كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

شنهبر
الشَّنَهْبَرة والشَّنَهْبَرُ العجوز الكبيرة عن كراع

شهر
الشُّهْرَةُ ظهور الشيء في شُنْعَة حتى يَشْهَره الناس وفي الحديث من لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَة أَلبسه الله ثوبَ مَذَلَّة الجوهري الشُّهْرَة وُضُوح الأَمر وقد شَهَرَه يَشْهَرُه شَهْراً وشُهْرَة فاشْتَهَرَ وشَهَّرَهُ تَشْهِيراً واشْتَهَرَه فاشْتَهَر قال أُحِبُّ هُبوطَ الوادِيَيْنِ وإِنَّنِي لمُشْتَهَرٌ بِالوادِيَيْنِ غَرِيبُ ويروى لَمُشْتَهِر بكسر الهاء ابن الأَعرابي والشُّهْرَةُ الفضيحة أَنشد الباهلي أَفِينا تَسُومُ الشَّاهِرِيَّةَ بَعْدَما بَدا لك من شَهْرِ المُلَيْساء كوكب ؟ شهر المُلَيْساء شَهْرٌ بين الصَّفَرِيِّة والشِّتاء وهو وقت تنقطع فيه المِيرَة يقول تَعْرِض علينا الشَّاهِرِيَّةَ في وقت ليس فيه مِيرة وتَسُومُ تَعْرِض والشَّاهِرِيَّة ضَرْب من العِطْر معروفة ورجل شَهِير ومشهور معروف المكان مذكور ورجل مَشْهور ومُشَهَّر قال ثعلب ومنه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إِذا قَدمْتُمْ علينا شَهَرْنا أَحْسَنَكم اسماً فإِذا رأَيناكم شَهَرْنا أَحسنكم وَجْهاً فإِذا بَلَوْناكم كان الاخْتِيارُ والشَّهْرُ القَمَر سمي بذلك لشُهرته وظُهوره وقيل إِذا ظهر وقارَب الكمال الليث الشَّهْرُ والأَشْهُر عدد والشهور جماعة ابن سيده والشهر العدد المعروف من الأَيام سمي بذلك لأَنه يُشْهَر بالقمر وفيه علامة ابتدائه وانتهائه وقال الزجاج سمي الشهر شهراً لشهرته وبيانه وقال أَبو العباس إِنما سُمي شهراً لشهرته وذلك أَن الناس يَشْهَرُون دخوله وخروجه وفي الحديث صوموا الشَّهْرَ وسِرَّه قال ابن الأَثير الشهر الهلال سُمِّي به لشهرته وظهوره أَراد صوموا أَوّل الشهر وآخره وقيل سِرُّه وسَطه ومنه الحديث الشهر تسع وعشرون وفي رواية إِنما الشهْر أَي أَن فائدة ارْتِقاب الهلال ليلة تسع وعشرين لِيُعَرف نقص الشهر قبله وإِن أُريد به الشهرُ نفسُه فتكون اللام فيه للعهد وفي الحديث سُئِل أَيُّ الصوم أَفضل بعد شهر رمضان ؟ فقال شهر الله المحرمُ أَضافه إِلى الله تعظيماً وتفخيماً كقولهم بيت الله وآل الله لِقُرَيْشٍ وفي الحديث شَهْرَا عِيدٍ لا يَنْقُصان يريد شهر رمضان وذا الحجة أَي إِنْ نَقَصَ عددهما في الحساب فحكمهما على التمام لئلا تَحْرَجَ أُمَّتُه إِذا صاموا تسعة وعشرين أَو وقع حَجُّهم خطأًً عن التاسع أَو العاشر لم يكن عليهم قضاء ولم يقع في نُسُكهم نَقْص قال ابن الأَثير وقيل فيه غير ذلك قال وهذا أَشبه وقال غيره سُمي شهراً باسم الهلال إِذا أَهَلَّ سمي شهراً والعرب تقول رأَيت الشهر أَي رأَيت هلاله وقال ذو الرُّمة يَرَى الشَّهْرَ قبْلَ الناسِ وهو نَحِيلُ ابن الأَعرابي يُسَمَّى القمر شَهْراً لأَنه يُشْهَرُ به والجمع أَشْهُرٌ وشُهور وشاهَرَ الأَجيرَ مُشاهَرَةً وشِهاراً استأْجره للشَّهْر عن اللحياني والمُشاهَرَة المعاملة شهراً بشهر والمُشاهَرة من الشهر كالمُعاوَمَة من العام وقال الله عز وجل الحَجُّ أَشهرٌ معلومات قال الزجاج معناه وقتُ الحجّ أَشهر معلومات وقال الفراء الأَشهر المعلومات من الحجّ شوّال وذو القَعْدَة وعشر من ذي الحِجَّة وإِنما جاز أَن يقال أَشهر وإِنما هما شهران وعشرٌ من ثالث وذلك جائز في الأَوقات قال الله تعالى واذكروا الله في أَيام معدودات فمن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ وإِنما يتعجل في يوم ونصف وتقول العرب له اليومَ يومان مُذْ لم أَرَهُ وإِنما هو يوم وبعض آخر قال وليس هذا بجائز في غير المواقيت لأَن العرَب قد تفعَل الفِعْل في أَقلَّ من الساعة ثم يوقعونه على اليوم ويقولون زُرْته العامَ وإِنما زاره في يوم منه وأَشْهَرَ القومُ أَتى عليهم شهرٌ وأَشهرتِ المرأَة دخلتْ في شهرِ وِلادِها والعرب تقول أَشْهَرْنا مُذْ لم نلتق أَي أَتى علينا شهر قال الشاعر ما زِلتُ مُذْ أَشْهَرَ السُّفَّارُ أَنظرُهم مِثلَ انْتِظارِ المُضَحِّي راعِيَ الغَنَمِ وأَشْهَرْنَا مذ نزلنا على هذا الماء أَي أَتى علينا شهر وأَشهرنا في هذا المكان أَقمنا فيه شهراً وأَشْهَرْنا دخلنا في الشهر وقوله عز وجل فإِذا انسلخ الأَشهُرُ الحُرُم يقال الأَربعةُ أَشهر كانت عشرين من ذي الحجة والمحرمَ وصفرَ وشهرَ ربيع الأَول وعشراً من ربيع الآخر لأَن البراءة وقعت في يوم عرفة فكان هذا الوقت ابتداءَ الأَجَل ويقال لأَيام الخريف في آخر الصيف الصَّفَرِيَّةُ وفي شعر أَبي طالب يمدح سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَإِنِّي والضَّوابِحَ كلَّ يوم وما تَتْلُو السَّفاسِرَةُ الشُّهورُ الشُّهور العلماء الواحد شَهْر ويقال لفلان فضيلة اشْتَهَرها الناسُ وشَهَر فلان سيفَه يَشْهَرُهُ شَهْراً أَي سَلَّه وشَهَّرَهُ انْتَضاه فرفعه على الناس قال يا ليتَ شِعْرِي عنكُم حَنِيفا أَشاهِرُونَ بَعْدنا السُّيُوفا وفي حديث عائشة خرج شاهِراً سيفه راكباً راحِلَته يعني يوم الرِّدَّة أَي مُبْرِزاً له من غمده وفي حديث ابن الزبير من شَهَر سيفه ثم وضعه فَدَمُه هَدَرٌ أَي من أَخرجه من غمده للقتال وأَراد بوضَعَه ضرب به وقول ذي الرمة وقد لاحَ لِلسَّارِي الذي كَمَّلَ السُّرَى على أُخْرَياتِ الليل فَتْقٌ مُشَهَّرُ أَي صبح مشهور وفي الحديث ليس مِنّا من شَهَر علينا السلاح وامرأَة شَهِيرة وهي العَرِيضة الضخمة وأَتانٌ شَهِيرة مثلُها والأَشاهِرُ بَياض النَّرْجِس وامرأَة شَهِيرة وأَتان شَهِيرة عريضة واسعة والشِّهْرِيَّة ضرْب من البَراذِين وهو بين البِرذَون والمُقْرِف من الخيل وقوله أَنشده ابن الأَعرابي لها سَلَفٌ يَعُود بكلِّ رِيعٍ حَمَى الحَوْزات واشْتَهَر الإِفَالا فسَّره فقال واشتهر الإِفالا معناه جاء تشبهه ويعني بالسَّلَفِ الفحل والإِفالُ صغار الإِبل وقد سَمَّوْا شَهْراً وشُهَيْراً ومَشْهُوراً وشَهْرانُ أَبو قبيلة من خَثْعَم وشُهارٌ مَوضع قال أَبو صخر ويومَ شُهارٍ قد ذَكَرْتُك ذِكْرَةً على دُبُرٍ مُجْلٍ من العَيْشِ نافِدِ

شهبر
الشَّهْبَرَة والشَّهْرَبة العجوز الكبيرة وفي الحديث لا تَتَزَوّجَنَّ شَهْبَرة ولا نَهْبَرة الشَّهْبَرَة الكبيرة الفانية والشَّيْهَبُور كالشَّهْبَرة وشيخ شَهْرَب وشَهْبَر عن يعقوب قال الأَزهري ولا يقال للرجل شَهْبَرٌ قال شِظاظ الضبَّي وهو أَحد اللصوص الفُتَّاك وكان رأَى عجوزاً معها جمل حسن وكان راكباً على بكر له فنزل عنه وقال أَمسكي لي هذا البكر لأَقضي حاجة وأَعود فلم تستطع العجوز حفظ الجملين فانفلت منها جملها ونَدَّ فقال أَنا آتيك به فمضى وركبه وقال رُبَّ عجوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ عَلَّمْتُها الإِنَقَاضَ بعد القَرقَرَهْ أَراد أَنها كانت ذات إِبل فأَغَرْتُ عليها ولم أَترك لها غير شُوَيْهات تُنْقِضُ بها والإِنْقاض صوت الصغير من الإِبل والقَرْقَرَةُ صوت الكبير والجمع الشَّهابِر وقال جمعتُ منهمْ عَشَباً شَهابِرَا

شهدر
الشِّهْدارة بدال غير معجمة الرجل القصير وأَنشد الفراء فيه ولم تَكُ شِهْدارَةَ الأَبْعَدِينَ ولا زُمَّحَ الأَقْرَبِينَ الشَّرِيرَا ورجل شِهْدارة أَي فاحش بالدال والذال جميعاً

شهذر
الشِّهذارة يذال معجمة الكثير الكلام وقيل العَنِيف في السير ورجل شِهْذارة أَي فاحش بالدال والذال جميعاً

شور
شارَ العسلَ يشُوره شَوْراً وشِياراً وشِيَارَة ومَشَاراً ومَشَارة استخرجه من الوَقْبَة واّحتَناه قال ساعدة بن جؤية فَقَضَى مَشارتَهُ وحَطَّ كأَنه حَلَقٌ ولم يَنْشَبْ بما يَتَسَبْسَبُ وأَشَاره واشْتاره كَشَارَه أَبو عبيد شُرْت العسل واشْتَرْته اجْتَنَيْته وأَخذته من موضعه قال الأَعشى كأَن جَنِيّاً من الزَّنْجبِي ل باتَ لِفِيها وأَرْياً مَشُورَا شمر شُرْت العسل واشْتَرْتُه وأَشَرْتُه لغة يقال أَشِرْني على العسل أَي أَعِنِّي كما يقال أَعْكِمْني وأَنشد أَبو عمرو لعدي بن زيد ومَلاهٍ قد تَلَهَّيْتُ بها وقَصَرْتُ اليومَ في بيت عِذارِي في سَمَاعٍ يأْذَنُ الشَّيْخُ له وحَدِيثٍ مثْلِ ماذِيٍّ مُشارِ ومعنى يأْذَن يستمع كما قال قعنب بن أُمّ صاحب صُمٌّ إِذا سَمِعوا خَيْراً ذُكِرْتُ به وِإِنْ ذُكِرْتُ بسُوء عندهم أَذِنُوا أَوْ يَسْمَعُوا رِيبَةً طارُوا بها فَرَحاً مِنِّي وما سَمِعوا من صالح دَفَنُوا والمَاذِيّ العسل الأَبيض والمُشَار المُجْتَنَى وقيل مُشتار قد أُعين على أَخذه قال وأَنكرها الأَصمعي وكان يروي هذا البيت « مِثْلِ ماذِيِّ مَشَار » بالإِضافة وفتح الميم قال والمَشَار الخَلِيَّة يُشْتار منها والمَشَاوِر المَحابِض والواحد مِشْوَرٌ وهو عُود يكون مع مُشْتار العسل وفي حديث عمر في الذي يُدْلي بحبْل ليَشْتَارَ عسلاً شَار العسل يَشُوره واشْتَاره يَشْتارُه اجتناه من خلاياه ومواضعه والشَّوْرُ العسل المَشُور سُمّي بالمصدر قال ساعدة بن جؤية فلّما دنا الإِفراد حَطَّ بِشَوْرِه إِلى فَضَلاتٍ مُسْتَحِيرٍ جُمومُها والمِشْوَار ما شار به والمِشْوَارة والشُّورة الموضع الذي تُعَسَّل فيه النحل إِذا دَجَنَها والشَّارَة والشُّوْرَة الحُسْن والهيئة واللِّباس وقيل الشُّوْرَة الهيئة والشَّوْرَة بفتح الشين اللِّباس حكاه ثعلب وفي الحديث أَنه أَقبل رجل وعليه شُوْرَة حَسَنة قال ابن الأَثير هي بالضم الجَمال والحُسْن كأَنه من الشَّوْر عَرْض الشيء وإِظهاره ويقال لها أَيضاً الشَّارَة وهي الهيئة ومنه الحديث أَن رجلاً أَتاه وعليه شَارَة حسَنة وأَلِفُها مقلوبة عن الواو ومنه حديث عاشوراء كانوا يتخذونه عِيداً ويُلبسون نساءَهم فيه حُلِيَّهُم وشَارَتهم أَي لباسهم الحسَن الجميل وفي حديث إِسلام عمرو بن العاص فدخل أَبو هريرة فَتَشايَرَه الناس أَي اشْتَهَرُوه بأَبصارهم كأَنه من الشَّارَة وهي الشَّارة الحسَنة والمِشْوَار المَنْظَر ورجل شَارٌ صارٌ وشَيِّرٌ صَيِّرٌ حسَن الصورة والشَّوْرة وقيل حسَن المَخْبَر عند التجربة وإِنما ذلك على التشبيه بالمنظَر أَي أَنه في مخبره مثله في منظره ويقال ما أَحسن شَوَارَ الرجل وشَارَته وشِيَارَه يعني لباسه وهيئته وحسنه ويقال فلان حسن الشَّارَة والشَّوْرَة إِذا كان حسن الهيئة ويقال فلان حسن الشَّوْرَة أَي حسن اللِّباس ويقال فلان حسن المِشْوَار وليس لفلان مِشْوَار أَي مَنْظَر وقال الأَصمعي حسن المِشْوَار أَي مُجَرَّبه وحَسَنٌ حين تجرّبه وقصيدة شَيِّرة أَي حسناء وشيء مَشُورٌ أَي مُزَيِّنٌ وأَنشد كأَن الجَراد يُغَنِّيَنه يُباغِمْنَ ظَبْيَ الأَنيس المَشُورَا الفراء إِنه لحسن الصُّورة والشُّوْرَة وإِنه لحسَن الشَّوْر والشَّوَار واحده شَوْرَة وشَوارة أَي زِينته وشُرْتُه زَيَّنْتُه فهو مَشُور والشَّارَة والشَّوْرَة السِّمَن الفراء شَار الرجلُ إِذا حسُن وجهه ورَاشَ إِذا استغنى أَبو زيد اسْتَشَار أَمرُه إِذا تبيَّن واسْتَنار والشَّارَة والشَّوْرة السِّمَن واسْتَشَارَتِ الإِبل لبست سِمَناً وحُسْناً ويقال اشتارت الإِبل إِذا لَبِسها شيء من السِّمَن وسَمِنَتْ بعض السِّمَن وفرس شَيِّر وخيل شِيارٌ مثل جَيّد وجِياد ويقال جاءت الإِبل شِياراً أَي سِماناً حِساناً وقال عمرو ابن معد يكرب أَعَبَّاسُ لو كانت شِياراً جِيادُنا بِتَثْلِيثَ ما ناصَبْتَ بعدي الأَحامِسَا والشِّوَار والشَّارَة اللباس والهيئة قال زهير مُقْوَرَّة تَتَبارَى لا شَوارَ لها إِلا القُطُوعُ على الأَجْوازِ والوُرُك
( * في ديوان زهير إِلا القطوع على الأَنساع )
ورجل حسن الصُّورة والشُّوْرَة وإِنه لَصَيِّر شَيِّر أَي حسن الصورة والشَّارة وهي الهيئة عن الفراء وفي الحديث أَنه رأَى امرأَة شَيِّرَة وعليها مَناجِد أَي حسنة الشَّارة وقيل جميلة وخيلٌ شِيار سِمان حِسان وأَخذت الدابة مِشْوَارها ومَشَارَتَها سَمِنت وحسُنت هيئتها قال ولا هِيَ إِلا أَن تُقَرِّبَ وَصْلَها عَلاةٌ كِنازُ اللّحم ذاتُ مَشَارَةِ أَبو عمرو المُسْتَشِير السَّمِين واسْتَشار البعيرُ مثل اشْتار أَي سَمِن وكذلك المُسْتَشيط وقد شَار الفرسُ أَي سَمِن وحسُن الأَصمَعي شارَ الدَّابَّة وهو يَشُورها شَوْراً إِذا عَرَضَها والمِشْوار ما أَبقت الدابَّة من علَفها وقد نَشْوَرَتْ نِشْواراً لأَن نفعلت
( * قوله « لأن نفعلت إلخ » هكذا بالأَصل ولعله إِلا أَن نفعلت ) بناء لا يعرف إِلا أَن يكون فَعْوَلَتْ فيكون من غير هذا الباب قال الخليل سأَلت أَبا الدُّقَيْش عنه قلت نِشْوار أَو مِشْوار ؟ فقال نِشْوار وزعم أَنه فارسي وشَارها يَشُورها شَوْراً وشِواراً وشَوَّرَها وأَشارَها عن ثعلب قال وهي قليلة كلُّ ذلك رَاضَها أَو رَكِبها عند العَرْض على مُشْترِيها وقيل عَرَضها للبيع وقيل بَلاها ينظُر ما عندها وقيل قلَّبها وكذلك الأَمَة يقال شُرْت الدَّابة والأَمة أَشُورُهما شَوْراً إِذا قلَّبتهما وكذلك شَوَّرْتُهُما وأَشَرْتهما وهي قليلة والتَّشْوِير أَن تُشَوِّرَ الدابة تنظرُ كيف مِشْوارها أَي كيف سَيْرَتُها ويقال للمكان الذي تُشَوَّرُ فيه الدَّوابّ وتعرَض المِشْوَار يقال أَياك والخُطَب فإِنها مِشْوارٌ كثير العِثَارِ وشُرْت الدَّابة شَوْراً عَرَضْتها على البيع أَقبلت بها وأَدبرت وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه أَنه ركب فَرساً يَشُوره أَي يَعْرِضُه يقال شَارَ الدَّابة يشُورها إِذا عَرَضها لِتُباع ومنه حديث أَبي طَلْحَةَ أَنه كان يَشُور نفسه بين يَدَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي يعرِضُها على القَتْل والقَتْل في سبيل الله بَيْع النفس وقيل يَشُور نفسه أَي يَسْعى ويَخِفُّ يُظهر بذلك قوَّته ويقال شُرْت الدابة إِذا أَجْرَيْتها لتعرف قُوَّتها وفي رواية أَنه كان يَشُور نفسه على غُرْلَتِه أَي وهو صبيٌّ والغُرْلَة القُلْفَةُ واشْتار الفحل الناقة كَرَفَها فنظر إِليها لاقِح هي أَم لا أَبو عبيد كَرَف الفحل الناقة وشافَها واسْتَشارها بمعنى واحد قال الراجز إِذا اسْتَشارَ العَائطَ الأَبِيَّا والمُسْتَشِير الذي يَعرِف الحائِلَ من غيرها وفي التهذيب الفَحْل الذي يعرِف الحائِل من غيرها عن الأُموي قال أَفزَّ عنها كلّ مُسْتَشِيرِ وكلّ بَكْرٍ دَاعِرٍ مِئْشيرِ مِئْشير مِفْعِيل من الأَشَر والشَّوَارُ والشَِوَرُ والشُّوَار الضم عن ثعلب مَتاع البيت وكذلك الشَّوَار لِمتَاع الرَّحْل بالحاء وفي حديث ابن اللُّتْبِيَّة أَنه جاء بشَوَار كَثِيرٍ هو بالفتح مَتاع البَيْت وشَوار الرجُل ذكَره وخُصْياه واسْتُه وفي الدعاء أَبْدَى الله شُواره الضم لغة عن ثعلب أَي عَوْرَته وقيل يعني مَذاكِيره والشَّوار فرج المرأَة والرجُل ومنه قيل شَوَّر به كأَنه أَبْدَى عَوْرَته ويقال في مَثَلٍ أَشْوَارَ عَروسٍ تَرَى ؟ وشَوَّرَ به فعَل به فِعْلاً يُسْتَحْيا منه وهو من ذلك وتَشَوَّرَ هو خَجِل حكاها يعقوب وثعلب قال يعقوب ضَرَطَ أَعرابيّ فَتَشَوَّر فأَشار بإِبْهامه نحوَ اسْتِه وقال إِنها خَلْفٌ نطقَتْ خَلْفاً وكرهها بعضهم فقال ليست بعربِيَّة اللحياني شَوَّرْت الرجلَ وبالرجل فَتَشَوَّر إِذا خَجَّلْته فَخَجِل وقد تشوَّر الرجل والشَّوْرَة الجَمال الرائِع والشَّوْرَة الخَجْلَة والشَّيِّرُ الجَمِيل والمَشارة الدَّبْرَة التي في المَزْرَعة ابن سيده المَشارة الدَّبْرَة المقطعة لِلزِّراعة والغِراسَة قال يجوز أَن تكون من هذا الباب وأَن تكون من المَشْرَة وأَشار إِليه وشَوَّر أَومَأَ يكون ذلك بالكفِّ والعين والحاجب أَنشد ثعلب نُسِرُّ الهَوَى إِلاَّ إِشارَة حاجِبٍ هُناك وإِلاَّ أَن تُشِير الأَصابِعُ وشَوَّر إِليه بيده أَي أَشارَ عن ابن السكيت وفي الحديث كان يُشِير في الصلاة أَي يُومِئ باليد والرأْس أَي يأْمُرُ ويَنْهَى بالإِشارة ومنه قوله لِلَّذى كان يُشير بأُصبعه في الدُّعاء أَحِّدْ أَحِّدْ ومنه الحديث كان إِذا أَشار بكفِّه أَشارَ بها كلِّها أَراد أَنَّ إِشارَاتِه كلَّها مختلِفة فما كان منها في ذِكْر التوحيد والتشهُّد فإِنه كان يُشِير بالمُسبِّحَة وحْدها وما كان في غير ذلك كان يُشِير بكفِّه كلها ليكون بين الإِشارَتَيْن فرْق ومنه وإِذا تحَدَّث اتَّصل بها أَي وصَلَ حَدِيثَه بإِشارة تؤكِّده وفي حديث عائشة مَنْ أَشار إِلى مؤمن بحدِيدة يريد قتلَه فقد وَجَب دَمُه أَي حلَّ للمقصود بها أَن يدفعَه عن نفسه ولو قَتَلَه قال ابن الأَثير وَجَب هنا بمعنى حلَّ والمُشِيرَةُ هي الإِصْبَع التي يقال لها السَّبَّابَة وهو منه ويقال للسَّبَّابَتين المُشِيرَتان وأَشار عليه بأَمْرِ كذا أَمَرَه به وهيَ الشُّورَى والمَشُورَة بضم الشين مَفْعُلَة ولا تكون مَفْعُولَة لأَنها مصدر والمَصادِر لا تَجِيء على مثال مَفْعُولة وإِن جاءت على مِثال مَفْعُول وكذلك المَشْوَرَة وتقول منه شَاوَرْتُه في الأَمر واسْتشرته بمعنى وفلان خَيِّرٌ شَيِّرٌ أَي يصلُح لِلْمُشاورَة وشاوَرَه مُشاوَرَة وشِوَاراً واسْتَشاره طَلَب منه المَشُورَة وأَشار الرجل يُشِيرُ إِشارَةً إِذا أَوْمَأَ بيديْه ويقال شَوَّرْت إِليه بِيَدِي وأَشرت إِليه أَي لَوَّحْت إِليه وأَلَحْتُ أَيضاً وأَشارَ إِليه باليَدِ أَوْمأَ وأَشارَ عليه بالرَّأْيِ وأَشار يُشِير إِذا ما وَجَّه الرَّأْي ويقال فلان جيِّد المَشُورة والمَشْوَرَة لغتان قال الفراء المَشُورة أَصلها مَشْوَرَة ثم نقلت إِلى مَشُورة لخفَّتها اللَّيث المَشْوَرَة مفْعَلَة اشتُقَّ من الإِشارة ويقال مَشُورة أَبو سعيد يقال فلان وَزِيرُ فلان وشيِّرُه أَي مُشاورُه وجمعه شُوَرَاءُ وأَشَارَ النَّار وأَشارَ بِها وأَشْوَرَ بها وشَوَّرَ بها رفعَها وحَرَّة شَوْرَان إِحْدَى الحِرَارِ في بلاد العرَب وهي معروفة والقَعْقاعُ بن شَوْر رجُلٌ من بَنِي عَمْرو بن شَيْبان بن ذُهْل بن ثعلبة وفي حديث ظبيان وهمُ الَّذِينَ خَطُّوا مَشائِرَها أَي ديارَها الواحدة مَشارَة وهي من الشَّارة مَفْعَلَة والميم زائدة

شير
: شِيارٌ : السَّبْتُ في الجاهِلَيَّة كانت العرب تسمي يوم السَّبْت شِياراً قال : أُؤَمِّل أَنْ أَعِيشَ وأَنَّ يَوْمِي بأَوَّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَارِ أَو التَّالي دُبار فَإِنْ يَفُتْنِي فَمُؤْنِس أَو عَروبَةَ أَو شِيَارِ وفي التهذيب : و الشِّيار يوم السبت

صأر
صَوْأَرٌ مَوْضِع عاقَر فيه سُحَيم بن وَثِيلٍ الرّياحي غَالِبَ بن صَعْصَعَة أَبا الفَرَزْدَق فعقر سُحَيم خَمْساً ثم بَدَا لَهُ وعَقَرَ غالِب مائة قال جرير لَقَدْ سَرَّني أَنْ لا تَعُدَّ مُجاشِعٌ من الفَخْرِ إِلاَّ عَقْرَ نِيبٍ بِصَوْأَرِ

صبر
في أَسماء الله تعالى الصَّبُور تعالى وتقدَّس هو الذي لا يُعاجِل العُصاة بالانْتقامِ وهو من أَبنية المُبالَغة ومعناه قَرِيب من مَعْنَى الحَلِيم والفرْق بينهما أَن المُذنِب لا يأْمَنُ العُقوبة في صِفَة الصَّبُور كما يأْمَنُها في صِفَة الحَلِيم ابن سيده صَبَرَه عن الشيء يَصْبِرُه صَبْراً حَبَسَه قال الحطيئة قُلْتُ لها أَصْبِرُها جاهِداً وَيْحَك أَمْثالُ طَرِيفٍ قَلِيلْ والصَّبْرُ نَصْب الإِنسان للقَتْل فهو مَصْبُور وصَبْرُ الإِنسان على القَتْل نَصْبُه عليه يقال قَتَلَه صَبْراً وقد صَبَره عليه وقد نَهَى رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنْ تُصْبَرَ الرُّوح ورجل صَبُورَة بالهاء مَصْبُور للقتل حكاه ثعلب وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نَهَى عن قَتْل شيء من الدَّوابّ صَبْراً قيل هو أَن يُمْسك الطائرُ أَو غيرُه من ذواتِ الرُّوح يُصْبَر حَيّاً ثم يُرْمَى بشيء حتى يُقْتَل قال وأَصل الصَّبْر الحَبْس وكل من حَبَس شيئاً فقد صَبَرَه ومنه الحديث نهى عن المَصْبُورة ونَهَى عن صَبْرِ ذِي الرُّوح والمَصبُورة التي نهى عنها هي المَحْبُوسَة على المَوْت وكل ذي روح يصبر حيّاً ثم يرمى حتى يقتل فقد قتل صبراً وفي الحديث الآخر في رَجُل أَمسَك رجُلاً وقَتَلَه آخر فقال اقْتُلُوا القاتل واصْبُروا الصَّابرَ يعني احْبِسُوا الذي حَبَسَه للموْت حتى يَمُوت كفِعْلِهِ به ومنه قيل للرجُل يقدَّم فيضربَ عنقه قُتِل صَبْراً يعني أَنه أُمسِك على المَوْت وكذلك لو حَبَس رجُل نفسَه على شيء يُرِيدُه قال صَبَرْتُ نفسِي قال عنترة يذكُر حرْباً كان فيها فَصَبَرْتُ عارِفَةً لذلك حُرَّةً تَرْسُو إِذا نَفْسُ الجبان تَطَلَّعُ يقول حَبَست نفساً صابِرة قال أَبو عبيد يقول إِنه حَبَس نفسَه وكلُّ من قُتِل في غير مَعْرَكة ولا حَرْب ولا خَطَإٍ فإِنه مَقْتول صَبْراً وفي حديث ابن مسعود أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عن صَبْرِ الرُّوح وهو الخِصاءُ والخِصاءُ صَبْرٌ شديد ومن هذا يَمِينُ الصَّبْرِ وهو أَن يحبِسَه السلطان على اليمين حتى يحلِف بها فلو حلَف إِنسان من غيرِ إِحلاف ما قيل حلَف صَبْراً وفي الحديث مَنْ حَلَف على يَمِين مَصْبُورَةٍ كاذِباً وفي آخر على يَمِينِ صَبْرٍ أَي أُلْزِم بها وحُبِس عليها وكانت لازِمَة لصاحِبها من جِهَة الحَكَم وقيل لها مَصْبُورة وإِن كان صاحِبُها في الحقيقة هو المَصْبُور لأَنه إِنما صُبِرَ من أَجْلِها أَي حُبس فوُصِفت بالصَّبْر وأُضيفت إِليه مجازاً والمَصْبورة هي اليَمِين والصَّبْر أَن تأْخذ يَمِين إِنسان تقول صَبَرْتُ يَمِينه أَي حلَّفته وكلُّ من حَبَسْتَه لقَتلٍ أَو يَمِين فهو قتلُ صَبْرٍ والصَّبْرُ الإِكراه يقال صَبَرَ الحاكم فُلاناً على يَمين صَبْراً أَي أَكرهه وصَبَرْت الرَّجل إِذا حَلَّفته صَبْراً أَو قتلتَه صَبْراً يقال قُتِل فلانٌ صَبْراً وحُلِّف صَبْراً إِذا حُبِس وصَبَرَه أَحْلَفه يَمِين صَبْرٍ يَصْبِرُه ابن سيده ويَمِين الصَّبْرِ التي يُمْسِكُكَ الحَكَم عليها حتى تَحْلِف وقد حَلَف صَبْراً أَنشد ثعلب فَأَوْجِعِ الجَنْبَ وأَعْرِ الظَّهْرَا أَو يُبْلِيَ اللهُ يَمِيناً صَبْرَا وصَبَرَ الرجلَ يَصْبِرُه لَزِمَه والصَّبْرُ نقِيض الجَزَع صَبَرَ يَصْبِرُ صَبْراً فهو صابِرٌ وصَبَّار وصَبِيرٌ وصَبُور والأُنثى صَبُور أَيضاً بغير هاء وجمعه صُبُرٌ الجوهري الصَّبر حَبْس النفس عند الجزَع وقد صَبَرَ فلان عند المُصِيبة يَصْبِرُ صَبْراً وصَبَرْتُه أَنا حَبَسْته قال الله تعالى واصْبِرْ نفسَك مع الذينَ يَدْعُون رَبَّهم والتَّصَبُّرُ تكلُّف الصَّبْرِ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي أَرَى أُمَّ زَيْدٍ كُلَّمَا جَنَّ لَيْلُها تُبَكِّي على زَيْدٍ ولَيْسَتْ بَأَصْبَرَا أَراد وليست بأَصْبَرَ من ابنها بل ابنها أَصْبَرُ منها لأَنه عاقٌّ والعاقُّ أَصبَرُ من أَبَوَيْهِ وتَصَبَّر وآصْطَبَرَ جعل له صَبْراً وتقول آصْطَبَرْتُ ولا تقول اطَّبَرْتُ لأَن الصاد لا تدغم في الطاء فإِن أَردت الإِدغام قلبت الطاء صاداً وقلت اصَّبَرْتُ وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن الله تعالى قال إِنِّي أَنا الصَّبُور قال أَبو إِسحق الصَّبُور في صفة الله عز وجلّ الحَلِيم وفي الحديث لا أَحَدَ أَصْبَرُ على أَذًى يَسْمَعُه من الله عزَّ وجلَّ أَي أَشدّ حِلْماً على فاعِل ذلك وترك المُعاقبة عليه وقوله تعالى وتَتَواصَوْا بالصَّبْرِ معناه وتَوَاصَوْا بالصبر على طاعة الله والصَّبْرِ على الدخول في مَعاصِيه والصَّبْرُ الجَراءة ومنه قوله عز وجلّ فما أَصْبَرَهُمْ على النار أَي ما أَجْرَأَهُم على أَعمال أَهل النار قال أَبو عمرو سأَلت الحليحي عن الصبر فقال ثلاثة أَنواع الصَّبْرُ على طاعة الجَبَّار والصَّبْرُ على معاصِي
( * قوله « الحليحي » وقوله « والصبر على معاصي إلخ » كذا بالأَصل ) الجَبَّار والصَّبر على الصَّبر على طاعته وتَرْك معصيته وقال ابن الأَعرابي قال عُمر أَفضل الصَّبر التَّصَبر وقوله فَصَبْرٌ جَمِيل أَي صَبْرِي صَبْرٌ جَمِيل وقوله عز وجل اصْبِرُوا وصَابِرُوا أَي اصْبِرُوا واثْبُتُوا على دِينِكم وصابروا أَي صابروا أَعداءَكُم في الجِهاد وقوله عز وجل اسْتَعِينوا بالصَّبْرِ أَي بالثبات على ما أَنتم عليه من الإِيمان وشَهْرُ الصَّبْرِ شهر الصَّوْم وفي حديث الصَّوْم صُمْ شَهْرَ الصَّبْر هُوَ شهرُ رمضان وأَصل الصَّبْرِ الحَبْس وسُمِّي الصومُ صَبْراً لِمَا فيه من حَبْس النفس عن الطَّعام والشَّرَاب والنِّكاح وصَبَرَ به يَصْبُرُ صَبْراً كَفَلَ وهو بِهِ صَبِيرٌ والصَّبِيرُ الكَفِيل تقول منه صَبَرْتُ أَصْبُرُ بالضَّم صَبْراً وصَبَارة أَي كَفَلْت به تقول منه اصْبُرْني يا رجل أَي أَعْطِنِي كَفِيلاً وفي حديث الحسَن مَنْ أَسْلَفَ سَلَفاً فَلا يأْخُذَنَّ به رَهْناً ولا صَبِيراً هو الكفِيل وصَبِير القوم زَعِيمُهم المُقَدَّم في أُمُورِهم والجمع صُبَراء والصَّبِيرُ السحاب الأَبيض الذي يصبرُ بعضه فوق بعض درجاً قال يصِف جَيْشاً كَكِرْفِئَة الغَيْث ذاتِ الصبِير قال ابن بري هذا الصدر يحتمل أَن يكون صدراً لبيت عامر بن جوين الطائي من أَبيات وجارِيَةٍ من بَنَات المُلُو ك قَعْقَعْتُ بالخيْل خَلْخالَها كَكِرْفِئَة الغَيْث ذات الصَّبِي رِ تأْتِي السَّحابَ وتَأْتالَها قال أَي رُبَّ جارية من بَنات المُلُوك قَعْقَعتُ خَلْخَالَها لَمَّا أَغَرْت عليهم فهَرَبَتْ وعَدَت فسُمِع صَوْت خَلْخَالِها ولم تكن قبل ذلك تَعْدُو وقوله كَكِرْفِئَة الغَيْث ذات الصَّبِيرِ أَي هذه الجارية كالسَّحابة البَيْضاء الكَثِيفة تأْتي السَّحاب أَي تقصِدُ إِلى جُمْلَة السَّحاب وتأْتالُه أَي تُصْلِحُه وأَصله تأْتَوِلُهُ من الأَوْل وهو الإِصْلاح ونصب تأْتالَها على الجواب قال ومثله قول لبيد بِصَبُوحِ صَافِيَة وجَذْب كَرِينَةٍ بِمُوَتَّرٍ تَأْتالُه إِبهامُها أَي تُصْلِح هذه الكَرِينَة وهي المُغَنِّية أَوْتار عُودِها بِإِبْهامِها وأَصله تَأْتَوِلُه إِبْهامُها فقلبت الواو أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها قال وقد يحتمل أَن يكون كَكِرْفِئَة الغيْث ذات الصبير للْخَنْسَاء وعجزه تَرْمِي السَّحابَ ويَرْمِي لَها وقبله ورَجْراجَة فَوْقَها بَيْضُنا عليها المُضَاعَفُ زُفْنا لَها والصَّبِير السحاب الأَبيض لا يكاد يُمطِر قال رُشَيْد بن رُمَيْض العَنَزيّ تَرُوح إِليهمُ عَكَرٌ تَراغَى كأَن دَوِيَّها رَعْدُ الصَّبِير الفراء الأَصْبار السحائب البيض الواحد صِبْر وصُبْر بالكسر والضم والصَّبِير السحابة البيضاء وقيل هي القطعة من السحابة تراها كأَنها مَصْبُورة أَي محبُوسة وهذا ضعيف قال أَبو حنيفة الصَّبير السحاب يثبت يوماً وليلة ولا يبرَح كأَنه يُصْبَرُ أَي يحبس وقيل الصَّبِير السحاب الأَبيض والجمع كالواحد وقيل جمعه صُبُرٌ قال ساعدة بن جؤية فارْمِ بِهم لِيَّةَ والأَخْلافا جَوْزَ النُّعامَى صُبُراً خِفافا والصُّبَارة من السحاب كالصَّبِير وصَبَرَه أَوْثقه وفي حديث عَمَّار حين ضرَبه عُثمان فلمَّا عُوتِب في ضَرْبه أَياه قال هذه يَدِي لِعَمَّار فَلْيَصْطَبِر معناه فليقتصّ يقال صَبَرَ فلان فلاناً لوليّ فلان أَي حبسه وأَصْبَرَه أَقَصَّه منه فاصْطَبر أَي اقتصَّ الأَحمر أَقادَ السلطان فلاناً وأَقَصَّه وأَصْبَرَه بمعنى واحد إِذا قَتَلَه بِقَوَد وأَباءَهُ مثلهُ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم طَعَن إِنساناً بقضِيب مُدَاعَبة فقال له أَصْبِرْني قال اصْطَبر أَي أَقِدْني من نفسك قال اسْتَقِدْ يقال صَبَر فلان من خصْمه واصْطَبَر أَي اقتصَّ منه وأَصْبَرَه الحاكم أَي أَقصَّه من خصْمه وصَبِيرُ الخُوانِ رُقَاقَة عَرِيضَة تُبْسَطُ تحت ما يؤكل من الطعام ابن الأَعرابي أَصْبَرَ الرجل إِذا أَكل الصَّبِيرَة وهي الرُّقاقة التي يَغْرُِفُ عليها الخَبَُاز طَعام العُرْس والأَصْبَِرةُ من الغَنَم والإِبل قال ابن سيده ولم أَسمع لها بواحد التي تَرُوح وتَغْدُو على أَهلها لا تَعْزُب عنهم وروي بيت عنترة لها بالصَّيْف أَصْبِرَةٌ وجُلّ وسِتُّ من كَرائِمِها غِزَارُ الصَّبرُ والصُّبْرُ جانب الشيء وبُصْره مثلُه وهو حَرْف الشيء وغِلَظه والصَّبْرُ والصُّبْرُ ناحية الشيء وحَرْفُه وجمعه أَصْبار وصُبْرُ الشيء أَعلاه وفي حديث ابن مسعود سِدْرة المُنْتَهى صُبْرُ الجنة قال صُبْرُها أَعلاها أَي أَعلى نواحيها قال النمر بن تَوْلَب يصف روضة عَزَبَتْ وباكَرَها الشَّتِيُّ بِدِيمَة وَطْفاء تَمْلَؤُها إِلى أَصْبارِها وأَدْهَقَ الكأْس إِلى أَصْبارها ومَلأَها إِلى أَصْبارها أَي إِلى أَعالِيها ورأْسها وأَخذه بأَصْباره أَي تامّاً بجميعه وأَصْبار القبر نواحيه وأَصْبار الإِناء جوانِبه الأَصمعي إِذا لَقِيَ الرجل الشِّدة بكمالها قيل لَقِيها بأَصْبارها والصُّبْرَة ما جُمِع من الطعام بلا كَيْل ولا وَزْن بعضه فوق بعض الجوهري الصُّبرة واحدة صُبَرِ الطعام يقال اشتريت الشيء صُبْرَةً أَي بلا وزن ولا كيل وفي الحديث مَرَّ على صُبْرَة طَعام فأَدخل يَدَه فيها الصُّبْرة الطعام المجتمِع كالكُومَة وفي حديث عُمَر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وإِنَّ عند رجليه قَرَظاً مَصْبُوراً أَي مجموعاً قد جُعل صُبْرة كصُبْرة الطعام والصُّبْرَة الكُدْس وقد صَبَّرُوا طعامهم وفي حديث ابن عباس في قوله عز وجل وكان عرْشهُ على الماء قال كان يَصْعَد إِلى السماء بُخَارٌ من الماء فاسْتَصْبَر فعاد صَبِيراً اسْتَصْبَرَ أَي استكْثَف وتراكَم فذلك قوله ثم اسْتَوى إِلى السماء وهي دُخَان الصَّبِير سَحاب أَبيض متكاثِف يعني تَكَاثَفَ البُخار وتَراكَم فصار سَحاباً وفي حديث طَهْفة ويسْتَحْلب الصَّبِير وحديث ظبيان وسَقَوْهُم بِصَبِير النَّيْطَل أَي سَحاب الموْت والهَلاك والصُّبْرة الطعام المَنْخُول بشيء شبِيه بالسَّرَنْد
( * قوله « بالسرند » هكذا في الأَصل وشرح القاموس ) والصُّبْرَة الحجارة الغليظة المجتمعة وجمعها صِبَار والصُّبَارة بضم الصاد الحجارة وقيل الحجارة المُلْس قال الأَعشى مَنْ مُبْلِغٌ شَيْبان أَنَّ المَرْءَ لم يُخلَق صُبارَهْ ؟ قال ابن سيده ويروى صِيَارَهْ قال وهو نحوها في المعنى وأَورد الجوهري في هذا المكان مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً بأَنَّ المَرْءَ لم يُخْلَق صُبارَهْ ؟ واستشهد به الأَزهري أَيضاً ويروى صَبَارهْ بفتح الصاد وهو جمع صَبَار والهاء داخلة لجمع الجمع لأَن الصَّبَارَ جمع صَبْرة وهي حجارة شديدة قال ابن بري وصوابه لم يخلق صِبارهْ بكسر الصاد قال وأَما صُبارة وصَبارة فليس بجمع لصَبْرة لأَن فَعالاً ليس من أَبنية الجموع وإِنما ذلك فِعال بالكسر نحو حِجارٍ وجِبالٍ وقال ابن بري البيت لَعَمْرو بن مِلْقَط الطائي يخاطب بهذا الشعر عمرو بن هند وكان عمرو بن هند قتل له أَخ عند زُرارَةَ بن عُدُس الدَّارِمِي وكان بين عمرو بن مِلْقَط وبين زُرارَة شَرٌّ فحرّض عَمرو ابن هند على بني دارِم يقول ليس الإِنسان بحجر فيصبر على مثل هذا وبعد البيت وحَوادِث الأَيام لا يَبْقَى لها إِلاَّ الحجاره ها إِنَّ عِجْزَةَ أُمّه بالسَّفْحِ أَسْفَلَ مِنْ أُوارَهْ تَسْفِي الرِّياح خِلال كَشْ حَيْه وقد سَلَبوا إِزَارَهْ فاقتلْ زُرَارَةَ لا أَرَى في القوم أَوفى من زُرَارَهْ وقيل الصُّبارة قطعة من حجارة أَو حديد والصُّبُرُ الأَرض ذات الحَصْباء وليست بغليظة والصُّبْرُ فيه لغة عن كراع ومنه قيل للحَرَّة أُم صَبَّار ابن سيده وأُمُّ صَبَّار بتشديد الباء الحرَّة مشتق من الصُّبُرِ التي هي الأَرض ذات الحَصْباء أَو من الصُّبَارة وخَصَّ بعضهم به الرَّجْلاء منها والصَّبْرة من الحجارة ما اشتد وغَلُظ وجمعها الصَّبار وأَنشد للأَعشى كأَن تَرَنُّمَ الهَاجَاتِ فيها قُبَيْلَ الصُّبح أَصْوَات الصَّبَارِ الهَاجَات الضَّفادِع شبَّه نَقِيق الضفادع في هذه العين بوقع الحجارة والصَّبِير الجَبَل قال ابن بري اذكر أَبو عمر الزاهد أَن أُم صَبَّار الحرّة وقال الفزاري هي حرة ليلى وحرَّة النار قال والشاهد لذلك قول النابغة تُدافِع الناسَ عنّا حِين نَرْكَبُها من المظالم تُدْعَى أُمَّ صَبَّار أَي تَدْفَعُ الناس عنّا فلا سَبِيل لأَحد إِلى غَزْوِنا لأَنها تمنعهم من ذلك لكونها غَلِيظة لا تَطَؤُها الخيل ولا يُغار علينا فيها وقوله من المظالم هي جمع مُظْلِمة أَي هي حَرَّة سوداء مُظْلِمة وقال ابن السكِّيت في كتاب الأَلفاظ في باب الاختلاط والشرِّ يقع بين القوم وتدعى الحرَّة والهَضْبَةُ أُمَّ صَبَّار وروي عن ابن شميل أَن أُم صَبَّار هي الصَّفَاة التي لا يَحِيك فيها شيء قال والصَّبَّارة هي الأَرض الغَلِيظة المُشْرفة لا نبت فيها ولا تُنبِت شيئاً وقيل هي أُم صَبَّار ولا تُسمَّى صَبَّارة وإِنما هي قُفٌّ غليظة قال وأَما أُمّ صَبُّور فقال أَبو عمرو الشيباني هي الهَضْبة التي ليس لها منفَذ يقال وقع القوم في أُمّ صَبُّور أَي في أَمرٍ ملتبِس شديد ليس له منفَذ كهذه الهَضْبة التي لا منفَذ لها وأَنشد لأَبي الغريب النصري أَوْقَعَه اللهُ بِسُوءٍ فعْلِهِ في أُمِّ صَبُّور فأَودَى ونَشِبْ وأُمّ صَبَّار وأُمُّ صَبُّور كلتاهما الداهية والحرب الشديدة وأَصبر الرجلُ وقع في أُم صَبُّور وهي الداهية وكذلك إِذا وقع في أُم صَبَّار وهي الحرَّة يقال وقع القوم في أُم صَبُّور أَي في أَمر شديد ابن سيده يقال وقعوا في أُم صَبَّار وأُم صَبُّور قال هكذا قرأْته في الأَلفاظ صَبُّور بالباء قال وفي بعض النسخ أُم صيُّور كأَنها مشتقَّة من الصِّيارة وهي الحجارة وأَصْبَرَ الرجلُ إِذا جلس على الصَّبِير وهو الجبل والصِّبَارة صِمَام القارُورَة وأَصبر رأْسَ الحَوْجَلَة بالصِّبَار وهو السِّداد ويقال للسِّداد القعولة والبُلْبُلَة
( * قوله « القعولة والبلبلة » هكذا في الأصل وشرح القاموس ) والعُرْعُرة والصَّبِرُ عُصَارة شجر مُرٍّ واحدته صَبِرَة وجمعه صُبُور قال الفرزدق يا ابن الخَلِيَّةِ إِنَّ حَرْبي مُرَّة فيها مَذاقَة حَنْظَل وصُبُور قال أَبو حنيفة نَبات الصَّبِر كنَبات السَّوْسَن الأَخضر غير أَن ورقَ الصَّبرِ أَطول وأَعرض وأَثْخَن كثيراً وهو كثير الماء جدّاً الليث الصَّبِرِ بكسر الباء عُصارة شجر ورقها كقُرُب السَّكاكِين طِوَال غِلاظ في خُضْرتها غُبْرة وكُمْدَة مُقْشَعِرَّة المنظَر يخرج من وسطها ساقٌ عليه نَوْر أَصفر تَمِهُ الرِّيح الجوهري الصَّبِر هذا الدَّواء المرُّ ولا يسكَّن إِلاَّ في ضرورة الشعر قال الراجز أَمَرُّ من صَبْرٍ وحُضَضْ وفي حاشية الصحاح الحُضَضُ الخُولان وقيل هو بظاءين وقيل بضاد وظاء قال ابن بري صواب إِنشاده أَمَرَّ بالنصب وأَورده بظاءين لأَنه يصف حَيَّة وقبله أَرْقَشَ ظَمْآن إِذا عُصْرَ لَفَظْ والصُّبَارُ بضم الصاد حمل شجرة شديدة الحموضة أَشد حُموضَة من المَصْل له عَجَمٌ أَحمر عَرِيض يجلَب من الهِنْد وقيل هو التمر الهندي الحامض الذي يُتَداوَى به وصَبَارَّة الشتاء بتشديد الراء شدة البَرْد والتخفيف لغة عن اللحياني ويقال أَتيته في صَبَارَّة الشتاء أَي في شدَّة البَرْد وفي حديث علي رضي الله عنه قُلْتم هذه صَبَارَّة القُرّ هي شدة البرد كَحَمَارَّة القَيْظ أَبو عبيد في كتاب اللَّبَن المُمَقَّر والمُصَبَّرُ الشديد الحموضة إِلى المَرارة قال أَبو حاتم اشتُقَّا من الصَّبِر والمَقِر وهما مُرَّان والصُّبْرُ قبيلة من غَسَّان قال الأَخطل تَسْأَله الصُّبْرُ من غَسَّان إِذ حَضَرُوا والحَزْنُ كيف قَراك الغِلْمَةُ الجَشَرُ ؟ الصُّبْر والحَزْن قبيلتان ويروى فسائل الصُّبْر من غَسَّان إِذْ حضروا والحَزْنَ بالفتح لأَنه قال بعده يُعَرِّفونك رأْس ابن الحُبَاب وقد أَمسى وللسَّيْف في خَيْشُومه أَثَرُ يعني عُمير بن الحُباب السُّلَمي لأَنه قُتِل وحُمِل رأْسهُ إِلى قَبائل غَسَّان وكان لا يبالي بِهِم ويقول ليسوا بشيء إِنما هم جَشَرٌ وأَبو صَبْرَة
( * قوله « أَبو صبرة أَلخ » عبارة القاموس وأَبو صبيرة كجهينة طائر احمر البطن اسود الظهر والرأس والذنب ) طائر أَحمرُ البطنِ أَسوَدُ الرأْس والجناحَيْن والذَّنَب وسائره أَحمر وفي الحديث مَنْ فَعَل كذا وكذا كان له خيراً من صَبِير ذَهَباً قيل هو اسم جبل باليمن وقيل إِنما هو مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ بإِسقاط الباء الموحدة وهو جبلَ لطيّء قال ابن الأَثير وهذه الكلمة جاءت في حديثين لعليّ ومعاذ أَما حديث علي فهو صِيرٌ وأَما رواية معاذ فصَبِير قال كذا فَرق بينهما بعضهم

