كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

ليح
اللَّيَاحُ واللِّياحُ الثور الأَبيض ويقال للصبح أَيضاً لَِياحٌ ويبالغ فيه فيقال أَبيضُ لَِياحٌ قال الفارسي أَصل هذه الكلمة الواو ولكنها شذت فأَما لِياحٌ فياؤُه منقلبة للكسرة التي قبلها كانقلابها في قِيامٍ ونحوه وأَما رجل مِلْياحٌ في مِلْواح فإِنما قلبت فيه الواو ياء للكسرة التي في الميم فتوهَّموها على اللام حتى كأَنهم قالوا لِواحٌ فقلبوها ياء لذلك قال ابن سيده وليس هذا بابه إِنما ذكرناه لنُحَذِّرَ منه وقد ذكر في باب الواو

متح
المَتْحُ جَذْبُكَ رِشاءَ الدَّلْو تَمُدُّ بيد وتأْخذ بيد على رأْس البئر مَتَحَ الدلوَ يَمْتَحُها مَتْحاً ومَتَح بها وقيل المَتْحُ كالنزع غير أَن المَتْحَ بالقامة وهي البَكْرَةُ قال ولولا أَبو الشَّقْراءِ ما زالَ ماتِحٌ يُعالجُ خَطَّاءً بإِحدى الجَرائِر وقيل الماتِحُ المُسْتَقِي والمائحُ الذي يملأُ الدلو من أَسفل البئر تقول العرب هو أَبْصَرُ من المائح باسْتِ الماتح تعني أَن الماتح فوق المائح فالمائح يَرَى الماتحَ ويرى اسْتَه ويقال رجل ماتح ورجال مُتَّاحٌ وبعير ماتحٌ وجِمالٌ مَواتح ومنه قول ذي الرمة ذِمامُ الرَّكايا أَنْكَرَتْها المَواتِحُ الجوهري الماتحُ المستقي وكذلك المَتُوحُ يقال مَتَحَ الماءَ يَمْتَحُه مَتْحاً إِذا نزعه وفي حديث جرير ما يُقامُ ماتِحُها الماتحُ المستقي من أَعلى البئر أَراد أَن ماءها جارٍ على وجه الأَرض فليس يقامُ بها ماتح لأَن الماتح يحتاج إِلى إِقامته على الآبار ليستقي وتقول مَتَح الدَّلْوَ يَمْتَحُها مَتْحاً إِذا جذبها مستقياً بها وماحَها يَميحُها إِذا ملأَها وبئر مَتُوح يُمْتَحُ منها على البَكْرَةِ وقيل قريبة المَنْزَعِ وقيل هي التي يُمدُّ منها باليدين على البَكْرَةِ نَزْعاً والجمع مُتُحٌ والإِبل تَتَمَتَّحُ في سيرها تُراوِحُ أَيديها قال ذو الرمة لأَيْدي المَهارى خَلْفَها مُتَمَتَّحُ وبيننا فَرْسَخٌ مَتْحاً أَي مَدّاً وفرسخ ماتحٌ ومَتَّاحٌ ممتدّ وفي الأَزهري مَدَّادٌ وسئل ابن عباس عن السفر الذي تُقْصَرُ فيه الصلاةُ فقال لا تقصر إِلا في يوم مَتَّاحٍ إِلى الليل أَراد لا تقصر الصلاة إِلا في مسيرة يوم يمتدّ فيه السير إِلى المَساءِ بلا وَتِيرةٍ ولا نزول الأَصمعي يبقال مَتَحَ النهارُ ومَتَحَ الليلُ إِذا طالا ويوم مَتَّاح طويل تامّ يقال ذلك لنهار الصيف وليل الشتاء ومَتَحَ النهارُ إِذا طال وامتدّ وكذلك أَمْتَحَ وكذلك الليلُ وقولهم سِرْنا عُقْبَةً مَتُوحاً أَي بعيدة الجوهري ومَتَحَ النهار لغة في مَتَعَ ِْإِذا ارْتفع وليل مَتَّاح أَي طويل ومَتَح بسَلْحِه ومَتَخَ به رمى به ومَتَحَ بها ضَرَطَ ومَتَحَ الخمسين قارَبَها والخاءُ أَعلى ومَتَحَه عشرين سوطاً عن ابن الأَعرابي ضربه أَبو سعيد المَتْحُ القَطْع يقال مَتَحَ الشيءَ ومَتَخَه إِذا قطعه من أَصله وفي حديث أُبَيٍّ فلم أَر الرجالَ مَتَحَتْ أَعناقَها إِلى شيء مُتُوحَها إِليه أَي مدت أَعناقها نحوه وقوله مُتُوحَها مصدر غير جار على فعله أَو يكون كالشُّكور والكُفور الأَزهري في ترجمة نَتَحَ روى أَبو تراب عن بعض العرب امتَتَحْتُ الشيءَ وانْتَتَحْته وانتزعته بمعنى واحد ويقال للجراد إِذا ثَبَّتَ أَذْنابه ليَبيضَ مَتَحَ وأَمْتَح ومَتَّحَ وبَنَّ وأَبَنَّ وبَنَّنَ وقَلَزَ وأَقْلَزَ وقَلَّزَ الأَزهري ومَتَخَ الجرادُ بالخاء مثل مَتَح

مجح
التَّمَجُّحُ والتَّبَجُّحُ بالميم والباء البَذْخ والفخرُ وهو يَتَمَجَّحُ ويَتَبَجَّحُ ومَجَحَ يَمْجَحُ مَجْحاً كَبَجَحَ ورجل مَجَّاحٌ بَجَّاحٌ بما لا يملك يمانية ومَجَِحَ مَجْحاً
( * قوله « ومجح مجحاً إلخ » من بابي منع وفرح كما صرح به شارح القاموس ) ومَجَحاً تَكَبَّر والدلوَ في البئر خَضْخَضَها كذلك

محح
المَحُّ الثوبُ الخَلَقُ البالي مَحَّ يَمِحُّ ويَمُحُّ ويَمَحُّ مُحُوحاً ومَحَحاً وأَمَحَّ يُمِحُّ إِذا أَخْلَقَ وكذلك الدار إِذا عَفَتْ وأَنشد أَلا يا قَتْلَ قد خَلُقَ الجَدِيدُ وحُبُّكِ ما يُمِحُّ وما يَبِيدُ وثوب ماحٌّ وفي الحديث فلن تأْتِيَكَ حجة إِلا دَحَضَتْ ولا كتاب زُخْرُفٌ إِلا ذهب نوره ومَحَّ لونُه مَحَّ الكتابُ وأَمحَّ أَي دَرَس وثوب مَحٌّ خَلَقٌ وفي حديث المُنَعَّمةِ وثوبي مَحٌّ أَي خَلَقٌ بالٍ ومُحُّ كل شيءٍ خالصه والمُحُّ والمُحَّةُ صُفْرة البيض قال ابن سيده وإِنما يريدون فَصَّ البيضة لأَن المُحَّ جوهر والصفرة عرض ولا يعبر بالعرض عن الجوهر اللهم إِلا أَن تكون العرب قد سمت مُحَّ البيضة صُفْرَةً قال وهذا ما لا أَعرفه وإِن كانت العامّة قد أُولِعَتْ بذلك وأَنشد الأَزهري لعبد الله بن الزِّبَعْرى كانت قُرَيشٌ بَيْضَةً فتَفَلَّقَتْ فالمُحُّ خالِصُها لعبدِ مَنافِ قال ابن بري من روى خالصة بالتاء فهو في الأصل مصدر كالعافية ومنه قوله تعالى إِنا أَخلصناهم بخالصة ذِكْرَى الدار فذكرى فاعلة بخالصة تقديره بأَن خلصت لهم ذكرى الدار وقد قرئَ بالإِضافة وهي في القِراءَتين مصدر ومن روى خالصه بالهاء فلا إِشكال فيه وقال ابن شُمَيْل مُحُّ البيض ما في جوفه من أَصفر وأَبيض كلُّه مُحٌّ قال ومنهم من قال المُحَّةُ الصفراء والغِرْقئُ البياضُ الذي يؤْكل أَبو عمرو يقال لبياض البيض الذي يؤْكل الآحُ ولصفرتها الماحُ والمُحاحُ الجوعُ ورجل مَحَّاحٌ كذاب يُرْضِي الناسَ بالقول دون الفعل وفي التهذيب يرضي الناسَ بكلامه ولا فعل له وهو الكذوب وقيل هو الكذاب الذي لا يصدقك أَثره يكذبك من أَين جاءَ قال ابن دريد أَحسبهم رووا هذه الكلمة عن أَبي الخطاب الأَخفش ويقال مَحَّ الكذاب يَمُحُّ مَحاحَةً ورجل مَحْمَحٌ ومُحامِحٌ
( * قوله « ومحامح » الذي في القاموس المحمح والمحماح أي بفتح فسكون فيهما لكن الشارح أقر ما هنا فيكون ثلاث لغات وزاد المجد أيضاً المحاح كسحاب الأرض القليلة الحمض والأمح السمين كالأبج وتمحمح تبحبح وتمحمحت المرأَة دنا وضعها ) خفيف نَذْلٌ وقيل ضَيِّقٌ بخيل قال اللحياني وزعم الكسائي أَنه سمع رجلاً من بني عامر يقول إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيءٌ ؟ قلنا مَحْماح أَي لم يبق شيءٌ الأَزهري مَحْمَحَ الرجلُ إِذا أَخلص مودته

مدح
المَدْح نقيض الهجاءِ وهو حُسْنُ الثناءِ يقال مَدَحْتُه مِدْحَةً واحدة ومَدَحَه يَمْدَحُه مَدْحاً ومِدْحَةً هذا قول بعضهم والصحيح أَن المَدْحَ المصدر والمِدْحَةَ الاسم والجمع مِدَحٌ وهو المَدِيحُ والجمع المَدائحُ والأَماديح الأَخيرة على غير قياس ونظيره حَديثٌ وأَحاديثُ قال أَبو ذؤَيب لو كان مِدْحةُ حَيٍّ مُنْشِراً أَحداً أَحْيا أَباكُنَّ يا لَيْلى الأَماديحُ قال ابن بري الرواية الصحيحة ما رواه الأَصمعي وهو لو أَن مِدْحةَ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً أَحيا أُبُوَّتَكَ الشُّمَّ الأَماديحُ وأَنشرت أَحسنُ من منشراً لأَنه ذكر المؤَنث وكان حقه أَن يقول منشرة ففيه ضرورة من هذا الوجه وأَما قوله أَحيا أُبُوَّتك فإِنه يخاطب به رجلاً من أَهله يرثيه كان قتل بالعَمْقاءِ وقبله بأَبيات أَلْفَيْته لا يَذُمُّ القِرْنُ شَوْكَتَه ولا يُخالِطُه في البأْسِ تَسْمِيحُ والتسميحُ الهروب والبأْس بأْس الحرب والمَدائِح جمع المديح من الشعر الذي مُدِحَ به كالمِدْحة والأُمْدُوحةِ ورجل مادِحٌ من قوم مُدَّح ومَديحٌ مَمْدوح وتَمَدَّحَ الرجلُ تكلَّف أَن يُمْدَحَ ورجل مُمَدَّح أَي مَمْدوحٌ جدّاً ومَدَحَ للمُثْنِي لا غير ومَدَح الشاعرُ وامْتَدَح وتَمَدَّح الرجل بما ليس عنده تَشَبَّع وافتخر ويقال فلان يَتَمَدَّحُ إِذا كان يُقَرِّظُ نفسه ويثني عليها والمَمادِحُ ضدّ المَقابح وامْتَدَحتِ الأَرض وتَمَدَّحَتْ اتسعت أُراه على البدل من تَنَدَّحَتْ وانْتَدَحَتْ وامْدَحَّ بطنُه لغة في انْدَحَّ أَي اتسَع وتَمَدَّحتْ خواصر الماشية اتسعت شِبَعا مثل تَنَدَّحَتْ قال الراعي يصف فرساً فلما سَقَيْناها العَكِيسَ تَمَدَّحَتْ خَواصِرُها وازداد رَشْحاً وَريدُها يروى بالدال والذال جميعاً قال ابن بري الشعر للراعي يصف امرأَة وهي أُمُّ خَنْزَرِ بن أَرْقَمَ وكان بينه وبين خَنْزَرٍ هِجاءٌ فهجاه بكون أُمه تَطْرُقُهُ وتطلب منه القِرى وليس يصف فرساً كما ذكر لأَن شعره يدل على أَنه طرقته امرأَة تطلب ضيافته ولذلك قال قبله فلما عَرَفْنا أَنها أُمُّ خَنْزَرٍ جَفاها مَواليها وغابَ مُفِيدُها رَفَعْنا لها ناراً تُثَقِّبُ للقِرى ولِقْحَةَ أَضيافٍ طَويلاً رُكُودُها ولما قَضَتْ من ذي الإِناءِ لُبانةً أَرادتْ إِلينا حاجةً لا نُريدُها والعكيس لبن يخلط بمرق

مذح
المَذَحُ التواءٌ في الفخذين إِذا مشى انسَحجت إِحداهما بالأُخرى ومَذِحَ الرجلُ يَمْذَحُ مَذَحاً إِذا اصْطَكَّتْ فخذاه والتوتا حتى تَسَحَّجتا ومَذِحَتْ فخذاه قال الشاعر إِنكِ لو صاحبتِنا مَذِحْتِ وحَكَّكِ الحِنْوانِ فانْفَشَحْتِ الأَصمعي إِذا اصْطَكَّتْ أَليتا الرجل حتى تَنْسَحِجا قيل مَشِقَ مَشَقاً قال وإِذا اصطكت فخذاه قيل مَذِحَ يَمْذَحُ مَذَحاً ورجل أَمْذَحُ بَيِّنُ المَذَحِ وقد مَذِحَ للذي تصطك فخذاه إِذا مشى قال الأَعشى فَهُمُ سُودٌ قِصارٌ سَعْيُهُمْ كالخُصَى أَشْعَلَ فيهنَّ المَذَحْ والذي في شعره أَشعل على ما لم يُسَمَّ فاعله وفَسَّرَ المَذَحَ بأَنه الحكة في الأَفخاذ وقيل إِنه جزء من السَّحْج وفي حديث عبد الله بن عمرو قال وهو بمكة لو شِئتُ لأَخَذْتُ سِبَّتي فَمَشَيتُ بها ثم لم أَمْذَحْ حتى أَطأَ المكانَ الذي تخرجُ منه الدابةُ قال المَذَحُ أَن تَصْطَكَّ الفَخِذانِ من الماشي وأَكثر ما يَعْرِضُ للسمين من الرجال وكان ابن عمرو كذلك يقال مَذِحَ يَمْذَحُ مَذَحاً وأَراد قرب الموضع الذي تخرج منه وقيل المَذَح احتراق ما بين الرُّفْغَيْنِ والأَلْيَتَيْن ومَذِحَتِ الضأْنُ مَذَحاً عَرِقَتْ أَرفاغُها ومَذِحَتْ خُصْيةُ التَّيْسِ مَذَحاً إِذا احْتَكَّ بشيءٍ فتشققت منه وقيل المَذَحُ أَن يَحْتَكَّ الشيءُ بالشيءِ فيتشَقَّقَ قال ابن سيده وأُرى ذلك في الحيوان خاصة وتَمَذَّحَتْ خاصرته انتفخت قال الراعي فلما سقيناها العَكيسَ تَمَذَّحَتْ خواصرُها وازدادَ رَشْحاً وَريدُها والتَّمَذُّحُ التَّمَدُّدُ يقال شَرِبَ حتى تَمَذَّحَت خاصرته أَي انْتَفَخَتْ من الرِّيِّ

مرح
المَرَحُ شدَّة الفَرَحِ والنشاط حتى يجاوزَ قَدْرَه وقد أَمْرَحَه غيره والاسم المِراحُ بكسر الميم وقيل المَرَحُ التبختر والاختيالُ وفي التنزيل ولا تَمْشِ في الأَرض مَرَحاً أَي متبختراً مختالاً وقيل المَرَحُ الأَشَرُ والبَطَرُ ومنه قوله تعالى بما كنتم تَفْرَحونَ في الأَرض بغير الحق وبما كنتم تَمْرَحُونَ وقد مَرِحَ مَرَحاً ومِراحاً ورجل مَرِحٌ من قوم مَرْحى ومَراحى ومِرِّيحٌ بالتشديد مثل سِكِّيرٍ من قوم مِرِّيحينَ ولا يُكَسَّرُ ومَرِحَ بالكسر مَرَحاً نَشِطَ وفي حديث عليّ زَعَمَ ابن النابغة أَني تِلْعابَةُ تِمْراحة قال ابن الأَثير هو من المَرَح وهو النَّشاطُ والخِفَّة والتاءُ زائدة وهو من أَبنية المبالغة وأَتى به في حرف التاءِ حملاً على ظاهر لفظه وفَرَسٌ مَرُوحٌ ومِمْرَحٌ ومِمْراحٌ نَشِيطٌ وقد أَمْرَحه الكَلأُ وناقة مِمْراحٌ ومَرُوحٌ كذلك قال تَطْوي الفَلا بمَروحٍ لَحْمُها زِيَم وقال الأَعشى يصف ناقة مَرِحَتْ حُرَّةٌ كقَنْطَرَةِ الرُّو مِيِّ تَفْرِي الهَجيرَ بالإِرْقالِ ابن سيده المَرُوحُ الخَمْرُ سميت بذلك لأَنها تَمْرَحُ في الإِناءِ قال عُمارة من عُقارٍ عنْدَ المِزاج مَرُوح وقول أَبي ذؤيب مُصَفَّقَةٌ مُصَفَّاةٌ عُقارٌ شَآمِيَةٌ إِذا جُلِيتْ مَرُوحُ أَي لها مِراحٌ في الرأْس وسَوْرَةٌ يَمْرَحُ مَن يشربها وقَوْسٌ مَرُوحٌ يَمْرَحُ راؤُوها عَجَباً إِذا قَلَّبُوها وقيل هي التي تَمْرَح في إِرسالها السهم تقول العرب طَرُوحٌ مَروحٌ تُعْجلُ الظَّبْيَ أَن يَرُوَح الجوهري قوس مَروحٌ كأَنَّ بها مَرَحاً من حُسْنِ إِرسالها السهمَ ومَرْحَى كلمة تقال للرامي إِذا أَصاب قال ابن مقبل أَقولُ والحَبْلُ مَعْقُودٌ بمِسْحَلِه مَرْحَى له إلإِن يَفُتْنا مَسْحُه يَطِرِ أَبو عمرو بنُ العَلاءِ إِذا رمى الرجل فأَصاب قيل مَرْحَى له وهو تعجب من جَوْدة رميه وقال أُمَيَّة بن أَبي عائذ يُصِيبُ القَنِيصَ وصِدْقاً يقو لُ مَرْحى وأَيحَى إِذا ما يُوالي مَرْحى وأَيْحى كلمةُ التعجب شِبْهُ الزَّجْرِ وإِذا أَخطأَ قيل له بَرْحى ومَرِحَتِ الأَرضُ بالنبات مَرَحاً أَخرجته وأَرض مِمْراح إِذا كانت سريعة النبات حين يصيبها المطر الأَصمعي المِمْراح من الأَرض التي حالت سنة فلم تَمْرَحْ بنباتها ومَرِحَ الزرع يَمْرَحُ خرج سُنْبُله ومَرِحَتِ العينُ مَرَحاناً اشتدّ سَيَلانُها قال كأَنَّ قَذًى في العين قد مَرِحتْ به وما حاجةُ الأُخْرَى إِلى المَرَحانِ وقيل مَرِحتْ مَرَحاناً ضَعُفَت قال ابن بري هذا البيت ينسب إِلى النابغة الجَعْدي وقبله تَواهَسَ أَصحابي حديثاً فَقِهْتُه خَفِيًّا وأَعْضادُ المَطِيِّ عَواني التواهُسُ التسارُرُ أَراد أَن أَصحابه تَسارُّوا بحديث حَرْبه والغواني هنا العوامل وقد قيل في مَرِحَت العين إِنها بمعنى أَسْبلت الدَّمْعَ وكذلك السحابُ إِذا أَسْبَلَ المَطَرَ والمعنى أَنه لما بكى أَلمَتْ عينُه فصارت كأَنها قَذِيَّة ولما أَدام البكاء قَذِيَتِ الأُخْرَى وهذا كقول الآخر بَكَتْ عَيْنيَ اليُمْنى فلما زَجَرْتُها عن الجَهْلِ بعد الحِلْمِ أَسْبَلَتَا مَعَا وقال شمر المَرَحُ خروجُ الدمع إِذا كثر وقال عَدِيّ بن زيد مَرِحٌ وَبْلُه يَسُحُّ سُيُوبَ ال ماءِ سَحًّا كأَنَّه مَنْحُورُ وعين مِمْراح سريعة البكاء ومَرِحَتْ عينه مَرَحاناً فَسَدَتْ وهاجتْ وعين مِمْراحٌ غريزة الدمع ومَرَّحَ الطعامَ نَقَّاه من الغَبا
( * قوله « تقاه من الغبا » عبارة القاموس وشرحه والتمريح تنقية الطعام من العفا هكذا في سائر النسخ وفي بعض الأمهات من الغبا اه ولم نجد للعفا بالعين المهملة والفاء ولا للغبا بالغين المعجمة والباء الموحدة معنى يناسب هنا ولعله الغفا بالغين المعجمة والفاء شيء كالزؤان أو التبن كما نص عليه المجد وغيره ) بالمَحاوِق أي المكانس ومَرَّحَ جِلْدَه دَهَنَه قال سَرَتْ في رَعِيلٍ ذي أَداوَى مَنُوطةٍ بِلَبَّاتِها مَدْبوغةٍ لم تُمَرَّحِ قوله سرت يعني قطاة في رَعيل أَي في جماعة قَطاً ذي أَداوَى يعني حواصلها منوطة معلقة بلَبَّاتها يعني مواضع المَنْحَر وقيل التمريح أَن تُؤْخَذَ المَزادة أَولَ ما تَخْرَزُ فَتُمْلأَ ماء حتى تمتلئ خروزها وتنتفخ والاسم المَرَحُ وقد مَرِحَتْ مَرَحاناً قال أَبو حنيفة ومَزادةٌ مرِحة لا تُمْسك الماءَ ويقال قد ذهب مَرَحُ المَزادة إِذا انسدت عيونها ولم يسل منها شيء ابن الأَعرابي التمريح تطييب القربة الجديدة بأَذْخِرٍ أَو شيح فإِذا طُيِّبَتْ بطين فهو التشريب وبعضهم جعل تمريح المزادة أَن تملأَها ماء حتى تَبْتَلَّ خُرُوزها ويكثر سيلانها قبل انتفاخها فذلك مَرَحُها ومَرَّحْتُ القِرْبةَ شَرَّبْتُها وهو أَن تملأَها ماء لتَنْسَدَّ عيونُ الخُرَز والمِراحُ موضع قال تَرَكنا بالمِراحِ وذي سُحَيْمٍ أَبا حَيَّانَ في نَفَرٍ مَنافى ومَرَحَيَّا زَجْرٌ عن السيرافي ومَرْحَى ناقة بعينها عن ابن الأَعرابي وأَنشد ما بالُ مَرْحَى قد أَمْسَتْ وهي ساكنةٌ باتتْ تَشَكَّى إليَّ الأَيْنَ والنَّجَدا

مزح
المَزْحُ الدُّعابةُ وفي المحكم المَزْحُ نقيضُ الجِدِّ مَزَحَ يَمْزَحُ مَزْحاً ومِزاحاً ومُزاحاً ومُزاحةً
( * قوله « ومزاحة » بضم الميم كما ضبطه المجد وفتحها الفيومي نقل شارح القاموس ان المزاح المباسطة إلى الغير على جهة التلطف والاستعطاف دون أذية ) وقد مازَحه مُمازَحةً ومِزاحاً والاسم المُزاح بالضم والمُزاحة أَيضاً وأَرَى أَبا حنيفة حكى أَمْزِحْ كرْمَك بقطع الأَلف بمعنى عَرِّشْه الجوهري المِزاح بالكسر مصدر مازَحه وهما يَتَمازَحانِ الأَزهري المُزَّحُ من الرجال الخارجون من طَبْعِ الثُّقَلاء المتميزون من طبع البُغَضاء

مسح
المَسْحُ القول الحَسَنُ من الرجل وهو في ذلك يَخْدَعُكَ تقول مَسَحَه بالمعروف أَي بالمعروف من القول وليس معه إِعطاء وإِذا جاء إِعطاء ذهب المَسْحُ وكذلك مَسَّحْتُه والمَسْحُ إِمراركَ يدك على الشيء السائل أَو المتلطخ تريد إِذهابه بذلك كمسحك رأْسك من الماء وجبينك من الرَّشْح مَسَحَه يَمْسَحُه مَسْحاً ومَسْحَه وتَمَسَّح منه وبه في حديث فَرَسِ المُرابِطِ أَنَّ عَلَفَه ورَوْثه ومَسْحاً عنه في ميزانه يريد مَسْحَ الترابِ عنه وتنظيف جلده وقوله تعالى وامْسَحُوا برؤُوسكم وأَرجلكم إِلى الكعبين فسره ثعلب فقال نزل القرآن بالمَسْح والسنَّةُ بالغَسْل وقال بعض أَهل اللغة مَنْ خفض وأَرجلكم فهو على الجِوارِ وقال أَبو إِسحق النحوي الخفض على الجوار لا يجوز في كتاب الله عز وجل وإِنما يجوز ذلك في ضرورة الشعر ولكن المسح على هذه القراءة كالغسل ومما يدل على أَنه غسل أَن المسح على الرجل لو كان مسحاً كمسح الرأْس لم يجز تحديده إِلى الكعبين كما جاز التحديد في اليدين إِلى المرافق قال الله عز وجل فامسحوا برؤُوسكم بغير تحديد في القرآن وكذلك في التيمم فامسحوا بوجوهكم وأَيديكم منه من غير تحديد فهذا كله يوجب غسل الرجلين وأَما من قرأَ وأَرْجُلَكم فهو على وجهين أَحدهما أَن فيه تقديماً وتأْخيراً كأَنه قال فاغسلوا وجوهكم وأَيديكم إِلى المرافق وأَرْجُلَكم إِلى الكعبين وامسحوا برؤُوسكم فقدَّمَ وأَخَّرَ ليكون الوضوءُ وِلاءً شيئاً بعد شيء وفيه قول آخر كأَنه أَراد واغسلوا أَرجلكم إِلى الكعبين لأَن قوله إِلى الكعبين قد دل على ذلك كما وصفنا ويُنْسَقُ بالغسل كما قال الشاعر يا ليتَ زَوْجَكِ قد غَدَا مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحا المعنى متقلداً سيفاً وحاملاً رمحاً وفي الحديث أَنه تَمَسَّحَ وصَلَّى أَي توضأ قال ابن الأَثير يقال للرجل إِذا توضأ قد تَمَسَّحَ والمَسْحُ يكون مَسْحاً باليد وغَسْلاً وفي الحديث لما مَسَحْنا البيتَ أَحْللنا أَي طُفْنا به لأَن من طاف بالبيت مَسَحَ الركنَ فصار اسماً للطواف وفلان يُتَمَسَّحُ بثوبه أَي يُمَرُّ ثوبُه على الأَبدان فيُتقرَّبُ به إِلى الله وفلان يُتَمَسَّحُ به لفضله وعبادته كأَنه يُتَقَرَّبُ إِلى الله بالدُّنُوِّ منه وتماسَحَ القومُ إِذا تبايعوا فتَصافَقُوا وفي حديث الدعاء للمريض مَسَحَ الله عنك ما بك أَي أَذهب والمَسَحُ احتراق باطن الركبة من خُشْنَةِ الثوب وقيل هو أَن يَمَسَّ باطنُ إِحدى الفخذين باطنَ الأُخْرَى فيَحْدُثَ لذلك مَشَقٌ وتَشَقُّقٌ وقد مَسِحَ قال أَبو زيد إِذا كانت إِحدى رُكْبَتَي الرجل تصيب الأُخرى قيل مَشِقَ مَشَقاً ومَسِحَ بالكسر مَسَحاً وامرأَة مَسْحاء رَسْحاء والاسم المَسَحُ والماسِحُ من الضاغِطِ إِذا مَسَحَ المِرْفَقُ الإِبِطَ من غير أَن يَعْرُكَه عَرْكاً شديداً وإِذا أَصاب المِرْفَقُ طَرَفَ كِرْكِرَة البعير فأَدماه قيل به حازٌّ وإِن لم يُدْمِه قيل به ماسِحٌ والأَمْسَحُ الأَرْسَحُ وقوم مُسْحٌ رُسْحٌ وقال الأَخطل دُسْمُ العَمائمِ مُسْحٌ لا لُحومَ لهم إِذا أَحَسُّوا بشَّخْصٍ نابئٍ أَسِدُوا وفي حديث اللِّعانِ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ولد الملاعنة إِن جاءت به مَمْسُوحَ الأَلْيَتَينِ قال شمر هو الذي لَزِقَتْ أَلْيَتاه بالعظم ولم تَعْظُما رجل أَمْسَحُ وامرأَة مَسْحاءُ وهي الرَّسْحاء وخُصًى مَمْسُوحٌ إِذا سُلِتَتْ مَذاكِيرُه والمَسَحُ أَيضاً نَقْصٌ وقِصَرٌ في ذنب العُقابِ وعَضُدٌ مَمْسوحة قليلة اللحم ورجل أَمْسَحُ القَدَم والمرأَة مَسْحاء إِذا كانت قَدَمُه مستويةً لا أَخْمَصَ لها وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم مَسِيحُ القدمين أَراد أَنهما مَلْساوانِ لَيِّنَتانِ ليس فيهما تَكَسُّرٌ ولا شُقاقٌ إِذا أَصابهما الماء نَبا عنهما وامرأَة مَسْحاءُ الثَّدْي إِذا لم يكن لثديها حَجْم ورجل مَمْسوح الوجه ومَسِيحٌ ليس على أَحد شَقَّيْ وجهِه عين ولا حاجبٌ والمَسِيحُ الدَّجَّالُ منه على هذه الصفة وقيل سمي بذلك لأَنه مَمْسوحُ العين الأَزهري المَسِيحُ الأَعْوَرُ وبه سمي الدجال ونحو ذلك قال أَبو عبيد ومَسَحَ في الأَرض يَمْسَحُ مُسُوحاً ذهب والصاد لغة وهو مذكور في موضعه ومَسَحَتِ الإِبلُ الأَرضَ يومها دَأْباً أَي سارت فيها سيراً شديداً والمَسيحُ الصِّدِّيقُ وبه سمي عيسى عليه السلام قال الأَزهري وروي عن أَبي الهيثم أَن المَسِيحَ الصِّدِّيقُ قال أَبو بكر واللغويون لا يعرفون هذا قال ولعل هذا كان يستعمل في بعض الأَزمان فَدَرَسَ فيما دَرَسَ من الكلام قال وقال الكسائي قد دَرَسَ من كلام العرب كثير قال ابن سيده والمسيح عيسى بن مريم صلى الله على نبينا وعليهما قيل سمي بذلك لصدقه وقيل سمي به لأَنه كان سائحاً في الأَرض لا يستقرّ وقيل سمي بذلك لأَنه كان يمسح بيده على العليل والأَكمه والأَبرص فيبرئه بإِذن الله قال الأَزهري أُعرب اسم المسيح في القرآن على مسح وهو في التوراة مَشيحا فعُرِّبَ وغُيِّرَ كما قيل مُوسَى وأَصله مُوشَى وأَنشد إِذا المَسِيحُ يَقْتُل المَسِيحا يعني عيسى بن مريم يقتل الدجال بنَيْزَكه وقال شمر سمي عيسى المَسِيحَ لأَنه مُسِحَ بالبركة وقال أَبو العباس سمي مَسِيحاً لأَنه كان يَمْسَحُ الأَرض أَي يقطعها وروي عن ابن عباس أَنه كان لا يَمْسَحُ بيده ذا عاهة إِلاَّ بَرأَ وقيل سمي مسيحاً لأَنه كان أَمْسَحَ الرِّجْل ليس لرجله أَخْمَصُ وقيل سمي مسيحاً لأَنه خرج من بطن أُمه ممسوحاً بالدهن وقول الله تعالى بكلِمةٍ منه اسمه المسيحُ قال أَبو منصور سَمَّى اللهُ ابتداءَ أَمرِه كلمة لأَنه أَلقى إِليها الكلمةَ ثم كَوَّنَ الكلمة بشراً ومعنى الكلمة معنى الولد والمعنى يُبَشِّرُكِ بولد اسمه المسيح والمسيحُ الكذاب الدجال وسمي الدجال مسيحاً لأَن عينه ممسوحة عن أَن يبصر بها وسمي عيسى مسيحاً اسم خصَّه الله به ولمسح زكريا إِياه وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال المسيح بن مريم الصِّدِّيق وضدُّ الصِّدِّيق المسيحُ الدجالُ أَي الضِّلِّيلُ الكذاب خلق الله المَسِيحَيْنِ أَحدهما ضد الآخر فكان المسِيحُ بن مريم يبرئ الأَكمه والأَبرص ويحيي الموتى بإِذن الله وكذلك الدجال يُحْيي الميتَ ويُمِيتُ الحَيَّ ويُنْشِئُ السحابَ ويُنْبِتُ النباتَ بإِذن الله فهما مسيحان مسيح الهُدَى ومسيح الضلالة قال المُنْذِرِيُّ فقلت له بلغني أَن عيسى إِنما سمي مسيحاً لأَنه مسح بالبركة وسمي الدجال مسيحاً لأَنه ممسوح العين فأَنكره وقال إِنما المسِيحُ ضدُّ المسِيحِ يقال مسحه الله أَي خلقه خلقاً مباركاً حسناً ومسحه الله أَي خلقه خلقاً قبيحاً ملعوناً والمسِيحُ الكذاب ماسِحٌ ومِسِّيحٌ ومِمْسَحٌ وتِمْسَحٌ وأَنشد إِني إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ ذا نَخْوَةٍ أَو جَدَلٍ بَلَنْدَحُ أَو كَيْذُبانٌ مَلَذانٌ مِمْسَحُ وفي الحديث أَمَّا مَسِيحُ الضلالة فكذا فدلَّ هذا الحديث على أَن عيسى مَسِيحٌ الهُدَى وأَن الدجَّال مسيح الضلالة وروى بعض المحدّثين المِسِّيح بكسر الميم والتشديد في الدجَّال بوزن سِكِّيتٍ قال ابن الأَثير قال أَبو الهيثم إِنه الذي مُسِحَ خَلْقُه أَي شُوِّه قال وليس بشيء وروي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أَراني اللهُ رجلاً عند الكعبة آدَمَ كأَحْسَنِ من رأَيتُ فقيل لي هو المسيح بن مريم قال وإِذا أَنا برجل جَعْدٍ قَطِطٍ أَعور العين اليمنى كأَنها عِنَبَةٌ كافية فسأَلت عنه فقيل المِسِّيحُ الدجَّال على فِعِّيل والأَمْسَحُ من الأَرض المستوي والجمع الأَماسِح وقال الليث الأَمْسَحُ من المفاوز كالأَمْلَسِ وجمع المَسْحاء من الأَرض مَساحي وقال أَبو عمرو المَسْحاء أَرض حمراء والوحْفاء السوداء ابن سيده والمَسْحاء الأَرض المستوية ذاتُ الحَصَى الصِّغارِ لا نبات فيها والجمع مِساحٌ ومسَاحِي
( * قوله « والجمع مساح ومساحي » كذا بالأصل مضبوطاً ومقتضى قوله غلب فكسر إلخ أن يكون جمعه على مساحي ومساحَى بفتح الحاء وكسرها كما قال ابن مالك وبالفعالي والفعالى جمعا صحراء والعذراء إلخ ) غلب فكُسِّرَ تكسير الأَسماء ومكان أَمْسَحُ قال الفراء يقال مررت بخَرِيق من الأَرض بين مَسْحاوَيْنِ والخَرِيقُ الأَرض التي تَوَسَّطَها النباتُ وقال ابن شميل المَسْحاء قطعة من الأَرض مستوية جَرْداء كثيرة الحَصَى ليس فيها شجر ولا تنبت غليظة جَلَدٌ تَضْرِبُ إِلى الصلابة مثل صَرْحة المِرْبَدِ ليست بقُفٍّ ولا سَهْلة ومكان أَمْسَحُ والمَسِيحُ الكثير الجماع وكذلك الماسِحُ والمِساحةُ ذَرْعُ الأَرض يقال مَسَحَ يَمْسَحُ مَسْحاً ومَسَحَ الأَرضَ مِساحة أَي ذَرَعَها ومَسَحَ المرأَة يَمْسَحُها مَسْحاً ومَتَنَها مَتْناً نكحها ومَسَحَ عُنُقَه وبها يَمْسَحُ مَسْحاً ضربها وقيل قطعها وقوله تعالى رُدُّوها عليَّ فَطفِقَ مَسْحاً بالسُّوقِ والأَعْناقِ يفسر بهما جميعاً وروى الأَزهري عن ثعلب أَنه قيل له قال قُطْرُبٌ يَمْسَحُها ينزل عليها فأَنكره أَبو العباس وقال ليس بشيء قيل له فإِيْش هو عندك ؟ فقال قال الفراء وغيره يَضْرِبُ أَعناقَها وسُوقَها لأَنها كانت سبب ذنبه قال الأَزهري ونحو ذلك قال الزجاج وقال لم يَضْرِبْ سُوقَها ولا أَعناقَها إِلاَّ وقد أَباح الله له ذلك لأَنه لا يجعل التوبة من الذنب بذنب عظيم قال وقال قوم إِنه مَسَحَ أَعناقَها وسوقها بالماء بيده قال وهذا ليس يُشْبِه شَغْلَها إِياه عن ذكر الله وإِنما قال ذلك قوم لأَن قتلها كان عندهم منكراً وما أَباحه الله فليس بمنكر وجائز أَن يبيح ذلك لسليمان عليه السلام في وقتهِ ويَحْظُرَه في هذا الوقت قال ابن الأَثير وفي حديث سليمان عليه السلام فطَفِقَ مَسْحاً بالسوق والأَعناق قيل ضَرَبَ أَعناقَها وعَرْقَبها يقال مَسَحه بالسيف أَي ضربه ومَسَحه بالسيف قَطَعَه وقال ذو الرمة ومُسْتامةٍ تُسْتامُ وهي رَخِيصةٌ تُباعُ بساحاتِ الأَيادِي وتُمْسَحُ مستامة يعنني أَرضاً تَسُومُ بها الإِبلُ وتُباعُ تَمُدُّ فيها أَبواعَها وأَيديَها وتُمْسَحُ تُقْطَع والماسحُ القَتَّال يقال مَسَحَهم أَي قتلهم والماسحة الماشطة والتماسُحُ التَّصادُق والمُماسَحَة المُلاينَة في القول والمعاشرة والقلوبُ غير صافية والتِّمْسَحُ الذي يُلايِنُك بالقول وهو يَغُشُّك والتِّمْسَحُ والتِّمْساحُ من الرجال المارِدُ الخبيث وقيل الكذاب الذي لا يَصْدُقُ أَثَرَه يَكْذِبُكَ من حيث جاء وقال اللحياني هو الكذاب فَعَمَّ به والتَّمْساحُ الكذب أَنشد ابن الأَعرابي قد غَلَبَ الناسَ بَنُو الطَّمَّاحِ بالإِفْكِ والتَّكْذابِ والتَّمْساحِ والتِّمْسَحُ والتِّمْساحُ خَلْقٌ على شَكْل السُّلَحْفاة إِلاَّ أَنه ضَخْم قويّ طويل يكون بنيل مصر وبعض أَنهار السِّنْد وقال الجوهري يكون في الماء والمَسِيحةُ الذُّؤَابةُ وقيل هي ما نزل من الشَّعَرِ فلم يُعالَجْ بدهن ولا بشيء وقيل المَسِيحةُ من رأْس الإِنسان ما بين الأُذن والحاجب يَتَصَعَّد حتى يكون دون اليافُوخ وقيل هو ما وَقَعَتْ عليه يَدُ الرجل إِلى أُذنه من جوانب شعره قال مَسائِحُ فَوْدَيْ رأْسِه مُسْبَغِلَّةٌ جَرى مِسْكُ دارِينَ الأَحَّمُّ خِلالَها وقيل المَسائح موضعُ يَدِ الماسِح الأَزهري عن الأَصمعي المَسائح الشعر وقال شمر هي ما مَسَحْتَ من شعرك في خدّك ورأْسك وفي حديث عَمَّار أَنه دخل عليه وهو يُرَجِّل مَسائحَ من شَعَره قيل هي الذوائب وشعر جانبي الرأْس والمَسائحُ القِسِيُّ الجِيادُ واحدتها مَسِيحة قال أَبو الهيثم الثعلبي لها مَسائحُ زُورٌ في مَراكِضِها لِينٌ وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ قال ابن بري صواب إِنشاده لنا مَسائح أَي لنا قِسِيٌّ وزُورٌ جمع زَوْراء وهي المائلة ومَراكِضُها يريد مِرْكَضَيْها وهما جانباها من عن يمين الوَتَرِ ويساره والوَهْنُ والرَّقَقُ الضَّعْف والمِسْحُ البِلاسُ والمِسْحُ الكساء من الشَّعَر والجمع القليل أَمْساح قال أَبو ذؤَيب ثم شَرِبْنَ بنَبْطٍ والجِمالُ كأَنْ نَ الرَّشْحَ منهنَّ بالآباطِ أَمْساحُ والكثير مُسُوح وعليه مَسْحةٌ من جَمالٍ أَي شيء منه قال ذو الرمة على وَجْهِ مَيٍّ مَسْحةٌ من مَلاحَةٍ وتحتَ الثِّيابِ الخِزْيُ لو كان بادِيا وفي الحديث عن إِسمعيل بن قيس قال سمعت جَريراً يقول ما رآني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسلمت إِلا تَبَسَّم في وجهي قال ويَطْلُع عليكم رجل من خيار ذي يَمَنٍ على وجهه مَسْحةُ مُلْكٍ وهذا الحديث في النهاية لابن الأَثير يطلُع عليكم من هذا الفَجِّ رجلٌ من خير ذي يَمَنٍ عليه مَسْحةُ مُلْك فطلع جرير بن عبد الله يقال على وجهه مَسْحَة مُلْك ومَسْحةُ جَمال أَي أَثر ظاهر منه قال شمر العرب تقول هذا رجل عليه مَسْحةُ جَمال ومَسْحة عِتْقٍ وكَرَم ولا يقال ذلك إِلا في المدح قال ولا يقال عليه مَسْحةُ قُبْح وقد مُسِح بالعِتْقِ والكَرَم مَسْحاً قال الكميت خَوادِمُ أَكْفاءٌ عليهنَّ مَسْحَةٌ من العِتْقِ أَبداها بَنانٌ ومَحْجِرُ وقال الأَخطل يمدح رجلاً من ولد العباس كان يقال له المُذْهَبُ لَذٌّ تَقَيَّلَهُ النعيمُ كأَنَّما مُسِحَت تَرائبُه بماءٍ مُذْهَبِ الأَزهري العرب تقول به مَسْحَة من هُزال وبه مَسْحَة من سِمَنٍ وجَمال والشيءُ المَمْسوحُ القبيح المَشؤُوم المُغَيَّر عن خلقته الأَزهري ومَسَحْتُ الناقةَ ومَسَّحْتُها أَي هَزَلْتُها وأَدْبَرْتُها والمَسِيحُ المِنْديلُ الأَخْشَنُ والمَسيح الذِّراع والمَسِيحُ والمَسِيحةُ القِطْعَةُ من الفضةِ والدرهمُ الأَطْلَسُ مَسِيحٌ ويقال امْتَسَحْتُ السيفَ من غِمْده إِذا اسْتَلَلْتَه وقال سَلَمة بن الخُرْشُبِ يصف فرساً تَعادَى من قوائِمها ثَلاثٌ بتَحْجِيلٍ وواحِدةٌ بَهِيمُ كأَنَّ مَسيحَتَيْ وَرِقٍ عليها نَمَتْ قُرْطَيْهما أُذُنٌ خَديمُ قال ابن السكيت يقول كأَنما أُلْبِسَتْ صَفِيحةَ فِضَّةٍ من حُسْن لَوْنها وبَريقِها قال وقوله نَمَتْ قُرْطَيْهما أَي نَمَتِ القُرْطَيْنِ اللذين من المَسيحَتَين أَي رفعتهما وأَراد أَن الفضة مما يُتَّخَذُ للحَلْيِ وذلك أَصْفَى لها وأُذُنٌ خَديمٌ أَي مثقوبة وأَنشد لعبد الله ابن سلمة في مثله تَعْلى عليه مَسائحٌ من فِضَّةٍ وتَرى حَبابَ الماءِ غيرَ يَبِيسِ أَراد صَفاءَ شَعْرَتِه وقِصَرَها يقول إِذا عَرِقَ فهو هكذا وتَرى الماءَ أَوَّلَ ما يبدو من عَرَقه والمَسيح العَرَقُ قال لبيد فَراشُ المَسِيحِ كالجُمانِ المُثَقَّبِ الأَزهري سمي العَرَق مَسِيحاً لأَنه يُمْسَحُ إِذا صُبَّ قال الراجز يا رَيَّها وقد بَدا مَسِيحي وابْتَلَّ ثَوْبايَ من النَّضِيحِ والأَمْسَحُ الذئب الأَزَلُّ والأَمْسَحُ الأَعْوَرُ الأَبْخَقُ لا تكون عينه بِلَّوْرَةً والأَمْسَحُ السَّيَّارُ في سِياحتِه والأَمْسَحُ الكذاب وفي حديث أَبي بكر أَغِرْ عليهم غارَةً مَسْحاءَ هو فَعْلاء من مَسَحَهم يَمْسَحُهم إِذا مَرَّ بهم مَرًّا خفيفاً لا يقيم فيه عندهم أَبو سعيد في بعض الأَخبار نَرْجُو النَّصْرَ على من خالَفَنا ومَسْحَةَ النِّقْمةِ على من سَعَى مَسْحَتُها آيَتُها وحِلْيَتُها وقيل معناه أَن أَعناقهم تُمْسَحُ أَي تُقْطَفُ وفي الحديث تَمَسَّحُوا بالأَرض فإِنها بكم بَرَّةٌ أَراد به التيمم وقيل أَراد مباشرة ترابها بالجِباه في السجود من غير حائل ويكون هذا أَمر تأْديب واستحباب لا وجوب وفي حديث ابن عباس إِذا كان الغلام يتيماً فامْسَحُوا رأْسَه من أَعلاه إِلى مُقَدَّمِه وإِذا كان له أَب فامسحوا من مُقَدَّمه إِلى قفاه وقال قال أَبو موسى هكذا وجدته مكتوباً قال ولا أَعرف الحديث ولا معناه ولي حديث خيبر فخرجوا بمَساحِيهم ومَكاتِلِهم المَساحِي جمعُ مِسْحاةٍ وهي المِجْرَفَة من الحديد والميم زائدة لأَنه من السَّحْوِ الكَشْفِ والإِزالة والله أَعلم

مصح
مَصَحَ الكِتابُ يَمْصَحُ مُصُوحاً دَرَسَ أَو قارب ذلك ومَصَحَتِ الدارُ عَفَتْ والدارُ تَمْصَحُ أَي تَدْرُسُ قال الطِّرِمَّاحُ قِفَا نَسَلِ الدِّمَنَ المَاصِحَه وهل هي إِن سُئِلَتْ بائحه ؟ ومَصَحَ الثوبُ أَخْلَقَ ودَرَسَ ومَصَحَ الضَّرْعُ يَمْصَحُ مُصُوحاً غَرَزَ وذهب لبنه ومَصَحَ لبنُ الناقة وَلَّى وذهب ومَصَحَ بالشيء يَمْصَحُ مَصْحاً ومُصُوحاً ذهب قال ذو الرمة والهَجْرُ بالآل يَمْصَح ومَصَعَ لبنُ الناقة ومَصَحَ إِذا ولَّى مُصُوحاً ومُصُوعاً ومَصَحَ الشيء مُصُوحاً ذهب وانقطع وقال قد كادَ من طُولِ البِلى أَن يَمْصَحا وقال الجوهري أَيضاً مَصَحْتُ بالشيء ذهبت به قال ابن بري هذا يدل على غلط النضر بن شميل في قوله مَصَحَ الله ما بك بالصاد ووجه غلطه أَن مَصَح بمعنى ذهب لا يتعدّى إِلا بالباء أَو بالهمزة فيقال مَصَحْتُ به أَو أَمْصَحْتُه بمعنى أَذهبته قال والصواب في ذلك ما رواه الهَرَوِيُّ في الغريبين قال يقال مَسَحَ الله ما بك بالسين أَي غسلك وطهرك من الذنوب ولو كان بالصاد لقالَ مَصَح الله بما بك أَو أَمْصَحَ الله ما بك قال ابن سيده ومَصَحَ الله بك مَصْحاً ومَصَّحَهُ أَذهبه ومَصَحَ النباتُ ولَّى لَوْنُ زَهْرِه ومَصَحَ الزهرُ يَمْصَحُ مُصوحاً ولَّى لونه عن أَبي حنيفة وأَنشد يُكْسَيْنَ رَقْمَ الفارِسِيِّ كأَنه زَهْرٌ تَتابَع لَوْنُه لم يَمْصَحِ ومَصَحَ النَّدى يَمْصَحُ مُصُوحاً رَسَخَ في الثَّرى ومَصَح الثَّرَى مُصُوحاً إِذا رَسَخَ في الأَرض ومَصَحت أَشاعِرُ الفرس إِذا رَسَخَت أُصولها وقول الشاعر عَبْل الشَّوى ماصِحَة أَشاعِرُهْ معناه رَسَخَتْ أُصُولُ الأَشاعر حتى أَمِنَتْ أَن تنتتف أَو تَنْحَصَّ والأَمْصَحُ الظلّ الناقص
( * قوله « والأمصح الظل الناقص إلخ » وبابه فرح ومنع كما صرح به القاموس ) ومَصَحَ الظلُّ مُصوحاً قَصُر ومَصَحَ في الأَرض مَصْحاً ذهَب قال ابن سيده والسين لغة

