كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

رهدن
الرَّهْدَنُ الرجل الجَبانُ شبِّه بالطائر ابن سيده الرَّهْدَنُ والرَّهْدَنةُ والرُّهْدُونُ كالرَّهْدَلِ الذي هو الطائر وقد تقدم والرَّهادِنُ طير بمكة أَمثال العصافير الواحد رَهْدَنٌ الأَصمعي وغيره الرَّهادِنُ والرَّهادِلُ واحدها رَهْدَنَةُ ورَهْدَلَةُ وهو طائر شبيه بالقُبَّرة إلا أَنه ليست له قُنْزُعة وفي الصحاح طائر يشبه الحُمَّر إلا أَنه أَدْبَسُ وهو أَكبر من الحُمَّر وقال تَذَرَّيْننا بالقولِ حتى كأَنه تَذَرِّيَ وِلْدَانٍ يَصِدْنَ رَهادنا والرَّهْدَنُ الأَحمق كالرَّهْدَلِ قال قُلْتُ لها إياكِ أَن تَوَكَّنِي عنديَ في الجلْسةِ أَوْ تَلَبَّنِي عليكِ ما عشتِ بذاكَ الرَّهْدَنِ قال ابن بري الرَّهْدَنُ الأَحمق والرَّهْدَنُ العصفور الصغير أَيضاً وقد تبدل النون لاماً فيقال الرَّهْدَلُ كما قالوا طَبَرْزَن وطَبَرْزَلٌ وطَبَرْزَذ وجمعُ الرَّهْدَنِ الأَحمقِ الرَّهَادِنَةُ مثل الفَراعِنة والرُّهْدُونُ الكذاب والرَّهْدَنَة الإِبْطاء وقد رَهْدَنَ وروي عن ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده لرجل في تَيْس اشتراه من رجل يقال له سَكَن رأَيتُ تَيْساً راقَنِي لسَكَنِ مُخَرْفَجَ الغِذَاءِ غيرَ مُجْحَنِ أَهْدَبَ مَعْقُودَ القَرَا خُبَعْثِنِ فقُلْتُ بِعنيه فقال أَعْطِني فقُلْتُ نَقْدِي ناسئٌ فأَضْمَنِ فنَدَّ حتى قُلْتُ ما إِن يَنْثَنِي فجئتُ بالنَّقْدِ ولم أُرَهْدِنِ أَي لم أُبْطِئْ ولم أَحْتَبِس به التهذيب والأَزْدُ تُرَهْدِنُ في مشْيتها كأَنها تستدير

رون
الرُّونُ الشِّدَّة وجمعها رُوُون والرُّونَة الشِّدَّة ابن سيده رُونة الشيء شِدَّته ومُعْظَمُه وأَنشد ابن بري إن يُسْرِ عَنْكَ اللهُ رُونَتَها فعَظِيمُ كلّ مُصيبةٍ جَلَلُ وكشف الله عنك رُونَة هذا الأَمر أَي شدَّته وغُمَّته ويقال رُونَةُ الشيء غايته في حر أَو برد أَو غيره من حزن أَو حرب وشبهه ومنه يومٌ أَرْوَنانٌ
( * قوله « أرونان » يجوز إضافة اليوم إليه أيضاً كما في القاموس وسيشير إليه المؤلف فيما بعد ) ويقال منه أُخذتِ الرُّنَةُ اسم لجمادى الآخرة لشدة برده والرَّوْن الصياح والجَلَبة يقال منه يومٌ ذو أَرْوَنان وزَجَلٍ قال الشاعر فهي تُغَنِّيني بأَرْوَنانِ أَي بصياحٍ وجلبة والرَّوْن أَيضاً أَقصى المَشارَةِ وأَنشد يونس والنَّقْبُ مِفْتَحُ مائها والرَّوْن ويومٌ أَرْوَنانٌ وأَرْوَنانيٌّ شديد الحر والغم وفي المحكم بلغ الغاية في فرح أَو حزن أَو حر وقيل هو الشديد في كل شيءٍ من حر أَو برد أَو جلبة أَو صياح قال النابغة الجَعْديّ فظَلَّ لنِسوَةِ النُّعمانِ منا على سَفَوانَ يومٌ أَرْوَنانُ قال ابن سيده هكذا أَنشده سيبويه والرواية المعروفة يومٌ أَرْوناني لأَنَّ القوافي مجرورة وبعده فأَرْدَفْنا حَليلتَه وجِئْنا بما قد كان جَمَّعَ من هِجانِ وقد تقدم أَنَّ أَرْوَناناً أَفْوَعَالٌ من الرَّنين التهذيب أَراد أَرْوَنانيّ بتشديد ياء النسبة كما قال الآخر لم يَبْقَ من سُنَّة الفارُوق تعرفه إلاَّ الدُّنَيْنيُّ وإلاَّ الدِّرَّةُ الخَلَقُ
( * قوله « الدنيني » كذا بالأصل ) قال الجوهري إنما كسر النون على أَن أَصله أَرْونانيّ على النعت فحذفت ياء النسبة قال الشاعر ولم يَجِبْ ولم يَكَعْ ولم يَغِبْ عن كلِّ يومٍ أَرْوَنانيّ عَصِبْ وأَما قول الشاعر حَرَّقَها وارِسُ عُنْظُوانِ فاليومُ منها يومُ أَرْوَنانِ فيحتمل الإضافة إلى صفته ويحتمل ما ذكرنا وليلة أَرْوَنانة وأَرْوَنانيَّة شديدة الحر والغم وحكى ثعلب رَانَتْ ليلَتَنا اشتدَّ حرها وغمها قال ابن سيده وإنما حملناه على أَفَْعَلان كما ذهب إليه سيبويه دون أَن يكون أَفْوَعالاً من الرَّنَّةِ التي هي الصوت أَو فَعْوَلاناً من الأَرَنِ الذي هو النَّشَاط لأَن أَفْوَعالاً عَدَمٌ وإِنَّ فَعْوَلاناً قليل لأَن مثل جَحْوَش لا يلحقه مثل هذه الزيادة فلما عدم الأَول وقلَّ هذا الثاني وصحَّ الاشتقاق حملناه على أَفْعَلان التهذيب عن شمر قال يومٌ أَرْوَنان إذا كان ناعماً وأَنشد فيه بيتاً للنابغة الجعدي هذا ويومٌ لنا قَصِيرٌ جَمُّ المَلاهِي أَرْوَنانُ صوابه جمٌّ ملاهيه قال وهذا من الأَضداد فهذا البيت في الفرح وكان أَبو الهيثم ينكر أَن يكون الأَرْوَنان في غير معنى الغم والشدَّة وأَنكر البيت الذي احتج به شمر وقال ابن الأَعرابي يومٌ أَرْوَنانٌ مأْخوذ من الرَّوْنِ وهو الشدة وجمعه رُوُون وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم طُبَّ أَي سُحِرَ ودُفِنَ سِحْرُه في بئر ذي أَرْوانَ قال الأَصمعي هي بئر معروفة قال وبعضهم يخطئ فيقول ذَرْوَانَ والأَرْوَنانُ الصوت وقال بها حاضِرٌ من غيرِ جِنٍّ يَرُوعُه ولا أَنَسٍ ذُو أَرْونانٍ وذُو زَجَلْ ويومٌ أَرْوَنان وليلة أَرْوَنانة شديدة صعبة وأَرْوَنان مشتق من الرَّون وهو الشدة ورَانَ الأَمْرُ رَوْناً أَي اشتد

رين
الرَّيْنُ الطَّبَعُ والدَّنَسُ والرَّيْن الصَّدأُ الذي يعلو السيفَ والمِرآة ورَانَ الثوبُ رَيْناً تَطَبَّعَ والرَّيْنُ كالصَّدَإ يَغْشى القلب ورَانَ الذَّنْبُ على قلبه يَرِينُ رَيْناً ورُيُوناً غلب عليه وغطاه وفي التنزيل العزيز كلا بل رَانَ على قلوبهم ما كانوا يكسبون أَي غَلَبَ وطَبَعَ وخَتَم وقال الحسن هو الذَّنْب على الذنب حتى يسوادَّ القلب قال الطِّرِمَّاحُ مخافَةَ أَن يَرِينَ النَّوْمُ فيهم بسُكْرِ سِناتِهم كلَّ الرُّيونِ ورِينَ على قلبه غُطِّي وكل ما غطى شيئاً فقد رانَ عليه ورانَتْ عليه الخمر غلبته وغشيته وكذلك النُّعاس والهم وهو مَثَل بذلك وقيل كل غلبة رَيْنٌ وقال الفراء في الآية كثرت المعاصي منهم والذنوب فأَحاطت بقلوبهم فذلك الرَّيْن عليها وجاء في الحديث أَن عمر رضي الله عنه قال في أُسَيْفِع جُهَينة لما ركبه الدَّيْن قد رِينَ به يقول قد أَحاط بماله الدين وعلته الديون وفي رواية أَن عمر خطب فقال أَلا إن الأُسََيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَينة قد رضي من دينه وأَمانته بأَن يقال سَبَقَ الحاجّ فادَّانَ مُعْرِضاً وأَصْبَحَ قد رِينَ به قال أَبو زيد يقال رِينَ بالرجل رَيْناً إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه ولا قِبَل له به وقيل رِينَ به انقُطِعَ به وقوله فادَّان مُعْرِضاً أَي استدان مُعْرِضاً عن الأَداء وقيل استدان مُعْتَرِضاً لكل من يُقْرِضه وأَصل الرَّيْن الطَّبْعُ والتغطية وفي حديث علي عليه السلام لَتَعْلَمُ أَيُّنا المَرِينُ على قلبه والمُغَطَّى على بصره المَرِينُ المفعول به الرَّيْنُ والرَّيْنُ سوادا لقلب وجمعه رِيانٌ وروى أَبو هريرة أَن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله تعالى كلا بل رانَ على قلوبهم قال هو العبد يذنب الذنب فَتُنْكَتُ في قلبه نُكَتْةٌ سوداءُ فإن تاب منها صُقِلَ قلبه وإن عاد نُكِتت أُخرى حتى يسودّ القلب فذلك الرَّيْنُ وقال أَبو معاذ النحوي الرَّيْن أَن يسودّ القلب من الذنوب والطَّبَع أَن يُطْبَع على القلب وهو أَشد من الرَّيْن قال وهو الختم قال والإِقْفال أَشد من الطَّبْع وهو أَن يُقْفَل على القلب وقال الزجاج رانَ بمعنى غَطَّى على قلوبهم يقال رَانَ على قلبه الذنبُ إذا غُشِيَ على قلبه وفي حديث مجاهد في قوله تعالى وأَحاطت به خطيئتُه قال هو الرَّانُ والرَّيْنُ سواء كالذَّامِ والذَّيْمِ ولعابِ والعَيْبِ قال أَبو عبيد كل ما غلبك وعَلاك فقد رانَ بك ورانك ورانَ عليك وأَنشد لأَبي زُبَيْدٍ يصف سكرانَ غلبت عليه الخمر ثم لما رآه رانَتْ به الخم رُ وأَن لا تَرِينَه باتِّقاءِ قال رانت به الخمر أَي غلبت على قلبه وعقله ورانتِ الخمرُ عليه غلبته والرَّيْنَة الخمرة وجمعها رَيْناتٌ ورانَ النُّعاسُ في العين ورانت نَفْسُه غَثَتْ ورِينَ به ماتَ ورِينَ به رَيْناً وقع في غم وقيل رِينَ به انْقُطِع به وهونحو ذلك أَنشد ابن الأَعرابي ضَحَّيْتُ حتى أَظْهَرَتْ ورِينَ بي ورِينَ بالسَّاقي الذي كان مَعِي ورانَ عليه الموتُ ورانَ به ذهب وأَرانَ القومُ فهم مُرِينُون هلكت مواشيهم وهُزِلَتْ وفي المحكم أَو هُزِلَتْ وهم مُرِينُون قال أَبو عبيد وهذا من الأَمر الذي أَتاهم مما يغلبهم فلا يستطيعون احتماله ورانَتْ نَفْسُه تَرِين رَيْناً أَي خَبُثَتْ وغَثَت وفي الحديث إن الصُّيَّام يدخلون الجنة من باب الرَّيَّان قال الحَرْبي إن كان هذا اسماً للباب وإلا فهو من الرَّواء وهو الماء الذي يُرْوِي فهو رَيَّان وامرأَة رَيَّا فالرَّيَّان فَعْلان من الرَّيّ والأَلف والنون زائدتان مثلهما في عطشان فيكون من باب رَيّا لا رين والمعنى أَن الصُّيَّام بتعطيشهم أَنفسهم في الدنيا يدخلون من باب الريان ليأْمنوا من العطش قبل تمكنهم من الجنة

زأن
الزُّؤَانُ حب يكون في الطعام واحدته زُؤَانة وقد زُئِن والزُّؤان أَيضاً رديء الطعام وغيره والزُّؤان الذي يُخالط البُرَّ وهي حبة تُسْكِرُ وهي الدَّنْقة أَيضاً وفيه أربع لغات زُؤَان وزُوان بغير همز وزِئان وزِوان بالكسر فيهما وحكى ثعلب كلب زِئْنِيّ بالهمز قصير ولا تقل صِينيّ وذو يَزَنَ ملك من مُلوك حِمْير أَصله يَزْأَنُ من لفظ الزُّؤان قال ولا يجب صرفه للزيادة في أَوَّله والتعريف ورُمْح يَزَنِيّ وأَزَنِيّ ويَزْأَنِيّ وأَزْأَنِيّ وأَيْزَنِيّ على القلب وآزَنِيّ على القلب أَيضاً

زبن
الزَّبْنُ الدَّفْع وزَبَنَتِ الناقة إذا ضربت بثَفِناتِ رجليها عند الحلب فالزَّبْنُ بالثَّفِنات والركض بالرجْل والخَبْط باليد ابن سيده وغيره الزَّبْنُ دفع الشيء عن الشيء كالناقة تَزْبِنُ ولدها عن ضرعها برجلها وتَزْبِنُ الحالب وزَبَن الشيءَ يَزْبِنُه زَبْناً وزَبَنَ به وزَبَنَت الناقة بثَفناتِها عند الحلب دَفَعَتْ بها وزَبَنَتْ ولدها دفعته عن ضرعها برجلها وناقة زبُون دَفُوع وزُبُنَّتاها رجلاها لأَنها تَزْبِنُ بهما قال طُرَيْحٌ غُبْسٌ خَنابِسُ كلُّهنَّ مُصَدَّرٌ نَهْدُ الزُّبُنَّةِ كالعَرِيشِ شَتِيمُ وناقة زَفُون وزَبُونٌ تضرب حالبها وتدفعه وقيل هي التي إذا دنا منها حالبها زَبَنَتْه برجلها وفي حديث علي عليه السلام كالنَّاب الضَّرُوسِ تَزْبِنُ برجلها أَي تدفع وفي حديث معاوية وربما زَبَنَتْ فكسرت أَنف حالبها ويقال للناقة إذا كان من عادتها أَن تدفع حالبها عن حَلبها زَبُون والحرب تَزْبِنُ الناسَ إذا صدَمتهم وحرب زَبُون تَزْبِنُ الناس أَي تَصْدِمِهُم وتدفعهم على التشبيه بالناقة وقيل معناه أَن بعض أَهلها يدفع بعضها لكثرتهم وإنه لذو زَبُّونة أَي ذو دفع وقيل أَي مانعٌ لجنبه قال سَوَّار بن المُضَرِّب بِذَبِّي الذَّمَّ عن أَحْسابِ قومي وزَبُّوناتِ أَشْوَسَ تَيَّحانِ والزَّبُّونَةُ من الرجال الشديد المانع لما وراء ظهره ورجل فيه زَبُّونة بتشديد الباء أَي كِبْر وتَزابَن القومُ تدافعوا وزابَنَ الرجلَ دافعه قال بمِثْلِي زابَنِي حِلْماً ومَجْداً إذا الْتَقَتِ المَجامعُ للخُطوبِ وحَلَّ زَبْناً من قومه وزِبْناً أَي نَبْذَةً كأَنه اندفع عن مكانهم ولا يكاد يستعمل إلا ظرفاً أَو حالاً والزَّابِنَة الأَكمة التي شَرَعَتْ في الوادي وانعَرَج عنها كأَنها دفعته والزِّبْنِيَةُ كل متمرّد من الجن والإِنس والزِّبْنِيَة الشديد عن السيرافي وكلاهما من الدافع والزَّبانِية الذين يَزْبِنون الناسَ أَي يدفعونهم قال حسان زَبانِيَةٌ حولَ أَبياتهم وخُورٌ لدى الحربِ في المَعْمَعه وقال قتادة الزَّبانِية عند العرب الشُّرَطُ وكله من الدَّفْع وسمي بذلك بعض الملائكة لدفعهم أَهل النار إليها وقوله تعالى فلْيَدْعُ نادِيَه سَنَدْعُو الزَّبانية قال قتادة فليدع ناديه حَيَّه وقومه فسندعو الزبانية قال الزَّبانية في قول العرب الشُّرَط قال الفراء يقول الله عز وجل سندعو الزبانية وهم يعملون بالأَيْدي والأَرجل فهم أَقوى قال الكسائي واحد الزَّبانية زِبْنيٌّ وقال الزجاج الزَّبانية الغلاظ الشداد واحدهم زِبْنية وهم هؤلاء الملائكة الذين قال الله تعالى عليها ملائكة غلاظ شِدادٌ وهم الزَّبانية وروي عن ابن عباس في قوله تعالى سندعو الزَّبانية قال قال أَبو جهل لئن رأَيت محمداً يصلي لأَطَأَنَّ على عنقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو فعله لأَخذته الملائكة عِياناً وقال الأَخفش قال بعضهم واحد الزبانية زَبانيّ وقال بعضهم زابنٌ وقال بعضهم زِبْنِيَة مثل عِفْرية قال والعرب لا تكاد تعرف هذا وتجعله من الجمع الذي لا واحد له مثل أَبابيلَ وعَبادِيد والزِّبِّين الدافع للأَخْبَثَينِ البول والغائط عن ابن الأَعرابي وقيل هو الممسك لهما على كُرْه وفي الحديث خمسة لا تقبل لهم صلاة رجلٌ صلى بقوم وهم له كارهون وامرأَةٌ تبيت وزوجها عليها غضبان والجاريةُ البالغةُ تصلي بغير خِمار والعبدُ الآبق حتى يعود إلى مولاه والزِّبِّينُ قال الزِّبِّين الدافع للأَخبثين وهو بوزن السِّجِّيل وقيل بل هو الزِّبِّين بنونين وقد روي بالوجهين في الحديث والمشهور بالنون وزَبَنْتَ عنا هَدِيَّتك تَزْبِنُها زَبْناً دفعتها وصرفتها قال اللحياني حقيقتها صرفت هديتك ومعروفك عن جيرانك ومعارفك إلى غيرهم وزُباني العقرب قرناها وقيل طرف قرنها وهما زُبانَيانِ كأَنها تدفع بهما والزُّباني كواكبُ من المنازل على شكل زُبانى العقرب غيره والزُّبانَيانِ كوكبان نَيِّرانِ وهما قرنا العقرب ينزلهما القمر ابن كُناسة من كواكب العقرب زُبانَيا العقرب وهما كوكبان متفرّقان أَمام الإِكليل بينهما قِيدُ رُمْح أَكبر من قامة الرجل والإِكْليل ثلاثة كواكب معترضة غير مستطيلة قال أَبو زيد يقال زُباني وزُبانَيانِ وزُبَانيات للنجم وزُبانى العقرب وزُبانَياها وهما قرناها وزُبانَيات وقوله أَنشده ابن الأَعرابي فِداك نِكْسٌ لا يَبِض حَجَرُهْ مُخَرَّقُ العِرْضِ حديدٌ مِمْطَرُهْ في ليلِ كانونٍ شَديدٍ خَصَرُهْ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانى قَمَرُهْ يقول هو أَقْلف ليس بمختون إلا ما قَلَّص منه القَمرُ وشبه قلْفته بالزُّباني قال ويقال من ولد والقمر في العقرب فهو نحس قال ثعلب هذا القول يقال عن ابن الأَعرابي وسأَلته عنه فأَبى هذا القول وقال لا ولكنه اللئيم الذي لا يطعم في الشتاء وإذا عَضَّ القمرُ بأَطرافِ الزُّبانَى كان أَشد البرد وأَنشد وليلة إِحْدَى اللَّيالي العُرَّمِ بين الذِّراعَيْنِ وبين المِرْزَمِ تَهُمُّ فيها العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن المُزابنة ورَخَّصَ في العَرايا والمُزابنة بيع الرُّطَب على رؤوس النخل بالتمر كيلاً وكذلك كل ثمر بيع على شجره بثمر كيلاً وأَصله من الزَّبْنِ الذي هو الدفع وإنما نهى عنه لأَن الثمر بالثمر لا يجوز إلا مثلاً بمثل فهذا مجهول لا يعلم أَيهما أَكثر ولأَنه بيع مُجازفة من غير كيل ولا وزن ولأَن البَيِّعَيْن إذا وقفا فيه على الغَبْن أَراد المغبون أَن يفسخ البيع وأَراد الغابن أَن يُمْضيه فتَزابَنا فتدافعا واختصما وإن أَحدهما إذا ندم زَبَنَ صاحبه عما عقد عليه أَي دفعه قال ابن الأَثير كأَنَّ كل واحد من المتبايعين يَزْبِنُ صاحبَه عن حقه بما يزداد منه وإنما نهى عنها لما يقع فيها من الغبن والجهالة وروي عن مالك أَنه قال المُزابنة كل شيء من الجِزافِ الذي لا يعلم كيله ولا عدده ولا وزنه بيع شيء مسمى من الكيل والوزن والعدد وأَخذت زِبْني من الطعام أَي حاجتي ومَقام زَبْنٌ إذا كان ضيقاً لا يستطيع الإنسان أَن يقوم عليه في ضيقه وزَلِقِه قال ومَنْهَلٍ أَوْردَنيهِ لَزْنِ غيرِ نَميرٍ ومَقامٍ زَبْنِ كَفَيْتُه ولم أَكُنْ ذا وَهْنِ وقال مُرَقّش ومنزلِ زَبْنٍ ما أُريد مَبيتَه كأَني به من شِدَّة الرَّوْعِ آنِسُ ابن شُبْرُمَة ما بها زَبِينٌ أَي ليس بها أَحد والزَّبُّونة والزُّبُّونة بفتح الزاي وضمها وشدّ الباء فيهما جميعاً العُنُق عن ابن الأَعرابي قال ويقال خُذْ بقَرْدنِه وبَزَبُّونَتِه أَي بعُنقه وبنو زَبِينَةَ حيّ النسب إليه زَباني على غير قياس حكاه سيبويه كأَنهم أَبدلوا الأَلف مكان الياء في زَبِينِيٍّ والحَزِيمَتانِ والزَّبينتانِ من باهلة ابن عمرو بن ثعلبة وهما حَزِيمةُ وزَبِينَةُ قال أَبو مَعْدان الباهلي جاء الحَزائمُ والزَّبائِنُ دُلْدُلاً لا سابقينَ ولا مع القُطَّانِ فعَجِبْتُ من عَوْفٍ وماذا كُلِّفَتْ وتَجِيءُ عَوْفٌ آخر الرُّكْبانِ قال الجوهري وأَما الزَّبُون للغبيِّ والحَرِيف فليس من كلام أَهل البادية وزَبَّانُ اسم رجل

زتن
الزَّيتون معروف والنون فيه زائدة وهو مثل قَيْعُون من القاع كذلك الزيتون شجر الزيت وهو الدُّهْن وأَرض كثيرة الزيتون على هذا فيعول مادّة على حِيالها والأَكثر فَعْلون من الزيت وهو مذكور في بابه

زحن
زَحَنَ عن مكانه يَزْحَنُ زَحْناً تحرّك وزَحَنه عن مكانه أَزاله عنه قال الأَزهري زَحَنَ وزَحَل واحد والنون مبدلة من اللام ابن دريد الزَّحْنُ الحركة ورجل زُحَنٌ قصير بطين وامرأَة زُحَنة وتَزحَّنَ عن أَمره أَبطأَ ولهم زَحْنة أَي شُغْل ببُطءٍ ورجل زِيْحَنَّةٌ متباطئ عند الحاجة تُطلب إليه وأَنشد إذا ما التَوَى الزِّيحَنَّةُ المُتآزِفُ وزَحَنَ الرجلُ يَزْحَنُ وتزَحَّن تَزَحُّناً وهو بُطؤُه عن أَمره وعمله قال وإذا أَراد رَحيلاً فعَرض له شُغْل فبَطَّأَ به قلت له زَحْنةٌ بعْدُ والتَّزَحُّنُ التَّقَبُّض ابن الأَعرابي الزَّحْنة القافلة بثَقَلِها وتُبَّاعها وحَشَمها والزُّحْنة منعطف الوادي ويقال تزَحَّنَ عن الشيء إذا فعله مع كراهية له

زخن
زَخِنَ الرجلُ زَخَناً تغير وجْهُه من حَزَنٍ أَو مَرَض

زربن
زِرْبِينُ الخابية مَبْزَلها

زرجن
الزَّرَجُون الماء الصافي يَسْتَنقِع في الجبل عربي صحيح والزَّرَجُون بالتحريك الكرْم قال دُكَين بن رجاءٍ وقيل هي لمنظور بن حَبَّة كأَنَّ باليُرَنَّإِ المَعْلولِ ماءَ دَوالي زَرَجُونٍ ميلِ قال الأَصمعي هي فارسية معرّبة أَي لون الذهب وقيل هو صبغ أَحمر قاله الجَرْميُّ وقيل الزَّرَجون قُضْبان الكرم بلغة أَهل الطائف وأَهل الغَوْر قال الشاعر بُدِّلوا من مَنابِتِ الشِّيحِ والإِذْ خرِ تِيناً ويانِعاً زَرَجُوناً
( * قوله « بدلوا من منابت إلخ » قال الصاغاني يعني أنهم هاجروا إلى ريف الشام )
وقال أَبو حنيفة الزَّرَجُون القضيب يغرس من قضبان الكرم وأَنشد إليك أَميرَ المؤمنينَ بَعَثْتُها من الرَّمل تَنْوي مَنبتَ الزَّرَجونِ يعني بمنبت الزَّرَجون الشأْم لأَنها أَكثر البلاد عنباً كل ذلك عن أَبي حنيفة والزَّرَجون الخمر قال السيرافي هو فارسي معرّب شبه لونها بلون الذهب لأَن زَرْ بالفارسية الذهب وجُون اللَّون وهم ما يعكسون المضاف والمضاف إليه عن وضع العرب قال ابن سيده وقول الشاعر هل تَعْرِفُ الدارَ لأُمِّ الخَزْرَجِ منها فَظَِلْتَ اليومَ كالمُزَرَّجِ فإِنه أَراد الذي شَرِب الزَّرَجون وهي الخمر فاشتق من الزَرجون فعلاً وكان قياسه على هذا أَن يقول كالمُزَرْجَنِ من حيث كانت النون في زَرَجُون قياسها أَن تكون أَصلاً لأَنها بإِزاء السين من قرَبوس ولكن العرب إذا اشتقت من الأَعجمي خلطت فيه وذكر الأَزهري في ترجمة زرج قال الزَّرَجُون الخمر ويقال شجرتها ابن شميل الزَّرَجُون شجر العنب كل شجرة زَرَجونة قال شمر أُراها فارسية معرّبة ذردقون قال وليست بمعروفة في أَسماء الخمر غيره زَرَكون
( * قوله « غيره زر كون » عبارة التهذيب وقال غيره أي غير شمر معربة زركون ) فصيرت الكاف جيماً يريدون لون الذهب

زردن
التهذيب في الرباعي ابن الأَعرابي الكَيْنة لحمة داخل الزَّرَدانِ والزَّرْبَنةُ خلفها لحمة أُخرى

زرفن
الزُّرْفِينُ جماعة الناس والزِّرْفين والزَّرفين حلقة الباب لغتان قال أَبو منصور والصواب زِرْفين بالكسر على بناء فِعْليل وليس في كلامهم فُعْليل الجوهري الزُّرْفين والزِّرْفين فارسي معرب وقد زَرْفَن صُدْغه كلمة مولَّدة وفي الحديث كانت دِرْع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ زَرافِين إِذا عُلِّقت بزَرافينها سترت وإذا أُرْسلت مست الأَرض

زرمن
التهذيب في الرباعي ابن شميل الزَّرامين الحَلَق

زعن
النهاية لابن الأَثير في حديث عثمان وفي رواية في حديث عمرو بن العاص أَردتَ أَن تُبَلِّغ الناس عني مقالةً يَزْعَنون إليها أَي يميلون قال ابن الأَثير يقال زَعَن إلى الشيء إذا مال إليه قال أَبو موسى أَظنه يركَنون إليها فصحف قال ابن الأَثير الأَقرب إلى التصحيف أَن يكون يُذْعِنون من الإِذعان وهو الانقياد فعداها بإِلى بمعنى اللام وأَما يركنون فما أَبعدها من يَزْعَنون

زفن
الزَّفْنُ الرَّقْصُ زَفَنَ يَزْفِنُ زَفْناً وهو شبيه بالرقص
( * قوله وهو شبيه بالرقص بعد قوله الزِّفْن الرقص هكذا في الأصل )
وفي حديث فاطمة عليها السلام أَنها كانت تَزْفِنُ للحَسن أَي تُرَقِّصُه وأَصل الزَّفْن اللعِب والدَّفْع ومنه حديث عائشة رضي الله عنها قَدِمَ وفدُ الحبَشة فجعلوا يَزْفِنون ويلعبون أَي يرقصون ومنه حديث عبد الله بن عمرو إن الله أَنزل الحق ليُذْهِب به الباطلَ ويُبْطِل به اللعبَ والزِّفْنَ والزَّمَّاراتِ والمَزاهِرَ والكِنَّارات قال ابن الأَثير ساق هذه الأَلفاظ سياقاً واحداً والزِّفْن والزَّفْن بلغة عُمان كلاهما ظُلَّة يتخذونها فوق سُطوحهم تقيهم وَمَدَ البحر أَي حَرَّه ونداه والزَّفْنُ عَسيب من عُسُب النخل يضم بعضه إلى بعض شبيه بالحصير المَرْمول قيل هي لغة أَزْدِيَّة والزِّيْفَنُّ الشديد ورجل فيه إِزْفَنَّة أَي حركة ورجل إِزْفَنَّة متحرّك مثل به سيبويه وفسره السيرافي ورجل زِيَفْنٌ إذا كان شديداً خفيفاً وأَنشد إذا رأَيتَ كَبْكَباً زِيَفْنا فادْعُ الذي منهم بعمروٍ يُكْنى والكَبْكَبُ الشديد وقوس زَيزَفون مُصَوِّنة عند التحريك قال أُمية بن أَبي عائذ مَطاريحَ بالوَعْثِ مَرَّ الحُشُو رِ هاجَرْنَ رَمَّاحةً زَيزَفونا
( * قوله « مطاريح بالوعث إلخ » تقدم في مادة حشر ضبطه بغير ذلك وما هنا موافق لضبط نسخة من التكملة للصاغاني كتبت في حياته ) قال ابن جني هي في ظاهر الأَمر فَيْفَعول من الزَّفْن لأَنه ضرب من الحركة مع صوت وقد يجوز أَن يكون زَيزَفون رباعيّاً قريباً من لفظ الزَّفْن قال ابن بري ومثله في الوزن دَيْدَبون قال ووزنه فيعلول الياء زائدة النضر ناقة زَفُون وزَبُون وهي التي إذا دنا منها حالبها زَبَنَتْه برجلها وقد زَفَنَت وزَبَنَتْ وأَتيت فلاناً فزَفَنَني وزَبَنَني ويقال للرقَّاص زَفّان وإِزْفَنَّهُ اسم رجل عن كراع ورجل زِيْفَنُّ طويل وزَيْفَنٌ وزَوْفَنٌ اسمان

زقن
زَقَنَ الحِمْلَ يَزْقُنه زَقْناً حمله وأَزْقَنَه على الحِمْل أَعانه ابن الأَعرابي أَزْقَنَ زيد عمراً إذا أَعانه على حِمْله لينهض ومثله أَبْطَغَه وأَبْدَغَه وعَدَّله وأَوَّنَه وأَسْمغَه وأَنّاه وبَوّاه وحَوَّله كله بمعنى واحد

زكن
زَكِنَ الخَبَرَ زَكَناً بالتحريك وأَزْكنه علمه وأَزْكَنه غيره وقيل هو الظن الذي هو عندك كاليقين وقيل الزَّكَنُ طرف من الظن غيره الزَّكَنُ بالتحريك التفرُّس والظن يقال زَكِنْتُه صالحاً أَي ظننته قال ولا يقال منه رجل زَكِنٌ وقد أَزْكنته وإِن كانت العامة قد أُلِعَتْ به وإنما يقال أَزْكنته شيئاً أَعلمته إياه وأَفهمته حتى زَكِنَه قال ابن بري حكى الخليل أَزْكَنْتُ بمعنى ظننت فأَصبت قال يقال رجل مُزْكِنٌ إذا كان يظن فيصيب والأَفصح زَكِنت بغير أَلف وأَنكر ابن قتيبة زَكِنْتُ بمعنى ظننت وحكى أَبو زيد قال يقال زَكِنْتُ منك مثل الذي زَكِنْتَ مني قال وهو الظن الذي يكون عندك كاليقين وإن لم تخبر به وقال غيره الزُّكَنُ الحافظ وقيل زَكِنْتُ به الأمرَ وأَزْكَنْتُه قاربت تَوَهُّمَه وظننته وفي نوادر الأَعراب هذا الجيش يُزاكِنُ أَلفاً ويُناظِر أَلفاً أَي يُقارب الليث الإِزْكانُ أَن تُزْكِنَ شيئاً بالظن فتُصيب تقول أَزْكَنْتُه إِزْكاناً اللحياني هي الزَّكانةُ والزَّكانِيَة أَبو زيد زَكِنْتُ الرجلَ أَزْكَنُه زَكَناً إذا ظننت به شيئاً وأَزْكَنْتُه الخبر إزْكاناً أَفهمته حتى زَكِنَه فَهِمَه فَهْماً وأَزْكَنَ غيره أَعلمه يقال زَكِنْته بالكسر أَزْكَنه زَكَناً بالتحريك أَي علمته قال ابن الأَعرابي زَكِنَ الشيءَ عَلِمَه وأَزْكنه ظنه وقيل زَكِنَه فهمه وأَزْكَنه غيرُه أَفهمه الأَصمعي يقال زَكِنْتُ من فلان كذا أَي علمته وقول قعنب بن أُم صاحبٍ ولن يُراجِعَ قَلْبي وُدَّهم أَبداً زَكِنْتُ منهم على مثلَ الذي زَكِنُوا عدّاه بعلى لأَن فيه معنى اطَّلَعْتُ كأَنه قال اطلعت منهم على مثل الذي اطلعوا عليه مني وقال الجوهري قوله على مقحمةٌ أَبو زيد زَكِنْت منه مثلَ الذي زَكِنَهُ مني وأَنا أَزْكَنُه زَكَناً وهو الظن الذي يكون عندك بمنزلة اليقين وإن لم يخبرك به أَحد قال أَبو الصَّقْر زَكِنْتُ من الرجل مثلَ الذي زَكِنَ تقول علمت منه مثل ما علم مني قال أَبو بكر التَّزْكِينُ التشبيه والظُّنون التي تقع في النفوس وأَنشد يا أَيُّهذا الكاشِرُ المُزَكِّنُ أَعْلِنْ بما تُخْفي فإِني مُعْلِنُ اليَزيديُّ زَكِنْتُ بفلانٍ كذا وأَزْكَنْتُ أَي ظننت الأَصمعي التَّزْكين التشبيه يقال زَكَّنَ عليهم وزَكَّمَ أَي شَبَّه عليهم ولَبَّسَ وفي ذكر إياس بن معاوية المزني قاضي البصرة يضرب به المثل في الذكاء قال بعضهم هو أَزْكَنُ من إياس الزَّكنُ والإِزْكانُ الفِطْنة والحَدْسُ الصادق يقال زَكِنْت منه كذا زَكَناً وزَكانةً وأَزْكنته وبنو فلان يُزاكِنُون بني فلان مُزاكنة أَي يُدانونهم ويُثافِنونهم إذا كانوا يَسْتَخِصُّونهم ابن شميل زَكِنَ فلانٌ إلى فلان إذا ما لجأَ إليه وخالطه وكان معه يَزْكَنُ زُكوناً وزَكِن فلان من فلان زَكَناً أَي ظن به ظَنّاً وزَكِنْتُ منه عداوة أَي عرفتها منه وقد زَكِنْتُ أَنه رجل سَوْء أَي علمت

زمن
الزَّمَنُ والزَّمانُ اسم لقليل الوقت وكثيره وفي المحكم الزَّمَنُ والزَّمانُ العَصْرُ والجمع أَزْمُن وأَزْمان وأَزْمِنة وزَمَنٌ زامِنٌ شديد وأَزْمَنَ الشيءُ طال عليه الزَّمان والاسم من ذلك الزَّمَنُ والزُّمْنَة عن ابن الأَعرابي وأَزْمَنَ بالمكان أَقام به زَماناً وعامله مُزامنة وزَماناً من الزَّمَن الأَخيرة عن اللحياني وقال شمر الدَّهْر والزَّمان واحد قال أَبو الهيثم أَخطأَ شمر الزَّمانُ زمانُ الرُّطَب والفاكهة وزمانُ الحرّ والبرد قال ويكون الزمانُ شهرين إلى ستة أََشهر قال والدَّهْرُ لا ينقطع قال أَبو منصور الدَّهْرُ عند العرب يقع على وقت الزمان من الأزْمنة وعلى مُدَّة الدنيا كلها قال وسمعت غير واحد من العرب يقول أَقمنا بموضع كذا وعلى ماء كذا دهراً وإن هذا البلد لا يحملنا دهراً طويلاً والزمان يقع على الفَصْل من فصول السنة وعلى مُدّة ولاية الرجل وما أشبهه وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لعَجوزٍ تَحَفَّى بها في السؤال وقال كانت تأْتينا أَزْمانَ خديجة أَراد حياتها ثم قال وإِنّ حُسْنَ العهد من الإيمان واستأْجرته مُزامنة وزَماناً عنه أَيضاً كما يقال مُشاهرة من الشهر وما لقيته مُذ زَمَنةٍ أَي زَمان والزَّمَنة البُرْهة وأَقام زَمْنة
( * قوله « وأقام إلخ » ضبطه المجد والصاغاني بالتحريك ) بفتح الزاي عن اللحياني أَي زَمَناً ولقيته ذاتَ الزُّمَيْن أَي في ساعة لها أَعداد يريد بذلك تَراخي الوقت كما يقال لقيته ذاتَ العُوَيْم أَي بين الأَعوام والزَّمِنُ ذو الزَّمانة والزَّمانةُ آفة في الحيوانات ورجل زَمِنٌ أَي مُبْتَلىً بَيِّنُ الزَّمانة والزَّمانة العاهة زَمِنَ يَزْمَنُ زَمَناً وزُمْنة وزَمانة فهو زَمِنٌ والجمع زَمِنونَ وزَمِين والجمع زَمْنَى لأَنه جنس للبلايا التي يصابون بها ويدخلون فيها وهم لها كارهون فطابق باب فعيل الذي بمعنى مفعول وتكسيره على هذا البناء نحو جريح وجَرْحَى وكليم وكَلْمَى والزَّمانة أَيضاً الحُبُّ وقد روي بيت ابن عُلْبَةَ ولكن عَرَتْني من هَواك زَمانَةٌ كما كنتُ أَلْقَى منك إذْ أَنا مُطْلَقُ وقوله في الحديث إذا تَقارب الزمانُ لم تَكَدْ رؤيا المؤْمن تكذب قال ابن الأَثير أَراد استواء الليل والنهار واعتدالهما وقيل أَراد قُرْبَ انتهاء أَمَدِ الدنيا والزمان يقع على جميع الدهر وبعضه وزِمّانُ بكسر الزاي أَبو حيّ من بكر وهو زِمّان بن تَيْمِ الله بن ثعلبة بن عُكَابة بن صَعْب بن عليّ بن بكر بن وائل ومنهم الفِنْدُ الزِّمّانيُّ
( * قوله « ومنهم الفند الزماني » هذه عبارة الجوهري وفي التكملة ومادة ش ه ل من القاموس أن اسمه شهل بالشين المعجمة ابن شيبان بن ربيعة بن زمان بن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل قال الشارح وسياق نسب زمان بن تيم الله صحيح في ذاته إنما كون الفند منهم سهو لأن الفند من بني مازن ) قال ابن بري زِمّان فِعْلان من زَمَمْتُ قال وحملها على الزيادة أَولى فينبغي أَن تذكر في فصل زَمَمَ قال ويدلك على زيادة النون امتناع صرفه في قولك من بني زِمّان

زمخن
الزِّمَخْنُ والزِّمَخْنَةُ السَّيِّءُ الخُلُق

زنن
زَنَّه بالخير زَنّاً وأَزَنّه ظَنَّه به أَو اتَّهَمه وأَزْنَنْتُه بشيء اتِّهَمْتُه به وقال حَضْرَميّ بن عامر إن كنتَ أَزْنَنْتَني بها كَذِباً جَزْءُ فلاقَيْتَ مثلَها عَجِلا وقال اللحياني أَزْنَنْتُه بمال وبعلمٍ وبخير أَي ظننته به قال وكلام العامة زَنَنْتُه وهو خطأٌ ويقال فلان يُزَنُّ بكذا وكذا أَي يُتَّهم به وقد أَزْنَنْتُه بكذا من الشرِّ ولا يكون الإزْنان في الخير قال ولا يقال زَنَنْتُه بكذا بغير أَلف وفي حديث ابن عباس يصف عليّاً رضي الله عنهما ما رأَيت رئيساً مِحْرَباً يُزَنُّ به أَي يتهم بمشاكلته يقال زَنِّه بكذا وأَزَنَّه إذا اتَّهمه وظنَّه فيه وفي حديث الأَنصار وتسويدهم جَدَّ بنَ قَيْس إنا لنَزُنُّه بالبخل أَي نَتَّهِمُه به وفي الحديث الآخر فَتًى من قريش يُزَنُّ بشرب الخمر وفي شعر حسان في عائشة رضي الله عنها حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ بريبةٍ ويقال ماءٌ زَنَنٌ أَي ضيق قليل ومياه زَنَنٌ قال الشاعر ثم اسْتغاثُوا بماءٍ لا رِشاءَ له من ماء لينَةَ لا مِلْحٌ ولا زَنَنُ ويقال الماءُ الزَّنَنُ الظَّنُونُ الذي لا يُدْرَى أَفيه ماءٌ أَم لا والزَّنَنُ والزَّنِيُّ والزَّنَاءُ الضَّيِّق وزَنَّ عصَبُه إذا يبس وأَنشد نَبَّهْتُ مَيْمُوناً لها فأَنّا وقامَ يَشْكُو عَصَباً قد زَنّا وأَنشد ابن بري هذا البيت مستشهداً به على زَنَّ الرجلُ استرخت مفاصله والزِّنُّ الدَّوْسَرُ
( * قوله « الدوسر » هو نبت ينبت في أضعاف الزرع وهو في خلقته غير أنه يجاوز الزرع وله سنبل وحب ضاوي دقيق أسمر يختلط بالبر ) عن أَبي حنيفة ابن الأََعرابي التَّزْنينُ الدوامُ على أَكل الزِّنِّ وهو الخُلَّرُ والخُلّرُ الماشُ وفي الحديث لا يقبل الله صلاة العبد الآبق ولا صلاة الزِّنِّين قال ابن الأَعرابي هو الحاقنُ يقال زَنَّ فذَنَّ أَي حَقَنَ فقَطَر وقيل هو الذي يدافع الأَخْبَثَين وفي رواية لا يُصَلِّ أَحدكم وهو زِنِّين وفي الحديث الآخر لا يَؤُمَّنَّكُمْ أَنْصَرُ ولا أَزَنُّ ولا أَفْرَعُ ويقال زَنَّ الرجلُ استرخت مفاصله قال الراجز حَسَّبَه من اللّبَنْ إذ رآه قَلَّ وزَنّْ
( * قوله « إذ رآه إلخ » هكذا في الأصل اللّبن مصدر لَبِنَتْ عُنُقه من الوِسادةِ وحَسَّبَه وضع تحت رأْسه مِحْسَبَةً وهي وِسادة من أَدَم وأَبو زَنَّةَ كنية القرد

زهدن
رجل زَهْدَنٌ عن كراع لئيم بالزاي

زون
الزُّوَانُ والزِّوَانُ ما يخرج من الطعام فيرمى به وهو الرديءُ منه وفي الصحاح هو حب يخالط البُرَّ وخص بعضهم به الدَّوْسَر واحدته زُوَانة وزِوانة ولم يُعِلُّوا الواو في زوان لأَنه ليس بمصدر وقد تقدّم الزُّؤان بالضم في الهمز فأَما الزِّوَانُ بالكسر فلا يهمز قال ابن سيده هذا قول اللحياني وطعام مَزُونٌ فيه زُوان فإِما أَن يكون على التخفيف من الزُّوان وإما أَن يكون موضوعه الإعلال من الزُّوان الذي موضوعه الواو الليث الزُّوَانُ حبٌّ يكون في الحنطة تسمِّيه أَهل الشام الشَّيْلَمَ وروي عن الفراء أَنه قال الأَزْناءُ الشَّيْلَمُ قال محمد بن حبيب قالت أَعرابية لابن الأَعرابي إنك تَزُونُنا إذا طَلَعَتْ كأَنك هلال في غير سمان ( ) ( قوله « في غير سمان » كذا بالأصل من غير نقط هنا وفيما يأتي ) قال تَزُوننا وتَزِينُنا واحد والزُّونَةُ كالزِّينة في بعض اللغات ورجل زَوْن وزُون قصير والفتح أَعرف وامرأَة زِوَنَّة قصيرة ورجل زِوَنّ بالتشديد أَي قصير والزَّوَنْزَى القصير قال ابن بري زَوَنْزَى حقُّه أَن يذكر في فصل زوز من باب الزاي لأَن وزنه فَعَنْلَى وإنما ذكره لموافقته معنى زِوَنَّة وقال وبَعْلُها زَوَنَّك زَوَنْزَى ابن الأَعرابي الزَّوَنْزَى الرجل ذو الأُبَّهَة والكِبْر الذي يرى في نفسه ما لا يراه غيره وهو المتكبر والزَّوَنَّكُ المُختال في مِشْيَته الناظر في عِطْفَيْه يرى أَن عنده خيراً وليس عنده ذلك قال أَبو منصور وقد شدده بعضهم فقال رجل زَوَنَّكٌ والأَصل في هذا الزَّوَنُّ فزيدت الكاف وترك التشديد ابن الأَعرابي الزُّونَةُ المرأَة العاقلة ( ) ( قوله « الزونة إلخ » ضبطها المجد بالضم ونص الصاغاني على أنها بالفتح )
والزِّوَنَّة المرأَة القصيرة والزّانُ البَشَمُ وروى الفراء عن الدُّبَيرِيَّة قالت الزّانُ التُّخَمة وأَنشدت مُصَحَّحٌ ليس يَشكو الزّانَ خَثْلَتُهُ ولا يُخافُ على أَمعائه العَرَبُ وروى ثعلب أَن ابن الأَعرابي أَنشده تَرَى الزَّوَنْزَى منهم ذا البُرْدَين يَرْمِيه سَوّارُ الكَرَى في العَيْنَين بين الجِحاجَينِ وبين المَأْقَيْن والزُّونُ الصَّنم وهو بالفارسية زون بشم الزاي الشين
( * قوله بشم الزاي الشين أي ان الزاي تلفظ وفي لفظها شيء من لفظ الشين ) قال حميد ذاتُ المَجُوسِ عَكَفَتْ للزُّونِ والزُّونُ موضع تجمع فيه الأنْصاب وتُنْصَبُ قال رؤبة وَهْنانة كالزُّونِ يُجْلى صَنَمُه والزُّون الصنم وكل ما عُبد من دون الله واتُّخذ إلهاً فهو زُونٌ وزُور قال جرير يَمْشي بها البَقَرُ المَوْشِيُّ أَكْرُعُه مَشْيَ الهَرابِذ تَبْغي بيعَةَ الزُّونِ وهو مثل الزُّور والله أَعلم

