كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

وهص
الوَهْصُ كسْرُ الشيء الرِّخْوِ وقد وَهَصَه وَهْصاً فهو مَوْهوصٌ ووَهِيص دقَّه وكَسره وقال ثعلب فدَغَه وهو كسْرُ الرطب وقد اتَّهَصَ هو عنه أَيضاً ووَهَصَه الدَّيْنُ دَقُّ عنقه ووَهَصَه ضرب به الأَرض وفي الحديث أَنَّ آدم صلواتُ اللّه على نبينا وعليه حيث أُهْبِط من الجنة وَهَصَه اللّه إِلى الأَرض معناه كأَنما رَمى به رمياً عنيفاً شديداً وغمزه إِلى الأَرض وفي حديث عُمَر أَنَّ العبد إِذا تكبَّر وعَدَا طَوْرَه وَهَصَه اللّه إِلى الأَرض وقال ثعلب وَهَصَه جَذبَه إِلى الأَرض وفي حديث عمر رضي اللّه عنه مَنْ تواضَعَ رَفَع اللّهُ حَكَمَتَه ومَنْ تَكَبَّرَ وعَدَا طَوْرَه وهَصَه اللّهُ إِلى الأَرض قال أَُّو عبيد وهَصَه يعني كسَرَه ودَقّه يقال وهَصْت الشيءَ وَهْصاً ووَقَصْته وَقْصاً بمعنى واحد والوَهْصُ شدَّة غمزِ وَطْءِ القدم على الأَرض وأَنشد لأَبي العزيب النصري لقد رأَيت الظُّعُنَ الشَّواخِصَا على جِمَالٍ تَهِيصُ المَواهِصا في وَهَجانٍ يَلِجُ الوَصاوِصَا المَواهِصُ مواضع الوَهْصة وكذلك إِذا وضع قدمه على شيء فشَدخه تقول وَهَصَه ابن شميل الوَهْصُ والوَهْسُ والوهْزُ واحدٌ وهو شدة الغَمْز وقيل الوَهْصُ الغَمْزُ وأَنشد ابن بري لمالك بن نويرة فَحيْنُكَ دلاَّك ابنَ واهِصَةِ الخُصَى لِشَتْمِيَ لولا أَنَّ عِرْضَك حائِنُ ورجل مَوْهوصُ الخَلْق كأَنه تداخلت عظامُه ومُوَهَّصُ الخلق وقيل لازَمَ عظامه بعضه بعضاً وأَنشد مُوَهَّصٌ ما يتَشَكَّى الفائقا قال ابن بري صواب إِنشاده مُوَهَّصاً لأَن قبله تَعَلَّمِي أَنَّ عَلَيكِ سَائقا لا مُبْطِئاً ولا عَنِيفاً زاعِقَا ووَهَصَ الرجلُ الكَبْشَ فهو مَوْهُوص ووَهِيص شَدَّ خُصْيَيْه ثم شدَخَهما بين حجرين ويُعَيَّر الرجلُ فيقال يا ابنَ واهِصة الخُصَى إِذا كانت أُمه راعية وبذلك هجا جريرٌ غسانَ ونُبِّئْتُ غَسَّانَ بنَ واهِصة الخُصَى يُلَجْلج مِنِّي مُضْغةً لا يُحِيرُها ورجل مَوْهُوص ومُوَهَّصٌ شديد العظام قال شمر سأَلت الكلابيِّين عن قوله كأَن تحت خُفِّها الوَهَّاصِ مِيظَبَ أُكْمٍ نِيطَ بالمِلاصِ فقالوا الوَهَّاصُ الشديد والمِيظَبُ الظُّرر والمِلاصُ الصَّفا ابن بُزُرج بنو مَوْهَصَى هم العَبِيد وأَنشد لَحَا اللّهُ قوماً يُنْكِحُونَ بناتِهم بَني مَوْهَصَى حُمْر الخُصَى والحَناجِر

يصص
في ترجمة بصص أَبو زيد يصَّصَ الجِرْوُ تَيْصِيصاً إِذا فتح عينيه لغة في جَصَّصَ وبَصَّصَ أَي فقَحَ لأَن العرب تجعل الجيم ياء فتقول للشجرة شيَرة وللجَثْجَاث جَثْياث وقال الفراء يَصَّصَ الجِرْوُ تَيْصِيصاً بالياء والصاد قال الأَزهري وهما لغتان وفيه لغات مذكورة في مواضعها وقال أَبو عمرو بَصَّصَ ويصَّصَ بالياء بمعناه

ض
الضاد حرف من الحروف المجهورة وهي تسعة عشر حرفاً والجيم والشين والضاد في حيز واحد وهذه الحروف الثلاثة هي الحروف الشَّجْريّة

أبض
ابن الأَعرابي الأَبْضُ الشَّدُّ والأَبْضُ التَّخْلِيةُ والأَبْضُ السكون والأَبْضُ الحركة وأَنشد تَشْكُو العُرُوق الآبِضات أَبْضا ابن سيده والأُبْضُ بالضم الدهر قال رؤبة في حِقْبةٍ عِشْنا بذاك أُبْضا خِدْن اللَّواتِي يَقْتَضِبْنَ النُّعْضا وجمعه آباضٌ قال أَبو منصور والأَبْضُ الشدُّ بالإِبَاضِ وهو عِقَال يُنْشَب في رسغ البعير وهو قائم فيرفع يده فتُثْنَى بالعِقال إِلى عضده وتُشَدّ وأَبَضْت البَعِيرَ آبُضُهُ وآبِضُهُ أَبْضاً وهو أَن تشدّ رسغ يده إِلى عضده حتى ترتفع يده عن الأَرض وذلك الحبل هو الإِبَاضُ بالكسر وأَنشد ابن بري للفقعسي أَكْلَفُ لم يَثْنِ يَدَيهِ آبِضُ وأَبَضَ البعيرَ يأْبِضُه ويأْبُضُه شدّ رسغ يديه إِلى ذراعيه لئلا يَحْرَدَ وأَخذ يأْبِضُه جعل يديه من تحت ركبتيه من خلفه ثم احتمله والمَأْبِضُ كل ما يَثْبُت عليه فخذُك وقيل المأْبِضانِ ما تحت الفخذين في مثاني أَسافلهما وقيل المأْبِضان باطنا الركبتين والمرفقين التهذيب ومأْبِضا الساقين ما بطَنَ من الركبتين وهما في يدي البعير باطنا المرفقين الجوهري المأْبِضُ باطِنُ الركبة من كل شيء والجمع مآبِضُ وأَنشد ابن بري لهميان بن قحافة أَو مُلْتَقَى فائِله ومأْبِضِهْ وقيل في تفسير البيت الفائلان عرقان في الفخذين والمَأْبِضُ باطنُ الفخذين الى البطن وفي الحديث أَن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بالَ قائماً لِعِلّةٍ بمَأْبِضَيه المَأْبِضُ باطن الركبة ههنا وأَصله من الإِباض وهو الحبل الذي يُشَدُّ به رسغ البعير إِلى عضده والمَأْبِض مَفْعِل منه أَي موضع الإِباضِ والميم زائدة تقول العرب إِن البول قائماً يَشفي من تلك العلة والتَّأَبُّضُ انقباض النسا وهو عرق يقال أَبِضَ نَساه وأَبَضَ وتأَبَّضَ تقبّضَ وشدّ رجليه قال ساعدة بن جؤية يهجو امرأَة إِذا جَلَسَتْ في الدار يوماً تأَبَّضَتْ تَأَبُّضَ ذِيب التَّلْعَةِ المُتَصَوِّبِ أَراد أَنها تجلِس جِلْسةَ الذئب إِذا أَقْعى وإِذا تأَبَّضَ على التَّلْعة رأَيته مُنْكبّاً قال أَبو عبيدة يستحب من الفرس تأَبُّضُ رجليه وشَنَجُ نَساه قال ويعرف شَنْجُ نَساه بِتَأَبُّضِ رجليه وتَوْتِيرهما إِذا مشى والإِباضُ عِرْقٌ في الرِّجْل يقال للفرس إِذا توتَّرَ ذلك العرقُ منه مُتَأَبِّضٌ وقال ابن شميل فرس أَبُوضُ النَّسا كأَنما يَأْبِضُ رجليه من سرعة رفعهما عند وضعهما وقول لبيد كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ وفي الأَقْرانِ أَصْوِرةُ الرَّغامِ مُتَأَبِّضات معقولات بالأُبُضِ وهي منصوبة على الحال والمَأْبِضُ الرُّسْغ وهو مَوْصِل الكف في الذراع وتصغير الإِباضِ أُبَيِّضٌ قال الشاعر أَقولُ لِصاحِبي والليلُ داجٍ أُبَيِّضَك الأُسَيِّدَ لا يَضِيعُ يقول احفظ إِباضَك الأَسودَ لا يضيع فصغّره ويقال تَأَبَّضَ البعيرُ فهو مُتَأَبِّضٌ وتَأَبَّضَه غيرُه كما يقال زاد الشيءُ وزِدْتُه ويقال للغراب مُؤْتَبِض النَّسا لأَنه يَحْجِل كأَنّه مأْبُوضٌ قال الشاعر وظَلَّ غُرابُ البَيْنِ مُؤْتَبِضَ النَّسا له في دِيارِ الجارتَين نَعِيقُ وإِباضٌ اسم رجل والإِباضِيّة قوم من الحرورية لهم هَوىً يُنْسَبون إِليه وقيل الإِباضِيّة فِرْقة من الخوارج أَصحاب عبدالله بنِ إِباضٍ التميمي وأُبْضَة ماءٌ لِطَيِّءٍ وبني مِلْقَط كثير النخل قال مساور بن هند وجَلَبْتُه من أَهل أُبْضةَ طائِعاً حتى تَحَكَّم فيه أَهلُ أُرابِ وأُباضُ عِرْضٌ باليمامة كثير النخل والزرع حكاه أَبو حنيفة وأَنشد أَلا يا جارَتا بِأُباضَ إِنِّي رَأَيْتُ الرِّيحَ خَيْراً مِنْكِ جارا تُعَرِّينا إِذا هَبَّتْ علينا وتَمْلأُ عَيْنَ ناظِركم غُبارا وقد قِيلَ به قُتِلَ زيد بن الخطاب

