كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

فشخ
الفَشْخُ اللطم والصفع في لعب الصبيان والكذب فيه فشَخه يفشَخه فشْخاً وفشَخَ الصبيان في لعبهم فشْخاً كذبوا فيه وظلموا وفَنْشَخَ وفَنْشَخَ أَعيا

فصخ
ابن شميل الفَصْخُ التغابي عن الشيء وأَنت تعلمه يقال فَصَخْتُ عن ذلك الأَمر فصْخاً ويقال فَصَخَ يده وفسخها إِذا أَزال عن مفصله حكَى الصادَ عن أَبي الدُّقيش أَبو حاتم فصَخَ النعامُ بصومه إِذا رمى به

فضخ
الفضْخ كسر كل شيء أَجوف نحو الرأْس والبطيخ فَضَخَه يفْضَخُه فضْخاً وافتضخه وفضخ رأْسه شدخه وانفَضَخَ سَنامُ البعير انشدخ وأَفضَخ العنقودُ حان وصلح أَن يفتضخ ويُعْتَصر ما فيه وفضَخ الرُّطبَة ونحوها من الرطْب يفضَخها فضخاً شدخها والفَضِيخُ عصير العنَب وهو أَيضاً شراب يتخذ من البُسر المفضوخ وحده من غير أَن تمسه النار وهو المشدوخ وفضَخْتُ البسر وافتَضَخْته قال الراجز بالَ سُهَيْلٌ في الفَضيخ فَفسَد يقول لما طلع سهيل ذهب زمن البسر وأَرطب فكأَنه بال فيه وقال بعضهم هو المفضوخ لا الفضيخ المعنى أَنه يُسْكِرُ شاربه فيفضخه وسئل ابن عمر عن الفضيخ فقال ليس بالفضيخ ولكن هو الفضوخ فعول من الفضيخة أَراد يُسْكِر شاربَه فيفضَخه وقد تكرر ذكر الفضيخ في الحديث والمِفْضَخَة حجر يفضخ به البسر ويجفف والمفاضخ الأَواني التي ينبذ فيها الفضيخ وكل شيء اتسعَ وعَرُض فقد انفضخ وانفَضَخَت القُرْحة وغيرُها انفَتَحَت وانعصرت ودلو مِفْضَخَةٌ واسعة قال كأَنّ ظَهْرِي أَخذَتْهُ زُلَّخَهْ مِمَّا تَمطَّى بالفَرِيِّ المِفْضَخَهْ وقد قيل في الدلو انفضجت بالجيم وانفضخ العرق ويقال انفضخت العين بالخاء إِذا انفقأَت أَبو زيد فضَخْتُ عينَه وفقأْتها فَقْأً وهما واحد للعين والبطن وكل وعاء فيه دهن أو شراب وفي حديث علي رضوان الله عليه أَنه قال كنت رجلاً مَذَّاءً فسأَلت المقداد أَن يسأَل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إِذا رأَيت المذي فتوضأْ واغسل مَذاكِيرَك وإِذا رأَيت فَضْخَ الماءِ فاغتسل يريد المنيّ وفَضْخُ الماءِ دَفْقُه وانفضخ الدلو إِذا دفق ما فيه من الماء قال والدلو يقال لها المِفْضَخة وحكي عن بعضهم أَنه قيل له ما الإِناء ؟ فقال حيث تَفْضَخ الدلوْ أَي تدفق فتفيض في الإِناء ويقال بينَا الإِنسانُ ساكتٌ إِذِ انْفَضَخ وهو شدة البكاء وكثرة الدمع والقارورة تنفضخ إِذا تكسرت فلم يبق فيها شيء والسقاء ينفضخ وهو ملآن فينشق ويسيل ما فيه أَبو حاتم يقال للبن الذي أُكثر ماؤه حتى رق هو أَبيض مثل السَّمار ومثله الضَّيْح والخَضار والشِّجاج والفَضِيخُ والشُّهابة مثله بضم الشين وكذلك البِراح وهُو المِزْرَح والدِّلاحُ والمَذْقُ وقيل هو الشُّهابُ

فقخ
فَقَخَه فَقْخاً كقفخه والله أَعلم

فلخ
شمر فَلَخْتُه وقَفَخْتُه إِذا أَوضَحتَه وسَلَعْته أَيضاً والفَيْلَخ أَحَدُ رَحَيَيِ الماءِ واليد السفلى منهما ومنه قوله ودُرْنا كما دارَتْ على القُطْبِ فَيْلَخُ

فلذخ
الفَلْذَخُ اللَّوْزِينَج

فنخ
الفَلْذَخُ اللَّوزِينَج

فنشخ
التهذيب يقال فَنْشَخَه فِنْشاخاً وزلزله زلزالاً بمعنى واحد

فنقخ
التهذيب ا لفراء داهِيَةٌ فِنْقَخٌ قال الراوي هكذا أَسمعنيه المنذري في نوادر الفراء

فوخ
فاخ المسك يفوخ وَيفيخ فَوخاناً سطع مثل فاح الفراء فاحت ريحه وفاخت أَخذت بنفسه وفاحت دون ذلك الأَصمعي فاخت منه ريح طيبة تفوخ وتفيخ مثل فاحت وفاخ الرجل يفوخ فَوْخاً وأَفاخ يُفيخ خرجت منه ريح وهو مذكور في الياء أَيضاً وفاخ الحَدَثُ نفسُه يفوخ صوّت وفاخت الريح تَفُوخ إِذا كان لها صوت الفراء أَفَخْتُ الزِّق إِفاخَة إِذا فتحت فاه ليفُش ريحه قال وسمعت شيخاً من أَهل العربية يقول أَفخت الزق إِذا طليت داخله بِرُبّ وأَفِخْ عنك من الظهيرة أَي أَقم حتى يسكن حر النهار ويَبْرُدَ وهو أَيضاً مذكور في الياء وأَفاخ الإِنسان يُفيخ إفاخة وفي الحديث أَنه خرج يريد حاجة فاتبعه بعض أَصحابه فقال تنح عني فإِن كل بائلة يُفِيخ الإِفاخَةُ الحدَث من خروج الريح خاصة وقوله بائلة أَي نفس بائلة الليث إِفاخَةُ الريح بالدبر قال أَبو زيد إِذا جعلت الفعل للصوت قلت فاخ يفوخ وفاخت الريح تفوخ فوخاً إِذا كان مع هبوبها صوت وأَما الفوح بالحاء فمن الريح تجدها لا من الصوت وقال النضر بن شميل إِذا بال الإِنسان أَو الدابة فخرج منه ريح قيل أَفاخ وأَنشد لجرير ظَلَّ اللَّهازِمُ يَلْعَبون بِنِسْوَة بالجَوِّ يومَ يُفِخْنَ بالأَبْوالِ وأَفاخ ببوله إِذا اتسع مخرجه وأَفاخت الناقة ببولها وأَشاعَتْ وأَوْزَغَتْ وأَنشد بيت جرير أَيضاً

فيخ
: الفَيْخَة : السُّكُرُّجَة . و فَيَّخ العجينَ : جعله كالسُّكُرُّجة وأَنشد الليث : ونَهِيدَةٍ في فَيْخَةٍ مَعَ طِرْمَةٍ أَهدَيْتُها لِفَتىً أَراد الزَّغْبَدا التهذيب : و الإِفاخة أَن يُسْقَط في يده قال الفرزدق : أَفاخَ وأَلْقَى الدّرْعَ عنه ولم أَكُنْ لأُلْقِيَ دِرْعِي عَن كَمِيَ أُقاتِلُه و أَفاخ الرجلُ : صُدَّ عنه فسُقِط في يده . التهذيب : أَفاخ فلان من فلان إِذا صدّ عنه وأَنشد : أَفاخوا من رِماح الخَطِّ لمَّا رأَوْنا قد شَرَعْناها نِهالا و فاخ الرجل و أَفاخ يفيخ أَي ضرط . وقيل : الإِفاخة الحدث مع خروج الريح خاصة . ابن الأَعرابي : فَيْخة البول اتّساع مخرجه وكثرته . و فاخت الرائحة الطيِّبة تَفِيخ فَيخاً و فيخاناً : كفاحت . و فيخة الحر : شدَّته وغُلَواؤُه . و فاخ الحر : سكن وكذلك كل ما سكن بعدُ و أَفِخْ عنك من الظهيرة أَي أَقم حتى يسكن حر النهار ويبرد . و فَيْخة النبات : التفافه وكثرته . و الفَيْخ : الانتشار كالفيح عن كُراع قال ابن سيده : ولست منها على ثقة

قفخ
قَفَخَ الشيءَ قَفْخاً وقفاخاً ضربه ولا يكون القَفْخ إلاّ على شيء صُلب أَو على شيء أَجوف أَو على الرأْس فإِن ضربه على شيء مصمت يابس قال صفقته وصقعته وقفخ رأْسه بالعصا يَقْفَخه قفخاً كذلك الأَصمعي قفَخت الرجل أَقفخه قفخاً إِذا صككته على رأْسه بالعصا والقفخ أَيضاً كسر الشيء عرضاً الليث القفخ كسر الرأْس شدخاً قال وكذلك إِذا كسرت العَرْمَض على وجه الماء قلت قفخته قفخاً وأَنشد قَفْخاً على الهام وبَجًّا وخْضا وقفخَ العرمضَ قفْخاً كسره عن وجه الماء وأَهل اليمن يسمون الصَّقْعَ القَفْخَ والقَفيخة طعام يصنع من إهالة وتمر يُصبّ على حشيشة والقُفَّاخ المرأَة الحسنة الحادرة والقَفْخة البقرة المستحرمة وأَقْفَخَتِ البقرةُ استحرمت وكذلك الذئب يقال أَقْفَخَت أَرخُهم أَي استحرمت بَقَرتُهم وكذلك الذئبة إِذا أَرادت السفاد

قلخ
القَلْخ الضرب باليابس على اليابس والقَلْخ والقَلِيخُ شدَّة الهَدير وأَنشد قَلخ الهَديرِ مِرْجَس رعَّاد وقَلَخَ البعيرُ هديره يقلَخه قلْخاً وهو قلاَّخ قطَّعه وقيل قلَخ يقلَخُ قلْخاً وقُلاخاً وقَليخاً الأَخيرة عن سيبويه وهو قَلاَّخ وقُلاَّخ جعل يهدر هدراً كأَنه يقلعه من جوفه وقيل قلْخُه أَوَّل هديره قال الفراء أَكثر الأَصوات بني على فعيل مثل هدر هديراً وصهل صهيلاً ونبح نبيحاً وقلخ قليخاً والقَلْخ الحمار المُسِنّ والقَلْخ والقُلاخ الضخم الهامَة وقَلَّخَه بالسَّوطِ تقليخاً ضربه ويقال للفحل عند الضراب قَلَخْ قَلَخْ مجزوم ويقال للحمار المسن قلْخ وقلْح بالخاء والحاء وأَنشد الليث أَيحكُمُ في أَموالنا ودمائنا قُدَامَة قَلْخُ العَيرِ عَيرِ ابنِ جَحْجَب ؟ الأَصمعي الفحل من الإِبل إِذا هدر فجعل كأَنه يقلع الهدير قلعاً قيل قلَخَ قلخاً وأَنشد الأَصمعي قَلْخَ الفحولِ الصِّيدِ في أَشوالها والقُلاخ بالضم اسم شاعر وهو قلاخ بن حزن السعدي وهو القائل أَنا القُلاخُ في بغائي مِقْسَماً أَقسَمْتُ لا أَسأَمُ حتى يسأَما والقُلاخ بن جَنَاب بن جلا الراجز شبه بالفحل فلقب بالقلاخ وهو القائل أَنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بنِ جلا أَبو خَناثيرَ أَقودُ الجَمَلا أَراد أَني مشهور معروف وكل من قاد الجَمَل فإِنه يرى من كل مكان قال ابن برّي الذي ذكره الجوهري ليس هو القلاخ بن حزن كما ذكر وإنما هو القلاخ العنبري ومِقْسَم غلام القلاخ هذا العنبري وكان قد هرب فخرج في طلبه فنزل بقوم فقالوا من أَنت ؟ قال أَنا القلاخ جئتُ أَبْغِي مِقْسَما

قمخ
الأَصمعي أَقْمَخَ بأَنفه إِقْماخاً وأَكْمخ إِكماخاً إِذا شمخ بأَنفه وتكبر

قنفخ
القَنْفَخُ ضرب من النبت والله أَعلم

قوخ
قاخَ جوفُ الإِنسان قَوْخاً وقَخاً مقلوب فسد من داء وليلة قاخٌ مظلمة سوداء وأَنشد كم ليلة طَخياءَ قاخاً حِنْدِسا تَرى النجومَ من دُجاها طُمَّسا وليس نهار قاخ كذلك عن كراع

كخخ
كَخَّ بَكِخُّ كخًّا وكَخِيخاً نامَ فَغَطَّ وفي الحديث عن أَبي هريرة أَكل الحسن أَو الحسين رضي الله عنهما تمرة من الصدقة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كخ كخ أَما علمت أَنَّا أَهلُ بيت لا تحلُّ لنا الصدقة ؟

كرخ
الكَرْخُ سوق ببغداد نبطية وفي التهذيب كَرْخ بغير تعريف وأُكَيْراخُ موضع آخر في السواد والكُراخيَّةُ الشُّقَّة من البواري وفي التهذيب الكَراخة والكارِخُ الرجل الذي يسوق الماء إلى الأَرض سوادية والكارِخَة الحَلق أَو شيء منه وقد قيلت بالحاء المهملة

كشخ
الكَشْخانُ الدَّيُّوث وهو دخيل في كلام العرب ويقال للشاتم لا تَكْشِخْ فلاناً قال الليث الكشخان ليس من كلام العرب فإِن أُعرب قيل كِشْخَانُ على فِعلال قال الأَزهري إن كان الكشخ صحيحاً فهو حرف ثلاثي ويجوز أَن يقال فلان كَشْخان على فَعلان وإِن جعلت النون أَصلية فهو رباعي ولا يجوز أَن يكون عربيّاً لأنه يكون على مثال فعلال وفعلال لا يكون في غير المضاعف فهو بناء عقيم فافهمه والكشخنة مولِّدة ليست عربية

كشمخ
الكَشْمَخَة والكُشْمَخة بقلة تكون في رمال بني سعد تؤَه طيبة رخصة قال الأَزهري أقمت في رمال بني سعد فما رأَيت كَشْمَخة ولا سمعت بها قال وأَحسبها نبطية وما أُراها عربية وذكر الدينوري الكشمخة وفسرها كذلك ثم قال وهي المُلاَّجُ وأَهل البصرة يسمون المُلاَّج الكُشْمَلَخَ والله أَعلم

كشملخ
الكُشْمَلَخُ بِصرية المُلاَّحُ حكاها أَبو حنيفة قال وأَحسبها نبطية قال وأَخبرني بعض البصريين أَن الكُشْمَلَخ اليَنَمَةُ

كفخ
الكَفْخَة الزبدة المجتمعة البيضاء من أَجود الزبد قال لها كَفْخَةٌ بَيْضا تَلُوحُ كأَنها تَرِيكَةُ قَفْرٍ أُهْدِيَتْ لأَمير قال أَبو تراب كَفَخَه كَفْخاً إِذا ضربه

كمخ
أَقْمَخَ بأَنْفه إِقماخاً وأَكْمخ إِكماخاً إِذا شمَخ بأَنفه وتكبر وكمَخه باللجام قَدَعه وقيل الإِكماخ رفع الرأْس تكبراً وقيل الإِكماخ جلوس المتعظم في نفسه أَكمخ إِكماخاً حكى أَبو الدقيش فلبس كساء له ثم جلس جلوس العروس على المنَصَّة وقال هكذا يكْمَخون من البأْو والعظمة وقال أَبو العباس الكُماخ الكبرُ والتعظم وقوله إِذا ازدَهاهُم يوم هَيْجا أَكْمَخوا بأْواً ومَدَّتْهمْ جبالٌ شُمَّخ قيل معناه عمروا وزادوا وقيل ترادوا ومَلِكٌ كَيْمَخ رفع رأْسه تكبراً وفي الصحاح كمخ بأَنفه تكبر وأَكْمَخَ الكرم بدت زَمَعاته وذلك حين يتحرك للإِيراق هذه عن أَبي حنيفة والكَمْخ السلْح وكَمَخ البعيرُ بسَلْحه يكمَخُ كَمْخاً إِذا أَخرجه رقيقاً والكامَخُ نوع من الأُدْم معرّب وقرّب إلى أَعرابيّ خبز وكامَخٌ فلم يعرفه فقال ما هذا ؟ فقيل كامَخٌ فقال قد علمت أَنه كامَخٌ ولكن أَيُّكم كمَخَ به ؟ يريد سلَح به

كوخ
ليلةٌ كاخٌ مظلمة ويقال للبيت المسنَّم كُوخٌ وهو فارسيٌّ معرّب والكُوخ بالضم بيت من قصب بلا كوة والجمع الأَكْواخ الأَزهري الكُوخ والكاخ دخيلان في العربية والكُوخ كل موضع يتخذه الزارع على زرعه ويكون فيه يحفظ زروعه وكذلك الناطور يتخذه يحفظ ما في البستان وأَهل مرو يقولون كاخٌ للقصر الذي يتخذ في البستان والمواضع

لبخ
اللبْخُ الاحتيال للأَخذ واللبْخ الضرب والقتل واللبُّوخ كثرة اللحم في الجسد رجل لَبيخٌ وامرأَة لُباخيَّة كثيرة اللحم ضخمة الرَّبلة تامَّة كأَنها منسوبة إِلى اللُّباخ ويقال للمرأَة الطويلة العظيمة الجسم خرْباقٌ ولُباخيَّة واللّباخ اللّطام والضراب واللبَخَة شجرة عظيمة مثل الأَثابَة أَعظم ورقها شبيه بورق الجوز ولها أَيضاً جَنًى كجَنى الحَماطِ مُرٌّ إِذا أُكل أَعطش وإِذا شرب عليه الماءُ نفخ البطن حكاه أَبو حنيفة وأَنشد مَن يشرب الماءَ ويأْكل اللَّبخْ تَرِمْ عروقُ بطنِه ويَنتَفِخْ قال وهو من شجر الجبال قال وأَخبرني العالِم به أَن بانْصنا من صعيد مصر وهي مدينة السحرة في الدور الشجرة بعد الشجرة تسمى اللبخ قال وهو بالفتح قال وهو شجر عظام أمثال الدُّلْب وله ثمر أَخضر يشبه التمر حلو جدّاً إِلا أَنه كريه وهو جيد لوجع الأَضراس وإِذا نشر شجره أَرعف ناشره قال وينشر أَلواحاً فيبلغ اللوح منها خمسين ديناراً بجعله أصحاب المراكب في بناءِ السفن وزعم أَنه إِذا ضم منه لوحان ضمّاً شديداً وجعلا في الماء سنة التحما فصارا لوحاً واحداً ولم يذكر في التهذيب أَن يجعلا في الماءِ سنة ولا أَقل ولا أَكثر وهذه الشجرة رأْيتها أَنا بجزيرة مصر وهي من كبار الشجر وأَعجب ما فيها أَن قوماً زعموا أَن هذه الشجرة كانت تَقتل في بلاد الفرس فلما نقلت إلى مصر صارت تؤكل ولا تضر ذكره ابن البيطار العشاب في كتابه الجامع واللَّبيخة نافجة المسك وتَلبَّخ بالمسك تطيب به كلاهما عن الهجري وأَنشد هَداني إِليها ريحُ مسكِ تَلَبَّخَتْ به في دُخانِ المَنْدَليّ المُقَصَّدِ

لتخ
اللتْخُ لغة في اللطخ وتلتخ كتلطخ ورجل لَتِخَة داهية منكر هكذا حكاه كراع وقد نفى سيبويه هذا المثال في الصفات واللَّتْخان الجائع عن كراع والمعروف عند أَبي عبيد الحاء وقد تقدم الليث اللتْخ الشق يقال لَتَخه بالسوط أَي سحله وقشر جلده

لخخ
لَخِخَتْ عينه ولَحِحَتْ إِذا التزقت من الرمص ولَخَّتْ عينه تَلِخُّ لخّاً ولَخيخاً كثرت دموعها وغلظت أَجفانها أَنشد ابن دريد لا خيرَ في الشيخ إِذا ما اجلَخَّا وسال غَرب عينه فَلَخَّا أَي رَمِصَ واللَّخَّة الانف قال حتى إِذا قالتْ له إِيه إِيهْ وجَعَلَتْ لَخَّتُها تُغَنّيه تغنيه أَراد تُغَنِّنُه من الغنة وواد لاخٌّ وملْتَخٌّ كثير الشجر مؤْتَشب قال الأَزهري وروينا عن ابن عباس قصة إسماعيل وأُمِّه هاجر وإِسكان إِبراهيم إِياه في الحرم قال والوادي يومئذ لاحٌّ قال شمر في كتابه إِنما هو لاخٌ خفيف أَي معوجُّ الفم ذهب به إِلى الإِلخاءِ
( * قوله « إلى الالخاء إلخ » في شرح القاموس ذهب في أخذه من الالخى هكذا عندنا بالنسخة بالالف المقصورة والذي في الامهات من الالخاء إلخ اه والظاهر أنه بالالف المقصورة على أفعل بدليل اللخواء ولقوله وهو المعوج إلخ ) واللخواء وهو المعوجُّ الفم قال الأَزهري والرواية لاخٌّ بالتشديد روي عن ابن الأَعرابي أَنه قال جوف لاخ أَي عميق قال والجوف الوادي ومعنى قوله الوادي لاخّ أَي متضايق متلاخّ لكثرة شجره وقلة عمارته قال ابن الأَثير أَثبته ابن معين بالخاءِ المعجمة وقال من قال غير هذا فقد صحَّف فإِنه يروى بالحاءِ المهملة وسكران مُلْتخٌّ ومُلْطخٌّ أَي مختلط لا يفهم شيئاً لاختلاط عقله ومنه يقال التَخَّ عليهم أَمرُهم أَي اختلط فأَما قولهم مُلْطخٌّ فغير مأْخوذ به لأَنه ليس بعربي قال الجوهري سكران مُلْتَخٍّ والعامة تقول ملطَخٌّ ولا يقال سكران مُتَلَطِّخٌ قال الأَصمعي هو مأْخوذ من واد لاخّ إِذا كان ملتفّاً بالشجر والتَخَّ العُشب التَفَّ واللَّخْلَخانيَّةُ العجمة في المنطق رجل لَخْلَخانيٌّ وامرأَة لخلخانية إِذا كانا لا يفصحان وفي الحديث فأَتانا رجل فيه لَخْلَخانيَّة قال أَبو عبيدة اللخلخانية العُجمة قال البعيث سيترُكُها إِن سلَّم الله جارَها بنو اللَّخْلَخانيَّات وهْي رُتُوع وفي حديث معاوية قال أَيّ الناس أَفصح ؟ فقال رجل قوم ارتفعوا عن لَخْلَخانيَّة العراق قال وهي اللكنة في الكلام والعجمة وقيل هو منسوب إِلى لَخْلَخان وهي قبيلة وقيل موضع ومنه الحديث كنا بموضع كذا وكذا فأَتى رجل فيه لَخْلَخانيَّة واللَّخْلَخَة ضرب من الطيب وقد لخلخه

لطخ
لطخه بالشيء يَلْطَخه لطخاً ولطَّخه ولطختُ فلاناً بأَمر قبيح رميته به وتلطَّخ فلان بأَمر قبيح تدنس وهو أَعم من الطَّلْخ واللُّطاخَة بقية اللَّطْخ ورجل لَطِخٌ قذر الأَكل ولَطَخَه بشرٍّ يلطَخُه لطْخاً أَي لوَّثه به فتلوَّث وتلطخ به فعله وفي حديث أَبي طلحة تركتْني حتى تلطَّخْت أَي تنجست وتقذرت بالجماع يقال رجل لَطِخ أَي قذر ورجل لُطَخَة أَحمق لا خير فيه والجمع لطَخات واللَّطخ كل شيءٍ لُطِّخ بغير لونه وفي السماء لَطْخٌ من سحاب أَي قليل وسمعت لَطْخاً من خَبَرٍ أَي يسيراً ويقال اغنُوا لَطْختكم

لفخ
لَفَخَه على رأْسه وفي رأْسه يلْفَخه لفْخاً وهو ضرب جميع الرأْس وقيل هو كالقَفْح وخص بعضهم به ضرب الرأْس بالعصا ولفَخَه البعير يلفَخُه لفْخاً على لفظ ما تقدّم ركضه برجله من ورائه

لمخ
اللِمَّاخ اللطام ولَمَخ يلمَخ لَمْخاً لَطَم ولامَخَه لماخاً لاطمه وأَنشد فَأَوْرَخَتْه أَيَّما إِيرَاخِ قَبْلَ لِمَاخٍ أَيَّما لِمَاخ ولَمَخه لطَمه ويقال لامَخه ولاخَمَه اي لاطمه

لوخ
وادٍ لاخٌ عميق عن أَبي حنيفة قال ابن سيده وإِنما قضينا بأَن أَلفه واو لأَن الواو عيناً أَكثر منها لاماً التهذيب وأَودية لاخَةٌ قال وأَصله لاخٌ ثم نقلت إلى بنات الثلاثة فقيل لائخٌ ثم نقصت منه عين الفعل قال ومعناه السعة والاعوجاج وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي واد لاخّ بالتشديد وهو المتضايق الكثير الشجر وقد ذكر في باب المضاعف

متخ
مَتَخَ الشيء يَمْتَخُه مَتْخاً انتزعه من موضعه ومتخ بالدلو جبذها والمتْخ الارتفاع متَخْتُه رفعته ومَتَخ رفع ومَتَخ المرأَة يمتَخها متْخاً نكحها ومتَخ الجرادُ إِذا رزَّ ذنَبه في الأَرض ومتَخَتِ الجرادة غرزت ذنبها لتبيض ومتَخ الخمسين قاربها والحاءُ المهملة لغة وقد تقدم

مخخ
المُخُّ نِقْيُ العظم وفي التهذيب نِقْيُ عظام القصب وقال ابن دريد المُخُّ ما أُخرج من عظم والجمع مَخَخة ومخاخ والمُخَّة الطائفة منه وإذا قلت مُخَّة فجمعها المُخُّ وتقول العرب هو أَسمح من مُخَّة الوبَر أَي أَسهل وقالوا اندَرَع اندِراعَ المُخَّة وانقصف انقصاف البَرْوَقَة فاندرع يذكر في موضعه وانقصف انكسر بنصفين وفي حديث أُمّ معبد في رواية فجاءَ يسوق أَعْنُزاً عجافاً مِخاخُهنّ قليل المخاخ جمع مُخ مثل حِباب وحُب وكمام وكمّ وإِنما لم يقل قليلة لأَنه أَراد أَن مخاخَهن شيء قليل وتَمَخَّخ العظمَ وامْتَخخَه وتَمَكَّكه ومَخْمَخَه أَخرج مخه والمُخاخَة ما تُمُصِّص منه وعظم مَخيخ ذو مخ وشاة مَخيخة وناقة مخيخة أَنشد ابن الأَعرابي باتَ يُماشي قُلُصاً مَخائِخا وأَمَخَّ العظمُ صار فيه مُخّ وفي المثل شَرٌّ ما يُجِيئُكَ إِلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ وأَمَخَّتِ الدابة والشاة سَمِنت وأَمَخَّت الإِبل أَيضاً سَمِنَت وقيل هو أَوّل السِّمَن في الإِقبال وآخر الشحم في الهُزال وفي المثل بين المُمِخَّة والعَجْفاءِ وأَمَخَّ العود ابتَلَّ وجرى فيه الماءُ وأَصل ذلك في العظم وأَمَخَّ حب الزرع جرى فيه الدقيق وأَصل ذلك العظم والمخ الدماغ قال فلا يَسْرقُ الكلْبُ السَّرُوقُ نِعالَنا ولا نَنْتَقي المُخَّ الذي في الجَماجم ويروى السروّ وهو فعول من السُّرى وصف بهذا قوماً فذكر أَنهم لا يلبسون من النعال إِلا المدبوغة والكلب لا يأْكلها ولا يستخرجون ما في الجماجم لأَن العرب تعير بأَكل الدماغ كأَنه عندهم شَرَهٌ ونَهَم ومُخُّ العين شحمتها وأَكثر ما يستعمل في الشعر التهذيب وشحم العين قد سمي مخّاً قال الراجز ما دام مُخٌّ في سُلامى أَو عَيْن ومخ كل شيء خالصه وغيره يقال هذا من نُخّ قَلْبي ونُخاخة قلبي ومن مُخَّة قلبي ومن مُخِّ قلبي أَي من صافيه وفي الحديث الدعاءُ مُخُّ العبادة مخّ الشيء خالصه وإِنما كان مُخّاً لأَمرين أَحدهما أَنه امتثال أَمر الله تعالى حيث قال ادعوني فهو محض العبادة وخالصها الثاني أَنه إِذا رأَى نجاح الأُمور من الله قطع أَمله عن سواه ودعاه لحاجته وحده وهذا هو أَصل العبادة ولأَن الغرض من العبادة الثواب عليها وهو المطلوب بالدعاءِ وأَمْرٌ مُمِخٌّ إِذا كان طائلاً من الأُمور وإِبل مخائخ إِذا كانت خياراً أَبو زيد جاءَته مُخَّة من الناس أَي نخبتهم وأَنشد أَبو عمرو أَمسى حَبيبٌ كالفُرَيجِ رائِخا يقول هذا الشرُّ ليس بائخا بات يماشي قلصاً مخائخا ونعجة فَريج إِذا ولدت فانْفَرج وَرِكاها والرائخ المسترخي والمخ فرس الغراب بن سالم

مدخ
المَدْخُ العظَمة ورجل مادخٌ ومَدِيخ عظيم عزيز وروي بيت ساعدة بن جُوؤُيَّة الهذلي مُدَخاء كُلُّهمُ إِذا ما نُوكرُوا يُتقَوا كما يُتقَى الطَّلِيُّ الأَجْرَبُ ومتمادخ ومدّيخ كمادخ وتَمَدَّخَت الناقةُ تلوّت وتعكست في سيرها وتَمَدَّخَت الإِبل سَمنت وتمدَّخت الإِبل تقاعست في سيرها وبالذال معجمة أَيضاً والتمادُخ البغي وأَنشد تَمادَخُ بالحِمَى جَهْلاً علينا فهَلاًّ بالقيان تُمادِخِينا وقال الزَّفَيَانُ فلا تَرى في أَمرنا انْفساخا من عُقَد الحَيّ ولا امتداخا ابن الأَعرابي المدخ المعونة التامة وقد مَدَخَه يمدَخُه مَدْخاً ومادَخه يمَادخُه إِذا عاونه على خير أَو شرّ

مذخ
المَذْخُ بسكون الذال عسل يظهر في جُلّنار المَظّ وهو رمَّان البرّ عن أَبي حنيفة ويكثر حتى يَتَمَذَّخه الناس وتمذَّخه الناس امتصُّوه عنه أَيضاً قال الدينوري يمتص الإِنسان حتى يمتلئ وَتجْرِسه النَّحل وتمذَّخَت الناقةُ في مشيها تقاعست كتمدَّخت
( * قوله « كتمدخت » هو بالدال والخاء في نسخة المؤلف وهو الذي يؤخذ من المادة فوقه وقال في شرح القاموس كتمذحت بالحاء المهملة )

مرخ
مرَخَه بالدهن يمرُخُه
( * قوله « يمرخه » هو في خط المؤلف بضم الراء وقال في القاموس ومرخ كمنع ) مرخاً ومرَّخه تمريخاً دهنه وتمرَّخ به ادّهن ورجل مَرَخٌ ومِرِّيخ كثير الادّهان ابن الأَعرابي المَرْخُ المزاح وروي عن عائشة رضي الله عنها أَن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان عندها يوماً وكان متبسطاً فدخل عليه عمر رضي الله عنه فَقَطَّبَ وتَشَزَّن له فلما انصرف عاد النبي صلى الله عليه وسلم إِلى انبساطه الأَوّل قالت فقلت يا رسول الله كنت متبسطاً فلما جاء عمر انقبضت قالت فقال لي يا عائشة إِن عمر ليس ممن يُمْرَخُ معه أَي يمزح وروي عن جابر بن عبدالله قال كانت امرأَة تغني عند عائشة بالدف فلما دخل عمر جعلت الدفّ تحت رجلها وأَمرت المرأَة فخرجت فلما دخل عمر قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لك يا ابن الخطاب في ابنة أَخيك فعلت كذا وكذا ؟ فقال عمر يا عائشة فقال دع عنك ابنة أَخيك فلما خرج عمر قالت عائشة أَكان اليوم حلالاً فلما دخل عمر كان حراماً ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كل الناس مُرَخّاً عليه قال الأَزهري هكذا رواه عثمان مرخّاً بتشديد الخاء يمرخ معه وقيل هو من مَرَخْتُ الرجل بالدهن إِذا دهنت به ثم دلكته وأَمْرَخْتُ العجين إِذا أَكثرت ماءه أَراد ليس ممن يستلان جانبه والمَرْخُ من شجر النار معروف والمَرْخُ شجر كثير الوَرْي سريعه وفي المثل في كلِّ شَجَرٍ نار واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَار أَي دهنا بكثرة ذلك
( * قوله « أي دهنا بكثرة دلك » هكذا في نسخة المؤلف )
واسْتمجَد استفضل قال أَبو حنيفة معناه اقتدح على الهوينا فإِن ذلك مجزئ إِذا كان زنادك مرخاً وقيل العفار الزند وهو الأَعلى والمرخ الزندة وهو الأَسفل قال الشاعر إِذا المَرْخُ لم يُورِ تحتَ العَفَارِ وضُنَّ بقدْر فلم تُعْقبِ وقال أَعرابي شجر مرِّيخ ومَرِخ وقطِف وهو الرقيق اللين وقالوا أَرْخِ يَدَيْكَ واسْتَرْخْ إِنَّ الزنادَ من مَرْخْ يقال ذلك للرجل الكريم الذي لا يحتاج أَن تكرّه أَو تلجّ عليه فسره ابن الأَعرابي بذلك وقال أَبو حنيفة المَرْخ من العضاه وهو ينفرش ويطول في السماء حتى يستظلّ فيه وليس له ورق ولا شوك وعيدانه سلِبة قضبان دقاق وينبت في شعب وفي خَشب ومنه يكون الزناد الذي يقتدح به واحدته مرخة وقول أَبي جندب فلا تَحْسِبَنْ جاري لَدَى ظلّ مَرْخَةٍ ولا تَحْسِبَنْه نَقْعَ قاعٍ بقَرْقَرِ خص المرخة لأَنها قليلَة الورق سخيفة الظل وفي النوادر عود مِتِّيخٌ ومِرِّيخٌ طويل ليِّن والمِرِّيخ السهم الذي يغالى به والمرِّيخ سهم طويل له أَربع قذذ يقتدر به الغِلاء قال الشماخ أَرِقْتُ له في القَوْم والصُّبْحُ ساطع كما سَطَعَ المرِّيخُ شَمَّرَه الغَالي قال ابن برّي وصف رفيقاً معه في السفر غلبه النعاس فأَذن له في النوم ومعنى شمَّره أَي أَرسَلَه والغالي الذي يغلو به أَي ينظر كَمْ مَدَى ذهابه وقال الراجز أَو كمرِّيخ على شِرْيانَةٍ أَي على قوس شريانة وقال أَبو حنيفة عن أَبي زياد المِرِّيخ سهم يضعه آل الخفة وأَكثر ما يُغلُون به لإِجراء الخيل إِذا استبقوا وقول عمرو ذي الكلب يا لَيتَ شعري عنْكَ والأَمرُ عَمَمْ ما فَعَل اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنمْ ؟ صَبَّ لها في الرِّيحِ مرِّيخٌ أَشَمْ إِنما يريد ذئباً فكنى عنه بالمرِّيخ المحدّد مثله به في سرعته ومضائه أَلا تراه يقول بعد هذا فاجْتَالَ منها لَجْبَةً ذاتَ هزَمْ اجتال اختار فدل ذلك على أَنه يريد الذئب لأَنَّ السهم لا يختار والمرِّيخ الرجل الأَحمق عن بعض الأَعراب أَبو خيرة المرِّيخ والمرِّيجُ بالخاء والجيم جميعاً القَرْن ويجمعان أَمْرِخَةً وأَمْرُجة وقال أَبو تراب سأَلت أَبا سعيد عن المريخ والمريج فلم يعرفهما وعرف غيره المرّيخ والمرّيج كوكب من الخُنَّس في السماءِ الخامسة وهو بَهرام قال فعندَ ذاك يطلُعُ المرِّيخُ بالصُّبْح يَحكي لَوْنَه زَخِيخُ من شُعْلَةٍ ساعَدَها النَّفِيخُ قال ابن الأَعرابي ما كان من أَسماء الدراري فيه أَلف ولام وقد يجيء بغير أَلف ولام كقولك مرِّيخ في المرِّيخ إِلا أَنك تنوي فيه الأَلف واللام وأَمْرَخَ العجينَ إِمْراخاً أَكثَرَ ماءَه حتى رق ومَرِخ العَرْفَجُ مَرَخاً فهو مَرِخٌ طاب ورقَّ وطالت عيدانه والمَرِخ العَرْفج الذي تظنه يابساً فإِذا كسرته وجدت جوفه رطباً والمُرْخَة لغة في الرُّمْخَةِ وهي البَلَحة والمرِّيخُ المرْدَاسَنْجُ وذو المَمْرُوخِ موضع وفي الحديث ذكر ذي مُراخٍ هو بضم الميم موضع قريب من مزدلفة وقيل هو جبل بمكة ويقال بالحاء المهملة ومارخَة اسم امرأَة وفي أَمثالهم هذا خِباءُ مارخَةَ
( * قوله « هذا خباء مارخة » بخاء معجمة مكسورة ثم باء موحدة وقوله كانت تتفخر بفاء ثم خاء معجمة كذا في نسخة المؤلف والذي في القاموس مع الشرح ومارخة اسم امرأَة كانت تتخفر ثم وجدوها تنبش قبراً فقيل هذا حياء مارخة فذهبت مثلاً إلخ وتتخفر بتقديم الخاء المعجمة على الفاء من الخفر وهو الحياء وقوله هذا حياء إلخ بالحاء المهملة ثم المثناة التحتية ) قال مارخة اسم امرأَة كانت تتفخر ثم عثر عليها وهي تنبش قبراً

مسخ
المَسْخُ تحويل صورة إِلى صورة أَقبح منها وفي التهذيب تحويل خلْق إِلى صورة أُخرى مَسَخه الله قرداً يَمْسَخه وهو مَسْخ ومَسيخٌ وكذلك المشوّه الخلق وفي حديث ابن عباس الجانّ مَسِيخُ الجنّ كما مسخت القردة من بني إِسرائيل الجانّ الحيات الدقاق ومسيخ فعيل بمعنى مفعول من المسخ وهو قلب الخلقة من شيء إِلى شيء ومنه حديث الضباب إِن أُمَّة من الأُمم مُسِخَت وأَخشى أَن تكونَ منها والمسيخ من الناس الذي لا مَلاحَة له ومن اللحم الذي لا طعم له ومن الطعام الذي لا ملح له ولا لون ولا طعم وقال مدرك القيسي هو المليخ أَيضاً ومن الفاكهة ما لا طعم له وقد مَسُخَ مَساخة وربما خصوا به ما بين الحلاوة والمرارة قال الأَشعر الرقبان وهو أَسدي جاهلي يخاطب رجلاً اسمه رضوان بحسبك في القوم أَن يعلموا بأَنك فيهم غَنيّ مُضِر وقد علم المعشر الطارقوك بأَنك للضيف جُوعٌ وقُر إِذا ما انْتَدَى القومُ لم تأْتهم كأَنك قد ولَدَتْك الحُمُر مَسِيخٌ ملِيخٌ كلحم الحُوارِ فلا أَنت حُلْوٌ ولا أَنت مُرْ وقد مَسَخَ كذا طَعْمَه أَي أَذهبه وفي المثل هو أَمْسَخ من لَحْم الحُوار أَي لا طعم له أَبو عبيد مسخْتُ الناقة أَمْسَخُها مَسْخاً إِذا هزلتها وأَدبرتها من التعب والاستعمال قال الكميت يصف ناقة لم يَقْتَعِدْها المُعَجِّلُون ولم يمسَخ مَطاها الوُسُوق والقَتَبُ قال ومسحت بالحاء إِذا هزلتها يقال بالحاء والخاء وأَمسخ الورم انحلّ وفرس ممسوخ قليل لحم الكفل ويُكره في الفرس انْمساخُ حَماتِه أَي ضُمورُه وامرأَة ممسوخة رسحاء والحاء اعلى وامَّسَخَتِ العضدُ قلّ لحمها والاسم المَسَخ وماسِخةُ رجل من الأَزد والماسِخِيَّة القِسِي منسوبة إِليه لأَنه أَوّل من عملها قال الشاعر كقوسِ الماسِخِيّ أَرَنَّ فيها من الشِّرْعِيِّ مَرْبُوعٌ مَتِينُ والماسخيُّ القوّاس وقال أَبو حنيفة زعموا أَن ماسخة رجل من أَزد السراة كان قوَّاساً قال ابن الكلبي هو أَول من عمل القسيّ من العرب قال والقوّاسون والنبَّالون من أَهل السراة كثير لكثرة الشجر بالسراة قالوا فلما كثرت النسبة إِليه وتقادم ذلك قيل لكل قوَّاس ماسخيّ وفي تسمية كل قوّاس ماسخيّاً قال الشماخ في وصف ناقته عَنْسٌ مُذَكَّرَة كأَن ضُلوعَها أُطُرٌ حَناها الماسِخِيُّ بيَثْرِب والماسخيات القسِيّ منسوبة إِلى ماسخة قال الشماخ بن ضرار فَقرّبْتُ مُبْراةً تخالُ ضُلوعَها من الماسخِيَّات القسيّ المُوَتَّرا أَراد بالمبراة ناقة في أَنفها برة

مصخ
المَصْخ اجتذابك الشيء عن جوف شيءٍ آخر مصخ الشيءَ يمصَخُه مَصْخاً وامْتَصَخه وتمصَّخه جذبه من جوف شيء آخر وامْتَصخ الشيءُ من الشيء انفصل والأُمْصوخَة أُنبوب الثُّمام الليث وضرب من الثمام لا ورق له إِنما هي أَنابيب مركب بعضها في بعض كل أُنبوبة منها أُمْصوخَة إِذا اجتذبْتَها خرجت من جوف أُخرى كأَنها عفاص أُخرج من المكحلة واجتذابه المَصْخُ والإِمْصاخ وأَمْضَخ الثمامُ خرجت أَماصيخُه وأَحْجَن خرجت حجنَته وكلاهما خوص الثمام وقال أَبو حنيفة الأُمصوخة والأُمصوخ كلاهما ما تنزعه من النَّصيّ مثلَ القضيب قال والأُمْصُوخة أَيضاً شحمة البردي البيضاء وتمصَّخها نزع لبها والمُصُوخ جُدُر الثُّمام بعد شهرين والأُمصوخة خوصة الثمام والنَّصيّ والجمع الأُمصوخ والأَماصيخ ومصختها وامتصختها إِذا انتزعتها منه وأَخذتها وفي الحديث لو ضربك بأُمصُوخِ عَيْشُومَةٍ لَقَتَلَك الأُمصوخ خوص الثمام وهو أَضعف ما يكون قال الأَزهري رأَيت في البادية نباتاً يقال له المُصَّاخ والثُّدَّاءُ له قشور بعضها فوق بعض كلما قشرت أُمصوخة ظهرت أُخرى وقشوره تقوِّي جيداً وأَهل هراة يسمونه دليزاذ والمَصُوخة من الغنم المسترخية أَصل الضرع التهذيب المَصُوخة من الغنم ما كان ضرعها مسترخي الأَصل كما امْتَصَخَت ضرَّتها فأَمصَخَت عن البطْن أَي انفصلت والمصخ لغة في المسخ مضارعة

مضخ
المَضْخُ لغة شنعاء في الضمخ

مطخ
مطَخَ عِرضَه يَمْطَخه مطخاً دنَّسه والمَطْخ اللعق ومطخ الشيءَ يَمطَخُه مَطْخاً لعِقَه ومن أَمثال العرب أَحْمَقُ ممن يَمْطَخُ الماءَ وأَحمق يَمطَخُ الماءَ لا يحسن أَن يشربه من حُمِقه ولكن يلعقه وأَنشد شمر وأَحْمَقَ ممن يَمْطَخُ الماءَ قال لي دعِ الخَمْر واشرَبْ من نُقاخٍ مُبَرَّدِ ويروى يَنْطَخُ ويروى ممن يلعق الماء ومَطَخَ بالدلو جذب والمَطْخُ مَتْخ الماء بالدلو من البئر وقد مَطَخْتُ مَطْخاً وأَنشد أَما ورَبِّ الراقصات الزُّمَّخِ يزُرْن بيتَ اللَّهِ عِندَ المَصْرخِ ليَمْطَخَنَّ بالرَّشَا المُمَطَّخِ واللطْخ والمَطْخ ما يبقى في الحوض والغدير من الماءِ الذي فيه الدعاميص لا يقدر على شربه ومَطْخ الفرس تنزيَتُه وقد مطَخَ يمطَخُ عن الهجري ويقال للكذاب مَطْخ مَطْخ
( * قوله « مطخ مطخ » في نسخة المؤلف بفتح الميم وسكون الطاء وفي القاموس مطخ مطخ بكسرتين أي وسكون الخاء ) أَي قولك باطل ومَين والمَطَّاخ الفاحش البذيّ

ملخ
المَلْخ قبضك على عضَلَة عضًّا وجذباً يقال امتلخ الكلب عضلته وامتلخ يده من يد القابض عليه وملخ الشيءَ يملَخُه مَلْخاً وامتَلَخه اجتذبه في استلال يكون ذلك قبضاً وعضّاً وامتلخ اللجامَ من رأْس الدابة انتزعه وامتلخ الرُّطَبَة من قشرها واللحمة عن عظمها كذلك وامتلَخْتُ الشيءَ إِذا سللته رُوَيْداً وفي حديث أَبي رافع ناوَلَني الذراع فامتَلَخْتُ الذراعَ أَي استخرجتها والخافِلُ الهارِبُ وكذلك الماخِلُ والمالِخُ قال الأَزهري سمعت غير واحد من الأَعراب يقول ملَخَ فلان إِذا هرب وعبد مُلاخٌ
( * قوله « وعبد ملاخ » بضم الميم وتخفيف اللام وفي القاموس مع الشرح وعبد ملاخ ككتان ) إِذا كان كثير الاباق ابن الأَعرابي المَلْخ الفرار والمَلْخ التكبر والمَلْخ ريح الطعام ورجل ممتَلَخ العقل ذاهبهُ مستلَبُهُ وامتَلَخَ عينَه اقتلعها عن اللحياني وملَخَتِ العُقاب عينَه وامتَلَخَتْها إِذا انتزعَتها وملَخ في الأَرض ذهب فيها والمَلْخ أَن يمرّ مرّاً سريعاً وقال ابن هانئ المَلْخُ مدُّ الضَّبُعَيْنِ في الحُضْر على حالاته كلها محسناً أَو مسيئاً والمَلْخُ السير الشديد قال ابن سيده الملخ كل سير سهل وقد يكون الشديد مَلَخَ يمْلَخُ ومَلَخَ القومُ مَلْخَة صالحة إِذا أَبعدوا في الأَرض قال رؤبة يصف الحمار مُعْتَزِمُ التَّجْلِيخِ مَلاَّخُ المَلَق والمَلَق ما استوى من الأَرض وامتَلَخْت السيفَ انتضيته وقيل انتضيته مسرعاً من مشع وامتَلَخ فلان ضرسه أَي نزعه والمَلْخُ والمَلَخ التثنِّي والتكسر والمِلاخُ والمُمالخَة الممالقة والمَلاَّخ الملاَّق وأَنشد الأَزهري هنا بيت رؤبة يصف الحمار مُقْتَدِر التَّجليخِ مَلاَّخ المَلَق وقد مالخه وهو يملَخ بالباطل مَلْخاً أَي يتلهى ويَلجُّ فيه وقيل فلان يملَخُ في الباطل مَلْخاً يتردَّد فيه ويكثر وقال شمر يملخ في الباطل هو التثنِّي والتكسر وقيل يملَخ في الباطل أَي يمرُّ مرّاً سريعاً سهلاً وفي حديث الحسن يملَخُ في الباطل مَلْخاً أَي يمرّ فيه مرّاً سهلاً ومالَخها إِذا مالَقَها ولاعَبها وملَخَ الفرسُ وغيره لعب وملَخ المرأَةَ ملْخاً وهو من شدة الرَّطْم وملَخ الضِّبْعانُ الضَّبُعَ مَلْخاً نزا عليها عن ابن الأَعرابي والحافر نزواً وملَخ الفحلُ يملَخ مَلْخاً ومُلوخاً ومَلاخة وهو مَليخٌ جفر عن الضراب ابن الأَعرابي إِذا ضرب الفحل الناقة فلم يلقحها فهو مَليخ والمَليخُ البطيءُ الإِلقاح وقيل هو الذي لا يلقح الضّبْعَى
( * قوله « الضبعى » كذا في نسخة المؤلف ) هو الذي لا يلقح أَصلاً وإِن ضرب والجمع أَمْلِخَة أَبو عبيد فرس مَلِيخٌ ونَزُورٌ وصَلُود إِذا كان بطيء الإِلقاح وجمعه مُلُخ والمَلِيخ الضعيف والمَليخ الذي لا طعم له مثل المَسيخ وقد مَلخخ بالضم ملاخة وخص بعضهم الحُوار الذي يُنحر حين يقع من بطن أُمه فلا يوجد له طعم وفيه مَلاخَة والمَلِيخ الفاسد وقيل كل طعام فاسد مليخ حكاه ابن الأَعرابي وقال مرّة هو من الرجال الذي لا تشتهي أَن تراه عينك فلا تجالسه ولا تسمع أُذنك حديثه والمَليخ اللبن الذي لا ينسلُّ من اليد ومَلَخَ التيسُ يَمْلَخُ مَلْخاً شرِبَ بَوْلَهُ

