقَ بقليه عَلاقةً بالفتح وكلُّ شيءٍ وقع مَوْقِعه فقد عَلِقَ مَعَالِقَه والعَلاقة الهوى والحُبُّ اللازم للقلب وقد عَلِقَها بالكسر عَلَقاً وعَلاقةً وعَلِقَ بها عُلوقاً وتَعَلَّقها وتَعَلَّقَ بها وعُلِّقَها وعُلِّق بها تَعْلِيقاً أَحبها وهو مُعَلِّقُ القلب بها قال الأَعشى عُلِّقْتُها عَرَضاً وعُلِّقَتْ رجلاً غَيْري وعُلِّقَ أُخْرَى غَيْرها الرجلُ وقول أَبي ذؤَيب تَعَلَّقَهُ منها دَلالٌ ومُقْلَةٌ تَظَلُّ لأَصحاب الشَّقاءِ تُديرُها أَراد تَعَلَّقَ منها دَلالاً ومُقْلةً فقلب وقال اللحياني العَلَقُ الهوى يكون للرجل في المرأَة وإنه لذو عَلَقٍ في فلانة كذا عدَّاه بفي وقالوا في المثل نَظْرةٌ من ذي عَلَقٍ أَي من ذي حُبّ قد عَلِقَ بمن هويه قال كثيِّر ولقد أَرَدْتُ الصبرَ عنكِ فعاقَني عَلَقٌ بقَلْبي من هَواكِ قديمُ وعَلِقَ حبُّها بقلبه هَوِيَها وقال اللحياني عن الكسائي لها في قلبي عِلْقُ حبٍّ وعَلاقَةُ حُبٍّ وعِلاقَةُ حبٍّ قالك ولم يعرف الأَصمعي عِلْق حب ولا عِلاقةَ حبٍّ إِنما عرف عَلاقَةَ حُب بالفتح وعَلَق حبٍّ بفتح العين واللام والعَلاقَةُ بالفتح قال المرار الأَسدي أَعَلاقَةً أُمَّ الوُلَيِّدِ بعدما أَفْنانُ رأْسِكِ كالثَّغامِ المُخْلِس ؟ واعْتَلَقَهُ أَي أَحبه ويقال عَلِقْتُ فلانةَ عَلاقةً أَحببتها وعَلِقَتْ هي بقلبي تشبثت به قال ذو الرمة لقد عَلِقَتْ مَيٌّ بقلبي عَلاقةً بَذطِيئاً على مَرِّ الليالي انْحِلالُها ورجل علاقِيَةٌ مثل ثمانية إِذا عَلِقَ شيئاً لم يُقْلِعْ عنه وأَعْلَقَ أَظفارَه في الشيء أَنشَبها وعَلَّقَ الشيءَ بالشيء ومنه وعليه تَعْليقاً ناطَهُ والعِلاقةُ ما عَلَّقْتَه به وتَعَلَّقَ الشيءَ عَلقَهُ من نفسه قال تَعَلَّقَ إِبريقاً وأَظْهَرَ جَعْبةً ليُهْلِكَ حَيّاً ذا زُهاءٍ وجَامِلِ وقيل تَعَلَّق هنا لزمه والصحيح الأَول وتَعَلَّقَهُ وتَعَلَّق به بمعنى ويقال تَعَلَّقْتَهُ بمعنى عَلَّقْتُهُ ومنه قول عبيد الله بن زياد لأَبي الأَسود لو تَعَلَّقْتَ مَعَاذَةً لئلا تصيبك عين وفي الحديث من تَعَلَّق شيئاً وكِلَ إِليه أَي من عَلَّقَ على نفسه شيئاً من التعاويذ والتَّمائم وأَشباهها معتقداً أَنها تَجْلُب إِليه نفعاً أَو تدفع عنه ضرّاً وفي الحديث أَنه قال أَدُّوا العَلائِقَ قالوا يا رسول الله وما العَلائِقُ ؟ وفي رواية في قوله تعالى وأَنكحوا الأَيامَى منكم والصالحين قيل يا رسول الله فما العَلائِقُ بينهم ؟ قال ما تَرَاضَى عليه أَهْلُوهُم العَلائِقُ المُهُور الواحدة عَلاقَةٌ قال وكلُّ ما يُتَبَلَّغُ به من العيش فهو عُلْقةٌ قال ابن بري في هذا المكان والعِلْقةُ بالكسر الشَّوْذَرُ قال الشاعر وما هي إِلاَّ في إزارٍ وعِلْقَةٍ مَغَارَ ابنِ هَمَّامٍ على حَيٍّ خثعما وقد تقدم الاستشهاد به ويقال لم تبق لي عنده عُلْقةٌ أَي شيءٌ والعَلاقةُ ما يُتبلغ به من عيش والعُلْقةُ والعَلاقُ ما فيه بُلْغة من الطعام إِلى وقت الغذاء وقال اللحياني ما يأْكل فلان إِلا عُلْقَةً أَي ما يمسك نفسه من الطعام وفي الحديث وتَجْتَزِئُ بالعُلْقَةِ أَي تكتفي بالبُلْغةِ من الطعام وفي حديث الإفك وإِنما يأْكلْنَ العُلْقةَ من الطعام قال الأَزهري والعُلْقةُ من الطعام والمركبِ ما يُتَبَلَّغُ به وإِن لم يكن تامّاً ومنه قولهم ارْضَ من المَرْكب بالتَّعْلِيقِ يضرب مثلاً للرجل يُؤْمَرُ بأَن يقنع ببعض حاجته دون تمامها كالراكب عَلِيقةً من الإِبل ساعة بعد ساعة ويقال هذا الكلام لنا فيه عُلْقةٌ أي بلغة وعندهم عُلْقةٌ من متاعهم أَي بقية وعَلَقَ عَلاقاً وعَلوقاً أَكل وأَكثرما يستعمل في الجحد يقال ما ذقت عَلاقاً ولا عَلوقاً وما في الأَرض عَلاقٌ ولا لَماقٌ أَي ما فيها ما يتبلغ به من عيش ويقال ما فيها مَرْتَع قال الأَعشى وفَلاة كأَنّها ظَهْرُ تُرْسٍ ليسَ إِلا الرَّجِيعَ فيها عَلاقُ الرجيع الجِرَّةُ يقول لا تجد الإِبل فيها عَلاقاً إِلا ما تردُّه من جِرَّتها وفي المثل ليس المُتَعَلِّق كالمُتَأَنِّق يريد ليس مَنْ عَيشُه قليل يَتَعَلَّق به كمن عيشه كثير يختار منه وقيل معناه ليس من يَتَبَلَّغ بالشيء اليسير كمن يتأَنَّق يأْكل ما يشاء وما بالناقة عَلُوق أَي شيء من اللبن وما ترك الحالب بالناقة عَلاقاً إِذا لم يَدَعْ في ضرعها شيئاً والبَهْمُ تَعْلُق من الوَرَق تصيب وكذلك الطير من الثمر وفي الحديث أَرواح الشهداء في حواصل طير خُضْرٍ تَعْلُقُ من ثمار الجنة قال الأَصمعي تَعْلُق أَي تَناوَل بأَفواهها يقال عَلَقَتْ تَعْلُق عُلوقاً وأَنشد للكميت يصف ناقته أَو فَوْقَ طاوِيةِ الحَشَى رَمْلِيَّة إِنْ تَدْنُ من فَنَن الأَلاءَةِ تَعْلُق يقول كأَن قُتُودي فوق بقرة وحشية قال ابن الأَثير هو في الأَصل للإِبل إِذا أَكلت العِضاهَ فنقل إِلى الطير وروءاه الفراء عن الدبيريين تَعْلَق من ثمار الجنة وقال اللحياني العَلْق أَكل البهائم ورق الشجر عَلَقَتْ تَعْلُق عَلْقاً والصبي يَعْلُقُ يَمُصُّ أَصابعه والعَلوقُ ما تَعْلُقه الإِبل أَي ترعاه وقيل هو نبت قال الأَعشى هو الوَاهِبُ المائة المُصْطَفا ة لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارَا أَي حَسَّنَ النبْتُ أَلوانها وقيل إِنه يقول رَعَيْنَ العَلُوقَ حين لاط بهن الاحمرار من السِّمَن والخِصْب ويقال أَراد بالعَلُوق الولد في بطنها وأَراد بالاحمرار حسن لونها عند اللَّقْحِ وقال أَبو الهيثم العَلُوق ماءُ الفحل لأَن الإِبل إِذا عَلِقَتْ وعقدت على الماء انقلبت أَلوانها واحْمَرَّت فكانت أَنْفَسَ لها في نفس صاحبها قال ابن بري الذي في شعر الأَعشى بأَجْوَدَ منه بِأْدْمِ الرِّكا بِ لاطَ العَلوقُ بهنّ احمرارا قال وذلك أَن الإِبل إِذا سمنت صار الآدمُ منها أصْهبَ والأَصْهبُ أَحمر وأَما عَجُُزُ البيت الذي صدره هو الواهبُ المائة المُصْطَفا ة لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارا أَي حَسَّنَ النبْتُ أَلوانها وقيل إِنه يقول رَعَيْنَ العَلُوقَ حين لاط بهن الاحمرار من السِّمَن والخِصْب ويقال أَراد بالعَلُوق الولد في بطنها وأَراد بالاحمرار حسن لونها عند اللَّقْحِ وقال أَبو الهيثم العَلُوق ماءُ الفحل لأَن الإبل إِذا عَلِقَتْ وعقدت على الماء انقلبت أَلوانها واحْمَرَّت فكانت أَنْفَسَ لها في نفس صاحبها قال ابن بري الذي في شعر الأَعشى بأَجْوَدَ منه بِأُدْمِ الرِّكا بِ لاطَ العَلوقُ بهنّ احمرارا قال وذلك أَن الإبل إِذا سمنت صار الآدمُ منها أصْهبَ والأَصْهب أَحمرَ وأَما عَجُزُ البيت الذي صدره هو الواهِبُ المائة المُصْطَفا ة لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارا فإِنه إِما مَخَاضاً وإِما عِشَارَا والعَلْقَى شجر تدوم خضرته في القَيْظ ولها أَفنان طوالِ دقاق وورق لِطاف بعضهم يجعل أَلفها للتأنيث وبعضهم يجعلها للإلحاق وتنون قال الجوهري عَلْقَى نبت وقال سيبويه تكون واحدة وجمعاً قال العجاج يصف ثوراً فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكورِ بين تَواري الشَّمْسِ والذُّرُورِ وفي المحكم يَسْتَنُّ في عَلْقَى وفي مُكورِ وقال ولم ينونه رؤبة واحدته عَلْقاة قال ابن جني الأَلف في عَلْقاة ليست للتأْنيث لمجيء هاء التأْنيث بعدها وإِِنما هي للإِلحاق ببناء جعفر وسلهب فإِذا حذفوا الهاء من عَلْقاة قالوا عَلْقَى غير منون لأَنها لو كانت للإِلحاق لنونت كما تنون أَرْطًى أَلا ترى أَن مَنْ أَلحق الهاء في عَلْقاةٍ اعتقد فيها أَن الأَلف للإلحاق ولغير التأْنيث ؟ فإِذا نزع الهاء صار إِلى لغة من اعتقد أَن الأَلف للتأْنيث فلم ينوِّنها كما لم ينونها ووافقهم بعد نزعِهِ الهاءَ من عَلْقاة على ما يذهبون إِليه من أَن أَلف عَلْقَى للتأْنيث وبعير عَالِقٌ يرعى العَلْقَى والعالِقُ أَيضاً الذي يَعْلُقُ العِضاه أَي ينتِف منها سمي عالقاً لأَنه يَعْلُق العضاه لطولها وعَلَقَت الإِبلُ العِضاه تَعْلُق بالضم عَلْقاً إِذا تَسنَّمتها أَي رعتها من أَعلاها وتناولتها بأَفواهها وهي إِبل عَوالق ورجل ذو مَعْلَقَةٍ أَي مُغِيرٌ يَعْلَقُ بكل شيء أَصابه قال أَخاف أَن يَعْلَقَها ذو مَعْلَقَهْ وجاء بعُلَقَ فُلَقَ أَي الداهية وقد أَعْلَقَ وأَفْلَقَ وعُلَقُ فُلَقُ لا ينصرف حكاه أَبو عبيد عن الكسائي ويقال للرجل أَعْلَقْتَ وأَفْلَقْتَ أَي جئت بعُلَقَ فُلَقَ وهي الداهية لا يجري مجرى عمر ويقال العُلَقُ الجمع الكثير والعَوْلَقُ الغُول وقيل الكلبة الحريصة قال وكلبة عَوْلَقٌ حريصة قال الطرماح عَوْلقُ الحِرْصِ إِذا أَمْشَرَتْ ساوَرَتْ فيه سُؤورَ المُسامِي وقولهم هذا حديث طويل العَوْلَقِ أَي طول الذَّنَب وقال كراع إِنه لطول العَوْلَقِ أَي الذنب فلم يَخصَّ به حديثاً ولا غيره والعَليقةُ البعير أَو الناقة يوجهه الرجل مع القوم إِذا خرجوا مُمْتارين ويدفع إِليهم دراهم يمتارون له عليها قال الراجز أَرسلها عَلِيقةً وقد عَلِمْ أَن العليقَاتِ يُلاقِينَ الرَّقِمْ يعني أَنهم يُودِعُون ركابهم ويركبونها ويزيدون في حملها ويقال عَلَّقْتُ مع فلان عَلِيقةً وأَرسلت معه عليقَةً وقد عَلَّقها معه أَرسلها وقال الراجز إِنَّا وَجَدْنا عُلَبَ العلائِقِ فيها شِفاءٌ للنُّعاسِ الطَّارِقِ وقيل يقال للدابة عَلوق وقال ابن الأَعرابي العَلِيقةُ والعَلاقةُ البعير يضمه الرجل إِلى القوم يمتارون له معهم قال الشاعر وقائلةٍ لا تَرْكَبَنَّ عَلِيقةً ومِنْ لذَّة الدنيا رُكوبُ العَلائِقِ شمر عَلاقةُ المَهْر ما يَتَعَلَّقون به على المتزوج وقال في قول امرئ القيس بِأََيّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُو نَ عَنْ دمِ عَمْروِ على مَرْثَدِ ؟
( * قوله عن دم عمرو هكذا في الأصل وفي رواية أخرى أَعَنْ بادخال همزة الإستفهام على عن )
قال العَلاقةُ النَّيْل وما تعلقوا به عليهم مثلَ عَلاقةِ المهر والعِلاقةُ المِعْلاق الذي يُعَلَّقُ به الإِناء والعِلاقةُ بالكسر عِلاقةُ السيفِ والسوط وعِلاقةُ السوط ما في مَقْبِضه من السير وكذلك عِلاقةُ القَدَحِ والمصحف والقوس وما أَشبه ذلك وأَعْلَقَ السوطَ والمصحف والسيف والقدح جعل لها عِلاقةً وعَلَّقهُ على الوَتدِ وعَلَّقَ الشيءَ خلفه كما تُعَلَّق الحقِيبةُ وغيرها من وراء الرَّحل وتَعَلَّقَ به وتَعَلَّقَه على حذف الوَسيط سواء ويقال لفلان في هذه الدار عَلاقةٌ أَي بقيةُ نصيبٍ والدَّعْوى له عَلاقةٌ وعَلِقَ الثوبُ من الشجر عَلَقاً وعُلوقاً بقي متعلقاً به وفي حديث أَبي هريرة رُئِيَ وعليه إزار فيه عَلَقٌ وقد خيَّطه بالأُسْطُبَّةِ العَلَقُ الخرق وهو أَن يَمُرَّ بشجرة أَو شوكة فتَعْلَقَ بثوبه فتخرقه والعَلْقُ الجذبة في الثوب وغيره وهو منه والعَلَقُ كل ما عُلِّقَ وقال اللحياني
( * قوله « وقال اللحياني إلخ » عبارة شرح القاموس والمعالق بغير ياء من الدواب هي العلوق عن اللحياني ) وهي العَلوق والمَعالِق بغير ياءٍ والمِعْلاقُ والمُعْلوق ما عُلِّقَ من عنب ولحم وغيره لا نظير له إِلا مُغْْرود لضرب من الكمأَة ومُغفُور ومُغْثور ومُغْبورٌ في مُغْثور ومُزْمور لواحد مزامير داود عليه السلام عن كراع ويقال للمِعْلاق مُعْلوق وهو ما يُعَلَّق عليه الشيء قال الليث أَدخلوا على المُعلوقِ الضمة والمدّة كأَنهم أَرادوا حدّ المُنْخُل والمُدْهُن ثم أَدخلوا عليه المدة وكلُّ شيء عُلِّقَ به شيء فهو مِعْلاقه ومَعاليقُ العُقود والشُّنوف ما يجعل فيها من كل ما يحْسُن وفي المحكم ومَعالِيق العِقْدِ الشُّنُوفُ يجعل فيها من كل ما يحسن فيه والأَعالِيقُ كالمَعالِيقِ كلاهما ما عُلِّقَ ولا واحد للأَعالِيقِ وكل شيء عُلِّقَ منه شيء فهو مِعْلاقه ومِعْلاقُ الباب شء يُعَلَّقُ به ثم يُدْفع المِعْلاقُ فينفتح وفرق ما بين المِعْلاقِ والمِغْلاق أنَ المِغْلاق يفتح بالمِفْتاح والمِعْلاق يُعْلَّقُبه البابُ ثم يُدْفع المِعْلاق من غير مفتاح فينفتح وقد عَلَّق الباب وأَعلَقه ويقال عَلِّق الباب وأَزْلِجْهُ وتَعْلِيق البابِ أَيضاً نَصْبه وترْكِيبُه وعَلِّق يدَه وأَعْلَقها قال وكنتُ إِذا جاوَرْتُ أَعْلَقْتُ في الذُّرى يَدَيَّ فلم يُوجَدْ لِجَنْبَيَّ مَصْرَعُ والمِعْلَقة بعض أَداة الراعي عن اللحياني والعُلَّيْقُ نبات معروف يتعلَّق بالشجر ويَلْتَوي عليه وقال أَبو حنيفة العُلَّيق شجر من شجر الشوك لا يعظم وإِذا نَشِب فيه شيء لم يكد يتخلَّص من كثرة شوكه وشَوكُه حُجَز شداد قال ولذلك سمِّي عُلَّيْقاً قال وزعموا أَنها الشجرة التي آنَسَ موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام فيها النارَ وأَكثر منابتها الغِياضُ والأَشَبُ وعَلِقَ به عَلَقاً وعُلوقاً تعلق والعَلوق ما يعلق بالإنسان والمنيّةُ عَلوق وعَلاَّقة قال ابن سيده والعَلوق المنيَّة صفة غالبة قال المفضل البكري وسائلة بثَعْلبةَ بنِ سَيْرٍ وقد عَلِقَتْ بثعلبةَ العَلوقُ يريد ثعلبة بن سَيَّار فغيره للضرورة والعُلُق الدواهي والعُلُق المَنايا والعُلُق الأَشغال أَيضاً وما بينهما عَلاقةٌ أَي شيءٌ يتَعَلَّقُ به أَحدُهما على الآخر ولي في الأَمر عَلوق ومُتعلَّق أَي مُفْتَرض فأَما قوله عَيْنُ بَكِّي لِسامةَ بن لُؤَيٍّ عَلِقَتْ مِلْ أُسامةَ العَلاَّقَهْ
( * قوله « مل أُسامة » هكذا هو بالأصل مضبوطاً وقد ذكره في مادة فوق بلفظ ساق سامة مع ذكر قصته )
فإِنه عنى الحية لتَعَلّقها لأََنها عَلِقَتْ زِمام ناقته فلدغعته وقيل العَلاَّقة بالتشديد المنية وهي العَلوق أَيضاً ويقال لفلان في هذا الأَمر عَلاقة أَي دعوى ومُتعَلَّق قال الفرزدق حَمَّلْتُ من جَرْمٍ مَثاقيلَ حاجَتي كَريمَ المُحَيَّا مُشْنِقاً بالعَلائِقِ أَي مستقلاً بما يُعَلَّقُ به من الدِّيات والعَلَق الذي تُعَلَّق به البَكَرةُ من القامة قال رؤبة قَعْقَعةَ المِحْوَر خُطَّافَ العَلَقْ يقال أَعرني عَلَقَك أَي أَدة بَكَرتك وقيل العَلَقُ البَكَرة والجمع أَعْلاق قال عُيونُها خُرْزٌ لصوتِ الأَعْلاقْ وقيل العَلَقُ القامةُ والجمع كالجمع وقيل العَلَق أَداة البَكَرة وقيل هو البَكَرةُ وأَداتها يعني الخُطَّاف والرِّشاءَ والدلو وهي العَلَقةُ والعَلَق الحبل المُعَلَّق بالبَكَرة وأَنشد ابن الأَعرابي كلاَّ زَعَمْت أَنَّني مَكْفِيُّ وفَوْق رأْسي عَلَقٌ مَلْوِيُّ وقيل العَلَقُ الحبل الذي في أَعلى البكَرة وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً بِئْسَ مَقامُ الشيخ بالكرامهْ مَحالةٌ صَرَّارةٌ وقامَهُ وعَلَقٌ يَزْقُو زُقاءَ الهامَهْ قال لما كانت القامةُ مُعَلَّقة في الحبل جعل الزُّقاء له وإِنما الزُّقاء للبَكرة وقال اللحياني العَلَق الرِّشاءُ والغَرْب والمِحْور والبَكرة قال يقولون أَعيرونا العَلَق فيُعارون ذلك كله قال الأَصمعي العَلَق اسم جامع لجميع آلات الاسْتِقاء بالبكرة ويدخل فيها الخشبتان اللتان تنصبان على رأْس البئر ويُلاقي بين طرفيهما العاليين بحبل ثم يُوتَدانِ على الأَرض بحبل آخر يُمدّ طرفاه للأَرض ويُمَدَّان في وَتِدَينِ أُثْبتا في الأَرض وتُعَلَّق القامةُ وهي البَكَرة في أَعلى الخشبتين ويُسْتَقى عليها بدلوين يَنْزِع بهما ساقيان ولا يكون العَلَقُ إِلا السَّانَيَة وجملة الأَداة مِنَ الخُطَّافِ والمِحْوَرِ والبَكَرةِ والنَّعامَتَيْنِ وحبالها كذلك حفظته عن العرب وعَلَقُ القربة سير تُعَلَّقْ به وقيل عَلَقُها ما بقي فيها من الدهن الذي تدهن به ويقال كَلِفْتُ إِليك عَلَقَ القربة لغة في عَرَق القربة فأَما عَلَقُ القربة فالذي تشد به ثم تُعَلَّق وأَما عَرَقُها فأَن تَعْرَق من جهدها وقد تقدم وإِنما قال كَلِقْتُ إِليك عَلَق القربة لأَن أَشد العمل عندهم السقي وفي الحديث خَطَبَنَا عمر رضي الله عنه فقال أَيها الناس أَلا لا تُغَالوا بصَداق النساءِ فإِنه لو كان مَكْرُمَةً في الدنيا وتقوى عند الله كان أَوْلاكُم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أَصْدَقَ امرأَةً من نسائه ولا أُصْدِقَت امرأَةٌ من بناته أَكثر من ثنتي عشرة أُوقيّةً وإِن الرجل ليُغَالي بصَداق امرأَته حتى يكون ذلك لها في قلبه عداوةً حتى يقول قد كَلِفْتُ عَلَقَ القربةِ وفي النهاية يقول حتى جَشِمْتُ إِليكِ عَلَقَ القربةِ قال أَبو عبيدة عَلَقُها عِصَامُها الذي تُعَلَّقُ به فيقول تَكَلَّفْت لكِ كل شيء حتى عِصَامَ القربة والمُعَلَّقة من النساء التي فُقِد زَوجُها قال تعالى فَتَذَرُوَها كالمُعَلَّقِة وفي التهذيب وقال تعالى في المرأَة التي لا يُنْصِفُها زوجها ولم يُخَلِّ سبيلَها فَتَذَرُوها كالمُعَلّقة فهي لا أَيِّم ولا ذات بَعْل وفي حديث أُم زرع إِن أَنْطق أُطَلَّقْ وإِن أَسكت أُعَلَّقْ أَي يتركْني كالمعَلَّقة لا مُمْسَكةً ولا مطلقةً والعَلِيقُ القَضِييمُ يُعَلَّق على الدابة وعَلّقها عَلَّق عليها والعَليقُ الشراب على المثل قال الأَزهري ويقال للشراب عَلِيق وأَنشد لبعض الشعراء وأَظن أَنه لبيد وإِنشاده مصنوع اسْقِ هذا وذَا وذاكَ وعَلِّقْ لا تُسَمِّ الشَّرابَ إِلا عَلِيقَا والعَلاقة بالفتح عَلاقة الخصومة وعَلِقَ به عَلَقاً خاصمه يقال لفلان في أَرض بني فلان عَلاقةٌ أَي خصومة ورجل مِعلاقٌ وذو مِعْلاق خصيم شديد الخصومة يتعلَّق بالحجج ويستَدْركها ولهذا قيل في الخصيم الجَدِل لا يُرْسِلُ الساقَ إِلا مُمْسِكاً ساقَا أَي لا يَدَع حُجة إِلا وقد أَعَدّ أُخرى يتعلَّق بها والمِعْلاق اللسان البليغ قال مِهَلْهِلٌ إِن تحتَ الأَحْجارِ حَزْماً وجُوداً وخَصِيماً أَلَدَّ ذا مِعْلاقِ ومعْلاق الرجل لسانه إِذا كان جَدِلاً والعَلاقَى مقصور الأَلقاب واحدتها عَلاقِيَة وهي أَيضاً العَلائِقُ واحدَتها عِلاقةٌ لأَنها تُعَلَّقُ على الناس والعَلَقُ الدم ما كان وقيل هو الدم الجامد الغليظ وقيل الجامد قبل أَن ييبس وقيل هو ما اشتدت حمرته والقطعة منه عَلَقة وفي حديث سَرِيَّةِ بني سُلَيْمٍ فإِذا الطير ترميهم بالعَلَقِ أَي بقطع الدم الواحدة عَلَقةٌ وفي حديث ابن أَبي أَوْفَى أَنه بَزَقَ عَلَقَةٌ ثم مضى في صلاته أَي قطعة دمٍ منعقد وفي التنزيل ثم خلقنا النُّطْفَة عَلَقةً ومنه قيل لهذه الدابة التي تكون في الماء عَلَقةٌ لأَنها حمراء كالدم وكل دم غليظ عَلَقٌ والعَلَقُ دود أَسود في الماء معروف الواحدة عَلَقةٌ وعَلِق الدابةُ عَلَقاً تعلَّقَتْ به العَلَقَة وقال الجوهري عَلِقَت الدابةُ إِذا شربت الماءَ فعَلِقَت بها العَلَقة وعَلِقَتْ به عَلَقاً لزمته ويقال عَلِقَ العَلَقُ بحَنَك الدابة عَلَقاً إِذا عَضّ على موضع العُذّرة من حلقه يشرب الدم وقد يُشْرَطُ موضعُ المَحَاجم من الإنسان ويُرْسل عليه العَلَقُ حتى يمص دمه والعَلَقَةُ دودة في الماء تمصُّ الدم والجمع عَلَق والإعْلاقُ إِرسال العَلَق على الموضع ليمص الدم وفي الحديث اللدُود أَحب إِليّ من الإعْلاقِ وفي حديث عامر خيرُ الدواءِ العَلَقُ والحجامة العَلَق دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ بالبدن وتمص الدم وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة لامتصاصها الدم الغالب على الإِنسان والمعلوق من الدواب والناس الذي أَخَذ العَلَقُ بحلقه عند الشرب والعَلوقُ التي لا تحب زوجها ومن النوق التي لا تأْلف الفحل ولا تَرْأَمُ الولد وكلاهما على الفأْل وقيل هي التي تَرْأَمُ بأَنفها ولا تَدِرُّ وفي المثل عامَلَنا مُعاملةَ العَلُوقِ تَرْأَمُ فتَشُمّ قال وبُدِّلْتُ من أُمٍّ عليَّ شَفِيقةٍ عَلوقاً وشَرُّ الأُمهاتِ عَلُوقُها وقيل العَلوق التي عُطِفت على ولد غيرها فلم تَدِرَّ عليه وقال اللحياني هي التي تَرْأَمُ بأَنفها وتمنع دِرَّتها قال أُفْنُون التغلبي أَمْ كيف يَنْفَعُ ما تأْتي العَلوقُ بِهِ رئْمانُ أَنْفٍ إِذا ما ضُنَّ باللَّبَنِ وأَنشد ابن السكيت للنابغة الجعدي وما نَحَني كمِنَاح العَلُو قِ ما تَرَ من غِرّةٍ تَضْرِبِ قال ابن بري هذا البيت أَورده الجوهري تضربُ برفع الباء وصوابه بالخفض لأَنه جواب الشرط وقبله وكان الخليلُ إِذا رَابَني فعاتَبْتُه ثم لم يُعْتِبِ يقول أَعطاني من نفسه غير ما في قلبه كالناقة التي تُظْهر بشمِّها الرأْم والعطف ولم تَرْأَمه والمَعَالق من الإِبل كالعَلُوق ويقال عَلَّق فلان راحلته إِذا فسخ خِطَامها عن خَطْمِها وأَلقاه عن غاربها ليَهْنِئَها والعِلْق المال الكريم يقال عِلْقُ خير وقد قالوا عِلْق شرٍّ والجمع أَعْلاق ويقال فلان عِلْقُ علمٍ وتِبْعُ علمٍ وطلْب علمٍ ويقال هذا الشيءُ عِلْقُ مَضِنَّةٍ أَي يُضَنُّ به وجمعه أَعْلاق ويقال عِرْق مَضِنَّةٍ بالراء وقد تقدم وقال اللحياني العِلْقُ الثوب الكريم أَو التُّرْس أَو السيف قال وكذا الشيءُ الواحد الكريم من غير الروحانيين ويقال له العَلوق والعِلْق بالكسر النفيس من كل شيءٍ وفي حديث حذيفة فما بال هؤلاء الذين يسرقون أَعْلاقَنا أَي نفائس أَموالنا الواحد عِلْق بالكسر سمي به لتَعَلُّقِ القلب به والعِلْقُ أَيضاً الخمر لنفاستها وقيل هي القديمة منها قال إِذا ذُقْت فاهَا قُلت عِلْقٌ مُدَمَّسٌ أُرِيدَ به قَيْلٌ فَغُودِرَ في سَابِ أَراد سأْباً فخفف وأَبدل وهو الزِّقّ أَو الدَّنّ والعَلَق في الثوب ما عَلِق به وأَصاب ثوبي عَلْقٌ بالفتح وهو ما عَلِِقَهُ فجذبه والعِلْقُ والعِلْقةُ الثوب النفيس يكون للرجل والعِلْقةُ قميص بلا كمين وقيل هو ثوب صغير يتخذ للصبي وقيل هو أَول ثوب يلبسه المولود قال وما هي إِلاَّ في إِزارٍ وعِلْقةٍ مَغَارَ ابنِ اهَمّامٍ على حَيّ خَثْعَما ويقال ما عليه عِلْقة إِذا لم يكن عليه ثياب لها قيمة ويقال العِلْقة للصُّدْرة تلبسها الجارية تبتذل بها قال امرؤ القيس بأَيِّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُو ن عن دمِ عَمْروٍ على مَرْثَدِ ؟
( * راجع الملاحظة المثبتة سابقاً في هذه المادة )
وقد تقدم الاستشهاد به في المهر قال أَبو نصر أَراد أَيَّ عَلاقتنا ثم أَقحم الباء والعَلاقة التباعد فأَراد أَيَّ ذلك تكرهون أَتأْبون دم عمرو على مرثد ولا ترضون به ؟ قال والعَلاقةُ ما كان من متاع أَو مال أَو عِلْقةٌ أَيضاً وعِلْق للنفيس من المال وقيل كان مرثد قتل عمراً فدفعوا مرثداً ليُقْتل به فلم يرضوا وأَرادوا أَكثر من رجل برجل فقال بأَيِّ ضعف وعجز رأَيتم منا إِذ طمعتم في أ َكثر من دم بدم ؟ والعُلْقة نبات لا يَلْبَثُ والعُلْقةُ شجر يبقى في الشتاء تَتَبَلَّغُ به الإِبل حتى تُدْرك الربيع وعَلَقَت الإِبل تَعْلُق عَلْقاً وتَعَلَّقت أَكلت من عُلْقةِ الشجر والعَلَقُ ما تتبلغ به الماشية من الشجر وكذلك العُلْقةُ بالضم وقال اللحياني العَلائِقُ البضائع وعَلِقَ فلانٌ يفعل كذا ظَلَّ كقولك طَفِقَ يفعل كذا فال الراجز عَلِقَ حَوْضي نُغَر مُكِبُّ إِذا غَفَلْتُ غَفْلةً يَعُبُّ أَي طَفِقَ يرِدهُ ويقال أَحبه واعتاده وفي الحديث فَعَلِقُوا وجهه ضرباً أَي طفقوا وجعلوا يضربونه والإِعْلاقُ رفع اللَّهاةِ وفي الحديث أَن امرأَة جاءت بابن لها إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أَعْلَقَتْ عنه من العُذْرةِ فقال عَلامَ تَدْغَرْنَ أَولادكن بهذه العُلُق ؟ عليكم بكذا وفي حديث بهذا الإِعْلاق وفي حديث أُم قيس دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بابنٍ لي وقد أَعلقتُ عليه الإِعْلاقُ معالجة عُذْرةِ الصبي وهو وجع في حلقه وورم تدفعه أُمه بأُصبعها هي أَو غيرها يقال أَعْلَقَتْ عليه أُمُّه إِذا فعلت ذلك وغَمَزت ذلك الموضع بأُصبعها ودفعته أَبو العباس أَعْلَقَ إِذا غَمَزَ حلق الصبي المَعْذور وكذلك دَغَر وحقيقة أَعْلقتُ عنه أَزلتُ العَلُوقَ وهي الداهية قال الخطابي المحدثون يقولون أَعْلَقَت عليه وإِنما هو أَعْلَقَتْ عنه أَي دفَعت عنه ومعنى أَعْلَقَتْعليه أَوْرَدَتْ عليه العَلُوقَ أَي ما عذبته به من دَغْرها ومنه قولهم أَعْلَقْتُ عَليَّ إِذا أَدخلت يدي في حلقي أَتَقَيَّأُ وجاءَ في بعض الروايات العِلاق وإِما المعروف الإِعْلاق وهو مصدر أَعْلَقَتُ فإِن كان العِلاقُ الاسمَ فيَجُوز وأَما العُلُق فجمع عَلُوق والإعْلاق الدَّغْر والمِعْلَقُ العُلْبة إِذا كانت صغيرة ثم الجَنْبة أَكبر منها تعمل من جَنْب الناقة ثم الحَوْأَبة أَكبرهن والمِعْلَقُ قدح يعلقه الراكب معه وجمعه مَعَالق والمَعَالقُ العِلاب الصغار واحدها مِعْلَق قال الفرزدق وإِنا لنُمْضي بالأَكُفِّ رِماحَنا إِذا أُرْعِشَتْ أَيديكُم بالمَعَالِقِ والمِعْلَقة متاع الراعي عن اللحياني أَو قال بعض متاع الراعي وعَلَقَه بلسانه لَحاهُ كَسَلَقَةُ عن اللحياني ويقال سَلَقَه بلسانه وعَلَقَه إِذا تناوله وهو معنى قول الأَعشى نهارُ شَرَاحِيلَ بن قَيْسَ يَرِيبنُي ولَيْل أَبي عيس أَمَرُّ وأَعَلق ومَعَاليق ضرب من النخل معروف قال يذكر نخلاً لئِنْ نجَوْتُ ونجَتْ مَعَالِيقْ من الدَّبَى إِني إِذاً لَمَرْزُوقْ والعُلاَّقُ شجر أَو نبت وبنو عَلْقَةَ رهط الصِّمَّةِ ومنهم العَلَقاتُ جمعوه على حد الهُبَيْراتِ وعَلَقَةُ اسم وذو عَلاقٍ جبل وذو عَلَقٍ اسم جبل عن أَبي عبيدة وأَنشد ابن أَحمر ما أُمُّ غُفْرٍ على دَعْجاء ذي عَلَقٍ يَنْفِي القَراميدَ عنها الأَعْصَمُ الوَقُِلُ وفي حديث حليمة ركبت أَتاناً لي فخرجت أَمام الرَّكْبِ حتى ما يَعْلَقُ بها أَحد منهم أَي ما يتصل بها ويلحقها وفي حديث ابن مسعود إنَّ امرَأً بمكة كان يسلم تسليمتين فقال أَنَّى عَلِقَها فإِن رسول الله صلى عليه وسلم كان يفعلها ؟ أَي من أَين تعلَّمها وممن أَخذها ؟ وفي حديث المِقْدام أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِن الرجل من أَهل الكتاب يتزوج المرأَة وما يَعْلَقُ على يديها الخير وما يرغب واحد عن صاحبه حتى يموتا هَرَماً قال الحربي يقول من صغرها وقلَّةِ رِفْقها فيصبر عليها حتى يموتا هَرَماً والمراد حثُّ أصحابه على الوصية بالنساء والصبر عليهن أَي أَن أَهل الكتاب يفعلون ذلك بنسائهم وعَلِقَت المرأَة أَي حَبِلَتْ وعَلِقَ الظَّبْيُ في الحبالة والعُلَّيْقُ مثال القُبَّيْط نبت يتعلق بالشجر يقال له بالفارسية « سَبرَنْد »
( * قوله « سبرند » كذا بالأصل والذي في الصحاح سرند مضبوطاً كفرند ) وربما قالوا العُلَّيْقَى مثال القُبَّيْطَى وفي التهذيب في هذه الترجمة روي عن عليّ رضي الله عنه أَنه قال لنا حق إِن نُعْطَهُ نأْخُذْه وإِن لم نُعْطَهُ نركبْ أَعجاز الإِبل قال الأَزهري معنى قوله نركب أَعجاز الإِبل أَي نرضى من المركب بالتَّعْلِيق لأَنه إِذا مُنِعَ التَّمَكُّن من الظهر رضي بعَجُزِ البعير وهو التَّعْليق والأَولى بهذا أَن يذكر في ترجمة عجز وقد تقدم