صحر
الصَّحْراء من الأَرض المُستوِيةُ في لِينٍ وغِلَظ دون القُفِّ وقيل هي الفَضاء الواسع زاد ابن سيده لا نَبات فيه الجوهري الصَّحراء البَرِّيَّة غير مصروفة وإِن لم تكن صفة وإِنما لم تصرف للتأْنيث ولزوم حرف التأْنيث لها قال وكذلك القول في بُشرى تقول صَحْراءُ واسعة ولا تقل صَحْراءَة فتدخل تأْنيثاً على تأْنيث قال ابن شميل الصَّحْراء من الأَرض مثل ظهر الدابة الأَجْرَد ليس بها شجر ولا إِكام ولا جِبال مَلْساء يقال صحراء بَيِّنة الصَّحَر والصُّحْرَة وأَصْحَر المكانُ أَي اتَّسع وأَصْحَرَ الرجل نزل الصحراء وأَصْحَرَ القوم برزوا في الصَّحْراء وقيل أَصْحَرَ الرجل إِذا
( * هكذا بياض بالأصل ) كأَنه أَفضى إِلى الصَّحْراء التي لا خَمَرَ بها فانكشف وأَصْحَرَ القوم إِذا برزوا إِلى فضاء لا يُوارِيهم شيء وفي حديث أُم سلمة لعائشة سَكَّن الله عُقَيراكِ فلا تُصْحِرِيها معناه لا تُبْرِزِيها إِلى الصَّحْراء قال ابن الأَثير هكذا جاء في هذا الحديث متعدِّياً على حذف الجار وإِيصال الفعل فإِنه غير متعدّ والجمع الصَّحارى والصَّحارِي ولا يجمع على صُحْر لأَنه ليس بنعت قال ابن سيده الجمع صَحْرَاوَات وصَحارٍ ولا يكسَّر على فُعْل لأَنه وإِن كان صفة فقد غلب عليه الاسم قال الجوهري الجمع الصَّحارِي والصَّحْراوات قال وكذلك جمع كل فعلاء إِذا لم يكن مؤنث أَفْعَلَ مثل عَذْراء وخَبْراء ووَرْقاء اسم رجل وأَصل الصَّحارِي صَحارِيّ بالتشديد وقد جاء ذلك في الشرع لأَنك إِذا جمعت صَحْراء أَدخلت بين الحاء والراء أَلفاً وكسرت الراء كما يُكسر ما بعد أَلِف الجمع في كل موضع نحو مساجد وجَعافِر فتنقلب الأَلف الأُولى التي بعد الراء ياءً للكسرة التي قبلها وتنقلب الأَلف الثانية التي للتأْنيث أَيضاً ياء فتدغَم ثم حذفوا الياء الأُولى وأَبدلوا من الثانية أَلفاً فقالوا صَحارى بفتح الراء لتسلم الأَلف من الحذف عند التنوين وإِنما فعلوا ذلك ليفرقوا بين الياء المنقلبة من الأَلف للتأْنيث وبين الياء المنقلبة من الأَلف التي ليست للتأْنيث نحو أَلِفِ مَرْمًى ومغزًى إِذ قالوا مَرَامِي ومَغازِي وبعض العرب لا يحذف الياءَ الأُولى ولكن يحذف الثانية فيقول الصَّحارِي بكسر الراء وهذه صَحارٍ كما يقول جَوارٍ وفي حديث علي فأَصْحِرْ لعدُوّك وامْض على بَصِيرَتِك أَي كُنْ من أَمره على أَمرٍ واضح منكَشِف من أَصْحَر الرجل إِذا خرج إِلى الصَّحراء قال ابن الأَثير ومنه حديث الدعاء فأَصْحِرْ بِي لغَضَبك فَريداً والمُصاحِرُ الذي يقاتل قِرْنه في الصَّحراء ولا يُخاتِلُه والصُّحْرة جَوْبة تَنْجاب في الحرَّة وتكون أَرضاً ليِّنة تُطِيف بها حجارة والجمع صُحَرٌ لا غير قال أَبو ذؤيب يصف يرَاعاً سَبِيٌّ من يَراعَتِه نَفاهُ أَتيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ وَلُوبُ قوله سَبِيّ أَي غريب واليَراعَة ههنا الأَجَمَة ولَقِيته صَحْرَةَ بَحْرَةَ إِذا لم يكن بينك وبينه شيء وهي غير مُجْراةٍ وقيل لم يُجْرَيَا لأَنهما اسمان جعلا اسماً واحداً وأَخبره بالأَمر صَحْرَةَ بَحْرَةَ وصَحْرَةً بَحْرَةً أَي قَبَلا لم يكن بينه وبينه أَحد وأَبرز له ما في نفسه صَحَاراً كأَنه جاهره به جِهاراً والأَصْحَرُ قريب من الأَصهَب واسم اللَّوْن الصَّحَرُ والصُّحْرَةُ وقيل الصَّحَرُ غُبرة في حُمْرة خفيفة إِلى بياض قليل قال ذو الرمة يَحْدُو نَحائِصَ أَشْباهاً مُحَمْلَجةً صُحْرَ السَّرابِيل في أَحْشائها قَبَبُ وقيل الصُّحْرة حمرة تضرِب إِلى غُبرة ورجل أَصْحَر وامرأَة صَحْراء في لونها الأَصمعي الأَصْحَرُ نحو الأَصْبَح والصُّحْرة لَوْن الأَصْحَر وهو الذي في رأْسه شُقرة واصْحارَّ النبْت اصْحِيراراً أَخذت فيه حمرة ليست بخالصة ثم هاج فاصفرَّ فيقال له اصْحارَّ واصحارَّ السُّنْبُل احمرَّ وقيل ابيضَّت أَوائله وحِمار أَصْحَرُ اللون وأَتان صَحُورٌ فيها بياض وحمرة وجمعه صُحُر والصُّحْرة اسم اللَّوْن والصَّحَر المصدر والصَّحُور أَيضاً الرَّمُوح يعني النَّفُوحَ برجلها والصَّحِيرة اللَّبَن الحلِيب يغلى ثم يصب عليه السمن فيشرب شرباً وقيل هي مَحْض الإِبل والغنم ومن المِعْزَى إِذا احتيج إِلى الحَسْوِ وأَعْوَزَهُمُ الدقيق ولم يكن بأَرضهم طَبَخُوه ثم سَقَوْه العَليل حارّاً وصَحَره يَصْحَره صَحْراً طبخه وقيل إِذا سُخِّن الحليب خاصة حتى يحترق فهو صَحِيرة والفِعْل كالفعل وقيل الصَّحِيرة اللبن الحليب يسخن ثم يذرُّ عليه الدقيق وقيل هو اللبن الحليب يُصْحَر وهو أَن يلقى فيه الرَّضْفُ أَو يجعل في القِدْر فيغلى فيه فَوْرٌ واحد حتى يحترق والاحتراق قبل الغَلْي وربما جعل فيه دقيق وربما جعل فيه سمن والفعل كالفعل وقيل هي الصَّحِيرة من الصَّحْرِ كالفَهِيرة من الفِهْر والصُّحَيْراء ممدود على مثال الكُدَيْراء صِنْف من اللبن عن كراع ولم يُعيِّنه والصَّحِير من صوْت الحمير صَحَر الحمار يَصْحَر صَحِيراً وصُحَاراً وهو أَشد من الصَّهِيل في الخيل وصُحار الخيل عرَقها وقيل حُمَّاها وصَحَرته الشمس آلَمَتْ دِماغه وصُحْرُ اسم أُخت لُقْمان بن عاد وقولهم في المثل ما لي ذَنْب إِلاَّ ذنب صُحْرَ هو اسم امرأَة عُوقبت على الإِحسان قال ابن بري صُحُرُ هي بنت لقمان العادي وابنه لُقَيم بالميم خرجا في إِغارة فأَصابا إِبلاً فسبق لُقَيم فأَتى منزله فنحرت أُخته صُحْرُ جَزُوراً من غَنيمته وصنعت منها طعاماً تتحِف به أَباها إِذا قدِم فلما قدِم لُقْمان قدَّمت له الطعام وكان يحسُد لقيماً فَلَطَمَهَا ولم يكن لها ذنب قال وقال ابن خالَوْيهِ هي أُخت لقمان بن عاد وقال إِنَّ ذنبها هو أَن لقمان رأَى في بيتها نُخامة في السَّقْف فقتلها والمشهور من القولين هو الأَول وصُحَارٌ اسم رجل من عبد القَيْس قال جرير لقيت صُحارَ بني سِنان فيهم حَدَباً كأَعصلِ ما يكون صُحار ويروي كأَقْطَمِ ما يكون صُحار وصُحار قبيلة وصُحار مدينة عُمَان قال الجوهري صُحار بالضم قَصَبَة عُمان مما يلي الجبل وتُؤَام قَصَبتها مما يلي السَّاحل وفي الحديث كُفِّن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ثَوْبَيْن صُحَارِيَّيْنِ صحار قرية باليمن نُسِب الثوبُ إِليها وقيل هو من الصُّخْرة من اللَّوْن وثَوْب أَصْحَر وصُحارِيّ وفي حديث عثمان أَنه رأَى رجلاً يقطَع سَمُرة بِصُحَيرات اليَمام قال ابن الأَثير هو اسم موضع قال واليَمام شَجرَ أَو طير والصُّحَيرات جمعٌ مصغر واحده صُحْرة وهي أَرض لَيِّنة تكون في وسط الحرَّة قال هكذا قال أَبو موسى وفَسَّر اليَمام بشجر أَو طير قال فأَما الطير فصحيح وأَما الشجر فلا يُعرف فيه يّمام بالياء وإِنما هو ثُمام بالثاء المثلثة قال وكذلك ضبطه الحازِمي قال هو صُحَيْرات الثُّمَامة ويقال فيه الثّمام بلا هاء قال وهي إِحدى مراحل النبي صلى الله عليه وسلم إِلى بَدْر

صخر
الصَّخرة الحجر العظيم الصُّلْب وقوله عز وجل يا بُنَيَّ إِنها إِنْ تَكُ مِثْقال حَبَّة من خَردَلٍ فتكن في صَخْرة أَو في السموات أَو في الأَرض قال الزجاج قيل في صَخْرة أَي في الصَّخْرة التي تحت الأَرض فالله عز وجل لطيف باستخراجها خََبِيرٌ بمكانها وفي الحديث الصَّخْرة من الجنة يريد صَخْرة بيت المَقْدِس والصَّخَرَة كالصَّخْرة والجمع صَخْرٌ وصَخَر وصُخُور وصُخورة وصِخَرة وصَخَرات ومكان صَخِر ومُصْخِر كثير الصَّخْر والصَّاخِرَة إِناءٌ من خَزَف والصَّخِير نبْت وصَخْر بن عمرو بن الشَّرِيد أَخو الخَنْساء والصَّاخِر صوْت الحديد بعضه على بعض

صدر
الصَّدْر أَعلى مقدَّم كل شيء وأَوَّله حتى إِنهم ليقولون صَدْر النهار والليل وصَدْر الشتاء والصيف وما أَشبه ذلك مذكّراً فأَما قول الأَعشى وتَشْرَقُ بالقَوْل الذي قد أَذَعْتَه كما شَرِقَتْ صَدْر القَناة من الدَّمِ قال ابن سيده فإِن شئت قلت أَنث لأَنه أَراد القناة وإِن شئت قلت إِن صَدْر القَناة قَناة وعليه قوله مَشَيْنَ كما اهْتَزَّت رِماح تَسَفَّهَتْ أَعالِيها مَرُّ الرِّياح النَّواسِم والصَّدْر واحد الصُّدُور وهو مذكر وإِنما أَنثه الأَعشى في قوله كما شَرِقَتْ صَدْر القَناة على المعنى لأَن صَدْر القَناة من القَناة وهو كقولهم ذهبت بعض أَصابعه لأَنهم يؤنِّثُون الاسم المضاف إِلى المؤنث وصَدْر القناة أَعلاها وصَدْر الأَمر أَوّله وصَدْر كل شيء أَوّله وكلُّ ما واجهك صَدْرٌ وصدر الإِنسان منه مذكَّر عن اللحياني وجمعه صُدُور ولا يكسَّر على غير ذلك وقوله عز وجل ولكن تَعْمَى القُلوب التي في الصُّدُور والقلب لا يكون إِلاَّ في الصَّدْر إِنما جرى هذا على التوكيد كما قال عز وجل يقولون بأَفواههم والقول لا يكون إِلاَّ بالفَمِ لكنه أَكَّد بذلك وعلى هذا قراءة من قرأَ إِن أَخي له تِسْعٌ وتسعون نَعْجَةً أُنثى والصُّدُرة الصَّدْر وقيل ما أَشرف من أَعلاه والصَّدْر الطائفة من الشيء التهذيب والصُّدْرة من الإِنسان ما أَشرف من أَعلى صدْره ومنه الصُّدْرة التي تُلبَس قال الأَزهري ومن هذا قول امرأَة طائيَّة كانت تحت امرئ القيس فَفَرِ كَتْهُ وقالت إِني ما عَلِمْتُكَ إِلاَّ ثَقِيل الصُّدْرة سريع الهِدافَةَ بَطِيء الإِفاقة والأَصْدَر الذي أَشرفت صَدْرته والمَصْدُور الذي يشتكي صدره وفي حديث ابن عبد العزيز قال لعبيدالله بن عبدالله بن عتبة حتى متَى تقولُ هذا الشعر ؟ فقال لا بُدَّ للمَصْدُور من أَن يَسْعُلا المَصْدُور الذي يشتكي صَدْره صُدِرَ فهو مصدور يريد أَن من أُصيب صَدْره لا بدّ له أَن يَسْعُل يعني أَنه يَحْدُث للإِنسان حال يتمثَّل فيه بالشعر ويطيِّب به نفسه ولا يكاد يمتنع منه وفي حديث الزهري قيل له إِن عبيد الله يقول الشِّعْر قال ويَسْتَطَيعُ المَصْدُور أَن لا يَنْفُِثَ أَي لا يَبْزُق شَبَّه الشِّعْر بالنَّفْث لأَنهما يخرجان من الفَمِ وفي حديث عطاء قيل له رجل مَصْدُور يَنْهَزُ قَيْحاً أَحَدَثٌ هُوَ ؟ قال لا يعني يَبزُق قَيْحاً وبَنَات الصدر خَلَل عِظامه وصُدِرَ يَصْدَرُ صَدْراً شكا صَدْرَه وأَنشد كأَنما هُوَ في أَحشاء مَصْدُورِ وصَدَرَ فلان فلاناً يَصْدُرُه صَدْراً أَصاب صَدْرَه ورجل أَصْدَرُ عظيم الصَّدْرِ ومُصَدَّر قويّ الصَّدْر شديده وكذلك الأَسَد والذئب وفي حديث عبد الملك أُتِيَ بأَسِير مُصَدَّر هو العظيم الصَّدْر وفَرس مُصَدَّرٌ بَلَغ العَرَق صَدْرَه والمُصَدَّرُ من الخيل والغنم الأَبيض لَبَّةِ الصَّدْرِ وقيل هو من النِّعاج السَّوداء الصدر وسائرُها أَبيضُ ونعجة مُصَدَّرَة ورجل بعيد الصَّدْر لا يُعطَف وهو على المثَل والتَّصَدُّر نصْب الصَّدْر في الجُلوس وصَدَّر كتابه جعل له صَدْراً وصَدَّره في المجلس فتصدَّر وتصدَّر الفرسُ وصَدَّر كلاهما تقدَّم الخيلَ بِصَدره وقال ابن الأَعرابي المُصَدَّرُ من الخيل السابق ولم يذكر الصَّدْرَ ويقال صَدَّرَ الفرسُ إِذا جاء قد سبق وبرز بِصَدْرِه وجاء مُصَدَّراً وقال طفيل الغَنَوِيّ يصف فرساً كأَنه بَعْدَما صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ سِيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليل مَبْلُولُ كأَنه الهاءُ لَفَرسِهِ بعدما صَدَّرْنَ يعني خَيْلاَ سَبَقْنَ بصُدُورِهِنَّ والعَرَق الصفُّ من الخيل وقال دكين مُصَدَّرٌ لا وَسَطٌ ولا بَالي
( * قوله « مصدر إِلخ » كذا بالأَصل )
وقال أَبو سعيد في قوله بعدما صَدَّرْنَ من عرق أَي هَرَقْنَ صَدْراً ومن العَرَق ولن يَسْتَفْرِغْنَه كلَّه ور وي عن ابن الأَعرابي أَنه قال رواه بعدما صُدِّرْنَ على ما لم يسمَّ فاعله أَي أَصاب العَرَقُ صُدُورهُنَّ بعدما عَرِقَ قال والأَول أَجود وقول الفرزدق يخاطب جريراً وحَسِبتَ خيْلَ بني كليب مَصْدَراً فَغَرِقْتَ حين وَقَعْتَ في القَمْقَامِ يقول اغْتَرَرْتَ بخيْل قومك وظننت أَنهم يخلِّصونك من بحر فلم يفعلوا ومن كلامِ كُتَّاب الدَّواوِين أَن يقال صُودِرَ فلانٌ العامل على مالٍ يؤدِّيه أَي فُورِقَ على مالٍ ضَمِنَه والصِّدَارُ ثَوْبٌ رأْسه كالمِقْنَعَةِ وأَسفلُه يُغَشِّى الصَّدْرَ والمَنْكِبَيْنِ تلبَسُه المرأَة قال الأَزهري وكانت المرأَة الثَّكْلَى إِذا فقدت حميمها فأَحَدّتْ عليه لبست صِدَاراً من صُوف وقال الراعي يصف فلاة كَأَنَّ العِرْمِسَ الوَجْناءَ فيها عَجُولٌ خَرَّقَتْ عنها الصَّدارَا ابن الأَعرابي المِجْوَلُ الصُّدْرَة وهي الصِّدار والأُصْدَة والعرَب تقول للقميص الصغير والدِّرْع القصيرة الصُّدْرَةُ وقال الأَصمعي يقال لِمَا يَلي الصَّدْر من الدِّرْعِ صِدارٌ الجوهري الصِّدارُ بكسر الصاد قميص صغير يَلي الجسد وفي المثل كلُّ ذات صِدارٍ خالَةٌ أَي من حَقِّ الرجل أَن يَغارَ على كل امرأَة كما يَغارُ على حُرَمِهِ وفي حديث الخَنْساء دخلتْ على عائشة وعليها خِمارٌ مُمَزَّق وصِدار شعَر الصِّدار القميص القصير كما وَصَفناه أَوَّلاً وصَدْرُ القَدَمِ مُقَدَّمُها ما بين أَصابعها إِلي الحِمارَة وصَدْرُ النعل ما قُدَّام الخُرْت منها وصَدْرُ السَّهْم ما جاوز وسَطَه إِلى مُسْتَدَقِّهِ وهو الذي يَلي النَّصْلَ إِذا رُمِيَ به وسُمي بذلك لأَنه المتقدِّم إِذا رُمِي وقيل صَدْرُ السهم ما فوق نصفه إِلى المَرَاش وسهم مُصَدَّر غليظ الصَّدْر وصَدْرُ الرمح مثله ويومٌ كصَدْرِ الرمح ضيِّق شديد قال ثعلب هذا يوم تُخَصُّ به الحرْب قال وأَنشدني ابن الأَعرابي ويوم كصَدْرِ الرُّمْحِ قَصَّرْت طُولَه بِلَيْلي فَلَهَّانِي وما كُنْتُ لاهِيَا وصُدُورُ الوادي أَعاليه ومَقادمُه وكذلك صَدَائرُهُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَأَنْ غَرَّدَتْ في بَطْنِ وادٍ حَمامَةٌ بَكَيْتَ ولم يَعْذِرْكَ في الجهلِ عاذِرف ؟ تَعَالَيْنَ في عُبْرِيَّةٍ تَلَعَ الضُّحى على فَنَنٍ قد نَعَّمَتْهُ الصَّدائِرُ واحدها صَادِرَة وصَدِيرَة
( * قوله « واحدها صادرة وصديرة » هكذا في الأَصل وعبارة القاموس جمع صدارة وصديرة ) والصَّدْرُْ في العَروضِ حَذْف أَلِفِ فاعِلُنْ لِمُعاقَبَتِها نون فاعِلاتُنْ قال ابن سيده هذا قول الخليل وإِنما حكمه أَن يقول الصَدْر الأَلف المحذوفة لِمُعاقَبَتها نون فاعِلاتُنْ والتَّصْدِيرُ حزام الرَّحْل والهَوْدَجِ قال سيبويه فأَما قولهم التَّزْدِيرُ فعلى المُضارعة وليست بلُغَة وقد صَدَّرَ عن البعير والتَّصْدِيرُ الحِزام وهو في صَدْرِ البعير والحَقَبُ عند الثِّيل والليث التَّصْدِيرُ حبل يُصَدَّرُ به البعير إِذا جرَّ حِمْله إِلى خلْف والحبلُ اسمه التَّصْدِيرُ والفعل التَّصْدِيرُ قال الأَصمعي وفي الرحل حِزامَةٌ يقال له التَّصْدِيرُ قال والوَضِينُ والبِطان لِلْقَتَبِ وأَكثر ما يقال الحِزام للسَّرج وقال الليث يقال صَدِّرْ عن بَعِيرك وذلك إِذا خَمُصَ بطنُه واضطرب تَصْدِيُرهُ فيُشدُّ حبل من التَّصْدِيرِ إِلى ما وراء الكِرْكِرَة فيثبت التَّصْدِير في موضعه وذلك الحبل يقال له السِّنافُ قال الأَزهري الذي قاله الليث أَنَّ التَّصدْيِر حبل يُصَدَّر به البعير إِذا جرَّ حِمْله خَطَأٌ والذي أَراده يسمَّى السِّناف والتَّصْديرُ الحزام نفسُه والصِّدارُ سِمَةٌ على صدر البعير والمُصَدَّرُ أَول القداح الغُفْل التي ليست لها فُروضٌ ولا أَنْصباء إِنما تثقَّل بها القداح كراهِيَة التُّهَمَة هذا قول اللحياني والصَّدَرُ بالتحريك الاسم من قولك صَدَرْت عن الماء وعن البِلاد وفي المثل تَرَكْته على مِثْل ليلَة الصَّدَرِ يعني حين صَدَرَ الناس من حَجِّهِم وأَصْدَرْته فصدَرَ أَي رَجَعْتُهُ فرَجَع والموضع مَصْدَر ومنه مَصادِر الأَفعال وصادَرَه على كذا والصَّدَرُ نقِيض الوِرْد صَدَرَ عنه يَصْدُرُ صَدْراً ومَصْدراً ومَزْدَراً الأَخيرة مضارِعة قال ودَعْ ذا الهَوَى قبل القِلى تَرْكُ ذي الهَوَى مَتِينِ القُوَى خَيْرٌ من الصَّرْمِ مَزْدَرَا وقد أَصْدَرَ غيرَه وصَدَرَهُ والأَوَّل أَعلى وفي التنزيل العزيز حتى يَصْدُرَ الرِّعاءُ قال ابن سيده فإِمَّا أَن يكون هذا على نِيَّةِ التعدَّي كأَنه قال حتى يَصْدُر الرِّعاء إِبِلَهم ثم حذف المفعول وإِمَّا أَن يكون يَصدرُ ههنا غير متعدٍّ لفظاً ولا معنى لأَنهم قالوا صَدَرْتُ عن الماء فلما يُعَدُّوه وفي الحديث يَهْلِكُونَ مَهْلَكاً واحداً ويَصْدُرُون مَصادِر شَتَّى الصَّدَرُ بالتحريك رُجوع المسافر من مَقصِده والشَّارِبةِ من الوِرْدِ يقال صَدَرَ يَصْدُرُ صُدُوراً وصَدَراً يعني أَنه يُخْسَفُ بهم جميعهم فَيْهلكون بأَسْرِهم خِيارهم وشِرارهم ثم يَصْدُرون بعد الهَلَكَة مَصادِرَ متفرِّقة على قدْر أَعمالهم ونِيَّاتِهم ففريقٌ في الجنة وفريق في السعير وفي الحديث لِلْمُهاجِرِ إِقامَةُ ثلاثٍ بعد الصَّدَر يعني بمكة بعد أَن يقضي نُسُكَه وفي الحديث كانت له رَكْوة تسمَّى الصادِرَ سمِّيت به لأَنه يُصْدَرُ عنها بالرِّيّ ومنه فأَصْدَرْنا رِكابَنَا أَي صُرِفْنا رِواءً فلم نحتج إِلى المُقام بها للماء وما له صادِرٌ ولا وارِدٌ أَي ما له شيء وقال اللحياني ما لَهُ شيء ولا قوْم وطريق صادِرٌ معناه أَنه يَصْدُر بِأَهْله عن الماء ووارِدٌ يَرِدُهُ بِهم قال لبيد يذكر ناقَتَيْن ثم أَصْدَرْناهُما في وارِدٍ صادِرٍ وَهْمٍ صُوَاهُ قد مَثَلْ أَراد في طريق يُورد فيه ويُصْدَر عن الماء فيه والوَهْمُ الضَّخْمُ وقيل الصَّدَرُ عن كل شيء الرُّجُوع الليث الصَّدَرُ الانصراف عن الوِرْد وعن كل أَمر يقال صَدَرُوا وأَصْدَرْناهم ويقال للذي يَبْتَدِئُ أَمْراً ثم لا يُتِمُّه فُلان يُورِد ولا يُصْدِر فإِذا أَتَمَّهُ قيل أَوْرَدَ وأَصْدَرَ قال أَبو عبيد صَدَرْتُ عن البِلاد وعن الماء صَدَراً وهو الاسم فإِذا أَردت المصدر جزمت الدال وأَنشد لابن مقبل وليلةٍ قد جعلتُ الصبحَ مَوْعِدَها صَدْرَ المطِيَّة حتء تعرف السَّدَفا قال ابن سيده وهذا منه عِيٌّ واختلاط وقد وَضَعَ منه بهذه المقالة في خطبة كتابِه المحكَم فقال وهل أَوحَشُ من هذه العبارة أَو أَفحشُ من هذه الإِشارة ؟ الجوهري الصَّدْرُ بالتسكين المصدر وقوله صَدْرَ المطِيَّة مصدر من قولك صَدَرَ يَصْدُرُ صَدْراً قال ابن بري الذي رواه أَبو عمرو الشيباني السَّدَف قال وهو الصحيح وغيره يرويه السُّدَف جمع سُدْفَة قال والمشهور في شعر ابن مقبل ما رواه أَبو عمرو والله أَعلم والصَّدَر اليوم الرابع من أَيام النحر لأَن الناس يَصْدُرون فيه عن مكة إِلى أَماكنهم وتركته على مِثْل ليلة الصَّدَر أَي لا شيء له والصَّدَر اسم لجمع صادر قال أَبو ذؤيب بِأَطْيَبَ منها إِذا مال النُّجُو مُ أَعْتَقْنَ مثلَ هَوَادِي الصَّدَرْ والأَصْدَرَانِ عِرْقان يضربان تحت الصُّدْغَيْنِ لا يفرد لهما واحد وجاء يضرِب أَصْدَرَيْه إِذا جاء فارِغاً يعنى عِطْفَيْهِ ويُرْوَى أَسْدَرَيْهِ بالسين وروى أَبو حاتم جاء فلان يضرب أَصْدَرِيْهِ وأَزْدَرَيهِ أَي جاء فارغاً قال ولم يدر ما أَصله قال أَبو حاتم قال بعضهم أَصْدَراهُ وأَزْدَراهُ وأَصْدغاهُ ولم يعرِف شيئاً منهنَّ وفي حديث الحسَن يضرب أَصْدَرَيْه أَي منكِبيه ويروى بالزاي والسين وقوله تعالى يَصْدُرَ الرِّعاء أَي يرجعوا من سَقْيِهم ومن قرأَ يُصْدِرَ أَراد يردّون مواشِيَهُمْ وقوله عز وجل يومئذٍ يَصْدُرُ الناس أَشتاتاً أَي يرجعون يقال صَدَرَ القوم عن المكان أَي رَجَعُوا عنه وصَدَرُوا إِلى المكان صاروا إِليه قال قال ذلك ابن عرفة والوارِدُ الجائِي والصَّادِرُ المنصرف التهذيب قال الليث المَصْدَرُ أَصل الكلمة التي تَصْدُرُ عنها صَوادِرُ الأَفعال وتفسيره أَن المصادر كانت أَول الكلام كقولك الذّهاب والسَّمْع والحِفْظ وإِنما صَدَرَتِ الأَفعال عنها فيقال ذهب ذهاباً وسمِع سَمْعاً وسَمَاعاً وحَفِظ حِفْظاً قال ابن كيسان أَعلم أَن المصدر المنصوب بالفعل الذي اشتُقَّ منه مفعولٌ وهو توكيد للفعل وذلك نحو قمت قِياماً وضربته ضَرْباً إِنما كررته
( * قوله « إِنما كررته إِلى قوله وصادر موضع » هكذا في الأَصل ) وفي قمتُ دليلٌ لتوكيد خبرك على أَحد وجهين أَحدهما أَنك خِفْت أَن يكون من تُخاطِبه لم يَفهم عنك أَوَّلَ كلامك غير أَنه علم أَنك قلت فعلت فعلاً فقلتَ فعلتُ فِعلاً لتردِّد اللفظ الذي بدأْت به مكرَّراً عليه ليكون أَثبت عنده من سماعه مرَّة واحدة والوجه الآخر أَن تكون أَردت أَن تؤكد خَبَرَكَ عند مَنْ تخاطبه بأَنك لم تقل قمتُ وأَنت تريد غير ذلك فردَّدته لتوكيد أَنك قلتَه على حقيقته قال فإِذا وصفته بصفة لو عرَّفتْه دنا من المفعول به لأَن فعلته نوعاً من أَنواع مختلفة خصصته بالتعريف كقولك قلت قولاً حسناً وقمت القيام الذي وَعَدْتك وصادِرٌ موضع وكذلك بُرْقَةُ صادر قال النابغة لقدْ قلتُ للنُّعمان حِينَ لَقِيتُه يُريدُ بَنِي حُنٍّ بِبُرْقَةِ صادِرِ وصادِرَة اسم سِدْرَة معروفة ومُصْدِرٌ من أَسماء جُمادَى الأُولى قال ابن سيده أُراها عادِيَّة

صرر
الصِّرُّ بالكسر والصِّرَّةُ شدَّة البَرْدِ وقيل هو البَرْد عامَّة حكِيَتِ الأَخيرة عن ثعلب وقال الليث الصِّرُّ البرد الذي يضرب النَّبات ويحسِّنه وفي الحديث أَنه نهى عما قتله الصِّرُّ من الجراد أَي البَرْد ورِيحٌ وصَرْصَرٌ شديدة البَرْدِ وقيل شديدة الصَّوْت الزجاج في قوله تعالى بِريحٍ صَرْصَرٍ قال الصِّرُّ والصِّرَّة شدة البرد قال وصَرْصَرٌ متكرر فيها الراء كما يقال قَلْقَلْتُ الشيء وأَقْلَلْتُه إِذا رفعته من مكانه وليس فيه دليل تكرير وكذلك صَرْصَرَ وصَرَّ وصَلْصَلَ وصَلَّ إِذا سمعت صوْت الصَّرِيرِ غير مُكَرَّرٍ قلت صَرَّ وصَلَّ فإِذا أَردت أَن الصوت تَكَرَّر قلت قد صَلْصَلَ وصَرْصَرَ قال الأَزهري وقوله بِريح صَرْصر أَي شديد البَرْد جدّاً وقال ابن السكيت ريح صَرْصَرٌ فيه قولان يقال أَصلها صَرَّرٌ من الصِّرّ وهو البَرْد فأَبدلوا مكان الراءِ الوسطى فاء الفعل كما قالوا تَجَفْجَفَ الثوبُ وكَبْكَبُوا وأَصله تجفَّف وكَبَّبُوا ويقال هو من صَرير الباب ومن الصَّرَّة وهي الضَّجَّة قال عز وجل فَأَقْبَلَتِ امرأَتُه في صَرَّةٍ قال المفسرون في ضَجَّة وصَيْحَة وقال امرؤ القيس جَوَاحِرُها في صَرَّة لم تَزَيَّلِ فقيل في صَرَّة في جماعة لم تتفرَّق يعني في تفسير البيت وقال ابن الأَنباري في قوله تعالى كَمَثَلِ رِيحٍ فيها صِرٌّ قال فيها ثلاثة أَقوال أَحدها فيها صِرٌّ أَي بَرْد والثاني فيها تَصْوِيت وحَرَكة وروي عن ابن عباس قول آخر فيها صِرٌّ قال فيها نار وصُرَّ النباتُ أَصابه الصِّرُّ وصَرَّ يَصِرُّ صَرّاً وصَرِيراً وصَرْصَرَ صوَّت وصاح اشدَّ الصياح وقوله تعالى فأَقبلتِ امرأَتُه في صَرَّة فصَكَّتْ وَجْهَها قال الزجاج الصَّرَّة أَشدُّ الصياح تكون في الطائر والإِنسان وغيرهما قال جرير يَرْثِي ابنه سَوادَة قَالُوا نَصِيبكَ من أَجْرٍ فقلت لهم من لِلْعَرِينِ إِذا فارَقْتُ أَشْبالي ؟ فارَقْتَني حِينَ كَفَّ الدهرُ من بَصَرِي وحين صِرْتُ كعَظْم الرِّمَّة البالي ذاكُمْ سَوادَةُ يَجْلُو مُقْلَتَيْ لَحِمٍ بازٍ يُصَرْصِرُ فَوْقَ المَرْقَبِ العالي وجاء في صَرَّةٍ وجاء يَصْطَرُّ قال ثعلب قيل لامرأَة أَيُّ النساء أَبغض إِليك ؟ فقالت التي إِنْ صَخِبَتْ صَرْصَرَتْ وصَرَّ صِمَاخُهُ صَرِيراً صَوَّت من العَطَش وصَرَصَرَ الطائرُ صَوَّت وخصَّ بعضهم به البازِيَ والصَّقْر وفي حديث جعفر ابن محمد اطَّلَعَ عليَّ ابن الحسين وأَنا أَنْتِفُ صَرّاً هو عُصْفُور أَو طائر في قدِّه أَصْفَرُ اللَّوْن سمِّي بصوْته يقال صَرَّ العُصْفُور يَصِرُّ إِذا صاح وصَرَّ الجُنْدُب يَصِرُّ صَرِيراً وصَرَّ الباب يَصِرُّ وكل صوت شِبْهُ ذلك فهو صَرِيرٌ إِذا امتدَّ فإِذا كان فيه تخفيف وترجِيع في إِعادَة ضُوعِف كقولك صَرْصَرَ الأَخَطَبُ صَرْصَرَةً كأَنهم قَدَّرُوا في صوْت الجُنْدُب المَدّ وفي صَوْت الأَخْطَب التَّرْجِيع فَحكَوْه على ذلك وكذلك الصَّقْر والبازي وأَنشد الأَصمعي بَيْتَ جرير يَرْثِي ابنه سَوادَة بازٍ يُصَرْصِرُ فَوْقَ المَرْقَبِ العالي ابن السكِّيت صَرَّ المَحْمِلُ يَصِرُّ صَرِيراً والصَّقرُ يُصَرْصِرُ صَرْصَرَةً وصرَّت أُذُنِي صَريراً إذا سمعت لها دَوِيّاً وصَرَّ القلمُ والباب يَصِرُّ صَرِيراً أَي صوَّت وفي الحديث أَنه كان يخطُب إِلى حِذْعٍ ثم اتَّخَذ المِنْبَرَ فاضْطَرَّت السَّارِية أَي صوَّتت وحنَّت وهو افْتَعَلَتْ من الصَّرِير فقُلِبت التَّاء طاءً لأَجل الصاد ودِرْهَمٌ صَرِّيٌّ وصِرِّيٌّ له صوْت وصَرِيرٌ إِذا نُقِرَ وكذلك الدِّينار وخصَّ بعضهم به الجَحْدَ ولم يستعمله فيما سواه ابن الأَعرابي ما لفلان صِرُّ أَي ما عنده درْهم ولا دينار يقال ذلك في النَّفْي خاصة وقال خالد بن جَنبَة يقال للدِّرْهم صَرِّيٌّ وما ترك صَرِّياً إِلاَّ قَبَضه ولم يثنِّه ولم يجمعه والصَّرِّةُ الضَّجَّة والصَّيْحَةُ والصَّرُّ الصِّياح والجَلَبة والصَّرَّة الجماعة والصَّرَّة الشِّدة من الكْرب والحرْب وغيرهما وقد فسر قول امرئ القيس فأَلْحَقَنَا بالهَادِياتِ ودُونَهُ جَواحِرُها في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ فُسِّرَ بالجماعة وبالشدَّة من الكرْب وقيل في تفسيره يحتمل الوجوه الثلاثة المتقدِّمة قبله وصَرَّة القَيْظِ شدَّته وشدَّةُ حَرِّه والصَّرَّة العَطْفة والصَّارَّة العَطَشُ وجمعه صَرَائِرُ نادر قال ذو الرمة فانْصاعَت الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرائِرَها وقد نَشَحْنَ فلا ريٌّ ولا هِيمُ ابن الأَعرابي صَرِّ يَصِرُّ إِذا عَطِشَ وصَرَّ يَصُرُّ إِذا جَمَعَ ويقال قَصَعَ الحِمار صارَّته إِذا شرب الماء فذهَب عَطَشه وجمعُها صَرائِر
( * قوله « وجمعها صرائر » عبارة الصحاح قال أَبو عمرو وجمعها صرائر إلخ وبه يتضح قوله بعد وعيب ذلك على أَبي عمرو ) وأَنشد بيت ذي الرمة أَيضاً « لم تَقْصَعْ صَرائِرَها » قال وعِيب ذلك على أَبي عمرو وقيل إِنما الصَّرائرُ جمع صَرِيرة قال وأَما الصَّارَّةُ فجمعها صَوارّ والصِّرار الخيط الذي تُشَدُّ به التَّوادِي على أَطراف الناقة وتُذَيَّرُ الأَطباءُ بالبَعَر الرَّطْب لئلاَّ يُؤَثِّرَ الصِّرارُ فيها الجوهري وصَرَرْتُ الناقة شددت عليها الصِّرار وهو خيط يُشَدُّ فوق الخِلْف لِئلاَّ يرضعَها ولدها وفي الحديث لا يَحِلُّ لرجل يُؤمن بالله واليوم الآخر أَن يَحُلَّ صِرَارَ ناقةٍ بغير إِذْنِ صاحبها فإِنه خاتَمُ أَهْلِها قال ابن الأَثير من عادة العرب أَن تَصُرَّ ضُرُوعَ الحَلُوبات إِذا أَرسلوها إِلى المَرْعَى سارِحَة ويسمُّون ذلك الرِّباطَ صِراراً فإِذا راحَتْ عَشِيّاً حُلَّت تلك الأَصِرَّة وحُلِبَتْ فهي مَصْرُورة ومُصَرَّرة ومنه حديث مالك بن نُوَيْرَةَ حين جَمَعَ بَنُو يَرْبُوَع صَدَقاتهم ليُوَجِّهوا بها إِلى أَبي بكر رضي الله عنه فمنعَهم من ذلك وقال وقُلْتُ خُذُوها هذِه صَدَقاتكُمْ مُصَرَّرَة أَخلافها لم تُحَرَّدِ سأَجْعَلُ نفسي دُونَ ما تَحْذَرُونه وأَرْهَنُكُمْ يَوْماً بما قُلْتُهُ يَدِي قال وعلى هذا المعنى تأَوَّلُوا قولَ الشافعي فيما ذَهب إِليه من أَمْرِ المُصَرَّاة وصَرَّ الناقة يَصُرُّها صَرّاً وصَرَّ بها شدَّ ضَرْعَها والصِّرارُ ما يُشدُّ به والجمع أَصِرَّة قال إِذا اللَّقاح غَدَتْ مُلْقًى أَصِرَّتُها ولا كَريمَ من الوِلْدانِ مَصْبُوحُ ورَدَّ جازِرُهُمْ حَرْفاً مُصَرَّمَةً في الرأْس منها وفي الأَصْلاد تَمْلِيحُ ورواية سيبويه في ذلك ورَدْ جازِرُهُمْ حَرْفاً مُصَرَّمة ولا كريمَ من الوِلْدَان مَصْبُوح والصَّرَّةُ الشاة المُضَرَّاة والمُصَرَّاة المُحَفَّلَة على تحويل التضعيف وناقةٌ مُصِرَّةٌ لا تَدِرُّ قال أُسامة الهذلي أَقرَّتْ على حُولٍ عَسُوس مُصِرَّة ورَاهَقَ أَخْلافَ السَّدِيسِ بُزُِولُها والصُّرَّة شَرَجْ الدَّراهم والدنانير وقد صَرَّها صَرّاً غيره الصُّرَّة صُرَّة الدراهم وغيرها معروفة وصَرَرْت الصُّرَّة شددتها وفي الحديث أَنه قال لجبريل عليه السلام تأْتِيني وأَنت صارٌّ بين عَيْنَيْك أَي مُقَبِّض جامعٌ بينهما كما يفعل الحَزِين وأَصل الصَّرِّ الجمع والشدُّ وفي حديث عمران بن حصين تَكاد تَنْصَرُّ من المِلْءِ كأَنه من صَرَرْته إِذا شَدَدْته قال ابن الأَثير كذا جاء في بعض الطرق والمعروف تنضرج أَي تنشقُّ وفي الحديث أَنه قال لِخَصْمَيْنِ تقدَّما إِليه أَخرِجا ما تُصَرّرانه من الكلام أَي ما تُجَمِّعانِه في صُدُوركما وكلُّ شيء جمعته فقد صَرَرْته ومنه قيل للأَسير مَصْرُور لأَن يَدَيْه جُمِعتَا إِلى عُنقه ولمَّا بعث عبدالله بن عامر إِلى ابن عمر بأَسيرِ قد جُمعت يداه إِلى عُنقه لِيَقْتُلَه قال أَمَّا وهو مَصْرُورٌ فَلا وصَرَّ الفرسُ والحمار بأُذُنِه يَصُرُّ صَرّاً وصَرَّها وأَصَرَّ بها سَوَّاها ونَصَبها لِلاستماع ابن السكيت يقال صَرَّ الفرس أُذنيه ضَمَّها إِلى رأْسه فإِذا لم يُوقِعوا قالوا أَصَرَّ الفرس بالأَلف وذلك إِذا جمع أُذنيه وعزم على الشَّدِّ وفي حديث سَطِيح أَزْرَقُ مُهْمَى النَّابِ صَرَّارُ الأُذُنْ صَرَّ أُذُنه وصَرَّرها أَي نَصَبها وسوَّاها وجاءت الخيلُ مُصِرَّة آذانها إِذا جَدَّت في السير ابن شميل أَصَرَّ الزرعُ إِصراراً إِذا خَرَج أَطراف السَّفاءِ قبل أَن يخلُص سنبله فإِذا خَلُص سُنْبُلُه قيل قد أَسْبَل وقال قي موضع آخر يكون الزرع صَرَراً حين يَلْتَوي الورَق ويَيْبَس طرَف السُّنْبُل وإِن لم يخرُج فيه القَمْح والصَّرَر السُّنْبُل بعدما يُقَصِّب وقبل أَن يظهر وقال أَبو حنيفة هو السُّنْبُل ما لم يخرج فيه القمح واحدته صَرَرَة وقد أَصَرَّ وأَصَرَّ يعْدُو إِذا أَسرع بعض الإِسراع ورواه أَبو عبيد أَضَرَّ بالضاد وزعم الطوسي أَنه تصحيف وأَصَرَّ على الأَمر عَزَم وهو مني صِرِّي وأَصِرِّي وصِرَّي وأَصِرَّي وصُرَّي وصُرَّى أَي عَزِيمة وجِدُّ وقال أَبو زيد إِنها مِنِّي لأَصِرِّي أَي لحَقِيقَة وأَنشد أَبو مالك قد عَلِمَتْ ذاتُ الثَّنايا الغُرِّ أَن النَّدَى مِنْ شِيمَتي أَصِرِّي أَي حَقِيقة وقال أَبو السَّمَّال الأَسَدِي حين ضلَّت ناقته اللهم إِن لم تردَّها عَلَيَّ فلم أُصَلِّ لك صلاةً فوجَدَها عن قريب فقال عَلِمَ الله أَنها مِنِّي صِرَّى أَي عَزْم عليه وقال ابن السكيت إِنها عَزِيمة مَحْتُومة قال وهي مشتقة من أَصْرَرْت على الشيء إِذا أَقمتَ ودُمْت عليه ومنه قوله تعالى ولم يُصِرُّوا على ما فَعَلُوا وهم يَعْلَمُون وقال أَبو الهيثم أَصِرَّى أَي اعْزِمِي كأَنه يُخاطِب نفسَه من قولك أَصَرَّ على فعله يُصِرُّ إِصْراراً إِذا عَزَم على أَن يمضي فيه ولا يرجِع وفي الصحاح قال أَبو سَمَّال الأَسَدِي وقد ضَلَّت ناقتُه أَيْمُنُكَ لَئِنْ لم تَرُدَّها عَلَيَّ لا عَبَدْتُك فأَصاب ناقتَه وقد تعلَّق زِمامُها بِعَوْسَجَةٍ فأَحذها وقال عَلِمَ رَبِّي أَنَّها مِنِّي صِرَّي وقد يقال كانت هذه الفَعْلَة مِنِّي أَصِرِّي أَي عَزِيمة ثم جعلت الياء أَلفاً كما قالوا بأَبي أَنت وبأَبا أَنت وكذلك صِرِّي وصِرِّي على أَن يُحذف الأَلفُ من إِصِرِّي لا على أَنها لغة صَرَرْتُ على الشيء وأَصْرَرْتُ وقال الفراء الأَصل في قولهم كانت مِنِّي صِرِّي وأَصِرِّي أَي أَمر فلما أَرادوا أَن يُغَيِّرُوه عن مذهب الفعل حَوَّلُوا ياءه أَلفاً فقالوا صِرَّى وأَصِرَّى كما قالوا نُهِيَ عن قِيَلٍَ وقَالٍَ وقال أُخْرِجَتا من نِيَّةِ الفعل إِلى الأَسماء قال وسمعت العرب تقول أَعْيَيْتَني من شُبَّ إِلى دُبَّ ويخفض فيقال من شُبٍّ إِلى دُبٍّ ومعناه فَعَل ذلك مُذْ كان صغيراً إِلى أَنْ دَبَّ كبيراً وأَصَرَّ على الذنب لم يُقْلِعْ عنه وفي الحديث ما أَصَرَّ من استغفر أَصرَّ على الشيء يَصِرُّ إِصْراراً إِذا لزمه ودَاوَمه وثبت عليه وأَكثر ما يستعمل في الشرِّ والذنوب يعني من أَتبع الذنب الاستغفار فليس بِمُصِرٍّ عليه وإِن تكرَّر منه وفي الحديث ويلٌ لِلْمُصِرِّين الذين يُصِرُّون على ما فعلوه وهعم يعلمون وصخرة صَرَّاء مَلْساء ورجلٌ صَرُورٌ وصَرُورَة لم يَحُجَّ قَطُّ وهو المعروف في الكلام وأَصله من الصَّرِّ الحبسِ والمنعِ وقد قالوا في الكلام في هذا المعنى صَرُويٌّ وصَارُورِيُّ فإِذا قلت ذلك ثَنَّيت وجمعت وأَنَّثْت وقال ابن الأَعرابي كل ذلك من أَوله إِلى آخره مثنَّى مجموع كانت فيه ياء النسب أَو لم تكن وقيل رجل صَارُورَة وصارُورٌ لم يَحُجَّ وقيل لم يتزوَّج الواحد والجمع في ذلك سواء وكذلك المؤنث والصَّرُورة في شعر النَّابِغة الذي لم يأْت النساء كأَنه أَصَرَّ على تركهنَّ وفي الحديث لا صَرُورَة في الإسلام وقال اللحياني رجل صَرُورَة لا يقال إِلا بالهاء قال ابن جني رجل صَرُورَة وامرأَة صرورة ليست الهاء لتأْنيث الموصوف بما هي فيه قد لحقت لإِعْلام السامع أَن هذا الموصوف بما هي فيه وإنما بلغ الغاية والنهاية فجعل تأْنيث الصفة أَمارَةً لما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة قال الفراء عن بعض العرب قال رأَيت أَقواماً صَرَاراً بالفتح واحدُهم صَرَارَة وقال بعضهم قوم صَوَارِيرُ جمع صَارُورَة وقال ومن قال صَرُورِيُّ وصَارُورِيٌّ ثنَّى وجمع وأَنَّث وفسَّر أَبو عبيد قوله صلى الله عليه وسلم لا صَرُوْرَة في الإِسلام بأَنه التَّبَتُّل وتَرْكَ النكاح فجعله اسماً للحَدَثِ يقول ليس ينبغي لأَحد أَن يقول لا أَتزوج يقول هذا ليس من أَخلاق المسلمين وهذا فعل الرُّهبْان وهو معروف في كلام العرب ومنه قول النابغة لَوْ أَنَّها عَرَضَتْ لأَشْمَطَ راهِبٍ عَبَدَ الإِلهَ صَرُورَةٍ مُتَعَبِّدِ يعني الراهب الذي قد ترك النساء وقال ابن الأَثير في تفسير هذا الحديث وقيل أَراد من قَتَل في الحرم قُتِلَ ولا يقبَل منه أَن يقول إِني صَرُورَة ما حَجَجْت ولا عرفت حُرْمة الحَرَم قال وكان الرجل في الجاهلية إِذا أَحدث حَدَثاً ولَجَأَ إِلى الكعبة لم يُهَجْ فكان إِذا لِقيَه وليُّ الدَّمِ في الحَرَمِ قيل له هو صَرُورةٌ ولا تَهِجْه وحافرٌ مَصْرُورٌ ومُصْطَرٌّ ضَيِّق مُتَقَبِّض والأَرَحُّ العَرِيضُ وكلاهما عيب وأَنشد لا رَحَحٌ فيه ولا اصْطِرارُ وقال أَبو عبيد اصْطَرَّ الحافِرُ اصْطِراراً إِذا كان فاحِشَ الضِّيقِ وأَنشد لأَبي النجم العجلي بِكلِّ وَأْبِ للحَصَى رَضَّاحِ لَيْسَ بِمُصْطَرٍّ ولا فِرْشاحِ أَي بكل حافِرٍ وأْبٍ مُقَعَّبٍ يَحْفِرُ الحَصَى لقوَّته ليس بضَيِّق وهو المُصْطَرُّ ولا بِفِرْشاحٍ وهو الواسع الزائد على المعروف والصَّارَّةُ الحاجةُ قال أَبو عبيد لَنا قِبَلَه صارَّةٌ وجمعها صَوارُّ وهي الحاجة وشرب حتى ملأَ مصارَّه أَي أَمْعاءَه حكاه أَبو حنيفة عن ابن الأَعرابي ولم يفسره بأَكثر من ذلك والصَّرارةُ نهر يأْخذ من الفُراتِ والصَّرارِيُّ المَلاَّحُ قال القطامي في ذي جُلُولٍ يِقَضِّي المَوْتَ صاحِبُه إِذا الصَّرارِيُّ مِنْ أَهْوالِه ارْتَسَما أَي كَبَّرَ والجمع صرارِيُّونَ ولا يُكَسَّرُ قال العجاج جَذْبَ الصَّرارِيِّينَ بالكُرُورِ ويقال للمَلاَّح الصَّارِي مثل القاضِي وسنذكره في المعتلّ قال ابن بري كان حَقُّ صرارِيّ أَن يذكر في فصل صَري المعتلّ اللام لأَن الواحد عندهم صارٍ وجمعه صُرّاء وجمع صُرّاءٍ صَرارِيُّ قال وقد ذكر الجوهري في فصل صري أَنّ الصارِيّ المَلاَّحُ وجمعه صُرّاءٌ قال ابن دريد ويقال للملاح صارٍ والجمع صُرّاء وكان أَبو علي يقول صُرّاءٌ واحد مثل حُسَّانٍ للحَسَنِ وجمعه صَرارِيُّ واحتج بقول الفرزدق أَشارِبُ خَمْرةٍ وخَدينُ زِيرٍ وصُرّاءٌ لفَسْوَتِه بُخَار ؟ قال ولا حجة لأَبي عليّ في هذا البيت لأَن الصَّرَارِيّ الذي هو عنده جمع بدليل قول المسيب بن عَلَس يصف غائصاً أَصاب درة وهو وتَرَى الصَّرارِي يَسْجُدُونَ لها ويَضُمُّها بَيَدَيْهِ للنَّحْرِ وقد استعمله الفرزدق للواحد فقال تَرَى الصَّرارِيَّ والأَمْواجُ تَضْرِبُه لَوْ يَسْتَطِيعُ إِلى بَرِّيّةٍ عَبَرا وكذلك قول خلف بن جميل الطهوي تَرَى الصَّرارِيَّ في غَبْرَاءَ مُظْلِمةٍ تَعْلُوه طَوْراً ويَعْلُو فَوْقَها تِيَرَا قال ولهذا السبب جعل الجوهري الصَّرارِيَّ واحداً لما رآه في أَشعاره العرب يخبر عنه كما يخبر عن الواحد الذي هو الصَّارِي فظن أَن الياء فيه للنسبة كلأَنه منسوب إِلى صَرارٍ مثل حَواريّ منسوب إِلى حوارٍ وحَوارِيُّ الرجل خاصَّتُه وهو واحد لا جَمْعٌ ويدلك على أَنَّ الجوهري لَحَظَ هذا المعنى كونُه جعله في فصل صرر فلو لم تكن الياء للنسب عنده لم يدخله في هذا الفصل قال وصواب إِنشاد بيت العجاج جَذْبُ برفع الباء لأَنه فاعل لفعل في بيت قبله وهو لأْياً يُثانِيهِ عَنِ الحُؤُورِ جَذْبُ الصَّرارِيِّينَ بالكُرُورِ اللأْيُ البُطْءُ أَي بَعْدَ بُطْءٍ أَي يَثْني هذا القُرْقُورَ عن الحُؤُور جَذْبُ المَلاَّحينَ بالكُرُورِ والكُرورُ جمع كَرٍّ وهو حبْلُ السَّفِينة الذي يكون في الشَّراعِ قال وقال ابن حمزة واحدها كُرّ بضم الكاف لا غير والصَّرُّ الدَّلْوُ تَسْتَرْخِي فَتُصَرُّ أَي تُشَدّ وتْسْمَع بالمِسْمَعِ وهي عروة في داخل الدلو بإِزائها عروة أُخرى وأَنشد في ذلك إِنْ كانتِ آمَّا امَّصَرَتْ فَصُرَّها إِنَّ امِّصارَ الدَّلْوِ لا يَضُرُّها والصَّرَّةُ تَقْطِيبُ الوَجْهِ من الكَراهة والصِّرارُ الأَماكِنُ المرْتَفِعَةُ لا يعلوها الماء وصِرارٌ اسم جبل وقال جرير إِنَّ الفَرَزْدَقَ لا يُزايِلُ لُؤْمَه حتى يَزُولَ عَنِ الطَّرِيقِ صِرارُ وفي الحديث حتى أَتينا صِراراً قال ابن الأَثير هي بئر قديمة على ثلاثة أَميال من المدينة من طريق العِراقِ وقيل موضع ويقال صارَّه على الشيء أَكرهه والصَّرَّةُ بفتح الصاد خرزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ هذه عن اللحياني وصَرَّرَتِ الناقةُ تقدَّمتْ عن أَبي ليلى قال ذو الرمة إِذا ما تأَرَّتنا المَراسِيلُ صَرَّرَتْ أَبُوض النَّسَا قَوَّادة أَيْنُقَ الرَّكْبِ
( * قوله « تأرتنا المراسيلُ » هكذا في الأصل )
وصِرِّينُ موضع قال الأَخطل إِلى هاجِسٍ مِنْ آل ظَمْياءَ والتي أَتى دُونها بابٌ بِصِرِّين مُقْفَلُ والصَّرْصَرُ والصُّرْصُرُ والصُّرْصُور مثل الجُرْجور وهي العِظام من الإِبل والصُّرْصُورُ البُخْتِيُّ من الإِبل أَو ولده والسين لغة ابن الأَعرابي الصُّرْصُور الفَحْل النَّجِيب من الإِبل ويقال للسَّفِينة القُرْقور والصُّرْصور والصَّرْصَرانِيَّة من الإِبل التي بين البَخاتيِّ والعِراب وقيل هي الفَوالِجُ والصَّرْصَرانُ إِبِل نَبَطِيَّة يقال لها الصَّرْصَرانِيَّات الجوهري الصَّرْصَرانِيُّ واحدُ الصَّرْصَرانِيَّات وهي الإِل بين البَخاتيّ والعِراب والصَّرْصَرانُ والصَّرْصَرانيُّ ضرب من سَمَك البحر أَمْلَس الجِلْد ضَخْم وأَنشد مَرَّتْ كظَهْرِ الصَّرْصَرانِ الأَدْخَنِ والصَّرْصَرُ دُوَيْبَّة تحت الأَرض تَصِرُّ أَيام الربيع وصَرَّار الليل الجُدْجُدُ وهو أَكبرُ من الجنْدُب وبعض العرب يُسَمِّيه الصَّدَى وصَرْصَر اسم نهر بالعراق والصَّراصِرَةُ نَبَطُ الشام التهذيب في النوادر كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَة وحَبْكَرتُه حَبْكَرَة ودَبْكَلْتُه دَبْكَلَةً وحَبْحَبْتُه وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً وصَرْصرتُه وكَرْكَرْتُه إِذا جمعتَه ورَدَدْت أَطراف ما انتَشَرَ منه وكذلك كَبْكَبْتُه