موخ
الليث ماخَ يَميخ مَيْخاً وتميَّخَ تميُّخاً وهو التبختر في الأَمر قال الأَزهري هذا غلط والصواب ماحَ يَميحُ بالحاء إِذا تبختر وقد تقدم في الحاء وأَما ماخ فإِن أَحمد بن يحيى روى عن ابن الأَعرابي أَنه قال المَاخُ سكون اللَّهبِ ذكره في باب الخاء وقال في موضع آخر ماخَ الغضَبُ وغيرُه إِذا سكن قال الأَزهري والميم فيه مبدَلة من الباء يقال باخ حرُّ اللهب وماخ إِذا سكن وفتر حرّه والله أَعلم

نبخ
رجل نابِخَة جَبَّار قال ساعدة الهذلي تُخْشَى عليه من الأَمْلاكِ نَابِخَةٌ من النَّوابِخِ مثلُ الحادِرِ الرَّزِم ويروى نَابِجَةٌ
( * قوله « نابجة إلخ » كذا في الأصل وهو المناسب لقوله من النبجة إلخ وفي الصحاح ويروى بائجة من البوائج اه وهو الأولى فانه قال في القاموس والنابجة الداهية قال شارحه والصواب انه البائجة وقد تقدم في الموحدة فاني لم أجده في الامهات ) من النَّوابِجِ من النَّبَجة وهي الرابية قال ابن بري صواب إِنشاده بالياء لأَن فيه ضميراً يعود على ابن جُعْشُم في بيت قبله وهو يَهْدي ابنُ جُعْشُمٍ الأَنْباءَ نحوَهُم لا مُنْتَأَى عن حِياضِ الموتِ والحُمَم ابن جُعْشُم هذا هو سراقة بن مالك بن جعشم من بني مدلج والحمم جمع حُمَّة وهي القَدَر والحادِر الغَلِيظ وأَراد به الأَسد والرزم الذي قد رزم بمكانه ورجل أَنْبَخُ إِذا كان جافياً ونَبَخَ العجينُ ينبُخُ نُبُوخاً انتَفَخَ واخْتَمَرَ وعجين أَنْبَخانٌ وأَنْبَخانيٌّ منتفخ مختمر وقيل هو الفاسد الحامض وأَنْبَخَ عَجَن عجيناً أَنْبَخانيًّا وهو المسترخي وخُبْز أَنْبَخَانيَّة كأَنها كُوَرُ الزنابير وقيل خُبْزَة أَنْبَخَانِيَّة وقيل الاينْبَخَانُ العجين النَّبَّاخُ يعني الفاسدَ الحامض أَبو مالك ثَرِيدٌ أَنْبَخَانِيٌّ إِذا كان له بخار وسخونة وقال غيره ثريد أَنبخانيّ إِذا سُوِّيَ من الكعك والزيت فانتفخ حين صب عليه الماء واسترخى وفي حديث عبد الملك بن عمير خبزة أَنبخانية أَي لينة هشة يقال نَبَخَ العجينُ ينبُخُ إِذا اختمر وعجين أَنبخان لين مختمر وقيل حامض والهمزة زائدة والنَّبْخُ ما نفَطَ من اليد عن العمل فخرج عليه شبه قرح ممتلئ ماء فإِذا تَفَقَّأَ أَو يبس مجَلَت اليَدُ فصلبت على العمل وكذلك من الجُدَريّ وقيل هو الجُدَريّ وقيل هو جُدَريُّ الغنم وقيل النَّبْخُ الجدريّ وكل ما يتنفط ويمتلئ ماء قال كعب بن زهير تحَطَّمَ عنها قَيْضُها عن خَراطِمٍ وعن حَدَقٍ كالنَّبْخِ لم تَتَفَتَّقِ يصف حدقة الرأْلِ أَو حدقة فرخ القطا الواحدة من كل ذلك نبْخة قال ابن بري البيت لزهير بن أَبي سُلمى يصف فراخ النعام وقد تحطَّم عنها بيضها وظهرت خراطمها وظهرت أَعينها كالنَّبْخِ وهي غير مفتحة وقيل النَّبْخُ بسكون الباء الجدري والنَّبَخُ بفتح الباء ما نَفِطَ من اليد عن العمل والنَّبَخُ آثار النار في الجسد والنَّبْخَة والنَّبَخَة بَرْدِيّ يجعل بين كل لوحين من أَلواح السفينة الفتح عن كراع ابن الأَعرابي أَنْبَخَ الرجلُ إِذا أَكلَ النَّبْخَ وهو أَصل البَرْدِيّ يؤْكل في القحط ويقال للكبريتة التي تثقب بها النار النَّبَخَة والنَّبْخَة والنُّبْخَة كالنكتة وتراب أَنْبَخ أَكدر اللون كثير والنَّبْخَاء الأَكمة أَو الأَرض المرتفعة ومنه قول ابنة الخُسّ حين قيل لها ما أَحسنُ شيءٍ ؟ فقالت غَادِيَةٌ في إِثْرِ سَارِيَةٍ في نَبْخاءَ قَاوِيَة وإِنما اختارت النبخاء لأَن المعروف أَن النبات في الموضع المشرف أَحسن وقد قيل في نفخاء رابية أَي ليس فيها رمل ولا حِجارة وسيأْتي ذكره وروى اللحياني في مَيْثَاءَ رابية والمَيْثاء الأَرض السهلة اللَّيِّنة وأَنْبَخَ زَرَعَ في أَرض نَبْخاءَ وهي الرخوة والنَّبْخاءُ من الأَرض المكان الرخو وليس من الرمل وهو من جلد الأَرض ذي الحجارة

نتخ
النَّتْخ النَّزْع والقلْع نَتَخَ البازيُّ ينتِخُ نَتْخاً نسرَ اللَّحمَ بمنْسَره وكذلك النسر وكذلك الغراب ينتِخُ الدَّبَرة على ظهر البعير قال الشاعر يَنْتِخُ أَعيُنها الغربانُ والرَّخَمُ والنَّتْخُ ازالةُ الشيء عن موضعه ونَتَخ الضرسَ والشوكَة ينتِخُها استخرجها وقيل النتْخُ الاستخراج عامَّة والمِنْتَاخ المنقاش الأَزهري والنتْخُ إِخراجُكَ الشَّوكَ بالمنْتَاخَيْن وهما المنقاش ذو الطرفين والنتْخ النسْج ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما إِن في الجنة بساطاً مَنْتُوخاً بالذهب أَي منسوجاً والناتخ الناسج ونَتَخْته نتفته ونتَخْته نقشته ونتَخْته أَهنته ونتَّخَ بالمكان تَنْتيخاً كتَنَّخَ وفي حديث عبدالله بن سلام أَنه آمن ومن معه من يهود فتَنَّخُوا على الإِسلام أَي ثبتوا وأَقاموا قال ابن الأَثير ويروى بتقديم النون على التاء أَي رسخوا

نجخ
النَّجْخُ نَجْخُ السيلِ وهو أَن ينْجَخَ في سَنَدِ الوادي فيحرفه في وسط البحر وأَنشد ذُو ناجِخٍ يَضربُ ضَوْحَيْ مَخْرِم وقال آخر مُفْعَوْعِمٌ يَنْجَخُ في أَمواجِهِ قال ونجيخُه صوته وصدمه وسيل ناجِخٌ شديد الجَرْية الذي يحفر الأَرض حفراً شديداً وناجِخَةُ الماء ونجيخُه صوته والناجخ والنَّجوخ البحر المصوّت قال أَظَلُّ من خوفِ النِّجُوخِ الأَخضرْ كأَنني في هُوَّةٍ أُحَدَّرْ وقال ثعلب الناجِخُ صوت اضطراب الماء على الساحل اسمٌ كالغارب والكاهل وتناجَخَت الأَمواج إِذا اضطربت في أُصول الأَجراف حتى تؤثر فيها وأَصبَحَ ناجِخاً ومُنَجِّخاً إِذا غلُظ صوته من زكام أَو سعال وامرأَة نَجَّاخة وهي الرشَّاحة التي تمسح الابتلال قال وامرأَة نَجَّاخة لحيائِها صوت عند الجماع وقيل هي التي لا تشبع من الجماع والنَّجْخ أَن يُسمع في حيائها صوت دفع من الماء إِذا جومعت والنَّجْخُ أَن تدفع بالماء ونَجَخات الماء دُفَعُه والنجَّاخة من النساء التي يَنْتَجخ سُرْمُها كانتجاخ بطن الدابة إِذا صوّتَ وقال بعض العرب مررنا ببعير وقد شَبَّكَتْ نَجَخاتُ السِّماكِ بين ضلوعه يعني ما أَنبت الله عن إِمطار نَوْءِ السِّماكِ ونَجَخَ البعيرُ نَجَخاً فهو نجِخٌ بشمَ ويقتاس من ذلك للرجل فيقال نجخ على مثال ضرب والنَّجْخُ في مخض السقاء كالنَّخْج ومُنْجِخٌ ومَنْجِخ جبل من جبال الدهناء

نخخ
النَّخَّة والنُّخصة اسم جامع للحُمُر وقيل النُّخَّة البقر العوامل والنَّخَّة الرقيق من الرجال والنساء يعني بالرقيق المماليك والنَّخة بالفتح أَن يأْخذ المصدّق ديناراً لنفسه بعد فراغه من الصدقة قال عَمِّي الذي منع الدينارَ ضاحِيةً دينارَ نَخَّةِ كلبٍ وهو مشهود وقيل النَّخَّة الدينار الذي يأْخذه وبكل ذلك فسر قوله صلى الله عليه وسلم ليس في النَّخَّة صدقة وكان الكسائي يقول إِنما هو النُّخة بالضم وهو البقر العوامل قال الأَزهري قال أَبو عبيدة النَّخَّةُ الرقيق قال وقال قوم الحمير وقال ثعلب الصواب هو البقر العوامل لأَنه من النَّخّ وهو السوق الشديد وقال قوم النخَّة الربا وقال قوم النخة الرعاء وقال قوم النخَّة الجمَّالون وقال بعضهم يقال لها في البادية النُّخة بضم النون واختار ابن الأَعرابي من هذه الأَقاويل النُّخة الحمير قال ويقال لها الكُسْعة وقال أَبو سعيد كل دابة استعملت من إِبل وبقر وحمير ورقيق فهي نَخَّة ونُخة وإِنما نَخَّخَها استعمالها وقال الراجز يصف حاديين للإِبل لا تضرِبَا ضَرْباً ونُخَّا نخَّا ما ترك النَّخُّ لهنّ مُخَّا قال وإِذا قهر الرجل قوماً فاستأْداهم ضريبة صاروا نُخَّة له قال وقوله دينارَ نخَّةِ كلب وهو مشهود كان أَخذ الضريبة من كلب نخًّا لهم أَي استعمالاً والنَّخُّ أَن تناخ النعم قريباً من المُصَدّق حتى يصدّقها وقد نخَّها ونَخَّ بها قال الراجز أَكرمْ أَمير المؤمنين النَّخَّا والنَّخُّ سوق الإِبل وزجرها واحتثاثُها وقد نخها ينُخُّها قال همَيانُ بن قحافة إِن لها لسائقاً مِزَخَّا أَعجمَ إِلا أَنْ ينُخَّ نخَّا والنخُّ لم يترك لهنّ مُخَّا المِزَخُّ الذي يدفع الإِبل في سيرها والأَعجم الذي لا يحسن الحداء والنخ السير العنيف واستعمل بعضهم النخ في الإِنسان فقال إِذا ما نَخَخْتَ العامريَّ وجدتَه إِلى حسب يعلو على كلّ فاخر وكذلك النَّخْنَخَةُ وقد نخنخها فتنخنخت زجرها فقال لها إِخْ إِخْ على غير قياس هذا قول أَهل اللغة وليس بقوي ونَخْنَخْت الناقةَ فَتَنَخْنَخَتْ أَبركتها فبركَت قال ولو أَنخْنا جمعهم تنخنخوا التهذيب والنخ أَن تقول لسيِّقتِكَ وأَنت تحثها إِخْ إِخْ فهذا النخ قال أَبو مسعود وسمعت غير واحد من العرب يقول نَخْنِخْ بالإِبل أَي ازجرها بقولك إِخْ إِخْ حتى تبرك قال الليث النَّخْنَخَة من قولك أَنخت الإِبل فاستناخت أَي بركت ونَخْنَخْتها فتنخنخت من الزجر وأَما الإِناخة فهو الإِبراك لم يشتق من حكاية صوت أَلا ترى أَن الفحل يستنيخ الناقة فَتَنَخْنَخُ له ؟ والنخُّ من الزجر من قولك إِخْ يقال نخَّ بها نخًّا شديداً ونخّةً شديدة وهو النائخُ أَيضاً ابن الأَعرابي نَخْنَخَ إِذا سار سيراً شديداً وتنَخْنَخَ البعير برك ثم مكَّن لثَفِناتِه من الأَرض وتنَخْنَخَت الناقة إِذا رفعت صدرها عن الأَرض وهي باركة ابن شميل هذه نَخَّة بني فلان أَي عبد بني فلان ويقال هذا من نُخِّ قلبي ونُخَاخةِ قلبي ومن مُخَّة قلبي ومن مُخّ قلبي أَي من صافيه والنَّخيخَة زُبْد رقيق يخرج من السقاء إِذا حُمل على بعير بعدما خرج زُبده الأَوّل فيمخض فيخرج منه زبد رقيق والنُّخُّ بساط طوله أَكثر من عرضه وهو فارسي معرّب وجمعه نخاخ والله أَعلم

ندخ
رجل مُنَدَّخٌ لا يبالي ما قال من الفحش ولا ما قيل له وتنَدَّخَ الرجل تشبَّع بما ليس عنده والله أَعلم

نسخ
نسخ الشيءَ ينسَخُه نَسْخاً وانتسَخَه واستنسَخَه اكتتبه عن معارضه التهذيب النَّسْخ اكتتابك كتاباً عن كتاب حرفاً بحرف والأَصل نُسخةٌ والمكتوب عنه نُسخة لأَنه قام مقامه والكاتب ناسخ ومنتسخ والاستنساخ كتب كتاب من كتاب وفي التنزيل إِنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون أَي نستنسخ ما تكتب الحفظة فيثبت عند الله وفي التهذيب أَي نأْمر بنسخه وإِثباته والنَّسْخ إِبطال الشيء وإِقامة آخر مقامه وفي التنزيل ما نَنسخْ من آية أَو نُنسها نأْت بخير منها أَو مثلها والآية الثانية ناسخة والأُولى منسوخة وقرأَ عبدالله بن عامر ما نُنسخ بضم النون يعني ما ننسخك من آية والقراءَة هي الأُولى ابن الأَعرابي النسخ تبديل الشيء من الشيء وهو غيره ونَسْخ الآية بالآية إِزالة مثل حكمها والنسخ نقل الشيء من مكان إِلى مكان وهو هو قال أَبو عمرو حضرت أَبا العباس يوماً فجاء رجل معه كتاب الصلاة في سطر حرّ والسطر الآخر بياض فقال لثعلب إِذا حولت هذا الكتاب إِلى الجانب الآخر أَيهما كتاب الصلاة ؟ فقال ثعلب كلاهما جميعاً كتاب الصلاة لا هذا أَولى به من هذا ولا هذا أَولى به من هذا الفرّاء وأَبو سعيد مَسَخه الله قرداً ونسخه قرداً بمعنى واحد ونسخ الشيء بالشيء ينسَخه وانتسخه أَزاله به وأَداله والشيء ينسخ الشيء نَسْخاً أَي يزيله ويكون مكانه الليث النسْخ أَن تزايل أَمراً كان من قبلُ يُعْمَل به ثم تنسخه بحادث غيره الفرّاء النسخ أَن تعمل بالآية ثم تنزل آية أُخرى فتعمل بها وتترك الأُولى والأَشياء تَناسَخ تَداوَل فيكون بعضها مكان بعض كالدوَل والمُلْك وفي الحديث لم تكن نبوّةٌ إِلاَّ تَناسَخَت أَي تحولت من حال إِلى حال يعني أَمر الأُمة وتغاير أحوالها والعرب تقول نسَخَت الشمسُ الظلّ وانتسخته أَزالته والمعنى أَذهبت الظلّ وحلّت محله قال العجاج إِذا الأَعادي حَسَبونا نَخْنَخوا بالحَدْرِ والقَبْضِ الذي لا يُنْسَخ أَي لا يَحُول ونسَخَت الريح آثار الديار غيرتها والنُّسخة بالضم أَصل المنتسخ منه والتناسخ في الفرائض والميراث أَن تموت ورثة بعد ورثة وأَصل الميراث قائم لم يقسم وكذلك تناسخ الأَزمنة والقرن بعد القرن

نضخ
نضَخَ عليه الماءَ يَنْضَخ نَضْخاً وهو دون النضح وقيل النضخ ما كان على غير اعتماد والنضح ما كان على اعتماد قال الأَصمعي ما كان من فَعَلَ الرجلُ فهو بالحاء غيرَ معجمة وأَصابه نَضْخٌ من كذا بالخاء معجمة وهو أَكثر من النَّضْح قال أَبو عبيد وهو أَعجب إِليّ من القول الأَول ولا يقال منه فَعِل ولا يَفْعِل والنَّضْخ شدّة فور الماء في جَيَشانه وانفجاره من يَنْبوعه قال أَبو علي ما كان من سُفْل إِلى علْو فهو نَضْخ وعين نضَّاخة تَجيش بالماء وفي التنزيل فيهما عينان نضَّاختان أَي فوُارتان التهذيب والنَّضْخ من فور الماء من العين والجيشان ينضَخان بكل خير وفي قصيد كعب مِن كُل نضَّاخة الذِّفْرَى إِذا عَرِقَتْ يقال عين نضاخة أَي كثيرة الماء فوارة أَراد أَن ذِفْرَى الناقة كثير النضخ بالعرق وانضَجَّ الماءُ وانضاخ انْصَبَّ وقال ابن الزبير إن الموت تغشَّاكم سحابه فهو مُنضاخ عليكم بوابل البلايا قال حكاه الهروي في الغريبين والنَّضْخ الرَّدْع واللَّطْخ يبقى في الجسد أَو الثوب من الطيب ونحوه والنَّضْخُ كاللَّطْخ مما يبقى له أَثر ونضخ ثوبه بالطيب أَبو عمرو النَّضْخ ما كان من الدم والزعفران والطين وما أَشبهه والنضخ بالماء وبكل ما رقَّ مثل الخل وما أَشبهه وأَنشد أَبو عبيدة لجرير ثِيابُكُمُ ونَضْخ دمِ القتيل أَبو عثمان التوزي النضخ الأَثر يبقى في الثوب وغيره والنَّضْحُ بالحاء غير معجمة الفعل وفي الحديث ينضَخ البحرُ ساحِلَه النَّضْخ قريب من النضح وقد اختلف في أَيهما أَكثر والأَكثر أَنه بالمعجمة أَقل من المهملة وقيل هو بالمعجمة الأَثر يبقى في الثوب والجسد وبالمهملة الفعل نفسه وقيل هو بالمعجمة ما فعل تعمداً وبالمهملة من غير تعمد وفي حديث النخعي لم يكن يرى بنَضْخ البول بأْساً يعني نَشْرَه وما ترشش منه ذكره الهروي بالخاء المعجمة والنِّضاخ المُناضَخَةُ ونضَخْناهُم بالنبل لغة في نضَحْناهم إِذا فرّقوها فيهم وانْتَضَخَ الماءُ ترشَّشَ أَبو زيد النَّضْخ الرش مثل النَّضْحِ وهما سواء تقول نضَخْت أَنْضَخ بالفتح قال الشاعر به من نَضاخ الشَّوْلِ رَدْعٌ كأَنَّه نُقاعَةُ حِنَّاءٍ بماء الصَّنَوْبَرِ وقال القطامي وإِذا تَضَيَّفُني الهُمومُ قَرَيْتُها سُرُحَ اليَدَيْن تُخالسُ الخَطَرانا حرَجاً كأَنَّ من الكُحَيلِ صُبابَةً نُضخَتْ مَغابنُها بِها نَضَخَانَا وفي الحديث المدينة كالكير تَنْفي خَبَثَها ويَنْضَخُ طِيبُها بالضاد والخاء المعجمتين وبالحاء المهملة من النَّضْخ وهو رش الماء وغَيثٌ نضّاخ غزير وقال جِران العَوْد ومِنْهُ على قَصْرَيْ عُمانَ سَخيفَةٌ وبالخَطِّ نضَّاخُ العَثَانين واسعُ السخيفة المطرة الشديدة وعُثْنونَ المَطر أَوله والنَّضْخَة المَطرة يقال وقعت نضْخة بالأَرض أَي مطرة وأَنشد أَبو عمرو لا يَفْرَحُون إِذا ما نَضْخَةٌ وقَعَتْ وهُمْ كرامٌ إِذا اشْتَدَّ المَلازيبُ جمعِ ملْزابٍ وهي الشدّة وأَنشد أَيضاً فقلتُ لعلَّ الله يُرْسِلُ نَضْخَةً فَيُضْحِي كِلانا قَائِماً يَتَذَمَّرُ وأَكثر ما ورد في هذا الباب بالحاء والخاء المعجمة وقد تقدّم ذكر نضح في بابه مستوفى

نفخ
النَّفْخ معروف نَفَخ فيه فانْتَفَخ ابن سيده نَفَخ بفمه يَنْفُخ نَفْخاً إِذا أَخرج منه الريح يكون ذلك في الاستراحة والمعالجة ونحوهما وفي الخَبر فإِذا هو مُغْتاظٌ يَنْفُخُ ونَفخ النارَ وغيرها ينفُخها نَفْخاً ونَفِيخاً والنَّفيخُ الموكل بنَفْخ النار قال الشاعر في الصبْح يَحْكي لَوْنَهُ زَخِيخُ مِنْ شُعْلَةٍ ساعَدَها النَّفيخُ قال صار الذي ينفُخ نَفيخاً مثل الجليس ونحوه لأَنه لا يزال يتعهدُه بالنفخ والمنفاخ كير الحدّاد والمِنْفاخ الذي يُنْفَخ به في النار وغيرها وما بالدَّارِ نافخُ ضَرْمَةٍ أَي ما بها أَحد وفي حديث علي رضوان الله عليه ودَّ معاوية أَنه ما بقي من بني هاشم نافِخُ ضَرْمَةٍ أَي أَحد لأَن النار ينفخها الصغير والكبير والذكر والأُنثى وقول ابي النجم إِذا نَطَحْنَ الأَخْشَبَ المَنْطُوحا سَمِعْت لِلمَرْوِ بهِ ضَبِيحا يَنْفَحْنَ مِنْهُ لَهَباً مَنْفُوحا إنما أَراد منفوخاً فأَبدل الحاء مكان الخاء وذلك لأَن هذه القصيدة حائية وأَوّلها يا ناقُ سِيري عَنَقاً فَسيحا إِلى سُلَيْمَانَ فَنَسْتَرِيحا وفي الحديث أَنه نهى عن النَّفْخِ في الشراب إِنما هو من أَجل ما يخاف أَن يبدُرَ من ريقه فيقع فيه فربما شرب بعده غيره فيتأَذى به وفي الحديث رأَيت كأَنه وُضع في يَديَّ سِوارانِ من ذهب فأُوحي إِليّ أَنِ انْفُخْهُما أَي ارْمهما وأَلقهما كما تنفُخ الشيءَ إِذا دفعته عنك وإِن كانت بالحاء المهملة فهو من نفحت الشيء إِذا رَمَيته ونفَحَت الدابةُ إِذا رَمَحَتْ بِرِجلها ويروي حديث المستضعفين فَنَفَخَت بهم الطريق بالخاء المعجمة أَي رمت بهم بغتة مِنْ نَفَخَت الريح إِذا جاءَت بغتة وفي حديث عائشة السُّعوط مكانَ النفخ كانوا إِذا اشتكى أَحدهم حَلْقَه نَفَخوا فيه فجعلوا السعوط مكانَه ونفَخ الإِنسانُ في اليراع وغيره والنفْخة نفخةُ يومِ القيامة وفي التنزيل فإِذا نُفخ في الصور وفي التنزيل فأَنْفُخُ فيه فيكون طائراً بإِذن الله ويقال نُفخ الصورُ ونُفخ فيه قاله الفراء وغيره وقيل نفخه لغة في نفخ فيه قال الشاعر لولا ابنُ جَعْدَةَ لم يُفْتَحْ قُهُنْدُزُكُمْ ولا خُراسانُ حتى يُنْفَخَ الصُورُ
( * قوله « قهندزكم » بضم القاف والهاء والدال المهملة كذا في القاموس وفي معجم البلدان لياقوت قهندز بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الدال وزاي وهو في الأصل اسم الحصن أو القلعة في وسط المدينة وهي لغة كأنها لأهل خراسان وما وراء النهر خاصة وأكثر الرواة يسمونه قُهندز يعني بالضم إلخ ثم قال ولا يقال في القلعة إذا كانت مفردة في غير مدينة مشهورة وهو في مواضع كثيرة منها سمرقند وبخارا وبلخ ومرو ونيسابور )
وقول القطامي أَلم يُخْزِ التفَرُّقُ جُنْدَ كِسْرَى ونُفْخوا في مدائِنهمْ فَطاروا أَراد ونفخوا فخفف ونَفخ بها ضَرَط قال أَبو حنيفة النفْخة الرائحة الخفيفة اليسيرة والنفخة الرائحة الكثيرة قال ابن سيده ولم أَر أَحداً وصف الرائحة بالكثرة ولا القلة غير أَبي حنيفة قال وقال أَبو عمرو بن العلاء دخلت محراباً من محاريب الجاهلية فنَفَخ المسكُ في وجهي والنفْخة والنُّفَّاخ الورَم وبالدابة نَفَخٌ وهو ريح تَرِمُ منه أَرساغُها فإِذا مَشَت انْفَشَّت والنُّفْخة داء يصيب الفرس تَرِمُ منه خُصْياه نفخ نَفَخاً وهو أَنْفَخُ ورجل أَنفخ بيّن النفْخ للذي في خُصْيَيه نَفْخ التهذيب النُّفَّاخ نفْخة الورم من داء يأْخذ حيث أَخَذَ والنفْخَة انتفاخ البَطن من طعام ونحوه ونَفَخه الطعام ينفُخه نفْخاً فانتفَخ مَلأَه فامتَلأَ يقال أَجِدُ نُفْخَة ونَفْخة ونِفْخة إِذا انتفخ بطنه والمنتفخ أَيضاً الممتلئ كِبراً وغضباً ورجل ذو نَفْخ وذو نفج بالجيم أَي صاحب فخر وكِبْر والنفْخ الكبْر في قوله أَعوذ بك من هَمْزهِ ونَفْثه ونَفْخهِ فنَفْثُه الشعر ونَفْخُه الكبْرُ وهمزُه المُوتَةُ لأَن المتكبر يتعاظم ويجمع نفْسَه ونفَسَه فيحتاج اءن ينفُخ وفي حديث اشراط الساعة انتفاخُ الأَهلَّه أَي عِظمها وقد انتُفخ عليه وفي حديث عليّ نافخٌ حِضْنَيه أَي منتَفخ مستعدّ لأَن يعمل عمله من الشر ومن مسائل الكتاب وقصدتُ قصدَه إِذ انتَفَخ عليّ أَي لايَنْتُه وخادَعْتُه حين غضب عليّ وانتفخ النهار علا قبل الانتصاف بساعة وانتفخ الشيءُ والنفخ ارتفاع الضُّحى ونفْخَة الشباب معظمه وشاب نُفُخ وجارية نُفُخٌ ملأَتهما نفخة الشباب وأَتانا في نفخة الربيع أَي حين أَعشب وأَخصب أَبو زيد هذه نُفخة الربيع ونِفْخته انتهاء نبته والنُّفُخ للفتى الممتلئ شباباً بضم النون والفاء وكذلك الجارية بغير هاء ورجل منتفخ ومنفوخ أَي سمين ابن سيده ورجل منفوخ وأُنْفُخان وإِنْفِخان والأُنثى أُنْفُخانة وإِنْفِخانة نفَخَهما السِّمَن فلا يكون إِلاَّ سِمَناً في رخاوة وقوم منفوخون والمنفوخ العظيم البطن وهو أَيضاً الجبان على التشبيه بذلك لأَنه انتفَخَ سَحْرُه والنُّفَّاخة هنَةٌ منتفخة تكون في بطن السمكة وهو نصابها فيما زعموا وبها تستقلّ في الماء وتردّد والنُّفَّاخة الحجاة التي ترتفع فوق الماء والنَّفْخاء من الأَرض مثل النَّبْخاء وقيل هي أَرض مرتفعة مكرّمة ليس فيها رمل ولا حجارة تنبت قليلاً من الشجر ومثلها النَّهْداء غير أَنها أَشد استواء وتَصَوُّباً في الأَرض وقيل النَّفخاء أَرض لينة فيها ارتفاع وقيل لابنة الخُسّ أَيُّ شيء أَحسن ؟ فقالت أَثَرُ غاديَة
( * قوله « اثر غادية إلخ » تقدم في نبخ غادية في اثر إلخ ) في إِثْرِ سارِيَة في بلاد خاوية في نَفْخاء رابية وقيل النفْخاء من الأَرضين كالرَّخَّاء والجمع النَّفاخَى كسّر تكسير الأَسماء لأَنها صفة غالبة والنفْخاء أَعلى عظم الساق نقخ النُّقَاخ
( * يقوله الشيخ ابراهيم اليازجي الصواب في هذه اللفظة النقخ على مثال الضرب كما ذكره صاحب الصحاح ) الضرب على الرأْس بشيء صلب نَقَخ رأْسه بالعصا والسيف يَنْقَخُه نَقْخاً ضربه وقيل هو الضرب على الدماغ حتى يخرج مخه قال الشاعر نَقْخاً على الهامِ وبَخًّا وخْضا والنُّقاخ استخراج المخّ ونَقَخَ المخَّ من العظم وانتقخه استخرجه أَبو عمرو ظَليمٌ أَنقخ قليل الدماغ وأَنشد لطلق بن عديّ حتى تَلاقَى دَفُّ إِحدى الشُّمَّخ بالرُّمح من دون الظَّليم الأَنْقَخ فانْجَدَلَتْ كالرُّبَع المَنَوَّخ والنقخ النقف وهو كسر الرأْس عن الدماغ قال العجاج لَعَلِمَ الأَقوامُ أَني مِفْنَخُ لِهامِهمْ أَرُضُّه وأَنْقَخُ بفتح القاف والنُّقاخُ الماء البارد العذب الصافي الخالص الذي يكاد ينقخ الفؤَاد ببرده وقال ثعلب هو الماء الطيب فقط وأَنشد للعَرْجي واسمه عبدالله بن عمرو ابن عثمان بن عفان ونسب إِلى العَرْج وهو موضع ولد به فإِن شئت أَحْرَمتٌ النساءَ سواكُمُ وإِن شئت لم أَطْعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا ويروى حرَّمت النساء أَي حرمتهن على نفسي والبرد هنا الريق التهذيب والنُّقاخ الخالص ولم يعين شيئاً الفراء يقال هذا نُقاخ العربية أَي خالصها وروي عن أَبي عبيدة النُّقاخ الماء العذب وأَنشد شمر وأَحْمَقَ ممن يلْعَق الماءَ قال لي دع الخمر واشْرَبْ من نُقاخ مُبَرَّدِ قال أَبو العباس النُّقاخُ النوم في العافية والأَمن ابن شميل النُّقاخ الماء الكثير يَنْبِطُه الرجل في الموضع الذي لا ماء فيه وفي الحديث أَنه شرب من رُومة فقال هذا النُّقاخ هو الماء العذب البارد الذي ينقَخ العطش أَي يكسره ببرده ورومة بئر معروفة بالمدينة

نقخ
النُّقَاخ
( * يقوله الشيخ ابراهيم اليازجي الصواب في هذه اللفظة النقخ على مثال الضرب كما ذكره صاحب الصحاح ) الضرب على الرأْس بشيء صلب نَقَخ رأْسه بالعصا والسيف يَنْقَخُه نَقْخاً ضربه وقيل هو الضرب على الدماغ حتى يخرج مخه قال الشاعر نَقْخاً على الهامِ وبَخًّا وخْضا والنُّقاخ استخراج المخّ ونَقَخَ المخَّ من العظم وانتقخه استخرجه أَبو عمرو ظَليمٌ أَنقخ قليل الدماغ وأَنشد لطلق بن عديّ حتى تَلاقَى دَفُّ إِحدى الشُّمَّخ بالرُّمح من دون الظَّليم الأَنْقَخ فانْجَدَلَتْ كالرُّبَع المَنَوَّخ والنقخ النقف وهو كسر الرأْس عن الدماغ قال العجاج لَعَلِمَ الأَقوامُ أَني مِفْنَخُ لِهامِهمْ أَرُضُّه وأَنْقَخُ بفتح القاف والنُّقاخُ الماء البارد العذب الصافي الخالص الذي يكاد ينقخ الفؤَاد ببرده وقال ثعلب هو الماء الطيب فقط وأَنشد للعَرْجي واسمه عبدالله بن عمرو ابن عثمان بن عفان ونسب إِلى العَرْج وهو موضع ولد به فإِن شئت أَحْرَمتٌ النساءَ سواكُمُ وإِن شئت لم أَطْعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا ويروى حرَّمت النساء أَي حرمتهن على نفسي والبرد هنا الريق التهذيب والنُّقاخ الخالص ولم يعين شيئاً الفراء يقال هذا نُقاخ العربية أَي خالصها وروي عن أَبي عبيدة النُّقاخ الماء العذب وأَنشد شمر وأَحْمَقَ ممن يلْعَق الماءَ قال لي دع الخمر واشْرَبْ من نُقاخ مُبَرَّدِ قال أَبو العباس النُّقاخُ النوم في العافية والأَمن ابن شميل النُّقاخ الماء الكثير يَنْبِطُه الرجل في الموضع الذي لا ماء فيه وفي الحديث أَنه شرب من رُومة فقال هذا النُّقاخ هو الماء العذب البارد الذي ينقَخ العطش أَي يكسره ببرده ورومة بئر معروفة بالمدينة

نكخ
نكخَه في حلقه نكْخاً لهَزَه يمانية

نوخ
أَنَخْتُ البعيرَ فاستناخ ونوَّخته فتنوَّخ وأَناخَ الإِبلَ أَبركها فبركت واستناخت بركت والفحلُ يَتَنَوَّخُ الناقةَ إِذا أَراد ضرابها واستناخ الفحل الناقة وتنوَّخها أَبركها ثم ضربها والمُناخ الموضع الذي تُناخ فيه الإِبل ابن الأَعرابي يقال تنوَّخ البعيرُ ولا يقال ناخ ولا أَناخ وقولهم نَوَّخ اللَّهُ الأَرض طروقَةً للماء أَي جعلها مما تطيقه والنَّوْخة الإِقامة وتَنُوخُ حيٌّ من اليمن ولا تشدّد النون

هبخ
قال الليث أُهْملت الهاء مع الخاء في الثلاثي الصحيح إِلاّ في مواضع هَبَخَ منها ابن سيده الهَبَيَّخة المرضعة وهي أَيضاً الجارية التارَّة الممتلئة وكل جارية بالحميرية هَبَيَّخة والهَبَيَّخ فَعَيَّل بتشديد الياء الغلام بلغتهم أَيضاً والهَبَيَّخ الرجل الذي لا خير فيه والهَبَيَّخ الأَحمق المسترخي وفي النوادر امرأَةَ هَبَيَّخة وفتًى هَبَيَّخ إِذا كان مخصباً في بدنه حسناً قال الأَزهري وكل ما في هذا الباب فالباء قبل الياء من هبيخ والهَبَيَّخ الوادي العظيم أَو النهر العظيم عن السيرافي والهَبَيَّخ واد بعينه عن كراع والهَبَيَّخَى مشية في تبختر وتهاد وقد اهبيَّخت المرأَة وأَنشد الأَزهري جرَّتْ عليه الريحُ ذَيْلاً أَنْبَخا جَرَّ العَرُوس ذَيْلها الهَبَيَّخا ويقال اهْبَيَّخت في مشيها اهْبِيَّاخاً وهي تَهَبَيَّخ

هخخ
هِخْ حكاية المتَنَخِّم ولا يصرَّف منه فعل لثقله على اللسان وقبحه في المنطق إِلا أَن يضطر شاعر هيخ هَيَّخَ الهَريسَةَ أَكثَر ودَكَها عن كُراع وأَنشد محمد بن سهل للكُميتِ إِذا ابتَسَر الحربَ أَحلامُها كِشافاً وهَيَّخَت الأَفحلُ الابتسار أَن يضرب الفحل الناقة على غير ضَبَعَةٍ قال وأَحلامها أَصحابها وهَيَّخت أُنيخت وهو أَن يقال لها عند الإِناخة هخ هخ إِخ إِخ يقول ذللت هذه الحرب للفحولة فأَناختها وقيل التهييخ دعاءُ الفحل للضراب وهيخ هيخ لغة قال محمد بن سهل هَيَّخت الناقة إِذا أُنيخت ليقرعها الفحل وهَيَّخ الفحلُ إِذا أُنيخ ليبرك عليها فيضربها والهاءُ مبدلة من الهمزة في هيخت

هيخ
هَيَّخَ الهَريسَةَ أَكثَر ودَكَها عن كُراع وأَنشد محمد بن سهل للكُميتِ إِذا ابتَسَر الحربَ أَحلامُها كِشافاً وهَيَّخَت الأَفحلُ الابتسار أَن يضرب الفحل الناقة على غير ضَبَعَةٍ قال وأَحلامها أَصحابها وهَيَّخت أُنيخت وهو أَن يقال لها عند الإِناخة هخ هخ إِخ إِخ يقول ذللت هذه الحرب للفحولة فأَناختها وقيل التهييخ دعاءُ الفحل للضراب وهيخ هيخ لغة قال محمد بن سهل هَيَّخت الناقة إِذا أُنيخت ليقرعها الفحل وهَيَّخ الفحلُ إِذا أُنيخ ليبرك عليها فيضربها والهاءُ مبدلة من الهمزة في هيخت

وبخ
وبَّخَه لامَه وعذله وأَبَّخَهُ لغة فيه عن ابن الأَعرابي قال ابن سيده أُرى همزته بدلاً من الواو وهو مذكور في الهمزة والتوبيخ التهديد والتأَنيب واللوم يقال وبَّخت فلاناً بسوءٍ فعله توبيخاً ابن الأَعرابي الوَمْخَة العَذْلة المحرقة قال أَبو منصور الأَصل في الوَبْخَة الومْخَة فقلبت الباء
( * قوله « فقلبت الباء إلخ » كذا بالأصل ومقتضى كلامه العكس ) ميماً لقرب مخرجيهما

وتخ
الوَتَخَة بفتح التاء الوحل وأَوتخه جَهَدَهُ وبلغ منه عنه أَيضاً وأَنشد دَرادقاً وهْي السَّبوحُ قُرَّحا قَرْقَمَهُمْ عَيْشٌ خَبيثٌ أَوْتَخا قال ثعلب استجاز ابن الأَعرابي الجمع بين الحاءِ والخاءِ هنا لتقارب المخرجين قال والصواب أَوتحا بالحاءِ أَي قلل أَو أَقلّ ابن الأَعرابي يقال ما أَغنى عني وَتَحَة بالحاءِ والوَتَخَة بالخاءِ الوحل

وثخ
الأَزهري في النوادر يقال لما اختلط من أَجناس العشب الغض وَثيغة ووَثيخَة بالغين والخاءِ ابن الأَعرابي يقال في الحوض بَلَّةٌ وهَلَّة ووَثْخَة
( * قوله « ووثخة » في نسخة المؤلف بسكون المثلثة والذي في القاموس الوثخة محركة البلة من الماء )

وخخ
الوَخْوَخَة حكاية بعض أَصوات الطير ورجل وَخْواخٌ سمين كثير اللحم مضطربه وقيل هو الجبان الضعيف قال الزفيان إِني ومَنْ شاءَ ابتَغَى قِفاخا لم أَكُ في قَوْمي امْرَأَ وَخْواخا وقيل الوَخْواخ الكسل الثقيل وأَنشد لَيْسَ بوَخْواخ ولا مُسْتَطل والوَخْواخ الكسلان عن العمل ويقال للرجل العنين وَخْواخ وذَوْذَخ وبَخْباخ ورجل وَخْواخ وبخباخ إِذا استرخى بطنه واتسع جلده ابن الأَعرابي الذَّوْذَخ والوَخْواخ العذْيَوْط وتَمْرٌ وخواخ لا حلاوة له ولا طعم قيل مسترخي اللحى وكل مسترخ وَخواخ وذكر في هذه الترجمة عن ابن الأَعرابي الوَخُّ الأَلم والوخ القصد

ورخ
الوَرْخُ شجر شبيه بالمَرْخ في نباته غير أَنه أَغبر له ورق دقيق مثل ورق الطَّرْخون أَو أَكبر والوَريخَة المسترخي من العجين لكثرة الماءِ وقد وَرِخَ يَوْرَخُ وَرَخاً وَتَوَرَّخَ وأَورَخَت العَجينَ أَكثَرَتْ ماءَه حتى يسترخي وورَّخ الكتابَ بيوم كذا لغة في أَرَّخه عن يعقوب

وسخ
الوسَخ ما يعلو الثوب والجلد من الدرَن وقلة التعهد بالماءِ وسِخَ الجلدُ يَوْسَخ وسَخاً وتَوَسَّخ واتَّسَخ واستوسخ وكذلك الثوب وأَوسخه ووسَّخه ووسَّخْته أَنا

وشخ
الوَشْخُ الضعيف الرديء

وصخ
الوَصَخ لغة في الوَسَخ مضارعة

وضخ
الوَضُوخ بالفتح الماءُ يكون في الدَّلو شبيه بالنّصْف وقد وَضَخ الدلو وأَوضَخَها وقال في أَسْفل الغَرْب وَضوخ أُوضخا والوَضوخ دون المِلْءِ وأَوضَخ بالدلو إِذا استقى فنفَح بها نَفْحاً شديداً وقيل استقى بها ماء قليلاً وأَوْضَخْت له إِذا استقيت له قليلاً واسم ذلك الشيءِ الذي يُستقى به الوَضوخ قال والمواعدة مثل المُواضَخَة وتواضخ الرجلان إِذا قاما جميعاً على البئر يتباريان في السقي وتواضخت الإِبل تبارت في السير وتواضخ الفرسان تباريا والمواضخة والوِضاخ المباراة في العدو والمبالغة فيه وقيل هو أَن تسير مثل سير صاحبك وليس هو بالشديد وكذلك هو في الاستقاءِ وقيل هو تباري المستقين ثم استعير في كل متباريين وقد واضخه السيرَ قال العجاج تُواضخُ التقريبَ قِلْواً مِقْلَخا أَي أَن هذه الأَتان تواضخ السير هذا العَير فهي تشتدّ وتجدّ قال الأَزهري المواضخَة عندَ العرب المعارضة والمباراة وإِن لم يكن مع ذلك مبالغة في العدو وأَصله من الوضوخ كما قال الأَصمعي ووُضاخ جبل معروف والهمزة أَكثر يصرف ولا يصرف قال الأَزهري أُضاخ اسم جبل ذكره امرؤ القيس في شعر له يصف برقاً شامه من بعيد فلما أَن علا كَنَفَيْ أُضاخ وهَتْ أَعجازُ رَيِّقهِ فحارا

ولخ
الوَلَخُ من العُشب الطويل وأَولَخَ العشبُ طال وعظم وأَرض ولِخَة ووليخة وورِخَة مؤتَلخة من النبت وولَخَه وَلْخاً ضربه بباطن كفه وائتَلخ الأَمرُ اختلط

ومخ
التهذيب ابن الأَعرابي الوَمْخَة العَذْلة المحرقة قال الأَزهري والأَصلا في الوَمْخةِ الوَبْخَة فقلبت الباءُ ميماً لقرب مخرجيهما

يثخ
الميثخة الدِّرة التي يضرب بها عن ثعلب

يفخ
اليافوخ ملتقى عظم مقدم الرأْس ومؤخره وهو مذكور في الهمزة قال ابن سيده لم يشجعنا على وضعه في هذا الباب إِلاَّ أَنَّا وجدنا جمعه يوافيخ فاستدللنا بذلك على أَن ياءه أَصل وقد ذكرناه نحن في أَفخ

ينخ
اليَنْخ من قولك أَينخ الناقة دعاها للضِّراب فقال لها إِينَخ إِينَخ قال الأَزهري هذا زجر لها كقولك إِخْ إِخْ

د
الدال حرف من الحروف المجهورة ومن الحروف النِّطْعيَّة وهي والطاءُ والتاء في حيز واحد

أبد
الأَبَدُ الدهر والجمع آباد وأُبود وفي حديث الحج قال سراقة بن مالك أَرأَيت مُتْعَتَنا هذه أَلِعامنا أَم للأَبد ؟ فقال بل هي للأَبد وفي رواية أَلعامنا هذا أَم لأَبَدٍ ؟ فقال بل لأَبَدِ أَبَدٍ وفي أُخرى بل لأَبَدِ الأَبَد أَي هي لآخر الدهر وأَبَدٌ أَبيد كقولهم دهر دَهير ولا أَفعل ذلك أَبد الأَبيد وأَبَد الآباد وأَبَدَ الدَّهر وأَبيد وأَبعدَ الأَبَدِيَّة وأَبدَ الأَبَدين ليس على النسب لأَنه لو كان كذلك لكانوا خلقاء أَن يقولوا الأَبديّينِ قال ابن سيده ولم نسمعه قال وعندي أَنه جمع الأَبد بالواو والنون على التشنيع والتعظيم كما قالوا أَرضون وقولهم لا أَفعله أَبدَ الآبدين كما تقول دهرَ الداهرين وعَوضَ العائضين وقالوا في المثل طال الأَبعدُ على لُبَد يضرب ذلك لكل ما قدُمَ والأَبَدُ الدائم والتأْييد التخليد وأَبَدَ بالمكان يأْبِد بالكسر أُبوداً أَقام به ولم يَبْرَحْه وأَبَدْتُ به آبُدُ أُبوداً كذلك وأَبَدَت البهيمةُ تأْبُد وتأْبِدُ أَي توحشت وأَبَدَت الوحش تأْبُد وأْبِدُ أُبوداً وتأْبَّدت تأَبُّداً توحشت والتأَبُّد التوحش وأَبِدَ الرجلُ بالكسر توحش فهو أَبِدٌ قال أَبو ذؤَيب فافْتَنَّ بعدَ تَمامِ الظِّمّءِ ناجيةً مثل الهراوة ثِنْياً بَكْرُها أَبِدُ أَي ولدها الأَوّل قد توحش معها والأَوايد والأُبَّدُ الوحش الذكَر آبد والأُنثى آبدة وقيل سميت بذلك لبقائها على الأَبد قال الأَصمعي لم يمت وَحْشيّ حتف أَنفه قط إِنما موته عن آفة وكذلك الحية فيما زعموا وقال عديّ بن زيد وذي تَناويرَ مَمْعُونٍ له صَبَحٌ يغذُو أَوابد قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا يعني بالأَمهار جحاشها وأَفلين صرن إِلى أَن كبر أَولادهن واستغنت عن الأُمهات والأُبود كالأَوابد قال ساعدة بن جؤَية أَرى الدهر لا يَبقْى على حَدَثانه أُبودٌ بأَطراف المثاعِدِ جَلْعَدِ قال رافع بن خديج أَصبنا نهب إِبل فندّ منها بعير فرماه رجل بسهم فحبسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إِن لهذه الإِبل أَوابد كأَوابدِ الوحش فإِذا غلبكم منها شيءٌ فافعلوا به هكذا الأَوابد جمع آبدة وهي التي قد توحشت ونفرَت من الإِنس ومنه قيل الدار إِذا خلا منها أَهلها وخلفتهم الوحش بها قد تأَبدت قال لبيد بِمِنىَ تَأَبَّد غَوْلُها فرجامُها وتأَبد المنزل أَي أَقفر وأَلفته الوحوش وفي حديث أُم زرع فأَراح عليّ من كل سائمةٍ زَوْجَيْن ومن كل آبِدَةٍ اثنتين تريد أَنواعاً من ضروب الوحوش ومنه قولهم جاءَ بآبدة أَي بأَمر عظيم يُنْفَرُ منه ويُستوحش وتأَبَّدت الدار خلت من أَهلها وصار فيها الوحش ترعاه وأَتان أَبَدٌ وحشية والآبدة الداهية تبقى على الأَبد والآبدة الكلمة أَو الفعلة الغريبة وجاءَ فلان بابدة أَي بداهية يبقى ذكرها على الأَبد ويقال للشوارد من القوافي أَوابد قال الفرزدق لَنْ تُدْرِكوا كَرَمي بِلُؤْمِ أَبيكُمُ وأوابِدِي بتَنَحُّل الأشعارِ ويقال للكلمة الوحشية آبدة وجمعها الأَوابد ويقال للطير المقيمة بأَرضٍ شتاءَها وصيفها أَوابد من أَبَدَ بالمكان يأْبِدُ فهو آبد فإِذا كانت تقطع في أَوقاتها فهي قواطع والأَوابد ضد القواطع من الطير وأَتان أَبِد في كل عام تلد قال وليس في كلام العرب فَعِلٌ إِلا أَبِدٌ وأَبِلٌ وبلِحٌ ونَكِحٌ وخَطِبٌ إِلا أَن يتكلف فيبني على هذه الأَحرف ما لم يسمع عن العرب ابن شميل الأَبِدُ الأَتان تَلد كل عام قال أَبو منصور أَبَلٌ وأَبِد مسموعان وأَما نَكِحٌ وخَطِبٌ فما سمعتهما ولا حفظتهما عن ثقة ولكن يقال بِكْحٌ وخِطْبٌ وقال أَبو مالك ناقة أَبِدَةٌ إِذا كانت ولوداً قيَّد جميع ذلك بفتح الهمزة قال الأَزهري وأَحسبهما لغتين أَبِد وإِبِدٌ الجوهري الإِبِد على وزن الإِبل الولود من أَمة أَو أَتان وقولهم لن يُقْلِعَ الجَدُّ النَّكِدْ إِلا بَجَدِّ ذي الإِبِدْ في كلِّ ما عامٍ تَلِدْ والإِبِد ههنا الأَمة لأَن كونها ولوداً حرمان وليس بحدّ أَي لا تزداد إِلا شرّاً والإِبِدُ الجوارح من المال وهي الأَمة والفرس الأُنثى والأَتان يُنْتَجن في كل عام وقالوا لن يبلغ الجدّ النكِد إِلا الإِبِد في كل عام تلد يقول لن يصل إِليه فيذهب بنكده إِلا المال الذي يكون منه المال ويقال وقف فلان أَرضه مؤَبَّداً إِذا جعلها حبيساً لا تُباع ولا تورث وقال عبيد بن عمير الدنيا أَمَدٌ والآخرة أَبَدٌ وأَبِدَ عليه أَبَداً غضب كَعَبدِ وأَمِدَ ووبِدَ وومِدَ عَبَداً وأَمَداً ووبَدَاً وومَداً وأَبيدَةُ موضع قال فما أَبِيدَةُ من أَرض فأَسْكُنَها وإِن تَجاوَرَ فيها الماءُ والشجر ومأْبِد موضع قال ابن سيده وعندي أَنه مابِد على فاعل وستذكره في مبد والأُبَيْدُ نبات مثل زرع الشعير سواء وله سنبلة كسنبلة الدُّخْنة فيها حب صغير أصغر من الخردل وهي مسمنة للمال جداً