مضح
يقال مَضَحَ الرجلُ عِرْض فلان أَو عرض أَخيه يَمْضَحه مَضْحاً وأَمْضَحه إِذا شانَه وعابه قال الفرزدق وأَمْضَحْتَ عِرْضِي في الحياة وشِنْتَني وأَوْقَدْتَ لي ناراً بكلّ مكانِ قال ابن بري صواب إِنشاده وأَمْضَحْتِ بكسر التاء لأَنه يخاطب النَّوارَ امرأَته وقبله ولو سُئلتْ عَنِّي النَّوارُ ورَهْطُها إِذاً لم تُوارِ الناجذَ الشَّفَتان لَعَمْري لقد رَقَقْتِني قبلَ رِقَّتِي وأَشْعَلْتِ فِيَّ الشَّيْبَ قبلَ أَوان قال الأَزهري وأَنشدنا أَبو عمرو في مَضَح لبكر بن زيد القُشَيْري لا تَمْضَحَنْ عِرْضِي فإِني ماضِحُ عِرْضَكَ إِن شاتمتَني وقادِحُ في ساقِ مَن شاتَمني وجارحُ والقادح عيب يُصيب الشجرة في ساقها وساقُ الشجرة عَمُودُها الذي تتفرّع فيه الأَغصانُ يريد أَنه يُهْلك من شاتمه ويفعل به ما يؤدي إِلى عَطَبه كالقادح في الشجرة وفي نوادر الأَعراب مَضَحت الإِبلُ ونَضَحت ورَفَضَت إِذا انتشرت ومَضَحت الشمس ونَضَحت إِذا انتشر شعاعُها على الأَرض

مطح
المَطْحُ الضرب باليد وربما كني به عن النكاح ومَطَح الرجلُ جاريتَه إِذا نكحها قال الأَزهري أَما الضرب باليد مبسوطة فهو البَطْح قال وما أَعْرِفُ المَطْح بالميم إِلا أَن تكون الباء أُبدلت ميماً

ملح
المِلْح ما يطيب به الطعام يؤنث ويذكر والتأْنيث فيه أَكثر وقد مَلَحَ القِدْرَ
( * قوله « وقد ملح القدر إلخ » بابه منع وضرب وأَما ملح الماء فبابه كرم ومنع ونصر كما في القاموس ) يَمْلِحُها ويَمْلَحُها مَلْحاً وأَملَحَها جعل فيها مِلْحاً بقَدَرٍ ومَلَّحها تَمْليحاً أَكثر مِلْحها فأَفسدها والتمليح مثله وفي الحديث إِن الله تعالى ضرب مَطْعَم ابن آدم للدنيا مثلاً وإِن مَلَحه أَي أَلقى فيه المِلْح بقَدْر الإِصلاح ابن سيده عن سيبويه مَلَحْتُه ومَلَّحْته وأَمْلَحْته بمعنىً ومَلَح اللحمَ والجلدَ يَمْلَحُه مَلْحاً كذلك أَنشد ابن الأَعرابي تُشْلي الرَّمُوحَ وهِيَ الرَّمُوحُ حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مَمْلُوحُ وقال أَبو ذؤيب يَسْتَنُّ في عُرُضِ الصحراء فائِرُه كأَنه سَبِطُ الأَهْدابِ مَمْلُوحُ يعني البحر شبّه السَّرابَ به وتقول مَلَحْتُ الشيءَ ومَلَّحْته فهو مملوح مُمَلَّحٌ مَلِيحٌ والمِلْحُ والمَلِيح خلاف العَذْب من الماء والجمع مِلْحَةٌ ومِلاح وأَمْلاح ومِلَح وقد يقال أَمواهٌ مِلْح ورَكيَّة مِلْحة وماء مِلْح ولا يقال مالح إِلاَّ في لغة رديئة وقد مَلُحَ مُلُوحة ومَلاحة ومَلَح يَمْلَح مُلوحاً بفتح اللام فيهما عن ابن الأَعرابي فإِن كان الماء عذباً ثم مَلُحَ قال أَمْلَحَ وبقلة مالِحة وحكى ابن الأَعرابي ماء مالحٌ كمِلْحٍ وإِذا وصفت الشيءَ بما فيه من المُلوحة قلت سمك مالح وبقلة مالحة قال ابن سيده وفي حديث عثمان رضي الله عنه وأَنا أَشرب ماءَ المِلْح أَي الشديدَ المُلوحة الأَزهري عن أَبي العباس أَنه سمع ابن الأَعرابي قال ماء أُجاجٌ وقُعاع وزُعاق وحُراق وماءٌ يَفْقَأُ عينَ الطائر وهو الماء المالح قال وأَنشدنا بَحْرُكَ عَذْبُ الماءِ ما أَعَقَّهُ رَبُّك والمَحْرُومُ من لم يُسْقَهُ أَراد ما أَقَعَّه من القُعاع وهو الماء المِلْحُ فقلَب ابن شميل قال يونس لم أَسمع أَحداً من العرب يقول ماء مالح ويقال سَمك مالح وأَحسن منهما سَمك مَلِيح ومَمْلوح قال الجوهري ولا يقال مالح قال وقال أَبو الدُّقَيْش يقال ماء مالِح ومِلْحٌ قال أَبو منصور هذا وإِن وُجد في كلام العرب قليلاً لغة لا تنكر قال ابن بري قد جاء المالِح في أَشعار الفصحاء كقول الأَغْلَبِ العِجْلِيِّ يصف أُتُناً وحماراً تخالُه من كَرْبِهِنَّ كالِحا وافْتَرَّ صاباً ونَشُوقاً مالِحا وقال غَسَّان السَّلِيطيّ وبِيضٍ غِذاهُنَّ الحَليبُ ولم يكنْ غِذاهُنَّ نِينانٌ من البحر مالِحُ أَحَبُّ إِلينا من أُناسٍ بقَرْيةٍ يَموجُونَ مَوْجَ البحرِ والبحرُ جامحُ وقال عمر بن أَبي ربيعة ولو تَفلتْ في البحرِ والبحرُ مالحٌ لأَصْبَحَ ماءُ البحرِ من رِيقها عَذْبا قال ابن بري وجدت هذا البيت المنسوب إِلى عمر ابن أَبي ربيعة في شعر أَبي عُيَيْنَةَ محمد بن أَبي صُفْرة في قصيدة أَوّلها تَجَنَّى علينا أَهلُ مَكتومةَ الذَّنْبا وكانوا لنا سِلْماً فصاروا لنا حَرْبا وقال أَبو زِياد الكلابي صَبَّحْنَ قَوًّا والحِمامُ واقِعُ وماءُ قَوٍّ مالِحٌ وناقِعُ وقال جرير إِلى المُهَلَّبِ جَدَّ اللهُ دابِرَهُمْ أَمْسَوا رَماداً فلا أَصلٌ ولا طَرَفُ كانوا إِذا جَعَلوا في صِيرِهِمْ بِصَلاً ثم اشْتَوَوا كَنْعَداً من مالحٍ جَدَفوا قال وقال ابن الأَعرابي يقال شيء مالح كما يقال حامض قال ابن بري وقال أَبو الجَرَّاحِ الحَمْضُ المالح من الشجر قال ابن بري ووجه جواز هذا من جهة العربية أَن يكون على النسب مثل قولهم ماء دافق أَي ذو دَفْق وكذلك ماء مالح أَي ذو مِلْح وكما يقال رجل تارِسٌ أَي ذو تُرْس ودارِع أَي ذو دِرْع قال ولا يكون هذا جارياً على الفعل ابن سيده وسَمك مالح ومَليح ومَمْلوح ومُمَلَّح وكره بعضهم مَليحاً ومالحاً ولم يَرَ بيتَ عُذافِرٍ حُجَّةً وهو قوله لو شاءَ رَبي لم أَكُنْ كَرِيَّا ولم أَسُقْ لِشَعْفَرَ المَطِيَّا بِصْرِيَّةٍ تزوَّجت بِصْرِيَّا يُطْعِمُها المالحَ والطَّرِيَّا وقد عارض هذا الشاعرَ رجلٌ من حنيفة فقال أَكْرَيْتُ خَرْقاً ماجداً سَرِيَّا ذا زوجةٍ كان بها حَفِيَّا يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا وأَمْلَح القومُ وَرَدُوا ماء مِلْحاً وأَملَحَ الإِبلَ سقاها ماء مِلْحاً وأَمْلَحَتْ هي وردت ماء مِلْحاً وتَمَلَّحَ الرجلُ تَزَوَّدَ المِلْحَ أَو تَجَرَ به قال ابن مقبل يصف سحاباً تَرَى كلَّ وادٍ سال فيه كأَنما أَناخَ عليه راكبٌ مُتَمَلِّحُ والمَلاَّحَةُ مَنْبِتُ المِلْح كالبَقَّالة لمنبت البَقْل والمَمْلَحةُ ما يجعل فيه الملح والمَلاَّح صاحب المِلْح حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد حتى تَرَى الحُجُراتِ كلَّ عَشِيَّةٍ ما حَوْلَها كمُعَرَّسِ المَلاَّحِ ويروى الحَجَرات والمَلاَّحُ النُّوتيّ وفي التهذيب صاحب السفينة لملازمته الماءَ المِلْح وهو أَيضاً الذي يتعهد فُوهَةَ النهر ليُصْلحه وأَصله من ذلك وحِرْفَتُه المِلاحَةُ والمُلاَّحِيَّةُ وأَنشد الأَزهري للأَعشى تَكافَأَ مَلاَّحُها وَسْطَها من الخَوْفِ كَوْثَلَها يَلتَزِمْ ابن الأَعرابي المِلاحُ الريح التي تجري بها السفينة وبه سمي المَلاَّحُ مَلاَّحاً وقال غيره سمي السَّفَّانُ مَلاَّحاً لمعالجته الماءَ المِلْحَ بإِجراء السفن فيه ويقال للرجل الحديد مِلْحُه على رُكْبتيه قال مِسكينٌ الدَّارِميّ لا تَلُمْها إِنها من نِسْوَةٍ مِلحُها مَوْضوعةٌ فوق الرُّكَبْ قال ابن سيده أَنث فإِما أَن يكون جمعَ مِلْحة وإِما أَن يكون التأْنيث في المِلْح لغة وقال الأَزهري اختلف الناس في هذا البيت فقال الأَصمعي هذه زِنجِيَّة والمِلْح شحمها ههنا وسِمَنُ الزِّنْج في أَفخاذها وقال شمر الشحم يسمى مِلْحاً وقال ابن الأَعرابي في قوله ملحُها موضوعة فوق الرُّكَبْ قال هذه قليلة الوفاء والمِلْحُ ههنا يعني المِلْحَ يقال فلان مِلْحُه على ركبتيه إِذا كان قليل الوفاء قال والعرب تحلف بالمِلْح والماء تعظيماً لهما ومَلَحَ الماشيةَ مَلْحاً ومَلَّحها أَطعمها سَبِخَةَ المِلْح وهو مِلْح وتُراب والملح أَكثر وذلك إِذا لم يقدر على الحَمْضِ فأَطعمها هذا مكانه والمُلاَّحَة عُشبة من الحُمُوضِ ذات قُضُبٍ وورقٍ مَنْبِتُها القِفافُ وهي مالحة الطعم ناجعة في المال والجمع مُلاَّحٌ الأَزهري عن الليث المُلاَّحُ من الحَمْضِ وأَنشد يَخْبِطْنَ مُلاَّحاً كذاوي القَرْمَلِ قال أَبو منصور المُلاَّحُ من بقول الرياض الواحدة مُلاَّحة وهي بقلة غَضَّة فيها مُلُوحة مَنابِتُها القِيعانُ وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي النَّجِيبِ الرَّبَعِيِّ في وصفه روضةً رأَيتُها تَنْدى من بُهْمَى وصُوفانَةٍ ويَنَمَةٍ ومُلاَّحةٍ ونَهْقَةٍ والمُلاَّحُ بالضم والتشديد من نبات الحَمْضِ وفي حديث ظَبْيانَ يأْكلون مُلاَّحَها ويَرْعَوْنَ سِراحَها المُلاَّح ضرب من النبات والسِّراحُ جمع سَرْح وهو الشجرُ وقال ابن سيده قال أَبو حنيفة المُلاَّحُ حَمْضَة مثل القُلاَّم فيه حمرة يؤكل مع اللبن يُتَنَقَّلُ به وله حب يجمع كما يجمع الفَثُّ ويُخْبز فيؤكل قال وأَحْسِبُه سمي مُلاَّحاً للَّوْن لا للطعم وقال مَرَّةً المُلاَّحُ عُنْقُود الكَباثِ من الأَراك سمي به لطعمه كأَن فيه من حرارته مِلْحاً ويقال نبتٌ مِلْح ومالح للحَمْضِ وقَلِيبٌ مَليح أَي ماؤه مِلْح قال عنترة يصف جُعَلاً كأَنَّ مُؤَشّرَ العَضُدَينِ حَجْلاً هَدُوجاً بين أَقْلِبةٍ مِلاحِ والمِلْحُ الحُسْنُ من المَلاحة وقد مَلُحَ يَمْلُحُ مُلُوحةً ومَلاحةً ومِلْحاً أَي حَسُنَ فهو مَليح ومُلاحٌ ومُلاَّح والمُلاَّحُ أَمْلَحُ من المَليح قال تَمْشي بجَهْمٍ حَسَنٍ مُلاَّحِ أُجِمَّ حتى هَمَّ بالصِّياحِ يعني فرجها وهذا المثال لما أَرادوا المبالغة قالوا فُعَّال فزادوا في لفظه لزيادة معناه وجمع المَلِيحِ مِلاحٌ وجمع مُلاحٍ ومُلاَّحٍ مُلاحُون ومُلاَّحُونَ والأُنثى مَلِيحة واستَمْلَحه عَدَّه مَلِيحاً وقيل جمع المَلِيح مِلاحٌ وأَمْلاح عن أَبي عمرو مثل شَرِيف وأَشْراف وفي حديث جُوَيرية وكانت امرأَة مُلاحةً أَي شديدة المَلاحة وهو من أَبنية المبالغة وفي كتاب الزمخشري وكانت امرأَة مُلاحة أَي ذات مَلاحة وفُعالٌ مبالغة في فعيل مثل كريم وكُرام وكبير وكُبارٍ وفُعَّالٌ مَشدّداً أَبلغ منه التهذيب والمُلاَّحُ أَمْلَحُ من المَليح وقالوا ما أُمَيْلِحَه فَصَغَّروا الفعل وهم يريدون الصفة حتى كأَنهم قالوا مُلَيْحٌ ولم يصغروا من الفعل غيره وغير قولهم ما أُحَيْسِنَه قال الشاعر يا ما أُمَيْلِحَ غِزْلاناً عَطَونَ لنا من هؤُلَيَّاءِ بين الضَّالِ والسَّمُرِ والمُلْحة والمُلَحةُ الكلمة المَليحة وأَمْلَح جاء بكلمة مَليحة الليث أَمْلَحْتَ يا فلانُ بمعنيين أَي جئت بكلمة مَلِيحة وأَكثرت مِلْحَ القِدْرِ وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت لها امرأَة أَزُمُّ جَمَلي هل عليَّ جُناحٌ ؟ قالت لا فلما خرجت قالوا لها إِنها تعني زوجها قالت رُدُّوها عليَّ مُلْحةٌ في النار اغسلوا عني أَثرها بالماء والسِّدْرِ المُلْحَة الكلمة المليحة وقيل القبيحة وقولها اغسلوا عني أَثرها تعني الكلمة التي أَذِنَتْ لها بها ردُّوها لأُعلمها أَنه لا يجوز قال أَبو منصور الكلام الجيد مَلَّحْتُ القِدْر إِذا أَكثرت مِلْحَها بالتشديد ومَلَّحَ الشاعرُ إِذا أَتى بشيء مَلِيح والمُلْحَةُ بالضم واحدة المُلَحِ من الأَحاديث قال الأَصمعي بَلَغْتُ بالعلم ونِلْتُ بالمُلَح والمَلْح المُلَحُ من الأَخبار بفتح الميم والمِلْحُ العلم والمِلْحُ العلماء وأَمْلِحْني بنفسك زَيِّنِّي التهذيب سأَل رجل آخر فقال أُحِبُّ أَن تُمْلِحَني عند فلان بنفسك أَي تُزَيِّنَني وتُطْريَني الأَصمعي الأَمْلَحُ الأَبْلَقُ بسواد وبياض والمُلْحة من الأَلوان بياض تشوبه شعرات سود والصفة أَمْلَح والأُنثى مَلْحاء وكل شعر وصوف ونحوه كان فيه بياض وسواد فهو أَمْلح وكبش أَمْلَحُ بَيِّنُ المُلْحةِ والمَلَح وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتيَ بكبشين أَمْلَحَينِ فذبحهما وفي التهذيب ضَحَّى بكبشين أَملحين قال الكسائي وأَبو زيد وغيرهما الأَمْلَح الذي فيه بياض وسواد ويكون البياض أَكثر وقد امْلَحَّ الكبش امْلِحاحاً صار أَمْلَح وفي الحديث يُؤْتى بالموت في صورة كبش أَمْلَح ويقال كبش أَمْلَحُ إِذا كان شعره خَلِيساً قال أَبو دُبْيانَ ابنُ الرَّعْبَلِ أَبْغَضُ الشيوخ إِليَّ الأَقْلَحُ الأَملَحُ الحَسُوُّ الفَسُوُّ وفي حديث خَبَّاب لكنْ حمزةُ لم يكن له إِلاَّ نَمِرةٌ مَلْحاءُ أَي بُرْدَة فيها خطوط سود وبيض ومنه حديث عبيد بن خالد
( * قوله « ومنه حديث عبيد بن خالد إلخ » نصه كما بهامش النهاية كنت رجلاً شاباً بالمدينة فخرجت في بردين وأَنا مسبلهما فطعنني رجل من خلفي اما باصبعه واما بقضيب كان معه فالتفت إلخ ) خرجت في بردين وأَنا مُسْبِلُهما فالتفتُّ فإِذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إِنما هي مَلْحاء قال وإِن كانت مَلْحاء أَما لك فيَّ أُسْوَةٌ ؟ والمَلْحاء من النِّعاج الشَّمطاءُ تكون سوداء تُنْفِذها شعرةٌ بيضاء والأَمْلَحُ من الشَّعَرِ نحو الأَصْبَح وجعل بعضهم الأَمْلَح الأَبيضَ النقيَّ البياض وقيل المُلْحة بياض إِلى الحمرة ما هو كلون الظبي أَبو عبيدة هو الأَبيض الذي ليس بخالص فيه عُفْرة ورجل أَمْلَحُ اللحية إِذا كان يعلو شعرَ لحيته بياضٌ من خِلْقةٍ ليس من شيب وقد يكون من شيب ولذلك وصف الشيب بالمُلحَة أَنشد ثعلب لكلِّ دَهْرٍ قد لَبِسْتُ أَثْوُبا حتى اكتَسَى الشيبُ قِناعاً أَشْهَبا أَمْلَح لا لَذًّا ولا مُحَبَّبا وقيل هو الذي بياضه غالب لسواده وبه فسر بعضهم هذا البيت والمُلْحة والمَلَحُ في جميع شعر الجسد من الإِنسان وكلِّ شيء بياضٌ يعلو السواد والمُلْحة أَشدُّ الزَّرَق حتى يَضْرِب إِلى البياض وقد مَلِح مَلَحاً وامْلَحَّ وأَمْلَح الأَزهري الزُّرْقَةُ إِذا اشتدّت حتى تضرب إِلى البياض قيل هو أَمْلَحُ العين ومنه كتيبة مَلْحاءُ وقال حَسانُ بن ربيعة الطائي وإِنا نَضْرِبُ المَلْحَاءَ حتى تُوَالِّي والسُّيُوفُ لنا شُهودُ قال ابن بري المشهور من الرواية وأَنا نضرب الملحاء بفتح الهمزة وقبله لقد عَلِمَ القبائلُ أَن قومي ذَوو حَدٍّ إِذا لُبِسَ الحَديدُ قال ومعنى قوله حتى تولي أَي حتى تفرّ مولية يعني كتيبة أَعدائه وجعل تفليل السيوف شاهداً على مقارعة الكتائب ويروى لها شهود فمن روى لنا شهود فإِنه جعل فُلولَها شُهوداً لهم بالمقارعة ومن روى لها أَراد أَن السيوف شهود على مقارعتها وذلك تفليلها ومَِلْحانُ جُمادَى الآخرة سمي بذلك لابيضاضه بالثلج قال الكميت إِذا أَمْسَتِ الآفاقُ جُمْراً جُنُوبُها لِشَيْبانَ أَو مَلْحانَ واليومُ أَشْهَبُ شَِيبْانُ جُمادَى الأُولى وقيل كانون الأَول ومَِلْحانُ كانون الثاني سمي بذلك لبياض الثلج الأَزهري عمرو بن أَبي عمرو شِيبانُ بكسر الشين ومَِلْحان من الأَيام إِذا ابيضت الأَرض من الجَلِيتِ والصَّقِيعِ الجوهري يقال لبعض شهور الشتاء مَِلْحانُ لبياض ثلجه والمُلاَّحِيُّ بالضم وتشديد اللام ضرب من العنب أَبيض في حبه طول وهو من المُلْحة وقال أَبو قيس ابنُ الأَسْلَت وقد لاحَ في الصبحِ الثرَيَّا كما ترى كعُنْقودِ مُلاَّحِيَّةٍ حين نَوَّرا ابن سيده عنب مُلاحِيٌّ أَبيض قال الشاعر ومن تَعاجيبِ خَلْقِ اللهِ غاطِيَةٌ يُعْصَرُ منها مُلاحِيٌّ وغِرْبِيبُ قال وحكى أَبو حنيفة مُلاَّحِيّ وهي قليلة وقال مرة إِنما نسبه إِلى المُلاَّحِ وإِنما المُلاَّحُ في الطَّعْم والمُلاحِيُّ من الأَراك الذي فيه بياض وشُهْبة وحُمْرة وأَنشد لمُزاحِمٍ العُقيْلِيّ فما أُمُّ أَحْوَى الطُّرَّتَيْنِ خَلا لَها بقُرَّى مُلاحِيٌّ من المَرْدِ ناطِفُ والمُلاحِيُّ تِينٌ صِغار أَمْلَحُ صادق الحلاوة ويُزَبَّبُ وامْلاحَّ النخلُ تلوَّن بُسْرُه بحمرة وصفرة وشجرةٌ مَلْحاء سقط ورقها وبقيت عيدانها خُضْراً والمَلْحاء من البعير الفِقَرُ التي عليها السَّنامُ ويقال هي ما بين السَّنامِ إِلى العَجُز وقيل المَلْحاء لَحْمُ مُسْتَبْطِنِ الصُّلْبِ من الكاهل إِلى العجز قال العجاج موصولة المَلْحاءِ في مُسْتَعْظمِ وكَفَلٍ من نَحْضِه مُلَكَّمِ والمَلْحاءُ ما انْحَدَرَ عن الكاهل إِلى الصلب وقوله رَفَعُوا رايةَ الضِّرابِ ومَرُّوا لا يبالونَ فارسَ المَلْحاءِ يعني بفارس المَلْحاءِ ما على السَّنام من الشحم التهذيب والمَلْحاءُ وَسَط الظهر بين الكاهل والعجز وهي من البعير ما تحت السَّنام قال وفي المَلْحاءِ سِتّ مَحالاتٍ والجمع مَلْحاوات الفرّاء المَلِيحُ الحليم والراسِبُ والمِرَبُّ الحليم ابن الأَعرابي المِلاحُ المِخْلاة وجاء في الحديث أَن المختار لما قتل عمر بن سعد جعل رأْسه في مِلاح وعَلَّقه المِلاحُ المِخْلاة بلغى هذيل وقيل هو سِنانُ الرمح قال والمِلاحُ السُّترة والمِلاحُ الرمح والمِلاحُ أَن تَهُبَّ الجَنُوبُ بعد الشَّمال ويقال أَصبنا مُلْحةً من الربيع أَي شيئاً يسيراً منه وأَصاب المالُ مُلْحَةً من الربيع لم يستمكن منه فنال منه شيئاً يسيراً والمِلْحُ السِّمَنُ القليل وأَمْلَحَ البعيرُ إِذا حمل الشحم ومُلِح فهو مَمْلوحٌ إِذا سمن ويقال كان ربيعنا مَمْلوحاً وكذلك إِذا أَلْبَنَ القومُ وأَسْمَنُوا ومُلِّحَت الناقة فهي مُمَلَّحٌ سمنَت قليلاً ومنه قول عروة بن الورد أَقَمْنا بها حِيناً وأَكثرُ زادِنا بقيةُ لَحْمٍ من جَزُورٍ مُمَلَّحِ وجَزُورٌ مُمَلَّحٌ فيها بقية من سمن وأَنشد ابن الأَعرابي ورَدَّ جازِرُهُم حَرْفاً مُصَهَّرَةً في الرأْسِ منها وفي الرِّجْلَيْنِ تَمْلِيحُ أَي سِمَنٌ يقول لا شحم لها إِلا في عينها وسُلاماها كما قال ما دام مُخٌّ في سُلامَى أَو عَيْن قال أَول ما يبدأُ السِّمَنُ في اللسان والكَرِش وآخر ما يبقى في السُّلامَى والعين وتَمَلَّحتِ الإِبلُ كَمَلَّحَتْ وقيل هو مقلوب عن تَحَلَّمَتْ أَي سمنت وهو قول ابن الأَعرابي قال ابن سيده ولا أُرى للقلب هنا وجهاً قال وأُرى مَلَحتِ الناقةُ بالتخفيف لغة في مَلَّحتْ وتَمَلَّحَت الضِّبابُ كَتَحَلَّمت أَي سمنت ومَلَّحَ القِدْرَ جعل فيها شيئاً من شحم التهذيب عن أَبي عمرو أَمْلَحْتُ القِدْرَ بالأَلف إِذا جعلت فيها شيئاً من شحم وروي عن ابن عباس أَنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادقُ يُعْطى ثلاثَ خصال المُلْحَةَ والمَهابةَ والمحبةَ الملحة بالضم البركة يقال كان ربيعنا مَمْلُوحاً فيه أَي مُخْصِباً مباركاً وهي من مَلَّحَتِ الماشيةُ إِذا ظهر فيها السِّمَنُ من الربيع والمِلْحُ البركة يقال لا يُبارِك الله فيه ولا يُمَلِّحُ قاله ابن الأَنباري وقال ابن بُزُزْجٍ مَلَحَ الله فيه فهو مَمْلوحٌ فيه أَي مبارك له في عيشه وماله قال أَبو منصور أَراد بالمُلْحة البركة وإِذا دُعِيَ عليه قيل لا مَلَّحَ الله فيه ولا بارك فيه وقال ابن سيده في قوله الصادق يُعْطى المُلْحةَ قال أُراه من قولهم تَمَلَّحَتِ الإِبلُ سمنت فكأَنه يريد الفضل والزياجة وفي حديث عمرو ابن حُرَيْثٍ
( * قوله « وفي حديث عمرو بن حريث إلخ » صدره كما بهامش النهاية قال عبد الملك لعمرو بن حريث أي الطعام أَكلت أحب اليك ؟ قال عناق قد أجيد إلخ ) عَناقٌ قد أُجيدَ تَمْلِيحُها وأُحْكِمَ نُضْجُها ابن الأَثير التمليح ههنا السَّمْطُ وهو أَخذ شعرها وصوفها بالماء وقيل تمليحها تسمينها من الجزور المُمَلَّح وهو السمين ومنه حديث الحسن ذكرت له التوراة فقال أَتريدون أَن يكون جلدي كجلد الشاة المَمْلوحة ؟ يقال مَلَحْتُ الشاةَ ومَلَّحْتها إِذا سَمَطْتها والمِلْحُ الرَّضاعُ قال أَبو الطَّمَحانِ وكانت له إِبل يَسْقِي قوماً من أَلبانها ثم أَغاروا عليها فأَخذوها وإِني لأَرْجُو مِلْحها في بُطُونِكم وما بَسَطَتْ من جِلْدِ أَشْعَثَ أَغْبَرا وذلك أَنه كان نزل عليه قوم فأَخذوا إِبله فقال أَرجو أَن تَرْعَوْا ما شَرِبْتُم من أَلبنان هذه الإِبل وما بَسَطتْ من جلود قوم كأَنَّ جلودهم قد يبست فسمنوا منها قال ابن بري صوابه أَغبر بالخفض والقصيدة مخفوضة الروي وأَوَّلها أَلا حَنَّتِ المِرْقالُ واشْتاقَ رَبُّها ؟ تَذَكَّرُ أَرْماماً وأَذْكُرُ مَعْشَرِي قال يقول إِني لأَرجو أَن يأْخذكم الله بحرمة صاحبها وغَدْرِكم به وكانوا استاقوا له نَعماً كان يسقيهم لبنها ورأَيت في بعض حواشي نسخ الصحاح أَن ابن الأَعرابي أَنشد هذا البيت في نوادره وما بَسَطتْ من جِلدِ أَشعَثَ مُقْتِرِ الجوهري والمَلْح بالفتح مصدر قولك مَلَحْنا لفلان مَلْحاً أَرْضعناه وقول الشاعر لا يُبْعِد اللهُ رَبُّ العِبا دِ والمِلْح ما وَلَدَت خالِدَهْ يعني بالمِلْح الرَّضاع قال أَبو سعيد المِلْحُ في قول أَبي الطَّمَحانِ الحرمة والذِّمامُ ويقال بين فلان وفلان مِلْحٌ ومِلْحَةٌ إِذا كان بينهما حرمة فقال أَرجو أَن يأْخذكم الله بحرمة صاحبها وغَدْرِكم بها قال أَبو العباس العرب تُعَظِّمُ أَمر المِلح والنار والرماد الأَزهري وقولهم مِلْح فلان على رُكْبَتيه فيه قولان أَحدهما أَنه مُضَيِّعٌ لحقِّ الرضاع غير حافظ له فأَدنى شيء يُنْسيه ذِمامَه كما أَن الذي يضع المِلْح على ركبتيه أَدنى شيء يُبَدِّدُه والقول الآخر أَنه سَيء الخلق يغضب من أَدنى شيء كما أَنَّ المِلح على الرُّكْبة يَتَبَدَّدُ من أَدنى شيء وروي قوله والمِلح ما ولدت خالده بكسر الحاء عطفه على قوله لا يبعد الله وجعل الواو واو القسم ابن الأَعرابي المِلْحُ اللبنُ ابن سيده مَلَحَ رَضعَ الأَزهري يقال مَلَحَ يَمْلَحُ ويَمْلُحُ إِذا رضع ومَلَح الماءُ ومَلُحَ يَمْلُحُ مَلاحةً والمِلاحُ المُراضَعة الليث المِلاحُ الرَّضاعُ وفي حديث وَفْدِ هَوازِنَ أَنهم كلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سَبْيِ عَشائرهم فقال خطيبُهم إِنا لو كنا مَلَحْنا للحرث بن أَبي شَمِر أَو للنعمان بن المنذِرِ ثم نزل مَنْزِلك هذا منا لحفظ ذلك لنا وأَنت خير المكفولين فاحفظ ذلك قال الأَصمعي في قوله مَلَحْنا أَي أَرْضَعْنا لهما وإِنما قال الهَوازِنيُّ ذلك لأَن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مُسْتَرضَعاً فيهم أَرضعته حليمة السعدية والمُمَالَحة المُراضعة والمُواكلة قال ابن بري قال أَبو القاسم الزجاجي لا يصح أَن يقال تَمالَحَ الرجلان إِذا رضع كل واحد منهما صاحبه هذا مُحال لا يكون وإِنما المِلْحُ رَضاع الصبي المرأَةَ وهذا ما لا تصح فيه المفاعلة فالمُمَالحة لفظة مولَّدة وليست من كلام العرب قال ولا يصح أَن يكون بمعنى المواكلة ويكون مأْخوذاً من المِلْح لأَن الطعام لا يخلو من الملح ووجه فساد هذا القول أَن المفاعلة إِنما تكون مأْخوذة من مصدر مثل المُضاربة والمقاتلة ولا تكون مأْخوذة من الأَسماء غير المصادر أَلا ترى أَنه لا يحسن أَن يقال في الاثنين إِذا أَكلا خبزاً بينهما مُخَابزَة ولا إِذا أَكلا لحماً بينهما مُلاحَمة ؟ وفي الحديث لا تُحَرِّمُ المَلْحةُ والمَلْحتان أَي الرَّضْعة والرَّضْعتان فأَما بالجيم فهو المصَّة وقد تقدمت والمَِلْح بالفتح والكسر الرَّضْعُ والمَلَحُ داء وعيب في رجل الدابة وقد مَلِحَ مَلَحاً فهو أَمْلَحُ والمَلَحُ بالتحريك وَرَم في عُرْقوب الفرس دون الجَرَدِ فإِذا اشتدَّ فهو الجَرَدُ والمَلْحُ سرعة
( * قوله « والملح سرعة إلخ » يقال ملح الطائر كمنع كثرت سرعة خفقانه كما في القاموس ) خَفَقانِ الطائر بجناحيه قال مَلْح الصُّقُورِ تحتَ دَجْنٍ مُغْيِنِ قال أَبو حاتم قلت للأَصمعي أَتراه مقلوباً من اللَّمْح ؟ قال لا إِنما يقال لَمَحَ الكوكَبُ ولا يقال مَلَح فلو كان مقلوباً لَجَاز أَن يقال مَلَح والأَمْلاحُ موضع قال طَرَفَةُ بن العَبْد عَفا من آلِ لَيْلَى السَّهْ بُ فالأَمْلاحُ فالغَمْرُ وهذه كلها أَسماء أَماكن ابن سيده ومُلَيْح والمُلَيْحُ ومُلَيْحَةُ وأَمْلاحٌ ومَلَحٌ والأُمَيْلِحُ والأَمْلَحانِ وذاتُ مِلْحٍ كلها مواضع قال جرير كأَنَّ سَلِيطاً في جَواشِنِها الحَصى إِذا حَلَّ بينَ الأَمْلَحَيْنِ وَقِيرُها قوله في جواشِنَها الحضى أَي كأَنَّ أَفْهاراً في صدورهم وقيل أَراد أَنهم غلاظ كأَنَّ في قلوبهم عُجَراً قال الأَخطل بمُرْتَجِزٍ داني الرِّبابِ كأَنه على ذاتِ مِلْحٍ مُقْسِمٌ ما يَرِيمُها وبنو مُلَيْحٍ بطن وبنو مِلْحانَ كذلك والأُمَيْلِحُ موضع في بلاد هُذَيل كانت به وقعة قال المتنخل لا يَنْسَأُ الله مِنَّا مَعْشَراً شَهِدُوا يومَ الأُمَيْلِح لا غابُوا ولا جَرَحوا يقول لم يغيبوا فنُكْفَى أَن يُؤْسَرُوا أَو يُقْتَلوا ولا جَرَحوا أَي ولا قاتلوا إِذ كانوا معنا ويقال للنَّدَى الذي يسقط بالليل على البَقْل أَمْلَحُ لبياضه وقول الراعي يصف إِبلاً أَقامتْ به حَدَّ الربيعِ وَجارُها أَخُو سَلْوَةٍ مَسَّى به الليلُ أَمْلَحُ يعني الندى يقول أَقامت بذلك الموضع أَيام الربيع فما دام الندى فهو في سلوة من العيش وإِنما قال مَسَّى به لأَنه يسقط بالليل أَراد بجارها ندى الليل يجيرها من العطش والمَلْحاءُ والشَّهْباء كتيبتان كانتا لأَهل جَفْنَة قال الجوهري والمَلْحاء كتيبة كانت لآل المُنْذِر قال عمرو بن شاسٍ الأَسَدِيّ يُفَلِّقْنَ رأْسَ الكوكَبِ الفَخْمِ بعدَما تَدُورُ رَحَى المَلْحاءِ في الأَمرِ ذي البَزْلِ والكوكبُ الرئيسُ المُقَدَّم والبَزْل الشدة ومُلْحةُ اسم رجل ومُلْحةُ الجَرْمِيّ شاعر من شعرائهم ومُلَيْحٌ مصغراً حَيّ من خُزاعة والنسبة إِليهم مُلَحِيٌّ مثال هُذَليٍّ التهذيب والمِلاحُ أَن تشتكي الناقة حَياءَها فتؤخذَ خِرْقةٌ ويُطْلى عليها دواء ثم تُلْصَقَ على الحياء فيَبرَأَ وقال أَبو الهيثم تقول العرب للذي يَخْلِطُ كذباً بصِدْقٍ هو يَخْصف حِذاءَه وهو يَرْتَثِئُ إِذا خَلَط كذباً بحق ويَمْتَلِحُ مثله فإِذا قالوا فلان يَمْتَلِح فهو الذي لا يُخْلِصُ الصدق وإِذا قالوا عند فلان كذب قليل فهو الصَّدُوق الذي لا يكذب وإِذا قالوا إِن فلاناً يَمْتَذِقُ فهو الكذوب

منح
مَنَحَه الشاةَ والناقَةَ يَمْنَحه ويَمْنِحُه أَعاره إِياها الفراء مَنَحْته أَمْنَحُه وأَمْنِحُه في باب يَفْعَلُ ويَفْعِلُ وقال اللحياني مَنَحَه الناقةَ جعل له وَبَرَها ووَلدَها ولبنها وهي المِنْحة والمَنِيحة قال ولا تكون المَنِيحةُ إِلاَّ المُعارَةَ للبن خاصة والمِنْحةُ منفعته إِياه بما يَمْنَحْه ومَنَحَه أَعطاه قال الجوهري والمَنِيحة مِنْحةُ اللبن كالناقة أَو الشاة تعطيها غيرك يحتلبها ثم يردّها عليك وفي الحديث هل من أَحد يَمْنَحُ من إِبله ناقةً أَهلَ بيتٍ لا دَرَّ لهم ؟ وفي الحديث ويَرْعَى عليهما مِنْحةً من لبن أَي غنم فيها لبن وقد تقع المِنْحةُ على الهبة مطلقاً لا قَرْضاً ولا عارية وفي الحديث أَفضلُ الصدقة المَنِيحةُ تَغْدُو بعِشاء وتروح بعِشاء وفي الحديث من مَنَحه المشركون أَرضاً فلا أَرض له لأَن من أَعاره مُشْرِكٌ أَرضاً ليزرعها فإِن خَراجها على صاحبها المشرك لا يُسْقِطُ الخَراجَ نه مِنْحَتُه إِياها المسلمَ ولا يكون على المسلم خَراجُها وقيل كل شيء تَقْصِد به قَصْدَ شيء فقد مَنَحْتَه إِياه كما تَمْنَحُ المرأَةُ وجهَها المرأَةَ كقول سُوَيْدِ بن كُراع تَمْنَحُ المرأَةَ وَجْهاً واضِحاً مثلَ قَرْنِ الشمسِ في الصَّحْوِ ارْتَفَعْ قال ثعلب معناه تُعطي من حسنها للمرأَة هكذا عدّاه باللام قال ابن سيده والأَحسن أَن يقول تُعْطي من حسنها المرأَةَ وأَمْنَحَتِ الناقة دنا نَتاجُها فهي مُمْنِحٌ وذكره الأَزهري عن الكسائي وقال قال شمر لا أَعرف أَمْنَحَتْ بهذا المعنى قال أَبو منصور هذا صحيح بهذا المعنى ولا يضره إِنكار شمر إِياه وفي الحديث من مَنَح مِنْحةَ ورِق أَو مَنَح لَبَناً كان كعتق رقبة وفي النهاية لابن الأَثير كان له كعَدْلِ رقبة قال أَحمد بن حنبل مِنْحةُ الوَرِق القَرْضُ قال أَبو عبيد المِنْحَةُ عند العرب على معنيين أَحدهما أَن يعطي الرجلُ صاحبه المال هبة أَو صلة فيكون له وأَما المِنْحةُ الأُخرى فأَن يَمْنَح الرجلُ أَخاه ناقة أَو شاة يَحْلُبها زماناً وأَياماً ثم يردّها وهو تأْويل قوله في الحديث الآخر المِنْحَة مردودة والعارية مؤداة والمِنْحة أَيضاً تكون في الأَرض يَمْنَحُ الرجلُ آخر أَرضاً ليزرعها ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم من كانت له أَرض فليزرعْها أَي يَمْنَحْها أَخاه أَو يدفعها إِليه حتى يزرعَها فإِذا رَفَع زَرْعَها ردّها إِلى صاحبها ورجل مَنَّاح فَيَّاح إِذا كان كثير العطايا وفي حديث أُم زرع وآكُلُ فأَتَمَنَّحُ أَي أَطْعِمُ غيري وهو تَفَعُّل من المَنْحِ العطية قال والأَصل في المَنِيحة أَن يجعل الرجلُ لبنَ شاته أَو ناقته لآخر سنة ثم جعلت كل عطية منيحة الجوهري المَنْحُ العطاء قال أَبو عبيد للعرب أَربعة أَسماء تضعها مواضع العارية المَنِيحةُ والعَرِيَّةُ والإِفْقارُ والإِخْبالُ واسْتَمْنَحه طلب مِنْحته أَي اسْتَرْفَدَه والمَنِيحُ القِدْحُ المستعار وقيل هو الثامن من قِداح المَيْسِر وقيل المَنِيحُ منها الذي لا نصيب له وقال اللحياني هو الثالث من القِداح الغُفْل التي ليست لها فُرُضٌ ولا أَنصباء ولا عليها غُرْم وإِنما يُثَقَّل بها القِداحُ كراهيةَ التُّهمةِ اللحياني المَنِيحُ أَحد القِداح الأَربعة التي ليس لها غُنْم ولا غُرْم أَوّلها المُصَدَّرُ ثم المُضَعَّفُ ثم المَنِيح ثم السَّفِيح قال والمَنِيح أَيضاً قِدْحُ من أَقداح الميسر يُؤْثَرُ بفوزه فيستعار يُتَيَمَّنُ بفوزه والمَنِيح الأَوّل من لَغْوِ القِداح وهو اسم له والمَنِيحُ الثاني المستعار وأَما حديث جابر كنتُ مَنِيحَ أَصحابي يوم بدر فمعناه أَي لم أَكن ممن يُضْرَبُ له بسهم مع المجاهدين لصغري فكنت بمنزلة السهم اللغو الذي لا فوز له ولا خُسْرَ عليه وقد ذكر ابن مُقْبل القِدْحَ المستعار الذي يتبرك بفوزه إِذا امْتَنَحَتْه من مَعَدٍّ عِصابةٌ غَدا رَبُّه قبل المُفِيضِينَ يَقْدَحُ يقول إِذا استعاروا هذا القِدْحَ غدا صاحبُه يَقْدَحُ النارَ لثِقَتِه بفوزه وهذا هو المَنِيحُ المستعار وأَما قوله فمَهْلاً يا قُضاعُ فلا تكونِي مَنِيحاً في قِداحِ يَدَيْ مُجِيلِ فإِنه أَراد بالمنيح الذي لا غُنْمَ له ولا غُرْمَ عليه قال الجوهري والمَنِيحُ سهم من سهام الميسر مما لا نصيب له إِلاَّ أَن يُمْنَحَ صاحبُه شيئاً والمَنُوحُ والمُمانِحُ من النوق مثل المُجالِح وهي التي تَدِرُّ في الشتاء بعدما تذهب أَلبانُ الإِبل بغير هاء وقد مانَحَتْ مِناحاً ومُمانَحةً وكذلك مانَحَتِ العينُ إِذا سالتْ دموعُها فلم تنقطع والمُمانِحُ من المطر الذي لا ينقطع قال ابن سيده والمُمانِحُ من الإِبل التي يبقى لبنها بعدما تذهب أَلبان الإِبل وقد سمَّت مانِحاً ومَنَّاحاً ومَنِيحاً قال عبد الله بن الزبير يَهْجُو طَيِّئاً ونحنُ قَتَلْنا بالمَنِيحِ أَخاكُمُ وَكِيعاً ولا يُوفي من الفَرَسِ البَغْلُ أَدخل الأَلف واللام في المنيح وإِن كان علماً لأَن أَصله الصفة والمَنِيحُ هنا رجل من بني أَسد من بني مالك والمَنِيحُ فرس قيس بن مسعود والمَنِيحةُ فرسِ دثار بن فَقْعَس الأَسَدِيّ

ميح
ماحَ في مِشْيته يَمِيحُ مَيْحاً ومَيْحُوحة تَبَخْتر وهو ضرب حسن من المشي في رَهْوَجة حَسَنةٍ وهو مشي كمشي البَطَّة وامرأَة مَيَّاحة قال مَيَّاحة تَمِيحُ مَشْياً رَهْوَجا والمَيْحُ مشي البطة قال صادَتْكَ بالأُنْسِ وبالتَّمَيُّحِ التهذيب البطة مَشْيُها المَيْحُ قال رؤبة من كلِّ مَيَّاحٍ تَراه هَيْكَلا أَرْجَلَ خِنْذِيذٍ وعينٍ أَرْجَلا وتَمايَح السكرانُ والغصنُ تمايل وماحَتِ الريحُ الشجرةَ أَمالتها قال المَرَّارُ الأَسَدِيُّ كما ماحَتْ مُزَعْزِعَةٌ بغِيلٍ يَكادُ ببعضِه بعضٌ يَمِيلُ وتَمَيَّح الغصنُ تَمَيَّلَ يميناً وشمالاً والمَيْحُ أَن يدخل البئر فيملأً الدلو وذلك إِذا قل ماؤها ورجل مائحٌ من قوم ماحة الأَزهري عن الليث المَيْحُ في الاستقاء أَن ينزل الرجلُ إِلى قرار البئر إِذا قل ماؤها فيملأَ الدلو بيده يَميحُ فيها بيده ويَميحُ أَصحابه والجمع ماحة وفي حديث جابر أَنهم وردوا بئراً ذَمَّةً أَي قليلاً ماؤها قال فنزلنا فيها ستةً ماحةً وأَنشد أَبو عبيدة يا أَيُّها المائحُ دَلوِي دُونَكا إِني رأَيتُ الناسَ يَحْمَدُونَكا والعرب تقول هو أَبْصَرُ من المائح باسْتِ الماتح تعني أَن الماتح فوق المائح فالمائح يرى الماتح ويرى استه وقد ماحَ أَصحابَه يَمِيحُهم وقول صَخْر الغَيّ كأَنَّ بَوانِيَه بالمَلاَ سَفائنُ أَعْجَمَ مايَحْنَ رِيفا قال السكري مايَحْنَ امْتَحْنَ أَي حَمَلْنَ من الرِّيفِ هذا تفسيره وماحَه مَيْحاً أَعطاه والمَيْحُ يجري مَجْرَى المنفعة وكلُّ من أَعْطى معروفاً فقد ماحَ ومِحْتُ الرجلَ أَعطيته واسْتَمَحْتُه سأَلته العطاء ومِحْتُه عند السلطان شَفَعْتُ له واسْتَمَحْتُه سأَلته أَن يشفع لي عنده والامْتِياحُ مثل المَيْحِ والسائل مُمْتاحٌ ومُسْتَمِيح والمسؤول مُسْتَماحٌ ويقال امْتاحَ فلانٌ فلاناً إِذا أَتاه يطلب فضله فهو مُمْتاحٌ وفي حديث عائشة تصف أَباها رضي الله عنهما فقالت وامْتاحَ من المَهْواة أَي استقى هو افْتَعَلَ من المَيْح العطاء وامْتاحت الشمسُ ذِفْرَى البعير إِذا اسْتَدَرَّتْ عَرَقَه وقال ابن فَسْوة يذكر ناقته ومُعَذِّرَها إِذا امْتاحَ حَرُّ الشمسِ ذِفْراه أَسْهَلَتْ بأَصْفَرَ منها قاطِراً كلَّ مَقْطَرِ الهاء في ذفراه للمُعَذِّرِ وقول العُجَيْرِ السَّلوليّ ولي مائحٌ لم يُورَدِ الماءُ قَبْلَه يُعَلِّي وأَشْطانُ الدِّلاءِ كثيرُ إِنما عنى بالمائح لسانه لأَنه يَميحُ من قلبه وعنى بالماء الكلام وأَشطان الدلاء أَي أَسبابُ الكلام كثير لديه غير متعذر عليه وإِنما يصف خصوماً خاصمهم فغلبهم أَو قاومهم والمَيْحُ المنفعة وهو من ذلك ابن الأَعرابي ماحَ إِذا استاك وماحَ إِذا تبختر وماحَ إِذا أَفضل وماحَ فاه بالسواك يَميحُ مَيْحاً شاصه وسَوَّكه قال يَمِيحُ بعُودِ الضَّرْوِ إِغْرِيضَ ثَغْبِه جَلا ظَلْمَه من دونِ أَن يَتَهَمَّما وقيل هو استخراج الريق بالمسواك وقول الراعي يصف امرأَة وعَذْب الكَرَى يَشْفِي الصَدَى بعد هَجْعةٍ له من عُرُوقِ المُسْتَظَلَّةِ مائحُ يعني بالمائح السواك لأَنه يَمِيح الريقَ كما يَمِيحُ الذي ينزل في القَلِيبِ فيَغْرِفُ الماء في الدلو وعنى بالمظلة الأَراكة ومَيَّاحٌ اسم ومَيَّاحٌ اسم فرس عُقْبَة بن سالم