علفق
ابن سيده العُلْفُوق الثقيل الوَخِمُ

عمق
العُمْق والعَمْق البعد إِلى أَسفل وقيل هو قعر البئر والفجِّ والوادي قال ابن بري ومنه قول الشمّاخ وأَفْيح من رُوْضِ الرُّبابِ عَمِيق أَي بعيد وتَعْمِيقُ البئر وإِعْماقها جَعْلُها عَمِيقةً وتقول العرب بئر عَمِيقةٌ ومََِعقيةٌ بعيدة القعر وقد عَمُقتْ ومَعُقَتْ وأَعْمَقْتُها وإِنها لبعيدة العَمْقِ والمَعْق قال الله تعالى وعلى كل ضامر يأْتين من كل فَجٍّ عَمِيق قال الفراء لغة أَهل الحجاز عَمِيق وبنو تميم يقولون مَعِيق قال مجاهد في قوله من كل فَجٍّ عَمِيق من كل طريق بعيد وقال الليث في قوله من كل فَجٍّ عَمِيق ويقال مَعيق قال والعَمِيقُ أَكثر من المَعِيق في الطريق وأَعْماقُ الأَرض نواحيها ويقال لي في هذه الدار عَمَقٌ أَي حق وما لي فيها عَمَق أَي حق والعَمْق البُسْر الموضوع في الشمس ليَنْضَجَ عن أَبي حنيفة قال وأَنا فيه شاكّ ورجل عُمْقِيُّ الكلام لكلامه غَوْرٌ والعِمَقَى نبت وبعير عامِقٌ وإِبل عامِقةٌ تأْكل العِمْقَى قال الجوهري العِمْقَى بكسر العين شجر بالحجاز وتهامة قال ابن بري ويقال العِمْقَى أَمَرُّ من الحَنْظَلِ قال الشاعر فأُقْسِمُ أَنَّ العيشَ حُلْوٌ إِذا دَنَتْ وهو إِنْ نأَتْ عني أَمَرّ من العِمْقَى والعِمْقى موضع قال أَبو ذؤَيب لَمَّا ذَكَرْتُ أَخا العِمْقَى تَأَوَّبَني همُّ وأَفَردَ ظَهري الأَغْلَبُ الشِّيحُ
( * قوله « أخا العمقى » قال الصاغاني فيه ثلاث روايات بالكسر وبالضم وبالنون وبدل الميم اه قلت أما الكسر فهي رواية الباهلي ورواه الأخفش بفتح العين وقال هو اسم واد فتكون الروايات أربعاً اه شرح القاموس )
والعُمَق بضم العين وفتح الميم موضع بمكة وقول ساعدة بن جؤبة لما رأَى عَمْقاً ورَجَّعَ عُرْضُهِ هَدْراً كما هَدَر الفَنِيقُ المُصْعبُ أَراد العُمَق فغيَّر وقد يكون عَمْقٌ بلداً بعينه غير هذا قال الأَزهري العُمَق موضع على جادَّة طريق مكة بين مَعْدن بني سُلَيْم وذات عِرْق قال والعامة تقول العُمُق وهو خطأ قال وعَمْق موضع آخر وفي الحديث ذكر العُمَقِ قال ابن الأَثير العُمَقُ بضم العين وفتح الميم منزل عند النَّقِرَة لحاجّ العِراقِ فأَما بفتح العين وسكون الميم فوَادٍ من أَودية الطائف نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حاصَرها وعِمَاق موضع وعَمْق أرض لمُزَيْنَة وما في النِّحْيِ عَمَقةٌ كقولك ما به عَيْقَةٌ عن اللحياني أَي لَطْخ ولا وَضَرٌ ولا لَعُوق من رُبٍّ ولا سَمْن وعَمِّق النظر في الأُمور تَعْمِيقاً وتَعَمَّق في كلامه أَي تَنَطَّع وتَعَمَّق في الأَمر تَنَوَّقَ فيه فهو مُتَعَمِّق وفي الحديث لو عَادَى الشهرُ لواصَلْت وصالاً يَرَعُ المتَعَمّقونَ تَعَمُّقَهم المُتَعَمِّقُ المُبالغ في الأَمر المتشدِّد فيه الذي يطلب أَقصى غايته والعَمْق والعُمْق ما بعُد من أطراف المَفَاوِزِ والأَعماق أَطراف المَفاوِز البعيدة وقيل الأَطراف ولم تقيِّد ومنه قول رؤبة وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْترَقْ مُشْتَبِه الأَعْلام لَمّاعِ الخَفَق ويقال الأَعْماقُ
( * كذا بياض بالأصل ) المطمئن ويجوز أَن تكون بعيدة الغَوْر وأُعَامِق موضع
( * قوله « وأعامق موضع » ضبطه شارح القاموس بضم الهمزة ومثله في ياقوت ) قال الشاعر وقد كان مِنّا مَنْزِلاً نَسْتَلذُّه أُعَامِقُ بَرْقاوَاتُهُ فأَجاوِلُه

عمشق
قال الأَزهري في ترجمة عمش العُمْشُوشُ العُنْقود يؤكل ما عليه ويترك بعضه وهو العُمْشوق أَيضاً

عملق
العَمْلق الجور والظلم والعَمْلَقةُ اختلاط الماء في الحوض وخُشُورته وحكى ابن بري عن ابن خالويه العَملقُ الإختلاط والخُثُورة ولم يقيده بماء ولا غيره وعَمْلَقَ ماؤُهم قلَّ والعِمْلاقُ الطويل والجمع عَمَالِيقُ وعَمَالِقةٌ وعَمالق بغير ياء الأخيرة نادرة وعَمْلَقٌ وعِمْلِقٌ وعِمْليق وعمْلاق أَسماء والعَمَالقةُ من عادٍ وهم بنو عِمْلاقٍ قال الأَزهري عِمْلاقٌ أَبو العَمالقة وهم الجبابرة الذين كانوا بالشأم على عهد موسى عليه السلام وفي حديث خبّاب أَنه رأَى ابنه مع قاصٍّ فأَخذ السوط وقال أَمَعَ العَمَالقةِ ؟ هذا قَرْنٌ قد طَلَع قال ابن الأَثير العَمَالقة الجبابرة الذين كانوا بالشام من بقية قوم عادٍ قال ويقال لمن يَخْدَعُ الناس ويَخْلُبهم عِمْلاق قال والعَمْلَقة التَّعْمِيق في الكلام فشَبَّه القُصّاص بهم لما في بعضهم من الكبر والإستطالة على الناس أَو بالذين يخدعونهم بكلامهم وهو أَشبه الجوهري العَمالِيق والعَمالِقة قوم من ولد عِمْلِيق بن لاوَذَ بن إرَمَ بن سامِ بن نُوح وهم أُمم تفرقوا في البلاد

عنق
العُنْقُ والعُنُقُ وُصْلة ما بين الرأس والجسد يذكر ويؤنث قال ابن بري قولهم عُنُق هَنْعَاءُ وعُنُق سَطْعاءُ يشهد بتأنيث العُنُق والتذكير أَغلب يقال ضربت عُنُقه قاله الفراء وغيره وقال رؤبة يصف الآل والسَّراب تَبْدُوا لَنا أعْلامُه بعد الفَرَقْ خارِجَةً أعناقُها من مُعْتَنَقْ ذكر السراب وانْقِماسَ الحِبال فيه إلى أَعاليها والمُعْتَنَقُ مَخْرج أَعناق الحِبال من السراب أَي اعْتَنَقَتْ فأَخرجت أَعناقها وقد يخفف العُنُق فيقال عُنْق وقيل مَنْ ثَقَّل أَنَّث ومَن خَفَّف ذكَّر قال سيبويه عُنْق مخفف من عُنُق والجمع فيهما أَعناق لم يجاوزوا هذا البناء والعَنَقُ طول العُنُقِ وغِلظه عَنِقَ عَنَقاً فهو أَعنق والأْنثى عَنْقاء بيِّنة العَنَق وحكى اللحياني ما كان أَعْنَقَ ولقد عَنِقَ عَنَقاً يذهب إلى النّقلة ورجل مُعْنِقٌ وامرأة مُعْنِقَةٌ طويلا العُنُقِ وهَضْبة معْنقة وعَنْقاءُ مرتفعة طويلة أَبو كبير الهذلي عَنْقاءُ مُعْنِقةٌ يكون أَنِيسُها وُرْقَ الحَمام جَميمُها لم يُؤكل ابن شميل مَعَانيق الرمال حبال صغار بين أَيدي الرمل الواحدة مُعْنِقة وعانَقهُ مُعَانقةً وعِناقاً التزمه فأدنى عُنُقَه من عُنُقِه وقيل المُعَانقة في المودة والإعْتِناقُ في الحرب قال يَطْعُنُهم وما ارْتَمَوْا حتى إذا اطَّعَنُوا ضارَبَ حتى إذا ما ضَارَبُوا اعْتَنَقَا وقد يجوز الافتعالُ في موضع المُفاعلة فإذا خصصت بالفعل واحداً دون الآخر لم تقل إلاّ عانَقه في الحالين قال الأَزهري وقد يجوز الاعتناقُ في المودَّةِ كالتَّعانُقِ وكلٌّ في كلٍّ جائزٌ والعَنِيقُ المُعانِقُ عن أَبي حنيفة وأَنشد وما راعَني إلاَّ زُهاءُ مُعانِقِي فأَيُّ عَنِيقٍ بات لي لا أَبالِيَا وفي حديث أُم سلمة قالت دخَلَتْ شاة فأَخذت قُرْصاً تحت دَنٍّ لنا فقمت فأَخذته من بين لَحْييها فقال ما كان ينبغي لكِ أَن تُعَنِّقِيها أَي تأخذي بعُنُقِها وتَعْصِريها وقيل التَّعْنِيقُ التَّخْييبُ من العَنَاقِ وهي الخيبة وفي الحديث أَنه قال لنساء عثمان بن مظعون لما مات ابْكِينَ وإياكنَّ وتَعَنُّقَ الشيطان هكذا جاء في مسند أَحمد وجاء في غيره ونَعِيقَ الشيطان فإن صَحَّت الأُولى فتكون من عَنَّقَه إذا أَخذ بعُنُقِه وعَصَرَ في حلقه لِيَصِيح فجعل صياح النساء عند المصيبة مسبَّباً عن الشيطان لأنه الحامل لهنَّ عليه وكلب أَعْنَقُ في عُنُقِه بياض والمِعْنَقَةُ قلادة توضع في عُنُق الكلب وقد أَعْنَقَه قلَّده إياها وفي التهذيب والمِعْنَقَةُ القلادة ولم يخصص والمِعْنَقةُ دُوَيبة واعْتَنَقَت الدابةُ وقعت في الوَحْل فأخرجت عُنقَها والعانِقاءُ جُحْرٌ مملوءٌ تراباً رِخْواً يكون للأَرنب واليَرْبوع يُدْخِل فيه عُنُقَه إذا خاف وتَعَنَّقَت الأَرنب بالعانِقاء وتَعَنَّقَتْها كلاهما دَسَّتْ عُنقها فيه وربما غابت تحته وكذلك اليربوع وخصَّ الأَزهري به اليربوع فقال العانقاءُ جُحْر من جِحَرة اليربوع يملؤه تراباً فإذا خاف انْدَسَّ فيه إلى عُنُقه فيقال تَعَنَّقَ وقال المفضل يقال لجِحَرة اليربوع النّاعِقاءُ والعانِقاء والقاصِعاءُ والنافِقاءُ والرَّاهِطماءُ والدامّاءُ ويقال كان ذلك على عُنُق الدهر أَي على قديم الدهر وعُنُق كل شيء عُنُق الصيف والشتاء أَولهما ومقدَّمتهما على المثل وكذلك عُنُق السِّنّ قال ابن الأَعرابي قلت لأَعرابي كم أَتى عليك ؟ قال أخذت بعُنُق الستين أي أَولها والجمع كالجمع والمُعْتنَق مَخْرج أَعناق الحبال
( * قوله « أعناق الحبال » أي حبال الرمل ) قال خارجة أَعْناقُها من مُعْتَنَقْ وعُنُق الرَّحِم ما اسْتدق منها مما يلي الفرج والأَعناق الرؤساء والعُنُق الجماعة الكثيرة من الناس مذكَّر والجمع أَعْناق وفي التنزيل فظلَّت أَعناقهم لها خاضعين أَي جماعاتهم على ما ذهب إليه أكثر المفسرين وقيل أَراد بالأَعناق هنا الرِّقاب كقولك ذَلَّتْ له رقاب القوم وأَعْناقهم وقد تقدم تفسير الخاضعين على التأويلين والله أَعلم بما أَراد وجاء بالخبر على أصحاب الأَعناق لأنه إذا خضع عُنُقهِ فقد خضع هو كما يقال قُطِع فلان إذا قُطِعَتْ يده وجاءَ القوم عُنُقاً عُنُقاً أَي طوائف قال الأَزهري إذا جاؤوا فِرَقاً كل جماعة منهم عُنُق قال الشاعر يخاطب أَمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أَبْلِغْ أَميرَ المؤمني ن أخا العِراقِ إذا أَتَيْتا أَن العِراقَ وأَهلَهُ عُنُقٌ إليكَ فَهْيتَ هَيْتَا أَراد أَنهم أَقبلواإليك بجماعتهم وقيل هم مائلون إليك ومنتظروك ويقال جاء القوم عُنُقاً عُنُقاً أَي رَسَلاً رَسَلاً وقَطِيعاً قطيعاً قال الأَخطل وإذا المِئُونَ تواكَلَتْ أَعْناقُها فاحْمِدْ هُناكَ على فَتىً حَمّالِ قال ابن الأَعرابي أَعْناقُها جماعاتها وقال غيره سادَاتها وفي حديث يخرج عُنُقٌ من النار أَي تخرج قطعة من النار ابن شميل إذا خرج من النهر ماء فجرى فقد خرج عُنُق وفي الحديث لا يزال الناس مختلفةً أَعْناقُهم في طلب الدنيا أَي جماعات منهم وقيل أَراد بالأَعناق الرؤساء والكُبَرَاء كما تقدم ويقال هم عُنُق عليه كقولك هم إلْبٌ عليه وله عُنُق في الخير أَي سابقة وقوله المؤذِّنون أَطول الناس أَعْناقاً يوم القيامة قال ثعلب هو من قولهم له عُنُق في الخير أَي سابقة وقيل إنهم أكثر الناس أَعمالاً وقيل يُغْفَرُ لهم مَدَّ صوتهم وقيل يُزَادونَ على الناس وقال غيره هو من طول الأَعْناقِ أي الرقاب لأَن الناس يومئذ في الكرب وهم في الرَّوْح والنشاط متطلعون مُشْرَئِبُّونَ لأَنْ يُؤذَنَ لهم في دخول الجنة قال ابن الأَثير وقيل أَراد أَنهم يكونون يومئذ رؤساء سادةً والعرب تصف السادة بطول الأَعناق وروي أَطولُ إعْناقاً بكسر الهمزة أَي أَكثر إسراعاً وأَعجل إلى الجنة وفي الحديث لا يزال المؤمن مُعْنِقاً صالحاً ما لم يُصِبْ دماً حراماً أَي مسرعاً في طاعته منبسطاً في عمله وقيل أَراد يوم القيامة والعُنُق القطعة من المال والعُنُق أَيضاً القطعة من العمل خيراً كان أَو شرّاً والعَنَق من السير المنبسط والعَنِيقُ كذلك وسير عَنَقٌ وعَنِيقٌ معروف وقد أَعْنَقَت الدابةُ فهي مُعْنِقٌ ومِعْناق وعَنِيق واستعار أَبو ذؤيب الإعْناق للنجوم فقال بأَطْيَبَ منها إذا ما النُّجُو م أَعْنَقْنَ مِثْلَ هَوَادِي
( * هكذا ورد عجز هذا البيت في الأصل وهو مختل الوزن )
وفي حديث مُعاذٍ وأَبي موسى أَنهما كانا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر أَصحابه فأناخُوا ليلةً وتَوَسَّدَ كلُّ رجل منهم بذراع راحلته قالا فانتبهنا ولم نَرَ رسول الله صلى الله عليهم وسلم عند راحلته فاتبعناه فأَخبرنا عليه السلام أَنه خُيِّرَ بين أَن يدخل نصفُ أُمته الجنة وبين الشفاعة قال شمر قوله مَعََانيق أَي مسرعين يقال أَعْنَقْتُ إليه أُعْنَقَ إعْناقاً وفي حديث أصحاب الغارِ فانفرجت الصخرة فانطلقوا مُعَانقينَ إلى الناس نبشّرهم قال شمر قوله معانيق أَي مسرعين من عانَقَ مثل أَعْنِقَ إذا سارَع وأَسرع ويروى فانطلقوا مَعانيقَ ورجل مُعْنِقٌ وقوم مُعْنِقون ومَعانيق قال القطامي طَرَقَتْ جَنُوبُ رحالَنا من مُطْرِق ما كنت أَحْسَبُها قريبَ المُعْنِقِ وقال ذو الرمة أَشَاقَتْكَ أخْلاقُ الرُّسوم الدوائرِ بأََدْعاصِ حَوضَى المُعْنِقاتِ النَّوادِرِ ؟ المُعْنِقات المتقدمات منها والعَنَقُ والعَنِيقُ من السير معروف وهما اسمان من أَعْنَقَ إعْناقاً وفي نوادر الأَعراب أَعْلَقْتُ وأَعْنَقْتُ وبلاد مُعْلِقة ومُعْنِقة بعيدة وقال أَبو حاتم المَعانقُ هي مُقَرِّضات الأَسَاقي لها أَطواق في أَعناقها ببياض ويقال عَنَقَت السحابةُ إذا خرجت من معظم الغيم تراها بيضاء لإشراق الشمس عليها وقال ما الشُّرْبُ إلاّ نَغَباتٌ فالصَّدَرْ في يوم غَيْمٍ عَنَقَتْ فيه الصُّبُرْ قال والعَنَقُ ضرب من سير الدابة والإبل وهو سير مُسْبَطِرٌّ قال أَبو النجم يا ناقَ سِيرِي عَنَقاً فَسِيحاً إلى سليمانَ فَنَسْترِيحا ونَصب نَسْتريح لأَنه جواب الأمر بالفاء وفرس مِعْناق أي جيد العَنَق وقال ابن بري يقال ناقة مِعْناق تسير العَنَق قال الأَعشى قد تجاوَزْتُها وتَحْتي مَرُوحٌ َعنْتَرِيسٌ نَعّابة مِعْناقُ وفي الحديث أنه كان يسير العَنَقَ فإذا وجد فَجْوةً نَصَّ وفي الحديث أَنه بعث سَرِيّةً فبعثوا حَرَامَ بن مِلْحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني سُلَيْم فانْتَحَى له عامرُ بن الطُّفَيْل فقتله فلما بلغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَتْلُه قال أَعْنَقَ لِيَمُوتَ أَي أَن المنية أَسرعت به وساقته إلى مصرعه والمُعْنِق ما صُلب وراتفع عن الأَرض وحوله سَهْل وهو منقاد نحو مِيلٍ وأَقل من ذلك والجمع مَعانيقُ توهموا فيه مِفْعالاً لكثرة ما يأتيان معاً نحو مُتْئِم ومِتْآم ومُذْكِر ومِذْكار والعَناق الحَرَّة والعَناق الأُنثى من المَعَز أَنشد ابن الأَعرابي لقُريْطٍ يصف الذئب حَسِبْتَ بُغامَ راحِلتي عَناقاً وما هي وَيْبَ غَيرِك بالعَناقِ فلو أَني رَمَيْتُك من قريب لعاقَكَ عن دُعاءِ الذَّئبِ عاقِ والجمع أَعْنُق وعُنُق وعُنُوق قال سيبويه أَمُّا تكسيرهم إياه على أَفْعُل فهو الغالب على هذا البناء من المؤنث وأَما تكسيرهم له على فُعُول فلتكسيرهم إياه على أَفْعُل إذ كانا يعتقبان على باب فَعْل وقال الأَزهري العَنَاق الأُنثى من أَولاد المِعْزَى إذا أتت عليها سنة وجمعها عنوق وهذا جمع نادر وتقول في العدد الأَقل ثلاث أَعْنُقٍ وأَربع أََعْنُقٍ قال الفرزدق دَعْدِِعْ بأَعْنُقِك القَوائِم إنَّني في باذِخٍ يا ابن المَراغة عالِ وقال أَوس بن حجر في الجمع الكثير يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ له ظأبٌ كما صَخِبَ الغِرِيمُ وفي حديث الضحية عندي عَناقٌ جَذَعةٌ هي الأُنثى من أَولاد المعز ما لم يتم له سنة وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه لو مَنَعوني عَناقاً مما كانوا يؤدُّونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتُهم عليه قال ابن الأَثير فيه دليل على وجوب الصدقة في السِّخَال وأَن واحدة منها تجزئ عن الواجب في الأَربعين منها إذا كانت كلها سِخَالاً ولا يُكَلَّفُ صاحبها مُسِنَّةً قال وهو مذهب الشافعي وقال أَبو حنيفة لا شيء في السخال وفيه دليل على أن حَوْل النَّتَاجِ حوْلُ الأُمّهاتِ ولو كانَ يُستأنَف لها الحَوْلُ لم يوجد السبيلُ إلى أَخذ العَناق وفي حديث الشعبي نحن في العُنُوق ولم نبلغ النُّوق قال ابن سيده وفي المثل هذه العُنُوق بعد النُّوق يقول مالُكَ العُنُوق بعد النّوق يضرب للذي يكون على حالة حَسَنة ثم يركب القبيح من الأَمر ويَدَعُ حاله الأُولى وينحطّ من عُلُو إلى سُفل قال الأَزهري يضرب مثلاَ للذي يُحَطُّ عن مرتبته بعد الرفعة والمعنى أَنه صار يرعى العُنُوق بعدما كان يرعى الإبل وراعي الشّاءِ عند العرب مَهِينٌ ذليل وراعي الإبل عزيز شريف وأَنشد ابن الأَعرابي لا أَذَبحُ النّازِيَ الشّبُوبَ ولا أَسْلُخُ يومَ المَقامةِ العُنُقَا لا آكلُ الغَثَّ في الشِّتاءِ ولا أَنْصَحُ ثوبي إذا هو انْخَرَقَا وأَنشد ابن السكيت أَبوكَ الذي يَكْوي أُنُوف عُنُوقِه بأَظفارِهِ حتى أَنَسَّ وأَمْحَقا وشاة مِعْناق تلد العُنُوق قال لَهْفِي على شاةِ أَبي السِّبّاقِ عَتِيقةٍ من غنمٍ عِتَاقٍ مَرْغُوسَةٍ مأمورةٍ مِعْناقِ والعَناقُ شيءٌ من دوابِّ الأَرض كالفَهْد وقيل عَناق الأَرض دُوَيْبَّة أَصفر من الفَهْد طويلة الظهر تصيد كل شيء حتى الطير قال الأَزهري عَناقُ الأَرض دابة فوق الكلب الصيني يصيد كما يصيد الفَهْدُ ويأكل اللحم وهو من السباع يقال إنه ليس شيء من الدواب يُؤَبِّرُ أَي يُعَقّي أَثرَه إذا عدا غيره وغير الأَرْنب وجمعه عُنُوق أَيضاً والفُرْسُ تسميه سِيَاهْ كُوشَ قال وقد رأَيته بالبادية وهو أَسود الرأس أَبيض سائره وفي حديث قتادة عَناقُ الأَرض من الجوارح هي دابة وحشية أَكبر من السَّنَّوْر وأَصغر من الكلب ويقال في المثل لقي عَنَاقَ الأرض وأُذُنَيْ عَنَاقٍ أَي داهية يريد أَنها من الحيوان الذي يُصْطاد به إذا عُلِّم والعَنَاقُ الداهية والخيبة قال أَمِنْ تَرْجِيعِ قارِيَةٍ تَرَكْتُمْ سَبَاياكُمْ وأُبْتُمْ بالعَنَاقِ ؟ القاريةُ طير أَخضر تحبّه الأَعراب يشبهون الرجل السخيّ بها وذلك لأَنه يُنْذِرُ بالمطر وصفهم بالجُبْن فهو يقول فَزِعتُمْ لمَّا سمعتم ترجيع هذا الطائر فتركتم سباياكم وأُبْتُمْ بالخيبة وقال علي بن حمزة العَنَاقُ في البيت المُنْكَرُ أَي وأُبْتُم بأَمر مُنْكَر وأُذُنا عَناقٍ وجاء بأُذنَيْ عَناقٍ الأَرض أَي بالكذب الفاحش أَو بالخيبة وقال إذا تَمَطَّيْنَ على القَيَاقي لاقَيْنَ منه أُذُنَيْ عَنَاقِ يعني الشدَّة أَي من الحادي أَو من الجمل ابن الأَعرابي يقال منه لقيتُ أُذُنَيْ عَناقٍ أَي داهية وأمراً شديداً وجاء فلان يأُذني عنَاق إذا جاء بالكذب الفاحش ويقال رجع فلان بالعَناق إذا رجع خائباً يوضع العَناق موضع الخيبة والعنَاق النجم الأَوسط من بنات نَعْش الكُبْرى والعَنْقاءُ الداهية قال يَحْمِلْنَ عَنْقاء وعَنْقَفِيرا وأُمَّ خَشّافٍ وخَنْشَفِيرا والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفِيرَا وكلهن دَواهِ ونكرَّ عَنْقاء وعَنْقَفِيراً وإنما هي العَنْقاء والعَنْقَفِير وقد يجوز أن تحذف منهما اللام وهما باقيان على تعريفهما والعَنْقاء طائر ضخم ليس بالعُقاب وقيل العَنْقاءُ المُغْرِبُ كلمة لا أَصل لها يقال إنها طائر عظيم لا ترى إلا في الدهور ثم كثر ذلك حتى سموا الداهية عَنْقاء مُغْرِباً ومُغْرِبةً قال ولولا سليمانُ الخليفةُ حَلَّقَتْ به من يد الحَجّاج عَنْقاءُ مُغْرِب وقيل سمِّيت عَنْقاء لأنه كان في عُنُقها بياض كالطوق وقال كراع العَنْقاء فيما يزعمون طائر يكون عند مغرب الشمس وقال الزجاج العَنْقاءُ المُغْرِبُ طائر لم يره أَحد وقيل في قوله تعالى طيراً أَبابِيلَ هي عَنْقاءُ مُغْرِبَة أَبو عبيد من أَمثال العرب طارت بهم العَنْقاءُ المُغْرِبُ ولم يفسره قال ابن الكلبي كان لأهل الرّس نبيٌّ يقال له حنظلة بن صَفْوان وكان بأَرضهم جبل يقال له دَمْخ مصعده في السماء مِيلٌ فكان يَنْتابُهُ طائرة كأَعظم ما يكون لها عنق طويل من أَحسن الطير فيها من كل لون وكانت تقع مُنْقَضَّةً فكانت تنقضُّ على الطير فتأْكلها فجاعت وانْقَضَّت على صبيِّ فذهبت به فسميت عَنْقاءَ مُغْرباً لأَنها تَغْرُب بكل ما أَخذته ثم انْقَضَّت على جارية تَرعْرَعَت وضمتها إلى جناحين لها صغيرين سوى جناحيها الكبيرين ثم طارت بها فشكوا ذلك إلى نبيهم فدعا عليها فسلط الله عليها آفةً فهلكت فضربتها العرب مثلاً في أَشْعارها ويقال أَلْوَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ وطارت به العَنْقاء والعَنْقاء العُقاب وقيل طائر لم يبق في أَيدي الناس من صفتها غير اسمها والعَنْقاءُ لقب رجل من العرب واسمه ثعلبة بن عمرو والعَنْقاءُ اسم مَلِكِ والتأنيث عند الليث للفظ العَنْقاءِ والتَّعانِيقُ موضع قال زهير صَحَا القلبُ عن سَلْمَى وقد كاد لا يَسْلُو وأَقْفَرَ من سَلْمَى التَّعانِيقُ فالثِّقْلُ قال الأَزهري ورأَيت بالدهناء شبه مَنارة عاديَّةٍ مبنية بالحجارة وكان القوم الذين كنت معهم يسمونها عَناقَ ذي الرمة لذكره إياها في شعره فقال ولا تَحْسَبي شَجِّي بك البِيدَ كلَّما تَلأْلأَ بالغَوْرِ النُّجومُ الطَّوامِسُ مُرَاعاتَكِ الأَحْلالَ ما بين شارعٍ إلى حيثُ حادَتْ عن عَنَاق الأَواعِسُ قال الأَصمعي العَناق بالحِمَى وهو لَغَنِيٍّ وقيل وادي العَناق بالحِمَى في أَرض غنِيّ قال الراعي تَحمَّلْنَ من وادي العَناق فثَهْمَدِ والأَعْنَق فحل من خيل العرب معروف إليه تنسب بنات أَعْنَق من الخيل وأَنشد ابن الأَعرابي تَظَلُّ بناتُ أَعْنَقَ مُسْرَجاتٍ لرؤيتِها يَرُحْنَ ويَغْتَدِينا ويروى مُسْرِجاتٍ قال أَبو العباس اختلفوا في أَعْنَق فقال قائل هم اسم فرس وقال آخرون هو دُهْقان كثير المال من الدَّهَاقِين فمن جعله رجلاً رواه مُسْرِجات ومن جعله فرساً رواه مُسْرَجات وأَعْنَقَت الثُّرَيّا إذا غابت وقال كأنِّي حين أَعْنَقَتِ الثُّرَيّا سُقِيتُ الرَّاح أَو سَمّاً مَدُوفا وأَعْنَقَتِ النجومُ إذا تقدمت للمَغيب والمُعْنِقُ السابق يقال جاء الفرس مُعْنِقاً ودابة مِعْناقٌ وقد أَعْنَق وأَما قول ابن أَحمر في رأس خَلْقاءَ من عَنْقاءَ مُشْرِفَةٍ لا يُبْتَغَى دونها سَهْلٌ ولا جَبَلُ فإنه يصف جبلاً يقول لا ينبغي أَن يكون فوقها سهل ولا جبل أَحصن منها وقد عَانَقه إذا جعل يديه على عُنُقه وضمَّه إلى نفسه وتَعَانَقَا واعْتَنَقا فهو عَنِيقُه وقال وباتَ خَيالُ طَيْفك لي عَنِيقاً إلى أَن حَيْعَل الدَّاعِي الفَلاحَا

عنبق
العُنْبُقَةُ مجتَمَع الماء والطين ورجل عُنْبُق شيِّء الخلق

عندق
العُنْدُقَة ثُغْرة السرَّة وقيل العُنْدُقة موضع في أَسفل البطن عند السرة كأنها ثُغْرة النحر في الخلقة ويقال ذلك في العُنْقود من العنب وفي حمل الأَرَاكِ والبُطم ونحوه

عنزق
العَنْزَق السيِّء الخُلُق يقال عَنْزَقَ عليه عَنْزَقةً أَي ضيَّق عليه

عنشق
عَنْشَق اسم

عنفق
العَنْفَقُ خفة الشيء وقلته والعَنْفَقةُ ما بين الشفة السفلى والذَّقَن منه لخفة شعرها وقيل العَنْفَقة ما بين الذَّقَن وطرف الشفة السفلى كان عليها شعر أَو لم يكن وقيل العَنْفَقَةُ ما نبت على الشفة السفلى من الشعر قال أَعْرِفُ منكم جُدُلَ العَواتِقِ وشَعَرَ الأَقْفاء والعَنَافِقِ قال الأَزهري هي شعرات من مقدّمة الشفة السفلى ورجل بادي العَنْفَقَةِ إذا عري موضعُها من الشعر وفي الحديث أَنه كان في عَنْفَقَتِه شعراتٌ بِيض

عهق
العَيْهَقة والعَيْهَق النَّشاط والاسْتِنانُ قال إن لرَيْعانِ الشَّبابِ عَيْهَقا قال أَبو منصور الذي سمعناه من الثقات الغيهق بالغين المعجمة بمعنى النشاط وأنشد كأنَّ ما بي من إرَاني أَوْلَقُ وللشَّباب شِرَّةٌ وغَيْهَقُ قال فالغَيْهَق بالغين معجمة محفوظ صحيح وأما العيهقة بالعين المهملة فإني لا أحفظها لغير الليث ولا أَدري أَهي محفوظة عن العرب أَو تصحيف والعَيْهقُ السرعة والعَيْهَقُ طائر وليس بثَبت والعَيْهق الغراب الأَسود وقيل الغراب الأَسود الجسيم وقيل هو البعير الأَسود الجسيم وفيل هو الأَسود من كل شيء وقيل هو الثور الذي لونه واحد إلى السواد وقيل هو الخُطَّاف الأَسود الجبلي وقيل العَوْهق لون ذلك الخُطَّاف ابن الأَعرابي الغَقَقَةُ العَوْاهق قال وهي الخَطَاطيف الجَبَليَّة وقيل العَوْهق هو الطائر الذي يسمى الأَخْيَل وقيل العَوْهق لون كلون السماء مُشْرَب سواداً وعَوْهَقَ اللونُ صار كذلك وقيل العَوْهق اللاَّزْوَرد الذي يصبغ به قال وهي وُرَيْقاء كلون العوهق والعَوْهق لون الرماد والعَوْهق شجر وقيل العوْهق من شجر النَّبْع الذي تتخذ منه القِسِيّ أَجوده وأَنشد لبعض الرُّجَّاز إنك لو شاهَدْتَنَا بالأَبْرَقِ يوم نصافي كلَّ عَضْبٍ مِخْفَقِ وكلّ صفراءَ طَرُوحٍ عَوْهَقِ تضِجُّ ضَجَّ الحَامياتِ الزُّهَّقِ قال ابن بري العَوْهَق لُباب النَّبْع وخياره وقال كذا فسره يعقوب وقوله أَنشده ابن الأَعرابي يَتْبَعنَ خَرّقَا مثل قَوْسِ العَوْهَقِ قَوْداءَ فاقتْ فَضْلة المُعَلِّق يجوز أَن يعني بالقوس ههنا قَوْس قُزَحَ فيكون العَوْهقُ على هذا لونَ السماء لأن لونها كلون اللاَّزْوَرْد واستجاز أَن يضيف القَوْس إلى اللون لتشَبثه بالمتلوِّن الذي هو السماء ويجوز أن يعني هذا الشجر إن كانت تُعْمَلُ منه القِسِيّ قال ابن سيده وأَرى أَنه مثْلُ لون العَوْهق لأنه قد تقدم أَن العَوْهق الخُطّافُ الجبليّ الأَسود وأَنه الغراب الأَسود وأَنه الثور الذي لونه واحد إلى السواد وقوله قَوْداء فاتَتْ فضلة المُعَلِّق أَي فاتت أن تُنال فيُعَلَّق عليها فَضْلٌ مما يُحْتاجُ إليه نحو القَعْب والقَدَح وأَنشدهُ مرة أُخرى ونسب لسالم بن قُحْفان يتبعْنَ وَرْقاء كلون العَوْهق وفسره فقال يعني الطائر الذي يقال له الأَخيل ولونه أَخضر أوْرَقُ وقال ابن خالويه العوهق الصِّبْغ شبه اللاَّزْوَرَد والعَوْهَقانِ نجمان إلى جنب الفَرْقَدَيْنِ على نَسَقٍ طريقهما ممَّا يلي القُطْب قال بحيث بارَى الفَرْقَدَانِ العَوْهقا عند مَسَك القُطْب حيث اسْتَوْسَقَا وقيل هما كوكبان يتقدمان بنات نعش والعَوْهق الطويل يستوي فيه الذكر والأُنثى قال الزَّفَيان وصاحبي ذاتُ هِبابٍ دَمْشَقُ خَطْباء وَرْقاء السَّراةِ عَوْهقُ قال الجوهري قلت لأَعرابي من بني سليم ما العَوْهَقُ ؟ فقال الطويل من الرُّبْدِ وأَنشد كأَنني ضَمَّنْتُ هِقْلاً عَوْهَقا أَقتادَ رَحْلي أَو كُدُرّاً مُحْنِقا وناقة عَوْهق طويلة العُنق والعَوْهق من النعام الطويل والعَوْهق فحل كان في الزمان الأَول للعرب تنسب إِليه كرام النجائب قال رؤبة فيهنَّ حَرْفٌ من بنات العَوْهَقِ أَبو عمرو العِيهَاقُ الضلال ولا أَدري ما الذي عَوْهَقَك أَي ما الذي رمى بك في العِيهاقِ والعَوْهَق الخُطَّاف والعَوْهق الغراب الجبلي وقيل هو الشِّقِرَّاق وأَنشد شمر ظَلَّت بيومٍ ذي سَمومٍ مُفْلِقِ بين عُنَيْزاتٍ وبين الخِرْنِقِ تَلُوذُ منه بِخِباءٍ مُلزَقِ بالأَرض لم يُكْفَأْ ولم يُرَوَّقِ إِليك تشكو آزِباتٍ مُغْلق وحادياً كالسِّيْذَنُوق الأَزْرَقِ يَتْبَعْنَ سوداء كلون العَوْهَقِ لاحقةَ الرِّجْل بَيُون المَرْفِقِ ومن ترجمة عهب أَبو عمرو يقال عَوْهَبهُ وعَوْهَقه أَي ضلَّله وهو العِيهاب والعِيهاق