صطر
التهذيب الكسائي المُصْطارُ الخَمْر الحامِض قال الأَزهري ليس المُصْطار من المُضاعَف وقال في موضع آخر هو بتخفيف الراء وهي لغة رومِيَّة قال الأَخطل يصف الخمر تَدْمَى إِذا طَعَنُوا فيها بِجَائفَة فَوْقَ الزُّجاج عَتِيقٌ غير مُصْطارِ وقال المُصْطار الحدِيثة المُتَغَيِّرَةُ الطعم والريح قال الأَزهري والمُصْطار من أَسماء الخمر التي اعْتُصِرَت من أَبكار العِنَب حَدِيثاً بِلُغة أَهل الشام قال وأُراه رُومِيّاً لأَنه لا يُشْبه أَبنية كلام العرب قال ويقال المُسْطارُ بالسين وهكذا رواه أَبو عبيد في باب الخمر وقال هو الحامِض منه قال الأَزهري المُصْطار أَظنه مُفْتَعلاً من صار قلبت التاء طاء وجاء المُصْطارُ في شعر عَدِيّ ابن الرقاع في نعت الخمر في موضعين بتخفيف الراء قال وكذلك وجدته مقيَّداً في كتاب الإِيادِي المَقْرُوِّ على شمر ابن سيده في ترجمة سطر السَّطْر العَتود من المَعَزِ والصاد لغة وقرئ وزاده بصْطَةً ومُصَيْطِر بالصاد والسين وأَصل صاده سين قلبت مع الطاء صاداً لقرب مَخارجها

صعر
الَّصعَر مَيَلٌ في الوَجْهِ وقيل الصَّعَرُ المَيَل في الخدِّ خاصة وربما كان خِلْقة في الإِنسان والظَّليم وقيل هو مَيَلٌ في العُنُق وانْقِلاب في الوجه إِلى أَحد الشقَّين وقد صَعَّرَ خَدَّه وصاعَرَه أَمالهُ من الكِبْرِ قال المُتَلَمِّس واسمه جَرير بن عبد المسيح وكُنَّا إِذا الجبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ أَقَمْنا لَهُ من مَيلِهِ فَتَقَوَّما يقول إِذا أَمال متكبِّرٌ خدَّه أَذْلَلْناهُ حتى يتقوَّم مَيْلُه وقيل الصَّعَرُ داءٌ يأْخذ البعير فيَلْوِي منه عُنُقَه ويُميلُه صَعِرَ صَعَراً وهو أَصْعَر قال أَبو دَهْبَل أَنشده أَبو عمرو بن العلاء وتَرَى لهَا دَلاًّ إِذا نَطَقَتْ تَرَكَتْ بَناتِ فؤادِه صُعْرا وقول أَبي ذؤيب فَهُنَّ صُعْرٌ إِلى هَدْرِ الفَنِيقِ ولم يُجْرَ ولم يُسْلِهِ عَنْهُنَّ إِلقاحُ عدَّاه بإِلى لأَنه في معنى مَوائِلَ كأَنه قال فَهُنَّ مَوائِلُ إِلى هَدْر الفَنيق ويقال أَصاب البعيرَ صَعَرٌ وصَيَدٌ أَي أَصابه دَاءٌ يَلْوي منه عُنُقه ويقال للمتكبِّر فيه صَعَرٌ وَصَيَدٌ ابن الأَعرابي الصَّعَر والصَّعَلُ صِغَرُ الرأْس والصَّعَرُ التَّكَبُّرُ وفي الحديث كلُّ صَعَّارٍ مَلْعون أَي كل ذي كِبْرٍ وأُبَّهَةٍ وقيل الصَّعَّارُ المتكبر لأَنه يَمِيل بِخَدِّه ويُعْرِض عن الناس بوجهه ويروى بالقاف بدل العين وبالضاد المعجمة والفاء والزاي وسيذكر في موضعه وفي التنزيل ولا تُصَعِّرْ خَدَّك للناس وقرئ ولا تُصاعِرْ قال الفراء معناهما الإِعراض من الكِبْرِ وقال أَبو إِسحق معناه لا تُعْرِض عن الناس تكبُّراً ومجازُه لا تلزم خدَّك الصَّعَر وأَصْعَره كصَعَّرَه والتَّصْعِيرُ إِمالَةُ الخدِّ عن النظر إِلى الناس تَهاوُناً من كِبْرٍ كأَنه مُعرِضٌ وفي الحديث يأْتي على الناس زَمان ليس فيهم إِلاَّ أَصْعَرُ أَو أَبْتَر يعني رُذالة الناس الذين لا دين لهم وقيل ليس فيهم إِلا ذاهب بنفسه أَو ذَلِيل وقال ابن الأَثير الأَصْعَرُ المُعْرِض بوجهه كِبراً وفي حديث عمَّار لا يَلي الأَمْرَ بعدَ فلانٍ إِلا كلُّ أَصْعَر أَبْتَر أَي كلُّ مُعْرِض عن الحق ناقِص ولأُقِيمَنَّ صَعَرك أَي مَيْلك على المثَل وفي حديث تَوْبَةِ كَعْب فأَنا إِليه أَصْعَر أَي أَمِيل وفي حديث الحجاج أَنه كان أَصْعَرَ كُهاكِهاً وقوله أَنشده ابن الأَعرابي ومَحْشَك أَمْلِحِيه ولا تُدَافي على زَغَبٍ مُصَعَّرَةٍ صِغَارِ قال فيها صَعَرٌ من صِغَرها يعني مَيَلاٌ وقَرَبٌ مُصْعَرٌّ شديدٌ قال وقَدْ قَرَبْنَ قَرَباً مُصْعَرًّا أَذا الهِدَانُ حارَ واسْبَكَرَّا والصَّيْعَرِيَّةُ اعْتِراضٌ في السَّير وهو من الصَّعَرِ والصَّيْعَرِيَّةُ سِمَة في عنق الناقة خاصَّة وقال أَبو علي في التذكرة الصَّيْعَرِيَّة وَسْم لأَهل اليَمن لم يكن يُوسم إِلا النُّوق قال وقول المُسَيَّب بن عَلَس وقد أَتَنَاسَى الهَمَّ عند احْتِضَارِه بِناجٍ عليه الصَّيْعَرِيَّة مُكْدَم
( * وينسب هذا البيت إِلى المتلمّس )
يدلُّ على أَنه قد يُوسَم بها الذُّكُور وقال أَبو عبيد الصَّيْعَريَّة سِمَة في عُنُق البعير ولما سَمعَ طَرَفَةُ هذا البيت من المسيَّب قال له اسْتَنْوَقَ الجمَلُ أَي أَنك كنتَ في صفة جَمل فلما قلت الصَّيْعَرِيَّة عُدْت إِلى ما تُوصَف به النُّوق يعني أَن الصَّيْعَرِيَّة سِمَة لا تكون إِلا للإِناث وهي النُّوق وأَحْمَرُ صَيْعَرِيٌّ قانئٌ وصَعْرَرَ الشيءَ فَتَصَعْرَرَ دَحْرَجَه فتَدَحْرَجَ واسْتَدَارَ قال الشاعر يَبْعَرْن مِثْل الفُلْفُلِ المُصَعْرَرِ وقد صَعْرَرْت صُعْرُورَة والصُّعْرُورَةُ دُحْرُوجَة الجُعَلِ يَجمَعُها فَيُدِيرُها ويدفعها وقد صَعْرَرَها والجمع صَعارِير وكلُّ حمل شجرة تكون مثلَ الأَبْهَلِ والفُلْفُلِ وشِبْهِه مما فيه صَلابَةٌ فهو صُعْرُورٌ وهو الصَّعارِيرُ والصُّعْرُور الصَّمْغُ الدَّقِيق الطويل الملْتَوِي وقيل هو الصَّمْغ عامَّة وقيل الصَّعارِير صمغ جامد يشبِه الأَصابِع وقيل الصُّعْرُور القِطعة من الصَّمْغ قال أَبو حنيفة الصُّعْرُورَة بالهاء الصَّمْغَة الصَّغيرة المُسْتَدِيرة وأَنشد إِذا أَوْرَقَ العَبْسِيُّ جاعَ عِيالُه ولم يَجِدُوا إِلا الصَّعارِيرَ مَطْعَما ذهَب بالعَبْسِيِّ مَجْرَى الجِنْس كأَنه قال أَوْرَقَ العَبْسِيُّون ولولا ذلك لقال ولم يَجِدْ ولم يَقُلْ ولم يَجِدُوا وعَنى أَن مُعَوَّله في قوتِه وقوتِ بَنَاته على الصَّيْدِ فإِذا أَوْرَقَ لم يجدْ طَعاماً إِلا الصَّمْغ قال وهم يَقْتاتون الصَّمْغ والصَّعَرُ أَكلُ الصَّعارِير وهو الصَّمْغ قال أَبو زيد الصُّعْرُور بغير هاء صَمْغَة تطول وتَلتَوِي ولا تكون صُعْرُورَةً إِلا مُلْتَوِيَة وهي نحو الشّبر وقال مرَّة عن أَبي نصْر الصُّعْرُورُ يكون مثلَ القَلَم وينعطِف بمنزلة القَرْن والصَّعَارِيرُ الأَباخِس الطِّوال وهي الأَصابع واحدها أَبْخَس والصَّعارِير اللبَنُ المصمَّغ في اللبَإ قبل الإِفْصاح والاصْعِرارُ السَّيرُ الشديد يقال اصْعَرَّت الإِبل اصْعِراراً ويقال اصْعَرَّت الإِبل واصْعَنْفَرَت وتَمَشْمَشَتْ وامْذَقَرَّت إِذا تفرَّقت وضرَبه فاصْعَنْرَرَ واصْعَرَّر بإِدغام النون في الراء أَي استدار من الوجع مكانه وتقبَّض والصَّمْعَرُ الشديد والميم زائدة يقال رجل صَمْعَرِيٌّ والصَّمْعَرَةُ الأَرض الغلِيظة وقال أَبو عمرو الصَّعارِيرُ ما جَمَدَ من اللَّثَا وقد سَمَّوْا أَصْعَرَ وصُعَيراً وصَعْرانَ وثَعْلَبَةُ بن صُعَيرٍ المازِني

صعبر
الصَّعْبَرُ والصَّنَعْبرُ شجَر كالسِّدْر والصُّعْبُورُ الصغير الرأْس كالصُّعْرُوبِ

صعتر
الصَّعْتَرُ من البُقول بالصاد قال ابن سيده هو ضرب من النَّبات واحدته صَعْتَرَة وبها كُنِي البَوْلانيُّ أَبا صَعْتَرَة قال أَبو حنيفة الصَّعْتَرُ مما ينبت بأَرض العرَب منه سُهْلِيٌّ ومنه جَبَلِيٌّ وترجمة الجوهري عليه سعتر بالسين قال وبعضهم يكتبه بالصاد في كُتُب الطِّبِّ لئلا يَلْتَبس بالشَّعير وصَعْتر اسم موضع والصَّعْتَرِيُّ الشاطِرُ عراقيَّة الأَزهري رجل صَعْتَرِيٌّ لا غير إِذا كان فَتًى كَريماً شُجاعاً

صعفر
اصْعَنْفَرَت الإِبل أَجَدَّت في سَيرِها واصْعَنْفَرَ إِذا نَفَرَ واصْعَنْفَرَت الحُمُر إِذا ابْذَعَرَّتْ فَنَفَرَت وتفرَّقت وأَسْرَعَتْ فِراراً وإِنما صَعْفَرَها الخَوف والفَرَق قال الراجز يصف الرامي والحمر فلم يُصِبْ واصْعَنْفَرَت جَوافِلا وروي واسحنفرت قال ابن سيده وكذلك المَعَز اصْعَنْفَرَتْ نفرت وتفرَّقت وأَنشد ولا غَزْوَ إِنْ نُرْوِهِمْ مِنْ نِبالِنا كما اصْعَنْفَرَت مِعزَى الحِجازِ من السَّعْف والمُصْعَنْفِرُ الماضي كالمُسْحَنْفِرِ

صعمر
الصُّعْمُور الدُّولاب كالعُصْمُور

صغر
الصِّغَرُ ضد الكبر ابن سيده الصِّغَر والصَّغارةُ خِلاف العِظَم وقيل الصِّغَر في الجِرْم والصَّفارة في القَدْر صَغُرَ صَغارةً وصِغَراً وصَغِرَ يَصْغَرُ صَغَراً بفتح الصاد والغين وصُغْراناً كلاهما عن ابن الأَعرابي فهو صَغِير وصُغار بالضم والجمع صِغَار قال سيبويه وافق الذِين يقولون فَعِيلاً الذين يقولون فُعالاً لاعتِقابِهما كثيراً ولم يقولوا صُغَراء اسْتَغْنوا عنه بِفِعال وقد جُمع الصَّغِير في الشعر على صُغَراء أَنشد أَبو عمرو وللكُبَراءِ أَكْلٌ حيث شاؤوا وللصُّغَراء أَكْلٌ واقْتِثامُ والمَصْغُوراءُ اسم للجمع والأَصاغِرَة جمع الأَصْغَر قال ابن سيده إِنما ذكرت هذا لأَنه مِمَّا تلحقه الهاء في حدِّ الجمع إذ ليس منسوباً ولا أَعجميّاً ولا أَهل أَرض ونحوَ ذلك من الأَسباب التي تدخلها الهاء في حدّ الجمع لكن الأَصْغَر لما خرج على بناء القَشْعَم وكانوا يقولون القَشاعِمَة أَلحقُوه الهاء وقد قالوا الأَصاغِر بغير هاء إِذ قد يفعلون ذلك في الأَعجمي نحو الجَوارِب والكَرابِج وإِنما حملهم على تكسيره أَنه لم يتمكَّن في باب الصفة والصُّغْرَى تأْنيث الأَصْغَر والجمع الصُّغَرُ قال سيبويه يقال نِسْوَة صُغَرُ ولا يقال قوم أَصاغِر إِلا بالأَلف واللام قال وسمعنا العرب تقول الأَصاغِر وإِن شئت قلت الأَصْغَرُون ابن السكيت ومن أَمثال العرب المرْء بِأَصْغَرَيْهِ وأَصْغَراه قلْبُه ولسانه ومعناه أَن المَرْءَ يعلو الأُمور ويَضْبِطها بِجَنانه ولسانه وأَصْغَرَه غيره وصَغَّره تَصْغِيراً وتَصْغِيرُ الصَّغِير صُغَيِّر وصُغَيِّير الأُولى على القياس والأُخرى على غير قياس حكاها سيبويه واسْتَصْغَره عَدَّه صَغِيراً وصَغَّرَه وأَصْغَرَه جعلَه صَغِيراً وأَصْغَرْت القِرْبَة خَرزَتُها صَغِيرة قال بعض الأَغفال شُلَّتْ يَدا فارِيَةٍ فَرَتْها لَوْ خافَتِ النَّزْع لأَصْغَرَتْها ويروى لو خافَتِ السَّاقي لأَصْغَرَتْها والتصغير للاسم والنعت يكون تحقيراً ويكون شفقة ويكون تخصيصاً كقول الحُباب بن المنذِر أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب وهو مفسر في موضعه والتصغير يجيء بمعانٍ شتًى منها ما يجيء على التعظيم لها وهو معنى قوله فأَصابتها سُنَيَّة حمراء وكذلك قول الأَنصاري أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب ومنه الحديث أَتتكم الدُّهَيْماءُ يعني الفتنة المظلمة فصغَّرها تهويلاً لها ومنها أَن يصغُر الشيء في ذاته كقولهم دُوَيْرَة وجُحَيْرَة ومنها ما يجيء للتحقير في غير المخاطب وليس له نقص في ذاته كقولهم هلك القوم إِلا أَهلَ بُيَيْتٍ وذهبت الدراهم إِلا دُرَيْهِماً ومنها ما يجيء للذم كقولهم يا فُوَيْسِقُ ومنها ما يجيء للعَطْف والشفقة نحو يا بُنَيَّ ويا أُخَيَّ ومنه قول عمر أَخاف على هذا السبب
( * قوله « هذا السبب » هكذا في الأَصل من غير نقط ) وهو صُدَيِّقِي أَي أَخصُّ أَصدقائي ومنها ما يجيء بمعنى التقريب كقولهم دُوَيْنَ الحائط وقُبَيْلَ الصبح ومنها ما يجيء للمدح من ذلك قول عمر لعبدالله كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْماً وفي حديث عمرو بن دينار قال قلت لِعُرْوَةَ كَمْ لَبِثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ؟ قال عشراً قلت فابن عباس يقول بِضْعَ عشرةَ سنةً قال عروة فصغَّره أَي استصغر سنَّه عن ضبط ذلك وفي رواية فَغَفَّرَهُ أَي قال غفر الله له وسنذكره في غفر أَيضاً والإِصغار من الحنين خلاف الإِكبار قالت الخنساء فما عَجُولٌ على بَوٍّ تُطِيفُ بِهِ لها حَنينانِ إِصْغارٌ وإِكْبارُ فَإِصْغارُها حَنِينها إِذا خَفَضته وإِكْبارُها جَنِينها إِذا رَفَعته والمعنى لها حَنِينٌ ذو صغار وحَنِينٌ ذُو كبار وأَرضٌ مُصْغِرَة نَبْتها صغير لم يَطُل وفلان صِغْرَة أَبَوَيْهِ وصِغْرَةُ ولَد أَبويه أَي أَصْغَرهُمْ وهو كِبْرَة وَلَدِ أَبيه أَي أَكبرهم وكذلك فلان صِغْرَةُ القوم وكِبْرَتُهم أَي أَصغرُهم وأَكبرهم ويقول صبيٌّ من صبيان العرَب إِذ نُهِيَ عن اللَّعِب أَنا من الصِّغْرَة أَي من الصِّغار وحكى ابن الأَعرابي ما صَغَرَني إِلا بسنة أَي ما صَغُرَ عَنِّي إِلا بسنة والصَّغار بالفتح الذل والضَّيْمُ وكذلك الصُّغْرُ بالضم والمصدر الصَّغَرُ بالتحريك يقال قُمْ على صُغْرِك وصَغَرِك الليث يقال صَغِرَ فلان يَصْغَرُ صَغَراً وصَغاراً فهو صاغِر إِذا رَضِيَ بالضَّيْم وأَقَرَّ بِهِ قال الله تعالى حتى يُعْطُوا الجزْية عن يَدٍ وهُمْ صاغِرون أَي أَذِلاَّءُ والمَصْغُوراء الصَّغار وقوله عز وجل سَيُصِيب الذين أَجْرَمُوا صَغار عند الله أَي هُمْ وإِن كانوا أَكابر في الدنيا فسيصيبهم صَغار عند الله أَي مَذَلَّة وقال الشافعي رحمه الله في قوله عز وجل عن يَدٍ وهُمْ صاغِرُون أَي يجري عليهم حُكْمُ المسلمين والصَّغار مصدر الصَّغِير في القَدْر والصَّاغِرُ الراضي بالذُّلِّ والضيْمِ والجمع صَغَرة وقد صَغُرَ
( * قوله « وقد صغر إلخ » من باب كرم كما في القاموس ومن باب فرح أَيضاً كما في المصباح كما أَنه منهما بمعنى ضد العظم ) صَغَراً وصُغْراً وصَغاراً وصَغارَة وأَصْغَرَه جعله صاغِراً وتَصاغَرَتْ إِليه نفسُه صَغُرت وتَحاقَرَتْ ذُلاًّ ومَهانَة وفي الحديث إِذا قلتَ ذلك تَصاغَرَ حتى يكون مثلَ الذُّباب يعني الشيطان أَي ذَلَّ وَامَّحَقَ قال ابن الأَثير ويجوز أَن يكون من الصِّغَر والصَّغارِ وهو الذل والهوان وفي حديث عليّ يصف أَبا بكر رضي الله عنهما بِرَغْمِ المُنافِقين وصَغَر الحاسِدين أَي ذُلِّهِم وهَوانِهم وفي حديثِ المُحْرِم يقتل الحيَّة بصَغَرٍ لَها وصَغُرَتِ الشمسُ مالَتْ للغروب عن ثعلب وصَغْران موضع

صفر
الصُّفْرة من الأَلوان معروفة تكون في الحيوان والنبات وغير ذلك ممَّا يقبَلُها وحكاها ابن الأَعرابي في الماء أَيضاً والصُّفْرة أَيضاً السَّواد وقد اصْفَرَّ واصفارّ وهو أَصْفَر وصَفَّرَه غيرُه وقال الفراء في قوله تعالى كأَنه جِمَالاتٌ صُفْرٌ قال الصُّفر سُود الإِبل لا يُرَى أَسود من الإِبل إِلا وهو مُشْرَب صُفْرة ولذلك سمَّت العرب سُود الإِبل صُفراً كما سَمَّوا الظِّباءَ أُدْماً لِما يَعْلُوها من الظلمة في بَياضِها أَبو عبيد الأَصفر الأَسود وقال الأَعشى تلك خَيْلي منه وتلك رِكابي هُنَّ صُفْرٌ أَولادُها كالزَّبِيب وفرس أَصْفَر وهو الذي يسمى بالفارسية زَرْدَهْ قال الأَصمعي لا يسمَّى أَصفر حتى يصفرَّ ذَنَبُه وعُرْفُهُ ابن سيده والأَصْفَرُ من الإِبل الذي تَصْفَرُّ أَرْضُهُ وتَنْفُذُه شَعْرة صَفْراء والأَصْفَران الذهب والزَّعْفَران وقيل الوَرْسُ والذهب وأَهْلَكَ النِّساءَ الأَصْفَران الذهب والزَّعْفَرا ويقال الوَرْس والزعفران والصَّفْراء الذهب لِلَوْنها ومنه قول عليّ بن أَبي طالب رضي الله عنه يا دنيا احْمَرِّي واصْفَرِّي وغُرِّي غيري وفي حديث آخر عن عليّ رضي الله عنه يا صَفْراءُ اصْفَرِّي ويا بَيْضاء ابْيَضِّي يريد الذهب والفضة وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم صالَحَ أَهلَ خَيْبَر على الصَّفْراء والبَيْضاء والحَلْقَة الصَّفْراء الذهب والبيضاء الفِضة والحَلْقة الدُّرُوع يقال ما لفلان صفراء ولا بَيْضاء والصَّفْراءُ من المِرَرِ سمَّيت بذلك للونها وصَفَّرَ الثوبَ صَبغَهُ بِصُفْرَة ومنه قول عُتْبة ابن رَبِيعة لأَبي جهل سيعلم المُصَفِّر اسْتَه مَن المَقْتُولُ غَداً وفي حديث بَدْر قال عتبة بن ربيعة لأَبي جهل يا مُصَفِّر اسْتِهِ رَماه بالأُبْنَةِ وأَنه يُزَعْفِر اسْتَهُ ويقال هي كلمة تقال للمُتَنَعِّمِ المُتْرَفِ الذي لم تُحَنِّكْهُ التَّجارِب والشدائد وقيل أَراد يا مُضَرِّط نفسه من الصَّفِير وهو الصَّوْتُ بالفم والشفتين كأَنه قال يا ضَرَّاط نَسَبه إِلى الجُبْن والخَوَر ومنه الحديث أَنه سَمِعَ صَفِيرَه الجوهري وقولهم في الشتم فلان مُصَفَّر اسْتِه هو من الصِفير لا من الصُّفرة أَي ضَرَّاط والصَّفْراء القَوْس والمُصَفِّرة الَّذِين عَلامَتُهم الصُّفْرَة كقولك المُحَمَّرة والمُبَيِّضَةُ والصُّفْريَّة تمرة يماميَّة تُجَفَّف بُسْراً وهي صَفْراء فإِذا جَفَّت فَفُركَتْ انْفَرَكَتْ ويُحَلَّى بها السَّوِيق فَتَفوق مَوْقِع السُّكَّر قال ابن سيده حكاه أَبو حنيفة قال وهكذا قال تمرة يَمامِيَّة فأَوقع لفظ الإِفراد على الجنس وهو يستعمل مثل هذا كثيراً والصُّفَارَة من النَّبات ما ذَوِيَ فتغيَّر إِلى الصُّفْرَة والصُّفارُ يَبِيسُ البُهْمَى قال ابن سيده أُراه لِصُفْرَته ولذلك قال ذو الرمة وحَتَّى اعْتَلى البُهْمَى من الصَّيْفِ نافِضٌ كما نَفَضَتْ خَيْلٌ نواصِيَها شُقْرُ والصَّفَرُ داءٌ في البطن يصفرُّ منه الوجه والصَّفَرُ حَيَّة تلزَق بالضلوع فَتَعَضُّها الواحد والجميع في ذلك سواء وقيل واحدته صَفَرَة وقيل الصَّفَرُ دابَّة تَعَضُّ الضُّلوع والشَّرَاسِيف قال أَعشى باهِلة يَرْثِي أَخاه لا يَتَأَرَّى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبُهُ ولا يَعَضُّ على شُرْسُوفِه الصَّفَرُ وقيل الصَّفَر ههنا الجُوع وفي الحديث صَفْرَة في سبيل الله خير من حُمْر النَّعَمِ أَي جَوْعَة يقال صَغِر الرَطْب إِذا خلا من اللَّبَن وقيل الصَّفَر حَنَش البَطْن والصَّفَر فيما تزعم العرب حيَّة في البطن تَعَضُّ الإِنسان إِذا جاع واللَّذْع الذي يجده عند الجوع من عَضِّه والصَّفَر والصُّفار دُودٌ يكون في البطن وشَراسيف الأَضلاع فيصفرُّ عنه الإِنسان جِدّاً وربَّما قتله وقولهم لا يَلْتاطُ هذا بِصَفَري أَي لا يَلْزَق بي ولا تقبَله نفسي والصُّفار الماء الأَصْفَرُ الذي يُصيب البطن وهو السَّقْيُ وقد صُفِرَ بتخفيف الفاء الجوهري والصُّفار بالضم اجتماع الماء الأَصفر في البطن يُعالَجُ بقطع النَّائط وهو عِرْق في الصُّلْب قال العجاج يصِف ثور وحش ضرب الكلب بقرنه فخرج منه دم كدم المفصود أَو المَصْفُور الذي يخرج من بطنه الماء الأَصفر وبَجَّ كلَّ عانِدٍ نَعُورِ قَضْبَ الطَّبِيبِ نائطَ المَصْفُورِ وبَجَّ شق أَي شق الثورُ بقرنه كل عِرْق عانِدٍ نَعُور والعانِد الذي لا يَرْقأُ له دمٌ ونَعُور يَنْعَرُ بالدم أَي يَفُور ومنه عِرْق نَعَّار وفي حديث أَبي وائل أَن رجلاً أَصابه الصَّفَر فنُعِت له السُّكَّر قال القتيبي هو الحَبَنُ وهو اجتماع الماء في البطن يقال صُفِر فهو مَصْفُور وصَفِرَ يَصْفَرُ صَفَراً وروى أَبو العباس أَن ابن الأَعرابي أَنشده في قوله يا رِيحَ بَيْنُونَةَ لا تَذْمِينا جِئْتِ بأَلْوان المُصَفَّرِينا قال قوم هو مأْخوذ من الماء الأَصفر وصاحبه يَرْشَحُ رَشْحاً مُنْتِناً وقال قوم هو مأْخوذ من الصَّفَر وهو الجوعُ الواحدة صَفْرَة ورجل مَصْفُور ومُصَفَّر إِذا كان جائعاً وقيل هو مأْخوذ من الصَّفَر وهي حيَّات البطن ويقال إِنه لفي صُفْرة للذي يعتريه الجنون إِذا كان في أَيام يزول فيها عقله لأَنهم كانوا يمسحونه بشيء من الزعفران والصُّفْر النُّحاس الجيد وقيل الصُّفْر ضرْب من النُّحاس وقيل هو ما صفر منه واحدته صُفْرة والصِّفْر لغة في الصُّفْر عن أَبي عبيدة وحده قال ابن سيده لم يَكُ يُجيزه غيره والضم أَجود ونفى بعضهم الكسر الجوهري والصُّفْر بالضم الذي تُعمل منه الأَواني والصَّفَّار صانع الصُّفْر وقوله أَنشده ابن الأَعرابي لا تُعْجِلاها أَنْ تَجُرَّ جَرّا تَحْدُرُ صُفْراً وتُعَلِّي بُرّا قال ابن سيده الصُّفْر هنا الذهب فإِمَّا أَن يكون عنى به الدنانير لأَنها صُفْر وإِمَّا أَن يكون سماه بالصُّفْر الذي تُعْمل منه الآنية لما بينهما من المشابهة حتى سمي اللاَّطُون شَبَهاً والصِّفْر والصَّفْر والصُّفْر الشيء الخالي وكذلك الجمع والواحد والمذكر والمؤنث سواء قال حاتم تَرَى أَنَّ ما أَنفقتُ لم يَكُ ضَرَّني وأَنَّ يَدِي مِمَّا بخلتُ به صفْرُ والجمع من كل ذلك أَصفار قال لَيْسَتْ بأَصْفار لِمَنْ يَعْفُو ولا رُحٍّ رَحَارحْ وقالوا إِناءٌ أَصْفارٌ لا شيء فيه كما قالوا بُرْمَة أَعْشار وآنية صُفْر كقولك نسْوَة عَدْل وقد صَفِرَ الإِناء من الطعام والشراب والرَطْب من اللَّبَن بالكسر يَصْفَرُ صَفَراً وصُفُوراً أَي خلا فهو صَفِر وفي التهذيب صَفُر يَصْفُر صُفُورة والعرب تقول نعوذ بالله من قَرَعِ الفِناء وصَفَرِ الإِناء يَعْنُون به هَلاك المَواشي ابن السكيت صَفِرَ الرجل يَصْفَر صَفِيراً وصَفِر الإِناء ويقال بيت صَفِر من المتاع ورجل صِفْرُ اليدين وفي الحديث إِنَّ أَصْفَرَ البيوت
( * قوله « ان أصفر البيوت » كذا بالأَصل وفي النهاية أصفر البيوت بإسقاط لفظ إِن ) من الخير البَيْتُ الصَّفِرُ من كِتاب الله وأَصْفَر الرجل فهو مُصْفِر أَي افتقر والصَّفَر مصدر قولك صَفِر الشيء بالكسر أَي خلا والصِّفْر في حِساب الهند هو الدائرة في البيت يُفْني حِسابه وفي الحديث نهى في الأَضاحي عن المَصْفُورة والمُصْفَرة قيل المَصْفورة المستأْصَلة الأُذُن سميت بذلك لأَن صِماخيها صَفِرا من الأُذُن أَي خَلَوَا وإِن رُوِيَت المُصَفَّرة بالتشديد فَللتَّكسِير وقيل هي المهزولة لخلوِّها من السِّمَن وقال القتيبي في المَصْفُورة هي المَهْزُولة وقيل لها مُصَفَّرة لأَنها كأَنها خَلَت من الشحم واللحم من قولك هو صُِفْر من الخير أَي خالٍ وهو كالحديث الآخر إِنَّه نَهَى عن العَجْفاء التي لا تُنْقِي قال ورواه شمر بالغين معجمة وفسره على ما جاء في الحديث قال ابن الأَثير ولا أَعرفه قال الزمخشري هو من الصِّغار أَلا ترى إِلى قولهم للذليل مُجَدَّع ومُصلَّم ؟ وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ صِفْرُ رِدائها ومِلءُ كِسائها وغَيْظُ جارَتِها المعنى أَنها ضامِرَة البطن فكأَن رِداءها صِفْر أَي خالٍ لشدَّة ضُمور بطنها والرِّداء ينتهي إِلى البطن فيقع عليه وأَصفَرَ البيتَ أَخلاه تقول العرب ما أَصْغَيْت لك إِناء ولا أَصْفَرْت لك فِناءً وهذا في المَعْذِرة يقول لم آخُذْ إِبِلَك ومالَك فيبقى إِناؤُك مَكْبوباً لا تجد له لَبَناً تَحْلُبه فيه ويبقى فِناؤك خالِياً مَسْلُوباً لا تجد بعيراً يَبْرُك فيه ولا شاة تَرْبِضُ هناك والصَّفارِيت الفقراء الواحد صِفْرِيت قال ذو الرمة ولا خُورٌ صَفارِيتُ والياء زائدة قال ابن بري صواب إِنشاده ولا خُورٍ والبيت بكماله بِفِتْيَةٍ كسُيُوف الهِنْدِ لا وَرَعٍ من الشَّباب ولا خُورٍ صَفارِيتِ والقصيدة كلها مخفوضة وأَولها يا دَارَ مَيَّةَ بالخَلْصاء حُيِّيتِ وصَفِرَت وِطابُه مات قال امرؤُ القيس وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِيضاً ولو أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطاب وهو مثَل معناه أَن جسمه خلا من رُوحه أَي لو أَدركته الخيل لقتلته ففزِعت وقيل معناه أَن الخيل لو أَدركته قُتل فصَفِرَت وِطابُه التي كان يَقْرِي منها وِطابُ لَبَنِه وهي جسمه من دَمِه إِذا سُفِك والصَّفْراء الجرادة إِذا خَلَت من البَيْضِ قال فما صَفْراءُ تُكْنَى أُمَّ عَوْفٍ كأَنَّ رُجَيْلَتَيْها مِنْجَلانِ ؟ وصَفَر الشهر الذي بعد المحرَّم وقال بعضهم إِنما سمي صَفَراً لأَنهم كانوا يَمْتارُون الطعام فيه من المواضع وقال بعضهم سمي بذلك لإِصْفار مكة من أَهلها إِذا سافروا وروي عن رؤبة أَنه قال سَمَّوا الشهر صَفَراً لأَنهم كانوا يَغْزون فيه القَبائل فيتركون من لَقُوا صِفْراً من المَتاع وذلك أَن صَفَراً بعد المحرم فقالوا صَفِر الناس مِنَّا صَفَراً قال ثعلب الناس كلهم يَصرِفون صَفَراً إِلاَّ أَبا عبيدة فإِنه قال لا ينصرف فقيل له لِمَ لا تصرفه ؟
( * هكذا بياض بالأصل ) لأَن النحويين قد أَجمعوا على صرفه وقالوا لا يَمنع الحرف من الصَّرْف إِلاَّ علَّتان فأَخبرنا بالعلتين فيه حتى نتبعك فقال نعم العلَّتان المعرفة والسَّاعةُ قال أَبو عمر أَراد أَن الأَزمنة كلها ساعات والساعات مؤنثة وقول أَبي ذؤيب أَقامَتْ به كمُقام الحَنِي فِ شَهْرَيْ جُمادى وشَهْرَيْ صَفَر أَراد المحرَّم وصفراً ورواه بعضهم وشهرَ صفر على احتمال القبض في الجزء فإِذا جمعوه مع المحرَّم قالوا صَفران والجمع أَصفار قال النابغة لَقَدْ نَهَيْتُ بَني ذُبْيانَ عن أُقُرٍ وعن تَرَبُّعِهِم في كلِّ أَصْفارِ وحكى الجوهري عن ابن دريد الصَّفَرانِ شهران من السنة سمي أَحدُهما في الإِسلام المحرَّم وقوله في الحديث لا عَدْوَى ولا هامَةَ ولا صَفَر قال أَبو عبيد فسر الذي روى الحديث أَن صفر دَوَابُّ البَطْن وقال أَبو عبيد سمعت يونس سأَل رؤبة عن الصَّفَر فقال هي حَيَّة تكون في البطن تصيب الماشية والناس قال وهي أَعدى من الجَرَب عند العرب قال أَبو عبيد فأَبطل النبي صلى الله عليه وسلم أَنها تعدي قال ويقال إِنها تشتد على الإِنسان وتؤذيه إِذا جاع وقال أَبو عبيدة في قوله لا صَفَر يقال في الصَّفَر أَيضاً إِنه أَراد به النَّسيءَ الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية وهو تأْخيرهم المحرَّم إِلى صفر في تحريمه ويجعلون صَفَراً هو الشهر الحرام فأَبطله قال الأَزهري والوجه فيه التفسير الأَول وقيل للحية التي تَعَضُّ البطن صَفَر لأَنها تفعل ذلك إِذا جاع الإِنسان والصَّفَرِيَّةُ نبات ينبت في أَوَّل الخريف يخضِّر الأَرض ويورق الشجر وقال أَبو حنيفة سميت صفرية لأَن الماشية تَصْفَرُّ إِذا رعت ما يخضر من الشجر وترى مَغابِنَها ومَشَافِرَها وأَوْبارَها صُفْراً قال ابن سيده ولم أَجد هذا معروفاً والصُّفَارُ صُفْرَة تعلو اللون والبشرة قال وصاحبه مَصْفُورٌ وأَنشد قَضْبَ الطَّبِيبِ نائطَ المَصْفُورِ والصُّفْرَةُ لون الأَصْفَر وفعله اللازم الاصْفِرَارُ قال وأَما الاصْفِيرارُ فَعَرض يعرض الإِنسان يقال يصفارُّ مرة ويحمارُّ أُخرى قال ويقال في الأَوَّل اصْفَرَّ يَصْفَرُّ والصَّفَريُّ نَتَاج الغنم مع طلوع سهيل وهو أَوَّل الشتاء وقيل الصَّفَرِيَّةُ
( * قوله وقيل الصفرية إلخ » عبارة القاموس وشرحه والصفرية نتاج الغنم مع طلوع سهيل وهو أوّل الشتاء وقيل الصفرية من لدن طلوع سهيل إِلى سقوط الذراع حين يشتد البرد وحينئذ يكون النتاج محموداً كالصفري محركة فيهما ) من لدن طلوع سُهَيْلٍ إِلى سقوط الذراع حين يشتد البرد وحينئذ يُنْتَجُ الناس ونِتاجه محمود وتسمى أَمطار هذا الوقت صَفَرِيَّةً وقال أَبو سعيد الصَّفَرِيَّةُ ما بين تولي القيظ إِلى إِقبال الشتاء وقال أَبو زيد أَول الصفرية طلوع سُهَيْلٍ وآخرها طلوع السِّماك قال وفي أَوَّل الصَّفَرِيَّةِ أَربعون ليلة يختلف حرها وبردها تسمى المعتدلات والصَّفَرِيُّ في النّتاج بعد القَيْظِيِّ وقال أَبو حنيفة الصَّفَرِيَّةُ تولِّي الحر وإِقبال البرد وقال أَبو نصر الصَّقَعِيُّ أَول النتاج وذلك حين تَصْقَعُ الشمسُ فيه رؤوسَ البَهْم صَقْعاً وبعض العرب يقول له الشَّمْسِي والقَيْظي ثم الصَّفَري بعد الصَّقَعِي وذلك عند صرام النخيل ثم الشَّتْوِيُّ وذلك في الربيع ثم الدَّفَئِيُّ وذلك حين تدفأُ الشمس ثم الصَّيْفي ثم القَيْظي ثم الخَرْفِيُّ في آخر القيظ والصَّفَرِية نبات يكون في الخريف والصَّفَري المطر يأْتي في ذلك الوقت وتَصَفَّرَ المال حسنت حاله وذهبت عنه وَغْرَة القيظ وقال مرة الصَّفَرِية أَول الأَزمنة يكون شهراً وقيل الصَّفَري أَول السنة والصَّفِير من الصوت بالدواب إِذا سقيت صَفَرَ يَصْفِرُ صَفِيراً وصَفَرَ بالحمار وصَفَّرَ دعاه إِلى الماء والصَّافِرُ كل ما لا يصيد من الطير ابن الأَعرابي الصَّفارِيَّة الصَّعْوَةُ والصَّافِر الجَبان وصَفَرَ الطائر يَصْفِرُ صَفِيراً أَي مَكَا ومنه قولهم في المثل أَجْبَنُ من صَافِرٍ وأَصفَرُ من بُلْبُلٍ والنَّسْر يَصْفِر وقولهم ما في الدار صافر أَي أَحد يصفر وفي التهذيب ما في الدار
( * قوله وفي التهذيب ما في الدار إلخ » كذا بالأَصل ) أَحد يَصْفِرُ به قال هذا مما جاء على لفظ فاعل ومعناه مفعول به وأَنشد خَلَتِ المَنازل ما بِها مِمَّن عَهِدْت بِهِنَّ صَافِر وما بها صَافِر أَي ما بها أَحد كما يقال ما بها دَيَّارٌ وقيل أَي ما بها أَحد ذو صَفير وحكى الفراء عن بعضهم قال كان في كلامه صُفار بالضم يريد صفيراً والصَّفَّارَةُ الاست والصَّفَّارَةُ هَنَةٌ جَوْفاء من نحاس يَصْفِر فيها الغلام للحَمَام ويَصْفِر فيها بالحمار ليشرب والصَّفَرُ العَقل والعقد والصَّفَرُ الرُّوعُ ولُبُّ القَلْبِ يقال ما يلزق ذلك بصَفَري والصُّفَار والصِّفَارُ ما بقي في أَسنان الدابة من التبن والعلف للدواب كلها والصُّفَار القراد ويقال دُوَيْبَّةٌ تكون في مآخير الحوافر والمناسم قال الأَفوه ولقد كُنْتُمْ حَدِيثاً زَمَعاً وذُنَابَى حَيْثُ يَحْتَلُّ الصُّفَار ابن السكيت الشَّحْمُ والصَّفَار بفتح الصاد نَبْتَانِ وأَنشد إِنَّ العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْوَاحنا ما كانَ مِنْ شَحْم بِهَا وَصَفَار
( * قوله « أرواحنا » كذا بالأصل وشرح القاموس والذي في الصحاح وياقوت
ان العريمة مانع أرماحنا ... ما كان من سحم بها وصفار
والسحم بالتحريك شجر )
والصَّفَار بالفتح يَبِيس
( * قوله « والصفار بالفتح يبيس إلخ » كذا في الصحاح وضبطه في القاموس كغراب ) البُهْمى وصُفْرَةُ وصَفَّارٌ اسمان وأَبو صُفْرَةَ كُنْيَة والصُّفْرِيَّةُ بالضم جنس من الخوارج وقيل قوم من الحَرُورِيَّة سموا صُفْرِيَّةً لأَنهم نسبوا إِلى صُفْرَةِ أَلوانهم وقيل إِلى عبدالله بن صَفَّارٍ فهو على هذا القول الأَخير من النسب النادر وفي الصحاح صِنْفٌ من الخوارج نسبوا إِلى زياد بن الأَصْفَرِ رئيسهم وزعم قوم أَن الذي نسبوا إِليه هو عبدالله ابن الصَّفَّار وأَنهم الصِّفْرِيَّة بكسر الصاد وقال الأَصمعي الصواب الصِّفْرِيَّة بالكسر قال وخاصم رجُل منهم صاحبَه في السجن فقال له أَنت والله صِفْرٌ من الدِّينِ فسموا الصِّفْرِيَّة فهم المَهَالِبَةُ
( * قوله « فهم المهالبة إلخ » عبارة القاموس وشرحه والصفرية بالضم أَيضاً المهالبة المشهورون بالجود والكرم نسبوا إِلى أَبي صفرة جدهم ) نسبوا إِلى أَبي صُفْرَةَ وهو أَبو المُهَلَّبِ وأَبو صُفْرَةَ كُنْيَتُهُ والصَّفْراءُ من نبات السَّهْلِ والرَّمْل وقد تنبُت بالجَلَد وقال أَبو حنيفة الصَّفْراءُ نبتا من العُشب وهي تُسَطَّح على الأَرض وكأَنَّ ورقَها ورقُ الخَسِّ وهي تأْكلها الإِبل أَكلا شديداً وقال أَبو نصر هي من الذكور والصَّفْراءُ شِعْب بناحية بدر ويقال لها الأَصَافِرُ والصُّفَارِيَّةُ طائر والصَّفْراء فرس الحرث بن الأَصم صفة غالبة وبنو الأَصْفَرِ الرَّوم وقيل ملوك الرّوم قال ابن سيده ولا أَدري لم سموا بذلك قال عدي ابن زيد وِبَنُو الأَصْفَرِ الكِرامُ مُلُوكُ ال رومِ لم يَبْقَ مِنْهُمُ مَذْكُورُ وفي حديث ابن عباس اغْزُوا تَغْنَمُوا بَناتِ الأَصْفَرِ قال ابن الأَثير يعني الرومَ لأَن أَباهم الأَول كان أَصْفَرَ اللون وهو رُوم بن عِيْصُو بن إِسحق بن إِبراهيم وفي الحديث ذكر مَرْجِ الصُّفَّرِ وهو بضم الصاد وتشديد الفاء موضع بغُوطَة دمشق وكان به وقعة للمسلمين مع الروم وفي حديث مسيره إِلى بدر ثُمَّ جَزَع الصُّفَيْراءَ هي تصغير الصَّفْرَاء وهي موضع مجاور بدر والأَصَافِرُ موضع قال كُثَيِّر عَفَا رابَغٌ مِنْ أَهْلِهِ فَالظَّوَاهِرُ فأَكْنَافُ تْبْنَى قد عَفَتْ فَالأَصافِرُ
( * قوله « تبنى » في ياقوت تبنى بالضم ثم السكون وفتح النون والقصر بلدة بحوران من أَعمال دمشق واستشهد عليه بأَبيات أُخر وفي باب الهمزة مع الصاد ذكر الأَصافر وأَنشد هذا البيت وفيه هرشى بدل تبنى قال هرشى بالفتح ثم السكون وشين معجمة والقصر ثنية في طريق مكة قريبة من الجحفة ا ه وهو المناسب )
وفي حديث عائشة كانت إذا سُئِلَتْ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ من السِّبَاعِ قَرَأَتْ قُلْ لا أَجِدُ فيما أُوحِيَ إِليَّ مُحَرَّماً على طَاعِمٍ يَطْعَمُه ( الآية ) وتقول إِن البُرْمَةَ لَيُرَى في مائِهَا صُفْرَةٌ تعني أَن الله حرَّم الدَّم في كتابه وقد تَرَخّص الناس في ماء اللَّحْم في القدر وهو دم فكيف يُقْضَى على ما لم يحرمه الله بالتحريم ؟ قال كأَنها أَرادت أَن لا تجعل لحوم السِّبَاع حراماً كالدم وتكون عندها مكروهة فإِنها لا تخلو أَن تكون قد سمعت نهي النبي صلى الله عليه وسلم عنها