نبح
النَّبْحُ صوت الكلب نَبَحَ الكلبُ والظبي والتيس والحية يَنْبِحُ ويَنْبَحُ نَبْحاَ ونَبِيحاً ونُباحاً بالضم ونِباحاً بالكسر ونُبُوحاَ وتَنْباحاً التهذيب والظبي يَنْبَحُ في بعض الأَصوات وأَنشد لأَبي دُواد وقُصْرَى شَنِج الأَنْسا ءِ نَبَّاحٍ من الشُّعْبِ رواه الجاحظ نَبَّاح من الشَّعْبِ وفسره يعني من جهة الشَّعْبِ وأَنشد ويَنْبَحُ بينَ الشَّعْبِ نَبْحاً كأَنه نُبَاحُ سَلُوقٍ أَبْصَرتْ ما يَرِيبُها وقال الظبي إِذا أَسَنَّ ونبتت لقرونه شُعَبٌ نَبَحَ قال أَبو منصور والصواب الشُّعْبُ جمع الأَشْعَبِ وهو الذي انشعب قرناه الأَزهري التيس عند السِّفاد يَنْبَحُ والحية تَنْبَحُ في بعض أَصواتها وأَنشد يأْخُذُ فيه الحَيَّةَ النَّبُوحا والنَّوابِحُ والنُّبُوحُ جماعة النابح من الكلاب أَبو خَيْرَةَ النُّباحُ صوت الأَسْود يَنْبَحُ نُبَاحَ الجِرْو أَبو عمرو النَّبْحاء الصَّيَّاحة من الظِّباء ابن الأَعرابي النَّبَّاحُ الظبي الكثير الصِّياح والنَّبَّاحُ الهُدْهُد الكثيرُ الفَرْقَرةِ ويقول الرجلُ لصاحبه إِذا قَضِيَ له عليه وَكَلْتُكَ العامَ من كلب بتَنْباح وكلب نابح ونَبَّاح قال ما لَكَ لا تَنْبَحُ يا كَلْبَ الدَّوْمْ قد كنتَ نَبَّاحاً فما لَكَ اليَوْمْ ؟ قال ابن سيده هؤلاء قوم انتظروا قوماً فانتظروا نُِباحَ الكلب ليُنْذِرَ بهم وكلابٌ نَوابِحُ ونُبَّحٌ ونُبُوحٌ وأَنْبَحَه جعله يَنْبَحُ قال عبدُ بن حَبيب الهُذَلي فأَنْبَحْنا الكلابَ فَوَرَّكَتْنا خِلالَ الدارِ دامِيةَ العُجُوبِ وأَنْبَحْتُ الكلبَ واسْتَنْبَحْتُه بمعنًى واسْتَنْبَحَ الكلبَ إِذا كان في مَضِلَّة فأَخرج صوته على مثل نُباح الكلب ليسمعه الكلب فيتوهمه كلباً فَيَنْبَح فيستدل بِنُّباحِه فيهتدي قال قومٌ إِذا اسْتَنْبَحَ الأَقوامُ كَلْبَهُمُ قالوا لأُمِّهِمُ بُولِي على النارِ
( * قوله « إِذا استنبح الأَقوام » كذا بالأصل والمشهور الأَضياف )
وكلب نَبَّاح ونَبَّاحِيٌّ ضَخْمُ الصوت عن اللحياني ورجل مَنْبُوح يُضْرَبُ له مثل الكلب ويُشَبَّه به ومنه حديث عَمَّار رضي الله تعالى عنه فيمن تناول من عائشة رضي الله عنها اسْكُتْ مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً مَنْبُوحاً حكاه الهروي في الغريبين والمَنْبُوحُ المَشْتُوم يقال نَبَحَتْني كِلابُك أَي لَحِقَتْني شَتائِمُكَ وأَصله من نُباح الكلب وهو صياحه التهذيب عن شمر يقال نَبَحه الكلب ونَبَحَتْ عليه
( * كذا بياض بالأصل وراجع عبارة التهذيب ) ونابَحَه قال امرؤُ القيس وما نَبَحَتْ كلابُك طارقاً مثلي ويقال في مَثَلٍ فلان لا يُعْوَى ولا يُنْبَحُ يقول من ضعفه لا يُعْتَدُّ به ولا يكلم بخير ولا شر ورجل نَبَّاح شديد الصوت وقد حكيت بالجيم وقد نَبَحَ نَبْحاً ونَبِيحاً ونَبَحَ الهُدْهُدُ يَنْبَحُ نُباحاً أَسَنَّ فَغَلُظَ صوته والنبوحُ أَصوات الحي قال الجوهري والنُّبُوحُ ضَجَّةُ الحيِّ وأَصوات كلابهم قال أَبو ذؤيب بأَطْيَبَ من مَقَبَّلِها إِذا ما دَنا العَيُّوقُ واكْتَتَمَ النُّبُوحُ والنُّبُوح الجماعة الكثيرة من الناس قال الجوهري ثم وضع موضع الكثرة والعِزِّ قال الأَخطل إَنَّ العَرارةَ والنُّبُوحَ لدارِمٍ والعِزّ عند تَكامُلِ الأَحْسابِ وهذا البيت أَورده ابن سيده وغيره إِنَّ العَرارةَ والنُّبُوحَ لدارِمٍ والمُسْتَخِفّ أَخوهم الأَثْقالا وقال ابن بري عن البيت الذي أَورده الجوهري إِنه للطِّرِمَّاح قال وليس للأَخطل كما ذكره الجوهري وصواب إِنشاده والنُّبُوح لطيئٍ وقبله يا أَيُّها الرجلُ المُفاخِرُ طَيِّئاً أَغْرَبْتَ نَفْسَك أَيَّما إِغرابِ قال وأَما بيت الأَخطل فهو ما أَورده ابن سيده وبعده المانعينَ الماءَ حتى يَشْرَبوا عَفَواتِه ويُقَسِّموه سِجالا مدح الأَطلُ بني دارم بكثرة عددهم وحملهم الأُمور الثقال التي يَعْجِزُ غيرهم عن حملها ويروى المستخف بالرفع والنصب فمن نصبه عطفه على اسم إِن وأَخوهم خبر إِن والأَثقال مفعول بالمستخف تقديره إِنَّ المستخف الأَثقال أَخوهم ففصل بين الصلة والموصول بخبر إِن للضرورة وقد يجوز أَن ينتصب بإِضمار فعل دل عليه المستخف تقديره إِن الذي استخف الأَثقال أَخوهم ويجوز أَن يرتفع أَخوهم بالمستخف والأَثقال منصوبة به ويكون العائد على الأَلف واللام الضمير الذي أُضيف إِليه الأَخ ويكون الخبر محذوفاً تقديره إِن الذي استخف أَخوهم الأَثقال هم فحذف الخبر لدلالة الكلام عليه وأَما من رفع المستخف فإِنه رفعه بالعطف على موضع إِنَّ ويكون الكلام في رفع الأَخ من الوجهين المذكورين كالكلام فيمن نصب المستخف والنَّبَّاح صَدَفٌ بيض صغار وفي التهذيب مَناقِفُ يُجاءُ بها من مكة تجعل في القلائد والوُشُح ويُدْفَعُ بها العينُ الواحدة نَبَّاحة والنَّوابح موضع قال مَعْنُ بن أَوس إِذا هيَ حَلَّتْ كَرْبَلاءَ فَلَعْلَعاً فَجَوْزَ العُذَيْبِ دونها فالنَّوابِحا

نتح
النَّتْحُ العَرَقُ وقيل خروج العَرَق من الجلد والدَّسَمِ من النِّحْيِ والنَّدَى من الثَّرَى وقال الأَزهري النَّتْحُ خروج العرق من أُصول الشعر وهو نَتْحُه الجلد نَتَحَ يَنْتَِحُ نَتْحاً ونُتُوحاً الجوهري النَّتْحُ الرَّشْحُ ومَناتِحُ العَرَقِ مَخارِجُه من الجلد وأنشد جَوْنٌ كأَنَّ العَرَقِ المَنْتُوحا لَبَّسَه القَطْرانَ والمُسُوحا ونَتَحه الحَرُّ وغيره ونَتَحَ النِّحْيُ إِذا رَشَحَ بالسَّمْنِ وذِفْرَى البعير تَنْتِحُ عَرَقاً إِذا سار في يوم صائف شديد الحر فقَطَرَ ذِفْرَياه عرقاً ونَتَحَت المَزادةُ تَنْتِحُ نَتْحاً ونُتُوحاً وكذلك خروج العَرق قال الراجز تَنْتِحُ ذِفْراها بمثل الدِّرْياقْ والمِنْتَحة الاستُ والنُّتُوحُ صُمُوغ الأَشجار ولا يقال نُتُوع والانْتِياحُ مثل النَّتْح قال ذو الرمة يصف بعيراً يَهْدِرُ في الشِّقْشِقَة رَقْشاءُ تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزْبِدا دَوَّمَ فيها رِزَّه وأَرْعَدا واليَنْتُوح طائر أَقرع الرأْس يكون في الرمل الأَزهري روى أَبو أَيوب عن بعض العرب امْتَتحتُ الشيءَ وانْتَتحته وانتزعْتُه بمعنى واحد

نجح
النُّجحُ والنَّجاحُ الظَّفَرُ بالشيءِ وقد أَنْجَحَ وقد نَجَحْتْ حاجتي
( * قوله « وقد نجحت حاجتي إلخ » بابه منع كما في القاموس والمصباح ) وأَنْجَحَتْ وأَنْجَحْتُها لك وأَنْجَحَها الله تعالى أَسْعَفَني بإِدراكها وأَنْجَحَ الرجلُ صار ذا نُجْح فهو مُنْجِحٌ من قوم مَناجِح ومَناجِيح وقد أَنْجَحْتُ حاجَته إِذا قضيتها له وفي خطبة عائشة رضي الله عنها وأَنْجَحَ إِذا أَكْدَيْتُم يقال نَجَحَ إِذا أَصاب طَلِبَتَه ونَجَحَتْ طَلِْبَتُه وأَنْجَحَتْ وما أَفْلَحَ فلان ولا أَنْجَحَ وتَنَجَّحْتُ الحاجةَ واسْتَنْجَحْتُها إِذا تَنَجَّزْتَها ونَجَحَتْ هي ونَجَحَ أَمْرُ فلان تَيَسَّرَ وسَهُل فهو ناجح وقول أَبي ذؤيب فيهنَّ أُمُّ الصَّبِيَّيْنِ التي تَبَلَتْ قَلبي فليس لها ما عِشْتُ إِنْجاحُ أَراد فليس لحُبِّي لها وسَعْيي فيها إِنجاح ما عشت وسار فلان سيراً نَجِيحاً أَي وَشِيكاً وسَيرٌ ناجِحٌ ونَجِيحٌ وَشِيكٌ وكذلك المكان قال يَغْبُقُهُنَّ قَرَباً نَجِيحا وقال لبيد فَمَضَيْنا فَقَرَينا ناجِحاً مَوْطِناً نَسْأَلُ عنه ما فَعَلْ ونَهْضٌ نَجِيحٌ مُجِدٌّ قال أَبو خراشٍ الهُذَليّ يُقَرِّبُه النَّهْضُ النَّجِيحُ لما به ومنه بُدُوٌّ تارَةً ومَثِيلُ
( * قوله « ومنه بدو تارة ومثيل » كذا بالأصل ولم يظهر لنا معناه ولعله محرف عن ومنه نزو تارة ونئيل فالنزو بوزن الوثوب ومعناه والنئيل كرجيم مصدر نأَل نئيلاً إذا مشى ونهض برأسة يحركه إلى فوق كما في القاموس )
ورجل نَجِيحٌ مُنْجحُ الحاجات قال أَوس نَجِيحٌ جَوادٌ أَخُو ماقِطٍ نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائبِ ورأْيٌ نَجِيحٌ صوابٌ وفي حديث عمر مع المُتَكَهِّن يا جَلِيحُ أَمرٌ نَجِيح رجل فَصِيح يقول لا إِله إِلا الله ويقال للنائم إِذا تتابعت عليه رُؤْيا صِدْقٍ تناجَحَتْ أَحلامُه قال ابن سيده وتَناجَحَتْ عليه أَحلامُه تتابع صدقُها ويقال أَنْجَحَ بك الباطلُ أَي غَلَبك الباطِلُ وكلُّ شيءٍ غلبك فقد أَنْجَحَ بك وإِذا غَلَبْتَه فقد أَنْجَحْتَ به والنَّجاحةُ الصبر ويقال ما نَفْسِي عنه بنَجِيحة أَي بصابرة وقال ابن مَيَّادة وما هَجْرُ لَيْلى أَن تكونَ تَباعدَتْ عليكَ ولا أَن أَحْصَرَتْك شُغُولي ولا أَن تَكون النفسُ عنها نَجِيحةً بشيءٍ ولا ببديلِ
( * كذا بياض بالأصل )
وقد سَمَّوْا نَجِيحاً ونُجَيْحاً ومُنْجِحاً ونَجاحاً

نحح
النَّحِيحُ صوت يُرَدِّدُه الرجلُ في جوفه وقد نَحَّ يَنِحُّ نَحِيحاً ونَحْنَحَ إِذا رَدَّ السائلَ ردّاً قبيحاً وشَحِيحٌ نَحِيحٌ إِتباع كأَنه إِذا سُئِلَ اعْتَلَّ كراهةً للعطاءِ فَرَدَّدَ نَفَسَه لذلك والتَّنَحْنُح والنَّحْنَحة كالنَّحِيح وهو أَشدّ من السُّعال الأَزهري عن الليث النَّحْنَحَة التَّنَحْنُح وهو أَسهل من السُّعال وهي عِلَّة البخيل وأَنشد يَكادُ من نَحْنَحةٍ وأَحِّ يَحْكي سُعالَ الشَّرِقِ الأَبَحِّ والنَّحْنَحَةُ أَيضاً صوتُ الجَرْع من الحلق يقال منه تَنَحْنَحَ الرجلُ عن كراع قال ابن سيده ولست منه على ثقة وأُراها بالخاءِ قال وقال بعض اللغويين النَّحْنَحَةُ أَن يُكَرِّرَ قولَ نَحْ نَحْ مُسْتَرْوِحاً كما أَن المَقْرُورَ إِذا تَنَفَّسَ في أَصابعه مُسْتَدْفٍئاً فقال كَهْ كَهْ اشْتُقَّ منه المصدر ثم الفعل فقيل كَهْكَهَ كَهْكَهةً فاشتقوا من الصوت وذكر ابن بري في الحواشي في فصل وَغَبَ كَزِّ المُحَيَّا أُنَّحٍ إِرْزَبِّ قال الأُنَّحُ البخيلُ الذي إِذا سُئل تَنَحْنَحَ

ندح
النَّدْحُ الكثرةُ والنَّدْحُ والنُّدْحُ السَّعةُ والفُسْحةُ والنَّدْحُ ما اتسع من الأَرض تقول إِنك لفي نَدْحةٍ من الأَمْر ومشنْدُوحةٍ منه والجمع أَنداحٌ وكذلك النَّدْحةُ والنُّدْحة والمندوحةُ وأَرض مندوحةٌ واسعة بعيدة قال أَبو النجم يُطَوِّحُ الهادي به تَطْوِيحا إِذا عَلا دَوِّيَّه المَنْدُوحا الدَّوُّ بلد مستوٍ أَحدُ طرفيه يُتاخِمُ الحَفْرَ المنسوبَ إِلى أَبي موسى وما صاقَبه من الطريق وطَرَفُه الآخر يُتاخِمُ فَلَواتِ ثَبْرة وطُوَيْلِع وأَمْواهاً غيرَهما وقالوا لي عن هذا الأَمر مَنْدوحة أَي مُتَّسَعٌ ذهب أَبو عبيد إِلى أَنه من انْداحَ بَطْنُه أَي اتسع وليس هذا من غلط أَهل الصناعة وذلك أَن انْداحَ انفعل وتركيبه من دوح وإِنما مَنْدُوحة مفعولة فكيف يجوز أَن يشتق أَحدهما من صاحبه ؟ وتَنَدَّحتِ الغنمُ في مرابضها ومَسارحها وانْتَدَحَتْ كلاهما تَبَدَّدتْ وانتشرت واتسعت من البِطْنةِ ومنه قيل لي عنه مَنْدُوحة ومُنْتَدَحٌ أَي سَعَة وإِنك لفي نُدْحةٍ ومَنْدُوحةٍ من كذا أَي سَعَةٍ يعني أَن في التعريض بالقول من الاتساع ما يغني الرجلَ عن تَعَمُّدِ ذلك وفي حديث الحجاج وادٍ نادِحٌ أَي واسع الجوهري النُّدْحُ بالضم الأَرض الواسعة والمَنادِحُ المَفاوِزُ والمُنْتَدَحُ المكان الواسع وفي حديث عمران ابن حُصَيْن إِن في المَعاريضِ لمَنْدوحةً عن الكذب قال أَبو عبيد أَي سعة وفُسْحة الجوهري ولا تقل مَمْدوحة قال ومنه قيل للرجل إِذا عظم بطنه واتسع قد انْداحَ بطنه وانْدَحى لغتان فأَراد أَن في المَعاريض ما يستغني به الرجل عن الاضطرار إِلى الكذب المحض قال الأَزهري أَصاب أَبو عبيد في تفسير المَنْدُوحة أَنه بمعنى السَّعة والفُسْحة وغلط فيما جعله مشتقاً حين قال ومنه قيل انْداحَ بطنه وانْدَحى لأَن النون في المندوحة أَصلية والنون في انداح واندحى من الدَّحْوِ فبينهما وبين النَّدْح فُرْقانٌ كبير لأَن المندوحة مأْخوذة من أَنْداح الأَرض واحدها نَدْحٌ وهو ما اتسع من الأَرض ومنه قول رؤْبة صِيرانُها فَوْضَى بكلِّ نَدْحِ ومن هذا قولهم لك مُنْتَدَحٌ في البلاد أَي مذهبٌ واسع عريض وانْدَحَّ بطن فلان انْدِحاحاً اتسع من البِطْنةِ وانْداحَ بطنُه انْدِياحاً إِذا انتفخ وتَدَلَّى من سِمَنٍ كان ذلك أَو علة وفي حديث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة رضي الله عنهما حين أَرادت الخروج إِلى البَصْرة قد جمع القرآن ذيْلَكِ فلا تَنْدَحِيه أَي لا تُوَسِّعِيه ولا تُفَرّقيه بالخروج إِلى البصرة والهاءُ للذيل ويروى لا تَبْدَحيه بالباءِ أَي لا تَفْتَحِيه من البَدْح وهو العلانية أَرادت قوله تعالى وقَرْنَ في بُيوتِكُنَّ ولا تَبَرَّجْنَ قال الأَزهري من قاله بالباءِ ذهب إِلى البَداحِ وهو ما اتسع من الأَرض ومن قاله بالنون ذهب به إِلى النَّدْح ويقال نَدَحْتُ الشيءَ نَدْحاً إِذا وسعته الأَزهري والنَّدْحُ الكثرة في قول العجاج حيث يقول صِيد تَسامى وُرَّماً رِقابُها بِنَدْحِ وَهْمٍ قَطِمٍ قَبْقابُها ونادِحٌ ومُنادِحٌ اسمان وبنو مُنادِح بُطَيْنٌ

نزح
نَزَحَ الشيءُ يَنْزَحُ
( * قوله « نزح الشيء ينزح إلخ » بابه منع وضرب كما في القاموس ) نَزْحاً ونُزوحاً بَعُدَ وشيءٌ نُزُحٌ ونَزُوحٌ نازحٌ أَنشد ثعلب إِنَّ المَذَلَّةَ مَنْزِلٌ نُزُحٌ عن دار قَوْمِكِ فاتْرُكُي شَتْمِي ونَزَحت الدارُ فهي تَنْزِحُ نُزُوحاً إِذا بَعُدَتْ وقوم مَنازيحُ قال ابن سيده وقول أَبي ذؤيب وصَرَّحَ الموتُ عن غُلْبٍ كأَنهمُ جُرْبٌ يُدافِعُها الساقي مَنازيحُ إِنما هو جمع مِنْزاح وهي التي تأْتي إِلى الماءِ عن بُعْدٍ ونَزَحَ به وأَنْزَحَه وبلد نازحٌ ووَصْلٌ نازحٌ بعيد وفي حديث سَطيح عبدُ المَسِيح جاءَ من بلدٍ نَزيحٍ أَي بعيدٍ فعيل بمعنى فاعل ونَزَحَ البئرَ يَنْزِحُها ويَنْزَحُها نَزْحاً وأَنْزَحها إِذا استقى ما فيها حتى يَنْفَدَ وقيل حتى يَقِلَّ ماؤُها ونَزَحَتِ البئرُ ونَكِزَتْ تَنْزِحُ نَزْحاً ونُزُوحاً فهي نازح ونُزُحٌ ونَزُوحٌ نَفِدَ ماؤُها قال الليث والصواب عندنا نُزِحَتِ البئرُ إِذا اسْتُقِيَ ماؤُها وفي الحديث أَنه نزل الحُدَيْبِية وهي نَزَحٌ النَزَح بالتحريك البئر التي أُخذ ماؤُها يقال نَزَحتِ البئرُ ونَزَحْتُها لازم ومتعدّ ومنه حديث ابن المُسَيّب قال لقتادة ارْحَلْ عني فلقد نَزَحْتَني أَي أَنْفَدْتَ ما عندي وفي رواية نَزَفْتَني الجوهري وبئر نَزُوح قليلة الماءِ ورَكايا نُزُح والنَّزَحُ بالتحريك البئر التي نُزِحَ أَكثر مائها قال الراجز لا يَستَقِي في النَّزَحِ المَضْفُوفِ إِلا مُداراتُ الغُرُوبِ الجُوفِ وجمع النَّزَحِ أَنْزاحٌ وجمع النَّزوحِ نُزُحٌ وماءٌ لا يَنْزِحُ ولا يَنْزَحُ أَي لا يَنْفَدُ وأَنْزَحَ القومُ
( * قوله « وأَنزح القوم إلخ » كذا بالأصل كبعض نسخ القاموس وفي بعضها نزح بدون همزة كما نبه عليه شارحه ) نَزَحَتْ مياه آبارهم والنَّزَحُ الماءُ الكَدِرُ وقد نُزِحَ بفلان إِذا بَعُدَ عن دياره غَيبَةً بعيدة وأَنشد الأَصمعي ومن يُنْزَحْ به لا بُدَّ يوماً يَجيءُ به نَعِيٌّ أَو بَشِيرُ وأَنت بمُنْتَزَحٍ من كذا أَي ببعد منه قال ابن هَرْمَة يَرْثي ابنه فأَنتَ من الغَوائلِ حين تُرْمى ومن ذَمِّ الرجالِ بمُنْتَزاحِ إِلا أَنه أَشبع فتحة الزاي فتولدت الأَلف

نسح
الليث النّسْحُ والنُّساحُ ما تَحاتَّ عن التمر من قشره وفُتاتِ أَقماعه ونحو ذلك مما يبقى في أَسفل الوعاءِ والمِنساحُ شيء يُدْفَعُ به الترابُ ويُذْرى به ونَِساحٌ واد
( * قوله « وناح واد إلخ » كسحاب وكتاب كما في القاموس وياقوت ) باليمامة قال الأَزهري ما ذكره الليث في النَّسْح لم أَسمعه لغيره قال وأَرجو أَن يكون محفوظاً الجوهري نَسَحَ الترابَ نَسْحاً أَذراه ونَسِحَ نَسَحاً طَمِعَ ونَساحٌ جبل عن ثعلب وأَنشد يُوعِدُ خَيْراً وهو بالزَّحْزاحِ أَبْعَدُ من زُهْرَةَ من نَساحِ

نشح
نَشَحَ الشاربُ يَنْشَحُ نَشْحاً ونُشُوحاً وانْتَشَح إِذا شرب حتى امتلأَ وقيل نَشَحَ شَرب شُرْباً قليلاً دون الريّ قال ذو الرمة فانْصاعتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرائِرَها وقد نَشَحْنَ فلا رِيٌّ ولا هِيمُ وفي حديث أَبي بكر قال لعائشة رضي الله عنهما انْظُري ما زاد من مالي فَرُدِّيه إِلى الخليفة بعدي فإِني كنت نَشَحْتُها جُهْدي أَي أَقللت من الأَخذ منها والنَّشْحُ الشرب القليل ونَشَحَ بعيرَه سقاه ماء قليلاً والاسم النَّشُوحُ من قولك نَشَحَ إِذا شرب شُرْباً دون الرِّيِّ قال أَبو النجم يصف الحمير حتى إِذا ما غَيَّبتْ نَشُوحا وأَورد الجوهري هذا البيت على النَّشُوح الماء القليل وقال معناه أَي أَدخلت أَجوافها شراباً غَيَّبَتْه فيه وقيل النَّشُوح بالفتح الماءُ القليل قال الأَزهري وسمعت أَعرابيّاً يقول لأَصحابه أَلا وانْشَحُوا خيلَكم نَشْحاً أَي اسقوها سَقْياً يَفْثَأُ غُلَّتَها وإِن لم يُرْوِها قال الراعي يذكر ماءً وَرَدَه نَشَحْتُ بها عَنْساً تَجافى أَظَلُّها عن الأُكْمِ إِلا ما وَقَتْها السَّرائِحُ والنَّشْحُ العرق عن كراع وسِقاءٌ نَشَّاحٌ رَشَّاح نَضَّاح

نصح
نَصَحَ الشيءُ خَلَصَ والناصحُ الخالص من العسل وغيره وكل شيءٍ خَلَصَ فقد نَصَحَ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهذلي يصف رجلاً مزج عسلاً صافياً بماءٍ حتى تفرق فيه فأَزالَ مُفْرِطَها بأَبيضَ ناصِحٍ من ماءِ أَلْهابٍ بهنَّ التَّأْلَبُ وقال أَبو عمرو الناصح الناصع في بيت ساعدة قال وقال النضر أَراد أَنه فرّق به خالصها ورديئها بأَبيض مُفْرِطٍ أَي بماء غدير مملوء والنُّصْح نقيض الغِشّ مشتق منه نَصَحه وله نُصْحاً ونَصِيحة ونَصاحة ونِصاحة ونَصاحِيةً ونَصْحاً وهو باللام أَفصح قال الله تعالى وأَنْصَحُ لكم ويقال نَصَحْتُ له نَصيحتي نُصوحاً أَي أَخْلَصْتُ وصَدَقْتُ والاسم النصيحة والنصيحُ الناصح وقوم نُصَحاء وقال النابغة الذبياني نَصَحْتُ بني عَوْفٍ فلم يَتَقَبَّلوا رَسُولي ولم تَنْجَحْ لديهم وَسائِلي ويقال انْتَصَحْتُ فلاناً وهو ضدّ اغْتَشَشْتُه ومنه قوله أَلا رُبَّ من تَغْتَشُّه لك ناصِحٌ ومُنْتَصِحٍ بادٍ عليك غَوائِلُهْ تَغْتَشُّه تَعْتَدُّه غاشّاً لك وتَنْتَصِحُه تَعْتَدُّه ناصحاً لك قال الجوهري وانْتَصَحَ فلان أَي قبل النصيحة يقال انْتَصِحْني إِنني لك ناصح وأَنشده ابن بري تقولُ انْتَصِحْنُ إِنني لك ناصِحٌ وما أَنا إِن خَبَّرْتُها بأَمِينِ قال ابن بري هذا وَهَمٌ منه لأَن انتصح بمعنى قبل النصيحة لا يتعدَّى لأَنه مطاوع نصحته فانتصح كما تقول رددته فارْتَدَّ وسَدَدْتُه فاسْتَدَّ ومَدَدْتُه فامْتَدَّ فأَما انتصحته بمعنى اتخذته نصيحاً فهو متعدّ إِلى مفعول فيكون قوله انتصحْني إِنني لك ناصح يعني اتخذني ناصحاً لك ومنه قولهم لا أُريد منك نُصْحاً ولا انتصاحاً أَي لا أُريد منك أَن تنصحني ولا أَن تتخذني نصيحاً فهذا هو الفرق بين النُّصْح والانتصاح والنُّصْحُ مصدر نَصَحْتُه والانتصاحُ مصدر انْتَصَحْته أَي اتخذته نصيحاً ومصدر انْتَصَحْتُ أَيضاً أَي قبلت النصيحة فقد صار للانتصاح معنيان وفي الحديث إِن الدِّينَ النصيحةُ لله ولرسوله ولكتابه ولأَئمة المسلمين وعامّتهم قال ابن الأَثير النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إِرادة الخير للمنصوح له فليس يمكن أَن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناها غيرها وأَصل النُّصْحِ الخلوص ومعنى النصيحة لله صحة الاعتقاد في وحدانيته وإِخلاص النية في عبادته والنصيحة لكتاب الله هو التصديق به والعمل بما فيه ونصيحة رسوله التصديق بنبوّته ورسالته والانقياد لما أَمر به ونهى عنه ونصيحة الأَئمة أَن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا ونصيحة عامّة المسلمين إِرشادهم إِلى المصالح وفي شرح هذا الحديث نظرٌ وذلك في قوله نصيحة الأَئمة أَن يطيعهم في الحق ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا فأَيّ فائدة في تقييد لفظه بقوله يطيعهم في الحق مع إِطلاق قوله ولا يرى الخروج عليهم إِذا جاروا ؟ وإِذا منعه الخروج إِذا جاروا لزم أَن يطيعهم في غير الحق وتَنَصَّح أَي تَشَبَّه بالنُّصَحاء واسْتَنْصَحه عَدَّه نصيحاً ورجل ناصحُ الجَيْب نَقِيُّ الصدر ناصح القلب لا غش فيه كقولهم طاهر الثوب وكله على المثل قال النابغة أَبْلِغِ الحرثَ بنَ هِنْدٍ بأَني ناصِحُ الجَيْبِ بازِلٌ للثوابِ وقومٌ نُصَّح ونُصَّاحٌ والتَّنَصُّح كثرة النُّصْحِ ومنه قول أَكْثَمَ بن صَيْفِيٍّ إِياكم وكثرةَ التَّنَصُّح فإِنه يورث التُّهَمَة والتوبة النَّصُوح الخالصة وقيل هي أَن لا يرجع العبد إِلى ما تاب عنه قال الله عز وجل توبةً نَصُوحاً قال الفراء قرأَ أَهل المدينة نَصُوحاً بفتح النون وذكر عن عاصم نُصُوحاً بضم النون وقال الفراء كأَنّ الذين قرأُوا نُصُوحاً أَرادوا المصدر مثل القُعود والذين قرأُوا نَصُوحاً جعلوه من صفة التوبة والمعنى أَن يُحَدّث نفسه إِذا تاب من ذلك الذنب أَن لا يعود إِليه أَبداً وفي حديث أُبيّ سأَلت النبي صلى الله عليه وسلم عن التوبة النصوح فقال هي الخالصة التي لا يُعاوَدُ بعدها الذنبُ وفَعُول من أَبنية المبالغة يقع على الذكر والأُنثى فكأَنَّ الإِنسانَ بالغ في نُصْحِ نفسه بها وقد تكرّر في الحديث ذكر النُّصْح والنصيحة وسئل أَبو عمرو عن نُصُوحاً فقال لا أَعرفه قال الفراء وقال المفضَّل بات عَزُوباً وعُزُوباً وعَرُوساً وعُرُوساً وقال أَبو إِسحق توبةٌ نَصُوح بالغة في النُّصْح ومن قرأَ نُصُوحاً فمعناه يَنْصَحُون فيها نُصوحاً وقال أَبو زيد نَصَحْتُه أَي صَدَقْتُه ومنه التوبة النصوح وهي الصادقة والنِّصاحُ السِّلكُ يُخاط به وقال الليث النِّصاحة السُّلوك التي يخاط بها وتصغيرها نُصَيِّحة وقميص مَنْصُوح أَي مَخِيط ويقال للإِبرة المِنْصَحة فإِذا غَلُظَتْ فهي الشعيرة والنُّصْحُ مصدر قولك نَصَحْتُ الثوبَ إِذا خِطْتَه قال الجوهري ومنه التوبة النصوح اعتباراً بقوله صلى الله عليه وسلم من اغتابَ خَرَقَ ومن استغفر الله رَفَأَ ونَصَحَ الثوبَ والقميص يَنْصَحُه نَصْحاً وتَنَصَّحه خاطه ورجل ناصح وناصِحِيٌّ ونَصَّاحٌ خائط والنِّصاحُ الخَيْطُ وبه سمي الرجل نِصاحاً والجمع نُصُحٌ ونِصاحةٌ الكسرة في الجمع غير الكسرة في الواحد والأَلف فيه غير الأَلف والهاء لتأْنيث الجمع والمِنْصَحة المِخْيَطة والمِنْصَحُ المِخْيَطُ وفي ثوبه مُتَنَصِّحٌ لم يُصلحه أَي موضع إِصلاح وخياطة كما يقال إِن فيه مُتَرَقَّعاً قال ابن مقبل ويُرْعِدُ إِرعادَ الهجِينِ أَضاعه غَداةَ الشَّمالِ الشُّمْرُخُ المُتَنَصَّحُ وقال أَبو عمرو المُتَنَصَّحُ المَخيطُ وأَنشد بيت ابن مقبل وأَرض مَنْصوحة متصلة بالغيت كما يُنْصَحُ الثوبُ حكاه ابن الأَعرابي قال ابن سيده وهذه عبارة رديئة إِنما المَنْصُوحة الأَرض المتصلة النبات بعضه ببعض كأَنَّ تلك الجُوَبَ التي بين أَشخاص النبات خيطت حتى اتصل بعضها ببعض قال النضر نَصَحَ الغيثُ البلادَ نَصْحاً إِذا اتصل نبتها فلم يكن فيه فَضاء ولا خَلَلٌ وقال غيره نَصَحَ الغيثُ البلادَ ونَضَرها بمعنى واحد وقال أَبو زيد الأَرض المنصوحة هي المَجُودةُ نُصِحتْ نَصْحاً ونَصَحَ الرجلُ الرِّيَّ نَصْحاً إِذا شرب حتى يَرْوى وكذلك نَصَحتِ الإِبلُ الشُّرْبَ تَنْصَحُ نُصُوحاً صَدَقَتْه وأَنْصَحْتُها أَنا أَرويتها قال هذا مَقامِي لكِ حتى تَنْصَحِي رِيّاً وتَجْتازي بَلاطَ الأَبْطَحِ ويروى حتى تَنْضَحِي بالضاد المعجمة وليس بالعالي البَلاطُ القاعُ وأَنْصَح الإِبلَ أَرْواها والنِّصاحاتُ الجلودُ قبال الأَعشى يصف شَرْباً فتَرى القومَ نَشاوى كلَّهُمْ مثلما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ قال الأَزهري أَراد بالرُّبَحِ الرُّبَعَ في قول بعضهم وقال ابن سيده الرُّبَحُ من أَولاد الغنم وقيل هو الطائر الذي يسمى بالفارسية زاغ وقال المُؤَرِّج النِّصاحاتُ حبال يجعل لها حَلَقٌ وتنصب للقُرود إِذا أَرادوا صيدها يَعْمدُ رجل فيجعلُ عِدّة حبال ثم يأْخذ قرداً فيجعله في حبل منها والقرود تنظر إِليه من فوق الجبل ثم يتنحى الحابل فتنزل القرود فتدخل في تلك الحبال وهو ينظر إِليها من حيث لا تراه ثم ينزل إِليها فيأْخذ ما نَشِبَ في الحبال قال وهو قول الأَعشى مثلما مدّت نصاحات الربح قال والرُّبَحُ القرود وأَصلها الرُّباح وشَيْبَةُ بن نِصاحٍ رجل من القرّاء والنَّصْحاء ومَنْصَح موضعان قال ساعدة بن جؤية
( * قوله « قال ساعدة بن جؤية لهن إلخ » قبله ولو أنه إذ كان ما حمَّ واقعاً بجانب من يخفى ومن يتودّد والأصاغي بالصاد المهملة والغين المعجمة موضع كما أنشده ياقوت في مادته )
لهنَّ بما بين الأَصاغِي ومَنْصَحٍ تَعاوٍ كما عَجَّ الحَجِيحُ المُبَلِّدُ

نضح
النَّضْحُ الرَّشُّ نَضَح عليه الماءَ يَنْضَحُه
( * قوله « نضح عليه الماء ينضحه إلخ » بابه ضرب ومنع وكذلك نضخ بالخاء المعجمة كما في المصباح ) نَضْحاً إِذا ضربه بشيء فأَصابه منه رَشاشٌ ونَضَح عليه الماءُ ارْتَشَّ وفي حديث قتادة النَّضْحُ من النَّضْحِ يريد من أَصابه نَضْحٌ من البول وهو الشيء اليسير منه فعليه أَن يَنْضَحَه بالماء وليس عليه غسله قال الزمخشري هو أَن يصيبه من البول رَشاشٌ كرؤُوس الإِبَرِ وقال الأَصمعي نَضَحْتُ عليه الماءَ نَضْحاً وأَصابه نَضْحٌ من كذا وقال ابن الأَعرابي النَّضْح ما كان على اعتماد وهو ما نَضَحْته بيدك معتمداً والناقة تَنْضَحُ ببولها والنَّضْحُ ما كان على غير اعتماد وقيل هما لغتان بمعنى واحد وكله رش والقربةُ تَنْضَحُ من غير اعتماد فَوطِئَ
( * قوله « اعتماد فوطئ » هو هكذا مع البياض في الأصل ) على ماء فنَضَح عليه وهو لا يريد ذلك ومنه نَضْحُ البول في حديث إِبراهيم أَنه لم يكن يرى بنَضْح البول بأْساً وحكى الأَزهري عن الليث النَّضْح كالنَّضْخ ربما اتفقا وربما اختلفا ويقولون النَّضْح ما بقي له أَثر كقولك على ثوبه نَضْحُ دَمٍ والعين تَنْضَحُ بالماء نَضْحاً إِذا رأَيتها تفور وكذلك تَنْضَخُ العين وقال أَبو زيد يقال نَضَخَ عليه الماءُ يَنْضَخُ فهو ناضخٌ وفي الحديث يَنْضَخُ البحرُ ساحلَه وقال الأَصمعي لا يقال من الخاء فَعَلْتُ إِنما يقال أَصابه نَضْخ من كذا وقال أَبو الهيثم قول أَبي زيد أَصح والقرآن يدل عليه قال الله تعالى فيهما عينان نَضَّاختان فهذا يشهد به يقال نَضَخَ عليه الماء لأَن العين النَّضَّاخة هي الفَعَّالة ولا يقال لها نَضَّاخة حتى تكون ناضحة قال ابن الفرج سمعت جماعة من قيس يقولون النَّضح والنَّضْخُ واحد وقال أَبو زيد نَضَحْتُه ونَضَخْته بمعنى واحد قال وسمعت الغَنَوِيّ يقول النَّضْح والنَّضْخُ وهو فيما بان أَثره وما رق بمعنى واحد قال وقال الأَصمعي النَّضْح الذي ليس بينه فُرَجٌ والنَّضْخُ أَرَقّ منه وقال أَبو لَيْلى النَّضْحُ والنَّضْخُ ما رَقَّ وثَخُن بمعنى واحد ونَضَحَ البيتَ يَنْضِحُه بالكسر نَضْحاً رَشَّه وقيل رشه رشّاً خفيفاً وانْتَضَح عليهم الماء أَي تَرَشَّش وفي الحديث المدينة كالكِير تَنْفي خَبَثَها وتَنْضَحُ طِيبَها روي بالضاد والخاء المعجمتين وبالحاء المهملة من النَّضْح وهو رش الماء وهو مذكور في بضع ونَضَح الماءُ العطشَ يَنْضِحُه رَشَّه فذهب به أَو كاد يذهب به ونَضَح الماءُ المالَ يَنْضِحُه ذهب بعطشه أَو قارب ذلك والنَّضَحُ بفتح الضاد والنضيح الحوض لأَنه يَنْضَح العطش أَي يَبُلُّه وقيل هما الحوض الصغير والجمع أَنضاح ونُضُحٌ وقال الليث النضيح من الحياض ما قَرُب من البئر حتى يكون الإِفراغ فيه من الدلو ويكون عظيماً وقال الأَعشى فَغَدَوْنا عليهمُ بُكْرَةَ الوِرْ دِ كما تُورِدُ النَّضِيحَ الهِياما قال ابن الأَعرابي سمي بذلك لأَنه يَنْضِحُ عطشَ الإِبل أَي يَبُلُّه قال أَبو عبيد وقال أَبو عمرو نَضَحْتُ الرِّيَّ بالضاد وقال الأَصمعي فإِن شرب حتى يَرْوَى قال نَصَحْتُ بالصاد نَصْحاً ونَصَعْتُ به ونَقَعْتُ قال والنَّضْحُ والنَّشْحُ واحد وهو أَن يشرب دون الرِّيّ والنَّضْحُ سقي الزرع وغيره بالسانية ونَضَحَ زرعَه سقاه بالدَّلْو والناضحُ البعير أَو الثور أَو الحمار الذي يستقى عليه الماء والأُنثى بالهاء ناضحة وسانية وفي الحديث ما سُقِيَ من الزرع نَضْحاً ففيه نصف العشر يريد ما سقي بالدِّلاءِ والغُروب والسَّواني ولم يُسْقَ فَتْحاً والنواضح من الإِبل التي يستقى عليها واحدها ناضح ومنه الحديث أَتاه رجل فقال إِن ناضح بني فلان قد أَبَدَ عليهم وفي حديث معاوية قال للأَنصار وقد قعدوا عن تلقيه لما حج ما فَعَلَتْ نَواضِحُكم ؟ كأَنه يُقَرِّعُهم بذلك لأَنهم كانوا أَهل حَرْثٍ وزَرْعٍ وسَقْيٍ وقد تكرر ذكره في الحديث مفرداً ومجموعاً والنَّضَّاح الذي يَنْضَحُ على البعير أَي يسوق السانية ويسقي نخلاً قال أَبو ذؤيب هَبَطْنَ بَطْنَ رُهاط واعْتَصَبْنَ كما يَسْقِي الجُذُوعَ خِلالَ الدُّورِ نَضَّاحُ وهذه نخل تُنْضَحُ أَي تُسْقَى ويقال فلان يَسْقي بالنَّضْحِ وهو مصدر والنَّضْحاتُ الشيء اليسير المتفرق من المطر قال شمر وقد قالوا في نَضَحَ المطرُ بالحاء والخاء والناضحُ المطر وقد نَضَحَتْنا السماء والنَّضْحُ أَمْثَلُ من الطَّلّ وهو قَطْرٌ بين قَطْرَيْن قال ويقال لكل شيء يَتَحَلَّب من ماء أَو عَرَقٍ أَو بول يَنْضَحُ وأَنشد يَنْضَحْنَ في حافاته بالأَبْوال ونَضَحَ الرجلُ بالعَرَق نَضْحاً فَضَّ به وكذلك الفرس والنَّضِيحُ والتَّنْضاحُ العرق قال الراجز تَنْضَحُ ذِفْراه بماء صَبِّ والنَّضُوحُ الوَجُور في أَيّ الفم كان ونَضَحَتِ العين تَنْضَحُ نَضْحاً وانْتَضَحَت فارت بالدمع وعيناه تَنْضَحانِ والنَّضْحُ يدعوه الهَمَلانُ وهو أَن تمتلئ العين دمعاً ثم تَنْفَضِحَ هَمَلاناً لا ينقطع ونَضَحَتِ الخابية والجَرَّة تَنْضَحُ إِذا كانت رقيقة فخرج الماء من الخَزَف ورشَحَتْ وكذلك الجبل الذي يتحلب الماء بين صخوره ومَزادةٌ نَضُوح تَنْضَِح الماءَ ونَضَحَتْ ذِفْرَى البعير بالعَرَق نَضْحاً وقال القَطامِيّ حَرَجاً كأَنَّ من الكُحَيْلِ صُبابةً نَضَحَتْ مَغابِنُها به نَضَحَانا قال ورواه المُؤَرِّجُ نُضِخَتْ واسْتَنْضَح الرجلُ وانْتَضَح نَضَح شيئاً من ماء على فرجه بعد الوضوء وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه عَدَّ عَشْرَ خِلالٍ من السنَّة وذكر فيها الانتضاحَ بالماءِ وهو أَن يأْخذ ماء قليلاً فيَنْضَحَ به مذاكيره ومُؤْتَزَرَه بعد فراغه من الوضوء لينفي بذلك عنه الوَسْواس وفي خبر آخر انْتِفاض الماء ومعناهما واحد وفي حديث عطاء وسئل عن نَضَحِ الوضوء هو بالتحريك ما يَتَرَشَّشُ منه عند التَّوَضُّؤ كالنَّشَرِ ونَضَح بالبول على فخذيه أَصابهما به وكذلك نَضَحَ بالغبار ونَضَحَ الجُلَّة يَنْضِحُها نَضْحاً رَشَّها بالماء ليَتَلازَب قَمْرُها ويلزم بعضُه بعضاً ونَضَحَ الجُلَّة أَيضاً نثر ما فيها وقول الشاعر يَنْضَحُ بالبَوْلِ والغُبارُ على فَخْذَيْه نَضْحَ العِيدِيَّةِ الجُلَلا يفسر بكل واحد من هاتين ونَضَحَ الرِّيّ نَضْحاً شَرِبَ دونه وقيل هو أَن يشرب حتى يَرْوَى فهو من الأَضداد وقال شمر يقال نَضَحْتُ الأَدِيمَ بللته أَن لا ينكسر قال الكميت نَضَحْتُ أَدِيمَ الوُدِّ بيني وبينكم بِآصِرةِ الأَرْحامِ لو تَتَبَلَّلُ نَضَحْتُ أَي وَصَلْتُ والنَّضُوحُ بالفتح ضرب من الطيب وقد انْتَضَحَ به والنَّضْحُ منه ما كان رقيقاً كالماء والجمع نُضُوح وأَنْضِحَة والنَّضْخُ ما كان منه غليظاً كالخَلُوق والغالية وفي حديث الإِحرام ثم أَصبح محرماً يَنْضَحُ طِيباً أَي يفوح النَّضُوح ضرب من الطيب تفوح رائحته وأَصل النَّضْح الرَّشْح فشبه كثرة ما يفوح من طيبه بالرشح ومنه حديث عليّ وجد فاطمة وقد نَضَحَتِ البيتَ بنَضُوح أَي طَيَّبته وهي في الحج وأَرض مُنْضِحة واسعة ونَضَّحَتِ الغنم شَبِعَت ونَضَحْناهم بالنَّبْل نَضْحاً رميناهم ورَشَقْناهم ونَضَحْناهم نَضْحاً وذلك إِذا فرَّقوها فيهم وفي حديث هجاء المشركين كما تَرْمُون نَضْحَ النَّبْل ويقال انِْضَحْ عَنَّا الخيلَ أَي ارْمِهم وفي الحديث أَنه قال للرُّماة يوم أُحُد انْضَِحوا عنا الخيل لا نُؤْتَى من خَلْفِنا أَي ارموهم بالنُّشَّاب ونَضَحَ عنه ذَبَّ ودفع ونَضَح الرجل ردَّ عنه عن كراع ونَضَحَ الرجلُ عن نفسه إِذا دفع عنها بحُجَّة وهو يَنْضَح عن فلان أَي يَذُبُّ عنه ويدفع ورأَيته يَتَنَضَّحُ مما قُرِف به أَي ينتفي ويَتَنَصَّل منه وقال شُجاعٌ مَضَحَ عن الرجل ونَضَح عنه وذَبَّ بمعنى واحد ويقال هو يناضِحُ عن قومه ويُنافِحُ عنهم أَي يذب عنهم وأَنشد ولو بَلا في مَحْفِلٍ نِضاحِي أَي ذَبِّي ونَضْحِي عنه وقَوْس نَضُوح شديدة الدفع والحَفْز للسهم حكاه أَبو حنيفة وأَنشد لأَبي النجم أَنْحَى شِمالاً هَمَزَى نَضُوحا أَي مدَّ شماله في القوس هَمَزَى يعني القوسَ أَنها شديدة والنَّضُوحُ من أَسماء القوس كما تَنْضَحُ بالنبل والنَّضَّاحة الآلة التي تُسَوَّى من النحاس أَو الصُّفْر للنَّفْطِ وزَرْقِه ابن الأَعرابي المِنْضَحَة والمَنْضَحة الزَّرَّاقة قال الأَزهري وهي عند عوامِّ الناس النَّضَّاحة ومعناهما واحد وقال ابن الفرج سمعت شُجاعاً السُّلَمِيّ يقول أَمْضَحْتَ عِرْضِي وأَنْضَحْتَه إِذا أَفسدته وقال خَليفة أَنضَحْتُه إِذا أَنْهَبْتَه الناس وانْتَضَحَ من الأَمر أَظهر البراءة منه والرجل يُرْمَى أَو يُقْرَف بتُهَمَة فيَنْتَضِح منه أَي يُظْهِرُ التَبَرِّي منه وإِذا ابتدأَ الدقيق في حب السُّنْبُل وهو رطب فقد نَضَحَ وأَنْضَح لغتان قال ابن سيده وأَنْضَحَ الدقيقُ بدأَ في حَبِّ السنبل وهو رَطْبٌ ونَضَح الغَضا نَضْحاً تَفَطَّرَ بالوَرَقِ والنبات وعَمَّ بعضُهم به الشجر قال أَبو طالب بن عبد المطلب بُورِكَ المَيِّتُ الغَرِيبُ كما بُو رِكَ نَضْحُ الرُّمَّانِ والزَّيْتُونِ فأَما قول أَبي حنيفة نُضُوح الشجر فلا أَدري أَرآه للعرب أَم هو أَقْدَمَ فجمع نَضْحَ الشجر على نُضُوح لأَن بعض المصادر قد يجمع كالمرض والشُّغْل والعقل قالوا أَمراض وأَشغال وعُقُول ونَضَح الزَّرعُ غَلُظَت جثته

نطح
النَّطْحُ للكِبَاشِ ونحوها نَطَحه يَنْطِحُه
( * قوله « نطحه ينطحه » بابه ضرب ومنع كما في القاموس ) ويَنْطَحُه نَطْحاً وكَبْشٌ نَطَّاح وقد انتَطَحَ الكبشان وتَناطَحا ويُقْتاس من ذلك تَناطَحَتِ الأَمواجُ والسيول والرجال في الحرب وأَنشد الليلُ داجٍ والكِباشُ تَنْتَطِحْ وكبشٌ نَطِيحٌ من كباش نَطْحَى ونَطائح الأَخيرة عن اللحياني ونَعْجة نَطِيحٌ ونَطِيحةٌ من نِعاجٍ نَطْحى ونَطائِحَ وفي التنزيل والمُتَرَدِّيةٌ والنطيحةُ يعني ما تَنَاطَحَ فمات الأَزهري وأما النَّطِيحة في سورة المائدة فهي الشاة المَنْطوحة تموت فلا يحل أَكلها وأُدخلت الهاء فيها لأَنها جعلت اسماً لا نعتاً قال الجوهري إِنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم عليها وكذلك الفَريسة والأَكِيلة والرَّمِيَّة لأَنه ليس هو على نَطَحتها فهي منطوحة وإِنما هو الشيء في نفسه مما يُنْطَحُ والشيء مما يُفْرَسُ ومما يؤكل وقولهم ما له ناطح ولا خابط فالناطح الكبش والتيس والعَنْزُ والخابط البعير وما نَطَحَتْ فيه جَمَّاءَ ذاتُ قَرْنٍ يقال ذلك فيمن ذهب هَدَراً عن ابن الأَعرابي ابن سيده والنَّطِيحُ والناطِحُ ما يستقبلك ويأْتيك من أَمامك من الطير والظباءِ والوحش وغيرها مما يُزْجَرُ وهو خلاف القَعِيد ورجل نَطِيحٌ مَشْؤُوم قال أَبو ذؤيب فأَمْكَنَّه مما يُرِيدُ وبعضُهم شَقِيٌّ لَدَى خَيْراتِهِنَّ نَطِيحُ وفرسٌ نَطِيحٌ إِذا طالت غُرَّتُه حتى تسيل تحت إِحدى أُذنيه وهو يُتشَاءم به وقيل النطيح من الخيل الذي وسَطَ جَبْهته دائرتان وإِن كانت واحدة فهي اللَّطْمةُ وهو اللَّطِيمُ ودائرة الناطح من دوائر الخيل وكل ذلك شُؤْم الأَزهري قال أَبو عبيد من دوائر الخيل دائرة اللَّطَاةِ وهي التي وسط الجبهة قال وإِن كانت دائرتان قالوا فرس نَطِيح قال وتكره دائرتا النَّطِيح وقال الجوهري دائرة اللَّطَاةِ ليست تكره ويقال للشَّرَطَيْنِ النَّطْحُ والناطحُ وهما قَرْنا الحَمل ابن سيده النَّطْحُ نجم من منازل القمر يتشاءم به أَيضاً قال ابن الأَعرابي ما كان من أَسماء المنازل فهو يأْتي بالأَلف واللام وبغير أَلف ولام كقولك نَطْحٌ والنَّطْحُ وغَفْرٌ والغَفْرُ الجوهري ونَواطِحُ الدهر شدائده ويقال أَصابه ناطِحٌ أَي أَمر شديد ذو مشقة قال الراعي وقد مَسَّه مِنَّا ومنهنَّ ناطِحُ وفي الحديث فارسُ نَطْحَةٌ أَو نَطْحَتانِ ثم لا فارسَ بعْدها أَبداً قال أَبو بكر معناه فارسُ تقاتل المسلمين مرة أَو مرتين وقيل معناه فارس تَنْطَِحُ مرى أَو مرتين فيبطل ملكها ويزول أَمرها فحذف تنطح لبيان معناه كما قال الشاعر رأَتْني بحَبْلَيْها فَصَدَّتْ مخافةً وفي الحَبْل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ أَراد رأَتْني أَقبلتُ بحبليها فحذف الفعل وفي الحديث لا يَنْتَطِحُ فيها عَنْزانِ أَي لا يَلْتَقِي فيها اثنان ضعيفان لأَن النِّطاحَ من شأْن التيوس والكباش لا العَتُود وهو إِشارة إِلى قضية مخصوصة لا يجري فيها خُلْفٌ ونِزاعٌ

