كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

كلا
ابن سيده كِلا كلمة مَصُوغة للدلالة على اثنين كما أَنَّ كُلاًّ مصوغة للدلالة على الجمع قال سيبويه وليست كِلا من لفظ كلٍّ كلٌّ صحيحة وكِلا معتلة ويقال للأُنثيين كِلْتا وبهذه التاء حُكم على أَن أَلف كِلا منقلبة عن واو لأَن بدل التاء من الواو أَكثر من بدلها من الياء قال وأَما قول سيبويه جعلوا كِلا كَمِعًى فإِنه لم يرد أَن أَلف كِا منقلبة عن ياء كما أَنَّ أَلف مِعًى منقلبة عن ياء بدليل قولهم معيان وإِنما أَراد سيبويه أَن أَلف كلا كأَلف معى في اللفظ لا أَن الذي انقلبت عليه أَلفاهما واحد فافهم وما توفيقنا إِلا بالله وليس لك في إِمالتها دليل على أَنها من الياء لأَنهم قد يُمِيلون بنات الواو أَيضاً وإِن كان أَوَّله مفتوحاً كالمَكا والعَشا فإِذا كان ذلك مع الفتحة كما ترى فإِمالَتُها مع الكسرة في كِلا أَولى قال وأَما تمثيل صاحب الكتاب لها بَشَرْوَى وهي من شريت فلا يدل على أَنها عنده من الياء دون الواو ولا من الواو دون الياء لأَنه إِنما أَراد البدل حَسْبُ فمثل بما لامه من الأَسماء من ذوات الياء مبدلة أَبداً نحو الشَّرْوَى والفَتْوَى قال ابن جني أَما كلتا فذهب سيبويه إِلى أَنها فِعْلَى بمنزلة الذِّكْرَى والحِفْرَى قال وأَصلها كِلْوا فأُبدلت الواو تاء كما أُبدلت في أُخت وبنت والذي يدل على أَنَّ لام كلتا معتلة قولهم في مذكرها كِلا وكِلا فِعْلٌ ولامه معتلة بمنزلة لام حِجاً ورِضاً وهما من الواو لقولهم حَجا يَحْجُو والرِّضْوان ولذلك مثلها سيبويه بما اعتلَّت لامه فقال هي بمنزلة شَرْوَى وأَما أَبو عُمر الجَرْمِي فذهب إِلى أَنها فِعْتَلٌ وأَن التاء فيها علم تأْنِيثها وخالف سيبويه ويشهد بفساد هذا القول أَن التاء لا تكون علامة تأْنيث الواحد إِلا وقبلها فتحة نحو طَلحة وحَمْزَة وقائمة وقاعِدة أَو أَن يكون قبلها أَلف نحو سِعْلاة وعِزْهاة واللام في كِلتا ساكنة كما ترى فهذا وجه ووجه آخر أَن علامة التأْنيث لا تكون أَبداً وسطاً إِنما تكون آخراً لا محالة قال وكلتا اسم مفرد يفيد معنى التثنية بإِجماع من البصريين فلا يجوز أَن يكون علامة تأْنيثه التاء وما قبلها ساكن وأَيضاً فإِن فِعتَلاً مثال لا يوجد في الكلام أَصلاً فيُحْمَل هذا عليه قال وإِن سميت بكِلْتا رجلاً لم تصرفه في قول سيبويه معرفة ولا نكرة لأَن أَلفها للتأْنيث بمنزلتها في ذكْرى وتصرفه نكرة في قول أَبي عمر لأَن أَقصى أَحواله عنده أَن يكون كقائمة وقاعدة وعَزَّة وحمزة ولا تنفصل كِلا ولا كِلتا من الإِضافة وقال ابن الأَنباري من العرب من يميل أَلف كلتا ومنهم من لا يميلها فمن أَبطل إمالتها قال أَلفها أَلف تثنية كأَلف غلاما وذوا وواحد كلتا كِلت وأَلف التثنية لاتمال ومن وقف على كلتا بالإِمالة فقال كلتا اسم واحد عبر عن التثنية وهو بمنزلة شِعْرَى وذِكْرَى وروى الأَزهري عن المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال العرب إِذا أَضافت كُلاًّ إِلى اثنين لينت لامها وجعلت معها أَلف التثنية ثم سوّت بينهما في الرفع والنصب والخفض فجعلت إِعرابها بالأَلف وأَضافتها إِلى اثنين وأَخبرت عن واحد فقالت كِلا أَخَوَيْك كان قائماً ولم يقولوا كانا قائمين وكِلا عَمَّيْك كان فقيهاً وكلتا المرأَتين كانت جميلة ولا يقولون كانتا جميلتين قال الله عز وجل كِلْتا الجَنَّتَيْنِ آتَت أُكُّلَها ولم يقل آتَتا ويقال مررت بكِلا الرجلين وجاءني كلا الرجلين فاستوى في كلا إِذا أَضفتها إِلى ظاهرين الرفع والنصب والخفض فإِذا كنوا عن مخفوضها أَجروها بما يصيبها من الإِعراب فقالوا أَخواك مررت بكليهما فجعلوا نصبها وخفضها بالياء وقالوا أَخواي جاءاني كلاهما فجعلوا رفع الاثنين بالأَلف وقال الأَعش في موضع الرفع كِلا أَبَوَيْكُمْ كانَ فَرْعاً دِعامةً يريد كلّ واحد منهما كان فرعاً وكذلك قال لبيد فَغَدَتْ كِلا الفَرْجَيْنِ تَحْسَبُ أَنَّه مَوْلى المَخافةِ خَلْفَها وأَمامها غَدَتْ يعني بقرة وحشية كلا الفرجين أَراد كلا فرجيها فأَقام الأَلف واللام مُقام الكِناية ثم قال تحسب يعني البقرة أَنه ولم يقل أَنهما مولى المخافة أَي وليُّ مَخافتها ثم تَرْجَم عن كِلا الفَرْجين فقال خلفها وأَمامها وكذلك تقول كِلا الرجلين قائمٌ وكِلْتا المرأَتين قائمة وأَنشد كِلا الرَّجُلَيْن أَفَّاكٌ أَثِيم وقد ذكرنا تفسير كلٍّ في موضعه الجوهري كِلا في تأْكيد الاثنين نظير كلٍّ في المجموع وهو اسم مفرد غير مُثَنّى فإِذا ولي اسماً ظاهراً كان في الرفع والنصب والخفض على حالة واحدة بالأَلف تقول رأَيت كِلا الرجلين وجاءني كِلا الرجلين ومررت بكلا الرجلين فإِذا اتصل بمضمر قلَبْت الأَلف ياء في موضع الجر والنصب فقلت رأَيت كليهما ومررت بكليهما كما تقول عليهما وتبقى في الرفع على حالها وقال الفراء هو مثنى مأْخوذ من كل فخففت اللام وزيدت الأَلف للتثنية وكذلك كلتا للمؤنث ولا يكونان إِلا مضافين ولا يتكلم منهما بواحد ولو تكلم به لقيل كِلٌ وكِلْتٌ وكِلانِ وكِلْتانِ واحتج بقول الشاعر في كِلْتِ رِجْلَيْها سُلامى واحدهْ كِلتاهما مقْرُونةٌ بزائدهْ أَراد في إِحدى رجليها فأَفْرد قال وهذا القول ضعيف عند أَهل البصرة لأَنه لو كان مثنى لوجب أَن تنقلب أَلفه في النصب والجر ياء مع الاسم الظاهر ولأَن معنى كِلا مخالف لمعنى كلّ لأَن كُلاًّ للإِحاطة وكِلا يدل على شيءٍ مخصوص وأَما هذا الشاعر فإِنما حذف الأَلف للضرورة وقدّر أَنها زائدة وما يكون ضرورة لا يجوز أَن يجعل حجة فثبت أَنه اسم مفرد كَمِعى إِلا أَنه وضع ليدل على التثنية كما أَن قولهم نحن اسم مفرد يدل على الاثنين فما فوقهما يدل على ذلك قول جرير كِلا يَومَيْ أُمامةَ يوْمُ صَدٍّ وإِنْ لم نَأْتِها أِلاَّ لِماما قال أَنشدنيه أَبو علي قال فإِن قال قائل فلم صار كِلا بالياء في النصب والجرّ مع المضمر ولزمت الأَلف مع المظهر كما لزمت في الرفع مع المضمر ؟ قيل له من حقها أَن تكون بالأَلف على كل حال مثل عصا ومعى إِلا أَنها لما كانت لا تنفك من الإِضافة شبهت بعلى ولدي فجعلت بالياء مع المضمر في النصب والجر لأَن على لا تقع إِلا منصوبة أَو مجرورة ولا تستعمل مرفوعة فبقيت كِلا في الرفع على أَصلها مع المضمر لأَنها لم تُشَبَّه بعلى في هذه الحال قال وأَما كلتا التي للتأْنيث فإِن سيبويه يقول أَلفها للتأْنيث والتاء بدل من لام الفعل وهي واو والأَصل كِلْوا وإِنما أُبدلت تاء لأَن في التاء علم التأْنيث والأَلف في كلتا قد تصير ياء مع المضمر فتخرج عن علم التأْنيث فصار في إِبدال الواو تاء تأْكيد للتأْنيث قال وقال أَبو عُمر الجَرْمي التاء ملحقة والأَلف لام الفعل وتقديرها عنده فِعْتَلٌ ولو كان الأَمر كما زعم لقالوا في النسبة إِليها كِلْتَويٌّ فلما قالوا كِلَويٌّ وأَسقطوا التاء دلّ أَنهم أَجْروها مُجْرى التاء التي في أُخت التي إِذا نَسَبت إِليها قلت أَخَوِيٌّ قال ابن بري في هذا الموضع كِلَويٌّ قياس من النحويين إِذا سميت بها رجلاً وليس ذلك مسموعاً فيحتج به على الجرمي الأَزهري في ترجمة كلأَ عند قوله تعالى قل مَن يَكْلَؤُكُم بالليل والنهار قال الفراء هي مهموزة ولو تَركتَ همزة مثله في غير القرآن قلت يَكْلَوْكم بواو ساكنة ويَكْلاكم بأَلف ساكنة مثل يخشاكم ومن جعلها واواً ساكنة قال كَلات بأَلف يترك النَّبْرة منها ومن قال يَكلاكم قال كَلَيْتُ مثل قَضَيْت وهي من لغة قريش وكلٌّ حسن إِلا أَنهم يقولون في الوجهين مَكْلُوَّة ومَكْلُوّ أَكثر مما يقولون مَكْلِيٌّ قال ولو قيل مَكليّ في الذين يقولون كلَيْتُ كان صواباً قال وسمعت بعض العرب ينشد ما خاصَمَ الأَقوامَ من ذي خُصُومةٍ كَوَرْهاء مَشْنِيٍّ إِليها حَلِيلُها فبنى على شَنَيْتُ بترك النبرة أَبو نصر كَلَّى فلانٌ يُكَلِّي تَكْلِية وهو أَن يأْتي مكاناً فيه مُسْتَتَر جاء به غير مهموز والكُلْوةُ لغة في الكُلْية لأَهل اليمن قال ابن السكيت ولا تقل كِلوة بكسر الكاف الكُلْيَتان من الإِنسان وغيره من الحيوان لحمَتان مُنْتَبِرَتان حَمْراوان لازقتان بعظم الصلب عند الخاصرتين في كُظْرَين من الشحم وهما مَنْبِتُ بيت الزرع هكذا يسميان في الطب يراد به زرع الولد سيبويه كُلْيةٌ وكُلًى كرهوا أَن يجمعوا بالتاء فيحركوا العين بالضمة فتجيء هذه الياء بعد ضمة فلما ثقل ذلك عليهم تركوه واجتزؤوا ببناء الأَكثر ومن خفف قال كُلْيات وكَلاه كَلْياً أَصاب كُلْيته ابن السكيت كَلَيْتُ فلاناً فاكْتَلى وهو مَكْلِيٌّ أَصبت كُلْيَته قال حميد الأَرقط من عَلَقِ المَكْليِّ والمَوْتونِ وإِذا أَصبت كَبِدَه فهو مَكْبُود وكَلا الرجلُ واكْتَلى تأَلَّمَ لذلك قال العجاج لَهُنَّ في شَباتِه صَئِيُّ إِذا اكْتَلَى واقْتَحَمَ المَكْلِيُّ ويروى كَلا يقول إِذا طَعن الثورُ الكلبَ في كُلْيَته وسقط الكلبُ المَكْلِيُّ الذي أُصيبت كُلْيَتُه وجاء فلان بغنمه حُمْرَ الكُلَى أَي مهازيل وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إِذا الشَّوِيُّ كَثُرتْ ثَوائِجُهْ وكانَ مِن عندِ الكُلَى مَناتِجُهْ كثرت ثَوائجُه من الجَدْب لا تجد شيئاً ترعاه وقوله مِن عند الكلى مَناتِجُه يعني سقطت من الهُزال فَصاحِبها يَبْقُر بطونها من خَواصِرها في موضع كُلاها فيَستخرج أَولادها منها وكُلْيَةُ المَزادة والرّاوية جُلَيْدة مستديرة مشدودة العُروة قد خُرِزَتْ مع الأَديم تحت عُروة المَزادة وكُلْية الإِداوَةِ الرُّقعة التي تحت عُرْوَتها وجمعها الكُلَى وأَنشد كأَنَّه من كُلَى مَفْرِيّةٍ سَرَب الجوهري والجمع كُلْياتٌ وكُلًى قال وبنات الياء إِذا جمعت بالتاء لم يحرّك موضع العين منها بالضم وكُلْيَةُ السحابة أَسفلُها والجمع كُلًى يقال انْبَعَجَت كُلاه قال يُسِيلُ الرُّبى واهِي الكُلَى عارِضُ الذُّرى أَهِلَّة نَضَّاخِ النَّدى سابِغُ القَطْرِ
( * قوله « عارض » كذا في الأصل والمحكم هنا وسبق الاستشهاد بالبيت في عرس بمهملات )
وقيل إِنما سميت بكُلْية الإِداوة وقول أَبي حية حتى إِذا سَرِبَت عَلَيْهِ وبَعَّجَتْ وَطْفاء سارِبةٌ كُلِيّ مَزادِ
( * قوله « سربت إلخ » كذا في الأصل بالسين المهملة والذي في المحكم وشرح القاموس شربت بالمعجمة )
يحتمل أَن يكون جَمَع كُلْية على كُلِيّ كما جاء حِلْيَة وحُلِيّ في قول بعضهم لتقارب البناءِين ويحتمل أَن يكون جمعه على اعتقاد حذف الهاء كبُرْد وبُرُود والكُلْيَةُ من القَوس أَسفل من الكَبِد وقيل هي كَبِدُها وقيل مَعْقِد حَمالتها وهما كُلْيَتان وقيل كُلْيَتها مِقدار ثلاثة أَشبار من مَقْبِضها والكُلْية من القوس ما بين الأَبهر والكبد وهما كُلْيَتان وقال أَبو حنيفة كُليتا القوس مَثْبَت مُعَلَّق حَمالتها والكليتان ما عن يمين النَّصل وشِماله والكُلَى الرّيشات الأَربع التي في آخر الجَناح يَلِينَ جَنْبه والكُلَيَّةُ اسم موضع قال الفرزدق هل تَعْلَمونَ غَداةَ يُطْرَدُ سَبْيُكُمْ بالسَّفْح بينَ كُلَيَّةٍ وطِحال ؟ والكُلَيَّان اسم موضع قال القتال الكلابي لِظَبْيَةَ رَبْعٌ بالكُلَيَّيْنِ دارِسُ فَبَرْق نِعاجٍ غَيَّرَتْه الرَّوامِسُ
( * قوله « فبرق نعاج » كذا في الأصل والمحكم والذي في معجم ياقوت فبرق فعاج بفاء العطف )
قال الأَزهري في المعتل ما صورته تفسير كَلاَّ الفراء قال قال الكسائي لا تَنْفِي حَسْبُ وكلاَّ تنفي شيئاً وتوجب شيئاً غيره من ذلك قولك للرجل قال لك أَكلت شيئاً فقلت لا ويقول الآخر أَكلت تمراً فتقول أَنت كَلاَّ أَردت أَي أَكلت عسلاً لا تمراً قال وتأْتي كلاًّ بمعنى قولهم حَقّاً قال رَوى ذلك أَبو العباس أَحمد بن يحيى وقال ابن الأَنباري في تفسير كلاًّ هي عند الفراء تكون صلة لا يوقف عليها وتكون حرف ردّ بمنزلة نعم ولا في الاكْتفاء فإِذا جعلتها صلة لما بعدها لم تَقِف عليها كقولك كَلاً ورَبّ الكعبة لا تَقِف على كَلاً لأَنها بمنزلة إِي واللهِ قال اللهُ سُبحانه وتعالى كلاً والقَمَرِ الوقف على كَلاًّ قبيح لأَنها صلة لليمين قال وقال الأَخفش معنى كَلاًّ الرَّدْع والزَّجر قال الأَزهري وهذا مذهب سيبويه
( * قوله « مذهب سيبويه » كذا في الأصل والذي في تهذيب الازهري مذهب
الخليل ...
وإِليه ذهب الزجاج في جميع القرآن وقال أَبو بكر بن الأَنباري قال المفسرون معنى كَلاًّ حَقّاً قال وقال أَبو حاتم السجستاني جاءت كلاًّ في القرآن على وجهين فهي في موضع بمعنى لا وهو ردّ للأَوَّل كما قال العجاج قد طَلَبَتْ شَيْبانُ أَن تُصاكِمُوا كَلاَّ ولَمَّا تَصْطَفِقْ مآتِمُ قال وتجيء كَلاًّ بمعنى أَلا التي للتنبيه كقوله تعالى أَلا إِنهم يَثْنُون صُدورهم ليستخفوا منه وهي زائدة لو لم تأْتِ كان الكلام تامّاً مفهوماً قال ومنه المثل كلاًّ زَعَمْتَ العِيرُ لا تُقاتلُ وقال الأَعشى كَلاَّ زَعَمْتُمْ بأَنَّا لا نُقاتِلُكُمْ إِنَّا لأَمْثالِكُمْ يا قَوْمَنا قُتُلُ قال أَبو بكر وهذا غلط معنى كَلاَّ في البيت وفي المثل لا ليس الأَمر على ما تقولون قال وسمعت أَبا العباس يقول لا يوقف على كلاَّ في جميع القرآن لأَنها جواب والفائدةُ تقع فيما بعدها قال واحتج السبجستاني في أَنَّ كَلاَّ بمعنى أَلا بقوله جل وعز كلا إِنَّ الإِنسان ليَطْغَى فَمعْناه أَلا قال أَبو بكر ويجوز أَن يكون بمعنى حقاً إِن الإِنسان ليطغى ويجوز أَن يكون ردًّا كأَنه قال لا ليس الأَمر كما تظنون أَبو داود عن النضر قال الخليل قال مقاتل بن سليمان ما كان في القرآن كلاَّ فهو ردّ إِلا موضعين فقال الخليل أَنا أَقول كله ردّ وروى ابن شميل عن الخليل أَنه قال كلُّ شيء في القرآن كلاَّ ردّ يردّ شيئاً ويثبت آخر وقال أَبو زيد سمعت العرب تقول كلاَّكَ واللهِ وبَلاكَ واللهِ في معنى كَلاَّ واللهِ وبَلَى واللهِ وفي الحديث تَقع فِتَنٌ كأَنَّها الظُّلَلُ فقال أَعرابي كَلاَّ يا رسولَ اللهِ قال كَلاَّ رَدْع في الكلام وتنبيه وزَجْر ومعناها انْتهِ لا تَفْعَل إِلا أَنها آكَدُ في النفي والرَّدْع من لا لزيادة الكاف وقد ترِد بمعنى حقّاً كقوله تعالى كَلاَّ لئن لم يَنْتَهِ لنَسْفَعنْ بالناصِيةِ والظُّلَلُ السحاب وقد تكرر في الحديث

( كمي ) كَمى الشيءَ وتَكَمَّاه سَتَرَه وقد تَأَوَّل بعضهم قوله بَلْ لو شَهِدْتَ الناسَ إِذْ تُكُمُّوا إِنه من تَكَمَّيت الشيء وكَمَى الشهادة يَكْمِيها كَمْياً وأَكْماها كَتَمَها وقَمَعَها قال كثيِّر وإِني لأَكْمِي الناسَ ما أَنا مُضْمِرٌ مخَافَةَ أَن يَثْرَى بِذلك كاشِحُ يَثْرى يَفْرَح وانْكَمَى أَي اسْتَخْفى وتَكَمَّتْهم الفتنُ إِذا غَشِيَتْهم وتَكَمَّى قِرْنَه قَصَده وقيل كلُّ مَقْصود مُعْتَمَد مُتَكَمّىً وتَكَمَّى تَغَطَّى وتَكَمَّى في سِلاحه تَغَطَّى به والكَمِيُّ الشجاع المُتَكَمِّي في سِلاحه لأَنه كَمَى نفسه أَي ستَرها بالدِّرع والبَيْضة والجمع الكُماة كأَنهم جمعوا كامياً مثل قاضِياً وقُضاة وفي الحديث أَنه مر على أَبواب دُور مُسْتَفِلة فقال اكْموها وفي رواية أَكِيمُوها أَي استُرُوها لئلا تقع عيون الناس عليها والكَمْوُ الستر
( * قوله « والكمو الستر » هذه عبارة النهاية ومقتضاها أن يقال كما يكمو )
وأَما أَكِيموها فمعناه ارْفَعُوها لئلا يَهْجُم السيل عليها مأْخوذ من الكَوْمة وهي الرَّمْلة المُشْرِفة ومن الناقة الكَوْماء وهي الطَّويلة السَّنام والكَوَمُ عِظَم في السنام وفي حديث حذيفة للدابة ثلاث خَرَجاتٍ ثم تَنْكَمِي أَي تستتر ومنه قيل للشجاع كَمِيّ لأَنه استتر بالدرع والدابةُ هي دابةُ الأَرض التي هي من أَشراط الساعة ومنه حديث أَبي اليَسَر فجِئْته فانْكَمى مني ثم ظهر والكَمِيُّ اللابسُ السلاحِ وقيل هو الشجاع المُقْدِمُ الجَريء كان عليه سلاح أَو لم يكن وقيل الكَمِيُّ الذي لا يَحِيد عن قِرنه ولا يَرُوغ عن شيء والجمع أَكْماء وأَنشد ابن بري لضَمْرة بن ضَمرة تَرَكْتَ ابنتَيْكَ للمُغِيرةِ والقَنا شَوارعُ والأَكْماء تَشْرَقُ بالدَّمِ فأَما كُماةٌ فجمع كامٍ وقد قيل إِنَّ جمع الكَمِيِّ أَكْماء وكُماة قال أَبو العباس اختلف الناس في الكَمِيِّ من أَي شيء أُخذ فقالت طائفة سمي كَمِيّاً لأَنه يَكْمِي شجاعته لوقت حاجته إِليها ولا يُظهرها مُتَكَثِّراً بها ولكن إِذا احتاج إِليها أَظهرها وقال بعضهم إِنما سمي كَمِيّاً لأَنه لا يقتل إِلا كَمِيّاً وذلك أَن العرب تأْنف من قتل الخسيس والعرب تقول القوم قد تُكُمُّوا والقوم قد تُشُرِّفُوا وتُزُوِّروا إِذا قُتل كَمِيُّهم وشَريفُهم وزَوِيرُهم ابن بزُرْج رجل كَمِيٌّ بيِّن الكَماية والكَمِيُّ على وجهين الكَمِيُّ في سلاحه والكَمِيُّ الحافظ لسره قال والكامي الشهادة الذي يَكْتُمها ويقال ما فلان بِكَمِيٍّ ولا نَكِيٍّ أَي لا يَكْمِي سرّه ولا يَنْكِي عَدُوَّه ابن الأَعرابي كل من تعمَّدته فقد تَكَمَّيته وسمي الكَمِيُّ كَمِيّاً لأَنه يَتَكَمَّى الأَقران أَي يتعمدهم وأَكْمَى سَتَر منزله عن العيون وأَكْمى قتَل كَمِيَّ العسكر وكَمَيْتُ إِليه تقدمت عن ثعلب والكِيمياء معروفة مثال السِّيمياء اسم صنعة قال الجوهري هو عربي وقال ابن سيده أَحسبها أَعجمية ولا أَدري أَهي فِعْلِياء أَم فِيعِلاء والكَمْوى مقصور الليلة القَمْراء المُضِيئة قال فَباتُوا بالصَّعِيدِ لهم أُجاجٌ ولو صَحَّتْ لنا الكَمْوى سَرَينا التهذيب وأَما كما فإِنها ما أُدخل عليها كاف التشبيه وهذا أَكثر الكلام وقد قيل إِن العرب تحذف الياء من كَيْما فتجعله كما يقول أَحدهم لصاحبه اسْمع كما أُحَدِّثك معناه كَيْما أُحَدِّثك ويرفعون بها الفعل وينصبون قال عدي اسْمَعْ حَدِيثاً كما يَوْماً تُحَدِّثه عن ظَهْرِ غَيْبٍ إِذا ما سائلٌ سالا من نصب فبمعنى كَيْ ومن رفع فلأَنه لم يلفظ بكى وذكر ابن الأَثير في هذه الترجمة قال وفي الحديث من حَلَف بِملَّةٍ غير مِلَّة الإِسلام كاذباً فهو كما قال قال هو أَن يقول الإِنسان في يَمينه إِن كان كذا وكذا فهو كافر أَو يهوديّ أَو نصراني أَو بَريء من الإِسلام ويكون كاذباً في قوله فإِنه يصير إِلى ما قاله من الكفر وغيره قال وهذا وإن كان يَنعقد به يمين عند أَبي حنيفة فإِنه لا يوجب فيه إِلا كفَّارة اليمين أَما الشافعي فلا يعدّه يميناً ولا كفَّارة فيه عنده قال وفي حديث الرؤية فإِنكم تَرَوْنَ ربكم كما تَرَوْنَ القمَر ليلة البدْر قال وقد يُخيل إِلى بعض السامعين أَن الكاف كاف التشبيه للمَرْئىّ وإِنما هو للرُّؤية وهي فعل الرّائي ومعناه أَنكم ترون ربكم رُؤية ينزاح معها الشك كرؤيتكم القمر ليلة البدر لا تَرتابون فيه ولا تَمْتَرُون وقال وهذان الحديثان ليس هذا موضعهما لأَن الكاف زائدة على ما وذكرهما ابن الأَثير لأَجل لفظهما وذكرناهما نحن حفظاً لذكرهما حتى لا نخل بشيء من الأُصول

( كني ) الكُنْيَةُ على ثلاثة أوجه أَحدها أَن يُكْنَى عن الشيء الذي يُستفحش ذكره والثاني أَن يُكْنى الرجل باسم توقيراً وتعظيماً والثالث أَن تقوم الكُنْية مَقام الاسم فيعرف صاحبها بها كما يعرف باسمه كأَبي لهب اسمه عبد العُزَّى عرف بكُنيته فسماه الله بها قال الجوهري والكُنْيةُ والكِنْية أَيضاً واحدة الكُنى واكتَنى فلان بكذا والكناية أَن تتكلم بشيء وتريد غيره وكَنَى عن الأَمر بغيره يَكني كِناية يعني إِذا تكلم بغيره مما يستدل عليه نحو الرفث والغائط ونحوه وفي الحديث من تَعَزَّى بعزَاء الجاهلية فأَعِضُّوه بأَيْر أَبيه ولا تَكْنُوا وفي حديث بعضهم رأَيت عِلْجاً يومَ القادِسيةِ وقد تَكَنَّى وتَحَجَّى أَي تستر من كَنَى عنه إِذا وَرَّى أَو من الكُنْية كأَنه ذكر كنْيته عند الحرب ليُعرف وهو من شعار المُبارزين في الحرب يقول أَحدهم أَنا فلان وأَنا أَبو فلان ومنه الحديث خُذها مني وأَنا الغُلام الغِفاريُّ وقول علي رضي الله عنه أَنا أَبو حَسَنٍ القَرْم وكَنَوت بكذا عن كذا وأَنشد وإِني لأَكني عن قَذورَ بغَيْرِها وأُعْرِبُ أَحْياناً بها فأُصارِحُ ورجل كانٍ وقوم كانُونَ قال ابن سيده واستعمل سيبويه الكناية في علامة المضمر وكَنَيْتُ الرجا بأَبي فلان وأَبا فلان على تَعْدِية الفعل بعد إِسقاط الحرف كُنْية وكِنْيةً قال راهِبة تُكْنَى بأُمِّ الخَيْر وكذلك كَنيته عن اللحياني قال ولم يعرف الكسائي أَكْنَيْتُه قال وقوله ولم يعرف الكسائي أكنيته يوهم أَن غيره قد عرفه وكُنيةُ فلان أَبو فلان وكذلك كِنْيَتُه أَي الذي يُكْنَى به وكُنْوة فلان أَبو فلان وكذلك كِنْوته كلاهما عن اللحياني وكَنَوْتُه لغة في كَنَيْته قال أَبو عبيد يقال كَنيت الرجل وكَنوته لغتان وأَنشد أَبو زياد الكلابي وإِني لأَكْنُو عن قَذُورَ بغيرها وقذور اسم امرأَة قال ابن بري شاهد كَنَيت قول الشاعر وقد أَرْسَلَتْ في السِّرِّ أَنْ قد فَضَحْتَني وقد بُحْتَ باسْمِي في النَّسِيبِ وما تَكْني وتُكْنَى من أَسماء
( * قوله « وت

كنى
من أسماء إلخ » في التكملة هي على ما لم يسم فاعله وكذلك تكتم وأنشد
طاف الخيالان فهاجا سقما ... خيال تكنى وخيال تكتما ) النساء الليث
يقول أَهل البصرة فلان يُكْنى بأَبي عبد الله وقال غيرهم فلان يُكْنى بعبد الله وقال الجوهري لا تقل يُكْنى بعبد الله وقال الفراء أَفصح اللغات أَن تقول كُنِّيَ أَخُوك بعمرو والثانية كُنِّي أَخوك بأَبي عمرو والثالثة كُنِّيَ أَخُوك أَبا عمرو ويقال كَنَيْته وكَنَوْتُه وأَكْنَيْته وكَنَّيْته وكَنَّيْته أَبا زيد وبأَبي زيد تَكْنية وهو كَنِيُّه كما تقول سَمِيُّه وكُنَى الرؤيا هي الأَمثال التي يَضربها مَلك الرؤيا يُكْنَى بها عن أَعْيان الأُمور وفي الحديث إِنَّ للرُّؤيا كُنًى ولها أَسماء فكَنُّوها بكُناها واعتبروها بأَسمائها الكُنى جمع كُنْية من قولك كَنَيت عن الأَمر وكَنَوْت عنه إِذا ورَّيت عنه بغيره أَراد مَثِّلوا لها أَمثالاً إِذا عبَّرْتموها وهي التي يَضربها ملَك الرؤيا للرجل في منامه لأَنه يُكَنَّى بها عن أَعيان الأُمور كقولهم في تعبير النخل إِنها رجال ذوو أَحساب من العرب وفي الجَوْز إِنها رجال من العجم لأَن النخل أَكثر ما يكون في بلاد العرب والجوز أَكثر ما يكون في بلاد العجم وقوله فاعتبروها بأَسمائها أَي اجعلوا أَسماء ما يُرى في المنام عبرة وقياساً كأَن رأَى رجلاً يسمى سالماً فأَوَّله بالسلامة وغانماً فأَوله بالغنيمة

كها
ناقة كَهاةٌ سَمِينة وقيل الكَهاةُ الناقة العظيمة قال الشاعر إِذا عَرَضَتْ منها كَهاةٌ سَمِينةٌ فَلا تُهْدِ مِنها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ وقيل الكَهاةُ الناقة الضَّخْمة التي كادت تدخل في السِّنّ قال طرفة فَمَرَّتْ كَهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالةٌ عَقِيلةُ شَيْخٍ كالوبيل يَلَنْدَدِ وقيل هي الواسعة جلد الأَخْلاف لا جمع لها من لفظها وقيل ناقة كَهاة عظيمة السنام جليلة عند أَهلها وفي الحديث جاءت امرأَة إِلى ابن عباس رضي الله عنهما فقالت في نفسي مسأَلة وأَنا أَكْتَهِيكَ أَن أُشافِهَك بها أَي أُجِلُّك وأُعَظمك وأَحتشِمك قال فاكتبيها في بِطاقة أَي في رُقعة ويقال في نِطاقة والباء تبدل من النون في حروف كثيرة قال وهذا من قولهم للجبان أَكْهَى وقد كَهِيَ يَكْهَى واكْتَهى لأَن المحتشم تمنعه الهيبة عن الكلام ورجل أَكْهَى أَي جَبان ضعيف وقد كَهِيَ كَهًى وقال الشَّنْفَرَى ولا حبَّاءٍ أَكْهَى مُرِبٍّ بِعِرْسِه يُطالِعُها في شأْنِه كيف يَفْعَلُ ؟ والأَكْهاء النبَلاء من الرجال قال ويقال كاهاهُ إِذا فاخَرَه أَيهما أَعظمُ بَدناً وهاكاهُ إِذا استصغر عَقْلَه وصَخْرةُ أَكْهَى اسم جبل وأَكْهَى هَضْبة قال ابن هَرمة كما أَعْيَتْ على الراقين أَكْهَى تَعَيَّتْ لا مِياهَ ولا فِراغا وقضى ابن سيده أَن أَلف كَهاة ياء لأَن الأَلف ياء أَكثر منها واواً أَبو عمرو أَكْهَى الرجلُ إِذا سَخَّن أَطراف أَصابعه بنَفَسه وكان في الأَصل أَكَهَّ فقُلبت إِحدى الهاءين ياء وقول الشاعر وإِنْ يَكُ إِنْساً ما كَها الإِنسُ يَفْعَل
( * قوله « وان يك إلخ » صدره كما في التكملة فان يك من جن فأَبرح طارقاً )
يريد ما هكذا الإِنس تَفعل فترك ذا وقدم الكاف

( كوي ) الكَيُّ معروف إِحراقُ الجلد بحديدة ونحوها كواه كَيّاً وكوَى البَيْطارُ وغيره الدابة وغيرها بالمِكْواة يَكْوِي كَيّاً وكَيَّة وقد كَوَيْتُه فاكْتَوَى هو وفي المثل آخِرُ الطِّبِّ الكَيُّ الجوهري آخر الدَّواء الكيّ قال ولا تقل آخرُ الداء الكيّ وفي الحديث إَني
( * قوله « وفي الحديث اني لخ » في النهاية وفي حديث ابن عمر اني لاغتسل إلخ )
لأَغتسل من الجنابة قبل امرأَتي ثم أَتَكَوَّى بها أَي أَسْتَدْفئُ بمُباشَرتها وحَرِّ جسمها وأَصله من الكيّ والمِكْواةُ الحديدة المِيسَمُ أَو الرَّضفة التي يُكْوى بها وفي المثل قد يَضْرَطُ العَيْرُ والمِكْواةُ في النار يضرب هذا للرجل يتوقع الأَمر قبل أَن يَحِلَّ به قال ابن بري هذا المثل يضرب للبخيل إِذا أَعطَى شيئاً مخافةً ما هو أَشدّ منه قال وهذا المثل يروى عن عمرو بن العاص قاله في بعضهم وأَصله أَن مُسافر بن أَبي عمرو سَقَى بَطْنُهُ فداواه عِبادِيٌّ وأَحْمَى مَكاوِيه فلما جعلها على بطنه ورجل قريب منه ينظر إِليه جعل يَضْرَطُ فقال مسافر العَيْرُ يَضْرَط والمِكواةُ في النار فأَرْسَلها مثلاً قال ويقال إِن هذا يضرب مثلاً لمن أَصابه الخوف قبل وقوع المكروه وفي الحديث أَنه كَوَى سعدَ بن مُعاذ لينقطع دم جرحه الكيّ بالنار من العِلاج المعروف في كثير من الأَمراض وقد جاء في أَحاديث كثيرة النهي عن الكَيّ فقيل إِنما نُهيَ عنه من أَجل أَنهم كانوا يعظمون أَمره ويرون أَنه يَحْسِمُ الدَّاء وإِذا لم يُكْوَ العُضو عَطِب وبطل فنهاهم عنه إِذا كان على هذا الوجه وأَباحه إِذا جُعل سبباً للشفاء لا علة له فإِن الله عز وجل هو الذي يُبرئه ويَشفِيه لا الكَيّ ولا الداء وهذا أَمر يكثر فيه شكوك الناس يقولون لو شرب الدَّواء لم يمت ولو أَقام ببلده لم يقتل ولو اكْتَوَى لم يَعْطَب وقيل يحتمل أَن يكون نهيه عن الكيّ إِذا استعمل على سبيل الاحتراز من حدوث المرض وقبل الحاجة إِليه وذلك مكروه وإِنما أُبِيح التداوي والعلاج عند الحاجة إِليه ويجوز أَن يكون النهي عنه من قبيل التوكل كقوله الذين لا يَسْتَرْقُون ولا يَكْتَوُون وعلى ربهم يتوكلون والتوكُّلُ درجة أُخرى غير الجواز والله أَعلم والكَيَّةُ موضع الكَيِّ والكاوِياء مِيسَمٌ يُكْوَى به واكْتَوَى الرجل يَكْتَوِي اكْتِواء استعمل الكَيَّ واسْتَكْوَى الرجل طلب أَن يُكْوَى والكَوَّاء فَعَّال من الكاوِي وكَواه بعينه إِذا أَحدَّ إِليه النظر وكَوَتْه العقرب لدغته وكاوَيْتُ الرجل إِذا شاتمته مثل كاوَحْته ورجل كَوَّاء خبيث اللسان شتام قال ابن سيده أُراه على التشبيه واكْتَوَى تَمَدَّح بما ليس من فعله وأَبو الكَوَّاء من كُنَى العرب والكَوُّ والكَوَّةُ الخَرْق في الحائط والثَّقْب في البيت ونحوه وقيل التذكير للكبير والتأْنيث للصغير قال ابن سيده وليس هذا بشيء قال الليث تأْسيس بنائها من ك و ي كأَن أَصلها كَوًى ثم أُدغمت الواو في الياء فجعلت واواً مشددة وجمع الكَوّة كِوًى بالقصر نادر وكِواء بالمدّ والكاف مكسورة فيهما مثل بَدْرة وبِدَر وقال اللحياني من قال كَوَّة ففتح فجمعه كِواء ممدود والكُوَّة بالضم لغة ومن قال كُوَّة فَضَم فجمعه كِوًى مكسور مقصور قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا وفي التهذيب جمع الكَوَّة كُوًى كما يقال قَرْية وقُرًى وكَوَّى في البيت كَوَّة عَمِلها وتَكَوَّى الرجل دخل في موضع ضَيِّق فتقبض فيه وكُوَىٌ نجم من الأَنواء قال ابن سيده وليس بثبَت

كيا
كَيْ حرف من حروف المعاني ينصب الأَفعال بمنزلة أَن ومعناه العلة لوقوع الشيء كقولك جئت كَيْ تُكْرِمَني وقال في التهذيب تنصب الفعل الغابر يقال أَدِّبْه كَيْ يَرْتَدِعَ قال ابن سيده وقد تدخل عليه اللام وفي التنزيل العزيز لِكَيْلا تَأْسَوْا على ما فاتكم وقال لبيد لِكَيْ لا يَكُونَ السَّنْدَريُّ نَدِيدَتي وربما حذفوا كَيْ اكتفاء باللام وتوصّلاً بما ولا فيقال تَحَرَّزْ كي لا تَقَع وخرج كَيْما يُصلِّي قال الله تعالى كَيْلا يكُونَ دُولةً بين الأَغنياء منكم وفي كيما لغة أُخرى حذف الياء لفظه كما قال عدي اسْمَعْ حَدِيثاً كما يوماً تُحَدِّثُه عن ظَهرِ غَيْبٍ إِذا ما سائِلٌ سالا أَراد كيما يوماً تحدّثه وكَيْ وكَيْ لا وكَيْما وكما تعمل في الأَلفاظ المستقبلة عمل أَنْ ولَن وحتى إِذا وقعت في فعل لم يجب الجوهري وأَما كَيْ مخففة فجواب لقولك لم فعلت كذا ؟ فتقول كي يكون كذا وهي للعاقبة كاللام وتنصب الفعل المستقبل وكان من الأَمر كَيْتَ وكَيْتَ يُكْنى بذلك عن قولهم كذا وكذا وكان الأَصل فيه كَيَّةَ وكَيَّةَ فأُبدلت الياء الأَخيرة تاء وأَجروها مُجرى الأَصل لأَنه ملحق بفَلْس والملحق كالأَصلي قال ابن سيده قال ابن جني أَبدلوا التاء من الياء لاماً وذلك في قولهم كَيْتَ وكَيْتَ وأَصلها كَيَّةُ وكَيَّةُ ثم إِنهم حذفوا الهاء وأَبدلوا من الياء التي هي لامٌ تاءً كما فعلوا ذلك في قولهم ثنتان فقالوا كيت فكما أَن الهاء في كَيَّة علم تأْنيث كذلك الصيغة في كيت علم تأْنيث وفي كيت ثلاث لغات منهم من يَبنيها على الفتح فيقول كَيْتَ ومنهم من يبنيها على الضم فيقول كَيْتُ ومنهم من يبنيها على الكسر فيقول كَيْتِ قال وأَصل التاء فيها هاء وإِنما صارت تاء في الوصل وحكى أَبو عبيد كَيَّهْ وكَيَّهْ بالهاء قال ويقال كَيْمَهْ كما يقال لِمَهْ في الوقف قال ابن بري قال الجوهري حكى أَبو عبيدة كان من الأَمر كَيَّهْ وكَيَّهْ قال الصواب كَيَّتَ وكَيَّهْ الأُولى بالتاء والثانية بالهاء وأَما كَيَّهْ فليس فيها مع الهاء إِلا البناء على الفتح فإِن قلت فما تنكر أَن تكون التاء في كيت منقلبة عن واو بمنزلة تاء أُخت وبنت ويكون على هذا أَصلُ كَيَّة كَيْوَة ثم اجتمعت الياء والواو وسبقت الياء بالسكون فقلبت الواو ياء وأُدغمت الياء في الياء كما قالوا سَيِّد ومَيِّت وأَصلهما سَيْوِد ومَيْوِت ؟ فالجواب أَن كَيَّةَ لا يجوز أَن يكون أَصلها كَيْوة من قبل أَنك لو قضيت بذلك لأَجزت ما لم يأْتِ مثله من كلام العرب لأَنه ليس في كلامهم لفظة عَينُ فعلها ياء ولامُ فعلها واو أَلا ترى أَن سيبويه قال ليس في كلام العرب مثل حَيَوْت ؟ فأَما ما أَجازه أَبو عثمان في الحيوان من أَن تكون واوه غير منقلبة عن الياء وخالف فيه الخليل وأَن تكون واوه أَصلاً غير منقلبة فمردود عليه عند جميع النحويين لادّعائه ما لا دليل عليه ولا نظير له وما هو مخالف لمذهب الجمهور وكذلك قولهم في اسم رَجاء بن حَيْوة إِنما الواو فيه بدل من ياء وحسَّن البدل فيه وصِحَّةَ الواو أَيضاً بعد ياء ساكنة كونُه علماً والأَعلام قد يحتمل فيها ما لا يحتمل في غيرها وذلك من وجهين أَحدهما الصيغة والآخر الإِعراب أَما الصيغة فنحو قولهم مَوْظَبٍ ومَوْرَقٍ وتَهْلَلٍ ومَحْبَبٍ ومَكْوَزَة ومَزْيَدٍ ومَوْأَلةٍ فيمن أَخذه من وأَل ومَعْد يكرب وأَما الإِعراب فنحو قولك في الحكاية لمن قال مررت بزيد من زيد ؟ ولمن قال ضربت أَبا بكر مَن أَبا بكر ؟ لأَن الكُنى تجري مَجرى الأَعلام فلذلك صحت حَيْوة بعد قلب لامها واواً وأَصلها حَيَّة كما أَن أَصل حَيَوانٍ حَيَيانٌ وهذا أَيضاً إِبدال الياء من الواو لامين قال ولم أَعلمها أُبدلت منها عينين والله أَعلم

( لأي ) الَّلأَى الإِبْطاء والاحْتِباس بوزن اللَّعا وهومن المصادر التي يعمل فيها ما ليس مِن لفظها كقولك لَقِيته التِقاطاً وقَتَلْته صَبْراً ورأَيته عِياناً قال زهير فَلأْياً عَرفت الدارَ بعد توهُّم وقال اللحياني الَّلأْيُ اللُّبْثُ وقد لأَيْت أَلأَى لأْياً وقال غيره لأأَيْت في حاجتي مشدَّد أَبطأْت والتَأَتْ هي أَبْطَأَت التهذيب يقال لأَى يَلأَى لأْياً والتَأى يَلْتَئي إِذا أَبطأَ وقال الليث لم أَسمع العرب تجعلها معرفة ويقولون لأْياً عرفْتُ وبَعدَ لأْيٍ فعلت أَي بعد جَهْد ومشقة ويقال ما كِدْت أَحمله إِلاَّ لأْياً وفعلت كذا بعد لأْيٍ أَي بعد شدَّة وإِبْطاء وفي حديث أُم أَيمن رضي الله عنها فبِلأْيٍ ما استَغْفَرَلهم رسولُ الله أَي بعد مشقة وجهدْ وإِبْطاء ومنه حديث عائشة رضي الله عنها وهِجْرَتِها ابنَ الزُّبَيْرِ فبِلأْيٍ مَّا كَلَّمَتْهُ واللأَى الجَهْد والشدَّة والحاجة إِلى الناس قال العجير السلولي وليس يُغَيِّرُ خِيمَ الكَريم خُلُوقةُ أَثْوابِه واللأَى وقال القتيبي في قوله فَلأْياً بِلأْيٍ مَّا حَمَلْنا غُلامَنا أَي جَهْداً بعد جَهْد قَدَرْنا على حَمْله على الفرس قال واللأْيُ المشقة والجهد قال أَبو منصور والأَصل في اللأْي البُطْء وأَنشد أَبو الهيثم لأَبي زبيد وثارَ إِعْصارُ هَيْجا بينَهُمْ وخَلَتْ بالكُورِ لأْياً وبالأَنساع تَمْتَصِعُ قال لأْياً بعد شدَّة يعني أَن الرجل قتله الأَسد وخلت ناقته بالكور تمتصع تحرك ذنبها واللأَى الشدة في العيش وأَنشد بيت العجير السلولي أَيضاً وفي الحديث مَن كان له ثلاثُ بنات فصَبَر على لأْوائهن كُنَّ له حجاباً من النار اللأْواء الشدة وضيق المعيشة ومنه الحديث قال له أَلَسْتَ تَحْزَنُ ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُك اللأْواء ؟ ومنه الحديث الآخر مَن صبر على لأْوء المَدينة واللأْواء المشَقة والشدة وقيل القَحْط يقال أَصابتهم لأْواء وشَصاصاء وهي الشدة قال وتكون اللأْواء في العلة قال العجاج وحالَتِ اللأْواء دون نسعي وقد أَلأَى القومُ مثل أَلعى إِذا وقعوا في اللأْواء قال أَبو عمرو اللأْلاء الفرح التام والْتَأَى الرجل أَفلَسَ واللأَى بوزن اللَّعا الثَّوْر الوحشيّ قال اللحياني وتثنيته لأَيان والجمع أَلآء مثل أَلْعاعٍ مثل جبَل وأَجبال والأُنثى لآة مثل لَعاةٍ ولأَىً بغير هاء هذه عن اللحياني وقال إِنها البقرة من الوحش خاصة أَبو عمرو اللأَى البقرة وحكي بكَمْ لآك هذه أَي بقرتُك هذه قال الطرماح كظَهْرِ اللأَى لو يُبْتَغى رَيَّةٌ بها لَعَنَّتْ وشَقَّتْ في بُطُون الشَّواجِنِ ابن الأَعرابي لآةٌ وأَلاة بوزن لَعاة وعَلاة وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه يَجِيء من قِبَل المَشْرِق قَوم وصفَهم ثم قال والرّاوية يَومئذٍ يُسْتَقى عليها أَحَبُّ إِليَّ من لاءٍ وشاءٍ قال ابن الأَثير قال القتيبي هكذا رواه نَقَلة الحديث لاء بوزن ماء وإِنما أَلآء بوزن أَلْعاع وهي الثِّيران واحدها لأَىً بوزن قَفاً وجمعه أَقْفاء يريد بَعِير يُسْتقى عليه يومئذ خير من اقتناء البقر والغنم كأَنه أَراد الزراعة لأَن أَكثر من يَقْتَني الثيران والغنم الزرَّاعون ولأْيٌ ولُؤَيُّ اسمان وتصغير لأْي لُؤَيٌّ ومنه لؤيّ بن غالب أَبو قريش قال أَبو منصور وأَهل العربية يقولون هو عامر بن لُؤيّ بالهمز والعامة تقول لُوَيّ قال علي بن حمزة العرب في ذلك مختلفون من جعله من اللأْي همزه ومن جعله من لِوَى الرَّمْل لم يهمزه ولأْيٌ نهر من بلاد مُزَيْنةَ يدفع في العقيق قال كثير عزة عَرَفْتُ الدَّار قدْ أَقْوَتْ برِيمِ إِلى لأْيٍ فمَدْفَعِ ذِي يَدُومِ
( * قوله « إلى لأي » هذا ما في الأصل وفي معجم ياقوت ببطن لأي بوزن اللعا ولم يذكر لأي بفتح فسكون )
واللاَّئي بمعنى اللَّواتي بوزن القاضي والدَّاعي وفي التنزيل العزيز واللاَّئي يَئِسْنَ من المَحِيض قل ابن جني وحكي عنهم اللاَّؤو فعلوا ذلك يريد اللاَّؤون فحذف النون تخفيفاً

( لبي ) اللُّبايةُ البَقِيَّةُ من النبت عامة وقيل البَقِيَّةُ من الحَمض وقيل هو رقيق الحَمْض والمَعْنَيان متقاربان ابن الأَعرابي اللُّبابة شَجر الأُمْطِيّ قال الفراء وأَنشد لُبايةً من هَمِقٍ عَيْشُومِ والهَمِقُ نبت والعَيْشُوم اليابس والأُمْطِيُّ الذي يعمل منه العلك وحكى أَبو ليلى لبَيت الخُبْزة في النار أَنضجتها ولَبَّيْتُ بالحج تَلْبِية قال الجوهري وربما قالوا لبَّأْت بالهمز وأَصله غير الهمز ولَبَّيت الرجل إِذا قلت له لَبَّيْك قال يونس بن حبيب الضبي لَبَّيك ليس بمثنى وإِنما هو مثال عَلَيك وإِليك وحكى أَبو عبيد عن الخليل أَن أَصل التلبية الإِقامة بالمكان يقال أَلْبَبْت بالمكان ولَبَّبْت لغتان إِذا أَقمت به قال ثم قلبوا الباء الثانية إِلى الياء استثقالاً كما قالوا تَظَنَّيْت وإِنما أَصلها تَظَنَّنْت قال وقولهم لبَّيْك مثنى على ما ذكرناه في باب الباء وأَنشد للأَسدي دَعَوْتُ لِما نابَني مِسْوَراً فَلَبَّى فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ قال ولو كان بمنزلة على لقال فَلَبَّى يَدَيْ مسور لأَنك تقول على زيد إِذا أَظهرت الاسم وإِذا لم تظهر تقول عليه كما قال الأَسدي أَيضاً دَعَوْتُ فَتًى أَجابَ فَتًى دَعاه بَلَبَّيْهِ أَشَمُّ شَمَرْدَلِيُّ قال ابن بري في تفسير قوله فَلَبَّيْ يَديْ مِسْورِ يقول لبي يدي مِسور إِذا دعاني أَي أُجيبه كما يُجيبني الأَحمر يقال بينهم المُلْتَبِية غير مهموز أَي مُتَفاوِضون لا يكتم بعضهم بعضاً إِنكاراً وأَكثر هذا الكلام مذكور في لبب وإِنما الجوهري أَعاد ذكره في هذا المكان أَيضاً فذكرناه كما ذكره واللَّبْوُ قبيلة من العرب النسب إِليه لَبَوِيٌّ على غير قياس وقد تقدم في الهمز