أجد
الإِجادُ والأُجادُ طاق قصير وبناءٌ مُؤَجَّد مقوًّى وثيق محكم وقد أَجَّدَه وأَجَدَهُ وناقة مُؤجَدَة موُثقة الخلق وأُجُدٌ مُتصلة الفَقار تراها كأَنها عظم واحد وناقة أُجُد أَي قوية موثقة الخلق والأُجُدُ اشتقاقه من الإِجاد والإِجاد كالطاق القصير يقال عَقْدٌ مؤجد وناقة مؤجدة القَوى وناقة أُجُدٌ وهي التي فقار ظَهرها متصل وآجدها الله فهي مُؤجدة القَرى أَي موثقة الظهر وفي حديث خالد بن سنان وجدت أُجُداً تحثها الأُجُدُ بضم الهمزة والجيم الناقة القوية الموثقة الخلق ولا يقال للجمل أُجُدٌ ويقال الحمد لله الذي آجدني بعد ضعف أَي قوّاني وإِجدْ بالكسر من زجر الخيل

أحد
في أَسماءِ الله تعالى الأَحد وهو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر وهو اسم بني لنفي ما يذكر معه من العدد تقول ما جاءَني أَحد والهمزة بدل من الواو وأَصله وَحَدٌ لأَنه من الوَحْدة والأَحَد بمعنى الواحد وهو أَوَّل العدد تقول أَحد واثنان وأَحد عشر وإِحدى عشرة وأَما قوله تعالى قل هو الله أَحد فهو بدل من الله لأَن النكرة قد تبدل من المعرفة كما قال الله تعالى لنسفعنْ بالناصية ناصية قال الكسائي إِذا أَدخلت في العدد الأَلف واللام فادخلهما في العدد كله فتقول ما فعلت الأَحَدَ عَشَرَ الأَلف الدرهم والبصريون يدخلونهما في أَوّله فيقولون ما فعلت الأَحد عشر أَلف درهم لا أَحد في الدار ولا تقول فيها أَحد وقولهم ما في الدار أَحد فهو اسم لمن يصلح أَن يخاطب يستوي فيه الواحد والجمع والمؤَنث والمذكر وقال الله تعالى لستن كأَحد من النساءِ وقال فما منكم من أَحد عنه حاجزين وجاؤُوا أُحادَ أُحادَ غير مصروفين لأَنهما معدولان في اللفظ والمعنى جميعاً وحكي عن بعض الأَعراب معي عشرة فأَحِّدْهن أَي صيرهن أَحد عشر وفي الحديث أَنه قال لرجل أَشار بسبابتيه في التشهد أَحِّدْ أَحِّدْ وفي حديث سعد في الدعاء أَنه قال لسعد وهو يشير في دعائه باصبعين أَحِّدْ أَحِّدْ أَي أَشر بإِصبع واحدة لأَن الذي تدعو إِليه واحد وهو الله تعالى والأَحَدُ من الأَيام معروف تقول مضى الأَحد بما فيه فيفرد ويذكر عن اللحياني والجمع آحاد وأُحْدانٌ واستأْحد الرجل انفرد وما استاحد بهذا الأَمر لم يشعر به يمانية وأُحُد جبل بالمدينة وإِحْدى الإِحَدِ الأَمر المنكر الكبير قال بعكاظٍ فعلوا إِحدى الإِحَدْ وفي حديث ابن عباس وسئل عن رجل تتابع عليه رمضانان فقال إِحدى من سبع يعني اشْتدّ الأَمر فيه ويريد به إِحدى سني يوسف النبي على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام المجدبة فشبه حاله بها في الشدة أَو من الليالي السبع التي أَرسل الله تعالى العذاب فيها على عاد

أخد
قال الأَزهري روى الليث في هذا الباب أَخذ وقال المُسْتأْ خِد المُسْتكين قال ومريض مُسْتأخِد أَي مستكِين لمرضه قال أَبو منصور هذا حرف مُصَحَّف والصواب المُستأْخِذُ بالذال وهو الذي يسيل الدَّم من أَنفه ويقال للذي بعينه رمد مستأْخِذ أَيضاً والمُستأْخِذُ المُطاطئ رأْسه من الوجع قال هذا كله بالذال و موضعها باب الخاء والذال

أدد
الإِدُّ والإِدَّةُ العَجبُ والأَمر الفظيع العظيم والداهية وكذلك الآدّ مثل الفاعل وجمعُ الإِدَّة إِدَدٌ وأَمر إِدٌّ وصف به هذه عن اللحياني وفي التزيل العزيز لقد جئتم شيئاً إِدّاً قراءة القراء إِدّاً بكَسر الأَلف إِلا ما روي عن أَبي عمر وأَنه قرأَ أَدّاً قال ومن العرب من يقول لَقد جئت بشيء آدّ مثل مادّ قال وهو في الوجوه كلها بشيء عظيم وأَنشد ابن دريد يا أُمّنا ركبتُ أَمراً إِدّا رأَيتُ مشبوحَ الذِّراع نَهْدا فنِلتُ منه رَشْفَاً وبَرْدا والإِدّ الداهية تئدّ وتؤدّ أَدّاً قال ابن سيده وأَرى اللحياني حكى تأَدُّ فإِما أَن يكون بني ماضيه على فعل وإِما أَن يكون من باب أَبى يأْبى وأَدّه الأَمر يؤُدّه ويئدّه إِذا دهاه الليث يقال أَدّت فلاناً داهية تؤده أَدّاً بالفتح قال رؤبة والإِدَدَ الإِدادَ والعَضائِلا والإِدّ بكسر الهمزة الشدَّة وفي حديث عليّ رضى الله تعالى عنه قال رأَيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت ما لقيت بعدك من الإِدَدِ والأَوَدِ الإِدد بكسر الهمزة الدواهي العظام واحدتها إِدّة بالكسر والتشديد والأَوَدُ العوج والأَدُّ الغلبةُ والقوّةُ قال نَضَوْنَ عنّي شدّةً وأَدّا من بعدِ ما كنتُ صُمُلاًّ نَهْدا وأَدّت الناقة والإِبل تؤدّ أَدّاً رجَّعت الحنين في أَجوافها وأَدُّ الناقة حنينها ومدّها لصوتها عن كراع وأَدّ البعيرُ يؤدّ أَدّاً هَدَرَ وأَدّ الشيءَ والحبل يؤدّه أَدّاً مدّه وأَدّ في الأَرض يؤدّ أَدّاً ذهب وأَدَدُ الطريق دَررُه والأَدُّ صوتَ الوطء قال الشاعر يَتْبَعُ أَرضاً جِنُّها يُهوّلُ أَدٌّ وسَجْعٌ ونَهِيمٌ هَتْمَلُ والأَديد الجبلة وشديدٌ أَديدٌ إِتباع له وأُدُد وأُدَد أَبو عدنان وهو أُدّ بن طابخة
( * قوله « وهو أدّ بن طابخة إلى قوله بمنزلة عمر » كذا في نسخة المؤلف وعبارة القاموس وشرحه وأدد كعمر مصروفا وأدد بضمتين لغة فيه عن سيبويه أبو قبيلة من حمير وهو أدد بن زيد بن كلان بن سبأ بن حمير وأدّ بالضم ابن طابخة بن الياس بن مضر أبو قبيلة أخرى ) بن الياس ابن مضر قال الشاعر أُدُّ بن طابِخةٍ أَبونا فانسبُوا يومَ الفَخارِ أَباً كأُدٍّ تُنْفَروا قال ابن دريد أَحسب أَنّ الهمزة في أُدّ واو لأَنه من الودّ أَي الحب فأُبدلت الواو همزة كما قالوا اقتت وأَرخ الكتاب وأُدَد أَبو قبيلة من اليمن وهو أُدَدُ بن زيد بن كهلان بن سبأ بن حمير والعرب تقول أُدَداً جعلوه بمنزلة ثُقَب ولم يجعلوه بمنزلة عمر الأَزهري وكان لقريش صنم يدعونه وُدّاً ومنهم من يهمز فيقول أُد

أزد
الأَزْدُ لغة في الأَسْد تجمع قبائل وعمائر كثيرة في اليمن وأَزْدٌ أَبو حيّ من اليمن وهو أَزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن كهلان بن سبا وهو أَسْدٌ بالسين أَفصح يقال أَزد شَنُوُءة وأَزْدُ عُمان وأَزْدُ السراة قال النجاشي واسمه قيس بن عمرو وكان عاهد أَزد شنوءة وأَزد عمان أَن لا يحولا عليه فثبتت أَزد شنوءة على عهده دون أَزد عمان فقال وكنتُ كذي رِجليْنِ رجلٍ صحيحةٍ ورجْلٍ بها رَيبٌ من الحَدَثانِ فأَما التي صحَّتْ فأَزْدُ شنوءَةٍ وأَما التي شُلَّت فأَزْدُ عُمَانِ

أسد
الأَسَد من السباع معروف والجمع آساد وآسُد مثل أَجبال وأَجبل وأُسُود وأُسُد مقصور مثل وأَسْدٌ مخفف وأُسْدانٌ والأُنثى أَسَدة وأَسَدٌ آسد على المبالغة كما قالوا عَرادٌ عَرِدٌ عن ابن الأَعرابي وأَسَدٌ بَيّنُ الأَسَد نادر كقولهم حِقَّهٌ بيّن الحقَّةِ وأَرض مأْسَدة كثيرة الأُسود والمأْسدة له موضعان يقال لموضعِ الأَسد مأْسدة ويقال لجمع الأَسَد مأْسدة أَيضاً كما يقال مَشْيَخة لجمع الشيخ ومَسْيَفة للسيوف ومَجَنَّة للجن ومَضَبَّة للضباب واستأْسد الأْسدَ دعاه قال مهلهل إِني وجدت زُهيراً في مآثِرِهم شبْهَ الليوثِ إِذا استأْسدتَهم أَسِدوا وأَسِد الرجلُ استأْسد صار كالأَسد في جراءَته وأَخلاقه وقيل لامرأَة من العرب أَيّ الرجال زوجك ؟ قالت الذي إِن خرج أَسِدَ وإِن دخل فهِدَ ولا يسأَل عما عهِدَ وفي حديث أُم زرع كذلك أَي صار كالأَسد في الشجاعة يقال أَسِد واستأْسد إِذا اجترأَ وأَسِد الرجل بالكسر يأْسَدُ أَسَداً إِذا تحير ورأَى الأَسد فدهِش من الخَوف واستأْسد عليه اجترأَ وفي حديث لقمان بن عاد خذ مني أَخي ذا الأَسَدِ الأَسَدُ مصدر أَسِد يأْسَدُ أَي ذو القوّة الأَسدية وأَسد عليه غضب وقيل أَسد عليه سفه واستأْسد النبت طال وعظم وقيل هو أَن ينتهي في الطول ويبلغ غايته وقيل هو إِذا بلغ والتف وقوي وأَنشد الأَصمعي لأَبي النجم مستأْسِدٌ أَذْنابُه في عَيْطلِ يقول للرائِدِ أَعشبتَ انْزلِ وقال أَبو خراش الهذلي يُفَحّين بالأَيدي على ظهرِ آجنٍ له عَرْمَضٌ مستأْسدٌ ونَجيل قوله يفحّين أَي يفرّجن بأَيديهن لينال الماء أَعناقهن لقصرها يعني حُمُراً وردت الماء والعَرمَض الطحلب وجعله مستأْسداً كما يستأْسد النبت والنجيل النزّ والطين وآسَدَ بين القوم
( * قوله « وآسد بين القوم » كذا بالأصل وفي القاموس مع الشرخ كضرب أفسد بني القوم ) أَفسد وآسد الكلبَ بالصيد إِيساداً هيجه وأَغراه وأَشلاه دعاه وآسَدْتُ بين الكلاب إِذا عارشت بينها وقال رؤْبة تَرمِي بنا خِندِفُ يوم الإِيساد والمؤسِدُ الكلاَّب الذي يُشْلي كلبه للصيد يدعوه ويغريه وآسدت الكلْبَ وأَوسدته أَغريته بالصيد والواو منقلبة عن الأَلف وآسدَ السيرَ كأَسْأَدَهُ عن ابن جني قال ابن سيده وعسى أَن يكون مقلوباً عن أَسأَد ويقال للوسادة الإِسادة كما قالوا للوشاحِ إِشاح وأُسَيْد وأَسِيدٌ اسمان والأَسَدُ قبيلة التهذيب وأَسَد أَبو قبيلة من مضر وهو أَسَد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر وأَسَد أَيضاً قبيلة من ربيعة وهو أَسَد بن ربيعة بن نزار والأَسْد لغة في الأَزد يقال هم الأَسْد شنوءة والأَسْديّ بفتح الهمزة ضرب من الثياب وهو في شعر الحطيئة يصف قفزاً مُستهلكُ الوِرْدُ كالأَسْدِيّ قد جعَلَتْ أَيدي المَطِيِّ به عادِيِّةً رَغُبا مستهلك الورد أَي يهلك وارده لطوله فشبهه بالثوب المُسَدَّى في استوائه والعادية الآبار والرغب الواسعة الواحد رغيب قال ابن بري صوابه الأُسْدِيُّ بضم الهمزة ضرب من الثياب قال ووهم من جعله في فصل أَسد وصوابه أَن يذكر فيفصل سديَ قال أَبو علي يقال أُسْديّ وأُسْتيٌّ وهو جمع سَدىً وستىً للثوب المُسَدَّى كأُمْعُوز جمع مَعَزٍ قال وليس بجمع تكسير وإِنما هو اسم واحد يراد به الجمع والأَصل فيه أُسْدُويٌّ فقلبت الواو ياء لاجتماعهما وسكون الأَوّل منهما على حد مرميّ ومخشيّ

أصد
الأُصْدَةُ بالضم قميص صغير يلبس تحت الثوب قال الشاعر ومُرْهَق سالَ إِمْتاعاً بأُصْدَتِه لم يَسْتَعِن وحوامي الموتِ تغْشاه ثعلب الأُصْدَةُ الصُّدْرة قال الشاعر مثلَ البرام غدا في أُصْدَةٍ خلَقٍ لم يَسْتَعِنْ وحوامي الموتِ تغشاه ويقال أَصَّدْتُه تأْصيداً ابن سيده الأَصْدَة والأَصيدَة والمُؤَصَّدُ صدَارٌ تلبسه الجارية فإِذا أَدركت دَرّعت وأَنشد ابن الأَعرابي لكثير وقد دَرَّعوها وهْي ذات مُؤَصَّدٍ مَجُوبٍ ولما تلبَسِ الدرعَ رِيدُها وقيل الأُصدَة ثوب لا كُمَّيْ له تلبسه العروس والجارية الصغيرة والأَصيدة كالحظيرة يعمل لغة في الوصيدة وأَصَدَ البابَ أَطبقه كأَوصْد إِذا أَغلقه ومنه قرأَ أَبو عمرو إِنها عليهم مؤصدة بالهمز أَي مطبقة وأَصَدع القدر أَطبقها والاسم منها الإِصادُ والأَصاد وجمعه أُصُد أَبو عبيدة آصدت وأَوصدت إِذا أَطبقت الليث الإِصادُ والإِصد هما بمنزلة المطبق يقال أَطبق عليهم الإِصادُ والوصادَ والإِصدة وقال أَبو مالك أَصَدْتنا مُذ اليومِ إِصادةً والأَصيدُ الفناء والوصيد أَكثر وذا الإِصادِ موضع قال لطمن على ذاتِ الإِصادِ وجمعُكم يَرَون الأَذى من ذِلَّةٍ وهوان وكان مجرى داحس والغَبْراء من ذاتِ الإِصاد وهو موضع وكانت الغايةُ مائة غلوةٍ والإِصادُ هي رَدْهة بين أَجْبُلٍ

أصفعد
الإِصْفَعْدُ من أَسماء الخمر قال أَبو المنيع الثعلبي لها مَبْسَمٌ شخْتٌ كأَن رُضَابَهُ بُعَيْدَ كَراها إِصْفَعِنْدٌ مُعَتَّق قال المفسر أَنشدني البيت أَبو المبارك الأَعرابي القحذميّ عن أَبي المنيع لنفسه قال وما سمعت بهذا الحرف من أَحد غيره قال ورأَيته في شعره بخط ابن قطرب قال ابن سيده وإِنما أَثبته في الخماسي ولم أَحكم بزيادة النون لأَنه نادر لا مادة له ولا نظير في الأَبنية المعروفة وأَحْرِ بهِ أَن يكون في الخماسي كانقحل في الثلاثي

أطد
الأَطَد العَوْسَج عن كراع

أفد
أَفِدَ الشيءُ يأْفَدُ أَفَداً فهو أَفِدٌ دنا وحضر وأَسرع والأَفِد المستعجِلُ وأَفِدَ الرجل بالكسر يأْفَد أَفَداً أَي عجل فهو أَفِدٌ على فَعِل أَي مستعجل والأَفَد العَجَلة وقد أَفد تَرحُّلنا واستأفَد أَي دنا وعجل وأَزِف وفي حديث الأَحنف قد أَفِدَ الحجُّ أَي دنا وقته وقرب وقال النضر أَسرِعُوا فقد أَفِدتم اي أَبطأْتم قال والأَفْدة التأْخير الأَصمعي امرأَة أَفِدة أَي عجلة

أكد
أَكَّد العهدَ والعقدَ لغة في وكَّده وقيل هو بدل والتأْكيد لغة في التوكيد وقد أَكَّدْت الشيء ووكَدْته ابن الأَعرابي دستُ الحنطة ودرستها وأَكَدْتها

ألد
تأَلَّد كتبلَّد
( * قوله « كتبلد » عبارة القاموس والشرح كتبلد إذا تحير )

أمد
الأَمَدُ الغاية كالمَدَى يقال ما أَمدُك ؟ أَي منتهى عمرك وفي التنزيل العزيز ولا تكونوا كالذين أُوتو الكتاب من قبل فطال عليهم الأَمدُ فَقَسَتْ قلوبهم قال شمر الأَمَدُ منتهى الأَجل قال وللإِنسان أَمَدانِ أَحدهما ابتداء خلقه الذي يظهر عند مولده والأَمد الثاني الموت ومن الأَول حديث الحجاج حين سأَل الحسن فقال له ما أَمَدُكَ ؟ قال سنتان من خلافة عمر أَراد أَنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه والأَمَدُ الغضب أَمِدَ عليه وأَبِدَ إِذا غضب عليه وآمِدُ بلد
( * قوله « وآمد بلد إلخ » عبارة شرح القاموس وآمد بلد بالثغور في ديار بكر مجاورة لبلاد الروم ثم قال ونقل شيخنا عن بعض ضبطه بضم الميم قلت وهو المشهور على الألسنة ) معروف في الثغور قال بآمِدَ مرَّةً وبرأْسِ عينٍ وأَحياناً بِمَيَّا فارِقينا ذهب إِلى الأَرض أَو البقعة فلم يصرف والإِمِّدانُ الماءُ على وجه الأَرض عن كراع قال ابن سيده ولست منه على ثقة وأَمَدُ الخيل في الرهان مَدافِعُها في السباق ومنتهى غاياتها الذي تسبق إِليه ومنه قول النابغة سَبْقَ الجوادِ إِذا استولى على الأَمَدِ أَي غلب على منتهاه حين سبق وسيلة إِليه أَبو عمرو يقال للسفينة إِذا كانت مشحونة عامِدٌ وآمِدٌ وعامدة وآمِدَة وقال السامدُ العاقل والآمِدُ المملوء من خير أَو شرّ

أندرورد
الأَزهري في الرباعي روى بسنده عن أَبي نجيح قال كان أَبي يلبس أَنْدرَاوَرْدَ قال يعني التُّبَّان وفي حديث عليّ كرم الله وجهه أَنه أَقبل وعليه أَنْدَرْوَرْدِيَّةٌ قيل هي نوع من السراويل مُشَمَّر فوقَ التُّبَّان يغطي الركبة وقالت أُم الدرداء زارنا سلمان من المدائن إِلى الشام ماشياً وعليه كساء وأَنْدَرَاوَرْدُ يعني سراويل مشمرة وفي رواية وعليه كساء أَنْدَرْوَرْد قال ابن الأَثير كأَن الأَول منسوب إِليه قال أَبو منصور وهي كلمة عجمية ليست بعربية

أود
آدَه الأَمرُ أَوْداً وأُوُوداً بلغ منه المجهود والمشقة وفي التزيل العزيز ولا يؤُوده حفظهما قال أَهل التفسير وأَهل اللغة معاً معناه ولا يكرثه ولا يثقله ولا يشق عليه مِن آده يؤُوده أَوْداً وأَنشد إِذا ما تَنُوءُ به آدَهَا وأَنشد ابن السكيت إِلى ماجدٍ لا ينبَحُ الكلبُ ضيفَه ولا يَتَآداه احتمالُ المغارِمِ قال لا يتآداه لا يثقله أَراد يتأَوَّد فقلبه وفي صفة عائشة أَباها رضي الله عنهما قالت وأَقام أَوَدَهُ يثقافِه الأَوَدُ العوج والثقاف هو تقويم المعوج وفي حديث نادبة عمر رضي الله عنه واعُمَراه أَقام الأَوَدَ وشفى العَمَدَ والمآوِد والموائد الدواهي وهو من القلوب ورماه بإِحدى المآود أَي الدواهي عن ابن الأَعرابي وحكي أَيضاً رماه بإِحدى الموائد في هذا المعنى كأَنه مقلوب عن المآود أَبو عبيد المَوْئدُ بوزن معبد الأمر العظيم وقال طرفة أَلَسْتَ ترى أَنْ قد أَتَيْت بمَوْئدٍ
( * في معلقة طرفة بُمؤيدِ )
وجمعه غيره على مآوِدَ جعله من آده يو وده أَوْداً إِذا أَثقله والتأَوّد التثني وأَوِدَ الشيءُ بالكسر يأْوَدُ أَوَداً فهو آودٌ اعوجَّ وخص إبو حنيفة به القِدْحَ وتأَوّد الشيءُ تعوّج وأُدْتُ العود وغيره أَوْداً فانْآد وأَوَّدتُه فتأَوّد كلاهما عجته وعطفته وتأَوّدَ العودُ تأَوُّداً إِذا تثنى قال الشاعر تأَوّد عُسْلُجٌ على شطّ جعفرٍ وآد العودَ يؤوده أَوداً إِذا حماه وقد انآد العودُ ينآد انئياداً فهو مُنآد إِذا انثنى واعوجَّ والانْئِياد الانحناء قال العجاج من أَن تَبَدّلتُ بآدي آدا لم يكُ يَنْآد فَأَمْسَى انْآدا أَي قد انْآد فجعل الماضي حالاً بإِضمار قد كقوله تعالى أَو جاؤكم حصرت صدورهم ويقال آد النهارُ يَؤود أَوْداً إِذا رجع في العشيّ وأَنشد ثم ينوشُ إِذا آدَ النهارُ له على الترقُّبِ مِن هَمٍّ ومِن كَتْمِ وآد العشيُّ إِذا مال وآد الشيءُ أَوْداً رجع قال ساعدة بن العجلان يصف أَنه لقي رجلاً من خصومه ففرّ منه واستتر نهارَه الى قريب من آخره ثم أَسرع في الفرار أَقمتَ بها نهارَ الصيْفِ حتى رأَيتَ ظِلال آخِره تَؤُودُ غداةَ شُواحِطٍ فَنَجوتَ منه وثوبُك في عَباقِيَةٍ هرِيدُ أَي ترجع وتميل إِلى ناحية المشرق وشواحط موضع وعباقية شجرة وهريد مشقوق وقال المرقش والعَدْوُ بين المجلسَينِ إِذا آدَ العشيُّ وتَنادى العَمّ وقال آخر يمدح امرأَة مالت عليها الميرة بالتمر خُذامِيَّةٌ آدتْ لها عَجْوةُ القِرَى فتأْكل بِالمأْقُوط حَيْساً مُجَعَّدا وآد عليه عطف وآده بمعنى حناه وعطفه وأَصلهما واحد الليث في التؤدة بمعنى التأَني قال يقال اتَّئِد وتوَأّد فاتَّئِد على افتعل وتَوَأَّد على تفعَّل قال والأَصل فيهما الوأْد إِلاَّ أَن يكون مقلوباً من الأَود وهو الإِثقال فيقال آدني يؤُودني أَي أَثقلني وآدني الحمل أَوْداً أَي أَثقلني وأَنا مَؤُود مثل مقول ويقال ما آدَكَ فهو لي آيِدٌ ويقال تأَوَّدتِ المرأَة في قيامها إِذا تثنت لتثاقلها ثم قالوا تَوَأُّد واتَّأَد إِذا تَرَزَّن وتمهل قال الأَزهري والمقلوبات في كلام العرب كثيرة ونحن ننتهي إِلى ما ثبت لنا عنهم ولا نحدث في كلامهم ما لم ينطقوا به ولا نقيس على كلمة نادرة جاءت مقلوبة وأَوْدُ قبيلة غير مصروف زاد الأَزهري من اليمن وأُود بالضم موضع بالبادية وقيل رملة معروفة قال الراعي فأَصْبَحْنَ قد خلَّفْنَ أُودَ وأَصبحتْ فِراخُ الكثيبِ ضُلَّعاً وخَرائِقُه وأَود بالفتح اسم رجل قال الأَفوه الأَودي مُلْكُنا مُلْكٌ لَقاحٌ أَوّلٌ وأَبونا من بني أَوْدٍ خيار

أيد
الأَيْدُ والآدُ جميعاً القوة قال العجاج من أَن تبدّلت بآدِي آدا يعني قوّة الشباب وفي خطبة علي كرم الله وجهه وأَمسكها من أَن تمور بأَيْدِه أَي بقوّته وقوله عز وجل واذكر عبدنا داود ذا الأَيْد أَي ذا القوة قال الزجاج كانت قوّته على العبادة أَتم قوة كان يصوم يوماً ويفطر يوماً وذلك أَشدّ الصوم وكان يصلي نصف الليل وقيل أَيْدُه قوّته على إِلانةِ الحديد بإِذن الله وتقويته إِياه وقد أَيَّده على الأَمر أَبو زيد آد يَئِيد أَيداً إِذا اشتد وقوي والتأْييد مصدر أَيَّدته أَي قوّيته قال الله تعالى إِذا أَيدتك بروح القدس وقرئ إِذا آيَدْتُك أَي قوّيتك تقول من آيَدْته على فاعَلْته وهو مؤيَد وتقول من الأَيْد أَيَّدته تأْييداً أَي قوَّيته والفاعل مؤَيِّدٌ وتصغيره مؤَيِّد أَيضاً والمفعول مُؤَيَّد وفي التنزيل العزيز والسماء بنيناها بأَيد قال أَبو الهيثم آد يئيد إِذا قوي وآيَدَ يُؤْيِدُ إِيآداً إِذا صار ذا أَيد وقد تأَيَّد وأُدت أَيْداً أَي قوِيتُ وتأَيد الشيء تقوى ورجل أَيِّدٌ بالتشديد أَي قويّ قال الشاعر إِذا القَوْسُ وَتَّرها أَيِّدٌ رَمَى فأَصاب الكُلى والذُّرَا يقول إِذا الله تعالى وتَّر القوسَ التي في السحاب رمى كُلى الإِبل وأَسنمتَها بالشحم يعني من النبات الذي يكون من المطر وفي حديث حسان بن ثابت إن روح القدس لا تزال تُؤَيِّدُك أَي تقويك وتنصرك والآد الصُّلب والمؤيدُ مثال المؤمن الأَمر العظيم والداهية قال طرفة تقول وقد تَرَّ الوظيفُ وساقُها أَلستَ تَرى أَنْ قد أَتيتَ بمُؤْيِدِ ؟ وروى الأَصمعي بمؤيَد بفتح الياء قال وهو المشدّد من كل شيء وأَنشد للمثَبِّب العَبْدي يَبْنى تَجَاليدي وأَقْتادَها ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ يريد بالناوي سنامها وظهرها والفدَن القصر وتجاليده جسمه والإِيادُ ما أُيِّدَ به الشيء الليث وإِيادُ كل شيء ما يقوّى به من جانبيه وهما إِياداه وإِياد العسكر الميمنة والميسرة ويقال لميمنة العسكر وميسرته إِياد قال العجاج عن ذي إِيادَينِ لَهَامٍ لو دَسَرْ برُكْنهِ أَركانَ دَمْخٍ لانْقَعَرْ وقال يصف الثور متخذاً منها إِياداً هدَفا وكل شيء كان واقياً لشيء فهو إِيادُه والإِياد كل مَعْقل أَو جبل حصين أَو كنف وستر ولجأ وقد قيل إِن قولهم أَيده الله مشتق من ذلك قال ابن سيده وليس بالقوي وكل شيء كَنَفَك وسترك فهو إِياد وكل ما يحرز به فهو إِياد وقال امرؤ القيس يصف نخيلاً فأَثَّتْ أَعاليه وآدتْ أُصولُه ومال بِقِنْيانً من البُسْرِ أَحمرا آدت أُصوله قويت تَئيدُ أَيْداً والإِيادُ التراب يجعل حول الحوض أَو الخباءَ يقوى به أَو يمنع ماء المطر قال ذو الرمة يصف الظليم دفعناه عن بَيضٍ حسانٍ بأَجْرَعٍ حَوَى حَوْلَها من تُرْبهِ بإِيادِ يعني طردناه عن بيضه ويقال رماه الله بإِحدى الموائد والمآود أَي الدواهي والإِياد ماحَنا من الرمل وإِياد اسم رجل هو ابن معدّ وهم اليوم باليمن قال ابن دريد هما إِيادانِ إِياد بن نزار وإِياد بن سُود بن الحُجر بن عمار بن عمرو الجوهري إِيادُ حيّ من معدّ قال أَبو دُواد الإِيادي في فُتوٍّ حَسَنٍ أَوجهُهُمْ من إِياد بن نِزار بن مُضر

بترد
بَتْرَدُ موضع

بجد
بَجَدَ بالمكان يَبْجُدُ بُجوداً وبَجَداً الأَخيرة عن كراع كلاهما أَقام به وبَجَّدَ تَبْجيداً أَيضاً وبَجَدَت الإِبل بُجُوداً وبَجَّدَت لزمت المرتع وعنده بَجْدَة ذلك بالفتح أَي علمه ومنه يقال هو ابن بَجْدَتها للعالم بالشيءِ المتقن له المميز له وكذلك يقال للدليل الهادي وقيل هو الذي لا يبرح من قوله بَجَد بالمكان إِذا أَقام وهو عالم ببُجْدَة أَمرك وبَجْدة أَمرك وبُجُدَة أَمرك بضم الباء والجيم أَي بدخيلته وبطانته وجاءَنا بَجْدٌ من الناس أَي طَبَقٌ وعليه بَجْدٌ من الناس أَي جماعة وجمعه بُجُودٌ قال كعب بن مالك تلوذ البُجودُ بأَدرائنا من الضُّرّ في أَزَمات السّنينا ويقال للرجل المقيم بالموضع إِنه لَباجِدٌ وأَنشد فكيف ولم تَنْفِطْ عَناقٌ ولم يُرَعْ سَوامٌ بأَكناف الأَجِرَّة باجِدُ والبَجْدُ من الخيل مائة فأَكثر عن الهجري والبِجاد كساءٌ مخطط من أَكسية الأَعراب وقيل إِذا غزل الصوف بسرة ونسج بالصِّيصَة فهو بِجاد والجمع بُجُدٌ ويقال للشُّقَّة من البُجُد قَليحٌ وجمعه قُلُح قال ورَفُّ البيت أَن يَقْصُر الكِسْرُ عن الأَرض فيوصل بخرقة من البُجُد أَو غيرها ليبلغ الأَرض وجمعه رُفوف أَبو مالك رفائف البيت أَكسية تعلق إِلى الآفاق حتى تلحق بالأَرض ومنه ذو البِجادين وهو دليل النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنبسة بن نهم
( * قوله « وهو عنبسة بن نهم إلخ » عبارة القاموس وشرحه ومنه عبدالله بن عبد نهم بن عفيف إلخ ) المزني قال ابن سيده أُراه كان يلبس كساءَين في سفره مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك لأَنه حين أَراد المصير إِليه قطعت أُمه بِجاداً لها قطعتين فارتدى بإِحداهما وائتزر بالأُخرى وفي حديث جبير بن مطعم نظرت والناس يقتتلون يوم حنين إِلى مثل البِجاد الأَسود يهوي من السماءِ البجاد الكساءُ أَراد الملائكة الذين أَيدهم الله بهم وأَصبحت الأَرض بَجْدةً واحدة إِذا طبقها هذا الجراد الأَسود وفي حديث معاوية أَنه مازح الأَحنف بن قيس فقال له ما الشيءُ الملفف في البِجاد ؟ قال هو السخينة يا أَمير المؤمنين الملفف في البِجاد وطْبُ اللبن يلف فيه ليحمى ويدرك وكانت تميم تعير بها فلما مازحه معاوية بما يعاب به قومه مازحه الأَحنف بمثله وبِجاد اسم رجل وهو بِجاد بن رَيْسان التهذيب بُجُودات في ديار سعد مواضع معروفة وربما قالوا بُجُودة وقد ذكرها العجاج في شعره فقال « بَجَّدْن للنوح » أَي أَقمن بذلك المكان

بخند
البَخَنْداةُ كالخَبَنْداة وبعير مُبْخَنْدٌ كمُخْبَنْدٍ والبَخَنْداة والخَبَنْداة من النساءِ التامة القَصب الرَّيَّاءُ وفي حديث أَبي هريرة أَن العجّاج أَنشده قامت تُريك خَشْيَةَ أَن تَصرِما ساقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَما وكذلك البَخَنْدى والخَبَنْدى والياء للإِلحاق بسفرجل قال العجاج إِلى خَبَنْدى قصَبٍ ممكور

بدد
التبديد التفريق يقال شَملٌ مُبَدَّد وبَدَّد الشيءَ فتَبَدَّدَ فرّقه فتفرّق وتبدّد القوم إِذا تفرّقوا وتبدّد الشيءُ تفرّق وبَدَّه يَبُدُّه بدّاً فرّقه وجاءَت الخيل بَدادِ أَي متفرقة متبدّدة قال حسان بن ثابت وكان عيينة بن حصن بن حذيفة أَغار على سَرْح المدينة فركب في طلبه ناس من الأَنصار منهم أَبو قتادة الأَنصاريّ والمقداد بن الأَسود الكِندي حليف بني زهرة فردّوا السرح وقتل رجل من بني فزارة يقال له الحَكَمُ بن أُم قِرْفَةَ جد عبدالله بن مَسعَدَةَ فقال حسان هلْ سَرَّ أَولادَ اللقِيطةِ أَننا سِلمٌ غَداةَ فوارِسِ المِقدادِ ؟ كنا ثمانيةً وكانوا جَحْفَلاً لَجِباً فَشُلُّوا بالرماحِ بَدادِ أَي متبدّدين وذهب القوم بَدادِ بَدادِ أَي واحداً واحداً مبني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر وهو البَدَدُ قال عوف بن الخَرِع التيميّ واسم الخرع عطية يخاطب لَقيطَ بن زُرارةَ وكان بنو عامر أَسروا معبداً أَخا لقيط وطلبوا منه الفداء بأَلف بعير فأَبى لقيط أَن يفديه وكان لقيط قد هجا تيماً وعدياً فقال عوف بن عطية التيميّ يعيره بموت أَخيه معبد في الأَسر هلاَّ فوارسَ رَحْرَحانَ هجوتَهُمْ عَشْراً تَناوَحُ في شَرارةِ وادي أَي لهم مَنْظَر وليس لهم مَخْبَر أَلاّ كرَرتَ على ابن أُمِّك مَعْبَدٍ والعامريُّ يقودُه بِصِفاد وذكرتَ من لبنِ المُحَلّق شربةً والخيلُ تغدو في الصعيد بَدادِ وتفرَّق القوم بَدادِ أَي متبددة وأَنشد أَيضاً فَشُلُّوا بالرِّماحِ بَدادِ قال الجوهري وإِنما بني للعدل والتأْنيث والصفة فلما منع بعلتين من الصرف بني بثلاث لأَنه ليس بعد المنع من الصرف إِلا منع الإِعراب وحكى اللحياني جاءت الخيل بَدادِ بَدَادِ يا هذا وبَدادَ بَدادَ وبَدَدَ بَدَدَ كخمسة عشر وبَدَداً بَدَداً على المصدر وتَفرَّقوا بَدَداً وفي الدعاء اللهم أَحصهم عدداً واقتلهم بَدَداً قال ابن الأَثير يروى بكسر الباء جمع بِدَّة وهي الحصة والنصيب أَي اقتلهم حصصاً مقسمة لكل واحد حصته ونصيبه ويروى بالفتح أَي متفرقين في القتل واحداً بعد واحد من التبديد وفي حديث خالد بن سنان أَنه انتهى إِلى النار وعليه مِدرَعَةُ صوف فجعل يفرّقها بعصاه ويقول بَدّاً بَدّاً أَي تبدّدي وتفرَّقي يقال بَدَدْتُ بدّاً وبَدَّدْتُ تبديداً وهذا خالد هو الذي قال فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم نبيّ ضيعه قومه والعرب تقول لو كان البَدادُ لما أَطاقونا البَداد بالفتح البراز يقول لو بارزونا رجل لرجل قال فإِذا طرحوا الأَلف واللام خفضوا فقالوا يا قوم بَدادِ بَدَادِ مرتين أَي ليأْخذ كل رجل رجلاً وقد تبادّ القوم يتبادّون إِذا أَخذوا أَقرانهم ويقال أَيضاً لقوا قوماً أَبْدَادَهُمْ ولقيهم قوم أَبدادُهم أَي أَعدادهم لكل رجل رجل الجوهري قولهم في الحرب يا قوم بَدادِ بَدادِ أَي ليأْخذ كل رجل قِرنه وإِنما بني هذا على الكسر لأَنه اسم لفعل الأَمر وهو مبني ويقال إِنما كسر لاجتماع الساكنين لأَنه واقع موقع الأَمر والبَدِيدة التفرق وقوله أَنشده ابن الأَعرابي بلِّغ بني عَجَبٍ وبَلِّغْ مَأْرِباً قَوْلاً يُبِدُّهُمُ وقولاً يَجْمَعُ فسره فقال يبدُّهم يفرِّق القول فيهم قال ابن سيده ولا أَعرف في الكلام إِبددته فرَّقته وبدَّ رجليه في المِقطَرة فرَّقهما وكل من فرَّج رجليه فقد بَدَّهما قال جاريةٌ أَعظُمُها أَجَمُّها قد سَمَّنَتْها بالسَّويق أُمُّها فبَدَّتِ الرجْلَ فما تَضُمُّها وهذا البيت في التهذيب جاريةٌ يَبُدّها أَجمها وذهبوا عَبَادِيدَ يَبادِيدَ وأَباديد أَي فرقاً متبدِّدين الفراء طير أَبادِيد ويَبَادِيد أَي مفترق وأَنشد
( * قوله « وأنشد إلخ » تبع في ذلك الجوهري وقال في القاموس وتصحف على الجوهري فقال طير يباديد وأَنشد يرونني إلخ وانما هو طير اليناديد بالنون والاضافة والقافية مكسورة والبيت لعطارد بن قران )
كأَنما أَهلُ حُجْرٍ ينظرون متى يرونني خارجاً طيرٌ يَبَادِيدُ ويقال لقي فلان وفلان فلاناً فابتدّاه بالضرب أَي أَخذاه من ناحيتيه والسبعان يَبْتَدَّان الرجل إِذا أَتياه من جانبيه والرضيعان التوأَمان يَبْتَدّان أُمهما يرضع هذا من ثدي وهذا من ثدي ويقال لو أَنهما لقياه بخلاء فابْتَدّاه لما أَطاقاه ويقال لما أَطاقه أَحدهما وهي المُبادّة ولا تقل ابْتَدّها ابنها ولكن ابْتَدّها ابناها ويقال إِن رضاعها لا يقع منهما موقعاً فَأَبِدَّهما تلك النعجةَ الأُخرى فيقال قد أَبْدَدْتُهما ويقال في السخلتين إِبِدَّهما نعجتين أَي اجعل لكل واحد منهما نعجة تُرضعه إِذا لم تكفهما نعجة واحدة وفي حديث وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم فأَبَدَّ بصره إِلى السواك أَي أَعطاه بُدَّته من النظر أَي حظه ومنه حديث ابن عباس دخلت على عمر وهو يُبدُّني النظر استعجالاً بخبر ما بعثني إِليه وفي حديث عكرمة فَتَبَدَّدوه بينهم أَي اقتسموه حصصاً على السواء والبَدَدُ تباعد ما بين الفخذين في الناس من كثرة لحمهما وفي ذوات الأَربع في اليدين ويقال للمصلي أَبِدَّ ضَبْعَيْك وإِبدادهما تفريجهما في السجود ويقال أَبَدَّ يده إِذا مدَّها الجوهري أَبَدَّ يده إِلى الأَرض مدَّها وفي الحديث أَنه كان يُبِدُّ ضَبْعَيْه في السجود أَي يمدُّهما ويجافيهما ابن السكيت البَدَدُ في الناس تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما تقول منه بدِدتَ يا رجل بالكسر فأَنت أَبَدُّ وبقرة بَدَّاء والأَبَدُّ الرجل العظيم الخَلق والمرأَة بَدَّاءُ قال أَبو نخيلة السعدي من كلِّ ذاتِ طائفٍ وزُؤْدِ بدَّاءَ تمشي مشْيةَ الأَبَدِّ والطائف الجنون والزؤد الفزع ورجل أَبدُّ متباعد اليدين عن الجنبين وقيل بعيد ما بين الفخذين مع كثرة لحم وقيل عريض ما بين المنكبين وقيل العظيم الخلق متباعد بعضه من بعض وقد بَدَّ يَبَدُّ بَدَداً والبَدَّاءُ من النساء الضخمة الإِسْكَتَين المتباعدة الشفرين وقيل البَدّاء المرأَة الكثيرة لحم الفخذين قال الأَصمعي قيل لامرأَة من العرب علام تمنعين زوجك القِضَّة ؟ قالت كذب والله إِني لأُطأْطئ له الوساد وأُرخي له البادّ تريد أَنها لا تضم فخذيها وقال الشاعر جاريةٌ يَبُدُّها أَجَمُّها قد سَمَّنَتْها بالسويق أُمُّها وقيل للحائك إبَِدُّ لتباعد ما بين فخذيه والحائك أَبَدُّ أَبَداً ورجل أَبَدُّ وفي فخذيه بَدَدٌ أَي طول مفرط قال ابن الكلبي كان دُريد بن الصِّمَّة قد بَرِصَ بادّاه من كثرة ركوبه الخيل أَعراء وبادّاه ما يلي السرج من فخذيه وقال القتيبي يقال لذلك الموضع من الفرس بادّ وفرس أَبَدُّ بَيِّنُ البَدَد أَي بعيد ما بين اليدين وقيل هو الذي في يديه تباعد عن جنبيه وهو البَدَدُ وبعير أَبَدُّ وهو الذي في يديه فَتَل وقال أَبو مالك الأَبَدُّ الواسع الصدر والأَبَدُّ الزنيمُ الأَسَدُ وصفوه بالأَبَدِّ لتباعد في يديه وبالزنيم لانفراده وكتف بَدَّاء عريضة متباعدة الأَقطار والبادّان باطنا الفخذين وكل من فرَّج بين رجليه فقد بَدَّهما ومنه اشتقاق بِدادِ السرج والقتب بكسر الباء وهما بِدادان وبَدِيدان والجمع بدائدُ وأَبِدَّةٌ تقول بَدَّ قَتَبَهُ يَبُدُّه وهو أَن يتخذ خريطتين فيحشوهما فيجعلهما تحت الأَحناء لئلا يُدْبِر الخشبُ البعيرَ والبَدِيدانِ الخُرْجان ابن سيده البادّ باطن الفخذ وقيل البادّ ما يلي السرج من فخذ الفارس وقيل هو ما بين الرجلين ومنه قول الدهناءِ بنت مِسحل إِني لأُرْخِي له بادّي قال ابن الأَعرابي سمي بادّاً لأَن السرج بَدَّهما أَي فرَّقهما فهو على هذا فاعل في معنى مفعول وقد يكون على النسب وقد ابْتَدَّاه وفي حديث ابن الزبير أَنه كان حسن البادِّ إِذا ركب البادُّ أَصل الفخذ والبادَّانِ أَيضاً من ظهر الفرس ما وقع عليه فخذا الراكب وهو من البَدَدِ تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما والبِدَادان للقتب كالكَرِّ للرحل غير أَن البِدادين لا يظهران من قدّام الظَّلِفَة إِنما هما من باطن والبِدادُ للسرج مثله للقتب والبِدادُ بطانة تحشى وتجعل تحت القتب وقاية للبعير أَن لا يصيب ظهره القتب ومن الشق الآخر مثله وهما محيطان مع القتب والجَدَيات من الرحل شبيه بالمِصْدَعة يبطن به أَعالي الظَّلِفات إِلى وسط الحِنْوِ قال أَبو منصور البِدادانِ في القتب شبه مخلاتين يحشيان ويشدّان بالخيوط إِلى ظلِفات القتب وأَحْنائه ويقال لها الأَبِدَّة واحدها بِدٌّ والاثنان بِدَّان فإِذا شدت إِلى القتب فهي مع القتب حِداجَةٌ حينئذ والبِداد لِبد يُشدُّ مَبْدوداً على الدابة الدَّبِرَة وبَدَّ عن دَبَرِها أَي شق وبَدَّ صاحبه عن الشيء أَبعده وكفه وبَدَّ الشيءَ يَبُدُّه بَدّاً تجافى به وامرأَة متبدّدة مهزولة بعيدة بعضها من بعض واسْتَبَدَّ فلان بكذا أَي انفرد به وفي حديث عليّ رضوان الله عليه كنا نُرَى أَن لنا في هذا الأَمر حقّاً فاسْتَبْدَدتم علينا يقال استبَدَّ بالأَمر يستبدُّ به استبداداً إِذا انفرد به دون غيره واستبدَّ برأْيه انفرد به وما لك بهذا بَدَدٌ ولا بِدَّة ولا بَدَّة أَي ما لك به طاقة ولا يدان ولابُدَّ منه أَي لا محالة وليس لهذا الأَمر بُدٌّ أَي لا محالة أَبو عمرو البُدُّ الفراق تقول لابُدَّ اليوم من قضاء حاجتي أَي لا فراق منه ومنه قول أُم سلمة إِنّ مساكين سأَلوها فقالت يا جارية أَبِدِّيهم تَمْرَةً تمرة أَي فرقي فيهم وأَعطيهم والبِدَّة بالكسر
( * قوله « والبدة بالكسر إلخ » عبارة القاموس وشرحه والبدة بالضم وخطئ الجوهري في كسرها قال الصاغاني البدة بالضم النصيب عن ابن الأَعرابي وبالكسر خطأ ) القوة والبَدُّ والبِدُّ والبِدَّة بالكسر والبُدَّة بالضم والبِدَاد النصيب من كل شيء الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي وروى بيت النَّمِر بن تولب فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رقيباً جانِحاً قال ابن سيده والمعروف بُدْأَتَها وجمع البُدَّةِ بُدَدٌ وجمع البِدَادِ بُدد كل ذلك عن ابن الأَعرابي وأَبَدَّ بينهم العطاءَ وأَبَدَّهم إِياه أَعطى كل واحد منهم بُدَّته أَي نصيبه على حدة ولم يجمع بين اثنين يكون ذلك في الطعام والمال وكل شيء قال أَبو ذؤيب يصف الكلاب والثور فَأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ فَهارِبٌ بذَمائِه أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ قيل إِنه يصف صياداً فرّق سهامه في حمر الوحش وقيل أَي أَعطى هذا من الطعن مثل ما أَعطى هذا حتى عمهم أَبو عبيد الإِبْدادُ في الهبة أَن تعطي واحداً واحداً والقرانُ أَن تعطي اثنين اثنين وقال رجل من العرب إِنَّ لي صِرْمَةً أُبِدُّ منها وأَقرُنُ الأَصمعي يقال أَبِدَّ هذا الجزور في الحيّ فأَعط كل إِنسان بُدَّته أَي نصيبه وقال ابن الأَعرابي البُدَّة القسم وأَنشد فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رفيقاً جامحاً والنارُ تَلْفَحُ وجْهَهُ بِأُوارها أَي أَطعمته بعضها أَي قطعة منها ابن الأَعرابي البِدادُ أَن يُبِدَّ المالَ القومَ فيَقْسِمَ بينهم وقد أَبْدَدْتهم المالَ والطعام والاسم البُدَّة والبِدادُ والبُدَدُ جمع البُدَّة والبُدُد جمع البِدادِ وقول عمر بن أَبي ربيعة أَمُبدٌّ سؤَالَكَ العالمينا قيل معناه أَمقسم أَنت سؤَالك على الناس واحداً واحداً حتى تعمهم وقيل معناه أَملزم أَنت سؤَالك الناس من قولك ما لك منه بُدٌّ والمُبادَّة في السفر أَن يخرج كل إِنسان شيئاً من النفقة ثم يجمع فينفقونه بينهم والاسم منه البِدادُ والبَدادُ لغة قال القطامي فَثَمَّ كَفيناه البَدادَ ولم نَكُنْ لِنُنْكِدَهُ عما يَضِنُّ به الصَّدْرُ ويروى البِداد بالكسر وأَنا أَبُدُّ بك عن ذلك الأَمر أَي أَدفعه عنك وتبادّ القوم مروا اثنين اثنين يَبُدُّ كل واحد منهما صاحبه والبَدُّ التعب وبَدَّدَ الرجلُ أَعيا وكلَّ عن ابن الأَعرابي وأَنشد لما رأَيت مِحْجَماً قد بَدَّدَا وأَوَّلَ الإِبْلِ دَنا فاسْتَوْرَدا دعوتُ عَوْني وأَخَذتُ المَسَدا وبيني وبينك بُدَّة أَي غاية ومُدّة وبايعه بَدَداً وبادَّهُ مُبَادَّةً كلاهما عارضه بالبيع وهو من قولك هذا بِدُّهُ وبَدِيدُه أَي مثله والبُدُّ العوض ابن الأَعرابي البِداد والعِدادُ المناهدة وبَدَّدَ تعب وبَدَّدَ إِذا أَخرج نَهْدَهُ والبَديد النظير يقال ما أَنت بِبَديد لي فتكلمني والبِدّانِ المثلان يقال أَضعف فلان على فلان بَدَّ الحصى أَي زاد عليه عدد الحصى ومنه قول الكميت مَن قال أَضْعَفْتَ أَضعافاً على هَرِمٍ في الجودِ بَدَّ الحصى قِيلت له أَجلُ وقال ابن الخطيم كأَنَّ لَبَّاتها تَبَدَّدَها هَزْلى جَوادٍ أَجْوافُه جَلَف يقال تَبَدَّد الحلى صدر الجارية إِذا أَخذه كله ويقال بَدَّد فلان تبديداً إِذا نَعَسَ وهو قاعد لا يرقد والبَديدة المفازة الواسعة والبُدُّ بيت فيه أَصنام وتصاوير وهو إِعراب بُت بالفارسية قال لقد علمَتْ تكاتِرَةُ ابنِ تِيرِي غَداةَ البُدِّ أَني هِبْرِزِيُّ وقال ابن دريد البُدُّ الصنم نفسه الذي يعبد لا أَصل له في اللغة فارسي معرّب والجمع البدَدَةُ وفلاة بَديد لا أَحد فيها والرجل إِذا رأَى ما يستنكره فأَدام النظر إِليه يقال أَبَدَّهُ بصره ويقال أَبَدَّ فلانٌ نظره إِذا مدّه وأَبْدَتْته بصري وأَبددت يدي إِلى الأَرض فأَخذت منها شيئاً أَي مددتها وفي حديث يوم حنين أَن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَبَدَّ يده إِلى الأَرض فأَخذ قبضة أَي مدّها وبَدْبَدُ موضع والله أَعلم

