كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

( درحي ) الجوهري الدَّرْحايَةُ الرجُلُ الضَّخْم القصير وهي فِعْلايَةٌ قال الراجز عَكَوَّكاً إذا مَشَى دِرْحايَهْ تَحْسِبُني لا أَعرفُ الحُدايَهْ قال الشيخ دِرْحاية ينبغي أَن يكون في باب الحاء وفصل الدال والياء آخره زائدة لأَن الياء لا تكون أَصلاً في بنات الأَربعة

دسا
دَسَى يَدْسَى نقيضُ زَكا الليث دَسا فلان يَدْسُو دَسْوَةً وهو نقيض زَكا يَزْكُو زَكَاةً وهو داسٍ لا زاكٍ ودَسَّى نَفْسَه قال ودَسَى يَدْسَى لغة ويَدْسُو أَصوب ابن الأَعرابي دَسا إذا اسْتَخَفَى قال أَبو منصور وهذا يقرب مما قال الليث قال وأَحسبهما ذهبا إلى قلب حرف التضعيف واعتبر الليث ما قاله في دَسى من قوله عز وجل قد أَفلح من زَكَّاها وقد خاب مَنْ دَسّاها أَي أَخفاها وقد تقدم قولنا إِنَّ دَسّاها في الأَصل دَسَّسها وإِن السينات توالت فقلبت إحداهن ياءً وأَما دَسَّى غيرَ مُحَوَّل عن المضعف من باب الدَّسِّ فلا أَعرفه ولا أَسمعه والمعنى خاب من دَسَّى نفسَه أَي أَخْمَلها وأَخَسَّ حَظِّها وقيل خابت نفسٌ دَسّاها الله عز وجل وكل شيء أَخْفَيْته وقلَّلْته فقد دَسَسْته روى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده نَزُورُ امْرَأَ أَما الإلَه فَيَتَّقِي وأَمّا بِفعْلِ الصالِحِينَ فيأْتَمِي قال أَراد فيَأْتَمُّ قال أَبو الهيثم دَسَّى فلان نفْسَه إذا أَخفاها وأَخملها لُؤْماً مخافة أَن يتَنَبَّه له فيُستضافَ ودسَا الليلُ دَسْواً ودَسْياً وهو خلاف زَكَا ودَسَّى نفْسَه وتَدَسَّى ودَسّاه أَغراه وأَفْسَدَه وفي التنزيل وقد خابَ من دَسّاها وأَنشد ابن الأَعرابي لرجل من طيِّء وأَنتَ الذي دَسَّيْتَ عَمْراً فأَصْبَحَت نِساؤُهُمُ منهم أَرامِلُ ضُيَّعُ قال دَسَّيْت أَغْوَيْت وأَفسدْت وعمرو قبيلة

دشا
ثعلب عن ابن الأَعرابي دَشَا إذا غاصَ في الحرب

دعا
قال الله تعالى وادْعوا شُهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين قال أَبو إسحق يقول ادْعوا من اسْتَدعَيتُم طاعتَه ورجَوْتم مَعونتَه في الإتيان بسورة مثله وقال الفراء وادعوا شهداءكم من دون الله يقول آلِهَتَكم يقول اسْتَغِيثوا بهم وهو كقولك للرجل إذا لَقِيتَ العدوّ خالياً فادْعُ المسلمين ومعناه استغث بالمسلمين فالدعاء ههنا بمعنى الاستغاثة وقد يكون الدُّعاءُ عِبادةً إم الذين تَدْعون من دون الله عِبادٌ أَمثالُكم وقوله بعد ذلك فادْعُوهم فلْيَسْتجيبوا لكم يقول ادعوهم في النوازل التي تنزل بكم إن كانوا آلهة كما تقولون يُجيبوا دعاءكم فإن دَعَوْتُموهم فلم يُجيبوكم فأَنتم كاذبون أَنهم آلهةٌ وقال أَبو إسحق في قوله أُجِيبُ دعوة الدَّاعِ إذا دَعانِ معنى الدعاء لله على ثلاثة أَوجه فضربٌ منها توحيدهُ والثناءُ عليه كقولك يا اللهُ لا إله إلا أَنت وكقولك ربَّنا لكَ الحمدُ إذا قُلْتَه فقدَ دعَوْته بقولك ربَّنا ثم أَتيتَ بالثناء والتوحيد ومثله قوله وقال ربُّكم ادعوني أَسْتَجِبْ لكم إنَّ الذين يَسْتَكبرون عن عِبادتي فهذا ضَرْبٌ من الدعاء والضرب الثاني مسأَلة الله العفوَ والرحمة وما يُقَرِّب منه كقولك اللهم اغفر لنا والضرب الثالث مسأَلة الحَظِّ من الدنيا كقولك اللهم ارزقني مالاً وولداً وإنما سمي هذا جميعه دعاء لأَن الإنسان يُصَدّر في هذه الأَشياء بقوله يا الله يا ربّ يا رحمنُ فلذلك سُمِّي دعاءً وفي حديث عرَفة أَكثر دُعائي ودعاء الأَنبياء قَبْلي بعَرفات لا إله إلا اللهُ وحدهَ لا شريك له له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كل شيء قدير وإنما سمي التهليلُ والتحميدُ والتمجيدُ دعاءً لأَنه بمنزلته في استِيجاب ثوابِ الله وجزائه كالحديث الآخر إذا شَغَلَ عَبْدي ثناؤه عليَّ عن مسأَلتي أَعْطَيْتُه أَفْضَلَ ما أُعْطِي السائِلين وأَما قوله عز وجل فما كان دَعْواهُمْ إذ جاءَهم بأْسُنا إلا أَن قالوا إنا كنا ظالمين المعنى أَنهم لم يَحْصُلوا مما كانوا ينْتَحِلونه من المذْهب والدِّينِ وما يَدَّعونه إلا على الاعْتِرافِ بأَنهم كانوا ظالمين هذا قول أَبي إسحق قال والدَّعْوَى اسمٌ لما يَدَّعيه والدَّعْوى تَصْلُح أَن تكون في معنى الدُّعاء لو قلت اللهم أَشْرِكْنا في صالحِ دُعاءِ المُسْلمين أَو دَعْوَى المسلمين جاز حكى ذلك سيبويه وأَنشد قالت ودَعْواها كثِيرٌ صَخَبُهْ وأَما قوله تعالى وآخِرُ دَعْواهم أَنِ الحمدُ لله ربّ العالمين يعني أَنَّ دُعاءَ أَهلِ الجَنَّة تَنْزيهُ اللهِ وتَعْظِيمُه وهو قوله دَعْواهم فيها سُبْحانكَ اللهمَّ ثم قال وآخرُ دَعْواهم أَن الحمدُ لله ربّ العالمين أَخبرَ أَنهم يبْتَدِئُون دُعاءَهم بتَعْظيم الله وتَنزيهه ويَخْتِمُونه بشُكْره والثناء عليه فجَعل تنزيهه دعاءً وتحميدَهُ دعاءً والدَّعوى هنا معناها الدُّعاء وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال الدُّعاءُ هو العِبادَة ثم قرأَ وقال ربُّكم ادْعوني أَسْتَجِبْ لكم إنَّ الذين يسْتَكْبرون عن عِبادتي وقال مجاهد في قوله واصْبِرْ نفْسَكَ مع الذين يَدْعُون رَبَّهم بالغَداةِ والعَشِيّ قال يُصَلُّونَ الصَّلَواتِ الخمسَ ورُوِي مثل ذلك عن سعيد بن المسيب في قوله لن نَدْعُوَ من دونه إلهاً أَي لن نَعْبُد إلهاً دُونَه وقال الله عز وجل أَتَدْعُون بَعْلاً أَي أَتَعْبُدون رَبّاً سِوَى الله وقال ولا تَدْعُ معَ اللهِ إلهاً آخرَ أَي لا تَعْبُدْ والدُّعاءُ الرَّغْبَةُ إلى الله عز وجل دَعاهُ دُعاءً ودَعْوَى حكاه سيبويه في المصادر التي آخرها أَلف التأْنيث وأَنشد لبُشَيْر بن النِّكْثِ وَلَّت ودَعْواها شَديدٌ صَخَبُهْ ذكَّرَ على معنى الدعاء وفي الحديث لولا دَعْوَةُ أَخِينا سُلْيمانَ لأَصْبَحَ مُوثَقاً يَلْعَبُ به وِلْدانُ أَهلِ المدينة يعني الشَّيْطان الذي عَرَضَ له في صلاته وأَراد بدَعْوَةِ سُلْىمانَ عليه السلام قوله وهَبْ لي مُلْكاً لا ينبغي لأَحَدٍ من بَعْدي ومن جملة مُلكه تسخير الشياطين وانقِيادُهم له ومنه الحديث سأُخْبِرُكم بأَوَّل أَمري دَعْوةُ أَبي إبراهيم وبِشارةُ عِيسى دَعْوةُ إبراهيم عليه السلام قولهُ تعالى رَبَّنا وابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً منهم يَتْلُو عليهم آياتِكَ وبِشارَةُ عيسى عليه السلام قوله تعالى ومُبَشِّراً برَسُولٍ يأْتي من بَعْدي اسْمهُ أَحْمَدُ وفي حديث معاذ رضي الله عنه لما أَصابَهُ الطاعون قال ليْسَ بِرِجْزٍ ولا طاعونٍ ولكنه رَحْمةُ رَبِّكم ودَْوَةُ نبِيِّكُم صلى الله عليه وسلم أَراد قوله اللهم اجعَلْ فَناءَ أُمَّتي بالطَّعْن والطاعونِ وفي هذا الحديث نَظَر وذلك أَنه قال لما أَصابَهُ الطاعون فأَثبَتَ أَنه طاعونٌ ثم قال ليسَ برِجْزٍ ولا طاعونٍ فنَفَى أَنه طاعونٌ ثم فسَّر قوله ولكنَّه رحمةٌ من ربِّكم ودَعوةُ نبِيِّكم فقال أَراد قوله اللهم اجعَلْ فَناءَ أُمَّتي بالطَّعْن والطاعون وهذا فيه قَلَق ويقال دَعَوْت الله له بخَيْرٍ وعَليْه بِشَرٍّ والدَّعوة المَرَّة الواحدةَ من الدُّعاء ومنه الحديث فإن دَعْوتَهم تُحِيطُ من ورائهم أَي تحُوطُهم وتكْنُفُهم وتَحْفَظُهم يريد أهلَ السُّنّة دون البِدْعة والدعاءُ واحد الأَدْعية وأَصله دُعاو لأنه من دَعَوْت إلا أن الواو لمَّا جاءت بعد الأَلف هُمِزتْ وتقول للمرأَة أَنتِ تَدْعِينَ وفيه لغة ثانية أَنت تَدْعُوِينَ وفيه لغة ثالثة أَنتِ تَدْعُينَ بإشمام العين الضمة والجماعة أَنْتُنِّ تَدْعُونَ مثل الرجال سواءً قال ابن بري قوله في اللغة الثانية أَنتِ تَدْعُوِينَ لغة غير معروفة والدَّعَّاءةُ الأَنْمُلَةُ يُدْعى بها كقولهم السِّبَّابة كأنها هي التي تَدْعُو كما أَن السبابة هي التي كأَنها تَسُبُّ وقوله تعالى له دَعْوةُ الحقّ قال الزجاج جاء في التفسير أَنها شهادة أَن لاإله إلا الله وجائزٌ أَن تكون والله أََعلم دعوةُ الحقِّ أَنه مَن دَعا الله مُوَحِّداً اسْتُجيب له دعاؤه وفي كتابه صلى الله عليه وسلم إلى هِرَقْلَ أَدْعُوكَ بِدِعايةِ الإسْلام أَي بِدَعْوَتِه وهي كلمة الشهادة التي يُدْعى إليها أَهلُ المِلَلِ الكافرة وفي رواية بداعيةِ الإسْلامِ وهو مصدر بمعنى الدَّعْوةِ كالعافية والعاقبة ومنه حديث عُمَيْر بن أَفْصى ليس في الخْيلِ داعِيةٌ لِعاملٍ أَي لا دَعْوى لعاملِ الزكاة فيها ولا حَقَّ يَدْعُو إلى قضائه لأَنها لا تَجب فيها الزكاة ودَعا الرجلَ دَعْواً ودُعاءً ناداه والاسم الدعْوة ودَعَوْت فلاناً أَي صِحْت به واسْتَدْعَيْته فأَما قوله تعالى يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّه أَقْرَبُ من نَفْعِه فإن أَبا إسحق ذهب إلى أَن يَدْعُو بمنزلة يقول ولَمَنْ مرفوعٌ بالابتداء ومعناه يقولُ لَمَنْ ضَرُّه أَقربُ من نَفْعه إلهٌ وربٌّ وكذلك قول عنترة يَدْعُونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنها أَشْطانُ بئرٍ في لَبانِ الأَدْهَمِ معناه يقولون يا عَنْتَر فدلَّت يَدْعُون عليها وهو مِنِّي دَعْوَةَ الرجلِ ودَعْوةُ الرجُلِ أَي قدرُ ما بيني وبينه ذلك يُنْصَبُ على أَنه ظرف ويُرفع على أَنه اسمٌ ولبني فلانٍ الدَّعْوةُ على قومِهم أَي يُبْدأُ بهم في الدعاء إلى أَعْطِياتِهم وقد انتهت الدَّعْوة إلى بني فلانٍ وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُقدِّمُ الناسَ في أَعطِياتِهِم على سابِقتِهم فإذا انتهت الدَّعْوة إليه كَبَّر أَي النداءُ والتسميةُ وأَن يقال دونكَ يا أَميرَ المؤمنين وتَداعى القومُ دعا بعضُهم بعضاً حتى يَجتمعوا عن اللحياني وهو التَّداعي والتَّداعي والادِّعاءُ الاعْتِزاء في الحرب وهو أَن يقول أنا فلانُ بنُ فلان لأنهم يَتداعَوْن بأَسمائهم وفي الحديث ما بالُ دَعْوى الجاهلية ؟ هو قولُهم يا لَفُلانٍ كانوا يَدْعُون بعضُهم بعضاً عند الأَمر الحادث الشديد ومنه حديث زيدِ بنِ أَرْقَمَ فقال قومٌ يا للأَنْصارِ وقال قومٌ يا للْمُهاجِرين فقال عليه السلام دَعُوها فإنها مُنْتِنةٌ وقولهم ما بالدَّارِ دُعْوِيٌّ بالضم أَي أَحد قال الكسائي هو مِنْ دَعَوْت أَي ليس فيها من يَدعُو لا يُتكَلَّمُ به إلاَّ مع الجَحْد وقول العجاج إنِّي لا أَسْعى إلى داعِيَّهْ مشددة الياء والهاءُ للعِمادِ مثل الذي في سُلْطانِيَهْ ومالِيَهْ وبعد هذا البيت إلا ارْتِعاصاً كارْتِعاص الحَيَّهْ ودَعاه إلى الأَمِير ساقَه وقوله تعالى وداعِياً إلى الله بإذْنهِ وسِراجاً مُنيراً معناه داعياً إلى توحيد الله وما يُقَرِّبُ منه ودعاهُ الماءُ والكَلأُ كذلك على المَثَل والعربُ تقول دعانا غَيْثٌ وقع ببَلدٍ فأَمْرَعَ أَي كان ذلك سبباً لانْتِجاعنا إيَّاه ومنه قول ذي الرمة تَدْعُو أَنْفَهُ الرِّيَبُ والدُّعاةُ قومٌ يَدْعُونَ إلى بيعة هُدىً أَو ضلالة واحدُهم داعٍ ورجل داعِيةٌ إذا كان يَدْعُو الناس إلى بِدْعة أَو دينٍ أُدْخِلَت الهاءُ فيه للمبالغة والنبي صلى الله عليه وسلم داعي الله تعالى وكذلك المُؤَذِّنُ وفي التهذيب المُؤَذِّنُ داعي الله والنبيّ صلى الله عليه وسلم داعي الأُمَّةِ إلى توحيدِ الله وطاعتهِ قال الله عز وجل مخبراً عن الجنّ الذين اسْتَمعوا القرآن وولَّوْا إلى قومهم مُنْذِرِين قالوا يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ ويقال لكلّ من مات دُعِيَ فأَجاب ويقال دعاني إلى الإحسان إليك إحسانُك إليّ وفي الحديث الخلافة في قُرَيْشٍ والحُكْمُ في الأَنْصارِ والدَّعْوة في الحَبَشة أَرادَ بالدعوة الأَذانَ جَعله فيهم تفضيلاً لمؤذِّنِهِ بلالٍ والداعية صرِيخُ الخيل في الحروب لدعائه مَنْ يَسْتَصْرِخُه يقال أَجِيبُوا داعيةَ الخيل وداعية اللِّبَنِ ما يُترك في الضَّرْع ليَدْعُو ما بعده ودَعَّى في الضَّرْعِ أَبْقى فيه داعيةَ اللَّبنِ وفي الحديث أَنه أَمر ضِرارَ بنَ الأَزْوَر أَن يَحْلُبَ ناقةً وقال له دَعْ داعِيَ اللبنِ لا تُجهِده أي أَبْق في الضرع قليلاً من اللبن ولا تستوعبه كله فإن الذي تبقيه فيه يَدْعُو ما وراءه من اللبن فيُنْزله وإذا استُقْصِيَ كلُّ ما في الضرع أَبطأَ دَرُّه على حالبه قال الأَزهري ومعناه عندي دَعْ ما يكون سَبباً لنزول الدِّرَّة وذلك أَن الحالبَ إذا ترك في الضرع لأَوْلادِ الحلائبِ لُبَيْنةً تَرضَعُها طابت أَنفُسُها فكان أَسرَع لإفاقتِها ودعا الميتَ نَدَبه كأَنه ناداه والتَّدَعِّي تَطْريبُ النائحة في نِياحتِها على مَيِّتِها إذا نَدَبَتْ عن اللحياني والنادبةُ تَدْعُو الميّت إذا نَدَبَتْه والحمامة تَدْعو إذا ناحَتْ وقول بِشْرٍ أَجَبْنا بَني سَعْد بن ضَبَّة إذْ دَعَوْا وللهِ مَوْلى دَعْوَةٍ لا يُجِيبُها يريد لله وليُّ دَعْوةٍ يُجيب إليها ثم يُدْعى فلا يُجيب وقال النابغة فجعَل صوتَ القطا دعاءً تَدْعُو قَطاً وبه تُدْعى إذا نُسِبَتْ يا صِدْقَها حين تَدْعُوها فتَنْتَسِب أَي صوْتُها قَطاً وهي قَطا ومعنى تدعو تُصوْت قَطَا قَطَا ويقال ما الذي دعاك إلى هذا الأَمْرِ أَي ما الذي جَرَّكَ إليه واضْطَرَّك وفي الحديث لو دُعِيتُ إلى ما دُعُِيَ إليه يوسفُ عليه السلام لأَجَبْتُ يريد حي دُعِيَ للخروج من الحَبْسِ فلم يَخْرُجْ وقال ارْجِعْ إلى ربّك فاسْأَلْه يصفه صلى الله عليه وسلم بالصبر والثبات أَي لو كنت مكانه لخرجت ولم أَلْبَث قال ابن الأَثير وهذا من جنس تواضعه في قوله لا تُفَضِّلوني على يونُسَ بنِ مَتَّى وفي الحديث أَنه سَمِع رجُلاً يقول في المَسجِدِ من دَعا إلى الجَمَلِ الأَحمر فقال لا وجَدْتَ يريد مَنْ وجَدَه فدَعا إليه صاحِبَه وإنما دعا عليه لأَنه نهى أَن تُنْشَدَ الضالَّةُ في المسجد وقال الكلبي في قوله عز وجل ادْعُ لنا ربَّك يُبَيِّن لنا ما لَوْنُها قال سَلْ لنا رَبّك والدَّعْوة والدِّعْوة والمَدْعاة والمدْعاةُ ما دَعَوتَ إليه من طعام وشراب الكسر في الدِّعْوة
( * قوله « الكسر في الدعوة إلخ » قال في التكملة وقال قطرب الدعوة بالضم في الطعام خاصة ) لعَدِي بن الرِّباب وسائر العرب يفتحون وخص اللحياني بالدَّعْوة الوليمة قال الجوهري كُنا في مَدْعاةِ فلان وهو مصدر يريدون الدُّعاءَ إلى الطعام وقول الله عز وجل والله يَدْعُو إلى دار السلام ويَهْدي مَنْ يشاء إلى صراط مستقيم دارُ السلامِ هي الجَنَّة والسلام هو الله ويجوز أَن تكون الجنة دار السلام أَي دار السلامة والبقاء ودعاءُ اللهِ خَلْقَه إليها كما يَدْعُو الرجلُ الناسَ إلى مَدْعاةٍ أَي إلى مَأْدُبَةٍ يتَّخِذُها وطعامٍ يدعو الناسَ إليه وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال إذا دُعيَ أَحَدُكم إلى طعام فلْيُجِبْ فإن كان مُفْطِراً فلْيَأْكُلْ وإن كان صائماً فلْيُصَلِّ وفي العُرْسِ دَعْوة أَيضاً وهو في مَدْعاتِهِم كما تقول في عُرْسِهِم وفلان يَدَّعي بكَرَم فِعالهِ أَي يُخْبِر عن نفسه بذلك والمَداعي نحو المَساعي والمكارمِ يقال إنه لذُو مَداعٍ ومَساعٍ وفلان في خير ما ادَّعَى أَي ما تَمَنَّى وفي التنزيل ولهم ما يَدَّعُون معناه ما يتَمَنَّوْنَ وهو راجع إلى معنى الدُّعاء أَي ما يَدَّعِيه أَهلُ الجنة يأْتيهم وتقول العرب ادَّعِ عليَّ ما شئتَ وقال اليزيدي يقا لي في هذا الأَمر دَعْوى ودَعاوَى ودَعاوةٌ ودِعاوةٌ وأَنشد تأْبَى قُضاعَةُ أَنْ تَرْضى دِعاوَتَكم وابْنا نِزارٍ فأَنْتُمْ بَيْضَةُ البَلَدِ قال والنصب في دَعاوة أَجْوَدُ وقال الكسائي يقال لي فيهم دِعْوة أَي قَرابة وإخاءٌ وادَّعَيْتُ على فلان كذا والاسم الدَّعْوى ودعاهُ اللهُ بما يَكْرَه أَنْزَلَه به قال دَعاكَ اللهُ من قَيْسٍ بأَفْعَى إذا نامَ العُيونُ سَرَتْ عَلَيْكا
( * وفي الأساس دعاك الله من رجلٍ إلخ )
القَيْسُ هنا من أَسماء الذَّكَر ودَواعي الدَّهْرِ صُرُوفُه وقوله تعالى في ذِكْرِ لَظَى نعوذ بالله منها تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وتَوَلَّى من ذلك أَي تَفْعل بهم الأَفاعيل المَكْرُوهَة وقيل هو من الدعاء الذي هو النداء وليس بقَوِيّ وروى الأَزهري عن المفسرين تدعو الكافر باسمه والمنافق باسمه وقيل ليست كالدعاءِ تَعالَ ولكن دَعْوَتها إياهم ما تَفْعَل بهم من الأَفاعيل المكروهة وقال محمد بن يزيد تَدْعُو من أَدبر وتوَلَّى أَي تُعَذِّبُ وقال ثعلب تُنادي من أَدْبر وتوَلَّى ودَعَوْته بزيدٍ ودَعَوْتُه إياهُ سَمَّيته به تَعَدَّى الفعلُ بعد إسقاط الحرف قال ابن أَحمرَ الباهلي أَهْوَى لها مِشْقَصاً جَشْراً فشَبْرَقَها وكنتُ أَدْعُو قَذَاها الإثْمِدَ القَرِدا أَي أُسَمِّيه وأَراد أَهْوَى لما بِمِشْقَصٍ فحذف الحرف وأَوصل وقوله عز وجل أَنْ دَعَوْا للرحمن وَلَداً أَي جعَلوا وأَنشد بيت ابن أَحمر أَيضاً وقال أَي كنت أَجعل وأُسَمِّي ومثله قول الشاعر أَلا رُبَّ مَن تَدْعُو نَصِيحاً وإنْ تَغِبْ تَجِدْهُ بغَيْبٍ غيرَ مُنْتَصِحِ الصَّدْرِ وادَّعيت الشيءَ زَعَمْتُهِ لي حَقّاً كان أَو باطلاً وقول الله عز وجل في سورة المُلْك وقيل هذا الذي كُنْتُم به تَدَّعُون قرأَ أَبو عمرو تَدَّعُون مثقلة وفسره الحسن تَكْذبون من قولك تَدَّعي الباطل وتَدَّعي ما لا يكون تأْويله في اللغة هذا الذي كنتم من أَجله تَدَّعُونَ الأَباطيلَ والأَكاذيبَ وقال الفراء يجوز أَن يكون تَدَّعُون بمعنى تَدْعُون ومن قرأَ تَدْعُون مخففة فهو من دَعَوْت أَدْعُو والمعنى هذا الذي كنتم به تستعجلون وتَدْعُون الله بتَعْجيله يعني قولهم اللهم إن كان هذا هوالحَقَّ من عندك فأَمْطِر علينا حجارةً من السماء قال ويجوز أَن يكون تَدَّعُون في الآية تَفْتَعِلُونَ من الدعاء وتَفْتَعِلون من الدَّعْوَى والاسم الدَّعْوى والدِّعْوة قال الليث دَعا يَدْعُو دَعْوَةً ودُعاءً وادَّعَى يَدَّعي ادِّعاءً ودَعْوَى وفي نسبه دَعْوة أَي دَعْوَى والدِّعْوة بكسر الدال ادِّعاءُ الوَلدِ الدَّعِيِّ غير أَبيه يقال دَعِيٌّ بيِّنُ الدِّعْوة والدِّعاوَة وقال ابن شميل الدَّعْوة في الطعام والدِّعْوة في النسب ابن الأَعرابي المدَّعَى المُتَّهَمُ في نسبَه وهو الدَّعِيُّ والدَّعِيُّ أَيضاً المُتَبَنَّى الذي تَبَنَّاه رجلٌ فدعاه ابنَه ونسبُه إلى غيره وكان النبي صلى الله عليه وسلم تَبَنَّى زيدَ بنَ حارثةَ فأَمَرَ اللهُ عز وجل أَن يُنْسَب الناسُ إلى آبائهم وأَن لا يُنْسَبُوا إلى مَن تَبَنَّاهم فقال ادْعُوهم لآبائهم هو أَقْسَطُ عند الله فإن لم تَعْلَموا آباءَهم فإخوانُكم في الدِّينِ ومَوالِيكمْ وقال وما جعلَ أَدْعِياءَكم أَبْناءَكم ذلِكم قَوْلُكمْ بأَفْواهِكم أَبو عمرو عن أَبيه والداعي المُعَذِّب دَعاهُ الله أَي عَذَّبَه الله والدَّعِيُّ المنسوب إلى غير أَبيه وإنه لَبَيِّنُ الدَّعْوَة والدِّعْوةِ الفتح لعَدِيِّ بن الرِّباب وسائرُ العرب تَكْسِرُها بخلاف ما تقدم في الطعام وحكى اللحياني إنه لبيِّنُ الدَّعاوة والدِّعاوة وفي الحديث لا دِعْوة في الإسلام الدِّعْوة في النسب بالكسر وهو أَن ينْتَسب الإنسان إلى غير أََبيه وعشيرته وقد كانوا يفعلونه فنهى عنه وجعَل الوَلَدَ للفراش وفي الحديث ليس من رجل ادَّعَى إلى غير أَبيه وهو يَعْلمه إلا كَفَر وفي حديث آخر فالجَنَّة عليه حرام وفي حديث آخر فعليه لعنة الله وقد تكرَّرَت الأَحاديث في ذلك والادِّعاءُ إلى غيرِ الأَبِ مع العِلْم به حرام فمن اعتقد إباحة ذلك فقد كفر لمخالفته الإجماع ومن لم يعتقد إباحته ففي معنى كفره وجهان أَحدهما أَنه قدأَشبه فعلُه فعلَ الكفار والثاني أَنه كافر بنعمة الله والإسلام عليه وكذلك الحديث الآخر فليس منا أَي إن اعْتَقَد جوازَه خرج من الإسلام وإن لم يعتقده فالمعنى لم يَتَخَلَّق بأَخلاقنا ومنه حديث علي بن الحسين المُسْتَلاطُ لا يَرِثُ ويُدْعَى له ويُدْعَى به المُسْتَلاطُ المُسْتَلْحَق في النسب ويُدَعى له أَي يُنْسَبُ إليه فيقال فلان بن فلان ويُدْعَى به أَي يُكَنَّى فيقال هو أَبو فلان وهو مع ذلك لا يرث لأَنه ليس بولد حقيقي والدَّعْوة الحِلْفُ وفي التهذيب الدَّعوةُ الحِلْف يقال دَعْوة بني فلان في بني فلان وتَداعَى البناءُ والحائط للخَراب إذا تكسَّر وآذَنَ بانْهِدامٍ وداعَيْناها عليهم من جَوانِبِها هَدَمْناها عليهم وتَداعَى الكثيب من الرمل إذا هِيلَ فانْهالَ وفي الحديث كَمَثَلِ الجَسدَ إذا اشْتَكَى بعضهُ تَداعَى سائرهُ بالسَّهَر والحُمَّى كأَن بعضه دعا بعضاً من قولهم تَداعَت الحيطان أَي تساقطت أَو كادت وتَداعَى عليه العدوّ من كل جانب أَقْبَلَ من ذلك وتَداعَت القبائلُ على بني فلان إذا تأَلَّبوا ودعا بعضهم بعضاً إلى التَّناصُر عليهم وفي الحديث تَداعَتْ عليكم الأُمَم أَي اجتمعوا ودعا بعضهم بعضاً وفي حديث ثَوْبانَ يُوشكُ أَن تَداعَى عليكم الأُمَمُ كما تَداعَى الأَكَلَةُ على قَصْعَتِها وتَداعَتْ إبلُ فلان فهي مُتدَاعِيةٌ إذا تَحَطَّمت هُزالاً وقال ذو الرمة تَباعَدْتَ مِنِّي أَن رأَيتَ حَمُولَتي تَداعَتْ وأَن أَحْنَى عليكَ قَطِيعُ والتَّداعِي في الثوب إذا أَخْلَقَ وفي الدار إذا تصدَّع من نواحيها والبرقُ يَتَداعَى في جوانب الغَيْم قال ابن أَحمر ولا بَيْضاءَ في نَضَدٍ تَداعَى ببَرْقٍ في عَوارِضَ قد شَرِينا ويقال تَداعَت السحابةُ بالبرق والرَّعْد من كل جانب إذا أَرْعَدَت وبَرَقَت من كل جهة قال أَبو عَدْنان كلُّ شيء في الأَرض إذا احتاجَ إلى شيء فقد دَعا به ويقال للرجل إذا أَخْلَقَت ثيابُه قد دعَتْ ثِيابُكَ أَي احْتَجْتَ إلى أَن تَلْبَسَ غيرها من الثياب وقال الأَخفش يقال لو دُعينا إلى أَمر لانْدَعَينا مثل قولك بَعَثْتُه فانْبَعَثَ وروى الجوهريّ هذا الحرف عن الأَخفش قال سمعت من العرب من يقول لو دَعَوْنا لانْدَعَيْنا أَي لأَجَبْنا كما تقول لو بَعَثُونا لانْبَعَثْنا حكاها عنه أَبو بكر ابن السَّرَّاج والتَّداعي التَّحاجِي وداعاهُ حاجاهُ وفاطَنَه والأُدْعِيَّةُ والأُدْعُوّةُ ما يَتَداعَوْنَ به سيبويه صَحَّت الواو في أُدْعُوّة لأَنه ليس هناك ما يَقْلِبُها ومن قال أُدْعِيَّة فلخِفَّةِ الياء على حَدِّ مَسْنِيَّة والأُدْعِيَّة مِثْل الأُحْجِيَّة والمُداعاة المُحاجاة يقال بينهم أُدْعِيَّة يَتَداعَوْنَ بها وأُحْجِيَّة يَتَحاجَوْنَ بها وهي الأُلْقِيَّة أَيضاً وهي مِثْلُ الأُغْلُوطات حتى الأَلْغازُ من الشعر أُدْعِيَّة مثل قول الشاعر أُداعِيكَ ما مُسْتَحْقَباتٌ مع السُّرَى حِسانٌ وما آثارُها بحِسانِ أَي أُحاجِيكَ وأَراد بالمُسْتَحْقَباتِ السُّيوفَ وقد دَاعَيْتُه أُدَاعِيهِ وقال آخر يصف القَلَم حاجَيْتُك يا خَنْسا ءُ في جِنْسٍ من الشِّعْرِ وفيما طُولُه شِبْرٌ وقد يُوفِي على الشِّبْرِ له في رَأْسِهِ شَقٌّ نَطُوفٌ ماؤُه يَجْرِي أَبِيِني لَمْ أَقُلْ هُجْراً ورَبِّ البَيْتِ والحِجْرِ

دغا
الدَّغْوَةُ والدَّغْيَة السَّقْطَةُ القَبيحة وقيل الكلمة القَبيحة تسمعها وقيل تَسْمَعُها عن الإنسان ورجل ذُو دَغَواتٍ ودَغَيَاتٍ لا يَثْبُتُ على خُلُقٍ وقيل ذو أَخْلاقٍ رَدِيئةٍ والكلمة واوية ويائية قال رؤبة ذَا دَغَواتٍ قُلَّبَ الأَخْلاقِ أَي ذا أَخْلاقٍ رَدِيئَةٍ مُتَلَوِّنَة وقال أَيضاً ودَغْيَة مِنْ خَطِلٍ مُغْدَوْدِنِ قال ولم نسمع دَغَيات ولا دَغْيَةً إلا في بيت رؤبة فإنه قال نحن نقولُ دَغْية وغيرنا يَقُول دَغْوة وقُلَّب الأَخْلاقِ هالك الأَخْلاق رديئُها من قُلِب إذا هَلَك مثل رجلٌ حُوَّلٌ قُلَّبٌ مدحٌ للرجل المُحْتال وحُكِي عن الفراء إنه لَذُو دَغَواتٍ بالواو والواحد دَغْية قال وإنما أَرادوا دَغِيَّةً ثم خُفّف كما قالوا هَيّن وهَيْن ودُغَاوَةُ جِيلٌ
( * قوله « ودغاوة جيل إلخ » ضبط بضم الدال في المحكم وتبعه المجد وصرح به في زغ وفقال بضم الزاي وضبط في التكملة بفتحها كالزغاوة وصرح به في زغ وفقال بالفتح ) من السودان خَلْف الزِّنْجِ في جزيرة البحر قال والمعروف زُغاوة بالزاي جنس من السودان ودُغَةُ اسم رجل كان أَحْمَقَ ودُغَةُ اسم امرأَة من عِجْلٍ تُحَمَّقُ قال ابن بري هي مارِيَة بنت مَغْنَج وحكى حمزة الأَصبهاني عن بعض أَهل اللغة أَنَّ الدُّغَة الفَراشَة وحكي عن إسحق بن إبراهيم الموصلي أَنها دُويْبَّة يقال فلان أَحْمَقُ من دُغَة ولها قِصَّة
( * قوله « ولها قصة » قد ذكرها في مادة ج ع ر ومغنج بميم مفتوحة فغين معجمة ساكنة فنون مفتوحة وتحرفت في نسخ القاموس الطبع ) قال وأَصلها دُغَوٌ أَو دُغَيٌ والهاء عوض وقيل دُغَةُ إسم امرأَة قد وَلَدت
( * قوله « قد ولدت » كذا بضبط الأصل والمحكم يعني مبنياً للفاعل ) في عِجْلٍ والدَّغْيَةُ الدَّعارة عن ابن الأَعرابي

دفا
الأَدْفَى من المَعَزِ والوُعولِ الذي طال قرناه حتى انْصَبَّا على أُذُنَيْه من خَلْفِه ومن الناس الذي يمشِي في شِقٍّ وقيل هو الأَجْنَأُ وقيل المُنضَمُّ المَنْكِبَيْن ومن الطير ما طال جَناحاه من أُصُولِ قوادِمِه وطَرَف ذَنَبِه وطالت قادِمةُ ذَنَبِه قال الطرمّاح يصف الغراب شَنِجُ النَّسَا أَدْفَى الجَناحِ كأَنه في الدارِ إثْرَ الظاعِنِين مُقَيَّدُ وطائرٌ أَدْفَى طويلُ الجَنَاحِ وإنما قيل للعُقاب دَفْواءُ لعَوَج مِنْقارها والأَدْفَى من الإبِلِ ما طال عُنُقه واحْدَوْدَب وكادت هامَتُه تَمَسُّ سَنامَه والأُنثى من ذلك كله دَفْواءُ والدَّفْواءُ من النجائِبِ الطَّويلة العُنق إذا سارت كادت تضَع هامَتَها على ظَهْر سَنامِها وتكون مع ذلك طويلة الظهر والدَّفْواءُ الناقة التي تَمْشي في جانِبِها وهو أَسرع لها وأَحسن وأَنشد دَفْواءُ في المِشْيَةِ مِنْ غَيْرِ جَنَفْ والجَنَف أَن تكون كِرْكِرةُ البَعير ضَخْمة من أَحَدِ الجانِبَين والتَّدافي التَّداوُل يقال تَدافى البعيرُ تَدافِياً إذا سار سيراً مُتَجافِياً قال وربما قيل للنَّجِيبَة الطَّوِيلة العُنُق دَفْواءُ وأُذُنٌ دَفْواءُ إذا أَقْبَلَتْ على الأُخْرى حتى كادَتْ أَطْرافُهما تَماسُّ في انْحِدارٍ قِبَلَ الجَبْهة ولا تَنتَصِب وهي شديدةٌ في ذلك وقيل إنما ذلك في آذان الخَيْل وقال ثعلب الدَّفواءُ المائِلَة فقطْ والدَّفْواءُ العَرِيضَة العِظامِ عن أَبي عبيدة والفِعلُ من كلّ ذلك دَفِيَ دَفاً وكَبْشٌ أَدْفى وهو الذي يذهب قَرنه قِبَلَ ذَنَبِه والدَّفا مقصور الانْحِناء وفي صفة الدجال إنه عَرِيضُ النَّحْرِ فيهِ دَفاً أَي انْحِناء يقال رجل أَدفى قال ابن الأَثير هكذا ذكره الجوهري في المعتل قال وجاء به الهروي في المهموز رجل أَدْفَأُ وامرأَة دَفْآءُ ورجل أَدْفى إذا كان في صُلْبِهِ احْدِيدابٌ ورجل أَدْفى بغير همز أَي فيه انْحِناء وأَدْفَى الظَّبْيُ إذا طال قَرْناهُ حتَّى كادا يَبْلُغانِ مُؤخَّره أَبو زيد الدَّفْواء من المعْزَى التي انْصَبَّ قَرْناها إلى طَرَفَي عِلْباوَيْها ووَعِلٌ أَدفَى بَيّنُ الدَّفَا وهو الذي طال قَرْنه جِدّاً وذَهَبَ قِبَلَ أُذُنَيْهِ ودَفَا الجَرِيحَ دَفْواً أَجْهَزَ عليه وفي الحديث أَن قوماً من جُهَيْنَةَ جاؤُوا بأَسير إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يَرْعُدُ من البَرْد فقال لهم اذْهَبُوا به فأَدْفُوه يريد الدِّفْءَ من البَرْدِ وهي لغته عليه الصلاة والسلام فذهبوا به فقتلوه وإنما أَراد أَدْفِئُوه من البرد فَوَداه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ودَفَوْتُ الجَرِيحَ أَدْفُوه دَفْواً إذا أَجْهَزْتَ عليه وكذلك دافَيْتُه وأَدْفَيْتُه والدَّفْواءُ الشجرة العظيمة وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أَسفاره أَبْصَرَ شجرةً دَفْواء تُسَمَّى ذاتَ أَنْواطٍ لأَنه كان يُناطُ بها السلاحُ وتُعْبَدُ دونَ الله عز وجل والدَّفْوَاءُ العظيمة الظَّلِيلةُ الكثيرةُ الفُروع والأَغْصان وتَكُونُ المائلةَ الليث يقال أَدْفَيْتُ واسْتَدْفَيْتُ أَي لَبِسْتُ ما يُدْفِيني قال وهذا على لغة من يترك الهمز الفراء في قوله تعالى لكم فيها دِفْءٌ قال الدِّفْءُ كتب في المصاحف بالدال والفاء وإن كتبت بواو في الرفع وياء في الخفض وأَلف في النصب كان صواباً وذلك على ترك الهمز

دقا
دَقِيَ الفَصيل بالكسر يَدْقى دَقىً وأَخِذَ أَخَذاً إذا شرب اللبن وأَكثر حتى يَتَخَثَّرَ بَطْنُه ويَفْسُدَ ويَبْشَمَ ويَكْثُرَ سَلْحُه يقال فصيل دَقٍ على فَعِلٍ ودَقِيٌّ ودَقْوانُ والأُنثى دَقِيَة وهو في التقدير مثل فَرِحٍ وفَرِحَة فمن أَدْخَل فرْحانَ على فَرِحٍ قال فَرْحانُ وفَرْحَى وقال على مثاله دَقْوانُ ودَقْوَى قال ابن سيده والأُنثى دَقْوَى وأَنشد ابن الأَعرابي في الدَّقَى إني وإنْ تُنْكِرْ سُيوحَ عَباءَتي شِفاءُ الدَّقى يا بَكْرَ أُمِّ تَمِيمِ يقول إنك إن تنكر سُيوحَ عباءتي يا جملَ أُمِّ تميمٍ فإني شفاءُ الدَّقى أَي أَنا بصيرٌ بعلاج الإبِلِ أَمنع من البَشَمِ لأَني أَسقي اللبنَ الأَضيافَ فلا يَبْشَم الفَصِيلُ لأَنه إذا سُقِيَ اللَبنَ الضَّيْف لم يجد الفصيلُ ما يَرْضَعُ

دكا
ابن الأَعرابي قال دَكا إذا سَمِنَ وكَذَا إذا قَطَع

دلا
الدَّلْوُ معروفة واحدة الدَّلاءِ التي يُسْتَقَى بها تذكَّر وتؤنَّث قال رؤبة تَمْشي بِدَلْوٍ مُكْرَبِ العَراقي والتأْنيث أَعلى وأَكثر والجمع أَدْلٍ في أَقل العدد وهو أَفْعُلٌ قلبت الواو ياء لوقوعها طرفاً بعد ضمة والكثير دِلاءٌ ودُليٌّ على فُعولٍ وهي الدَّلاةُ والدَّلا بالفتح والقصر الواحدة دَلاةٌ قال الجُمَيح طامي الجِمامِ لَمْ تُمَخِّجْه الدَّلا وأَنشد ابن بري هذا البيت ونسبه للشماخ وأَنشد لآخر إنَّ لَنا قَلَيْذَماً هَمُوما يَزِيدُها مَخْجُ الدِّلا جُموما
( * قوله « مخج الدلا » ضبط الدلا هنا بالفتح وضبط في غير موضع من اللسان وغيره بكسر الدال )
وأَنشد لآخر في المفرد دَلْوَكَ إني رافعٌ دَلاتي وأَنشد لآخر أَيُّ دَلاةِ نَهَلٍ دَلاتي وقوله في حديث عثمان رضي الله عنه تَطَأْطَأْت لكم تَطَأْطُؤَ الدُّلاة قال ابن الأَثير هو جَمْع دالٍ كقاضٍ وقُضاةٍ وهو النازِعُ في الدَّلْوِ المُسْتَقِي بها الماءَ من البئر يقال أَدْلَيْتُ الدَّلْوَ ودَليْتُها إذا أَرسلتها في البئر ودَلَوْتها أَدْلُوها فأَنا دالٍ إذا أَخرجْتها ومعنى الحديث تواضعت لكم وتَطامَنْتُ كما يَفْعَل المُستقي بالدَّلْوِ ومنه حديث ابن الزبير أَن حبَشِيّاً وقع في بئرِ زمزم فأَمرَهُم أَن يَدْلُوا ماءَها أَي يَسْتَقُوه وقيل الدَّلا جمعُ دَلاةٍ كفَلاً جمع فَلاةٍ والدَّلاة أَيضاً الدَّلْوُ الصغيرة وقول الشاعر آلَيْتُ لا أُعْطِي غُلاماً أَبَدَا دَلاتَهُ إني أُحِبُّ الأَسْوَدا يريد بِدَلاتِه سَجْلَه ونَصِيبَه من الوُدِّ والأَسْوَدُ اسمُ ابنِه ودَلَوْتُها وأَدْلَيْتُها إذا أَرْسَلْتها في البئر لِتَسْتَقِيَ بها أُدْليها إدلاءً وقيل أَدْلاها أَلْقاها لِيَسْتَقِيَ بها ودَلاها جَبَذها ليُخْرِجَها تقول دَلَوْتها أَدْلُوها دَلْواً إذا أَخرجَتها وجَذَبْتَها من البئر مَلأى قال الراجز العجاج يَنْزِعُ من جَمَّاتِها دَلْوُ الدَّال أََي نَزْعُ النازعِ ودَلَوْتُ الدَّلْوَ نَزَعْتُها قال الجوهري وقد جاء في الشعر الدَّالي بمعنى المُدْلي وهو قول العجاج يَكْشِفُ عن جَمَّاتِه دَلْوُ الدَّالْ عَباءةً غَبْراءَ من أَجْنٍ طالْ يعني المُدْليَ قال ابن بري ومثله لرؤبة يَخْرُجْنَ من أَجْوازِ لَيْلٍ غاضي أي مُغْضٍ قال وقال عليّ بن حمزة قد غلط جماعة من الرُّواة في تفسير بيت العجاج آخرهم ثعلب قال يعني كونهم قَدَّرُوا الدَّاليَ بمعنى المُدْلي قال ابن حمزة وإنما المعنى فيه أَنه لما كان المُدْلي إذا أَدْلى دَلْوَه عادَ فَدَلاها أَي أَخرجها مَلأَى قال دَلْوُ الدَّالْ كما قال النابغة مِثْل الإماء الغَوادِي تَحْمِلُ الحُزُما وإنما تحملها عند الرَّواح فلما كُنَّ إذا غَدَوْنَ رُحْنَ قال مثل الإماء الغَوادِي ويقال دَلَوْتُها وأَنا أَدْلُوها وأَدْلَوْتُها وفي قصة يوسف فأَدْلَى دَلْوَهُ قال يا بُشْرَى ودَلَوْتُ بفلان إليك أَي اسْتَشْفَعْتُ به إليك قال عمر لما اسْتَسْقَى بالعباس رضي الله عنهما اللهم إنا نَتَقَرَّبُ إليك بعَمِّ النبي صلى الله عليه وسلم وقَفِيَّةِ آبائِه وكُبْرِ رِجالهِ دَلَوْنا به إليكَ مُسْتَشْفِعين قال الهروي معناه مَتَتْنا وتَوَسَّلْنا قال ابن سيده وأُرَى معناه أَنهم تَوَسَّلُوا بالعباس إلى رَحْمةِ الله وغِياثِه كما يُتَوَسَّل بالدَّلْوِ إلى الماء قال ابن الأَثير هو من الدَّلْوِ لأَنه يُتَوَصَّلُ به إلى الماء وقيل أَراد به أَقْبَلْنا وسُقْنَا من الدَّلْوِ وهو السَّيْرُ الرَّفِيقُ وهو يُدْلي برَحِمِه أَي يَمُتُّ بها والدَّلْوُ سِمَةٌ للإبل وقولهم جاء فلانٌ بالدَّلْوِ أَي بالدَّاهِيةِ قال الراجز يَحْمِلْنَ عَنْقَاءَ وعَنْقَفِيرَا والدَّلْوَ والدَّيْلَم والزَّفِيرَ
( * قوله « يحملن عنقاء إلخ » كذا أنشده الجوهري وقال في التكملة الإنشاد
فاسد والرواية
أنعت أعياراً رعين كيرا ... يحملن عنقاء وعنقفيرا
وأم خشاف وخشفيرا ... والدلو والديلم والزفيرا
ثم قال والكيراسم موضع بعينه )
والدَّلْوُ بُرْجٌ من بُرُوج السماء معروف سمي به تشبيهاً بالدَّلْو والدَّاليةُ شيءٌ يُتَّخذُ من خُوصٍ وخَشَبٍ يُسْتَقَى به بحِبالٍ تشد في رأْس جِذْعٍ طويل قال مِسْكِين الدارمي بأَيْدِيهِمْ مَغارِفُ من حَديدٍ يُشَبِّهُها مُقَيَّرَةَ الدَّوَالِي والدَّالِيَةُ المَنْجَنُون وقيل المَنْجَنُون تُدِيرُها البَقَرَةُ والناعُورَة يُديرُها الماء ابن سيده والدَّالِيَةُ الأَرض تُسْقَى بالدَّلْو والمَنْجَنُون والدَّوَالِي عِنَبٌ أَسْوَدُ غيرُ حالِكٍ وعَناقِيدُه أَعْظَم العناقِيدِ كُلِّها تَرَاها كأَنَّها تُيُوس معلَّقة وعِنَبه جافٌّيتَكَسَّر في الفم مُدَحْرَج ويُزَبَّبُ حكاه ابن سيده عن أَبي حنيفة وأَدْلَى الفَرَسُ وغيرُه أَخرج جُرْدانَه ليَبُولَ أَو يَضْرِبَ وكذلك أَدْلَى العَيْرُ ودَلَّى قيل لابْنَةِ الخُسِّ مَا مائَةٌ منَ الحُمُر ؟ قالت عازِبَةُ اللَّيْل وخِزْيُ المَجْلِس لا لَبَنَ فَتُحْلَبَ ولا صُوفَ فَتُجَزِّ إنْ رُبِطَ عَيْرُها دَلَّى وإن أَرْسَلْتَه وَلَّى والإنسانُ يُدْلِي شيئاً في مَهْوَاةٍ ويَتَدَلَّى هو نَفْسُه ودَلَّى الشيءَ في المَهْواةِ أَرْسَلَهُ فيها قال مَنْ شَاءَ دَلَّى النَّفْسَ في هُوَّةٍ ضَنْكٍ ولَكِنْ مَنْ لَهُ بِالمَضِيقْ أَي بالخروج من المَضِيق وتَدَلَّيْتُ فيها وعليها قال لبيد يصف فرساً فَتَدَلَّيْتُ عَلَيْها قَافِلاً وعلى الأَرضِ غَياياتُ الطَّفَلْ أَراد أَنه نَزَل من مِرْبائه وهو عَلَى فَرَسِه راكبٌ ولا يكون التَّدَلِّي إلا من عُلْوٍ إلى اسْتِفَال تَدَلَّى من الشجرة ويقال تَدَلَّى فلانٌ علينا من أَرض كذا وكذا أي أَتانا يقال من أَيْنَ تَدَلَّيْتَ علينا قال أُسامة الهذلي تَدَلَّي عَلَيه وهُوَ زَرْقُ حَمامَةٍ لَهُ طِحْلِبٌ في مُنْتَهَى القيضِ هامِدُ وقوله تعالى فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ قال أَبو إسحق دلاَّهُما في المَعْصِيَة بأَن غَرَّهُما وقال غيره فَدلاَّهُما فأطْمَعَهُما ومنه قول أَبي جُنْدُب الهذلي أَحُصُِّ فلا أُجِيرُ ومَنْ أُجِرْهُ فَلَيْسَ كَمَنْ يُدَلَّى بالغُرُورِ أَحُصُّ أَمْنَع وقيل أَحُصُّ أَقْطَع ذلك وقوله كَمَنْ يُدَلَّى أَي يُطْمَع قال أَبو منصور وأَصله الرجل العَطْشانُ يُدَلَّى في البئر ليَرْوَى من مَائِها فلا يجدُ فيها ماءً فيكون مُدَليِّاً فيها بالغُرورِ فوُضِعَت التَّدْلِيَة موضع الإطْمَاع فيما لا يُجْدِي نَفْعاً وفيه قول ثالث فَدَلاَّهُما بغرور أَي جَرَّأهما إبليس على أَكْلِ الشجرة بغُرره والأَصلُ فيه دَلَّلهما والدَّالُ والدَّالَّةُ الجُرْأَة الجوهري ودلاَّه بغُرُورٍ أَي أَوْقَعَه فيما أَراد من تَغْرِيره وهو من إدْلاءِ الدَّلْو وأَما قوله عز وجل ثم دَنَا فَتَدَلَّى قال الفراء ثم دَنَا جبريل من محمد فتَدَلَّى كأَنَّ المعنى ثم تَدَلَّى فَدَنا قال وهذا جائز إذا كان المَعْنى في الفعلين واحداً وقال الزجاج معنى دَنَا فَتَدَلَّى واحد لأَن المعنى أَنه قرب فَتَدَلَّى أَي زاد في القُرْب كما تقول قدْ دَنَا فلان مني وقرُبَ قال الجوهري ثم دَنَا فَتَدَلَّى أَي تَدَلَّل كقوله ثم ذهَبَ إلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَي يَتَمَطَّطُ وفي حديث الإسْراء فَتَدَلَّى فكان قَابَ قَوْسَيْنِ التَّدَلِّي النزولُ من العُلْو قال ابن الأَثير والضميرُ لجبريل عيه الصلاة والسلام وأَدْلَى بحُجَّتِه أَحْضَرَها واحْتجَّ بها وأَدْلَى إليه بِمالِه دَفَعه التهذيب وأَدْلَى بمالِ فلان إلى الحاكِمِ إذا دَفَعَه إليه ومنه قوله تعالى وتُدْلُوا بها إلى الحكام يعني الرِّشْوَةَ قال أَبو إسحق معنى تُدْلُوا في الأَصل من أَدْلَيْت الدَّلْوَ إذا أَرْسَلْتها لتملأَها قال ومعنى أَدْلَى فلان بحُجَّته أَي أَرْسَلَها وأَتَى بها على صحة قال فمعنى قوله وتُدْلُوا بها إلى الحُكَّام أَي تَعْمَلون على ما يوجِبُه الإدْلاءُ بالحُجة وتَخُونُون في الأَمانة لِتَأْكِلِوا فَريقاً من أَمْوالِ الناسِ بالإثْمِ كأَنه قال تَعْمَلون على ما يوجِبُه ظاهِرُ الحُكْمِ وتَتْرُكُونَ ما قَدْ عَلِمْتُم أَنه الحَقّ وقال الفراء معناه لا تأْكُلوا أَمْوالكم بينكم بالباطل ولا تُدْلُوا بها إلى الحُكَّام وإن شئتَ جَعلْتَ نصبَ وتُدْلُوا بها إذا أَلْقَيْتَ منها لا على الظَّرْفِ والمعنى لا تُصانِعُوا بأَمْوالِكُم الحُكَّام ليَقْتَطِعُوا لكم حقّاً لغيركم وأَنتم تعلمون أَنه لا يحل لكم قال أَبو منصور وهذا عندي أَصح القولين لأَن الهاء في قوله وتُدْلوا بها للأَموال وهي على قول الزجاج للحُجّة ولا ذكر لها في أَول الكلام ولا في آخره وأَدْلَيْت فيه قلت قولاً قبيحاً قال ولو شئتُ أَدْلَى فِيكُمَا غَيْرُ واحِدٍ عَلانِيَةً أَو قالَ عِنْدِيَ في السِّرِّ ودَلَوْتُ الناقَةَ والإبِلَ دَلْواً سُقْتُها سَوْقاً رَفيقاً رُوَيْداً قال لا تَقْلُواهَا وادْلُوَاهَا دَلْوَا إنَّ مَعَ اليَوْمِ أَخَاهُ غَدْوَا وقال الشاعر لا تَعْجَلا بالسَّيْرِ وادْلُواها لَبِئْسما بُطْءٌ ولا نَرْعاها وادْلَوْلى أَي أَسْرَع وهي افْعَوْعَلَ ودَلَوْت الرجلَ ودالَيْته إذا رَفَقْتَ به ودارَيْته قال ابن بري المُدالاةُ المُصانَعة مثلُ المُداجاةِ قال كثير أَلا يا لَقَوْمي للنِّوى وانْفِتَالِها وللصَّرْمِ مِنْ أَسْماءَ ما لَمْ نُدالِها وقول الشاعر كأَنَّ راكِبَها غُصْنٌ بَمَرْوَحَة إذا تَدَلَّت بِهِ أَو شارِبٌ ثَمِلُ يجوز أَن يكون تَفَعَّلَتْ من الدَّلْوِ الذي هو السَّوْق الرَّفِيقُ كأَنَّه دَلاَّها فَتَدَلَّت قال ويجوز أَن يكون أَراد تَدَلَّلَت من الإدْلالِ فكره التضعيف فحوّل إحدى اللامين ياء كما قالو تظنيت في تظننت ابن الأَعرابي دَلِيَ إذا ساقَ ودَلِيَ إذا تَحَيَّر وقال تَدَلَّى إذا قَرُب بَعْدَ عُلْوٍ وتَدَلَّى تواضَعَ ودالَيْتُه أَي دارَيْتُه