أرض
الأَرْض التي عليها الناس أُنثى وهي اسم جنس وكان حق الواحدة منها أَن يقال أَرْضة ولكنهم لم يقولوا وفي التنزيل وإِلى الأَرْض كيف سُطِحَت قال ابن سيده فأَما قول عمرو بن جُوَين الطائي أَنشده ابن سيبويه فلا مُزْنةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها ولا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقالَها فإِنه ذهب بالأَرض إِلى الموضع والمكان كقوله تعالى فلما رأَى الشَّمْسَ بازِغةً قال هذا رَبِّي أَي هذا الشَّخْصُ وهذا المَرْئِيُّ ونحوه وكذلك قوله فَمَنْ جاءه مَوْعظةٌ منْ ربِّه أَي وعْظ وقال سيبويه كأَنه اكتفى بذكر الموعظة عن التاء والجمع آراضٌ وأُرُوض وأَرَضُون الواو عوض من الهاء المحذوفة المقدرة وفتحوا الراء في الجمع ليدخل الكلمةَ ضَرْبٌ من التكسير استِيحاشاً من أَن يُوَفِّرُوا لفظ التصحيح ليعلموا أَن أَرضاً مما كان سبيله لو جمع بالتاء أَن تُفتح راؤُه فيقال أَرَضات قال الجوهري وزعم أَبو الخطاب أَنهم يقولون أَرْض وآراضٌ كما قالوا أَهل وآهال قال ابن بري الصحيح عند المحققين فيما حكي عن أَبي الخطاب أَرْض وأَراضٍ وأَهل وأَهالٍ كأَنه جمع أَرْضاة وأَهلاة كما قالوا ليلة وليالٍ كأَنه جمع لَيْلاة قال الجوهري والجمع أَرَضات لأَنهم قد يجمعون المُؤنث الذي ليست فيه هاء التأْنيث بالأَلف والتاء كقولهم عُرُسات ثم قالوا أَرَضُون فجمعوا بالواو والنون والمؤَنث لا يجمع بالواو والنون إِلا أَن يكون منقوصاً كثُبة وظُبَة ولكنهم جعلوا الواو والنون عوضاً من حَذْفهم الأَلف والتاء وتركوا فتحة الراء على حالها وربما سُكِّنَت قال والأَراضي أَيضاً على غير قياس كأَنهم جمعوا آرُضاً قال ابن بري صوابه أَن يقول جمعوا أَرْضى مثل أَرْطى وأَما آرُض فقياسُه جمعُ أَوارِض وكل ما سفَل فهو أَرْض وقول خداش بن زهير كذَبْتُ عليكم أَوْعِدُوني وعلِّلُوا بِيَ الأَرْضَ والأَقوامَ قِرْدانَ مَوْظَبا قال ابن سيبويه يجوز أَن يعني أَهل الأَرض ويجوز أَن يريد علِّلُوا جميع النوع الذي يقبل التعليل يقول عليكم بي وبهجائي إِذا كنتم في سفر فاقطعوا الأَرض بذكري وأَنْشِدوا القوم هِجائي يا قِرْدان مَوْظَب يعني قوماً هم في القِلّةِ والحَقارة كقِرْدان مَوْظَب لا يكون إِلا على ذلك أَنه إِنما يهجو القوم لا القِرْدان والأَرْضُ سَفِلة البعير والدابة وما وَلِيَ الأَرض منه يقال بَعِيرٌ شديد الأَرْضِ إِذا كان شديد القوائم والأَرْضُ أَسفلُ قوائم الدابة وأَنشد لحميد يصف فرساً ولم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ ولا لِحَبْلَيْهِ بها حَبارُ يعني لم يقلب قوائمها لعلمه بها وقال سويد بن كراع فرَكِبْناها على مَجْهولِها بصِلاب الأَرْض فِيهنّ شَجَعْ وقال خفاف إِذا ما اسْتَحَمَّت أَرْضُه من سَمائِه جَرى وهو مَوْدوعٌ وواحدٌ مَصْدَقِ وأَرْضُ الإِنسان رُكْبتاه فما بعدهما وأَرْضُ النَّعْل ما أَصاب الأَرض منها وتأَرَّضَ فلان بالمكان إِذا ثبت فلم يبرح وقيل التَّأَرُّضُ التَّأَنِّي والانتظار وأَنشد وصاحِبٍ نَبّهْتُه لِيَنْهَضا إِذا الكَرى في عينه تَمَضْمَضا يَمْسَحُ بالكفّين وَجْهاً أَبْيَضا فقام عَجْلانَ وما تَأَرَّضَا أَي ما تَلَبَّثَ والتَّأَرُّضُ التَّثاقُلُ إِلى الأَرض وقال الجعدي مُقِيم مع الحيِّ المُقِيمِ وقَلبْهُ مع الراحِلِ الغَادي الذي ما تَأَرَّضا وتَأَرَّضَ الرجلُ قام على الأَرض وتَأَرَّضَ واسْتَأْرَضَ بالمكان أَقامَ به ولَبِثَ وقيل تمكن وتَأَرَّضَ لي تضَرَّعَ وتعرَّضَ وجاء فلان يَتَأَرَّضُ لي أَي يتصَدَّى ويتعرَّض وأَنشد ابن بري قبح الحُطَيْئة من مُناخِ مَطِيَّةٍ عَوْجاءَ سائمةٍ تأَرَّضُ للقِرَى ويقال أَرَّضْت الكلامَ إِذا هَيَّأْتَه وسَوَّيْتَه وتأَرَّضَ النَّبْتُ إِذا أَمكن أَن يُجَزَّ والأَرْضُ الزُّكامُ مذكر وقال كراع هو مؤنث وأَنشد لابن أَحمر وقالوا أَنَتْ أَرْضٌ به وتَحَيَّلَتْ فَأَمْسَى لما في الصَّدْرِ والرأْسِ شَاكِيا أَنَتْ أَدْرَكَتْ ورواه أَبو عبيد أَتَتْ وقد أُرِضَ أَرْضاً وآرَضَه اللّه أَي أَزْكَمَه فهو مَأْرُوضٌ يقال رجل مَأْروضٌ وقد أُرِضَ فلان وآرَضَه إِيراضاً والأَرْضُ دُوارٌ يأْخذ في الرأْس عن اللبنِ فيُهَراقُ له الأَنف والعينان والأَرْضُ بسكون الراء الرِّعْدةُ والنَّفْضةُ ومنه قول ابن عباس وزلزلت الأَرْضُ أَزُلْزِلَت الأَرض أَمْ بي أَرْضٌ ؟ يعني الرعدة وقيل يعني الدُّوَارَ وقال ذو الرمة يصف صائداً إِذا تَوَجَّسَ رِكْزاً مِن سنَابِكها أَو كان صاحِبَ أَرضٍ أَو به المُومُ ويقال بي أَرْضٌ فآرِضُوني أَي داووني والمَأْرُوضُ الذي به خَبَلٌ من الجن وأَهلِ الأَرْض وهو الذي يحرك رأْسه وجسده على غير عَمْدٍ والأَرْضُ التي تأْكل الخشب وشَحْمَةُ الأَرْضِ معروفةٌ وشحمةُ الأَرْضِ تسمى الحُلْكة وهي بَنات النقا تغوص في الرمل كما يغوص الحوت في الماء ويُشَبَّه بها بَنان العذارَى والأَرَضَةُ بالتحريك دودة بيضاء شبه النملة تظهر في أَيام الربيع قال أَبو حنيفة الأَرَضَةُ ضربان ضرب صغار مثل كبَار الذَّرِّ وهي آفة الخشب خاصة وضربٌ مثل كبار النمل ذوات أَجنحة وهي آفة كل شيءٍ من خشب ونبات غير أَنها لا تَعْرِض للرطب وهي ذات قوائم والجمع أَرَضٌ والأَرَض اسم للجمع والأَرْضُ مصدر أُرِضَت الخشبةُ تُؤْرَضُ أَرْضاً فهي مَأْرُوضة إِذا وقعت فيها الأَرْضةُ وأَكلتها وأُرِضَت الخشبة أَرْضاً وأَرِضَت أَرْضاً كلاهما أَكلَتْها الأَرَضةُ وأَرْضٌ أَرِضةٌ وأَرِيضةٌ بَيِّنة الأَراضة زكيَّةٌ كريمة مُخَيِّلةٌ للنبت والخير وقال أَبو حنيفة هي التي تَرُبُّ الثَّرَى وتَمْرَحُ بالنبات قال امرؤ القيس بِلادٌ عَرِيضة وأَرْضٌ أَرِيضة مَدافِع ماءٍ في فَضاءٍ عَريض وكذلك مكان أَريضٌ ويقال أَرْضٌ أَرِيضةٌ بَيِّنةُ الأَراضَةِ إِذا كانت لَيِّنةً طيبة المَقْعَد كريمة جيِّدة النبات وقد أُرِضَت بالضم أَي زَكَتْ ومكان أَرِيضٌ خَلِيقٌ للخير وقال أَبو النجم بحر هشام وهو ذُو فِرَاضِ بينَ فُروعِ النَّبْعةِ الغِضاضِ وَسْط بِطاحِ مكة الإِرَاضِ في كلِّ وادٍ واسعِ المُفاضِ قال أَبو عمرو الإِرَاضُ العِرَاضُ يقال أَرْضٌ أَريضةٌ أَي عَريضة وقال أَبو البيداء أَرْض وأُرْض وإِرض وما أَكْثَرَ أُرُوضَ بني فلان ويقال أَرْضٌ وأَرَضُون وأَرَضات وأَرْضُون وأَرْضٌ أَرِيضةٌ للنبات خَلِيقة وإِنها لذات إِراضٍ ويقال ما آرَضَ هذا المكانَ أَي ما أَكْثَرَ عُشْبَه وقال غيره ما آرَضَ هذه الأَرضَ أَي ما أَسْهَلَها وأَنْبَتَها وأَطْيَبَها حكاه أَبو حنيفة وإِنها لأَرِيضةٌ للنبت وإِنها لذات أَرَاضةٍ أَي خليقة للنبت وقال ابن الأَعرابي أَرِضَتِ الأَرْضُ تأْرَضُ أَرَضاً إِذا خَصِبَت وزَكا نباتُها وأَرْضٌ أَرِيضةٌ أَي مُعْجِبة ويقال نزلنا أَرْضاً أَرِيضةً أَي مُعْجِبةً للعَينِ وشيءٌ عَرِيضٌ أَرِيضٌ إِتباع له وبعضهم يفرده وأَنشد ابن بري عَريض أَرِيض باتَ يَيْعِرُ حَوْلَه وباتَ يُسَقِّينا بُطونَ الثَّعالِبِ وتقول جَدْيٌ أَرِيضٌ أَي سمين ورجل أَريضٌ بَيِّنُ الأَرَاضةِ خَلِيقٌ للخير متواضع وقد أَرُضَ الأَصمعي يقال هو آرَضُهم أَن يفعل ذلك أَي أَخْلَقُهم ويقال فلانٌ أَرِيضٌ بكذا أَي خَلِيق به ورَوْضةٌ أَرِيضةٌ لَيِّنةُ المَوْطِئِ قال الأَخطل ولقد شَرِبْتُ الخمرَ في حانوتِها وشَرِبْتُها بأَرِيضةٍ مِحْلالِ وقد أَرُضَتْ أَراضةً واسْتَأْرَضَت وامرأَة عَرِيضةٌ أَرِيضةٌ وَلُودٌ كاملة على التشبيه بالأَرْض وأَرْضٌ مأْرُوضَةٌ
( * قوله « وأرض مأروضة » زاد شارح القاموس وكذلك مؤرضة وعليه يظهر الاستشهاد بالبيت )
أَرِيضةٌ قال أَما تَرَى بكل عَرْضٍ مُعْرِضِ كلَّ رَداحٍ دَوْحَةِ المُحَوَّضِ مُؤْرَضة قد ذَهَبَتْ في مُؤْرَضِ التهذيب المُؤَرِّضُ الذي يَرْعَى كَلأَ الأَرْض وقال ابن دَالان الطائي وهمُ الحُلومُ إِذا الرَّبيعُ تجَنَّبَتْ وهمُ الرَّبيعُ إِذا المُؤَرِّضُ أَجْدَبا والإِرَاضُ البِسَاط لأَنه يَلي الأَرْضَ الأَصمعي الإِرَاضُ بالكسر بِسَاطٌ ضخْم من وَبَرٍ أَو صوف وأَرَضَ الرجلُ أَقام على الإِرَاضِ وفي حديث أُم معبد فشربوا حتى آرَضُوا التفسير لابن عباس وقال غيره أَي شربوا عَلَلاً بعد نَهَلٍ حتى رَوُوا مِنْ أَرَاضَ الوادي إِذا اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ وقال ابن الأَعرابي حتى أَراضُوا أَي نامُوا على الإِرَاضِ وهو البساط وقيل حتى صَبُّوا اللبن على الأَرْض وفَسِيلٌ مُسْتَأْرِضٌ وَوَديَّةٌ مُسْتَأْرِضة بكسر الراء وهو أَن يكون له عِرْقٌ في الأَرْضِ فأَما إِذا نبت على جذع النخل فهو الراكِبُ قال ابن بري وقد يجيءُ المُسْتَأْرِضُ بمعنى المُتَأَرِّض وهو المُتَثاقل إِلى الأَرض قال ساعدة يصف سحاباً مُسْتَأْرِضاً بينَ بَطْنِ الليث أَيْمنُه إِلى شَمَنْصِيرَ غَيْثاً مُرْسلاً مَعَجَا وتأَرَّضَ المنزلَ ارْتادَه وتخيَّره للنزول قال كثير تأَرَّضَ أَخفاف المُناخةِ منهمُ مكانَ التي قد بُعِّثَتْ فازْلأَمَّتِ ازْلأَمَّت ذهبت فَمَضَت ويقال تركت الحي يَتَأَرَّضون المنزِلَ أَي يَرْتادُون بلداً ينزلونه واسْتَأْرَض السحابُ انبسط وقيل ثبت وتمكن وأَرْسَى وأَنشد بيت ساعدة يصف سحاباً مستاْرضاً بين بطن الليث أَيمنه وأَما ما ورد في الحديث في الجنازة من أَهل الأَرض أَم من أَهل الذِّمة فإِنه أَي الذين أُقِرُّوا بأَرضهم والأَرَاضةُ الخِصْبُ وحسنُ الحال والأُرْضةُ من النبات ما يكفي المال سنَةً رواه أَبو حنيفة عن ابن الأَعرابي والأَرَضُ مصدر أَرِضَت القُرْحةُ تأْرَضُ أَرَضاً مثال تَعِبَ يَتْعَبُ تَعَباً إِذا تفَشَّتْ ومَجِلت ففسدت بالمِدَّة وتقطَّعت الأَصمعي إِذا فسدت القُرْحة وتقطَّعت قيل أَرِضَت تأْرَضُ أَرَضاً وفي حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لا صيامَ إِلاّ لمن أَرَّضَ الصِّيامَ أَي تقدَّم فيه رواه ابن الأَعرابي وفي رواية لا صيامَ لمن لم يُؤَرِّضْه من الليل أَي لم يُهَيِّئْه ولم يَنْوِه ويقال لا أَرْضَ لك كما يقال لا أُمَّ لك