زين
الزَّيْنُ خلافُ الشَّيْن وجمعه أَزْيانٌ قال حميد بن ثور تَصِيدُ الجَلِيسَ بأَزْيَانِها ودَلٍّ أَجابتْ عليه الرُّقَى زانه زَيْناً وأَزَانه وأَزْيَنَه على الأَصل وتَزَيَّنَ هو وازْدانَ بمعنًى وهو افتعل من الزِّينةِ إلاَّ أَن التاء لمَّا لانَ مخرجها ولم توافق الزاي لشدتها أَبدلوا منها دالاً فهو مُزْدانٌ وإن أَدغمت قلت مُزّان وتصغير مُزْدان مُزَيَّنٌ مثل مُخَيَّر تصغير مُختار ومُزَيِّين إن عَوَّضْتَ كما تقول في الجمع مَزَاينُ ومَزَايِين وفي حديث خُزَيمة ما منعني أَن لا أَكون مُزْداناً بإعلانك أَي مُتَزَيِّناً بإعلان أَمرك وهو مُفْتَعَلٌ من الزينة فأَبدل التاء دالاً لأَجل الزاي قال الأَزهري سمعت صبيّاً من بني عُقَيلٍ يقول لآخر وجهي زَيْنٌ ووجهك شَيْنٌ أَراد أَنه صبيح الوجه وأَن الآخر قبيحه قال والتقدير وجهي ذو زَيْنٍ ووجهك ذو شَيْنٍ فنعتهما بالمصدر كما يقال رجل صَوْمٌ وعَدْل أَي ذو عدل ويقال زانه الحُسْنُ يَزِينه زَيْناً قال محمد بن حبيب قالت أَعرابية لابن الأَعرابي إنك تَزُونُنا إذا طلعت كأَنك هلال في غير سمان قال تَزُونُنا وتَزِينُنا واحدٌ وزانَه وزَيَّنَه بمعنى وقال المجنون فيا رَبِّ إذ صَيَّرْتَ ليلَى لِيَ الهَوَى فزِنِّي لِعَيْنَيْها كما زِنْتَها لِيَا وفي حديث شُرَيح أَنه كان يُجِيزُ من الزِّينة ويَرُدُّ من الكذب يريد تَزْيين السلعة للبيع من غير تدليس ولا كذب في نسبتها أَو في صفتها ورجل مُزَيَّن أَي مُقَذَّذُ الشعر والحَجَّامُ مُزَيِّن وقول ابن عَبْدَلٍ الشاعر أَجِئْتَ على بَغْلٍ تَزُفُّكَ تِسْعَةٌ كأَنك دِيكٌ مائِلُ الزَّيْنِ أَعْوَرُ ؟ يعني عُرْفه وتَزَيَّنَتِ الأَرضُ بالنبات وازَّيَّنَتْ وازْدانتِ ازْدِياناً وتَزَيَّنت وازْيَنَّتْ وازْيَأَنَّتْ وأَزْيَنَتْ أَي حَسُنَتْ وبَهُجَتْ وقد قرأَ الأَعرج بهذه الأَخيرة وقالوا إذا طلعت الجَبْهة تزينت النخلة التهذيب الزِّينة اسم جامع لكل شيء يُتَزَيَّن به والزِّينَةُ ما يتزين به ويومُ الزِّينةِ العيدُ وتقول أَزْيَنَتِ الأَرضُ بعُشبها وازَّيَّنَتْ مثله وأَصله تَزَيَّنَت فسكنت التاء وأُدغمت في الزاي واجتلبت الأَلف ليصح الابتداء وفي حديث الاستسقاء قال اللهم أَنزل علينا في أَرضنا زِينتَها أَي نباتَها الذي يُزَيّنها وفي الحديث زَيِّنُوا القرآن بأَصواتكم ابن الأَثير قيل هو مقلوب أَي زينوا أَصواتكم بالقرآن والمعنى الهَجُوا بقراءته وتزَيَّنُوا به وليس ذلك على تطريب القول والتحزين كقوله ليس منا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن أَي يَلْهَجْ بتلاوته كما يَلْهَج سائر الناس بالغِناء والطَّرب قال هكذا قال الهَرَوِيّ والخَطَّابي ومن تَقَدَّمهما وقال آخرون لا حاجة إلى القلب وإنما معناه الحث على الترتيل الذي أَمر به في قوله تعالى ورَتِّلِ القرآنَ ترتيلاً فكأَنَّ الزِّينَة للمُرَتِّل لا للقرآن كما يقال ويل للشعر من رواية السَّوْءِ فهو راجع إلى الراوي لا للشعر فكأَنه تنبيه للمقصر في الرواية على ما يعاب عليه من اللحن والتصحيف وسوء الأَداء وحث لغيره على التوقي من ذلك فكذلك قوله زينوا القرآن بأَصواتكم يدل على ما يُزَيّنُ من الترتيل والتدبر ومراعاة الإعراب وقيل أَراد بالقرآن القراءة وهو مصدر قرأَ يقرأُ قراءة وقُرْآناً أَي زينوا قراءتكم القرآن بأَصواتكم قال ويشهد لصحة هذا وأَن القلب لا وجه له حديث أَبي موسى أَن النبي صلى الله عليه وسلم اسْتَمع إلى قراءته فقال لقد أُوتِيت مِزْماراً من مزامير آل داود فقال لو علمتُ أَنك تسمع لحَبَّرْتُه لك تحبيراً أَي حسَّنت قراءته وزينتها ويؤيد ذلك تأْييداً لا شبهة فيه حديث ابن عباس أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل شيء حِلْيَةٌ وحِلْيَةُ القرآن حُسْنُ الصوت والزِّيْنَةُ والزُّونَة اسم جامع لما تُزُيِّنَ به قلبت الكسرة ضمة فانقلبت الياء واواً وقوله عز وجل ولا يُبْدِينَ زِينَتَهن إلا ما ظهر منها معناه لا يبدين الزينة الباطنة كالمِخْنقة والخَلْخال والدُّمْلُج والسِّوار والذي يظهر هو الثياب والوجه وقوله عز وجل فخرج على قومه في زينته قال الزجاج جاء في التفسير أَنه خرج هو وأَصحابه وعليهم وعلى الخيل الأُرْجُوَانُ وقيل كان عليهم وعلى خيلهم الدِّيباجُ الأَحمر وامرأَة زَائنٌ مُتَزَيِّنَة والزُّونُ موضع تجمع فيه الأَصنام وتُنْصَبُ وتُزَيَّنُ والزُّونُ كل شيء يتخذ رَبّاً ويعبد من دون الله عز وجل لأَنه يُزَيَّنُ والله أَعلم

سبن
السَّبَنِيَّةُ ضرْبٌ من الثياب تتخذ من مُشاقة الكتان أَغلظ ما يكون وقيل منسوبة إلى موضع بناحية المغرب يقال له سَبَنٌ ومنهم من يهمزها فيقول السَّبَنِيئة قال ابن سيده وبالجملة فإِني لا أَحْسبها عربية وأَسْبَنَ إذا دام على السَّبَنِيَّات وهي ضرب من الثياب وفي حديث أَبي بُرْدة في تفسير الثياب القَسِّيَّة قال فلما رأَيتُ السَّبَنيَّ عرفت أَنها هي ابن الأَعرابي الأَسْبَانُ المَقانِعُ الرِّقاقُ

ستن
ابن الأَعرابي الأَسْتانُ أَصل الشجر ابن سيده الأَسْتَنُ أُصول الشجر البالي واحدته أَسْتَنَة وقال أَبو حنيفة الأَسْتَنُ على وزن أَحمر شجر يفشو في مَنابته ويكثر وإذا نظر الناظر إليه من بُعدٍ شبهه بشُخُوصِ الناس قال النابغة تَحِيدُ عن أَسْتَنٍ سُودٍ أَسافلُه مِثْل الإِماء الغَوادِي تحْمِلُ الحُزَما ويروى مشي الإِماء الغوادي ابن الأَعرابي أَسْتَنَ الرجلُ وأَسْنَتَ إذا دخل في السَّنة قال والأُبْنة في القضيب إذا كانت تَخْفَى فهي الأَسْتَنُ

سجن
السِّجْنُ الحَبْسُ والسَّجْنُ بالفتح المصدر سَجَنَه يَسْجُنُه سَجْناً أَي حبسه وفي بعض القراءة قال ربِّ السَّجْنُ أَحبّ إليّ والسِّجْنُ المَحْبِسُ وفي بعض القراءة قال رب السِّجْنُ أَحبّ إليّ فمن كسر السين فهو المَحْبِس وهو اسم ومن فتح السين فهو مصدر سَجَنه سَجْناً وفي الحديث ما شيءٌ أَحَقَّ بطُولِ سَجْنٍ من لسانٍ والسَّجَّانُ صاحبُ السِّجْنِ ورجل سَجِينٌ مَسْجُون وكذلك الأُنثى بغير هاء والجمع سُجَناء وسَجْنى وقال اللحياني امرأَة سَجِينٌ وسَجِينة أَي مسجونة من نسوة سَجْنى وسَجائن ورجل سَجِين في قوم سَجْنى كل ذلك عنه وسَجَنَ الهَمَّ يَسْجُنه إذا لم يَبُثَّه وهو مَثَلٌ بذلك قال ولا تَسْجُنَنَّ الهَمَّ إنَّ لسَجْنِه عَناءً وحَمَّلْهُ المَهارى النَّواجِيا وسِجِّين فِعِّيل من السِّجْن والسِّجِّين السِّجْن وسِجِّينٌ واد في جهنم نعوذ بالله منها مشتق من ذلك والسِّجِّينُ الصُّلب الشديد من كل شيء وقوله تعالى كلا إنَّ كتابَ الفُجَّار لفي سِجِّين قيل المعنى أَن كتابهم في حَبْسٍ لخساسة منزلتهم عند الله عز وجل وقيل في سِجِّينٍ في حَجَر تحت الأَرض السابعة وقيل في سِجِّين في حساب قال ابن عرفة هو فِعِّيل من سَجَنْتُ أَي هو محبوس عليهم كي يُجازوا بما فيه وقال مجاهد لفي سِجِّين في الأرض السابعة الجوهري سِجِّين موضع فيه كتاب الفجار قال ابن عباس ودواوينُهم وقال أَبو عبيدة وهو فِعِّيل من السِّجْن الحبْس كالفِسِّيق من الفِسْق وفي حديث أَبي سعيد ويُؤتى بكتابه مختوماً فيوضع في السِّجِّين قال ابن الأَثير هكذا جاء بالأَلف واللام وهو بغيرهما اسم علم للنار ومنه قوله تعالى إن كتاب الفجار لفي سِجِّين ويقال فَعَل ذلك سِجِّيناً أَي عَلانية والسَّاجُون الحديد الأَنيثُ وضَرْبٌ سِجِّينٌ أَي شديد قال ابن مقبل فإِنّ فينا صَبُوحاً إنْ رأَيتَ به رَكْباً بَهِيّاً وآلافاً ثَمانينا ورَجْلةً يَضْرِبون الهامَ عن عُرُضٍ ضَرْباً تواصَتْ به الأَبطالُ سِجِّينا قال الأَصمعي السِّجِّين من النخل السِّلْتِينُ بلغة أَهل البحرين يقال سَجِّنْ جِذْعَك إذا أَردت أَن تجعله سِلتيناً والعرب تقول سِجِّين مكان سِلْتين وسِلِتينٌ ليس بعربي أَبو عمرو السِّجِّينُ الشديد غيره هو فِعّيل من السِّجْن كأَنه يُثْبِتُ من وقع به فلا يَبرح مكانَه ورواه ابن الأََعرابي سِخِّيناً أَي سُخْناً يعني الضرب وروي عن المؤَرِّج سِجِّيل وسِجِّين دائم في قول ابن مقبل والسِّلتِينُ من النخل ما يحفر في أُصولها حُفَر تجْذِبُ الماءَ إليها إذا كانت لا يصل إليها الماء

سحن
السَّحْنة والسَّحَنةُ والسَّحْناء والسَّحنَاء لِينُ البَشَرة والنَّعْمة وقيل الهيئةُ واللونُ والحالُ وفي الحديث ذكر السَّحْنة وهي بشرة الوجه وهي مفتوحة السين وقد تكسر ويقال فيها السَّحْناء بالمد قال أَبو منصور النَّعْمة بفتح النون التنعم والنِّعْمة بكسر النون إنعام الله على العبد وإنه لحسَن السَّحْنة والسَّحناء يقال هؤلاء قوم حسَنٌ سَحْنَتُهم وكان الفراء يقول السَّحَناء والثَّأَداء بالتحريك قال أَبو عبيد ولم أَسمع أَحداً يقولهما بالتحريك غيره وقال ابن كَيْسان إنما حُرِّكتا لمكان حروف الحلق قال وسَحْنة الرجل حُسْن شعره وديباجته لوْنِه
( * قوله « وديباجته لونه إلخ » عبارة التهذيب حسن شعره وديباجته قال وديباجته لونه وليطه ) ولِيْطِه وإنه لحَسَن سَحْناء الوَجْه ويقال سَحَناء مثقل وسَحْناء أَجود وجاء الفرس مُسْحِناً أَي حَسَنَ الحال والأُنثى بالهاء تقول جاءَت فرسُ فلان مُسْحِنةً إذا كانت حسنة الحال حسنة المَنْظر وتَسَحَّنَ المالَ وساحَنه نظر إلى سَحْنائه وتسحَّنْتُ المالَ فرأَيت سَحْناءَه حسَنة والمُساحَنة المُلاقاة وساحَنه الشيءَ مُساحَنةً خالطه فيه وفاوَضَه وساحَنْتُك خالطتك وفاوضْتُك والمُساحنة حسن المعاشرة والمخالطة والسَّحْنُ أَن تَدْلُك خَشبة بمسْحَنٍ حتى تَلين من غير أَن تأْخذ من الخشبة شيئاً وقد سَحَنها واسم الآلة المِسْحَن والمَساحِنُ حجارة تُدَقُّ بها حجارة الفضة واحدتها مِسْحَنة قال المُعطَّل الهذلي وفَهْمُ بنُ عَمْروٍ يَعْلِكون ضَريسَهم كما صَرَفتْ فوْقَ الجُذاذِ المَساحِنُ والجُذاذ ما جُذَّ من الحجارة أَي كُسِر فصار رُفاتاً وسَحَنَ الشيءَ سَحْناً دقه والمِسْحَنة الصَّلاءَة والمِسْحنة التي تكسر بها الحجارة قال ابن سيده والمَساحِنُ حجارة رِقاق يُمْهَى بها الحديدُ نحو المِسَنِّ وسَحَنتُ الحجر كسرته

سحتن
الأَزهري ابن الأَعرابي السَّحْتَنةُ الأُبْنة الغليظة في الغُصن أَبو عمرو يقال سَحْتَنه إذا ذبحه وطَحْلبَه مثله

سخن
السُّخْنُ بالضم الحارُّ ضدّ البارد سَخُنَ الشيءُ والماءُ بالضم وسَخَنَ بالفتح وسَخِنَ الأَخيرة لغة بني عامر سُخونة وسَخانةً وسُخْنة وسُخْناً وسَخَناً وأَسْخَنَه إِسْخاناً وَسخَّنَه وسَخُنَتْ الأَرض وسَخِنَتْ وسَخُنَت عليه الشمس عن ابن الأَعرابي قال وبنو عامر يَكْسِرون وفي حديث معاوية بن قُرّة شَرُّ الشتاء السَّخينُ أَي الحارّ الذي لا برد فيه قال والذي جاء في غريب الحَرْبيّ شرُّ الشتاءِ السُّخَيْخِين وشرحه أَنه الحارّ الذي لا برد فيه قال ولعله من تحريف النَّقَلة وفي حديث أَبي الطُّفَيْل أَقبل رهْطٌ معهم امرأَة فخرجوا وتركوها مع أَحدهم فشهد عليه رجل منهم فقال رأَيت سَخينَته تَضْرب اسْتَها يعني بَيْضَتيه لحرارتهما وفي حديث واثلة أَنه عليه السلام دَعا بقُرْصٍ فكسره في صَحْفة ثم صَنَعَ فيها ماءً سُخْناً ماء سُخْن بضم السين وسكون الخاء أَي حارّ وماء سَخِينٌ ومُسَخَّنٌ وسِخِّين وسُخاخِينٌ سُخْنٌ وكذلك طعام سُخاخِين ابن الأَعرابي ماءٌ مُسْخَنٌ وسَخِين مثل مُتْرَص وتَريصٍ ومُبرَم وبَريمٍ وأَنشد لعمرو ابن كلثوم مُشَعْشَعة كأَنَّ الحُصَّ فيها إذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا قال وقول من قال جُدْنا بأَموالنا فليس بشيء قال ابن بري يعني أَنّ الماء الحارّ إذا خالطها اصْفَرَّت قال وهذا هو الصحيح وكان الأَصمعي يذهب إلى أَنه من السَّخاء لأَنه يقول بعد هذا البيت ترى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ إذا أُمِرَّتْ عليه لمالِهِ فيها مُهِينا قال وليس كما ظن لأَن ذلك لقب لها وذا نعت لفعلها قال وهو الذي عناه ابن الأَعرابي بقوله وقول من قال جُدْنا بأَموالنا ليس بشيء لأَنه كان ينكر أَن يكون فعيل بمعنى مُفْعَل ليبطل به قول ابن الأَعرابي في صفته الملدوغ سليم إنه بمعنى مُسْلَم لما به قال وقد جاء ذلك كثيراً أَعني فعيلاً بمعنى مُفْعَل مثل مُسْخَن وسَخِين ومُتْرَص وتَرِيص وهي أَلفاظ كثيرة معدودة يقال أََعْقَدْتُ العسلَ فهو مُعْقَدُ وعَقِيد وأَحْبَسْته فرساً في سبيل الله فهو مُحْبَسٌ وحَبِيس وأَسْخَنْتُ الماءَ فهو مُسْخَنٌ وسَخِين وأَطْلَقْتُ الأَسيرَ فهو مُطْلَقٌ وطَلِيق وأَعْتَقْت العبدَ فهو مُعْتَق وعَتِيق وأَنْقَعْتُ الشرابَ فهو مُنْقَع ونَقِيع وأَحْبَبْتُ الشيءَ فهو مُحَبٌّ وحَبِيبٌ وأَطْرَدْتُه فهو مُطْرَد وطَرِيد أَي أَبعدته وأَوْجَحْتُ الثوبَ إذا أَصْفَقْته فهو مُوجَحٌ ووَجِيحٌ وأَتْرَصْتُ الثوبَ أَحْكمته فهو مُترَص وتَرِيص وأَقْصَيْتُه فهو مُقْصىً وقَصِيٌّ وأَهْدَيْت إلى البيت هَدْياً فهو مُهْدَى وهَدِيٌّ وأَوصيت له فهو مُوصىً ووَصِيٌّ وأَجْنَنْتُ الميتَ فهو مُجَنٌ وجَنين ويقال لولد الناقة الناقص الخَلْق مُخْدَجٌ وخَديجٌ قال ذكره الهروي وكذلك مُجْهَضٌ وجَهِيض إذا أَلقته من شدّة السير وأُبْرَمْتُ الأمرَ فهو مُبْرَمٌ وبَرِيمٌ وأَبْهَمْتُه فهو مُبْهَم وبَهِيمٌ وأَيْتَمه الله فهو مُوتَم ويَتِيم وأَنْعَمه الله فهو مُنعَمٌ ونَعِيم وأُسْلِمَ الملْسُوعُ لما به فهو مُسْلَم وسَلِيم وأَحْكَمْتُ الشيءَ فهو مُحْكَم وحَكيم ومنه قوله عز وجل تلك آياتُ الكتابِ الحكيم وأَبْدَعْته فهو مُبْدَع وبَدِيع وأَجْمَعْتُ الشيء فهو مُجْمَع وجَمِيع وأَعْتَدْتُه بمعنى أَعْدَدْته فهو مُعْتَد وعَتيد قال الله عز وجل هذا ما لَدَيّ عَتِيد أَي مُعْتَدٌ مُعَدٌّ يقال أَعددته وأَعتدته وأَعتدته بمعنى وأَحْنَقْتُ الرجل أَغضبه فهو مُحْنَقٌ وحَنِيقٌ قال الشاعر تَلاقَيْنا بغِينةِ ذي طُرَيْفٍ وبعضُهُم على بعضٍ حَنِيقُ وأَفْرَدْته فهو مُفْرَد وفَرِيد وكذلك مُحْرَدٌ وحَرِيد بمعنى مُفْرد وفَريد قال وأَما فعيل بمعنى مُفْعِل فمُبْدِعٌ وبَدِيع ومُسْمِع وسَمِيع ومُونِقٌ وأَنيق ومُؤْلِم وأَلِيم ومُكِلٌّ وكَلِيل قال الهذلي حتى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلُ غيره وماء سُخَاخِينٌ على فُعاليل بالضم وليس في الكلام غيره أَبو عمرو ماء سَخِيم وسَخِين للذي ليس بحارٍّ ولا بارد وأَنشد إنّ سَخِيمَ الماءِ لن يَضِيرا وتَسْخين الماء وإِسْخانه بمعنى ويومٌ سُخاخينٌ مثل سُخْن فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله أُحِبُّ أُمَّ خالِدٍ وخالِداً حُبّاً سُخاخِيناً وحُبّاً باردا فإِنه فسر السُّخاخين بأَنه المؤذي المُوجِع وفسر البارد بأَنه الذي يَسْكُنُ إليه قلبه قال كراع ولا نظير لسُخَاخِين وقد سَخَنَ يومُنا وسَخُن يَسْخُن وبعض يقول يَسْخَنُ وسَخِنَ سُخْناً وسَخَناً ويوم سُخْن وساخِن وسُخْنانٌ وسَخْنانٌ حارٌّ وليلة سُخْنه وساخنة وسُخْنانة وسَخْنانة وسَخَنَانة وسَخُنَتِ النارُ والقِدْر تَسْخُنُ سُخْناً وسُخُونة وإني لأَجِدُ في نفْسي سُخْنة وسِخْنة وسَخْنة وسَخَنَةً بالتحريك وسَخْناءَ ممدود وسُخونة أَي حَرّاً أَو حُمَّى وقيل هي فَضْلُ حرارة يجدها من وجع ويقال عليك بالأَمر عند سُخْنته أَي في أَوله قبل أَن يَبْرُد وضَرْبٌ سِخِّين حارٌّ مُؤْلِم شديد قال ابن مقبل ضَرْباً تَواصَتْ به الأَبْطالُ سِخِّينا والسَّخينةُ التي ارتفعت عن الحَسَاء وثَقُلَتْ عن أَن تُحْسَى وهي طعام يتخذ من الدقيق دون العصيدة في الرقة وفوقَ الحَساء وإنما يأْكلون السَّخِينة والنَّفِيتَة في شدَّة الدَّهْرِ وغَلاءِ السِّعْرِ وعَجَِفِ المالِ قال الأَزهري وهي السَّخُونة أَيضاً وروي عن أَبي الهَيْثم أَنه كتب أعرابي قال السَّخِينة دقيق يُلْقَى على ماءٍ أَو لبن فيطبخ ثم يؤْكل بتمر أَو يُحسَى وهو الحَسَاءِ غيره السَّخِينة تعمل من دقيق وسمن وفي حديث فاطمة عليها السلام أَنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم ببُرْمَةٍ فيها سَخِينة أَي طعام حارّ وقيل هي طعام يتخذ من دقيق وسمن وقيل دقيق وتمر أَغلظ من الحَسَاء وأَرق من العصيدة وكانت قريش تكثر من أَكلها فعُيِّرَتْ بها حتى سُمُّوا سَخِينَة وفي الحديث أَنه دخل على عمه حمزة فصُنِعَتْ لهم سَخِينَةٌ فأَكلوا منها وفي حديث معاوية أَنه مازَحَ الأََحْنَفَ بنَ قيس فقال ما الشيءُ المُلَفَّفُ في البِجَادِ ؟ قال هو السَّخِينة يا أَمير المؤمنين المُلَفَّفُ في البِجاد وَطْبُ اللبن يُلَفُّ فيه ليَحْمَى ويُدْرِكَ وكانت تميم تُعَيِّرُ به والسَّخِينة الحَساءِ المذكور يؤْكل في الجَدْب وكانت قريش تُعَيِّرُ بها فلما مازحه معاوية بما يعاب به قومه مازحه الأحْنَفُ بمثله والسَّخُونُ من المرق ما يُسَخَّنُ وقال يُعْجبُه السَّخُونُ والعَصِيدُ والتَّمْرُ حُبّاً ما له مَزِيدُ ويروى حتى ما له مزيد وسَخِينةُ لقب قريش لأَنها كانت تُعاب بأَكْل السَّخينة قال كعب بن مالك
( * قوله « قال كعب بن مالك » زاد الأزهري الأنصاري والذي في المحكم قال حسان )
زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَن سَتَغْلِبُ رَبَّها ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاَّبِ والمِسْخَنَةُ من البِرامِ القِدْرُ التي كأَنها تَوْر ابن شُميل هي الصغيرة التي يطبخُ فيها للصبي وفي الحديث قال له رجل يا رسول الله هل أُنزِل عليك طعامٌ من السماء ؟ فقال نعم أُنزل عليّ طعام في مِسْخَنة قال هي قِدْر كالتَّوْرِ يُسَخَّن فيها الطعام وسُخْنَةُ العين نقيضُ قُرَّتها وقد سَخِنَت عينه بالكسر تَسْخَنُ سَخَناً وسُخْنَةً وسُخُوناً وأَسْخَنها وأَسْخَنَ بها قال أَوهِ أَدِيمَ عِرْضِه وأَسْخِنِ بعَيْنِه بعد هُجوعِ الأَعْيُنِ
( * حرك نون أسخن بالكسر وحقها السكون مراعاة للقافية )
ورجل سَخِينُ العين وأَسْخَن الله عينَه أَي أَبكاه وقد سخُنَتْ عينه سُخْنَة وسُخُوناً ويقال سَخِنَتْ وهي نقيض قَرّت ويقال سَخِنَت عينه من حرارة تَسْخَن سُخْنَةً وأَنشد إذا الماءُ من حالِبَيْه سَخِنْ قال وسَخِنَت الأَرض وسَخُنت وأَما العين فبالكسر لا غير والتَّساخين المَراجل لا واحد لها من لفظها قال ابن دريد إلا أَنه قد يقال تِسْخان قال ولا أَعرف صحة ذلك وسَخُنَت الدابة إِذا أُجْرِيَت فسَخُنَ عِظامُها وخَفَّتْ في حُضْرِها ومنه قول لبيد رَفَّعْتُها طَرَدَ النَّعامِ وفوْقَهُ حتى إذا سَخُنَتْ وخَفَّ عِظامُها ويروى سخنت بالفتح والضم والتَّساخِينُ الخِفافُ لا واحد لها مثل التَّعاشِيب وقال ثعلب ليس للتَّساخين واحد من لفظها كالنساء لا واحد لها وقيل الواحد تَسْخان وتَسْخَن وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم بعث سَرِيَّةً فأَمَرهم أَن يَمْسَحُوا على المَشاوِذ والتَّساخين المَشاوذُ العمائم والتَّساخِين الخِفَاف قال ابن الأَثير وقال حمزة الأَصبهاني في كتاب المُوازنة التَّسْخان تعريب تَشْكَن وهو اسم غِطاء من أَغطية الرأْس كان العلماءُ والمَوَابِذة يأْخذونه على رؤوسهم خاصة دون غيرهم قال وجاء ذكر التَّساخين في الحديث فقال مَنْ تعاطَى تفسيرَه هو الخُفُّ حيث لم يعرف فارسيته والتاء فيه زائدة والسَّخاخِينُ المَساحِي واحدها سِخِّينٌ بلغة عبد القيس وهي مِسْحاة مُنْعَطِفة والسِّخِّينُ مَرُّ المِحْراث عن ابن الأَعرابي يعني ما يَقْبِضُ عليه الحَرَّاثُ منه ابن الأَعرابي هو المِعْزَق والسِّخُّينُ ويقال للسِّكِّين السِّخِّينة والشِّلْقاء قال والسَّخاخِين سَكاكين الجَزَّار

سدن
السَّادِنُ خادم الكعبة وبيتِ الأَصنام والجمع السَّدَنَةُ وقد سَدَنَ يَسْدُنُ بالضم سَدْناً وسَدَانَةً وكانت السَّدَانَةُ واللِّواءِ لبني عبد الدار في الجاهلية فأَقرّها النبي صلى الله عليه وسلم لهم في الإسلام قال ابن بري الفرق بين السَّادِنِ والحاجب أَن الحاجب يَحْجُبُ وإِذْنُه لغيره والسَّادِنُ يحجب وإذنه لنفسه والسَّدْنُ والسِّدانة الحِجابة سَدَنه يَسْدُنه والسَّدَنة حُجَّاب البيت وقَوَمةُ الأَصنام في الجاهلية وهو الأَصل وذكر النبي صلى الله عليه وسلم سِدَانَة الكعبة وسِقَاية الحاجِّ في الحديث قال أَبو عبيد سِدَانَة الكعبة خِدْمَتُها وتَوَلِّي أَمرها وفتح بابها وإِغلاقُه يقال منه سَدَنْتُ أَسْدُنُ سَدَانة ورجل سَادِنٌ من قوم سَدَنة وهم الخَدَم والسَّدَنُ السِّتْرُ والجمع أَسْدانٌ وقيل النون هنا بدل من اللام في أَسْدال قال الزَّفَيانُ ماذا تَذَكَّرْت من الأَظْعانِ طوالِعاً من نَحْوِ ذي بُوانِ كأَنما ناطُوا على الأسْدانِ يانِعَ حُمَّاضٍ وأُقْحُوانِ ابن السكيت الأَسْدانُ والسُّدُونُ ما جُلِّلَ به الهَوْدَجُ من الثياب واحدها سَدَنٌ الجوهري الأَسْدانُ لغة في الأَسْدالِ وهي سُدُولُ الهوادج أَبو عمرو السَّدِينُ الشحم والسَّدينُ السِّتْرُ وسَدَنَ الرجلُ ثوبه وسَدَنَ السِّتْرَ إذا أَرسله

سرأن
إِسْرائين وإِسْرائيل زعم يعقوب أَنه بَدَلٌ اسم مَلَكٍ

سربن
السِّرْبان كالسِّرْبال وزعم يعقوب أَن نون سِرْبان بدل من لام سِرْبال وتَسَرْبَنتُ كتَسَرْبَلْتُ قال الشاعر تَصُدُّ عني كَمِيَّ القومِ مُنْقَبِضاً إذا تَسَرْبَنْتُ تحتَ النَّقْعِ سِرْباناً قال ورواه أَبو عمرو سِربالاً

سرجن
السَّرْجينُ والسِّرْجينُ ما تُدْمَلُ به الأَرضُ وقد سَرْجَنَها الجوهري السَّرْجين بالكسر معرَّب لأَنه ليس في الكلام فَعْليل بالفتح ويقال سِرْقين

سرفن
إِسْرافينُ وإِسْرافيلُ وكان القَنانِيُّ يقول سَرافينُ وسَرافِيلُ وإِسْرائِيلُ وإِسرائينُ وزعم يعقوب أَنه بَدَلٌ اسم مَلَك وقد تكون همزة إِسرافِيلَ أَصلاً فهو على هذا خماسي

سرقن
السِّرْقِين والسَّرقين ما تُدْمَلُ به الأَرضُ وقد سَرْقَنَها التهذيب السَّرْقين معرّب ويقال سِرْجين

سطن
الساطِنُ الخَبيث والأُسْطُوانُ الرَّجلُ الطويل الرِّجْلينِ والظهرِ وجَمَل أُسْطُونٌ طويل العُنُق مُرْتَفِع ومنه الأُسْطُوانة قال رؤبة جَرَّبْنَ منّي أُسْطواناً أَعْنَقا يَعْدِلُ هَدْلاءَ بِشِدْقٍ أَشْدَقا والأَعْنَق الطويل العُنُق والأُسْطُوانة السارِيَة معروفَة وهو من ذلك وأُسْطُوان البيت معروف وأَساطِينُ مُسَطَّنَةٌ ونون الأُسْطُوانة من أَصل بناء الكلمة وهو على تقدير أُفْعُوالة وبيان ذلك أَنهم يقولون أَساطينُ مُسَطَّنَةٌ قال الفراء النون في الأُسْطوانة أَصلية قال ولا نظير لهذه الكلمة في كلامهم قال الجوهري النون أَصلية وهو أُفْعُوالةٌ مثل أُقْحوانةٍ وكان الأَخفش يقول هو فُعْلُوانة قال وهذا يُوجِب أَن تكون الواو زائدةً وإلى جَنْبِها زائدتان الأَلف والنونُ قال وهذا لا يكاد يكون قال وقال قوم هو أُفْعُلانةٌ ولو كان كذلك لما جُمِعَ على أَسَاطِينَ لأَنه لا يكون في الكلام أَفاعينُ قال ابن بري عند قول الجوهري إن أُسْطُوانة أُفَعُوالة مثل أُقْحُوانة قال وزنها أُفْعُلانة وليست أُفْعُوالة كما ذكَر يَدُلُّك على زيادة النون قولُهم في الجمع أَقاحِيُّ وأَقاحٍ وقولُهم في التصغير أُقَيْحية قال وأَما أُسْطُوانة فالصحيح في وزنها فُعْلُوانة لقولهم في التكسير أَساطين كسَراحِين وفي التصغير أُسَيْطِينة كسُرَيْحِين قال ولا يجوز أَن يكون وزنها أُفْعُوالة لقلة هذا الوزن وعدم نظيره فأَمّا مُسَطَّنة ومُسَطَّن فإِنما هو بمنزلة تَشَيْطَنَ فهو مُتَشَيْطِن فيمن زعم أَنه من شَاطَ يَشيطُ لأَن العرب قد تَشْتقُّ من الكلمة وتُبقي زوائده كقولهم تَمَسْكَنَ وتَمَدْرَعَ قال وما أَنكره بعدُ من زيادة الأَلف والنون بعد الواو المزيدة في قوله وهذا لا يكادُ يكون فغير منكر بدليل قولهم عُنْظُوان وعُنْفُوان ووزْنُهما فُعْلُوان بإِجماع فَعَلى هذا يجوز أَن يكون أُسْطُوانة كعُنْظُوانة قال ونظيره من الياء فِعْليان نحو صِلِّيان وبِلِّيان وعِنْظيان قال فهذه قد اجتمع فيها زيادة الأَلف والنون وزيادة الياء قبلها ولم يُنْكر ذلك أَحد ويقال للرجل الطويل الرجلين والدابة الطويل القوائم مُسَطَّن وقوائمه أَساطينُه والأَسْطان آنية الصُّفْر قال الأَزهري الأُسْطُوانُ إِعراب
( * قوله « قال الأزهري الأُسطوان إعراب إلخ » عبارته لا أحسب الأسطوان معرباً والفرس تقول أستون اه زاد الصاغاني الأسطوانة من أسماء الذكر ) أُستُون

سعن
السَّعْنُ والسُّعْنُ شيء يُتَّخذ من أَدَمٍ شبه دَلوٍ إِلا أَنه مُستطيل مستدير وربما جعلت له قوائم يُنْتَبَذ فيه وقد يكون بعضُ الدِّلاءِ على تلك الصنعة والسُّعْن القِرْبة البالية المتَخَرِّقة العُنق يُبرَّد فيها الماء وقيل السُّعْن قِرْبة أَو إِداوة يُقْطع أَسفلُها ويُشَدُّ عُنُقها وتُعَلَّق إلى خشبة أَو جِذْع نخلة ثم يُنْبَذ فيها ثم يُبرَّد فيها وهو شبيه بدَلو السَّقَّائين يصبون به في المَزائد وفي حديث عُمر وأَمَرْت بصاعٍ من زبيب فجُعِل في سُعْنٍ هو من ذلك والسُّعْنة القربة الصغيرة يُنْبَذ فيها وقال في السُّعْن قِرْبة يُنبذ فيها ويستقى بها وربما جعلت المرأَةُ فيها غزلها وقطنها والجمع سِعَنةٌ مثل غُصْن وغِصَنة والسُّعْن كالعُكَّة يكون فيها العسل والجمع أَسْعانٌ وسِعَنةٌ وفي الحديث اشتريتُ سُعْناً مُطْبَقاً فذُكِر لأَبي جعفر فقال كان أَحَبَّ الآنية إلى النبي صلى الله عليه وسلم كلُّ إناءٍ مُطْبَقٍ قيل هو القَدَح العظيم يُحْلب فيه قال الهذلي طَرَحْتُ بذي الجَنْبَين سُعْني وقِربتي وقد أَلَّبُوا خَلْفِي وقَلَّ المَسارب المَذاهب والمُسَعَّن غَرْبٌ يُتَّخذ من أَديمين يُقابَل بينهما فيُعْرَقان بعراقين وله خُصْمان من جانبَين لو وُضِعَ قام قائماً من استواء أَعلاه وأَسفله والسُّعْن ظُلَّة أَو كالظُّلَّة تُتَّخذ فوق السطوح حَذَرَ نَدى الوَمَد والجمع سُعونٌ وقال بعضهم هي عُمانيَّة لأَن مُتَّخذيها إِنما هم أَهلُ عُمان وأَسْعَنَ الرجلُ إذا اتخَذَ السُّعنة وهي المِظَلَّة وما عنده سَعْنٌ ولا مَعْنٌ السَّعْنُ الوَدَك والمَعْن المعروف وما له سَعْنة ولا مَعْنةٌ بالفتح أَي قليل ولا كثير وقيل السَّعْنة المشؤُومة
( * قوله « وقيل السعنة المشؤُومة إلخ » وقيل بالعكس كما في الصاعاني وغيره ) والمَعْنة الميمون وكان الأَصمعي لا يعرف أَصلها وقيل السَّعْنة من المِعْزى صغار الأَجسام في خَلْقها والمَعْنُ الشيء الهَيِّن والسَّعْنة الكثرة من الطعام وغيره والمَعنة القلة من الطعام وغيره وابن سَعْنة بفتح السين من شعرائهم وسُعْنة اسم رجل ويوم السَّعانين عيد للنصارى وفي حديث شَرْط النصارى ولا يُخْرِجوا سَعانينَ قال ابن الأَثير هو عيد لهم معروف قبل عيدهم الكبير بأُسبوع وهو سُرْياني معرّب وقيل هو جمع واحده سَعْنُون

سغن
ابن الأَعرابي الأَسْغانُ الأَغذية الرديئة ويقال باللام أَيضاً

سفن
السَّفْنُ القَشْر سَفَن الشيءَ يَسْفِنه سَفْناً قشره قال امرؤُ القيس فجاءَ خَفِيَّاً يَسْفِنُ الأَرضَ بَطْنُه تَرى التُّرْبَ منه لاصقاً كلَّ مَلْصَق وإنما جاء متلبداً على الأَرض لئلا يراه الصيد فينفر منه والسَّفِينة الفُلْك لأَنها تَسْفِن وجه الماء أَي تقشره فَعِيلة بمعنى فاعلة وقيل لها سفينة لأَنها تَسْفِنُ الرمل إذا قَلَّ الماء قال ويكون مأْخوذاً من السفن وهو الفأْس التي يَنْحَت بها النجارُ فهي في هذه الحال فعيلة بمعنى مفعولة وقيل سميت السفينة سفينة لأَنها تَسْفِنُ على وجه الأَرض أَي تَلزَق بها قال ابن دريد سفينة فعيلة بمعنى فاعلة كأَنها تَسْفِنُ الماء أَي تَقْشِره والجمع سَفائن وسُفُن وسَفِين قال عمرو ابن كلثوم مَلأْنا البَرَّ حتى ضاقَ عَنَّا ومَوْجُ البحر نَمْلَؤُه سَفينا
( * قوله « وموج البحر » كذا بالأصل والذي في المحكم ونحن البحر ) وقال العجاج وهَمَّ رَعْلُ الآلِ أَن يكونا بحْراً يَكُبُّ الحُوتَ والسَّفِينا وقال المَثقَّب العَبْدي كأَنَّ حُدوجَهُنَّ على سَفِين سيبويه أَما سَفائن فعلى بابه وفُعُلٌ داخل عليه لأَن فُعُلاً في مثل هذا قليل وإِنما شبهوه بِقَليب وقُلُب كأَنهم جمعوا سَفيناً حين علموا أَن الهاء ساقطة شبهوها بجُفرةٍ وجِفارٍ حين أَجرَوْها مُجرى جُمْد وجِماد والسَّفَّانُ صانع السُّفن وسائسها وحِرْفَته السِّفانة والسَّفَنُ الفأْس العظيمة قال بعضهم لأَنها تَسْفِنُ أَي تَقْشر قال ابن سيده وليس عندي بقويّ ابن السكيت السَّفَن والمِسْفَن والشَّفْرُ أَيضاً قَدوم تُقْشر به الأَجذاع وقال ذو الرمة يصف ناقة أَنضاها السير تَخَوَّفَ السَّيْرُ منها تامكاً قَرِداً كما تَخَوَّفَ عُودَ النَّبْعةِ السَّفَنُ
( * قوله « تخوف السير إلخ » الذي في الصحاح الرحل بدل السير وظهر بدل عود قال الصاغاني وعزاه الأزهري لابن مقبل وهو لعبد الله بن عجلان النهدي وذكر صاحب الأغاني في ترجمة حماد الراوية أَنه لابن مزاحم الثمالي )
يعني تَنقَّص الجوهري السَّفَنُ ما يُنْحَت به الشيء والمِسْفَن مثله وقال وأَنتَ في كَفِّكَ المِبْراةُ والسَّفَنُ يقول إِنك نجَّار وأَنشد ابن بري لزهير ضَرْباً كنَحتِ جُذوعِ الأَثْلِ بالسَّفَنِ والسَّفَنُ جِلدٌ أَخشَن غليظ كجلود التماسيح يكون على قوائم السيوف وقيل هو حجَرٌ يُنْحَت به ويُليَّن وقد سَفَنَه سَفْناً وسَفَّنَه وقال أَبو حنيفة السَّفَنُ قطعة خشناء من جلد ضَبٍّ أَو جلد سمكة يُسْحَج بها القِدْح حتى تذهب عنه آثار المِبراة وقيل السَّفَنُ جلد السمك الذي تُحَكُّ به السِّياط والقِدْحان والسِّهام والصِّحافُ ويكون على قائم السيف وقال عديّ بن زيد يصف قِدْحاً رَمَّه البارِي فَسوَّى دَرْأَه غَمْزُ كَفَّيه وتحْليقُ السَّفَنْ وقال الأََعشى وفي كلِّ عامٍ له غَزْوَةٌ تَحُكّ الدوابِرَ حَكَّ السَّفَنْ أَي تأْكل الحجارةُ دوابرَ لها من بعد الغزو وقال الليث وقد يجعل من الحديد ما يُسَفَّن به الخشبُ أَي يُحَك به حتى يلين وقيل السَّفَنُ جلد الأَطومِ وهي سمكة بحرية تُسَوَّى قوائمُ السيوف من جلدها وسَفَنَتِ الريحُ الترابَ تَسْفِنُه سَفْناً جعلته دُقاقاً وأَنشد إذا مَساحِيجُ الرِّياحِ السُّفَّن أَبو عبيد السَّوافِنُ الرياح التي تَسْفِنُ وجه الأَرض كأَنها تَمْسحه وقال غيره تقشره الواحدة سافِنَة وسَفَنَت الريح التراب عن وجه الأَرض وقال اللحياني سَفَنَتِ الريح تَسْفُنُ سُفُوناً وسَفِنَتْ إذا هَبَّتْ على وجه الأرض وهي ريح سَفُونٌ إذا كانت أَبداً هابَّةً وأَنشد مَطاعِيمُ للأَضيافِ في كلِّ شَتْوَةٍ سَفُونِ الرِّياحِ تَتْرُكُ الليطَ أَغْبرا والسَّفِينَةُ اسم وبه سمي عبد أَو عَسِيف مُتكَهِّن كان لعلي بن أَبي طالب رضي الله عنه وأَخبرني أَبو العَلاء أَنه إِنما سمي سفِينَة لأَنه كان يحمل الحسنَ والحسين أَو متاعَهما فشبَّه بالسَّفينة من الفُلْكِ وسَفَّانة بنت
( * قوله « وسفانة بنت إلخ » أصل السفانة اللؤلؤة كما في القاموس ) حاتم طَيِّءٍ وبها كان يُكنى وورد في الحديث ذكر سَفَوانَ بفتح السين والفاء وادٍ من ناحية بدر بلغ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب كُرْزٍ الفِهْرِي لما أَغار على سَرْحِ المدينة وهي غزوة بدر الأُولى والله أَعلم

سقن
التهذيب خاصة عن ابن الأَعرابي الأَسْقانُ الخَواصر الضامرة وأَسْقَنَ الرجلُ إذا تمم جِلاءَ سيفه

سقلطن
السّقْلاطُونُ ضرب من الثياب قال ابن جني ينبغي أَن يكون خماسيّاً لرفع النون وجرها مع الواو قال أَبو حاتم عرضته على رُومِيَّةٍ وقلت لها ما هذا ؟ فقالت سِجِلاَّطُسْ