( دمي ) الدَّمُ من الأَخْلاطِ معروف قال أَبو الهيثم الدَّمُ اسم على حَرْفَين قال الكسائي لا أَعرف أَحداً يُثَقِّل الدمَ فأَما قول الهُذَلي وتَشْرَقُ من تَهْمالِها العَيْنُ بالدَّمِّ مع قوله فالعَينُ دائِمَةُ السَّجْمِ فهو على أَنه ثَقَّل في الوَقْفِ فقال الدمّ فشدَّد ثم اضطر فأَجْرى الوَصْل مُجْرى الوَقْفِ كما قال بِبازِلٍ وجْنَاءَ أَو عَيْهَلِّ قال ابن سيده ولا يجوز لأَحد أَن يقول إن الهذلي إنما قال بالدَّمِ بالتخفيف لأَن القصيدة من الضرب الأَول من الطويل وأَوّلها أَرِقْتُ لِهَمٍّ ضافَني بَعْدَ هَجْعَةٍ على خالِدٍ فالْعَيْنُ دائِمَةُ السَّجْمِ فقوله مَةُ السَّجْمِ مَفَاعِيلُنْ وقوله نُ بالدَّمِّ مفاعيلُنْ ولو قال نُ بالدَّمِ لجاء مفاعِلُنْ وهو لا يجيء مع مفاعيلن وتثنيته دَمانِ ودَمَيانِ قال الشاعر لعَمْرُك إنَّني وأَبا رَباحٍ على طولِ التَّجاوُرِ مُنذُ حِينِ ليُبْغِضُني وأُبْغِضُه وأَيْضاً يَراني دُونَهُ وأَراه دُوني فلَوْ أَنَّا على حَجَرٍ ذُبِحْنا جَرى الدَّميانِ بالخَبَرِ اليَقِينِ فثناه بالياء وأَما الدَّمَوانِ فشاذ سماعاً قال وتزعم العرب أَن الرجُلَين المتعاديين إذا ذُبِحا لم تختلط دِمَاؤُهُما قال وقد يقال دَمَوانِ على المُعاقبة وهي قليلة لأَن أَكثرَ حكمِ المُعاقَبة إنما هو قلب الواو لأَنهم إنما يطلبون الأَخف والجمع دِماءٌ ودُمِيٌّ والدَّمَة أَخَصُّ من الدَّمِ كما قالوا بيَاضٌ وبَياضَة قال ابن سيده القطعة من الدَّمِ دَمَةٌ واحدة قال وحكى ابن جني دَمٌ ودَمَةٌ مع كَوْكَبٍ وكَوْكَبَةٍ فأَشعر أَنَّهما لغتان وقال أَبو إسحق أَصله دَمَيٌ قال ودليل ذلك قوله دَمِيَتْ يَدُه وقوله جَرَى الدَّمَيانِ بالخَبَرِ اليَقِين ويقال في تصريفه دَمِيَتْ يَدي تَدْمى دَمىً فيُظْهِرون في دَمِيَتْ وتَدْمى الياءَ والأَلفَ اللتين لم يَجِدُوهُما في دَمٍ قال ومثله يَدٌأَصْلُها يَدَيٌ قال ابن سيده وقال قوم أَصله دَمْيٌ إلا أَنه لما حُذِف وردّ إليه ما حذف منه حركت الميم لتدل الحركة على أَنه اسْتُعْمِلَ محذوفاً الجوهري قال سيبويه الدَّمُ أَصله دَمْيٌ على فَعْلٍ بالتسكين لأَنه يُجْمع على دِماءٍ ودُمِيٍّ مثل ظَبْيٍ وظِباء وظُبِيٍّ ودَلْوٍ ودِلاءٍ ودُلِيٍّ قال ولو كان مثل قَفاً وعَصاً لم يُجْمع على ذلك قال ابن بري قوله في فُعُول إنه مختص بجمع فَعْلٍ نحو دَمٍ ودُمِيٍّ ودَلْوٍ ودُلِيٍّ ليس بصحيح بل قد يكون جمعاً لفَعَلٍ نحو عَصاً وعُصِيٍّ وقَفاً وقُفِيٍّ وصفَاً وصُفِيٍّ قال الجوهري الدَّمُأَصله دَمَوٌ بالتحريك وإنما قالوا دَمِيَ يَدْمَى لِحالِ الكسرة التي قبل الواو كما قالوا رَضِيَ يَرْضَى وهو من الرِّضوان قال ابن بري الدَّمُ لامُه ياء بدليل قول الشاعر جَرَى الدَّمَيان بالخَبَرِ اليَقِينِ قال الجوهري وقال المبرد أَصله فَعَلٌ وإن جاء جمعه مخالفاً لنظائره والذاهب منه الياء والدليل عليها قولهم في تثنيته دَمَيان أَلا ترى أَن الشاعر لما اضْطُرَّ أَخرجه على أَصله فقال فَلَسْنا عَلى الأَعْقابِ تَدْمَى كُلُومُنا ولَكِنْ على أَعْقابِنا يَقْطُرُ الدَّما فأَخرجه على الأَصل قال ولا يلزم على هذا قولهم يَدْيانِ وإن اتفقوا على أَن تَقديرَ يَدٍ فَعْلٌ ساكنَة العين لأَنه إنما ثُنِّيَ على لغة من يقول لِلْيَد يَدَا قال وهذا القول أَصح قال ابن بري قائل فَلَسْنا على الأَعقاب هو الحُصَين بنُ الحَمامِ المُرِّي قال ومثله قول جرير عَوى ما عَوى من غَيْرِ شيءٍ رَمَيْته بقارِعَة أَنْفاذُها تَقْطُر الدَّما قال أَنْفاذُها جمع نَفَذٍ من قول قيس بن الخَطِيم لها نَفَذٌ لَوْلا الشُّعاعُ أَضاءَها وقال اللَّعِينُ المِنْقَري وأُخْذَلُ خِذْلاناً بِتَقْطِيعِيَ الصُّوى إليكَ وخُفٍّ راعِفٍ يَقْطُرُ الدَّما قال ومثله قول علي كرم الله وجهه لِمَنْ رايَةٌ سوداء يَخْفِقُ ظِلُّها إذا قِيلَ قَدَّمْها حُضَيْنُ تَقَدَّما ويُورِدُها للطَّعْنِ حتى يُعِلَّها حِياضَ المَنايا تَقْطُر المَوْتَ والدِّما وتصغير الدَّمِ دُمَيٌّ والنسبة إليه دَمِيٌّ وإن شئت دَمَويٌّ ويقال دَمِيَ الشيءُ يَدْمى دَمىً ودُمِيّاً فهو دَمٍ مثل فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً فهو فَرِقٌ والمصدر متفق عليه أَنه بالتحريك وإنما اختلفوا في الاسم وأَدْمَيْته ودَمَّيْته تَدْمِيَةً إذا ضَرَبْتَه حتى خرج منه دَمٌ قال ابن سيده وقد دَمِيَ دَمىً وأَدْمَيْته ودَمَّيْته أَنشد ثعلب قول رؤبة فلا تَكُوني يا ابْنَةَ الأَشَمِّ وَرْقاءَ دَمَّى ذِئْبُها المُدَمِّي ثم فسره فقال الذئب إذا رأَى لصاحبه دماً أَقبل عليه ليأْكله فيقول لا تكوني أَنتِ مثل ذلك الذئب ومثله قول الآخر وكُنْت كذِئْبِ السُّوء لمَّا رأَى دَماً بِصاحِبِه يوماً أَحالَ على الدَّمِ وفي المثل ولدُكَ مَنْ دمَّى عَقِبَيْك وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه قال لأَبي مَريمَ الحَنَفِيِّ لأَنا أَشدُّ بُغْضاً لكَ من الأَرْضللدَّمِ يعني أَنَّ الدم لا تشربه الأَرض ولا يَغُوص فِيها فجعَلَ امْتِناعها منه بُغْضاً مجازاً ويقال إن أَبا مريم كان قَتَل أَخاه زيداً يوم اليمامة والدَّامِيَة من الشِّجاجِ التي دَمِيَتْ ولم يَسِلْ بعدُ منها دمٌ والدامِعَة هي التي يَسِيلُ منها الدَّمُ وفي حديث زيد بن ثابت في الدَّامِيَة بَعيرٌ الدَّامِيةُ شَجَّة تَشُقُّ الجِلْد حتى يَظْهَر منها الدَّمُ فإن قَطَر منها فهي دامِعةٌ واسْتَدْمى الرَّجلُ طَأْطَأْ رأْسَه يقْطُر منه الدَّم الأَصمعي المُسْتَدْمي الذي يَقْطُر من أَنْفِه الدَّمُ المُطَأْطِئُ رأسَه والمُسْتَدْمي الذي يستخرج منْ غَريمهِ دَيْنَه بالرِّفْق وفي حديث العَقيقة يُحْلَقُ من رأْسِه ويُدَمَّى وفي رواية ويُسَمَّى وكان قتادة إذا سئل عن الدَّمِ كيف يُصْنَعُ به ؟ قال إذا ذُبِحَت العقيقة أُخِذَتْ منها صُوفة واسْتُقْبِلَتْ بها أَوْداجُها ثم تُوضَع على يافُوخِ الصَّبِيّ ليَسِيلَ على رأْسه مثلُ الخَيْط ثم يُغْسل رأْسُه بعدُ ويُحْلَقُ قال ابن الأَثير أَخرجه أَبو داود في السنن وقال هذا وَهَمٌ من هَمَّامٍ وجاءَ بتفسيره عن قتادة وهو مَنسوخ وكان من فِعْلِ الجاهلية وقال ويُسَمَّى أَصَحُّ قال الخطابي إذا كان أَمَرهم بإماطَة الأَذى اليابِس عن رأْس الصبي فكيف يأْمُرُهم بتَدْمِية رأْسِه والدم نِجِسٌنجاسَة غليظة ؟ وفي الحديث أَن رجلاً جاءَ ومَعَه أَرْنَبٌ فوَضعَها بينَ يَديِ النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال إنِّي وجَدْتُها تَدْمى أَي أَنَّها ترى الدَّمَ وذلك لأَن الأَرْنَب تَحِيضُ كما تحيض المرأَة والمُدَمَّى الثوبُ الأَحْمَر والمُدمَّى الشديد الشُّقْرة وفي التهذيب من الخَيْلِ الشديدُ الحُمْرَة شبه لَوْنِ الدَّمِ وكلُّ شيءٍ في لوْْنِهِ سَوادٌ وحُمْرة فهو مُدَمّىً وكل أَحْمَرَ شديد الحمرة فهو مُدَمّىً ويقال كُمَيْتٌ مُدَمّىً قال طفيل وكُمْتاً مُدَمَّاةً كأَنَّ مُتُونَها جَرى فَوْقَها واسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَب يقول تضرب حُمْرَتُها إلى الكُلْفة ليست بشديدة الحمرة قال أَبو عُبيدَةَ كُمَيْتٌ مُدَمّىً إذا كان سوادُه شديدَ الحُمرة إلى مَراقِّه والأَشْقَرُ المُدَمَّى الذي لَوْنُ أَعلى شعْرَتِه يَعْلُوها صُفْرَةٌ كَلوْنِ الكُمَيْت الأَصْفَرِ والمُدَمَّى من الأَلْوانِ ما كان فيه سوادٌ والمُدَمَّى من السِّهام الذي تَرْمي به عَدُوَّك ثم يَرْمِيكَ به وكان الرجل إذا رمى العَدُوَّ بسَهْمٍ فأَصاب ثم رماه به العَدُوُّ وعَلَيْه دَمٌ جَعَله في كِنانَتِه تَبَرُّكاً به ويقال المُدَمَّى السهم الذي يَتَعاوَرُه الرُّماة بينَهُم وهو راجِع إلى ما تَقدَّم وفي حديث سعد قال رَمَيْتُ يوْمَ أُحْدٍ رَجلاً بِسهْمٍ فقَتَلْتُه ثم رُمِيت بذلك السَّهْم أَعْرِفُه حتى فَعَلْتُ ذلك وفعلُوه ثلاث مرات فقلت هذا سَهْمٌ مبارك مُدَمّىً فجعلته في كِنانَتي فكان عنده حتى مات المُدَمَّى من السِّهامِ الذي أَصابه الدَّمُ فحصَل في لوْنِه سَوادٌ وحمرة مما رُمِيَ به العَدُوّ قال ويطلق على ما تَكَرّر به الرمي والرماة يتَبرَّكون به وقال بعضهم هو مأخُوذٌ من الدَّامياء وهي البَرَكَة قال شمر المُدَمَّى الذي يرمي به الرجلُ العدُوَّ ثم يرْميه العَدُوّ بذلك السهم بعينه قال كأَنه دُمِّيَ بالدَّمِ حين وقَع بالمَرْمِيِّ والمُدمَّى السهم الذي عليه حُمْرة الدَّمِ وقد جَسِدَ به حتى يضرِبَ إلى السَّواد ويقال سُمِّيَ مُدَمّىً لأَنه احْمَرَّ من الدَّمِ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم في بَيْعة الأَنْصار رضي الله عنهم أَنَّ الأنْصار لمَّا أَرادُوا أَن يُبايعُوه بَيْعَةَ العَقَبَة بمَكَّة قال أَبو الهَيْثَمِ بنُ التِّيَّهان إنَّ بينَنا وبينَ القَوْم حِبالاً ونَحْنُ قاطِعُوها ونَخْشى إنِ اللهُ أَعَزَّك وأَظْهَرَكَ أَنْ تَرْجِعَ إلى قَوْمِكَ فتَبَسَّمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال بَلِ الدَّمُ الدَّمُ والهَدْمُ الهَدْمُ أُحارِبُ مَنْ حارَبْتُمْ وأُسالِمُ منْ سالَمْتُمْ ورواه بعضهم بَل اللَّدَمُ اللَّدَمُ والهَدَمُ الهَدَمُ فمن رواه بل الدَّمُ فإن ابن الأَعرابي قال العرب تقول دَمي دَمُكَ وهَدْمي هَدْمُك في النُّصْرَة أَي إِن ظِلَمْت فقد ظُلِمْت وأَنشد للعُقَيْلي دَماً طَيِّباً يا حَبَّذا أَنتَ مِنْ دَمِ قال أَبو منصور وقال الفراء العرب تدخل الأَلف واللام اللتين للتعريف على الإسم فتقومان مقام الإضافة كقول الله عز وجل فأَمَّا مَنْ طَغى وآثَرَ الحياة الدُّنْيا فإنَّ الجحيمَ هي المَأْوى أَي أَنَّ الجحيم مَأْواهُ وكذلك قوله فإنَّ الجنَّة هي المَأْوى المعنى فإن الجنةَ مأْواه وقال الزجاج معناه فإن الجنة هي المأْوى له قال وكذلك هذا في كل اسْمَيْن يدلان على مثل هذا الإضمار فعلى قول الفراء قوله الدَّمُ الدَّمُ أَي دَمُكُمْ دمِي وهَدْمُكُم هَدْمي وأَنْتُمْ تُطْلَبُون بدَمي وأطْلَبُ بدَمِكم ودَمِي ودمُكُمْ شيء واحد وأَما من رواه بَل اللَّدَمُ اللَّدَمُ والهَدَمُ الهَدَمُ فكل منهما مذكور في بابه وفي حديث ثُمامة بنِ أُثالٍ إنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذا دَمٍ أَي مَنْ هو مُطالَبٌ بدمٍ أَو صاحب دمٍ مَطْلُوبٍ ويروى ذا ذِمٍّ بالذال المعجمة أَي ذِمامٍ وحُرْمة في قومه وإذا عَقَد ذِمَّة وُفِّي له وفي حديث قتل كَعْب بن الأَشْرفِ إنِّي لأَسْمَع صوتاً كأَنه صَوْتُ دمٍ أَي صَوْتُ طالِبٍ دَمٍ يَسْتَشْفي بقتله وفي حديث الوليد بن المُغِيرَة والدَّمِ ما هو بشاعر يعني النبي صلى الله عليه وسلم هذه يَمينٌ كانوا يحلفون بها في الجاهلية يعني دَمَ ما يُذْبَح على النُّصُبِ ومنه الحديث لا والدِّماءِ أَي دماءِ الذِّبائِحِ ويُرْوى لا والدُّمى جمع دُمْيَةٍ وهي الصورة ويريد بها الأَصْنام والدَّمُ السِّنَّوْرُ حكاه النَّضْر في كتاب الوُحوش وأَنشد كراع كَذاك الدَّمُّ يأْدُو للْعَكابِرْ العَكابِرْ ذكور اليرابيع ورجلٌ دامي الشِّفَة فقِيرٌ عن أَبي العَمَيْثل الأَعرابي ودَمُ الغِزْلان بَقْلَةٌ لها زهرة حَسَنة وبناتُ دَم نَبْتٌ والدُّمْيَةُ الصَّنَم وقيل الصورة المُنَقَّشة العاجُ ونحوه وقال كُراع هي الصورة فعَمَّ بها ويقال للمرأََة الدُّمْيَةُ يكنى عن المرأة بها عربية وجمع الدُّمْيةِ دُمىً وقول الشاعر والبِيضَ يَرْفُلْنَ في الدُّمى والرَّيْطِ والمُذْهَبِ المَصُونِ يعني ثياباً فيها تصاوير قال ابن بري الذي في الشعر كالدُّمى والبيضَ منصوب على العطف على اسم إن في البيت قبله وهو إنَّ شِوَاءً ونَشْوَةً وخَبَبَ البازِلِ الأَمُونِ ودَمَّى الراعي الماشِيَةَ جعَلَها كالدُّمَى وأَنشد أَبو العلاء صُلْبُ العَصا بِرَعْيِه دَمَّاها يَوَدُّ أَنَّ اللهَ قَدْ أَفْناها أَي أَرعاها فسمنت حتى صارت كالدُّمى وفي صفته صلى الله عليه وسلم كأَن عُنُقَه عُنُقُ دُمْيةٍ الدُّمْية الصورة المصورة لأَنها يُتَنَوَّقُ في صَنْعتِها ويُِبالَغُ في تَحْسِينِها وخُذْ ما دَمَّى لك أَي ظَهَرَ لك ودَمَّى له في كذا وكذا إذا قَرَّب كلاهما عن ثعلب الليث وبَقْلَةٌ لها زَهْرة يقال لها دُمْيةُ الغِزْلانِ وساتي دَمَا اسم جبل يقال سُمِّي بذلك لأَنه ليس من يوم إلا ويُسْفَكُ عليه دَمٌ كأَنهما إسمان جعلا إسماً واحداً وأَنشد سيبويه لعمرو بن قميئة لمَّا رأَتْ ساتي دَمَا اسْتَعْبرَتْ للهِ دَرُّ اليَوْمَ مَنْ لامَها وقال الأَعشى وهِرَقْلاً يَوْمَ ذي ساتي دَمَا مِنْ بَني بُرْجانَ ذي البَأْسِ رُجُحْ
( * قوله « ذي البأس » هكذا في الأصل والصحاح قال في التكملة والرواية في الناس بالنون ويروى رجح بالتحريك أي رجح عليهم )
وقد حذف يزيدُ بن مفرّغ الحِمْيَري منه الميم بقوله فَدَيْرُ سُوىً فساتي دا فبُصْرَى وهم الأَخَويْنِ العَنْدَمُ

دنا
دَنا من الشيء دنُوّاً ودَناوَةً قَرُبَ وفي حديث الإيمان ادْنُهْ هو أَمْرٌ بالدُّنُوِّ والقُرْبِ والهاء فيه للسكت وجيءَ بها لبيان الحركة وبينهما دناوة أَي قَرابة والدَّناوةُ القَرابة والقُربى ويقال ما تَزْدادُ منِّا إلا قُرْباً ودَناوةً فرق بين مصدرِ دنا ومصدر دَنُؤَ فجعل مصدر دَنا دَناوةً ومصدر دَنُؤَ دَناءَةً وقول ساعدة بن جُؤيَّة يصف جبلاً إذا سَبَلُ العَماء دَنا عليه يَزِلُّ بِرَيْدِهِ ماءٌ زَلولُ أَراد دَنا منه وأَدْنَيْته ودَنَّيْته وفي الحديث إذا أكَلْتُم فسَمُّوا الله ودَنُّوا وسَمِّتُوا معنى قوله دَنُّوا كُلُوا مم يَلِيكُم وما دَنا منكم وقرب منكم وسمِّتُوا أَي ادْعُوا للُمطْعِم بالبركة ودَنُّوا فِعْلٌ من دَنا يَدْنُو أَي كُلُوا مما بين أَيدِيكم واسْتَدْناه طلب منه الدُّنُوَّ ودنَوْتُ منه دُنُوّاً وأَدْنَيْتُ غيري وقال الليث الدُّنُوُّ غيرُ مهموز مصدرُ دَنا يَدْنُو فهو دانٍ وسُمِّيت الدُّنْيا لدُنُوِّها ولأَنها دَنتْ وتأَخَّرَت الآخرة وكذلك السماءُ الدُّنْيا هي القُرْبَى إلينا والنسبة إلى الدُّنيا دُنياوِيٌّ ويقال دُنْيَوِيٌّ ودُنْيِيٌّ غيره والنسبة إلى الدُّنيا دُنْياوِيٌّ قال وكذلك النسبة إلى كل ما مُؤَنَّتُه نحو حُبْلَى ودَهْنا وأَشباه ذلك وأَنشد بوَعْساء دَهْناوِيَّة التُّرْبِ طَيِّب ابن سيده وقوله تعالى ودَانِيةً عليهم ظِلالُها إنما هو على حذف الموصوف كأنه قال وجزاهم جَنَّة دانيةً عليهم فحذف جنة وأَقام دانية مُقامها ومثله ما أَنشده سيبويه من قول الشاعر كأنَّكَ من جِمالِ بَني أُقَيْشٍ يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِّ أَراد جَمَلٌ من جمالِ بن أُقَيْشٍ وقال ابن جني دانِيةً عليهم ظِلالُها منصوبة على الحال معطوفة على قوله متكئين فيها على الأَرائِك قال هذا هو القول الذي لا ضرورة فيه قال وأَما قوله كأَنَّك من جِمالِ بَني أُقَيْشٍ البيت فإنما جاز ذلك في ضرورة الشِّعْر ولو جاز لنا أَن نَجِدَ مِنْ بعض المواضع اسماً لجعلناها اسماً ولم نحمل الكلام على حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه لأَنه نوع من الضرورة وكتاب الله تعالى يَجِلّ عن ذلك فأَما قول الأَعشى أَتَنْتَهُون ولَنْ يَنْهَى ذَوي شَطَطٍ كالطَّعْنِ يَذْهَبْ فيه الزَّيْتُ والفُتُلُ فلو حملته على إقامة الصفة موضع الموصوف لكان أَقبح من تأَوُّل قوله تعالى ودانية عليهم ظلالها على حذف الموصوف لأَن الكاف في بيت الأَعشى هي الفاعلة في المعنى ودانيةً في هذا القول إنما هي مَفْعول بها والمفعول قد يكون اسماً غير صريح نحو ظَنَنْتُ زيداً يقوم والفاعل لا يكون إلا إسماً صريحاً محضاً فَهُمْ على إمْحاضه إسماً أَشدُّ مُحافظة من جميع الأَسماء أَلا ترى أَن المبتدأ قد يقع غيرَ اسمٍ محضٍ وهو قوله تَسْمَعُ بالمُعَيْديِّ خيرٌ مِن أَن تَراهُ ؟ فتسمع كما ترى فعل وتقديره أَن تسمع فحذْفُهم أَنْ ورفْعُهُم تَسمعُ يدل على أَن المبتدأ قد يمكن أَن يكون عندهم غيرَ اسمٍ صريح وإذا جاز هذا في المبتدأ على قُوَّة شبِهه بالفاعل في المفعول الذي يبعُد عنهما أَجْوَزُ فمن أَجل ذلك ارتفع الفعل في قول طَرَفة أَلا أَيُّهَذا الزَّاجِرِي أَحْضُرُ الوَغَى وأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ هلْ أَنتَ مُخلِدي ؟ عند كثير من الناس لأَنه أَراد أَنْ أَحْضُرَ الوَغَى وأَجاز سيبويه في قولهم مُرْهُ يَحْفِرُها أَن يكون الرفعُ على قوله أَنْ يَحْفِرَها فلما حُذِفت أَن ارتفع الفعل بعدها وقد حَمَلَهم كثرةُ حذفِ أَن مع غير الفاعل على أَن اسْتَجازُوا ذلك فيما لم يُسَمَّ فاعِلُه وإِن كان ذلك جارياً مَجْرى الفاعل وقائماً مقامه وذلك نحو قول جميل جَزِعْتُ حِذارَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا وحُقَّ لِمِثْلي يا بُثَيْنَةُ يَجْزَعُ أَراد أَن يَجْزَع على أَن هذا قليل شاذ على أَنّ حذف أَنْ قد كثُر في الكلام حتى صار كلا حَذْفٍ أَلا ترى أَن جماعة استَخَفّوا نصف أَعْبُدَ من قوله عزّ اسمُه قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تأْمُرُونِّي أَعْبُدَ ؟ فلولا أَنهم أَنِسُوا بحَذْفِ أَنْ من الكلام وإِرادَتِها لَمَا اسْتَخَفُّوا انْتِصابِ أَعْبُدَ ودَنَت الشمسُ للغُروبِ وأَدْنَت وأَدْنَت النَّاقَةُ إِذا دَنا نِتاجُها والدُّنْيا نَقِيضُ الآخرة انْقَلَبت الواو فيها ياءً لأَن فُعْلى إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبدلت واوُها ياءً كما أُبدلت الواو مكان الياء في فَعْلى فأَدخَلوها عليها في فُعْلى ليَتكافآ في التغيير قال ابن سيده هذا قول سيبويه قال وزدته أَنا بياناً وحكى ابن الأَعرابي ما له دُنْياً ولا آخِرةٌ فنَوّن دُنْياً تشبيهاً لها بفُعْلَلٍ قال والأَصل أَن لا تُصْرَفَ لأَنها فُعْلى والجمع دُناً مثل الكُبْرى والكُبَر والصُّغْرى والصُّغَر قال الجوهري والأَصل دُنَوٌ فحذفت الواو لاجتماع الساكنين قال ابن بري صوابه فقلبت الواو أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها ثم حذفت الأَلف لالتقاء الساكنين وهما الأَلف والتنوين وفي حديث الحج الجَمْرة الدُّنْيا أَي القَرِيبة إِلى مِنىً وهي فُعْلى من الدُّنُوِّ والدُّنْيا أَيضاً اسمٌ لهذه الحَياةِ لبُعْدِ الآخرة عَنْها والسماء الدُّنْيا لقُرْبها من ساكِني الأَرْضِ ويقال سماءُ الدُّنْيا على الإِضافة وفي حديث حَبْسِ الشمسِ فادَّنى بالقَرْيَةِ هكذا جاء في مسلم وهو افْتَعَلَ من الدُّنُوِّ وأَصلُه ادْتَنى فأُدْغِمَتِ التاءُ في الدالِ وقالوا هو ابن عَمّي دِنْيَةً ودِنْياً منوَّنٌ ودِنْيَا غير مُنَوَّنٍ ودُنْيَا مقصور إِذا كان ابنَ عَمِّه لَحّاً قال اللحياني وتقال هذه الحروف أَيضاً في ابنِ الخالِ والخالَةِ وتقال في ابن العَمَّة أَيضاً قال وقال أَبو صَفْوانَ هو ابنُ أَخِيه وأُخْتِه دِنْيَا مثل ما قيل في ابنِ العَمِّ وابنِ الخالِ وإِنما انْقَلَبت الواو في دِنْيةً ودِنْياً ياء لمجاورةِ الكسرةِ وضعفِ الحاجِزِ ونَظِيرُهُ فِتْيةٌ وعِلْيَةٌ وكأَنَّ أَصلَ ذلك كلِّه دُنْيا أَي رَحِماً أَدْنى إِليَّ من غيرها وإِنما قَلَبوا ليَدُلّ ذلك على أَنه ياءُ تأْنيثِ الأَدْنى ودِنْيَا داخلة عليها قال الجوهري هو ابن عَمٍّ دِنْيٍ ودُنْيَا ودِنْيا ودِنْية التهذيب قال أَبو بكر هو ابن عمٍّ دِنْيٍ ودِنْيةٍ ودِنْيا ودُنْيا وإِذا قلت دنيا إِذا ضَمَمْت الدال لَم يَجُز الإِجْراءُ وإِذا كسرتَ الدالَ جازَ الإِجْراءُ وتَرك الإِجْراء فإِذا أَضفت العمَّ إِلى معرفة لم يجز الخفض في دِنْيٍ كقولك ابن عمك دِنْيٌ ودِنْيَةٌ وابن عَمِّكَ دِنْياً لأَن دِنْياً نكرة ولا يكون نعتاً لمعرفة ابن الأَعرابي والدُّنا ما قرُبَ من خَيْرٍ أَو شَرٍّ ويقال دَنا وأَدْنى ودَنَّى إِذا قَرُبَ قال وأَدْنى إِذا عاشَ عَيْشاً ضَيِّقاً بعد سَعَةٍ والأَدْنى السَّفِلُ أَبو زيد من أَمثالهم كلُّ دَنِيٍّ دُونَه دَنِيٌّ يقول كلُّ قريبٍ وكلُّ خُلْصانٍ دُونَه خُلْصانٌ الجوهري والدَّنِيُّ القَريب غيرُ مهموزٍ وقولهم لقيته أَدْنى دَنيٍّ أَي أَوَّلَ شيء وأَما الدنيءُ بمعنى الدُّونِ فمهموز وقال ابن بري قال الهروي الدَّنيُّ الخَسِيسُ بغير همز ومنه قوله سبحانه أَتَسْتَبْدِلون الذي هو أَدْنى أَي الذي هو أَخَسُّ قال ويقوِّي قوله كونُ فعله بغير همز وهو دَنِيَ يَدْنى دَناً ودَنايَةً فهو دَنيٌّ الأَزهري في قوله أَتَسْتَبْدلون الذي هو أَدْنى قال الفراءُ هو من الدَّناءَةِ والعرب تقول إِنه لَدَنيٌّ يُدَنِّي في الأُمورِ تَدْنِيَةً غير مَهموزٍ يَتْبَع خسيسَها وأَصاغرَها وكان زُهَير الفُرْقُبيُّ يهمز أَتَسْتَبْدلون الذي هو أَدْنى قال الفراء ولم نَرَ العرب تهمز أَدْنى إِذا كان من الخِسَّةِ وهم في ذلك يقولون إِنه لَدانئٌ خبيث فيهمزون وقال الزجاج في معنى قوله أَتستبدلون الذي هو أَدْنى غير مَهْموزِ أَي أَقْرَبُ ومعنى أَقْرَبُ أَقلُّ قيمةً كما تقول ثوب مُقارِبٌ فأَما الخسيس فاللغة فيه دَنُؤَ دَناءةً وهو دَنيءٌ بالهمز وهو أَدْنَأُ منه قال أَبو منصور أَهل اللغة لا يهمزون دَنُوَ في باب الخِسَّة وإِنما يهمزونه في باب المُجون والخُبْثِ قال أَبو زيد في النوادر رجل دَنيءٌ من قوم أَدْنِياءَ وقد دَنُؤَ دَناءَةً وهو الخَبيث البَطْنِ والفَرْجِ ورجل دَنيٌّ من قوم أَدْنِياءَ وقد دَنَي يَدْنى ودَنُوَ يَدْنُو دُنوّاً وهو الضعيف الخَسيسُ الذي لا غَناء عنده المُقَصِّرُ في كلِّ ما أَخَذَ فيه وأَنشد فلا وأَبِيك ما خُلُقي بوَعْرٍ ولا أَنا بالدَّنِّي ولا المُدَنِّي وقال أَبو الهيثم المُدَنِّي المُقَصِّر عما ينبغي له أَن يَفْعَله وأَنشد يا مَنْ لِقَوْمٍ رأْيُهُم خَلْفٌ مُدَنْ أَراد مُدَنِّي فَقَيَّد القافية إِن يَسْمَعُوا عَوْراءَ أصَْغَوْا في أَذَنْ ويقال للخسيس إِنه لَدنيٌّ من أَدْنِياءَ بغير همز وما كان دَنِيّاً ولَقَدْ دَنِيَ يَدْنى دَنىً ودَنايَةً ويقال للرجل إِذا طَلَب أَمراً خسيساً قد دَنَّى يُدَنِّي تَدْنِية وفي حديث الحُدَيْبِيَة علامَ نُعْطِي الدَّنِيَّة في دِينِنا أَي الخَصْلَة المَذْمُومَة قال ابن الأَثير الأَصل فيه الهمز وقد يخفف وهو غير مهموز أَيضاً بمعنى الضعيف الخسيس وتَدَنَّى فلان أَي دَنا قَلِيلاً وتَدانَوْا أَي دَنا بعضهم من بعض وقوله عز وجل ولَنُذِيقَنَّهم من العَذاب الأَدْنى دون العَذاب الأَكْبَر قال الزجاج كلُّ ما يُعَذَّبُ به في الدنيا فهو العذابُ الأَدْنى والعذابُ الأَكْبَر عذابُ الآخِرةِ ودانَيْت الأَمْرَ قارَبْته ودانَيْت بَيْنَهما جَمَعْت ودانَيْت بَيْنَ الشَّيْئَيْن قَرَّبْت بَيْنَهما ودانَيْتُ القَيْدَ في البَعيرِ أَو لِلْبَعير ضَيَّقْته عليه وكذلك دَانى القَيْدُ قَيْنَيِ البَعِير قال ذو الرمة دَانى لهُ القَيْدُ في دَيْمُومَةٍ قُذُفٍ قَيْنَيْهِ وانْحَسَرَتْ عَنْه الأَناعِيمُ وقوله ما لي أَراهُ دانِفاً قدْ دُنْيَ لهْ إِنما أَراد قد دُنِيَ لهُ قال ابن سيده وهو من الواو من دَنَوْتُ ولكن الواو قلبت ياء من دُنِيَ لانكسار ما قبلها ثم أُسْكِنَت النون فكان يجب إِذْ زالت الكسرة أَن تعود الواو إِلا أَنه لما كان إِسكان النون إِنما هو للتخفيف كانت الكَسْرَة المنويَّة في حكم الملفوظ بها وعلى هذا قاس النحويون فقالوا في شَقِيَ قد شَقْيَ فتركوا الواوَ التي هي لامٌ في الشِّقْوة والشَّقاوة مقلوبة وإِن زالت كسرة القاف من شَقِيَ بالتخفيف لما كانت الكسرةُ مَنْويَّةً مقدرة وعلى هذا قالوا لقَضْوَ الرجلُ وأَصله من الياء في قَضَيْت ولكنها قُلِبت في لقَضُو لانضمام الضاد قبلها واواً ثم أَسكنوا الضاد تخفيفاً فتركوا الواو بحاله ولم يردّوها إِلى الياء كما تركوا الياء في دنيا بحالها ولم يردّوها إِلى الواو ومثله من كلامهم رَضْيُوا قال ابن سيده حكاه سيبويه بإِسكان الضاد وترك الواو من الرضوان ومر صريحاً لهؤلاء قال ولا أَعلم دُنْيَ بالتخفيف إِلا في هذا البيت الذي أَنشدناه وكان الأَصمعي يقول في هذا الشعر الذي فيه هذا البيت هذا الرجز ليس بعتيق كأَنه من رَجَز خَلَفٍ الأَحمر الأَحمر أَو غيره من المولدين وناقَةٌ مُدْنِيةٌ ومُدْنٍ دَنا نِتاجُها وكذلك المرأَة التهذيب والمُدَنِّي من الناس الضعيف الذي إِذا آواه الليلُ لم يَبْرَحْ ضعفاً وقد دَنَّى في مَبِيِتِه وقال لبيد فيُدَنِّي في مَبِيتٍ ومحَلّ والدَّنِيُّ من الرجال الساقط الضعيف الذي إِذا آواه الليل لم يَبْرَحْ ضَعْفاً والجمع أَدْنِياءُ وما كان دَنِيّاً ولقد دَنِيَ دَناً ودَنايَة ودِنايَة الياء فيه منقلبة عن الواو لقرب الكسرة كل ذلك عن اللحياني وتَدانَتْ إِبلُ الرجل قَلَّت وضَعُفَت قال ذو الرمة تَباعَدْتَ مِني أَنْ رأَيْتَ حَمُولِتي تَدانَتْ وأَنْ أَحْنَى عليكَ قَطِيعُ ودَنَّى فلانٌ طَلَبَ أَمْراً خسِيساً عنه أَيضاً والدَّنا أَرض لكَلْب قال سَلامة بن جَنْدل من أَخْدَرِيَّاتِ الدَّنا التَفَعَتْ له بُهْمَى الرِّفاغِ ولَجَّ في إِحْناقِ الجوهري والدَّنا موضع بالبادية قال فأَمْواهُ الدَّنا فعُوَيْرِضاتٌ دَوارِسُ بعدَ أَحْياءٍ حِلالِ والأَدْنيانِ واديانِ ودانِيا نبيٌّ من بني إِسرائيل يُقال له دانِيالُ

دها
الدَّهْوُ والدَّهاءُ العقل وقد دَهِيَ فلانٌ يَدْهَى ويَدْهُو دَهاءً ودَهاءَةً ودَهْياً فهو داهٍ من قوم دُهاةٍ ودَهُوَ دَهاءةً فهو دَهِيٌّ من قوم أَدْهِياءَ ودُهَواءَ ودَهِي دَهىً فهو دَهٍ من قوم دَهِينَ التهذيب وإِنَّه لَداهٍ ودهِيٌّ ودَهٍ فمن قال دَاهٍ قال من قومٍ دُهاةٍ ومن قال دَهِيٌّ قال من قوم أَدْهِياءَ ومن قال دَهٍ قال من قوم دَهِينَ مثل عَمِينَ ودَهاهُ دَهْواً نَسبَه إِلى الدَّهاءِ وأَدْهاهُ وجَدَه داهِياً التهذيب الدَّهْوُ والدَّهْيُ لغتان في الدَّهاءِ يقال دَهَوْتُه ودَهَيْته فهو مَدْهُوٌّ ومَدْهِيٌّ ودَهَيْته ودَهَوْته نسَبْته إِلى الدَّهاءِ ودَهاهُ دَهْياً ودَهَّاهُ نسبَه إِلى الدَّهاء وأَدْهاهُ وجَدَهُ داهية ابن سيده الدَّهْيُ والدَّهاءُ الإِرْبُ ورجلٌ داهٍ وداهيةٌ الهاء للمبالغة عاقل وفي التهذيب رجل داهِية أَي مُنْكَرٌ بَصِيرٌ بالأُمور والداهِية الأَمرُ المُنْكَر العظيم وقولهم هي الداَّهِية الدَّهْواء بالَغُوا بها والمصدر الدَّهاءُ تقول ما دهاك أَي ما أَصابك وكلُّ ما أَصابكَ من مُنْكَرٍ من وَجْهِ المَأْمَنِ فقد دَهاكَ دَهْياً تقول منه دُهِيت وقالوا هي داهِية دُهْوِيَّةٌ وهذه الكلمة واوية ويائية ودَهاهُ دَهْواً خَتَلَه والدَّهْياءُ الدَّاهِية من شدائِدِ الدَّهْر وأَنشد أَخُو مُحافَظَةٍ إِذا نزَلَتْ به دَهْياءُ داهِيَةٌ من الأَزْمِ ودواهِي الدَّهْر ما يُصِيبُ الناسَ من عظيم نُوَبِه ودَهَتْه داهِيةٌ دَهْياءُ ودَهْواءُ أَيضاً وهو توكيد أَيضاً وأَمرٌ دَهٍ داهٍ أَنشد ابن الأَعرابي أَلمْ أَكُنْ حُذِّرْتُ مِنكَ بالدَّهِي وققد يجوز أَن يكون أَراد بالدَّهْي فلما وقفَ أَلقَى حركة الياءِ على الهاءِ كما قالوا من البَكِرْ أَرادوا من البَكْرِ ودَهِيَ الرجُلُ دَهْياً ودَهاءً وتَدَهَّى فعَلَ فِعْلَ الدُّهاةِ وهو يَدْهَى ويَدْهُو ويَدْهي كل ذلك للرجل الدَّاهي قال العجاج وبالدَّهاءِ يُخْتَلُ المَدْهِيُّ وقال لا يَعْرِفونَ الدَّهْيَ من دَهْيائِها أَو يَأْخُذَ الأَرْض على مِيدائِها ويروى الدَّهْوَ من دَهائِها والدَّهْيُ ساكنة الهاء المُنْكَرُ وجَوْدَةُ الرأْيِ يقال رجل داهِيَة بيِّنُ الدَّهْيِ والدَّهاءِ ممدودٌ والهمزة فيه منقلبة من الياء لا من الواو وهما دَهْياوان ودَهاهُ يَدْهاهُ دَهْياً عابَهُ وتَنَقَّصَه وقوله أَنشده ثعلب وَقُوَّلٌ إِلاَّ دَهٍ فلا دَهِ قال معناه إِن لم تَتُب الآنَ فلا تَتُوبُ أَبداً وكذلك قول الكاهن لبعضهم وقد سأَله عن شيء يمكن أَن يكون كذا وكذا فقال له لا فقال فكذا ؟ فقال له لا فقال له الكاهن إِلا دَهٍ فلا دَهٍ أَي إِن لم يكن هذا الذي أَقول لك فإِني لا أَعرِف غيره ويقال غَرْبٌ دَهْيٌ أَي ضَخْم وقال الراجز والغَرْبُ دَهْيٌ غَلْفَقٌ كَبِيرُ والحَوْضُ من هَوْذَلِه يَفُورُ ويوْمُ دَهْوٍ يومٌ تَناهَضَ فيه بنو المُنْتَفِقِ وهم رَهْطُ الشَّنَآنِ بن مالك وله حديثٌ وبنو دَهْيٍ بَطْنٌ

( دهدي ) يقال دَهْدَيْتُ الحَجَر ودَهْدَهْتُه فتَدَهْدَى وتَدَهْدَه ويقال ما أَدري أَيُّ الدَّهْداء هُو أَي أَيُّ الخَلْقِ هو وقال وعِنْدي الدَّهْدَهاءُ
( * قوله « الدهدهاء » هكذا في الأصل )