أضض
الأَضُّ المشقَّة أَضَّه الأَمرُ يَؤُضُّه أَضّاً أَحزنه وجَهَدَه وأَضَّتْنى إِليك الحاجةُ تَؤُضُّني أَضّاً أَجْهَدَتْني وتَئِضُّني أَضّاً وإِضَاضاً أَلْجَأَتْني واضطرتْني والإِضَاضُ بالكسر المَلجأ قال لأَنْعَتَنْ نَعامةً مِيفاضا خَرْجاءَ تَغْدُو وتطلُبُ الإِضَاضا أَي تطلب ملجأً تلجأُ إِليه وقد ائْتَضَّ فلانٌ إِذا بلغ منه المشقة وائْتَضَّ إِليه ائْتِضاضاً أَي اضطر إِليه قال رؤبة دايَنْتُ أَرْوَى والدُّيون تُقْضَى فَمَطَلَتْ بَعْضاً وأَدَّتْ بَعْضا وهي تَرى ذا حاجةٍ مُؤْتَضَّا أَي مضطراً مُلْجأً قال ابن سيده هذا تفسير أَبي عبيد قال وأَحسن من ذلك أَن تقول أَي لاجئاً مُحتاجاً فافهم وناقةٌ مُؤْتَضَّةٌ إِذا أَخذها كالحُرقة عند نتاجها فَتَصَلَّقت ظَهْراً لبطنٍ ووجدت إِضاضاً أَي حُرْقةً والأَضُّ الكسر كالعَضِّ وفي بعض نسخ الجمهرة كالهَضّ

أمض
أَمِضَ الرجلُ يأْمَض فهو أَمِضٌ عَزَم ولم يُبالِ المُعاتبةَ بل عَزِيمتُه ماضية في قلبه وأَمِضَ أَدّى لِسانُه غيرَ ما يُرِيد والأَمْضُ الباطلُ وقيل الشَّكّ عن أَبي عمرو ومن كلام شِقٍّ أَي ورَبِّ السماءِ والأَرض وما بينهما مَن رَفْعٍ وخَفْضٍ إِنما أَنبأْتك به لِحَقٍّ ما فيه أَمْضٌ

أنض
الأَنِيضُ من اللحم الذي لم يَنْضَج يكون ذلك في الشواء والقَدِيد وقد أَنُضَ أَناضةً وآنَضَه هو أَبو زيد آنَضْتُ اللجمَ إِيناضاً إِذا شَوَيْتَهُ فلم تُنْضِجْه والأَنِيضُ مصدر قولك أَنَضَ اللحمُ يأْنِضُ يالكسر أَنِيضاً إِذا تغير واللحمُ لحمٌ أَنيضٌ فيه نُهُوءَةٌ وأَنشد لزهير في لسان متكلم عابه وهجاه يُلَجْلِجُ مُضْغةً فيها أَنِيضٌ أَصَلَّتْ فهي تحت الكَشْح داءُ أَي فيها تغير وقال أَبو ذؤيب فيه ومُدَّعَسٍ فيه الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه بِجَرْداءَ يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها والإِناضُ بالكسر حَمْلُ النخل المُدْرِك وأَناضَ النخل ( ) قوله « وأناض النخل إلخ » في شرح القاموس ما نصه وذكر الجوهري هنا وأَناض النخل ينيض إناضة أي أينع وتبعه صاحب اللسان وهو غريب فإن أَناض مادته نوض يُنِيضُ إِناضةً أَي أَيْنَع ومنه قول لبيد يوم أَرزاق من تفضل عُمٌّ مُوسِقات وحُفَّلٌ أَبْكارُ فاخِراتٌ ضُرُوعُها في ذُراها وأَناضَ العَيْدانُ والجَبّارُ العُمُّ الطِّوالُ من النخل الواحدة عميمة والمُوسِقاتُ التي أَوْسَقَت أَي حملت أَوْسُقاً والحُفَّل جمع حافِلٍ وهي الكثيرة الحمل مشبهة بالناقة الحافل وهي التي امتلأَ ضرعها لَبَناً والأَبْكارُ التي يتعجَّل إِدراك ثمرها في أَول النخل مأْخوذ من الباكُورة من الفاكهة وهي التي تتقدَّم كل شيء والفاخراتُ اللاتي يَعْظُم حَملُها والشاة الفخور التي عظم ضرعها والجَبّار من النخل الذي فاتَ اليَدَ والعَيْدانُ فاعل بأَناضَ والجبّار معطوف عليه ومعنى أَناضَ بلغَ إِناه ومنتهاه ويروى وإِناضُ العَيْدان ومعناه وبالِغُ العَيْدانِ والجبار معطوف على قوله وإِناضَ

أيض
آضَ يَئِيضُ أَيضاً سارَ وعادَ وآضَ إِلى أَهله رجع إِليهم قال ابن دريد وفعلت كذا وكذا أَيْضاً من هذا أَي رجعت إِليه وعُدْتُ وتقول افعل ذلك أَيضاً وهو مَصْدر آضَ يَئِيضُ أَيضاً أَي رجع فإِذا قيل لك فعلت ذلك أَيضاً قلت أَكثرتَ من أَيْضٍ ودَعْني من أَيْضٍ قال الليث الأَيْضُ صَيْرورةُ الشيء شيئاً غيره وآضَ كذا أَي صار يقال آضَ سوادُ شعره بياضاً قال وقولهم أَيْضاً كأَنه مأْخوذ من آضَ يَئِيضُ أَي عادَ يَعُود فإِذا قلت أَيضاً تقول أَعِد لي ما مضى قال وتفسيرُ أَيْضاً زِيادةٌ وفي حديث سمرة في الكسوف إِن الشمس اسودت حتى آضَتْ كأَنها تَنُّومة قال أَبو عبيد آضَتْ أَي صارت ورَجَعَتْ وأَنشد قول كعب يذكر أَرضاً قطعها قَطَعت إِذا ما الآلُ آضَ كأَنه سُيوفٌ تَنَحَّى تارةً ثم تَلْتَقي وتقول فعلت كذا وكذا أَيضاً

برض
البارِض أَول ما يظهر من نبت الأَرض وخص بعضهم به الجَعْدة والنَّزَعةَ والبهْمَى والهَلْتَى والقَبْأَةَ وبَنات الأَرض وقيل هو أَول ما يُعْرف من النبات وتَتناوَلُه النَّعَمُ الأَصمعي البُهْمَى أَول ما يبدو منها البارِضُ فإِذا تحرك قليلاً فهو جَمِيم قال لبيد يَلْمُجُ البارضَ لَمْجاً في النَّدى مِن مَرابِيعِ رِياض ورِجَلْ الجوهري البارَضُ أَولُ ما تُخْرِجُ الأَرضُ من البُهْمَى والهَلْتَى وبِنتِ الأَرض لأَن نِبْتة هذه الأَشياء واحدةٌ ومَنْبِتها واحد فهي ما دامت صغاراً بارَضٌ فإِذا طالت تبينت أَجْناسُها ويقال أَبْرَضَت الأَرضُ إِذا تعاونَ بارِضُها فكثر وفي حديث خزيمة وذكر السنَّةَ المُجدبة أَيْبَسَت بارِضَ الوَدِيس البارِضُ أَول ما يبدو من النبات قبل أَن تُعرف أَنواعُه والوَدِيسُ ما غَطَّى وجهَ الأَرض من النبات ابن سيده والبارِضُ من النبات بعد البَذْرِ عن أَبي حنيفة وقد بَرَضَ النباتُ يَبْرُضُ بُروضاً وتَبرَّضَتِ الأَرضُ تبيَّن نبتها ومكان مُبْرِضٌ إِذا تعاوَنَ بارِضُه وكَثُرَ الجوهري البَرْضُ القليل وكذلك البُراضُ بالضم وماءٌ بَرْضٌ قليلٌ وهو خلاف العَمْر والجمع بُرُوضٌ وبِرَاضٌ وأَبْراضٌ وبَرَضَ يَبْرِضُ ويَبْرُضُ بَرْضاً وبُرُوضاً قلَّ وقيل خرج قليلاً قليلاً وبئر بَرُوضٌ قليلة الماء وهو يَتَبَرَّضُ الماءَ كلما اجتمع منه شيء غَرَفَه وتَبَرَّضْتُ ماءَ الحِسْي إِذا أَخذته قليلاً قليلاً وثَمْد بَرْضٌ ماؤه قليل وقال رؤبة في العِدِّ لم يَقْدَحْ ثِماداً بَرْضَا وبَرَضَ الماءُ من العين يَبْرُضُ أَي خرج وهو قليل وبَرَضَ لي من ماله يَبْرُضُ ويَبْرِضُ بَرْضاً أَي أَعطاني منه شيئاً قليلاً وتَبَرَّضَ ما عنده أَخذ منه شيئاً بعد شيءٍ وتبرَّضْت فلاناً إِذا أَخذت منه الشيءَ بعد الشيء وتبلَّغْت به والتَّبَرُّضُ والابْتِراضُ التبلُّغ في العيش بالبُلْغة وتطلُّبه من هنا وهنا قليلاً قليلاً وتَبَرَّضَ سَمَلَ الحوضِ إِذا كان ماؤُه قليلاً فأَخذته قليلاً قليلاً قال الشاعر وفي حِياضِ المَجْدِ فامْتَلأَتْ به بالرِّيِّ بعد تَبَرُّضِ الأَسْمال والتَّبرُّضُ التبلُّغُ بالقليل من العيش وتَبرَّضَ حاجته أَخذها قليلاً قليلاً وفي الحديث ماءٌ قليل يتَبرَّضُه الناسُ تَبَرُّضاً أَي يأْخذونه قليلاً قليلاً والبَرْضُ الشيء القليل وقول الشاعر وقد كنتُ برَّاضاً لها قبل وَصْلِها فكيفَ وَلَدَّت حَبْلَها بِحِبالِيا ؟
( * قوله ولدّت حبلها هكذا في الأصل )
معناه قد كنت أُنِيلُها الشيءَ قبل أَن واصلَتْني فكيف وقد عَلِقْتها اليوم وعَلِقَتْني ؟ ابن الأَعرابي رجل مَبْروض ومَضْفُوهٌ ومَطفوهٌ ومَضْفوفٌ ومَحْدود إِذا نَفِد ما عنده من كثرة عطائه والبُرْضة ما تَبرَّضْت من الماء وبَرَضَ له يَبْرِضُ ويَبْرُضُ بَرْضاً قلَّلَ عطاءَه أَبو زيد إِذا كانت العطيةُ يَسيرة قلت بَرَضْت له أَبْرُضُ وأَبرِضُ بَرْضاً ويقال إِن المال لَيَتَبَرَّضُ النبات تَبرُّضاً وذلك قبل أَن يطُول ويكون فيه شِبَعُ المال فإِذا غطى الأَرض ورَقاً فهو جَمِيمٌ والبُرْضةُ أَرض لا تُنْبِتُ شيئاً وهي أَصغر من البَلُّوقة والمُبْرِضُ والبَرّاضُ الذي يأْكل كل شيءٍ من ماله ويُفْسِده والبَرّاضُ بن قيس الذي هاجت به حربُ عُكاظ وقيل هو أَحد فُتّاك العرب معروف من بني كنانة وبِفَتْكِه قام حربُ الفِجَار بين بني كنانة وقيس عيلان لأَنه قتل عُرْوة الرحال القيسي وأَما قول امرئ القيس فَوادِي البَدِيِّ فانْتَحَى لليَرِيض فإِن اليَرِيضَ بالياء قبل الراء وهو واد بعينه ومن رواه البريض بالباء فقد صحَّف واللّه أَعلم