صقر
الصَّْرُ الطائر الذي يُصاد به من الجوارح ابن سيده والصَّقْرُ كل شيء يَصيد من البُزَاةِ والشَّواهينِ وقد تكرر ذكره في الحديث والجمع أَصْقُرٌ وصُقُورٌ وصُقُورَةٌ وصِقَارٌ وصِقَارَةٌ والصُّقْرُ جَمْعُ الصُّقُور الذي هو جمع صَقْرٍ أَنشد ابن الأَعرابي كَأَنَّ عَيْنَيْهِ إِذا تَوَقَّدَا عَيْنَا قَطَامِيٍّ منَ الصُّقْرِ بَدَا قال ابن سيده فسره ثعلب بما ذكرنا قال وعندي أَن الصُّقْرَ جمع صَقْرٍ كما ذهب إِليه أَبو حنيفة من أَن زُهْواً جمع زَهْو قال وإِنما وجهناه على ذلك فراراً من جمع الجمع كما ذهب الأَخفش في قوله تعالى فرُهُنٌ مَقْبُوضَة إِلى أَنه جمع رَهْنٍ لا جمع رِهَان الذي هو جمع رَهْنٍ هَرَباً من جمع الجمع وإِن كان تكسير فَعْلٍ على فُعْلٍ وفُعُلٍ قليلاً والأُنثى صَفْرَةٌ والصَّقْرُ اللبن الشديد الحُمُوضَة يقال حَبَانا بِصَقْرَةٍ تَزْوِي الوجه كما يقال بِصَرْبَةٍ حكاهما الكسائي وما مَصَلَ من اللَّبن فامَّازَتْ خُثَارَته وصَفَتْ صَفْوَتُه فإِذا حَمِضَتْ كانت صِبَاغاً طيِّباً فهو صَقْرَة قال الأَصمعي إِذا بلغ اللبن من الحَمَضِ ما ليس فوقه شيء فهو الصَّقْرُ وقال شمر الصَّقْر الحامض الذي ضربته الشمس فَحَمِضَ يقال أَتانا بِصَقْرَةٍ حامضة قال مِكْوَزَةُ كأَن الصَّقْرَ منه قال ابن بُزُرج المُصْقَئِرُّ من اللبن الذي قد حَمِضَ وامتنع والصَّقْرُ والصَّقْرَةُ شدة وقعِ الشمس وحِدَّةُ حرّها وقيل شدة وقْعِها على رأْسه صَقَرَتْهُ صَقْراً آذاه حَرُّها وقيل هو إِذا حَمِيَتْ عليه قال ذو الرمة إِذا ذَابَت الشمْسُ اتَّقَى صَقَرَاتِها بِأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَةِ مُعْبِلِ وصَقَرَ النَّارَ صَقْراً وصَقَّرَهَا أَوْقَدَها وقد اصْتَقَرَتْ واصْطَقَرَتْ جاؤوا بها مَرَّةً على الأَصل ومَرَّةً على المضارَعة وأَصْقَرَت الشمس اتَّقَدَتْ وهو مشتق من ذلك وصَقَرَهُ بالعصا صَقْراً ضربه بها على رأْسه والصَّوْقَرُ والصَّاقُورُ الفأْس العظيمة التي لها رأْس واحد دقيق تكسر به الحجارة وهو المِعْوَل أَيضاً والصَّقْر ضرب الحجارة بالمِعْوَل وصَقَرَ الحَجَرَ يَصْقُرُهُ صَقْراً ضربه بالصَّاقُور وكسره به والصَّاقُورُ اللِّسان والصَّاقِرَةُ الداهية النازلة الشديدة كالدَّامِغَةِ والصَّقْرُ والصَّقَرُ ما تَحَلَّب من العِنَب والزبيب والتمر من غير أَن يُعْصَر وخص بعضهم من أَهل المدينة به دِبْسَ التمر وقيل هو ما يسيل من الرُّطَب إِذا يبسَ والصَّقْرُ الدِّبس عند أَهل المدينة وصَقَّرَ التمر صبَّ عليه الصَّقْرَ ورطب صَقِرٌ مَقِرٌ صَقِرٌ ذو صَقْرٍ ومَقِرٌ إِتباع وذلك التمر الذي يصلح للدِّبس وهذا التمر أَصْقَرُ مَنْ هذا أَي أَكْثَرُ صَقْراً حكاه أَبو حنيفة وإِن لم يك له فِعْل وهو كقولهم للسانين
( * قوله « للسانين » هكذا بالأَصل ) وقد تقدم مراراً والمُصَقَّرُ من الرطب المُصَلِّبُ يُصَبُّ عليه الدّبس ليَلينَ وربما جاء بالسين لأَنهم كثيراً ما يقلبون الصاد سيناً إِذا كان في الكلمة قاف أَو طاء أَو عين أَو خاء مثل الصَّدْع والصِّماخ والصِّراط والبُصاق قال أَبو منصور والصَّقْر عند البَحْرَانِيِّينَ ما سال من جِلالِ التمر التي كُنِزَتْ وسُدِّك بعضُها فوق بعض في بيت مُصَرَّج تحتها خَوابٍ خُضْر فينعصر منها دِبْس خامٌ كأَنه العسل وربما أَخذوا الرُّطَب الجَيِّد ملقوطاً من العِذْقِ فجعلوه في بَساتِيقَ وصَبّوا عليه من ذلك الصَّقْر فيقال له رُطَب مُصَقِّر ويبقى رُطباً طيباً طول السنة وقال الأَصمعي التَّصْقِيرُ أَن يُصَب على الرُّطَب الدِّبْسُ فيقال رُطَب مُصَقَّر مأْخوذ من الصَّقْرِ وهو الدِّبْس وفي حديث أَبي حَثْمَةَ ليس الصَّقْر في رؤوس النَّحل قال ابن الأَثير هو عسل الرُّطَب ههنا وهو الدِّبْس وهو في غير هذا اللَّبَنُ الحامض وماء مُصْقَرٌّ متغير والصَّقَر ما انْحَتَّ من ورق العِضاهِ والعُرْفُطِ والسَّلَمِ والطَّلْح والسَّمُر ولا يقال له صَقَرٌ حتى يَسْقط والصَّقْرُ المَاءُ الآجِنُ والصَّاقُورَةُ باطن القِحْف المُشْرِفُ على الدِّماغ وفي التهذيب والصَّاقُور باطن القِحْفِ المُشْرِف فوق الدِّماغ كأَنه قَعْرُ قَصْعة وصَاقُورَةُ والصَّاقُورَةُ اسم السماء الثَّالثة والصَّقَّارُ النَّمَّامُ والصَّقَّار اللَّعَّانُ لغير المُسْتَحِقين وفي حديث أَنس مَلْعُون كلّ صَقَّارٍ قيل يا رسولُ الله وما الصَّقِّار ؟ قال نَشْءٌ يكونون في آخر الزمن تَحِيْتُهم بينهم إِذا تلاقوا التَّلاعُن التهذيب عن سهل بن معاذ عن أَبيه أَن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال الأُمة على شَريعَةٍ ما لم يظهر فيهم ثلاث ما لم يُقْبَضْ منهم العِلْمُ ويَكْثُرْ فيهم الخُبْثُ ويَظْهَرْ فيهم السَّقَّارُونَ قالوا وما السَّقَّارُون يا رسولُ الله ؟ قال نَشَأٌ يكونون في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إِذا تلاقوا التلاعنَ وروي بالسين وبالصاد وفسره بالنَّمَّامِ قال ابن الأَثير ويجوز أَن يكون أَراد به ذا الكْبرِ والأُبَّهَةِ بأَنه يميل بخدّه أَبو عبيدة الصَّقْرَانِ دَائِرتانِ من الشَّعر عند مؤخر اللِّبْدِ من ظهر الفرس قال وحدُّ الظهر إِلى الصَّقْرين الفراء جاء فلان بالصُّقَرِ والبُقَرِ والصُّقارَى والبُقارَى إِذا جاءَ بالكَذِب الفاحش وفي النوادر تَصَقَّرْت بموضع كذا وتشكلت وتنكفت
( * قوله « وتشكلت وتنكفت » كذا بالأَصل وشرح القاموس ) بمعنى تَلَبَّثْت والصَّقَّار الكافر والصَّقَّار الدَّبِّاس وقيل السَّقَّار الكافر بالسين والصَّقْرُ القِيَادَةُ على الحُرَم عن ابن الأَعرابي ومنه الصَّقِّار الذي جاء في الحديث والصَّقُّور الدَّيُّوث وفي الحديث لا يَقْبَلُ اللهُ من الصَّقُّور يوم القيامة صَرْفاً ولا عَدْلاً قال ابن الأَثير هو بمعنى الصَّقَّار وقيل هو الدَّيُّوث القَوَّاد على حُرَمه وصَقَرُ من أَسماء جهنم نعوذ بالله منها لغة في سَقَر والصَّوْقَرِيرُ صَوْت طائر يُرَجِّع فتسمع فيه نحو هذه النَّغْمَة وفي التهذيب الصَّوْقَرِيرُ حكاية صوت طائر يُصَوْقِرُ في صياحه يسمع في صوته نحو هذه النغمة وصُقارَى موضع

صقعر
الصُّقْعُرُ الماء المُرُّ الغليظ والصَّقْعَرَةُ هو أَن يَصيحَ الإنسان في أُذن آخر يقال فلان يُصَقْعِرُ في أُذن فلان

صمر
التَّصْمِير الجَمْع والمَنْع يقال صَمَرَ متاعَه وصَمَّره وأَصْمَرَهُ والتَّصْمِيرُ أَيضاً أَن يدخل في الصُّمَيْرِ وهو مَغِيب الشمس ويقال أَصْمَرْنا وصَمَّرْنا وأَقْصَرْنا وقَصَّرْنا وأَعْرَجْنَا وعَرَّجْنَا بمعنى واحد ابن سيده صَمَر يَصْمُر صَمْراً وصُمُوراً بَخِلَ ومَنَع قال فَإِنِّي رَأَيْتُ الصَّامِرِينَ مَتاعَهم يَمُوتُ ويَفْنى فَارْضَخِي مِنْ وعائِيَا أَراد يموتون ويفنى مالهم وأَراد الصامرين بمتاعهم ورَجُل صَمِيرٌ يابسُ اللَّحْمِ على العظام والصَّمَرُ بالتحريك النَّتْنَ
( * قوله « بالتحريك النتن » في القاموس وشرحه بالفتح النتن ومثله في التكملة ) يقال يدي في اللحم صَمِرَةٌ وفي حديث علي أَنه أَعطى أَبا رافع حَتيّاً وعُكَّةَ سَمْنٍ وقال ادفع هذا إِلى أَسْماءَ بنت عُمَيْسٍ وكانت تحت أَخيه جعفر لتَدْهُن به بني أَخيه من صَمرَ البَحْر يعني من نَتْنِ ريحه وتَطْعَمهن من الحَقِّ أَما صَمَرُ البحر فهو نَتْن ريحه وغَمَقُه ووَمَدُه والحَتِيُّ سَوِيقُ المُقْل ابن الأَعرابي الصَّمْرُ رائحة المِسْك الطري والصَّمْرُ غَتْمُ البحر إِذا خَبَّ أَي هاج موجه وخَبيبُه تَناطُحُ أَمواجه ابن دريد رجل صَمِيرٌ يابسُ اللحم على العظْم تفوح منه رائحة العَرَق وصَمَرَ الماءُ يَصْمر صُمُوراً جرى من حُدُور في مُسْتَوًى فَسَكن وهو جَارٍ وذلك المكان يسمى صِمْر الوادي وصِمْرُه مُسْتَقَرُّهُ والصُّمَارى مقصوراً الاست لنَتْنِها الصحاح الصُّمَارَى بالضم الدُّبُر وفي التهذيب الصَّمَارَى بكسر الصاد والصُّمْرُ الصُّبْر أَخَذَ الشيءَ بأَصْمَارِه أَي بأَصْبَارِه وقيل هو على البدل وملأَ الكأْس إِلى أَصْمَارها أَي إلى أَعاليها كأَصْبَارها واحدها صُمْر وصُبْر وصَيْمَر أَرض من مِهْرِجَان إِليه نسب الجُبْنُ الصَّيْمَري والصَّوْمَرُ البَاذِرُوجُ وقال أَبو حنيفة الصَّوْمَر شجر لا ينبت وحده ولكن يَتَلَوَّى على الغافِ وهو قُضْبَانٌ لها ورق كورق الأَرَاك وله ثمر يشبه البَلُّوط يؤكل وهو ليِّن شديد الحلاوة

صمعر
الصَّمْعَرُ والصَمْعَرِيُّ الشديد من كل شيء والصَّمْعَرِيُّ اللئيم وهو أَيضاً الذي لا تعمل فيه رُقْيَةٌ ولا سحر وقيل هو الخالص الحمرة والصِّمْعَرِية من الحيات الحية الخبيثة قال الشاعر أَحَيَّةُ وَادٍ بَغْرَةٌ صَمْعَريَّةٌ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَمْ ثَلاثٌ لَوَاقِحُ ؟ أَراد باللَّوَاقحِ العقارب والصُّمْعُور القصير الشجاع وصَمْعَر اسم موضع قال القتال الكلابي عَفَا بَطْنُ
( * قوله « عفا بطن إِلخ » تمامه « خلاء فبطن الحارثية أَعسر » ) سِهْيٍ مِنْ سُلَيْمى فَصَمْعَرُ

صمقر
صَمْقَرَ اللبنُ واصْمَقَرَّ فهو مُصْمَقِرُّ اشتدت حموضته واصْمَقَرَّت الشمس اتَّقَدَتْ وقيل إِنها من قولك صَقَّرْتُ النار إِذا أَوقدتها والميم زائدة وأَصلها الصقرة أَبو زيد سمعت بعض العرب يقول يوم مُصْمَقِرٌّ إِذا كان شديد الحر والميم زائدة

صنر
الصَّنَارَةُ بكسر الصاد الحديدة الدقيقة المُعَقَّفَةُ التي في رأْس المِغْزل وقيل الصِّنَارَةُ رأْس المِغْزل وقيل صِنَارَةُ المغزل الحديدة التي في رأْسه ولا تقل صِنَّارَةً وقال الليث الصِّنَارَةُ مِغْزل المرأَة وهو دخيل والصِّنَارَة الأُذن يمانية والصِّنَارِيَّةُ قوم بِإِرْمِينِيَةَ نسبوا إِلى ذلك ورجل صِنَارَةٌ وصَنَارة سيّءُ الخلق الكسر عن ابن الأَعرابي والفتح عن كراع التهذيب الصِّنَّوْرُ البخيل السيّء الخلق والصَّنانِيرُ السيِّئُو الأَدب وإِن كانوا ذوي نباهة وقال أَبو علي صِنارةٌ بالكسر سيّء الخلق ليس من أَبنية الكتاب لأَن هذا البناء لم يجئ صفة والصِّنَّارُ شجر الدُّلْبِ واحدته صِنَّارة عن أَبي حنيفة قال وهي فارسية وقد جرت في كلام العرب وأَنشد بيت العجاج يَشُقُّ دَوْحَ الجَوْزِ والصِّنَّارِ وقال بعضهم هو الصِّنَار بتخفيف النون وأَنشد بيت العجاج بالتخفيف وصِنارة الحَجَفَةِ مَقْبِضُها وأَهل اليمن يسمون الأُذن صِنارة

صنبر
الصُّنْبُورَةُ والصُّنْبُورُ جميعاً النخلة التي دقت من أَسفلها وانْجَرَد كَرَبُها وقلّ حَمْلها وقد صَنْبَرَتْ والصُّنْبُور سَعَفات يخرجن في أَصل النخلة والصُّنْبُور أَيضاً النخلة تخرج من أَصل النخلة الأُخرى من غير أَن تغرس والصُّنْبُور أَيضاً النخلة المنفردة من جماعة النخل وقد صَنْبَرَت وقال أَبو حنيفة الصُّنْبُور بغير هاء أَصل النخلة الذي تَشَعَّبت منه العُرُوق ورجل صُنْبُورٌ فَرْد ضعيف ذليل لا أَهل له ولا عَقِب ولا ناصر وفي الحديث أَن كفار قريش كانوا يقولون في النبي صلى الله عليه وسلم محمد صُنْبُور وقالوا صُنَبْيرٌ أَي أَبُْتَر لا عقب له ولا أَخ فإِذا مات انقطع ذِكْرُهُ فأَنزال الله تعالى إِنَّ شانِئَكَ هو الأَبتَرُ التهذيب في الحديث عن ابن عباس قال لما قدم ابنُ الأَشرف مكةَ قالت له قريش أَنت خَيْرُ أَهل المدينة وسيِّدُهم ؟ قال نعم قالوا أَلا ترى هذا الصُّنَيْبيِرَ الأُبَيْتِرَ من قومه يزعم أَنه خير منا ونحن أَهل الحَجِيج وأَهل السَّدانَةِ وأَهل السِّقاية ؟ قال أَنتم خير منه فأُنْزِلَتْ إِن شانِئك هو الأَبتر وأُنزلت أَلَمْ تَرَ إِلى الذين أُوتوا نَصِيباً من الكتاب يؤمنون بالجِبْتِ والطَّاغُوتِ ويقولون للَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاء أَهْدَى من الذين آمنوا سَبِيلاً وأَصل الصُّنْبُورِ سَعَفَةٌ تنبُت في جِذْع النخلة لا في الأَرض قال أَبو عبيدة الصُّنْبُورُ النخلة تبقى منفردة ويَدِقُّ أَسفلها ويَنْقَشِرُ يقال صَنْبَرَ أَسفلُ النخلة مُراد كفار قريش بقولهم صُنْبُور أَي أَنه إِذا قُلِعَ انقطع ذِكْرُه كما يذهب أَصل الصُّنْبُور لأَنته لا عَقِب له ولقي رجلٌ رجُلاً من العَرَب فسأَله عن نخلة فقال صَنْبَرَ أَسفَلُه وعَشَّشَ أَعلاه يعني دَقَّ أَسفلُه وقلَّ سَعَفه ويَبِس قال أَبو عبيدة فشبَّهوا النبي صلى الله عليه وسلم بها يقولون إِنه فَرْدٌ ليس له ولد فإِذا مات انقطع ذِكْرُه قال أَوس يعيب قوماً مُخَلَّفُونَ ويَقْضِي النَّاسُ أَمْرَهُمُ غُشُّ الأَمانَةِ صُنْبُورٌ فَصُنْبُورُ ابن الأَعرابي الصُّنْبُور من النخلة َسَعفَات تنبتُ في جذع النخلة غير مُسْتَأْرِضَةٍ في الأَرض وهو المُصَنْبِرُ من النخل وإِذا نبتت الصنَّابير في جذع النخلة أَضْوَتْها لأَنها تأْخذ غذاء الأُمهات قال وعِلاجها أَن تُقْلَع تلك الصَّنابير منها فأَراد كفار قريش أَن محمداً صلى الله عليه وسلم صُنْبُورٌ نبت في جذع نخلة فإِذا قُلِعَ انقطع وكذلك محمد إِذا مات فلا عَقِبَ له وقال ابن سمعان الصَّنابير يقال لها العِفَّانُ والرَّوَاكِيبُ وقد أَعَقَّت النخلةُ إِذا أَنبتت العِقَّانَ قال ويقال لِلْفَسِيلَةِ التي تنبت في أُمها الصُّنْبُورُ وأَصل النخلة أَيضاً صُنْبُورُها وقال أَبو سعيد المُصَنْبِرَةُ أَيضاً من النخيل التي تنبت الصَّنابِيرُ في جذوعها فتفسدها لأَنها تأْخذ غذاء الأُمهات فَتُضْوِيَها قال الأَزهري وهذا كله قول أَبي عبيدة وقال ابن الأَعرابي الصُّنْبُور الوَحيدُ والصُّنْبُور الضعيف والصُّنْبُور الذي لا ولد له ولا عشيرة ولا ناصر من قريب ولا غريب والصُّنْبُور الداهية والصَّنْبَرُ الرقيق الضعيف من كل شيء من الحيوان والشجر والصُّنبُور اللئيم والصُّنْبور فم القَناة والصُّنْبور القَصَبة التي تكون في الإِداوَةِ يُشْرَبُ منها وقد تكون من حديد ورَصاص وصُنْبُورُ الحوض مَثْعَبُهُ والصُّنْبُورُ مَثْعَبُ الحوض خاصَّة حكاه أَبو عبيد وأَنشد ما بَيْنَ صُنْبُورٍ إِلى الإِزَاءِ وقيل هو ثَقْبه الذي يخرج منه الماء إِذا غُسل أَنشد ابن الأَعرابي لَيْهنِئْ تُراثي لامْرِئٍ غَيْرِ ذِلَّةٍ صنَابِرُ أُحْدانٌ لَهُنَّ حَفِيفُ سَرِيعَاتُ مَوْتٍ رَيِّثَاتُ إِفاقَةٍ إِذا ما حُمِلْنَ حَمْلُهُنَّ خَفِيفُ وفسره فقال الصَّنابر هنا السِّهام الدِّقاق قال ابن سيده ولم أَجده إِلاَّ عن ابن الأَعرابي ولم يأْت لها بواحد وأُحْدانٌ أَفْرادٌ لا نظير لها كقول الآخر يَحْمِي الصُّرَيِّمَ أُحْدانُ الرِّجالِ لَهُ صَيْدٌ ومُجْتَرِئٌ باللَّيْلِ هَمَّاسُ وفي التهذيب في شرح البيتين أَراد بالصنابر سِهاماً دِقاقاً شُبِّهت بِصَنابير النخلة التي تخرج في أَصلها دِقاقاً وقوله أُحدان أَي أَفراد سريعاتُ موت أَي يُمِتْنَ مَنْ رُمِي بهن والصَّنَوْبَرُ شجر مخضر شتاء وصيفاً ويقال ثَمَرُه وقيل الأَرْزُ الشجر وثَمَرُه الصَّنَوْبَرُ وهو مذكور في موضعه أَبو عبيد الصَّنَوْبَرُ ثمر الأَرزة وهي شجرة قال وتسمى الشجرة صَنَوْبَرَةً من أَجل ثمرها أَنشد الفراء نُطْعِمُ الشَّحْمَ والسَّدِيفَ ونَسقي ال مَحْضَ في الصِّنَّبِرِّ والصُّرَّادِ قال الأَصل صِنَبْر مثل هِزَبْرٍ ثم شدد النون قال واحتاج الشاعر مع ذلك إِلى تشديد الراء فلم يمكنه إِلاَّ بتحريك الباء لاجتماع الساكنين فحركها إِلى الكسر قال وكذلك الزمرذ والزمرذي وغَداةٌ صِنَّبْرٌ وصِنِّبْرٌ بارِدَةٌ وقال ثعلب الصِّنَّبْرُ من الأَضداد يكون الحَارَّ ويكون البارِدَ حكاه ابن الأَعرابي وصَنابِرُ الشتاء شدة برده وكذلك الصِّنَّبِر بتشديد النون وكسر الباء وفي الحديث أَن رجلاً وقف على ابن الزبير حين صُلِبَ فقال قد كنتَ تجْمع بين قُطْرَي الليلة الصِّنَّبْرَةِ قائماً هي الشديدة البرد والصِّنَّبر والصِّنَّبِرُ البرد وقيل الريح الباردة في غيم قال طرفة بِجِفانٍ نَعْتَري نادِيَنَا وسَدِيفٍ حينَ هاجِ الصِّنَّبر وقال غيره يقال صِنِّبْر بكسر النون قال ابن سيده وأَما ابن جني فقال أَراد الصِّنَّبر فاحتاج إِلى تحريك الباء فتطرق إِلى ذلك فنقل حركة الإِعراب إِليها تشبيهاً بقولهم هذا بَكُر ومررت بِبَكِر فكان يجب على هذا أَن يقول الصِّنَّبُرُ فيضم الباء لأَن الراء مضمومة إِلاَّ أَنه تصور معنى إِضافة الظرف إِلى الفعل فصار إِلى أَنه كأَنه قال حين هَيْجِ الصَّنَّبْرِ فلما احتاج إِلى حركة الباء تصور معنى الجر فكسر الباء وكأَنه قد نقل الكسرة عن الراء إِليها كما أَن القصيدة
( * قوله « كما أَن القصيدة إلخ » كذا بالأَصل ) المنشدة للأَصمعي التي فيها كأَنَّها وقد رَآها الرَّائي إِنما سوغه ذلك مع أَن الأَبيات كلها متوالية على الجر أَنه توهم فيه معنى الجر أَلا ترى أَن معناه كأَنها وقت رؤية الرائي ؟ فساغ له أَن يخلط هذا البيت بسائر الأَبيات وكأَنه لذلك لم يخالف قال وهذا أَقرب مأْخذاً من أَن يقول إِنه حرَّف القافية للضرورة كما حرَّفها الآخر
( * قوله « كما حرفها الآخر إلخ » في ياقوت ما نصه كأَنه توهم تثقيل الراء وذلك إِنه احتاج إِلى تحريك الباء لإِقامة الوزن فلو ترك القاف على حالها لم يجئ مثله وهو عبقر لم يجئ على مثال ممدود ولا مثقل فلما ضم القاف توهم به بناء قربوس ونحوه والشاعر له ان يقصر قربوس في اضطرار الشعر فيقول قربس ) في قوله هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ أَوْ أَنْكَرْتَها بَيْنَ تِبْرَاكٍ وشَسَّيْ عَبَقُر ؟ في قول من قال عَبْقَر فحرّف الكلمة والصِّنَّبْرُ بتسكين الباء اليوم الثاني من أَيام العجوز وأَنشد فإِذا انْقَضَتْ أَيَّامُ شَهْلَتِنا صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبِر قال الجوهري ويحتمل أَن يكونا بمعنى وإِنما حركت الباء للضرورة

صنخر
التهذيب في الرباعي أَبو عمرو الصِّنَّخْرُ والصِّنْخِرُ الجَمَلُ الضخم قال أَبو عمرو الصِّنَّخْرُ بوزن قِنْذَعْلٍ وهو الأَحمق والصِّنْخِرُ بوزن القِمْقِمِ وهو البُرّ اليابس وفي النوادر جمل صُنَخِرٌ وصُناخِرٌ عظيم طويل من الرجال والإِبل

صنعبر
الصَّنَعْبَرُ شجرة ويقال لها الصَّعْبَرُ

صهر
الصَّهْرُ القرابة والصِّهْرُ حُرْمة الخُتُونة وخَتَنُ الرجل صِهْرُه والمتزوَّجُ فيهم أَصْهارُ الخَتَنِ والأَصْهارُ أَهلُ بيت المرأَة ولا يقال لأَهل بيت الرجل إِلاَّ أَخْتان وأَهل بيت المرأَة أَصْهار ومن العرب من يجعل الصَّهْرَ من الأَحماءِ والأَخْتان جميعاً يقال صاهَرْتُ القوم إِذا تزوجت فيهم وأَصْهَرْتُ بهم إِذا اتَّصلت بهم وتحرَّمت بجِوار أَو نسب أَو تزوُّجٍ وصِهْرُ القوم خَتَنَهُم والجمع أَضْهارٌ وصُهَراءُ الأَخيرة نادرة وقيل أَهلُ بيتِ المرأَة أَصْهارٌ وأَهل بيت الرجل أَخْتانٌ وقال ابن الأَعرابي الصِّهْرُ زوجُ بنتِ الرجل وزوج أُخته والخَتَنُ أَبو امرأَة الرجل وأَخو امرأَته ومن العرب من يجعلهم أَصْهاراً كلهم وصِهْراً والفعل المُصاهَرَةُ وقد صاهَرَهُمْ وصاهَرَ فيهم وأَنشد ثعلب حَرَائِرُ صاهَرْنَ المُلُوكَ ولم يَزَلْ على النَّاسِ مِنْ أَبْنائِهِنَّ أَميرُ وأَصْهَرَ بِهِمْ وإِليهم صار فيهم صِهْراً وفي التهذيب أَصْهَرَ بهم الخَتَن وأَصْهَرَ مَتَّ بالصِّهْر الأَصمعي الأَحْماءُ من قِبَل الزّوج والأَخْتانُ من قِبَل المرأَة والصِّهْرُ يجمعهما قال لا يقال غيره قال ابن سيده وربما كَنَوْا بالصِّهرِ عن القَبْر لأَنهم كانوا يَئِدُونَ البنات فيدفنو نهن فيقولون زوّجناهن من القَبْر ثم استعمل هذا اللفظ في الإِسلام فقيل نِعْمَ الصِّهْرُ القَبْرُ وقيل إِنما هذا على المثل أَي الذي يقوم مَقام الصِّهْرِ قال وهو الصحيح أَبو عبيد يقال فلان مُصْهِرٌ بنا وهو من القرابة قال زهير قَوْد الجِيادِ وإِصْهار المُلُوك وصَبْ ر في مَوَاطِنَ لو كانوا بها سَئِمُوا وقال الفراء في قوله تعالى وهو الذي خَلَقَ من الماء بشراً فجعله نَسَباً وصِهْراً فأَما النَّسَبُ فهو النَّسَبُ الذي يَحِلُّ نكاحه كبنات العم والخال وأَشباههن من القرابة التي يحل تزويجها وقال الزجاج الأَصْهارُ من النسب لا يجوز لهم التزويج والنَّسَبُ الذي ليس بِصِهْرٍ من قوله حُرّمت عليكم أُمهاتكم إِلى قوله وأَن تجمعوا بين الأُختين قال أَبو منصور وقد رويْنا عن ابن عباس في تفسير النَّسَبِ والصِّهْرِ خلافَ ما قال الفراءُ جُمْلَةً وخلافَ بعضِ ما قال الزجاج قال ابن عباس حرَّم الله من النسب سبعاً ومن الصِّهْرِ سبعاً حُرّمَتْ عليكم أُمهاتُكم وبناتُكم وأَخواتُكم وعماتُكم وخالاتُكم وبناتُ الأَخِ وبناتُ الأُختِ من النسب ومن الصهر وأُمهاتكم اللاتي أَرْضَعْنَكم وأَخواتُكم من الرَّضاعة وأُمهاتُ نسائكم ورَبائِبُكُم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن وحلائلُ أَبنائِكم الذين من أَصلابكم ولا تنكحوا ما نكحَ آباؤكم من النساء وأَن تجمعوا بين الأُختين قال أَبو منصور ونَحْوَ ما رويْنا عن ابن عباس قال الشافعي حرم الله تعالى سبعاً نَسَباً وسبعاً سَبَباً فجعل السببَ القرابةَ الحادثةَ بسبب المُصاهَرَة والرَّضاع وهذا هو الصحيح لا ارْتِيابَ فيه وصَهَرَتَهُ الشمسُ تَصْهَرُه صَهْراً وصَهَدَتْهُ اشتدَّ وقْعُها عليه وحَرُّها حتى أَلِمَ دِماغهُ وانْصَهَرَ هو قال ابن أَحمر يصف فرخ قطاة تَرْوِي لَقًى أُلْقِي في صَفْصَفٍ تَصْهَرُهُ الشَّمْسُ فَما يَنْصَهِرْ أَي تُذُيبه الشمس فيَصْبر على ذلك تَرْوي تسوق إِليه الماء أَي تصير له كالراوِيَةِ يقال رَوَيْتُ أَهلي وعليهم رَيّاً أَتيتهم بالماء والصَّهْرُ الحارُّ حكاه كراع وأَنشد إِذ لا تَزالُِ لَكُمْ مُغَرْغِرَة تَغْلي وأَعْلى لَوْنِها صَهْرُ فعلى هذا يقال شيء صَهْرٌ حارٌّ والصَّهْرُ إِذابَةُ الشَّحْم وصَهَرَ الشحمَ ونَحْوه يَصْهَرُه صَهْراً أَذابه فانْصَهَرَ وفي التنزيل يُصْهَرُ بِه ما في بطونهم والجلودُ أَي يُذَاب واصْطَهَرَه أَذابه وأَكَلَهُ والصُّهارَةُ ما أَذبت منه وقيل كلُّ قطعة من اللحم صَغُرَت أَو كَبُرت صُهارَةٌ وما بالبعير صُهارَةٌ بالضم أَي نِقْيٌ وهو المُخّ الأَزهري الصَّهْر إِذابة الشحْم والصُّهارَةُ ما ذاب منه وكذلك الاصْطِهارُ في إِذابته أَو أَكْلِ صُهارَتِهِ وقال العجاج شَكّ السَفافِيدِ الشَّواءَ المُصْطَهَرْ والصَّهْرُ المَشْوِي الأَصمعي يقال لما أُذيب من الشحم الصُّهارة والجَمِيلُ وما أُذيب من الأَلْيَة فهو حَمٌّ إِذا لم يبق فيه الوَدَكُ أَبو زيد صَهَرَ خبزَه إِذا أَدَمَه بالصُّهارَة فهو خبز مَصْهُورٌ وصَهِيرٌ وفي الحديث أَن الأَسْوَد كان يَصْهَر رِجليه بالشحم وهو محرم أَي كان يُذِيبه ويَدْهُنُهما به ويقال صَهَرَ بدنه إِذا دهنه بالصَّهِيرِ وصَهَرَ فلانٌ رأْسَه صَهْراً إِذا دهنه بالصُّهارَة وهو ما أُذيب من الشحم واصْطَهَر الحِرْباءُ واصْهارَّ تَلأْلأَ ظهره من شدة حر الشمس وقد صَهَرَه الحرُّ وقال الله تعالى يُصْهَرُ به ما في بطونهم حتى يخرج من أَدبارهم أَبو زيد في قوله يُصْهَرُ به قال هو الإِحْراق صَهَرْته بالنار أَنَضَجتْه أَصْهَرُه وقولهم لأَصْهَرَنَّكَ بِيَمِينٍ مُرَّةٍ كأَنه يريد الإِذابة أَبو عبيدة صَهَرْتُ فلاناً بيمينٍ كاذبةٍ توجب له النار وفي حديث أَهل النار فَيُسْلَتُ ما في جوفه حتى يَمْرُقَ من قدميه وهو الصَّهْرُ يقال صَهَرْت الشحم إِذا أَذبته وفي الحديث أَنه كان يؤسِّسُ مسجدَ قُباءٍ فَيَصْهَرُ الحجرَ العظيمَ إِلى بطنه أَي يُدْنيه إِليه يقال صَهَرَه وأَصْهَرَه إِذا قرَّبه وأَدناه وفي حديث علي رضي الله عنه قال له ربيعة بن الحرث نِلْتَ صِهْرَ محمد فلم نَحْسُدْك عليه الصِّهْرُ حرمة التزويج والفرق بينه وبين النَّسَب أَن النسب ما يرجع إِلى ولادة قريبةٍ من جهة الآباء والصِّهْر ما كان من خُلْطَةٍ تُشبِه القرابةَ يحدثها التزويج والصَّيْهُورُ شِبْهُ مِنْبر يُعمل من طين أَو خشب بوضع عليه متاع البيت من صُفْرٍ أَو نحوه قال ابن سيده وليس بثبت والصَّاهُورُ غِلاف القمر أَعجمي معرب والصِّهْرِيُّ لغة في الصِّهْرِيج وهو كالحوض قال الأَزهري وذلك أَنهم يأْتون أَسفل الشِّعْبَة من الوادي الذي له مَأْزِمانِ فيبنون بينهما بالطين والحجارة فيترادُّ الماءُ فيشربون به زماناً قال ويقال تَصَهْرَجُوا صِهْرِيّاً

صور
: في أَسماء الله تعالى : المُصَوِّرْ وهو الذي صَوَّر جميع الموجودات ورتبها فأَعطى كل شيء منها صورة خاصة وهيئة مفردة يتميز بها على اختلافها وكثرتها . ابن سيده : الصورة في الشكل قال : فأَما ما جاء في الحديث من قوله : خلق الله آدم على صورته فيحتمل أَن تكون الهاء راجعة على اسم الله تعالى وأَن تكون راجعة على آدم فإِذا كانت عائدة على اسم الله تعالى فمعناه على الصورة التي أَنشأَها الله وقدَّرها فيكون المصدر حينئذٍ مضافاً إِلى الفاعل لأَنه سبحانه هو المصَوِّر لا أَن له عز اسمه وجل صُورَةً ولا تمْثالاً كما أَن قولهم : لَعَمْرُ الله إِنما هو والحياةِ التي كانت با والتي آتانِيها اللَّهُ لا أَنَّ له تعالى حياة تَحُلُّهُ ولا هو علا وجهُه محلٌّ للاعراض وإِن جعلتها عائدة على آدم كان معناه على صُورَة آدم أَي على صورة أَمثاله ممن هو مخلوق مُدَبَّر فيكون هذا حينئذٍ كقولك للسيد والرئيس : قد خَدَمْتُه خِدْمَتَه أَي الخِدْمَةَ التي تحِقُّ لأَمثاله وفي العبد والمُبتَذل : قد اسْتَخْدَمْتُه اسْتِخْدامَهُ أَي اسْتِخْدامَ أَمثاله ممن هو مأْمور بالخفوف والتَّصَرُّف فيكون حينئذٍ كقوله تعالى : { في أَي صُورَةٍ ما شاء ركَّبَك } والجمع صُوَرٌ و صِوَرٌ و صُوْرٌ وقد صَوَّرَهُ فَتَصَوَّرَ . الجوهري و الصِّوَرُ بكسر الصاد لغة في الصُّوَر جمع صُورَةٍ وينشد هذا البيت على هذه اللغة يصف الجواري : أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَرِ الخلْصاءِ أَعْيُنَها وهُنَّ أَحْسَنُ مِنْ صِيرَانِها صِوَرا و صَوَّرَهُ اللَّهُ صُورَةً حَسَنَةً فَتَصَوَّر . وفي حديث ابن مقرن : أَما علمت أَن الصُّورَة محرَّمة أَراد بالصُّورَةِ الوجه وتحريمِها المَنْع من الضرب واللطم على الوجه ومنه الحديث : كره أَن تُعلم الصورةُ أَي يجعلَ في الوجه كَيٌّ أَو سِمَةٌ . و تَصَوَّرْتُ الشيءَ : توهمت صورتَه فتصوَّر لي . و التَّصاوِيرُ : التَّماثيلُ . وفي الحديث : أَتاني الليلةَ ربي في أَحسنِ صُورَةٍ قال ابن الأَثير : الصورة تَرِدُ في كلام العرب على ظاهرها وعلى معنى حقيقةِ الشيء وهيئته وعلى معنى صِفَتِه . يقال : صورةُ الفعلِ كذا وكذا أَي هيئته و صُورةُ الأَمرِ كذا وكذا أَي صِفَتُه فيكون المراد بما جاء في الحديث أَنه أَتاه في أَحسن صِفَةٍ ويجوز أَن يعود المعنى إِلى النبي : أَتاني ربي وأَنا في أَحسَنِ صُورةٍ وتجري معاني الصُّورَةِ كلها عليه إِن شئت ظاهرها أَو هيئتها أَو صفتها فأَما إِطلاق ظاهر الصورة على الله عز وجل فلا تعالى الله عز وجل عن ذلك علوّاً كبيراً . ورجل صَيِّرٌ شَبِّرٌ أَي حَسَنُ الصُّورَةِ والشَّارَةِ عن الفراء وقوله : وما أَيْبُلِيٌّ على هَيْكَلٍ بَناهُ وصَلّب فِيهِ وصَارا ذهب أَبو علي إِلى أَن معنى صارَ صَوَّرَ قال ابن سيده : ولم أَرها لغيره . و صارَ الرجلُ : صَوَّتَ . وعصفور صَوَّارٌ : يجيب الداعيَ إِذا دعا . و الصَّوَرُ بالتحريك : المَيَل . ورجل أَصْوَرٌ بيّن الصَّوَرِ أَي مائل مشتاق . الأَحمر : صُرْتُ إِليَّ الشيءَ و أَصَرْتُه إِذا أَملتَه إِليك وأَنشد : أَصارَ سَدِيسَها مَسَدٌ مَرِيجُ ابن الأَعرابي : في رأْسه صَوَرٌ إِذا وجد فيه أُكالاً وهميماً . وفي رأْسه صَوَرٌ أَي مَيَل . وفي صفة مشيه عليه السلام : كان فيه شيء من صَوَرٍ أَي مَيَل قال الخطابي : يشبه أَن يكون هذا الحال إِذا جَدَّ بِهِ السير لا خلقة . وفي حديث عمر وذكر العلماء فقال : تَنْعَطِف عليهم بالعلم قلوب لا تَصُورُها الأَرحام أَي لا تُمِيلُها هكذا أَخرجه الهروي عن عمر وجعله الزمخشري من كلام الحسَن . وفي حديث ابن عمر : إِني لأُدْني الحائِضَ مِنِّي وما بي إِليها صَوَرةٌ أَي مَيْل وشهوة تَصُورُني إِليها . و صارَ الشيءَ صَوْراً و أَصارَه فانْصار : أَماله فمال قالت الخنساء : لَظَلَّت الشُّهْبُ مِنْها تَنْصار أَي تصدّعُ وتفلّقُ وخص بعضهم به إِمالة العنق . و صَوِرَ يَصْوَرُ صوراً وهو أَصْوَرُ : مال قال : اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّا في تَلَفُّتِنا يَوْمَ الفِراقِ إِلى أَحْبابِنا صُورُوفي حديث عكرمة : حَمَلَة العَرْشِ كلُّهم صُورٌ هو جمع أَصْوَر وهو المائل العنق لثقل حِمْلِهِ . وقال الليث : الصَّوَرُ المَيل . والرجلُ يَصُور عُنُقَهُ إِلى الشيء إِذا مال نحوه بعنقه . والنعت أَصْوَر وقد صَوَرَ . و صارَه يَصُورُه و يَصِيرُه أَي أَماله و صارَ وجَهَهُ يَصُورُ : أَقْبَل به . وفي التنزيل العزيز : { فَصُرْهُنَّ إِليك } وهي قراءة عليَ وابن عباس وأَكثر الناس أَي وَجِّهْهن وذكره ابن سيده في الياء أَيضاً لأَن صُرْت و صِرْت لغتان قال اللحياني : قال بعضهم معنى صُرْهُنَّ و جِّهْهُنَّ ومعنى صِرْهُنَّ قطَّعْهُنَّ وشقِّقْهُنَّ والمعروف أَنهمُا لُغَتانِ بمعنى واحد وكلهم فسروا فصُرْهن أَمِلهْن والكسر فُسر بمعنى قَطِّعْهن قال الزجاج : قال أَهل اللغة معنى صُرْهُنَّ إِليك أَمِلْهن واجمعهن إِليك وأَنشد : وجاءَتْ خُلْعَةٌ دُهْسٌ صَفايا يَصُورُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُأَي يَعْطِف عنوقَها تَيْسٌ أَحْوى ومن قرأَ : فَصِرهن إِليك بالكسر ففيه قولان : أَحدهما أَنه بمعنى صُرْهن يقال صَارَهُ يَصُورُهُ و يَصِيرُه إِذا أَماله لغتان الجوهري : قرىء فصرهن بضم الصاد وكسرها قال الأَخفش : يعني وجِّهْهن يقال : صُرْ إِليَّ و صُرْ وجهك إِليَّ أَي أَقبل عليَّ . الجوهري : و صُرْتُ الشيءَ أَيضاً قطعتُه وفَصَلتُه قال العجاج : صُرْنا بِهِ الحُكْمَ وأَعْيا الحَكَما قال : فَمَن قال هذا جعل في الآية تقديماً وتأْخيراً كأَنه قال : خُذُ إِليك أَربعة فَصُرْهن قال ابن بري : هذا الرجز الذي نسبه الجوهري للعجاج ليس هو للعجاج وإِنما هو لرؤبة يخاطب الحَكَم بن صخر وأَباه صخر بن عثمان وقبله : أَبْلَغْ أَبا صَخْرٍ بياناً مُعْلما صَخْر بن عُثمان بن عَمْرٍو وابن ما وفي حديث مجاهد : كره أَن يَصُورَ شجرةً مثمرةً يحتمل أَن يكون أَراد يُمِيلها فإِن إِمالتها ربما تؤدِّيها إِلى الجُفُوف ويجوز أَن يكون أَراد به قطعها . و صَوْرَا النَّهْرِ : شَطَّاه . و الصَّوْرُ بالتسكين : النخل الصغار وقيل : هو المجتمع وليس له واحد من لفظه وجمع الصِّير صِيرانٌ قال كثِّير عزة : أَأَلحَيُّ أَمْ صِيرانُ دَوْمٍ تَناوَحَتْ بِتِريَمَ قَصْراً واسْتَحَنَّتْ شَمالُها و الصَّوْرُ : أَصل النخل قال : كأَنَّ جِدْعاً خارِجاً من صَوْرِهِ ما بيْنَ أُذْنَيْهِ إِلى سِنَّوْرِهِ وفي حديث ابن عمر : أَنه دخل صَوْر نخل قال أَبو عبيدة : الصَّوْر جِماعُ النخل ولا واحد له من لفظه وهذا كما يقال لجماعة البقر صُوار . وفي حديث ابن عمر : أَنه خرج إِلى صَوْر بالمدينة قال الأَصمعي : الصَّوْر جماعة النخل الصغار وهذا جمع على غير لفظ الواحد وكذلك الحابِسُ وقال شمر : يُجْمَعُ الصَّوْر صِيراناً قال : ويقال لغير النخل من الشجر صَوْر و صِيران وذكره كُثَيِّر وفيه أَنه قال : يطلع من هذا الصَّوْر رجلٌ من أَهل الجنة فطلع أَبو بكر الصَّوْر : الجماعة من النخل ومنه : أَنه خرج إِلى صَوْر بالمدينة . والحديث الآخر : أَنه أَتى امرأَة من الأَنصار فَفَرَشَتْ له صَوْراً وذبحت له شاة . وحديث بدر : أَن أَبا سفيان بعث رجلين من أَصحابه فأَحْرَقا صَوْراً من صِيران العُرَيْضِ . الليث : الصِّوَارُ و الصُّوَارُ القَطيع من البَقَر والعدد أَصْوِرَة والجمع صِيران . و الصُّوار : وعاء المِسْك وقد جمعها الشاعر بقوله : إِذا لاحَ الصوارُ ذَكَرْتُ لَيْلى وأَذْكُرُها إِذا نَفَح الصِّوارُ و الصِّيَار لغةٌ فيه . ابن الأَعرابي : الصَّوْرة النخلة و الصَّوْرة الحِكَّة من انْتِغاش الحَظَى في الرأْس . وقالت امرأَةٌ من العرب لابنةٍ لهم : هي تَشفيني من الصَّوْرة وتسترني من الغَوْرة بالغين وهي الشمس . و الصُّورُ : القَرْن قال الراجز : لقد نَطَحْناهُمْ غَداةَ الجَمْعَيْن نَطْحاً شديداً لا كَنطحِ الصُّورَينوبه فسر المفسرون قوله تعالى : { فإِذا نُفِخَ في الصُّورِ } ونحوه وأَما أَبو علي فالصُّورُ هنا عنده جمع صُورَةٍ وسيأْتي ذكره . قال أَبو الهيثم : اعترض قوم فأَنكروا أَن يكون الصُّورُ قَرْناً كما أَنكروا العَرْش والميزانَ والصراط وادَّعَوْا أَن الصُّورَ جمع الصُّورَةِ كما أَن الصُّوفَ جمع الصُّوفَةِ والثَّومَ جمع الثُّومَةِ ورووا ذلك عن أَبي عبيدة قال أَبو الهيثم : وهذا خطأٌ فاحش وتحريف لكلمات الله عز وجل عن مواضعها لأَن الله عز وجل قال : { و صَوَّرَكُمْ فأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } ففتح الواو قال : ولا نعلم أَحداً من القراء قرأَها فأَحْسَنَ صُورَكُمْ وكذلك قال : { ونُفخ في الصُّورِ } فمن قرأ وَنُفِخَ في الصُّوَرِ أو قَرَأَ : فأَحسن صُورَكم فقد افترى الكذب وبَدَّل كتاب الله وكان أَبو عبيدة صاحب أَخبارٍ وغَريبٍ ولم يكن له معرفةٌ بالنحو . قال الفراء : كلُّ جمعٍ على لفظ الذَّكَرِ سبق جمعُه واحدته فواحدتُه بزيادة هاء فيه وذلك مثل الصُّوف والوَبَر والشعر والقُطْن والعُشْب فكل واحد من هذه الأَسماء اسم لجميع جنسه فإِذا أَفردت واحدته زيدت فيها هاء لأَن جميع هذا الباب سبق واحدَتَه ولو أَن الصوفَةَ كانت سابقة الصُّوفِ لقالوا : صُوفة وصُوَف وبُسْرة وبُسَر كما قالوا : غُرْفة وغُرَف وزُلْفة وزُلَف وأَما الصُّورُ القَرْنُ فهو واحد لا يجوز أَن يقال واحدته صُورَة وإِنما تُجمع صُورة الإِنسان صُوَراً لأَن واحدته سبقت جمعَه . وفي حديث أَبي سعيد الخدري قال : قال رسولا : كَيْفَ أَنْعَمُ وصاحبُ القَرْنِ قد التَقَمَهُ وحَنَى جَبْهَتَه وأَصْغَى سمعه يَنْتظر متى يُؤْمَرُ قالوا : فما تَأْمرنا يارسولا قال : قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل . قال الأَزهري : وقد احْتَجَّ أَبو الهيثم فأَحسن الاحْتِجاج قال : ولا يجوز عندي غيرُ ما ذهب إِليه وهو قول أَهل السنَّة والجماعة قال : والدليل على صحة ما قالوا أَن الله تعالى ذكر تَصْويره الخلق في الأَرْحام قبل نفخ الرُّوح وكانوا قبل أَن صَوَّرهم نُطْفاً ثم عَلَقاً ثم مُضَغاً ثم صَوَّرهم تَصْويراً فأَما البعث فإِن الله تعالى يُنْشِئُهُم كيف شاء ومن ادَّعى أَنه يُصَوِّرهم ثم ينفخ فيهم فعليه البيان ونعوذ با من الخِذْلان . وحكى الجوهري عن الكلبي في قوله تعالى : { يوم يُنفخ في الصُّور } ويقال : هو جمعُ صُورة مثل بُسْر وبُسْرة أَي ينفخ في صُورَ الموتى الأَرواح قال : وقرأَ الحسن : { يوم ينفخ في الصُّور } . و الصِّواران : صِماغا الفَمِ والعامة تسميها الصِّوارَين وهما الصَّامِغان أَيضاً . وفيه : تَعَهَّدُوا الصِّوارَيْن فإِنهما مقعد المَلَك هما ملتقى الشِّدْقَيْنِ أَي تعهدوهما بالنظافة وقول الشاعر : كأَنَّ عُرْفاً مائِلاً مِن صَوْرِهِ يريد شعر الناصية . ويقال : إِني لأَجد في رأْسي صَوْرَةً وهي شبه الحِكَّة قال ابن سيده : الصَّوْرة شبه الحِكَّة يجدها لإِنسان في رأْسه حتى يشتهي أَن يُفَلَّى . و الصُّوَّار مشدد : كالصُّوَار قال جرير : فلم يَبْقَ في الدَّارِ إِلاَّ الثُّمام وخِيطُ النَّعَامِ وصُوَّارُها و الصِّوَارِ و الصُّوَار : الرائحة الطيبة . و الصِّوار و الصُّوَار : القليل من المِسْك وقيل : القطعة منه والجمع أَصْوَرة فارسي . و أَصْوِرَةُ المسكِ : نافِجاتُه وروى بعضهم بيت الأَعشى : إِذا تقومُ يَضُوعُ المِسْكُ أَصْوِرَةً والزَّنْبَقُ الوَرْدُ مِن أَرْدَانِها شملُ وفي صفة الجنة : وترابُها الصوارُ يعني المِسْك . و صوار المسك : نافجته والجمع أَصْوِرَة . وضربه فَتَصَوَّرَ أَي سقط . وفي الحديث : يَتَصَوَّر المَلَكُ على الرَّحِم أَي يسقط من قولهم : صَرَّيْتُه تَصْريةً تَصَوَّرَ منها أَي سقط . و بنو صَوْرٍ : بطن من بني هَزَّانَ بن يَقْدُم بن عَنَزَةَ . الجوهري : و صارَة اسم جبل ويقال أَرض ذات شجر . و صارَةُ الجبلِ : أَعلاه وتحقيرها صُؤَيْرَة سماعاً من العرب . و الصُّوَر و الصِّوَر : موضع بالشام قال الأَخطل : أَمْسَتْ إِلى جانِبِ الحَشَّاكِ جِيفَتُه ورأْسُهُ دونَهُ اليَحْمُومُ والصُّوَرُ و صارَة : موضع قال ابن سيده : وإِذ قد تكافأَ في ذلك الياء والواو والتبس الاشتقاقان فحمله على الواو أَولى والله أَعلم