دوا
الدَّوُّ الفَلاةُ الواسِعَة وقيل الدَّوُّ المُسْتوية من الأَرض والدَّوِّيَّة المنسوبة إِلى الدَّوِّ وقال ذو الرمة ودوّ ككَفِّ المُشْتري غيرَ أَنَّه بساطٌ لأَخْماسِ المَراسِيلِ واسعُ
( * قوله « لأخماس المراسيل إلخ » هو بالخاء المعجمة في التهذيب )
أَي هي مُستويةٌ ككَفِّ الذي يُصافِقُ عند صَفْقَة البيع وقيل دَوِّيَّة وداوِيَّة إِذا كانت بعيدةَ الأَطرافِ مُستوية واسعة وقال العجاج دَوِّيَّةٌ لهَوْلها دَوِيُّ للرِّيحِ في أَقْرابِها هُوِيُّ
( * قوله « في أقرابها هوي » كذا بالأصل والتهذيب ولعله في اطرافها )
قال ابن سيده وقيل الدَّوُّ والدَّوِّيَّة والدَّاوِيَّة والداويَة المفازة الأَلف فيه منقلبة عن الواو الساكنة ونظيره انقلابه عن الياء في غاية وطاية وهذا القلب قليل غير مقيس عليه غيره وقال غيره هذه دعوى من قائلها لا دلالة عليها وذلك أَنه يجوز أَن يكون بَنَى من الدوِّ فاعِلةً فصار داوِيَة بوزن راوِية ثم إِنه أَلْحق الكلمة ياءَ النَّسَب وحذَفَ اللام كما تقول في الإِضافة إِلى ناحية ناحِيٌّ وإِلى قاضية قاضِيٌّ وكما قال علقمة كأْسَ عَزِيزٍ من الأَعْنابِ عَتَّقَها لبَعْضِ أَرْبابِها حانِيَّةٌ حُومُ فنسبها إِلى الحاني بوزن القاضِي وأَنشد الفارسي لعمرو ابن مِلْقَط والخيلُ قد تُجْشِمُ أَرْبابَها الشِّ قَّ وقَدْ تَعْتَسِفُ الداوِيَهْ قال فإِن شئت قلت إِنه بنى من الدِّوِّ فاعِلَة فصار التقدير داوِوَة ثم قلب الواو التي هي لام ياءً لانكسار ما قبلها ووقوعِها طَرَفاً وإِن شئت قلت أَراد الدَّاوِيَّةَ المحذوفةَ اللام كالحانِيّة إِلا أَنه خفف بالإِضافة كما خفف الآخر في قوله أَنشده أَبو علي أَيضاً بَكِّي بعَيْنِك واكِفَ القَطْرِ ابْنَ الحَوَارِي العالِيَ الذّكْرِ
( * قوله « بكّي بعينك واكف إلخ » تقدم في مادة حور ضبطه بكى بفتح الكاف وواكف بالرفع والصواب ما هنا )
وقال في قولهم دَوِّيَّة قال إِنما سميت دَوِّيَّة لَدوِيِّ الصَّوْتِ الذي يُسْمَع فيها وقيل سُمِّيَت دَوِّيَّة لأَنَّها تُدَوِّي بِمَنْ صار فيها أَي تَذْهَب بهم ويقال قَدْ دَوَّى في الأَرض وهو ذَهابُهُ قال رؤبة دَوَّى بها لا يَعْذِرُ العَلائِلا وهو يُصادِي شُزُناً مَثائِلا
( * قوله « وهو يصادي شزناً مثائلا » كذا بالأصل والذي في التهذيب وهو يصادي شزباً نسائلا )
دَوَّى بها مَرَّ بها يعني العَيْرَ وأُتُنَه وقيل الدَّوُّ أَرض مَسيرةُ أَربع ليالٍ شِبْهُ تُرْسٍ خاويةٌ يسار فيها بالنجوم ويخافُ فيها الضلالُ وهي على طريق البصرة متياسرة إِذا أَصْعَدْتَ إِلى مكة شرفها الله تعالى وإِنما سميت الدَّوَّ لأَن الفُرْسَ كانت لَطائِمُهُم تَجُوزُ فيها فكانوا إِذا سلكوها تَحاضُّوا فيها بالجِدِّ فقالوا بالفارسي دَوْ دَوْ
( * قوله « دو دو » أي أسرع أسرع قالة ياقوت في المعجم ) قال أَبو منصور وقد قَطَعْتُ الدَّوَّ مع القَرامِطَة أَبادَهُم الله وكانت مَطْرَقَهُم قافلين من الهَبِير فسَقَوْا ظَهْرَهم واسْتَقَوْا بحَفْرِ أَبي موسى الذي على طريق البصرة وفَوَّزوا في الدوِّ ووردوا صبيحةَ خامسةٍ ماءً يقال له ثَبْرَةُ وعَطِبَ فيها بُخْتٌ كثيرة من إِبل الحاج لبُلُوغ العَطَش منها والكَلالِ وأَنشد شمر بالدَّوّ أَو صَحْرائِهِ القَمُوصِ ومنه خطبة الحَجّاج قَد ْ لَفَّها اللَّيْلُ بعُصْلُبِيِّ أَرْوَعَ خَرَّاجٍ من الدَّاوِيِّ يعني الفَلَوات جمع داوِيَّة أَراد أَنه صاحب أَسفار ورِِحَل فهو لا يزال يَخْرُج من الفَلَوات ويحتمل أَن يكون أَراد به أَنه بصير بالفَلَوات فلا يَشْتَبه عليه شيء منها والدَّوُّ موضع بالبادية وهي صَحْراء مَلْساء وقيل الدَّوُّ بلد لبني تميم قال ذو الرمة حَتَّى نِساءُ تمِيمٍ وهْي نازِحةٌ بباحَةِ الدَّوِّ فالصَّمَّانِ فالعَقَدِ
( * قوله « فالعقد » بفتح العين كما في المحكم وقال في ياقوت قال نصر بضم العين وفتح القاف وبالدال موضع بين البصرة وضرية وأظنه بفتح العين وكسر القاف )
التهذيب يقال داوِيَّة وداوِيَةٌ بالتخفيف وأَنشد لكثير أَجْواز داوِيَةٍ خِلالَ دِماثِهَا جُدَدٌ صَحَاصِحُ بَيْنَهُنَّ هُزومُ والدَّوَّةُ موضع معروف الأَصمعي دَوَّى الفَحْلُ إِذا سَمِعْت لهَدِيره دَوِيّاً الجوهري الدَّوُّ والدَّوِّيُّ المَفازة وكذلك الدَّوِّيَّة لأَنها مَفازَة مثلُها فنُسِبَتْ إِليها وهو كقولهم قَعْسَرٌ وقَعْسَرِيّ ودَهْر دَوَّار ودَوَّارِيّ قال الشمّاخ ودَوِّيَّةٍ قَفْرٍ تَمَشَّى نَعامُها كَمَشْيِ النَّصارَى في خِفافِ الأَرَنْدَجِ قال ابن بري هذا الكلام نقله من كلام الجاحظ لأَنه قال سُمّيت دَوِّيّة بالدَّوِّيّ الذي هو عَزِيفُ الجنِّ وهو غَلَطٌ منه لأَن عَزِيفَ الجنِّ وهو صَوْتها يقال له دَوِيٌّ بتخفيف الوا وأَنشد بيت العجاج دَوِّيَّة لِهَوْلِهَا دَوِيُّ قال وإِذا كانت الواو فيه مخففة لم يكن منه الدَّوِّيّة وإِنما الدَّوِّيَّة منسوبة إِلى الدَّوِّ على حد قولهم أَحْمَرُ وأَحْمَرِيٌّ وحقيقة هذه الياء عند النحويين أَنها زائدة لأَنه يقال دَوٌّ ودَوِّيٌّ للقَفْر ودَوِّيَّة للمَفازة فالياء فيها جاءت على حَدِّ ياءِ النسَبِ زائدةً على الدَّوِّ فلا اعتِبار بها قال ويدلّك على فَسَادِ قول الجاحظ إِن الدوِّيّة سُمّيت بالدَّوِيّ الذي هو عزيف الجن قولهم دَوٌّ بلا ياءٍ قال فليت شعري بأَيِّ شيءٍ سُمِّيَ الدَّوُّ لأَنّ الدَّوَّ ليس هو صوتَ الجِنِّ فنقول إِنَّه سُمّي الدَّوّ بَدوِّ الجنّ أَي عزِيفهِ وصواب إِنشاد بيت الشماخ تَمَشَّى نِعاجُها شبّه بقَر الوحش في سواد قوائِمها وبياض أَبْدانِها برجال بيضٍ قد لَبِسُوا خِفافاً سُوداً والدَّوُّ موضع وهو أَرض من أَرض العرب قال ابن بري هو ما بين البصرة واليمامة قال غيره وربما قالوا دَاوِيّة قلبوا الواوَ الأُولى الساكنة أَلِفاً لانفتاح ما قبلها ولا يقاس عليه وقولهم ما بها دَوِّيٌّ أَي أَحد مِمَّن يَسْكن الدَّوَّ كما يقال ما بها دُورِيٌّ وطُورِيٌّ والدَّوْدَاة الأُرْجُوحَة والدَوْدَاة أَثَرُ الأُرْجوحة وهي فَعْلَلَة بمنزلة القَرْقَرَة وأَصلها دَوْدَوَة ثم قُلِبَت الواوُ ياءً لأَنّها رابِعَة هنا فصارت في التقدير دَوْدَيَةً فانْقَلَبت الياءُ أَلفاً لتَحَرُّكِها وانفتاح ما قبلها فَصارت دَوْدَاة قال ولا يجوز أَن يكون فَعْلاةً كأَرْطاةٍ لئِلاَّ تُجْعل الكلمة من باب قَلِقٍ وسَلِسٍ وهو أَقل من باب صَرْصَر وفَدْفَدٍ ولا يجوز أَيضاً أَن تجعلها فَوْعَلَةً كجَوْهَرةٍ لأَنك تعدل إِلى باب أَضيق من باب سَلس وهو باب كَوْكَب ودَوْدَن وأَيضاً فإِنّ الفَعْلَلَة أَكثر في الكلام من فََعْلاةٍ وفَوْعَلَةٍ وقول الكميت خَرِيع دَوادِيُ في مَلْعَبٍ تَأَزَّرُ طَوْراً وتُرْخِي الإِزارَا فإِنه أَخرج دَوادِيَ على الأَصل ضرورة لأَنه لو أَعَلّ لامَه فحذَفَها فقال دَوادٍ لانْكَسر البيت وقال القتال الكِلابي تَذَكَّرَ ذِكْرَى مِنْ قَطاةٍ فَأَنْصَبا وأَبّنَ دَوْداةً خَلاءً ومَلْعَبا وفي حديث جُهَيْسٍ وكَائِنْ قَطَعْنَا من دَوِّيَّةٍ سَرْبَخٍ الدوُّ الصَّحْراء التي لا نَباتَ بها والدَّوِّيَّةُ منسوبة إِليها ابن سيده الدَّوى مقصورٌ المرَض والسِّلُّ دَوِي بالكسر دَوىً فهو دَوٍ ودَوىً أَي مَرِضَ فمن قال دَوٍ ثَنَّى وجَمع وأَنث ومن قال دَوىً أَفرد في ذلك كلّه ولم يؤنِّثْ الليث الدَّوى داءٌ باطنٌ في الصدر وإِنه لَدَوِي الصدر وأَنشد وعَيْنُكَ تُبْدِي أَنَّ صَدْرَكَ لي دَوِي وقول الشاعر وقَدْ أَقُود بالدَّوى المُزَمَّلِ أَخْرسَ في السَّفْر بَقَاقَ المَنْزِل إِنما عَنى به المريضَ من شدة النعاس التهذيب والدَّوى الضَّنى مقصور يكتب بالياء قال يُغْضي كإِغْضاءِ الدَّوى الزَّمِينِ ورجلٌ دَوىً مقصور مثلُ ضَنىً ويقال تَرَكْتُ فلاناً دَوىً ما أَرى به حَياةً وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ كلُّ داءٍ له داءٌ أَي كلّ عيب يكونُ في الرجال فهو فيه فجَعَلَتِ العيب داءً وقولها له داءٌ خبر لكل ويحتمل أَن يكون صفة لداء وداء الثانية خبر لكل أَي كل داء فيه بليغٌ مُتناهٍ كما يقال إِنَّ هذا الفَرَسَ فَرَسٌ وفي الحديث وأَيُّ داءٍ أَدْوى من البُخْلِ أَي أَيُّ عيب أَقْبحُ منه قال ابن بري والصواب أَدْوَأُ من البُخْل بالهمز وموضعه الهمز ولكن هذا يُرْوى إِلا أَن يجعل من باب دَوِيَ يَدْوَى دَوىً فهو دَوٍ إِذا هَلَكَ بمرض باطن ومنه حديث العَلاء ابن الحضْرَمِيّ لا داءَ ولا خِبْثَة قال هو العَيْبُ الباطِن في السِّلْعة الذي لمْ يَطَّلِعْ عَليه المُشْتري وفي الحديث إِنَّ الخَمر داءٌ ولَيْسَتْ بِدواءٍ استعمل لفظ الداءِ في الإِثْمِ كما اسْتَعْمَله في العيب ومنه قوله دَبَّ إِلْيكُم داءُ الأُمَمِ قَبْلَكُم البَغْضاءُ والحَسَدُ فنَقَل الداءَ من الأَجْسامِ إِلى المعاني ومنْ أَمْر الدُّنيا إِلى أَمْر الآخِرَةِ قال وليست بدَواءٍ وإِن كان فيها دَواءٌ من بعض الأَمْراض على التَّغْلِيبِ والمبالغة في الذمّ وهذا كما نقل الرَّقُوبُ والمُفْلِسُ والصُّرَعةُ لضرب من التَّمْثِيل والتَّخْيِيل وفي حديث علي إِلى مَرْعىً وبِيٍّ ومَشْرَبٍ دَوِيٍّ أَي فيه داءٌ وهو منسوب إِلى دَوٍ من دَوِيَ بالكسر يَدْوى وما دُوِّيَ إِلا ثلاثاً
( * قوله « وما دوّي إلا ثلاثاً إلخ » هكذا ضبط في الأصل بضم الدال وتشديد الواو المكسورة ) حتى مات أَو بَرَأَ أَي مَرِضَ الأَصمعي صَدْرُ فلانٍ دَوىً على فلان مقصور ومثله أَرض دَوِىَّة أَى ذات أَدْواءٍ قال ورجل دَوىً ودَوٍ أَي مريض قال ورجل دَوٍ بكسر الواو أَي فاسدُ الجوف من داءٍ وامرأَة دَوِىَةٌ فإِذا قلت رجل دَوىً بالفتح استوى فيه المذكر والمؤنث والجمع لأَنه مصدر في الأَصل ورجل دَوىً بالفتح أَي أَحمق وأَنشد الفراء وقد أَقُود بالدَّوى المُزَمَّل وأَرض دَوِيَةٌ مخفف أَي ذات أَدْواءٍ وأَرْضٌ دَوِيَةٌ غير موافقة قال ابن سيده والدَّوى الأَحمق يكتب بالياء مقصور والدَّوى اللازم مكانه لا يَبْرح ودَوِيَ صَدْرُه أَيضاً أَي ضَغِنَ وأَدْواهُ غيرُه أَي أَمْرَضَه وداواهُ أَي عالَجَهُ يقال هو يُدْوِي ويُداوي أَي يُعالِجُ ويُداوى بالشيء أَي يُعالَجُ به ابن السكيت الدَّواءُ ما عُولِجَ به الفَرَسُ من تَضْمِير وحَنْذٍ وما عُولِجَتْ به الجارِيَة حتى تَسْمَن وأَنشد لسلامة بن جندل ليْسَ بأَسْفى ولا أَقْنى ولا سَغِلٍ يُسْقى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ يعني اللَّبَنَ وإِنما جعله دواءً لأَنهم كانوا يُضَمِّرونَ الخيلَ بشُرْبِ اللبن والحَنْذِ ويُقْفُون به الجارِية وهي القَفِيَّة لأَنها تُؤْثَر به كما يؤثر الضَّيف والصَّبيُّ قال ابن بري ومثله قول امرأَة من بني شُقيْر ونُقْفي وِليدَ الحَيِّ إِنْ كان جائِعاً ونُحْسِبُه إِنْ كان ليْسَ بجائعِ والدَّواةُ ما يُكْتَبُ منه معروفة والجمع دَوىً ودُوِيٌّ ودِوِيٌّ التهذيب إِذا عدَدْت قلت ثلاث دَوَياتٍ إِلى العَشْر كما يقال نَواةٌ وثلاث نَوَياتٍ وإِذا جَمَعْت من غير عَدَدٍ فهي الدَّوى كما يقال نَواةٌ ونَوىً قال ويجوز أَن يُجْمَع دُوِيّاً على فُعُول مثل صَفاةٍ وصَفاً وصُفِيٍّ قال أَبو ذؤيب عَرَفْتُ الديارَ كَخَطِّ الدُّوِيْ يِّ حَبَّره الكاتِبُ الحِمْيَرِي والدُّوايَةُ والدِّوايَةُ جُلَيْدةٌ رقيقة تعلو اللَّبَنَ والمَرَقَ وقال اللحياني دُوِاية اللبنِ والهَرِيسَة وهو الذي يََغْلُظُ عليه إِذا ضرَبَتْه الريحُ فيصيرُ مثل غِرْقِئ البَيْض وقد دَوَّى اللبنُ والمَرَقُ تَدْوِيةً صارت عليه دُوايةٌ أَي قِشْرَةٌ وادَّوَيْت أَكَلْت الدُّوايةَ وهو افْتَعَلْت ودَوَّيْته أََعْطَيْته الدُّواية وادَّوَيْتُها أَخَذْتها فأَكَلْتها قال يزيدُ بن الحَكَم الثَّقَفي بَدا منْك غِشٌّ طالما قَدْ كَتَمْته كما كَتَمَتْ داءَ ابْنِها أُمُّ مُدَّوِي وذلك أَن خاطبة من الأَعراب خطبت على ابنها جارية فجاءت أُمّها أُمّ الغلام لتنظر إِليه فدخل الغلام فقال أَأَدَّوِي يا أُمِّي ؟ فقالت اللِّجامُ مُعَلَّقٌ بعَمُودِ البَيْتِ أَرادت بذلك كِتْمان زَلَّةِ الابن وسُوءِ عادَتِهِ ولبن داوٍ ذُو دُوايَةٍ والدِوُّاية في الأَسْنان كالطُّرامَة قال أَعددت لفيك ذو الدواية
( * قوله « أعددت لفيك إلخ » هكذا بالأصل )
ودَوَّى الماءُ علاهُ مثلُ الدِوُّاية مما تَسْفِي الريح فيه الأَصمعي ماءٌ مُدَوٍّ وداوٍ إِذا عَلَتْه قُشَيْرة مثل دَوَّى اللبنُ إِذا عَلَتْه قُشَيْرة ويقال للذي يأْخذ تلك القُشَيْرة مُدَّوٍ بتشديد الدال وهو مُفْتَعِل والأَول مُفَعِّل ومَرَقَةٌ دِوايةٌ ومُدَوِّيَة كثيرة الإِهالة وطعام داوٍ ومُدَوٍّ كثيرٌ وأَمْرٌ مُدَوٍّ إِذا كان مُغَطّىً وأَنشد ابن الأَعرابي ولا أَرْكَبُ الأَمْرَ المُدَوِّيَ سادِراً بعَمْياءَ حتَّى أَسْتَبِينَ وأُبْصِرا قال يجوز أَن يعني الأَمْر الذي لا يعرف ما وراءَهُ كأَنه قال ودُونه دُوايةٌ قد غَطَّته وسترته ويجوز أَن يكون من الدَّاءِ فهو على هذا مهموز وداوَيْت السُّقْم عانَيْته الكسائي داءَ الرجلُ فهو يَداءُ على مِثال شاءَ يَشاء إِذا صار في جوفه الدَّاءُ ويقال داوَيْت العَلِيلَ دَوىً بفتح الدال إِذا عالَجْته بالأَشْفِية التي تُوافِقُه وأَنشد الأَصمعي لثَعْلَبة بن عمرو العَبْدي وأَهْلَكَ مُهْرَ أَبِيكَ الدَّوى وليسَ له مِنْ طَعامٍ نَصِيبْ خَلا أَنهُم كُلَّما أَوْرَدُوا يُصَبَّحُ قَعْباً عليه ذَنُوبْ قال معناه أَنه يُسْقَى من لبنٍ عليه دَلْو من ماء وصفه بأَنه لا يُحْسن دَواءً فَرسه ولا يُؤْثِرهُ بلبنه كما تفعل الفُرْسان ورواه ابن الأَنباري وأَهْلَكَ مُهْرَ أَبيكَ الدَّواءْ بفتح الدال قال معناه أَهلكه تَرْكُ الدواء فأَضْمَر التَّرْكَ والدَّواءُ اللَّبَن قال ابن سيده الدِّواءُ والدَّواءُ والدُّواءُ الأَخيرة عن الهجري ما داوَيْتَه به ممدود ودُووِيَ الشيء أَي عُولِجَ ولا يُدْغَمُ فَرْقاً بين فُوعِلَ وفُعِّل والدِّواءُ مصدر داوَيْتُه دِواءً مثل ضاربته ضِراباً وقول العجاج بفاحِمٍ دُووِيَ حتى اعْلَنْكَسا وبَشَرٍ مع البَياضِ أَملَسا إِنما أَراد عُونِيَ بالأَدْهان ونحوها من الأَدْوِية حتى أَثَّ وكَثُرَ وفي التهذيب دُوِّيَ أَي عُولِجَ وقِيمَ عليه حتى اعْلَنْكَس أَي ركِبَ بعضُه بعضاً من كثرته ويروى دُووِيَ فُوعِلَ من الدَّواء ومن رواه دُوِّيَ فهو على فُعِّلَ منه والدِّواءُ ممدود هو الشِّفاءُ يقال داوَيْته مُداواةً ولو قلت دِوَاءً كان جائِزاً ويقال دُووِيَ فلان يُداوى فيُظْهِرُ الواوَيْنِ ولا يُدْغِم إِحداهما في الأُخرى لأَن الأُولى هي مَدّة الأَلف التي في داواه فكَرِهوا أَن يُدْغِموا المدَّة في الواو فيلتبس فُوعِل بفُعِّل الجوهري الدَّواء ممدودٌ واحد الأَدْوِيَة والدِّواءُ بالكسرِ لُغة فيه وهذا البيت يُنْشَد على هذه اللغة يقولون مَخْمورٌ وهذا دِواؤُه عليَّ إِذاً مَشْيٌ إِلى البيتِ واجِبُ أَي قالوا إِنَّ الجَلْد والتَّعْزِيزَ دواؤُه قال وعلَيَّ حجةٌ ماشياً إِن كنتُ شَرِبْتُها ويقال الدِّواءُ إِنما هو مصدر داوَيْته مُداواةً ودِواءً والدَّواءُ الطعامُ وجمع الداء أَدْواءٌ وجمع الدواءِ أَدْوِية وجمع الدَّواةِ دُوِيُّ والدَّوَى جمعُ دواةٍ مقصورٌ يكتب بالياء والدَّوَى للدَّواءِ بالياء مقصور وأَنشد إِلا المُقِيمَ على الدَّوَى المُتَأَفِّن وداوَيتُ الفَرَس صَنَّعْتُها والدَّوَى تَصْنيع الدابَّة وتسْمِينُه وصَقْله بسَقْي اللبن والمواظَبة على الإِحسان إِليه وإِجرائِه مع ذلك البَرْدَينِ قدرَ ما يسيل عَرَقُه ويَشْتَدُّ لحْمه ويذهب رَهَله ويقال داوَى فلان فرسَه دِواءً بكسر الدال ومُداواةً إِذا سَمَّنه وعَلَفَه عَلْفاً ناجِعاً فيه قال الشاعر وداوَيْتُها حتى شَتَتْ حَبَشِيَّةً كأَنَّ عَليها سُنْدُساً وسُدُوسا والدَّوِيُّ الصَّوْتُ وخص بعضهم به صوتَ الرَّعْد وقد دَوَّى التهذيب وقد دَوَّى الصوتُ يُدَوِّي تَدْوِيَةً ودَوِيُّ الريحِ حَفِيفُها وكذلك دَوِيُّ النَّحْلِ ويقال دَوَّى الفَحْل تَدْوِيَةً وذلك إِذا سمعت لهَدِيره دَوِيّاً قال ابن بري وقالوا في جَمع دَوِيِّ الصوتِ أَداوِيَّ قال رؤبة وللأَداوِيِّ بها تَحْذِيما وفي حديث الإِيمانِ تَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِه ولا تَفْقَه ما يقول الدَّوِيُّ صوت ليس بالعالي كصوت النَّحْلِ ونحوه الأَصمعي خَلا بَطْني من الطعام حتى سَمِعْتُ دَوِيّاً لِمَسامِعي وسَمِعْتُ دَوِيَّ المَطر والرَّعْدِ إِذا سمعتَ صَوْتَهما من بعيدٍ والمُدَوِّي أَيضاً السحاب ذو الرَّعْدِ المُرْتَجِس الأَصمعي دَوَّى الكَلْبُ في الأَرض كما يقال دَوَّمَ الطائِرُ في السماء إِذا دار في طَيَرانِه في ارتفاعه قال ولا يكون التَّدْويمُ في الأَرض ولا التَّدْويَة في السماء وكان يعيب قول ذي الرمة حتى إِذا دَوَّمَتْ في الأَرض راجَعَهُ كِبْرٌ ولو شاءَ نجَّى نفْسَه الهَرَبُ قال الجوهري وبعضهم يقول هما لغتان بمعنى ومنه اشْتُقَّت دُوَّامة الصبيّ وذلك لا يكون إِلا في الأَرض أَبو خَيْرة المُدَوِّيَةُ الأَرض التي قد اختَلَف نَبْتُها فدَوَّت كأَنها دُوايَةُ اللَّبَنِ وقيل المُدَوِّيَةُ الأَرضُ الوافِرة الكَلإ التي لم يُؤْكَلْ منها شيءٌ والدَّايَة الظِّئْرُ حكاه ابن جني قال كلاهما عربي فصيح وأَنشد للفرزدق رَبِيبَة داياتٍ ثلاثٍ رَبَيْنَها يُلَقِّمْنَها من كلِّ سُخْن ومُبْرَدِ قال ابن سيده وإِنما أَثبته هنا لأَن باب لَوَيْتُ أَكثرُ من باب قُوَّة وعييت

( ذأي ) الذَّأْوُ سيرٌ عنيفٌ ذأَى يَذْأَى ويَذْؤُو ذَأْواً مَرَّ مَرّاً خفِيفاً سريعاً وقال سار سَيراً شديداً وذَأَى الإِبلَ يَذْآها ويَذْؤُوها ذَأْواً وذَأْياً ساقها سَوْقاً شديداً وطرَدَها قال ابن بري وأَنشد أَبو عمرو لحبيب بن المِرْقال العنبري ومَرَّ يَذْآها ومَرَّتْ عُصَبا شِهْذارَة تأْفِرُ أَفْراً عَجَبا والذَّأْوَةُ الشاةُ المَهْزُولةُ عن ثعلب وذَأْى العُودُ والبَقْلُ يَذْأَى ذَأْواً وذَأْياً وذَأىً وذُئِيّاً الأَخيرة عن ابن الأَعرابي قال يعقوب وهي حِجازية ذَوَى وذَبَل وذَأَى الفَرَسُ والحِمارُ والبعيرُ يَذْأَى ذَأْياً أَسرع وهو ضرب من عَدْوِ الإِبلِ وفَرَسٌ مِذْأىً قال مِذْأىً مِخَدّاً في الرِّقاقِ مِهْرَجا ويروى بَعَيد نَضْحِ الماء مِذْأىً مِهْرَجا وقيل الذَّأْيُ السَّيرُ الشديد وذَأَيْتُه ذَأْياً طَرَدْتُه وحمارٌ مِذْأىً مقصور مهموز وحِمار مِذْأىً طَرَّادٌ لأُتُنه وقال أَوسُبن حجر فذَأَوْنَه شَرَفاً وكُنَّ له حتى تَفاضَلَ بيْنَها جَلَبا وقد ذَآها يَذْآها ذَأْياً وذَأْواً إِذا طَردها

( ذبي ) ذَبَتْ شَفَتُه كذَبَّتْ قال ابن سيده وقَضَيْنا عليها بالياء لكونها لاماً وذُبْيان وذِبْيان قبيلةٌ والضمُّ فيه أَكثرُ من الكسرِ عن ابن الأَعرابي قال ابن دُرَيد وأَحسب أَنَّ اشتقاقَ ذُبيان من قولهم ذَبَت شَفَته قال وهذا أَيضاً مما يُقَوِّي كَوْنَ ذَبَتْ من الياء لو أَنَّ ابن دريد لم يُمَرِّضه والذُّبْيان بقيّة الوَبَر عن كراع قال ولست منه على ثقة قال والذي حكاه أَبو عبيد الذُّوبانُ والذِّيبانُ قال الأَزهريْ أَما ذَبى فما عَلِمْتُني سمعت فيه شيئاً من ثقة غير هذه القبيلة التي يقال لها ذُبْيان قال ابن الكلبي كان أَبي يقول ذِبْيان بالكسر قال وغيره يقول ذُبْيان وهو أَبو قبيلة من قيس وهو ذُبْيان بنُ بَغِيضِ بنِ رَيْثِ بنِ غَطَفانَ بنِ سَعْدِ بنِ قَيْسِ عَيْلانَ ويقال ذَبَّ الغَديرُ وذَبَى وذَبَتْ شفَتُه وذَبَّت قال ولا أَدْري ما صِحَّتُه

ذحا
ذَحا يَذْحى ذَحْواً ساقَ وطَرَدَ وذَحا الإبِلَ يَذْحاها ذَحْواً طَرَدَها وساقَها قال أَبو خِراشٍ الهُذَلي ونِعْم مُعَرَّسُ الأَقْوامِ تَذْحى رِحالَهُم شآمِيَةٌ بَلِيلُ أَراد تَذْحى رواحِلَهم وقيل أَراد أَنهم يُنْزِلُون رحالَهم فتأْتي الريح فتَسْتَخِفُّها فتَقْلَعُها فكأَنها تَسُوقها وتَطْردها قال ابن سيده فعلى هذا لا حذف هنالك وذَحاهُ يَذْحُوه ويَذْحاهُ ذَحْواً طَرَده وذَحَتْهُم الريحُ تَذْحاهُم ذَحْياً إِذا أَصابتهم وليس لهم منها سِتْرٌ وفي التهذيب وليس
( * قوله « وفي التهذيب وليس إلخ » أول عبارته قال أبو زيد ذحتنا الريح تذحانا ذحياً إذا اصابتنا ريح وليس لنا إلخ ) لنا ذَرىً نَتَذَرَّى به وذَحا المرأَةَ يَذْحُوها ذَحْواً نكحها هذه عن كراع

ذرا
ذَرَت الريح الترابَ وغيرَه تَذْرُوه وتَذْريه ذَرْواً وذَرْياً وأَذْرَتْهُ وذَرَّتْه أَطارَتْه وسفَتْه وأَذْهَبَتْه وقيل حَمَلَتْه فأَثارَتْه وأَذْرَتْه إِذا ذَرَت التُّرابَ وقد ذَرا هو نفسُه وفي حرف ابن مسعود وابن عباس تَذْرِيهِ الريحُ ومعنى أَذْرَتْه قَلَعَته ورَمَتْ به وهما لغتان ذَرَت الريحُ التُّرابَ تَذْرُوه وتَذْريه أَي طَيَّرَته قال ابن بري شاهد ذَرَوْتُه بمعنى طَيَّرْتُه قول ابن هَرْمَة يَذْرُو حَبِيكَ البَيْضِ ذَرْواً يخْتَلي غُلُفَ السَّواعِدِ في طِراقِ العَنْبَرِ والعَنْبَر هنا التُّرْس وفي الحديث إِنَّ الله خَلق في الجَنَّة ريحاً من دُونِها بابٌ مُغْلَق لو فُتحَ ذلك الباب لأَذْرَتْ ما بين السماءِ والأَرْضِ وفي رواية لَذَرَّت الدُّنْيا وما فيها يقال ذَرَتْه الرِّيحُ وأَذْرَتْه تَذْرُوه وتُذْريه إِذا أَطارَتْه وفي الحديث أَن رَجُلاً قال لأَوْلادِهِ إِذا مُتُّ فأَحْرِقُوني ثم ذَرُّوني في الرِّيحِ ومنه حديث علي كرم الله وجهه يَذْرُو الرِّوايَةَ ذَرْوَ الريحِ الهَشِيمَ أَي يَسْرُدُ الرِّواية كما تَنْسِفُ الريحُ هَشِيمَ النَّبْتِ وأَنكر أَبو الهيثم أَذْرَتْه بمعنى طَيَّرَتْه قال وإِنما قيل أَذْرَيْت الشيءَ عن الشيء إِذا أَلقَيْتَه وقال امرؤ القيس فتُذْريكَ منْ أُخْرى القَطاةِ فتَزْلَقُ وقال ابن أَحمر يصف الريح لها مُنْخُلٌ تُذْري إِذا عَصَفَتْ بِهِ أَهابيَ سَفْسافٍ من التُّرْبِ تَوْأَمِ قال معناه تُسْقِطُ وتَطْرَح قال والمُنْخُل لا يرفَعُ شيئاً إِنما يُسْقِط ما دقَّ ويُمْسِك ما جَلَّ قال والقرآن وكلام العرب على هذا وفي التنزيل العزيز والذَّارِياتِ ذََرْواً يعني الرِّياحَ وقال في موضع آخر تَذْرُوه الرِّياحُ وريحٌ ذارِيَةٌ تَذْرُو التُّراب ومن هذا تَذْرِية الناس الحنطةَ وأَذْرَيْتُ الشيءَ إِذا أَلْقََيْتَه مثلَ إِلْقائِكَ الحَبَّ للزَّرْع ويقال للذي تُحْمَلُ به الحنطة لتُذَرَّى المِذْرى وذَرى الشيءُ أَي سَقَط وتَذْرِيَة الأَكْداسِ مَعْرُوفة ذَرَوْت الحِنْطة والحبَّ ونَحْوَه أَذْرُوها وذَرَّيْتُها تَذْرِيَة وذَرْواً منه نَقَّيْتها في الريح وقال ابن سيده في موضع آخر ذَرَيْتُ الحَبَّ ونحوه وذَرَّيْته أَطَرْته وأَذْهَبْته قال والواو لغة وهي أَعْلى وتَذَرَّت هي تَنَقَّت والذُّراوَةُ ما ذُرِيَ من الشيء والذُّراوَةُ ما سَقَطَ من الطَّعام عند التَّذَرِّي وخص اللحياني به الحِنْطة قال حُمَيْد بن ثوْر وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيِه النَّدى ذُراوَةً تَنْسِجُهُ الْهُوج الدُّرُجْ والمِذْراة والمِذْرى خَشَبَةٌ ذات أَطْراف وهي الخشبة التي يُذَرَّى بها الطَّعامُ وتُنَقَّى بها الأَكْداس ُ ومنه ذرَّيْتُ تراب المعدن إِذا طَلَبْت منه الذَّهَب والذَّرى اسمُ ما ذَرَّيْته مثل النَّفَضِ اسم لما تَنْفُضُه قال رؤبة كالطَّحْن أَو أَذْرَتْ ذَرىً لم يُطْحَنِ يعني ذَرْوَ الريح دُقاقَ التُّراب وذَرَّى نَفَسَه سَرَّحه كما يُذَرَّى الشيءُ في الريح والدَّالُ أَعْلى وقد تقدم والذَّرى الكِنُّ والذَّرى ما كَنَّكَ من الريح البارِدَةِ من حائِطٍ أَو شجر يقال تَذَرَّى مِنَ الشّمال بذَرىً ويقال سَوُّوا للشَّوْل ذَرىً من البَرْدِ وهو أَن يُقْلَع الشجَر من العَرْفَجِ وغيره فيوضَع بعضُه فوقَ بعضٍ مما يلي مَهَبَّ الشمالِ يُحْظَر به على الإِبل في مأْواها ويقال فلان في ذَرى فلانٍ أَي في ظِلِّه ويقال اسْتَذْرِ بهذه الشجَرة أَي كنْ في دِفْئها وتَذَرَّى بالحائِط وغيرِه من البَرْدِ والرِّيحِ واسْتَذْرى كلاهما اكْتَنَّ وتَذَرَّتِ الإِبلُ واسْتَذْرَت أَحَسَّت البَرْدَ واسْتَتَر بعضُها ببعضٍ واسْتَتَرت بالعِضاهِ وذَرا فلانٌ يَذْرُو أَي مَرَّمَرّاً سريعاً وخص بعضهم به الظبي قال العجاج ذَارٍ إِذا لاقى العَزازَ أَحْصَفا وذَرا نابُه ذَرْواً انْكَسر حَدُّه وقيل سقط وذَرَوْتُه أَنا أَي طَيَّرته وأَذْهَبْته قال أَوْس إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرا حَدُّ نابهِ تَخَمَّطَ فينا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ قال ابن بري ذَرا في البيت بمعنى كَلَّ عند ابن الأَعرابي قال وقال الأَصمعي بمعنى وقَع فَذَرا في الوجهين غير مُتَعَدٍّ والذَّرِيَّةُ الناقة التي يُسْتَتَر بها عن الصيد عن ثعلب والدال أَعلى وقد تقدم واسْتَذْرَيْت بالشَّجَرة أَي استَظْلَلْت بها وصِرْتُ في دِفئِها الأَصمعي الذَّرى بالفتح كل ما استترت به يقال أَنا في ظِلِّ فلان وفي ذَراهُ أَي في كَنَفه وسِتْره ودِفْئِه واسْتَذْرَيْتُ بفلان أَي التَجَأْتُ إِليه وصِرْتُ في كَنَفه واسْتَذْرَتِ المِعْزَى أَي اشْتَهت الفَحْلَ مثل اسْتَدَرَّتْ والذَّرى ما انْصَبَّ من الدَّمْع وقد أَذْرَتِ العينُ الدّمْعَ تُذْريه إِذْراءً وذَرىً أَي صَبَّتْه والإِذْراءُ ضَرْبُك الشيءَ تَرْمي به تقول ضَرَبْتُه بالسيف فأَذْرَيْتُ رأْسَه وطَعَنته فأَذْرَيْتُه عن فَرَسه أَي صَرَعْته وأَلْقَيْته وأَذْرَى الشيءَ بالسيف إِذا ضَرَبه حتى يَصْرَعه والسيفُ يُذْرِي ضَرِيبَتَه أَي يَرْمِي بها وقد يوصَفُ به الرَّمْي من غير قَطْع وذَرَّاهُ بالرُّمْحِ قَلَعَه هذه عن كراع وأَذْرَتِ الدابَّة راكِبَها صَرَعَتْه وذِرْوَةُ كلِّ شَيءٍ وذُرْوَتُه أَعْلاهُ والجَمْع الذُّرَى بالضم وذِرْوة السَّنامِ والرأْسِ أَشْرَفُهُما وتَذَرَّيْت الذِّرْوة رَكِبْتُها وعَلَوْتها وتَذَرَّيْت فيهم تَزَوَّجْت في الذِّرْوة مِنْهُم أَبو زيد تَذَرَّيْت بَني فلانٍ وتَنَصَّيْتهم إِذا تَزَوَّجْت منهم في الذِّرْوة والناصية أَي في أَهل الشرف والعَلاء وتَذَرَّيت السَّنام عَلَوْته وفَرَعْته وفي حديث أَبي موسى أُتِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بإِبِلٍ غُرِّ الذُّرَى
( * قوله « بابل غرّ الذرى » هكذا في الأصل وعبارة النهاية أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنهب ابل فأمر لنا بخمس ذود غرّ الذرى أي بيض إلخ ) أَي بِيض الأَسْنِمَة سِمانها والذُّرَى جمع ذِرْوَةٍ وهي أَعْلَى سَنامِ البَعِىر ومنه الحديث على ذِرْوةِ كلِّ بعير شيطانٌ وحديث الزُّبير سأَلَ عائشةَ الخُروجَ إِلى البَصْرة فأَبْتْ عليه فما زالَ يَفْتِلُ في الذِّرْوةِ والغارِبِ حتى أَجابَتْهُ جَعَلَ وبَرَ ذِرْوَة البعير وغارِبِه مثلاً لإِزالتها عن رَأْيها كما يُفْعَلُ بالجمل النَّفُور إِذا أُريد تَأْنيسُه وإِزالَةُ نِفارِه وذَرَّى الشاةَ والناقَةَ وهو أَنْ يَجُزَّ صوفَها ووَبَرَها ويدَعَ فوقَ ظَهْرِها شيئاً تُعْرَف به وذلك في الإِبل والضأْن خاصة ولا يكون في المِعْزَى وقد ذَرَّيتها تَذْرِيَةً ويقال نعجةٌ مُذَرَّاةٌ وكَبْشٌ مُذَرّىً إِذا أُخِّرَ بَيْنَ الكَتِفين فيهما صُوفَةٌ لم تُجَزَّ وقال ساعدة الهذلي ولا صُوارَ مُذَرَّاةٍ مَناسِجُها مِثْل الفَرِيدِ الذي يَجْرِي مِنَ النَّظْمِ والذُّرَةُ ضربٌ من الحَبِّ معروف أَصلُه ذُرَوٌ أَو ذُرَيٌ والهاءُ عِوَض يقال للواحِدَة ذُرَةٌ والجَماعة ذُرَةٌ ويقال له أَرْزَن
( * قوله « ويقال له أرزن » هكذا في الأصل ) وذَرَّيْتُه مَدَحْتُه عن ابن الأَعرابي وفلان يُذَرِّي فلاناً وهو أَن يرفع في أَمره ويمدحه وفلان يُذَرِّي حَسَبَه أَي يمدحه ويَرْفَعُ من شأْنه قال رؤبة عَمْداً أُذَرّي حَسَبِي أَن يُشْتَمَا لا ظَالِمَ الناس ولا مُظَلَّما ولم أَزَلْ عن عِرْضِ قَوْمِي مِرْجَمَا بِهَدْرِ هَدَّارٍ يَمُجُّ البَلْغَما أَي أَرْفَعُ حَسَبي عن الشَّتِيمةِ قال ابن سيده وإِنما أََثْبَتُّ هذا هنا لأَن الاشتقاق يُؤذِنُ بذلك كأَنِّي جعلته في الذِّرْوَةِ وفي حديث أَبي الزناد كان يقول لابنه عبد الرحمن كيفَ حديثُ كذا ؟ يريدُ أَن يُذَرِّيَ منه أَي يَرْفَعَ من قَدْره ويُنَوِّهَ بذِكْرِِِِِه والمِذْرَى طَرَفُ الأَلْيةِ والرَّانِفةُ ناحيَتُها وقولهم جاء فلان يَنْفُضُ مِذْرَوَيْه إِذا جاء باغِياً يَتَهَدَّدُ قال عَنْتَرة يهجو عُمارةَ بنَ زِيادٍ العَبِسِي أَحَوْلِيَ تَنْفُضُ اسْتُكَ مِذْرَوَيْها لِتَقْتُلْنِي ؟ فهأَنذا عُمارَا يريد يا عُمارَةُ وقيل المِذْرَوَانِ أَطْرافُ الأَلْيَتَيْن ليس لهما واحد وهو أَجْوَدُ القولين لأَنه لو قال مِذْرَى لقيل في التثنية مِذْرَيانِ بالياء للمجاورة ولَمَا كانت بالواو في التثنية ولكنه من باب عَقَلْتُه بِثنْيَايَيْنِ في أَنه لم يُثَنَّ على الواحد قال أَبو علي الدليلُ على أَن الأَلف في التثنية حرف إِعراب صحة الواو في مِذْرَوانِ قال أَلا ترى أَنه لو كانت الأَلف إِعراباً أَو دليلَ إِعراب وليست مَصُوغَةً في بناء جملة الكلمة متصلةً بها اتصالَ حرف الإِعراب بما بعده لوجب أَن تقلب الواو ياء فقال مِذْريانِ لأَنها كانت تكون على هذا القول طَرَفاً كلامِ مَغْزىً ومَدْعىً ومَلْهىً فصحة الواو في مِذْرَوانِ دلالةٌ على أَن الأَلف من جملة الكلمة وأَنها ليست في تقدير الانفصال الذي يكون في الإَعراب قال فجَرَتِ الأَلف في مِذْرَوانِ مَجْرَى الواو في عُنْفُوانٍ وإِن اختلفت النون وهذا حسن في معناه قال الجوهري المقصور إِذا كان على أَربعة أَحرف يثنى بالياء على كل حال نحو مِقْلىً ومِقْلَيانِ والمِذْرَوانِ ناحيتا الرأْسِ مثل الفَوْدَيْن ويقال قَنَّع الشيبُ مِذْرَوَيْه أَي جانِبَيْ رأْسه وهما فَوْداهُ سمِّيا مِذْرَوَينِ لأَنهما يَذْرَيانِ أَي يَشيبَانِ والذُّرْوةُ هو الشيب وقد ذَرِيَتْ لِحْيَتُه ثم استُعِير للمَنْكِبَيْنِ والأَلْيَتَيْن والطَّرَفَيْن وقال أَبو حنيفة مِذْرَوا القَوْس المَوْضِعان اللَّذَانِ يقع عليهما الوَتَر من أَسْفلَ وأَعْلَى قال الهذلي على عَجْسِ هَتَّافَةِ المِذْرَوَيْ نِ صَفْرَاءَ مُضْجَعَةٍ في الشِّمالْ قال وقال أَبو عمرو واحدها مِذْرىً وقيل لا واحدها لها وقال الحسن البصري ما تَشَاءُ أَن ترى أَحدهم ينفض مِذْرَوَيْه يقول هَأَنَذَا فَاعْرِفُونِي والمِذْرَوَانِ كَأَنَّهما فَرْعَا الأَلْيَتين وقيل المِذْرَوَانِ طرفا كلِّ شيء وأَراد الحسن بهما فَرْعَي المَنْكِبَيْن يقال ذلك للرجل إِذا جاء باغياً يَتَهَدَّدُ والمِذْرَوَانِ الجانِبَانِ من كل شيء تقول العرب جاء فُلانٌ يَضْرِبُ أَصْدَرَيْه ويَهُزّ عِطْفَيه ويَنْفُضُ مِذْرَوَيْه وهما مَنْكِبَاه وإِنّ فلاناً لكَريمُ الذَّرَى أَي كريم الطَّبِيعَة وذَرَا الله الخَلْق ذَرْواً خَلَقهم لغة في ذَرَأَ والذَّرْوُ والذَّرَا والذُّرِّيَّة الخَلْق وقيل الذَّرْوُ والذَّرَا عددُ الذُّرِّيَّة الليث الذُّرِّيَّة تقع على الآباءِ والأَبْناءِ والأَوْلادِ والنِّسَاء قل الله تعالى وآية لهم أَنَّا حملنا ذُرِّيَّتهم في الفُلْك المشحون أَراد آباءهم الذين حُمِلُوا مع نوح في السفينة وقوله صلى الله عليه وسلم ورأَى في بعض غَزَواته امرأَةً مَقْتولةً فقال ما كانت هَذِه لتُقاتِلَ ثم قال للرجل الْحَقْ خالداً فقلْ له لا تَقْتُلْ ذُرِّيَّةً ولا عَسِيفاً فسمَّى النساءَ ذُرِّيَّةً ومنه حديث عمر رضي الله عنه جُحُّوا بالذُّرِّيَّة لا تأْكلوا أَرزاقَها وتَذَرُوا أَرْباقَها في أَعْناقِها قال أَبو عبيد أَراد بالذُّرِّيَّة ههنا النساءَ قال وذهب جماعة من أَهل العربيَّة إِلى أَن الذُّرِّيَّةَ أَصلها الهمز روى ذلك أَبو عبيد عن أَصحابه منهم أَبو عبيدة وغيره من البصريين قال وذهَب غيرُهم إِلى أَن أَصل الذُّرِّيَّة فُعْلِيَّةٌ من الذَّرِّ وكلٌّ مذكورٌ في موضعه وقوله عز وجل إِنَّ الله اصطَفى آدمَ ونُوحاً وآل إِبراهيم وآلَ عِمْرانَ على العالمين ثم قال ذُرِّيَّةً بعضُها من بعض قال أَبو إِسحق نصَبَ ذُرِّيَّةً على البدلِ المعنى أَنَّ الله اصطفى ذرِّيَّة بعضها من بعضٍ قال الأَزهري فقد دخلَ فيها الآباءُ والأَبْناءُ قال أَبو إِسحق وجائز أَن تُنْصَب ذريةً على الحال المعنى اصطفاهم في حال كون بعضهم من بعض وقوله عز وجل أَلْحَقْنا بهم ذُرِّيَّاتِهِم يريد أَولادَهُم الصغار وأَتانا ذَرْوٌ من خَبَرٍ وهو اليسيرُ منه لغة في ذَرْءٍ وفي حديث سليمان بن صُرَد قال لعليّ كرم الله وجهه بلغني عن أَمير المؤمنين ذَرْوٌ من قول تَشَذَّرَ لي فيه بالوَعِيد فسِرْتُ إِليه جواداً ذَرْوٌ من قَوْلٍ أَي طَرَفٌ منه ولم يتكامل قال ابن الأَثير الذَّرْوُ من الحديث ما ارتفعَ إِليك وتَرامى من حواشيه وأَطرافِه من قولهم ذَرا لي فلان أَي ارتفَع وقصَد قال ابن بري ومنه قول أَبي أُنَيْسٍ حليف بَني زُهْرة واسمه مَوْهَبُ بنُ رياح أَتاني عَنْ سُهَيْلٍ ذَرْوُ قَوْلٍ فأَيْقَظَني وما بي مِنْ رُقادِ وذَرْوة موضع وذَرِيَّات موضع قال القتال الكِلابي سقى اللهُ ما بينَ الرِّجامِ وغُمْرَةٍ وبئْرِ ذَرِيَّاتٍ بهِنَّ جَنِينُ نَجاءَ الثُّرَيَّا كُلَّما ناءَ كْوكَبٌ أَهلَّ يَسِحُّ الماءَ فيه دُجُونُ وفي الحديث أَوَّلُ الثلاثةِ يدخُلونَ النارَ منهم ذو ذَرْوةٍ لا يُعْطِي حَقَّ اللهِ من ماله أَي ذُو ثَرْوةٍ وهي الجِدَةُ والمالُ وهو من باب الاعتقاب لاشتراكهما في المخرج وذِرْوَةُ اسم أَرضٍ بالبادية وذِرْوة الصَّمَّان عالِيَتُها وذَرْوَةُ اسم رجل وبئر ذَرْوانَ بفتح الذال وسكون الراء بئْر لبَني زُرَيْق بالمدينة وفي حديث سِحْرِ النبي صلى الله عليه وسلم بئر ذَرْوانَ قال ابن الأَثير وهو بتقديم الراء على الواو موضع بينَ قُدَيْدٍ والجُحْفَة وذَرْوَةُ بن حُجْفة من شعرائهم وعَوْفُ بنُ ذِرْوة بكسر الذال من شُعرائِهِم وذَرَّى حَبّاً اسم رجل قال ابن سيده يكون من الواو ويكون من الياء وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه ولتأْلَمُنَّ النَّوْمَ على الصوف الأَذْرِيِّ كما يَأْلَم أَحدُكم النومَ على حَسَكِ السَّعْدانِ قال المبرد الأَذْرِيّ منسوب إِلى أَذْرَبيجانَ وكذلك تقول العرب قال الشماخ تَذَكَّرْتُها وَهْناً وقَدْ حالَ دُونَها قُرى أَذَرْبيجانَ المسالِحُ والجالُ قال هذه مواضع كلها

ذقا
رجلٌ أَذْقى رخْوُ الأَنْفِ والأُنْثى ذَقْواءُ وفرس أَذْقى والأُنْثى ذَقْواءُ والجمع الذُّقْوُ وهو الرّخْوُ أَنْفِ الأُذُنِ
( * قوله « الرخو أنف الأذن » هي عبارة التهذيب ) وكذلك الحِمارُ قال الأَزهري هذا تَصْحِيف بَيِّن والصوابُ فرس أَذْقى والأُنْثى ذَقْواء إذا كانا مُسْتَرْخِيَيِ الأُذُنَيْنِ وقد تقدم

ذكا
ذَكَتِ النارُ تَذْكو ذُكُوّاً وذكاً مقصور واسْتَذْكَتْ كُلُّه اشْتَدَّ لهَبُها واشْتَعلت ونارٌ ذكِيَّةٌ على النَّسب أَنشد ابن الأَعرابي يَنْفَحْنَ منه لهَباً مَنْفُوحَا لَمْعاً يُرى لا ذَكِياً مَقْدُوحا وأَراد يَنْفُخْنَ منه لهباً مَنْفُوخاً فأَبدل الحاء مكان الخاء ليوافق رَوِيّ هذا الرجز كله لأَن هذا الرجز حائي ومثله قول رؤبة غَمْرُ الأَجارِيِّ كَرِيمُ السِّنْحِ أَبلَجُ لم يُولَدْ بنَجْم الشُّحَّ يريد كريم السِّنْخِ وأَذْكاها وذَكَّاها رَفَعها وأَلقى عليها ما تَذْكُو به والذُّكْوَة والذُّكْيَة
( * قوله « والذكوة والذكية » وكلاهما ضبط في الأصل والمحكم والتهذيب والتكملة بضم الذال وكذلك الذكوة الجمرة وضبطت في القاموس بالفتح ) ما ذَكَّاها به من حَطَب أَو بَعَر الأَخيرة من باب جَبَوتُ الخَراج جِبايةً والذُّكْوة والذَّكا الجمرة المُلْتهبة وأَذْكَيْتُ الحَرْبَ إذا أَوْقَدْتها وأَنشد إنَّا إذا مُذْكي الحُروب أَرَّجا وتَذْكِيَةُ النار رَفْعُها وفي حديث ذكر النار قَشَبَني ريحُها وأَحْرَقَني ذَكاؤها الذَّكاءُ شدةُ وهَجِ النارِ يقال ذَكَّيْتُ النارَ إذا أَتْمَمْتَ إشْعالَها ورفَعْتها وكذلك قوله تعالى إلاَّ ما ذكَّيْتُم ذبْحُهُ على التَّمام والذَّكا تمامُ إيقادِ النارِ مقصورٌ يكتب بالأَلف وأَنشد ويُضْرِم في القَلْبِ اضْطِراماً كأَنه ذَكا النارِ تُرْفِيهِ الرِّياحُ النَّوافحُ وذُكاءُ بالضم اسمُ الشمس معرفة لا يَنْصَرِف ولا تدْخُلها الأَلِفُ واللام تقول هذه ذُكاءُ طالِعةً وهي مُشْتَقَّة من ذَكَتِ النارُ تَذْكُو ويقال للصُّبْح ابنُ ذكاء لأَنه من ضَوْئها وأَنشد فَوَرَدَتْ قبل انبِلاج الفجرِ وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ في كَفْرِ وقال ثعلبة بن صُعَير المازنيّ يصف ظَلِيماً ونَعامة فتذَكَّرا ثَقَلاَ رَثِيداً بَعْدَما أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ والذَّكاءُ ممدودٌ حِدَّةُ الفؤاد والذَّكاءُ سُرْعة الفِطْنَة الليث الذَّكاءُ من قولك قلبٌ ذَكِيٌّ وصَبِيٌّ ذكِيٌّ إذا كان سريعَ الفِطْنَةِ وقد ذكِيَ بالكسر يَذْكى ذَكاً ويقال ذَكا يَذْكُو ذَكاءً وذكُوَ فهو ذكِيٌّ ويقال ذكُوَ قَلْبُه يَذْكُو إذا حَيَّ بَعْدَ بَلادَةٍ فهو ذكِيٌّ على فَعِيلٍ وقد يُسْتَعْمل ذلك في البَعِير وذَكا الريحِ شِدَّتها من طِيبٍ أَو نَتْنٍ ومِسْكٌ ذكِيٌّ وذاكٍ ساطِعُ الرائِحَةِ وهو منه ومِسْكٌ ذكيٌّ وذكِيَّة فمن أَنَّث ذهب به إلى الرائْحة وقال أَبو هَفَّانَ المِسْكُ والعَنْبَر يُؤنَّثان ويُذَكَّران قال ابن بري وتقول هو ذكِيٌّ الرائِحة وذاكِي الرائِحَة قال قيس بن الخطيم كأَنَّ القَرَنْفُل والزَّنْجَبِيل وذاكِي العَبِيرِ بِجِلْبابِها والذَّكاءُ السِّنُّ وقال الحَجَّاج فُرِرتُ عن ذكاء وبَلَغَت الدَّابَّةُ الذَّكاءَ أَي السَّنَّ وذكَّى الرجلُ أَسَنَّ وبَدُنَ والمُذَكِّي أَيضاً المُسِنُّ من كلِّ شيء وخص بعضُهم به ذواتِ الحافِرِ وهو أنْ يُجاوِزَ القُرُوحَ بسَنَةٍ والمَذاكي الخيلُ التي أَتى عليها بعدَ قُروحها سنَةٌ أَو سَنَتان الواحد مُذَكٍّ مثل المُخْلِفِ من الإبل والمُذَكِّي أَيضاً من الخَيْلِ الذي يَذْهَب حُضْرُه ويَنْقَطِعُ وفي المثل جَرْيُ المُذَكِّياتِ غِلابٌ أَي جَرْيُ المَسانِّ القُرَّحِ من الخيل أَن تُغالِبَ الجَرْيَ غِلاباً وتأويلُ تمَام السِّنِّ النهايةُ في الشّباب فإذا نقَص عن ذلك أَو زاد فلا يقال له الذكاءُ والذَّكاءُ في الفَهْمِ أَن يكون فَهْماً تامّاً سريع القَبُولِ ابن الأَنباري في ذَكاءِ الفَهْمِ والذَّبْحِ إنه التَّمامُ وإنّهما ممدودانِ والتَّذْكِية والذَّبْحُ والذَّكاءُ والذَّكاةُ الذَّبْحُ عن ثعلب والعرب تقول ذَكاةُ الجِنين ذَكاةُ أُمِّهِ أَي إذا ذُبْحتِ الأُمُّ ذُبح الجنينُ وفي الحديث ذَكاةُ الجنين ذكاةُ أُمِّه ابن الأَثير التَّذْكِيَةُ الذَّبْحُ والنَّحْرُ يقال ذَكَّيْت الشَّاةَ تَذْكِيَة والاسم الذَّكاةُ والمَذْبوحُ ذَكيٌّ ويروى هذا الحديث بالرفْع والنَّصب فمن رَفَع جَعَلَه خبرَ المبتدأ الذي هو ذكاةُ الجنين فتكون ذكاةُ الأُمِّ هي ذكاةَ الجنين فلا يَحتاجُ إلى ذَبْحٍ مُسْتَأنَفٍ ومن نَصَب كان التقدير ذَكاةُ الجِنينِ كذَكاة أُمِّه فلما حُذِفَ الجارُّ نُصِب أَو على تَقْديرِ يُذَكَّى مثل ذكاةِ أُمِّه فحَذَفَ المَصْدرَ وصِفَتَه وأَقام المضاف إليه مُقامه فلا بدَّ عنده من ذبح الجنِين إذا خرج حَيّاً ومنهم من يَرْويه بنصب الذّكاتَيْن أَي ذَكُّوا الجنينَ ذكاةَ أُمِّه ابن سيده وذَكاءُ الحيوان ذبْحُه ومنه قوله يُذَكِّيها الأَسَلْ وقوله تعالى وما أَكَلَ السَّبُعُ إلاَّ ما ذكَّيْتُمْ قال أَبو إسحق معناهُ إلاَّما أَدْرَكْتُمْ ذَكاتَه من هذه التي وصفنا وكلُّ ذَبْحٍ ذَكاةً ومعنى التَّذْكِية أَنْ تُدْرِكَها وفيها بَقِيَّة تَشْخُب مَعَها الأَوْداج وتَضْطَرِبُ اضْطرابَ المَذْبوح الذي أُدْرِكَتْ ذَكاتُه وأَهل العلم يقولون إن أَخْرَجَ السبُعُ الحِشْوَةَ أَو قَطَع الجَوْفَ قَطْعاً تخرج معه الحِشْوة فلا ذَكاةَ لذلك وتأْويلُه أَن يصير في حالة ما لا يُؤثَِّرُ في حياته الذَّبْحُ وفي حديث الصيد كُلْ ما أَمْسَكَتْ عَلَيْك كلابُكَ ذَكيٌّ وغيرُ ذَكيٍّ أَراد بالذَّكيِّ ما أُمْسِكَ عليه فأَدْرَكَه قبلَ زُهُوقِ رُوحه فذَكَّاه في الحَلْقِ واللَّبَّةِ وأَراد بغير الذَّكيِّ ما زَهَقَتْ روحُه قبل أَن يُدْركَه فيُذَكِّيَهُ ممَّا جَرَحَه الكلبُ بسِنِّه أَو ظفْرِه وفي حديث محمد بن علي ذَكاةُ الأَرض يُبْسُها يريد طَهارَتَها من النَّجاسَةِ جَعَلَ يُبْسَها من النجاسة الرَّطْبة في التَّطْهِير بمَنْزِلة تَذْكِيَةِ الشاةِ في الإحْلالِ لأَن الذبح يطهرها ويحلِّل أَكْلَها وأَصل الذكاة في اللغة كُلِّها إتْمامُ الشيء فمن ذلك الذَّكاءُ في السِّنِّ والفَهْمِ وهو تمام السنِّ قال وقال الخليل الذَّكاءُ في السنِّ أَن يأْتي على قُرُوحه سَنَةٌ وذلك تمامُ اسْتِتْمامِ القُوَّة قال زهير يُفَضّلُه إذا اجْتَهِدُوا عليْهِ تمامُ السِّنِّ منه والذَّكاءُ وجَدْيٌ ذَكيٌّ ذَبيْحٌ قال ابن سيده وهذه الكلمة واويَّة وأَما ذ ك ي فعدم وقد ذَكَرْتُ أَن الذَّكِيَّة نادرٌ وأَذْكَيْتُ عليه العُيونَ إذا أَرْسَلْتَ عليه الطَّلائع قال أَبو خِراشٍ الهُذلي وظَلَّ لنا يَومٌ كأَنَّ أُوارَهُ ذَكا النَّارِ من نَجْمِ الفُرُوعِ طَويلُ الفُروعُ بعين مهملة فُروعُ الجوزاء وهي أَشدُّ ما يكون من الحرّ وذَكْوانُ قبيلةٌ من سُلَيْم والذَّكاوِينُ صِغارُ السَّرْح واحِدَتُها ذَكْوانَةٌ ابن الأَعرابي الذَّكْوان شجر الواحدةُ ذَكْوانَةٌ ومَذاكي السَّحابِ التي مَطَرَتْ مَرَّة بعد أُخرى الواحدة مُذْكِيَة قال الراعي وتَرْعى القَرارَ الجَوْ حيثُ تَجاوَبَتْ مَذاكٍ وأَبْكارٌ من المُزْنِ دُلَّحُ وذَكْوانُ اسْمٌ وذَكْوةُ قَرْيةٌ قال الراعي يَبِتْنَ سجُوداً من نَهِيتِ مُصَدَّرٍ بذَكْوَةَ إطْراقَ الظِّباءِ من الوَبلِ وقيل هي مأسَدة في ديار قَيْسٍ

ذلا
ابن الأَعرابي تَذَلَّى فلان إذا تَواضع قال أَبو منصور وأَصله تَذَلَّل فكَثُرَت اللاَّماتُ فقُلِبت أُخْراهُنَّ ياءً كما قالوا تَظَنَّ وأَصله تَظَنَّنَ واذلوْلى ذَلَّ وانْقادَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد لِشُقْرانَ السُّلامِيِّ من قُضاعَة ارْكَبْ من الأَمْرِ قَرادِيدَهُ بالحَزْمِ والقُوَّةِ أَو صانِعِ حتى تَرى الأَخْدَعَ مُذْلَوْلِياً يَلْتَمِسُ الفَضْلَ إلى الخادَعِ قَرادِيدُ الأَرضِ غَلظُها والمُذْلَوْلي الذي قد ذلَّ وانْقادَ يقول اخْدَعْه بالحقّ حتى يَذِلَّ ارْكَبْ به الأَمْر الصَّعْبَ وفي حديث فاطمةَ بنت قيس ما هو إلا أَنْ سمعتُ قائلاً يقول ماتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذْلَوْلَيْتُ حتى رأَيتُ وجهَه أَي أَسْرَعْت يقال اذْلَوْلى الرجلُ إذا أسْرع مخافة أَن يَفُوتَه شيءٌ قال وهو ثُلاثيٌّ كُرِّرَتْ عينُه وزيد واواً للمبالغة كاقْلَوْلى واغْدَوْدَنَ ورجلٌ ذَلَوْلى مُذْلَوْلٍ واذلَولى اذْلِيلاءً انْطَلق في اسْتِخْفاءٍ قال سيبويه لا يُسْتَعْمَل إلاَّ مَزيداً واذْلَوْلَيْت اذْلِيلاءً وتَذَعْلَبْتُ تَذَعْلُباً وهو انْطِلاقٌ في اسْتِخْفاءٍ والكلمة يائِيَّة لأَنَّ ياءَها لامٌ واذْلَوْلَيْت إذا انكسر قلْبي وقال أَبو مالك عمرو بنُ كِرْكرَة اذْلَوْلى ذَكَرُه إذا قامَ مُسْتَرْخِياً واذْلَوْلى فذهب إذا وَلَّى مُتَقاذِفاً ورشاءٌ مُذْلَوْلٍ إذا كان مضطرباً والله أَعلم