سكن
السُّكُونُ ضدّ الحركة سَكَنَ الشيءُ يَسْكُنُ سُكوناً إذا ذهبت حركته وأَسْكَنه هو وسَكَّنه غيره تَسْكيناً وكل ما هَدَأَ فقد سَكَن كالريح والحَرّ والبرد ونحو ذلك وسَكَنَ الرجل سكت وقيل سَكَن في معنى سكت وسَكَنتِ الريح وسَكَن المطر وسَكَن الغضب وقوله تعالى وله ما سَكَن في الليل والنهار قال ابن الأَعرابي معناه وله ما حَلَّ في الليل والنهار وقال الزجاج هذا احتجاج على المشركين لأَنهم لم ينكروا أَن ما استقرَّ في الليل والنهار لله أَي هو خالقه ومُدَبِّره فالذي هو كذلك قادر على إحياء الموتى وقال أَبو العباس في قوله تعالى وله ما سكن في الليل والنهار قال إنما الساكن من الناس والبهائم خاصة قال وسَكَنَ هَدَأَ بعد تَحَرُّك وإنما معناه والله أَعلم الخَلْق أَبو عبيد الخَيْزُرَانَةُ السُّكّانُ وهو الكَوْثَلُ أَيضاً وقال أَبو عمرو الجَذَفُ السُّكّان في باب السُّفُن الليث السُّكّانُ ذَنَب السفينة التي به تُعَدَّل ومنه قول طرفة كسُكّانِ بُوصِيٍّ بدَجْلَةَ مُصْعِدِ وسُكَّانُ السفينة عربي والسُّكّانُ ما تُسَكَّنُ به السفينة تمنع به من الحركة والاضطراب والسِّكِّين المُدْية تذكر وتؤَنث قال الشاعر فعَيَّثَ في السَّنامِ غَداةَ قُرٍّ بِسِكِّينٌ مُوَثَّقَةِ النِّصابِ وقال أَبو ذؤَيب يُرَى ناصَحاً فيما بَدا وإذا خَلا فذلك سِكِّينٌ على الحَلْقِ حاذقُ قال ابن الأَعرابي لم أَسمع تأْنيث السِّكِّين وقال ثعلب قد سمعه الفراء قال الجوهري والغالب عليه التذكير قال ابن بري قال أَبو حاتم البيت الذي فيه بسِكِّينٍ مُوَثَّقَة النِّصابِ هذا البيت لا تعرفه أَصحابنا وفي الحديث فجاء المَلَك بسِكِّين دَرَهْرَهَةٍ أَي مُعْوَجَّة الرأْس قال ابن بري ذكره ابن الجَوَالِيقي في المُعَرَّب في باب الدال وذكره الهروي في الغريبين ابن سيده السِّكِّينَة لغة في السِّكِّين قال سِكِّينةٌ من طَبْعِ سَيْفِ عَمْرِو نِصابُها من قَرْنِ تَيْسٍ بَرِّي وفي حديث المَبْعَثِ قال المَلَكُ لما شَقَّ بَطْنَه إيتِني بالسِّكِّينة هي لغة في السِّكِّين والمشهور بلا هاء وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه إن سَمِعْتُ بالسِّكِّين إلاَّ في هذا الحديث ما كنا نسميها إلاَّ المُدْيَةَ وقوله أَنشده يعقوب قد زَمَّلُوا سَلْمَى على تِكِّين وأَوْلَعُوها بدَمِ المِسْكِينِ قال ابن سيده أَراد على سِكِّين فأَبدل التاء مكان السين وقوله بدم المسكين أَي بإِنسان يأْمرونها بقتله وصانِعُه سَكّانٌ وسَكَاكِينيٌّ قال الأَخيرة عندي مولَّدة لأَنك إذا نسبت إلى الجمع فالقياس أَن تَردّه إلى الواحد ابن دريد السِّكِّين فِعِّيل من ذَبَحْتُ الشيءَ حتى سكن اضطرابه وقال الأَزهري سميت سِكِّيناً لأَنها تُسَكَّنُ الذبيحة أَي تُسَكنها بالموت وكل شيء مات فقد سَكَنَ ومثله غِرِّيد للمغني لتغريده بالصوت ورجل شِمِّير لتَشْمِيره إذا جَدَّ في الأَمر وانكمش وسَكَنَ بالمكانَ يَسْكُنُ سُكْنَى وسُكُوناً أَقام قال كثيِّر عزة وإن كان لا سُعْدَى أَطالتْ سُكُونَهُ ولا أَهْلُ سُعْدَى آخِرَ الدَّهْرِ نازِلُهْ فهو ساكن من قوم سُكّان وسَكْنٍ الأَخيرة اسم للجمع وقيل جمع على قول الأَخفش وأَسْكَنه إياه وسَكَنْتُ داري وأَسْكَنْتها غيري والاسم منه السُّكْنَى كما أَن العُتْبَى اسم من الإعْتاب وهم سُكّان فلان والسُّكْنَى أَن يُسْكِنَ الرجلَ موضعاً بلا كِرْوَة كالعُمْرَى وقال اللحياني والسَّكَن أَيضاً سُكْنَى الرجل في الدار يقال لك فيها سَكَنٌ أَي سُكْنَى والسَّكَنُ والمَسْكَنُ والمَسْكِن المنزل والبيت الأخيرة نادرة وأَهل الحجاز يقولون مَسْكنٌ بالفتح والسَّكْنُ أَهل الدار اسم لجمع ساكِنٍ كشارب وشَرْبٍ قال سَلامة بن جَنْدَل ليس بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ يُسْقَى دواءَ قَفِيِّ السِّكْنِ مَرْبُوبِ وأَنشد الجوهري لذي الرمة فيا كَرَمَ السَّكْنِ الذين تَحَمَّلوا عن الدارِ والمُسْتَخْلَفِ المُتَبَدَّلِ قال ابن بري أَي صار خَلَفاً وبَدَلاً للظباءِ والبقر وقوله فيا كَرَمَ يَتَعَجَّب من كرمهم والسَّكْنُ جمع ساكن كصَحْب وصاحب وفي حديث يأْجوج ومأْجوج حتى إن الرُّمَّانة لتُشْبِعُ السَّكْنَ هو بفتح السين وسكون الكاف لأَهل البيت وقال اللحياني السَّكْنُ أَيضاً جِمَاعُ أَهل القبيلة يقال تَحَمَّلَ السَّكْنُ فذهبوا والسَّكَنُ كل ما سَكَنْتَ إليه واطمأْنَنت به من أَهل وغيره وربما قالت العرب السَّكَنُ لما يُسْكَنُ إليه ومنه قوله تعالى جعَلَ لكم الليلَ سَكَناً والسَّكَنُ المرأَة لأَنها يُسْكَنُ إليها والسَّكَنُ الساكِنُ قال الراجز لِيَلْجَؤُوا من هَدَفٍ إلى فَنَنْ إلى ذَرَى دِفْءٍ وظِلٍّ ذي سَكَنْ وفي الحديث اللهم أَنْزِلْ علينا في أَرضنا سَكَنَها أَي غياث أَهلها الذي تَسْكُن أَنفسهم إليه وهو بفتح السين والكاف الليث السَّكْنُ السُّكّانُ والسُّكْنُ أَن تُسْكِنَ إنساناً منزلاً بلا كراء قال والسَّكْنُ العيال أَهلُ البيت الواحد ساكِنٌ وفي حديث الدجال السُّكْنُ القُوتُ وفي حديث المهدي حتى إنَّ العُنْقود ليكون سُكْنَ أَهل الدار أَي قُوتَهم من بركته وهو بمنزلة النُّزْل وهو طعام القوم الذين ينزلون عليه والأَسْكانُ الأَقْواتُ وقيل للقُوتِ سُكْنٌ لأَن المكان به يُسْكَنُ وهذا كما يقال نُزْلُ العسكر لأَرزاقهم المقدرة لهم إذا أُنزِلوا منزلاً ويقال مَرْعًى مُسْكِنٌ إذا كان كثيراً لا يُحْوج إلى الظَّعْن كذلك مَرْعًى مُرْبِعٌ ومُنْزِلٌ قال والسُّكْنُ المَسْكَن يقال لك فيها سُكْنٌ وسُكْنَى بمعنى واحد وسُكْنى المرأَة المَسْكَنُ الذي يُسْكنها الزوج إياه يقال لك داري هذه سُكْنَى إذا أَعاره مَسْكناً يَسْكُنه وسُكّانُ الدَّارِ هُمُ الجنّ المقيمون بها وكان الرجل إذا اطَّرَفَ داراً ذبح فيها ذَبيحة يَتَّقي بها أَذَى الجنّ فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذبائح الجن والسَّكَنُ بالتحريك النار قال يصف قناة ثَقَّفَها بالنار والدُّهن أََقامها بسَكَنٍ وأَدْهان وقال آخر أَلْجَأَني الليلُ وريحٌ بَلَّهْ إلى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّهْ وسَكَنٍ تُوقَدُ في مِظَلَّهْ ابن الأَعرابي التَّسْكِينُ تقويم الصَّعْدَةِ بالسِّكَنِ وهو النار والتَّسْكين أَن يدوم الرجل على ركوب السُّكَيْنِ وهو الحمار الخفيف السريع والأَتانُ إذا كانت كذلك سُكَيْنة وبه سميت الجارية الخفيفة الرُّوح سُكَيْنة قال والسُّكَيْنة أَيضاً اسم البَقَّة التي دخلت في أَنف نُمْروذَ بن كَنْعان الخاطئ فأَكلت دماغَه والسُّكَيْنُ الحمار الوحشي قال أَبو دُواد دَعَرْتُ السُّكَيْنَ به آيِلاً وعَيْنَ نِعاجٍ تُراعي السِّخالا والسَّكينة الوَدَاعة والوَقار وقوله عز وجل فيه سَكِينة من بربكم وبَقِيَّةٌ قال الزجاج معناه فيه ما تَسْكُنُون به إذا أَتاكم قال ابن سيده قالوا إنه كان فيه ميراث الأَنبياء وعصا موسى وعمامة هرون الصفراء وقيل إنه كان فيه رأْس كرأْس الهِرِّ إذا صاح كان الظَّفَرُ لبني إسرائيل وقيل إن السَّكينة لها رأْس كرأْس الهِرَّة من زَبَرْجَدٍ وياقوت ولها جناحان قال الحسن جعل الله لهم في التابوت سَكِينة لا يَفِرُّون عنه أَبداً وتطمئن قلوبهم إليه الفراء من العرب من يقول أَنزل الله عليهم السَّكينة للسَّكينة وفي حديث قَيْلَةَ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يا مِسْكِينة عليك السَّكِينةَ أَراد عليك الوَقارَ والوَداعَة والأَمْنَ يقال رجل وَدِيعَ وقُور ساكن هادئ وروي عن ابن مسعود أَنه قال السَّكِينةَ مَغْنَم وتركها مَغْرَم وقيل أَراد بها ههنا الرحمة وفي الحديث نزلت عليهم السَّكِينة تحملها الملائكة وقال شمر قال بعضهم السَّكِينة الرحمة وقيل هي الطمأْنينة وقيل هي النصر وقيل هي الوَقار وما يَسْكُن به الإنسان وقوله تعالى فأَنزل اللهُ سَكِينَتَه على رسوله ما تَسْكُنُ به قلوبُهم وتقول للوَقُور عليه السُّكون والسَّكِينة أَنشد ابن بري لأَبي عُرَيْف الكُلَيبي للهِ قَبْرٌ غالَها ماذا يُجِنْ نَ لقد أَجَنَّ سَكِينةً ووَقَارا وفي حديث الدَّفْع من عرفة عليكم السَّكِينةَ والوَقارَ والتَّأَنِّي في الحركة والسير وفي حديث الخروج إلى الصلاة فلْيأْتِ وعليه السَّكِينة وفي حديث زيد بن ثابت كنت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغَشِيَتْه السَّكِينةُ يريد ما كان يَعْرِضُ له من السكون والغَيْبة عند نزول الوحي وفي الحديث ما كنا نُبْعِدُ أَن السَّكينة تَكَلَّمُ على لسانِ عُمَرَ قيل هو من الوقار والسكون وقيل الرحمة وقيل أَراد السَّكِينَة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز قيل في تفسيرها إنها حيوان له وجه كوجه الإنسان مُجتَمِع وسائِرُها خَلْقٌ رَقِيقٌ كالريح والهواء وقيل هي صُورة كالهِرَّة كانت معهم في جُيوشهم فإِذا ظهرت انهزم أَعداؤُهم وقيل هي ما كانوا يسكنون إليه من الآيات التي أُعطيها موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام قال والأَشْبه بحديث عمر أَن يكون من الصورة المذكورة وفي حديث علي رضي الله عنه وبناء الكعبة فأَرسل الله إليه السَّكينة وهي ريح خَجُوجٌ أَي سريعة المَمَرِّ والسَّكِّينة لغة في السَّكينة عن أَبي زيد ولا نظير لها ولا يعلم في الكلام فَعِّيلة والسِّكِّينةُ بالكسر لغة عن الكسائي من تذكرة أَبي علي وتَسَكَّنَ الرجل من السَّكِينة والسَّكِّينة وتركتهم على سَكِناتِهم ومَكِناتِهم ونَزِلاتِهم ورَباعَتهم ورَبَعاتهم أَي على استقامتهم وحُسْن حالهم وقال ثعلب على مساكنهم وفي المحكم على مَنازلهم قال وهذا هو الجيد لأَن الأَول لا يطابق فيه الاسم الخبر إذ المبتدأ اسم والخبر مصدر فافهم وقالوا تركنا الناسَ على مُصاباتهم أَي على طبقاتهم ومنازلهم والسَّكِنة بكسر الكاف مقرّ الرأْس من العنق وقال حنظلة بن شَرْقيّ وكنيته أَبو الطَّحَّان بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناتِه وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفا هَمَّ بالنَّهْقِ وفي الحديث أَنه قال يوم الفتح اسْتَقِرُّوا على سَكِناتكم فقد انقطعت الهجرة أَي على مواضعكم وفي مسَاكنكم ويقال واحدتها سَكِنة مثل مَكِنة ومَكِنات يعني أَن الله قد أَعز الإسلام وأَغنى عن الهجرة والفِرار عن الوطن خَوْفَ المشركين ويقال الناس على سَكِناتهم أَي على استقامتهم قال ابن بري وقال زامِل بن مُصاد العَيْني بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناته وطَعْنٍ كأَفواه المَزاد المُخَرَّق قال وقال طُفَيل بضرْبٍ يُزيل الهامَ عن سَكِناته ويَنْقَعُ من هامِ الرجال المُشَرَّب قال وقال النابغة بضربٍ يُزيلُ الهامَ عن سَكِناته وطعن كإِيزاغِ المخاض الضَّوارب والمِسْكينُ والمَسْكِين الأَخيرة نادرة لأَنه ليس في الكلام مَفْعيل الذي لا شيء له وقيل الذي لا شيء له يكفي عياله قال أَبو اسحق المسكين الذي أَسْكَنه الفقرُ أَي قَلَّلَ حركتَه وهذا بعيد لأَن مِسْكيناً في معنى فاعل وقوله الذي أَسْكَنه الفقرُ يُخْرجه إلى معنى مفعول والفرق بين المِسْكين والفقير مذكور في موضعه وسنذكر منه هنا شيئاً وهو مِفْعيل من السكون مثل المِنْطيق من النُّطْق قال ابن الأَنباري قال يونس الفقير أَحسن حالاً من المسكين والفقير الذي له بعض ما يُقيمه والمسكين أَسوأُ حالاً من الفقير وهو قول ابن السكيت قال يونس وقلت لأَعرابي أَفقير أَنت أَم مسكين ؟ فقال لا والله بل مسكين فأَعلم أَنه أَسوأُ حالاً من الفقير واحتجوا على أَن المسكين أَسوأُ حالاً من الفقير بقول الراعي أَما الفقيرُ الذي كانَتْ حَلوبَتُه وَفْق العِيال فلم يُترَك له سَبَدُ فأَثبت أَن للفقير حَلوبة وجعلها وفْقاً لعياله قال وقول مالك في هذا كقول يونس وروي عن الأَصمعي أَنه قال المسكين أَحسن حالاً من الفقير وإليه ذهب أَحمد بن عُبَيْد قال وهو القول الصحيح عندنا لأَن الله تعالى قال أَمَّا السَّفِينة فكانت لمساكين فأَخبر أَنهم مساكين وأَن لهم سَفينة تُساوي جُمْلة وقال للفقراء الذين أُحصِروا في سبيل الله لا يستطيعون ضَرْباً في الأَرض يَحْسَبهم الجاهلُ أَغنياءَ من التَّعَفُّف تعْرفهم بسِيماهم لا يَسْأَلون الناس إلحافاً فهذه الحال التي أَخبر بها عن الفقراء هي دون الحال التي أَخبر بها عن المساكين قال ابن بري وإلى هذا القول ذهب عليُّ بن حمزة الأَصبهاني اللغوي ويَرى أَنه الصواب وما سواه خطأٌ واستدل على ذلك بقوله مِسْكيناً ذا مَتربةٍ فأَكد عز وجل سُوءَ حاله بصفة الفقر لأَن المَتْربَة الفقر ولا يؤكد الشيءِ إلا بما هو أَوكد منه واستدل على ذلك بقوله عز وجل أَما السفينة فكانت لمساكينَ يَعْمَلون في البحر فأَثبت أَن لهم سفينة يعملون عليها في البحر واستدل أَيضاً بقول الراجز هَلْ لَكَ في أَجْرٍ عَظِيمٍ تُؤْجَرُهْ تُغِيثُ مِسْكيناً قليلاً عَسْكَرُهْ عَشْرُ شِياهٍ سَمْعُه وبَصَرُهْ قد حَدَّثَ النَّفْسَ بِمَصْرٍ يَحْضُرُهْ فأَثبت أَن له عشر شياه وأَراد بقوله عسكره غنمه وأَنها قليلة واستدل أَيضاً ببيت الراعي وزعم أَنه أَعدل شاهد على صحة ذلك وهو قوله أَما الفقيرُ الذي كانت حَلوبَتُه لأَنه قال أَما الفقير الذي كانت حَلوبتُه ولم يقل الذي حلوبته وقال فلم يُترك له سَبَدٌ فأَعلمك أَنه كانت له حَلوبة تَقُوت عياله ومن كانت هذه حاله فليس بفقير ولكن مسكين ثم أَعلمك أَنها أُخِذَتْ منه فصار إذ ذاك فقيراً يعني ابنُ حمْزة بهذا القول أَن الشاعر لم يُثْبِتْ أَن للفقير حلوبة لأَنه قال الذي كانت حلوبته ولم يقل الذي حلوبته وهذا كما تقول أَما الفقير الذي كان له مال وثرْوة فإِنه لم يُترَكْ له سَبَدٌ فلم يُثْبت بهذا أَن للفقير مالاً وثرْوَة وإنما أَثبَت سُوءَ حاله الذي به صارفقيراً بعد أَن كان ذا مال وثروة وكذلك يكون المعنى في قوله أَما الفقير الذي كانت حلوبته أَنه أَثبت فقره لعدم حَلوبته بعد أَن كان مسكيناً قبل عدم حَلوبته ولم يُرِد أَنه فقير مع وجودها فإِن ذلك لا يصح كما لا يصح أَن يكون للفقير مال وثروة في قولك أَما الفقير الذي كان له مال وثروة لأَنه لا يكون فقيراً مع ثروته وماله فحصل بهذا أَن الفقير في البيت هو الذي لم يُتركْ له سَبَدٌ بأَخذ حلوبته وكان قبل أَخذ حلوبته مسكيناً لأَن من كانت له حلوبة فليس فقيراً لأَنه قد أَثبت أَن الفقير الذي لم يُترَكْ له سَبَدٌ وإذا لم يكن فقيراً فهو إمّا غني وإما مسكين ومن له حلوبة واحدة فليس بغنيّ وإذا لم يكن غنيّاً لم يبق إلاّ أَن يكون فقيراً أَو مسكيناً ولا يصح أَن يكون فقيراً على ما تقدّم ذكره فلم يبقَ أَن يكون إلا مسكيناً فثبت بهذا أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير قال علي بن حمزة ولذلك بدأَ الله تعالى بالفقير قبل من تستحق الصّدقة من المسكين وغيره وأَنت إذا تأَملت قوله تعالى إنما الصدَقاتُ للفقراء والمساكين وجدته سبحانه قد رتبهم فجعل الثاني أَصلح حالاً من الأَول والثالث أَصلح حالاً من الثاني وكذلك الرابع والخامس والسادس والسابع والثامن قال ومما يدلك على أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير أَن العرب قد تسمت به ولم تتسمّ بفقيرلتناهي الفقر في سوء الحال أَلا ترى أَنهم قالوا تَمَسْكَن الرجل فَبَنَوْا منه فعلاً على معنى التشبيه بالمسكين في زِيِّه ولم يفعلوا ذلك في الفقير إذ كانت حاله لا يَتَزَيّا بها أَحدٌ ؟ قال ولهذا رَغِبَ الأَعرابيُّ الذي سأَله يونس عن اسم الفقير لتناهيه في سوء الحال فآثر التسمية بالمَسْكَنة أَو أَراد أَنه ذليل لبعده عن قومه ووطنه قال ولا أَظنه أَراد إلا ذلك ووافق قولُ الأَصمعي وابن حمزة في هذا قولَ الشافعي وقال قتادة الفقير الذي به زَمانة والمِسْكين الصحيح المحتاج وقال زيادة الله بن أَحمد الفقير القاعد في بيته لا يسأَل والمسكين الذي يسأَل فمن ههنا ذهب من ذهب إلى أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير لأَنه يسأَل فيُعْطَى والفقير لا يسأَل ولا يُشْعَرُ به فيُعْطَى للزومه بيته أَو لامتناع سؤاله فهو يَتَقَنَّع بأَيْسَرِ شيءِ كالذي يتقوَّت في يومه بالتمرة والتمرتين ونحو ذلك ولا يسأَل محافظة على ماء وجهه وإراقته عند السؤال فحاله إذاً أَشدَّ من حال المسكين الذي لا يَعْدَمُ من يعطيه ويشهد بصحة ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ليس المسكينُ الذي تَرُدُّه اللُّقْمةُ واللُّقْمتانِ وإنما المسكين الذي لا يسأَل ولا يُفْطَنُ له فيُعْطَى فأَعْلَمَ أَن الذي لا يسأَل أَسوأُ حالاً من السائل وإذا ثبت أََن الفقير هو الذي لا يسأَل وأَن المسكين هو السائل فالمسكين إذاً أَصلح حالاً من الفقير والفقير أَشدّ منه فاقة وضرّاً إلاَّ أن الفقير أَشرف نفساً من المسكين لعدم الخضوع الذي في المسكين لأَن المسكين قد جمع فقراً ومسكنة فحاله في هذا أَسوأُ حالاً من الفقر ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ليس المسكين ( الحديث ) فأَبانَ أَن لفظة المسكين في استعمال الناس أَشدّ قُبحاً من لفظة الفقير وكان الأَولى بهذه اللفظة أَن تكون لمن لا يسأَل لذل الفقر الذي أَصابه فلفظة المسكين من هذه الجهة أَشد بؤساً من لفظة الفقير وإن كان حال الفقير في القلة والفاقة أَشد من حال المسكين وأَصل المسكين في اللغة الخاضع وأَصل الفقير المحتاج ولهذا قال صلى الله عليه وسلم اللهم أَحْيِني مِسْكيناً وأَمِتْني مسكيناً واحْشُرْني في زُمْرةِ المساكين أَراد به التواضع والإِخْبات وأَن لا يكون من الجبارين المتكبرين أَي خاضعاً لك يا رب ذليلاً غير متكبر وليس يراد بالمسكين هنا الفقير المحتاج قال محمد بن المكرّم وقد استعاذ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفقر قال وقد يمكن أَن يكون من هذا قوله سبحانه حكايةً عن الخِضْرِ عليه السلام أَما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فسماهم مساكين لخضوعهم وذلهم من جَوْرِ الملك الذي يأْخذ كل سفينة وجدها في البحر غَصْباً وقد يكون المسكين مُقِلاًّ ومُكْثِراً إذ الأَصل في المسكين أَنه من المَسْكَنة وهو الخضوع والذل ولهذا وصف الله المسكين بالفقر لما أَراد أَن يُعْلِمَ أَن خضوعه لفقر لا لأَمر غيره بقوله عز وجل يتيماً ذا مَقْرَبةٍ أَو مِسكيناً ذا مَتْرَبَةٍ والمَتْرَبةُ الفقر وفي هذا حجة لمن جعل المسكين أَسوأَ حالاً لقوله ذا مَتْرَبة وهو الذي لَصِقَ بالتراب لشدَّة فقره وفيه أَيضاً حجة لمن جعل المسكين أَصلح حالاً من الفقير لأَنه أَكد حاله بالفقر ولا يؤكَّد الشيء إلا بما هو أَوكد منه قال ابن الأَثير وقد تكرر ذكر المِسْكين والمَساكين والمَسْكَنة والتَّمَسْكُنِ قال وكلها يَدُورُ معناها على الخضوع والذِّلَّة وقلة المال والحال السيئة واسْتَكانَ إذا خضع والمَسْكَنة فَقْرُ النفس وتَمَسْكَنَ إذا تَشَبَّه بالمساكين وهم جمع المِسْكين وهو الذي لا شيء له وقيل هو الذي له بعض الشيء قال وقد تقع المَسْكَنة على الضَّعف ومنه حديث قَيْلة قال لها صَدَقَت المِسْكِينةُ أَراد الضِّعف ولم يرد الفقر قال سيبويه المِسْكين من الأَلفاظ المُتَرَحَّمِ بها تقول مررت به المِسْكين تنصبه على أَعني وقد يجوز الجرّ على البدل والرفع على إضمار هو وفيه معنى الترحم مع ذلك كما أَن رحمةُ الله عليه وإن كان لفظه لفظ الخبر فمعناه معنى الدعاء قال وكان يونس يقول مررت به المسكينَ على الحال ويتوهم سقوط الأَلف واللام وهذا خطأٌ لأَنه لا يجوز أَن يكون حالاً وفيه الأَلف واللام ولو قلت هذا لقلت مررت بعبد الله الظريفَ تريد ظريفاً ولكن إنْ شئت حملته على الفعل كأَنه قال لقيت المسكين لأَنه إذا قال مررت به فكأَنه قال لقيته وحكي أَيضاً إنه المسكينُ أَحْمَقُ وتقديرُه إنه أَحمق وقوله المسكينُ أَي هو المسكينُ وذلك اعتراضٌ بين اسم إن وخبرها والأُنثى مِسْكينة قال سيبويه شبهت بفقيرة حيث لم تكن في معنى الإِكْثار وقد جاء مِسْكين أَيضاً للأُنثى قال تأَبط شرّاً قد أَطْعَنُ الطَّعْنةَ النَّجْلاءَ عن عُرُضٍ كفَرْجِ خَرْقاءَ وَسْطَ الدارِ مِسْكينِ عنى بالفرج ما انشق من ثيابها والجمع مَساكين وإن شئت قلت مِسْكينون كما تقول فقيرون قال أَبو الحسن يعني أَن مِفْعيلاً يقع للمذكر والمؤنث بلفظ واحد نحو مِحْضِير ومِئْشير وإنما يكون ذلك ما دامت الصيغة للمبالغة فلما قالوا مِسْكينة يعنون المؤنث ولم يقصدوا به المبالغة شبهوها بفقيرة ولذلك ساغ جمع مذكره بالواو والنون وقوم مَساكينُ ومِسْكِينون أَيضاً وإنما قالوا ذلك من حيث قيل للإناث مِسْكينات لأَجل دخول الهاء والاسم المَسْكَنة الليث المَسْكَنة مصدر فِعْل المِسْكين وإذا اشتقوا منه فعلاً قالوا تَمَسْكَنَ الرجلُ أَي صار مِسكيناً ويقال أَسْكَنه الله وأَسْكَنَ جَوْفَه أَي جعله مِسْكيناً قال الجوهري المسكين الفقير وقد يكون بمعنى الذِّلَّة والضعف يقال تَسَكَّن الرجل وتَمَسْكَن كما قالوا تَمَدْرَعَ وتَمَنْدَلَ من المِدْرَعَة والمِنْديل على تَمَفْعَل قال وهو شاذ وقياسه تَسَكَّنَ وتَدرَّعَ مثل تشَجَّع وتحَلَّم وسَكَن الرجلُ وأَسْكَن وتمَسْكَنَ إذا صار مِسكيناً أَثبتوا الزائد كما قالوا تَمَدْرَع في المِدرعة قال اللحياني تَسَكَّن كتَمَسْكَن وأَصبح القومُ مُسْكِنين أَي ذوي مَسْكنة وحكي ما كان مسكيناً وما كنت مسكيناً ولقد أَسكَنْتُ وتمسكَنَ لربه تضَرَّع عن اللحياني وهو من ذلك وتمسكن إذا خضع لله والمَسْكَنة الذِّلَّة وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال للمصلي تَبْأَسُ وتمسْكَنُ وتُقْنِع يديك وقوله تمسْكَنُ أَي تذَلَّل وتَخْضَع وهو تَمَفْعَل من السكون وقال القتيبي أَصل الحرف السُّكون والمَسْكَنة مَفْعلة منه وكان القياس تسَكَّن وهو الأَكثر الأَفصح إلا أَنه جاءَ في هذا الحرف تَمَفْعَل ومثله تمَدْرَع وأَصله تَدرَّع وقال سيبويه كل ميم كانت في أَول حرف فهي مزيدة إلا ميم مِعْزى وميم مَعَدٍّ تقول تمَعْدَد وميم مَنْجَنِيق وميم مَأْجَج وميم مَهْدَد قال أَبو منصور وهذا فيما جاء على بناء مَفْعَل أَو مِفْعَل أَو مِفْعيل فأَما ما جاء على بناء فَعْلٍ أَو فِعالٍ فالميم تكون أَصلية مثل المَهْدِ والمِهاد والمَرَد وما أَشبهه وحكى الكسائي عن بعض بني أَسد المَسْكين بفتح الميم المِسْكين والمِسْكينة اسم مدينة النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن سيده لا أَدري لمَ سميت بذلك إلا أَن يكون لفقدها النبي صلى الله عليه وسلم واستَكان الرجل خَضَع وذلَّ وهو افتَعَل من المَسْكَنة أُشبعت حركة عينه فجاءت أَلفاً وفي التنزيل العزيز فما استَكانوا لربهم وهذا نادر وقوله فما استكانوا لربهم أَي فما خضعوا كان في الأَصل فما استَكَنُوا فمدّت فتحة الكاف بأَلف كقوله لها مَتْنتان خَظانا أَراد خَظَتا فمدّ فتحة الظاء بأَلف يقال سَكَنَ وأَسكَنَ واسْتَكَنَ وتَمَسْكَنَ واسْتَكان أَي خضع وذل وفي حديث توبة كعب أَما صاحباي فاستَكانا وقَعَدا في بيوتهما أَي خضعا وذلاَّ والاسْتِكانة اسْتِفْعال من السُّكون قال ابن سيده وأَكثر ما جاءَ إشباع حركة العين في الشعر كقوله يَنْباعُ من ذفرى غَضُوب أَي يَنَبَع مدّت فتحة الباء بأَلف وكقوله أَدْنو فأَنظُورُ وجعله أَبو علي الفارسي من الكَيْنِ الذي هو لحم باطن الفرج لأَن الخاضع الذليل خفيّ فشبهه بذلك لأَنه أَخفى ما يكون من الإنسان وهو يتعدى بحرف الجرّ ودونه قال كثيِّر عزة فما وَجدوا فيك ابنَ مَرْوان سَقْطةً ولا جَهْلةً في مازِقٍ تَسْتَكِينُها الزجاج في قوله تعالى وصَلِّ عليهم إن صلاتك سَكَن لهم أَي يَسْكُنون بها والسَّكُون بالفتح حيّ من اليمن والسَّكون موضع وكذلك مَسْكِنٌ بكسر الكاف وقيل موضع من أَرض الكوفة قال الشاعر إنَّ الرَّزِيَّة يَوْمَ مَسْ كِنَ والمُصِيبةَ والفَجيعه جعله اسماً للبقعة فلم يصرفه وأَما المُسْكان بمعنى العَرَبون فهو فُعْلال والميم أَصلية وجمعه المَساكين قاله ابن الأَعرابي ابن شميل تغطية الوجه عند النوم سُكْنة كأَنه يأْمن الوحشة وفلان بنُ السَّكَن قال الجوهري وكان الأَصمعي يقوله بجزم الكاف قال ابن بري قال ابن حبيب يقال سَكَنٌ وسَكْنٌ قال جرير في الإسكان ونُبِّئْتُ جَوَّاباً وسَكْناً يَسُبُّني وعَمْرو بنُ عَفْرا لا سلامَ على عمرو وسَكْنٌ وسُكَنٌ وسُكَينٌ أَسماء وسُكَينٌ اسم موضع قال النابغة وعلى الرُّمَيْثة من سُكَينٍ حاضرٌ وعلى الدُّثَيْنةِ من بني سَيَّارِ وسُكَينٌ مصغر حيّ من العرب في شعر النابغة الذُّبياني قال ابن بري يعني هذا البيت وعلى الرُّميثة من سُكين وسُكَيْنة بنت الحُسَين بن علي عليهم السلام والطُّرَّة السُّكَيْنِيَّة منسوبة إليها

سلن
التهذيب في الثلاثي ابن الأَعرابي الأَسْلانُ الرِّماح الذُّبَّل

سلعن
سَلْعَنَ في عدْوه عَدا عَدْواً شديداً

سمن
السِّمَنُ نقيض الهُزال والسَّمِينُ خلاف المَهْزول سَمِنَ يَسْمَنُ سِمَناً وسَمانةً عن ابن الأَعرابي وأَنشد رَكِبْناها سَمانَتَها فلما بَدَتْ منها السَّناسِنُ والضُّلوعُ أَراد ركبناها طُولَ سَمانتِها وشيء سامِنٌ وسمين والجمع سِمانٌ قال سيبويه ولم يقولوا سُمَناء اسْتَغنَوْا عنه بسِمانٍ وقال اللحياني إذا كان السِّمَنُ خِلْقة قيل هذا رجل مُسْمِن وقد أَسْمَن وسَمَّنه جعله سميناً وتسَمَّنَ وسَمَّنه غيرُه وفي المثل سَمِّنْ كلْبَك يأْكُلْك وقالوا اليَنَمةُ تُسْمِن ولا تُغْزر أَي أَنها تجعل الإِبل سَمينة ولا تجعلها غِزاراً وقال بعضهم امرأَة مُسْمَنة سَمينة ومُسَمَّنة بالأَدْوية وأَسْمَن الرجلُ ملك سَميناً أَو اشتراه أَو وهبه وأَسْمَنَ القومُ سَمِنَتْ مواشيهم ونَعَمُهم فهم مُسْمِنون واسْتَسْمَنتُ اللحمَ أَي وجدته سَميناً واسْتَسْمَن الشيءَ طلبه سميناً أَو وجده كذلك واسْتَسْمَنه عَدَّه سَميناً وطعام مَسْمَنة للجسم والسُّمنة دواء يتخذ للسِّمَن وفي التهذيب السُّمْنة دواء تُسَمَّن به المرأَةُ وفي الحديث وَيلٌ للمُسَمَّنات يوم القيامة من فَترة في العظام أَي اللاتي يستعملن السُّمْنةَ وهو دواء يَتَسَمَّنُ به النساء وقد سُمِّنَتْ فهي مُسَمَّنة وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون في آخر الزمان قوم يتَسَمَّنون أَي يتَكثَّرون بما ليس فيهم من الخير ويَدَّعون ما ليس فيهم من الشَّرَفِ وقيل معناه جَمْعُهم المالَ ليُلْحَقُوا بذَوي الشَّرَف وقيل معنى يَتَسَمَّنُون يحِبون التَّوَسُّعَ في المَآكل والمَشارِب وهي أَسباب السِّمَنِ وفي حديث آخر ويَظْهَرُ فيهم السِّمَنُ ووضع محمد بن إسحق حديثاً ثم يجيء قوم يَتَسَمَّنُون في باب كثرة الأَكل وما يُذَمُّ منه وفي حديث أَبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أُمتي القَرْنُ الذي أَنا فيهم ثم الذين يَلُونهم ثم يظهرَ فيهم قومٌ يُحِبُّون السَّمَانةَ يَشْهَدُونَ قبل أَن يُسْتَشْهَدُوا وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لرجلٍ سَمِينٍ ويُومِئُ بإصبعه إلى بطنه لو كان هذا في غير هذا لكان خيراً لك وأَرضٌ سَمِينة جَيِّدة التُّرْب قليلة الحجارة قوية على ترشيح النبت والسَّمْنُ سِلاءُ اللَّبَنِ والسَّمْنُ سِلاءُ الزُّبْد والسَّمْنُ للبقر وقد يكون للمِعْزَى قال امرؤ القيس وذكر مِعْزًى له فتَمْلأُ بَيْتَنا أَقِطاً وسَمْناً وحَسْبُكَ من غِنًى شِبَعٌ ورِيُّ والجمع أَسْمُن وسُمُون وسُمْنان مثل عَبْدٍ وعُبْدانٍ وظَهْرٍ وظُهْرانٍ وسَمَنَ الطعامَ يَسْمُنُه سَمْناً فهو مَسْمُون عمله بالسَّمْن ولَتَّهُ به وقال عَظِيمُ القَفا رِخْوُ الخَواصِرِ أَوْهَبَتْ له عَجْوَةٌ مَسْمُونَةٌ وخَمِيرُ قال ابن بري قال علي بن حمزة إنما هو أُرْهِنَتْ له عَجْوَةٌ أَي أُعِدَّتْ وأُدِيمت كقوله عِيديَّةٌ أُرْهِنَتْ فيها الدنانير يريد أَنه منقول بالهمزة من رَهَنَ الشيءُ إذا دام قال الشاعر الخُبْزُ واللَّحْمُ لهم راهِنٌ وقَهْوَةٌ راوُوقُها ساكِبُ وسَمَنَ الخبزَ وسَمَّنَه وأَسْمنَه لَتَّه بالسَّمْنِ وسَمَنْتُ له إذا أَدَمْتَ له بالسَّمْن وأَسْمَنَ الرجل اشترى سَمْناً ورجل سامِنٌ ذو سَمْن كما يقال رجل تامِرٌ ولابِنٌ أَي ذو تمر ولبن وأَسْمَنَ القومُ كثرَ عندهم السَّمْنُ وسَمَّنَهم تَسْمِيناً زَوَّدَهم السَّمْنَ وجاؤُوا يَسْتَسمِنُون أَي يطلبون السَّمْنَ أَن يُوهَبَ لهم والسَّمّانُ بائع السَّمْن الجوهري السِّمّان إن جعلته بائع السَّمْن انصرف وإن جعلته من السَّمِّ لم ينصرف في المعرفة ويقال سَمَّنْته وأَسْمَنتُه إذا أَطعمته السَّمْنَ وقال الراجز لمّا نزَلْنا حاضِرَ المَدينة بعدَ سِياقِ عُقْبةٍ مَتِينه صِرْنا إلى جاريَةٍ مَكِينه ذاتِ سُرورٍ عَيْنُها سَخِينه فباكَرَتْنا جَفْنةٌ بَطِينه لحْمَ جَزُورٍ عَثَّةٍ سَمِينه أَي مَسْمونة من السَّمْن لا من السِّمَنِ وقوله جارية يريد عيناً تجري بالماء مكينة متمكنة في الأَرض ذات سُرورٍ يُسَرُّ بها النازل والتَّسْمِينُ التبريد طائفية وفي حديث الحجاج أَنه أُتِيَ بسمكة مشوية فقال للذي حملها سَمِّنْها فلم يدر ما يريد فقال عَنْبَسَة بن سعيد إنه يقول لك بَرِّدْها قليلاً والسُّمَانَى طائر واحدته سُمَاناةٌ وقد يكون السُّمَانَى واحداً قال الجوهري ولا تقل سُمّانَى بالتشديد قال الشاعر نفْسِي تَمَقَّسُ من سُمانَى الأَقبُر ابن الأَعرابي الأَسْمالُ والأَسْمانُ الأُزُر الخُلْقانُ والسَّمّانُ أَصْباغ يُزَخْرَفُ بها اسم كالجَبّان وسَمْنٌ وسَمْنان وسُمْنان وسُمَيْنة مواضع والسُّمَنِيَّة قوم من أَهل الهند دُهْرِيُّونَ الجوهري السُّمَنِيَّة بضم السين وفتح الميم فرقة من عَبَدَةِ الأَصنام تقول بالتَّناسُخ وتنكر وقوعَ العلم بالإِخبار والسُّمْنة عُشْبة ذات ورق وقُضُب دقيقة العيدان لها نَوْرة بيضاء وقال أَبو حنيفة السُّمْنةُ من الجَنْبَة تَنْبُتُ بنُجُوم الصيف وتَدُوم خُضْرتها