صير
صارَ الأَمرُ إِلى كذا يَصِيرُ صَيْراً ومَصِيراً وصَيْرُورَةً وصَيَّرَه إِليه وأَصارَه والصَّيْرُورَةُ مصدر صارَ يَصِيرُ وفي كلام عُمَيْلَةَ الفَزارِي لعمه وهو ابن عَنْقاءَ الفَزارِي ما الذي أَصارَك إِلى ما أَرى يا عَمْ ؟ قال بُخْلك بمالِك ويُخْل غيرِك من أَمثالك وصَوْني أَنا وجهي عن مثلهم وتَسْآلك ثم كان من إِفْضال عُمَيْلة على عمه ما قد ذكره أَبو تمام في كتابه الموسوم بالحماسة وصِرْت إِلى فلان مَصِيراً كقوله تعالى وإِلى الله المَصِير قال الجوهري وهو شاذ والقياس مَصَار مثل مَعاش وصَيَّرته أَنا كذا أَي جعلته والمَصِير الموضع الذي تَصِير إِليه المياه والصَّيِّر الجماعة والصِّيرُ الماء يحضره الناس وصارَهُ الناس حضروه ومنه قول الأَعشى بِمَا قَدْ تَرَبَّع رَوْضَ القَطا ورَوْضَ التَّنَاضُبِ حتى تَصِيرَا أَي حتى تحضر المياه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم وأَبي بكر رضي الله عنه حين عَرَضَ أَمرَه على قبائل العرب فلما حضر بني شَيْبان وكلم سَراتهم قال المُثَنى بن حارثة إِنا نزلنا بين صِيرَينِ اليمامة والشمامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هذان الصِّيرانِ ؟ قال مياه العرب وأَنهار كِسْرى الصِّيرُ الماء الذي يحضره الناس وقد صارَ القوم يَصِيرون إِذا حضروا الماء ويروى بين صِيرَتَيْن وهي فِعْلة منه ويروى بين صَرَيَيْنِ تثنية صَرًى قال أَبو العميثل صارَ الرجلُ يَصِير إِذا حضر الماءَ فهو صائِرٌ والصَّائِرَةُ الحاضرة ويقال جَمَعَتْهم صائرَةُ القيظِ وقال أَبو الهيثم الصَّيْر رجوع المُنْتَجِعين إِلى محاضرهم يقال أَين الصَّائرَة أَي أَين الحاضرة ويقال أَيَّ ماء صارَ القومُ أَي حضروا ويقال صرْتُ إِلى مَصِيرَتي وإِلى صِيرِي وصَيُّوري ويقال للمنزل الطيِّب مَصِيرٌ ومِرَبٌّ ومَعْمَرٌ ومَحْضَرٌ ويقال أَين مَصِيرُكم أَي أَين منزلكم وصِيَرُ الأَمر مُنْتهاه ومَصِيره ومَصِيره وعاقِبَته وما يَصير إِليه وأَنا على صِيرٍ من أَمر كذا أَي على ناحية منه وتقول للرجل ما صنعتَ في حاجتك ؟ فيقول أَنا على صِيرِ قضائها وصماتِ قضائها أَي على شَرَفِ قضائها قال زهير وقد كنتُ من سَلْمَى سِنِينَ ثمانِياً على صِيرِ أَمْرٍ ما يَمَرُّ وما يَحْلُو وصَيُّور الشيء آخره ومنتهاه وما يؤول إِليه كصِيرِه ومنتهاه
( * قوله « كصيره ومنتهاه » كذا بالأَصل ) وهو فيعول وقول طفيل الغنوي أَمْسى مُقِيماً بِذِي العَوْصاءِ صَيِّرُه بالبئر غادَرَهُ الأَحْياءُ وابْتَكَرُوا قال أَبو عمرو صَيِّره قَبْره يقال هذا صَيِّر فلان أَي قبره وقال عروة بن الورد أَحادِيثُ تَبْقَى والفَتى غيرُ خالِدٍ إِذا هو أَمْسى هامَةً فَوْقَ صَيِّر قال أَبو عمرو بالهُزَرِ أَلْفُ صَيِّر يعني قبوراً من قبور أَهل الجاهلية ذكره أَبو ذؤيب فقال كانت كَلَيْلَةِ أَهْلِ الهُزَر
( * قوله كانت كليلة إلخ » أنشد البيت بتمامه في هزر لقال الاباعد والشامتون كانوا كليلة أهل الهزر )
وهُزَر موضع وما له صَيُّور مثال فَيْعُول أَي عَقْل ورَأْيٌ وصَيُّور الأَمر ما صارَ إِليه ووقع في أُمِّ صَيُّور أَي في أَمر ملتبس ليس له مَنْفَذ وأَصله الهَضْبة التي لا مَنْفَذ لها كذا حكاه يعقوب في الأَلفاظ والأَسْبَقُ صَبُّور وصارَةُ الجبل رأْسه والصَّيُّور والصَّائرَةُ ما يَصِير إِليه النباتُ من اليُبْس والصَّائرَةُ المطرُ والكَلأُ والصَّائرُ المُلَوِّي أَعناقَ الرجال وصارَه يَصِيره لغة في صارَهُ يَصُوره أَي قطعه وكذلك أَماله والصِّير شَقُّ الباب يروى أَن رجلاً اطَّلع من صِير باب النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال من اطَّلع من صِير باب فقد دَمَر وفي رواية من نَظَرَ ودمر دخل وفي رواية من نظر في صير باب ففُقِئَتْ عينه فهي هَدَر الصِّير الشّقّ قال أَبو عبيد لم يُسمع هذا الحرف إِلا في هذا الحديث وصِير الباب خَرْقه ابن شميل الصِّيرَةُ على رأْس القَارَةِ مثل الأَمَرَة غير أَنها طُوِيَتْ طَيّاً والأَمَرَةُ أَطول منها وأَعظم مطويتان جميعاً فالأَمَرَةُ مُصَعْلَكة طويلة والصِّيرَةُ مستديرة عريضة ذات أَركان وربما حفرت فوجد فيها الذهب والفضة وهي من صنعة عادٍ وإِرَم والصِّيرُ شبه الصَّحْناة وقيل هو الصحناة نفسه يروى أَن رجلاً مَرَّ بعبدالله بن سالم ومعه صِيرٌ فلَعِق منه ( قوله « فلعق منه » كذا بالأصل وفي النهاية والصحاح فذاق منه ) ثم سأَل كيف يُباع ؟ وتفسيره في الحديث أَنه الصَّحْناة قال ابن دريد أَحسبه سريانيّاً قال جرير يهجو قوماً كانوا إِذا جَعَلوا في صِيرِهِمْ بَصَلاً ثم اشْتَوَوْا كَنْعَداً من مالحٍ جَدَفُوا والصِّيرُ السمكات المملوحة التي تعمل منها الصَّحْناة عن كراع وفي حديث المعافري لعل الصِّيرَ أَحَبُّ إِليك من هذا وصِرْتُ الشيء قطعته وصارَ وجهَه يَصِيره أَقبل به وفي قراءة عبدالله بن مسعود وأَبي جعفر المدني فصِرهن إِليك بالكسر أَي قطِّعهن وشققهن وقيل وجِّهْهن الفراء ضَمَّت العامة الصاد وكان أَصحاب عبدالله يكسرونها وهما لغتان فأَما الضم فكثير وأَما الكسر ففي هذيل وسليم قال وأَنشد الكسائي وفَرْع يَصِير الجِيدَ وحْف كَأَنّه على اللِّيت قِنْوانُ الكُرُومِ الدَّوَالِحُ يَصِير يميل ويروى يَزِينُ الجيد وكلهم فسروا فصُرْهن أَمِلْهن وأَما فصِرْهن بالكسر فإِنه فسر بمعنى قَطِّعهن قال ولم نجد قطّعهن معروفة قال الأَزهري وأُراها إِن كانت كذلك من صَرَيتُ أَصْرِي أَي قَطَعت فقدمت ياؤها وصِرْت عنقه لويتها وفي حديث الدعاء عليك توكلنا وإِليك أَنبنا وإِليك المَصِير أَي المرجع يقال صِرْت إِلى فلان أَصِير مَصِيراً قال وهو شاذ والقياس مَصار مثل مَعاش قال الأَزهري وأَما صارَ فإِنها على ضربين بلوغ في الحال وبلوغ في المكان كقولك صارَ زيد إِلى عمرو وصار زيد رجلاً فإِذا كانت في الحال فهي مثل كانَ في بابه ورجل صَيِّرٌ شَيِّرٌ أَي حسن الصُّورَة والشَّارَة عن الفراء وتَصَيَّر فلانٌ أَباه نزع إِليه في الشَّبَه والصِّيارَةُ والصِّيرَةُ حظيرة من خشب وحجارة تبنى للغَنَم والبقر والجمع صِيرٌ وصِيَرٌ وقيل الصِّيرَة حظيرة الغنم قال الأَخطل واذْكُرْ غُدَانَةَ عِدَّاناً مُزَنَّمَةً من الحَبَلَّقِ تُبْنى فَوْقَها الصِّيَرُ وفي الحديث ما من أُمَّتي أَحد إِلا وأَنا أَعرفه يوم القيامة قالوا وكيف تعرفهم مع كثرة الخلائق ؟ قال أَرَأَيْتَ لو دخلتِ صِيَرةً فيها خيل دُهْمٌ وفيها فَرَسٌ أَغَرُّ مُحَجَّل أَما كنتَ تعرفه منها ؟ الصِّيرَة حَظِيرة تُتخذ للدواب من الحجارة وأَغصان الشجر وجمعها صِيَر قال أَبو عبيد صَيْرَة بالفتح قال وهو غلط والصِّيَار صوت الصَّنْج قال الشاعر كَأَنَّ تَرَاطُنَ الهَاجَاتِ فِيها قُبَيْلَ الصُّبْحِ رَنَّاتُ الصِّيَارِ يريد رنين الصِّنْج بأَوْتاره وفي الحديث أَنه قال لعلي عليه السلام أَلا أُعلمك كلماتٍ إِذا قلتَهن وعليك مثل صِير غُفِر لك ؟ قال ابن الأَثير وهو اسم جبل ويروى صُور بالواو وفي رواية أَبي وائل أَن عليّاً رضي الله عنه قال لو كان عليك مثل صِيرٍ دَيْناً لأَداه الله عنك

ضبر
ضَبَرَ الفَرَسُ يَضْبُر ضَبْراً وضَبَراناً إِذا عَدَا وفي المحكم جَمَع قوائمه ووَثَبَ وكذلك المقيَّد في عَدْوه الأَصمعي إِذا وثَب الفرسُ فوقع مجوعةً يداه فذلك الضَّبْر قال العجاج يمدح عمر بن عبيدالله بن معمر القرشي لَقَدْ سَمَا ابن مَعْمَرٍ حين اعْتَمَرْ مَغْزًى بَعيداً مِنْ بَعيد وضَبَرْ تَقَضِّيَ البَازِي إِذا البَازِي كَسَرْ يقول ارتفع قَدْرُه حين غَزَا موضعاً بعيداً من الشام وجمع لذلك جيشاً وفي حديث سعد بن أَبي وقَّاصٍ الضَّبْر ضَبر البَلْقاء والطعن طعن أَبي مِحْجَنٍ البَلْقاء فرس سعد واكن أَبو مِحْجن قد حبسه سعدٌ في شرب الخمر وهم في قتال الفُرْس فلما كان يوم القَادِسِيَّة رأَى أَبو محْجن الثقفي من الفُرْس قوّة فقال لامرأَة سعد أَطلقيني ولكِ اللهَ عليَّ أَن أَرجع حتى أَضع رِجْلي في القيد فحلته فركب فَرَساً لسعد يقال لها البَلْقاء فَجَعَل لا يَحْمِل على ناحية من نواحي العدوّ إِلا هزمهم ثم رجع حتى وضع رِجْله في القيد ووَفى لها بذمَّته فلما رجع سعد أَخبرته بما كان من أَمره فخلى سبيله وفرس ضِبِرٌّ مثال طِمِرٍّ فِعِلٌّ منه أَي وثَّاب وكذلك الرجل وضَبَّر الشيءَ جمعه والضَّبْر والتَّضْبِير شدة تَلْزِيز العظام واكتناز اللحم جَمَلٌ مَضْبُور ومُضَبَّر وفرس مُضَبَّر الخلق أَي مُوَثَّقُ الخلق وناقة مُضَبَّرة الخَلْق ورجل ضِبِرٌّ شديد ورجل ذو ضَبَارَةٍ في خلقه مجتمع الخلق وقيل وَثِيقُ الخلق وبه سمي ضَبَارَةُ وابن ضَبَارة كان رجلاً من رؤساء أَجناد بني أُمية والمَضْبُور المجتمع الخلق الأَملس ويقال للمِنْجل مَضْبُور الليث الضَّبْر شدة تَلْزِيز العظام واكتناز اللحم وجمل مُضَبَّر الظهر وأَنشد مُضَبَّر اللَّحْيَيْن نَسْراً مِنْهَسا وأَسد ضُبَارِم وضُبَارِمَة منه فُعالم عند الخليل والإِضْبَارَةُ الحُزْمة من الصُّحُف وهي الإِضْمَامَة ابن السكيت يقال جاء فلان بإِضْبَارَةٍ من كُتب وإِضْمامةٍ من كُتب وهي الأَضَابِير والأَضَامِيم الليث إِضْبارَةٌ من صُحُف أَو سهام أَي حُزْمة وضُبَارَةُ لغة وغير الليث لا يجيز ضُبَارة من كُتُب ويقول أَضْبَارة وإِضْبارة وضَبَّرت الكُتب وغيرها تضبِيراً جمعتها الجوهري ضَبَرت الكُتب أَضْبُرُها ضَبْراً إِذا جعلتها إِضْبارَة وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه ذكر قوماً يخرجون من النار ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ كأَنها جمع ضِبَارَةٍ مثل عِمَارَةٍ وعَمائِر وكل مجتمع ضِبَارَة والضَّبَائِر جماعات الناس يقال رأَيتهم ضَبائرَ أَي جماعات في تَفْرقة وفي حديثٍ آخر أَتَتْه الملائكةُ بحريرة فيها مِسْك ومن ضَبائِر الريحان والضُِّبَار الكُتُب لا واحد لها قال ذو الرمة أَقولُ لِنَفْسي واقِفاً عند مُشْرِفٍ على عَرَصَاتٍ كالضبَارِ النَّوَاطق والضَّبْر الجماعة يغزون على أَرجلهم وقال في موضع آخر الجماعة يغزون يقال خرج ضَبْرٌ من بني فلان ومنه قول ساعدة بن جؤية الهذلي بَيْنا هُمُ يَوْماً كذلك رَاعَهُمْ ضَبْرٌ لباسُهُمُ القَتيرُ مُؤَلَّبُ القَتِير مسامير الدروع وأَراد به ههنا الدروع ومؤلب مُجمَّع ومنه تَأَلَّبُوا أَي تجمَّعوا والضَّبْر الرَّجَّالة والضَّبْر جلد يُغَشَّى خَشَباً فيها رجال تُقَرَّبُ إِلى الحُصون لقتال أَهلها والجمع ضُبُورٌ ومنه قولهم إِنا لا نأْمَنُ أَن يأْتوا بضُبُور هي الدَّبَّابات التي تُقَرَّب للحصون لتنقب من نحتها الواحدة ضَبْرة وضَبَرَ عليه الصَّخْر يَضْبُره أَي نَضَّدَه قال الراجز يصف ناقة
( * قوله « يصف ناقة » في شرح القاموس قال الصاغاني والصواب يصف جملاً وهذا موضع المثل استنوق الجمل والرجز لأَبي محمد الفقعسي والرواية شؤون رأسه )
ترى شُؤُون رأْسِها العَوارِدا مَضْبُورَةً إِلى شَباً حَدائِدا ضَبْرَ بَراطِيلَ إِلى جَلامِدا والضَّبْرُ والضَّبِر شجر جَوْز البرّ ينوّر ولا يعقد وهو من نبات جبال السَّرَاةِ واحدته ضَبِرَة قال ابن سيده ولا يمتنع ضَبْرَة غير أَني لم أَسمعه وفي حديث الزهري أَنه ذكر بني إِسرائيل فقال جعل الله عِنَبَهُمُ الأَرَاكَ وجَوْزَهم الضَّبْرَ ورُمَّانهم المَظَّ الأَصمعي الضَّبْر جَوْز البر الجوهري وهو جوز صلب قال وليس هو الرُّمان البري لأَن ذلك يسمى المَظّ والضُّبَّار شجر طيّب الحَطَب عن أَبي حنيفة وقال مرة الضُّبَّار شجر قريب الشبه من شجر البَلُّوط وحَطَبه جيد مثل حطب المَظّ وإِذا جمع حطبه رطباً ثم أُشعلت فيه النار فَرْقَعَ فَرْقَعَة المَخَاريق ويفعل ذلك بقرب الغيَاض التي تكون فيها الأُسْد فتهرب واحدته ضُبَّارة ابن الأَعرابي الضَّبْر الفقر والضَّبْر الشد والضَّبْر جمع الأَجزاء وأَنشد مضبورةً إِلى شباً حدائدا ضبر براطيلَ إِلى جلامدا وقول العجاج يصف المنجنيق وكل أُنثى حَمَلَتْ أَحْجارا تُنْتَجُ حين تَلْقَح ابْتِقارا قد ضُبِرَ القومُ لها اضْطبارا كأَنما تجمَّعوا قُبّارا أَي يخرج حجرها من وسطها كما تُبْقر الدابة والقُبّار من كلام أَهل عمان قومٌ يجتمعون فيحوزون ما يقع في الشِّباك من صَيْد البحر فشبه جَذْب أُولئك حِبالَ المنْجَنِيق بجذب هؤُلاء الشباك بما فيها ابن الفرج الضِّبْر والضِّبْن الإِبْط وأَنشد لجندل ولا يَؤُوبُ مُضْمَراً في ضِبْرِي زادِي وقد شَوَّلَ زَادُ السَّفْرِ أَي لا أَخْبَأُ الطعام في السفر فَأَؤُوب به إِلى بيتي وقد نفد زاد أَصحابي ولكني أُطعمهم إِياه ومعنى شَوَّلَ أَي خف وقلَّما تُشَوِّلُ القِرْبةُ إِذا قلّ ماؤها وعامر بن ضَبارة بالفتح
( * قوله « وعامر بن ضبارة بالفتح » كذا بالأَصل وفي القاموس وشرحه وعمرو بن ضبارة بالضم وضبطه بعضهم بالفتح ) وضُبَيْرَة اسم امرأَة قال الأَخطل بَكْرِيَّةٌ لم تكُنْ دَارِي لها أَمَماً ولا ضُبَيْرَةُ مِمَّن تَيَّمَت صَدَدُ ويروى صُبَيْرَةُ وضَبَّار اسم كلب قال سَفَرَتْ فَقُلْت لَها هَجٍ فَتَبَرْقَعَتْ فَذَكَرْتُ حين تَبَرْقَعَتْ ضَبَّارا

ضبطر
الضِّبَطْر مثال الهِزَبْر الضخم المكتَنِزُ الشديد الضابط أَسد ضِبَطْرٌ وجمل ضِبَطْرٌ وأَنشد أَشبه أَركانه ضِبَطْرَا الضِّبَطْرُ والسِّبَطْرُ من نعت الأَسد بالمَضَاء والشدة

ضبغطر
الضَّبَغْطَرَى كلمة يُفَزَّع بها الصبيانُ والضَّبَغْطَرى الشديد والأَحمق مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي ورجل ضَبَغْطَرَى إِذا حَمَّقْتَه ولم يُعْجبك وتَثْنية الضَّبَغْطَرَى ضَبَغْطَرَانِ ورأَيت ضَبَغْطَرَين ابن الأَعرابي الضَّبَغْطَرَى ما حملته على رأْسك وجعلت يديك فوقه على رأْسك لئلاَّ يقع والضَّبَغْطَرَى أَيضاً اللعين الذي يُنصب في الزرع يُفَزَّع به الطيرُ

ضجر
الضَّجَر القلق من الغم ضَجِرَ منه وبه ضَجَراً وتَضَجَّر تَبَرَّم ورجل ضَجِرٌ وفيه ضُجْرَةٌ قال أَبو بكر فلان ضَجِرٌ معناه ضيّق النفس من قول العرب مكان ضَجِر أَي ضيّق وقال دريد فإِمَّا تُمْسِ في جَدَثٍ مُقيماً بِمَسْهَكَةٍ من الأَرْواحِ ضَجْر
( * قوله « فاما تمس » كذا بالأَصل وفي شرح القاموس متى ما تمس )
أَبو عمرو مكان ضَجْر وضَجِر أَي ضيِّق والضَّجْر الاسم والضِّجَر المصدر الجوهري ضَجِر فهو ضَجِرٌ ورجل ضَجُور وأَضْجَرني فلان فهو مُضْجِرٌ وقوم مَضاجِرُ ومَضاجِيرُ قال أَوس تَناهَقُونَ إِذا احْضَرَّتْ نعالُكُمُ وفي الحَفِيظَةِ أَبْرامٌ مَضاجِيرُ وَضَجِرَ البعير كثر رُغاؤه قال الأَخطل يهجو كعب بن جُعَيْل فَإِنْ أَهْجُه يَضْجَرْ كَمَا ضَجْرَ بازِلٌ مِنَ الأُدْمِ دَبْرَتْ صَفْحَتاهُ وغارِبُه وقد خَفَّف صَخِرَ ودَبِرَت في الأَفعال كما يخفف فَخِذ في الأَسماء والبَازِلُ من الإِبل الذي يَبْزُل نابُه أَي يَشُقّ في السنة التاسعة وربما يَزَل في الثامنة والأُدْم جمع آدَمَ ويقال الأُدْمة من الإِبل البياض وصَفْحتاه جانباً عُنُقه والغَارِب ما بين السنام والعنق يقول إِن أَهْجُه يَضْجَر ويلحقه من الأَذى ما يلحق البعير الدَّبِر من الأَذى ابن سيده وناقة ضَجُور تَرْغُو عند الحلْب وفي المثل قد تَحْلُب الضَّجُور العُلْبة أَي قد تصيب الليِّنَ من السيِّء الخُلُق قال أَبو عبيد من أَمثالهم في البخيل يستخرج منه المال على بخله إِن الضَّجُور قد تحلب أَي إِن هذا وإِن كان مَنوعاً فقد يُنال منه الشيءُ بعد الشيء كما أَن الناقة الضَّجُورَ قد يُنال من لبنها

ضجحر
الأَصمعي ضَجْحَرْت القِرْبة ضَجَْرَةً إِذا ملأتها وقد اضْجَحَرَّ السِّقاءُ اضْجِحْراراً إِذا امتلأَ وأَنشد في صفة إِبل غِزارٍ تَتْرُكُ الوَطْبَ شاصِياً مُضْجَحِرّاً بَعْدَما أَدَّتِ الحُقُوقَ الحُضُورا وضَجْحَرَ الإِناءَ ملأه

ضرر
في أَسماء الله تعالى النَّافِعُ الضَّارُّ وهو الذي ينفع من يشاء من خلقه ويضرّه حيث هو خالق الأَشياء كلِّها خيرِها وشرّها ونفعها وضرّها الضَّرُّ والضُّرُّ لغتان ضد النفع والضَّرُّ المصدر والضُّرّ الاسم وقيل هما لغتان كالشَّهْد والشُّهْد فإِذا جمعت بين الضَّرّ والنفع فتحت الضاد وإِذا أَفردت الضُّرّ ضَمَمْت الضاد إِذا لم تجعله مصدراً كقولك ضَرَرْتُ ضَرّاً هكذا تستعمله العرب أَبو الدُّقَيْش الضَّرّ ضد النفع والضُّر بالضم الهزالُ وسوء الحال وقوله عز وجل وإِذا مسّ الإِنسانَ الضُّرُّ دعانا لِجَنْبه وقال كأَن لم يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مسَّه فكل ما كان من سوء حال وفقر أَو شدّة في بدن فهو ضُرّ وما كان ضدّاً للنفع فهو ضَرّ وقوله لا يَضُرّكم كيدُهم من الضَّرَر وهو ضد النفع والمَضَرّة خلاف المَنْفعة وضَرَّهُ يَضُرّه ضَرّاً وضَرّ بِه وأَضَرّ بِه وضَارَّهُ مُضَارَّةً وضِراراً بمعنى والاسم الضَّرَر وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ في الإسلام قال ولكل واحد من اللفظين معنى غير الآخر فمعنى قوله لا ضَرَرَ أَي لا يَضُرّ الرجل أَخاه وهو ضد النفع وقوله ولا ضِرار أَي لا يُضَارّ كل واحد منهما صاحبه فالضِّرَارُ منهما معاً والضَّرَر فعل واحد ومعنى قوله ولا ضِرَار أَي لا يُدْخِلُ الضرر على الذي ضَرَّهُ ولكن يعفو عنه كقوله عز وجل ادْفَعْ بالتي هي أَحسن فإِذا الذي بينك وبينه عداوة كأَنه ولِيٌّ حَمِيمٌ قال ابن الأَثير قوله لا ضَرَرَ أَي لا يَضُرّ الرجل أَخاه فَيَنْقُصه شيئاً من حقه والضِّرارُ فِعَالٌ من الضرّ أَي لا يجازيه على إِضراره بإِدخال الضَّرَر عليه والضَّرَر فعل الواحد والضِّرَارُ فعل الاثنين والضَّرَر ابتداء الفعل والضِّرَار الجزاء عليه وقيل الضَّرَر ما تَضُرّ بِه صاحبك وتنتفع أَنت به والضِّرار أَن تَضُره من غير أَن تنتفع وقيل هما بمعنى وتكرارهما للتأْكيد وقوله تعالى غير مُضَارّ مَنع من الضِّرَار في الوصية وروي عن أَبي هريرة من ضَارَّ في وَصِيَّةٍ أَلقاه الله تعالى في وَادٍ من جهنم أَو نار والضِّرار في الوصية راجع إِلى الميراث ومنه الحديث إِنّ الرجلَ يعمَلُ والمرأَة بطاعة الله ستين سنةً ثم يَحْضُرُهما الموتُ فَيُضَارِران في الوصية فتجبُ لهما النار المُضارَّةُ في الوصية أَن لا تُمْضى أَو يُنْقَصَ بعضُها أَو يُوصى لغير أَهلها ونحو ذلك مما يخالف السُّنّة الأَزهري وقوله عز وجل ولا يُضَارَّ كاتب ولا شهيد له وجهان أَحدهما لا يُضَارّ فَيُدْعى إِلى أَن يكتب وهو مشغول والآخر أَن معناه لا يُضَارِرِ الكاتبُ أَي لا يَكْتُبْ إِلا بالحق ولا يشهدِ الشّاهد إِلا بالحق ويستوي اللفظان في الإِدغام وكذلك قوله لا تُضَارَّ والدةٌ بولدها يجوز أَن يكون لا تُضَارَرْ على تُفاعَل وهو أَن يَنْزِع الزوجُ ولدها منها فيدفعه إِلى مُرْضعة أُخرى ويجوز أَن يكون قوله لا تُضَارَّ معناه لا تُضَارِرِ الأُمُّ الأَبَ فلا ترضِعه والضَّرَّاءُ السَّنَة والضَّارُوراءُ القحط والشدة والضَّرُّ سوء الحال وجمعه أَضُرٌّ قال عديّ بن زيد العبّادي وخِلالَ الأَضُرّ جَمٌّ من العَيْ شِ يُعَفِّي كُلُومَهُنَّ البَواقي وكذلك الضَّرَرُ والتَّضِرَّة والتَّضُرَّة الأَخيرة مثل بها سيبويه وفسرها السيرافي وقوله أَنشده ثعلب مُحَلًّى بأَطْوَاقٍ عِتاقٍ يُبِينُها على الضَّرّ رَاعي الضأْنِ لو يَتَقَوَّفُ إِنما كنى به عن سوء حاله في الجهل وقلة التمييز يقول كرمُه وجوده يَبِينُ لمن لا يفهم الخير فكيف بمن يفهم ؟ والضَّرَّاءُ نقيض السَّرَّاء وفي الحديث ابْتُلِينَا بالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنا وابتلينا بالسَّرَّاء فلم نَصْبِرْ قال ابن الأَثير الضَّرَّاءُ الحالة التي تَضُرُّ وهي نقيض السَّرَّاء وهما بناءان للمؤنث ولا مذكر لهما يريد أَنا اخْتُبِرْنا بالفقر والشدة والعذاب فصبرنا عليه فلما جاءتنا السَّرَّاءُ وهي الدنيا والسَّعَة والراحة بَطِرْنا ولم نصبر وقوله تعالى وأَخذناهم بالبأْساءِ والضَّرَّاءِ قيل الضَّرَّاءُ النقص في الأَموال والأَنفس وكذلك الضَّرَّة والضَّرَارَة والضَّرَرُ النقصان يدخل في الشيء يقال دخل عليه ضَرَرٌ في ماله وسئل أَبو الهيثم عن قول الأَعشى ثُمَّ وَصّلْت ضَرَّةً بربيع فقال الضَّرَّةُ شدة الحال فَعْلَة من الضَّرّ قال والضُّرّ أَيضاً هو حال الضَّرِيرِ وهو الزَّمِنُ والضَّرَّاءُ الزَّمانة ابن الأَعرابي الضَّرَّة الأَذاة وقوله عز وجل غير أُولي الضَّرَر أَي غير أُولي الزَّمانة وقال ابن عرفة أَي غير من به عِلَّة تَضُرّه وتقطعه عن الجهاد وهي الضَّرَارَة أَيضاً يقال ذلك في البصر وغيره يقول لا يَسْتَوي القاعدون والمجاهدون إِلا أُولو الضَّرَرِ فإِنهم يساوون المجاهدين الجوهري والبَأْساءُ والضَّرَّاء الشدة وهما اسمان مؤنثان من غير تذكير قال الفراء لو جُمِعَا على أَبْؤُسٍ وأَضُرٍّ كما تجمع النَّعْماء بمعنى النِّعْمة على أَنْعُم لجاز ورجل ضَرِيرٌ بَيِّن الضَّرَارَة ذاهب البصر والجمع أَضِرَّاءُ يقال رجل ضَرِيرُ البصرِ وإِذا أَضَرَّ به المرضُ يقال رجل ضَرِير وامرأَة ضَرِيرَة وفي حديث البراء فجاء ابن أُمّ مكتوم يشكو ضَرَارَتَه الضَّرَارَة ههنا العَمَى والرجل ضَرِيرٌ وهي من الضَّرّ سوء الحال والضَّرِيرُ المريض المهزول والجمع كالجمع والأُنثى ضَرِيرَة وكل شيء خالطه ضُرٌّ ضَرِيرٌ ومَضْرُورٌ والضَّرائِرُ المَحاويج والاضطِرَارُ الاحتياج إِلى الشيء وقد اضْطَرَّه إِليه أَمْرٌ والاسم الضَّرَّة قال دريد بن الصمة وتُخْرِجُ منهُ ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً وَطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ أَي تَلأْلُؤَ عَضْب ويروى ذَرِّيَّ عضب يعني فِرِنْدَ السيف لأَنه يُشَبَّه بمَدَبِّ النمْلِ والضَّرُورةُ كالضَّرَّةِ والضِّرارُ المُضَارَّةُ وليس عليك ضَرَرٌ ولا ضَرُورةٌ ولا ضَرَّة ولا ضارُورةٌ ولا تَضُرّةٌ ورجل ذو ضارُورةٍ وضَرُورةٍ أَي ذُو حاجةٍ وقد اضْطُرَّ إِلى الشَّيءِ أَي أُلْجئَ إِليه قال الشاعر أَثِيبي أَخا صارُورةٍ أَصْفَقَ العِدى عليه وقَلَّتْ في الصَّدِيق أَواصِرُهْ الليث الضّرُورةُ اسمٌ لمصْدرِ الاضْطِرارِ تقول حَمَلَتْني الضّرُورَةُ على كذا وكذا وقد اضْطُرّ فلان إِلى كذا وكذا بِناؤُه افْتَعَلَ فَجُعِلَت التاءُ طاءً لأَنَّ التاءَ لم يَحْسُنْ لفْظُه مع الضَّادِ وقوله عز وجل فمن اضطُرّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ أَي فمن أُلْجِئَ إِلى أَكْل الميْتةِ وما حُرِّم وضُيِّقَ عليه الأَمْرُ بالجوع وأَصله من الضّرَرِ وهو الضِّيقُ وقال ابن بزرج هي الضارُورةُ والضارُوراءُ ممدود وفي حديث عليّ عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّه نهى عن بيع المُضْطَرّ قال ابن الأَثير هذا يكون من وجهين أَحدُهما أَنْ يُضْطَرّ إِلى العَقْدِ من طَرِيقِ الإِكْراهِ عليه قال وهذا بيعٌ فاسدٌ لا يَنْعَقِدُ والثاني أَنْ يُضْطَرَّ إِلى البليعِ لِدَيْن رَكِبَه أَو مَؤونةٍ ترْهَقُه فيَبيعَ ما في يَدِه بالوَكْسِ للضَّرُروةِ وهذا سبيلُه في حَقِّ الدِّينِ والمُروءةِ أَن لا يُبايَعَ على هذا الوجْهِ ولكن يُعَان ويُقْرَض إِلى المَيْسَرَةِ أَو تُشْتَرى سِلْعَتُه بقِيمتها فإِنْ عُقِدَ البَيْع مع الضرورةِ على هذا الوجْه صحَّ ولم يُفْسَخْ مع كراهةِ أَهلِ العلْم له ومعنى البَيْعِ ههنا الشِّراءُ أَو المُبايَعةُ أَو قَبُولُ البَيْعِ والمُضْطَرُّ مُفْتَعَلٌ من الضّرِّ وأَصْلُه مضْتَرَرٌ فأُدْغِمَت الراءُ وقُلِبَت التاءُ طاءً لأَجْلِ الضادِ ومنه حديث ابن عمر لا تَبْتَعْ من مُضْطَرٍّ شَيْئاً حملَه أَبو عُبَيْدٍ على المُكْرَهِ على البَيْعِ وأَنْكَرَ حَمْلَه على المُحْتاج وفي حديث سَمُرَةَ يَجْزِي من الضَّارُورة صَبُوحٌ أَو غَبُوق الضارروةُ لغةٌ في الضّرُورةِ أَي إِنَّما يَحِلّ للمُضْطَرّ من المَيْتة أَنْ يأْكُلَ منها ما يسُدُّ الرَّمَقَ غَداءً أَو عَشاءً وليس له اين يَجْمعَ بينهما والضَّرَرُ الضِّيقُ ومكانٌ ذو ضَرَرٍ أَي ضِيقٍ ومكانٌ ضَرَرٌ ضَيِّقٌ ومنه قول ابن مُقْبِل ضِيف الهَضْبَةِ الضَّرَر وقول الأَخطل لكلّ قَرارةٍَ منها وفَجٍّ أَضاةٌ ماؤها ضَرَرٌ يَمُور قال ابن الأَعرابي ماؤها ضرَرٌ أَي ماءٌ نَمِيرٌ في ضِيقٍ وأَرادَ أَنَّه غَزِيرٌ كثيرٌ فَمجارِيه تَضِيقُ به وإِن اتَّسَعَتْ والمُضِرُّ الدَّاني من الشيْءِ قال الأَخْطل ظَلَّتْ ظِياءٌ بَني البَكَّاءِ راتِعَةً حتى اقْتُنِصْنَ على بُعْدٍ وإِضْرار وفي حديث معاذ أَنَّه كان يُصَلِّي فأَضَرَّ به غُصْنٌ فمَدَّ يَده فكَسَرَهُ قوله أَضَرَّ به أَي دنا منه دُنُوّاً شديداً فآذاه وأَضَرَّ بي فلانٌ أَي دَنا منّي دُنُوّاً شديداً وأَضَرَّ بالطريقِ دنَا منه ولم يُخالِطْه قال عبدالله بن عَنْمة
( * قوله « ابن عنمة » ضبط في الأصل بسكون النون وضبط في ياقوت بالتحريك ) الضَّبِّي يَرْثي بِسْطَامَ ابْنَ قَيْسٍ لأُمِّ الأَرْضِ ويْلٌ ما أَجَنَّتْ غداةَ أَضَرَّ بالحسَنِ السَّبيلُ ؟
( * قوله « غداة » في ياقوت بحيث )
يُقَسِّمُ مالَه فِينا فَنَدْعُو أَبا الصَّهْبا إِذا جَنَحَ الأَصِيلُ الحَسَنُ اسمُ رَمْلٍ يَقُولُ هذا على جهة التعجُّبِ أَي وَيْلٌ لأُمِّ الأَرْضِ ماذا أَجَنَّت من بِسْطام أَي بحيث دَنَا جَبَلُ الحَسَنِ من السَّبِيلِ وأَبو الصهباء كُنْيَةُ بسْطام وأَضَرَّ السيْلُ من الحائط دَنَا منه وسَحابٌ مُضِرٌّ أَي مُسِفٌّ وأَضَرَّ السَّحابُ إِلى الأَرْضِ دَنَا وكلُّ ما دَنا دُنُوّاً مُضَيَّقاً فقد أَضَرَّ وفي الحديث لا يَضُرُّه أَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كانَ له هذه الكلمةُ يَسْتَعْمِلُها العرَبُ ظاهرُها الإِباحَةُ ومعناها الحَضُّ والتَّرْغِيبُ والضَّرِيرُ حَرْفُ الوادِي يقال نَزَلَ فلانٌ على أَحدِ ضِرِيرَي الوادِي أَي على أَحَدِ جانِبَيْهِ وقال غيرُه بإِحْدَى ضَفَّتَيْه والضَّرِيرانِ جانِبا الوادِي قال أَوس بن حَجَر وما خَلِيجٌ من المَرُّوتِ ذُو شُعَبٍ يَرْمِي الضَّرِيرَ بِخُشْبِ الطَّلْحِ والضَّالِ واحِدُهما ضَرِيرٌ وجمعُه أَضِرَّةٌ وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ أَي صَبْرٍ على الشرِّ ومُقَاساةٍ له والضَّرِيرُخ من النَّاسِ والدوابِّ الصبُورُ على كلّ شيء قال باتَ يُقاسي كُلَّ نابٍ ضِرزَّةٍ شَدِيدة جَفْنِ العَيْنِ ذاتِ ضَريرِ وقال أَما الصُّدُور لا صُدُورَ لِجَعْفَرٍ ولكنَّ أَعْجازاً شديداً ضَرِيرُها الأَصمعي إِنه لَذُو ضَرِيرٍ على الشيءِ والشِّدَةِ إِذا كان ذا صبرٍ عليه ومُقَاساةٍ وأَنشد وهمَّامُ بْنُ مُرَّةَ ذو ضَرِيرِ يقال ذلك في الناس والدوابِّ إِذا كان لها صبرٌ على مقاساةِ الشرِّ قال الأَصمعي في قول الشاعر بمُنْسَحَّةِ الآباطِ طاحَ انْتِقالُها بأَطْرافِها والعِيسُ باقٍ ضَرِيرُها قال ضريرُها شدَّتُها حكاه الباهِليُّ عنه وقول مليح الهذلي وإِنِّي لأَقْرِي الهَمَّ حين يَنوبني بُعَيدَ الكَرَى منه ضَرِيرٌ مُحافِلُ أَراد مُلازِم شَدِيد وإِنَّه لَضِرُّ أَضْرارٍ أَي شَدِيدُ أَشِدَّاءَ وضِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ إِذا كان داهِيَةً في رأْيه قال أَبو خراش والقوم أَعْلَم لو قُرْطٌ أُرِيدَ بها لكِنَّ عُرْوةَ فيها ضِرُّ أَضْرارِ أَي لا يستنقذه ببَأْسهه وحِيلَهِ وعُرْوةُ أَخُو أَبي خِراشٍ وكان لأَبي خراشٍ عند قُرْطٍ مِنَّةٌ وأَسَرَتْ أَزد السَّراةِ عُرْوةَ فلم يحمَد نيابَة قُرْطٍ عنْه في أَخيه إِذا لَبُلَّ صَبِيُّ السَّيْفِ من رَجُلٍ من سادةِ القَومِ أَوْ لالْتَفَّ بالدَّار الفراء سمعت أَبَا ثَروانَ يقول ما يَضُرُّكَ عليها جارِيَةً أَي ما يَزِيدُكَ قال وقال الكسائي سمعتهم يقولون ما يَضُرُّكَ على الضبِّ صَبْراً وما يَضِيرُكَ على الضبِّ صَبْراً أَي ما يَزِيدُكَ ابن الأَعرابي ما يَزِيدُك عليه شيئاً وما يَضُرُّكَ عليه شيئاً واحِدٌ وقال ابن السكيت في أَبواب النفي يقال لا يَضُرُّك عليه رجلٌ أَي لا تَجِدُ رجلاً يَزِيدُكَ على ما عند هذا الرجل من الكفاية ولا يَضُرُّكَ عليه حَمْلٌ أَي لا يَزِيدُك والضَّرِيرُ اسمٌ للْمُضَارَّةِ وأَكْثُر ما يُسْتَعْمَل في الغَيْرةِ يقال ما أَشَدَّ ضَرِيرَه عَلَيها وإِنه لذُو ضَرِيرٍ على امرأَته أَي غَيْرة قال الراجز يصف حماراً حتى إِذا ما لانَ مِنْ ضَرِيرِه وضارّه مُضارَّةً وضِراراً خالَفَه قال نابغةُ بنِي جَعْدة وخَصْمَيْ ضِرارٍ ذَوَيْ تُدْارَإِ متى باتَ سِلْمُها يَشْغَبا وروُي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قيل له أَنَرَى رَبَّنا يومَ القيامةِ ؟ فقال أَتُضارُّونَ في رُؤْيَةِ الشمْسِ في غيرِ سَحابٍ ؟ قالوا لا قال فإِنَّكم لا تُضارُّون في رُؤْيتِه تباركَ وتعالى قال أَبو منصور رُوِي هذا الحرفُ بالتشديد من الضُّرّ أَي لا يَضُرُّ بعضُكم بَعْضاً وروي تُضارُونَ بالتخفيف من الضَّيْرِ ومعناهما واحدٌ ضارَهُ ضَيْراً فضَرَّه ضَرّاً والمعنى لا يُضارُّ بعْضُكم بعْضاً في رُؤْيَتِهِ أَي لا يُضايِقُه ليَنْفَرِدَ برُؤْيتِه والضرَرُ الضِّيقُ وقيل لا تُضارُّون في رُؤْيته أَي لا يُخالِفُ بعضُكم بعضاً فيُكَذِّبُه يقال ضارَرْت الرجُلَ ضِراراً ومُضارَّةً إِذا خالَفْته قال الجوهري وبعضُهم يقول لا تَضارّون بفتح التاء أَي لا تَضامُّون ويروى لا تَضامُّون في رُؤْيته أَي لا يَنْضمُّ بعضُكم إِلى بعْضٍ فيُزاحِمُه ويقولُ له أَرِنِيهِ كما يَفْعَلُون عند النَّظَرِ إِلى الهِلالِ ولكن يَنْفَردُ كلٌّ منهم برُؤْيته ويروى لا تُضامُون بالتخفيف ومعناه لا يَنالُكْم ضَيْمٌ في رؤيته أَي تَرَوْنَه حتى تَسْتَوُوا في الرُّؤْيَةِ فلا يَضِيم بعضُكم بعْضاً قال الأَزهري ومعاني هذه الأَلفاظِ وإِن اخْتلفت مُتَقارِبةٌ وكلُّ ما رُوِي فيه فهو صحيحٌ ولا يَدْفَعُ لَفْظٌ منها لفظاً وهو من صحاح أَخْبارِ سيّدِنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وغُرَرِها ولا يُنْكِرُها إِلاَّ مُبْتَدِعٌ صاحبُ هَوًى وقال أَبو بكر مَنْ رواه هل تَضارُّون في رؤيته مَعْناه هل تَتَنازَعون وتَخْتَلِفون وهو تَتَفاعلُونَ من الضَّرارِ قال وتفْسيرُ لا تُضارُّون لا يقعُ بِكُم في رؤيته ضُرٌّ وتُضارُون بالتخفيف من الضَّيْرِ وهو الضُّرُّ وتُضامُون لا يَلْحَقُكم في رؤيته ضَيْمٌ وقال ابنُ الأَثير رُوِيَ الحديثُ بالتخفيف والتَّشْديد فالتشْديدُ بمعنى لا تَتَخالَفُون ولا تَتَجادلُون في صِحّةِ النَّظر إِليه لِوُضُوحِه وظُهُوره يقال ضارَّةُ يُضارُّه مِثْل ضَرَّه يَضُرُّه وقيل أَرادَ بالمُضارّةِ الاجْتِمَاعَ والازْدحامَ عند النَّظرِ إِليه وأَما التخْفيفُ فهو من الضَّيرِ لُغَة في الضرِّ والمَعْنَى فيه كالأَوّل قال ابن سيده وأَما مَنْ رواه لا تُضارُون في رؤيته على صيغةِ ما لم يُسَمَّ فاعلُه فهو من المُضايقَةِ أَي لا تَضامُّون تَضامّاً يَدْنُو به بعضُكم من بعضٍ فتُضايَقُون وضَرَّةُ المَرْأَةِ امرأَةُ زَوْجِها والضَّرَّتان امرأَتا الرجُلِ كلُّ واحدَةٍ منهما ضَرَّةٌ لصاحِبَتِها وهو من ذلك وهُنَّ الضرائِرُ نادِرٌ قال أَبو ذُؤَيب يصِفُ قُدُوراً لَهُنَّ نَشُيجٌ بالنَّضِيل كأَنَّها ضَرائِرُ جِرْمِيٍّ تَفاحَشَ غارُها وهي الضِّرُّ وتزوَّجَ على ضِرٍّ وضُرٍّ أَي مُضارَّة بينَ امْرَأَتينِ ويكون الضِّرُّ للثَّلاثِ وحَكى كُراعٌ تَزوَّجْتُ المرأَةَ على ضِرٍّكُنَّ لَها فإِذا كان كذلك فهو مَصْدَرٌ على طَرْح الزائدِ أَو جَمْعٌ لا واحدَ له والإِضْرارُ التزْويجُ على ضَرَّةٍ وفي الصحاح أَنْ يتزوّجَ الرجلُ على ضَرَّةِ ومنه قيل رجلٌ مُضِرٌّ وامرأَةٌ مُضِرٌّ والضِّرُّ بالكَسْرِ تزوُّجُ المرأَةِ على ضَرَّةٍ يقال نكَحْتُ فُلانة على ضُرٍّ أَي على امرأَةٍ كانت قبْلَها وحكى أَبو عبدالله الطُّوَالُ تَزَوَّجْتُ المرأَةَ على ضِرٍّ وضُرٍّ بالكسر والضمِّ وامرأَةٌ مُضِرٌّ أَيضاً لها ضرائر يقالُ فلانٌ صاحبُ ضِرٍّ ويقال امرأَةٌ مُضِرٌّ إِذا كان لها ضَرَّةٌ ورجلٌ مُضِرٌّ إِذا كان له ضَرائرُ وجمعُ الضَّرَّةِ ضرائرُ والضَّرَّتانِ امرأَتانِ للرجل سُمِّيتا ضَرَّتَينِ لأَنَّ كلَّ زاحدةٍ منهما تُضارُّ صاحِبتَها وكُرِهَ في الإِسْلامِ أَن يقالَ لها ضَرَّة وقيل جارةٌ كذلك جاء في الحديث الأَصمعي الإِضْرارُ التزْوِيجُ على ضَرَّةٍ يقال منه رجلٌ مُضِرٌّ وامرأَةٌ مُضرٌّ بغير هاء ابن بُزُرج تزوج فلانٌ امرأَةً إِنَّها إِلى ضَرَّةِ غِنًى وخَيرٍ ويقال هو في ضَرَرِ خَيرٍ وإِنه لفي طَلَفَةِ خيرٍ وضفَّة خير وفي طَثْرَةِ خيرٍ وصَفْوَةٍ من العَيْشِ وقوله في حديث عَمْرو بن مُرَّةَ عند اعْتِكارِ الضرائرِ هي الأُمُور المُخْتَلِفَةُ كضرائرِ النساءِ لا يَتَّفِقْنِ واحِدتُها ضَرَّةٌ والضَّرَّتانِ الأَلْيةُ من جانِبَيْ عَظْمِها وهُما الشَّحْمتان وفي المحكم اللَّحْمتانِ اللَّتانِ تَنْهَدلانِ من جانِبَيْها وضَرَّةُ الإِبْهام لَحْمَةٌ تحتَها وقيل أَصْلُها وقيل هي باطنُ الكَفِّ حِيالَ الخِنْصَرِ تُقابِلُ الأَلْيةَ في الكَفِّ والضَّرَّةُ ما وَقَع عليه الوطْءُ من لَحْمِ باطنِ القَدَمِ مما يَلي الإِبْهامَ وضَرَّةُ الضَّرْعِ لَحْمُها والضَّرْعُ يذكّر ويؤنث يقال ضَرَّةٌ شَكْرَى أَي مَلأَى من اللَّبَنِ والضَّرَّةُ أَصلُ الضرْعِ الذي لا يَخْلُو من اللَّبَن أَو لا يكادُ يَخْلُو منه وقيل هو الضرْعُ كلُّه ما خَلا الأَطباءَ ولا يسمى بذلك إِلاَّ أَن يكونَ فيه لَبنٌ فإِذا قَلَصَ الضرْعُ وذهَبَ اللَبنُ قيل له خَيْفٌ وقيل الضَّرَّةُ الخِلْفُ قال طرفة يصف نعجة من الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ له بصَرِيحٍ ضَرَّةُ الشاةِ مُزبِد الضَّرَّةُ أَصْلُ الضرْعِ والضرَّةُ أَصْلُ الثَّدْيِ والجمعُ من ذلك كُلِّه ضرائرُ وهو جَمْعٌ نادِرٌ أَنشد ثعلب وصار أَمْثَالَ الفَغَا ضَرائِرِي إِنما عَنَى بالضرائرِ أَحدَ هذه الأَشياءِ المُتَقَدّمَةِ والضرَّةُ المالُ يَعْتَمِدُ عليه الرجلُ وهو لغيره من أقارِبه وعليه ضَرَّتانِ من ضأْنٍ ومعَزٍ والضرَّةُ القِطْعَةُ من المال والإِبلِ والغنمِ وقيل هو الكثيرُ من الماشيةِ خاصَّةً دُون العَيْرِ ورجلٌ مُضِرٌّ له ضَرَّةٌ من مالٍ الجوهري المُضِرّ الذي يَروحُ عليه ضَرَّةٌ من المال قال الأَشْعَرُ الرَّقَبانُ الأَسَدِيّ جاهِليّ يَهْجُو ابن عمِّه رضوان تَجانَفَ رِضْوانُ عن ضَيْفِه أَلَمْ يَأْتِ رِضْوانَ عَنِّي النُّدُرْ ؟ بِحَسْبك في القَوم أَنْ يَعْلَمُوا بأَنَّك فيهمْ غَنيٌّ مُضِرْ وقد علم المَعْشَرُ الطَّارِحون بأَنَّكَ للضَّيْفِ جُوعٌ وقُرْ وأَنتَ مَسِيخٌ كَلَحْمِ الحُوار فلا أَنَتَ حُلْوٌ ولا أَنت مُرْ والمَسِيخ الذي لا طَعْمَ له والضَّرّة المالُ الكثيرُ والضَّرّتانِ حَجَر الرّحى وفي المحكم الرحَيانِ والضَّرِير النفْسُ وبَقِيَّةُ الجِسْمِ قال العجاج حامِي الحُمَيَّا مَرِس الضَّرِيرِ ويقال ناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ إِذا كانت شَدِيدةَ النفْسِ بَطِيئةَ اللُّغُوبِ وقيل الضَّرِير بقيةُ النفْسِ وناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ مُضِرَّةٌ بالإِبل في شِدَّةِ سَيْرِها وبه فُسِّرَ قولُ أُمَيَّة بن عائذٍ الهذلي تُبارِي ضَرِيسٌ أُولاتِ الضَّرِير وتَقْدُمُهُنّ عَتُوداً عَنُونا وأَضَرَّ يَعْدُو أَسْرَعَ وقيل أَسْرعَ بَعْضَ الإِسْراعِ هذه حكاية أَبي عبيد قال الطوسي وقد غَلِظَ إِنما هو أَصَرَّ والمِضْرارُ من النِّساءِ والإِبِلِ والخَيْلِ التي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِدْقَها من النَّشاطِ عن ابن الأَعرابي وأَنشد إِذْ أَنت مِضْرارٌ جَوادُ الخُضْرِ أَغْلَظُ شيءٍ جانباً بِقُطْرِ وضُرٌّ ماءٌ معروف قال أَبو خراش نُسابِقُِم على رَصَفٍ وضُرٍّ كدَابِغةٍ وقد نَغِلَ الأَدِيمُ وضِرارٌ اسمُ رجلٍ ويقال أَضَرَّ الفرسُ على فأْسِ اللَّجامَ إِذا أَزَمَ عليه مثل أَضَزَّ بالزاي وأَضَرَّ فلانٌ على السَّيرِ الشديدِ أَي صَبَرَ وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ على الشيء إِذا كان ذا صبْر عليه ومُقاساة له قال جرير طَرَقَتْ سَوَاهِمَ قد أَضَرَّ بها السُّرَى نَزَحَتْ بأَذْرُعِها تَنائِفَ زُورَا من كلِّ جُرْشُعَةِ الهَواجِرِ زادَها بُعْدُ المفاوِزِ جُرْأَةً وضَرِيرَا من كلِّ جُرْشُعَة أَي من كل ناقةٍ ضَخْمَةٍ واسعةِ الجوفِ قَوِيَّةٍ في الهواجر لها عليها جُرْأَةٌ وصبرٌ والضمير في طَرَقَتُْ يعُودُ على امرأَة تقدّم ذكرُها أَي طَرقَتَهْم وهُمْ مسافرون أَراد طرقت أَصْحابَ إِبِلٍ سَوَاهِمَ ويُريدُ بذلك خيالَها في النَّومِ والسَّواهِمُ المَهْزُولةُ وقوله نَزَحَتْ بأَذْرُعِها أَي أَنْفَدَت طُولَ التنائف بأَذْرُعِها في السير كما يُنْفَذُ ماءُ البِئْرِ بالنَّزْحِ والزُّورُ جمع زَوْراءَ والتَّنائِفُ جمع تَنُوفَةٍ وهي الأَرْضُ القَفْرُ وهي التي لا يُسارُ فيها على قَصْدٍ بل يأْخذون فيها يَمْنَةً ويَسْرَةً