( ذمي ) الذِّماءُ الحركة وقد ذَمِيَ والذِّماءُ ممدودٌ بقيَّةُ النَّفْسِ وقال أَبو ذؤَيب فأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ فهارِبٌ بِذَمائِه أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ والذَّماءُ ممدودٌ بقِيَّةُ الروحِ في المَذْبوح وقيل الذَّمَاءُ قوّةُ القلْبِ وأَنشد ثعلب وقاتِلَتي بَعْدَ الذَّمَاءِ وعائِدٌ عَلَيَّ خَيالٌ مِنكِ مُذْ أَنَا يافعُ وقد ذَمِيَ
( * قوله « وقد ذمي إلخ » ضبط في القاموس كرضي وفي الصحاح كرمى ومثله في التهذيب ) المَذْبوحُ يَذْمَى ذَماً إذا تَحَرَّك والذَّماءُ الحَرَكَة قال شمر ويقال الضَّبُّ أَطولُ شيءٍ ذَماءً الأَصمعي ذَمَى العلِيلُ يَذْمِي ذَمْيا إِذا أَخذه النَّزْع فطال عليه عَلَزُ الموت فيقال ما أَطولَ ذَمَاءَهُ والذامِي والمَذْمَاةُ كلاهما الرَّمِيَّةُ تُصابُ فيَسُوقُها صاحِبُها فتَنْساقُ معه وقد أَذْمَى الرَّامِي رَمِيَّتَه إذا لم يُصِب المَقْتَل فيُعَجِّلَ قَتْلَه قال أُسامة الهذلي أَنَابَ وقد أَمْسَى على الماءِ قَبْلَه أُقَيْدِرُ لا يُذْمِي الرَّمِيَّةَ راصِدُ أَناب يعني الحمارَ أَتى الماءَ وقال آخر وأَفْلَتَ زيدُ الخَيْلِ منَّا بِطَعْنَةٍ وقد كانَ أَذْماهُ فَتًى غَيْرُ قُعْدُدِ وذَمَتْه الريحُ تَذْمِيهِ ذَمْياً قَتَلَتْه وذَمَى الرجلُ ذَماءً ممدودٌ طالَ مرضُه واسْتَذْمَيْت ما عندَ فُلانٍ إِذا تَتَبَّعْته وأَخَذْته يقال خُذْ من فلانٍ ما ذَمَا لك أَي اوْتَفَعَ لك واسْتَذْمَى الشيءَ طَلَبه وذَمَى لي منه شيءٌ تَهَيَّأَ والذَّمَى الرائِحَة المُنْتِنَة مقصورةٌ تُكْتَب بالياء وذَمَتْه رِيحُ الجِيفَةِ تَذْمِيهِ ذَمْياً إِذا أَخَذَتْ بنَفَسِه قال خِدَاشُ بنُ زُهيرٍ سَيُخْبِرُ أَهل وَجٍّ مَنْ كَتَمْتُمْ وتَذْمِي مَنْ أَلَمَّ بها القُبُورُ هذا من ذَمَاه ريحُ الجيفةِ إذا أَخَذَتْ بنَفَسِه الجوهري وذَمَتْني ريحُ كذا أَي آذَتْني وأَنشد أَبو عمرو لَيْسَتْ بعَصْلاءَ تَذْمِي الكَلْبَ نَكْهَتَها ولا بعَنْدَلَةٍ يَصْطَكُّ ثَدْياها قال ابن بري ومثله قول الآخر يا بِئْرَ بَيْنُونَةَ لا تَذْمِينَا جِئْتِ بأَرْواحِ المُصَفَّرِينَا
( * قوله « يا بئر بينونة » هكذا في الأصل وفي ياقوت يا ريح بينونة وبينونة موضع بين عمان والبحرين )
يعني المَوْتَى وذَمَتْني الريحُ آذَتْني عن أَبي حنيفة وأَنشد إذا ما ذَمَتْنِي رِيحُها حينَ أَقْبَلَتْ فَكِدت لِمَا لاقَيْتُ من ذاك أَصْعَقُ قال وذَمَى الحَبَشِيُّ في أَنْفِ الرجلِ بصُنَانِه يَذْمِي ذَمْياً إذا آذاهُ بذلك وذمَتْ في أَنْفِهِ الريحُ إذا طارتْ إلى رأْسِه وقال البَعِيث إذا البيضُ سافَتْه ذَمَى في أُنُوفِها صُنانٌ ورِيحٌ من رُغاوَة مُخْشِمِ قوله ذمَى أَي بَقِيَ في أُنوفِها ومُخْشِمٌ مُنْتِنٌ ويقال ضَرَبَه ضَرْبة فأَذْماهُ إذا أَوْقَذَه وتَرَكه برَمَقِه والذَّمَيانُ السُّرعة وقد ذَمَى يَذْمِي إذا أَسرع وحكى بعضهم ذَمِيَ يَذْمَى قال ابن سيده ولَسْتُ منها على ثِقَةٍ غيره والذَّماءُ ضَرْبٌ من المَشْيِ أَو السَّيْرِ يقال ذَمَى يَذْمِي ذَماءً ممدود والذَّمَيانُ الإسْراع

ذها
التهذيب في ترجمة هَذَى ابن الأَعرابي هَذَى إذا هَدَر بكلام لا يُفْهَم وذَها إذا تَكَبَّر قال الأَزهري لم أَسمع ذَهَا إذا تَكَبَّر لغيره

( ذوي ) ذَوَى العُودُ والبَقْلُ بالفتح يَذْوِي ذَيّاً وذُوِيّاً كلاهما ذَبَلَ فهو ذَاوٍ وهو أَن لا يُصِيبَه رِيُّه أَو يَضْرِبَه الحَرُّ فيَذْبُلَ ويَضْعُفَ وأَذْواهُ العَطَشُ قال ابن بري وشاهد الذُّوِيّ المَصْدَر قول الراجز ما زِلْتُ حَوْلاً في ثَرىً ثَرِيِّ بَعْدَكَ مِنْ ذَاكَ النَّدَى الوَسْمِيِّ حَتَّى إذا ما هَمَّ بالذُّوِيِّ جِئْتُكَ واحْتَجْتُ إلى الوَلِيِّ لَيْسَ غَنِيٌّ عَنْكَ بالغَنِيِّ وفي حديث عمر أَنّه كانَ يَسْتَاكُ وهو صائِمُ بِعُودٍ قَدْ ذَوَى أَي يَبِسَ وقال الليث لُغَةُ أَهلِ بُثَيْنَة ذَأَى العُودُ قال وذَوِيَ العُودُ يَذْوَى قال أَبو عبيدة وهي لغةٌ رديئَة قال الجوهري ولا يقال ذَوِيَ البقلُ بالكسر وقال يونس هي لغة وأَذْوَاهُ الحَرُّ أَي أَذْبَلَهُ والذِّوَى النِّعاجُ الضِّعافُ والذَّوَاةُ قشرة العِنَبة والبِطِّيخة والحَنْطَلة وجَمْعُها ذَوىً ابن بري الذَّاوي الذي فيه بَعضُ رُطُوبَةٍ قال الشاعر رَأَيْتُ الفَتَى يَهْتَزُّ كالغُصْنِ ناعِماً تَرَاهُ عَمِيّاً ثم يُصْبِحُ قَدْ ذَوَى قال وقال ذو الرمة وأَبْصَرْتُ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُهُ فَراشاً وأَنَّ البَقْل ذَاوٍ ويَابِسُ قال فهذا يدل على صحة ما ذكرناه

ذيا
قال الكلابي يقولُ الرجلُ لصاحبه هذا يومُ قُرٍّ فيقول الآخر والله ما أَصْبَحَتْ بِهَا ذِيَّةٌ أَي لا قُرَّ بِهَا

( رأي ) الرُّؤيَة بالعَيْن تَتَعدَّى إلى مفعول واحد وبمعنى العِلْم تتعدَّى إلى مفعولين يقال رأَى زيداً عالماً ورَأَى رَأْياً ورُؤْيَةً ورَاءَةً مثل راعَة وقال ابن سيده الرُّؤيَةُ النَّظَرُ بالعَيْن والقَلْب وحكى ابن الأَعرابي على رِيَّتِكَ أَي رُؤيَتِكَ وفيه ضَعَةٌ وحَقيقَتُها أَنه أَراد رُؤيَتك فَأبْدَلَ الهمزةَ واواً إبدالاً صحيحاً فقال رُويَتِك ثم أَدغَمَ لأَنَّ هذه الواوَ قد صارت حرفَ علَّة لمَا سُلِّط عليها من البَدَل فقال رُيَّتِك ثم كَسَرَ الراءَ لمجاورة الياء فقال رِيَّتِكَ وقد رَأَيْتُه رَأْيَةً ورُؤْيَة وليست الهاءُ في رَأْية هنا للمَرَّة الواحدة إنما هو مصدَرٌ كَرُؤيةٍ إلاَّ أَنْ تُرِيدَ المَرَّةَ الواحدة فيكون رَأَيْته رَأْية كقولك ضَرَبْتُه ضربة فأَمَّا إذا لم تُردْ هذا فرأْية كرؤْية ليست الهاءُ فيها للوَحْدَة ورَأَيْته رِئْيَاناً كرُؤْية هذه عن اللحياني وَرَيْته على الحَذْف أَنشد ثعلب وَجنْاء مُقْوَرَّة الأَقْرابِ يَحْسِبُها مَنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلُ رَاهَا رأْيَةً جَمَلا حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْها خَلْقُ أَرْبَعةٍ في لازِقٍ لاحِقِ الأَقْرابِ فانْشَمَلا خَلْقُ أَربعةٍ يعني ضُمورَ أَخْلافها وانْشَمَلَ ارْتَفَعَ كانْشمرَ يقول من لم يَرَها قبلُ ظَنَّها جَمَلاً لِعظَمها حتي يَدلَّ ضُمورُ أَخْلافِها فيَعْلَم حينئذ أَنها ناقة لأَن الجمل ليس له خِلْفٌ وأَنشد ابن جني حتى يقول من رآهُ إذْ رَاهْ يا وَيْحَه مِنْ جَمَلٍ ما أَشْقاهْ أَراد كلَّ من رآهُ إذْ رآهُ فسَكَّنَ الهاءَ وأَلقَى حركةَ الهمزة وقوله مَنْ رَا مِثْلَ مَعْمدانَ بنِ يَحْيَى إذا ما النِّسْعُ طال على المَطِيَّهْ ؟ ومَنْ رَامثلَ مَعْدانَ بن يَحْيَى إذا هَبَّتْ شآمِيَةٌ عَرِيَّهْ ؟ أَصل هذا من رأَى فخفَّف الهمزة على حدّ لا هَناك المَرْتَعُ فاجتمعت أَلفان فحذف إحداهما لالتقاء الساكنين وقال ابن سيده أَصله رأَى فأَبدل الهمزة ياء كما يقال في سأَلْت سَيَلْت وفي قرأْت قَرَيْت وفي أَخْطأْت أَخْطَيْت فلما أُبْدِلت الهمزة التي هي عين ياء أَبدلوا الياء أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها ثم حذفت الأَلف المنقلبة عن الياء التي هي لام الفعل لسكونها وسكون الأَلف التي هي عين الفعل قال وسأَلت أَبا علي فقلت له من قال مَنْ رَا مِثْلَ مَعْدانَ بنِ يَحْيَى فكيف ينبغي أَن يقول فعلت منه فقال رَيَيْت ويجعله من باب حييت وعييت ؟ قال لأَن الهمزة في هذا الموضع إذا أُبدلت عن الياء تُقلب وذهب أَبو علي في بعض مسائله أَنه أَراد رأَى فحذَفَ الهمزةَ كما حذفها من أَرَيْت ونحوه وكيف كان الأَمر فقد حذفت الهمزة وقلبت الياء أَلفاً وهذان إعلالان تواليا في العين واللام ومثله ما حكاه سيبويه من قول بعضهم جَا يَجِي فهذا إبدال العين التي هي ياء أَلفاً وحذف الهمزة تخفيفاً فأَعلّ اللام والعين جميعاً وأَنا أَرَأُهُ والأَصلُ أَرْآهُ حذَفوا الهمزةَ وأَلْقَوْا حَرَكَتها على ما قبلَها قال سيبويه كلُّ شيءٍ كانت أَوَّلَه زائدةٌ سوى أَلف الوصل من رأَيْت فقد اجتمعت العرب على تخفيف همزه وذلك لكثرة استعمالهم إياه جعلوا الهمزةَ تُعاقِب يعني أَن كل شيءٍ كان أَوّلُه زائدةً من الزوائد الأَربع نحو أَرَى ويَرَى ونرَى وتَرَى فإن العرب لا تقول ذلك بالهمز أَي أَنَّها لا تقول أَرْأَى ولا يَرْأَى ولا نَرْأَى ولا تَرْأَى وذلك لأَنهم جعلوا همزة المتكلم في أَرَى تُعاقِبُ الهمزةَ التي هي عين الفعل وهي همزةُ أَرْأَى حيث كانتا همزتين وإن كانت الأُولى زائدةً والثانية أَصليةً وكأَنهم إنما فرُّوا من التقاء همزتين وإن كان بينهما حرف ساكن وهي الراء ثم أَتْبعوها سائرَ حروفِ المضارعة فقالوا يَرَى ونَرَى وتَرَى كما قالوا أَرَى قال سيبويه وحكى أَبو الخطاب قدْ أَرْآهم يَجيءُ به على الأَصل وذلك قليل قال أَحِنُّ إذا رَأيْتُ جِبالَ نَجْدٍ ولا أَرْأَى إلى نَجْدٍ سَبِيلا وقال بعضهم ولا أَرَى على احتمال الزَّحافِ قال سُراقة البارقي أُرِي عَيْنَيَّ ما لم تَرْأَياهُ كِلانا عالِمٌ بالتُّرَّهاتِ وقد رواه الأَخفش ما لم تَرَياهُ على التخفيف الشائع عن العرب في هذا الحرف التهذيب وتقول الرجلُ يَرَى ذاكَ على التخفيف قال وعامة كلام العرب في يَرَى ونَرَى وأرَى على التخفيف قال ويعضهم يحقِّقُه فيقول وهو قليل زيدٌ يَرْأَى رَأْياً حَسَناً كقولك يرعى رَعْياً حَسَناً وأَنشد بيت سراقة البارقي وارْتَأَيْتُ واسْتَرْأَيْت كرَأَيْت أَعني من رُؤية العَين قال اللحياني قال الكسائي اجتمعت العرب على همز ما كان من رَأَيْت واسْتَرْأَيْت وارْتَأََيْت في رُؤْية العين وبعضهم يَترُك الهمز وهو قليل قال وكل ما جاء في كتاب الله مَهمُوزٌ وأَنشد فيمن خفف صاحِ هَلْ رَيْتَ أَو سَمِعتَ بِراعٍ رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرَى في الحِلابِ ؟ قال الجوهري وربما جاء ماضيه بلا هَمزٍ وأَنشد هذا البيت أَيضاً صاحِ هَلْ رَيْتَ أَو سَمِعتَ ويروى في العلاب ومثله للأَحوص أَوْ عَرَّفُوا بصَنِيعٍ عندَ مَكْرُمَةٍ مَضَى ولم يَثْنِه ما رَا وما سَمِعا وكذلك قالوا في أَرَأَيْتَ وأَرَأَيْتَكَ أَرَيْتَ وأَرَيْتَك بلا همز قال أَبو الأَسود أَرَيْتَ امرَأً كُنْتُ لم أَبْلُهُ أَتاني فقال اتَّخِذْني خَلِيلا فترَك الهمزةَ وقال رَكَّاضُ بنُ أَبَّاقٍ الدُّبَيْري فقُولا صادِقَيْنِ لزَوْجِ حُبَّى جُعلْتُ لها وإنْ بَخِلَتْ فِداءَ أَرَيْتَكَ إنْ مَنَعْتَ كلامَ حُبَّى أَتَمْنَعُني على لَيْلى البُكاءَ ؟ والذي في شعره كلام حبَّى والذي رُوِيَ كلام لَيْلى ومثله قول الآخر أَرَيْتَ إذا جالَتْ بكَ الخيلُ جَوْلةً وأَنتَ على بِرْذَوْنَةٍ غيرُ طائِلِ قال وأَنشد ابن جني لبعض الرجاز أَرَيْتَ إنْ جِئْتِ به أُمْلُودا مُرَجَّلا ويَلْبَسُ البُرُودا أَقائِلُنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُودا قال ابن بري وفي هذا البيت الأَخير شذوذ وهو لحاق نون التأكيد لاسم الفاعل قال ابن سيده والكلامُ العالي في ذلك الهمزُ فإذا جئتَ إلى الأَفعال المستقبلة التي في أَوائلها الياء والتاء والنون والأَلف إجتمعت العرب الذين يهمزون والذين لا يهمزون على ترك الهمز كقولك يَرَى وتَرَى ونَرَى وأَرَى قال وبها نزل القرآن نحو قوله عز وجل فتَرَى الذين في قُلُوبِهِم مَرَض وقوله عز وجل فتَرَى القَوْمَ فيها صَرْعَى وإنِّي أَرَى في المَنامِ ويَرَى الذين أُوتوا العلم إلا تَيمَ الرِّباب فإنهم يهمزون مع حروف المضارعة فتقول هو يَرْأَى وتَرْأَى ونَرْأَى وأَرْأَى وهو الأَصل فإذا قالوا متى نَراك قالوا متى نَرْآكَ مثل نَرْعاك وبعضٌ يقلب الهمزة فيقول متى نَراؤكَ مثل نَراعُك وأَنشد أَلا تلك جاراتُنا بالغَضى تقولُ أَتَرْأَيْنَه لنْ يضِيقا وأَنشد فيمن قلب ماذا نَراؤُكَ تُغْني في أَخي رَصَدٍ من أُسْدِ خَفَّانَ جأْبِ الوَجْه ذي لِبَدِ ويقال رأَى في الفقه رأْياً وقد تركت العرب الهمز في مستقبله لكثرته في كلامهم وربما احتاجت إليه فهَمَزَته قال ابن سيده وأَنشد شاعِرُ تَيْمِ الرِّباب قال ابن بري هو للأَعْلم بن جَرادَة السَّعْدي أَلَمْ تَرْأَ ما لاقَيْت والدَّهْرُ أَعْصُرٌ ومن يَتَمَلَّ الدَّهْرَ يَرْأَ ويَسْمََعِ قال ابن بري ويروى ويَسْمَعُ بالرفع على الاستئناف لأَن القصيدة مرفوعة وبعده بأَنَّ عَزِيزاً ظَلَّ يَرْمي بحوزه إليَّ وراءَ الحاجِزَينِ ويُفْرِعُ يقال أَفْرَعَ إذا أَخذَ في بطن الوادي قال وشاهد ترك الهمزة ما أَنشده أَبو زيد لمَّا اسْتَمَرَّ بها شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ بالبَيْنِ عَنْك بما يَرْآكَ شَنآنا قال وهو كثير في القرآن والشعر فإذا جِئتَ إلى الأَمر فإن أَهل الحجاز يَتْركون الهمز فيقولون رَ ذلك وللإثنين رَيا ذلك وللجماعة رَوْا ذلك وللمرأَة رَيْ ذلك وللإثنين كالرجلين وللجمع رَيْنَ ذاكُنَّ وبنو تميم يهمزون جميع ذلك فيقولون ارْأَ ذلك وارْأَيا ولجماعة النساء ارْأَيْنَ قال فإذا قالوا أَرَيْتَ فلاناً ما كان من أَمْرِه أَرَيْتَكُم فلاناً أَفَرَيْتَكُم فلاناً فإنّ أَهل الحجاز بهمزونها وإن لم يكن من كلامهم الهمز فإذا عَدَوْت أَهلَ الحجاز فإن عامَّة العَرب على ترك الهمز نحو أَرأَيْتَ الذي يُكَذِّبُ أَرَيْتَكُمْ وبه قرأَ الكسائي تَرَك الهمز فيه في جميع القرآن وقالوا ولو تَرَ ما أَهلُ مكة قال أَبو علي أَرادوا ولو تَرى ما فَحَذَفُوا لكثرة الاسْتِعْمال اللحياني يقال إنه لخَبِيثٌ ولو تَر ما فلانٌ ولو تَرى ما فلان رفعاً وجزماً وكذلك ولا تَرَ ما فلانٌ ولا تَرى ما فُلانٌ فيهما جميعاً وجهان الجزم والرفع فإذا قالوا إنه لَخَبِيثٌ ولم تَرَ ما فُلانٌ قالوه بالجزم وفلان في كله رفع وتأْويلُها ولا سيَّما فلانٌ حكى ذلك عن الكسائي كله وإذا أَمَرْتَ منه على الأَصل قلت ارْءَ وعلى الحذف را قال ابن بري وصوابه على الحذف رَهْ لأَن الأَمر منه رَ زيداً والهمزة ساقطة منه في الاستعمال الفراء في قوله تعالى قُلْ أَرَأَيْتَكُم قال العرب لها في أَرأَيْتَ لغتان ومعنيان أَحدهما أَنْ يسأَلَ الرجلُ الرجلَ أَرأَيتَ زيداً بعَيْنِك ؟ فهذه مهموزة فإذا أَوْقَعْتَها على الرجلِ منه قلت أَرَأَيْتَكَ على غيرِ هذه الحال يريد هل رأَيتَ نَفْسَك على غير هذه الحالة ثم تُثَنِّي وتَجْمع فتقولُ للرجلين أَرَأَيْتُماكُما وللقوم أَرَأَيْتُمُوكُمْ وللنسوة أَرأَيْتُنَّ كُنَّ وللمرأَة أَرأََيْتِكِ بخفض التاءِ لا يجوز إلا ذلك والمعنى الآخر أَنْ تقول أَرأَيْتَكَ وأَنت تقول أَخْبِرْني فتَهْمِزُها وتنصِب التاءَ منها وتَتركُ الهمزَ إن شئت وهو أَكثر كلام العرب وتَتْرُكُ التاءَ مُوحَّدةً مفتوحة للواحد والواحدة والجمع في مؤَنثه ومذكره فنقول للمرأَة أَرَأَيْتَكِ زيداً هل خَرج وللنسوة أَرَأَيْتَكُنَّ زيداً ما فَعَل وإنما تركت العرب التاءَ واحدةً لأَنهم لم يريدوا أَن يكون الفعل منها واقعاً على نفسها فاكتفوا بذكرها في الكاف ووجهوا التاء إلى المذكر والتوحيد إذا لم يكن الفعل واقعاً قال ونحو ذلك قال الزجاج في جميع ما قال ثم قال واختلف النحويون في هذه الكاف التي في أَرأَيتَكُمْ فقال الفراء والكسائي لفظها لفظُ نصبٍ وتأْويلُها تأْويلُ رَفْعٍ قال ومثلها الكاف التي في دونك زيداً لأَنَّ المعنى خُذْ زيداً قال أَبو إسحق وهذا القول لم يَقُلْه النحويون القُدَماء وهو خطَأٌ لأَن قولك أَرأَيْتَكَ زيداً ما شأْنُه يُصَيِّرُ أَرَأَيْتَ قد تَعَدَّتْ إلى الكاف وإلى زيدٍ فتصيرُ
( * قوله « فتصير إلخ » هكذا بالأصل ولعلها فتنصب إلخ ) أَرأَيْتَ اسْمَيْن فيصير المعنى أَرأَيْتَ نفْسَكَ زيداً ما حالُه قال وهذا محال والذي إليه النحويون الموثوق بعلمهم أَن الكاف لا موضع لها وإنما المعنى أَرأَيْتَ زيداً ما حالُه وإنما الكاف زيادة في بيان الخطاب وهي المعتمد عليها في الخطاب فتقول للواحد المذكر أَرَأَيْتَكَ زيداً ما حاله بفتح التاء والكاف وتقول في المؤنث أَرَأَيْتَك زيداً ما حالُه يا مَرْأَةُ فتفتح التاء على أَصل خطاب المذكر وتكسر الكاف لأَنها قد صارت آخرَ ما في الكلمة والمُنْبِئَةَ عن الخطاب فإن عدَّيْتَ الفاعل إلى المفعول في هذا الباب صارت الكافُ مفعولةً تقول رأَيْتُني عالماً بفلان فإذا سألت عن هذا الشرط قلتَ للرجل أَرَأَيْتَكَ عالماً بفلان وللإثنين أَرأَيتُماكما عالَمْنِ بفلان وللجمع أَرَأَيْتُمُوكُمْ لأَن هذا في تأْويل أَرأَيتُم أَنْفُسَكم وتقول للمرأَة أَرأَيتِكِ عالمَة بفُلانٍ بكسر التاء وعلى هذا قياس هذين البابين وروى المنذري عن أَبي العباس قال أَرأَيْتَكَ زيداً قائماً إذا اسْتَخْبَر عن زيد ترك الهمز ويجوز الهمز وإذا استخبر عن حال المخاطب كان الهمز الاختيار وجاز تَرْكُه كقولك أَرَأَيْتَكَ نَفْسَك أَي ما حالُك ما أَمْرُك ويجوز أَرَيْتَكَ نَفْسَك قال ابن بري وإذا جاءت أَرأَيْتَكُما وأَرأَيْتَكُمْ بمعنى أَخْبِرْني كانت التاء موَحَّدة فإن كانت بمعنى العِلْم ثَنَّيْت وجَمَعْت قُلْتَ أَرأَيْتُماكُما خارِجَيْنِ وأَرأَيْتُمُوكُمْ خارِجِينَ وقد تكرر في الحديث أَرأَيْتَكَ وأَرأيْتَكُمْ وأَرأَيْتَكما وهي كلمة تقولها العرب عند الاستخبار بمعنى أَخبِرْني وأَخْبِراني وأَخْبِرُوني وتاؤُها مفتوحة أَبداً ورجل رَءَّاءٌ كَثيِرُ الرُّؤيَةِ قال غيلان الرَّبَعي كأَنَّها وقَدْ رَآها الرَّءَّاءٌ ويقال رأَيْتُه بعَيْني رُؤيَةً ورأَيْتُه رَأْيَ العينِ أَي حيث يقع البصر عليه ويقال من رأْيِ القَلْبِ ارْتَأَيْتُ وأَنشد ألا أَيُّها المُرْتَئِي في الأُمُور سيَجْلُو العَمَى عنكَ تِبْيانُها وقال أَبو زيد إذا أَمرْتَ من رأَيْتَ قلت ارْأَ زيداً كأنَّكَ قلت ارْعَ زيداً فإذا أَردت التخفيف قلت رَ زيداً فتسقط أَلف الوصل لتحريك ما بعدها قال ومن تحقيق الهمز قولك رأَيْت الرجل فإذا أَردت التخفيف قلت رأَيت الرجل فحرَّكتَ الأَلف بغير إشباع الهمز ولم تسقط الهمزة لأَن ما قبلها متحرك وفي الحديث أَن أَبا البَخْترِي قال ترَاءَيْنا الهِلالَ بذاتِ عِرْق فسأَلنا ابنَ عباسٍ فقال إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَدَّهُ إلى رُؤْيَتِه فإنْ أُغْمِيَ عليكم فأَكْمِلوا العِدَّة قال شمر قوله تَراءَيْنا الهلالَ أَي تَكَلَّفْنا النَّظَر إليه هل نَراهُ أَم لا قال وقال ابن شميل انْطَلِقْ بنا حتى نُِهِلَّ الهلالَ أَي نَنْظُر أَي نراهُ وقد تَراءَيْنا الهِلالَ أَي نظرْناه وقال الفراء العرب تقول راءَيْتُ ورأَيْتُ وقرأَ ابن عباس يُرَاوُون الناس وقد رأَيْتُ تَرْئِيَةً مثل رَعَّيْت تَرْعِيَةً وقال ابن الأَعرابي أَرَيْتُه الشيءَ إراءةً وإرايَةً وإرءَاءَةً الجوهري أَرَيْتُه الشيءَ فرآهُ وأَصله أَرْأَيْتُه والرِّئْيُ والرُّواءُ والمَرْآةُ المَنْظَر وقيل الرِّئْيُ والرُّواءُ بالضم حُسْنُ المَنْظر في البَهاء والجَمال وقوله في الحديث حتى يتَبيَّنَ له رئيْهُما وهو بكسر الراء وسكون الهمزة أَي مَنْظَرُهُما وما يُرَى منهما وفلان مِنِّي بمَرْأىً ومَسْمَعٍ أَي بحيث أَراهُ وأَسْمَعُ قولَه والمَرْآةُ عامَّةً المَنْظَرُ حَسَناً كان أَو قَبِيحاً وما لهُ رُواءٌ ولا شاهِدٌ عن اللحياني لم يَزِدْ على ذلك شيئاً ويقال امرأَةٌ لها رُواءٌ إذا كانت حَسَنةَ المَرْآةِ والمَرْأَى كقولك المَنْظَرَة والمَنْظر الجوهري المَرْآةُ بالفتح على مَفْعَلةٍ المَنْظر الحَسن يقال امرأَةٌ حَسَنةُ المَرْآةِ والمَرْأَى وفلان حسنٌ في مَرْآةِ العَين أَي في النَّظَرِ وفي المَثل تُخْبِرُ عن مَجْهولِه مَرْآتُه أَي ظاهرُه يدلُّ على باطِنِه وفي حديث الرُّؤْيا فإذا رجلٌ كَرِيهُ المَرْآةِ أَي قَبِيحُ المَنْظرِ يقال رجل حَسَنُ المَرْأَى والمَرْآةِ حسن في مَرْآةِ العين وهي مَفْعَلة من الرؤية والتَّرْئِيَةُ حُسْنُ البَهاء وحُسْنُ المنظرِ اسم لا مصدر قال ابن مقبل أَمَّا الرُّواءُ ففِينا حَدُّ تَرْئِيَةٍ مِثل الجِبالِ التي بالجِزْعِ منْ إضَمِ وقوله عز وجل هم أَحسن أَثاثاً ورِئْياً قرئت رِئْياً بوزن رِعْياً وقرئت رِيّاً قال الفراء الرِّئْيُ المَنْظَر وقال الأَخفش الرِّيُّ ما ظَهَر عليه مما رأَيْت وقال الفراء أَهْلُ المدينة يَقْرؤُونها رِيّاً بغير همز قال وهو وجه جيد من رأَيْت لأَنَّه مع آياتٍ لَسْنَ مهموزاتِ الأَواخِر وذكر بعضهم أَنَّه ذهب بالرِّيِّ إلى رَوِيت إذا لم يهمز ونحو ذلك قال الزجاج من قرأَ رِيّاً بغير همز فله تفسيران أَحدهما أَن مَنْظَرهُم مُرْتَوٍ من النِّعْمة كأَن النَّعِيم بِّيِّنٌ فيهم ويكون على ترك الهمز من رأَيت وقال الجوهري من همزه جعله من المنظر من رأَيت وهو ما رأَتْهُ العين من حالٍ حسَنة وكسوة ظاهرة وأَنشد أَبو عبيدة لمحمد بن نُمَير الثقفي أَشاقَتْكَ الظَّعائِنُ يومَ بانُوا بذي الرِّئْيِ الجمِيلِ منَ الأَثاثِ ؟ ومن لم يهمزه إما أَن يكون على تخفيف الهمز أَو يكون من رَوِيَتْ أَلْوانهم وجلودهم رِيّاً أَي امْتَلأَتْ وحَسُنَتْ وتقول للمرأَة أَنتِ تَرَيْنَ وللجماعة أَنْتُنَّ تَرَيْنَ لأَن الفعل للواحدة والجماعة سواء في المواجهة في خَبَرِ المرأَةِ من بنَاتِ الياء إلا أَن النون التي في الواحدة علامة الرفع والتي في الجمع إنما هي نون الجماعة قال ابن بري وفرق ثان أَن الياءَ في تَرَيْن للجماعة حرف وهي لام الكلمة والياء في فعل الواحدة اسم وهي ضمير الفاعلة المؤنثة وتقول أَنْتِ تَرَيْنَني وإن شئت أَدغمت وقلت تَرَيِنِّي بتشديد النون كما تقول تَضْرِبِنِّي واسْتَرْأَى الشيءَ اسْتَدْعَى رُؤيَتَه وأَرَيْتُه إياه إراءَةً وإراءً المصدر عن سيبويه قال الهاء للتعويض وتركها على أَن لا تعوَّض وَهْمٌ مما يُعَوِّضُونَ بعد الحذف ولا يُعَوِّضون وراءَيْت الرجلَ مُراآةً ورِياءً أَرَيْته أَنِّي على خلاف ما أَنا عليه وفي التنزيل بَطَراً ورِئاءَ الناسِ وفيه الذين هُمْ يُراؤونَ يعني المنافقين أَي إذا صَلَّى المؤمنون صَلَّوا معَهم يُراؤُونهُم أَنَّهم على ما هم عليه وفلان مُراءٍ وقومٌ مُراؤُونَ والإسم الرِّياءُ يقال فَعَلَ ذلك رِياءً وسُمْعَةً وتقول من الرِّياء يُسْتَرْأَى فلانٌ كما تقول يُسْتَحْمَقُ ويُسْتَعْقَلُ عن أَبي عمرو ويقال راءَى فلان الناسَ يُرائِيهِمْ مُراآةً وراياهم مُراياةً على القَلْب بمعنىً وراءَيْته مُراآةً ورياءً قابَلْته فرَأَيْته وكذلك تَرَاءَيْته قال أَبو ذؤيب أَبَى اللهُ إلا أَن يُقِيدَكَ بَعْدَما تَراءَيْتُموني من قَرِيبٍ ومَوْدِقِ يقول أَقاد الله منك عَلانيَةً ولم يُقِدْ غِيلَة وتقول فلان يتَراءَى أَي ينظر إلى وجهه في المِرْآةِ أَو في السيف والمِرْآة ما تَراءَيْتَ فيه وقد أَرَيْته إياها ورأَيْتُه تَرْئِيَةً عَرَضْتُها عليه أَو حبستها له ينظر نفسَه وتَراءَيْت فيها وترَأَيْتُ وجاء في الحديث لا يتَمَرْأَى أَحدُكم في الماء لا يَنْظُر وَجْهَه فيه وَزْنُه يتَمَفْعَل من الرُّؤْية كما حكاه سيبويه من قول العرب تَمَسْكَنَ من المَسْكَنة وتَمدْرَع من المَدْرَعة وكما حكاه أَبو عبيد من قولهم تَمَنْدَلْت بالمِندِيل وفي الحديث لا يتَمَرْأَى أَحدُكُم في الدنيا أَي لا يَنْظُر فيها وقال وفي رواية لا يتَمَرْأَى أَحدُكم بالدُّنيا من الشيء المَرْئِيِّ والمِرآةُ بكسر الميم التي ينظر فيها وجمعها المَرائي والكثير المَرايا وقيل من حوَّل الهمزة قال المَرايا قال أَبو زيد تَراءَيْتُ في المِرآةِ تَرائِياً ورَأيْتُ الرجل تَرْئِيَةً إذا أَمْسَكْتَ له المِرآةَ لِيَنْظُر فيها وأَرْأَى الرجلُ إِذا تراءَى في المِرآة وأَنشد ابن بري لشاعر إِذا الفَتى لم يَرْكَبِ الأَهْوالا فأَعْطِه المِرآة والمِكْحالا واسْعَ له وعُدَّهُ عِيالا والرُّؤْيا ما رأَيْته في منامِك وحكى الفارسي عن أَبي الحسن رُيَّا قال وهذا على الإِدغام بعد التخفيف البدلي شبهوا واو رُويا التي هي في الأَصل همزة مخففة بالواو الأَصلية غير المقدَّر فيها الهمز نحو لوَيْتُ لَيّاً وشَوَيْتُ شَيّاً وكذلك حكى أَيضاً رِيَّا أَتبع الياء الكسرة كما يفعل ذلك في الياء الوضعية وقال ابن جني قال بعضهم في تخفيف رُؤْيا رِيَّا بكسر الراء وذلك أَنه لما كان التخفيف يصيِّرها إِلى رُويَا ثم شبهت الهمزة المخففة بالواو المخلصة نحو قولهم قَرْنٌ أَلْوى وقُرُونٌ لُيٌّ وأَصلها لُويٌ فقلبت الواو إِلى الياء بعدها ولم يكن أَقيسُ القولين قَلْبَها كذلك أَيضاً كسرت الراء فقيل رِيَّا كما قيل قُرون لِيٌّ فنظير قلب واو رؤيا إِلحاقُ التنوين ما فيه اللامُ ونظير كسر الراءِ إِبدالُ الأَلف في الوقف على المنوّن المنصوب مما فيه اللام نحو العِتابا وهي الرُّؤَى ورأَيتُ عنك رُؤىً حَسَنَةً حَلَمتها وأَرْأَى الرجلُ إِذا كثرت رُؤَاهُ بوزن رُعاهُ وهي أَحْلامه جمعُ الرُّؤْيا ورأَى في منامه رُؤْيا على فُعْلى بلا تنوين وجمعُ الرُّؤْيا رُؤىً بالتنوين مثل رُعىً قال ابن بري وقد جاء الرُّؤْيا في اليَقَظَة قال الراعي فكَبَّر للرُّؤْيا وهَشَّ فُؤادُه وبَشَّرَ نَفْساً كان قَبْلُ يَلُومُها وعليه فسر قوله تعالى وما جعلنا الرُّؤْيا التي أَرَيْناكَ إِلا فِتْنةً للناس قال وعليه قول أَبي الطَّيِّبِ ورُؤْياكَ أَحْلى في العُيون من الغَمْضِ التهذيب الفراء في قوله عز وجل إِن كنتم للرُّؤْيا تَعْْبُرُونَ إِذا تَرَكَتِ العربُ الهمز من الرؤيا قالوا الرُّويا طلباً للخفة فإِذا كان من شأْنهم تحويلُ الواو إِلى الياء قالوا لا تقصص رُيَّاك في الكلام وأَما في القرآن فلا يجوز وأَنشد أَبو الجراح لَعِرْضٌ من الأَعْراض يُمْسِي حَمامُه ويُضْحي على أَفنانهِ الغِينِ يَهْتِفُ أَحَبُّ إِلى قَلْبي من الدِّيكِ رُيَّةً
( * قوله « رية » تقدم في مادة عرض رنة بالراء المفتوحة والنون ومثله في ياقوت )
وبابٍ إِذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ أَراد رُؤْيةً فلما ترك الهمز وجاءت واو ساكنة بعدها ياء تحولتا ياء مشددة كما يقال لَوَيْتُه لَيّاً وكَوَيْتُه كَيّاً والأَصل لَوْياً وكَوْياً قال وإِن أَشرتَ فيها إِلى الضمة فقلت رُيَّا فرفعت الراء فجائز وتكون هذه الضمة مثل قوله وحُيِلَ وسُيِق بالإِشارة وزعم الكسائي أَنه سمع أَعربيّاً يقرأ إِن كنتم للرُّيَّا تَعْبُرون وقال الليث رأَيتُ رُيَّا حَسَنة قال ولا تُجْمَعُ الرُّؤْيا وقال غيره تجمع الرُّؤْيا رُؤىً كما يقال عُلْياً وعُلىً والرَّئِيُّ والرِّئِيُّ الجِنِّيُّ يراه الإِنسانُ وقال اللحياني له رَئيٌّ من الجن ورِئِيٌّ إِذا كان يُحِبه ويُؤَالِفُه وتميم تقول رِئِيٌّ بكسر الهمزة والراء مثل سِعيد وبِعِير الليث الرَّئِيُّ جَنِّيّ يتعرض للرجل يُريه كهانة وطِبّاً يقال مع فلان رَئِيُّ قال ابن الأَنباري به رَئِيٌّ من الجن بوزن رَعِيّ وهو الذي يعتاد الإِنسان من الجنّ ابن الأَعرابي أَرْأَى الرجلُ إِذا صار له رَئِيٌّ من الجنّ وفي حديث عمر رضي الله عنه قال لِسَوادِ بنِ قارِبٍ أَنتَ الذي أَتاكَ رَئِيُّكَ بِظُهور رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال نَعَمْ يقال للتابع من الجن رَئِيٌّ بوزن كَمِيٍّ وهو فَعِيلٌ أَو فَعُولٌ سُمِّي به لأَنه يَتَراءى لمَتْبوعه أَو هو من الرَّأْيِ من قولهم فلانٌ رَئِيُّ قومِهِ إِذا كان صاحب رأْيِهِم قال وقد تكسر راؤه لاتباعها ما بعدها ومنه حديث الخُدْري فإِذا رَئِيٌّ مثل نحْيٍ يعني حية عظِيمَةً كالزِّقِّ سمّاها بالرَّئِيِّ الجِنِّ لأَنهم يزعمون أَن الحيَّاتِ من مَسْخِ الجِنِّ ولهذا سموه شيطاناً وحُباباً وجانّاً ويقال به رَئِيٌّ من الجنّ أَي مَسٌّ وتَراءى له شيء من الجن وللاثنين تراءيا وللجمع تَراءَوْا وأَرْأَى الرجلُ إِذا تَبَّيَنت الرَّأْوَة في وجْهِه وهي الحَماقة اللحياني يقال على وجهه رَأْوَةُ الحُمْقِ إِذا عَرَفْت الحُمْق فيه قبل أَن تَخْبُرَهُ ويقال إِن في وجهه لرَأْوَةً أَي نَظْرَة ودَمامَةً قال ابن بري صوابه رَأْوَةَ الحُمْقِ قال أَبو علي حكى يعقوب على وجهه رَأْوَةٌ قال ولا أَعرف مثلَ هذه الكلمة في تصريف رَأْى ورَأْوَةُ الشيء دلالَتُه وعلى فُلان رَأْوَةُ الحُمْقِ أَي دَلالَته والرَّئِيُّ والرِّئِيُّ الثوب يُنْشَر للبَيْع عن أَبي عليّ التهذيب الرِّئْيُ بوزن الرِّعْيِ بهمزة مسَكَّنَةٍ الثوبُ الفاخر الذي يُنشَر ليُرى حُسْنُه وأَنشد بِذِي الرِّئْيِ الجَميلِ من الأَثاثِ وقالوا رَأْيَ عَيْني زيدٌ فَعَلَ ذلك وهو من نادِرِ المصادِرِ عند سيبويه ونظيره سَمْعَ أُذُنِي ولا نظير لهما في المُتَعَدِّيات الجوهري قال أَبو زيد بعينٍ مَا أَرَيَنَّكَ أَي اعْجَلْ وكُنْ كأَنِّي أَنْظُر إِلَيْكَ وفي حديث حنَظلة تُذَكِّرُنا بالجَنَّةِ والنَّارِ كأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ تقول جعلتُ الشَّيْءَ رَأْيَ عَيْنِك وبمَرْأَىً مِنْكَ أَي حِذاءَكَ ومُقابِلَك بحيث تراه وهو منصوب على المصدر أَي كأَنَّا نراهُما رَأْيَ العَيْنِ والتَّرْئِيَةُ بوزن التَّرْعِيةِ الرجلُ المُخْتال وكذلك التَّرائِيَة بوزْنِ التَّراعِيَة والتَّرِيَّة والتَّرِّيَّة والتَّرْيَة الأَخيرة نادرة ما تراه المرأَة من صُفْرةٍ أَو بَياضٍ أَو دمٍ قليلٍ عند الحيض وقد رَأَتْ وقيل التَّرِيَّة الخِرْقَة التي تَعَْرِفُ بها المرأَةُ حَيْضَها من طهرها وهو من الرُّؤْيَةِ ويقال للمَرْأَةِ ذاتُ التَّرِيَّةِ وهي الدم القليل وقد رَأَتْ تَرِيَّةً أَي دَماً قليلاً الليث التَّرِّيَّة مشدَّدة الراء والتَّرِيَّة خفيفة الراء والتَّرْية بجَزْمِ الراء كُلُّها لغات وهو ما تراه المرأَةُ من بَقِيَّة مَحِيضِها من صُفْرة أَو بياض قال أَبو منصور كأَنّ الأَصل فيه تَرْئِيَةٌ وهي تَفْعِلَةٌ من رأَيت ثم خُفِّفَت الهَمْزة فقيل تَرْيِيَةٌ ثم أُدْغِمَت الياءُ في الياء فقيل تَرِيَّة أَبو عبيد التَّرِيَّةُ في بقية حيض المرأَة أَقَلُّ من الصفرة والكُدْرَة وأَخْفَى تَراها المرأَةُ عند طُهْرِها لِتَعْلم أَنَّها قَدْ طَهُرَت من حَيْضِها قال شمر ولا تكون التَّرِيّة إِلا بعد الاغتسال فأَما ما كان في أَيام الحيض فليس بتَرِيَّة وهو حيض وذكر الأَزهري هذا في ترجمة التاء والراء من المعتل قال الجوهري التَّرِيَّة الشيءُ الخَفِيُّ اليَسيِرُ من الصُّفْرة والكْدْرة تَراها المرأَةُ بعد الاغْتِسال من الحَيْضِ وقد رَأَتِ المرأَة تَرِيئَةً إِذا رَأَت الدم القليلَ عند الحيض وقيل التَّرِيَّة الماءُ الأَصْفَر الذي يكون عند انقطاع الحيض قال ابن بري الأَصل في تَرِيَّة تَرْئِيَة فنقلت حركة الهمزة على الراء فبقي تَرِئْيَة ثم قلبت الهمزة ياء لانكسار ما قبلها كما فعلوا مثل ذلك في المَراة والكَماة والأَصل المَرْأَة فنقلت حركة الهمزة إِلى الراء ثم أُبدلت الهمزة أَلفاً لانفتاح ما قبلها وفي حديث أُمّ عطية كُنَّا لا نَعُدُّ الكُدْرة والصُّفْرة والتَّرِيَّة شيئاً وقد جمع ابن الأَثير تفسيره فقال التَّرِيَّة بالتشديد ما تراه المرأَة بعد الحيض والاغتسال منه من كُدْرة أَو صُفْرة وقيل هي البياض الذي تراه عند الطُّهْر وقيل هي الخِرْقة التي تَعْرِف بها المرأَة حيضَها من طُهْرِها والتاءُ فيها زائدة لأَنه من الرُّؤْية والأَصل فيها الهمز ولكنهم تركوه وشدَّدوا الياءَ فصارت اللفظة كأَنها فعيلة قال وبعضهم يشدّد الراءَ والياء ومعنى الحديث أَن الحائض إِذا طَهُرت واغْتَسَلت ثم عادت رَأَتْ صُفْرة أَو كُدْرة لم يُعْتَدَّ بها ولم يُؤَثِّر في طُهْرها وتَراءَى القومُ رَأَى بعضُهُم بعضاً وتَراءَى لي وتَرَأَّى عن ثعلب تَصَدَّى لأَرَاهُ ورَأَى المكانُ المكانَ قابَلَه حتى كَأَنَّه يَراهُ قال ساعدة لَمَّا رَأَى نَعْمانَ حَلَّ بِكِرْفِئٍ عَكِرٍ كما لَبَجَ النُّزُولَ الأَرْكُبُ وقرأَ أَبو عمرو وأَرْنا مَنَاسِكَنا وهو نادِرٌ لما يلحق الفعلَ من الإِجْحاف وأَرْأَتِ الناقَةُ والشاةُ من المَعَز والضَّأْنِ بتَقْدِير أَرْعَتْ وهي مُرْءٍ ومُرْئِيَةٌ رؤِيَ في ضَرْعها الحَمْلُ واسْتُبينَ وعَظُمَ ضَرْعُها وكذلك المَرْأَة وجميعُ الحَوامِل إِلا في الحَافِر والسَّبُع وأَرْأَت العَنْزُ وَرِمَ حَياؤُها عن ابن الأَعرابي وتَبَيَّنَ ذلك فيها التهذيب أَرْأَت العَنْزُ خاصَّة ولا يقال لِلنَّعْجة أَرْأَتْ ولكن يقال أَثْقَلَت لأَن حَياءَها لا يَظْهَر وأَرْأَى الرجلُ إِذا اسْوَدَّ ضَرْعُ شاتِهِ وتَرَاءَى النَّحْلُ ظَهَرَت أَلوانُ بُسْرِهِ عن أَبي حنيفة وكلُّه من رُؤْيَةِ العين ودُورُ القوم مِنَّا رِثَاءٌ أَي مُنْتَهَى البَصَر حيثُ نَرَاهُم وهُمْ مِنِّي مَرْأىً ومَسْمَعٌ وإِن شئتَ نَصَبْتَ وهو من الظروف المخصوصة التي أُجْرِيَتْ مُجْرَى غير المخصوصة عند سيبويه قال وهو مثل مَناطَ الثُّرَيَّا ومَدْرَجَ السُّيُول ومعناه هو مِنِّي بحيثُ أَرَاهُ وأَسْمَعُه وهُمْ رِئَاءُ أَي أَلْفٍ زُهَاءُ أَلْفٍ فيما تَرَى العَيْنُ ورأَيت زيداً حَلِيماً عَلِمْتُه وهو على المَثَل برُؤْيَةِ العَيْن وقوله عز وجل أَلَمْ تَرَ إِلى الذين أُوتُوا نَصِيباً من الكتاب قيل معناه أَلَمْ تَعْلَم أَي أَلَمْ يَنْتَهِ عِلْمُكَ إِلى هَؤُلاء ومَعْناه اعْرِفْهُم يعني علماء أَهل الكتاب أَعطاهم الله عِلْم نُبُوّةِ النبي صلى الله عليه وسلم بأَنه مكتوب عندهم في التوراة والإِنجيل يَأْمرُهم بالمَعْروف ويَنْهاهُمْ عن المُنْكر وقال بعضهم أَلَمْ ترَ أَلَمْ تُخْبِرْ وتأْويلُهُ سُؤالٌ فيه إِعْلامٌ وتَأْوِيلُه أَعْلِنْ قِصَّتَهُم وقد تكرر في الحديث أَلَمْ تَرَ إِلى فلان وأَلَمْ تَرَ إِلى كذا وهي كلمة تقولها العربُ عند التَّعَجُّب من الشيء وعند تَنْبِيهِ المخاطب كقوله تعالى أَلَمْ تَرَ إِلى الذينَ خَرجُوا من دِيارِهْم أَلَمْ تَرَ إِلى الذين أُوتوا نَصِيباً من الكتاب أَي أَلَمْ تَعْجَبْ لِفِعْلِهِم وأَلَمْ يَنْتَه شأْنُهُم إِليك وأَتاهُم حِينَ جَنَّ رُؤْيٌ رُؤْياً ورَأْيٌ رَأْياً أَي حينَ اختَلَطَ الظَّلام فلَمْ يَتَراءَوْا وارْتَأَيْنا في الأَمْرِ وتَراءَيْنا نَظَرْناه وقوله في حديث عمر رضي الله عنه وذَكَر المُتْعَة ارْتَأَى امْرُؤٌ بعدَ ذلك ما شاءَ أَنْ يَرْتَئِيَ أَي فكَّر وتَأَنَّى قال وهو افْتَعَل من رُؤْيَة القَلْب أَو من الرَّأْيِ ورُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال أَنا بَرِيءٌ من كُلِّ مُسْلِمٍ مَعَ مُشْرِكٍ قيل لِمَ يا رسول الله ؟ قال لا تَراءَى نَارَاهُما قال ابنُ الأَثِير أَي يَلْزَمُ المُسْلِمَ ويجب عليه أَن يُباعِدَ مَنْزِلَه عن مَنْزِل المُشْرِك ولا يَنْزِل بالموضع الذي إِذا أُوقِدَتْ فيه نارُه تَلُوح وتَظْهَرُ لِنَارِ المُشْرِكِ إِذا أَوْقَدَها في مَنْزِله ولكنه يَنْزِل معَ المُسْلِمِين في دَارِهِم وإِنما كره مُجاوَرَة المشركين لأَنهم لا عَهْدَ لهم ولا أَمانَ وحَثَّ المسلمين على الهِجْرة وقال أَبو عبيد معنى الحديث أَنَّ المسلم لا يَحِلُّ له أَن يَسْكُنَ بلادَ المُشْرِكين فيكونَ مَعَهم بقْدر ما يَرَى كلُّ واحدٍ منهم نارَ صاحِبه والتَّرَائِي تفاعُلٌ من الرؤية يقال تَراءَى القومُ إِذا رَأَى بعضُهُم بعضاً وتَراءى لي الشيءُ أَي ظَهَر حتى رَأَيْته وإِسناد التَّرائِي إِلى النَّارَيْن مجازٌ من قولهم دَارِي تَنْظُر إِلى دارِ فلان أَي تُقابِلُها يقول ناراهما مُخْتَلِفتانِ هذه تَدْعو إِلى الله وهذه تدعو إِلى الشيطان فكيف تَتَّفِقانِ ؟ والأَصل في تَراءَى تَتَراءَى فحذف إِحدى التاءين تخفيفاً ويقال تَراءَينا فلاناً أَي تَلاقَيْنا فَرَأَيْتُه ورَآني وقال أَبو الهيثم في قوله لا تَراءَى نارَاهُما أَي لا يَتَّسِمُ المُسْلِم بسِمَةِ المُشْرِك ولا يَتَشَبَّه به في هَدْيِه وشَكْلِهِ ولا يَتَخَلّق بأَخْلاقِه من قولك ما نَارُ بَعِيرِكَ أَي ما سِمةُ بعِيرِكَ وقولهم دَارِي تَرَى دارَ فلانٍ أَي تُقابِلُها وقال ابن مقبل سَلِ الدَّار مِنْ جَنْبَيْ حَبِيرٍ فَواحِفِ إِلى ما رأَى هَضْبَ القَلِيبِ المصَبَّحِ أَراد إِلى ما قابَلَه ويقال مَنازِلُهم رِئَاءٌ على تقدير رِعَاء إِذا كانت مُتَحاذِيةً وأَنشد لَيالِيَ يَلْقَى سرْبُ دَهْماء سِرْبَنَا ولَسْنا بِجِيرانٍ ونَحْنُ رِئَاءُ ويقال قَوْمِ رِئَاءٌ يقابلُ بعضُهُم بعضاً وكذلك بُيوتُهُم رِئَاءٌ وتَرَاءَى الجَمْعانِ رَأَى بعضُهُم بعضاً وفي حديث رَمَلِ الطَّوافِ إِنما كُنَّا راءَيْنا به المشركين هو فاعَلْنا من الرُّؤْية أَي أَرَيْناهم بذلك أَنَّا أَقْوِياء وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّ أَهلَ الجَنَّةِ ليَتَراءَوْنَ أَهلَ عِلِّيِّين كما تَرَوْنَ الكَوْكَب الدُّرِّيَّ في كَبِدِ السماء قال شمر يتَراءَوْنَ أَي يتَفاعَلون أَي يَرَوْنَ يَدُلُّ على ذلك قولُه كما تَرَوْن والرَّأْيُ معروفٌ وجمعه أَرْآءٌ وآراءٌ أَيضاً مقلوب ورَئِيٌّ على فَعِيل مثل ضَأْنٍ وضَئِينٍ وفي حديث الأَزرق بن قيس وفِينا رجُلٌ له رَأْيٌ يقال فلانٌ من أَهل الرَّأْي أَي أَنه يَرَى رَأْيَ الخوارج ويقول بمَذْهَبِهم وهو المراد ههنا والمُحَدِّثون يُسَمُّون أَصحابَ القياسِ أَصحابَ الرَّأْي يَعْنُون أَنهم يأْخذون بآرائِهِم فيما يُشْكِلُ من الحديث أَو ما لم يَأْتِ فيه حديث ولا أَثَرٌ والرَّأْيُ الاعتِقادُ اسمٌ لا مصدرٌ والجمع آراءٌ قال سيبويه لم يكَسَّر على غير ذلك وحكى اللحياني في جمعه أَرْءٍ مثل أَرْعٍ ورُئِيٌّ ورِئِيُّ ويقال فلان يتَراءَى بِرَأْيِ فلان إِذا كان يَرَى رَأْيَه ويَمِيلُ إِليه ويَقْتَدي به وأَما ما أَنشده خَلَفٌ الأَحمر من قول الشاعر أَما تَراني رَجُلاً كما تَرَى أَحْمِلُ فَوْقي بِزَّنِي كما تَرَى على قَلُوص صعبة كما تَرَى أَخافُ أَن تَطْرَحَني كما تَرَى فما تَرى فيما تَرَى كما تَرَى قال ابن سيده فالقول عندي في هذه الأَبيات أَنها لو كانت عدَّتُها ثلاثة لكان الخطب فيها أَيسر وذلك لأَنك كنت تجعل واحداً منها من رُؤْية العَيْنِ كقولك كما تُبْصِر والآخر من رُؤْية القَلْبِ في معنى العلم فيصير كقولك كما تَعْلم والثالث من رأَيْت التي بمعنى الرَّأْي الاعتقاد كقولك فلان يرَى رَأْي الشُّراةِ أَي يعتَقِدُ اعْتِقادَهم ومنه قوله عز وجل لتَحْكُم بين الناسِ بما أَرَاكَ اللهُ فحاسَّةُ البَصَر ههنا لا تتَوَجَّه ولا يجوز أَن يكون بمعنى أَعْلَمَك الله لأَنه لو كان كذلك لوَجَب تعدِّيه إِلى ثلاثة مَفْعولِين وليس هناك إِلا مفعولان أَحدهما الكاف في أَراك والآخر الضمير المحذوف للغائب أَي أَراكَه وإِذا تعدَّت أَرى هذه إلى مفعولين لم يكن من الثالث بُدُّ أَوَلا تَراكَ تقول فلان يَرَى رأْيَ الخوارج ولا تَعْني أَنه يعلم ما يَدَّعون هُمْ عِلْمَه وإِنما تقول إِنه يعتقد ما يعتقدون وإِن كان هو وهم عندك غير عالمين بأَنهم على الحق فهذا قسم ثالث لرأَيت قال ابن سيده فلذلك قلنا لو كانت الأَبيات ثلاثة لجاز أَن لا يكون فيها إِيطاء لاختلاف المعاني وإِن اتفقت الأَلفاظ وإِذْ هِي خمسة فظاهر أَمرها أَن تكون إِيطاء لاتفاق الأَلفاظ والمعاني جميعاً وذلك أَن العرب قد أَجرت الموصول والصلة مُجْرى الشيء الواحد ونَزَّلَتْهما منزلة الخبر المنفرد وذلك نحو قول الله عز وجل الذي هو يُطْعِمُني ويَسْقِينِ وإِذا مَرِضْتُ فهُو يَشْفِينِ والذي يُميتُني ثم يُحْيِينِ والذي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لي خطيئَتي يومَ الدِّينِ لأَنه سبحانه هو الفاعل لهذه الأَشياء كلها وحده والشيء لا يُعْطَف على نفسِه ولكن لما كانت الصلة والموصول كالخبر الواحد وأَراد عطف الصلة جاء معها بالموصول لأَنهما كأَنهما كلاهما شيء واحد مفرد وعلى ذلك قول الشاعر أَبا ابْنَةَ عبدِ الله وابْنَةَ مالِكٍ ويا ابْنَةَ ذي الجَدَّينِ والفَرَسِ الوَرْدِ إِذا ما صَنَعْتِ الزَّادَ فالْتَمِسي لهُ أَكِيلاً فإِني لسْتُ آكُلُه وَحْدي فإِنما أَراد أَيا ابْنة عبدِ الله ومالِكٍ وذي الجَدّين لأَنها واحدةٌ أَلا تَراهُ يقول صنعتِ ولم يَقُلْ صنعتُنَّ ؟ فإِذا جازَ هذا في المضاف والمضاف إِليه كان في الصِّلَةِ والموصولِ أَسْوَغَ لأَنَّ اتِّصالَ الصِّلَةِ بالموصول أَشدُّ من اتصال المضافِ إِليه بالمُضاف وعلى هذا قول الأَعرابي وقد سأَله أَبو الحسن الأَخفشُ عن قول الشاعر بَناتُ وَطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْل فقال له أَين القافية ؟ فقال خدّ الليلْ قال أَبو الحسن الأَخفش كأَنه يريد الكلامَ الذي في آخر البيت قلَّ أَو كَثُر فكذلك أَيضاً يجعل ما تَرَى وما تَرَى جميعاً القافية ويجعل ما مَرَّةً مصدراً ومرة بمنزلة الذي فلا يكون في الأَبيات إِيطاء قال ابن سيده وتلخيص ذلك أَن يكون تقديرها أَما تراني رجلاً كُرؤْيَتِك أَحمل فوقي بزتي كمَرْئِيِّك على قلوص صعبة كعِلْمِكَ أَخاف أَن تطرحني كمَعْلُومك فما ترى فيما ترى كمُعْتَقَدِك فتكون ما ترى مرة رؤية العين ومرة مَرْئِيّاً ومرة عِلْماً ومرة مَعلوماً ومرة مُعْتَقَداً فلما اختلفت المعاني التي وقعت عليها ما واتصلت بها فكانت جزءاً منها لاحقاً بها صارت القافية وما ترى جميعاً كما صارت في قوله خدّ الليل هي خدّ الليل جميعاً لا الليل وحده قال فهذا قياس من القوّة بحيث تراه فإِن قلت فما رويّ هذه الأَبيات ؟ قيل يجوز أَن يكون رَوّيها الأَلفَ فتكون مقصورة يجوز معها سَعَى وأتى لأَن الأَلف لام الفعل كأَلف سَعَى وسَلا قال والوجه عندي أَن تكون رائِيَّة لأَمرين أَحدهما أَنها قد التُزِمَت ومن غالب عادة العرب أَن لا تلتزم أَمراً إِلا مع وجوبه وإِن كانت في بعض المواضع قد تتَطوَّع بالتزام ما لا يجب عليها وذلك أَقل الأَمرين وأَدْوَنُهما والآخر أَن الشعر المطلق أَضعاف الشعر المقيد وإِذا جعلتها رائية فهي مُطْلقة وإذا جعلتها أَلِفِيَّة فهي مقيدة أَلا ترى أَن جميع ما جاء عنهم من الشعر المقصور لا تجد العرب تلتزم فيه ما قبل الأَلف بل تخالف ليعلم بذلك أَنه ليس رَوِيّاً ؟ وأَنها قد التزمت القصر كما تلتزم غيره من إِطلاق حرف الروي ولو التزمت ما قبل الأَلف لكان ذلك داعياً إِلى إِلْباس الأَمر الذي قصدوا لإِيضاحِه أَعني القصرَ الذي اعتمدوه قال وعلى هذا عندي قصيدة يزيدَ بنِ الحَكَم التي فيها مُنْهَوي ومُدَّوي ومُرْعَوي ومُسْتَوي هي واويَّة عندنا لالتزامه الواو في جميعها والياءاتُ بعدها وُصُول لما ذكرنا التهذيب اليث رَأْي ا لقَلْب والجمعُ الآراءُ ويقال ما أَضلَّ آراءَهم وما أَضلَّ رأْيَهُمْ وارْتَآهُ هو افْتَعَل من الرَّأْي والتَّدْبِير واسْتَرْأَيْتُ الرُّجلَ في الرَّأْيِ أَي اسْتَشَرْتُه وراءَيْته وهو يُرائِيهِ أَي يشاوِرُه وقال عمران بن حطَّان فإِن تَكُنْ حين شاوَرْناكَ قُلْتَ لَنا بالنُّصْحِ مِنْكَ لَنَا فِيما نُرائِيكا أَي نستشيرك قال أَبو منصور وأَما قول الله عزَّ وجل يُراؤُونَ الناسَ وقوله يُراؤُونَ ويَمْنَعُون الماعونَ فليس من المشاورة ولكن معناه إِذا أَبْصَرَهُم الناس صَلَّوا وإِذا لم يَرَوْهم تركوا الصلاةَ ومن هذا قول الله عزَّ وجل بَطَراً ورِئَاءَ الناسِ وهو المُرَائِي كأَنه يُرِي الناس أَنه يَفْعَل ولا يَفْعَل بالنية وأَرْأَى الرجلُ إِذا أَظْهَر عملاً صالِحاً رِياءً وسُمْعَة وأَما قول الفرزدق يهجو قوماً ويَرْمِي امرأَة منهم بغير الجَمِيلِ وبات يُراآها حَصاناً وقَدْ جَرَتْ لَنا بُرَتَاهَا بِالَّذِي أَنَا شَاكِرُه قوله يُراآها يظن أَنها كذا وقوله لنا بُرَتاها معناه أَنها أَمكنته من رِجْلَيْها وقال شمر العرب تقول أَرَى اللهُ بفلان أَي أَرَى اللهُ الناسَ بفلان العَذَابَ والهلاكَ ولا يقال ذلك إِلاَّ في الشَّرِّ قال الأَعشى وعَلِمْتُ أَنَّ اللهَ عَمْ داً خَسَّها وأَرَى بِهَا يَعْنِي قبيلة ذكَرَها أَي أَرَى اللهُ بها عَدُوَّها ما شَمِتَ به وقال ابن الأَعرابي أَي أَرَى الله بها أَعداءَها ما يَسُرُّهم وأَنشد أَرَانَا اللهُ بالنَّعَمِ المُنَدَّى وقال في موضع آخر أَرَى اللهُ بفلان أَي أَرَى به ما يَشْمَتُ به عَدُوُّه وأَرِنِي الشَّيءَ عاطِنيهِ وكذلك الاثنان والجمع والمؤَنث وحكى اللحياني هو مَرآةً أَنْ يَفْعَلَ كذا أَي مَخْلَقة وكذلك الاثنان والجمع والمؤَنث قال هو أَرْآهُمْ لأَنْ يَفَعَلَ ذلك أَي أَخْلَقُهُم وحكى ابن الأَعرابي لَوْ تَرَ ما وأَو تَرَ ما ولَمْ تَرَ ما معناه كله عنده ولا سِيَّما والرِّئَة تهمز ولا تهمز مَوْضِع النَّفَس والرِّيحِ من الإِنْسانِ وغيره والجمع رِئَاتٌ ورِئُون على ما يَطّرِد في هذا النحو قال فَغِظْنَاهُمُ حتَّى أَتَى الغَيْظُ مِنْهُمُ قُلوباً وأَكْباداً لهُم ورِئِينَا قال ابن سيده وإِنما جاز جمع هذا ونحوه بالواو والنون لأَنها أَسماء مَجْهودة مُنْتَقَصَة ولا يُكَسَّر هذا الضَّرب في أَوَّلِيَّته ولا في حد التسمية وتصغيرها رُؤيَّة ويقال رُويَّة قال الكميت يُنازِعْنَ العَجاهِنَةَ الرِّئِينَا ورَأَيْته أَصَبْت رِئَته ورُؤِيَ رَأْياً اشْتكى رِئَته غيره وأَرْأَى الرجلُ إِذا اشْتَكى رِئَته الجوهري الرِّئَة السَّحْرُ مهموزة ويجمع على رِئِينَ والهاءُ عوضٌ من الياء المَحْذوفة وفي حديث لُقْمانَ بنِ عادٍ ولا تَمْلأُ رِئَتِي جَنْبِي الرِّئَة التي في الجَوْف مَعْروفة يقول لست بِجَنان تَنْتَفِخُ رِئَتي فَتَمْلأُ جَنْبي قال هكذا ذكرها الهَرَوي والتَّوْرُ يَرِي الكَلْبَ إِذا طَعَنَه في رِئَتِه قال ابن بُزُرج ورَيْته من الرِّئَةِ فهو مَوْرِيّ ووَتَنْته فهو مَوْتونٌ وشَويْته فهو مَشْوِيّ إِذا أَصَبْت رِئَتَه وشَوَاتَه ووَتِينِه وقال ابن السكيت يقال من الرِّئة رَأَيْته فهو مَرْئيٌّ إِذا أَصَبْته في رِئَته قال ابن بري يقال للرجل الذي لا يَقْبَل الضَّيم حامِضُ الرِّئَتَين قال دريد إِذا عِرْسُ امْرِئٍ شَتَمَتْ أَخاهُ فَلَيْسَ بحامِضِ الرِّئَتَيْن مَحْضِ ابن شميل وقد وَرَى البعيرَ الدَّاءُ أَي وقع في رِئَتِه وَرْياً ورَأَى الزندُ وَقَدَ عن كراع ورَأَيْته أَنا وقول ذي الرمة وجَذْب البُرَى أَمْراسَ نَجْرانَ رُكِّبَتْ أَوَاخِيُّها بالمُرْأَياتِ الرَّواجِفِ يعني أَواخِيَّ الأَمْراسِ وهذا مثل وقيل في تفسيره رَأْسٌ مُرْأىً بوزن مُرْعًى طويلُ الخَطْمِ فيه شبِيةٌ بالتَّصْويب كهَيْئة الإِبْرِيقِ وقال نصير رُؤُوسٌ مُرْأَياتٌ كَأَنَّها قَراقِيرُ قال وهذا لا أَعرف له فعلاً ولا مادَّة وقال النضر الإِرْآءُ انْتِكابُ خَطْمِ البعيرِ على حَلْقِه يقال جَمَلٌ مُ