نظح
الأَزهري خاصة حكى عن الليث أَنْظَحَ السُّنْبُلُ إِذا رأَيت الدقيق في حبه قال الأَزهري الذي حفظناه وسمعناه من الثقات نَضَحَ السُّنبل وأَنْضَح بالضاد قال والظاء بهذا المعنى تصحيف إِلا أَن يكون محفوظاً عن العرب فيكون لغة من لغاتهم كما قالوا بَضْرُ المرأَة لبَظْرها

نفح
نَفَح الطِّيبُ يَنْفَحُ نَفْحاً ونُفُوحاً أَرِجَ وفاحَ وقل النَّفْحةُ دُفْعَةُ الريح طَيِّبَةً كانت أَو خبيثة وله نَفْحة طيبة ونَفْحة خبيثة وفي الصحاح وله نَفْحة طيبة ونَفَحَتِ الريحُ هَبَّت وفي الحديث إِن لربكم في أَيام دهركم نَفَحاتٍ أَلا فَتَعَرَّضُوا لها وفي حديث آخر تَعَرَّضُوا لنَفَحاتِ رحمة الله وريحٌ نَفُوحٌ هَبُوبٌ شديدة الدفع قال أَبو ذؤيب ولا مُتَحَيِّرٌ باتتْ عليه ببَلْقَعَةٍ شَآميةٌ نَفُوحُ ونَفَحَتِ الدابة تَنْفَح نَفْحاً وهي نَفُوحٌ رَمحتْ برجلها ورمت بحدّ حافرها ودَفَعَتْ وقيل النَّفْحُ بالرِّجل الواحدة والرَّمْحُ بالرجلين معاً الجوهري نَفَحَتِ الناقةُ ضربت برجلها وفي حديث شُرَيْح أَنه أَبطل النَّفْحَ أَراد نَفْحَ الدابة برجلها وهو رَفْسُها كان لا يُلْزِم صاحبَها شيئاً وقوسٌ نَفُوحٌ شديدة الدفع والحفز للسهم حكاه أَبو حنيفة وقيل بعيدة الدفع للسهم التهذيب ويقال للقوس النَّفِيحةُ وهي المِنفَحة ابن السكيت النَّفِيحةُ للقوس وهي شَطِيبَةٌ من نَبْع وقال مُلَيحٌ الهذلي أَناخُوا مُعِيداتِ الوَجيفِ كأَنها نَفائِحُ نَبْعٍ لم تَرَبَّعْ ذَوابِلُ والنَّفائحُ القِسِيُّ واحدتها نَفيحة ونَفَحة بشيء أَي أَعطاه ونَفَحه بالمال نَفْحاً أَعطاه وفي الحديث المُكْثِرونَ هم المُقِلُّون إِلاَّ من نَفَح فيه يمينَه وشمالَه أَي ضرب يديه فيه بالعطاء النَّفْحُ الضربُ والرمي ومنه حديث أَسماء قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنْفِقي وانْضَحي وانْفَحِي ولا تُحْصِي فيُحْصِيَ اللهُ عليكِ ولا يزال لفلان من المعروف نَفَحاتٌ أَي دَفعاتٌ قال الشاعر لما أَتَيْتُكَ أَرْجو فَضْلَ نائِلِكم نَفَحْتَني نَفْحَةً طابتْ لها العَرَبُ أَي طابتْ لها النفس قال ابن بري هذا البيت للرَّمَّاحِ بن مَيَّادة واسم أَبيه أَبْرَدُ المُرِّيُّ وميادة اسم أُمه ومدح بهذا البيت الوليد بن يزيد بن عبد الملك وقبله إِلى الوليدِ أَبي العباسِ ما عَمِلَتْ ودونَها المُعْطُ من تُبانَ والكُثُبُ الكُثُبُ جمع كثيب والعَرب جمع عَرَبة وهي النفس والمُعْطُ اسم موضع
( * قوله « والمعط اسم موضع إلخ » أَما تبان بضم المثناة وتخفيف الموحدة فموضع كما قال ونص عليه المجد وياقوت وأَما المعط فلم نر فيما بيدنا من الكتب أَنه اسم موضع بل هو اما جمع أمعط أو معطاء رمال معط وأَرضون معط لا نبات فيهما كما نص عليه المجد وغيره والمعنى في البيت صحيح على ذلك فتأمل ) وكذلك تُبانُ قال ابن بري وقول الجوهري طابت لها العرب أَي طابت لها النفس ليس بصحيح وصوابه أَن يقول طابت لها النفوس إِلا أَن يجعل النفس جنساً لا يخص واحداً بعينه ويروى البيت لما أَتَيْتُك من نَجْدٍ وساكِنه الصحاح ونَفْحَةٌ من العذاب قطعة منه ابن سيده ونَفْحَةُ العذاب دفعةٌ منه وقال الزجاج النَّفحُ كاللفح إِلا أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً من اللَّفْح ابن الأَعرابي اللَّفْحُ لكل حار والنَّفحُ لكل بارد وأَنشد أَبو العالية ما أَنتِ يا بَغْدادُ إِلا سَلْحُ إِذا يَهُبُّ مَطَرٌ أَو نَفْحُ وإِن جَفَفْتِ فترابٌ بَرْحُ والنَّفْحةُ ما أَصابك من دُفْعَة البرد الجوهري ما كان من الرياح نَفْحٌ فهو بَرْدٌ وما كان لَفْحٌ فهو حر وقول أَبي ذؤيب ولا مُتَحَيِّرٌ باتتْ عليه ببَلْقَعةٍ يمانِيةٌ نَفُوحُ يعني الجَنُوب تَنْفَحُه ببردها قال ابن بري متحيِّر يريد ماء كثيراً قد تحير لكثرته ولا مَنْفَذ له يصف طيب فم محبوبته وشبهه بخمر مُزِجَتْ بماء وبعده بأَطْيَبَ من مُقَبَّلِها إِذا ما دَنا العَيُّوقُ واكْتَتَم النُّبُوحُ قال والنُّبوح ضَجَّة الحي وأَصوات الكلاب الليث عن أَبي الهيثم أَنه قال في قول الله عز وجل ولئن مَسَّتْهم نَفْحةٌ من عذاب ربك يقال أَصابتنا نَفْحةٌ من الصَّبا أَي رَوْحةٌ وطِيبٌ لا غَمَّ فيه وأَصابتنا نَفْحةٌ من سَمُوم أَي حَرٌّ وغَمٌّ وكَرْبٌ وأَنشد في طِيب الصَّبا إِذا نَفَحَتْ من عن يَمينِ المَشارِقِ ونَفَحَ الطِّيبُ إِذا فاحَ ريحه وقال جِرانُ العَوْدِ يذكر امرأَته لقد عالجَتْني بالقَبيح وثوبُها جَديدٌ ومن أَرْدانها المِسكُ يَنفَحُ أَي يَفوحُ طِيبُه فجعل النَّفْحَ مَرَّة أَشدَّ العذاب لقول الله عز وجل ولئن مستهم نفحةٌ من عذاب ربك وجعله مرةً رِيحَ مِسْكٍ قال الأَصمعي ما كان من الريح سَمُوماً فله لَفْحٌ باللام وما كان بارداً فله نَفْحٌ رواه أَبو عبيد عنه وطَعْنة نَفَّاحة دَفَّاعة بالدم وقد نَفَحتْ به التهذيب طعنة نَفُوحٌ يَنْفَحُ دَمُها سريعاً وفي الحديث أَوّلُ نَفْحةٍ من دَمِ الشهيدِ قال خالد ابن جَنْبة نَفْحةُ الدم أَوّل فَوْرة تَفور منه ودُفْعةٍ قال الراعي يَرْجُو سِجالاً من المعروفِ يَنْفَحُها لسائليه فلا مَنٌّ ولا حَسَدُ أَبو زيد من الضُّروع النَّفُوحُ وهي التي لا تَحْبِسُ لَبَنَها والنَّفُوح من النوق التي يخرج لبنها من غير حلب ونَفَح العِرْقُ يَنْفَح نَفْحاً إِذا نزا منه الدم التهذيب ابن الأَعرابي النَّفْحُ الذَّبُّ عن الرجل يقال هو يُنافِحُ عن فلان قال وقال غيره هو يُناضِحُ ونافَحْتُ عن فلان خاصَمْتُ عنه ونافَحُوهم كافَحوهم وفي الحديث إِن جبريل مع حَسَّان ما نافَحَ عني أَي دافع والمُنافَحة والمُكافَحة المُدافعة والمُضاربة ونَفَحْتُ الرجلَ بالسيف تناولته به يريد بمنافحته هجاء المشركين ومجاوبتهم على أَشعارهم وفي حديث علي رضي الله عنه في صِفِّين نافِحوا بالظُّبى أَي قاتلوا بالسيوف وأَصله أَن يَقرُبَ أَحد المقاتلين من الآخر بحيث يصل نَفْحُ كل واحد منهما إِلى صاحبه وهي ريحه ونَفَسُه ونَفْحُ الريح هُبوبها ونَفَحه بالسيف تناوله من بعيد شَزْراً وفي الحديث رأَيت كأَنه وضع في يَدَيَّ سِوارانِ من ذهب فأُوحِيَ إِليَّ أَنِ انْفُخْهما أَي ارْمِهما وأَلقهما كما تَنْفُخ الشيءَ إِذا دفعته عنك قال ابن الأَثير وإِن كانت بالحاء المهملة فهو من نَفَحْتُ الشيء إِذا رميته ونَفَحَتِ الدابةُ برجلها التهذيب والله تعالى هو النَّفَّاحُ المُنْعِمُ على عباده قال الأَزهري لم أَسمع النَّفَّاح في صفات الله عز وجل التي جاءت في القرآن والسُّنة ولا يجوز عند أَهل العلم أَن يوصف الله تعالى بما ليس في كتابه ولم يبينها على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وإِذا قيل للرجل إِنه نَفَّاح فمعاه الكثير العطايا والنَّفِيحُ والنِّفِّيحُ الأَخيرة عن كراع والمِنْفَحُ والمِعَنُّ كلُّه الداخل على القوم وفي التهذيب مع القوم وليس شأْنُه شأْنهم وقال ابن الأَعرابي النَّفِيح الذي يجيء أَجنبيّاً فيدخل بين القوم ويُسْمِلُ بينهم ويُصْلِح أَمرهم قال الأَزهري هكذا جاء عن ابن الأَعرابي في هذا الموضع النَّفِيح بالحاء وقال في موضع آخر النَّفِيجُ بالجيم الذي يعترض بين القوم لا يصلح ولا يفسد قال هذا قول ثعلب ونَفَحَ جُمَّتَه رَجَّلَها والإِنفَحة بكسر الهمزة وفتح الفاء مخففة كَرِشُ الحَمَل أَو الجَدْي ما لم يأْكل فإِذا أَكلَ فهو كرش وكذلك المِنْفَحة بكسر الميم قال الراجز كم قد أَكلْتُ كَبِداً وإِنْفَحَه ثم ادَّخَرْتُ أَلْيَةً مُشَرَّحه الأَزهري عن الليث الإِنْفَحة لا تكون إِلاَّ لذي كرش وهو شيء يتخرج من بطن ذيه أَصفرُ يُعْصَرُ في صوفة مبتلة في اللبن فيَغْلُظُ كالجُبْنِ ابن السكيت هي إِنْفَحَة الجَدْي وإِنْفَحَّته وهي اللغة الجيدة ولم يذكرها الجوهري بالتشديد ولا تقل أَنْفَحَة قال وحضرني أَعرابيان فصيحان من بني كلاب فقال أَحدهما لا أَقول إِلاَّ إِنْفَحَة وقال الآخر لا أَقول إِلا مِنْفَحة ثم افترقا على أَن يسأَلا عنهما أَشياخ بني كلاب فاتفقت جماعة على قول ذا وجماعة على قول ذا فهما لغتان قال ابن الأَعرابي ويقال مِنْفَحة وبِنْفَحة قال أَبو الهيثم الجَفْرُ من أَولاد الضأْن والمَعَزِ ما قد اسْتَكْرَشَ وفُطِمَ بعد خمسين يوماً من الولادة وشهرين أَي صارت إِنْفَحَتُه كَرِشاً حين رَعَى النبت وإِنما تكون إِنْفَحة ما دامت تَرْضَعُ ابن سيده وإِنْفَحة الجَدْي وإِنْفِحَتَه وإِنْفَحَّتُه ومِنْفَحَتُه شيءٌ يخرج من بطنه أَصفر يعصر في صوفة مبتلة في اللبن فيغلظ كالحُبْن والجمع أَنافِحُ قال الشَّمَّاخُ وإِنَّا لمن قومٍ على أَن ذَمَمْتهم إِذا أَولَمُوا لم يُولِمُوا بالأَنافِحِ وجاءت الإِبل كأَنها الإِنْفَحَّة إِذا بالغوا في امتلائها وارتوائها حكاها ابن الأَعرابي ونَفَّاحُ المرأَة زوجها يمانية عن كراع

نقح
التَّنْقِيح وفي التهذيب النَّقْحُ تَشْذِيبُك عن العصا أُبَنَها حتى تَخْلُصَ وتَنْقِيحُ الجِذْع تَشْذِيبه وكلُّ ما نَحَّيْتُ عنه شيئاً فقد نَقَّحْته قال ذو الرمة من مُجْحِفاتِ زَمَنٍ مِرِّيدِ نَقَّحْنَ جِسْمي عن نُضارِ العُودِ ونَقَّح الشيءَ قَشَّره عن ابن الأَعرابي وأَنشد لغُلَيِّم من بني دُبَيْر إِليكَ أَشكو الدَّهْرَ والزَّلازِلا وكلَّ عامٍ نَقَّحَ الحَمائِلا يقول نَقَّحوا حَمائل سيوفهم أَي قشَرُوها فباعوها لشدة زمانهم ابن الأَعرابي أَنْقَحَ الرجلُ إَذا قلع حِلْيَةَ سيفه في الجَدْبِ والفقر وأَنْقَح شِعْرَه إِذا نَقَّحه وحَكَّكَه ونَقَّحَ النخلَ أَصلحه وقَشَره وتَنقيحُ الشِّعر تهذيبه يقال خيرٌُ الشِّعر الحَوْليُّ المُنَقَّحُ وتَنَقَّحَ شَحمُ الناقة أَي قلَّ ونقَّحَ الكلامَ فتَّشه وأَحسن النظر فيه وقيل أَصلحه وأَزال عيوبه والمُنَقَّحُ الكلام الذي فُعل به ذلك وروى الليث عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال في مَثَلٍ اسْتَغْنَتِ السُّلاَّدَةُ عن التنقيح وذلك أَن العصا إِنما تُنَقَّح لتَمْلُسَ وتَخْلُقَ والسُّلاّءة شوكة النخلة وهي في غاية الاستواء والمَلاسَة فإِن ذهبتَ تَقْشِرُ منها خَشُنَتْ يضرب مثلاً لمن يريد تجويد شيء هو في غاية الجَوْدة من شِعْر أَو كلام أَو غيره مما هو مستقيم قال أَبو وَجْزَة السَّعدي طَوْراً وطَوراً يَجُوبُ العُقْرَ من نَقَحٍ كالسَّنْدِ أَكْبادُه هِيمٌ هَراكيلُ أَزاد بها البيضمن حبال الرمل والنَّقَحُ الخالص من الرمل والسَّنْدُ ثيابٌ بيض وأَكباد الرمل أَوساطه والهَراكيل الضِّخامُ من كُثْبانه وفي حديث الأَسْلَميّ إِنه لَنِقْحٌ أَي عالم مُجَرَّب يقال نَقَّحَ العظمَ إِذا استخرج مُخَّه ونَقَّحَ الكلامَ إِذا هَذَّبه وأَحْسَنَ أَوصافَه ورجل مُنَقَّحٌ أَصابته البلايا عن اللحياني وقال بعضهم هو مشتق من ذلك ونَقَحَ العظمَ يَنْقَحُه نَقْحاً وانْتَقَحَه اسْتخرج مُخَّه والخاء لغة وكأَنه بالخاء استخراج المخ واستئصاله وكأَنه بالحاء تخليصه والنَّقْحُ سحاب أَبيض صَيْفِيّ قال العُجَيْرُ السَّلُوليُّ نَقْحٌ بَواسِقُ يجْتَلي أَوْساطَها بَرْقٌ خِلالَ تَهلُّل ورَبابِ

نكح
نَكَحَ فلان
( * قوله « نكح فلان إلخ » بابه منع وضرب كما في القاموس ) امرأَة يَنْكِحُها نِكاحاً إِذا تَزوجها ونَكَحَها يَنْكِحُها باضعها أَيضاً وكذلك دَحَمَها وخَجَأَها وقال الأَعشى في نَكَحَ بمعنى تزوج ولا تَقْرَبَنَّ جارةً إِنَّ سِرَّها عليك حرامٌ فانْكِحَنْ أَو تَأَبَّدا الأَزهري وقوله عز وجل الزاني لا ينكح إلا زانية أَو مشركة والزانية لا ينكحها إِلا زانٍ أَو مشرك تأْويله لا يتزوج الزاني إِلا زانية وكذلك الزانية لا يتزوجها إِلا زان وقد قال قومٌ معنى النكاح ههنا الوطء فالمعنى عندهم الزاني لا يطأُ إِلا زانية والزانية لا يطؤُها إِلا زان قال وهذا القول يبعد لأَنه لا يعرف شيء من ذكر النكاح في كتاب الله تعالى إِلا على معنى التزويج قال الله تعالى وأَنْكِحُوا الأَيامَى منكم فهذا تزويج لا شك فيه وقال تعالى يا أَيها الذين آمنوا إِذا نكحتم المؤمنات فاعلم أَن عقد التزويج يسمى النكاح وأَكثر التفسير أَن هذه الآية نزلت في قوم من المسلمين فقراء بالمدينة وكان بها بغايا يزنين ويأْخذن الأُجرة فأَرادوا التزويج بهنَّ وعَوْلَهنَّ فأَنزل الله عز وجل تحريم ذلك قال الأَزهري أَصل النكاح في كلام العرب الوطء وقيل للتزوّج نكاح لأَنيه سبب للوطء المباح الجوهري النكاح الوطء وقد يكون العَقْدَ تقول نَكَحْتُها ونَكَحَتْ هي أَي تزوَّجت وهي ناكح في بني فلان أَي ذات زوج منهم قال ابن سيده النِّكاحُ البُضْعُ وذلك في نوع الإِنسان خاصة واستعمله ثعلب في الذُّباب نَكَحَها يَنكِحُها نَكْحاً ونِكاحاً وليس في الكلام فَعَلَ يَفْعِلُ
( * قوله « وليس في الكلام فعل يفعل إلخ » الحصر إِضافي وإلا فقد فاته ينتح وينزح ويصمح ويجنح ويأمح ) مما لام الفعل منه حاء إِلا يَنْكِحُ ويَنْطِحُ ويَمْنِحُ ويَنْضِحُ ويَنْبِحُ ويَرْجِحُ ويَأْنِحُ ويَأْزِحُ ويَمْلِحُ ورجل نُكَحَةٌ ونَكَحٌ كثير النكاح قال وقد يجري النكاح مجرى التزويج وفي حديث معاوية لستُ بنُكَحٍ طُلَقَةٍ أَي كثير التزويج والطلاق والمعروف أَن يقال نُكَحَة ولكن هكذا روي وفُعَلَةٌ من أَبنية المبالغة لمن يكثر منه الشيء وأَنْكَحَه المرأَة زوَّجَه إِياها وأَنْكَحَها زوَّجها والاسم النُّكْحُ والنِّكْحُ وكان الرجل في الجاهلية يأْتي الحيَّ خاطباً فيقوم في ناديهم فيقول خِطْبٌ أَي جئت خاطباً فيقال له نِكْحٌ أَي قد أَنكحناك إِياها ويقال نُكْحٌ إِلاَّ أَن نِكْحاً هنا ليوازن خِطْباً وقصر أَبو عبيد وابن الأَعرابي قولهم خِطْبٌ فيقال نِكْحٌ على خبر أُمِّ خارجة كان يأْتيها الرجل فيقول خِطْبٌ فتقول هي نِكْحٌ حتى قالوا أَسرعُ من نكاح أُمِّ خارجة قال الجوهري النِّكْحُ والنُّكْحُ لغتان وهي كلمة كانت العرب تتزوَّج بها ونِكْحُها الذي يَنْكِحُها وهي نِكْحَتُه كلاهما عن اللحياني قال أَبو زيد يقال إِنه لنُكَحَة من قوم نُكَحاتٍ إِذا كان شديد النكاح ويقال نَكَحَ المطرُ الأَرضَ إِذا اعتمد عليها ونَكَحَ النُّعاسُ عينَه وناكَ المطرُ الأَرضَ وناك النُّعاسُ عينَه إِذا غَلب عليها وامرأَة ناكح بغير هاء ذات زوج قال أَحاطتْ بخُطَّابِ الأَيامى وطُلِّقتْ غَداةَ غَدٍ منهنَّ من كان ناكِحا وقد جاء في الشعر ناكِحةٌ على الفعل قال الطِّرِمَّاحُ ومِثْلُكَ ناحتْ عليه النسا ءُ من بينِ بِكْرٍ إِلى ناكِحه ويقوِّيه قول الآخر لَصَلْصَلَةُ اللجامِ بِرأْسِ طِرْفٍ أَحبُّ إِليَّ من أَن تَنْكِحِيني وفي حديث قَيْلَة انطلقتُ إِلى أُخت لي ناكحٍ في بني شَيْبَانَ أَي ذاتِ نكاح يعني متزوجة كما يقال حائض وطاهر وطالق أَي ذات حيض وطهارة وطلاق قال ابن الأَثير ولا يقال ناكح إِلا إِذا أَرادوا بناء الاسم من الفعل فيقال نَكَحتْ فهي ناكح ومنه حديث سُبَيْعةَ ما أَنتِ بناكح حتى تنقضيَ العدَّة واسْتَنْكَحَ في بني فلان تزوَّج فيهم وحكى الفارسي اسْتَنْكَحَها كَنَكَحها وأَنشد وهمْ قَتَلوا الطائيَّ بالحِجْرِ عَنْوَةً أَبا جابرٍ واسْتَنْكَحُوا أُمَّ جابرِ

نوح
النَّوْحُ مصدر ناحَ يَنُوحُ نَوْحاً ويقال نائحة ذات نِياحة ونَوَّاحةٌ ذات مَناحةٍ والمَناحةُ الاسم ويجمع على المَناحاتِ والمَناوِح والنوائحُ اسم يقع على النساء يجتمعن في مَناحة ويجمع على الأَنْواحِ قال لبيد قُوما تَنُوحانِ مع الأَنْواحِ ونساء نَوْحٌ وأَنْواحٌ ونُوَّحٌ ونَوائح ونائحاتٌ ويقال كنا في مَناحةِ فلان وناحَتِ المرأَة تَنُوحُ نَوْحاً ونُواحاً ونِياحاً ونِياحةً ومَناحةً وناحَتْه وناحتْ عليه والمَناحةُ والنَّوْحُ النساء يجتمعن للحُزْن قال أَبو ذؤيب فهنّ عُكُوفٌ كَنَوْحِ الكَري مِ قد شَفَّ أَكبادَهنَّ الهَوَى وقوله أَنشده ثعلب أَلا هَلَكَ امرُؤٌ قامت عليه بجَنْبِ عُنَيْزَةَ البَقَرُ الهُجودُ سَمِعْنَ بموتِه فظَهَرْنَ نَوْحاً قِياماً ما يَحِلُّ لهنَّ عُودُ صير البقر نَوْحاً على الاستعارة وجمعُ النَّوْحِ أَنواح قال لبيد كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذَراه وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلِي ونَوْحُ الحمامة ما تُبْدِيه من سَجْعِها على شكل النَّوْحِ والفعل كالفعل قال أَبو ذؤيب فواللهِ لا أَلْقَى ابنَ عَمٍّ كأَنه نُشَيْبَةُ ما دامَ الحَمامُ يَنُوحُ
( * قوله « نشيبة » هكذا في الأصل )
وحمامة نائحة ونَوَّاحة واسْتَناحَ الرجلُ كناحَ واستناحَ الرجلُ بَكَى حتى اسْتَبْكَى غيره وقول أَوس وما أَنا ممن يَسْتَنِيحُ بشَجْوِه يُمَدُّ له غَرْبا جَزُورٍ وجَدْوَلِ معناه لست أَرضى أَن أُدْفَعَ عن حقي وأُمنع حتى أُحْوجَ إِلى أَن أَشكو فأَستعينَ بغيري وقد فسر على المعنى الأَوّل وهو أَن يكون يستنيح بمعنى يَنُوحُ واستناحَ الذئبُ عَوَى فأَدْنَتْ له الذئابُ أَنشد ابن الأَعرابي مُقْلِقَة للمُسْتَنِيح العَسَّاس يعني الذئب الذي لا يستقرّ والتَّناوُحُ التَّقابُلُ ومنه تَناوُحُ الجبلين وتناوُحُ الرياح ومنه سميت النساء النوائحُ نَوائِحَ لأَن بعضهن يقابل بعضاً إِذا نُحْنَ وكذلك الرياح إِذا تقابلت في المَهَبِّ لأَن بعضها يُناوِحُ بعضاً ويُناسِجُ فكَّل ريح استطالت أَثَراً فهبتْ عليه ريحٌ طُولاً فهي نَيِّحَتُه فإِن اعترضته فهي نَسِيجَته وقال الكسائي في قول الشاعر لقد صَبَرَتْ حَنيفةُ صَبْرَ قَوْمٍ كِرامٍ تحت أَظْلالِ النَّواحِي أَراد النوائح فقلب وعَنَى بها الرايات المتقابلةَ في الحروب وقيل عنى بها السيوفَ والرياح إِذا اشتدَّ هُبوبها يقال تناوَحَتْ وقال لبيد يمدح قومه ويُكَلِّلُونَ إِذا الرياحُ تَناوَحتْ خُلُجاً تُمَدُّ شوارِعاً أَيتامُها والرياح النُّكْبُ في الشتاء هي المُتناوِحة وذلك أَنها لا تَهُبُّ من جهة واحدة ولكنها تَهُبُّ من جهات مختلفة سميت مُتناوِحةً لمقابلة بعضها بعضاً وذلك في السَّنة وقلة الأَنْديَةِ ويُبْس الهواء وشدة البرد ويقال هما جبلان يَتَناوَحانِ وشجرتانِ تَتَناوَحانِ إِذا كانتا متقابلتين وأَنشد كأَنك سَكْرانٌ يَميلُ برأْسِه مُجاجةُ زِقٍّ شَرْبُها مُتناوِحُ أَي يقابل بعضهم بعضاً عند شُرْبها والنَّوْحَةُ القوة وهي النَّيْحة أَيضاً وتَنَوَّحَ الشيءُ تَنَوُّحاً إِذا تحرّك وهو مُتَدَلٍّ ونُوحٌ اسم نبي معروف ينصرف مع العُجْمَةِ والتعريف وكذلك كل اسم على ثلاثة أَحرف أَوسطه ساكن مثل لُوطٍ لأَن خفته عادلت أَحد الثقلين وفي حديث ابن سَلام لقد قلتَ القولَ العظيم يوم القيامة في الخليفة من بعد نوح قال ابن الأَثير قيل أَراد بنوح عمر رضي الله عنه وذلك لأَن النبي صلى الله عليه وسلم استشار أَبا بكر وعمر رضي الله عنهما في أَسارى بدر فأَشار عليه أَبو بكر رضي الله عنه بالمَنِّ عليهم وأَشار عليه عمر رضي الله عنه بقتلهم فأَبل النبي صلى الله عليه وسلم على أَبي بكر رضي الله عنه وقال إِن إِبراهيم كان أَلْيَنَ في الله من الدُّهْنِ اللَّيِّنِ
( * قوله « من الدهن اللين » كذا بالأصل والذي في النهاية من الدهن باللبن )
وأَقبل على عمر رضي الله عنه وقال إِن نوحاً كان أَشدَّ في الله من الحَجَر فشبه أَبا بكر بإِبراهيم حين قال فمن تَبِعَني فإِنه مني ومن عَصاني فإِنك غفور رحيم وشبه عمر رضي الله عنه بنوح حين قال ربِّ لا تَذَرْ على الأَرض من الكافرين دَيَّاراً وأَراد ابن سلام أَن عثمان رضي الله عنه خليفة عمر الذي شُبه بنوح وأَراد بيوم القيامة يوم الجمعة لأَن ذلك القول كان فيه وعن كعب أَنه رأَى رجلاً يظلم رجلاً يوم الجمعة فقال ويحك تظلم رجلاً يوم القيامة والقيامة تقوم يوم الجمعة ؟ وقيل أَراد أَن هذا القول جزاؤه عظيم يوم القيامة

نيح
ناحَ الغُصْنُ نَيْحاً ونَيَحاناً مال والنَّيْحُ اشتداد العظم بعد رطوبته من الكبير والصغير وإِنه لعظم نَيِّحٌ شديد وناحَ العظمُ يَنِيحُ نَيْحاً صَلُبَ واشتدَّ بعد رُطوبة يكون ذلك في الكبير والصغير وعظم نَيِّحٌ شديد والنَّوْحةُ القوة وهي النَّيْحة أَيضاً ونَيَّحَ اللهُ عظمَك يدعو له بذلك وفي الحديث لا نَيَّحَ الله عِظامَه أَي لا صَلَّبَها ولا شَدَّ منها وما نَيَّحه بخير أَي ما أَعطاه شيئاً

وتح
طعام وَتْحٌ لا خير فيه كَوَحْتٍ والوَتْحُ والوَتِحُ والوَتِيحُ القليل من كل شيء وشيءٌ وَتْحٌ ووَتِحٌ أَي قليل تافِهٌ وقد وَتُحَ بالضم يَوْتُحُ وَتاحةً ويقال أَعْطَى عطاءً وَتْحاً ووَتُحَ عطاؤُه وقد وَتَحَ عطاءَه وأَوتَحه فَوَتُحَ وَتاحةً ووُتُوحة ووَتْحَةً وأَوْتَحَ الرجلُ قلَّ مالُه وتَوَتَّحَ الشرابَ شربه قليلاً قليلاً وما أَغْنى عني وَتَحَةً بفتح التاء كقولك ما أَغنى عني عَبَكَةً وقيل معناه ما أَغنى عني شيئاً وأَوتَحَ الرجلَ جَهَدَه وبَلَغ منه قال معها كفِرْخانِ الدَّجاجِ رُزَّحا دَرادِقاً وهي الشُّيُوخُ قُرَّحا قَرْقَمَهم عَيْشٌ خَبِيثٌ أَوْتَحا هذه رواية ثعلب ورواه ابن الأَعرابي أَوْتَخا وفسره بما فسر به ثعلب أَوْتَحا واحتمل ابن الأَعرابي الخاء مع الحاء لاقترابهما في المخرج وقال الأَزهري في تفسير هذا الشعر أَي يأْكلون أَكل الكبار وهم صغار قال وأَوْتَحَ جَهَدَهُمْ وبَلَغَ منهم وأَوتَحْتَ مني بَلَغْتَ مني وكأَنه أَبدل الحاء من الخاء وشيء وَتْحٌ وَعْرٌ إِتباعٌ له أَي نَزْرٌ قليل ووَتِحٌ ووَعِرٌ وهي الوُتُوحةُ والوُعُورةُ ورجل وَتِحٌ بكسر التاء أَي خسيس وأَوْتَحَ فلانٌ عطيَّته أَي أَقَلَّها وكذلك التَّوْتِيحُ وأَوْتَحَ له الشيءَ إِذا قلله وتَوَتَّحْتُ من الشراب شربت شيئاً قليلاً

وجح
وَجَحَ الطريقُ ظهر ووَضَحَ وأَوْجَحَتِ النارُ أَضاءَت وبدت وأَوْجَحَتْ غُرَّةُ الفرس إِيجاحاً اتَّضَحَتْ وليس دونه وِجاحٌ ووَجاحٌ ووُجاجٌ أَي سِتْرٌ واختار ابن الأَعرابي الفتح وحكى اللحياني ما دونه أُجاح وإِجاح عن الكسائي وحكي ما دونه أَجاحٌ عن أَبي صفوان وكل ذلك على إِبدال الهمزة من الواو وجاء فلان وما عليه وَجاحٌ أَي شيء يستره وتبنى هذه الكلمة على الكسر في بعض اللغات قال أُسُودُ شَرًى لَقِينَ أُسُودَ غابٍ ببَرْزٍ ليس بينهمُ وَجاحِ والمعروف وَجاحٌ وإِن كانت القوافي مجرورة والمُوجَحُ المُلْجَأُ كأَنه أُلْجِئَ إِلى موضع يستره والوَجَحُ المَلْجَأُ وكذلك الوَجِيحُ وأَنشد فلا وَجَحٌ يُنْجِيكَ إِن رُمْتَ حَرْبَنا ولا أَنتَ مِنَّا عند تلك بآيِلِ وقال حميد بن ثور نَضْح السُّقاةِ بصُباباتِ الرَّجا ساعةَ لا يَنْفَعُها منه وَجَعْ قال وقد وَجَحَ يَوْجَحُ وَجْحاً إِذا التجأَ كذلك قرئ بخط شمر وأَوْجَحه البولُ ضَيَّقَ عليه وروي عن عمر رضي الله تعالى عنه أَنه صلى صلاة الصبح فلما سَلَّم قال من استطاع منكم فلا يُصَلِّيَنَّ وهو مُوجَِحٌ وفي رواية فلا يصلِّ مُوجَِحاً قيل وما المُوجحُ ؟ قال المُرْهَقُ من خَلاءٍ أَو بَولٍ يعني مُضَيَّقاً عليه قال شمر هكذا روي بكسر الجيم وقال بعضهم مُوجَحٌ قد أَوْجَحَه بولُه قال وسمعت أَعرابيّاً سأَلته عنه فقال هو المُجِحُّ ذهب به إِلى الحامل وأَوْجَحَ البيتَ سَتَرَه قال ساعدة بن حؤية الهذلي وقد أَشْهَدُ البيتَ المُحَجَّبَ زانَه فِراشٌ وخِدْرٌ مُوجَحٌ ولَطائمُ وأَورد الأَزهري هذا البيت في التهذيب وقال المُوجَحُ الكثيفُ الغليظُ وثوب متين كثيف وثوب مُوجَحٌ كثير الغزل كثيف وثوب وَجِيحٌ ومُوجَحٌ قوي وقيل ضَيِّق مَتِين قال شمر كأَنه شبه ما يجد المُحْتَقِنُ من الامتلاء والانتفاخ بذلك قال ويكون من أَوْجَحَ الشيءُ إِذا ظهر وقد أَوجَحَه بوله فهو مُوجَحٌ إِذا كَظَّه وضَيَّقَ عليه والمُوجِحُ الذي يُخْفي الشيء ويستره مِن الوِجاحِ وهو السِّتْر فشبه به ما يجده المُحْتَقِنُ من الامتلاء وروي عن أَبي معاذ النحوي ما بيني وبينه جَاحٌ بمعنى وِجاح الفراء ليس بيني وبينه وِجاحٌ وإِجاحٌ وأُجاحٌ وأَجاحٌ أَي ليس بيني وبينه سِتْر قال أَبو خَيْرَةَ جَوْفاءُ مَحْشُوَّةٌ في مُوجَحٍ مَغِصٍ أَضيافُه جُوَّعٌ منه مَهازِيلُ أَراد بالمُوجَحِ جلداً أَمْلَسَ وأَضيافه قِرْدانُه الجوهري الرِجاحُ والوُجاحُ والوَجاحُ السِّتْرُ قال القَطَامِيُّ لم يَدَعِ الثَّلْجُ لهم وَجاحا قال وربما قلبوا الواو أَلفاً وقالوا أُجاح وإِجاح وأَجاح الأَزهري في ترجمة جوح والوَِجاحُ بقية الشيء من مال وغيره وطريق مُوجِحٌ مَهْيَعٌ قال الأَزهري المحفوظ في المُلْجإِ تقديم الحاء على الجيم فإِن صحت الرواية فلعلهما لغتان وروي الحديث بفتح الجيم وكسرها على المفعول والفاعل والمُوجِحُ الذي يُوجِحُ الشيءَ ويُمْسِكُه ويمنعه من الوَجَحِ وهو المَلْجَأُ قال الأَزهري وأَقرأَني إِبراهيم بن سعد الواقدي أَتَتْرُكُ أَمرَ القومِ فيهم بَلابِلٌ وتَتْرُكُ غيظاً كان في الصدرِ مُوجِحا ؟ قال شمر رواه موجحاً بكسر الجيم والوَجَحُ شبه الغار وقال بكلِّ أَمْعَزَ مها غير ذي وَجَحٍ وكلَّ دارةِ هَجْلٍ ذاتِ أَوجاحِ أَي ذاتِ غِيرانٍ والوَجاحُ الصَّفا الأَمْلَسُ قال الأَفْوَهُ وأَفْراسٌ مُذَلَّلةٌ وبِيضٌ كأَن مُتُونَها فيها الوَجاحُ ويقال للماء في أَسفل الحوض إِذا كان مقدار ما يستره وَجاحٌ ويقال لقيته أَدنى وَجاحٍ
( * قوله « لقيته أَدنى وجاح » كذا بضبط الأصل بفتح الواو وبهامش القاموس ما نصه ضبطه الشارح بالضم وعاصم بالفتح اه )
لأَوّلِ شيء يُرَى وباب موجوحٌ أَي مردود ويقال حَفَرَ حتى أَوجَحَ إِذا بلغ الصفاة

وحح
الوَحْوَحَة صوت مع بَحَحٍ ووَحْوَحَ الثوبُ صَوَّت ووَحْ وَحْ زجر للبقر ووَحْوَحَ البقرَ زَجَرها وكذلك وَحْوَحَ بها وإِذا طردت الثورَ قلت له قَعْ قَعْ وإِذا زجرته قلت له وَحْ وَحْ ووَحْوَحَ الرجلُ من البرد إِذا ردَّد نَفَسه في حَلْقه حتى تسمع له صوتاً قال الكُمَيْتُ ووَحْوَحَ في حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِيعُها ولم يَكُ في النُّكْدِ المَقاليتِ مَشْخَبُ ووَحْوَحَ الرجلُ إِذا نفخ في يده من شدَّة البرد ورجل وَحْواحٌ أَي خفيف قال أَبو الأَسود العِجْلي مُلازٍمِ آثارَها صَيداحِ واتَّسَقَتْ لزاجِرٍ وَحْواحِ
( * قوله « واتسقت لزاجر إلخ » أنشده في مادة ص د ح على غير هذا الوجه )
والصَّيْداحُ والصَّيْدَحُ الشديد الصوت وكذلك الوَحْوَحُ قال الجعدي يرثي أَخاه ومِنْ قَبْلِه ما قد رُزِئْتُ بوَحْوَحٍ وكان ابنَ أُمِّي والخليلَ المُصافِيا قال ابن بري وَحْوَح في البيت اسم علم لأَخيه وليس بصفة ورَثى في هذه القصيدة مُحارِبَ بن قيس بن عَدَسٍ من بني عمه ووَحْوَحاً أَخاه وقبله أَلم تَعْلَمِي أَني رُزِئْتُ مُحارِباً ؟ فما لك فيه اليومَ شيءٌ ولا لِيا فَتىً كمُلَتْ أَخلاقُه غيرَ أَنه جَوادٌ فلا يُبْقِي من المالِ باقِيا ومن قبله ما قد رزئت بوحوح وكانَ ابنَ أُمي والخليلَ المصافيا ورجل وَحْوَحٌ شديد القوّة يَنْحِمُ عند عمله لنشاطه وشدته ورجال وَحاوِحُ والأَصل في الوَحْوَحة الصوت من الحلق وكلب وَحْواحٌ ووَحْوَحٌ وتَوَحْوَح الظَّلِيمُ فوق البيض إِذا رَئِمَها وأَظهر وُلوعَه قال تميم بن مقبل كبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ تَوَحْوَحَ فَوْقَها هِجَفَّانِ مِرْياعا الضُّحَى وَحَدانِ وتركها تُوَحْوِحُ وتَوَحْوَحُ تُصَوِّت من البَرْدِ من الطَّلْق بين القَوابل والوَحْوَحُ والوَحْواحُ المُنْكَمِشُ الحديدُ النَّفْسِ قال يا رُبَّ شَيْخٍ من لُكَيْزٍ وَحْوَحِ عَبْلٍ شَدِيدٍ أَسْرُه صَمَحْمَحِ يَغْدو بدَلْوٍ ورِشاءٍ مُصْلَحِ حتى أَتَتْه ماءَةٌ كالإِنْفَحِ أَي جاءت صافيةَ السَّحْناءِ كأَنها إِنْفِحَة وقال وذُعِرَت من زاجرٍ وَحْواحِ ابن الأَثير وفي شعر أَبي طالب يمدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى تُجالِدكم عنه وَحاوِحةٌ شِيبٌ صَنادِيدُ لا يَذْعَرْهُمُ الأَسَلُ هو جمع وَحْواح وهو السيد والهاء فيه لتأْنيث الجمع ومنه حديث الذي يَعْبُر الصراطَ حَبْواً وهم أَصحابُ وَحْوَحٍ أَي أَصحاب من كان في الدنيا سيداً وهو كالحديث الآخر هَلَك أَصحابُ العُقْدة يعني الأُمراء ويجوز أَن يكون من الوَحْوَحةِ وهو صوت فيه بُحُوحة كأَنه يعني أَصحاب الجدال والخصام والشَّغَبِ في الأَسواق وغيرها ومنه حديث عليّ لقد شَفَى وَحاوِحَ صَدْري حَسُّكم إِياهم بالنِّصال والوَحْوَحُ ضرب من الطير قال ابن دريد ولا أَعرف ما صِحَّتُها ووَحْوَحٌ اسم ابن الأَعرابي الوَحُّ الوَتِدُ يقال هو أَفقر من وَحٍّ وهو الوَتِدُ وهذا قول المفَضَّل وقال غيره وَحٌّ كان رجلاً زَجَرَ فقيراً فضرب به المثل في الحاجة

ودح
أَوْدَحَ الرجلُ أَقَرَّ وفي التهذيب أَقَرَّ بالباطل حكاه ابن السكيت وأَنشد أَوْدَحَ لما أَن رأَى الجَدَّ حَكَمْ وأَوْدَحَ الرجلُ أَذعَنَ وخَضَع وربما قالوا أَوْدَحَ الكبشُ إِذا توقف ولم يَنْزُ الأَزهري أَبو زيد الإِيداحُ الإِقرار بالذل والانقيادُ لمن يقوده وأَنشد وأَكْوِي على قَرْنَيْهِ بعد خِصائِه بنارِي وقد يُخْصَى العَتُودُ فَيُودِحُ وأَودَحَتِ الإِبلُ سَمِنَتْ وحَسُنتْ حالُها أَبو عمرو يقال ما أَغْنى عنه وَدَحَةً ولا وَتَحةً ولا وَذَحةً ولا وَشَمَةً ولا رَشَمَةً أَي ما أَغنى عنه شيئاً ووَدْحانُ موضع وقد سَمَّوا به رجلاً

وذح
الوَذَحُ ما تعلق بأَصواف الغنم من البَعَرِ والبول وقال ثعلب هو ما يتعلق من القَذَر بأَلية الكبش الواحدة منه وَذَحة وقد وَذِحَتْ وَذَحاً والجمع وُذْحٌ مثل بَدَنةٍ وبُدْنٍ قال جرير والتَّغْلَبِيَّةُ في أَفواهِ عَوْرَتِها وُذْحٌ كثيرٌ وفي أَكتافِها الوَضَرُ ويقال منه وَذِحَتِ الشاةُ تَوْذَحُ وتَيْذَحُ وَذَحاً الأَزهري أَبو عمرو ما أَغنى عنه وَدَحةً ولا وَذَحةً أَي ما أَغنى عنه شيئاً وقال في ترجمة وذح ما أَغنى عني وَتَحَةً ولا وَذَحةً أَي ما أَغنى شيئاً أَبو عبيدة الوَذَحُ ما يتعلق بالأَصواف من أَبعار الغنم فيَجِفّ عليه وقال الأَعشى فَتَرى الأَعْداءَ حَوْلي شُزَّراً خاضِعِي الأَعْناقِ أَمْثالَ الوَذَحْ وقال النضر الوَذَحُ احتراقٌ وانْسِحاجٌ يكون في باطن الفَخِذَين قال ويقال له المَدَحُ أَيضاً وعبدٌ أَوْذَحُ إِذا كان لئيماً وقال بعض الرُّجَّاز يَهْجو أَبا وَجْزَة مَوْلى بني سَعْدٍ هَجِيناً أَوذَحا يَسُوقُ بَكْرَيْنِ وناباً كُِحْكُِحا قال أَبو منصور كأَنه مأْخوذ من الوَذَح وفي حديث علي كرم الله وجهه أَما والله ليُسَلَّطَنَّ عليكم غلامُ ثَقِيف الذَّيَّالُ المَيَّالُ إِيهٍ أَبا وَذَحةَ الوَذَحة بالتحريك الخُنْفُساء من الوَذَحِ وهو ما يتعلق بأَلية الشاة من البعر فيجف وبعضهم يقوله بالخاء وفي حديث الحجاج أَنه رأَى خُنْفُساءَة فقال قاتلَ اللهُ أَقواماً يزعمون أَن هذه من خلق الله فقيل مِمَّ هي ؟ قال من وَذَحِ إِبليس

وشح
الوِشاحُ والإِشاحُ على البدل كما يقال وِكافٌ وإِكافٌ والوُشاحُ كله حَلْيُ النساءِ كِرْسانِ من لؤلؤ وجوهر منظومان مُخالَفٌ بينهما معطوف أَحدُهما على الآخر تَتَوَشَّحُ المرأَةُ به ومنه اشتق تَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه والجمع أَوشِحةٌ ووُشُحٌ ووَشائِحُ قال ابن سيده وأُرى الأَخيرة على تقدير الهاء قال كثير عَزَّةَ كأَنَّ قَنا المُرَّانِ تحتَ خُدُودِها ظِباءُ المَلا نِيطَتْ عليها الوَشائِحُ ووَشَّحْتُها تَوْشِيحاً فَتَوَشَّحَتْ هي أَي لبسته وتَوَشَّحَ الرجلُ بثوبه وبسيفه وقد تَوَشَّحَتِ المرأَةُ واتَّشَحَتْ الجوهري الوِشاحُ يُنْسَجُ من أَديم عريضاً ويرَصَّعُ بالجواهر وتَشُدُّه المرأَة بين عاتقيها وكَشْحَيْها وقولُ دَهْلَب بن قُرَيْع يخاطب ابناً له أُحِبُّ منكَ موضِعَ الوُشْحُنِّ وموضعَ اللَّبَّةِ والقُرْطُنِّ يعني الوُشاحَ وإِنما يزيدون هذه النون المشدّدة في ضرورة الشعر وأَورده الأَزهري وموضعَ الإِزارِ والقَفَنَّ وقال فإِنه زاد نوناً في الوُشُح والقفا ابن سيده والتوشُّح أَن يَتَّشِحَ بالثوب ثم يُخرجَ طَرَفه الذي أَلقاه على عاتقه الأَيسر من تحت يده اليمنى ثم يَعْقِدَ طرفيهما على صدره وقد أَشَّحَه الثوبَ قال مَعْقِلُ بن خويلد الهذلي أَبا مَعْقِلٍ إِن كنتَ أُشِّحْتَ حُلَّةً أَبا مَعْقِلٍ فانظر بنَبْلِكَ من تَرْمِي قال أَبو منصور التَّوَشُّح بالرداء مثل التأَبُّط والاضطباع وهو أَن يُدخل الثوب من تحت يده اليمنى فيُلْقِيَه على مَنْكِبه الأَيسر كما يفعل المُحْرِمُ وكذلك الرجل يَتَوَشَّح بحمائل سيفه فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى وتكون اليمنى مكشوفة ومنه قول لبيد في تَوَشُّحِه بلجامه ولقد حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِي فُرُطٌ وِشاحِي إِذ غَدَوْتُ لِجامُها أَخبر أَنه يخرج رَبِيئَةً أَي طليعة لقومه على راحلته وقد اجتنب إِليها فرسَه وتَوَشَّح بلجامها راكباً راحلته فإِن أَحَسَّ بالعدوّ أَلجمَها وركبها تَحَوُّزاً من العدوّ وغاوَلهم إِلى الحيّ مُنْذِراً وفي الحديث أَنه كان يَتَوَشَّحُ بثوبه أَي يَتَغَشَّى به والأَصل فيه من الوشاح ومنه حديث عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَتَوَشَّحُني ويَنالُ من رأْسي أَي يُعانقني ويُقَبِّلني وفي حديث آخر لا عَدِمْتَ رجلاً وَشَّحَك هذا الوِشاحَ أَي ضَرَبك هذه الضربة في موضع الوُشاحِ ومنه حديث المرأَة السَّوْداء ويومُ الوِشاحِ من تَعاجِيبِ رَبِّنا أَلا إِنه من بلدة الكفر نجاني
( * قوله « ألا إِنه من بلدة » كذا بالأصل والذي في النهاية على أنه من دارة )
قال ابن الأَثير كان لقوم وِشاحٌ فَفَقدوه فاتهموها به وكانت الحِدَأَة أَخذته فأَلقته إِليهم وفيه كان للنبي صلى الله عليه وسلم دِرْعٌ تسمى ذاتَ الوِشاحِ ابن سيده والوِشاحُ والوِشاحةُ السيف مثل إِزار وإِزارة قال أَبو كبير الهذلي مُسْتَشْعِرٌ تحتَ الرِّداءِ وِشاحةً عَضْباً غَمُوصَ الحَدِّ غيرَ مُفَلَّلِ والوِشاحُ القوسُ والمُوَشَّحةُ من الظباء والشاء والطير التي لها طرّتان من جانبيها قال أَو الأُدْم المُوَشَّحة العَواطِي بأَيديهنَّ من سَلَمِ النِّعافِ والوَشْحاء من المَعَز السوداء المُوَشَّحة ببياض وديكٌ مُوَشَّح إِذا كان له خُطَّتان كالوِشاحِ قال الطرماح ونَبّهْ ذا العِفاءِ المُوَشَّحِ وثوب مُوَشَّحٌ وذلك لوَشْيٍ فيه حكاه ابن سيده عن اللحياني ووَشْحَى موضع قال صَبَّحْنَ من وَشْحَى قَلَيْباً سُكَّا ودارةُ وَشْحاءَ موضعٌ هنالك عن كراع وواشِحُ قبيلة من اليمن