برد
البَرْدُ ضدُّ الحرّ والبُرودة نقيض الحرارة بَرَدَ الشيءُ يبرُدُ بُرودة وماء بَرْدٌ وبارد وبَرُودٌ وبِرادٌ وقد بَرَدَه يَبرُدُه بَرْداً وبَرَّدَه جعله بارداً قال ابن سيده فأَما من قال بَرَّدَه سَخَّنه لقول الشاعر عافَتِ الماءَ في الشتاء فقلنا بَرِّديه تُصادفيه سَخِينا فغالط إِنما هو بَلْ رِدِيه فأَدغم على أَن قُطْرباً قد قاله الجوهري بَرُدَ الشيءُ بالضم وبَرَدْتُه أَنا فهو مَبْرُود وبَرّدته تبريداً ولا يقال أَبردته إِلاّ في لغة رديئة قال مالك بن الريب وكانت المنية قد حضرته فوصى من يمضي لأَهله ويخبرهم بموته وأَنْ تُعَطَّلَ قَلُوصه في الركاب فلا يركبهَا أَحد ليُعْلم بذلك موت صاحبها وذلك يسرّ أَعداءه ويحزن أَولياءه فقال وعَطِّلْ قَلُوصي في الركاب فإِنها سَتَبْرُدُ أَكباداً وتُبْكِي بَواكيا والبَرود بفتح الباء البارد قال الشاعر فبات ضَجيعي في المنام مع المُنَى بَرُودُ الثَّنايا واضحُ الثغر أَشْنَبُ وبَرَدَه يَبْرُدُه خلطه بالثلج وغيره وقد جاء في الشعر وأَبْرَدَه جاء به بارداً وأَبْرَدَ له سقاهُ بارداً وسقاه شربة بَرَدَت فؤَادَه تَبْرُدُ بَرْداً أَي بَرَّدَتْه ويقال اسقني سويقاً أُبَرِّد به كبدي ويقال سقيته فأَبْرَدْت له إِبراداً إِذا سقيته بارداً وسقيته شربةً بَرَدْت بها فوؤَادَه من البَرود وأَنشد ابن الأَعرابي إِنِّي اهْتَدَيْتُ لِفِتْية نَزَلُوا بَرَدُوا غَوارِبَ أَيْنُقٍ جُرْب أَي وضعوا عنها رحالها لتَبْرُدَ ظهورها وفي الحديث إِذا أَبصر أَحدكم امرأَة فليأْت زوجته فإِن ذلك بَرْدُ ما في نفسه قال ابن الأَثير هكذا جاء في كتاب مسلم بالباء الموحدة من البَرْد فإِن صحت الرواية فمعناه أَن إِتيانه امرأَته يُبرِّد ما تحركت له نفسه من حر شهوة الجماع أَي تسكنه وتجعله بارداً والمشهور في غيره يردّ بالياء من الرد أَي يعكسه وفي حديث عمر أَنه شرب النبيذ بعدما بَرَدَ أَي سكن وفَتَر ويُقال جدّ في الأَمر ثم بَرَدَ أَي فتر وفي الحديث لما تلقاه بُرَيْدَةُ الأَسلمي قال له من أَنت ؟ قال أَنا بريدة قال لأَبي بكر بَرَدَ أَمرنا وصلح
( * قوله « برد أمرنا وصلح » كذا في نسخة المؤلف والمعروف وسلم وهو المناسب للأسلمي فانه صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الفأل من اللفظ ) أَي سهل وفي حديث أُم زرع بَرُودُ الظل أَي طيب العشرة وفعول يستوي فيه الذكر والأُنثى والبَرَّادة إِناء يُبْرِد الماء بني على أَبْرَد قال الليث البَرَّادةُ كوارَةٌ يُبَرَّد عليها الماء قال الأَزهري ولا أَدري هي من كلام العرب أَم كلام المولدين وإِبْرِدَةُ الثرى والمطر بَرْدُهما والإِبْرِدَةُ بَرْدٌ في الجوف والبَرَدَةُ التخمة وفي حديث ابن مسعود كل داء أَصله البَرَدة وكله من البَرْد البَرَدة بالتحريك التخمة وثقل الطعام على المعدة وقيل سميت التخمةُ بَرَدَةً لأَن التخمة تُبْرِدُ المعدة فلا تستمرئ الطعامَ ولا تُنْضِجُه وفي الحديث إِن البطيخ يقطع الإِبردة الإِبردة بكسر الهمزة والراء علة معروفة من غلبة البَرْد والرطوبة تُفَتِّر عن الجماع وهمزتها زائدة ورجل به إِبْرِدَةٌ وهو تقطِير البول ولا ينبسط إِلى النساء وابْتَرَدْتُ أَي اغتسلت بالماء البارد وكذلك إِذا شربته لتَبْرُدَ به كبدك قال الراجز لَطالَما حَلأْتُماها لا تَرِدْ فَخَلِّياها والسِّجالَ تَبْتَرِدْ مِنْ حَرِّ أَيامٍ ومِنْ لَيْلٍ وَمِدْ وابْتَرَد الماءَ صَبَّه على رأَسه بارداً قال إِذا وجَدْتُ أُوَارَ الحُبِّ في كَبِدي أَقْبَلْتُ نَحْوَ سِقاء القوم أَبْتَرِدُ هَبْنِي بَرَدْتُ بِبَرْدِ الماءِ ظاهرَهُ فمَنْ لِحَرٍّ على الأَحْشاءِ يَتَّقِدُ ؟ وتَبَرَّدَ فيه استنقع والبَرُودُ ما ابْتُرِدَ به والبَرُودُ من الشراب ما يُبَرِّدُ الغُلَّةَ وأَنشد ولا يبرِّد الغليلَ الماءُ والإِنسان يتبرّد بالماء يغتسل به وهذا الشيء مَبْرَدَةٌ للبدن قال الأَصمعي قلت لأَعرابي ما يحملكم على نومة الضحى ؟ قال إِنها مَبْرَدَةٌ في الصيف مَسْخَنَةٌ في الشتاء والبَرْدانِ والأَبرَدانِ أَيضاً الظل والفيء سميا بذلك لبردهما قال الشماخ بن ضرار إِذا الأَرْطَى تَوَسَّدَ أَبْرَدَيْهِ خُدودُ جَوازِئٍ بالرملِ عِينِ سيأْتي في ترجمة جزأَ
( * وهي متأخرة عن هذا الحرف في تهذيب الأزهري )
وقول أَبي صخر الهذلي فما رَوْضَةٌ بِالحَزْمِ طاهرَةُ الثَّرَى ولَتْها نَجاءَ الدَّلْوِ بَعْدَ الأَبارِدِ يجوز أَن يكون جمع الأَبردين اللذين هما الظل والفيء أَو اللذين هما الغداة والعشيّ وقيل البردان العصران وكذلك الأَبردان وقيل هما الغداة والعشي وقيل ظلاَّهما وهما الرّدْفانِ والصَّرْعانِ والقِرْنانِ وفي الحديث أَبْرِدُوا بالظهر فإِن شدّة الحرّ من فيح جهنم قال ابن الأَثير الإِبراد انكسار الوَهَج والحرّ وهو من الإِبراد الدخول في البَرْدِ وقيل معناه صلوها في أَوّل وقتها من بَرْدِ النهار وهو أَوّله وأَبرد القومُ دخلوا في آخر النهار وقولهم أَبرِدوا عنكم من الظهيرة أَي لا تسيروا حتى ينكسر حرّها ويَبُوخ ويقال جئناك مُبْرِدين إِذا جاؤوا وقد باخ الحر وقال محمد بن كعب الإِبْرادُ أَن تزيغ الشمس قال والركب في السفر يقولون إِذا زاغت الشمس قد أَبردتم فرُوحُوا قال ابن أَحمر في مَوْكبٍ زَحِلِ الهواجِر مُبْرِد قال الأَزهري لا أَعرف محمد بن كعب هذا غير أَنّ الذي قاله صحيح من كلام العرب وذلك أَنهم ينزلون للتغوير في شدّة الحر ويقيلون فإِذا زالت الشمس ثاروا إِلى ركابهم فغيروا عليها أَقتابها ورحالها ونادى مناديهم أَلا قد أَبْرَدْتم فاركبوا قال الليث يقال أَبرد القوم إِذا صاروا في وقت القُرِّ آخر القيظ وفي الحديث من صلى البَرْدَيْنِ دخل الجنة البردانِ والأَبْرَدانِ الغداةُ والعشيّ ومنه حديث ابن الزبير كان يسير بنا الأَبْرَدَيْنِ وحديثه الآخر مع فَضالة بن شريك وسِرْ بها البَرْدَيْن وبَرَدَنا الليلُ يَبْرُدُنا بَرْداً وبَرَدَ علينا أَصابنا برده وليلة باردة العيش وبَرْدَتُه هنيئته قال نصيب فيا لَكَ ذا وُدٍّ ويا لَكِ ليلةً بَخِلْتِ وكانت بَرْدةَ العيشِ ناعِمه وأَما قوله لا بارد ولا كريم فإِن المنذري روى عن ابن السكيت أَنه قال وعيش بارد هنيء طيب قال قَلِيلَةُ لحمِ الناظرَيْنِ يَزِينُها شبابٌ ومخفوضٌ من العيشِ بارِدُ أَي طاب لها عيشها قال ومثله قولهم نسأَلك الجنة وبَرْدَها أَي طيبها ونعيمها قال ابن شميل إِذا قال وابَرْدَهُ
( * قوله « قال ابن شميل إِذا قال وابرده إلخ » كذا في نسخة المؤلف والمناسب هنا أن يقال ويقول وابرده على الفؤاد إذا أصاب شيئاً هنيئاً إلخ ) على الفؤاد إِذا أَصاب شيئاً هنيئاً وكذلك وابَرْدَاهُ على الفؤاد ويجد الرجل بالغداة البردَ فيقول إِنما هي إِبْرِدَةُ الثرى وإِبْرِدَةُ النَّدَى ويقول الرجل من العرب إِنها لباردة اليوم فيقول له الآخر ليست بباردة إِنما هي إِبْرِدَةُ الثرى ابن الأَعرابي الباردة الرباحة في التجارة ساعة يشتريها والباردة الغنيمة الحاصلة بغير تعب ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة لتحصيله الأَجر بلا ظمإٍ في الهواجر أَي لا تعب فيه ولا مشقة وكل محبوب عندهم بارد وقيل معناه الغنيمة الثابتة المستقرة من قولهم بَرَدَ لي على فلان حق أَي ثبت ومنه حديث عمر وَدِدْتُ أَنه بَرَدَ لنا عملُنا ابن الأَعرابي يقال أَبرد طعامه وبَرَدَهُ وبَرَّدَهُ والمبرود خبز يُبْرَدُ في الماءِ تطعمه النِّساءُ للسُّمْنة يقال بَرَدْتُ الخبز بالماءِ إِذا صببت عليه الماء فبللته واسم ذلك الخبز المبلول البَرُودُ والمبرود والبَرَدُ سحاب كالجَمَد سمي بذلك لشدة برده وسحاب بَرِدٌ وأَبْرَدُ ذو قُرٍّ وبردٍ قال يا هِندُ هِندُ بَيْنَ خِلْبٍ وكَبِدْ أَسْقاك عني هازِمُ الرَّعْد برِدْ وقال كأَنهُمُ المَعْزاءُ في وَقْع أَبْرَدَا شبههم في اختلاف أَصواتهم بوقع البَرَد على المَعْزاء وهي حجارة صلبة وسحابة بَرِدَةٌ على النسب ذات بَرْدٍ ولم يقولوا بَرْداء الأَزهري أَما البَرَدُ بغير هاء فإِن الليث زعم أَنه مطر جامد والبَرَدُ حبُّ الغمام تقول منه بَرُدَتِ الأَرض وبُرِدَ القوم أَصابهم البَرَدُ وأَرض مبرودة كذلك وقال أَبو حنيفة شجرة مَبْرودة طرح البَرْدُ ورقها الأَزهري وأَما قوله عز وجل وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَدٍ فيصيب به ففيه قولان أَحدهما وينزل من السماء من أَمثال جبال فيها من بَرَدٍ والثاني وينزل من السماء من جبال فيها بَرَداً ومن صلة وقول الساجع وصِلِّياناً بَرِدَا أَي ذو برودة والبَرْد النوم لأَنه يُبَرِّدُ العين بأَن يُقِرَّها وفي التنزيل العزيز لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شراباً قال العَرْجي فإِن شِئت حَرَّمتُ النساءَ سِواكمُ وإِن شِئت لم أَطعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا قال ثعلب البرد هنا الريق وقيل النقاخ الماء العذب والبرد النوم الأَزهري في قوله تعالى لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً روي عن ابن عباس قال لا يذوقون فيها برد الشراب ولا الشراب قال وقال بعضهم لا يذوقون فيها برداً يريد نوماً وإِن النوم ليُبَرِّد صاحبه وإِن العطشان لينام فَيَبْرُدُ بالنوم وأَنشد الأَزهري لأَبي زُبيد في النوم بارِزٌ ناجِذاه قَدْ بَرَدَ المَوْ تُ على مُصطلاه أَيَّ برود قال أَبو الهيثم بَرَدَ الموتُ على مُصْطلاه أَي ثبت عليه وبَرَدَ لي عليه من الحق كذا أَي ثبت ومصطلاه يداه ورجلاه ووجهه وكل ما برز منه فَبَرَدَ عند موته وصار حرّ الروح منه بارداً فاصطلى النار ليسخنه وناجذاه السنَّان اللتان تليان النابين وقولهم ضُرب حتى بَرَدَ معناه حتى مات وأَما قولهم لم يَبْرُدْ منه شيء فالمعنى لم يستقر ولم يثبت وأَنشد اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه قال وأَصله من النوم والقرار ويقال بَرَدَ أَي نام وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي أُحِبُّ أُمَّ خالد وخالدا حُبّاً سَخَاخِينَ وحبّاً باردا قال سخاخين حب يؤْذيني وحباً بارداً يسكن إِليه قلبي وسَمُوم بارد أَي ثابت لا يزول وأَنشد أَبو عبيدة اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه مَن جَزِعَ اليومَ فلا تلومه وبَرَدَ الرجل يَبْرُدُ بَرْداً مات وهو صحيح في الاشتقاق لأَنه عدم حرارة الروح وفي حديث عمر فهَبَره بالسيف حتى بَرَدَ أَي مات وبَرَدَ السيفُ نَبا وبَرَدَ يبرُدُ بَرْداً ضعف وفتر عن هزال أَو مرض وأَبْرَده الشيءُ فتَّره وأَضعفه وأَنشد بن الأَعرابي الأَسودانِ أَبْرَدَا عِظامي الماءُ والفتُّ ذوا أَسقامي ابن بُزُرج البُرَاد ضعف القوائم من جوع أَو إِعياء يقال به بُرادٌ وقد بَرَد فلان إِذا ضعفت قوائمه والبَرْد تبرِيد العين والبَرود كُحل يُبَرِّد العين والبَرُود كل ما بَرَدْت به شيئاً نحو بَرُود العينِ وهو الكحل وبَرَدَ عينَه مخففاً بالكُحل وبالبَرُود يَبْرُدُها بَرْداً كَحَلَها به وسكَّن أَلَمها وبَرَدت عينُه كذلك واسم الكحل البَرُودُ والبَرُودُ كحل تَبْردُ به العينُ من الحرِّ وفي حديث الأَسود أَنه كان يكتحل بالبَرُود وهو مُحْرِم البَرُود بالفتح كحل فيه أَشياء باردة وكلُّ ما بُرِدَ به شيءٌ بَرُود وبَرَدَ عليه حقٌّ وجب ولزم وبرد لي عليه كذا وكذا أَي ثبت ويقال ما بَرَدَ لك على فلان وكذلك ما ذَابَ لكَ عليه أَي ما ثبت ووجب ولي عليه أَلْفٌ بارِدٌ أَي ثابت قال اليومُ يومٌ باردٌ سَمُومه مَنْ عجز اليومَ فلا تلومُه أَي حره ثابت وقال أَوس بن حُجر أَتاني ابنُ عبدِاللَّهِ قُرْطٌ أَخُصُّه وكان ابنَ عمٍّ نُصْحُه لِيَ بارِدُ وبَرَد في أَيديهم سَلَماً لا يُفْدَى ولا يُطْلَق ولا يُطلَب وإِن أَصحابك لا يُبالون ما بَرَّدوا عليك أَي أَثبتوا عليك وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها لا تُبَرِّدي عنه أَي لا تخففي يقال لا تُبَرِّدْ عن فلان معناه إِن ظلمك فلا تشتمه فتنقص من إِثمه وفي الحديث لا تُبَرِّدوا عن الظالم أَي لا تشتموه وتدعوا عليه فتخففوا عنه من عقوبة ذنبه والبَرِيدُ فرسخان وقيل ما بين كل منزلين بَرِيد والبَريدُ الرسل على دوابِّ البريد والجمع بُرُد وبَرَدَ بَرِيداً أَرسله وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال إِذا أَبْرَدْتم إِليَّ بَرِيداً فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم البَرِيد الرسول وإِبرادُه إِرساله قال الراجز رأَيتُ للموت بريداً مُبْردَا وقال بعض العرب الحُمَّى بَرِيد الموتِ أَراد أَنها رسول الموت تنذر به وسِكَكُ البرِيد كل سكة منها اثنا عشر ميلاً وفي الحديث لا تُقْصَرُ الصلاةُ في أَقلَّ من أَربعة بُرُدٍ وهي ستة عشر فرسخاً والفرسخ ثلاثة أَميال والميل أَربعة آلاف ذراع والسفر الذي يجوز فيه القصر أَربعة برد وهي ثمانية وأَربعون ميلاً بالأَميال الهاشمية التي في طريق مكة وقيل لدابة البريد بَريدٌ لسيره في البريد قال الشاعر إِنِّي أَنُصُّ العيسَ حتى كأَنَّني عليها بأَجْوازِ الفلاةِ بَرِيدا وقال ابن الأَعرابي كل ما بين المنزلتين فهو بَرِيد وفي الحديث لا أَخِيسُ بالعَهْدِ ولا أَحْبِسُ البُرْدَ أَي لا أَحبس الرسل الواردين عليّ قال الزمخشري البُرْدُ ساكناً يعني جمعَ بَرِيد وهو الرسول فيخفف عن بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل وإِنما خففه ههنا ليزاوج العهد قال والبَرِيد كلمة فارسية يراد بها في الأَصل البَرْد وأَصلها « بريده دم » أَي محذوف الذنَب لأَن بغال البريد كانت محذوفة الأَذناب كالعلامة لها فأُعربت وخففت ثم سمي الرسول الذي يركبه بريداً والمسافة التي بين السكتين بريداً والسكة موضع كان يسكنه الفُيُوجُ المرتبون من بيت أَو قبة أَو رباط وكان يرتب في كل سكة بغال وبُعد ما بين السكتين فرسخان وقيل أَربعة الجوهري البريد المرتب يقال حمل فلان على البريد وقال امرؤ القيس على كلِّ مَقْصوصِ الذُّنَابَى مُعاودٍ بَرِيدَ السُّرَى بالليلِ من خيلِ بَرْبَرَا وقال مُزَرِّدٌ أَخو الشماخ بن ضرار يمدح عَرابَة الأَوسي فدتْك عَرابَ اليومَ أُمِّي وخالتي وناقتيَ النَّاجي إِليكَ بَرِيدُها أَي سيرها في البرِيد وصاحب البَرِيد قد أَبردَ إِلى الأَمير فهو مُبْرِدٌ والرسول بَرِيد ويقال للفُرانِق البَرِيد لأَنه ينذر قدَّام الأَسد والبُرْدُ من الثيابِ قال ابن سيده البُرْدُ ثوب فيه خطوط وخص بعضهم به الوشي والجمع أَبْرادٌ وأَبْرُد وبُرُودٌ والبُرْدَة كساء يلتحف به وقيل إِذا جعل الصوف شُقة وله هُدْب فهي بُرْدَة وفي حديث ابن عمر أَنه كان عليه يوم الفتح بُرْدَةٌ فَلُوتٌ قصيرة قال شمر رأَيت أَعرابيّاً بِخُزَيْمِيَّةَ وعليه شِبْه منديل من صوف قد اتَّزَر به فقلت ما تسميه ؟ قال بُرْدة قال الأَزهري وجمعها بُرَد وهي الشملة المخططة قال الليث البُرْدُ معروف من بُرُود العَصْب والوَشْي قال وأَما البُرْدَة فكساء مربع أَسود فيه صغر تلبسه الأَعراب وأَما قول يزيد بنِ مُفَرّغ الحميري وشَرَيْتُ بُرْداً ليتني من قَبْلِ بُرْدٍ كنتُ هامَهْ فهو اسم عبد وشريت أَي بعت وقولهم هما في بُرْدة أَخْمَاسٍ فسره ابن الأَعرابي فقال معناه أَنهما يفعلان فعلاً واحداً فيشتبهان كأَنهما في بُرَدة والجمع بُرَد على غير ذلك قال أَبو ذؤيب فسَمعَتْ نَبْأَةً منه فآسَدَها كأَنَّهُنَّ لَدَى إِنْسَائِهِ البُرَد يريد أَن الكلاب انبسطنَ خلف الثور مثل البُرَدِ وقول يزيد بن المفرّغ مَعاذَ اللَّهِ رَبَّا أَن تَرانا طِوالَ الدهرِ نَشْتَمِل البِرادا قال ابن سيده يحتمل أَن يكون جمع بُرْدةٍ كبُرْمةٍ وبِرام وأَن يكون جمع بُرْد كقُرطٍ وقِراطٍ وثوب بَرُودٌ ليس فيه زِئبِرٌ وثوب بَرُودٌ إِذا لم يكن دفِيئاً ولا لَيِّناً من الثياب وثوب أَبْرَدُ فيه لُمَعُ سوادٍ وبياض يمانية وبُرْدَا الجراد والجُنْدُب جناحاه قال ذو الرمة كأَنَّ رِجْلَيْهِ رجْلا مُقْطَفٍ عَجِلٍ إِذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْه تَرْنِيمُ وقال الكميت يهجو بارقاً تُنَفِّضُ بُرْدَيْ أُمِّ عَوْفٍ ولم يَطِرْ لنا بارِقٌ بَخْ للوَعيدِ وللرَّهْبِ وأُم عوف كنية الجراد وهي لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خالصة وقال أَبو عبيد هي لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خالصاً فلم يؤَنث خالصاً وهي إِبْرِدَةُ يَمِيني وقال أَبو عبيد هو لِي بَرْدَةُ يَمِيني إِذا كان لك معلوماً وبَرَدَ الحدِيدَ بالمِبْرَدِ ونحوَه من الجواهر يَبْرُدُه سحله والبُرادة السُّحالة وفي الصحاح والبُرادة ما سقط منه والمِبْرَدُ ما بُرِدَ به وهو السُّوهانُ بالفارسية والبَرْدُ النحت يقال بَرَدْتُ الخَشَبة بالمِبْرَد أَبْرُدُها بَرْداً إِذا نحتها والبُرْدِيُّ بالضم من جيد التمر يشبه البَرْنِيَّ عن أَبي حنيفة وقيل البُرْدِيّ ضرب من تمر الحجاز جيد معروف وفي الحديث أَنه أَمر أَن يؤْخذ البُرْدِيُّ في الصدقة وهو بالضم نوع من جيد التمر والبَرْدِيُّ بالفتح نبت معروف واحدته بَرْدِيَّةٌ قال الأَعشى كَبَرْدِيَّةِ الفِيلِ وَسْطَ الغَري فِ ساقَ الرِّصافُ إِليه غَديرا وفي المحكم كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَري فِ قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا وقال في المحكم السرير ساقُ البَرْدي وقيل قُطْنُهُ وذكر ابن برّيّ عجز هذا البيت إِذا خالط الماء منها السُّرورا وفسره فقال الغِيل بكسر الغين الغيضة وهو مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر والغريف نبت معروف قال والسرور جمع سُرّ وهو باطن البَرْدِيَّةِ والأَبارِدُ النُّمورُ واحدها أَبرد يقال للنَّمِرِ الأُنثى أَبْرَدُ والخَيْثَمَةُ وبَرَدَى نهر بدمشق قال حسان يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عليهِمُ بَرَدَى تُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ أَي ماء بَرَدَى والبَرَدانِ بالتحريك موضع قال ابن مَيَّادة ظَلَّتْ بِنهْيِ البَرَدانِ تَغْتَسِلْ تَشْرَبُ منه نَهَلاتٍ وتَعِلْ وبَرَدَيَّا موضع أَيضاً وقيل نهر وقيل هو نهر دمشق والأَعرف أَنه بَرَدَى كما تقدم والأُبَيْرِد لقب شاعر من بني يربوع الجوهري وقول الشاعر بالمرهفات البوارد قال يعني السيوف وهي القواتل قال ابن برّي صدر البيت وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّني مَغَصَّهما بالمُرْهَفاتِ البَوارِدِ رأَيت بخط الشيخ قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان في كتاب ابن برّي ما صورته قال هذا البيت من جملة أَبيات للعتابي كلثوم بن عمرو يخاطب بها زوجته قال وصوابه وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغصَّني مَغَصَّهُما بالمُشْرِقاتِ البَوارِدِ قال وإِنما وقع الشيخ في هذا التحريف لاتباعه الجوهري لأَنه كذا ذكره في الصحاح فقلده في ذلك ولم يعرف بقية الأَبيات ولا لمن هي فلهذا وقع في السهو قال محمد بن المكرّم القاضي شمس الدين بن خلكان رحمه الله من الأَدب حيث هو وقد انتقد على الشيخ أَبي محمد بن برّي هذا النقد وخطأَه في اتباعه الجوهري ونسبه إلى الجهل ببقية الأَبيات والأَبيات مشهورة والمعروف منها هو ما ذكره الجوهري وأَبو محمد بن بري وغيرهما من العلماء وهذه الأَبيات سبب عملها أَن العتابي لما عمل قصيدته التي أَوّلها ماذا شَجاكَ بِجَوَّارينَ من طَلَلٍ ودِمْنَةٍ كَشَفَتْ عنها الأَعاصيرُ ؟ بلغت الرشيد فقال لمن هذه ؟ فقيل لرجل من بني عتاب يقال له كلثوم فقال الرشيد ما منعه أَن يكون ببابنا ؟ فأَمر بإِشخاصه من رَأْسِ عَيْنٍ فوافى الرشِيدَ وعليه قيمص غليظ وفروة وخف وعلى كتفه مِلحفة جافية بغير سراويل فأَمر الرشيد أَن يفرش له حجرة ويقام له وظيفة فكان الطعام إِذا جاءَه أَخذ منه رقاقة وملحاً وخلط الملح بالتراب وأَكله وإِذا كان وقت النوم نام على الأَرض والخدم يفتقدونه ويعجبون من فعله وأُخْبِرَ الرشِيدُ بأَمره فطرده فمضى إِلى رأْس عَيْنٍ وكان تحته امرأَة من باهلة فلامته وقالت هذا منصور النمريّ قد أَخذ الأَموال فحلى نساءه وبني داره واشترى ضياعاً وأَنت كما ترى فقال تلومُ على تركِ الغِنى باهِليَّةٌ زَوَى الفقرُ عنها كُلَّ طِرْفٍ وتالدِ رأَتْ حولَها النّسوانَ يَرْفُلْن في الثَّرا مُقَلَّدةً أَعناقُها بالقلائد أْسَرَّكِ أَني نلتُ ما نال جعفرٌ من العَيْش أَو ما نال يحْيَى بنُ خالدِ ؟ وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّنِي مَغَصِّهُما بالمُرْهَفات البَوارِدِ ؟ دَعِينِي تَجِئْنِي مِيتَتِي مُطْمَئِنَّةً ولم أَتَجَشَّمْ هولَ تلك المَوارِدِ فإنَّ رَفيعاتِ الأُمورِ مَشُوبَةٌ بِمُسْتَوْدَعاتٍ في بُطونِ الأَساوِدِ

برجد
أَبو عمرو البُرْجُد كساء من صوف أَحمر وقيل البُرْجُد كساء غليظ وقيل البُرْجُد كساء مخطط ضخم يصلح للخباء وغيره وبَرْجَدُ لقب رجل والبَرْجَدُ السَّبْيُ وهو دخيل والله أَعلم

برخد
قال ابن سيده أَرى اللحياني حكى امرأَةٌ بَرَخْداةٌ في بخَنْداة

برقعد
الأَزهري في الخماسي العين بَرْقَعِيدُ موضع

برند
سيف بِرِنْدٌ عليه أَثرٌ قديمٌ عن ثعلب وأَنشد أَحْمِلُها وعِلْجَةً وزادَا وصارِماً ذا شُطَبٍ جَدَّادَا سَيْفاً بِرِنْداً لم يكُنْ مِعْضادا والمُبَرْنِدَةُ من النساء التي يكثُرُ لحمُها

بعد
البُعْدُ خلاف القُرْب بَعُد الرجل بالضم وبَعِد بالكسر بُعْداً وبَعَداً فهو بعيد وبُعادٌ هم سيبويه أَي تباعد وجمعهما بُعَداءُ وافق الذين يقولون فَعيل الذين يقولون فُعال لأَنهما أُختان وقد قيل بُعُدٌ وينشد قول النابغة فتِلْكَ تُبْلِغُني النُّعْمانَ أَنَّ له فَضْلاً على الناسِ في الأَدْنى وفي البُعُدِ وفي الصحاح وفي البَعَد بالتحريك جمع باعِدٍ مثل خادم وخَدَم وأَبْعده غيره وباعَدَه وبَعَّده تبعيداً وقول امرئ القيس قَعَدْتُ له وصُحْبَتي بَيْنَ ضارِجٍ وبَيْنَ العُذَيْبِ بُعْدَ ما مُتَأَمَّلِ إِنما أَراد يا بُعْدَ مُتَأَمَّل يتأَسف بذلك ومثله قول أَبي العيال رَزيَّةَ قَوْمِهِ لم يأْخُذوا ثَمَناً ولم يَهَبُوا
( * قوله « رزية قومه إلخ » كذا في نسخة المؤلف بحذف أول البيت )
أَراد يا رزية قومه ثم فسر الرزية ما هي فقال لم يأْخذوا ثمناً ولم يهبوا وقيل أَرادَ بَعُدَ مُتَأَمَّلي وقوله عز وجل في سورة السجدة أُولئك يُنادَوْنَ من مكان بعيد قال ابن عباس سأَلوا الردّ حين لا ردّ وقيل من مكان بعيد من الآخرة إِلى الدنيا وقال مجاهد أَراد من مكان بعيد من قلوبهم يبعد عنها ما يتلى عليهم لأَنهم إِذا لم يعوا فَهُمْ بمنزلة من كان في غاية البعد وقوله تعالى ويقذفون بالغيب من مكان بعيد قال قولهم ساحر كاهن شاعر وتقول هذه القرية بعيد وهذه القرية قريب لا يراد به النعت ولكن يراد بهما الاسم والدليل على أَنهما اسمان قولك قريبُه قريبٌ وبَعيدُه بَعيدٌ قال الفراءُ العرب إِذا قالت دارك منا بعيدٌ أَو قريب أَو قالوا فلانة منا قريب أَو بعيد ذكَّروا القريب والبعيد لأَن المعنى هي في مكان قريب أَو بعيد فجعل القريب والبعيد خلفاً من المكان قال الله عز وجل وما هي من الظالمين ببعيد وقال وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً وقال إن رحمة الله قريب من المحسنين قال ولو أُنثتا وثنيتا على بعدت منك فهي بعيدة وقربت فهي قريبة كان صواباً قال ومن قال قريب وبعيد وذكَّرهما لم يثنّ قريباً وبعيداً فقال هما منك قريب وهما منك بعيد قال ومن أَنثهما فقال هي منك قريبة وبعيدة ثنى وجمع فقال قريبات وبعيدات وأَنشد عَشِيَّةَ لا عَفْراءُ منكَ قَريبةٌ فَتَدْنو ولا عَفْراءُ مِنكَ بَعيدٌ وما أَنت منا ببعيد وما أَنتم منا ببعيد يستوي فيه الواحد والجمع وكذلك ما أَنت منا بِبَعَدٍ وما أَنتم منا بِبَعَدٍ أَي بعيد قال وإِذا أَردت بالقريب والبعيد قرابة النسب أَنثت لا غير لم تختلف العرب فيها وقال الزجاج في قول الله عز وجل إِن رحمة الله قريب من المحسنين إِنما قيل قريب لأَن الرحمة والغفران والعفو في معنى واحد وكذلك كل تأْنيث ليس بحقيقي قال وقال الأَخفش جائز أَن تكون الرحمة ههنا بمعنى المطر قال وقال بعضهم يعني الفراءُ هذا ذُكِّرَ ليفصل بين القريب من القُرب والقَريب من القرابة قال وهذا غلط كلُّ ما قَرُب في مكان أَو نَسَبٍ فهو جارٍ على ما يصيبه من التذكير والتأْنيث وبيننا بُعْدَةٌ من الأَرض والقرابة قال الأَعشى بأَنْ لا تُبَغِّ الوُدَّ منْ مُتَباعِدٍ ولا تَنْأَ منْ ذِي بُعْدَةٍ إِنْ تَقَرَّبا وفي الدعاءِ بُعْداً له نصبوه على إِضمار الفعل غير المستعمل إِظهاره أَي أَبعده الله وبُعْدٌ باعد على المبالغة وإِن دعوت به فالمختار النصب وقوله مَدّاً بأَعْناقِ المَطِيِّ مَدَّا حتى تُوافي المَوْسِمَ الأَبْعَدَّا فإِنه أَراد الأَبعد فوقف فشدّد ثم أَجراه في الوصل مجراه في الوقف وهو مما يجوز في الشعر كقوله ضَخْماً يحبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا وقال الليث يقال هو أَبْعَد وأَبْعَدُونَ وأَقرب وأَقربون وأَباعد وأَقارب وأَنشد منَ الناسِ مَنْ يَغْشى الأَباعِدَ نَفْعُه ويشْقى به حتى المَماتِ أَقارِبُهْ فإِنْ يَكُ خَيراً فالبَعيدُ يَنالُهُ وإِنْ يَكُ شَرّاً فابنُ عَمِّكَ صاحِبُهْ والبُعْدانُ جمع بعيد مثل رغيف ورغفان ويقال فلان من قُرْبانِ الأَمير ومن بُعْدانِه قال أَبو زيد يقال للرجل إِذا لم تكن من قُرْبان الأَمير فكن من بُعْدانِه يقول إِذا لم تكن ممن يقترب منه فتَباعَدْ عنه لا يصيبك شره وفي حديث مهاجري الحبشة وجئنا إِلى أَرض البُعَداءِ قال ابن الأَثير هم الأَجانب الذين لا قرابة بيننا وبينهم واحدهم بعيد وقال النضر في قولهم هلك الأَبْعَد قال يعني صاحبَهُ وهكذا يقال إِذا كنى عن اسمه ويقال للمرأَة هلكت البُعْدى قال الأَزهري هذا مثل قولهم فلا مَرْحباً بالآخر إِذا كنى عن صاحبه وهو يذُمُّه وقال أَبعد الله الآخر قال ولا يقال للأُنثى منه شيء وقولهم كبَّ الله الأَبْعَدَ لِفيه أَي أَلقاه لوجهه والأَبْعَدُ الخائنُ والأَباعد خلاف الأَقارب وهو غير بَعِيدٍ منك وغير بَعَدٍ وباعده مُباعَدَة وبِعاداً وباعدالله ما بينهما وبَعَّد ويُقرأُ ربَّنا باعِدْ بين أَسفارِنا وبَعِّدْ قال الطرمَّاح تُباعِدُ مِنَّا مَن نُحِبُّ اجْتِماعَهُ وتَجْمَعُ مِنَّا بين أَهل الضَّغائِنِ ورجل مِبْعَدٌ بعيد الأَسفار قال كثَّير عزة مُناقِلَةً عُرْضَ الفَيافي شِمِلَّةً مَطِيَّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ وقال الفراءُ في قوله عز وجل مخبراً عن قوم سبا ربنا باعد بين أَسفارنا قال قرأَه العوام باعد ويقرأُ على الخبر ربُّنا باعَدَ بين أَسفارنا وبَعَّدَ وبَعِّدْ جزم وقرئَ ربَّنا بَعُدَ بَيْنَ أَسفارنا وبَيْنَ أَسفارنا قال الزجاج من قرأَ باعِدْ وبَعِّدْ فمعناهما واحد وهو على جهة المسأَلة ويكون المعنى أَنهم سئموا الراحة وبطروا النعمة كما قال قوم موسى ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأَرض ( الآية ) ومن قرأَ بَعُدَ بينُ أَسفارنا فالمعنى ما يتَّصِلُ بسفرنا ومن قرأَ بالنصب بَعُدَ بينَ أَسفارنا فالمعنى بَعُدَ ما بَيْنَ أَسفارنا وبَعُدَ سيرنا بين أَسفارنا قال الأَزهري قرأَ أَبو عمرو وابن كثير بَعَّد بغير أَلف وقرأَ يعقوب الحضرمي ربُّنا باعَدَ بالنصب على الخبر وقرأَ نافع وعاصم والكسائي وحمزة باعِدْ بالأَلف على الدعاءِ قال سيبويه وقالوا بُعْدَك يُحَذِّرُهُ شيئاً من خَلْفه وبَعِدَ بَعَداً وبَعُد هلك أَو اغترب فهو باعد والبُعْد الهلاك قال تعالى أَلا بُعْداً لمدين كما بَعِدَت ثمود وقال مالك بن الريب المازني يَقولونَ لا تَبْعُدْ وَهُمْ يَدْفِنونَني وأَينَ مكانُ البُعْدِ إِلا مكانِيا ؟ وهو من البُعْدِ وقرأَ الكسائي والناس كما بَعِدَت وكان أَبو عبد الرحمن السُّلمي يقرؤها بَعُدَت يجعل الهلاك والبُعْدَ سواء وهما قريبان من السواء إِلا أَن العرب بعضهم يقول بَعُدَ وبعضهم يقول بَعِدَ مثل سَحُقَ وسَحِقَ ومن الناس من يقول بَعُد في المكان وبَعِدَ في الهلاك وقال يونس العرب تقول بَعِدَ الرجل وبَعُدَ إِذا تباعد في غير سبّ ويقال في السب بَعِدَ وسَحِقَ لا غير والبِعاد المباعدة قال ابن شميل راود رجل من العرب أَعرابية فأَبت إِلا أَن يجعل لها شيئاً فجعل لها درهمين فلما خالطها جعلت تقول غَمْزاً ودِرْهماكَ لَكَ فإِن لم تَغْمِزْ فَبُعْدٌ لكَ رفعت البعد يضرب مثلاً للرجل تراه يعمل العمل الشديد والبُعْدُ والبِعادُ اللعن منه أَيضاً وأَبْعَدَه الله نَحَّاه عن الخير وأَبعده تقول أَبعده الله أَي لا يُرْثَى له فيما يَزِلُّ به وكذلك بُعْداً له وسُحْقاً ونَصَبَ بُعْداً على المصدر ولم يجعله اسماً وتميم ترفع فتقول بُعْدٌ له وسُحْقٌ كقولك غلامٌ له وفرسٌ وفي حديث شهادة الأَعضاء يوم القيامة فيقول بُعْداً لكَ وسُحقاً أَي هلاكاً ويجوز أَن يكون من البُعْد ضد القرب وفي الحديث أَن رجلاً جاء فقال إِن الأَبْعَدَ قد زَنَى معناه المتباعد عن الخير والعصمة وجَلَسْتُ بَعيدَةً منك وبعيداً منك يعني مكاناً بعيداً وربما قالوا هي بَعِيدٌ منك أَي مكانها وفي التنزيل وما هي من الظالمين ببعيد وأَما بَعيدَةُ العهد فبالهاء ومَنْزل بَعَدٌ بَعيِدٌ وتَنَحَّ غيرَ بَعِيد أَي كن قريباً وغيرَ باعدٍ أَي صاغرٍ يقال انْطَلِقْ يا فلانُ غيرُ باعِدٍ أَي لا ذهبت الكسائي تَنَحَّ غيرَ باعِدٍ أَي غير صاغرٍ وقول النابغة الذبياني فَضْلاَ على الناسِ في الأَدْنَى وفي البُعُدِ قال أَبو نصر في القريب والبعيد ورواه ابن الأَعرابي في الأَدنى وفي البُعُد قال بعيد وبُعُد والبَعَد بالتحريك جمع باعد مثل خادم وخَدَم ويقال إِنه لغير أَبْعَدَ إِذا ذمَّه أَي لا خير فيه ولا له بُعْدٌ مَذْهَبٌ وقول صخر الغيّ المُوعِدِينا في أَن نُقَتِّلَهُمْ أَفْنَاءَ فَهْمٍ وبَيْنَنا بُعَدُ أَ أَنَّ أَفناء فهم ضروب منهم بُعَد جَمع بُعْدةٍ وقال الأَصمعي أَتانا فلان من بُعْدةٍ أَي من أَرض بَعيدة ويقال إِنه لذو بُعْدة أَي لذو رأْي وحزم يقال ذلك للرجل إِذا كان نافذ الرأْي ذا غَوْر وذا بُعْدِ رأْي وما عنده أَبْعَدُ أَي طائل قال رجل لابنه إِن غدوتَ على المِرْبَدِ رَبِحْتَ عنا أَو رجعت بغير أَبْعَدَ أَي بغير منفعة وذو البُعْدة الذي يُبْعِد في المُعاداة وأَنشد ابن الأَعرابي لرؤبة يَكْفِيكَ عِنْدَ الشِّدَّةِ اليَبِيسَا ويَعْتَلِي ذَا البُعْدَةِ النُّحُوسا وبَعْدُ ضدّ قبل يبنى مفرداً ويعرب مضافاً قال الليث بعد كلمة دالة على الشيء الأَخير تقول هذا بَعْدَ هذا منصوب وحكى سيبويه أَنهم يقولون من بَعْدٍ فينكرونه وافعل هذا بَعْداً قال الجوهري بعد نقيض قبل وهما اسمان يكونان ظرفين إِذا أُضيفا وأَصلهما الإِضافة فمتى حذفت المضاف إِليه لعلم المخاطب بَنَيْتَهما على الضم ليعلم أَنه مبني إِذ كان الضم لا يدخلهما إِعراباً لأَنهما لا يصلح وقوعهما موقع الفاعل ولا موقع المبتدإِ ولا الخبر وقوله تعالى لله الأَمر من قبلُ ومن بعدُ أَي من قبل الأَشياء وبعدها أَصلهما هنا الخفض ولكن بنيا على الضم لأَنهما غايتان فإِذا لم يكونا غاية فهما نصب لأَنهما صفة ومعنى غاية أَي أَن الكلمة حذفت منها الإِضافة وجعلت غاية الكلمة ما بقي بعد الحذف وإِنما بنيتا على الضم لأَن إِعرابهما في الإضافة النصب والخفض تقول رأَيته قبلك ومن قبلك ولا يرفعان لأَنهما لا يحدَّث عنهما استعملا ظرفين فلما عدلا عن بابهما حركا بغير الحركتين اللتين كانتا له يدخلان بحق الإِعراب فأَما وجوبُ بنائهما وذهاب إِعرابهما فلأَنهما عرَّفا من غير جهة التعريف لأَنه حذف منهما ما أُضيفتا إِليه والمعنى لله الأَمر من قبل أَن تغلب الروم ومن بعد ما غلبت وحكى الأَزهري عن الفراء قال القراءة بالرفع بلا نون لأَنهما في المعنى تراد بهما الإِضافة إِلى شيء لا محالة فلما أَدَّتا غير معنى ما أُضيفتا إِليه وُسِمَتا بالرفع وهما في موضع جر ليكون الرفع دليلاً على ما سقط وكذلك ما أَشبههما كقوله إِنْ يَأْتِ مِنْ تَحْتُ أَجِيْهِ من عَلُ وقال الآخر إِذا أَنا لم أُومَنْ عَلَيْكَ ولم يكنْ لِقَاؤُك الاّ من وَرَاءُ ورَاءُ فَرَفَعَ إِذ جعله غاية ولم يذكر بعده الذي أُضيف إِليه قال الفراء وإِن نويت أَن تظهر ما أُضيف إِليه وأَظهرته فقلت لله الأَمر من قبلِ ومن بعدِ جاز كأَنك أَظهرت المخفوض الذي أَضفت إِليه قبل وبعد قال ابن سيده ويقرأُ لله الأَمر من قبلٍ ومن بعدٍ يجعلونهما نكرتين المعنى لله الأَمر من تقدُّمٍ وتأَخُّرٍ والأَوّل أَجود وحكى الكسائي لله الأَمر من قبلِ ومن بعدِ بالكسر بلا تنوين قال الفراء تركه على ما كان يكون عليه في الإِضافة واحتج بقول الأَوّل بَيْنَ ذِراعَيْ وَجَبْهَةِ الأَسَدِ قال وهذا ليس كذلك لأَن المعنى بين ذراعي الأَسد وجبهته وقد ذكر أَحد المضاف إِليهما ولو كان لله الأَمر من قبل ومن بعد كذا لجاز على هذا وكان المعنى من قبل كذا ومن بعد كذا وقوله ونحن قتلنا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ فما شربوا بَعْدٌ على لَذَّةٍ خَمْرا إِنما أَراد بعدُ فنوّن ضرورة ورواه بعضهم بعدُ على احتمال الكف قال اللحياني وقال بعضهم ما هو بالذي لا بُعْدَ له وما هو بالذي لا قبل له قال أَبو حاتم وقالوا قبل وبعد من الأَضداد وقال في قوله عز وجل والأَرض بعد ذلك دحاها أَي قبل ذلك قال الأَزهري والذي قاله أَبو حاتم عمن قاله خطأٌ قبلُ وبعدُ كل واحد منهما نقيض صاحبه فلا يكون أَحدهما بمعنى الآخر وهو كلام فاسد وأَما قول الله عز وجل والأَرض بعد ذلك دحاها فإِن السائل يسأَل عنه فيقول كيف قال بعد ذلك قوله تعالى قل أَئنكم لتكفرون بالذي خلق الأَرض في يومين فلما فرغ من ذكر الأَرض وما خلق فيها قال ثم استوى إلى السماء وثم لا يكون إِلا بعد الأَول الذي ذكر قبله ولم يختلف المفسرون أَن خلق الأَرض سبق خلق السماء والجواب فيما سأَل عنه السائل أَن الدَّحو غير الخلق وإِنما هو البسط والخلق هو إِلانشاءُ الأَول فالله عز وجل خلق الأَرض أَولاً غير مدحوّة ثم خلق السماء ثم دحا الأَرض أَي بسطها قال والآيات فيها متفقة ولا تناقض بحمد الله فيها عند من يفهمها وإِنما أَتى الملحد الطاعن فيما شاكلها من الآيات من جهة غباوته وغلظ فهمه وقلة علمه بكلام العرب وقولهم في الخطابة أَما بعدُ إِنما يريدون أَما بعد دعائي لك فإِذا قلت أَما بعدَ فإِنك لا تضيفه إِلى شيء ولكنك تجعله غاية نقيضاً لقبل وفي حديث زيد بن أَرقم أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبهم فقال أَما بعدُ تقدير الكلام أَما بعدُ حمد الله فكذا وكذا وزعموا أَن داود عليه السلام أَول من قالها ويقال هي فصل الخطاب ولذلك قال جل وعز وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب وزعم ثعلب أَن أَول من قالها كعب بن لؤي أَبو عبيد يقال لقيته بُعَيْداتِ بَيْنٍ إِذا لقيته بعد حين وقيل بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بُعَيد فراق وذلك إِذا كان الرجل يمسك عن إِتيان صاحبه الزمانَ ثم يأْتيه ثم يمسك عنه نحوَ ذلك أَيضاً ثم يأْتيه قال وهو من ظروف الزمان التي لا تتمكن ولا تستعمل إلا ظرفاً وأَنشد شمر وأَشْعَثَ مُنْقَدّ القيمصِ دعَوْتُه بُعَيْداتِ بَيْنٍ لا هِدانٍ ولا نِكْسِ ويقال إِنها لتضحك بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بين المرَّة ثم المرة في الحين وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان إِذا أَراد البراز أَبعد وفي آخر يَتَبَعَّدُ وفي آخر أَنه صلى الله عليه وسلم كان يُبْعِدُ في المذهب أَي الذهاب عند قضاء حاجته معناه إِمعانه في ذهابه إِلى الخلاء وأَبعد فلان في الأَرض إِذا أَمعن فيها وفي حديث قتل أَبي جهل هَلْ أَبْعَدُ من رجل قتلتموه ؟ قال ابن الأَثير كذا جاء في سنن أَبي داود معناها أَنهى وأَبلغ لأَن الشيء المتناهي في نوعه يقال قد أَبعد فيه وهذا أَمر بعيد لا يقع مثله لعظمه والمعنى أَنك استعظمت شأْني واستبعدت قتلي فهل هو أَبعد من رجل قتله قومه قال والروايات الصحيحة أَعمد بالميم