رأى
ً وجِمال مُرْآةٌ الأَصمعي يقال لكل ساكِنٍ لا يَتَحَرَّك ساجٍ ورَاهٍ ورَاءٍ قال شمر لا أَعرف راء بهذا المعنى إِلاَّ أَن يكون أَراد رَاه فجعل بدل الهاء ياءً وأَرأَى الرجلُ إِذا حَرَّك بعَيْنَيْه عند النَّظَرِ تَحْرِيكاً كَثِيراً وهو يُرْئي بِعَيْنَيْه وسَامَرَّا المدينة التي بناها المُعْتَصِم وفيها لغات سُرَّ مَنْ رَأَى وسَرَّ مَنْ رَأَى وسَاءَ مَنْ رأَى وسَامَرَّا عن أَحمد بن يحيى ثعلب وابن الأَنباري وسُرَّ مَنْ رَاءَ وسُرَّ سَرَّا وحكي عن أَبي زكريا التبريزي أَنه قال ثقل على الناس سُرَّ مَنْ رأَى فَغَيَّروه إِلى عكسه فقالوا سامَرَّى قال ابن بري يريد أَنَّهُمْ حذفوا الهمزة من سَاءَ ومن رَأَى فصار سَا مَنْ رَى ثم أُدغمت النون في الراء فصار سَامَرَّى ومن قال سَامَرَّاءُ فإِنه أَخَّر همزة رأَى فجعلها بعد الأَلف فصار سَا مَنْ رَاءَ ثم أَدغم النون في الراء ورُؤَيَّة اسم أَرْضٍ ويروى بيت الفرزدق هل تَعْلَمون غَدَاةً يُطْرَدُ سَبْيُكُم بالسَّفْحِ بين رُؤَيَّةٍ وطِحَالِ ؟ وقال في المحكم هنا رَاءَ لغة في رَأَى والاسم الرِّيءُ ورَيَّأَهُ تَرْيِئَة فَسَّحَ عنه من خِناقهِ وَرَايا فلاناً اتَّقاه عن أَبي زيد ويقال رَاءَهُ في رَآه قال كثير وكلُّ خَلِيل رَاءَني فهْوَ قَائِلٌ منَ اجْلِك هذا هامَةُ اليَومِ أَو غَدِ وقال قيس بن الخطيم فَلَيْت سُوَيْداً رَاءَ فَرَّ مَنْ مِنْهُمُ ومَنْ جَرَّ إِذْ يَحْدُونَهُم بالرَّكَائِبِ وقال آخر وما ذاكِ من أَنْ لا تَكُوني حَبِيبَةً وإِن رِيءَ بالإِخْلافِ مِنْكِ صُدُودُ وقال آخر تَقَرَّبَ يَخْبُو ضُوْءُهُ وشُعاعُه ومَصَّحَ حتى يُسْتَراءَ فلا يُرى يُسْتَراءَ يُسْتَفْعَل من رأَيت التهذيب قال الليث يقال من الظنِّ رِيْتُ فلاناً أَخاكَ ومن همز قال رؤِِيتُ فإِذا قلت أَرى وأَخَواتها لم تهمز قال ومن قلب الهمز من رأَى قال راءَ كقولك نأَى وناءَ وروي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنه بَدأَ بالصَّلاة قبل الخُطْبة يومَ العِيدِ ثم خَطَبَ فَرُؤِيَ أَنه لم يُسْمِعِ النساءَ فأَتاهُنَّ ووعَظَهُنَّ قال ابن الأَثير رُؤِيَ فِعْلٌ لم يسَمّ فاعله من رَأَيْت بمعنى ظَنَنْت وهو يَتَعَدَّى إِلى مفعولين تقول رأَيتُ زيداً عاقِلاً فإِذا بَنَيْتَه لما لم يُسَمّ فاعلُه تعدَّى إِلى مفعول واحد فقلت رُؤِيَ زيدٌ عاقلاً فقوله إِنه لم يُسَمِع جملة في موضع المفعول الثاني والمفعول الأَول ضميره وفي حديث عثمان أَراهُمُني الباطِلُ شَيْطاناً أَراد أَنَّ الباطِلَ جَعَلَني عندهم شيطاناً قال ابن الأَثير وفيه شذوذ من وجهين أَحدهما أَن ضمير الغائب إِذا وقع مُتَقَدِّماً على ضمير المتكلم والمخاطب فالوجه أَن يُجاء بالثاني منفصلاً تقول أَعطاه إِياي فكان من حقه أَن يقول أَراهم إِياي والثاني أَن واو الضمير حقها أَن تثبت مع الضمائر كقولك أَعطيتموني فكان حقه أَن يقول أَراهُمُوني وقال الفراء قرأَ بعض القراء وتُرَى الناسَ سُكارى فنصب الراء من تُرى قال وهو وجه جيد يريد مثلَ قولك رُؤِيتُ أَنَّك قائمٌ ورُؤِيتُك قائماً فيجعل سُكارى في موضع نصب لأَن تُرى تحتاج إِلى شيئين تنصبهما كما تحتاج ظن قال أَبو نصور رُؤِيتُ مقلوبٌ الأَصلُ فيه أُريتُ فأُخرت الهمزة وقيل رُؤِيتُ وهو بمعنى الظن

ربا
رَبا الشيءُ يَرْبُو رُبُوّاً ورِباءً زاد ونما وأَرْبَيْته نَمَّيته وفي التنزيل العزيز ويُرْبي الصدَقات ومنه أُخِذَ الرِّبا الحَرام قال الله تعالى وما آتَيْتُم من رباً ليَرْبُوَ في أَموالِ الناسِفلا يَرْبُو عند الله قال أَبو إِسحق يَعني به دَفْعَ الإِنسان الشيءَ ليُعَوَّضَ ما هو أَكثرُ منه وذلك في أَكثر التفسير ليس بِحَرامٍ ولكن لا ثواب لمن زاد على ما أَخذ قال والرِّبا رِبَوانِ فالحَرام كلُّ قَرْض يُؤْخَذُ به أَكثرُ منه أَو تُجَرُّ به مَنْفَعة فحرام والذي ليس بحرام أَن يَهَبَه الإِنسان يَسْتَدْعي به ما هو أَكْثَر أَو يُهْديَ الهَدِيَّة ليُهْدى له ما هو أَكثرُ منها قال الفراء قرئ هذا الحرف ليَرْبُوَ بالياء ونصب الواو قرأَها عاصم والأَعمش وقرأَها أَهل الحجاز لتَرْبُو بالتاء مرفوعة قال وكلٌّ صوابٌ فمن قرأَ لتربو فالفعل للقوم الذين خوطبوا دل على نصبها سقوط النون ومن قرأَها ليَرْبُوَ فمعناه ليَرْبُوَ ما أَعطيتم من شيء لتأْخذوا أَكثر منه فذلك رُبُوّه وليس ذلك زاكياً عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فتلك تَرْبُو بالتضعيف وأَرْبى الرجل في الرِّبا يُرْبي والرُّبْيَةُ من الرِّبا مخففة وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلح أَهل نجران أَن ليس عليهم رُبِّيَّةٌ ولا دَمٌ قال أَبو عبيد هكذا روي بتشديد الباء والياء وقال الفراء إِنما هو رُبْيَة مخفف أَراد بها الرِّبا الذي كان عليهم في الجاهلية والدماءَ التي كانوا يُطْلَبون بها قال الفراء ومثل الرُّبْيَة من الرِّبا حُبْيَة من الاحْتِباء سماعٌ من العرب يعني أَنهم تكلموا بهما بالياء رُبْيَة وحُبْيَة ولم يقولوا رُبْوَة وحُبْوة وأَصلهما الواو والمعنى أَنه أُسقط عنهم ما اسْتَسْلَفُوه في الجاهلية من سَلَفٍ أَو جَنَوه من جناية أُسقط عنهم كلُّ دمِ كانوا يُطْلبون به وكلُّ رِباً كان عليهم إِلاَّ رؤوسَ أَموالهم فإِنهم يردّونها وقد تكرر ذكره في الحديث والأَصل فيه الزيادة من رَبا المالُ إِذا زاد وارْتَفَع والاسم الرِّبا مقصور وهو في الشرع الزيادة على أَصل المال من غير عَقْدِ تبايُعٍ وله أَحكام كثيرة في الفقه والذي جاء في الحديث رُبِّيَّة بالتشديد قال ابن الأَثير ولم يعرف في اللغة قال الزمخشري سبيلها أَن تكون فُعُّولة من الرِّبا كما جعل بعضهم السُّرِّيَّة فُعُّولة من السَّرْوِ لأَنها أَسْرى جواري الرجل وفي حديث طَهْفةَ من أَبى فعليه الرِّبْوَةُ أَي من تَقاعَدَ عن أَداءٍ الزكاةِ فعليه الزيادةُ في الفريضة الواجبة عليه كالعُقُوبة له ويروى من أَقَرَّ بالجِزْية فعليه الرَّبْْوَةُ أَي من امتنع عن الإِسلام لأَجْل الزكاة كان عليه من الجِزْية أَكثرُ مما يجب عليه بالزكاة وأَرْبى على الخمسين ونحوها زاد وفي حديث الأَنصار يوم أُحُدٍ لئِنْ أَصَبْنا منهم يَوْماً مثلَ هذا لَنُرْبِيَنَّ عليهم في التمثيل أَي لَنَزِيدَنَّ ولَنُضاعِفَنَّ الجوهري الرِّبا في البيع وقد أَرْبى الرجلُ وفي الحديث من أَجْبى فقد أَرْبى وفي حديث الصدقة وتَرْبُو في كَفِّ الرحمن حتى تكونَ أَعْظَمَ من الجبل ورَبا السويقُ ونحوه رُبُوّاً صُبَّ عليه الماءُ فانْتَفَخ وقوله عز وجل في صفةِ الأَرضِ اهْتَزَّتْ ورَبَتْ قيل معناه عَظُمَتْ وانْتَفَخَتْ وقرئ ورَبأَتْ فمن قرأَ ورَبَتْ فهو رَبا يَرْبُو إِذا زاد على أَيِّ الجهاتِ زاد ومن قرأَ ورَبأَتْ بالهمز فمعناه ارْتَفَعَتْ وسابَّ فلان فلاناً فأَرْبى عليه في السِّباب إِذا زاد عليه وقوله عز وجل فأَخَذَهم أَخْذَةً رابِيَة أَي أَخْذَةً تَزِيدُ على الأَخَذات قال الجوهري أَي زائِدَةً كقولك أَرْبَيْت إِذا أَخَذْتَ أَكثرَ مما أَعْطَيْتَ والرَّبْوُ والرَّبْوَةُ البُهْرُ وانْتِفاخُ الجَوْفِ أَنشد ابن الأَعرابي ودُونَ جُذُوٍّ وابْتِهارٍ ورَبْوةٍ كأَنَّكُما بالرِّيقِ مُخْتَنِقانِ أَي لسْتَ تقدر عليها إِلاَّ بَعْدَ جُذُوٍّ على أَطْراف الأَصابِعِ وبَعْدَ رَبْوٍ يأْخُذُكَ والرَّبْوُ النَّفَسُ العالي ورَبا يَرْبُو رَبْواً أَخَذَه الرَّبْوُ وطَلَبْنا الصَّيْدَ حتى تَرَبَّيْنا أَي بُهِرْنا
( * قوله « حتى تربينا أي بهرنا » هكذا في الأصل ) وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها ما لي أَراكِ حَشْيَا رابيَةً أَراد بالرابية التي أَخَذَها الرَّبْوُ وهو البُهْرُ وهو النَّهِيجُ وتَواتُرُ النَّفَسِ الذي يَعْرِضُ للمُسْرِعِ في مَشْيِه وحَرَكَتِه وكذلك الحَشْيا ورَبا الفَرَس إِذا انَتَفَخَ من عَدْوٍ أَو فَزَعٍ قال بِشْر بن أَبي خازم كأَنَّ حَفِيفَ مُنْخُرِه إِذَا مَا كتَمْنَ الرَّبْوَ كِيرٌ مُسْتَعارُ والرِّبَا العِينَة وهو الرِّمَا أَيضاً على البَدَل عن اللحياني وتثنيته رِبَوانِ ورِبَيان وأَصله من الواو وإِنما ثُنِّيَ بالياء للإِمالة السائغة فيه من أَجل الكسرة ورَبَا المالُ زادَ بالرِّبَا والمُرْبِي الذي يَأْتي الرِّبَا والرَّبْوُ والرَّبْوَةُ والرُّبْوَةُ والرِّبْوة والرَّباوة والرُّباوة والرِّباوَة والرَّابِيَة والرَّباةُ كلُّ ما ارْتَفَعَ من الأَرض ورَبا قال المُثَقِّب العَبْدي عَلَوْنَ رَباوَةً وهَبَطْنَ غَيْباً فَلَمْ يَرْجِعْنَ قَائِمَةً لِحِينِ وأَنشد ابن الأَعرابي يَفُوتُ العَشَنَّقَ إِلْجامُهَا وإِنْ هُوَ وَافَى الرَّبَاةَ المَدِيدَا المديدَ صفة للعَشَنَّقِ وقد يجوز أَن يكون صفة للرَّبَاةِ على أَن يكون فَعِيلاً في معنى مَفْعولةٍ وقد يجوز أَن يكونَ على المعنى كأَنَه قال الرَّبْوَ المَدِيدَ فيكون حينئذ فَاعِلاً ومَفْعولاً وأَرْبَى الرجلُ إِذا قام على رابِيَة قال ابن أَحمر يصف بقرة يَخْتَلِف الذِّئْبُ إِلى ولَدها تُرْبِي له فَهْوَ مَسْرورٌ بطَلْعَتِها طَوْراً وطَوْراً تَناسَاهُ فتَعْتَكِرُ وفي الحديث الفِرْدَوْسُ رَبْوَة الجَنَّةِ أَي أَرْفَعُها ابن دُرَيْدٍ لفُلان على فلان رَباءٌ بالفتح والمَدِّ أَي طَوْلٌ وفي التنزيل العزيز كمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ والاختيار من اللغات رُبْوةٌ لأَنها أَكثر اللغات والفتحُ لُغة تَمِيمٍ وجَمْعُ الرَّبْوة رُبىً ورُبِيُّ وأَنشد ولاحَ إِذْ زَوْزَى به الرُّبِيُّ وزَوْزَى به أَي انْتَصَب به قال ابنُ شُمَيْلٍ الرَّوابِي ما أَشْرَف من الرَّمْلِ مثلُ الدَّكْدَاكَةِ غيرَ أَنها أَشَدُّ منها إِشْرافاً وهي أَسْهَلُ من الدَّكْداكةِ والدَّكْدَاكَةُ أَشَدُّ اكْتِنازاً منها وأَغْلَظُ والرَّابِيَة فيها خُؤُورَةٌ وإشْرافٌ تُنْبِتُ أَجْوَدَ البَقْلِ الذي في الرّمال وأَكثرَه يَنْزِلُها الناسُ ويقال جَمَل صَعْبُ الرُّبَةِ أَي لَطيف الجُفْرةِ قاله ابن شميل قال أَبو منصور وأَصله رُبْوَةٌ وأَنشد ابن الأَعرابي هَلْ لَكِ يا خَدْلَةُ في صَعْبِ الرُّبَهْ مُعْتَرِمٍ هامَتُه كالحَبْحَبَهْ ؟ ورَبَوْت الرَّابِية عَلَوْتها وأَرضٌ مُرْبِية طَيّبة وقد رَبَوْت في حِجْرِهِ رُبُوّاً ورَبْواً الأَخيرة عن اللحياني ورَبِيْتُ رِباءً ورُبِيّاً كِلاهما نَشَأْتُ فيهم أَنشد اللحياني لمسكين الدارمي ثَلاثَة أَمْلاكٍ رَبَوْا في حُجُورِنَا فهَلْ قائِلٌ حَقّاً كمَنْ هُوَ كاذِبُ ؟ هكذا رواه رَبَوْا على مِثال غَزَوْا وأَنشد في الكسر للسَّمَوْأَل بنِ عَادِياءَ نُطْفَةً مَّا خُلِقْتُ يومَ بُرِيتُ أَمِرَتْ أَمْرَها وفيها رَبِيتُ كَنَّها اللهُ تحتَ سِتْرٍ خَفِيٍّ فتَجافَيْتُ تَحْتَها فَخَفِيتُ ولكُلٍّ من رِزْقِه ما قَضَى الْ لَهُ وإِن حكّ أَنْفَه المسْتَمِيتُ ابن الأَعرابي رَبِيت في حجرِه ورَبَوْتُ ورَبِيتُ أَرْبَى رَباً ورُبُوّاً وأَنشد فَمَنْ يكُ سائلاً عَنِّي فإِنِّي بمَكَّة مَنْزِلي وبِها رَبِيتُ الأَصمعي رَبَوْتُ في بَني فلان أَرْبُو نَشَأْتُ فيهِم ورَبَّيْتُ فلاناً أُرَبِّيه تَرْبِيَةً وتَرَبَّيْتُه ورَبَبْتُه ورَبَّبْته بمعنى واحد الجوهري رَبَّيْته تَرْبِية وتَرَبَّيْته أَي غَذَوْتُه قال هَذا لكل ما يَنْمِي كالوَلَد والزَّرْع ونحوه وتقول زَنْجَبيل مُرَبّىً ومُرَبَّبٌ أَيضاً أَي معمول بالرُّبِّ والأُرْبيَّة بالضم والتشديد أَصل الفَخِذِ وأَصله أُرْبُوَّة فاستثقلوا التشديد على الواو وهما أُرْبِيَّتان وقيل الأُرْبِيَّة ما بَيْنَ أَعْلى الفَخِذ وأَسْفَل البَطْنِ وقال اللحياني هي أَصل الفخذ مما يلي البطنَ وهي فُعْلِيَّة وقيل الأُرْبِيّة قَرِيبَة من العانَة قال وللإِنسان أُرْبِيَّتان وهما العانَة والرُّفْعُ تَحْتَها وأُرْبِيَّة الرجل أَهلُ بَيْتِه وبنُو عَمِّه لا تكون الأُرْبِيَّة من غيرهم قال الشاعر وإِنِّي وَسْطَ ثَعْلَبةَ بنِ عمروٍ بِلا أُرْبِيَّة نَبَتَتْ فُروعا ويقال جاء في أُرْبِيَّةٍ من قومه أَي في أَهل بيته وبَنِي عمّه ونحوهم والرَّبْوُ الجَماعة هم عشرة آلاف كالرُّبَّة أَبو سعيد الرُّبْوة بضم الراء عشرة آلاف من الرجال والجمع الرُّبي قال العجاج بَيْنَا هُمُو يَنْتَظِرون المُنْقَضَى مِنَّا إِذا هُنَّ أَراعِيلٌ رُبَى وأَنشد أَكَلْنا الرُّبَى يا أُمَّ عَمْروٍ ومَنْ يَكُنْ غَرِيباً بأَرْضٍ يأْكُلِ الحَشَراتِ والأَرْباء الجماعات من الناس واحدهم رَبْوٌ غير مهموز أَبو حاتم الرُّبْية ضَرْب من الحَشَرات وجمعه رُبىً قال الجوهري الإِرْبيانُ بكسر الهمزة ضرب من السمك وقيل ضَرب من السمكِ بيضٌ كالدُّود يكون بالبصرة وقيل هو نَبْتٌ عن السيرافي والرُّبْية دُوَيْبَّة بين الفَأْرة وأُمِّ حُبَيْنٍ والرَّبْوُ موضع قال ابن سيده قَضَيْنا عليه بالواو لوجودنا رَبَوْت وعدمنا رَبَيت على مثال رَمَيت

رتا
رَتَا الشيءَ يَرْتُوه رَتْواً شدَّه وأَرْخاه ضِدٌّ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال في الحَساءِ إِنَّه يَرْتُو فُؤادَ الحَزِينِ ويَسْرو عن فُؤادِ السَّقِيم قال الأَصمعي يَرْتُو فُؤَادَ الحَزِينِ يَشُدُّه ويُقَوِّيه وقال لبيد في الشَّدِّ يصفِ دِرْعاً فَخْمَةٌ دَفْراء تُرْتى بالعُرى قُرْدُمانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَلْ يعني الدُّروعَ أَنه ليس لها عُرىً في أَوْساطِها فيُضَمُّ ذَيلُها إِلى تلك العُرى وتُشَدُّ إِلى فَوقُ لتَنْشَمِرَ عن لابسها فذلك الشَّدُّ هو الرَّتْوُ ابن الأَعرابي الرَّتْوُ يكون شَدّاً ويكون إِرْخاءً وأَنشد للحرث يذكر جَبَلاً وارتفاعَه مُكْفَهِرّاً على الحَوادِثِ لا يَرْ تُوهُ للِدَّهْرِ مُؤْيِدٌ صَمَّاءُ أَي لا تُرْخِيه ولا تُدْهِيهِ داهِيةٌ ولا تُغَيِّرُه وقال أَبو عبيد معناه لا تَرْتُوهُ لا تَرْمِيه وأَصل الرَّتْوِ الخَطْوُ أَراد أَنَّ الداهيةَ لا تَخَطَّاه ولا تَرْمِيه فتُغيِّرَه عن حاله ولكنه باقٍ على الدهر وفي الحديث إِنَّ الخَزِيرَة تَرْتُو فُؤَاد المَريضِ أَي تَشُدُّه وتُقَوِّيه ورَتَوْتُه ضَمَمْته ورُتِيَ في ذَرْعِه كَفُتَّ في عَضُدِه والرَّتْوة الدَّرجة والمَنْزِلة عندَ السُّلْطان والرَّتْيَة والرَّتْوة الخَطْوة وقال ابن سيده في موضع آخر قال اللحياني ولَسْت منها على ثقة وقد رَتَوْت أَرْتُو رَتْواً إِذا خَطَوْت وروي عن معاذ أَنه قال تَتَقَدَّم العلماءُ يومَ القيامة برَتْوَة قال أَبو عبيد الرَّتْوة الخَطْوة ههنا أَي بخَطْوة ويقال بدَرَجَة وقال ابن الأَثير أَي برَمْية سَهْم وقيل بِميلٍ وقيل مَدى البَصَر وفي حديث أَبي جهل فَيَغِيب في الأَرض ثم يَبْدو رَتْوَة وفي حديث فاطمة رضي الله عنها أَنها أَقبلت إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها ادْني يا فاطمة فدَنَتْ رَتْوة ثم قال ادْني يا فاطِمَة فدَنَتْ رَتْوة الرَّتْوة ههنا الخَطْوة وقيل الرَّتْوة البَسْطَة والرَّتْوَةُ نحوٌ منْ ميلٍ والرَّتْوة الدَّعْوة والرَّتْوة الزيادة في الشرَفِ وغيرِه والرَّتْوة العُقْدة الشَّدِيدة والرَّتْوة العُقْدة المسْتَرْخية قال ورَتا برأْسه يَرْتو رَتْواً ورُتُوّاً أَوْمَأَ وقيل هو مِثْلُ الإِيماءِ وقيل هو أَن يقول نعَم وتعال بالإِيماء ورَتا بالدَّلْو يَرْتُو رَتْواً مَدَّ بها مدّاً رَفيقاً ورَتَوْت رمَيْت والرَّتْوة رَميةٌ بسَهْم والرَّتْوة نحوٌ من مِيلٍ وقيل مَدُّ البَصَر والرَّتْوة سُوَيْعة والرَّتْوة شَرَفٌ من الأَرضِ نحو الرَّبْوة ابن الأَعرابي الرَّاتِي الزائِدُ على غيره في العِلْم والرَّاتي الربَّاني وهو العالِمُ العامِل المُعَلِّم فإِن حُرِم خصلةً لم يُقَل له ربَّانيٌّ

رثا
الرَّثْوُ الرَّثِيئة من اللَّبَن قال ابن سيده وليس على لفظه في حكم التصريف لأَن الرَّثِيئة مهموزة بدليل قولهم رَثَأْت اللبنَ خَلَطْته فأَمَّا قولهم رجلٌ مَرْثُوٌّ أَي ضعيفُ العَقْل فمن الرَّثِيَّة ورَثَوْت الرجل لغة في رثَأْتُه ورَثَتِ المرأَة بَعْلها تَرْثيه وتَرْثُوه رِثايةً قال ابن سيده وحكى اللحياني رثَيْت عنه حديثاً أَي حَفِظْته والمعروف نثَّيْت عنه خبراً أَي حَمَلْته وقال في موضع آخر وأُرى اللحياني حكى رَثَوْت عنه حديثاً حَفِظته وإِنما المعروف نَثَوْتُ عنه خَبَراً وفي الصحاح رَثَيْت عنه حديثاً أَرثي رِثايةً إِذا ذكَرْتَه عنه ورَثَيْت عنه حديثاً أَرْثي رِثايةً إِذا ذكَرْته عنه وحكي عن العُقَيلي رثَوْنا بيننا حديثاً ورَثَيْناه وتناثيناه مثله والرَّثْيَة بالفتح وجَعٌ في الرُّكْبَتَين والمفاصِل وقال ابن سيده وجعُ المفاصِل واليَدين والرجْلين وقيل وجعٌ وظُلاعٌ في القوائِمِ وقيل هو كُلُّ ما مَنَعك من الانْبعاث من وجَع أَو كِبَرٍ قال رؤبة فشَدَّد فإِن تَرَيْني اليَومَ ذا رثيَّهْ وقال أَبو نُخَيْلة يصف كِبَره وقد عَلَتْني ذُرْأَةٌ بادي بَدي ورَثْيَةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ وصارَ للفَحْلِ لساني ويَدِي ويروى في تشددِ قال الرَّثْية انْحِلال الرُّكَب والمفاصِل وقد رَثِيَ رَثْياً عن ابن الأَعرابي قال ابن سيده والقياس رَثىً وقال ثعلب والرَّثْيَة والرَّثِيَّة الضَّعف التهذيب الرَّثْية داءٌ يعرَِض في المفاصِل ولا هَمْز فيها وجَمْعها رَثَياتٌ وأَنشد شمر لجوَّاس بن نُعَيْمٍ أَحد بني الهُجَيْم بن عمرو بن تَمِيم قال السكري ويُعْرَف بابن أُمِّ نَهارٍ وأُمُّ نهارٍ هي أُمُّ أَبيه وبها يُعرف وللكَبير رَثَيات أَرْبَعُ الرُّكَبتان والنَّسا والأَخْدَعُ ولا يزالُ رأْسُه يَصَّدَّعُ وكلُّ شيءٍ بعدَ ذاكَ يَيْجَعُ والرَّثْيَةُ الحُمْق وفي أَمْره رَثْية أَي فُتُور وقال أَعرابي لهم رَثْيَةٌ تَعْلو صريمة أَهْلِهمْ وللأَمْر يَوْماً راحةٌ فقَضاءُ ابن سيده ورجل مَرْثوءٌ من الرَّثْية نادرٌ أَي أَنه مما همز ولا أَصل له في الهَمْز ورجل أَرْثى لا يُبْرِمُ أَمْراً ومَرْثُوٌّ في عقْله ضَعْف وقياسه مَرْثِيٌّ فأَدخلوا الواو على الواو كما أَدخلوا الياء على الواو في قولهم أَرضٌ مَسْنِيَّة وقَوْسٌ مَغْريّة ورَثى فلان فلاناً يَرْثيهِ رَثْياً ومَرْثِيَةً إِذا بكاهُ بعد مَوته قال فإِن مدَحَه بعد موته قيل رثَّاهُ يُرَثِّيه تَرْثِيةً ورَثَيْت الميّتَ رَثْياً ورِثاءً ومَرْثاةً ومَرْثِيةً ورَثَّيْته مَدَحْته بعد الموت وبَكَيْته ورثَوْت الميّت أَيضاً إِذا بكَيْته وعدَّدت محاسنه وكذلك إِذا نظَمْت فيه شعراً ورَثَت المرأَةُ بعْلها تَرْثِيه ورَثِيَتْه تَرْثاهُ رِثايَةً فيهما الأَخيرة عن اللحياني وتَرَثَّت كرَثَّت قال رؤبة بكاءِ ثكْلى فَقَدتْ حَميما فهي تُرَثِّي بِأَبا وابْنِيما ويروى وابْناما ولم يَحْتَشِمْ من الأَلف مع الياء لأَنها حكاية والحكاية يجوز فيها ما لا يجوز في غيرها أَلا ترى أَنهم قالوا مَن زيداً في حكاية رأَيتُ زيْداً ومَن زيدٍ في حكاية مَرَرْتُ بزَيْدٍ ؟ وكلُّ ذلك مذْكورٌ في مواضعه وامرأَة رثَّاءَةٌ ورثَّاية كثيرة الرِّثاء لبَعْلِها أَو لغيره مِمَّن يُكْرمُ عندَها تَنُوحُ نِياحةً وقد تقدم في الهمز فمن لم يهمز أَخرجه على أَصله ومن همزه فلأَنَّ الياء إِذا وقعت بعد الأَلف الساكنة هُمِزَت وكذلك القول في سَقَّاءَةٍ وسَقَّايَةٍ وما أَشْبَهَها قال ابن السكيت قالت امرأَة من العرب رَثأْتُ زَوْجي بأَبيات وهَمَزَت قال الفراء رُبَّما خرجت بهم فَصاحَتُهم إِلى أَنْ يهمزوا ما ليس بمَهموز قالوا رَثَأْت المَيت ولَبَّأْت بالحَجِّ وحَلأْت السَّويقَ تَحْلِئَةً إِنما هو من الحَلاوةِ وفي الحديث أَنه نهى عن التَّرَثِّي وهو أَن يُنْدَب المَيِّتُ فيقال وَافُلاناهْ ورَثَيْتُ له رَحِمْتُهُ ويقال ما يَرْثِي فلانٌ لي أَي ما يَتَوَجَّع ولا يُبالِي وإِنِّي لأَرْثِي له مَرْثاةً ورَثْياً ورَثَى له أَي رَقَّ له وفي الحديث أَنّ أُخْتَ شَدَّادِ بن أَوْسٍ بَعَثَتْ إليه عند فِطْرِه بقَدَحِ لَبَنٍ وقالت يا رسول الله إِنما بَعَثْت به إِليكَ مَرْثِيةً لكَ من طُول النهارِوشِدّة الحرِّ أَي تَوَجُّعاً لكَ وإِشْفاقاً من رَثَى له إِذا رَقّ وتوجع وهي من أَبنية المصادر نحو المَغْفِرَة والمَعْذِرَة قال وقيل الصواب أَن يقال مَرْثاةً لكَ من قولهم رثَيْت للحيِّ رَثْياً ومَرْثاةً والله أَعلم

رجا
الرَّجَاءُ من الأَمَلِ نَقِيضُ اليَأْسِ مَمْدودٌ رَجاهُ يَرْجوهُ رَجْواً ورَجاءً ورَجاوَةً ومَرْجاةً ورَجاةً وهمزَتُه منقلبة عن واو بدليل ظُهورِها في رَجاوةٍ وفي الحديث إِلاَّ رَجاةَ أَن أَكُونَ من أَهْلِها وأَنشد ابن الأَعرابي غَدَوْتُ رَجاةً أَن يَجودَ مُقاعِسٌ وصاحِبُه فاسْتَقْبَلانِيَ بالغَدْرِ ويروى بالعُذْرِ وقد تكرر في الحديث ذكر الرجاء بمعىن التَّوَقُّعِ والأَمَل ورَجِيَهُ ورَجَاهُ وارْتَجاه وتَرَجَّاه بمَعْنىً قال بِشْرٌ يخاطب بنته فرَجِّي الخَيْرَ وانْتَظِرِي إِيَابِي إِذا ما الْقارِظُ العَنَزِيُّ آبَا وما لي في فلان رَجِيَّةٌ أَي ما أَرْجُو ويقال ما أَتَيْتُكَ إِلا رَجَاوَةَ الخَيْرِ التهذيب من قال فَعَلْت ذلك رَجاةَ كذا هو خَطأٌ إِنما يقال رَجاءَ كذا قال والرَّجْوُ المُبالاة يقال ما أَرْجُو أَي ما أُبالِي قال الأَزهري رَجِيَ بمعنى رَجَا لم أَسْمَعْه لغير الليث ولكن رَجِيَ إِذا دُهِشَ وأَرْجَتِ الناقةُ دَنا نَتاجُها يُهْمز ولا يهمز وقد يكون الرَّجْوُ والرَّجاءُ بمعنى الخَوْف ابن سيده والرَّجاءُ الخَوْف وفي التنزيل العزيز ما لَكُم لا تَرْجُونَ لله وَقاراً وقال ثعلب قال الفراء الرَّجاءُ في معنى الخَوْفِ لا يكون إِلا مع الجَحْدِ تقول ما رَجَوْتُكَ أَي ما خِفْتُك ولا تقول رَجَوْتُك في معنى خِفْتُك وأَنشد لأَبي ذؤيب إِذا لَسَعَتْه النَّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَها وخالَفَها في بَيْتِ نُوبٍ عَواسِلِ أَي لم يَخَفْ ولم يُبالِ ويروى وحالَفَها قال فحالفها لزمها وخالفها دخل عليها وأَخذَ عَسَلَها الفراء رَجا في موضِعِ الخَوْفِ إِذا كان معه حرفُ نَفْيٍ ومنه قول الله عز وجل ما لكم لا تَرْجُون لله وَقاراً المعنى لا تَخافون للهِ عَظَمة قال الراجز لا تَرْتَجِي حِينَ تُلاقِي الذَّائِدَا أَسَبْعَةً لاقَتْ معاً أَو واحِدَا ؟ قال الفراء وقال بعض المفسرين في قوله تعالى وتَرْجُون من الله ما لا يَرْجُون معناه تخافون قال ولم نَجِدْ معنى الخَوْفِ يكون رَجاءً إِلاَّ ومعه جَحْدٌ فإِذا كان كذلك كان الخوفُ على جهة الرَّجاء والخوفِ وكان الرَّجاء كذلك كقوله عز وجل لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ هذه للذين لا يَخافون أَيامَ الله وكذلك قوله تعالى لا تَرْجُونَ لله وَقَاراً وأَنشد بيت أَبي ذؤيب إِذا لَسَعَتْه النحلُ لم يَرْجُ لَسْعَها قال ولا يجوز رَجَوْتُك وأَنتَ تُريد خِفْتُك ولا خِفْتُك وأَنت تريد رَجَوْتك وقوله تعالى وقال الذينَ لا يَرْجونَ لِقاءنا أَي لا يَخْشَوْنَ لقاءنا قال ابن بري كذا ذكره أَبو عبيدة والرَّجا مقصور ناحيةُ كلِّ شيءٍ وخص بعضهم به ناحية البئر من أَعلاها إِلى أَسفلِها وحافَتَيْها وكلُّ شيء وكلُّ ناحيةٍ رَجاً وتثنيته رَجَوَان كعَصاً وعَصَوانِ ورُمِيَ به الرَّجَوانِ اسْتُهِينَ به فكأَنه رُمِيَ به هنالك أَرادوا أَنه طُرِحَ في المَهالِكِ قال فلا يُرْمَى بِيَ الرَّجَوانِ أَنِّي أَقَلُّ القَوْمِ مَنْ يُغْنِي مَكانِي وقال المرادي لقد هَزِئَتْ مِنِّي بنَجْرانَ إِذْ رَأَتْ مَقامِيَ في الكِبْلَيْنِ أُمُّ أَبانِ كأَنْ لَمْ تَرَى قَبْلِي اسِيراً مُكَبَّلاً ولا رَجُلاً يُرْمَى به الرَّجَوانِ أَي لا يَسْتطِيع أَن يَسْتَمْسِك والجمع أَرْجاءٌ ومنه قوله تعالى والمَلَكُ على أَرْجائِها أَي نواحيها قال ذو الرمة بَيْنَ الرَّجَا والرَّجَا من جَنْبِ واصِبةٍ يَهْماء خابِطُها بالخَوْفِ مَعْكُومُ والأرْجاءُ تُهْمَز ولا تهمز وفي حديث حذيفة لَمَّا أُتِيَ بكَفَنِه فقال إنْ يُصِبْ أَخُوكُم خيراً فعَسَى وإلاّ فَلْيَتَرامَ بِي رَجَواها إلى يومِ القيامة أَي جانِبا الحُفْرة والضمير راجع إلى غير مذكور يريد به الحُفْرة والرَّجا مقصور ناحية الموضع وقوله فَلْيَتَرامَ بِي لفظُ أَمْرٍ والمراد به الخَبَر أَي وإلاَّ تَرامَى بِي رَجَواها كقوله تعالى فَلْيَمْدُد له الرحمنُ مَدّاً وفي حديث ابن عباس
( * قوله « وفي حديث ابن عباس إلخ » في النهاية وفي حديث ابن عباس ووصف معاوية فقال كان إلخ ) رضي الله عنهما كان الناسُ يَرِدُونَ منه أَرْجاءَ وادٍ رَحْبٍ أَي نَواحِيَه وصَفَه بسَعَة العَطَنِ والاحتمال والأَناةِ وأَرْجاها جعَل لها رَجاً وأَرْجَى الأَمْرَ أَخَّرَه لغة في أَرْجأَهُ ابن السكيت أَرْجَأْتُ الأَمْرَ وأَرْجَيْته إذا أَخَّرْتَهُ يُهْمز ولا يهمز وقد قرئ وآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ الله وقرئ مُرْجَؤُونَ وقرئ أَرْجِهْ وأَخاه وأَرْجِئةُ وأَخاه قال ابن سيده وفي قراءة أَهل المدينة قالوا أَرْجِهِ وأَخاهُ وإذا وصفتَ به قلتَ رجلٌ مُرْجٍ وقوم مُرْجِيَة وإذا نَسَبْتَ إليه قلتَ رجلٌ مُرْجيٌّ بالتشديد على ما ذكرناه في باب الهمز وفي حديث تَوْبةِ كعب بن مالكٍ وأَرْجأَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَمْرَنا أَي أَخَّرَه قال ابن الأَثير الإرْجاء التأْخير وهذا مهموز وقد ورد في الحديث ذِكْرُ المُرْجِئَةِ قال وهم فِرقة من فِرَقِ الإسلامِ يعتقدون أَنه لا يَضُرُّ مع الإيمان مَعْصِية كما أَنه لا ينْفعُ مع الكُفْرِ طاعة سُمُّوا مُرجِئَة لاعتقادِهم أَن الله أَرجَأَ تَعْذيبَهم على المعاصي أَي أَخَّرَه عنهم والمُرْجِئة يهمز ولا يهمز وكلاهما بمعنى التَّأْخير وتقول من الهمز رجل مُرْجِئٌ وهُم المُرْجِئَة وفي النسب مُرْجِئِيٌّ مثال مُرْجِعٍ ومُرْجِعَةٍ ومُرْجِعِيٍّ وإذا لم تَهْمِز قلت رجل مُرْجٍ ومُرْجِيَة ومُرْجِيٌّ مثل مُعْطٍ ومُعْطِية ومُعْطِيّ وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أَلا تَرَى أَنَّهم يتَبايَعُون الذَّهبَ بالذَّهبِ والطعام مُرَجًى أَي مُؤَجَّلاً مُؤَخَّراً ويهمز ولا يهمز قال ابن الأَثير وفي كتاب الخطابي على اختلاف نسخه مُرَجًّى بالتشديد للمبالغة ومعنى الحديث أَن يَشْتريَ من إنسانٍ طعاماً بدينارٍ إلى أَجَلٍ ثم يبيعه منه أَو من غيره قبل أَن يقبضه بدينارين مثلاً فلا يجوز لأَنه في التقدير بيعُ ذهب بذهب والطعامُ غائبٌ فكأَنه قد باعه دينارَه الذي اشترى به الطعامُ غائبٌ فكأنه قد باعه دينارَه الذي اشترى به الطعام بدينارين فهو رباً ولأنَه بيع غائبٍ بناجزٍ ولا يصح والأُرْجِيّةُ ما أُرْجِيَ من شيء وأَرْجَى الصيدَ لم يُصِبْ منه شيئاً كأَرْجأَهُ قال ابن سيده وهذا كله واويُّ لوجود ر ج و ملفوظاً به مُبَرْهَناً عليه وعدمِ ر ج ي على هذه الصفة وقوله تعالى تُرْجِي من تشاءُ منهن من ذلك وقَطِيفة حَمْراء أُرْجُوان والأُرْجُوانُ الحُمْرة وقيل هو النَّشاسْتَجُ وهو الذي تسميه العامة النّشا والأرجوانُ الثيابُ الحُمْرُ عن ابن الأَعرابي والأُرْجُوانُ الأَحْمَرُ وقال الزجاج الأُرجُوانُ صِبْغ أَحْمرَ شديد الحمرة والبَهْرَمانُ دونَه وأنشد ابن بري عَشِيَّة غادَرَت خَيْلِي حُمَيْداً كأَنَّ عليه حُلَّةَ أُرْجُوانِ وحكى السيرافي أَحمرُ أُرْجُوانٌ على المبالغة به كما قالوا أَحْمَرُ قانِئٌ وذلك لأَن سيبويه إنما مَثَّل به في الصفة فإما أَن يكون على المبالغة التي ذهب إليها السيرافي وإما أَن يُريد الأُرْجُوان الذي هو الأَحْمر مطلقاً وفي حديث عثمان أَنَّه غَطَّى وجهَه بقَطِيفَةٍ حَمْراءَ أُرْجُوانٍ وهو مُحْرِمٌ قال أَبو عبيد الأُرجوان الشديد الحُمْرَة لا يقال لغير الحُمْرة أرجوان وقال غيره أُرجُوان مُعَرَّبٌ أَصله أُرْغُوانٌ بالفارسية فأُعْرِبَ قال وهو شَجَرٌ له نَوْرٌ أَحمر أَحْسَنُ ما يَكُونُ وكلُّ لون يُشْبهُه فهو أُرْجُوانٌ قال عمرو بن كلثوم كأَنَّ ثِيابَنا مِنَّا ومنْهُمْ خُضِبْنَ بأُرْجُوانٍ أَو طُلِينا ويقال ثوبٌ أُرْجُوانٌ وقَطِيفةٌ أُرجُوانٌ والأَكثر في كلامهم إضافة الثوب والقطيفة إلى الأُرجوان وقيل إنّ الكلمةَ عربيّة والأَلف والنون زائدتان وقيل هو الصِّبْغ الأَحْمَرُ الذي يقال له النَّشاسْتَجُ والذَّكَر والأُنثى فيه سواء أََبو عبيد البَهْرَمانُ دون الأُرْجُوانِ في الحُمْرة والمُفَدَّمُ المُشْرَبُ حُمْرَةً ورَجاءٌ ومُرَجَّى اسمان