ضغدر
حَكَى الأَزهريُّ في ترجمة خرط قال قرأْت في نسخة من كتاب الليث عَجِبْتُ لِخُرْطِيطٍ ورَقْم جَناحِه ورُمَّةِ طِخْمِيلٍ ورَعْثِ الضَّغادِر قال الضَّغادِرُ الدّجاجُ الواحدُ ضُغْدُورةٌ

ضطر
الضَّوْطَرُ العظِيمُ وكذلك الضَّيْطَرُ والضَّيْطارُ وقيل هو الضَّخْمُ اللئيمُ وقيل الضَّيْطَرُ والضَّيْطَرَى الضخمُ الجَنْبينِ العظيمُ الاسْت وقيل الضَّيْطَرُ الضخمُ الجَنْبينِ العظيمُ الاسْت وقيل الضَّيْطَرُ العظيمُ من الرجالِ والجمعُ ضَياطِرُ وضَياطِرةٌ وضَيْطارُونَ وأَنشد أَبو عمرو لعَوْفِ بن مالك تَعَرَّضَ ضَيْطارُو فُعالَةَ دُونَنا وما خَيْرُ ضَيْطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحَا ؟ يقول تَعَرَّضَ لنا هَؤُلاءِ القَوْمُ ليُقاتِلُونا ولَيْسوا بشيءٍ لأَنَّه لا سِلاَحَ معهم سوى المِسْطَح وقال ابن بزي البيت لمالك بن عوف النَّضْرِيّ وفُعالةُ كنايةٌ عن خُزاعةَ وإِنما كَنَى هو وغيرُه عنهم بفُعالَة لكَونِهم حُلَفاءَ لِلّنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول ليس فيهم شيءٌ مما يَنْبَغِي أَن يكونَ في الرجالِ إِلاَّ عِظَمَ أَجْسامِهم وليس لهم مع ذلك صَبْرٌ ولا جَلَدٌ وأَيُّ خَيْرٍ عند ضَيْطارٍ سِلاحُه مِسْطَحٌ يُقَلِّبُه في يده ؟ وقيل الضَّيْطَرُ اللئيمُ قال الراجز صَاحِ أَلَمْ تَعْجَبْ لِذاكَ الضَّيْطَرِ ؟ الجوهري الضَّيْطَرُ الرجلُ الضخمُ الذي لا غَناءَ عِنْدَه وكذلك الضَّوْطَرُ والضَّوْطَرَى وفي حديث عليّ عليه السلام مَنْ يَعْذِرُني مِنْ هؤلاءِ الضَّياطِرةِ ؟ هم الضَّخامُ الذين لا غَناءَ عندهم الواحدُ ضَيْطارٌ والياء زائدة وقالوا ضَيَاطِرُون كأَنَّهم جَمَعُوا ضَيْطَراً على ضَياطِرَ جَمْعَ السلامةِ وقول خِداش بنِ زُهَير ونَرْكَبُ خَيْلاً لا هَوَادَةَ بَيْنَها وتَشْقَى الرِّماحُ بالضَّياطِرة الحُمْرِ قال ابن سيده يجوز أَن يكونَ عَنَى أَن الرماحَ تَشْقَى بهم أَي أَنهم لا يُحْسِنون حَمْلَها ولا الطَّعْنَ بها ويجوز أَن يكونَ على القَلْبِ أَي تَشقى الضياطرَةُ الحُمْرُ بالرماح يعني أَنَّهم يُقْتَلُون بها والهَوادةُ المُصالحَةُ والمُوادعةُ والضَّيْطارُ التاجرُ لا يَبْرحُ مكانَه وبَنُو ضَوْطَرى حَيٌّ معروف وقيل الضَّوْطَرَى الحَمْقى قال ابن سيده وهو الصحيح ويقال للقوم إِذا كانوا لا يَغْنون غَناءً بَنُو ضَوطَرَى ومنه قول جرير يُخاطبُ الفرزدقَ حين افتخر بعَقْرِ أَبيه غالب في معاقرة سُحَيم بن وُثَيلٍ الرِّياحِي مائةَ ناقة بموضع يقال له صَوْأَرٌ على مسيرة يوم من الكوفة ولذلك يقول جرير أَيضاً وقد سرّني أَنْ لا تَعُدَّ مُجَاشِعٌ من المَجْد إِلاَّ عَقْرَ نِيبٍ بصَوأَرِ قال ابن الأَثير وسببُ ذلك أَن غالباً نحرَ بذلك الموضعِ ناقةً وأَمَر أَنْ يُصْنعَ منها طعامٌ وجعَلَ يُهْدُِي إِلى قومٍ من بني تميمٍ جِفاناً وأَهْدَى إِلى سُحَيم جَفنةً فكفأَها وقال أَمُفتَقِرٌ أَنا إِلى طعامِ غالبٍ إِذا نَحرَ ناقَةً ؟ فَنَحَرَ غالبٌ ناقتين فَنَحَرَ سُحيمٌ مثْلَهما فنحر غالبٌ ثلاثاً فنَحر سُحَيمٌ مثلَهن فعَمَدَ غالبٌ فَنَحَرَ ما ناقةٍ ونَكَلَ سُحَيْمٌ فافتخر الفرزدقُ في شِعْره بكَرم أَبيه غالب فقال
( * قوله « فقال » يعني جريراً كما يفيده كلام المؤلف بعد )
تَعُدُّون عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكم بَني ضَوْطَرَى لولا الكَمِيَّ المُقَنَّعا يُريدُ هَلاَّ الكَمِيَّ ويروى المُدَجَّجا ومَعْنى تَعُدُّون تَجْعَلُون وتَحْسَبون ولهذا عدَّاه إِلى مفعولين ومثله قول ذي الرُّمَّة أَشَمّ أَغَرّ أَزْهَر هِبْرِزِيّ يَعُدُّ القاصِدِينَ له عِيالا قال ومثله للكميت فأَنتَ النّدَى فيما يَنُوبُك والسَّدَى إِذا الخَوْدُ عَدّتْ عُقْبةَ القِدْر مالَها قال وعليه قول أَبي الطيب ولَو انَّ الحياةَ تَبْقَى لِحَيٍّ لَعَدَدْنا أَضَلَّنا الشُّجْعانا قال وقد يجوز أَن يكون تَعُدّون في بيت جرير من العدّ ويكون على إِسقاط من الجار تقديرُه تَعُدّون عقر النيب من أَفْضلِ مجدِكم فلما أَسقط الخافض تَعَدّى الفعلُ فنَصب وأَبو ضَوْطَرَى كُنْيَة الجُوع

ضفر
الضَّفْرُ نَسْجُ الشعر وغيرِه عَرِيضاً والتضْفِيرُ مثلُه والضَّفيرةُ العَقِيصَة وقد ضَفَر الشعر ونحوَه ويَضْفِرُه ضَفْراً نسجَ بعضَه على بعض والضَّفْرُ الفَتْل وانْضَفَرَ الحَبْلانِ إِذا الْتَويا معاً وفي الحديث إِذا زَنَتِ الأَمةُ فبِعْها ولو بضفَيرٍ أَي بحَبْل مفتول من شعر فَعِيل بمعنى مفعول والضَّفْر ما شَدَدْت به البعيرَ من الشعر المضْفُور والجمعُ ضُفُورٌ والضَّفَارُ كالضَّفْرِ والجمع ضُفُر قال ذو الرمة أَوْرَدْته قَلِقاتِ الضُّفْر قد جَعَلت تَشْكو الأَخِشَّةَ في أَعناقها صَعَرا ويقال للذُّؤابة ضَفِيرةٌ وكلُّ خُصْلة من خُصَل شعر المرأَة تُضْفَر على حِدَة ضَفِيرةٌ وجمعُها ضِفائِرُ قال ابن سيده والضَّفر كل خُصْلة من الشعر على حِدَتِها قال بعض الأَغْفال ودَهَنَتْ وَسَرَّحَتْ ضُفَيْرى والضَّفِيرةُ كالضَّفْر وضَفَرَت المرأَة شعرها تَضْفِره ضَفْراً جَمعته وفي حديث عليٍّ أَنَّ طَلْحة بن عُبَيدالله نازَعَه في ضَفِيرةٍ كان عليٌّ ضَفَرَها في وادٍ كانت إِحدى عُِدْوَتَى الوادي له والأُخرى لِطَلْحةَ فقال طلحةُ حَمَل عليّ السُّيولَ وأَضَرّ بي قال ابن الأَعرابي الضَّفِيرةُ مثل المُسَنَّاة المستطيلة في الأَرض فيها خشبٌ وحجارة وضَفْرها عَملُها من الضَّفْر وهو النَّسْج ومنه ضَفْرُ الشَّعَر وإِدْخالُ بعضِه في بعض ومنه الحديث الآخر فقام على ضَفِيرة السُّدَّة والحديث الآخر وأَشارَ بيده وراءَ الضَّفِيرة قال منصور أُخذَت الضَّفِيرةُ من الضَّفْر وإِدْخالِ بعضِه في بعض مُعْترِضاً ومنه قيل للبِطَانِ المُعَرَّض ضَفْرٌ وضَفِيرة وكِنانةٌ ضفِيرةٌ أَي ممتلئة وفي حديث أُم سلمة أَنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم إِني امرأَةٌ أَشُدّ ضَفْرَ رَأْسِي أَفأَنْقُضُه للغُسْل ؟ أَي تَعْمل شعرها ضَفائرَ وهي الذَّوائِب المَضْفُورة فقال إِنما يَكفيك ثَلاثُ حَثَياتٍ من الماء وقال الأَصمعي هي الضفائرُ والجَمائرُ وهي غدائِرُ المرأَة واحدتها ضَفِيرة وجَمِيرةٌ ولها ضَفِيرتان وضَفْرانِ أَيضاً أَي عَقِيصتَان عن يعقوب أَبو زيد الضَّفِيرتان للرجال دون النساء والغدائرُ للنساء وهي المَضْفُورة وفي حديث عمر مَنْ عَقَصَ أَو ضَفَرَ فعليه الحَلْقُ يعني في الحجّ وفي حديث النخعي الضافِر والمُلَبِّدُ والمُجَمِّرُ عليهم الحَلْقُ وفي حديث الحسن بن علي أَنه غَرَز ضَفْرَه في قفاه أَي طرَفَ ضفيرته في أَصلها ابن بُزُرج يقال تَضَافَرَ القومُ على فلان وتَظافَرُوا عليه وتظاهَروا بمعنى واحد كلُّه إِذا تعَاونوا وتَجَمَّعُوا عليه وتأَلّبُوا وتصابَرُوا مثلُه ابن سيده تَضَافَرَ القومُ على الأَمر تَظاهَرُوا وتَعاوَنوا عليه الليث الضَّفْرُ حِقْفٌ من الرَّمْل عَريض طويل ومنهم من يُثَقِّل وأَنشد عَوانِكٌ مِنْ ضَفَرٍ مَأْطُورِ الجوهري يقال للحِقْف من الرمل ضَفِيرةٌ وكذلك المُسَنّاة والضَّفْر من الرمل ما عظُم وتجمّع وقيل هو ما تَعَقّد بعضُه على بعض والجمع ضُفُورٌ والضَّفِرةُ بكسر الفاء كالضَّفْرِ والجمع ضَفِرٌ والضَّفِرةُ أَرضٌ سَهلة مستطيلة مُنْبِتة تقُودُ يوماً أَو يومين وضَفِيرُ البحر شَطُّه وفي حديث جابر ما جَزَرَ عنه الماءُ في ضَفِيرِ البحْر فَكُلْهُ أَي شَطِّه وجانبه وهو الضَّفِيرةُ أَيضاً والضَّفْرُ البِناءُ بحجارة بغير كِلْسٍ ولا طِينٍ وضَفَرَ الحجارةَ حولَ بيِته ضَفْراً والضَّفْرُ السَّعْيُ وضَفَرَ في عَدْوهِ يَضْفِر ضَفْراً أَي عدَا وقيل أَسرع الأَصمعي أَفَرَ وضَفَر بالراء جميعاً إِذا وَثَبَ في عَدْوهِ وفي الحديث ما على الأَرض من نَفْسٍ تَموت له عند الله خيرٌ تُحِبّ أَن تَرْجِعَ إِليكم ولا تُضافِرَ الدُّنيا إِلاَّ القَتِيل في سبيل الله فإِنه يُحِبُّ أَن يرجعَ فيُقْتَلَ مرَّة أُخْرَى المُضافَرَةُ المُماوَدة والمُلابسةُ أَي لا يُحبُّ مُعاوََدةَ الدنيا وملاَبستها إِلاَّ الشَّهِيدُ قال الزمخشري هو عندي مُفاعلة من الضَّفْر وهو الطَّفْر والوُثوب في العَدْوِ أَي لا يَطْمَحُ إِلى الدنيا ولا يَنْزُو إِلى العَوْد إِليها إِلاَّ هو وذكره الهروي بالراء وقال المُضافرة بالضاد والراء التأَلُّبُ وذكره الزمخشري ولم يقيده لكنه جعَل اشتقاقَه من الضَّفْز وهو الظَّفْرُ والقَفْزُ وذلك بالزاي قال ابن الأَثير ولعله يقال بالراء والزاي فإِنَّ الجوهري قال الضَّفْرُ السَّعْيُ وقد ضَفَر يضِفْر ضَفْراً والأَشْبَهُ بما ذهب إِليه الزمخشري أَنه بالزاي وفي حديث عليٍّ مُضافَرة القومِ أَي مُعاونَتهم وهذا بالراء لا شك فيه والضَّفْرُ حزامُ الرَّحْل وضَفَرَ الدابَّةَ يَضْفِرُها ضَفْراً أَلْقَى اللجامَ في فيها

ضفطر
الضَّفْطارُ الضبُّ الهَرِمُ القَديمُ القبيحُ الخِلْقة

ضمر
الضُّمْرُ والضُّمُر مثلُ العُّسْر والعُسُر الهُزالُ ولَحاقُ البطنِ وقال المرّار الحَنْظليّ قد بَلَوْناه على عِلاَّتِه وعلى التَّيْسُورِ منه والضُّمُرْ ذُو مِراحٍ فإِذا وقَّرْتَه فذَلُولٌ حَسنٌ الخُلْق يَسَرْ التَّيْسورُ السِّمَنُ وذو مِراح أَي ذو نَشاطٍ وذَلولٌ ليس بصَعْب ويَسَر سَهْلٌ وقد ضَمَرَ الفرسُ وضَمُرَ قال ابن سيده ضَمَرَ بالفتح يَضْمُر ضُموراً وضَمُر بالضم واضْطَمَر قال أَبو ذؤيب بَعِيد الغَزَاة فما إِن يَزا لُ مُضْطَمِراً طُرّتاه طَلِيحا وفي الحديث إِذا أَبْصَرَ أَحدُكم امرأَةً فَلْيأْت أَهْلَه فإِن ذلك يُضْمِرُ ما في نفسه أَي يُضْعِفه ويُقَلّلُه من الضُّمور وهو الهُزال والضعف وجمل ضامِرٌ وناقة ضامِرٌ بغير هاء أَيضاً ذَهبوا إِلى النَّسَب وضامِرةٌ والضَّمْرُ من الرجال الضامرُ البَطْنِ وفي التهذيب المُهَضَّمُ البطن اللطيفُ الجِسْم والأُنثى ضَمْرَةٌ وفرس ضَمْرٌ دقيق الحِجاجَينِ عن كراع قال ابن سيده وهو عندي على التشبيه بما تقدم وقَضِيب ضامرٌ ومُنْضَمِرٌ وقد انْضَمَرَ إِذا ذهب ماؤُه والضَّمِيرُ العِنبُ الذابلُ وضَمَّرْتُ الخيلَ عَلْفتها القُوتَ بعد السِّمَنِ والمِضْمارُ الموضع الذي تُضَمَّرُ فيه الخيلُ وتَضْميرُها أَن تُعْلَف قُوتاً بعد سِمَنها قال أَبو منصور ويكون المِضْمارُ وقتاً للأَيام التي تُضَمِّر فيها الخيلُ للسِّباقِ أَو للرَّكضِ إِلى العَدُوِّ وتَضْميرُها أَن تُشَدّ عليها سُروجُها وتُجَلَّل بالأَجِلَّة حتَّى تَعْرق تحتها فيذهب رَهَلُها ويشتدّ لحمها ويُحْمل عليها غِلمانٌ خِفافٌ يُجْرُونها ولا يَعْنُفونَ بها فإِذا فُعل ذلك بها أُمِنَ عليها البُهْرُ الشديد عند حُضْرها ولم يقطعها الشَّدُّ قال فذلك التَّضْميرُ الذي شاهدتُ العرب تَفْعله يُسمّون ذلك مِضْماراً وتَضْمِيراً الجوهري وقد أَضْمَرْتُه أَنا وضَمَّرْتُه تَضْمِيراً فاضْطَمَرَ هو قال وتَضْمِيرُ الفرس أَيضاً أَن تَعْلِفَه حتى يَسْمَن ثم تردّه إِلى القُوت وذلك في أَربعين يوماً وهذه المدّة تسمى المِضْمَارَ وفي الحديث من صامَ يوماً في سبيل الله باعَدَه اللهُ من النار سَبْعين خَريفاً للمُضَمِّرِ المُجِيدِ المُضَمِّرُ الذي يُضَمِّرُ خيلَه لغَزْوٍ أَو سِباقٍ وتَضْمِيرُ الخيلِ هو أَن يُظاهِرَ عليها بالعَلفِ حتى تَسْمَنَ ثم لا تُعْلف إِلاَّ قُوتاً والمُجيدُ صاحبُ الجِيادِ والمعنى أَن الله يُباعِدُه من النار مسافةَ سبعين سنة تَقْطعُها الخيل المُضَمَّرةُ الجِيادُ رَكْضاً ومِضْمارُ الفرس غايتُه في السِّباق وفي حديث حذيفة أَنه خطب فقال اليَومَ المِضْمارُ وغداً السِّباقُ والسابقُ من سَبَقَ إِلى الجنّة قال شمر أَراد أَن اليوم العملُ في الدنيا للاسْتِباق إِلى الجنة كالفرس يُضَمَّرُ قبل أَن يُسابَقَ عليه ويروي هذا الكلام لعليّ كرم الله وجهه ولُؤُلؤٌ مُضْطَمِرٌ مُنْضَمّ وأَنشد الأَزهري بيت الراعي تَلأْلأَتِ الثُّرَيَّا فاسْتنارَتْ تَلأْلُؤَ لُؤْلُؤٍ فيه اضْطِمارُ واللؤلؤ المُضْطَمِرُ الذي في وسطه بعضُ الانضمام وتَضَمّرَ وجهُه انضمت جِلْدتُه من الهزال والضَّمِيرُ السِّرُّ وداخِلُ الخاطرِ والجمع الضمَّائرُ الليث الضمير الشيء الذي تُضْمِره في قلبك تقول أَضْمَرْت صَرْفَ الحرف إِذا كان متحركاً فأَسْكَنْته وأَضْمَرْتُ في نفسي شيئاً والاسم الضَّمِيرُ والجمع الضمائر والمُضْمَرُ الموضعُ والمَفْعولُ وقال الأَحْوص بن محمد الأَنصاري سيَبْقَى لها في مُضْمَرِ القَلْب والحَشا سَرِيرَةُ وُدٍ يوم تُبْلى السَّرائِرُ وكلُّ خَلِيطٍ لا مَحالَةَ أَنه إِلى فُرقةٍ يوماً من الدَّهْرِ صائرُ ومَنُْ يَحْذَرِ الأَمرَ الذي هو واقعٌ يُصِبْهُ وإِن لم يَهْوَه ما يُحاذِرُ وأَضْمَرْتُ الشيء أَخْفَيته وهَوًى مُضْمَرٌ وضَمْرٌ كأَنه اعْتُقد مَصدراً على حذف الزيادة مَخْفِيٌّ قال طُريحٌ به دَخِيلُ هَوًى ضَمْرٍ إِذا ذُكِرَتْ سَلْمَى له جاشَ في الأَحشاءِ والتَهبا وأَضْمَرَتْه الأَرضُ غَيَّبَتْه إِما بموت وإِما بسَفَرٍ قال الأَعشى أُرانا إِذا أَضْمَرَتْك البِلا دُ نُجْفى وتُقْطَعُ مِنا الرَّحِم أَراد إِذا غَيَّبَتْكَ البلادُ والإِضْمارُ سُكونُ التاء من مُتَفاعِلن في الكامل حتى يصير مُتْفاعلن وهذا بناءٌ غير مَعْقولٍ فنُقِل إِلى بناءٍ مَقُولٍ مَعْقولٍ وهو مُسْتَفْعِلن كقول عنترة إِني امْرُؤٌ من خيرِ عبْسٍ مَنْصِباً شَطْرِي وأَحْمِي سائري بالمُنْصُلِ فكلُّ جزء من هذا البيت مُسْتَفْعلن وأَصْلُه في الدائرة مُتَفاعلن وكذلك تسكينُ العين من فَعِلاتُنْ فيه أَيضاً فَيْبقى فَعْلاتن فيُنْقَل في التقطيع إِلى مفعولن وبيته قول الأَخطل ولقد أَبِيتُ من الفَتاة بمَنْزِلِ فأَبِيتُ لا حَرِجٌ ولا مَحْرُوم وإِنما قيل له مُضْمَرٌ لأَن حركته كالمُضْمَر إِن شئت جئت بها وإِن شئت سَكَّنْته كما أَن أَكثر المُضْمَر في العربية إِن شئت جئت به وإِن شئت لم تأْتِ به والضِّمارُ من المال الذي لا يُرْجَى رُجوعُه والضَّمَارُُ من العِدَات ما كان عن تسْوِيف الجوهري الضِّمَارُ ما لا يُرْجى من الدَّين والوَعْد وكلِّ ما لا تَكون منه على ثِقةٍ قال الراعي وأَنْضاء أُنِخْنَ إِلى سَعِيدٍ طُرُوقاً ثم عَجَّلْن ابْتِكارا حَمِدْنَ مَزارَه فأَصَبْنَ منه عَطاءً لم يكن عِدَةً ضِمارا والضِّمَارُ من الدَّينِ ما كان بلا أَجَل معلوم الفراء ذَهَبُوا بمالي ضِماراً مثل قِمَاراً قال وهو النَّسِيئةُ أَيضاً والضِّمارُ خِلافُ العِيَانِ قال الشاعر يذمّ رجلاً وعَيْنُه كالكَالِئ الضِّمَارِ يقول الحاضرُ من عَطِيّتِه كالغائب الذي لا يُرْتجى ومنه قول عمر بن عبد العزيز رحمه الله في كتابه إِلى ميمون بن مِهْرانَ في أَموال المظالم التي كانت في بيت المال أَن يَرُدّها ولا يَأْخذَ زكاتَها فإِنه كان مالاً ضِماراً لا يُرجى وفي التهذيب والنهاية أَن يَرُدَّها على أَرْبابها ويأْخُذَ منها زكاةَ عامِها فإِنه كان مالاً ضِماراً قال أَبو عبيد المالُ الضِّمارُ هو الغائب الذي لا يُرْجَى فإِذا رُجِيَ فليس بِضمارٍ من أَضْمَرْت الشيء إِذا غَيَّبْتَه فِعَالٌ بمعنى فاعِلٍ أَو مُفْعَلٍ قال ومثلُه من الصفات ناقةٌ كِنازٌ وإِنما أَخذَ منه زكاة عامٍ واحد لأَن أَربابَه ما كانوا يَرْجون رَدَّه عليهم فلم يُوجِبْ عليهم زكاةَ السِّنِينَ الماضية وهو في بيت المال الأَصمعي الضَّمِيرةُ والضَّفِيرة الغَدِيرةُ من ذوائب الرأْس وجمعها ضَمائرُ والتَّضْمِيرُ حُسْنُ ضَفْرِ الضَّميرة وحُسْنُ دَهْنِها وضُمَيرٌ مُصَغّرٌ جَبَلٌ بالشام وضَمْرٌ رمْلة بعَيْنِها أَنشد ابن دريد من حَبْلِ ضَمْرٍ حينَ هابا ودَجا والضُّمْرانُ والضَّمْرانُ من دِقِّ الشجر وقيل هو من الحَمْض قال أَبو منصور ليس الضُّمْران من دِقِّ الشجر له هَدَبٌ كَهَدبِ الأَرْطى ومنه قول عُمر بن لَجَإٍ بِحَسْبِ مُجْتَلِّ الإِماءِ الخُرَّمِ من هَدَبِ الضَّمْرانِ لم يُحَزَّمِ وقال أَبو حنيفة الضَّمْرانُ مثل الرِّمْثِ إِلاَّ أَنه أَصغر وله خَشَب قليل يُحْتَطَبُ قال الشاعر نحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ الحَلِيِّ ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والنَّصِيِّ والضِّيْمُرانُ والضَّوْمَرانُ
( * قوله « والضيمران والضومران » ميمهما تضم وتفتح كما في المصباح ) ضرب من الشجر قال أَبو حنيفة الضَّوْمَرُ والضَّوْمَرانُ والضَّيْمُرانُ من رَيحانِ البر وقال بعضُ الرُّواة هو الشَّاهِسْفَرَمْ وقيل هو مثلُ الحَوْكِ سواء وقيل هو طيِّب الريح قال الشاعر أُحِبُّ الكَرائنَ والضَّوْمَرانَ وشُرْبَ العَتِيقَةِ بالسِّنْجِلاطْ وضُمْرانُ وضَمْرانُ من أَسماء الكلاب وقال الأَصمعي فيما روى ابن السكيت أَنه قال في قول النابغة فهابَ ضَمْرانُ منهُ حيث يُوزِعُهُ
( * قوله « فهاب ضمران إلخ » عجزه « طعن المعارك عند المجحر النجد » طعن فاعل يوزعه والمحجر بميم مضمومة فجيم ساكنة فحاء مهملة مفتوحة وتقديم الحاء غلط كما نبه عليه شارح القاموس والنجد بضم الجيم وكسرها كما نبه عليخه أيضاً )
قال ورواه أَبو عبيد ضُمْرانُ وهو اسم كلب في الروايتين معاً وقال الجوهري وضُمْرانُ بالضم الذي في شعر النابغة اسمن كلبة وبنو ضَمْرَةَ من كنانة رَهْطُ عمرو بن أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ

ضمخر
الضُّمَّخْرُ العظيم من الناس المتكبر وفي الإِبل مثل به سيبويه وفسره السيرافي وفحل ضُمَّخْرٌ جَسيم وامرأَة ضُمَّخْرَةٌ عن كراع ويقال رجل شُمَّخْرٌ ضُمَّخْرٌ إِذا كان متكبراً قال الشاعر مِثْل الصَّفَايا ذُمِّمَتْ بهابرِ تَأْوِي إِلى عَجَنَّسٍ ضُماخِرِ

ضمزر
ناقة ضِمْزِرٌ مُسِنَّة وهي فوق العَوْزَمِ وقيل كبيرة قليلة اللبن والضَّمْزَرُ من النساء الغليظة قال ثنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِها حَيْدَرِيَّةٌ عَضادٌ ولا مَكْنوزَةُ اللَّحْم ضَمْزَرُ وضَمْزَر اسم ناقة الشَّمَّاخ قال وكلُّ بَعِيرٍ أَحْسَنَ الناسُ نَعْتَهُ وآخَرُ لم يُنْعَتْ فِداءٌ لضَمْزَرا وبعير ضُمارِزٌ وضُمازِرٌ صُلْبٌ شديد قال وشِعْب كلِّ بازِلٍ ضُمارِزِ الأَصمعي أَراد ضُمازِراً فقلب ويقال في خُلُقِهِ ضَمْزَرَةٌ وضُمازِرٌ أَي سُوء وغِلَظ قال جندلٌ إِني امْرُؤٌ في خُلُقِي ضُمازِرُ وعَجْرَفِيَّاتٌ لها بَوادِرُ والضَّمْزَرُ الغليظ من الأَرض قال رؤبة كأَن حَيْدَيْ رَأْسِهِ المُذَكَّرِ صَمْدانِ في ضَمْزَين فَوْقَ الضَّمْزَرِ

ضمطر
الضَّماطيرُ أَذنابُ الأَودِيَةِ

ضنبر
ضَنْبَرٌ اسم

ضهر
الضَّهْرُ السُّلَحْفاةُ رواه علي بن حمزة عن عبد السلام بن عبدالله الحَرْبي والضَّهْرُ مُدْهُنٌ في الصَّفا يكون فيه الماء وقيل الضَّهْرُ خِلْقَةٌ في الجبل من صَخْرَة تُخالف جِبِلَّتهُ أَنشد ابن الأَعرابي رُبَّ عُصْمٍ رَأَيْتُ في وَسْطِ ضَهْرٍ والضَّهْر البُقْعَة من الجبل يخالف لونُها سائِرَ لونه قال ومثل الضَّهْرِ الوَعْثَةُ وقيل الضَّهْرُ أَعلى الجبل وهو الضَّاهِرُ قال حَنْظَلَةٌ فَوقَ صَفاً ضاهِرِ ما أَشْبَهَ الضَّاهِرَ بالنَّاضِرِ النَّاضِر الطُّحْلُبُ والحَنْظَلَةُ الماء في الصخرة والضَّاهِرُ أَيضاً الوادي

ضور
ضارَهُ الأَمْرُ يَضُورُه كيَضِيرُه ضَيْراً وضَوراً أَي ضَرَّه وزعم الكسائي أَنه سمع بعض أَهل العالية يقول ما ينفعني ذلك ولا يَضُورُني والضَّيْرُ والضَّرُّ واحد ويقال لا ضَيْرَ ولا ضَوْر بمعنى واحد والضَّوْرَةُ الجَوْعَةُ والضَّوْرُ شدة الجُوعِ والتَّضَوُّرُ التَّلَوِّي والصِّياحُ من وَجَعِ الضَّرْب أَو الجُوعِ وهو يَتَلَعْلَعُ من الجوع أَي يَتَضَوَّرُ وتَضَوَّرَ الذئبُ والكلبُ والأَسد والثعلب صاح عند الجوع الليث التِّضَوُّرُ صِياحٌ وتَلَوٍّ عند الضرب من الوجع قال والثعلب يَتَضَوَّرُ في صياحه وقال ابن الأَنباري تركته يَتَضَوَّرُ أَي يظهر الضُّرَّ الذي به ويَضْطَرِبُ وفي الحديث دخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على امرأَة يقال لها أُمُّ العَلاءِ وهي تَضَوَّرُ من شدّة الحُمَّى أَي تَتَلَوَّى وتَضِجُّ وتَتَقَلَّبُ ظَهْراً لبَطْنٍ وقيل تَتَضَوَّرُ تظهر الضَّوْرَ بمعنى الضُّرِّ يقال ضارَهُ يَضُورُهُ ويَضِيرُه وهو مأْخوذ من الضَّوْرِ وهو بمعنى الضُّرّ يقال ضَرَّني وضارَني يَضُورُني ضَوْراً وقال أَبو العباس التَّضَوُّرُ التَّضَعُّفُ من قولهم رجل ضُورَةٌ وامرأَة ضُورَةٌ والضُّورَةُ بالضم من الرجال الصغير الحقير الشأْن وقيل هو الذليل الفقير الذي لا يدفع عن نفسه قال أَبو منصور أَقْرَأَنِيه الإِيادِيُّ عن شَمِرٍ بالراء وأَقرأَنيه المنذري عن أَبي الهيثم الضُّؤْزَةُ بالزاي مهموزاً فقال كذلك ضبطته عنه قال أَبو منصور وكلاهما صحيح ابن الأَعرابي الضُّورَةُ الضعيف من الرجال قال الفراء سمعت أَعرابيّاً من بني عامر يقول لآخر أَحَسِبْتَني ضُورَةً لا أَرُدُّ عن نفسي ؟ وبنو ضَوْرٍ حَيٌّ من هِزَّانَِ بن يَقْدُمَ قال الشاعر ضَوْرِيَّة أُولِعْتُ باشْتِهارِها ناصلَة الحَقْوَيْنِ من إِزارها يُطرِقُ كَلْبُ الحيِّ من حِذارِ أَعْطَيْتُ فيها طائعاً أَو كارِها حَدِيقَةً غَلْباءَ في جِدارِها وفَرَساً أُنْثَى وعَبْداً فارِهَا

ضير
ضارَهُ ضَيْراً ضَرَّه قال أَبو ذؤيب فَقِيلَ تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ إِنَّها مُطَبَّعَةٌ من يَأْتِها لا يَضِيرُها أَي لا يَضير أَهْلَها لكثرة ما فيها ويروى نابَها يقال ضارَني يَضِيرُني ويَضُورُني ضَوْراً وقوله عليه السلام أَتُضارُونَ في رؤية الشمس ؟ فإِنكم لا تُضارُونَ في رؤيته هو من هذا أَي لا يَضِيرُ بعضُكم بعضاً وفي حديث عائشة رضي الله عنها وقد حاضت في الحج لا يَضِيرُكِ أَي لا يَضُرُّكِ الفراء قرأَ بعضهم لا يَضِرْكم كَيْدهم شيئاً يجعله من الضَّيْرِ قال وزعم الكسائي أَنه سمع بعض أَهل العالية يقول ما ينفعني ذلك ولا يَضُورُني والضَّيْرُ والضَّوْرُ واحد وفي التنزيل العزيز لا ضَيْرَانَّا إِلى ربنا مُنْقَلِبُونَ معناه لا ضَرَّ يقال لا ضَيْرَ ولا ضَوْرَ ولا ضَرَّ ولا ضَرَرَ ولا ضَارُورَةَ بمعنى واحد ابن الأَعرابي هذا رجل ما يَضِيرُك عليه
( * قوله « رجل ما يضيرك عليه إلخ » كذا بالأصل ) بحثاً مثله للشعر أَي ما يزيدك على قوله الشعر

طأر
ما بها طُؤْرِيٌّ أَي أَحَدٌ

طبر
ابن الأَعرابي طَبَرَ الرجلُ إِذا قَفَزَ وطَبَرَ إِذا اختبأَ ووَقَعُوا في طَبَارِ أَي داهية عن يعقوب واللِّحياني ووقع فلان في بَنَاتِ طَبَارِ وطَمَارِ إِذا وقع في داهية والطُّبَّار ضَرْبٌ من التين حكاه أَبو حنيفة وحَلاَّهُ فقال هو أَكبر تين رآه الناسُ أَحمر كُمَيْتٌ أَنَّى تَشَقَّقَ وإِذا أُكل قُشِرَ لِغلَظِ لِحائه فيخرج أَبيضَ فيكفي الرجلَ منه الثلاثُ والأَربع تملأُ التينةُ منه كَفَّ الرجل ويُزَبَّبُ أَيضاً واحدته طُبَّارَةٌ ابن الأَعرابي من غريب شجر الضَّرِف الطُّبَّارُ وهو على صورة التين إِلا أَنه أَرق وطَبَرِيَّةُ اسم مدينة

طثر
الطَّثْرَةُ خُثُورَةُ اللبن التي تعلو رأْسه مثل الرَّغْوَةِ إِذا مُحِضَ فلا تَخْلُصُ زُبْدَتُه والمُثَجَّجُ مثلُ المُطَثَّرِ والكَثْأَةُ نحو من الطَّثْرَةِ وكذلك الكَثْعَة وقيل الطَّثْرَةُ اللبن الحليب القليل الرغوة فتلك الرغوة الطَّثْرَة تكون للبن الحليب أَو الحامض أَيهما كان يقول سقاني طَثْرَةَ لبنه وهي شبه الزبد الرقيق واللبن أَكثف من الزبد وإِذا لم يكن له زبد لم نُسَمِّه طَثْرَةً إِلا بِزُبدة الأَصمعي إِذا عَلا اللبنَ دَسَمُه وخُثُورَتُه رأْسَه فهو مُطَثَّر يقال خُذْ طَثْرَةَ سِفَائِك ابن سيده الطَّثْرَةُ خُثُورَةُ اللبن وما علاه من الدَّسَمِ والجُلْبَةِ طَثَر اللبنُ يَطْثُر طَثْراً وطُثُوراً وطَثَّرَ تَطْثِيراً والطَّاثِرُ اللبن الخاثر ولبن خاثِرٌ طائِرٌ أَبو زيد يقال إِنهم لفي طَثْرَةِ عَيْشٍ إِذا كان خَيْرَهم كثيراً وقال مرة إِنهم لفي طَثْرَةٍ أَي في كثرة من اللبن والسَّمْن والأَقِطِ وأَنشد إِنَّ السَّلاءَ الذي تَرْجِينَ طَثْرَتَهُ قد بِعْتُه بأُمُورٍ ذاتِ تَبْغِيلِ والطَّثْرُ الخيرُ الكثير وبه سمي ابنُ الطَّثْرِيَّة والطَّثْرَةُ ما علا الماءَ من الطُّحْلب والطَّثْرَةُ الحَمْأَةُ تبقى أَسفلَ الحوض والماءُ الغليظُ قال الراجز أَتَتْكَ عِيسٌ تَحْمِلُ المَشِيَّا ماءً من الطَّثْرَة أَحْوَذِيَّا فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله أَصْدَرَها عن طَثْرَةِ الدَّآثي صاحبُ لَيْلٍ خَرِشُ التَّبْعَاثِ فقيل الطَثْرَة ما علا الأَلبان من الدسم فاستعاره لما علا الماءَ من الطحلب وقيل هو الطحلب نفسه وقيل الحَمْأَةُ ورجل طَيْثَارَةٌ لا يبالي على من أَقدم وكذلك الأَسد وأَسد طَيْثَارٌ لا يبالي على ما أَغار والطِّثَارُ البَقُّ واحدتها طَثْرَةٌ والطَّيْثَارُ البعوض والأَسد وطَثْرَةُ بطن من الأَزد والطَّثْرَةُ سَعَةُ العيش يقال إِنهم لَذَوو طَثْرَة وبنو طَثْرَةَ حَيٌّ منهم يزيد بن الطَّثَرِيَّةِ الجوهري يزيد بن الطِّثَرِيَّةِ الشاعر قُشَيْرِيٌّ وأُمه طَثَرِيَّة وطَيْثَرَةُ اسم

طحر
الأَزهري الطَّحْرُ قَذْفُ العين بقَذاها ابن سيده طَحَرَت العَيْنِ قذاها تَطْحَرُه طَحْراً رمت به قال زهير بِمُقْلَةٍ لا تَغَرُّ صادِقَةٍ يَطْحَرُ عنها القَذَاةَ حاجِبُها قال الشيخ ابن بري الباء في قوله بمقلة تتعلق بتراقب في بيت قبله هو تُرَاقِبُ المُحْصَدَ المُمَرَّ إِذا هاجِرَةٌ لم تَقِلْ جَنادِبُها المُحْصَدُ السوط والمُمَرُّ الذي أُجيد فتله أَي تراقب السوط خوفاً أَن تضرب به في وقت الهاجرة التي لم تَقِلْ فيه جَنادِبُها من القائلة لأَن الجندب يصوت في شدة الحر وقوله لا تَغَرُّ أَي لا تلحقها غِرَّةٌ في نظرها أَي هي صادقة النظر وقوله يطحر عنها القذاةَ حاجِبُها أَي حاجِبُها مُشْرِفٌ على عينها فلا تصل إِليها قَذاةٌ وطَحَرَتِ العينُ الغَمَصَ ونحوَه إِذا رمتْ به وعين طَحُورٌ قال طَرَفَةُ طَحُورانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَراهما كَمَكْحُولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمّ فَرْقَدِ وطَحَرَتِ العينُ العَرْمَضَ قَذَفَتْهُ وأَنشد الأَزهري يصف عين ماء تفور بالماء تَرَى الشُّرَيْرِيغَ يَطْفُو فَوْقَ طاحِرَةٍ مُسْحَنْطِراً ناظِراً نحوَ الشَّناغِيبِ الشُّرَيرِيغ الضِّفْدَعُ الصغير والطاحرة العين التي ترمي ما يُطرح فيها لشدة جَمْزَةِ مائها من مَنْبَعِها وقوّة فورانه والشناغيب والشغانيب الأَغصان الرطبة واحدها شُنْغُوب وشُغْنُوب قال والمُسْحَنْطِرُ المُشْرِفُ المنتصب قال ابن سيده وقوس طَحُورٌ ومِطْحَرٌ وفي التهذيب مِطْحَرَةٌ إِذا رمت بسهمها صُعُداً فلم تَقْصِد الرَّمِيَّةَ وقيل هي التي تُبْعِدُ السهمَ قال كعب بن زهير شَرِقَاتٍ بالسَّمِّ من صُلَّبِيٍّ ورَكُوضاً من السَّرَاءِ طَحُورَا الجوهري الطَّحُورُ القوس البعيدة الرمي ابن سيده المِطْحَرُ بكسر الميم السهم البعيد الذهاب وسهم مِطْحَرٌ يبعد إِذا رَمى قال أَبو ذؤيب فَرَمَى فَأَنْفَذَ صاعِدِيّاً مِطْحَراً بالكَشْحِ فاشْتَمَلَت عليه الأَضْلُعُ وقال أَبو حنيفة أَطْحَرَ سَهْمَهُ فَصَّهُ جِدّاً وأَنشد بيت أَبي ذؤيب صاعديّاً مُطْحَرَاً بالضم الأَزهري وقيل المِطْحَرُ من السهام الذي قد أُلْزِقَ قُذَذُهُ وفي حديث يحيى بن يَعْمُرَ فإِنك تَطْحَرُهُا أَي تُبْعِدُها وتُقْصِيها وقيل أَراد تَدْحَرُها فقلب الدال طاء وهو بمعناه قال ابن الأَثير والدَّحْرُ الإِبعاد والطَّحْرُ الجماع والتَّمَدُّدُ وقِدْحٌ مِطْحَرٌ إِذا كان يُسْرِعُ خروجُه فائزاً قال ابن مقبل يصف قِدْحاً فَشَذَّبَ عنه النِّسْعَ ثم غَدَا بِهِ مُحَلًّى من اللاَّئي يُفَدِّينَ مِطْحَرَا وقَنَاةٌ مِطْحَرَةٌ ملتوية في الثِّقافِ وَثَّابَةٌ الأَزهري القَنَاةُ إِذا الْتَوَتْ في الثِّقافِ فَوَثَبَتْ فهي مِطْحَرَةٌ الأَصمعي خَتَنَ الخاتنُ الصبي فأَطْحَرَ قُلْفَته إِذا استأَصلها قال وقال أَبو زيد اخْتِنْ هذا الغلامَ ولا تَطْحَرْ أَي لا تَسْتأْصلْ وقال أَبو زيد يقال طَحَرَه طَحْراً وهو أَن يَبْلُغ بالشيء أَقْصاه ابن سيده طَحَرَ الحَجَّامُ الخِتانَ وأَطْحَرَه استأْصله وطَحَرَت الرِّيحُ السحاب تَطْحَرُه طحْراً وهي طَحُورٌ فرّقَتْه في أَقطار السماء الأَزهري عن ابن الأَعرابي يقال ما في السماء طَحْرَةٌ ولا غَيَايَةٌ قال وروي عن الباهليّ ما في السماء طَحَرَةٌ وطَخَرَةٌ بالحاء والخاء أَي شيءٌ من غَيْم الجوهري الطُّحْرورُ بالحاء والخاء اللَّطْخُ من السحاب القليلُ وقال الأَصمعي هي قِطَعٌ مستدقَّة رِقَاقٌ يقال ما في السماء طَحْرةٌ وطَخْرَةٌ وقد يُحَرَّكُ لمكان حرف الحلق وطُحْرُورةٌ وطُخْرورةٌ بالحاء والخاء ابن سيده الطَّحْرُ والطُّحَارُ النَّفَسُ العالي وفي الصحاح والطَّحِيرُ النفَس العالي ابن سيده والطَّحِيرُ من الصوت مثلُ الزَّحِير أَو فوقَه طَحَرَ يَطْحَرُ طَحِيراً وقيّده الجوهري يَطْحِرُ بالكسر وقيل هو الزَّجْرُ عند المَسَلَّة وفي حديث الناقة القَصْواء فَسمِعنا لها طَحِيراً هو النفس العالي وما في النِّحْيِ طَحْرَةٌ أَي شيء وما على العُرْيانِ طَحْرَةٌ أَي ثَوْبٌ الأَزهري قال الباهليّ ما عليه طَحُورٌ أَي ما عليه ثَوْبٌ
( * قوله « طحور أَي ما عليه ثوب » هكذا بالأصل مضبوطاً ) وكذلك ما عليه طُحْرُورٌ الجوهري وما على فلان طَحْرةٌ إِذا كان عارياً وطِحْرِبةٌ مثل طِحْرِيةٍ بالباء والياء جميعاً وما على الإِبلِ طَحْرَةٌ أَي شيءٌ من وَبَرٍ إِذا نَسَلَت أَوْبَارُها والطُّحْرُورُ السحابةُ والطَّحَارِيرُ قِطَعُ السحابِ المتفرقة واحدتها طُحْرُورَةٌ قال الأَزهري وهي الطَّحَارِيرُ والطَّخارِيرُ لِقَزَعِ السحاب الجوهري الطَّحُورُ السريعُ وحَرْبٌ مِطْحَرَةٌ زَبُونٌ

طحمر
طَحْمَرَ وَثَبَ وارتفع وطَحْمَرَ القَوْسَ شَدَّ وَتَرَهَا ورجل طُحَامِرٌ وطَحْمَرِيرٌ عظيمُ الجوف وما في السماء طَحْمَرِيرةٌ أَي شيءٌ من سحاب حكاه يعقوب في باب ما لا يُتَكَلَّم به إِلا في الجَحْد الجوهري ما على السماء طَحْمَريرةٌ وطَخْمَرِيرةٌ بالحاء والخاء أَي شيء من غيم وطَحْمَرَ السِّقاءَ مَلأَه كطَحْرَمَه

طخر
الطَّخْرُ الغيمُ الرقيق والطُّخْرور والطُّخْرورةُ السحابةُ وقيل الطَّخَارِيرُ من السحاب قِطَعٌ مُسْتَدِقّة رِقَاق واحدُها طُخْرُورٌ وطُخْرُورَةٌ والطَّخَارِيرُ سحاباتٌ مفرقة ويقال مثل ذلك في المطر والناسُ طَخارِيرُ إِذا تفرَّقوا وقولهم جاءني طَخَارِيرُ أَي أُشَابَةٌ من الناس متفرقون الجوهري الطُّخْرُورُ مثلُ الطُّحْرُورِ قال الراجز لا كاذب النّوْءِ ولا طُخْرُورِه جُونٌ تَعِجُّ المِيثُ من هَدِيرِه والجمع الطَّخارِيرُ وأَنشد الأَصمعي إِنَّا إِذا قَلّت طَخَارِيرُ القَزَعْ وصَدَرَ الشارِبُ مِنها عن جُرَعْ نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ وما على السماء طَخَرٌ وطَخَرَةٌ وطُخْرُورٌ وطُخْرُورةٌ أَي شيءٌ من غيم وما عليه طُخْرُورٌ ولا طُحْرورٌ أَي قطْعَةٌ من خرْقة وأَكثر ذلك مذكور في طحر بالحاء المهملة ويقال للرجل إِذا لم يكن جَلْداً ولا كَثِيفاً إِنه لَطُخْرُورٌ وتُخْرُور بمعنى واحد والناسُ طَخَارِيرُ أَي مفْترقون وأَتانٌ طُخارِيَّةٌ فارِهةٌ عَتِيقةٌ والطاخرُ الغيمُ الأَسْود