لتا
ابن الأَعرابي لَتا إِذا نَقص قال أَبو منصور كأَنه مقلوب من لاتَ أَو من أَلَتَ وقال ابن الأَعرابي اللَّتِيُّ اللازم للموضع والَّتي اسم مبهم للمؤنث وهي معرفة ولا تتم إِلا بصلة وقال ابن سيده الَّتي والاَّتي تأْنيث الذي والذين على غير صيغته ولكنها منه كبنت من ابن غير أَن التاء ليست مُلْحِقة كما تُلْحِقُ تاءُ بنت ببناء عدل وإِنما هي للدلالة على التأْنيث ولذلك استجاز بعض النحويين أَن يجعلها تاء تأْنيث والأَلف واللام في التي واللاتي زائدة لازمة داخلة لغير التعريف وإِنما هنّ متعرّفات بصلاتهن كالذي واللاتي بوزن القاضي والداعي وفيه ثلاث لغات التي واللَّتِ فَعَلَتْ ذلك بكسر التاء وحكى اللحياني هي اللَّتِ فَعَلَتْ ذلك وهي اللَّتْ فعَلتْ ذلك بإِسكانها وأَنشد لأُقَيْشِ بن ذُهيْل العُكْلِي وأَمْنَحُه اللَّتْ لا يُغَيَّبُ مِثْلُها إِذا كانَ نِيرانُ الشِّتاء نَوائما وفي تثنيتها ثلاث لغات أَيضاً هما اللَّتانِ فَعَلتا وهما اللَّتا فَعَلَتا بحذف النون واللَّتانِّ بتشديد النون وفي جمعها لغات اللاَّتي واللاَّتِ بكسر التاء بلا ياء وقال الأَسود بن يعفر اللاَّتِ كالبَيْضِ لَمّا تَعْدُ أَنْ دَرَسَتْ صُفْرُ الأَنامِلِ مِنْ قَرْعِ القَوارِيرِ ويروى اللاَّء كالبيض واللَّواتي واللَّواتِ بلا ياء قال إِلاَّ انْتِياءته البَيْضَ اللَّواتِ لَه ما إِنْ لَهُنَّ طُوالَ الدَّهْرِ أَبْدالُ وأَنشد أَبو عمرو مِنَ اللَّواتي واللَّتي واللاَّتي زَعَمْنَ أَنْ قد كَبِرَتْ لِداتي وهن اللاَّءِ واللاَّئي واللاَّ فَعَلْن ذلك قال الكميت وكانَتْ مِن اللاَّ لا يُغَيِّرُها ابْنُها إِذا ما الغُلامُ الأَحْمَقُ الأُمَّ غَيَّرا قال بعضهم من قال اللاَّء فهو عنده كالباب ومن قال اللاَّئي فهو عنده كالقاضي قال ورأَيت كثيراً قد استعمل اللاَّئي لجماعة الرجال فقال أَبى لَكُمُ أَنْ تَقْصُرُوا أَو يَفُوتَكُمْ بتَبْلٍ من اللاَّئي تُعادُونَ تابَلُ وهُنَّ اللَّوا فَعَلْنَ ذلك بإِسقاط التاء قال جَمَعْتُها من أَنْوُقٍ خِيارِ مِن اللِّوا شُرِّفْن بالصِّرارِ وهنَّ اللاَّتِ
( * قوله « وهن اللات إلخ » كذا بالأصل وبيت الشاهد تقدم في خلل بوجه آخر ) فعلن ذلك قال هو جمع اللاَّتي قال أُولئكَ إِخواني وأَخْلالُ شِيمَتي وأَخْدانُك اللاَّتي تَزَيَّنَّ بالكَتَمْ وأَورد ابن بري هذا البيت مستشهداً به على جمع آخر فقال ويقال اللاءَات أَيضاً قال الشاعر أُولئك أَخْداني الذينَ أَلِفْتُهمْ وأَخْدانُكَ اللاءَاتِ زُيِّنَّ بالكتم قال ابن سيده وكل ذلك جمع التي على غير قياس وتصغير اللاَّء واللاَّئي اللُّؤَيَّا واللُّوَيَّا وتصغير التي واللاَّتي واللاَّتِ اللُّتَيّا واللَّتَيَّا بالفتح والتشديد قال العجاج دافَعَ عني بنَقِيرٍ مَوْتَتي بعد اللُّتَيَّا واللَّتَيَّا والَّتي إِذا عَلَتْها نَفَسٌ تَرَدَّتِ وقيل أَراد العجاج باللُّتيَّا تصغير التي وهي الداهِية الصغيرة والتي الداهية الكبيرة وتصغير اللَّواتي اللُّتَيَّات واللُّوَيّات قال الجوهري وقد أَدخل بعض الشعراء حرف النداء على التي قال وحروف النداء لا تدخل على ما فيه الأَلف واللام إِلا في قولنا يا أَلله وحده فكأَنه فعل ذلك من حيث كانت الأَلف واللام غير مفارقتين لها وقال مِن اجْلِكِ يا الَّتي تَيَّمْتِ قَلْبي وأَنْت بَخِيلةٌ بالوُدِّ عَنِّي ويقال وقع فلان في اللَّيَيَّا والتي وهما اسمان من أَسماء الداهية

( لثي ) اللَّثى شيء يسقط من السَّمُر وهو شجر قال نَحنُ بَنُو سُواءةَ بنِ عامِرِ أَهلُ اللَّثى والمَغْدِ والمَغافِرِ وقيل اللَّثى شيء يَنْضَحُه ساقُ الشجرة أَبيض خاثر وقال أَبو حنيفة اللَّثى ما رَقَّ من العُلوك حتى يَسِيل فيجري ويَقطُر الليث ال

لثى
ما سال من ماء الشجر من ساقها خاثراً قال ابن السكيت اللثى شيء ينضحه الثمام حُلو فما سقط منه على الأَرض أُخذ وجعل في ثوب وصُبَّ عليه الماء فإِذا سال من الثوب شُرِب حلواً وربما أَعْقَد قال أَبو منصور اللَّثى يسيل من الثمام وغيره وفي جبال هَراةَ شجر يقال له سيرو له لَثًى حلو يُداوى به المَصْدُور وهو جيد للسعال اليابس وللعُرْفُط لَثًى حلو يقال له المَغافير وحكى سَلَمة عن الفراء أَنه قال اللِّثَأُ بالهمز لما يسيل من الشجر الجوهري قال أَبو عمرو اللَّثَى ماء يسيل من الشجر كالصمغ فإِذا جَمد فهو صُعْرُور وأَلثَت الشجرة ما حولها إِذا كانت يقطر منها ماء ولَثِيَت الشجرة لَثًى فهي لَثِيةٌ وأَلثَت خرج منها اللَّثى وسال وأَلثَيْتُ الرجلَ أَطعمته اللَّثى وخرجنا نَلْتَثي ونَتَلَثَّى أَي نأْخذ اللَّثى واللَّثى أَيضاً شبيه بالنَّدى وقيل هو النَّدى نَفْسه ولَثِيت الشجرةُ نَدِيَت وأَلْثَت الشجرة ما حولها لَثًى شديداً نَدَّتْه الجوهري لَثِيَ الشيءُ بالكسر يَلْثَى لَثًى أَي نَدِيَ وهذا ثوب لَثٍ على فَعِلٍ إِذا ابتلَّ من العَرَق واتَّسخ ولَثى الثوبِ وسخُه واللَّثَى الصِّمَغُ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي عَذْبَ اللَّثى تَجرِي عليه البَرْهَما يعني باللَّثى ريقَها ويروى اللِّثى جمع لِثةٍ وامرأَة لَثِيةٌ ولثْياءُ يَعْرَقُ قُبُلُها وجسدها وامرأَة لَثِيَةٌ إِذا كانت رَطْبة المكان ونساء العرب يتسابَبْن بذلك وإِذا كانت يابسة المكان فهي الرَّشُوف ويُحمد ذلك منها ابن السكيت هذا ثوب لَثٍ إِذا ابتلَّ من العَرَق والوسَخ ويقال لَثِيَتْ رِجْلي من الطين تَلْثى لَثًى إِذا تلطَّخت به ابن الأَعرابي لَثا إِذا شرب
( * قوله « لثا إذا شرب إلخ » كذا هو في الأصل والتكملة أيضاً مضبوطاً مجوداً وضبط في القاموس كرضي خطأ واطلاقه قاض بالفتح ) الماء قليلاً ولَثا إِذا لَحِسَ القِدْر واللَّثِيُّ المُولَع بأَكل الصمغ وحكى هذا سلمة عن الفراء عن الدُّبَيْرية قالت لَثا الكلب ولَجَذَ ولَجِذَ ولَجَنَ واحْتَفَى إِذا وَلِغَ في الإِناء واللَّثا وطء الأَخفاف إِذا كان مع ذلك ندى من ماء أَو دم قال بهِ مِن لَثا أَخْفافِهنَّ نَجِيعُ ولَثِيَ الوَطْب لَثًى اتسخ واللَّثَى اللَّزِج من دَسَم اللبن عن كراع واللَّثاةُ اللَّهاةُ واللِّثةُ تُجمع لِثاتٍ ولِثِينَ ولِثًى أَبو زيد اللِّثةُ مَراكز الأَسنان وفي اللثة الدُّرْدُرُ وهي مخارِجُ الأَسنان وفيها العُمور وهو ما تَصعَّد بين الأَسنان من اللِّثة قال أَبو منصور وأَصل اللثة اللِّثْية فنقص واللِّثةُ مَغْرِز الأَسنان والحروف اللّثَوِية الثاء والذال والظاء لأَن مبدأَها من اللِّثة واللَّثاةُ واللِّثةُ شجرة مثل السِّدْر وهي من ذوات الياء الجوهري اللِّثة بالتخفيف ما حول الأَسنان وأَصلها لِثَيٌ والهاء عوض من الياء قال ابن بري قال ابن جني اللّثة محذوفة العين من لُثْت العِمامة أي أَدرتها على رأْسي واللِّثةُ مُحِيطة بالأَسنان وفي حديث ابن عمر لُعِنَ الواشِمةُ قال نافع الوَشْمُ في اللّثة واللثةُ بالكسر والتخفيف عُمور الأَسنان وهي مَغارِزها الأَزهري وأَما قول العجاج لاتٍ بها الأَشياءُ والعُبْرِيُّ فإِنما هو لائثٌ من لاثَ يَلُوثُ فهو لائث فجعله من لَثا يَلْثُو فهو لاثٍ ومثله جُرفٌ هارٍ وهائرٌ على القلب قال ومثله عاثَ وعَثا وقافَ وقَفا

لجا
اللَّجا الضِّفْدَع والأُنثى لَجَاة والجمع لَجَواتٌ قال ابن سيده وإِنما جئنا بهذا الجمع وإِن كان جمع سلامة ليتبين لك بذلك أَن أَلف اللجاة منقلبة عن واو وإِلا فجمع السلامة في هذا مطَّرد والله أَعلم

لحا
لَحا الشجرةَ يَلْحُوها لَحواً قَشَرها أَنشد سيبويه واعْوَجَّ عُودُكَ مِنْ لَحْيٍ ومِنْ قِدَمٍ لا يَنْعَمُ الغُصْنُ حتى يَنْعَمَ الورَقُ
( * قوله « من لحي » كذا في الأصل بالياء ولا يطابق ما قبله والذي نقدم في نعم من لحو بالواو )
وفي الحديث فإِذا فعلتم ذلك سلَّط الله عليكم شرارَ خَلقه فالتَحَوْكم كما يُلْتَحَى القَضِيبُ هو من لَحَوْت الشجرة إِذا أَخذت لِحاءها وهو قشرها ويروى فَلَحَتُوكُمْ وهو مذكور في موضعه وفي الحديث فإِن لم يَجِد أَحدُكم إِلاَّ لحاءَ عِنبة أَو عُودَ شجرة فلْيَمْضَغْه أَراد قِشر العنبة استعاره من قِشر العود وفي خطبة الحجاج لأَلْحُوَنَّكُم لَحْوَ العَصا واللِّحاء ما على العَصا من قِشرها يمد ويقصر وقال أَبو منصور المعروف فيه المدّ ولِحاء كل شجرة قشرها ممدود والجمع أَلْحِيةٌ ولُحِيٌّ ولِحِيٌّ ولحَاها يَلْحاها لَحْياً والتَحاها أَخذ لِحاءها وأَلْحَى العُودُ إِذا أَنَى له أَن يُلْحَى قِشرُه عنه واللِّحاء قِشرُ كل شيء ولَحَوْت العُود أَلْحُوه وأَلْحاه إِذا قَشرته والتَحَيْت العصا وَلَحَيْتها التِحاء ولَحْياً إِذا قشرتها الكسائي لَحَوت العَصا ولَحَيْتها فأَما لَحَيْت الرجل من اللَّوْم فبالياء لا غير وفي المثل لا تَدْخُلْ بين العَصا ولِحائها أَي قِشرتها وأَنشد لَحَوْتُ شَمّاساً كما تُلْحَى العَصا سَبّاً لو ان السَّبَّ يُدْمِي لَدَمِي قال أَبو عبيد إِذا أَرادوا أَن صاحب الرجل موافق له لا يخالفه في شيء قالوا بينَ العَصا ولِحائها وكذلك قولهم هو على حَبْلِ ذِراعِك والحَبْلُ عِرْق في الذراع ابن السكيت يقال للتمرة إِنها لكثيرة اللِّحاء وهو ما كَسا النَّواةَ الجوهري اللِّحاء ممدود قشر الشجر وفي المثل بين العَصا ولِحائها ولَحَوْت العَصا أَلْحُوها لَحْواً قشرتها وكذلك لَحَيْت العَصا لَحْياً قال أَوس بن حجر لَحَيْنَهُم لَحْيَ العَصا فَطَرَدْنَهم إِلى سَنَةٍ قِردانُها لم تَحَلَّمِ يقول إِذا كانت جِرْذانُها
( * قوله « إذا كانت جرذانها » كذا بالأصل هنا والبيت يروى بوجهين كما في مادة حلم ) لم تحلم فكيف غيرها وتَحَلَّمَ سَمِنَ ولَحا الرجلَ لَحْواً شَتَمَه وحكى أَبو عبيد لَحَيْته أَلْحاه لَحْواً وهي نادرة وفي الحديث نُهِيتُ عن مُلاحاةِ الرِّجال أَي مُقاوَلَتِهم ومخاصمتهم هو من لَحَيْت الرجل أَلحاه لَحْياً إِذا لُمْتَه وعَذَلته ولاحَيْتُه مُلاحاةً ولِحاء إِذا نازَعْته وفي حديث ليلة القدر تلاحَى رجلان فرُفِعَت وفي حديث لُقْمان فلَحْياً لصاحِبنا لَحْياً أَي لَوْماً وعَذْلاً وهو نصب على المصدر كسَقْياً ورَعْياً ولَحا الرجلَ يَلْحاه لَحْياً لامه وشتمه وعَنَّفه وهو مَلْحِيٌّ ولاحَيْته مُلاحاةً ولِحاء إِذا نازعته وتَلاحَوْا تنازعوا ولَحاه الله لَحْياً أَي قَبَّحه ولَعَنه ابن سيده لَحاه الله لَحْياً قشره وأَهلكه ولَعنه من ذلك ومنه لَحَوْت العُود لَحْواً إِذا قشرته وقول رؤبة قالَتْ ولم تُلْحِ وكانت تُلْحِي عَلَيْكَ سَيْبَ الخُلَفاء البُجْحِ معناه لم تأْت بما تُلْحى عليه حين قالت عليك سَيْبَ الخلفاء وكانت تُلْحِي قبل اليوم قيل كانت تقول لي اطْلُبْ من غيرهم من الناس فتأْتي بما تُلامُ عليه واللِّحاء ممدود المُلاحاةُ كالسِّبابِ قال الشاعر إِذا ما كان مَغْثٌ أَو لِحاء ولاحَى الرجلَ مُلاحاةً ولِحاء شاتَمه وفي المثل مَن لاحاك فقد عاداكَ قال ولولا أَن يَنالَ أَبا طَريفٍ إِسارٌ من مَلِيك أَو لِحاءُ وتَلاحَى الرجلان تشاتَما ولاحَى فلان فلاناً مُلاحاة ولِحاء إِذا اسْتَقْصَى عليه ويحكى عن الأَصمعي أَنه قال المُلاحاة المُلاوَمة والمُباغضة ثم كثر ذلك حتى جعلت كل مُمانعة ومُدافعة مُلاحاة وأَنشد ولاحَتِ الرَّاعِيَ من دُرُورِها مَخاضُها إِلاَّ صَفايا خُورِها واللِّحاء اللَّعْنُ واللِّحاء العَذْل واللَّواحي العَواذِل واللَّحْيُ مَنْبِت اللِّحْية من الإِنسان وغيره وهما لَحْيانِ وثلاثة أَلْحٍ على أَفْعُلٍ إِلا أَنهم كسروا الحاء لتسلم الياء والكثير لُحِيٌّ ولِحِيٌّ على فُعُول مثل ثُدِيّ وظُبيٍّ ودُلِيٍّ فهو فُعول ابن سيده اللِّحية اسم يجمع من الشعر ما نبت على الخدّين والذقَن والجمع لِحًى ولُحًى بالضم مثل ذِرْوةٍ وذُرًى قال سيبويه والنسب إِليه
( * قوله « والنسب اليه » أي لحى الانسان بالفتح لحوي بالتحريك كما ضبط في الأصل وغيره ووقع في القاموس خلافة ) لَحَوِيّ قال ابن بري القياس لَحْيِيٌّ ورجل أَلْحَى ولِحْيانِيٌّ طويل اللِّحْية وأَبو الحسن عليّ ابن خازم يلقب بذلك وهو من نادر معدول النسب فإِن سميت رجلاً بلحية ثم أَضفت إِليه فعلى القياس والتحَى الرجلُ صار ذا لِحْية وكَرِهَها بعضهم واللَّحْي الذي يَنْبُت عليه العارض والجمع أَلْحٍ ولُحِيٌّ ولِحاء قال ابن مقبل تَعَرَّضُ تَصْرِفُ أَنْيابُها ويَقْذِفْنَ فوقَ اللِّحا التُّفالا واللِّحْيانِ حائطا الفم وهما العظمان اللذان فيهما الأَسنان من داخل الفم من كل ذي لَحْي قال ابن سيده يكون للإِنسان والدابة والنسب إِليه لَحَويٌّ والجمع الأَلْحِي يقال رجل لَحْيانٌ
( * قوله « لحيان » كذا في الأصل وعبارة القاموس واللحيان أي بالكسر اللحياني قال الشارح الصواب لحيان بالفتح لكن الذي في التكملة هو ما في القاموس ) إِذا كان طويل اللِّحية يُجْرى في النكرة لأَنه يقال للأَنثى لَحْيانةٌ وتَلَحَّى الرجل تعمم تحت حَلْقه هذا تعبير ثعلب قال ابن سيده والصواب تعمم تحت لَحْيَيه ليصح الاشتقاق وفي الحديث نَهى عن الاقْتِعاطِ وأَمرَ بالتلَحِّي هو جعل بعض العمامة تحت الحنك والاقْتِعاطُ أَن لا يجعل تحت حنكه منها شيئاً والتلَحِّي بالعمامةِ إِدارةُ كَوْر منها تحت الحنك الجوهري التَّلَحِّي تطويق العمامة تحت الحنك ولَحْيا الغَديرِ جانباه تشبيهاً باللِّحْيَيْنِ اللَّذين هما جانبا الفم قال الراعي وصَبَّحْنَ للصَّقْرَيْنِ صَوْبَ غَمامةٍ تضَمَّنَها لَحْيا غَديرٍ وخانِقُهْ
( * قوله « وصبحن إلخ » في معجم ياقوت
جعلن أريطاً باليمين ورملة ... وزال لغاط بالشمال
وخانقه
وصادفن بالصقرين صوب سحابة ... تضمنها جنبا غدير وخافقه )
واللِّحْيانُ خُدود في الأَرض مما خدَّها السيل الواحدة لِحْيانةٌ
واللِّحيان الوَشَل والصَّديعُ في الأَرض يَخِرّ فيه الماء وبه سميت بنو لِحْيان وليست تثنية اللَّحْي ويقال أَلْحى الرجلُ إِذا أَتى ما يُلْحَى عليه أَي يُلامُ وأَلْحَت المرأَة قال رؤبة فابْتَكَرَتْ عاذلةً لا تُلْحي وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أَن النبي صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ بلَحْيَيْ جَمَلٍ وفي رواية بلَحْي جَمَلٍ هو بفتح اللام وهو مكان بين مكة والمدينة وقيل عقبة وقيل ماء وقد سمت لَحْياً ولُحَيّاً ولِحْيانَ وهو أَبو بطن وبنو لِحْيان حَيٌّ من هذيل وهو لِحْيان بن هذيل بن مُدْرِكة وبنو لِحْيةَ بطن النسب إِليهم لِحَويٌّ على حدّ النسب إِلى اللِّحْية ولِحْية التيس نَبْتة

لخا
اللَّخا كَثْرَةُ الكلام في الباطل ورجل أَلْخَى وامرأَة لَخْواء وقد لَخِيَ بالكسر لَخاً واللَّخا أَن تكون إِحدى ركبتي البعير أَعظم من الأُخرى مثل الأَرْكَب تقول منه بعير لَخٍ وأَلْخى وناقة لَخْواء والأَلْخى المُعْوَجُّ واللَّخا مَيَلٌ في العُلْبة والجَفْنة واللَّخا مَيَل في أَحد شِقَّي الفم فم أَلْخى ورجل أَلْخى وامرأَة لخْواء وقيل اللَّخا اعوجاج في اللَّحْيِ وعُقاب لَخْواء منه لأَن مِنقارها الأَعلى أَطول من الأسفل وامرأَة لَخْواء بينة اللَّخا في فرجها ميَل واللَّخْو الفَرْج المُضْطَرِبُ الكثير الماء قال الليث اللَّخْوُ لَخْوُ القُبُل المضطرب الكثير الماء الصحاح اللَّخا نَعْت القُبُل المضطرب الكثير الماء الأَصمعي اللَّخْواء المرأَة الواسعة الجَهاز واللَّخا غارُ الفَم واللَّخا استرخاء في أَسفل البطنِ وقيل هو أَن تكون إِحدى الخاصرتين أَعظم من الأُخرى والفعل كالفعل مما تقدم والصفة كالصفة قال شمر سمعت ابن الأَعرابي يقول اللَّخا مقصور أَن يَميل بَطن الرجل في أَحد جانبيه قال واللَّخا المُسْعُط وصرح اللحياني فيه المدَّ فقال اللخاء ممدود المُسْعُط وقد لخَاه لَخْواً التهذيب واللَّخا شيء مثل الصَّدف يتخذ مُسْعُطاً أَبو عمرو اللَّخا إِعطاء الرجل ماله صاحبه قال الشاعر لخَيْتُكَ مالي ثمّ لم تُلْفَ شاكِراً فعَشِّ رُوَيْداً لستُ عَنْكَ بغافلِ ابن سيده اللَّخا مَقْصُور المُسْعُط والمِلْخى مثله وقيل هو ضرب من جُلود دواب البحر يُسْتَعَطُ به ولَخَيْتُه وأَلخَيْتُه ولَخَوْتُه كلُّ هذا سَعَطْته وقيل أَوْجَرْته الدواء قال ابن بري يقال التَخَتْ باللَّخا أَي شربت بالمُسْعُط قال الراجز وما التَخَتْ من سُوءِ جسْمٍ بلَخا وقال ابن ميادة فَهُنَّ مِثْل الأُمَّهاتِ يُلْخِينْ يُطْعِمْنَ أَحْياناً وحِيناً يَسْقِينْ وأَلْخَيتُه مالاً أَي أَعْطَيْتُه واللِّخاء الغِذاء للصبي سِوى الرَّضاع والتَخى أَكل الخُبز المَبلول والاسم اللِّخاءُ مثل الغِذاءِ تقول الصبي يَلْتَخي التِخاء أَي يأْكل خُبزاً مبلولاً وأَنشد الفراء لبعضهم من بني أَسد فَهُنَّ مِثْلُ الأُمَّهاتِ يُلْخِينْ يُطْعِمْنَ أَحْياناً وحِيناً يَسْقِينْ كأَنها من شَجَرِ البَساتِينْ العِنَباء المُنْتَقى والتِّينْ لا عَيْبَ إِلا أَنهُنَّ يُلْهِينْ عن لَذّة الدُّنيا وعن بَعْضِ الدِّينْ والتَخى صدْرَ البعير أَو جِرانه قَدَّ منه سيراً للسوط ونحوه قال جِرانُ العَود يذكر أَنه اتخذ سَيْراً من صدر بعير لتأْديب نسائه خُذا حَذَراً يا خُلَّتيَّ فإِنَّني رأَيتُ جِرانَ العَوْدِ قد كاد يُصْلَحُ عَمَدْتُ لعَوْدٍ فالتَخَيْتُ جِرانَه ولَلْكَيْسُ أَمْضى في الأُمور وأَنْجَحُ قال أَبو منصور التَحَيْتُ جِران البعير بالحاء والعرب تُسوّي السياط من الجِران لأَنَّ جِلده أَصلب وأَمتن قال وأَظنه من قولك لَحَوْت العُود ولَحَيْته إِذا قَشرته وكذلك اللِّخاء والمُلاخاة بالخاء بمعنى التَّحْمِيلِ والتَّحريش يقال لاخَيْتَ بي عند فلان أَي أَثَيْتَ بي عنده مُلاخاةً ولِخاء وقال واللِّخاءُ بالخاءِ بهذا المعنى تصحيف عندي ولاخى به وشى قال ابن سيده وقضينا على هذا بالياء لأَن اللام ياء أَكثر منها واواً أَبو عمرو المُلاخاةُ المُخالفة وأَيضاً المُصانعة وأَنشد ولاخَيْتَ الرِّجال بذات بَيْني وبَيْنِكَ حِين أَمْكَنَكَ اللِّخاءُ قال لاخَيْتَ وافَقْتَ قال الطرماح فلم نَجْزَعْ لمَن لاخى عَليْنا ولم نَذَرِ العشيرةَ للجُناةِ

( لدي ) الليث لَدَى معناها معنى عند يقال رأَيته لَدَى باب الأَمير وجاءني أَمرٌ من لَدَيْكَ أَي من عندك وقد يحسن من لَدَيْك بهذا المعنى ويقال في الإِغْراء لَدَيْك فلاناً كقولك عليكَ فلاناً وأَنشد لَدَيْكَ لَدَيْك ضاقَ بها ذِراعا ويروى إِلَيْكَ إِليكَ على الإِغراء ابن الأَعرابي أَلْدَى فلان إِذا كثرت لِداتُه وفي التنزيل العزيز هذا ما لدَيَّ عَتِيدٌ يقوله الملك يعني ما كُتب من عمل العبد حاضرٌ عندي الجوهري لَدَى لغة في لَدُنْ قال تعالى وأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الباب واتِّصالُه بالمضمرات كاتصال عليك وقد أَغرى به الشاعر في قول ذي الرمة فَدَعْ عنك الصِّبا ولَدَيْك هَمّاً تَوَقَّشَ في فُؤادِكَ واخْتِبالا ويروى فَعَدِّ عن الصِّبا وعليك هَمّاً

لذا
الَّذِي اسم مبهم وهو مبنيٌّ معرفة ولا يتم إِلاَّ بصلة وأَصله لَذِي فأُدخل عليه الأَلف واللام قال ولا يجوز أَن يُنْزَعا منه ابن سيده الَّذِي من الأَسماء الموصولة ليتوصل بها إِلى وصف المعارف بالجمل وفيه لغات الَّذِي والَّذِ بكسر الذال والَّذْ بإِسكانها والَّذِيّ بتشديد الياء قال وليسَ المالُ فاعْلَمْه بمالٍ من الأَقْوامِ إِلاَّ للَّذِيّ يُرِيدُ به العَلاءَ ويَمْتَهِنْه لأَقْرَبِ أَقْرَبِيه وللقَصِيّ والتثنية اللَّذانِّ بتشديد النون واللَّذانِ النون عوض من ياء الذي واللَّذا بحذف النون فَعَلى ذلك قال الأَخطل أَبَني كُلَيْبٍ إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذا قَتَلا الملُوكَ وفَكَّكا الأَغْلالا قال سيبويه أَراد اللَّذانِ فحذف النون ضرورة قال ابن جني الأَسماء الموصولة نحو الذي والتي لا يصح تثنية شيء منها من قِبَل أَن التثنية لا تَلحق إِلا النكرة فما لا يجوز تنكيره فهو بأَن لا تصح تثنيته أَجدر فالأَسماء الموصولة لا يجوز أَن تنكر فلا يجوز أَن يثنى شيء منها أَلا تراها بعد التثنية على حدّ ما كانت عليه قبل التثنية وذلك قولك ضربت اللذين قاما إِنما يتعرَّفان بالصلة كما يتعرَّف بها الواحد في قولك ضربت الذي قام والأَمر في هذه الأَشياء بعد التثنية هو الأَمر فيها قبل التثنية وهذه أَسماء لا تنكر أَبداً لأَنها كِنايات وجارية مَجرى المضمرة فإِنما هي أَسماء لا تنكر أَبداً مصوغة للتثنية وليس كذلك سائر الأَسماء المثناة نحو زيد وعمرو أَلا ترى أَن تعريف زيد وعمرو إِنما هو بالوضع والعلمية ؟ فإِذا ثنيتهما تنكرا فقلت رأَيت زَيْدَيْنِ كَرِيمين وعندي عَمْران عاقلان فإِن آثرت التعليم بالإِضافة أَو باللام قلت الزيدانِ والعَمْران وزَيْداك وعَمْراك فقد تعرَّفا بعد التثنية من غير وجه تَعْرّفهما قبلها ولَحِقا بالأَجناس وفارقا ما كانا عليه من تعريف العلمية والوضع فإِذا صح ذلك فينبغي أَن تعلم أَن اللذان واللتان وما أَشبههما إِنما هي أَسماء موضوعة للتثنية مخترعة لها وليست تثنية الواحد على حد زيد وزيدان إِلا أَنها صيغت على صورة ما هو مثنى على الحقيقة فقيل اللذانِ واللتانِ واللَّذَيْنِ واللَّتَيْنِ لئلا تختلف التثنية وذلك أَنهم يحافظون عليها ما لا يحافظون على الجمع وهذا القول كله مذكور في ذا وذي وفي الجمع هم الَّذِينَ فَعَلُوا ذاك واللَّذُو فعلوا ذاك قال أَكثر هذه عن اللحياني وأَنشد في الذي يعني به الجمع للأَشهب بن رُميلة وإِنَّ الَّذِي حانَت بِفَلْجٍ دِماؤُهُمْ هُمُ القَوْم كلُّ القَوْمِ يا أُمَّ خالِدِ وقيل إِنما أَراد الذين فحذف النون تخفيفاً الجوهري في جمعه لغتان الذين في الرفع والنصب والجر والذي بحذف النون وأَنشد بيت الأَشهب بن رميلة قال ومنهم من يقول في الرفع اللَّذُون قال وزعم بعضهم أَن أَصله ذا لأَنك تقول ماذا رأَيْتَ بمعنى ما الذي رأَيت قال وهذا بعيد لأَن الكلمة ثلاثية ولا يجوز أَن يكون أَصلها حرفاً واحداً وتصغير الَّذِي اللُّذَيَّا واللِّذَيَّا بالفتح والتشديد فإِذا ثَنَّيْت المصغر أَو جمعته حذفت الأَلف فقلت اللَّذَيَّانِ واللَّذَيُّونَ وإِذا سميت بها قلت لَذٍ ومن قال الحرث والعباس أَثبت الصلة في التسمية مع اللام فقال هو الذي فعل والأَلف واللام في الذي زائدة وكذلك في التثنية والجمع وإِنما هنَّ متعرّفات بصلاتهن وهما لازمتان لا يمكن حذفهما فرب زائد يلزم فلا يجوز حذفه ويدل على زيادتهما وجودك أَسماء موصولة مِثلَها معرَّاة من الأَلف واللام وهي مع ذلك معرفة وتلك الأَسماء مَن وما وأَيّ في نحو قولك ضربت مَن عندك وأَكلت ما أَصعمتني ولأَضربن أَيُّهم قام فتعرّفُ هذه الأَسماء التي هي أَخوات الذي والتي بغير لام وحصول ذلك لها بما تبعها من صلاتها دون اللام يدل على أَن الذي إِنما تعرّفه بصلته دون اللام التي هي فيه وأَن اللام فيه زائدة وقول الشاعر فإِنْ أَدَعِ اللَّواتي مِنْ أُناسٍ أَضاعُوهُنَّ لا أَدَعِ الَّذِينا فإِنما تركه بلا صلة لأَنه جعله مجهولاً ابن سيده اللَّذْوَى اللَّذّةُ وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنها ذكرت الدنيا فقالت قد مَضَتْ لَذْواها وبَقِيَتْ بَلْواها أَي لَذَّتُها وهي فَعْلى من اللذة فقلبت إِحدى الذالين ياء كالتَّقَضِّي والتَّظَنِّي قال ابن الأَعرابي اللَّذْوَى واللَّذَّة واللَّذاذةُ كله الأَكل والشرب بنَعْمة وكِفاية كأَنها أَرادت بذهاب لَذْواها حياةَ النبيّ صلى الله عليه وسلم وبالبَلْوَى ما امْتُحِن به أُمته من الخِلاف والقِتال على الدنيا وما حدث بعده من المحن قال ابن سيده وأَقول إِن اللَّذْوَى وإِن كان معناه اللَّذة واللَّذاذة فليس من مادة لفظه وإِنما هو من باب سيَطرْ ولأْآلٍ وما أَشبهه اللهم إِلا أَن يكون اعتقد البدل للتضعيف كباب تَقَضَّيْت وتَظَنَّيْت فاعتقد في لَذِذتُ لَذِيتُ كما تقول في حَسِسْتُ حَسِيتُ فيُبنى منه مثال فَعْلى اماً فتنقلب ياؤه واواً انقلابها في تَقْوى ورَعْوى فالمادة إِذاً واحدة

لسا
ابن الأَعرابي اللَّسا الكَثيرُ
( * قوله « اللسا الكثير إلخ » كذا في التهذيب أيضاً وعبارة التكملة لسا أكل أكلاً كثيراً وهو لسيّ أي كغنيّ ) الأَكل من الحيوان وقال لسا إِذا أَكل أَكلاً يَسيراً أَصله من اللِّسِّ وهو الأَكل والله أَعلم

لشا
التهذيب أَهمله الليث في كتابه وقال ابن الأَعرابي لَشا إِذا خَسَّ بعد رِفْعة قال واللَّشِيُّ الكثير الحَلَب والله أَعلم

لصا
لَصاه يَلْصوه ويَلْصاه الأَخيرة نادرة لَصْواً عابه والاسم اللَّصاةُ وقيل اللَّصاةُ أَن ترميه بما فيه وبما ليس فيه وخص بعضهم به قَذْفَ المرأَة برجل بعينه وإِنه لَيَلْصُو إِلى رِيبة أَي يَميل وقال ابن سيده في معتل الياء لَصاه لَصْياً عابَه وقَذَفه وشاهد لَصَيْت بمعنى قَذَفْتُ وشَتَمْت قول العجاج إِني امْرُؤٌ عن جارتي كَفِيُّ عَفٌّ فَلا لاصٍ ولا مَلْصِيُّ أَي لا يُلْصى إِليه يقول لا قاذِفٌ ولا مَقْذُوف والاسم اللِّصاة ولَصا فلان فلاناً يَلْصُوهُ ويَلْصُو إِليه إِذا انْضَمَّ إِليه لريبة ويَلْصِي أَعربهما وفي الحديث مَن لَصا مسلماً أَي قَذَفه واللاَّصِي القاذفُ وقيل اللَّصْوُ والقَفْوُ القَذْفُ للإِنسان برِيبة يَنسُبه إِليها يقال لَصاه يَلْصُوه ويَلْصِيه إِذا قذفَه قال أَبو عبيد يروى عن امرأَة من العرب أَنها قيل لها إِن فلاناً قد هجاك فقالت ما قَفا ولا لَصا تقول لم يَقْذِفْني قال وقولها لَصا مثل قَفا يقال مه قافٍ لاصٍ ولَصَى أَيضاً أَتَى مستتر الرِّيبة ولَصي أَيضاً أَثِمَ وأَنشد أَبو عمرو شاهداً على لَصَيْت بمعنى أَثِمْت قول الراجز القشيري تُوبي مِنَ الخِطْء فَقد لَصِيتِ ثم اذْكُري اللهَ إذا نَسِيتِ
( * قوله « فقد لصيت » كذا ضبط في الأصل بكسر الصاد مع ضبطه السابق بما ترى ولعل الشاعر نطق به هكذا لمشاكلة نسيت )
وفي رواية إِذا لَبَّيْتِ واللاَّصي العَسَلُ وجمعه لَواصٍ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي أَيّامَ أَسْأَلُها النَّوالَ ووَعْدُها كالرَّاحِ مَخْلُوطاً بِطَعْمِ لَواصِي قال ابن جني لام اللاَّصي ياء لقولهم لَصاه إِذا عابه وكأَنهم سموه به لتعلقه بالشيء وتَدْنيسه له كما قالوا فيه نَطَفٌ وهو فَعَلٌ من الناطِف لِسَيلانه وتَدَبُّقه وقال مخلوطاً ذهب به إِلى الشراب وقيل اللَّصى واللَّصاة أَن ترميه بما فيه وبما ليس فيه والله أَعلم

لضا
التهذيب لَضا إِذا حَذِقَ بالدَّلالة

لطا
أَلقى عليه لَطاتَه أَي ثِقَلَه ونَفْسَه واللَّطاةُ الأَرض والموضع ويقال أَلْقى بلَطاتِه أَي بثِقَله وقال ابن أَحمر وكُنَّا وهُمْ كابْنَي سُباتٍ تَفَرَّقا سِوًى ثم كانا مُنْجِداً وتِهامِيا فأَلقى التِّهامي مِنْهُما بِلَطاتِه وأَحْلَطَ هذا لا أَرِيمُ مَكانِيا قال أَبو عبيد في قوله بلَطاتِه أَرضِه وموضعه وقال شمر لم يُجِد أَبو عبيد في لَطاته ويقال أَلقى لَطاتَه طرح نفسه وقال أَبو عمرو لَطاتَه مَتَاعه وما معه قال ابن حمزة في قول ابن أَحمر أَلقى بلطاته معناه أَقام كقوله فأَلْقَتْ عَصاها واللَّطاةُ الثِّقَلُ يقال أَلقى عليه لَطاتَه ولَطأْتُ بالأَرض ولطِِئْتُ أَي لَزِقْتُ وقال الشماخ فترك الهمز فَوافَقَهنّ أَطْلَسُ عامِرِيٌّ لَطا بصَفائِحٍ مُتَسانِداتِ أَراد لَطأَ يعني الصَّيَّادَ أَي لَزِقَ بالأَرض فترك الهمز ودائرة اللَّطاةِ التي في وسَط جَبْهة الدابَّة ولَطاةُ الفرس وسَطُ جبهته وربما استعمل في الإِنسان ابن الأَعرابي بَيَّضَ اللهُ لَطاتَك أَي جَبْهَتك واللَّطاةُ الجبهة وقالوا فلان من رَطاتِه لا يَعرِفُ قَطاتَه من لَطاتِه قصر الرطاة إِتباعاً للقَطاة وفي التهذيب فلان من ثَطاتِه لا يعرف قَطاتَه من لَطاتِه أَي لا يعرف مُقدِّمه من مُؤَخَّره واللَّطاةُ واللُّطاة اللُّصُوص وقيل اللُّصُوص يكونون قريباً منكَ يقال كان حوْلي لَطاةُ سوء وقوم لَطاة ولَطا يَلْطا بغير همز لَزِقَ بالأَرض ولم يكد يبرح ولَطأَ يَلْطأُ بالهمز والمِلْطاء على مِفْعال السِّمْحاقُ من الشِّجاج وهي التي بينها وبين العظم القِشرة الرقيقة قال أَبو عبيد أَخبرني الواقدي أَن السِّمحاق في لغة أَهل الحجاز المِلْطا بالقصر قال أَبو عبيد ويقال لها المِلْطاةُ بالهاء قال فإِذا كانت على هذا فهي في التقدير مقصورة قال وتفسير الحديث الذي جاء أَن المِلْطى بدمِها يقول معناه أَنه حين يُشَجُّ صاحِبُها يؤخذ مقدارها تلك الساعةَ ثم يُقْضى فيها بالقصاص أَو الأَرش لا يُنظَر إِلى ما يَحدُث فيها بعد ذلك من زيادة أَو نقصان قال وهذا قولهم وليس هو قول أَهل العراق وفي الحديث أَنه بالَ فمَسَح ذكره بلِطًى ثم توضأَ قال ابن الأَثير هو قلب لِيَطٍ جمع لِيطةٍ كما قيل في جمع فُوقةٍ فُوَقٌ ثم قُلِبت فقيل فُقاً والمراد به ما قشر من وجه الأَرض من المدر

( لظي ) اللَّظى النار وقيل اللَّهَبُ الخالص قال الأَفوه في مَوقِفٍ ذََرِب الشَّبا وكأَنما فيه الرّجالُ على الأَطائم واللَّظَى ويروى في مَوْطِنٍ ولَظَى اسم جهنم نعوذ بالله منها غير مصروف وهي معرفة لا تنوّن ولا تنصرف للعلمية والتأْنيث وسميت بذلك لأَنها أَشد النيران وفي التنزيل العزيز كلا إِنها لَظَى نَزَّاعةً للشَّوَى والتِظاءُ النار التِهابُها وتَلَظِّيها تَلَهبُها وقد لَظِيَت النار لَظًى والتَظَتْ أَنشد ابن جني وبَيَّنَ للوُشاةِ غداةَ بانَتْ سُلَيْمى حَرّ وجْدِي والْتِظايَهْ أراد والتِظائِيَهْ فقَصر للضرورة وتَلَظَّتْ كالتَظَتْ وقد تَلَظَّت تَلَظِّياً إِذا تَلَهَّبت وفي التنزيل العزيز فأَنْذَرْتُكم ناراً تَلَظَّى أَراد تَتَلظَّى أَي تَتَوَهَّج وتَتَوَقَّدُ ويقال فلان يَتَلَظَّى على فلان تَلَظِّياً إِذا تَوَقَّد عليه من شدَّة الغضب وجعل ذو الرمة اللَّظى شدّة الحرّ فقال وحتَّى أَتى يَوْمٌ يَكادُ من اللَّظى تَرى التُّومَ في أُفْحُوصِه يَتَصَيَّحُ أَي يَتشَقَّقُ وفي حديث خَيْفانَ لما قَدِم على عثمان أَما هذا الحيُّ من بَلْحَرِث بن كعب فحَسَكٌ أَمْراسٌ تَتَلظَّى المنِيَّةُ في رِماحهم أَي تَلْتَهِبُ وتَضْطرم من لَظى وهو اسم من أَسماء النار والتَظَتِ الحِراب اتَّقَدَت على المثل أَنشد ابن الأَعرابي وهْوَ إِذا الحَرْبُ هَفا عُقابُه كَرْهُ اللِّقاء تَلْتَظِي حِرابُه وتَلَظَّتِ المَفازةُ اشْتدَّ لهبها وتَلَظَّى غَضَباً والتَظَى اتَّقَد وأَلفها ياء لأَنها لام الأَزهري في ترجمة لظظ وَجْنة تتَلَظَّى من تَوقُّدها وحُسْنها كان الأَصل تَتَلَظَّظُ وأَما قولهم في الحرّ يَتَلظَّى فكأَنه يَلْتَهِب كالنار من اللَّظى

لعا
قال الليث يقال كلبة لَعْوةٌ وذِئبة لَعْوةٌ وامرأَة لَعْوة يعني بكل ذلك الحريصة التي تقاتل على ما يؤكل والجمع اللَّعَواتُ واللِّعاء واللَّعْوةُ واللَّعاةُ الكلبة وجمعها لَعاً عن كراع وقيل اللَّعْوةُ واللَّعاةُ الكلبة من غير أَن يخصوا بها الشَّرهة الحريصة والجمع كالجمع ويقال في المثل أَجْوَعُ من لَعْوة أَي كلبة واللَّعْو السيء الخُلُق واللَّعْوُ الفَسْلُ واللَّعْوُ واللَّعا الشَّرِه الحَريص رجل لَعْوٌ ولَعاً منقوص وهو الشره الحريص والأُنثى بالهاء وكذلك هما من الكلاب والذئاب أَنشد ثعلب لو كُنتَ كلبَ قَنيصٍ كُنتَ ذا جُدَدٍ تَكونُ أُرْبَتُهُ في آخِرِ المَرَسِ لَعْواً حَريصاً يَقولُ القانِصانِ له قُبِّحْتَ ذا أَنْفِ وَجْهٍ حَقّ مُبْتَئِسِ اللفظ للكلب والمعنى لرجل هجاه وإنما دَعا عليه القانِصان فقالا له قُبِّحت ذا أَنف وجه لأَنه لا يَصيد قال ابن بري شاهد اللَّعْوِ قول الراجز فَلا تَكُونَنَّ رَكِيكاً ثَيْتَلا لَعْواً متى رأَيته تَقَهَّلا وقال آخر كلْبٍ على الزَّادِ يُبْدي البَهْلَ مَصْدَقُه لَعْوٍ يُعاديكَ في شَدٍّ وتَبْسِيل
( * قوله « كلب إلخ » ضبط بالجر في الأصل هنا ووقع ضبطه بالرفع في بهل )
واللَّعْوة واللُّعْوةُ السواد حول حلمة الثدي الأَخيرة عن كراع وبها سمي ذو لَعْوةَ قَيْلٌ من أَقيال حِمْيَر أُراه للَعْوة كانت في ثديه ابن الأَعرابي اللَّوْلَع الرُّغَثاء وهو السواد الذي على الثدي وهو اللطخة وتَلَعَّى العسَلُ ونحوه تَعَقَّد واللاعي الذي يُفزعه أَدنى شيء عن ابن الأَعرابي وأَنشد أُراه لأَبي وجزة لاعٍ يَكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه مُسْتَرْيِعٍ لسُرى المَوْماةِ هَيَّاجِ يُفْرِطُه يَملؤه رَوْعاً حتى يذهب به وما بالدار لاعِي قَرْوٍ أَي ما بها أَحد والقَرْوُ الإِناء الصغير أَي ما بها مَن يَلحَس عُسّاً معناه ما بها أَحد وحكى ابن بري عن أَبي عُمر الزاهِد أَن القَرْو مِيلَغةُ الكلب ويقال خرجنا نَتَلعَّى أَي نأْخذ اللُّعاع وهو أَول النَّبت وفي التهذيب أَي نُصيب اللُّعاعة من بُقول الربيع قال الجوهري أَصله نَتَلَعَّع فكرهوا ثلاث عينات فأَبدلوا ياء وأَلَعَّتِ الأَرض أَخرجت اللُّعاع قال ابن بري يقال أَلَعَّت الأَرض وأَلْعَتْ على إِبدال العين الأَخيرة ياء واللاعي الخاشِي وقال ابن الأَعرابي في قول الشاعر داوِيَة شَتَّتْ على اللاعي السَّلِعْ وإِنما النَّوْمُ بها مِثْلُ الرَّضع قال الأَصمعي اللاعي من اللَّوْعةِ قال الأَزهري كأَنه أَراد اللاَّئع فقلب وهو ذو اللّوعة والرَّضع مصة بعد مصة أَبو سعيد يقال هو يَلْعى به ويَلْغى به أَي يتولع به ابن الأَعرابي الأَلْعاء السُّلامَياتُ قال الأَزهري في هذه الترجمة وأَعْلاء الناسِ الطِّوال من الناس ولَعاً كلمة يُدعَى بها للعاثر معناها الارتفاع قال الأَعشى بِذاتِ لَوْثٍ عَفَرْناةٍ إِذا عَثَرَتْ فالتَّعْسُ أَدْنى لَها مِن أَنْ أَقُولَ لَعا أَبو زيد إِذا دُعي للعاثر بأَن يَنْتَعِشَ قيل لَعاً لك عالياً ومثله دَعْ دَعْ قال أَبو عبيدة من دعائهم لا لَعاً لفلان أَي لا أَقامه الله والعرب تدعو على العاثر من الدّوابّ إِذا كان جواداً بالتَّعْس فتقول تَعْساً له وإِن كان بَلِيداً كان دعاؤهم له إِذا عَثَرَ لَعاً لك وهو معنى قول الأَعشى فالتعس أَدنى لها من أَن أَقول لعا قال ابن سيده وإِنما حملنا هذين
( * قوله « وإِنما حملنا هذين إلخ » اسم الاشارة في كلام ابن سيده راجع إلى لاعي قرو وإلى لعاً لك كما يعلم بمراجعته ) على الواو لأَنا قد وجدنا في هذه المادة لعو ولم نجد لعي ولَعْوةُ قوم من العرب ولَعْوةُ الجوع حِدَّته