رحا
الرَّحا معروفةٌ وتثنيتها رَحَوانِ والياءُ أَعْلى ورَحَوْتُ الرَّحا عَمِلْتُها ورَحَيْتُ أَكثرُ وقال في المعتل بالياء الرَّحَى الحَجَر العظيم قال ابن بري الرَّحا عند الفرَّاء يكتُبها بالياء وبالأَلف لأَنه يقال رَحَوْت بالرَّحا ورَحَيْتُ بها ابن سيده الرَّحَى الحَجَر العظيم أُنثى والرَّحَى معروفة التي يُطْحَنُ بها والجمع أَرْحٍ وأَرْحاءٌ ورُحِيٌّ ورِحِيٌّ وأَرْحِيَةٌ الأَخيرة نادرة قال ودارَتِ الحَرْبُ كدَوْرِ الأَرْحِيَه قال وكرهها بعضهم وحكى الأَزهري عن أَبي حاتم قال جمع الرَّحَى أَرْحاءٌ ومن قال أَرْحِيَةٌ فقد أَخطأ قال وربما قالوا في الجمع الكثير رِحِيٌّ وكذلك جمع القَفا أَقْفاءٌ ومن قال أَقْفِيَةٌ فقد أَخطأَ قال وسَمِعْنا في أَدْنَى العدد ثلاثُ أَرْحٍ قال والرَّحَى مؤنثة وكذلك القفا وأَلف الرَّحَى منقلبة من الياء تقول هما رَحَيانِ قال مُهَلْهِلُ ابنُ ربيعة التَّغْلبيُّ كأنَّا غُدْوَةً وبَني أَبينا بجَنْبِ عُنَيْزَةٍ رَحَيا مُديِرِ وكلُّ مَن مَدَّ قال رَحاءٌ ورَحاءَانِ وأَرْحِيَةٌ مِثْل عطاءٍ وعَطاءانِ وأَعطِية جعلها منقلبة من الواو قال الجوهري ولا أَدري ما حُجَّته ولا ما صِحَّتُه قال ابن بري هنا حُجَّتُه رَحَتِ الحَيَّةُ تَرْحُو إذا اسْتَدارَت قال وأَما صِحّةُ رَحاء بالمدّ فقولهم أَرْحِيَةٌ ورَحَيْتُ الرَّحَى عَمِلْتُها وأَدَرْتُها الجوهري رَحَوْتُ الرَّحا ورَحَيْتُها إذا أَدَرْتها وفي الحديث تدور رَحا الإسلامِ لخَمْسٍ أَو سِتٍّ أَو سبع وثلاثين سنةً فإن يَقُمْ لهم دينُهم يَقُمْ لهم سبعين سنة وإنْ يَهْلِكُوا فسبيلُ مَنْ هَلَك من الأُمَمِ وفي رواية تدورُ في ثلاثٍ وثلاثين سنة أو أربع وثلاثين سنة قالوا يا رسول الله سِوَى الثلاثِ والثلاثين قال نعم قال ابن الأَثير يقال دارتْ رَحَى الحرب إذا قامتْ على ساقها وأَصل الرَّحَى التي يُطْحَنُ بها والمعنى أَن الإسلام يَمْتَدُّ قيامُ أَمره على سَنَن الاستقامةِ والبُعْدِ من إحداثاتِ الظَّلَمة إلى تَقَضِّي هذه المدة التي هي بِضْعٌ وثلاثون ووجهُه أن يكون قاله وقد بَقِيتْ من عُمُره السِّنون الزائدةُ على الثلاثين باختلاف الروايات فإذا انْضَمَّت إلى مدة خلافة الأَئمة الراشدين وهي ثلاثون سنة كانت بالغةً ذلك المبلغ وإن كان أَراد سنةَ خمس وثلاثين من الهجرة ففيها خرج أَهلُ مصر وحَصَروا عثمان رضي الله عنه وجرى فيها ما جرى وإن كانت ستّاً وثلاثين ففيها كانت وقعةُ الجَمَل وإن كانت سبعاً وثلاثين ففيها كانت وقْعَةُ صِفِّينَ وأَما قوله يَقُمْ لهم سبعين عاماً فإن الخطابي قال يُشْبِهُ أن يكون أَراد مدَّةَ مُلْكِ بني أُميّةَ وانتقاله إلى بني العباس فإنه كان بين اسْتِقْرارِ المُلْك لبني أُمية إلى أَن ظهرت دُعاةُ الدَّوْلة العباسية بخُراسان نحو من سبعين سنة قال ابن الأَثير وهذا التأْويل كما تراه فإن المدة التي أشار إليها لم تكن سبعين سنة ولا كان الدين فيها قائماً ويروى تَزول رَحى الإسلام عِوَضَ تَدُورُ أَي تَزُول عن ثُبُوتها واستقرارها وترحَّتِ الحَيّة
( * قوله « وترحت الحية إلخ » هذه عبارة التهذيب بزيادة قوله ولهذا إلخ من المحكم وعبارة المحكم ورحت الحية استدارت كالرحى ولهذا قيل لها إحدى بنات طبق قال رؤبة إلخ وعليه ينطبق الشاهد )
استدارت وتَلَوَّت فهي مُتَرَحِّيَةٌ ولهذا قيل لها إحدى بناتِ طَبَقٍ قال رؤبة يا حَيَّ لا أَفْرَقُ أَن تَفِحِّي أَوْ أَنْ تَرَحَّيْ كرَحَى المُرَحِّي والمُرَحِّي الذي يُسَوِّي الرَّحى قال وفَحِيحُ الحَيَّة بفيهِ وحَفِيفُه من جَرْشِ بَعْضه ببعض إذا مَشى فتَسْمَعُ له صوتاً الجوهري رَحَتِ الحَيَّةُ تَرْحُو وتَرَحَّتْ إذا اسْتَدارَتْ والأَرْحاءُ عامةُ الأَضْراسِ واحدُها رَحىَ وخَصَّ بعضُهم به بعضَها فقال قوم للإنسان اثْنَتا عَشْرَةَ رَحًى في كل شِقٍّ سِتٌّ فسِتٌّ من أَعلى وسِتٌّ من أَسْفَلَ وهي الطَّواحِنُ ثم النَّواجِذُ بعدَها وهي أَقْصى الأَضْراس وقيل الأَرْحاءُ بعدَ الضَّواحِك وهي ثمان أَربعٌ في أَعلى الفم وأَربعٌ في أَسفله تَلي الضّواحِكَ قال إذا صَمَّمَتْ في مُعْظمِ البَيْضِ أَدْرَكَتْ مَراكِزَ أَرْحاءَ الضُّروسِ الأَواخِرِ وأَرْحاءُ البعير والفِيل فَراسِنُهما والرَّحا الصَّدْرُ قال أُجُدٌ مُداخِلَةٌ وآدَمُ مُصْلِقٌ كَبْداءُ لاحِقةُ الرِّحا وشَمَيْذَرُ ورَحا الناقةِ كِرْكِرَتُها قال الشَّمَّاخُ فَنِعْمَ المُعْتَرى رَكَدَتْ إليه رَحى حَيْزومِها كرَحا الطَّحِين والرَّحى كِرْكرَةُ البعير الأَزهري فَراسِنُ الجَمَل أَرْحاؤُه وثَفِناتُ رُكَبِهِ وكِرْكِرَته أَرْحاؤُه وأَنشد ابن السكيت إليكَ عَبْدَ اللهِ يا مُحَمَّدُ باتَتْ لها قَوائِدٌ وقُوَّدُ وتالِياتٌ ورَحًى تَمَيَّدُ قال ورَحى الإبِل مثلُ رَحى القَوْمِ وهي الجماعة يقول اسْتَأْخَرَت جَواحِرُها واسْتَقْدَمتْ قَوائِدُها ووَسَطت رَحاها بين القَوائد والجَواحِر والرَّحى قِطْعة من النَّجَفَةِ مُشْرِفة على ما حَوْلَها تَعْظُمُ نحوَ مِيلٍ والجمعُ أَرحاء وقيل الأَرْحاءُ قِطَعٌ من الأَرض غِلاظٌ دُونَ الجبال تستدير وتَرْتَفِعُ عما حَوْلَها ابن الأَعرابي الرَّحى من الأَرض مكانٌ مستدير غَليظٌ يكون بين رِمالٍ قال ابن شميل الرَّحا القارَة الضَّخْمة الغليظةُ وإنما رَحَّاها اسْتِدارَتُها وغِلَظُها وإشْرافُها على ما حولها وأَنها أَكَمَةٌ مستديرة مُشْرِفَة ولا تَنْقادُ على وَجْهِ الأَرضِ ولا تُنْبِتُ بَقْلاً ولا شَجَراً وقال الكميت إذا ما القُفُّ ذُو الرَّحَيَيْنِ أَبْدى مَحاسِنَه وأَفْرَخَتِ الوُكُورُ قال والرَّحا الحجارةُ والصَّخْرة العظيمة ورَحى الحَرْبِ حَوْمَتُها قال ثمّ بالنَّيِّراتِ دارَتْ رَحانا ورَحى الحَرْبِ بالكُماةِ تَدُورُ وأَنشد ابن بري لشاعر فَدارَتْ رَحانا بفُرْسانِهِمْ فَعادُوا كأَنْ لم يَكُونوا رَميما ورَحى المَوْتِ مُعْظَمُه وهي المَرْحى قال على الجُرْدِ شُبَّاناً وشِيباً عَلَيْهِمُ إذا كانتِ المَرْحى الحَديدُ المُجَرَّبُ ومَرْحى الجمَلِ مَوْضعٌ بالبصرة دارتْ عليه رَحى الحرب التهذيب رَحى الحَرْبِ حَوْمَتُها ورَحى الموتِ ومَرْحى الحَرْبِ وفي حديث سُلَيمانَ بن صُرَدٍ أَتيتُ عَلِيّاً حين فَرَغَ من مَرْحى الجَمل قال أَبو عُبَيْدٍ يعني الموضعَ الذي دارتْ عليه رَحى الحَرْبِ وأَنشد فَدُرْنا كما دارَتْ على قُطْبِها الرَّحى ودارَتْ على هامِ الرِّجالِ الصَّفائِحُ ورَحى القومِ سَيِّدُهم الذي يَصْدُرُون عن رأْيه ويَنْتَهُونَ إلى أَمره كما يقال لعمر بن الخطاب رَحا دارَةِ العربِ قال ويقال رَحاهُ إذا عَظَّمَه وحَراه إذا أَضاقَهُ والرَّحى جماعَةُ العِيالِ والرَّحى نَبْتٌ تُسَمِّيه الفُرْس اسْبانَجْ ورَحا السَّحابِ مُسْتَدارُها وفي حديث صِفَةِ السَّحابِ كيف تَرَوْنَ رَحاها أَي اسْتِدارَتَها أَو ما اسْتَدارَ منها والأرْحي القَبائلُ التي تَسْتَقِلُّ بنَفْسها وتَسْتَغْني عن غيرها والرَّحى من قول الراعي عَجِبْتُ من السارِينَ والرِّيحُ قَرَّةٌ إلى ضَوْء نارٍ بَيْنَ فَرْدَةَ والرَّحى قال اسم موضع والرَّحا من الإبل الطَّحَّانة وهي الإبل الكثيرةُ تَزْدَحِمُ والرَّحا فرسُ النَّمِر بنِ قاسِطٍ وزعم قوم أَن في شِعْر هُذَيْل رُحَيّات وفَسَّرُوه بأنه موضع قال ابن سيده وهذا تصحيف إنما هو زُخَيَّات بالزاي والخاء والله أَعلم

رخا
قال ابن سيده الرِّخْوُ والرَّخْوُ والرُّخْو الهَشُّ من كلّ شيءٍ غيره وهو الشيء الذي فيه رَخاوة قال أَبو منصور كلامُ العرب الجيّدُ الرِّخْو بكسر الراء قاله الأَصمعي والفراء قالا والرَّخْوُ بفتح الراء مُوَلَّد والأُنثى بالهاء رَخُوَ رَخَاءً ورَخاوَةً ورِخْوةً الأَخيرة نادِرَة ورَخِيَ واسْتَرْخى الجوهري رَخِي الشيءُ يَرْخى ورَخُوَ أَيضاً إذا صار رِخْواً ابن سيده وأَرْخى الرِّباط وراخاه جَعَلَه رِخْواً وفيه رُخْوة ورِخْوة أَي اسْترخاءٌ وفرسٌ رِخْوة أَي سَهْلَةٌ مُسْتَرْسِلَة قال أَبو ذؤيب تَغْدُو بِهِ خَوْصاءُ تَقْطَعُ جَرْيَها حَلَقَ الرِّحالَةِ فَهْيَ رِخْوٌ تَمْزَعُ أَراد فهي شيءٌ رُخْوٌ فلهذا لم يقل رِخْوة وأَرْخَيْت الشيءَ وغيرَه إذا أَرْسَلْته وهذه أُرْخِيَّةٌ لما أَرْخَيْتَ من شيءٍ قال ابن بري والأَراخِيّ جمع أَرخِيَّة لما اسْتَرْخى من شَعَرٍ وغيره قال مُليْح ابنُ الحَكَم الهذلي إذا أَطْرَدَت بين الوِشاحَيْن حَرَّكَتْ أَراخِيّ مُصْطَكٍ من الحَلْيِ حافِل وقد اسْتَرخى الشيءُ ومن أَمثال العرب أَرْخِ يدَيْكَ واستَرْخْ إنَّ الزِّنادَ من مَرْخْ يُضْرَب لمن طلبَ حاجةً إلى كريم يكفيك عنده اليسيرُ من الكلام والمُراخاةُ أَن يُراخِيَ رباطاً ورِباقاً قال أَبو منصور ويقال راخِ له من خِناقهِ أَي رَفِّهْ عنه وأرْخِ له قَيْده أي وسِّعْه ولا تضَيِّقْه ويقال أَرْخِ له الحبْلَ أَي وسِّعْ عليه الأَمرَ في تَصَرُّفه حتى يذهب حيثُ شاء وقولهم في الآمِنِ المُطْمَئنِّ أَرْخى عِمامَتَه لأَنه لا تُرْخى العمائمُ في الشِّدّة وأَرخى الفرسَ وأَرْخى له طوَّلَ له من الحبْلِ والتَّراخِي التقاعُدُ عن الشيء والحروفُ الرِّخْوةُ ثلاثة عشر حرفاً وهي الثاءُ والحاء والخاء والذال والزاي والظاء والصاد والضاد والغين والفاء والسين والشين والهاء والحرفُ الرِّخْو هو الذي يجري فيه الصوت أَلا ترى أَنك تقول المَسُّ والرَّشُّ والسَّحُّ ونحو ذلك فتجد الصوت جارياً مع السين والشين والحاء ؟ والرَّخاء سَعَة العَيْشِ وقد رَخُوَ ورَخا يَرْخُو ويَرْخى رَخاً فهو راخٍ ورَخِيُّ أَي ناعِم وزاد في التهذيب ورَخِيَ يَرْخى وهو رَخِيُ البال إذا كان في نَعْمَةٍ واسِعَ الحال بَيّنُ الرَّخاء ممدودٌ ويقال إنه في عَيْشٍ رخِيٍّ ويقال إنّ ذلك الأَمرَ ليَذْهَبُ منِّي في بالٍ رَخِيّ إذا لم يُهْتَمَّ به وفي حديث الدعاء اذكر الله في الرخاء يَذْكُرْك في الشِّدَّة والحديث الآخر فلْيُكثُر الدعاءَ عند الرَّخاء الرَّخاءُ سَعَة العَيْش ومنه الحديث ليس كلُّ الناسِ مُرْخًى عليه أَي مُوسَّعاً عليه في رِزْقِه ومَعيشَتِه وقوله في الحديث اسْتَرْخِيا عَنِّي أَي انْبَسِطا واتَّسِعا وفي حديث الزُّبَيْر وأسماءَ في الحجِّ قال لها اسْترخي عني وقد تكرر ذكرُ الرَّخاء في الحديث وريحٌ رُخاءٌ لَيِّنة الليث الرُّخاءُ من الرِّياح الليِّنة السريعة لا تُزَعْزِعُ شيئاً الجوهري والرُّخاءُ بالضم الريحُ الليِّنَة وفي التنزيل العزيز تَجري بأَمرِه رُخاءً حيثُ أَصابَ أَي حيث قَصَد وقال الأَخفش أَي جعلناها رُخاءً واسترخى به الأَمرُ وقع في رَخاءٍ بعدَ شِدَّةٍ قال طُفَيل الغَنَوي فأَبَّلَ واسْتَرخى به الخَطْبُ بعدَما أَسافَ ولولا سَعْيُنا لم يُؤَبَّل يريد حَسُنَت حاله ويقال اسْتَرْخى به الأَمرُ واسْتَرْخَت به حالُه إذا وقع في حال حَسَنةٍ بعد ضيقٍ وشِدَّة واسْتَرخى به الخَطْبُ أَي أَرْخاهُ خَطْبُه ونعَّمه وجعله في رَخاءٍ وسَعَةٍ وأَرْخَت الناقة إرخاءً اسْتَرخى صلاها فهي مُرْخٍ ويقال أَصْلتْ وإصْلاؤُها انْهِكاكُ صَلَوَيْها وهو انْفراجُهما عند الولادة حين يقع الولد في صَلَوَيْها وراخت المرأَةُ حان وِلادُها وتَراخى عني تقاعَسَ وراخاه باعَدَه وتراخى عن حاجَته فتَرَ وتراخى السماء أَبْطأَ المَطرُ وتراخى فلان عني أَي أَبْطَأَ عَنِّي وغيره يقول تراخى بعُدَ عَنِّي والإرْخاء شدَّةُ العَدْوِ وقيل هو فوقَ التَّقْريب والإرْخاءُ الأَعلى أَشدُّ الحُضْر والإرْخاء الأَدْنى دون الأَعلى وقال امرؤ القيس وإرْخاءُ سِرْحانٍ وتَقْريبُ تَتْفُلِ
( * صدر البيت له أيطلا ظبيٍ وساقا نعامةٍ )
وفرسٌ مِرْخاءٌ وناقةٌ مِرْخاءٌ في سيرهما وأَرْخَيت الفَرس وتراخى الفَرَسُ وقيل الإرْخاءُ عَدْوٌ دون التقريب قال أَبو منصور لا يقال أَرْخَيْت الفرس ولكن يقال أَرْخى الفَرَسُ في عَدْوه إذا أَحْضَرَ ولا يقال تراخى الفرسُ إلاَّعندَ فُتُورِه في حُضْرِهِ وقال أَبو منصور وإرْخاءُ الفرسِ مأْخُوذٌ من الريح الرُّخاء وهي السَّريعة في لِينٍ ويجوز أَن يكون من قولهم أرخى به عنا أَي أَبْعَدَه عنَّا وأَرْخى الدَّابَّة سار بها الإرْخاءَ قال حميد ابن ثور إلى ابْنِ الخَليفَة فاعْمِدْ لَهُ وأَرْخِ المطِيّةَ حَتَّى تَكِلْ وقال أَبو عبيد الإرْخاءُ أَن تُخَلِّيَ الفَرَس وشهْوَته في العَدْو غَيرَ مُتْعِبٍ له يقال فرَسٌ مِرْخاءٌ من خَيْلٍ مَراخٍ وأَتانٌ مِرخاءٌ كثيرة الإرخاء

( ردي ) الرَّدى الهلاكُ رَدِيَ بالكسر يَرْدى رَدىً هَلَكَ فهو رَدٍ والرَّدِي الهالِكُ وأَرْداهُ اللهُ وأَرْدَيْتُه أَي أَهلكتُه ورجلٌ رَدٍ للهالك وامرأَة رَدِيَةٌ على فَعلةٍ وفي التنزيل العزيز إنْ كِدْتَ لتُرْدِينِ قال الزجاج معناه لتُهْلِكُني وفيه واتَّبَعَ هَواهُ فتَرْدى وفي حديث ابن الأَكوع فأَرْدَوْا فرَسَين فأَخَذْتُهما هو من الرَّدى الهلاكِ أَي أَتْعَبُوهُما حتى أَسْقَطوهُما وخَلَّفُوهُما والرواية المشهورة فأَرْذَوْا بالذال المعجمة أَي تركُوهما لضَعْفِهما وهُزالهما ورَدي في الهُوَّةِ رَدًى وتَرَدَّى تَهِوَّر وأَرْداهُ الله ورَدَّاه فَتَرَدّى قلبَه فانْقَلب وفي التنزيل العزيز وما يُغْني عنه مالُه إذا تَرَدََّى قيل إذا مات وقيل إذا ترَدّى في النار من قوله تعالى والمُتَرَدِّيةُ والنَّطِيحَة وهي التي تَقَع من جَبَلٍ أَو تَطِيحُ في بِئْرٍ أَو تسقُطُ من موضِعٍ مُشْرفٍ فتموتُ وقال الليث التّرَدِّي هو التَّهَوُّر في مَهْواةٍ وقال أَبو زيد رَدِيَ فلانٌ في القَلِيب يَرْدى وتردّى من الجبل تَرَدِّياً ويقال رَدى في البئر وتَرَدَّى إذا سَقَط في بئرٍ أَو نهرٍ من جبَلٍ لُغتان وفي الحديث أَنه قال في بَعيرٍ ترَدَّى في بئر ذَكِّه من حيث قدَرْت تردَّى أَي سقَطَ كأَنه تفَعَّل من الرَّدى الهَلاكِ أَي اذْبَحْه في أَيِّ موضع أَمْكَن من بدَنِهِ إذا لم تتمكن من نحره وفي حديث ابن مسعود من نَصَر قوْمَه على غير الحقِّ فهو كالبعير الذي رَدى فهو يُنْزَعُ بذَنَبه أَرادَ أَنه وقَع في الإثم وهَلَك كالبعِير إذا تَرَدَّى في البِئر وأُريد أَن يُنْزَعَ بذَنَبه فلا يُقْدَرَ على خلاصه وفي حديثه الآخر إنَّ الرجلَ ليَتَكَلَّم بالكَلِمَة من سَخَطِ الله تُرْدِيه بُعْدَ ما بين السماء والأََرضِ أََي توقعُهُ في مَهْلَكة والرِّداءُ الذي يُلْبَسُ وتثنيتُه رِداءَانِ وإن شِئتَ رِداوانِ لأَن كل اسمٍ ممدودٍ فلا تَخْلُو همْزَتُه إمّا أَن تكون أَصلِيَّة فتَتْرُكها في التثنية على ما هي عليه ولا تَقْلِبها فتقول جَزَاءانِ وخَطاءَانِ قال ابن بري صوابه أَن يقولَ قُرّاءَانِ ووُضَّاءَانِ مما آخِرُه همزةٌ أَصليَّة وقبلَها أَلِفٌ زائدة قال الجوهري وإما أَن تكونَ للتأْنيث فتَقْلِبها في التَّثنية واواً لا غيرُ تقول صفراوان وسَوْداوانِ وإما أَن تكونَ مُنقَلبة من واوٍ أَو ياءٍ مثل كساءٍ ورداءٍ أَو مُلحِقَةً مثلُ عِلْباءٍ وحِرْباءٍ مُلْحِْقَةٌ بسِرْداحٍ وشِمْلالٍ فأَنتَ فيها بالخيار إن شئت قلبَتْها واواً مثل التأْنيثِ فقلت كِساوانِ وعِلْباوانِ ورِداوانِ وإن شئت تركتَها همزةً مثل الأصلية وهو أَجْوَد فقلت كِساءَانِ وعِلْباءَانِ ورِداءَان والجمع أَكْسِية والرِّداءُ من المَلاحِفِ وقول طَرَفة ووَجْه كأَنّ الشَّمْسَ حَلّتْ رِداءَها عليه نَقِيّ اللّونِ لم يتَخَدَّدِ
( * وفي رواية أخرى ألقَت رداءها )
فإنه جعل للشمس رداء وهو جَوْهر لأَنه أَبلغ من النُّور الذي هو العَرَض والجمع أَرْدِيَةٌ وهو الرداء كقولهم الإزارُ والإزارة وقد تَرَدّى به وارْتَدَى بمعنًى أي لبِسَ الرِّداءَ وإنه لحَسَنُ الرِّدْيَةِ أَي الارْتِداء والرِّدْيَة كالرِّكبةِ من الرُّكوبِ والجِلْسَةِ من الجُلُوسِ تقول هو حسن الرِّدْيَة ورَدَّيْتُه أَنا تَرْدِيةً والرِّداءُ الغِطاءُ الكبير ورجلٌ غَمْرُ الرِّداءِ واسِعُ المعروف وإن كان رِداؤُه صغيراً قال كثير غَمْرُ الرِّداءِ إذا تبَسَّمَ ضاحِكاً غَلِقَتْ لضِحْكَتِه رِقابُ المالِ وعَيْشٌ غَمْرُ الرِّداءِ واسِعٌ خَصِيبٌ والرِّداءُ السَّيْفُ قال ابن سيده أُراهُ على التشبيه بالرِّداءِ من المَلابِسِ قال مُتَمِّم لقد كَفَّنَ المِنْهالُ تحتَ رِدائِه فتًى غيرَ مِبْطانِ العَشِيَّاتِ أَرْوعا وكان المِنْهالُ قتلَ أَخاهُ مالِكاً وكان الرجلُ إذا قَتَل رجُلاً مشهوراً وضع سيفَه عليه ليُعرفَ قاتِلُه وأَنشد ابن بري للفرزدق فِدًى لسُيوفٍ من تميم وَفَى بِها رِدائي وجَلَّتْ عن وجُوهِ الأَهاتِم وأَنشد آخر يُنازِعُني رِدائي عَبْدُ عَمْرٍو رُوَيْداً يا أَخا سَعْدِ بنِ بَكْرِ وقد ترَدَّى به وارْتَدَى أَنشد ثعلب إذا كشَفَ اليومُ العَمَاسُ عن اسْتِه فلا يَرْتَدي مِثْلي ولا يتَعَمَّمُ كَنَى بالارتداء عن تقَلُّد السيفِ والتَّعَمُّمِ عن حملِ البَيْضة أَو المِغْفَر وقال ثعلب معناهما أَلْبَسُ ثيابَ الحرب ولا أَتَجَمَّل والرَّداءُ القَوْسُ عن الفارسي وفي الحديث نِعْمَ الرِّداءُ القَوْسُ لأَنها تُحْمَلُ مَوْضِعَ الرِّداءِ من العاتِقِ والرِّداءُ العقلُ والرِّداءُ الجهلُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد رفَعْتُ رِداءَ الجهلِ عَنِّي ولم يكن يُقَصِّرُ عنِّي قَبْلَ ذاكَ رداءُ وقال مرّة الرِّداء كلُّ ما زَيَّنَك حتى دارُكَ وابْنُكَ فعلى هذا يكونُ الرِّداء ما زانَ وما شانَ ابن الأَعرابي يقال أَبوكَ رداؤُكَ ودارُكَ رداؤُكَ وبُنَيُّكَ رداؤُكَ وكلُّ ما زَيَّنَكَ فهو رداؤُكَ ورِداءُ الشَّبابِ حُسْنُه وغَضارَتُه ونَعْمَتُه وقال رؤْبة حتى إذا الدَّهْرُ اسْتَجَدَّ سِيما من البِلى يَسْتَوْهِبُ الوَسِيما رداءَهُ والبِشْرَِ والنَّعِيما يَسْتوْهِبُ الدّهرُ الوَسِيمَ أَي الوجهَ الوَسيم رداءَهُ وهو نَعْمَتُه واسْتَجدّ سِيما أَي أَثَراً من البِلى وكذلك قول طرفة ووَجْه كأَنّ الشَّمسَ حَلَّتْ رِداءَها عليه نَقيّ اللَّونِ لم يَتَخَدَّدِ أَي أَلقت حسنها ونُورَها على هذا الوجه من التحلية فصار نُورُها زينةً له كالحَلْيِ والمَرَادي الأَرْدِيةُ واحِدَتُها مِرْداةٌ قال لا يَرْتَدي مَراديَ الحَريرِ ولا يُرَى بشِدّةِ الأَمِيرِ إلاَّ لِحَلْبِ الشَّاةِ والبَعِيرِ وقال ثعلب لا واحد لها والرِّداءُ الدَّينُ قال ثعلب وقول حكيم العرَب من سَرّه النَّساءُ ولا نَساءَ فلْيُباكِرِ الغَداءَ والعَشاءَ وليخفِّفِ الرِّداء وليُحْذِ الحِذاء وليُقِلَّ غِشيانَ النِّساء الرِّداءُ هنا الدَينُ قال ثعلب أَرادَ لو زاد شيء في العافية لزاد هذا ولا يكون التهذيب وروي عن علي كرّم الله وجهه أَنه قال مَنْ أَرادَ البقاء ولا بَقاء فلْيُباكِرِ الغَداء وليُخَفِّف الرَّداء وليُقِلِّ غِشْيانَ النِّساءِ قالوا له وما تَخْفِيفُ الرِّداء في البَقاءِ ؟ فقال قِلَّة الدَّيْنِ قال أَبو منصور وسُمِّي الدَّيْنُ رِداءً لأن الرداء يقَع على المَنْكِبين والكَتِفَينِ ومُجْتَمَعِ العُنُقِ والدَّيْنُ أَمانةٌ والعرب تقول في ضمان الدين هذا لك في عُنُقي ولازِمٌ رَقَبَتي فقيل للدَّينِ رِداءٌ لأَنه لَزِمَ عُنُقَ الذي هو عليه كالرِّداءِ الذي يَلْزَم المَنْكِبين إذا تُرُدِّيَ به ومنه قيل للسَّيفِ رِداءٌ لأَن مُتَقلِّدَه بحَمائِله مُتَرَدٍّ به وقالت خنساء وداهِيةٍ جَرَّها جارِمٌ جعَلْتَ رداءَكَ فيها خِمارا أَي عَلَوتَ بسَيْفِك فيها رقابَ أَعْدائِكَ كالخِمارِ الذي يتَجَلَّلُ الرأْسَ وقَنَّعْتَ الأَبْطالَ فيها بسيفِك وفي حديث قُسٍّ ترَدَّوْا بالصَّماصِمِ أَي صَيَّرُوا السُّوُف بمنزلة الأَرْدِية ويقال للوِشاحِ رداءٌ وقد ترَدَّت الجارية إذا توَشَّحَت وقال الأَعشى وتَبْرُد بَرْدَ رِداءِ العَرُو سِ بالصَّيفِ رَقْرَقتَ فيه العَبيرا يعني به رِشاحَها المُخَلَّقَ بالخَلُوق وامرأَة هَيْفاءُ المُرَدَّى أَي ضامِرَةُ موضعِ الوِشاحِ والرداءُ الشباب وقال الشاعر وهَذَا وِدَائِي عِنْدَهُ يَسْتَعِيرُهُ الأَصمعي إذا عَدَا الفَرَسُ فرَجَم الأَرْضَ رَجْماً قيل رَدَى بالفتح يَرْدِي رَدْياً ورَدياناً وفي الصحاح رَدَى يَرْدِي رَدْياً ورَدَياناً وفي الصحاح رَدَى يَرْدِي رَدْياً ورَدَياناً إذا رَجَم الأَرضَ رَجْماً بين العَدْو والمَشْي الشديد وفي حديث عاتكة بجَأْوَاءَ تَرْدِي حافَتَيه المَقَانِبُ أَي تَعْدُو قال الأَصمعي قلت لِمُنْتَجِعِ بنِ نَبهان ما الرَّدَيان ؟ قال عَدْوُ الحِمارِ بَيْنَ آرِيِّهِ ومُتَمَعَّكِه ورَدَت الخَيْلُ رَدْياً ورَدَياناً رَجَمَت الأَرضَ بحَوافِرِها في سَيْرِها وعَدْوِها وأَرْدَاها هُو وقيل الرَّدَيانُ التَّقْريبُ وقيل الرَّدَيانُ عَدْوُ الفَرَس ورَدَى الغُرابُ يَرْدِي حَجَلَ والجَواري يَرْدِينَ رَدْياً إذا رَفَعْنَ رِجْلاً ومَشَيْن على رِجْلٍ أُخْرَى يَلْعَبْنَ ورَدَى الغُلامُ إذا رَفَع إحدَى رِجْلَيْه وقَفَزَ بالأُخرى ورَدَيتُ فلاناً بحَجَرٍ أرْدِيهِ رَدْياً إذا رَمَيْته قال ابن حِلِّزَةَ وكأنَّ المَنونَ تَرْدِي بِنَا أعْ صَم صمٍّ يَنْجَابُ عَنْه العَمَاءُ وَرَدَيْتُه بالحِجارَةِ أَرْدِيهِ رَدْياً رَمَيْته وفي حديث ابن الأَكوع فَرَدَيْتُهُم بالحجارة أَي رَمَيْتُهُم بها يقال رَدَى يَرْدِي رَدْياً إذا رَمَى والمِرْدَى والمِرْدَاةُ الحَجَرُ وأَكثر ما يقال في الحَجَرِ الثَّقِيلِ وفي حديث أُحد قال أَبو سفيان من رَداهُ أَي منْ رَماهُ ورَدَيْتُه صَدَمْته ورَدَيْت الحَجَرَ بِصَخْرَة أَو بِمعْوَلٍ إذا ضَرَبته بها لتَكسِره ورَدَيْت الشيءَ بالحَجَرِ كَسَرْته والمِرْداةُ الصَّخْرة تَرْدِي بهَا والحَجَر تَرْمِي به وجَمْعُها المَرادِي ومنه قولهم في المَثَل عند جُحْرِ كُلِّ ضَبٍّ مِرْداتُهُ يضرب مثلاً للشيءِ العَتِيدِ ليس دونَه شيءٌ وذلك أَن الضبَّ ليس يَنْدَلُّ على جُحْرِه إذا خَرَج منه فعاد إليه إلاّ بحَجَرٍ يَجعَلُه علامَةً لجُحْرِه فيَهْتَدِي بِها إليهِ وتُشَبَّهُ بِهَا النّاقَةُ في الصَّلابَةِ فيقالُ مِرْداةٌ وقال الفراء الصَّخْرة يقالُ لَها رَدَاةٌ وجمعها رَدَياتٌ وقال ابن مقبل وقَافِية مثل حَدِّ الرَّدا ةِ لَمْ تَتّرِكْ لِمُجِيبٍ مَقالا وقال طُفَيل رَدَاةٌ تَدَلَّتْ من صُخُورِ يَلَمْلَم ويَلَمْلَمُ جَبَلٌ والمِرْداةُ الحَجَر الذي لا يَكَادُ الرَّجُلُ الضابِطُ يَرْفَعه بيدِهِ يُرْدَعى به الحجرُ والمكانُ الغَليظُ يَحْفِرونَهُ فيَضْرِبُونَه فيُلَيِّنُونَهُ ويُرْدَى به جُحْرُ الضَّبِّ إذا كان في قَلْعَةٍ فَيُلَيِّنُ القَلْعَة ويَهْدِمُها والرَّدْيُ إنَّما هو رَفْعٌ بها ورَمْيٌ بها الجوهري المِرْدَى حَجَرٌ يرمى به ومنه قيل للرجل الشجاع إنه لَمِرْدَى حُروبٍ وهُمْ مَرادِي الحُرُوبِ وكذلك المِرْداةُ والمِرْداةُ صَخْرَةٌ تُكْسَرُ بها الحِجَارَة الجوهري والرَّداةُ الصَّخرَةُ والجمعُ الرَّدَى وقال فَحْلُ مَخَاضٍ كالرِّدَى المُنْقَضِّ والمَرَادِي القَوائِمُ من الإبِلِ والفِيَلة على التَّشْبِيه قال الليث تُسَمَّى قوائِمُ الإبِلِ مَرادِيَ لثِقَلِها وشِدَّةِ وَطْئِها نعتٌ لها خاصَّة وكذلك مَرادِي الفِيل والمَرادِي المَرامِي وفلان مِرْدَى خُصومَةٍ وحَرْبٍ صَبُورٌ عليهما ورادَيْتُ عن القَوْمِ مُراداةً إذا رامَيْت بالحِجارةِ والمُرْدِيُّ خَشَبة تُدْفَعُ بها السفينة تكونُ في يدِ المَلاَّحِ والجمعُ المَرادي قال ابن بري والمَرْدَى مَفْعَلٌ من الرَّدَى وهو الهَِلاكُ ورادَى الرجلَ داراهُ وراوَدَهُ وراوَدْتُه على الأَمرِ وراديْتُه مقلوب منه قال ابن سيده رادَيْته على الأَمْرراوَدْته كأَنه مَقْلُوبٌ قال طُفَيْل يَنْعَت فَرَسَه يُرادَى على فأْسِ اللِّجام كأَنما يُرادَى به مِرْقاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ أَبو عمرو رادَيْت الرجل وداجَيْته ودالَيْته وفانَيْته بمعنًى واحِدٍ والرَّدَى الزيادة يقال ما بَلَغَت رَدَى عَطائِكَ أَي زيادَتُك في العَطِيَّة ويُعْجِبُني رَدَى قولِك أَي زيادةُ قَوْلك وقال كثير له عَهْدُ ودٍّ لم يُكَدَّرْ يَزينُه رَدَى قَوْلِ معروفٍ حديثٍ ومُزْمِنِ أَي يَزينُ عَهْدَ وِدِّهِ زيادةُ قولِ معروفٍ منه وقال آخر تَضمَّنَها بَناتُ الفَحْلِ عنهم فأَعْطَوْها وقد بَلَغوا رَداها ويقال رَدَى على المائَةِ يَرْدِي وأَرْدَى يُرْدِي أَي زادَ ورَدَيْت على الشيء وأَرْدَيْت زِدْتُ وأَرْدَى على الخَمسينَ والثمانينَ زادَ وقال أَوس وأسْمَرَ خَطِّيّاً كأَنَّ كُعوبَهُ نَوَى القَسْبِ قد أَرْدَى ذراعاً على العَشْرِ وقال الليث لغة العرب أَرْدَأَ على الخمسين زاد ورَدَتْ غَنَمي وأَرْدَتْ زادت عن الفرّاء وأَما قول كثير عزة له عَهْدُ ودٍّ لم يُكَدَّرْ يَزينُه رَدَى قَوْلِ معروفٍ حديثٍ ومُزْمِنِ فقيل في تفسيره رَدَى زيادة قال ابن سيده وأُراه بَنَى منه مَصْدَراً على فَعِلَ كالضحك والحمق أَو اسماً على فعَل فوضَعه موضِعَ المصدر قال ابن سيده وإنما قضينا على ما لم تَظْهر فيه الياءُ من هذا الباب بالياء لأَنها لامٌ مع وجود ردي ظاهرة وعدم ردو ويقال ما أَدرِي أَين رَدَى أَي أَين ذَهَبَ ابن بري والمِرداء بالمدِّ موضع قال الراجز هَلاَّ سأَلتُم يَوْمَ مِرداءِ هَجَرْ إذْ قابَلَتْ بَكْرٌ وإذْ فَرَّتْ مُضَرْ وقال آخر فَلَيْتَكَ حالَ البحرُ دونَكَ كلُّه ومَنْ بالمَرادِي من فَصيحٍ وأَعْجَمِ قال الأَصمعي المَرادِي جمع مِرْداءٍ بكسر الميم وهي رمال منبطحة ليست بمُشْرِفة

( رذي ) الرَّذِيُّ الذي أَثقَلَه المَرَض وقد رَذِيَ وأُرْذِيَ والرَّذِيُّ من الإبل المهزُولُ الهالِكُ الذي لا يَستطيعُ بَراحاً ولا يَنبَعِث والأُنْثَى رَذِيَّة وفي الصحاح الرَّذِيّة الناقة المهزولة من السير وقال أَبو زيد هي المتروكة التي حسَرَها السفَرُ لا تقدر أَن تَلْحَق بالركاب وفي حديث الصدقة فلا يُعْطِي الرَّذيَّةَ ولا الشّرَطَ اللّئِيمَة أَي الهَزيلَة والرَّذِيُّ الضعيف من كل شيء والجمع رَذايا ورُذاةٌ الأَخيرة شاذَّة قال ابن سيده وعسى أَن يكون على توهم رَاذٍ وقد رَذِيَ يَرْذَى رَذَاوَةً وقد أرذَيْتُه الجوهري وقد أَرْذَيْت ناقتي إذا هَزَلْتها وخَلَّفْتها والمُرْذَى المَنْبُوذ وقد أَرْذَيْتُه وفي حديث ابن الأَكوع فأَرْذَوْا فَرَسَيْنِ فأَخذتُهُما أَي تركوهُما لضَعْفِهِما وهُزالِهِما وروي بالدال المهملة من الرَّدَى الهَلاكِ أَي أَتْعَبُوهما وخَلَّفوهما والمشهور بالذال المعجمة قال ابن سيده وقضَيْنا على هذا بالواو لوجود رَذاوَةٍ وفي حديث يونس عليه السلام فَقَاءَهُ الحُوتُ رَذِيّاً ابن الأَعرابي الرَّذِيُّ الضعيف من كل شيءٍ قال لبيد يَأْوِي إلى الأَطنابِ كُلُّ رَذِيَّةٍ مِثلِ البَلِيّةِ قالِصاً أهدامُها أَراد كلُّ امرأَة أَرْذاها الجوعُ والسُّلالُ والسُّلالُ داءٌ باطِنٌ ملازِمٌ للجَسَدِ لا يَزَال يَسُلُّه ويُذِيبُه

رزا
ابن الأَعرابي رَزَا فلانٌ فلاناً إذا بَرَّه قال أَبو منصور أَصله مَهْمُوز فخُفَّفَ وكُتِبَ بالأَلف وقال في موضع آخر رَزَا فلانٌ فلاناً إذا قَبِلَ بِرّهُ الأُمَوِي أَرْزَيتُ إلى الله أَي اسْتَنَدْت وقال شمر إنه لَيُرْزِي إلى قُوَّةٍ أَي يَلْجأُ إليها قال أَبو منصور وهذا جائز غير مهموز ومنه قول رؤْبة يُرْزِي إلى أَيْدِ شَديدٍ إيَادْ الجوهري أَرْزَيْتَ ظَهْري إلى فلان أَي الْتَجَأْتُ إليه قال رؤْبة لا تُوعِدَنِّي حَيَّةٌ بالنَّكْزِ أَنا ابنُ أَنْضادٍ إليها أُرْزِي نَغْرِفُ منْ ذِي غَيِّثٍ ونُؤْزِي الأَنضاد الأَعمام أَنضاد الرجل أَعمامه وأَخواله المتقدمون في الشرف وفي الحديث لَوْلا أَنّ الله لا يُحِبُّ ضَلالَةَ العَمَلِ ما رَزَيْنَاكَ عِقالاً جاءَ في بعض الروايات هكذا غير مهموز قال والأَصل الهمز وهو من التخفيف الشاذ وضلالَةُ العَمَل بُطْلانُه وذَهابُ نَفْعِه

رسا
رَسَا الشَّيءُ يَرْسُو رُسُوّاً وأَرْسَى ثَبَتَ وأَرْساه هو ورَسَا الجَبَلُ يَرْسُو إذا ثَبَت أَصلهُ في الأَرض وجبالٌ راسِياتٌ والرَّواسِي من الجبال الثَّوابتُ الرَّواسخُ قال الأَخفش واحدتها راسِيةٌ ورَسَتْ قَدَمُه ثبَتَتْ في الحَرْب ورَسَتِ السَّفينةُ تَرْسُو رُسُوّاً بَلَغَ أَسفلُها القَعْرَ وانتهى إلى قرارِ الماءِ فَثَبَتَت وبقيت لا تَسير وأَرْساها هو وفي التنزيل العزيز في قصة نوح عليه السلام وسفينته بسم الله مَجْرِيها ومُرْساهَا وقرئَ مُجْرِيهَا ومُرْسِيها على النعت لله عز وجل الجوهري من قرأَ مُجْراها ومُرْساهَا بالضم من أَجْرَيْت وأَرْسَيْت ومَجْراها ومَرْساها بالفتح من رَسَت وجَرَت التهذيب القرَّاء كلهم اجتمعوا على ضم الميم من مُرْساها واختلفوا في مُجْراها فقرأَ الكوفيون مَجْراها وقرأَ نافع وابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر مُجْراها قال أَبو إسحق من قرأَ مُجْراها ومُرْساها فالمعنى بسم الله إجْراؤُها وإرساؤُها وقد رَسَت السَّفينةُ وأَرْساها اللهُ قال ولَوْ قُرِئَت مُجْرِيها ومُرْسِيها فمعناه أَن الله يُجْريها ويُرْسيها ومن قرأَ مَجْراها ومَرْساها فمعناه جَرْيُها وثَباتُها غير جارِيَة وجائز أَن يكونا بمَعنَى مُجْراها ومُرْساها وقوله عزَّ وجل يسْأَلُونَكَ عن السَّاعة أَيَّانَ مُرْساها قال الزجاج المعنى يسْأَلُونَكَ عن الساعة متَى وقُوعُها قال والساعة هنا الوقت الذي يموتُ فيه الخَلْق والمِرْساةُ أَنْجَرُ السَّفينة التي تُرْسَى بها وهو أَنْجَرُ ضَخْمٌ يُشَدُّ بالحِبال ويُرْسلُ في الماء فيُمْسِكُ السَّفينة ويُرْسِيها حتى لا تَسِير تُسَمِّيها الفُرْسُ « لَنْكَرْ » قال ابن بري يقال أَرْسَيْتُ الوَتِدَ في الأَرض إذا ضَرَبْتَه فيها قال الأَحوص سِوَى خَالِدَاتٍ مَا يُرَمْنَ وهَامِدٍ وأَشْعَتَ تُرْسِيه الوَلِيدَةُ بالفِهْرِ وإذا ثَبَتَت السَّحابة بمكان تُمطِر قيل أَلْقَت مَرَاسِيَها قال ابن سيده ألْقَت السَّحابَةُ مَراسِيهَا اسْتَقَرَّت ودَامَتْ وجَادَت ورَسا الفَحْل بِشُوَّلِهِ هَدَرَ بها فاسْتَقَرَّت التهذيب والفَحْل من الإبِل إذا تَفَرَّقَ عنه شُوَّلُه فَهَدَرَ بها ورَاغَت إليه وسَكَنَت قِيلَ رَسَا بِهَا وقال رؤْبة إذا اشمعَلَّتْ سَنَناً رَسَا بِهَا بِذات خَرْقَيْن إذا حَجَا بِها اشمعَلَّت انْتَشَرَتْ وقوله بذات خَرْقَيْنِ يعني شِقْشِقَة الفَحْلِ إذا هَدَرَ فيها ويقال أَرْسَتْ قَدماه أَي ثَبَتَتا الجوهري وربما قالوا قَد رَسا الفَحْلُ بالشُّوَّل وذلك إذا قَعَا عَلَيْها وقِدْرٌ راسِيَة لا تَبْرَح مَكَانَها ولا يُطاقُ تَحْوِيلُها وقوله تعالى وقُدُورٍ رَاسِياتٍ قال الفراءُ لا تُنْزَلُ عن مَكَانِها لعِظَمِها والرَّاسِيَةُ التي تَرْسُو وهي القائمة والجبال الرَّوَاسِي والرَّاسِياتُ هي الثَّوابِتُ ورَسَا لَهُ رَسْواً من حديث ذكره ورَسَوْت له إذا ذَكَرْتَ له طَرَفاً منه ورَسَوْتُ عنه حَديثاً أَرْسُوهُ رَسْواً ورَسَا عنه حديثاً رَسْواً رَفَعه وحَدَّث به عنه قال ابن بري قال عُمر بن قَبِيصة العَبْدِي من بني عبد الله ابن دارم أَبا مَالِكٍ لَوْلا حَواجِزُ بَيْنَنا وحُرْماتُ حَقٍّ لم تُهَتَّكْ سُتُورُها رَمَيْتُك إذْ عَرَّضْتَ نَفْسَكَ رَمْيَةً تَبَازَخُ مِنْها حِينَ يُرْسَى عَذِيرُها قوله حِينَ يُرْسَى عَذِيرُها أَي حين يُذْكَرُ حالُها وحَدِيثُها ابن الأَعرابي الرَّسُّ والرُّسُوُّ بمعنًى واحدٍ ورَسَسْتُ الحَدِيثَ أَرُسُّه في نَفْسِي أَي حَدَّثْتُ به نَفْسي وأَنشد ابن بري لذي الرمة خَلِيلَيَّ عُوجَا بارَكَ اللهُ فِيكُمَا على دارِ مَيٍّ أَوْ أَلِمَّا فَسَلِّمَا كما أَنْتُما لو عُجْتُمَا بِي لِحاجةٍ لَكَانَ قَلِيلاً أَنْ تُطاعَا وتُكْرَما أَلِمِّا بمَحْزُونٍ سَقِيمٍ وأَسْعِفا هواهُ بمَيٍّ قَبْلَ أن تَتَكَلَّما أَلا فاحْذَرَا الأَعْداءَ واتَّقِياهُمُ ورُسَّا إلى مَيٍّ كلاماً مُتَمَّما وفي حديث النَّخَعي إني لأَسْمَعُ الحديثَ
( * قوله « إني لأسمع الحديث إلخ » هكذا في الأصل ولفظ النهاية إني لأسمع الحديث أرسه في نفسي واحدث به الخادم أرسه في نفسي أي اثبته إلخ ) فأُحَدِّثُ به أَرُسُّه في نَفْسي قال أَبو عبيد أَبتدئ بذكر الحديث ودَرْسِهِ في نَفْسي وأُحَدِّثُ به خادمي أَسْتَذْكِرُ الحديث وقال الفراء معناه أُرَدِّدُه وأُعاوِدُ ذِكْرَه ورَسا الصومَ إذا نَواهُ وراسى فلانٌ فلاناً إذا سابَحَه وساراهُ إذا فاخَرَه ورَسا بينَهم رَسْواً أَصْلَح والرَّسْوَةُ السِّوارُ من الذَّبْلِ وقال كراع الرَّسْوَةُ الدَّسْتِينَجُ وجمعهُ رَسَوات ولا يُكَسَّر وقيل الرِّسْوَةُ السِّوارُ إذا كان من خَرَزٍ فهو رَسْوةٌ الجوهري الرَّسْوَةُ شيء من خَرَزٍ يُنْظَمُ ابن الأَعرابي الرِّسيُّ الثابت في الخير والشر والرَّسِيُّ العمود الثابتُ في وسَط الخِباءِ الجوهري تَمْرةٌ نِرْسِيانةٌ بكسر النون لضرب من التَّمْرِ