عوق
رجل عَوْق لا خير عنده والجمع أَعْواق ورجل عُوَق جبان هذَليَّة وعاقَهُ عن الشيء يَعُوقه عَوْقاً صرفه وحبسه ومنه التَّعْويقُ والاعْتِياق وذلك إِذا أَراد أَمراً فصرفه عنه صارفٌ وأَصل عاقَ عَوَق ثم نُقل من فَعَل إِلى فَعُلٍ ثم قلبت الواو في فَعُلْتُ أَلِفاً فصارَ عاقْتُ فالتقى ساكنان العين المعتلة المقلوبة أَلِفاً ولام الفعل فحذفت العين لالتقائهما فصار التقدير عَقْتُ ثم نقلت الضمة إِلى الفاء لأَن أَصله قبل القلب فَعُلت فصار عُقْت فهذه مراجعة أَصل إِلاَّ أَن ذلك الأَصل الأَقرب لا الأَبعد أَلا ترى أَن أَول أَحوال هذه العين في صِيَغِه إِنما هو فتحة العين التي أُبدلت منها الضمة ؟ وهذا كله تعليل ابن جني وتقول عاقَني عن الوجه الذي أَردتُ عائِقٌ وعاقَتْني العَوائِقُ الواحدة عائقةٌ قال ويجوز عاقَني وعَقانِي بمعنى واحد والتَّعْويقُ تَرْبيث الناس عن الخير وعَوَّقَه وتَعَوَّقه الأَخيرة عن ابن جني واعْتاقَه كله صرفه وحبسه ورجل عُوَقَة وعُوَق وعَوِق
( * قوله « وعوق » هكذا بالأصل مضبوطاً ككتف وفي شرح القاموس عوق كعنب عن ابن الأعرابي وضبطه بعض ككتف ) أَي ذو تَعْوِيقٍ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي قال أَي ذو تَعْويقٍ للناس عن الخير وتربيث لأَصحابه لأَن علل الأُمور تحبسه عن حاجته أَنشد ابن بري للأَخطل مُوطَّأُ البيتِ مَحْمودٌ شَمائلُه عند الحَمَالةِ لا كَزُّ ولا عُوَقُ كذلك عَيّق وقيل عيِّق إتباع لضَيّق يقال عَوِقٌ لَوِقٌ وضَيّق لَيّق عَيّق ورجل عُوَّق تَعْتاقُه الأُمور عن حاجته قال الهذلي فِدىً لِبَني لِحْيان أُمي فإِنهم أَطاعوا رئيساً منهمُ غير عُوَّقِ والعَوْق الرجل الذي لا خير عنده قال رؤبة فَداك منهم كلُّ عَوْقٍ أَصْلَدِ والعَوْق الأَمر الشاغل وعَوائِقُ الدهر الشواغل من أَحداثه والتَّعَوُّق التَّثَبُّط والتَّعْوِيقُ التَّثْبيط وفي التنزيل قد يعلم الله المُعَوِّقين منكم المُعَوِّقون قوم من المنافقين كانوا يُثَبِّطون أَنصار النبي صلى الله عليه وسلم وذلك أَنهم قالوا لهم ما محمدٌ وأَصحابه إِلاَّ أُكْلَةُ رأْسٍ ولو كانوا لَحْماً لالتقمهم أَبو سفيان وحِزْبُه فخلُّوهم وتعالوا إِلينا فهذا تَعْويقُهم إِياهم عن نُصْرة النبي صلى الله عليه وسلم وهو تَفْعِيل من عَاقَ يَعُوق وأَما قول الشاعر فلو أَنِّي رَمَيْتُكَ من قريبٍ لَعاقَك عن دُعاء الذِّئبِ عَاقِ إِنما أَراد عائق فقلب وقيل هو على توهُّم عَقَوْته وهو مذكور في موضعه والعَيُّوقُ كوكب أَحمر مضيء بِحِيالِ الثُّرَيّا في ناحية الشَّمال ويطلع قبل الجوزاء سمي بذلك لأَنه يَعُوق الدَّبَران عن لقاء الثُّرَيّا قال أَبو ذؤَيب فَوَرَدْنَ والعَيوقُ مَقْعَدَ رابئِ الضْ ضُرَباءِ خَلْفَ النجمِ لا يَتَتَلَّعُ قال سيبويه لزمته اللام لأَنه عندهم الشيء بعينه وكأَنه جعل من أُمَّةٍ كل واحد منها عَيُّوقٌ قال فإِن قلت هل هذا البناء لكل ما عَاقَ شيئاً ؟ قيل هذا بناءٌ خُصَّ به هذا النجمُ كالدَّبَران والسِّمَاكِ وقال ابن الأَعرابي هذا عَيُّوق طالعاً فحذف الأَلف واللام وهو ينويهما فلذلك يبقى على تعريفه الذي كان عليه وكذلك كل ما فيه الأَلف واللام من أَسماء النجوم والدَّراري فلك أَن تحذفهما منه وأَنت تنويهما فيبقى فيه تعريفه الذي كان مع الأَلف واللام وقيل الدَّبَرانُ نجم يلي الثرَيّا إِذا طلع علم أَن الثُّرَيّا قد طلعت قال الأَزهري عَيُّوق فَيْعُول يحتمل أَن يكون بناؤه من عَوْق ومن عَيْق لأَنَّ الواو والياء في ذلك سواء وأَنشد وعاندَت الثُّرَيّا بعد هَدْءٍ مُعاندةً لها العَيُّوقُ جَارَا قال الجوهري العَيُّوق نجم أَحمر مضيء في طرف المَجَرَّة الأَيمن يتلو الثُّرَيّا لا يتقدمه وأَصله فَيْعُول فلما التقى الياء والواو والأُولى ساكنة صارتا ياءً مشددة وتقول ما عَاقتِ المرأَةُ عند زوجها ولا لاقَتْ أَي ما حَظِيَتْ عنده قال الأَزهري يقال ما لاقَتْ ولا عاقَتْ أَي لم تَلْصَق بقلبه ومنه يقال لاقَتِ الدَّواةُ أَي لَصِقَتْ وأَنا أَلَقْتُها كأَن عَاقَتْ إِتباع للاقَتْ قال ابن سيده وإِنما حملناه على الواو وإِن لم نعرف أَصله لأَن انقلاب الأَلف عن الواو عيناً أَكثر من انقلابها عن الياء وروى شمر عن الأُموي ما في سقائه عَيْقةٌ من الرُّبِّ قال الأَزهري كأَنه ذهب به إِلى قوله ما لاقَتْ ولا عاقَتْ قال وغيره يقول ما في نِحْيه عَيقةٌ ولا عَمَقَة والعُوَاق والعَوِيقُ صوت قُنْبِ الفرس وقيل هو الصوت من كل شيء قال هو العَوِيقُ والوَعيقُ وأَنشد إِذا ما الرَّكْبُ حلَّ بدارِ قومٍ سمعتَ لها إِذا هَدَرَتْ عُوَاقَا قال الأَزهري قال اللحياني سمعت عَاقْ عَاقْ وعاقِ عاقِ وغَاقْ غَاقْ وغاقِ غاقِ لصوت الغراب قال وهو نُعَاقُه ونُغاقُه بمعنى واحد وعُوق اسم قال الأَزهري العُوقُ أَبو عُوج بنِ عُوق وعُوق موضع بالحجاز قال الشاعر فَعُوقٌ فَرُمَاحٌ فال لِوَى من أَهله قَفْرُ قال ابن سيده وعُوق موضع لم يُعَيَّن والعَوَقَةُ حي من اليمن وأَنشد إِنِّي امْرُؤٌ حَنْظَلِيٌّ في أَرُومَتِها لا من عَتِيكٍ ولا أَخواليَ العَوَقَهْ ويَعُوقُ اسم ضم كان لِكنانَةَ عن الزجاج وقيل كان لقوم نوح عليه السلام وقيل كان يُعْبد على زمن نوح عليه السلام قال الأَزهري يقال إِنه كان رجلاً من صالحي زمانه قبل نوح فلما مات جَزِعَ عليه قومُه فأَتاهم الشيطان في صورة إِنسان فقال أُمَثِّله لكم في مِحْرابكم حتى تروه كلما صليتم ففعلوا ذلك فتَمادَى ذلك بهم إِلى أَن اتخذوا على مثاله صنماً فعبدوه من دون الله تعالى وقد ذكره الله في كتابه العزيز وكذلك يُغُوث بالغين المعجمة والثاء المثلثة اسم صنم أَيضاً كان لقوم نوح والياء فيهما زائدة والله أَعلم

عيق
العَيْقةُ الفِناءُ من الأَرض وقيل الساحة والعَيْقة ساحل البحر وناحيته ويجمع عَيْقات قال ساعدة بن جؤية سادٍ تَجَرَّمَ في البَضِيعِ ثمانياً يُلْوِي بعَيْقاتِ البحارِ ويُجْنَبُ السّادِي المُهْمَل ويَلْوي بها يذهب بها ويُجْنَبُ تصيبه الجَنُوب والعَيْق النصيب من الماء وعِيق من أَصوات الزجر يقال عَيَّق في صوته وهو يُعَيَّق في صوته والعَيْقة موضع

غبق
الغَبْقُ والتَّغَبُّق والاغْتِباقُ شرب العشيّ والغُبُوق الشرب العشي رجل غَبْقانُ وامرأَة غَبْقَى كلاهما على غير الفعل لأَن افْتَعَل وتَفَعَّل لا يُبْنى منهما فَعْلان والغَبُوق ما اغْتُبِقَ وخصَّ بعضهم به اللبن المشروب في ذلك الوقت وقيل هو ما أَمسى عند القوم من شرابهم فشربوه وجمعه غَبَائقُ على غير قياس قال ما ليَ لا أُسْقَى على عِلاَّتِي صبائحي غَبائِقي قَيْلاتي ؟ أَراد وغَبائقي وقَيْلاتي فحذف حرف العطف وحذفه ضعيف في القياس معدوم في الاستعمال ووجه ضعفه أَن حرف العطف فيه ضرب من الاختصار وذلك أَنه قد أُقيم مقام العامل أَلا ترى أَن قولك قام زيد وعمرو أَصله قام زيد وقام عمرو فحذفت قام الثانية وبقيت الواو كأَنها عوض منها فإِذا ذهبتَ بحذف الواو النائبة عن الفعل تجاوزتَ حدَّ الاختصار إِلى مذهب الانتهاك والإِجْحاف فلذلك رُفِضَ ذلك وغَبَقَ الرجلَ يَغْبُقه ويَغْبِقه غَبْقاً وغَبَّقَه سقاه غَبُوقاً فاغْتَبق هو اغْتِباقاً وغَبَقَ الإِبلَ والغنم سقاها أَو حلبها بالعشيّ واسم ما يحلب منها الغَبُوق والغَبُوق ما اغْتُبِقَ حارّاً من اللبن بالعشيّ ويقال هذه الناقة غَبُوقي وغَبُوقتي أَي أَغتبق لبنها وجمعها الغَبائقُ وكذلك صَبُوحي وصَبُوحتي ويقال هي قَيْلَتُه وهي الناقة التي يحتلبها عند مَقِيلِه وأَنشد صَبائحي غَبائقي قَيْلاتي والغَبُوق والغَبُوقة الناقة التي تحلب بعد المغرب عن اللحياني وتَغَبَّقها واغْتَبَقها حلبها في ذلك الوقت عنه أَيضاً وفي حديث أَصحاب الغار لا أَغْبِقُ قبلهما أَهلاً ولا مالاً أَي ما كنت أُقدِّم عليهما أَحداً في شرب نصيبهما من اللبن الذي يشربانِه والغَبُوق شرب آخر النهار مقابل الصَّبُوح وفي الحديث ما لم تَصْطَبِحوا أَو تَغْتَبِقوا وهو تَفْتَعِلوا من الغَبُوق وحديث المغيرة لا تُحَرِّم الغَبْقةُ هكذا جاء في رواية وهي المرة من الغَبُوق شرب العشي ويروى بالعين المهملة والياء والفاء وقال بعض العرب لصاحبه إِن كنت كاذباً فشربتَ غَبُوقاً بارداً أَي لا كان لك لبن حتى تشرب الماء القَراح فسماه غَبُوقاً على المثل أَو أَراد قام لك ذلك مقام الغَبُوق قال أَبو سَهْم الهُذَلي ومن تَقْلِلْ حَلُوبَتُه ويَنْكُلْ عن الأَعداءِ يَغْبُقه القَراحُ أَي يَغْبُقه الماء البارد نفسه ولقيته ذا غَبُوقٍ وذا صَبوحٍ أَي بالغداة والعشيّ لا يستعملان إِلا ظَرْفاً والغَبَقةُ خيط أَو عَرَقةٌ تشد في الخشبة المعترضة على سنام البعير وفي التهذيب على سَنام الثور إِذا كَرَب يُثْبِتُ الخشبة على سنامه وقال الأَزهري لم أَسمع الغَبَقة بهذا المعنى لغير ابن دريد

غبرق
التهذيب في الرباعي عن أَبي ليلى الأَعرابي قال امرأَة غُبْرُقةٌ إِذا كانت واسعة العينين شديدة سواد سوادهما والغُبارِقُ الذي ذهب به الجَمالُ كلَّ مَذْهَب قال يُبْغِضُ كل غَزِلٍ غُبارِقِ

غدق
الغَدَق المطر الكثير العامّ وقد غَيْدَقَ المطرُ كثر عن أَبي العَمَيْثل الأَعرابي والغَدَق أَيضاً الماء الكثير وإِن لم يكُ مطراً وفي التنزيل وأَن لو استقاموا على الطريقة لأَسقيناهم ماءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهم فيه قال ثعلب يعني لو استقاموا على طريقة الكفر لفتحنا عليهم باب اغْترارٍ كقوله تعالى لَجَعَلْنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سُقُفاً من فضة والماءُ الغَدَقُ الكثير وقال الزجاج الغَدَقُ المصدر والغَدِقُ اسم الفاعل يقال غَدِقَ يَغْدَقُ غَدَقاً فهو غَدِقٌ إِذا كثر الندَى في المكان أَو الماءُ قال ويقرأُ ماء غَدِقاً قال الليث وقوله لأَسقيناهم ماء غَدَقاً أَي لفتحنا عليهم أَبواب المعيشة لنفتنهم بالشكر والصبر وقال الفراء مثله يقول لو استقاموا على طريقة الكفر لزِدْنا في أَموالهم فتنةً عليهم وبليّة وقال غيره وأَن لو استقاموا على طريقة الهُدَى لأَسقيناهم ماء كثيراً ودليل هذا قوله تعالى ولو أَن أَهل القرى آمنوا واتقَوْا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء أَراد بالماء الغَدَقِ الماء الكثير وأَرض غَدِقةٌ في غاية الرِّيِّ وهي النَّدِيّة المبتلة الرُّبى الكثيرة الماء وعُشْبُها غَدِقٌ وغَدَقُهُ بلَلُه ورِيُّه وكذلك عشب غَدِقٌ بيِّن الغَدَق مبتلٌّ رَيّان رواه أَبو حنيفة وعزاه إِلى النضر وغَدِقَتِ الأَرض غَدَقاً وأَغْدقَتْ أَخصبت وغَدِقَتِ العين غَدَقاً فهي غَدِقة واغْدَوْدَقَتْ غَزُرَتْ وعذُبت وماءٌ مُغْدَوْدِقٌ وغَيْداقٌ غزير ومطر مُغْدَوْدقٌ كثير وغَدِقَتْ عين الماء بالكسر أَي غَزُرت وعام غَيْداقٌ مُخْصب وكذلك السنة بغير هاء أَبو عمرو غيث غَيْداق كثير الماء وعيش غَيْدَق وغَيْداقٌ واسع مخصب وقيل الغَيْداقُ اسم وهم في غَدَقٍ من العيش وغَيْداقٍ وغَيْدَقَ الرجلُ كثر لُعابه على التشبيه وفي حديث الاستسقاء اسقنا غَيْثاً غَدَقاً مُغْدِقاً الغَدَق بفتح الدال المطر الكبار القَطْرِ والمُغْدِقُ مُفْعل منه أَكَّده به وأَغْدَقَ المطرُ يُغْدِق إِغْداقاً فهو مُغْدِق وفي الحديث إِذا نشأَت السحابة من قِبَل العين فتلك عينٌ غُدَيْقةٌ وفي رواية إِذا نشأَت بحريةً فتشاءمت فتلك عينٌ غُدَيْقةٌ أَي كثيرة الماء هكذا جاءت مصغرةً وهو من تصغير التعظيم وشابٌّ غَيْدَقٌ وغَيْداقٌ أَي ناعم والغَيْداقُ الكريم الجواد الواسع الخلق الكثير العطية وقيل هو الكثير الواسع من كل شيء وإِنه لغَيْداق الجري والعَدْوِ قال تأَبَّط شرّاً حتى نجَوْتُ ولمّا يَنزِعُوا سَلَبي بوالهٍ من قَنِيصِ الشَّدِّ غَيْداقِ وشدّ غَيْداق وهو الحُضْر الشديد والغَيْداق الطويل من الخيل عن السيرافي والغَيْدَقُ والغَيْداق والغَيْدَقانُ الرخص الناعم قال الشاعر بعد النَّصابي والشَّبابِ الغَيْدَقِ وقال آخر رب خليلٍ ليَ غَيْداقٍ رَفِلْ وقال آخر جَعْد العَناصي غَيْدَقاناً أَغْيَدَا والغَيْدَاق من الغلمان الذي لم يبلغ وقيل هو ذو الرَّخاصة والنَّعْمة والغَيْداقُ من الضِّباب الرخص السمين وقيل هو من ولد الضِّباب فوق المُطَبِّخِ وقيل هو دون المُطَبِّخِ وفوق الحِسْلِ وقيل هو الضب بين الضبين وقيل هو الضَّبُّ المسن العظيم أَبو زيد يقال لولد الضَّبِّ حِسْل ثم يصير غَيْدَاقاً ثم يصير مُطَبِّخاً ثم يكون ضَبّاً مُدْركاً ولم يذكر الخُضَرِمَ بعد المُطَبِّخ وذكره خلف الأَحمر والغَياديقُ الحيّات وفي الحديث ذكر بئر غَدَق بفتحتين بئر معروفة بالمدينة والله أعلم

غرق
الغَرَقُ الرُّسُوب في الماء ويشبّه الذي ركبه الدَّيْن وغمرَتْه البَلايا يقال رجل غَرِق وغَريق وقد غَرِقَ غَرَقاً وهو غارِقٌ قال أَبو النجم فأَصبحُوا في الماء والخَنادِقِ من بين مَقْتول وطَافٍ غارِقِ والجمع غَرْقى وهو فعيل بمعنى مُفْعَل أَغْرَقه الله إِغْراقاً فهو غَرِيقٌ وكذلك مريض أَمْرضه الله فهو مريض وقوم مَرْضَى والنَّزِيفُ السكران وجمعه نَزْفَى والنَّزِيفُ فَعِيل بمعنى مَفْعُول أَو مُفْعَل لأَنه يقال نَزَفَتْه الخمرُ وأَنزفَتْه ثم يُرَدُّ مُفْعَل أَو مفعول إِلى فَعِيل فيُجْمَع فَعْلَى وقيل الغَرِقُ الراسب في الماء والغَرِيقُ الميت فيه وقد أَغْرَقَهُ غيره وغَرَّقه فهو مُغَرَّقٌ وغَرِيق وفي الحديث الحَرَقُ والغرق وفيه يأْتي على الناس زمان لا ينجو فيه إِلا من دَعَا دُعاء الغَرِقِ قال أَبو عدنان الغَرِقُ بكسر الراء الذي قد غلبه الماء ولمَّا يٍغْرَقْ فإِذا غَرِقَ فهو الغَرِيق قال الشاعر أَتْبَعْتُهُمْ مُقْلةً إِنْسانُها غَرِقٌ هل ما أَرى تاركٌ للعَينِ إِنْسانا ؟
( * هذا البيت لجرير ورواية ديوانه هل ما ترى تارك وفي رواية أخرى هل يا ترى تارك )
يقول هذا الذي أَرى من البَيْن والبكاء غيرُ مُبْقٍ للعين إِنسانها ومعنى الحديث كأَنه أَراد إِلاَّ مَنْ أَخلص الدعاء لأَن من أَشفى على الهلاك أَخلص في دعائه طلبَ النجاةِ ومنه الحديث اللهم إِني أَعوذ بك من الغَرَق والحَرَق الغَرَقُ بفتح الراء المصدر وفي حديث وحشيّ أَنه مات غَرِقاً في الخمر أَي متناهياً في شربها والإِكثار منه مستعار من الغَرَقِ وفي حديث علي وذكر مسجد الكوفة في زاويته فَار التَّنُّور وفيه هلك يَغُوثُ ويَعُوقُ وهو الغارُوق هو فاعول من الغَرق لأَن الغَرَق في زمان نوح عليه السلام كان منه وفي حديث أَنس وغُرَقاً فيه دُبَّاء قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية والمعروف ومَرَقاً والغُرَق المَرَق وفي التنزيل أَخَرَقْتَها لتُغْرِق أَهلها والغرِقُ الذي غلبه الدَّيْن ورجل غَرِقٌ في الدَّين والبَلْوَى وغَرِيق وقد غَرِقَ فيه وهو مثل بذلك والمُغْرَقُ الذي قد أَغرقه قوم فطردوه وهو هارب عَجْلان والتَّغْريق القتل والغَرَق في الأَصل دخول الماء في سَمَّيِ الأَنف حتى تمتلئ مَنافذُه فيَهلك والشَّرَق في الفم حتى يُغَص به لكثرته يقال غَرِقَ في الماء وشَرِقَ إِذا غمره الماء فملأَ مَنافذَه حتى يموت ومن هذا يقال غَرَّقَتِ القابلة الولد وذلك إِذا لم تَرْفُقْ بالولد حتى تدخل السّابِياءُ أَنفه فتقتله وغَرَّقَتِ القابلة المولود فَِغَرِقَ خَرُقت به فانْفَتَقَتِ السابياءُ فانسد أَنفه وفمه وعيناه فمات قال الأَعشى يعني قيسَ بن مسعود الشيباني أَطَوْرَيْن في عامٍ غَزَاةً ورِحْلَةً أَلا لَيْتَ قَيْساً غَرَّقَتْهُ القَوابِلُ ويقال إِن القابلة كانت تُغَرِّقُ المولود في ماء السَّلَى عام القحط ذكراً كان أَو أُنثى حتى يموت ثم جعل كلّ قتل تَغْريقاً ومنه قول ذي الرمة إِذا غَرَّقَتْ أَرْباضُها ثِنْيَ بَكْرَةٍ بتَيْهاءَ لم تُصْبِحْ رَؤُوماً سَلُوبُها الأَرْباض الحِبال والبَكْرة الناقة الفَتِيّة وثِنْيُها بطنها الثاني وإِنما لم تعطف على ولدها لما لحقها من التعب التهذيب والعُشَراءُ من النُّوق إِذا شدَّ عليها الرَّحْلُ بالحبال ربما غُرِّقَ الجنين في ماء السّابياء فتسقطه وأَنشد قول ذي الرمة وأَغْرَقَ النبلَ وغَرَّقه بلغ به غاية المدّ في القوس وأَغْرَقَ النازع في القَوْس أَي استوفى مدها والاسْتِغْراقُ الاستيعاب وأَغْرَقَ في الشيء جاوز الحد وأَصله من نزع السهم وفي التنزيل والنَّازِعاتِ غَرْقاً قال الفراء ذكر أَنها الملائكة وأَن النَّزْعَ نزعُ الأَنفس من صدور الكفار وهو قولك والنازعات إِغْراقاً كما يُغْرِقُ النازعُ في القوس قال الأَزهري الغَرْقُ اسم أُقيم مقام المصدر الحقيقي من أَغْرَقْتُ إِغْراقاً ابن شميل يقال نَزَع في قوسه فأَغْرَقَ قال والإِغْراقُ الطرح وهو أَن يباعد السهم من شدة النزع يقال إِنه لطَرُوح أُسيد الغنوي الإِغْراق في النَّزْع أَن ينزع حتى يُشْرِبَ بالرِّصاف وينتهي إِلى كَبِدِ القَوْس وربما قطع يد الرامي قال وشُرْبُ القوسِ الرِّصافَ أَن يأْتي النزع على الرِّصاف كله إِلى الحديدة يضرب مثلاً للغُلُوِّ والإِفراط واغْتَرَقَ الفرسُ الخيل خالطها ثم سبقها وفي حديث ابن الأَكوع وأَنا على رِجْلي فأَغْتَرِقُها يقال اغترق الفرس الخيل إِذا خالطها ثم سبقها ويروى بالعين المهملة وهو مذكور في موضعه واغْتِراقُ النَّفَس استيعابه في الزَّفِير قال الليث والفرس إِذا خالط الخيل ثم سبقها يقال اغْتَرَقها وأَنشد للبيد يُغْرِقُ الثَّعلبَ في شِرَّتِهِ صائب الخَدْبة في غير فَشَلْ قال أَبو منصور لا أَدري بِمَ جَعَل قوله يُغْرِقُ الثعلبَ في شِرَّتِه حجة لقوله اغْتَرقَ الخيلَ إِذا سبقها ومعنى الإِغْراقِ غير معنى الاغْتِرَاقِ والاغْتِراقُ مثل الاسْتِغْراقِ قال أَبو عبيدة يقال للفرس إِذا سبق ا لخيلَ قد اغْتَرَقَ حَلْبة الخيل المتقدمة وقيل في قول لبيد يُغْرِقُ الثعلبَ في شِرَّتِه قولان أَحدهما أَنه يعني الفرس يسبق الثعلب بحُضْرِه في شِرَّتِه أَي نشاطه فيُخَلِّفه والثاني أَن الثعلب ههنا ثعلب الرمح في السِّنان فأَراد أَنه يَطْعُن به حتى يغيبه في المطعون لشدة حُضْره ويقال فلانة تَغْتَرِقُ نظر الناس أَي تَشْغَلُهم بالنظر إِليها عن النظر إِلى غيرها بحسنها ومنه قول قيس بن الخَطِيم تَغْترقُ الطَّرْفَ وهي لاهيةٌ كأَنما شَفَّ وَجْهَهَا نُزْفُ قوله تغْتَرق الطَّرْف يعني امرأَة تَغْتَرِقُ وتَسْتَغْرِقُ واحد أَي تستغرِق عُيون الناس بالنظَر إِليها وهي لاهِية أَي غافلة كأَنما شَفَّ وجهها نُزْفٌ معناه أَنها رَقِيقة المَحاسن وكأَن دمها ودم وجهِها نُزِفَ والمرأَة أَحسن ما تكون غِبَّ نفاسها لأَنه ذهب تهيُّج الدم فصارت رقيقة المَحاسن والطَّرْف ههنا النظر لا العين ويقال طَرَف يَطْرف طَرْفاً إِذا نظر أَراد أَنها تستميل نظَر النُّظَّار إِليها بحسنها وهي غير مُحتَفِلة ولا عامدة لذلك ولكنها لاهية وإِنما يفعل ذلك حسنُها ويقال للبعير إِذا أَجْفَرَ جَنْباه وضخُم بطنه فاستوعب الحِزام حتى ضاق عنها قد اغْتَرَقَ التَّصْدير والبِطَان واستغرقه والمُغْرِق من الإِبل التي تُلْقي ولدَها لتمامٍ أَو لغيره فلا تُظْأَرُ ولا تُحْلَب وليست مَرِيّة ولا خَلِفة واغْرَوْرَقَت عيناه بالدُّموع امتلأتا زاد التهذيب ولم تَفِيضا وقال كذلك قال ابن السكيت وفي الحديث فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم احمرَّ وجهه واغْرَوْرَقَت عيناه أَي غَرِقتا بالدموع وهو افْعَوْعَلَت من الغَرَق والغُرْقة بالضم القليل من اللبن قدْر القدح وقيل هي الشَّرْبة من اللبن والجمع غُرَق قال الشماخ يصف الإِبل تُضْحِ وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها غُرَقاً من ناصِع اللَّوْنِ حُلْو الطَّعْم مَجْهود ورواه ابن القطاع حُلْو غير مجهود والروايتان تصحان والمجهود المشتهى من الطعام والمَجْهود من اللبن الذي أُخرجَ زُبده والرواية الصحيحة تُصْبِحْْ وقد ضَمِنَتْ وقبله إِنْ تُمْسِ في عُرْفُط صُلْعٍ جَماجِمهُ من الأَسَالِقِ عارِي الشَّوْكِ مَجْرُودِ ويروى مَخْضُودِ والأَسالِقُ العُرْفط الذي ذهب ورقه والصُّلْع التي أُكل رؤُوسها يقول هي على قلة رَعْيها وخُبْثِه غَزيرة اللبن أَبو عبيد الغُرْقة مثل الشَّرْبة من اللبن وغيره من الأَشربة ومنه الحديث فتكون أُصولُ السِّلْق غُرَقَه وفي أُخرى فصارَتْ عَرْقَه وقد رواه بعضهم بالفاء أَي مما يُغْرَف وفي حديث ابن عباس فعمل بالمعاصي حتى أَغْرَقَ أَعماله أَي أَضاع أَعمالَه الصالحة بما ارتكب من المعاصي وفي حديث عليّ لقد أَغْرَقَ في النَّزْع أَي بالغ في الأَمر وانتهى فيه وأَصله من نَزْعِ القوس ومَدِّها ثم استعير لِمَن بالغ في كل شيء وأَغْرَقَه الناس كثروا عليه فغلَبوه وأَغْرَقَته السِّباع كذلك عن ابن الأَعرابي والغِرْياق طائر والغِرْقئُ القشرة المُلْتزقة ببياض البيض النضر الغِرْقئُ البياض الذي يؤكل أَبو زيد الغِرْقئُ القشرة القِيقيّةُ وغرْقأَتِ البَيضة خرجت وعليها قشرة رقيقة وغَرْقأَت الدُّجاجة فعلت ذلك وغَرْقَأَ البيضة أَزال غِرْقِئَها قال ابن جني ذهب أَبو إِسحق إِلى أَن همزة الغِرْقئ زائدة ولم يعلل ذلك باشتقاق ولا غيره قال ولسْت أَرى للقضاء بزيادة هذه الهمزة وجهاً من طريق القياس وذلك أَنها ليس بأُولى فنقضي بزيادتها ولا نَجِد فيها معنى غَرِق اللهم إِلا أَن يقول إِنَّ الغِرْقئ يحتوي على جميع ما يُخفِيه من البَيْضة ويَغْترقُه قال وهذا عندي فيه بعد ولو جاز اعتقاد مثله على ضَعْفه لجاز لك أَن تعتقد في همزة كِرْفِئَة أَنها زائدة وتذهب إِلى أَنها في معنى كَرَف الحمار إِذا رفع رأْسه لشَمِّ البَوْل وذلك لأَن السَّحاب أَبداً كما تراه مرتفع وهذا مذهب ضعيف قال أَبو منصور واتفقوا على همزة الغِرْقئ وأَن همزته ليست بأَصلية ولجامٌ مُغَرَّق بالفضة أَي مُحَلىًّ وقيل هو إِذا عَمَّتْه الحلية وقد غُرِّق

غردق
التهذيب الليث الغَرْدَقَة إِلْباسُ الليل يُلْبِس كل شيء ويقال غَرْدَقَت المرأَةُ سترها إِذا أَرسلته والغَردقةُ ضرب من الشجر أَبو عمرو الغَرْدَقة إِلْباس الغُبار الناس وأَنشد إِنا إِذا قَسْطَلُ يوم غَرْدَقا

غرنق
الغُرْنُوق الناعِم المُنتشِر من النَّبات أَبو حنيفة الغُرْنُوق نَبْت ينبُت في أُصول العَوْسَجِ وهو الغُرَانِق أَيضاً قال ابن ميّادة ولا زال يُسْقَى سِدْرُه وغُرانِقُه والغُرْنُوقُ والغِرْنَوقُ والغِرْنَيْقُ والغِرْنِيقُ والغِرْناق والغُمرَانِق والغَرَوْنَق كله الأَبيض الشاب الناعم الجميل قال إِذْ أَنْت غِرْناقُ الشَّباب مَيّالْ ذُو دَأْيَتَيْنِ يَنْفَحان السِّرْبالْ استعار الدَّأْيَتَينِ للرجل وإِنما هما للناقة والجَمل وفي حديث عليّ عليه السلام فكأَني أَنظر إِلى غُرْنُوقٍ من قريش يَتَشَحَّط في دَمِه أَي شابّ ناعم وشباب غُرانِق تامّ وشاب غُرَانِق قال أَلا إِنَّ تَطْلابَ الصِّبَى منك ضِلَّةٌ وقد فاتَ رَيْعانُ الشَّبابِ الغُرانِق وأَورده الأزهري أَلا إنَّ تَطْلابي لِمِثْلِك زَلَّةٌ وامرأَة غُرانِقة وغُرانِق شابَّة ممتلئة أَنشد ابن الأَعرابي قلتُ لسَعْدٍ وهو بالأزارِقِ عليكَ بالمَحْضِ وبالمَشَارِقِ واللَّهْوِ عِنْدَ بادِن غُرَانِقِ والغَرَانِقة الرجال الشبَاب ويقال للشابّ نفسه الغُرانِقٌ والغُرْنُوق والغُرانِقُ الذي في أصل العَوْسَج وهو لَيِّن النَّبات حكاه أَبو حنيفة وكذلك الغَرانِيق والغُرْنُوق والغُرْنَيْق بضم الغين وفتح النون طائر أَبيض وقيل هو طائر أَسود من طير الماء طويل العُنُق قال أَبو ذَؤَيب الهذلي يصف غوّاصاً أجاز إلينا لُجَّةً بعد لُجّةٍ أزَلَّ كغُرْنَيْق الضُّحُول عَمُوجُ أَزَلَّ أَرْسَح والضُّحُول جمع ضَحْل وهو الماء القليل وعَمُوج يَتَعَمَّج ويلتوي وإذا وصف بها الرجل فواحدهم غِرْنَيق وغِرْنَوْق بكسر الغين وفتح النون فيهما وغُرْنوق بالضم وغُرانِق وهو الشابُّ الناعم والجمع الغَرانِق بالفتح والغَرانِيق والغَرانِقةُ أَبو عمرو الغُرْنُوق طير أَبيض من طير الماء ذكره في حديث ابن عباس إن جنازته لما أُتِيَ به الوادي أَقبل طائر أَبيض غُرْنوق كأنه قُبْطِيّة حتى دخل في نعشه قال فرَمَقْتُه فلم أَرَهُ خرج حتى دفن الأصمعي الغُرْنَيْق الكُرْكيّ وقال غيره هو طائر طويل القوائم ابن السكيت الغَرانِيقُ طير مثل الكَراكي واحدها غُرْنوق وأَنشد أَو طَعْم غاديةٍ في جَوْف ذي حَدَبٍ من ساكِبِ المُزْن يجْري في الغَرانِىقِ أَراد بذي حَدَب سيلاً له عِرْق وقوله من ساكب المُزْن أي مما كان ساكباً من المزن وقوله يجري في الغرانيق أي يجري مع الغرانيق فأَقام في مقام مع وقال غيره واحد الغَرانِيقُ غُرْنَيْق وغِرْناق وفي الحديث تلك الغَرانِيقُ العُلا هي الأَصنام وهي في الأصل الذكور من طير الماء ابن الأنباري الغعرانيق الذكور من الطير واحدها غِرْنَوْق وغِرْنَيْق سمي به لبياضه وقيل هو الكُرْكيّ وكانوا يزعمون أن الأصنام تقرّبهم من الله عز وجل وتشفع لهم إليه فشبهت بالطيور التي تعلو وترتفع في السماء قال ويجوز أن تكون الغَرانيقُ في الحديث جمع الغُرانق وهو الحسن يقال غُرانِق وغَرانِق وغَرانِيق قال وقد جاءت حروف لا يفرق بين واحدها وجمعها إلا بالفتح والضم فمنها عُذَافر وعَذافر وعُراعر اسم الملِك وعَراعر وقُناقِن للمهندس جمعه قَناقن وعُجاهن للعَرُوس وجمعه عَجاهن وقُبَاقب للعام الثالث
( * قوله « للعام الثالث » أي ثالث العام الذي انت فيه ) وجمعه قَبَاقب وقال شمر لِمَّة غُرانقةٌ وغُرانِقيّة وهي الناعمة تُفَيِّئُها الريحُ وقال الغُرانق الشابّ الحسن الشعر الجميلُ الناعمُ وهو الغُرْنوق والغِرْناق والغِرْنَوْق وجمعه غَرانِق وغَرانقة وأَنشد قِلى الفَتَاةِ مَفارِقَ الغِرْناقِ قال ابن جني وذكر سيبويه الغُرْنَيْق في بنات الأَربعة وذهب إلى أن النون فيه أًصل لا زائدة فسأَلت أَبا علي عن ذلك فقلت له من أَين له ذلك ولا نظير له من أُصول بنات الأربعة يقابلها وما أَنكَرْتُ أَن تكون زائدة لمَّا لم نجد لها أَصلاً يقابلها كما قلنا في خُنْثُعْبة وكَنَهْبَل وعُنْصُل وعُنْظُب ونحو ذلك فلم يزد في الجواب على أن قال إنه قد أُلحق به العُلَّيْق والإلحاقُ لا يوجد إلا بالأُصول وهذه دعوى عارية من الدليل وذلك أن العُلَّيْق وزنه فُعَّيْل وعينه مضعفة وتضعيف العين لا يوجد للإلحاق ألا ترى إلى قِلَّفٍ وإمَّعَة وسكِّين وكُلاَّب ؟ ليس شيء من ذلك بملحق لأن الإلحاق لا يكون من لفظ العين والعلة في ذلك أن أَصل تضعيف العين إنما هو للفعل نحو قَطَّع وكَسَّر فهو في الفعل مفيد للمعنى وكذلك هو في كثير من الأسماء نحو سِكِّير وخِمِّير وشَرَّاب وقَطَّاع أي يكثر ذلك منه وفيه فلما كان أَصل تضعيف العين إنما هو للفعل على التكثير لم يمكن أن يجعل للإلحاق وذلك أن العناية بمفيد المعنى عند العرب أَقوى من العناية بالملحق لأن صناعة الإلحاق لفظية لا معنوية فهذا يمنع من أن يكون العُلَّيق ملحقاً بغُرْنَيْق وإذا بطل ذلك احتاج كون النون أصلاً إلى دليل وإلا كانت زائدة قال والقول فيه عندي إن هذه النون قد ثبتت في هذه اللفظة أنَّى تصرفت ثَباتَ بقية أُصول الكلمة وذلك أَنهم يقولون غُرْنَيْق وغِرْنَيْق وغُرْنوق وغُرَانق وغَرَونْق وثبتت أيضاً في التكسير فقالوا غَرانِيق وغَرانقة فلما ثبتت النون في هذه المواضع كلها ثَباتَ بقية أصول الكلمة حكم بكونها أَصلاً وقول جنادة بن عامر بِذِي رُبَدٍ تَخالُ الإثْرَ فيه مَدَبَّ غَرانِقٍ خاضَتْ نِقاعا أراد غَرانيق فحذف ابن شميل الغُرْنوق الخُصْلة المُفَتَّلة من الشعر ابن الأَعرابي جذب غُرْنوقه وهي ناصيته وجذب نُغْرُوقه وهي شعر قفاه