سنن
السِّنُّ واحدة الأَسنان ابن سيده السِّنُّ الضِّرْسُ أُنْثَى ومن الأَبَدِيّاتِ لا آتِيكَ سِنَّ الحِسْلِ أَي أَبداً وفي المحكم أَي ما بقيت سِنُّه يعني ولد الضَّبِّ وسِنُّه لا تسقط أَبداً وقول أَبي جَرْوَلٍ الجُشَمِيّ واسمه هِنْدٌ رَثَى رجلاً قتل من أَهل العالية فحكم أَولياؤُه في ديته فأَخذوها كلها إِبلاً ثُنْياناً فقال في وصف إِبل أُخذت في الدية فجاءتْ كسِنِّ الظَّبْيِ لم أَرَ مِثْلَها سَنَاءَ قَتِيلٍ أَو حَلُوبَةَ جائِعِ مُضاعَفَةً شُمَّ الحَوَارِكِ والذُّرَى عِظامَ مَقِيلِ الرأْسِ جُرْدَ المَذارِعِ كسِنِّ الظَّبْيِ أَي هي ثُنْيانٌ لأَن الثَّنِيَّ هو الذي يُلقي ثَنِيَّتَه والظَّبْيُ لا تَنْبُتُ له ثَنِيَّة قط فهو ثَنِيٌّ أَبداً وحكى اللحياني عن المفضل لا آتيك سِنِي حِسْلٍ قال وزعموا أَن الضب يعيش ثلثمائة سنة وهو أَطول دابة في الأَرض عمراً والجمع أَسْنانٌ وأَسِنَّةٌ الأَخيرة نادرة مثل قِنٍّ وأَقْنانٍ وأَقِنَّة وفي الحديث إذا سافرتم في خِصْبٍ فأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَها وإذا سافرتم في الجدب فاسْتَنْجُوا وحكى الأَزهري في التهذيب عن أَبي عبيد أَنه قال لا أَعرف الأَسِنَّة إلاَّ جَمْع سِنان للرمح فإِن كان الحديث محفوظاً فكأَنها جمع الأَسْنان يقال لما تأْكله الإِبل وترعاه من العُشْب سِنٌّ وجمع أَسْنان أَسِنَّة يقال سِنّ وأَسْنان من المَرْعَى ثم أَسِنَّة جمع الجمع وقال أَبو سعيد الأَسِنَّة جمع السِّنان لا جمع الأَسنان قال والعرب تقول الحَمْضُ يَسُنُّ الإِبلَ على الخُلَّةِ أَي يقوِّيها كما يقوِّي السِّنُّ حدَّ السكين فالحَمْضُ سِنانٌ لها على رعي الخُلَّة وذلك أَنها تَصْدُق الأَكلَ بعد الحَمْضِ وكذلك الرِّكابُ إذا سُنَّت في المَرْتَع عند إِراحة السَّفْرِ ونُزُولهم وذلك إِذا أَصابت سِنّاً من الرِّعْيِ يكون ذلك سِناناً على السير ويُجْمَع السِّنَانُ أَسِنَّةً قال وهو وجه العربية قال ومعنى يَسُنُّها أَي يقوِّيها على الخُلَّة والسِّنانُ الاسم من يَسُنُّ وهو القُوَّة قال أَبو منصور ذهب أَبو سعيد مذهباً حسناً فيما فسر قال والذي قاله أَبو عبيد عندي صحيح بيِّن
( * قوله « صحيح بين » الذي بنسخة التهذيب التي بأيدينا أصح وأبين ) وروي عن الفراء السِّنُّ الأكل الشديد قال أَبو منصور وسمعت غير واحد من العرب يقول أَصابت الإِبلُ اليومَ سِنّاً من الرَّعِْي إذا مَشَقَتْ منه مَشْقاً صالحاً ويجمع السِّنّ بهذا المعنى أَسْناناً ثم يجمع الأَسْنانُ أَسِنَّةً كما يقال كِنٌّ وأَكنانٌ ثم أَكِنَّة جمع الجمع فهذا صحيح من جهة العربية ويقويه حديث جابر بن عبدالله أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سِرْتم في الخِصْب فأَمْكِنوا الرِّكابَ أَسْنانَها قال أَبو منصور وهذا اللفظ يدل على صحة ما قال أَبو عبيد في الأَسِنَّة إنها جمع الأَسْنان والأَسْنان جمع السِّنِّ وهو الأَكل والرَّعْي وحكى اللحياني في جمعه أُسُنّاً وهو نادر أَيضاً وقال الزمخشري معنى قوله أَعطوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَها أَعطوها ما تمتنع به من النحر لأَن صاحبها إذا أَحسن رَعْيَها سَمِنت وحَسُنت في عينه فيبخل بها من أَن تُنْحَر فشبه ذلك بالأَسِنَّة في وقوع الامتناع بها هذا على أَن المراد بالأَسنَّة جمع سِنَانٍ وإن أُريد بها جمع سِنٍّ فالمعنى أَمْكنوها من الرَّعي ومنه الحديث أَعْطُوا السِّنَّ حظَّها من السّنِّ أَي أَعطوا ذوات السِّنِّ حظها من السِّنِّ وهو الرِّعْيُ وفي حديث جابر فأَمْكِنُوا الرِّكابَ أَسْناناً أَي تَرْعَى أَسْناناً ويقال هذه سِنٌّ وهي مؤنثة وتصغيرها سُنَيْنة وتجمع أُسُنّاً وأَسْناناً وقال القَنَاني يقال له بُنَيٌّ سَنِينَةُ ابْنِك ابن السكيت يقال هو أَشبه شيء به سُنَّة وأُمَّةً فالسُّنَّة الصُّورة والوجه والأُمَّةُ القامة والحديدة التي تحرث بها الأَرض يقال لها السِّنَّة والسِّكَّة وجمعها السِّنَنُ والسِّكَكُ ويقال للفُؤُوس أَيضاً السِّنَنُ وسِنُّ القلم موضع البَرْيِ منه يقال أَطِلْ سِنَّ قلمك وسَمِّنْها وحَرِّفْ قَطَّتَك وأَيْمِنْها وسَنَنْتُ الرجل سَنّاً عَضَضْتُه بأَسناني كما تقول ضَرَسْتُه وسَنَنْتُ الرجلَ أَسُنُّه سَنّاً كسرت أَسنانه وسِنُّ المِنْجَل شُعْبَة تحزيزه والسِّنُّ من الثُّوم حبة من رأْسه على التشبيه يقال سِنَّةٌ من ثُوم أَي حبَّة من رأْس الثوم وسِنَّة من ثومٍ فِصَّةٌ منه وقد يعبر بالسِّنّ عن العُمُر قال والسِّنُّ من العمر أُنْثى تكون في الناس وغيرهم قال الأَعور الشَّنِّيُّ يصف بعيراً قَرَّبْتُ مثلَ العَلَم المُبَنَّى لا فانِيَ السِّنِّ وقد أَسَنّا أَراد وقد أَسنَّ بعضَ الإِسنان غير أَن سِنَّه لم تَفْنَ بعدُ وذلك أَشدّ ما يكون البعير أَعني إذا اجتمع وتمّ ولهذا قال أَبو جهل بن هشام ما تِنْكِرُ الحَرْبُ العَوانُ مِنِّي ؟ بازِلُ عامَيْنِ حَديثُ سِنِّي
( * قوله « بازل عامين إلخ » كذا برفع بازل في جميع الأصول كالتهذيب والتكملة والنهاية وبإضافة حديث سني إلا في نسخة من النهاية ضبط حديث بالتنوين مع الرفع وفي أخرى كالجماعة ) إِنما عَنى شدَّته واحْتناكه وإنما قال سِنّي لأَنه أَراد أَنه مُحْتَنِك ولم يذهب في السِّنّ وجمعها أَسْنان لا غير وفي النهاية لابن الأَثير قال في حديث علي عليه السلام بازل عامين حديثُ سِنِّي قال أَي إِني شاب حَدَثٌ في العُمر كبير قوي في العقل والعلم وفي حديث عثمان وجاوزتُ أَسْنانَ أَهل بيتي أَي أَعمارهم يقال فلان سِنُّ فلان إذا كان مثله في السِّنِّ وفي حديث ابن ذِي يَزَنَ لأُوطِئَنَّ أَسْنانَ العرب كَعْبَه يريد ذوي أَسنانهم وهم الأَكابر والأَشراف وأَسَنَّ الرجلُ كَبِرَ وفي المحكم كَبِرَتْ سِنُّه يُسِنُّ إِسْناناً فهو مُسِنٌّ وهذا أَسَنُّ من هذا أَي أَكبر سِنّاً منه عربية صحيحة قال ثعلب حدّثني موسى بن عيسى بن أَبي جَهْمَة الليثي وأَدركته أَسَنَّ أَهل البلد وبعير مُسِنّ والجمع مَسانُّ ثقيلة ويقال أَسَنَّ إذا نبتت سِنُّه التي يصير بها مُسِنَّاً من الدواب وفي حديث معاذ قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأَمرني أَن آخذ من كل ثلاثين من البقر تَبِيعاً ومن كل أَربعين مُسِنَّةً والبقرَةُ والشاةُ يقع عليهما اسم المُسِنّ إذا أَثْنَتا فإِذا سقطت ثَنِيَّتُهما بعد طلوعها فقد أَسَنَّتْ وليس معنى إِسْنانها كِبَرَها كالرجل ولكن معناه طُلوع ثَنِيَّتها وتُثْني البقرةُ في السنة الثالثة وكذلك المِعْزَى تُثْني في الثالثة ثم تكون رَباعِيَة في الرابعة ثم سِدْساً في الخامسة ثم سَالِغاً في السادسة وكذلك البقر في جميع ذلك وروى مالك عن نافع عن ابن عمر أَنه قال يُتَّقَى من الضحايا التي لم تُسْنَنْ بفتح النون الأُولى وفسره التي لم تَنْبُتْ أَسنانها كأَنها لم تُعْطَ أَسْناناً كقولك لم يُلْبَنْ أَي لم يُعْطَ لَبَناً ولم يُسْمَنْ أَي لم يُعْطَ سَمْناً وكذلك يقال سُنَّتِ البَدَنة إذا نبتت أَسنانها وسَنَّها الله وقول الأَعشى بحِقَّتِها رُبِطَتْ في اللَّجِي نِ حتى السَّدِيسُ لها قد أَسَنّ أَي نَبت وصار سِنّاً قال هذا كله قول القتيبي قال وقد وَهِمَ في الرواية والتفسير لأَنه روى الحديث لم تُسْنَنْ بفتح النون الأُولى وإنما حفظه عن مُحَدِّث لم يَضْبِطْه وأَهل الثَّبْتِ والضَّبْطِ رووه لم تُسْنِنْ بكسر النون قال وهو الصواب في العربية والمعنى لم تُسِنُّ فأَظهر التضعيف لسكون النون الأَخيرة كما يقال لم يُجْلِلْ وإِنما أَراد ابن عمر أَنه لا يُضَحَّى بأُضحية لم تُثْنِ أَي لم تصر ثَنِيَّة وإذا أَثْنَتْ فقد أَسَنَّتْ وعلى هذا قول الفقهاء وأَدنى الأَسْنان الإِثْناءُ وهو أَن تنبت ثَنِيَّتاها وأَقصاها في الإِبل البُزُول وفي البقر والغنم السُّلُوغ قال والدليل على صحة ما ذكرنا ما روي عن جَبَلة ابن سُحَيْم قال سأَل رجل ابن عمر فقال أَأُضَحِّي بالجَدَعِ ؟ فقال ضَحّ بالثَّنِيِّ فصاعداً فهذا يفسر لك أَن معنى قوله يُتَّقَى من الضحايا التي لم تُسْنِنْ أَراد به الإِثْناءَ قال وأَما خطأ القُتَيْبيّ من الجهة الأُخرى فقوله سُنِّنَتِ البدنة إذا نبتت أَسْنانُها وسَنَّها الله غيرُ صحيح ولا يقوله ذو المعرفة بكلام العرب وقوله لم يُلْبَنْ ولم يُسْمَنْ أَي لم يُعْطَ لَبَناً وسَْناً خطأٌ أَيضاً إنما معناهما لم يُطْعَمْ سمناً ولم يُسْقَ لبناً والمَسَانُّ من الإِبل خلافُ الأَفْتاءِ وأَسَنَّ سَدِيسُ الناقة أَي نبت وذلك في السنة الثانية وأَنشد بيت الأَعشى بِحِقَّتِها رُبِطَت في اللَّجِي نِ حتى السَّدِيسُ لها قد أَسَنّ يقول قيمَ عليها منذ كانتِ حِقَّةً إلى أَن أَسْدَسَتْ في إِطعامها وإِكرامها وقال القُلاخُ بِحِقِّه رُبِّطَ في خَبْطِ اللُّجُنْ يُقْفَى به حتى السَّدِيسُ قد أَسَنّ وأَسَنَّها اللهُ أَي أَنْبَتها وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه أَنه خطب فذكر الربا فقال إن فيه أَبواباً لا تَخْفى على أَحدٍ منها السَّلَمُ في السِّنِّ يعني الرقيقَ والدوابَّ وغيرهما من الحيوان أَراد ذوات السِّنّ وسِنُّ الجارحة مؤَنثة ثم استعيرت للعُمُر استدلالاً بها على طوله وقصره وبقيت على التأْنيث وسِنُّ الرجل وسَنينُه وسَنينَتُه لِدَتُه يقال هو سِنُّه وتِنُّه وحِتْنُه إذا كان قِرْنَه في السِّنّ وسَنَّ الشيءَ يَسُنُّه سَنّاً فهو مَسْنون وسَنين وسَنَّته أَحَدَّه وصَقَله ابن الأَعرابي السَّنّ مصدر سَنَّ الحديدَ سَنّاً وسَنَّ للقوم سُنَّةً وسَنَناً وسَنَّ عليه الدِّرْعَ يَسُنُّها سَنّاً إذا صَبَّها وسَنَّ الإِبلَ يسُنُّها سَنّاً إذا أَحْسَن رِعْيَتها حتى كأَنه صقلها والسَّنَنُ اسْتِنان الإِبل والخيل ويقال تَنَحَّ عن سَننِ الخيل وسَنَّنَ المَنْطِقَ حَسَّنه فكأَنه صقَله وزينه قال العجاج دَعْ ذا وبَهّجْ حَسَباً مُبَهَّجا فَخْماً وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجاً والمِسَنُّ والسِّنانُ الحجَر الذي يُسَنُّ به أَو يُسنُّ عليه وفي الصحاح حجَر يُحدَّد به قال امرؤُ القيس يُباري شَباةَ الرُّمْحِ خَدٌّ مُذَلَّقٌ كَصَفْحِ السِّنانِ الصُّلَّبيِّ النَّحِيضِ قال ومثله للراعي وبيضٍ كسَتْهنَّ الأَسِنَّةُ هَفْوَةً يُداوى بها الصادُ الذي في النّواظِرِ وأَراد بالصادِ الصَّيَدَ وأَصله في الإِبل داء يُصيبها في رؤوسها وأَعينها ومثله للبيد يَطْرُدُ الزُّجَّ يُباري ظِلَّهُ بأَسِيلٍ كالسِّنانِ المُنْتَحَلْ والزُّجُّ جمع أَزَجَّ وأَراد النعامَ والأَزَجُّ البعيد الخَطو يقال ظليم أَزجُّ ونعامة زَجَّاء والسِّنانُ سِنانُ الرمح وجمعه أَسِنَّة ابن سيده سِنانُ الرمح حديدته لصَقالتها ومَلاستها وسَنَّنَه رَكَّبَ فيه السِّنان وأَسَنْت المرحَ جعلت له سِناناً وهو رُمح مُسَنٌّ وسَنَنْتُ السِّنانَ أَسُنُّه سَنّاً فهو مَسنون إذا أَحدَدْته على المِسنِّ بغير أَلف وسَنَنتُ فلاناً بالرمح إذا طعنته به وسَنَّه يَسُنُّه سَنّاً طعنه بالسِّنان وسَنَّنَ إليه الرمح تسْنيناً وَجَّهه إليه وسَننْت السكين أَحددته وسَنَّ أَضراسَه سَنّاً سَوَّكها كأَنه صَقَلها واسْتَنَّ استاك والسَّنُونُ ما استَكْتَ به والسَّنين ما يَسقُط من الحجر إذا حككته والسَّنُونُ ما تَسْتنُّ به من دواء مؤَلف لتقوية الأَسنان وتَطريتها وفي حديث السواك أَنه كان يَستنُّ بعودٍ من أَراك الإستِنان استعمالُ السواك وهو افتِعال من الإسْنان أَي يُمِرُّه عليها ومنه حديث الجمعة وأَن يَدَّهِن ويَسْتنَّ وفي حديث عائشة رضي الله عنها في وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَخذتُ الجَريدة فسَننْتُه بها أَي سَوَّكته بها ابن السكيت سَنَّ الرجلُ إبله إذا أَحسن رِعْيتها والقيامَ عليها حتى كأَنه صقلها قال النابغة نُبِّئْتُ حِصْناً وحَيّاً من بني أَسَدٍ قاموا فقالوا حِمانا غيرُ مقْروبِ ضَلَّتْ حُلومُهُمُ عنهم وغَرَّهُمُ سَنُّ المُعَيديِّ في رَعْيٍ وتَعْزيبِ
( * قوله « وتعزيب » التعزيب بالعين المهملة والزاي المعجمة أن يبيت الرجل بماشيته كما في الصحاح وغيره في المرعى لا يريحها إلى أهلها ) يقول يا معشر مَعَدٍّ لا يغُرَّنكم عزُّكم وأَنَّ أَصغر رجل منكم يرعى إِبله كيف شاء فإِن الحرث ابن حِصْن الغَسّاني قد عَتب عليكم وعلى حِصْن بن حُذيفة فلا تأْمنوا سَطوَته وقال المؤرّج سَنُّوا المالَ إذا أَرسلوه في الرِّعْي ابن سيده سَنَّ الإِبلَ يَسُنُّها سَنّاً إذا رعاها فأَسْمنها والسُّنّة الوجه لصَقالتِه ومَلاسته وقيل هو حُرُّ الوجه وقيل دائرته وقيل الصُّورة وقيل الجبهة والجبينان وكله من الصَّقالة والأَسالة ووجه مَسْنون مَخروطٌ أَسيلٌ كأَنه قد سُنَّ عنه اللحم وفي الصحاح رجل مَسْنون المصقول من سَننْتُه بالمِسَنِّ سَنّاً إذا أَمررته على المِسنِّ ورجل مسنون الوجه حَسَنُه سهْله عن اللحياني وسُنَّة الوجه دوائره وسُنَّةُ الوجه صُورته قال ذو الرمة تُريك سُنَّةَ وَجْهٍ غيرَ مُقْرِفةٍ مَلساءَ ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ ومثله للأَعشى كَريماً شَمائِلُه من بني مُعاويةَ الأَكْرَمِينَ السُّنَنْ وأَنشد ثعلب بَيْضاءُ في المِرْآةِ سُنَّتُها في البيت تحتَ مَواضعِ اللّمْسِ وفي الحديث أَنه حَضَّ على الصدقة فقام رجل قبيح السُّنَّة السُّنَّةُ الصورة وما أَقبل عليك من الوجه وقيل سُنّة الخدّ صفحته والمَسْنونُ المُصوَّر وقد سَنَنْتُه أَسُنُّه سَنّاً إذا صوّرته والمَسْنون المُمَلَّس وحكي أَن يَزيد بن معاوية قال لأَبيه أَلا ترى إلى عبد الرحمن بن حسان يُشَبّبُ بابنتك ؟ فقال معاوية ما قال ؟ فقال قال هي زَهْراءُ مثلُ لُؤلؤةِ الغَوْ وَاص مِيزَتْ من جوهرٍ مكنونِ فقال معاوية صدق فقال يزيد إنه يقول وإذا ما نَسَبْتَها لم تَجِدْها في سَناءٍ من المَكارم دُونِ قال وصدق قال فأَين قوله ثم خاصَرْتُها إلى القُبَّةِ الخَضْ راءِ تَمْشي في مَرْمَرٍ مَسنونِ قال معاوية كذب قال ابن بري وتُرْوَى هذه الأَبيات لأَبي دهبل وهي في شعره يقولها في رَمْلةَ بنت معاوية وأَول القصيد طالَ لَيْلي وبِتُّ كالمَحْزونِ ومَلِلْتُ الثَّواءَ بالماطِرُونِ منها عن يَساري إذا دخَلتُ من البا ب وإن كنتُ خارجاً عن يَميني فلذاكَ اغْترَبْتُ في الشَّأْم حتى ظَنَّ أَهلي مُرَجَّماتِ الظُّنونِ منها تَجْعَلُ المِسْكَ واليَلَنْجُوج والنَّدْ دَ صلاةً لها على الكانُونِ منها قُبَّةٌ منْ مَراجِلٍ ضَرَّبَتْها عندَ حدِّ الشِّتاءِ في قَيْطُونِ القَيْطُون المُخْدَع وهو بيت في بيت ثم فارَقْتُها على خَيْرِ ما كا نَ قَرينٌ مُفارِقاً لقَرِينِ فبَكَتْ خَشْيَةَ التَّفَرُّق للبَي نِ بُكاءَ الحَزينِ إِثرَ الحَزِينِ فاسْأَلي عن تَذَكُّري واطِّبا ئيَ لا تَأْبَيْ إنْ هُمُ عَذَلُوني اطِّبائي دُعائي ويروى واكْتِئابي وسُنَّةُ الله أَحكامه وأَمره ونهيه هذه عن اللحياني وسَنَّها الله للناس بَيَّنها وسَنَّ الله سُنَّة أَي بَيَّن طريقاً قويماً قال الله تعالى سُنَّةَ الله في الذين خَلَوْا من قبلُ نَصَبَ سنة الله على إرادة الفعل أَي سَنَّ الله ذلك في الذين نافقوا الأَنبياءَ وأَرْجَفُوا بهم أَن يُقْتَلُوا أَين ثُقِفُوا أَي وُجِدُوا والسُّنَّة السيرة حسنة كانت أَو قبيحة قال خالد بن عُتْبة الهذلي فلا تَجْزَعَنْ من سِيرةٍ أَنتَ سِرْتَها فأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً من يَسِيرُها وفي التنزيل العزيز وما مَنَعَ الناسَ أَن يُؤمنوا إذا جاءهم الهُدى ويستغفروا رَبَّهم إلاَّ أَن تأْتيهم سُنَّةُ الأَوَّلين قال الزجاج سُنَّةُ الأَوَّلين أَنهم عاينوا العذاب فطلب المشركون أَن قالوا اللهم إن كان هذا هو الحَقَّ من عندك فأَمْطِرْ علينا حجارةً من السماء وسَنَنْتُها سَنّاً واسْتَنَنْتُها سِرْتُها وسَنَنْتُ لكم سُنَّةً فاتبعوها وفي الحديث من سَنَّ سُنَّةً حَسَنةً فله أَجْرُها وأَجْرُ من عَمِلَ بها ومن سَنَّ سُنَّةً سيّئَةً يريد من عملها ليُقْتَدَى به فيها وكل من ابتدأَ أَمراً عمل به قوم بعده قيل هو الذي سَنَّه قال نُصَيْبٌ كأَني سَنَنتُ الحُبَّ أَوَّلَ عاشِقٍ من الناسِ إِذ أَحْبَبْتُ من بَيْنِهم وَحْدِي
( * قوله « إذ أحببت إلخ » كذا في الأصل وفي بعض الأمهات أو بدل إذ ) وقد تكرر في الحديث ذكر السُّنَّة وما تصرف منها والأَصل فيه الطريقة والسِّيرَة وإذا أُطْلِقَت في الشرع فإِنما يراد بها ما أَمَرَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم ونَهى عنه ونَدَب إليه قولاً وفعلاً مما لم يَنْطق به الكتابُ العزيز ولهذا يقال في أَدلة الشرع الكتابُ والسُّنَّةُ أَي القرآن والحديث وفي الحديث إِنما أُنَسَّى لأِسُنَّ أَي إنما أُدْفَعُ إلى النِّسْيانُ لأَسُوقَ الناسَ بالهداية إلى الطريق المستقيم وأُبَيِّنَ لهم ما يحتاجون أَن يفعلوا إذا عَرَضَ لهم النسيانُ قال ويجوز أَن يكون من سَنَنْتُ الإِبلَ إذا أَحْسنت رِعْيتَها والقيام عليها وفي الحديث أَنه نزل المُحَصَّبَ ولم يَسُنَّهُ أَي لم يجعله سُنَّة يعمل بها قال وقد يَفْعل الشيء لسبب خاص فلا يعمّ غيره وقد يَفْعل لمعنى فيزول ذلك المعنى ويبقى الفعل على حاله مُتَّبَعاً كقَصْرِ الصلاة في السفر للخوف ثم استمرّ القصر مع عدم الخوف ومنه حديث ابن عباس رَمَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وليس بسُنَّة أَي أَنه لم يَسُنَّ فِعْلَه لكافة الأُمّة ولكن لسبب خاص وهو أَن يُرِيَ المشركين قوّة أَصحابه وهذا مذهب ابن عباس وغيره يرى أَن الرَّمَلَ في طواف القدوم سنَّة وفي حديث مُحَلِّمِ ابن جَثَّامة اسْنُنِ اليومَ وغَيِّرْ غداً أَي اعْمَلْ بسُنَّتك التي سَنَنْتها في القِصاصِ ثم بعد ذلك إذا شئت أَن تغير فغير أَي تغير ما سَننْتَ وقيل تُغَيِّر من أَخذ الغِيَر وهي الدية وفي الحديث إن أَكبر الكبائر أَن تُقاتل أَهل صَفْقَتِك وتُبَدِّلَ سُنَّتَك أَراد بتبديل السُّنة أَن يرجع أَعرابيّاً بعد هجرته وفي حديث المجوس سُنُّوا بهم سُنَّة أَهل الكتاب أَي خذوهم على طريقتهم وأَجْرُوهم في قبول الجزية مُجْراهم وفي الحديث لا يُنْقَضُ عَهْدُهم عن سُنَّةِ ماحِلٍ أَي لا ينقض بسَعْيِ ساع بالنميمة والإِفساد كما يقال لا أُفْسِدُ ما بيني وبينك بمذاهب الأَشرار وطُرُقهم في الفساد والسُّنَّة الطريقة والسَّنن أَيضاً وفي الحديث أَلا رجلٌ يَرُدُّ عَنَّا من سَنَنِ هؤلاء التهذيب السُّنَّةُ الطريقة المحمودة المستقيمة ولذلك قيل فلان من أَهل السُّنَّة معناه من أَهل الطريقة المستقيمة المحمودة وهي مأْخوذة من السَّنَنِ وهو الطريق ويقال للخَطّ الأَسود على مَتْنِ الحمار سُنَّة والسُّنَّة الطبيعة وبه فسر بعضهم قول الأَعشى كَرِيمٌ شَمَائِلُه من بَنِي مُعاويةَ الأَكْرَمينَ السُّنَنْ وامْضِ على سَنَنِك أَي وَجْهك وقَصْدك وللطريق سَنَنٌ أَيضاً وسَنَنُ الطريق وسُنَنُه وسِنَنُه وسُنُنُه نَهْجُه يقال خَدَعَك سَنَنُ الطريق وسُنَّتُه والسُّنَّة أَيضاً سُنَّة الوجه وقال اللحياني تَرَك فلانٌ لك سَنَنَ الطريق وسُنَنَه وسِنَنَه أَي جِهَتَه قال ابن سيده ولا أَعرف سِنَناً عن غير اللحياني شمر السُّنَّة في الأَصل سُنَّة الطريق وهو طريق سَنَّه أَوائل الناس فصارَ مَسْلَكاً لمن بعدهم وسَنَّ فلانٌ طريقاً من الخير يَسُنُّه إِذا ابتدأَ أَمراً من البِرِّ لم يعرفه قومُه فاسْتَسَنُّوا به وسَلَكُوه وهو سَنِين ويقال سَنَّ الطريقَ سَنّاً وسَنَناً فالسَّنُّ المصدر والسَّنَنُ الاسم بمعنى المَسْنون ويقال تَنَحَّ عن سَنَنِ الطريق وسُنَنه وسِنَنِه ثلاث لغات قال أَبو عبيد سَنَنُ الطريق وسُنُنُه مَحَجَّتُه وتَنَحَّ عن سَنَنِ الجبل أَي عن وجهه الجوهري السَّنَنُ الطريقة يقال استقام فلان على سَنَنٍ واحد ويقال امْضِ على سَنَنِك وسُنَنِك أَي على وجهك والمُسَنْسَِنُ الطريق المسلوك وفي التهذيب طريق يُسْلَكُ وتَسَنَّنَ الرجلُ في عَدْوِه واسْتَنَّ مضى على وجهه وقول جرير ظَلِلْنا بمُسْتَنِّ الحَرُورِ كأَننا لَدى فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الريحِ صائِم عنى بمُسْتَنِّها موضعَ جَرْي السَّرابِ وقيل موضع اشتداد حرها كأَنها تَسْتَنُّ فيه عَدْواً وقد يجوز أَن يكون
( * قوله « وقد يجوز أن يكون إلخ » نص عبارة المحكم وقد يجوز أن يعني مجرى الريح ) مَخْرَجَ الريح قال ابن سيده وهو عندي أَحسن إلاَّ أَن الأَول قول المتقدِّمين والاسم منه السَّنَنُ أَبو زيد اسْتَنَّت الدابةُ على وجه الأَرض واسْتَنَّ دَمُ الطعنة إذا جاءت دُفْعةٌ منها قال أَبو كبير الهذلي مُسْتَنَّة سَنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّة تَنْفي الترابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ وَطَعَنه طَعْنةً فجاء منها سَنَنٌ يَدْفَعُ كلَّ شيءٍ إذا خرج الدمُ بحَمْوَتِه وقول الأََعشى وقد نَطْعُنُ الفَرْجَ يومَ اللِّقا ءِ بالرُّمْحِ نحْبِسُ أُولى السَّنَنْ قال شمر يريدُ أُولى القومِ الذين يُسرعون إلى القتال والسَّنَنُ القصد ابن شميل سَنَنُ الرجل قَصْدُهُ وهِمَّتهُ واسْتَنَّ السَّرابُ اضطرب وسَنَّ الإِبلَ سَنّاً ساقها سَوْقاً سريعاً وقيل السَّنُّ السير الشديد والسَّنَنُ الذي يُلِحُّ في عَدْوِه وإِقْباله وإِدْباره وجاء سَنَنٌ من الخيل أَي شَوْطٌ وجاءت الرياحُ سَنائِنَ إذا جاءت على وجه واحد وطريقة واحدة لا تختلف ويقال جاء من الخيل والإِبل سَنَنٌ ما يُرَدُّ وجْهُه ويقال اسْنُنْ قُرونَ فرسك أَي بُدَّهُ حتى يَسِيلَ عَرَقهُ فيَضْمُرَ وقد سُنَّ له قَرْنٌ وقُرون وهي الدُّفَعُ من العَرَق وقال زهير ابن أَبي سُلْمى نُعَوِّدُها الطِّرادَ فكلَّ يوْمٍ تُسَنُّ على سَنابِكِها القُرونُ والسَّنينة الريح قال مالك بن خالد
( * قوله « قال مالك بن خالد إلخ » سقط الشعر من الأصل بعد قوله الرياح كما هو في التهذيب
أبين الديان غير بيض كأنها ... فصول رجاع زفزفتها السنائن )
الخُنَعِيُّ في السَّنَائن الرِّياحِ واحدتها سَنِينةٌ والرِّجَاعُ
جمع الرَّجْعِ وهو ماءُ السماء في الغَدير وفي النوادر ريح نَسْناسة وسَنْسانَةٌ باردة وقد نَسْنَسَتْ وسَنْسَنَتْ إذا هَبَّتْ هُبُوباً بارداً ويقول نَسْناسٌ من دُخان وسَنْسانٌ يريد دخان نار وبَنى القومبيوتهم على سَنَنٍ واحد أَي على مثال واحد وسَنَّ الطينَ طَيَّنَ به فَخَّاراً أَو اتخذه منه والمَسْنون المُصَوَّرُ والمَسْنون المُنْتِن وقوله تعالى من حَمَأٍ مَسْنُونٍ قال أَبو عمرو أَي متغير منتن وقال أَبو الهيثم سُنَّ الماءُ فهو مَسْنُون أَي تغير وقال الزجاج مَسْنون مَصْبوب على سُنَّةِ الطريق قال الأَخفش وإنما يتغير إذا أَقام بغير ماء جار قال ويدلك على صحة قوله أَن مسنون اسم مفعول جارٍ على سُنَّ وليس بمعروف وقال بعضهم مسنون طَوَّلَهُ جعله طويلاً مستوياً يقال رجل مَسنون الوجه أَي حسن الوجه طويله وقال ابن عباس هو الرَّطْبُ ويقال المُنْتِنُ وقال أَبو عبيدة المَسنونُ المَصبوب ويقال المسنون المَصْبوب على صورة وقال الوجه المَسنون سمِّي مَسنوناً لأَنه كالمخروط الفراء سمي المِسَنُّ مِسَنّاً لأَن الحديد يُسَنُّ عليه أَي يُحَكُّ عليه ويقال للذي يسيل عند الحك سَنِينٌ قال ولا يكون ذلك السائل إلا مُنْتِناً وقال في قوله من حمَأٍ مَسنون يقال المحكوك ويقال هو المتغير كأَنه أُخذ من سَنَنْتُ الحجر على الحجَر والذي يخرج بينهما يقال له السَّنِينُ والله أََعلم بما أَراد وقوله في حديث بَرْوَعَ بنتِ واشِقٍ وكان زوجها سُنَّ في بئر أَي تغير وأَنْتنَ من قوله تعالى من حمَأٍ مسنون أَي متغير وقيل أَراد بسُنَّ أَسِنَ بوزن سَمِعَ وهو أَن يَدُورَ رأْسه من ريح كريهة شمها ويغشى عليه وسَنَّتِ العينُ الدمعَ تَسُنُّه سَنّاً صبته واسْتَنَّتْ هي انصب دمعها وسَنَّ عليه الماءَ صَبَّه وقيل أَرسله إرسالاً ليناً وسَنَّ عليه الدرعَ يَسُنُّها سَنّاً كذلك إذا صبها عليه ولا يقال شَنَّ ويقال شَنَّ عليهم الغارةَ إذا فرّقها وقد شَنَّ الماءَ على شرابه أَي فرَّقه عليه وسَنَّ الماءَ على وجهه أَي صبَّه عليه صبّاً سَهْلاً الجوهري سَنَنْتُ الماءَ على وجهي أَي أَرسلته إِرسالاً من غير تفريق فإِذا فرّقته بالصب قلت بالشين المعجمة وفي حديث بول الأَعرابي في المسجد فدعا بدلوٍ من ماء فسَنَّه عليه أَي صبه والسَّنُّ الصبُّ في سُهولة ويروى بالشين المعجمة وسيأْتي ذكره ومنه حديث الخمر سُنَّها في البَطْحاء وفي حديث ابن عمر كان يَسُنُّ الماءَ على وجهه ولا يَشُنُّه أَي كان يصبه ولا يفرّقه عليه وسَنَنْتُ الترابَ صببته على وجه الأَرض صبّاً سهلاً حتى صار كالمُسَنّاة وفي حديث عمرو بن العاص عند موته فسُنُّوا عليَّ الترابَ سَنّاً أَي ضعوه وضعاً سهلاً وسُنَّت الأَرض فهي مَسنونة وسَنِينٌ إذا أُكل نباتها قال الطِّرِمّاحُ بمُنْخَرَقٍ تَحِنُّ الريحُ فيه حَنِينَ الجُِلْبِ في البلدِ السَّنِينِ يعني المَحْلَ وأَسْنان المنْجَل أُشَرُهُ والسَّنُونُ والسَّنِينة رِمالٌ مرتفعة تستطيل على وجه الأَرض وقيل هي كهيئة الحِبال من الرمل التهذيب والسَّنائن رمال مرتفعة تستطيل على وجه الأَرض واحدتها سَنِينة قال الطرماح وأَرْطاةِ حِقْفٍ بين كِسْرَيْ سَنائن وروى المؤرِّج السِّنانُ الذِّبّانُ وأَنشد أَيَأْكُلُ تَأْزِيزاً ويَحْسُو خَزِيرَةً وما بَيْنَ عَيْنَيهِ وَنِيمُ سِنانِ ؟ قال تأْزِيزاً ما رَمَتْه القدْر إذا فارت وسَانَّ البعيرُ الناقةَ يُسانُّها مُسانَّةً وسِناناً عارضها للتَّنَوُّخ وذلك أَن يَطْرُدَها حتى تبرك وفي الصحاح إذا طَرَدَها حتى يُنَوِّخَها ليَسْفِدَها قال ابن مقبل يصف ناقته وتُصْبِحُ عن غِبِّ السُّرَى وكأَنها فَنِيقٌ ثَناها عن سِنانٍ فأَرْقَلا يقول سانَّ ناقتَه ثم انتهى إلى العَدْوِ الشديد فأَرْقَلَ وهو أَن يرتفع عن الذَّمِيلِ ويروى هذا البيت أَيضاً لضابئِ بن الحرث البُرْجُمِيِّ وقال الأَسدِيُّ يصف فحلاً للبَكَراتِ العِيطِ منها ضاهِدا طَوْعَ السِّنانِ ذارِعاً وعاضِدَا ذارعاً يقال ذَرَعَ له إذا وَضَعَ يده تحت عنقِه ثم خَنَقه والعاضِدُ الذي يأْخذ بالعَضُدِ طَوْعَ السِّنانِ يقول يُطاوعه السِّنانُ كيف شاء ويقال سَنَّ الفَحْلُ الناقة يَسُنُّها إذا كبَّها على وجهها قال فاندَفَعَتْ تأْفِرُ واسْتَقْفاها فسَنَّها للوَجْهِ أَو دَرْباها أَي دفعها قال ابن بري المُسانَّةُ أَن يَبْتَسِرَ الفحلُ الناقةَ قَهْراً قال مالك بن الرَّيْبِ وأَنت إِذا ما كنتَ فاعِلَ هذه سِنَاناً فما يُلْقَى لِحَيْنك مَصْرَعُ أَي فاعلَ هذه قهراً وابْتِساراً وقال آخر كالفَحْل أَرْقَلَ بعد طُولِ سِنَانِ ويقال سَانَّ الفحلُ الناقَةَ يُسانُّها إذا كَدَمَها وتَسانَّتِ الفُحُولِ إذا تَكادَمت وسَنَنْتُ الناقةَ سَيَّرتُها سيراً شديداً ووقع فلان في سِنِّ رأْسِهِ أَي في عَدَدِ شعره من الخير والشر وقيل فيما شاء واحْتَكَم قال أَبو زيد وقد يُفَسَّرُ سنُّ رأْسه عَدَدُ شعره من الخير وقال أَبو الهيثم وقع فلان في سِنِّ رأْسِه وفي سِيِّ رأْسه وسَواءِ رأْسِه بمعنى واحد وروى أَبو عبيد هذا الحرف في الأَمثال في سِنِّ رأْسه ورواه في المؤلَّف في سِيِّ رأْسه قال الأَزهري والصواب بالياء أَي فيما سَاوَى رَأْسَه من الخِصْبِ والسِّنُّ الثور الوحشي قال الراجز حَنَّتْ حَنِيناً كثُؤَاجِ السّنِّ في قَصَبٍ أَجْوَفَ مُرْثَعِنِّ الليث السَّنَّةُ اسم الدُّبَّة أَو الفَهْدَةِ قال أَبو عبيد ومن أَمثالهم في الصادِقِ في حديثه وخبره صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه ويقوله الإِنسانُ على نفسه وإن كان ضارّاً له قال الأَصمعي أَصله أَن رجلاً ساوَمَ رجلاً ببَكْرٍ أَراد شراءَه فسأَل البائعَ عن سِنِّه فأَخبره بالحق فقال المشتري صَدَقَني سِنَّ بكره فذهب مثلاً وهذا المثل يروى عن علي بن أَبي طالب كرم الله وجهه أَنه تكلم به في الكوفة ومن أَمثالهم اسْتَنَّتِ الفِصالُ حتى القَرْعَى يضرب مثلاً للرجل يُدْخِلُ نفسه في قوم ليس منهم والقَرْعى من الفِصَال التي أَصابها قَرَعٌ وهو بَثْرٌ فإِذا اسْتَنَّتِ الفصال الصِّحَاحُ مَرَحاً نَزَتِ القَرْعَى نَزْوَها تَشَبَّهُ بها وقد أَضعفها القَرَعُ عن النَّزَوانِ واسْتَنَّ الفَرَسُ قَمَصَ واسْتَنَّ الفرسُ في المِضْمارِ إذا جرى فين نَشاطه على سَنَنه في جهة واحدة والاسْتنانُ النَّشَاطُ ومنه المثل المذكور اسْتَنَّتِ الفِصَالُ حتى القَرْعى وقيل اسْتَنَّتِ الفِصال أَي سَمِنَتْ وصَارَتْ جُلُودها كالمَسَانِّ قال والأَول أَصح وفي حديث الخيل اسْتَنَّت شَرَفاً أَو شَرَفَيْنِ اسْتَنَّ الفَرَسُ يَسْتَنُّ اسْتِناناً أَي عدا لَمَرحه ونَشاطه شَوْطاً أَو شوطين ولا راكِبَ عليه ومنه الحديث إنّ فرس المُجاهِد ليَسْتَنُّ في طِوَله وفي حديث عمر رضي الله عنه رأَيت أَباه يَسْتَنُّ بسَيْفِه كما يَسْتَنُّ الجملُ أَي يَمْرَحُ ويَخْطُرُ به والسِّنُّ والسِّنْسِنُ والسِّنْسِنَةُ حَرْفُ فَقْرةِ الظهر وقيل السَّنَاسِنُ رؤوس أَطراف عظام الصدر وهي مُشَاش الزَّوْرِ وقيل هي أَطراف الضلوع التي في الصدر ابن الأَعرابي السَّنَاسِنُ والشَّنَاشِنُ العِظامُ وقال الجَرَنْفَشُ كيف تَرَى الغزْوة أَبْقَتْ مِنِّي سَناسِناً كحَلَقِ المِجَنِّ أَبو عمرو وغيره السَّنَاسِنُ رؤوس المَحالِ وحُروفُ فقَارِ الظهر واحدها سِنْسِنٌ قال رؤبة يَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشاشَ السِّنْسِنِ قال الأَزهري ولحمُ سَناسِنِ البعير من أَطيب اللُّحْمَانِ لأَنها تكون بين شَطَّي السَّنَام ولحمُها يكون أَشْمَطَ طَيّباً وقيل هي من الفرس جَوانِحُه الشاخِصَةُ شبه الضلوع ثم تنقطع دون الضلوع وسُنْسُنُ اسم أَعجمي يسمي به السَّوَادِيُّونَ والسُّنَّةُ ضرب من تمر المدينة معروفة

سهن
ابن الأَعرابي الأَسْهان الرِّمالُ اللَّيِّنة قال أَبو منصور أُبدلت النون من اللام والله أعلم

سون
سُوَانُ موضع ابن الأَعرابي التسَوُّنُ استرخاء البطن قال أَبو منصور كأَنه ذهب به إلى التَّسَوُّل من سَوِلَ يَسْوَلُ إذا استرخى فأَبدل من اللام النون

سوسن
السَّوْسَن نَبت أَعجمي معرّب وهو معروف وقد جرى في كلام العرب قال الأَعشى وآسُ وخَيْرِيٌّ ومَرْوٌ وسَوْسَنٌ إذا كان هيزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما وأَجناسه كثيرة وأَطيبه الأَبيض

سين
السين حرف هجاء من حروف المعجم وهو حرف مهموس يذكر ويؤنث هذه سين وهذا سين فمن أَنث فعلى توهم الكلمة ومن ذكر فعلى توهم الحرف السين من حرف الزيادات وقد تُخَلِّص الفعلَ للاستقبال تقول سيفعل وزعم الخليل أَنها جواب لن أَبو زيد من العرب من يجعل السين تاء وأَنشد لعِلْباء بن أَرقم يا قَبَّحَ اللَّهُ بني السعْلاةِ عَمرو بن يَرْبُوعٍ شِرارَ الناتِ ليسوا أَأِعْفَّاء ولا أَكْياتِ يريد الناس والأَكياس قال ومن العرب من يجعل التاء كافاً وسنذكرها في الأَلف اللينة قال أَبو سعيد وقولهم فلان لا يحسن سينه يريدون شُعْبَةً من شُعَبه وهو ذو ثلاث شُعَب وقوله تعالى { يس } كقوله عز وجل { أَلم } { حم } وأَوائل السور وقال عكرمة معناه يا أَنسان لأَنه قال { إِنك لمن المرسَلين } وطُورُ سِينِينَ سَيْنَاءَ جبل بالشام قال الزجاج إِن سَيِناء حجارة وهو واللَّه أَعلم اسم المكان فمن قرأَ سَيْناء على وزن صحراء فإِنها لا تنصرف ومن قرأَ سِيْناءَ فهو على وزن عِلْباء إِلا أَنه اسم للبقعة فلا ينصرف وليس في كلام العرب فِعْلاء بالكسر ممدود السِّينينيَّة شجرة حكاه أَبو حنيفة عن الأَخفش وجمعها سِينِين قال وزعم الأَخفش أَنَّ طُورَ سينين مضاف إِليه قال ولم يبلغني هذا عن أَحد غيره الجوهري هو طُور أُضيف إِلى سِينَا وهي شجر قال الأَخفش السِّينِينُ واحدتها سِينِينِيّة قال وقرىء طور سَينَاء سِينَاءَ بالفتح والكسر والفتح أَجود في النحو لأَنه بني على فَعْلاء والكسر رديء في النحو لأَنه في أَبنية العرب فِعْلاء ممدود بكسر الأَول غير مصروف إِلا أَن تجعله أَعجميّاً قال أَبو علي إِنما لم يصرف لأَنه جعل اسماً للبقعة التهذيب سِينِينُ اسم جبل بالشأْم

شأن
الشَّأْنُ الخَطْبُ والأَمْرُ والحال وجمعه شُؤونٌ وشِئانٌ عن ابن جني عن أَبي علي الفارسي وفي التنزيل العزيز كلَّ يوم هو في شأْن قال المفسرون من شأْنه أَن يُعِزَّ ذليلاً ويُذِلَّ عزيزاً ويُغْنيَ فقيراً ويُفْقر غنيّاً ولا يَشْغَلُه شَأْنٌ عن شأْنٍ سبحانه وتعالى وفي حديث المُلاعنة لكان لي ولها شأْنٌ أَي لولا ما حكم الله به من آيات الملاعَنة وأَنه أَسقط عنها الحَدَّ لأَقَمْتُه عليها حيث جاءَت بالولد شبيهاً بالذي رُمِيَتْ به وفي حديث الحَكَم ابن حَزْن والشَّأْنُ إذ ذاك دُونٌ أَي الحالُ ضعيفة لم ترتفع ولم يَحصل الغِنى وأَما قول جَوْذابةَ بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الجَرَّاح لأَبيه وشَرُّنا أَظْلَمُنا في الشُّونِ أَرَيْتَ إذ أَسْلَمْتني وشُوني فإِنما أَراد في الشُّؤون وإذ أَسلمتني وشُؤوني فحذف ومثله كثير وقد يجوز أَن يريد جمعه على فُعْلٍ كجَوْنٍ وجُونٍ إلا أَنه خفف أَو أَبدل للوزن والقافية وليس هذا عندهم بإِيطاء لاختلاف وجهي التعريف أَلا ترى أَن الأَول معرفة بالأَلف واللام والثاني معرفة بالإِضافة ؟ ولأَشْأَنَنَّ خَبَره أَي لأَخْبُرَنَّهُ وما شَأَنَ شَأْنَه أَي ما أَراد وما شَأَنَ شَأْنَه عن ابن الأَعرابي أَي ما شَعَر به واشْأَنْ شَأْنَك عنه أَيضاً أَي عليك به وحكى اللحياني أَتاني ذلك وما شَأَنْتُ شَأْنَه أَي ما عَلِمتُ به قال ويقال أَقبل فلانٌ وما يَشْأَنُ شَأْنَ فلان شَأْناً إذا عَمِلَ فيما يحب أَو فيما يكره وقال إِنه لَمِشْآنُ شأْنٍ أَن يُفْسِدَك أَي أَن يعمل في فسادك ويقال لأَشْأَنَنَّ شَأْنَهم أَي لأُفْسِدَنَّ أَمرَهم وقيل معناه لأَخْبُرَنَّ أَمرَهم التهذيب أَتاني فلان وما شَأَنْتُ شَأْنَه وما مَأَنْتُ مَأْنَه ولا انْتَبَلْتُ نَبْلَه أَي لم أَكترِثْ به ولا عَبَأْتُ به ويقال اشْأَنْ شَأْنَك أَي اعْمَلْ ما تُحْسِنه وشَأَنْتُ شَأْنَه قَصَدْتُ قَصْدَه والشَّأْنُ مَجْرى الدَّمْع إلى العين والجمع أَشْؤُن وشُؤون والشؤون نَمانِمُ في الجَبْهة شِبْهُ لِحام النُّحاس يكون بين القبائل وقيل هي مواصِل قبَائِل الرأْس إلى العين وقيل هي السَّلاسِلُ التي تَجْمَع بين القبائل الليث الشُّؤُونُ عُروق الدُّموع من الرأْس إلى العين قال والشُّؤُونُ نمانِمُ في الجُمْجُمة بين القبائل وقال أَحمد بن يحيى الشُّؤُون عُروق فوق القبائل فكلما أَسَنَّ الرجلُ قَوِيَتْ واشتدَّت وقال الأَصمعي الشُّؤون مَواصِل القبائل بين كل قبيلتين شَأْنٌ والدموع تخرج من الشُّؤُون وهي أَربع بعضها إلى بعض ابن الأَعرابي للنساءِ ثلاثُ قبَائل أَبو عمرو وغيره الشَّأْنانِ عِرْقان يَنحدِران من الرأْسِ إلى الحاجبين ثم إلى العينين قال عبيد بن الأَبرص عَيْناك دَمْعُها سَرُوبُ كأَنَّ شَأْنَيْهِما شَعِيبُ قال وحجة الأَصمعي قوله لا تُحْزِنيني بالفِراقِ فإِنَّني لا تسْتَهِلُّ من الفِراقِ شُؤوني الجوهري والشأْنُ واحدُ الشُّؤُون وهي مواصلُ قبائل الرأْس ومُلتَقاها ومنها تجيء الدموع ويقال اسْتَهَلَّتْ شُؤُونه والاسْتِهْلالُ قَطْرٌ له صوْت قال أَوسُ بن حجر لا تحزنيني بالفراق ( البيت ) قال أَبو حاتم الشُّؤُون الشُّعَب التي تجمع بين قبائل الرأْس وهي أَربعة أَشْؤُنٍ قال ابن بري وأَما قول الراعي وطُنْبُور أَجَشّ وريح ضِغْثٍ من الرَّيْحانِ يَتَّبِعُ الشُّؤُونا فمعناه أَنه تطير الرائحة حتى تبلغ إلى شُؤُون رأْسه وفي حديث الغسل حتى تَبْلُغ به شُؤُونَ رأْسِها هي عِظامُه وطرائقه ومَواصِلُ قَبائله وهي أَربعة بعضها فوق بعض وقيل الشُّؤُون عُروق في الجبل يَنْبُت فيها النَّبْع واحدها شَأْنٌ ويقال رأَيت نخيلاً نابتة في شَأْنٍ من شُؤُون الجبل وقيل إنها عُروق من التراب في شُقوق الجبال يُغْرَس فيها النخل وقال ابن سيده الشُّؤُون خُطوط في الجبل وقيل صُدوع قال قيسُ بن ذَريح وأَهْجُرُكُم هَجْرَ البَغِيض وحُبُّكم على كَبِدي منه شُؤُونٌ صَوادِعُ شبه شُقوق كبده بالشُّقوق التي تكون في الجبال وفي حديث أَيوب المعَلِّم لما انهَزَمْنا رَكِبْتُ شَأْناً من قَصَب فإِذا الحَسَنُ على شاطئ دِجْلَة فأَدْنَيْتُ الشَّأْنَ فحملتُه معي قيل الشَّأْن عرق في الجبل فيه تراب يُنْبِتُ والجمع شُؤونٌ قال ابن الأَثير قال أَبو موسى ولا أَرى هذا تفسيراً له وقول ساعدة بن جُؤَيَّة كأَنَّ شُؤُونَه لَبَّاتُ بُدْنٍ خِلافَ الوَبْلِ أَو سُبَدٌ غَسيلُ شبه تَحَدُّرَ الماء عن هذا الجبل بتَحَدُّرِه عن هذا الطائر أَو تَحَدُّرِ الدم عن لَبّات البُدْن وشُؤُون الخمر ما دبَّ منها في عُروق الجسد قال البَعيث بأَطْيَبَ من فيها ولا طَعْمَ قَرْقَفٍ عُقارٍ تَمَشَّى في العِظامِ شُؤونُها
( * قوله « تمشى في العظام » كذا بالأصل والتهذيب بالميم وفي التكملة تفشى بالفاء )

شبن
الشَّابِل والشَّابِنُ الغلام التَّارُّ الناعم وقد شَبَنَ وشَبَلَ

شتن
الشَّتْنُ النَّسْجُ والشَّاتِن والشَّتون الناسج يقال شَتَنَ الشّاتِن ثوبه أَي نسجه وهي هذلية وأَنشد نَسَجَتْ بها الزُّوَعُ الشَّتُونُ سَبائباً لم يَطْوِها كَفُّ البِيَنْطِ المَجْفَلِ قال الزُّوَعُ العنكبوت والمَجْفَل العظيم البطن والبِيَنْطُ الحائك وفسره ابن الأَعرابي كذلك وفي حديث حجة الوَدَاعِ ذكرُ شَتَانٍ وهو بفتح الشين وتخفيف التاء جبل عند مكة يقال بات به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل مكة شرفها الله تعالى

شثن
الشَّثْنُ من الرجال كالشَّثْل وهو الغليظ وقد شَثُِنَتْ كفُّه وقَدَمُه شَثَناً وشُثُونةً وهي شَثْنَة وفي صفته صلى الله عليه وسلم شَثْنُ الكفين والقدمين أَي أَنهما تميلان إلى الغِلَظِ والقِصَر وقيل هو الذي في أَنامله غلظ بلا قصر ويحمد ذلك في الرجال لأَنه أَشدُّ لقَبْضِهم ويذم في النساء ومنه حديث المغيرة شَثْنة الكف أَي غليظتها والشُّثُونة غِلَظُ الكف وجُسُوءُ المفاصل وأَسد شَثْنُ البراثِن خَشِنُها وهو منه وشَثُِنَ البعير شَثَناً رَعَى الشَّوْك من العِضاهِ فغَلُظت عليه مشافره قال خالد العِتْريفِيُّ الشُّثُونةُ لا تَعِيبُ الرجالَ بل هي أَشد لقَبْضِهم وأَصْبَرُ لهم على المِراسِ ولكنها تَعِيبُ النساء قال خالد وأَنا شَثْنٌ الفراء رجل مَكْبُونُ الأَصابع مثل الشَّثْنِ الليث الشَّثْنُ وشُثُونةً قال أَبو منصور وفيه لغة أُخرى شَنِثَ وقد تقدم ذكره الجوهري الشَّثَنُ بالتحريك مصدر شَثِنَتْ كفه بالكسر أَي خَشُنَتْ وغَلُظَتْ ورجل شَثْنُ الأَصابع بالتسكين وكذلك العِضْو وقال امرؤ القيس وتَعْطُو بِرَخْصٍ غير شَثْنٍ كأَنه أَسارِيعُ ظَبْيٍ أَو مَساوِيكُ إِسْحِلِ وشَثُِنَت مَشافر الإِبل من أَكل الشوك

شجن
الشَّجَنُ الهمّ والحُزْن والجمع أَشْجانٌ وشُجُونٌ شَجِنَ بالكسر شَجَناً وشُجُوناً فهو شاجِنٌ وشَجُنَ وتشَجَّنَ وشَجَنَه الأَمرُ يَشْجُنُه شَجْناً وشُجُوناً وأَشْجَنهُ أَحزنه وقوله يُوَدِّعُ بالأَمرَاسِ كلَّ عَمَلَّسٍ من المُطعِماتِ اللَّحْمَ غير الشَّواجِنِ إِنما يريد أَنهن لا يُحْزِنَّ مُرْسِليها وأَصحابَها لخَيْبَتِها من الصيد بل يَصِدْنَه ما شاء وشَجَنتِ الحمامة تشْجُنُ شُجُوناً ناحت وتَحَزَّنتْ والشَّجَنُ هَوَى النَّفْس والشَّجَنُ الحاجة والجمع أَشْجان والشَّجَنُ بالتحريك الحاجة أَينما كانت قال الراجز إني سأُبْدي لكَ فيما أُبْدي لي شَجَنانِ شَجَنٌ بنَجْدِ وشَجَنٌ لي ببِلادِ الهِنْدِ
( * قوله « ببلاد الهند » مثله في المحكم والذي في الصحاح ببلاد السند )
والجمع أَشْجانٌ وشُجُونٌ قال ذَكَرْتُكِ حيثُ اسْتَأْمَنَ الوَحشُ والتَقَتْ رِفاقٌ من الآفاقِ شَتَّى شُجُونُها ويروى لُحونُها أَي لغاتها وأَراد أَرضاً كانت له شَجَناً لا وَطَناً أَي حاجةً وهذا البيت استشهد الجوهري بعجزه وتممه ابن بري وذكر عجزه ذَكَرتُكِ حيثُ استأْمَن الوحشُ والْتَقَتْ رِفاقٌ به والنفسُ شَتَّى شُجُونُها قال ومن هذه القصيدة رَغا صاحبي عندَ البكاءِ كما رَغَتْ مُوَشَّمَةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرينُها وأَنشد ابن بري أَيضاً حتى إذا قَضُّوا لُباناتِ الشَّجَنْ وكُلَّ حاجٍ لفُلانٍ أَو لِهَنْ قال فلان كناية عن المعرفة وهَنٌ كناية عن النكرة وشَجَنَتْه الحاجةُ تشْجُنه شَجْناً حَبَسَتْه وشَجَنَتْني تشْجُنُني وما شَجَنَكَ عنا أَي ما حَبَسك ورواه أَبو عبيد ما شَجَرَكَ وقالوا شاجِنَتي شُجُونٌ كقولهم عابِلَتي عُبُول وقد أَشْجَنني الأَمرُ فشَجُنْتُ أَشْجُنُ شُجُوناً الليث شَجُنْتُ شَجَناً أَي صار الشَّجَنُ فيَّ وأَما تشَجَّنْتُ فكأَنه بمعنى تذَكَّرْت وهو كقولك فَطُنْتُ فَطَناً وفَطِنْتُ للشيء فِطْنةً وفَطَناً وأَنشد هَيَّجْنَ أَشْجاناً لمن تشَجَّنا والشَّجَنُ والشِّجْنةُ والشُّجْنةُ والشَّجْنةُ الغُصْنُ المشتبك ابن الأَعرابي يقال شُجْنة وشِجْنٌ وشُجْنٌ للغُصن وشُجْنَة وشُجَنٌ وشِجْنةٌ وشِجَنٌ وشُجْناتٌ وشِجْناتٌ وشُجُناتٌ وشِجِناتٌ الجوهري والشِّجْنةُ والشَّجْنةُ عروق الشجر المشتبكة وبيني وبينه شِجْنَةُ رَحِمٍ وشُجْنةُ رَحِمٍ أَي قرابةٌ مُشتبكة والشَّجَنُ والشُّجْنة والشِّجْنة الشُّعْبة من الشيء والشِّجْنة الشُّعبة من العُنقود تُدْرِكُ كلها وقد أَشْجَنَ الكَرْمُ وتشَجَّنَ الشجر التف وفي المثل الحديث ذو شُجُون أَي فنون وأَغراض وقيل أَي يدخل بعضه في بعض أَي ذو شُعَب وامْتِساك بعضُه ببعض وقال أَبو عبيد يُراد أَن الحديث يتفرَّق بالإنسان شُعَبُه ووَجْهُه وقال أَبو طالب معناه ذو فنون وتشَبُّث بعضه ببعض قال أَبو عبيد يضرب هذا مثلاً للحديث يستذكر به غيره قال وكان المُفَضَّلُ الضَّبِّي يُحَدِّث عن ضَبَّة بن أُدٍّ بهذا المثل وقد ذكره غيره قال كان قد خرج لضبَّة ابن أُدٍّ ابنان سَعْدٌ وسَعِيد في طلب إِبل فرجع سعد ولم يرجع سعيد فبينا هو يُسايِرُ الحرثَ بن كعب إذ قال له في هذا الموضع قتلت فتى ووصف صفة ابنه وقال هذا سيفه فقال ضَبَّةُ أَرِني أَنْظُرْ إليه فلما أَخذه عرف أَنه سيف ابنه فقال الحديث ذُو شُجُونٍ ثم ضرب به الحرث فقتله وفيه يقول الفرزدق فلا تأْمَنَنَّ الحَرْبَ إنّ اسْتِعارَها كضَبَّةَ إذْ قال الحديثُ شُجُونُ ثم إن ضبة لامه الناس في قتل الحرث في الأَشهر الحرم فقال سَبَقَ السيفُ العَذَلَ ويقال إنَّ سَبَقَ السيفُ العَذَلَ لخُرَيْمٍ الهُذَليِّ والشُّجْنة والشِّجْنة الرَّحِمُ المشتبكة وفي الحديث الرَّحِمِ شِجْنة من الله مُعَلَّقة بالعرش تقول اللهم صِلْ من وَصَلَني واقْطع من قطعني أَي الرَّحِمُ مشتقة من الرَّحْمن تعالى قال أَبو عبيدة يعني قَرابةٌ من الله مشتبكة كاشتباك العروق شبهه بذلك مجازاً أَو اتساعاً وأَصل الشُّجْنة بالكسر والضم شُعْبة من غُصْن من غصون الشجرة والشَّجْنةُ لغة فيه عن ابن الأَعرابي وقيل الشُّجْنةُ الصِّهْرُ وناقة شَجَنٌ مُتَداخِلَة الخَلْق مشتبك بعضها ببعض كما تشتبك الشجرة وفي حديث سَطِيح الكاهنِ تجُوبُ بي الأَرضَ عَلَنْداةٌ شَجَنْ أَي ناقة مُتَداخِلَةُ الخَلْق كأَنها شجرة مُتَشَجِّنَة أَي متصلة الأَغصان بعضها ببعض ويروى شزن وسيجيء والشِّجْنة بكسر الشين الصَّدْعُ في الجبل عن اللحياني والشاجِنَةُ ضرب من الأَوْدية يُنْبت نباتاً حسناً وقيل الشَّواجِنُ والشُّجُون أَعالي الوادي واحدها شَجْن قال ابن سيده وإِنما قلت إن واحدها شَجْن لأَن أَبا عبيدة حكى ذلك وليس بالقياس لأَن فَعْلاً لا يكسَّر على فَواعل لا سيما وقد وجدنا الشاجِنة فأَنْ يكون الشَّواجِنُ جمع شاجِنَةٍ أَولى قال الطرماح كظَهرِ اللأَى لو تُبْتَغَى رِيَّةٌ به نَهاراً لعَيَّتْ في بُطُونِ الشَّواجِنِ وكذلك روى الأَزهري عن أَبي عمرو الشَّواجِنُ أَعالي الوادي واحدتها شاجِنَة وقال شِمرٌ جمع شَجْنٍ أَشْجان قال الأَزهري وفي ديار ضبَّة وادٍ يقال له الشَّواجِنُ في بطنه أَطْواء كثيرة منها لَصافِ واللِّهَابَةُ وثَبْرَةُ ومياهُها عذبة الجوهري الشَّجْنُ بالتسكين واحدُ شُجُون الأَودية وهي طُرُقُها والشاجِنة واحدة الشواجِنِ وهي أَودية كثيرة الشجر وقال مالك بن خالد الخُناعي لما رأَيتُ عَدِيَّ القوْمِ يَسْلُبُهُمْ طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ كَفَتُّ ثَوْبيَ لا أُلْوِي على أَحَدٍ إِني شَنِئْتُ الفَتى كالبَكْرِ يُخْتَطَمُ عَدِيٌّ جمع عاد كغَزِيٍّ جمع غازٍ وقوله يَسلبُهم طَلْحُ الشَّواجن أَي لما هربوا تعلقت ثيابُهم بالطَّلْح فتركوها وأَنشد ابن بري للطرماح في شاجنة للواحدة أَمِنْ دِمَنٍ بشاجِنَةِ الحَجُونِ عَفَتْ منها المنازِلُ مُنْذُ حِينِ وقول الحَذْلَمِيِّ فضارِبَ الضَّبْه وذي الشُّجُونِ يجوز أَن يعني به وادياً ذا الشُّجون وأَن يعني به موضعاً وشِجْنَة بالكسر اسم رجل وهو شِجْنة بن عُطارِد بن عَوْف بن كَعْب بن سَعْد بن زيد مناة بن تميم قال الشاعر كَرِبُ بنُ صَفْوانَ بنِ شِجْنةَ لم يَدَعْ من دَارِمٍ أَحَداً ولا من نَهْشَلِ