بضض
بَضَّ الشيءُ سال وبَضَّ الحَسْيُ وهو يَبِضُّ بَضِيضاً إِذا جعل ماؤُه يخرج قليلاً وفي حديث تبوك والعين تَبِضُّ بشيء من ماء وبَضَّت العينُ تَبِضُّ بَضّاً وبَضِيضاً دَمَعت ويقال للرجل إِذا نُعِتَ بالصبر على المُصيبة ما تَبِضُّ عينُه وبَضَّ الماءُ يَبِضُّ بَضّاً وبُضُوضاً سالَ قليلاً قليلاً وقيل رَشَح من صَخْرٍ أَو أَرْضٍ وبَضَّ الحجرُ ونحوه يَبِضُّ نَشَغَ منه الماء شبه العَرَق ومَثَلٌ من الأَمثال فلانٌ لا يَبِضُّ حَجَرُه أَي لا يُنالُ منه خيرٌ يضرب للبخيل أَي ما تَنْدَى صَفاته وفي حديث طَهْفة ما تَبِضُّ بِبِلالٍ أَي ما يَقْطُرُ منها لَبَنٌ وفي حديث خزيمة وبَضَّت الحَلَمةُ أَي دَرَّت حلمةُ الضرع باللبن ولا يقال بَضَّ السقاءُ ولا القِرْبةُ إِنما ذلك الرَّشْحُ أَو النَّتج فإِن كان دُهْناً أَو سَمْناً فهو النَّثّ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه يَنِثُّ نَثَّ الحَمِيت قال الجوهري لا يقال بَضَّ السقاءُ ولا القِربةُ قال وبعضهم يقوله وينشد لرؤبة فقلتُ قولاً عَرَبِيّاً غَضَّا لو كانَ خَرْزاً في الكُلَى ما بَضّا وفي الحديث أَنه سَقَطَ من الفَرَس فإِذا هو جالسٌ وعُرْضُ وَجْهِه يَبِضُّ ماءً أَصْفَرَ وبئر بَضُوضٌ يخرج ماؤها قليلاً قليلاً والبَضَضُ الماءُ القليل ورَكِيٌّ بَضُوضٌ قليلة الماء وقد بَضَّتْ تَبِضُّ قال أَبو زبيد يا عُثْمَ أَدْرِكْني فإِنَّ رَكِيَّتي صَلَدَتْ فأَعْيَتْ أَن تَبِضَّ بمائها قال أَبو سعيد في السقاء بُضاضةٌ من ماءٍ أَي شيءٌ يسير وفي حديث النخعي الشَّيْطانُ يَجْري في الإِحْليل ويَبِضُّ في الدُّبُر أَي يَدبّ فيه فيُخيّل أَنه بَلَلٌ أَو ريحٌ وتَبَضَّضْت حَقِّي منه أَي استنظفته قليلاً قليلاً وبَضَضْت له من العطاء أَبُضُّ بَضّاً قلَّلْت وبَضَضْت له أَبُضُّ بَضّاً إِذا أَعطاه شيئاً يسيراً وأَنشد شمر ولم تُبْضِض النُّكْدَ للجاشِرِين وأَنْفَدت النملُ ما تَنْقُل وقال راويه كذا أَنشَدَنِيه ابن أَنس بضم التاء وهما لغتان بَضَّ يَبُضُّ وأَبَضَّ يُبِضُّ قلَّلَ ورواه القاسم ولم تَبْضُض الأَصمعي نَضَّ له بشيء وبَضَّ له بشيء وهو المعروف القليل وامرأَة باضّة وبَضّة وبَضِيضةٌ وبَضاضٌ كثيرة اللحم تارَّة في نَصاعةٍ وقيل هي الرقيقة الجلد الناعمة إِن كانت بيضاء أَو أَدْماءَ قال كلّ رَداحٍ بَضّةٍ بَضاضِ غيره البضّة المرأَة الناعمة سمراء كانت أو بيضاء أَبو عمرو هي اللَّحِيمة البيضاء وقال اللحياني البَضَّة الرقيقة الجلد الظاهرة الدم وقد بَضَّت تَبُضُّ وتَبَضُّ بَضَاضةً وبُضوضةً الليث امرأَة بَضَّةٌ تارّة ناعمة مكتنزة اللحم في نَصاعةِ لون وبَشَرةٌ بَضَّةٌ بَضِيضة وامرأَة بَضَّة بَضَاض ابن الأَعرابي بَضَّضَ الرجلُ إِذا تَنَعّم وغَضَّضَ صار غَضّاً متنعماً وهي الغُضُوضة وغَضَّضَ إِذا أَصابته غَضاضةٌ الأَصمعي والبَضُّ من الرجال الرَّخْصُ الجسدِ وليس من البياض خاصة ولكنه من الرُّخوصة والرَّخاصة وكذلك المرأَة بَضّة ورجل بَضٌّ بَيّن البَضاضَةِ والبُضُوضة ناصعُ البياض في سمن قال وأَبْيَض بَضّ عليه النُّسورُ وفي ضِبْنِه ثَعْلبٌ مُنْكَسِرْ ورجل بَضٌّ أَي رقيق الجلد ممتلئ وقد بَضَضْت يا رجل وبَضِضْت بالفتح والكسر تَبَضُّ بَضاضةً وبُضوضةً وفي حديث علي رضي اللّه عنه هل يَنْتظرُ أَهلُ بَضاضةِ الشَّبابِ إلا كَذا ؟ البَضاضةُ رِقّة اللون وصفاؤه الذي يُؤَثّر فيه أَدنى شيء ومنه قَدِمَ عمر رضي اللّه عنه على مُعاوية وهو أَبضُّ الناس أَي أَرَقُّهم لوناً وأَحسنُهم بَشرة وفي حديث رُقَيقة أَلا فانْظُروا فيكم رجلاً أَبْيَضَ بَضّاً وفي حديث الحسن تَلْقى أَحدَهم أَبْيَضَ بَضّاً ابن شميل البَضَّة اللَّبَنةُ الحارة الحامضة وهي الصَّقْرة وقال ابن الأَعرابي سقاني بَضَّةً وبَضّاً أَي لبناً حامضاً وبَضَّضَ عليه بالسيف حَمَلَ عن ابن الأَعرابي والبَضْباضُ قالوا الكمأَةُ وليست بمَحْضة وبَضَّضَ الجِرْوُ مثل جَصّص ويضَّضَ وبصّصَ كلها لغات وبَضَّ أَوتارَه إِذا حرّكها ليُهَيِّئَها للضرب قال ابن بري قال ابن خالويه يقال بَظَّ بَظّاً بالظاء وهو تحريك الضارب الأَوتارَ ليُهَيِّئها للضرب وقد يقال بالضاد قال والظاء أَكثر وأَحسن

بعض
بَعْضُ الشيء طائفة منه والجمع أَبعاض قال ابن سيده حكاه ابن جني فلا أَدري أَهو تسمُّح أَم هو شيء رواه واستعمل الزجاجي بعضاً بالأَلف واللام فقال وإِنما قلنا البَعْض والكل مجازاً وعلى استعمال الجماعة لهُ مُسامحة وهو في الحقيقة غير جائر يعني أَن هذا الاسم لا ينفصل من الإضافة قال أَبو حاتم قلت للأصمعي رأَيت في كتاب ابن المقفع العِلْمُ كثيرٌ ولكن أَخْذُ البعضِ خيرٌ مِنْ تَرْكِ الكل فأَنكره أَشدَّ الإِنكار وقال الأَلف واللام لا يدخلان في بعض وكل لأَنهما معرفة بغير أَلف ولامٍ وفي القرآن العزيز وكلٌّ أَتَوْه داخِرين قال أَبو حاتم ولا تقول العرب الكل ولا البعض وقد استعمله الناس حتى سيبويه والأَخفش في كُتُبهما لقلة علمهما بهذا النحو فاجْتَنِبْ ذلك فإِنه ليس من كلام العرب وقال الأَزهري النحويون أَجازوا الأَلف واللام في بعض وكل وإِنَّ أَباهُ الأَصمعيُّ ويقال جارية حُسّانةٌ يُشْبِه بعضُها بَعْضاً وبَعْضٌ مذكر في الوجوه كلها وبَعّضَ الشيء تَبْعِيضاً فتبَعَّضَ فرّقه أَجزاء فتفرق وقيل بَعْضُ الشيء كلُّه قال لبيد أَو يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفوسِ حِمامُها قال ابن سيده وليس هذا عندي على ما ذهب إِليه أَهل اللغة من أَن البَعْضَ في معنى الكل هذا نقض ولا دليل في هذا البيت لأَنه إِنما عنى ببعض النفوس نَفْسَه قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى أَجمع أَهل النحو على أَن البعض شيء من أَشياء أَو شيء من شيء إِلاّ هشاماً فإِنه زعم أَن قول لبيد أَو يعتلق بعض النفوس حمامها فادعى وأَخطأَ أَن البَعْضَ ههنا جمع ولم يكن هذا من عمله وإِنما أَرادَ لَبِيدٌ ببعض النفوس نَفْسَه وقوله تعالى تَلْتَقِطه بَعْضُ السيّارة بالتأْنيث في قراءة من قرأ به فإِنه أَنث لأَنّ بَعْضَ السيّارة سَيّارةٌ كقولهم ذهَبتْ بَعْضُ أَصابعه لأَن بَعْض الأَصابع يكون أُصبعاً وأُصبعين وأَصابع قال وأَما جزم أَو يَعْتَلِقْ فإِنه رَدَّهُ على معنى الكلام الأَول ومعناه جزاء كأَنه قال وإِن أَخرجْ في طلب المال أُصِبْ ما أَمَّلْت أَو يَعْلَق الموتُ نفسي وقال قوله في قصة مؤمن آلِ فرعون وما أَجراه على لسانه فيما وعظ به آل فرعون إِن يَكُ كاذباً فعليه كَذِبُه وإِن يَكُ صادقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الذي يَعِدُكم إِنه كان وَعَدَهم بشيئين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فقال يُصِبْكم هذا العذاب في الدنيا وهو بَعْضُ الوَعْدَينِ من غير أَن نَفى عذاب الآخرة وقال الليث بعض العرب يَصِلُ بِبَعْضٍ كما تَصِلُ بما من ذلك قوله تعالى وإِن يَكُ صادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الذي يعدكم يريد يصبكم الذي يعدكم وقيل في قوله بَعْضُ الذي يعدكم أَي كلُّ الذي يعدكم أَي إِن يكن موسى صادقاً يصبكم كل الذي يُنْذِرُكم به وبتوَعّدكم لا بَعْضٌ دونَ بَعضٍ لأَن ذلك مِنْ فعل الكُهَّان وأَما الرسل فلا يُوجد عليهم وَعْدٌ مكذوب وأَنشد فيا ليته يُعْفى ويُقرِعُ بيننا عنِ المَوتِ أَو عن بَعْض شَكواه مقْرعُ ليس يريد عن بَعْضِ شكواه دون بَعْضٍ بل يريد الكل وبَعْضٌ ضدُّ كلٍّ وقال ابن مقبل يخاطب ابنتي عَصَر لَوْلا الحَياءُ ولولا الدِّينُ عِبْتُكما بِبَعْضِ ما فِيكُما إِذْ عِبْتُما عَوَري أٌَّاد بكل ما فيكما فيما يقال وقال أَبو إِسحق في قوله بَعْضُ الذي يعدكم من لطيف المسائل أَن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم إِذا وَعَدَ وعْداً وقع الوَعْدُ بأَسْرِه ولم يقع بَعْضُه فمن أَين جاز أَن يقول بَعْضُ الذي يَعدكم وحَقُّ اللفظ كلُّ الذي يعدكم ؟ وهذا بابٌ من النظر يذهب فيه المناظر إِلى إِلزام حجته بأَيسر ما في الأَمر وليس في هذا معنى الكل وإِنما ذكر البعض ليوجب له الكل لأَن البَعْضَ هو الكل ومثل هذا قول الشاعر قد يُدْرِكُ المُتَأَنّي بَعْضَ حاجتِه وقد يكونُ مع المسْتَعْجِل الزَّلَلُ لأَن القائل إِذا قال أَقلُّ ما يكون للمتأَني إِدراكُ بَعْضِ الحاجة وأَقلُّ ما يكون للمستعجل الزَّلَلُ فقد أَبانَ فضلَ المتأَني على المستعجل بما لا يَقْدِرُ الخصمُ أَن يَدْفَعَه وكأَنّ مؤمنَ آل فرعون قال لهم أَقلُّ ما يكون في صِدْقه أَن يُصِيبَكم بعضُ الذي يَعِدكم وفي بعض ذلك هلاكُكم فهذا تأْويل قوله يُصِبْكم بَعْضُ الذي يَعِدُكم والبَعُوض ضَرْبٌ من الذباب معروف الواحدة بَعُوضة قال الجوهري هو البَقّ وقوم مَبْعُوضُونَ والبَعْضُ مَصْدر بَعَضَه البَعُوضُ يَبْعَضُه بَعْضاً عَضَّه وآذاه ولا يقال في غير البَعُوض قال يمدح رجلاً بات في كِلّة لَنِعْم البَيْتُ بَيْتُ أَبي دِثارٍ إِذا ما خافَ بَعْضُ القومَ بَعْضا قوله بَعْضا أَي عَضّاً وأَبو دِثَار الكِّلة وبُعِضَ القومُ آذاهم البَعُوضُ وأَبْعَضُوا إِذا كان في أَرضهم بَعُوضٌ وأَرض مَبْعَضة ومَبَقّة أَي كثيرة البَعُوضِ والبَقّ وهو البَعُوضُ قال الشاعر يَطِنُّ بَعُوضُ الماء فَوْقَ قَذالها كما اصطَخَبَتْ بعدَ النَجِيِّ خُصومُ وقال ذو الرمة كما ذبّبَتْ عَذْراء وهي مُشِيحةٌ بَعُوض القُرى عن فارِسيٍّ مُرَفّل مُشيحة حَذِرة والمُشِحُ في لغة هذيل المُجدُّ وإِذا أَنشد الهذلي هذا البيت أَنشده كما ذببت عذراء غير مشيحة وأَنشد أَبو عبيداللّه محمد بن زياد الأَعرابي ولَيْلة لم أَدْرِ ما كراها أُسامِرُ البَعُوضَ في دجاها كلّ زجُولٍ يُتَّقَى شَذاها لا يَطْرَبُ السامعُ من غِناها وقد ورد في الحديث ذكرُ البَعُوض وهو البقّ والبَعُوضة موضع كان للعرب فيه يوم مذكور قال متمم بن نويرة يذكر قتلى ذلك اليوم على مثل أَصحابِ البعوضة فاخْمُشِي لَكِ الويلُ حُرَّ الوجه أَو يَبْكِ مَن بكى ورَمْل البَعُوضة معروفة بالبادية