بغدد
بَغْدادُ وبغداذ وبغذاد وبغذاذ وبَغْدِينُ وبغدان ومَغْدان كلها اسم مدينة السلام وهي فارسية معناه عطاء صنم لأَن بغ صنم وداد وأَخواتها عطية يذكر ويؤنث وأَنشد الكسائي فيا لَيْلَةً خُرْسَ الدَّجاجِ طَويلةً ببغدانَ ما كانت عن الصُّبح تَنْجَلي قال يعني خُرْساً دَجاجُها قال الأَزهري الفصحاء يقولون بغداد بدالين وقالوا بغ صنم وداد بمعنى دوّد وحرَّفوه عن الذال إِلى الدال لأَن داذ بالفارسية معناه أُعطي وكرهوا أَن يجعلوا للصنم عطاء وقالوا داد ومن قال دان فمعناه ذل وخضع وقولهم تَبَغْدَدَ
( * قوله « وقولهم تبغدد إلخ » عبارة شرح القاموس تبغدد عليه إذا تكبر وافتخر مولدة ) فلانٌ مُوَلَّد

بغذد
بغذاد مدينة السلام بذال معجمة أَوّلاً ودال مهملة آخراً وقد تقدّم ذكرها والاختلاف في اسمها

بلد
البَلْدَةُ والبَلَدُ كل موضع أَو قطعة مستحيزة عامرة كانت أَو غير عامرة الأَزهري البلد كل موضع مستحيز من الأَرض عامر أَو غير عامر خال أَو مسكون فهو بلد والطائفة منها بَلْدَةٌ وفي الحديث أَعوذ بك من ساكن البَلَدِ البلد من الأَرض ما كان مأْوى الحيوان وإِن لم يكن فيه بناء وأَراد بساكنه الجنّ لأَنهم سكان الأَرض والجمع بلاد وبُلْدانٌ والبُلدانٌ اسم يقع على الُكوَر قال بعضهم البَلَدُ جنسُ المكان كالعراق والشام والبَلدةُ الجزءُ المخصصُ منه كالبصرة ودمَشق والبلدُ مكةُ تفخيماً لها كالنجم للثريا والعودُ للمَنْدَل والبَلَدُ والبَلْدةُ الترابُ والبلَدُ ما لم يُحفَر من الأَرض ولم يوقد فيه قال الراعي ومُوقِد النارِ قد بادتْ حمامتُه ما إِن تَبَيَّنُه في جُدَّةِ البَلَد وبيضةُ البلَدِ الذي لا نظير له في المدح والذم وبَيْضَةُ البلد التُّومَةُ تتركها النعامةُ في الأُدْحِيِّ أَو القَيِّ من الأَرض ويقال لها البَلَدِيَّةُ وذاتُ البلدِ وفي المثل أَذلُّ من بَيْضةِ البلدِ والبلدُ أُدْحِيُّ النعام معناه أَذلُّ من بَيْضةِ البلدِ والبلدُ أُدْحِيُّ النعام معناه أَذلُّ من بيضة النعام التي تتركها والبَلْدَةُ الأَرضُ يقال هذه بَلدتُنا كما يقال بَحْرَتُنا والبَلَدُ المقبرة وقيل هو نفس القبر قال عديّ بن زيد مِنْ أُناسٍ كنتُ أَرجو نَفْعَهُمْ أَصبحوا قد خَمَدُوا تَحْتَ البَلَدْ والجمع كالجمع والبَلَدُ الدارُ يمَانيةٌ قال سيبويه هذه الدارُ نعمت البلدُ فأَنَّثَ حيث كان الدار كما قال الشاعر أَنشده سيبويه هَلْ تَعْرِفُ الدارَ يُعَفِّيها المُورْ ؟ الدَّجْنُ يَوْماً والسحابُ المَهْمُورْ لكلِّ ريحٍ فيه ذَيلٌ مَسْفُورْ وبَلدُ الشيءِ عُنْصُرهُ عن ثعلب وبَلَدَ بالمكانِ أَقام يَبْلُدُ بُلُوداً اتخذه بَلَداً ولزمه وأَبْلَدَهُ إِياه أَلزمه أَبو زيد بَلَدْتُ بالمكان أَبْلُدُ بُلوداً وأَبَدْتُ به آبُدُ أُبُوداً أَقمت به وفي الحديث فهي لهم تالِدَةٌ بالِدَةٌ بالِدَةٌ يعني الخلافة لأَولاده يقال للشيء الدائم الذي لا يزول تالِدٌ بالِدٌ فالتالِدُ القديمُ والبالِدُ إِتباعٌ له وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي يصف حوضاً ومُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْماةٍ بِمَهْلَكَةٍ جاوزْتُهُ بِعَلاةِ الخَلْقِ عِلْيانِ قال المُبْلِدُ الحوضُ القديمُ ههنا قال وأَراد مُلْبِد فَقَلَبَ وهو اللاصق بالأَرض ومنه قول عليّ رضوان الله عليه لرجلين جاءَا يسأَلانه أَلْبِدَا بالأَرض حتى تفهما وقال غيره حوضٌ مُبْلِدٌ تُرك ولم يُستعمل فتداعى وقد أَبْلَدَ إِبْلاَداً وقال الفرزدقُ يصف إِبلاً سقاها في حوض داثر قَطَعْتُ لأُلْخِيِهنَّ أَعْضادَ مُبْلِدٍ يَنِشُّ بِذِي الدَّلْوِ المُحِيلِ جَوانِبُهْ أَراد بذي الدلو المحيل الماء الذي قد تغير في الدلو والمُبالَدَةُ المبالَطَةُ بالسيوف والعِصِيِّ إِذا تجالدوا بها وبَلِدوا وبَلَّدوا لَزِموا الأَرضَ يقاتلون عليها ويقال اشْتُقَّ من بِلاد الأَرض وبَلَّدَ تَبْليداً ضرب بنفسه الأَرض وأَبْلَدَ لَصِق بالأَرض والبَلْدَةُ بَلْدةُ النحر وهي ثُغرةُ النحر وما حولها وقيل وسطها وقيل هي الفَلْكةُ الثالثةُ من فَلْكِ زَوْرِ الفرس وهي ستة وقيل هو رحى الزَّوْرِ وقيل هو الصدر من الخُفِّ والحافر قال ذو الرمة أُنِيخَتْ فَأَلْقَتْ بَلْدَةً فوق بَلْدَةٍ قليلٍ بها الأَصواتُ إِلاَّ بُغامُها يقول بركت الناقة وأَلقت صدرَها على الأَرض وأَراد بالبَلْدَةِ الأُولى ما يقع على الأَرض من صدرها وبالثانية الفلاة التي أَناخ ناقَته فيها وقوله إِلا بغامها صفة للأَصوات على حدّ قوله تعالى لو كان فيهما آلهةٌ إِلا اللَّهُ أَي غير الله والبُغامُ صوتُ الناقة وأَصله للظبي فاستعاره للناقة الصحاح والبَلْدَةُ الصدرُ يقال فلانٌ واسعُ البلدة أَي واسع الصدر وأَنشد بيتَ ذي الرمة وبَلْدَةُ الفَرَسِ مُنْقَطَعُ الفَهْدَتين من أَسافِلِهما إِلى عَضُده قال النابغةُ الجعدي في مِرْفَقَيْهِ تَقارُبٌ وله بَلْدَةُ نَحْرٍ كجَبْأَةِ الخَزَمِ ويُرْوَى بِرْكَةُ زَوْرٍ وهو مذكور في موضعه وهي بلدةُ بيني وبينك يعني الفراق ولقيته بِبَلْدةِ إِصْمِتَ وهي القَفْرُ التي لا أَحدَ بها وإِعراب إِصْمِتَ مذكور في موضعه والأَبْلَدُ من الرجال الذي ليس بمقرون والبَلْدةُ والبُلدةُ ما بين الحاجبين والبُلْدةُ فوق الفُلْجَةِ وقيل قَدْرُ البُلْجَةِ وقيل البَلْدَةُ والبُلْدةُ نَقاوةُ ما بين الحاجبين وقيل البَلدةُ والبُلدةُ أَن يكون الحاجبان غير مقرونين ورجل أَبْلَدُ بَيِّنُ البَلَدِ أَي أَبْلَجُ وهو الذي ليس بمقرون وقد بَلِدَ بَلَداً وحكى الفارسي تَبَلَّدَ الصبحُ كَتَبَلَّج وتَبَلَّدتِ الرَّوْضةُ نَوَّرَتْ والبَلْدةُ راحةُ الكف والبَلْدةُ من منازل القمر بين النعائم وسَعْدِ الذابح خَلاءٌ إِلا من كواكبَ صغارٍ وقيل لا نَجومَ فيها البتةَ التهذيبُ البَلْدَةُ في السماء موضعٌ لا نجوم فيه ليست فيه كواكبُ عظامٌ يكون عَلَماً وهو آخر البروج سميت بَلدةً وهي من بُرْج القَوْس الصحاحُ البَلدةُ من منازل القمر وهي ستة أَنجم من القوس تنزلها الشمسُ في أَقصر يوم في السنة والبَلَدُ الأَثر والجمعُ أَبلادٌ قال القطامي ليست تُجَرَّحُ فُرَّاراً ظُهورهُمُ وفي النُّحورِ كُلومٌ ذاتُ أَبلادِ وقال ابن الرقاع عَرَفَ الدِّيارَ تَوَهُّماً فاعْتادَها مِنْ بَعْدِ ما شَمِلَ البِلى أَبْلادَها اعتادها أَعاد النظر إِليها مرةً بعد أُخرى لِدُروسها حتى عرفها وشمل عمّ ومما يُستحسن من هذه القصيدة قولُه في صفة أَعلى قَرْنِ ولَدِ الظبية تُزْجِي أَغَنَّ كَأَنَّ إِبْرَةَ رَوْقِهِ قَلَمٌ أَصابَ مِن الدَّواةِ مِدادَها وبَلِدَ جِلْدُه صارت فيه أَبْلادٌ أَبو عبيد البَلَدُ الأَثَرُ بالجسد وجمعه أَبْلادُ والبُلْدَةُ والبَلْدَةُ والبَلادَةُ ضِدُّ النَّفاذِ والذَّكاءِ والمَضاءِ في الأُمور ورجلٌ بليدٌ إِذا لم يكن ذكيّاً وقد بَلُدَ بالضم فهو بليد وتَبَلَّدَ تكلف البَلادَةَ وقول أَبي زُبيد مِن حَمِيمٍ يُنْسِي الحَياءَ جَلِيدَ ال قَوْمِ حتى تَراه كالمَبْلودِ قال المَبْلودُ الذي ذهب حياؤه أَو عقلُه وهو البَليدُ يقال للرجل يُصاب في حَمِيمه فيجزع لموته وتنسيه مصيبتُه الحياءَ حتى تراه كالذاهب العقل والتَّبَلُّدُ نقيضُ التَّجَلد بَلُدَ بَلادَةً فهو بليد وهو استكانة وخضوع قال الشاعر أَلا لا تَلُمْهُ اليومَ أَنْ يَتَبَلَّدا فقد غُلِبَ المَحْزونُ أَنْ يَتَجَلَّدا وتَبَلَّدَ أَي تردّد متحيراً وأَبْلَدَ وَتَبَلَّدَ لحقته حَيْرَةٌ والمَبْلُودُ المتحيرُ لا فِعلَ له وقال الشيباني هو المعتوه قال الأَصمعي هو المُنْقَطَعُ به وكل هذا راجع إِلى الحَيْرَة وأَنشد بيت أَبي زبيد « حتى تراه كالمبلود » والمُتَبَلِّدُ الذي يَتَرَدَّدُ متحيراً وأَنشد للبيد عَلِهَتْ تَبَلَّدُ في نِهاءِ صَعائِدٍ سَبْعاً تُواماً كامِلاً أَيَّامُها وقيل للمتحير مُتَبَلِّدٌ لأَنه شبه بالذي يتحير في فلاة من الأَرض لا يهتدي فيها وهي البَلْدَةُ وكل بلد واسع بَلْدَةٌ قال الأَعشى يذكر الفلاة وبَلْدَةٍ مِثْلِ ظَهْرِ التُّرْسِ مُوحِشَةٍ للجِنِّ بِالليلِ في حافاتِها شُعَلُ وبَلَّدَ الرجلُ إِذا لم يتجه لشيء وبَلَّدَ إِذا نَكَّسَ في العمل وضَعُف حتى في الجَرْيِ قال الشاعر جَرَى طَلَقاً حتى إِذا قُلْتُ سابِقٌ تَدارَكَهُ أَعْرَاقُ سُوءٍ فَبَلَّدَا والتَّبَلُّدُ التصفيقُ والتَّبَلُّدُ التلهف قال عديّ بن زيد سأَكْسِبُ مالاً أَو تَقُومَ نَوائِحٌ عليَّ بِلَيْلٍ مُبْدِياتِ التَّبَلُّدِ وتَبَلَّد الرجلُ تَبَلُّداً إِذا نزل ببلد ليس به أَحدٌ يُلَهِّفُ نفسه والمُتَبَلِّد الساقط إِلى الأَرض قال الراعي ولِلدَّارِ فِيها مِنْ حَمُولَةِ أَهلِها عَقِيرٌ ولِلْبَاكي بها المُتَبلِّدِ وكله من البَلادة والبَليدُ من الإِبل الذي لا ينشّطه تحريك وأَبْلَدَ الرجلُ صارت دوابه بليدةً وقيل أَبْلَدَ الرجلُ صارت دوابه بليدةً وقيل أَبْلَدَ إِذا كانت دابته بَليدَةً وفرس بَليدٌ إِذا تأَخر عن الخيل السوابق وقد بَلُدَ بَلادَةً وبَلَّدَ السحابُ لم يمطر وبَلَّدَ الإِنسانُ لم يَجُدْ وبَلَّدَ الفَرَسُ لم يَسْبِق ورجلٌ أَبْلَدُ غليظ الخَلْقِ ويقال للجبال إِذا تقاصرت في رأْي العين لظلمة الليل قد بَلَّدَتْ ومنه قول الشاعر إِذا لم يُنازِعْ جاهِلُ القومِ ذَا النُّهَى وبَلَّدَتِ الأَعْلامُ بالليلِ كالأَكَمْ والبَلَنْدَى العَريضُ والبَلَنْدَى والمَلَنْدَى الكثير لحم الجنبين والمُبْلَنْدى من الجمال الصلب الشديد وبَلْدٌ اسمُ موضع قال الراعي يصف صقراً إِذا ما انْجَلَتْ عنه غَدَاةُ صُبَابَةٍ رأَى وهو في بَلْدٍ خَرانِقَ مُنْشِدِ
( * قوله « غداة صبابة » كذا في نسخة المؤلف برفع غداة مضافة إلى صبابة بضم الصاد المهملة وكذا هو في شرح القاموس بالصاد مهملة من غير ضبط وقد خطر بالبال أنه غداة ضبابة بنصب غداة بالغين المعجمة على الظرفية ورفع ضبابة بالضاد المعجمة فاعل انجلت )
وفي الحديث ذكرُ بُلَيْدٍ هو بضم الباء وفتح اللام قرية لآل عليّ بواد قريب من يَنْبُع بند البَنْدُ العَلمُ الكبير معروف فارسي معرّب قال الشاعر وأَسيافُنَا تحتَ البُنُودِ الصَّواعِقُ وفي حديث أَشراط الساعةِ أَنْ تَغْزو الرومُ فتسير بثمانين بَنْداً البَنْدُ العَلمُ الكبير وجمعه بُنُود وليس له جمعُ أَدْنى عَدَدٍ والبَنْدُ كل عَلَم من الأَعلام وفي المحكم من أَعلام الروم يكون للقائد يكون تحت كل عَلَمٍ عشرة آلاف رجل أَو أَقل أَو أَكثر وقال الهجيميّ البَنْدُ عَلَمُ الفُرْسانِ وأَنشد للمفضل جاؤُوا يَجُرُّون البُنُودَ جَرَّا قال النضر سمي العلم الضخم واللواءُ الضخمُ البَنْدَ والبَنْدُ الذي يُسكِر من الماء قال أَبو صخر وإِنَّ مَعاجي لِلخِيامِ ومَوْقِفي بِرابِيةِ البَنْدَينِ بالٍ ثُمَامُها يعني بيوتاً أُلقي عليها ثُمامٌ وشجر ينبت الليث البَنْدُ حِيَلٌ مستعملة يقال فلان كثير البُنود أَي كثير الحيل والبَنْدُ بَيْذَقٌ مُنْعَقِدٌ بِفِزْزانٍ

بند
البَنْدُ العَلمُ الكبير معروف فارسي معرّب قال الشاعر وأَسيافُنَا تحتَ البُنُودِ الصَّواعِقُ وفي حديث أَشراط الساعةِ أَنْ تَغْزو الرومُ فتسير بثمانين بَنْداً البَنْدُ العَلمُ الكبير وجمعه بُنُود وليس له جمعُ أَدْنى عَدَدٍ والبَنْدُ كل عَلَم من الأَعلام وفي المحكم من أَعلام الروم يكون للقائد يكون تحت كل عَلَمٍ عشرة آلاف رجل أَو أَقل أَو أَكثر وقال الهجيميّ البَنْدُ عَلَمُ الفُرْسانِ وأَنشد للمفضل جاؤُوا يَجُرُّون البُنُودَ جَرَّا قال النضر سمي العلم الضخم واللواءُ الضخمُ البَنْدَ والبَنْدُ الذي يُسكِر من الماء قال أَبو صخر وإِنَّ مَعاجي لِلخِيامِ ومَوْقِفي بِرابِيةِ البَنْدَينِ بالٍ ثُمَامُها يعني بيوتاً أُلقي عليها ثُمامٌ وشجر ينبت الليث البَنْدُ حِيَلٌ مستعملة يقال فلان كثير البُنود أَي كثير الحيل والبَنْدُ بَيْذَقٌ مُنْعَقِدٌ بِفِزْزانٍ

بهد
بَهْدَى وذو بَهْدَى موضعان

بود
بادَ الشيءُ بَواداً ظهر وسنذكره في الياء أَيضاً والبَوْدُ البئر

بيد
: باد الشيءُ يبيد بَيْداً و بَياداً و بُيوداً و بَيْدودَةً الأَخيرة عن اللحياني : انقطع وذهب . و بَادَ يَبِيدُ بَيْداً إِذا هلك . و بادت الشمسُ بُيوداً : غَرَبَتْ منه حكاه سيبويه . و أَباده الله أَي أَهلكه . وفي الحديث : فإِذا هم بِدِيَارٍ بادَ أَهلُها أَي هلكوا وانقرضوا . وفي حديث الحور العين : نحن الخالداتُ لا نَبيدُ أَي لا نَهْلِكُ ولا نموت . و البَيْداءُ : الفلاة . و البَيْداءُ : المفازة المستوية يُجْرى فيها الخيل وقيل : مفازة لا شيء فيها ابن جني : سميت بذلك لأَنها تُبِيدُ من يَحِلُّها . ابن شميل : البَيْداءُ المكان المستوي المُشْرِفُ قليلة الشجر جَرْداءُ تَقُودُ اليومَ ونِصْفَ يوم وأَقلَّ وإِشرافها شيء قليل لا تراها إِلا غليظة صلْبَةً لا تكون إِلا في أَرضِ طِينٍ وفي حديث الحج : بَيْداؤُكم هذه التي يَكْذبون فيها على رسول الله البَيْداءُ : المفازة لا شيء بها وهي ههنا اسم موضع مخصوص بين مكة والمدينة وأَكثر ما تَرِدُ ويراد بها هذه ومنه الحديث : إِن قوماً يغزون البيت فإِذا نزلوا بالبَيْداءِ بعث الله جبريل فيقول : يا بَيْداءُ أَبِيديهِم فتخسف بهم أَي أَهلكيهم . وفي ترجمة قُطْرُبٍ : المُتَلِفُ القفر سمي بذلك لأَنه يتلف سالكه في الأَكثر كما سموا الصحراء بَيْداءَ لأَنها تُبيد سالكها و الإِبادَةُ : الإِهلاك والجمع بِيدٌ . كسَّروه تكسير الصفات لأَنه في الأَصل صفة ولو كسَّروه تكسير الأَسماء فقيل بَيْداوات لكان قياساً فأَما ما أَنشده أَبو زيد في نوادره : هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ بِبَيْدا إِنَّهْ دَارٌ لِلَيْلى قد تَعَفَّتْ إِنَّهْ قال ابن سيده : أَن قال قائل : ما تقول في قوله بَيْدَا إِنَّهْ هل يجوز أَن يكون صرف بيداءَ ضرورة فصارت في التقدير بِبَيْداءٍ ثم إِنه شدّد التنوين ضرورة على حدّ التثقيل في قوله : ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُقَ الأَضخَمَّا فلما ثقل التنوين واجتمع ساكنان فتح الثاني من الحرفين لالتقائهما ثم أَلحق الهاءَ لبيان الحركة كإِلحاقها في هُنَّهْ فالجواب أَن هذا غير جائز في القياس وذلك أَن هذا التثقيل إِنما أَصله أَن يلحق في الوقف ثم إِن الشاعر اضطر إِلى إِجراء الوصل مجرى الوقف كما حكاه سيبويه من قولهم في الضرورة وكَلْكَدَّا ونحوه فأَما إِذا كان الحرف مما لا يثبت في الوقف ألبتة مخففاً فهو من التثقيل في الوصل أَو في الوقف أَبعد أَلا ترى أَن التنوين مما يحذفه الوقف فلا يوجد فيه ألبتة فإِذا لم يوجد في الوقف أَصلاً فلا سبيل إِلى تثقيله لأَنه إِذا انتفى الأَصل الذي هو التخفيف هنا فالفرع الذي هو التثقيل أَشدّ انتفاء وأَجاز أَبو علي في هذا ثلاثة أَوجه : فأَحدها أَن يكون أَراد ببَيْدا ثم أَلحق الخفيفة وهي التي تلحق الإِنكار نحو ما حكاه سيبويه من قول بعضهم وقيل له : أَتخرج إِن أَخصبت البادية فقال : أَأَنا إِنِّيَه منكراً لرأْيه أَن يكون على خلاف أَن يخرج كما تقول : أَلمثلي يقال هذا أَنا أَول خارج إِليها فكذلك هذا الشاعر أَراد : أَمثلي يُعَرَّف ما لا ينكره ثم إِنه شدد النون في الوقف ثم أَطلقها وبقي التثقيل بحاله فيها على حدّ سَبْسِبَّا ثم أَلحق الهاء لبيان الحركة نحو كتابيه وحسابيه واقتده والوجه الآخر أَن يكون أَراد إِنّ التي بمعنى نعم في قوله : ويَقُلْنَ شَيْبٌ قد عَلا كَ وقد كبِرْتَ فَقُلْتُ إِنَّهْأَي نعم والوجه الثالث أَن يكون أَراد إِنّ التي تنصب الاسم وترفع الخبر وتكون الهاء في موضع نصب لأَنها اسم إِنّ ويكون الخبر محذوفاً كأَنه قال : إِنّ الأَمر كذلك فيكون في قوله بَيْدا إِنَّهْ قد أَثبت أَن الأَمر كذلك في الثلاثة الأَوجه لأَنّ إِنّ التي للإِنكار مؤكدة موجبة ونعم أَيضاً كذلك وإِن الناصبة أَيضاً كذلك ويكون قصر ببيداء في هذه الثلاثة الأَوجه كما قصر الآخر ما مدّته للتأْنيث في نحو قوله : لا بُدَّ مِن صَنْعَا وإِنْ طَالَ السَّفَرْ قال أَبو علي ولا يجوز أَن تكون الهمزة في بَيْدا أَنَّهْ هي همزة بيداء لأَنه إِذا جرّ الاسم غير المنصرف ولم يكن مضافاً ولا فيه لامُ المَعْرفة وجب صرفه وتنوينه ولا تنوين هنا لأَن التنوين إِنما يفعل ذلك بحرف الإِعراب دون غيره وأَجاز أَيضاً في تَعَفَّتْ إِنَّهْ هذه الأَوجه الثلاثة التي ذكرناها . و البَيْدَانَةُ : الحمارة الوحشية أُضيفت إِلى البيداء والجمع البيدانات . وأَتانٌ بَيْدَانَةٌ : تَسْكُن البَيْداءَ . و البَيْدانَةُ : الأَتان اسم لها قال الشاعر : ويَوْماً على صَلْتِ الجَبِينِ مُسَحَّجٍ ويوماً على بَيْدانَةٍ أُمِّ تَوْلَبِ يريد حمار وحش . والصَّلْت : الواضح الجبين . والمسحَّج : المُعَضَّضُ ويروى : فيوْماً على سِرْبٍ نَقِيّ جُلُودُه يعني بالسرب القطيع من بقر الوحش يريد يوماً أُغِيرُ بهذا الفرس على بقر وحش أَو حمير وحش . وفي تسمية الأَتان البَيْدانَةَ قولان : أَحدهما إِنها سميت بذلك لسكونها البَيْداءَ وتكون النون فيها زائدة وعلى هذا القول جمهور أَهل اللغة والقول الثاني : إِنها العظيمة البدن وتكون النون فيها أَصليةً . و بَيْدَ : بمعنى غير يقال : رجل كثير المال بَيْدَ أَنَّه بخيل معناه غير أَنه بخيل حكاه ابن السكيت وقيل : هي بمعنى على حكاه أَبو عبيد . قال ابن سيده : والأَول أَعلى وأَنشد الأُمَوِيُّ لرجل يخاطب امرأَةً : عَمْداً فَعَلْتُ ذاك بَيْدَ أَنِّي إِخالُ أَنْ هَلَكْتُ لم تَرِنِّي يقول على أَني أَخاف ذلك . وفي الحديث عن النبي أَنه قال : أَنا أَفصح العرب بَيْدَ أَنِّي من قريش ونشأْت في بني سعد بَيْدَ : بمعنى غير . وفي حديث آخر : نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بَيْدَ أَنهم أُوتوا الكتاب من قبلنا وأُوتيناه من بعدهم قال الكسائي : قوله بَيْدَ معناه غير وقيل : معناه على أَنهم وقد جاء في بعض الروايات بايْدَ أَنَّهُمْ قال ابن الأَثير : ولم أَره في اللغة بهذا المعنى . وقال بعضهم : إِنها بأَيد أَي بقوّة ومعناه نحن السابقون إِلى الجنة يوم القيامة بقوة أَعطاناها الله وفضلنا بها قال أَبو عبيد : وفيه لغة أُخرى مَيْدَ بالميم كما قالوا أَغْمَطَتْ عليه الحمَّى وأَغْبَطَتْ وسَبَّدَ رأْسه وسمَّدَهُ . و بَيْدانُ : اسم رجل حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد : مَتى أَنْفَلِتْ من دَيْنِ بَيْدَانَ لا يَعُدْ لِبَيْدَانَ دَيْنٌ في كرائِم مَالِيَا على أَنني قد قلتُ منْ ثِقَةٍ به : أَلا إِنَّما باعتْ يميني شماليا و بَيْداءُ : موضع بين مكة والمدينة قال الأَزهري : وبين المسجدين أَرضٌ ملساءُ اسمها البَيْداءُ وفي الحديث : إِن قوماً يغزون البيت فإِذا نزلوا البيداءَ بعث الله عليهم جبريل عليه السلام فيقول : يا بَيْداءُ بِيدِي بِهِم وفي رواية : أَبِيدِيهِم فتخسف بهم . و بَيْدانُ : موضع قال : أَجَدَّك لَنْ تَرَى بِثُعَيْلَباتٍ ولا بَيْدَانَ ناجِيَةً ذَمُولا استعمل لن في موضع لا

تقد
ابن سيده التِّقْدَةُ بكسر التاء والتَّقْدَةُ الأَخيرة عن الهروي الكُسْبَرَةُ والتقدة الكَرَوْياءُ وفي حديث عطاء وذكر الحبوب التي تجب فيها الصدقة وعدّ التَّقْدَة هي الكُزْبَرَةُ وقيل الكرويا وقد تفتح التاء وتكسر القاف وقال ابن دريد هي التِّقْرِدَةُ وأَهل اليمن يسمون الأَبزار التِّقْرِدَةَ والتَّقِيدَةُ موضع

تقرد
التِّقْرِدَةُ الكسبرة عن ابن دريد قال والتِّقْرِدَةُ الأَبزار كلها عند أَهل اليمن التهذيب في الرباعي التِّقْرِدُ الكرويا قال الأَزهري وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي التِّقْدَةُ الكزبرة والتِّقْدَةُ الكرويا قال الأَزهري وهذا هو الصحيح وأَما التِّقْرِدُ فلا أَعرفه في كلام العرب

تلد
التالد المال القديم الأَصلِيُّ الذي وُلد عندك وهو نقيض الطارف ابن سيده التَّلْدُ والتُّلْدُ والتِّلادُ والتَّلِيدُ والإِتْلادُ كالإِسْنامِ والمُتْلَدُ الأَخيرة عن ابن جني ما وُلد عندك من مالك أَو نُتج ولذلك حكم يعقوب أَن تاءه بدل من الواو وهذا لا يقوى لأَنه لو كان ذلك لَرُدَّ في بعض تصاريفه إِلى الأَصل وقال بعض النحويين هذا كله من الواو فإِذا كان ذلك فهو معتل وقيل التِّلاد كل مال قديم من حيوان وغيره يورث عن الآباء وهو التالد والتليد والمُتْلَدُ قال الشاعر يصف خيلاً تَلائِدٌ نَحْنُ افْتَلَيْنا هُنَّهْ نِعْمَ الحُصُونُ والعَتادُ هُنَّهْ وتَلَدَ المالُ يَتْلِدُ ويَتْلُدُ تُلوداً وأَتْلَدَه هو وأَتلد الرجلُ إِذا اتخذ مالاً ومال مُتْلَد وخُلُقٌ مُتْلَد قديم أَنشد ابن الأَعرابي ماذا رُزِينا مِنْكِ أُمَّ مَعْبَدِ مِنْ سَعَةِ الحِلْم وخُلْقٍ مُتْلَدِ وفي حديث عبدالله بن مسعود أَنه قال في سورة بني إِسرائيل والكهف ومريم وطه والأَنبياء هنّ من العتاق الأُوَلِ وهن من تِلادِي يعني السور أَي من قديم ما أَخذتُ من القرآن شبههن بِتلاد المال وفي رواية أُخرى الحم من تِلادِي أَي من أَوّل ما أَخذته وتعلمتُه بمكة وفي حديث العباس فهي لهم تالِدةٌ بالِدةٌ يعني الخلافة والبالدُ إِتباع التَّالِد وقال اللحياني رجل تليد في قوم تُلَداءَ وامرأَة تلِيد في نسوة تَلائِدَ وتُلُدٍ وتَلِدَ فيهم يَتْلَدُ أَقام ابن الأَعرابي تَلَّدَ الرجلُ إِذا جمع ومنع وجارية تلِيدة إِذا ورثها الرجل فإِذا وُلِدتْ عنده فهي وَلِيدَة وروي عن شريح أَن رجلاً اشترى جارية وشرط أَنها مُوَلَّدةٌ فوجدها تَليدَةً فردّها شريح قال القتيبي التَّليدة هي التي وُلدت ببلاد العجم وحُملت فنشأَت ببلاد العرب والمُوَلَّدة بمنزلة التِّلاد وهو الذي وُلد عندك وقيل المُوَلَّدَةُ التي وُلدت في بلاد الإِسلام والحكم فيه إِن كان هذا الاختلاف يؤثر في الغرض أَو القيمة وجب له الرَّد وإِلاَّ فلا وروي عن الأَصمعي أَنه قال التليد ما ولد عند غيرك ثم اشتريته صغيراً فثبت عندك والتِّلادُ ما وَلَدْتَ أَنت قال أَبو منصور سمعت رجلاً من أَهل مكة يقول تلادي بمكة أَي ميلادي ابن شميل التليد الذي وُلد عندك وهو المُوَلَّد والأُنثى المُوَلَّدةُ والمُوَلَّد والمُوَلَّدةُ والتليد واحد عندنا رواه المصاحفي عنه وروى شمر عنه أَنه قال تِلادُ المال ما تَوالَدَ عندك فتَلِدَ من رقيق أَو سائمة وَتَلِدَ فلان عندنا أَي وَلَدْنا أُمه وأَباه قال الأَعشى تَدِرُّ على غير أَسمائها مُطَرَّفَةٌ بعد إِتْلادِها يقول كانت من تِلادِهم فصارت طارفاً عندك حين أَخذتها وتَلَدَ فلان في بني فلان يَتْلُد أَقام فيهم وتَلَدَ بالمكان تلوداً أَي أَقام به وأَتْلَدَ أَي اتخذ المال والتليد الذي وُلد ببلاد العجم ثم حمل صغيراً فثبت في بلاد الإِسلام وفي حديث عائشة أَنها أَعتقت عن أَخيها عبد الرحمن تِلاداً من تِلادها فإِنه مات في منامه وفي نسخة تِلاداً من أَتلاده والأَتْلادُ بطون من عبد القيس يقال لهم أَتْلادُ عُمانَ وذلك لأَنهم سكنوها قديماً والتُّلْدُ فرخ العُقاب

تمرد
التهذيب في الرباعي ابن الأَعرابي يقال لبُرج الحمام التِّمرادُ وجمعه التَّماريد وقيل التَّماريد محاضين الحمام في برج الحمام وهي بيوت صغار يبنى بعضها فوق بعض

تود
التُّودُ شجر وبه فسر قول أَبي صخر الهذلي عَرَفْت من هِنْدَ أَطْلالاً بذي التُّودِ قَفْراً وجاراتِها البِيضِ الرَّخاوِيدِ الأَزهري وأَما التَّوادِي فواحدتها تَوْدِيَةٌ وهي الخشبات التي تُشدّ على أَخلاف الناقة إِذا صُرَّتْ لئلاَّ يرضعها الفصيل قال ولم أَسمع لها بفعل والخيوط التي تُصَرُّ بها هي الأَصِرَّةُ واحدها صِرارٌ قال وليست التاء بأَصلية في هذا ولا في التُّؤَدَةِ بمعنى التأَني في الأَمر

تيد
ابن الأَعرابي التَّيْدُ الرفق يقال تَيْدَك يا هذا أَي اتَّئِدْ وقال ابن كيسان بَلْهَ ورُوَيْدَ وتَيْدَ يخفضن وينصبن رُوَيْدَ زيداً وزيدٍ وبَلْهَ زيداً وزيد وتَيْدَ زيداً وزيد قال وربما زيد فيها الكاف للخطاب فيقال رُوَيْدَكَ زيداً وتَيْدَك زيداً فإِذا أَدخلت الكاف لم يكن إِلا النصبُ وإِذا لم تدخل الكافَ فالخفض على الإِضافة لأَنها في تقدير المصدر كقوله عز وجل فضَرْبَ الرقاب

ثأد
الثَّأَدُ الثرى والثَّأَدُ النَّدَى نفسُه والثَّئِيد المكان النَّدِيُّ وثَئِدَ النبتُ ثَأَداً فهو ثَئِدٌ نَدِيَ قال الأَصمعي قيل لبعض العرب أَصِبْ لنا موضعاً أَي اطْلُبْ فقال رائدهم وجدتُ مكاناً ثَئِداً مَئِداً وقال زيد بن كُثْوَةَ بعثوا رائداً فجاء وقال عُشْبٌ ثَأْدٌ مَأْدٌ كأَنه أَسْوُقُ نساء بني سَعد وقال رائد آخر سَيْلٌ وبَقْلٌ وبَقِيلٌ فوجدوا الأَخير أَعقلهما ابن الأَعرابي الثَّأْدُ النَّدَى والقذر والأَمر القبيح الصحاح الثأْدُ النَّدَى والقُرُّ قال ذو الرمة فَباتَ يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ ويُسْهِرُهُ تَذَؤُّبُ الريحِ والوَسْواسُ والهَضَبُ قال وقد يحرّك ومكان ثَئِدٌ أَي ندٍ ورجل ثَئِدٌ أَي مَقْرورٌ وقيل الأَثْآدُ العُيوبُ وأَصله البَلَلُ ابن شميل يقال للمرأَة إِنها لَثَأْدَةُ الخَلْق أَي كثيرة اللحم وفيها ثَآدَةٌ مثل سعادة وفخذٌ ثَئِدَةٌ رَيَّاء ممتلئة وما أَنا بابن ثَأْداءَ ولا ثَأَداء أَي لستُ بعاجز وقيل أَي لم أَكن بخيلاً لئيماً وهذا المعنى أَراد الذي قال لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه عامَ الرَّمادَة لقد انكشفتْ وما كنتَ فيها ابنَ ثَأْداءَ أَي لم تكن فيها كابن الأَمة لئيماً فقال ذلك لو كنتُ أُنفق عليهم من مال الخطاب وقيل في الثأْداء ما قيل في الدَّأْثاءِ من أَنها الأَمة والحمقاء جميعاً وما لَهُ ثَئِدَت أُمُّه كما يقال حَمَِقَتْ الفراء الثَّأَداءُ والدَّأَثاءُ الأَمة على القلب قال أَبو عبيد ولم أَسمع أَحداً يقول هذا بالفتح غيرَ الفراء والمعروف ثَأْداءُ ودَأْثاءُ قال الكميت وما كُنَّا بني ثَأْدَاءَ لَمَّا شَفَيْنا بالأَسِنَّةِ كلَّ وَتْرِ ورواه يعقوب حتى شفينا وفي حديث عمر رضي الله عنه قال في عام الرمادة لقد هممتُ أَن أَجعل مع كل أَهل بيت من المسلمين مثلَهُم فإِن الإِنسان لا يَهْلِكُ على نصف شِبَعِه فقيل له لو فعلتَ ذلك ما كنتَ فيها بابن ثَأْدَاءَ يعني بابن أَمة أَي ما كنت لئيماً وقيل ضعيفاً عاجزاً وكان الفراء يقول دَأَثاءَ وسَحَناء لمكان حروف الحلق قال ابن السكيت وليس في الكلام فَعَلاءُ بالتحريك إِلاَّ حرف واحد وهو الثَّأَدَاءُ وقد يسكن يعني في الصفات قال وأَما الأَسماء فقد جاءَ فيه حرفان قَرَماءُ وجَنَفَاءُ وهما موضعان قال الشيخ أَبو محمد بن بري قد جاء على فَعَلاءَ ستة أَمثلة وهي ثَأَداءُ وسَحَناءُ ونَفَساءُ لغة في نُفَساء وجَنَفاءُ وقَرَماءُ وحَسَداءُ هذه الثلاثة أَسماء مواضعَ قال الشاعر في جَنَفاءَ رَحَلْتُ إِلَيْكَ من جَنَفاءَ حتى أَنَخْتُ فِناءَ بَيْتِك بالمَطَالي وقال السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ في قَرَماءَ على قَرَماءَ عالِيَة شواه كَأَنَّ بياضَ غُرَّته خِمارُ وقال لبيد في حَسَداءَ فَبِتْنا حيثُ أَمْسَيْنا ثلاثاً على حَسَداءَ تَنْبَحُنا الكِلابُ

ثرد
الثَّرِيدُ معروف والثَّرْدُ الهَشْمُ ومنه قيل لما يُهشم من الخبز ويُبَلُّ بماء القِدْرِ وغيره ثَريدة والثَّرْدُ الفَتُّ ثَرَدَهُ يَثْرُدُهُ ثَرْداً فهو ثريد وثَرَدْتُ الخبز ثَرْداً كسرته فهو ثَريدٌ ومَثْرُود والاسم الثُّردة بالضم والثَّريدُ والثَّرودَةُ ما ثُرِدَ من الخبز واثَّرَدَ ثريداً واتَّرَدَه اتخذه وهو مُتَّرِد قلبت الثاء تاء لأَن الثاء أُخت التاء في الهمس فلما تجاورتا في المخرج أَرادوا أَن يكون العمل من وجه فقلبوها تاء وأَدغموها في التاء بعدها ليكون الصوت نوعاً واحداً كأَنهم لما أَسكنوا تاء وَتِدٍ تخفيفاً أَبدلوها إِلى لفظ الدال بعدها فقالوا وَدٌّ غيره اثَّرَدْتُ الخبز أَصله اثْتَرَدْتُ على افتعلت فلما اجتمع حرفان مخرجاهما متقاربان في كلمة واحدة وجب الإِدغام إِلاَّ أَن الثاء لما كانت مهموسة والتاء مجهورة
( * قوله « التاء مجهورة » المشهور أن التاء مهموسة ) لم يصح ذلك فأَبدلوا من الأَول تاء فأَدغموه في مثله وناس من العرب يبدلون من التاء ثاء فيقولون اثَّرَدْتُ فيكون الحرف الأَصلي هو الظاهر وقوله أَنشده ابن الأَعرابي أَلا يا خُبْزَ يا ابْنَةَ يَثْرُدانٍ أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدَكِ لا يَنامُ وبَرْقٍ لِلعَصيدَةِ لاحَ وَهْناً كما شَقَّقْت في القِدْرِ السَّناما
( * في هذا البيت إقواء )
قال يَثْرُدانٍ غلامان كانا يثردان فَنَسَب الخُبزة إِليهما ولكنه نوّن وصرف للضرورة والوجه في مثل هذا أَن يحكى ورواه الفراء أُثْرُدانٍ فعلى هذا ليس بفعل سمي به إِنما هو اسم كأُسْحُلان وأُلْعُبانٍ فحكمه أَن ينصرف في النكرة ولا ينصرف في المعرفة قال ابن سيده وأَظن أُثْرُدانَ اسماً للثريد أَو المثرود معرفةً فإِذا كان كذلك فحكمه أَن لا ينصرف لكن صرفه للضرورة وأَراد أَبى صاحب الحلقوم بعدك لا ينام لأَن الحلقوم ليس هو وحده النائم وقد يجوز أَن يكون خص الحلقوم ههنا لأَن ممرّ الطعام إِنما هو عليه فكأَنه لما فقده حنَّ إِليه فلا يكون فيه على هذا القول حذف وقوله وبرقٍ للعصيدة لاح وهناً إِنما عنى بذلك شدّة ابيضاض العصيدة فكأَنما هي برق وإِن شئت قلت إِنه كان جَوْعانَ متطلعاً إِلى العصيدة كتطلع المجدب إِلى البرق أَو كتطلع العاشق إِليه إِذا أَتاه من ناحية محبوبه وقوله كما شققت في القِدر السناما يريد أَن تلك العصيدة بيضاء تلوح كما يلوح السنام إِذا شقق يعني بالسنام الشحم إِذ هو كله شحم ويقال أَكلنا ثَريدة دَسِمَةً بالهاء على معنى الاسم أَو القطعة من الثريد وفي الحديث فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام قيل لم يرد عين الثريد وإِنما أَراد الطعام المتخذ من اللحم والثَّريِد معاً لأَن الثريد غالباً لا يكون إِلاَّ من لحم والعرب قلما تتخذ طبيخاً ولا سيما بلحم ويقال الثريد أَحد اللحمين بل اللذة والقوَّة إِذا كان اللحم نضيجاً في المرق أَكثر ما يكون في نفس اللحم والتَّثْريدُ في الذبح هو الكسر قبل أَن يَبْرُدَ وهو منهيٌّ عنه وثَرَدَ الذَّبِيحَة قَتَلها من غير أَن يَفْرِيَ أَوْداجَها قال ابن سيده وأُرى ثَرَّدَه لغة وقال ابن الأَعرابي المُثَرِّدُ الذي لا تكون حديدته حادَّة فهو يفسخ اللحم وفي الحديث سئل ابن عباس عن الذبيحة بالعُودِ فقال ما أَفْرَى الأَوْداجَ غيرُ المُثَرِّدِ فكُلْ المُثَرِّدُ الذي يقتُلُ بغير ذكاة يقال ثَرَّدْتَ ذَبيحَتَك وقيل التَّثْريدُ أَن يَذْبَحَ الذبيحةَ بشيء لا يُنْهِرُ الدَّمَ ولا يُسيلُهُ فهذا المُثَرِّدُ وما أَفْرَى الأَوداجَ من حديد أَو لِيطَةٍ أَو طَرِيرٍ أَو عود له حد فهو ذكيٌّ غيرُ مُثَرِّدٍ ويروى غيرُ مُثَرَّدٍ بفتح الراء على المفعول والرواية كُلْ أَمْرٌ بالأَكلِ وقد ردَّها أَبو عبيد وغيره وقالوا إِنما هي كلُّ ما أَفْرَى الأَوْداجَ أَي كلُّ شيءٍ أَفْرَى والفَرْيُ القطع وفي حديث سعيد وسئل عن بعير نحروه بعود فقال إِن كانَ مارَ مَوْراً فكلوه وإِن ثَرَدَ فلا وقيل المُثَرِّدُ الذي يذبح ذبيحته بحجر أَو عظم أَو ما أَشبه ذلك وقد نُهِيَ عنه والمِثْرادُ اسم ذلك الحجر قال فلا تَدُمُّوا الكَلْبَ بالمِثْرادِ ابن الأَعرابي ثَرِدَ الرجلُ إِذا حُمِلَ من المعركة مُرْتَثّاً وثوبٌ مَثْرُودٌ أَي مغموس في الصِّبْغ وفي حديث عائشة رضي الله عنها فأَخذتْ خِماراً لها قد ثرَدَتْه بزعفران أَي صبغته وثوب مَثْرُود والثَّرَدُ بالتحريك تشقق في الشفتين والثَّرْدُ المطر الضعيف عن ابن الأَعرابي قال وقيل لأَعرابي ما مَطَرُ أَرضك ؟ قال مُرَكَّكَةٌ فيها ضُروس وثَرْدٌ يَذُرُّ بقلُه ولا يُقَرِّحُ أَصْلُه الضروس سحائب متفرقة وغيوث يفرق بينها رَكاكٌ وقال مرة هي الجَوْدُ ويَذُرُّ يطلعُ ويظهر وذلك أَنه يَذُرُّ من أَدنى مطر وإِنما يَذُرُّ من مطر قدر وضَحِ الكف ولا يُقَرِّحُ البَقْلُ إِلاَّ مِنْ قَدْرِ الذراع من المطر فما زاد وتقريحه نبات أَصله وهو ظهور عوده والثَّرِيدُ القُمُّحانُ عن أَبي حنيفة يعني الذي يعلو الخمر كأَنه ذريرة واثْرَنْدَى الرجل كثر لحم صدره

ثرمد
ثَرْمَدَ اللحمَ أَساء عمله وقيل لم يُنْضِجْه وأَتانا بشِواءٍ قد ثَرْمده بالرَّماد ابن دريد الثَّرْمَدُ من الحَمْض وكذلك القُلاَّمُ والباقلاء وقال أَبو حنيفة الثَّرْمَدَةُ من الحَمْضِ تسمو دون الذراع قال وهي أَغلظ من القُلاَّمِ أَغصانٌ بلا ورق خضراءُ شديدةُ الخُضْرِة وإِذا تقادمت سنتين غَلُظَ ساقُها فاتُّخِذَت أَمشاطاً لِجَوْدَتِها وصلابَتِها تصْلُب حتى تكاد تُعْجِز الحديد ويكونُ طول ساقها إِذا تقادمت شبراً وثَرْمَدُ وثَرْمَداءُ
( * قوله « وثرمداء » في القاموس وشرحه بالفتح والمد موضع خصيب يضرب به المثل في خصبه وكثرة عشبه فيقال نعم مأوى المعزى ثرمداء كذا في مجمع الأمثال وفي معجم البكري هو موضع في ديار بني نمير أو بني ظالم من الوشم بناحية اليمامة وقال علقمة وما أنت إلخ أو ماء في ديار بني سعد وثمرد كجعفر شعب بأجأ أحد جبلي طيء لبني ثعلبة ) موضعان قال حاتم طيء إِلى الشِّعْبِ من أَعلى مَشارٍ فَثَرْمَدٍ فَيَلْدَةَ مَبْنَى سِنْبِسٍ لابنَة الغَمْرِ وقال علقمة وما أَنت أَمَّا ذِكْرُها رَبَعِيَّةٌ يُخَطُّ لها من ثَرْمَداءَ قَلِيبُ قال أَبو منصور ورأَيت ماء في ديار بني سعد يقال له ثَرْمَداءُ ورأَيت حواليه القاقُلَّى وهو من الحمْضِ معروف وقد ذكره العجاج في شعره لِقَدَرٍ كان وَحاهُ الواحِي بِثَرْمَداءَ جَهْرَةَ الفِصاحِ أَي علانية وحاه قضاه وكتبه قال أَبو منصور ثَرْمَداءُ ماء لبني سعد في وادي السِّتاريْن قد وردتُه يُسْتَقَى منه بالعقال لقرب قعره وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لحُصَين بن نَضلة الأَسدي إِن له تَرْمُدَ وكَشْفَةَ هو بفتح التاء المثناة وضم الميم موضع في ديار بني أَسد وبعضهم يقوله بفتح الثاء المثلثة والميم وبعد الدال المهملة أَلف وأَما تِرمِذ بكسر التاء والميم فالبلد المعروف بخراسان