لغا
اللَّغْو واللَّغا السَّقَط وما لا يُعتدّ به من كلام وغيره ولا يُحصَل منه على فائدة ولا على نفع التهذيب اللَّغْو واللَّغا واللَّغْوى ما كان من الكلام غير معقود عليه الفراء وقالوا كلُّ الأَولاد لَغاً أَي لَغْو إِلا أولاد الإِبل فإِنها لا تُلْغى قال قلت وكيف ذلك ؟ قال لأَنك إِذا اشتريت شاة أَو وليدة معها ولد فهو تبع لها لا ثمن له مسمى إِلا أَولاد الإِبل وقال الأَصمعي ذلك الشيء لك لَغْوٌ ولَغاً ولَغْوَى وهو الشيء الذي لا يُعتدّ به قال الأَزهري واللُّغة من الأَسماء الناقصة وأَصلها لُغْوة من لَغا إِذا تكلم واللَّغا ما لا يُعدّ من أَولاد الإِبل في دية أَو غيرها لصغرها وشاة لَغْو ولَغاً لا يُعتدّ بها في المعاملة وقد أَلغَى له شاة وكلُّ ما أسقط فلم يعتد به مُلْغًى قال ذو الرمة يهجو هشام بن قيس المَرَئي أَحد بني امرئ القيس بن زيد مناة ويَهْلِكُ وَسْطَها المَرئيُّ لَغْواً كما أَلغَيْتَ في الدِّيةِ الحُوارا عَمِله له جرير ثم لَقِيَ الفَرَزْدَقُ ذا الرّمة فقال أَنشِدني شعرك في المَرَئِيِّ فأَنشده فلما بلغ هذا البيت قال له الفرزدق حَسِّ أَعِدْ عليَّ فأَعاد فقال لاكَها والله من هو أَشدُّ فكَّين منك وقوله عز وجل لا يُؤاخِذُكم اللهُ باللَّغْوِ في أَيمانكم اللَّغوُ في الأَيمان ما لا يَعْقِدُ عليه القلب مثل قولك لا واللهِ وبلى واللهِ قال الفراء كأَن قول عائشة إِنَّ اللَّغْوَ ما يجري في الكلام على غير عَقْدٍ قال وهو أَشبه ما قيل فيه بكلام العرب قال الشافعي اللَّغوُ في لسان العرب الكلام غير المعقود عليه وجِماعُ اللَّغْو هو الخطأُ إِذا كان اللَّجاجُ والغضب والعجلة وعَقْدُ اليمين أَن تثبتها على الشيء بعينه أَن لا تفعله فتفعله أَو لتفعلنه فلا تفعله أَو لقد كان وما كان فهذا آثم وعليه الكفارة قال الأَصمعي لَغا يَلْغُو إِذا حَلَفَ بيمين بلا اعتقاد وقيل معنى اللَّغْوِ الإِثم والمعنى لا يؤاخذكم الله بالإِثم في الحَلِف إِذا كفَّرتم يقال لَغَوْتُ باليمين ولَغا في القول يَلْغُو ويَلْغَى لَغْواً ولَغِيَ بالكسر يَلْغَى لَغاً ومَلْغاةً أَخطأَ وقال باطلاً قال رؤبة ونسبه ابن بري للعجاج ورَبّ أَسْرابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ عن اللَّغا ورَفَثِ التَّكَلُّمِ وهو اللَّغْو واللَّغا ومنه النَّجْوُ والنَّجا لِنَجا الجِلد وأَنشد ابن بري لعبد المسيح بن عسلة قال باكَرْتُه قَبْلَ أَن تَلْغَى عَصافِرُه مُسْتَحْفِياً صاحبي وغيره الحافي
( * قوله « مستحفياً إلخ » كذا بالأصل ولعله مستخفياً والخافي بالخاء المعجمة فيهما أو بالجيم فيهما )
قال هكذا روي تَلْغَى عَصافِرُه قل وهذا يدل على أَن فعله لَغِيَ إِلا أَن يقال إِنه فُتح لحرف الحلق فيكون ماضيه لَغا ومضارعه يَلْغُو ويَلْغَى قال وليس في كلام العرب مثل اللَّغْو واللَّغَى إِلا قولهم الأَسْوُ والأَسا أَسَوْتُه أَسْواً وأَساً أَصلحته واللَّغْو ما لا يُعْتَدّ به لقلته أَو لخروجه على غير جهة الاعتماد من فاعله كقوله تعالى لا يُؤاخِذُكم الله باللَّغْوِ في أَيمانكم وقد تكرر في الحديث ذكر لَغْوِ اليمين وهو أَن يقولَ لا والله وبلى والله ولا يَعْقِد عليه قَلْبه وقيل هي التي يحلفها الإِنسان ساهياً أَو ناسياً وقيل هو اليمين في المعصية وقيل في الغضب وقيل في المِراء وقيل في الهَزْل وقيل اللَّغْو سُقوط الإثم عن الحالف إِذا كفَّر يمينه يقال لَغا إِذا تكلم بالمُطَّرَحِ من القول وما لا يَعْني وأَلغى إِذا أَسقط وفي الحديث والحَمُولةُ المائرةُ لهم لاغيةٌ أَي مُلغاة لا تُعَدُّ عليهم ولا يُلْزَمُون لها صدقة فاعلة بمعنى مفعولة والمائرةُ من الإِبل التي تَحمِل المِيرة واللاغِيةُ اللَّغْو وفي حديث سلمان إِيّاكُم ومَلْغاةَ أَوَّلِ الليلِ يريد به اللغو المَلْغاة مَفْعلة مِن اللَّغْو والباطل يريد السَّهَر فيه فإِنه يمنع من قِيام الليل وكلمة لاغِيةٌ فاحشة وفي التنزيل العزيز لا تسمع فيها لاغِيةً هو على النسب أَي كلمة ذات لَغْو وقيل أَي كلمة قبيحة أَو فاحشة وقال قتادة أَي باطلاً ومَأْثماً وقال مجاهد شَتْماً وهو مثل تامِر ولابِن لصاحب التمر واللبن وقال غيرهما اللاَّغِية واللَّواغِي بمعنى اللَّغْوِ مثل راغِيةِ الإِبل ورَواغِيها بمعنى رُغائها ونُباحُ الكلب
( * قوله « ونباح الكلب إلى قوله قال ابن بري » هذا لفظ الجوهري وقال في التكملة واستشهاده بالبيت على نباح الكلب باطل وذلك أن كلاباً في البيت هو كلاب بن ربيعة لا جمع كلب والرواية تلغى بفتح التاء بمعنى تولع )
لَغْوٌ أَيضاً قال وقُلنْا لِلدَّلِيلِ أَقِمْ إِليهِمْ فلا تُلْغَى لِغَيْرِهِمِ كلابُ أَي لا تُقْتَنَى كلاب غيرهم قال ابن بري وفي الأَفعال فَلا تَلْغَى بِغَيرِهِم الرِّكابُ أَتَى به شاهداً على لَغِيَ بالشيء أُولِع به واللَّغا الصوت مثل الوَغَى وقال الفراء في قوله تعالى لا تَسْمَعُوا لهذا القرآن والغَوْا فيه قالت كفار قريش إِذا تَلا محمد القرآن فالغَوْا فيه أَي الغطُوا فيه يُبَدَّل أَو يَنسى فَتَغْلِبوه قال الكسائي لَغا في القول يَلْغَى وبعضهم يقول يَلْغُو ولَغِيَ يَلغَى لُغةٌ ولَغا يَلْغُو لَغْواً تكلم وفي الحديث مَن قال يوم الجُمعة والإِمامُ يَخْطُبُ لصاحبه صَهْ فقد لَغا أَي تَكلَّم وقال ابن شميل فقد لغا أَي فقد خابَ وأَلغَيْتُه أَي خَيَّبْتُه وفي الحديث مَن مَسَّ الحَصى فقد لَغا أَي تكلم وقيل عَدَلَ عن الصواب وقيل خابَ والأَصل الأَوَّل وفي التنزيل العزيز وإِذا مَرُّوا باللّغْو أَي مَرُّوا بالباطل ويقال أَلغَيْت هذه الكلمة أَي رأَيتها باطلاً أَو فضلاً وكذلك ما يُلْغَى من الحِساب وأَلغَيْتُ الشيء أَبطلته وكان ابن عباس رضي الله عنهما يُلْغِي طَلاقَ المُكْرَه أَي يُبْطِله وأَلغاه من العدد أَلقاه منه واللُّغة اللِّسْنُ وحَدُّها أَنها أَصوات يُعبِّر بها كل قوم عن أَغراضِهم وهي فُعْلةٌ من لَغَوْت أَي تكلَّمت أَصلها لُغْوة ككُرةٍ وقُلةٍ وثُبةٍ كلها لاماتها واوات وقيل أَصلها لُغَيٌ أَو لُغَوٌ والهاء عوض وجمعها لُغًى مثل بُرة وبُرًى وفي المحكم الجمع لُغات ولُغونَ قال ثعلب قال أَبو عمرو لأَبي خيرة يا أَبا خيرةَ سمعتَ لُغاتِهم فقال أَبو خيرة وسمعت لُغاتَهم فقال أَبو عمرو يا أَبا خيرة أُريد أَكتَفَ منك جِلداً جِلْدُك قد رقَّ ولم يكن أَبو عمرو سمعها ومن قال لُغاتَهم بفتح التاء شبَّهها بالتاء التي يوقف عليها بالهاء والنسبة إِليها لُغَوِيّ ولا تقل لَغَوِيٌّ قال أَبو سعيد إِذا أَردت أَن تنتفع بالإِعراب فاسْتَلْغِهم أَي اسمع من لُغاتِهم من غير مسأَلة وقال الشاعر وإِني إِذا اسْتَلْغانيَ القَوْمُ في السُّرَى بَرِمْتُ فأَلفَوْني بسِرِّك أَعْجَما اسْتَلْغَوْني أَرادوني على اللَّغْو التهذيب لَغا فلان عن الصواب وعن الطريق إِذا مالَ عنه قاله ابن الأَعرابي قال واللُّغَةُ أُخِذَت من هذا لأَن هؤلاء تكلموا بكلام مالُوا فيه عن لُغةِ هؤلاء الآخرين واللَّغْو النُّطق يقال هذه لُغَتهم التي يَلْغُون بها أَي يَنْطِقُون ولَغْوى الطيرِ أَصواتُها والطيرُ تَلْغَى بأَصْواتِها أَي تَنْغَم واللَّغْوَى لَغَط القَطا قال الراعي صُفْرُ المَحاجِرِ لَغْواها مُبَيَّنَةٌ في لُجَّةِ الليل لَمَّا راعَها الفَزَعُ
( * قوله « المحاجر » في التكملة المناخر )
وأَنشد الأَزهري صدر هذا البيت قَوارِبُ الماء لَغْواها مبينة فإِما أَن يكون هو أَو غيره ويقال سمعت لَغْو الطائر ولَحْنه وقد لَغا يَلْغُو وقال ثعلبة بن صُعير باكَرْتُهم بسباء جَوْنٍ ذارِعٍ قَبْلَ الصَّباح وقبْلَ لَغْو الطائر ولَغِيَ بالشيء يَلْغَى لَغاً لهِجَ ولَغِيَ بالشراب أَكثر منه ولغِي بالماء يَلغَى به لَغاً أَكثر منه وهو في ذلك لا يَرْوَى قال ابن سيده وحملنا ذلك على الواو لوجود ل غ و وعدم ل غ ي ولَغِيَ فلان بفلان يَلغَى إِذا أُولِعَ به ويقال إِنَّ فرَسَكَ لمُلاغِي الجَرْيِ إِذا كان جَرْيُه غيرَ جَرْيٍ جِدٍّ وأَنشد أَبو عمرو جَدَّ فَما يَلْهُو ولا يُلاغِي

لفا
لَفا اللحمَ عن العظم لَفْواً قشره كَلَفَأَه واللَّفاةُ الأَحْمَقُ فَعَلةٌ من قولهم لَفَوْت اللحمَ والهاء للمبالغة زعموا وأَلْفَى الشيء وَجَدَه وتَلافاه افْتَقَدَه وتَدارَكه وقوله أَنشده ابن الأَعرابي يُخَبِّرُني أَني به ذو قَرابةٍ وأَنْبَأْتُه أَنِّي به مُتَلافي فسره فقال معناه أَني لأُدْرِكُ به ثأْرِي وفي الحديث لا أُلفِيَنَّ أَحدَكم مُتَّكِئاً على أَرِيكَتِه أَي لا أَجد وأَلقَى يقال أَلفَيْتُ الشيء أُلفِيه إِلفاء إِذا وجدته وصادَفْته ولَقِيته وفي حديث عائشة رضي الله عنها ما أَلفاه السَّحَرُ عندي إِلا نائماً أي ما أَتى عليه السحر إِلا وهو نائم تعني بعد صلاة الليل والفعل فيه للسحر واللَّغى الشيء المَطْروُح كأَنه من أَلفَيْتُ أَو تلافَيْت والجمع أَلْفاء وأَلفه ياء لأَنها لام الجوهَرِي اللَّفاء الخَسِيس من كل شيء وكلُّ شيء يَسيرٍ حقير فهو لَفاءٌ قال أَبو زبيد وما أَنا بالضَّعيف فَتَظْلِموني ولا حَظِّي اللَّفاء ولا الخَسِيسُ ويقال رَضِيَ فلانٌ من الوَفاء باللَّفاء أَي من حقّه الوافي بالقليل ويقال لَفَّاه حقَّه أَي بَخَسَه وذكره ابن الأَثير في لفأَ بالهمز وقال إِنه مشتق من لفَأْت العظم إِذا أَخذت بعضَ لحمه عنه

لقا
اللَّقْوة داء يكون في الوجه يَعْوَجُّ منه الشِّدق وقد لُقِيَ فهو مَلْقُوٌّ ولَقَوْتُه أَنا أَجْرَيْت عليه ذلك قال ابن بري قال المهلبي واللُّقاء بالضم والمد من قولك رجل مَلْقُوٌّ إِذا أَصابته اللَّقْوة وفي حديث ابن عمر أَنه اكْتَوَى من اللَّقْوَة هو مرض يَعْرِضُ لوجه فيُميلُه إِلى أَحد جانبيه ابن الأَعرابي اللُّقَى الطيُّور واللُّقَى الأَوْجاع واللُّقَى السَّريعاتُ اللَّقَح من جميع الحيوان واللَّقْوةُ واللِّقْوة المرأَة السَّريعةُ اللَّقاحِ والناقة السريعة اللقاح وأَنشد أَبو عبيد في فتح اللام حَمَلْتِ ثَلاثةً فَوَلَدتِ تِمّاً فأُمٌّ لَقْوةٌ وأَبٌ قَبِيسُ وكذلك الفرسُ وناقة لِقْوةٌ ولَقْوةٌ تَلْقَح لأَول قَرْعةٍ قال الأَزهري واللَّقْوة في المرأَة والناقة بفتح الام أَفصح من اللِّقوة وكان شمر وأَبو الهيثم يقولان لِقْوة فيهما أَبو عبيد في باب سرعة اتفاق الأَخوين في التحابّ والمودَّة قال أَبو زيد من أَمثالهم في هذا كانت لَقْوةٌ صادَفَتْ قَبِيساً قال اللَّقْوةُ هي السريعة اللَّقَح والحَمْل والقَبِيسُ هو الفَحْل السريع الإِلقاح أَي لا إبْطاء عندهما في النِّتاج يضرب للرجلين يكونان متفقين على رأْي ومذهب فلا يَلْبَثان أَن يتصاحبا ويتَصافَيا على ذلك قال ابن بري في هذا المثل لَقْوةٌ بالفتح مذهب أَبي عمرو الشيباني وذكر أَبو عبيد في الأَمثال لِقْوة بكسر اللام وكذا قال الليث لِقْوة بالكسر واللَّقْوة واللِّقْوة العُقاب الخَفِيفة السَّريعةُ الاخْتِطاف قال أَبو عبيدة سميت العقاب لَقْوة لسَعة أَشْداقها وجمعها لِقاءٌ وألقاءٌ كأَنَّ أَلقاءً على حذف الزائد وليس بقياس ودَلْو لَقْوةٌ لَيِّنة لا تَنْبَسِطُ سريعاً لِلِينها عن الهَجَريّ وأَنشد شَرُّ الدِّلاءِ اللَّقْوةُ المُلازِمه والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصائِمهْ والصحيح الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ ولقِيَ فلان فلاناً لِقاء ولِقاءةً بالمدّ ولُقِيّاً ولِقِيّاً بالتشديد ولُقْياناً ولِقْياناً ولِقْيانة واحدة ولُقْيةً واحدة ولُقًى بالضم والقصر ولَقاةً الأَخيرة عن ابن جني واستضعفها ودَفَعها يعقوب فقال هي مولَّدة ليست من كلام العرب قال ابن بري المصادر في ذلك ثلاثة عشر مصدراً تقول لَقِيته لِقاءً ولِقاءَةً وتِلقاءً ولُقِيّاً ولِقِيّاً ولِقْياناً ولُقْياناً ولِقْيانَةً ولَقْيةً ولَقْياً ولُقًى ولَقًى فيما حكاه ابن الأَعرابي ولَقاةً قال وشاهد لُقًى قول قيس بن المُلَوّح فإِن كان مَقْدُوراً لُقاها لَقِيتُها ولم أَخْشَ فيها الكاشِحِينَ الأَعادِيا وقال آخر فإِنَّ لُقاها في المَنامِ وغيره وإِنْ لم تَجُدْ بالبَذْل عندي لرابِحُ وقال آخر فلوْلا اتِّقاءُ الله ما قلتُ مَرْحَباً لأَوَّلِ شيباتٍ طَلَعْنَ ولا سَهْلا وقد زَعَمُوا حُلْماً لُقاك فلم يَزِدْ بِحَمْدِ الذي أَعْطاك حِلْماً ولا عَقْلا وقال ابن سيده ولَقاه طائية أَنشد اللحياني لمْ تَلْقَ خَيْلٌ قبْلَها ما قد لَقَتْ مِنْ غِبِّ هاجِرةٍ وسَيْرٍ مُسْأَدِ الليث ولَقِيه لَقْيةً واحدة ولَقاةً واحدة وهي أَقبحها على جوازها قال ابن السكيت ولِقيانةً واحدة ولَقْيةً واحدة قال ابن السكيت ولا يقال لَقاة فإِنها مولدة ليست بفصيحة عربية قال ابن بري إِنما يقال لَقاة لأَن الفَعْلة للمرة الواحدة إِنما تكون ساكنة العين ولَقاةٌ محركة العين وحكى ابن درستويه لَقًى ولَقاة مثل قَذًى وقَذاةٍ مصدر قَذِيت تَقْذَى واللِّقاء نقيض الحِجاب ابن سيده والاسم التِّلقاء قال سيبويه وليس على الفعل إِذ لو كان على الفعل لفتحت التاء وقال كراع هو مصدر نادر ولا نظير له إِلا التِّبْيان قال الجوهري والتِّلقاء أَيضاً مصدر مثل اللقاء وقال الراعي أَمَّلْتُ خَيْرَكَ هل تَأْتي مَواعِدُه فالْيَوْمَ قَصَّرَ عن تِلْقائِه الأَمَلُ قال ابن بري صوابه أَمَّلت خيركِ بكسر الكاف لأَنه يخاطب محبوبته قال وكذا في شعره وفيه عن تِلْقائِك بكاف الخطاب وقبله وما صَرَمْتُك حتى قُلْتِ مُعْلِنةً لا ناقةٌ لي في هذا ولا جَملُ وفي الحديث مَنْ أَحبَّ لِقاء اللهِ أَحبَّ اللهُ لقاءه ومَن كَرِه لقاء اللهِ كرهَ الله لقاءه والموتُ دون لقاء الله قال ابن الأَثير المراد بلقاء الله المصيرُ إِلى الدار الآخرة وطلبُ ما عند الله وليس الغرض به الموت لأَن كلاًّ يكرهه فمن تَرك الدنيا وأَبغضها أَحبَّ لِقاء اللهِ ومَن آثَرَها ورَكِنَ إِليها كَرِهَ لِقاء الله لأَنه إِنما يصل إِليه بالموت وقوله والموتُ دون لقاء الله يُبَيِّنُ أَن الموتَ غيرُ اللقاء ولكنه مُعْتَرِضٌ دون الغَرَض المطلوب فيجب أَن يَصْبر عليه ويحتمل مشاقَّة حتى يصل إِلى الفَوْز باللِّقاء ابن سيده وتَلَقَّاه والتَقاه والتَقَيْنا وتَلاقَيْنا وقوله تعالى ليُنذِر يوم التَّلاقِ وإِنما سمي يومَ التلاقي لتَلاقي أَهل الأَرضِ وأَهل السماء فيه والتَقَوْا وتَلاقَوْا بمعنى وجلس تِلْقاءه أَي حِذاءه وقوله أَنشده ثعلب أَلا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عَفْراء مُلْتَقَى نَعَمْ وأَلا لا حيثُ يَلْتَقِيانِ فسره فقال أَراد مُلْتَقَى شفتيها لأَن التِقاء نَعمْ ولا إِنما يكون هنالك وقيل أَراد حَبَّذا هي مُتكلِّمةً وساكتة يريد بملتقى نعم شفتيها وبأَلا لا تَكلُّمَها والمعنيان متجاوران واللَّقِيانِ
( * قوله « اللقيان » كذا في الأصل والمحكم بتخفيف الياء والذي في القاموس وتكملة الصاغاني بشدها وهو الاشبه ) المُلتَقِيانِ ورجل لَقِيٌّ ومَلْقِيٌّ ومُلَقًّى ولَقَّاء يكون ذلك في الخير والشر وهو في الشر أَكثر الليث رجل شَقِيٌّ لَقِيٌّ لا يزال يَلْقى شَرّاً وهو إِتباع له وتقول لاقَيْتُ بين فلان وفلان ولاقَيْتُ بين طَرَفَيْ قضيب أَي حَنَيْته حتى تلاقيا والتَقَيَا وكلُّ شيءٍ استقبل شيئاً أَو صادفه فقد لقِيَه من الأَشياء كلها واللَّقِيَّان كل شيئين يَلْقى أَحدهما صاحبه فهما لَقِيَّانِ وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنها قالت إِذا التقى الخِتانان فقد وجَب الغُسْلُ قال ابن الأَثير أَي حاذى أَحدهما الآخر وسَواء تَلامَسا أَو لم يتَلامَسا يقال التَقى الفارسان إِذا تَحاذَيا وتَقابلا وتظهر فائدته فيما إِذا لَفَّ على عُضوه خرقة ثم جامَع فإِن الغسل يجب عليه وإن لم يَلْمَسِ الخِتانُ الخِتانَ وفي حديث النخعي إِذا التقى الماءَانِ فقد تَمَّ الطُّهورُ قال ابن الأَثير يريد إِذا طَهَّرْتَ العُضْوَين من أَعْضائك في الوضُوءِ فاجتمع الماءَانِ في الطُّهور لهما فقد تم طُهُورهُما للصلاة ولا يُبالي أَيُّهما قدَّم قل وهذا على مذهب من لا يوجب الترتيب في الوضوء أَو يريد بالعضوين اليدين والرجلين في تقديم اليمنى على اليسرى أَو اليسرى على اليمنى وهذا لم يشترطه أَحد والأُلْقِيَّةُ واحد من قولك لَقِيَ فلان الأَلاقيَّ من شَرٍّ وعُسْر ورجل مُلَقًّى لا يزالُ يلقاه مكروه ولَقِيتُ منه الأَلاقَي عن اللحياني أَي الشَّدائد كذلك حكاه بالتخفيف والمَلاقي أَشْراف نَواحي أَعْلى الجبل لا يزال يَمْثُل عليها الوعل يعتصم بها من الصياد وأَنشد إِذا سامَتْ على المَلْقاةِ ساما قال أَبو منصور الرواة رووا إِذا سامت على المَلَقاتِ ساما واحدتها مَلَقةٌ وهي الصَّفاة المَلْساء والميم فيها أَصلية كذا روي عن ابن السكيت والذي رواه الليث إِن صح فهو مُلْتَقى ما بين الجبلين والمَلاقي أَيضاً شُعَبُ رأْس الرَّحِم وشُعَبٌ دونَ ذلك واحدها مَلْقًى ومَلْقاةٌ وقيل هي أَدنى الرحم من موضع الولد وقيل هي الإِسَكُ قال الأَعشى يذكر أُم عَلْقمةَ وكُنَّ قد أَبْقَيْنَ منه أُذًى عند المَلاقي وافيَ الشَّافِرِ الأَصمعي المُتَلاحِمةُ الضيِّقة المَلاقي وهو مَأْزِمُ الفَرْجِ ومَضايِقُه وتلقَّت المرأَة وهي مُتَلَقٍّ عَلِقَتْ وقلّ ما أَتى هذا البناء للمؤنث بغير هاء الأَصمعي تَلقَّتِ الرحمُ ماء الفحل إِذا قَبِلَتْه وأَرتَجَتْ عليه والمَلاقي من الناقة لحم باطن حيَائها ومن الفرس لحم باطن ظَبْيَتها وأَلقى الشيء طَرَحَه وفي الحديث إِنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة ما يُلْقي لها بالاً يَهْوي بها في النار أَي ما يُحْضِرُ قلبَه لما يَقولُه منها والبالُ القَلبُ وفي حديث الأَحنف أَنه نُعِيَ إِليه رَجلٌ فما أَلقى لذلك بالاً أَي ما اسْتَمع له ولا اكْتَرَثَ به وقوله يَمْتَسِكُونَ مِن حِذاِ الإِلْقاءِ بتَلِعاتٍ كَجُذُوعِ الصِّيصاء إِنما أَراد أَنهم يَمْتسكون بخَيْزُران السَّفينة خشية أَن تُلقِيَهم في البحر ولَقَّاه الشيءَ وأَلقاه إِليه وبه فسر الزجاج قوله تعالى وإِنَّك لَتُلَقَّى القرآن أَي يُلْقى إِليك وحْياً من عند الله واللَّقى الشيء المُلْقى والجمع أَلقاء قال الحرث بن حلزة فتَأَوَّتْ لهم قَراضِبةٌ مِن كلِّ حَيٍّ كأَنهم أَلْقاءُ وفي حديث أَبي ذر ما لي أَراك لَقًى بَقًى ؟ هكذا جاءَا مخففين في رواية بوزن عَصاً واللَّقى المُلْقى على الأَرض والبَقى إِتباع له وفي حديث حكيم بن حزام وأُخِذَتْ ثِيابُها فجُعِلتْ لَقًى أَي مُرْماةً مُلْقاةً قال ابن الأَثير قيل أَصل اللَّقى أَنهم كانوا إِذا طافُوا خَلَعُوا ثيابَهم وقالوا لا نَطُوف في ثياب عَصَيْنا اللهَ فيها فيُلقُونها عنهم ويُسمّون ذلك الثوب لَقًى فإِذا قَضَوْا نُسُكَهم لم يأْخُذوها وتركوها بحالها مُلْقاةً أَبو الهيثم اللَّقى ثوبُ المُحْرِمِ يُلْقِيه إذا طاف بالبيت في الجاهلية وجمعه أَلقاء واللَّقى كل شيء مطروح متروك كاللُّقَطة والأُلْقِيَّةُ ما أُلقِيَ وقد تَلاقَوْا بها كتَحاجَوْا عن اللحياني أَبو زيد أَلْقَيت عليه أُلْقِيَّةً كقولك أَلقَيت عليه أُحْجِيَّةً كل ذلك يقال قال الأَزهري معناه كلمة مُعاياةٍ يُلقِيها عليه ليستخرجها ويقال هم يَتَلاقَوْن بأُلْقِيَّةٍ لهم ولَقاةُ الطريق وسَطُه عن كراع ونهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن تَلَقِّي الرُّكْبان وروى أَبو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تَتلقَّوُا الرُّكْبانَ أَو الأَجْلابَ فَمَن تَلقَّاه فاشتَرى منه شيئاً فصاحِبُه بالخِيارإذا أَتى السُّوقَ قال الشافعي وبهذا آخذ إن كان ثابتاً قال وفي هذا دليل أَن البيع جائِز غيرَ أَن لصاحبها الخيار بعد قُدوم السوق لأَنَّ شراءَها من البَدوِيّ قبل أَن يصير إلى موضع المُتساومَيْنِ من الغرور بوجه النقص من الثمن فله الخيار وتَلَقِّي الرُّكبان هو أَن يستقبل الحضَريُّ البدويَّ قبل وصوله إلى البلد ويخبره بكَسادِ ما معه كَذِباً ليشتري منه سِلْعَته بالوَكْس وأَقلَّ من ثمن المثل وذلك تَغْرير مُحرَّم ولكن الشراء منعقد ثم إن كذب وظهر الغَبْنُ ثبت الخِيار للبائع وإن صدَق ففيه على مذهب الشافعي خلاف وفي الحديث دخَل أَبو قارظٍ مكةَ فقالت قُريش حَلِيفُنا وعَضُدُنا ومُلْتَقى أَكُفِّنا أَي أَيدينا تَلتَقي مع يده وتجتمع وأَراد به الحِلْفَ الذي كان بيْنه وبينهم قال الأَزهري والتَّلَقِّي هو الاستقبال ومنه قوله تعالى وما يُلَقَّاها إلا الذين صَبَروا وما يُلَقَّاها إلا ذو حظٍ عظيمٍ قال الفراء يريده ما يُلَقَّى دفعَ السيئة بالحَسَنة إلا من هو صابر أَو ذو حظٍّ عظيم فأَنثها لتأْنيث إرادة الكلمة وقيل في قوله وما يُلقَّاها أي ما يُعَلَّمها ويُوَفَّقُ لها إلا الصابر وتَلَقَّاه أَي استقبله وفلان يَتَلَقَّى فلاناً أَي يَسْتَقْبِله والرجل يُلَقَّى الكلام أَي يُلَقَّنه وقوله تعالى إذ تَلَقَّوْنَه بأَلسنتكم أَي يأْخذ بعض عن بعض وأَما قوله تعالى فَتَلقَّى آدمُ من ربّه كلِماتٍ فمعناه أَنه أَخذها عنه ومثله لَقِنَها وتَلَقَّنَها وقيل فتَلقَّى آدمُ من ربه كلماتٍ أَي تَعلَّمها ودعا بها وفي حديث أَشراط الساعة ويُلْقى الشُّحُّ قال ابن الأَثير قال الحميدي لم يَضْبِط الرواةُ هذا الحرف قال ويحتمل أَن يكون يُلَقَّى بمعنى يُتَلَقَّى ويُتَعَلَّم ويُتَواصى به ويُدعى إليه من قوله تعالى وما يُلَقَّاها إلا الصابرون أَي ما يُعَلَّمُها ويُنَبَّه عليها ولو قيل يُلْقَى مخففة القاف لكان أَبعد لأَنه لو أُلقِيَ لترك ولم يكن موجوداً وكان يكون مدحاً والحديث مبني على الذم ولو قيل يُلْفى بالفاء بمعنى يوجد لم يَستَقِم لأَن الشحّ ما زال موجوداً الليث الاسْتِلْقاءُ على القفا وكلُّ شيء كان فيه كالانْبِطاح ففيه اسْتِلقاء واسْتَلْقى على قفاه وقال في قول جرير لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه وهي ضَيْفةٌ جعله البعيث لَقًى لا يُدْرى لمن هو وابْنُ مَن هو قال الأَزهري كأَنه أَراد أَنه منبوذ لا يُدرى ابن مَن هو الجوهري واللَّقى بالفتح الشيء المُلْقى لهَوانه وجمعه أَلقاء قال فلَيْتَكَ حالَ البحرُ دُونَكَ كلُّه وكنت لَقًى تَجْري عليْكَ السَّوائِلُ قال ابن بري قال ابن جني قد يجمع المصدر جمع اسم الفاعل لمشابهته له وأَنشد هذا البيت وقال السَّوائلُ جمع سَيْل فجَمَعه جَمع سائل قال ومثله فإِنَّكَ يا عامِ ابنَ فارِسِ قُرْزُلٍ مُعِيدٌ على قِيلِ الخَنا والهَواجِرِ فالهَواجِرُ جمع هُجْر قال ومثله مَن يفْعَلِ الخَيْرَ لا يَعْدَمْ جَوازِيَهُ فيمن جعله جمع جزاء قال قال ابن أَحمر في اللقى أَيضاً تَرْوي لَقًى أَلْقِيَ في صَفْصَفٍ تَصْهَرُه الشمس فما يَنْصَهِر وأَلْقَيْتُه أَي طَرحته تقول أُلقِه مِن يدِك وأَلقِ به من يدك وأَلقَيْتُ إليه المودّة وبالمودّةِ

( لكي ) لَكِيَ به لَكًى مقصور فهو لَكٍ به إذا لزمه وأُولِعَ به ولَكِيَ بالمكان أَقام قال رؤية أَوْهى أَدِيماً حَلِماً لم يُدْبَغِ والمِلْغُ يَلْكى بالكلام الأمْلَغِ ولَكِيتُ بفلان لازَمْته

لما
لمَا لَمْواً أَخذ الشيءَ بأَجمعه وأَلْمى على الشيء ذهَب به قال سامَرَني أَصْواتُ صَنْجٍ مُلْمِيَهْ وصَوْتُ صَحْنَيْ قَيْنةٍ مُغَنِّيَهْ واللُّمةُ الجَماعة من الناس وروي عن فاطمة البَتُول عليها السلام والرَّحْمةُ أَنها خرجت في لُمةٍ من نسائها تَتَوَطأُ ذيْلَها حتى دخلت على أَبي بكر الصديق رضي الله عنه فعاتَبَتْه أَي في جماعة من نسائها وقيل اللُّمةُ من الرجال ما بين الثلاثة إلى العشرة الجوهري واللُّمة الأَصْحاب بين الثلاثة إلى العشرة واللُّمة الأُسْوة ويقال لك فيه لُمةٌ أَي أُسْوة واللُّمةُ المثل يكون في الرجال والنساء يقال تزوّج فلان لُمَتَه من النساء أَي مثله ولُمةُ الرجلِ تِرْبُه وشَكْلُه يقال هو لُمَتي أَي مِثلِي قال قيس بن عاصم ما هَمَمْت بأَمة ولا نادَمت إلا لُمة وروي أَن رجلاً تزوج جارية شابَّة زمن عمر رضي الله عنه فَفَرِكَتْه فقَتَلَتْه فلما بلغ ذلك عمر قال يا أَيها الناس ليَتَزَوَّجْ كلُّ رجلٍ منكم لُمَتَه من النساء ولْتَنْكِحِ المرأَةُ لُمّتَها من الرجال أَي شكلَه وتِرْبَه أَراد ليتزوج كل رجل امرأَة على قَدْرِ سنه ولا يتزوَّجْ حَدَثةً يشقُّ عليها تزوّجه وأَنشد ابن الأعرابي قَضاءُ اللهِ يَغْلِبُ كلَّ حيٍّ ويَنْزِلُ بالجَزُوعِ وبالصَّبُورِ فإنْ نَغْبُرْ فإنَّ لَنا لُماتٍ وإنْ نَغْبُرْ فنحنُ على نُذورِ يقول إنْ نَغْبُر أَي نَمْض ونَمُتْ ولنا لُماتٍ أَي أَشْباهاً وأَمثالاً وإن نَغْبرُ أَي نَبْق فنحن على نُذور نُذورٌ جمع نَذْر أَي كأَنا قد نَذَرْنا أَن نموت لا بدَّ لنا من ذلك وأَنشد ابن بري فَدَعْ ذِكْرَ اللُّماتِ فقد تَفانَوْا ونَفْسَكَ فابْكِها قبلَ المَماتِ وخص أَبو عبيد باللُّمة المرأَة فقال تزوج فلان لُمَته من النساءِ أَي مثله واللُّمةُ الشَّكْلُ وحكى ثعلب لا تُسافِرَنَّ حتى تُصيب لُمةً أَي شَكلاً وفي الحديث لا تُسافروا حتى تُصيبوا لُمةً أَي رُفْقةً واللُّمَةُ المِثل في السنِّ والتَّرْب قال الجوهري الهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه وقال وهو مما أُخذت عينُه كسَهٍ ومُذْ وأَصلها فُعْلةٌ من المُلاءمة وهي الموافقة وفي حديث علي رضي الله عنه أَلا وإنَّ مُعاويةَ قادَ لُمةً من الغُواةِ أَي جماعة واللُّماتُ المُتَوافِقُون من الرجال يقال أَنتَ لي لُمةٌ وأَنا لَكَ لُمةٌ وقال في موضع آخر اللُّمَى الأَتْراب قال الأَزهري جعل الناقص من اللُّمة واواً أَو ياء فجمعها على اللُّمى قال واللُّمْيُ على فُعْلٍ جماعة لَمْياء مثل العُمْي جمع عَمْياء الشِّفاهُ السود واللَّمَى مقصور سُمْرة الشفَتين واللِّثاتِ يُسْتحسن وقيل شَرْبة سَوادٍ وقد لَمِيَ لَمًى وحكى سيبويه يَلْمِي لُمِيّاً إِذا اسودَّت شفته واللُّمَى بالضم لغة في اللَّمَى عن الهجري وزعم أَنها لغة أَهل الحجاز ورجل أَلْمَى وامرأَة لَمْياء وشَفَةٌ لَمْياء بَيِّنَةُ اللَّمَى وقيل اللَّمْياء من الشِّفاهِ اللطِيفةُ القليلةُ الدم وكذلك اللِّثةُ اللَّمْياء القليلة اللحم قال أَبو نصر سأَلت الأَصمعي عن اللَّمى مرة فقال هي سُمرة في الشفة ثم سأَلته ثانية فقال هو سَواد يكون في الشفتين وأَنشد يَضْحَكْنَ عن مَثْلُوجةِ الأَثْلاجْ فيها لَمًى مِن لُعْسةِ الأَدْعاجْ قال أَبو الجراح إن فلانة لَتُلَمِّي شفتيها وقال بعضهم الأَلَمى البارد الرِّيق وجعل ابن الأَعرابي اللَّمَى سواداً والتُمِيَ لونُه مثل التُمِعَ قال وربما هُمِز وظِلٌّ أَلْمَى كثيفٌ أَسودُ قال طَرفة وتَبْسِمُ عن أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ له نَدِي أَراد تَبْسِم عن ثَغْرٍ أَلمَى اللِّثات فاكتفى بالنعت عن المنعوت وشجرة لَمْياء الظل سوداء كثيفة الورق قال حميد بن ثور إِلى شَجَرٍ أَلمَى الظِّلالِ كأَنه رَواهبُ أَحْرَ مْنَ الشرابَ عُذُوبُ قال أَبو حنيفة اختار الرواهب في التشبيه لسواد ثيابهن قال ابن بري صوابه كأَنها رَواهِبُ لأَنه يصف رِكاباً وقبله ظَلَلْنا إِلى كَهْفٍ وظَلَّتْ رِكابُنا إِلى مُسْتَكِفّاتٍ لهُنَّ غُرُوبُ وقوله أَحْرَمْن الشَّرابَ جَعلْنه حَراماً وعُذُوب جمع عاذِب وهو الرافع رأْسه إِلى السماء وشجر أَلمَى الظِّلال من الخُضرة وفي الحديث ظِلٌّ أَلْمَى قال ابن الأَثير هو الشديد الخُضرة المائل إِلى السواد تشبيهاً باللَّمى الذي يُعمل في الشفة واللِّثة من خُضرة أَو زُرْقة أَو سواد قال محمد بن المكرَّم قوله تشبيهاً باللمى الذي يُعمل في الشفة واللِّثة يدل على أَنه عنده مصنوع وإِنما هو خلقة اه وظِلٌّ أَلمَى بارد ورُمْح أَلمَى شديد سُمْرة اللِّيط صُلْب ولمَاهُ شِدَّةُ لِيطِه وصَلابَته وفي نوادر الأَعراب اللُّمةُ في المِحْراث ما يَجرُّ به الثور يُثير به الأَرض وهي اللُّومةُ والنَّوْرَجُ وما يَلْمُو فم فلان بكلمة معناه أَنه لا يستعظم شيئاً تكلم به من قبيح وما يَلْمَأْ فمُهُ بكلمة مذكور في لمأَ بالهمز

لنا
ابن بري اللُّنةُ جُمادى الآخرة قال من لُنةٍ حتى تُوافيها لُنَهْ

لها
اللَّهْو ما لَهَوْت به ولَعِبْتَ به وشغَلَك من هوى وطَربٍ ونحوهما وفي الحديث ليس شيء من اللَّهْوِ إَلاَّ في ثلاث أَي ليس منه مباح إِلاَّ هذه لأَنَّ كلَّ واحدة منها إِذا تأَملتها وجدتها مُعِينة على حَق أَو ذَرِيعة إِليه واللَّهْوُ اللَّعِب يقال لهَوْتُ بالشيء أَلهُو به لَهْواً وتَلَهَّيْتُ به إِذا لَعِبتَ به وتَشاغَلْت وغَفَلْتَ به عن غيره ولَهِيتُ عن الشيء بالكسر أَلْهَى بالفتح لُهِيّاً ولِهْياناً إِذا سَلَوْتَ عنه وتَرَكْتَ ذكره وإِذا غفلت عنه واشتغلت وقوله تعالى وإِذا رأَوْا تجارةً أَو لَهْواً قيل اللَّهْوُ الطِّبْل وقيل اللهوُ كلُّ ما تُلُهِّيَ به لَها يَلْهُو لَهْواً والْتَهى وأَلهاه ذلك قال ساعدة بن جؤيَّة فَأَلْهَاهُمُ باثْنَيْنِ منْهمْ كِلاهُما به قارتٌ من النَّجِيعِ دَمِيمُ والمَلاهِي آلاتُ اللَّهْو وقد تَلاهَى بذلك والأُلْهُوَّةُ والأُلْهِيَّةُ والتَّلْهِية ما تَلاهَى به ويقال بينهم أُلْهِيَّةٌ كما يقال أُحْجِيَّةٌ وتقديرها أُفْعُولةٌ والتَّلْهِيَةُ حديث يُتَلَهَّى به قال الشاعر بِتَلهِيةٍ أَرِيشُ بها سِهامي تَبُذُّ المُرْشِياتِ من القَطِينِ ولهَتِ المرأَةُ إِلى حديث المرأَة تَلْهُو لُهُوًّا ولَهْواً أَنِسَت به وأَعْجَبها قال
( * البيت لامرئ القيس وصدره أَلا زعمت بَسبَاسة اليومَ أنني )
كَبِرتُ وأَن لا يُحْسِنَ اللَّهْوَ أَمثالي وقد يكنى باللَّهْوِ عن الجماع وفي سَجْع للعرب إِذا طلَع الدَّلْوُ أَنْسَلَ العِفْوُ وطلَب اللَّهْوَ الخِلْوُ أَي طلَب الخِلْوُ التزويجَ واللَّهْوُ النكاح ويقال المرأَة ابن عرفة في قوله تعالى لاهيةً قُلوبُهم أَي مُتشاغِلةً عما يُدْعَوْن إِليه وهذا من لَها عن الشيء إِذا تَشاغل بغيره يَلْهَى ومنه قوله تعالى فأَنْتَ عنه تلَهَّى أَي تتشاغل والنبي صلى الله عليه وسلم لا يَلْهوُ لأَنه صلى الله عليه وسلم قال ما أَنا من دَدٍ ولا الدَّدُ مِنِّي والتَهَى بامرأَة فهي لَهْوَته واللَّهْوُ واللَّهْوةُ المرأَة المَلْهُوّ بها وفي التنزيل العزيز لو أَرَدْنا أَن نَتَّخِذ لَهْواً لاتَّخَذْناه من لَدُنَّا أَي امرأَةً ويقال ولداً تعالى الله عز وجل وقال العجاج ولَهْوةُ اللاَّهِي ولو تَنَطَّسا أَي ولو تعمَّقَ في طلَب الحُسْن وبالغ في ذلك وقال أَهل التفسير اللَّهْوُ في لغة أَهل حضرموت الولد وقيل اللَّهْوُ المرأَة قال وتأُويله في اللغة أَن الولد لَهْوُ الدنيا أَي لو أَردنا أَن نتخذ ولداً ذا لَهْوٍ نَلهَى به ومعنى لاتخذناه من لدنَّا أَي لاصْطفَيْناه مما نخلُق ولَهِيَ به أَحبَّه وهو من ذلك الأَول لأَن حبك الشيء ضَرْب من اللهو به وقوله تعالى ومن الناس من يشتري لَهْوَ الحديث ليُضِلَّ عن سبيل الله جاء في التفسير أَن لَهوَ الحديث هنا الغِناء لأَنه يُلْهى به عن ذكر الله عز وجل وكلُّ لَعِب لَهْوٌ وقال قتادة في هذه الآية أَما والله لعله أَن لا يكون أَنفق مالاً وبحَسْب المَرء من الضلالة أَن يختار حديث الباطل على حديث الحق وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه حَرَّم بيعَ المُغنِّية وشِراءها وقيل إِن لَهْوَ الحديث هنا الشِّرْكُ والله أَعلم ولَهِيَ عنه ومنه ولَها لُهِيّاً ولِهْياناً وتَلَهَّى عن الشيء كلُّه غَفَل عنه ونَسِيَهُ وترك ذكره وأَضرب عنه وأَلهاهُ أَي شَغَلَه ولَهِيَ عنه وبه كَرِهَه وهو من ذلك لأَن نسيانك له وغَفْلَتك عنه ضرب من الكُرْه ولَهَّاه به تَلْهِيةً أَي عَلَّله وتَلاهَوْا أَي لَها بضعُهم ببعض الأَزهري وروي عن عُمر رضي الله عنه أَنه أَخذ أَربعمائة دينار فجعلها في صُرة ثم قال للغلام اذهب بها إِلى أَبي عبيدة ابن الجرّاح ثم تَلَهَّ ساعة في البيت ثم انْظُرْ ماذا يَصْنَعُ قال ففرَّقها تَلَهَّ ساعة أَي تَشاغَلْ وتَعَلَّلْ والتَّلَهِّي بالشيء التَّعَلُّلُ به والتَّمكُّثُ يقال تَلَهَّيْت بكذا أَي تَعَلَّلْتُ به وأَقَمْتُ عليه ولم أُفارقُه وفي قصيد كعب وقال كلُّ صَديق كنت آمُلُهُ ولا أُلْهِيَنّكَ إِني عنكَ مَشْغُول أَي لا أَشغَلُك عن أَمرك فإِني مَشْغُول عنك وقيل معناه لا أَنفعك ولا أُعَلِّلُك فاعمل لنفسك وتقول الْهَ عن الشيء أَي اتركه وفي الحديث في البَلَل بعد الوُضوء الْهَ عنه وفي خبر ابن الزبير أَنه كان إِذا سمع صوت الرعد لَهِيَ عن حديثه أَي تَركه وأَعْرَضَ عنه وكلُّ شيء تَركْتَه فقد لَهِيتَ عنه وأَنشد الكسائي إِلْهَ عنها فقد أَصابَك مِنْها والْهَ عنه ومنه بمعنى واحد الأَصمعي لَهِيتُ من فلان وعنه فأَنا أَلْهَى الكسائي لَهِيتُ عنه لا غير قال وكلام العرب لَهَوْتُ عنه ولَهَوْتُ منه وهو أَن تدعه وتَرْفُضَه وفُلانٌ لَهُوٌّ عن الخير على فَعُولٍ الأَزهري اللَّهْو الصُّدُوفُ يقال لَهَوْتُ عن الشيء أَلهُو لَهاً قال وقول العامة تَلَهَّيْتُ وتقول أَلهاني فلان عن كذا أَي شَغَلني وأَنساني قال الأَزهري وكلام العرب جاء بخلاف ما قال الليث يقولون لَهَوْتُ بالمرأَة وبالشيء أَلْهُو لَهْواً لا غير قال ولا يجوز لَهاً ويقولون لَهِيتُ عن الشيء أَلْهى لُهِيّاً ابن بزرج لهَوْتُ
( * قوله « ابن بزرج لهوت إلخ » هذه عبارة الأَزهري وليس فيها أَلهو لهواً ) ولَهِيتُ بالشيء أَلْهو لَهْواً إِذا لعبت به وأَنشد خَلَعْتُ عِذارَها ولَهِيتُ عنها كما خُلِعَ العِذارُ عن الجَوادِ وفي الحديث إِذا اسْتأْثَر اللهُ بشيء فالْهَ عنه أَي اتْرُكْه وأَعْرِضْ عنه ولا تَتعرَّضْ له وفي حديث سهل بن سعد فَلَهِيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بشيءٍ كان بين يديه أَي اشتغل ثعلب عن ابن الأَعرابي لَهِيتُ به وعنه كَرهته ولهوت به أَحببته وأَنشد صَرَمَتْ حِبالَكَ فالْهَ عنها زَيْنَبُ ولقَدْ أَطَلْتَ عِتابَها لو تُعْتِبُ لو تُعْتِبُ لو تُرْضِيك وقال العجاج دارَ لُهَيَّا قَلْبِكَ المُتَيَّمِ يعني لَهْو قلبه وتَلَهَّيْتُ به مثله ولُهَيَّا تصغير لَهْوى فَعْلى من اللهو أَزَمان لَيْلى عامَ لَيْلى وحَمِي أَي هَمِّي وسَدَمي وشَهْوَتي وقال صَدَقَتْ لُهَيَّا قَلْبيَ المُسْتَهْتَرِ قال العجاج دارٌ لِلَهْوٍ للمُلَهِّي مِكْسالْ جعل الجارية لَهْواً للمُلَهِّي لرجل يُعَلِّلُ بها أى لمن يُلَهِّي بها الأَزهري بإِسناده عن أَنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سأَلت ربي أَن لا يُعَذِّبَ اللاهينَ من ذُرِّيَّة البشر فأَعْطانِيهم قيل في تفسير اللاهينَ إِنهم الأَطفال الذين لم يَقْتَرفُوا ذنباً وقيل هم البُلْه الغافِلُون وقيل اللاهُون الذين لم يَتَعَمَّدوا الذنب إِنما أتوه غَفْلة ونِسياناً وخَطأً وهم الذين يَدْعُون الله فيقولون رَبَّنا لا تؤاخِذْنا إِن نَسِينا أَو أَخْطَأْنا كما علمهم الله عز وجل وتَلَهَّتِ الإِبل بالمَرْعى إِذا تَعَلَّلَتْ به وأَنشد لَنا هَضَباتٌ قد ثَنيْنَ أَكارِعاً تَلَهَّى ببَعْضِ النَّجْمِ واللَّيْلُ أَبْلَقُ يريد ترْعى في القمر والنَّجْمُ نبت وأَراد بهَضَباتٍ ههنا إِبلاً وأَنشد شمر لبعض بني كلاب وساجِيةٍ حَوْراءَ يَلْهُو إِزارُها إِلى كَفَلٍ رابٍ وخَصْرٍمُخَصَّرِ قال يَلْهُو إِزارُها إِلى الكَفَلِ فلا يُفارِقُه قال والإِنسانُ اللاهي إِلى الشيءِ إِذا لم يُفارِقْه ويقال قد لاهى الشيءَ إِذا داناهُ وقارَبَه ولاهى الغُلامُ الفِطامَ إِذا دنا منه وأَنشد قول ابن حلزة أَتَلَهَّى بها الهَواجِزَ إِذْ كُلْ لُ ابْنِ هَمٍّ بَلِيّةٌ عَمْياء قال تَلَهِّيه بها رُكُوبه إِياها وتَعَلُّله بسيرها وقال الفرزدق أَلا إِنَّما أَفْنى شَبابيَ وانْقَضى على مَرِّ لَيْلٍ دائبٍ ونهَارِ يُعِيدانِ لي ما أَمْضَيا وهُما مَعاً طَريدانِ لا يَسْتَلْهِيانِ قَراري قال معناه لا ينتظران قراري ولا يَسْتَوْقِفاني والأَصل في الاسْتِلْهاء بمعنى التوقف أَن الطاحِنَ إِذا أَراد أَن يُلقِيَ في فم الرحى لَهْوة وقَفَ عن الإِدارة وقْفة ثم استعير ذلك ووضع موضع الاسْتِيقاف والانتظار واللُّهْوةُ واللَّهْوةُ ما أَلقَيْتَ في فَمِ الرَّحى من الحُبوب للطَّحْن قال ابن كلثوم ولَهْوَتُها قُضاعةَ أَجْمَعِينا وأَلْهَى الرَّحى وللرَّحى وفي الرَّحى أَلقى فيها اللَّهوة وهو ما يُلقِيه الطاحن في فم الرَّحى بيده والجمع لُهاً واللُّهْوةُ واللُّهْيةُ الأَخيرة على المُعاقبة العَطِيَّةُ وقيل أَفضل العطايا وأَجْزلُها ويقال إِنه لمِعْطاء لِلُّها إِذا كان جَواداً يُعطي الشيء الكثير وقال الشاعر إِذا ما باللُّها ضَنَّ الكِرامُ وقال النابغة عِظامُ اللُّها أَبْناءُ أَبْناءِ عُدْرَةٍ لَهامِيمُ يَسْتَلْهُونَها بالجراجِرِ يقال أَراد بقوله عِظام اللُّها أَي عظام العَطايا يقال أَلهَيْت له لُهْوَةً من المال كما يُلْهَى في خُرْتَي الطَّاحُونة ثم قال يَسْتَلْهُونَها الهاء للمَكارم وهي العطايا التي وصَفها والجَراجِرُ الحَلاقِيم ويقال أَراد باللُّها الأَمْوال أَراد أَن أَموالهم كثيرة وقد اسْتَلْهَوْها أَي استكثروا منها وفي حديث عمر منهم الفاتِحُ فاه لِلُهْوَةٍ من الدنيا اللُّهْوةُ بالضم العطِيَّة وقيل هي أَفضل العَطاء وأَجزله واللُّهْوة العَطيَّة دَراهِمَ كانت أَو غيرها واشتراه بَلُهْوَةٍ من مال أَي حَفْنَةٍ واللُّهْوةُ الأَلف من الدنانير والدراهم ولا يقال لغيرها عن أَبي زيد وهُمْ لُهاء مائةٍ أَي قَدْرُها كقولك زُهاء مائة وأَنشد ابن بري للعجاج كأَنَّما لُهاؤه لِمَنْ جَهَر لَيْلٌ ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَر واللَّهاةُ لَحمة حَمْراء في الحَنك مُعَلَّقَةٌ على عَكَدَةِ اللسان والجمع لَهَياتٌ غيره اللَّهاةُ الهَنةُ المُطْبِقة في أَقصَى سَقْف الفم ابن سيده واللَّهاةُ من كلّ ذي حَلق اللحمة المُشْرِفة على الحَلق وقيل هي ما بين مُنْقَطَع أَصل اللسان إِلى منقطَع القلب من أَعلى الفم والجمع لَهَواتٌ ولَهَياتٌ ولُهِيٌّ ولِهِيٌّ ولَهاً ولِهاء قال ابن بري شاهد اللَّها قول الراجز تُلْقِيه في طُرْقٍ أَتَتْها من عَلِ قَذْف لَهاً جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِ قال وشاهد اللَّهَواتِ قول الفرزدق ذُبابٌ طارَ في لَهَواتِ لَيْثٍ كَذاكَ اللَّيْثُ يَلْتَهِمُ الذُّبابا وفي حديث الشاة المسمومة فما زلْتُ أَعْرِفُها في لَهَوات رسولِ الله صلى الله عليه وسلم واللَّهاةُ أَقْصى الفم وهي من البعير العربيّ الشِّقْشِقةُ ولكلل ذي حلق لهَاة وأَما قول الشاعر يا لكَ من تَمْرٍ ومن شِيشاءٍ يَنْشَبُ في المَسْعَلِ واللَّهاءِ فقد روي بكسر اللام وفتحها فمن فتحها ثم مدَّ فعلى اعتقاد الضرورة وقد رآه بعض النحويين والمجتمع عليه عكسه وزعم أَبو عبيد أَنه جمع لَهاً على لِهاء قال ابن سيده وهذا قول لا يُعرج عليه ولكنه جمع لَهاةٍ كما بينَّا لأَن فَعَلَة يكسَّر على فِعالٍ ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم أَضاةٌ وإِضاءٌ ومثله من السالم رَحَبةٌ ورِحابٌ ورَقَبةٌ ورِقابٌ قال ابن سيده وشرحنا هذه المسأَلة ههنا لذهابها على كثير من النُّظَّار قال ابن بري إِنما مدّ قوله في المَسْعَل واللَّهاء للضرورة قال هذه الضرورة على من رواه بفتح اللام لأَنه مدّ المقصور وذلك مما ينكره البصريون قال وكذلك ما قبل هذا البيت قد عَلِمَتْ أُمُّ أَبي السِّعْلاء أَنْ نِعْمَ مأْكُولاً على الخَواء فمدَّ السِّعْلاء والخَواء ضرورة وحكى سيبويه لَهِيَ أَبُوك مقلوب عن لاهِ أَبوك وإِن كان وزن لَهِيَ فَعِلَ ولاهِ فَعَلٌ فله نظير قالوا له جاهٌ عند السلطان مقلوب عن وجْهٍ ابن الأَعرابي لاهاهُ إِذا دنا منه وهالاهُ إِذا فازعه النضر يقال لاهِ أَخاك يا فلان أَي افْعَلْ به نحو ما فَعَل بك من المعروف والْهِهِ سواء وتَلَهلأْتُ أَي نَكَصْتُ واللَّهْواء ممدود موضع ولَهْوةُ اسم امرأَة قال أَصدُّ وما بي من صُدُودٍ ولا غِنًى ولا لاقَ قَلْبي بَعْدَ لَهوةَ لائقُ