رشا
الرَّشْوُ فِعْلُ الرَّشْوَةِ يقال رَشَوْتُه والمُراشاةُ المُحاباةُ ابن سيده الرَّشْوَةُ والرُّشْوَةُ والرِّشْوَةُ معروفة الجُعْلُ والجمع رُشىً ورِشىً قال سيبويه من العرب من يقول رُشْوَةٌ ورُشىً ومنهم من يقول رِشْوَةٌ ورِشىً والأَصل رُشىً وأَكثر العرب يقول رِشىً ورَشاه يَرْشُوه رَشْواً أَعطاه الرَّشْوَةَ وقد رَشا رَشْوَةَ وارْتَشى منه رَشْوةً إذا أَخذَها وراشاهُ حاباه وتَرَشَّاه لايَنَهُ وراشاه إذا ظاهرهَ قال أَبو العباس الرُّشْوَةُ مأْخوذة من رَشا الفَرْخُ إذا مدَّ رأْسَه إلى أُمِّه لتَزُقَّه أَبو عبيد الرَّشا من أَولاد الظِّباء الذي قد تحرَّك وتمشَّى والرِّشاءُ رَسَنُ الدَّلوِ والرَّائِشُ الذي يُسْدي بين الرَّاشي والمُرْتَشي وفي الحديث لعَنَ اللهُ الرَّاشِيَ والمُرْتَشِيَ والرَّائِشَ قال ابن الأَثير الرَّشْوَةُ والرُّشْوَةُ الوُصْلَةُ إلى الحاجة بالمُصانعة وأَصله من الرِّشاءِ الذي يُتَوَصَّلُ به إلى الماء فالرَّاشي من يُعطي الذي يُعينُه على الباطل والمُرْتَشي الآخذُ والرَّائش الذي يسعى بينهما يَسْتَزيد لهذا ويَسْتَنْقِصُ لهذا فأَما ما يُعطى توصُّلاً إلى أَخذِ حَقٍّ أَو دفعِِ ظلمٍ فغيرُ داخِلٍ فيه وروي أَن ابن مسعود أُخِذَ بأَرضِ الحَبَشة في شيء فأَعْطى دينارين حتى خُلِّيَ سبيلُه وروي عن جماعة من أَئمة التابعين قالوا لا بأْس أَن يُصانعَ الرجلُ عن نفسهِ ومالهِ إذا خافَ الظُّلْمَ والرِّشاءُ الحبْلُ والجمع أَرْشِيَةٌ قال ابن سيده وإنما حملناه على الواو لأَنه يُوصَلُ به إلى الماء كما يوصَلُ بالرُّشْوَةِ إلى ما يُطلَبُ من الأَشياء قال اللحياني ومن كلام المؤَخِّذات للرجال أَخَّذْتُه بدُبَّاء مُمَّلاٍ من الماءِ مُعَلَّقٍ بتِرْشاء قال التِّرْشاءُ الحبل لا يُسْتَعمَلُ هكذا إلا في هذه الأُخْذةِ وأَرْشى الدَّلْوَ جعل لها رِشاءَ أي حَبْلاً والرِِّشاءُ من منازل القمر وهو على التشبيه بالحبل الجوهري الرِّشاءُ كواكبُ كثيرة صغارٌ على صورة السَّمَكة يقال لها بطنُ الحُوت وفي سُرَّتِها كوكَبٌ نَيِّرٌ يِنزِلُه القمر وأَرْشِيَةُ الحنظلِ واليقطينِ خُيوطه وقد أَرْشَت الشجرةُ وأَرْشى الحنظلُ إذا امْتَدَّتْ أَغصانُه قال الأَصمعي إذا امْتَدَّتْ أََغصانُ الحَنظل قيل قد أَرْشَتْ أَي صارت كالأَرْشِيَة وهي الحِبال أَبو عمرو اسْتَرْشى ما في الضَّرْع واسْتَوْشى ما فيه إذا أخرجه واسْتَرْشى في حكمه طلب الرَّشْوَة عليه واسْتَرْشى الفصيلُ إذا طلب الرِّضاع وقد أَرْشَيْتُه إرْشاءً ابن الأعرابي أَرْشى الرجلُ إذا حكَّ خَوْرانَ الفصيل ليعدُوَ ويقال للفصيل الرَّشيُّ والرَّشاةُ نَبْتٌ يُشْرَب للْمَشِيِّ وقال كراع الرَّشاةُ عُشبةٌ نحوُ القَرْنُوَةِ وجمعها رَشاً قال ابن سيده وحملْنا الرَّشيّ على الواو لوجود ر ش و وعدم ر ش ي

رصا
ابن الأَعرابي رَصاه إذا أَحكمَهُ ورَصاهُ إذا نَواهُ للصومِ والله أَعلم

( رضي ) الرِّضا مقصورٌ ضدُّ السَّخَطِ وفي حديث الدعاء اللهم إني أَعوذُ برضاكَ من سَخَطِكَ وبمُعافاتِكَ من عُقوبَتِكَ وأَعوذُ بك منك لا أُحْصي ثَناءً عليك أَنت كما أَثْنَيْتَ على نفسك وفي رواية بَدأَ بالمُعافاة ثم بالرّضا قال ابن الأَثير إنما ابتدأَ بالمُعافاة من العقوبة لأَنها من صفات الأَفعال كالإماتة والإحياء والرِّضا والسَّخَطُ من صفات القلب وصفاتُ الأَفعال أَدْنى رُتبةً من صفات الذات فبدأَ بالأَدْنى مُتَرَقِّياً إلى الأَعلى ثم لمَّا ازداد يقيناً وارْتَقى تَرَكَ الصفاتِ وقَصَر نظره على الذات فقال أَعوذ بك منك ثم لمَّا ازداد قرباً اسْتَحيْا معه من الاسْتِعاذة على بساط القُرْب فالْتَجأَ إلى الثَّناءِ فقال لا أُحْصي ثَناءً عليك ثم علم أَن ذلك قُصورٌ فقال أَنت كما أَثْنَيْت على نفسِك قال وأَما على الرواية الأُولى فإنما قدم الاستعاذة بالرِّضا على السَّخَط لأََن المُعافاة من العُقوبة تحصل بحصول الرضا وإنما ذكرها لأَن دلالة الأُولى عليها دلالة تضمن فأَراد أن يدل عليها دلالة مطابقة فكنى عنها أَولاً ثم صرح بها ثانياً ولأَن الراضِيَ قد يعاقِب للمصلحة أَو لاستيفاء حقِّ الغير وتثنية الرِّضا رِضَوانِ ورِضَيانِ الأُولى على الأَصل والأُخرى على المُعاقبة وكأَن هذا إنما ثُنِّيَ على إرادة الجنس الجوهري وسمع الكسائي رِضَوانِ وحِمَوانِ في تثنية الرِّضا والحِمى قال والوجه حِمَيان ورِضَيان فمن العرب من يقولهما بالياء على الأَصل والواو أَكثر وقد رَضِيَ يَرْضى رِضاً ورُضاً ورِضْواناً ورُضْواناً الأَخيرة عن سيبويه ونَظَّرهَ بشُكْران ورُجْحانٍ ومَرْضاةً فهو راضٍ من قوم رُضاةٍ ورَضِيٌّ من قوم أَرْضياءَ ورُضاةٍ الأَخيرة عن اللحياني قال ابن سيده وهي نادرة أَعني تكسير رَضِيٍّ على رُضاةٍ قال وعندي أنه جمع راضٍ لا غير ورَضٍ من قوم رَضِينَ عن اللحياني قال سيبويه وقالوا رَضْيُوا كما قالوا غَزْيا أَسكن العينَ ولو كسرها لحذفَ لأَنه لا يَلْتَقي ساكنان حيث كانت لا تدخلها الضمة وقبلها كسرة وراعَوْا كسرة الضاد في الأَصل فلذلك أَقروها ياء وهي مع ذلك كله نادرة ورَضيتُ عنك وعَلَيْكَ رِضىً مقصورٌ مصدرٌ مَحْضٌ والاسمُ الرِّضاءُ ممدودٌ عن الأَخفش قال القُحَيْفُ العُقَيْلي إذا رَضِيَتْ عَليَّ بَنو قُشَيْرٍ لَعَمْرُ اللهِ أَعْجَبَني رِضاها ولا تَنْبو سُيوفُ بَني قُشَيْرٍ ولا تَمْضي الأَسِنَّةُ في صَفاها عدّاه بعَلى لأَنَّه إذا رَضِيَتْ عنه أَحَبَّتْه وأَقْبَلَت عليه فذلك اسْتَعْمل على بمعنى عَنْ قال ابن جني وكان أَبو عَلِيٍّ يستحسن قول الكسائي في هذا لأَنه لمَّا كان رَضيتُ ضِدَّ سَخِطْت عَدَّى رَضيتُ بعَلى حملاً للشيء على نقيضه كما يُحْمَلُ على نَظيره قال وقد سلك سيبويه هذه الطريق في المصادر كثيراً فقال قالوا كذا كما قالوا كذا وأَحدُهما ضدُّ الآخرَ وقوله عز وجل رَضِيَ اللهُ عنهم ورضوا عنه تأْويله أَنَّ الله تعالى رَضِيَ عَنْهُم أَفْعالَهم ورضوا عنه ما جازاهم به وأَرْضاهُ أَعْطاهُ ما يَرْضى به وتَرَضّاهُ طَلَب رِضاه قال إذا العَجوزُ غَضِبَتْ فَطَلِّقِ ولا تَرَضّاها ولا تَمَلَّقِ أَثبت الأَلف من تَرَضّاها في موضع الجزم تشبيهاً بالياء في قوله أَلَمْ يَأْتيكَ والأَنْباءُ تَنْمي بما لاقَتْ لَبونُ بَني زِيادِ ؟ قال ابن سيده وإنما فَعَلَ ذلك لَئلاَّ يقول تَرَضَّها فيلْحَقَ الجُزْءَ خَبْنٌ على أَنَّ بعضهم قد رَواه على الوجه الأَعْرَف ولا تَرَضَّها ولا تَمَلَّقِ على احتمال الخَبْن والرَّضِيُّ المَرْضِيُّ ابن الأَعرابي الرَّضِيُّ المُطيعُ والرَّضِيُّ الضّامِنُ ورَضيتُ الشيءَ وارْتَضَيْتُه فهو مَرْضيٌّ وقد قالوا مَرْضُوٌّ فجاؤوا به على الأَصْل ابن سيده ورَضِيَهُ لذلك الأَمْر فهو مَرْضُوٌّ ومَرْضِيٌّ وارْتَضاه رآه لَهُ أَهْلاً ورجلٌ رِضىً من قَوْمٍ

رضى
ً قُنْعانٌ مَرْضِيٌّ وصَفوا بالمَصْدر قال زهير هُمُ بَيْنَنا فَهُمْ رِضىً وهُمُ عَدْلُ وصَفَ بالمصدر الذي في مَعْنى مَفْعول كما وُصِفَ بالمَصْدر الذي في مَعْنى فاعِلٍ في عَدْلٍ وخَصْمٍ الصحاح الرِّضْوانُ الرِّضا وكذلك الرُّضْوانُ بالضم والمَرْضاةُ مثلهُ غَيره المَرْضاةُ والرِّضْوان مصدران والقُرّاء كلهم قَرَؤُوا الرِّضْوانَ بكسر الراء إلاَّ ما رُوِي عن عاصم أَنه قرأَ رُضْوان ويقال هو مَرْضِيٌّ ومنهم من يقول مَرْضُوٌّ لأَن الرِّضا في الأَصل من بنات الواو وقيل في عيشَةٍ راضِيَة أَي مَرْضِيَّة أَي ذات رضىً كقولهم هَمٌّ ناصِبٌ ويقال رُضِيَتْ مَعيشَتهُ على ما لم يُسَمَّ فاعلهُ ولا يقال رَضِيَتْ ويقال رَضيتُ به صاحِباً وربما قالوا رَضيتُ علَيْه في معنَى رَضِيتُ به وعنه وأَرْضَيْتُه عَنِّي ورَضَّيْته بالتشديد أَيضاً فَرَضي وتَرَضَّيته أَي أَرْضَيْته بعد جَهْدٍ واستَرْضَيْتُه فأَرْضاني وراضاني مُراضاةً ورِضاءً فَرَضَوْتُه أَرْضوهُ بالضم إذا غَلَبْتَه فيه لأَنه من الواو وفي المحكم فرضَوْتُه كنت أَشدَّ رِضاً منه ولا يُمَدُّ الرضا إلا على ذلك قال الجوهري وإنما قالوا رَضيتُ عنه رِضاً وإن كان من الواو كما قالوا شَبِعَ شِبَعاً وقالوا رَضِيَ لِمكان الكسر وحَقُّه رَضُوَ قال أَبو منصور إذا جعلت الرِّضى بمعنى المُراضاةِ فهو ممدود وإذا جعلته مصدَرَ رَضِي يَرْضَى رِضىً فهو مقصور قال سيبويه وقالوا عيشَة راضِيةَ على النَّسب أَي ذات رِضاً ورَضْوى جَبَل بالمَدينة والنِّسْبة إليه رَضَوي قال ابن سيده ورَضْوى اسم جبل بعينه وبه سميت المرأَةُ قال ولا أَحمله على باب تَقْوَى لأَنه ليس في الكلام ر ض ي فيكون هذا محمولاً عليه التهذيب ورَضْوى اسم امرأَة قال الأَخطل عفَا واسِطٌ مِنْ آلِ رَضْوى فَنَبْتَلُ فَمُجْتَمَعُ المَجْرَيْنِ فالصَّبْرُ أَجْمَلُ ومن أَسماء النساء رُضَيّا بوزن الثُّرَيّا وتكبيرهما رَضْوى وثَرْوى ورَضْوى فَرَس سعد بن شجاع والله أَعلم

رطا
الأَرْطَى شجر من شجر الرَّمْل وهو أَفْعَلُ من وجْهٍ وفَعْلى من وجْه لأَنهم يقولون أَديمٌ مأْروط إذا دُبِغَ بوَرَقِه ويقولون أَديمٌ مَرْطِيٌّ والواحدة أَرْطاة ولُحوقُ تاء التأْنيثِ فيه يدلُّ على أَن الأَلف فيه ليست للتأْنيث وإنما هي للإلحاق أَو بُنِيَ الاسمُ عليها وقال الشاعر يصف ذئباً لمَّا رأَى أَنْ لا دَعَهْ ولا شِبَعْ مالَ إلى أَرْطاةِ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ وأَرْطَتِ الأَرض أَنْبَتَتِ الأَرْطى والرَّواطي رِمالٌ تُنْبِتُ الأَرْطى قال رؤبة أَبْيَض مُنْهالاً منَ الرَّواطِي وروي مُنْهَلاًّ مِن الرَّواطي وفُسِّرَ على هذه الرواية فقيل الرَّواطي كُثْبانٌ حُمْر والأَوَّلُ أَصحُّ وأَديم مَرطِيٌّ مدبوغ بالأَرْطى والرَّاطِيَة والرَّواطِي موضع من شِقِّ بني سَعْدٍ قيل بني سَعْد البحرين قال العجاج في دفِّ يَبْنِينَ مِن الرَّواطي الجوهري وراطيةُ اسمُ موضع وكذلك أُراطٌ وهو في شعر عمرو بن كُلْثوم ونحنُ الحابِسونَ بذِي أُراطٍ تَسَفُّ الجلَّةُ الخُورُ الدَّرينا
( * رواية المعلقة بذي أُراطى )
ورَطاها رَطْواً نكَحَها وقد تقدم في الهمز والرَّواطي مواضع معروفة

( رعي ) الرَّعْيُ مصدر رَعَى الكَلأَ ونحوَه يَرْعى رَعْياً والراعِي يَرْعى الماشيةَ أَي يَحوطُها ويحفظُها والماشيةُ تَرْعى أَي ترتفع وتأْكل وراعي الماشيةِ حافظُها صفةٌ غالبة غلَبةَ الاسم والجمع رُعاةٌ مثل قاضٍ وقُضاةٍ ورِعاءٌ مثل جائعٍ وجِياعٍ ورُعْيانٌ مثل شابٍّ وشُبَّانٍ كسَّروه تكسير الأَسماء كَحاجِرٍ وحُجْرانٍ لأَنها صفة غالبة وليس في الكلام اسم على فاعل يَعْتَوِرُ عليه فُعَلَة وفِعالٌ إلا هذا وقولهم آسٍ وأُساةٌ وإساءٌ وفي حديث الإيمان حتى تَرى رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطاوَلُون في البُنْيان وفي حديث عمر كأَنه راعِي غَنَمٍ أَي في الجَفَاء والبَذاذةِ وفي حديث دُرَيْدٍ قال يوم حُنَيْنٍ لمالك بن عوف إنما هو راعِي ضأْنٍ ما لَه وللحربِ كأَنه يَسْتَجْهله ويُقَصِّر به عن رُتْبةِ من يَقُودُ الجُيوشَ ويَسُوسُها وأَما قول ثعلبة بن عُبَيْدٍ العَدَوِيِّ في صفة نخل تَبِيتُ رُعاها لا تَخافُ نِزاعَها وإن لم تُقَيَّدْ بالقُيودِ وبالأُبض فإن أَبا حنيفة ذهب إلى أَنَّ رُعىً جمعُ رُعاةٍ لأَن رُعاةً وإن كان جمعاً فإن لفظه الواحد فصار كمَهُاةٍ ومُهىً إلا أَن مُهاةً واحد وهو ماءُ الفحل في رَحِم الناقة ورُعاة جمع وأَما قول أُحَيْحَة وتُصْبِحُ حيثُ يَبِيتُ الرِّعاء وإنْ ضَيَّعوها وإنْ أَهْمَلُوا إنما عنى بالرِّعاء هنا حَفَظَة النَّخْل لأَنه إنما هو في صفة النَّخِيل يقول تُصْبح النخلُ في أَماكنها لا تَنْتَشِر كما تنتشر الإبل المُهْمَلة والرَّعِيَّة الماشيةُ الراعيةُ أَو المَرْعِيَّة قال ثُمَّ مُطِرْنَا مَطْرَةً رَوِيَّهْ فنَبَتَ البَقْلُ ولا رَعِيَّهْ وفي التنزيل حتى يُصْدِرَ الرِّعاءُ جمع الراعي قال الأَزهري وأَكثر ما يقال رُعاةٌ للوُلاةِ والرُّعْىانُ لراعِي الغَنَمِ ويقال للنَّعَم هي تَرْعَى وتَرْتَعِي وقرأَ بعض القُرَّاء أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً نَرْتَعي
( * قوله « نرتعي » كذا بالأصل والتهذيب بإثبات الياء بعد العين وهي قراءة قنبل وقفاً ووصلاً كما في الخطيب المفسر ) ونَلْعَبْ وهو نَفْتَعِلُ من الرَّعْيِ وقيل معنى نَرْتَعي أَي يَرْعَى بعضُنا بعضاً وفلان يَرْعَى عَلَى أَبِيه أَي يَرْعَى غَنَمَه الفراء يقال إنَّه لَتِرْعِيَّةُ مالٍ
( * قوله « إنه لترعية مال » حاصل لغاتها إنها مثلثة الأول مع تشديد الياء المثناة التحتية وتخفيفها كما في القاموس ) إذا كان يَصْلُح المالُ على يَدِهِ ويُجِىدُ رِعْيةَ الإبِل قال ابن سيده رجلٌ تَرعيَّةٌ وتِرْعِيٌّ بغير هاء نادرٌ قال تأَبط شرّاً ولَسْت بِتِرْعِيّ طَوِيلٍ عَشَاؤُه يُؤَنِّفُها مُسْتَأَنَفَ النَّبْتِ مُبْهِل وكذلك تَرْعِيّة وتُرْعِيَّة مشددة الياء وتِرْعايَة وتُرْعَايَةٌ بهذا المعنى صِناعتُه وصِنَاعة آبائِهِ الرِّعَايَة وهو مثال لم يذكره سيبويه والتِّرْعِيَّة الحَسَن الالْتِماسِ والارْتِيادِ لِلْكَلإ للماشية وأَنشد الأََزهري للفراء ودَار حِفاظٍ قَدْ نَزَلْنَا وغَيرُها أَحبُّ إلى التِّرْعِيَّةِ الشَّنَآنِ قال ابن بري ومنه قول حكيم بن مُعَيَّة يَتْبَعُها تِرْعِيَّةٌ فيه خَضَعْ في كَفِّة زَيْعٌ وفي الرُّسْغِ فَدَعْ والرِّعَايَةُ حِرْفةُ الرَّاعِي والمَسُوسُ مَرْعِيٌّ قال أَبو قيس بن الأَسْلَت لَيس قَطاً مثلَ قُطَيٍّ ولا الْ رْعِيٌّ في الأَقْوامِ كالرَّاعِي وَرَعتِ الماشِيةُ تَرْعَى رَعْياً ورِعايَةً وارْتَعَتْ وتَرَعَّتْ قال كثير عزة وما أُمُّ خِشْفٍ تَرَعَّى به أَراكاً عَمِيماً ودَوْحاً ظَلِيلا ورَعاها وأَرْعاها يقال أَرْعَى اللهُ المَواشِيَ إذا أَنْبَتَ لها ما تَرْعاه وفي التنزيل العزيز كُلُوا وارْعَوْا أَنْعامَكُم وقال الشاعر كأَنَّها ظَبْيةٌ تَعْطُو إلى فَنَنٍ تأْكُلُ مِنْ طَيِّبٍ واللهُ يُرْعِيها أَي يُنْبِتُ لها ما تَرْعَى والاسمُ الرِّعْية عن اللحياني وأَرْعاهُ المكانَ جعلَهَ له مَرْعىً قال القُطامي فَمَنْ يَكُ أَرْعاهُ الحِمَى أَخَواتُه فَما ليَ مِنْ أُخْتٍ عَوانٍ ولا بِكْرِ وإبِلٌ راعِيةٌ والجمع الرَّواعِي ورَعَى البعِيرُ الكلأَ بنَفْسِه رَعْىاً وارْتَعَى مثلُه وأَنشد ابن بري شاهداً عليه كالظَّبْيةِ البِكْرِ الفَرِيدةِ تَرْتَعِي في أَرْضِها وفَراتِها وعِهادَها خَضَبَتْ لها عُقَدُ البِراقِ جَبِينَها من عَرْكِها عَلَجانَها وعَرادَها والرِّعْي بكسر الراء الكَلأُ نَفْسُه والجمع أَرْعاءٌ والمَرْعَى كالرَّعْيِ وفي التنزيل والذي أَخْرَجَ المَرْعَى وفي المثل مَرْعىً ولا كالسَّعْدانِ قال ابن سيده وقول أَبي العِيالِ أَفُطَيْم هل تَدْرِينَ كَمْ مِنْ مَتْلَفٍ جاوَزْتُ لا مرْعىً ولا مَسْكُونِ ؟ عندي أَن المَرْعَى ههنا في موضع المَرْعِيَّ لمقابلته إياه بقوله ولا مَسْكون قال وقد يكون المَرْعَى الرِّعْيَ أَي ذُو رِعْيٍ قال الأَزهري أَفادني المُنْذِرِيُّ يقال لا تَقْتَنِ فَتاةً ولا مَرْعاة فإنَّ لكُلٍّ بُغاةً يقول المَرْعَى حيث كان يُطْلَبُ والفَتاةُ حيثما كانت تُخْطَبُ لكلِّ فتاةٍ خاطِب ولكلِّ مَرْعىً طالب قال وأَنشدني محمد بن إسحق ولَنْ تُعايِنَ مَرْعىً ناضِراً أُنُفاً إلاَّ وجَدْتَ به آثارَ مأْكُولِ وأَرْعَتِ الأَرضُ كثُر رِعْيُها والرَّعايا والرَّعاوِيَّةُ الماشية المَرْعِيَّة تكون للسوقة والسلطان والأَرْعاوِيَّةُ للسلطان خاصة وهي التي عليها وُسومُه ورُسومُه والرَّعاوَى والرُّعاوَى بفتح الراء وضمها الإبل التي تَرْعَى حَوالَى القومِ وديارِهم لأنها الإبل التي يُعْتَمَلُ عليها قالت امرأَة من العرب تُعاتب زوجَها تَمَشَّشْتَني حتى إذا ما تَرَكْتَنِي كنِضْوِ الرَّعاوَى قلتَ إنِّي ذَاهِبُ قال شمر لم أَسمع الرَّعاوَى بهذا المعنى إلاّ ههنا وقال أَبو عمرو الأُرْعُوَّة بلغة أَزْدِ شَنُوأَة نِيرُ الفَدَّان يُحْتَرَثُ بها والراعِي الواليِ والرِّعِيَّة العامَّة ورَعَى الأَمِيرُ رَعِيَّته رِعايةً ورَعَيْتُ الإبلَ أَرْعاها رَعْياً ورَعاه يَرْعاه رَعْياً ورِعايَةً حَفِظَه وكلّ مَنْ وَلِيَ أَمرَ قومٍ فهو راعِيهم وهُم رَعِيَّته فعيلة بمعنى مفعول وقد اسْترعاهُ إيَّاهم اسْتَحْفَظه وإسْتَرْعَيْته الشيءَ فَرَعاه وفي المثل مَن اسْت

رعى
الذئْبَ فقد ظَلَمَ أَي مَنِ ائتَمَنَ خائناً فقد وضع الأَمانة في غيرِ موْضِعِها ورَعى النُّجُوم رَعْياً وراعاها راقَبَها وانْتَظَر مَغِيبَها قالت الخنساء أَرْعى النُّجوم وما كُلِّفْت رِعْيَتَها وتارةً أَتَغَشَّى فَضْلَ أَطْمارِي وراعَى أَمرهَ حَفِظَه وتَرَقَّبَه والمُراعاة المُناظَرة والمُراقَبَة يقال راعَيْتُ فلاناً مراعاةً ورِعاءً إذا راقَبْتَه وتأَمَّلْت فِعْلَه وراعَيْتُ الأَمرَ نَظَرْت إلامَ يصير وراعَيْته لاحَظته وراعَيْته من مُراعاةِ الحُقوق ويقال رَعَيْتُ عليه حُرْمَتَه رِعايَةً وفلانُ يُراعي أَمرَ فُلانٍ أَي ينظر إلى ما يصير إليه أَمره وأَرْعى عليه أَبْقى قال أَبو دَهْبَل أَنشده أَبو عمرو بن العلاء إن كان هذا السِّحْرُ منكِ فلا تُرْعي عَليَّ وجَدَّدِي سِحْرا والإرْعاءُ الإبْقاء على أَخيكَ قال ذو الإصْبَع بَغى بعضُهُمُ بَعْضاً فلم يُرْعُوا على بَعْضِ والرُّعْوى اسم من الإرْعاء وهو الإبْقاءُ ومنه قول ابن قيس إن تكن للإله في هذه الأُمْ مَةِ رُعْوى يعُدْ إليك النَّعيمُ وأَرْعِني سَمْعَكَ وراعِني سمعكَ أَي اسْتَمِعْ إليّ وأَرْعى إليه اسْتَمَع وأَرْعَيْت فُلاناً سَمْعي إذا اسْتَمَعْت إلى ما يقولُ وأَصْغَيْت إليه ويقال فلان لا يُرْعِي إلى قَوْلِ أَحدٍ أَي لا يلتفِتُ إلى أَحد وقوله تعالى يا أَيها الذين آمنوا لا تقولوا راعِنا وقولوا انْظُرْنا قال الفراء هو من الإرْعاءِ والمُراعاةِ وقال الأَخفش هو فاعِلْنا من المُراعاة على معنى أَرْعِنا سَمْعَك ولكن الياء ذَهَبَتْ للأَمْر وقرئ راعِناً بالتنوين على إعْمال القولِ فيه كأَنه قال لا تقولوا حُمْقاً ولا تقولوا هُجْراً وهو من الرُّعونَةِ وقد تقدم وقال أَبو إسحق قيل فيه ثلاثة أَقوال قال بعضهم معناه أَرْعِنا سَمْعَك وقيل أَرْعِنا سَمْعَك حتى نُفْهِمَك وتَفْهَمَ عَنَّا قال وهي قراءة أَهل المدينة ويُصَدِّقُها قراءة أُبَيِّ بنِ كعب لا تقولوا راعونا والعرب تقول أَرْعِنا سَمْعك وراعنا سَمْعَك وقد مَرَّ معنى ما أَراد القومُ يقول راعِنا في تَرْجَمة رَعَنَ وقيل كان المسلمون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم راعِنا وكانت اليهود تَسابُّ بهذه الكلمة بينها وكانوا يسُبُّون النبي عليه السلام في نُفوسِهِم فلما سَمِعوا هذه الكلمة اغتنموا أَن يظهروا سبّه بلفظ يُسمع ولا يلحقهم في ظاهره شيء فأَظهر الله النبيَّ صلى الله عليه وسلم والمسلمين على ذلك ونَهَى عن الكلمة وقال قوم راعِنا من المُراعاة والمُكافأَةِ وأُمِرُوا أَن يخاطِبوا النبي صلى الله عليه وسلم بالتعزير والتَّوْقير أَي لا تقولوا راعِنا أَي كافِئْنا في المَقال كما يقول بعضهم لبعض وفي مصحف ابن مسعود رضي الله عنه راعُونا ورَعى عَهْدَه وحَقَّه حَفِظَه والاسم من كل ذلك الرَّعْيا والرَّعْوى قال ابن سيده وأُرى ثعلباً حكى الرُّعوى بضم الراء وبالواو وهو مما قلبت ياؤه واواً للتصريف وتعويض الواو من كثرة دخول الياء عليها وللفرق أَيضاً بين الاسم والصفة وكذلك ما كان مثله كالَبقْوى والفَتْوى والتَّقْوى والشِّرْوى والثَّنْوى والبَقْوى والبَقْيا اسمان يوضعان موضع الإبْقاء والرَّعْوى والرَّعْيا من رِعايةِ الحِفاظِ ويقال ارْعَوى فلان عن الجهل يَرْعوي ارْعِواءً حَسَناً ورَعْوى حَسَنةً وهو نُزُوعُه وحُسْنُ رُجوعهِ قال ابن سيده الرَّعْوى والرَّعْيا النزوع عن الجهل وحسنُ الرجوعِ عنه وارْعَوى يَرْعَوي أَي كفَّ عن الأُمور وفي الحديث شَرُّ الناسِ رجلٌ يقرأُ كتابَ اللهِ لا يَرْعَوي إلى شَيءٍ منه أَي لا ينكفُّ ولا ينزجر من رعا يَرْعُو إذا كفَّ عن الأُمور ويقال فلان حسن الرَّعْوةَ والرِّعْوة والرُّعْوة والرُّعوى والارْعواء وقد ارْعَوى عن القبيح وتقديره افْعَوَلَ ووزنه افْعَلَل وإنما لم يُدْغَمْ لسكون الياء والاسم الرُّعْيا بالضم والرَّعْوى بالفتح مثل البُقْيا والبَقْوى وفي حديث ابن عباس إذا كانت عندك شهادة فسُئِلْت عنها فأَخْبِرْ بها ولا تقُلْ حتى آتِيَ الأَمير لعله يرجع أَو يَرْعَوي قال أَبو عبيد الارْعواءُ النَّدَم على الشيء والانصراف عنه والتركُ له وأَنشد إذا قُلْتُ عن طُول التَّنائي قد ارْعَوى أَبى حُبُّها إلا بَقاءً على هَجْرِ قال الأَزهري ارْعَوى جاء نادراً قال ولا أَعلم في المعتلات مثله كأَنهم بنوه على الرَّعْوى وهو الإبْقاءُ وفي الحديث إلاَّ إرْعاءً عليه أَي إبْقاءً ورِفْقاً يقال أَرْعَيْتُ عليه من المُراعاةِ والمُلاحظةِ قال الأَزهري وللرَّعْوى ثلاثةُ مَعانٍ أَحدها الرَّعْوى اسمٌ من الإبْقاء والرَّعْوى رِعاية الحِفاظِ للعهد والرَّعْوى حسنُ المُراجَعةِ والنُّزوع عن الجَهْلِ وقال شمر تكون المُراعاة من الرَّعْيِ مع آخَرَ يقال هذه إبِلٌ تُراعِي الوَحْشَ أَي تَرْعى معها ويقال الحِمارُ يُراعي الحُمُر أَي يَرْعى معها قال أَبو ذُؤَيب من وَحشِ حَوضَى يُراعى الصَّيْدَ مُنْتَبِذاً كأَنَّه كوْكَبٌ في الجَوِّ مُنْجَرِدُ والمُراعاةُ المحافَظة والإبْقاءُ على الشيءِ والإرْعاء الإبْقاء قال أَبو سعيد يقال أَمْرُ كذا أَرْفَقُ بِي وأَرْعى عليَّ ويقال أَرْعَيْت عليه إذا أَبْقَيْت عليه ورحِمتْه وفي الحديث نِساءُ قُرَيْشٍ خيرُ نِساءٍ أَحْناهُ على طِفْلٍ في صِغَرِه وأَرْعاهُ على زوجٍ في ذاتِ يدهِ هو من المُراعاةِ الحِفْظِ والرِّفْقِ وتَخْفِيفِ الكُلَفِ والأَثْقالِ عنه وذاتُ يدهِ كِنايةٌ عما يَمْلِكُ من مالٍ وغيرهِ وفي حديث عمر رضي الله عنه لا يُعْطى من الغَنائِمِ شيءٌ حتى تُقْسَم إلا لِراعٍ أَو دليلٍ الراعي هنا عَيْنُ القوم على العدوِّ من الرِّعايَةِ الحِفْظِ وفي حديث لقمان بن عادٍ إذا رَعى القومُ غَفَلَ يريد إذا تَحافَظَ القومُ لشيءٍ يخافُونَه غَفَلَ ولم يَرْعَهُم وفي الحديث كُلُّكُمْ راعٍ وكلُّكُم مسؤول عن رعيَّتهِ أَي حافِظٌ مؤْتَمَنٌ والرَّعِيَّةُ كل من شَمِلَه حِفْظُ الراعي ونَظَرهُ وقول عمر رضي الله عنه ورِّعِ اللِّصَّ ولا تُراعِهْ فسره ثعلب فقال معناه كُفَّه أن يأْخُذَ مَتاعَك ولا تُشْهِدْ عليه ويروى عن ابن سيرين أَنه قال ما كانوا يُمْسِكون عن اللِّصِّ إذا دخل دارَ أَحدِهم تأَثُّماً والراعِيَةُ مُقَدِّمَةُ الشَّيْبِ يقال رأَى فلانٌ راعِيَةَ الشَّيْبِ ورواعي الشيب أَوَّلُ ما يَظْهَرُ منه والرِّعْيُ أَرْضٌ فيها حجارة ناتِئَةٌ تمنع اللُّؤْمَة أَن تَجْري وراعِية الأَرضِ ضَرْبٌ من الجَنادِب والراعي لقب عُبْيدِ لله ابن الحُصَيْن النُّمَيْري الشاعر

رغا
الرُّغاءُ صَوتُ ذواتِ الخُفِّ وفي الحديث لا يأْتي أَحدُكُم يومَ القيامةِ ببعيرٍ له رُغاءٌ الرُّغاءُ صوتُ الإبلِ رغا البعيرُ والناقة تَرْغُو رُغاءً صوَّتت فضَجَّت وقد قيل ذلك للضِّباع والنَّعام وناقة رَغُوٌّ على فعول أَي كثيرة الرُّغاءِ وفي حديث المُغيرة مَلِيلَة الإرْغاءِ أَي مَمْلولة الصوتِ يَصِفُها بكَثْرة الكلام ورفع الصوت حتى تُضْجِرَ السامعين شبَّه صوتَها بالرُّغاء أَو أَراد إزْباد شِدْقيْها لكثرة كلامها من الرَّغوة الزُّبْدِ وفي المثل كَفى بِرُغائِها مُنادياً أَي أَن رُغاءَ بعيرهِ يقومُ مَقامَ نِدائهِ في التَّعَرُّض للضِّيافة والقِرى وسَمُعْتُ راغيَ الإبل أَي أَصواتَها وأَرْغى فلانٌ بعيرَه وذلك إذا حمله على أَن يَرْغُوَ ليلاً فيُضافَ وأَرْغَيْتُه أَنا حملتُه على الرُّغاء قال سَبْرة بنُ عَمْرو الفَقْعَسي أَتَبْغي آلُ شَدَّادٍ علينا وما يُرْغى لِشَدَّادٍ فَصيلُ يقول هم أَشِحَّاء لا يُفَرِّقون بين الفصيل وأُمّه بنحر ولا هبة وقد يُرْغي صاحبُ الإبل إبلَه ليَسْمَعَ ابن السبيل بالليل رُغاءَها فيَميلَ إليها قال ابن فَسْوة يصف إبلاً طِوال الذُّرى ما يَلْعَنُ الضَّيْفُ أَهْلَها إذا هو أَرْغى وسْطَها بَعْدما يَسْري أَي يُرْغي ناقَتَه في ناحِية هذه الإبل وفي حديث الإفك وقد أَرْغى الناسُ للرَّحيل أَي حملوا رواحِلَهُم على الرُّغاءِ وهذا دأْبُ الإبل عند رفع الأَحْمالِ عليها ومنه حديث أَبي رَجاءٍ لا يكون الرجل مُتَّقِياً حتي يكون أَذلَّ من قَعُودٍ كلُّ من أَتى إليه أَرْغاه أي قَهَره وأَذلَّه لأَن البعير لا يَرْغُو إلا عن ذُلٍّ واسْتِكانة وإنما خصَّ القَعودَ لأَن الفَتِيَّ من الإبل يكون كثير الرُّغاءِ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه فسَمِعَ الرَّغْوَةَ خلْفَ ظَهْرهِ فقال هذه رَغْوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجَدْعاءِ الرَّغْوةُ بالفتح المَرَّة من الرُّغاءِ وبالضم الاسم كالغَرْفةِ والغُرْفة وتَراغَوْا إذا رَغا واحدٌ ههُنا وواحد ههنا وفي الحديث إنهم والله تَراغَوْا عليه فقتلُوه أَي تَصايَحُوا وتَداعَوْا على قتلهِ وما له ثاغِيَة ولا راغِيةَ أَي ما له شاة ولا ناقةٌ وقد تقدم في ثَغا وكذلك قولهم أَتيته فما أَثْغى ولا أَرْغى أَي لم يعط شاةً ولا ناقةً كما يقال رَغَّاهُ إذا أَغضبه وغَرَّاه إذا أَجبره ورَغا الصبيُّ رُغاءً وهوأَشدُّ ما يكون من بكائه ورَغا الضَّبُّ عن ابن الأَعرابي كذلك ورَغْوة اللبن ورُغوته ورُغاوتُه ورِغاوتُه ورُغايَته ورِغايَتُه كل ذلك رَبَدهُ والجمع رُغاً وارْتَغَيْتُ شربْتُ الرُّغْوة والاْرْتِغاء سَحْفُ الرَّغْوة واحْتِساؤها الكسائي هي رَغْوة اللبن ورُغْوتهُ ورِغْوته ورغاؤه ورِغايتهُ وزاد غيره رُغايَته قال ولم نسمع رُغاوَته أَبو زيد يقال للرَّغْوة رُغاوى وجمعها رَغاوى وارْتَغَى الرُّغْوة أَخذها واحتساها وفي المثل يُسِرُّ حَسْواً في ارْتِغاءٍ يُضرب لمن يُظهر أَمراً وهو يريد غيرهَ قال الشعبي لمن سأَله عن رجلٍ قبَّل أُمَّ امرأَته قال يُسِرُّ حسْواً في ارْْتِغاء وقد حرُمَت عليه امرأَته وفي التهذيب يُضرَب مثلاً لمن يُظهر طلَب القليل وهو يُسِرُّ أَخْذَ الكثير وأَمْسَت إبِلُكم تُنَشِّفُ وتُرَغِّي أَي تعلو أَلبانَها نُشافة ورَغْوة وهما واحد والمرْغاةُ شيءٌ يؤخذ به الرَّغُوة ورَغا اللبنُ ورَغَّى وأَرْغَى تَرْغِيةً صارت له رَغْوةٌ وأَزبد وإبلٌ مَراغٍ لأَلبانِها رَغْوة كثيرة وأَرْغى البائلُ صار لبْوله رَغْوة وقوله أَنشده ابن الأَعرابي من البِيضِ تُرْغِينا سِقاطَ حَديِثِها وتَنْكُدُنا لهْوَ الحديث المُمَتَّعِ
( * قوله « الممتع » كذا بالأصل بمثناة فوقية بعد الميم كالمحكم والذي في التهذيب والأساس الممنع بالنون وفسره فقال أي تستخرج منا الحديث الذي نمنعه إلا منها )
فسره فقال تُرْغِينا من الرَّغْوة كأَنها لا تُعْطِينا صريح حديثِها تَنْفَحُ لنا برَغْوتِه وما ليس بمَحْضٍ منه معناه أَي تُطْعِمُنا حديثاً قليلاً بمنزلة الرَّغْوة وتَنْكُدفنا لا تُعْطِينا إلا أَقَلَّه قال ولم أَسمع تُرْغي متعدياً إلى مفعول واحد ولا إلى مفعولين إلاَّ في هذا البيت ومن ذلك قولُهم كلامٌ مُرَغٍّ إذا لم يُفْصِحْ عن معناه ورُغْوةُ فرس مالك بن عَبْدة

رفا
رَفَوْتُه سَكَّنْته من الرُّعْب قال أَبو خِراشٍ الهذلي رَفَوْني وقالوا يا خُوَيْلِدُ لا تُرَعْ فقلتُ وأَنْكَرْت الوُجوهَ هُمُ هُمُ يقول سَكَّنُوني اعتَبرَ بمشاهدة الوجوه وجعلها دليلاً على ما في النفوس يريد رَفَؤُوني فأَلقى الهمزة وقد تقدم ورَفَوْتُ الثوبَ أَرْفُوه رَفْواً لغة في رَفَأْتُه يُهمز ولا يهمز والهمز أَعلى وقال في باب تحويل الهمزة رَفَوْتُ الثوبَ رَفْواً يُحَوِّلُ الهمزة واواً كما ترى أَبو زيد الرِّفاءُ الموافَقة وهي المُرافاةُ بلا همز وأَنشد ولمَّا أَنْ رأَيتُ أَبا رُوَيْمٍ يُرافِيني ويَكْرَهُ أَنْ يُلاما والرِّفاءُ الالتِحامُ والاتَّفاقُ ويقال رَفَّيْتُه تَرْفِيةً إذا قلت للمتزوّج بالرِّفاءِ والبَنين قال ابن السكيت وإن شئتَ كان معناه بالسكون والطمأْنينة من قولهم رَفَوْت الرجلَ إذا سَكَّنته وفي الحديث أَنه نَهَى أَن يقال بالرِّفاءِ والبَنِين قال ابن الأَثير ذكره الهروي في المعتل ههنا ولم يذكره في المهموز قال وكان إذا رَفَّى رجلاً أَي إذا أَحبَّ أَن يَدْعُوَ له بالرِّفاء فترَك الهمز ولم يكن الهمزُ من لغته وقد تقدم أَكثر هذا القول الفراء أَرْفَأْتُ إليه وأَرْفَيْتُ إليه لغتان بمعنى جَنَحْت إليه الليث أَرْفَت السَّفينة قَرُبَتْ إلى الشَّطّ أَبو الدُّقيش أَرْفَت السفينةُ وأَرْفَيْتُها أَنا بغير همز والرُّفَةُ بالتخفيف التِّبْنُ عن أَبي حنيفة تقول العرب اسْتَغْنَتِ التُّفَةُ على الرُّفَةِ والتشديد فيهما لغة وقيل الرُّفَة التِّبْن يمانية وقد تقدم في الثنائي والرُّفَةُ دُوَيْبَّة تَصِيدُ تسمَّى عَناقَ الأَرض قال ابن سيده قضينا على لامِها بالياء لأَنها لام قال وقد يجوز أَن تكون واواً بدليل الضمة التهذيب الليث الرُّفَة عَناقُ الأَرض تَصِيدُ كما يَصيدُ الفَهْد قال أَبو منصور غَلِط الليث في الرُّفَةِ في لفظه وتفسيره قال وأَحسبه رأَى في بعض الصحف أَنا أَغنى عنك من التُّفَةِ عن الرُّفَةِ فلم يضبطه وغيَّرَه فأَفسده فأَما عَناقُ الأَرض فهو التُّفَة مخففة بالتاء والفاء والهاء ويكتب بالهاء في الإدْراج كهاء الرحمة والنعمة وقال أَبو الهيثم أما الرَّفْتُ فهو بالتاء فَعْلٌ من رَفَتُّه أَرْفِتُه إذا دَقَقْته ويقال للتِّبْنِ رُفَتٌ ورَفْتٌ ورُفاتٌ وقد مرّ ذكرها والأُرْفِيُّ لبنُ الظبية وقيل هو اللبنُ الخالصُ المَحْضُ الطَّيِّبُ والأُرْفِيُّ أَيضاً الماسِخُ قال وقد يكون أُفْعُولاً وقد يكون فُعْلِيّاً وقد يكون من الواو لوجود رَفَوْت وعدم رَفَيْت والأَرْفَى الأَمرُ العظيمُ

رقا
الرَّقْوةُ دِعْصٌ من رَمْلٍ ابن سيده الرَّقْوةُ والرَّقْوُ فُوَيْقَ الدِّعْصِ من الرمل وأَكثرُ ما يكون إلى جوانب الأَودية قال يصف ظبية وخِشْفها لها أُمُّ مُوَقَّفة وَكُوبٌ بحيثُ الرَّقْوُ مَرْتَعُها البَرِيرُ
( * قوله وكنى بالكوب هكذا في الأصل ولم يرد في البيت وإنما ورد وَكُوب )
أَراد لها أُمُّ مرتَعها البَريرُ وكنى بالكُوب عن القلب وغيرهِ والمُوَقَّفة التي في ذِراعَيْها بياضٌ والوَكُوبُ التي واكَبَتْ ولدَها ولازَمَتْه وقال آخر مِن البِيضِ مِبْهاجٌ كأَنَّ ضَجِيعَها يَبِيتُ إلى رَقْوٍ من الرَّمْلِ مُصْعب ابن الأَعرابي الرَّقْوة القُمْزَة من التراب تَجْتَمِع على شَفِير الوادي وجمعها الرُّقا ورَقِيَ إلى الشيءِ رُقِيّاً ورُقُوّاً وارْتَقى يَرْتَقي وتَرَقَّى صَعِد ورَقَّى غيرهَ أَنشد سيبويه للأَعشى لئنْ كُنت في جُبٍّ ثمانين قامَةً ورُقِّيت أَسْبابَ السماء بسُلَّم ورَقِىَ فلانٌ في الجبل يَرْقَى رُقِيّاً إذا صَعَّدَ ويقال هذا جبَل لا مَرْقىً فيه ولا مُرْتَقىً ويقال ما زال فلانٌ يتَرقَّى به الأَمرُ حتى بَلَغ غايتَه ورَقِيتُ في السُّلَّم رَقْياً ورُقِيّاً إذا صَعِدْتَ وارتَقَيْت مثلُه أَنشد ابن بري أَنتَ الذي كلَّفْتَني رَقْيَ الدَّرَجْ على الكَلالِ والمَشِيبِ والعَرَجْ وفي التنزيل لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ وفي حديث اسْتِراقِ السَّمْعِ ولكنَّهم يُرَقُّونَ فيه أَي يتَزَيَّدُون فيه يقال رَقَّى فلان على الباطل إذا تقَوَّلَ ما لم يكن وزاد فيه وهو من الرُّقِيّ الصُّعُودِ والارتفاعِ ورَقَّى شُدِّد للتعدية إلى المفعول وحقيقة المعنى أنهم يرتفعون إلى الباطل ويدَّعون فوق ما يسمعون وفي الحديث كنتُ رَقَّاءً على الجبال أي صَعَّاداً عليها وفعَّال للمبالغة والمَرْقاة والمِرْقاة الدرجة واحدة من مَراقي الدرَج ونظيره مَسْقاةٌ ومِسْقاة ومَثْناةٌ ومِثْناة للحَبْل ومَبْناةٌ ومِبْناة للعَيْبة أَو النِّطَع بالفتج والكسر قال الجوهري من كسَرَها شبَّهها بالآلة التي يعمل بها ومن فَتَح قال هذا موضع يفعل فيه فجعَله بفتح الميم مخالفاً عن يعقوب وترقَّى في العِلْم أَي رَقِيَ فيه دَرَجة درجة ورَقَّى عليه كلاماً تَرْقِيةً أَي رفَع والرُّقيْة العُوذة معروفة قال رؤْبة فما تَرَكا مِن عُوذَةٍ يَعْرِفانها ولا رُقْيةٍ إلا بها رَقَياني والجمع رُقىً وتقول اسْتَرْقَيْتُه فرَقاني رُقيْة فهو راقٍ وقد رَقَاه رَقْياً ورُقِيّاً ورجلٌ رَقَّاءٌ صاحبُ رُقىً يقال رَقَى الراقي رُقْيةً ورُقِيّاً إذا عَوَّذَ ونَفَثَ في عُوذَتِه والمَرْقِيُّ يَسْتَرْقي وهم الراقُونَ قال النابغة تَناذَرَها الرَّاقُونَ مِن سُوءِ سَمِّها وقول الراجز لقد عَلِمْت والأَجَلِّ الباقي أَنْ لَنْ يَرُدَّ القَدَرَ الرواقي قال ابن سيده كأَنه جمَع امرأَةً راقيةً أَو رجُلاً راقيةٌ بالهاء للمبالغة وفي الحديث ما كنَّا نأْبُنُه برُقْىة قال ابن الأَثير الرُّقْية العُوذة التي يُرْقى بها صاحبُ الآفةِ كالحُمَّى والصَّرَع وغير ذلك من الآفات وقد جاء في بعض الأَحاديث جوازُها وفي بعضِها النَّهْيُ عنها فمنَ الجواز قوله اسْتَرْقُوا لهَا فإنَّ بها النَّظْرَة أَي اطْلُبوا لها من يَرْقِيها ومن النهي عنها قوله لا يَسْتَرْقُون ولا يَكْتَوُون والأَحاديث في القسمين كثيرة قال ووجه الجمع بينها أَن الرُّقَى يُكره منها ما كان بغير اللسان العربي وبغير أَسماء الله تعالى وصفاتهِ وكلامه في كتُبه المنزلة وأَن يعْتَقدَ أَن الرُّقْيا نافعة لا مَحالَة فيتَّكلَ عليها وإياها أَراد بقوله ما توَكَّلَ مَنِ اسْتَرْقَى ولايُكره منها ما كان في خلاف ذلك كالتعوّذ بالقرآن وأسماء الله تعالى والرُّقَى المَرْوِيَّةِ ولذلك قال للذي رَقَى بالقرآن وأَخَذَ عليه أَجْراً مَن أَخَذ برُقْية باطِلٍ فقد أَخَذْت برُقْية حَقٍّ وكقوله في حديثج ابر أَنه عليه السلام قال اعْرِضُوها عليَّ فعرَضْناها فقال لا بأْس بها إنما هي مواثِيقُ كأَنه خاف أَن يقع فيها شيء مما كانوا يتلفظون به ويعتقدونه من الشرك في الجاهلية وما كان بغير اللسان العربي مما لا يعرف له ترجمة ولا يمكن الوقوف عليه فلا يجوز استعماله وأَما قوله لا رُقْىةَ إلا من عَيْنٍ أَو حُمَةٍ فمعناه لا رُقْية أولى وأَنفعُ وهذا كما قيل لا فَتىً إلا عليٌّ وقد أَمَر عليه الصلاة والسلام غير واحد من أَصحابه بالرُّقْيةِ وسَمِعَ بجماعة يَرْقُونَ فلم يُنْكِرْ عليهم قال وأَما الحديث الآخر في صفة أَهل الجنة الذي يدخلونها بغير حساب وهم الذين لا يَسْتَرقُونَ ولا يَكْتَوُون وعلى ربهم يتوكلون فهذا من صفة الأَولياء المعرضين عن أَسباب الدنيا الذين لا يلتفتون إلى شيء من علائقها وتلك درجةُ الخَواصِّ لا يَبْلُغها غيرُهم جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه فأَما العوامُّ فَمُرَخَّصٌ لهم في التداوي والمُعالجات ومن صبر على البلاء وانتظر الفرجَ من الله بالدعاء كان من جملة الخواص والأَولياء ومن لم يصبر رخص له في الرقية والعلاج والدواء أَلا ترى أَن الصدّيق رضي الله عنه لما تصدق بجميع ماله لم ينكر عليه علماً منه بيقينه وصبره ؟ ولما أَتاه الرجل بمثل بيضة الحمامة من الذهب وقال لا أَملك غيره ضربه به بحيث لو أَصابه عَقَره وقال فيه ما قال وقولُهم ارْقَ على ظَلْعِكَ أَي امْشِ واصْعد بقدر ما تطيق ولا تَحْمِلْ على نفسك ما لا تطيقه وقيل ارْقَ على ظَلْعِكَ أَي الْزَمْه وارْبَعْ عليه ويقال للرجل ارْقَ على ظَلْعِكَ أَي أَصِْلحْ أوَّلاً أمرَكَ فيقول قد رَقِيتُ بكسر القاف رُقِيّاً ومَرْقَيَا الأَنْفِ حَرْفاه عن ثعلب كأَنه منه ظَنٌّ والمعروف مَرَقَّا الأَنْفِ أَبو عمرو الرُّقَّى الشحْمة البيضاء النَّقِيَّة تكون في مَرْجِعِ الكَتِف وعليها أُخْرى مثلُها يقال لها المَأْتاةُ
( * قوله « يقال لها المأتاة » هكذا هو في الأصل والتهذيب ) فكما يَراها الآكِلُ يأْخُذُها مُسابَقةً قال وفي المثل يَضْرِبُه النِّحْرير للخَوْعَمِ حَسِبْتَنِي الرُّقىَّ عليها المَأْتاة قال الجوهري والرُّقَيُّ موضع ورُقَيَّة اسم امرأَة وعبدُ الله بنُ قيسِ الرُّقَيَّات
( * قوله « وعبد الله بن قيس الرقيات » مثله في الجوهري عبد الله مكبراً وقال في التكملة صوابه عبيد الله مصغراً ) إنما أُضيف قيسٌ إليهن لأَنه تزوج عدَّة نسوة وافق أَسماؤهن كُلِّهِنَّ رقيَّةَ فنُسب إليهن قال الجوهري هذا قول الأَصمعي وقال غيره إنه كانت له عدَّةُ جدّات أَسماؤهن كُلِّهنّ رُقَيَّة ويقال إنما أُضيف إليهنّ لأَنه كان يُشَبِّبُ بعدّة نساء يُسَمِّيْن رُقَيَّة