ثرند
اللحياني اثْرَنْدَى الرجلُ إِذا كثر لحم صدره وابْلَنْدَى إِذا كثر لحم جنبيه وعظما وادْلَنْظَى إِذا سمن وغَلُظَ ورجل مُثْرَنْدٍ ومُثْرَنْتٍ مُخْصِبٌ

ثعد
الثَّعْدُ الرُّطَبُ وقيل البُسْرُ الذي غلبه الإِرطاب قال لَشَتَّانَ ما بيني وبين رُعاتِها إِذا صَرْصَرَ العصفورُ في الرُّطَبِ الثَّعْدِ الواحدة ثَعْدَةٌ ورطبة ثَعْدَةٌ مَعْدَةٌ طرية عن ابن الأَعرابي قال الأَصمعي إِذا دخل البسرةَ الإِرْطابُ وهي صُلبة لم تنهضم بعدُ فهي خَمْسة فإِذا لانت فهي ثَعْدَةٌ وجمعها ثُعْدٌ وفي حديث بَكَّار بن داود قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم ينالون من الثَّعْد والحُلْقان وأَشْلٍ من لحم وينالون من أَسقية لهم قد علاها الطُّحْلُبُ فقال ثكلتكم أُمهاتكم أَلهذا خلقتم أَو بهذا أُمرتم ؟ ثم جاز عنهم فنزل الروح الأَمين وقال يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول إِنما بعثتك مؤلفاً لأُمتك ولم أَبعثك منفراً ارجع إِلى عبادي فقل لهم فليعملوا وليسددوا ولييسروا الثَّعد الزُّبْدُ والحُلْقان البسرُ الذي قد أَرْطَبَ بعضه وأَشل من لحم الخروف المشوي قال ابن الأَثير كذا فسره إِسحق ابن إِبراهيم القرشي أَحد رواته فأَما الثَّعْدُ في اللغة فهو ما لان من البُسر وبقل ثَعْدٌ مَعْدٌ غَضٌّ رَطْبٌ رَخْصٌ والمعد إِتباع لا يفرد وبعضهم يفرده وقيل هو كالثَّعْدِ من غير إِتباع وحكى بعضهم اثْمَعَدَّ الشيءُ لانَ وامتدّ فإِما أَن يكون من باب قُمارِص فيكون هذا بابه قال ابن سيده ولا ينبغي أَن يُهجم على هذا من غير سماع وإِما أَن تكون الميم أَصلية فيكون في الرباعي وما لَهُ ثَعْدٌ ولا مَعْدٌ
( * قوله « وما له ثعد ولا معد إلخ » كذا أورده صاحب القاموس بالعين المهملة قال الشارح وهو تصحيف وضبطه الصاغاني باعجام الغين فيهما ) أَي قليل ولا كثير وثَرىً ثَعْدٌ وجَعْدٌ إِذا كان ليناً

ثفد
ابن الأَعرابي الثَّفافِيدُ سحائبُ بيضٌ بعضها فوق بعض والثَّفافِيدُ بطائن كل شيء من الثياب وغيرها وقد ثَفَّدَ درعه بالحديد أَي بَطَّنَهُ قال أَبو العباس وغيره تقول فَثافِيدُ غيره المَثافِدُ والمثافيدُ ضرب من الثياب وقيل هي أَشياء خفية توضع تحت الشيء أَنشد ثعلب يُضِيُّ شَماريخَ قَدْ بُطِّنَتْ مَثافِيدَ بِيضاً ورَيْطاً سِخانَا وإِنما عنى هنا بطائن سحاب أَبيض تحت الأَعلى واحدها مُثْفَدٌ فقط قال ابن سيده ولم نسمع مِثْفاداً فأَمَّا مثافيد بالياء فشاذ

ثكد
ثُكُدٌ
( * قوله « ثكد » في القاموس وشرحه بفتح فسكون ويروى بضم فسكون ماء لبني تميم ونص التكملة لبني نمير وثكد بضمتين ماء آخر بين الكوفة والشام قال الأخطل إلخ ) اسم ماء قال الأَخطل حَلَّتْ صُبَيْرَةُ أَمْواهَ العِدادِ وقدْ كانتْ تَحُلُّ وأَدْنَى دارِها ثُكُدُ

ثمد
الثَّمْدُ والثَّمَدُ الماء القليل الذي لا مادّ له وقيل هو القليل يبقى في الجَلَد وقيل هو الذي يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف وفي بعض كلام الخطباء ومادَّةٌ من صحة التَّصَوُّرِ ثَمِدَةٌ بَكِئَةٌ والجمع أَثْمادٌ والثِّمادُ كالثَّمَدِ وفي حديث طَهْفَة وافْجُرْ لهم الثَّمَدَ وهو بالتحريك الماء القليل أَي افْجُرْهُ لهم حتى يصير كثيراً ومنه الحديث حتى نزل بأَقصى الحديبية على ثَمَدٍ وقيل الثِّمادُ الحُفَرُ يكون فيها الماءُ القليل ولذلك قال أَبو عبيد سُجِرَتِ الثِّمادُ إِذا ملئت من المطر غير أَنه لم يفسرها قال أَبو مالك الثَّمْدُ أَن يعمد إِلى موضع يلزم ماء السماءِ يجعَلُه صَنَعاً وهو المكان يجتمع فيه الماء وله مسايل من الماءِ ويحفِرَ في نواحيه ركايا فيملؤُها
( * قوله « فيملؤها » كذا في نسخة المؤلف بالرفع والأحسن النصب ) من ذلك الماءِ فيشرب الناس الماءَ الظاهر حتى يجف إِذا أَصابه بَوارِحُ القَيظ وتبقى تلك الركايا فهي الثِّمادُ وأَنشد لَعَمْرُكَ إِنِّني وطِلابَ سَلْمَى لَكالمُتَبَرِّضِ الثَّمَدَ الظَّنُونا والظَّنون الذي لا يوثق بمائه ابن السكيت اثْتَمَدْتُ ثَمَداً أَي اتخذت ثَمَداً واثَّمَدَ بالإِدغام أَي ورد الثَّمَدَ ابن الأَعرابي الثَّمَدُ قَلْتٌ يجتمع فيه ماءُ السماءِ فيشرب به الناس شهرين من الصيف فإِذا دخل أَول القيظ انقطع فهو ثَمَدٌ وجمعه ثِماد وثَمَدَهُ يَثْمِدُه ثَمْداً واثَّمَدَهُ واسْتَثْمَدَهُ نَبَثَ عنه التراب ليخرج وماءٌ مَثْمود كثر عليه الناس حتى فني ونَفِدَ إِلا أَقلَّه ورجل مثمود أُلِحَّ عليه في السؤَال فأَعطى حتى نَفِدَ ما عنده وثَمَدَتْهُ النساء نَزَفْنَ ماءه من كثرة الجماع ولم يبق في صلبه ماءٌ والإِثْمِدُ حجر يتخذ منه الكحْل وقيل ضرب من الكحل وقيل هو نفس الكحل وقيل شبيه به عن السيرافي قال أَبو عمرو يقال للرجل يَسْهَرُ ليله سارياً أَو عاملاً فلانٌ يجعل الليل إِثْمِداً أَي يسهر فجعل سواد الليل لعينيه كالإِثمد لأَنه يسير الليل كله في طلب المعالي وأَنشد أَبو عمرو كَمِيشُ الإِزارِ يَجْعَلُ الليلَ إِثْمِداً ويَغْدُو علينا مُشْرِقاً غيرَ واجِمِ والثامِدُ من البَهْمِ حينَ قَرِمَ أَي أَكل وروضةُ الثَّمدِ موضعٌ وثمودُ قبيلة من العرب الأُول يصرف ولا يصرف ويقال إِنهم من بقية عاد وهم قوم صالح على نبينا وعليه الصلاة والسلام بعثه الله إِليهم وهو نبي عربي واختلف القراءُ في إِعرابه في كتاب الله عز وجل فمنهم من صرفه ومنهم من لم يصرفه فمن صرفه ذهب به إِلى الحيّ لأَنه اسم عربي مذكر سمي بمذكر ومن لم يصرفه ذهب به إِلى القبيلة وهي مؤنثة ابن سيده وثمودُ اسم قال سيبويه يكون اسماً للقبيلة والحي وكونه لهما سواء قال وفي التنزيل العزيز وآتينا ثمود الناقة مبصرة وفيه أَلا إِن ثموداً كفروا ربهم

ثمعد
الأَزهري ابن الأَعرابي المُثْمَعِدُّ المُمْتَلءُّ المُخْصِبُ وأَنشد يا ربّ من أَنْشَدَني الصِّعادا فهَبْ له غزائِراً أرادا فيهنَّ خُودٌ تَشْعَفُ الفؤَادا قد اثْمَعَدَّ خَلْقُها اثْمِعْدادا والصعاد اسم ناقته ابن شميل هو المُثْمَعِدُّ والمُثْمَئِدُّ الغلام الريان الناهدُ السمين

ثند
الثُّنْدُوَةُ لحم الثَّدْي وقيل أَصله وقال ابن السكيت هي الثَّنْدُوَة للحم الذي حول الثَّدْي غير مهموز ومن همزها ضم أَوّلها فقال ثُنْدُؤَة ومن لم يهمز فتحه وقال غيره الثُّنْدُوَةُ للرجل والثدي للمرأَة وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم عاري الثُّنْدُوَتَيْنِ أَراد أَنه لم يكن على ذلك الموضع لحم وفي حديث ابن عمرو بن العاص في الأَنف إِذا جُدعَ الدية كاملة وإِن جدعت ثُنْدُوَتُه فنصف العقل قال ابن الأَثير أَراد بالثندوة في هذا الموضع رَوْثَةَ الأَنف وهي طرفه ومقدمه

ثهد
الثَّوْهَدُ والفَوْهَدُ الغلام السمين التام الخلق الذي قد راهقَ الحُلُمَ غلام ثَوْهَدٌ تام الخلق جسيم وقيل ضخم سمين ناعم وجارية ثَوْهَدَةٌ وفَوْهَدَةٌ إِذا كانت ناعمة قال ابن سيده جارية ثَوْهَدَةٌ وثَوْهَدَّة عن يعقوب وأَنشد نَوَّامَةٌ وقتَ الضُّحى ثَوْهَدَّهْ شفاؤها من دائها الكُمْهَدَّه

ثهمد
ثَهْمَدُ موضع وبَرْقَةُ ثَهْمَد موضع معروف في بلاد العرب وقد ذكره الشعراءُ قال طرفة لِخَوْلَةَ أَطْلالٌ بِبَرْقَةِ ثَهْمَدِ

جحد
الجَحْدُ والجُحُود نقيض الإِقرار كالإِنكار والمعرفة جَحَدَهُ يَجْحَدُه جَحْداً وجُحوداً الجوهري الجُحودُ الإِنكار مع العلم جَحَدَه حقَّه وبحقه والجَحْدُ والجُحْدُ بالضم والجحود قلة الخير وجَحِدَ جَحَداً فهو جَحِدٌ وجَحْدٌ وأَجْحَدُ إِذا كان ضيقاً قليل الخير الفراء الجَحْدُ والجُحْدُ الضيق في المعيشة يقال جَحِدَ عَيْشُهم جَحَداً إِذا ضاق واشتدَّ قال وأَنشدني بعض الأَعراب في الجَحد لئن بَعَثَتْ أُمُّ الحُمَيْدَيْنِ مائراً لقد غَنِيَتْ في غير بُوسٍ ولا جَحْدِ والجَحَدُ بالتحريك مثله يقال نَكَداً له وجَحَداً وأَرض جَحْدَة يابسة لا خير فيها وقد جَحِدَت وجَحِدَ النبات قلَّ ونكد والجَحْد القلة من كل شيءٍ وقد جُحِدَ ورجل جَحِدٌ وجَحْدٌ كقولهم نَكِدٌ ونَكْدٌ قليل المطر وجَحِدَ النبتُ إِذا قلَّ ولم يَطُلْ أَبو عمرو أَجْحَدَ الرجل وجَحَدَ إِذا أَنْفَضَ وذهب ماله وأَنشد الفرزدق وبَيْضاءَ من أَهل المدينة لم تَذُقْ يَبِيساً ولم تَتْبَعْ حَمولةَ مُجْحِدِ قال ابن بري أَورده شاهداً على مُجْحِدٍ للقليل الخير وصوابه لبيضاء من أَهل المدينة وقبله إِذا شئتُ غَنَّاني من العاج قاصِفٌ على مِعْصَمٍ رَيَّانَ لم يَتَخَدَّدِ وفرس جَحْدٌ والأُنثى جَحْدَةٌ وهو الغليظ القصير والجمع جِحاد شمر الجُحاديَّة قربة ملئت لبناً أَو غَرارة ملئت تمراً أَو حنطة وأَنشد وحتى ترى أَن العَلاة تُمِدُّها جُحاديَّةٌ والرائحاتُ الرواسمُ وقد مضى تفسيره في ترجمة عَلأَ وجُحادةُ اسم رجل والجُحاديُّ الضخم حكاه يعقوب قال والخاء لغة

جخد
الجُخَاديُّ الضخم كالجُحاديِّ حكاه يعقوب وعدَّه في البدل وهو مذكور في الحاء

جدد
الجَدُّ أَبو الأَب وأَبو الأُم معروف والجمع أَجدادٌ وجُدود والجَدَّة أُم الأُم وأُم الأَب وجمعها جَدّات والجَدُّ والبَخْتُ والحَِظْوَةُ والجَدُّ الحظ والرزق يقال فلان ذو جَدٍّ في كذا أَي ذو حظ وفي حديث القيامة قال صلى الله عليه وسلم قمت على باب الجنة فإِذا عامّة من يدخلها الفقراء وإِذا أَصحاب الجدِّ محبوسون أَي ذوو الحظ والغنى في الدنيا وفي الدعاء لا مانع لما أَعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجَدُّ أَي من كان له حظ في الدنيا لم ينفعه ذلك منه في الآخرة والجمع أَجدادٌ وأَجُدٌّ وجُدودٌ عن سيبويه وقال الجوهري أَي لا ينفع ذا الغنى عندك أَي لا ينفع ذا الغنى منك غناه
( * قوله « لا ينفع ذا الغنى منك غناه » هذه العبارة ليست في الصحاح ولا حاجة لها هنا إلاّ أنها في نسخة المؤلف ) وقال أَبو عبيد في هذا الدعاءُ الجدّ بفتح الجيم لا غير وهو الغنى والحظ قال ومنه قيل لفلان في هذا الأَمر جَدٌّ إِذا كان مرزوقاً منه فتأَوَّل قوله لا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ أَي لا ينفع ذا الغنى عنك غناه إِنما ينفعه الإِيمان والعمل الصالح بطاعتك قال وهكذا قوله يوم لا ينفع مال ولا بنون إِلاَّ من أَتى الله بقلب سليم وكقوله تعالى وما أَموالكم ولا أَولادكم بالتي تقرِّبكم عندنا زلفى قال عبد الله محمد بن المكرم تفسير أَبي عبيد هذا الدعاء بقوله أَي لا ينفع ذا الغنى عنك غناه فيه جراءة في اللفظ وتسمح في العبارة وكان في قوله أَي لا ينفع ذا الغنى غناه كفاية في الشرح وغنية عن قوله عنك أَو كان يقول كما قال غيره أَي لا ينفع ذا الغنى منك غناه وأَما قوله ذا الغنى عنك فإِن فيه تجاسراً في النطق وما أَظن أَن أَحداً في الوجود يتخيل أَن له غنى عن الله تبارك وتعالى قط بل أَعتقد أَن فرعون والنمروذ وغيرهما ممن ادعى الإِلهية إِنما هو يتظاهر بذلك وهو يتحقق في باطنه فقره واحتياجه إِلى خالقه الذي خلقه ودبره في حال صغر سنه وطفوليته وحمله في بطن أُمه قبل أَن يدرك غناه أَو فقره ولا سيما إِذا احتاج إِلى طعام أَو شراب أَو اضطرّ إِلى اخراجهما أَو تأَلم لأَيسر شيء يصيبه من موتِ محبوب له بل من موت عضو من أَعضائه بل من عدم نوم أَو غلبة نعاس أَو غصة ريق أَو عضة بق مما يطرأُ أَضعاف ذلك على المخلوقين فتبارك الله رب العالمين قال أَبو عبيد وقد زعم بعض الناس أَنما هو ولا ينفع ذا الجِدِّ منك الجِدّ والجدّ إِنما هو الاجتهاد في العمل قال وهذا التأْويل خلاف ما دعا إِليه المؤمنين ووصفهم به لأَنه قال في كتابه العزيز يا أَيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً فقد أَمرهم بالجدّ والعمل الصالح وحمدهم عليه فكيف يحمدهم عليه وهو لا ينفعهم ؟ وفلان صاعدُ الجَدِّ معناه البخت والحظ في الدنيا ورجل جُدّ بضم الجيم أَي مجدود عظيم الجَدّ قال سيبويه والجمع جُدّون ولا يُكَسَّرُ وكذلك جُدٌّ وجُدِّيّ ومَجْدُودٌ وجَديدٌ وقد جَدَّ وهو أَجَدُّ منك أَي أَحظ قال ابن سيده فإِن كان هذا من مجدود فهو غريب لأَن التعجب في معتاد الأَمر إِنما هو من الفاعل لا من المفعول وإِن كان من جديد وهو حينئذ في معنى مفعول فكذلك أَيضاً وأَما إِن كان من جديد في معنى فاعل فهذا هو الذي يليق بالتعجب أَعني أَن التعجب إِنما هو من الفاعل في الغالب كما قلنا أَبو زيد رجل جديد إِذا كان ذا حظ من الرزق ورجل مَجدودٌ مثله ابن بُزُرْج يقال هم يَجِدُّونَ بهم ويُحْظَوْن بهم أَي يصيرون ذا حظ وغنى وتقول جَدِدْتَ يا فلان أَي صرت ذا جدّ فأَنت جَديد حظيظ ومجدود محظوظ وجَدَّ حَظَّ وجَدِّي حَظِّي عن ابن السكيت وجَدِدْتُ بالأَمر جَدًّا حظيتُ به خيراً كان أَو شرّاً والجَدُّ العَظَمَةُ وفي التنزيل العزيز وإِنه تعالى جَدُّ ربنا قيل جَدُّه عظمته وقيل غناه وقال مجاهد جَدُّ ربنا جلالُ ربنا وقال بعضهم عظمة ربنا وهما قريبان من السواء قال ابن عباس لو علمت الجن أَن في الإِنس جَدًّا ما قالت تعالى جَدُّ ربنا معناه أَن الجن لو علمت أَن أَبا الأَب في الإِنس يدعى جَدًّا ما قالت الذي اخبر الله عنه في هذه السورة عنها وفي حديث الدعاء تبارك اسمك وتعالى جَدُّك أَي علا جلالك وعظمتك والجَدُّ الحظ والسعادة والغنى وفي حديث أَنس أَنه كان الرجل منا إِذا حفظ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا أَي عظم في أَعيننا وجلَّ قدره فينا وصار ذا جَدّ وخص بعضهم بالجَدّ عظمة الله عزّ وجلّ وقول أَنس هذا يردّ ذلك لأَنه قد أَوقعه على الرجل والعرب تقول سُعِيَ بِجَدِّ فلانٍ وعُدِيَ بجدّه وأُحْضِرَ بِجدِّه وأُدْرِكَ بِجَدِّه إِذا كان جَدُّه جَيِّداً وجَدَّ فلان في عيني يَجِدُّ جَدًّا بالفتح عظم وجِدَّةُ النهر وجُدَّتُه ما قرب منه من الأَرض وقيل جِدَّتُه وجُدَّتُه وجُدُّه وجَدُّه ضَفَّته وشاطئه الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي الأَصمعي كنا عند جُدَّةِ النهر بالهاء وأَصله نبطيٌّ أَعجمي كُدٌّ فأُعربت وقال أَبو عمرو كنا عند أَمير فقال جَبَلَةُ بن مَخْرَمَةَ كنا عند جُدِّ النهر فقلت جُدَّةُ النهر فما زلت أَعرفهما فيه والجُدُّ والجُدَّةُ ساحل البحر بمكة وجُدَّةُ اسم موضع قريب من مكة مشتق منه وفي حديث ابن سيرين كان يختار الصلاة على الجُدَّ إِن قدر عليه الجُدُّ بالضم شاطئ النهر والجُدَّة أَيضاً وبه سمِّيت المدينة التي عند مكة جُدَّةَ وجُدَّةُ كل شيء طريقته وجُدَّتُه علامته عن ثعلب والجُدَّةُ الطريقة في السماء والجبل وقيل الجُدَّة الطريقة والجمع جُدَدٌ وقوله عز وجل جُدَدٌ بيض وحمر أَي طرائق تخالف لون الجبل ومنه قولهم ركب فلان جُدَّةً من الأَمر إِذا رأَى فيه رأْياً قال الفراء الجُدَدُ الخِطَطُ والطُّرُق تكون في الجبال خِطَطٌ بيض وسود وحمر كالطُّرُق واحدها جُدَّةٌ وأَنشد قول امرئ القيس كأَن سَراتَهُ وجُدَّةَ مَتْنِه كنائِنُ يَجْرِي فَوقَهُنَّ دَلِيصُ قال والجُدَّة الخُطَّةُ السوداء في متن الحمار وفي الصحاح الجدة الخطة التي في ظهر الحمار تخالف لونه قال الزجاج كل طريقة جُدَّةٌ وجادَّة قال الأَزهري وجادَّةُ الطريق سميت جادَّةً لأَنها خُطَّة مستقيمة مَلْحُوبَة وجمعها الجَوادُّ الليث الجادُّ يخفف ويثقل أَمَّا التخفيف فاشتقاقه من الجوادِ إِذا أَخرجه على فِعْلِه والمشدَّد مخرجه من الطريق الجديد الواضح قال أَبو منصور قد غلط الليث في الوجهين معاً أَما التخفيف فما علمت أَحداً من أَئمة اللغة أَجازه ولا يجوز أَن يكون فعله من الجواد بمعنى السخي وأَما قوله إِذا شدِّد فهو من الأَرض الجَدَدِ فهو غير صحيح إِنما سميت المَحَجَّة المسلوكة جادَّة لأَنها ذات جُدَّةٍ وجُدودٍ وهي طُرُقاتُها وشُرُكُها المُخَطَّطَة في الأَرض وكذلك قال الأَصمعي وقال في قول الراعي فأَصْبَحَتِ الصُّهْبُ العِتاقُ وقد بَدا لهنَّ المَنارُ والجوادُ اللَّوائحُ قال أَخطأَ الراعي حين خفف الجوادَ وهي جمع الجادَّةِ من الطرق التي بها جُدَدٌ والجُدَّة أَيضاً شاطئ النهر إِذا حذفوا الهاء كسروا الجيم فقالوا جِدٌّ ومنه الجُدَّةُ ساحل البحر بحذاء مكة وجُدُّ كل شيء جانبه والجَدُّ والجِدُّ والجَديدُ والجَدَدُ كله وجه الأَرض وفي الحديث ما على جديد الأَرض أَي ما على وجهها وقيل الجَدَدُ الأَرض الغليظة وقيل الأَرض الصُّلْبة وقيل المستوية وفي المثل من سَلَكَ الجَدَدَ أَمِنَ العثارَ يريد من سلك طريق الإِجماع فكنى عنه بالجَدَدِ وأَجدَّ الطريقُ إِذا صار جَدَداً وجديدُ الأَرض وجهها قال الشاعر حتى إِذا ما خَرَّ لم يُوَسَّدِ إِلاَّ جَديدَ الأَرضِ أَو ظَهْرَ اليَدِ الأَصمعي الجَدْجَدُ الأَرض الغليظة وقال ابن شميل الجَدَدُ ما استوى من الأَرض وأَصْحَرَ قال والصحراء جَدَدٌ والفضاء جَدَدٌ لا وعث فيه ولا جبل ولا أَكمة ويكون واسعاً وقليل السعة وهي أَجْدادُ الأَرض وفي حديث ابن عمر كان لا يبالي أَن يصلي في المكان الجَدَدِ أَي المستوي من الأَرض وفي حديث أَسْرِ عُقبة بن أَبي معيط فَوَحِلَ به فرسُه في جَدَدٍ من الأَرض ويقال ركب فلان جُدَّةً من الأَمر أَي طريقة ورأْياً رآه والجَدْجَدُ الأرض الملساء والجدجد الأَرض الغليظة والجَدْجَدُ الأَرض الصُّلبة بالفتح وفي الصحاح الأَرض الصلبة المستوية وأَنشد لابن أَحمر الباهلي يَجْنِي بأَوْظِفَةٍ شِدادٍ أَسْرُها صُمِّ السَّنابك لا تَقِي بالجَدْجَدِ وأَورد الجوهري عجزه صُمُّ السنابك بالضم قال ابن بري وصواب إِنشاده صمِّ بالكسر والوظائف مستدق الذراع والساق وأَسرها شدة خلقها وقوله لا تقي بالجدجد أَي لا تتوقاه ولا تَهَيَّبُه وقال أَبو عمرو الجَدْجَدُ الفَيْفُ الأَملس وأَنشد كَفَيْضِ الأَتِيِّ على الجَدْجَدِ والجَدَدُ من الرمل ما استرق منه وانحدر وأَجَدَّ القومُ علوا جَديدَ الأَرض أَو ركبوا جَدَدَ الرمل أَنشد ابن الأَعرابي أَجْدَدْنَ واسْتَوَى بهن السَّهْبُ وعارَضَتْهُنَّ جَنُوبٌ نَعْبُ النعب السريعة المَرِّ عن ابن الأَعرابي والجادَّة معظم الطريق والجمع جَوادُّ وفي حديث عبدالله بن سلام وإِذا جَوادُّ منهج عن يميني الجَوادُّ الطُّرُقُ واحدها جادَّة وهي سواء الطريق وقيل معظمه وقيل وسطه وقيل هي الطريق الأَعظم الذي يجمع الطُّرُقَ ولا بد من المرور عليه ويقال للأَرض المستوية التي ليس فيها رمل ولا اختلاف جَدَدٌ قال الأَزهري والعرب تقول هذا طريق جَدَد إِذا كان مستوياً لا حَدَب فيه ولا وُعُوثة وهذا الطريق أَجَدّ الطريقين أَي أَوْطؤهما وأَشدهما استواء وأَقلهما عُدَاوءَ وأَجَدَّتْ لك الأَرض إِذا انقطع عنك الخَبارُ ووضَحَتْ وجادَّة الطريق مسلكه وما وضح منه وقال أَبو حنيفة الجادَّة الطريق إِلى الماء والجَدُّ بلا هاء البئر الجَيِّدَةُ الموضع من الكلإِ مذكر وقيل هي البئر المغزرة وقيل الجَدُّ القليلة الماء والجُدُّ بالضم البئر التي تكون في موضع كثير الكلإِ قال الأَعشى يفضل عامراً على علقمة ما جُعِلَ الجَدُّ الظَّنونُ الذي جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ الماطِرِ مِثْلَ الفُرَاتِيِّ إِذا ما طَمَى يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ وجُدَّةُ بلد على الساحل والجُدُّ الماء القليل وقيل هو الماء يكون في طرف الفلاة وقال ثعلب هو الماء القديم وبه فسر قول أَبي محمد الحذلمي تَرْعَى إِلى جُدٍّ لها مَكِينِ والجمع من ذلك كله أَجْدادٌ قال أَبو عبيد وجاء في الحديث فأَتَيْنا على جُدْجُدٍ مُتَدَمِّنٍ قيل الجُدجُد بالضم البئر الكثيرة الماء قال أَبو عبيد الجُدْجُد لا يُعرف إِنما المعروف الجُدُّ وهي البئر الجَيِّدَةُ الموضع من الكلإِ اليزيدي الجُدْجُدُ الكثيرة الماء قال أَبو منصور وهذا مثل الكُمْكُمَة للكُمّ والرَّفْرَف للرَّف ومفازة جدّاءُ يابسة قال وجَدَّاءَ لا يُرْجى بها ذو قرابة لِعَطْفٍ ولا يَخْشَى السُّماةَ رَبيبُها السُّماةُ الصيادون وربيبها وحشها أَي أَنه لا وحش بها فيخشى القانص وقد يجوز أَن يكون بها وحش لا يخاف القانص لبعدها وإِخافتها والتفسيران للفارسي وسَنَةٌ جَدَّاءُ مَحْلَةٌ وعامٌ أَجَدُّ وشاةٌ جَدَّاءُ قليلةُ اللبن يابسة الضَّرْعِ وكذلك الناقة والأَتان وقيل الجدَّاءُ من كل حَلوبةٍ الذاهبةُ اللبنِ عن عَيبٍ والجَدودَةُ القليلةُ اللبنِ من غير عيب والجمع جَدائدُ وجِدادٌ ابن السكيت الجَدودُ النعجة التي قلَّ لبنُها من غير بأْس ويقال للعنز مَصُورٌ ولا يقال جَدودٌ أَبو زيد يُجْمَع الجَدودُ من الأُتُنِ جِداداً قال الشماخ من الحَقْبِ لاخَتْه الجِدادُ الغَوارزُ وفلاةٌ جَدَّاءُ لا ماءَ بها الأَصمعي جُدَّتْ أَخلاف الناقة إِذا أَصابها شيء يقطع أَخلافَها وناقةٌ جَدودٌ وهي التي انقطع لبنُها قال والمجَدَّدة المصَرَّمة الأَطْباءِ وأَصل الجَدِّ القطعُ شَمِر الجدَّاءُ الشاةُ التي انقطعت أَخلافها وقال خالد هي المقطوعة الضَّرْعِ وقيل هي اليابسة الأَخلافِ إِذا كان الصِّرار قد أَضرَّ بها وفي حديث الأَضاحي لا يضحى بِجَدَّاءَ الجَدَّاءُ لا لَبَن لها من كلِّ حَلوبةٍ لآفةٍ أَيْبَسَتْ ضَرْعَها وتَجَدّد الضَّرْع ذهب لبنه أَبو الهيثم ثَدْيٌ أَجَدُّ إِذا يبس وجدّ الثديُ والضرعُ وهو يَجَدُّ جَدَداً وناقة جَدَّاءُ يابسة الضَّرع ومن أَمثالهم
( * هنا بياض في نسخة المؤلف ولعله لم يعثر على صحة المثل ولم نعثر عليه فيما بأيدينا من النسخ ) ولا تر التي جُدَّ ثَدْياها أَي يبسا الجوهري جُدَّتْ أَخلاف الناقة إِذا أَضرَّ بها الصِّرار وقطعها فهي ناقة مُجَدَّدَةُ الأَخلاف وتَجَدَّدَ الضرع ذهب لبنُه وامرأَةٌ جَدَّاءُ صغيرةُ الثدي وفي حديث علي في صفة امرأَة قال إِنها جَدَّاءُ أَي قصيرة الثديين وجَدَّ الشيءَ يَجُدُّهُ جدّاً قطعه والجَدَّاءُ من الغنم والإِبل المقطوعة الأُذُن وفي التهذيب والجدَّاء الشاةُ المقطوعة الأُذُن وجَدَدْتُ الشيءَ أَجُدُّه بالضم جَدّاً قَطَعْتُه وحبلٌ جديدٌ مقطوع قال أَبَى حُبِّي سُلَيْمَى أَن يَبيدا وأَمْسى حَبْلُها خَلَقاً جديدا أَي مقطوعاً ومنه مِلْحَفَةٌ جديدٌ بلا هاءٍ لأَنها بمعنى مفعولة ابن سيده يقال مِلحفة جديد وجديدة حين جَدَّها الحائكُ أَي قطعها وثوبٌ جديد وهو في معنى مجدودٍ يُرادُ به حين جَدَّهُ الحائك أَي قطعه والجِدَّةُ نَقِيض البِلى يقال شيءٌ جديد والجمع أَجِدَّةٌ وجُدُدٌ وجُدَدٌ وحكى اللحياني أَصبَحَت ثيابُهم خُلْقاناً وخَلَقُهم جُدُداً أَراد وخُلْقانُهم جُدُداً فوضَع الواحدَ موضعَ الجمع وقد يجوز أَراد وخَلَقُهم جديداً فوضَع الجمع موضع الواحدِ وكذلك الأُنثى وقد قالوا مِلْحفَةٌ جديدةٌ قال سيبويه وهي قليلة وقال أَبو عليّ وغيرهُ جَدَّ الثوبُ والشيءُ يجِدُّ بالكسر صار جديداً وهو نقيض الخَلَقِ وعليه وُجِّهَ قولُ سيبويه مِلْحَفة جديدة لا على ما ذكرنا من المفعول وأَجَدَّ ثَوْباً واسْتَجَدَّه لَبِسَه جديداً قال وخَرْقِ مَهارِقَ ذي لُهْلُهٍ أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْؤُهُ
( * قوله « مظؤه » هكذا في نسخة الأصل ولم نجد هذه المادة في كتب اللغة التي بأيدينا ولعلها محرفة وأصلها مظه يعني أن من تعاطى عسل المظ الذي في هذا الموضع اشتد به العطش )
هو من ذلك أَي جَدَّد وأَصل ذلك كله القطع فأَما ما جاءَ منه في غير ما يقبل القطع فعلى المثل بذلك كقولهم جَدَّد الوضوءَ والعهدَ وكساءٌ مُجَدَّدٌ فيه خطوط مختلفة ويقال كَبِرَ فلانٌ ثم أَصاب فرْحَةً وسروراً فجدَّ جَدُّه كأَنه صار جديداً قال والعرب تقول مُلاَءةٌ جديدٌ بغير هاءٍ لأَنها بمعنى مجدودةٍ أَي مقطوعة وثوب جديد جُدَّ حديثاً أَي قطع ويقال للرجل إِذا لبس ثوباً جديداً أَبْلِ وأَجِدَّ واحْمَدِ الكاسِيَ ويقال بَلي بيتُ فلانٍ ثم أَجَدَّ بيتاً زاد في الصحاح من شعر وقال لبيد تَحَمَّلَ أَهْلُها وأَجَدَّ فيها نِعاجُ الصَّيْفِ أَخْبِيَةَ الظِّلالِ والجِدَّةُ مصدر الجَدِيدِ وأَجَدَّ ثوباً واسْتَجَدَّه وثيابٌ جُدُدٌ مثل سَريرٍ وسُرُرٍ وتجدَّد الشيءُ صار جديداً وأَجَدَّه وجَدَّده واسْتَجَدَّه أَي صَيَّرَهُ جديداً وفي حديث أَبي سفيان جُدَّ ثَدْيا أُمِّك أَي قطعا من الجَدِّ القطعِ وهو دُعاءٌ عليه الأَصمعي يقال جُدَّ ثديُ أُمِّهِ وذلك إِذا دُعِيَ عليه بالقطيعة وقال الهذلي رُوَيْدَ عَلِيّاً جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهِ إِلينا ولكن وُدُّهُمْ مُتنابِرُ قال الأَزهري وتفسير البيت أَن عليّاً قبيلة من كنانة كأَنه قال رُوَيْدَكَ عَلِيّاً أَي أَرْوِدْ بِهِمْ وارفق بهم ثم قال جُدَّ ثديُ أُمِّهِمْ إِلينا أَي بيننا وبينهم خُؤُولةُ رَحِمٍ وقرابةٌ من قِبَلِ أُمِّهِم وهم منقطعون إِلينا بها وإِن كان في وِدِّهِمْ لنا مَيْنٌ أَي كَذِبٌ ومَلَق والأَصمعي يقال للناقة إِنها لَمِجَدَّةٌ بالرَّحْلِ إِذا كانت جادَّة في السير قال الأَزهري لا أَدري أَقال مِجَدَّة أَو مُجِدَّة فمن قال مِجَدَّة فهي من جَدَّ يَجِدُّ ومن قال مُجِدَّة فهي من أَجَدَّت والأَجَدَّانِ والجديدانِ الليلُ والنهارُ وذلك لأَنهما لا يَبْلَيانِ أَبداً ويقال لا أَفْعَلُ ذلك ما اختلف الأَجَدَّانِ والجديدانِ أَي الليلُ والنهارُ فأَما قول الهذلي وقالت لن تَرى أَبداً تَلِيداً بعينك آخِرَ الدَّهْرِ الجَديدِ فإِن ابن جني قال إِذا كان الدهر أَبداً جديداً فلا آخر له ولكنه جاءَ على أَنه لو كان له آخر لما رأَيته فيه والجَديدُ ما لا عهد لك به ولذلك وُصِف الموت بالجَديد هُذَلِيَّةٌ قال أَبو ذؤيب فقلتُ لِقَلْبي يا لَكَ الخَيْرُ إِنما يُدَلِّيكَ للْمَوْتِ الجَديدِ حَبابُها وقال الأَخفش والمغافص الباهلي جديدُ الموت أَوَّلُه وجَدَّ النخلَ يَجُدُّه جَدّاً وجِداداً وجَداداً عن اللحياني صَرَمَهُ وأَجَدَّ النخلُ حان له أَن يُجَدَّ والجَدادُ والجِدادُ أَوانُ الصِّرامِ والجَدُّ مصدرُ جَدَّ التمرَ يَجُدُّه وفي الحديث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن جَدادِ الليلِ الجَدادُ صِرامُ النخل وهو قطع ثمرها قال أَبو عبيد نهى أَن تُجَدَّ النخلُ ليلاً ونَهْيُه عن ذلك لمكان المساكين لأَنهم يحضرونه في النهار فيتصدق عليهم منه لقوله عز وجل وآتوا حقه يوم حصاده وإِذا فعل ذلك ليلاً فإِنما هو فارّ من الصدقة وقال الكسائي هو الجَداد والجِداد والحَصادُ والحِصادُ والقَطافُ والقِطافُ والصَّرامُ والصِّرام فكأَنَّ الفَعال والفِعالَ مُطَّرِدانِ في كل ما كان فيه معنى وقت الفِعْلِ مُشبَّهانِ في معاقبتهما بالأَوانِ والإِوانِ والمصدر من ذلك كله على الفعل مثل الجَدِّ والصَّرْمِ والقَطْفِ وفي حديث أَبي بكر أَنه قال لابنته عائشة رضي الله تعالى عنهما إِني كنت نَحَلْتُكَ جادَّ عشرين وَسْقاً من النخل وتَوَدِّين أَنكِ خَزَنْتِهِ فأَما اليوم فهو مال الوارث وتأْويله أَنه كان نَحَلَها في صحته نخلاً كان يَجُدُّ منها كلَّ سنة عشرين وَسْقاً ولم يكن أَقْبَضها ما نَحَلَها بلسانه فلما مرض رأَى النحل وهو غيرُ مقبوض غيرَ جائز لها فأَعْلَمَها أَنه لم يصح لها وأَن سائر الورثة شركاؤها فيها الأَصمعي يقال لفلان أَرض جادٌ مائة وَسْقٍ أَي تُخْرجُ مائةَ وَسْقٍ إِذا زرعت وهو كلام عربي وفي الحديث أَنه أَوصى بِجادٍّ مائة وَسْقٍ للأَشعريين وبِجادِّ مائةِ وَسْقٍ للشَّيْبِيِّين الجادُّ بمعنى المجدود أَي نخلاً يُجَدُّ منه ما يبلغ مائةَ وَسْقٍ وفي الحديث من ربط فرساً فله جادٌّ مائةٍ وخمسين وسقاً قال ابن الأَثير كان هذا في أَوّل الإِسلام لعزة الخيل وقلتها عندهم وقال اللحياني جُدادَةُ النخل وغيره ما يُسْتأْصَل وما عليه جِدَّةٌ أَي خِرْقَةٌ والجِدَّةُ قِلادةٌ في عنق الكلب حكاه ثعلب وأَنشد لو كنت كَلْبَ قَبِيصٍ كنتَ ذا جِدَدٍ تكون أُرْبَتُهُ في آخر المَرَسِ وجَديدَتا السرج والرَّحْلِ اللِّبْدُ الذي يَلْزَقُ بهما من الباطن الجوهري جَديدَةُ السَّرْج ما تحت الدَّفَّتين من الرِّفادة واللِّبْد المُلْزَق وهما جديدتان قال هذا مولَّد والعرب تقول جَدْيَةُ السَّرْجِ وفي الحديث لا يأْخذنَّ أَحدكم متاع أَخيه لاعباً جادّاً أَي لا يأْخذْه على سبيل الهزل يريد لا يحبسه فيصير ذلك الهزلُ جِدّاً والجِدُّ نقيضُ الهزلِ جَدَّ في الأَمر يَجِدُّ ويَجُدُّ بالكسر والضم جِدّاً وأَجَدَّ حقق وعذابٌ جِدٌّ محقق مبالغ فيه وفي القنوت ونَخْشى عذابَكَ الجِدَّ وجَدَّ في أَمره يَجِدُّ ويَجُدُّ جَدّاً وأَجَدَّ حقق والمُجادَّة المُحاقَّةُ وجادَّهُ في الأَمر أَي حاقَّهُ وفلانٌ محسِنٌ جِدّاً وهو على جِدِّ أَمر أَي عَجَلَةِ أَمر والجِدُّ الاجتهادُ في الأُمور وفي الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا جَدَّ في السَّير جَمع بين الصَّلاتينِ أَي اهتمّ به وأَسرع فيه وجَدَّ به الأَمرُ وأَجَدَّ إِذا اجتهد وفي حديث أُحُدٍ لئن أَشهَدَني الله مع النبي صلى الله عليه وسلم قتلَ المشركين ليَرَيَنَّ اللَّهُ ما أَجِدُّ أَي ما أَجتهِدُ الأَصمعي يقال أَجَدَّ الرجل في أَمره يُجِدُّ إِذا بلغ فيه جِدَّه وجَدَّ لغةٌ ومنه يقال فلان جادٌّ مُجِدٌّ أَي مجتهد وقال أَجَدَّ بها أَمراً أَي أَجَدَّ أَمرَه بها نصبٌ على التمييز كقولك قررْتُ به عيناً أَي قرَّت عيني به وقولهم في هذا خطرٌ جِدُّ عظيمٍ أَي عظيمٌ جِدّاً وجَدَّ به الأَمرُ اشتد قال أَبو سهم أَخالِدُ لا يَرضى عن العبدِ ربُّه إِذا جَدَّ بالشيخ العُقوقُ المُصَمِّمُ الأَصمعي أَجَدَّ فلان أَمره بذلك أَي أَحكَمَه وأَنشد أَجَدَّ بها أَمراً وأَيقَنَ أَنه لها أَو لأُخْرى كالطَّحينِ تُرابُها قال أَبو نصر حكي لي عنه أَنه قال أَجَدَّ بها أَمراً معناه أَجَدَّ أَمرَه قال والأَوّل سماعي منه ويقال جدَّ فلانٌ في أَمرِه إِذا كان ذا حقيقةٍ ومَضاءٍ وأَجَدَّ فلانٌ السيرَ إِذا انكمش فيه أَبو عمرو أَجِدَّكَ وأَجَدَّكَ معناهما ما لَكَ أَجِدّاً منك ونصبهما على المصدر قال الجوهري معناهما واحد ولا يُتكلم به إِلا مضافاً الأَصمعي أَجِدَّكَ معناه أَبِجِدّ هذا منك ونصبُهما بطرح الباءِ الليث من قال أَجِدَّكَ بكسر الجيم فإِنه يستحلفه بِجِدِّه وحقيقته وإِذا فتح الجيم استحلفه بجَدِّه وهو بخته قال ثعلب ما أَتاك في الشعر من قولك أَجِدَّك فهو بالكسر فإِذا أَتاك بالواو وجَدِّك فهو مفتوح وفي حديث قس أَجِدَّكُما لا تَقْضيانِ كَراكُما أَي أَبِجِدِّ منكما وهو نصب على المصدر وأَجِدَّك لا تفعل كذا وأَجَدَّك إِذا كسر الجيم استحلفه بِجِدِّه وبحقيقته وإِذا فتحها استحلفه بِجَدِّه وببخته قال سيبويه أَجِدَّكَ مصدر كأَنه قال أَجِدّاً منك ولكنه لا يستعمل إِلا مضافاً قال وقالوا هذا عربيٌّ جدًّا نصبُه على المصدر لأَنه ليس من اسم ما قبله ولا هو هو قال وقالوا هذا العالمُ جِدُّ العالِمِ وهذا عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ يريد بذلك التناهي وأَنه قد بلغ الغاية فيما يصفه به من الخلال وصَرَّحْت بِجِدٍّ وجِدَّانَ وجِدَّاءَ وبِجِلْدانَ وجِلْداءَ يضرب هذا مثلاً للأَمر إِذا بان وصَرُحَ وقال اللحياني صرّحت بِجِدَّانَ وجِدَّى أَي بِجِدٍّ الأَزهري ويقال صرّحت بِجِدَّاءَ غيرَ منصرف وبِجِدٍّ منصرف وبِجِدَّ غير مصروف وبِجِدَّانَ وبِجَذَّان وبِقِدَّان وبِقَذَّانَ وبقِرْدَحْمَة وبقِذَحْمَة وأَخرج اللبن رغوته كل هذا في الشيء إِذا وضَح بعد التباسه ويقال جِدَّانَ وجِلْدانَ صحراءَ يعني برز الأَمر إِلى الصحراء بعدما كان مكتوماً والجُدَّادُ صغار الشجر حكاه أَبو حنيفة وأَنشد للطرِمَّاح تَجْتَني ثامِرَ جُدَّادِه من فُرادَى بَرَمٍ أَو تُؤامْ والجُدَّادُ صِغارُ العضاهِ وقال أَبو حنيفة صغار الطلح الواحدة من كل ذلك جُدَّادةٌ وجُدَّادُ الطلح صغارُه وكلُّ شيء تَعَقَّد بعضُه في بعضٍ من الخيوط وأَغصانِ الشجر فهو جُدَّادٌ وأَنشد بيت الطرماح والجَدَّادُ صاحب الحانوت الذي يبيع الخمر ويعالجها ذكره ابن سيده وذكره الأَزهري عن الليث وقال الأَزهري هذا حاقُّ التصحيف الذي يستحيي من مثله من ضعفت معرفته فكيف بمن يدعي المعرفة الثاقبة ؟ وصوابه بالحاءِ والجُدَّادُ الخُلقانُ من الثياب وهو معرّب كُداد بالفارسية والجُدَّادُ الخيوط المعقَّدة يقال لها كُدَّادٌ بالنبطية قال الأَعشى يصف حماراً أَضاءَ مِظَلَّتَه بالسرا جِ والليلُ غامرُ جُدَّادِها الأَزهري كانت في الخيوط أَلوان فغمرها الليل بسواده فصارت على لون واحد الأَصمعي الجُدَّادُ في قول المسيَّب
( * قوله « الأصمعي الجدَّاد في قول المسيَّب إلخ » كذا في نسخة الأصل وهو مبتدأ بغير خبر وان جعل الخبر في قول المسيب كان سخيفاً ) بن عَلس فِعْلَ السريعةِ بادَرتْ جُدَّادَها قَبْلَ المَساءِ يَهُمُّ بالإِسراعِ السريعة المرأَة التي تسرع وجَدودٌ موضع بعينه وقيل هو موضع فيه ماء يسمى الكُلابَ وكانت فيه وقعة مرتين يقال للكُلابِ الأَوّلِ يَوْمُ جَدود وهو لِتغْلِب على بكرِ بن وائل قال الشاعر أَرى إِبِلِي عافَتْ جَدودَ فلم تَذُقْ بها قَطْرَةً إِلاَّ تَحِلَّةَ مُقْسِمِ وجُدٌّ موضع حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد فلو أَنها كانت لِقاحِي كثيرةً لقد نَهِلتْ من ماءِ جُدٍّ وَعلَّتِ قال ويروى من ماء حُدٍّ هو مذكور في موضعه وجَدَّاءُ موضع قال أَبو جندب الهذلي بَغَيْتُهُمُ ما بين جَدَّاءَ والحَشَى وأَوْرَدْتُهُمْ ماءَ الأُثَيْلِ وعاصِمَا والجُدْجُدُ الذي يَصِرُّ بالليل وقال العَدَبَّس هو الصَّدَى والجُنْدُبُ الجُدْجُدُ والصَّرصَرُ صَيَّاحُ الليل قال ابن سيده والجُدْجُدُ دُوَييَّةٌ على خِلقَةِ الجُنْدُبِ إِلا أَنها سُوَيْداءُ قصيرة ومنها ما يضرب إِلى البياض ويسمى صَرْصَراً وقيل هو صرَّارُ الليلِ وهو قَفَّاز وفيه شَبه من الجراد والجمع الجَداجِدُ وقال ابن الأَعرابي هي دُوَيبَّةٌ تعلَقُ الإِهابَ فتأْكلُه وأَنشد تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجالِ بِفاحِمٍ غُدافٍ وتَصطادينَ عُشّاً وجُدْجُدا وفي حديث عطاء في الجُدْجُدِ يموت في الوَضوءِ قال لا بأْس به قال هو حيوان كالجراد يُصَوِّتُ بالليل قيل هو الصَّرْصَرُ والجُدجُدُ بَثرَة تخرُج في أَصل الحَدَقَة وكلُّ بَثْرَةٍ في جفنِ العين تُدْعى الظَّبْظاب والجُدْجُدُ الحرُّ قال الطرمَّاح حتى إِذا صُهْبُ الجَنادِبِ ودَّعَتْ نَوْرَ الربيع ولاحَهُنَّ الجُدْجُدُ والأَجْدادُ أَرض لبني مُرَّةَ وأَشجعَ وفزارة قال عروة بن الورد فلا وَأَلَتْ تلك النفُوسُ ولا أَتَتْ على رَوْضَةِ الأَجْدادِ وَهْيَ جميعُ وفي قصة حنين كإِمرار الحديد على الطست
( * قوله « على الطست » وهي مؤنثة إلخ كذا في النسخة المنسوبة إلى المؤلف وفيها سقط قال في المواهب وسمعنا صلصلة من السماء كإمرار الحديد على الطست الجديد قال في النهاية وصف الطست وهي مؤنثة بالجديد وهو مذكر اما لأن تأنيثها إلخ ) وهي مؤنثة بالجديد وهو مذكر إِما لأَن تأْنيثها غير حقيقي فأَوله على الإِناء والظرف أَو لاءن فعيلاً يوصف به المؤنث بلا علامة تأْنيث كما يوصف المذكر نحو امرأَة قتيل وكفّ خَضيب وكقوله عز وجل إن رحمة الله قريب وفي حديث الزبير أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له احبس الماء حتى يبلغ الجَدَّ قال هي ههنا المُسَنَّاةُ وهو ما وقع حول المزرعة كالجدار وقيل هو لغة في الجدار ويروى الجُدُر بالضم جمع جدار ويروى بالذال وسيأْتي ذكره