غسق
غَسَقَتْ عينه تَغْسِقُ غَسْقاً وغَسَقاناً دمعت وقيل انصبَّت وقيل أَظلمت والغَسَقان الانصباب وغَسَق اللبنُ غَسْقاً انصب من الضَّرْع وغَسَقت السماء تَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً انصبَّت وأَرَشَّتْ ومنه قول عمر رضي الله عنه حين غَسَق الليل على الظِّراب أي انصب الليل على الجبال وغَسَق الجرحُ غَسْقاً وغَسَقاناً أي سال منه ماء أَصفر وأَنشد شمر في الغاسق بمعنى السائل أَبْكِي لفَقْدِهُم بعَينٍ ثَرَّة تَجْري مَساربُها بعينٍ غاسِق أي سائل وليس من الظلمة في شيء أَبو زيد غَسَقت العين تَغْسِق غَسْقاً وهو هَمَلان العين بالعَمَش والماء وغَسَق الليل يَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً وأَغْسَقَ عن ثعلب انصبّ وأَظلم ومنه قول ابن الرُّقَيّات إن هذا الليل قد غَسَقا واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأَرَقا قال ومنه حديث عمر حين غَسق الليل على الظُِّراب وغَسَقُ الليل ظلمته وقيل أَول ظلمته وقيل غَسَقُه إذا غاب الشِّفَقُ وأَغسَقَ المؤذِّن أي أَخَّر المغرب إلى غَسَق الليل وفي حديث الربيع بن خثيم أنه قال لمؤذنه يوم الغيم أَغْسِقْ أَغْسِق أَي أَخِّر المغرب حتى يَغْسِق الليل وهو إظلامه لم نسمع ذلك في غير هذا الحديث وقال الفراء في قوله تعالى إلى غَسَقِ الليل هو أَول ظلمته الأخفش غَسَقُ الليل ظلمته وقوله تعالى ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ قيل الغاسِقُ هذا الليل إذا دخل في كل شيء وقيل القمر إذا دخل في ساهورِه وقيل إذا خَسَفَ ابن قتيبة الغاسِقُ القمر سمي به لأنه يُكْسَفُ فيَغْسِقُ أي يذهب ضوءُه ويسودّ ويُظلم غَسَقَ يَغْسِقُ غُسوقاً إذا أَظلم قال ثعلب وفي الحديث أن عائشة رضي الله عنها قالت أَخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي لما طلع القمر ونظر إليه فقال هذا الغاسِقُ إذا وَقَبَ فتعوَّذي بالله من شره أي من شره إذا كُسِفَ وروي عن أَبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ قال الثُّرَيّا وقال الزجاج يعني به الليل وقيل لِلَّيل غاسِقٌ والله أعلم لأنه أَبرد من النهار والغاسِق البارد غيره غَسَقُ الليل حين يُطَخْطِخُ بين العشاءين ابن شميل غَسَقُ الليل دخول أَوَّله يقال أَتيته حين غَسَق الليل أي حين يختلط ويعتكر ويسدّ المَناظرَ يغْسِقُ غَسْقاً وفي الحديث فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما أَغْسَقَ أي دخل في الغَسَق وهي ظلمة الليل وفي حديث أبي بكر أَنه أَمر عامر بن فُهَيْرة وهما في الغار أَن يُرَوِّح عليهما غنمه مُغْسِقاً وفي حديث عمر لا تفطروا حتى يَغْسِق الليل على الظِّراب أي حتى يغشى الليل بظلمته الجبال الصغار والغاسِقُ الليل إذا غاب الشفق أَقبل الغَسَقُ وروي عن الحسن أَنه قال الغاسِقُ أَول الليل والغَسَّاقُ كالغاسِقِ وكلاهما صفة غالبة وقول أبي صخر الهذلي هِجانٌ فَلا في الكَوْنِ شَامٌ يَشِينُهُ ولا مَهَقٌ يَغْشى الغَسِيقاتِ مُغْرَبُ قال السكري الغَسِيقاتُ الشديدات الحمرة والغَسَّاق ما يَغْسِقُ ويسيل من جلود أَهل النار وصديدهم من قيح ونحوه وفي التنزيل هذا فليذوقوه حَميم وغَساقٌ وقد قرأَه أَبو عمرو بالتخفيف وقرأَه الكسائي بالتشديد ثقلها يحيى بن وَثَّاب وعامة أَصحاب عبد الله وخففها الناس بعد واختار أَبو حاتم غَساق بتخفيف السين وقرأَ حفص وحمزة والكسائي وغَسَّاق مشدَّدة ومثله في عَمَّ يتساءلون وقرأَ الباقون وغَسَاقاً خفيفاً في السورتين وروي عن ابن عباس وابن مسعود أَنهما قرآ غَسّاق وبالتشديد وفسَّراه الزَّمْهَرِير وفي الحديث عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن دَلْواً من غَساق يُهَراقُ في الدنيا لأَنْتَنَ أَهل الدنيا الغَساق بالتخفيف والتشديد ما يسيل من صَدِيد أَهل النا وغُسالتهم وقيل ما يسيل من دموعهم وقيل الغَسَاق والغَسَّاق المنتن البارد الشديد البرد الذي يُحْرِقُ من برده كإحراق الحميم وقيل البارد فقط قال الفراء رُفِعَت الحَمِيمُ والغَسَّاقُ بهذا مقدَّماً ومؤخراً والمعنى هذا حَميم وغَسَّاق فليذوقوه الفراء الغَسَق من قُماشِ الطَّعام ويقال في الطَّعام زَوَانٌ وزُوَانٌ وزُؤَانٌ بالهمز وفيه غَسَقٌ وغَفاً مقصور وكَعابِير ومُرَيْراء وقَصَلٌ كلُّه من قُماش الطَّعام

غفق
الغَفْقُ الضرب بالسوط والعصا والدِّرَّةِ غَفَقَهُ يغْفِقُهُ غَفْقاً ضربه والغفقة المَرَّة منه وقد جاء عَفَقَهُ بالعين المهملة وروي عن إياس بن سلمة عن أَبيه قال مَرَّ بي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنا قاعد في السوق وهو مارّ لحاجة له معه الدِّرَّةُ فقال هكذا يا سَلَمةُ عن الطريق فغَفَقَني بها غَفْقَةً فما أَصاب إلا طَرَفها ثوبي قال فأَمَطْتُ عن الطريق فسكت عني حتى إذا كان العامُ المُقْبل لقيني في السوق فقال يا سلمة أَردتَ الحجّ العام ؟ فقلت نعم فأَخذ يدي فما فارق يَدُه يَدي حتى أَدخلني بيته فأَخرج كيساً فيه ستمائة درهم فقال يا سلمة خذها واسْتَعِنْ بها على حَجِّك واعلم أنها من الغَفْقَةِ التي غَفَقْتُك بها عامَ أَوَّل قلت يا أَمير المؤمنين والله ما ذَكَرْتُها حتى ذَكَّرْتنيها فقال عمر أنا والله ما نسيتُها قال الأصمعي غَفَقْتُه بالسوط أَغْفِقُه ومَتَنْتُه بالسوط أَمْتُنه وهو أَشد من الغَفْق وقوله أَمَطْتُ عن الطريق أي تَنَحَّيت عنه والغَفْقُ الهجوم على الشيءِ والأَوْب من الغَيْبة فجأَةً والمَغْفِقُ المَرْجِعُ وأَنشد لرؤبة من بُعْد مَغْزايَ وبُعد المَغْفِقِ والغَفْقُ كثرة الشرب غَفَقَ يَغْفِقُ غَفْقاً وتَغَفَّقََ الشرابَ شربة ساعة بعد أُخرى وقيل شربه يومه أَجْمَعَ ابن الأعرابي إذا تَحَسَّى ما في إنائه فقد تَمَزَّزَه وساعةً بعد ساعة فقد تَفَوَّقَهُ فإذا أَكثر الشراب فقد تَغَفَّق وتَغَفَّقْت الشراب تَغَفُّقاً إذا شربته وظَلَّ يتَغَفَّقُ الشرابَ إذا شربه يومَه أَجمع والغَفْقُ من صِفة الوِرْدِ قال رؤبة صاحب غاراتٍ من الوِرْدِ الغَفَقْ وقيل الغَفْقُ أَن تَرِدَ الإبلُ كل ساعة قال الشاعر ترعى الغَضا من جانِبَيْ مُشَفَّقِ غِبّاً ومن يَرْعَ الحُمُوضَ يَغْقِقِ وقال الفراء شربت الإبل غَفْقاً وهي تَغْفِقُ إذا شربت مرةً بعد أُخرى وهو الشرب الواسع والتَّغْفِيقُ النوم وأنت تَسمْع حديث القوم ويقال غَفَّقوا السَّلِيمَ تََغْفِيقاً إذا عالجوه وسَهَّدُوه وقال مليح وداوِيَّة مَلْساء تُمْسي سباعُها بها مثلَ عُوَّادِ السَّلِيم المُغَفَّقِ وجملة التَّغْفِيق نومٌ في أَرَق أبو عمرو الغَيْفَقَةُ الإهراقُ وكذلك الدَّغْرَقة أَبو عمرو غَفَقَ وعَفَقَ إذا خرجت منه ريح والمُنْغَفَقُ المُنْصَرَفُ قال الأصعمي المُنْعَطَفُ وأنشد لرؤبة حتى تَرَدَّى أَربعٌ في المُنْغَفَقْ بأَربعٍ يَنْزِعْنَ أَنفاسَ الرَّمَقْ وغافِق قبيلة

غفلق
امرأَة غَفَلَّقَةٌ عظيمة الرَّكَب عن ابن الأعرابي وقال ثعلب إنما هي عَفَلَّقَة بالعين المهملة وقد تقدم ذكرها

غقق
غَقَّ القارُ وما أَشبهه وغَقَّتِ القِدْرُ تَغِقُّ غَقّاً وغَقِيقاً غلت فسمعت صوتها وغَقِيقُ القدر صوت غَلَيانها سمي غَقِيقاً وغِقْ غِقْ لحكاية صوت الغَلَيان وكذلك غَقْغَقَة صوت الصَّقْر حكاية ومن هذا قيل للمرأة الواسعة المتاع التي يسمع يسمع لها صوت عند الخِلاط غَقَّاقَة وغَقُوق وخَقَّاقَة وخَقُوق وامرأة غَقَّاقة يسمع لحَيائها صوت عند الجماع وغَقَّ بطنُه يغِقُّ غَقّاً وغَقِيقاً كذلك وفي حديث سليمان إن الشمس لتَقْرُبُ يوم القيامة من رؤوس الناس حتى إن بطونهم تَغِقّ غَقّاً وفي رواية حتى إن بطونهم لتقول غِقْ غِقْ وغَقّ الطائر يَغِقّ غَقيقاً صوَّت وغَقَّ الصَّقر في صوته رقَّقه وهو ضرب منه والصَّقر يُغَقْغِقُ في بعض أَصواته وغَقّ الغُداف حكاية غلظ صوته وفي التهذيب الغَقّ حكاية صوت الغُداف إذا بَحّ صوتُه وغَقُّ الماء وغَقِيقُه صوته إذا خرج من ضيق إلى سعة أَو من سعة إلى ضيق ابن الأعرابي الغَقَقَةُ الغَواهقُ وهي الخطاطيف الجبليّة

غلق
غَلَقَ الباب وأَغْلَقه وغَلَّقه الأُولى عن ابن دريد عزاها إلى أَبي زيد وهي نادرة فهو مُغْلَق وفي التنزيل وغَلَّقَت الأبواب قال سيبويه غَلَّقت الأبواب للتكثير وقد يقال أَغْلَقت يراد بها التكثير قال وهو عربيّ جيد وباب غُلُق مُغْلَقٌ وهو فُعُل بمعنى مَفْعول مثل قارُورَة وباب فُتُح أَي واسع ضخم وجِذْع قُطُل والاسم الغَلْقُ ومنه قول الشاعر وباب إذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِف ويقال هذا من غَلَقْتُ الباب غَلْقاً وهي لغة رديئة متروكة قال أَبو الأسود الدؤلي ولا أَقولُ لقِدْرِ القوم قد غَلِيَتْ ولا أَقولُ لباب الدَّار مَغْلوقُ وقال الفرزدق ما زِلْتُ أَفتح أَبواباً وأُغْلِقها حتى أَتَيْتُ أَبا عَمْرو بنَ عَمَّارِ قال أَبو حاتم السجستاني يريد أَبا عمرو بن العلاء وغَلِقَ البابُ وانْغَلقَ واسْتَغْلق إذا عسر فتحه والمِغْلاقُ المِرْتاجُ والغَلَقُ المِغْلاقُ بالتحريك وهو ما يُغْلَقُ به الباب ويفتح والجمع أَغْلاق قال سيبويه لم يجاوزوا به هذا البناء واستعاره الفرزدق فقال فبِتْنَ بجانِبَيَّ مُصَرَّعاتٍ وبِتُّ أَفُضّ أَغْلاقََ الخِتامِ قال الفارسي أَراد خِتام الأَغْلاقِ فقَلَب وفي حديث قتل أَبي رافع ثم عَلَّقَ الأَغالِيقَ على وَدٍّ هي المفاتيح واحدها إغْلِيقٌ والغَلاقُ والمِغْلاق والمُغْلوق كالغَلَق واسْتَغْلَقَ عليه الكلام أَي ارْتُتِجَ عليه وكلام غَلِقٌ أي مشكل وفي الحديث لا طلاق ولا عَتاق في إغْلاقٍ أَي في إكراه ومعنى الإغْلاقِ الإكراه لأن المُغْلَق مكرَهٌ عليه في أَمره ومضيَّق عليه في تصرفه كأَنه يُغْلَقُ عليه الباب ويحبس ويضيّق عليه حتى يطلِّق وإغْلاقُ القاتل إسلامه إلى وليّ المقتول فيَحْكم في دمه ما شاء يقال أُغْلِق فلان بجَرِيرِتِه وقال الفرزدق أَسارى حديدٍ أُغْلِقَتْ بدِمائها والاسم منه الغَلاقُ وقال عدي بن زيد وتقول العُداةُ أَوْدَى عَدِيٌّ وبَنُوهُ قد أَيْقَنُوا بالغَلاقِ ابن الأعرابي أَغْلَقَ زيدٌ عمراً على شيء يفعله إذا أَكرهه عليه والمِغْلَقُ والمِغْلاق السهم السابع من قِداح المَيْسِر والمَغالِقُ الأَزْلام وكل سهم في الميسِر مِغْلَق قال لبيد وجَزُور أَيْسارٍ دَعَوْتُ لحتْفِها بمَغالِقٍ متشابِهٍ أَجْرامُها
( * في معلقة لبيد أجسامها بدل أجرامها وفي رواية التبريزي أعلامها أي علاماتها )
والمَغالقُ قِداح الميْسر قال الأسود بن يَعْفُر إذا قحطت والزَّاجِرِين المَغالِقَا الليث المِغْلَقُ السهم السابع في مُضَعَّفِ المَيْسِر وسمي مِغْلَقاً لأنه يَسْتَغْلِقُ ما يبقى من آخر الميَسِر ويُجْمَع مَغالِقَ وأنشد بيت لبيد وجَزُور أَيْسارٍ دعوت لحتفها قال أَبو منصور غلط الليث في تفسير قوله بمَغالق والمَغالقُ من نُعُوت قِداح المَيْسر التي يكون لها الفوز وليست المَغالِقُ من أَسمائها وهي التي تُغْلِقُ الخَطَر فتوجبه للقامر الفائز كما يُغْلَقُ الرهنُ لمستحقه ومنه قول عمرو بن قَمِيئة بأَيديهمُ مَقْرُومةٌ ومَغالِق يعود بأَرْزاقِ العيالِ مَنِيحُها ورجل غَلِقٌ سيء الخلق قال الليث يقال احْتَدَّ فلان فَغَلِقَ في حِدَّتِهِ أي نشب وروى أَبو العباس أن ابن الأَعرابي أَنشده وقد جَعَلَ الرِّكُّ الضعيفُ يُسِيلُني إليك ويُشْريك القليلُ فتَغْلَقُ قال الرِّكُّ المطر الضعيف يقول إذا أَتاك عني شيء قليل غضبت وأنا كذلك فمتى نَتَّفق ؟ ومنه قوله أنت تَئِق وأنا مَئِق فكيف نتفق ؟ قال أَبو منصور معنى قوله يُسِيلني إليك أي يُغضبني فيغريني بك ويُشْرِيكَ أي يغضبك فتَغْلق أي تغضب وتحتدّ عليّ ويقال أُغْلِقَ فلان فَغَلِقَ غَلَقاً إذا أُغضب فغضب واحتدّ قال أبو بكر الغَلِقُ الكثير الغضب قال عمرو بن شأْس فأَغْلَقُ مِنْ دونِ امْرِئٍ إن أَجَرْتُهُ فلا تُبْتَغَى عوراتهُ غَلَقَ البَعْلِ أي أَغضب غضباً شديداً قال والغَلِقُ الضيّق الخُلُق العسر الرضا وغَلِقَ في حِدَّته غَلَقاً نشب وكذلك الغِلِقُ في غير الأَناسي والغَلَقُ في الرهن ضد الفك فإذا فَكَّ الراهنُ الرهنَ فقد أَطلقه من وثاقه عند مُرْتَهنه وقد أَغْلَقْتُ الرهن فَغَلِقَ أي أوجبته فوجب للمرتهن ومنه الحديث ورجل ارتبط فرساً ليُغالِقَ عليها أي ليراهن وكأنه كره الرِّهان في الخيل إذ كان على رسم الجاهلية قال سيبويه وغَلِقَ الرَّهْنُ في يد المرتهن يَغْلق غَلَقاً وغُلُوقاً فهو غَلِقٌ استحقه المرتهن وذلك إذا لم يُفْتَكّ في الوقت المشروط وفي الحديث لا يغْلَق الرهن بما فيه قال زهير يذكر امرأَة وفارَقَتْكَ برَهْنٍ لا فكاكَ لَهُ يوم الوَدَاع فأَمْسَى الرَّهْنُ قد غَلِقا يعني أنها ارتهنت قلبه ورهنت به وأَنشد شمر هل من نَجازٍ لمَوْعودٍ بَخِلْت به ؟ أو للرَّهين الذي اسْتَغْلَقْت من فادي ؟ وأنشد ابن الأعرابي لأوس بن حجر على العُمْرِ واصطادَتْ فؤاداً كأنه أَبو غَلِقٍ في ليلتين مؤجَّل وفسره فقال أَبو غَلِقٍ أي صاحب رهن غَلِقَ أَجله ليلتان أن يُفَكّ وغَلِقَ أي ذهب ويقال غَلِقَ الرهنُّ يَغْلَقُ غُلُوقاً إذا لم يوجد له تخلص وبقي في يد المرتهن لا يقدر راهنه على تخليصه والمعنى أنه لا يستحقه المرتهن إذا لم يَسْتَفِكَّه صاحبُه وكان هذا من فعل الجاهلية أن الراهن إذا لم يُؤدِّ ما عليه في الوقت المعين مَلَكَ المرتهنُ الرَّهْنَ فأَبطله الإسلام وقوم مَغَاليقُ يَغْلَقُ الرهن على أَيديهم وقال ابن الأَعرابي في حديث داحسٍ والغبراء إن قيساً أتى حذيفة بن بدرٍ فقال له حذيفة ما غَدَا بك ؟ قال غَدَوْتُ لأواضِعَك الرِّهانَ أراد بالواضعة إبطال الرِّهان أي أَضعه وتَضعه فقال حذيفة بل غدوتَ لتُغْلِقَهُ أي لتوجبه وتؤكده وأَغْلَقْتُ الرهن أي أَوجبته فَغَلِقَ للمرتهن أي وجب له وقال أبو عبيد غَلِقَ الرهنُ إذا استحقه المرتهن غَلَقاً وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يغْلَقُ الرهن أي لا يستحقه المرتهن إذا لم يَرُدَّ الراهن ما رهنه فيه وكان هذا من فعل الجاهلية فأَبطله النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لا يغْلَقُ الرهنُ أَبو عمرو الغَلَقُ الضَّجَر ومكان غَلِقٌ وضَجِرٌ أي ضيق والضَّجْرُ الاسم والضَّجَرُ المصدر والغَلَقُ الهلاك ومعنى لا يَغْلَق الرهنُ أي لا يهلك وفي كتاب عمر إلى أبي موسى إياك والغَلَقَ قال المبرد الغلق ضيق الصدر وقلة الصبر وأَغْلَقَ عليه الأمرُ إذا لم يَنْفسح وغَلِقَ الأسيرُ والجاني فهو غَلِقٌ لم يُفْدَ قال أَبو دَهْبَلٍ ما زِلْتَ في الغَفْرِ للذنوب وإطْ لاقٍ لِعَانٍ بجُرْمِه غَلِق شمر يقال لكل شيء نَشِبَ في شيء فلزمه قد غَلِقَ غَلِقَ في الباطل وغَلِقَ في البيع وغَلَق بيعه فاسْتَغْلَقَ
( * قوله « وغلق بيعه فاستغلق » هكذا هو بهذا الضبط في الأصل )
واسْتَغْلَق الرجلُ إذا أُرْتِجَ عليه فلم يتكلم وقال ابن شميل اسْتَغْلَقَني فلان في بَيْعي إذا لم يجعل لي خياراً في ردِّه قال واسْتَغْلَقتُ على بيعته وأَنشد شمر للفرزدق وعَرَّد عن بَنِيهِ الكَسْبَ منه ولو كانوا أُولي غَلَقٍ سِغَابا أُولي غَلَقٍ أي قد غَلِقُوا في الفقر والجوع جمل غَلْق وغَلْقَةٌ إذا هزل وكبر النوادر شيْخٌ غَلْقٌ وجمل غَلْقٌ وهو الكبير الأعْجَفُ وغَلِقَ ظهرُ البعير غَلَقاً فهو غَلِقٌ انتقض دَبَرهُ تحت الأَدَاةِ وكثُر غَلَقاً لا يبرأُ ويقال إن بعيرك لغَلِقُ الظهر وقد غَلِقَ ظهرهُ غَلَقاً وهو أَن ترى ظهره أَجْمَعَ جُلُْبَتَين آثار دبَرٍ قد برأَت فأَنت تنظر إلى صفحتيه تَبْرُقان ابن شميل الغَلَقُ شرُّ دَبَر البعير لا يقدر أن تُعادَى الأَداةُ عنه أي ترفع عنه حتى يكون مرتفعاً وقد عادَيْت عنه الأَداةَ وهو أن تجوب عنه القَتَب والحِلْس وفي حديث جابر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لمن أوثَقَ نفسَه وأَغْلَقَ ظهرَه وغَلِقَ ظهرُ البعير إذا دَبِرَ وأَغْلَقَهُ صاحبه إذا أَثقل حمله حتى يَدْبَرَ شبه الذنوب التي أَثقلت ظهر الإنسان بذلك وغَلِقَت النخلة غَلَقاً فهي غَلِقةٌ دوَّدَتْ أُصول سَعَفها وانقطع حَمْلُها والغِلْقةُ والغَلْقةُ شجرة يَعْطِنُ بها أَهلُ الطائف وقال أَبو حنيفة الغَلْقة شجرة لا تطاق حِدَّة يَتَوَقَّعُ جانيها علي عينيه من بخارها أو مائها وهي التي تُمَرَّطُ بها الجلود فلا تترك عليها شعرة ولا لحمة إلاَّ حلقته قال المرار جَرِبْنَ فلا يُهْنَأْنَ إلاَّ بِغَلْقَةٍ عَطِينٍ وأَبوالِ النِّساءِ القَواعِدِ وأورد الأزهري هذا البيت ونسبه لمزَزَّدّ ابن السكيت إهَابٌ مَغْلُوق إذا جعلت فيه الغَلْقَة حين يُعْطَنُ وهي شجرة تَعْطِنُ بها أهل الطائف وقال مرة هي عشبة تجفَّف وتطحن ثم تُضْرَبُ بالماء وتنقع فيها الجلود فتمرّط وربما خلطت بها شجرة تسمى الشَّرْجَبان يقال منه أَديم مَغْلوق وقال مرة الغَلْقةُ بالفتح عن البكري وغيره والغِلْقَةُ بالكسر عن أَعرابي من ربيعة كلاهما شجرة تشبه العِظْلِمَ مُرَّة جدّاً ولا يأْكلها شيء والحبشة يطبخونها ثم يطلون بمائها السلاح فلا يصيب شيئاً إلا قتله وغَلاَّق اسم رجل من بني تميم وغَلاَّق قبيلة أَو حيّ أنشد ابن الأَعرابي إذا تَجَلَّيْتَ غَلاَّقاً لِتَعْرِقَها لاحَتْ من اللُّؤْمِ في أَعْناقها الكُتبُ إنِّي وأَتْيَ ابنِ غَلاَّقٍ لِيَقْرِيَني كغابط الكلب يَبْغي النِّقْيَ في الذَّنَبِ ويروى يبغي الطِّرْقَ ويروى يرجو الطِّرْق

غلفق
الغَلْفَقُ الطُّحْلُب وهو الخضرة على رأْس الماء ويقال ينبت في الماء ذو وَرَقٍ عِراضٍ قال الزَّفَيان ومَنْهَل طامٍ عليه الغَلْفَقُ يُنيرُ أو يُسْدي به الخَدَرْنَقُ وقال آخر يَكْشِفْنَ عنه غَلْفَقَ العِرْمَاضِ ابن شميل يقال لورق الكَرْم الغَلْفَقُ والغَلْفَقُ الخُلَّبُ ما دام على شجرته أَعني بالخُلَّب ورق الكَرْم ولِيفَ النخل والغَلْفَقُ القوس اللَّيِّنة جدّاً حتى يكون لينها رخاوة ولا خير فيها قال الراجز تَحْمِلُ فَرْع شَوْحَطٍ لم تُمْحَقِ لا كَزَّةِ العُودِ ولا بِغَلْفَقِ ويقال إن اللام في ذلك زائدة وقوس غَلْفَق أي رخوة والغَلْفَقُ من النساء الرطبةُ الهَنِ وقيل هي الخَرْقاءُ السيئة العمل والمنطق وامرأَة غِلْفَاقُ المشي سريعته ابن الأَعرابي يقال للمرأَة الطويلة العظيمة الجسم غِلْفاق وخِرْباقٌ ومُزَنَّرَةٌ ولُبَاخِيَّة ودلو غَلْفَقٌ كبيرة وغُلافِقُ موضع والغَلْفَقِيقُ الداهية وقيل السريع مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي وعيش غَلْفَقٌ رخيّ

غمق
غَمِقَ النباتُ يَغْمَقُ غَمَقاً وهو نبات غَمِقٌ فسد من كثرة الأنداءِ عليه فوجدت لريحه خَمَّةً وفساداً وغَمِقَت الأرض غَمَقاً فهي غَمِقة أصابها ندىً وثقل ووَخامةٌ قال أَبو منصور غَمَقُ البحر ومدُّه في الصَّفَرِيَّةِ وبلد غَمِقٌ كثير المياه رطب الهواء وكتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما بالشام إن الأُرْدُنَّ أَرض غَمِقَةٌ وإن الجابِيَة أَرض نَزِهَةٌ فاظْهَرْ بمن معك من المسلمين إليها والنَّزِهة البعيدة من الرِّيفِ والغَمِقةُ القريبة من المياه والخُضَر والنُّزور فإذا كانت كذلك قاربت الأَوْبِيَةَ والغَمَق في ذلك فساد الريح وخُمومها من كثرة الأَندَاء فيحصل منها الوَباء أَبو زيد غَمِقَ الزرع غَمَقاً إذا أَصابه نَدىً فلم يكد يجف وقال الأَصمعي الغَمَق الندى وقيل الغَمَق بالتحريك ركوب الندى الأرض قال أَبو حنيفة قال أَبو زياد مكان غَمِقٌ قد روي حتى لا يَسُوغُ فيه الماء وليلة غَمِقةٌ لَثِقَة وقال أَبو حنيفة أَيضاً إذا زاد الندى في الأرض حتى لا يجد مساغاً فهي غَمِقَة والفعل كالفعل قال وليس ذلك بمفسدها ما لم تَقِئْهُ قال رؤبة جَوارِناً يخبطن أَنداء الغَمَقْ ابن شميل أَرض غَمِقةٌ لا تجف بواحدة ولا يخلفها المطر وعُشْب غَمِقٌ كثير الماء لا يُقْلِع عنه المطر

غهق
الغَيْهق الطويل من الإِبل وغيرها وغَيْهَقَ الظلامُ اشتدَّ وغَيْهَقَتْ عينُه ضعف بصرها وقال النضر فيما روى عنه أَبو تراب الغَوْهَقُ الغراب وأَنشد يَتْبَعْنَ ورْقاء كلَوْنِ الغَوْهَقِ قال الأَزهري والثابت عندنا لابن الأَعرابي وغيره العَوْهَقُ الغراب بالعين ولا أُنكر أَن تكون الغين لغة ولا أَحقه وقال الأَزهري أَيضاً في ترجمة عهق أََبو عبيد الغَيْهق بالغين النشاط ويوصف به العِظَم والتَّرارةُ قال الرياشي سمعت أَبا عبيدة ينشد كأَنّ ما بي من إِراني أَوْلَقُ وللشبَاب شِرَّة وغَيْهقُ ومَنْهَل طَامٍ عليه الغَلْفَقُ يُنير أَو يُسْدِي به الخَدَرْنَقُ قال أَبو عبيدة الإِرَانُ النشاط والأَولق الجنون وكذلك الغَيْهق والغَلْفَق الطحلب قال فالغَيْهق بالغين محفوظ صحيح قال وأَما العَيْهقَة بالعين فلا أَحفظها لغير الليث ولا أَدري أَهي لغة محفوظة عند العرب أَو تصحيف روى ابن بري عن ابن خالويه قال غَيْهَقَ الرجلُ غَيْهقَة تبختر

غوق
الغَوِيق الصوت من كل شيء والعين أَعلى وقد تقدم والغَاقُ والغَاقَة من طير الماء وغاقِ حكاية صوت الغراب فإِن نكَّرته نَوَّنته وهكذا ذكره الجوهري في غيق قال القلاخ بن حَزْن مُعاوِدٌ للجُوع والإِمْلاقِ يَغْضَب إِن قال الغُراب غاقِ أَبْعَدَكُنَّ اللهُ من نِياقِ قال ابن بري صواب إِنشاده مُعاوداً للجوع لأَن قبله انْفَدْ هداكَ اللهُ من خُناقِ وصَعْدَةُ العاملُ للرُّسْتاقِ أَقْبَلَ من يَثْرِبَ في الرِّفاقِ مُعاوِداً للجوع والإِمْلاقِ أَبْعدَكُنَّ اللهُ من نِياقِ إِن لم تُنَجّين من الوِثاقِ بأَربع من كَذِبٍ سُماقِ وأَنشد شمر عَنْهُ ولا قَوْل الغرابِ غَاقِ ولا الطَّبِيبان ذوا التِّرْياق ويقال سمعت غاقِ غاقِ وغاقٍ غاقٍ ثم سُمِّيَ الغراب غَاقاً فيقال سمعت صوت الغَاقِ ثال ابن سيده وربما سمي الغراب به لصوته قال ولو تَرَى إِذ جُبَّتِي من طَاقِ ولِمَّتي مثل جَناح غَاقِ أَي مثل جناح غراب قال ابن جني إِذا قلتَ حكاية صوت الغراب غاقٍ غاقٍ فكأَنك قلتَ بُعْداً وفِراقاً فِراقاً وإِذا قلت غاقٍ غاقٍ فكأَنك قلت البُعْدَ البُعْدَ فصار التنوين عَلَمَ التنكير وتركه عَلَمَ التعريف والوَغِيقُ صوت قُنْبِ الدابة وهو وعاء جُرْدَانه عن اللحياني كأَنه مقلوب عن الغَوِيقِ أَو لغة فيه

غيق
غَيَّقَ في رأْيه تَغْييقاً اختلط فلم يَثْبُتْ على شيء فهو يَموج قال رؤبة غَيَّقْنَ بالمكْحُولةِ السَّوَاجِي شيطانَ كلِّ مُتْرَف سَدَّاجِ قال الأَصمعي غَيَّفْنَ مَوَّجن والمعنى ضَلَّلْنَ وغَيَّقَ ذلك الأَمر بصري فتحه فجاء به وذهب ولم يَدَعْه فيثبت وتَغَيَّقَ بصره اسْمَهَرَّ وأَظلم وغَيَّقَ بصرَه عطفه وغَيَّقَ الشيءُ بصره إِذا حَيَّره قال العجاج أَذِيُّ أَوْرَادٍ يُغَيِّقْن البَصَرْ المفضل غَيَّقَ فلان ماله تَغْييقاً إِذا أَفسده وغَيَّقَ الطائر رفرف على رأْسه فلم يبرح وغَيْقة موضع وفي الحديث ذكر غَيْقَة بفتح الغين وسكون الياء وهو موضع بين مكة والمدينة من بلاد غِفَار وقيل هو ماء لبني ثعلبة وقال قيس بن ذَرِيح فَغَيْقَةُ فالأَخْيافُ أَخيافُ ظَبْيةٍ بها م لُبَيْنَى مَخْرفٌ ومَرابِعُ

فأق
الفائِقُ عظم في العنق وفَئِق فَأَقاً فهو فَئِقٌ مفِئقٌ اشتكى فائقه الليث الفَأَقُ داء يأْخذ الإِنسان في عظم عنقه الموصول بدماغه واسم ذلك العظم الفَائِقُ وأَنشد أَو مُشْتَكِي فائِقَه من الفَأَقْ ويقال فلان يشتكي عظم فائِقِه يعني العظم الذي في مؤخر الرأْس يغمز من داخل الحلق إِذا سقط والفُؤَاقُ الريح التي تخرج من المعدة لغة في الفُوَاقِ وقد فَأَقَ يَفْأَقُ فُؤَاقاً وتَفَأْق الشيء تفرّج قال رؤبة أَو فَكّ حِنْوَيْ قَتَبٍ تَفَأْقا وإِكافٌ مُفَأْق مفرّج ابن الأَعرابي الفائِقُ هو الدُّرْدَاقِسُ التهذيب الفُؤَاقُ الوجع مضموم مهموز لا غير والفُوَاق بين الحلبتين وهو السكون غير مهموز