شحن
قال الله تعالى في الفُلك المَشْحُونِ أَي المملوء الشَّحْنُ مَلْؤُكَ السفينة وإِتْمامُك جِهازَها كله شَحَنَ السفينة يَشْحَنُها شَحْناً مَلأَها وشَحَنَها ما فيها كذلك والشِّحْنَةُ ما شَحَنها وشَحَنَ البلدَ بالخيل ملأَه وبالبلد شِحْنةٌ من الخيل أَي رابطة قال ابن بري وقول العامَّة في الشِّحْنةِ إنه الأَمير غلط وقال الأَزهري شِحْنةُ الكورَة مَنْ فيهم الكفاية لضبطها من أَولياء السلطان وقوله تأَطَّرْنَ بالميناءِ ثم تَرَكْنَه وقد لَجَّ من أَحْمالِهِنَّ شُحُونُ قال ابن سيده يجوز أَن يكون مصدر شَحَنَ وأَن يكون جمع شِحْنة نادراً ومَرْكَبٌ شاحِنٌ أَي مَشْحُون عن كراع كما قالوا سِرٌّ كاتِمٌ أَي مكتوم وشَحَنَ القومَ يَشْحَنُهم شَحْناً طردهم ومَرَّ يَشْحَنُهم أَي يَطْرُدهم ويَشُلُّهم ويَكسَؤُهم وقد شَحَنه إذا طرده الأَزهري سمعت أَعرابياً يقول لآخر اشْحَنْ عنك فلاناً أَي نَحِّه وأَبْعِدْه والشَّحْنُ العَدْوُ الشديد وشَحَنَتِ الكلابُ تَشْحَنُ وتَشْحُنُ شُحُوناً أَبْعَدتِ الطَّرَد ولم تَصِد شيئاً قال الطرماح يصف الصيد والكلاب يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ من المُطْعِماتِ الصَّيْدَ غيرِ الشَّواحِنِ والشاحِنُ من الكلاب الذي يُبْعِدُ الطَّرِيدَ ولا يصيد الأَزهري الشِّحْنة ما يُقامُ للدوابّ من العَلَف الذي يكفيها يومها وليلتها هو شِحْنَتها والشَّحْناء الحقد والشَّحْناء العداوة وكذلك الشحِْنه بالكسر وقد شَحِنَ عليه شَحْنَاً وشاحَنَه وعَدُوٌّ مُشاحِنٌ وشاحَنَه مُشاحنةً من الشَّحْناء وآحَنَه مُؤَاحَنة من الإِحْنةِ وهو مُشاحِنٌ لك وفي الحديث يغفر الله لكل بَشَرٍ ما خلا مُشْرِكاً أَو مُشاحِناً المُشاحِنُ المُعادي والتَّشاحُنُ تفاعل من الشَّحْناء العداوة وقال الأَوزاعي أَراد بالمُشاحن ههنا صاحِبَ البِدْعة والمُفارِقَ لجماعة الأُمَّة وقيل المُشاحَنةُ ما دون القتال من السَّبِّ والتَّعايُر من الشَّحْناءِ مأْخوذ وهي العداوة ومن الأَول إلا رجلاً كان بينه وبين أَخيه شَحْناء أَي عداوة وأَشْحَنَ الصبيُّ وقيل الرجلُ إِشْحاناً وأَجْهَشَ إِجْهاشاً تَهيأَ للبكاء وقيل هو الاسْتِعْبارُ عند استقبال البكاء قال الهذلي وقد هَمَّتْ بإِشْحانِ الأَزهري ابن الأَعرابي سيوف مُشْحَنة في أَغمادِها وأَنشد إذ عارَتِ النَّبْلُ والتَفَّ اللُّفُوفُ وإِذْ سَلُّوا السُّيُوفَ عُراةً بعدَ إِشْحانِ وهذا البيت أَورده ابن بري في أَماليه متمماً لما أَورده الجوهري في قوله وقد هَمَّتْ بإِشْحانِ مستشهداً به على أَجْهَشَ الصَّبيُّ إذا تهيأَ للبكاء فقال الهُذَلي هو أَبو قِلابَة والبيت بكماله إذ عارَتِ النَّبْلُ والتَفَّ اللُّفوفُ وإِذْ سلُّوا السيوف وقد هَمَّت بإشْحانِ وقد أَورده الأَزهري إذا عارَتِ النَّبلُ والتَّفَّ اللُّفوفُ وإذْ سَلُّوا السيوف عراة بعد إِشحانِ قال ابن سيده والشِّيحان والشَّيْحان الطويل وقد يكون فَعْلاناً فيكون من غير هذا الباب وسيُذْكر

شخن
شَخَّنَ تهيأَ للبكاء وقد يخفف

شدن
شَدَنَ الصبيُّ والخِشْفُ وجميعُ ولدِ الظِّلْفِ والخُفِّ والحافِر يَشْدُنُ شُدُوناً قَوِيَ وَصَلَحَ جسمه وتَرَعْرَعَ ومَلَكَ أُمَّه فمشى معها ويقال للمُهْر أَيضاً قد شَدَن فإِذا أَفردت الشادِنَ فهو ولد الظبية أَبو عبيد الشادِنُ من أَولاد الظباء الذي قد قوي وطلع قرناه واستغنى عن أُمه قال عليّ بن أَحمد العُرَيْتي يا ما أُحَيْسِنَ غِزْلاناً شَدَنَّ لنا ويقال إن علي بن حمزة هذا حَضَرِيّ لا بدَوِيّ لأَنه مدح علي بن عيسى وأَشْدَنَتِ الظبيةُ وظَبية مُشْدِنٌ إذا شَدَنَ ولَدُها وظبية مُشْدِن ذات شادِنٍ يتبعها وكذلك غيرها من الظَّلْف والخف والحافر والجمع مَشادِنُ على القياس ومَشادِين على غير قياس مثل مطافل ومَطافيل ابن الأَعرابي امرأَة مَشْدُونة وهي العاتِقُ من الجَوارِي وشَدَنٌ موضع باليمن والإِبل الشَّدَنية منسوبة إليه قال العجاج والشَّدَنِيّات يُساقِطْنَ النُّعَرْ وقيل شَدَنٌ فَحْل باليمن عن ابن الأَعرابي قال وإليه تنسب هذه الإِبل والشَّدْنُ بسكون الدال شجر له سِيقانٌ خَوَّارةٌ غِلاظ ونَوْرٌ شبيه بنَوْر اليَاسَمِينِ في الخلقة إِلا أَنه أَحمر مُشْرَب وهو أَطيب من اليَاسَمين قال ابن بري وهو طيب الريح وأَنشد كأَنَّ فاها بعدَما تُعانِقُ الشَّدْنُ والشِّرْيانُ والشَّبارِقُ

شرن
ابن الأَعرابي الشَّرْنُ الشَّقُّ في الصخرة أَبو عمرو في الصخرة شَرْمٌ وشَرْنٌ وثَتٌّ وفَتٌّ وشِيقٌ وشِرْيانٌ وقد شَرِمَ وشَرِنَ إذا انْشَقَّ وذكر ابن بري في هذه الترجمة الشِّرْيانَ وهو شجر صُلْب تتخذ منه القِسِيُّ واحدته شِرْيانة وهو كجِرْيالٍ مُلْحَق بسِرْداحٍ قال وقَوْسُك شِرْيانةٌ ونَبْلُك جَمْرُ الغَضى قال والشُّورَانُ العُصْفُر قال والصحيح عندي أَنَّ شِرْيان فِعْلانٌ لأَنه أَكثر من فِعْيال قال ولهذا ذكره الجوهري في شري ورأَيت هنا حاشية قال لم يذكر الجوهري الشِّرْيانَ هذا للشجر أَصلاً في كتابه وإِنما ذكر في فصل شري الشِّرْيان واحد الشَّرايين وهي العُروق النابضة وتَشْرِينُ اسم شهر من شهور الخريف وهو أَعجمي وهو إلى وزن تفعيل أَقرب منه إلى وزن غيره من الأَمثلة قال ولم يذكره صاحب الكتاب

شرحن
شَراحيلُ وشَراحينُ اسم رجل وقد ذكر في ترجمة شرحل في باب اللام

شزن
الشَّزَنُ بالتحريك والشُّزُونة الغِلَظُ من الأَرض قال الأَعشى تَيمَّمْتُ قَيْساً وكم دونه من الأَرض من مَهْمَهٍ ذي شَزَنْ
( * قوله « تيممت قيساً إلخ » الصاغاني الرواية تيمم قيساً إلخ على الفعل المضارع أَي تتيمم ناقتي أي تقصد وقبله
فأفنيتها وتعاللتها ... على صحيح كرداء الردن )
وفي حديث الذي اختطفته الجنُّ كنت إذا هبطت شَزَناً أَجده بين
ثَنْدُوَتَيَّ الشَّزَن بالتحريك الغليظ من الأَرض والجمع شُزُنٌ وشُزونٌ وقد شَزُنَ شُزُونة ورجل شَزَِن في خُلُقه عَسَرٌ وتَشَزَّنَ في الأَمر تَصَعَّبَ وفي حديث لُقْمانَ ابن عادٍ ووَلاَّهم شَزَنَه يروى بفتح الشين والزاي وبضمهما وبضم الشين وسكون الزاي وهي لغات في الشِّدَّة والغِلْظة وقيل هو الجانب أَي يُوَلِّي أَعداءَه شِدَّته وبأْسه أَو جانبه أَي إذا دَهَمَهم أَمر وَلاَّهم جانبه فحَاطَهم بنفسه يقال وَلَّيته ظهري إذا جعله وراءه وأَخذَ يَذُبُّ عنه وشَزِنَت الإِبل شَزَناً عَيِيَتْ من الحفا والشَّزَنُ شدة الإِعياء من الحفا وقد شَزِنت الإِبل وروى أَبو سفيان حديث لقمان بن عاد شُزُنَه قال وسأَلت الأَصمعي عنه فقال الشُّزُنُ عُرْضُه وجانبه وهو لغة وأَنشد لابن أَحمر أَلا لَيْتَ المَنازِلَ قد بَلِينا فلا يَرْمِينَ عن شُزُنٍ حَزِيناً يريد أَنهم حين دَهَمَهم الأَمر أَقبل عليهم وولاَّهم جانبه قال الأَزهري وهذا الذي قاله الأَصمعي حسن وقال الهُذَليّ كلانا ولو طالَ أَيَّامُه سَيَنْدُرُ عن شَزَنٍ مُدْحِضِ قال الشَّزَنُ الحَرْف يعني به الموت وأَن كل أَحد سَتَزْلَقُ قدمه بالموت وإن طال عمره وقال ابن مُقْبِل إن تُؤْنِسَا نارَ حَيّ قد فُجِعْتُ بهم أَمْسَتْ على شَزَنٍ من دارِهم دَارِي والشُّزُنُ الكَعْبُ الذي يلعب به قال الشاعر كأَنه شُزُنٌ بالدَّوِّ مَحْكوكُ وقال الأَجْدَعُ بن مالك بن مَسْروق وكأَنَّ صِرْعَيْها كِعابُ مُقامِرٍ ضُرِبَتْ على شُزُنٍ فهنّ شَواعِي والشَّزَنُ والشُّزُنُ ناحية الشيء وجانبه والشُّزُن الحرف والجانب والناحية مثال الطُّنُب ويقال عن شُزُنٍ أَي عن بُعْدٍ واعتراض وتَحَرُّف وفي حديث الخُدْرِيّ أَنه أَتى جَنازة فلما رآه القوم تَشَزَّنُوا له ليُوَسِّعُوا له قال شمر أَي تَحَرَّفُوا يقال تَشَزَّنَ الرجلُ للرَّمْي إذا تَحَرَّفَ واعْتَرض ورماه عن شُزُنٍ أَي تَحَرَّف له وهو أَشد للرمي وفي حديث سَطيح تَجُوبُ بي الأَرضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ أَي تمشي من نشاطها على جانب وشَزِنَ فلانٌ إذا نَشِطَ والشَّزَنُ النَّشاط وقيل الشَّزَن المُعْيَى من الحَفا والتَّشَزُّن في الصِّراع أَن يَضَعه على وَركه فيَصْرَعه وهو التَّوَرُّك ويقال ما أُبالي على أَيّ قُطْرَيْهِ وعلى أَيّ شُزْنَيْه وقع بمعنى واحد أَي جانِبيه وتَشَزَّنَ الرجلُ صاحبَه تَشَزُّناً وتَشْزِيناً على غير قياس صرعه ونظيره وتَبَتَّل إليه تَبْتِيلاً وتَشَزَّنَ الشاةَ أَضجعها ليذبحها وتَشَزَّن للرَّمْي وللأَمر وغيره إذا اسْتَعَدَّ له وفي حديث عثمان رضي الله عنه حين سُئلَ حُضُورَ مجلس للمذاكرة أَنه قال حتى أَتَشَزَّنَ وتَشَزَّن له أَي انتصب له في الخصومة وغيرها وفي الحديث أَنه قرأَ سورة ص فلما بلغ السجدة تَشَزَّنَ الناسُ للسجود فقال عليه الصلاة والسلام إنما هي توبة نبيّ ولكني رأَيتكم تَشَزَّنْتُم فنزل وسجد وسجدوا التَّشَزُّنُ التأَهُّب والتَّهَيُّؤ للشيء والاستعداد له مأْخوذ من عُرْض الشيء وجانبه كأَنَّ المُتَشَزِّنَ يَدَعُ الطمأْنينة في جلوسه ويقعُدُ مستوفزاً على جانب وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَن عمر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقَطَّبَ وتَشَزَّنَ له أَي تأَهب وفي حديث عثمان قال لسَعْد وعَمّار ميعادُكم يومُ كذا حتى أَتَشَزَّنَ أَي أَسْتَعِدَّ للجواب وفي حديث ابن زياد نِعْمَ الشيء الإِمارةُ لولا قَعْقَعةُ البُرُدِ والتَّشَزُّنُ للخُطَب وفي حديث ظَبْيان فترامَتْ مَذْحِجُ بأَسِنَّتِها وتَشَرَّنَتْ بأَعِنَّتها

شصن
أَهمله الليث أَبو عمرو الشَّواصِينُ البَراني الواحدة شاصُونة قال الأَزهري البَراني تكون القواريرَ وتكون الدِّيَكة قال ولا أَدري أَراد بها

شطن
الشَّطَنُ الحَبْل وقيل الحبل الطويل الشديدُ الفَتْل يُسْتَقى به وتُشَدُّ به الخَيْل والجمع أَشْطان قال عنترة يَدْعُونَ عَنْتَر والرِّماحُ كأَنها أَشْطانُ بئرٍ في لَبانِ الأَدْهَمِ ووصف أَعرابي فرساً لا يَحْفى فقال كأَنه شَيْطانٌ في أَشْطان وشَطَنْتُه أَشْطُنه إذا شَدَدْته بالشَّطَن وفي حديث البراء وعنده فَرَسٌ مَرْبوطة بشَطَنَين الشَّطَنُ الحبل وقيل هو الطويل منه وإِنما شَدَّه بشَطَنَيْن لقوّته وشدّته وفي حديث عليّ عليه السلام وذكر الحياة فقال إن الله جعل الموتَ خالِجاً لأَشْطانها هي جمع شَطَن والخالِجُ المُسْرِع في الأَخذ فاستعار الأَشْطانَ للحياة لامتدادها وطولها والشَّطَنُ الحبل الذي يُشْطَن به الدلو والمُشاطِنُ الذي يَنزِعُ الدلو من البئر بحبلين قال ذو الرمة ونَشْوانَ من طُولِ النُّعاسِ كأَنه بحَبْلينِ في مَشْطونةٍ يَتَطَوَّحُ وقال الطرماح أَخُو قَنَصٍ يَهْفُو كأَنَّ سَراتَهُ ورِجلَيه سَلْمٌ بين حَبَلي مُشاطن ويقال للفرس العزيز النَّفْس إنه ليَنْزُو بين شَطَنَين يضرب مثلاً للإنسان الأَشِر القويّ وذلك أَن الفرسَ إذا استعصى على صاحبه شَدَّه بحبَلين من جانبين يقال فرس مَشْطون والشَّطون من الآبار التي تُنْزَع بحَبْلين من جانبيها وهي متسعة الأَعلى ضيقة الأَسفل فإِن نزَعَها بحبل واحد جَرَّها على الطَّيِّ فتخرَّقت وبئر شَطُونٌ مُلتَوية عَوْجاء وحربٌ شَطُونٌ عَسِرةٌ شديدة قال الراعي لنا جُبَبٌ وأَرْماحٌ طِوالٌ بِهنَّ نُمارِسُ الحَرْبَ الشَّطونا وبئر شَطون بعيدة القعر في جِرابها عِوَجٌ ورمح شَطونٌ طويل أَعوج وشَطَنَ عنه بَعُدَ وأَشْطَنَه أَبعده وفي الحديث كل هَوًى شاطنٌ في النار الشاطِنُ البعيد عن الحق وفي الكلام مضاف محذوف تقديره كل ذي هَوًى وقد روي كذلك وشَطَنَتِ الدارُ تَشْطُنُ شُطوناً بَعُدَت ونية شَطونٌ بعيدة وغزْوة شَطونٌ كذلك والشَّطِينُ البعيد قال ابن سيده كذلك وقع في بعض نسخ المُصَنَّف والمعروف الشَّطِير بالراء وهو مذكور في موضعه ونَوًى شَطون بعيدة شاقة قال النابغة نَأَتْ بِسُعاد عنك نَوًى شَطونُ فبانَتْ والفُؤَادُ بها رَهينُ وإِلْيَة شطونٌ إذا كانت مائلة في شِقّ والشَّطْنُ مصدر شَطَنَه يَشْطُنُه شَطْناً خالفه عن وجْهه ونيته والشيطانُ حَيَّةٌ له عُرْفٌ والشاطِنُ الخبيث والشَّيْطانُ فَيْعال من شَطَنَ إذا بَعُدَ فيمن جعل النون أَصلاً وقولهم الشياطين دليل على ذلك والشيطان معروف وكل عات متمرد من الجن والإِنس والدواب شيطان قال جرير أَيامَ يَدْعُونَني الشيطانَ من غَزَلٍ وهُنَّ يَهْوَيْنَني إذ كنتُ شَيْطاناً وتَشَيْطَنَ الرجل وشَيْطَن إذا صار كالشَّيْطان وفَعَل فِعْله قال رؤبة شافٍ لبَغْيِ الكَلِبِ المُشَيْطِن وقيل الشيطان فَعْلان من شاطَ يَشيط إذا هلك واحترق مثل هَيْمان وغَيمان من هامَ وغامَ قال الأَزهري الأَول أَكثر قال والدليل على أَنه من شَطَنَ قول أُمية بن أَبي الصلت يذكر سليمان النبي صلى الله عليه وسلم أَيُّما شاطِنٍ عصاه عَكاه أَراد أَيما شيطان وفي التنزيل العزيز وما تَنزَّلتْ به الشياطينُ وقرأَ الحسنُ وما تنزَّلت به الشَّياطون قال ثعلب هو غلط منه وقال في ترجمة جنن والمَجانينُ جمع لمَجْنون وأَما مَجانون فشاذ كما شذ شَياطون في شياطين وقرئ واتَّبَعُوا ما تَتْلو الشياطين وتشَيْطَنَ الرجل فَعَل فِعْل الشياطين وقوله تعالى طَلْعُها كأَنه رؤوس الشياطين قال الزجاج وجهه أَن الشيء إذا اسْتُقْبح شُبِّه بالشياطين فيقال كأَنه وجه شيطان وكأَنه رأْس شيطان والشيطان لا يُرى ولكنه يُسْتَشْعَر أَنه أَقبَح ما يكون من الأَشياء ولو رُؤِيَ لَرُؤِيَ في أَقبح صورة ومثله قول امرئِ القيس أَيَقْتُلُني والمَشْرَفِيُّ مُضاجِعي ومَسْنونةٌ زُرْقٌ كأَنيابِ أَغوالِ ؟ ولم تُرَ الغُولُ ولا أَنيابها ولكنهم بالغوا في تمثيل ما يستقبح من المذكر بالشيطان وفيما يُسْتَقْبَح من المؤنث بالتشبيه له بالغول وقيل كأَنه رؤوس الشياطين كأَنه رؤوس حَيَّات فإِن العرب تسمي بعض الحيات شيطاناً وقيل هو حية له عُرْفٌ قبيح المَنْظَر وأَنشد لرجل يذم امرأَة له عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حين أَحْلِفُ كمِثْلِ شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ وقال الشاعر يصف ناقته تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَميٍّ كأَنه تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بذي خِرْوَعٍ قَفْرِ وقيل رُؤُوس الشياطين نبت معروف قبيح يسمى رؤوس الشياطين شبه به طَلْع هذه الشجرة والله أَعلم وفي حديث قَتْلِ الحَيّاتِ حَرِّجُوا عليه فإِن امتنع وإِلاّ فاقتلوه فإِنه شيطان أَراد أَحد شياطين الجن قال وقد تسمى الحية الدقيقة الخفيفة شيطاناً وجانّاً على التشبيه وفي الحديث إنَّ الشمس تَطْلُع بين قَرْنَيْ شَيْطان قال الحَرْبيُّ هذا مَثَلٌ يقول حينئذٍ يَتَحَرَّك الشيطان ويتَسلَّط فيكون كالمُعِين لها قال وكذلك قوله إن الشيطان يَجْري من ابن آدم مَجْرَى الدم إنما هو مَثَلٌ أَي يتسلط عليه فيوسوس له لا أَنه يدخل في جوفه والشيطان نونه أَصلية قال أُمية
( * قوله « قال أمية » هو ابن أبي الصلت قال الصاغاني والرواية والاكبال والأغلال في بيت بعده بسبعة عشر بيتاً في قوله واتقي الله وهو في الأغلال )
يصف سليمان بن داود عليهما السلام أَيُّمَا شاطِنٍ عَصاهُ عَكَاهُ ثم يُلْقَى في السِّجْنِ والأَغْلالِ قال ابن بري ومثله قول الآخر أَكُلَّ يومٍ لك شاطِنَانِ على إِزاءِ البِئْرِ مِلْهَزَانِ ؟ ويقال أَيضاً إنها زائدة فإِن جعلته فَيْعالاً من قولهم تَشَيْطن الرجل صرفته وإن جعلته من شَيَطَ لم تصرفه لأَنه فَعْلان وفي النهاية إن جعلت نون الشيطان أَصلية كان من الشَّطْنِ البُعْدِ أَي بَعُدَ عن الخير أَو من الحبل الطويل كأَنه طال في الشرّ وإن جعلتها زائدة كان من شاطَ يَشِيطُ إذا هَلَك أَو من اسْتَشاط غَضَباً إذا احْتَدَّ في غضبه والْتَهَبَ قال والأَول أَصح وقال الخَطَّابي قوله بين قَرْنَيِ الشيطان من أَلفاظ الشرع التي أَكثرها ينفرد هو بمعانيها ويجب علينا التصديق بها والوقوف عند الإقرار بأَحكامها والعمل بها وفي الحديث الراكبُ شيطانٌ والراكبان شيطانان والثلاثةُ رَكْبٌ يعني أَن الانفرادَ والذهابَ في الأَرض على سبيل الوَحْدَة من فعل الشيطان أَو شيءٌ يحمله عليه الشيطان وكذلك الراكبان وهو حَثٌّ على اجتماع الرُّفْقَة في السفر وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه قال في رجل سافر وحده أَرأَيتم إن مات من أَسأَل عنه ؟ والشَّيْطانُ من سِمَاتِ الإِبل وَسْمٌ يكون في أَعلى الورك منتصباً على الفخذ إلى العُرْقُوب مُلْتوياً عن ابن حبيب من تذكرة أَبي علي أَبو زيد من الشمَات الفِرْتاجُ والصَّلِيبُ والشّجَارُ والمُشَيْطَنة ابن بري وشَيْطان بن الحَكَم بن جاهِمَة الغَنَويّ قال طُفَيْلٌ وقد مَنَّتِ الخَذْواءُ مَنّاً عليهمُ وشَيْطانُ إذْ يَدْعُوهُم ويُثَوِّبُ والخَذْواء فرسه قال ابن بري وجاهِمُ قبيلة وخَثْعَمُ أَخْوالُها وشيطانٌ في البيت مصروف قال وهذا يدل على أَن شيطان فَعْلانٌ ونونه زائدة

شعن
اشْعَنَّ الشعر انْتَفَشَ واشْعانَّ اشْعِيناناً تَفَرَّق وكذلك مَشْعُونٌ قال ولا شَوَعٌ بخَدَّيْها ولا مُشْعَنَّة قَهْدا والعرب تقول رأَيت فلاناً مُشْعانَّ الرأْس إذا رأَيته شَعِثاً مُنْتَفِشَ الرأْس مُغْبَرّاً أَشْعَث وفي الحديث فجاء رجل مُشْعانٌّ بغنم يسوقها هو المُنْتَفِش الشعر الثائر الرأْس يقال شَعَر مُشْعانّ ورجل مُشْعانٌّ ومُشْعانُّ الرأْس والميم زائدة وأَشْعَنَ الرجلُ إذا ناصَى عدوَّه فاشْعانَّ شعرُه والشَّعَنُ ما تناثر من ورق العُشْب بعد هَيْجِه ويُبْسِه وروى عبد الله بن بُرَيْدَة أَن رجلاً جاء شَعِثاً مُشْعانَّ الرأْس فقال له ما لي أَراك شَعِياً ؟ فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الإِرْفاهِ قال الراوي قلت لابن بريدة ما الإِرْفاهُ ؟ فقال التَّرَجُّل كل يوم

شغن
الشُّغْنة الحال وهي التي يسميها الناسُ الكارَةَ وشُغْنَةُ القَصّار كارَتُه وما يجمعه من الثياب والشُّغْنَة الغُصْنُ الرَّطْبُ وجمعها شُغَنٌ

شغزن
رباعي الأَزهري أَبو سعيد يقال شَغْزَبَ الرجلَ وشَغْزَنه بمعنى واحد وهو إذا أَخذه العُقَّيْلى

شفن
شَفَنَه يَشْفِنه بالكسر شَفْناً وشُفُوناً وشَفِنَه يَشْفَنه شَفْناً كلاهما نظر إليه بمُؤْخِرِ عينيه بِغْضَةً أَو تعجباً وقيل نظره نظراً فيه اعتراض الكسائي شَفَِنْتُ إلى الشيء وشَنِفْت إذا نظرت إليه قال الأَخطل وإذا شَفَنَّ إلى الطريقِ رأَيْنَه لَهِقاً كشاكِلَةِ الحصانِ الأَبْلَقِ وفي حديث مُجالد بن مسعود أَنه نظر إلى الأَسوَدِ ابن سُرَيْعٍ يَقُصُّ في ناحيةِ المسجد فشَفَنَ الناسُ إليهم قال أَبو عبيد قال أَبو زيد الشَّفْنُ أَن يرفع الإِنسان طرفه ناظراً إلى الشيءِ كالمتعجب منه أَو كالكاره له أَو المُبْغِضِ ومثله شنِفَ وفي رواية أَبي عبيد عن مُجالِدٍ رأَيتكم صنعتم شيئاً فشَفَنَ الناسُ إليكم فإِياكم وما أَنكر المسلمون أَبو سعيد الشَّفْنُ النَّظَرُ بمُؤْخِرِ العين وهو شافِنٌ وشَفُون وأَنشد الجوهري للقَطَاميّ يُسارِقْنَ الكلامَ إليَّ لَمّا حَسِسْنَ حِذَارَ مُرتَقِبٍ شَفُونِ قال وهو الغَيُور ابن السكيت شَفِنْت إليه وشَنِفْت بمعنى وهو نظر في اعتراض وقال رؤبة يَقْتُلْنَ بالأَطرافِ والجُفُونِ كُلَّ فَتًى مُرْتَقِبٍ شَفُونِ ونَظَرٌ شَفُونٌ ورجل شَفُون وشُفَنٌ وقال جَنْدَل بن المُثَنَّى الحارثي ذي خُنْزُواناتٍ ولَمَّاحٍ شُفَنْ ورواه بعضهم ولَمَّاحٍ شُفا قال ابن سيده ولا أَدري ما هذا والشَّفُونُ الغَيُور الذي لا يَفْتُر طرفه عن النظر من شِدَّة الغَيْرة والحَذَرِ والشَّفْنُ والشَّفِنُ الكَيِّسُ العاقل والشَّفْنُ البُغْض والشَّفَّانُ القُرُّ والمَطر قال الشاعر ولَيْلَةٍ شَفَّانُها عَرِيُّ تُحَجَّرُ الكلبَ له صَئِيُّ وقال آخر في كِناسٍ ظاهرٍ يَسْتُره من عَلُ الشَّفَّان هُدَّابُ الفَنَنْ والشَّفْنُ رَقُوبُ الميراث
( * قوله « رقوب الميراث » عبارة غيره رقيب الميراث ) أَبو عمرو الشَّفْنُ الانتظار ومنه حديث الحسن تَموتُ وتَتْرُكُ مالك للشَّافِنِ أَي للذي ينتظر موتك استعار النظر للانتظار كما استعمل فيه النظر ويجوز أَن يريد به العَدُوّ لأَن الشُّفُون نظر المُبْغِضِ

شفتن
ابن الأَعرابي أَرَّ فلانٌ إذا شَفْتَنَ وآرَ إذا شَفْتَنَ قال أَبو منصور كأَن معنى شَفْتَنَ إذا ناكح وجامع مثل أَرَّوآرَ قال ابن بري الشَّفْتَنة يُكْنى بها عن النكاح قال ابن خالويه سأَل الأَحْدَبُ المؤدِّبُ أَبا عمر الزاهد عن الشَّفْتَنة فقال هي عَفْجُك الصبيانَ في الكُتَّاب

شقن
الأَزهري في ترجمة زله أَنشد وقد زَلِهَتْ نَفْسي من الجَهدِ والذي أُطالِبُه شَقْنٌ ولكنه نَذْلُ قال الشَّقْنُ القليل الوَتْحُ من كل شيء وشيء شَقْنٌ وشَقِنٌ وشَقِين قليل الكسائي قليل شَقْنٌ ووَتِْحٌ وبَيّنُ الشُّقُونة والوُتُوحةِ وقد قَلَّتْ عطيتُه وشَقُنَتْ بالضم شُقُونة وأَشْقَنْتُها وشَقَنْتها أَنا شَقْناً وأَشْقَنَ الرجلُ قَلَّ ماله وقليل شَقْنٌ إِتباعٌ له مثل وَتْحٍ وَعْرٍ وهي الشُّقُونة قال ابن بري قال علي بن حمزة لا وجه للإِتباع في شَقْن لأَن له معنى معروفاً في حال انفراده قال الراجز قد دَلِهَتْ نَفْسِي من الشَّقْنِ

شكن
انْشَكَنَ تَعامَسَ وتجاهل قال الأَصمعي ولا أَحسبه عربيّاً

شنن
الشَّنُّ والشَّنَّةُ الخَلَقُ من كل آنية صُنِعَتْ من جلد وجمعها شِنَانٌ وحكى اللحياني قِرْبةٌ أَشْنانٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منها شَنَّاً ثم جمعوا على هذا قال ولم أَسمع أَشْناناً في جمع شنٍّ إلاّ هُنا وتَشَنَّنَ السّقَاءُ واشْتَنَّ واسْتَشَنَّ أَخلَق والشَّنُّ القربة الخَلَق والشَّنَّةُ أَيضاً وكأَنها صغيرة والجمع الشِّنانُ وفي المثل لا يُقَعْقَعُ لي بالشِّنان قال النابغة كأَنك من جمالِ بَني أُقَيْش يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيه بشَنِّ وتَشَنَّنَتِ القربةُ وتَشَانَّتْ أَخْلَقَتْ وفي الحديث أَنه أَمر بالماء فقُرِّسَ في الشِّنَانِ قال أَبو عبيد يعني الأَسْقِية والقِرَبَ الخُلْقانَ ويقال للسقاء شَنٌّ وللقربة شَنٌّ وإنما ذكر الشِّنَانَ دون الجُدُدِ لأَنها أَشَدُّ تبريداً للماء من الجُدُدِ وفي حديث قيام الليل فقام إلى شَنٍّ معلقة أَي قربة وفي حديث آخر هل عندكم ماءٌ بات في شَنَّةٍ ؟ وفي حديث ابن مسعود أَنه ذكر القرآن فقال لا يَتْفَهُ ولا يَتَشَانُّ معناه أَنه لا يَخْلَقُ على كثرة القراءة والتَّرْداد وقد اسْتَشَنَّ السقاءُ وشَنَّنَ إذا صارَ خَلَقاً
( * قوله « وشنن إذا صار خلقاً » كذا بالأصل والتهذيب والتكملة وفي القاموس وتشنن ) وفي حديث عمر بن عبد العزيز إذا اسْتَشَنّ ما بينك وبين الله فابْلُلْه بالإِحسان إلى عباده أَي إذا أَخْلَقَ ويقال شَنَّ الجَمَلُ من العَطش يَشِنُّ إذا يَبِس وشَنَّتِ القربةُ تَشِنُّ إذا يَبِسَت وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال يقال رَفَع فلانٌ الشَّنَّ إذا اعتمد على راحته عند القيام وعَجَنَ وخبَزَ إذا كرََره والتَّشَنُّن التَّشَنُّجُ واليُبْسُ في جلد الإنسان عند الهَرَم وأَنشد لرُؤْبة وانْعاجَ عُودِي كالشَّظِيفِ الأَخْشَنِ بَعْدَ اقْوِرارِ الجِلْدِ والتَّشَنُّنِ وهذا الرجز أَنشده الجوهري عن اقْوِرارِ الجِلْدِ قال ابن بري وصوابه بعد اقورار كما أَوردناه عن غيره قال ابن بري ومنه قول أَبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ هُرِيقَ شَبابي واسْتَشَنَّ أَدِيمي وتشَانَّ الجلد يَبِسَ وتَشَنَّجَ وليس بخَلَقٍ ومَرَةٌ شَنَّةٌ خلا من سِنِّها عن ابن الأَعرابي أَرادَ ذَهَبَ من عمرها كثير فبَلِيَتْ وقيل هي العجوز المُسِنَّة البالية وقوس شَنَّة قديمة عنه أَيضاً وأَنشد فلا صَرِيخَ اليَوْمَ إِلا هُنَّهْ مَعابِلٌ خُوصٌ وقَوْسٌ شَنَّهْ والشَّنُّ الضعف وأَصله من ذلك وتَشَنَّنَ جلد الإِنسان تَغَضَّنَ عند الهَرَم والشَّنُونُ المهزول من الدواب وقيل الذي ليس بمهزول ولا سمين وقيل السمين وخص به الجوهري الإِبل وذئب شَنُونٌ جائع قال الطِّرِمَّاح يَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذَاه شَجٍ بخُصُومةِ الذئبِ الشَّنُونِ وفي الصحاح الجائع لأَنه لا يوصف بالسِّمَن والهُزال قال ابن بري وشاهد الشَّنُونِ من الإِبل قول زهير منها الشَّنُونُ ومنها الزاهِقُ الزَّهِمُ ورأَيت هنا حاشية إن زهيراً وصف بهذا البيت خيلاً لا إِبلاً وقال أَبو خَيْرَة إنما قيل له شَنُون لأَنه قد ذهب بعضُ سِمَنِه فقد اسْتَشَنَّ كما تَسْتَشِنُّ القربة ويقال للرجل والبعير إذا هُزِلَ قد اسْتَشَنَّ اللحياني مَهْزُول ثم مُنْقٍ إذا سَمِنَ قليلاً ثم شَنُون ثم سَمِين ثم ساحٌّ ثم مُتَرَطِّم إذا انتهى سِمَناً والشَّنِينُ والتَّشْنِينُ والتَّشْنانُ قَطَرانُ الماء من الشَّنَّةِ شيئاً بعد شيء وأَنشد يا مَنْ لدَمْعٍ دائِم الشَّنِين وقال الشاعر في التَّشْنَانِ عَيْنَيَّ جُوداً بالدُّموعِ التوائِم سِجاماً كتَشْنانِ الشِّنانِ الهَزائم وشَنَّ الماءَ على شرابه يَشُنُّه شَنّاً صَبَّه صَبّاً وفرّقه وقيل هو صَبٌّ شبيه بالنَّضْحِ وسَنَّ الماءَ على وجهه أَي صبه عليه صبّاً سهلاً وفي الحديث إذا حُمَّ أَحدُكم فَلْيَشُنَّ عليه الماءَ فَلْيَرُشَّه عليه رَشّاً متفرّقاً الشَّنُّ الصَّبُّ المُتَقَطِّع والسَّنُّ الصَّبُّ المتصل ومنه حديث عمر كان يَسُنُّ الماءَ على وجهه ولا يَشُنُّه أَي يُجْرِيه عليه ولا يُفَرِّقه وفي حديث بول الأََعرابي في المسجد فدعا بدلو من ماء فشَنَّه عليه أَي صبها ويروى بالسين وفي حديث رُقَيْقَةَ فلْيَشُنُّوا الماءَ ولْيَمَسُّوا الطيبَ وعَلَقٌ شَنِينٌ مصبوب قال عبد مناف بن رِبْعِيٍّ الهذلي وإنَّ بعُقْدَةِ الأَنصابِ منكم غُلاماً خَرَّ في عَلَقٍ شَنِينِ وشَنَّتِ العينُ دَمْعَها كذلك والشَّنِينُ اللبن يُصَبُّ عليه الماء حَليباً كان أَو حَقِيناً وشَنَّ عليه دِرْعَه يَشُنُّها شَنّاً صبها ولا يقال سَنِّا وشَنَّ عليهم الغارةَ يَشُنُّها شَنّاً وأَشَنَّ صَبَّها وبَثَّها وفَرَّقها من كل وجه قالت ليلى الأَخْيَلِيَّة شَنَنّا عليهم كُلَّ جَرْداءَ شَطْبَةٍ لَجُوجٍ تُبارِي كلَّ أَجْرَدَ شَرْحَبِ وفي الحديث أَنه أَمره أَن يَشُنَّ الغارَةَ على بني المُلَوِّحِ أَي يُفَرِّقَها عليهم من جميع جهاتهم وفي حديث علي اتَّخَذْتُموه وراءَكم ظِهْرِيّاً حتى شُنَّت عليكم الغاراتُ وفي الجبين الشَّانَّانِ وهما عرقان ينحدران من الرأْس إلى الحاجبين ثم إلى العينين وروى الأَزهري بسنده عن أَبي عمرو قال هما الشَّأْنَانِ بالهمز وهما عرقان واحتج بقوله كأَنَّ شَأْنَيْهِما شَعِيبُ والشَّانَّةُ من المسايل كالرَّحَبَةِ وقيل هي مَدْفَعُ الوادي الصغير أَبو عمرو الشَّوَانُّ من مَسايل الجبال التي تَصُبُّ في الأَوْدِيةِ من المكان الغليظ واحدتها شانَّة والشُّنانُ الماء البارد قال أَبو ذؤيب بماءٍ شُنانٍ زَعْزَعَتْ مَتْنَه الصَّبَا وجادَتْ عليه ديمةٌ بَعْدَ وابِلِ ويروى وماء شُنانٌ وهذا البيت استشهد به الجوهري على قوله ماء شُنانٌ بالضم متفرِّق والماء الذي يقطر من قربة أَو شجرة شُنَانة أَيضاً ولبن شَنينٌ مَحْضٌ صُبَّ عليه ماء بارد عن ابن الأَعرابي أَبو عمرو شَنَّ بسَلْحِه إذا رمى به رقيقاً والحُبَارَى تَشُنُّ بذَرْقِها وأَنشد لمُدْرِك بن حِصْن الأَسَدِيِّ فشَنَّ بالسَّلْح فلما شَنّا بَلَّ الذُّنابَى عَبَساً مُبِنّاْ وشَنٌّ قبيلة وفي المثل وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه وفي الصحاح وشَنٌّ حيٌّ من عَبْد القَيْس ومنهم الأَعْوَرُ الشَّنِّيُّ قال ابن السكيت هو شَنُّ بنُ أَفْصى بن عبد القَيْس بن أَفْصى بن دُعْمِيّ بن جَدِيلَةَ بن أَسَدِ بن رَبيعة بن نِزارٍ وطَبَقٌ حيٌّ من إِياد وكانت شَنٌّ لا يُقامُ لها فواقَعَتْها طَبَقٌ فانْتَصَفَتْ منها فقيل وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه وافَقَه فاعْتَنَقَه قال لَقِيَتْ شَنٌّ إِياداً بالقَنَا طَبَقاً وافَقَ شَنٌّ طَبَقهْ وقيل شَنٌّ قبيلة كانت تُكْثِرُ الغارات فوافقهم طَبَقٌ من الناسِ فأَبارُوهم وأَبادُوهم وروي عن الأَصمعي كان لهم وعاء من أَدَم فتَشَنَّن عليهم فجعلوا له طَبَقاً فوافقه فقيل وافق شَنٌّ طبقه وشَنٌّ اسم رجل وفي المثل يَحْملُ شَنٌّ ويُفَدَّى لُكَيْزٌ والشِّنْشِنَة الطبيعة والخَلِيقَة والسَّجِيَّة وفي المثل شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَم التهذيب وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه قال لابن عباس في شيء شاوَرَه فيه فأَعجبه كلامه فقال نِشْنِشَة أَعْرِفُها من أَخْشَن قال أَبو عبيد هكذا حَدَّثَ به سُفْيان وأَما أَهل العربية فيقولون غيره قال الأَصمعي إنما هو شِنْشِنَة أَعْرِفُها من أَخْزم قال وهذا بيت رجز تمثل به لأَبي أَخْزَمَ الطائي وهو إنَّ بَنِيَّ زَمَّلُوني بالدَّمِ شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَمِ مَنْ يَلْقَ آسادَ الرِّجالِ يُكْلَمِ قال ابن بري كان أَخْزَمُ عاقّاً لأَبيه فمات وترك بَنِينَ عَقُّوا جَدَّهم وضربوه وأَدْمَوْه فقال ذلك قال أَبو عبيدة شِنْشِنة ونِشْنِشَة والنِّشْنِشَة قد تكون كالمُضْغَة أَو كالقطْعة تقطع من اللحم وقال غير واحد الشِّنْشِنةُ الطبيعة والسَّجِيَّةُ فأَراد عمر إني أَعرف فيك مَشَابِهَ من أَبيك في رأْيِه وعَقْله وحَزْمه وذَكائه ويقال إنه لم يكن لِقُرَشِيٍّ مثلُ رأْي العباس والشِّنْشِنة القطعة من اللحم الجوهري والشَّنَان بالفتح لغة في الشَّنَآنِ قال الأَحْوَصُ وما العَيْشُ إلا ما تَلَذُّ وتَشْتَهي وإنْ لامَ فيه ذُو الشَّنانِ وفَنَّدا التهذيب في ترجمة فقع الشَّنْشَنَةُ والنَّشْنَشة حركة القِرْطاسِ والثواب الجديد

شهن
الشاهِينُ من سباع الطير ليس بعربي محض

شون
التهذيب ابن الأَعرابي التَّوَشُّن قلة الماء والتَّشَوُّن خفة العقل قال والشَّوْنة المرأَة الحمقاء
( * قوله « والشونة المرأة الحمقاء » وأَيضاً مخزن الغلة والمركب المعد للجهاد في الحرب كما في القاموس )
وقال ابن بُزُرْج قال الكلابي كان فينا رجل يَشُون الرؤوس يريد يَفْرِجُ شُؤُونَ الرأْس ويُخْرِجُ منها دابة تكون على الدماغ فترك الهمز وأَخرجه على حد يقول كقوله قُلْتُ لِرجْلَيَّ اعْمَلا ودُوبَا فأَخرجها من دَأَبْتُ إلى دُبْتُ كذلك أَراد الآخر شُنْتُ

شين
: الشَّيْنُ : معروف خلاف الزَّيْن وقد شانَهُ يَشِينُه شَيْناً . قال أبو منصور : والعرب تقول وجه فلان زَيْنٌ أي حسن ذو زَيْنٍ ووجه فلان شَيْنٌ أي قبيح ذو شَيْنٍ . الفراء : العَيْنُ و الشَّيْنُ والشَّنَارُ العَيْبُ و المَشَاين المَعايب والمَقابح وقول لبيد : نَشِينُ صِحاحَ البِيدِ كلَّ عَشِيَّةٍ بعُوجِ السَّراءِ عند بابٍ مُحَجَّبِ يريد أنهم يتفاخرون ويخطُّون بِقسِيِّهم على الأَرض فكأَنهم شانوها بتلك الخطوط . وفي حديث أنس يصف شَعْرَ النبي : ما شانه اللَّهُ ببَيْضاء الشَّيْنُ : العيبُ قال ابن الأَثير : جعل الشيب ههنا عيباً وليس بعيب فإِنه قد جاء في الحديث : أنه وَقار وأنه نور قال : ووجه الجمع بينهما أنه لَمَّا رأى أبا قُحافَة رأْسه كالثَّغَامة أمرهم بتغييره وكرهه ولذلك قال غَيِّرُوا الشيب فلما علم أنس ذلك من عادته قال : ما شانه الله ببيضاء بناء على هذا القول وحملاً له على هذا الرأي ولم يسمع الحديث الآخر قال : ولعل أحدهما ناسخ للآخر . و الشِّين : حرف هجاء من حروف المعجم وهو حرف مهموس يكون أصلاً لا غير . و شَيَّنَ شِيناً : عَمِلَها عن ثعلب . التهذيب : وقد شَيَّنْتُ شِيناً حَسَنة

صبن
صَبَنَ الرجلُ خَبَأَ شيئاً كالدِّرْهم وغيره في كفه ولا يُفْطَنُ به وصَبَنَ الساقي الكأْسَ ممن هو أَحق بها صَرَفَها وأَنشد لعمرو بن كلثوم صَبَنْتِ الكأْسَ عَنَّا أُمَّ عمروٍ وكانَ الكأْسُ مَجْراها اليَمِينا الأَصمعي صَبَنْتَ عنا الهدية بالصاد تَصْبِنُ صَبْناً وكذلك كل معروف بمعنى كَفَفْتَ وقيل هو إذا صرفته إلى غيره وكذلك كَبَنْتَ وحَصَنْتَ قال الأَصمعي تأْويلُ هذا الحرْف صرفُ الهدية أَو المعروف عن جيرانك ومعارفك إلى غيرهم وصَبَنَ القِدْحَيْنِ يَصْبِنهما صَبْناً سَوَّاهما في كفه ثم ضرب بهما وإِذا سَوَّى المُقامرُ الكَعبين في الكف ثم ضرب بهما فقد صَبَنَ يقال أَجِلْ ولا تَصْبِنْ ابن الأَعرابي الصَّبْناء كَفُّ المُقامِر إذا أَمالها ليَغْدُرَ بصاحبه يقول له شيخ البير
( * قوله « يقول له شيخ البير » كذا بالأصل والتهذيب )
وهو رئيس المُقامِرين لا تَصْبِنْ لا تَصْبِنْ فإنه طَرَفٌ من الضَّغْو قال الأَزهري لا أَدري هو الصَّغْو أَو الضَّغْو قال وقيل إن الضَّغْو معروف عند المُقامرين بالضاد يقال ضَغا إذا لم يَعْدِلْ والصابون الذي تغسل به الثياب معروف قال ابن دريد ليس من كلام العرب

صتن
التهذيب الأُمَوِيّ يقال للبخيل الصُّوْتَنُ قال الأَزهري لا أَعرفه لغيره وهو بكسر التاء أَشبه على فُعَلِلٍ قال ولا أَعرف حرفاً على فُعَلَلٍ والأُمَوِيّ صاحب نوادر

صحن
الصَّحْنُ ساحةُ وَسْطِ الدار وساحةُ وَسْطِ الفَلاةِ ونحوهما من مُتُون الأَرض وسَعَةِ بُطونِها والجمع صُحُون لا يكسر على غير ذلك قال ومَهْمَهٍ أَغْبَرَ ذي صُحُونٍ والصَّحْنُ المستوي من الأَرض والصَّحْنُ صَحْنُ الوادي وهو سَنَدُه وفيه شيء من إِشْرافٍ عن الأَرض يُشْرِفُ الأَوَّلَ فالأَوَّل كأَنه مُسْنَدٌ إِسْناداً وصَحْنُ الجَبَل وصَحْنُ الأَكمة مثله وصُحُونُ الأَرض دُفُوفها وهو مُنْجَرِدٌ يَسِيلُ وإِن لم يكن مُنْجَرِداً فليس بصَحْنٍ وإن كان فيه شجر فليس بصَحْنٍ حتى يَسْتَويَ قال والأَرض المُستَوية أَيضاً مثل عَرْصَة المَِرْبَد صَحْنٌ وقال الفراء الصَْحْنُ والصَّرْحَة ساحة الدار وأَوسَعُها والصَّحْنُ شِبْهُ العُسِّ العظيم إِلا أَن فيه عِرَضاً وقُرْبَ قَعْرٍ يقال صَحَنْتُه إذا أَعطيته شيئاً فيه والصَّحْنُ العطية يقال صَحَنَه ديناراً أَي أَعطاه وقيل الصَّحْنُ القدَحُ لا بالكبير ولا بالصغير قال عمرو ابن كلثوم أَلا هُبِّي بِصَحْنِكِ فاصْبَحِينا ولا تُبْقِنَّ خَمْر الأَنْدَرِينَا ويروى ولا تُبْقي خُمورَ والجمع أَصْحُنٌ وصِحَان عن ابن الأَعرابي وأَنشد من العِلابِ ومن الصِّحَانِ ابن الأَعرابي أوَّل الأَقداحِ الغُمْرُ وهو الذي لا يُرْوِي الواحدَ ثم القَعْب يُرْوِي الرجلَ ثم العُسُّ يُرْوِي الرَّفْدَ ثم الصَّحْنُ ثم التِّبْنُ والصَّحْنُ باطِنُ الحافر وصَحْنُ الأُذُن داخلها وقيل مَحارَتُها وصَحْنا أُذُني الفرس مُتَّسَعُ مُسْتَقَرِّ داخلهما والجمع أَصْحان والمِصْحَنَة إِناء نحو القَصْعة وتَصَحَّنَ السائلُ الناسَ سأَلهم في قصعة وغيرها قال أَبو زيد خرج فلان يَتَصَحَّنُ الناسَ أَي يسأَلهم ولم يقل في قصعة ولا في غيرها وقال أَبو عمرو الصَّحْنُ الضرب يقال صَحَنَه عشرين سَوْطاً أَي ضربه وصَحَنْتُه صَحَناتٍ أَي ضربته الأَصمعي الصَّحْنُ الرَّمْحُ يقال صَحَنَه برجله إذا رمَحَه بها وأَنشد قوله يصف عَيراً وأَتانه قَوْداءُ لا تَضْغَنُ أَو ضَغُونٌ مُلِحَّةٌ لِنَحْرِه صَحُونُ يقول كلما دنا الحمار منها صَحَنْته أَي رَمَحَتْه وناقة صَحُون أَي رَمُوح وصَحَنْته الفرسُ صَحْناً رَكَضَتُه برجلها وفرس صَحُون رامحة وأَتانٌ صَحُون فيها بياض وحمرة والصَّحْنُ طُسَيْتٌ وهما صَحْنانِ يُضْرَبُ أَحدهما على الآخر قال الراجز سامرَني أَصْواتُ صَنْجٍ مُلْمِيَهْ وصَوْتُ صَحْنَي قَيْنَةٍ مُغَنِّيَهْ وصَحَنَ بين القومِ صَحْناً أَصلح والصَّحْنَة بسكون الحاء خرزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجال اللحياني والصِّحْناءُ بالكسر إدام يُتَّخذُ من السمك يُمَدُّ ويقصر والصِّحْناةُ أَخص منه وقال ابن سيده الصِّحْنا والصِّحْناةُ الصِّيرُ الأَزهري الصِّحْناةُ بوزن فِعْلاة إذا ذهبت عنها الهاء دخلها التنوين وتجمع على الصَّحْنَا بطرح الهاء وحكي عن أَبي زيد الصِّحْناة فارسية وتسميها العربُ الصِّيرَ قال وسأَل رجل الحسن عن الصحناة فقال وهل يأْكل المسلمون الصِّحْناةَ ؟ قال ولم يعرفها الحسن لأَنها فارسية ولو سأَله عن الصِّيرِ لأَجابه وأَورد ابن الأَثير هذا الفصل وقال فيه الصِّحْناةُ هي التي يقال لها الصِّيرُ قال وكلا اللفظين غير عربي