وضح
الوَضَحُ بياضُ الصبح والقمرُ والبَرَصُ والغرةُ والتحجيلُ في القوائم وغير ذلك من الأَلوان التهذيب الوَضَحُ بياض الصُّبْح قال الأَعشى إِذْ أَتَتْكُمْ شَيْبانُ في وَضَحِ الصُّ بحِ بكبشٍ تَرَى له قُدَّاما والعرب تسمي النهار الوَضَّاحَ والليلَ الدُّهْمانَ وبِكْرُ الوَضَّاحِ صلاةُ الغَداة وثِنْيُ دُهْمانَ العِشاءُ الآخرة قال الراجز لو قِسْتَ ما بينَ مَناحِي سَبَّاحْ لِثِنْيِ دُهْمانَ وبِكْرِ الوَضَّاح لَقِسْتَ مَرْتاً مُسْبَطِرَّ الأَبْداحْ سبَّاح بعيره والأَبْداحُ جوانبه والوَضَحُ بياض غالب في أَلوان الشاء قد فشا في جميع جسدها والجمع أَوضاح وفي التهذيب في الصدر والظهر والوجه يقال له تَوْضيح شديد وقد تَوَضَّح ويقال بالفرس وَضَحٌ إِذا كانت به شِيَةٌ وقد يكنى به عن البَرَصِ ومنه قيل لِجَذِيمَةَ الأَبْرَشِ الوَضَّاحُ وفي الحديث جاءه رجل بكَفِّه وَضَح أَي بَرَصٌ وقد وَضَحَ الشيءُ يَضِحُ وُضُوحاً وَضَحَةً وضِحَةً واتَّضَحَ أَي بان وهو واضع ووَضَّاح وأَوضَحَ وتَوَضَّح ظهر قال أَبو ذؤيب وأَغْبَرَ لا يَجْتازُه مُتَوَضِّحُ الر جالِ كفَرْق العامِرِيِّ يَلُوحُ أَراد بالمُتَوَضِّح من الرجال الذي يظهر نفسه في الطريق ولا يدخل في الخَمَرِ ووَضَّحه هو وأَوضَحَه وأَوضَحَ عنه وتَوَضَّح الطريقُ أَي استبان والوَضَحُ الضَّوْءُ والبياضُ وفي الحديث أَنه كان يرفع يديه في السجود حتى يَبينَ وَضَحُ إبْطَيْهِ أَي البياضُ الذي تحتهما وذلك للمبالغة في رفعهما وتجافيهما عن الجنبين والوَضَحُ البياضُ من كل شيء ومنه حديث عمر صوموا من الوَضَح إِلى الوَضَحِ أَي من الضَّوء إِلى الضوء وقيل من الهلال إِلى الهلال قال ابن الأَثير وهو الوجه لأَن سياق الحديث يدل عليه وتمامه فإِن خَفِيَ عليكم فأَتِمُّوا العِدَّة ثلاثين يوماً وفي الحديث غَيِّرُوا الوَضَحَ أَي الشَّيْب يعني اخْضِبُوه والواضحةُ الأَسْنانُ التي تبدو عند الضحك صفة غالبة وأَنشد كلُّ خَليلٍ كنتُ صافَيْتُه لا تَرَكَ الله له واضِحه كلُّهمُ أَرْوَغُ من ثَعْلَبٍ ما أَشْبَه الليلةَ بالبارِحه وفي الحديث حتى ما أَوضَحُوا بضاحكة أَي ما طَلَعوا بضاحكة ولا أَبْدَوْها وهي إِحدى ضواحِكِ الإِنسان التي تبدو عند الضحك وإِنه لواضح الجَبينِ إِذا ابيضَّ وحَسُنَ ولم يكن غليظاً كثير اللحم ورجل وَضَّاحٌ حَسَنُ الوجه أَبيضُ بَسَّامٌ والوَضَّاحُ الرجلُ الأَبيضُ اللون الحَسَنُه وأَوضَحَ الرجلُ والمرأَة وُلِدَ لَهما أَولادٌ وُضَّحٌ بيضٌ وقال ثعلب هو منكَ أَدنى واضحةٍ إِذا وَضَحَ لك وظهر حتى كأَنه مُبْيَضُّ ورجل واضحُ الحَسَبِ ووَضَّاحُه ظاهره نَقِيُّه مبيضه على المثل ودرهم وَضَحٌ نَقِيّ أَبيض على النسب والوَضَحُ الدِّرْهم الضحيح والأَوضاحُ حَلْيٌ من الدراهم الصحاح وحكى ابن الأَعرابي أَعطيته دراهم أَوضاحاً كأَنها أَلبانُ شَوْلٍ رَعَتْ بدَكْداكِ مالكٍ مالك رمل بعينه وقلما ترعى الإِبل هنالك إِلا الحَلِيَّ وهو أَبيض فشبه الدراهم في بياضها بأَلبان الإِبل التي لا ترعى إِلا الحَلِيِّ ووَضَحُ القَدَم بياضُ أَخْمَصِه وقال الجُمَيْحُ والشَّوْكُ في وَضَحِ الرجلينِ مَرْكُوزُ وقال النضر المتوضِّحُ والواضح من الإِبل الأَبيض وليس بالشديد البياض أَشدُّ بياضاً من الأَعْيَصِ والأَصْهَبِ وهو المتوضِّحُ الأَقْراب وأَنشد مُتَوَضِّحُ الأَقْرابِ فيه شُهْلَةٌ شَنِجُ اليدين تَخالُه مَشْكُولا والأَواضِحُ الأَيامُ البيض إِما أَن يكون جمعَ الواضح فتكون الهمزة بدلاً من الواو الأُولى لاجتماع الواوين وإِما أَن يكون جمع الأَوْضَح وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم أَمر بصيام الأَواضِحِ حكاه الهروي في الغريبين قال ابن الأَثير وفي الحديث أَمر بصيام الأَوْضاحِ يريد أَيامَ الليالي الأَواضِح أَي البيض جمع واضحة وهي ثالث عشر ورابع عشر وخامس عشر والأَصل وَواضِح فقلبت الواو الأُولى همزة والواضِحة من الشِّجاج التي تُبْدي وَضَحَ العظم ابن سيده والمُوضِحةُ من الشِّجاج التي بلغت العظم فأَوضَحَتْ عنه وقيل هي التي تَقْشِر الجلدةَ التي بين اللحم والعظم أَو تشقها حتى يبدو وَضَحُ العظم وهي التي يكون فيها القصاص خاصة لأَنه ليس من الشجاج شيء له حدَّ ينتهي إِليه سواها وأَما غيرها من الشجاج ففيها ديتها وذكر المُوضِحة في أَحاديث كثيرة وهي التي تبدي العظم أَي بَياضَه قال والجمع المَواضِح والتي فُرِضَ فيها خمس من الإِبل هي ما كان منها في الرأْس والوجه فأَما المُوضِحة في غيرهما ففيها الحكومة ويقال للنَّعَم وَضِيحةٌ ووَضائِحُ ومنه قول أَبي وَجْزَة لقَوْمِيَ إِذ قَوْمي جميعٌ نَواهُمُ وإِذ أَنا في حَيٍّ كثير الوَضائِح والوَضَحُ اللبنُ قال أَبو ذؤيب الهذلي عَقَّوْا بسَهْمٍ فلم يَشْعُرْ به أَحدٌ ثم اسْتَفاؤوا وقالوا حَبَّذا الوَضَحُ أَي قالوا اللبنُ أَحبُّ إِلينا من القَوَد فأَخبر أَنهم آثَرُوا إِبل الدية وأَلبانها على دم قاتل صاحبهم قال ابن سيده وأُراه سمي بذلك لبياضه وقيل الوَضَحُ من اللبن ما لم يُمْذَقْ ويقال كثر الوَضَحُ عند بني فلان إِذا كَثُرَت أَلبانُ نَعَمِهم أَبو زيد من أَين وَضَحَ الراكبُ ؟ أَي من أَين بدا وقال غيره من أَين أَوضَح بالأَلف ابن سيده وَضَحَ الراكبُ طَلَع ومن أَين أَوضَحْتَ بالأَلف أَي من أَين خرجت عن ابن الأَعرابي التهذيب من أَين أَوضَح الراكبُ ومن أَين أَوضَعَ ومن أَين بدا وضَحُك ؟ وأَوضَحْتُ قوماً رأَيتهم واستوضَحَ عن الأَمر بحث أَبو عمرو استوضَحْتُ الشيءَ واستشرفْته واستكفَفْتُه وذلك إِذا وضعت يدك على عينيك في الشمس تنظر هل تراه تُوَقّي بكفك عينَك شُعاعَ الشمس يقال اسْتَوْضِحْ عنه يا فلان واستوضَحْتُ الأَمرَ والكلامَ إِذا سأَلته أَن يُوَضِّحَه لك ووَضَحُ الطريق مَحَجَّتُه ووَسَطُه والواضحُ ضدّ الخامل لوُضُوح حاله وظهور فضله عن السَّعْدي والوَضَحُ حَلْيٌ من فضة والجمع أَوضاح سميت بذلك لبياضها واحدها وَضَح وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَقاد من يهودي قَتَلَ جُوَيْرِيةً على أَوْضاح لها وقيل الوَضَحُ الخَلْخالُ فَخَصَّ والوُضَّحُ الكواكبُ الخُنَّسُ إِذا اجتمعت مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل الليث إِذا اجتمعت الكواكب الخنس مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل سُمِّين جميعاً الوُضَّحَ اللحياني يقال فيها أَوْضاحٌ من الناس وأَوْباش وأَسْقاطٌ يعني جماعات من قبائل شَتَّى قالوا ولم يُسْمَعْ لهذه الحروف بواحد قال الأَصمعي يقال في الأَرض أَوضاح من كَلإٍ إِذا كان فيها شيء قد ابيضَّ قال الأَزهري وأَكثر ما سمعتهم يذكرون الوَضَحَ في الكلإ للنَّصِيِّ والصِّلِّيانِ الصَّيْفِيِّ الذي لم يأْت عليه عامٌ ويَسْوَدُّ ووَضَحُ الطريقة من الكلإِ صغارها وقال أَبو حنيفة هو ما ابيض منها والجمع أَوضاحٌ قال ابن أَحمر ووصف إِبلاً تَتَبَّعُ أَوْضاحاً بسُرَّةِ يَذْبُلٍ وتَرْعى هَشِيماً من حُلَيْمةَ بالِيا وقال مرة هي بقايا الحَلِيّ والصِّلِّيان لا تكون إِلاّ من ذلك ورأَيت أَوضاحاً أَي فِرَقاً قليلة ههنا وههنا لا واحد لها وتُوضِحُ موضع معروف وفي حديث المبعث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلعب وهو صغير مع الغلمان بعَظْمِ وَضَّاحٍ وهي لُعْبَة لصبيان الأَعراب يَعْمِدُون إِلى عظم أَبيض فيرمونه في ظلمة الليل ثم يتفرّقون في طلبه فمن وجده منهم فله القَمْرُ قال ورأَيت الصبيان يصغرونه فيقولون عُظَيْمُ وَضَّاحٍ قال وأَنشدني بعضهم عُظَيْم وَضَّاحٍ ضِحَنَّ الليله لا تَضِحَنَّ بعدها من لَيْله قوله ضِحَنَّ أَمرٌ من وَضَحَ يَضِحُ بتثقيل النون المؤَكدة ومعناه اظْهِرَنَّ كما تقول من الوصل صِلَنّ ووَضَّاحٌ فَعَّال من الوُضوح الظهور

وطح
الوَطَحُ وفي التهذيب الوَطْحُ بجزم الطاء ما تعلق بالأَظلاف ومخالب الطير من العُرَّة والطين وأَشباه ذلك واحدته وَطْحة بجزم الطاء والوَطْح الدفع باليدين في عُنْف وتَواطَحَ القومُ تَداوَلُوا الشرَّ بينهم قال الحَكَمُ الحَضْرَميّ وأَبي جَمالُ لقد رَفَعْتُ ذِمارَها بشَبابِ كلِّ مُحَبَّرٍ سَيَّارِ لَذٍّ بأَفواهِ الرُّواةِ كأَنما يَتَواطَحُونَ به على دِينارِ قال ابن بري جَمالُ اسم امرأَة وذِمارها ما يلزم لها من الحفظ والصيانة ولَذّ يَسْتَلِذُّه الراوي المنشدُ له والمُحَبَّرُ البيت المُحَسَّنُ من الشِّعْر والسيّار الذي سار وتناشده الناس وقوله بشباب كلِّ محبَّر أَي لم يَخْلَقْ عند الرواة بل هو جديد يتواطحون أَي يتقابلون وقال أَبو وَجْزَة وأَكْبَر منهم قائلاً بمقالة تُفَرِّجُ بين العَسْكَرِ المتواطِحِ وتَواطَحَتِ الإِبلُ على الحوض إِذا ازْدَحَمَتْ عليه والوَطِيحُ حِصْنٌ بخيبر وفي حديث غزوة خيبر ذكر والوَطيح هو بفتح الواو وكسر الطاء وبالحاء المهملة حصن من حصون خيبر

وقح
حافر وَقاحٌ صُلْبٌ باق على الحجارة والنعت وَقاحٌ الذكر والأُنثى فيه سواء وجمعه وُقُح ووُقَّحٌ وقد وَقُح يَوْقُح وَقاحةً ووُقوحة وقِحةً وَقَحَةً الأَخيرتان نادرتان قال ابن جني الأَصل وِقْحة حذفوا الواو على القياس كما حذفت من عِدَة وزِنةٍ ثم إِنهم عدلوا بها عن فِعْلَة إِلى فَعْلة فأَقروا الحرفَ بحاله وإِن زالت الكسرة التي كانت موجبة له فقالوا القَحَةُ فَتَدَرَّجوا بالقِحةِ إِلى القَحة وهي وَقْحَةٌ كجَفْنَةٍ لأَن الفاء فتحت قبل الحرف الحلقي كما ذهب إِليه محمد بن يزيد وأَبى الأَصْمَعِيُّ في القحة إِلاَّ الفتح ووَقِحَ وَقَحاً ووَقَح فهو واقحٌ واستوقَحَ وأَوقَحَ وكذلك الخُفُّ والظَّهْرُ ووَقُحَ الفرسُ وَقاحةً وقِحَةً والتوقيح أَن يُوَقَّحَ الحافرُ بشحمة تُذابُ حتى إِذا تَشَيَّطتِ الشحمةُ وذابت كُوِيَ بها مواضع الحَفا والأَشاعِرِ واسْتَوْقَح الحافر إِذا صَلُبَ وقال غيره وَقِّحْ حوضَك أَي امْدُرْه حتى يَصْلُبَ فلا يُنَشِّفَ الماءَ وقد يُوَقَّحُ بالصفائح وقال أَبو وَجْزَة أَفْرِغْ لها من ذي صَفِيحٍ أَوْقَحا من هَزْمةٍ جابتْ صَمُوداً أَبْدَحا أَي من بئر خَسِيفٍ نُقِّيت أَبْدَحا واسعاً ووَقَّحَ الحافرَ كَوى موضع الحَفا والأَشاعِرِ منه بشحمة مذابة ورجل وَقِيحُ الوجه ووَقاحُه صُلْبُه قليل الحياء والأُنثى وَقاحٌ بغير هاء والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر وزاد اللحياني في الوجه بَيِّنُ الوَقَحِ والوُقُوحِ وَقُِحَ الرجل إِذا صار قليل الحياء فهو وَقِحٌ ووَقاحٌ وامرأَة وَقاحُ الوجه ورجل وَقاحُ الذَّنَب صبور على الركوب عن ابن الأَعرابي ورجل مُوَقَّح أَصابته البلايا فصار مُجَرَّباً عن اللحياني

وكح
وَكَحَه برجله وَكْحاً وَطِئَه وَطْأً شديداً واستوكَحَتْ مَعِدَتُه اشتدّت واستوكَحَتِ الفِراخُ وهي وُكُحٌ غَلُظَتْ وأُرَى وُكُحاً على النسب كأَنه جمع واكِح أَو وَكُوحٍ إِذ لا يسوغ أَن يكون جمع مُسْتَوكِح وأَوكَحَ الرجلُ مَنَع واشتدّ على السائل قال رؤْبة إِذا الحُقُوقُ أَحْضَرَتْه أَوكَحا قال المُفَضَّل سأَلته فاستوكَح استِيكاحاً أَي أَمسك ولم يُعْطِ الأَزهري عن أَبي زيد أَوكَحَ عَطِيَّتَه إِيكاحاً إِذا قطعها الأَصمعي حَفَر فأَكْدى وأَوكَحَ إِذا بلغ المكانَ الصُّلْبَ الأَزهري أَراد أَمراً فأَوكَحَ عنه إِذا كَفَّ عنه وتركه والأَوكَحُ الترابُ وقد ذكر في أَول الباب لأَنه عند كراع فَوْعَلٌ وقياس قول سيبويه أَن يكون أَفْعَل

ولح
الوَلِيحُ والوَلِيحةُ الضخم الواسع من الجُوالق وقيل هو الجُوالِقُ ما كان والجمع الوَلِيحُ والوَلِيحة الغِرارةُ والوَلِيحُ والوَلائح الغَرائر والجِلالُ والأَعْدال يُحْمَل فيها الطِّيبُ والبَزُّ ونحوه قال أَبو ذؤَيب يصف سحاباً يُضِيءُ رَباباً كدُهْمِ المَخا ضِ جُلِّلْنَ فوقَ الوَلايا الوَليحا وقال اللحياني الوليحة الغِرارةُ والمِلاحُ المِخْلاةُ قال ابن سيده وأُراه مقلوباً من الوَلِيح إِذ لم أَجد ما أَستدل به على ميمه أَهي زائدة أَم أَصل وحملها على الزيادة أَكثر وفي حديث المختار لما قَتَلَ عمر بن سعد جعل رأْسَه في مِلاحٍ وعلقه حكى اللفظة الهروي في الغريبين

ومح
الأَزهري خاصة ابن الأَعرابي الوَمْحَة الأَثَرُ من الشمس قال وقرأْت بخط شمر أَن أَبا عمرو الشَّيْبانيّ أَنشده هذه الأَبيات لما تَمَشَّيْتُ بُعَيْدَ العَتَمَه سَمِعْتُ من فوقِ البُيوتِ كَدَمَه إِذا الخَريعُ العَنْقَفِيرُ الحُذَمه يَؤُزُّها فَحْلٌ شديدُ الضَّمْضَمه أَزّاً بعَيَّارٍ إِذا ما قَدَّمَه فيها انْفَرَى وَمَّاحُها وخَزَمَه قال وَمَّاحُها صَدْعُ فرجها انْفَرَى انفتح وانْفَتَقَ لإِيلاجه الذكر فيه قال الأَزهري لم أَسمع هذا الحرف إِلاَّ في هذه الأُرجوزة وأَحسبها في نوادره

ونح
ابن سيده وانَحْتُ الرجلَ وافَقْتُه

ويح
وَيْح كلمة تقال رحمةً وكذلك وَيْحَما قال حُمَيْدُ بن ثور أَلا هَيّما مما لَقِيتُ وَهَيّما ووَيْحٌ لمن لم يَدْرِ ما هنَّ وَيْحَما الليث وَيْحَ يقال إِنه رحمة لمن تنزل به بليَّة وربما جعل مع ما كلمة واحدة وقيل وَيْحَما ووَيْحٌ كلمة تَرَحُّم وتَوَجُّع وقد يقال بمعنى المدح والعجب وهي منصوبة على المصدر وقد ترفع وتضاف ولا تضاف يقال وَيْحَ زيدٍ ووَيْحاً له ووَيْحٌ له الجوهري وَيْح كلمة رحمة ووَيْلٌ كلمة عذاب وقيل هما بمعنى واحد وهما مرفوعتان بالابتداء يقال وَيْحٌ لزيد ووَيْلٌ لزيد ولك أَن تقول ويحاً لزيد وويلاً لزيد فتنصبهما بإِضمار فعل وكأَنك قلت أَلْزَمَهُ اللهُ وَيْحاً ووَيْلاً ونحو ذلك ولك أَن تقول وَيْحَكَ ووَيْحَ زيد ووَيْلَكَ ووَيْلَ زيد بالإِضافة فتنصبهما أَيضاً بإِضمار فعل وأَما قوله فَتَعْساً لهم وبُعْداً لثمود وما أَشبه ذلك فهو منصوب أَبداً لأَنه لا تصح إِضافته بغير لام لأَنك لو قلت فتَعْسَهُم أَو بُعْدَهم لم يصلح فلذلك افترقا الأَصمعي الوَيْلُ قُبُوحٌ والوَيحُ تَرَحُّمٌ ووَيْسٌ تصغيرها أَي هي دونها أَبو زيد الوَيْلُ هَلَكةٌ والوَيْحُ قُبُوحٌ والوَيْسُ ترحم سيبويه الوَيْلُ يقال لمن وقع في الهَلَكَة والوَيْحُ زجر لمن أَشرف على الهَلَكة ولم يذكر في الوَيْس شيئاً ابن الفرج الوَيْحُ والوَيْلُ والوَيْسُ واحد ابن سيده وَيْحَه كَوَيْلَه وقيل وَيْح تقبيح قال ابن جني امتنعوا من استعمال فِعْل الوَيْحِ لأَن القياس نفاه ومنع منه وذلك لأَنه لو صُرِّف الفعل من ذلك لوجب اعتلال فائه كوَعَدَ وعينه كباع فتَحامَوا استعماله لما كان يُعْقِبُ من اجتماع إِعلالين قال ولا أَدري أَأُدْخِلَ الأَلفُ واللام على الوَيْح سماعاً أَم تَبَسُّطاً وإِدْلالاً ؟ الخليل وَيْس كلمة في موضع رأْفة واستملاح كقولك للصبي وَيْحَهُ ما أَمْلَحَه ووَيْسَه ما أَملحه نصر النحوي قال سمعت بعضَ من يَتَنَطَّعُ بقول الوَيحُ رحمة قال وليس بينه وبين الويل فُرْقانٌ إِلا أَنه كأَنه أَلْيَنُ قليلاً قال ومن قال هو رحمة يعني أَن تكون العرب تقول لمن ترحمه وَيْحَه رِثايَةً له وجاءَ عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قال لعَمَّارٍ وَيْحَكَ يا ابن سُمَيَّةَ بُؤْساً لك تقتلك الفئةُ الباغية الأَزهري وقد قال أَكثر أَهل اللغة إِن الويل كلمة تقال لكل من وقع في هَلَكَة وعذاب والفرق بين ويح وويل أَن وَيْلاً تقال لمن وقع في هَلَكَة أَو بلية لا يترحم عليه وَيْح تقال لكل من وقع في بلية يُرْحَمُ ويُدْعى له بالتخلص منها أَلا ترى أَن الويل في القرآن لمستحقي العذاب بجرائمهم وَيْلٌ لكل هَمْزَةٍ ويْلٌ للذين لا يؤتون الزكاة ويل للمطففين وما أَشبهها ؟ ما جاءَ ويل إِلا لأَهلِ الجرائم وأَما وَيح فإِن النبي صلى الله عليه وسلم قالها لعَمَّار الفاضل كأَنه أُعْلِمَ ما يُبْتَلى به من القتل فَتَوَجَّعَ له وترحم عليه قال وأَصل وَيْح ووَيْس ووَيْل كلمة كله عندي « وَيْ » وُصِلَتْ بحاءٍ مرة وبسين مرة وبلام مرة قال سيبويه سأَلت الخليل عنها فزعم أَن كل من نَدِمَ فأَظهر ندامته قال وَيْ ومعناها التنديم والتنبيه ابن كَيْسانَ إِذا قالوا له وَيْلٌ له ووَيْحٌ له ووَيْسٌ له فالكلامُ فيهن الرفعُ على الابتداءِ واللام في موضع الخبر فإِن حذفت اللام لم يكن إِلا النصب كقوله وَيْحَه ووَيْسَه

يدح
رأَيت في بعض نسخ الصحاح الأَيْدَحُ اللهو والباطل تقول العرب أَخذته بأَيْدَحَ ودُبَيْدَحَ على الإِتباع وأَيْدَحُ أَفْعَلُ لا فَيْعَلٌ قال ابن بري لم يذكر الجوهري في فصل الياءِ شيئاً

يوح
ابن سيده يُوحُ الشمسُ عن كراع لا يدخله الصرف ولا الأَلف واللام والذي حكاه يعقوب بُوحُ قال ابن بري لم يذكر الجوهري في فصل الياء شيئاً وقد جاءَ منه قولهم يُوحُ اسم للشمس قال وكان ابن الأَنباري يقول هو بُوحُ بالباءِ وهو تصحيف وذكره أَبو علي الفارسي في الحَلَبِيَّات عن المبرد بالياءِ المعجمة باثنتين وكذلك ذكره أَبو العَلاءِ بن سليمان في شعره فقال وأَنت مَتى سَفَرْتَ رَدَدْتَ يُوحا قال ولما دخل بغداد اعترض عليه في هذا البيت فقيل له صحفته وإِنما هو بوح بالباءِ واحتجوا عليه بما ذكره ابن السكيت في أَلفاظه فقال لهم هذه النسخ التي بأَيديكم غيّرها شيوخكم ولكن أَخرجوا النسخ العتيقة فأَخرجوا النسخ العتيقة فوجدوها كما ذكره أَبو العلاء وقال ابن خالويه هو يُوحُ بالياء المعجمة باثنتين وصحفه ابن الأَنباري فقال بُوح بالباء المعجمة بواحدة وجرى بين ابن الأَنباري وبين أَبي عمر الزاهد كل شيءٍ حتى قالت الشعراء فيهما ثم أَخرجنا كتاب الشمس والقمر لأَبي حاتم السجستاني فإِذا هو يوح بالياء المعجمة باثنتين وأَما البُوحُ بالباءِ فهو النَّفْس لا غير وفي حديث الحسن بن علي عليهما السلام هل طلعت يُوحِ ؟ يعني الشمس وهو من أَسمائها كبَراحِ وهما مبنيان على الكسر قال ابن الأَثير وقد يقال فيه يُوحى على مثال فعلى وقد يقال بالباء الموحدة لظهورها من قولهم باحَ بالأَمر يَبُوحُ

خ
قال ابن كَيْسانَ من الحروف المجْهُورُ والمهْمُوسُ والمهموسُ عشرة الهاء والحاء والخاء والكاف والشين والسين والتاء والصاد والثاء والفاء ومعنى المهموس أَنه حرف لان في مخرجه دون المجهور وجرى معه النفس فكان دون المجهور في رفع الصوت وقال الخليل بن أَحمد حروف العربية تسعة وعشرون حرفاً منها خمسة وعشرون صِحاحٌ لها أَحياز ومَدارِجُ فالخاءُ والغين في حيز واحد والخاء من الحروف الحلقية وقد ذكر ذلك في بابه أَول الكتاب

أبخ
أَبَّخَه لامه وعَذلَه لغة في وَبَّخَه قال ابن سيده حكاها ابن الأعرابي وأُرى همزته إِنما هي بدل من واو وبخه على أَن بدل الهمزة من الواو المفتوحة قليل كَوَناة وأَناة ووَحَدٍ وأَحَدٍ

أخخ
أَخُّ كلمةُ توجع وتأَوُّه من غيظ أَو حزن قال ابن دريد وأَحسبها مُحْدَثةً ويقال للبعير إِخْ إذا زُجر ليَبْرُكَ ولا فعل له ولا يقال أَخَخْتُ الجملَ ولكن أَنَخْته والأَخُّ القَذَر قال وانْثَنَتِ الرجلُ فصارت فَخَّا وصار وَصْلُ الغانياتِ أخَّا أي قَذَراً وأَنشده أبو الهيثم إِخَّا بالكسر وهو الزجر والأَخِيخةُ دقيق يصب عليه ماء فيُبْرَقُ بزيت أَو سمن فيُشْرَبُ ولا يكون إِلا رقيقاً قال تَصْفِرُ في أَعْظُمِه المَخِيخَه تَجَشُّؤَ الشَّيْخِ على الأَخِيخَه شبَّه صوت مصه العظامَ التي فيها المخ بجُشاءِ الشيخ لأَنه مسترخي الحنك واللَّهَواتِ فليس لجُشائِه صوت قال أَبو منصور هذا الذي قيل في الأَخيخة صحيح سميت أَخيخة لحكاية صوت المُتَجَشِّئِ إذا تَجَشَّأَها لرقتها والأَخُّ والأَخَّةُ لغة في الأَخِ والأُخْتِ حكاه ابن الكلبي قال ابن دُرَيْدٍ ولا أَدري ما صحة ذلك

أرخ
التَّأْريخُ تعريف الوقت والتَّوْريخُ مثله أَرَّخَ الكتابَ ليوم كذا وَقَّته والواو فيه لغة وزعم يعقوب أَن الواو بدل من الهمزة وقيل إِن التأْريخ الذي يُؤَرِّخُه الناس ليس بعربي محض وإِن المسلمين أَخذوه عن أَهل الكتاب وتأْريخ المسلمين أَُرِّخَ من زمن هجرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كُتِبَ في خلافة عمر رضي الله عنه فصار تاريخاً إلى اليوم ابن بُزُرْج آرَخْتُ الكتابَ فهو مُؤَارخ وفَعَلْتُ منه أَرَخْتُ أَرْخاً وأَنا آرِخٌ الليث والأَرْخُ والإِرْخُ والأُرْخِيُّ البقر وخص بعضهم به الفَتِيّ منها والجمع آراخٌ وإِراخ والأُنثى أَرْخَة وإِرْخَة والجمع إِراخٌ لا غير والأَرْخُ الأُنثى من البقر البِكْرُ التي لم يَنْزُ عليها الثيران قال ابن مقبل أَو نعجة من إِراخ الرملِ أَخْذَلها عن إِلْفِها واضِحُ الخَدَّينِ مَكْحولُ قال ابن بري هذا البيت يقوي قول من يقول إِن الأَرخ الفتية بكراً كانت أَو غير بكر أَلا تراه قد جعل لها ولداً بقوله واضح الخَدّين مكحول ؟ والعرب تُشَبّه النساءَ الخَفِرات في مشيهن بالإِراخ كما قال الشاعر يَمْشِينَ هَوْناً مِشْيَةَ الإِراخِ والأُرْخِيَّةُ ولد الثَّيْتَل قال أَبو حنيفة الأَرْخُ والإِرْخُ الفتية من بقر الوحش فأَلقى الهاءَ من الأَرْخَة والإِرْخَةُ وأَثبته في الفتيَّة وخص بالأَرْخ الوَحْشَ كما ترى وقد ذكر أَنه الأَزْخُ بالزاي وقال ابن السكيت الأَرْخُ بقر الوحش فجعله جنساً فيكون الواحد على هذا القول أَرْخَة مثل بَطٍّ وبَطَّةٍ وتكون الأَرْخَة تقع على الذكر والأُنثى يقال أَرْخَة ذكر وأَرْخَة أُنثى كما يقال بَطَّةٌ ذكر وبَطَّة أَنثى وكذلك ما كان من هذا النوع جنساً وفي واحده تاء التأْنيث نحو حمام وحمامة تقول حمامة ذكر وحمامة أُنثى قال ابن بري وهذا ظاهر كلام الجوهري لأَنه جعل الإِراخ بقر الوحش ولم يجعلها إِناث البقر فيكون الواحد أَرْخة وتكون منطلقة على المذكر والمؤَنث الصَّيْداويّ الإِرْخُ ولد البقرة الوحشية إِذا كان أُنثى مصعب بن عبدالله الزُّبَيْريّ الأَرخ ولد البقرة الصغير وأَنشد الباهليّ لرجل مَدَنيّ كان بالبصرة ليتَ لي في الخَميسِ خَمْسين عَيْناً كلُّها حَوْلَ مسجدِ الأَشْياخِ
( * قوله « عيناً » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس عاماً )
مسجدٍ لا تزال تَهْوي إِليه أُمُّ أَرْخٍ قِناعُها مُتَراخِي وقيل إِن التأْريخ مأْخوذ منه كأَنه شيء حَدَث كما يَحْدُثُ الولد وقيل التاريخ مأْخوذ منه لأَنه حديث الأَزهري أَنشد محمد بن سَلام لأُمَيَّة بن أَبي الصَّلْت وما يَبْقى على الحِدْثانِ غُفْرٌ بشاهقةٍ لهُ أُمٌّ رَؤومُ تَبِيتُ الليلَ حانِيةً عليه كما يَخْرَمِّسُ الأَرْخُ الأَطُومُ قال الغُفْرُ ولد الوَعِلِ والأَرْخُ ولد البقرة ويَخْرَمِّسُ أَي يَسْكُتُ والأَطُومُ الضَّمَّامُ بين شفتيه ابن الأَعرابي من أَسماءِ البقرة اليَفَنَة والأَرخ بفتح الهمزة والطَّغْيا واللِّفْتُ قال أَبو منصور الصحيح الأَرْخ بفتح الأَلف والذي حكاه الصيداوي فيه نظر والذي قاله الليث إِنه يقال له الأُرْخيّ لا أَعرفه وقالوا من الأَرْخِ ولدِ البقرة أَرَخْتُ أَرْخاً وأَرَخَ إِلى مكانه يأْرَخُ ( قوله « وأَرخ الى مكانه يأرخ » كذا بضبط الأصل من باب منع ومقتضى اطلاق القاموس أنه من باب كتب ) أُرُوخاً حَنَّ إِليه وقد قيل إِن الأَرْخَ من البقر مشتق من ذلك لحنينه إِلى مكانه ومأْواه

أزخ
الأَزْخ الفَتِيُّ من بقر الوحش كالأَرْخ رواهما جميعاً أَبو حنيفة وأَما غيره من أَهل اللغة فإِنما روايته الأَرْخُ بالراءِ والله أَعلم

أضخ
أُضاخُ بالضم جبل يذكر ويؤَنث وقيل هو موضع بالبادية يصرف ولا يصرف قال امرو القيس يصف سحاباً فلما أَن دَنا لِقَفا أُضاخٍ وَهَتْ أَعْجازُ رَيِّقه فحارا وكذلك أُضايخ أَنشد ابن الأَعرابي صَوادِراً عن شُوكَ أَو أُضايخا

أفخ
اليأْفوخ حيث التقى عظم مقدَّم الرأْس وعظم مؤخره وهو الموضع الذي يتحرك من رأْس الطفل وقيل هو حيث يكون لَيِّناً من الصبي قبل أَن يتلاقى العظمان السَّمَّاعةُ والرَّمَّاعةُ والنَّمَغَةَ وقيل هو ما بين الهامة والجبهة قال الليث من همز اليأْفُوخ فهو على تقدير يَفْعُول ورجل مأْفوخ إذا شُجَّ في يأْفوخه ومن لم يهمز فهو على تقدير فاعُول من اليَفْخ والهمز أَصوب وأَحسن وجمع اليأْفوخ يآفِيخُ وفي حديث العقيقة ويوضع على يافوخ الصبي هو الموضع الذي يتحرك من رأْس الطفل ويجمع على يآفيخ والياء زائدة وفي حديث عليّ رضي الله عنه وأَنتم لَهامِيمُ العرب ويآفيخُ الشرف استعار للشرف رؤُوساً وجعلهم وسطها وأَعلاها وأَفَخَه يأْفِخُه
( * قوله « وأفخه يأفخه » كذا بضبط الأصل من باب ضرب ومقتضى اطلاق القاموس انه من باب كتب ) أَفْخاً ضرب يأْفوخه أَبو عبيد أَفَخْتُه وأَذَنْتُه أَصبت يأْفُوخَه وأُذنه ويأْفوخ الليل معظمه

ألخ
ائْتَلَخَ عليهم أَمرُهم ائْتِلاخاً اختلط ويقال وقعوا في ائْتِلاخ أَي في اختلاط الليث ائْتَلَخَ العُشْبُ يأْتَلِخُ وائْتِلاخُه عِظمُه وطوله والتفافه وأَرض مؤْتَلِخة مُعْشِبة ويقال أَرض مُؤْتَلِخة ومُلْتَخَّة ومُعْتَلِجة وهادِرَةٌ ويقال ائْتَلَخَ ما في البطن إِذا تحرّك وسمعت له قَراقِر

بخخ
بَخٍ كلمةُ فَخْرٍ ودِرْهَمٌ بَخِّيٌّ كتب عليه بَخْ ودرهم مَعْمَعِيّ إِذا كتب عليه مع مضاعفاً لأَنه منقوص وإِنما يضاعف إِذا كان في حال إِفراده مخففاً لأَنه لا يتمكن في التصريف وفي حال تخفيفه فيحتمل طُول التضاعف ومن ذلك ما يُثَقَّل فيكتفى بتثقيله وإِنما حمل ذلك على ما يجري على أَلسنة الناس فوجدوا بَخ مثقلاً في مستعمل الكلام ووجدوا مع مخففاً وجَرْسُ الخاء أَمتن من جَرْس العين فكرهوا تثقيل العين فافهم ذلك الأَصمعي درهم بَخِيّ خفيفة لأَنه منسوب إِلى بَخْ وبَخْ خفيفة الخاء وهو كقولهم ثوب يَدِيٌّ للواسع ويقال للضَّيِّق وهو من الأَضداد قال والعامة تقول بَخِّيٌّ بتشديد الخاء وليس بصواب وبَخْبَخَ الرجلُ قال بَخٍ بَخٍ وفي الحديث أَنه لما قرأَ وسارِعوا إِلى مغفرةٍ من ربكم وجنة قال بَخٍ بَخٍ وقال الحجاجُ لأَعْشَى هَمْدانَ في قوله بينَ الأَشَجِّ وبين قَيْسٍ باذِخٌ بَخْبِخْ لوالدهِ وللمَوْلودِ والله لا بَخْبَخْتَ بعدها ابن الأَعرابي إِبل مُخَبْخَبة عظيمة الأَجواف وهي المُبَخْبَخة مقلوب مأْخوذ من بَخْ بَخْ والعرب تقول للشيء تمدحه بَخْ بَخْ وبَخٍ بَخْ قال فكأَنها من عظمها إذا رآها الناس قالوا ما أَحسنها قال والبَخُّ السَّرِيُّ من الرجال قال ابن الأَنباري معنى بَخْ بَخْ تعظيم الأَمر وتفخيمه وسكنت الخاء فيه كما سكنت اللام في هل وبل قال ابن السكيت بَخٍ بَخٍ وبَهٍْ بَهٍْ بمعنى واحد قال ابن سيده وإِبل مُبَخْبَخة يقال لها بَخٍ بَخٍ إِعجاباً بها وقد عللنا قوله حتى تجيء الخَطَبَه بإبلٍ مُخَبْخَبه وذكرنا أَنه أَراد مُبَخْبَخة فقلب وبَخْبَخَةُ البعير وبَخْباخُه هدير يملأُ فمه بشِقْشِقَته وهو جمل بَخْباخ الهدير قال بَخٍ وبَخْباخُ الهَدِير الزَّغْدِ يقال بَخْبَخَ البعير إِذا هَدَرَ قال وبَخْبَخَةُ البعير هَدِيرٌ يملأُ الفمَ شِقْشِقَتُه وقيل بَخْباخُ الجمل أَولُ هَدِيره وتَبَخْبَخَ لحمه صَوَّتَ من الهُزال وربما شُدِّدت كالاسم وقد جمعهما الشاعر فقال يصف بيتاً روافِدُه أَكرمُ الرافِداتِ بَخٍ لكَ بَخٍّ لبحر خِضَمّْ وتَبَخْبَخَ لحمه هو الذي تسمع له صوتاً من هُزال بعد سِمَن الأَصمعي رجل وَخْواخ وبَخْباخ إِذا استرخى بطنُه واتسع جلده وتَبَخْبَخَ الحرُّ كتَخَبْخَبَ وباخَ سكن بعضُ فَوْرَتِه وبَخْبِخوا عنكم من الظهيرة أَبْرِدُوا كخَبْخِبُوا وهو مقلوب منه وتَبَخْبَخَتِ الغَنَمُ سكنت أَينما كانت وبخْ بَخْ وبَخٍ بَخٍ بالتنوين وبَخٍ بَخْ كقولك غاقٍ غاقْ ونحوه كل ذلك كلمة تقال عند تعظيم الإِنسان وعند التعجب من الشيء وعند المدح والرضا بالشيء وتكرر للمبالغة فيقال بَخْ بَخْ فإِن فصلت خففت ونوِّنت فقلت بَخٍ التهذيب وبَخ كلمة تقال عند الإِعجاب بالشيء تخفف وتثقل وقال بَخْ بَخْ لهذا كَرَماً فوقَ الكَرَمْ أَبو الهيثم بَخْ بَخْ كلمة تتكلم بها عند تفضيلك الشيء وكذلك بَدَخْ وجَخْ بمعنى بخ قال العجاج إِذا الأَعادي حَسَبُونا بَخْبَخُوا أَي قالوا بَخْ بَخْ وبَخٍ بَخٍ قال أَبو حاتم لو نسب إِلى بَخٍ على الأَصل قيل بَخَوِيّ كما إِذا نسب إِلى دَمٍ قيل دَمَوِيّ أَبو عمرو بَخَّ إِذا سكن من غضبه وخَبَّ من الخَبَب

بدخ
امرأَة بَيْدَخة تارَّة لغة حِمْيَريَّة وبَيْدَخُ اسم امرأَة قال هل تَعْرِفُ الدارَ لآلِ بَيْدَخا ؟ جَرَّتْ عليها الريحُ ذيْلاً أَنْبَخا يقال فلان يَتَبَدَّخُ علينا ويَتَمَدَّخُ أَي يتعظم ويتكبر والبُدَخاء العِظامُ الشُّؤُون وأَنشد لساعدة بُدَخَاءُ كلُّهمُ إِذا ما نُوكِرُوا الأَزهري بَخٍ بَخٍ تتكلم بها عند تفضيلك الشيء وكذلك بَدَخْ مثل قولهم عَجَباً وبَخْ بَخْ وأَنشد نحنُ بنو صَعْبٍ وصَعبٌ لأَسَدْ فبَدَخٌ هل تُنْكِرَنْ ذاكَ مَعَدُّ ؟

بذخ
البَذَخ الكبر والبَذَخ تطاول الرجل بكلامه وافتخاره بَذَخَ يَبْذَخْ ويَبْذُخُ والفتح أَعلى بَذَخاً وبُذُوخاً وتَبَذَّخَ تطاول وتكبر وفَخَر وعلا وشَرَفٌ باذِخٌ أَي عال ورجل باذِخٌ والجمع بُذَخاءُ ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم عالم وعلماء وهو مذكور في موضعه وقال ساعدة بن جؤية بُذَخاءُ كلُّهُمُ إِذا ما نُوكِرُوا يُتْقَى كما يُتْقَى الطَّلِيُّ الأَجْرَبُ وبَذَّاخ كباذِخ قال طرفة أَنتَ ابنُ هِنْدٍ فَقُلْ لي من أَبوك إِذاً ؟ لا يُصْلِحُ المُلْكَ إِلاَّ كلُّ بَذَّاخِ ويروى لا يَصْلُح المُلْكَ أَي للملك وباذَخَه فاخَرَه والجمع البَواذِخُ والباذِخاتُ التهذيب وفي الكلام هو بَذَّاخٌ وفي الشعر هو باذِخٌ وأَنشد أَشَمُّ بَذَّاخٌ نَمَتْنِي البُذَّخُ وفلان يَتَبَذَّخُ أَي يتعظم ويتكبر وفي حديث الخيل والذي يتخذها أَشَراً وبَطَراً وبَذَخاً البَذَخ بالتحريك الفخر والتطاول والباذخ العالي ويجمع على بُذَّخ ومنه كلام عليّ رضي الله عنه وحَمَّل الجِمالَ البُذَّخَ على أَكتافِها والباذخُ والشامخُ الجبل الطويل صفة غالبة والجمع البَواذخُ وقد بَذَخَ بُذُوخاً وبَذَخَ البعيرُ يَبْذُخ بَذَخاناً فهو باذخٌ وبَذَّاخٌ اشتدّ هَدْرُه فلم يكن فوقه شيء وإِنه لَبَذَّاخٌ وتقول إِذا زجرته عن ذلك أَو حكيتَه بِذِخْ بِذِخْ والبَيْذَخُ معروفة بهذا الاسم وامرأَة بَيْذَخٌ أَي بادِنٌ

بذلخ
بَذْلَخَ الرجلُ طَرْمَذَ ورجل بِذْلاخٌ

برخ
البَرْخُ الكبير الرَّخْصُ عُمَانِيَّة وقيل هي بالعِبرانية أَو السُّريانية يقال كيف أَسعارُهم ؟ فيقال بَرْخٌ أَي رخيص والتَّبرِيخُ التَّبرِيكُ قال ولو يُقالُ بَرِّخُوا لَبَرَّخُوا لِمارِ سَرْجِيسَ وقد تَدَخْدَخُوا أَي ذَلُّوا وخَضَعُوا بَرِّخُوا بَرِّكُوا بالنَّبَطِيَّة وقال غيره بَرِّخُوا أَي اجعلوا لنا شِقْصاً وأَصله بالفارسية البَرْخُ وهو النصيب وقال أَبو عمرو بَزِّخوا بالزاي قال هكذا رأَيته أَي اسْتَخْذُوا وهو من كلام النصارى قال أَبو منصور وهو بالزاي أَشبه من تَبازَخَ وهو الأَبْزَخُ والبَرْخُ أَن تقطع بعض اللحم بالسيف والبَرْخُ الحَرْبُ والبَزْخُ الجَرْفُ بلغة عُمَانَ قال الأَزهري ورويَ البَرْخ بالراء

بربخ
البَرْبَخة الإِرْدَبَّةُ وبَرْبَخُ البولِ مَجْراه

برزخ
البَرْزَخُ ما بين كل شيئين وفي الصحاح الحاجز بين الشيئين والبَرْزَخُ ما بين الدنيا والآخرة قبل الحشر من وقت الموت إِلى البعث فمن مات فقد دخل البَرْزَخَ وفي حديث المبعث عن أَبي سعيد في بَرْزَخِ ما بين الدنيا والآخرة قال البَرْزَخُ ما بين كل شيئين من حاجز وقال الفراء في قوله تعالى ومن ورائهم بَرْزَخٌ إِلى يوم يُبْعَثُون قال البَرْزَخُ من يوم يموت إِلى يوم يبعث وفي حديث عليّ رضوان الله عليه أَنه صلى بقوم فأَسْوَى بَرْزَخاً قال الكسائي قوله فأَسْوَى بَرْزَخاً أَجْفَلَ وأَسْقَط قال والبَرْزَخ ما بين كل شيئين ومنه قيل للميت هو في بَرْزخ لأَنه بين الدنيا والآخرة فأَراد بالبَرْزَخ ما بين الموضع الذي أَسقط عليٌّ منه ذلك الحرف إِلى الموضع الذي كان انتهى إِليه من القرآن وبَرازِخُ الإِيمان ما بين الشك واليقين وقيل هو ما بين أَول الإِيمان وآخره وفي حديث عبدالله وسئل عن الرجل يجد الوسوسة فقال تلك بَرازِخُ الإِيمانِ يريد ما بين أَوّله وآخره وأَوَّلُ الإِيمان الإِقرار بالله عز وجل وآخره إماطة الأَذَى عن الطريق والبَرازخ جمع بَرْزَخ وقوله تعالى بينهما بَرْزَخٌ لا يبغيان يعني حاجزاً من قدرة الله سبحانه وتعالى وقيل أَي حاجز خفيّ وقوله تعالى وجَعَلَ بينهما بَرْزَخاً أَي حاجزاً قال والبرزخ والحاجز والمُهْلَة متقاربات في المعنى وذلك أَنك تقول بينهما حاجزٌ أَن يَتزاوَرا فتنوي بالحاجز المسافةَ البعيدة وتنوي الأَمر المانع مثل اليمين والعداوة فصار المانع في المسافة كالمانع من الحوادث فوَقَعَ عليها البَرْزَخُ

بزخ
البَزَخُ تَقاعُسُ الظهر عن البطن وقيل هو أَن يدخل البطنُ وتَخْرُجَ الثُّنَّةُ وما يليها وقيل هو أَن يخرج أْسفل البطن ويدخل ما بين الوركين وقيل هو خروج الصدر ودخول الظهر وامرأَة بَزْخاءُ وفي وركه بَزَخٌ وربما يمشي الإِنسان مُتَبازِخاً كمِشية العجوز أَقامت صلبها فتَقاعَسَ كاهلُها وانْحَنَى ثَبَجُها ومن العرب من يقول تَبازَخْتُ عن هذا الأَمر أَي تَقاعَسْتُ عنه وفي صدره بَزَخٌ أَي نُتُوءٌ وكذلك الفرس إِذا اطمأَنت قَطاتُه وصُلْبه وتَبازَختِ المرأَةُ إِذا أَخرجت عَجيزتها وتَبازَخَ عن الأَمر أَي تقاعس وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه دعا بفَرَسين هَجين وعَربيّ للشُّرْب فتطاول العتيقُ فشرب بطول عُنُقه وتَبازَخَ الهَجِينُ التبازُخُ أَن يَثْنَي حافره إِلى بطنه لقِصَر عنقه ابن سيده البَزَخُ في الفرس تَطامُنُ ظهره وإِشرافُ قَطاتِه وحارِكِه والفعل من ذلك كله بَزِخَ بَزَخاً وهو أَبْزَخُ وانْبَزَخَ كبَزَخَ عن ابن الأَعرابي وبِرْذَوْنٌ أَبْزَخُ إِذا كان في ظهره تَطامُن وقد أَشرف حارِكُه والبَزَخُ في الظهر أَن يطمئن وَسَطُ الظهر ويخرج أَسفل البطن والبَزْخاء من الإِبل التي في عجزها وَطْأَة وبَزَخَه بَزْخاً ضربه فدخل ما بين وركيه وخرجت سُرَّته والبِزْخُ الوِطاءُ من الرمل والجمع أَبْزاخ وتَبازَخَ الرجلُ مشى مِشْيةَ الأَبْزَخ أَو جلس جِلْسَتَه قال عبد الرحمن بن حسان فتبازَتْ فَتبازَخْتُ لها جِلْسةَ الجازِرِ يَسْتَنجِي الوَتَرْ وروى أَبو عمرو قول العجاج ولو أَقولُ بَزِّخُوا لَبَزَّخُوا وقال بَزِّخُوا اسْتَخْذُوا ورواه غيره بَرّخوا بالراء والزاي أَفصح وبَزَخَ القوسَ حَناها قالت بعض نساء مَيْدَعان لو مَيْدَعانُ دَعا الصَّرِيخَ لقد بَزَخَ القِسِيَّ شمائلٌ شُعْرُ وبَزَخَ ظهرَه بالعصا يَبْزَخُه بَزْخاً ضربه وعَصاً بَزُوخ وعِزَّة بَزُوخ كلاهما شديدة قال أَبتْ لي عِزَّةٌ بَزَرَى بَزُوخُ إِذا ما رامَها عِزٌّ يَدُوخُ وبَزَخَه يَبْزَخُه بَزْخاً فَضَحه وبُزاخة وبُزاخ موضعان قال النابغة الذبياني يصف نخلاً بُزَاخِيَّة أَلْوَتْ بِليفٍ كأَنه عِفاءُ قِلاصٍ طار عنها تَواجِرِ التهذيب الليث البَزْخ الجَرْف بلغة عُمان قال أَبومنصور وقال غيره هو البَرْخ بالراء ويومُ بُزاخةَ يومٌ معروف وفي الحديث ذكر وَفْد بُزاخةَ هي بضم الباء وتخفيف الزاي موضع كانت به وقعة للمسلمين في خلافة أَبي بكر الصديق رضي الله عنه