فتق
الفَتْق خلاف الرَّتْق فَتَقَهُ يَفْتُقُه ويَفْتِقُه فَتْقاً شقه قال ترى جَوَابها بالشحم مَفْتُوقا إِنما أَراد مفتوقة فأَوقع الواحد موقع الجماعة وفَتَّقهُ تَفْتيِقاً فانْفتَقَ وتَفَتَّق والفَتْقُ الخَلَّةُ من الغيم والجمع فُتُوق قال أَبو محمد الحذلمي إِنَّ لها في العامِ ذي الفُتُوقِ وزَلَلِ النيَّةِ والتَّصْفِيقِ رِعْيةَ ربٍّ ناصحٍ شَفِيقِ يَظَلُّ تحت الفَنَنِ الوَرِيقِ يَشُولُ بالمِحْجَنِ كالمَحْروقِ قوله لها يعني للإِبل ذو الفُتُوق القليل المطر وزَلَلُ النيَّة أَن تَزِلَّ من موضع إِلى موضع لطلب الكَلأِ والنيَّةُ حيث يُنْوى من نواحي البلاد والمِحْجَنُ شيء يجذب به أَغصان الشجر لتقرب من الإِبل فتأْكل منها فإِذا سئم ربط في أَسفل المِحْجَن عقالاً ثم جعله في ركبته والمَحْروق الذي انقطعتِ حارقته وأَفْتَقَ القومُ تَفَتَّق عنهم الغيم وأَفْتَقَ قَرْنُ الشمس أَصاب فَتْقاً من السحاب فبدا منه قال الراعي تُرِيكَ بياضَ لَبَّتِها ووَجْهاً كقَرْنِ الشمس أَفْتَقَ ثم زَالا والفِتَاقُ الشمس حين يُطْبقُ عليها ثم يبدو منها شيء والفَتَقَةُ الأَرض التي يصيب ما حولها المطر ولا يصيبها وأَفْتَقْنا لم تُمْطَر بلادُنا ومُطِرَ غيرُنا عن ابن الأَعرابي وحكي خرجنا فما أَفْتَقْنا حتى وردنا اليمامة ولم يفسره فقد يكون من قوله أَفْتَقَ القوم إِذا تَفَتَّقَ عنهم الغيم وقد يكون قولهم أَفْتَقْنا إِذا لم تُمْطَر بلادُنا ومُطِر غيرُها والفَتْقُ الموضع الذي لم يمطر وفي حديث مسيره إِلى بدر خرج حتى أَفْتَقَ بين الصَّدْمتين أَي خرج من مَضيق الوادي إِلى المُتَّسع وأَفْتَقَ السحابُ إِذا انفرج وأَفْتَقْنا صادفنا فَتْقاً أَي موضعاً لم يمطر وقد مُطِرَ ما حوله وأَنشد إِنَّ لها في العام ذي الفُتوقِ والفَتَقُ الصبح وصبح فَتِيقٌ مُشرق التهذيب والفَتْق انفلاق الصبح قال ذو الرمة وقد لاحَ للسَّارِي الذي كَمَّل السُّرَى على أُخْرَياتِ الليل فَتْقٌ مُشَهَّرُ والفَتِيقُ اللسانِ الحُذَاقيّ الفصيح ورجل فَتِيقُ اللسان على فعيل فصيحُه حَدُِيدُه ونَصْلٌ فَتِيق حديد الشَّفْرتين جُعِلَ له شُعْبتان كأَنَّ إِحداهما فُتِقَتْ من الأخرى وأَنشد فَتِيقَ الغِرَارَينِ حَشْراً سَنينَا وسيف فَتِيقٌ إِذا كان حادّاً ومنه قوله كنَصْل الزَّاعِبيّ فَتِيق وفَتَقَ فلان الكلام وبَجَّه إِذا قوَّمه ونقْحه وامرأَة فُتُق بضم الفاء والتاء مُتَفَتِّقَة بالكلام والفَتَقُ بالتحريك مصدر قولك امرأَة فَتْقاء وهي المُنْفَتِقةُ الفرج خلاف الرَّتْقاء أَبو الهيثم الفَتْقاءُ من النساء التي صار مَسْلَكاها واحداً وهي الأَتُومُ ابن السكيت امرأَة فُتُق للتي تفتق في الأُمور قال ابن أَحمر ليْسَت بشَوْشَاةِ الحديثِ ولا فُتُق مُغَالبة على الأَمْرِ والفِتاقُ انْفِتاقُ الغيم عن الشمس في قوله وفَتَاة بَيْضاء ناعمة الجِسْ مِ لَعُوب ووَجْهُها كالفِتاق وقيل الفِتاقُ أَصل اللِّيف والأَبيض يشبِّه به الوجه لنقائه وصفائه وقيل الفِتاقُ أَصل الليف الأَبيض الذي لم يظهر والفَتْق انشقاق العَصا ووقوع الحرب بين الجماعة وتصدُّع الكلمة وفي الحديث لا تَحِلُّ المسأَلة إِلاَّ في حاجة أَو فَتْق التهذيب والفَتْق شقُّ عصا المسلمين بعد اجتماع الكلمة من قِبَل حَرْب في ثَغْرٍ أَو غير ذلك وأَنشد ولا أَرى فَتْقَهُمْ في الدِّينِ يَرْتَتِقُ وفي الحديث يسأَل الرجل في الجَائِحة أَو الفَتْق أَي الحرب يكون بين القوم وتقع فيها الجراحات والدماء وأَصله الشَّقُّ والفتح وقد يراد بالفَتْق نقض العهد ومنه حديث عروة بن مسعود اذهب فقد كان فَتْقٌ بين جُرَش وأفْتَقَ الرجل إِذا أَلحت عليه الفُتُوق وهي الآفات من جوع وفقر ودَيْنٍ والفَتْقُ علَّة أَو نُتُوٌّ في مراقّ البطن التهذيب الفَتْقُ يصيب الإِنسان في مراقّ بطنه يَنْفِتِقُ الصِّفاق الداخل ابن بري والفَتْق هو انفتاق المثانةِ ويقال هو أَن يَنْفَتِقَ الصِّفاق إِلى داخل وكان الأَزهري يقول هو الفَتَق بفتح التاء وفي حديث زيد بن ثابت في الفَتَق الدية قال الهروي هكذا أَقرأَنيه الأَزهري بفتح التاء وفي صفته صلى الله عليه وسلم كان في خاصرتيه انْفِتاق أَي اتساع وهو محمود في الرجل مذموم في النساء والفَتْق أَن تَنْشق الجلدة التي بين الخُصْية وأَسفل البطن فتقع الأَمْعاء في الخصية والفَتَقُ الخصب سمِّي بذلك لانشقاق الأرض بالنبات قال رؤبة تأْوي إِلى سَفْعاءَ كالثوب الخَلَقْ لم تَرْجُ رِسْلاً بعد أَعوامِ الفَتَقْ أَي بعد أَعوام الخِصْب تقول منه فَتِقَ بالكسر وعام الفَتَق عام الخصب وقد أَفْتَقَ القوم إِفْتاقاً إِذا سمنت دوابهم فَتَقَتَّقَت وتَفَتَّقَت خواصر الغنم من البقل إِذا اتسعت من كثرة الرعي وبعير فَتِيقٌ وناقة فَتِيقٌ أَي تَفَتَّقَتْ في الخصب وقد فَتِقَتْ تَفْتَقُ فَتَقاً وعام فَتِقٌ خصيب وانْفَتَقَت الماشية وتَفَتَّقَتْ سمنت وجمل فَتِيقٌ إِذا تَفَتَّقَ سمناً وفي حديث عائشة فمُطِروا حتى نبت العُشْب وسمنت الإِبل حتى تَفَتَّقَتْ أَي انتفخت خواصرها واتسعت من كثرة ما رعت فسمي عام الفَتَقِ أَي الخصب الفراء أَفْتَقَ الحيُّ إِذا أَصاب إِبلهم الفَتَقُ وذلك إِذا انْفَتَقَتْ خواصرها سِمَناً فتموت لذلك وربما سلمت وفي الحديث ذكر فُتُق هو بضمتين موضع في طريق تَبَالة سلكه قُطْبة بن عامر لما وجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُغير على خَثْعَم سنة تسع والفَتَقُ داءٌ يأْخذ الناقة بين ضرعها وسرتها فَتَنْفَتِقُ وذلك من السمن أَبو زيد انْفَتَقَت الناقة انْفِتاقاً وهو الفَتَقُ وهو داءٌ يأْخذها ما بين ضرعها وسرتها فربما أَفْرَقَتْ وربما ماتت وذلك من السمن وقيل الفَتَقُ انفتاق الصِّفاق إِلى داخل في مراقِّ البطن وفيه الدية وقال شريح والشعبي فيه ثلث الدية وقال مالك وسفيان فيه الاجتهاد من الحاكم وقال الشافعي فيه الحُكُومة وقيل هو أَن ينقطع اللحم المشتمل على الأُنْثَيَيْنِ وفَتَق الخياطة يَفْتِقُها الفراء في قوله تعالى كانتا رَتْقاً فَفَتْقَناهما قال فُتِقَتِ السماءُ بالقَطْر والأَرض بالنبات وقال الزجاج المعنى أَن السموات كانت سماء واحدة مُرْتَتِقةً ليس فيها ماء فجعلها الله غير واحدة ففَتَقَ الله السماء فجعلها سبعاً وجعل الأَرض سبع أَرضين قال ويدل على أَنه يريد بفَتْقِِها كَوْنَ المطر قوله وجعلنا من الماء كل شيء حيّ ابن الأَعرابي أَفْتَق القمرُ إِذا برز بين سحابتين سوادوين وأَفْتَقَ الرجل إِذا استاك بالفِتَاقِ وهو عرجون الكِباسَةِ وفَتَقَ الطّيب يَفْتُقه فَتْقاً طيَّبه وخلطه بعود وغيره وكذلك الدهن قال الراعي لها فَأْرةٌ ذَفْرَاءً كل عشيّةٍ كما فَتَقَ الكافورَ بالمِسْكِ فاتِقُه ذكر إِبلاً رعت العشب وزَهْرته وأَنها نَدِيَتْ جلودها ففاحت رائحة المسك والفِتاقُ ما فُتِقَ به وفَتْقُ المسك بغيره استخراج رائحته بشيء تدخله عليه وقيل الفِتَاقُُ أَخلاط من أَدوية مدقوقة تُفْتَقُ أَي تخلط بدهن الزِئْبَقِ كي تفوح ريحه والفِتاقُ أَن تَفْتُق المسك بالعنبر ويقال الفِتاقُ ضرب من الطِّيب ويقال طيب الرائحة قال الشاعر وكأَن الأَرْيَ المَشُورَ مع الخَمْ رِ بفِيها يَشُوب ذاك فِتاقُ وقال آخر علَّلَتْهُ الذَّكِيَّ والمِسْكَ طَوْراً ومن البْان ما يكون فِتاقا والفِتاق خَمِيرة ضخمة لا يَلْبَثُ العجين إِذا جعل فيه أَن يُدْرِكَ تقول فَتَقْتُ العجين إِذا جعلت فيه فِتاقاً قال ابن سيده والفِتاقُ خمير العجين والفعل كالفعل والفَيْتَقُ النَجّار وهو فَيْعَل قال الأَعشى ولا بدَّ من جَارٍ يُجِيرُ سَبِيلَها كما سَلَك السَّكِّيَّ في الباب فَيْتَقُ والسَّكِّيّ المسمار والفَيْتَقُ البوّاب وقيل الحدّاد التهذيب يقال للمِلك فَيْتَق ومنه قول الشاعر رأَيت المَنَايَا لا يُغَادِرْنَ ذا غِنىً لِمالٍ ولا ينجو من الموت فَيْتَقُ وفِتاق اسم موضع قال الحرب بن حلزمة فمُحَيَّاة فالصِّفَاح فأَعنا ق فِتَاق فعَاذِب فالوَفَاء
( * روي هذا البيت في معلقة الحرث بن حلّزة على هذه الصورة
فالمُحَيَّاةُ فالصفاحُ فأعْلى ... ذي فِتاقٍ فعاذبٌ فالوفاءُ )
فرِيَاض القَطَآ فأَودية الشُرْ
بُب فالشُّعْبَتان فالأَبْلاء

فحق
ابن سيده الفَحْقةُ راحة الكلب بلغة أَهل اليمن وأَفْحَقَ الشيءَ ملأه وقيل حاؤُه بدل من هاء أَفْهَقَ الأَزهري عن الفراء قال العرب تقول فلانَ يَتَفَيْحَقُ في كلامه ويَتَفَيْهقُ إِذا توسَّع فيه قال أَبو عمرو انْفَحَقَ بالكلام انْفِحاقاً وطريق مُنْفَحِقٌ واسع وأَنشد والعِيسُ فَوْقَ لاحِبٍ مُعَبَّدِ غُبْرِ الحَصى مُنْفَحِقٍ عَجَرَّدِ

فرق
الفَرْقُ خلاف الجمع فَرَقه يَفْرُقُه فَرْقاً وفَرَّقه وقيل فَرَقَ للصلاح فَرْقاً وفَرَّق للإِفساد تَفْريقاً وانْفَرَقَ الشيء وتَفَرَّق وافْتَرقَ وفي حديث الزكاة لا يُفَرَّقُ بين مجتمع ولا يجمع بين مُتَفَرِّق خشية الصدقة وقد ذكر في موضعه مبسوطاً وذهب أَحمد أَن معناه لو كان لرجل بالكوفة أَربعون شاةً وبالبصرة أَربعون كان عليه شاتان لقوله لا يُجْمَعُ بين مُتفرِّق ولو كان له ببغداد عشرون وبالكوفة عشرون لا شيء عليه ولو كانت له إِبل متفرقة في بلْدانٍ شَتَّى إِن جُمِعَتْ وجب فيها الزكاة وإِن لم تجمع لم تجب في كل بلد لا يجب عليه فيها شيء وفي الحديث البَيِّعَانِ بالخيار ما لم يَفْتَرِقَا
( * قوله « ما لم يفترقا » كذا في الأصل وعبارة النهاية ما لم يتفرقا وفي رواية ما لم يفترقا ) اختلف الناس في التَّفَرُّق الذي يصح ويلزم البيع بوجوبه فقيل هو بالأَبدان وإِليه ذهب معظم الأَئمة والفقهاء من الصحابة والتابعين وبه قال الشافعي وأَحمد وقال أَبو حنيفة ومالك وغيرهما إِذا تعاقدا صحَّ البيع وإِن لم يَفْتَرِقَا وظاهر الحديث يشهد للقول الأَول فإِن رواية ابن عمر في تمامه أَنه كان إِذا بايع رجلاً فأَراد أَن يتمّ البيعُ قام فمشى خَطَوات حتى يُفارقه وإِذا لم يُجْعَل التَّفَرُّق شرطاً في الانعقاد لم يكن لذكره فائدة فإِنه يُعْلَم أَن المشتري ما لم يوجد منه قبول البيع فهو بالخيار وكذلك البائع خيارُه ثابتٌ في ملكه قبل عقد البيع والتَّفَرّقُ والافْتِراقُ سواء ومنهم من يجعل التَّفَرّق للأَبدان والافْتِراقَ في الكلام يقال فَرَقْت بين الكلامين فافْترقَا وفَرَّقْتُ بين الرجلين فَتَفَرّقا وفي حديث عمر رضي الله عنه فَرِّقُوا عن المَنِيَّة واجعلوا الرأْس رأْسين يقول إِذا اشتريتم الرقيق أَو غيره من الحيوان فلا تُغَالوا في الثمن واشتروا بثمن الرأْس الواحد رأْسين فإِن مات الواحد بقي الآخر فكأَنكم قد فَرَّقتم مالكم عن المنيّة وفي حديث ابن عمر كان يُفَرِّق بالشك ويجمع باليقين يعني في الطلاق وهو أَن يحلف الرجل على أَمر قد اختلف الناس فيه ولا يُعْلَم مَنِ المُصيبُ منهم فكان يُفَرِّق بين الرجل والمرأَة احتياطاً فيه وفي أَمثاله من صور الشك فإِن تبين له بعد الشك اليقينُ جَمَعَ بينهما وفي الحديث من فارَقَ الجماعة فَمِيتَتُه جاهليّة يعني أَن كل جماعة عَقَدت عَقْداً يوافق الكتاب والسنَّة فلا يجوز لأَحد أَن يفارقهم في ذلك العقد فإِن خالفهم فيه استحق الوعيد ومعنى قوله فميتته جاهلية أَي يموت على ما مات عليه أَهل الجاهلية من الضلال والجهل وقوله تعالى وإِذ فَرَقْنا بكم البحر معناه شققناه والفِرْقُ القِسْم والجمع أَفْراق ابن جني وقراءة من قرأَ فَرَّقنا بكم البحر بتشديد الراء شاذة من ذلك أَي جعلناه فِرَقاً وأَقساماً وأَخذتُ حقي منه بالتَّفَارِيق والفِرْقُ الفِلْق من الشيء إِذا انْفَلَقَ منه ومنه قوله تعالى فانْفَلَق فكان كلُّ فِرْقٍ كالطَّوْد العظيم التهذيب جاءَ تفسير فرقنا بكم البحر في آية أُخرى وهي قوله تعالى وأَوحينا إِلى موسى أَن اضرب بعصاك البحر فانْفَلَق فكان كل فِرْقٍ كالطود العظيم أَراد فانْفَرَق البحرُ فصار كالجبال العِظام وصاروا في قَرَاره وفَرَق بين القوم يَفْرُق ويَفْرِق وفي التنزيل فافْرُقْ بيننا وبين القوم الفاسقين قال اللحياني وروي عن عبيد بن عمير الليثي أَنه قرأَ فافْرِقْ بيننا بكسر الراء وفَرَّقَ بينهم كفَرَقَ هذه عن اللحياني وتَفَرَّق القوم تَفَرُّقاً وتَفْرِيقاً الأَخيرة عن اللحياني الجوهري فَرَقْتُ بين الشيئين أَفْرُق فَرْقاً وفُرْقاناً وفَرَّقْتُ الشيءَ تَفْريقاً وتَفْرِقةً فانْفَرقَ وافْتَرَقَ وتَفَرَّق قال وفَرَقْتُ أَفْرُق بين الكلام وفَرَّقْتُ بين الأَجسام قال وقول النبي صلى الله عليه وسلم البَيِّعان بالخيار ما لَم يَتَفَرقا بالأَبدان لأَنه يقال فَرَّقْتُ بينهما فَتَفَرَّقا والفُرْقة مصدر الافْتِرَاقِ قال الأَزهري الفُرْقة اسم يوضع موضع المصدر الحقيقي من الافْتِرَاقِ وفي حديث ابن مسعود صلَّيت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنىً ركعتين ومع أَبي بكر وعمر ثم تَفَرَّقَتْ بكم الطُرُق أَي ذهب كل منكم إِلى مذهب ومَالَ إِلى قول وتركتم السُّنة وفارَقَ الشيءَ مُفَارقةً وفِرَاقاً بايَنَهُ والاسم الفُرْقة وتَفَارق القومُ فَارَقَ بعضهم بعضاً وفَارَقَ فلان امرأَته مُفَارقةً وفِراقاً بايَنَها والفِرْقُ والفِرْقةُ والفَرِيقُ الطائفة من الشيء المُتَفَرِّق والفِرْقةُ طائفة من الناس والفَرِيقُ أَكثر منه وفي الحديث أَفارِيق العرب وهو جمع أَفْراقٍَ وأَفراقٌ جمع فِرْقةِ قال ابن بري الفَرِيقُ من الناس وغيرهم فِرْقة منه والفَرِيقُ المُفارِقُ قال جرير أَتَجْمعُ قولاً بالعِراقِ فَرِيقُهُ ومنه بأَطْلالِ الأَرَاكِ فَرِيقُ ؟ قال وأَفْرَاق جمع فِرَقٍ وفِرَقٌ جمع فِرْقةٍ ومثله فِيقَةٌ وفِيَق وأَفْواق وأَفَاويق والفِرْقُ طائفة من الناس قال وقال أَعرابي لصبيان رآهم هؤُلاء فِرْقُ سوء والفَرِيقُ الطائفة من الناس وهم أَكثر من الفِرْقِ ونيَّة فَرِيقٌ مُفَرَّقة قال أَحَقّاً أَن جِيرتَنَا اسْتَقَلُّوا ؟ فَنِيَّتُنا ونِيَّتُهُمْ فَرِيقُ قال سيبويه قال فَرِيقٌ كما تقول للجماعة صَدِيق وفي التنزيل عن اليمين وعن الشمال قَعيدٌ وقول الشاعر أَشهدُ بالمَرْوَةِ يوماً والصَّفَا أَنَّكَ خيرٌ من تَفارِيقِ العَصَا قال ابن الأَعرابي العصا تكسر فيتخذ منها ساجُورٌ فإِذا كُسر السَّاجُور اتُّخِذَت منه الأَوْتادُ فإِذا كُسر الوَتِد اتخذت منه التَّوَادِي تُصَرُِّ بِهَا الأَخْلاف قال ابن بري والرجز لغنية الأَعرابية وقيل لامرأَة قالتهما في ولدها وكان شديد العَرَامة مع ضعف أَسْرٍ ودِقَّةٍ وكان قد واثب فَتىً فقطع أَنفه فأَخذت أُمه دِيَتَه ثم واثب آخر فقطع شفته فأَخذت أُمه ديتها فصلحت حالها فقالت البيتين تخاطبه بهما والفَرْقُ تَفْرِيقُ ما بين الشيئين حين يَتَفَرَّقان والفَرْقُ الفصل بين الشيئين فَرَقَ يَفْرُقُ فَرْقاً فصل وقوله تعالى فالفَارِقاتِ فَرْقاً قال ثعلب هي الملائكة تُزَيِّل بين الحلال والحرام وقوله تعالى وقرآناً فَرَقْناه أَي فصلناه وأَحكمناه مَنْ خفَّف قال بَيَّناه من فَرَقَ يَفْرُق ومن شدَّد قال أَنزلناه مُفَرَّقاً في أَيامٍ التهذيب قرئَ فَرَّقْناه وفَرَقْناهُ أَنزل الله تعالى القرآن جملةً إِلى سماءِ الدنيا ثم نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة فَرَّقةُ الله في التنزيل ليفهمه الناس وقال الليث معناه أَحكمناه كقوله تعالى فيها يُفَرَّقُ كل أَمر حكيم أَي يُفَصَّل وقرأَه أَصحاب عبد الله مخففاً والمعنى أَحكمناه وفصلناه وروي عن ابن عباس فَرَّقْناه بالتثقيل يقول لم ينزل في يوم ولا يومين نزل مُتَفَرِّقاً وروي عن ابن عباس أَيضاً فَرَقْناه مخففة وفَرَقَ الشعرَ بالمشط يَفرُقُه ويَفْرِقُه فَرْقاً وفَرَّقه سَرَّحه والفَرْقُ موضع المَفْرِق من الرأْس وفَرْقُ الرأْس ما بين الجبين إِلى الدائرة قال أَبو ذؤيب ومَتْلَف مثل فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُه مَطَارِبٌ زَقَبٌ أَمْيالُها فِيحُ شبّهه بفَرْقِ الرأْس في ضيقه ومَفْرِقُه ومَفْرَقُه كذلك وسط رأْسه وفي حديث صفة النبي صلى الله عليه وسلم إِن انْفَرَقَتْ عَفِيقَتُه فَرَقَ وإِلاَّ فلا يبلغ شعرُه شَحْمة أُذنه إِذا هو وَفَّرَه أَي إِن صار شعره فِرْقَيْن بنفسه في مَفْرقه تركه وإِن لم يَنْفَرِقْ لم يَفْرِقْه أَراد أَنه كان لا يَفْرُق شعره إِلاَّ يَنْفَرِق هو وهكذا كان أَول الأَمر ثم فَرَقَ ويقال للماشطة تمشط كذا وكذا فَرْقاً أَي كذا وكذا ضرباً والمَفْرَق والمَفْرِقُ وسط الرأْس وهو الذي يُفْرَقُ فيه الشعر وكذلك مَفْرَق الطريق وفَرَقَ له عن الشيء بيَّنه له عن ابن جني ومَفْرِقُ الطريق ومَفْرَقُه مُتَشَعَّبُه الذي يَتَشَعَّب منه طريق آخر وقولهم للمَفِْرِق مَفَارِق كأَنهم جعلوا كل موضع منه مَفْرِقاً فجمعوه على ذلك وفَرَقَ له الطريق أَي اتجه له طريقان والفَرَقُ في النبات أَن يَتَفرَّق قِطَعاً من قولهم أَرض فَرِقَةٌ في نبتها فَرَق على النسب لأَنه لا فعل له إِذا لم تكن
( * الضمير يعود إِلى الأرض الفَرِقة ) واصبَةً متصلة النبات وكان مُتَفَرِّقاً وقال أَبو حنيفة نبت فَرِقٌ صغير لم يغطِّ الأَرض ورجل أَفْرقُ للذي ناصيته كأَنها مَفْروقة بيِّن الفَرَق
( * بيّن الفرق أي الرجل الأَفرق ) وكذلك اللحية وجمع الفَرَق أَفْراق قال الراجز يَنْفُضُ عُثْنوناً كثيرَ الأَفْرَاقْ تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمثل الدِّرْياقْ الليث الأَفْرقُ شبه الأفْلَج إِلاَّ أَن الأَفْلَج زعموا ما يفلّج والأَفْرَقُ خِلْقة والفرقاءُ من الشاءِ البعيدة ما بين الخصيتين ابن سيده الأَفْرقُ المتباعد ما بين الثَّنِيَّتَيْنِ وتَيْس أَفْرَقُ بعيد ما بين القَرْنَيْن وبعير أَفْرَقُ بعيد ما بين المَنْسِمَيْنِ وديك أَفْرَقُ ذو عُرْفَيْنِ للذي عُرْفُه مَفْروق وذلك لانفراج ما بينهما والأفْرَقُ من الرجال الذي ناصيته كأَنها مفروقة بيِّن الفَرَقِ وكذلك اللحية ومن الخيل الذي إِحدى ورِكَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة وقيل الذي نقصت إِحدى فخذيه عن الأُخرى وهو يكره وقيل هو الناقص إِحدى الوركين قال ليسَتْ من الفُرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ وأَنشده يعقوب من القِرْقِ البطاء وقال القِرْقُ الأَصل قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذه الرواية وفي التهذيب الأَفْرَقُ من الدواب الذي إِحدى حَرْقَفَتَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة وفرس أَفْرَقُ له خصية واحدة والاسم الفَرَقُ من كل ذلك والفعل من كل ذلك فَرِقَ فَرَقاً والمَفْروقان من الأَسباب هما اللذان يقوم كل واحد منهما بنفسه أَي يكون حرف متحرك وحرف ساكن ويتلوه حرف متحرك نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ وعِيلُنْ من مَفاعِيلُنْ والفُرْقانُ القرآن وكل ما فُرِقَ به بينْ الحق والباطل فهو فُرْقان ولهذا قال الله تعالى ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان والفُرْق أَيضاً الفُرْقان ونظيره الخُسْر والخُسْران وقال الراجز ومُشْرِكيّ كافر بالفُرْقِ وفي حديث فاتحة الكتاب ما أُنزل في التوراة ولا الإِنجيل ولا الزَّبُور ولا الفُرْقانِ مِثْلُها الفُرْقان من أَسماء القرآن أَي أَنه فارِقٌ بين الحق والباطل والحلال والحرام ويقال فَرَقَ بين الحق والباطل ويقال أَيضاً فَرَقَ بين الجماعة قال عدي بن الرِّقاع والدَّهْرُ يَفْرُقُ بين كلِّ جماعةٍ ويَلُفّ بين تَباعُدٍ وَتَناءِ وفي الحديث محمدٌ فَرْقٌ بين الناس أَي يَفْرُقُ بين المؤمنين والكافرين بتصديقه وتكذيبه والفُرْقان الحُجّة والفُرْقان النصر وفي التنزيل وما أَنزلنا على عبدنا يوم الفُرْقان وهو يوم بَدْرٍ لأَن الله أَظْهَرَ من نَصْره ما كان بين الحق والباطل التهذيب وقوله تعالى وإِذ آتينا موسى الكتاب والفُرْقان لعلكم تهتدون قال يجوز أَن يكونَ الفُرْقانُ الكتاب بعينه وهو التوراة إِلا أَنه أُعِيدَ ذكره باسم غير الأَول وعنى به أَنه يَفْرُقُ بين الحق والباطل وذكره الله تعالى لموسى في غير هذا الموضع فقال تعالى ولقد آتينا موسى وهرون الفُرْقانَ وضياء أَراد التوراة فسَمّى جلّ ثناؤه الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فُرْقاناً وسمى الكتاب المنزل على موسى صلى الله عليه وسلم فُرْقاناً والمعنى أَنه تعالى فَرَقَ بكل واحد منهما بين الحق والباطل وقال الفراء آتينا موسى الكتاب وآتينا محمداً الفُرْقانَ قال والقول الذي ذكرناه قبله واحتججنا له من الكتاب بما احتججنا هو القول والفَارُوقُ ما فَرَّقَ بين شيئين ورجل فارُوقٌ يُفَرِّقُ ما بين الحق والباطل والفارُوقُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سماه الله به لتَفْريقه بين الحق والباطل وفي التهذيب لأَنه ضرب بالحق على لسانه في حديث ذكره وقيل إِنه أَظهر الإِسلام بمكة فَفَرَّقَ بين الكفر والإِيمان وقال الفرزدق يمدح عمر بن عبد العزيز أَشْبَهْتَ من عُمَرَ الفارُوقِ سِيرَتَهُ فاقَ البَرِيَّةَ وأْتَمَّتْ به الأُمَمُ وقال عتبة بن شماس يمدح عمر بن عبد العزيز أَيضاً إن أَوْلى بالحقّ في كلّ حَقٍّ ثم أَحْرَى بأَن يَكُونَ حَقِيقا مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزِيزِ بنُ مَرْوا نَ ومَنْ كان جَدُّه الفارُوقا والفَرَقُ ما انفلق من عمود الصبح لأَنه فارَقَ سواد الليل وقد انْفَرَقَ وعلى هذا أَضافوا فقالوا أَبْين من فَرَق الصبح لغة في فَلَق الصبح وقيل الفَرَقُ الصبح نفسه وانْفَرَقَ الفجرُ وانْفَلَق قال وهو الفَرَق والفَلَقُ للصبح وأَنشد حتى إِذا انْشَقَّ عن إِنسانه فَرَقٌ هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليلِ مُنْتَصِبُ والفارِقُ من الإِبل التي تُفارق إِلْفَها فَتَنْتَتِجُ وحدها وقيل هي التي أَخذها المَخاض فذهبت نادَّةً في الأَرض وجمعها فُرَّق وفَوارِق وقد فَرَقَتْ تَفْرُق فُروقاً وكذلك الأَتان وأَنشد الأَصمعي لعُمارة بن طارق اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارقِ ومَنْجَنُون كالأَتان الفارق من أَثْلِ ذاتِ العَرْض والمَضايقِ قال وكذلك السحابة المنفردة لا تخلف وربما كان قبلها رعد وبرق قال ذو الرمة أَو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غوارِبَها تَبوُّجُ البرقِ والظلماءُ عُلْجُومُ الجوهري وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة فيقال فارق وقال ابن سيده سحابة فارِقٌ منقطعة من معظم السحاب تشبه بالفارِقِ من الإِبل قال عبد بني الحَسْحاسِ يصف سحاباً له فُرَّقٌ منه يُنَتَّجْنَ حَوْلَهُ يفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِّماثِ السَّوابيا فجعل له سوابي كسوابي الإِبل اتساعاً في الكلام قال ابن بري ويجمع أَيضاً على فُرَّاق قال الأَعشى أَخرجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلةُ الوَدْ قِ رَجُوسٌ قدَّامَها فُرّاقُ ابن الأَعرابي الفارقُ من الإِبل التي تشتد ثم تُلْقي ولدها من شدة ما يمرّ بها من الوجع وأَفْرَقَتِ الناقة أَخرجت ولدها فكأَنها فارَقَتْه وناقة مُفْرق فارقها ولدها وقيل فارقها بموت والجمع مَفارِيق وناقة مُفْرِق تمكث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَح ابن الأَعرابي أَفْرَقْنا إِبلَنا لعام إِذا خلَّوْها في المرعى والكلإِ لم يُنْتِجوها ولم يُلْقِحوها قال الليث والمطعون إِذا برأَ قيل أَفْرَق يُفْرِقُ إِفْراقاً قال الأَزهري وكل عَليلٍ أَفاق من علته فقد أَفْرَقَ وأَفْرَقَ المريضُ والمحْموم برأَ ولا يكون إِلا من مرض يصيب الإِنسان مرة واحدة كالجُدَرِيّ والحَصْبة وما أَشبههما وقال اللحياني كل مُفِيقٍ من مرضه مُفْرق فعَمّ بذلك قال أَعرابي لآخر ما أَمَارُ إِفْراقِ المَوْرود ؟ فقال الرُّحَضاءُ يقول ما علامة برء المحموم فقال العَرَق وفي الحديث عُدّوا مَنْ أَفْرقَ من الحيّ أَي من برأَ من الطاعون والفِرْقُ بالكسر القطيع من الغنم والبقر والظباء العظيمُ وقيل هو ما دون المائة من الغنم قال الراعي ولكنما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّهُ بفِرْق يُخَشِّيه بِهَجْهَجَ ناعِقُهْ يهجو بهذا البيت رجلاً من بني نُميرٍ اسمه قيس بن عاصم النُّميري يلقب بالحَلالِ وكان عَيَّره بإِبله فهجاه الراعي وعَيَّره أَنه صاحب غنم ومدح إِبله يقول أَمْتَعَهُ جدُّه أَي حظه بالغنم وليس له سواها أَلا ترى إِلى قوله قبل هذا البيت وعَيَّرَني الإِبْلَ الحَلالُ ولم يَكُنْ ليَجْعَلَها لابن الخَبِيثَةِ خالقُه والفَريقةُ القطعة من الغنم ويقال هي الغنم الضالة وهَجْهَجْ زجر للسباع والذِّئاب والناعق الراعي والفَريقُ كالفِرْقِ والفِرْقُ والفَريقُ من الغنم الضالة وأَفْرَقَ فلانٌ غنمه أَضلَّها وأَضاعها والفَريقةُ من الغنم أَن تتفرق منها قطعة أَو شاة أَو شاتان أَو ثلاث شياه فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم قال كثيِّر وذِفْرى ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيف أَصاب فَرِيقةَ ليلٍ فعاثَا وفي الحديث ما ذِئْبانِ عادِيانِ أَصابا فَريقة غنمٍ الفَرِيقةُ القطعة من الغنم تَشِذّ عن معظمها وقيل هي الغنم الضالة وفي حديث أَبي ذر سئل عن ماله فقال فِرْقٌ لنا وذَوْدٌ الفِرْقُ القطعة من الغنم وقال ابن بري في بيت كثيِّر والخَلِيفُ الطريق بين الجبلين وصواب إِنشاده بذفرى لأَن قبله تُوالي الزِّمامَ إِذا ما وَنَتْ ركائِبُها واحْتُثِثْنَ احْتِثاثا ابن سيده والفِرْقَةُ من الإِبل بالهاء ما دون المائة والفَرَقُ بالتحريك الخوف وفَرِقَ منه بالكسر فَرَقاً جَزِع وحكى سيبويه فَرِقَه على حذف من قال حين مثّل نصب قولهم أَو فَرَقاً خيراً من حُبّ أَي أَو أَفْرَقُكَ فَرَقاً وفَرِقَ عليه فزع وأَشفق هذه عن اللحياني ورجل فَرِقٌ وفَرُق وفَرُوق وفَرُوقَةٌ وفَرُّوق وفَرُّوقةٌ وفاروق وفارُوقةٌ فَزِعٌ شديد الفَرَق الهاء في كل ذلك ليست لتأْنيث الموصوف بما هي فيه إِنما هي إِشعار بما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة وفي المثل رُبَّ عَجَلة تَهَبُ رَيْثاً ورب فَرُوقةٍ يُدْعى ليْثاً والفَرُوقة الحُرْمة وأَنشد ما زالَ عنه حُمْقُه ومُوقُه واللؤْمُ حتى انْتُهكتْ فَروقُه وامرأَة فَرُوقة ولا جمع له قال ابن بري شاهد رجلٌ فَرُوقَة للكثير الفزع قول الشاعر بَعَثْتَ غلاماً من قريشٍ فَرُوقَةً وتَتْرُك ذا الرأْي الأَصيلِ المُهَلَّبا وقال مُوَيلك المَرْموم إِنِّي حَلَلْتُ وكنتُ جدّ فَرُوقة بلداً يمرُّ به الشجاعُ فَيَفْزَعُ قال ويقال للمؤنث فَرُوقٌ أَيضاً شاهده قول حميد بن ثور رَأَتْني مُجَلِّيها فصَدَّتْ مَخافَةً وفي الخيل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ وفي حديث بدء الوحي فَجُئِثْتُ منه فَرَقاً هو بالتحريك الخوف والجزع يقال فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً وفي حديث أَبي بكر أَباللهِ تُفَرِّقُني ؟ أَي تخوِّفني وحكى اللحياني فَرَقْتُ الصبيّ إِذا رُعْتَه وأَفزعته قال ابن سيده وأراها فَرَّقت بتشديد الراء لأَن مثل هذا يأْتي على فَعَّلت كثيراً كقولك فَزّعت ورَوَّعت وخوَّفت وفارَقَني ففَرَقْتُه أَفْرُقُه أَي كنت أَشد فَرَقاً منه هذه عن اللحياني حكاه عن الكسائي وتقول فَرِقْتُ منك ولا تقل فَرِقْتُكَ وأَفْرَقَ الرجلُ والطائر والسبع والثعلب سَلَحَ أَنشد اللحياني أَلا تلك الثَّعالبُ قد تَوَِالَتْ عليَّ وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا لتأْكلني فَمَرَّ لهنَّ لَحْمِي فأَفْرَقَ من حِذَاري أَو أَتاعا قال ويروى فأَذْرَقَ وقد تقدم والمُفْرِقُ الغاوِي على التشبيه بذلك أَو لأَنه فارَق الرُّشد والأَول أَصح قال رؤْبة حتى انتهى شيطانُ كلّ مُفْرِق والفَريقةُ أَشياء تخلط للنفساء من بُرّ وتمر وحُلْبة وقيل هو تمر يطبخ بحلبة للنفساء قال أَبو كبير ولقدْ ورَدْتُ الماء لَوْنُ جِمامِهِ لَوْنُ الفَرِيقَةِ صُفِّيَتْ للمُدْنَفِ قال ابن بري صوابه ولقد ورَدتَ الماء بفتح التاء لأَنه يخاطب المُرِّيّ وفي الحديث أَنه وصف لسعد في مرضه الفَريقةَ هي تمر يطبخ بحلبة وهو طعام يعمل للنفساء والفَرُوقة شحم الكُلْيَتَيْنِ قال الراعي فبتْنَا وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزَّةٍ يُضِيءُ لنا شحمُ الفَرُوقةِ والكُلَى وأَنكر شمر الفَروقة بمعنى شحم الكليتين وأَفرقوا إِبلهم تركوها في المرعى فلم يُنْتِجوها ولم يُلقحوها والفَرْقُ الكتَّان قال وأَغْلاظ النُّجوم مُعَلَّقات كحبل الفَرْقِ ليس له انتِصابُ والفَرْق والفَرَقُ مكيال ضخم لأَهل المدينة معروف وقيل هو أَربعة أَرباع وقيل هو ستة عشر رطلاً قال خِدَاشُ بن زهير يأْخُذونَ الأَرْشَ في إِخْوَتِهِم فَرَقَ السَّمْن وشاةً في الغَنَمْ والجمع فُرْقان وهذا الجمع قد يكون للساكن والمتحرك جميعاً مثل بَطْن وبُطْنان وحَمَل وحُمْلان وأَنشد أَبو زيد تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في فُرْقان قال والصَّفُّ أَن تَحْلُبَ في مِحْلَبَيْنِ أَو ثلاثة تَصُفّ بينها وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأُ بالمُدِّ ويغتسل بالصاع وقالت عائشة كنت أَغتسل معه من إِناء يقال له الفَرَقُ قال أَبو منصور والمحدِّثون يقولون الفَرْق وكلام العرب الفَرَق قال ذلك أَحمد بن يحيى وخالد بن يزيد وهو إِناء يأْخذ ستة عشر مُدّاً وذلك ثلاثة أَصْوُعٍ ابن الأَثير الفَرَقُ بالتحريك مكيال يسع ستة عشر رطلاً وهي اثنا عشر مُدّاً وثلاثة آصُعٍ عند أَهل الحجاز وقيل الفَرَق خمسة أَقساط والقِسْط نصف صاع فأَما الفَرْقُ بالسكون فمائة وعشرون رطلاً ومنه الحديث ما أَسْكَرَ منه الفَرْقُ فالحُسْوةُ منه حرام وفي الحديث الآخر من استطاع أَن يكون كصاحب فَرْقِ الأَرُزّ فليكن مثله ومنه الحديث في كلِّ عشرةِ أَفْرُقِ عسلٍ فَرَقٌ الأَفْرُق جمع قلة لفَرَقٍ كجبَلٍ وأَجْبُل وفي حديث طَهْفة بارَكَ الله لهم في مَذْقِها وفِرْقِها وبعضهم يقوله بفتح الفاء وهو مكيال يكال به اللبن
( * قوله « يكال به اللبن » الذي في النهاية البرّ ) والفُرقان والفُرْقُ إِناء أَنشد أَبو زيد وهي إِذا أَدَرَّها العَيْدان وسطَعَت بمُشْرِفٍ شَبْحان تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في الفُرْقان أَراد بالصَّفّ قَدَحَيْن وقال أَبو مالك الصف أَن يصفَّ بين القدحين فيملأهما والفُرقان قدحان مفترقان وقوله بمشرف شبحان أَي بعنق طويل قال أَبو حاتم في قول الراجز ترفد بعد الصف في الفرقان قال الفُرْقان جمع الفَرْق والفَرْق أَربعة أَرباع والصف أَن تصفَّ بين محلبين أَو ثلاثة من اللبن ابن الأَعرابي الفِرْق الجبل والفِرْق الهَضْبة والفِرْق المَوْجة ويقال وَقَّفْتُ فلاناً على مَفارِقِ الحديث أَي على وجوهه وقد فارَقْتُ فلاناً من حسابي على كذا وكذا إِذا قطعتَ الأَمر بينك وبينه على أَمر وقع عليه اتفاقكما وكذلك صادَرْتُه على كذا وكذا ويقال فَرَقَ لي هذا الأَمرُ يَفْرُقُ فُرُوقاً إِذا تبين ووضح والفَرِيقُ النخلة يكون فيها أُخرى هذه عن أَبي حنيفة والفَرُوق موضع قال عنترة ونحن مَنَعْنا بالفَرُوقِ نساءَكُمْ نُطَرِّف عنها مُبْسِلاتٍ غَوَاشِيا والفُرُوق موضع في ديار بني سعد أَنشد رجل منهم لا بارَكَ اللهُ على الفُرُوقِ ولا سَقاها صائبَ البُرُوقِ وفي حديث عثمان قال لخَيْفان كيف تركتَ أَفارِيق العرب ؟ هو جمع أَفْراق وأَفْراقٌ جمع فِرْق والفِرْق والفَرِيقُ والفِرْقةُ بمعنى وفَرَقَ لي رأْيٌ أَي بدا وظهر وفي حديث ابن عباس فَرَقَ لي رأْيٌ أَي ظهر وقال بعضهم الرواية فُرِقَ على ما لم يسمَّ فاعله ومَفْروق لقب النعمان بن عمرو وهو أَيضاً اسم ومَفْرُوق اسم جبل قال رؤبة ورَعْنُ مَفْرُوقٍ تَسامى أُرَّمُهْ وذاتُ فِرقَيْن التي في شعر عَبيد بن الأَبرص هَضْبة بين البصرة والكوفة والبيت الذي في شعر عبيد هو قوله فَرَاكِسٌ فَثُعَيْلَباتٌ فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُ وإفْريقيَةُ اسم بلاد وهي مخففة الياء وقد جمعها الأَحوص على أَفارِيق فقال أَين ابنُ حَرْبٍ ورَهْطٌ لا أَحُسُّهُمُ ؟ كانواعلينا حَديثاً من بني الحَكَمِ يَجْبُونَ ما الصِّينُ تَحْوِيهِ مَقانِبُهُمْ إلى الأَفارِيق من فخصْحٍ ومن عَجَمِ ومُفَرِّقُ الغنم هو الظِّرِبان إذا فَسا بينها وهي مجتمعة تفرقت وفي الحديث في صفته عليه السلام أَن اسمه في الكتب السالفة فَارِق لِيطا أَي يَفْرُقُ بين الحق والباطل وفي الحديث تأتي البقرة وآل عمران كأنهما فِرْقانِ من طير صَوافّ أَي قطعتان