( لوي ) لَوَيْتُ الحَبْلَ أَلْويه لَيّاً فَتَلْتُه ابن سيده اللَّيُّ الجَدْلُ والتَّثَنِّي لَواهُ لَيّاً والمرَّةُ منه لَيَّةٌ وجمعه لِوًى ككَوَّةٍ وكِوًى عن أَبي علي ولَواهُ فالتَوى وتَلَوَّى ولَوَى يَده لَيّاً ولَوْياً نادر على الأَصل ثَناها ولم يَحْكِ سيبويه لَوْياً فيما شذَّ ولَوى الغلامُ بلغ عشرين وقَوِيَتْ يدُه فلوَى يدَ غيره ولَوِيَ القِدْحُ لَوًى فهو لَوٍ والتَوى كِلاهما اعْوجَّ عن أَبي حنيفة واللِّوَى ما التَوى من الرمل وقيل هو مُسْتَرَقُّه وهما لِوَيانِ والجمع أَلْواء وكسَّره يعقوب على أَلْوِيةٍ فقال يصف الظِّمَخ ينبت في أَلْويةِ الرَّمل ودَكادِكِه وفِعَلٌ لا يجمع على أَفْعِلةٍ وأَلْوَيْنا صِرْنا إِلى لِوَى الرملِ وقيل لَوِيَ الرمْلُ لَوًى فهو لَوٍ وأَنشد ابن الأَعرابي يا ثُجْرةَ الثَّوْرِ وظَرْبانَ اللَّوِي والاسم اللِّوى مقصور الأَصمعي اللِّوى مُنْقَطَعُ الرَّملة يقال قد أَلْوَيْتُم فانزِلوا وذلك إِذا بلغوا لوَى الرمل الجوهري لِوى الرملِ مقصور مُنْقَطَعُه وهو الجَدَدُ بعدَ الرملة ولِوَى الحية حِواها وهو انْطِواؤها عن ثعلب ولاوَتِ الحَيَّةُ الحَيَّةَ لِواءً التَوَت عليها والتَوى الماءُ في مَجْراه وتَلَوَّى انعطف ولم يجر على الاستقامة وتَلَوَّتِ الحيةُ كذلك وتَلَوَّى البَرْقُ في السحاب اضطَرب على غير جهة وقَرْنٌ أَلْوى مُعْوَجٌّ والجمع لُيٌّ بضم اللام حكاها سيبويه قال وكذلك سمعناها من العرب قال ولم يَكسِروا وإِن كان ذلك القياس وخالفوا باب بِيض لأَنه لما وقع الإِدغام في الحرف ذهب المدّ وصار كأنه حرف متحرك أَلا ترى لو جاء مع عُمْيٍ في قافية جاز ؟ فهذا دليل على أَن المدغم بمنزلة الصحيح والأَقيسُ الكسر لمجاورتها الياء ولَواه دَيْنَه وبِدَيْنِه لَيّاً ولِيّاً ولَيَّاناً ولِيَّاناً مَطَله قال ذو الرمة في اللَّيَّانِ تُطِيلِينَ لَيّاني وأَنت مَلِيَّةٌ وأُحْسِنُ يا ذاتَ الوِشاحِ التَّقاضِيا قال أَبو الهيثم لم يجيء من المصادر على فَعْلان إِلا لَيَّانَ وحكى ابن بري عن أَبي زيد قال لِيَّان بالكسر وهو لُغَيَّة قال وقد يجيء اللَّيَّان بمعنى الحبس وضدّ التسريح قال الشاعر
( * أي جرير )
يَلْقَى غَريمُكُمُ من غير عُسْرَتِكمْ بالبَذْلِ مَطْلاً وبالتَّسْرريحِ لَيّانا وأَلْوى بحقِّي ولَواني جَحَدَني إِيّاه ولَوَيْتُ الدَّيْنَ وفي حديث المَطْلِ لَيُّ الواجِدِ يُحِلُّ عِرْضَه وعُقوبَتَه قال أَبو عبيد اللَّيُّ هو المَطْل وأَنشد قول الأَعشى يَلْوِينَنِي دَيْني النَّهارَ وأَقْتَضِي دَيْني إِذا وَقَذَ النُّعاسُ الرُّقَّدا لَواه غريمُه بدَيْنِه يَلْوِيه لَيّاً وأَصله لَوْياً فأُدغمت الواو في الياء وأَلوَى بالشيء ذهَب به وأَلوَى بما في الإِناء من الشراب استأْثر به وغَلَب عليه غيرَه وقد يقال ذلك في الطعام وقول ساعدة ابن جؤيَّة سادٍ تَجَرَّمَ في البَضِيع ثَمانِياً يُلْوِي بِعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ يُلْوِي بعيقات البحار أَي يشرب ماءها فيذهب به وأَلْوَتْ به العُقاب أَخذته فطارت به الأَصمعي ومن أَمثالهم أَيْهاتَ أَلْوَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ كأَنها داهيةٌ ولم يفسر أَصله وفي الصحاح أَلْوَتْ به عَنْقاء مُغْرِب أَي ذهَبَت به وفي حديث حُذَيْفَة أَنَّ جِبريلَ رَفَع أَرضَ قَوْم لُوطٍ عليه السلام ثمَّ أَلْوَى بها حتى سَمِعَ أَهلُ السماء ضُغاء كِلابهم أَي ذَهَبَ بها كما يقال أَلْوَتْ به العَنْقاء أَي أَطارَتْه وعن قتادة مثله وقال فيه ثم أَلْوى بها في جَوّ السماء وأَلْوَى بثوبه فهو يُلوِي به إِلْواء وأَلْوَى بِهم الدَّهْرُ أَهلكهم قال أَصْبَحَ الدَّهْرُ وقد أَلْوَى بِهِم غَيرَ تَقْوالِك من قيلٍ وقال وأَلْوَى بثوبه إِذا لَمَع وأَشارَ وأَلْوَى بالكلام خالَفَ به عن جِهته ولَوَى عن الأَمر والْتَوى تثاقَل ولوَيْت أَمْري عنه لَيّاً ولَيّاناً طَوَيْتُه ولَوَيْتُ عنه الخَبَرَ أَخبرته به على غير وجهه ولوَى فلان خبره إِذا كَتَمه والإِلْواء أَن تُخالف بالكلام عن جهته يقال أَلْوَى يُلوِي إِلْواءً ولَوِيَّةً والاخلاف الاستقاء
( * قوله « ولوية والاخلاف الاستقاء » كذا بالأصل ) ولَوَيْتُ عليه عطَفت ولوَيْتُ عليه انتظرت الأَصمعي لَوَى الأَمْرَ عنه فهو يَلْوِيه لَيّاً ويقال أَلْوَى بذلك الأَمر إِذا ذَهَب به ولَوَى عليهم يَلوِي إِذا عطَف عليهم وتَحَبَّس ويقال ما تَلْوِي على أَحد وفي حديث أَبي قتادة فانطلق الناس لا يَلوي أَحد على أَحد أَي لا يَلتَفِت ولا يَعْطف عليه وفي الحديث وجَعَلَتْ خَيلُنا يَلَوَّى خَلفَ ظهورنا أَي تَتَلَوَّى يقال لوَّى عليه إِذا عَطَف وعَرَّج ويروى بالتخفيف ويروى تَلُوذ بالذال وهو قريب منه وأَلْوَى عطَف على مُسْتَغِيث وأَلْوَى بثوبه للصَّريخِ وأَلْوت المرأَةُ بيدها وأَلْوت الحَرْبُ بالسَّوامِ إِذا ذهَبَت بها وصاحِبُها يَنْظُر إِليها وأَلوى إِذا جَفَّ زرعُه واللَّوِيُّ على فَعِيل ما ذَبُل وجَفَّ من البَقل وأَنشد ابن بري حتى إِذا تَجَلَّتِ اللَّوِيَّا وطَرَدَ الهَيْفُ السَّفا الصَّيْفِيَّا وقال ذو الرمة وحتى سَرَى بعدَ الكَرَى في لَوِيَّهِ أَساريعُ مَعْرُوفٍ وصَرَّت جَنادِبُه وقد أَلْوَى البَقْلُ إِلواء أَي ذَبُلَ ابن سيده واللَّوِيُّ يَبِيس الكَلإِ والبَقْل وقيل هو ما كان منه بين الرَّطْبِ واليابس وقد لَوِي لَوًى وأَلوَى صار لَوِيّاً وأَلْوتِ الأَرض صار بقلها لَوِيّاً والأَلْوى واللُّوَيُّ على لفظ التصغير شجرة تُنْبِت حبالاً تَعَلَّقُ بالشجر وتَتَلَوَّى عليها ولها في أَطرافها ورق مُدوَّر في طرفه تحديد واللَّوَى وجمعه أَلْواء مَكْرُمة للنَّبات قال ذو الرمة ولم تُبْقِ أَلْواءُ اليَماني بَقِيَّةً من النَّبتِ إِلا بَطْنَ واد رحاحم
( * قوله « رحاحم » كذا بالأصل )
والأَلْوَى الشديد الخُصومة الجَدِلُ السَّلِيطُ وهو أَيضاً المُتَفَرِّدُ المُعْتَزِلُ وقد لَوِيَ لَوًى والأَلْوَى الرجل المجتَنب المُنْفَرِد لا يزال كذلك قال الشاعر يصف امرأَة حَصانٌ تُقْصِدُ الأَلْوَى بِعَيْنَيْها وبالجِيدِ والأُنثى لَيَّاء ونسوة لِيَّانٌ وإِن شئت بالتاء لَيَّاواتٍ والرجال أَلْوُون والتاء والنون في الجماعات لا يمتَنع منهما شيء من أَسماء الرجال ونعوتها وإِن فعل
( * قوله « وان فعل إلخ » كذا بالأصل وشرح القاموس )
فهو يلوي

لوى
ولكن استغنوا عنه بقولهم لَوَى رأْسه ومن جعل تأْليفه من لام وواو قالوا لَوَى وفي التنزيل العزيز في ذكر المنافتين لَوَّوْا رُؤوسهم ولَوَوْا قرئ بالتشديد والتخفيف ولَوَّيْت أَعْناقَ الرجال في الخُصومة شدد للكثرة والمبالغة قال الله عز وجل لَوَّوْا رؤوسهم وأَلْوَى الرجلُ برأْسِه ولَوَى رَأْسه أَمالَ وأَعْرضَ وأَلْوَى رأْسه ولَوَى برأْسِه أُمالَه من جانب إِلى جانب وفي حديث ابن عباس إِنَّ ابن الزبير رضي الله عنهم لَوَى ذَنَبه قال ابن الأَثير يقال لَوَى رأْسه وذَنَبه وعطْفَه عنك إِذا ثناه وصَرَفه ويروى بالتشديد للمبالغة وهو مَثَلٌ لترك المَكارِم والرَّوَغانِ عن المعْرُوف وإِيلاء الجمِيل قال ويجوز أَن يكون كناية عن التأَخر والتخلف لأَنه قال في مقابلته وإِنَّ ابنَ العاصِ مَشَى اليَقْدُمِيَّةَ وقوله تعالى وإِنْ تَلْوُوا أَو تُعْرِضُوا بواوين قال ابن عباس رضي الله عنهما هو القاضي يكون لَيُّه وإِعْراضُه لأَحد الخصمين على الآخر أَي تَشدّده وصَلابَتُه وقد قرئ بواو واحدة مضمومة اللام من وَلَيْتُ قال مجاهد أَي أَن تَلُوا الشهادة فتُقِيموها أَو تُعْرِضُوا عنها فَتَتْرُكُوها قال ابن بري ومنه قول فُرْعانَ ابن الأَعْرَفِ تَغَمَّدَ حَقِّي ضالماً ولَوَى يَدِي لَوَى يَدَه اللهُ الذي هو غالِبُهْ والتَوَى وتَلَوَّى بمعنى الليث لَوِيتُ عن هذا الأَمر إِذا التَوَيْت عنه وأَنشد إِذا التَوَى بي الأَمْرُ أَو لَوِيتُ مِن أَيْنَ آتي الأَمرَ إِذْ أُتِيتُ ؟ اليزيدي لَوَى فلان الشهادة وهو يَلْويها لَيّاً ولَوَى كَفَّه ولَوَى يَده ولَوَى على أَصحابه لَوْياً ولَيّاً وأَلْوَى إِليَّ بِيَدِه إِلْواءً أَي أَشار بيده لا غير ولَوَيْتُه عليه أَي آثَرْتُه عليه وقال ولم يَكُنْ مَلَكٌ لِلقَومِ يُنْزِلُهم إِلاَّ صَلاصِلُ لا تُلْوَى على حَسَب أَي لا يُؤْثَرُ بها أَحد لحسَبه للشدَّة التي هم فيها ويروى لا تَلْوي أَي لا تَعْطِفُ أَصحابُها على ذوي الأَحساب من قولهم لَوى عليه أَي عَطَف بل تُقْسَم بالمُصافَنة على السَّوية وأَنشد ابن بري لمجنون بني عامر فلو كان في لَيْلى سَدًى من خُصومةٍ لَلَوَّيْتُ أَعْناقَ المَطِيِّ المَلاوِيا وطريق أَلْوى بعيد مجهول واللَّوِيّةُ ما خَبَأْته عن غيرك وأَخْفَيْتَه قال الآكِلين اللَّوايا دُونَ ضَيْفِهِمِ والقدْرُ مَخْبوءةٌ منها أَتافِيها وقيل هي الشيء يُخْبَأُ للضيف وقيل هي ما أَتحَفَتْ به المرأَةُ زائرَها أَو ضَيْفَها وقد لَوَى لَوِيَّةً والْتَواها وأَلْوى أَكل اللَّوِيَّةَ التهذيب اللَّوِيَّةُ ما يُخْبَأُ للضيف أَو يَدَّخِره الرَّجلُ لنفْسِه وأَنشد آثَرْت ضَيْفَكَ باللَّويَّة والذي كانتْ لَه ولمِثْلِه الأَذْخارُ قال الأَزهري سمعت أَعرابيّاً من بني كلاب يقول لقَعِيدةٍ له أَيْنَ لَواياكِ وحَواياكِ أَلا تُقَدِّمينَها إِلينا ؟ أَراد أَين ما خَبَأْتِ من شُحَيْمةٍ وقَديدةٍ وتمرة وما أَشبهها من شيءٍ يُدَّخَر للحقوق الجوهري اللَّوِيَّةُ ما خبأْته لغيرك من الطعام قال أَبو جهيمة الذهلي قُلْتُ لِذاتِ النُّقْبةِ النَّقِيَّهْ قُومي فَغَدِّينا من اللَّوِيَّهْ وقد التَوَتِ المرأَة لَوِيَّةً والْوَلِيَّة لغة في اللَّوِيَّةِ مقلوبة عنه حكاها كراع قال والجمع الؤلايا كاللَّوايا ثبت القلب في الجمع واللَّوَى وجع في المعدة وقيل وجع في الجَوْف لَوِيَ بالكسر يَلْوْى لَوًى مقصور فهو لَوٍ واللَّوى اعْوِجاج في ظهر الفرس وقد لَوِيَ لَوًى وعُود لَوٍ مُلْتَوٍ وذَنَبٌ أَلْوى معطوف خِلْقةً مثل ذَنِبِ العنز ويقال لَوِيَ ذنَبُ الفرَس فهو يَلْوى لَوًى وذلك إِذا ما اعْوَجَّ قال العجاج كالكَرِّ لا شَخْتٌ ولا فيه لَوَى
( * قوله « شخت » بشين معجمة كما في مادة كرر من التهذيب وتصحف في اللسان هناك )
يقال منه فرس ما به لَوًى ولا عَصَلٌ وقال أَبو الهيثم كبش أَلْوَى ونعجة لَيَّاء ممدود من شاءٍ لِيٍّ اليزيدي أَلْوَتِ الناقة بذنَبها ولَوَّتْ ذنَبها إِذا حرَّكته الباء مع الاأَلف فيها وأَصَرَّ الفرسُ بأُذنه وصَرَّ أُذنَه والله أَعلم واللِّواء لِواء الأَمير ممدود واللِّواء العَلَم والجمع أَلْوِيَة وأَلوِياتٌ الأَخيرة جمع الجمع قال جُنْحُ النَّواصِي نحوُ أَلْوِياتِها وفي الحديث لِواءُ الحَمْدِ بيدي يومَ القيامةِ اللِّواء الرايةُ ولا يمسكها إِلا صاحبُ الجَيْش قال الشاعر غَداةَ تَسايَلَتْ من كلِّ أَوْب كَتائبُ عاقِدينَ لهم لِوايا قال وهي لغة لبعض العرب تقول احْتَمَيْتُ احْتِمايا والأَلْوِية المَطارِد وهي دون الأَعْلام والبُنود وفي الحديث لكلِّ غادِرٍ لِواء يوم القيامة أَي علامة ُيشْهَرُ بها في الناس لأَنَّ موضوع اللِّواء شُهْرةُ مكان الرئيس وأَلْوى اللِّواءَ عمله أَو رفعَه عن ابن الأَعرابي ولا يقال لَواه وأَلْوَى خاطَ لِواء الأَمير وأَلوَى إِذا أَكثر التمني أَبو عبيدة من أَمثالهم في الرجل الصعب الخلق الشديد اللجاجة لتَجِدَنَّ فلاناً أَلوَى بَعِيدَ المستمَر وأَنشد فيه وجَدْتَني أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَرْ أَحْمِلُ ما حُمِّلْتُ من خَيْرٍ وشَرِّ أَبو الهيثم الأَلْوى الكثير الملاوي يقال رجل أَلْوى شديد الخُصومة يَلْتَوي على خصمه بالحجة ولا يُقِرّ على شيء واحد والأَلْوَى الشديد الالْتِواء وهو الذي يقال له بالفارسية سحابين ولَوَيْت الثوبَ أَلْويه لَيّاً إِذا عصرته حتى يخرج ما فيه من الماء وفي حديث الاخْتمار لَيَّةً لا لَيَّتَيْنِ أَي تَلْوي خِمارَها على رأْسها مرة واحدة ولا تديره مرتين لئلا تشتبه بالرجال إِذا اعتمُّوا واللَّوَّاء طائر واللاوِيا ضَرْبٌ من النَّبْت
( * قوله « واللاويا ضرب إلخ » وقع في القاموس مقصوراً كالأصل وقال شارحه وهو في المحكم وكتاب القالي ممدود )
واللاوِياء مبسم يُكْوى به ولِيّةُ مكان بوادي عُمانَ واللَّوى في معنى اللائي الذي هو جمع التي عن اللحياني يقال هُنَّ اللَّوَى فعلن وأَنشد جَمَعْتُها من أَيْنُقٍ غِزارِ مِنَ اللَّوَى شُرِّفْن بالصِّرارِ واللاؤُون جمع الذي من غير لفظه بمعنى الذين فيه ثلاث لغات اللاَّؤون في الرفع واللاَّئين في الخفض والنصب واللاَّؤُو بلا نون واللاَّئي بإِثبات الياء في كل حال يستوي فيه الرجال والنساء ولا يصغر لأَنهم استغنوا عنه باللَّتيَّات للنساء وباللَّذَيُّون للرجال قال وإِن شئت قلت للنساء اللا بالقصر بلاياء ولا مدّ ولا همز ومنهم من يهمز وشاهده بلا ياء ولا مدّ ولا همز قول الكميت وكانَتْ مِنَ اللاَّ لا يُغَيِّرُها ابْنُها إِذا ما الغُلامُ الأَحْمَقُ الأُمَّ غَيَّرا قال ومثله قول الراجز فدُومي على العَهْدِ الذي كان بَيْنَنا أَمَ انْتِ من اللاَّ ما لَهُنَّ عُهودُ ؟ وأَما قول أَبي الرُّبَيْس عبادة بن طَهْفَة
( * قوله « طهفة » الذي في القاموس طهمة ) المازني وقيل اسمه عَبَّاد بن طَهفة وقيل عَبَّاد بن عباس مِنَ النَّفَرِ اللاَّئي الذينَ إِذا هُمُ يَهابُ اللِّئامُ حَلْقةَ الباب قَعْقَعُوا فإِنما جاز الجمع بينهما لاختلاف اللفظين أَو على إِلغاء أَحدهما ولُوَيُّ بنُ غالب أَبو قريش وأَهل العربية يقولونه بالهمز والعامة تقول لُوَيٌّ قال الأَزهري قال ذلك الفراء وغيره يقال لَوى عليه الأَمْرَ إِذا عَوَّصَه ويقال لَوَّأَ الله بك بالهمز تَلْوِية أَي شوَّه به ويقال هذه والله الشَّوْهةُ واللَّوْأَةُ ويقال اللَّوَّةُ بغير همز ويقال للرجل الشديد ما يُلْوى ظَهرُه أَي لا يَصْرَعُه أَحد والمَلاوي الثَّنايا الملتوية التي لا تستقيم واللُّوَّةُ العود الذي يُتبخَّر به لغة في الأَلُوَّة فارسي معرب كاللِّيَّة وفي صفة أَهل الجنة مَجامِرُهم الأَلوَّةُ أَي بَخُورهم العُود وهو اسم له مُرْتَجل وقيل هو ضرب من خيار العود وأَجوده وتفتح همزته وتضم وقد اختلف في أَصليتها وزيادتها وفي حديث ابن عمر أَنه كان يَسْتَجْمِرُ بالأَلُوَّة غيرَ مُطَرَّاة وقوله في الحديث مَن حافَ في وَصِيَّته أُلْقِيَ في اللَّوَى
( * قوله « ألقي في اللوى » ضبط اللوى في الأصل وغير نسخة من نسخ النهاية التي يوثق بها بالفتح كما ترى وأما قول شارح القاموس فبالكسر ) قيل إِنه وادٍ في جهنم نعوذ بعفو الله منها ابن الأَعرابي اللَّوَّة السّوْأَة تقول لَوَّةً لفلان بما صنع أَي سَوْأَةً قال والتَّوَّةُ الساعة من الزمان والحَوَّة كلمة الحق وقال اللَّيُّ واللِّوُّ الباطل والحَوُّ والحَيُّ الحق يقال فلان لا يعرف الحَوَّ من اللَّوَّ أَي لا يعرف الكلامَ البَيِّنَ من الخَفِيّ عن ثعلب واللَّوْلاء الشدَّة والضر كاللأْواء وقوله في الحديث إيَّاك واللَّوَّ فإِن اللَّوّ من الشيطان يزيد قول المتندّم على الفائت لو كان كذا لقلت ولفعلت وسنذكره في لا من حرف الأَلف الخفيفة واللاّتُ صنم لثَقِيف كانوا يعبدونه هي عند أَبي علي فَعَلة من لَوَيْت عليه أَي عَطَفْت وأَقْمْت يَدُلك على ذلك قوله تعالى وانطلقَ المَلأُ منهم أَنِ امْشُوا واصْبِروا على آلهتكم قال سيبويه أَما الإِضافة إِلى لات من اللات والعُزّى فإِنك تَمُدّها كما تمدّ لا إِذا كانت اسماً وكما تُثَقَّل لو وكي إِذا كان كل واحد منهما اسماً فهذه الحروف وأَشباهها التي ليس لها دليل بتحقير ولا جمع ولا فعل ولا تثنية إِنما يجعل ما ذهب منه مثل ما هو فيه ويضاعف فالحرف الأَوسط ساكن على ذلك يبنى إِلا أَن يستدل على حركته بشيء قال وصار الإِسكان أَولى لأَن الحركة زائدة فلم يكونوا ليحركوا إِلا بثبَت كما أَنهم لم يكونوا ليجعلوا الذاهب من لو غير الواو إِلا بثَبَت فجَرَت هذه الحروف على فَعْل أَو فُعْل أَو فِعْل قال ابن سيده انتهى كلام سيبويه قال وقال ابن جني أَما اللاتُ والعُزَّى فقد قال أَبو الحسن إِن اللام فيها زائدة والذي يدل على صحة مذهبه أَن اللات والعُزّى عَلَمان بمنزلة يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْرٍ ومَناةَ وغير ذلك من أَسماء الأَصنام فهذه كلها أَعلام وغير محتاجة في تعريفها إِلى الأَلف واللام وليست من باب الحَرِث والعَبَّاس وغيرهما من الصفات التي تَغْلِبُ غَلبَة الأَسماء فصارت أَعلاماً وأُقِرَّت فيها لام التعريف على ضرب من تَنَسُّم روائح الصفة فيها فيُحْمل على ذلك فوجب أَن تكون اللام فيها زائدة ويؤكِّدُ زيادتها فيها لزومُها إِياها كلزوم لام الذي والآن وبابه فإِن قلت فقد حكى أَبو زيد لَقِيتُه فَيْنَة والفَيْنةَ وإِلاهةَ والإِلاهةَ وليست فَيْنةُ وإِلاهةُ بصفتين فيجوز تعريفهما وفيهما اللام كالعَبَّاس والحَرِث ؟ فالجواب أَن فَيْنةَ والفَيْنةَ وإِلاهةَ والإِلاهةَ مما اعْتَقَبَ عليه تعريفان أَحدهما بالأَلف واللام والآخر بالوضع والغلبة ولم نسمعهم يقولون لاتَ ولا عُزَّى بغير لام فدَلَّ لزومُ اللام على زيادتها وأَنَّ ما هي فيه مما اعْتَقَبَ عليه تعريفان وأَنشد أَبو علي أَمَا ودِماءٍ لا تَزالُ كأَنها على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَما قال ابن سيده هكذا أَنشده أَبو علي بنصب عَنْدَما وهو كما قال لأَن نَسْراً بمنزلة عمرو وقيل أَصلها لاهةٌ سميت باللاهة التي هي الحَية ولاوَى اسم رجل عجمي قيل هو من ولد يعقوب عليه السلام وموسى عليه السلام من سِبْطه

ليا
اللَّيَّة العود الذي يُتَبَخَّر به فارسي معرب وفي حديث الزبير رضي الله عنه أَقبلتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من لِيَّةَ هي اسم موضع بالحجاز التهذيب الفراء اللِّياءُ شيء يؤكل مثل الحِمَّص ونحوه وهو شديد البياض وفي الصحاح يكون بالحجاز يؤكل عن أَبي عبيد ويقال للمرأَة إِذا وصفت بالبياض كأَنها اللِّياء وفي الصحاح كأَنها لِياءَةٌ قال ابن بري صوابه أَن يقال كأَنها لِياءَةٌ مقْشُوَّةٌ وروي عن معاوية رضي الله عنه أَنه أَكَل لِياءً مُقَشًّى وفي الحديث أَن فلاناً أَهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بِوَدَّانَ لياءً مُقَشًّى وفيه أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَكل لياءً ثم صلى ولم يتوضأ اللِّياءُ بالكسر والمد اللُّوبياء وقيل هو شيء كالحِمَّص شديد البياض بالحجاز واللِّياءُ أَيضاً سَمَكة في البحر تُتَّخَذُ من جلدها التِّرَسَةُ فلا يَحِيكُ فيها شيء قال والمراد الأَوّل ابن الأَعرابي اللِّياءُ اللُّوبياء واحدته لِياءَةٌ ويقال للصبيَّة المليحة كأَنها لِياءَةٌ مَقْشُوَّة أَي مقشورة قال والمُقَشَّى المُقَشَّر وقيل اللِّياء من نبات اليمن وربما نبت بالحجاز وهو في خِلْقة البصل وقدر الحِمَّص وعليه قشور رِقاقٌ إِلى السواد ما هو يُقْلى ثم يُدْلَك بشيءٍ خَشِنٍ كالمِسْح ونحوه فيخرج من قشره فيؤكل وربما أُكل بالعسل وهو أَبيض ومنهم من لا يَقْلِيه أبو العباس اللِّيا مقصور
( * قوله « أبو العباس الليا مقصور » عبارة التكملة في لوي قال أبو العباس اللياء بالفتح والتشديد والمد الأرض التي بعُد ماؤها واشتد السير فيها قال نازحةُ المياه والمستاف لياء عن ملتمس الاخلاف ذات فياف بينها فيافي وذكره الجوهري مكسوراً مقصوراً ) الأَرض التي بَعُدَ ماؤها واشتدّ السير فيها قال العجاج نازِحةُ المِياهِ والمُسْتافِ لَيَّاءُ عن مُلْتَمِسِ الإِخْلافِ الذي ينظر ما بُعْدُها
( * قوله « الذي ينظر إلخ » هكذا في الأصل هنا ولعل فيه سقطاً من الناسخ وأَصل الكلام والمستاف الذي ينظر ما بعدها )

( مأي ) مَأَيْتُ في الشيء أَمْأَى مَأْياً بالغتُ ومأَى الشجرُ مَأْياً طَلَع وقيل أَوْرَقَ ومَأَوْتُ الجلْدَ والدَّلوَ والسِّقاءَ مأْواً ومَأَيْتُ السقاءَ مَأْياً إِذا وَسَّعْتَه ومددته حتى يتسع وتَمَأّى الجلدُ يَتَمَأّى تَمَئيّاً تَوَسَّع وتَمَأَّتِ الدلوُ كذلك وقيل تَمَئيِّها امتدادها وكذلك الوعاء تقول تَمَأَّى السِّقاءُ والجِلدُ فهو يَتَمأَّى تَمَئيِّاً وتَمَؤُّواً وإِذا مددتَه فاتَّسع وهو تَفَعُّل وقال دَلْوٌ تَمَأَّى دُبِغَتْ بالحُلَّبِ أَو بأَعالي السَّلَمِ المُضَرَّبِ بُلَّتْ بِكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ إِذا اتَّقَتْكَ بالنَّفِيِّ الأَشْهَبِ فلا تُقَعْسِرْها ولكِنْ صَوِّبِ وقال الليث المَأْيُ النَّمِيمة بين القوم مأَيْتُ بين القوم أَفسدت وقال الليث مَأَوْتُ بينهم إِذا ضربت بعضهم ببعض ومَأَيتُ إِذا دَبَبْتَ بينهم بالنميمة وأَنشد ومَأَى بَيْنَهُمْ أَخُو نُكُراتٍ لمْ يَزَلْ ذا نَمِيمَةٍ مأْآأَا وامرأَة مَأْآءَةٌ نَمَّامةٌ مثل مَعَّاعةٍ ومُسْتَقْبِلُه يَمْأَى قال ابن سيده ومَأَى بين القوم مَأْيّاً أَفسَدَ ونَمَّ الجوهري مَأَى ما بينهم مَأْياً أَي أَفسد قال العجاج ويَعْتِلُونَ مَن مأَى في الدَّحْسِ بالمأْسِ يَرْقَى فوقَ كلِّ مَأْسِ والدَّحْسُ والمَأْسُ الفساد وقد تَمَأّى ما بينهم أَي فسد وتَمَأْى فيهم الشَّر فَشا واتَّسع وامرأَة ماءةٌ على مثل ماعةٍ نَمَّامَةٌ مقلوب وقياسه مآةٌ على مِثال مَعاةٍ وماءَ السِّنَّوْرُ يَمُوءُ مُواءً
( * قوله « وماء السنور يموء مواء » كذا في الأصل وهو من المهموز وعبارة القاموس مؤاء بهمزتين ) ومأَتِ السنورُ كذلك إِذا صاحت مثل أَمَتْ تَأْمُو أُماء وقال غيره ماء السنورُ يَمْوءُ كَمَأَى أَبو عمرو أَمْوَى إِذا صاح صِياحَ السنورِ والمِائةُ عدد معروف وهي من الأَسماء الموصوف بها حكى سيبويه مررت برجُلٍ مائةٍ إِبلُه قال والرفع الوجه والجمع مِئاتٌ ومئُونَ على وزن مِعُونَ ومِئٌ مثال مِعٍ وأَنكر سيبويه هذه الأَخيرة قال لأَن بنات الحرفين لا يُفعل بها كذا يعني أَنهم لا يجمعون عليها ما قد ذهب منها في الإِفراد ثم حذفَ الهاء في الجمع لأَن ذلك إِجحاف في الاسم وإِنما هو عند أَبي علي المِئِيُّ الجوهري في المائة من العدد أَصلها مِئًي مثل مِعًى والهاء عوض من الياء وإِذا جمعت بالواو والنون قلت مِئُون بكسر الميم وبعضهم يقول مُؤُونَ بالضم قال الأَخفش ولو قلت مِئاتٌ مثل مِعاتٍ لكان جائزاً قال ابن بري أَصلها مِئْيٌ قال أَبو الحسن سمعت مِئْياً في معنى مِائةٍ عن العرب ورأَيت هنا حاشية بخط الشيخ رضِيّ الدِّين الشاطبي اللغوي رحمه الله قال أَصلها مِئْيةٌ قال أَبو الحسن سمعت مِئْيةً في معنى مِائةٍ قال كذا حكاه الثمانيني في التصريف قال وبعض العرب يقول مائة درهم يشمون شيئاً من الرفع في الدال ولا يبينون وذلك الإِخفاء قال ابن بري يريد مائة درهم بإدغام التاء في الدال من درهم ويبقى الإِشمام على حدّ قوله تعالى ما لك لا تَأْمَنَّا وقول امرأَة من بني عُقَيْل تَفْخَرُ بأَخوالها من اليمن وقال أَبو زيد إِنه للعامرِيَّة حَيْدَةُ خالي ولَقِيطٌ وعَلي وحاتِمُ الطائيُّ وهَّابُ المِئِي ولمْ يكنْ كخالِك العَبْدِ الدَّعِي يَأْكلُ أَزْمانَ الهُزالِ والسِّني هَناتِ عَيْرٍ مَيِّتٍ غيرِ ذَكي قال ابن سيده أَراد المِئِيَّ فخفف كما قال الآخر أَلَمْ تكنْ تَحْلِفُ باللهِ العَلي إِنَّ مَطاياكَ لَمِنْ خَيرِ المَطِي ومثله قول مُزَرِّد وما زَوّدُوني غير سَحْقِ عَباءةٍ وخَمْسِمِئٍ منها قَسِيٌّ وزائفُ
( * قوله « عباءة » في الصحاح عمامة )
قال الجوهري هما عند الأَخفش محذوفان مرخمان وحكي عن يونس أَنه جمع بطرح الهاء مثل تمرة وتمر قال وهذا غير مستقيم لأَنه لو أَراد ذلك لقال مِئًى مثل مِعًى كما قالوا في جمع لِثةٍ لِثًى وفي جمع ثُبةٍ ثُباً وقال في المحكم في بيت مُزَرِّد أَرادَ مُئِيٍّ فُعُول كحِلْيةٍ وحُلِيٍّ فحذف ولا يجوز أَن يريد مِئِين فيحذف النون لو أَراد ذلك لكان مئِي بياء وأما في غير مذهب سيبويه فمِئٍ من خَمْسِمِئٍ جمع مائة كسِدْرة وسِدْرٍ قال وهذا ليس بقويّ لأَنه لا يقال خَمْسُ تَمْرٍ يراد به خَمْس تَمْرات وأَيضاً فإِنَّ بنات الحرفين لا تجمع هذا الجمع أَعني الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء وقوله ما كانَ حامِلُكُمْ مِنَّا ورافِدُكُمْ وحامِلُ المِينَ بَعْدَ المِينَ والأَلَفِ
( * قوله « ما كان حاملكم إلخ » تقدم في أ ل ف وكان )
إنما أَراد المئين فحذف الهمزة وأَراد الآلاف فحذف ضرورة وحكى أَبو الحسن رأَيت مِئْياً في معنى مائة حكاه ابن جني قال وهذه دلالة قاطعة على كون اللام ياء قال ورأَيت ابن الأَعرابي قد ذهب إِلى ذلك فقال في بعض أَماليه إِنَّ أَصل مائة مِئْيةٌ فذكرت ذلك لأَبي علي فعجب منه أَن يكون ابن الأَعرابي ينظر من هذه الصناعة في مثله وقالوا ثلثمائةٍ فأَضافوا أَدنى العدد إِلى الواحد لدلالته على الجمع كما قال في حَلْقِكُمْ عَظْمٌ وقَدْ شَجِينا وقد يقال ثلاث مِئاتٍ ومِئِينَ والإِفراد أَكثر على شذوذه والإِضافة إِلى مائة في قول سيبويه ويونس جميعاً فيمن ردَّ اللام مِئَوِيٌّ كمِعَوِيٍّ ووجه ذلك أَنَّ مائة أَصلها عند الجماعة مِئْية ساكنة العين فلما حذفت اللام تخفيفاً جاورت العين تاء التأْنيث فانفتحت على العادة والعرف فقيل مائة فإِذا رددت اللام فمذهب سيبويه أَن تقرأَ العين بحالها متحركة وقد كانت قبل الرد مفتوحة فتقلب لها اللام أَلفاً فيصير تقديرها مِئاً كَثِنًى فإِذا أَضفت إِليها أَبدلت الأَلف واواً فقلت مِئَوِيٌّ كَثِنَوِيٍّ وأَما مذهب يونس فإِنه كان إِذا نسب إِلى فَعْلة أَو فِعْلة مما لامه ياء أَجراهُ مجْرى ما أَصله فَعِلة أَو فِعِلة فيقولون في الإِضافة إِلى ظَبْيَة ظَبَوِيٌّ ويحتج بقول العرب في النسبة إِلى بِطْيَة بِطَوِيّ وإِلى زِنْيَة زِنَوِيّ فقياس هذا أَن تجري مائة وإِن كانت فِعْلة مجرى فِعَلة فتقول فيها مِئَوِيٌّ فيتفق اللفظان من أَصلين مختلفين الجوهري قال سيبويه يقال ثَلَثمائةٍ وكان حقه أَن يقولوا مِئِينَ أَو مِئاتٍ كما تقول ثلاثة آلاف لأَن ما بين الثلاثة إِلى العشرة يكون جماعة نحو ثلاثة رجال وعشرة رجال ولكنهم شبهوه بأَحد عشر وثلاثة عشر ومن قال مِئِينٌ ورَفَع النونَ بالتنوين ففي تقديره قولان أَحدهما فِعْلِينٌ مثل غِسْلِينٍ وهو قول الأَخفش وهو شاذ والآخر فِعِيل كسروا لكسرة ما بعده وأَصله مِئِيٌّ ومُئِيٌّ مثال عِصِيّ وعُصِيّ فأَبدلوا من الياء نوناً وأَمْأَى القومُ صاروا مائةً وأَمايتهم أَنا وإِذا أَتممت القومَ بنفسك مائةً فقد مَأَيْتَهم وهم مَمْئِيُّون وأَمْأَوْاهم فهم مُمْؤُون وإِن أَتممتهم بغيرك فقد أَمْأَيْتَهُمْ وهم مُمْأَوْنَ الكسائي كان القوم تسعة وتسعين فأَمْأَيْتُهم بالأَلف مثل أَفعَلْتُهم وكذلك في الأَلف آلَفْتُهم وكذلك إِذا صاروا هم كذلك قلت قد أَمْأَوْا وآلَفُوا إِذا صاروا مائةً أَو أَلْفاً الجوهري وأَمْأَيْتُها لك جعلتها مائةً وأَمْأَتِ الدراهمُ والإِبلُ والغنمُ وسائر الأَنواع صارت مائةً وأَمْأَيْتها مِائةً وشارطْتُه مُماآةً أَي على مائةٍ عن ابن الأَعرابي كقولك شارطته مُؤالفةً التهذيب قال الليث المائةُ حذفت من آخرها واو وقيل حرف لين لا يدرى أَواو هو أَو ياء وأَصل مِائة على وزن مِعْية فحولت حركة الياء إِلى الهمزة وجمعها مِأَايات على وزن مِعَيات وقال في الجمع ولو قلت مِئات بوزن مِعات لجاز والمَأْوة أَرض منخفضة والجمع مَأْوٌ

متا
مَتَوْت في الأَرض كمَطَوْت ومَتَوْت الحبلَ وغيرَه مَتْواً ومَتَيْتُه مَدَدْتُه قال امرؤ القيس فأَتَتْه الوَحْشُ وارِدةً فتَمَتَّى النَّزْعَ من يَسَرِهْ فكأَنه في الأَصل فَتَمَتَّتَ فقلبت إِحدى التاءَات ياء والأَصل فيه مَتَّ بمعنى مَطَّ ومدّ بالدال والتَّمَتِّي في نَزْع القوس مَدُّ الصُّلْب ابن الأَعرابي أَمْتى الرجلُ إِذا امتدَّ رزقُه وكثر ويقال أَمْتى إِذا طال عمرُه وأَمْتى إِذا مشَى مِشْية قبيحة والله أَعلم

محا
مَحا الشيءَ يَمْحُوه ويَمْحاه مَحْواً ومَحْياً أَذْهَبَ أَثَرَه الأَزهري المَحْوُ لكل شيء يذهب أَثرُه تقول أَنا أَمْحُوه وأَمْحاه وطيِّء تقول مَحَيْتُه مَحْياً ومَحْواً وامَّحى الشيءُ يَمَّحِي امِّحاءً انْفَعَلَ وكذلك امتَحى إِذا ذهب أَثرُه وكره بعضهم امْتَحى والأَجود امَّحى والأَصل فيه انْمَحى وأَما امْتَحى فلغة رديئة ومحَا لَوْحَه يَمْحُوه مَحْواً ويَمْحِيه مَحْياً فهو مَمْحُوٌّ ومَمْحِيٌّ صارت الواو ياء لكسرة ما قلبها فأُدغمت في الياء التي هي لام الفعل وأَنشد الأَصمعي كما رأَيتَ الوَرَقَ المَمْحِيَّا قال الجوهري وامْتَحى لغة ضعيفة والماحي من أَسماء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مَحا الله به الكفرَ وآثارَه وقيل لأَنه يَمحُو الكفرَ ويُعَفِّي آثارَه بإِذن الله والمَحْوُ السواد الذي في القمر كأَن ذلك كان نَيِّراً فمُحِي والمَحْوة المَطْرة تمحُو الجَدْبَ عن ابن الأَعرابي وأَصبحت الأَرض مَحْوةً واحدة إِذا تَغَطَّى وجْهُها بالماء حتى كأَنها مُحِيَتْ وتركتُ الأَرضَ مَحْوةً واحدة إِذا طَبَّقَها المطرُ وفي المحكم إِذا جِيدَتْ كلُّها كانت فيها غُدْرانٌ أَو لم تكن أَبو زيد تَرَكْتِ السماءُ الأَرضَ مَحْوةً واحدة إِذا طَبَّقَها المطرُ ومَحوَة الدَّبُورُ لأَنها تمحو السحابَ معرفة فإِن قلت إِنَّ الأَعلام أَكثر وقوعها في كلامهم إِنما هو على الأَعيان المرئِيَّاتِ فالريح وإِن لم تكن مرئية فإِنها على كل حال جسم أَلا ترى أَنها تُصادِمُ الأَجرام وكلُّ ما صادَمَ الجِرْم جِرْمٌ لا مَحالة فإِن قيل ولم قَلَّتِ الأَعلام في المعاني وكثرت في الأَعيان نحو زيد وجعفر وجميع ما علق عليه علم وهو شخص ؟ قيل لأَن الأَعيان أَظهر للحاسة وأَبدى إِلى المشاهدة فكانت أَشبه بالعَلَمِية مما لا يُرى ولا يشاهد حسّاً وإِنما يعلم تأَمُّلاً واستدلالاً وليست من معلوم الضرورة للمشاهدة وقيل مَحْوةُ اسم للدَّبُور لأَنها تَمْحُو الأَثَرَ وقال الشاعر سَحابات مَحَتْهُنَّ الدَّبُورُ وقيل هي الشَّمال قال الأَصمعي وغيره من أَسماء الشَّمال مَحْوةُ غير مصروفة قال ابن السكيت هَبَّتْ مَحْوةُ اسمُ الشَّمال مَعْرِفة وأَنشد قَدْ بكَرَتْ مَحْوةُ بالعَجَاجِ فَدَمَّرَتْ بَقِيَّةَ الرَّجَاجِ وقيل هو الجَنوب وقال غيره سُمِّيت الشَّمالُ مَحْوةَ لأَنها تَمْحُو السحابَ وتَذْهَبُ بها ومَحْوة ريح الشَّمَال لأَنها تَذْهَبُ بالسحاب وهي معرفة لا تنصرف ولا تدخلها أَلف ولام قال ابن بري أَنكر علي بن حمزة اختصاص مَحْوَة بالشَّمال لكونها تَقْشَعُ السحابَ وتَذْهَب به قال وهذا موجود في الجَنوب وأَنشد للأَعشى ثمَّ فاؤوا على الكَريهَةِ والصَّبْ رِ كما تَقْشَعُ الجَنُوبُ الجَهاما ومَحْوٌ اسم موضع بغير أَلف ولام وفي المحكم والمَحْوُ اسم بلد قالت الخنساء لِتَجْرِ الحَوادِثُ بَعْدَ الفَتَى الْ مُغَادَرِ بالمَحْو أَذْلالهَا والأَذْلالُ جمع ذِلّ وهي المسالك والطُّرُق يقال أُمورُ الله تَجْري على أَذْلالها أَي على مجَاريها وطُرُقِها والمِمْحاةُ خِرْقة يزال بها المَنيُّ ونحوه

مخا
التهذيب عن ابن بزرج في نوادره تَمَخَّيْتُ إِليه أَي اعتذرت ويقال امَّخَيتُ إِليه وأَنشد الأَصمعي قالت ولم تَقْصِدْ لَهُ ولم تَخِهْ ولم تُراقِبْ مَأْثَماً فتَمَّخِهْ مِنْ ظُلْمِ شَيْخٍ آضَ منْ تَشَيُّخِهْ أَشْهَبَ مثْلَ النَّسْرِ بَيْنَ أَفْرُخِهْ قال ابن بري صواب إِنشاده ما بالُ شَيْخِي آضَ مِن تَشَيُّخِهْ أَزْعَرَ مِثْلَ النَّسْرِ عِنْدَ مَسْلَخِهْ وقال الأَصمعي امَّخَى من ذلك الأَمر امِّخاءً إِذا حَرِجَ منه تَأَثُّماً والأَصل انْمَخى الجوهري تَمَخَّيتُ من الشيءِ وامَّخَيْتُ منه إِذا تبرّأَت منه وتَحَرّجت

مدى
أَمْدى الرجلُ إِذا أَسَنّ قال أَبو منصور هو من مَدَى الغاية ومَدَى الأَجَل منتهاه والمَدى الغاية قال رؤبة مُشْتَبِه مُتَيِّه تَيْهاؤهُ إِذا المَدَى لم يُدْرَ ما مِيداؤُه وقال ابن الأَعرابي المِيداءُ مِفْعال من المَدَى وهو الغاية والقَدْر ويقال ما أَدري ما مِيْداءُ هذا الأَمر يعني قدره وغايته وهذا بِميداء أَرضِ كذا إِذا كان بحِذائها يقول إِذا سار لم يدرِ أَما مضى أَكثر أَم ما بقي قال أَبو منصور قول ابن الأَعرابي المِيداء مفعال من المَدَى غلط لأَن الميم أَصلية وهو فِيعالٌ من المَدَى كأَنه مصدر مادى مِيداءً على لغة من يقول فاعَلْتُ فِيعالاً وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كتب ليهود تَيْماءَ أَن لهم الذمَّةَ وعليهم الجِزْيَة بلا عَداءٍ النهارَ مَدًى والليلَ سُدًى أَي ذلك لهم أَبداً ما دام الليل والنهار يقال لا أَفعله مَدَى الدهرِ أَي طُولَه والسُّدى المُخَلَّى وكتب خالد بن سعيد المَدى الغاية أَي ذلك لهم أَبداً ما كان النهارُ والليلُ سُدًى أَي مُخَلًّى أَراد ما تُرك الليلُ والنهار على حالهما وذلك أَبداً إِلى يوم القيامة ويقال قطْعة أَرض قَدْر مَدَى البصر وقدر مدّ البصر أَيضاً عن يعقوب وفي الحديث المؤذِّن يُغْفَرُ له مَدَى صَوْتِه المَدى الغاية أَي يَسْتكمل مغفرةَ الله إِذا اسْتَنْفَد وُسْعَه في رفع صوته فيبلغ الغاية في المغفرة إِذا بلغ الغاية في الصوت قيل هو تمثيل أَي أَن المكان الذي ينتهي إِليه الصوت لو قُدّر أَن يكون ما بين أَقصاه وبين مَقام المؤذن ذنوبٌ تملأُ تلك المسافة لَغَفَرَها الله له وهو مِني مَدَى البصرِ ولا يقال مَدّ البصر وفلام أَمْدَى العرب أَي أَبْعَدُهم غاية في الغزو عن الهجري قال عُقَيْلٌ تقوله وإِذا صح ما حكاه فهو من باب أَحْنَكِ الشاتين ويقال تَمادى فلان في غَيِّه إِذا لَجَّ فيه وأَطال مَدَى غَيِّه أَي غايته وفي حديث كعب بن مالك فلم يزل ذلك يَتمادى بي أَي يَتطاول ويتأَخر وهو يتفاعل من المَدى وفي الحديث الآخر لو تَمادى بي الشهرُ لَواصَلْتُ وأَمْدى الرجلُ إِذا سُقي لَبَناً فأَكثر والمُدْيةُ والمِدْية الشَّفْرة والجمع مِدًى ومُدًى ومُدْيات وقوم يقولون مُدْية فإِذا جمعوا كسَروا وآخرُون يقولون مِدْية فإِذا جمعوا ضموا قال وهذا مطرد عند سيبويه لدخول كل واحدة منهما على الأُخرى والمَدْية بفتح الميم لغة فيها ثالثة عن ابن الأَعرابي قال الفارسي قال أَبو إِسحق سميت مُدْية لأَن بها انقضاء المَدَى قال ولا يعجبني وفي الحديث قلت يا رسول الله إِنَّا لاقُو العدوِّ غداً وليست مَعَنا مُدًى هي جمع مُدْية وهي السكين والشَّفْرة وفي حديث ابن عوف ولا تَفُلُّوا المَدى بالاختلاف بينكم أَراد لا تختلفوا فتقع الفتنة بينكم فَيَنْثَلِمَ حَدُّكم فاستعاره لذلك ومَدْيةُ القَوس
( * قوله « ومدية القوس إِلى قوله في الشاهد واحدى سيتيها مدية » ضبط في الأصل بفتح الميم من مدية في الموضعين وتبعه شارح القاموس فقال والمدية بالفتح كبد القوس وأَنشد البيت وعبارة الصاغاني في التكملة والمدية بالضم كبد القوس وأنشد البيت )
كَبِدُها عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَرْمِي وإِحْدى سِيَتَيْها مَدْيهْ إِنْ لم تُصِبْ قَلْباً أَصابَتْ كُلْيَهْ والمَدِيُّ على فَعِيل الحوض الذي ليست له نَصائبُ وهي حجارة تُنْصَب حولَه قال الشاعر إِذا أُمِيلَ في المَدِيّ فاضا وقال الراعي يصف ماءً ورَدَهُ أَثَرْتُ مَدِيَّهُ وأَثَرْتُ عنه سَواكِنَ قد تَبَوَّأْن الحُصونا والجمع أَمْدِيةٌ والمَدِيُّ أَيضاً جدول صغير يسيل فيه ما هُريقَ من ماء البئر والمَدِيُّ والمَدْيُ ما سال
( * قوله « والمديّ والمدي ما سال إلخ » كذا في الأصل مضبوطاً )
من فروغ الدلو يسمى مَدِيّاً ما دام يُمَدُّ فإِذا استقَرَّ وأَنْتَنَ فهو غَرَب قال أَبو حنيفة المَدِيُّ الماء الذي يسيل من الحوض ويَخْبُثُ فلا يُقْرَبُ والمُدْيُ من المكاييل معروف قال ابن الأَعرابي هو مكيال ضَخْم لأَهل الشام وأَهل مصر والجمع أَمْداءٌ التهذيب والمُدْيُ مكيال يأْخذ جَريباً وفي الحديث أَن عليّاً رضي الله عنه أَجْرَى للناس المُدْيَيْنِ والقِسْطَيْنِ فالمُدْيانِ الجَريبانِ والقِسْطانِ قِسطانِ من زيت كل يَرْزُقهما الناسَ قال ابن الأَثير يريد مُدْيَيْنِ من الطعام وقِسْطَيْن من الزيت والقِسْط نصف صاع الجوهري المُدْيُ القَفيز الشامي وهو غير المُدِّ قال ابن بري المُدْيُ مكيال لأَهل الشام يقال له الجَريب يسع خمسة وأَربعين رطلاً والقَفِيزُ ثمانية مَكاكِيكَ والمَكُّوك صاع ونصف وفي الحديث البُرُّ بالبُرِّ مُدْيٌ بِمُدْيٍ أَي مكيال بمكيال قال ابن الأَثير والمُدْيُ مكيال لأَهل الشام يسع خمسة عشر مَكُّوكاً والمَكُّوك صاع ونصف وقيل أَكثر من ذلك