صخن
ماء صُخْنٌ لغة في سُخْن مضارعة

صخدن
الصَّيْخَدُونُ الصُّلْبة

صدن
الصَّيْدَن الثعلب وقيل من أَسماء الثعالب وأَنشد الأَعشى يصف جملاً وزَوْراً تَرَى في مِرْفَقَيْه تَجانُفاً نَبيلاً كدُوكِ الصَّيْدَنانيِّ تامِكا أَي عظيم السنام قال ابن السكيت أَراد بالصَّيدَنانِيّ الثعلب وقال كثير في مثله يصف ناقة كأَنَّ خَليفَيْ زَوْرِها ورَحَاهما بُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّمَا بعد صَيْدَنِ
( * قال الصاغاني المكوان الحجران وخليفاها أبطالها ) فالصَّيْدَنُ والصَّيْدَنانيّ واحد وأَورد الجوهري هذا البيت بيت كثير شاهداً على الصَّيْدَن دويبة تعمل لنفسها بيتاً في الأَرض وتُعَمّيه قال ابن بري الصَّيْدَنُ هنا عند الجمهور الثعلب كما أَوردناه عن العلماء وقال ابن خالويه لم يجيء الصَّيْدَنُ إِلا في شعر كثير يعني في هذا البيت قال الأَصمعي وليس بشيء قال ابن خالويه والصّعيْدَنُ أَيضاً نوع من الذُّباب يُطَنْطِنُ فوق العُشْب وقال ابن حبيب والصَّيْدَنُ البناء المُحْكَم قال ومنه سُمِّي المَلِك صَيْدناً لإِحكامه أَمره قال ابن بري والصَّيْدَنُ العطار وأَنشد بيت الأَعشى كدُوِك الصَّيْدنانيّ دَامِكا وقال عَبْدُ بني الحَسْحاس في صفة ثور يُنَحِّي تُراباً عن مَبِيتٍ ومَكِْنِسٍ رُكاماً كبيتِ الصَّيْدنانيِّ دانيا والدُّوكُ والمِدْوَكُ حَجَرٌ يُدَقُّ به الطيب وفي المحكم والصَّيْدَنُ البناء المحكم والثوب المحكم والصَّيْدَن الكِسَاء الصَّفيق ليس بذلك العظيم ولكنه وثيق العَمَل والصَّيْدَنُ والصَّيْدنانِيُّ والصَّيْدَلانِيُّ المَلِكُ سمي بذلك لإحكام أَمره قال رُؤبة إني إذا اسْتَغْلَقَ بابُ الصَّيْدَنِ لم أَنْسَهُ إذ قُلْتَ يوماً وصِّني وقال حُمَيْد بن ثور يصف صائداً وبيته ظَلِيل كبيتِ الصَّيْدَنانِيِّ قُضْبُهُ من النَّبْعِ والضَّالِ السَّليمِ المُثَقَّفِ والصَّيْدَناني دابة تعمل لنفسها بيتاً في جوف الأَرض وتُعَمِّيه أَي تغطيه ويقال له الصَّيْدَنُ أَيضاً ابن الأَعرابي يقال لدابة كثيرة الأَرجل لا تُعَدُّ أَرْجُلُها من كثرتها وهي قِصار وطِوالٌ صَيْدَنانيّ وبه شُبِّه الصَّيْدَنانِيّ لكثرة ما عنده من الأَدوية وقال ابن خالويه الصَّيْدَنُ دُوَيْبَّة تَجْمَعُ عِيدَاناً من النبات فشبه به الصَّيْدَنانيّ لجمعه العقاقير والصَّيْدانُ قطع الفضة إذا ضُرِبَ من حَجر الفضة واحدته صَيْدَانة والصَّيْدانَة أَرض غليظة صُلْبة ذات حجر دقيق والصَّيْدانُ بِرامُ الحجارة قال أَبو ذؤيب وسُود من الصَّيْدانِ فيها مَذانِبٌ نُضَارٌ إذا لم يَسْتفدْها نُعارُها والصَّيْدَانُ الحَصَى الصغار وحكى ابن بري عن ابن درستويه قال الصَّيْدَنُ والصَّيْدَلُ حجارة الفضة شبه بها حجارة العقاقير فنسب إليها الصَّيْدنانيّ والصَّيْدلانيُّ وهو العطار والصَّيْدَانَةُ من النساء السيئة الخُلُق الكثيرة الكلام والصَّيدانة الغُول وأَنشد صَيْدَانَةٌ تُوقِدُ نارَ الجِنِّ قال الأَزهري الصَّيْدانُ إن جعلته فَعْلاناً
( * قوله « إن جعلته فعلاناً إلخ » عبارة الأَزهري إن جعلته فيعالاً فالنون أصلية وإن جعلته إلخ ) فالنون زائدة كنُون السكران والسكرانة

صعن
الصَّعْوَنُّ بكسر الصاد وتشديد النون الدَّقِيقُ العُنق الصغير الرأَس من أَيّ شيء كان وقد غلب على النّعام والأُنثى صِعْوَنَّة وأَصْعَنَ الرجلُ إذا صَغُر رأْسُه ونَقَصَ عقله والاصْعِنانُ الدِّقَّة واللَّطافة وأُذُنٌ مُصَعَّنَة لطيفة دَقيقة قال عَدي بن زيد له عُنُقٌ مثلُ جِذْعِ السَّحُوق وأُذْنٌ مُصَعَّنَةٌ كالقَلَمْ وفي التهذيب والأُذْنُ مُصْعَنَّةٌ كالقَلَمْ

صفن
الصَّفْنُ والصَّفَنُ والصَّفْنَة والصَّفَنَةُ وِعاء الخُصْية وفي الصحاح الصَّفَنُ بالتحريك جلدة بيضة الإنسان والجمع أَصْفانٌ وصَفَنَه يَصْفِنُه صَفْناً شق صَفَنَه والصُّفْنُ كالسُّفْرة بين العَيْبةِ والقِرْبة يكون فيها المتاع وقيل الصُّفْنُ من أَدَم كالسُّفْرة لأَهل البادية يجعلون فيها زادهم وربما اسْتَقَوْا به الماءَ كالدَّلْوِ ومنه قول أَبي دُواد هَرَقْتُ في حَوْضِه صُفْناً ليَشْرَبَه في دائِرٍ خَلَقِ الأَعْضادِ أَهْدامِ ويقال الصُّفْنُ هنا الماء وفي حديث عمر رضي الله عنه لئن بقيتُ لأُسَوِّيَنَّ بين الناسِ حتى يأْتِيَ الراعِيَ حقُّه في صُفْنِه لم يَعْرَقْ فيه جَبينُه أَبو عمرو الصُّفْنُ بالضم خريطة يكون للراعي فيها طعامه وزِنادُه وما يحتاج إليه قال ساعدة بن جُؤَيَّة معه سِقاءٌ لا يُفَرِّطُ حَمْلَهُ صُفْنٌ وأَخْراصٌ يَلُحْنَ ومِسْأَبُ وقيل هي السُّفْرة التي تجمع بالخيط وتضم صادها وتفتح وقال الفراء هو شيء مثل الدلو أَو الرَّكْوَة يتوضأُ فيه وأَنشد لأَبي صخر الهذلي يصف ماءً ورَدَه فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جَمِّهِ خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفا قال أَبو عبيد ويمكن أَن يكون كما قال أَبو عمرو والفراء جميعاً أَن يُسْتَعْمَلَ الصُّفْنُ في هذا وفي هذا قال وسمعت من يقول الصَّفْنُ بفتح الصاد والصَّفْنة أَيضاً بالتأْنيث ابن الأَعرابي الصَّفْنَةُ بفتح الصاد هي السُّفْرة التي تُجْمَع بالخيط ومنه يقال صَفَنَ ثيابَه في سَرْجه إذا جمعها وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم عَوَّذَ عليّاً حين رَكبَ وصَفَنَ ثيابَه في سَرْجه أَي جمعها فيه أَبو عبيد الصَّفْنَةُ كالعَيْبَة يكون فيها متاع الرجل وأَداتُه فإِذا طرحت الهاء ضممت الصاد وقلت صُفْنٌ والصُّفْنُ بضم الصاد الرَّكْوَةُ وفي حديث عليّ عليه السلام الْحَقْنِي بالصُّفْنِ أَي بالرَّكْوَة والصَّفَنُ جلد الأُنثيين بفتح الفاء والصاد ومنه قول جرير يَتْرُكْنَ أَصْفانَ الخُصَى جَلاجِلا والصَّفْنَةُ دلو صغيرة لها حَلقة واحدة فإِذا عظمت فاسمها الصُّفْنُ والجمع أَصْفُنٌ قال غَمَرْتُها أَصْفُناً من آجِنٍ سُدُمٍ كأَنَّ ما ماصَ منه في الفَمِ الصَّبِرُ عَدَّى غَمَرت إلى مفعولين لأَنها بمعنى سَقَيْتُ والصَّافِنُ عِرْق ينغمس في الذِّراع في عَصَبِ الوَظِيفِ والصَّافِنانِ عرقان في الرجلين وقيل شُعْبَتان في الفخذين والصَّافِنُ عِرْق في باطن الصلب طُولاً متصل به نِياطُ القلب ويسمى الأَكْحل غيره ويسمى الأَكحلُ من البعير الصافنُ وقيل الأَكحلُ من الدواب الأَبْجَلُ وقال أَبو الهيثم الأَكْحَل والأَبْجَلُ والصافِنُ هي العروق التي تُفصد وهي في الرِّجْلِ صافِنٌ وفي اليد أَكْحَلُ الجوهري الصَّافِنُ عرق الساق ابن شميل الصَّافِنُ عرق ضخم في باطن الساق حتى يَدْخُلَ الفخذَ فذلك الصافنُ وصَفَنَ الطائرُ الحشيشَ والوَرَقَ يَصْفِنُه صَفْناً وصَفَّنَه نَضَّدَه لِفراخه والصَّفَنُ ما نَضَّدَه من ذلك الليث كل دابة وخَلْق شِبْه زُنْبُورٍ يُنَضِّدُ حولَ مَدْخَله ورَقاً أَو حشيشاً أَو نحو ذلك ثم يُبَيِّتُ في وسطه بيتاً لنفسه أَو لِفراخه فذلك الصَّفَنُ وفعله التَّصْفِينُ وصَفَنَتِ الدابةُ تَصْفِنُ صُفُوناً قامت على ثلاثٍ وثَنَتْ سُنْبُكَ يدِها الرابعَ أَبو زيد صَفَنَ الفرسُ إذا قام على طرف الرابعة وفي التنزيل العزيز إذ عُرِضَ عليه بالعَشِيِّ الصافِناتُ الجِيادُ وصَفَنَ يَصْفِنُ صُفُوناً صَفَّ قدميه وخيل صُفُونٌ كقاعد وقُعُود وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة فرس أَلِفَ الصُّفُونَ فلا يَزالُ كأَنه مما يَقُومُ على الثلاثِ كسيرا قوله مما يقوم لم يرد من قيامه وإنما أَراد من الجنس الذي يقوم على الثلاث وجعل كسيراً حالاً من ذلك النوع الزَّمِنِ لا من الفرس المذكور في أَول البيت قال الشيخ جعل ما اسماً منكوراً أَبو عمرو صَفَنَ الرجلُ برجله وبَيْقَرَ بيده إذا قام على طرف حافره ومنه حديث البَرَاءِ بن عازِبٍ كنا إذا صَلَّيْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفَع رأْسَه من الركوع قمنا خَلْفَه صُفُوناً وإِذا سجد تَبِعْناه أَي واقفين قد صَفَنَّا أَقدامنا قال أَبو عبيد قوله صُفُوناً يُفَسَّرُ الصافنُ تفسيرين فبعض الناس يقول كل صافٍّ قدميه قائماً فهو صافِنٌ والقول الثاني أَن الصَّافِنَ من الخيل الذي قد قَلَب أَحدَ حوافره وقام على ثلاث قوائم وفي الصحاح الصَّافِنُ من الخيل القائم على ثلاث قوائم وقد أَقام الرابعة على طرف الحافر وقد قيل الصافِنُ القائم على الإطلاق قال الكميت نُعَلّمُهم بها ما عَلَّمَتْنا أُبُوَّتُنا جوارِيَ أَو صُفُونا وفي الحديث من سَرَّه أَن يقوم له الناسُ صُفُوناً أَي واقفين والصُّفُون المصدر أَيضاً ومنه الحديث فلما دَنا القومُ صافَنَّاهُم أَي واقَفْناهم وقُمْنا حِذاءَهم وفي الحديث نهى عن صلاةِ الصَّافِنِ أَي الذي يجمع بين قدميه وقيل هو أَن يَثْنِيَ قدمه إلى ورائه كما يفعل الفرسُ إذا ثَنى حافره وفي حديث مالك ابن دينار رأَيتُ عِكْرِمَةَ يُصَلِّي وقد صَفَنَ بين قدميه وكان ابن عباس وابن مسعود يقرآن فاذكروا اسمَ الله عليها صَوافِنَ بالنون فأَما ابن عباس ففسرها مَعْقُولةً إِحْدى يَدَيْها على ثلاث قوائم والبعير إذا نحر فعل به ذلك وأَما ابن مسعود فقال يعني قِياماً وقال الفراء رأَيت العرب تجعل الصَّافِنَ القائمَ على ثلاث وعلى غير ثلاث قال وأَشعارهم تدل على أَن الصُّفُونَ القيامُ خاصة وأَنشد وقامَ المَها يُقْفِلْنَ كُلَّ مُكَبَّلٍ كما رُصَّ أَيْقا مُذْهَبِ اللَّوْنِ صافِنِ المَها البقر يعني النساء والمُكَبَّلُ أَراد الهودج يُقْفِلْنَ يَسْدُدْنَ كما رُصَّ كما قُيِّد وأُلْزِق والأَيْقُ الرُّسْغُ مُذْهَبِ اللون أَراد فرساً يعلوه صُفْرَة صافِن قائم على ثلاث قوائم قال وأَما الصَّائِنُ فهو القائم على طرف حافره من الحَفا والعرب تقول لجمع الصافِنِ صَوافِن وصافِنَات وصُفُونٌ وتَصَافَنَ القومُ الماءَ إذا كانوا في سفر فقلَّ عندهم فاقتسموه على الحَصاةِ أَبو عمرو تَصَافَنَ القومُ تَصَافُناً وذلك إذا كانوا في سفر ولا ماء معهم ولا شيء يقتسمونه على حَصاةٍ يُلْقونها في الإِناء يُصَبُّ فيه من الماء بقدر ما يَغْمُر الحصاة فيعطاه كل رجل منهم وقال الفرزدق فلما تَصَافَنَّا الإدَاوةَ أَجْهَشَتْ إليَّ غُضُونُ العَنْبَرِيِّ الجُراضِمِ الجوهري تَصَافَنَ القومُ الماء اقتسموه بالحِصَص وذلك إِنما يكون بالمَقْلَةِ تَسْقي الرجلَ قدر ما يَغْمُرها فإِن كانت من ذهب أَو فضة فهي البَلَدُ وصُفَيْنة قرية كثيرة النخل غَنَّاءُ في سَوادِ الحَرَّةِ قالت الخَنْساء طَرَقَ النَّعِيُّ على صُفَيْنَةَ غُدْوَةً ونَعَى المُعَمَّمَ من بَني عَمْرِو أَبو عمرو الصَّفْنُ والصَّفْنة الشَّقْشِقَة وصِفِّينُ موضع كانت به وقعة بين علي عليه السلام ومعاوية رضي الله عنه قال ابن بري وحقه أَن يذكر في باب الفاء في ترجمة صفف لأَن نونه زائدة بدليل قولهم صِفُّون فيمن أَعربه بالحروف وفي حديث أَبي وائل شَهِدْتُ صِفِّينَ وبِئْسَتِ الصِّفُّونَ وفيها وفي أَمثالها لغتان إِحداهما إِجراء الإعراب على ما قبل النون وتركها مفتوحة كجمع السلامة كما قال أَبو وائل والثانية أَن تجعل النون حرف الإِعراب وتقرّ الياء بحالها فنقول هذه صِفِّينُ ورأَيت صِفِّينَ ومررت بصفِّينَ وكذلك تقول في قِنَّسْرِينَ وفِلَسْطِينَ ويَبْرِينَ

صنن
المُصِنُّ الشامخ بأَنفه تكبراً أَو غضباً قال قد أَخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ ابن السكيت المُصِنُّ الرافع رأْسه تكبراً وأَنشد لمُدْرِكِ بن حِصْنٍ يا كَرَوَاناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا فَشَنَّ بالسَّلْحِ فلما شَنّا بلَّ الذُّنابي عَبَساً مُبِنَّا أَإِبِلِي تأْكلُها مُصِنَّا خافِضَ سِنٍّ ومُشِيلاً سِنَّا ؟ أَبو عمرو أَتانا فلان مُصِنّاً بأَنفه إذا رفع أَنفه من العَظَمة وأَصَنَّ إذا شمخ بأَنفه تكبراً ومنه قولهم أَصَنَّتِ الناقةُ إذا حملت فاستكبرت على الفحل الأَصمعي فلان مُصِنٌّ غضباً أَي ممتلئ غضباً وأَصَنَّتِ الناقةُ مَخِضَتْ فوقع رجل الولد في صَلاها التهذيب وإذا تأَخر ولد الناقة حتى يقع في الصَّلا فهو مُصِنٌّ وهن مُصِنَّات ومَصَانُّ ابن شميل المُصِنُّ من النُّوق التي يَدْفَعُ وَلَدُها بكُراعة وأَنفه في دُبرها إذا نَشِبَ في بطنها ودَنا نَتاجُها وقد أَصنَّتْ إذا دفَع ولدُها برأْسه في خَوْرانها قال أَبو عبيدة إذا دنا نَتاج الفرس وارْتَكَضَ ولدها وتحرّك في صَلاها فهي حينئذ مُصِنَّة وقد أَصَنَّتِ الفَرَسُ وربما وَقَعَ السَّقْيُ في بعض حركته حتى يُرَى سَوادُه من ظَبْيَتِها والسَّقْيُ طرف السَّابياء قال وقَلَّما تكون الفرس مُصِنَّة إذا كانت مُذْكِراً تلد الذكور وأَصَنَّتِ المرأَةُ وهي مُصِنٌّ عَجُزَتْ وفيها بقية والصَّنُّ بالفتح زَبِيلٌ كبير مثل السَّلَّةِ المُطْبَقَة يجعل فيها الطعام والخُبْز وفي الحديث فأُتي بِعَرَقٍ يعني الصِّنَّ والصِّنُّ بالكسر بول الوَبْرِ يُخَثَّرُ للأَدْوية وهو مُنْتِنٌ جدّاً قال جرير تَطَلَّى وهي سَيئَةُ المُعَرَّى بِصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلابَا وصِنٌّ يومٌ من أَيام العجوز وقيل هو أَول أَيامها وذكره الأَزهري والجوهري مُعَرِّفاً فقالا والصِّنُّ وأَنشد فإِذا انْقَضَتْ أَيامُ شَهْلَتِنا صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مع الوَبْرِ ابن بري عن ابن خالويه قال المُصِنُّ في كلام العرب سبعة أَشياء المُصِنُّ الحية إذا عَضَّ قَتَلَ مكانَه تقول العرب رماه الله بالمُصِنّ المُسْكِتِ والمُصِنُّ المتكبر والمُصِنُّ المُنْتِن أَصَنَّ اللحمُ أَنْتَنَ والمُصِنُّ الذي له صُنان قال جرير لا تُوعدُوني يا بَنِي المُصِنَّه أَي المنتنة الريح من الصُّنانِ والمُصِنُّ الساكت والمُصِنُّ الممتلئ غضباً والمُصِنُّ الشامخ بأَنفه والصُّنَان ريح الذَّفَر وقيل هي الريح الطيبة قال يا رِيَّها وقد بدا صُناني كأَنني جاني عَبَيْثَرانِ وصَنَّ اللحمُ كصَلَّ إما لغة وإما بدل وأَصَنَّ إذا سكت فهو مُصِنٌّ ساكت وعن عطية بن قيس الكُلاعِي أَن أَبا الدرداءِ كان يدخل الحمام فيقول نعم البيتُ الحمامُ يَذْهَبُ بالصِّنَّة ويُذَكِّرُ النارَ قال أَبو منصور أَراد بالصِّنَّة الصُّنان وهو رائحة المَغَابِنِ ومَعاطِفِ الجسم إذا فسد وتغير فعُولِجَ بالمَرْتَك وما أَشبهه نُصَيْرٌ الرازي ويقال للتَّيْسِ إذا هاج قد أَصَنَّ فهو مُصِنٌّ وصُنانه ريحه عند هِيَاجِه والصُّنَانُ ذَفَرُ الإِبِطِ وأَصَنَّ الرجلُ صار له صُنَان ويقال للبَغْلة إذا أَمسكتها في يدك فأَنتنت قد أَصَنَّتْ ويقال للرجل المُطِيخ المُخْفِي كلامه مُصِنٌّ والصِّنِّينُ بلد قال ليتَ شِعْرِي متى تَخُبُّ بيَ النا قةُ بين العُذَيْبِ فالصِّنِّينِ ؟

صون
الصَّوْنُ أَن تَقِيَ شيئاً أَو ثوباً وصانَ الشيءَ صَوْناً وصِيانَةً وصِيَاناً واصْطانه قال أُمية ابن أَبي عائذ الهذلي أَبْلِغْ إِياساً أَنَّ عِرْضَ ابنِ أُخْتِكُمْ رِداؤُكَ فاصْطَنْ حُسْنَه أَو تَبَذَّلِ أَراد فاصْطَنْ حَسَنه فوضع المصدر موضع الصفة ويقال صُنْتُ الشيءَ أَصُونه ولا تقل أَصَنْتُه فهو مَصُون ولا تقل مُصانٌ وقال الشافعي رضي الله عنه بِذْلَةُ كلامِنا صَوْنُ غَيْرِنا وجعلتُ الثَّوْبَ في صُوَانه وصِوَانه بالضم والكسر وصِيَانه أَيضاً وهو وعاؤه الذي يُصان فيه ابن الأَعرابي الصَّوْنَةُ العَتِيدَة وثوب مَصُونٌ على النقص ومَصْوُون على التمام الأَخيرة نادرة وهي تميمية وصَوْنٌ وَصْفٌ بالمصدر والصِّوَانُ والصُّوانُ ما صُنْتَ به الشيء والصِّينَةُ الصَّوْنُ يقال هذه ثياب الصِّينَةِ أَي الصَّوْنِ وصَانَ عِرْضَه صِيَانة وصَوْناً على المَثل قال أَوْس بن حَجَر فإِنا رَأَيْنَا العِرْضَ أَحْوَجَ ساعةً إلى الصَّوْنِ من رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ وقد تَصَاوَنَ الرجلُ وتَصَوَّنَ الأَخيرة عن ابن جني والحُرُّ يَصُونُ عِرْضَه كما يَصُونُ الإِنسان ثوبه وصَانَ الفرسُ عَدْوَه وجَرْيَه صَوْناً ذَخَرَ منه ذَخيرة لأَوانِ الحاجةِ إليه قال لبيد يُراوِحُ بين صَوْنٍ وابْتذالِ أَي يَصُونُ جَرْيه مرة فيُبْقِي منه ويَبْتَذِلُه مرة فيَجْتهدُ فيه وصَانَ صَوْناً ظَلَعَ ظَلْعاً شديداً قال النابغة فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْم شُعْثاً يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإ التُّؤَامِ وقال الجوهري في هذا البيت لم يعرفه الأَصمعي وقال غيره يُبْقِين بعضَ المَشْيِ وقال يَتَوَجيْنَ من حَفاً وذكر ابن بري صانَ الفَرَسُ يَصُونُ صَوْناً إذا ظَلَعَ ظَلْعاً خفيفاً فمعنى يَصُنَّ المَشْي أَي يَظْلَعْنَ وَيَتَوَجَّيْنَ من التعب وصانَ الفرسُ يَصُونُ صَوْناً صَفَّ بين رجليه وقيل قام على طرف حافره قال النابغة وما حاوَلْتُما بقيادِ خَيْل يَصُونُ الوَرْدُ فيها والكُمَيْتُ أَبو عبيد الصائن من الخيل القائم على طرف حافره من الحَفَا أَو الوَجَى وأَما الصائم فهو القائم على قوائمه الأَربع من غير حَفاً والصَّوَّانُ بالتشديد حجارة يُقْدَحُ بها وقيل هي حجارة سُود ليست بصلبة واحدتها صَوَّانة الأَزهري الصَّوَّان حجارة صُلْبة إذا مسته النار فَقَّع تَفْقِيعاً وتشقق وربما كان قَدَّاحاً تُقْتَدَحُ به النار ولا يصلح للنُّورَةِ ولا للرِّضافِ قال النابغة بَرَى وَقَعُ الصَّوّانِ حَدَّ نُسُورِها فهُنَّ لِطافٌ كالصِّعَادِ الذَّوابِلِ

صين
الصين بلد معروف والصَّواني الأَواني منسوبة إليه وإليه ينسب الدار صيني ودار صِيني وصِينين عِقِّيرٌ معروف

ضأن
الضّائنُ من الغنم ذو الصوفِ ويُوصَفُ به فيقال كَبْش ضائنٌ والأُنثى ضائنة والضّائنُ خلافُ الماعز والجمع الضّأْنُ والضّأَنُ مثل المَعْزِ والمَعَزِ والضَّئِينُ والضِّئينُ تميمية والضَّيْن والضِّينُ غير مهموزين عن ابن الأَعرابي كلها أَسماء لجمعهما فالضأْن كالرَّكْب والضَّأَنُ كالقَعَد والضَّئِين كالغَزِيّ والقَطِين والضِّئِين داخل على الضِّئِين أَتبعوا الكسر الكسر يطرد هذا في جميع حروف الحلق إذا كان المثال فَعِلاَ أَو فَعِيلاَ وأَما الضِّينُ والضَّيْنُ فشاذ نادر لأَن ضائناً صحيح مهموز والضِّين والضَّين معتلّ غير مهموز وقد حكي في جمع الضّأْنِ أَضْؤُنٌ وقوله أَنشده يعقوب في المبقلوب إذا ما دَعا نَعْمانُ آضُنَ سالِمٍ عَلَنَّ وإن كانت مَذانِبُه حُمْرَا
( * قوله « علنّ » الذي في المحكم عليّ ) أَراد أَضْؤُناً فقلب ودُعاؤه أَن يكثر الحشيش فيه فيصير فيه الذُّبابُ فإِذا تَرَنَّم سمع الرِّعاءُ صوْتَه فعلموا أَن هناك رَوْضة فساقوا إِبلهم ومواشيهم إليها فَرَعَوْا منها فذلك دُعاء نَعْمَانَ إياهم قال أَبو الهيثم جمع الضائن ضَأَنٌ كما يقال ماعِزٌ ومَعَز وخادِم وخَدَم وغائب وغَيَب وحارس وحَرَس وناهِل ونَهَلٌ قال والضّانُ أَصله ضَأْن فخفف والضّأْنُ جمع الضائن ويُجْمَع الضَّئِينَ والأُنثى ضائنة والجمع ضَوائن وفي حديث شَقيق مَثَلُ قُرّاءِ هذا الزمان كَمَثل غَنَمٍ ضَوائِنَ ذاتِ صُوف عِجاف الضوائن جمع ضائنة وهي الشاة من الغنم خلاف المعز ومِعْزَى ضِئْنيَّةٌ تأْلف الضّأْنَ وسِقاءٌ ضِئْنِيٌّ على ذلك اللفظ إِذا كان من مَسْكِ ضائنةٍ وكان واسعاً وكل ذلك من نادر معدول النسب أَنشد ابن الأَعرابي إذا ما مَشَى وَرْدانُ واهْتَزَّتِ اسْتُه كما اهْتَزَّ ضِئْنِيٌُّ لفَرْعاء يُؤْدَلُ عنى بالضِّئْنِيِّ هذا النوع من الأَسْقية التهذيب الضِّئْنيّ السقاء الذي يُمْخَضُ به الرائب يسمى ضِئْنِيّاً إذا كان ضَخْماً من جلد الضّأْن قال حُميد وجاءتْ بضِئْنِيٍّ كأَنَّ دَوِيّهُ تَرَنُّمُ رَعْدٍ جاوَبَتْه الرَّواعِدُ وأَضْأَنَ القومُ كثرَ ضأْنهم ويقال اضْأَنْ ضأْنك وامْعَزْ مَعَزَك أَي اعْزِلْ ذا من ذا وقد ضأَنْتُها أَي عزَلْتها ورجل ضائنٌ إذا كان ضعيفاً ورجل ماعِزٌ إذا كان حازماً مانعاً ما وراءه ورجل ضائنٌ لَيِّنٌ كأَنه نعجة وقيل هو الذي لا يزال حسن الجسم مع قلة طُعْمٍ وقيل هو اللَّيِّنُ البطن المُسْترْخِية ويقال رملة ضائنةٌ وهي البيضاء العريضة وقال الجَعْدِي إلى نَعّجٍ من ضائِنِ الرَّمْلِ أَعْفَرَا
( * قوله « وقال الجعدي إلخ » صدره كما في التكملة فباتت كأن بطنها طي ريطة وزاد والضأنة بفتح فسكون الخزامة إذا كانت من عقب )
وفي حديث أَبي هريرة قال له أَبانُ بن سعيد وَبْرٌ تدَلَّى من رأْسِ ضالٍ ضالٌ بالتخفيف مكان أَو جبل بعينه يريد به تَوْهِينَ أَمره وتحقير قدره ويروى بالنون وهو أَيضاً جبل في أَرض دَوْسٍ وقيل أَراد به الضأْن من الغنم فتكون أَلفه همزة

ضبن
الضِّبْنُ الإِبْطُ وما يليه وقيل الضِّبْنُ بالكسر ما بين الإِبط والكَشْح وقيل ما تحت الإِبط والكَشْح وقيل ما بين الخاصرة ورأْس الورك وقيل أَعلى الجَنْب وضَبَنَ الرجلَ وغيره يَضْبُنُه ضَبْناً جعله فوق ضِبْنِه واضْطَبَنَ الشيءَ حمله في ضِبْنِه أَو عليه وربما أَخذه بيده فرفعه إلى فُوَيْقِ سُرَّته قال فأَوّل الحَمْلِ الأَبْطُ ثم الضَّبْنُ ثم الحَضْنُ وأَنشد ابن الأَعرابي للكميت لما تفَلَّقَ عنه قَيْضُ بَيْضَتِه آواه في ضِبْنِ مَضْبُوٍّ به نَصَبُ
( * قوله « في ضبن مضبوّ » الذي في التهذيب مضيّ ) قال ابن الأَعرابي أَي تفَلَّق عن فرخ الظليم قَيْضُ بيضته آواه الظليمُ ضِبْنَ جناحه وضَبَأَ الظليمُ على فرخه إذا جَثَمَ عليه وقال غيره ضِبْنه الذي يكون فيه وقال ثم اضْطَبَنْتُ سلاحي تحت مَغْرضِها ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيفِ إذا شَسَفَا أَي احتَضَنْتُ سلاحي وأَضْبَنْتُ الشيءَ واضْطبَنتُه جعلته في ضِبْني أَبو عبيد أَخذه تحت ضِبْنِه إذا أَخذه تحت حِضْنِه وفي الحديث فدعا بمِيضأَة فجعلها في ضِبْنِه أَي حِضْنه وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه أَن الكعبة تَفِيءُ على دار فلان بالغَداة وتَفيءُ على الكعبة بالعَشِيِّ وكان يقال لها رَضِيعة الكعبة فقال إن داركم قد ضَبَنتِ الكعبةَ ولا بُدَّ لي من هَدْمها أَي أَنها لما صارت الكعبة في فَيْئها بالعَشِيِّ كانت كأَنها قد ضَبَنَتْها كما يَحْمِل الإنسانُ الشيءَ في ضِبْنه وأَخذَ في ضِبْنٍ من الطريق أَي في ناحية منه وأَنشد فجاءَ بخُبْزٍ دَسَّه تحتَ ضِبْنِه كما دَسَّ راعي الذَّوْدِ في حِضْنِه وَطبَا وقال أَوس أُحَيْمِرَ جَعْداً عليه النُّسُو رُ في ضِبْنِه ثعلبٌ مُنْكَسِرْ أَي في جَنْبه وفي حديث ابن عمر يقول القبرُ يا ابنَ آدم قد حُدِّرتَ ضِيقي ونَتْني وضِبْني أَي جنبي وناحيتي وجمع الضِّبْن أَضبان ومنه حديث شُمَيط لا يَدْعُوني والخطايا بين أَضبانهم أَي يَحْمِلون الأَوزار على جُنُوبهم ويروى بالثاء المثلثة وهو مذكور في موضعه وفلان في ضِبْنِ فلان وضَبينته أَي ناحيته وكنَفِه والضُّبْنة أَهل الرجل لأَنه يَضْبِنُها في كنَفِه معناه يُعانقها وفي التهذيب لأَنه يَضْطَبِنُها في كنَفِه وضَبِنَهُ الرجل حَشَمُه وعليه ضِبْنةٌ من عيال بكسر الضاد وسكون الباء أَي جماعة ابن الأَعرابي ضُبْنة الرجل وضَبْنَتُه وضَبِنَتُه خاصَّتُه وبِطانَتُه وزافِرَتُه وكذلك ظاهِرَته وظِهارتُه قال الفراء نحن في ضُبْنه وفي حَريمه وظِلِّه وذِمَّتِه وخُفارته وخْفْرته وذَراه وحِماه وكَنَفِه وكَنَفَتِه بمعنى واحد وفي حديث ابن عباس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر قال اللهم إني أَعوذ بك من الضِبُّنْة في السَّفَر والكآبة في المُنْقَلَب اللهم اقْبِضْ لنا الأَرضَ وهَوِّنْ علينا السَّفَر اللهم أَنت الصاحبُ في السَّفر والخليفةُ في الأَهل الضُِّبْنةُ ما تحت يَدِك من مالٍ وعيالٍ تهتم به ومن تلزمك نفقته سُمُّوا ضُبْنةً لأَنهم في ضِبنَ من يَعُولهم تَعَوَّذَ بالله من الضِّبْنة كثرة العيال والحَشَم في مَظِنَّة الحاجة وهو السفر وقيل تَعوَّذ من صُحْبة من لا غَناء فيه ولا كِفاية من الرِّفاق إنما هو كَلٌّ وعِيالٌ على من يُرافِقُه وضِبْنةُ الرجل خاصته وبِطانتُه وعياله وكذلك الضَّبِنة بفتح الضاد وكسر الباء والضَّبَنُ الوَكْسُ قال نوح بن جرير وهو إلى الخَيراتِ مُنْبَتُّ القَرَنْ يَجْري إليه اسابِقاً لا ذا ضَبَنْ والضَّبْنةُ الزَّمانة ورجل ضَبِنٌ زَمِنٌ وقد أَضْبَنَه الداء أَزمنه قال طُرَيْحٌ وُلاةٌ حُماة يَحْسِمُ اللهُ ذو القُوَى بهم كُلَّ داءٍ يُضْبِنُ الدِّينَ مُعْضِلِ والمضْبُون الزَّمِنُ ويشبه قلب الباء من الميم وضَبَنَه يَضْبِنُه ضَبْناً ضربه بسيف أَو عصا أَو حَجَر فقطع يده أَو رجله أَو فقأَ عينه قال اللحياني وحكى لي رجل من بني سعد عن أَبي هِلال ضَبَنْت عنا هَدِيَّتَك وعادَتك أَو ما كان من معروف تَضْبِنها ضَبْناً كَصَبَنْتَها والصاد أَعلى وهو قول الأَصمعي قال وحقيقة هذا صَرَفْتَ هديَّتَك ومعروفك عن جيرانك ومعارفك إلى غيرهم وفي النوادر ماء ضَبْنٌ ومَضْبون ولَزْنٌ ومَلزون ولَزِنٌ وضَبِنٌ إذا كان مَشْفوهاً لا فضل فيه ومكان ضَبْن أَي ضيق وضَبِينةُ اسم وبنو ضابِنٍ وبنو مُضابِنِ حيَّان قال ابن بري ضَبِينةُ حيّ من قيس وأَنشد سيبويه للبيد فَلَتَصْلُقَنَّ بني ضَبِينةَ صَلْقةً تُلْصِقْنَهُمْ بخَوالِفِ الأَطنابِ وذكر الأَزهري في هذه الترجمة الضَّوْبانُ الجَمل المُسنّ القوي ومنهم من يقول ضُوبانُ قال أَبو منصور من قال ضُوبان جعله من ضابَ يَضُوبُ

ضجن
الضَّجَنُ بالجيم جبل معروف قال الأََعشى وطالَ السَّنامُ على جِبْلَةٍ كخَلْقاءَ من هَضَبات الضَّجَنْ وكذلك قول ابن مقبل في نِسْوةٍ من بني دَهْيٍ مُصَعِّدةٍ أَو من قَنَانٍ تَؤُمُّ السَّيْرَ للضَّجَنِ قال والحاء تصحيف وضَجْنانُ جُبَيْل بناحية مكة قال الأَزهري أَما ضَجَنَ فلم أَسمع فيه شيئاًغير جبل بناحية تهامة يقال له ضَجْنانٌ وروي في حديث عمر رضي الله تعالى عنه أَنه أَقبل حتى إذا كان بضَجْنانَ قال هو موضع أَو جبل بين مكة والمدينة قال ولست أَدري مما أُخِذَ

ضحن
الضَّحَنُ اسم بلد قال ابن مقبل في نسوةٍ من بني دَهْيٍ مُصَعِّدة أَو من قَنانٍ تَؤُمُّ السيرَ للضَّحَن وقد تقدم في ترجمة ضجن بالجيم المعجمة ما اختلف فيه من ذلك

ضدن
ضَدَنْتُ الشيءَ أَضْدِنُه ضَدْناً سَهَّلْتُه وأَصلحته لغة يمانية وضَدَنَى على مثال جَمَزى موضع

ضزن
الضَّيْزَنُ النِّخاسُ والضَّيْزَنُ الشريك وقيل الشريك في المرأَة والضَّيْزَنُ الذي يزاحم أَباه في امرأَته قال أَوس بن حجر والفارِسيَّةُ فيهم غيرُ مُنكَرةٍ فكُلُّهم لأَبيه ضَيْزَنٌ سَلِفُ
( * قوله « والفارسية فيهم إلخ » كذا في الأصل والجوهري والمحكم والذي في التهذيب فيكم وفكلكم بالكاف قال الصاغاني الرواية بالكاف لا غير )
يقول هم مثل المجوس يتزوَّج الرجل منهم امرأَة أَبيه وامرأَة ابنه والضَّيْزَنُ أَيضاً ولد الرجل وعياله وشركاؤه وكذلك كل من زاحم رجلاً من أَمر فهو ضَيْزَنٌ والجمع الضَّيازِنُ ابن الأَعرابي الضَّيزَنُ الذي يتزوَّجُ امرأَة أَبيه إذا طلقها أَو مات عنها والضَّيزَنُ خَدُّ بَكَرةِ السَّقْيِ التي سائبها ههنا وههنا ويقال للنِّخاس الذي يُنْخَس به البَكَرةُ إذا اتسع خَرْقُها الضَّيزَنُ وأَنشد على دَمُوكٍ تَرْكَبُ الضَّيازِنا وقال أَبو عمرو الضَّيْزَنُ يكون بين قَبِّ البَكرة والساعِد والساعدُ خشبة تعلق عليها البكرة وقال أَبو عبيدة يقال للفرس إذا كان لم يتَبطَّنِ الإناث ولم يَنْزُ قطُّ الضَّيزانُ والضَّيزَان السَّلِفان والضَّيزَن الذي يزاحمك عند الاستقاء في البئر وفي المحكم الضَّيزَنُ الذي يُزاحم على الحوض أَنشد ابن الأَعرابي إن شَرِيبَيْكَ لَضَيْزنانِهْ وعن إِزاءِ الحَوْضِ مِلْهَزانِهْ خالفْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدانِهْ وقيل الضَّيْزَنانِ المُستَقيان من بئر واحدة وهو من التزاحُم وقال اللحياني كل رجل زاحَمَ رجلاً فهو ضَيْزَنٌ له والضَّيْزَنُ الساقي الجَلْدُ والضَّيْزَنُ الحافظ الثقة وفي حديث عمر رضي الله عنه بعث بعامل ثم عَزَله فانصرف إلى منزله بلا شيء فقالت له امرأَته أَينَ مَرافِقُ العَمَل ؟ فقال لها كان معي ضَيْزنانِ يحفظان ويعلمان يعني الملكين الكاتبين أَرْضَى أَهلَه بهذا القول وعَرَّضَ بالملكين وهو من معاريض الكلام ومحاسنه والياء في الضَّيْزَن زائدة والضَّيْزنُ ضدّ الشيء قال في كلِّ يومٍ لك ضَيْزَنانِ وضَيْزَنُ اسم صنم والضَّيْزَنانِ صَنمانِ للمُنْذِر الأَكبر كان اتخذهما بباب الحِيرَة ليسجد لهما من دخل الحيرة امْتِحاناً للطاعة والضَّيْزنُ الذي يسميه أَهل العراق البُنْدارَ يكون مع عامل الخَراج وحكى اللحياني جعلته ضَيْزَناً عليه أَي بُنْدَاراً عليه قال وأَرسلته مُضْغِطاً عليه وأَهل مكة والمدينة يقولون أَرسلته ضاغِطاً عليه

ضطن
التهذيب الليث الضَّيطَنُ والضَّيْطَانُ الذي يُحَرِّكُ مَنْكِبَيْه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم يقال ضَيْطَنَ الرجلُ ضَيْطَنةً وضِيْطاناً إذا مَشَى تلك المِشْية قال أَبو منصور هذا حرف مُرِيبٌ
( * قوله « هذا حرف مريب » أْي ضبطاناً بكسر فسكون كما هو مضبوط في التهذيب والتكملة ) والذي نعرفه ما روى أَبو عبيد عن أَبي زيد الضَّيَطَانُ بتحريك الياء أَن يحرَّك منكبيه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم قال أَبو منصور وهذا من ضَاط يَضِيطُ ضَيَطَاناً والنون من الضَّيَطَانِ نون فَعَلان كما يقال من هَامَ يهيمُ هَيَمَاناً وأَما قول الليث ضَيْطَنَ الرجلُ ضَيْطَنةً إذا مشى تلك المشية فغير محفوظ

ضغن
الضِّغْنُ والضَّغَنُ الحِقْد والجمع أَضْغانٌ وكذلك الضَّغينَةُ وجَمْعُها الضَّغائن ومنه حديث العباس إِنا لنَعْرفُ الضَّغَائن في وُجُوه أَقوام ويقال سَلَلْتُ ضِغْنَ فلان وضَغِينَتَه إذا طلبت مَرْضاته وفي الحديث فتكون دِماء في عَمْيَاءَ في غير ضَغِينة وحملِ سلاح الضِّغْنُ الحقد والعداوة والبغضاء وفي حديث عمر رضي الله عنه أَيما قوم شهدوا على رجل بحَدٍّ ولم يكن بحضرة صاحب الحَدِّ فإِنما شهدوا عن ضِغْنٍ أَي حقد وعداوة يريد فيما كان بين الله وبين العباد كالزنا والشرب ونحوهما وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي بَلْ أَيُّها المُحْتَمِل الضَّغِينَا إنك زَحَّارٌ لنا كِثِينَا إنَّ القَرِينَ يُورِدُ القَرِينا فقد يكون الضَّغِينُ جمع ضَغِينة كشَعِير وشَعِيرة وقد يجوز أَن يكون حذف الهاء لضرورة الرَّوِيّ فإنَّ ذلك كثير قال وعسى أَن يكون الضَّغينُ والضَّغِينة من باب حُقٍّ وحُقَّةٍ وبَياضٍ وبَياضَةٍ فيكون الضَّغِينُ والضَّغِينة لغتين بمعنى وقد ضَغِنَ عليه بالكسر ضِغْناً وضَغَناً واضْطَغَنَ وقال الله عزَّ وجل إِن يسأَلْكُموها فيُحْفِكم أَي يَجْهَدْكم ويُخْرِجْ أَضْغانكم قال الفراء أَي يخرج ذلك البخلُ عَداوتَكم ويكون ويُخْرِجِ الله أَضْغانَكم وأَحْفيتُ الرجلَ أَجْهَدْته واضْطَغَنَ فلانٌ على فلان ضَغِينةً إذا اضْطَمَوها أَبو زيد ضَغِنَ الرجلُ يَضْغَنُ ضَغَناً وضِغْناً إذا وَغِرَ صَدْرُه ودَوِيَ وامرأَة ذات ضِغْنٍ على زوجها إذا أَبغضته وضَغِنُوا عليه مالوا عليه واعتمدوه بالجَوْر وتَضَاغَنَ القوم واضْطَغَنُوا انْطَوَوْا على الأَحْقاد وضِغْني إلى فلان أَي مَيْلي إليه وضِغْنُ الدَّابة عَسَرُه والتواؤُه قال بِشْر بن أَبي خازم فإِنَّك والشَّكاةَ من آلِ لأْمٍ كذاتِ الضِّغْنِ تَمشي في الرِّفاقِ وقال الشاعر والضِّغْنُ من تتابُعِ الأَسْواطِ وفرسٌ ضاغِنٌ وضَغِنٌ لا يُعْطِي كلَّ ما عنده من الجَرْيِ حتى يُضْرَبَ قال الشَّمَّاخُ أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَة دَرْأَها كما قَوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ والطريدة قَصَبةٌ فيها ثلاثُ فُرُوضٍ تُبْرى بها المَغازلُ وغيرها أَبو عبيدة فرس ضَغُون الذكر والأُنثى فيه سواء وهو الذي يجري كأَنما يرجع القهقري وفي حديث عمر والرجلُ يكون في دابته الضِّغْنُ فَيُقَوِّمُها جُهْدَه ويكون في نفسه الضِّغْنُ فلا يُقَوِّمُها الضِّغْن في الدابة هو أَن تكون عَسِرَة الانقياد وإذا قيل في الناقة هي ذاتُ ضِغْن فإِنما يُراد نِزاعها إلى وطنها ودابة ضَغِنَة نازعة إلى وطنها وقد ضَغِنَتْ ضِغْناً وضَغْناً وكذلك البعير وربما استعير ذلك في الإنسان قال تُعارِضُ أَسْماءُ الرِّفاقَ عَشِيَّةً تُسائلُ عن ضِغْنِ النساء النَّواكِحِ وضَغِنَ إليه نَزَع إليه وأَراده قال الخليل يقال للنّحُوصِ إذا وَحِمَتْ فاسْتَصْعَبَتْ على الجَأْبِ إِنها ذاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ ابن الأَعرابي ضَغِنْتُ إلى فلان مِلْت إليه كما يَضْغَنُ البعير إلى وطنه وضَغِنَ إلى الدنيا بالكسر رَكَنَ ومال إليها قال الشاعر إنَّ الذين إلى لَذَّاتِها ضَغِنُوا وكان فيها لهم عيشٌ ومُرْتَفَقُ وضَغِنَ فلانٌ إلى الصلح إذا مال إليه والاضْطِغانُ الاشتمال والاضْطِغانُ أَخذ الشيءِ تحت حِضْنِك تقول منه اضْطَغَنْتُ الشيءَ وأَنشد الأَحمر للعامرية لقد رأَيت رجلاً دُهْرياً يَمْشي وراءَ القومِ سَيْتَهِيَّا كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّاً أَي حامله في حجره والدُّهْري منسوب إلى بني دَهْرٍ بطن من كلاب والسَّيْتَهِيُّ الذي يتخلف خلف القوم وقال ابن مقبل إذا اضْطَغَنْتُ سِلاحِي عند مَغْرِضِها ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيْفِ إذ شَسَفا
( * قوله « إذا اضطغنت » كذا للجوهري وقال الصاغاني الرواية ثم اضطغنت )
وقيل هو أَن يُدْخل الثوبَ من تحت يده اليمنى وطرفه الآخر من تحت يده اليسرى ثم يضمهما بيده اليسرى وقيل هو التَّثَبُّنُ التهذيب الاضطِغانُ الدَّوْكُ بالكَلْكَلِ وأَنشد وأَضْطَغِنُ الأَقوامَ حتى كأَنهم ضَغابيسُ تشْكُو الهَمَّ تحت لَبانِيَا قال أَبو منصور هذا التفسير للاضْطِغانِ خطأٌ والصواب ما حكى أَبو عبيد عن الأَحمر أَن الاضطِغانَ الاشتمال وأَنشد كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّا وفي النوادر هذا ضِغْنُ الجَبَل وإِبْطُه وقَناةٌ ضَغِنَة أَي عوجاء والضَّغَنُ العَوَجُ وأَنشد إنَّ قناتي من صَلِيبات القَنا ما زادَها التَّثْقِيفُ إلا ضَغَنا