بزمخ
ابن دريد بَزْمَخَ الرجلُ إِذا تكبر

بطخ
البِطِّيخُ والطِّبِّيخُ لغتان والبِطِّيخُ من اليَقْطِين الذي لا يعلو ولكن يذهب حبالاً على وجه الأَرض واحدته بِطِّيخة والمَبْطَخة والمَبْطُخة مَنْبِتُ البطيخ وأَبْطَخَ القومُ كثر عندهم البطيخ أَبو حمزة قال أَبو زيد المَطْخُ والبَطْخُ اللَّعْقُ ولم أَسمعه من غيره

بلخ
البَلَخُ مصدر الأَبْلَخ وهو العظيم في نفسه الجَريء على ما أَتى من الفجور والمرأَة بَلْخاء والبَلَخُ التكبر ابن سيده البِلْخُ والبَلْخُ الرجل المتكبر في نفسه بَلِخَ بَلَخاً وتَبَلَّخَ أَي تكبر وهو أَبْلَخُ بَيِّنُ البَلَخِ قال أَوسُ بن حَجَر يَجُودُ ويُعْطِي المالَ عن غير ضِنَّةٍ ويَضْرِبُ رأْسَ الأَبْلَخِ المُتَهَكِّمِ والجمع البُلْخُ والبَلْخاءُ من النساء الحمقاء وبَلْخٌ كُورَة بخراسان والبَلِيخُ موضع قال ابن دريد لا أَحسبه عربيّاً والبَلْخُ الطُّول والبَلْخُ شجر السَّنْدِيان أَبو العباس البُلاخُ شجر السنديان وهو الشجر الذي يقطع منه كدينات القصارين والله أَعلم
( * زاد في القاموس وشرحه ونسوة بلاخ بالكسر أي ذوات أعجاز والبلاخية بالضم العظيمة في نفسها الجريئة على الفجور أو الشريفة في قومها وبلخان محركة بلد قرب أبي ورد والبلخية محركة شجر يعظم كشجر الرمان له زهر حسن اه وقوله ونسوة بلاخ إلخ ذكره المصنف في مادة دلخ في حل قول الشاعر أسقي ديار خلد بلاخ )

بوخ
باخَتِ النارُ والحربُ تَبُوخُ بَوْخاً وبُو وخاً وبَوَخاناً سكنتْ وفَتَرَت وكذلك الحرُّ والغضب والحُمَّى قال رؤبة حتى يَبُوخَ الغَضَبُ الحَمِيتُ وأَباخَها الذي يُخُمِدُها وأَبَخْتُ الحَرْبَ إِباخةً وباخَ الرجلُ يَبوخُ سكَنَ غَضَبُه وباخَ الحَرُّ يبوخُ إِذا فَتَر وقيل باخَ الحرّ إِذا سكنَ فَوْرُه وأَبِخْ عنك من الظهيرة أَي أَقم حتى يسكن حر النهار ويَبرُدَ وعَدا حتى باخَ أَي أَعيا وانْبهَرَ وهم في بُوخٍ من أَمرهم أَي في اختلاط

تخخ
التَّخُّ العجين الحامض تَخَّ العجينُ يَتُخُّ تُخوخاً وأَتَخَّه صاحبه إِتْخاخاً والتَّخُّ العجين المسترخي وتَخَّ العجينُ تَخّاً إِذا أُكْثِرَ ماو ه حتى يَلِينَ وكذلك الطينُ إِذا أُفْرِطَ في كثرة مائه حتى لا يمكن أَن يُطَيَّنَ به وأَتَخَّهما هو فعل بهما ذلك والتَّخْتَخَة في بعض حكاية الأَصوات الأَصوات الجنّ وبه سمي التَّخْتاخ والتَّخْتَخة اللُّكْنَة ورجل تَخْتاخ وتَخْتَخانيٌّ أَلْكَنُ والتَّخُّ الكُسْبُ
( * زاد المجد وأصبح تاخاً أي لا يشتهي الطعام وتخ تخ بالكسر زجر للدجاج )

ترخ
ابن الأَعرابي التَّرْخُ الشَّرْطُ اللَّيِّنُ يقال أُرْتِخَ شَرْطي وأُتْرِخَ شَرْطي قال الأَزهري فهما لغتان التَّرْخُ والرَّتْخُ مثل الجَبْذِ والجذْب ابن سيده تُراخ موضع

تنخ
تَنَخَ بالمكان وتَنَأَ تُنُوخاً وتَنَّخَ إِذا أَقام به فهو تانِخٌ وتانئٌ أَي مقيم وفي حديث عبدالله بن سلام أَنه آمن ومن معه من يَهُودَ فتَنَخُوا على الإِسلام أَي ثبتوا وأَقاموا ويروى بتقديم النون على التاء أَي رَسَخوا وتَنُوخُ حيّ من العرب أَو من اليمن أَو قبيلة مشتق من ذلك لأَنهم اجتمعوا وتحالفوا فتَنَخُوا وتَنَخَ في الأَمر رَسَخَ فيه فهو تانخٌ وتَنِخَتْ نفسه تَنَخاً خَبُثَتْ من شِبَع أَو غيره كطَنِخَتْ وتَنِخَ وطنِخَ إِذا اتَّخَم

توخ
الليث تاخت الإِصْبَع في الشيء الوارم الرِّخْو وأَنشد بيت أَبي ذؤَيب بالنِّيِّ فهي تَتُوخُ فيه الإِصْبَعُ قال ويروى فهي تَثُوخُ بالثاء وسيأْتي ذكره قال الأَزهري ثاخَ وساخَ معروفان بهذا المعنى وأَما تاخَ بمعناهما فما رواه غير الليث أَبو زيد يقال للعصا المِتْيَخة وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أُتيَ بسكران فقال اضربوه فضربوه بالنعال والثياب والمِتْيَخِة وهذه لفظة قد اختلف في ضبطها فقيل هي بكسر الميم وتشديد التاء مِتِّيخة وقيل هي بفتح الميم مع التشديد مَتِّيخة وقيل هي بكسر الميم وسكون التاء قبل الياء مِتْيخة وقيل هي بكسر الميم وتقديم الياء الساكنة على التاء مِيتَخَة قال الأَزهري وهذه كلها أَسماء لجرائد النخل وأَصل العُرْجُون فمن قال مِتْيَخة فهو من وَتَخَ يَتِخُ ومن قال مِيتَخة فهو من تاخَ يَتِيخُ ومن قال مِتِّيخة فهو فِعَّيلة من مَتَخَ وقيل المِتْيَخة جرائد رطبة وقيل هي اسم للعصا وقيل للقضيب الدقيق اللين وقيل كل ما ضرب به من جريد أَو عصا أَو دِرَّة وغير ذلك وترجم عليها ابن الأَثير في متخ قال وأَصلها فيما قيل من مَتَخَ اللَّهُ رقبته ومَتَخه بالسَّهم إِذا ضربه وقيل من تَيَّخَه وطَيَّخه إِذا أَلَحَّ عليه فأُبدلت التاء من الطاء وفي الحديث أَنه خرج وفي يده مِتْيَخة في طرفها خوص معتمداً على ثابت بن قيس

ثخخ
ثَخَّ الطينُ والعجينُ إِذا كثر ماؤهما كتَخَّ وأَثخَّه كأَتَخَّه وهي أَقل اللغتين وقد ذكر ذلك في التاء أَيضاً

ثلخ
ثَلَخَ البقرُ يَثْلَخُ ثَلْخاً خَثَى وهو خُرْو ه أَيام الربيع وقيل إِنما يَثْلَخُ إِذا كان الربيعُ وخالطه الرُّطْبُ ويقال ثَلَّخْتُه تَثْلِيخاً إِذا لَطَّخْته بقذر فَثَلَخَ ثَلْخاً

ثوخ
ثاخَ الشيءُ ثَوْخاً ساخ وثاخَت قَدَمُه في الوَحَلِ تَثُوخُ وتَثِيخ خاضت وغابت فيه قال المتنخل الهذلي يصف سيفاً أَبيضُ كالرَّجْع رَسُوبٌ إِذا ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي أَراد بالأَبيض السيف والرَّجْع الغَدير شبه السيف به في بياضه والرَّسُوبُ الذي يَرْسُب في اللحم والمُحْتَفَل أَعظم موضع في الجسد ويختلي يَقْطَعُ وثاخَ وساخَ ذهب في الأَرض سُفْلاً وثاختِ الإِصْبَعُ في الشيء الوارم ساخت قال أَبو ذؤيب قَصَرَ الصَّبُوحَ لها فَشُرِّجَ لَحْمُها بالنِّيِّ فهي تَثُوخُ فيها الإِصْبَعُ وروي هذا البيت بالتاء وقد تقدم وهذه الكلمة يائية وواوية

ثيخ
ثاخَتْ رجلُه تَثِيخ مثل ساخت والواو فيه لغة وقد تقدم وزعم يعقوب أَن ثاء ثاخت بدل من سين ساخت والله أَعلم

جبخ
جَبَخَ جَبْخاً تكبر وجَبَخَ القِداحَ والكِعابَ جَبْخاً حركها وأَجالها والجَبْخُ صوت الكِعاب والقِداح إِذا أَجلتها والجَمْخُ مثل الجَبْخ في الكِعاب إِذا أُجيلت والجَبْخُ والجِبْخُ جميعاً حيث تَعْسِلُ النحلُ لغة في الجِبُحْ
( * زاد المجد والأجباخ أمكنة فيها نخيل وفي قول طرفة الحجارة )

جخخ
جَخَّ ببوله رَمى به وقيل جَخَّ به إِذا رَغَّاه حتى يَخُدَّ به الأَرض كذا حكاه ابن دريد بتقديم الجيم على الخاء قال ابن سيده وأُرى عكسَ ذلك لغة وجَخَّ برجله نَسَفَ بها التراب في مشيه كَخَجَّ حكاهما ابن دريد معاً قال وجَخَّ أَعلى وجَخَّت النجومُ تَجْخِيَةً وخَوَّتْ تَخْوِيَةً إِذا مالت للمغيب وجَخَّ الرجلُ تَحوَّل من مكان إِلى مكان وجَخْجَخَ لم يُبْدِ ما في نفسه كخَجْخَجَ وجَخْجَخَ صاح ونادى وفي الحديث إِن أَردت العِزَّ فجَخْجِخْ في جُشَم وقال الأَغلبُ العِجْليّ إِن سَرَّك العِزُّ فجَخْجِخْ في جُشَمْ أَهلِ النَّباهِ والعَديدِ والكَرَمْ قال الليث الجَخْجَخَة الصياح والنداء ومعنى الحديث صِحْ وناد فيهم وتحوَّل إِليهم وقال أَبو الهيثم في معنى قول الأَغلب فَجَخْجخْ بجشم أَي ادْعُ بها تُفاخِرْ معك وفي الحواشي الجَخْجَخة التعريض معناه أَي عَرِّضْ بها وتعرَّضْ لها ويقال بل جَخْجِخْ بها أَي ادخل بها في معظمها وسوادها الذي كأَنه ليل وقد تَجَخْجَخَ إِذا تراكب واشتدّت ظلمته قال وأَنشد أَبو عبدالله لمن خَيالٌ زارنا من مَيْدَخا طافَ بنا والليلُ قد تَجَخْجَخا ؟
( * قوله « من ميدخا » كذا بضبط الأصل ولم نجد هذه اللفظة في مظانها مما بأيدينا من الكتب )
قال أَبو الفضل وسمعت أَبا الهيثم يقول جَخْجَخَ أَصله من جَخْ جَخْ كما تقول بَخْ بَخْ عند تفضيلك الشيء والجَخْجَخَةُ صوت تكثير الماء وجَخْ زجر للكبش وجَخْ جَخْ حكاية صوت البطن قال إِن الدقيقَ يَلْتَوي بالجُنْبُخِ حتى يقولَ بطنُه جَخٍ جَخِ وجَخْجَخْتُ الرجلَ صَرَعْتُه وجَخْجَخَ وتَجَخْجَخَ إِذا اضطجع وتمكن واسترخى وفي حديث البراء بن عازب أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان إِذا سجد جَخَّ قال شمر يقال جَخَّ الرجل في صلاته إِذا رفع بطنه فمعناه أَي فتح عضديه عن جنبيه وجافاهما عنهما أَبو عمرو جَخَّ إِذا تفتَّح في سجوده وغيره وقيل في تفسير حديث البراء معنى جَخَّ إِذا فتح عضديه في السجود وكذلك جَخَّى واجلَخَّ كله إِذا فتح عضديه في السجود وقال الفراء جَخَّ تحوَّل من مكان إِلى مكان قال الأَزهري والقول ما قال أَبو عمرو وجَخَّى تَجْخِيةً إِذا جلس مستوفزاً في الغائط وقال ابن الأَعرابي ينبغي له أَن يُجَخَّيَ ويُخَوِّيَ قال والتَّجْخِية إِذا أَراد الركوع رفع ظهره قال أَبو السَّمَيْدَع المُجَخِّي الأَفْحَجُ الرجلين

جرفخ
جَرْفَخ الشيءَ إِذا أَخذه بكثرة وأَنشد جَرْفَخَ مَيَّارُ أَبي تُمامه
( * قوله « تمامه » كذا في الأصل )

جفخ
الأَصمعي الجَمْخُ والجَفْخُ الكِبْرُ وجَفَخَ الرجلُ يَجْفَخُ ويَجْفِخُ جَفْخاً كجَخَف فَخَرَ وتكبر وكذلك جَمَخَ فهو جَفَّاخٌ وجمَّاخٌ وذو جَفْخٍ وذو جَمْخٍ وجافَخَه وجامَخَه

جلخ
جَلَخَ السيلُ الواديَ يَجْلَخُه جَلْخاً قطع أَجرافه وملأَه وسيل جُلاخ وجُراف كثير والجُلاح بالحاء غير معجمة الجُرافُ والجَلْخُ ضرب من النكاح وقيل الجَلْخُ إِخراجها والدَّعْسُ إِدخالها والجَليخُ صوت الماء والجُلاخُ اسم شاعر والجِلْواخُ الواسع الضخم الممتلئ من الأَودية وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال أَخذني جبريل وميكائيل فَصَعِدا بي فإِذا بنهرين جِلْواخَيْنِ فقلت ما هذان النهران ؟ قال جبريل سُقْيا أَهل الدنيا جِلواخَين أَي واسعين والجُلاخُ الوادي العَميقُ وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء أَلا ليتَ شعْري هل أَبِيتَنَّ ليلةً بأَبْطح جِلْواخٍ بأَسْفله نَخْلُ ؟ والجِلْواخ التَّلَعَةُ التي تعظم حتى تصير مثل نصف الوادي أَو ثلثيه والجِلْواخ ما بان من الطريق ووضَحَ وجَلَوَّخٌ اسم ابن الأَنباري اجْلَخَّ الشيخُ أَي ضَعُفَ وفَترت عظامُه وأَعضاؤه وأَنشد لا خيرَ في الشِّيْخ إِذا ما اجْلَخَّا واطْلَخَّ ماءُ عينِه ولَخَّا اطْلَخَّ أَي سال قال ابن الأَنباري اجْلَخَّ معناه سقط فلا ينبعث ولا يتحرّك أَبو العباس جَخَّ وجَخَّى واجْلَخَّ إِذا فتح عضديه في السجود

جمخ
الجَمْخُ والجَفْخُ الكبر جَمَخَ يَجمَخُ جَمْخاً فَخَر ورجل جامخ وجَمُوخ وجِمِّيخ فِخِّير وجامَخَه جِماخاً فاخَره وجَمَخَ الخيلَ والكِعابَ يجْمَخُها جَمْخاً وجَمَخَ بها أَرسلها ودفعها قال وإِذا ما مَرَرْتَ في مُسْبَطِرٍّ فاجْمَخِ الخيلَ مثلَ جَمْخِ الكِعابِ والجَمْخُ مثل الجَبْخِ في الكعاب إِذا أُجيلت وجَمَخَ الصبيان بالكِعاب مثل جَبَخُوا أَي لعِبُوا مُتطارحين لها وجَمَخَ الكَعْبُ وانْجَمَخَ انتصب وجَمَخَ جَمْخاً قفَزَ والجَمْخَ السَّيَلانُ وجَمَخَ اللحمُ تغير كَخَمَج

جنبخ
الليث الجُنْبُخُ الضخم بلغة مصر قال والقملة الضخمة جُنْبُخَة والجُنْبُخُ الكبير العظيم وعِزٌّ جُنْبُخٌ قال أَعرابي يأْبى ليَ اللَّهُ وعِزٌّ جُنْبُخُ ابن السكيت الجُنْبُخُ الطويل وأَنشد إِنَّ القَصِير يَلْتَوِي بالجُنْبُخِ حتى يَقولَ بطنُه جَخٍ جَخِ

جوخ
جاخَ السيلُ الواديَ يَجُوخُه جَوْخاً جَلَخَه وقلَع أَجرافه قال الشاعر فللصخرِ من جَوْخِ السُّيُولِ وَجِيبُ وجاخَه يَجِيخُه جَيْخاً أَكل أَجرافه وهو مثل جَلَخَه والكلمة يائية وواوية وجَوَّخَ السيلُ الواديَ تجْويخاً إِذا كسر جَنَبَتَيْه وهو الجَوْخُ قال حميد بن ثور أَلَثَّتْ علينا دِيمَةٌ بعدَ وابِلٍ فللجِزْعِ من جَوْخِ السُّيولِ قَسيبُ وهذا البيت استشهد الجوهري بعجزه وتَمَّمه ابن بري بصدره ونسبه إِلى النِّمِرِ بن تَوْلَبٍ وتَجَوَّخَتِ البئر والرَّكِيَّةُ تَجَوُّخاً انهارتْ وسَمَّى جريرٌ مُجاشِعاً بني جَوْخا فقال تَعَشَّى بنو جَوْخا الخَزِيرَ وخَيْلُنا تُشَظِّي قِلالَ الحَزْنِ يومَ تُناقِلُهْ وجَوْخا موضع أَنشد ابن الأَعرابي
( * قوله « انشد ابن الاعربي » أي لزياد بن خليفة الغنوي وقبله كما في
ياقوت
هبطنا بلاداً ذات حمى وحصبة ... وموم واخوان مبين عقوقها
سوى أن أقواماً من الناس وطشوا ... بأشياء لم يذهب ضلالاً
طريقها قال الفراء وطش له إذا هيأ له وجه الكلام أو العلم أو الرأي )
وقالوا عليكم حَبَّ جَوْخا وسُوقَها وما أَنا أَمْ ما حَبُّ جَوخا وسُوقُها ؟ والجَوْخانُ بَيْدَرُ القمح ونحوه بِصرية وجمعها جَواخِينُ على أَن هذا قد يكون فَوْعالاً قال أَبو حاتم تقول العامَّة الجَوْخانُ وهو فارسي معرَّب وهو بالعربية الجَرِينُ والمِسْطَحُ ويقال تَجَوَّخَتْ قَرْحَتُه إِذا انفجرت بالمِدَّة والله أَعلم

جيخ
جاخَ السيلُ الواديَ يَجِيخُه جَيْخاً أَكلَ أَجرافَه والكلمة يائية وواوية وقد تقدم ذكره

خوخ
الخَوْخَةُ واحدة الخَوخِ والخَوْخَةُ كُوَّة في البيت تؤَدِّي إليه الضوء والخَوْخة مُخْتَرَقُ ما بين كل دارين لم ينصب عليها باب بلغة أَهل الحجاز وعم به بعضهم فقال هي مُخْتَرَقُ ما بين كل شيئين وفي الحديث لا تَبْقى خَوخةٌ في المسجد إِلاْ سُدَّتْ غير خَوخةِ أَبي بكر الصديق رضي الله عنه وفي حديث آخر إلاَّ خَوْخةَ عليّ رضوان الله عليه هي باب صغير كالنافذة الكبيرة تكون بين بيتين ينصب عليها باب قال الليث وناس يسمون هذه الأَبواب التي تسميها العجم بنحرقات خَوْخاتٍ والخَوْخةُ الدُّبُر ثمرة معروفة وجمعها خَوْخٌ والخَوْخة ضرب من الثياب الخُضْر قال الأَزهري وضرب من الثياب أَخْضَرُ يسميه أَهل مكة الخَوْخة والخَوْخاةُ الرجل الأَحمق ابن سيده الخَوْخاء ممدود الأَحمق والجمع خَوْخاؤون قال الأَزهري الذي أَعرفه لأَبي عبيد الهَوْهاة الجبان الأَحمق بالهاء ولعل الخاء لغة فيه أَبو عمرو والخُوَيْخِيَة الداهية والياء مخففة قال لبيد وكلُّ أُناسٍ سوفَ تَدْخُلُ بينهمْ خُوَيْخِيَةٌ تَصْفَرُّ منها الأَنامِلُ ويروى بيتهم قال شمر لم أَسمع خُوَيخِيَة إِلاَّ للبيد وأَبو عمرو ثقة وقال الأَزهري هذا حرف غريب ورواه بعضهم دُوَيْهِيَة قال ومن الغريب أَيضاً ما روي عن ابن الأَعرابي قال الصُّوصِيَة والصُّواصِيَة الداهية التهذيب واسم موضع يقال له رَوْضةُ خاخٍ بين الحرمين وكانت المرأَة التي أَدركها عليّ والزبير رضي الله عنهما وأَخذا منها كتاباً كتبه حاطببن أَبي بَلْتَعةَ إِلى أَهل مكة إِنما أَلْفَياها بروضَةِ خاخٍ ففَتَّشاها وأَخذا منها الكتاب

دبخ
دَبَّخَ الرجلُ تَدْبيخاً إِذا قَبَّبَ ظهره وطأْطأَ رأْسه بالخاء والحاء جميعاً عن أَبي عمرو وابن الأَعرابي

دخخ
الدَّخُّ والدُّخُّ والطَّسْلُ والنُّحاسُ الدُّخانُ وحكاه ابن دريد بالضم فقط وقال الشاعر لا خيرَ في الشَّيْخِ إِذا ما اجْلَخَّا وسالَ غَرْبُ عينِه فاطْلَخَّا والتْوَتِ الرِّجْلُ فصارتْ فَخَّا وصارَ وَصْلُ الغانِياتِ أَخّا عند سعُارِ النارِ يَغْشَى الدُّخَّا أَراد الدُّخَانَ وفي الحديث قال لابن صَيَّادٍ ما خَبَأْتُ لك ؟ قال هو الدُّخُّ الدَّخُّ بفتح الدال وضمها الدُّخَانُ قال الشاعر عند رِوَاق البيتِ يَغْشَى الدُّخَّا وفسر في الحديث أَنه أَراد بذلك يوم تأْتي السماء بدُخانٍ مبين وقيل إِن الدجال يقتله عيسى بن مريم بجبل الدُّخَانِ فيحتمل أَن يكون أَراده تعريضاً بقتله لأَن ابن صَيَّادٍ كان يظن أَنه الدجال والدَّخَخُ سواد وكُدْرة والدَّخْدَخةُ مثل التَّدْوِيخ ودَخْدَخَهُم دَوَّخهم والدَّخْدَخة تَقاربُ الخَطوِ في عَجَلةٍ وفي النوادر مَرَّ فلان مُدَخْدِخاً ومُزَخْزِخاً إِذا مر مسرعاً وتَدَخْدَخَ الليلُ إِذا اختلط ظَلامه وتَدَخْدَخَتْ والدُّخْدُخُ دُوَيْبَّةٌ قال المُؤَرِّج الدَّخْداخ دويبة صفراء كثيرة الأَرجل قال الفَقْعَسِيّ ضَحِكَتْ ثم أَغْرَبَتْ أَن رأَتني لاقْتِطاعِي قَوائمَ الدَّخْداخِ ورجل دُخْدُخٌ ودُخادِخٌ قصير وتَدَخْدَخَ الرجلُ انقبض لغة مرغوبٌ عنها ودُخْدُخْ ودُخْدُوخْ كلمة يُسَكَّتُ بها الإِنسانُ ويُقْدَعُ ومعناه قد أَقررت فاسكت ودَخْدَخْنا القومَ ذللناهم ووَطِئناهم قال الشاعر ودَخْدَخَ العَدُوَّ حتى اخَرَمّسَا وكذلك دُخْنا البلادَ والدَّخْدَخةُ الإِعْياءُ ودَخْدَخ البعيرُ إِذا رُكِبَ حتى أَعيا وذَلَّ قال الراجز والعَوْدُ يشكو ظَهْرَه قد دَخْدَخا

دربخ
دَرْبَخَتِ الحمامةُ لذَكرها خَضَعت له وطاوعته للسِّفاد وكذلك الرجلُ إِذا طأْطأَ رأْسه وبسط ظهره قال ولو نقولُ دَرْبِخُوا لدَرْبَخُوا لفَحْلِنا إِذ سَرَّه التَّنَوُّخُ يقول إِني سيد الشعراء والدَّرْبَخَة الإِصغاء إِلى الشيء والتذلل قال ابن دريد أَحسبها سريانية ودَرْبَخَ ذَلَّ عن ابن الأَعرابي ولم يَعْتذر له وكذلك حكاه يعقوب والحاء المهملة لغة وقد تقدم ذكره ودَرْبَخَ الرجلُ حَنى ظهره عن اللحياني

دلخ
الدَّلَخُ السِّمَنُ أَبو عمرو دَلِخَ يَدْلَخُ دَلَخاً فهو دَلِخٌ ودَلوخ أَي سَمِينٌ وأَنشد تُسائِلُنا من ذا أَضَرَّ به التَّنَخْ ؟ فقلتُ الذي لأْياً يقومُ من الدَّلَخْ ودَلِخَتِ الإِبلُ تَدْلَخُ دَلْخاً ودَلَخاً فهي دَوالِخ ودُلَّخ ودُلُخٌ سمنت أَنشد ابن الأَعرابي أَلم تَرَيا عِشارٍ أَبي حُمَيْدٍ يُعَوِّدها التَّذَبُّلَ بالرِّحالِ ؟ وكانت عندَه دُلُخاً سِماناً فأَضْحَتْ ضُمَّراً مثلَ السَّعالي الفراء امرأَة دُلَخَة أَي عَجْزاءُ وأَنشد أَسْقَى دِيارَ خُلَّدٍ بِلاخِ من كلِّ هَيْفاءِ الحَشا دِلاخِ بِلاخٌ ذواتُ أَعجاز ودِلاخٌ للواحدة والجمع والدالِخُ المُخْصِبُ من الرجال وقوم دالِخون ودلِخَ الإِناءُ إِذا امتلأَ حتى يَفِيضَ هذه وحدها عن كراع

دمخ
دَمَّخَ الرجلُ طأْطأَ ظهرَه والحاء لغة وقد تقدم ودَمَّخَ ودَنَّخَ إِذا طأْطأَ رأْسه ودَمْخٌ اسم جبل قال طَهْمانُ بن عمرو الكلابي كَفَى حَزَناً أَني تَطالَلْتُ كي أَرَى ذُرَى قُلَّتَيْ دَمْخٍ فما تُرَيانِ تطاللت أَي مددت عُنُقي لأَنظر ودَمْخٌ جبل بين أَجبال ضِخامٍ في ناحية ضَرِيَّةَ يقال أَثقلُ من دَمْخِ الدِّماخ ابن سيده والدِّماخُ موضع وقال أَبو رِياشٍ إِنما هو دَمْخ فجمعه بما حوله وقال آخر تركتُه أَركانَ دَمْخٍ لا بقَعْر ابن الأَعرابي الدَّمْخ الشَّدْخُ يقال دَمَخه دَمْخاً إِذا شَدَخه

دنخ
خضوعٌ وذِلَّة وتنكيس الرأْس يقال لما رآني دَنَّخَ ودَنَّخ الرجلُ خَضَع ويقال للرجل إِذا لم يَبْرَحْ بيته قد دَنَّخَ ودَنَّخ الرجلُ في بيته أَقام فلم يبرح قال العجاج وإِن رآني الشعراءُ دَنَّخُوا ولو أَقولُ بَزِّخُوا لَبَزَّخُوا ودَنَّخَت البطيخةُ خرج بعضُها وانهزم بعضُها ورجل مُدَنِّخ الرأْس إِذا كان في رأْسه ارتفاع وانخفاض ودَنَّخَتْ ذِفْراه أَشْرَفتْ قَمَحْدُوتُه عليها ودخلت الذِّفْرى خَلْفَ الخُشَشَاوَيْنِ ورجل مُدَنِّخٌ فَحَّاشٌ
( * زاد المجد الدنفخ كجعفر الضخم واسم رجل )

دوخ
داخَ يَدُوخُ دَوْخاً ذَلَّ وخَضَع ودَوَّخَ الرجلُ والبعير ذَلَّله يائية وواوية وفي حديث وَفْد ثَقِيفٍ أَداخَ العَرَبَ ودانَ له الناسُ أَي أَذَلَّهم وأَدَخْتُه أَنا فداخَ ودَوَّخَ المكانَ جالَ فيه ودَوَّخَ الوجعُ رأْسَه أَداره وداخَ البلادَ يَدُوخُها قهرها واستولى على أَهلها وكذلك الناس دخْناهم دَوْخاً ودَوَّخْناهم تَدْوِيخاً وَطِئناهم ودَوَّخَ فلانٌ البلادَ إِذا سار فيها حتى عرفها ولم تخف عليه طُرقُهُا

ديخ
الدِّيخُ القِنْوُ وجمعهِ ديَخَة مثلِ ديكٍ ودِيَكةٍ والذال أَعلى وإِياها قَدَّم أَبو حنيفة وداخَ يَدِيخُ دَيْخاً ودَيَّخَة هو ذلله كدَوَّخه يائية وواوية قال الأَزهري دَيَّخْته وذَيَّخْته بالدال والذال ذللته وهو مُدَيَّخ أَي مذلل وحكاه أَبو عبيد عن الأَحمر بالذال المعجمة فأَنكره شمر قال الأَزهري وهو صحيح لا شك فيه وفي حديث عائشة تصف عمر رضي الله عنهما ففَنَّخَ الكَفَرَةَ ودَيَّخَها أَي أَذلها وقهرها يقال دَيَّخَ ودَوَّخَ بمعنى واحد وفي حديث الدعاء بعد أَن يُدَيِّخَهم الأَسْرُ وبعضهم يرويه بالذال المعجمة وهي لغة شاذة

ذخخ
رجل ذَخْذاخٌ يُنْزِلُ قبل الخِلاطِ ابن الأَعرابي رجل ذَوْذَخٌ وهو الزُّمَلِقُ الذي يُنْزِلُ قبل أَن يُفْضِيَ إِلى المرأَة

ذوخ
ابن الأَعرابي الذَّوْذَخُ والوَخْواخُ العِذْيَوْطُ

ذيخ
الذِّيخُ الذكرُ من الضّباع الكثير الشعر والجمع أَذْياخ وذُيوخٌ وذِيَخَةٌ والأُنثىِ ذِيخة والجمع ذِيخات ولا يُكَسَّر قال جرير مثل الضبِّاعِ يَسُفْنَ ذِيخاً ذائخا وفي حديث القيامة وينظر الخليل عليه السلام إِلى أَبيه فإِذا هو بذيِخٍ مُتَلَطِّخٍ الذِّيخُ ذَكَرُ الضِباعِ وأَراد بالتَّلَطُّخ التَّلَطُّخَ برجيعه أَو بالطين كما قال في الحديث الآخر بِذيِخٍ أَمْدَرَ أَي متلطخٍ بالمَدَرِ وفي حديث خُزَيمة والذِّيخ مُحْرَ نْجِماً أَي أَن السَّنَة تركت ذكر الضباع مجتمعاً مُتَقَبِّضاً من شدّة الجَدْب والذِّيخُ قِنْوُ النخلة حكاه كراع في الذال المعجمة وجمعه ذِيَخَةٌ وقد تقدّم في الدال ويقال ذَيَّخَتِ النخلةُ إِذا لم تقبل الإِبارَ ولم تَعْقِدْ شيئاً وذَيَّخَه تَذْييخاً ذلله حكاها أَبو عبيد وحده والصواب الدال وكان شمر يقول دَيَّخْته ذللته بالدال من داخَ إِذا ذل والذِّيخُ الكِبْرِ وفي حديث علي رضوان الله عليه كان الأَشْعَث ذا ذِيخٍ حكاه الهروي في الغريبين ويقال في فلان ذِيخٌ أَي كِبْرٌ والمَذْيَخَةُ الذِّئابُ بلسان خَوْلانَ

ربخ
: الرَّبْخُ و التَّرَبُّخُ : الاسترخاء حكي عن بعض العرب : مَشَى حتى تَرَبَّخَ أَي استرخى . و الرَّبيخُ من الرجال : العظيم المسترخي . و رَبَخَتِ المرأَةُ تَرْبَخُ رَبَخاً و رُبوخاً و رَباخاً وهي رَبوخ : غُشِيَ عليها عند الجماع . ورَحْل رَبِيخٌ : ضخم قال : فلما اعْتَرَتْ طارِقاتُ الهُموم رَفَعْتُ الوَلِيَّ وكَوْراً رَبيخَا أَي ضَخْماً . وأَرض رابخ : تأْخذ اللُّؤمَة ولا حجارةَ فيها ولا نَقَل . و رابخٌ : موضع بنجد قال ابن دريد : أَحسب ذلك ولم يتّيقنه . و مُرْبِخٌ : جبل من جبال زَرُودَ أَو رملة بالبادية قال أَبو الهيثم : سمي جبل مُرْبِخٍ مُرْبِخاً لأَنَّه يُرْبِخ الماشي فيه من التعب والمشقة أَي يذهب عقلُه كالرَّبوخِ التي يغشى عليها من شدّة الشهوة قال الشاعر : أَطْيَبُ لَذَّاتِ الفَتَى : نَيْكُ رَبُوخ غَلمَه وروي عن عليّ عليه السلام أَنَّ رجلاً خاصم إِليه أَبا امرأَته فقال : زوَّجني ابنته وهي مجنونة فقال : ما بدا لك من جنونها فقال : إِذا جامعتها غشي عليها فقال : تلك الرَّبُوخُ لست لها بأَهل أَراد أَنَّ ذلك يحمد منها . وأَصل الرَّبُوخ من تَرَبَّخ في مشيه إِذا استرخى . و أَرْبَخَ الرجلُ إِذا اشترى جارية رَبوخاً وهي التي تَنْخِرُ عند الجماع وتضطرب كأَنَّها مجنونة . و رَبِخَتِ الإِبلُ في المُرْبِخِ أَي فَتَرَتْ في ذلك الرمل من الكَلال وأَنشد : أَمِنْ حِبالِ مُرْبِخٍ تَمَطَّيْنْ لا بُدَّ منه فانْحَدِرْنَ وارْقَيْنْ أَو يَقْضِي اللَّهُ ذُباباتِ الدَّيْنْ قال ابن سيده : ولا أَعرف مثل هذا يشتق من الأَعلام إِنَّما ذلك في إِيتان المواضع كأَنْجَدَ وأَتْهَمَ . ابن الأَعرابي : أَرْبَخَ الرجلُ إِذا وقع في الشدائد و أَرْبَخَ الرملُ إِذا تكاثف و أَرْبخ الماشي فيه . و بنو رُبَخَة : حيٌّ

رتخ
الرَّتْخُ قِطَعٌ صغار في الجِلْدِ خاصةً وقُرادٌ راتِخٌ يابس الجلد قال الليث قُراد رَتْخٌ وهو الذي شَقَّ أَعلى الجلد فَلَزِقَ به رُتوخاً وأَنشد في ترجمة زنخ فَقُمْنا وزيدٌ راتِخٌ في خِبائِها رُتوخَ القُرادِ لا يَرِيمُ إِذا زَنَخْ ويقال رَتَخَ بالمكان رُتُوخاً إِذا ثبت وأَرْتَخَ الحَجَّامُ لم يبالغ في الشَّرْط والاسم الرَّتْخُ قال رَشْحاً من الشَّرْطِ ورَتْخاً واشِلا ابن الأَعرابي التَّرْخُ الشرطُ اللَّيِّنُ يقال ارْتَخْ شَرْطِي واتْرَخْ شَرْطِي قال الأَزهري هما لغتان التَّرْخُ والرَّتْخُ مثل الجَبْذِ والجَذْبِ ورَتَخَ العجينُ رَتْخاً إِذا رَقَّ فلم يَنْخَبِزْ وكذلك الطين فهو راتخٌ زَلِقٌ والرُّتُوخُ اللُّصُوق

رجخ
رُجَّخ رُجَّخ اسم كُورَةٍ

رخخ
رَخَّة الشيءُ رَخّاً شَدَخَه وأَرْخاه قال ابن مقبل فَلَبَّدَه مَسُّ القِطارِ ورَخَّه نِعاجُ رُوءافٍ قبل أَن يَتَشَدَّدا
( * قوله « فلبده مس » الذي في ياقوت مرّ بالراء يدل مس ورؤاف بضم الراء جبل )
وروي ورَجَّه بالجيم والأَوّل أَكثر وفي التهذيب رَخَّه ووَطِئَه فأْرْخاه ورخَّ العجينُ يَرِخُّ رَخّاً كثر ماؤُه وأَرَخَّه هو ابن الأَعرابي ارْتَخَّ رأْيه إِذا اضطرب وسكران مُرْتَخٌّ ومُلْتخٌّ بالراء واللام ورَخَخْتُ الشرابَ مَزَجْتُه والرَّخَخُ السهولة واللين وأَرضٌ رَخَّاءُ منتفخة تُكْسَرُ تحت الوَطء والجمع رَخاخِيُّ والنَّفْخاءُ مثلها وهي الرَّخَّاءُ والسَّخَّاء والمَسْوَخةُ والسُّوَّاخَى أَبو عمرو الرَّخاخُ هو الرِّخْوُ من الأَرض ابن الأَعرابي أَرض رَخَّاء رِخْوَة لينة وأَرض رَخاخٌ لينة واسعة وقيل هي الرِّخْوَةُ ورَخاخُ الثَّرى ما لانَ منه قال ابن مقبل رَبِيبَةُ حُرٍّ دافعتْ في حُقُوفِها رَخاخَ الثَّرَى والأُقْحُوانَ المُدَيَّما
( * قوله « ربيبة حر إلخ » كذا بالأصل هنا وأنشده في دوم كشارح القاموس ربيبة رمل دافعت في حقوقها إلخ وقوله ربيبة لعوة كذا بالأصل )
أَي أَنه لم يصبها من الرَّخاخِ شيء وربيبة لعوِة وقوله والأُقْحُوانَ أَي وثَغْراً كالأُقحوان ورَخاخُ العيش خَفْضُه ورَغَدُه وسعَتُه ويوصف به فيقال عَيْشٌ رَخاخٌ أَي واسع ناعم وفي الحديث يأْتي على الناس زمان أَفضلُهم رَخَاخاً أَقصدُهم عيشاً قال الرَّخَاخُ لينُ العَيْشِ ابن شميل رَخَاخُ الأَرض ما اتسع منها ولانَ ولا يضرك أَسْتَوى أَو لم يَسْتَوِ وطينٌ رَخْرَخٌ رقيق والرَّخَاخُ نبات لَيِّن هَشٌّ قال ابن سيده وأَحسب الرُّخَّ لغة فيه وقال أَبو حنيفة الرُّخُّ بالضم نبات هَشّ والرُّخُّ من أَداة الشطرنج والجمع رِخاخ الليث الرُّخّ معرب من كلام العجم من أَدوات لُعْبَة لهم

ردخ
المَرْدَخُ الشَّدْخ والرَّدَخُ مثل الرَّدع عُمانِيَّة

رزخ
رَزَخه بالرمح يَرْزَخُه رَزْخاً زَجَّه به والمِرْزَخَةُ كل ما رُزِخَ به

رسخ
رَسَخَ الشيءُ يَرْسَخُ رُسُوخاً ثبت في موضعه وأَرسخه هو والراسخ في العلم الذي دخل فيه دخولاً ثابتاً وكل ثابت راسخ ومنه الراسخون في العلم وأَرْسَخْته إِرساخاً كالحِبْرِ رَسَخَ في الصحيفة والعِلم يَرْسَخُ في قلب الإِنسان والراسخون في العِلم في كتاب الله المُدارسون ابن الأَعرابي هم الحُفَّاظُ المذاكرون قال مَسْرُوقٌ قَدِمْتُ المدينة فإِذا زيدز بن ثابت من الراسخين في العلم خالد بن جَنْبَة الراسخ في العلم البعيد العلم ورَسَخ الدِّمْنُ ثبت ورَسَخَ الغديرُ رُسُوخاً نَضَب ماوءه ورَسَخ المَطَرُ رُسوخاً إِذا نَضَبَ نداه في داخل الأَرض فالتَقى الثَّريَانِ

رصخ
رَصَخَ الشيءُ ثَبَت مثل رَسَخ بمعنى واحد

رضخ
الرَّضْخُ مثل
( * قوله « الرضخ مثل إلخ » وبابه ضرب ومنه كما في القاموس ) الرَّضْح والرَّضْخُ كسر الرأْس ويستعمل الرَّضْخُ في كسر النَّوَى والرأْس للحيات وغيرها وَرَضَخْتُ رأْسَ الحية بالحجارة ورَضَخ النوى والحصى والعظم وغيرها من اليابس يَرْضَخُه رضخاً كسره والرَّضْخُ كسر رأس الحية وفي الحديث فَرَضَخ رأْسَ اليهودي قاتِلها بين حجرين وفي حديث بدر شَبَّهْتُها النواةَ تَنْزُو من تحت المَراضِخ هي جمع مِرْضَخَة وهي حجر يُرْضَخ به النوى وكذلك المِرْضاخُ وظَلُّوا يَتَرَضَّخُون أَي يكسرون الخُبْز فيأْكلونه ويتناولونه وهم يَتراضَخُون بالسهام أَي يَتَرامَوْنَ وراضَخْته رَامَيْتُه بالحجارة والتَّراضُخُ تَرامِي القوم بينهم بالنُّشَّاب والحاء في جميع ذلك جائزة إِلا غي الأَكل يقال كنا نَتَرضَّخُ وفي حديث العَقَبةِ قال لهم كيف تقاتلون ؟ قالوا إذا دنا القومُ منا كانت المُراضَخَةُ وهي المراماة بالسهام من الرَّضْخِ الشَّدْخ والرَّضْخُ أَيضاً الدَّقُّ والكسر وكذلك العطاء يقال فيه الرَّضْخُ بالخاء المعجمة ورَضَخَ له من ماله يَرْضَخُ رَضْخاً أَعطاه ويقال رَضَخْت له من مالي رَضِيخَةً وهو القليل والرَّضِيخةُ العطية المُقارَبة وفي الحديث أَمَرْتُ له برَضْخٍ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَمرنا لهم برَضْخٍ الرَّضْخُ العطية القليلة وفي حديث علي رضي الله عنه وتَرْضَخُ له على ترك الدِّينِ رَضِيخَةً هي فعيلة من الرَّضْخ أَي عطيةً ويقال راضَخَ فلانٌ شيئاً إِذا أَعطى وهو كاره وراضَخْنا منه شيئاً أَصبنا ونلنا وقيل المراضَخة العطاء على كُرْه والرَّضْخُ والرَّضْخة الشيء اليسير تسمعه من الخَبَر من غير أَن تَسْتَبينه المبرد يقال فلان يَرْتَضِخُ لُكْنَةً عجميةً إِذا نشأَ مع العجم يسيراً ثم صار مع العرب فهو يَنْزِعُ إِلى العجم في أَلفاظ من أَلفاظهم لا يستمر لسانه على غيرها ولو اجتهد قال وفي حديث صُهَبُب كان يَرْتَضِخُ لُكْنَةً رومِيَّةً وكان سَلْمان يَرْتَضِخُ هذا ينزع في نفطه إلى لكْنَةً فارسية أي كان الروم وهذا إِلى الفُرْسِ ولا يستمر لسانهما على العربية استمراراً وكان صُهَيْبُ سَبِيَ وهو صغير سباه الروم فبقيت لُكْنَة في لسانه وكان عَبْدُ بني الحسحاس يَرْتَضِخُ لُكْنَة حبشية مع جَوْدةِ شِعْره

رفخ
( * زاد المجد الرفوخ بالضم الدواهي وعيش رافخ رافغ )

رمخ
شمر هو السَّدا والسَّداءُ ممدود بلغة أَهل المدينة وهو السَّيَابُ بلغة وادي القُرَى وهو الرُّمْخ بلغة طيئ واحدته رُمْخَةٌ والخَلالُ بلغة أَهل البصرة قال الطائي تحت أَفانينِ وَدِيٍّ مُرْمِخ والرِّمْخُ الشجر المجتمع والرِّمَخُ والرُّمَخُ البَلَحُ واحدته رِمَخَة لغة طائية ومنه أَرْمَخَ النخلُ وهو ما سقط من البُسْرِ أَخْضَرَ فَنَضِج ابن الأَعرابي والرَّمْخاءُ الشاة الكَلِفةُ بأَكل الرِّمْخ ورُماخُ موضع رمخ
( * زاد المجد وأرمخ الرجل لان وذل والدابة أخذت في السن )

رنخ
رَنَّخَ الرجلَ ذَلَّله

ريخ
راخَ يَريخ رَيْخاً ورُيُوخاً ورَيَخاناً ذَلَّ وقيل لانَ واسترخى وكذلك داخَ ورَيَّخه أَوْهَنه وأَلانه والتَّرْيِيخُ ضَعْفُ الشيء ووَهْنُه ويقال ضربوا فلاناً حتى رَيَّخُوه أَي أَوهَنُوه وأَنشد بِوَقْعِها يُرَيَّخُ المُرَيَّخُ والحَسَبُ الأَوْفَى وعزٌّ جُنْيُخُ والمُرَيَّخُ العظم الهَش في جَوف القَرْن الليث ويسمى العُظَيمُ الهَش الداخل في جوف القرن مُرَيَّخَ القَرْنِ والمُرَيَّخُ المُرْداسَنْجُ ذكره الأَزهري ههنا قال الأَزهري أَما العظيم الهش الوالج في جوف القرن فإِن أَبا خيرة قال هو المَرِيخُ والمَريج القَرْنُ الداخل ويجمعان أَمْرِخَةً وأَمْرِجَةً حكاه أَبو تراب في كتاب الاعتقاب قال وسأَلت عنهما أَبا سعيد فلم يعرفهما قال وعرف غيره المَرِيخ القَرْن الأَبيض الذي يكون في جوف القرن قال الأَزهري وذكر الليث هذا الحرف في ترجمة مرخ فجعله مَريخاً وجَمَعَه أَمْرِخَةً وجعله في هذا الباب مُرَيَّخاً بتشديد الياء قال ولم أَسمعه لغيره وأَما التَّرْييخِ بمعنى التليين فهو صحيح ابن سيده وراخَ رَيْخاً جارَ كذلك رواه كراع ورواية ابن السكيت وابن دريد وأَبي عبيد في مصنفه زاخَ بالزاي وسيأْتي ذكره وراخَ الرجلُ يَرِيخُ إِذا باعد ما بين الفخذين منه وانْفَرَجتا حتى لا يقدرَ على ضمهما عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَمْسى حبِيبٌ كالفُرَيْخِ رائِخا بات يُماشِي قُلُصاً مخَائِخا صَوَادِراً عن شُوكَ أَو أُضايِخا

زخخ
زَخَّه يَزُخُّه زَخّاً دفعه في وَهْدة وزَخَّ في قفاه يِزُخُّ زَخّاً دفع وقال ابن دريد كل دَفْع زَخٌّ وفي حديث أَبي موسى الأَشعري أَنه قال اتَّبِعُوا القرآنَ ولا يَتَّبِعَنَّكم القرآنُ فإِنه من يَتَّبِعِ القرآنُ يَهْبِطْ به على رياضِ الجنَّةِ ومَنْ يَزُخُّ في قفاه أَي يدفعه حتى يَقْذِفَ به في نار جهنم وفي الحديث مَثَلُ أَهلِ بيتي مَثَلْ سفينة نوح من تَخَلَّف عنها زُخَّ به في النار أَي دُفِعَ ورُمِيَ يقال زَخَّه يَزُخُّه زَخّاً ومنه حديث أَبي بَكْرَةَ ودُخُولِهم على معاوية قال فَزَخَّ في أَقفائنا أَي دَفَعَنا وأخْرَجَنا وزخَّ المرأَةَ يَزُخُّها زَخّاً وزَخْزَخَها نكحها وهو من ذلك لأَنه دفعٌ والمَزَخَّة بالفتح المرأَة وزَخَّةُ الإِنسان ومَزَخَّته ومِزَخَّته امرأَته قال اللحياني هو من الزَّخِّ الذي هو الدفع وروي عن علي بن أَبي طالب عليه السلام في الحديث أَنه قال أَفلح من كانت له مِزَخَّه يَزُخُّها ثم ينامُ الفَخَّه الفخة أَن ينام فَيَنْفُخَ في نومه أَراد ينام جتي يصير له فَخيخٌ أَي غطيط والمزَخَّة بالكسر الزوجة وروي مَزَخَّة بنصب الميم كأَنها موضع الزَّخِّ أَي الدفع فيها لأَنه يَزُخُّها أَي يجامعها وسميت المرأَة مِزَخَّة لأَن الرجل يجامعها وزَخَّتِ المرأَةُ بالماء تَزُخُّ وزَخَّتْه دفعته وامرأَة زَخَّاخة وزَخَّاء تَزُخُّ عند الجماع وزخَّ ببوله زَخّاً دفع مثلَ ضَخَّ والزَّخُّ السُّرعة وزخَّ الإِبلَ يَزُخُّها زَخّاً ساقها سوقاً سريعاً واحْتَثَّها والمِزَخُّ السريع السَّوْق قال إِنَّ عليك حادياً مِزَخَّا أَعْجَمَ لا يُحْسِنُ إِلاَّ نَخَّا والنَّخُّ لا يُبْقي لهنَّ مُخَّا والزَّخُّ والنَّخُّ السير العنيف وفي حديث علي عليه السلام كتب إِلي عثمان بن حُنيف لا تأْخُذنَّ من الزُّخَّةِ والنُّخَّةِ شيئاً الزّخَّة أَولاد الغنم لأَنها تُزَخُّ أَي تُساقُ وتدفع من ورائها هي فُعْلَة بمعنى مفعول كالقُبْضَةِ والغُرْفَة وإِنما لا تؤخذ منها الصدقة إِذا كانت منفردة فإِذا كانت مع أُمهاتها اعتدّ بها في الصدقة ولا تؤخذ ولعل مذهبه قد كان لا يأْخذ منها شيئاً وربما وضَع الرجلُ مِسْحاتَه في وسط نهر ثم يَزُخُّ بنفسه أَي يَثِبُ والزَّخُّ والزَّخَّةُ الحِقْدُ والغيظ والغضب قال صَخْر الغَيّ فلا تَقْعُدَنَّ على زَخَّةٍ وتُضْمِرَ في القلبِ وَجْداً وخِيفَا ويقال زَخَّ الرجلُ زَخّاً إِذا اغتاظ قال ابن سيده وذكروا أَنه لم يُسْمَعِ الزَّخَّةُ التي هي الحقد والغضب إِلا في هذا البيت والزَّخِيخُ النار يمانية وقيل هي شدَّة بريق الجمر والحرّ والحَرِيرَ يَبْرُق من الثياب وقد زَخَّ يَزُخُّ زَخِيخاً قال فعند ذاكَ يَطْلُعُ المِرِّيخُ في الصبح يَحْكي لونَهُ زَخِيخُ من شُعْلَةٍ ساعَدَها النَّفِيخُ