( مذي ) المَذْيُ بالتسكين ما يخرج عند الملاعبة والتقبيل وفيه الوضوء مَذَى الرجلُ والفَحْلُ بالفتح مَذْياً وأَمْذَى بالأَلف مثله وهو أَرَقُّ ما يكون من النطفة والاسم المَذْيُ والمَذِيُّ والتخفيف أَعلى التهذيب وهو المذا والمذي مثل العمى
( * قوله « وهو المذا والمذي مثل العمى » كذا في الأصل بلا ضبط ) ويقال مَذَى وأَمْذَى ومَذَّى قال والأَول أَفصحها وفي حديث علي عليه السلام كنتُ رجلاً مَذَّاءً فاستحيتُ أَن أَسأَل النبي صلى الله عليه وسلم فأَمرتُ المِقْداد فسأَله فقال فيه الوضوء مَذَّاء أَي كثير المَذْي قال ابن الأَثير المَذْيُ بسكون الذال مخفف الياء البلل اللَّزِج الذي يخرج من الذكر عند مُلاعبة النساءِ ولا يجب فيه الغُسْل وهو نجس يجب غَسْله وينقض الوضوء والمَذَّاءُ فَعَّالٌ للمبالغة في كثرة المَذْي من مَذى يَمْذي لا مِنْ أَمْذى وهو الذي يكثر مَذْيُه الأُمَوِيّ هو المَذِيُّ مشدد وبعضٌ يُخَفَّف وحكى الجوهري عن الأَصمعي المَذِيُّ والوَدِيُّ والمَنِيُّ مشددات وقال أَبو عبيدة المَنِيُّ وحده مشدد والمَذْيُ والوَدْيُ مخففان والمَذْيُ أَرق ما يكون من النطفة وقال علي بن حمزة المَذِيُّ مشدد اسم الماءِ والتخفيف مصدر مَذَى يقال كلُّ ذَكَرٍ يَمْذي وكل أُنثى تَقْذي وأَنشد ابن بري للأَخطل تَمْذِي إِذا سَخَنَتْ في قُبْلِ أَذرُعِها وتَدْرَئِمُّ إِذا ما بَلَّها المَطَرُ والمَذْيُ الماءُ الذي يخرج من صُنْبُور الحوض ابن بري المَذِيُّ أَيضاً مَسِيل الماء من الحوض قال الراجز لَمَّا رآها تَرْشُفُ المَذِيَّا ضَجَّ العَسِيفُ واشْتَكى الْوُنِيّا والمَذِيَّةُ أُم بعض شعراء العرب يُعَيَّرُ بها وأَمْذى شرابه زاد في مِزاجه حتى رَقَّ جدّاً ومَذَيْتُ فرسي وأَمْذَيْته ومَذَّيْته أَرسلته يرعى والمِذاء أَن تَجْمع بين رجال ونساء وتتركهم يلاعب بعضهم بعضاً والمِذاء المماذاة وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم الغَيْرَةُ من الإِيمان والمِذاءُ من النفاق
( * قوله « والمذاء من النفاق إلخ » كذا هو في الأصل مضبوطاً بالكسر كالصحاح وفي القاموس والمذاء كسماء وكذلك ضبط في التكملة مصرحاً بالفتح وقد روي بالوجهين في الحديث ) وهو الجمع بين الرجال والنساء للزنا سمي مِذاءً لأَنَّ بعضهم يُماذِي بعضاً مِذاءً قال أَبو عبيد المِذاءُ أَن يُدخِل الرجلُ الرجالَ على أَهله ثم يُخَلِّيَهم يُماذِي بعضُهم بعضاً وهو مأْخوذ من المَذْي يعني يجمع بين الرجال والنساء ثم يخليهم يُماذِي بعضهم بعضاً مِذاءً ابن الأَعرابي أَمْذَى الرجلُ وماذَى إِذا قاد على أَهله مأْخوذ من المَذْي وقيل هو من أَمْذَيْت فرسي ومَذَيته إِذا أَرسلته يرعى وأَمْذَى إِذا أَشهد قال أَبو سعيد فيما جاءَ في الحديث هو المَذاءُ بفتح الميم كأَنه من اللِّين والرخاوة من أَمْذَيْت الشرابَ إِذا أَكثرت مِزاجَه فذهبتْ شِدَّتُه وحِدَّتُه ويروى المِذال باللام وهومذكور في موضعه والمَذاء الدِّياثة والدَّيُّوث الذي يُدَيِّث نفسَه على أَهله فلا يبالي ما يُنال منهم يقال داث يَدِيث إِذا فعل ذلك يقال إِنه لَدَيُّوثٌ بَيِّن المَذاءِ قال وليس من المَذْي الذي يخرج من الذكر عند الشهوة قال أَبو منصور كأَنه من مَذَيْت فرسي ابن الأَنباري الوَدْي الذي يخرج من ذكر الرجل بعد البول إِذا كان قد جامع قبل ذلك أَو نظر يقال وَدَى يَدِي وأَوْدَى يُودِي والأَول أَجود والمَذْي ما يخرج من ذكر الرجل عند النظر يقل مَذَى يَمْذِي وأَمْذَى يُمْذِي والأَول أَجود والماذِيُّ العسَل الأَبيض والماذِيَّةُ الخَمْرة السهلة السَّلِسة شبهت بالعسل ويقال سُمِّيت ماذِيَّةً لِلِينِها يقال عسل ماذِيٌّ إِذا كان لَيِّناً وسميت الخمر سُخامِيَّةً لِلينها أَيضاً ويقال شعر سُخامٌ إِذا كان ليِّناً الأَصمعي الماذِيَّةُ السهلة اللَّيِّنة وتسمى الخمر ماذِيَّةً لسهولتها في الحلق والمِذَى المَرايا واحدتها مَذْيَةٌ وتجمع مَذْياً ومَذَيات ومِذًى ومِذاء وقال أَبو كبير الهذلي في المَذِيَّة فجعلها على فَعِيلة وبَياضُ وجْهكَ لَمْ تَحُلْ أَسْرارُه مِثْلُ المَذِيَّةِ أَو كشَنْفِ الأَنْضُرِ قال في تفسير المَذِيَّة المِرآة ويروى مثل الوَذِيلة وأَمْذَى الرجلُ إِذ تَجَرَ في المِذاء وهي المَرائي والمَذِيَّةُ المِرآةُ المَجْلُوَّة والماذِيَّةُ من الدروع البيضاء ودِرْعٌ ماذِيَّة سهلة ليِّنة وقيل بيضاء والماذِيُّ السلاح كله من الحديد قال ابن شميل وأَبو خيرة الماذيُّ الحديد كله الدِّرْع والمِغْفَر والسلاح أَجمع ما كان من حديد فهو ماذيٌّ قال عنترة يَمْشُونَ والماذِيُّ فوقَ رؤوسهِمْ يَتَوَقَّدُونَ تَوَقُّدَ النَّجْم ويقال الماذِيُّ خالص الحديد وجَيِّدُه قال ابن سيده وقَضَيْنا على ما لم تظهر ياؤُه من هذا الباب بالياء لكونها لاماً مع عدم م د و والله أَعلم

مرا
المَرْوُ حجارة بيضٌ بَرَّاقة تكون فيها النار وتُقْدَح منها النار قال أَبو ذؤيب الواهِبُ الأُدْمَ كالمَرُوِ الصِّلاب إِذا ما حارَدَ الخُورُ واجْتُثَّ المَجاليحُ
( * قوله « الواهب الادم » وقع البيت في مادة جلح محرفاً فيه لفظ الصلاب بالهلاب واجتث مبنياً للفاعل والصواب ما هنا )
واحدتها مَرْوَةٌ وبها سميت المَرْوَة بمكة شرفها الله تعالى ابن شميل المَرْوُ حجر أَبيض رقيق يجعل منها المَطارُّ يذبح بها يكون المَرْوُ منها كأَنه البَرَدُ ولا يكون أَسود ولا أَحمر وقد يُقْدَح بالحجر الأَحمر فلا يسمى مَرْواً قال وتكون المَرْوة مثل جُمْعِ الإِنسان وأَعظم وأَصغر قال شمر وسأَلت عنها أَعرابيّاً من بني أَسد فقال هي هذه القدَّاحات التي يخرج منها النار وقال أَبو خَيْرَة المَرْوة الحجر الأَبيض الهَشُّ يكون فيه النار أَبو حنيفة المَرْوُ أَصلب الحجارة وزعم أَن النَّعام تبتلعُه وذكر أَن بعض الملوك عَجِب من ذلك ودَفَعَه حتى أَشهده إِياه المُدَّعِي وفي الحديث قال له عَدِيُّ بن حاتم إِذا أَصاب أَحدُنا صيداً وليس معه سِكِّين أَيَذْبَحُ بالمَرْوة وشِقَّةِ العَصا ؟ المَرْوة حجر أَبيض بَرَّاق وقيل هي التي يُقْدَح منها النار ومَرْوَةُ المَسْعَى التي تُذكرُ مع الصَّفا وهي أَحد رأْسَيْه اللذَيْنِ ينتهِي السعيُ إِليهما سميت بذلك والمراد في الذبح جنس الأَحجار لا المَرْوةُ نفسُها وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما إِذا رجل من خَلْفي قد وضع مَرْوَتَه على مَنْكِبي فإِذا هو عليٌّ ولم يفسره وفي الحديث أَن جبريل عليه السلام لَقِيَه عند أَحجار المِراء قيل هي بكسر الميم قُباء فأَما المُراء بضم الميم فهو داء يصيب النخل والمَرْوَةُ جبل مكة شرفها الله تعالى وفي التنزيل العزيز إنَّ الصفا والمَرْوَةَ من شعائر الله والمَرْوُ شجر طَيِّبُ الريح والمَرْوُ ضرب من الرياحين قال الأَعشى وآسٌ وَخِيرِيٌّ ومَرْوٌ وسَمْسَقٌ إِذا كان هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما
( * قوله « وخيري » هو بكسر الخاء كما ترى صرح بذلك المصباح وغيره وضبط في مادة خير من اللسان بالفتح خطأ )
ويروى وسَوْسَنٌ وسَمْسقٌ هو المَرْزَجُوش وهِنْزَمْنٌ عيدٌ لهم والمُخَشَّمُ السكران ومَرْو مدينة بفارس النسب إِليها مَرْوِيٌّ ومَرَويٌّ ومَرْوَزيٌّ الأَخيرتان من نادر معدول النسب وقال الجوهري النسبة إِليها مَرْوَزِيٌّ على غير قياس والثَّوْبُ مَرْوِيٌّ على القياس ومَروان اسم رجل ومَرْوان جبل قال ابن دريد أَحسب ذلك والمَرَوراةُ الأَرض أَو المفازة التي لا شيء فيها وهي فَعَوْعَلةٌ والجمع المَرَوْرَى والمَرَوْرَيات والمَرارِيُّ قال ابن سيده والجمع مَرَوْرَى قال سيبويه هو بمنزلة صَمَحْمَح وليس بمنزلة عَثَوْثل لأَن باب صَمَحْمَح أَكثر من باب عَثَوْثَل قال ابن بري مَرَوْراةٌ عند سيبويه فَعَلْعَلَةٌ قال في باب ما تُقْلب فيه الواو ياء نحو أَغْزَيْتُ وغازَيْتُ وأَما المَرَوْراةُ فبمنزلة الشَّجَوْجاة وهما بمنزلة صَمَحْمَح ولا تَجْعَلْهُما على عَثَوْثَل لأَن فَعَلْعَلاً أَكثر ومَرَوْراةُ اسم أَرض بعينها قال أَبو حيَّة النُّميري وما مُغْزِلٌ تحْنو لأَكْحَلَ أَيْنَعَتْ لها بِمَرَوْراةَ الشروجُ الدَّوافِعُ التهذيب المَرَوْراةُ الأَرض التي لا يَهْتَدِي فيها إِلا الخِرِّيت وقال الأَصمعي المَروْراةُ قَفْرٌ مُسْتو ويجمع مَرَوْرَياتٍ ومَرارِيَّ والمَرْيُ مَسْح ضَرْع الناقة لتَدِرَّ مَرَى الناقةَ مَرْياً مَسَحَ ضَرْعَها لِلدِّرَّةِ والاسم المِرْية وأَمرَتْ هي دَرَّ لبنُها وهي المِرية والمُرية والضم أَعلى سيبويه وقالوا حَلَبتها مِرْيَةً لا تريد فعلاً ولكنك تريد نَحْواً من الدِّرَّة الكسائي المَرِيُّ الناقة التي تَدِرُّ على من يمسح ضُروعها وقيل هي الناقة الكثيرة اللبن وقد أَمْرَتْ وجمعها مَرايا ابن الأَنباري في قولهم مارَى فلان فلاناً معناه قد استخرج ما عنده من الكلام والحُجَّة مأْخوذ من قولهم مَرَيْت الناقةَ إِذا مسحتَ ضَرْعَها لِتَدِرَّ أَبو زيد المَرِيُّ الناقة تُحْلَب على غير ولد ولا تكون مَرِيّاً ومعها ولدها وهو غير مهموز وجمعها مَرايا وفي حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له امْرِ الدمَ بما شئت من رواه أَمِرْه فمعناه سَيِّلْه وأَجْرِه واستخرجه بما شئت يريد الذبح وهو مذكور في مور ومن رواه امْرِهِ أَي سَيِّلْه واستخرجه فمن مَرَيْتُ الناقةَ إِذا مسحت ضَرعَها لِتَدِرَّ وروى ابن الأَعرابي مَرَى الدمَ وأَمْراه إِذا استخرجه قال ابن الأَثير ويروى أَمِر الدمَ من مارَ يَمُور إِذا جرى وأَماره غيره قال وقال الخطابي أَصحاب الحديث يروونه مشدَّد الراء وهو غَلط وقد جاءَ في سنن أَبي داود والنسائي أَمْرِرْ براءين مظهرتين ومعناه اجعل الدمَ يمُرّ أَي يذهب قال فعلى هذا من رواه مشدد الراء يكون قد أَدغم قال وليس بغلط قال ومن الأَول حديث عاتكة مَرَوْا بالسُّيوفِ المُرْهَفاتِ دِماءهُمْ أَي استخرجوها واستدرُّوها ابن سيده مَرَى الشيءَ وامْتَراه استخرجه والريح تَمْري السحاب وتَمْتَريه تستخرجه وتَسْتَدِرُّه ومَرَت الريحُ السحابَ إِذا أَنزلت منه المطر وناقة مَرِيٌّ غزيرة اللبن حكاه سيبويه وهو عنده بمعنى فاعلة ولا فِعْلَ لها وقيل هي التي ليس لها ولد فهي تَدُرّ بالمَرِيِ على يد الحالب وقد أَمْرَتْ وهي مُمْرٍ والمُمْري التي جَمَعَت ماءَ الفحل في رحمها وفي حديث نَضْلة بن عمرو أَنه لَقِيَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمَرِيَّيْن هي تثنية مَرِيٍّ بوزن صَبيّ ويروى مَرِيَّتَيْنِ تثنية مَرِيَّة والمَريُّ والمَرِيَّة الناقة الغزيرة الدَّرِّ من المَرْي ووزنها فَعِيلٌ أَو فَعُول وفي حديث الأَحنف وساق معه ناقة مَرِيّاً ومِرْيَةُ الفَرَس ما استُخْرج من جَرْيه فدَرَّ لذلك عَرَقُه وقد مَراهُ مَرْياً ومَرَى الفرسُ مَرْياً إِذا جعل يمسح الأَرض بيده أَو رجله ويَجُرُّها من كَسْر أَو ظَلَع التهذيب ويقال مَرَى الفرسُ والناقةُ إِذا قام أَحدهما على ثلاث ثم بحَثَ الأَرض باليد الأُخرى وكذلك الناقة وأَنشد إِذا حُطَّ عنها الرَّحْلُ أَلْقَتْ برأْسِها إِلى شَذَبِ العِيدانِ أَو صَفَنَتْ تَمْري الجوهري مَرَيْتُ الفرسَ إِذا استخرجتَ ما عنده من الجَرْيِ بسوط أَو غيره والاسم المِرْية بالكسر وقد يضم ومَرَى الفرسُ بيديه إِذا حَرَّكهما على الأَرض كالعابث ومَراه حُقَّهُ أَي جَحَده وأَنشد ابن بري ما خَلَفٌ مِنْكِ يا أَسماءُ فاعْتَرِفي مِعَنَّة البَيْتِ تَمْري نِعْمةَ البَعَلِ أَي تجدها وقال عُرْفُطة بن عبد الله الأَسَدي أَكُلَّ عِشاءٍ مِنْ أُمَيْمةَ طائفُ كَذِي الدَّيْنِ لا يَمْري ولا هو عارِفُ ؟ أَي لا يَجْحَد ولا يَعْترف وما رَيْتُ الرجلَ أُماريه مِراءً إِذا جادلته والمِرْيةُ والمُرْيةُ الشَّكُّ والجدَل بالكسر والضم وقرئَ بهما قوله عز وجل فلا تَكُ في مِرْيةٍ منه قال ثعلب هما لغتان قال وأَما مِرْيةُ الناقة فليس فيه إِلا الكسر والضم غلط قال ابن بري يعني مَسْحَ الضَّرْعِ لتَدُرَّ الناقةُ قال وقال ابن دريد مُرْية الناقةِ بالضم وهي اللغة العالية وأَنشد شامِذاً تَتَّقي المُبِسَّ على المُرْ يَةِ كَرْهاً بالصِّرْفِ ذي الطُّلاَّء شبه
( * قوله « شبه » أي الشاعر الحرباء بناقة إلخ كما يؤخذ من مادة ش م ذ )
بناقة قد شَمَذَتْ بذَنَبها أَي رفعته والصِّرْف صِبْغٌ أَحمر والطُّلاَّء الدم والامْتِراءُ في الشيءِ الشَّكُّ فيه وكذلك التَّماري والمِراءُ المُماراةُ والجدَل والمِراءُ أَيضاً من الامْتِراءِ والشكِّ وفي التنزيل العزيز فلا تُمارِ فيهم إِلاَّ مِراءً ظاهراً قال وأَصله في اللغة الجِدال وأَن يَستخرج الرجلُ من مُناظره كلاماً ومعاني الخصومة وغيرها منْ مَرَيْتُ الشاةَ إِذا حلبتها واستخرجت لبنها وقد ماراةُ مُماراةً ومِيراءً وامْتَرى فيه وتَمارى شَكَّ قال سيبويه وهذا من الأَفعال التي تكون للواحد وقوله في صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُشاري ولا يُماري يُشاري يَسْتَشْري بالشر ولا يُماري لا يُدافع عن الحق ولا يردّد الكلام وقوله عز وجل أَفَتُمارُونَه على ما يَرَى وقرئَ أَفتَمْرُونَه على ما يَرَى فمن قرأَ أَفتُمارونه فمعناه أَفتجادلونه في أَنه رأَى الله عز وجل بقلبه وأَنه رأَى الكُبْري من آياته قال الفراء وهي قراءة العوام ومن قرأَ أَفتَمرونه فمعناه أَفتجحدونه وقال المبرد في قوله أَفَتَمْرُونه على ما يرى أَي تدفعونه عما يرى قال وعلى في موضع عن ومارَيْتُ الرجلَ ومارَرْتُه إِذا خالفته وتَلَوَّيْتَ عليه وهو مأْخوذ من مِرار الفَتْل ومِرارِ السِّلسِلة تَلَوِّي حَلَقِها إِذا جُرَّتْ على الصَّفا وفي الحديث سَمِعَتِ الملائكة مثلَ مِرار السلسلة على الصفا وفي حديث الأَسود
( * قوله « وفي حديث الاسود » كذا في الأصل ولم نجده الا في مادة مرر من النهاية بلفظ تمارّه وتشارّه ) أَنه سأَل عن رجل فقال ما فَعَلَ الذي كانت امرأَتُه تُشارُّه وتُماريه ؟ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لا تُماروا في القرآن فإِنَّ مِراءً فيه كُفْرٌ المِراءُ الجدال والتَّماري والمُماراة المجادلة على مذهب الشك والرِّيبة ويقال للمناظرة مُماراة لأَن كل واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه ويَمْتَريه به كما يَمْتري الحالبُ اللبنَ من الضَّرْع قال أَبو عبيد ليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف في التأْويل ولكنه عندنا على الاختلاف في اللفظ وهو أَن يقرأَ الرجل على حرف فيقول له الآخر ليس هو هكذا ولكنه على خلافه وقد أَنزلهما الله عز وجل كليهما وكلاهما منزل مقروءٌ به يُعلم ذلك بحديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل القرآن على سبعة أَحرف فإِذا جحد كل واحد منهما قراءَة صاحبه لم يُؤْمَنْ أَن يَكونَ ذلك قد أَخْرَجه إِلى الكُفر لأَنه نَفى حَرفاً أَنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم قال ابن الأَثير والتنكير في المِراء إِيذاناً بأَن شيئاً منه كُفْرٌ فَضلاً عمَّا زاد عليه قال وقيل إِنما جاء هذا في الجِدال والمِراء في الآيات التي فيها ذكر القَدَر ونحوه من المعاني على مذهب أَهل الكلام وأَصحاب الأَهْواءِ والآراءِ دون ما تَضمَّنته من الأَحكام وأَبواب الحَلال والحرام فإِن ذلك قد جَرى بين الصحابة فمَن بعدهم مِن العلماء رضي الله عنهم أَجمعين وذلك فيما يكون الغَرَضُ منه والباعِثُ عليه ظُهورَ الحق ليُتَّبَع دون الغَلَبة والتَّعْجِيز الليث المِرْيةُ الشَّكُّ ومنه الامْتراء والتَّماري في القُرآن يقال تَمارى يَتَمارى تَمارِياً وامْتَرَى امْتِراءً إِذا شكَّ وقال الفراءُ في قوله عز وجل فبأَيِّ آلاء رَبِّكَ تَتَمارى يقول بأَيِّ نِعْمةِ رَبِّك تُكَذِّبُ أَنها ليست منه وكذلك قوله عز وجل فَتَمارَوْا بالنُّذُر وقال الزجاج والمعنى أَيها الإِنسان بأَيِّ نعمة ربك التي تدلك على أَنه واحد تتشكك الأَصمعي القَطاةُ المارِيَّةُ بتشديد الياء هي المَلْساءُ المُكْتنزة اللحم وقال أَبو عمرو القَطاة المارِيةُ بالتخفيف وهي لُؤْلُؤيَّة اللون ابن سيده الماريَّة بتشديد الياء من القَطا المَلْساء وامرأَة مارِيَّةٌ بيضاء برّاقة قال الأَصمعي لا أَعلم أَحداً أَتى بهذه اللفظة إِلاَّ ابن أَحمر ولها أَخوات مذكورة في مواضعها والمَريء رأْس المَعِدة والكَرِش اللاَّزِقُ بالحلْقُوم ومنه يدخل الطعام في البطن قال أَبو منصور أَقرأَني أَبو بكر الإِياديُّ المَريءَ لأَبي عبيد فهمزه بلا تشديد قال وأَقرأَنيه المنذري المَرِيُّ لأَبي الهيثم فلم يهمزه وشدد الياءَ والمارِيُّ ولد البقرة الأَبيضُ الأَمْلَس والمُمْرِيةُ من البقر التي لها ولد ماريٌّ أَي بَرَّاقٌ والمارِيَّةُ البراقة اللَّونِ والمارِيَّةُ البقرة الوحشية أَنشد أَبو زيد لابن أَحمر مارِيَّةٌ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ أَوْرَدَها طَلٌّ وبَنَّس عَنْها فَرْقَدٌ خَصِرُ
( * قوله « أوردها » كذا بالأصل هنا وتقدم في ب ن س أوّدها وكذلك هو في المحكم هناك غير أنه تحرف في تلك المادة من اللسان مارية بماوية )
وقال الجعدي كَمُمْرِيةٍ فَرْدٍ مِنَ الوَحْشِ حُرَّةٍ أَنامَتْ بِذي الدَّنَّيْنِ بالصَّيْفِ جُؤْذَرا ابن الأَعرابي المارِيَّةُ بتشديد الياء ابن بزرج المارِيُّ الثوب الخَلَقُ وأَنشد قُولا لِذاتِ الخَلَقِ المَارِيِّ ويقال مَراهُ مائةَ سوْطٍ ومَراهُ مائةَ دِرْهم إِذا نَقَده إِيّاها ومارِيةُ اسم امرأَة وهي مارِيةُ بنت أَرْقَمَ بن ثَعْلبةَ بن عَمرو بن جَفْنَة بن عَوُف بن عَمرو بن رَبيعة بن حارِثة بن عَمروٍ مُزَيْقِياء بن عامر وابنها الحرث الأَعرج الذي عناه حَسَّانُ بقوله أَوْلادُ جَفْنةَ حَوْلَ قَبْرِ أَبِيهِمِ قَبْرِ ابنِ مارِيةَ الكَريمِ المُفْضِلِ وقال ابن بري هي مارِيةُ بنتُ الأَرقم بن ثعلبة ابن عمرو بن جَفْنة بن عمرو وهو مُزَيقياء بن عامر وهو ماءُ السماء بن حارثة وهو الغِطْريفُ بن امُرئ القيس وهو البِطْريقُ بن ثعلبة وهو البُهْلُول ابن مازن وهو الشَّدَّاخُ وإِليه جِماعُ نَسَب غَسَّان بن الأَزْد وهي القبيلة المشهورة فأَما العَنْقاء فهو ثعلبة بن عمرو مزيقياء وفي المثل خُذْه ولو بقُرْطَيْ مارِيةَ يضرب ذلك مثلاً في الشيء يُؤمَر بأَخْذه على كل حال وكان في قُرْطَيْها مائتان دينار والمُرِيُّ معروف قال أَبو منصور لا أَدري أَعربي أَم دخيل قال ابن سيده واشتقه أَبو علي من المَرئ فإِن كان ذلك فليس من هذا الباب وقد تقدم في مرر وذكره الجوهري هناك ابن الأَعرابي المَريءُ الطعام
( * قوله « المرئ الطعام » كذا بالأصل مهموزاً وليس هومن هذا الباب وقوله « المري الرجل » كذا في الأصل بلا ضبط ولعله بوزن ما قبله )
الخفيف والمَري الرجل المقبول في خَلْقه وخُلُقه التهذيب وجمع المِرْآةِ مَراءٍ مثل مَراعٍ والعوام يقولون في جمعها مَرايا وهو خطأٌ والله أَعلم

مزا
مَزا مَزْواً تكبر والمَزْو والمَزْيُ والمَزيَّة في كل شيء التَّمام والكمَال وتَمازَى القومُ تَفاضَلُوا وأَمْزَيْته عليه فَضَّلته عن ابن الأَعرابي وأَباها ثعلب والمَزِيَّةُ الفَضِيلة يقال له عليه مَزِيَّةٌ قال ولا يُبْنى منه فعل ابن الأَعرابي يقال له عندي قَفِيَّةٌ ومَزِيَّةٌ إِذا كانت له منزلة ليست لغيره ويقال أَقْفَيْتُه ولا يقال أَمزَيْتُه وفي نوادر الأَعراب يقال هذا سِرْبُ خَيْلِ غارةٍ قد وقَعَت على مَزاياها أَي على مَواقِعِها التي يَنْصَبُّ عليها مُتقدِّم ومُتأَخِّر ويقال لِفُلانٍ على فلان مازِيةٌ أَي فَضْلٌ وكان فلان عَنِّي مازِيةً العامَ وقاصِيةً وكالِيةً وزاكِيةً وقَعَد فلان عني مازِياً ومُتَمازِياً أَي مخالفاً بعيداً والمَزِيَّةُ الطعام يُخص به الرجل عن ثعلب

مسا
مَسَوْتُ على الناقة ومَسَوْتُ رَحِمَها أَمْسُوها مَسْواً كلاهما إِذا أَدخَلْتَ يدك في حيائها فَنَقَّيْته الجوهري المَسْيُ إِخْراج النُّطْفة من الرَّحِم على ما ذكرناه في مَسَط يقال يَمْسِيه قال رؤبة يَسطُو على أُمِّك سَطْوَ الماسِي قال ابن بري صوابه فاسْطُ على أُمك لأَن قبله إِنْ كُنْتَ مِنْ أَمْرِك في مَسْماسِ
( * قوله « في مسماس » ضبط في الأصل والصحاح هنا وفي مادة م س س بفتح الميم كما ترى ونقله الصاغاني هناك عن الجوهري مضبوطاً بالفتح وأنشده هنا بكسر الميم وعبارة القاموس هناك والمسماس بالكسر والمسمسة اختلاط إلخ ولم يتعرض الشارح له )
والمسْماسُ اخْتِلاطُ الأَمْر والتِباسُه قال ذو الرمة مَسَتْهُنَّ أَيامُ العُبورِ وطُولُ ما خَبَطْن الصُّوَى بالمُنْعَلاتِ الرَّواعِفِ ابن الأَعرابي يقال مَسَى يَمْسِي مَسْياً إِذا ساءَ خُلْقُه بعد حُسْن ومَسا وأَمْسى ومَسَّى كله إِذا وعَدَك بأَمر ثم أَبْطَأَ عنك ومَسَيْتُ الناقةَ إِذا سطوت عليها وأَخرجت ولدها والمَسْيُ لغة في المَسْو إِذا مَسَطَ الناقة يقال مَسَيْتُها ومَسَوْتُها ومَسَيْتُ الناقَة والفَرس ومَسَيْتُ عليهما مَسْياً فيهما إِذا سَطَوْت عليهما وهو إِذا أَدْخَلْت يدك في رحمها فاستخرجت ماء الفحل والولد وفي موضع آخر اسْتِلآماً للفحل كَراهةَ أَن تَحْمِل له وقال اللحياني هو إِذا أَدخلت يدك في رحمها فنقَّيْتَها لا أَدري أَمن نُطفة أَم من غير ذلك وكل اسْتِلالٍ مَسْيٌ والمَساء ضد الصَّباح والإِمْساء نَقِيض الإِصْباح قال سيبويه قالوا الصَّباح والمَساء كما قالوا البياض والسواد ولقيته صباحَ مَساءَ مبني وصَباحَ مَساءٍ مضاف حكاه سيبويه والجمع أَمْسِية عن ابن الأَعرابي وقال اللحياني يقولون إِذا تَطَيَّروا من الإِنسان وغيره مَساءُ الله لا مساؤك وإن شئت نصبت والمُسْيُ والمِسْيُ كالمَساء والمُسْيُ من المَساء كالصُّبْح من الصَّباحِ والمُمْسى كالمُصْبَح وأَمْسَينا مُمْسًى قال أُمية بن أَبي الصلت الحمدُ لله مُمْسانا ومُصْبَحَنا بالخَيْرِ صَبَّحَنا رَبي ومَسَّانا وهما مصدران وموضعان أَيضاً قال امرؤ القيس يصف جارية تُضيءُ الظَّلامَ بالعِشاءِ كأَنها مَنارةُ مُمْسى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ يريد صومعته حيث يُمسي فيها والاسم المُسْيُ والصُّبْح قال الأَضبط بن قريع السعدي لكلّ هَمٍّ من الأُمُورِ سَعَهْ والمُسْيُ والصُّبْحُ لا فَلاحَ مَعَهْ ويقال أَتيته لِمُسْيِ خامسةٍ بالضم والكسر لغة وأَتَيته مُسَيّاناً وهو تصغير مَساء وأَتيته أُصْبوحة كل يوم وأُمْسِيَّةَ كل يوم وأَتيته مُسِيَّ أَمْسِ
( * قوله « أتيته مسي أمس » كذا ضبط في الأصل ) أَي أَمْسِ عند المَساء ابن سيده أَتيتُه مَساء أَمْسِ ومُسْيَه ومِسْيَه وأَمْسِيَّتَه وجئته مُسَيَّاناتٍ كقولك مُغَيْرِباناتٍ نادر ولا يستعمل إِلا ظرفاً والمَساء بعذ الظهر إِلى صلاة المغرب وقال بعضهم إِلى نصف الليل وقول الناس كيف أَمْسَيتَ أَي كيف أَنت في وقت المَساء ومَسَّيْتُ فلاناً قلت له كيف أَمْسَيْتَ وأَمْسَيْنا نحن صِرْنا في وقت المَساءِ وقوله حتى إِذا ما أَمْسَجَتْ وأَمْسَجا إِنما أَراد حتى إِذا أَمْسَتْ وأَمْسى فأَبدل مكان الياء حرفاً جَلْداً شبيهاً بها لتصح له القافية والوزن قال ابن جني وهذا أَحد ما يدلُّ على أَن ما يُدَّعى من أَن أَصل رَمَت وغَزَت رَمَيَت وغَزَوَتْ وأَعْطَتْ أَعْطَيَتْ واسْتَقْصَت اسْتَقْصَيَت وأَمْسَتْ أَمْسَيَتْ أَلا ترى أَنه لما أَبدل الياء من أَمْسَيَتْ جيماً والجيم حرف صحيح يحتمل الحركات ولا يلحقه الانقلاب الذي يلحق الياءَ والواو صحَّحها كما يجب في الجيم ولذلك قال أَمْسَجا فدل على أَن أَصل غَزا غَزَوَ وقال أَبو عمرو لقيت من فلان التَّماسِي أَي الدَّواهي لا يعرف واحده وأَنشد لمرداس أُداوِرُها كيْما تَلِينَ وإِنَّني لأَلْقى على العِلاَّتِ منها التَّماسِيا ويقال مَسَيْتُ الشيءَ مَسْياً إِذا انتزعته قال ذو الرمة يَكادُ المِراحُ العَرْبُ يَمْسِي غُروضَها وقد جَرَّدَ الأَكْتافَ مَوْرُ المَوارِكِ وقال ابن الأَعرابي أَمْسى فلانٌ فلاناً إِذا أَعانَه بشيء وقال أَبو زيد رَكِبَ فلان مَساء الطريق إِذا ركب وسَط الطريق وماسى فلان فلاناً إِذا سَخِرَ منه وساماهُ إِذا فاخَره ورجل ماسٍ على مثال ماشٍ لا يَلْتَفِتُ إِلى موعظة أَحد ولا يقبل قوله وقال أَبو عبيد رجل ماسٌ على مثال مالٍ وهو خطأٌ ويقال ما أَمْساهُ قال الأَزهري كأَنه مقلوب كما قالوا هارٍ وهارٌ وهائرٌ ومثله رجل شاكي السِّلاحِ وشاكٌ قال أَبو منصور ويحتمل أَن يكون الماسُ في الأَصل ماسِياً وهو مهموز في الأَصل ويقال رجل ماسٌ أَي خفيفٌ وما أَمْساه أَي ما أَخَفَّه والله أَعلم

( مشي ) المَشي معروف مَشى يَمْشي مَشْياً والاسم المِشْية عن اللحياني وتَمَشَّى ومَشَى تَمْشِيةً قال الحطيئة عَفا مُسْحُلانٌ من سُلَيْمى فحامِرُهْ تَمَشَّى به ظِلْمانُه وجَآذِرُهْ وأَنشد الأَخفش للشماخ ودَوِّيَّةٍ قَفْرٍ تَمَشَّى نَعامُها كمَشْيِ النَّصارى في خِفافِ الأَرَنْدَجِ وقال آخر ولا تَمَشَّى في فضاءٍ بُعْداً قال ابن بري ومثله قول الآخر تَمَشَّى بها الدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها كأَنْ بَطْنُ حُبْلى ذاتِ أَوْنَين مُتْئِمِ وأَمْشاهُ هو ومَشَّاهُ وتَمشَّتْ فيه حُمَيَّا الكأْس والمِشْيةُ ضَرْب من المَشْي إِذا مَشى وحكى سيبويه أَتيته مَشْياً جاؤوا بالمصدر على غير فِعْله وليس في كل شيءٍ يقال ذلك إِنما يحكى منه ما سُمع وحكى اللحياني أَن نساءَ الأَعراب يقلن في الأُخَذ أَخَّذْته بدُبَّاءِ مُمَلإٍ من الماءِ مُعَلَّقٍ بتِرْشاءٍ فلا يزال في تِمْشاءٍ ثم فسره فقال التِّمْشاءُ المَشي قال ابن سيده وعندي أَنه لا يستعمل إِلا في الأُخْذة وكل مستمرٍّ ماشٍ وإِن لم يكن من الحيوان فيقال قد

مشى
هذا الأَمر وفي حديث القاسم بن محمد في رجل نَذَرَ أَن يَحُجَّ ماشِياً فأَعْيا قال يَمْشِي ما رَكِب ويركَبُ ما مَشى أَي أَنه يَنْفُذُ لوجهه ثم يعُود من قابل فيركب إِلى الموضع الذي عَجَز فيه عن المَشْي ثم يَمْشي من ذلك الموضع كلَّ ما ركِب فيه من طريقه والمَشَّاءُ الذي يَمْشِي بين الناس بالنَّمِيمة والمُشاةُ الوُشاة والماشِيةُ الإِبل والغنم معروفة والجمع المَواشي اسم يقع على الإِبل والبقر والغنم قال ابن الأَثير وأَكثر ما يستعمل في الغنم ومَشَتْ مَشاء كثُرت أَولادُها ويقال مَشَتْ إِبل بني فلان تَمْشي مشاء إِذا كثرت والمَشاء النَّماء ومنه قيل الماشيةُ وكلُّ ما يكون سائمةً للنسل والقِنْية من إِبل وشاءٍ وبقر فهي ماشِيةٌ وأَصل المَشاء النَّماء والكثرة والتَّناسُل وقال الراجز مِثْلِيَ لا يُحْسِنُ قَوْلاً فَعْفَعِي العَيْرُ لا يَمْشي مع الهَمَلَّعِ لا تأْمُرِيني ببناتِ أَسْفَعِ يعني الغنم وأَسْفَع اسم كَبْش ابن السكيت الماشِيةُ تكون من الإِبل والغنم يقال قد أَمشى الرجل إِذا كثرَت ماشِيَتُه ومَشَت الماشِيةُ إِذا كثرت أَولادُها قال النابغة الذبياني فكُلُّ قَرينةٍ ومَقَرِّ إِلْفٍ مُفارِقُه إِلى الشَّحَطِ القَرِينُ وكلُّ فَتًى وإِن أَثْرَى وأَمْشى ستَخْلِجُه عن الدُّنْيا مَنُونُ وكلُّ فَتًى بما عَمِلتْ يَداهُ وما أَجْرَتْ عَوامِلُه رَهِينُ وفي الحديث أَن إِسمعيلَ أَتى إِسحقَ عليهما السلام فقال له إِنَّا لم نَرِثْ من أَبينا مالاً وقد أَثْريْتَ وأَمْشَيْتَ فأَفِئْ عليَّ مما أَفاء اللهُ عليك فقال أَلم تَرْضَ أَني لم أَسْتَعْبِدْك حتى تَجِيئني فتَسأَلني المالَ ؟ قوله أَثْرَيْتَ وأَمْشَيْتَ أَي كثُر ثَراكَ أَي مالُك وكثُرت ماشيتُك وقوله لم أَسْتَعْبِدْك أَي لم أَتَّخِذْكَ عبداً قيل كانوا يَسْتَعْبدون أَولادَ الإِماء وكانت أُمُّ إِسمعيل أَمة وهي هاجَر وأُمُّ إِسحق حُرَّة وهي سارةُ وناقةٌ ماشِيةٌ كثيرة الأَولاد والمَشاء تَناسُل المالِ وكثرته وقد أَمْشَى القَوْمُ وامْتَشَوْا قال طُرَيْحٌ فأَنْتَ غَيْثُهُمُ نفْعاً وطَوْدُهُمُ دَفْعاً إِذا ما مَرادُ المُمْتَشِي جَدَبا وأَفْشَى الرجلُ وأَمْشَى وأَوْشَى إِذا كثر ماله وهو الفَشاء والمَشاء ممدود الليث المَشاء ممدود فعل الماشية تقول إِن فلاناً لَذُو مَشاءٍ وماشِيةٍ وأَمْشَى فلان كثرت ماشيتُه وأَنشد للحطيئة فَيَبْني مَجْدَها ويُقِيمُ فيها ويَمْشِي إِن أُرِيدَ به المَشاءُ قال أَبو الهَيثَم يَمْشِي يكثُر ومشى على آلِ فلان مالٌ تَناتَجَ وكثُر ومالٌ ذو مَشاء أَي نَماء يَتَناسَلُ وامرأَة ماشيةٌ كثيرة الولد وقد مَشَتِ المرأَةُ تَمْشِي مَشاء ممدود إِذا كثر ولدها وكذلك الماشيةُ إِذا كثر نسلها وقول كثير يَمُجُّ النَّدَى لا يذكرُ السَّيرَ أَهْلُه ولا يَرْجِعُ الماشِي به وهْوَ جادِبُ يعني بالماشِي الذي يَسْتَقْرِيه التفسير لأَبي حنيفة ومَشَى بطنُه مَشْياً اسْتَطْلَق والمَشِيُّ والمَشِيَّة اسم الدواء وشربت مَشِيّاً ومَشُوًّا ومَشْواً الأَخيرتان نادرتان فأَما مَشُوٌّ فإِنهم أَبدلوا فيه الياء واواً لأَنهم أَرادوا بناء فَعُول فكرهوا أَن يلتبس بفَعِيل وأَمَّا مَشْوٌ فإِنَّ مثل هذا إِنما يأْتي على فَعُول كالقَيُوء التهذيب والمَشاء ممدود وهو المَشُوُّ والمَشِيُّ يقال شَرِبت مَشُوًّا ومَشِيًّا ومَشاء أَو استطلاقُ البطن والفعل اسْتَمْشَى إِذا شَرِبَ المَشِيَّ والدَّواء يُمْشِيه وفي حديث أَسماء قال لها بِم تَسْتَمْشِينَ أَي بمَ تُسْهِلِينَ بَطْنَكِ ؟ قال ويجوز أَن يكون أَراد المَشْي الذي يَعْرِض عند شُرْب الدواء إِلى المَخْرج ابن السكيت شربت مَشُوًّا ومَشاء ومَشِيّاً وهو الدواء الذي يُسهل مثل الحَسُوَّ والحَساء قاله بفتح الميم وذكر المَشِيَّ أَيضاً وهو صحيح وسُمي بذلك لأَنه يحمل شاربه على المَشْي والتَّرَدُّد إِلى الخلاء ولا تقل شربت دواء المَشْيِ ويقال اسْتَمْشَيْتُ وأَمْشاني الدَّواء وفي الحديث خير ما تداوَيْتم به المَشِيُّ ابن سيده المَشْوُ والمَشُوُّ الدَّواء المُسْهِل قال شَرِبْتُ مَشْواً طَعْمه كالشَّرْيِ قال ابن دريد والمَشْيُ خطأٌ قال وقد حكاه أَبو عبيد قال ابن سيده والواو عندي في المَشُوِّ معاقبة فبابه الياء أَبو زيد شربت مَشِيّاً فَمَشَيْت عنه مَشْياً كثيراً قال ابن بري المَشِيُّ بياء مشدَّدة الدواء والمَشْيُ بياء واحدة اسم لما يجيء من شاربه قال الراجز شَرِبْتُ مُرًّا مِن دواءِ المَشْيِ مِنْ وَجَعٍ بِخَثْلَتي وحَقْوِي ابن الأَعرابي أَمْشَى الرجلُ يُمْشِي إِذا أَنْجَى دَواؤه
( * قوله « أنجى دواؤه » في القاموس والتكملة ارتجى دواؤه ) ومَشَى يَمْشِي بالنَّمائم والمَشا نبت يشبه الجَزَر واحدته مَشاةٌ ابن الأَعرابي المَشا الجَزَرُ الذي يُؤكل وهو الإِصْطَفْلِينُ وذات المَشا موضع قال الأَخطل أَجَدُّوا نَجاءً غَيَّبَتْهُمْ عَشِيَّةً خَمائِلُ من ذاتِ المَشا وهُجُولُ

مصا
أَبو عمرو المَصْواء من النساء التي لا لحم على فَخِذيها الفراء المَصْواء الدُّبُر وأَنشد وبَلَّ حِنْوَ السَّرْجِ مِنْ مَصْوائِه أَبو عبيدة والأَصمعي المَصْواء الرَّسْحاء والمُصايةُ القارُورةُ الصغيرة والحَوْجَلةُ الكبيرة

( مضي ) مَضَى الشيءُ يَمْضِي مُضِيّاً ومَضاء ومُضُوًّا خلا وذهب الأَخيرة على البدل ومَضَى في الأَمر وعلى الأَمر مُضوًّا وأَمْرٌ مَمْضُوٌّ عليه نادر جِيء به في باب فَعُول بفتح الفاء ومَضَى بِسَبيله مات ومَضَى في الأَمر مَضاء نَفَذَ وأَ

مضى
الأَمرَ أَنفذه وأَمضيت الأَمر أَنفذته وفي الحديث ليسَ لَك من مالِكَ إِلا ما تَصَدَّقْت فأَمْضَيْت أَي أَنْفَذْتَ فيه عَطاءك ولم تتوقف فيه ومَضَى السيفُ مَضاء قطع قال الجوهري وقول جَرير فَيَوْماً يُجازِينَ الهَوى غَيْرَ ماضِيٍ ويَوْماً تُرَى مِنْهُنَّ غُولٌ تُغَوَّلُ قال فإِنما ردَّه إِلى أَصله للضرورة لأَنه يجوز في الشعر أَن يُجرى الحرفُ المُعتلُّ مُجرى الحرف الصحيح من جميع الوجوه لأَنه الأَصل قال ابن بري وروي يُجارِينَ بالراء ومُجاراتُهنَّ الهَوى يعني بأَلسِنَتِهنَّ أَي يُجاريِنَ الهَوى بأَلسنتهنَّ ولا يُمْضِينَه قال ويروى غيرَ ما صِباً أَي من غير صِباً منهن إِليَّ وقال ابن القطاع الصحيح غير ما صباً قال وقد صحَّفه جماعة ومَضَيْتُ على الأَمر مُضِيّاً ومَضَوْتُ على الأَمر مَضُوًّا ومُضُوًّا مثل الوَقُودِ والصعودِ وهذا أَمرٌ مَمْضُوٌّ عليه والتَّمَضِّي تَفَعُّل منه قال أَصْبَحَ جِيرانُكَ بَعْدَ الخَفْضِ يُهْدِي السَّلامَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ وقَرَّبوا لِلْبَيْنِ والتَّمَضِّي جَوْلَ مَخاضٍ كالرَّدَى المُنْقَضِّ الجَوْلُ ثلاثون من الإِبل والمُضَواء التَّقدُّم قال القطامي فإِذا خَنَسْنَ مَضى على مُضَوائِه وإِذا لَحِقْنَ به أَصَبْنَ طِعانا وذكر أَبو عبيد مُضَواء في باب فُعَلاء وأَنشد البيت وقال بعضهم أَصلها مُضَياء فأَبدلوه إِبدالاً شاذّاً أَرادوا أَن يُعَوَّضوا الواو من كثرة دخول الياء عليها ومَضى وتَمَضَّى تقدَّم قال عمرو بن شاس تَمَضَّتْ إِليْنا لم يرِبْ عَيْنَها القَذى بكَثْرةِ نِيرانٍ وظَلْماءَ حِنْدِسِ يقال مَضَيْت بالمكان ومَضَيْتُ عليه ويقال مَضَيْتُ بَيْعِي
( * قوله « ويقال مضيت بيعي إلخ » كذا بالأصل وعبارة التهذيب ويقال أمضيت بيعي ومضيت على بيعي أي إلخ ) أَجَزْتُه والمَضاءُ اسم رجل وهو المَضاء بن أَبي نُخَيْلةَ يقول فيه أَبوه يا رَبِّ مَنْ عابَ المَضاءَ أَبَدا فاحْرِمْه أَمْثالَ المَضاءِ ولدا والفرس يكنى أَبا المَضاء