ركا
الرَّكْوَةُ والرِّكْوة
( * قوله « الركوة إلخ » هي مثلثة الراء كما في القاموس ) شِبْه تَوْرٍ من أَدمٍ وفي الصحاح الرِّكْوةُ التي للماء وفي حديث جابر أُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَكْوةٍ فيها ماءٌ قال الرَّكْوة إناءٌ صغير من جِلْدٍ يُشْرَب فيه الماءُ والجمع رَكَوات بالتحريك ورِكاءٌ والرَّكْوة أَيضاً زَوْرَقٌ صغير والرَّكْوةُ رقْعَة تحت العَواصِرِ والعَواصِرُ حجارة ثلاثٌ بعضها فوق بعض ورَكا الأَرضَ رَكْواً حفرها ورَكا رَكْواً حَفَرَ حَوْضاً مُسْتَطيلاً والمَرْكُوُّ من الحِياضِ الكبير وقيل الصغير وهو من الاحْتِفار ابن الأَعرابي رَكَوْتُ الحَوْضَ سوَّيته أَبو عمرو المَرْكُوُّ الحَوْض الكبير قال أَبو منصور والذي سمعته من العرب في المَرْكُوِّ أَنه الحُوَيْضُ الصغير يُسَوِّيه الرجل بيديه على رأْس البئر إذا أَعْوَزه إناءٌ يَسْقي فيه بَعيراً أَو بَعيريَن يقال ارْكُ مَركُوّاً تَسْقِي فيه بَعيرَك وأَما الحوض الكبير فلا يسمى مَرْكُوّاً الليث الرَّكْوُ أَن تَحْفِرَ حَوْضاً مستطيلاً وهو المَرْكُوُّ وفي حديث البرَاء فأَتَيْنا على رَكِيٍّ ذَمَّةٍ الرَّكِيُّ جِنْسٌ للرَّكِيَّة وهي البئر والذَّمَّة القليلة الماءِ وفي حديث عليّ كرم الله وجه فإذا هو في رَكِيٍّ يَتَبَرَّد الجوهري والمَرْكُوُّ الحَوْضُ الكبير والجُرْمُوزُ الصغير قال الراجز السَّجْلُ والنُّطْفَةُ والذَّنُوبُ حتى تَرىَ مَرْكُوَّها يَثُوبُ يقول اسْتَقَى تارَةً ذَنُوباً وتارة نُطْفَةً حتى رجَعَ الحَوضُ مَلآنَ كما كان قَبْلَ أَن يُشْرَبَ والرَّكِيْة البئرُ تُحْفَرُ والجمع رَكِيٌّ
( * قوله « والجمع ركي » كذا بضبط الأصل والتهذيب بفتح الراء فلا تغتر بضبطها في نسخ القاموس الطبع بضمها ) ورَكايا قال ابن سيده وقضينا عليها بالواو لأَنه من رَكَوْت أَي حَفَرْت ورَكا الأَمْرَ رَكْواً أَصْلَحَه قال سُوَيْد فَدَعْ عَنْكَ قَوْماً قد كَفَوْك شُؤُونَهُم وشَأْنُكَ إنْ لا تَرْكُهُ مُتَفاقِمُ معناه إن لا تُصْلِحْه قال ابن الأَعرابي رَكَوْتُ الشيءَ أَرْكُوهُ إذا شَدَدْتَه وأَصْلَحْته ورَكا على الرجلُ رَكْواً وأَرْكَى أَثْنَى عليه ثَناءً قبيحاً ورَكَوْتُ عليها الحِمْلَ وأَرْكَيْتُه ضاعَفْته عليه وأثْقَلْتُه به ورَكَوْت عليه الأَمْرَ ورَكَّيْته ويقال أَرْكَى عليه كذا وكذا كأَنه رَكَّهُ في عُنقهِ أَي جَعَلَه وأَرْكَيْت في الأَمْر تأَخَّرْت ابن الأَعرابي رَكاه إذا أَخَّرَه وفي الحديث يَغْفِرُ اللهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ لكُلِّ مُسْلِم إلاَّ لِلْمُتَشاحِنَيْنِ فيقال ارْكُوهُما حتى يَصْطَلِحا هكذا رُويَ بضم الأَلف وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه أَنه قال تُعْرَضُ أَعمالُ الناسِ في كلِّ جُمْعةٍ مَرَّتَين يومَ الاثَنيْنِ ويومَ الخَميس فيُغْفَر لكل عبدٍ مُؤْمن إلا عَبْداً كانتْ بينَه وبينَ أَخيهِ شَحْناءُ فيقال ارْكُوا هذَيْنِ حتى يَفِيئَا قال الأَزهري وهذا خَبَرٌ صحيح قال ومعنى قوله ارْكُوا هَذَيْنِ أَي أَخِّرُوا قال وفيه لغة أُخرى روي عن الفراء أَنه قال أَرْكَيْت الدَّيْنَ أَي أَخَّرْته وأَرْكَيْتُ عليَّ دَيْناً ورَكَوْتُه وفي رواية في الحديث اتْرُكُوا هَذَيْنِ من التَّرْكِ ويروى ارْهَكُوا بالهاءُ أَي كَلَّفُوهُما وأَلْزِمُوهُما من رَهَكْت الدابَّة إذا حمَلْت عليها في السَّيْر وأَجْهَدْتها قال أَبو عمرو يقال للغَريم اركني إلى كذا أَي أَخَّرْني الأَصمعي رَكَوْت عليّ الأَمرَ أَي وَرَّكْتَه ورَكَوْتُ على فلانٍ الذَّنْبَ أَي وَرَّكْتُه ورَكَوْتُ بَقِيَّةَ يَوْمي أَي أَقَمْتُ ابن الأَعرابي أَرْكَيْتُ لِبَني فلان جُنْداً أي هَيَّأْتُه لهم وأَرْكَيْتَ عليَّ ذَنْباً لم أَجْنهِ وقولهم في المثل صارَتِ القوْسُ رَكْوَةً يُضْرَبُ في الإدْبارِ وانْقِلابِ الأُمور وأَرْكَيْتُ إلى فلان مِلْتُ إليه واعْتَزَيْت وأَرْكَيْت إليه لَجَأْت وأَنا مُرْتَكٍ على كذا أَي مُعَوِّلٌ عليه وما لي مُرتَكىً إلا عليكَ عليُّ بن حمزة رَكَوْتُ إلى فلان اعتَزَيْتُ إليه ومِلْتُ إليه وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إلى أَيِّما الحَيَّيْنِ تُرْكَوا فإنَّكُمْ ثِفالُ الرَّحَى مَنْ تَحْتَها لا يَرِيمُها فسر تُرْكَوْا تُنْسَبوا وتُعْزَوْا قال ابن سيده وعندي أَنّ الرواية إنما هي تُرْكُوا أَو تَرْكُوا أَي تَنْتَسِبوا وتَعْتَزُوا والرَّكاءُ اسم موضع وفي المُحْكم وادٍ معروف قال لبيد فدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاءِ كما دَعْدَعَ ساقي الأَعاجِمِ الغَرَبا قال وفي بعض النسخ الموثوق بها من كتاب الجمهرة الرِّكاءِ بالكسر ويروى بفتح الراء وكسرها والفتح أَصح وهو موضع وصفَ ماءَيْن التَقَيا من السَّيْل فمَلآ سُرَّة الرِّكاء كما ملأَ ساقي الأَعاجِم قَدَح الغَرَبِ خمراً قال ابن بري الرَّكاء بالفتح وادٍ بجانِب نَجْدٍ بينَ البَدِيِّ والكُلابِ قال ذكره ابن وَلاَّدٍ في باب المَمْدود والمَفْتوح أَوَّلُه غيره ورِكاءٌ ممدود موضع قال إذ بالرِّكاء مَجالِسٌ فُسُحُ قال ابن سيده وقضيت على هذه الكلمات بالواو لأَنه ليس في الكلام ر ك ي وقد ترى سعة باب رَكَوْت ابن الأَعرابي رَكاهُ إذا جاوَبَ رَوْكَه وهو صوتُ الصَّدَى من الجَبل والحَمَّام والرَّكِيُّ الضَّعِيف مثلُ الرَّكِيكِ وقيل ياؤُه بدل من كاف الرَّكِيكِ قال فإذا كان ذلك فليس من هذا الباب وهذا الأَمرُ أَرْكَى من هذا أَي أَهْوَنُ منه وأَضْعَف قال القُطامي وغيرُ حَرْبيَ أَرْكَى مِن تَجَشمِها إجَّانَةٌ مِن مُدامٍ شَدَّ ما احْتَدَما

( رمي ) الليث رَمى يَرْمي رَمْياً فهو رامٍ وفي التنزيل العزيز وما رَمَيْتَ إذ رَمَيْتَ ولكنّ اللهَ رَمى قال أَبو إسحق ليس هذا نَفْيَ رَمْيِ النبي صلى الله عليه وسلم ولكن العرب خُوطِبَت بما تَعْقِل وروي أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأَبي بكر رضي الله عنه ناوِلْني كَفّاً من تُرابِ بَطْحاءِ مكةَ فناولَهُ كفّاً فرَمى به فلم يَبقَ منهم أَحدٌ من العدُوّ إلا شُغِلَ بعَيْنهِ فأَعْلَمَ الله عز وجل أَن كَفّاً من تُرابٍ أَوحَصًى لا يَمْلأُ به عُيونَ ذلك الجيش الكثير بَشَرٌ وأَنه سبحانه وتعالى توَلَّى إيصالَ ذلك إلى أَبصارهم فقال وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولكنّ اللهَ رَمى أَي لم يُصِبْ رَمْيُك ذلك ويبْلُغ ذلك المَبْلَغ بل إنما الله عز وجل تولى ذلك فهذا مَجازُ وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولكنّ اللهَ رَمى وروى أَبو عمرو عن أَبي العباس أَنه قال معناه وما رَمَيْتَ الرُّعْبَ والفَزَعَ في قلوبهم إذْ رَمَيْتَ بالحَصى ولكنّ الله رَمى وقال المبرد معناه ما رميت بقوتك إذ رميت ولكن بقوة الله رميت ورَمى اللهُ لفلان نَصَره وصنَع له عن أَبي علي قال وهو معنى قوله تعالى وما رميت إذْ رميت ولكنّ الله

رمى
قال وهذا كله من الرَّمْيِ لأَنه إذا نصره رَمى عدُوَّه ويقال طَعَنه فأَرْماه عن فَرسه أَي أَلقاه عن ظهر دابته كما يقال أَذْراه وأَرْمَيْتُ الحجَرَ من يدي أَي أَلقيت ابن سيده رَمى الشيءَ رَمْياً ورَمى به ورَمى عن القوْس ورَمى عليها ولا يقال رَمى بها في هذا المعنى قال الراجز أَرْمي عليها فَرْعٌ أَجْمَعُ وهي ثلاثُ أَذْرُعٍ وإصْبَعُ قال ابن بري إنما جاز رَمَيْتُ عليها لأَنه إذا رَمى عنها جعَلَ السهمَ عليها ورَمى القَنَصَ رَمْىاً لا غير وخرجتُ أَرْتَمِي وخرج يَرْتَمي إذا خرج يَرْمي القنَصَ وقال الشماخ خَلَتْ غيرَ آثارِ الأَراجِيلِ تَرْتَمِي تَقَعْقَع في الآباطِ منها وِفاضُها قال ترْتمي أَي تَرْمي الصَّيدَ والأَراجِيلُ رجالةٌ لُصوصٌ أَبو عبيدة ومن أَمثالهم في الأَمر يُتقدَّم فيه قَبْلَ فِعْلِه قبل الرِّماءِ تُمْلأُ الكَنائنُ والرِّماءُ المُراماةُ بالنَّبْلِ والتِّرْماءُ مثل الرِّماءِ والمُراماةِ وخرجْت أَتَرَمَّى وخرجَ يتَرَمَّى إذا خرج يَرْمي في الأَغْراضِ وأُصُول الشجر وفي حديث الكسوف خرجتُ أَرْتَمي بأَسْهُمي وفي رواية أَتَرامى يقال رَمَيْت بالسَّهْمِ رَمْىاً وارْتَمَيْت وترامَيْت تَرامِىاً ورامَيْت مُراماةً إذا رَمَيْت بالسهام عن القِسِيّ وقيل خرجتُ أَرْتَمِي إذا رَمَيْت القَنَصَ وأَترَمَّى إذا خرجت تَرْمي في الأَهْدافِ ونحوِها وفلان مُرْتَمىً للقوم
( * قوله « وفلان مرتمى للقوم إلخ » كذا بالأصل والتهذيب بهذا الضبط والذي في القاموس والتكملة مرتم بكسر الميم الثانية وحذف الياء ) ومُرْتَبىً أي طليعة وقوله في الحديث ليس وراءَ اللهِ مَرْمىً أَي مَقْصِدٌ تُرْمى إليه الآمالُ ويوجَّه نحوهَ الرَّجاءُ والمَرْمى موضع الرَّمْيِ تشبيهاً بالهَدَف الذي تُرْمى إليه السهام وفي حديث زيد بن حارثة أنه سُبِيَ في الجاهلية فتَرامى به الأَمرُ إلى أَن صار إلى خديجة رضي الله عنها فوَهَبَتْه للنبي صلى الله عليه وسلم فأَعْتَقَه تَرامَى به الأَمرُ إلى كذا أَي صار وأَفْضى إليه وكأَنه تَفاعَل من الرَّمْي أَي رَمَتْه الأَقدارُ إليه وتَيْسٌ رَمِيٌّ مَرْمِيٌّ وكذلك الأُنثى وجمعها رَمايا إذا لم يعرفوا ذكراً من أُنثى فهي بالهاء فيهما وقال اللحياني عَنْزٌ رَمِيٌّ ورَمِيَّة والأَول أَعلى وفي الحديث الذي جاء في الخوارج يَمْرُقون من الدين كما يَمْرُق السهم من الرَّمِيَّة الرَّمِيَّة هي الطريدة التي يَرْميها الصائد وهي كلُّ دابةٍ مَرْمِيَّةٍ وأُنِّثَتْ لأَنها جُعِلَت اسماً لا نعتاً يقال بالهاء للذكر والأُنثى قال ابن الأَثير الرَّمِيَّة الصيد الذي تَرْميه فتَقْصِدهُ ويَنْفُذُ فيه سَهْمُك وقيل هي كلُّ دابة مَرْمِيَّة الجوهري الرَّمِيَّة الصيد يُرْمى قال سيبويه وقالوا بئس الرَّميَّةُ الأَرْنَبُ يريدون بئس الشيءُ مما يُرْمى يذهب إلى أن الهاء في غالب الأَمر إنما تكون للإشعار بأَن الفعل لم يقع بعدُ بالمفعول وكذلك يقولون هذه ذبيحتك للشاة التي لم تُذْبَح بعدُ كالضَّحية فإذا وقع بها الفعل فيه ذبيحٌ قالالجوهري في قولهم بئس الرَّمِيَّة الأَرنب أَي بئس الشيءُ مما يُرْمى به الأَرنب قال وإنما جاءت بالهاء لأَنها صارت في عداد الأَسماء وليس هو على رُمِيَتْ فهي مَرْمِيَّة وعُدِلَ به إلى فعيل وإنما هو بئسَ الشيءُ في نفسه مما يُرْمى الأَرْنَبُ وبينهم رَمِّيَّا أَي رَمْيٌ ويقال كانت بين القومِ رِمِّيَّا ثم حَجَزَتْ بينهم حِجِّيزى أَي كان بين القوم تَرامٍ بالحجارة ثم توسَّطَهم من حجزَ بينهم وكفَّ بعضَهم عن بعض والرِّمى صوت الحجر الذي يَرْمي به الصبي والمِرْماةُ سهمٌ صغير ضعيف قال وقال أَبو زياد مثلٌ للعرب إذا رأَوْا كثرةَ المَرَامي في جَفِير الرجل قالوا ونَبْلُ العبدِ أَكثرُها المَرامي قيل معناه أَن الحُرَّ يغالي بالسهام فيشتري المِعْبَلة والنِّصْل لأَنه صاحب حربٍ وصيدٍ والعبد إنما يكون راعياً فتُقْنِعُه المَرامي لأَنها أَرخصُ أَثماناً إن اشتراها وإن اسْتَوهَبها لم يَجُدْ له أَحد إلا بمرْماة والمِرْماة سهمُ الأَهداف ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم يَدَعُ أَحدُهم الصلاةَ وهو يُدْعى إليها فلا يُجيبُ ولو دُعِيَ إلى مِرْماتَيْنِ لأَجابَ وفي رواية لو أَن أَحدهم دُعِيَ إلى مِرْماتَيْن لأَجابَ وهو لا يُجيب إلى الصلاة فيقال المِرْماةُ الظِّلْفُ ظِلْفُ الشاةِ قال أَبو عبيدة يقال إن المرماتَينِ ما بين ظِلْفَي الشاةِ وتُكْسَر ميمُه وتُفتح قال وفي بعض الحديث لو أَن رجلاً دَعا الناس إلى مِرْماتَيْنِ أَو عَرْقٍ أَجابوه قال وفيها لغة أُخرى مَرْماة وقيل المِرْماةُ بالكسر السَّهمُ الصغير الذي يُتَعلَّمُ فيه الرَّمْيُ وهو أَحْقَرُ السهام وأَرْذَلُها أَي لو دُعِي إلى أَن يُعْطى سهمين من هذه السهام لأَسْرَعَ الإجابة قال الزمخشري وهذا ليس بوجيه ويدفعه قوله في الرواية الأُخرى لو دُعِيَ إلى مِرْماتَين أَو عَرْقٍ قال أَبو عبيد وهذا حرف لا أَدري ما وجهه إلا أَنه هكذا يُفَسَّر بما بين ظِلْفَي الشاةِ يريد به حقارَته قال ابن بري قال ابن القَطاع المِرْماة ما في جَوْفِ ظِلْف الشاة من كُراعِها وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال المِرْماةُ بالكسر السَّهْمُ الذي يُرْمى به في هذا الحديث قال ابن شميل والمَرامي مثل المَسالِّ دقيقةٌ فيها شيءٌ من طول لا حُروفَ لها قال والقِدْحُ بالحديد مِرْماةٌ والحديدة وحدها مِرْماةٌ قال وهي للصيد لأَنها أَخَفّ وأَدَقُّ قال والمِرْماةُ قِدْح عليه رِيشٌ وفي أَسْفَلهِ نَصْلٌ مثلُ الإصْبع قال أَبو سعيد المِرْماتانِ في الحديث سهمان يَرْمي بهما الرجلُ فيُحْرِزُ سَبَقَه فيقول سابَق إلى إحْرازِ الدنيا وسَبَقِها ويَدَع سَبَق الآخرة الجوهري المِرماة مثل السِّرْوةِ وهو نَصْل مدَوَّرٌ للسَّهْم ابن سيده المِرْماة والمَرْماة هَنَة بين ظِلْفَي الشَّاةِ ويقال أَرْمى الفرسُ براكِبه إذا أَلقاه ويقال أَرْمَيْت الحِمْل عن ظَهْرِ البَعِير فارْتَمى عنه إذا طاح وسَقَط إلى الأَرض ومنه قوله وسَوْقاً بالأَماعِزِ يَرْتَمِينا أَراد يَطِحْن ويَخْرِرْنَ ورَمَيْت بالسَّهْم رَمْىاً ورِمايَةً ورامَيْتُه مُراماةً ورِماءً وارْتَمَيْنا وتَرامَيْنا وكانت بينهم رِمِّىَّا ثم صاروا إلى حِجِّيزى ويقال للمرأَة أَنتِ تَرْمِين وأَنْتُنَّ تَرْمِين الواحدة والجماعة سواء وفي الحديث من قُتِلَ في عِمِّيَّةٍ في رِمِّيَّا تكون بينهم بالحجارة الرِّمِّيَّا بوزن الهِِجِّيرى والخِصِّيصى من الرَّمْي وهو مصدرٌ يُراد به المبالغة ويقال تَرامَى القوم بالسهام وارْتَمَوْا إذا رَمَى بعضُهم بعضاً الجوهري رَمَيْت الشيءَ من يَدي أَي أَلْقَيْته فارْتَمى ابن سيده وأَرْمى الشيءَ من يدهِ أَلقاه ورَمى الله في يدِه وأَنْفِه وغير ذلك من أَعضائهِ رَمْىاً إذا دُعِي عليه قال النابغة قُعوداً لدى أَبْياتِهم يَثْمِدُونَها رَمى اللهُ في تلك الأُنوفِ الكَوانِعِ والرَّمِيُّ قِطَعٌ صغار من السحاب زاد التهذيب قدرُ الكَفِّ وأَعظمُ شيئاً وقيل هي سحابة عظيمةُ القَطرِ شديدة الوقْعِ والجمع أَرْماءٌ وأَرْمِيَةٌ ورَمايا ومنه قول أَبي ذؤَيب يصف عسلاً يَمانِيَةٍ أَجْبى لها مَظَّ مائِدٍ وآلِ قُراسٍ صوبُ أَرْميَةٍ كُحْلِ ويروى صوبُ أَسْقِية الجوهري الرَّميّ السّقيُّ وهي السحابة العظيمة القطرِ الأَصمعي الرَّمِيّ والسَّقِيُّ على وزن فعيل هما سحابتان عظيمتا القطر شديدتا الوقع من سحائب الحميم والخريف قال الأَزهري والقول ما قاله الأَصمعي وقال مُلَيح الهُذَلي في الرَّميّ السحاب حَنِين اليَماني هاجَه بعْدَ سَلْوةٍ ومِيضُ رَميٍّ آخرَ اللَّيلِ مُعْرِقِ وقال أَبو جندب الهذلي وجمعه أَرْمِيةً هنالك لو دَعَوْت أَتاكَ منْهمُ رجالٌ مِثْلُ أَرْمِيَةِ الحَميم والحَميم مطرُ الصيف ويكون عظيمَ القطر شديدَ الوَقْع والسحابُ يَتَرامى أَي يَنْضم بعضهُ إلى بعض وكذلك يَرْمي قال المُتَنَخِّل الهذلي أَنْشَأَ في العَيْقةِ يَرْمِي لَهُ جُوفُ رَبابٍ وَرِهٍ مُثْقَلِ ورَمَى بالقوم من بلد إلى بلد أَخْرَجهم منه وقد ارْتَمَت به البلادُ وترَامَتْ به قال الأَخطل ولكن قَذاها زائرٌ لا تُحِبُّهُ تَرامَتْ به الغِيطانُ من حيثُ لا يَدْرِي ابن الأَعرابي ورَمَى الرَّجلُ إذا سافر قال أَبو منصور وسمعت أَعرابيّاً يقول لآخر أَيْنَ تَرْمِي ؟ فقال أُرِيدُ بلَدَ كذا وكذا أَراد بقوله أَيْنَ تَرْمِي أَيَّ جهةٍ تَنْوِي ابن الأَعرابي ورَمَى فلان فلاناً بأَمرٍ قبيحٍ أَي قذفه ومنه قول الله عز وجل والذين يَرْمُون المُحْصَنات والذين يَرْمُون أَزواجَهم معناه القَذْف ورَمَى فلان يَرْمِي إذا ظَنَّ ظَنّاً غيرَ مُصيب قال أَبو منصور هو مثل قوله رَجْماً بالغيب قال طُفَيْل يصف الخيل إذا قيلَ نَهْنِهْها وقد جَدَّ جِدُّها تَرامَتْ كخُذْرُوفِ الوَلِيد المُثَقَّفِ تَرامَتْ تَتابَعَت وازْدادَتْ يقال ما زال الشرُّ يَتَرامَى بينهم أَي يَتَتابَع وتَرامَى الجُرْحُ والحَبْنُ إلى فَسادٍ أَي تَراخَى وصار عَفِناً فاسداً ويقال تَرامَى أَمرُ فلانٍ إلى الظَّفَرِ أَو الخِذْلانِ أَي صار إليه والرَّمْي الزيادة في العُمْرِ عن ابن الأَعرابي وأَنشد وعَلَّمَنا الصَّبْرَ آباؤُنا وخُطَّ لَنا الرَّمْيُ في الوافِرَهْ الوافرة الدنيا وقال ثعلب الرَّمْي أَن يُرْمَى بالقومِ إلى بَلَدٍ ورَمَى على الخمسين رَمْىاً وأَرْمَى زاد وكلُّ ما زاد على شيء فَقَدْ أَرْمَى عليه وقول أَبي ذؤيب فَلَمَّا تَراماهُ الشَّباب وغَيُّه وفي النَّفْسِ منِهُ فِتْنَةٌ وفُجورُها قال السُّكّري تَراماهُ الشَّباب أَي تَمَّ والرَّماء بالمَدَّ الرِّبا قال اللحياني هو على البَدَل وفي حديث عمر رضي الله عنه لا تَبيعُوا الذهب بالفِضَّة إلاَّ يَداً بِيَدٍ هاءَ وهاء إني أَخافُ عليكم الرَّمَاء قال الكسائي هو بالفَتْح والمدّ قال أَبو عبيد أَراد بالرَّماء الزيادة بمعنى الرِّبَا يقول هو زيادة على ما يَحِلُّ يقال أَرْمَى على الشيءِ إرْماءً إذا زاد عليه كما يقال أَرْبى ومنه قيل أَرْمَيْت على الخَمْسين أَي زدت عليها إرْماءً ورواه بعضهم إني أَخاف عليكم الإرْماءَ فجاءَ بالمصدر وأَنشد لحاتم طيّء وأَسْمَرَ خَطِّيّاً كأَنَّ كُعوبَهُ نَوَى القَسْبِ قَدْ أَرْمَى ذِراعاً على العَشْرِ أَي قد زَادَ عليها وأَرْمَى وأَرْبى لغتان وأَرْمَى فلانٌ أَي أَرْبَى ويقال سابَّهُ فأَرْمَى عليه إذا زادَ وحديث عَدِيٍّ الجُذَامِي قال يا رسول الله كانَ لي امْرَأَتانِ فاقْتَتَلَتا فَرَمَيْتُ إحْداهما فرُمِيَ في جنَازَتِها أَي ماتَتْ فقال اعْقِلْها ولا تَرِتْهَا قال ابن الأثير يقال رُمِيَ في جنازةِ فلان إذا مات لأنَّ الجِنازَة تَصيرُ مَرْميّاً فيها والمراد بالرَّمْيِ الحَمْلُ والوَضْعُ والفِعلُ فاعِلهُ الذي أُسْنِدَ إليه هو الظَّرْفُ بعينه كقولك سِيرَ بِزَيْدٍ ولذلك لم يُؤَنَّث الفعل وقد جاء في رواية فرُمِيَتْ في جِنازَتها بإظهار التاء ورُمَيٌّ ورِمِّيانُ موضعان وأَرْميَا اسمُ نَبِيٍّ قال ابن دريد أَحْسبه مُعَرَّباً قال ابن بري ورَمَى اسم وادٍ يصرف ولا يصرف قال ابن مُقْبِل أَحَقّاً أَتاني أَنَّ عَوْفَ بنَ مالِكٍ ببَطْنِ رَمَى يُهْدِي إلَيَّ القَوافِيَا ؟
( * قوله « ببطن رمى » في ياقوت بين رمى وقال بِين رمى بكسر الباء موضع إلخ )

رنا
الرُّنُوُّ إدامة النَّظَر مع سكونِ الطَّرْف رنَوْتُه ورَنَوْتُ إليه أَرْنُو رَنْواً ورَنا له أَدامَ النَّظَرَ يقال ظَلَّ رانِياً وأَرْناهُ غيرهُ والرَّنا بالفتح مقصورٌ الشيءُ المَنْظُورُ إليه وفي المحكم الذي يُرْنَى إليه من حُسْنهِ سمَّاه بالمصدر قال جرير وقد كان من شَأْنِ الغَوِيِّ ظَعائِنٌ رَفَعْنَ الرَّنا والعَبْقَرِيَّ المُرَقَّما وأَرْناني حُسْنُ المَنْظَر ورَنَّاني الجوهري أَرْناني حسنُ ما رأَيتُ أَي حَمَلَني على الرُّنُوِّ والرُّنُوّ اللَّهْوُ مع شَغْلِ القَلْبِ والبَصَرِ وغَلَبةِ الهَوَى وفُلانٌ رَنُوُّ فلانة أَي يَرْنُو إلى حديثِها ويُعْجبُ به قال مبتكر الأَعرابي حدَّثني فلان فَرَنَوْتُ إلى حديثهِ أَي لَهَوْتُ به وقال أَسأَلُ اللهَ أَن يُرْنِيكُم إلى الطاعة أَي يُصَيِّرَكُمُ إليها حتى تَسْكُنوا وتَدُومُوا عليها وإنَّه لَرَنُوُّ الأَمَاني أَي صاحبُ أُمْنِيَّةٍ والرَّنْوَة اللَّحمة وجمعُها رَنَوات وكأْسٌ رَنَوْناةٌ دائمةٌ على الشُّرْبِ ساكِنة ووزنها فَعَلْعَلَة قال ابن أَحمر مَدَّت عليه المُلكَ أَطنابَها كأْسٌ رَنَوناةٌ وطِرفٌ طِمِرْ أَراد مَدَّتْ كأْسٌ رَنَوْناةٌ عليه أَطْنابَ الملك فذَكَرَ المُلْكَ ثمَّ ذكر أَطْنابَه قال ابن سيده ولم نسمع بالرَّنَوناةِ إلاَّ في شِعْرِ ابن أَحمر وجمعها رَنَوْنَيَاتٌ وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي أََنه سَمِعَه رَوَى بيتَ ابنِ أَحمر بَنَّتْ عليه الملْكُ أَطْنابَها أَي المُلْكُ هي الكَأْسُ ورَفَعَ المُلْكَ ببَنَّت ورواه ابن السكيت بَنَتْ بتخفيف النون والمُلْكَ مفعولٌ له وقال غيره هو ظرفٌ وقيل حال على تقديره مصدراً مثل أَرْسَلَها العِراك وتقديره بَنَتْ عليه كأْسٌ رَنَوْناة أَطْنابَها مُلْكاً أَي في حال كونه ملكاً والهاء في أَطنابها في هذه الوجوه كلها عائدة على الكأْس وقال ابن دريد أَطنابها بدل من الملك فتكون الهاء في أَطنابها على هذا عائدة على الملك وروى بعضهم بَنَتْ عليه الملكُ فرفَعَ الملكَ وأَنَّثَ فعله على معنى المَمْلَكة وقبل البيت إنَّ امرَأَ القَيْس على عَهْدِهِ في إرْثِ ما كان أَبوه حِجِرْ يَلْهو بِهِنْدٍ فَوْقَ أَنْماطِها وفَرْثَنى يعْدُو إليه وَهِرْ حتَّى أَتَتْه فَيْلَقٌ طافِحٌ لا تَتَّقي الزَّجْرَ ولا تَنْزَجِرْ لمَّا رأَى يَوْماً له هَبْوةٌ مُرّاً عَبُوساً شَرُّه مُقْمَطِرْ أَدَّى إلى هِنْدٍ تَحِيَّاتها وقال هذا من دَواعي دبرْ إنَّ الفَتى يُقْتِرُ بعدَ الغِنى ويَغْتَني مِنْ بَعْدِ ما يَفْتَقِرْ والحَيُّ كالمَيْتِ ويَبْقى التُّقى والعَيْشُ فَنَّانِ فحُلْوٌ ومُرْ ومثله قوله فوَرَدَتْ تَقْتَدَ بَرْدَ مائِها أَراد وَرَدَتْ بَرْدَ ماءٍ تَقْتَدَ ومثله قول الله عز وجل أَحْسَنَ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَه أَي أَحْسَنَ خَلْقَ كُلِّ شيءٍ ويُسَمَّى هذا البَدَل وقولهم في الفاجرة تُرْنى هي تُفْعَلُ من الرُّنُوِّ أَي يُدامُ النظَرُ إليها لأَنَّها تُزَنُّ بالرِّيبَة الجوهري وقولهم يا ابْنَ تُرْنى كنايةٌ عن اللَّئِيم قال صخر الغي فإنَّ ابنَ تُرْنى إذا زُرْتُكُمْ يُدافِعُ عَنِّيَ قَوْلاً عَنِيفا ويقال فلان رَنُوُّ فلانة إذا كان يُدِيمُ النَّظَر إليها ورجل رَنَّاءٌ بالتشديد للَّذي يُدِيمُ النَّظَر إلى النساءِ وفلان رَنُوُّ الأَماني أَي صاحِبُ أَمانيَّ يتَوقَّعُها وأَنشد يا صاحِبَيَّ إنَّني أَرْنُوكمُا لا تُحْرِماني إنَّني أَرْجُوكُما ورَنا إليها يَرْنُو رُنُوّاً ورَناً مقصور إذا نظرَ إليْها مُداوَمة وأَنشد إذا هُنَّ فَصَّلْنَ الحَدِيث لأَهُلهِ وجَدَّ الرَّنا فصَّلْنَه بالتَّهانُف
( * قوله « وجد الرنا إلخ » هو هكذا بالجيم والدال في الأصل وشرح القاموس أيضاً وتقدم في مادة هنف بلفظ حديث الرنا )
ابن بري قال أَبو علي رَنَوْناةٌ فعَوْعَلة أَو فعَلْعَلة من الرَّنا في قول الشاعر حديثَ الرَّنا فصَّلْنَه بالتَّهانُفِ ابن الأَعرابي تَرَنَّى فلان أَدام النَّظر إلى من يُحِبُّ وتُرْنى وتَرْنى اسم رملة قال وقَضَينا على أَلِفِها بالواو وإن كانت لاماً لوجودنا رنوت والرُّناءُ الصَّوْتُ والطَّرَب والرُّناءُ الصوتُ وجمعه أَرْنِيَةٌ وقد رنَوتُ أَي طَرِبْتُ ورنَّيْتُ غيري طرَّبْتُه قال شمر سأَلت الرياشي عن الرُّناءِ الصوت بضم الراء فلم يَعْرفْه وقال الرَّناء بالفتح الجمال عن أَبي زيد وقال المنذري سأَلت أَبا الهيثم عن الرُّناءِ والرَّناء بالمعنيين اللذين تقدما فلم يحفظ واحداً منهما قال أَبو منصور والرُّناءُ بمعنى الصوت ممدود صحيح قال ابن الأَنباري أخبرني أَبي عن بعض شيوخه قال كانت العرب تسمي جمادى الآخرة رُنَّى وذا القَعدة رُنَة وذا الحجة بُرَكَ قال ابن خالويه رُنَةُ اسم جمادى الآخرة وأَنشد يا آَل زَيدٍ احْذَرُوا هذي السَّنَهْ مِنْ رُنَةٍ حتى يُوافيها رُنَهْ قال ويروى من أَنةٍ حتى يوافيها أَنَه
( * قوله « من أنة إلخ » هكذا في الأصل )
ويقال أَيضاً رُنَّى وقال ابن الأَنباري هي بالباء وقال أَبو عمر الزاهد هو تصحيف وإنما هو بالنون والرُّبَّى بالباء الشاةُ النُّفَساء وقال قطرب وابن الأَنباري وأَبو الطيب عبد الواحد وأَبو القاسم الزجاجي هو بالباء لا غيرُ قال أَبو القاسم الزجّاجي لأَن فيه يُعْلَم ما نُتِجَتْ حُروبُهم أَي ما انْجَلَتْ عليه أَو عنه مأْخوذ من الشاة الرُّبَّى وأَنشد أَبو الطيب أَتَيْتُك في الحنِين فقُلْتَ رُبَّى وماذا بينَ رُبَّى والحَنِينِ ؟ قال وأَصل رُنة رُونَة وهي محذوفة العين ورُونَة الشيء غايتُه في حَرٍّ أَو بَرْدٍ أَو غيره فسمِّي به جُمادى لشِدة بَرْدِه ويقال إنهم حين سمَّوا الشهور وافق هذا الشهر شدَّةَ البَرْدِ فسَمُّوْه بذلك

رها
رَها الشيءُ رَهْواً سَكَن وعَيْشٌ راهٍ خصيبٌ ساكنٌ رافِهٌ وخِمْسٌ راهٍ إذا كان سهْلاً وكلُّ ساكِنٍ لا يتحَرَّكُ راهٍ ورَهْوٌ وأَرْهى على نفسه رفقَ بها وسَكَّنها والأَمرُ منه أَرْهِ على نفسِك أَي ارْفُق بها ويقال افْعَلْ ذلك رَهْواً أَي ساكِناً على هِينِتك الأَصمعي يقال لكل ساكن لا يتحرك ساجٍ وراهٍ وزاءٍ اللحياني يقال ما أَرْهَيْتُ ذاك أَي ما تَركْتُه ساكناً الأَصمعي يقال أَرْهِ ذلك أَي دَعْهُ حتى يسكُن قال والإِرْهاءُ الإِسْكان والرَّهْوُ المَطَر الساكن ويقال ما أَرْهَيْتَ إِلا على نفْسِك أَي ما رَفَقْتَ إِلا بها ورَها البحرُ أَي سكَن وفي التنزيل العزيز واتْرُكِ البحْرَ رَهْواً يعني تَفَرُّق الماء منه وقيل أَي ساكناً على هِينتِك وقال الزجاج رَهْواً هنا يَبَساً وكذلك جاء في التفسير كما قال فاضْرب لهم طريقاً في البحر يَبَساً قال المثقب كالأَجْدَلِ الطالِب رَهْوَ القَطا مُسْتَنْشطاً في العُنُقِ الأَصْيَدِ الأَجْدَل الصَّقْر وقال أَبو سعيد يقول دَعْه كما فلَقْته لك لأَن الطريق في البحر كان رَهْواً بين فِلْقي البحر قال ومن قال ساكناً فليس بشيء ولكن الرَّهْو في السير هو اللين مع دوامِه قال ابن الأَعرابي واترك البحر رَهْواً قال واسعاً ما بين الطاقات قال الأَزهري رَهْواً ساكناً من نعتِ موسى أَي على هِينَتِك قال وأَجْود منه أَن تَجْعَل رهواً من نعت البحر وذلك أَنه قام فِرْقاهُ ساكنين فقال لموسى دع البحر قائماً ماؤه ساكناً واعْبُر أَنت البحر وقال خالد بن جَنبة رَهْواً أَي دَمِثاً وهو السَّهْل الذي ليس برَمْلٍ ولا حَزْنٍ والرَّهْوُ أَيضاً الكثير الحركة ضدٌّ وقيل الرَّهْوُ الحركة نفسها والرَّهْوُ أَيضاً السريع عن ابن الأَعرابي وأَنشد فإِنْ أَهْلِكْ عُمَيْرُ فَرُبَّ زَحْفٍ يُشَبَّه نَقْعُه رَهْواً ضَبابا قال وهذا قد يكون للساكن ويكون للسريع وجاءت الخيلُ والإِبِلُ رَهْواً أَي ساكنةً وقيل متتابعة وغارَةٌ رَهْوٌ متتابعة ويقال الناس رَهْوٌ واحدٌ ما بين كذا وكذا أَي متقاطرون أَبو عبيد في قوله يَمْشِينَ رَهْواً قال هو سيرٌ سَهْل مستقيم وفي حديث رافِع بن خَدِيجٍ أَنه اشتَرى من رجلُ بَعِيراً بِبَعِيرَيْنِ دَفع إِليه أَحَدهما وقال آتيكَ بالآخَرِ غَداً رَهْواً يقول آتيكَ به عَفْواً سَهلاً لا احْتباسَ فيه وأَنشد يَمْشِينَ رَهْواً فلا الأَعجازُ خاذِلةٌ ولا الصُّدورُ عَلَى الأَعْجازِ تَتَّكِلُ وامرأَةٌ رَهْوٌ ورَهْوَى لا تمتنع من الفُجور وقيل هي التي ليست بمحمودة عند الجماع من غير أَن يُعَين ذلك وقيل هي الواسعة الْهَنِ وأَنشد ابن بري لشاعر لقدْ وَلَدَتْ أَبا قابُوسَ رَهْوٌ نَؤُومُ الفَرْجِ حَمْراءُ العِجانِ قال ابن الأَعرابي وغيره نزَلَ المخَبَّل السَّعْديّ وهو في بعض أَسفاره على خُلَيْدة ابْنةِ الزِّبْرِقانِ ابن بَدْرٍ وكان يُهاجِي أَباها فعرَفته ولم يعرفها فأَتته بغَسُولٍ فغَسَلَتْ رأْسَه وأَحسَنَت قِراهُ وزَوَّدته عند الرِّحْلة فقال لها من أَنتِ ؟ فقالت وما تُرِيدُ إِلى اسمِي ؟ قال أُريد أَن أَمدحك فما رأَيت امرأَة من العرب أَكرم منك قالت اسمي رَهْوٌ قال تالله ما رأَيت امرأَةً شريفة سُمِّيَت بهذا الاسْم غيرَكِ قالت أَنت سَمَّيْتَني به قال وكيف ذلك ؟ قالت أَنا خُلَيْدةُ بنتُ الزِّبْرِقان وقد كان هَجَاها وزوجَها هَزَّالاً في شعره فسماها رَهْواً وذلك قوله وأَنْكَحْتَ هَزَّالاً خُلَيْدةً بَعْدَما زَعَمْتَ برأْسِ العَيْنِ أَنك قاتِلُهْ فأَنْكَحْتُمُ رَهْواً كأَنَّ عِجانَها مَشَقُّ إِهابٍ أَوْسَعَ السَّلْخَ ناجِلُهْ فجعَل على نَفْسِه أَن لا يَهْجُوَها ولا يهجُوَ أَباها أَبداً واسْتَحَى وأَنشأَ يقول لقدْ زَلَّ رَأْيِي في خُلَيْدة زَلَّةً سأُعْتِبُ قَوْمِي بَعْدَها فأَتُوبُ وأَشْهَدُ والمُسْتَغْفَرُ اللهُ أَنَّني كذَبْتُ عليها والهِجاءُ كَذُوبُ وقوله في حديث عليّ كرم الله وجهه يصفُ السماءَ ونَظَمَ رَهَواتِ فُرَجِها أَي المواضعَ المُتَفَتِّحَةَ منها وهي جمع رَهْوة أَبو عمرو أَرْهَى الرجلُ إِذا تَزَوَّج بالرَّهاء وهي الخِجامُ الواسعة العَفْلَق وأَرْهَى دامَ على أَكْلِ الرَّهْوِ وهو الكُرْكِيُّ وأَرْهَى أَدامَ لضِيفانِه الطَّعامَ سَخاءً وأَرْهَى صادَفَ مَوْضِعاً رَهَاءً أَي واسِعاً وبِئرٌ رَهْوٌ واسِعَة الفَمِ والرَّهْوُ مُسْتَنْقَع الماء وقيل هو مُسْتَنْقَع الماء من الجُوَبِ خاصَّة أَبو سعيد الرَّهْوُ مَا اطْمَأَنَّ من الأَرض وارْتَفَع ما حَوْلَه والرَّهْوُ الجَوْبَةُ تكون في مَحَلَّةِ القَوْمِ يسيلُ إِليها المَطَر وفي الصحاح يَسِيلُ فيها المَطَر أَو غيرُه وفي الحديث أَنَّه قَضَى أَنْ لا شُفْعَة في فِناءٍ ولا طَريقٍ ولا مَنْقَبَةٍ ولا رُكْحٍ ولا رَهْوٍ والجمع رِهاءٌ قال ابن بري الفِنَاءُ فِنَاءُ الدار وهو ما امْتَدَّ مَعَها من جَوانِبها والمَنْقَبةُ الطريقُ بينَ الدارَيْنِ والرُّكْحُ ناحِيةُ البَيْتِ من وَرائِهِ ورُبَّما كانَ فَضَاءً لا بِناءَ فيه والرَّهْوُ الجَوْبَةُ التي تكون في مَحَلَّة القَوْم يسيلُ إِليها مِياهُهُم قال والمعنى في الحديث أَنَّ من لَمْ يكُن مشاركاً إِلاَّ في واحدٍ من هؤلاء الخَمْسةِ لم يَسْتَحِقَّ بهذهِ المشارَكة شُفْعَة حتى يكون شريكاً في عَيْن العَقَار والدُّورِ والمَنازِلِ التي هذه الأَشْيَاءُ من حُقُوقِها وأَنّ واحداً من هذه الأَشْياء لا يوجب له شُفْعة وهذا قولُ أَهلِ المدينة لأَنَّهم لا يوجِبُون الشُّفْعَة إِلاَّ للشَّرِيك المُخالِطِ وأَما قوله عليه السلام لا يُمْنَعُ نَقْعُ البئرِ ولا رَهْوُ الماءِ ويُرْوى لا يُباعُ فإِن الرَّهْو هنا المُستَنْقَع وقد يجوز أَن يكون الماءَ الواسِعَ المُتَفَجِّر والحديث نَهَى أَن يُباعَ رَهْوُ الماءِ أَو يُمْنع رَهْوُ الماء قال ابن الأَثير أَراد مُجْتَمِعَه سُمِّيَ رَهْواً باسمِ الموضعِ الذي هو فيه لانْخِفاضِه والرَّهْوُ حَفِيرٌ يُجْمَع فيه الماءُ والرَّهْو الواسِعُ والرَّهَاءُ الواسِعُ من الأََرضِ المُسْتَوِي قَلَّما تَخلُو منَ السَّرابِ ورَهاءُ كلِّ شيء مُسْتَواهُ وطريقٌ رَهَاءٌ واسع والرَّهاءُ شبيهٌ بالدُّخانِ والغَبَرة قال وتَحْرَجُ الأَبْصار في رَهائِهِ أَي تَحَارُ والأَرْهاء الجَوانِبُ عن أَبي حنيفة قال وقيل لابْنَةِ الخُسِّ أَيُّ البِلادِ أَمْرَأُ ؟ قالت أَرْهاءُ أَجَإِ أَنَّى شَاءَتْ قال ابن سيده وإِنما قضينا أَن همزة الرَّهاء والأَرْهاءِ واوٌ لا ياءٌ لأَن ره و أَكثر من ر ه ي ولولا ذلك لكانت الياء أَمْلَكَ بها لأَنها لام ورَهَتْ ترْهُو رَهْواً مَشَتْ مَشْياً خَفِيفاً في رِفْق قال القطامي في نعت الركاب يَمْشِينَ رَهْواً فَلا الأَعْجازُ خاذِلَةٌ ولا الصُّدُورُ عَلَى الأَعْجازِ تَتَّكِلُ والرَّهْوُ سَيْرٌ خَفِيفٌ حكاه أَبو عبيد في سير الإِبل الجوهري الرَّهْوُ السَّيْرُ السَّهْلُ يقال جاءَت الخَيْلُ رَهْواً أَي متتابعة وقوله في حديث ابن مسعود إِذْ مَرَّتْ به عَنانَةٌ تَرَهْيَأَتْ أَي سحابةٌ تَهَيَّأَتْ للمطر فهي تريده ولم تَفْعَل والرَّهْو شدّة السير عن ابن الأَعرابي وقوله إِذا ما دَعا داعِي الصَّباحِ أَجابَهُ بَنُو الحَرْب مِنَّا والمَراهِي الضَّوابِعُ فسره ابن الأَعرابي فقال المراهي الخيل السراع واحدها مُرْهٍ وقال ثعلب لو كان مِرْهىً كان أَجود فهذا يدل على أَنه لم يعرف أَرْهَى الفَرَسُ وإِنما مِرْهىً عنده على رَها أَو على النسب الأَزهري قال العُكْلِيّ المُرْهِي من الخيل الذي تراه كأَنَّه لا يُسْرِع وإِذا طُلِبَ لم يُدْرَكْ قال وقال ابن الأَعرابي الرَّهْوُ من الطَّيْرِ والخيلِ السِّراعُ وقال لبيد يُرَيْنَ عَصائباً يَرْكُضْنَ رَهْواً سَوابِقُهُنَّ كالحِدَإِ التُّؤامِ ويقال رَهْواً يَتْبَعُ بعضُها بعضاً وقال الأَخطل بَني مهْرَةٍ والخَيْلُ رَهْوٌ كأَنها قِداحٌ على كَفِّي مُجيلٍ يُفيضُها أَي متتابعةٌ والرَّهْوُ من الأَضداد يكون السَّيْرَ السَّهْلَ ويكون السَّريعَ قال الشاعر في السَّريع فأَرْسَلَها رَهْواً رِعالاً كأَنَّها جَرادٌ زهَتْهُ ريحُ نَجْدٍ فأَتْهَما وقال ابن الأَعرابي رَها يَرْهو في السير أَي رَفَقَ وشيء رَهْوٌ رقيق وقيل مُتَفَرِّق ورَها بين رجليه يَرْهو رَهْواً فَتَح قال ابن بري وأَنشد أَبو زياد تَبيتُ من شَفّانِ إِسْكَتَيْها وحِرِها راهِيَةً رِجْلَيْها ويقال رَها ما بين رِجْلَيْه إِذا فَتَحَ ما بين رِجليه الأَصمعي ونظر أَعرابي إِلى بعير فالِجٍ فقال سبحان الله رَهْوٌ بَيْنَ سَنامَيْن أَيْ فَجْوَةٌ بينَ سَنامَيْن وهذا من الانْهِباط والرَّهْوُ مَشْيٌ في سُكونٍ ويقال افْعَلْ ذلك سَهْواً رَهْواً أَي ساكناً بغير تَشَدُّدٍ وثوبٌ رَهْوٌ رَقيقٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد لأَبي عطاء وما ضَرَّ أَثْوابي سَوادي وتَحْتَه قَميصٌ من القوهِيِّ رَهْوٌ بَنائقُهْ ويروى مَهْوٌ ورَخْفٌ وكلُّ ذلك سَواءٌ وخِمارٌ رَهْوٌ رَقيقٌ وقيل هو الذي يَلي الرأْسََ وهو أَسْرَعُهُ وسَخاً والرَّهْوُ والرَّهْوَةُ المَكانُ المُرْتَفِعُ والمُنْخَفِضُ أَيضاً يَجتَمِع فيه الماءُ وهو من الأَضداد ابن سيده والرَّهْوة الارْتِفاعُ والانْحِدارُ ضدّ قال أَبو العباس النُّمَيْري دَلَّيْتُ رِجْلَيَّ في رَهْوَةٍ فَما نالَتا عندَ ذاكَ القَرارا وأَنشده أَبو حاتم عن أُمّ الهَيْثم وأَنشد أَيضاً تَظَلُّ النساءُ المُرْضِعاتُ بِرَهْوةٍ تَزَعْزَعُ من رَوْعِ الجَبانِ قُلوبُها فهذا انْحِدار وانْخِفاض وقال عمرو بن كُلثوم نَصَبْنا مِثْلَ رَهْوَةً ذَاتَ حَدٍّ مُحافَظةً وكُنّا السابِقينا وفي التهذيب وكنا المُسْنِفينا وفي الصحاح وكنا الأَيْمَنينا كأَنَّ رَهْوَةَ ههنا اسم أَو قارةٌ بعينها فهذا ارتفاع قال ابن بري رَهْوَةُ اسم جبل بعينه وذاتُ حَدٍّ من نعت المحذوف أَراد نَصَبْنا كَتيبَةً مِثلَ رَهْوَة ذاتَ حدّ ومُحافظة مفعول له والحدّ السلاح والشوكة قال وكان حق الشاهد الذي استشهد به أَن تكون الرهوة فيه تقع على كلّ موضع مرتفع من الأَرض فلا تكون اسم شيء بعينه قال وعُذْره في هذا أَنه إِنما سمي الجبل رَهْوَةٍ لارْتِفاعه فيكون شاهداً على المعنى وشاهدُ الرَّهوة للمرتفع قوله في الحديث وسُئل عن غَطَفان فقال رَهْوَةٌ تَنْبَع ماءً فَرَهْوَةٌ هنا جبل يَنْبَعُ منه ماء وأَراد أَنَّ فيهم خُشونةً وتَوَعُّراً وتَمْنُّعاً وأَنهم جبل ينبع منه الماء ضربه مثلاً قال والرَّهْوُ والرَّهْوَةُ شبه تَلٍّ صغير يكون في مُتون الأَرض وعلى رؤوس الجبال وهي مَواقِع الصُّقور والعِقبان الأُولى عن اللحياني قال ذو الرمة نَظَرْتُ كما جَلّى على رأْسِ رَهْوَةٍ مِن الطَّيْرِ أَقْنى يَنْفُضُ الطَّلِّ أَزْرَقُ الأَصمعي وابن شميل الرَّهْوَةُ والرَّهْوُ ما ارتفعَ من الأَرض ابن شميل الرَّهْوَةُ الرَّابِية تضْرِبُ إِلى اللِّين وطولُها في السماء ذراعان أَو ثلاثة ولا تكون إِلا في سهولِ الأَرض وجَلَدِها ما كان طيناً ولا تكون في الجِبال الأَصمعي الرِّهاءُ أَماكنُ مرتفعة الواحد رَهْوٌ والرَّهاءُ ما اتَّسع من الأَرض وأَنشد بِشُعْثٍ على أَكْواْرِ شُدْفٍ رَمى بهم رَهاء الفَلا نابي الهُمومِ القَواذِف والرَّهاء أَرض مُسْتَوِيةٌ قَلَّما تخلو من السراب الجوهري ورَهْوَةٌ في شِعر أَبي ذُؤَيب عَقَبة بمكان معروف قال ابن بري بيت أَبي ذؤيب هو قوله فإِنْ تُمْسِ في قَبْرٍ برَهْوَةَ ثاوِياً أَنيسُك أَصْداءُ القُبور تَصيحُ قال ابن سيده رَهْوى موضع وكذلك رَهْوَةُ أَنشد سيبويه لأَبي ذؤيب فإِن تمسِ في قبر برهوة ثاوياً وقال ثعلب رَهْوَةُ جبل وأَنشد يوعِدُ خَيْراً وهْوَ بالرَّحْراحِ أَبْعَدُ مِن رَهْوةَ مِن نُباحِ نُباحٌ جبل ابن بزرج يقولون للرامي وغيره إِذا أَساء أَرْهِهْ أَي أَحْسِنْ وأَرْهَيْت أَحْسَنْت والرَّهْو طائر معروف يقال له الكُرْكِيُّ وقيل هو من طَيْر الماء يُشْبِهُهُ وليس به وفي التهذيب والرَّهْوُ طائر قال ابن بري ويقال هو طائر غير الكركي يَتزوَّد الماء في استه قال وإِياه أَراد طَرَفة بقوله أَبا كَرِبٍ أَبْلِغْ لَدَيْكَ رِسالةً أَبا جابِرٍ عَنِّي ولا تَدَعَنْ عَمْرا هُمُ سَوَّدوا رَهْواً تَزَوَّدَ في اسْتِه مِنَ الماءِ خالَ الطَّيْرَ وارِدةً عَشْرا وأَرْهى لك الشيءُ أَمْكَنَكَ عن ابن الأََعرابي وأَرْهَيْتُه أَنا لك أَي مَكَّنْتُكَ منه وأَرْهَيْتُ لَهُمُ الطَّعامَ والشرابَ إِذا أَدَمْتَه لَهُم حكاه يعقوب مثل أَرْهَنْتُ وهو طعام راهِنٌ وراهٍ أَي دائمٌ قال الأََعشى لا يَسْتَفِيقونَ مِنْها وهْيَ راهِيةٌ إِلاَّ بِهاتِ وإِنْ عَلُّوا وإِن نَهِلُوا ويروى راهِنةٌ يعني الخَمْر والرَّهِيَّةُ بُرٌّ يُطحَن بين حجرين ويُصَبُّ عليه لَبَن وقد ارْتَهَى والرُّها
( * قوله « والرها إلخ » هو بالمدّ والقصر كما في ياقوت ) بلد بالجزيرة ينسب إِليه ورَق المَصاحف والنسبة إِليه رُهاوِيٌّ وبَنُو رُهاء بالضم
( * قوله « وبنو رهاء بالضم » تبع المؤلف الجوهري والذي في القاموس كسماء ) قبيلة من مَذْحجٍ والنسبة إِليهم رُهاوِيٌّ التهذيب في ترجمة هرا ابن الأَعرابي هاراه إِذا طانَزه وراهاهُ إِذا حامقه

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88