بغض
البُغْض والبِغْضةُ نَقِيضُ الحبّ وقول ساعدة بن كؤية ومن العَوادِي أَنْ تَفُتْك بِبِغْضةٍ وتَقاذُفٍ منها وأَنّكَ ترْقُب قال ابن سيده فسّره السُّكَّري فقال بِبِغضةٍ بقوم يبغضونك فهو على هذا جمع كغِلْمة وصِبْية ولولا أَن المعهود من العرب أَن لا تتشكّى من محبوب بِغْضةً في أَشعارها لقلنا إِن البِغْضة هنا الإِبْغاض والدليل على ذلك أَنه قد عطف عليها المصدرَ وهو قوله وتَقاذُفٍ منها وما هو في نية المصدر وهو قوله وأَنك تَرْقُب وبَغُضَ الرجلُ بالضم بَغاضةً أَي صارَ بَغِيضاً وبَغَّضَه اللّهُ إِلى الناس تَبْغِيضاً فأَبْغَضُوه أَي مَقَتُوه والبَغْضاءُ والبَغاضةُ جميعاً شدة البغْضِ وكذلك البِغْضة بالكسر قال معقل بن خويلد الهذلي أَبا مَعْقلٍ لا تُوطِئَنْك بَغاضَتي رؤوسَ الأَفاعي من مَراصِدِها العُرْم وقد أَبْغَضه وبَغَضَه الأَخيرة عن ثعلب وحده وقال في قوله عزّ وجلّ إِني لِعَمَلِكم من القَالِينَ أَي الباغِضِين فدل هذا على أَن بَغَضَ عنده لغة قال ولولا أَنها لغة عنده لقال من المُبْغِضِين والبَغُوضُ المُبغِض أَنشد سيبويه ولكن بَغُوضٌ أَن يقالَ عَدِيمُ وهذا أَيضاً مما يدل على أَن بَغَضْته لغة لأَن فَعُولاً إِنما هي في الأَكثر عن فاعِلٍ لا مُفْعِل وقيل البَغيض المُبْغِض والمُبْغَض جميعاً ضدٌّ والمُباغَضةُ تَعاطِي البَغْضاء أَنشد ثعلب يا رُبَّ مَولىً ساءَني مُباغِضِ عليَّ ذي ضِغْنٍ وضَبٍّ فارضِ له كقُروء ِ الحائِضِ
( * قوله « وضب فارض » الضب الحقد والفارض القديم وقيل العظيم وقوله له قروء إلخ يقول لعداوته أوقات تهيج فيها مثل وقت الحائض )
والتَّباغُضُ ضد التَّحابّ ورجل بَغِيض وقد بَغُضَ بَغاضةً وبَغِضَ فهو بَغِيضٌ ورجل مُبَغَّضٌ يُبْغَضُ كثيراً ويقال هو محبوب غير مُبَغَّضِ وقد بُغِّض إِليه الأَمرُ وما أَبْغَضَه إِليّ ولا يقال ما أَبْغَضَني له ولا ما أَبْغَضَه لي هذا قول أَهل اللغة قال ابن سيده وحكى سيبويه ما أَبْغَضَني له وما أَبْغَضَه إِلي وقال إِذا ما أَبْغَضَني له فإِنما تخبر أَنك مُبْغَضٌ له وإِذا قلت ما أَبْغَضَه إِليّ فإِنما تخبر أَنه مُبْغَضٌ عندك قال أَبو حاتم من كلام الحشو أَنا أُبْغِض فلاناً وهو يُبْغِضني وقد بَغُضَ إِلي أَي صار بَغِيضاً وأَبْغِضْ به إِليَّ أَي ما أَبْغَضَه الجوهري قولهم ما أَبْغَضَه لي شاذ لا يقاس عليه قال ابن بري إِنما جعله شاذّاً لأَنه جعله من أَبْغَضَ والتعجب لا يكون من أَفْعَل إِلا بأَشَدّ ونحوه قال وليس كما ظنّ بل هو من بَغُضَ فلان إِليَّ قال وقد حكى أَهل اللغة والنحو ما أَبْغَضَني له إِذا كنتَ أَنت المُبغِضَ له وما أَبْغَضَني إِليه إِذا كان هو المُبْغِضَ لك وفي الدعاء نَعِمَ اللّهُ بك عَيْناً وأَبْغَضَ بِعَدوِّك عَيْناً وأَهل اليمن يقولون بَغُضَ جَدُّك كما يقولون عَثَرَ جَدُّك وبَغِيض أَبو قبيلة وقيل حيّ من قيس وهو بَغِيض بن رَيْث بن غَطفان بن سعد بن قيس عَيْلان

بهض
البَهْضُ ما شَقَّ عليك عن كراع وهي عربية البتة التهذيب قال أَبو تراب سمعت أَعرابيّاً من أَشْجع يقول بَهَضَني هذا الأَمر وبَهَظَني قال ولم يُتابِعْه على ذلك أَحد

بوض
ابن الأَعرابي باضَ يَبُوضُ بَوْضاً إِذا أَقام بالمكان وباضَ يَبوض بَوْضاً إِذا حَسُنَ وجههُ بعد كَلَفٍ ومثله بَضَّ يَبِضّ واللّه أَعلم