مطا
المَطْوُ الجِدُّ والنَّجاء في السير وقد مَطا مَطْواً قال امرؤُ القيس مَطَوْتُ بهم حتَّى يَكِلَّ غَرِيُّهُمْ وحتَّى الجِيادُ ما يُقَدْنَ بأَرْسانِ
( * قوله « غريهم » كذا في الأصل وعبارة القاموس الغريّ كغني الحسن منا ومن غيرنا وبعد هذا فالذي في الديوان حتى تكل مطيهم )
ومَطا إِذا فتح عينيه وأَصل المَطْو المدّ في هذا ومَطا إِذا تَمَطَّى ومَطا الشيءَ مَطْواً مدَّه ومَطا بالقوم مَطْواً مدَّ بهم وتَمَطَّى الرجل تَمدَّد والتَّمَطِّي التبختر ومَدُّ اليدين في المشي ويقال التَّمَطِّي مأْخوذ من المَطِيطةِ وهو الماءُ الخاثر في أَسفل الحوض لأَنه يَتَمَطَّطُ أَي يتمَدَّد وهو مثل تَظَنَّيْتُ من الظَّنَّ وتَقَضَّيْتُ من التَّقَضُّض والمُطَواءُ من التَّمَطِّي على وزن الغُلَواءِ وذكر ابن بري المَطا التَّمَطِّي قال ذَرْوةُ بن جُحْفةَ الصَّمُوتي شَمَمْتُها إِذْ كَرِهَتْ شَمِيمِي فَهْيَ تَمَطَّى كمَطا المَحْمُومِ وإِذا تَمَطَّى على الحُمَّى فذلك المُطَواءُ وقد تقدَّم تفسير المَطِيطاء وهو الخُيَلاءُ والتَّبَخْتُر وفي الحديث إِذا مَشَتْ أُمَّتي المُطَيْطا بالمد والقصر هي مِشْية فيها تَبَخْتُر ومَدُّ اليدين ويقال مَطَوْتُ ومَطَطْتُ بمعنى مدَدْت قال ابن الأَثير وهي من المصغرات التي لم يستعمل لها مكبر والله أَعلم وقوله تعالى ثم ذَهَب إِلى أَهله يَتمَطَّى أَي يتبختر يكون من المَطِّ والمَطْوِ وهما المدّ ويقال مَطَوْتُ بالقوم مَطْواً إِذا مدَدْت بهم في السير وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه أَنه مَرَّ على بلال وقد مُطِيَ في الشمس يُعذَّبُ فاشتراه وأَعْتَقه معنى مُطِيَ أَي مُدَّ وبُطحَ في الشمس وكلُّ شيءٍ مَدَدْتَه فقد مَطَوْتَه ومنه المَطْوُ في السَّيْر ومَطا الرجلُ يَمْطو إِذا سارَ سيراً حسَناً قال رؤبة به تَمَطَّت غَوْلَ كلِّ مِيلَهِ بنا حَراجِيجُ المَطِيِّ النُّفَّهِ تَمَطَّتْ بنا أَي سارَتْ بنا سَيْراً طَويلاً ممدوداً ويروى بنا حراجِيجُ المَهاري النُّفَّهِ وقوله أَنشده ثعلب تَمَطَّتْ به أُمُّه في النِّفاس فليسَ بِيَتْنٍ ولا تَوْأَمِ فسَّره فقال يريد أَنها زادت على تسعة أَشهر حتى نَضَّجَتْهُ وجرَّتْ حَمْلَه وقال الآخر تَمَطَّتْ به بَيْضاءُ فَرْعٌ نَجِيبةٌ هِجانٌ وبَعْضُ الوالِداتِ غَرامُ وتَمَتَّى كَتَمَطَّى على البدل وقيل لأَعرابي ما هذا الأَثر بوجهك ؟ فقال من شِدَّة التَّمَتِّي في السجود وتمَطَّى النهارُ امتدَّ وطال وقيل كلُّ ما امْتَدَّ وطال فقد تمَطَّى وتمَطَّى بهم السَفرُ امْتَدَّ وطالَ وتمَطَّى بك العهْدُ كذلك والاسم من كل ذلك المُطَواءُ والمَطاةُ والمَطا أَيضاً التَّمَطِّي عن الزجاجي حكاه في الجُمل قرنه بالمَطا الذي هو الظَّهْر والمَطِيَّةُ من الدَّوابِّ التي تَمُطُّ في سيرها وهو مأْخوذ من المَطْوِ أَي المَدّ قال ابن سيده المَطِيَّة من الدَّوابِّ التي تَمْطُو في سيرها وجمعها مطايا ومَطِيٌّ ومن أَبيات الكتاب متى أَنامُ لا يُؤَرِّقْني الكَرِي ليْلاً ولا أَسْمَعُ أَجْراسَ المَطِي قال سيبويه أَراد لا يُؤَرِّقْني الكَرِيُّ فاحتاجَ فأَشمَّ الساكنَ الضمة وإِنما قال سيبويه ذلك لأَن بعده ولا أَسمعُ وهو فعل مرفوع فحُكْمُ الأَول الذي عُطف عليه هذا الفعل أَن يكون مرفوعاً لكن لما لم يمكنه أَن يُخلص الحركة في يؤرِّقْني أَشمها وحمل أَسمعُ عليه لأَنه وإِن كانت الحركة مشمة فإِنها في نية الإِشباع وإِنما قلنا في الإِشمام هنا إِنه ضرورة لأَنه لو قال لا يؤرقني فأَشبع لخرج من الرجز إِلى الكامل ومحال أَن يجمع بين عروضين مختلفين وأَنشد الأَخفش أَلم تَكُنْ حَلَفْتَ باللهِ العَلي أَنَّ مَطاياكَ لَمِنْ خَيْرِ المَطي ؟ جعل التي في موضع ياءٍ فَعِيلٍ القافية وأَلقى المتحركة لما احتاج إِلى إِلقائها وقد قال قوم إِنما أَلقى الزائد وذلك ليس بحسن لأَنه مستخفٌّ للأَوَّل وإِنما يَرْتَدِع عند الثانية فلما جاءَ لفظ لا يكون مع الأَول تركه كما يقف على الثقيل بالخفة قال ابن جني ذهب الأَخفش في العلي والمطي إِلى حذف الحرف الأَخير الذي هو لام وتبقية ياء فعيل وإِن كانت زائدة كما ذهب في نحو مَقُول ومَبيع إِلى حذف العين وإِقرار واو مفعول وإِن كانت زائدة إِلا أَن جهة الحذف هنا وهناك مختلفتان لأَن المحذوف من المَطيّ والعليّ الحرف الآخر والمحذوف في مقول لعلة ليست بعلة الحذف في المطِيّ والعَليّ والذي رآه في المَطِيّ حسن لأَنك لا تتناكر الياء الأُولى إِذا كان الوزن قابلاً لها وهي مكلمة له أَلا ترى أَنها بإِزاءِ نون مستفْعلن ؟ وإِنما استغنى الوزن عن الثانية فإِياها فاحذف ورواه قطرب أَنّ مطاياك بفتح أَن مع اللام وهذا طريق والوجه الصحيح كسر إِن لتزول الضرورة إِلا أَنا سمعناها مفتوحة الهمزة وقد مَطَتْ مَطْواً وامْتَطاها اتخذها مَطِيَّةً وامْتَطاها وأَمْطاها جعلها مَطِيَّتَه والمَطِيَّةُ الناقة التي يُرْكب مَطاها والمَطِيَّةُ البعير يُمْتَطى ظهره وجمعه المَطايا يقع على الذكر والأُنثى الجوهري المَطِيَّةُ واحدة المَطِيِّ والمَطايا والمَطِيُّ واحد وجمع يذكر ويؤنث والمَطايا فَعالى أَصله فَعائلُ إِلا أَنه فُعِل به ما فُعِلَ بخَطايا قال أَبو العميثل المطية تذكر وتؤنث وأَنشد أَبو زيد لربيعة بن مَقْرُوم الضَّبِّي جاهلي ومَطِيّةٍ مَلَثَ الظَّلامِ بَعَثْتُه يَشْكُو الكَلالَ إِليَّ دامي الأَظْلَل قال أَبو زيد يقال منه امْتَطَيتها أَي اتخذتها مَطِيَّةً وقال الأُموي امتطيناها أَي جعلناها مَطايانا وفي حديث خزيمة تَرَكَتِ المُخَّ راراً والمَطِيَّ هاراً المَطِيّ جمع مطية وهي الناقة التي يركب مَطاها أَي ظهرها ويقال يُمْطى بها في السير أَي يُمَدُّ والهارُ الساقطُ الضعيف والمَطا مقصور الظَّهر لامتداده وقيل هو حَبْل المتن من عَصَب أَو عَقَب أَو لحم والجمع أَمْطاء والمَطْوُ جريدة تُشَقُّ بشِقَّيْنِ ويُحْزَم بها القَتُّ من الزرع وذلك لامتدادها والمَطْوُ الشِّمراخ بلغة بَلْحَرثِ بن كعب وكذلك التَّمطِيةُ والجمع مِطاء والمَطا مقصور لغة فيه عن ابن الأَعرابي وقال أَبو حنيفة المَطْوُ والمِطْوُ بالكسر عِذْق النخلة والجمع مِطاء مثل جَرْو وجِراء قال ابن بري شاهد الجمع قول الراجز تَخَدَّدَ عن كَوافِرِه المِطاء والمَطْوُ والمِطْوُ جميعاً الكُباسة والعاسي وأَنشد أَبو زياد وهَتَفُوا وصَرَّحُوا يا أَجْلَحْ وكان هَمّي كلَّ مُطْوٍ أَمْلَحْ كذا أَنشده مُطو بالضم وهذا الرجز أَورده الشيخ محمد بن بري مستشهداً به على المِطو بالكسر وأَورده بالكسر ورأَيت حاشية بخط الشيخ رضي الدين الشاطبي رحمه الله قال علي بن حمزة البصري وقد جاءَ عن أَبي زياد الكلابي فيه الضم ومَطا الرجلُ إِذا أَكل الرطب من الكُباسة والمِطْوُ سَبَل الذُّرة والأُمْطِيُّ الذي يُعمل منه العِلْكُ واللُّبايةُ شجر الأُمْطِيّ ومِطْوُ الشيء نظيره وصاحبه وقال نادَيْت مِطْوِي وقد مالَ النهارُ بهمْ وعَبْرةُ العين جارٍ دَمْعُها سَجمُ ومَطا إِذا صاحبَ صَدِيقاً ومِطْو الرجل صديقُه وصاحبه ونظيره سَرَوِيَّةٌ وقيل مِطْوه صاحبه في السفر لأَنه كان إِذا قُويِس به فقد مُدَّ معه قال يصف سَحاباً وقال ابن بري هو لرجل من أَزْد السَّراة يصف برقاً وذكر الأَصبهاني أَنه ليعلى بن الأَحول فَظَلْتُ لدى البَيْتِ الحَرامِ أُخِيلُه ومِطْوايَ مُشْتاقانِ لَهُ أَرِقانِ
( * عجز البيت مختلّ الوزن )
أَي صاحِبايَ ومعنى أُخِيله أَنظر إِلى مَخِيلته والهاءُ عائدة على البرق في بيت قبله وهو أَرِقْتُ لِبَرْقٍ دُونه شَرَوانِ يَمانٍ وأَهْوَى البَرْقَ كلَّ يَمانِ والمَطا أَيضاً لغة فيه والجمع أَمْطاءٌ ومَطِيٌّ الأَخيرة اسم للجمع قال أَبو ذؤيب لقد لاقَ المَطِيَّ بنَجْدِ عُفْرٍ حديثٌ إِنْ عَجِبْتَ له عَجِيبُ والأُمْطِيُّ صمغ يؤكل سمي به لامتداده وقيل هو ضرب من نبات الرمل يمتدّ وينفرش وقال أَبو حنيفة الأُمْطِيُّ شجر ينبت في الرَّمْل قُضْباناً وله عِلْك يُمْضَغ قال العجاج ووصف ثور وحش وبالفِرِنْدادِ له أُمطِيُّ وكل ذلك من المَدِّ لأَن العلكَ يَمْتَدّ

( معي ) : ابن سيده : المَعَى و المِعَى من أَعْفاج البطن مذكر قال : وروى التأْنيث فيه من لا يوثق به والجمع الأَمعاءُ : وقول القطامي : كأَنَّ نُسُوعَ رَحْلي حين ضمَّتْ حَوالِبَ غُرَّزاً ومِعًى جِياعاأقام الواحد مقام الجمع كما قال تعالى : { نُخْرِجكم طِفْلاً } قال الأَزهري عن الفراء : و المِعَى أَكثر الكلام على تذكيره يقال : هذا مِعًى وثلاثة أَمعاء وربما ذهبوا به إِلى التأْنيث كأَنه واحد دلَّ على الجمع وأَنشد بيت القطامي : و مَعًى جِياعاً . وقال الليث : واحد الأَمْعاءِ يقال مِعًى و مِعَيانِ و أَمْعاء وهو المَصارين . قال الأَزهري : وهو جميع ما في البطن مما يتردد فيه من الحَوايا كلها . وفي الحديث : المؤمنُ يأْكل في مِعًى واحد والكافر يأْكل في سبعة أَمْعاءٍ وهو مَثَل لأَن المؤمن لا يأْكل إلا من الحلال ويتوقى الحرام والشبهة والكافر لا يبالي ما أَكل ومن أَين أَكل وكيف أَكل وقال أَبو عبيد : أُرى ذلك لتَسمية المؤمن عند طَعامه فتكون فيه البركة والكافر لا يَفعل ذلك وقيل : إِنه خاص برجل كان يُكثر الأَكل قبل إِسلامه فلما أَسلم نقص أَكله ويروي أَهل مصر أَنه أَبو بَصْرة الغِفاريّ قال أَبو عبيد : لا نعلم للحديث وجهاً غيره لأَنا نرى من المسلمين من يكْثُر أَكله ومن الكافرين مَن يقلّ أَكله وحديث النبي لا خُلْفَ له فلهذا وُجِّه هذا الوجه قال الأَزهري : وفيه وجه ثالث أَحسَبه الصواب الذي لا يجوز غيره وهو أَن قول النبي : المؤمن يأْكل في مَعًى واحد والكافر يأْكل في سبعة أَمعاءٍ مَثَلٌ ضربه للمؤمن وزُهْدِه في الدنيا وقَناعَته بالبُلْغة من العيش وما أُوتي من الكِفاية وللكافر واتساع رَغبته في الدنيا وحِرْصِه على جَمْع حُطامها ومَنْعها من حقها مع ما وصَف اللَّهُ تعالى به الكافرَ من حِرْصه على الحياة ورُكونه إِلى الدنيا واغْتِراره بزُخْرُفِها فالزُّهد في الدنيا محمود لأَنه من أَخلاق المؤمنين والحِرْص عليها وجَمْعُ عَرَضِها مذموم لأَنه من أَخلاق الكفار ولهذا قيل : الرُّغْبُ شُؤْمٌ لأَنه يحمل صاحبه على اقتحام النار وليس معناه كثرة الأَكل دون اتساع الرغبة في الدنيا والحِرْص على جمعها فالمراد من الحديث في مثل الكافر استكثاره من الدنيا والزيادة على الشبع في الأَكل داخل فيه ومثل المؤمن زهدهُ في الدنيا وقلة اكتراثه بأَثاثِها واستعدادُه للموت وقيل : هو تخصيص للمؤمن وتَحامِي ما يجرُّه الشبع من القَسْوة وطاعةِ الشهوة ووَصْفُ الكافر بكَثرة الأَكل إِغلاظٌ على المؤمن وتأْكيد لما رُسِمَ له واللَّه أعلم . قال الأَزهري حكاية عن الفراء : جاء في الحديث المؤمن يأْكل في مِعًى واحِدةٍ قال : و مِعًى واحدٌ أَعْجَبُ إِليَّ . و مِعَى الفأْرة : ضَرْبٌ من رَدِيءِ تَمْرِ الحجاز . و المِعَى مِن مَذانِب الأَرض : كلُّ مِذْنَب بالحَضِيض يُناصِي مِذْنَباً بالسَّنَدِ والذي في السَّفْح هو الصُّلْبُ . قال الأَزهري : وقد رأَيت بالصَّمَّان في قِيعانها مَساكاتٍ للماء وإِخاذاً مُتَحَوِّية تسمى الأَمْعاء وتسمى الحَوايا وهي شبه الغُدْران غير أَنها مُتضايِقةٌ لا عَرْضَ لها ورُبما ذَهَبَتْ في القاع غَلْوةً . وقال الأَزهري : الأَمْعاء ما لانَ من الأَرض وانْخَفض قال رؤبة : يَحْبُو إِلى أَصلابه أَمْعاؤه قال : والأَصْلاب ما صَلُبَ من الأَرض . قال أَبو عمرو : ويَحْبُو أَي يَميلُ وأَصْلابُه وَسَطُه و أَمْعاؤه أَطْرافُه . وحكى ابن سيده عن أَبي حنيفة : المِعَى سَهْل بين صُلْبَيْنِ قال ذو الرمة : بِصُلبِ المِعَى أَبو بُرْقةِ الثَّوْرِ لم يَدَعْ لها جِدَّةً جَوْلُ الصَّبا والجَنائبِ قال الأَزهري : المِعَى غير ممدود الواحدة أَظن مِعاةٌ سَهْلة بين صُلْبَيْن قال ذو الرمة : تراقِبُ بَيْنَ الصُّلْبِ مِنْ جانِبِ المِعَى مِعَى واحِفٍ شَمْساً بطيئاً نُزُولُها وقيل : المِعَى مَسِيل الماء بين الحِرار . وقال الأَصمعي : الأَمْعاء مَسايلُ صغار . و المُعَيُّ : اسم مكان أَو رَمْل قال العجاج : وخِلْتُ أَنْقاء المُعَيِّ رَبْرَبا وقالوا : جاءا مَعاً وجاؤوا مَعاً أَي جميعاً . قال أَبو الحسن : معاً على هذا اسم وأَلفه مُنقلبة عن ياء كرَحًى لأَن انقلاب الأَلف في هذا الموضع عن الياء أَكثر من انقلابها عن الواو وهو قول يونس وعلى هذا يسلم قول حَكِيم بن مُعَيَّة التَّمِيمِي من الإِكْفاء وهو : إِنْ شِئْتِ يا سَمْراء أَشْرَفْنا مَعَا دَعا كِلانا رَبَّه فأَسْمْعا ... بالخَيْرِ خَيْراتٍ وإِنْ شَرًّا فأَى ولا أُرِيدُ الشرَّ إِلا أَنْ تَأَى قال لُقمان بن أَوْس بن ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن غنم : إِن شئت أَشرفْنا كِلانا فدَعا اللَّهَ جَهْداً رَبَّه فأسْمَعا ... بالخَيرِ خَيراتٍ وإِن شَرٌّ فأَى ولا أُريدُ الشرَّ إِلاَّ أَن تَأى وذلك أَن امرأَة قالت فأَجابها : قَطَّعَكِ اللَّهُ الجَلِيلُ قِطَعَا فَوْقَ الثُّمامِ قِصَداً مُوَضَّعَا تاللَّهِ ما عَدَّيْتُ إِلاَّ رُبعا جَمَعْتُ فيه مَهْرَ بِنْتي أَجْمَعا و المَعْوُ : الرُّطب عن اللحياني وأَنشد : تُعَلَّلُ بالنَّهِيدَةِ حينَ تُمْسِي وبالمَعْوِ المُكَمَّمِ والقَمِيمِ النَّهِيدةُ : الزُّبْدة وقيل : المَعْو الذي عَمَّه الإِرْطابُ وقيل : هو التمر الذي أَدَرك كله واحدته مَعْوةٌ قال أَبو عبيدة : هو قياس ولم أَسمعه . قال الأَصمعي : إِذا أَرطب النخل كله فذلك المَعْوُ وقد أَمْعَتِ النخلة و أَمْعَى النخل . وفي الحديث : رأَى عثمانُ رجُلاً يَقطع سَمُرَةً فقال : أَلَسْتَ تَرْعَى مَعْوَتَها أَي ثَمَرَتها إِذا أَدْرَكَتْ شبَّهها بالمَعْو وهو البُسْرُ إِذا أَرْطَب قال ابن بري وأَنشد ابن الأَعرابي : يا بِشْرُ يا بشْرُ أَلا أَنتَ الوَلي إِن مُتُّ فادْفِنِّي بدارِ الزَّيْنَبي في رُطَبٍ مَعْوً وبِطِّيخٍ طَرِي و المَعْوة : الرُّطَبة إِذا دَخلها بعض اليبس . الأَزهري : العرب تقول للقوم إِذا أَخصبوا وصَلَحت حالُهم هم في مِثْلِ المِعَى والكَرِش قال الراجز : يا أَيُّهذا النائمُ المُفْتَرِشْ لستَ على شيءٍ فَقُمْ وانْكَمِشْ لستَ كقَوْم أَصْلَحُوا أَمرَهم فأَصْبَحُوا مِثْلَ المِعَى والكَرِشْ و تَمَعَّى الشرُّ : فَشا . و المُعاء ممدود أَصواتُ السَّنانير . يقال : مَعَا يَمْعُو ومغا يَمْغُو لونان أَحدهما يقرب من الآخر وهو أَرفع من الصَّئِيِّ . و الماعِي : اللَّيِّنُ من الطعام

مغا
مَغا السِّنَّوْرُ مَغْواً ومُغْوّاً ومُغاء صاحَ الأَزهري مَعا السنورُ يَمْعُو ومَغا يَمْغو لونان أَحدهما يقرب من الآخر وهو أَرفع من الصَّئِيِّ ابن الأَعرابي مَغَوْتُ أَمْغُو ومَغَيْتُ أَمْغِي بمعنى نَغَيْتُ مقا مَقا الفَصيلُ أُمَّه مَقْواً رَضِعَها رَضْعاً شديداً ومَقَوْتُ الشيءَ مَقْواً جَلَوْتُه ومَقَيْتُ لغة ومقوت السيف جلوته وكذا المرآة والطَّسْت حتى قالوا مَقا أَسنانه ومَقْو الطست جَلاؤه ومَقَوْتُه أَيضاً غسلته وفي حديث عائشة وذكرت عثمان رضي الله عنهما فقالت مَقَوْتُمُوه مَقْوَ الطست ثم قتلتموه أَرادت أَنهم عَتَبُوه على أَشياء فأَعتبهم وأَزال شَكْواهم وخرج نقِيّاً من العَتْب ثم قتلوه بعد ذلك ابن سيده مَقَى الطسْتَ والمِرآة وغيرهما مَقْياً جَلاها ويَمْقِيها ومَقَوْت أَسناني ونَقَّيتها وقالوا امْقِه مِقْيَتَك مالك
( * قوله « مقيتك مالك » ضبط في الأصل مقيتك بالكسر كما ترى وفي المحكم أيضاً والتكملة بخط الصاغاني نفسه بالكسر وقال السيد مرتضى بفتح الميم وسكون القاف وكأَنه اتكل على اطلاق المجد وقلده المصححون الأول فضبطوه بالفتح ) وامْقُه مَقْوَكَ مالَك ومُقاوَتَك مالَك أَي صُنْه صِيانَتَك مالَكَ والمُقْيَةُ المَأْقُ عن كراع والله أَعلم

مقا
مَقا الفَصيلُ أُمَّه مَقْواً رَضِعَها رَضْعاً شديداً ومَقَوْتُ الشيءَ مَقْواً جَلَوْتُه ومَقَيْتُ لغة ومقوت السيف جلوته وكذا المرآة والطَّسْت حتى قالوا مَقا أَسنانه ومَقْو الطست جَلاؤه ومَقَوْتُه أَيضاً غسلته وفي حديث عائشة وذكرت عثمان رضي الله عنهما فقالت مَقَوْتُمُوه مَقْوَ الطست ثم قتلتموه أَرادت أَنهم عَتَبُوه على أَشياء فأَعتبهم وأَزال شَكْواهم وخرج نقِيّاً من العَتْب ثم قتلوه بعد ذلك ابن سيده مَقَى الطسْتَ والمِرآة وغيرهما مَقْياً جَلاها ويَمْقِيها ومَقَوْت أَسناني ونَقَّيتها وقالوا امْقِه مِقْيَتَك مالك
( * قوله « مقيتك مالك » ضبط في الأصل مقيتك بالكسر كما ترى وفي المحكم أيضاً والتكملة بخط الصاغاني نفسه بالكسر وقال السيد مرتضى بفتح الميم وسكون القاف وكأَنه اتكل على اطلاق المجد وقلده المصححون الأول فضبطوه بالفتح ) وامْقُه مَقْوَكَ مالَك ومُقاوَتَك مالَك أَي صُنْه صِيانَتَك مالَكَ والمُقْيَةُ المَأْقُ عن كراع والله أَعلم

مكا
المُكاء مُخفف الصَّفِير مَكا الإِنسان يَمْكُو مَكْواً ومُكاء صَفَرَ بفِيه قال بعضهم هو أَن يَجمع بين أَصابع يديه ثم يُدخِلها في فيه ثم يَصْفِر فيها وفي التنزيل العزيز وما كان صلاتُهم عند البيت إِلا مُكاءً وتَصْدِيَةً ابن السكيت المُكاءُ الصَّفير قال والأَصوات مضمومة إِلا النِّداء والغِناء وأَنشد أَبو الهيثم لحسان صَلاتُهُمُ التَّصَدِّي والمُكاء الليث كانوا يطُوفون بالبيت عُراة يَصْفِرُون بأَفواههم ويُصفِّقُون بأَيديهم ومكَتِ اسْتُه تَمْكُو مُكاء نَفَخَتْ ولا يكون ذلك إِلا وهي مَكْشُوفة مفتوحة وخص بعضهم به اسْتَ الدّابَّة والمَكْوةُ الاست سميت بذلك لصَفِيرها وقول عنترة يصف رجلاً طَعَنَه تَمْكُو فَريصَتُه كشِدْقِ الأَعْلَمِ يعني طَعْنةً تَنْفَحُ بالدم ويقال للطعنة إِذا فَهَقَتْ فاها
( * قوله « فهقت فاها » كذا ضبط في التهذيب ) مَكَتْ تَمْكُو والمُكَّاء بالضم والتشديد طائر في ضرب القُنْبُرةِ إِلا أَن في جناحيه بَلَقاً سمي بذلك لأَنه يجمع يديه ثم يَصْفِرُ فيهما صَفِيراً حسناً قال إِذا غَرَّدَ المُكَّاءُ في غَيْرِ رَوْضةٍ فَوَيْلٌ لأَهْلِ الشاء والحُمُراتِ التهذيب والمُكَّاء طائر يأْلَف الرِّيف وجمعه المَكاكِيُّ وهو فُعّالٌ من مَكا إِذا صَفَرَ والمَكْوُ والمَكا بالفتح مقصور جُحْر الثعلب والأَرنب ونحوهما وقيل مَجْثِمُهُما وقال الطرمّاح كَمْ بهِ من مَكْوِ وَحْشِيَّة وأَنشد ابن بري وكَمْ دُونَ بَيتِكَ مِنْ مَهْمَةٍ ومِنْ حَنَشٍ جاحِرٍ في مَكا قال ابن سيده وقد يهمز والجمع أَمْكاء ويثنى مَكاً مَكَوانِ قال الشاعر بُنى مَكَوَيْنِ ثُلِّما بَعْدَ صَيْدَنِ وقد يكون المَكْوُ للطائر والحَيَّة أَبو عمرو تَمَكَّى الغلامُ إِذا تَطهَّر للصلاة وكذلك تطهر وتَكَرَّعَ وأَنشد لعنترة الطائي إِنَّكَ والجَوْرَ على سَبِيلِ كالمُتَمَكِّي بدَمِ القَتِيلِ يريد كالمُتَوَضِّئِ والمُتَمَسِّح أَبو عبيدة تَمَكَّى الفرس تَمَكِّياً إِذا ابْتَلَّ بالعرق وأَنشد والقُودُ بعْدَ القُودِ قد تَمَكَّيْن أَي ضَمَرْنَ لما سالَ من عَرَقِهنَّ وتَمَكَّى الفرسُ إِذا حَكَّ عينه برُكبته ويقال مَكِيَتْ يده تَمْكى مَكاً شديداً إِذا غَلُظت وفي الصحاح أَي مَجِلَتْ من العمل قال يعقوب سمعتها من الكلابي الجوهري في هذه الترجمة مِيكائيلُ اسم يقال هو ميكا أُضيف إِلى إِيل وقال ابن السكيت مِيكائين بالنون لغة قال الأَخفش يهمز ولا يهمز قال ويقال مِيكالُ وهو لغة وقال حسان بن ثابت ويَوْمَ بَدْرٍ لَقِيناكُمْ لنا مَدَدٌ فَيَرْفَعُ النَّصرَ مِيكالٌ وجِبْريلُ

ملا
المِلاوةُ والمُلاوةُ والمَلاوةُ والمَلا والمَلِيُّ كله مَدَّة العيش وقد تَمَلَّى العَيْشَ ومُلِّيَه وأَمْلاه الله إِياه ومَلاَّهُ وأَمْلى اللهُ له أَمْهلَه وطوَّلَ له وفي الحديث إنَّ اللهَ لَيُمْلي للظالم الإِمْلاء الإِمْهالُ والتأْخير وإِطالةُ العُمُر وتَمَلَّى إِخْوانَه مُتِّعَ بهم يقال مَلاَّك الله حَبيبَك أَي مَتَّعَك به وأَعاشَك معه طويلاً قال التميمي في يزيد بن مِزْيد الشَّيْباني وقد كنتُ أَرْجُو أَنْ أُمَلاَّك حِقْبةً فحالَ قَضاءُ اللهِ دُونَ رَجائِيا أَلا فَلْيَمُتْ من شاء بَعْدَكَ إِنما عَلَيْكَ منَ الأَقْدارِ كان حِذارِيا وتَمَلَّيْت عُمُري استمتعت به ويقال لمن لَبِس الجَديدَ أَبْلَيْتَ جَديداً وتَمَلَّيْت حَبيباً أَي عِشْتَ معه مِلاوةً من دهرك وتَمَتَّعْت به وأَمْلى للبعير في القَيْدِ أَرْخى ووَسَّع فيه وأَمْلى له في غَيِّه أَطالَ ابن الأَنباري في قوله تعالى إِنما نُمْلي لهم لِيَزْدادُوا إِثماً اشتقاقه من المَلْوة وهي المدّة من الزمان ومن ذلك قولهم البَسْ جديداً وتَمَلَّ حبيباً أَي لتَطُلْ أَيامُك معه وأَنشد بوِدِّيَ لَوْ أَني تَمَلَّيْتُ عُمْرَه بِما ليَ مِنْ مالٍ طَريفٍ وتالِدِ أَي طالَتْ أَيامي معَه وأَنشد أَلا لَيْتَ شِعْري هل تَرُودَنَّ ناقَتي بِحزْمِ الرَّقاشِ مِنْ مَتالٍ هَوامِلِ ؟ هُنالِكَ لا أُمْلي لها القَيْدَ بالضُّحى ولَسْتُ إِذا راحَتْ عليَّ بعاقِلِ أَي لا أُطِيلُ لها القيد لأَنها صارت إِلى أُلاَّفِها فتَقِرُّ وتسكن أَخذ الإِمْلاءَ من المَلا وهو ما اتَّسَع من الأَرض ومرَّ مَليٌّ من الليل ومَلاً وهو ما بين أَوَّله إِلى ثلثه وقيل هو قِطْعة منه لم تُحَدَّ والجمع أَمْلاء وتكرر في الحديث ومرَّ عليه مَلاً من الدهر أَي قطْعة والمَليُّ الهَوِيُّ من الدهر يقال أَقامَ مَلِيّاً من الدهر ومضى مَليٌّ من النهار أَي ساعةٌ طَويلة ابن السكيت تَمَلأْتُ من الطعام تَمَلُّؤاً وقد تَمَلَّيْت العيش تَمَلِّياً إِذا عشت مَلِيّاً أَي طَويلاً وفي التنزيل واهْجُرْني مَلِيّاً قال الفراء أَي طويلاً والمَلَوانِ الليلُ والنهار قال الشاعر نَهارٌ ولَيْلٌ دائمٌ مَلَواهما على كلِّ حالِ المَرْءِ يَخْتَلِفانِ وقيل المَلَوانِ طَرفا النهار قال ابن مقبل أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ أَمَلَّ عَليها بالبِلى المَلَوانِ واحدهما مَلاً مقصور ويقال لا أَفعله ما اختلف المَلَوانِ وأَقام عنده مَلْوةً من الدهر ومُلوةً ومِلوةً ومَلاوةً ومُلاوةً ومِلاوةً أَي حيناً وبُرهة من الدهر الليث إِنه لفي ملاوة من عيش أَي قد أُمْلِيَ له والله يُمْلي مَن يشاء فيؤجِّله في الخَفْض والسِّعة والأَمْن قال العجاج مُلاوةً مُلِّيتُها كأَني ضارِبُ صَنْجِ نَشْوةٍ مُغَنِّي الأَصمعي أَمْلى عليه الزَّمنُ أَي طال عليه وأَمْلى له أَي طَوَّلَ له وأَمْهَلَه ابن الأَعرابي المُلى الرَّماد الحارُّ والمُلى الزمان
( * وقوله « الملى الرماد والملى الزمان » كذا ضبطا بالضم في الأصل ) من الدهر والإِمْلاء والإِمْلالُ على الكاتب واحد وأَمْلَيْتُ الكتاب أُمْلي وأَمْلَلْتُه أُمِلُّه لغتان جَيِّدتان جاءَ بهما القرآن واستمليته الكتاب سأَلته أَن يُمْلِيَه عليَّ والله أَعلم والمَلاةُ فَلاة ذات حر ولجمع مَلاً قال تأَبَّط شرّاً ولَكِنَّني أُرْوي مِنَ الخَمْرِ هامَتي وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِبِ المُتشَلْشِل وهو الذي تَخَدَّدَ لحمه وقلَّ وقي المَلا واحد وهو الفَلاةُ التهذيب في ترجمة ملأَ وأَما المَلا المُتَّسَعُ من الأَرض فغير مهموز يكتب بالأَلف والياء والبصريون يكتبونه بالأَلف وأَنشد أَلا غَنِّياني وارْفَعا الصَّوْتَ بالمَلا فإِنَّ المَلا عِنْدي يَزيدُ المَدى بُعْدا الجوهري المَلا مقصور الصَّحراء وأَنشد ابن بري في المَلا المُتَّسعِ من الأَرض لبشر عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّرُوسِ مِنَ المَلا بِشَهْباء لا يَمْشِي الضَّراءَ رَقِيبُها والمَلا موضع وبه فسر ثعلب قول قيس بن ذَريح تبكِي على لُبْنى وأَنْتَ تَرَكْتَها وكُنْتَ عَلَيْها بالمَلا أَنْتَ أَقْدَرُ ومَلا الرجلُ يَمْلُو عَدا ومنه حكاية الهذلي فرأَيتُ الذي ذَمى يَمْلو أَي الذي نَجا بذَمائه قال ابن سيده وقضينا على مجهول هذا الباب بالواو لوجود م ل و وعدم م ل ي ويقال مَلا البعيرُ يَمْلُو مَلْواً أَي سارَ سيراً شديداً وقال مُلَيْح الهذلي فأَلْقَوْا عَلَيْهِنَّ السِّياطَ فَشَمَّرَتْ سَعالى عَليْها المَيْسُ تَمْلُو وتَقْذِفُ

( مني ) المَنى بالياءِ القَدَر قال الشاعر دَرَيْتُ ولا أَدْري مَنى الحَدَثانِ مَناهُ الله يَمْنِيه قدَّره ويقال مَنى اللهُ لك ما يسُرُّك أَي قَدَّر الله لك ما يَسُرُّك وقول صخر الغيّ لعَمرُ أَبي عمرو لقَدْ ساقَه المَنى إِلى جَدَثٍ يُوزَى لهُ بالأَهاضِبِ أَي ساقَه القَدَرُ والمَنى والمَنِيَّةُ الموت لأَنه قُدِّر علينا وقد مَنى الله له الموت يَمْني ومُنِي له أَي قُدِّر قال أَبو قِلابة الهذلي ولا تَقُولَنْ لشيءٍ سَوْفَ أَفْعَلُه حتى تُلاقِيَ ما يَمْني لك المَاني وفي التهذيب حتى تبَيّنَ ما يَمْني لك الماني أَي ما يُقَدِّر لك القادر وأَورد الجوهري عجز بيت حتى تُلاقَي ما يَمْني لك الماني وقال ابن بري فيه الشعر لسُوَيْد بن عامرٍ المُصْطلِقي وهو لا تَأْمَنِ المَوتَ في حَلٍّ ولا حَرَمٍ إِنَّ المَنايا تُوافي كلَّ إِنْسانِ واسْلُكْ طَريقَكَ فِيها غَيْرَ مُحْتَشِمٍ حتَّى تُلاقَي ما يَمْني لك الماني وفي الحديث أَن منشداً أَنشد النبي صلى الله عليه وسلم لا تَأْمَنَنَّ وإِنْ أَمْسَيْتَ في حَرَمٍ حتى تلاقَي ما يمني لك الماني فالخَيْرُ والشَّرُّ مَقْرونانِ في قَرَنٍ بكُلِّ ذلِكَ يأْتِيكَ الجَدِيدانِ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو أَدرك هذا الإِسلام معناه حتى تُلاقَي ما يُقدِّر لكَ المُقَدِّرُ وهو الله عز وجل يقال مَنى الله عليك خيراً يَمْني مَنْياً وبه سميت المَنِيَّةُ وهي الموت وجمعها المَنايا لأَنها مُقدَّرة بوقت مخصوص وقال آخر مَنَتْ لَكَ أَن تُلاقِيَني المَنايا أُحادَ أُحادَ في الشَّهْر الحَلالِ أَي قدَّرت لك الأَقْدارُ وقال الشَّرفي بن القطامي المَنايا الأَحْداث والحِمامُ الأَجَلُ والحَتْفُ القَدَرُ والمَنُونُ الزَّمانُ قال ابن بري المَنيَّة قدَرُ الموت أَلا ترى إِلى قول أَبي ذؤيب مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها جِهاراً ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجُبْلِ فجعل المنايا تُقرِّب الموت ولم يجعلها الموت وامْتَنَيْت الشيء اخْتَلقْته ومُنِيتُ بكذا وكذا ابْتُلِيت به ومَناه اللهُ بحُبها يَمنِيه ويَمْنُوه أَي ابْتلاه بحُبِّها مَنْياً ومَنْواً ويقال مُنِيَ ببَلِيَّة أَي ابْتُلي بها كأَنما قُدِّرت له وقُدِّر لها الجوهري منَوْتُه ومَنَيْته إِذا ابتليته ومُنِينا له وُفِّقْنا ودارِي مَنى دارِك أَي إِزاءَها وقُبالَتها وداري بمَنى دارِه أَي بحذائها قال ابن بري وأَنشد ابن خالويه تَنَصَّيْتُ القِلاصَ إِلى حَكِيمٍ خَوارِجَ من تَبالَةَ أَو مَناها فما رَجَعَتْ بخائبةٍ رِكابٌ حَكِيمُ بنُ المُسَيَّبِ مُنتَهاها وفي الحديث البيتُ المَعْمُور مَنى مكة أَي بِحذائها في السماء وفي حديث مجاهد إِن الحرم حَرَمٌ مَناه مِن السمواتِ السبع والأَرَضِين السبع أَي حِذاءه وقَصْدَه والمَنى القَصْدُ وقول الأَخطل أَمْسَتْ مَناها بأَرْضٍ ما يُبَلِّغُها بصاحِبِ الهَمِّ إِلاَّ الجَسْرةُ الأُجُدُ قيل أَراد قَصْدَها وأَنَّث على قولك ذهَبت بعضُ أَصابعه وإِن شئت أَضمرت في أَمَسَتْ كما أَنشده سيبويه إِذا ما المَرْءُ كان أَبُوه عَبْسٌ فحَسْبُكَ ما تُريدُ إِلى الكَلامِ وقد قيل إِنَّ الأَخطل أَرادَ مَنازِلها فحذف وهو مذكور في موضعه التهذيب وأَما قول لبيد دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فأَبانِ قيل إِنه أَراد بالمَنا المَنازِل فرخمها كما قال العجاج قَواطِناً مكةَ منْ وُرْقِ الحَما أَراد الحَمام قال الجوهري قوله دَرَس المنا أَراد المنازل ولكنه حذف الكلمة اكْتِفاء بالصَّدْر وهو ضرورة قبيحة والمَنِيُّ مشَدّد ماء الرجل والمَذْي والوَدْي مخففان وأَنشد ابن بري للأَخطل يهجو جريراً مَنِيُّ العَبْدِ عَبْدِ أَبي سُواجٍ أَحَقُّ مِنَ المُدامةِ أَنْ تَعيبا قال وقد جاء أَيضاً مخففاً في الشعر قال رُشَيْدُ ابن رُمَيْضٍ أَتَحْلِفُ لا تَذُوقُ لَنا طَعاماً وتَشْرَبُ مَنْيَ عَبْدِ أَبي سُواجِ ؟ وجمعهُ مُنْيٌ حكاه ابن جِني وأَنشد أَسْلَمْتُموها فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ مُنّيُ الرِّجالِ على الفَخذَيْنِ كالمُومِ وقد مَنَيْتُ مَنْياً وأَمْنَيْتُ وفي التنزيل العزيز مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى وقرئ بالتاء على النطفة وبالياء على المَنيِّ يقال مَنَى الرَّجلُ وأَمْنى من المَنِيِّ بمعنًى واسْتَمْنَى أَي اسْتَدْعَى خروج المنيّ ومَنَى اللهُ الشيء قَدَّرَه وبه سميت مِنًى ومِنًى بمكة يصرف ولا يصرف سميت بذلك لما يُمْنَى فيها من الدماء أَي يُراق وقال ثعلب هو مِن قولهم مَنَى الله عليه الموت أَي قدَّره لأَن الهَدْيَ يُنحر هنالك وامْتَنَى القوم وأَمْنَوْا أَتوا مِنى قال ابن شميل سمي مِنًى لأَن الكبش مُنِيَ به أَي ذُبح وقال ابن عيينة أُخذ من المَنايا يونس امْتَنَى القوم إِذا نزلوا مِنًى ابن الأَعرابي أَمْنَى القوم إِذا نزلوا مِنًى الجوهري مِنًى مقصور موضع بمكة قال وهو مذكر يصرف ومِنًى موضع آخر بنجد قيل إِياه عنى لبيد بقوله عَفَتِ الدِّيارُ محَلُّها فَمُقامُها بمِنًى تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها والمُنَى بضم الميم جمع المُنية وهو ما يَتَمَنَّى الرجل والمَنْوَةُ الأُمْنِيَّةُ في بعض اللغات قال ابن سيده وأُراهم غيروا الآخِر بالإِبدال كما غيروا الأَوَّل بالفتح وكتب عبد الملك إِلى الحجاج يا ابنَ المُتَمَنِّيةِ أَراد أُمَّه وهي الفُرَيْعَةُ بنت هَمَّام وهي القائلة هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلى خَمْرٍ فأَشْرَبَها أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ ؟ وكان نصر رجلاً جميلاً من بني سُلَيم يفتتن به النساء فحلق عمر رأْسه ونفاه إِلى البصرة فهذا كان تمنيها الذي سماها به عبد الملك ومنه قول عروة بن الزُّبير للحجاج إِن شئت أَخبرتك من لا أُمَّ له يا ابنَ المُتَمنِّية والأُمْنِيّة أُفْعولةٌ وجمعها الأَماني وقال الليث ربما طرحت الأَلف فقيل منية على فعلة
( * قوله « فقيل منية على فعلة » كذا بالأصل وشرح القاموس ولعله على فعولة حتى يتأتى ردّ أَبي منصور عليه قال أَبو منصور وهذا لحن عند الفصحاء إِنما يقال مُنْية على فُعْلة وجمعها مُنًى ويقال أُمْنِيّةٌ على أُفْعولة والجمع أَمانيُّ مشدَّدة الياء وأَمانٍ مخففة كما يقال أَثافٍ وأَثافيُّ وأَضاحٍ وأَضاحِيُّ لجمع الأُثْفِيّةِ والأُضْحيَّة أَبو العباس أَحمد بن يحيى التَّمَنِّي حديث النفس بما يكون وبما لا يكون قال والتمني السؤال للرب في الحوائج وفي الحديث إِذا تَمَنَّى أَحدُكم فَلْيَسْتَكثِرْ فإِنَّما يسْأَل رَبَّه وفي رواية فلْيُكْثِرْ قال ابن الأَثير التَّمَنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأَمر المَرْغوب فيه وحديثُ النَّفْس بما يكون وما لا يكون والمعنى إِذا سأَل اللهَ حَوائجَه وفَضْله فلْيُكْثِرْ فإِن فضل الله كثير وخزائنه واسعة أَبو بكر تَمَنَّيت الشيء أَي قَدَّرته وأَحْبَبْتُ أَن يصير إِليَّ مِن المَنى وهو القدر الجوهري تقول تَمَنَّيْت الشيء ومَنَّيت غيري تَمْنِيةً وتَمَنَّى الشيءَ أَراده ومَنَّاه إِياه وبه وهي المِنْيةُ والمُنْيةُ والأُمْنِيَّةُ وتَمَنَّى الكتابَ قرأَه وكَتَبَه وفي التنزيل العزيز إِلا إِذا تَمَنَّى أَلْقى الشيطانُ في أُمْنِيَّتِه أَي قَرَأَ وتَلا فأَلْقَى في تِلاوته ما ليس فيه قال في مَرْثِيَّةِ عثمان رضي الله عنه تَمَنَّى كتابَ اللهِ أَوَّلَ لَيْلِه وآخِرَه لاقَى حِمامَ المَقادِرِ
( * قوله « أول ليله وآخره » كذا بالأصل والذي في نسخ النهاية أول ليلة وآخرها )
والتَّمَنِّي التِّلاوةُ وتَمَنَّى إِذا تَلا القرآن وقال آخر تَمَنَّى كِتابَ اللهِ آخِرَ لَيْلِه تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِ أَي تلا كتاب الله مُتَرَسِّلاً فيه كما تلا داودُ الزبور مترَسِّلاً فيه قال أَبو منصور والتِّلاوةُ سميت أُمْنيّة لأَنَّ تالي القرآنِ إِذا مَرَّ بآية رحمة تَمَنَّاها وإِذا مرَّ بآية عذاب تَمَنَّى أَن يُوقَّاه وفي التنزيل العزيز ومنهم أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُون الكتاب إِلا أَمانيَّ قال أَبو إِسحق معناه الكتاب إِلا تِلاوة وقيل إَلاَّ أَمانِيَّ إِلا أَكاذيبَ والعربُ تقول أَنت إِنما تَمْتَني هذا القولَ أَي تَخْتَلِقُه قال ويجوز أَن يكون أَمانيَّ نُسِب إِلى أَنْ القائل إِذا قال ما لا يعلمه فكأَنه إِنما يَتَمَنَّاه وهذا مستَعمل في كلام الناس يقولون للذي يقول ما لا حقيقة له وهو يُحبه هذا مُنًى وهذه أُمْنِيَّة وفي حديث الحسن ليس الإِيمانُ بالتَّحَلِّي ولا بالتَّمَنِّي ولكن ما وَقَر في القلب وصَدَّقَتْه الأَعْمال أَي ليس هو بالقول الذي تُظهره بلسانك فقط ولكن يجب أَن تَتْبَعَه معرِفةُ القلب وقيل هو من التَّمَنِّي القراءة والتِّلاوة يقال تَمَنَّى إِذا قرأَ والتَّمَنِّي الكَذِب وفلان يَتَمَنَّى الأَحاديث أَي يَفْتَعِلها وهو مقلوب من المَيْنِ وهو الكذب وفي حديث عثمان رضي الله عنه ما تَغَنَّيْتُ ولا تَمَنَّيْتُ ولا شَرِبت خَمراً في جاهلية ولا إِسلام وفي رواية ما تَمَنَّيْتُ منذ أَسلمت أَي ما كَذَبْت والتَّمنِّي الكَذِب تَفَعُّل مِن مَنَى يَمْني إِذا قَدَّر لأَن الكاذب يُقدِّر في نفسه الحديث ثم يقوله ويقال للأَحاديث التي تُتَمَنَّى الأَمانيُّ واحدتها أُمْنِيّةٌ وفي قصيد كعب فلا يغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وعَدَتْ إِنَّ الأَمانِيَّ والأَحْلامَ تَضلِيلُ وتَمَنَّى كَذَبَ ووضَعَ حديثاً لا أَصل له وتَمَنَّى الحَديث اخترعه وقال رجل لابن دَأْبٍ وهو يُحدِّث أَهذا شيء رَوَيْتَه أَم شيء تَمَنَّيْته ؟ معناه افْتَعَلْتَه واخْتَلَقْته ولا أَصل له ويقول الرجل والله ما تَمَنَّيْت هذا الكلام ولا اخْتَلَقْته وقال الجوهري مُنْيةُ الناقة الأَيام التي يُتعَرَّف فيها أَلاقِحٌ هي أَم لا وهي ما بين ضِرابِ الفَحْل إِياها وبين خمس عشرة ليلة وهي الأَيام التي يُسْتَبْرَأُ فيها لَقاحُها من حِيالها ابن سيده المُنْيةُ والمِنية أَيّام الناقة التي لم يَسْتَبِنْ فيها لَقاحُها من حِيالها ويقال للناقة في أَوَّل ما تُضرب هي في مُنْيَتها وذلك ما لم يعلموا أَبها حمل أَم لا ومُنْيَةُ البِكْر التي لم تحمل قبل ذلك عشرُ ليال ومنية الثِّنْي وهو البطن الثاني خمس عشرة ليلة قيل وهي منتهى الأَيام فإِذا مضت عُرف أَلاقِح هي أَم غير لاقح وقد استَمْنَيْتُها قال ابن الأَعرابي البِكْرُ من الإِبل تُسْتَمْنى بعد أَربع عشرة وإحدى وعشرين والمُسِنَّةُ بعد سبعة أَيام قال والاسْتِمْناء أَن يأْتي صاحبها فيضرب بيده على صَلاها ويَنْقُرَ بها فإِن اكْتارَتْ بذنبها أَو عَقَدت رأْسها وجمعت بين قُطْرَيها عُلِم أَنها لاقح وقال في قول الشاعر قامَتْ تُريكَ لَقاحاً بعدَ سابِعةٍ والعَيْنُ شاحِبةٌ والقَلْبُ مَسْتُورُ قال مستور إِذا لَقِحَت ذهَب نَشاطُها كأَنَّها بصَلاها وهْي عاقِدةٌ كَوْرُ خِمارٍ على عَذْراءَ مَعْجُورُ قال شمر وقال ابن شميل مُنْيةُ القِلاصِ والجِلَّةِ سَواء عَشْرُ ليال وروي عن بعضهم أَنه قال تُمْتَنى القِلاصُ لسبع ليال إِلا أَن تكون قَلُوص عَسْراء الشَّوَلانِ طَويلة المُنية فتُمْتَنى عشراً وخمس عشرة والمُنية التي هي المُنْية سبع وثلاث للقِلاص وللجِلَّةِ عَشْر لَيالٍ وقال أَبو الهيثم يردّ على من قال تُمْتَنى القِلاصُ لسبع إنه خطأٌ إِنما هو تَمْتَني القِلاصُ لا يجوز أَن يقال امْتَنَيْتُ الناقةَ أَمْتَنِيها فهي مُمْتَناةٌ قال وقرئ على نُصَير وأَنا حاضر يقال أَمْنَتِ الناقةُ فهي تُمْني إِمْناء فهي مُمْنِيةٌ ومُمْنٍ وامْتَنَتْ فهي مُمْتَنِية إِذا كانت في مُنْيَتِها على أَن الفِعل لها دون راعِيها وقد امْتُنيَ للفحل قال وأَنشد في ذلك لذي الرمة يصف بيضة وبَيْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها إِذا ما رأَتْنا زيِلَ مِنَّا زَويلُها نَتُوجٍ ولم تُقْرَفْ لِما يُمْتَنى له إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلُها ورواه هو وغيره من الرواة لما يُمْتَنى بالياء ولو كان كما روى شمر لكانت الرواية لما تَمْتَني له وقوله لم تُقْرَفْ لم تُدانَ لِما يُمْتَنى له أَي ينظر إِذا ضُربت أَلاقح أَم لا أَي لم تحمل الحمل الذي يمتنى له وأَنشد نصير لذي الرمة أَيضاً وحتى اسْتَبانَ الفَحْلُ بَعْدَ امْتِنائِها مِنَ الصَّيْف ما اللاَّتي لَقِحْنَ وحُولها فلم يقل بعد امْتِنائه فيكون الفعل له إِنما قال بعد امْتِنائها هي وقال ابن السكيت قال الفراء مُنْية الناقة ومِنْية الناقة الأَيام التي يُستبرأُ فيها لَقاحها من حِيالها ويقال الناقة في مُنْيتها قال أَبو عبيدة المُنيةُ اضْطِراب الماء وامِّخاضه في الرَّحِم قبل أَن يتغير فيصير مَشِيجاً وقوله لم تُقْرَف لما يُمْتَنى له يصف البيضة أَنها لم تُقْرَف أَي لم تُجامَع لما يُمْتنى له فيُحتاج إِلى معرفة مُنْيتها وقال الجوهري يقول هي حامل بالفرخ من غير أَن يقارفها فحل قال ابن بري الذي في شعره نَتُوجٍ ولم تُقْرِف لما يُمْتَنى له بكسر الراء يقال أَقْرَفَ الأَمرَ إِذا داناه أَي لم تُقْرِف هذه البيضةُ لما له مُنيةٌ أَي هذه البيضةُ حَمَلت بالفَرْخ من جهة غير جهة حمل الناقة قال والذي رواه الجوهري أَيضاً صحيح أَي لم تُقْرَف بفحل يُمْتَنَى له أَي لم يُقارِفْها فحل والمُنُوَّةُ
( * قوله « والمنوة » ضبطت في غير موضع من الأصل بالضم وقال في شرح القاموس هي بفتح الميم ) كالمُنْية قلبت الياء واواً للضمة وأَنشد أَبو حنيفة لثعلبة بن عبيد يصف النخل تَنادَوْا بِجِدٍّ واشْمَعَلَّتْ رِعاؤها لِعِشْرينَ يَوماً من مُنُوَّتِها تَمْضِي فجعل المُنوَّة للنخل ذهاباً إِلى التشبيه لها بالإِبل وأَراد لعشرين يوماً من مُنوَّتها مَضَتْ فوضع تَفعل موضع فَعلت وهو واسع حكاه سيبويه فقال اعلم أَن أَفْعَلُ قد يقع موضع فَعَلْت وأَنشد ولَقَدْ أَمُرُّ على اللئيم يَسُبُّني فَمَضَيْتُ ثُمَّت قلتُ لا يَعْنِيني أَراد ولقد مَرَرْتُ قال ابن بري مُنْية الحِجْر عشرون يوماً تعتبر بالفعل فإِن مَنَعت فقد وسَقَتْ ومَنَيْت الرجل مَنْياً ومَنَوْتُه مَنْواً أَي اختبرته ومُنِيتُ به مَنْياً بُلِيت ومُنِيتُ به مَنْواً بُلِيت ومانَيْتُه جازَيْتُه ويقال لأَمْنِينَّك مِناوَتَك أَي لأَجْزِيَنَّك جزاءك ومانَيْته مُماناة كافأْته غير مهموز ومانَيْتُك كافأْتك وأَنشد ابن بري لسَبْرة بن عمرو نُماني بها أَكْفاءَنا ونُهينُها ونَشْرَبُ في أَثْمانِها ونُقامِرُ وقال آخر أُماني به الأَكْفاء في كلِّ مَوْطِنٍ وأَقْضِي فُروضَ الصَّالِحينَ وأَقْتَري ومانَيْتُه لَزِمْته ومانَيْتُه انْتَظَرْتُه وطاوَلْتُه والمُماناة المُطاولةُ والمُماناةُ الانْتِظار وأَنشد يعقوب عُلِّقْتُها قَبْلَ انْضِباحِ لَوْني وجُبْتُ لَمَّاعاً بَعِيدَ البَوْنِ مِنْ أَجْلِها بفِتْيةٍ مانَوْني أَي انتَظَرُوني حتى أُدْرِك بُغْيَتي وقال ابن بري هذا الرجز بمعنى المُطاولة أَيضاً لا بمعنى الانتظار كما ذكر الجوهري وأَنشد لغَيْلان بن حُريث فإِنْ لا يَكُنْ فيها هُرارٌ فإِنَّني بسِلٍّ يُمانِيها إِلى الحَوْلِ خائفُ والهُرار داءٌ يأْخذ الإِبل تَسْلَح عنه وأَنشد ابن بري لأَبي صُخَيْرة إِيَّاكَ في أَمْركَ والمُهاواةْ وكَثْرةَ التَّسْويفِ والمُماناهْ والمُهاواةُ المُلاجَّةُ قال ابن السكيت أَنشدني أَبو عمرو صُلْبٍ عَصاه للمَطِيِّ مِنْهَمِ ليسَ يُماني عُقَبَ التَّجَسُّمِ قال يقال مانَيْتُك مُذُ اليومِ أَي انتظرتك وقال سعيد المُناوة المُجازاة يقال لأَمْنُوَنَّكَ مِناوَتَك ولأَقْنُوَنَّك قِناوَتَكَ وتَمَنٍّ بلد بين مكة والمدينة قال كثير عزة كأَنَّ دُموعَ العَيْنِ لما تَحَلَّلَتْ مَخارِمَ بِيضاً مِنْ تَمَنٍّ جِمالُها قَبَلْنَ غُروباً مِنْ سُمَيْحَةَ أَتْرَعَتْ بِهِنَّ السَّواني فاسْتدارَ مَحالُها والمُماناةُ قِلَّة الغَيرةِ على الحُرَمِ والمُماناةُ المُداراةُ والمُماناةُ المُعاقَبةُ في الرُّكوب والمُماناةُ المكافأَةُ ويقال للدَّيُّوث المُماذِلُ والمُماني والمُماذِي والمَنا الكَيْلُ أَو المِيزانُ الذي يُوزَنُ به بفتح الميم مقصور يكتب بالأَلف والمِكيال الذي يَكِيلون به السَّمْن وغيره وقد يكون من الحديد أَوزاناً وتثنيته مَنَوانِ ومَنَيانِ والأَوَّل أَعلى قال ابن سيده وأُرى الياء معاقبة لطلب الخفة وهو أَفصح من المَنِّ والجمع أَمْناء وبنو تميم يقولون هو مَنٌّ ومَنَّانِ وأَمْنانٌ وهو مِنِّي بِمَنَى مِيلٍ أَي بقَدْرِ مِيلٍ قال ومَناةُ صخرة وفي الصحاح صنم كان لهُذَيْل وخُزاعَة بين مكة والمدينة يَعْبُدونها من دون الله من قولك مَنَوتُ الشيء وقيل مَناةُ اسم صَنَم كان لأَهل الجاهلية وفي التنزيل العزيز ومَناةَ الثَّالِثَةَ الأُخرى والهاء للتأْنيث ويُسكت عليها بالتاءِ وهو لغة والنسبة إِليها مَنَوِيٌّ وفي الحديث أَنهم كانوا يُهِلُّون لمَناة هو هذا الصنم المذكور وعبدُ مناةَ ابن أُدِّ بن طابِخَة وزيدُ مَناةَ ابن تَميم بن مُرٍّ يمد ويقصر قال هَوْبَر الحارِثي أَلا هل أَتَى التَّيْمَ بنَ عَبْدِ مَناءَةٍ على الشِّنْءِ فيما بَيْنَنا ابنُ تَمِيمِ قال ابن بري قال الوزير من قال زيدُ مَناه بالهاء فقد أَخطأَ قال وقد غلط الطائي في قوله إِحْدَى بَني بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَناه بَينَ الكئيبِ الفَرْدِ فالأَمْواه ومن احتجّ له قال إِنما قال مَناةٍ ولم يرد التصريع