طخمر
ما على السماء طَحْمَرِيرةٌ وطَخْمَرِيرةٌ بالحاء والخاء أَي شيء من غيم

طرر
طَرَّهم بالسيف يطُرُّهم طرّاً والطَّرُّ كالشَّلّ وطَرّ الإِبلَ يطُرُّها طَرّاً ساقها سوقاً شديداً وطردَها وطَرَرْت الإِبلَ مثل طَرَدْتها إِذا ضمَمْتها من نواحيها قال الأَصمعي أَطَرَّه يُطِرُّه إِطْرَاراً إِذا طرَدَه قال أَوس حتى أُتِيحَ له أَخُو قَنَص شَهْمٌ يُطِرُّ ضَوارِياً كثبا ويقال طَرَّ الإِبلَ يَطُرّها طَرّاً إِذا مَشَى من أَحد جانبيها ثم مِنَ الجانبِ الآخر ليُقوِّمَها وطُرَّ الرجلُ إِذا طُرِدَ وقولُهم جاؤوا طُرّاً أَي جميعاً وفي حديث قُسّ ومَزاداً المَحْشَر الخلقِ طُرّا أَي جميعاً وهو منصوب على المصدر أَو الحال قال سيبويه وقالوا مررت بهم طُرّاً أَي جميعاً قال ولا تستعمل إِلا حالاً واستعملها خَصِيبٌ النصرانيّ المُتَطبِّب في غير الحال وقيل له كيف أَنت ؟ فقال أَحْمَدُ الله إِلى طُرِّ خَلْقِه قال ابن سيده أَنْبأَني بذلك أَبو العلاء وفي نوادر الأَعراب رأَيت بني فلان بِطُرٍّ إِذا رأَيتهم بأَجْمَعِهم قال يونس الطُّرُّ الجماعُة وقولُهم جاءني القومُ طُرّاً منصوب على الحال يقال طَرَرْتُ القومَ أَي مررت بهم جميعاً وقال غيره طُرّاً أُقيم مُقامَ الفاعل وهو مصدر كقولك جاءني القوم جميعاً وطَرَّ الحديدةَ طَرّاً وطُرُوراً أَحَدَّها وسِنانٌ طَرِيرٌ ومَطْرُورٌ مُحَدَّد وطَرَرْت السَّنانَ حَدَّدْته وسَهْمٌ طَرِيرٌ مَطْرُورٌ ورجلٌ طَرِيرٌ ذو طُرّةٍ وهيئةٍ حسنَةٍ وجَمال وقيل هو المُستقبل الشباب ابن شميل رجل جَمَِيلٌ طَرِيرٌ وما أَطَرَّه أَي ما أَجْمَلَه وما كان طَرِيراً ولقد طَرَّ ويقال رأَيت شيخاً جميلاً طَرِيراً وقوم طِرارٌ بَيِّنُو الطَّرَارةِ والطَّرِيرُ ذو الرُّواء والمَنْظَرِ قال العباس بن مرداس وقيل المتلمس ويُعْجِبُك الطَّرِيرُ فَتَبْتَلِيه فيُخْلِفُ طَنَّكَ الرجلُ الطَّرِيرُ وقال الشماخ يا رُبَّ ثَوْرٍ برِمالِ عالِجِ كأَنه طُرَّةُ نجمٍ خارِجِ في رَبْرَبٍ مِثْلَ مُلاءِ الناسجِ ومنه يقال رجل طرير ويقال اسْتَطَرَّ إِتْمام الشكير
( * هنا بياض بالأصل وبهامشه مكتوباً بخط الناسخ كذا وجدت وبإزائه مكتوباً ما نصه العبارة صحيحة كتبه محمد مرتضى اه ) الشعر أَي أَنبته حتى بلغ تمامَه ومنه قول العجاج يصف إِبلاً أَجْهَضَتْ أَولادَها قبل طُرُور وبَرَها والشَّدَنِيَّات يُساقِطْنَ النُّعَرْ خُوصَ العُيونِ مُجْهَضات ما اسْتَطَرْ منهن إِتمامُ شَكِيرٍ فاشْتَكَرْ بِحاجبٍ ولا قَفاً ولا ازْبأَرْ مِنْهُنَّ سِيسَاءُ ولا اسْتَغْشَى الوَبَرْ اسْتَغْشَى لَبِسَ الوَبَرَ أَي ولا لَبِسَ الوبَرَ وطَرَّ حَوْضَه أَي طَيّنَه وفي حديث عطاء إِذا طَرَرْتَ مَسْجِدَكَ بِمَدَرٍ فيه رَوْثٌ فلا تُصَلِّ فيه حتى تَغْسِلَه السماءُ أَي إِذا طَيَّنْته وزَيَّنْته من قولهم رجل طَرِيرٌ أَي جميل الوجه ويكون الطَّرُّ الشَّقُّ والقَطْعَ ومنه الطَّرَّارُ والطَّرُّ القطع ومنه قيل للذي يقطع الهَمَايِينَ طَرَّارٌ وفي الحديث أَنه كان يَطُرُّ شارِبَه أَي يَقُصُّهُ وحديث الشعبي يُقْطَعُ الطَّرَّار وهو الذي يَشُقُّ كُمَّ الرجلِ ويَسُلّ ما فيه من الطَّرّ وهو القطع والشَّقُّ يقال أَطَرَّ اللهُ يَدَ فلانٍ وأَطَنَّهَا فَطَرَّتْ وطَنَّتْ أَي سقطت وضربه فأَطَرَّ يدَه أَي قطعها وأَنْدَرَهَا وطَرَّ البُنيانَ جَدَّده وطَرَّ النبتُ والشاربُ والوَبَرُ يَطُرُّ بالضم طَرّاً وطُرُوراً طلَع ونبَت وكذلك شعرُ الوحشيّ إِذا نَسَلَه ثم نبت ومنه طَرَّ شاربُ الغلامِ فهو طارٌّ والطُّرَّى الأَتانُ والطُّرَّى الحِمارُ النشيط الليث الطُّرَّةُ طُرّةُ الثوبِ وهي شِبْهُ عَلَمين يُخاطانِ بجانبي البُرْدِ على حاشيتِه الجوهري الطُّرَّةُ كُفّةُ الثوبِ وهي جانِبُه الذي لا هُدْبَ له وغلام طارٌّ وطَرِيرٌ كما طَرَّ شاربُه التهذيب يقال طَرَّ شاربُه وبعضهم يقول طُرَّ شاربُه والأَول أَفصح الليث فتًى طارٌّ إِذا طَرَّ شاربُه والطَّرُّ ما طلَع من الوَبَر وشعَرِ الحِمار بعد النُّسول وفي حديث علي كرم الله وجهه أَنه قام من جَوْزِ الليل وقد طُرَّت النجومُ أَي أَضاءت ومنه سيف مَطْرُور أَي صَقِيل ومن رواه بفتح الطاء أَراد طلَعت من طَرَّ النباتُ يَطِرّ إِذا نبت وكذلك الشاربُ وطُرَّةُ المَزادةِ والثوبِ عَلَمُهما وقيل طُرَّةُ الثوب موضعُ هُدْبه وهي حاشيته التي لا هدب لها وطُرَّةُ الأَرض حاشيتُها وطُرَّةُ كل شيء حرفُه وطُرّةُ الجارية أَن يُقْطَع لها في مُقَدِّم ناصيتها كالعَلَم أَو كالطُّرّة تحت التاج وقد تُتّخذ الطُّرَّة من رامَِكٍ والجمع طُرَرٌ وطِرَارٌ وهي الطُّرُورُ ويقال طَرَّرَتِ الجاريةُ تَطْرِيراً إِذا اتخَذَت لنفسها طُرَّةً وفي الحديث عن ابن عمر قال أَهْدى أُكَيْدِرُ دُومةَ إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حُلَّةً سِيَراءَ فأَعطاها عُمَرَ رضي الله عنه فقال له عمرُ أَتُعْطِينِيها وقد قلتَ أَمْسِ في حُلَّةِ عُطارِدٍ ما قلتَ ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أُعْطِكَها لتَلْبَسَها وإِنما أَعْطَيتُكَها لِتُعْطِيهَا بعض نسائِكَ يَتّخِذْنها طُرَّاتٍ بينهن أَراد يقطعنها ويتخذنها سُيوراً وفي النهاية أَي يُقَطّعنها ويتخذنها مَقانِع وطُرّات جمعُ طُرّة وقال الزمخشري يتخذْنها طُرّات أَي قِطَعاً من الطَّرّ وهو القطع والطُّرَّةُ من الشعر سميت طُرّةً لأَنها مقطوعة من جملته والطَّرَّةُ بفتح الطاء المرّةُ وبضم الطاء اسمُ الشيء المقطوع بمنزلة الغَرْفةِ والغُرْفة قال ذلك ابن الأَنباري والطُّرّتَانِ من الحمار وغيره مَخَطُّ الجَنْبين قال أَبو ذؤيب يصف رامياً رمَى عَيْراً وأُتُناً فَرَمَى فأَنْفَذَ من نَحُوصٍ عائطٍ سَهْماً فأَنْفَذَ طُرّتيهِ المَنْزَعُ والطُّرّة الناصية الجوهري الطُّرّتَانِ من الحمار خطَّان أَسْوَدانِ على كتفيه وقد جعلهما أَبو ذؤيب للثور الوحشي أَيضاً وقال يصف الثور والكلاب يَنْهَشْنه ويَذُودُهُنَّ ويَحْتَمِي عَبْل الشَّوَى بالطُّرّتَيْنِ مُولّع وطُرّةُ مَتْنِه طريقتُه وكذلك الطُّرّةُ من السحاب وقول أَبي ذؤيب بَعِيد الغَزاةِ فما إِنْ يَزا لُ مُضْطَمِراً طُرّتاه طَلِيحَا قال ابن جني ذهب بالطُّرّتين إِلى الشَّعَر قال ابن سيده وهذا خطأٌ لأَن الشَّعَر لا يكون مُضْطَمِراً وإِنما عَنَى ضُمْرَ كَشْحَيه يمدح بذلك عبدالله بن الزبير قال ابن جني ويجوز أَيضاً أَن تكون طُرَّتاه بدلاً من الضمير في مُضْطَمِراً كقوله عز وجل جَنّاتِ عَدْنٍ مُفَتّحة لهم الأَبوابُ إِذا جعلتَ في مُفَتّحةً ضميراً وجعلت الأَبواب بدلاً من ذلك الضمير ولم تكن مُفَتّحةً الأَبوابُ منها على أَن تُخْلِيَ مفتحة من ضمير وطُرَرُ الوادِي وأَطْرارُه نواحِيه وكذلك أَطْرارُ البلادِ والطريق واحدها طُرٌّ وفي التهذيب الواحدةُ طُرّةٌ وطُرّةُ كل شيء ناحيتُه وطُرّةُ النهرِ والوادي شفيرُه وأَطْرارُ البلادِ أَطرافُها وأَطَرّ أَي أَدَلّ وفي المثل أَطِرِّي إِنك ناعِلةٌ وقيل أَطِرِّي اجْمَعي الإِبل وقيل معناه أَدِلِّي فإِن عليك نَعْلين يضرب للمذكر والمؤنث والاثنين والجمع على لفظ التأْنيث لأَن أَصل المثل خُوطِبَت به امرأَة فيجري على ذلك التهذيب هذا المثل يقال في جَلادةِ الرجلِ قال ومعناه أَي ارْكَب الأَمرَ الشديد فإِنك قَوِيٌّ عليه قال وأَصل هذا أَن رجلاً قاله لِرَاعيةٍ له وكانت ترعى في السُّهولة وتترك الحُزُونة فقال لها أَطِرِّي أَي خُذي في أَطْرارِ الوادي وهي نواحيه فإِنَّكِ ناعِلةٌ فإِن عليك نعلين وقال أَبو سعيد أَطِرِّي أَي خُذي أَطْرارَ الإِبل أَي نواحيها يقول حُوطِيها من أَقاصيها واحفظيها يقال طِرِّي وأَطِرِّي قال الجوهري وأَحسبه عَنى بالنَّعْلَين غِلَظَ جِلْدِ قَدَمَيْها وجَلَبٌ مُطِرٌّ جاء من أَطْرار البلاد وغَضَبٌ مُطِرٌّ فيه بعضُ الإِدْلالِ وقيل هو الشديد وقولهم غَضَبٌ مُطِرٌّ إِذا كان في غير موضعه وفيما لا يُوجِبُ غَضَباً قال الحُطيئة غَضِبْتُمْ عَلَينا أَن قَتَلْنا بِخَالِدٍ بَني مالِكٍ ها إِنَّ ذا غَضَبٌ مُطِرْ ابن السكيت يقال أَطَرَّ يُطِرُّ إِذا أَدَلَّ ويقال جاء فلان مُطِرّاً أَي مُسْتَطِيلاً مُدِلاًّ والإِطْرارُ الإِغْراءُ والطَّرَّةُ الإِلْقاحُ من ضَرْبة واحدة وطَرَّتْ يداه تَطِرّ وتَطُرُّ سقطَتْ وتَرَّت تَتُِرّ وأَطَرَّها هو وأَتَرَّها وفي حديث الاستسقاء فنشَأَت طُرَيْرةٌ من السحاب وهي تصغير طُرَّةٍ وهي قِطْعة منها تَبْدُو من الأُفُق مستطيلة والطُّرَّةُ السحابةُ تَبْدُو من الأُفُق مستطيلة ومنه طُرَّةُ الشعَرِ والثوابِ أَي طَرَفُه والطَّرُّ الخَلْسُ والطَّرُّ اللَّطْمُ كلتاهما عن كراع وتكلم بالشيء من طِرَارِه إِذا اسْتَنْبَطَه من نفسه وفي الحديث قالت صَفِيّةُ لعائشة رضي الله عنهما مَنْ فِيكُنَّ مِثْلي ؟ أَبي نَبِيٌّ وعَمِّي نَبِيٌّ وزَوْجِي نَبِيٌّ وكان علّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فقالت عائشة رضي الله عنها ليس هذا الكلامُ من طِرارِكِ والطَّرْطَرةُ كالطَّرْمذة مع كثرة كلام ورجل مُطَرْطِرٌ من ذلك وطَرْطَر موضع قال امرؤ القيس أَلا رُبَّ يوم صالحٍ قد شَهِدْته بِتاذِفَ ذاتِ التلّ من فَوقِ طَرْطَرَا ويقال رأَيت طُرّة بني فلان إِذا نظرت إلي حِلَّتِهم من بعيد فآنَسْتَ بيوتَهم أَبو زيد والمُطَرَّةُ العادةُ بتشديد الراء وقال الفراء مخففة الراء أَبو الهيثم الأَيَطْلُ والطَّرّةُ والقُرُبُ الخاصرة قيّده في كتابه بفتح الطاء الفراء وغيره يقال للطَّبقِ الذي يؤكل عليه الطعام الطِّرِّيانُ بوزن الصِّلِّيان وهي فِعْليان من الطَّرّ ابن الأَعرابي يقال للرجل طُرْطُرْ إِذا أَمَرْتَه بالمجاورة لبيت الله الحرام والدوامِ على ذلك والطُّرْطُورُ الوَغْدُ الضعيفُ من الرجال والجمع الطَّراطِيرُ وأَنشد قد عَلِمتْ يَشْكُرُ مَنْ غُلامُها إِذا الطَّراطِيرُ اقْشَعَرَّ هامُها ورجل طُرْطُورٌ أَي دقيق طويل والطُّرْطورُ قَلَنْسوة للأَعراب طويلة الرأْس

طزر
الطَّزَرُ النَّبْت الصَّيْفيّ بلغة بعضهم

طعر
طَعَرَ المرأَة طَعْراً نكحها وقيل هو بالزاي والراءُ تصحيف ابن الأَعرابي الطَّعْرُ إِجْبارُ القاضي الرجلَ على الحُكْم

طغر
الطَّغْرُ لغة في الدَّغْر طَغَرَه ودَغَرَه دَفَعَه وطَغَرَ عليهم ودَغَرَ بمعنى واحد وقال غيره هو الطُّغَرُ وجمعُه طِغْرانٌ لطائر معروف

طفر
الطَّفْرُ وَثْبةٌ في ارتفاع كما يَطْفِرُ الإِنسانُ حائطاً أَي يَثبُه والطَّفْرَةُ الوَثْبَةُ وقد طَفَرَ يَطْفِرُ طَفْراً وطُفوراً وَثَبَ في ارتفاع وطَفَرَ الحائطَ وَثَبَه إِلى ما وراءه وفي الحديث فَطَفَرَ عن راحلتِه الطَّفْرُ الوُثوبُ والطِّفْرةُ من اللّبن كالطَّثْرة وهو أَن يكثُف أَعلاه ويَرِقَّ أَسفلُه وقد طَفَرَ وطَيْفُورٌ طُوَيْئرٌ صَغِير وطَيْفُورٌ اسم وأَطْفَرَ الراكبُ بعيرَه إِطْفَاراً إِذا أَدخل قدميه في رُفْغَيه إِذا رَكِبَه وهو عَيْبٌ للراكب وذلك إِذا عَدَا البعيرُ

طمر
طَمَرَ البئرَ طَمْراً دفَنها وطَمرَ نَفْسه وطَمَرَ الشيء خَبَأَه لا يُدْرى وأَطْمَرَ الفرسُ غُرْمولَه في الحِجْر أَوْعَبَه قال الأَزهري سمعت عُقَيلِيّاً يقول لَفَحل ضرب ناقة قد طَمَرَها وإِنه لكثيرُ الطُّمُور وكذلك الرجل إِذا وُصِفَ بكثرة الجماع يقال إِنه لكثيرُ الطُّمُور والمَطْمُورةُ حفيرةٌ تحت الأَرض أَو مكانٌ تحت الأَرض قد هُيِّئَ خَفيّاً يُطْمَرُ فيها الطعامُ والمالُ أَي يُخْبأُ وقد طَمَرتْها أَي مَلأْتها غيره والمطَامِيرُ حُفَرٌ تُحْفر في الأَرض تُوسّع أَسافِلُها تُخْبأُ فيها الحبوبُ وطَمَرَ يَطْمِر طَمْراً وطُمُوراً وطَمَرَاناً وَثَبَ قال بعضهم هو الوُثُوب إِلى أَسفل وقيل الطُّمورُ شبْهُ الوثوب في السماء قال أَبو كبير يمدح تأَبط شرّاً وإِذا قَذَفْتَ له الحصاة رأَيتَه يَنْزُو لِوَقْعَتِها طُمُورَ الأَخْيَلِ وطَمَرَ في الأَرض طُمُوراً ذَهَبَ وطَمَرَ إِذا تَغيّبَ واستخفى وطَمَرَ الفرسُ والأَخْيَل يَطْمِرُ في طيرَانه وقالوا هو طامِرُ بنُ طامر للبعيد وقيل هو الذي لايُعْرفُ ولا يُعْرف أَبوه ولم يُدْرَ مَن هو ويقال للبرغوث طَامِر بن طامِر معرفة عند أَبي الحسن الأَخفش الطامِرُ البرغوث والطوامرُ البراغيث وطمَرَ إِذا عَلا وطَمَر إِذا سَفَل والمَطْمُور العالي والمَطْمُورُ الأَسْفَلُ وطَمَارِ وطَمَارُ اسمٌ للمكان المرتفع يقال انْصَبَّ عليهم فلانٌ من طَمَارِ مثال قَطَامِ وهو المكانُ العالي قال سليم بن سلام الحنفي فإِن كُنْتِ لا تَدْرِينَ ما الموتُ فانْظُرِي إِلى هانئٍ في السُّوق وابنِ عقيلِ إِلى بَطَلٍ قد عَقَّر السيفُ وجْهَه وآخَرَ يَهْوِي مِنْ طَمَارِ قَتِيلِ قال ويُنْشدُ من طَمَارَ ومن طَمَارِ بفتح الراء وكسرها مُجرًى وغير مُجْرًى ويُروى قد كَدَّحَ السيفُ وجهَه وكان عُبَيد الله بن زياد قد قَتَل مُسْلَم بنَ عقيل بن أَبي طالب وهانئ بن عروة المُرَاديّ ورمَى به من أَعلى القصر فوقَع في السُّوق وكان مسلم بن عقيل قد نَزل عند هانئ بن عروة وأَخْفَى أَمْرَه عن عبيدالله بن زياد ثم وقف عبيدالله على ما أَخفاه هانئ فأَرْسل إِلى هانئ فأَحْضره وأَرسل إِلى داره من يأْتيه بمسلم بن عقيل فلما أَتَوْه قَاتَلَهم حتى قُتِل ثم قَتَل عبيدُ الله هانئاً لإِجارتِه له وفي حديث مُطَرّف من نامَ تحتَ صَدَفٍ مائلٍ وهو يَنْوِي التوكُّل فَلْيَرْمِ نفْسه من طَمَارِ هو الموضع العالي وقيل هو اسم جبل أَي لا ينبغي أَن يُعَرِّضَ نفسَه للمهالك ويقول قد تَوَكّلْت والطُّمَّرُ والطِّمَّوْرُ الأَصل يقال لأَرُدّنّه إِلى طُمَّرِه أَي إِلى أَصله وجاء فلان على مِطْمار أَبيه أَي جاء يُشْبهه في خَلْقِه وخُلُقِه قال أَبو وَجْزة يمدح رجلاً يَسْعَى مَساعِيَ آباءٍ سَلَفَتْ مِنْ آلِ قير على مِطْمارِهمْ طَمَرُوا
( * قوله « من آل قير » كذا في الأصل )
وقال نافع بن أَبي نعيم كنت أَقول لابن دَأْب إِذا حدَّث أَقِم المِطْمَرَ أَي قَوِّم الحديثَ ونَقِّح أَلفاظَه واصْدُقْ فيه وهو بكسر الميم الأُولى وفتح الثانية الخَيْطُ الذي يُقَوَّم عليه البناءُ وقال اللحياني وقع فلان في بنات طَمَارِ مَبنية أَي في داهية وقيل إِذا وقع في بَليَّة وشِدَّة وفي حديث الحساب يوم القيامة فيقول العبد عندي العَظائمُ المُطَمَّراتُ أَي المخبّآتُ من الذنوب والأُمورُ المُطَمِّراتُ بالكسر المُهْلِكاتُ وهو من طَمَرت الشيءَ إِذا أَخْفَيْتَه ومنه المَطْمورةُ الحَبْسُ وطَمِرَت يَدُه وَرِمَت والطِّمِرُّ بتشديد الراء والطِّمْرِيرُ والطُّمْرورُ الفرسُ الجَوادُ وقيل المُشَمَّر الخَلْق وقيل هو المستفزُّ للوَثْبِ والعَدْوِ وقيل هو الطويل القوائم الخفيف وقيل المستعدُّ للعَدْوِ والأُنثى طِمِرَّةٌ وقد يستعار للأَتان قال كأَنّ الطِّمِرّةَ ذاتَ الطِّمَا ح منها لِضَبْرتِه في عِقَال يقول كأَنَّ الأَتانَ الطِّمِرّة الشديدةَ العَدْوِ إِذا ضَبَرَ هذا الفرسُ ورآها معقولةٌ حتى يُدْرِكها قال السيرافي الطِّمِرُّ مشتقّ من الطُّمُور وهو الوَثْب وإِنما يعني بذلك سرعته والطِّمِرَّة منَ الخيل المُشْرفةُ وقول كعب بن زهير سَمْحَج سَمْحة القوائم حَقْبا ء من الجُونِ طُمِّرَتْ تَطْمِيرا قال أَي وُثِّقَ خَلْقُها وأُدْمِج كأَنها طُوِيَتْ طَيَّ الطَّوامِير والطُّمْرور الذي لا يملك شيئاً لغة في الطُّمُلولِ والطِّمْرُ الثوب الخلَقُ وخص ابن الأَعرابي به الكِساءَ الباليَ من غير الصُّوف والجمع أَطْمارٌ قال سيبويه لم يجاوِزُوا به هذا البناء أَنشد ثعلب تحسَبُ أَطْمارِي عليَّ جُلَبا والطُّمْرورُ كالطِّمْر وفي الحديث رُبَّ ذِي طِمْرَين لا يُؤْبَهُ له لو أَقْسَمَ على الله لأَبَرّه يقول رُبَّ ذِي خَلَقَين أَطاعَ الله حتى لو سأَل الله تعالى أَجابه والمِطْمَرُ الزِّيجُ الذي يكون مع البَنَّائين والمِطْمَرُ والمِطْمارُ الخيط الذي يُقدِّر به البَنّاء البِناءَ يقال له التَّرْقال بالفارسية والطُّومارُ واحدُ المَطامِير
( * قوله « والطومار واحد المطامير » هكذا في الأَصل والمناسب أَن تقول والمطمار واحد المطامير أو يقول والطومار واحد الطوامير )
ابن سيده الطامُورُ والطُّومارُ الصحيفةُ قيل هو دَخِيل قال وأُراه عربيّاً محضاً لأَن سيبويه قد اعتدّ به في الأَبنية فقال هو ملحق بفُسْطاط وابن كانت الواو بعد الضمة فإِنما كان ذلك لأَن موضع المدّ إِنما هو قُبَيل الطرَف مُجاوِراً له كأَلِفِ عِمادٍ وياء عَمِيد وواو عَمُود فأَما واوُ طُومار فليست للمدّ لأَنها لم تُجاوِر الطرَف فلما تقدمت الواو فيه ولم تجاور طرفه قال إِنه مُلْحق فلو بَنَيْتَ على هذا من سأَلت مثلَ طُومار ودِيماسٍ لَقُلْت سُوآل وسِيآل فإِن خَفَّفْتَ الهمزة أَلقيت حركتها على الحرف الذي قبلها ولم تخش ذلك فقلت سُوَال وسِيَال ولم تُجْرِهما مُجْرى واو مَقْرُوءة وياء خَطِيئة في إِبدالك الهمزة بعدهما إِلى لفظهما وإِدغامك إِيَّاهما فيهما في نحو مَقْرُوّة وخَطِيّة فلذلك لم يُقَلْ سُوّال ولا سِيّال أَعْنِي لتقدُّمِها وبُعْدها على الطَّرفِ ومشابهةِ حرف المد والطُّمْرُورُ الشِّقْراق ومَطامِيرُ فرسُ القَعْقاع ابن شَوْرٍ

طمحر
ابن السكيت ما في السماء طَمْحَرِيرةٌ وما عليها طِهْلِئَة وما عليها طَحْرةٌ أَي ما عليها غَيم وطَمْحَر السِّقاءَ مَلأَه كطَحْرَمه والمُطْمَحِرُّ المُمْتلئ وشَرِبَ حتى اطْمَحَرَّ أَي امْتَلأَ ولم يَضْرُرْه والخاء لغة عن يعقوب والمُطْمَحِرُّ الإِناء الممتلئ ورجل طُماحِرٌ عظيم الجوفِ كطُحامِر وما على رأْسه طَمْحَرَةٌ وطِحْطِحةٌ أَي ما عليه شعرة

طمخر
رجل طَمَخْرِيرٌ عظيم الجوف والطُّماخِرُ البعيرُ وشَرِبَ حتى اطْمَخَرَّ أَي امتلأَ وقيل هو أَن يَمْتلئ من الشراب ولا يَضُرّه والحاء المهملة لغة

طنبر
الطُّنْبُور الطِّنْبَارَ معروف فارسي معرب دخيل أَصله دُنْبَهِ بَرَهُ أَي يُشْبِه أَلْيةَ الحَمَل فقيل طُنْبور الليث الطُّنْبُورُ الذي يُلْعب به معرب وقد استعمل في لفظ العربية

طنثر
الطَّنْثرةُ أَكْلُ الدسم حتى يَثْقُلَ عنه جسمُه وقد تطَنْثَر

طهر
الطُّهْرُ نقيض الحَيْض والطُّهْر نقيض النجاسة والجمع أَطْهار وقد طَهَر يَطْهُر وطَهُرَ طُهْراً وطَهارةً المصدرانِ عن سيبويه وفي الصحاح طَهَر وطَهُر بالضم طَهارةً فيهما وطَهَّرْته أَنا تطهيراً وتطَهَّرْت بالماء ورجل طاهِر وطَهِرٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَضَعْتُ المالَ للأَحْساب حتى خَرجْت مُبَرّأً طَهِر الثِّيَابِ قال ابن جني جاء طاهِرٌ على طَهُر كما جاء شاعرٌ على شَعُر ثم استغنَوْا بفاعل عن فَعِيل وهو في أَنفسهم وعلى بال من تصورهم يَدُلُّك على ذلك تسكيرُهم شاعراً على شُعَراء لَمّا كان فاعلٌ هنا واقعاً موقع فَعِيل كُسِّر تكسِيرَه ليكون ذلك أَمارةً ودليلاً على إِرادته وأَنه مُغْنٍ عنه وبَدَلٌ منه قال ابن سيده قال أَبو الحسن ليس كما ذكر لأَن طَهِيراً قد جاء في شعر أَبي ذؤيب قال فإِن بني لِحْيان إِمَّا ذكرتهم نَثاهُمْ إِذا أَخْنَى اللِّئامُ طَهِيرُ قال كذا رواه الأَصمعي بالطاء ويروى ظهير بالظاء المعجمة وسيُذكر في موضعه وجمع الطاهرِ أَطْهار وطَهَارَى الأَخيرة نادرة وثيابٌ طَهارَى على غير قياس كأَنهم جمعوا طَهْرانَ قال امرؤ القيس ثِيابُ بني عَوْفٍ طَهارَى نَقِيَّةٌ وأَوْجهُهم عند المَشَاهِد غُرّانُ وجمع الطَّهِر طهِرُونَ ولا يُكسّر والطُّهْر نقيض الحيض والمرأَة طاهِرٌ من الحيض وطاهِرةٌ من النجاسة ومن العُيوبِ ورجلٌ طاهِرٌ ورجال طاهِرُون ونساءٌ طاهِراتٌ ابن سيده طَهَرت المرأَة وطهُرت وطَهِرت اغتسلت من الحيض وغيرِه والفتح أَكثر عند ثعلب واسمُ أَيام طُهْرها
( * هنا بياض في الأصل وبإزائه بالهامش لعله الأَطهار ) وطَهُرت المرأَة وهي طاهرٌ انقطع عنها الدمُ ورأَت الطُّهْر فإِذا اغتسلت قيل تَطَهَّرَت واطَّهَّرت قال الله عز وجل وإِن كنتم جُنُباً فاطَّهَّروا وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه قال في قوله عز وجل ولا تَقْرَبُوهنّ حتى يَطْهُرن فإِذا تَطَهَّرْن فأْتُوهنّ من حيث أَمَرَكم الله وقرئ حتى يَطَّهَّرْن قال أَبو العباس والقراءة يطَّهَّرن لأَن من قرأَ يَطْهُرن أَراد انقطاع الدم فإِذا تَطَهَّرْن اغتسلن فصَيَّر معناهما مختلفاً والوجه أَن تكون الكلمتان بمعنى واحد يُريد بهما جميعاً الغسل ولا يَحِلُّ المَسِيسُ إِلا بالاغتسال ويُصَدِّق ذلك قراءةُ ابن مسعود حتى يَتَطَهَّرْن وقال ابن الأَعرابي طَهَرت المرأَةُ هو الكلام قال ويجوز طَهُرت فإِذا تَطَهَّرْن اغتسلْنَ وقد تَطَهَّرت المرأَةُ واطّهّرت فإِذا انقطع عنها الدم قيل طَهُرت تَطْهُر فهي طاهرٌ بلا هاء وذلك إِذا طَهُرَت من المَحِيض وأَما قوله تعالى فيه رجال يُحِبُّون أَن يَتَطَهَّرُوا فإِن معناه الاستنجاء بالماء نزلت في الأَنصار وكانوا إِذا أَحْدَثوا أَتْبَعُوا الحجارة بالماء فأَثْنَى الله تعالى عليهم بذلك وقوله عز وجل هُنَّ أَطْهَرُ لكم أَي أَحَلُّ لكم وقوله تعالى ولهم فيها أَزواجٌ مُطَهَّرَة يعني من الحيض والبول والغائط قال أَبو إِسحق معناه أَنهنّ لا يَحْتَجْنَ إِلى ما يَحْتاجُ إِليه نِساءُ أَهل الدنيا بعد الأَكل والشرب ولا يَحِضْن ولا يَحْتَجْنَ إِلى ما يُتَطَهَّرُ به وهُنَّ مع ذلك طاهراتٌ طَهارَةَ الأَخْلاقِ والعِفَّة فمُطَهَّرة تَجْمع الطهارةَ كلها لأَن مُطَهَّرة أَبلغ في الكلام من طاهرة وقوله عز وجل أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ للطَّائِفينَ والعاكِفِين قال أَبو إِسحق معناه طَهِّراهُ من تعليق الأَصْنام عليه الأَزهري في قوله تعالى أَن طَهِّرَا بيتي يعني من المعاصي والأَفعال المُحَرَّمة وقوله تعالى يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرة من الأَدْناس والباطل واستعمل اللحياني الطُّهْرَ في الشاة فقال إِن الشاة تَقْذَى عَشْراً ثم تَطْهُر قال ابن سيده وهذا طَريفٌ جِدّاً لا أَدْرِي عن العرب حكاه أَمْ هو أَقْدَمَ عليه وتَطَهَّرت المرأَة اغتسلت وطَهَّره بالماء غَسَلَه واسمُ الماء الطَّهُور وكلُّ ماء نظيف طَهُورٌ وماء طَهُور أَي يُتَطَهَّرُ به وكلُّ طَهورٍ طاهرٌ وليس كلُّ طاهرٍ طَهوراً قال الأَزهري وكل ما قيل في قوله عز وجل وأَنْزَلْنا من السماء ماءً طهوراً فإِن الطَّهُورَ في اللغة هو الطاهرُ المُطَهِّرُ لأَنه لا يكون طَهوراً إِلا وهو يُتَطهّر به كالوَضُوء هو الماء الذي يُتَوضَّأُ به والنَّشُوق ما يُسْتَنْشق به والفَطُور ما يُفْطَر عليه منْ شراب أَو طعام وسُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر فقال هو الطَّهُور ماؤه الحِلُّ مَيْتَتُه أَي المُطَهِّر أَراد أَنه طاهر يُطَهِّر وقال الشافعي رضي الله عنه كلُّ ماء خَلَقَه الله نازلاً من السماء أو نابعاً من عين في الأَرض أَو بحْرٍ لا صَنْعة فيه لآدَميٍّ غير الاسْتِقاء ولم يُغَيِّر لَوْنَه شيءٌ يخالِطُه ولم يتغيّر طعمُه منه فهو طَهُور كما قال الله عز وجل وما عدا ذلك من ماء وَرْدٍ أَو وَرَقٍ شجرٍ أَو ماءٍ يَسيل من كَرْم فإِنه وإِن كان طاهراً فليس بطَهُور وفي الحديث لا يَقْبَلُ اللهُ صلاةً بغير طُهُورٍ قال ابن الأَثير الطُّهور بالضم التطهُّرُ وبالفتح الماءُ الذي يُتَطَهَّرُ به كالوَضُوء والوُضوء والسَّحُور والسُّحُور وقال سيبويه الطَّهور بالفتح يقع على الماء والمَصْدر معاً قال فعلى هذا يجوز أَن يكون الحديث بفتح الطاء وضمها والمراد بهما التطهر والماء الطَّهُور بالفتح هو الذي يَرْفَعُ الحدَث ويُزِيل النَجَسَ لأَن فَعُولاً من أَبنية المُبالَغة فكأَنه تَنَاهى في الطهارة والماءُ الطاهر غير الطَّهُور وهو الذي لا يرفع الحدث ولا يزيل النجس كالمُسْتَعْمَل في الوُضوء والغُسْل والمِطْهَرةُ الإِناءُ الذي يُتَوَضَّأُ به ويُتَطَهَّر به والمِطْهَرةُ الإِداوةُ على التشبيه بذلك والجمع المَطَاهِرُ قال الكميت يصف القطا يَحْمِلْنَ قُدَّامَ الجَآ جِي في أَساقٍ كالمَطاهِرْ وكلُّ إِناء يُتَطَهَّر منه مثل سَطْل أَو رَكْوة فهو مِطْهَرةٌ الجوهري والمَطْهَرَةُ والمِطْهَرة الإِداوةُ والفتح أَعلى والمِطْهَرَةُ البيت الذي يُتَطَهّر فيه والطَّهارةُ اسمٌ يقوم مقام التطهّر بالماء الاستنجاءُ والوُضوءُ والطُّهارةُ فَضْلُ ما تَطَهَّرت به والتَّطَهُّرُ التنزُّه والكَفُّ عن الإِثم وما لا يَجْمُل ورجل طاهرُ الثياب أَي مُنَزَّه ومنه قول الله عز وجل في ذكر قوم لوط وقَوْلِهم في مُؤمِني قومِ لُوطٍ إِنَّهم أُناسٌ يَتَطَهَّرُون أَي يتنزَّهُون عن إِتْيان الذكور وقيل يتنزّهون عن أَدْبار الرجال والنساء قالهُ قوم لوط تهكُّماً والتطَهُّر التنزُّه عما لا يَحِلُّ وهم قوم يَتَطَهَّرون أَي يتنزَّهُون من الأَدناسِ وفي الحديث السِّواكُ مَطْهرةٌ للفم ورجل طَهِرُ الخُلُقِ وطاهرُه والأُنثى طاهرة وإِنه لَطاهرُ الثيابِ أَي ليس بذي دَنَسٍ في الأَخْلاق ويقال فلان طاهر الثِّياب إِذا لم يكن دَنِسَ الأَخْلاق قال امرؤ القيس ثِيابُ بني عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيّةٌ وقوله تعالى وثِيابَكَ فَطَهِّرْ معناه وقَلْبَك فَطهِّر وعليه قول عنترة فَشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابَه ليس الكَريمُ على القَنا بِمُحَرَّمِ أَي قَلْبَه وقيل معنى وثيابك فطهر أَي نَفْسَك وقيل معناه لا تَكُنْ غادِراً فتُدَنِّسَ ثيابَك فإِن الغادر دَنِسُ الثِّياب قال ابن سيده ويقال للغادر دَنِسُ الثياب وقيل معناه وثيابك فقَصِّر فإِن تقصير الثياب طُهْرٌ لأَن الثوب إِذا انْجرَّ على الأَرض لم يُؤْمَنْ أَن تصيبَه نجاسةٌ وقِصَرُه يُبْعِدُه من النجاسة والتَّوْبةُ التي تكون بإِقامة الحدّ كالرَّجْمِ وغيره طَهُورٌ للمُذْنِب وقيل معنى قوله وثيابك فطهِّرْ يقول عَملَك فأَصْلِح وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله وثيابك فطهّر يقول لا تَلْبَسْ ثِيابَك على معصية ولا على فجُورٍ وكُفْرٍ وأَنشد قول غيلان إِني بِحَمْد الله لا ثوبَ غادِرٍ لَبِستُ ولا مِنْ خِزْيةٍ أَتَقَنَّع الليث والتوبةُ التي تكون بإِقامة الحُدُود نحو الرَّجْم وغيره طَهُورٌ للمُذنب تُطَهِّرُه تَطْهيراً وقد طَهّرَه الحدُّ وقوله تعالى لا يَمسُّه إِلا المطَهَّرون يعني به الكِتَابَ لا يمسّه إِلا المطهرون عنى به الملائكة وكلُّه على المَثَل وقيل لا يمسُّه في اللوح المحفوظ إِلا الملائكة وقوله عز وجل أُولئك الذين لم يُرِد اللهُ أَن يُطَهِّرَ قُلوبَهم أَي أَن يَهدِيَهم وأَما قوله طَهَرَه إِذا أَبْعَدَه فالهاء فيه بدل من الحاء في طَحَره كما قالوا مدَهَه في معنى مَدَحَه وطهَّر فلانٌ ولَدَه إِذا أَقام سُنَّةَ خِتانه وإِنما سمّاه المسلمون تطهيراً لأَن النصارى لما تركوا سُنَّةَ الخِتانِ غَمَسُوا أَوْلادَهم في ماء صُبِغَ بِصُفْرةٍ يُصَفّرُ لونَ المولود وقالوا هذه طُهْرَةُ أَوْلادِنا التي أُمِرْنا بها فأَنْزل الله تعالى صِبْغةَ الله ومَنْ أَحْسَنُ مِن اللهِ صِبْغةً أَي اتَّبِعُوا دِينَ اللهِ وفِطْرَتَه وأَمْرَه لا صِبْغَةَ النصارى فالخِتانُ هو التطهِيرُ لا ما أَحْدَثَه النصارى من صِبْغَةِ الأَوْلادِ وفي حديث أُم سلمة إِني أُطِيلُ ذَيْلي وأَمْشِي في المكان القَذِر فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم يُطَهِّرُه ما بعده قال ابن الأَثير هو خاص فيما كان يابساً لا يَعْلَقُ بالثوب منه شيء فأَما إِذا كان رَطْباً فلا يَطْهُر إِلا بالغَسْل وقال مالك هو أَن يَطَأَ الأَرضَ القَذِرَة ثم يَطأَ الأَرضَ اليابسةَ النَّظِيفةَ فإِنَّ بعضها يُطَهِّرُ بَعْضاً فأَما النجاسةُ مثل البول ونحوه تُصِيب الثوب أَو بعضَ الجسد فإِن ذلك لا يُطَهَّرُه إِلا الماءُ إِجماعاً قال ابن الأَثير وفي إِسناد هذا الحديث مَقالٌ

طور
الطَّوْرُ التارَةُ تقول طَوْراً بَعْدَ طَوْرٍ أَي تارةً بعد تارة وقال الشاعر في وصف السَّلِيم تُراجِعُه طَوْراً وطَوْراً تُطَلِّقُ قال ابن بري صوابه تُطَلِّقُه طَوْراً وطَوْراً تُراجِعُ والبيت للنابغة الذبياني وهو بكماله تَناذَرها الراقُونَ من سُوءِ سَمِّها نُطَلِّقُه طَوْراً وطَوْراً تُراجِعُ وقبله فبِتُّ كأَنِّي ساوَرَتْني ضَئِيلةٌ من الرُّقْشِ في أَنيابِها السُّمُّ ناقعُ يريد أَنه بات من تَوَعُّدِ النعمان على مثل هذه الحالة وكان حَلَف للنُّعْمان أَنه لم يتعرض له بهِجاءٍ ولهذا قال بعد هذا فإِن كنتُ لا ذو الضِّغْنِ عَنِّي مُكَذَّبٌ ولا حَلِفي على البراءةِ نافعُ ولا أَنا مأْمونٌ بشيء أَقُولُه وأَنْتَ بأَمْرٍ لا محالَة واقعُ فإِنكَ كالليلِ الذي هو مُدْرِكي وإِن خِلْتُ أَن المُنْتأَى عنكَ واسِعُ وجمع الطَّوْرِ أَطْوارٌ والناسُ أَطْوَارٌ أَي أَخْيافٌ على حالات شتَّى والطِّوْر الحالُ وجمعه أَطْوارٌ قال الله تعالى وقد خَلَقكُم أَطْوَاراً معناه ضُرُوباً وأَحوالاً مختلفةً وقال ثعلب أَطْواراً أَي خِلَقاً مختلفة كلُّ واحد على حدة وقال الفراء خلقكم أَطْواراً قال نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظْماً وقال الأَخفش طَوْراً علقة وطَوْراً مضغة وقال غيره أَراد اختلافَ المَناظِر والأَخْلاقِ قال الشاعر والمرْءُ يَخْلَقُ طَوْراً بعْدَ أَطْوارِ وفي حديث سطيح فإِنّ ذا الدَّهْرَ أَطْوارٌ دَهاريرُ الأَطْوارُ الحالاتُ المختلفةُ والتاراتُ والحدودُ واحدُها طَوْرٌ أَي مَرّةً مُلْكٌ ومَرَّةً هُلْكٌ ومَرّةً بُؤْسٌ ومَرّةً نُعْم والطَّوْرُ والطَّوارُ
( * قوله « والطور والطوار » بالفتح والضم ) ما كان على حَذْوِ الشيء أَو بِحِذائِه ورأَيت حَبْلاً بطَوارِ هذا الحائط أَي بِطُوله ويقال هذه الدار على طَوَارِ هذه الدار أَي حائطُها متصلٌ بحائطها على نَسق واحدٍ قال أَبو بكر وكل شيء ساوَى شيئاً فهو طَوْرُه وطُوَارُه وأَنشد ابن الأَعرابي في الطَّوَارِ بمعنى الحَدِّ أَو الطُّولِ وطَعْنَة خَلْسٍ قد طَعَنْتُ مُرِشّة كعطِّ الرداءِ ما يُشَكُّ طَوَارُها قال طَوارُها طُولُها ويقال جانبا فَمِها وطَوَارُ الدارِ وطِوَارُها ما كان مُمْتدّاً معَها من الفِنَاء والطَّوْرةُ فِنَاءُ الدار والطَّوْرةُ الأَبْنِيةُ وفلان لا يَطُورُني أَي لا يَقْرَبُ طَوَارِي ويقال لا تَطُر حَرَانا أَي لا تَقْرَبْ ما حَوْلَنا وفلان يَطُورُ بفلان أَي كأَنه يَحُوم حَوالَيْه ويَدْنُو منه ويقال لا أَطُورُ به أَي لا أَقْرَبُه وفي حديث علي كرم الله وجهه والله لا أَطُورُ به ما سَمَر سَمِيرٌ أَي لا أَقْرَبُه أَبداً والطَّوْرُ الحدُّ بين الشيئين وعدا طَوْرَه أَي جاوَزَ حَدَّه وقَدْرَه وبلغ أَطْوَرَيْهِ أَي غايةَ ما يُحاوِلُه أَبو زيد من أَمثالهم في بلوغ الرجل النهايةَ في العِلْم بَلَغَ فلانٌ أَطْوَرِيه بكسر الراء أَي أَقْصاه وبلغ فلان في العلم أَطْوَرَيْهِ أَي حدَّيْه أَولَه وآخرَه وقال شمر سمعت ابن الأَعرابي يقول بلغ فلان أَطورِيه بخفض الراء غايتَه وهِمَّتَه ابن السكيت بلغت من فلان أَطْوَرَيْه أَي الجَهْدَ والغَايةَ في أَمْرِه وقال الأَصمعي لقيت منه الأَمَرِّينَ والأَطْوَرِينَ والأَقْوَرِينَ بمعنى واحد ويقال ركب فلان الدهر وأَطْوَرَيه أَي طَرَفَيْه وفي حديث النَّبِيذ تعَدَّى طَوْرَه أَي حَدَّه وحالَه الذي يَخُصُّه ويَحِلُّ فيه شُرْبُه وطارَ حَوْلَ الشيء طَوْراً وطَوَرَاناً حام والطّوَارُ مَصْدَرُ طارَ يَطُورُ والعرب تقول ما بالدارِ طُورِيٌّ ولا دُورِيٌّ أَي أَحدٌ ولا طُورَانِيٌّ مِثلُه قال العجاج وبَلْدة ليس بها طُورِيٌّ والطُّورُ الجبَلُ وطُورُ سِينَاءَ جَبل بالشام وهو بالسُّرْيانية طُورَى والنسبُ إِليه طُورِيٌّ وطُورانِيٌّ وفي التنزيل العزيز وشجرةٍ تَخْرُجُ من طُورِ سَيْناءَ الطُّورُ في كلام العرب الجَبلُ وقيل إِن سَيناء حجارة وقيل إِنه اسم المكان وحَمَامٌ طُورانِيٌّ وطُورِيٌّ منسوب إِليه وقيل هو منسوب إِلى جبل يقال له طُرْآن نسب شاذ ويقال جاء من بلد بعيد وقال الفراء في قوله تعالى والطُّورِ وكتابٍ مَسْطورٍ أَقْسَم الله تعالى به قال وهو الجبل الذي بِمَدْيَنَ الذي كَلّم اللهُ تعالى موسى عليه السلام عليه تكليماً والطُّورِيُّ الوَحْشِيُّ من الطَّيرِ والناسِ وقال بعض أَهل اللغة في قول ذي الرمة أَعارِيبُ طُورِيّون عن كلّ قَريةٍ حِذارَ المنايا أَبو حِذَارَ المقَادِرِ قال طُورِيّون أَي وَحْشِيّون يَحِيدُون عن القُرَى حِذارَ الوباء والتَّلَفِ كأَنهم نُسِبُوا إِلى الطُّورِ وهو جبل بالشام ورجل طُورِي أَي غَرِيبٌ