ضفن
ضَفَن إلى القوم يَضْفِنُ ضَفْناً إذا جاء إليهم حتى يجلس معهم وضَفَنَ مع الضيف يَضْفِنُ ضَفْناً جاء معه وهو الضَّيْفَنُ والضَّيْفَنُ الذي يجيءُ مع الضَّيْف كذا حكاه أَبو عبيد في الأَجناس مع ضفنَ وأَنشد إذا جاء ضَيْفٌ جاء للضَّيْف ضَيْفَنٌ فأَوْدَى بما تُقْرَى الضُّيوفُ الضَّيافِنُ وقال النحويون نون ضَيْفَن زائدة قال ابن سيده وهو القياس وقد أَخذ أَبو عبيد بهذا أَيضاً في باب الزيادة فقال زادت العرب النون في أَربعة أَسماء قالوا ضَيْفَنٌ للضَّيْفِ فجعله الضَّيفَ نفسه والضَّيْفَن الطُّفَيْليُّ وقد ذكرنا ذلك في ضيف أَيضاً والضَّفْنِينُ تابع الرُّكبان
( * قوله « والضفنين تابع الركبان » كذا بالأصل والتهذيب والذي في المحكم تابع الضيفن ) عن كراع وحده قال ابن سيده ولا أَحُقُّه وضَفَنْتُ إليه إذا نَزعتَ إليه وأَردته والضَّفْنُ ضَمُّ الرجل ضَرْع الشاة حين يَحْلُبها ابن الأَعرابي ضَفَنُوا عليه مالوا عليه واعتمدوه بالجَوْر وضَفَنَ بغائطه يَضْفِنُ ضَفْناً رمى به والضَّفْنُ ضَرْبُكَ اسْتَ الشاة ونحوها بظهر رجلك وقال ابن الأَعرابي ضَفَنَه برجله ضربه على استه قال ويَكْتَسعْ بنَدَم ويَضْفِن والاضْطِفانُ أَن تضرب به اسْتَ نفسك وضَفَنْتُ الرجل إذا ضربتَ برجلك على عَجُزه واضْطَفَنَ هو إذا ضَرَبَ بقدمه مؤخر نفسه وفي المحكم اضْطَفَنَ ضرَبَ اسْتَه نفسه برجله وفي حديث عائشة بنت طلحة أَنها ضَفَنَتْ جاريةً لها برجلها الضَّفْنُ ضَربك استَ الإِنسان بظهر قدمك وضَفَنَ البعيرُ برجله خبط بها وضَفَنه البعيرُ برجله يَضْفِنه ضَفْناً فهو مَضْفُون وضَفِين ضربه وضَفَنَ به الأَرضَ ضَفْناً ضربها به قال الشاعر قَفَنْتُه بالسَّوْطِ أَيَّ قَفْنِ وبالعَصا من طُولِ سُوءِ الضَّفْنِ أَبو زيد ضَفَنَ الرجلُ المرأَة ضَفْناً إذا نكحها قال وأَصل الضَّفْن أَن يَضُمَّ بيده ضَرْعَ الناقة حين يَحلُبها وضَفَنَ الشيءَ على ناقته حمله عليها والضِّفَنُّ على وزن الهِجَفِّ الأَحمق من الرجال مع عِظَمِ خَلْقٍ ويقال امرأَة ضِفَنَّة قال وضِفَنَّةٌ مثلُ الأَتانِ ضِبِرَّةٌ ثَجْلاءُ ذاتُ خواصِرٍ ما تَشْبَعُ والضِّفِنُّ والضِّفَنُّ والضِّفَنّانُ الأَحمق الكثير اللحم الثقيل والجمع ضِفْنانٌ نادر والأُنثى ضِفِنَّة وضِفَنَّة وكسر الفاء عند ابن الأَعرابي أَحسن الفراء إذا كان الرجل أَحمق وكان مع ذلك كثير اللحم ثقيلاً فهو ضِفَنٌّ وضَفَنْدَدٌ وامرأَة ضِفَنَّة إذا كانت رِخْوة ضَخْمة

ضمن
الضَّمِينُ الكفيل ضَمِنَ الشيءَ وبه ضَمْناً وضَمَاناً كَفَل به وضَمَّنَه إياه كَفَّلَه ابن الأَعرابي فلان ضامِنٌ وضَمِينٌ وسامِنٌ وسَمِين وناضِرٌ ونَضِير وكافل وكَفِيلٌ يقال ضَمِنْتُ الشيءَ أَضْمَنُه ضَماناً فأَنا ضامِنٌ وهو مَضْمون وفي الحديث من مات في سبيل الله فهو ضامِنٌ على الله أَن يدخله الجنة أَي ذو ضمان على الله قال الأَزهري وهذا مذهب الخليل وسيبويه لقوله عز وجل ومن يَخْرُجْ من بيته مُهاجِراً إلى الله ورسوله ثم يُدْرِكْهُ الموتُ فقد وقَعَ أَجْرُهُ على الله قال هكذا خَرَّجَ الهروي والزمخشري من كلام عليّ والحديث مرفوع في الصِّحاح عن أَبي هريرة بمعناه فمن طُرُقه تَضَمَّنَ اللهُ لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي وإيماناً بي وتصديقاً برسلي فهو عليَّ ضامنٌ أَنْ أُدْخِلَه الجنةَ أَو أُرْجِعَه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نالَ من أَجر أَو غنيمة وضَمَّنته الشيءَ تَضْمِيناً فتَضَمَّنه عني مثل غَرَّمْتُه وقوله أَنشده ابن الأَعرابي ضَوامِنُ ما جارَ الدليلُ ضُحَى غَدٍ من البُعْدِ ما يَضْمَنَّ فهو أَداءُ فسره ثعلب فقال معناه إن جار الدليل فأَخطأَ الطريقَ ضَمِنَتْ أَن تَلْحَقَ ذلك في غَدِها وتَبْلُغَه ثم قال ما يَضْمَنَّ فهو أَداءِ أَي ما ضَمِنَّه من ذلك لرَكْبِها وفَيْنَ به وأَدَّيْنَه وضَمَّنَ الشيءَ الشيءَ أَوْدَعه إياه كما تُودِعُ الوعاءَ المتاعَ والميتَ القبرَ وقد تضَمَّنه هو قال ابن الرِّقَاعِ يصف ناقة حاملاً أَوْكَتْ عليه مَضِيقاً من عَواهِنِها كما تضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلا عليه على الجنين وكل شيء جعلته في وعاء فقد ضمَّنتَه إياه الليث كل شيءٍ أُحرِزَ فيه شيء فقد ضُمِّنَه وأَنشد ليس لمن ضُمِّنَه تَرْبِيتُ
( * قوله « تربيت » أي تربية أي لا يربيه القبر كما في التهذيب )
ضُمِّنَه أُودِعَ فيه وأُحرِزَ يعني القبر الذي دُفِنَتْ فيه المَوْؤُودَةُ وروي عن عكرمة أَنه قال لا تَشْتَرِ لبن البقر والغنم مُضَمَّناً لأَن اللبن يزيد في الضرع وينقص ولكن اشْترِه كيلاً مُسَمًّى قال شمر قال أَبو معاذ يقول لا تشتره وهو في الضرع لأَنه في ضِمْنِه يقال شَرَابُك مُضَمَّنٌ إذا كان في كوز أَو إِناء والمَضامِينُ ما في بطون الحوامل من كل شيء كأَنهن تضَمَّنَّه ومنه الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع المَلاقيح والمَضامين وقد مضى تفسير المَلاقيح وأَما المَضامِين فإِن أَبا عبيد قال هي ما في أَصلاب الفحول وهي جمع مَضْمُون وأَنشد غيره إنَّ المضامينَ التي في الصُّلْبِ ماءُ الفُحولِ في الظُّهورِ الحُدْبِ ويقال ضَمِنَ الشيءَ بمعنى تَضَمَّنَه ومنه قولهم مَضْمُونُ الكتاب كذا وكذا والمَلاقِيحُ جمع مَلْقُوح وهو ما في بطن الناقة قال ابن الأَثير وفسرهما مالك في الموطأِ بالعكس حكاه الأَزهري عن مالك عن ابن شهاب عن ابن المسيب وحكاه أَيضاً عن ثعلب عن ابن الأَعرابي قال إذا كان في بطن الناقة حمل فهي ضامِنٌ ومِضْمانٌ وهنَّ ضَوَامِنُ ومَضامِينُ والذي في بطنها مَلْقوح ومَلْقُوحة وناقة ضامِنٌ ومِضْمان حامل من ذلك أَيضاً ابن الأَعرابي ما أَغْنى فلانٌ عني ضِمْناً وهو الشِّسْعُ أَي ما أَغنى شيئاً ولا قَدْرَ شِسْعٍ والضَّامِنَةُ من كل بلد ما تَضَمَّنَ وسَطَه والضامِنَةُ ما تَضَمَّنَتْه القُرَى والأَمْصارُ من النخل فاعلة بمعنى مفعولة قال ابن دريد وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لأُكَيْدِرِ بن عبد الملك وفي التهذيب لأُكَيْدِر دُومةِ الجَنْدَل وفي الصحاح أَنه صلى الله عليه وسلم كتب لحارثة بن قَطَنٍ ومن بدُومَةِ الجَنْدَلِ من كَلْبٍ إِن لنا الضَّاحيَةَ من البَعْلِ
( * قوله « إن لنا الضاحية من البعل » كذا في الصحاح والذي في التهذيب من الضحل وهما روايتان كما في النهاية ولو قال كما في النهاية إن لنا الضاحية من الضحل ويروي من البعل لكان أولى لأجل قوله بعد والبعل الذي إلخ ) والبُورَ والمَعامِيَ ولكم الضَّامَِنةُ من النخل والمَعِينُ قال أَبو عبيد الضَّاحية من الضَّحْل ما ظَهر وبَرَزَ وكان خارجاً من العِمارة في البَرِّ من النخل والبَعْلُ الذي يشرب بعروقه من غير سقْيٍ والضَّامِنَة من النخل ما تَضَمَّنَها أَمْصارُهم وكان داخلاً في العِمَارة وأَطاف به سُورُ المدينة قال أَبو منصور سميت ضامنة لأَن أَربابها قد ضَمِنُوا عمارَتَها وحفظها فهي ذاتُ ضَمانٍ كما قال الله عز وجل في عِيشةٍ راضية أَي ذاتِ رِضاً والضَّامِنَةُ فاعلة بمعنى مفعولة وفي الحديث الإِمام ضامِنٌ والمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ أَراد بالضَّمَان ههنا الحِفْظَ والرعاية لا ضَمان الغرامة لأَنه يحفظ على القوم صلاتهم وقيل إن صلاة المقتدين به في عهدته وصحتها مقرونة بصحة صلاته فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم والمُضَمَّنُ من الشعر ما ضَمَّنْتَهُ بيتاً وقيل ما لم تتم معاني قوافيه إلا بالبيت الذي يليه كقوله يا ذا الذي في الحُبِّ يَلْحَى أَما واللهِ لو عُلِّقْتَ منه كما عُلِّقْتُ من حُبِّ رَخِيمٍ لما لُمْتَ على الحُبِّ فَدَعْني وما قال وهي أَيضاً مشطورة مُضَمَّنَة أَي أُلْقِيَ من كل بيت نصف وبُنِيَ على نصف وفي المحكم المُضَمَّنُ من أَبيات الشعر ما لم يتم معناه إِلا في البيت الذي بعده قال وليس بعيب عند الأَخفش وأَن لا يكونَ تَضْمِينٌ أَحْسَنُ قال الأَخفش ولو كان كل ما يوجد ما هو أَحسن منه قبيحاً كان قول الشاعر سَتُبْدي لك الأَيامُ ما كنت جاهلاً ويأْتيك بالأَخْبارِ من لم تُزَوِّدِ رديئاً إذا وجدت ما هو أَشْعر منه قال فليس التضمين بعيب كما أَن هذا ليس برديء وقال ابن جني هذا الذي رآه أَبو الحسن من أَن التضمين ليس بعيب مذهب تراه العرب وتستجيزه ولم يَعْدُ فيه مذهبَهم من وجهين أَحدهما السماع والآخر القياس أَما السماع فلكثرة ما يرد عنهم من التضمين وأَما القياس فلأَن العرب قد وضعت الشعر وضعاً دلت به على جواز التضمين عندهم وذلك ما أَنشده صاحب الكتاب وأَبو زيد وغيرهما من قول الرَّبيعِ بن ضَبُعٍ الفَزَاري أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ السلاحَ ولا أَملك رأْس البعيرِ إن نَفَرا والذئبَ أَخْشاه إن مَرَرْتُ به وَحْدِي وأَخْشَى الرياحَ والمَطَرا فنَصْبُ العرب الذِّئْبَ هنا واختيارُ النحويين له من حيث كانت قبله جملة مركبة من فعل وفاعل وهي قوله لا أَملك يدلك على جريه عند العرب والنحويين جميعاً مجرى قولهم ضربت زيداً وعمراً لقيته فكأَنه قال ولقيت عمراً لتتجانس الجملتان في التركيب فلولا أَن البيتين جميعاً عند العرب يجريان مجرى الجملة الواحدة لما اختارت العرب والنحويون جميعاً نصب الذئب ولكن دل على اتصال أَحد البيتين بصاحبه وكونهما معاً كالجملة المعطوف بعضها على بعض وحكم المعطوف والمعطوف عليه أَن يجريا مجرى العقدة الواحدة هذا وجه القياس في حسن التضمين إلا أَن بإِزائه شيئاً آخر يقبح التضمين لأَجله وهو أَن أَبا الحسن وغيره قد قالوا إِن كل بيت من القصيدة شعر قائم بنفسه فمن هنا قَبُحَ التضمين شيئاً ومن حيث ذكرنا من اختيار النصب في بيت الربيع حَسُنَ وإذا كانت الحال على هذا فكلما ازدادت حاجة البيت الأَول إلى الثاني واتصل به اتصالاً شديداً كان أَقبح مما لم يحتج الأَول إلى الثاني هذه الحاجة قال فمن أَشدَّ التضمين قول الشاعر روي عن قُطْرُب وغيره وليس المالُ فاعْلَمْهُ بمالٍ من الأَقْوامِ إلا للَّذِيِّ يُرِيدُ به العَلاءَ ويَمْتَهِنْهُ لأَقْرَبِ أَقْرَبِيه وللقَصِيِّ فضَمَّنَ بالموصول والصلة على شدة اتصال كل واحد منهما بصاحبه وقال النابغة وهم وَرَدُوا الجِفارَ على تميمٍ وهم أَصحابُ يومِ عُكاظَ إنِّي شَهِدْتُ لهم مَواطِنَ صادِقاتٍ أَتَيْتُهُمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّي وهذا دو الأَول لأَنه ليس اتصالُ المخبر عنه بخبره في شدة اتصال الموصول بصلته ومثله قول القُلاخ لسَوَّار بن حَيّان المَنْقَريّ ومثل سَوَّارٍ ردَدْناه إلى إدْرَوْنِه ولُؤْمِ إصِّه على أَلرَّغْمِ مَوْطوءَ الحِمى مُذَلَّلا والمُضَمَّنُ من الأَصوات ما لا يستطاع الوقوف عليه حتى يوصل بآخر قال الأَزهري والمُضَمَّنُ من الأَصوات أَن يقول الإنسان قِفْ فُلَ بإِشمام اللام إلى الحركة والضَّمانةُ والضَّمانُ الزَّمانة والعاهة قال الشاعر بعَيْنَينِ نَجْلاوَينِ لم يَجْرِ فيهما ضمانٌ وجِيدٍ حُلِّيَ الشذْرَ شامِس والضَّمَنُ والضَّمانُ والضُّمْنة والضَّمانة الداء في الجسد من بلاء أَو كِبر رجل ضَمَنٌ لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث مريض وكذلك ضَمِنٌ والجمع ضَمِنُون وضَمِينٌ والجمع ضَمْنى كُسِّر على فَعْلى وإن كانت إنما يكسر بها المفعول نحو قَتْلى وأَسْرَى لكنهم تجوّزوه على لفظ فاعِل أَو فَعِلٍ على تَصَوُّرِ معنى مفعول قال سيبويه كُسِّر هذا النحو على فَعْلى لأَنها من الأَشياء التي أُصيبوا بها وأُدْخلوا فيها وهم لها كارهون وقد ضَمِنَ بالكسر ضَمَناً كمَرِض وزَمِن فهو ضَمِنٌ أَي مُبْتَلىً والضَّمانة الزَّمانة وفي حديث عبد الله بن عمر من اكْتَتَب ضَمِناً بعثه الله ضَمِناً يوم القيامة أَي من سأَل أَن يكتب نفسه في جملة الزَّمْنى ليُعْذَرَ عن الجهاد ولا زَمانه به بعثه الله يوم القيامة زَمِناً واكتتب سأَل أَن يكتب في جملة المعذورين وخرَّجه بعضهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص وإذا أَخذ الرجلُ من أَمير جُنْدِه خطّاً بزَمانته والمُؤَدِّي الخراج يَكْتتَبُ البراءَة به والضَّمِنُ الذي به ضَمانة في جسده من زمانة أَو بلاءٍ أَو كَسْر وغيره تقول منه رجل ضَمِنٌ قال الشاعر ما خِلْتُني زِلْتُ بعْدَكمْ ضَمِناً أَشكو إليكم حُمُوَّة الأَلَمِ والاسم الضَّمَن بفتح الميم والضَّمان وقال ابن أَحمر وقد كان سُقِيَ بطنُه إليك إلهَ الخَلْقِ أَرْفَعُ رَغْبتي عِياذاً وخَوْفاً أَن تُطيلَ ضَمانِيا وكان قد أَصابه بعض ذلك فالضَّمان هو الداء نفسه ومعنى الحديث أَن يَكْتَتِبَ الرجلُ أَنَّ به زمانة ليتخلف عن الغزو ولا زمانة به وإنما يفعل ذلك اعتلالاً ومعى يَكتتِب يأْخذ لنفسه خطّاً من أَمير جيشه ليكون عذراً عن واليه الفراء ضَمِنَتْ يدُه ضَمانة بمنزلة الزمانة ورجل مَضْمون اليد مثل مَخْبون اليد وقوم ضَمْنى أَي زَمْنى الجوهري والضُّمْنة بالضم من قولك كانت ضُمْنةُ فلان أَربعة أَشهر أَي مَرَضُه وفي حديث ابن عُمَير مَعْبوطةٌ غيرُ ضَمِنةٍ أَي أَنها ذبحت لغير علة وفي الحديث أَنه كان لعامر بن ربيعة ابن أَصابته رَمْيةٌ يومَ الطائف فضَمِنَ منها أَي زَمِنَ وفي الحديث كانوا يَدْفعون المفاتيح إلى ضَمْناهم ويقولون إن احتجتم فكُلوا الضَّمْنى الزَّمْنى جمع ضَمِنٍ والضَّمانةُ الحُبُّ قال ابن عُلَّبة ولكن عَرتْني من هَواكِ ضَمانةٌ كما كنتُ أَلقى منكِ إذ أَنا مُطْلقُ ورجل ضَمِنٌ عاشق وفلان ضَمِنٌ على أَهله وأَصحابه أَي كلٌّ أَبو زيد يقال فلان ضَمِنٌ على أَصحابه وكَلٌّ عليهم وهما واحد وإني لفي غَفَلٍ عن هذا وغُفُولٍ وغَفْلة بمعنى واحد قال لبيد يُعْطي حُقوقاً على الأَحساب ضامِنةً حتى يُنَوِّرَ في قُرْيانِه الزَّهَرُ كأَنه قال مضمونة ومثله أَناشِرَ لا زالَتْ يَمينُك آشِرَه يريد مأْشورة أَي مقطوعة ومثله أَمْرٌ عارفٌ أَي معروف والراحلةُ بمعنى المَرْحولة وتطليقة بائنة أَي مُبانة وفَهِمْت ما تضَمَّنه كتابك أَي ما اشتمل عليه وكان في ضِمْنه وأَنفَذْتُه ضِمْن كتابي أَي في طَيّه

ضمحن
اضْمَحَلَّ الشيءُ واضْمَحَنَّ على البدل عن يعقوب وقد تقدم في حرف اللام

ضنن
الضِّنَّة والضِّنُّ والمَضَنَّة والمَضِنَّة كل ذلك من الإِمساك والبُخْل ورجل ضَنينٌ قال الله عز وجل وما هو على الغيب بضَنينٍ قال الفراء قرأَ زيد بن ثابت وعاصم وأَهل الحجاز بضَنِينٍ وهو حَسَن يقول يأْتيه غَيْبٌ وهو مَنْفوس فيه فلا يبخل به عليكم ولا يَضِنُّ به عنكم ولو كان مكان على عن صَلَح أَو الباء كما تقول ما هو بضنين بالغيب وقال الزجاج ما هو على الغيب ببخيل أَي هو صلى الله عليه وسلم يُؤَدِّي عن الله ويُعَلِّم كتابَ الله أَي ما هو ببخيل كَتُومٍ لما أُوحي إليه وقرئَ بظَنينٍ وتفسيره في مكانه ابن سيده ضَنِنْتُ بالشيء أَضَنُّ وهي اللغة العالية وضَنَنْتُ أَضِنُّ ضَنّاً وضِنّاً وضِنَّةً ومَضَنَّة ومَضِنَّة وضَنانة بَخِلْت به وهو ضَنين به قال ثعلب قال الفراء سمعت ضَنَنْتُ ولم أَسمع أَضِنُّ وقد حكاه يعقوب ومعلوم أَن من روى حجة على من لم يرو وقول قَعْنَب بن أُمِّ صاحب مَهْلاً أَعاذِلَ قد جَرَّبْتِ من خُلُقي أَني أَجُودُ لأَقوامٍ وإِن ضَنِنُوا فأَظهر التضعيف ضرورة وعِلْقُ مَضِنَّةٍ ومَضَنَّة بكسر الضاد وفتحها أَي هو شيء نفيس مَضْنون به ويُتَنافَس فيه والضّنُّ الشيء النفيس المَضْنُون به عن الزجاجي ورجل ضَنِينٌ بخيل وقول البعيث أَلا أَصْبَحَتْ أَسماءُ جاذِمةَ الحَبْلِ وضَنَّتْ علينا والضَّنِينُ من البُخْلِ أَراد الضَّنينُ مخلوقٌ من البخل كقولهم مجبول من الكرم ومَطينٌ من الخير وهي مخلوقة من البخل وكل ذلك على المجاز لأَن المرأَة جوهر والبخل عَرَض والجوهرُ لا يكون من العَرض إنما أَراد تمكين البخل فيها حتى كأَنها مخلوقة منه ومثله ما حكاه سيبويه من قولهم ما زيد إلاَّ أَكْلٌ وشُرْبٌ ولا يكون أَكلاً وشرباً لاختلاف الجهتين وهذا أَوفق من أَن يحمل على القلب وأَن يراد به والبخلُ من الضَّنِين لأَن فيه من الإِعْظام والمبالغة ما ليس في القلب ومثله قوله وهُنَّ من الإِخْلافِ والوَلَعانِ وهو كثير ويقال فلان ضِنِّتي من بين إخواني وضِنِّي أَي أَختص به وأَضِنُّ بمودَّته وفي الحديث إن لله ضنائنَ
( * قوله « وفي الحديث إن لله ضنائن إلخ » قال الصاغاني هذا من الأحاديث التي لا طرق لها ) من خَلْقِه وفي رواية ضِنّاً من خلقه يحييهم في عافية ويميتهم في عافية أَي خصائص واحدهم ضَنِينَة فعيلة بمعنى مفعولة من الضِّنِّ وهو ما تختصه وتَضَنُّ به أَي تبخل لمكانه منك ومَوْقِعِه عندك وفي الصحاح فلان ضِنِّي من بين إخواني وهو شِبْه الاختصاص وفي حديث الأَنصار لم نَقُلْ إلاّ ضِنّاً برسول الله أَي بُخْلاً وشُحّاً أَن يُشارِكنا فيه غيرُنا وفي حديث ساعة الجمعة فقلت أَخْبِرني بها ولا تَضْنَنْ عليَّ أَي لا تَبْخَل ويقال اضْطَنَّ يَضْطَنُّ أَي بَخِلَ يبْخَلُ وهو افْتِعال من الضَّنِّ وكان في الأَصل اضْتَنَّ فقلبت التاء طاء وضَنِنْتُ بالمنزل ضِنّاً وضَنَانَةً لم أَبْرَحْه والاضْطِنانُ افْتِعال من ذلك وأَخَذْتُ الأَمْر بضَنانَتِه أَي بطَراوَتِه لم يتغير وهَجَمْتُ على القوم وهم بضَنانَتِهم لم يتفرَّقوا ورجل ضَنَنٌ شجاع قال إِني إذا ضَنَنٌ يَمْشي إلى ضَنَنٍ أَيْقَنْتُ أَنَّ الفَتى مُودٍ به الموتُ والمَضْنُون الغالية وفي المحكم المَضْنُونُ دُهْنُ البانِ قال الراجز قد أَكْنَبَتْ يَداكَ بَعْدَ لِينِ وبَعْدَ دُهْنِ البانِ والمَضْنُونِ وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ والمَضْنون والمَضْنونة الغالِيةُ عن الزجاج الأَصمعي المَضْنُونةُ ضرب من الغِسْلَةِ والطِّيب قال الراعي تَضُمُّ على مَضْمُونَةٍ فارِسيَّةٍ ضَفَائِرَ لا ضاحي القُرُونِ ولا جَعْدِ وتُضْحي وما ضَمَّتْ فُضُولَ ثِيابِها إلى كَتِفَيْها بائْتِزَارٍ ولا عَقْدِ كأَنَّ الخُزامى خالَطَتْ في ثيابها جَنِيّاً من الرَّيْحانِ أَو قُضُبِ الرَّنْدِ والمَضْنونة اسم لزمزم وابن خالويه يقول في بئر زمزم المَضنُون بغير هاء وفي حديث زمزم قيل له احْفِرِ المَضْنُونة أَي التي يُضَنُّ بها لنَفاستها وعِزَّتِها وقيل للخَلُوقِ والطِّيبِ المَضْنُونة لأَنه يُضَنُّ بهما وضِنَّهُ اسم أَبي قبيلة وفي العرب قبيلتان إِحداهما تنسب إلى ضِنَّة بن عبد الله بن نُمَيْرٍ والثانية ضِنَّة ابن عبد الله بن كبير
( * قوله « ضنة بن عبد الله بن كبير إلخ » كذا بالأصل والمحكم والقاموس والذي في التكملة ضنة بن عبد بن كبير إلخ وصوّبه شارح القاموس ولم يبين وجهه ) بن عُذْرَة والله أَعلم

ضون
الضَّيْوَنُ السِّنَّوْرُ الذكر وقيل هو دُوَيْبَة تشبهه نادر خرج على الأَصل كما قالوا رجاء ابن حَيْوَة وضَيْوَنٌ أَنْدَرُ لأَن ذلك جنس وهذا علم والعلم يجوز فيه ما لا يجوز في غيره والجمع الضيَّاوِن قال ابن بري شاهده ما أَنشده الفراء ثَرِيدٌ كأَنَّ السَّمْنَ في حَجَراتِه نُجومُ الثُّرَيَّا أَو عُيُونُ الضَّياوِنِ وصحت الواو في جمعها لصحتها في الواحد وإنما لم تدغم في الواحد لأَنه اسم موضوع وليس على وجه الفعل وكذلك حَيْوَةٌ اسم رجل وفارق هَيِّناً ومَيِّتاً وسَيِّداً وجَيِّداً وقال سيبويه في تصغيره ضُبَيِّنٌ فأَعَلَّه وجعله مثل أُسَيِّد وإن كان جمعه أَساود ومن قال أُسَيْوِد في التصغير لم يمتنع أَن يقول ضُيَيْوِنٌ قال ابن بري وَضَيْوَنٌ فَيْعَلٌ لا فَعُولٌ لأَن باب ضَيْغَم أَكثر من باب جَهْوَر والضَّانَة غير مهموز البُرَة التي يُبْرَى بها البعيرُ إذ كانت من صُفْرٍ قال ابن سيده وقضينا أَن أَلفها واو لأَنها عين والتَّضَوُّنُ كثرة الوَلَد والضَّوْنُ الإِنْفَحة الأَزهري في ترجمة خزم قال شَمِرٌ الخِزَامة إذا كانت من عقَبٍ فهي ضانَةٌ وأَنشد لابن مَيَّادَة قطعتُ بمِصْلالِ الخِشاشِ يَرُدُّها على الكُرْهِ منها ضانَةٌ وجَدِيلُ سَلَمَةُ عن الفراء المِيْضانة القُفَّة وهي المَرْجُونة والقَفْعَة وأَنشد لا تَنْكِحَنَّ بعدها حَنَّانه ذاتَ قَتارِيدَ لها مِيْضانه قال حَنَّ وهَنَّ أَي بَكى وفي المحكم في ترجمة وَضَن المِيْضَنَة كالجُوَالِق

ضين
الضِّينُ والضِّيْنُ لغتان في الضأْن فإِما أَن يكون شاذاً وإما أَن يكون من لفظ آخر قال ابن سيده وهو الصحيح عندي

طبن
الطَّبَنُ بالتحريك الفِطْنَةُ طَبِنَ الشيءَ وطَبِنَ له وطَبَنَ بالفتح يَطْبَنُ طَبَناً وطَبانةً وطبَانية وطُبُونة فطِنَ له ورجل طَبِنٌ فَطِنٌ حاذِقٌ عالم بكل شيء قال الأَعشى واسْمَعْ فإِني طَبِنٌ عالمٌ أَقْطَعُ من شِقْشِقَة الهَادِرِ وكذلك طابنٌ وطُبُنَّةٌ قيل الطَّبَنُ الفِطْنَةُ للخير والتَّبَنُ للشَّرِّ أَبو زيد طَبِنْتُ به أَطْبَنُ طَبَناً وطَبَنْتُ أَطْبِنُ طَبَانَة وهو الخَدْعُ وقال أَبو عبيدة الطَّبَانَةُ والتَّبانة واحد وهما شدَّة الفِطْنة وقال اللحياني الطَّبانة والطَّبانيَة والتَّبانَة والتَّبانِيَةُ واللَّقانَة واللَّقانِيَة واللَّحانة واللَّحانِية معنى هذه الحروف واحد ورجل طَبِنٌ تَبِنٌ لَقِنٌ لَحِنٌ وفي الحديث أَن حَبَشِيّاً زُوِّجَ رُومِيَّةً فَطَبِنَ لها غُلامٌ رُوميٌّ فجاءت بولد كأَنه وَزَغَة قال شمر طَبَنَ لها غلام أَي خَيَّبَها وخَدَعها وأَنشد فقُلْتُ لها بل أَنتِ حَنَّةُ حَوْقَلٍ جَرى بالفِرَى بيني وبينك طابِنُ أَي رفيقٌ داهٍ خَبٌّ عالم به قال ابن الأَثير الطَّبانَةُ الفِطْنة طَبِنَ لكذا طَبانَةً فهو طَبِنٌ أَي هَجَمَ على باطنها وخَبَرَ أَمرها وأَنها ممن تُوَاتيه على المُراوَدة قال هذا إذا روي بكسر الباء وإن روي بالفتح كان معناه خيبها وأَفسدها والطَّبْنُ الجمع الكثير من الناس والطَّبْنُ الخَلْقُ يقال ما أَدري أَيُّ الطَّبْنِ هو بالتسكين كقولك ما أَدري أَيّ الناس هو واختار ابن الأَعرابي ما أَدري أَيُّ الطَّبَنِ هو بالفتح وجاء بالطَّبْنِ أَي الكثير والطِّبْنُ البيتُ والطِّبْنُ ما جاءت به الريح من الحطب والقَمْشِ فإِذا بني منه بيت فلا قوَّة له والطِّبْنُ القِرْقُ والطُّبْنُ والطِّبْنُ والطَّبْنُ خَطٌّ مستدير يلعب به الصبيان يسمونه الرَّحَى قال الشاعر من ذِكْرِ أَطْلالٍ ورَسْمٍ ضاحي كالطِّبْنِ في مُخْتَلَفِ الرِّياحِ ورواه بعضهم كالطَّبْلِ وقال ابن الأَعرابي الطَّبْنُ والطِّبْنُ هذه اللعبة التي تسمى السُّدَّرَ وأَنشد يَبِتْنَ يَلْعَبنَ حَوالَيَّ الطَّبَنْ الطَّبَنُ هنا مصدر لأَنه ضرب من اللعب فهو من باب اشتمل الصَّمّاء والطُّبَنُ اللُّعَبُ الجوهري والطُّبْنَةُ لعبة يقال لها بالفارسية سِدَرَهْ والجمع طُبَنٌ مثل صُبْرَة وصُبَرٍ وأَنشد أَبو عمرو تَدَكَّلَتْ بَعْدِي وأَلْهَتْها الطُّبَنْ ونَحْنُ نَعْدُو في الخَبَارِ والجَرَنْ قال ابن بري كذا أَنشده أَبو عمرو تَدَكَّلَتْ بالكاف قال والتَّدَكُّلُ ارتفاعُ الرجل في نفسه والطُّبَنُ واحدتها طُبْنَةٌ ابن بري والطَّبَانةُ أَن ينظر الرجل إلى حليلته فإِما أَن يَحْظُلَ أَي يكفها عن الظهور وإِما أَن يغضب ويَغارَ وأَنشد للجعدي فما يُعْدِمْكِ لا يُعْدِمْكِ منه طَبانيةٌ فيَحْظُلُ أَو يَغارُ وَطَبَنَ النارَ يَطْبِنُها طَبْناً دفنها كي لا تَطْفَأ والطّابُون مَدْفِنُها ويقال طابِنْ هذه الحَفِيرَة وطامِنْها واطْبَأَنَّ قلبه واطْبَأَنَّ الرجل سكن لغة في اطْمَأَنَّ وطأْبَنَ ظَهرَه كطأْمَنَهُ وهي الطُّمَأْنينة والطُّبَأْنِينة والمُطْبَئِنُّ مثل المُطْمَئِنِّ ابن الأَعرابي الطُّبْنَةُ صوتُ الطُّنْبُور ويقال للطنْبُور طُبْنٌ وأَنشد فإِنَّكَ مِنّا بينَ خَيْلٍ مُغِيرَةٍ وخَصْمٍ كعُودِ الطُّبْنِ لا يَتَغَيَّبُ

طبرزن
قال في ترجمة طبرزذ الطَّبَرْزَذُ السُّكَّرُ فارسي معرّب وحكى الأَصمعي طَبْرزَل وطبرْزَن لهذا السكر بالنون واللام وقال يعقوب طَبَرْزُل وطَبَرْزُن قال وهو مثال لا أَعرفه قال ابن جني قولهم طَبَرْزَل وطَبَرْزَن لستَ بأَن تَجْعَلَ أَحدَهما أَصلاً لصاحبه بأَوْلى منك بحمله على ضِدِّه لاستوائهما في الاستعمال

طجن
الطاجِنُ المِقْلَى وهو بالفارسية تابه والطَّجْنُ قَلْوُك عليه دَخيل قال الليث أُهملت الجيم والطاء في الثلاثي الصحيح ووجدناها مستعملة بعضها عربية وبعضها معرَّبة فمن المعرّب قولهم طَجْنَةُ بلد معروف وقولهم للطابِقِ الذي يُقْلَى عليه اللحم الطاجِنُ وقَلِيَّةٌ مُطَجَّنة والعامة تقول مُطَنْجنة الجوهري الطَّيْجَنُ والطاجِنُ يُقْلى فيه وكلاهما معرَّب لأَن الطاء والجيم لا يجتمعان في أَصل كلام العرب

طحن
الأَزهري الطِّحْنُ الطَّحِينُ المَطْحُونُ والطَّحْنُ الفعل والطِّحَانةُ فعل الطَّحّانِ وفي إِسلام عمر رضي الله عنه فأَخرَجَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في صَفَّينِ له كَدِيدٌ ككَدِيدِ الطَّحِينِ ابن الأَثير الكَدِيدُ الترابُ الناعم والطَّحينُ المَطْحُون فعيل بمعنى مفعول ابن سيده طَحَنَه يَطْحَنُه طَحْناً فهو مَطْحُون وطَحِينٌ وطَحَّنَه أَنشد ابن الأَعرابي عَيْشُها العِلْهزُ المُطَحَّنُ بالفَثْ ثِ وإيضاعُها القَعُودَ الوَسَاعا والطِّحْنُ بالكسر الدقيق والطَّاحُونة والطَّحّانة التي تدور بالماء والجمع الطَّواحِينُ والطَّحّان الذي يَلي الطَّحِينَ وحِرْفته الطِّحانةُ الجوهري طَحَنَتِ الرَّحَى تَطْحَنُ وطَحَنْتُ أَنا البُرَّ والطَّحْنُ المصدر والطَّاحونة الرَّحَى وفي المثل أَسمَعُ جَعْجَعَةً ولا أَرى طِحْناً والطَّواحِنُ الأَضراسُ كلها من الإِنسان وغيره على التشبيه واحدتها طاحِنَة الأَزهري كل سنٍّ من الأَضراس طاحِنَة وكَتِيبة طَحُون تَطْحَنُ كُلَّ شيء والطُّحَنُ على هيئة أُم حُبَيْن إلا أَنَّها أَلطف منها تَشْتَالُ بذَنَبِها كما تَفْعَلُ الخَلِفَة من الإِبل يقول لها الصبيان اطْحَني لنا جِرَابنا فتَطْحَنُ بنفسها في الأَرض حتى تغيب فيها في السهل ولا تَراها إلا في بَلُّوقَةٍ من الأَرض والطُّحَنُ لَيْثُ عِفِرِّينَ وقوله إذا رآني واحداً أَو في عَيَنْ يَعْرِفُني أَطْرَقَ إِطْراقَ الطُّحَنْ إنما عنى إحدى هاتين الحشرتين قال ابن بري الرجز لجَندَلِ بن المُثَنَّى الطُّهَوِيِّ الأَزهري الطُّحَنة دُويبة كالجُعَل والجمع الطُّحَنُ قال والطُّحَنُ يكون في الرمل ويقال إنه الحُلَكُ ولا يُشْبِهُ الجُعَلَ وقال قال أَبو خيرة الطُّحَنُ هو لَيْثُ عِفِرِّين مثل الفُستُقة لونه لون التراب يَندَسُّ في التراب وقال غيره هو على هيئة العِظَاية يَشتالُ بذنبه كما تفعلُ الخَلِفَة من الإِبل وحكى الأَزهري عن الأَصمعي قال الطُّحَنة دابة دون القُنفُذ تكون في الرمل تظهر أَحياناً وتدور كأَنها تَطْحَنُ ثم تَغُوص وتجتمع صبيان الأَعراب لها إذا ظهرت فيصيحون بها اطْحَني جِراباً أَو جِرابَين ابن سيده والطُّحَنَة دويبة صُفيراءُ طرفِ الذنب حَمراءِ ليست بخالصة اللون أَصغر رأْساً وجَسَداً من الحِرْباءِ ذنبها طُول إصبع لا تَعَضُّ وطَحَنَتِ الأَفْعَى الرملَ إذا رَقَّقَته ودخلت فيه فغيبت نفسها وأَخرجت عينها وتسمَّعى الطَّحُون والطّاحِنُ الثور القليل الدَّوَران الذي في وَسَطِ الكُدْسِ والطَّحّانةُ والطَّحُونُ الإبل إذا كانت رِفاقاً ومعها أَهلها قال اللحياني الطَّحُون من الغنم ثلثمائة قال ابن سيده ولا أَعلم أَحداً حكى الطَّحُونَ في الغنم غيره الجوهري الطَّحَّانة والطَّحُون الإبل الكثيرة والطُّحَنَةُ القصير فيه لُوثة عن الزجاجي الأَزهري عن ابن الأَعرابي إذا كان الرجل نهاية في القِصَرِ فهو الطُّحَنة قال ابن بري وأَما الطويل الذي فيه لُوثَةٌ فيقال له عُسْقُدٌ قال وقال ابن خالويه أَقْصَرُ القِصَارِ الطُّحَنَةُ وأَطول الطِّوالِ السَّمَرْ طُولُ وحرب طَحُونٌ تَطْحَنُ كل شيء الأَزهري والطَّحُون اسم للحرب وقيل هي الكتيبة من كتائب الخيل إذا كانت ذات شوكة وكثرة قال الراجز حَواه حاوٍ طالَ ما استباثا ذُكورَها والطُّحَّنَ الإِناثا
( * قوله « والطحن الإناثا » كذا بالأصل مضبوطاً ولم نجد الرجز في عبارة الأزهري ولذلك لم ينطبق الشاهد على ما قبله ) الجوهري الطَّحُون الكتيبة تَطْحَنُ ما لَقِيَتْ قال وحكى النضر عن الجَعْدِي قال الطاحِنُ هو الراكِسُ من الدَّقُوقَة التي تقوم في وَسَطِ الكُدْسِ الجوهري طَحَنَتِ الأَفْعَى تَرَحَّتْ واستدارت فهي مِطْحانٌ قال الشاعر بخَرْشاءَ مِطْحانٍ كأَنَّ فَحِيحَها إذا فَزِعَتْ ماءٌ هَرِيقَ على جَمْرِ والطَّحَّانُ إن جعلته من الطَّحْن أَجريته وإن جعلته من الطَّحِّ أَو الطَّحاءِ وهو المنبسط من الأَرض لم تُجْره قال ابن بري لا يكون الطَّحَّان مصروفاً إلا من الطَّحْنِ ووزنه فَعَّال ولو جعلته من الطَّحاءِ لكان قياسُه طَحْوان لا طَحَّان فإِن جعلته من الطَّحِّ كان وزنه فَعْلان لا فَعَّال

طرن
الطُّرْنُ والطَّارُونِيُّ ضَرْبٌ من الخَزِّ الليث الطُّرْنُ الخز والطَّارُونيُّ ضرب منه وفي النوادر طَرْيَنَ الشَّرْبُ وطَرْيَمُوا إذا اختلطوا من السُّكْرِ والله أَعلم

طرخن
الطَّرْخُون بقل طيب يطبخ باللحم

طسن
قال أَبو حاتم قالت العامَّة في جمع طس وحم طَواسِينُ وحَوامِيم قال والصواب ذَواتُ طس وذوات حم وذوات أَلم وأَنشد بيت الكميت وجَدْنا لكم في آلِ حم آيَةً تَأَوَّلها مِنَّا تَقِيٌّ ومَُعْرِبُ

طعن
طَعَنه بالرُّمْحِ يَطْعُنه ويَطْعَنُه طَعْناً فهو مَطْعُون وطَعِينٌ من قوم طُعَْنٍ وخَزَه بحربة ونحوها الجمع عن أَبي زيد ولم يقل طَعْنى والطَّعْنة أَثر الطَّعْنِ وقول الهذلي فإِنَّ ابنَ عَبْسٍ قد عَلِمْتُمْ مكانه أَذاعَ به ضَرْبٌ وطَعْنٌ جَوائِفُ الطَّعْنُ ههنا جمع طَعْنة بدليل قوله جوائف ورجل مِطْعَنٌ ومِطْعانٌ كثير الطَّعْنِ للعَدُوِّ وهم مطاعينُ قال مَطاعِينُ في الهَيْجا مَكاشِيفُ للدُّجَى إذا اغْبَرَّ آفاقُ السماء من القَرْصِ وطاعَنه مُطاعَنةً وطِعاناً قال كأَنه وَجْهُ تَرُكِيَّيْنِ قد غَضِبا مُسْتَهْدِفٌ لطِعَان فيه تَذْبِيبُ وتَطَاعَنَ القومُ في الحروب تَطَاعُناً وطِعِنَّاناً الأَخيرة نادرة واطَّعَنُوا على افْتَعَلوا أَبدلت تاء اطْتَعَنَ طاء البتةَ ثم أَدغمتها قال الأَزهري التَّفاعلُ والافتعال لا يكاد يكون إلا بالاشتراك من الفاعلين منه مثل التَّخَاصم والاخْتِصام والتَّعاوُرِ والاعْتِوارِ ورجل طِعِّينٌ حاذق بالطِّعَانِ في الحرب وطَعَنَه بلسانه وطَعَنَ عليه يَطْعُنُ ويَطَعَنُ طَعْناً وطَعَنَاناً ثَلَبَهُ على المَثَل وقيل الطَّعْن بالرمح والطَّعَنَانُ بالقول قال أَبو زُبيد وأَبى المُظْهِرُ العَدَاوةِ إلا طَعَناناً وقولَ ما لا يقال
( * قوله « وأبى المظهر إلخ » كذا في الأصل والجوهري والمحكم والذي في التهذيب
وأبى الكاشحون يا هند إلا ... طعناناً وقول ما لا يقال )
ففرَق بين المصدرين وغير الليث لم يَفْرِقْ بينهما وأَجاز للشاعر
طَعَناناً في البيت لأَنه أَراد أَنهم طَعَنُوا فأَكْثَرُوا فيه وتطاوَل ذلك منهم وفَعَلانٌ يجيء في مصادر ما يُتَطَاوَلُ فيه ويُتَمادَى ويكون مناسباً للمَيْل والجَوْر قال الليث والعين من يَطْعُنُ مضمومة قال وبعضهم يقول يَطْعُن بالرمح ويَطْعَن بالقول ففرق بينهما ثم قال الليث وكلاهما يَطْعَُنُ وقال الكسائي لم أَسمع أَحداً من العرب يقول يَطْعَنُ بالرمح ولا في الحَسَب إنما سمعت يَطْعُن وقال الفراء سمعت أَنا يَطْعَنُ بالرمح ورجل طَعَّانٌ بالقول وفي الحديث لا يكون المؤمنُ طَعَّاناً أعي وَقَّاعاً في أَعراض الناس بالذم والغيبة ونحوهما وهو فَعَّال من طَعَن فيه وعليه بالقول يَطْعَن بالفتح والضم إذا عابه ومنه الطَّعْنُ في النَّسَب ومنه حديث رَجَاء بن حَيْوَة لا تُحَدِّثْنا عن مُتَهارِتٍ ولا طَعَّانٍ وطَعَنَ في المفازة ونحوها يَطْعُن مضى فيها وأَمْعَنَ وقيل ويَطْعَنُ أَيضاً ذهب ومضى قال دِرْهَمُ بن زيد الأَنصاري وأَطْعَنُ بالقَوْمِ شَطْرَ الملُو كِ حتى إذا خَفَقَ المِجْدَحُ أَمَرْتُ صحابي بأَن يَنْزِلُوا فباتُوا قليلاً وقد أَصْبَحُوا قال ابن بري ورواه القالي وأَظْعَنُ بالظاء المعجمة وقال حميد بن ثور وطَعْني إليك الليلَ حِضْنَيْه إنني لِتِلك إذا هابَ الهِدَانُ فَعُولُ قال أَبو عبيدة أَراد وطَعْني حِضْنَيِ الليل إليك قال ابن بري ويقال طَعَنَ في جنازته إذا أَشرف على الموت قال الشاعر ويْلُ أمِّ قومٍ طَعَنْتُم في جَنازَتِهم بني كِلابٍ غَدَاةَ الرَّوْعِ والرَّهَقِ ويروى والرَّهَب أَي عملتم لهم في شبيه بالموت وفي حديث علي كرم الله وجهه والله لوَدَّ معاويةُ أَنه ما بقي من بني هاشم نافِخُ ضَرَمةٍ إلا طَعَنَ في نَيْطِه يقال طَعَنَ في نَيْطِه أَي في جنازته ومن ابتدأَ بشيء أَو دخله فقد طَعَنَ فيه ويروى طُعِنَ على ما لم يسم فاعله والنَّيْطُ نِياطُ القَلْبِ وهو عِلاقَتُه وطَعَن الليلَ سار فيه كله في المثل قال الأَزهري وطَعَنَ غُصْنٌ من أَغصان هذه الشجرة في دار فلان إذا مال فيها شاخصاً وأَنشد لمُدْرِك بن حِصْنٍ يعاتب قومه وكنتم كأُمٍّ لَبَّةٍ طَعَنَ ابْنُها إليها فما دَرَّتْ عليه بساعِدِ قال طَعَنَ ابنُها إليها أَي نَهَضَ إليها وشَخَص برأْسه إلى ثديها كما يَطْعَنُ الحائطُ في دار فلان إذا شَخَص فيها وقد روي هذا البيت ظَعَنَ بالظاء وقد ذكرناه في ترجمة سعد ويقال طَعَنَتِ المرأَة في الحيضة الثالثة أَي دخلت وقال بعضهم الطَّعْنُ الدخولُ في الشيءِ وفي الحديث كان إذا خُطِبَ إليه بعضُ بناته أَتى الخِدْرَ فقال إن فلاناً يذكر فلانة فإِن طَعَنَتْ في الخِدْرِ لم يُزَوِّجْها قال ابن الأَثير أَي طَعَنَتْ بإِصبعها ويدها على السِّتْرِ المَرْخِيِّ على الخِدْرِ وقيل طَعَنَتْ فيه أَي دخلته وقد ذكر في الراءِ ومنه الحديث أَنه طَعَنَ بإِصبعه في بَطْنِه أَي ضربه برأْسها وطَعَن فلانٌ في السِّنِّ يَطْعُنُ بالضم طَعْناً إذا شَخَص فيها والفرس يَطْعُنُ في العِنانِ إذا مَدَّه وتَبَسَّط في السير قال لبيد تَرْقى وتَطْعُنُ في العِنانِ وتَنْتَحي وِرْدَ الحَمامةِ إذْ أَجَدَّ حَمامُها أَي كوِرْدِ الحَمامة والفراء يجيز الفتح في جميع ذلك والطاعُون داء معروف والجمع الطَّواعِينُ وطُعِنَ الرجلُ والبعير فهو مَطْعون وطَعِين أَصابه الطاعُون وفي الحديث نزلتُ على أَبي هاشم ابن عُتْبة وهو طَعين وفي الحديث فَنَاءُ أُمتي بالطَّعْنِ والطاعُون الطَّعْنُ القتل بالرماح والطَّاعُون المرض العام والوَباء الذي يَفْسُد له الهواء فتفسد به الأَمْزِجة والأَبدان أَراد أَن الغالب على فَناء الأُمة بالفتن التي تُسْفَك فيها الدِّماءُ وبالوباء

طعثن
ابن الأَعرابي الطَّعْثَنَة المرأَة السيئة الخُلُق وأَنشد يا رَبّ من كَتَّمَني الصِّعادَا فهَبْ له حَليلَةً مِغْدادَا طَعْثَنَةً تَبَلَّغُ الأَجْلادا أَي تَلْتَهِمُ الأُيُورَ بهَنها

طفن
الطَّفانِيَة نعتُ سَوْءِ في الرجل والمرأَة وقيل والمرأَة العجوز ابن الأَعرابي الطَّفْنُ الحَبْس يقال خَلَّ عن ذلك المَطْفُون قال والطَّفانينُ الحَبْسُ والتَّخَلُّف وقال المُفَضَّلُ الطَّفْنُ الموت يقال طَفَنَ إذا مات وأَنشد أَلْقى رَحى الزَّوْرِ عليه فَطَحَنْ قَذْفاً وفَرْثاً تحته حتى طَفَنْ ابن بري الطَّفانِينُ الكذب والباطل قال أَبو زُبَيد طَفانِينُ قَوْلٍ في مَكانٍ مُخَنَّقِ

طلحن
الطَّلْحَنَة التَّلَطُّخُ بما يكره طَلْحَنَهُ وطَلْخَنَهُ

طلخن
الطَّلْخَنة التَّلَطُّخُ بما يكره طَلْخَنه وطَلْحَنَه وهو مذكور في الحاء المهملة أَيضاً