مها
المَهْوُ من السيوف الرَّقِيق قال صخر الغي وصارِم أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه أَبْيَض مَهْو في مَتْنِهِ رُبَدُ وقيل هو الكثير الفِرِنْد وزنه فَلْعٌ مقلوب من لفظ ماه قال ابن جني وذلك لأَنه أُرِقَّ حتى صار كالماء وثوب مَهْوٌ رَقِيق شبّه بالماء عن ابن الأَعرابي وأَنشد لأَبي عطاء قَمِيصٌ من القُوهِيِّ مَهْوٌ بَنائِقُهْ ويروى زَهْوٌ ورَخْفٌ وكل ذلك سواء الفراء الأَمْهاء السُّيوف الحادة ومَهْوُ الذهَب ماؤه والمَهْوُ اللبن الرقيق الكثير الماء وقد مَهُوَ يَمْهُو مَهاوَةً وأَمْهَيْتُه أَنا والمُهاة بضم الميم ماء الفحل في رحم الناقة مقلوب أَيضاً والجمع مُهْيٌ حكاه سيبويه في باب ما لا يُفارق واحدَه إِلا بالهاء وليس عنده بتكسير قال ابن سيده وإِنما حمله على ذلك أَنه سمع العرب تقول في جمعه هو المُها فلو كان مكسراً لم يَسُغْ فيه التذكير ولا نظير له إِلا حُكاةٌ وحُكًى وطُلاةٌ وطُلًى فإِنهم قالوا هو الحُكَى وهو الطُّلَى ونظيره من الصحيح رُطبَةٌ ورُطَب وعُشَرةٌ وعُشَرٌ أَبو زيد المُهَى ماء الفحل وهو المُهْيةُ وقد أَمْهَى إِذا أَنزل الماء عند الضِّراب وأَمْهَى السمْنَ أَكثر ماءه وأَمْهَى قِدْرَهُ إِذا أَكثر ماءَها وأَمْهَى الشَّرابَ أَكثر ماءه وقد مَهُوَ هو مَهاوَةً فهو مَهْوٌ وأَمْهَى الحَدِيدة سَقاها الماء وأَحَدَّها قال امرؤ القَيس راشَه مِنْ رِيش ناهِضَةٍ ثم أَمْهاهُ على حَجَرِهْ وأَمْهَى النَّصْلَ على السِّنان إِذا أَحدَّه ورقَّقه والمَهْيُ تَرْقيق الشَّفْرة وقد مَهاها يَمْهِيها وأَمْهَى الفَرَس طَوَّلَ رَسَنَه والاسمُ المَهْيُ على المعاقبة ومَها الشيءَ يَمْهاهُ ويَمْهِيه مَهْياً معاقبة أَيضاً مَوَّهَه وحَفَر البئر حتى أَمْهَى أَي بلغ الماء لغة في أَماه على القلب وحَفَرْنا حتى أَمْهَيْنا أَبو عبيد حَفَرْتُ البئر حتى أَمَهْتُ وأَمْوَهْتُ وإِن شئت حتى أَمْهَيتُ وهي أَبعد اللغات كلها إِذا انتهيت إِلى الماء قال ابن هرمة فإِنَّكَ كالقَرِيحةِ عامَ تُمْهَى شَرُوبَ الماءِ ثُمَّ تعُودُ ماجَا ابن بُزُرْج في حَفْرِ البِئرِ أَمْهَى وأَماهَ ومَهَتِ العَيْنُ تَمْهُو وأَنشد تَقولُ أُمامةُ عندَ الفِرا قِ والعَيْنُ تَمْهُو على المَحْجَرِ قال وأَمْهَيْتها أَسَلْت دَمْعَها ابن الأَعرابي أَمْهى إِذا بَلَغ من حاجَته ما أَراد وأَصله أَن يبلُغَ الماءَ إِذا حَفَر بِئراً وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أَنه قال لعُتْبة بن أَبي سفيان وقد أَثنى عليه فأَحْسَن أَمْهَيْتَ يا أَبا الوليدِ أَمْهَيْت أَي بالغْتَ في الثناء واسْتَقْصَيْت من أَمْهَى حافِرُ البئرِ إِذا اسْتَقْصَى في الحَفْرِ وبَلَغَ الماءَ وأَمْهَى الفَرسَ إِمهاءً أَجْراه ليَعْرَقَ أَبو زيد أَمْهَيْتُ الفَرَس أَرْخَيت له من عنانه ومثله أَمَلْت به يَدِي إِمالَةً إِذا أَرْخَى له من عِنانه واسْتَمْهَيت الفَرَس إِذا اسْتَخْرَجْت ما عِنْدَه من الجَرْيِ قال عَدِيّ هُمْ يَسْتَجِيبُونَ للدَّاعِي ويُكْرِهُهمْ حَدُّ الخَمِيس ويَسْتَمْهُونَ في البُهَمِ والمَهْوُ شدَّةُ الجَرْيِ وأَمْهَى الحَبْلَ أَرْخاه وأَمْهَى في الأَمرِ حَبْلاً طَويلاً على المثل الليث المَهْيُ إِرْخاءُ
( * قوله « المهى إلخ » هكذا في الأصل والتهذيب ) الحَبل ونحوِه وأَنشد لطرفَة لَكا لطِّوَلِ المُمْهَى وثِنْياهُ في اليَدِ الأُموي أَمْهَيْت إِذا عَدَوْتَ وأَمْهَيْت الفرسَ إِذا أَجْرَيْته وأَحْمَيْته وأَمْهَيت السَّيفَ أَحْدَدْته والمَهاةُ الشمسُ قال أُمَيَّةُ بن أَبي الصلْب ثُمَّ يَجْلُو الظَّلامَ رَبُّ رَحِيمٌ بمَهاةٍ شُعاعُها مَنْشُور واستشهد ابن بري في هذا المكان ببيت نسبه إِلى أَبي الصَّلْتِ الثَّقَفِي ثمَّ يَجْلُو الظَّلامَ رَبٌ قَديرُ بمَهاةٍ لهَا صَفاءٌ ونُورُ ويقال للكَواكب مَهاً قال أُمية رَسَخَ المَها فيها فأَصْبَحَ لَوْنُها في الوارِساتِ كأَنَّهُنَّ الإِثْمِدُ وفي النوادر المَهْوُ البَرَدُ والمَهْو حصًى أَبيض يقال له بُصاقُ القَمَر والمَهْوُ اللُّؤْلُؤُ ويقال للثغر النَّقِيِّ إِذا ابيضَّ وكثر ماؤه مَهاً قال الأَعشى ومَهاً تَرِفُّ غُروبُه يَشْفِي المُتَيَّمَ ذا الحَرارهْ والمَهاة الحِجارة
( * قوله « والمهاة الحجارة » هي عبارة التهذيب ) البيض التي تَبْرُق وهي البلَّوْرُ والمَهاةُ البلَّوْرة التي تَبِصُّ لشدَّة بياضها وقيل هي الدُّرَّةُ والجمع مَهاً ومَهَواتٌ ومَهَياتٌ وأَنشد الجوهري للأَعشى وتَبْسِمُ عَن مَهاً شَبِمٍ غَرِيٍّ إِذا تُعْطي المُقَبِّلَ يَسْتَزيدُ وفي حديث ابن عبد العزيز أَن رجلاً سأَل ربُه أَن يُرِيَه مَوْقِع الشيطان من قَلْب ابنِ آدمَ فرأَى فيما يَرى النائمُ جَسَدَ رجُلٍ مُمَهًّى يُرى داخِلُه من خارجه المَها البِلَّوْرُ ورَأَى الشيطانَ في صورة ضِفْدع له خُرطُوم كخُرطومِ البَعُوضة قد أَدْخَله في مَنْكِبه الأَيسر فإِذا ذكَر اللهَ عز وجل خَنَسَ وكلُّ شيءٍ صُفِّيَ فأَشبه المها فهو مَمَهًّى والمَهاةُ بَقرةُ الوحش سُمِّيت بذلك لبياضها على التشبيه بالبِلَّورْة والدُّرَّة فإِذا شُبِّهت المرأَة بالمَهاةِ في البَياض فإِنما يُعنى بها البِلَّوْرة أَو الدُّرَّة فإِذا شُبهت بها في العينين فإِنما يُعنى بها البقرة والجمع مَهاً ومَهَوات وقد مَهَتْ تَمْهُو مَهاً في بياضها وناقةٌ مِمْهاء رَقِيقة اللَّبن ونُطْفة مَهْوةٌ رَقِيقة وسَلَحَ سَلْحاً مَهْواً أَي رقِيقاً والمَهاء بالمدّ عيب أَو أَوَدٌ يكون في القِدْحِ قال يقِيمُ مَهاءهُنَّ بإِصْبَعَيْهِ ومَهَوْت الشيءَ مَهْواً مثل مَهَيْتُه مَهْياً والمَهْوَةُ من التمر كالمَعْوةِ عن السيرافي والجمع مَهْوٌ وبنو مَهْوٍ بَطْن من عبد القيس أَبو عبيد من أَمثالهم في باب أَفْعَل إِنه لأَخْيَبُ مِن شيخ مَهْوٍ صَفْقةً قال وهم حيّ مِن عبد القَيْس كانت لهم في المَثَل قصة يَسْمُج ذِكرها والمِمْهى اسم موضع قال بشر بن أَبي خازم وباتَتْ لَيلةً وأَدِيمَ لَيْل على المِمْهى يُجَزُّ لها الثَّغامُ

موا
الماوِيَّة المِرْآةُ كأَنها نُسِبت إِلى الماءِ لصَفائها وأَن الصُّورَ تُرى فيها كما تُرى في الماء الصافي والميم أَصلية فيها وقيل الماوِيَّة حَجر البِلَّوْرِ وثلاث ماوِيَّاتٍ ولو تُكُلِّف منه فِعْلٌ لقيل مُمْواةٌ قال ابن سيده والجمع مَأْوٍ
( * قوله « والجمع مأو إلخ » كذا بالأصل مضبوطاً ) نادرة حكمه مَأَوٍ وحكى ابن الأَعرابي في جمعه ماوِيٌّ وأَنشد تَرَى في سَنى الماوِيِّ بالعَصْرِ والضُّحَى على غَفَلاتِ الزَّيْنِ والمُتَجَمَّلِ وُجُوهاً لَوَ انَّ المُدْلِجينَ اعْتَشَوْا بِها صَدَعْنَ الدُّجى حتَّى تَرَى الليل يَنْجَلي وقد يكون الماوِيُّ لغة في الماوِيَّة قال أَبو منصور ماوِيَّةٌ كانت في الأَصل مائية فقلبت المدَّة واواً فقيل ماوية كما يقال رجل شاوِيٌّ وماوِيَّة اسم امرأَة وهو من أَسماء النساء وأَنشد ابن الأَعرابي ماوِيّ يا رُبَّتَما غارةٍ شَعْواء كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ أَراد يا ماوِيَّة فَرخَّم قال الأَزهري رأَيت في البادية على جادَّة البصرة إِلى مكة مَنْهلةً بين حَفَرِ أَبي موسى ويَنْسُوعةَ يقال لها ماوِيَّة

( مومي ) الجوهري المَوْماةُ واحدة المَوامي وهي المَفاوِزُ وقال ابن السراج الموماة أَصله مَوْمَوة على فَعْلَلةٍ وهو مضاعف قلبت واوه أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها

ميا
مَيَّةُ اسم امرأَة ومَيٌّ أَيضاً وقيل مَيَّةُ من أَسماء القِرَدةِ وبها سميت المرأَة الليث مَيَّةُ اسم امرأَة قال زعموا أَن القِرْدةَ الأُنثى تسمى مَيَّةَ ويقال منَّة وقال ابن بري المَيَّةُ القِرْدةُ عن ابن خالويه وأَما قولهم مَيَّ ففي الشعر خاصة فإِما أَن يكون اللفظ في أَصله هكذا وإِما أَن يكون من باب أَمال ابن حَنْظَل والمايِيَّةُ حِنْطة بيضاء إِلى الصفرة وحبها دون حب البُرْثجانِيَّة حكاه أَبو حنيفة

( نأي ) النَّأْيُ البُعدُ نَأَى يَنْأَى بَعُدَ بوزن نَعى يَنْعَى ونَأَوْتُ بَعُدْت لغة في نأَيْتُ والنَّأْي المُفارقة وقول الحطيئة وهِنْدٌ أَتى من دُونِها النَّأْيُ والبُعْدُ إِنما أَراد المُفارقةَ ولو أَراد البُعْدَ لما جَمع بينهما نَأَى عنه وناء ونآه يَنْأَى نَأْياً وانْتَأَى وأَنْأَيْتُه أَنا فانْتَأَى أَبْعَدْتُه فبَعُد الجوهري أَنأَيْته ونَأَيْتُ عنه نأْياً بمعنى أَي بَعُدْت وتَناءَوا تباعَدُوا والمُنْتَأَى الموضع البعيد قال النابغة فإِنَّك كاللَّيْل الذي هُوَ مُدْرِكِي وإِنْ خِلْتُ أَنَّ المُنْتَأَى عنك واسِعُ الكسائي ناءَيْتُ عنك الشرَّ على فاعَلْت أَي دافعت وأَنشد وأَطْفَأْتُ نِيرانَ الحُروبِ وقد عَلَتْ وناءَيْتُ عَنهمْ حَرْبَهُمْ فتَقَرَّبُوا ويقال للرجل إِذا تكبر وأعْرِض بوجهه نَأَى بجانبه ومعناه أَنه نأَى جانِبَه من وَراء أَي نَحّاه قال الله تعالى وإِذا أَنْعَمْنا على الإِنسان أَعْرَضَ ونأَى بجانبه أَي أَنْأَى جانِبَه عن خالِقه مُتَغانياً مُعْرضاً عن عبادته ودعائه وقيل نأَى بجانبه أَي تباعَدَ عن القبول قال ابن بري وقرأَ ابن عامر ناءَ بجانِبه على القلب وأَنشد أَقولُ وقد ناءتْ بها غُرْبَةُ النَّوَى نَوًى خَيْتَعُورٌ لا تَشِطُّ دِيارُكِ قال المنذري أَنشدني المبرد أَعاذِل إِنْ يُصْبِحْ صَدايَ بِقَفْرةٍ بَعِيداً نآني زائِرِي وقَريبي قال المبرد قوله نآني فيه وجهان أَحدهما أَنه بمعنى أَبعدني كقولك زِدْته فزاد ونقصته فنقص والوجه الآخر في نآني أَنه بمعنى نَأَى عني قال أَبو منصور وهذا القول هو المعروف الصحيح وقد قال الليث نأَيتُ الدمعَ عن خَدِّي بِإِصْبَعي نَأْياً وأَنشد إِذا ما التَقَيْنا سالَ مِنْ عَبَراتِنا شآبِيبُ يُنْأَى سَيْلُها بالأَصابِع قال والانْتِياء بوزن الابْتِغاء افتعال من النَّأْي والعرب تقول نأَى فلان عني يَنأَى إِذا بَعُد وناء عني بوزن باع على القلب ومثله رآني فلان بوزن رَعاني وراءني بوزن راعَني ومنهم من يُميل أَوَّله فيقول نأَى ورَأَى والنُّؤْي والنِّئْي والنَّأْيُ والنُّؤَى بفتح الهمزة على مثال النُّفَى الأَخيرة عن ثعلب الحَفِير حول الخِباء أَو الخَيْمة يَدْفَع عنها السيلَ يميناً وشمالاً ويُبْعِدُه قال ومُوقَدُ فِتْيَةٍ ونُؤَى رَمادٍ وأَشْذابُ الخِيامِ وقَد بَلِينا وقال عَليها مَوْقِدٌ ونُؤَى رَمادٍ والجمع أَنْآء ثم يقدّمون الهمزة فيقولون آناء على القلب مثل أَبْآرٍ وآبارٍ ونُؤُيٌّ على فُعُول ونِئِيٌّ تتبع الكسرة التهذيب النُّؤْي الحاجز حول الخيمة وفي الصحاح النُّؤْي حُفرة حول الخِباء لئلا يدخله ماء المطر وأَنْأَيْتُ الخِباء عملت له نُؤْياً ونَأَيْتُ النُّؤْيَ أَنْآه وأَنْأَيْتُه عملته وانْتأَى نُؤْياً اتخذه تقول منه نأَيْتُ نُؤْياً وأَنشد الخليل شَآبيبُ يُنأَى سيلُها بالأَصابع قال وكذلك انْتَأَيْتُ نُؤْياً والمُنْتَأَى مثله قال ذو الرمة ذَكَرْتَ فاهْتاجَ السَّقامُ المُضْمَرُ مَيّاً وشاقَتْكَ الرُّسُومُ الدُّثَّرُ آرِيُّها والمُنْتَأَى المُدَعْثَرُ وتقول إِذا أَمرت منه نَ نُؤْيَك أَي أَصْلِحْه فإِذا وقفت عليه قلت نَهْ مثل رَ زيداً فإِذا وقَفت عليه قلت رَهْ قال ابن بري هذا إِنما يصح إِذا قدَّرت فعلَه نأَيتُه أَنْآه فيكون المستقبل يَنْأَى ثم تخفف الهمزة على حدِّ يَرى فتقول نَ نُؤْيَك كما تقول رَ زيداً ويقال انْأَ نُؤيك كقولك انْعَ نُعْيَك إِذا أَمرته أَن يُسوِّي حولَ خِبائه نُؤياً مُطيفاً به كالطَّوْف يَصْرِفُ عنه ماء المطر والنُّهَيْر الذي دون النُّؤْي هو الأَتيُّ ومن ترك الهمز فيه قال نَ نُؤْيَك وللاثنين نَيا نُؤْيكما وللجماعة نَوْا نُؤْيَكم ويجمع نُؤْي الخِباء نُؤًى على فُعَلٍ وقد تَنَأْيْتُ نؤياً والمُنْتَأَى موضعه قال الطرماح مُنْتَأًى كالقَرْوِ رَهْنَ انْثِلامِ ومن قال النُّؤي الأَتِيُّ الذي هو دون الحاجز فقد غلط قال النابغة ونُؤْيٌ كَجِذْمِ الحَوْضِ أَثْلَمُ خاشِعُ فإِنما يَنْثَلِمُ الحاجزُ لا الأَتِيُّ وكذلك قوْله وسَفْع على آسٍ ونُؤْي مُعَثْلَب والمُعَثْلَبُ المَهْدُوم ولا يَنْهَدِم إِلا ما كان شاخصاً والمَنْأَى لغة في نؤي الدار وكذلك النِّئْيُ مثل نِعْيٍ ويجمع النُّؤْي نُؤْياناً بوزن نُعْياناً وأَنْآء

نبا
نَبا بصره عن الشيء نُبُوًّا ونُبِيّاً قال أَبو نخيلة لمَّا نَبَا بي صاحِبي نُبِيّا ونَبْوة مرة واحدة وفي حديث الأَحنف قَدِمْنا على عُمر معَ وفْد فَنَبَتْ عَيناه عنهم ووقعَتا عليَّ يقال نَبا عنه بَصَرهُ يَنْبُو أَي تَجافَى ولم ينظر إِليه كأَنه حَقَرَهم ولم يَرْفَع بهم رأْساً ونَبا السيفُ عن الضَّريبة نَبْواً ونَبْوة قال ابن سيده لا يراد بالنَّبْوة المرَّة الواحدة كَلَّ ولم يَحِكْ فيها ونَبا حَدُّ السيفِ إِذا لم يَقطع ونَبتْ صُورته قَبُحَت فلم تَقبلها العين ونَبا بهِ مَنْزِله لم يوافِقْه وكذلك فِراشُه قال وإِذا نَبا بِكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ ونَبَتْ بي تلك الأَرضُ أَي لم أَجد بها قَراراً ونَبا فلان عن فلان لم يَنْقَدْ له وفي حديث طلحة قال لعمر أنتَ ولِيُّ ما وَلِيتَ لا نَنْبُو في يديك أَي ننْقاد لك ولا نَمْتَنع عما تريد منا ونَبَا جَنْبِي عن الفِراش لم يَطْمئنّ عليه التهذيب نَبا الشيء عني يَنْبُو أَي تَجافَى وتَباعَد وأَنْبَيْتُه أَنا أَي دفعته عن نفسي وفي المثل الصِّدْقُ يُنْبي عنكَ لا الوعيدُ أَي أَنَّ الصِّدقَ يَدفَع عنك الغائلة في الحَرب دون التهْديد قال أَبو عبيد هو يُنْبي بغير همز قال ساعدة بن جُؤَيَّة صَبَّ اللَّهِيفُ لهَا السُّبُوبَ بِطَغْيةٍ تُنْبي العُقابَ كما يُلَطُّ المِجْنَبُ ويقال أَصله الهمز من الإِنباء أَي أَن الفِعل يُخبر عن حَقِيقتك لا القول ونَبا السَّهم عن الهَدَف نَبْواً قَصَّر ونَبا عن الشيء نَبْواً ونَبْوةً زايَلَه وإِذا لم يَسْتَمكِن السَّرْج أَو الرَّحْل من الظهر قيل نَبا وأَنشد عُذافِرُ يَنْبُو بأَحْنا القَتَب ابن بزرج أَكل الرَّجل أَكْلة إِنْ أَصْبَح منها لَنابياً ولقد نَبَوْت مِنْ أَكلة أَكلْتُها بقول سَمِنت منها وأَكل أَكْلة ظَهَر منها ظَهْرةً أَي سَمِنَ منها ونَبا بي فلان نَبْواً إِذا جَفاني ويقال فلان لا يَنْبُو في يديك إِن سأَلتَه أَي لا يَمْنَعُك ابن الأَعرابي والنابِيةُ القَوْس التي نَبَتْ عن وتَرها أَي تَجافَتْ والنَّبْوة الجَفْوةُ والنَّبْوةُ الإِقامة والنَّبْوةُ الارْتِفاع ابن سيده النَّبْوُ العُلُوُّ والارْتِفاعُ وقد نَبا والنَّبْوةُ والنَّباوَةُ والنبيُّ ما ارْتَفَع من الأَرض وفي الحديث فأُتِي بثلاثة قِرَصةٍ فَوُضعت على نَبيّ أَي على شيء مرتفع من الأَرض من النَّباوَة والنَّبْوةِ الشرَفِ المُرْتَفِع من الأَرض ومنه الحديث لا تُصلُّوا على النَّبيِّ أَي على الأَرض المرتفعة المُحْدَوْدِبةِ والنبيُّ العَلَم من أَعْلام الأَرض التي يُهتَدَى بها قال بعضهم ومنه اشتقاق النبيّ لأَنه أَرفع خلق الله وذلك لأَنه يهتدي به وقد تقدم ذكر النبي في الهمز وهم أَهل بيت النُّبُوَّة ابن السكيت النَّبيّ هو الذي أَنْبأَ عن الله فترك همزه قال وإِن أخذت النَّبيَّ من النَّبْوة والنَّباوةِ وهي الارتفاعُ من الأَرض لارْتِفاع قَدْره ولأَنه شُرِّف على سائر الخلق فأَصله غير الهمز وهو فَعِيل بمعنى مَفْعول وتصغيره نُبَيٌّ والجمع أَنْبِياء وأَما قول أَوس ابن حَجر يَرْثي فُضالةَ بن كَلْدةَ الأَسَدِيّ على السَّيِّدِ الصَّعْب لَو أَنَّه يَقُومُ على ذِرْوةِ الصَّاقِبِ لأَصْبَح رَتْماً دُقاقَ الحَصى مَكانَ النَّبيِّ من الكاثِبِ قال النَّبيُّ المكان المُرْتَفِعُ والكاثِبُ الرمل المجتمع وقيل النَّبيُّ ما نَبا من الحجارة إِذا نَجَلَتْها الحَوافِرُ ويقال الكاثِبُ جبل وحَوله رَوابٍ يقال لها النَّبيُّ الواحد نابٍ مثل غازٍ وغَزيٍّ يقول لو قام فُضالةُ على الصاقِب وهو جَبَل لذَلَّلَه وتَسَهَّل له حتى يصير كالرَّمْلِ الذي في الكاثب وقال ابن بري الصحيح في النَّبي ههنا أَنه اسم رمل معروف وقيل الكاثِبُ اسم قُنَّةٍ في الصاقِب وقيل يَقُومُ بمعنى يُقاوِمُ وفي حديث أَبي سلمة التَّبُوذَكيّ قال قال أَبو هِلال قال قَتادة ما كان بالبَصْرة رجل أَعْلَمُ من حُمَيْد بن هِلال غير أَنَّ النَّباوةَ أَضَرَّتْ به أَي طَلَبَ الشَّرَفِ والرِّياسةِ وحُرْمةَ التَّقَدُّم في العِلم أَضْرَّ به ويروى بالتاء والنون وقال الكسائي النَّبيُّ الطَّريقُ والأَنْبِياء طُرُق الهُدَى قال أَبو مُعاذ النحوي سمعت أَعرابيّاً يقول مَن يَدُلُّني على النَّبيِّ أَي على الطَّريق وقال الزجاج القراءة المجتمع عليها في النبيين والأَنبياء طرح الهمز وقد همز جماعة من أَهل المدينة جميع ما في القرآن من هذا واشتقاقه من نَبَّأَ وأَنْبَأَ أَي أَخبر قال والأَجود ترك الهمز لأَن الاستعمال يُوجب أَنَّ ما كان مهمُوزاً من فَعِيل فجمعه فُعَلاء مثل ظَريف وظُرَفاء فإِذا كان من ذوات الياء فجمعه أَفْعِلاء نحو غنيّ وأَغْنِياء ونَبيٍّ وأَنْبِياء بغير همز فإِذا هَمَزْت قلت نَبيء ونُبَآء كما تقول في الصحيح قال وقد جاءَ أَفعلاء في الصَّحيح وهو قليل قالوا خَمِيسٌ وأَخْمِساء ونَصِيبٌ وأَنْصِباء فيجوز أَن يكون نَبيّ من أَنبأْت مما ترك همزه لكثرة الاستعمال ويجوز أَن يكون من نَبا يَنْبُو إِذا ارتفع فيكون فَعِيلاً من الرِّفْعة وتَنَبَّى الكَذَّابُ إِذا ادَّعى النُّبُوَّة وليس بنَبيٍّ كما تنَبَّى مُسيْلِمة الكَذَّاب وغيره من الدَّجَّالِينَ المُتَنَبِّينَ والنَّباوةُ والنبيُّ الرَّمْل ونَباةُ مقصور موضع عن الأَخفش قال ساعدة بن جؤية فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ وغُودِرَ طافِياً ما بَيْنَ عَيْنَ إِلى نَباةَ الأَثْأَبُ وروي نَباتى وهو مذكور في موضعه ونُبَيٌّ مكان بالشام
( * قوله « ونبي مكان بالشام » كذا ضبط بالأصل مصغراً وفي ياقوت مكبراً وأوزد الشاهد كذلك وفيه أيضاً كخطوط السيح منسحل ) دون السِّرِّ قال القطامي لَمَّا وَرَدْنَ نُبَيّاً واسْتَتَبَّ بِنا مُسْحَنْفِرٌ كخُطوطِ النَّسْجِ مُنْسَحِلُ والنبيُّ موضع بعينه والنَّبَوانُ ماء بعينه قال شَرْجٌ رَواءٌ لَكُما وزُنْقُبُ والنَّبَوانُ قَصَبٌ مُثَقَّبُ يعني بالقَصب مَخارجَ ماء العيون ومُثَقَّب مفتوح بالماء والنَّباوةُ موضع بالطائف معروف وفي الحديث خَطَبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَوماً بالنَّباوة من الطائف والله أَعلم

نتا
نَتا الشيءُ نَتْواً ونُتُوًّا وَرِمَ ونَتا عُضْوٌ من أَعْضائه يَنْتُو نُتُوًّا فهو ناتٍ إِذا وَرِمَ بغير همز وقد تقدَّمَ أَيضاً في الهمز اللحياني تَحْقِرُه ويَنْتُو أَي تَسْتَصْغِره ويَعظم وقيل معناه تَحقِرُه ويَنْدَرِئُ عليك بالكلام قال يُضْرب هذا للذي ليس له ظاهر مَنْظَر وله باطِن مَخْبَر وقد تقدم في الهمز لأَنَّ هذا المثل يقال فيه يَنْتُو ويَنْتَأُ بهمز وبغير همز ابن الأَعرابي أَنْتَى إِذا تأَخر وأَنْتى إِذا كسَرَ أَنْفَ إِنسان فوَرَّمَه وأَنْتى إِذا وافَقَ شَكْلَه في الخَلْق والخُلُق مأْخوذ من التِّنِّ والنَّواتي المَلاَّحُون واحدهم نُوتِيٌّ

نثا
نَثا الحَديثَ والخَبر نَثْواً حَدَّث به وأَشاعَه وأَظْهَره وأَنشد ابن بري للخنساء قامَ يَنْثُو رَجْعَ أَخْباري وفي حديث أَبي ذر فجاءَ خالُنا فنَثا علينا الذي قيل له أَي أَظْهَرَه إِلينا وحَدَّثَنا به وفي حديث مازِنٍ وكُلُّكُمْ حين يُنثى عَيْبُنا فَطِن وفي حديث الدُّعاء يا مَن تُنْثى عنده بَواطِنُ الأَخبار والنَّثا ما أَخْبَرْتَ به عن الرجل من حَسَن أَو سَيِّء وتَثْنِيتُه نَثَوانِ ونَثَيانِ يقال فلان حسن النَّثا وقَبيح النِّثا ولا يشتق من النَّثا فعل قال أَبو منصور الذي قال إِنه لا يشتق من النَّثا فعل لم نعرفه وفي حديث ابن أَبي هالة في صفة مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تُنْثى فَلَتاتُه أَي لا تُشاعُ ولا تُذاعُ قال أَبو عبيد معناه لا يُتَحدَّث بتلك الفَلَتات يقال منه نَثَوْتُ الحديث أَنْثُوه نَثْواً والاسم منه النَّثا وقال أَحمد بن جَبَلة فيما أَخبر عنه ابن هاجَك معناه أَنه لم يكن لمجلسه فَلَتات فَتُنْثى قال والفَلَتاتُ السَّقَطات والزَّلاَّت ونَثا عليه قولاً أَخْبَر به عنه قال سيبويه نَثا يَنْثُو نَثاء ونَثاً كما قالوا بذا يَبْذُو بذاء وبَذاً ونَثَوْتُ الحديث ونَثَيْتُه والنَّثْوة الوَقِيعة في الناس والنَّثا في الكلام يُطْلق على القَبيح والحَسن يقال ما أَقبح نَثاه وما أَحسن نَثاه ابن الأَعرابي يقال أَنْثى إِذا قال خيراً أَو شرّاً وأَنثى إِذا اغْتاب والنَّاثي المُغْتابُ وقد نَثا يَنْثُو قال ابن الأَنباري سمعت أَبا العباس يقول النَّثا يكون للخير والشر يقال هو يَنْثو عليه ذُنُوبه ويكتب بالأَلف وأَنشد فاضِلٌ كامِلٌ جَمِيلٌ نَثاهُ أَرْيَحِيٌّ مُهَذَّبٌ مَنْصُورُ شمر يقال ما أَقْبَح نَثاه وقال قال ذلك ابن الأَعرابي ويقال هم يَتَناثَوْنَ الأَخبار أَي يُشِيعُونها ويَذْكُرونها ويقال القوم يَتَناثَوْن أَيامهم الماضِيةَ أَي يذكرونها وتَناثى القومُ قَبائحَهم أَي تَذاكَرُوها قال الفرزدق بما قد أَرى لَيْلى ولَيْلى مُقِيمَةٌ بهِ في جَمِيعٍ لا تُناثَى جَرائرُهْ الجوهري النَّثا مقصور مثل الثَّنا إِلا أَنه في الخير والشر والثَّنا في الخير خاصة وأَنْثَى الرجلُ إِذا أَنِفَ من الشيء إِنْثاءً ونَثا الشيءَ يَنْثُوه فهو نَثِيٌّ ومَنْثِيٌّ أَعادَه والنَّثِيُّ والنَّفِيُّ ما نَثاه الرِّشاء من الماء عند الاستقاء وليس أَحدهما بدلاً عن الآخر بل هما أَصلان لأَنَّا نَجِد لكل واحد منهما أَصلاً نردّه إِليه واشتقاقاً نحمله عليه فأَما نَثِيٌّ فَفَعِيل من نَثا الشيءَ يَنْثُوه إِذا أَذاعَه وفَرَّقَه لأَن الرِّشاء يُفَرِّقه ويَنْشُره قال ولام الفعل واو لأَنها لام نَثَوْتُ بمنزلة سَرِيٍّ وقَصِيٍّ والنَّفِيُّ فَعِيل من نَفَيْتُ لأَنَّ الرِّشاء يَنْفِيه ولامه ياء بمنزلة رَمِيٍّ وعَصِيٍّ قال ابن جني وقد يجوز أَن تكون الفاء بدلاً من الثاء ويؤنسك لنحو ذلك إِجْماعُهم في بيت امْرئ القيس ومَرَّ على القَنانِ منْ نَفَيانِه فأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كلِّ مَنْزِلِ فإِنهم أَجمعوا على الفاءِ قال ولم نسمعهم قالوا نَثَيانِه والنُّثاءَة ممدود موضع بعينه قال ابن سيده وإِنما قضينا بأَنها ياء لأَنها لام ولم نجعله من الهمز لعدم ن ث ء والله أَعلم

نجا
النَّجاءُ الخَلاص من الشيء نَجا يَنْجُو نَجْواً ونَجاءً ممدود ونَجاةً مقصور ونَجَّى واسْتنجى كنَجا قال الراعي فإِلاَّ تَنَلْني منْ يَزيدَ كَرامةٌ أُنَجِّ وأُصْبحْ من قُرى الشام خالِيا وقال أَبو زُبيد الطائي أَمِ اللَّيْثُ فاسْتَنْجُوا وأَينَ نَجاؤُكُمْ ؟ فَهذا ورَبِّ الرَّاقِصاتِ المُزَعْفَرُ ونَجَوْت من كذا والصِّدْقُ مَنْجاةٌ وأَنْجَيْتُ غيري ونجَّيْته وقرئَ بهما قوله تعالى فاليوم نُنَجِّيك ببَدَنِكَ المعنى نُنَجِّيك لا بفِعْل بل نُهْلِكُكَ فأَضْمَر قوله لا بفِعْل قال ابن بري قوله لا بفعل يريد أَنه إِذا نجا الإِنسان ببدنه على الماء بلا فعل فإِنه هالك لأَنه لم يَفعل طَفْوَه على الماء وإِنما يطفُو على الماءِ حيّاً بفعله إِذا كان حاذقاً بالعَوْم ونَجَّاهُ الله وأَنْجاه وفي التنزيل العزيز وكذلك نُنْجِي المؤمنين وأَما قراءَة من قرأَ وكذلك نُجِّي المؤْمِنين فليس على إِقامة المصدر موضع الفاعل ونصب المفعول الصريح لأَنه على حذف أَحد نوني تُنْجِي كما حذف ما بعد حرف المضارعة في قول الله عز وجل تذَكَّرُون أَي تَتَذَكَّرون ويشهد بذلك أَيضاً سكون لام نُجِّي ولو كان ماضياً لانفتحت اللام إِلا في الضرورة وعليه قول المُثَقَّب لِمَنْ ظُعُنٌ تَطالَعُ مِن صُنَيْبٍ ؟ فما خَرَجتْ مِن الوادي لِحِينِ
( * قوله « صنيب » هو هكذا في الأصل والمحكم مضبوطاً )
أَي تتَطالَع فحذف الثانية على ما مضى ونجَوْت به ونَجَوْتُه وقول الهذلي نَجا عامِرٌ والنَّفْسُ مِنه بشِدْقِه ولم يَنْجُ إِلاَّ جَفْنَ سَيْفٍ ومِئْزَرا أَراد إِلاَّ بجَفْنِ سَيفٍ فحذف وأَوْصل أَبو العباس في قوله تعالى إِنّا مُنَجُّوكَ وأَهْلَك أَي نُخَلِّصُك من العذاب وأَهْلَك واستَنْجى منه حاجته تخَلَّصها عن ابن الأَعرابي وانتَجى مَتاعَه تَخلَّصه وسَلبَه عن ثعلب ومعنى نجَوْت الشيء في اللغة خَلَّصته وأَلْقَيْته والنَّجْوةُ والنَّجاةُ ما ارتفَع من الأَرض فلم يَعْلُه السَّيلُ فظننته نَجاءَك والجمع نِجاءٌ وقوله تعالى فاليوم نُنَجِّيك ببَدَنِك أَي نجعلك فوق نَجْوةٍ من الأَرض فنُظْهِرك أَو نُلْقِيك عليها لتُعْرَفَ لأَنه قال ببدنك ولم يقل برُوحِك قال الزجاج معناه نُلْقِيكَ عُرياناً لتكون لمن خَلْفَك عِبْرَةً أَبو زيد والنَّجْوةُ المَكان المُرْتَفِع الذي تَظُنُّ أَنه نجاؤك ابن شميل يقال للوادِي نَجْوة وللجبل نَجْوةٌ فأَما نَجْوة الوادي فسَنداه جميعاً مُستَقِيماً ومُسْتَلْقِياً كلُّ سَنَدٍ نَجْوةٌ وكذلك هو من الأَكَمةِ وكلُّ سَنَدٍ مُشْرِفٍ لا يعلوه السيل فهو نَجْوة لأَنه لا يكون فيه سَيْل أَبداً ونَجْوةُ الجبَل مَنْبِتُ البَقْل والنَّجاةُ هي النَّجْوة من الأَرض لا يَعلوها السيل قال الشاعر فأَصُونُ عِرْضِي أَنْ يُنالَ بنَجْوةٍ إِنَّ البَرِيَّ مِن الهَناةِ سَعِيدُ وقال زُهَير بن أَبي سُلْمى أَلم تَرَيا النُّعمانَ كان بنَجْوةٍ مِنَ الشَّرِّ لو أَنَّ امْرَأً كان ناجِيا ؟ ويقال نَجَّى فلان أَرضَه تَنْجِيةً إِذا كبَسها مخافة الغَرَقِ ابن الأَعرابي أَنْجى عَرِقَ وأَنْجى إِذا شَلَّح يقال للِّصِّ مُشَلِّح لأَنه يُعَرِّي الإِنسانَ من ثيابه وأَنْجى كشَفَ الجُلَّ عن ظهر فرسه أَبو حنيفة المَنْجى المَوْضع الذي لا يَبْلُغه السيلُ والنَّجاء السُّرْعةُ في السير وقد نَجا نَجاء ممدود وهو يَنْجُو في السُّرْعة نَجاء وهو ناجٍ سَريعٌ ونَجَوْتُ نَجاء أَي أَسرَعْتُ وسَبَقْتُ وقالوا النَّجاء النَّجاء والنَّجا النَّجا فمدّوا وقَضَرُوا قال الشاعر إِذا أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنَّجا النَّجا وقالوا النَّجاكَ فأَدخلوا الكاف للتخصيص بالخطاب ولا موضع لها من الإِعراب لأَن الأَلف واللام مُعاقِبة للإِضافة فثبت أَنها ككاف ذلك وأَرَيْتُك زيداً أَبو من هو وفي الحديث وأَنا النَّذِيرُ العُرْيان فالنَّجاء النَّجاء أَي انْجُوا بأَنفسكم وهو مصدر منصوب بفعل مضمر أَي انْجُوا النَّجاء والنَّجاءُ السُّرعة وفي الحديث إِنما يأْخذ الذِّئْبُ القاصِيةَ والشاذَّة الناجِيةَ أَي السريعة قال ابن الأَثير هكذا روي عن الحربي بالجيم وفي الحديث أَتَوْكَ على قُلُصٍ نَواجٍ أَي مُسْرِعاتٍ وناقة ناجِيةٌ ونَجاة سريعة وقيل تَقطع الأَرض بسيرها ولا يُوصف بذلك البعير الجوهري الناجِيةُ والنَّجاة الناقة السريعة تنجو بمن ركبها قال والبَعير ناجٍ وقال أَيّ قَلُوصِ راكِبٍ تَراها ناجِيةً وناجِياً أَباها وقول الأَعشى تَقْطَعُ الأَمْعَزَ المُكَوْكِبَ وخْداً بِنَواجٍ سَرِيعةِ الإِيغالِ أَي بقوائمَ سِراعٍ واسْتَنْجَى أَي أَسْرَعَ وفي الحديث إِذا سافَرْتُمْ في الجَدْب فاسْتَنْجُوا معناه أَسْرِعُوا السيرَ وانْجُوا ويقال للقوم إِذا انهزموا قد اسْتَنْجَوْا ومنه قول لقمان بن عاد أَوَّلُنا إِذا نَجَوْنا وآخِرُنا إِذا اسْتَنْجَيْنا أَي هو حامِيَتُنا إِذا انْهَزَمْنا يَدفع عنَّا والنَّجْوُ السَّحاب الذي قد هَراقَ ماءه ثم مَضَى وقيل هو السحاب أَوَّل ما يَنشأُ والجمع نِجاء ونُجُوٌّ قال جميل أَليسَ مِنَ الشَّقاءِ وَجِيبُ قَلْبي وإِيضاعي الهُمُومَ مع النُّجُوِّ فأَحْزَنُ أَنْ تَكُونَ على صَدِيقٍ وأَفْرَحُ أَن تكون على عَدُوِّ يقول نحن نَنْتَجِعُ الغَيْثَ فإِذا كانت على صدِيقٍ حَزِنْت لأَني لا أُصيب ثَمَّ بُثَيْنَة دعا لها بالسُّقْيا وأَنْجَتِ السحابةُ وَلَّتْ وحكي عن أَبي عبيد أَين أَنْجَتْكَ السماء أَي أَينَ أَمطَرَتْكَ وأُنْجِيناها بمكان كذا وكذا أَي أُمْطِرْناها ونَجْوُ السبُع جَعْره والنَّجُوُ ما يخرج من البطن من ريح وغائط وقد نَجا الإِنسانُ والكلبُ نَجْواً والاسْتِنْجاء الاغتسال بالماء من النَّجْوِ والتَّمَسُّحُ بالحجارة منه وقال كراع هو قطع الأَذَى بأَيِّهما كان واسْتَنْجَيْتُ بالماءِ والحجارة أَي تَطَهَّرْت بها الكسائي جلَست على الغائط فما أَنْجَيْتُ الزجاج يقال ما أَنْجَى فلان شيئاً وما نَجا منذ أَيام أَي لم يأْتِ الغائطَ والاسْتِنجاء التَّنَظُّف بمدَر أَو ماء واسْتَنجَى أَي مسح موضع النَّجْو أَو غَسَله ويقال أَنْجَى أَي أَحدَث وشرب دَواء فما أَنْجاه أَي ما أَقامه الأَصمعي أَنْجَى فلان إِذا جلس على الغائط يَتَغَوَّط ويقال أَنْجَى الغائطُ نَفْسُه يَنجُو وفي الصحاح نَجا الغائطُ نَفْسُه وقال بعض العرب أَقلُّ الطعامِ نَجْواً اللَّحم والنَّجْوُ العَذِرة نَفْسُه واسْتَنْجَيتُ النخلةَ إِذا أَلقَطْتَها وفي الصحاح إِذا لقطتَ رُطبَها وفي حديث ابن سلام وإِني لَفِي عَذْقٍ أُنْجِي منه رُطَباً أَي أَلتَقِطُ وفي رواية أَسْتَنجِي منه بمعناه وأَنْجَيْت قَضِيباً من الشجرة فَقَطَعْتُه واسْتَنْجَيْت الشجرةَ قَطَعْتُها من أَصلها ونَجا غُصونَ الشجرة نَجْواً واسْتَنجاها قَطَعها قال شمر وأُرى الاسْتِنْجاءَ في الوُضوء من هذا لِقَطْعِه العَذِرةَ بالماءِ وأَنْجَيت غيري واسْتَنجَيت الشجر قطعته من أُصوله وأَنْجَيْتُ قضيباً من الشجر أَي قطعت وشجرة جَيِّدة النَّجا أَي العود والنَّجا العصا وكله من القطع وقال أَبو حنيفة النَّجا الغُصونُ واحدته نَجاةٌ وفُلان في أَرضِ نَجاةٍ يَسْتَنجِي من شجرها العِصِيَّ والقِسِيَّ وأَنْجِني غُصناً من هذه الشجرة أَي اقْطَعْ لي منها غُصْناً والنَّجا عِيدانُ الهَوْدَج ونَجَوْتُ الوَتَر واسْتَنجَيتُه إِذا خَلَّصته واسْتَنجَى الجازِرُ وتَرَ المَتْنِ قَطَعه قال عبد الرحمن بن حسان فَتَبازَتْ فَتَبازَخْتُ لهَا جِلْسةَ الجازِرِ يَسْتَنْجِي الوَتَرْ ويروى جِلْسةَ الأَعْسَرِ الجوهري اسْتَنجَى الوَتَر أَي مدّ القوس وأَنشد بيت عبد الرحمن بن حسان قال وأَصله الذي يَتَّخذ أَوْتارَ القِسِيّ لأَنه يُخرج ما في المَصارِين من النَّجْو وفي حديث بئر بُضاعةَ تُلقَى فيها المَحايِضُ وما يُنْجِي الناسُ أَي يُلقُونه من العذرة قال ابن الأَثير يقال منه أَنْجَى يُنْجِي إِذا أَلقَى نَجْوه ونَجا وأَنْجَى إِذا قَضَى حاجته منه والاسْتِنجاءُ اسْتِخْراج النَّجْو من البطن وقيل هو إِزالته عن بدنه بالغَسْل والمَسْح وقيل هو من نَجَوْت الشجرة وأَنْجَيتها إِذا قطعتها كأَنه قَطَعَ الأَذَى عن نفسه وقيل هو من النَّجوة وهو ما ارْتَفع من الأَرض كأَنه يَطلُبها ليجلس تحتها ومنه حديث عمرو بن العاص قيل له في مرضه كيفَ تجِدُك ؟ قال أَجِدُ نَجْوِي أَكثرَ مِن رُزْئى أَي ما يخرج مني أَكثَرَ مما يدخل والنَّجا مقصور من قولك نَجَوْتُ جِلدَ البعير عنه وأَنْجَيتُه إِذا سَلَخْتَه ونَجا جِلدَ البعير والناقةِ نَجْواً ونَجاً وأَنْجاه كشَطَه عنه والنَّجْوُ والنَّجا اسم المَنْجُوّ قال يخاطب ضَيْفَينِ طَرَقاه فقُلْتُ انْجُوَا عنها نَجا الجِلدِ إِنَّه سَيُرْضِيكما مِنها سَنامٌ وغارِبُهْ قال الفراء أَضافَ النَّجا إِلى الجِلد لأَن العرب تُضيف الشيء إِلى نفسه إِذا اختلف اللفظان كقوله تعالى حَقُّ اليَقِينِ ولدارُ الآخرةِ والجِلدُ نَجاً مقصور أَيضاً قال ابن بري ومثله ليزيد بن الحكم تُفاوضُ مَنْ أَطْوِي طَوَى الكَشْحِ دُونه ومِنْ دُونِ مَنْ صافَيْتُه أَنتَ مُنْطَوِي قال ويُقَوِّي قول الفراء بعد البيت قولهم عِرْقُ النَّسا وحَبْل الوَرِيد وثابت قُطْنةَ وسعِيد كُرْزٍ وقال علي بن حمزة يقال نَجَوْت جِلدَ البعير ولا يقال سَلَخته وكذلك قال أَبو زيد قال ولا يقال سَلَخته إِلا في عُنُقه خاصة دون سائر جسده وقال ابن السكيت في آخر كتابه إِصلاح المنطق جَلَّدَ جَزُوره ولا يقال سَلَخه الزجاجي النَّجا ما سُلخ عن الشاة أَو البعير والنَّجا أَيضاً ما أُلقي عن الرَّجل من اللباس التهذيب يقال نَجَوْت الجِلد إِذا أَلقَيْته عن البعير وغيره وقيل أَصل هذا كله من النَّجْوة وهو ما ارْتَفع من الأَرض وقيل إِن الاستِنْجاء من الحَدث مأْخوذ من هذا لأَنه إِذا أَراد قضاء الحاجة استتر بنَجْوةٍ من الأَرض قال عبيد فَمَنْ بِنَجْوَتِه كمَنْ بِعَقْوته والمُستَكِنُّ كمَنْ يَمْشِي بقِرواحِ ابن الأَعرابي بَيْني وبين فلان نَجاوةٌ من الأَرض أَي سَعة الفراء نَجَوْتُ الدَّواءَ شَربته وقال إِنما كنت أَسمع من الدواء ما أَنْجَيْته ونَجَوْتُ الجِلد وأَنْجَيْتُه ابن الأَعرابي أَنْجاني الدَّواءُ أَقْعدَني ونَجا فلان يَنْجُو إِذا أَحْدَث ذَنْباً أَو غير ذلك ونَجاهُ نَجْواً ونَجْوى سارَّه والنَّجْوى والنَّجِيُّ السِّرُّ والنَّجْوُ السِّرُّ بين اثنين يقال نَجَوْتُه نَجْواً أَي سارَرْته وكذلك ناجَيْتُه والاسم النَّجْوى وقال فبِتُّ أَنْجُو بها نَفْساً تُكَلِّفُني ما لا يَهُمُّ به الجَثَّامةُ الوَرَعُ وفي التنزيل العزيز وإِذ هُم نَجْوَى فجعلهم هم النَّجْوى وإِنما النَّجْوى فِعلهم كما تقول قوم رِضاً وإِنما رِضاً فِعْلهم والنَّجِيُّ على فَعِيل الذي تُسارُّه والجمع الأَنْجِيَة قال الأَخفش وقد يكون النَّجِيُّ جَماعة مثل الصدِيق قال الله تعالى خَلَصُوا نَجِيّاً قال الفراء وقد يكون النَّجِيُّ والنَّجْوى اسماً ومصدراً وفي حديث الدُّعاء اللهم بمُحمد نبيِّك وبمُوسى نَجِيَّك هو المُناجِي المُخاطِب للإِنسان والمحدِّث له وقد تنَاجَيا مُناجاة وانْتِجاء وفي الحديث لا يَتناجى اثنان دون الثالث وفي رواية لا يَنْتَجِي اثنان دون صاحبهما أَي لا يَتَسارَران مُنْفَردَيْن عنه لأَن ذلك يَسوءُه وفي حديث علي كرم الله وجهه دعاهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومَ الطائف فانْتَجاه فقال الناسُ لقد طالَ نَجْواهُ فقال ما انْتَجَيْتُه ولكنَّ اللهَ انْتَجاه أَي أَمَرَني أَن أُناجِيه وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قيل له ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في النَّجْوى ؟ يُريد مناجاةَ الله تعالى للعبد يوم القيامة وفي حديث الشعبي إِذا عَظُمت الحَلْقة فهي بِذاء ونِجاء أَي مُناجاة يعني يكثر فيها ذلك والنَّجْوى والنَّجِيُّ المُتسارُّون وفي التنزيل العزيز وإِذ هم نَجْوى قال هذا في معنى المصدر وإِذْ هم ذوو نَجْوى والنَّجْوى اسم للمصدر وقوله تعالى ما يكون من نَجْوى ثلاثة يكون على الصفة والإِضافة وناجى الرجلَ مُناجاةً ونِجاءً سارَّه وانْتَجى القومُ وتَناجَوْا تَسارُّوا وأَنشد ابن بري قالت جَواري الحَيِّ لَمَّا جِينا وهنَّ يَلْعَبْنَ ويَنْتَجِينا ما لِمَطايا القَوْمِ قد وَجِينا ؟ والنَّجِيُّ المُتناجون وفلان نجِيُّ فلان أَي يناجيه دون من سواه وفي التزيل العزيز فلما استَيْأَسُوا منه خَلَصُوا نَجِيّاً أَي اعتزلوا مُتَناجين والجمع أَنْجِيةٌ قال وما نَطَقُوا بأَنْجِيةِ الخُصومِ وقال سُحَيْم بن وَثِيل اليَرْبُوعِي إِني إِذا ما القَوْمُ كانوا أَنْجِيَهْ واضْطرب القَوْمُ اضْطرابَ الأَرْشِيَهْ هُناكِ أَوْصِيني ولا تُوصي بِيَهْ قال ابن بري حكى القاضي الجرجاني عن الأَصمعي وغيره أَنه يصف قوماً أَتعبهم السير والسفر فرقدوا على رِكابهم واضطربوا عليها وشُدَّ بعضهم على ناقته حِذارَ سقوطه من عليها وقيل إِنما ضربه مثلاً لنزول الأَمر المهمّ وبخط علي بن حمزة هُناكِ بكسر الكاف وبخطه أَيضاً أَوْصِيني ولا تُوصِي بإِثبات الياء لأَنه يخاطب مؤنثاً وروي عن أَبي العباس أَنه يرويه واخْتَلَفَ القومُ اخْتلافَ الأَرْشِيَهْ قال وهو الأَشهر في الرواية وروي أَيضاً والتَبَسَ القومُ التِباسَ الأرشيه ورواه الزجاج واختلف القول وأَنشد ابن بري لسحيم أَيضاً قالتْ نِساؤُهم والقومُ أَنْجيةٌ يُعْدَى عليها كما يُعْدى على النّعَمِ قال أَبو إِسحق نجِيُّ لفظ واحد في معنى جميع وكذلك قوله تعالى وإِذ هم نَجْوَى ويجوز قومٌ نَجِيٌّ وقومٌ أَنْجِيةٌ وقومٌ نَجْوى وانْتَجاه إِذا اختصَّه بمُناجاته ونَجَوْتُ الرجل أَنْجُوه إِذا ناجَيْتَه وفي التنزيل العزيز لا خَيْرَ في كثير من نَجْواهم قال أَبو إِسحق معنى النَّجْوى في الكلام ما يَنْفَرِد به الجماعة والاثنان سِرّاً كان أَو ظاهراً وقوله أَنشده ثعلب يَخْرُجْنَ منْ نَجِيِّه للشاطي فسره فقال نجِيُّه هنا صوته وإِنما يصف حادياً سَوَّاقاً مُصَوِّتاً ونَجاه نكَهه ونجوْت فلاناً إِذا استَنْكَهْته قال نَجَوْتُ مُجالِداً فوَجَدْتُ منه كريح الكلب ماتَ حَديثَ عَهْدِ فقُلْتُ له مَتى استَحْدَثْتَ هذا ؟ فقال أَصابَني في جَوْفِ مَهْدي وروى الفراء أَن الكسائي أَنشده أَقولُ لِصاحِبَيَّ وقد بَدا لي مَعالمُ مِنْهُما وهُما نَجِيَّا أَراد نَجِيَّانِ فحذف النون قال الفراء أَي هما بموضع نَجْوَى فنصب نَجِيّاً على مذهب الصفة وأَنْجَت النخلة فأَجْنَتْ حكاه أَبو حنيفة واستَنْجى الناسُ في كل وجه أَصابُوا الرُّطب وقيل أَكلوا الرطب قال وقال غير الأَصمعي كل اجْتِناءٍ استِنْجاءٌ يقال نَجوْتُك إِياه وأَنشد ولقَدْ نَجَوْتُك أَكْمُؤاً وعَساقِلاً ولقد نَهَيْتُك عن بَناتِ الأَوْبَرِ والرواية المعروفة جَنيْتُك وهو مذكور في موضعه والنُّجَواءُ التَّمَطِّي مثل المُطَواء وقال شبيب بن البرْصاء وهَمٌّ تأْخُذُ النجَواء مِنه يُعَلُّ بصالِبٍ أَو بالمُلالِ قال ابن بري صوابه النُّحَواء بحاء غير معجمة وهي الرِّعْدة قال وكذلك ذكره ابن السكيت عن أَبي عمرو بن العلاء وابن ولاَّد وأَبو عمرو الشيباني وغيره والمُلالُ حرارة الحمَّى التي ليست بصالبٍ وقال المُهَلَّبي يروى يُعَكُّ بصالِبٍ وناجِيةُ اسم وبنو ناجيةَ قبيلة حكاها سيبويه الجوهري بنو ناجيةَ قوم من العرب والنسبة إِليهم ناجِيٌّ حذف منه الهاء والياء والله أَعلم