طير
الطَّيَرانُ حركةُ ذي الجَناج في الهواء بِجَنَاحِهِ طارَ الطائرُ يَطِيرُ طَيْراً وطَيراناً وطَيْرورة عن اللحياني وكراع وابن قتيبة وأَطارَه وطيَّره وطارَ بِه يُعَدى بالهمزة وبالتضعيف وبحرف الجر الصحاح وأَطارَه غيرُه وطيَّره وطايَرَه بمعنى والطَّيرُ معروف اسم لِجَماعةِ ما يَطِيرُ مؤنث والواحد طائِرٌ والأُنثى طائرةٌ وهي قليلة التهذيب وقَلَّما يقولون طائرة للأُنثى فاَّما قوله أَنشده الفارسي هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنا في نُحورِهمْ وبِيضاً تقِيضُ البَيْضَ من حيثُ طائرُ فإِنه عَنى بالطائرِ الدِّماغَ وذلك من حيثُ قيل له فرخٌ قال ونحنُ كَشَفْنا عن مُعاوِيةَ التي هي الأُمُّ تَغْشَى كُلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق عَنى بالفرْخ الدماغَ كما قلنا وقوله مُْنَقْنِق إِقراطاً من القول ومثله قولُ ابن مقبل كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهَامِ بَيْنهُمُ نَزْوُ القُلاتِ زَهاها قالُ قالِينا وأَرضٌ مَطَارةٌ كَثيرةُ الطَّيْرِ فأَما قوله تعالى إِنِّي أَخْلُقُ لكم من الطِّينِ كهَيْئَةِ الطَّيْرِ فأَنْفُخُ فيه فيكون طائراً بإِذن الله فإِن معناه أَخلُق خَلْقاً أَو جِرْماً وقوله فأَنفخ فيه الهاء عائدة إِلى الطَّيْرِ ولا يكون منصرفاً إِلى الهيئة لوجهين أَحدهما أَن الهَيْةَ أُنثى والضمير مذكر والآخر أَنَّ النَّفْخَ لا يقع في الهَيْئَةَ لأَنها نوْعٌ من أَنواع العَرَضِ والعَرَضُ لا يُنْفَخُ فيه وإِنما يقع النَّفْخُ في الجَوْهَر قال وجميع هذا قول الفارسي قال وقد يجوز أَن يكون الطائرُ اسماً للجَمْع كالجامل والباقر وجمعُ الطائر أَطْيارٌ وهو أَحدُ ما كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه مثلُه فأَما الطُّيُورُ فقد تكون جمعَ طائر كساجِدِ وسُجُودٍ وقد تكون جَمْعَ طَيْرٍ الذي هو اسمٌ للجَمع وزعم قطرب أَن الطَّيْرَ يقَعُ للواحد قال ابن سيده ولا أَدري كيف ذلك إِلا أَن يَعْني به المصدرَ وقرئ فيكون طَيْراً بإِذْنِ الله وقال ثعلب الناسُ كلُّهم يقولون للواحد طائرٌ وأَبو عبيدة معَهم ثم انْفَرد فأَجازَ أَن يقال طَيْر للواحد وجمعه على طُيُور قال الأَزهري وهو ثِقَةٌ الجوهري الطائرُ جمعُه طَيرٌ مثل صاحبٍ وصَحْبٍ وجمع الطَّيْر طُيُورٌ وأَطْيارٌ مثل فَرْخ وأَفْراخ وفي الحديث الرُّؤْيا لأَوَّلِ عابِرٍ وهي على رِجْلِ طائرٍ قال كلُّ حَرَكَةٍ من كلمة أَو جارٍ يَجْرِي فهو طائرٌ مَجازاً أَرادَ على رِجْل قَدَرٍ جار وقضاءٍ ماضٍ من خيرٍ أَو شرٍّ وهي لأَوَّلِ عابِرٍ يُعَبّرُها أَي أَنها إِذا احْتَمَلَتْ تأْوِيلَين أَو أَكثر فعبّرها مَنْ يَعْرِفُ عَباراتها وقَعَتْ على ما أَوّلَها وانْتَفَى عنها غيرُه من التأْويل وفي رواية أُخرى الرُّؤْيا على رِجْل طائرٍ ما لم تُعَبَّرْ أَي لا يستقِرُّ تأْوِيلُها حتى تُعَبِّر يُرِيد أَنها سَرِيعةُ السقُوط إِذا عُبِّرت كما أَن الطيرَ لا يستَقِرُّ في أَكثر أَحوالِه فكيف ما يكون على رِجْلِه ؟ وفي حديث أَبي بكر والنسّابة فمنكم شَيْبةُ الحمدِ مُطْعِم طَيْر السماءِ لأَنه لَمَّا نَحَرَ فِدَاءَ ابنهِ عبدِاللهِ أَبي سيِّدِنا رسول الله « صلى الله عليه وسلم » مائةَ بعير فَرّقَها على رُؤُوس الجِبالِ فأَكَلَتْها الطيرُ وفي حديث أَبي ذَرٍّ تَرَكَنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يَطِيرُ بِجَناحَيْه إِلاَّ عِنْدَنا منه عِلْمٌ يعني أَنه استوفى بَيانَ الشَّرِيعةِ وما يُحتاج إِليه في الدِّين حتى لم يَبْقَ مُشْكِلٌ فضَرَبَ ذلك مَثَلاً وقيل أَراد أَنه لم يَتْرك شيئاً إِلا بَيَّنه حتى بَيَّن لهم أَحكامَ الطَّيْرِ وما يَحِلّ منه وما يَحْرُم وكيف يُذْبَحُ وما الذي يفْدِي منه المُحْرِمُ إِذا أَصابه وأَشْباه ذلك ولم يُرِدْ أَن في الطيرِ عِلْماً سِوى ذلك عَلَّمهم إِيّاه ورَخّصَ لهم أَن يَتَعاطَوا زَجْرَ الطَّيْرِ كما كان يفعله أَهلُ الجاهلية وقوله عز وجل ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه قال ابن جني هو من التطوع المُشَامِ للتوكيد لأَنه قد عُلِم أَن الطَّيَرانَ لا يكون إِلا بالجَناحَيْنِ وقد يجوز أَن يكون قوله بِجناحَيْه مُفِيداً وذلك أَنه قد قالوا طارُوا عَلاهُنَّ فَشُكْ عَلاها وقال العنبري طارُوا إِليه زَرَافاتٍ ووُحْدانا ومن أَبيات الكتاب وطِرْتُ بمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ فاستعملوا الطَّيَرانَ في غير ذي الجناح فقوله تعالى ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه على هذا مُفِيدٌ أَي ليس الغرَضُ تَشْبِيهَه بالطائر ذي الجناحَيْنِ بل هو الطائرُ بِجَناحَيْه البَتَّةَ والتَّطايُرُ التَّفَرُّقُ والذهابُ ومنه حديث عائشة رضي الله عنها سَمِعَتْ مَنْ يَقُول إِن الشؤْم في الدار والمرأَةِ فطارَتْ شِقَّةٌ منها في السماء وشِقَّةٌ في الأَرض أَي كأَنها تفَرَّقَتْ وتقَطَّعَتْ قِطَعاً من شِدّة الغَضَبِ وفي حديث عُرْوة حتى تَطَايرتْ شُؤُون رَأْسه أَي تَفَرَّقَتْ فصارت قِطَعاً وفي حديث ابن مسعود فَقَدْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقُلْنا اغْتِيلَ أَو اسْتُطِيرَ أَي ذُهِبَ به بسُرْعَةٍ كأَنَّ الطيرَ حَمَلَتْه أَو اغْتالَهُ أَحَدٌ والاسْتِطارَةُ والتَّطايُرُ التفرُّقُ والذهابُ وفي حديث علي كرّم الله تعالى وجهه فأَطَرْتُ الحُلَّةَ بَيْنَ نِسَائي أَي فَرَّقْتُها بَيْنهن وقَسّمتها فيهن قال ابن الأَثير وقيل الهمزة أَصلية وقد تقدم وتطايَرَ الشيءُ طارَ وتفرَّقَ ويقال للقوم إِذا كانوا هادئينَ ساكِنينَ كأَنما على رؤوسهم الطَّيْرُ وأَصله أَن الطَّيرَ لا يَقَع إِلا على شيء ساكن من المَوَاتِ فضُرِبَ مثَلاً للإِنسان ووَقارِه وسكُونِه وقال الجوهري كأَنَّ على رؤوسِهم الطَّيرَ إِذا سَكَنُوا من هَيْبةٍ وأَصله أَن الغُراب يقَعُ على رأْسِ البَعيرِ فيلتقط منه الحَلَمَةَ والحَمْنانة فلا يُحَرِّكُ البعيرُ رأْسَه لئلاَّ يَنْفِر عنه الغُرابُ ومن أَمثالهم في الخصْب وكثرةِ الخير قولهم هو في شيء لا يَطِيرُ غُرَابُه ويقال أُطِيرَ الغُرابُ فهو مُطارٌ قال النابغة ولِرَهْطِ حَرَّابٍ وقِدٍّ سَوْرةٌ في المَجْدِ ليس غرابُها بمُطارِ وفلان ساكنُ الطائِر أَي أَنه وَقُورٌ لا حركة له من وَقارِه حتى كأَنه لو وَقَعَ عليه طائرٌ لَسَكَنَ ذلك الطائرُ وذلك أَن الإِنسان لو وقع عليه طائرٌ فتحرك أَدْنى حركةٍ لفَرَّ ذلك الطائرُ ولم يسْكُن ومنه قول بعض أَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إِنّا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكأَنَّ الطير فوقَ رؤوسِنا أَي كأَنَّ الطيرَ وقَعَتْ فوق رؤوسِنا فنحْن نَسْكُن ولا نتحرّك خَشْيةً من نِفارِ ذلك الطَّيْرِ والطَّيْرُ الاسمُ من التَّطَيّر ومنه قولهم لا طَيْرَ إِلاَّ طَيْرُ اللهِ كما يقال لا أَمْرَ إِلاَّ أَمْرُ الله وأَنشد الأَصمعي قال أَنشدناه الأَحْمر تَعَلَّمْ أَنه لا طَيرَ إِلاَّ على مُتَطيِّرٍ وهو الثُّبورُ بلى شَيءٌ يُوافِقُ بَعْضَ شيءٍ أَحايِيناً وباطلُه كَثِيرُ وفي صفة الصحابة رضوان الله عليهم كأَن على رؤوسهم الطَّيْرَ وصَفَهم بالسُّكون والوقار وأَنهم لم يكن فيهم طَيْشٌ ولا خِفَّةٌ وفي فلان طِيْرةٌ وطَيْرُورةٌ أَي خِفَّةٌ وطَيْشٌ قال الكميت وحِلْمُك عِزٌّ إِذا ما حَلُمْت وطَيْرتُك الصابُ والحَنْظَلُ ومنه قولهم ازجُرْ أَحْناءَ طَيْرِك أَي جوانبَ خِفّتِك وطَيْشِك والطائرُ ما تيمَّنْتَ به أَو تَشاءَمْت وأَصله في ذي الجناح وقالوا للشيء يُتَطَيَّرُ به من الإِنسان وغيرِه طائرُ اللهِ لا طائرُك فرَفَعُوه على إِرادة هذا طائرُ الله وفيه معنى الدعاء وإِن شئت نَصَبْتَ أَيضاً وقال ابن الأَنباري معناه فِعْلُ اللهِ وحُكْمُه لا فِعْلُك وما تَتخوّفُه وقال اللحياني يقال طَيْرُ اللهِ لا طَيْرُك وطَيْرَ الله لا طَيرَك وطائرَ الله لا طائرَك وصباحَ اللهِ لا صَباحَك قال يقولون هذا كلَّه إِذا تَطَيَّرُوا من الإِنسانِ النصبُ على معنى نُحِبّ طائرَ الله وقيل بنصبهما على معنى أَسْأَلُ اللهَ طائرَ اللهِ لا طائِرَك قال والمصدرُ منه الطِّيَرَة وجَرَى له الطائرُ بأَمرِ كذا وجاء في الشر قال الله عز وجل أَلا إِنَّما طائرُهم عند الله المعنى أَلا إِنَّما الشُّؤْم الذي يَلْحَقُهم هو الذي وُعِدُوا به في الآخرة لا ما يَنالُهم في الدُّنْيا وقال بعضهم طائرُهم حَظُّهم قال الأَعشى جَرَتْ لَهُمْ طَيرُ النُّحوسِ بأَشْأَم وقال أَبو ذؤيب زَجَرْت لهم طَيْرَ الشمالِ فإِن تَكُن هَواكَ الذي تَهْوى يُصِبْك اجْتِنابُها وقد تَطَيَّر به والاسم الطيَرَةُ والطِّيْرَةُ والطُّورةُ وقال أَبو عبيد الطائرُ عند العرب الحَظُّ وهو الذي تسميه العرب البَخْتَ وقال الفراء الطائرُ معناه عندهم العمَلُ وطائرُ الإِنسانِ عَمَلُه الذي قُلِّدَه وقيل رِزْقُه والطائرُ الحَظُّ من الخير والشر وفي حديث أُمّ العَلاء الأَنصارية اقْتَسَمْنا المهاجرين فطارَ لنا عثمانُ بن مَظْعُون أَي حَصَل نَصِيبنا منهم عثمانُ ومنه حديث رُوَيْفِعٍ إِنْ كان أَحَدُنا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيَطِير له النَّصْلُ وللآخَر القِدْح معناه أَن الرجُلين كانا يَقْتَسِمانِ السَّهْمَ فيقع لأَحدهما نَصْلُه وللآخر قِدْحُه وطائرُ الإِنسانِ ما حصَلَ له في علْمِ الله مما قُدّرَ له ومنه الحديث بالمَيْمونِ طائِرُه أَي بالمُبارَكِ حَظُّه ويجوز أَن يكون أَصله من الطَّيْرِ السانحِ والبارِحِ وقوله عز وجل وكلَّ إِنْسانٍ أَلْزَمْناه طائرَه في عُنُقِه قيل حَظُّه وقيل عَمَلُه وقال المفسرون ما عَمِل من خير أَو شرّ أَلْزَمْناه عُنُقَه إِنْ خيراً فخيراً وإِن شرّاً فشرّاً والمعنى فيما يَرَى أَهلُ النّظر أَن لكل امرئ الخيرَ والشرَّ قد قَضاه الله فهو لازمٌ عُنُقَه وإِنما قيل للحظِّ من الخير والشرّ طائرٌ لقول العرب جَرَى له الطائرُ بكذا من الشر على طريق الفَأْلِ والطِّيَرَةِ على مذهبهم في تسمية الشيء بما كان له سبباً فخاطَبَهُم اللهُ بما يستعملون وأَعْلَمَهم أَن ذلك الأَمرَ الذي يُسَمّونه بالطائر يَلْزَمُه وقرئ طائرَه وطَيْرَه والمعنى فيهما قيل عملُه خيرُه وشرُّه وقيل شَقاؤه وسَعادتُه قال أَبو منصور والأَصل في هذا كله أَن الله تبارك وتعالى لما خَلَقَ آدمَ عَلِم قبْل خَلْقِه ذُرِّيَّتَه أَنه يأْمرهم بتوحيده وطاعتِه وينهاهم عن معْصيته وعَلِم المُطِيعَ منهم والعاصيَ الظالمَ لِنفْسه فكتَبَ ما علِمَه منهم أَجمعين وقضى بسعادة من عَلِمَه مُطِيعاً وشَقاوةِ من عَلِمَه عاصياً فصار لكلِّ مَنْ عَلِمه ما هو صائرٌ إِليه عند حِسَابِه فذلك قولُه عز وجل وكلَّ إِنسان أَلْزَمْناه طائرَه أَي ما طار له بَدْأً في عِلْم الله من الخير والشر وعِلْمُ الشَّهادةِ عند كَوْنِهم يُوافقُ علْمَ الغيب والحجةُ تَلْزَمهُم بالذي يعملون وهو غيرُ مُخالف لما عَلِمَه اللهُ منهم قبل كَوْنِهم والعرب تقول أَطَرْتُ المال وطَيَّرْتُه بينَ القومِ فطارَ لكلٍّ منهم سَهْمُه أَي صارَ له وخرج لَدَيْه سَهْمُه ومنه قول لبيد يذكرُ ميراثَ أَخيه بين ورَثَتِه وحِيازةَ كل ذي سهمٍ منه سَهْمَه تَطيرُ عَدائِد الأَشْراكِ شَفْعاً ووَتْراً والزَّعامةُ لِلْغُلام والأَشْرَاكُ الأَنْصباءُ واحدُها شِرْكٌ وقوله شفعاً ووتراً أَي قُسِم لهم للذكر مثلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ وخَلَصَت الرِّياسةُ والسِّلاحُ للذكور من أَولاده وقوله عز وجل في قصة ثمود وتَشاؤُمهم بِنَبِيّهم المبعوث إِليهم صالحٍ عليه السلام قالوا اطَّيَّرنا بك وبِمَنْ معك قال طائركم عند الله معناه ما أَصابَكم من خير وشر فمن الله وقيل معنى قولهم اطَّيَّرْنا تَشَاءَمْنا وهو في الأَصل تَطَيَّرنا فأَجابَهم الله تعالى فقال طائرُكُم مَعَكم أَي شُؤْمُكم معَكم وهو كُفْرُهم وقيل للشُؤْم طائرٌ وطَيْرٌ وطِيَرَة لأَن العرب كان من شأْنها عِيافةُ الطَّيْرِ وزَجْرُها والتَّطَيُّرُ بِبَارِحها ونَعِيقِ غُرابِها وأَخْذِها ذَاتَ اليَسارِ إِذا أَثارُوها فسمّوا الشُّؤْمَ طَيْراً وطائراً وطِيرَةً لتشَاؤُمهم بها ثم أَعْلَم الله جل ثناؤه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أَن طِيَرَتَهم بها باطِلَةٌ وقال لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ ولا هامةَ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يَتفاءَلُ ولا يَتَطَيَّرُ وأَصْلُ الفَأْلِ الكلمةُ الحسَنةُ يَسْمعُها عَلِيلٌ فَيَتأَوَّلُ منها ما يَدُلّ على بُرْئِه كأَن سَمِع منادياً نادى رجلاً اسمه سالم وهو عَليل فأَوْهَمَه سلامَتَه من عِلّته وكذلك المُضِلّ يَسْمع رجلاً يقول يا واجدُ فيَجِدُ ضالّته والطِّيَرَةُ مُضادّةٌ للفَأْلِ وكانت العربُ مَذهبُها في الفَأْلِ والطِّيَرَةِ واحدٌ فأَثبت النبي صلى الله عليه وسلم الفَأْلَ واسْتَحْسَنه وأَبْطَلَ الطِّيَرَةَ ونَهَى عنها والطِّيَرَةُ من اطَّيَّرْت وتطَيَّرت ومثل الطِّيَرة الخِيَرَةُ الجوهري تطَيَّرْت من الشيء وبالشيء والاسم منه الطِّيَرَةُ بكسر الطاء وفتح الياء مثال العِنَبةِ وقد تُسَكَّنُ الياءُ وهو ما يُتَشاءمُ به من الفَأْل الردِيء وفي الحديث أَنه كان يُحِبُّ الفأَلَ ويَكْرَهُ الطِّيَرَةَ قال ابن الأَثير وهو مصدرُ تطَيَّر طِيَرَةً وتخَيَّر خِيَرَةً قال ولم يجئ من المصادر هكذا غيرهما قال وأَصله فيما يقال التطَيُّرُ بالسوانح والبوارِح من الظبَاءِ والطَّيْرِ وغيرهما وكان ذلك يَصُدُّهم عن مقاصِدِهم فنَفاه الشْرعُ وأَبْطَلَه ونهى عنه وأَخْبَر أَنه ليس له تأْثيرٌ في جَلْب نَفْع ولا دَفْع ضَرَرٍ ومنه الحديث ثلاثة لا يَسْلَم منها أَحَدٌ الطِّيَرَةُ والحَسَدُ والظنُّ قيل فما نصْنعُ ؟ قال إِذا تَطَيَّرْتَ فامْضِ وإِذا حَسَدْتَ فلا تَبْغِ وإِذا ظَنَنْتَ فلا تُصَحِّحْ وقوله تعالى قالوا اطَّيّرْنا بِك وبِمَنْ معَك أَصله تَطَيّرنا فأُدْغمَتِ التاء في الطاء واجْتُلِبَت الأَلفُ لِيصحَّ الابتداءُ بها وفي الحديث الطِّيَرَةُ شِرْكٌ وما مِنّا إِلاَّ ولكن اللهَ يُذْهِبُه بالتَّوَكُّل قال ابن الأَثير هكذا جاء الحديث مقطوعاً ولم يذكر المستثنى أَي إِلا قد يَعْتَرِيه التَّطيُّرُ ويَسْبِقُ إِلى قَلْبه الكراهةُ فحذف اختصاراً واعتماداً على فهم السامع وهذا كحديثه الآخر ما فينا إِلا مَنْ هَمَّ أَوْ لَمَّ إِلا يحيى بن زكَرِيّا فأَظْهَر المستثنى وقيل إِن قولَه وما منّا إِلا من قول ابن مسعود أَدْرَجَه في الحديث وإِنما جَعَل الطِّيَرَة من الشِّرك لأَنهم كانوا يعتقدون أَن الطَّيْرَ تجْلُب لهم نفعاً أَو تدفع عنهم ضرَراً إِذا عَمِلُوا بِمُوجَبه فكأَنهم أَشركوه مع الله في ذلك وقولُه ولكن الله يُذْهبُه بالتوكل معناه أَنه إِذا خَطَرَ له عارضُ التَّطيُّرِ فتوكل على الله وسلم إِليه ولم يعمل بذلك الخاطرِ غفَره الله له ولم يُؤاخِذْه به وفي الحديث أَباكَ وطِيراتِ الشَّباب أَي زلاَّتهم وعَثَراتهِم جمع طِيرَة ويقال للرجل الحَدِيد السريع الفَيْئَةِ إِنه لَطَيُّورٌ فَيُّورٌ وفرس مُطارٌ حديدُ الفُؤاد ماضٍ والتَّطايُر والاسْتِطارةُ التفرُّق واسْتَطارَ الغُبارُ إِذا انْتَشر في الهواء وغُبار طيّار ومُسْتَطِير مُنْتَشر وصُبْحٌ مُسْتَطِير ساطِعٌ منتشر وكذلك البَرْق والشَّيْب والشرُّ وفي التنزيل العزيز ويَخافُون يوماً كان شَرُّه مُسْتَطِيراً واسْتَطارَ الفجرُ وغيره إِذا انتشر في الأُفُق ضَوءَهُ فهو مُسْتَطِير وهو الصُّبْح الصادق البيّنُ الذي يُحَرِّم على الصائم الأَكلَ والشربَ والجماعَ وبه تحلّ صلاة الفجر وهو الخيط الأَبيض الذي ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز وأَما الفجر المستطيل باللام فهو المُسْتَدقّ الذي يُشَبَّه بذَنب السِّرْحان وهو الخيط الأَسود ولا يُحَرِّم على الصائم شيئاً وهو الصبح الكاذب عند العرب وفي حديث السجود والصلاة ذكرُ الفجر المُسْتَطِير هو الذي انتشر ضوءه واعْتَرض في الأُفُقِ خلاف المستطيل وفي حديث بني قريظة وهانَ على سَراةِ بني لُؤَيٍّ حَرِيقٌ بالبُوَيْرةِ مُسْتَطِيرُ أَي منتشر متفرّق كأَنه طارَ في نواحيها ويقال للرجل إِذا ثارَ غضبُه ثارَ ثائِرُه وطارَ طائِرُه وفارَ فائِرُه وقد اسْتطارَ البِلى في الثوب والصَّدْعُ في الزُّجاجة تَبَيّن في أَجزائهما واسْتَطارَت الزُّجاجةُ تبيّن فيها الانصداعُ من أَوّلها إِلى آخرها واسْتطارَ الحائطُ انْصدَع من أَوله إِلى آخره واسْتطارَ فيه الشَّقّ ارتفع ويقال اسْتطارَ فلانٌ سَيْفَه إذا انْتَزَعه من غِمْدِه مُسْرعاً وأَنشد إِذا اسْتُطِيرَتْ من جُفون الأَغْمادْ فَقَأْنَ بالصَّقْع يَرابِيعَ الصادْ واسْتطارَ الصَّدْعُ في الحائط إِذا انتشر فيه واسْتطارَ البَرْقُ إِذا انتشر في أُفُقِ السماء يقال اسْتُطِيرَ فلانٌ يُسْتَطارُ اسْتِطارةً فهو مُسْتَطار إِذا ذُغِرَ وقال عنترة متى ما تَلْقَني فَرْدَينِ تَرْجُفْ رَوانِفُ أَلْيَتَيكَ وتُسْتطارا واسْتُطِير الفرسُ فهو مُسْتَطارٌ إِذا أَسْرَع الجَرْيَ وقول عدي كأَنَّ رَيِّقَه شُؤْبُوبُ غادِيةٍ لما تَقَفَّى رَقِيبَ النَّقْعِ مُسْطارا قيل أَراد مُسْتَطاراً فحذف التاء كما قالوا اسْطَعْت واسْتَطَعْت وتَطايَرَ الشيءُ طال وفي الحديث خُذْ ما تَطايَرَ من شَعرِك وفي رواية من شَعرِ رأْسِك أَي طال وتفرق واسْتُطِير الشيءُ أَي طُيِّر قال الراجز إِذا الغُبارُ المُسْتطارُ انْعَقّا وكلبٌ مُسْتَطِير كما يقال فَحْلٌ هائِجٌ ويقال أَجْعَلَت الكلبةُ واسْتطارت إِذا أَرادت الفحلَ وبئر مَطارةٌ واسعةُ الغَمِ قال الشاعر كأَنّ حَفِيفَها إِذ بَرّكوها هُوِيّ الرِّيحِ في جَفْرٍ مَطارِ وطَيّر الفحلُ الإِبلَ أَلْقَحها كلَّها وقيل إِنما ذلك إِذا أَعْجَلت اللَّقَحَ وقد طَيَّرَت هي لَقَحاً ولَقاحاً كذلك أَي عَجِلت باللِّقاح وقد طارَتْ بآذانها إِذا لَقِحَتْ وإِذا كان في بطن الناقة حَمْل فهي ضامِنٌ ومِضْمان وضَوامِنُ ومَضامِينُ والذي في بطنها ملقوحةٌ وملقوح وأَنشد طَيّرها تعَلُّقُ الإِلْقاح في الهَيْجِ قبل كلَبِ الرِّياحِ وطارُوا سِراعاً أَي ذهبوا ومَطارِ ومُطارٌ كلاهما موضع واختار ابن حمزة مُطاراً بضم الميم وهكذا أَنشد هذا البيت حتى إِذا كان على مُطار والروايتان جائزتان مَطارِ ومُطار وسنذكر ذلك في مطر وقال أَبو حنيفة مُطار واد فيما بين السَّراة وبين الطائف والمُسْطارُ من الخمر أَصله مُسْتَطار في قول بعضهم وتَطايَرَ السحابُ في السماء إِذا عَمّها والمُطَيَّرُ ضَرْبٌ من البُرود وقول العُجَير السلولي إِذا ما مَشَتْ نادى بما في ثِيابها ذَكِيٌّ الشَّذا والمَنْدَليُّ المُطيَّرُ قال أَبو حنيفة المُطَيَّر هنا ضربٌ من صنعته وذهب ابن جني إِلى أَن المُطَيَّر العود فإِذا كان كذلك كان بدلاً من المَنْدليِّ لأَن المندلي العُود الهندي أَيضاً وقيل هو مقلوب عن المُطَرَّى قال ابن سيده ولا يُعْجِبني وقيل المُطَيَّر المشقَّق المكسَّر قال ابن بري المَنْدَليّ منسوب إِلى مَنْدَل بلد بالهند يجلب منه العود قال ابن هَرْمَة أُحِبُّ الليلَ أَنّ خَيالَ سَلْمى إِذا نِمْنا أَلمَّ بنا فَزارا كأَنّ الرَّكْبَ إِذ طَرَقَتْكَ باتوا بمَنْدَلَ أَو بِقارِعَتَيْ قِمَارا وقِمار أَيضاً موضع بالهند يجلب منه العُود وطارَ الشعر طالَ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي طِيرِي بِمِخْراقٍ أَشَمَّ كأَنه سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ طِيرِي أَي اعْلَقي به ومِخْراق كريم لم تنله الزعانف أَي النساء الزعانف أَي لم يَتزوّج لئيمةً قط سَلِيم رِماح أَي قد أَصابته رماحٌ مثل سَلِيم الحيّة والطائرُ فرس قتادة بن جرير وذو المَطارة جبل وقوله في الحديث رجل مُمْسِكٌ بَعِنانِ فَرسه في سبيل الله يَطِير على مَتْنِه أَي يُجْرِيه في الجهاد فاستعار له الطَيرانَ وفي حديث وابِصَة فلما قُتل عثمان طارَ قَلْبي مَطارَه أَي مال إِلى جهة يَهواها وتعلّق بها والمَطارُ موضع الطيَرانِ

ظأر
الظِّئْرُ مهموز العاطفةُ على غير ولدها المرْضِعةُ له من الناس والإِبل الذكرُ والأُنثى في ذلك سواء والجمع أَظْؤُرٌ وأَظْآرٌ وظُؤُورٌ وظُؤَار على فُعال بالضم الأَخيرة من الجمع العزيز وظُؤْرةٌ وهو عند سيبويه اسم للجمع كفُرْهةٍ لأَن فِعْلاً ليس مما يُكَسَّر على فُعْلةٍ عنده وقيل جمع الظِّئْر من الإِبل ظُؤارٌ ومن النساء ظُؤُورة وناقةٌ ظَؤُور لازمة للفَصِيل أَو البَوِّ وقيل معطوفة على غير ولدها والجمع ظُؤَارٌ وقد ظَأَرها عليه يَظْأَرُها ظَأْراً وظِئاراً فاظّأَرَت وقد تكون الظُّؤُورةُ التي هي المصدر في المرأَة وتفسير يعقوب لقول رؤبة إِن تَمِيماً لم يُراضَع مُسْبَعا بأَنه لم يُدْفَع إِلى الظُّؤُورة يجوز أَن تكون الظؤورة هنا مصدراً وأَن تكون جمع ظِئْرٍ كما قالوا الفُحُولة والبُعُولة وتقول هذه ظِئْرِي قال والظِّئْرُ سواءٌ في الذكر والأُنثى من الناس وفي الحديث ذَكَر ابنَه إِبراهيم عليه السلام فقال إِن له ظِئْراً في الجنّة الظِّئْرُ المُرْضِعة غير وَلدها ومنه حديث سَيْفٍ القَيْنِ ظِئْر إِبراهيم ابن النبي عليهما السلام والصلاة وهو زوج مُرْضِعته ومنه الحديث الشَّهيدُ تَبْتَدِرهُ زَوْجَتاه كظِئْرَيْنِ أَضَلَّتا فَصِيلَيهما وفي حديث عمرو سأَله رجل فأَعطاه رُبَعَةً من الصدقة يَتْبَعُها ظِئْراها أَي أُمُّها وأَبوها وقال أَبو حنيفة الظأْرُ أَن تُعْطَفَ الناقةُ والناقتان وأَكثرُ من ذلك على فَصِيل واحد حتى تَرْأَمَه ولا أَوْلادَ لها وإِنما يفعلون ذلك ليَستَدرُّوها به وإِلا لم تَدِرّ وبينهما مُظاءَرةٌ أَي أَن كلَّ واحد منهما ظِئْرٌ لصاحبه وقال أَبو الهيثم ظَأَرْتُ الناقةَ على ولدها ظَأْراً وهي ناقة مَظْؤُورة إِذا عطفتها على ولد غيرها وقال الكميت ظَأَرَتْهمُ بِعَصاً ويا عَجَباً لِمَظْؤُورٍ وظائرْ قال والظِّئْرُ فِعْل بمعنى مفعول والظَّأْر مصدر كالثَّنْيِ والثَّنْي فالثَّنْيُ اسم للمَثْنِيّ والثَّنْيُ فِعْل الثاني وكذلك القِطْفُ والقَطْفُ والحِمْلُ والحَمْل الجوهري وظأَرَت الناقةُ أَيضاً إِذا عَطفَت على البَوِّ يتعدى ولا يتعدى فهي ظَؤُورٌ وظاءَرَت المرأَةُ بوزن فاعَلَت اتخذت ولداً تُرْضِعه واظّأَرَ لولده ظِئْراً اتخذها ويقال لأَبي الولد لِصُلْبه هو مُظائرٌ لتلك المرأَة ويقال اظّأَرْتُ لِولدي ظئْراً أَي اتخذت وهو افتعلت فأُدْغِمت الطاء في باب الافتعال فحُوِّلَت ظاءً لأَن الظاء من فِخام حروف الشجْر التي قلبت مخارجها من التاء فضَمُّوا إِليها حرفاً فَخْماً مثلها ليكون أَيسر على اللسان لتَبايُنِ مَدْرجة الحروف الفِخام من مدارج الحروف الفُخْتِ وكذلك تحويل تلك التاء مع الضاد والصاد طاء لأَنهما من الحروف الفِخَام والقول فيه كالقول في اظّلَم ويقال ظَأَرَني فلان على أَمر كذا وأَظْأَرَني وظاءَرَني على فاعَلني أَي عطفَني قال أَبو عبيد من أَمثالهم في الإِعطاء من الخوف قولهم الطَّعْنُ يَظْأَرُ أَي يَعْطِف على الصُّلْح يقول إِذا خافَك أَن تَطْعَنَه فَتَقْتُلَه عطفَه ذلك عليكَ فجادَ بمالِه للخوف حينئذ أَبو زيد ظأَرْت مُظاءرةً إِذا اتخذْت ظِئْراً قال ابن سيده وقالوا الطَّعْنُ ظِئارُ قومٍ مُشْتَقّ من الناقة يؤخذ عنها ولدُها فتُظْأَرُ عليه إِذا عَطفوها عليه فتُحِبّه وتَرْأَمُه يقول فأَخِفْهُمْ حتى يُحِبّوك الجوهري وفي المثل الطعن يُظْئِرُه أَي يَعْطِفه على الصُّلْح قال الأَصمعي عَدْوٌ ظَأْرٌ إِذا كان معه مثلُه قال وكل شيء مع شيء مثله فهو ظَأْرٌ وقول الأَرقط يصف حُمُراً تَأْنيفُهُنَّ نَقَلٌ وأَفْرُ والشَّدُّ تاراتٍ وعَدْوٌ ظَأْرُ التأْنيف طلبُ أُنُفِ الكَلإِ أَراد عندها صَوْنٌ من العَدْوِ لم تَبْذِله كلَّه ويقال للرُّكْن من أَركان القَصْر ظِئْرٌ والدِّعامةُ تُبنى إِلى جَنْب حائطٍ ليُدْعَم عليها ظِئرةٌ ويقال للظئْرِ ظَؤُورٌ فَعُول بمعنى مفعول وقد يوصف بالظُّؤَارِ الأَثافيّ قال ابن سيده والظُّؤَار الأَثافيُّ شُبِّهَت بالإِبِل لتعطُّفِها حول الرماد قال سُفْعاً ظُؤَاراً حَوْلَ أَوْرَقَ جاثمٍ لَعِلَ الرِّياحُ بتُرْبِه أَحْوالا وظأَرَني على الأَمر راوَدَني الليث الظَُّوورُ من النُّوقِ التي تَعْطِف على ولد غيرها أَو على بَوٍّ تقول ظُئِرت فاظَّأَرتْ بالظاء فهي ظَؤُورٌ ومَظْؤُورةٌ وجمع الظَّؤُور أَظْآرٌ وظُؤَارٌ قال متمم فما وَجْدُ أَظْآرٍ ثلاثٍ رَوائمٍ رَأَينَ مَخَرّاً من حُوَارٍ ومَصْرَعا وقال آخر في الظُّؤَار يُعَقِّلُهنّ جَعْدةُ من سُلَيمٍ وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظؤارِ والظِّئَارُ أَن تعالِجَ الناقةَ بالغِمامةِ في أَنفِها لِكيْ تَظْأَر ورُوي عن ابن عمر أَنه اشترى ناقةً فرأَى فيها تَشْريمَ الظِّئارِ فرَدَّها والتشريم التشقيق والظِّئارُ أَن تُعْطَفَ الناقةُ على ولد غيرها وذلك أَن يُشَدَّ أَنْفُ الناقة وعَيْناها وتُدَسَّ دُرْجةٌ من الخِرَق مجموعة في رَحِمِها ويَخُلُّوه بِخلالَين وتُجَلّل بغِمامة تَسْتُر رأْسها وتُتْرَك كذلك حتى تَغُمَّها وتَظُنَّ أَنها قد مُخِضَت للولادة ثم تُنْزع الدُّرْجة من حيائها ويُدْنى حُوارُ ناقةٍ أُخرى منها قد لُوِّثَ رأْسُه وجلدُه بما خرج مع الدُّرْجة من أَذى الرحِم ثم يفتحون أَنفَها وعينَها فإِذا رأَت الحُوارَ وشَمَّته ظنَّت أَنها ولدَتْه إِذا شافَتْه فَتَدِرّ عليه وتَرْأَمُه وإِذا دُسَّت الدُّرجةُ في رحمها ضُمَّ ما بين شُفْرَي حيائها بسَيْرٍ فأَراد بالتشريم ما تخرَّق من شُفْريها قال الشاعر ولم تَجْعَلْ لها دُرَج الظِّئَارِ وفي الحديث ومن ظَأَرَه الإِسلامُ أَي عطفَه عليه وفي حديث علي أَظأَرُكم إِلى الحَقّ وأَنتم تفِرّون منه وفي حديث صعصعة بن ناجية جدّ الفرزدق قد أَصَبْنا ناقَتيْك ونَتَجْناهما وظَأَرْناهما على أَولادهما وفي حديث عمر أَنه كتب إِلى هُنَيّ وهو في نَعَمِ الصدقة أَن ظاوِر قال فكنا نَجْمَعُ الناقتين والثلاثَ على الرُّبَعِ الواحد ثم نَحْدُرها إِليه قال شمر المعروف في كلام العرب ظائِرْ بالهمز وهي المُظاءَرةُ والظِّئارُ أَن تُعْطَفَ الناقةُ إِذا مات ولدُها أَو ذُبِح على ولد الأُخرى قال الأَصمعي كانت العرب إِذا أَرادت أَن تُغِيرَ ظاءَرَت بتقدير فاعَلَت وذلك أَنهم يُبْقُون اللبنَ ليَسْقوه الخيلَ قال الأَزهري قرأْت بخط أَبي الهيثم لأَبي حاتم في باب البقر قال الطائِفِيّون إِذا أَرادت البقرةُ الفحلَ فهي ضَبِعَة كالناقة وهي ظُؤْرَى قال ولا فعل للظُّؤْرَى ابن الأَعرابي الظُّؤْرةُ الدايةُ والظُّؤْرةُ المُرْضِعة قال أَبو منصور قرأْت في بعض الكتب اسْتَظْأَرَت الكلبة بالظاء أَي أَجْعَلَت واسْتَحْرَمت وفي كتاب أَبي الهيثم في البقر الظُّؤْرى من البقر وهي الضَّبِعةُ قال الأَزهري وروى لنا المنذري في كتاب الفروق اسْتَظْأَرت الكلبةُ إِذا هاجت فهي مُسْتَظْئرة قال وأَنا واقف في هذا

ظرر
الظِّرُّ والظُّرَرَةُ والظُّرَرُ الحَجَرُ عامة وقيل هو الحجر المُدَوّر وقيل قطعة حجر له حَدّ كحدِّ السكين والجمع ظِرَّان وظُرَّان قال ثعلب ظُرَر وظِرَّان كجُرَذٍ وجِرْذانٍ وقد يكون ظِرّان وظُرّان جمع ظِرٍّ كَصِنْوٍ وصِنْوان وذِئْب وذؤبان وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن عدِيّبن حاتم سأَله فقال إِنَّا نَصيدُ الصَّيْدَ ولا نَجِدُ ما نُذَكِّي به إِلاَّ الظِّرَارَ وشِقّةَ العَصا قال امْرِ الدمَ بما شئْت قال الأَصمعي الظِّرَارُ واحدها ظُرَرٌ وهو حجر مُحَدَّدٌ صُلْب وجمعُه ظِرَارٌ مثل رُطَب ورِطَابٍ وظِرَّانٌ مثل صُرَدٍ وصِرْدان قال لبيد بجَسْرةٍ تَنْجُل الظِّرَّانَ ناجِيةً إِذا تَوقَّدَ في الدِّيْموسةِ الظُّرَرُ وفي حديث عدي أَيضاً لا سِّكْينَ إِلاَّ الظَّرَّانُ ويجمع أَيضاً على أَظِرَّة ومنه فأَخذت ظُرَراً من الأَظِرَّة فذَبَحْتُها به شمر المَظَرّة فلْقة من الظِّرَّان يقطع بها وقال ظَرِير وأَظِرَّة ويقال ظُرَرَةٌ واحدةٌ وقال ابن شميل الظِّرُّ حَجَر أَمْلَس عريض يَكسره الرجا فيَجْزِر الجَزورَ وعلى كل لون يكون الظُّرَر وهو قبل أَن يُكسر ظُرَرٌ أَيضاً وهي في الأَرض سَلِيل وصَفائحُ مثل السيوف والسَّلِيل الحجر العريض وأَنشد تَقِيه مَظارِيرَ الصُّوى من نعاله بسورٍ تُلحيِّه الحصى كنَوى القَسْبِ وأَرض مَظِرَّة بكسر الظاء ذاتُ حجارة عن ثعلب وفي التهذيب ذات ظِرَّان وحكى الفارسي أَرى أَرضاً مَظَرَّةً بفتح الميم والظاء ذات ظِرَّان والظَّرِيرُ نَعْتُ المكان الحَزْن والظَّرِيرُ المكان الكثير الحجارة والجمع كالجمع والظَّرِيرُ العلَمُ الذي يُهْتدَى به والجمع أَظِرَّةٌ وظُرَّانٌ مثل أَرْغْفِة ورُغْفانٍ التهذيب والأَظِرَّةُ من الأَعلام التي يهتدى بها مثل الأَمِرَّة ومنها ما يكون مَمْطوراً
( * قوله « ممطوراً » بهامش الأَصل ما نصه صوابه ممطولاً ) صُلْباً يُتَّخذُ منه الرَّحى والظُّرَرُ والمَظَرَّةُ الحجر يقطع به الليث يقال ظَرَرْتُ مَظَرَّةً وذلك أَن الناقة إِذا أَبْلَمت وهو داء يأْخذها في حَلْقة الرحم فيَضِيق فيأْخذ الراعي مَظَرَّةً ويُدْخل يدَه في بطنها من ظَبْيَتها ثم يقطع من ذلك الموضع كالثُّؤْلولِ وهو ما أَبْلم في بطن الناقة وظَرَّ مَظَرَّةً قطعها وقال بعضهم في المثل أَظِرِّي فإِنك ناعلة أَي اركبي الظُّرَرَ والمعروف بالطاء وقد تقدم

ظفر
الظُّفْرُ والظُّفُرُ معروف وجمعه أَظْفارٌ وأُظْفورٌ وأَظافيرُ يكون للإِنسان وغيره وأَما قراءة من قرأَ كل ذي ظِفْر بالكسر فشاذ غير مأْنوسٍ به إِذ لا يُعْرف ظِفْر بالكسر وقالوا الظُّفْر لما لا يَصِيد والمِخْلَبُ لما يَصِيد كله مذكر صرح به اللحياني والجمع أَظفار وهو الأُظْفُورُ وعلى هذا قولهم أَظافيرُ لا على أَنه حمع أَظفار الذي هو جمع ظُفْر لأَنه ليس كل جمع يجمع ولهذا حمل الأَخفش قراءة من قرأَ فَرُهُنٌ مقبوضة على أَنه جمع رَهْن ويُجَوّز قِلَّته لئلا يضْطَرَّه إِلى ذلك أَن يكون جمعَ رِهانٍ الذي هو جمعُ رَهْنٍ وأَما من لم يقل إِلاَّ ظُفْر فإِن أَظافِيرَ عنده مُلْحَقةٌ بباب دُمْلوج بدليل ما انضاف إِليها من زيادة الواو معها قال ابن سيده هذا مذهب بعضهم الليث الظُّفْر ظُفْر الأُصبع وظُفْر الطائر والجمع الأَظفار وجماعة الأَظْفار أَظافِيرُ لأَن أَظفاراً بوزن إِعْصارٍ تقول أَظافِيرُ وأَعاصيرُ وإِنْ جاء ذلك في الأَشعار جاز ولا يُتَكلّم به بالقياس في كل ذلك سواء غير أَن السمع آنَسُ فإِذا ورد على الإِنسان شيء لم يسمعه مستعملاً في الكلام اسْتوحَشَ منه فَنَفَر وهو في الأَشعار جيّدٌ جائز وقوله تعالى وعلى الذين هادُوا حَرّمْنا كلَّ ذي ظُفُرٍ دخل في ذي الظُّفْرِ ذواتُ المناسم من الإِبل والنعامِ لأَنها كالأَظْفار لها ورجل أَظْفَرُ طويل الأَظفار عريضُها ولا فَعْلاء لها من جهة السماع ومَنْسِم أَظْفَرُ كذلك قال ذو الرمة بأَظْفَرَ كالعَمُودِ إِذا اصْمَعَدّتْ على وَهَلٍ وأَصفَرَ كالعَمُودِ والتَّظْفيرُ غَمْزُ الظُّفْرِ في التُّفَّاحة وغيرها وظَفَرَه يَظْفِرُه وظَفَّرَه واظِّفَرَه غرزَ في وَجْهه ظُفْرَه ويقال ظَفَّرَ فلانٌ في وَجْهِ فلانٍ إِذا غَرَزَ ظُفْرَه في لحمه فعَقَره وكذلك التَّظْفِيرُ في القِثَّاء والبطِِّيخ وكلُّ ما غَرَزْت فيه ظُفْرَك فشَدَخْتَه أَو أَثّرْتَ فيه فقد ظَفَرْته أَنشد ثعلب لخَنْدَق بن إِياد ولا تُوَقّ الحََلْقَ أَن تَظَفّرَا واظّفَرَ الرجلُ واطَّفَر أَي أَعْلَقَ ظُفْرَه وهو افتعل فأَدغم وقال العجاج يصف بازياً تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ أَبْصَرَ خِرْبانَ فَضاءٍ فَانْكَدَرْ شاكِي الكَلالِيبِ إِذا أَهْوَى اظَّفَرْ الكَلالِيبُ مَخالِيبُ البازي الواحد كَلّوب والشاكي مأْخوذ من الشَّوْكةِ وهو مقلوب أَي حادُّ المَخالِيبِ واظّفَرَ أَيضاً بمعنى ظَفِرَ بهم ورجل مُقلَّم الظُّفْرِ عن الأَذَى وكَلِيل الظُّفْرِ عن العِدَى وكذلك على المثل ويقال للرجل إِنه لمَقْلُومُ الظُّفُرِ أَي لا يُنْكي عَدُوّاً وقال طرفة لَسْتُ بالفَانِي ولا كَلِّ الظُّفُرْ ويقال للمَهين هو كَليلُ الظُّفُرِ ورجل أَظْفَرُ بَيِّن الظُّفُرِ إِذا كان طويلَ الأَظْفارِ كما تقول رجل أَشْعَرُ طويل الشعر ابن سيده والظُّفْرُ ضَرْبٌ من العِطْر أَسْوَدُ مُقْتَلَفٌ من أَصله على شكل ظُفْر الإِنسان يوضع في الدخنة والجمع أَظْفارٌ وأَظافِيرُ وقال صاحب العين لا واحد له وقال الأَزهري لا يُفْرَدُ منه الواحد قال وربما قال بعضهم أَظْفارةٌ واحدة وليس بجائز في القياس ويجمعونها على أَظافِيرَ وهذا في الطِّيب وإِذا أُفرد شيء من نحوها ينبغي أَن يكون ظُفْراً وفُوهاً وهم يقولون أَظفارٌ وأَظافِيرُ وأَفْواهٌ وأَفاوِيهُ لهذين العِطْرَينِ وظَفَّرَ ثَوبه طيَّبَه بالظُّفْر وفي حديث أُمّ عطيّة لا تَمَسّ المُحِدّ إِلاَّ نُبْذَةً من قُسْطِ أَظفارٍ وفي رواية من قُسْطِ وأَظفار قال الأَظْفارُ جنس من الطِّيب لا واحد له من لفظه وقيل واحدة ظُفْر وهو شيء من العِطْر أَسود والقطعةُ منه شبيهةٌ بالظُّفْرِ وظَفَّرَت الأَرض أَخْرجت من النبات ما يمكن احتفاره بالظُّفْرِ وظَفِّرَ العَرْفَجُ والأَرْطى خرج منه شِبهُ الأَظفار وذلك حين يُخَوِّصُ وظَفَّرَ البَقْلُ خرج كأَنه أَظفارُ الطائر وظَفَّرَ النَّصِيُّ والوَشِيجُ والبَرْدِيُّ والثُّمامُ والصَّلِّيَانُ والعَرَزُ والهَدَبُ إِذا خرج له عُنْقُرٌ أَصفر كالظُّفْرِ وهي خُوصَةٌ تَنْدُرُ منه فيها نَوْرٌ أَغبر الكسائي إِذا طلع النبت قيل قد ظَفَّرَ تَظْفِيراً قال أَبو منصور هو مأْخوذ من الأَظْفارِ الجوهري والظَّفَرْ ما اطْمَأَنَّ من الأَرض وأَنبت ويقال ظَفَّرَ النبتُ إِذا طلع مقدار الظُّفْرِ والظُّفْرُ والظَّفَرَةُ بالتحريك داء يكون في العين يَتَجَلَّلُها منه غاشِيةٌ كالظُّفْرِ وقيل هي لحمة تنبت عند المَآقي حتى تبلغ السواد وربما أَخَذَت فيه وقيل الظَّفَرَةُ بالتحريك جُلَيْدَة تُغَشِّي العينَ تنبت تِلْقَاءَ المَآقي وربما قُطعت وإِن تُركت غَشِيَتْ بَصر العين حتى تَكِلَّ وفي الصحاح جُلَيْدة تُغَشِّي العين نَابتة من الجانب الذي يلي الأَنف على بياض العين إِلى سوادهَا قال وهي التي يقال لها ظُفْرٌ عن أَبي عبيد وفي صفة الدجال وعلى عينه ظَفَرَةٌ غليظة بفتح الظاء والفاء وهي لحمة تنبت عند المَآقي وقد تمتد إِلى السواد فتُغَشِّيه وقد ظَفِرَتْ عينُه بالكسر تَظْفَرُ ظَفَراً فهي ظَفِرَةٌ ويقال ظُفِرَ فلانٌ فهو مَظْفُورٌ وعين ظَفِرَةٌ وقال أَبو الهيثم ما القولُ في عُجَيِّزٍ كالحُمّره بِعَيْنها من البُكاء ظَفَرَه حَلَّ ابنُها في السِّجْن وَسْطَ الكَفَرَه ؟ الفراء الظَّفَرَةُ لحمة تنبت في الحَدَقَةِ وقال غيره الظُّفْر لحم ينبت في بياض العين وربما جلل الحَدَقَةَ وأَظْفَارُ الجلد ما تكسر منه فصارت له غُصُونٌ وظَفَّرَ الجلدَ دَلَكَهُ لِتَمْلاسَّ أَظْفارُه الأَصمعي في السِّيَةِ الظُّفْرُ وهو ما وراء معْقِدِ الوتَرِ إِلى طرَف القَوْس والجمع ظِفَرَةٌ قال الأَزهري هنا يقال للظُّفْرِ أُظْفُورٌ وجمعه أَظافير وأَنشد ما بَيْنَ لُقْمَتِها الأُولى إِذا ازْدَرَدتْ وبَيْنَ أُخْرَى نَلِيها قِيسُ أُظْفُورِ والظَّفَرُ بالفتح الفوز بالمطلوب الليث الظَّفَرُ الفوز بما طلبتَ والفَلْجُ على من خاصمت وقد ظَفِرَ به وعليه وظَفِرَهُ ظَفَراً مثل لَحِقَ به ولَحِقَهُ فهو ظَفِرٌ وأَظْفَرَهُ الله به وعليه وظَفَّرَهُ به تَظْفِيراً ويقال ظَفِرَ اللهُ فُلاناً على فلان وكذلك أَظْفَرَهُ اللهُ ورجل مُظَفَّرٌ وظَفِرٌ وظِفِّيرٌ لا يحاول أَمراً إِلاَّ ظَفِرَ به قال العجير السلولي يمدح رجلاً هو الظَّفِرُ المَيْمُونُ إِنْ رَاحَ أَو غَدَا به الركْبُ والتِّلْعابةُ المُتَحَبِّبُ ورجل مُظَفَّرٌ صاحب دَوْلَةٍ في الحرب وفلان مُظَفَّرٌ لا يَؤُوب إِلاَّ بالظَّفَر فثُقِّلَ نعتُه للكثرة والمبالغة وإِن قيل ظَفَّرَ الله فلاناً أَي جعله مُظَفَّراً جاز وحسُن َأَيضاً وتقول ظَفَّره ظَفَّره الله عليه أَي غَلّبه عليه وكذلك إِذا سئل أَيهما أَظْفَرُ فأَخْبِرْ عن واحد غلَب الآخر وقد ظَفّره قال الأَخفش وتقول العرب ظَفِرْت عليه في معنى ظَفِرْت به وما ظَفَرتْكَ عَيْني مُنْذ زمانٍ أَي ما رَأَتْك وكذلك ما أَخَذَتْكَ عيني مند حين وظَفَّرَه دَعا لَه بالظَّفَر وظَفِرْت به فأَنا ظافرٌ وهو مَظْفُورٌ به ويقال أَظْفَرَنيِ الله به وتَظَافَرَ القومُ عليه وتظاهَرُوا بمعنى واحد وظَفارِ مثل قَطَامِ مبنية موضع وقيل هي قَرْية من قُرَى حِمْير إِليها ينسب الجَزْع الظَّفارِيّ وقد جاءت مرفوعة أُجْرِيَت مُجْرَى رَبابِ إِذا سَمّيْتَ بها ابن السكيت يقال جَزْعٌ ظَفارِيّ منسوب إِلى ظَفارِ أَسد مدينة باليمن وكذلك عُودٌ ظَفارِيّ منسوب وهو العود الذي يُتَبَخّر به ومنه قولهم مَنْ دَخل ظَفارِ حَمّرَ أَي تعلم الحِمْيَريّة وقيل كل أَرض ذات مَغَرّةٍ ظَفارِ وفي الحديث كان لباسُ آدَم عليه السلام والظُّفُر أَي شيء يُشْبِه الظُّفُرَ في بياضه وصفائه وكثافِته وفي حديث الإِفْكِ عِقد من جَزْع أَظفار قال ابن الأَثير هكذا روي وأُريد بها العطْرُ المذكور أَوَّلاً كأَنه يؤخذ فيُثْقَبُ ويُجْعل في العِقْد والقلادة قال والصحيح في الرواية أَنه من جَزْعِ ظَفارِ مدينة لحِمْير باليمن والأَظْفارُ كِبارُ القِرْدانِ وكواكبُ صِغارٌ وظَفْرٌ ومُظَفَّرٌ ومِظْفارٌ أَسماء وبنو ظَفَر بَطْنانِ بطن في الأَنصار وبطن في بني سليم

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88