فرزدق
الفَرَزْدَقُ الرغيف وقيل فُتات الخبز وقيل قِطَع العجين واحدته فَرَزْدَقَة وبه سمي الرجل الفَرَزْدَق شبه بالعجين الذي يسوِّي منه الرغيف واسمه هَمَّام وأَصله بالفارسية بَرأزَدْه قال الأُموي يقال للعجين الذي يقطع ويعمل بالزيت مشتقّ قال الفراء واسم كل قطعة منه فَرَزْدَقة وجمعها فَرَزْدَق ويقال للجَرْذَقِ العظيم الحروف فَرَزْدَق وقال الأَصمعي الفَرَزْدَقُ الفَتُوت الذي يُفَتّ من الخبز الذي تشربه النساء قال وإذا جمعت فَرازِق لأَن الإسم إذا كان على خمسة أَحرف كلها أُصول حذفت آخر حرف منه في الجمع وكذلك في التصغير وإنما حذفت الدال من هذا الإسم لأَنها من مخرج التاء والتاءُ من حروف الزيادات فكانت بالحذف أولى والقياس فَرَازِد وكذلك التصغير فُرَيْزِقْ وفُرَيْزِدْ التصغير فُرَيْزِقْ وفُرَيْزِدْ وإن شئت عوضتَ في الجمع والتصغير فإن كان في الإسم الذي على خمسة أَحرف حرف واحد زائد كان بالحذف أَولى مثال مُدَحْرِج وجَحَنْفَل قلت دُحَيْرج وجُحَيْفِل والجمع دَحارج وجَحافل وإن شئت عوضت في الجمع والتصغير

فرنق
الفُرانِقُ معروف وهو دَخِيل والفُرانق البَرِيدُ وهو الذي يُنْذِرُ قُدَّام الأَسد فارسي معرب وهو بَرْوانَهْ بالفارسية
( * قوله « وهو براونه بالفارسية » في الصحاح بروانك ومثله في القاموس ولكن نقل شارحه عن شيخه أن الصواب ما قاله ابن الجواليقي هو ما سينقله المؤلف ) قال امرؤ القيس وإني أَذِينٌ إن رَجَعْتُ مُمَلَّكاً بِسَيْرٍ تَرى منه الفُرانِقَ أَزْوَرَا وربما سموا دليل الجيش فُرانِقاً قال ابن الجواليقي في المعرب قال ابن دريد رحمه الله فُرانِقُ البَرِيدِ فَرْوَانه وهو فارسي معرب وهو سبع يصيح بين يدي الأَسد كأَنه يُنْذِرُ الناس به ويقال إنه شبيه بابن آوى يقال له فُرانِقُ الأَسد قال أَبو حاتم يقال إنه الوَعْوَعُ ومنه فُرانِقُ البَرِيدِ

فزرق
الفَزْرَقةُ السرعة كالزَّرْفَقةِ

فسق
الفِسْق العصيان والترك لأَمر الله عز وجل والخروج عن طريق الحق فسَق يَفْسِقُ ويَفْسُقُ فِسْقاً وفُسوقاً وفَسُقَ الضم عن اللحياني أَي فَجَر قال رواه عنه الأَحمر قال ولم يعرف الكسائي الضم وقيل الفُسوق الخروج عن الدين وكذلك الميل إلى المعصية كما فَسَقَ إبليسُ عن أَمر ربه وفَسَق عن أمر ربه أَي جار ومال عن طاعته قال الشاعر فَواسِقاً عن أَمره جَوَائِرَا الفراء في قوله عز وجل فَفَسَقَ عن أَمر ربه خرج من طاعة ربه والعرب تقول إذا خرجت الرُّطَبةُ من قشرها قد فَسَقَت الرُّطَبةُ من قشرها وكأَن الفأرة إنما سميت فُويْسِقةً لخروجها من جُحْرها على الناس والفِسْقُ الخروج عن الأَمر وفَسَقَ عن أَمر ربه أَي خرج وهو كقولهم اتّخَمَ عن الطعام أي عن مَأْكله الأَزهري عن ثعلب أنه قال قال الأَخفش في قوله فَفَسَق عن أمر ربه قال عن ردّه أَمر ربه نحو قول العرب اتّخَمَ عن الطعام أي عن أَكله الطعام فلما رَدّ هذا الأَمر فَسَقَ قال أَبو العباس ولا حاجة به إلى هذا لأن الفُسُوقَ معناه الخروج فَسَقَ عن أَمر ربه أَي خرج وقال ابن الأَعرابي لم يُسْمع قَطُّ في كلام الجاهلية ولا في شعرهم فاسِقٌ قال وهذا عجب وهو كلام عربي وحكى شمر عن قطرب فَسَقَ فلان في الدنيا فِسْقاً إذا اتسع فيها وهَوَّنَ على نفسه واتسع بركوبه لها ولم يضيقها عليه وفَسَقَ فلان مالهُ إذا أَهلكه وأَنفقه ويقال إنه لفِسْقٌ أَي خروج عن الحق أَبو الهيثم والفِسْقُ في قوله أو فِسْقاً أهِلَّ لغير الله به روي عن مالك أَنه الذبح وقوله تعالى بئس الإسم الفُسُوقُ بعد الإيمان أَي بئس الإسم ن تقول له يا يهودي ويا نصراني بعد أَن آمن أَي لا تُعَيِّرهم بعد أَن آمنوا ويحتمل أَن يكون كلَّ لَقب يكرهه الإنسان وإنما يجب أَن يخاطب المؤمنُ أَخاه بأَحبّ الأَسماء إليه هذا قول الزجاج ورجل فَاسِقٌ وفِسِّيقٌ وفُسَقُ دائم الفِسْقِ ويقال في النداء يا فُسَق ويا خُبَث وللأُنثى يا فَسَاقِ مثل قَطامِ يريد يا أَيها الفَاسِقُ ويا أَيها الخبيث وهو معرفة يدل على ذلك أَنهم يقولون يا فُسَقُ الخبيثُ فينعتونه بالأَلف واللام وفَسَّقَه نسبه إلى الفِسْقِ والفوَاسِقُ من النساء الفواجرُ والفُوَيْسِقةُ الفأرة وفي الحديث أَنه سَمَّى الفأْرة فُوَيْسِقةً تصغير فاسِقَةٍ لخروجها من جُحْرها على الناس وإِفسادها وفي حديث عائشة وسئِلَتْ عن أَكل الغُراب قالت ومن يأْكله بعد قوله فاسِق قال الخطابي أراد تحريم أكلها بتَفْسِيقها وفي الحديث خَمْس فَوَاسِق يُقْتَلْنَ في الحِلّ والحرم قال أَصل الفِسْقِ الخروج عن الإستقامة والجور وبه سمي العاصي فاسقاً وإنما سميت هذه الحيوانات فَوَاسِقَ على الإستعارة لخبثهن وقيل لخروجهن عن الحرمة في الحل والحرم أَي لا حرمة لهن بحال

فستق
الفُسْتُق معروف قال الأَزهري الفُسْتُقَةُ فارسية معرّبة وهي ثمرة شجرة معروفة قال أَبو حنيفة لم يبلغني أنه ينبت بأَرض العرب وقد ذكره أَبو نخيلة فقال ووصف امرأة دَسْتِيَّة لم تأْكل المُرقَّقَا ولم تَذُقْ من البُقُول الفُسْتُقَا سمع به فظنه من البقول

فشق
الفَشَقُ بالتحريك والشين معجمة النشاط وقيل الفَشَقُ انتشار النفْس من الحِرْص قال رؤبة يذكر القانص فبات والحِرْص من النَّفْسِ الفَشَقْ ويروى والنَّفْسُ من الحِرْص الفَشَقْ وقد فَشِقَ بالكسر فَشَقاً فهو فَشِقٌ وقيل الفَشَقُ أن يترك هذا ويأخذ هذا رغبة فربما فاتَاهُ جميعاً والفَشَقُ المُبَاغَتَة قال ومنه قول رؤبة فبات والنَّفْسُ من الحِرْصِ الفَشَقْ وقيل الفَشَقُ الحِرْص قال الليث معناه أَنه يُبَاغِتُ الوِرْدَ لئلاَّ يَفْطِنَ له الصياد وفاشَقَهُ أَي بَاغَتَه والفَشَقُ تباعد ما بين القَرْنَيْن وتباعد ما بين التَّوْأبَانّيين وأَنشد لها تَوْأبانِيَّان لم يَتَفَلْفَلا قادِمَتا الخِلْفِ
( * قوله « قادمتا الخلف إلخ » هكذا في الأَصل هنا وعبارته كالصحاح في مادة فلل بعدأن ساق هذا البيت التوأبانيان قادمتا الضرع ) أَو آخرَتاهُ والفَشْقَاءُ من الغنم والظِّباء المنتشرة القَرْنين وظبي أَفْشَقُ بيّن الفَشَق بعيد ما بين القرنين والفَشْقُ ضرب من الأَكل في شدة وفَشَقَ الشيء يَفْشِقُهُ فَشْقاً كسره والفَشَقُ العَدْوُ والهرب

فقق
فَقَّ النخلةَ فَرَّج سعفها ليصل إلى طَلْعها فيُلْقِحها والفَقْفَقة نُبَاح الكلب عند الفَرَق وفي التهذيب والفَقْفَقَةُ حكاية عُوَاءَات الكلاب والإنْفِقاقُ الإنْفِراج وفي المحكم الفَقُّ والإنْفِقاق انفراجُ عُوَاء الكلب والفَقْفَقةُ حكاية ذلك ورجل فَقَاقَةٌ بالتخفيف وفَقْفَاقة أحمق مخلّط هُذَرَة وكذلك الأُنثى وليست الهاء فيها لتأنيث الموصوف بما هي فيه وإنما هي أمارة لما أُريد من تأنيث الغاية والمبالغة والفَقَقَة الحَمْقى الفراء رجل فََقْفاقٌ مخلّط والفَقَاقَة والفَقْفاق الكثير الكلام الذي لا غَناءَ عنده والفَقْفَقَة في الكلام كالفَيْهَقَة وقيل هو التخليط فيه وفَقَقْت الشيء إذا فتحته وانْفَقّ الشيء انْفِقاقاً أي انفرج ويقال انْفَقَّت عَوَّة الكلب أَي انفرجت شمر رجل فَقَاقة أَي أَحمر وفَقْفَقَ الرجلُ إذا افتقر فقراً مُدْقعاً

فلق
الفَلْق الشق والفَلْق مصدر فَلَقَه يَفْلِقُه فَلْقاً شقه والتَّفْليقُ مثله وفَلَّقَهُ فانْفَلَقَ وتَفَلَّقَ والفِلَقُ ماتَفَلَّق منه واحدتها فِلْقَةٌ وقد يقال لها فِلْقٌ بطرح الهاء الأَصمعي الفُلُوق الشقوق واحدها فَلَقٌ محرك وقال أَبوالهيثم واحدهافَلْق قال وهو أَصوب من فَلَق وفي رجله فُلُوق أَي شقوق والفِلْقةُ الكِسْرةُ من الجَفْنة أو من الخبز ويقال أعطني فِلْقةَ الجفنة وفِلقَ الجفنة وهونصفها وقال غيره هو أحد شِقَّيْها إذا انْفَلَقَتْ وفي حديث جابر صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم مَرَقة يسميها أهل المدينة الفَلِيقةَ قيل هي قدر تطبخ ويثرد فيها فِلَقُ الخبز وهي كِسَرهُ وفَلَقْت الفستقة وغيرها فانْفَلَقَت والفِلْق القَضيب يُشَق باثنين فيعمل منه قوسان فيقال لكل واحدة فِلْقٌ والفَلْق الشق يقال مررت بحَرَّةٍ فيها فُلُوق أي شقوق وفي الحديث يا فَالِقَ الحَبّ والنَّوَى أي الذي يَشُقّ حَبة الطعام ونوى التمر للإنبات وفي حديث علي عليه السلام والذي فَلَقَ الحبة وبرأَ النََّسَمَةَ وكثيراً ما كان يقسم بها وفي حديث عائشة رضي الله عنها إن البكاء فالِقٌ كبدي والفِلْق القوس يشف من العودِ فِلْقة مع أُخرى فكل واحدة من القوسين فِلْقٌ وقال أبو حنيفة من القِسيّ الفِلْق وهي التي شُقَّت خشبتها شقتين أو ثلاثاً ثم عملتْ قال وهي الفَلِيقُ وأَنشد للكميت وفَلِيقاً مِلْءَ الشِّمالِ من الشَّوْ حَطِ تعطي وتَمْنَعُ التَّوْتِيرا وقوس فِلْقٌ وصف بذلك عن اللحياني وفِلْقَةُ القوس قطعتها وفُلاقهُ الآجُرّ قطعتها عن اللحياني يقال كأَنه فُلاقه آجُرَّةٍ أي قطعة وفُلاق البيضة ما تَفَلَّقَ منها وصار البيض فُلاقاً وفِلاقاً وأَفْلاقاً أي مُتَفَلِّقاً وفِلاقُ اللَّبَن أن يخثُر ويحمُض حتى يتَفَلَّق عن ابن الأَعرابي وأَنشد وإن أَتاها ذو فِلاقٍ وحَشَنْ تُعارضُ الكلبَ إذا الكلبُ رَشَنْ وجمعه فُلُوق وتَفَلَّق اللبن تقطع وتشقق من شدة الحموضة وسمعت بعض العرب يقول للبن إذا حُقِنَ فأَصابه حَرّ الشمس فتقطع قد تَفَلَّق وامْزَقَرَّ وهو أن يصير اللبن ناحية وهم يَعافون شرب اللبن المُتَفَلِّق وفَلَقَ الله الحَبَّ بالنبات شقه والفَلْقُ الخلق وفي التنزيل إن الله فالِقُ الحب والنوى وقال بعضهم وفالِق في معنى خالق وكذلك فَلَقَ الأرضَ بالنبات والسحاب بالمطر وإذا تأَملت الخَلْق تبين لك أَن أكثره عن انِفلاق فالفَلَقُ جميع المخلوقات وفَلَقُ الصبح من ذلك وانْفَلَقَ المكان به انشق وفَلَقَت النخلة وهي فالِقٌ انشقت عن الطَّلْع والكافور والجمع قُلْق وفَلَقَ الله الفجر أَبداه وأَوضحه وقوله تعالى قالِقُ الأصْباح قال الزجاج جائز أن يكون معناه خالق الأَصْباح وجائز أن يكون معناه شاق الأَصباح وهو راجع إلى معنى خالق والفَلَق بالتحريك ما انفَلَقَ من عمود الصبح وقيل هو الصبح بعينه وقيل هو الفجر وكلٌّ راجع إلى معنى الشق قال الله تعالى قل أَعوذ برب الفَلَق قال الفراء الفَلَق الصبح يقال هو أَبين من فَلَقِ الصبح وفَرَق الصبح وقال الزجاج الفَلَق بيان الصبح ويقال الفَلَقُ الخَلْق كله والفَلَق بيان الحق بعد إشكال ويقال فَلَقَ الصبحَ فالِقُه قال ذو الرمة يصف الثور الوحشي حتى إذا ما انْجَلى عن وَجْهه فَلَقٌ هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليل مُنْتَصبُ قال ابن بري الرواية الصحيحة حتى إذا ما جلا عن وجهه شَفَقٌ لأن بعده أَغْباشَ ليلِ تِمامٍ كان طارَقَهُ تَطَحْطُخُ الغيمِ حتى ما له جُوَبُ وفي الحديث أَنه كان يرى الرؤيا فتأْتي مثل فَلَقِ الصبح هو بالتحريك ضوءُه وإنارته والفَلْق بالتسكين الشَّقّ كلمني فلان من فَلْق فيه وفِلْق فيه وسمعته من فَلْق فيه وفِلْق فيه الأخيرة عن اللحياني أي شِقِّه وهي قليلة والفتح أَعْرَف وضربه على فَلْقِ رأْسه أَي مَفْرَقه ووسطه والفَلَق والفالِقُ الشق في الجبل والشِّعب الأُولى عن اللحياني والفَلَقُ المطمئن من الأَرض بين الرَّبْوَتَينِ وأنشد وبالأُدْمِ تَحْدي عليها الرِّحال وبالشَّوْل في الفَلَقِ العاشب ويقال كان ذلك بفالِق كذا وكذا يريدون المكان المنحدر بين رَبْوَتَيْن وجمع الفَلَق فُلْقان مثل خَلَق وخُلْقان وهو الفالِقُ وقيل الفالِق فضاء بين خَلَق وخُلْقان وهو الفالِقُ وقيل الفالق فضاء بين شَقِيقَتين من رمل وجمعهما فُلْقان كحاجِرٍ وحُجْران وقال أَبو حنيفة قال أَبو خيرة أو غيره من الأعراب الفالِقَةُ بالهاء تكون وسط الجبال تنبت الشجر وتُنْزَلُ ويبيت بها المال في الليلة القَرَّة فجعل الفالِقَ من جَلَد الأرض قال وكلا القولين ممكن وفي حديث الدجال فأَشرق على فَلَقٍ من أَفْلاق الحَرَّة الفَلَقُ بالتحريك المطمئِنُّ من الأرض بين رَبوَتَين والفَلَقُ جهنم وقيل الفَلَقُ وادٍ في جهنم نعوذ بالله منها والفَلَقُ المَقْطَرة وفي الصحاح الفَلَق مَقْطرةُ السَّجَّان والفَلَقة والفَلْقة الخشبة عن اللحياني والفِلْقُ والفَلِيقُ والفَلِيقَةُ والْمَفْلَقَةُ الفَيْلَقُ والفَلَقى كله الداهية والأمر العجب قال أَبو حَيَّة النميري وقالت إنها الفَلَقى فأَطْلِقْ على النَّقَدِ الذي معك الصِّرارا والعرب تقول يا لَلْفَلِيقة وكَتِيبة فَيْلَق شديدة شبهت بالداهية وقيل هي الكثيرة السلاح قال أبو عبيد هي اسم للكتيبة قال ابن سيده وليس هذا بشيء التهذيب القَيْلَق الجيش العظيم قال الكميت في حَوْمة القَيْلَقِ الجَأْواءِ إذ نزلتْ قَسْراً وهَيْضَلُها الخَشْخاش إذ نزلوا وامرأَة فَيْلَق داهية صخابة قال الراجز قلتُ تَعَلَّقْ فَيْلَقاً هَوْجَلاَّ عَجَّاجةً هَجَّاجةً تَأَلاَّ وجاء بالفِلْقِ أي بالداهية عن اللحياني وجاءَ بعُلَقَ فُلَقَ أي بعجب عجيب وقد أَعْلَقْت وأَفْلَقْت وافْتََلَقْت أي جئت بعُلَق فُلَقَ وهي الداهية لا تُجْرى وأَفْلَقَ وافْتَلَقَ بالعجب أتى به عن اللحياني وأَنشد ابن السكيت لسويد بن كُراع العُكْليّ وكراع اسم أُمه واسم أَبيه عُمَيْر إذا عَرَضَتْ داوِيةٌ مُدْلَهِمَّةٌ وغَرَّدَ حادِيها فَرَيْنَ بها فِلْقا قال ابن الأَنباري أراد عملن بها سيراً عجباً والفِلْق العَجَب أي عملن بها داهية من شدة سيرها والفَرْيُ العمل الجيد الصحيح والإفراء الإفساد وغَرَّدَ طرَّب في حُدائهِ وعَرَّد جَبُن عن السير قال القالي رواية ابن دريد غَرَّد بغين معجمة ورواية ابن الأعرابي عَرَّد بعين مهملة وأنكر ابن دريد هذه الرواية ويقال مَرَّ يَفْتَلِقُ بالعَجَب أي يأْتي بالعجب ويقال أَفْلَقَ فلانٌ اليوم وهو يُفْلِقُ إذا جاء بعجَب وشاعر مُفْلِقٌ مجيد منه يجيء بالعجائب في شعره وأَفْلَقَ في الأمر إذا كان حاذقاً به ومرَّ يَفْتَلِقُ في عَدْوه أي يأْتي بالعجب من شدته وقُتِلَ فلان أَفْلَقَ قِتْلَةٍ أي أشدّ قِتْلَةٍ وما رأَيت سيراً أَفْلَقَ من هذا أي أَبعد كلاهما عن اللحياني ابن الأَعرابي جاء فلانٌ بالفْلْقانِ أي بالكذب الصُّرَاح وجاء فلان بالسُّمَاق مثله والفَلِيقُ عِرْق في العَضُد يجري على العظم إلى نُغْضِ الكتف وقيل هو المطمئن في جِرَانِ البعير عند مَجْرى الحلقوم قال أبو محمد الفقعسي بكل شَعْشَاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ فَلِيقُهُ أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ جدَّ بإلْهابٍ كتَضْرِيم الضَّرِعْ والفَليقُ باطن عنق البعير في موضع الحلقوم قال الشماخ وأَشْعَث وَرَّاد الثَّنَايا كأَنه إذا اجْتَازَ في جَوْف الفَلاة فَلِيقُ وقيل الفَلِيقُ ما بين العِلْباوَيْنِ وهو أن يَنْفَلِقَ الوَبَرُ بين العِلْباوَيْن قال ولا يقال في الإنسان وفي النوادر تَفَيْلَم الغلام وتَفَيْلَقَ وتَفَلَّق وحَثِر إذا ضخم وسمن وفي حديث الدجال وصفته رجل فَيْلَقٌ قال الأزهري هكذا رواه القتيبي في كتابه بالقاف وقال لا أَعرف الفَيْلَقَ إلا الكَتِيبة العظيمة قال فإن كان جعله فَيْلَقاً لعظمه فهو وَجْهٌ إن كان محفوظاً وإلا فهو الفَيْلَمُ بالميم يعني العظيم من الرجال قال أَبو منصور والفَيْلَم والفَيْلَق العظيم من الرجال ومنه تَفَيْلَقَ الغلام وتَفَيْلَم بمعنى واحد الفَيْلَقُ العظيم وأصله الكتيبة العظيمة والياء زائدة ورجل مِفْلاق دنيء رديء فَسْلٌ رَذْلٌ قليل الشيء وخليته بِفالقَةِ الوَرِكِةِ وهي رملة وفي التهذيب خليته بفَالِق الوَرْكاءِ وهي رملة والفُلَّيْقُ بالضم والتشديد ضرب من الخَوْخ يتَفَلَّقُ عن نَواهُ والمفَلَّق منه المجفف والفَيْلِقُ الجيش والجمع الفَيَالِقُ وفي حديث الشعبي وسئل عن مسأَلة فقال ما يقول فيها هؤلاء المَفَاليقُ ؟ هم الذي لا مال لهم الواحد مِفْلاق كالمَفَاليس شبه إفْلاسهم من العلم وعدمه عندهم بالمَفَاليس من المال وفَالِق اسم موضع بغير تعريف وفي المحكم والفَالِقُ اسم موضع قال حيث تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ

فنق
الفَنَقُ والفُناقُ والتَّفَنُّق كله النَّعْمة في العيش والتَّفَنُّق التَّنَعُّم كما يُفَنِّقُ الصبيَّ المُتْرَفَ أَهلُه وتَفَنَّق الرجل أي تنعم وفَنَّقَهُ غيره تَفْنِيقاً وفَانَقهُ بمعنى أي نَعّمه وعيش مُفانِقٌ قال عدي ابن زيد يصف الجواري بالنَّعْمة زانَهُنَّ الشُّفُوف يَنْضَحْنَ بالمِسْ ك وعيشٌ مُفَانِقٌ وحَرِيرُ والمُفَنَّق المُتْرَف قال لا ذَنْبَ لي كنت امْرأً مُفَنَّقاً أَغْيَدَ نَوَّامَ الضُّحى غَرَِوْنَقَا الغَرَوْنَقُ المُنَعَّم وجارية فُنُق ومِفْناق جسيمة حسنة فَتِيَّة مُنَعَّمة الأصعمي وامرأَة فُنُق قليلة اللحم قال شمر لا أَعرفه ولكن الفُنُق المُنَعَّمة وفَنَّقها نعَّمها وأَنشد قول الأعشى هِرْكَوْلَةٌ فُنُقٌ دُرْمٌ مَرافِقُها قال لا تكون دُرْمٌ مَرافقها وهي قليلة اللحم وقال بعضهم ناقة فُنُق إذا كانت فَتِيَّة لَحِيمةً سمينة وكذلك امرأَة فُنُق إذا كانت عظيمة حسناء قال رؤبة مَضْبُورةٌ قَرْوَاءُ هِرْجابٌ فُنُقْ وقيل في قول رؤبة تَنَشَّطَتْهُ كلُّ هِرْجابٍ فُنُقْ قال ابن بري وصواب إنشاده على ما في رجزه تَنَشْطَتْهُ كلُّ مُغْلاةِ الوَهَقْ مَضْبورَةٌ قَرْوَاءُ هرْجابٌ فُنُقْ مائِرَةٌ الضَّبْعَيْنِ مِصْلابُ العُنُقْ ويقال امرأَة مِفْناق أَيضاً قال الأَعشى لَعُوب غَرِيَرة مِفْناق والفُنُق الفَتِيّة الضخمة قال ابن الأَعرابي فُنُق كأَنها فَنِيقٌ أَي جمل فحل والفَنِيقةُ المرأَة المُنَعَّمة أبو عمرو الفَنِيقةُ الغِرَارةُ وجمعها فَنَائق وأَنشد كأَن تَحْتَ العُلْوِ والفَنَائِقِ من طوله رَجْماً على شَواهِقِ ويقال تَفَنَّقْت في أَمر كذا أَي تَأَنَّقْتُ وتَنَطَّعْت قال وجارية فُنُق جسيمة حسنة الخَلْق وجمل فُنُق وفَنِيقٌ مُكرْمَ مُودَع للفِحْلَة قال أَبو زيد هو اسم من أَسمائه والجمع فُنُق وأَفْنَاق وفي حديث عمير بن أَفْصَى ذكر الفَنِيق هو الفحل المكرم من الإِبل الذي لا يُرْكب ولا يُهَان لكرامته عليهم ومنه حديث الجارود كالفحل الفَنِيقِ وفي حديث الحجاج لما حاصر ابن الزبير بمكة ونصب المَنْجَنِيقَ خَطّأرة كالجَملَ الفَنِيق والجمع أَفْناق وفُنُقٌ وفِناقٌ وقد فُنِّقَ وجارية فُنُقٌ مُفَنَّقة مُنَعّمة فَنَّقَها أَهلها تَفْنيقاً وفِناقاً والفَنِيقُ الفحل المُقْرمَ لا يركب لكرامته على أَهله والفَنِيقةُ وعاء أصغر من الغِرارة وقيل هي الغِرارةُ الصغيرة

فنتق
قال الفراء سمعت أَعرابيّاً من قضاعة يقول فُنْتُق للفُنْدقُ وهو الخان

فندق
الفُنْدقُ الخان فارسي حكاه سيبويه التهذيب الفُنْدقُ حَمْل شجرة مُدَحْرجَ كالبُنْدق يكسر عن لب كالفُستق قال والفُنْدقُ بلغة أَهل الشام خان من هذه الخانات التي ينزلها الناس مما يكون في الطُّرقُ والمَدَائن الليث الفُنْدَاقُ هو صحيفة الحساب قال الأَصمعي أَحسبه معرباً

فهق
الفَهْقةُ أَول فَقْرة من العنق تلي الرأس وقيل هي مُرَكْبُ الرأس في العنق ابن الأَعرابي الفَهْقة مَوْصِلُ العنق بالرأس وهي آخر خَرزَةٍ في العنق والفَهْقةُ عظم عند فائق الرأس مشرف على اللَّهاة والجمع من كل ذلك فِهَاقٌ وهو العظم الذي يسقط على اللهاة فيقال فُهِقَ الصبي قال رؤبة قد يَجَأُ الفَهْقَةَ حتى تَنْدَلِقْ أَي يَجَأُ القَفا حتى تسقط الفَهْقةُ من باطن والفهقة عظم عند مُرَكَّب العنق وهو أَول الفَقَار قال القلاخ وتُضرَبُ الفَهْقَةُ حتى تَنْدلِقْ وفَهَقْتُ الرجلَ إذا أَصبت فَهْقَتهُ قال ثعلب أَنشدني الأَعرابي قد تُوجَأُ الفَهْقةُ حتى تَنْدَلِقُ من مَوْصِلِ اللَّحْيين في خَيْط العُنُقْ وفُهِقَ الصبيُّ سقطت فَهْقتُه عن لَهاته قال الأصمعي أصل الفَهْقِ الامتلاء فمعنى المُتَفَيْهق الذي يتوسع في كلامه ويَفْهَقُ به فمه وفي الحديث إن أبغضكم إليَّ الثَّرثاروُن المُتَفَيْهِقُون قيل يا رسول الله وما المُتَفَيْهِقُون ؟ قال المتكبرون وهو يَتَفَيْهقُ في كلامه وتفسير الحديث هم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم مأخوذ من الفَهْق وهو الامتلاء والاتساع يقال أفْهَقْتُ الإناء فَفَهِقَ يَفْهَقُ فَهْقاً وفي حديث جابر فنزعنا في الحوض حتى أَفْهَقْنا وفي حديث علي عليه السلام في هواء مُنْفَتِق وجوّ مُنْفَهِق وقال الأعشى تَرُوحُ على آل المُحَلّقِ جَفْنَةٌ كجابِيةِ الشيخ العِراقيّ تَفْهَقُ يعني الامتلاء الفراء بات صبِيُّها على فَهَقٍ إذا امتلأَ من اللبن وتَفَيْهقَ في كلامه توسَّع وتنطَّع وفَهِقَ الغدير بالماء يَفْهَقُ فَهْقاً امتلأَ وأَفْهَقَهُ ملأَه وأفْحقَهُ كأفْهقَهُ على البدل وأنشد يعقوب لأعرابي اختلعت منه امرأته واختارت زوجاً غيره فأَضرَّها وضيّق عليها في المعيشة فبلغه ذلك فقال يهجوها ويعيبها بما صارت إليه من الشقاء رَغْماً وتَعْساً للشَّريم الصَّهْصَلِقْ كانت لَدَيْنا لا تَبيتُ ذا أَرَقْ ولا تَشَكَّى خَمَصاً في المُرْتَزَقْ تُضْحي وتُمْسي في نعيمٍ وفَنَقْ لم تَخْشَ عندي قَطُّ ما إلاَّ السَّنَقْ فالرَّسْلُ دَرٌّ والإناءُ مُنْفَهِقْ الشريم المُفْضاة وما ههنا زائدة أَراد لم تخش عندي قط إلا السَّنَقَ وهو شبه البَشَم يعتري من كثرة شرب اللبن وإنما عيَّرها بما صارت إليه بعده والفَهَقُ والفَهْق اتساع كل شيءٍ ينبع منه ماء أو دم وطعنة فاهقَةٌ تَفْهَقُ بالدم وتَفَيْهَقَ في الكلام توسع وأصله الفَهْقُ وهو الامتلاء كأنه ملأَ به فمه والفاهِقَةُ الطعنة التي تَفْهَق بالدم أي تتصبب وانْفَهَقت الطعنة والعين والمَثْعَبُ وتَفَهًق كله اتسع ابن الأعرابي أرض فَيْهق وفَيْحَقٌ وهي الواسعة قال رؤبة وإن عَلَوْا من فَيْفِ خَرْقٍ فَيْهقَا ألْقى به الآلُ غديراً دَيْسَقَا وانْفَهَقَ الشيءُ اتسع وأنشد وانْشَقَّ عنها صَحْصَحانُ المُنْفَهِقْ قال ومنه يقال تَفَيْهقَ في الكرم وتَفَهَّقَ أي توسع فيه وتنطَّع قال الفرزدق تَفَيْهَقَ بالعِراق أبو المُثَنَّى وعَلَّم قومَهُ أكلَ الخَبِيصِ الأزهري انْفَهَقت العين وهي أرض تَنْفَهِقُ مِياهاً عِذاباً قال الشاعر وأطْعَنُ الطَّعْنَة النَّجْلاءَ عن عُرُضٍ تَنْقي المَسابِيرَ بالإرْباد والفَهَقِ والفَيْهَقُ الواسع من كل شيء ومفازة فَيْهَق واسعة يقال هو يَتَفَيْهَقُ علينا بمال غيره قال قرة بن خالد سئل عبد الله بن غني عن المُتَفَيْهِق فقال هو المُتَفَخّم المتفتّح المتبختر وفي حديث أن رجلاً يخرج من النار فيُدْنى من الجنة فَتَتَفَهَّق له أي تتفتَّح وتتسع والفَيْهَقُ البلد الواسع ورجل مُتفَيْهق متفتح بالبَذَخ متسع ابن الأعرابي كل شيء توسع فقد تَفَهّق وبئر مفْهاق كثيرة الماء قال حسان على كلّ مِفْهاقٍ خَسِيفٍ غُرُوبُها تُفَرَّغ في حَوْض من الماء أسْجَلا الغُروب ههنا ماؤها وتَفَيْهق في مشيته تبختر وتَفَيُحق كَتَفَيْهق على البدل والمُنْفَهِقُ الواسع وأنشد والعِيسُ فوق لاحِب مُعَبَّدِ غُبْرِ الحَصى مُنْفَهِقٍ عمَرَّدِ وفَهِقَ الإناءُ بالكسر يَفْهَقُ فَهْقاً وفَهَقاً إذا امتلأَ حتى يتصبب وأفْهْقْت السقاء ملأته