نحا
الأَزهري ثبت عن أَهل يُونانَ فيما يَذْكُر المُتَرْجِمُون العارِفُون بلسانهم ولغتهم أَنهم يسمون عِلْمَ الأَلفاظ والعِنايةَ بالبحثْ عنه نَحْواً ويقولون كان فلان من النَّحْوِيينَ ولذلك سُمي يُوحنَّا الإِسكَنْدَرانيُّ يَحْيَى النَّحْوِيَّ للذي كان حصل له من المعرفة بلغة اليُونانِيِّين والنَّحْوُ إِعراب الكلام العربي والنَّحْوُ القَصدُ والطَّرِيقُ يكون ظرفاً ويكون اسماً نَحاه يَنْحُوه ويَنْحاه نَحْواً وانْتَحاه ونَحْوُ العربية منه إِنما هو انتِحاء سَمْتِ كلام العرب في تَصَرُّفه من إِعراب وغيره كالتثنية والجمع والتحقير والتكبير والإِضافة والنسب وغير ذلك ليَلْحَق مَن ليس من أَهل اللغة العربية بأَهلها في الفصاحة فيَنطِق بها وإِن لم يكن منهم أَو إِن شَذَّ بعضهم عنها رُدَّ به إِليها وهو في الأَصل مصدر شائع أَي نَحَوْتُ نَحْواً كقولك قَصَدْت قَصْداً ثم خُص به انْتِحاء هذا القَبيل من العلم كما أَن الفِقه في الأَصل مصدر فَقِهْت الشيء أَي عَرَفته ثم خُص به علم الشريعة من التحليل والتحريم وكما أَن بيت الله عز وجل خُص به الكعبة وإن كانت البيوت كلها لله عز وجل قال ابن سيده وله نظائر في قصر ما كان شائعاً في جنسه على أَحد أَنواعه وقد استعملته العرب ظَرْفاً وأَصله المصدر وأَنشد أَبو الحسن تَرْمِي الأَماعِيزَ بمُجْمَراتِ بأَرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ يَحْدُو بها كلُّ فَتًى هَيّاتٍ وهُنَّ نَحْوَ البيتِ عامِداتِ والجمع أَنْحاء ونُحُوٌّ قال سيبويه شبهوها بعُتُوٍّ وهذا قليل وفي بعض كلام العرب إِنَّكم لَتَنْظُرون في نُحُوٍّ كثيرة أَي في ضُروب من النَّحو شبهها بعُتُوٍّ والوجه في مثل هذه الواوات إِذا جاءت في جمعٍ الياءُ كقولهم في جمع ثَدْي ثُدِيٌّ وعُصِيٌّ وحُقِيٌّ الجوهري يقال نَحَوْتُ نَحْوَك أَي قَصَدْتُ قَصْدَك التهذيب وبَلَغنا أَنّ أَبا الأَسود الدُّؤليَّ وضع وجُوه العربية وقال للناس انْحُوا نحْوه فسمي نَحْواً ابن السكيت نَحا نَحْوَه إِذا قصده ونَحا الشيءَ يَنْهاه ويَنْحُوه إِذا حَرَّفه ومنه سمي النَّحْوِيُّ لأَنه يُحرّف الكلام إِلى وجوه الإِعراب ابن بزرج نَحَوْت الشيء أَمَمْتُه أَنْحُوه وأَنْحاه ونَحَّيْتُ الشيء
( * قوله « ونحيت الشيء » كذا في الأصل مضبوطاً وفي التهذيب نحيت عن الشيء بشد الحاء وزيادة عن ) ونَحَوْته وأَنشد فلم يَبْقَ إِلاَّ أَن تَرَى في مَحَلِّه رَماداً نَحَتْ عنه السُّيولَ جَنادِلُهْ ورجل ناحٍ من قوم نُحاةٍ نَحْوِيٌّ وكأَنَّ هذا إِنما هو على النسب كقولك تامرٌ ولابِنٌ الليث النَّحْوُ القَصْدُ نَحْوَ الشيء وأَنْحَىْ عليه وانْتَحَى عليه إِذا اعتمد عليه ابن الأَعرابي أَنْحَى ونَحَى وانْتَحَى أَي اعْتَمَدَ على الشيء وانْتَحَى له وتَنَحَّى له اعتمد وتَنَحَّى له بمعنى نَحا له وانْتَحَى وأَنشد تَنحَّى له عَمْرٌو فَشَكَّ ضُلُوعَه بِمُدْرَنْفِقِ الخَلْجاء والنَّقْعُ ساطِعُ وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أَنه رأْى رجلاً تَنحَّى في سُجُوده فقال لا تَشِينَنَّ صُورَتَكَ قال شمر الانْتحاء في السجود الاعْتِمادُ على الجبهة والأَنف حتى يُؤثِّر فيهما ذلك الأَزهري في ترجمة ترح ابن مُناذر التَّرَحُ الهَبوط
( * قوله « الترح الهبوط إلخ » هذا الضبط هو الصواب كما ضبط في مادة ترح من التكملة وتقدم ضبط الهبوط بالضم وانتحى بضم التاء في ترح من اللسان خطأ ) وأَنشد كأَنَّ جَرْسَ القَتَبِ المُضَبَّبِ إِذا انْتَحَى بالتَّرَحِ المُصَوَّبِ قال الانْتِحاء أَن يَسْقُط هكذا وقال بيده بعضُها فوق بعض وهو في السجود أَن يسقط جبينه إِلى الأَرض ويشدَّه ولا يعتمد على راحتيه ولكن يعتمد على جبينه قال الأَزهري حكى شمر هذا عن عبد الصمد بن حسان عن بعض العرب قال شمر وكنت سأَلت ابن مناذر عن الانتحاء في السجود فلم يعرفه قال فذكرت له ما سمعت فدَعا بدواته فكتبه بيده وانْتَحَيْت لفلان أَي عَرَضْت له وفي حديث حرام بن مِلْحان فانْتَحَى له عامر بن الطُّفَيل فقَتَله أَي عَرَضَ له وقَصَد وفي الحديث فانْتَحاه رَبيعَةُ أَي اعْتَمَدَه بالكلام وقَصَده وفي حديث الخضر عليه السلام وتَنَحِّى له أَي اعْتَمَد خَرْقَ السًّفينةِ وفي حديث عائشة رضي الله عنها فلم أَنْشَبْ حتى أَنْحَيْتُ عليها وقال ابن الأثير هكذا جاء في رواية والمشهور بالثاء المثلثة والخاء المعجمة والنون وفي حديث الحسن قد تَنحَّى في بُرْنُسِه وقامَ الليلَ في حِنْدِسِه أَي تَعَمَّدَ العِبادة وتوجَّه لها وصار في ناحِيتها وتَجَنَّب الناس وصار في ناحية منهم وأَنْحَيْتُ على حَلقه السِّكين أَي عَرَضْتُ وأَنشد ابن بري أَنْحَى على وَدَجَيْ أُنْثَى مُرَهَّفةً مَشْحُوذةً وكذاكَ الإثْمُ يُقْتَرَفْ وأََنْحَى عليه ضرباً أَقبَلَ وأَنْحَى له السِّلاح ضَرَبه بها أَو طَعَنَه أَو رَماه وأَنْحَى له بِسَهْم أَو غيره من السلاح وتَنَحَّى وانْتَحى اعْتَمَدَ يقال انْتَحَى له بسهم ونَحا عليه بشُفْرته ونحا له بسهم ونحا الرَّجل وانْتَحَى مالَ على أَحد شِقَّيْهِ أَو انْحَنى في قَوْسِه وأَنْحَى في سَيره أَي اعْتَمَد على الجانب الأَيسر قال الأَصمعي الانتحاء في السير الاعْتماد على الجانب الأَيسر ثم صار الاعتماد في كل وجه قال رؤبة مُنْتَحِياً مِنْ نَحْوِه على وُفَقْ ابن سيده والانْتِحاءُ اعْتِمادُ الإِبل في سيرها على الجانب الأَيسر ثم صار الانْتِحار المَيلُ والاعْتماد في كل وجه وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير إذا ما انْتحاهُنَّ شُؤْبُوبُه أَي اعْتَمَدهن ونَحَوْتُ بَصَرِي إليه أَي صرَفْت ونَحا إليه بصَره يَنْحُوه ويَنْحاه صرَفه وأَنْحَيْتُ إليه بصَري عَدَلْتُه وقول طريف العبسي نَحاهُ لِلَحْدٍ زبْرِقانُ وحرِثٌ وفي الأَرض لِلأَقْوامِ بَعْدَكَ غُولُ أَي صَيَّرا هذا الميت في ناحية القبر ونَحَيْتُ بَصَري إليه صَرَفْته التهذيب شمر انْتَحى لي ذلك الشيءُ إذا اعتَرَض له واعتمدَه وأَنشد للأَخطل وأَهْجُرْكَ هِجْراناً جَمِيلاً ويَنْتَحي لنا من لَيالِينا العَوارِمِ أَوَّلُ قال ابن الأَعرابي يَنْتَحي لنا يَعودُ لنا والعَوارِمُ القِباحُ ونَحَى الرجلَ صَرَفَه قال العجاج لقد نَحَاهُم جَدُّنا والناحي ابن سيده والنُّحَواء الرِّعْدة وهي أَيضاً التَّمَطِّي قال شَبِيب بن البَرْصاء وهَمٌّ تأْخُذُ النُّحَواءُ منه يُعَلُّ بصالِبٍ أَو بالمُلالِ وانْتَحى في الشيء جَدَّ وانتحى الفرَس في جَرْيه أَي جَدَّ والنَّحْيُ والنَّحْيُ والنَّحَى الزِّقُّ وقيل هو ما كان للسمْن خاصة الأَزهري النِّحْيُ عند العرب الزِّقُ الذي فيه السمن خاصة وكذلك قال الأصمعي وغيره النحي الزق الذي يجعل فيه السمن خاصة ومنه قِصَّةُ ذاتِ النِّحْيَيْنِ المَثَلِ المشهور أَشْغَلُ مِن ذاتِ النِّحَيَيْن وهي امرأَة من تَيْمِ الله بن ثعْلَبةَ وكانت تَبِيع السمن في الجاهلية فأَتى خَوَّاتُ بن جُبَيْر الأَنصاري يَبتاع منها سَمناً فساوَمَها
فحلَّت نِحْياً مَمْلُوءاً فقال أَمْسِكِيه حتى أَنظر غيره ثم حلَّ آخر
وقال لها أَمسكيه فلما شَغل يديها ساوَرَها حتى قَضى ما أَراد وهرَب
فقال في ذلك
وذاتِ عِيالٍ واثقِينَ بِعَقْلِها ... خَلَجْتُ لها جارَ اسْتِها خَلَجاتِ
وشَدَّتْ يَدَيْها إذ أَرَدْتُ خِلاطَها ... بنِحْيَيْنِ مِن سَمْنٍ ذَوَي عُجَراتِ
فكانتْ لها الوَيْلاتُ مِنْ تَرْكِ سَمْنِها ... ورَجْعَتِها صِفْراً بغير بتاتِ
فشَدَّتْ على النِّحْيَيْنِ كَفّاً شَحِيحةً ... على سَمْنِها والفَتْكُ مِن فَعَلاتي
قال ابن بري قال علي بن حمزة الصحيح في رواية خَوَّات بن جُبَيْر فشدَّت على النحيين كَفَّيْ شَحيحةٍ تثنية كفّ ثم أَسْلم خَوَّاتٌ وشهد بدراً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف شِرادُك ؟ وتَبَسَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله قد رَزَقَ الله خيراً وأَعوذ بالله من الحَوْ رِ
بَعدَ الكَوْرِ وهَجا العُدَيلُ بن الفَرْخِ بني تَيمِ اللهِ فقال
تَزَحْزَحَ يا ابنَ تَيْمِ اللهِ عَنَّا ... فَما بَكْرٌ أَبُوكَ ولا تَمِيمُ
لكُلِّ قَبِيلةٍ بَدرٌ ونجْمٌ ... وتَيْمُ الله ليس لها نُجُومُ
أُناسٌ رَبَّةُ النِّحْيَيْنِ مِنْهُمْ ... فُعُدُّوها إذا عُدَّ الصَّمِيمُ
قال ابن بري قال ابن حمزة الصحيح أَنها امرأَة من هذيل وهي خَوْلة أُم بشر بن عائذ ويحكى أَن أَسَدِيًّا وهُذَليًّا افتخرا ورضيا بإِنسان يحكم بينهما فقال يا أَخا هذيل كيف تُفاخِرُون العرب وفيكم خِلال ثلاث منكم دليل الحَبَشة على الكعبة ومنكم خَولةُ ذاتُ النَّحيين وسأَلتم رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن يُحلِّلَ لكم الزنا ؟ قال ويُقَوِّي قول الجوهري إنها من تيم الله ما أَنشده في هجائهم أُناس ربة النحيين منهم وجمع النِّحْي أَنحاء ونُحِيٌّ ونِحاء عن سيبويه والنِّحْي أَيضاً جَرْةُ فَخّار يجعل فيها اللبن ليُمخض وفي التهذيب يجعل فيها اللبن المَمْخُوض الأَزهري العرب لا تعرف النِّحْيَ غير الزق والذي قاله الليث إنه الجَرَّةُ يُمْخَض فيها اللبن غير صحيح ونَحى اللبنَ يَنْحِيهِ ويَنْحاه مَخَضه وأَنشد في قَعْرِ نِحْيٍ أَستَثيرُ حُمَّهْ والنِّحْيُ ضَرْب من الرُّطَب عن كراع ونَحى الشيء يَنْحاه نَحْياً ونَحَّاه فتَنَحَّى أَزاله التهذيب يقال نَحَّيْت فلاناً فتَنَحَّى وفي لغة نَحَيْتُه وأَنا أَنْحاه نَحْياً بمعناه وأَنشد أَلا أَيُّهذا الباخِعُ الوَجْدُ نفْسَه لِشيءٍ نَحَتْهُ عن يَدَيْهِ المَقادِرُ أَي باعَدَتْه ونَحَّيْته عن موضعه تَنْحِيةً فتنحَّى وقال الجعدي أُمِرَّ ونُحِّيَ عن زَوْرِه كتَنْحِيةِ القَتَبِ المُجْلَبِ ويقال فلان نَحِيَّةُ القَوارِعِ إذا كانت الشَّدائد تَنْتَحِيه وأَنْشد نَحِيَّةُ أَحْزانٍ جَرَتْ مِنْ جُفُونِه نُضاضةُ دَمْعٍ مِثْلُ ما دَمَعَ الوَشَلْ ويقال استَخَذَ فلانٌ فلاناً أُنْحِيَّةً أَي انْتَحى عليه حتى أَهلَك ما لَه أو ضَرّه أَو جَعلَ به شَرًّا وأَنشد إني إذا ما القوْمُ كانوا أُنْحِيَهْ أَي انْتَحَوْا عن عمل يَعملونه الليث كل مَن جدَّ في أَمرٍ فقد انْتحى فيه كالفرس يَنْتَحي في عَدْوه والنَّاحِيةُ من كل شيء جانِبه والناحية واحدة النَّواحي وقول عُتيِّ بن مالك لقد صَبَرَتْ حَنيفة صَبْرَ قَوْمٍ كِرامٍ تَحتَ أَظْلال النَّواحِي فإنما يريد نَواحي السُّيوف وقيل أَراد النَّوائح فقلب يعني الرَّايات المُتقابلات ويقال الجبلان يَتناوَحانِ إذا كانا متقابلين والناحِيةُ والنَّاحاة كل جانب تَنَحَّى عن القَرار كناصِيةٍ وناصاةٍ وقوله أَلِكْني إلَيْها وخَيْرُ الرَّسُو لِ أَعْلَمُهمْ بنَواحِي الخَبَرْ إنما يَعْني أَعلَمهم بنَواحي الكلام وإبِل نَحِيٌّ مُتَنَحِّيةٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد ظَلَّ وظَلَّتْ عُصَباً نَحِيًّا مثْلَ النَّجيِّ اسْتَبْرَزَ النَّجِيَّا والنَّحي من السِّهام العريضُ النَّصْل الذي إذا أَردت أَن تَرمي به اضْطَجَعْته حتى تُرْسله والمَنْحاة ما بين البئر إلى منتهى السَّانيِة قال جرير لقد ولدَتْ أُمُ الفَرَزدَقِ فَخَّةً تَرَى بَيْنَ فَخْذَيْها مَناحِيَ أَرْبَعا الأَزهري المَنْحاةُ مُنتهى مذهب السَّانِية وربما وُضِع عنده حجر ليَعلم قائدُ السانية أَنه المُنتَهَى فيَتَيَسَّر مُنْعَطِفاً لأَنه إذا جاوَزه تقطَّع الغَرْبُ وأَداتُه الجوهري والمَنحاةُ طريق السانيِة قال ابن بري ومنه قول الراجز كأَنَّ عَينَيَّ وقد بانُوني غَرْبانِ في مَنْحاةِ مَنْجَنُونِ وقال ابن الأَعرابي المَنْحاة مَسِيلُ الماء إذا كان مُلْتَوِياً وأَنشد وفي أَيْمانِهِمْ بِيضٌ رِقاقٌ كباقِي السَّيلِ أَصْبَحَ في المَناحِي وأَهْلُ المَنحاةِ القوم البُعداء الذين ليسوا بأَقارِب وقوله في الحديث يأْتيني أَنْحاء مِن الملائكة أَي ضُرُوبٌ منهم واحدهم نَحْوٌ يعني أَن الملائكةَ كانوا يَزُورُونه سِوَى جبريلَ عليه السلام وبنو نَحْوٍ بَطْنٌ من الأَزْد وفي الصحاح قوم من العرب

نخا
النَّخْوةُ العَظَمَة والكِبْرُ والفَخْرُ نَخا يَنخُو وانْتَ خَى ونُخِيَ وهو أَكثر وأَنشد الليث وما رأَيْنا مَعْشَرا فيَنْتَخُوا الأَصمعي زُهِيَ فلان فهو مَزْهُوٌّ ولا يقال زها ويقال نُخِيَ فلان وانْتَخَى ولا يقال نَخا ويقال انْتَخَى فلان علينا أَي افْتَخَرَ وتَعَظَّم والله أَعلم

( ندي ) النَّدَى البَلَلُ والنَّدَى ما يَسْقُط بالليل والجمع أَنْداءِ وأَندِيةٌ على غير قياس فأَما قول مُرَّة بن مَحْكانَ في لَيْلةٍ من جُمادى ذاتِ أَنْدِيةٍ لا يُبْصِرُ الكلبُ من ظَلْمائِها الطُّنُبا قال الجوهري هو شاذٌ لأَنه جَمْعُ ما كان ممدوداً مثل كِساء وأَكْسية قال ابن سيده وذهب قوم إلى أنه تكسير نادر وقيل جَمَعَ نَدًى على أَنداء وأَنداءً على نِداء ونِداء على أَنْدِية كرِداء وأَرْدِية وقيل لا يريد به أَفْعِلةً نحو أَحْمِرةٍ وأَقْفِزَةٍ كما ذهب إليه الكافَّة ولكن يجوز أَن يريد أَفْعُلة بضم العين تأْنيث أَفْعُل وجَمَعَ فَعَلا على أَفْعُلٍ كما قالوا أَجْبُلٌ وأَزْمُنٌ وأَرْسُنٌ وأَما محمد بن يزيد فذهب إلى أَنه جمع نَدِيٍّ وذلك أَنهم يجتمعون في مجالِسهم لِقرَى الأَضْياف وقد نَدِيَتْ لَيْلتُنا نَدًى فهي نَدِيَّةٌ وكذلك الأَرض وأَنداها المطر قال أَنْداهُ يومٌ ماطِرٌ فَطَلاَّ
( * قوله « فطلا » كذا ضبط في الأصل بفتح الطاء وضبط في بعض نسخ المحكم بضمها ) والمصدر النُّدُوَّةُ قال سيبويه هو من باب الفُتوَّة فدل بهذا على أَن هذا كله عنده ياء كما أَن واو الفتوّة ياء وقال ابن جني أَما قولهم في فلان تَكرُّمٌ ونَدًى فالإِمالة فيه تدل على أَن لام النُّدُوَّة ياء وقولهم النَّداوة الواو فيه بدل من ياء وأَصله نَدايةٌ لما ذكرناه من الإمالة في النَّدَى ولكن الواو قلبت ياء لضرب من التوسع وفي حديث عذاب القَبْر وجَريدَتَي النَّخْل لَنْ يَزال يُخفِّفُ عنهما ما كان فيهما نُدُوٌّ يريد نَداوةً قال ابن الأَثير كذا جاء في مسند أَحمد بن حنبل وهو غريب إنما يقال نَدِيَ الشيءُ فهو نَدٍ وأَرضٌ نَدِيةٌ وفيها نَداوةٌ والنَّدَى على وجوه نَدَى الماءِ ونَدى الخَيرِ ونَدى الشَّرِّ ونَدَى الصَّوْتِ ونَدَى الحُضْر ونَدَى الدُّخْنةِ فأَمَّا نَدَى الماء فمنه المطر يقال أَصابه نَدًى من طَلٍّ ويومٌ نَدِيٌّ وليلة نَدِيَّةٌ والنَّدَى ما أَصابَك من البَلَلِ ونَدَى الخَيْر هو المعرُوف ويقال أَنْدَى فلان علينا نَدًى كثيراً وإنَّ يده لَنَدِيَّةٌ بالمعروف وقال أَبو سعيد في قول القطامي لَوْلا كَتائبُ مِنْ عَمْروٍ يَصُولُ بها أُرْدِيتُ يا خَيْرَ مَنْ يَنْدُو له النَّادِي قال معناه مَن يحوُل له شخصٌ أَو يَتَعَرَّض له شَبَحٌ تَقول رَمَيْتُ ببصري فما نَدَى لي شيء أَي ما تحرَّك لي شيء ويقال ما نَدِيَني من فلان شيء أَكْرَهُه أَي ما بلَّني ولا أَصابني وما نَدِيَتْ كفِّي له بشَّرٍ وما نَدِيتُ بشيء تَكْرَهُه قال النابغة ما إن نَدِيتُ بِشيء أَنْتَ تَكْرَهُه إذاً فَلا رَفَعَتْ صَوْتي إليَّ يَدِي
( * رواية الديوان وهي المعوّلُ عليها
ما قُلتُ من سيّءٍ ممَّا أُتِيتَ به ... إذاً فلا رفعت سوطي إليَّ يدي )
وفي الحديث مَن لَقِيَ الله ولم يَتَنَدَّ من الدمِ الحَرامِ بشيء دخل
الجنة أَي لم يُصِبْ منه شيئاً ولم يَنَلْه منه شيء فكأَنه نالَتْه نَداوةُ الدمِ وبَلَلُه وقال القتيبي النَّدَى المَطر والبَلَل وقيل للنَّبْت نَدًى لأَنه عن نَدَى المطرِ نبَتَ ثم قيل للشَّحْم نَدًى لأَنه عن ندَى النبت يكون واحتج بقول عَمرو بن أَحمر كثَوْر العَداب الفَرْدِ يَضْرِبهُ النَّدَى تَعَلَّى النَّدَى في مَتْنهِ وتَحَدَّرا أَراد بالنَّدى الأَوّل الغَيْث والمطر وبالنَّدَى الثاني الشَّحْمَ وشاهِدُ النَّدى اسم النبات قول الشاعر يَلُسُّ النَّدَى حتى كأَنَّ سَراتَه غَطاها دِهانٌ أَو دَيابِيجُ تاجِرِ ونَدى الحُضْر بقاؤه قال الجعدي أَو غيره كَيْفَ تَرَى الكامِلَ يُفْضِي فَرَقاً إلى نَدَى العَقْبِ وشدًّا سَحْقا ونَدى الأَرض نَداوتها وبَلَلُها وأَرض نَدِيَةٌ على فَعِلة بكسر العين ولا تقل نَدِيَّةٌ وشجر نَدْيانُ والنَّدَى الكَلأ قال بشر وتِسْعةُ آلافٍ بحُرِّ بِلادِه تَسَفُّ النَّدَى مَلْبُونة وتُضَمَّرُ ويقال النَّدَى نَدَى النهار والسَّدَى نَدَى الليل يُضربان مثلاً للجود ويُسمى بهما ونَدِيَ الشيء إذا ابْتلَّ فهو نَدٍ مثال تَعِبَ فهو تِعِبٌ وأَنْدَيْته أَنا ونَدَّيْته أَيضاً تَنْدِيةً وما نَدِيَني منه شيء أَي نالَني وما نَدِيت منه شيئاً أَي ما أَصَبْت ولا علِمت وقيل ما أَتَيْت ولا قارَبْت ولا يَنداك مني شيء تكرهه أَي ما يَصِيبك عن ابن كيسان والنَّدَى السَّخاء والكرم وتندَّى عليهم ونَدِيَ تَسَخَّى وأَنْدى نَدًى كثيراً كذلك وأَنْدَى عليه أَفضل وأَنْدَى الرَّجلُ كثر نداه أَي عَطاؤه وأَنْدَى إذا تَسَخَّى وأَنْدَى الرجلُ إذا كثر نَداه على إخوانه وكذلك انْتَدى وتَنَدَّى وفلان يَتَنَدَّى على أَصحابه كما تقول هو يَتَسخَّى على أَصحابه ولا تقل يُنَدِّي على أَصحابِه وفلان نَدِي الكَفَّ إذا كان سَخِيًّا ونَدَوتُ من الجُود ويقال سَنَّ للناس النَّدَى فنَدَوْا والنَّدَى الجُود ورجل نَدٍ أَي جَوادٌ وفلانٌ أَنْدَى من فلان إذا كان أَكثر خيراً منه ورجلٌ نَدِي الكفِّ إذا كان سخيًّا وقال يابِسُ الجنْبَيْنِ مِنْ غَيْرِ بُوسٍ ونَدِي الكَفَّيْنِ شَهْمٌ مُدِلُّ وحكى كراع نَدِيُّ اليد وأَباه غيره وفي الحديث بَكْرُ بن وائلٍ نَدٍ أَي سَخِيٌّ والنَّدى الثَّرى والمُنْدِية الكلمة يَعْرَق منها الجَبين وفلان لا يُنْدِي الوَتَرَ بإسكان النون ولا يُنَّدّي الوتر أي لا يُحسِنُ شيئاً عَجْزاً عن العمل وعِيًّا عن كل شيء وقيل إذا كان ضعيف البدن والنَّدى ضَرْب من الدُّخَن وعُود مُنَدًّى ونَدِيٌّ فُتِقَ بالنَّدى أَو ماء الورد أَنشد يعقوب إلى مَلِكٍ له كَرَمٌ وخِيرٌ يُصَبَّحُ باليلَنْجُوجِ النَّديِّ ونَدَتِ الإبلُ إلى أَعْراقٍ كَريمةٍ نَزَعَت الليث يقال إنَّ هذه الناقة تَنْدُو إلى نُوقٍ كِرامٍ أَي تَنْزِع إليها في النسب وأَنشد تَنْدُو نَواديها إلى صَلاخِدا ونَوادِي الإبلِ شَوارِدها ونَوادي النّوى ما تَطايرَ منها تحت المِرْضَخة والنَّداءُ والنُّداء الصوت مثل الدُّعاء والرُّغاء وقد ناداه ونادى به وناداه مُناداة ونِداء أَي صاح به وأَنْدى الرجلُ إذا حسُن صوته وقوله عز وجل يا قومِ إني أَخافُ عليكم يومَ التَّنادِ قال الزجاج معنى يومِ التَّنادي يوم يُنادي أَصحابَ الجنةِ أَصحابُ النار أَن أَفِيضُوا علينا من الماء أَو مِما رزَقَكُمُ اللهُ قال وقيل يومَ التَّنادِّ بتشديد الدال من قولهم نَدَّ البعيرُ إذا هَرَب على وجهه يَفِرّ بعضكم من بعض كما قال تعالى يومَ يَفِرُّ المرءُ من أَخيه وأُمِّه وأَبيه والنَّدى بُعد الصوت ورجل نَدِيُّ الصوتِ بَعِيدُه والإنْداء بُعْدُ مَدى الصوت ونَدى الصوتِ بُعْدُ مَذْهَبه والنِّداءِ ممدود الدُّعاءِ بأَرفع الصوت وقد نادَيْته نِداء وفلان أَنْدى صوتاً من فلان أَي أَبْعَدُ مَذْهباً وأَرفع صوتاً وأَنشد الأَصمعي لِمِدْثارِ بن شَيْبان النَّمَري تقولُ خَلِيلَتي لمّا اشْتَكَيْنا سَيُدْرِكنا بَنْو القَرْمِ الهِجانِ فقُلْتُ ادْعِي وأَدْعُ فإِنَّ أَنْدى لِصَوْتٍ أَنْ يُنادِيَ داعِيانِ وقول ابن مقبل أَلا ناديا ربعي كبسها للوى بحاجةِ مَحْزُونٍ وإنْ لم يُنادِيا
( * قوله « ألا ناديا » كذا في الأصل )
معناه وإن لم يُجيبا وتنَادَوْا أَي نادى بعضُهم بعضاً وفي حديث الدعاء ثنتان لا تُردّان عند النّداء وعند البَأْس أَي عند الأَذان للصلاة وعند القتال وفي حديث يأْجوجَ ومأْجوج فبينما هم كذلك إذ نُودُوا نادِيةً أَتى أَمْرُ اللهِ يريد بالنَّادِيةِ دَعْوةً واحدةً ونِداء واحداً فقَلب نِداءَة إلى نادِيةٍ وجعل اسم الفاعل موضع المصدر وفي حديث ابن عوف وأَوْدَى سَمْعَه إلاَّ نِدايا
( * قوله « سمعه » كذا ضبط في الأصل بالنصب ويؤيده ما في بعض نسخ النهاية من تفسير أودى بأهلك وسيأْتي في مادة ودي للمؤلف ضبطه بالرفع ويؤيده ما في بعض نسخها من تفسير أودى بهلك )
أراد إلا نِداء فأَبدل الهمزة ياء تخفيفاً وهي لغة بعض العرب وفي حديث الأَذان فإِنه أَ

ندى
صوتاً أَي أَرْفَعُ وأَعلى وقيل أَحْسَنُ وأَعْذَب وقيل أَبعد ونادى بسرِّه أَظهَره عن ابن الأَعرابي وأَنشد غَرَّاء بَلْهاء لا يَشْقى الضَّجِيعُ بها ولا تُنادي بما تُوشِي وتَسْتَمِعُ قال وبه يفسر قول الشاعر إذا ما مَشَتْ نادى بما في ثِيابها ذَكِيُّ الشَّذا والمَنْدَليُّ المُطَيَّرُ أَي أَظهره ودل عليه ونادى لك الطريقُ وناداكَ ظهر وهذا الطريقُ يُناديك وأَما قوله كالكَرْمِ إذ نادى من الكافُورِ فإنما أَراد صاح يقال صاحَ النَّبْتُ إذا بَلَغ والْتَفَّ فاستقبح الطَّيَّ في مستفعلن فوضَع نادى موضع صاحَ لِيكْمُل به الجزء وقال بعضهم نادى النبتُ وصاحَ سواء معروف من كلام العرب وفي التهذيب قال نادى ظَهَر ونادَيْتُه أَعْلَمْتَه ونادى الشيء رآه وعلمه عن ابن الأَعرابي والنَّداتان من الفَرَس الغرُّ الذي يَلي باطنَ الفائل الواحدة نَداةٌ والنَّدى الغاية مثل المَدى زعم يعقوب أَن نونه بدل من الميم قال ابن سيده وليس بقويّ والنَّادِياتُ من النخل البعيدةُ الماء ونَدا القومُ نَدْواً وانْتَدَوْا وتَنادَوا اجْتَمعوا قال المُرَقِّشُ لا يُبْعِدِ اللهُ التَّلَبُّبَ والْ غاراتِ إذْ قال الخَمِيسُ نَعَمْ والعَدَوَ بَيْنَ المَجْلِسَيْنِ إذا آدَ العَشِيُّ وتَنادَى العَمُّ والنَّدْوةُ الجَماعة ونادى الرجلَ جالَسَه في النَّادى وهو من ذلك قال أُنادي به آلَ الوَلِيدِ وجعْفَرا والنَّدى المُجالسة ونادَيْتُه جالَسْته وتنادَوْا أَي تَجالَسُوا في النَّادي والنَّدِيُّ المجلس ما داموا مجتمعين فيه فإذا تفرقوا عنه فليس بنَدِيٍّ وقيل النَّدِيُّ مجلس القوم نهاراً عن كراع والنَّادي كالنَّديّ التهذيب النَّادي المَجْلِس يَنْدُو إليه مَن حَوالَيْه ولا يَسمى نادياً حتى يكون فيه أَهلُه وإذا تفرَّقوا لم يكن نادِياً وهو النَّدِيُّ والجمع الأَنْدِيةُ وفي حديث أُمّ زرع قريبُ البيتِ من النَّادي النادي مُجْتَمعُ القومِ وأَهلُ المجلس فيقع على المجلس وأَهلِه تقول إنَّ بيته وسَطَ الحِلَّة أَو قريباً منه لِيَغْشاه الأَضيافُ والطُّرَّاقُ وفي حديث الدُّعاء فإن جارَ النَّادي يَتَحَوَّل أَي جار المجلس ويروى بالباء الموحدة من البَدْوِ وفي الحديث واجعلني في النَّدِيِّ الأَعْلى النَّدِيُّ بالتشديد النَّادي أَي اجعلني مع المَلإ الأَعلى من الملائكة وفي رواية واجعلني في النِّداء الأَعلى أَراد نداءِ أَهل الجنةِ أَهلَ النار أَنْ قد وجَدْنا ما وعَدنا ربُّنا حقًّا وفي حديث سَرِيَّة بني سُلَيْم ما كانوا ليَقْتُلُوا عامِراً وبَني سُلَيْمٍ وهم النَّدِيُّ أَي القومُ المُجْتَمِعُون وفي حديث أَبي سعيد كنا أَنْداءِ فخرج علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الأَنْداء جمع النادي وهم القوم المجتمعون وقيل أَراد أَنَّا كنا أَهل أَنْداء فحذف المضاف وفي الحديث لو أَن رجلاً نَدَى الناسَ إلى مَرْماتَيْن أَو عَرْقٍ أَجابوه أَي دَعاهم إلى النَّادِي يقال نَدَوْتُ القومَ أَنْدوهم إذا جَمَعْتَهم في النَّادِي وبه سُمِّيت دارُ النَّدْوة بمكة التي بَناها قُصَيٌّ سُمِّيت بذلك لاجتماعهم فيها الجوهري النَّدِيُّ على فَعِيل مجلس القوم ومُتَحَدَّثُهم وكذلك النَّدْوةُ والنَّادِي والمُنْتَدَى والمُتَنَدَّى وفي التنزيل العزيز وتأْتُونَ في نادِيكُمُ المُنْكَرَ قيل كانوا يَحْذفون الناس في مَجالِسِهم فأَعْلَم اللهُ أَن هذا من المنكر وأَنه لا ينبغي أَن يَتَعاشَرَ الناسُ عليه ولا يَجْتَمِعُوا على الهُزُؤ والتَّلَهِّي وأَن لاَ يَجْتَمعوا إلا فيما قَرَّب من الله وباعَدَ من سَخَطه وأَنشدوا شعراً زعموا أَنه سُمع على عَهْد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَهْدَى لَنا أَكْبُشاً تَبَخْبَخُ في المِرْبَدِ وروحك في النادي ويَعْلَمُ ما في غَدِ
( * قوله « وروحك » كذا في الأصل )
فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغَيبَ إلاَّ اللهُ ونَدَوْتُ أَي حَضَرْتُ النَّدِيَّ وانْتَدَيتُ مثله ونَدَوْتُ القوم جمعتهم في النَّدِيِّ وما يَنْدُوهم النَّادِي أَي ما يَسَعُهم قال بشر بن أبي خازم وما يَنْدُوهمُ النَّادي ولكنْ بكلِّ مَحَلَّةٍِ مِنْهم فِئامُ أَي ما يَسَعُهم المجلس من كثرتهم والاسم النَّدْوةُ وقيل النَّدْوةُ الجماعة ودارُ النَّدْوةِ منه أَي دارُ الجماعةِ وسُميت من النَّادي وكانوا إذا حَزَبهم أَمْرٌ نَدَوْا إليها فاجتمعوا للتَّشاورِ قال وأُناديكَ أُشاوِرُك وأُجالِسُك من النَّادي وفلان يُنادي فلاناً أَي يُفاخِرُه ومنه سميت دارُ النَّدْوة وقيل للمفاخَرةُ مُناداة كما قيل مُنافَرة قال الأَعشى فَتىً لو يُنادِي الشمسَ أَلْقَتْ قِناعَها أَو القَمَرَ السَّارِي لأَلْقَى القَلائِدا
( * قوله « القلائدا » كذا في الأصل والذي عَشِيرتَه في التكملة المقالدا )
أَي لو فاخَر الشمس لَذَلَّتْ له وقٍِناعُ الشمسِ حُسْنُها وقوله تعالى فَلْيَدْعُ نادِيَه يريد عَشِرَته وإنما هم أَهلُ النَّادِي والنَّادي مكانه ومجلسه فسماه به كما يقال تَقَوَّضَ المجلس الأَصمعي إذا أَورَدَ الرجُلُ الإِبلَ الماء حتى تشرب قليلاً ثم يَجيء بها حتى تَرْعَى ساعةً ثم يَرُدّها إلى الماءِ فذلك التَّنْدِيةُ وفي حديث طلحة خرجتُ بفَرَسٍ لي أُنَدِّيه
( * قوله « أنديه » تبع في ذلك ابن الاثير ورواية الازهري لأندّيه ) التَّنْدِيةُ أَن يُورِدَ الرجُلُ فرسَه الماء حتى يَشْرَبَ ثم يَرُدَّه إلى المَرْعَى ساعة ثم يُعيده إلى الماء وقد نَدا الفرسُ يَنْدُو إذا فَعَل ذلك وأَنشد شمر أَكلْنَ حَمْضاً ونَصِيًّا يابِسا ثمَّ نَدَوْنَ فأَكلْنَ وارِسا أَي حَمْضاً مُثْمِراً قال أَبو منصور وردَّ القتيبي هذا على أَبي عُبيد روايتَه حديثَ طَلحَة لأُنَدِّيَه وزعم أَنه تَصْحيف وصوابه لأُبَدِّيَه بالباء أَي لأُخْرِجه إلى البَدْوِ وزعم أَن التَّنْدِيةَ تكون للإبل دون الخيل وأَن الإبل تُنَدَّى لطُول ظَمَئِها فأَما الخيل فإَنها تُسْقَى في القَيْظ شَربتين كلّ يوم قال أَبو منصور وقد غَلِط القتيبي فيما قال والصواب الأوّل والتَّندِيةُ تكون للخيل والإبل قال سمعت العرب تقول ذلك وقد قاله الأصمعي وأَبو عمرو وهما إمامان ثقتان وفي هذا الحديث أَنَّ سَلمَة بن الأَكْوَع قال كنت أَخْدُمُ طلحة وأَنه سأَلني أَن أَمْضِيَ بفرسه إلى الرِّعْي وأَسْقِيَه على ما ذكره ثم أُنَدِّيه قال وللتَّنْدِيةِ معنى آخر وهو تَضْمِيرُ الخيلِ وإجْراؤها حتى تَعْرَقَ ويَذْهَبَ رَهَلُها ويقال للعَرَق الذي يسِيل منها النَّدَى ومنه قولُ طُفيل نَدَى الماء مِنْ أَعْطافِها المُتَحَلِّب قال الأزهري سمعت عَريفاً من عُرفاء القَرامِطة يقول لأصحابه وقد نُدِبُوا في سَرِيَّةٍ اسْتُنْهِضَتْ أَلا ونَدُّوا خيلَكم المعنى ضَمِّرُوها وشُدُّوا عليها السُّرُوج وأَجْرُوها حتى تَعرَق واخْتصَم حَيّانِ مِن العرب في موضع فقال أَحدهما مَرْكَزُ رِماحِنا ومَخْرَجُ نِسائنا ومَسْرَحُ بَهْمِنا ومُنَدَّى خَيْلنا أَي موضع تَنْدِيتها والاسم النَّدْوة ونَدَت الإبلُ إذا رَعَتْ فيما بين النَّهَلِ والعَلَل تَنْدُو نَدْواً فهي نادِيةٌ وتَنَدَّت مثله وأَنْدَيْتها أنا ونَدَّيْتُها تَنْدِيةً والنُّدْوةُ بالضم موضع شرب الإبل وأَنشد لهِمْيان وقَرَّبُوا كلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ قرِيبةٍ نُدْوتُه مِنْ مَحمَضِه بَعِيدةٍ سُرَّتُه مِنْ مَغْرِضِهْ يقول موْضِع شربه قريب لا يُتعب في طلَب الماء ورواه أَبو عبيد نَدوَتُه من مُحْمَضِهْ بفتح نون النَّدوة وضم ميم المُحمض ابن سيده ونَدَتِ الإبلُ نَدْواً خرجت من الحَمْض إلى الخُلَّةِ ونَدَّيْتُها وقيل التَّنْدِية أَن تُوردها فتَشْرب قليلاً ثم تَجيء بها تَرْعَى ثم تَردّها إلى الماء والمَوضعُ مُنَدًّى قال علقمة بن عَبْدَة تُرادَى على دِمْنِ الحِياضِ فإنْ تَعَفْ فإنَّ المُنَدَّى رِحْلةٌ فَرُكُوب
( * قوله « فركوب » هذه رواية ابن سيده ورواية الجوهري بالواو مع ضم الراء أَيضاً )
ويروى وَرَكُوب قال ابن بري في تُرادَى ضمير ناقة تقدَّم ذكرها في بيت قبله وهو إليكََ أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَعْمَلْتُ ناقتي لِكَلْكَلِها والقُصْرَيَيْنِ وجيبُ وقد تقدّم أَن رِحلة ورَكُوب هضبتان وقد تكون التَّنْدِية في الخيل التهذيب النَّدْوَةُ السَّخاءُ والنّدْوةُ المُشاورة والنَّدْوةُ الأَكْلة بين السَّقَْيَتَينِ والنَّدَى الأَكلة بين الشَّرْبتين أَبو عمرو المُنْدِياتُ المُخْزِياتُ وأَنشد ابن بري لأَوسْ بن حَجَر طُلْس الغِشاء إذا ما جَنَّ لَيْلُهُمُ بالمُنْدِياتِ إلى جاراتِهم دُلُف قال وقال الراعي وإنَّ أَبا ثَوْبانَ يَزْجُرُ قَوْمَهُ عن المُنْدِياتِ وهْوَ أَحْمَقُ فاجِرُ ويقال إنه ليَأْتِيني نَوادي كلامك أَي ما يخرج منك وقتاً بعد وقت قال طرفة وبَرْكٍ هُجُودٍ قد أَثارت مَخافَتي نَوادِيَهُ أَمْشِي بعَضْبٍ مُجَرَّدِ
( * رواية الديوان بواديَها أي أوائلها بدل نواديَه ولعلها نواديَها لأن الضمير يعود إلى البرك جماعة الابل وهي جمع بارك )
قال أَبو عمرو النّوادي النَّواحي أَراد أَثارَتْ مخافَتي إبلاً في ناحية من الإبل مُتَفَرِّقةً والهاء في قوله نَوادِيَه راجعة على البَرْكِ ونَدا فلان يَنْدُو نُدُوًّا إذا اعْتزلَ وتَنحَّى وقال أَراد بنَواديَه قَواصِيَه التهذيب وفي النوادر يقال ما نَدِيتُ هذا الأَمْرَ ولا طَنَّفْته أَي ما قَرِبْتُه أَنْداه ويقال لم يَندَ منهم نادٍ أَي لم يبق منهم أَحد ونَدْوةُ فرس لأبي قَيْد بن حَرْمَل
( * قوله « قيد بن حرمل » لم نره بالقاف في غير الأصل )

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88