زرنخ
الزِّرْنِيخُ أَعْجَمِيٌّ

زلخ
الزَّلْخُ رَفْعُك يدك في رمي السهم إِلى أَقصى ما تَقدر عليه تريد بُعْدَ الغَلْوَةِ وأَنشد من مائةٍ زَلْخٍ بِمرِّيخٍ غال الأَزهري وسئل أَبو الدُّقَيْش عن تفسير هذا البيت بعينه فقال الزَّلْخُ أَقْصى غايةِ المُغالي والزَّلْخ غَلْوَةُ سَهْمٍ قال الأَزهري الذي قاله الليث إِنّ الزَّلْخَ رَفعك يدك في رمي السهم حرف لم أَسمعه لغيره قال وأَرجو أَن يكون صحيحاً وزَلِخَتِ الإِبلُ
( * قوله « وزلخت الابل إلخ » بابه فرح كما في القاموس )
تَزْلَخُ زَلَخاً سمنت وعَنَقٌ زَلاَّخٌ شديد قال يَرِدْنَ قَبلَ فُرَّطِ الفراخِ بِدَلَجٍ وعَنَقٍ زَلاَّخِ وناقة زَلُوخٌ سريعة وقال خليفة الضبِّابيّ الزَّلَجَانُ والزَّلخَان في المشي التَّقَدُّم في السُّرْعَة والزَّلْخُ المَزَلَّة
( * قوله « والزلخ المزلة » بسكون اللام وكسرها كما في القاموس ) تَزِلُّ منها الأَقْدام لنَداوتِها لأَنها صَفَاةٌ مَلْساءُ وعَقَبَةٌ زَلُوخٌ طويلة بعيدة ورَكِيَّة زَلُوخ وزَلْخٌ ملساء أَعلاها مَزَلَّة يَزْلَقُ فيها من قام عليها وقال الشاعر كأَنَّ رِماحَ القَوْمِ أَشْطانُ هُوَّةٍ زَلُوخِ النَّواحِي عَرْشُها مُتَهَدِّمُ وبئر زلوخ وزَلُوجٌ وهي المُتَزَلِّقَة الرأْس ومكان زَلِخٌ بكسر اللام ويقال زَلْخٌ ومقَامٌ زَلْخٌ مثل زَلْجٍ أَي دَخْضٌ مَزِلَّة وصف بالمصدر ومَزِلَّة زَلْخٌ كذلك قال قامَ على مَنْزَعةٍ زَلْخٍ فَزَلّ أَبو زيد زَلَخَتْ رِجْلُه وزَلَجَتْ قال الشاعر فَوارِسُ نازَلُوا الأَبْطال دِوني غَداةَ الشِّعْبِ في زَلْخِ المقَامِ وزَلَخ رأْسَه
( * قوله « وزلخ رأسه » بابه ضرب كما في القاموس ) زَلْخاً شَجَّه هذه عن كراع والزُّلَّخَة بتشديد اللام وجع يَعْرِضُ في الظهر وقال ابن سيده هو داء يأْخذ في الظهر والجنب قال كأَنَّ ظَهْرِي أَخَذَتْه زُلَّخَه لمَّا تَمَطَّى بالفَرِيِّ المِفْضَخه الزُّلَّخة مثل القُبَّرة الزُّحْلُوقة يَتَزَلَّجُ منها الصبيان وأَنشد أَبو عمرو وصِرْتُ من بعدِ القوامِ أَبْزَخا وزَلَّخَ الدهرُ بظَهْري زُلَّخا قال أَبو الهيثم اعْتَلَّتْ أُمُّ الهيثم الأَعرابيةُ فزارها أَبو عبيدة وقال لها عَمَّ كانت عِلَّتُكِ ؟ فقالت كنت وَحْمَى سَدِكَةً فَشَهِدْتُ مأْدُبة فأَكلتُ جُبْجُبَة من صَفِيفٍ هِلَّعَة فاعْتَرَتْني زُلَّخة قلنا لها ما تقولين يا أُم الهيثم ؟ فقالت أَوَللناس كلامان ؟ وفي الحديث إِن فلاناً المُحارِبيَّ أَراد أَن يَفْتِكَ بالنبي صلى الله عليه وسلم فلم يَشْعُرْ به إِلا وهو قائم على رأْسه ومعه السيف فقال اللهم اكْفِنِيه بما شئت فانْكَبَّ لوجهه من زُلَّخة زُلِّخَها بين كتفيه ونَدَر سيفُه يقال رمى اللهُ فلاناً بالزُّلَّخة بضم الزاي وتشديد اللام وفتحها وهو وجع يأْخذ في الظهر لا يتحرّك الإِنسان من شدته واشتقاقها من الزَّلْخِ وهو الزَّلْقُ ويروى بتخفيف اللام قال الخطابي ورواه بعضهم فَزُلِجَ بين كتفيه بالجيم قال وهو غلط وكانت صاحبةُ يوسف الصِّدِّيق عليه السلام تسمى زَلِيخا فيما زعم المفسرون

زمخ
زَمَخَ الرجلُ بأَنفه زَمْخاً وشَمَخَ تكبر وتاه وأُنُوفٌ زُمَّخٌ شُمَّخٌ وعَقَبة زَمُوخٌ بعيدة قال أَبو زيد عَقَبَةٌ زَمُزخٌ وحَجُون شديدة وقال ابن الأَعرابي زَمُوخ وبَزُوخ أَي عَسِرَة نَكِدَة وأَنشد أَبَتْ لي عِزَّةٌ بَزَرَى زَمُوخ ويروى بَزُوخ ومعناهما واحد والزامِخُ الشامخُ بأَنفه وأَنشد أَجْوازُهُنَّ والأُنوفُ الزُّمَّخُ يعني بالأَجْواز أَوساطَ الجبال وأُنوفَها الطِّوالَ والله أَعلم

زنخ
زنخ الدُّهْنُ والسَّمْنُ بالكسر يَزْنَخُ زَنَخاً تغيرت رائحته فهو زَنِخٌ . وفي الحديث أَن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم دعاه رجل فَقَدَّم إِليه إِهالَةً زَنِخةً فيها عرق أَي متغيرة الرائحة ويقال سَنِخةٌ بالسين وإِبل زَنِخةٌ إِذا عطشت مرة فضاقت بطونها عن كراع زَنِخَ الطعامُ وسَنِخَ إِذا تغير أَبو عمور زَنَخَ القُرادُ زُنُوخاً ورَتَخَ رُتُوخاً إِذا تَشَبَّثَ بمن عَلِقَ به وأَنشد فقُمنا وزَيْدٌ راتِخٌ في خِبائها رُتُوخَ القُرادِ لا يَرِيم إِذا زَنَخْ ويروى إِذا رَتَخَ ومعناهما واحد

زوخ
زُوَاخ موضع يصرف ولا يصرف

زيخ
زَاخَ يَزيِخُ زَيْخاً وزَيَخاناً جار قال شمر زاح وزاخ بالحاء والخاء بمعنى وحكي عن أَعرابي من قيس أَنه قال حَمَلُوا عليهم فأَزاخُوهم عن موضعهم أَي نَحَّوْهم قال ويروى بيت لبيد لو يَقومُ الفِيلُ أَو فَيَّالُه زاخَ عن مِثْلِ مَقامي وزَحَل قال أَبو الهيثم زاح بالحاء أَي ذهب وزاحت علته وأَما زاخ بالخاء فهو بمعنى جار لا غير

سبخ
التَّسْبِيخُ التخفيف وفي الدعاء سَبَّخَ اللهُ عنك الشِّدّة وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن سارقاً سرق من بيت عائشة رضي الله عنها شيئاً فدعت عليه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لا تُسَبِّخِي عنه بدعائك عليه أَي لا تُخَفِّفي عنه إِثمه الذي استحقه بالسرقة بدعائك عليه يريد أَن السارق إِذا دعا عليه المسروق منه خفف ذلك عنه قال الشاعر فَسَبِّخْ عليك الهَمَّ واعلم بأَنه إِذا قَدَّرَ الرحمنُ شيئاً فكائِنُ وهذا كما قال في الحديث الآخر من دعا على من ظلمه فقد انتصر وكذلك كل من خُفِّفَ عنه شيء فقد سُبِّخَ عنه ويقال اللهم سَبِّخْ عني الحُمَّى أَي خَفِّفْها وسُلَّها ولهذا قيل لِقطَعِ القُطْن إِذا نَدِفَ سَبائخ ومنه قول الأَخطل يذكر الكلاب فأَرْسَلُوهُنَّ بُذْرِينَ الترابَ كما يُذْرِي سبَائخَ قُطنٍ نَدْفُ أَوْتارِ ويقال سَبِّخْ عنا الأَذَى يعني اكْشِفْه وخففه والتسبيح أَيضاً التسكين والسكونُ جميعاً قال بعض العرب الحمد لله على نوم الليل وتسبيح العروق وأَنشد ابن الأَعرابي لما رَمَوْا بي والنَّقانِيقُ تَكِشْ في قَعْرِ خَرْقاءَ لها جَوْبٌ عَطِشْ سَبَّخْتُ والماءُ بِعطْفَيْها يَنِشْ ابن الأَعرابي سمعت أَعرابيّاً يقول الحمد لله على تسبيح العروق وإِساغة الريق بمعنى سكون العروق من ضَربَانِ أَلم فيها والسَّبْخُ والتَّسْبِيخُ النوم الشديد وقيل هو رُقادُ كل ساعة وسَبَّخْتُ أَي نمت وفي التنزيل إِن لك في النهار سَبْخاً طويلاً قرأَ بها يحيى بن يَعْمُرَ وقيل معناه فَراغاً طويلاً الفراء هو من تَسْبيخ القطن وهو توسعته وتنفيشه يقال سَبِّخِي قُطْنك أَي نَفِّشِيه ووَسِّعيه ابن الأَعرابي من قرأَ سَبْحاً فمعناه اضطراباً ومعَاشاً ومن قرأَ سَبْخاً أَراد راحة وتخفيفاً للأَبدان والنوم أَبو عمرو السَّبْخُ النوم والفراع الزجاج السَّبْحُ والسَّبْخ قريبان من السَّواء وتَسَبَّخَ الحَرُّ والغَضبُ وسَبَخَ سكن وفتر وفي حديث علي رضي الله عنه أَمْهِلْنا يُسَبَّخْ عنا الحَرُّ أَي يَخِفُّ والسَّبِيخة القُطْنة وقيل هي القطعة من القطن تُعَرَّضُ ليوضع فيها دواء وتُوضَعَ فوق جُرْحٍ وقيل هي القطن المنفوش المَنْدُوفُ وجمعها سَبائخ وسَبِيخٌ وأَنشد سَبَائخُ من بُرْسٍ وطُوطٍ وبَيْلَمٍ وقُنْفُعَةٌ فيها أَلِيلُ وَحِيحِها البُرْسُ القطنُ والطُّوطُ قطنُ البَرْدِيّ والبَيْلَمُ قطن القصب والقُنْفُعَة القُنْفُذة والوحيح ضرب من الوَحْوَحة والسبيخ من القطن ما يُسَبَّخُ بعد النَّدْفِ أَي يلف لتغزله المرأَة والقِطْعة منه سَبِيخة وكذلك من الصوف والوبر وقطن سَبِيخٌ ومُسَبَّخٌ مُفَدَّك مُفَدَّك وهو ما يلف لتغزله المرأَة بعد النَّدْفِ والسَّبْخُ شِبْه الاستلال والسَّبْخُ سَلُّ الصوف والقطن وأَنشد في ترجمة سخت ولو سَبَخْتَ الوَبَرَ العَمُيتا وبِعْتَهم طَحِينَكَ السِّخْتِيتا إِذاً رَجَوْنا لك أَن تَلُوتا تقول سَبِيخةٌ من قطن وعَمِيتةٌ من صوف وفَلِيلة من شعر ويقال لريش الطائر الذي يَسْقُط سَبِيخٌ لأَنه يَنْسَلُّ فيسقط عنه وسبائخ الريش وسَبِيخه ما تناثر منه وهو المُسَبَّخُ والسَّبَخَةُ أَرض ذات ملح ونَزٍّ وجمعها سِباخٌ وقد سَبِخَتْ سَبَخاً فهي سَبِخةٌ وأَسْبَخَتْ وتقول انتهينا إِلى سَبَخة يعني الموضع والنعت أَرض سَبِخة والسَّبَخةُ الأَرض المالحة والسَّبَخُ المكان يَسْبَخُ فَيُنْبِتُ المِلْحَ وتَسُوخُ فيه الأَقدام وقد سَبِخَ سَبَخاً وأَرض سَبِخة ذات سِباخ وفي الحديث أَنه قال لأَنس وذكر البصرة إِن مررت بها ودخلتها فإِياك وسِباخَها هو جمع سَبَخَة وهي الأَرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تُنْبِتُ إِلاَّ بعضَ الشجر والسَّبَخَة ما يعلو الماءَ من طُحْلُب ونحوه ويقال قد علت هذا الماء سَبَخَةٌ شديدة كأَنه الطُّحْلُب من طول الترك وحَفَروا فأَسْبَخُوا بلغوا السَّباخَ تقول حَفَر بئراً فأَسْبَخَ إِذا اننهى إِلى سَبَخة

سخخ
السَّخَاخ بالفتح الأَرض الحُرَّة اللَّيِّنَةُ قال أَبو منصور وقد جمعها القَطامِيُّ سَخاسِخَ قال يصف سحاباً ماطراً تَواضَعَ بالسَّخاسِخِ من مُنِيمٍ وجادَ العينَ وافْتَرشَ الغِمارا وسَخَّتِ الجرادة غَرَزَتْ ذَنَبَها في الأَرض وفي النَّوادر يقال سُخَّ في أَسفل البئر أَي احْفِرْ وسَخَّ في الأَرض وزَخَّ في الحَفْرِ والإِمعانِ في السيرِ جميعاً ويقال لَخَّ في البئر مثل سَخَّ

سدخ
ضربه حتى انْسَدَخَ أَي انبسط

سربخ
السَّرْبَخُ الأَرض الواسعة وقيل هي الأَرض البعيدة وقيل هي المَضِلَّة التي لا يُهْتَدَى فيها لطريق وفي حديث جُهَيْشٍ وكائنْ قَطَعْنا إِليك من دَويَّة سَرْبَخٍ أَي مفازة واسعة بعيدة الأَرجاء قال عمرو بن معديكرب وأَرض قد قَطَعْتُ بها القَواهِي من الجِنَّانِ سَرْبَخُها مَلِيعُ
( * قوله « قطعت بها القواهي » كذا بالأصل بالقاف ولعله جمع قاه وهو الحديد الفؤاد وقوله من الجنان بيان له جمع جان كحائط وحيطان والذي في الصحاح الهواهي بهاءين )
وقال أَبو دُواد أَسْأَدَتْ ليْلةً ويوماً فلما دَخَلَتْ في مُسَرْبَخٍ مَرْدُونِ قال المَرْدُون المنسوج بالسراب والرَّدَنُ الغَزْلُ والسَّرْبَخَة الخِفَّة والنَّزَقُ وفي النوادر ظَلِلْتُ اليومَ مُسَرْبَخاً ومُسَنْبَخاً أَي ظَلِلْتُ أَمشي في الظهيرة

سلخ
السَّلْخُ كُشْطُ الإِهابِ عنِ ذيهِ سَلَخَ الإِهابَ يَسْلُخه ويَسْلَخه سَلْخاً كَشَطه والسَّلْخُ ما سُلِخَ عنه وفي حديث سليمان عليه السلام والهُدْهُدِ فَسَلَخوا موضعَ الماءِ كما يُسْلَخُ الإِهابُ فخرج الماء أَي حفروا حتى وجدوا الماء وشاة سَلِيخٌ كَشِطَ عنها جلدُها فلا يزال ذلك اسمَها حتى يُوءكل منها فإِذا أُكل منها سمي ما بقيَ منها شِلْواً قلَّ أَو كثر والمَسْلوخ الشاة سُلِخَ عنها الجلد والمَسْلوخة اسم يَلْتَزِمُ الشاة المسلوخة بلا بُطونٍ ولا جُزارة والمِسْلاخُ الجِلْد والسَّلِيخة قضيب القوس إِذا جُرِّدَتْ من نَحْتِها لأَنها اسْتُخْرِجَتْ من سَلْخِها عن أَبي حنيفة وكل شيء يُفْلَقُ عن قِشْر فقد انْسَلَخَ ومِسْلاخ الحية وسَلْخَتها جِلْدَتها التي تَنْسَلِخُ عنها وقد سَلَخَتِ الحيةُ تسلَخُ سَلْخاً وكذلك كل دابة تَنْسَرِي من جِلْدَتها كاليُسْرُوعِ ونحوه وفي حديث عائشة ما رأَيت امرأَة أَحبُّ إِليَّ أَن أَكونَ في مِسْلاخها من سَوْدةَ تمنت أَن تكون مثل هَدْيها وطريقتها والسِّلْخُ بالكسر الجِلْد والسالخُ الأَسْوَدُ من الحيات شديدُ السواد وأَقْتَلُ ما يكون من الحيات إِذا سَلَخَت جِلْدَها قال الكميت يصف قَرْنَ ثور طعن به كلباً فَكَرَّ بأَسْحَمَ مثلِ السِّنانِ شَوَى ما أَصابَ به مَقْتَلُ كأَنْ مُخَّ رِيقَتِه في الغُطَاطْ به سالخُ الجِلْدِ مُسْتَبْدَلُ ابن بُزُرْج ذلك أَسودُ سالِخاً جعله معرفة ابتداء من غير مسأَلة وأَسْوَدُ سالخٌ غيرَ مضاف لأَنه يَسْلَخ جلده كلَّ عام ولا يقال للأُنثى سالخة ويقال لها أَسْوَدَةُ ولا توصف بسالخة وأَسْوَدانِ سالخٌ لا تثنى الصفة في قول الأصمعي وأَبي زيد وقد حكى ابن دريد تثنيتها والأَول أَعرف وأَساوِدُ سالخةٌ وسَوالخُ وسُلَّخٌ وسُلَّخةٌ الأَخيرة نادرة وسَلَخَ الحَرُّ جلدَ الإِنسان وسَلَّخه فانْسَلَخ وتَسَلَّخ وسَلَخَت المرأَة عنها دِرْعَها نزعته قال الفرزدق إِذا سَلَخَتْ عنها أُمامةُ دِرْعَها وأَعْجَبها رابي المَجَسَّةِ مُشْرِفُ والسالخُ جَرَبٌ يكون بالجمل يُسْلَخُ منه وقد سُلِخَ وكذلك الظليم إِذا أَصاب ريشَه داءٌ واسْلَخَّ الرجل إِذا اضطجع وقد اسْلَخَخْتُ أَي اضطجعت وأَنشد إِذا غَدا القومُ أَبى فاسْلَخَّا وانْسَلَخَ النهار من الليل خرج منه خروجاً لا يبقى معه شيء من ضوئه لأَن النهار مُكَوَّر على الليل فإِذا زال ضوؤه بقي الليل غاسقاً قد غَشِيَ الناسَ وقد سَلَخ اللهُ النهارَ من الليل يَسْلخُه وفي التنزيل وآية لهم الليل نَسْلَخُ منه النهار فإِذا هم مظلمون وسَلَخْنا الشهرَ نَسْلَخُه ونَسْلُخُه سَلْخاً وسلوخاً خرجنا منه وصِرْنا في آخر يومه وسَلَخَ هو وانسَلخ وجاءَ سَلْخَ الشهر أَي مُنْسَلَخَه التهذيب يقال سَلَخْنا الشهر أَي خرجنا منه فسَلَخْنا كل ليلة عن أَنفسنا كلَّه قال وأَهْلَلْنا هِلالَ شهر كذا أَي دخلنا فيه ولبسناه فنحن نزداد كل ليلة إِلى مضيِّ نصفه لِباساً منه ثم نَسْلَخُه عن أَنفسنا جزءاً من ثلاثين جزءاً حتى تكاملت ليليه فسلَخناه عن أنفسنا كلَّه ومنه قوله إِذا ما سَلَخْتُ الشهرَ أَهْلَلْتُ مثلَه كَفَى قاتِلاً سَلْخِي الشُّهورَ وإِهْلالي وقال لبيد حتى إِذا سَلَخا جُمادَى ستَّةً جَزْءاً فطالَ صيامُه وصيامُها قال وجمادى ستة هو جمادى الآخرة وهي تمام ستة أَشهر من أَول السنة وسَلَخْتُ الشهر إِذا أَمضيته وصرت في آخره وانسلَخَ الشهرُ من سَنته والرجلُ من ثيابه والحيةُ من قشرها والنهارُ من الليل والنبات إِذا سَلَخ ثم عاد فاخْضَرَّ كلُّه فهو سالخٌ من الحَمْض وغيره ابن سيده سَلَخَ النباتُ عاد بعد الهَيْج واخْضَرَّ وسَلِيخ العَرْفَج ما ضَخُمَ من يَبِيسه وسَلِيخةُ الرِّمْثِ والعَرْفَج ما ليس فيه مَرْعىً إِنما هو خشب يابس والعرب تقول للرِِّمْث والعَرْفَج إِذا لم يبق فيهما مَرْعىً للماشية ما بقي منهما إِلا سَلِيخة وسَلِيخةُ البانِ دُهْنُ ثَمره قبل أَن يُربَّبَ بأفاويه الطِّيب فإِذا رُبِّبَ ثمره بالمسك والطيب ثم اعْتُصِر فهو مَنْشُوشٌ وقد نُشَّ نَشّاً أَي اختلط الدهنُ بروائح الطيب والسَّلِيخة شيء من العِطْر تراه كأَنه قِشْرٌ مُنْسَلخ ذو شُعَبٍ والأَسْلخُ الأَصْلَعُ وهو بالجيم أَكثر والمِسْلاخُ النخلة التي يَنْتَثِر بُسْرُها وهو أَخضر وفي حديث ما يَشْتَرِطُه المشتري على البائع إِنه ليس له مِسْلاخ ولا مِحْضار المِسْلاخ الذي ينتثر بُسْرُه وسَلِيخٌ مَلِيخٌ لا طعم له وفيه سَلاخَة ومَلاخة إِذا كان كذلك عن ثعلب

سمخ
السِّماخ الثَّقْبُ الذي بين الدُّجْرَيْنِ من آلة الفَدَّان والسِّماخ لغة في الصِّماخ وهو والِجُ الأُذُن عند الدماغ وسَمَخَه يَسْمَخُه
( * قوله « وسمخه يسمخه » بابه منع وسمخ الزرع طلع أولاً وانه لحسن السمخة بالكسر كأنه مأخوذ من السماخ العفاص ) سَمْخاً أَصاب سِماخَه فعَقره ويقال سَمَخَنيِ بِجدَّةِ صوته وكثرة كلامه ولغة تميم الصَّمْخُ

سملخ
السَّمالِخِيّ من الطعام واللبن ما لا طعم له والسَّمالِخِيُّ اللبَنُ يترك في سِقاءٍ فيُحْقَنُ وطعمهُ طَعْمُ مَخْضٍ وسُمْلُوخ النَّصِيِّ ما تنتزعه من قُضْبانه الرَّخْصة وقال النضر صُمْلُوخ الأُذُنِ وسُمْلُوخُها وَسَخها وما يخرج من قشورها وسَماليخُ النَّصِيِّ أَما صِيخُه وهو ما تَنْزِعُه منه مثلَ القضيب

سنخ
السِّنْخُ الأَصل من كل شيء والجمع أَسْناخ وسَنُوخ وسِنْخُ كل شيء أَصله وقول رؤبة غَمْرُ الأَجارِيّ كريمُ السِّنْحِ أَبْلَجُ لم يُولَدْ بَنجْمِ الشُّحِّ إِنما أَراد السِنّخ فأَبدل من الخاء حاء لمكان الشُّحِّ وبعضهم يرويه بالخاء وجمع بينها وبين الحاء لأَنهما جميعاً حرفا حَلْق ورجع فلان إِلى سِنْخِ الكَرَم وإِلى سِنْخِه الخبيث وسِنْخُ الكلمة أَصلُ بنائها وفي حديث علي عليه السلام ولا يَظْمَأُ على التقوى سِنْخُ أَصلٍ والسِّنْخُ والأَصل واحد فلما اختلف اللفظان أَضاف أَحدهما إِلى الآخر وفي حديث الزُّهْري أَصلُ الجهاد وسِنْخُه الرِّباطُ في سبيل الله يعني المُرابَطة عليه وفي النوادر سِنْخُ الحُمَّى وبلد سَنْخٌ مَحَمَّةٌ وسِنْخُ السكين طَرفَ سِيلانِه الداخلُ في النصاب وسِنْخُ النَّصْل الحديدة التي تدخل في رأْس السهم وسِنْخُ السيف سِيلانُه وأَسْناخُ الثنايا والأَسْنانِ أُصولها والسَّناخَةُ الريح المُنْتِنة والوَسَخُ وآثار الدباغ ويقال بَيْتٌ له سَنْخَةٌ وسنَاخة قال أَبو كبير فَدَخَلْتُ بيتاً غيرَ بيتِ سَناخة وازْدَرْتُ مُزْدارَ الكَريمِ المِفْضَلِ يقول ليس ببيت دِباغٍ ولا سَمْن وسَنِخَ الدُّهْنُ والطعامُ وغيرهما سَنَخاً تغير لغةٌ في زَنِخَ يَزْنَخُ إِذا فسد وتغيرت ريحه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَن خَيَّاطاً دعاه إِلى طعام فقدّم إِليه إهالة سَنِخةً وخُبْزَ شعير الإِهالَةُ الدسم ما كان والسَّنِخةُ المتغيرة ويقال بالزاي وقد تقدم وسَنِخَ من الطعام أَكْثَر وسَنَخَ في العلم يَسْنَخُ سُنُوخاً رَسَخ فيه وعلا وأَسْناخ النجوم التي لا تَنْزِلُ بنُجومِ الأَخْذِ حكاه ثعلب قال ابن سيده فلا أَحقّ أَعَنى بذلك الأُصولَ أَم غيرها وقال بعضهم إِنما هي أَشياخ النجوم أَبو عمرو صَنِخَ الوَدَكُ وسَنِخَ

سنبخ
في النوادر ظَلِلْتُ اليومَ مُسَرْبَخاً ومُسنَبخاً أَي ظَلِلْتُ أَمشي في الظهيرة

سوخ
ساخت بهم الأَرضُ تَسُوخ سَوْخاً وسُؤُوخاً وسَوَخاناً إِذا انْفَخَسَت وكذلك الأَقدام تَسُوخ في الأَرض وتَسيخ تدخل فيها وتَغِيبُ مثل ثاخَتْ وفي حديث سُراقَةَ والهِجْرَةِ فساخَتْ يَدُ فَرَسي أَي غاصت في الأَرض وفي حديث موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام فَساخَ الجبلُ وخَرَّ موسى صَعِقاً وفي حديث الغارِ فانْساختِ الصخرةُ كذا روي بالخاء أَي غاصت في الأَرض قال وإِنما هو بالحاء المهملة وقد تقدم وساختِ الرِّجلُ تَسيخُ كذلك مثل ثاختْ وصارت الأَرض سُوَّاخاً وسُواخي أَي طِيناً وساخ الشيءُ يَسُوخُ رَسَبَ ويقال مُطِرْنا حتى صارت الأَرض سَواخي على فَعالى بفتح الفاء واللام وفي التهذيب حتى صارت الأَرض سُوَّاخى على فُعَّالى بضم الفاء وتشديد العين وذلك إِذا كثرت رِداغُ المَطَر ويقال بَطْحاءُ سُوَّاخى وهي التي تَسُوخ فيها الأَقدام ووصف بعيراً يُراضُ قال فأَخذ صاحبه بذنبه في بَطْحاء سُوَّاخي وإِنما يُضْطَرُّ إِليها الصَّعْبُ ليَسُوخَ فيها والسُّوّاخي طين كثر ماؤُهُ من رِداغ المطر يقال إِن فيه لسُوَّاخِيَةً شديدة أَي طين كثير والتصغير سُوَيْوِخَة كما يقال كمُيَثرة وفي النوادر تَسَوَّخْنا في الطين وتَزَوَّخْنا أَي وقعنا فيه

سيخ
ساخ الشيء سَيَخاناً رَسَخَ الساخةُ لغة في السَّخاةِ وهي البَقْلَةُ الرَّبيعية وفي حديث يوم الجمعة ما من دابة إِلا وهي مُسيخة أَي مُصْغِية مُسْتَمعة ويروى بالصاد وهو الأَصل

شبخ
الشَّبْخُ صوت اللبن عند الحَلْب كالشَّخْبِ عن كراع

شخخ
شَخَّ ببوله يَشُخُّ شَخّاً مَدّ به وصَوّت وقيل دَفَع وشَخَّ الشيخُ ببوله يَشُخُّ شَخّاً لم يقدر أَن يحبسه فغلبه عن ابن الأَعرابي وعَمَّ به كُراعٌ فقال شَخَّ ببوله شَخّاً إذا لم يقدر على حبسه والشَّخُّ صوت الشُّخْب إِذا خرج من الضَّرْع والشَّخْشَخة صوت السلاح واليَنْبُوتِ كالخَشْخَشة وهي لغة ضعيفة والشَّخْشَخة والخَشْخَشة حركة القِرْطاسِ والثوب الجديد وشَخْشَختِ الناقةُ رفعت صدرها وهي باركة

شدخ
الشَّدْخُ الكسرُ في كل شيء رَطْب وقيل هو التَّهْشِيم يعني به كَسْرَ اليابس وكلِّ أَجوفَ شَدَخَه بَشْدَخُه شَدْخاً فانْشَدَخ وتَشَدَّخ الليث الشَّدْخ كسرك الشيءَ الأَجْوَفَ كالرأْس ونحوه شَدَخَ رأْسَه فانْشَدَخَ وشُدِّختِ الرُؤُوس شُدِّدَ للكثرة وفي الحديث فَشَدَخُوه بالحجارة الشَّدْخُ كسر الشيء الأَجْوَفِ وكذلك كل شيء رَخْصٍ كالعَرْفَجِ وما أَشبهه والمُشَدَّخُ بُسْرٌ يُغْمَز حتى يَنْشَدِخ ابن سيده وعَجَلَةٌ شَدْخَةٌ رَطْبَة رَخْصَةٌ أَعني بالعَجَلَة ضرباً من النبات وطِفْلٌ شَدَخٌ رَخْصٌ وغلام شادِخٌ شابٌّ الجوهري المُشَدَّخُ البُسْر يُغْمَز حتى يَنْشَدخ ثم يُيَبَّسُ في الشتاء قال أَبو منصور المُشَدَّخ من البُسْرِ ما افْتُضِخ والفَضْخ والشَّدْخ واحد وقول جرير ورَكِبَ الشادِخَةَ المُحَجَّله يعني ركب فِعْلَة مشهورة قبيحة من قِبَلِ أَبيه وقال ابن بري الشعر للعَيِّفِ العَبْدِيِّ يهجو به الحرث بن أَبي شمر الغساني ابن الأَعرابي يقال للغلام جَفْر ثم يافِعٌ ثم شَدَخ ثم مُطَبَّخ ثم كَوْكَبٌ وروي في حديث ابن عمر أَنه قال في السِّقْطِ إِذا كان شَدَخاً أَو مُضْغَةً فادْفِنْه في بيتك الشَّدَخ بالتحريك الذي يسقط من جوف أُمه رَطْباً رَخصاً لم يَشْتَدَّ وشَدَخَتِ الغُرّة تَشْدَخُ شَدْخاً وشُدُوخاً انتشرت وسالت سُفْلاً فملأَت الجبهة ولم تبلغ العينين وقيل غَشِيَتِ الوجهَ من أَصل الناصية إِلى الأَنف قال غُرَّتُنا بالمَجْدِ شادِخَةٌ للناظرين كأَنها البَدْرُ وفرس أَشْدَخُ والأُنثى شَدْخاء ذو شادِخَةٍ قال أَبو عبيدة يقال لغُرَّة الفرس إِذا كانت مستديرة وَتِيرة فإِذا سالت وطالت فهي شادِخَة وقد شَدَخَتْ شُدُوخاً اتسعت في الوجه وأَنشد أَبو عبيد سَقْياً لكم يا نُعْمُ سَقْيَيْنِ اثْنَيْن شادِخَة الغُرَّة نَجْلاء العَيْن وقال الراجز شَدَخَتْ غُرَّة السَّوابقِ فيهم في وُجوهٍ إِلى الكِمامِ الجِعَادِ والشُِّدَّاخُ أَحد حُكَّام كنانة وهو لقب له واسمه يَعْمَرُ بنُ عَوْف قال الأَزهري كان يَعْمَرُ الشُِّدَّاخُ أَحد حكام العرب في الجاهلية سمي شُدَّاخاً لأَنه حكم بين خُزاعة وقُصَيّ حين حَكَّموه فيما تنازعوا فيه من أَمر الكعبة وكثر القتلُ فَشَدَخَ دِماء خزاعة تحت قدمه وأَبطلها وقضى بالبيت لِقُصَيّ وخُرِّجَ شُِدَّاخٌ نعتاً مخرج رجل طُوَّال وماء طِيَّاب ومن العرب من يقول يَعْمَرُ الشَّدَّاخُ وأَمْرٌ شادِخٌ أَي مائل عن القصد وقد شَدَخَ يَشْدَخُ شَدْخاً فهو شادخ قال أَبو منصور لا أَعرف هذا الحرف ولا أَحقه ثم قال صححه قول أَبي النجم مُقْتَدِرُ النَّفْسِ على تَسْخِيرِها بأَمْرِه الشادِخِ عن أُمُورِها أَي يَعْدِلُ عن سَنَنها ويَمِيل وقال الراجز شادِخَة تَشْدَخُ عن أَذْلالِها قال أَبو عبيدة أَي تَعْدِلُ عن طريقها وبنو الشَّدَّاخِ بطنٌ والأَشْداخُ وادٍ من أَودية تِهامَةَ قال حسان بن ثابت أَلم تَسْأَلِ الرَّبْعَ الجَديدَ التَّكَلُّما بِمَدْفَعِ أَشْداخٍ فَبُرْقَةِ أَظْلَما

شرخ
الشَّرْخُ والسِّنْخُ الأَصْلُ والعِرْقُ وشَرْخ كل شيءٍ حرفه الناتئُ كالسهم ونحوه وشَرْخا الفُوق حرفاه المُشْرِفانِ اللذان يقع بينهما الوَتر ابن شميل زَنَمَتا السهم شَرْخا فُوقِه وهما اللذان الوَتَرُ بينهما وشَرْخا السهم مِثْلُه قال الشاعر يصف سهماً رمى به فأَنْفَذَ الرَّميَّة وقد اتصل به دَمُها كأَنَّ المَتْنَ والشَّرْخَيْنِ منه خِلاف النَّصْل سِيطَ به مُشِيحُ وشَرْخُ الأَمر والشباب أَوله وشَرْخا الرَّحْل حرفاه وجانباه وقيل خشبتاه من وراء ومُقَدَّم وشَرْخُ الشباب أَوَّله ونَضارته وقُوَّته وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع وقيل هو جمع شارخ مثل شارب وشَرْبٍ وفي التهذيب شَرْخا الرحل آخِرَتُه وواسطته قال ذو الرمة كأَنه بين شَرْخَيْ رَحْل ساهِمةٍ حَرْفٍ إِذا ما اسْتَرَقَّ الليلُ مَأْمُومُ وقال العجاج شَرْخا غَبيطٍ سَلِسٍ مِرْكاحِ ابن حَبِيبٍ نَجْلُ الرجل وشَلْخُهُ وشَرْخُه واحدٌ وفي حديث عبد الله بن رَواحة قال لابن أَخيه في غزوة مُؤْتَةَ لعلك تَرْجِعُ بين شَرْخَي الرَّحْل أَي جانبيه أَراد أَنه يُسْتَشْهَدُ فيرجع ابن أَخيه راكباً موضعه على راحلته فيستريح وكذا كان استشهد ابن رواحة فيها ومنه حديث ابن الزبير مع أَزَبَّ جاءَ وهو بين الشَّرْخَيْنِ أَي جانبي الرحْلِ شمر الشَّرْخُ الشَّابُّ وهو اسم يقع موقع الجمع قال لبيد شَرْخاً صُقُوراً يافِعاً وأَمْرَدا وشَرْخُ الشَّباب قُوَّتُه ونَضارته وقال المُبَرِّدُ الشَّرْخُ الشَّبابُ لأَن الشَّرْخَ الحَدُّ وأَنشد إِنَّ شَرْخَ الشَّبابِ تَأْلَفُه البي ضُ وشَيْبُ القَذالِ شَيءٌ زَهِيدُ والشَّرْخُ أَوَّل الشَّبابِ والشارِخُ الشَّابُّ والشَّرْخُ اسم للجمع وفي الحديث اقْتُلوا شُيُوخَ المشركين واسْتَحْيُوا شَرْخَهم قال أَبو عبيد قيه قولان أَحدهما أَنه أَراد بالشُّيوخ
( * قوله « أراد بالشيوخ إلخ » عبارة النهاية أراد بالشيوخ الرجال المسانّ أهل الجلد والقوة على القتال ولم يرد الهرمى والشرخ الصغار الذين لم يدركوا وقيل أراد بالشيوخ الهرمى الذين إذا سبوا لم ينتفع بهم في الخدمة وأراد بالشرخ الشبان أهل الجلد الذين ينتفع بهم في الخدمة ) الرجال المَسانَّ أَهلَ الجَلَدِ والقُوَّة على القتال ولا يريد الهَرْمى الذين إِذا سُبُوا لم ينتفع بهم في الخدمة ) وأَراد بالشَّرْخِ الشَّباب أَهل الجلد الذين ينتفع بهم في الخدمة وقيل أَراد بهم الصِّغارَ فصار تأْويل الحديث اقتلوا الرجال البالغين واستحيوا الصبيان قال حسان بن ثابت إِنَّ شَرْخَ الشَّبابِ والشَّعَرَ الأَسْ وَدَ ما لم يُعاضَ كان جُنُونا وجمع الشَّرْخ شُروخٌ وشُرَّخٌ وشُروخ شُرَّخٌ على المبالغة قال العجاج صِيدٌ تَسامى وشُروخٌ شُرَّخٌ والشَّرْخُ نِتاجُ كل سنة من أَولاد الإِبل قال ذو الرمة يصف فحلاً سِبَحْلاً أَبا شَرْخَيْنِ أَحْيا بناتِه مقَالِيتُها فهي اللبُّابُ الحَبائشُ أَبو عبيدة الشَّرْخُ النِّتَاجُ يقال هذا من شَرْخِ فلان أَي من نِتاجه وقيل الشَّرْخُ نِتاجُ سَنَة ما دام صغاراً والشَّرْخُ نابُ البعير وشَرَخَ نابُ البعير يَشْرُخُ شُرُوخاً شَقَّ البَضْعَة وخرج قال الشاعر فلما اعَتَرَتْ طارقاتُ الهُموم رَفَعْتُ الوليَّ وكَوْراً رَبيخا على بازلٍ لم يَخُنْها الضِّراب وقد شَرَخَ النابُ منها شُرُوخا وفي الصحاح شَرَخ نابُ البعير شَرْخاً وشَرَخ الصَّبيُّ شُروخاً والشَّرْخُ النَّصْل الذي لم يُسْقَ بَعْدُ ولم يُرَكَّبْ عليه قائمُه والجمع شُرُوخٌ وهما شَرْخان أَي مِثْلان والجمع شُرُوخٌ وهم الأَتراب قال أَبو بكر في الشَّرْخِ قولان يقال الشَّرْخُ أَول الشباب فهو واحد يكفي من الجمع كما تقول رجلٌ صَوْمٌ ورجلان صَوْمٌ والشَّرْخُ جمع شارِخٍ مثل طائر وطيرٍ وشاربٍ وشَرْبٍ وقال أَبو منصور يقال هو شَرْخِي وأَنا شَرْخُه أَي تِرْبي ولِدَتي وفِقَعَةٌ شِرْياخٌ لا خير فيها وفي حديث أَبي رُهْمٍ لهم نَعَمٌ بشَبَكَةِ شَرْخٍ هو بفتح الشين وسكون الراءِ موضع بالحجاز وبعضهم يقوله بالدال والشِّرْياخُ الكَمْأَة الفاسدة التي قد اسْتَرْخَتْ وقد ذكرها بعضهم في الرباعي

شردخ
رجل شِرْداخُ القدمين عريضهما وفي النوادر قَدَمٌ شِرْداخة أَي عريضة وفي بعض حواشي نسخ الصحاح قال أَبو سهل الذي أَحفظه شِرْداح القدم بالحاءِ المهملة

شلخ
الشَّلْخُ الأَصلُ والعِرْقُ قال ابن حبيب شَلْخُ الرجل وشَرْخُه ونَجْلُه ونَسْلُه وزِكْوِتُه وزِكْيَتُه واحد قال أَبو عدنان قال لي كِلابيٌّ فلانٌ شَلْخُ سَوْءٍ وخَلْفُ سَوْءٍ وأَنشد بيت لبيد وبَقِيتُ في شَلْخٍ كجِلْدِ الأَجْرَبِ والشَّلْخُ حُسْنُ الرجل عن ابن الأَعرابي وشالَخُ جَدُّ إِمبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام

شمخ
شَمَخَ الجَبَلُ يَشْمَخُ شُموخاً علا وارتفع والجبال الشَّوامخُ الشواهق وجبل شامخٌ وشَمَّاخٌ طويل في السماء ومنه قيل للمتكبر شامخ والشامخ الرافع أَنفه عِزّاً وتكبراً والجمع شُمَّخٌ وقد شَمَخَ أَنفه وبأَنفه يَشْمَخُ شُموخاً تكبر وتعظم وفي حديث قُسٍّ شامخُ الحَسَب الشامخ العالي وفي الحديث فَشَمَخَ بأَنفه ارتفع وتكبر وأُنُوف شُمَّخٌ وشَمَخ فلانٌ بأَنفه وشَمَخَ أَنْفُه لي إِذا رفع رأْسه عزّاً وكبراً والأُنُوفُ الشُّمَّخ مثل الزُّمَّخ ورجل شَمَّاخ كثير الشُّمُوخ قال أَبو تراب قال عَرَّام نِيَّة زَمَخٌ وشَمَخٌ وزَمُوخ وشَمُوخ أَي بعيدة والشَّمَّاخ بن ضِرار اسم شاعر واسم الشَّمَّاخ مَعْقِلٌ وكنيته أَبو سعيد وشَمْخٌ اسم وبنو شَمْخ بَطْنٌ قال وشَمْخُ بن فَزارة بطنٌ

شمرخ
الشِّمْراخُ والشُّمْروخ العِثْكالُ الذي عليه البُسْرُ وأَصله في العِذْق وقد يكون في العنب التهذيب الشِّمْراخُ عِسْقَبَةٌ من عِذْقِ عُنْقُودٍ وفي الحديث أَن سَعْدَ بن عُبادة أَتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل في الحيّ مُخْدَجٍ سقيم وُجِدَ على أَمَة من إِمائهم يَخْبُثُ بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذوا له عِثْكالاً فيه مائة شِمْراخ فاضربوه به ضربة ما بين خمس مرات إِلى عشر مرات والشُّمْروخ غُصْنٌ دقيق رَخْصٌ يَنْبُتُ في أَعلى الغصن الغليظ خرج في سَنَتِه رَخْصاً والشِّمْراخُ رأْسٌ مستدير طويل دقيق في أَعلى الجبل الأَصمعي الشَّماريخُ رؤُوس الجبال وهي الشَّناخِيبُ واحدتها شُنْخُوبة والشِّمْراخ من الغُرَر ما استَدَقَّ وطال وسال مُقْبِلاً حتى جَلَّلَ الخَيْشُومَ ولم يبلغ الجَحْفَلَة والفرس شِمْراخٌ قال حُرَيْثُ بنُ عَتَّاب النَّبْهانيُّ تَرى الجَوْنَ ذا الشِّمْراخِ والوَرْدَ يُبْتَغَى لَيالَي عَشْراً وَسْطَنا وهو عائرُ وقال الليث الشِّمْراخ من الغُرَرِ ما سال على الأَنف وشِمْراخُ السحاب أَعاليه وشَمْرَخَ النخلةَ خَرَط بُسْرَها وقال أَبو صَبْرَةَ السَّعْديُّ شَمْرِخ العِذْقَ أَي اخْرُطْ شَماريخه بالمِخْلَب قَعْطاً
( * قوله « قعطاً » كذا بالأصل بتقديم العين على الطاء وفي القاموس قطعاً بتأخير العين قال شارحه وانظره ) والشِّمْراخية صنف من الخوارج أَصحاب عبدالله بن شِمْراخ

شنخ
الشِّناخُ أَنف الجبل قال ذو الرمة يصف الجبال إِذا شِناخُ أَنْفِه تَوَقَّدا وفي التهذيب إِذا شِناخا قُورِها تَوَقِّدا أَراد شَناخِيب قُورِها وهي رؤُوسها الواحدة شَنْخَة كأَن الباءَ زيدت الأَزهري المُشَنَّخُ من النخل الذي نُقِّحَ سُلاَّؤه وقد شَنَّخَ نَخْلَه تَشْنِيخاً

شندخ
الشُّنْدُخُ الوَقَّادُ من الخيل وأَنشد أَبو عبيدة قول المَرَّار شُنْدُخٌ أَشْدَفُ ما وَزَّعْتَه وإِذا طُؤْطِئَ طَيَّارٌ طِمِرُّ ورواه غيره شُنْدُفٌ وقيل هو العظيم الشديد التهذيب الشُّنْدُخ من الخيل والإِبل والرجال الشديد الطويل المكتنز اللحم وأَنشد بشُنْدُخٍ يَقْدُم أُولى الأُنُفِ وقال طالق بن عَدِيّ ولا يَرى الفَرْسَخَ بعد الفَرْسَخ شيئاً على أَقَبَّ طاوٍ شُنْدُخِ والشُّنْدُخُ والشُّنْدُخِيُّ ضرب من الطعام الفراء الشُّنْدَاخيُّ الطعام بجعله الرجل إِذا ابتنى داراً أو عمل بيتاً

شيخ
الشيْخُ الذي استبانتْ فيه السن وظهر عليه الشيبُ وقيل هو شَيْخٌ من خمسين إِلى آخره وقيل هو من إِحدى وخمسين إِلى آخر عمره وقيل هو من الخمسين إِلى الثمانين والجمع أَشياخ وشِيخانٌ وشُيوخٌ وشِيَخَة وشِيخةٌ ومَشْيَخٍة ومَِشِيخة ومَشْيُوخاء ومَشايِخُ وأَنكره ابن دريد وفي الحديث ذكر شِيخانِ قريش جمع شَيْخ كضَيْف وضِيفانٍ والأُنثى شَيْخَة قال عَبِيدُ بنُ الأَبرَص كأَنها لِقْوَةٌ طَلُوبُ تَيْبَسُ في وَكْرِها القُلُوبُ باتتْ على أُرَّمٍ عَذُوباً كأَنها شَيْخةٌ رَقُوبُ قال ابن بري والضمير في باتت يعود على اللِّقْوَة وهي العُقاب شبه بها فرسه إِذا انقضت للصيد وعَذُوبٌ لم تأْكل شيئاً والرَّقُوبُ التي تَرْقُبُ وَلَدَها خوفاً أَن يموت وقد شاخَ يَشِيخُ شَيَخاً بالتحريك وشُيُوخة وشُِيِوُخِيَّةً عن اللحياني وشَيْخُوخة وشَيْخوخِيَّة فهو شَيْخ وشَيَّخَ تَشْيِيخاً أَي شاخَ وأَصل الياءِ في شيخوخة متحرّكة فسكنت لأَنه ليس في الكلام فَعْلُولٌ وما جاءَ على هذا من الواو مثل كَيْنُونة وقَيْدودة وهَيْعُوعة فأَصله كَيَّنُونة بالتشديد فخفف ولولا ذلك لقالوا كَوْنُونة وقَوْدُودة ولا يجب ذلك في ذوات الياءِ مثل الحَيْدُودة والطَّيْرورة والشَّيْخوخة وشَيَّخْته دَعَوْتُه شَيْخاً للتبجيل وتصغير الشَّيخ شُيَيْخٌ وشُيَيْخٌ أَيضاً بكسر الشين ولا تقل شُوَيْخ أَبو زيد شَيَّخْتُ الرجل تَشْييخاً وسَمَّعت به تَسْميعاً ونَدَّدت به تَنْديداً إِذا فضحته وشَيَّخَ عليه شنَّع أَبو العباس شَيْخٌ بَيّن التَّشَيُّخ والتشييخ والشَّيْخُوخة وأَشياخُ النجوم هي الدراريُّ قال ابن الأَعرابي أَشياخُ النجوم هي التي لا تنزل في منازل القمر المسماة بنجوم الأَخْذِ قال ابن سيده أُرى أَنه عنى بالنجوم الكواكب الثابتة وقال ثعلب إِنما هي أَسْناخُ النجوم وهي أُصولها التي عليها مدار الكواكب وسِرُّها وقوله أَنشده ثعلب عن ابن الأَعرابي يَحْسَبُه الجاهلُ ما لم يَعْلَما شَيْخاً على كُرْسِيِّه مُعَمَّما لو أَنه أَبانَ أَو تَكَلَّما لكان إِيَّاه ولكن أَعْجَما وفسره فقال يصف وَطْبَ لبن شبهه برجل مُلَفَّفٍ بكسائه وقال ما لم يعلم فلما أَطلق الميم رَدَّها إِلى اللام وأَما سيبويه فقال هو على الضرورة وإِنما أَراد يعلمنْ قال ونظيره في الضرورة قول جَذيمَة الأَبْرَص ربما أَوفَيْتُ في عَلَمٍ تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمالاتُ وقول الشاعر مَتى مَتى تُطَّلَعُ المَثابا ؟ لَعَلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصابا قال عني بالشيخ الوَعِلَ والشِّيخَةُ نَبْتَةٌ لبياضها كما قالوا في ضرب من الحَمْضِ الهَرْمُ والشاخةُ المعتدِلُ قال ابن سيده وإِنما قضينا على أَن أَلف شاخة ياء لعدم « ش و خ » وإِلا فقد كان حقها الواو لكونها عيناً قال أَبو زيد ومن الأَشجار الشَّيْخُ وهي شجرة يقال لها شجرة الشُّيُوخِ وثمرتها جِرْوٌ كجِرْوِ الخِرِّيعِ قال وهي شجرة العُصْفُر مَنْبِتُها الرِّياضُ والقُرْيانُ وفي حديث أُحُدٍ ذكر شَيْخانِ
( * قوله « ذكر شيخان » قال ابن الأثير بفتح الشين وكسر النون وقال ياقوت شيخان بلفظ تثنية شيخ ثم قال وشيخة رملة بيضاء في بلاد أسد وحنظلة على الصحيح ) بفتح الشين هو موضع بالمدينة عَسْكَرَ به سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة خَرَجَ إِلى أُحُدٍ وبه عَرَضَ الناسَ والله أَعلم