فوق
فَوْقُ نقيض تحت يكون اسماً وظرفاً مبني فإذا أًضيف أًعرب وحكى الكسائي أَفَوْقَ تنام أَم أَسفَلَ بالفتح على حذف المضاف وترك البناء قوله تعالى إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً مّا بعوضةً فما فَوْقَها قال أبو عبيدة فما دونها كما تقول إذا قيل لك فلان صغير تقول وفَوْقَ ذلك أي أصغر من ذلك وقال الفراء فما فَوْقَها أي أعظم منها يعني الذُّباب والعَنْكبوت الليث الفَوْقَ نقيض التحت فمن جعله صفة كان سبيله النصب كقولك عبد الله فَوْقَ زيدٍ لأنه صفة فإن صيرته اسماً رفعته فقلت فوقُه رأسُه صار رفعاً ههنا لأنه هو الرأس نفسه ورفعت كلَّ واحد منهما بصاحبه الفَوْقُ بالرأس والرأسُ بالفَوْقِ وتقول فَوْقَهُ قَلَنْسُوتُهُ نصبت الفَوْقَ لأنه صفة عين القَلَنْسُوة وقوله تعالى فخرَّ عليهم السقف من فَوْقِهِمْ لا تكاد تظهر الفائدة في قوله من فَوْقِهِمْ لأن عليهم قد تنوب عنها قال ابن جني قد يكون قوله من فَوْقِهِم هنا مفيداً وذلك أن قد تستعمل في الأفعال الشاقة المستثقلة عَلى تقول قد سِرْنا عشْراً وبَقيَتْ علينا ليلتان وقد حفظت القرآن وبقيت عَلَيَّ منه سورتان وقد صمنا عشرين من الشهر وبقي علينا عشر وكذلك يقال في الاعتداد على الإنسان بذنوبه وقُبْح أفعاله قد أَخرب عليّ ضَيْعَتي وأعْطَبَ عليَّ عَواملي فعلى هذا لو قيل فخرَّ عليهم السقف ولم يُقَلْ من فوقهم لجاز أن يظن به أنه كقولك قد خربت عليهم دارهم وقد هلكت عليهم مواشيهم وغلالهم فإذا قال من فوقهم زال ذلك المعنى المحتمل وصار معناه أنه سقط وهم من تحته فهذا معنىً غيرُ الأول وإنما اطّردَتْ على في الأفعال التي قدمنا ذكرها مثل خربت عليه ضَيْعَتُه وبطلت عليه عَواملهُ ونحو ذلك من حيث كانت عَلى في الأصل للاستعلاء فلما كانت هذه الأحوال كُلَفاً ومَشاقَّ تخفضُ الإنسان وتَضَعُه وتعلوه وتَتَفَرَّعُه حتى يخضع لها ويَخْنع لما يَتَسَدَّاه منها كان ذلك من مواضع عَلى ألا تراهم يقولون هذا لك وهذا عليك ؟ فتَسْتعمل اللام فيما تُؤثِرهُ وعلى فيما تكرهه قالت الخنساء سَأحْمِلُ نَفْسي على آلَةٍ فإمَّا عَلَيْها وإمَّا لَها وقال ابن حلزة فلَهُ هنالِكَ لا عَلَيْهِ إذا دَنِعَتْ نفوسُ القومِ للتَّعْسِ فمِنْ هنا دخلت على هذه في هذه الأفعال وقوله تعالى لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم أراد تعالى لأكلوا من قَطْر السماء ومن نبات الأرض وقيل قد يكون هذا من جهة التوسعة كما تقول فلان في خير من فَرْقِهِ إلى قَدَمه وقوله تعالى إذ جاؤوكم من فَوْقِكم ومن أسْفَلَ منكم عَنى الأحزاب وهم قريش وغَطَفان وبنو قُرَيظةُ قد جاءتهم من قَوقهم وجاءت قريش وغطَفان من ناحية مكة من أسفل منهم وفاقَ الشيءَ فَوْقاً وفَواقاً علاهُ وتقول فلان يَفُوقَ قومه أي يعلوهم ويفوق سطحاً أي يعلوه وجارية فائِقةٌ فاقَتْ في الجمال وقولهم في الحديث المرفوع إنه قَسَم الغنائم يوم بدر عن فُواقٍ أي قسمها في قدر فُواقِ ناقةٍ وهو قدر ما بين الحلبتين من الراحة تضم فاؤه وتفتح وقيل أراد التفضيل في القسمة كأنه جعل بعضهم أفْوقَ من بعضٍ على قدر غَنائهم وبَلائهم وعن ههنا بمنزلتها في قولك أعطيته عن رَغْبَةٍ وطِيبِ نفس لأن الفاعل وقت إنشاء الفعل إذا كان متصفاً بذلك كان الفعل صادراً عنه لا محالة ومجاوزاً له وقال ابن سيده في الحديث أرادوا التفضيل وأنه جعل بعضهم فيها فَوْق بعض على قدر غنائهم يومئذ وفي التهذيب كأنه أراد فَعَل ذلك في قدر فُواق ناقة وفيه لغتان من فَواق وفُواق وفاقَ الرجل صاحبه علاه وغلبه وفَضَلَهُ وفاقَ الرجل أصحابه يَفُوقهم أي علاهم بالشرف وفي الحديث حُبّب إليّ الجمال حتى ما أُحب أن يَفُوقني أحد بشِراك نعل فُقْت فلاناً أي صرت خيراً منه وأعلى وأشرف كأنك صرت فَوْقه في المرتبة ومنه الشيء الفائقُ وهو الجيد الخالص في نوعه ومنه حديث حنين فما كان حِصْنٌ ولا حَابِسٌ يَفُوقانِ مِرْدَاسَ في مَجْمَعِ وفَاقَ الرجلُ فُوَاقاً إذا شخصت الريح من صدره وفلان يَفُوق بنفسه فُؤوقاً إذا كانت نفسه على الخروج مثل يَرِيقُ بنفسه وفَاقَ بنفسه يَفُوقعند الموت فَوقاً وفُؤوقاً جاد وقيل مات ابن الأعرابي الفَوْق نفس الموت أبو عمرو الفُوق الطريق الأول والعرب تقول في الدعاء رجع فلان إلى فُوقه أي مات وأنشد ما بالُ عِرْسي شَرِقَتْ بِريقِها ثُمَّتَ لا يَرجِعْ لها في فُوقِها ؟ أي لا يرجع ريقها إلى مجراه وفَاقَ يَفُوق فُؤوقاً وفُواقاً أَخذه البَهَرُ والفُواقُ ترديد الشَّهْقة العالية والفُواق الذي يأخذ الإنسانِ عند النزع وكذلك الريح التي تَشْخَصُ من صدره وبه فُواق الفراء يجمع الفُواق أفِيقَةً والأصل أفْوِقَة فنقلت كسرة الواو لما قبلها فقلبت ياء لإنكسار ما قبلها ومثله أقيموا الصلاة الأصل أقْوِمُوا فألقوا حركة الواو على القاف فانكسرت وقلبوا الواو ياء لكسرة القاف فقُرِئَتْ أقيموا كذلك قولهم أفِيقة قال وهذا ميزان واحد ومثله مُصيبة كانت في الأصل مُصْوبِة وأفْوِقَة مثل جواب وأجْوِبة والفُوَاق والفَوَاق ما بين الحلبتين من الوقت لأنها تحلب ثم تُتْرَك سُوَيعةً يُرضعها الفَصيل لتَدِرّ ثم تحلب يقال ما أقام عنده إلا فُوَاقاً وفي حديث علي قال له الأسير يوم صفِّين أنْظِرْني فُوَاق ناقة أي أخِّرني قدر ما بين الحلبتين وفلان يفوق بنفسه فُؤوقاً إذا كانت نفسه على الخروج وفُوَاق الناقة وفَواقها رجوع اللبن في ضرعها بعد حلبها يقال لا تنتظره فُوَاق ناقة وأقام فُوَاق ناقة جعلوه ظرفاً على السعة وفُوَاق الناقة وفَواقها ما بين الحلبتين إذا فتحتَ يدك وقي إذا قبض الحالب على الضَّرْع ثم أرسله عند الحلب وفيقَتُها درّتها من الفُواق وجمعها فيقٌ وفَيقٌ وحكى كراع فَيْقَةَ الناقة بالفتح ولا أدري كيف ذلك وفَاقَت الناقة بدِرّتها إذا أرسلتْها على ذلك وأفَاقَتِ الناقة تُفِيق إفاقةً أي اجتمعت الفِيقةُ في ضرعها وهي مُفِيق ومُفِيقةٌ دَرّ لبنها والجمع مَفَاويق وفَوّقَها أهلُها واسْتَفَاقوها نَفَّسوا حلبها وحكى أبو عمرو في الجزء الثالث من نوادره بعد أن أنشد لأبي الهيثم التغلبي يصف قِسيّاً لنا مسائحُ زُورٌ في مَراكِضِها لِينٌ وليس بها وَهْيٌ ولا رَفَقُ شُدَّت بكل صُهَابيّ تَئِطُّ به كما تَئِطُّ إذا ما رُدَّتِ الفُيُقُ قال الفُيُق جمع مُفِيق وهي التي يرجع إليها لبنها بعد الحلب وذلك أنهم يحلبون الناقة ثم يتركونها ساعة حتى تفيق يقال أفَاقَت الناقة فاحْلُبْها قال ابن بري قوله الفُيُق جمع مُفِيقٍ قياسه جمع فَيُوق أو فَائقٍ وأفاقَتِ الناقةُ واسْتَفَاقها أهلُها إذا نَفَّسوا حلبها حتى تجتمع دِرّتها والفُواقَ والفَوَاق ما بين الحلبتين من الوقت والفُواق ثائب اللبن بعد رضاع أو حلاب وهو أن تُحْلب ثم تُتْرك ساعة حتى تَدِرّ قال الراجز أَلا غلامٌ شَبَّ من لِدَاتِها مُعاوِدٌ لشُرْبِ أفْوِقَاتِها أفْوِقاتٌ جمع أفْوقِةٍ وأفْوقةٌ جمع فُوَاقٍ وقد فاقَتْ تَفُوقُ فُوَاقاً وفِيقةً وكلما اجتمع من الفُواق دِرَّةٌ فاسمها الفِيقةُ وقال ابن الأعرابي أفاقتِ الناقةُ تُفِيقُ إفاقةً وفُوَاقاً إذا جاء حين حلبها ابن شميل الإفاقةُ للنافة أن تَرِدَ من الرعي وتُتْرك ساعة حتى تستريح وتفيق وقال زيد بن كُثْوة إفاقةُ الدِّرة رجوعها وغرارُها ذهابها يقال اسْتَفِقِ الناقةَ أي لا تحلبها قبل الوقت ومنه قوله لا تَسْتَفِقْ من الشراب أي لا تشربه في الوقت وقيل معناه لا تجعَلْ لشربه وقتاً إنما تشربه دائماً ابن الأعرابي المُفَوَّقُ الذي يُؤخَذ قليلاً قليلاً من مأكول أو مشروب ويقال أفاقَ الزمانُ إذا أخصب بعد جَدْب قال الأعشى المُهِيِنينَ ما لَهُمْ في زمان السْ سوءِ حتى إذا أفَاقَ أفَاقُوا يقول إذا أفاقَ الزمانُ بالخِصْب أفاقُوا من نحر الإبل وقال نصير يريد إذا أفاقَ الزمانُ سهمِه ليرميهم بالقحط أفاقُوا له سِهامهم بنحر الإبل وأفَاوِيقُ السحاب مطرها مرة بعد مرة والأفاويقُ ما اجتمع من الماء في السحاب فهو يُمطر ساعة بعد ساعة قال الكميت فباتَتْ تَثِجُّ أفاوِيقُها سِجالَ النِّطافِ عليه غِزَارَا أي تثجُّ أفاويقُها على الثور الوحشي كسجال النطاف قال ابن سيده أراهم كَسَّرُوا فُوقاً على أَفْواقٍ ثم كسّروا أفْواقاً على أفاوِيقَ قال أبو عبيد في حديث أبي موسى الأشعري وقد تذاكر هو ومعاذ قراءةَ القرآن فقال أبو موسى أما أنا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ اللَّقوح يقول لا أقرأ جزئي بمرة ولكن أقرأ منه شيئاً بعد شيء في آناء الليل والنهار مشتق من فُوَاق الناقة وذلك أنها تُحلب ثم تترك ساعة حتى تدرّ ثم تحلب يقال منه فاقت تَفُوق فُواقاً وفِيقةً وأنشد فأضْحَى يَسُحُّ الماءَ من كل فِيقةٍ والفيِقةُ بالكسر اسم اللبن الذي يجتمع بين الحلبتين صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها قال الأعشى يصف بقرة حتى إذا فِيقة في ضرعها اجْتَمَعَتْ جاءت لتُرْضِع شِقَّ النَّفْسِ لو رَضَعا وجمعها فيقٌ وأفْواقٌ مثل شِبْر وأشبار ثم أفاوِيقُ قال ابن هَمّام السلولي وذَمُّوا لَنَا الدُّنْيا وهم يَرْضَعُونها أفاوِيقَ حتى ما يَدِرُّ لها ثعْلُ قال ابن بري وقد يجوز أن تجمع فِيقةٌ على فِيقٍ ثم تجمع فِيَقٌ على أفْواقٍ فيكون مثل شِيعَةٍ وأَشِيَاعٍ وشاهد أفواق قول الشاعر تَعْتادُهُ زَفَرَاتٌ حين يَذْكرُها يَسْقِينَهُ بكؤوس الموت أفْواقا وفَوَّقْتُ الفصيل أي سقيته اللبن فُواقاً فُواقاً وتَفَوَّقَ الفصيل إذا شرب اللبن كذلك وقوله أنشده أبو حنيفة شُدَّت بكل صُهَابيٍّ تِئِطُّ به كما تَئِطُّ إذا ما رُدَّتِ الفُيُقُ فسر الفُيُقَ بأنها الإبل التي يرجع إليها لبنها بعد الحلب قال والواحدة مُفِيقٌ قال أبو الحسن أما الفُيُقُ فليست بجمع مُفِيق لأن ذلك إنما يجمع على مَفَاوق ومفَاوِيق والذي عندي أنها جمع ناقة فَووق وأصله فُوُقٌ فأبدل من الواو ياء استثقالاً للضمة على الواو ويروى الفِيَقُ وهو أقيس وقوله تعالى ما لها من فَوَاقٍ فسره ثعلب فقال معناه من فَتْرَةٍ قال الفراء ما لها من فَوَاقٍ يقرأ بالفتح والضم أي ما لها من راحة ولا إفاقة ولا نظرة وأصلها من الإفاقة في الرضاع إذا ارتضعت البَهْمةُ أُمَّها ثم تركتها حتى تنزل شيئاً من اللبن فتلك الإفاقة الفَواقُ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عيادة المريض قَدْرُ فُوَاقِ ناقةٍ وتقول العرب ما أقام عندي فُواقَ ناقةٍ وبعض يقول فَوَاق ناقة بمعنى الإفاقة كإفاقةِ المَغْشِيّ عليه تقول أفَاقَ يُفِيقُ إفَاقَةً وفَواقاً وكل مغشيٍّ عليه أو سكران معتوهٍ إذا انجلى ذلك عنه قيل قد أفاقَ واسْتَفَاقَ قالت الخنساء
هَرِيقي من دُوموعك واسْتَفيقي ... وصَبراً إن أَطقْتِ ولن تُطِيقي
قال أبو عبيدة من قرأ من فَوَاقٍ بالفتح أراد ما لها من إفاقةٍ ولا راحة ذهب بها إلى إفاقة المريض ومن ضمها جعلها من فُوَاق الناقة وهو ما بين الحلبتين يريد ما لها من انتظار قال قتادة ما لها من فواق من مرجوع ولا مَثْنَوِيّةٍ ولا ارتداد وتَفَوَّقَ شرابَهُ شربه شيئاً بعد شيء وخرجوا بعد أفاوِيق من الليل أي بعدما مضى عامة الليل وقيل هو كقولك بعد أقطاع من الليل رواه ثعلب وفِيقةُ الضحى أوَّلها وأفاق العليلُ إفاقة واسْتَفاقَ نَقِه والاسم الفُواقَ وكذلك السكران إذا صحا ورجل مْستَفيق كثير النوم عن ابن الأعرابي وهو غريب وأفاقَ عنه النعاسُ أقلع والفَاقةُ الفقر والحاجة ولا فعل لها يقال من القافَةِ إنه لمُفْتاقٌ ذو فاقةٍ وافتاق الرجلُ أي افتقر ولا يقال فاق وفي الحديث كانوا أهل بيت فاقةٍ الفاقةُ الحاجة والفقر والمُفْتاق المحتاج وروى الزجاجي في أماليه بسنده عن أبي عبيدة قال خرج سامة بن لؤَي بن غالب من مكة حتى نزل بعُمَان وأنشأَ يقول بَلِّغا عامِراً وكَعْباً رسولاً إنْ نَفْسي إليهما مُشْتاقَةْ إن تكنْ في عُمَانَ دَاري فإني ماجدٌ ما خرجْتُ من غير فَاقَهْ ويروى فإني غالبيّ خرجت ثم خرج يسير حتى نزل على رجل من الأزْدِ فَقَرَاهُ وبات عنده فلما أصبح قعد يَسْتَنُّ فنظرت إليه زوجة الأزدي فأعجبها فلما رمى سواكه أخذتها فمصتها فنظر إليه زوجها فحلب ناقة وجعل في حلابها سمّاً وقدمه إلى سامة فغمزته المرأة فَهَراقَ اللبنَ وخرج يسير فيينا هو في موضع يقال له جوف الخَمِيلةِ هَوَتْ ناقته إلى عَرْفَجةٍ فانْتَشَلَتْها وفيها أفْعى فنفَحَتْها فرمت بها على ساق سامة فنهشتها فمات فبلغ الأزدية فقالت ترثيه عينُ بَكِّي لسامةَ بنِ لُؤيٍّ علِقَتْ ساقَ سامةَ العَلاَّقَة لا أرَى مثلَ سامةَ بن لُؤيٍّ حَمَلَتْ حَتْفَهُ إليه النّاقَة رُبَّ كأسٍ هَرَقْتَها ابنَ لؤيٍّ حَذَرَ الموت لم تكن مُهراقَةْ وحُدُوسَ السُّرى تَرَكْت رديئاً بعد جِدٍّ وجُرْأةٍ ورَشاقَة وتعاطيت مَفْرَقاً بحُسَامٍ وتَجَنَّبْتَ قالة العَوّاقَةْ وفي حديث علي عليه السلام إن بني أمية ليُفَوَّقونني تُراثَ محمد تَفْوْيِقاً أي يعطونني من المال قليلاً قليلاً وفي حديث أبي بكر في كتاب الزكاة من سئل فَوقَها فلا يعطه أي لا يعطي الزيادة المطلوبة وقيل لا يعطيه شيئاً من الزكاة أصلاً لأنه إذا طلب ما فوق الواجب كان خائناً وإذا ظهرت منه خيانة سقطت طاعته والفُوقُ من السهم موضع الوَتَر والجمع أفْوَاق وفُوَقٌ وفي حديث علي عليه السلام يصف أبا بكر رضي الله عنه كنتَ أخفضهم صوتاً وأعلاهم فُوقاً أي أكثرهم حظّاً ونصيباً من الدين وهو مستعار من فُوقِ السهم موضع الوَتَر منه وفي حديث ابن مسعود اجتمعنا فأمّرْنا عثمان ولم نَألُ عن خيرنا ذا فُوقٍ أي ولَّيْنَا أعلانا سهماً ذا فُوقٍ أراد خيرنا وأكملنا تامّاً في الإسلام والسابقة والفضل والفُوق مَشَقُّ رأس السهم حيث يقع الوَتَر وحرفاة زَنَمتَاهُ وهذيل تسمي الزَّنَمَتَينِ الفُوقَتَينِ وأنشد كأنَّ النَّصْلَ والفُوقَيْنِ منه خلالَ الرأًس سِيطَ به مُشِيحُ وإذا كان في الفُوقِ مَيَل أو انكِسَارٌ في إحدى زَنَمتَيْه فذلك السهم أفْوَق وفعله الفَوَقُ وأنشد لرؤبة كَسَّر من عَيْنَيْه تقويم الفَوَقْ والجمع أفْوَاقٌ وفُوَق وذهب بعضهم إلى أن فُوَقاً جمع فُوقةٍ وقال أبو يوسف يقال فُوقَةٌ وفُوَقٌ وأفْوَاق وأنشد بيت رؤبة أيضاً وقال هذا جمع فُوقَةٍ ويقال فُقْوَة وفُقاً على القلب ابن الأعرابي الفَوَقَةُ الأدباءُ الخطباء ويقال للإنسان تشخص الريح في صدره فاقَ يَفُوقُ فُوَاقاً وفي حديث عبد الله بن مسعود في قوله إنَّا أصحابَ محمد اجتمعنا فأمَّرْنا عثمان ولم نَألُ عن خيرنا ذا فُوقٍ قال الأصعمي قوله ذا فُوقٍ يعني السهم الذي له فُوقٌ وهو موضع الوَتَرِ فلهذا خصَّ ذا الفُوقَ وإنما قال خيرنا ذا فُوقٍ ولم يقل خيرنا سَهْماً لأنه قد يقال له سهمٌ وإن لم يكن أُصْلِح فُوقُه ولا أُحْكِمَ عملهُ فهو سهم وليس بتامّ كاملٍ حتى إذا أُصْلِح فُوقُه وأُحْكِمَ عملهُ فهو حينئذ سهم ذو فُوقٍ فجعله عبد الله مثلاً لعثمان رضي الله عنه يقول إنه خيرنا سهماً تامّاً في الإسلام والفضل والسابقة والجمع أفْواقٌ وهو الفُوقَةُ أيضاً والجمع فُوَقٌ وفُقاً مقلوب قال الفِنْدْ الزِّمَّانيّ شَهْلُ بن شَيْبان ونَبْلي وفُقَاها كَ مَراقِيبِ قَطاً طُحْلِ وقال الكميت ومن دُونِ ذاكَ قِسِيُّ المَنُو نِ لا الفُوقُ نَبْلاً ولا النُّصَّل أي ليست القوس بفَوْقاءِ النَّ بْل وليست نِبالُها بفُوقٍ ولا بِنُصَّلٍ أي بخارجة النصال من أرعاظها قال ونصب نبلاً على توهم التنوين وإخراج اللام كما تقول هو حسنٌ وَجْهاً وكريمٌ والداً والفَوَق لغة في الفُوق وسهم أفْوَقُ مكسور الفُوقِ وفي المثل رددته بأفْوَقَ ناصلٍ إذا أخْسَسْتَ حظه ورجع فلان بأفْوَقَ ناصلٍ إذا خس حظه أو خاب ومثَل للعرب يضرب للطالب لا يجد ما طلب رجع بأفْوَقَ ناصلٍ أي بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له أي رجع بحَظٍّ ليس بتمام ويقال ما بَلِلْتُ منه بأفْوقَ ناصلٍ وهو السهم المنكسر وفي حديث عليّ رضي الله عنه ومَن رَمى بكم فقد رَمى بأفْوَقَ ناصلٍ أي رمى بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له والأفْوَقُ السهم المكسور الفُوقِ ويقال مَحالةٌ فَوْقاءُ إذا كان لكل سِنٍّ منها فُوقَانِ مثل فُوقَيِ السهم وانْفَاقَ السهمُ انكسر فُوقُه أو انشق وفُقْتُه أنا أفُوقُه كسرت فُوقَه وفَوَّقْتُه تَفْوِيقاً عملت له فُوقاً وأفَقْتُ السهم وأوفَقْتُه وأوفَقْتُ به كلاهما على القلب وضعته في الوَتَر لأرْمي به وفي التهذيب فإن وضعته في الوتر لترمي به قلت فُقْتُ السهم وأفْوَقْتهُ وقال الأصمعي أفَقْتُ بالسهم وأوْفَقْتُ بالسهم بالباء وقيل ولا يقال أوْفَقُتُه وهو من النوادر الأصمعي فَوَّق نبله تَفْويقاً إذا فرضها وجعل لها أفْواقاً ابن الأعرابي الفُوقُ السهام الساقطات النُّصُول وفاق الشيءَ يفُوقُه إذا كسره قال أبو الربيس يكاد يَفُوقِ المَيْسَ ما لم يَرُدّها أمينُ القوَى من صُنْعِ أيْمَنَ حادر أمين القوى الزمام وأيْمَنُ رجل وحادر غليظ والفُوق أعلى الفصائل قال الفراء أنشدني المفضل بيت الفرزدق ولكن وجَدْتُ السهمَ أهْوَنَ فُوقُهُ عليكَ فَقَدْ أوْدَى دَمٌ أنت طالبُهْ وقال هكذا أنشدنيه المفضل وقال إياك وهؤلاء الذين يروونه فُوقَة قال أبو الهيثم يقال شَنَّة وشِنان وشَنّ وشِنَان ويقال رمينا فُوقاً واحداً وهو أن يرمي القوم المجتمعون رمية بجميع ما معهم من السهام يعني يرمي هذا رمية وهذا رمية والعرب تقول أقْبِلْ على فُوقِ نَبْلك أي أقْبِلْ على شأنك وما يعنيك النضر فُوقُ الذكر أعلاه يقال كَمَرَةٌ ذات فُوقٍ وأنشد يا أيُّها الشيخُ الطويلُ المُوقِ اغْمِزْ بهنَّ وَضَحَ الطَّريق غَمْزَك بِالحَوْقاءِ ذاتِ الفُوقِ بين مَنَاطَيْ رَكَبٍ محلوق وفُوقُ الرَّحِم مَشَقّه على التشبيه والفَاقُ البانُ وقيل الزيت المطبوخ قال الشماخ يصف شعر امرأة قامَتْ تُرِيكَ أثِيثَ النبْتِ مُنْسدِلاً مثل الأسَاوِد قد مُسِّحْنَ بالفاقِ وقال بعضهم أراد الإنفاق وهو الغض من الزيت ورواه أبو عمرو قد شُدِّخن بالفاقِ وقال الفاقُ الصحراء وقال مرة هي الأرض الواسعة والفاقُ أيضاً المشط عن ثعلب وبيت الشماخ محتمل لذلك التهذيب الفاقُ الجَفْنة المملوءَة طعاماً وأنشد تَرَى الأضيافَ يَنْتَجِعُونَ فاقي السُّلَمِيُّ شاعر مُفْلِقٌ ومُفِيق باللام والياء والفائقُ مَوْصل العنق في الرأس فإذا طال الفائقُ طال العنق واسْتَفَاق من مرضه ومن سكره وأفاق بمعنى وفي حديث سهل بن سعد فاستْفاقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيْنَ الصبيُّ ؟ الاسْتِفاقةُ استفعال من أفاقَ إذا رجع إلى ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه وفي الحديث إِفاقةُ المريض
( * قوله « وفي الحديث إفاقة المريض إلخ » هكذا في الأصل وفي النهاية بعد قوله وعاد إلى نفسه ومنه إفاقة المريض ) والمجنون والمغشي عليه والنائم وفي حديث موسى عليه السلام فلا أدري أفاقَ قَبْلي أي قام من غَشيْته

فيق
: فاقَ يَفِيقُ : جاد بنفسه عند الموت لغة في يَفُوق وروى ابن الأَثير في هذا المكان في حديث أُم زرع : وتُرْويه فِيقةُ البقرةِ الفِيقةُ بالكسر : اسم اللبن الذي يجتمع في الضَّرْع بين الحلبتين وأَصل الياء واو انقلبت لكسرة ما قبلها ويجمع على فِيق ثم أَفْواق

قرق
القَرِقُ بكسر الراء المكان المستوي يقال قاعٌ قَرِقٌ مستوٍ قال يصف إبلاً بالسرعة كأنَّ أيْديهُنَّ بالقَاعِ القَرِقْ أيدي نساءٍ يتعاطين الورِقْ قال ابن بري ويقال فيه أيضاً القِرْق بكسر القاف قال المرار وأحَلَّ أقوامٌ بيوتَ بَنِيهِمُ قِرْقاً مَدَافعُها بعادُ الأرْؤسِ والقرَق والقَرَق القاع الطيب لا حجارة فيه التهذيب واد قَرِقٌ وقَرْقَر وقَرَقُوس أي أملس والقَرَقُ المصدر وأنشد تَرَبَّعَتْ من صُلْبِ رَهْبَى أَنَقَا ظَواهراً مَرّاً ومَرّاً غَدَقَا ومِنْ قَيَاقي الصُّوَّتَيْنِ قِيَقَا صُهْباً وقرباناً تُناصِي قَرَقَا قال أبو نصر القَرّقُ شبيه بالمصدر ويروي على وجهين قَرِقٌ وقَرَقٌ وقال ابن خالويه القِرَقُ الجماعة وجمعه أقْراقٌ يقال جاء قِرْقٌ من الناس وقِرْقٌ من النساء والقِرقَان أخَوَانِ من ضرتين وقال ابن السكيت يقال هو لئيم القِرْق أي الأصل والقِرْقُ الأصل قال دُكَيْن السَّعدي يصف فرساً ليْسَت من القِرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ قد سَبَقَتْ قَيْساً وأنت تَنْظُرُ هكذا أنشده يعقوب ورواه كراع ليست من الفُرْقِ جمع فرس أفْرَق وهو الناقص إحدى الوركين ويقوي روايته قول الآخر طَلَبْت بنات أعْوَجَ حيث كانت كَرِهْت تَنَاتُجَ الفُرْقِ البِطَاءِ مع أنه قال من القِرْقِ البِطاءِ فقد وصف القِرْقَ وهو واحد بالبِطاء وهو جمع والقِرْقُ الأصل الرديء والقِرْقُ الذي يُلْعَبُ به عن كراع التهذيب والقِرْقُ لعب السُّدَّرِ والقَرْقُ صوت الدجاجة إذا حضنت أبو عمرو قَرقَ إذا هذى وقَرقَ إذا لعب بالسُّدِّر ومن كلامهم استوىَ القِرْقُ فقوموا بنا أي استوينا في اللعب فلم يَقْمُرْ واحد منا صاحبه وقيل القِرْقُ لعبة للصبيان يخطُّون في في الأرض خطّاً ويأخذون حصيات فيَصُفُّونها قال ابن أبي الصلث وأعْلاقُ الكواكِبِ مُرْسلاتٌ كحَبْل القِرْقِ غايتُها النِّصاب
( * قوله « كحبل القرب » هكذا في الأصل وفي هامش نسخة صحيحة من النهاية كخيل القرق وضرها بقوله خيلها هي الحصيات التي تصف )
شبَّه النجوم بهذه الحصيات التي تُصَفّ وغايتها النِّصابُ أي المَغْرب الذي تغرب فيه أبو إسحق الحربي في القِرْق الذي جاءَ في حديث أبي هريرة إنه كان ربما يراهم يلعبون بالقِرْق فلا ينهاهم قال القِرْقُ بكسر القاف لعبة يلعب بها أهل الحجاز وهو خطٌّ مُرَبَّع في وسطه خط مربع في وسطه خط مربع ثم يخط من كل زاوية من الخط الأول إلى الخط الثالث وبين كل زاويتين خط فيصير أربعة وعشرين خطّاً وقال أبو إسحق هو شيء يلعب به قال وسميِّت الأربعة عشر

قربق
يقال للحانوت كُرْبَجٌ وكُرْبَق وقُرْبَق والقُرْيَقُ اسم موضع وأنشد الأصعمي يَتْبَعْنَ وَرْقاءَ كلَوْن العَوْهَقِ لاحقةَ الرِّجْلِ عَنُودَ المِرْفَقِ يا ابن رُقَيْع هل لها من مَغْبَقِ ؟ ما شربَتْ بعد طَوِيِّ القُرْيَقِ من قطرةٍ غير النَّجاءِ الأدْفَقِ قال ابن بري الرجز لسالم بن قُحْفان وقال أبو عبيد يا ابن رقيع وما بعده للصَّقر بن حكيم بن مُعَيَّة الرَّبَعِيّ قال ابن بري والذي يروى للصقر ابن حكيم قد أقْبَلتْ طَوامِياً من مَشْرِقِ تَرْكَبُ كلَّ صَحْصَحان أخْوَقِ وبعد قوله يا ابن رقيع هل أنْتَ ساقِيها سَقَاك المُستْقي ؟ وروى أبو علي النِّجاء بكسر النون وقال هو جمع نجْوةَ وهي السحابة والمعنى ما شربت غير ماءِ النِّجاء فحذف المضاف الذي هو الماء لأن السحاب لا يُشْرَبُ قال والظاهر من البيت عندي أنه يريد بالنَّجاء الأدفق السير الشديد لأن النَّجْوَ هو السحاب الذي هَراقَ الماء وهذا لا يصح أن يوصف بالغُزْرِ والدَّفْقِ ورواه أبو عبيد الكُرْبَق بالقاف والكاف وقال هو البصرة وقال النضر بن شميل هو الحانوت فارسي معرب يعني كُلْبَهْ

قرطق
في حديث منصور جاء الغلام وعليه قُرْطَقٌ أبيض أي قَبَاءٌ وهو تعريب كُرْتَهْ وقد تضم طاؤه وإبدال القاف من الهاء في الأسماء المعربة كثير كالبَرْق والباشَقِ والمُسْتُقِ وفي حديث الخوارج كأني أنظر إليه حبشي عليه قُرَيطق هو تصغير قُرطَق

ققق
القَقَّةُ حدث الصبيّ وقال بعضهم إنما هو قِقَةٌ بكسر القاف الأولى وفتح الثانية وتخفيفها ابن سيده القاف مضاعفة في حديث ابن عمر أنه قيل له ألا تُبايعُ أمير المؤمنين ؟ يعني عبد الله بن الزبير فقال والله ما شبَّهت بيعتكم إلا بقَقَّة أتعرف ما قَقَّة الصبي ؟ يحْدِثُ ثم يضع يده في حدثه فتقول له أمه قَقَّة قال الأزهري لم يجيء ثلاثة أحرف من جنس واحد فاؤها وعينها ولامها حرف واحد إلا قولهم قعد الصبيُّ على قَقَقِهِ وصَصَصِه أي حدثه قال ابن سيده قعد الصبي على قَعَقِه حكاها الهروي في الغريبين وهو من الشذوذ والضعف بحيث تراه التهذيب في الحديث أن فلاناً وضع يده في قَقَّة قال شمر قال الهوازي القَقَّةُ مَشْيُ الصبيّ وهو حدَثه قال وإذا أحدث الصبي قالت أمه قَقَّةٌ دَعْهُ قَقَّةٌ دَعْهُ قَقَّةٌ دعه فرفع ونوّن وقال وقع فلان في قَقَّة إذا وقع في رأي سوء ابن الأعرابي القَقَقَةُ الغربان الأهلية الخطابي قَقَّة شيء يردده الطفل على لسانه قبل أن يتدَرَّب بالكلام فكأن ابن عمر أراد تلك بيعة تولاها الأحداث ومن لا يعتبر به وقال الزمخشري وهو صوت يصوَّت به الصبي أو يصوَّت له به إذا فَزِع من شيء أو فُزِّع إذا وقع في قذر وقيل القَقَّة العِقْيُ الذي يخرج من بطن الصبي حين يولد وإياه عنى ابن عمر حين قيل له هلا بايعت أخاك عبد الله بن الزبير ؟ فقال إن أخي وضع يده في قَقَّة أي لا أنْزِع يدي من جماعة وأضعها في فرقة