جرد
جَرَدَ الشيءَ يجرُدُهُ جَرْداً وجَرَّدَهُ قشَره قال كأَنَّ فداءَها إِذْ جَرَّدُوهُ وطافوا حَوْله سُلَكٌ يَتِيمُ ويروى حَرَّدُوهُ بالحاء المهملة وسيأْتي ذكره واسمُ ما جُرِدَ منه الجُرادَةُ وجَرَدَ الجِلْدَ يَجْرُدُه جَرْداً نزع عنه الشعر وكذلك جَرَّدَه قال طَرَفَةُ كسِبْتِ اليماني قِدُّهُ لم يُجَرَّدِ ويقال رجل أَجْرَدُ لا شعر عليه وثَوْبٌ جَرْدٌ خَلَقٌ قد سَقَطَ زِئْبِرُهُ وقيل هو الذي بين الجديد والخَلَق قال الشاعر أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ للرِّماحِ دَرِيئَةً ؟ هَبِلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ ؟ أَي لا تَرْقَع الأَخْلاق وتَتركْ أَسعدَ قد خَرَّقته الرماح فأَيُّ تُصِلحُ
( * قوله « فأيِّ تصلح » كذا بنسخة الأصل المنسوبة إلى المؤلف ببياض بين أيّ وتصلح ولعل المراد فأي أمر أو شأن أو شعب أو نحو ذلك )
بَعْدَهُ والجَرْدُ الخَلَقُ من الثياب وأَثْوابٌ جُرُودٌ قال كُثَيِّرُ عزة فلا تَبْعَدَنْ تَحْتَ الضَّريحةِ أَعْظُمٌ رَميمٌ وأَثوابٌ هُناكَ جُرودُ وشَمْلَةٌ جَرْدَةٌ كذلك قال الهذلي وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَهُ غَدَاتَئِذٍ في جَرْدَةٍ مُتَماحِلِ بَوْشِيٌّ كثير العيال متماحِلٌ طويل شفينا أُحاحَهُ أَي قَتَلْناه والجَرْدَةُ بالفتح البُرْدَةُ المُنْجَرِدَةُ الخَلَقُ وانْجَرَدَ الثوبُ أَي انسَحَق ولانَ وقد جَرِدَ وانْجَرَدَ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه ليس عندنا من مال المسلمين إِلاَّ جَرْدُ هذه القَطِيفَةِ أَي التي انجَرَدَ خَمَلُها وخَلَقَتْ وفي حديث عائشة رضوان الله عليها قالت لها امرأَة رأَيتُ أُمي في المنام وفي يدها شَحْمَةٌ وعلى فَرْجِها جُرَيْدَةٌ تصغير جَرْدَة وهي الخِرْقة البالية والجَرَدُ من الأَرض ما لا يُنْبِتُ والجمع الأَجاردُ والجَرَدُ فضاءٌ لا نَبْتَ فيه وهذا الاسم للفضاء قال أَبو ذؤيب يصف حمار وحش وأَنه يأْتي الماء ليلاً فيشرب يَقْضِي لُبَانَتَهُ بالليلِ ثم إِذا أَضْحَى تَيَمَّمَ حَزْماً حَوْلهُ جَرَدُ والجُرْدَةُ بالضم أَرض مسْتوية متجرِّدة ومكانٌ جَرْدٌ وأَجْرَدُ وجَرِدٌ لا نبات به وفضاءٌ أَجْرَدُ وأَرض جَرْداءُ وجَرِدَةٌ كذلك وقد جَرِدَتْ جَرَداً وجَرَّدَها القحطُ تَجْريداً والسماءُ جَرْداءُ إِذا لم يكن فيها غَيْم من صَلَع وفي حديث أَبي موسى وكانت فيها أَجارِدُ أَمْسَكَتِ الماءَ أَي مواضعُ منْجَرِدَة من النبات ومنه الحديث تُفْتَتحُ الأَريافُ فيخرج إِليها الناسُ ثم يَبْعَثُون إِلى أَهاليهم إِنكم في أَرض جَرَديَّة قيل هي منسوبة إِلى الجَرَدِ بالتحريك وهي كل أَرض لا نبات بها وفي حديث أَبي حَدْرَدٍ فرميته على جُرَيداءِ مَتْنِهِ أَي وسطه وهو موضع القفا المنْجَرِد عن اللحم تصغيرُ الجَرْداء وسنة جارودٌ مُقْحِطَةٌ شديدة المَحْلِ ورجلٌ جارُودٌ مَشْو ومٌ منه كأَنه يَقْشِر قَوْمَهُ وجَرَدَ القومَ يجرُدُهُم جَرْداً سأَلهم فمنعوه أَو أَعطَوْه كارهين والجَرْدُ مخفف أَخذُك الشيءَ عن الشيءِ حَرْقاً وسَحْفاً ولذلك سمي المشؤوم جاروداً والجارودُ العَبْدِيُّ رجلٌ من الصحابة واسمه بِشْرُ بنُ عمرو من عبد القيس وسمي الجارودَ لأَنه فَرَّ بِإِبِلِه إِلى أَخواله من بني شيبان وبإِبله داء ففشا ذلك الداء في إِبل أَخواله فأَهلكها وفيه يقول الشاعر لقد جَرَدَ الجارودُ بكرَ بنَ وائِلِ ومعناه شُئِمَ عليهم وقيل استأْصل ما عندهم وللجارود حديث وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وقتل بفارس في عقبة الطين وأَرض جَرْداءُ فضاء واسعة مع قلة نبت ورجل أَجْرَدُ لا شعر على جسده وفي صفته صلى الله عليه وسلم أَنه أَجرَدُ ذو مَسْرَبةٍ قال ابن الأَثير الأَجرد الذي ليس على بدنه شعر ولم يكن صلى الله عليه وسلم كذلك وإِنما أَراد به أَن الشعر كان في أَماكن من بدنه كالمسربة والساعدين والساقين فإِن ضدَّ الأَجْرَد الأَشعرُ وهو الذي على جميع بدنه شعر وفي حديث صفة أَهل الجنة جُرْذ مُرْدٌ مُتَكَحِّلون وخَدٌّ أَجْرَدُ كذلك وفي حديث أَنس أَنه أَخرج نعلين جَرْداوَيْن فقال هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي لا شعر عليهما والأَجْرَدُ من الخيلِ والدوابِّ كلِّها القصيرُ الشعرِ حتى يقال إِنه لأَجْرَدُ القوائم وفرس أَجْرَدُ قصير الشعر وقد جَرِدَ وانْجَرَدَ وكذلك غيره من الدواب وذلك من علامات العِتْق والكَرَم وقولهم أَجردُ القوائم إِنما يريدون أَجردُ شعر القوائم قال كأَنَّ قتودِي والقِيانُ هَوَتْ به من الحَقْبِ جَردَاءُ اليدين وثيقُ وقيل الأَجردُ الذي رقَّ شعره وقصر وهو مدح وتَجَرَّد من ثوبه وانجَرَدَ تَعرَّى سيبويه انجرد ليست للمطاوعة إِنما هي كَفَعَلْتُ كما أَنَّ افتَقَرَ كضَعُفَ وقد جَرَّده من ثوبه وحكى الفارسيُّ عن ثعلب جَرَّدهُ من ثوبه وجرَّده إِياه ويقال أَيضاً فلان حسنُ الجُرْدةِ والمجرَّدِ والمتجرَّدِ كقولك حَسَنُ العُريةِ والمعَرّى وهما بمعنى والتجريدُ التعرية من الثياب وتجريدُ السيف انتضاؤه والتجريدُ التشذيبُ والتجرُّدُ التعرِّي وفي صفته صلى الله عليه وسلم أَنه كان أَنورَ المتجرِّدِ أَي ما جُرِّدَ عنه الثياب من جسده وكُشِف يريد أَنه كان مشرق الجسد وامرأَة بَضَّةُ الجُرْدةِ والمتجرَّدِ والمتجرَّدِ والفتح أَكثر أَي بَضَّةٌ عند التجرُّدِ فالمتجرَّدِ على هذا مصدر ومثل هذا فلان رجلُ حرب أَي عند الحرب ومن قال بضة المتجرِّد بالكسر أَراد الجسمَ التهذيب امرأَةٌ بَضَّةُ المتجرَّدِ إِذا كانت بَضَّةَ البَشَرَةِ إِذا جُرِّدَتْ من ثوبها أَبو زيد يقال للرجل إِذا كان مُسْتَحْيياً ولم يكن بالمنبسِطِ في الظهور ما أَنتَ بمنجَرِدِ السِّلْكِ والمتجرِّدةُ اسم امرأَةِ النعمانِ بن المنذِر ملك الحَيرةِ وفي حديث الشُّراةِ فإِذا ظهروا بين النَّهْرَينِ لم يُطاقوا ثم يَقِلُّون حتى يكون آخرهُم لُصوصاً جرَّادين أَي يُعْرُون الناسَ ثيابهم ويَنْهَبونها ومنه حديث الحجاج قال الأَنس لأُجَرِّدَنَّك كما يُجَرِّدُ الضبُّ أَي لأَسْلُخَنَّك سلخَ الضبِّ لأَنه إِذا شوي جُرَّدَ من جلده ويروى لأَجْرُدَنَّك بتخفيف الراء والجَرْدُ أَخذ الشيء عن الشيء عَسْفاً وجَرْفاً ومنه سمي الجارودُ وهي السنة الشديدة المَحْل كأَنها تهلك الناس ومنه الحديث وبها سَرْحةٌ سُرَّ تحتَها سبعون نبيّاً لم تُقْتَلْ ولم تُجَرَّدْ أَي لم تصبها آفة تهلك ثَمرها ولا ورقها وقيل هو من قولهم جُرِدَتِ الأَرضُ فهي مجرودة إِذا أَكلها الجرادُ وجَرَّدَ السيفَ من غِمْدِهِ سَلَّهُ وتجرَّدَتِ السنبلة وانجَرَدَتْ خرجت من لفائفها وكذلك النَّورُ عن كِمامِهِ وانجردت الإِبِلُ من أَوبارها إِذا سقطت عنها وجَرَّدَ الكتابَ والمصحفَ عَرَّاه من الضبط والزيادات والفواتح ومنه قول عبدالله بن مسعود وقد قرأَ عنده رجل فقال أَستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فقال جَرِّدوا القرآنَ لِيَرْبُوَ فيه صغيركم ولا يَنْأَى عنه كبيركم ولا تَلبِسوا به شيئاً ليس منه قال ابن عيينة معناه لا تقرنوا به شيئاً من الأَحاديث التي يرويها أَهل الكتاب ليكون وحده مفرداً كأَنه حثَّهم على أَن لا يتعلم أَحد منهم شيئاً من كتب الله غيره لأَن ما خلا القرآن من كتب الله تعالى إِنما يؤخذ عن اليهود والنصارى وهم غير مأْمونين عليها وكان إِبراهيم يقول أَراد بقوله جَرِّدوا القرآنَ من النَّقْط والإِعراب والتعجيم وما أَشبهها واللام في ليَرْبُوَ من صلة جَرِّدوا والمعنى اجعلوا القرآن لهذا وخُصُّوه به واقْصُروه عليه دون النسيان والإِعراض عنه لينشأَ على تعليمه صغاركم ولا يبعد عن تلاوته وتدبره كباركم وتجرَّدَ الحِمارُ تقدَّمَ الأُتُنَ فخرج عنها وتجَرَّدَ الفرسُ وانجرَدَ تقدَّم الحَلْبَةَ فخرج منها ولذلك قيل نَضَا الفرسُ الخيلَ إِذا تقدّمها كأَنه أَلقاها عن نفسه كما ينضو الإِنسانُ ثوبَه عنه والأَجْرَدُ الذي يسبق الخيلَ ويَنْجَرِدُ عنها لسرعته عن ابن جني ورجلٌ مُجْرَد بتخفيف الراء أُخْرِجَ من ماله عن ابن الأَعرابي وتجَرَّدَ العصير سكن غَلَيانُه وخمرٌ جَرداءُ منجردةٌ من خُثاراتها وأَثفالها عن أَبي حنيفة وأَنشد للطرماح فلما فُتَّ عنها الطينُ فاحَتْ وصَرَّح أَجْرَدُ الحَجَراتِ صافي وتجَرَّدَ للأَمر جَدَّ فيه وكذلك تجَرَّد في سيره وانجَرَدَ ولذلك قالوا شَمَّرَ في سيره وانجرَدَ به السيرُ امتَدَّ وطال وإِذا جَدَّ الرجل في سيره فمضى يقال انجرَدَ فذهب وإِذا أَجَدَّ في القيام بأَمر قيل تجَرَّد لأَمر كذا وتجَردَّ للعبادة وروي عن عمر تجرَّدُوا بالحج وإِن لم تُحرِموا قال إِسحق بن منصور قلت لأَحمد ما قوله تجَرَّدوا بالحج ؟ قال تَشَبَّهوا بالحاج وإِن لم تكونوا حُجَّاجاً وقال إِسحق بن إِبراهيم كما قال وقال ابن شميل جَرَّدَ فُلانٌ الحَجَّ وتجَرَّدَ بالحج إِذا أَفرده ولم يُقْرِنْ والجرادُ معروف الواحدةُ جَرادة تقع على الذكر والأُنثى قال الجوهري وليس الجرادُ بذكر للجرادة وإِنما هو اسم للجنس كالبقر والبقرة والتمر والتمرة والحمام والحمامة وما أَشبه ذلك فحقُّ مذكره أَن لا يكون مؤنثُه من لفظه لئلا يلتبس الواحدُ المذكرُ بالجمع قال أَبو عبيد قيل هو سِرْوَةٌ ثم دبى ثم غَوْغاءُ ثم خَيْفانٌ ثم كُتْفانُ ثم جَراد وقيل الجراد الذكر والجرادة الأُنثى ومن كلامهم رأَيت جَراداً على جَرادةٍ كقولهم رأَيت نعاماً على نعامة قال الفارسي وذلك موضوعٌ على ما يحافظون عليه ويتركون غيرَه بالغالب إِليه من إِلزام المؤَنث العلامةَ المشعرةَ بالتأْنيث وإِن كان أَيضاً غير ذلك من كلامهم واسعاً كثيراً يعني المؤَنث الذي لا علامة فيه كالعين والقدْر والعَناق والمذكر الذي فيه علامةُ التأْنيث كالحمامة والحَيَّة قال أَبو حنيفة قال الأَصمعي إِذا اصفَرَّت الذكورُ واسودت الإِناثُ ذهب عنه الأَسماء إِلا الجرادَ يعني أَنه اسم لا يفارقها وذهب أَبو عبيد في الجراد إِلى أَنه آخر أَسمائه كما تقدم وقال أَعرابي تركت جراداً كأَنه نعامة جاثمة وجُردت الأَرضُ فهي مجرودةٌ إِذا أَكل الجرادُ نَبْتَها وجَرَدَ الجرادُ الأَرضَ يَجْرُدُها جَرْداً احْتَنَكَ ما عليها من النبات فلم يُبق منه شيئاً وقيل إِنما سمي جَراداً بذلك قال ابن سيده فأَما ما حكاه أَبو عبيد من قولهم أَرضٌ مجرودةٌ من الجراد فالوجه عندي أَن يكون مفعولةً من جَرَدَها الجرادُ كما تقدم وللآخر أَن يعني بها كثرةَ الجراد كما قالوا أَرضٌ موحوشةٌ كثيرةُ الوحش فيكون على صيغة مفعول من غير فعل إِلا بحسب التوهم كأَنه جُردت الأَرض أَي حدث فيها الجراد أَو كأَنها رُميَتْ بذلك فأَما الجرادةُ اسم فرس عبدالله بن شُرَحْبيل فإِنما سميت بواحد الجراد على التشبيه لها بها كما سماها بعضهم خَيْفانَةً وجَرادةُ العَيَّار اسم فرس كان في الجاهلية والجَرَدُ أَن يَشْرَى جِلْدُ الإِنسان من أَكْلِ الجَرادِ وجُردَ الإِنسانُ بصيغة ما لم يُسَمَّ فاعلهُ إِذا أَكل الجرادَ فاشتكى بطنَه فهو مجرودٌ وجَرِدَ الرجلُ بالكسر جَرَداً فهو جَرِدٌ شَرِيَ جِلْدُه من أَكل الجرادِ وجُرِدَ الزرعُ أَصابه الجرادُ وما أَدري أَيُّ الجرادِ عارَه أَي أَيُّ الناس ذهب به وفي الصحاح ما أَدري أَيُّ جَرادٍ عارَه وجَرادَةُ اسمُ امرأَةٍ ذكروا أَنها غَنَّتْ رجالاً بعثهم عاد إِلى البيت يستسقون فأَلهتهم عن ذلك وإِياها عنى ابن مقبل بقوله سِحْراً كما سَحَرَتْ جَرادَةُ شَرْبَها بِغُرورِ أَيامٍ ولَهْوِ ليالِ والجَرادَتان مغنيتان للنعمان وفي قصة أَبي رغال فغنته الجرادَتان التهذيب وكان بمكة في الجاهلية قينتان يقال هما الجرادتان مشهورتان بحسن الصوت والغناء وخيلٌ جريدة لا رَجَّالَةَ فيها ويقال نَدَبَ القائدُ جَريدَةً من الخيل إِذا لم يُنْهِضْ معهم راجلاً قال ذو الرمة يصف عَيْراً وأُتُنَه يُقَلِّبُ بالصَّمَّانِ قُوداً جَريدةً تَرامَى به قِيعانُهُ وأَخاشِبُه قال الأَصمعي الجَريدةُ التي قد جَرَدَها من الصِّغار ويقال تَنَقَّ إِبلاً جريدة أَي خياراً شداداً أَبو مالك الجَريدةُ الجماعة من الخيل والجاروديَّةُ فرقة من الزيدية نسبوا إِلى الجارود زياد بن أَبي زياد ويقال جَريدة من الخيل للجماعة جردت من سائرها لوجه والجَريدة سَعفة طويلة رطبة قال الفارسي هي رطبةً سفعةٌ ويابسةً جريدةٌ وقيل الجريدة للنخلة كالقضيب للشجرة وذهب بعضهم إِلى اشتقاق الجريدة فقال هي السعفة التي تقشر من خوصها كما يقشر القضيب من ورقه والجمع جَريدٌ وجَرائدُ وقيل الجريدة السعَفة ما كانت بلغة أَهل الحجاز وقيل الجريد اسم واحد كالقضيب قال ابن سيده والصحيح أَن الجريد جمع جريدة كشعير وشعيرة وفي حديث عمر ائْتني بجريدة وفي الحديث كتب القرآن في جَرائدَ جمع جريدة الأَصمعي هو الجَريد عند أَهل الحجاز واحدته جريدة وهو الخوص والجردان الجوهري الجريد الذي يُجْرَدُ عنه الخوص ولا يسمى جريداً ما دام عليه الخوص وإِنما يسمى سَعَفاً وكل شيء قشرته عن شيء فقد جردته عنه والمقشور مجرود وما قشر عنه جُرادة وفي الحديث القلوب أَربعة قلب أَجرَدُ فيه مثلُ السراج يُزْهِرُ أَي ليس فيه غِلٌّ ولا غِشٌّ فهو على أَصل الفطرة فنور الإِيمان فيه يُزهر ويومٌ جَريد وأَجْرَدُ تامّ وكذلك الشهر عن ثعلب وعامٌ جَريد أَي تامّ وما رأَيته مُذْ أَجْرَدانِ وجَريدانِ ومُذْ أَبيضان يريدُ يومين أَو شهرين تامين والمُجَرَّدُ والجُردانُ بالضم القضيب من ذوات الحافر وقيل هو الذكر معموماً به وقيل هو في الإِنسان أَصل وفيما سواه مستعار قال جرير إِذا رَوِينَ على الخِنْزِير من سَكَرٍ نادَيْنَ يا أَعظَمَ القِسَّين جُرْدانا الجمع جَرادين والجَرَدُ في الدواب عيب معروف وقد حكيت بالذال المعجمة والفعل منه جَرِدَ جَرَداً قال ابن شميل الجَرَدُ ورم في مؤَخر عرقوب الفرس يعظم حتى يمنعَه المشيَ والسعيَ قال أَبو منصور ولم أَسمعه لغيره وهو ثقة مأْمون والإِجْرِدُّ نبت يدل على الكمأَة واحدته إِجْرِدَّةٌ قال جَنَيْتُها من مُجْتَنىً عَويصِ من مَنْبِتِ الإِجْرِدِّ والقَصيصِ النضر الإِجْرِدُّ بقل يقال له حب كأَنه الفلفل قال ومنهم من يقول إِجْرِدٌ بتخفيف الدال مثل إِثمد ومن ثقل فهو مثل الإِكْبِرِّ يقال هو إِكْبِرُّ قومه وجُرادُ اسم رملة في البادية وجُراد وجَراد وجُرادَى أَسماء مواضع ومنه قول بعض العرب تركت جَراداً كأَنها نعامة باركة والجُراد والجُرادة اسم رملة بأَعلى البادية والجارد وأُجارد بالضم موضعان أَيضاً ومثله أُباتر والجُراد موضع في ديار تميم يقال جَرَدُ القَصِيم والجارود والمجرد وجارود أَسماء رجال ودَرابُ جِرْد موضع فأَما قول سيبويه فدراب جرد كدجاجة ودراب جردين كدجاجتين فإِنه لم يرد أَن هنالك دراب جِرْدين وإِنما يريد أَن جِرْد بمنزلة الهاء في دجاجة فكما تجيء بعلم التثنية بعد الهاء في قولك دجاجتين كذلك تجيء بعلم التثنية بعد جرد وإِنما هو تمثيل من سيبويه لا أَن دراب جردين معروف وقول أَبي ذؤيب تدلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ بِجَرْداءَ مِثْلِ الوَكْفِ يَكْبُو عُرابُها يعني صخرة ملساء قال ابن بري يصف مشتاراً للعسل تدلى على بيوت النحل والسبّ الحبل والخيطة الوتد والهاء في قوله عليها تعود على النحل وقوله بجرداء يريد به صخرة ملساء كما ذكر والوكف النطع شبهها به لملاستها ولذلك قال يكبو غرابها أَي يزلق الغراب إِذا مشى عليها التهذيب قال الرياشي أَنشدني الأَصمعي في النون مع الميم أَلا لها الوَيْلُ على مُبين على مبين جَرَدِ القَصِيم قال ابن بري البيت لحنظلة بن مصبح وأَنشد صدره يا رِيَّها اليومَ على مُبين مبين اسم بئر وفي الصحاح اسم موضع ببلاد تميم والقَصِيم نبت والأَجاردة من الأَرض ما لا يُنْبِتُ وأَنشد في مثل ذلك يطعُنُها بخَنْجَرٍ من لحم تحت الذُّنابى في مكانٍ سُخْن وقيل القَصيم موضع بعينه معروف في الرمال المتصلة بجبال الدعناء ولبن أَجْرَدُ لا رغوة له قال الأَعشى ضَمِنَتْ لنا أَعجازَه أَرماحُنا مِلءَ المراجِلِ والصريحَ الأَجْرَدا

جرهد
الجَرْهَدة الوحَى في السير واجْرَهَدَّ في السير استمر واجْرَهَدّ القومُ قصدوا القصدَ واجرهدّ الطريقُ استمرّ وامتد قال الشاعر على صَمود النَّقْب مُجْرَهدّ واجرهدّ الليلُ طال واجرهدّت الأَرضُ لم يوجد فيها نبت ولا مرعى واجرهدّت السنة اشتدّت وصعبت قال الأَخطل مَساميحُ الشتاءِ إِذا اجرهدّت وعزَّت عند مَقْسَمِها الجَزُور أَي اشتدّت وامتدّ أَمرها والمُجَرْهِدُ المُسْرِعُ في الذهاب قال الشاعر لم تُراقبْ هُناك ناهِلَة الوا شِين لما اجْرَهَدَّ ناهلُها أَبو عمرو الجُرْهُدُ السَّيار النشيط وجَرْهَدُ اسم

جسد
الجسد جسم الإِنسان ولا يقال لغيره من الأَجسام المغتذية ولا يقال لغير الإِنسان جسد من خلق الأَرض والجَسَد البدن تقول منه تَجَسَّد كما تقول من الجسم تجسَّم ابن سيده وقد يقال للملائكة والجنّ جسد غيره وكل خلق لا يأْكل ولا يشرب من نحو الملائكة والجنّ مما يعقل فهو جسد وكان عجل بني إِسرائيل جسداً يصيح لا يأْكل ولا يشرب وكذا طبيعة الجنّ قال عز وجل فأَخرج لهم عجلاً جسداً له خوار جسداً بدل من عجل لأَن العجل هنا هو الجسد وإِن شئت حملته على الحذف أَي ذا جسد وقوله له خُوار يجوز أَن تكون الهاء راجعة إِلى العجل وأَن تكون راجعة إِلى الجسد وجمعه أَجساد وقال بعضهم في قوله عجلاً جسداً قال أَحمر من ذهب وقال أَبو إِسحق في تفسير الآية الجسد هو الذي لا يعقل ولا يميز إِنما معنى الجسد معنى الجثة فقط وقال في قوله وما جعلناهم جسداً لا يأْكلون الطعام قال جسد واحد يُثْنَى على جماعة قال ومعناه وما جعلناهم ذوي أَجساد إِلاَّ ليأْكلوا الطعام وذلك أَنهم قالوا ما لهذا الرسول يأْكل الطعام ؟ فأُعلموا أَن الرسل أَجمعين يأْكلون الطعام وأَنهم يموتون المبرد وثعلب العرب إِذا جاءت بين كلامين بجحدين كان الكلام إِخباراً قالا ومعنى الآية إِنما جعلناهم جسداً ليأْكلوا الطعام قالا ومثله في الكلام ما سمعت منك ولا أَقبل منك معناه إِنما سمعت منك لأَقبل منك قالا وإِن كان الجحد في أَول الكلام كان الكلام مجحوداً جحداً حقيقياً قالا وهو كقولك ما زيد بخارج قال الأَزهري جعل الليث قول الله عز وجل وما جعلناهم جسداً لا يأْكلون الطعام كالملائكة قال وهو غلط ومعناه الإِخبار كما قال النحويون أَي جعلناهم جسداً ليأْكلوا الطعام قال وهذا يدل على أَن ذوي الأَجساد يأْكلون الطعام وأَن الملائكة روحانيون لا يأْكلون الطعام وليسوا جسداً فإِن ذوي الأَجساد يأْكلون الطعام وحكى اللحياني إِنها لحسنة الأَجساد كأَنهم جعلوا كل جزء منها جسداً ثم جمعوه على هذا والجاسد من كل شيءٍ ما اشتدّ ويبس والجَسَدُ والجَسِدُ والجاسِدُ والجَسِيد الدم اليابس وقد جَسِدَ ومنه قيل للثوب مُجَسَّدٌ إِذا صبغَ بالزعفران ابن الأَعرابي يقال للزعفران الرَّيْهُقانُ والجاديُّ والجِساد الليث الجِساد الزعفران ونحوه من الصبغ الأَحمر والأَصفر الشديد الصفرة وأَنشد جِسادَيْنِ من لَوْنَيْنِ ورْسٍ وعَنْدَم والثوب المُجَسَّد وهو المشبع عصفراً أَو زعفراناً والمُجَسَّد الأَحمر ويقال على فلان ثوب مشبع من الصبغ وعليه ثوب مُفْدَم فإِذا قام قياماً من الصبغ قيل قد أُجسِدَ ثَوْبُ فلان إِجساداً فهو مُجْسَد وفي حديث أَبي ذر إِنَّ امرأَته ليس عليها أَثر المجاسد ابن الأَثير هو جمع مُجسد بضم الميم وهو المصبوغ المشبع بالجَسَد وهو الزعفران والعصفر والجسد والجساد الزعفران أَو نحوه من الصبغ وثوب مُجْسَد ومُجَسَّد مصبوغ بالزعفران وقيل هو الأَحمر والمجسد ما أُشبع صبغه من الثياب والجمع مجاسد وأَما قول مليح الهذلي كأَنَّ ما فوقَها مما عُلِينَ به دِماءُ أَجوافِ بُدْنٍ لونُها جَسِد أَراد مصبوغاً بالجساد قال ابن سيده هو عندي على النسب إِذ لا نعرف لجَسِدٍ فعلاً والمجاسد جمع مجسد وهو القميص المشبع بالزعفران الليث الجسد من الدماء ما قد يبس فهو جامد جاسد وقال الطرماح يصف سهاماً بنصالها فِراغٌ عَواري اللِّيطِ تُكْسَى ظُباتُها سَبائبَ منها جاسِدٌ ونَجِيعُ قوله فراغ هو جمع فريغ للعريض يصف سهاماً وأَن نصالها عريضة والليط القشر وظباتها أَطرافها والسبائب طرائق الدم والنجيع الدم نفسه والجاسد اليابس الجوهري الجسد الدم قال النابغة وما هُريقَ على الأَنْصابَ من جَسَد والجسد مصدر قولك جسِد به الدم يجسَد إِذا لصق به فهو جاسد وجسِد وأَنشد بيت الطرماح « منها جاسد ونجيع » وأَنشد لآخر بساعديه جَسِدٌ مُوَرَّسُ من الدماء مائع وَيَبِسُ والمِجْسَد الثوب الذي يلي جسد المرأَة فتعرق فيه ابن الأَعرابي المجاسد جمع المِجسد بكسر الميم وهو القميص الذي يلي البدن الفرّاء المِجْسَدُ والمُجْسَد واحد وأَصله الضم لأَنه من أُجسد أَي أُلزق بالجسد إِلاَّ أَنهم استثقلوا الضم فكسروا الميم كما قالوا للمُطْرف مِطْرف والمُصْحف مِصْحف والجُساد وجع يأْخذ في البطن يسمى بيجيدق
( * لم نجد هذه اللفظة في اللسان ولعلها فارسية ) وصوت مُجَسَّد مرقوم على محسنة ونغم
( * قوله « مرقوم على محسنة ونغم » عبارة القاموس وصوت مجسد كعظم مرقوم على نغمات ومحنة قال شارحه هكذا في النسخ وفي بعضها على محسنة ونغم وهو خطأ )
الجوهري الجَلْسَد بزيادة اللام اسم صنم وقد ذكره غيره في الرباعي وسنذكره

جضد
روى أَبو تراب رجل جَلْد ويبدلون اللام ضاداً فيقولون رجلٌ جَضْد

جعد
الجعد من الشعر خلاف السبط وقيل هو القصير عن كراع شعر جعْد بَيِّنُ الجُعودة جَعُد جُعُودة وجَعادة وتَجَعَّد وجَعَّده صاحبه تجعيداً ورجل جعد الشعر من الجعودة والأُنثى جعْدة وجمعهما جعاد قال معقل بن خويلد وسُود جعاد الرقا بِ مثْلَهُمُ يرهَبُ الراهِبُ
( * قوله « وسود » كذا في الأصل بحذف بعض الشطر الأول )
عنى من أَسرت هذيل من الحبشة أَصحاب الفيل وجمع السلامة فيه أَكثر والجَعْد من الرجال المجتمع بعضه إِلى بعض والسبط الذي ليس بمجتمع وأَنشد قالت سليمى لا أُحب الجَعْدِين ولا السٍّباطَ إِنهم مَناتِين وأَنشد ابن الأَعرابي لفُرعان التميمي في ابنه مَنازل حين عقه وربَّيْتُه حتى إِذا ما تركتُه أَخا القوم واستغنى عن المسح شاربُه وبالمَحْض حتى آضَ جَعْداً عَنَطْنَطاً إِذا قام ساوى غاربَ الفَحْل غارِبُه فجعله جعداً وهو طويل عنطنط وقيل الجَعْدُ الخفيف من الرجال وقيل هو المجتمع الشديد وأَنشد بيت طرفة أَنا الرجلُ الجَعْدُ الذي تعرفونه
( * في معلقة طرفة الرجل الضَّرب )
وأَنشد أَبو عبيد يا رُبَّ جَعْدٍ فيهمُ لو تَدْرِينْ يَضْرِبُ ضَرْبَ السّبطِ المقادِيمْ قال الأَزهري إِذا كان الرجل مداخَلاً مُدْمَج الخلق أَي معصوباً فهو أَشد لأَسره وأَخف إِلى منازلة الأَقران وإِذا اضطرب خلقه وأَفرط في طوله فهو إِلى الاسترخاءِ ما هو وفي الحديث على ناقة جَعْدة أَي مجتمعة الخلق شديدة والجَعْد إِذا ذهب به مذهب المدح فله معنيان مستحبان أَحدهما أَن يكون معصوب الجوارح شديد الأَسر والخلق غير مسترخ ولا مضطرب والثاني أَن يكون شعره جعداً غير سبط لأَن سبوطة الشعر هي الغالبة على شعور العجم من الروم والفرس وجُعودة الشعر هي الغالبة على شعور العرب فإِذا مدح الرجل بالجعد لم يخرج عن هذين المعنيين وأَما الجعد المذموم فله أَيضاً معنيان كلاهما منفي عمن يمدح أَحدهما أَن يقال رجل جعد إِذا كان قصيراً متردد الخلق والثاني أَن يقال رجل جعد إِذا كان بخيلاً لئيماً لا يَبِضُّ حَجَره وإِذا قالوا رجل جعد السبوطة فهو مدح إِلاَّ أَن يكون قَطِطاً مُفَلْفَلاً كشعر الزَّنج والنُّوبة فهو حينئذ ذم قال الراجز قد تَيَّمَتْنِي طَفْلَةٌ أُمْلُودُ بِفاحِمٍ زَيَّنَهُ التَّجْعِيدُ وفي حديث الملاعنة إِن جاءت به جَعْداً قال ابن الأَثير الجعد في صفات الرجال يكون مدحاً وذمّاً ولم يذكر ما أَراده النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الملاعنة هل جاء به على صفة المدح أَو على صفة الذم وفي الحديث أَنه سأَل أَبا رُهْمٍ الغِفاريّ ما فَعلَ النَّفَرُ السودُ الجِعاد ؟ ويقال للكريم من الرجال جعد فأَما إِذا قيل فلان جَعْد اليدين أَو جعد الأَنامل فهو البخيل وربما لم يذكروا معه اليد قال الراجز لا تَعْذُلِيني بِضُرُبٍّ جَعْد
( * قوله « بضربّ » كذا بالأصل بالضاد المعجمة وهذا الضبط ولعل الصواب بظرب بالظاء المعجمة كعتلّ وهو القصير كما في القاموس )
ورجل جَعْد اليدين بخيل ورجل جعد الأَصابع قصيرها قال من فائض الكفين غير جعد وقَدَمٌ جَعْدَةٌ قصيرة من لؤمها قال العجاج لا عاجِز الهَوْءِ ولا جَعْد القَدَمْ قال الأَصمعي زعموا أَن الجعد السخي قال ولا أَعرف ذلك والجعد البخيل وهو معروف قال كثير في السخاء يمدح بعض الخلفاء إِلى الأَبيضِ الجَعْدِ ابن عاتِكةَ الذي له فَضْلُ مُلْكٍ في البرية غالب قال الأَزهري وفي شعر الأَنصار ذكر الجعد وضع موضع المدح أَبيات كثيرة وهم من أَكثر الشعراء مدحاً بالجعد وتراب جعد نَدٍ وثَرىً جعد مثل ثَعْد إِذا كان ليناً وجَعُدَ الثرى وتجعَّد تقبض وتعقد وزَبَد جعد متراكب مجتمع وذلك إِذا صار بعضه فوق بعض على خطم البعير أَو الناقة يقال جعد اللُّغام قال ذو الرمة تَنْجُوا إِذا جَعَلت تَدْمَى أَخِشَّتُها واعْتَمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخراطيمُ تنجو تسرع السير والنجاء السرعة وأَخشتها جمع خِشاش وهي حَلْقة تكون في أَنف البعير وحَيس جَعْد ومُجَعَّد غليظ غير سبط أَنشد ابن الأَعرابي خِذامِيَّةٌ أَدَتْ لها عَجْوَةُ القُرى وتَخْلِطُ بالمأْقُوطِ حَيْساً مُجَعَّدا رماها بالقبيح يقول هي مخلطة لا تختار من يواصلها وصِلِّيانٌ جَعْدٌ وبُهْمَى جعدة بالغوا بهما الصحاح والجعد نبت على شاطئِ الأَنهار والجعدة حشيشة تنبت على شاطئِ الأَنهار وتجَعَّدُ وقيل هي شجرة خضراء تنبت في شعاب الجبال بنجد وقيل في القيعان قال أَبو حنيفة الجعدة خضراء وغبراء تنبت في الجبال لها رعْثَة مثل رعثة الديك طيبة الريح تنبت في الربيع وتيبس في الشتاء وهي من البقول يحشى بها المرافق قال الأَزهري الجعدة بقلة برية لا تنبت على شطوط الأَنهار وليس لها رعثة قال وقال النضر بن شميل هي شجرة طيبة الريح خضراء لها قضب في أَطرافها ثمر أَبيض تحشى بها الوسائد لطيب ريحها إِلى المرارة ما هي وهي جَهيدة يَصْلُح عليها المال واحدتها وجماعتها جَعْدة قال وأَجاد النضر في صفتها وقال النضر الجعاديد والصَّعارير أَوَّل ما تنفتح الأَحاليل باللبَإِ فيخرج شيء أَصفر غليظ يابس فيه رخاوة وبلل كأَنه جبن فَيَنْدَلِصُ من الطُّبْي مُصَعْرَراً أَي يخرج مدحرجاً وقيل يخرج اللبأُ أَول ما يخرج مصمغاً الأَزهري الجَعْدة ما بين صِمْغَي الجدي من اللبإِ عند الولادة والجعودة في الخد ضد الأَسالة وهو ذم أَيضاً وخدٌّ جعد غير أَسيل وبعير جعد كثير الوبر جعْده وقد كني بأَبي الجعد والذئب يكنى أَبا جَعْدة وأَبا جُعادة وليس له بنت تسمى بذلك قال الكميت يصفه ومُسْتَطْعِمٍ يُكْنى بغيرِ بناته جَعَلْت له حظّاً من الزادِ أَوفرا وقال عبيد بن الأَبرص وقالوا هي الخمر تُكْنى الطلا كما الذئبُ يُكْنى أَبا جَعْدَه أَي كنيته حسنة وعمله منكر أَبو عبيد يقول الذئب وإِن كني أَبا جعدة ونوِّه بهذه الكنية فإِن فعله غير حسن وكذلك الطلا وإِن كان خاثراً فإِن فعله فعل الخمر لإِسكاره شاربه أَو كلام هذا معناه وبنو جَعْدة حيّ من قيس وهو أَبو حيّ من العرب هو جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة منهم النابغة الجعدي وجُعادة قبيلة قال جرير فَوارِسُ أَبْلَوْا في جُعادة مَصْدَقاً وأَبْكَوْا عُيوناً بالدُّموع السَّواجِمِ وجُعَيْد اسم وقيل هو الجعيد بالأَلف واللام فعاملوا الصفة
( * قوله « فعاملوا الصفة » كذا بالأصل والمناسب فعاملوه معاملة الصفة )

جلد
الجِلْدُ والجَلَد المَسْك من جميع الحيوان مثل شِبْه وشَبَه الأَخيرة عن ابن الأَعرابي حكاها ابن السكيت عنه قال وليست بالمشهورة والجمع أَجلاد وجُلود والجِلْدَة أَخص من الجلد وأَما قول عبد مناف بن ربع الهذلي إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قامتا معه ضرباً أَليماً بِسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا فإِنما كسر اللام ضرورة لأَن للشاعر أَن يحرك الساكن في القافية بحركة ما قبله كما قال علَّمنا إِخوانُنا بنو عَجِلْ شُربَ النبيذ واعتقالاً بالرِّجِلْ وكان ابن الأَعرابي يرويه بالفتح ويقول الجِلْد والجَلَد مِثْلُ مِثْلٍ ومَثَلٍ وشِبْه وشَبَه قال ابن السكيت وهذا لا يُعرف وقوله تعالى ذاكراً لأَهل النار حين تشهد عليهم جوارحهم وقالوا لجلُودهم قيل معناه لفروجهم كنى عنها بالجُلود قال ابن سيده وعندي أَن الجلود هنا مُسوكهم التي تباشر المعاصي وقال الفرّاءُ الجِلْدُ ههنا الذكر كنى الله عز وجل عنه بالجلد كما قال عز وجل أَو جاءَ أَحد منكم من الغائط والغائط الصحراء والمراد من ذلك أَو قضى أَحد منكم حاجته والجِلْدة الطائفة من الجِلْد وأَجلاد الإِنسان وتَجالِيده جماعة شخصه وقيل جسمه وبدنه وذلك لأَن الجلد محيط بهما قال الأَسود بن يعفر أَما تَرَيْني قد فَنِيتُ وغاضني ما نِيلَ من بَصَري ومن أَجْلادي ؟ غاضني نقصني ويقال فلان عظيم الأَجْلاد والتجاليد إِذا كان ضخماً قوي الأَعضاءِ والجسم وجمع الأَجلاد أَجالد وهي الأَجسام والأَشخاص ويقال فلان عظيم الأَجلاد وضئيل الأَجلاد وما أَشبه أَجلادَه بأَجلادِ أَبيه أَي شخصه وجسمه وفي حديث القسامة أَنه استحلف خمسة نفر فدخل رجل من غيرهم فقال ردُّوا الإِيمان على أَجالِدِهم أَي عليهم أَنفسهم وكذلك التجاليد وقال الشاعر يَنْبي تَجالِيدي وأَقتادَها ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤيَدِ وفي حديث ابن سيرين كان أَبو مسعود تُشْبه تجاليدُه تجاليدَ عمر أَي جسمُه جسمَه وفي الحديث قوم من جِلْدتنا أَي من أَنفسنا وعشريتنا وقول الأَعشى وبَيْداءَ تَحْسَبُ آرامَها رجالَ إِيادٍ بأَجلادِها قال الأَزهري هكذا رواه الأَصمعي قال ويقال ما أَشبه أَجلادَه بأَجلاد أَبيه أَي شخصه بشخوصهم أَي بأَنفسهم ومن رواه بأَجيادها أَراد الجودياء بالفارسية الكساءَ وعظم مُجَلَّد لم يبق عليه إِلا الجلد قال أَقول لِحَرْفٍ أَذْهَبَ السَّيْرُ نَحْضَها فلم يُبْق منها غير عظم مُجَلَّد خِدي بي ابتلاكِ اللَّهُ بالشَّوْقِ والهَوَى وشاقَكِ تَحْنانُ الحَمام المُغَرِّدِ وجَلَّدَ الجزور نزع عنها جلدها كما تسلخ الشاة وخص بعضهم به البعير التهذيب التجليد للإِبل بمنزلة السلخ للشاءِ وتجليد الجزور مثل سلخ الشاة يقال جَلَّدَ جزوره وقلما يقال سلخ ابن الأَعرابي أَحزرت
( * قوله « أحزرت » كذا بالأصل بحاء فراء مهملتين بينهما معجمة وفي شرح القاموس أجرزت بمعجمتين بينهما مهملة ) الضأْن وحَلَقْتُ المعزى وجلَّدت الجمل لا تقول العرب غير ذلك والجَلَدُ أَن يُسلَخَ جلد البعير أَو غيره من الدواب فيُلْبَسَه غيره من الدواب قال العجاج يصف أَسداً كأَنه في جَلَدٍ مُرَفَّل والجَلَد جِلْد البوّ يحشى ثُماماً ويخيل به للناقة فتحسبه ولدها إِذا شمته فترأَم بذلك على ولد غيرها غيره الجَلَد أَن يسلخ جِلْد الحوار ثم يحشى ثماماً أَو غيره من الشجر وتعطف عليه أُمه فترأَمه الجوهري الجَلَد جِلْد حوار يسلخ فيلبس حواراً آخر لتشمه أُم المسلوخ فترأَمه قال العجاج وقد أَراني للغَواني مِصْيَدا مُلاوَةً كأَنَّ فوقي جَلَدا أَي يرأَمنني ويعطفن عليَّ كما ترأَم الناقة الجَلَدَ وجلَّد البوَّ أَلبسه الجِلْد التهذيب الجِلْد غشاءُ جسد الحيوان ويقال جِلْدة العين والمِجْلدة قطعة من جِلْد تمسكها النائحة بيدها وتلْطِم بها وجهها وخدها والجمع مجاليد عن كراع قال ابن سيده وعندي أَن المجاليد جمع مِجلاد لأَن مِفْعلاً ومِفْعالاً يعتقبان على هذا النحو كثيراً التهذيب ويقال لميلاء النائحة مِجْلَد وجمعه مجالد قال أَبو عبيد وهي خرق تمسكها النوائح إِذا نحنَ بأَيديهنّ وقال عدي بن زيد إِذا ما تكرّهْتَ الخليقةَ لامْرئٍ فلا تَغْشَها واجْلِدْ سِواها بِمِجْلَد أَي خذ طريقاً غير طريقها ومذهباً آخر عنها واضرب في الأَرض لسواها والجَلْد مصدر جَلَده بالسوط يَجْلِدُه جَلْداً ضربه وامرأَة جَلِيد وجليدة كلتاهما عن اللحياني أَي مجلودة من نسوة جَلْدى وجلائد قال ابن سيده وعندي أَن جَلْدى جمع جَليد وجلائد جمع جليدة وجَلَدَه الحدّ جلداً أَي ضربه وأَصاب جِلْده كقولك رأَسَه وبَطَنَه وفرس مُجَلَّد لا يجزع من ضرب السوط وجَلَدْتُ به الأَرضَ أَي صرعته وجَلَد به الأَرض ضربها وفي الحديث أَن رجلاً طَلَبَ إِلى النبي صلى الله عليه وسلم أَن يُصَلِّي معه بالليل فأَطال النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فجُلِدَ بالرجل نوماً أَي سقط من شدة النوم يقال جُلِدَ به أَي رُميَ إِلى الأَرض ومنه حديث الزبير كنت أَتشدّد فيُجلَدُ بي أَي يغلبني النوم حتى أَقع ويقال جَلَدْته بالسيف والسوط جَلْداً إِذا ضربت جِلْدَه والمُجالَدَة المبالطة وتجالد القوم بالسيوف واجْتَلدوا وفي الحديث فنظر إِلى مُجْتَلَدِ القوم فقال الآن حَمِيَ الوَطِيسُ أَي إِلى موضع الجِلاد وهو الضرب بالسيف في القتال وفي حديث أَبي هريرة في بعض الروايات أَيُّما رجُلٍ من المسلمين سَبَبْتُه أَو لعنته أَو جَلَدُّه هكذا رواه بإِدغام التاءِ في الدال وهي لغة وجالَدْناهم بالسيوف مُجالدة وجِلاداً ضاربناهم وجَلَدَتْه الحية لدغته وخص بعضهم به الأَسود من الحيات قالوا والأَسود يَجْلِدُ بذنبه والجَلَد القوة والشدة وفي حديث الطواف لِيَرى المشركون جَلَدَهم الجَلَد القوّة والصبر ومنه حديث عمر كان أَخْوفَ جَلْداً أَي قوياً في نفسه وجسده والجَلَدُ الصلابة والجَلادة تقول منه جَلُد الرجل بالضم فهو جَلْد جَلِيد وبَيِّنُ الجَلَدِ والجَلادَة والجُلودة والمَجْلود وهو مصدر مثل المحلوف والمعقول قال الشاعر واصبِر فإِنَّ أَخا المَجْلودِ من صَبَرا قال وربما قالوا رجل جَضْد يجعلون اللام مع الجيم ضاداً إِذا سكنت وقوم جُلْد وجُلَداءُ وأَجلاد وجِلاد وقد جَلُدَ جَلادَة وجُلودة والاسم الجَلَدُ والجُلودُ والتَّجَلُّد تكلف الجَلادة وتَجَلَّدَ أَظهر الجَلَدَ وقوله وكيف تَجَلُّدُ الأَقوامِ عنه ولم يُقْتَلْ به الثَّأْرُ المُنِيم ؟ عداه بعن لأَن فيه معنى تصبر أَبو عمرو أَحْرَجْتُهُ لكذا وكذا وأَوْجَيْتُهُ وأَجْلَدْتُه وأَدْمَغْتُهُ وأَدْغَمْتُه إِذا أَحوجته إِليه والجَلَد الغليظ من الأَرض والجَلَد الأَرض الصُّلْبَة قال النابغة إِلاَّ الأَواريَ لأْياً ما أُبَيِّنُها والنُّؤيُ كالحوض بالمظلومةِ الجَلَدِ وكذلك الأَجْلَد قال جرير أَجالتْ عليهنَّ الروامِسُ بَعْدَنا دُقاقَ الحصى من كلِّ سَهْلٍ وأَجْلَدا وفي حديث الهجرة حتى إِذا كنا بأَرض جَلْدة أَي صُلْبة ومنه حديث سراقة وحل بي فرسي وإِني لفي جَلَد من الأَرض وأَرض جَلَد صلبة مستوية المتن غليظة والجمع أَجلاد قاله أَبو حنيفة أَرض جَلَدٌ بفتح اللام وجَلْدة بتسكين اللام وقال مرة هي الأَجالد واحدها جَلَد قال ذو الرمة فلما تَقَضَّى ذاك من ذاك واكتَسَت مُلاءً من الآلِ المِتانُ الأَجالِدُ الليث هذه أَرض جَلْدَة ومكان جَلَدَةٌ
( * قوله « ومكان جلدة » كذا بالأصل وعبارة شرح القاموس وقال الليث هذه أرض جلدة وجلدة ومكان جلد ) ومكان جَلَد والجمع الجلَدات والجلاد من النخل الغزيرة وقيل هي التي لا تبالي بالجَدْب قال سويد بن الصامت الأَنصاري أَدِينُ وما دَيْني عليكم بِمَغْرَم ولكن على الجُرْدِ الجِلادِ القَراوِح قال ابن سيده كذا رواه أَبو حنيفة قال ورواه ابن قتيبة على الشم واحدتها جَلْدَة والجِلادُ من النخل الكبار الصِّلاب وفي حديث عليّ كرَّم الله تعالى وجهه كنت أَدْلُوا بتَمْرة اشترطها جَلْدة الجَلْدة بالفتح والكسر هي اليابسة اللحاءِ الجيدة وتمرة جَلْدَة صُلْبة مكتنزة وأَنشد وكنتُ إِذا ما قُرِّب الزادُ مولَعاً بكلّ كُمَيْتٍ جَلْدَةٍ لم تُوَسَّفِ والجِلادُ من الإِبِلِ الغزيرات اللبن وهي المَجاليد وقيل الجِلادُ التي لا لبن لها ولا نِتاح قال وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ ولم يكنْ لِعُقْبَةَ قِدْرُ المسْتَعير بن مُعْقِب والجَلَد الكبار من النوق التي لا أَولاد لها ولا أَلبان الواحدة بالهاءِ قال محمد بن المكرم قوله لا أَولاد لها الظاهر منه أَن غرضه لا أَولاد لها صغار تدر عليها ولا يدخل في ذلك الأَولاد الكبار والله أَعلم والجَلْد بالتسكين واحدة الجِلاد وهي أَدسم الإِبل لبناً وناقة جَلْدة مِدْرار عن ثعلب والمعروف أَنها الصلبة الشديدة وناقة جَلْدة ونوق جَلَدات وهي القوية على العمل والسير ويقال للناقة الناجية جَلْدَة وإِنها لذات مَجْلود أَي فيها جَلادَة وأَنشد من اللواتي إِذا لانَتْ عريكَتُها يَبْقى لها بعدَها أَلٌّ ومَجْلود قال أَبو الدقيش يعني بقية جلدها والجَلَد من الغنم والإِبِل التي لا أَولاد لها ولا أَلبان لها كأَنه اسم للجمع وقيل إِذا مات ولد الشاة فهي جَلَدٌ وجمعها جِلاد وجَلَدَة وجمعها جَلَد وقيل الجَلَدُ والجلَدة الشاة التي يموت ولدها حين تضعه الفراء إِذا ولدت الشاة فمات ولدها فهي شاة جَلَد ويقال لها أَيضاً جَلَدَة وجمع جَلَدَة جَلَد وجَلَدات وشاة جَلَدة إِذا لم يكن لها لبن ولا ولد والجَلَد من الإِبل الكبار التي لا صغار فيها قال تَواكَلَها الأَزْمانُ حتى أَجاءَها إِلى جَلَدٍ منها قليلِ الأَسافِل قال الفراء الجَلَدُ من الإِبل التي لا أَولاد معها فتصبر على الحر والبرد قال الأَزهري الجَلَد التي لا أَلبان لها وقد ولى عنها أَولادها ويدخل في الجَلَدِ بنات اللبون فما فوقها من السن ويجمع الجَلَدَ أَجْلادٌ وأَجاليدُ ويدخل فيها المخاض والعشار والحيال فإِذا وضعت أَولادها زال عنها اسم الجَلَدِ وقيل لها العشار واللقاح وناقة جَلْدة لا تُبالي البرد قال رؤبة ولم يُدِرُّوا جَلْدَةً بِرْعِيسا وقال العجاج كأَنَّ جَلْداتِ المِخاضِ الأُبَّال يَنْضَحْنَ في حَمْأَتِهِ بالأَبوال من صفرة الماءِ وعهد محتال أَي متغير من قولك حال عن العهد أَي تغير عنه ويقال جَلَدات المخاض شدادها وصلابها والجَليد ما يسقط من السماءِ على الأَرض من الندى فيجمد وأَرض مَجْلُودة أَصابها الجليد وجُلِدَتِ الأَرضُ من الجَلِيد وأُجْلِد الناسُ وجَلِدَ البَقْلُ ويقال في الصّقِيعَ والضَّريب مِثْله والجليد ما جَمَد من الماء وسقط على الأَرض من الصقيع فجمد الجوهري الجليد الضَّريب والسَّقيطُ وهو ندى يسقط من السماء فيَجْمُد على الأَرض وفي الحديث حُسْنُ الخُلُق يُذيبُ الخطايا كما تُذيبُ الشمس الجليدَ هو الماء الجامد من البرد وإِنه ليُجْلَدُ بكل خير أَي يُظَن به ورواه أَبو حاتم يُجْلَذُ بالذال المعجمة وفي حديث الشافعي كان مُجالد يُجْلَد أَي كان يتهم ويرمى بالكذب فكأَنه وضع الظن موضع التهمة واجْتَلَد ما في الإِناء شربه كله أَبو زيد حملت الإِناء فاجتلدته واجْتَلَدْتُ ما فيه إِذا شربت كل ما فيه سلمة القُلْفَة والقَلَفَة والرُّغْلَة والرَّغَلَة والغُرْلَة
( * قوله « والغرلة » كذا بالأصل والمناسب حذفه كما هو ظاهر ) والجُلْدَة كله الغُرْلة قال الفرزدق مِنْ آلِ حَوْرانَ لم تَمْسَسْ أُيورَهُمُ مُوسَى فَتُطْلِعْ عليها يابِسَ الْجُلَد قال وقد ذكر الأُرْلَة قال ولا أَدري بالراء أَو بالدال كله الغرلة قال وهو عندي بالراء والمُجلَّدُ مقدار من الحمل معلوم المكيلة والوزن وصرحت بِجِلْدان وجِلْداء يقال ذلك في الأَمر إِذا بان وقال اللحياني صرحت بِجِلْدان أَي بِجدٍّ وبنو جَلْد حيّ وجَلْدٌ وجُلَيْدٌ ومُجالِدٌ أَسماء قال نَكَهْتُ مُجالداً وشَمِمْتُ منه كَريح الكلب مات قَريبَ عَهْدِ فقلت له متى استَحْدَثْتَ هذا ؟ فقال أَصابني في جَوْفِ مَهْدِي وجَلُود موضع بأَفْريقيَّة ومنه فلان الجَلوديّ بفتح الجيم هو منسوب إِلى جَلود قرية من قرى أَفريقية ولا تقل الجُلودي بضم الجيم والعامة تقول الجُلُودي وبعير مُجْلَنْدٌ صلب شديد وجْلَنْدى اسم رجل وقوله وجْلَنْداء في عُمان مقيما
( قوله « وجلنداء إلخ » كذا في الأصل بهذا الضبط وفي القاموس وجلنداء بضم أَوله وفتح ثانيه ممدودة وبضم ثانيه مقصورة اسم ملك عمان ووهم الجوهري فقصره مع فتح ثانيه قال الأعشى وجلنداء اه بل سيأتي للمؤلف في جلند نقلاً عن ابن دريد انه يمد ويقصر )
إِنما مده للضرورة وقد روي وجْلَنْدى لَدى عُمانَ مُقيما الجوهري وجُلَنْدى بضم الجيم مقصور اسم ملك عمان