بيض
البياض ضد السواد يكون ذلك في الحيوان والنبات وغير ذلك مما يقبله غيره البَيَاضُ لون الأَبْيَض وقد قالوا بياض وبَياضة كما قالوا مَنْزِل ومَنْزِلة وحكاه ابن الأَعرابي في الماء أَيضاً وجمع الأَبْيَضِ بِيضٌ وأَصله بُيْضٌ بضم الباء وإِنما أَبدلوا من الضمة كَسْرَةً لتصحَّ الياء وقد أَباضَ وابْيَضَّ فأَما قوله إِن شَكْلي وإِن شكْلَكِ شَتَّى فالْزمي الخُصَّ واخْفِضِي تَبْيَضِضِّي فإِنه أَرادَ تَبْيَضِّي فزاد ضاداً أُخرى ضرورة لإِقامة الوزن قال ابن بري وقد قيل إِنما يجيء هذا في الشعر كقول الآخر لقد خَشِيتُ أَن أَرَى جَدْبَباَّ أَراد جَدْباً فضاعف الباء قال ابن سيده فأَما ما حكى سيبويه من أَن بعضهم قال أَعْطِني أَبْيَضّه يريد أَبْيَضَ وأَلحق الهاء كما أَلحقها في هُنّه وهو يريد هُنَّ فإِنه ثقل الضاد فلولا أَنه زاد ضاداً
( * قوله « فلولا أنه زاد ضاداً إلخ » هكذا في الأصل بدون ذكر جواب لولا ) على الضاد التي هي حرف الإِعراب فحرفُ الإِعراب إِذاً الضادُ الأُولى والثانية هي الزائدة وليست بحرف الإِعراب الموجود في أَبْيَضَ فلذلك لحقته بَيانَ الحركة
( * قوله بيان الحركة هكذا في الأصل ) قال أَبو علي وكان ينبغي أَن لا تُحَرّك فحركتها لذلك ضعيفة في القياس وأَباضَ الكَلأُ ابْيَضَّ ويَبِسَ وبايَضَني فلانٌ فبِضْته من البَياض كنت أَشدَّ منه بياضاً الجوهري وبايَضَه فباضَه يَبِيضُه أَي فاقَه في البياض ولا تقل يَبُوضه وهذا أَشدُّ بَياضاً من كذا ولا تقل أَبْيَضُ منه وأَهل الكوفة يقولونه ويحتجون بقول الراجز جارِية في دِرْعِها الفَضْفاضِ أَبْيَضُ من أُخْتِ بني إِباضِ قال المبرد ليس البيت الشاذ بحجة على الأَصل المجمع عليه وأَما قول الآخر إِذا الرجالُ شَتَوْا واشتدَّ أَكْلُهمُ فأَنْتَ أَبْيَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ فيحتمل أَن لا يكون بمعنى أَفْعَل الذي تصحبه مِنْ للمفاضلة وإِنما هو بمنزلة قولك هو أَحْسَنُهم وجهاً وأَكرمُهم أَباً تريد حسَنهم وجهاً وكريمهم أَباً فكأَنه قال فأَنت مُبْيَضُّهم سِرْبالاً فلما أَضافه انتصب ما بعده على التمييز والبِيضَانُ من الناس خلافُ السُّودانِ وأَبْيَضَت المرأَةُ وأَباضَتْ ولدت البِيضَ وكذلك الرجل وفي عينِه بَياضةٌ أَي بَياضٌ وبَيّضَ الشيءَ جعله أَبْيَضَ وقد بَيَّضْت الشيء فابْيَضَّ ابْيِضاضاً وابْياضّ ابْيِيضاضاً والبَيّاضُ الذي يُبَيِّضُ الثيابَ على النسب لا على الفعل لأَن حكم ذلك إِنما هو مُبَيِّضٌ والأَبْيَضُ عِرْق السرّة وقيل عِرْقٌ في الصلب وقيل عرق في الحالب صفة غالبة وكل ذلك لمكان البَياضِ والأَبْيضانِ الماءُ والحنطةُ والأَبْيضانِ عِرْقا الوَرِيد والأَبْيَضانِ عرقان في البطن لبياضهما قال ذو الرمة وأَبْيَض قد كلَّفْته بُعد شُقّة تَعَقّدَ منها أَبْيَضاه وحالِبُهْ والأَبْيَضان عِرْقان في حالب البعير قال هميان ابن قحافة قَرِيبة نُدْوَتُه من مَحْمَضِهْ كأَنما يَيْجَعُ عِرْقا أَبْيَضِهْ ومُلْتَقَى فائلِه وأُبُضِهْ
( * قوله « عرقا أبيضه » قال الصاغاني هكذا وقع في الصحاح بالالف والصواب عرقي بالنصب وقوله وأبضه هكذا هو مضبوط في نسخ الصحاح بضمتين وضبطه بعضهم بكسرتين أفاده شارح القاموس )
والأَبيضان الشحمُ والشَّباب وقيل الخُبْز والماء وقيل الماء واللبنُ قال هذيل الأَشجعي من شعراء الحجازيين ولكنّما يَمْضِي ليَ الحَوْلُ كاملاً وما ليَ إِلاَّ الأَبْيَضَيْنِ شَرابُ من الماءِ أو من دَرِّ وَجْناءَ ثَرّةٍ لها حالبٌ لا يَشْتَكي وحِلابُ ومنه قولهم بَيَّضْت السِّقاءَ والإِناء أَي ملأْته من الماء أَو اللبن ابن الأَعرابي ذهَبَ أَبْيَضاه شحْمُه وشبابُه وكذلك قال أَبو زيد وقال أَبو عبيد الأَبْيَضانِ الشحمُ واللبن وفي حديث سعد أَنه سُئِل عن السُّلْت بالبَيْضاءِ فكَرِهَه البَيْضاء الحِنْطة وهي السَّمْراء أَيضاً وقد تكرر ذكرها في البيع والزكاة وغيرهما وإِنما كَرِه ذلك لأَنهما عنده جنسٌ واحد وخالفه غيره وما رأَيته مُذْ أَبْيضانِ يعني يومين أَو شهرين وذلك لبياض الأَيام وبَياضُ الكبدِ والقلبِ والظفرِ ما أَحاط به وقيل بَياضُ القلب من الفرس ما أَطافَ بالعِرْق من أَعلى القلب وبياض البطن بَنات اللبنِ وشحْم الكُلى ونحو ذلك سمَّوْها بالعَرَض كأَنهم أَرادوا ذات البياض والمُبَيِّضةُ أَصحابُ البياض كقولك المُسَوِّدةُ والمُحَمِّرةُ لأَصحاب السواد والحمرة وكَتِيبةٌ بَيْضاء عليها بَياضُ الحديد والبَيْضاء الشمسُ لبياضها قال الشاعر وبَيْضاء لم تَطْبَعْ ولم تَدْرِ ما الخَنا تَرَى أَعيُنَ الفِتْيانِ من دونها خُزْرا والبَيْضاء القِدْرُ قال ذلك أَبو عمرو قال ويقال للقِدْر أَيضاً أُمُّ بَيْضاء وأَنشد وإِذْ ما يُرِيحُ الناسَ صَرْماءُ جَوْنةٌ يَنُوسُ عليها رَحْلُها ما يُحَوَّلُ فقلتُ لها يا أُمَّ بَيْضاءَ فِتْيةٌ يَعُودُك منهم مُرْمِلون وعُيَّلُ قال الكسائي ما في معنى الذي في إِذ ما يُرِيح قال وصرماءُ خبر الذي والبِيضُ ليلةُ ثلاثَ عَشْرةَ وأَرْبَعَ عَشْرةَ وخمسَ عَشْرة وفي الحديث كان يأْمُرُنا أَن نصُومَ الأَيامَ البِيضَ وهي الثالثَ عشَرَ والرابعَ عشرَ والخامسَ عشرَ سميت ليالِيها بِيضاً لأَن القمر يطلُع فيها من أَولها إِلى آخرها قال ابن بري وأَكثر ما تجيء الرواية الأَيام البِيض والصواب أَن يقال أَيامَ البِيضِ بالإِضافة لأَن البِيضَ من صفة الليالي وكلَّمتُه فما ردَّ عليَّ سَوْداءَ ولا بَيْضاءَ أَي كِلمةً قبيحة ولا حسنة على المثل وكلام أَبْيَضُ مشروح على المثل أَيضاً ويقال أَتاني كلُّ أَسْودَ منهم وأَحمر ولا يقال أَبْيَض الفراء العرب لا تقول حَمِر ولا بَيِض ولا صَفِر قال وليس ذلك بشيء إِنما يُنْظَر في هذا إِلى ما سمع عن العرب يقال ابْيَضّ وابْياضَّ واحْمَرَّ واحْمارَّ قال والعرب تقول فلانة مُسْوِدة ومُبيِضةٌ إِذا ولدت البِيضانَ والسُّودانَ قال وأَكثر ما يقولون مُوضِحة إِذا وَلَدَت البِيضانَ قال ولُعْبة لهم يقولون أَبِيضي حَبالاً وأَسيدي حَبالاً قال ولا يقال ما أَبْيَضَ فلاناً وما أَحْمَر فلاناً من البياض والحمرة وقد جاء ذلك نادراً في شعرهم كقول طرفة أَمّا الملوكُ فأَنْتَ اليومَ ألأَمُهم لُؤْماً وأَبْيَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ ابن السكيت يقال للأَسْودَ أَبو البَيْضاء وللأبْيَض أَبو الجَوْن واليد البَيْضاء الحُجّة المُبَرْهنة وهي أَيضاً اليد التي لا تُمَنُّ والتي عن غير سؤال وذلك لشرفها في أَنواع الحِجاج والعطاء وأَرض بَيْضاءُ مَلْساء لا نبات فيها كأَن النبات كان يُسَوِّدُها وقيل هي التي لم تُوطَأْ وكذلك البِيضَةُ وبَيَاضُ الأَرض ما لا عمارة فيه وبَياضُ الجلد ما لا شعر عليه التهذيب إِذا قالت العرب فلان أَبْيَضُ وفلانة بَيْضاء فالمعنى نَقاء العِرْض من الدنَس والعيوب ومن ذلك قول زهير يمدح رجلاً أَشَمّ أَبْيَض فَيّاض يُفَكِّك عن أَيدي العُناةِ وعن أَعْناقِها الرِّبَقا وقال أُمُّك بَيْضاءُ من قُضاعةَ في ال بيت الذي تَسْتَظلُّ في ظُنُبِهْ قال وهذا كثير في شعرهم لا يريدون به بَياضَ اللون ولكنهم يريدون المدح بالكرم ونَقاءِ العرْض من العيوب وإِذا قالوا فلان أَبْيَض الوجه وفلانة بَيْضاءُ الوجه أَرادوا نقاءَ اللون من الكَلَفِ والسوادِ الشائن ابن الأَعرابي والبيضاءُ حبالة الصائد وأَنشد وبيضاء مِنْ مالِ الفتى إِن أَراحَها أَفادَ وإِلا ماله مال مُقْتِر يقول إِن نَشِب فيها عَيرٌ فجرّها بقي صاحبُها مُقْتِراً والبَيْضة واحدة البَيْض من الحديد وبَيْضِ الطائر جميعاً وبَيْضةُ الحديد معروفة والبَيْضة معروفة والجمع بَيْض وفي التنزيل العزيز كأَنَّهُنّ بَيْضٌ مَكْنُون ويجمع البَيْض على بُيوضٍ قال على قَفْرةٍ طارَت فِراخاً بُيوضُها أَي صارت أَو كانت قال ابن سيده فأَما قول الشاعر
( * قوله « فأما قول الشاعر » عبارة القاموس وشرحه والبيضة واحدة بيض الطير الجمع بيوض وبيضات قال الصاغاني ولا تحرك الياء من بيضات إلا في ضرورة الشعر قال أخو بيضات إلخ )
أَبو بَيَضاتٍ رائحٌ مُتأَوِّب رَفيق بمَسْحِ المَنْكِبَينِ سَبُوحُ فشاذ لا يعقد عليه باب لأَن مثل هذا لا يحرك ثانيه وباضَ الطائرُ والنعامة بَيْضاً أَلْقَتْ بَيْضَها ودجاجة بَيّاضةٌ وبَيُوضٌ كثيرة البَيْضِ والجمع بُيُضٌ فيمن قال رُسُل مثل حُيُد جمع حَيُود وهي التي تَحِيد عنك وبِيضٌ فيمن قال رُسْل كسَرُوا الباء لِتَسْلم الياء ولا تنقلب وقد قال بُّوضٌ أَبو منصور يقال دجاجة بائض بغير هاء لأَن الدِّيكَ لا يَبِيض وباضَت الطائرةُ فهي بائضٌ ورجل بَيّاضٌ يَبِيع البَيْضَ وديك بائِضٌ كما يقال والدٌ وكذلك الغُراب قال بحيث يَعْتَشّ الغُرابُ البائضُ قال ابن سيده وهو عندي على النسب والبَيْضة من السلاح سميت بذلك لأَنها على شكل بَيْضة النعام وابْتاضَ الرجل لَبِسَ البَيْضةَ وفي الحديث لَعَنَ اللّه السارقَ يَسْرِقُ البَيْضةَ فتُقْطَعُ يدُه يعني الخُوذةَ قال ابن قتيبة الوجه في الحديث أَن اللّه لما أَنزل والسارقُ والسارقةُ فاقْطَعُوا أَيْدِيَهما قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لَعَنَ اللّه السارقَ يَسْرِق البَيْضة فتُقْطَع يدُه على ظاهر ما نزل عليه يعني بَيْضةَ الدجاجة ونحوها ثم أَعلمه اللّه بَعْدُ أَن القطع لا يكون إِلا في رُبْع دِينار فما فوقه وأَنكر تأْويلها بالخُوذةِ لأَن هذا ليس موضع تَكثيرٍ لما يأْخذه السارق إِنما هو موضع تقليل فإِنه لا يقال قبَّح اللّه فلاناً عرَّض نفسه للضرب في عِقْد جَوْهر إِنما يقال لَعَنه اللّه تعرَّض لقطع يده في خَلَقٍ رَثٍّ أَو في كُبّةِ شعَرٍ وفي الحديث أُعْطِيتُ الكَنْزَينِ الأَحمرَ والأَبيضَ فالأَحمرُ مُلْكُ الشام والأَبْيَضُ مُلْكُ فارس وإِنما يقال لفارس الأَبْيَض لبياض أَلوانهم ولأَن الغالب على أَموالهم الفضة كما أَن الغالب على أَلوان أَهل الشام الحمرة وعلى أَموالهم الذهب ومنه حديث ظبيان وذكر حِمْير قال وكانت لهم البَيْضاءُ والسَّوْداءُ وفارِسُ الحَمْراءُ والجِزْيةُ الصفراء أَراد بالبيضاء الخرابَ من الأَرض لأَنه يكون أَبْيَضَ لا غَرْسَ فيه ولا زَرْعَ وأَراد بالسَّوْداء العامِرَ منها لاخْضِرارِها بالشجر والزرع وأَرادَ بفارِسَ الحَمْراء تَحَكُّمَهم عليه وبالجزية الصفراء الذهبَ كانوا يَجْبُون الخَراجَ ذَهَباً وفي الحديث لا تقومُ الساعةُ حتى يظهر الموتُ الأَبْيَضُ والأَحْمَرُ الأَبْيَضُ ما يأْتي فَجْأَةً ولم يكن قبله مرض يُغيِّر لونه والأَحْمرُ الموتُ بالقَتْل لأَجل الدم والبَيْضةُ عِنَبٌ بالطائف أَبيض عظيم الحبّ وبَيْضةُ الخِدْر الجاريةُ لأَنها في خِدْرها مكنونة والبَيْضةُ بَيْضةُ الخُصْية وبَيْضةُ العُقْر مَثَلٌ يضرب وذلك أَن تُغْصَبَ الجارية نَفْسها فتُقْتَضّ فتُجَرَّب ببَيْضةٍ وتسمى تلك البَيْضةُ بَيْضةَ العُقْرِ قال أَبو منصور وقيل بَُْضةُ العُقْرِ بَيْضَة يَبِيضُها الديك مرة واحدة ثم لا يعود يضْرب مثلاً لمن يصنع الصَّنِيعة ثم لا يعود لها وبَيْضة البلَدِ تَرِيكة النعامة وبَيْضةُ البلد السَّيِّدُ عن ابن الأَعرابي وقد يُذَمُّ ببَيْضة البلد وأَنشد ثعلب في الذم للراعي يهجو ابن الرِّقاعِ العاملي لو كُنتَ من أَحَدٍ يُهْجى هَجَوْتُكمُ يا ابن الرِّقاعِ ولكن لستَ من أَحَدِ تَأْبى قُضاعةُ لم تَعْرِفْ لكم نَسَباً وابْنا نِزارٍ فأَنْتُمْ بَيْضةُ البَلَدِ أَرادَ أَنه لا نسب له ولا عشيرة تَحْمِيه قال وسئل ابن الأَعرابي عن ذلك فقال إِذا مُدِحَ بها فهي التي فيها الفَرْخ لأَن الظَّلِيم حينئذ يَصُونُها وإِذا ذُمَّ بها فهي التي قد خرج الفَرْخُ منها ورَمى بها الظليمُ فداسَها الناسُ والإِبلُ وقولهم هو أَذَلُّ من بَيْضةِ البَلَدِ أَي من بَيْضَةِ النعام التي يتركها وأَنشد كراع للمتلمس في موضع الذم وذكره أَبو حاتم في كتاب الأَضداد وقال ابن بري الشعر لِصِنَّان بن عبَّاد اليشكري وهو لَمَّا رأَى شمطٌ حَوْضِي له تَرَعٌ على الحِياضِ أَتاني غيرَ ذي لَدَدِ لو كان حَوْضَ حِمَارٍ ما شَرِبْت به إِلاّ بإِذْنِ حِمارٍ آخرَ الأَبَدِ لكنَّه حَوْضُ مَنْ أَوْدَى بإِخْوَتِه رَيْبُ المَنُونِ فأَمْسَى بَيْضَةَ البَلَدِ أَي أَمسى ذليلاً كهذه البَيْضة التي فارَقَها الفرخُ فرَمَى بها الظليم فدِيسَت فلا أَذَل منها قال ابن بري حِمَار في البيت اسم رجل وهو علقمة بن النعمان بن قيس بن عمرو بن ثعلبة وشمطٌ هو شمط ابن قيس بن عمرو بن ثعلبة اليشكري وكان أَوْرَدَ إِبِلَه حَوْضَ صِنَّان بن عبَّاد قائل هذا الشعر فغضب لذلك وقال المرزوقي حمار أَخوه وكان في حياته يتعزَّزُ به ومثله قول الآخر يهجو حسان بن ثابت وفي التهذيب انه لحسان أَرى الجَلابِيبَ قد عَزُّوا وقد كَثُروا وابنُ الفُرَيْعةِ أَمْسَى بَيْضةَ البَلَدِ قال أَبو منصور هذا مدح وابن فُرَيْعة أَبوه