طمن
طَأْمَنَ الشيءَ سَكَّنه والطُّمَأْنِينَةُ السُّكونُ واطْمَأَنَّ الرجل اطْمِئناناً وطُمَأْنينة أَي سَكَن ذهب سيبويه إلى أَن اطْمَأَنَّ مقلوب وأَن أَصله من طَأْمَنَ وخالفه أَبو عمرو فرأَى ضِدَّ ذلك وحجة سيبويه أَن طَأْمَن غير ذي زيادة واطْمَأَنَّ ذو زيادة والزيادةُ إذا لحقت الكلمة لحقها ضرب من الوَهْنِ لذلك وذلك أَن مخالطتها شيء ليس من أَصلها مُزاحَمةٌ لها وتسوية في التزامه بينها وبينه وهو وإن تبلغ الزيادةُ على الأُصول فَحُشَ الحذفُ منها فإِنه على كل حال على صَدَدٍ من التَّوْهين لها إذ كان زيادةً عليها يحتاج إلى تحملها كما تتحامل بحذف ما حذف منها وإذا كان في الزيادة حرف من الإعلال كان ( ) ( كذا بياض بالأصل ) أَن يكون القلب مع الزيادة أَولى وذلك أَن الكلمة إذا لحقها ضرب من الضعف أَسرع إليها ضعف آخر وذلك كحذفهم ياء حنيفة في الإضافة إليها لحذف يائها في قولهم حَنَفِيّ ولما لم يكن في حنيف تاء تحذف فتحذف ياؤُها جاء في الإضافة إليها على أَصله فقالوا حنيفي فإِن قال أَبو عمرو جَرْيُ المصدرِ على اطْمَأَنَّ يدل على أَنه هو الأَصل وذلك من قولهم الاطْمئنان قيل قولهم الطَّأْمَنة بإِزاء قولك الاطمئنان فمَصْدَرٌ بمصدرٍ وبقي على أَبي عمرو أَن الزيادة جرت في المصدر جريها في الفعل فالعلة في الموضعين واحدة وكذلك الطُّمَأْنينة ذات زيادة فهي إلى الاعتلال أَقرب ولم يُقْنِع أَبا عمرو أَن قال إنهما أَصلان متقاربان كجَذَبَ وجَبَذَ حتى مَكَّنَ خلافَه لصاحب الكتاب بأَن عَكَسَ عليه الأَمْرَ وقوله عز وجل الذين آمنوا وتَطْمَئِنُّ قُلوبُهم بذكر الله معناه إذا ذكر الله بوحدانيته آمنوا به غير شاكِّين وقوله تعالى قل لو كان في الأَرض ملائكةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ قال الزجاج معناه مُسْتَوْطِنين في الأَرض واطْمَأَنَّت الأَرضُ وتَطَأْمَنَتْ انخفضت وطَمْأَنَ ظهره وطَأْمَنَ بمعنى على القلب التهذيب في الثلاثي اطْمَأَنَّ قلبه إذا سكن واطْمَأَنَّتْ نفسه وهو مُطْمَئِنّ إلى كذا وذلك مُطْمَأَنٌّ واطْبَأَنَّ مثله على الإِبدال وتصغير مُطْمَئِنٍّ طُمَيْئِنٌ بحذف الميم من أَوله وإِحدى النونين من آخره وتصغير طُمَأْنِينَةُ طُمَيْئِنَةٌ بحذف إحدى النونين من آخره لأَنها زائدة وقيل في تفسير قوله تعالى يا أَيتها النفس المُطْمَئِنَّة هي التي قد اطمَأَنَّتْ بالإِيمانِ وأَخْبَتَتْ لربها وقولُه عز وجل ولكن ليَطْمَئِنّ قلبي أَي ليسكن إلى المعاينة بعد الإِيمان بالغيب والاسم الطمَأْنينة ويقال طَامَنَ ظهره إذا حَنى ظهره بغير همز لأَن الهمزة التي في اطْمَأَنَّ أُدخلت فيها حِذَارَ الجمع بين الساكنين قال أَبو إسحق في قوله تعالى فإِذا اطْمَأْنَنْتُمْ فأَقِيمُوا الصلاة أَي إذا سكنت قلوبكم يقال اطْمَأَنَّ الشيءُ إذا سكن وطَأْمَنْتُه وطَمْأَنْتُه إذا سكَّنْته وقد روي اطْبَأَنَّ وطَأْمَنْتُ منه سَكَّنْت قال أَبو منصور اطْمَأَنَّ الهمزة فيها مُجْتَلَبة لالتقاء الساكنين إذا قلت اطْمَأَنَّ فإِذا قلت طامَنْتُ على فاعَلْتُ فلا همز فيه والله أَعلم إلاَّ أَن يقول قائل إن الهمزة لما لزمت اطْمَأَنَّ وهمزوا الطُّمَأْنينةَ همزوا كل فعل فيه وطَمَنَ غير مستعمل في الكلام والله أَعلم

طنن
الإِطْنانُ سُرْعة القَطْع يقال ضربته بالسيف فأَطْنَنْتُ به ذِراعَه وقد طَنَّت تحكي بذلك صوتها حين سقطت ويقال ضرب رجلَه فأَطَنَّ ساقَه وأَطَرَّها وأَتَنَّها وأَتَرَّها بمعنى واحد أَي قطعها ويقال يراد بذلك صوت القطع وفي حديث عليّ ضربه فأَطَنَّ قِحْفَه أَي جعله يَطِنُّ من صوت القطع وأَصله من الطَّنين وهو صوت الشيءِ الصُّلْب وفي حديث معاذ بن الجَموح قال صَمَدْتُ يوم بدْرٍ نحوَ أَبي جهل فلما أَمكَنَني حملت عليه وضربته ضربة أَطنَنْتُ قدَمَه بنصف ساقه فوالله ما أُشَبِّهُها حين طاحتْ إلاَّ النَّواةَ تَطيحُ من مِرْضَخةِ النَّوى أَطَنَنْتُها أَي قطعتها استعارة من الطَّنين صوْت القطع والمِرْضَخة التي يُرْضَخ بها النوى أَي يُكْسَر وأَطَنَّ ذراعه بالسيف فطَنَّت ضربها به فأَسرع قطعها والطَّنِينُ صوت الأُذن والطَّسّ والذباب والجبل ونحو ذلك طَنَّ يَطِنُّ طَنّاً وطَنِيناً قال وَيْلٌ لبَرْنِيِّ الجِرابِ مِنِّي إذا الْتَقَتْ نَواتُها وسِنِّي تَقولُ سِنِّي للنَّوَاةِ طِنِّي قال ابن جني الرَّوِيُّ في هذه الأَبيات الياء ولا تكون النون البتة لأَنه لا يمكن إِطلاقها وإذا لم يجز إِطلاق هذه الياء لم يمتنع سني أَن يكون رويّاً والبَطَّةُ تَطِنُّ إذا صوّتت وأََطنَنْتُ الطَّسْتَ فَطَنَّتْ والطَّنْطَنة صوت الطُّنْبور وضرب العود ذي الأَوتار وقد تستعمل في الذباب وغيره وطَنين الذباب صوته ويقال طَنْطَنَ طَنْطَنة ودَندَنَ دَنْدَنة بمعنى واحد وطَنَّ الذبابُ إذا مَرِجَ فسمعت لطيرانه صوتاً ورجل ذو طَنْطانٍ أَي ذو صَخَبٍ وأَنشد إنَّ شَرِيبَيْك ذَوا طَنْطانِ خاوِذْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدانِ والطَّنْطَنة كثرة الكلام والتصويت به والطَّنْطنة الكلام الخفي وطَنَّ الرجلُ مات وكذلك لَعِقَ إِصْبعَه والطُّنُّ القامة ابن الأَعرابي يقال لبدن الإِنسان وغيره من سائر الحيوان طُنَّ وأَطنانٌ وطِنان قال ومنه قولهم فلان لا يقوم بطُنِّ نفسه فكيف بغيره ؟ والطُّنُّ بالضم الحُزْمة من الحطب والقَصَب قال ابن دريد لا أَحسبها عربية صحيحة قال وكذلك قول العامة قام بطُنِّ نفسه لا أَحسبها عربية وقال أَبو حنيفة الطُّنُّ من القصب ومن الأَغصان الرَّطْبةُ الوَريقةُ تُجْمع وتحزَم ويجعل في جوفها النَّوْرُ أَو الجَنى قال الجوهري والقصبة الواحدة من الحُزْمة طُنَّة والطُّنُّ العِدْل من القُطن المحلوج عن الهَجَريِّ وأَنشد لم يَدْرِ نَوَّامُ الضُّحى ما أَسْرَيْنْ ولا هِدانٌ نام بين الطُّنَّيْنْ أَبو الهيثم الطُّنُّ العِلاوة بين العِدْلَين وأَنشد بَرَّحَ بالصِّينيِّ طُولُ المَنِّ وسَيْرُ كُلِّ راكِبٍ أَدَنِّ مُعْتَرِضٍ مِثْلِ اعْتراض الطُّنِّ والطُّنِّيُّ من الرجال العظيم الجسم والطُّنُّ والطَّنُّ ضرب من التمر أَحمر شديد الحلاوة كثير الصَّقَر
( * قوله « كثير الصقر » يقال لصقره السيلان بكسر السين لأنه إذا جمع سال سيلاً من غير اعتصار لرطوبته ) وفي حديث ابن سيرين لم يكن عليٌّ يُطَّنُّ في قتل عثمان أَي يُتَّهَم ويروى بالظاء المعجمة وسيأْتي ذكره وفي الحديث فمن تَطَّنُّ أَي من تتَّهمُ وأَصله تَظْتَنُّ من الظِّنَّة التُّهَمة فأَدغم الظاء في التاء ثم أَبدل منها طاء مشددة كما يقال مُطّلم في مُظطلم والله أَعلم

طهن
الطَّهَنانُ البَرَّادةُ

طون
التهذيب ابن الأَعرابي الطُّونَةُ كثرة الماء

طين
الطِّينُ معروف الوَحَلُ واحدته طِينةٌ وهو من الجواهر الموصوف بها حكى سيبويه عن العرب ممرت بصحيفةٍ طينٍ خاتَمُها جعله صفة لأَنه في معنى الفعل كأَنه قال لَيّنٍ خاتمها والطان لغة فيه قال المُتَلمِّس بِطانٍ على صُمّ الصُّفي وبِكِلِّسِ ويروى يُطانُ بآجُرٍّ عليه ويُكْلَسُ ويوم طانٌ كثير الطين وموضع طانٌ كذلك يصلح أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه وأَن يكون فَعَلاً الجوهري يوم طانٌ ومكان طانٌ وأَرض طانَةٌ كثيرة الطين وفي التنزيل العزيز أَأَسْجُدُ لمن خَلقْتَ طِيناً قال أَبو إسحق نصب طِيناً على الحال أَي خلقته في حال طينته والطِّينة قطعة من الطين يختم بها الصَّكُّ ونحوه وطِنْتُ الكتابَ طَيْناً جعلتُ عليه طِيناً لأَخْتِمَه به وطانَ الكتابَ طَيْناً وطيَّنه ختمه بالطين هذا هو المعروف وقال يعقوب وسمعت من يقول أَطِنِ الكتابَ أَي اختمه وطِينَتُه خاتمه الذي يُطَيَّن به وطانَ الحائطَ والبيتَ والسطحَ طَيْناً وطَيَّنه طلاه بالطين الجوهري طَيَّنْتُ السطحَ وبعضهم ينكره ويقول طِنْتُ السطحَ فهو مَطِينٌ وأَنشد للمُثَقّب العبْدي فأَبْقَى باطِلي والجِدُّ منها كدُكَّانِ الدَّرابِنةِ المَطِينِ والطَّيَّانُ صانع الطين وحرفته الطِّيانةُ وأَما الطَّيّانُ من الطَّوَى وهو الجوع فليس من هذا وهو مذكور في موضعه والطِّينة الخِلْقة والجِبِلَّة يقال فلان من الطِّينة الأُولى وطانَهُ اللهُ على الخير وطامَهُ أَي جَبَله عليه وهو يَطِينُه قال أَلا تلك نفْسٌ طِينَ فيها حَياؤُها ويروى طيم كذا أَنشده ابن سيده والجوهري وغيرهما قال ابن بري صواب إِنشاده إلى تلك بإِلى الجارَّة قال والشعر يدل على ذلك وأَنشد الأَحمر لئن كانت الدُّنْيا له قد تزَيَّنَتْ على الأَرضِ حتى ضاقَ عنها فَضاؤُها لقد كانَ حُرّاً يَسْتَحي أَن تَضُمَّه إلى تلك نَفْسٌ طِينَ فيها حَياؤُها يريد أَن الحياء من جِبِلَّتها وسَجِيَّتِها وفي الحديث ما من نفْسٍ مَنْفُوسةٍ تَمُوتُ فيها مِثْقالُ نملة من خير إلاَّ طِينَ عليه يوم القيامة طَيْناً أَي جُبِلَ عليه يقال طانَه الله على طِينَتِه أَي خَلَقه على جِبِلَّتِه وطِينةُ الرجل خِلْقَتُه وأَصله وطَيْناً مصدر من طانَ ويروى طِيمَ عليه بالميم وهو بمعناه ويقال لقد طانَني اللهُ على غير طِينَتِك ابن الأَعرابي طانَ فلانٌ وطامَ إذا حَسُنَ عَمَلُه ويقال ما أَحسَنَ ما طامَهُ وطانَه وإِنه ليَابِس الطِّينةِ إذا لم يكن وَطِيئاً سَهْلاً وذكر الجوهري هنا فِلَسْطِين بكسر الفاء بلد قال ابن بري فِلَسْطِين حقه أَن يذكر في فصل الفاء من حرف الطاء لقولهم فِلَسْطُون

ظعن
ظَعَنَ يَظْعَنُ ظَعْناً وظَعَناً بالتحريك وظُعوناً ذهب وسار وقرئ قوله تعالى يوم ظَعْنِكم وظَعَنِكم وأَظْعَنه هو سَيَّرَه وأَنشد سيبويه الظاعِنُونَ ولمَّا يُظْعِنُوا أَحداً والقائِلونَ لمن دارٌ نُخَلِّيها والظَّعْنُ سَيْرُ البادية لنُجْعَةٍ أَو حُضُوره ماءٍ أَو طَلَبِ مَرْبَعٍ أَو تَحَوُّلٍ من ماء إلى ماء أَو من بلد إلى بلد وقد يقال لكل شاخص لسفر في حج أَو غزو أَو مَسير من مدينة إلى أُخرى ظاعِنٌ وهو ضدّ الخافِضِ ويقال أَظاعِنٌ أَنت أَم مُقيم ؟ والظُّعْنة السَّفْرَة القصيرة والظَّعِينَة الجمل يُظْعَنُ عليه والظَّعِينة الهَوْدج تكون فيه المرأَة وقيل هو الهودج كانت فيه أَو لم تكن والظَّعِينة المرأَة في الهودج سميت به على حَدِّ تسمية الشيء باسم الشيء لقربه منه وقيل سميت المرأَة ظَعِينة لأَنها تَظْعَنُ مع زوجها وتقيم بإِقامته كالجليسة ولا تسمى ظَعِينَة إلا وهي في هودج وعن ابن السكيت كل امرأَة ظَعِينَةٌ في هودج أَو غيره والجمع ظَعائنُ وظُعْنٌ وظُعُنٌ وأَظْعانٌ وظُعُناتٌ الأَخيرتان جمع الجمع قال بِشْرُ بن أَبي خازم لهم ظُعُناتٌ يَهْتَدِينَ برايةٍ كما يَستَقِلُّ الطائرُ المُتَقَلِّبُ وقيل كل بعير يُوَطأَُ للنساء فهو ظَعِينة وإنما سميت النساء ظَعَائِن لأَنَّهنَّ يكنّ في الهَوْادج يقال هي ظَعينته وزَوْجُه وقَعِيدته وعِرْسه وقال الليث الظَّعِينة الجَمَل الذي يُرْكَب وتسمى المرأَة ظَعينة لأَنها تركبه وقال أَبو زيد لا يقال حُمُول ولا ظُعُنٌ إلاَّ للإِبل التي عليها الهوادج كان فيها نساء أَو لم يكن والظَّعينة المرأَة في الهودج وإِذا لم تكن فيه فليست بظَعِينة قال عمرو بن كُلْثوم قِفِي قبلَ التَّفَرُّقِ يا ظَعِينا نُخَبِّرْكِ اليَقينَ وتُخْبِرينا قال ابن الأَنباري الأَصل في الظعينة المرأَة تكون في هَوْدَجها ثم كثر ذلك حتى سَمَّوْا زوجة الرجل ظَعِينة وقال غيره أَكثر ما يقال الظَّعينة للمرأَة الراكبة وأَنشد قوله تَبَصَّرْ خلِيلي هل تَرَى من ظَعائنٍ لِمَيَّةَ أَمثالِ النَّخيلِ المَخارِفِ ؟ قال شبه الجمال عليها هوادج النساء بالنخيل وفي حديث حُنين فإِذا بهَوازِنَ على بَكْرَةِ آبائهم بظُعُنِهم وشائهم ونَعَمِهم الظُّعُنُ النساء واحدتها ظَعينة قال وأَصل الظَّعِينة الراحلةُ التي يُرْحَلُ ويُظْعَنُ عليها أَي يُسارُ وقيل الظَّعِينة المرأَة في الهودج ثم قيل للهودج بلا امرأَة وللمرأَة بلا هودج ظَعينة وفي الحديث أَنه أَعطى حليمة السعدية بعيراً مُوَقَّعاً للظَّعينة أَي للهودج ومنه حديث سعيد بن جُبَيْر ليس في جَمَل ظعينة صدقةٌ إن روي بالإضافة فالظَّعينة المرأَة وإن روي بالتنوين فهو الجمل الذي يُظْعَنُ عليه والتاءُ فيه للمبالغة واظَّعَنَتِ المرأَة البعير ركبته وهذا بعير تَظَّعِنُه المرأَة أَي تركبه في سفرها وفي يوم ظَعْنِها وهي تَفْتَعِلُه والظَّعُون من الإِبل الذي تركبه المرأَة خاصة وقيل هو الذي يُعْتَمَلُ ويُحْتَمَل عليه والظِّعَانُ والظَّعُون الحَبْل يشدّ به الهودج وفي التهذيب يشد به الحمل قال الشاعر له عُنُقٌ تُلْوَى بما وُصِلَتْ به ودَفّانِ يَسْتاقانِ كلَّ ظِعَانِ وأَنشد ابن بري للنابغة أَثَرْتُ الغَيَّ ثم نَزَعْت عنه كما حادَ الأَزَبُّ عن الظِّعَانِ والظَُّعُنُ والظَّعَنُ الظّاعِنُون فالظُّعُن جمع ظاعِنٍ والظَّعَنُ اسم الجمع فأَما قوله أَو تُصْبِحي في الظاعن المُوَلِّي فعلى إرادة الجنس والظِّعْنَة الحال كالرِّحْلة وفرس مِظْعانٌ سَهْلة السَّير وكذلك الناقة وظاعِنَةُ بن مُرٍّ أَخو تميم غلبهم قومهم فرَحَلُوا عنهم وفي المثل على كُرْه ظَعَنَتْ ظاعِنَةٌ وذو الظُّعَيْنَةِ موضع وعثمان بن مَظْعُونٍ صاحب النبي صلى الله عليه وسلم

ظنن
المحكم الظَّنُّ شك ويقين إلاَّ أَنه ليس بيقينِ عِيانٍ إنما هو يقينُ تَدَبُّرٍ فأَما يقين العِيَانِ فلا يقال فيه إلاَّ علم وهو يكون اسماً ومصدراً وجمعُ الظَّنِّ الذي هو الاسم ظُنُون وأَما قراءة من قرأَ وتَظُنُّونَ بالله الظُّنُونا بالوقف وترك الوصل فإِنما فعلوا ذلك لأَن رؤُوس الآيات عندهم فواصل ورؤُوس الآي وفواصلها يجري فيها ما يجري في أَواخِرِ الأَبياتِ والفواصل لأَنه إنما خوطب العرب بما يعقلونه في الكلام المؤَلف فيُدَلُّ بالوقف في هذه الأَشياء وزيادة الحروف فيها نحو الظُّنُونا والسَّبيلا والرَّسولا على أَنَّ ذلك الكلام قد تمَّ وانقطع وأَنَّ ما بعده مستأْنف ويكرهون أَن يَصلُوا فيَدْعُوهم ذلك إلى مخالفة المصحف وأَظَانِينُ على غير القياس وأَنشد ابن الأَعرابي لأَصْبَحَنْ ظَالِماً حَرْباً رَباعيةً فاقْعُد لها ودَعَنْ عنك الأَظَانِينا قال ابن سيده وقد يجوز أَن يكون الأَظَانين جمع أُظْنُونة إلاَّ أَني لا أَعرفها التهذيب الظَّنُّ يقينٌ وشَكّ وأَنشد أَبو عبيدة ظَنِّي بهم كعَسَى وهم بتَنُوفَةٍ يَتَنازَعُون جَوائزَ الأَمْثالِ يقول اليقين منهم كعسى وعسى شك وقال شمر قال أَبو عمرو معناه ما يُظَنُّ بهم من الخير فهو واجب وعسى من الله واجب وفي التنزيل العزيز إني ظَنَنْتُ أَني مُلاقٍ حِسَابيه أَي علمت وكذلك قوله عزَّ وجل وظَنُّوا أَنهم قد كُذِّبُوا أَي علموا يعني الرسل أَنَّ قومهم قد كذبوهم فلا يصدقونهم وهي قراءة أَبي عمرو وابن كثير ونافع وابن عامر بالتشديد وبه قرأَت عائشة وفسرته على ما ذكرناه الجوهري الظن معروف قال وقد يوضع موضع العلم قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة فقلت لهم ظُنُّوا بأَلْفَيْ مُدَجَّج سَرَاتُهُمُ في الفارِسِيِّ المُسَرِّدِ أَي اسْتَيْقِنُوا وإِنما يخوِّف عدوّه باليقين لا بالشك وفي الحديث إياكم والظَّنَّ فإنَّ الظَّنِّ أَكذبُ الحديث أَراد الشكَّ يَعْرِضُ لك في الشيء فتحققه وتحكم به وقيل أَراد إياكم وسوء الظَّن وتحقيقَه دون مبادي الظُّنُون التي لا تُمْلَكُ وخواطر القلوب التي لا تُدْفع ومنه الحديث وإِذا ظَنَنْتَ فلا تُحَقِّقْ قال وقد يجيء الظَّن بمعنى العلم وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْر وظَنَنَّا أَنْ لم يَجُدْ عليهما أَي عَلِمْنا وفي حديث عُبَيدة قال أَنس سأَلته عن قوله تعالى أَو لامَسْتُم النساء فأَشار بيده فظَنَنْتُ ما قال أَي علمت وظَنَنْتُ الشيءَ أَظُنُّه ظَنّاً واظَّنَنْتُه واظْطَنَنْتُه وتَظَنَّنْته وتَظَنَّيْتُه على التحويل قال كالذِّئْبِ وَسْطَ العُنَّه إلاَّ تَرَهْ تَظَنَّهْ أَراد تَظَنَّنْه ثمَّ حَوَّلَ إِحدى النونين ياء ثم حذف للجزم ويروى تَطَنَّه وقوله تَرَه أَراد إلاَّ تَرَ ثم بيَّن الحركة في الوقف بالهاء فقال تره ثم أَجرى الوصل مجرى الوقف وحكى اللحياني عن بني سُلَيْم لقد ظَنْتُ ذلك أَي ظَنَنْتُ فحذفوا كما حذفوا ظَلْتُ ومَسْتُ وما أَحَسْتُ ذاك وهي سُلَمِيَّةٌ قال سيبويه أَما قولهم ظَنَنْتُ به فمعناه جعلته موضع ظَنِّي وليست الباء هنا بمنزلتها في كفى بالله حسيباً إذ لو كان ذلك لم يجز السكت عليه كأَنك قلت ظَنَنْتُ في الدار ومثله شَككت فيه وأَما ظَنَنْتُ ذلك فعلى المصدر وظَنَنْتُه ظَنّاً وأَظْنَنْتُه واظْطَنَنْتُه اتَّهَمْتُه والظِّنَّة التُّهَمَة ابن سيده وهي الظِّنَّة والطِّنَّة قلبوا الظاء طاء ههنا قلباً وإن لم يكن هنالك إدغام لاعتيادهم اطَّنَّ ومُطَّنٌ واطِّنانٌ كما حكاه سيبويه من قولهم الدِّكرَ حملاً على ادَّكَر والظَّنِينُ المُتَّهم الذي تُظَنُّ به التهمة ومصدره الظِّنَّة والجمع الظِّنَنُ يقال منه اظَّنَّه واطَّنَّه بالطاء والظاء إذا اتهمه ورجل ظَنِين مُتَّهم من قوم أَظِنَّاء بَيِّنِي الظِّنَّة والظِّنَانَةِ وقوله عزَّ وجل وما هو على الغَيْبِ بِظَنِينٍ أَي بمُتَّهَمٍ وفي التهذيب معناه ما هو على ما يُنْبِئُ عن الله من علم الغيب بمتهم قال وهذا يروى عن علي عليه السلام وقال الفراء ويقال وما هو على الغيب بظَنِين أَي بضعيف يقول هو مُحْتَمِلٌ له والعرب تقول للرجل الضعيف أَو القليل الحيلة هو ظَنُون قال وسمعت بعضَ قُضَاعة يقول ربما دَلَّكَ على الرَّأْي الظَّنُونُ يريد الضعيف من الرجال فإِن يكن معنى ظَنِين ضعيفاً فهو كما قيل ماء شَروبٌ وشَرِيبٌ وقَرُوني وقَرِيني وقَرُونَتي وقَرِينَتي وهي النَّفْسُ والعَزِيمة وقال ابن سيرين ما كان عليٌّ يُظَّنُّ في قتل عثمان وكان الذي يُظَّنُّ في قتله غيره قال أَبو عبيد قوله يُظَّنُّ يعني يُتَّهم وأَصله من الظَّنِّ إنما هو يُفْتَعل منه وكان في الأَصل يُظْتَنُّ فثقلت الظاء مع التاء فقلبت ظاء معجمة ثم أُدْغِمَتْ ويروى بالطاء المهملة وقد تقدَّم وأَنشد وما كلُّ من يَظَّنُّني أَنا مُعْتِبٌ ولا كُلُّ ما يُرْوى عَلَيَّ أَقُولُ ومثله هو الجَوادُ الذي يُعْطِيك نائلَه عَفْواً ويُظْلَمُ أَحياناً فَيَظَّلِمُ كان في الأَصل فيَظْتَلِمُ فقلبت التاء ظاء وأُدغمت في الظاء فشدّدت أَبو عبيدة تَظَنَّيْت من ظَننْتُ وأَصله تَظَنَنَّتْ فكثرت النونات فقلبت إحداها ياء كما قالو قَصَّيْتُ أَظفاري والأَصل قصَّصتُ أَظفاري قال ابن بري حكى ابن السكيت عن الفراء ما كل من يَظْتَنُّنِي وقال المبرد الظَّنِينُ المُتَّهَم وأَصله المَظْنُون وهو من ظَنَنْتُ الذي يَتَعَدَّى إلى مفعول واحد تقول ظَنَنْتُ بزيد وظننت زيداً أَي اتَّهَمْتُ وأَنشد لعبد الرحمن ابن حسان فلا ويَمينُ الله لا عَنْ جِنايةٍ هُجِرْتُ ولكِنَّ الظَّنِينَ ظَنِينُ ونسب ابن بري هذا البيت لنَهارِ بن تَوْسِعَة وفي الحديث لا تجوز شهادة ظَنِين أَي مُتَّهَم في دينه فعيل بمعنى مفعول من الظِّنَّة التُّهَمَةِ وقوله في الحديث الآخَر ولا ظَنِينَ في وَلاءٍ هو الذي ينتمي إلى غير مواليه لا تقبل شهادته للتهمة وتقول ظَنَنْتُك زيداً وظَنَنْتُ زيداً إياك تضع المنفصل موضع المتصل في الكناية عن الاسم والخبر لأَنهما منفصلان في الأَصل لأَنهما مبتدأ وخبره والمَظِنَّةُ والمِظَنَّة بيتٌ يُظَنُّ فيه الشيء وفلان مَظِنَّةٌ من كذا ومَئِنَّة أَي مَعْلَمٌ وأَنشد أَبو عبيد يَسِطُ البُيوتَ لكي يكونَ مَظِنَّةً من حيث تُوضعُ جَفْنَةُ المُسْتَرْفِدِ الجوهري مَظِنَّةُ الشيء مَوْضِعه ومأْلَفُه الذي يُظَنُّ كونه فيه والجمع المَظانُّ يقال موضع كذا مَظِنَّة من فلان أَي مَعْلَم منه قال النابغة فإِنْ يكُ عامِرٌ قد قالَ جَهْلاً فإِنَّ مَظِنَّةَ الجَهْلِ الشَّبَابُ ويروى السِّبَابُ ويروى مَطِيَّة قال ابن بري قال الأَصمعي أَنشدني أَبو عُلْبة بن أَبي عُلْبة الفَزارِي بمَحْضَرٍ من خَلَفٍ الأٍَحْمرِ فإِن مطية الجهل الشباب لأَنه يَسْتَوْطِئه كما تُسْتَوطأُ المَطِيَّةُ وفي حديث صِلَةَ بن أُشَيْمٍ طلبتُ الدنيا من مَظانِّ حلالها المَظانُّ جمع مَظِنَّة بكسر الظاء وهي موضع الشيء ومَعْدِنه مَفْعِلَةٌ من الظن بمعنى العلم قال ابن الأَثير وكان القياس فتح الظاء وإِنما كسرت لأَجل الهاء المعنى طلبتها في المواضع التي يعلم فيها الحلال وفي الحديث خير الناس رجلٌ يَطْلُبُ الموتَ مَظَانَّهُ أَي مَعْدِنَه ومكانه المعروف به أَي إذا طُلِبَ وجد فيه واحدتها مَظِنَّة بالكسر وهي مَفْعِلَة من الظَّنِّ أَي الموضع الذي يُظَّنُّ به الشيء قال ويجوز أَن تكون من الظَّنِّ بمعنى العلم والميم زائدة وفي الحديث فمن تَظَنُّ أَي من تتهم وأَصله تَظْتَنُّ من الظِّنَّة التُّهَمَةِ فأَدغم الظاء في التاء ثم أَبدل منها طاء مشدّدة كما يقال مُطَّلِم في مُظَّلِم قال ابن الأَثير أَورده أَبو موسى في باب الطاء وذكر أَن صاحب التتمة أَورده فيه لظاهر لفظه قال ولو روي بالظاء المعجمة لجاز يقال مُطَّلِم ومُظَّلِم ومُظْطَلِم كما يقال مُدَّكر ومُذَّكر ومُذْدَكر وإنه لمَظِنَّةٌ أَن يفعل ذاك أَي خليق من أَن يُظَنَّ به فِعْلُه وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث عن اللحياني ونظرت إلى أَظَنّهم أَن يفعل ذلك أَي إلى أَخْلَقِهم أَن أَظُنَّ به ذلك وأَظْنَنْتُه الشيءَ أَوْهَمْتُه إياه وأَظْنَنْتُ به الناسَ عَرَّضْتُه للتهمة والظَّنِينُ المُعادِي لسوء ظَنِّه وسُوءِ الظَّنِّ به والظَّنُونُ الرجل السَّيِّءِ الظَّنِّ وقيل السَّيّءِ الظَّنِّ بكل أَحد وفي حديث عمر رضي الله عنه احْتَجِزُوا من الناس بسوءِ الظَّنِّ أَي لا تَثِقُوا بكل أَحد فإِنه أَسلم لكم ومنه قولهم الحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ وفي حديث علي كرَّم الله وجهه إن المؤمن لا يُمْسي ولا يُصْبِحُ إلاّع ونَفْسُه ظَنُونٌ عنده أَي مُتَّهَمَة لديه وفي حديث عبد الملك بن عُمَير السَّوْآءُ بنت السيد أَحَبُّ إليّ من الحسْناء بنت الظَّنُونِ أَي المُتَّهَمة والظَّنُونُ الرجل القليل الخير ابن سيده الظَّنينُ القليل اليخر وقيل هو الذي تسأعله وتَظُنُّ به المنع فيكون كما ظَنَنْتَ ورجل ظَنُونٌ لا يُوثَق بخبره قال زهير أَلا أَبْلِغْ لدَيْكَ بني تَميمٍ وقد يأْتيك بالخَبَرِ الظَّنُونُ أَبو طالب الظَّنُونُ المُتَّهَمُ في عقله والظَّنُونُ كل ما لا يُوثَقُ به من ماء أَو غيره يقال عِلْمُه بالشيء ظَنونٌ إذا لم يوثق به قال كصَخْرَةَ إِذ تُسائِلُ في مَرَاحٍ وفي حَزْمٍ وعَلْمُهما ظَنُونُ والماء الظَّنُونُ الذي تتوهمه ولست على ثقة منه والظِّنَّةُ القليل من الشيء ومنه بئر ظَنُون قليلة الماء قال أَوس بن حجر يَجُودُ ويُعْطِي المالَ من غير ظِنَّة ويَحْطِمُ أَنْفَ الأَبْلَجِ المُتَظَلِّمِ وفي المحكم بئر ظَنُون قليلة الماء لا يوثق بمائها وقال الأَعشى في الظَّنُون وهي البئر التي لا يُدْرَى أَفيها ماء أَم لا ما جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الذي جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِرِ مِثْلَ الفُراتِيِّ إذا ما طَما يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ وفي الحديث فنزل على ثَمَدٍ بوادِي الحُدَيْبية ظَنُونه الماء يَتَبَرَّضُه تَبَرُّضاً الماء الظَّنُون الذي تتوهمه ولست منه على ثقة فعول بمعنى مفعول وهي البئر التي يُظَنُّ أَن فيها ماء وفي حديث شَهْرٍ حَجَّ رجلٌ فمرّ بماءِ ظَنُونٍ قال وهو راجع إلى الظَّنِّ والشك والتُّهَمَةِ ومَشْرَبٌ ظَنُون لا يُدْرَى أَبِهِ ماء أَم لا قال مُقَحَّمُ السَّيرِ ظَنُونُ الشِّرْبِ ودَيْن ظَنُون لا يَدْرِي صاحبُه أَيأْخذه أَم لا ما جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الذي جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِرِ مِثْلَ الفُراتِيّ إذا ما طَما يَقْذِفُ بالبُوصِيّ والماهِرِ وفي الحديث فنزل على ثَمَدٍ بوادِي الحُدَيْبية ظَنُونِ الماء يَتَبَرَّضه تَبَرُّضاً الماء الظَّنُون الذي تتوهمه ولست منه على ثقة فعول بمعنى مفعول وهي البئر التي يُظَنُّ أَن فيها ماء وفي حديث شَهْرٍ حَجَّ رجلٌ فمرّ بماء ظَنُونٍ قال وهو راجع إلى الظَّنِّ والشك والتُّهَمَةِ ومَشْرَبٌ ظَنُون لا يُدْرَى أَبِهِ ماء أَم لا قال مُقَحَّمُ السَّيرِ ظَنُونُ الشِّرْبِ ودَيْن ظَنُون لا يَدْرِي صاحبُه أَيأْخذه أَم لا وكل ما لا يوثق به فهو ظَنُونٌ وظَنِينٌ وفي حديث علي عليه السلام أَنه قال في الدَّيْنِ الظَّنُونِ يزكيه لما مضى إذا قبضه قال أَبو عبيد الظَّنُون الذي لا يدري صاحبه أَيَقْضيه الذي عليه الدين أَم لا كأَنه الذي لا يرجوه وفي حديث عمر رضي الله عنه لا زكاة في الدَّيْنِ الظَّنُونِ هو الذي لا يدري صاحبه أَيصل إليه أم لا وكذلك كل أَمر تُطالبه ولا تَدْرِي على أَيِّ شيء أَنت منه فهو ظَنونٌ والتَّظَنِّي إِعمال الظَّنِّ وأَصله التَّظَنُّنُ أُبدل من إحدى النونات ياء والظَّنُون من النساء التي لها شرف تُتَزَوَّجُ طمعاً في ولدها وقد أَسَنَّتْ سميت ظَنُوناً لأَن الولد يُرْتَجى منها وقول أَبي بلال بنِ مِرْداسٍ وقد حضر جنازة فلما دفنت جلس على مكان مرتفع ثم تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ وقال كلُّ مَنِيَّةٍ ظَنُونٌ إلا القتلَ في سبيل الله لم يفسر ابن الأَعرابي ظَنُوناً ههنا قال وعندي أَنها القليلة الخير والجَدْوَى وطَلَبَه مَظانَّةً أَي ليلاً ونهاراً

ظين
أَديم مُظَيَّنٌ مدبوغ بالظَّيَّانِ حكاه أَبو حنيفة وهو مذكور في موضعه والظَّيَّانُ ياسَمِينُ البَرِّ وهو نبت يُشْبِه النِّسْرينَ قال أَبو ذؤيب بمُشْمَخِرٍّ به الظَّيَّانُ والآسُ

عبن
جمل عَبَنٌّ وعَبَنَّى وعَبَنَّاةٌ ضخم الجسم عظيم وناقة عَبَنَّةٌ وعَبَنَّاةٌ والجمع عَبَنَّياتٌ قال حُميد أَمِينٌ عَبَنُّ الخَلْقِ مُخْتلِفُ الشَّبا يقولُ المُماري طالَ ما كانَ مُقْرَما وأَعْبَنَ الرجلُ اتخذ جملاً عَبَنَّى وهو القَويُّ والعُبْنةُ قوّة الجمل والناقة والعُبُنُ من الناس السِّمان المِلاح ورجل عَبَنَّى عظيم ونسر عَبَنَّى عظيم وقيل عظيم قديم وقال الجوهري نسْرٌ عَبَنٌّ مشدد النون عظيم والعُبْنُ من الدواب القَويّاتُ على السير الواحد عَبَنَّى قال الجوهري جمل عَبَنٌّ وعَبَنَّى ملحق بفَعَلَّى إِذا وصلته يُؤنث قال ابن بري صوابه ملحق بفَعَلَّلٍ ووزنها فعَنْلى وأَنشد الجوهري هَانَ على عَزَّة بنْتِ الشَّحَّاحْ مَهْوَى جِمالِ مالكٍ في الإِدْلاجْ بالسَّير أَرْزاءُ وجِيفُ الحُجَّاجْ كلَّ عَبَنَّى بالعَلاوَى هَجَّاجْ بحيثُ لا مُسْتَوْدَعٌ ولا ناجْ والعَبْنُ الغِلَظُ في الجسم والخُشونة ورجل عَبَنُّ الخَلْق

عتن
عَتَلَه إلى السجْن وعَتَنَه يَعْتِنُه ويَعْتُنه عَتْناً إذا دفعه دفعاً عنيفاً وقيل حمله حملاً عنيفاً ورجل عَتِنٌ شديد الحملة وحكى يعقوب أَن نون عتَن بدل من لام عَتَل ابن الأَعرابي العُتُن الأَشِدَّاء جمع عَتُون وعاتِن وأَعْتَنَ إذا تشدد على غريمه وآذاه

عثن
: العُثانُ و العَثَن : الدُّخان والجمع عَواثِن على غير قياس وكذلك جمع الدُّخان دَواخِنٌ و العَواثِنُ والدَّواخِنُ لا يعرف لهما نظير وقد عَثَنَ يَعْثُن عَثْناً و عُثاناً . وفي حديث الهجرة وسُراقة بن مالك : أَنه طلب النبي وأَبا بكر حين خرجا مُهاجِرَين فلما بَصُرَ به دعا عليه النبي فساختْ قوائمُ فرسه في الأَرض فسأَلهما أَن يخليا عنه فخرجت قوائمها ولها عُثانٌ قال ابن الأَثير : أَي دُخان قال الأَزهري : وقال أَبو عبيد العُثانُ أَصله الدُّخان وأَراد بالعُثان ههنا الغُبار شبهه بالدُّخان قال : كذلك قال أَبو عمرو بن العلاء قال الجوهري : وربما سَمَّوْا الغبار عُثاناً . و عَثَنت النارُ تَعْثُنُ بالضم عُثاناً و عُثوناً و عثَّنَت إِذا دخَّنَت . و عَثَّنَ الشيءَ : دَخَّنه بريح الدُّخْنة . و عَثنَ هو : عَبِقَ . وطعام مَعْثُون و عَثِن ٌومَدْخونٌ ودَخِنٌ إِذا فسد لدخان خالطه . ويقال للرجل إِذا اسْتَوْقد بحطب رديء ذي دُخان : لا تُعَثِّنْ علينا . و عَثَنَ في الجبل يَعْثُنُ عَثْناً : صَعَّدَ مثل عَفَنَ أَنشد يعقوب : حَلَفْتُ بمن أَرْسى تَبيراً مكانَه أَزُورُكمُ ما دام للطَّوْد عاثِنُ يريد : لا أَزورُكم ما دام للجبل صاعدٌ فيه وروي : ما دام للطَّوْد عافن . يقال : عَثَنَ وَعفَن بمعنًى قال يعقوب : هو على البدل . و عَثَّنْتُ ثوبي بالبَخور تَعْثيناً . و العُثْنُونُ من اللحية : مانبت على الذَّقَن وتحته سِفْلاً وقيل : هو كل ما فَضَل من اللحية بعد العارِضَين من باطنهما ويقال لما ظهر منها السَّبَلة وقد يجمع بين السبَلة و العُثْنون فيقال لهما عُثْنُونٌ وسَبَلة وقيل : اللحية كلها وقيل : عُثْنون اللحية طُولها وما تحتها من شعرها عن كراع قال ابن سيده : ولا يعجبني وقيل : عُثْنون اللحية طرفها . ورجل مُعَثَّنٌ : ضخم العُثْنون . وفي الحديث : وَفِّروا العَثانِين هي جمع عُثْنون وهو اللحية . و العُثْنون : شُعَيرات عند مذبح البعير والتَّيْسِ ويقال للبعير ذو عَثانِينَ على قوله : قال العواذِلُ : ما لِجَهْلِكَ بعدَما شابَ المَفارِقُ واكْتَسَينَ قَتِيرا و العُثْنون : شُعَيرات طِوالٌ تحت حنك البعير . يقال : بعير ذو عَثانِينَ كما قالوا لمَفْرِق الرأْس مَفارِق . أَبو زيد : العَثانِين المَطر بين السحاب والأَرض مثل السَّبَل واحدها عُثْنون و عُثْنون السحاب : ماوقع على الأَرض منها قال بِتْنا نُراقِبُه وباتَ يلُفُّنا عِنْدَ السَّنامِ مُقَدِّماً عُثْنونا يصف سحاباً . و عَثانين السحاب : ما تَدلَّى من هَيْدَبها . و عُثْنون الرِّيح : هيدبها إِذا أَقبلت تَجُرُّ الغبار جَرّاً قال أَبو حنيفة : و عُثْنُونُ الريح والمطر أَولهما و عثانينها أَوائلها ومنه قول جران العود : وبالخَطِّ نَضَّاحُ العَثانين واسع ويقال : عَثَنَتِ المرأَة بدُخْنتِها إِذا اسْتَجْمَرَتْ . و عَثَنْتُ الثوبَ بالطِّيب إِذا دَخَّنْتَه عليه حتى عَبِق به . وفي الحديث : أَن مُسيلمة لما أَراد الإِعراسَ بسَجاح قال عَثِّنوا لها أَي بَخِّروا لها البَخُور . و العَثَنُ : الصنم الصغير والوَثَنُ الكبير والجماعة الأَعْثانُ والأَوْثانُ . و عَثَّنَ فلانٌ تَعْثيناً أَي خَلَّط وأَثار الفساد . وقال أَبو تراب : سمعت زائدة البكريَّ يقول : العرب تدعُو أَلوانَ الصوف العِهْنَ غير بني جعفر فإِنهم يدعونه العِثْنَ بالثاء قال : وسمعت مُدْرِك بن غَزْوان الجعْفريَّ وأَخاه يقولان : العِثْنُ ضرب من الخُوصة يرعاه المال إِذا كان رَطْباً فإِذا يبس لم ينفع وقال مُبْتَكِرٌ : هي العِهْنة وهي شجرة غبراء ذاتَ زَهَرٍ أَحمر

عجن
عَجَنَ الشيءَ يَعْجِنُه عَجْناً فهو مَعْجُونٌ وعَجِين واعْتَجَنه اعتمد عليه بجُمْعه يَغْمِزُه أَنشد ثعلب يَكْفيك من سَوْداءَ واعْتِجانِها وكَرِّكَ الطَّرْفَ إلى بَنانِها ناتِئةُ الجَبْهةِ في مكانِها صَلْعاءُ لو يُطْرَحُ في مِيزانِها رِطْلُ حديدٍ شالَ من رُجْحانها والعاجِنُ من الرجال المُعْتَمِدُ على الأَرض بجُمْعه إذا أَراد النُّهوضَ من كِبَرٍ أَو بُدْنٍ قال كثير رأَتْني كأَشْلاءِ اللِّجامِ وبَعْلُها من المَلْءِ أَبْزَى عاجنٌ مُتَباطِنُ ورواه أَبو عبيد من القوم أَبْزَى مُنْحَنٍ مُتَباطِنُ وعَجَنتِ الناقةُ وناقةٌ عاجِنٌ تضْرِبُ بيديها إلى الأَرض في سيرها ابن الأَعرابي العُجُنُ أَهل الرَّخاوة من الرجال والنساء يقال للرجل عَجِينة وعَجِينٌ وللمرأَة عَجِينة لا غير وهو الضعيف في بدنه وعقله والعُجُنُ جمع عاجِنٍ وهو الذي أَسَنَّ فإِذا قام عَجَنَ بيديه يقال خَبَز وعَجَنَ وثَنَّى وثَلَّثَ ووَرَّصَ كله من نعت الكبير وعَجَنَ وأَعْجَنَ إذا أَسَنَّ فلم يَقُمْ إلاَّ عاجِناً قال الشاعر فأَصْبَحْتُ كُنْتيّاً وهَيَّجْتُ عاجِناً وشَرُّ خِصَالِ المرءِ كُنْتٌ وعاجِنُ
( * قوله « كنت وعاجن » بتنوين كنت بالأصل والصحاح في موضعين ونونها الصاغاني مرة وترك التنوين أخرى والبيت روي بروايات مختلفة ) وفي حديث ابن عمر أَنه كان يَعْجِنُ في الصلاة فقيل له ما هذا ؟ فقال رأَيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَعْجِنُ في الصلاة أَي يعتمد على يديه إذا قام كما يفعل الذي يَعْجِنُ العَجينَ قال الليث والعَجّانُ الأَحمق وكذلك العَجِينة ويقال إن فلاناً ليَعْجِنُ بمِرْفَقَيْه حُمْقاً قال الأَزهري سمعت أَعرابياً يقول لآخر يا عَجّان إنك لتَعْجِنُه فقلت له ما يَعْجِنُ وَيْحَكَ فقال سَلْحه فأَجابه الآخر أَنا أَعْجِنُه وأَنت تَلْقَمُه فأَفْحَمه وأَعْجَنَ إذا جاء بولدٍ عَجِينةٍ وهو الأَحمق والعَجِينُ المَجْبُوسُ من الرجال وعَاجِنةُ المكانِ وسَطُه وأَنشد الأَخطل بعاجنةِ الرَّحُوبِ فلم يَسيروا
( * صدره كما في التكملة وسير غيرهم عنها فساروا )
وعَجِنَتِ الناقة تَعْجَنُ عَجَناً وهي عَجْناء كثر لحم ضَرْعها وسَمِنَتْ وقيل هو إذا صَعِدَ نحو حَيائها وكذلك الشاة والبقرة والعَجَنُ أَيضاً عيب وهو ورم حياء الناقة من الضَّبَعَة وقيل هو ورم يصيبها في حَيائها ودبرها وربما اتصلا وقيل هو ورم في حيائها كالثُّؤْلول وهو شبيه بالعَفَل يمنعها اللِّقاحَ عَجِنَتْ عَجَناً فهي عَجِنة وعَجْناء وقيل العَجْناء الناقة الكثيرة لحم الضَّرْع مع قلة لبنها بَيِّنةُ العَجَن والعَجْناء أَيضاً القليلة اللبن والعَجْناء والمُعْتَجِنةُ المُنْتَهيةُ في السِّمَنِ والمُتَعَجِّنُ البعيرُ المُكْتَنِزُ سَمناً كأَنه لحم بلا عظم وبعير عَجِنٌ مُكْتَنِز سِمَناً وأَعْجَنَ الرجلُ إذا ركب العَجْناء وهي السمينة ومن الضُّرُوع الأَعْجَنُ والعَجَنُ لحمة غليظة مثل جُمْع الرجل حِيالَ فِرْقَتَي الضَّرَّة وهو أَقلها لبَناً وأَحسنها مَرْآةً وقال بعضهم تكون العَجْناء غَزِيرة وتكون بَكيئة والعَجْنُ مصدر عَجَنْتُ العَجينَ والعجينُ معروف وقد عَجَنَتِ المرأَةُ بالفتح تَعْجِنُ عَجِيناً واعْتَجَنتْ بمعنى أَي اتخذت عَجِيناً والعِجَانُ الاسْتُ وقيل هو القضيب الممدود من الخُصْيَةِ إلى الدبر وقيل هو آخر الذكر ممدود في الجلد وقيل هو ما بين الخُصية والفَقْحَة وفي الحديث إن الشيطانَ يأْتي أَحدكم فيَنْقُرُ عند عِجانه العِجان الدبر وقيل هو ما بين القبل والدبر وفي حديث علي رضي الله عنه أَن أَعجميّاً عارضه فقال اسكتْ يا ابنَ حمراء العِجان هو سَبٌّ كان يجري على أَلسنة العرب قال جرير يَمُدُّ الحَبْلَ مُعْتَمِداً عليه كأَنَّ عِجَانَه وتَرٌ جَدِيدُ والجمع أَعْجِنةٌ وعُجُنٌ وعَجَنه عَجْناً ضربَ عِجَانه وعِجانُ المرأَة الوَتَرَةُ التي بين قُبُلِها وثَعْلَبَتِها وأَعْجَنَ وَرِمَ عِجانُه والعِجان بلغة أَهل اليمن العُنق قال شاعرهم يرثي أُمه وأَكلها الذئبُ فلم يبْقَ منها غيرُ نِصْفِ عِجانِها وشُنْتُرَةٌ منها وإحدى الذَّوائبِ وقال الشاعر يا رُبَّ خَوْدٍ ضَلْعَةِ العِجانِ عِجانُها أَطْوَلُ من سِنانِ وأُمُّ عَجِينَةَ الرَّخَمةُ

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88