جلحد
الأَزهري في الخماسي عن المفضل رجل جَلَنْدَحٌ وجَلَحْمَد إِذا كان غليظاً ضخماً

جلخد
الليث المُجْلَخِدُّ المضطجع الأَصمعي المُجْلَخِدُّ المستلقي الذي قد رمى بنفسه وامتدّ قال ابن أَحمر يَظَلُّ أَمامَ بَيْتِك مُجْلَخِدّاً كما أَلْقَيْتَ بالسَّنَد الوضِينا وأَنشد يعقوب لأَعرابية تهجو زوجها إِذا اجْلَخَدَّ لم يَكَدْ يُراوِحُ هِلْباجَةٌ جَفَيْسأٌ دُحادِحُ أَي ينام إِلى الصبح لا يراوح بين جنبيه أَي لا ينقلب من جنب إِلى جنب والجَلْخَدِيُّ الذي لا غَناء عنده جلسد جَلْسَد والجَلْسَد صنم كان يُعبد في الجاهلية قال كما كَبَّرَ مَنْ يَمْشي إِلى الجَلْسَد وذكر الجوهري في ترجمة جسد قال الجلسد بزيادة اللام اسم صنم قال الشاعر فباتَ يَجْتابُ شُقارَى كما بَيْقَرَ مَنْ يَمْشي إِلى الجَلْسَدِ قال ابن بري البيت للمثقب العبدي قال وذكر أَبو حنيفة أَنه لعديّ بن الرقاع

جلسد
جَلْسَد والجَلْسَد صنم كان يُعبد في الجاهلية قال كما كَبَّرَ مَنْ يَمْشي إِلى الجَلْسَد وذكر الجوهري في ترجمة جسد قال الجلسد بزيادة اللام اسم صنم قال الشاعر فباتَ يَجْتابُ شُقارَى كما بَيْقَرَ مَنْ يَمْشي إِلى الجَلْسَدِ قال ابن بري البيت للمثقب العبدي قال وذكر أَبو حنيفة أَنه لعديّ بن الرقاع

جلعد
حمار جَلْعَدٌ غليظ وناقة جَلْعَد قوية ظهيرة شديدة وبعير جُلاعِد كذلك وامرأَة جَلْعد مسنة كبيرة والجَلْعَد الصلب الشديد الأَزهري الجمل الشديد يقال له الجُلاعد وأَنشد للفقعسي صَوَّى لها ذا كِدْنَةٍ جُلاعِدا لم يَرْعَ بالأَصيافِ إِلاَّ فارِدا والجُلاعِدُ الشديد الصلب والجمع الجَلاعِدُ بالفتح وفي شعر حميد بن ثور فحمل الهمَّ كباراً جَلْعَدا الجَلْعَدُ الصلب الشديد قال وفي النوادر يقال رأَيته مُجْرَعِبّاً ومُجْلَعِبَّاً ومُجْلَعِدَّاً ومُسْلَحِدَّاً إِذا رأَيته مصروعاً ممتدّاً واجْلَعَدَّ الرجل إِذا امتد صريعاً وجَلْعَدْته أَنا وقال جندل كانوا إِذا ما عاينوني جُلْعِدُوا وصَمَّهم ذُو نَقِمات صِنْدِدُ والصِّنْدِد السيد وجَلْعَد موضع ببلاد قيس

جلمد
الجَلْمَدُ والجُلْمود الصخر وفي المحكم الصخرة وقيل الجَلْمَد والجُلْمُود أَصغر من الجَنْدل قدر ما يرمى بالقَذَّاف قال الشاعر وَسْط رِجامِ الجَنْدَلِ الجُلْمود وقيل الجلامد كالجَراول وأَرض جَلْمَدَة حَجِرة ابن شميل الجُلْمود مثل رأْس الجدي ودون ذلك شيء تحمله بيدك قابضاً على عرضه ولا يلتقي عليه كفاك جميعاً يدق به النوى وغيره وقال الفرزدق فجاءَ بِجُلْمودٍ له مِثل رأْسِهِ لِيَسْقِي عليه الماءَ بين الصَّرائِم ابن الأَعرابي الجِلْمِد أَتانُ الضَّحْل وهي الصخرة التي تكون في الماء القليل ورجل جَلْمد وجُلْمد شديد الصوت والجَلْمد القطيع الضخم من الإِبل وقوله أَنشده أَبو إِسحق أَو مائِه تَجْعَلُ أَولادَها لغواً وعُرْضُ المائِهِ الجَلْمَدُ أَراد ناقة قوية أَي الذي يعارضها في قوتها الجلمد ولا تجعل أَولادها من عددها وضأْن جَلْمد تزيد على المائة وأَلقى عليه جَلامِيدَه أَي ثقله عن كراع أَبو عمرو الجَلْمَدَةُ البقرة والجَلْمَد الإِبل الكثيرة والبقر وذات الجَلامِيدِ موضع

جلند
التهذيب في الرباعي رجل جَلَنْدَدٌ أَي فاجر يتبع الفجور وأَنشد قامت تُناجِي عامراً فأَشْهَدا وكان قِدْماً ناجياً جَلَنْدَدا قد انتهى لَيْلَتَه حتى اغْتدى ابن دريد جُلَنْداء اسم ملك عُمان يمدّ ويقصر ذكره الأَعشى في شعره

جمد
الجَمَد بالتحريك الماء الجامد الجوهري الجَمْد بالتسكين ما جَمَد من الماء وهو نقيض الذوب وهو مصدر سمي به والجَمَدُ بالتحريك جمع جامد مثل خادم وخدم يقال قد كثر الجمد ابن سيده جمَدَ الماء والدم وغيرهما من السيالات يَجْمُد جُموداً وجَمْداً أَي قام وكذلك الدم وغيره إِذا يبس وقد جمد وماء جَمْد جامد وجَمَد الماءُ والعصارة حاول أَن يَجْمُد والجَمَد الثلج ولَكَ جامدُ المال وذائبُه أَي ما جَمَد منه وما ذاب وقيل أَي صامته وناطقه وقيل حجره وشجره ومُخَّةٌ جامدة أَي صُلْبة ورجلٌ جامدُ العين قليل الدمع الكسائي ظلت العين جُمادَى أَي جامدةً لا تَدْمَع وأَنشد من يَطْعَمِ النَّوْمَ أَو يَبِتْ جَذِلاً فالعَيْنُ مِنِّي للهمّ لم تَنَمِ تَرْعى جُمادَى النهارَ خاشعةً والليلُ منها بِوَادِقٍ سَجِمِ أَي ترعى النهار جامدة فإِذا جاء الليل بكت وعين جَمود لا دَمْع لها والجُمادَيان اسمان معرفة لشهرين إِذا أَضفت قلت شهر جمادى وشهرا جمادى وروي عن أَبي الهيثم جُمادى ستَّةٍ هي جمادى الآخرة وهي تمام ستة أَشهر من أَول السنة ورجب هو السابع وجمادى خمسَةٍ هي جمادى الأُولى وهي الخامسة من أَول شهور السنة قال لبيد حتى إِذا سَلَخا جمادى ستة هي جمادى الآخرة أَبو سعيد الشتاء عند العرب جمادى لجمود الماء فيه وأَنشد للطرماح ليلة هاجت جُمادِيَّةً ذاتَ صِرٍّ جِرْبياءَ النسام أَي ليلة شتوية الجوهري جمادى الأُولى وجمادى الآخرة بفتح الدال فيهما من أَسماء الشهور وهو فعالى منَ الجمَد
( * قوله « فعالى من الجمد » كذا في الأصل بضبط القلم والذي في الصحاح فعالى من الجمد مثل عسر وعسر )
ابن سيده وجمادى من أَسماء الشهور معرفة سميت بذلك لجمود الماء فيها عند تسمية الشهور وقال أَبو حنيفة جمادى عند العرب الشتاء كله في جمادى كان الشتاء أَو في غيرها أَوَلا ترى أَن جمادى بين يدي شعبان وهو مأْخوذ من التشتت والتفرق لأَنه في قبَل الصيف ؟ قال وفيه التصدع عن المبادي والرجوع إِلى المخاض قال الفراء الشهور كلها مذكرة إِلا جماديين فإِنهما مؤَنثان قال بعض الأَنصار إِذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها زانَ جِناني عَطَنٌ مُغْضِفُ
( * قوله « عطن » كذا بالأصل ولعله عطل باللام أي شمراخ النخل )
يعني نخلاً يقول إِذا لم يكن المطر الذي به العشب يزين مواضع الناس فجناني تزين بالنخل قال الفراء فإِن سمعت تذكير جمادى فإِنما يذهب به إِلى الشهر والجمع جُماديات على القياس قال ولو قيل جِماد لكان قياساً وشاة جَماد لا لبن فيها وناقة جماد كذلك لا لبن فيها وقيل هي أَيضاً البطيئة قال ابن سيده ولا يعجبني التهذيب الجَمادُ البَكيئَة وهي القليلة اللبن وذلك من يبوستها جَمَدَت تَجْمُد جموداً والجَماد الناقة التي لا لبن بها وسنة جَماد لا مطر فيها قال الشاعر وفي السنة الجَمادِ يكون غيثاً إِذا لم تُعْطِ دِرَّتَها الغَضوبُ التهذيب سنة جامدة لا كلأَ فيها ولا خصب ولا مطر وناقة جَماد لا لبن لها والجماد بالفتح الأَرض التي لم يصبها مطر وأَرض جماد لم تمطر وقيل هي الغليظة التهذيب أَرض جَماد يابسة لم يصبها مطر ولا شيء فيها قال لبيد أَمْرَعَتْ في نَداهُ إِذ قَحَطَ القط رُ فَأَمْسَى جَمادُها مَمْطُورَا ابن سيده الجُمْد والجُمُد والجَمَد ما ارتفع من الأَرض والجمع أَجْماد وجِماد مثل رُمْح وأَرْماح ورِماح والجُمْد والجُمُد مثل عُسْر وعُسُر مكان صلب مرتفع قال امرؤ القيس كأَنَّ الصِّوارَ إِذ يُجاهِدْنَ غُدْوة على جُمُدٍ خَيْلٌ تَجُولُ بأَجلالِ ورجل جَماد الكف بخيل وقد جَمَد يَجْمُد بخل ومنه حديث محمد بن عمران التيمي إِنا والله ما نَجْمُد عند الحق ولا نَتَدَفَّقُ عند الباطل حكاه ابن الأَعرابي وهو جامد إِذا بخل بما يلزمه من الحق والجامد البخيل وقال المتلمس جَمادِ لها جَمادِ ولا تَقُولَنْ لها أَبداً إِذا ذُكِرت حَمادِ ويروى ولا تقولي ويقال للبخيل جَمادِ له أَي لا زال جامد الحال وإِنما بني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر أَي الجمود كقولهم فَجارِ أَي الفجرة وهو نقيض قولهم حَمادِ بالحاء في المدح وأَنشد بيت المتلمس وقال معناه أَي قولي لها جُموداً ولا تقولي لها حمداً وشكراً وفي نسخة من التهذيب حَمادِ لها حَمادِ ولا تَقُولي طُوالَ الدَّهْر ما ذُكِرَت جَمادِ وفسر فقال احمدها ولا تذمها والمُجْمِدُ البَرِمُ وربما أَفاض بالقداح لأَجل الإِيسار قال ابن سيده والمجمد البخيل المتشدّد وقيل هو الذي لا يدخل في الميسر ولكنه يدخل بين أَهل الميسر فيضرب بالقداح وتوضع على يديه ويؤتمن عليها فيلزم الحق من وجب عليه ولزمه وقيل هو الذي لم يفز قدحه في الميسر قال طرفة بن العبد في المجمد يصف قِدْحاً وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حَويرَه على النار واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِد قال ابن بري ويروى هذا البيت لعدي بن زيد قال وهو الصحيح وأَراد بالأَصفر سهماً والمضبوح الذي غيرته النار وحويرُه رجوعه يقول انتظرت صوته على النار حتى قوّمته وأَعلمته فهو كالمحاورة منه وكان الأَصمعي يقول هو الداخل في جمادى وكان جمادى في ذلك الوقت شهر برد وقال ابن الأَعرابي سمي الذي يدخل بين أَهل الميسر ويضرب بالقداح ويؤتمن عليها مُجْمِداً لأَنه يُلْزِمُ الحق صاحبه وقيل المجمد هنا الأمين التهذيب أَجْمَدَ يُجْمِدُ إِجْماداً فهو مُجْمد إِذا كان أَميناً بين القوم أَبو عبيد رجل مُجْمِد أَمين مع شح لا يخدع وقال خالد رجل مُجْمِد بخيل شحيح وقال أَبو عمرو في تفسير بيت طَرفة استودعت هذا القدح رجلاً يأْخذه بكلتا يديه فلا يخرج من يديه شيء وأَجْمَد القوم قلَّ خيرهم وبخلوا والجَماد ضرب من الثياب قال أَبو دواد عَبَقَ الكِباءُ بهنّ كل عشية وغَمَرْنَ ما يَلْبَسْنَ غَيْرَ جَماد ابن الأَعرابي الجوامد الأُرَفُ وهي الحدود بين الأَرضين واحدها جامد والجامد الحد بين الدارين وجمعه جَوامد وفلان مُجامدي إِذا كان جارك بيتَ بيتَ وكذلك مُصاقِبي ومُوارِفي ومُتاخِمِي وفي الحديث إِذا وقعت الجَوامِدُ فلا شُفْعَة هي الحدود الفراء الجِماد الحجارة واحدها جَمَد أَبو عمرو سيف جَمَّاد صارم وأَنشد والله لو كنتم بأَعْلَى تَلْعَة من رأْسِ قُنْفُذٍ آو رؤوسِ صِماد لسمعتم من حَرِّ وَقْعِ سيوفنا ضرباً بكل مهنَّد جَمَّاد والجُمُدُ مكان حزن وقال الأَصمعي هو المكان المرتفع الغليظ وقال ابن شميل الجُمُد قارة ليست بطويلة في السماء وهي غليظة تغلظ مرة وتلين أُخرى تنبت الشجر ولا تكون إِلا في أَرض غليظة سميت جُمُداً من جُمُودها أَي من يبسها والجُمُد أَصغر الآكام يكون مستديراً صغيراً والقارة مستديرة طويلة في السماء ولا ينقادان في الأَرض وكلاهما غليظ الرأْس ويسميان جميعاً أَكمة قال وجماعة الجُمُد جِماد ينبت البقل والشجر قال وأَما الجُمُود فأَسهل من الجُمُد وأَشد مخالطة للسهول ويكون الجُمُود في ناحية القُفِّ وناحية السهول وتجمع الجُمُد أَجْماداً أَيضاً قال لبيد فأَجْمادُ ذي رَنْدٍ فأَكنافُ ثادِق والجُمُد جبل مثل به سيبويه وفسره السيرافي قال أُمية بن أَبي الصلت سُبحانه ثم سبحاناً يَعود له وقَبْلَنا سَبَّحَ الجُوديُّ والجُمُد والجُمُد بضم الجيم والميم وفتحهما جبل معروف ونسب ابن الأَثير عجز هذا البيت لورقة بن نوفل ودارة الجُمُد موضع عن كراع وجُمْدان موضع بين قُدَيْد وعُسْفان قال حسان لقد أَتى عن بني الجَرْباءِ قولُهُمُ ودونهم دَفُّ جُمْدانٍ فموضوعُ وفي الحديث ذكر جُمْدان بضم الجيم وسكون الميم وفي آخره نون جبل على ليلة من المدينة مر عليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا جُمْدان سَبَقَ المُفَرِّدون

جمعد
الجَمْعَد حجارة مجموعة عن كراع والصحيح الجَمْعَرَة

جند
الجُنْد معروف والجُنْد الأَعوان والأَنصار والجُنْد العسكر والجمع أَجناد وقوله تعالى إِذ جاءَتكم جنود فأَرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها الجنود التي جاءَتهم هم الأَحزاب وكانوا قريشاً وغَطَفَان وبني قُريظة تحزبوا وتظاهروا على حرب النبي صلى الله عليه وسلم فأَرسل الله عليهم ريحاً كفأَت قدورهم وقلعت فساطيطهم وأَظعنتهم من مكانهم والجنود التي لم يروها الملائكة وجند مُجَنَّد مجموع وكل صنف على صفة من الخلق جند على حدة والجمع كالجمع وفلان جَنَّدَ الجنود وفي الحديث الأَرواح جنود مُجَنَّدة فما تعارف منها ائْتَلف وما تناكر منها اختلف والمجندة المجموعة وهذا كما يقال أَلْف مؤَلفة وقَناطِيرُ مُقَنطَرَةٌ أَي مُضَعَّفة ومعناه الإِخبار عن مبدإِ كون الأَرواح وتقدمها الأَجساد أَي أَنها خلقت أَوّل خلقها على قسمين من ائتلاف واختلاف كالجنود المجموعة إِذا تقابلت وتواجهت ومعنى تقابل الأَرواح ما جعلها الله عليه من السعادة والشقاوة والأَخلاق في مبدإِ الخلق يقول إِن الأَجساد التي فيها الأَرواح تلتقي في الدنيا فتأْتلف وتختلف على حسب ما خلقت عليه ولهذا ترى الخَيَّرَ يحب الخَيِّر ويميل إِلى الأَخيار والشِّرِّير يحب الأَشرار ويميل إِليهم ويقال هذا جند قد أَقبل وهؤلاء جنود قد أَقبلوا قال الله تعالى جند مّا هنالك مهزوم من الأَحزاب فوحَّد النعت لأَن فقظ الجند
( * هنا بياض بالأصل ولعل الساقط منه مفرد أو واحد )
وكذلك الجيش والحزب والجند المدينة وجمعها أَجناد وخص أَبو عبيدة به مدن الشام وأَجناد الشام خمس كور ابن سيده يقال الشام خمسة أَجناد دِمَشْق وحِمْص وقِنَّسْرِين والأُرْدُنُّ وفِلَسْطِين يقال لكل مدينة منها جند قال الفرزدق فقلت ما هو إِلا الشام نركبه كأَنما الموتُ في أَجناده البَغَر البَغَر العطش يصيب الإِبل فلا تروى وهي تموت عنه وفي حديث عمر أَنه خرج إِلى الشام فلقيه أُمراء الأَجناد وهي هذه الخمسة أَماكن كل واحد منها يسمى جُنْداً أَي المقيمين بها من المسلمين المقاتلين وفي حديث سالم سترنا البيت بِجُناديٍّ أَخضر فدخل أَبو أَيوب فلما رآه خرج إِنكاراً له قيل هو جنس من الأَنماط أَو الثياب يستر بها الجدران والجَنَد الأَرض الغليظة وقيل هي حجارة تشبه الطين والجَنَد موضع باليمن وهي أَجود كورها وفي الصحاح وجَنَد بالتحريك بلد باليمن وفي الحديث ذكر الجَنَد بفتح الجيم والنون أَحد مَخاليف اليمن وقيل هي مدينة معروفة بها وجُنَيْد وجَنَّاد وجُنادة أَسماء وجُنادة أَيضاً حيّ وجُنْدَيْسابُورُ موضع ولفظه في الرفع والنصب سواء لعجمته وأَجنادانُ وأَجنادَيْنُ موضع النونُ معربة بالرفع قال ابن سيده وأُرى البناء قد حكي فيها ويوم أَجنادَيْنِ يوم معروف كان بالشام أَيام عمر وهو موضع مشهور من نواحي دمشق وكانت الوقعة العظيمة بين المسلمين والروم فيه وفي الحديث كان ذلك يوم أَجْيادِينَ وهو بفتح الهمزة وسكون الجيم وبالياء تحتها نقطتان جبل بمكة وأَكثر الناس يقولونه بالنون وفتح الدال المهملة وقد تكسر

جهد
الجَهْدُ والجُهْدُ الطاقة تقول اجْهَد جَهْدَك وقيل الجَهْد المشقة والجُهْد الطاقة الليث الجَهْدُ ما جَهَد الإِنسان من مرض أَو أَمر شاق فهو مجهود قال والجُهْد لغة بهذا المعنى وفي حديث أُمِّ معبد شاة خَلَّفها الجَهْد عن الغنم قال ابن الأَثير قد تكرر لفظ الجَهْد والجُهْد في الحديث وهو بالفتح المشقة وقيل هما لغتان في الوسع والطاقة فأَما في المشقة والغاية فالفتح لا غير ويريد به في حديث أُم معبد في الشاة الهُزال ومن المضموم حديث الصدقة أَيُّ الصدقة أَفضل قال جُهْدُ المُقِلِّ أَيْ قدر ما يحتمله حال القليل المال وجُهِدَ الرجل إِذا هُزِلَ قال سيبويه وقالوا طلبتَه جُهْدَك أَضافوا المصدر وإِن كان في موضع الحال كما أَدخلوا فيه الأَلف واللام حين قالوا أَرسَلَها العِراكَ قال وليس كل مصدر مضافاً كما أَنه ليس كل مصدر تدخله الأَلف واللام وجَهَدَ يَجْهَدُ جَهْداً واجْتَهَد كلاهما جدَّ وجَهَدَ دابته جَهْداً وأَجْهَدَها بلغ جَهْدها وحمل عليها في السير فوق طاقتها الجوهري جَهَدْته وأَجْهَدْته بمعنى قال الأَعشى فجالتْ وجالَ لها أَرْبعٌ جَهَدْنا لها مَعَ إِجهادها وجَهْدٌ جاهد يريدون المبالغة كما قالوا شِعْرٌ شَاعر ولَيْل لائل قال سيبويه وتقول جَهْدواي أَنك ذاهب تجعل جَهْد
( * قوله « تجعل جهد إلخ » كذا بالأصل ولم يتكلم على بقية الكلمة ) ظرفاً وترفع أَن به على ما ذهبوا إِليه في قولهم حقاً أَنك ذاهب وجُهِد الرجل بلغ جُهْده وقيل غُمَّ وفي خبر قيس بن ذريح أَنه لما طلق لُبْنَى اشتدّ عليه وجُهِدَ وضَمِنَ وجَهَد بالرجل امتحنه عن الخير وغيره الأَزهري الجَهْد بلوغك غاية الأَمر الذي لا تأْلو على الجهد فيه تقول جَهَدْت جَهْدي واجْتَهَدتُ رأْبي ونفسي حتى بلغت مَجهودي قال وجهدت فلاناً إِذا بلغت مشقته وأَجهدته على أَن يفعل كذا وكذا ابن الكسيت الجَهْد الغاية قال الفراء بلغت به الجَهْد أَي الغاية وجَهَدَ الرجل في كذا أَي جدَّ فيه وبالغ وفي حديث الغسل إِذا جلس بين شعبها الأَربع ثم جَهَدَها أَي دفعها وحفزها وقيل الجَهْد من أَسماء النكاح وجَهَده المرض والتعب والحب يَجْهَدُه جَهْداً هزله وأَجْهَدَ الشيبُ كثر وأَسرع قال عدي بن زيد لا تؤاتيكَ إِنْ صَحَوْتَ وإِنْ أَج هَدَ في العارِضَيْن منك القَتِيرُ وأَجْهَدَ فيه الشيب إِجْهاداً إِذا بدا فيه وكثر والجُهْدُ الشيء القليل يعيش به المُقِلُّ على جهد العيش وفي التنزيل العزيز والذين لا يجدون إِلاَّ جُهْدَهم على هذا المعنى وقال الفراء الجُهْدُ في هذه الآية الطاقة تقول هذا جهدي أَي طاقتي وقرئ والذين لا يجدون إِلا جُهدهم وجَهدَهم بالضم والفتح الجُهْد بالضم الطاقة والجَهْد بالفتح من قولك اجْهَد جَهْدك في هذا الأَمر أَي ابلغ غايتك ولا يقال اجْهَد جُهْدك والجَهاد الأَرض المستوية وقيل الغليظة وتوصف به فيقال أَرض جَهاد ابن شميل الجَهاد أَظهر الأَرض وأَسواها أَي أَشدّها استواء نَبَتَتْ أَو لم تَنْبُتْ ليس قربه جبل ولا أَكمة والصحراء جَهاد وأَنشد يَعُودُ ثَرَى الأَرضِ الجَهادَ ويَنْبُتُ ال جَهادُ بها والعُودُ رَيَّانُ أَخضر أَبو عمرو الجَماد والجَهاد الأَرض الجدبة التي لا شيء فيها والجماعة جُهُد وجُمُد قال الكميت أَمْرَعَتْ في نداه إِذ قَحَطَ القط رُ فأَمْسى جَهادُها ممطورا قال الفراء أَرض جَهاد وفَضاء وبَراز بمعنى واحد وفي الحديث أَنه عليه الصلاة والسلام نزل بأَرضٍ جَهادٍ الجَهاد بالفتح الأَرض الصلبة وقيل هي التي لا نبات بها وقول الطرمَّاح ذاك أَمْ حَقْباءُ بَيْدانة غَرْبَةُ العَيْنِ جَهادُ السَّنام جعل الجهاد صفة للأَتان في اللفظ وإِنما هي في الحقيقة للأَرض أَلا ترى أَنه لو قال غربة العين جهاد لم يجز لأَن الأَتان لا تكون أَرضاً صلبة ولا أَرضاً غليظة ؟ وأَجْهَدَتْ لك الأَرض برزت وفلان مُجهِد لك محتاط وقد أَجْهَد إِذا احتاط قال نازَعْتُها بالهَيْنُمانِ وغَرَّها قِيلِي ومَنْ لكِ بالنَّصِيح المُجْهِدِ ؟ ويقال أَجْهَدَ لك الطريقُ وأَجهَدَ لك الحق أَي برز وظهر ووضح وقال أَبو عمرو بن العلاء حلف بالله فَأَجْهد وسار فَأَجْهَد ولا يكون فَجَهَد وقال أَبو سعيد أَجْهَدَ لك الأَمر أَي أَمكنك وأَعرض لك أَبو عمرو أَجْهَدَ القوم لي أَي أَشرفوا قال الشاعر لما رأَيتُ القومَ قد أَجهَدوا ثُرْت إِليهم بالحُسامِ الصَّقِيلْ الأَزهري عن الشعبي قال الجُهْدُ في الغُنْيَة والجَهْدُ في العمل ابن عرفة الجُهد بضم الجيم الوُسع والطاقة والجَهْدُ المبالغة والغاية ومنه قوله عزّ وجل جَهْد أَيمانهم أَي بالغوا في اليمين واجتهدوا فيها وفي الحديث أَعوذ بالله من جَهْد البلاء قيل إِنها الحالة الشاقة التي تأْتي على الرجل يختار عليها الموت ويقال جَهْد البلاء كثرة العيال وقلة الشيء وفي حديث عثمان والناس في جيش العسرة مُجْهِدون أَي معسرون يقال جُهِدَ الرجل فهو مجهود إِذا وجد مشقة وجُهِدَ الناس فهم مَجُهودون إِذا أَجدبوا فأَما أَجْهَدَ فهو مُجْهِدٌ بالكسر فمعناه ذو جَهْد ومشقة أَو هو من أَجهَد دابته إِذا حمل عليها في السير فوق طاقتها ورجل مُجْهِد إِذا كان ذا دابة ضعيفة من التعب فاستعاره للحال في قلة المال وأُجْهِد فهو مُجْهَد بالفتح أَي أَنه أُوقع في الجهد المشقة وفي حديث الأَقرع والأَبرص فوالله لا أُجْهَدُ اليومَ بشيء أَخذته لله لا أَشُقُّ عليك وأَرُدُّك في شيء تأْخذه من مالي لله عز وجل والمجهود المشتهَى من الطعام واللبن قال الشماخ يصف إِبلاً بالغزارة تَضْحَى وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتُها غُرَفاً من ناصِعِ اللون حُلْوِ الطَّعْمِ مَجْهودِ فمن رواه حلو الطعم مجهود أَراد بالمجهود المشتهى الذي يلح عليه في شربه لطيبه وحلاوته ومن رواه حلو غير مجهود فمعناه أَنها غزار لا يجهدها الحلب فينهك لبنها وفي المحكم معناه غير قليل يجهد حلبه أَو تجهد الناقة عند حلبه وقال الأَصمعي في قوله غير مجهود أَي أَنه لا يمذق لأَنه كثير قال الأَصمعي كل لبن شُدَّ مَذْقُهُ بالماء فهو مجهود وجَهَدت اللبن فهو مجهود أَي أَخرجت زبده كله وجَهدْتُ الطعامَ اشتهيته والجاهد الشهوان وجُهِدَ الطعام وأُجْهِد أَي اشتُهِيَ وجَهَدْتُ الطعامَ أَكثرت من أَكله ومرعى جَهِيد جَهَدَه المال وجُهِدَ الرجل فهو مجهود من المشقة يقال أَصابهم قحوط من المطر فجُهِدُوا جَهْداً شديداً وجَهِدَ عيشهم بالكسر أَي نكد واشتد والاجتهاد والتجاهد بذل الوسع والمجهود وفي حديث معاذ اجْتَهَدَ رَأْيَ الاجْتِهادِ بذل الوسع في طلب الأَمر وهو افتعال من الجهد الطاقة والمراد به رد القضية التي تعرض للحاكم من طريق القياس إِلى الكتاب والسنة ولم يرد الرأْي الذي رآه من قبل نفسه من غير حمل على كتاب أَو سنة أَبو عمرو هذه بقلة لا يَجْهَدُها المال أَي لا يكثر منها وهذا كَلأٌ يَجْهَدُه المال إِذا كان يلح على رعيته وأَجْهَدوا علينا العداوة جدُّوا وجاهَدَ العدوَّ مُجاهَدة وجِهاداً قاتله وجاهَد في سبيل الله وفي الحديث لا هِجرة بعد الفتح ولكن جِهاد ونِيَّةٌ الجهاد محاربة الأَعداء وهو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أَو فعل والمراد بالنية إِخلاص العمل لله أَي أَنه لم يبق بعد فتح مكة هجرة لأَنها قد صارت دار إِسلام وإِنما هو الإِخلاص في الجهاد وقتال الكفار والجهاد المبالغة واستفراغ الوسع في الحرب أَو اللسان أَو ما أَطاق من شيء وفي حديث الحسن لا يَجْهَدُ الرجلُ مالَهُ ثم يقعد يسأَل الناس قال النضر قوله لا يجهد ماله أَي يعطيه ويفرقه جميعه ههنا وههنا قال الحسن ذلك في قوله عز وجل يسأَلونك ماذا ينفقون قل العفو ابن الأَعرابي الجَهاض والجَهاد ثمر الأَراك وبنو جُهادة حيّ والله أَعلم

جود
الجَيِّد نقيض الرديء على فيعل وأَصله جَيْوِد فقلبت الواو ياء لانكسارها ومجاورتها الياء ثم أُدغمت الياء الزائدة فيها والجمع جِياد وجيادات جمع الجمع أَنشد ابن الأَعرابي كم كان عند بَني العوّامِ من حَسَب ومن سُيوف جِياداتٍ وأَرماحِ وفي الصحاح في جمعه جيائد بالهمز على غير قياس وجاد الشيءُ جُودة وجَوْدة أَي صار جيِّداً وأَجدت الشيءَ فجاد والتَّجويد مثله وقد قالوا أَجْوَدْت كما قالوا أَطال وأَطْوَلَ وأَطاب وأَطْيَبَ وأَلان وأَلْيَن على النقصان والتمام ويقال هذا شيء جَيِّدٌ بَيِّن الجُودة والجَوْدة وقد جاد جَوْدة وأَجاد أَتى بالجَيِّد من القول أَو الفعل ويقال أَجاد فلان في عمله وأَجْوَد وجاد عمله يَجود جَوْدة وجُدْت له بالمال جُوداً ورجل مِجْوادٌ مُجِيد وشاعر مِجْواد أَي مُجيد يُجيد كثيراً وأَجَدْته النقد أَعطيته جياداً واستجدت الشيء أَعددته جيداً واستَجاد الشيءَ وجَده جَيِّداً أَو طلبه جيداً ورجل جَواد سخيّ وكذلك الأُنثى بغير هاء والجمع أَجواد كسَّروا فَعالاً على أَفعال حتى كأَنهم إِنما كسروا فَعَلاً وجاودت فلاناً فَجُدْته أَي غلبته بالجود كما يقال ماجَدْتُه من المَجْد وجاد الرجل بماله يجُود جُوداً بالضم فهو جواد وقوم جُود مثل قَذال وقُذُل وإِنما سكنت الواو لأَنها حرف علة وأَجواد وأَجاودُ وجُوُداء وكذلك امرأَة جَواد ونسوة جُود مثل نَوارٍ ونُور قال أَبو شهاب الهذلي صَناعٌ بِإِشْفاها حَصانٌ بشَكرِها جَوادٌ بقُوت البَطْن والعِرْقُ زاخِر قوله العرق زاخر قال ابن برّي فيه عدّة أَقوال أَحدها أَن يكون المعنى أَنها تجود بقوتها عند الجوع وهيجان الدم والطبائع الثاني ما قاله أَبو عبيدة يقال عرق فلان زاخر إِذا كان كريماً ينمى فيكون معنى زاخر أَنه نامٍ في الكرم الثالث أَن يكون المعنى في زاخر أَنه بلغ زُخارِيَّه يقال بلغ النبت زخاريه إِذا طال وخرج زهره الرابع أَن يكون العرق هنا الاسم من أَعرق الرجل إِذا كان له عرق في الكرم وفي الحديث تجَوَّدْتُها لك أَي تخيرت الأَجود منها قال أَبو سعيد سمعت أَعرابيّاً قال كنت أَجلس إِلى قوم يتجاوبون ويتجاودون فقلت له ما يتجاودون ؟ فقال ينظرون أَيهم أَجود حجة وأَجواد العرب مذكورون فأَجواد أَهل الكوفة هم عكرمة بن ربعي وأَسماء بن خارجة وعتاب بن ورقاء الرياحي وأَجواد أَهل البصرة عبيد الله بن أَبي بكرة ويكنى أَبا حاتم وعمر بن عبدالله بن معمر التيمي وطلحة بن عبدالله بن خلف الخزاعي وهؤلاء أَجود من أَجواد الكوفة وأَجواد الحجاز عبدالله بن جعفر بن أَبي طالب وعبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وهما أَجود من أَجواد أَهل البصرة فهؤلاء الأَجواد المشهورون وأَجواد الناس بعد ذلك كثير والكثير أَجاود على غير قياس وجُود وجُودة أَلحقوا الهاء للجمع كما ذهب إِليه سيبويه في الخؤْولة وقد جاد جُوداً وقول ساعدة إِني لأَهْواها وفيها لامْرِئٍ جادت بِنائلها إِليه مَرْغَبُ إِنما عداه بإِلى لأَنه في معنى مالت إِليه ونساء جُود قال الأَخطل وهُنَّ بالبَذْلِ لا بُخْلٌ ولا جُود واستجاده طلب جوده ويقال جاد به أَبواه إِذا ولداه جواداً وقال الفرزدق قوم أَبوهم أَبو العاصي أَجادَهُمُ قَرْمٌ نَجِيبٌ لجدّاتٍ مَناجِيبِ وأَجاده درهماً أَعطاه إِياه وفرس جواد بَيِّنُ الجُودة والأُنثى جواد أَيضاً قال نَمَتْهُ جَواد لا يُباعُ جَنِينُها وفي حديث التسبيح أَفضل من الحمل على عشرين جواداً وفي حديث سليم بن صرد فسرت إِليه جواداً أَي سريعاً كالفرس الجواد ويجوز أَن يريد سيراً جواداً كما يقال سرنا عُقْبَةً جَواداً أَي بعيدة وجاد الفرس أَي صار رائعاً يجود جُودة بالضم فهو جواد للذكر والأُنثى من خيل جياد وأَجياد وأَجاويد وأَجياد جبل بمكة صانها الله تعالى وشرّفها سمي بذلك لموضع خيل تبع وسمي قُعَيْقِعان لموضع سلاحه وفي الحديث باعده الله من النار سبعين خريفاً للمُضَمِّرِ المُجِيد المجيد صاحب الجواد وهو الفرس السابق الجيد كما يقال رجل مُقْوٍ ومُضْعِف إِذا كانت دابته قوية أَو ضعيفة وفي حديث الصراط ومنهم من يمر كأَجاويد الخيل هي جمع أَجواد وأَجواد جمع جواد وقول ذروة بن جحفة أَنشده ثعلب وإِنك إِنْ حُمِلتَ على جَواد رَمَتْ بك ذاتَ غَرْزٍ أَو رِكاب معناه إن تزوجت لم ترض امرأَتك بك شبهها بالفرس أَو الناقة النفور كأَنها تنفر منه كما ينفر الفرس الذي لا يطاوع وتوصف الأَتان بذلك أَنشد ثعلب إِن زَلَّ فُوه عن جَوادٍ مِئْشِيرْ أَصْلَقَ ناباهُ صِياحَ العُصْفورْ
( * قوله « زل فوه » هكذا بالأصل والذي يظهر أنه زلقوه أي أنزلوه عن جواد إلخ قرع بنابه على الأخرى مصوتاً غيظاً )
والجمع جياد وكان قياسه أَن يقال جِواد فتصح الواو في الجمع لتحركها في الواحد الذي هو جواد كحركتها في طويل ولم يسمع مع هذا عنهم جِواد في التكسير البتة فأَجروا واو جواد لوقوعها قبل الأَلف مجرى الساكن الذي هو واو ثوب وسوط فقالوا جياد كما قالوا حياض وسياط ولم يقولوا جواد كما قالوا قوام وطوال وقد جاد في عدوه وجوّد وأَجود وأَجاد الرجل وأَجود إِذا كان ذا دابة جواد وفرس جواد قال الأَعشى فَمِثْلُكِ قد لَهَوْتُ بها وأَرضٍ مَهَامِهَ لا يَقودُ بها المُجِيدُ واستَجادَ الفرسَ طلبه جَواداً وعدا عَدْواً جَواداً وسار عُقْبَةً جَواداً أَي بعيدة حثيثة وعُيْبَتَين جوادين وعُقَباً جياداً وأَجواداً كذلك إِذا كانت بعيدة ويقال جوّد في عدوه تجويداً وجاد المطر جَوْداً وبَلَ فهو جائد والجمع جَوْد مثل صاحب وصَحْب وجادهم المطر يَجُودهم جَوْداً ومطر جَوْد بَيِّنُ الجَوْد غزيز وفي المحكم يروي كل شيء وقيل الجود من المطر الذي لا مطر فوقه البتة وفي حديث الاستسقاء ولم يأْت أَحد من ناحية إِلا حدَّث بالجَوْد وهو المطر الواسع الغزير قال الحسن فأَما ما حكى سيبويه من قولهم أَخذتنا بالجود وفوقه فإِنما هي مبالغة وتشنيع وإِلاَّ فليس فوق الجَوْد شيء قال ابن سيده هذا قول بعضهم وسماء جَوْد وصفت بالمصدر وفي كلام بعض الأَوائل هاجت بنا سماء جَوْد وكان كذا وكذا وسحابة جَوْد كذلك حكاه ابن الأَعرابي وجِيدَت الأَرضُ سقاها الجَوْد ومنه الحديث تركت أَهل مكة وقد جِيدُوا أَي مُطِروا مَطَراً جَوْداً وتقول مُطِرْنا مَطْرَتين جَوْدَين وأَرض مَجُودة أَصابها مطر جَوْد وقال الراجز والخازِبازِ السَّنَمَ المجُودا وقال الأَصمعي الجَوْد أَن تمطر الأَرض حتى يلتقي الثريان وقول صخر الغيّ يلاعِبُ الريحَ بالعَصْرَينِ قَصْطَلُه والوابِلُونَ وتَهْتانُ التَّجاويد يكون جمعاً لا واحد له كالتعَّاجيب والتَّعاشيب والتباشير وقد يكون جمع تَجْواد وجادت العين تَجُود جَوْداً وجُؤُوداً كثر دمعها عن اللحياني وحتف مُجِيدٌ حاضر قيل أُخذ من جَوْدِ المطر قال أَبو خراش غَدَا يَرتادُ في حَجَراتِ غَيْثٍ فصادَفَ نَوْءَهُ حَتْفٌ مُجِيدُ وأَجاده قتله وجاد بنفسه عند الموت يَجُودُ جَوْداً وجو وداً قارب أَن يِقْضِيَ يقال هو يجود بنفسه إِذا كان في السياق والعرب تقول هو يَجُود بنفسه معناه يسوق بنفسه من قولهم إِن فلاناً لَيُجاد إِلى فلان أَي يُساق إِليه وفي الحديث فإِذا ابنه إِبراهيم عليه السلام يَجُود بنفسه أَي يخرجها ويدفعها كما يدفع الإِنسان ماله يجود به قال والجود الكرم يريد أَنه كان في النزع وسياق الموت ويقال جِيدِ فلان إِذا أَشرف على الهلاك كأَنَّ الهلاك جاده وأَنشد وقِرْنٍ قد تَرَكْتُ لدى مِكَرٍّ إِذا ما جادَه النُّزَفُ اسْتَدانا ويقال إِني لأُجادُ إِلى لقائك أَي أَشتاق إِليك كأَنَّ هواه جاده الشوق أَي مطره وإِنه لَيُجاد إِلى كل شيءٍ يهواه وإِني لأُجادُ إِلى القتال لأَشتاق إِليه وجِيدَ الرجلُ يُجادُ جُواداً فهو مَجُود إِذا عَطِش والجَوْدة العَطشة وقيل الجُوادُ بالضم جَهد العطش التهذيب وقد جِيدَ فلان من العطش يُجاد جُواداً وجَوْدة وقال ذو الرمة تُعاطِيه أَحياناً إِذا جِيدَ جَوْدة رُضاباً كطَعْمِ الزَّنْجِبيل المُعَسَّل أَي عطش عطشة وقال الباهلي ونَصْرُكَ خاذِلٌ عني بَطِيءٌ كأَنَّ بِكُمْ إِلى خَذْلي جُواداً أَي عطشاً ويقال للذي غلبه النوم مَجُود كأَن النوم جاده أَي مطره قال والمَجُود الذي يُجْهَد من النعاس وغيره عن اللحياني وبه فسر قول لبيد ومَجُودٍ من صُباباتِ الكَرى عاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَل أَي هو صابر على الفراش الممهد وعن الوطاءِ يعني أَنه عطف نمرقه ووضعها تحت رأْسه وقيل معنى قوله ومجود من صبابات الكرى قيل معناه شَيِّق وقال الأَصمعي معناه صبّ عليه من جَوْد المطر وهو الكثير منه والجُواد النعاس وجادَه النعاس غلبه وجاده هواها شاقه والجُود الجوع قال أَبو خراش تَكادُ يَداه تُسْلِمانِ رِداءَه من الجُود لما استَقْبلته الشَّمائلُ يريد جمع الشَّمال وقال الأَصمعي من الجُود أَي من السخاءِ ووقع القوم في أَبي جادٍ أَي في باطل والجُوديُّ موضع وقيل جبل وقال الزجاج هو جبل بآمد وقيل جبل بالجزيرة استوت عليه سفينة نوح على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام وفي التنزيل العزيز واستوت على الجوديّ وقرأَ الأَعمش واستوت على الجودي بإِرسال الياء وذلك جائز للتخفيف أَو يكون سمي بفعل الأُنثى مثل حطي ثم أُدخل عليه الأَلف واللام عن الفراءِ وقال أُمية ابن أَبي الصلت سبحانه ثم سبحاناً يعود له وقَبلنا سبَّح الجُوديُّ والجُمُدُ وأَبو الجُوديّ رجل قال لو قد حداهنْ أَبو الجُودِيّ بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّوِيّ مُبسْتَوِياتٍ كَنَوى البَرْنيّ وقد روي أَبو الجُوديّ بالذال وسنذكره والجِودِياء بالنبطية أَو الفارسية الكساء وعربه الأَعشى فقال وبَيْداءَ تَحْسَبُ آرامَها رِجالَ إِيادٍ بأَجْيادِها وجَودان اسم الجوهري والجاديُّ الزعفران قال كثير عزة يُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ في كلِّ مَهْجَع ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفُيدُ المَفِيدُ المَدوف

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88