( * قوله « وابن فريعة أبوه » كذا بالأصل وفي القاموس في مادة فرع ما نصه وحسان بن ثابت يعرف بابن الفريعة كجهينة وهي أُمه ) وأَراد بالجلابيب سَفِلة الناس وغَثْراءَهم قال أَبو منصور وليس ما قاله أَبو حاتم بجيد ومعنى قول حسان أَن سَفِلة الناس عزُّوا وكثروا بعد ذِلَّتِهِم وقلتهم وابن فُرَيعة الذي كان ذا ثَرْوَةٍ وثَراءٍ قد أُخِّرَ عن قديمِ شَرَفِه وسُودَدِه واسْتُبِدَّ بالأَمر دونه فهو بمنزلة بَيْضة البلد التي تَبِيضُها النعامة ثم تتركها بالفلاة فلا تَحْضُنها فتبقى تَرِكةً بالفلاة وروى أَبو عمرو عن أَبي العباس العرب تقول للرجل الكريم هو بَيْضة البلد يمدحونه ويقولون للآخر هو بَيْضة البلد يذُمُّونه قال فالممدوحُ يراد به البَيْضة التي تَصُونها النعامة وتُوَقِّيها الأَذَى لأَن فيها فَرْخَها فالممدوح من ههنا فإِذا انْفَلَقت عن فَرْخِها رمى بها الظليمُ فتقع في البلد القَفْر فمن ههنا ذمّ الآخر قال أَبو بكر في قولهم فلان بَيْضةُ البلد هو من الأَضداد يكون مدحاً ويكون ذمّاً فإِذا مُدِح الرجل فقيل هو بَيْضةُ البلد أُرِيدَ به واحدُ البلد الذي يُجْتَمع إِليه ويُقْبَل قولُه وقيل فَرْدٌ ليس أَحد مثله في شرفه وأَنشد أَبو العباس لامرأَة من بني عامر بن لُؤَيّ ترثي عمرو بن عبد وُدٍّ وتذكر قتل عليّ إِيَّاه لو كان قاتِلُ عَمرو غيرَ قاتله بَكَيْتُه ما أَقام الرُّوحُ في جَسَدي لكنَّ قاتلَه مَنْ لا يُعابُ به وكان يُدعَى قديماً بَيْضَةَ البَلَدِ يا أُمَّ كُلْثُومَ شُقِّي الجَيْبَ مُعْوِلَةً على أَبيكِ فقد أَوْدَى إِلى الأَبَدِ يا أُمَّ كُلْثُومَ بَكِّيهِ ولا تَسِمِي بُكَاءَ مُعْوِلَةٍ حَرَّى على ولد بَيْضةُ البلد عليُّ بن أَبي طالب سلام اللّه عليه أَي أَنه فَرْدٌ ليس مثله في الشرف كالبَيْضةِ التي هي تَرِيكةٌ وحدها ليس معها غيرُها وإِذا ذُمَّ الرجلُ فقيل هو بَيْضةُ البلدِ أَرادوا هو منفرد لا ناصر له بمنزلة بَيْضَةٍ قام عنها الظَّليمُ وتركها لا خير فيها ولا منفعة قالت امرأَة تَرْثي بَنِينَ لها لَهْفِي عليهم لَقَدْ أَصْبَحْتُ بَعْدَهُمُ كثيرَة الهَمِّ والأَحزان والكَمَدِ قد كُنْتُ قبل مَناياهُمْ بمَغبَطَةٍ فصِرْتُ مُفْرَدَةً كبَيْضَةِ البلدِ وبَيْضَةُ السَّنام شَحْمَته وبَيْضَةُ الجَنِين أَصله وكلاهما على المثل وبَيْضَة القوم وسَطُهم وبَيْضة القوم ساحتهم وقال لَقِيطٌ الإِيادِي يا قَوْمِ بَيْضتَكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بها إِنِّي أَخاف عليها الأَزْلَم الجَذَعا يقول احفظوا عُقْر داركم والأَزْلَم الجَذَع الدهر لأَنه لا يهرم أَبداً ويقال منه بِيضَ الحيُّ أُصِيبَت بَيْضَتُهم وأُخِذ كلُّ شيءٍ لهم وبِضْناهم وابْتَضْناهم فعلنا بهم ذلك وبَيْضَةُ الدار وسطها ومعظمها وبَيْضَةُ الإِسلام جماعتهم وبَيْضَةُ القوم أَصلهم والبَيْضَةُ أَصل القوم ومُجْتَمعُهم يقال أَتاهم العدو في بَيْضَتِهِمْ وقوله في الحديث ولا تُسَلِّطْ عليهم عَدُوّاً من غيرهم فيستبيح بَيْضَتَهم يريد جماعتهم وأَصلهم أَي مُجْتمعهم وموضع سُلْطانهم ومُسْتَقَرَّ دعوتهم أَراد عدوّاً يستأْصلهم ويُهْلِكهم جميعهم قيل أَراد إِذا أُهْلِكَ أَصلُ البَيْضة كان هلاك كل ما فيها من طُعْمٍ أَو فَرْخ وإِذا لم يُهْلَكْ أَصلُ البَيْضة ربما سلم بعضُ فِراخها وقيل أَراد بالبَيْضَة الخُوذَةَ فكأَنه شَبَّه مكان اجتماعهم والتِئامهم ببَيْضَة الحَدِيدِ ومنه حديث الحديبية ثم جئتَ بهم لبَيْضَتِك تَفُضُّها أَي أَصْلك وعشيرتك وبَيْضَةُ كل شيء حَوْزَتُه وباضُوهُمْ وابْتاضُوهُمْ استأْصلوهم ويقال ابْتِيضَ القومُ إِذا أُبِيحَتْ بَيْضَتُهم وابْتاضُوهم أَي استأْصلوهم وقد ابْتِيضَ القوم إِذا اُخِذَتْ بَيْضَتُهم عَنْوَةً أَبو زيد يقال لوسط الدار بَيْضةٌ ولجماعة المسلمين بَيْضَةٌ ولوَرَمٍ في ركبة الدابة بَيْضَة والبَيْضُ وَرَمٌ يكون في يد الفرس مثل النُّفَخ والغُدَد قال الأَصمعي هو من العيوب الهَيِّنة يقال قد باضَتْ يدُ الفرس تَبِيضُ بَيْضاً وبَيْضَةُ الصَّيْف معظمه وبَيْضَة الحرّ شدته وبَيْضَة القَيْظ شدة حَرِّه وقال الشماخ طَوَى ظِمْأَهَا في بَيْضَة القَيْظِ بعدما جَرَى في عَنَانِ الشِّعْرَيَيْنِ الأَماعِزُ وباضَ الحَرُّ إِذا اشتد ابن بزرج قال بعض العرب يكون على الماء بَيْضَاءُ القَيْظِ وذلك من طلوع الدَّبَران إِلى طلوع سُهَيْل قال أَبو منصور والذي سمعته يكون على الماء حَمْراءُ القَيْظِ وحِمِرُّ القيظ ابن شميل أَفْرَخَ بَيْضَةُ القوم إِذا ظهر مَكْتُومُ أَمْرِهم وأَفرخت البَيْضَةُ إِذا صار فيها فَرْخٌ وباضَ السحابُ إِذا أَمْطَر وأَنشد ابن الأَعرابي باضَ النَّعَامُ به فنَفَّرَ أَهلَهُ إِلا المُقِيمَ على الدَّوا المُتأَفِّنِ قال أَراد مطراً وقع بِنَوْءِ النَّعَائم يقول إِذا وقع هذا المطر هَرَبَ العُقلاء وأَقام الأَحمق قال ابن بري هذا الشاعر وصف وَادِياً أَصابه المطر فأَعْشَب والنَّعَامُ ههنا النعائمُ من النجوم وإِنما تُمْطِرُ النَّعَائمُ في القيظ فينبت في أُصول الحَلِيِّ نبْتٌ يقال له النَّشْر وهو سُمٌّ إِذا أَكله المال مَوَّت ومعنى باضَ أَمْطَرَ والدَّوا بمعنى الداء وأَراد بالمُقِيم المقيمَ به على خَطر أَن يموت والمُتَأَفِّنُ المُتَنَقِّص والأَفَن النَّقْصُ قال هكذا فسره المُهَلَّبِيّ في باب المقصور لابن ولاَّد في باب الدال قال ابن بري ويحتمل عندي أَن يكون الدَّوا مقصوراً من الدواء يقول يَفِرُّ أَهلُ هذا الوادي إِلا المقيمَ على المُداواة المُنَقِّصة لهذا المرض الذي أَصابَ الإِبلَ من رَعْيِ النَّشْرِ وباضَت البُهْمَى إِذا سَقَطَ نِصالُها وباضَت الأَرض اصفرت خُضرتُها ونَفَضتِ الثمرة وأَيبست وقيل باضَت أَخْرجَتْ ما فيها من النبات وقد باضَ اشتدَّ وبَيَّضَ الإِناءَ والسِّقاء مَلأَه ويقال بَيَّضْت الإِناءَ إِذا فرَّغْتَه وبَيَّضْته إِذا مَلأْته وهو من الأَضداد والبَيْضاء اسم جبل وفي الحديث في صفة أَهل النار فَخِذُ الكافر في النار مثْل البَيْضاء قيل هو اسم جبل والأَبْيَضُ السيف والجمع البِيضُ والمُبَيِّضةُ بكسر الياء فرقة من الثَّنَوِيَّة وهم أَصحاب المُقَنَّع سُمُّوا بذلك لتَبْيِيضهم ثيابهم خلافاً للمُسَوِّدَة من أَصحاب الدولة العبّاسية وفي الحديث فنظرنا فإِذا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأَصحابه مُبَيِّضين بتشديد الياء وكسرها أَي لابسين ثياباً بيضاً يقال هم المُبَيِّضةُ والمُسَوِّدَة بالكسر ومنه حديث توبة كعب بن مالك فرأَى رجلاً مُبَيِّضاً يزول به السرابُ قال ابن الأَثير ويجوز أَن يكون مُبْيَضّاً بسكون الباء وتشديد الضاد من البياض أَيضاً وبِيضَة بكسر الباء اسم بلدة وابن بَيْض رجل وقيل ابن بِيضٍ وقولهم سَدَّ ابنُ بَيْضٍ الطريقَ قال الأَصمعي هو رجل كان في الزمن الأَول يقال له ابن بَيْضٍ عقرَ ناقَتَه على ثَنِيَّةٍ فسد بها الطريق ومنع الناسَ مِن سلوكِها قال عمرو بن الأَسود الطهوي سَدَدْنا كما سَدَّ ابنُ بيضٍ طَرِيقَه فلم يَجِدوا عند الثَّنِيَّةِ مَطْلَعا قال ومثله قول بَسّامة بن حَزْن كثوبِ ابن بيضٍ وقاهُمْ به فسَدَّ على السّالِكينَ السَّبِيلا وحمزة بن بِيضٍ شاعر معروف وذكر النضر بن شميل أَنه دخل على المأْمون وذكر أَنه جَرى بينه وبينه كلام في حديث عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فلما فرغ من الحديث قال يا نَضْرُ أَنْشِدْني أَخْلَبَ بيت قالته العرب فأَنشدته أَبيات حمزة بن بِيضٍ في الحكَم بن أَبي العاص تقولُ لي والعُيونُ هاجِعةٌ أَقِمْ عَلَيْنا يَوْماً فلم أُقِم أَيَّ الوُجوهِ انْتَجَعْتَ ؟ قلتُ لها وأَيُّ وَجْهٍ إِلا إِلى الحَكَم متى يَقُلْ صاحِبا سُرادِقِه هذا ابنُ بِيضٍ بالباب يَبْتَسِمِ رأَيت في حاشية على كتاب أَمالي ابن بري بخط الفاضل رضي الدين الشاطبي رحمه اللّه قال حمزة بن بِيضٍ بكسر الباء لا غير قال وأَما قولهم سدَّ ابنُ بَيْضٍ الطريقَ فقال الميداني في أَمثاله ويروى ابن بِيضٍ بكسر الباء قال وأَبو محمد رحمه اللّه حمل الفتح في بائه على فتح الباء في صاحب المثَل فعطَفَه عليه قال وفي شرح أَسماء الشعراء لأَبي عمر المطرّز حمزة بن بِيض قال الفراء البِيضُ جمع أَبْيَض وبَيْضاء والبُيَيْضَة اسم ماء والبِيضَتانِ والبَيْضَتان بالكسر والفتح موضع على طريق الشام من الكوفة قال الأَخطل فهْوَ بها سَيِّءٌ ظَنّاً وليس له بالبَيْضَتَينِ ولا بالغَيْضِ مُدَّخَرُ ويروى بالبَيْضَتين وذُو بِيضانَ موضع قال مزاحم كما صاحَ في أَفْنانِ ضالٍ عَشِيَّةً بأَسفلِ ذِي بِيضانَ جُونُ الأَخاطِبِ وأَما بيت جرير قَعِيدَ كما اللّهَ الذي أَنْتُما له أَلم تَسْمَعا بالبَيْضَتَينِ المُنادِيا ؟ فقال ابن حبيب البِيضَة بالكسر بالحَزْن لبني يربوع والبَيْضَة بالفتح بالصَّمّان لبني دارم وقال أَبو سعيد يقال لما بين العُذَيْب والعقَبة بَيْضة قال وبعد البَيْضة البَسِيطةُ وبَيْضاء بني جَذِيمة في حدود الخطّ بالبحرين كانت لعبد القيس وفيها نخيل كثيرة وأَحْساءٌ عَذْبة وقصورٌ جَمَّة قال وقد أَقَمْتُ بها مع القَرامِطة قَيْظة ابن الأَعرابي البَيْضة أَرض بالدَّوّ حفَروا بها حتى أَتتهم الريح من تحتهم فرفعتهم ولم يصِلُوا إِلى الماء قال شمر وقال غيره البَيْضة أَرض بَيْضاء لا نبات فيها والسَّوْدة أَرض بها نخيل وقال رؤبة يَنْشَقُّ عن الحَزْنُ والبَرِّيتُ والبِيضةُ البَيْضاء والخُبُوتُ كتبه شمر بكسر الباء ثم حكى ما قاله ابن الأَعرابي