صبخ
الصَّبَخَةُ لغة في السَّبَخَة والسين أَعلى والصَّبِيخَة لغة في سَبِيخةِ القطن و السين فيه أَفشى

صخخ
الصخُّ الضرب بالحديد على الحديد والعصا الصلبة على شيءٍ مُصمتٍ وَصَخُّ الصخرة وَصَخِيخُها صوتُها إِذا ضربتها بحجر أَو غيره وكلُّ صوت من وقع صخرة على صخرة ونحوه صَخٌّ وصَخيخٌ وقد صَخَّت تصخُّ تقول ضربت الصخرة بحجر فسمعت لها صَخَّةً والصاخَّةُ القيامة وبه فسر أَبو عبيدَة قوله تعالى فَإِذا جاءَت الصاخة فإِما أَن يكون اسمَ الفاعل من صخ يصخ وإِما أَن يكون المصدَر وقال أَبو إِسحاق الصاخة هي الصيحة التي تكون فيها القيامة تصُخُّ الأَسماعَ أَي تُصِمُّها فلا تسمع إِلاَّ ما تدعى به للإِحياء وتقول صخَّ الصوتُ الأُذُنَ يَصُخُّها صخّاً وفي نسخة من التهذيب أَصخ إِصخاخاً ولا ذكر له في الثلاثي وفي حديث ابن الزبير وبناء الكعبة فخاف الناس أَن يصيبهم صاخة من السماء هي الصيحة التي تَصُخُّ الأَسماع أَي تقرعها وتصمها قال ابن سيده الصاخة صيحة تصخ الأُذن أَي تطعنها فتصمها لشدتها ومنه سميت القيامة الصاخة يقال كأَنها في أُذنه صاخة أَي طعنة والغرابُ يصُخُّ بمنقاره في دَبَرِ البعير أَي يطعن تقول منه صخ يصخ والصاخة الداهية

صرخ
الصَّرْخَةُ الصيحة الشديدة عند الفزع أَو المصيبة وقيل الصُّراخُ الصوت الشديد ما كان صرخ يصرُخُ صُراخاً ومن أَمثالهم كانَتْ كَصَرْخَةِ الحُبْلى للأَمر يفجَو ك والصارخ والصريخ المستغيث وفي المثل عَبْدٌ صَريخُهُ أَمَةٌ أَي ناصره أَذل منه وأَضعف وقيل الصارخ المستغيث والمستصرخ المستغيث والمصرخ المغيث وقيل الصارخ المستغيث والصارخ المغيث قال الأَزهري ولم أَسمع لغير الأَصمعي في الصارخ أَن يكون بمعنى المغيث قال والناس كلهم على أَن الصارخ المستغيث والمصرخ المغيث والمستصرخ المستغيث أَيضاً وروى شمر عن أَبي حاتم أَنه قال الاستصراخ الاستغاثة والاستصراخ الاغاثة وفي حديث ابن عمر أَنه استصرخ على امرأَته صفية استصراخ الحيّ على الميت أَي استعان به ليقوم بشأْن الميت فيعينهم على ذلك والصراخ صوت استغاثتهم قال ابن الأَثير اسْتُصْرِخ الإِنسان إِذا أَتاه الصارخ وهو الصوت يعلمه بأَمر حادث ليستعين به عليه أَو ينعى له ميتاً واسْتَصْرَخْتُهُ إِذا حملته على الصراخ وفي التنزيل ما أَنا بمصرخكم وما أَنتم بمصرخيَّ والصريخُ المغيث والصريخ المستغيث أَيضاً من الأَضداد قال أَبو الهيثم معناه ما أَنا بمغيثكم قال والصريخ الصارخ وهو المغيث مثل قدير وقادر واصْطَرَخَ القَومُ وتصارخوا واستصرخوا استغاثوا والاصطراخ التصارخ افتعال والتصرّخ تكلف الصراخ ويقال التصرّخ به حمق أَي بالعطاس والمستصرخ المستغيث تقول منه استصرخني فأَصرخته والصَّريخُ صوتُ المستصرخ ويقال صرخ فلان يصرخُ صراخاً إِذا استغاث فقال واغَوثاهْ واصَرْخَتاهْ قال والصريخ يكون فعيلاً بمعنى مُفعِل مثل نذير بمعنى منذر وسميع بمعنى مسمع قال زهير إِذا ما سمعنا صارخاً مَعَجَتْ بِنا إِلى صوتهِ وُرْقُ المَراكلِ ضُمَّرُ وسمعت صارخة القوم أَي صوت استغاثتهم مصدر على فاعلة قال والصارخة بمعنى الاغاثة مصدر وأَنشد فكانوا مُهلِكِي الأَبناءِ لولا تدارُكُهم بِصارخةٍ شَفِيقِ قال الليث الصارخة بمعنى الصريخ المغيث وصرخ صرخَة واصطرخ بمعنى ابن الأَعرابي الصرَّاخُ الطاووس والنَّبَّاحُ الهدهد وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل إِذا سمع صوت الصارخ يعني الديك لأَنه كثير الصياح في الليل

صلخ
الأَصْلَخُ الأَصَمُّ كذلك قال الفراء وأَبو عبيد قال ابن الأَعرابي فهؤلاء الكوفيون أَجمعوا على هذا الحرف بالخاء المعجمة وأَمَّا أَهل البصرة ومن في ذلك الشق من العرب فإِنهم يقولون الأَصلج بالجيم قال الأَزهري وسمعت أَعرابيّاً يقول فلان يتصالج علينا أَي يتصامم قال ورأَيت أَمة صماء كانت تعرف بالصلجاء قال فهما لغتان جيدتان بالخاءِ والجيم وقد صَلِخَ سَمعُهُ وصَلِخَ الأَخيرةُ عن ابن الأَعرابي ذهب فلا يسمع شيئاً البتة ورجل أَصلخ بَيِّن الصَّلَخِ قال ابن الأَعرابي فإِذا بالغوا بالأَصم قالوا أَصم أَصلخ قال الشاعر لو أَبْصَرَتْ أَبْكمَ أَعمى أَصلَخا إِذاً لَسَمَّى واهتَدى أَنَّى وَخَى أَي أَنَّى توجه يقال وخَى يَخِي وَخْياً وإِذا دُعي على الرجل قيل صَلْخاً كصَلْخِ النعام لأَن النعام كله أَصلخُ وكان الكميت أَصم أَصلخ وجَمَلٌ أَصلخ وناقة صلخاء وإِبل صلخى وهي الجُِرب والجرَب الصالِخُ وهو الناخس الذي يقع في دَبَرِه فلا يشك أَنه سيصلخه وصلخه إِياه أَي أَنه يشمل بدنه والعرب تقول للأَسود من الحيات صالِخٌ وسالِخٌ حكاه أَبو حاتم بالصاد والسين غيره أَقْتَلُ ما يكونُ من الحيات إِذا صَلَخَتْ جلدها ويقال للأَبرص الأَصلخ

صمخ
الصِّماخُ من الأُذن الخرقُ الباطن الذي يُفضي إِلى الرأْس تميمية والسماخ لغة فيه ويقال إِن الصماخ هو الأُذن نفسها قال العجاج حتى إِذا صرَّ الصماخَ الأَصمعَا وفي حديث الوضوء فأَخذ ماء فأَدخل أَصابعة في صماخ أُذنيه قال الصماخ ثقب الأُذن وقول العجاج أُمَّ الصَّدى عن الصَّدى وأَصْمُخُ أَصْمُخُ أَصُكُّ الصماخ وهو ثقب الأُذن الماضي إِلى داخل الرأْس وأُمُّ الصدى الهامَةُ وأُمُّها الجلدة التي تجمع الدماغ والجمع أَصمخة وصُمُخٌ وهو الأُصْموخُ وبالسين لغة وصَمَخَه يصمُخُه صمخاً أَصاب صماخه وصمخت فلاناً إِذا عقرت صماخ أُذنه بعود أَو غيره ابن السكيت صَمَخْت عينه أَصمُخُها صمْخاً وهو ضربك العين بجمع يدك ذكره بعقب صمخت صماخه وصَمَخ أَنْفَهُ دقَّهُ عن اللحياني ويقال للعطشان إِنه لَصادِي الصُّماخ والصُّماخ البئر القليلة الماء وجمعه صُمُخ والصَّمْخُ كل ضربة أَثرت قال أَبو زيد كل ضربة أَثرت في الوجه فهي صمْخ أَبو عبيد صمخته الشمس أَصابته شمر صمخته بالخاء أَصابت صماخه ويقال صمخ الصوتُ صِماخَ فلان ويقال ضرب الله على صماخه إِذا أَنامه وفي حديث أَبي ذرّ فضرب الله على أَصمختنا فما انتبهنا حتى أَضحينا وهو كقوله عز وجل فضربنا على آذانهم في الكهف ومعناه أَنمناهم وقول أَبي ذرّ فضرب الله على أَصمختنا هو جمع قلة للصماخ أَي أَن الله أَنامهم وفي حديث عليّ رضوان الله عليه أَصختُ لاستراق صمائخ الأَسماع هي جمع صماخ كشمال وشمائل وصمخته الشمس اشتدّ وقعها عليه أَبو عبيد الشاة إِذا حلبت عند ولادها يوجد في أَحاليل ضرعها شيء يابس يسمى الصَّمْخَ والصمغَ الواحدة صَمْخَة وصَمْغَة فإِذا قطر ذلك أَفصَحَ لبَنُها بعد ذلك واحْلَوْلَى ويقال للحالب إِذا حلب الشاة ما ترك فيها قَطْراً

صملخ
الصِّمْلاخُ والصُّمْلُوخُ وسخ صماخ الأُذن وما يخرج من قشورها والجمع الصماليخ وقال النضر صُمْلوخُ الأُذن وسَمْلُوخُها ولبنٌ صُمالِخ وصُمالِخيٌّ خاثر متلبد وقال ابن شميل في باب اللبن الصُّمالخيّ والسُّمالخيّ من اللبن الذي حقنَ في السقاء ثم حفر له حفرة ووضع فيها حتى يروب يقال سقاني لبناً صمالخياً وقال ابن الأَعرابي الصمالخي من الطعام واللبن الذي لا طعم له والصُّمْلُوخُ أُمْصُوخُ النَّصِيِّ وهو ما ينتزع منه مثل القضيب حكاه أَبو حنيفة والعرب تقول لأَصل النَّصِيِّ والصِّلِّيانِ من الورق الرقيق إِذا يبس صملوخ والجمع الصماليخ قال الطرمَّاح سماوِيَّةٌ زُغْبٌ كأَنّ شكِيرَها صَمالِيخُ مَعْهودِ النَّصِيِّ المُجَلَّخِ وهو ما رقَّ من نبات أُصولها

صنخ
أَبو عمرو صَنِخَ الوَدكُ وسَنِخَ وهو الوضَحُ والوسَخُ وفي حديث أَبي الدرداء نعم البيت الحمَّام يذهب الصَّنخَة ويذكر النار يعني الدرن والوسخ يقال صنخ بدنه وسنخ والسين أَشهر

صيخ
أَصاخ لهُ يصِيخُ إِصاخة استمع وأَنصت لصوت قال أَبو دواد ويصيخ أَحياناً كما اس تمع المضلّ لصوت ناشد وفي حديث ساعة الجمعة ما من دابة إِلا وهي مُصيخة أَي مستمعة منصتة ويروى بالسين وقد تقدم والصاخَة خفيفٌ ورم يكون في العظم من صدمة أَو كدمة يبقى أَثرها كالمَشَشِ والجمع صاخات وصاخٌ وأَنشد بلَحْييهِ صاخٌ من صِدامِ الحوافر وفي حديث الغار فانصاخت الصخرة هكذا روي بالخاء المعجمة وإِنما هو بالمهملة بمعنى انشقت ويقال انصاخ الثوب إِذا انشق من قبل نفسه وأَلفها منقلبة عن واو وقد رويت بالسين وهي مذكورة فيما تقدم قال ابن الأَثير ولو قيل إِن الصاد فيها مبدلة من السين لم تكن الخاء غلطاً يقال ساخ في الأَرض يسوخ ويسيخ إِذا دخل فيها والله أَعلم

ضخخ
الضَّخُّ امتداد البول والمضخة قصبة في جوفها خشبة يرمى بها الماء من الفم قال أَبو منصور الضخ مثل النضخ للماء وقد ضَخَّه ضخّاً إِذا نضحه بالماء

ضردخ
نخلة ضِرْداخٌ صَفيٌّ كريمة قال بعض الطائيين عَرَسْتَ في جَبَّانَةٍ لم تَسْنَخِ كلَّ صَفِيٍّ ذات فرعٍ ضِرْدَخِ تَطَّلبُ الماءَ متى ما ترسخ وقيل الضردخ العظيم من كل شيء

ضمخ
الضَّمْخُ لطخ الجسد بالطيب حتى كأَنما يقطر وأَنشد تَضَمَّخْنَ بالجاديّ حتى كأَنما الأُ نوفُ إِذا اسْتعْرَضْتَهُنَّ رواعِفُ ابن سيده ضَمَخَه بالطيب يضمَخُه ضَخْماً وضمخه تضميخاً لطخه وتضمخ به تلطخ به وفي الحديث كان يُضَمِّخ رأْسه بالطيب التضمخ التلطخ بالطيب وغيره والإِكثار منه وفي الحديث كان متضمخاً بالخَلوق واضَّمخ واضطمخ والمضخ لغة شنعاء في الضمخ وضخَ عينه ووجهه وأَنفه يضمخه ضخماً ضربه بجمعه وقيل الضمخ ضرب الأَنف رعَفَ أَو لم يرعُفْ وقيل هو كل ضرب مؤثر في أَنف أَو عين أَو وجه وضمخه فلان أَتعبه

ضيخ
ابن الأَثير في حديث الزبير إِنَّ الموت قد تغشَّاكم سحابه وهو منضاخٌ عليكم بوابل البلايا يقال انضاخ الماء وانضخَّ إِذا انصبَّ ومثله في التقدير انقاض الحائط وانقضّ إِذا سقط شبه المنية بالمطر وانسيابه قال ابن الأَثير هكذا ذكره الهروي وشرحه وذكره الزمخشري في الصاد والحاء المهملتين وأَنكر ما ذكره الهروي

طبخ
الطَّبْخُ إنضاج اللحم وغيره اشتواء واقتداراً طبخَ القِدْرَ واللحمَ يطبُخُهُ ويَطبخُه طَبخاً واطَّبخه الأَخيرة عن سيبويه فانطبخ واطَّبَخ أَي اتخذ طبيخاً افتعل ويكون الاطّباخ اشتواء واقتداراً يقال هذه خبزة جيدة الطبخ وآجُرَّة جيدة الطبخ وطابِخَةُ لقب عامر بن الياس بن مضر لقبه بذلك أَبوه حين طبخ الضَّب وذلك أَن باه بعثه في بغاء شيء فوجد أَرنباً
( * هكذا بالأصل ) فطبخها وتشاغل بها عنه فسمي طابخة وتميمُ بنُ مرّ ومزينة وضبة بنو أَدّ بن طابخة بن خِندِف وكأَنه إِنما أَثبت الهاء في طابخة للمبالغة والمطبخ الموضع الذي يطبخ فيه وفي التهذيب المَطَبخ بيت الطَّباخ والمِطبخ بكسر الميم قال سيبويه ليس على الفعل مكاناً ولا مصدراً ولكنه اسم كالمربد والمِطْبخ آلة الطبخ والطَّبَّاخ معالج الطبخ وحرفته الطِّباخة وقد يكون الطبخ في القرص والحنطة ويقال أَتقدروُنَ أَم تشوُون ؟ وهذا مُطَّبَخ القوم ومُشْتواهم ويقال اطَّبِخُوا لنا قُرصاً وفي حديث جابر فاطَّبخنا هو افتعلنا من الطبخ فقلبت التاء لأَجل الطاء قبلها والاطّباخ مخصوص بمن يطبخ لنفسه والطبخ عام لنفسه ولغيره والطِّبْخُ اللحمُ المطبوخ والطبيخ كالقدير وقيل القدير ما كان بِفِحىً وتوابِلَ والطبيخ ما لم يفَحَّ واطَّبَخنا اتخذنا طبيخاً وهذا مُطَّبَخ القوم وهذا مُشْتواهم والطُّباخَة الفُوارَة وهو ما فار من رغوة القِدر إِذا طبخ فيها وطبُاخَة كل شيء عصارته المأْخوذة منه بعد طَبْخِه كعصارة البَقَّمِ ونحوه التهذيب الطُّباخَة ما تحتاج إِليه مما يُطبَخ نحو البَقَّمِ تأَخذ طُباخَتَه للصبغ وتطرح سائره وقول الشاعر والله لولا أَن تَحُشَّ الطُّبَّخُ بِيَ الجَحِيمَ حيث لا مُسْتَصْرَخُ يعني بالطُّبَّخ الملائكة الموكلين بالعذاب يعني عذاب الكفار والطُّبَّخ جمع طابخ والطبيخ ضرب من الأَشربة ابن سيده والطبيخ ضرب من المُنَصَّف وطَبَخ الحَرُّ الثمر اءنضجه ومنه قول أَبي حَثْمة قي صفة التمر تُحفةُ الصائم وتَعِلَّةُ الصبيِّ ونُزُلُ مريمَ عليها السلام وتُطبَخُ ولا تُعَنِّي صاحبهَا وطبائخ الحر سمائمها في الهواجر واحدتها طبيخة قال الطرماح ومستأْنس بالقَفرِ باتت تلُفُّه طبائخُ حرٍّ وقعُهُنَّ سَفُوعُ والطابخة الهاجرة والصابخُ الحمَّى الصالِبُ والطّبَاخُ القوَّة ورجل ليس به طباخ أَي ليس به قوّة ولا سِمن ووجد بخط الأَزهري طُباخ بضم الطاء ووجد بخط الإِيادي طَباخ بفتح الطاء قال حسان بن ثابت المالُ يَغْشَى رجالاً لا طَباخَ بهم كالسَّيل يَغْشَى أُصولَ الدِّندِن البالي ومعناه لا عقل لهم والدِّنْدِنُ ما بلي وعفِنَ من أُصول الشجر الواحدة دِنْدِنَة و قد جاء هذا البيت في شعر لِحَيَّةَ بن خلف الطائي يخاطب امرأَة من بني شمحَى بن جرم يقال لها أَْسماءُ وكانت تقول ما لِحَيَّة مال فقال مجاوباً لها تقول أَسماء لما جئت خاطبها يا حيُّ ما أَرَبي إِلاَّ لذي مالِ أَسماءُ لا تفعليها رُبّ ذي إِبل يغشى الفَواحش لا عَفّ ولا نال الفقر يزري بأَقوام ذوي حسب وقد يسوّد غيرَ السيد المالُ
( * في هذا البيت إقواء )
والمال يغشى أُناساً لا طَبَاخ لهم كالسيل يغشى أُصول الدِّندِن البالي أَصون عرضي بمالي لا أُدنسه لا بارك الله بعد العرض في المال أَحتال للمال إِن أَودى فأَكسبه ولست للعرض إن أودى بمخنال قوله نال من النوال وأَصله نَوِلَ مثل قولهم كبش صافٍ وأَصله صَوِفٌ وفي حديث ابن المسيب ووقعت الثالثة فلم ترتفع وفي الناس طباخ أَصل الطباخ القوّة والسمن ثم استعمل في غيره فقيل لا طباخ له أَي لا عقل له ولا خير عنده أَراد أَنها لم تبق في الناس من الصحابة أَحداً وعليه يبنى حديث الأَطبخ الذي ضرب أُمّه عند من رواه بالخاء وفي الحديث إِذا أَراد الله بعبد سوءاً جعل ماله في الطبيخين قيل هما الجص والآجرّ فعيل بمعنى مفعول وامرأَة طباخية مثل علانية شابة ممتلئة مكتنزة اللحم قال الأَعشى عبْهَرةُ الخَلْقِ طَباخِيَّةٌ تَزينه بالخُلُق الطاهر
( * قوله « طباخية » في خط المؤلف بتشديد الياء وان كان ما قبله يقتضي التخفيف وفي القاموس ككراهية وغرابية بتشديد الياء ففيه التخفيف والتشديد ) ويروى لُباخِيَّة وقيل امرأَة طباخية عاقلة مليحة وفي كلامه طُباخ إِذا كان محكماً والمُطَبَّخُ الشابُّ الممتلئ ابن الأَعرابي يقال للصبي إِذا ولد رضيع وطفل ثم فطيم ثم دارِجٌ ثم جَفْر ثم يافع ثم شَدَخ ثم مطبخ ثم كوكب وطبَّخ ترعرع وعقل ابن سيده والمُطبِّخ بكسر الباء مشدّدة من أَولاد الضأْن أَملأُ ما يكون وقيل هو الذي كاد يلحق بأَبيه وأَوّله حِسْل ثم غَيْداق ثم مُطَبِّخٌ ثم خُضَرِم ثم ضبّ وقد طَبَّخَ الحِسلُ تطبيخاً كبر ورجل طبْخَةُ أَحمق والمعروف طيخة والأَطبخ المستحكم الحمق كالطبخة بيِّن الطبَخ وفي الحديث كان في الحي رجل له زوجة وأُم ضعيفة فشكت زوجتُه إِليه أُمه فقام الأَطبخ إِلى أُمه فأَلقاها في الوادي حكاه الهروي في الغريبين والطِّبِّيخُ بلغة أَهل الحجاز البطيخ وقيده أَبو بكر بفتح الطاء

طخخ
طخ الشيءَ يَطُخُّه طخّاً أَلقاه من يده فأَبعَد والمِطَخَّةُ خشبة يُحدَّد أَحد طرفيها ويلعب بها الصبيان والطَّخُّ كناية عن النكاح وقد طخّ المرأَة يطخّها طَخّاً وروي عن يحيى بن يَعْمَر أَنه اشترى جارية خُراسانية ضخمةً فدخل عليه أَصحابُه فسأَلوه عنها فقال نهم المِطَخَّة والطخُوخ الشرِسُ في الخلق وسوء العشرة والمعاملة طخَّ طخّاً شرس في معاملته والطَّخْطَخة استواء الشيء وتسويته كنحو السحاب يكون فيه جُوَبٌ ثم يتَطخطخ أَي ينضم بعضه إِلى بعض وتطخطخ السحابُ إِذا كانت فيه جُوَب ثم انضم واستوى وسحاب طخطاخ أَبو عبيد المتطخطخ من الغيم الأَسودُ وتطخطخ الليل أَظلم وتراكم يكون بغيم وبغير غيم ومثله تدخدخ وذلك إِذا كان غيم يستر ضوء النجوم وذلك إِذا لم يكن فيه قمر ولا أَدري ما طخطخه وليل طُخاطِخ وقد طخطخَه السحاب ويقال للرجل الضعيف النظر متطخطخ والجمع متطخطخون ابن سيده والمُطَخْطِخ الضعيف البصر وقد طخطخ الليل بصره إِذا حجبته الظلمة عن انفساح النظر والطخطخة حكاية بعض الضحك وطخطخ الضاحك قال طيخ طيخ وهو أَقبح القهقهة وربما حكى صوت الحلى ونحوه به والطَّخطاخ اسم رجل

طرخ
الطَّرخَة ماجِلٌ يتخذ كالحوض الواسع عند مخرج القناة يجتمع فيها الماء ثم يتفجر منها إِلى المزرعة وهو دخيل ليست فارسية لكناء ولا عربية محضة وطَرْخان اسم للرجل الشريف بلغة أَهل خراسانت والجمع الطَّراخِنة

طلخ
الطلْخ اللطخ بالقذَر وإِفساد الكتابِ ونحوه واللطخ أَعم وروى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أَنه كان في جنازة فقال أَيكم يأْتي المدينة فلا يدع فيها وثناً إِلاّ كسره ولا صورة إِلاَّ طلَخها ولا قبراً إِلاَّ سوّاه ؟ وقال شمر أَحسب قوله طلخها أَي لطخها بالطين حتى يطمسها مِن الطلَخ وهو الذي يبقى في أَسفل الحوض والغدير معناه يسوّدها وكأَنه مقلوب قال ويكون طلخته أَي سوّدته ومنه الليلة المطلخِمّة والميم زائدة وامرأَة طلْخاء إِذا كانت حمقاء وأَنشد فكَمْ مثلُ زوجِ طَلْخاء خِرملٍ أَقلَّ عِياناً في السَّداد وأَشْكَعا
( * قوله « فكم مثل زوج إلخ » هكذا في نسخة المؤلف وهي مكسورة ولعل أصله فكم مثل زوج زوج طلخاء خرمل إلخ فيكون زوج الثاني بدلاً من الأول )
ويروى طلخاء لطخة والطَّلْخُ بقية الماء في الحوض والغدير وفي التهذيب الطَّلْخُ والطَّمْحُ العَرِينُ الذي فيه الدَّعامِيصُ لا يُقْدَر على شربه واطْلَخَّ دمع عينه أَي تفرق وأَنشد الأَزهري في ترجمة جلخ لا خيرَ في الشَّيْخ إِذا ما اجْلَخَّا واطْلَخَّ ماءُ عَيِنه ولَخَّا وفي التهذيب وسالَ غَرْبُ مائِه فاطْلَخَّا واطلخ دمع عينه إِذا سال

طمخ
الطِّمْخُ شجر يدبغ به يجيء أَديمه أَحمَر ويقال له أَيضاً العِرْنَةُ

طنخ
طَنِخَ الرجل يَطْنَخُ طَنْخاً وتَنِخ يتنخ تَنَخاً فهو طَنِيخٌ وطانخٌ غلب الدسم على قلبه واتَّخَمَ منه وطنَّخ الدسمُ قلبه وطَنِخَتْ نفسُه خبثت وهو من ذلك وطُنِّخَت الناقةُ والدابة اشتدّ سِمَنُها ومَرَّ طِنْخٌ من الليل كَعِنْكٍ قال ابن دريد ولا أَدري ما صحته والطَّنَخُ البَشَم قال شمر سمعت ابن الفقعسي يقول نشرب هذه الأَلبانَ فتطنخنا عن الطعام أَي تغنينا

طيخ
ابن سيده طاخَ الأَمرَ طَيْخاً أَفسده وقال أَحمد بن يحيى هو مِن تَواطَخَ القومُ قال وهذا من الفساد بحيث تراه قال ابن جني وقد يجوز أَن يحسن الظنّ به فيقال إِنه أَراد كأَنه مقلوب منه ابن الأَعرابي المُطَيَّخُ الفاسد وطاخ يَطِيخُ طَيْخاً تلطخ بقبيح من قول أَو فعل وطاخَه هو وطَيَّخَه لطخه به يتعدّى ولا يتعدى وأَنشد الأَزهري ولَسْتَ بطيَّاخَةٍ في الرجال ولَسْتَ بِخِزْرافَة أَحْدَبا اللحياني طاخ فلان فلاناً يطيخه ويطوخه رماه بقبيح من قول أَو فعل وطَيَّخَه بشرّ لطخهُ أَبو زيد طيَّخه العذاب أَلحَّ عليه فأَهلكه وطيخه السَّمَن امتلأَ سِمَناً أَبو مالك طيخ أَصحابه إِذا شتمهم فأَلحَّ عليهم ورجل طائخ وطيَّاخة وطَيْخَة أَحمقُ لا خير فيه وقيل أَحمق قذر وجمع الطَّيْخَة طيخات قال ولم نسمعه مكسراً والطِّيخ والطَّيْخ الجهل والطَّيْخُ الكِبر وطاخ تكبر قال الحرث بن حِلزة فاتركوا الطَّيْخَ والتعدّي وإِما تتعاشوا ففي التعاشي الداءُ وزمن الطَّيخة زمن الفتنة والحرب يقال أَتانا فلان زمن الطيخة وناقة طيوخ تذهب يميناً وشمالاً وتأْكل من أَطراف الشجر وطِيخِ حكايةُ صوت الضحك حكاه سيبويه الليث يقول الناس طِيخِ طِيخِ أَي قهقهوا وطَيْخٌ موضعٌ بينَ ذي خَشَبٍ ووادي القرى قال كثير عزة فوالله ما أَدري أَطَيْخاً تواعدوا لتمٍّ ظمٍ أَم ماءَ حَيْدَةَ أَوردوا

ظمخ
الظِّمْخُ شجر السُّمَّاقِ التهذيب أَبو عمرو الظِّمْخُ واحدتها ظِمْخَةٌ شجرة على صورة الدُّلْب يقطع منها خشب القصارين التي تُدفن وهي العِرْنُ أَيضاً الواحدة عِرْنَةٌ والعِرْنة والعَرَنْتَنُ أَيضاً خشبه الذي يدبغ به والسَّفع طلعه

عهعخ
قال الأَزهري قال الخليل بن أَحمد سمعنا كلمة شنعاء لا تجوز في التأْليف سئل أَعرابي عن ناقته فقال تركتها ترعى العُهْعُخَ قال وسأَلنا الثقات من علمائهم فأَنكروا أَن يكون هذا الاسم من كلام العرب قال وقال الفذ منهم هي شجرة يتداوى بها وبورقها قال وقال أَعرابي آخر إِنما هو الخُعْخُع قال الليث وهذا موافق لقياس العربية والتأْليف

فتخ
الفَتْخَةُ والفَتَخَةُ خاتم يكون في اليد والرجل بفص وغير فص وقيل هي الخاتم أَيّاً كان وقيل هي حَلَقَةٌ تلبس في الإِصبع كالخاتم وكانت نساء الجاهلية يتخذنها في عَشْرِهنّ والجمع فَتَخٌ وفُتُوخ وفَتَخات وذكر في جمعه فِتاخٌ وقيل الفَتْخة حلقة من فضة لا فص فيها فإِذا كان فيها فص فهي الخاتم قال الشاعر تَسْقُطُ مِنْها فَتَخِى في كُمِّي قال ابن برّي هذا الشعر للدَّهْناء بنتِ مِسْحَلٍ زوج العجاج وكانت رَفَعته إِلى المغيرة بن شعبة فقالت له أَصلحك الله إِني منه بِجُمْع أَي لم يفتضني فقال العجاج الله يعلم يا مغيرة أَنني قد دُسْتُها دَوْسَ الحِصانِ المِرْسَل وأَخذتُها أَخذَ المقصِّب شاتَهُ عَجْلانَ يذبَحُها لقومٍ نُزَّلِ فقالت الدهناء والله لا تَخْدَعُني بشَمٍّ ولا بتقبيلٍ ولا بِضَمٍّ إِلاَّ بِزَعْواعٍ يُسَلِّي هَمِّي تَسْقُط منه فَتَخِي في كُمِّي
( * قوله « منه » هكذا في نسخة المؤلف ولعله روي بالتذكير والتأنيث )
قال وحقيقة الفتخة أَن تكون في أَصابع الرجلين وفي الحديث أَن امرأَة أَتته وفي يدها فِتَخٌ كثيرة وفي رواية فُتوخ هكذا روي وإِنما هو فتخ بفتحتين جمع فتخة وهي خواتيم تكاد تلبس في الأَيدي قال وربما وضعت في أَصابع الأَرجل وفي حديث عائشة في قوله تعالى ولا يبدين زينتهن إِلاَّ ما ظهر منها قال القُلْبُ والفَتَخَةُ ومعنى شعر الدهناء أَن النساء كن يتختَّمْن في أَصابع أَرجلهن فتصف هذه أَنه إِذا شالَ برحيلها سقطت خواتيمها في كمها وإِنما تمنت شدّة الجماع وقيل الفتوخ خواتم بلا فصوص كأَنها حلَق وروي عن عائشة رضي الله عنها أَنها قالت الفتخ حلق من فضة يكون في أَصابع الرجلين قالته في قوله تعالى إِلاَّ ما ظهر منها قالت القُلْب والفَتَخة والفَتَخ كل خَلخال لا يَجْرِس والفَتَخُ والفَتَخَة باطن ما بين العضد والذراع والفَتَخُ استرخاء المفاصل ولينُها وعرْضُها وقيل هو اللِّين في المفاصل وغيرها فَتِخَ فَتَخاً وهو أَفَتْخُ وعُقاب فَتْخاءُ ليِّنة الجناح لأَنها إِذا انحطت كسرت جناحيها وغمزتهما وهذا لا يكون إِلاَّ من اللين والفَتَخُ عَرْض الكف والقدم وطولهما وأَسد أَفْتَخُ عَريض الكف والفتَخ عرض مخالب الأَسد ولين مفاصلها والأَفْتَخُ الليِّنُ مفاصلِ الأَصابع مع عرض والفتَخ في الرجلين طول العظم وقلة اللحم قال الشاعر على فَتْخاءَ تعلَم حيثُ تَنْجُو وما إِنْ حيثُ تَنْجُو من طَريق قال عنى بالفتخاء رجله قال وهذا صفة مُشتار العسل الأَصمعي فتخاء قدم لينة وقال أَبو عمرو فيها عوج وفَتَخَ الرجل أَصابعه فَتْخاً عرَّضها وأَرخاها وقيل فَتَخَ أَصابع رجليه في جلوسه فَتْخاً ثناها وليَّنها قال أَبو منصور يثنيهما إِلى ظاهر القدم لا إِلى باطِنها وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان إِذا سجد جافَى عضديه عن جنبيه وفَثَخَ أَصابع رجليه قال يحيى بن سعيد الفَتْخُ أَن يصنع هكذا ونصب أَصابعه ثم غمز موضع المفاصل منها إِلى باطن الراحة وثناها إِلى باطن الرجل يعني أَنه كان يفعل ذلك بأَصابع رجليه في السجود قال الأَصمعي وأَصل الفتخ اللين ويقال للبراجِم إِذا كان فيها لين وعرض إِنها لفُتْخ ومنه قيل للعقاب فتخاء وأَنشد كأَني بفَتْخاءِ الجَناحَيْنِ لَقْوةٍ دَفُوفٍ منَ العِقْبان طَأْطأْتُ شِمْلالي وتقول رجل أَفتح بيِّن الفتخ إِذا كان عريض الكف والقدم مع اللين قال الشاعر فُتْخُ الشمائل في أَيمانهم رَوَحُ والفَتَخ في الإِبل كالطَّرَق وناقة فتخاء الأَخْلافِ ارتفعت أَخلافها قِبَل بطنها وكذلك المرأَة وهو فيها مدح وفي الرجل ذم وهو الفَتَخ والفتخاء شيء مرتفع من خشب يجلس عليه الرجل ويكون لمشتار العسل وقيل الفتخاء شبه مِلبن من خشب يقعد عليه المشتار ثم يمدّ من فوق حتى يبلغ موضع العسل ويقال للفاتر الطرف أَفتخ الطرف قال وهْي تَتْلو رَخْصَ الظُّلوفِ ضَئِيلاً أَفْتَخَ الطَّرْفِ في قوله إِشْرافُ
( * قوله « في قوله اشراف » كذا في نسخة المؤلف وهو مكسور ولعله بحذف في ليتزن )
والأَفاتِيخ من الفُقُوعِ هَناةٌ تخرج في أَوّله فيحسبها الناس كَمْأَةً حتى يستخرجوها فيعرفوها حكاه أَبو حنيفة ولم يحك للأَفاتيخ واحداً وفُتَيْخ وفَتَّاخ دَحْلانِ بأَطراف الدهناء مما يلي اليمامة عن الهجري وفَتَّاخ اسم موضع

فخخ
الفَخُّ المصْيَدَة التي يصاد بها معروف وقيل هو معرّب من كلام العجم والجمع فُخوخ وفِخاخ قال أَبو منصور والعرب تسمي الفَخَّ الطَّرَقَ قال الفراء الحَضْبُ سرعة أَخذ الطَّرَق الرَّهْدَنَ قال والطرق الفخ والفَخَّة والفَخُّ في النوم دون الغطيط تقول سمعت له فَخيخاً وفي حديث صلاة الليل أَنه نام حتى سمعت فَخيخَه أَي غطيطه وقيل الفَخَّةُ والفَخُّ أَن ينام الرجل وينفخ في نومه وفَخَّ النائمُ يَفِخُّ واسم هذه النومة الفَخَّة وفي حديث علي رضي الله عنه أَفْلَح مَن كانت له مِزَخَّهْ يَزْخُّها ثم يَنامُ الفَخَّهْ أَي ينام نومة يسمع فخيخه فيها وقال أَبو العباس في قوله ثم ينام الفخة قال ابن الأَعرابي الفخة أَن ينام على قفاه وينفخ من الشبع وفي حديث بلال أَلا ليتَ شِعري هل أَبيتَنَّ لَيلَةً بفَخٍّ وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَلِيلُ ؟

فدخ
فدَخَه يفْدَخُه فَدْخاً شدخه وهو رطب والفَدْخ الكسر وفَدَخت الشيء فدخاً كسرته

فرخ
الفَرْخ ولد الطائر هذا الأَصل وقد استعمل في كل صغير من الحيوان والنبات والشجر وغيرها والجمع القليل أَفرُخ وأَفراخه وأَفرِخَةٌ نادرة عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَفْواقُها حِذَةَ الجَفِيرِ كأَنَّها أَفْواهُ أَفْرِخَةٍ من النِّغْرانِ والكثير فُرُخٌ وفِراخٌ وفِرْخانٌ قال مَعْها كفِرْخانِ الدجاجِ رُزَّخَا دَرادِقاً وهْيَ الشُّيوخُ فُرَّخَا يقول إِن هؤلاء وإِن كانوا صغاراً فإِن أَكلهم أَكل الشيوخ والأُنثى فرخة وأَفْرَخَت البيضة والطائرة وفرّخت وهي مُفْرِخٌ ومُفْرِّخٌ طار لها فَرْخ وأَفرخ البيضُ خرج فرخه وأَفرخ الطائر صار ذا فرخ وفرَّخ كذلك واسْتَفْرَخُوا الحَمامَ اتخذوها للفراخ وفي حديث عليّ رضوان الله عليه أَتاه قوم فاستأْمروه في قتل عثمان رضي الله عنه فنهاهم وقال إِن تفعلوه فَبَيْضاً فَلْيُفْرِخَنَّه أَراد إِن تقتلوه تهيجوا فتنة يتولى منها شيء كثير كما قال بعضهم أَرى فتنةً هاجت وباضت وفرّخت ولو تُركت طارت إِليها فراخُها قال ابن الأَثير ونصب بيضاً بفعل مضمر دل الفعل المذكور عليه تقديره فَلْيُفْرِخَنَّ بَيْضاً فَلْيُفْرِخَنَّه كما تقول زيداً أَضرب ضربت
( * قوله « أضرب ضربت » كذا في نسخة المؤلف ) أَي ضربت زيداً فحذف الأَول وإِلا فلا وجه لصحته بدون هذا التقدير لأَن الفاء الثانية لا بدَّ لها من معطوف عليه ولا تكون لجواب الشرط لكون الأُولى كذلك ويقال أَفرخت البيضة إِذا خلت من الفرخ وأَفَرختها أُمّها وفي حديث عمر يا أَهل الشام تجهزوا لأَهل العراق فإِن الشيطان قد باض فيهم وفرّخ أَي اتخذهم مقرّاً ومسكناً لا يفارقهم كما يلازم الطائر موضع بيضه وأَفراخه وفَرْخُ الرأْسِ الدماغُ على التشبيه كما قيل له العصفور قال ونحن كشَفْنا عن مُعاويةَ التي هي الأُمُّ تَغْشَى كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق وقول الفرزدق ويومَ جَعَلْنا البِيضَ فيه لعامِرٍ مُصَمَّمَةً تَفْأَى فِراخَ الجَماجِمِ يعني به الدماغ والفَرْخُ مقدَّمُ دماغ الفرس والفَرْخُ الزرع إِذا تهيأَ للانشقاق بعدما يطلُع وقيل هو إِذا صارت له أَغصان وقد فرّخ وأَفرخ تفريخاً الليث الزرع ما دام في البَذر فهو الحب فإذا انشق الحب عن الورقة فهو الفَرْخ فإذا طلع رأْسه فهو الحَقْل وفي الحديث أَنه نهى عن بيع الفَرُّوخ بالمَكِيل من الطعام قال الفَرُّوخ من السنبل ما استبانت عاقبته وانعقد حبه وهو مِثلُ نهيه عن المُخاضَرة والمُحاقَلة وأَفرخَ الأَمر وفرّخ استبانت عاقبته بعد اشتباه وأَفرخَ القومُ بيضَهم إِذا أَبدوا سرهم يقال ذلك للذي أَظْهرَ أَمرَهُ وأَخرج خبره لأَن إفراخَ البيض أَن يخرج فرخه وفَرَّخَ الرَّوْعُ وأَفْرَخَ ذهب الفَزَع يقال لِيُفْرِخْ رَوْعُكَ أَي ليخرج عنك فَزَعُك كما يخرج الفرخ عن البيضة وأَفْرِخْ رَوْعَك يا فلان أَي سَكِّنْ جأْشَك الأَزهري أَبو عبيد من أَمثالهم المنتشرة في كشف الكرب عند المخاوف عن الجبان قولهم أَفْرِخْ رَوْعَك يقول لِيَذْهَبْ رُعْبُك وفَزَعك فإن الأَمر ليس على ما تحاذر وفي الحديث كتب معاوية إلى ابن زياد أَفْرِخْ رَوْعَكَ قد وليناك الكوفة وكان يخاف أَن يوليها غيره وأَفْرَخَ فؤادُ الرجل إذا خرج رَوْعُه وانكشف عنه الفزع كما تفرخ البيضة إذا انفلقت عن الفرخ فخرج منها وأَصل الإِفراخ الانكشاف مأْخوذ من إِفراخ البيض إِذا انقاض عن الفرخ فخرج منها قال وقلبه ذو الرمة لمعرفته في المعنى فقال جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِه الكُرَبُ قال والرَّوْعُ في الفؤاد كالفرخ في البيضة وأَنشد فقل لِلْفُؤَادِ إِنْ نَزَا بِكَ نَزْوَةً من الخَوْفِ أَفرِخْ أَكثرُ الرَّوعِ باطِلُه وقال أَبو عبيد أَفرَخَ رَوْعُه إِذا دعي له أَن يسكن رَوْعُه ويذهب وفُرِّخَ الرِّعْدِيدُ رُعِبَ وأُرْعِدَ وكذلك الشيخ الضعيف الأَزهري ويقال للفَرِقِ الرِّعْدِيدِ قد فرَّخَ تَفْريخاً وأَنشد وما رأَينا من معشر يَنْتَخوا من شَنا إِلا فَرَّخُوا
( * قوله « وما رأينا من معشر إلخ » كذا في نسخة المؤلف وشطره الثاني ناقص ولهذا تركه السيد مرتضى كعادته فيما لم يهتد إلى صحته من كلام المؤلف )
أبو منصور معنى فرّخوا ضعفوا كأَنهم فراخ من ضعفهم وقيل معناه ذلوا الهوازني إذا سمع صاحب الأَمَةِ الرعدَ والطَّحنَ فَرِخَ إِلى الأَرض أَي لزق بها يفرخ فرخاً وفَرِخَ الرجل إِذا زال فزعه واطمأَن والفَرِخُ المدغدغ من الرجال والفَرْخَة السنان العريض والفُرَيْخُ على لفظ التصغير قَيْنٌ كان في الجاهلية تنسب إليه النصال الفُرَيْخِيَّة ومنه قول الشاعر ومَقْذوذَيْنِ من بَرْيِ الفُرَيْخِ وقولهم فلان فُرَيخ قريش إِنما هو على وجه المدح كقول الحُباب بن المنذر « أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ » والعرب تقول فلان فُريخ قومه إذا كانوا يعظمونه ويكرمونه وصغر على وجه المبالغة في كرامته وفَرّوخ من ولد إِبراهيم عليه السلام وفي حديث أَبي هريرة يا بني فَرّوخ قال الليث بلغنا أَن فَرّوخ كان من ولد إِبراهيم عليه السلام ولد بعد إِسحاق وإسماعيل وكثر نسله ونما عدده فولد العجم الذين هم في وسط البلاد وأَما قول الشاعر فإِنْ يَأْكلْ أَبو فَرّوخَ آكُلْ ولو كانت خَنانيصاً صغاراً فإنه جعله أَعجميّاً فلم يصرفه لمكان العجمة والتعريف

فرسخ
الفَرْسَخُ السكون وقالت الكلابية فراسخ الليل والنهار ساعاتهما وأَوقاتهما وقال خالدَ ابن جنبة هؤلاء قوم لا يعرفون مواقيت الدهر وفراسخ الأَيام قال حيث يأْخذ الليل من النهار والفرسخ من المسافة المعلومة في الأَرض مأْخوذ منه والفرسخ ثلاثة أَميال أَو ستة سمي بذلك لأَن صاحبه إِذا مشى قعد واستراح من ذلك كأَنه سكن وهو واحد الفراسخ فارسي معرب وفي حديث حذيفة ما بينكم وبين أَن يُرْسَلَ عليكم الشرُّ إِلاَّ فَراسِخُ من ذلك حكاه ابن الأَعرابي وفي رواية ما بينكم وبين أَن يُصَبَّ عليكم الشرّ فَراسِخَ إِلاّ موتُ رجلٍ يعني عمرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه فلو قد مات صُبَّ عليكم الشرّ قال ابن شميل كل شيءٍ دائم كثير لا ينقطع فرسخ والفرسخ الراحة والفرجة ويقال للشيء الذي لا فرجة فيه فرسخ كأَنه على السلب وانتظرتك فرسخاً من الليل أَو من النهار أَي طويلاً وكأَن الفرسخ أُخذ من هذا وفَرْسَخَتْ عنه الحمَّى وتَفَرْ سَخَتْ وافْرَنْسَخَتْ انكسرت وبعدت وكذلك غيرها من الأَمراض والفرسخ الساعة من النهار قال أَبو زياد ما مُطِرَ الناسُ من مطر بين نَوْأَيْنِ إِلا كان بينهما فَرْسَخٌ قال والفرسخ انكسار البرد وقال بعض العرب أَعصبت السماء أَياماً بعَين ما فيها فرسخ والعَين أن يدوم المطر أَياماً وقوله ما فيها فرسخ يقول ليس فيها فرجة ولا إِقلاع قال وإِذا احتبس المطر اشتدَّ البرد فإِذا مطر الناس كان للبرد بعد ذلك فرسخ أَي سكون من قولك فَرْسَخَ عني المرض وافْرَ نْسَخَ أَي تباعد

فرضخ
الفِرْضاخُ العريض يقال فرس فِرْضاخَةٌ وقَدم فِرْضاخَة وفِرْضاخٌ والفِرْضاخُ النخلة الفتية وقيل هو ضرب من الشجر ورجل فرضاخ عريض غليظ كثير اللحم ويقال رجل فرضاخ وامرأَة فرضاخِيَّة والياء للمبالغة وامرأَة فرضاخة لَحِيمَة عريضة وفي حديث الدجال أَن أُمه كانت فرضاخة أَي ضخمة عريضة الثديين ومن أَسماء العقرب الفِرْضخ والشَّوْشَبُ وتَمْرَةُ لا ينصرف

فرفخ
الفَرْفَخُ والفَرْفَخَةُ البَقْلة الحمقاء ولا تنبت بنجد وتسمى الرجلة قال أَبو حنيفة وهي فارسية عرّبت قال العجاج ودُسْتُهُم كما يُداسُ الفَرْفَخُ يُؤكلُ أَحْياناً وحِيناً يُشْدَخُ

فسخ
فسَخَ الشيءَ يفسَخُه فَسْخاً فانْفَسَخَ نَقَضَه فانتَقَض وتفاسَخَت الأَقاويل تَناقَضَت والفَسْخُ زوال المَفْصِل عن موضعه وفسختُ يدَه أَفسَخُها فسخاً بغير أَلف إِذا فككت مَفْصِله من غير كسر وفسخَ المَفْصلَ يفسَخه فسْخاً وفَسَّخَه فانْفَسَخَ وتفسَّخ أَزاله عن موضعه ويقال وقع فلان فانفسخت قدمه وفسخته أَنا وتفسخ عن العظم وتفسخ الجلد عن العظم ولا يقال إِلاَّ لشَعر الميتة وجلدها وتفسخت الفأْرة في الماء تقطعت والفَسْخ الضعيف الذي ينفسخ عند الشدة واللحم إِذا أَصَلَّ انفَسَخ وانفَسَخَ اللحمُ وتفسخ انخَضَدَ عن وَهَنٍ أَو صُلُولٍ وتفسخ الشعر عن الجلد زال وتطاير ولا يقال إِلاّ لشعر الميتة وفَسِخَ رأْيُه فَسَخاً فهو فَسِخٌ فسد وفَسَخَه فَسْخاً أَفسده ويقال فسخت البَيْعَ بين البيِّعَين والنكاحَ فانفسخ البيعُ والنكاحُ أَي نقضته فانتقض وفي الحديث كان فَسْخُ الحجِّ رُخْصَةً لأَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو أَن يكون نوى الحج أَوَّلاً ثم يبطله وينقضه ويجعله عمرة ويحل ثم يعود يحرم بحجة وهو التمتع أَو قريب منه وفيه فَسْخ وفَسْخة إِذا كان ضعيف العقل والبدن والفَسْخ الذي لا يظفر بحاجته وفسَخَ الشيءَ فرَّقه وأَفْسَخَ القرآنَ نسيه وتفسَّخَ الرُّبَعُ تحت الحِمل الثقيل وذلك إِذا لم يطقه وفَسَخْتُ عني ثوبي إِذا طرحته

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88