قلق
القَلَقُ الانزعاج يقال بات قَلِقاً وأقلَقَهُ غيره وفي الحديث إليك تَعْدُو قَلِقاً وَضِينُها مخالفاً دِينَ النَّصارَى دِينُها القَلَقُ الانزعاج والوَضِينُ حزام الرحل أخرجه الهروي عن عبد الله بن عمر وأخرجه الطبراني في المعجم عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من عَرَفات وهو يقول ذلك والحديث مشهور بابن عمر من قوله قَلِقَ الشيءُ قَلَقاً فهو قَلِقٌ ومِقْلاق وكذلك الأنثى بغير هاء قال الأعشى رَوَّحَتْه جَيْداء دانية المَرْ تَع لا خَبَّةٌ ولا مِقْلاق وامرأة مِقْلاق الوِشاح لا يثبت على خصرها من رقته وأقْلَقَ الشيءَ من مكانه وقَلَقَه حركه والقَلَقُ أن لا يستقر في مكان واحد وقد أقلَقَهُ فقَلِقَ وفي حديث عليّ أقلِقُوا السيوف في الغمد أي حرِّكوها في أغمادها قبل أن تحتاجوا إلى سَلّها ليسهل عند الحاجة إليها والقَلَقِيُّ ضرب من الحلي قال ابن سيده ولا أدري إلى أي شيء نسب إلا أن يكون منسوباً إلى القَلَق الذي هو الاضطراب كأنه يضطرب في سلكه ولا يثبت فهو ذو قَلَقٍ لذلك قال علقة بن عبدة مَحالٌ كأجْوازِ الجَرادِ ولُؤلُؤٌ من القَلَقِيِّ والكَبِيسِ المُلَوَّبِ التهذيب ويقال لضرب من القلائد المنظومة باللؤلؤ قَلَقِيّ والقِلِّقُ والتِّقِلِّقُ من طير الماء

قندق
القُنْداق صحيفة الحساب

قوق
القُوقُ والقاقُ غير مهموز والقُوَاق الطويل وقيل هو القبيح الطول أبو الهيثم يقال للطويل قاقٌ وقُوقٌ وقِيقٌ وأنْقُوق والقُوق الأهوج الطول وأنشد أحْزَم لا قُوقٌ ولا حَزَنْبَلُ والقاقُ الأحمق الطائش وأَنشد لا طائشٌ قاقٌ ولا غَبيّ والقاقُ طائر مائيّ طويل العنُق والقُوقُ طائر من طير الماء طويل العنق قليل نَحْضِ الجسم وأنشد والقُوق طائر لم يُحَلّ أبو عبيدة فرس قُوق والأنثى قُوقة للطويل القوائم وإن شئت قلت قاقٌ وقاقةٌ والقُوقةُ بالهاء للأصلع عن كراع وأنشد من القُنْبُصاتِ قُضاعِيّة لها ولدٌ قُوقَةٌ أحدَبُ قال ابن بري هذا البيت أنشده ابن السكيت في باب الدَّمامةِ والقِصَر ونسبه لبعض الهذليين قال وقال ابن السكيت القُوقةُ الأصلع وهذه رواية الألفاظ وأما الذي في شعره فهو لِزَوْجةِ سوءٍ فَشا سرُّها عليَّ جِهاراً فَهِيْ تَضْرِبُ على غير ذنبٍ قُضاعِيّةٍ لها ولد قُوقَة أحْدَبُ خفض قضاعية على البدل من زوجة وقوق بمعنى مع
( * قوله « وقوق بمعنى مع إلخ » هو كذلك بالأصل ) اني لها مع زوجها والشاعر غلام من هُذَيْل شكا في الشعر عُقوق أبيه وأنه نفاه لأجل امرأَة كانت له يريد نفاني لزوجة سوء وأنشد ابن بري لآخر أيها القَسُّ الذي قد حَلَقَ القُوقةَ حَلْقَهْ لو رأَيت الدَّفّ منها لَنَسَقْتَ الدَّفّ نَسْقَةْ والقُوقةُ الصَّلعةُ ورجل مُقَوَّق عظيم الصَّلَعة وقُوق ملك رُوميّ والدنانير القُوقيَّة من ضرب قَيْصَر كان يسمى قُوقاً وفي حديث عبد الرحمن بن أبي بكر أَجئتم بها هرقْلِيَّة قُوقِيَّةً ؟ يريد البيعةُ لأولاد الملوك سُنَّةُ الروم والعجم قال ذلك لما أَراد معاوية أن يبايع أهلُ المدينة ابْنَهُ يزيد بولاية العهد وَقُوق اسم ملك من ملوك الروم وإليه تنسب الدنانير القُوقِيّة وقيل كان لقب قيصر قُوقاً وروى بالقاف والفاء من القَوْف الإتباع كأَن بعضهم يتبع بعضاً ودينار قُوقيّ ينسب إليه وقَاقَ النعامُ صَوَّت قال النابغة كأَنَّ غَدِيرَهُمْ بجنوب سِلَّى نَعامٌ قَاقَ في بلدٍ قِفَارِ أَراد غَدِير نَعامٍ فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ومعناه أي كان حالهم في الهزيمة حال نَعامٍ تغدو مذعورة وهذا البيت نسبه ابن بري لشَقِيق ابن جَزْء بن رباح الباهلي قال ابن سيده وإنما قضيت على ألف قَاقَ بأنها واو لأنها عين والعين واواً أكثر منها ياء والقَيْقُ والقَقْوُ والقَوْقُ صوت الغِرْغِرَةِ إذا أرادت السِّفاد وهي الدجاجة السندية الأزهري قُوْقُ المرأَة وسوسها
( * قوله « وسوسها » هكذا في الأصل ) صدع فرجها وأَنشد نُفاثِيَّة أَيَّان ما شاءَ أَهلُها رأَوا قُوقَها في الخُصّ لم يَتَغَيَّبِ

قيق
القِيقَاةُ والقِيقاءَةُ بالمد والقصر الأرض الغليظة وقيل المنقادة والهمزة مبدلة من الياء والياء الأُولى مبدلة من الواو ويدلّك عليه قولهم في الجمع القَوَاقي وهو فعْلاء ملحق بسِرْدَاح وكذلك الزِّيزاءَة لأنه لا يكون في الكلام مثل القِلْقَالِ إلا مصدراً وقد يجمع على اللفظ فيقال قَيَاقٍ والجمع قِيقاء وقَيَاقٍ قال إذا تَمَطَّيْنَ على القَيَاقي لاقَيْنَ منه أُذُنَيْ عَناقِ قال سيبويه وقال بعضهم قَوَاق فجعل الياء في قَيَاقٍ بدلاً كما أَبدلها في قَيْل ابن شميل القِيقَاة جمعها قِيقاء من القَوَاقي وهو مكان ظاهر غليظ كثير الحجارة وحجارتها الأَظِرّةُ وهي مستوية بالأرض وفيها نُشُوز وارتفاع مع النّشوز نُثِرَتْ فيها الحجارة نَثْراً لا تكاد تستطيع أن تمشي فيها وما تحت الحجارة المنْثورة حجارة غاصٌّ بعضها ببعض لا تقدر أن تحفرها وحجارتها حمر تنبت الشجر والبقل وقول الشاعر وخَبَّ أَعْرَافُ السَّفَا على القِيَقْ كأَنه جمع قِيقَة وإنما هي قِيقَاة فحذف أَلفها وقيل هي قِيقَةٌ وجمعها قَيَاقٍ الجوهري وقول رؤبة واسْتَنَّ أَعرافُ السَّفا على القِيَقْ القيق يريد جمع قِيقاءَةٍ كأنه أَخرجه على جمع قِيقةٍ والقِيقاةُ والقيقايَةُ وعاء الطَّلْع ابن الأَعرابي القَيْقُ صوت الدجاجة إذا دعت الديك للسِّفاد وقال أيضاً القِيقُ الجبل المحيط بالدنيا الفراء القِيقيةُ القشرة الرقيقة التي تحت القَيْضِ من البيض وأَما الغِرْقِئُ فالقشرة الملتزقة ببياض البيض وقال اللحياني يقال لبياض البيض القئْقئ ولصفرتها المُخّ وقول الشاعر والجلْدُ منها غِرْقِئ القُوَيْقيَةْ القُوَيْقِيةُ كناية عن البيضة

( ك ) قال الليث أُهملت القاف والكاف ووجوههما مع سائر الحروف

كذنق
قال ابن بري الكُذَيْنِقُ مُدُقّ القصارين الذي يُدَقّ عليه الثوبُ قال الشاعر قامة القُصْعُلِ الضَّئِيلِ وكَفّ خِنْصَراها كُذَيْنِقَا قَصَّارِ

كربق
يقال للحانوت كُرْبَج وكُرْبَق وقُرْبَق وهو فارسي معرب

كسق
الكَوْسَقُ الكَوْسَجُ معرب

لبق
اللّبَقُ الظَّرْفُ والرِّفْقُ لَبِقَ بالكسر لَبَقاً ولَباقَةً فهو لَبِقٌ قال سيبويه بنوه على هذا لأنه عِلْم ونفاذ توهم أَنهم جاؤوا به على فَهِمَ فَهَامَةً فهو فَهِمٌ والأُنثى لَبِقَةٌ ولَبُقَ فهو لَبِيقٌ كلَبِقٍ والأُنثى لَبِيقة قال الشاعر وكان بتَصْريفِ القَنَاةَ لَبِيقا وقيل اللَّبِقة واللَّبِيقة الحسنة الدَّلٌ واللِّبْسة اللبيبة الصَّناع وقال الفراء اللَّبِقةُ التي يشاكلها كلُّ لباس وطيبٍ الليث رجل لَبِقٌ ويقال لَبِيق وهو الحاذق الرفيق بكل عمل وامرأَة لبيِقة ظريفة رَفيقةٌ ويليق بها كل ثوب أبو بكر اللَّبِقُ الحُلو اللّين الأخلاقِ قال وهذا قول ابن الأَعرابي قال ومن ذلك المُلَبَّقة إنما سميت مُلَبّقة للينها وحلاوتها وقال قوم معناه الرفيق اللطيفُ العمل قال رؤبة قَبَّاضة بين العَنيفِ واللَّبِقْ وهذا الأَمر يَلْبَقُ بك أي يوافقك ويزكو بك الأَزهري العرب تقول هذا الأَمر لا يليق بك ولا يَلْيَقُ بك فمن قال لا يليق فمعناه لا يحسن بك حتى يَلْصَق بك ومن قال لا يَلْبَقُ فمعناه أَنه ليس يوفَّق لك ومنه لَبِقَ به الثوبُ أَي لاق به والثريد المُلَبَّق الشديد التَّثْريد الملين بالدسم يقال ثريدة ملبقة وفي الحديث فصنع ثريدة ثم لبَّقَها أي خلطها خلطاً شديداً وقيل جمعها بالمغْرَفة ولَبَّق الثريد وغيره خلطه وليّنه أَنشد ابن الأعرابي لا خَيْرَ في أَكل الخُلاصة وحْدَها إذا لم يَكُنْ رَبُّ الخُلاصة ذا تَمْرِ ولكنَّها زَيْنٌ كذا هي لُبِّقَتْ بمَحْضٍ على حَلْواءَ في مَضَر القِدْرِ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بثريدة ثم لَبَّقها قال أَبو عبيد أَي جمعها بالمِقْدَحة الليث لبَّقْتُ الثريدة إذا لم تكن بلحم وقيل ثريدة مُلَبَّقَةٌ خلطت خلطاً شديداً

لثق
اللَّثَقُ النَّدَى مع سكون الريح ابن دريد اللَّثَقُ الندى والحَرّ مثل الوَمَد وفي حديث الاستسقاء فلما رأَى لَثَق الثياب على الناس ضحك حتى بدت نواجِذُه اللَّثَقُ بالتحريك البَلَل يقال لَثِقٌ الطائرُ إذا ابتلّ ريشه ويقال للماء والطين لَثَقٌ أيضاً واللَّثَقُ الماء والطين يختلطان واللّثِقُ اللّزج من الطين ونحوه لَثِقَ لثَقاً فهو لَثِق وأَلثقَهُ البَلَلُ وطائر لَثِقٌ أَي مُبْتلّ واللَّثَقُ مصدر الشيء الذي قد لَثِقَ بالكسر يَلْثَقُ لَثَقاً كالطائر الذي يبتل جناحاه من الماء الجوهري لَثِقَ الشيءُ بالكسر والتَثَقَ وأَلْثَقَهُ غيرهُ ويقال لَثَّقْتُه تَلْثِيقاً إذا أَفسدته وشيء لَثِقٌ حلو يمانية حكاه الهروي في الغريبين قال ورواه الأزهري عن علي بن حرب وأَنشد فَبُغْضُكُمْ عندنا مُرِّ مَذَاقَتُه وبَغْضُنَا عندكم يا قومنا لَثِقُ

لحق
اللَّحْقُ واللُّحُوق والإلْحاقُ الإدراك لَحِقَ الشيءَ وأَلْحَقَهُ وكذلك لَحِقَ به وأَلْحَقَ لَحاقاً بالفتح أي أدركه قال ابن بري شاهده لأبي دواد فأَلْحَقَهُ وهو سَاطٍ بها كما تُلْحِقُ القوسُ سَهْمَ الغَرَبْ واللَّحاقُ مصدر لَحِقَ يَلْحَقُ لَحاقاً وفي القنوت إن عذابك بالكافرين مُلْحِقٌ بمعنى لاحِق ومنهم من يقول إن عذابك بالكافرين مُلْحَقٌ قال الجوهري والفتح أَيضاً صواب قال ابن الأَثير الرواية بكسر الحاء أَي من نزل به عذابُك أَلْحَقَهُ بالكفار وقيل هو بمعنى لاحق لغة في لَحِقَ يقال لَحِقْتُه وأَلْحَقْته بمعنىً كتَبعتْه وأَتْبَعْته ويروي بفتح الحاء على المفعول أي إن عذابك مُلْحَقٌ بالكفار ويصابون به وفي دعاء زيارة القبور وإنا إن شاء الله بكم لاحِقُونَ قيل معناه إذا شاء الله وقيل إن شرطية والمعنى لاحقُونَ بكم في الموافاة على الإيمان وقيل هو على التَّبَرّي والتفويض كقوله تعالى لتدْخُلُنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين وقيل هو على التأَدب كقوله تعالى ولا تقولَنَّ لشي إني فاعل ذلك غداً إلا أَن يشاء الله وأَلْحَقَ فلانٌ فلاناً وألْحَقَهُ به كلاهما جعله مُلْحَقَهُ وتَلاحَقَ القوم أَدرك بعضهم بعضاً وتلاحَقَت الرِّكاب والمَطايا أَي لَحِقَ بعضُها بعضاً وأَنشد أقولُ وقد تَلاحَقَت المَطايا كَفاك القَوْل إن عَلَيكَ عَيْنا كفاك القول أَي ارْفُقْ وأَمسك عن القول ولَحِقْتُه وأَلْحَقْتُه بمعنى واحد الأَزهري واللَّحَقُ ما يُلْحَقُ بالكتاب بعد الفراغ منه فتُلْحِق به ما سقط عنه ويجمع أَلْحاقاً وإن خْقّف فقيل لَحْق كان جائزاً الجوهري اللّحَقُ بالتحريك شيء يُلْحَقُ بالأول وقوس لُحُقٌ ومِلْحاق سريعة السهم لا تريد شيئاً إلا لَحِقتْه وناقة مِلْحَاق تَلْحَقُ الإبل فلا تكاد الإبل تفوتها في السير قال رؤبة فهي ضَروُحُ الرَّكْض مِلْحاق اللَّحق واللَّحَقُ كل شيء لَحِقَ شيئاً أَو لُحِقَ به من الحيوان والنبات وحمل النخل وقيل اللَّحَقُ في النَّخل أَن تُرْطب وتُتَمّر ثم يخرج في بطنه شيء يكون أَخضر قلما يُرْطب حتى يدركه الشتاء فيُسْقطه المطر وقد يكون نحو ذلك في الكَرْم يسمى لَحَقَاً وقد قال الطرماح في مثل ذلك يصف نخلة أَثْلَعت بعد يَنْع ما كان خرج منها في وقته فقال أَلْحَقَتْ ما اسْتَلْعَبَتْ بالذي قد أَنى إذْ حانَ حينُ الصِّرام أَي أَلحقت طَلْعاً غَريضاً كأَنها لعبت به إذ أَطلعته في غير حينه وذلك أن النخلة إنما تُطْلِعُ في الربيع فإذا أَخرجت في آخر الصيف ما لا يكون له يَنْعٌ فكأَنها غير جادّة فيما أَطْلَعَتْ واللَّحَق أَيضاً من الثمر الذي يأْتي بعد الأَول وكل ثمرة تجيء بعد ثمرة فهي لَحَقٌ والجمع أَلْحاق حكاه أَبو حنيفة وقد أَلْحَقَ الشجر واللَّحَقُ أَيضاً من الناس كذلك قوم يَلْحَقُون بقوم بعد مضيهم قال يُغْنِيكَ عن بُصْرى وعن أَبوابها وعن حِصارِ الرّومِ واغْتِرابها ولَحَقٍ يَلْحَق من أَعرابها تحت لِواء الموت أَو عُقَابِها قال الأَزهري يجوز أَن يكون اللَّحَقُ مصدراً لِلَحِقَ ويجوز أَن يكون جمعاً للاحِقٍ كما يقال خادم وخَدَم وعاش وعسَسَ ولَحَقُ الغنم أَولادها التي كادت تَلْحَقُ بها واللَّحَقُ الشيء الزائد قال ابن عيينة كأَنَّهُ بين أَسْطُرٍ لَحَقُ والجمع كالجمع واللَّحقُ الزرع العِذْي وهو ما سقته السماء وجمعه الأَلحاقُ الكسائي يقال زرعوا الأَلْحاقَ والواحد لَحَقٌ وذلك أَن الوادي يَنْضُب فيُلْقي البَذْر في كل موضع نضَبَ عنه الماء فيقال اسْتَلْحَقُوا إذا زرعوا وقال ابن الأَعرابي اللَّحَقُ أَن يزرع القوم في جانب الوادي يقال قد زرعوا الأَلْحاقَ ولَحِق لُحُوقاً أَي ضَمُر الأَزهري فرس لاحقُ الأَيْطَلِ من خيل لُحْق الأَياطل إذا ضُمّرت وفي قصيد كعب تَخْدي على يَسَراتٍ وهي لاحقةٌ ذوابلٌ وقْعُهُنَّ الأَرْضَ تَحليلُ اللاحِقةُ الضامرة والمُلْحَقُ الدَّعِيّ المُلْصَق واسْتَلْحَقَه أَي ادعاه الأَزهري عن الليث اللَّحَقُ الدعيّ المُوصَل بغير أَبيه قال الأَزهري سمعت بعضهم يقول له المُلْحَق وفي حديث عمرو بن شعيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أَن كل مُسْتَلْحَق اسْتُلْحِقَ بعد أَبيه الذي يُدْعى له فقد لَحِق بمن اسْتَلْحَقه قال ابن الأَثير قال الخطابي هذه أحكام وقعت في أَول زمان الشريعة وذلك أَنه كان لأَهل الجاهلية إماء بغايا وكان سادتهن يُلِمُّونَ بهن فإذا جاءت إحداهن بولد ربما ادّعاه السيد والزاني فأَلحقه النبي صلى الله عليه وسلم بالسيد لأن الأَمة فراش كالحرَّة فإن مات السيد ولم يَسْتَلْحِقُهُ ثم اسْتَلْحَقَهُ ورثته بعده لَحِق بأَبيه وفي ميراثه خلاف ولاحِقٌ اسم فرس معروف من خيل العرب قال النابغة فيهم بنات الأَعْوَجِيّ ولاحِقٍ وُرْقاً مَراكِلُها من المِضْمارِ وفي الصحاح ولاحِق اسم فرس كان لمعاوية بن أَبي سفيان

لخق
اللُّخْقُوقُ شق في الأَرض كالوِجارِ وفي الحديث أَن رجلاً كان واقفاً مع النبي صلى الله عليه وسلم فوَقَصَت به ناقته في أَخاقيقِ جِرْذانٍ قال الأصمعي إنما هو لَخاقيق واحدها لُخْقُوق وهي شقوق في الأَرض وقال بعضهم في قوله في لَخاقيق جِرْذانٍ أصلها الأَخاقِيقُ قال ابن بري الأَخاقِيقُ جمع أَخْقاقٍ وأَخْقاق جمع خَقٍّ والخَقّ الشق في الأَرض يقال خَقَّ في الأَرض وخَدّ وقيل اللُّخْقُوق الوادي أبو عمرو اللَّخْقُ الشق في الأَرض وجمعه لُخُوق وأَلْخاق وقال الأَصمعي هي اللَّخاقيقُ الشقوق في الأَرض واحدها لُخْقوق وقال ابن شميل اللُّخْقُوق مَسيل الماء له أجَراف وحُفَر والماء يجري فيَحْفِرُ الأَرض كهيئة النهر حتى ترى له أَجرافاً وجمعه اللَّخَاقيق وقيل شِقَابُ الجبل لَخَاقيق أَيضاً ولَخَاقِيقُ الفرج ما انْزَوَى من قعره قال اللعين المِنْقَرِيّ كَبْسَاء خَرْقاء مِتْآم إذا وقَعَتْ في مَهْبَلٍ أَدرَكَتْ داء اللَّخَاقيق

لزق
لَزِقَ الشيءُ بالشيء يَلْزَقُ لُزوقاً كَلَصِقَ والتزَقَ التِزاقاً وقد لَصِق ولَزِق ولَسِق وأَلْزَقَهُ كأَلْصَقه وأَلْزقَهُ به غيرهُ ولازَقَهُ كلاصقه وهذا لِزْق هذا ولَزِيقُه وبِلِزْقِه أي لصيقه وقيل أَي بجانبه والأُنثى لَزِقَةٌ ولَزِيقَةٌ واللَّزَقُ هو الذي يُلْزِقُ الرِّئة بالجنب ويقال هذه الدار لَزيقةُ هذه وهذه بلِزْقِ هذه وأُذن لَزْقاءُ التَزَقَ طرفها بالرأس واللَّزَقُ كاللَوَى واللَّزَاقُ الجماع عن ابن الأَعرابي وأنشد دَلْو فَرَتْها لك من عَنَاقِ لَمَّا رأَتْ أَنك بئس السّاقي ولَسْتَ بالمَحْمودِ في اللِّزاقِ وفي التهذيب وجَرَّبت ضَعْفك في اللَّزاقِ أَي في مجامعته إياها قال والعرب تكني باللِّزاقِ عن الجماع واللَّزُوق واللاَّزوق دواء للجرح يلزمه حتى يبرأ قال أَبو منصور ويقال له اللَّصُوق واللَّزُوق والمُلَزَّقُ الشيء ليس بالمحكم واللُّزَّيْقَى نبتة تنبت بعد المطر بليلتين تَلْزَقُ بالطين الذي في أُصول الحجارة وهي خضراء كالعَرْمَض وأَتتنا لُزَق من الناس أَي أَخلاط

لسق
اللَّسَقُ مثل اللَّصَق لزوق الرِّئة بالجنب من العطش يقال لَسِق البعير ولَصِقَ منه قول رؤبة وَبَلٌ بَرْدُ الماء أَعضَادَ اللَّسَقْ قال ابن بري وقبله حتى إذا أَكْرَعْنَ في الحَوْم المَهَقْ وبعده وَسْوَس يَدْعو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ والحَوْم الماء الكثير والمَهَقُ الأبيض واللَّسُوق دواء كاللَّزُوق الأَزهري اللَّسَقُ عند العرب هو الظمأُ سمي لَسَقاً للزوق الرِّئة بالجنب وأَصله اللَّزَقُ ابن سيده لَسِقَ لغة في لَصِقَ لَسِقَ به ولَصِقَ به والتَسَقَ به والْتَزقَ به وألْسَقه به غيرهُ وأَلصقه وفلان لِسْقي ولِصْقي وبِلِسِقْي وبِلِصْقِي ولَسِيقي ولَصِيقي أَي بجنبي

لصق
لَصِقَ به يَلْصَق لُصُوقاً وهي لغة تميم وقيس تقول لَسق بالسين وربيعة تقول لَزَق وهي أَقبحها إلا في أَشياء نصفها في حدودها والتَصَقَ وأَلْصَقَ غيره وفي لِصْقُه ولَصِيقُه واللَّصُوق دواء يلصق بالجرح وقد قاله الشافعي ويقال أَلْصَقَ فلان بِعُرْقوب بعيره إذا عقره وربما قالوا أَلْصَقَ بساق بعيره وقيل لبعض العرب كيف أنت عند القِرَى ؟ فقال أُلْصِق والله بالنَّاب الفانية والبَكْر والضَّرْع قال الراعي فقلتُ له أَلْصِقْ بأيْبَس ساقِها فإن نُحِرَ العُرْقُوبُ لا يَرقأ النَّسَا
( * قوله « فان نحر » كذا بالأصل وفي الأساس فان يجبر )
أَراد أَلْصِق السيف بساقها واعقِرْها وهذا ذكره ابن الأَثير في النهاية عن قيس بن عاصم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف أَنت عند القِرَى ؟ قال أُلْصِقُ بالناب الفانية والضَّرْع الصغير الضعيف أراد أَنه يُلْصِقُ بها السيف فيعرقبها للضيافة والمُلْصَقُ الدعيّ وفي حديث حاطب إني كنت امرأً مُلْصَقاً في قريش المُلْصَقُ هو الرجل المقيم في الحي وليس منهم بنسب ويقال اشتر لي لحماً وأَلْصِقْ بالماعز أَي اجعل اعتمادك عليها قال ابن مقبل وتُلْصِقُ بالكُومِ الجِلادِ وقد رَغَتْ أَجِنَّتُها ولم تُنَضِّح لها حَمْلا وحرف الإلصاق الباء سماها النحويون بذلك لأَنها تُلْصِقُ ما قبلها بما بعدها كقولك مررت بزيد قال ابن جني إذا قلت أمسكت زيداً فقد يمكن أن تكون باشرته نفسه وقد يمكن أن تكون منعته من التصرف من غير مباشرة له فإذا قلت أَمسكت بزيد فقد أَعلمتَ أنك باشرته وأَلْصَقْت محلّ قدرك أو ما اتصل بمحل قدرك به فقد صح إذاً معنى الإلْصَاق والملصقة من النساء الضيقة واللُّصَيْقَى مخففة الصاد عُشْبة عن كراع لم يُحَلِّها

لعق
لَعِقَ الشيءَ يَلْعَقُه لعْقاً لحسه واللَّعْقةُ بالفتح المرَّة الواحدة تقول لَعِقْتُ لَعْقَةً واحدة وفي الحديث كان يأكل بثلاث أصابع فإذا فرغ لعِقَها وأَمر بلَعْق الأَصابع والصَّحفْة أَي لَطْع ما عليها من أَثر الطعام وقد لَعِقَه يَلْعَقهُ لعْقاً واللُّعقةُ ما لُعِقَ يطَّرد على هذا الباب واللَّعْقَة الشيء القليل منه وأَلْعَقَه إياه ولَعَقه عن السيرافي يقال قد أَلْعَقُتُه من الطعام ما يَلْعَقُه إلْعَاقاً واللَّعُوق اسم ما يُلْعَقُ وقيل اسم لكل طعام يُلْعَقُ من دواء أو عسل والمِلْعَقَةُ ما لُعِقَ به واحدة المَلاعق واللُّعْقةُ بالضم اسم ما تأخذه المِلْعَقةُ واللُّعاقُ ما بقي في فيك من طعام لَعِقْتَهُ وفي الحديث إن للشيطان لَعُوقاً ودِسَاماً اللَّعُوق اسم لِما يَلْعَقُه وقيل اللَّعُوق اسم لم يُلْعَق أَي يؤكل بالمِلْعَقَة ورجل وَعْقة لَعْقة وعْقَة نكد لئيم الخلق ولَعْقة إتباع واللَّعْوقةُ سرعة الإنسان فيما أَخذ فيه من عمل في خفةٍ ونَزَقٍ واللَّعْوق المَسْلوسُ العقل ولَعِقَ فلان إصبعه أي مات وهو كناية ويقال في الأرض لَعْقة من ربيع ليس إلا في الرُّطْب يَلْعَقُها المال لَعْقاً ورجل وَعِقٌ لَعِقٌ أي حريص وهو إتباع له

لعمق
اللَّعْمَقُ الماضي الجَلْد

لفق
لَفَقْت الثوب أَلْفِقُه لَفْقاً وهو أَن تضم شقة إلى أُخرى فتخيطهما ولَفَق الشقتين يلِفقُهما لُفقاً ولفَّقَهما ضَمّ إحداهما إلى الأُخرى فخاطهما والتَّلْفيقُ أعم وهما ما دامتا مَلْفُوقتين لِفَاق وتِلْفَاق وكلتاهما لِفْقَانِ ما دامتا مضمومتين فإذا تباينتا بعد التَّلْفِيق قبل الخياطة وقيل اللِّفاقُ جماعة اللِّفق وأَنشد ويا رُبَّ ناعيةٍ مِنهُمُ تشدّ اللِّفَاقَ عليها إزارَا أَي من عظم عجيزتها تحتاج إلى أن تَلْفِقَ إزاراً إلى إزار واللِّفْقُ بكسر اللام أحد لِفْقَي المُلاءة وتلافَق القوم تلاءَمت أمورهم وأَحاديث مُلَفَّقَة أَي أكاذيب مُزَخْرفة المؤَرج ويقال للرجلين لا يفترقان هما لِفْقان وفي نوادر الأعراب تأَفَّقت بكذا وتَلَفَّقْتُ أَي لحقته شمر في حديث لقمان صَفَّاق أَفَّاق قال رواه بعضهم لَفَّاق قال واللَّفَّاق الذي لا يدرك ما يطلب تقول لَفَقَ فلان ولَفَّقَ أي طلب أمراً فلم يدركه ويفعل ذلك الصقر إذا كان على يدي رجل فاشتهى أن يرسله على الطير ضرب بجناحيه فإذا أَرسله فسبقه الطير فلم يدركه فقد لَفَقَ والديك الصَّفَّاق الذي يضرب بجناحيه إذا صَفَّق

لقق
لقَقْتُ عينه أَلُقُّها لَقّاً وهو الضرب بالكف خاصة ولَقَّ عينه ضربها بيده واللقَقَةُ الضاربون عيون الناس براحاتهم واللَّقّ كل أرضٍ ضيقة مستطيلة ابن الأَعرابي اللقلقةُ الحُفَرُ
( * قوله « اللقلقة الحفر إلخ » هكذا في الأصل وبهامشه يدل اللقلقة اللققة وكذا في القاموس ) المضيّقة الرؤوس واللَّقّ الأَرض المرتفعة ومنه كتاب عبد الملك إلى الحجاج لا تَدَعْ خَقّاً ولا لَقّاً إلاّ زرعته حكاه الهروي في الغريبين والخَقّ واللَّق ( ) ( قوله « والخق واللق إلخ » كذا بالأصل وعبارة النهاية هنا وفي مادة خفق الخق الجحر واللق بالفتح الصدع والشق بالفتح الصدع في الأرض والشقّ واللَّقّ الغامض من الأَرض وفي الحديث عن يوسف أَنه زرع كل خَقٍّ ولَقّ اللَّقّ الأرض المرتفعة واللَّقّ المسك حكاها الفارسي عن أَبي زيد ولَقْلَقَ الشيءَ حركه وتَلَقْلَقَ تَقَلْقَلَ مقلوب منه ورجل مُلَقْلَق حادّ لا يَقِرُّ في مكان واللَّقلاق واللَّقلَقة شدة الصوت في حركة واضطراب والقَلْقَلة شدة اضطراب الشيء وهو يَتَقَلْقَلُ ويتَلَقْلَقُ وأَنشد إِذا مَشَتْ فيه السيِّاطُ المُشَّقُ شِبْهَ الأَفاعي خيفةً تُلَقْلِقُ قال أَبو عبيد قَلْقَلْت الشيء ولَقْلَقْته بمعنى واحد ولَقْلَقْت الشيء إِذا قَلْقَلْته واللَّقْلَقة شدة الصوت ومنه حديث عمر رضي الله عنه ما لم يكن نَقْع ولا لَقلَقة يعني بالنَّقْع أَصوات الخدود إِذا ضُربت وقد تقدم وقيل اللَّقْلقةُ الجلبة كأَنها حكاية الأَصوات إِذا كثرت فكأَنه أَراد الصياح والجبلة عند الموت وقيل اللَّقْلقةُ تقطيع الصوت وهو الوَلْوَلَةُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد إذا هُنَّ ذُكِّرن الحياء من التُّقى وثَبْنَ مْرِنَّاتٍ لهُنَّ لَقَالِقُ وقيل اللَّقْلقةُ واللَّقْلاق الصوت والجلبة قال الراجز إني إذا ما زَبَّبَ الأَشْداقُ وكَثُرَ اللَّجْلاج واللَّقْلاقُ ثَبْتُ الجَنانِ مِرْجمٌ وَدَّاق وقال شمر اللَّقْلَقة إعجال الإنسان لسانه حتى لا ينطبق على أَوفاز ولا يثبت وكذلك النظر إذا كان سريعاً دائباً وطرف مُلَقْلَق أَي حديد لا يَقِرّ بمكانه قال امرؤ القيس وجَلاَّها بطَرْفٍ مُلَقْلَق أي سريع لا يَفْتُر ذكاء والحية تُلَقْلِقُ إذا أَدامت تحريك لَحْييها وإخراج لسانها وأنشد مثل الأَفاعي خيفةً تُلَقْلِقُ وفي الحديث أنه قال لأبي ذر ما لي أراك لَقّاً بَقّاً ؟ كيف بك إذا أخرجوك من المدينة الأزهري اللَّقّ الكثير الكلام لَقْلاقٌ بَقْباق وكان في أبي ذر شدة على الأمراء وإغلاظ في القول وكان عثمان يُبلغ عنه يقال رجل لَقَّاق بَقّاق ويروى لَقًى بالتخفيف وهو مذكور في بابه واللَّقْلَقُ اللسان وفي الحديث مَنْ وُقِيَ شَرَّ لَقْلَقِه وقَبْقَبه وذَبْذَبه فقد وُقِيَ وفي رواية دخل الجنة لَقْلَقُه اللسان وقَبْقَبه البطن وذَبْذَبُه الفرج وفي لسانه لَقْلَقة أَي حُبْسة واللَّقْلَقُ واللَّقْلاق طائر أَعجمي طويل العنق يأْكل الحيات والجمع اللَّقَالِقُ وصوته اللَّقْلَقَةُ وكذلك كل صوت في حركة واضطراب

لمق
اللَّمَقُ لَمَقُ الطريق ولَمَقُ الطريق نهجه ووسطه لغة في لَقَمِه وهو قلب لَقَم قال رؤبة ساوى بأَيديهنَّ من قَصْد اللَّمَقْ اللحياني خَلّ عن لَمَق الطريق ولَقَمِه ولَمَقَ عينه يَلْمُقها لَمْقاً رماها فأَصابها وقيل هو ضربها بالكف متوسطة خاصة كاللَّق وعم به بعضهم العين وغيرها واللَّمْقُ اللَّطْم يقال لَمَقَهُ لَمْقاً ابن الأَعرابي اللُّمْق جمع لامق وهو الذي يبدأ في شره بصَفْق الحَدَقة يقال لَمَقَ عينه إذا عَوَّرها واللَّمْقُ المَحْو ولَمَقَ الشيءَ يَلْمُقه لَمْقاً كتبه ومحاه وهو من الأضداد وقال أبو زيد لَمَقَ الشيءَ كتبه في لغة بني عقيل وسائر قيس يقولون لَمَقَه محاه وفي كلام بعض فصحاء العرب يذكر مصدِّقاً لهم فقال لَمَقَه بعدما نَمَقه أي محاه بعدما كتبه أبو زيد نَمَقْته أَنْمُقُه نَمْقاً ولَمَقْتُه أَلْمُقه لَمْقاً كتبته واللَّماق اليسير من الطعام والشراب واللَّماقُ يصلح في الأكل والشرب قال نَهْشلُ بن حَرِّيٍّ كبَرْقٍ لاحَ يُعْجِبُ مَنْ رآه ولا يَشْفِي الحَوائم من لَمَاقِ وخص بعضهم به الجحد يقولون ما عنده لَمَاقٌ وما ذقت لَمَاقاً ولا لَمَاجاً أي شيئاً قال أبو العميثل ما تَلَمَّقَ بشيء أَي ما تَلَمَّج وما بالأَرض لعمَاق أي مَرْتع واليَلْمَق القَباءُ المحشو وهو بالفارسية يَلْمَهْ ولَمَقُتُه ببصري مثل رَمَقُتُه

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88