ترض
تِرْياضٌ من أَسماء النساءِ

تعض
امرأَةٌ تَعْضُوضةٌ قال الأَزهري أَراها الضَّيِّقة والتَّعْضُوضُ ضَرْبٌ من التَّمر قال الأَزهري والتاء فيهما ليست بأَصلية هي مثل تاء تَرْنُوقِ المَسِيل وهي ما يجتمع من الطين في النهر وفي الحديث وأَهْدَتْ لنا نَوْطاً من التَّعْضوض بفتح التاء وهو تمر أَسود شديد الحلاوة ومَعْدِنُه هجر قال ابن الأَثير وليس هذا بابه ولكنه ترجم عليه في التاء مع العين وفي حديث عبد الملك بن عمير واللّه لتَعْضُوضٌ كأَنه أَخْفافُ الرِّبَاعِ أَطْيَبُ مِنْ هذا

جحض
جِحِضْ زَجْرٌ للكَبْش

جرض
الجَرَضُ الجَهْدُ جَرِضَ جَرَضاً غَصَّ والجَرَضُ والجَرِيضُ غَصَصُ الموت والجَرَضُ بالتحريك الرِّيقُ يَغَصُّ به وجَرِضَ بِرِيقِه غَصَّ كأَنه يبتلعه قال العجاج كأَنَّهمْ مِنْ هالكٍ مُطَاحِ ورامِقٍ يَجْرَضُ بالضَّيَاحِ قال يَجْرَضُ يَغَصُّ والضَّيَاحُ اللبَنُ المَذِيق الذي فيه الماء الجوهري يقال جَرَضَ بِريقِه يَجْرِضُ مثال كَسَرَ يَكْسِرُ وهو أَن يَبْتَلِعَ رِيقَه على همٍّ وحُزْنٍ بالجَهْد قال ابن بري قال ابن القطاع صوابه جَرِضَ يَجْرَضُ مثال كَبِرَ يَكْبَرُ وأَجْرَضَه بِريقِه أَي أَغَصّه وأَفْلَتَني جَرِيضاً أَي مجهوداً يكاد يَقْضِي وقيل بعد أَن لم يَكَدْ وهو يَجْرَضُ بنفسِه أَي يكاد يَقْضِي والجَرِيضُ اختلاف الفَكَّينِ عند الموت وقولهم حالَ الجَرِيضُ دُونَ القَرِيضِ قيل الجَرِيضُ الغُصّة والقَرِيضُ الجِرَّةُ وضَرِجَت الناقة بجِرَّتها وجَرِضَتْ وقيل الجَرِيضُ الغَصَصُ والقَرِيضُ الشِّعْر وقال الرياشي القَرِيضُ والجَرِيضُ يَحْدُثانِ بالإِنسان عند الموت فالجَرِيضُ تبلُّعُ الرِّيق والقَرِيضُ صَوْتُ الإِنسان وقال زيد بن كُثْوَة إِنه يقال عند كل أَمر كان مقدوراً عليه فحِيلَ دونَه أَولُ من قاله عَبيد بن الأَبرص والجَريضُ والجِرْياضُ الشديد الهمّ وأَنشد وخانِقٍ ذي غُصّةٍ جِرْياضِ قال خانقٍ مَخْنُوق ذي خَنْقٍ والجمع جَرْضَى وإِنه ليَجْرَضُ الرِّيقَ على هَمٍّ وحزن ويَجْرَضُ على الرِّيق غَيْظاً أَي يَبْتَلِعه ويقال مات فلانٌ جَريضاً أَي مريضاً مغموماً وقد جَرِضَ يَجْرَضُ جَرَضاً شديداً وقال رؤبة ماتُوا جَوىً والمُفْلِتُونَ جَرْضَى أَي حَزِنِينَ ويقال أَفْلَتَ فلانٌ جَريضاً أَي يكاد يَقْضي ومنه قول امرئ القيس وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِيضا ولو أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ والجَرِيضُ أَن يَجْرَضَ على نفسه إِذا قَضَى وفي حديث عليّ هل يَنْتَظِرُ أَهلُ بَضاضةِ الشَّباب إِلا عَلَزَ القَلَقِ وغَصَصَ الجَرَض ؟ الجَرَض بالتحريك هو أَن تَبْلُغَ الروحُ الحَلْقَ والإِنسان جَرِيضٌ الليث الجَرِيضُ المُفْلِت بعد شَرٍّ وقال امرؤ القيس كأَنَّ الفَتَى لم يَغْنَ في الناسِ لَيْلةً إِذا اخْتَلَفَ اللَّحْيانِ عند الجَرِيض وبَعِيرٌ جِرْواضٌ ذو عُنُقٍ جِرْواضٍ وجُراضٌ عظيمة وأَنشد إِن لها سانِيةً نَهّاضا ومَسكَ ثَوْرٍ سَحْبَلاً جُراضا ابن بري الجُراضُ العظيم وجمل جِرْواضٌ عظيم الأَزهري في حرف الشين أُهملت الشين مع الضاد إِلا حرفين جمل شِرْواضٌ رِخْوٌ ضَخْم فإِن كان ضخماً ذا قَصَرةٍ غليظة وهو صُلْبٌ فهو جِرْواضٌ قال رؤبة به نَدُقُّ القَصَرَ الجِرْواضا الجوهري الجِرْياضُ والجِرْواضُ الضخْم العظيم البطن قال الأَصمعي قلت لأَعرابي ما الجِرْياض ؟ قال الذي بطنُه كالحِياض وجمل جُرائِضٌ أَكُولٌ وقيل عظيم همزته زائدة لقولهم في معناه جِرْواضٌ التهذيب جمل جُرائِضُ وهو الأَكول الشديد القَصْل بأَنيابه الشجرَ أَبو عمرو الذِّفِرُّ العظيم من الإِبل والجُرائِضُ مثله قال ابن بري حكى أَبو حنيفة في كتاب النبات أَن الجُرائِضَ الجَمَلُ الذي يَحْطِم كل شيءٍ بأَنيابه وأَنشد لأَبي محمد الفقعسي يَتْبَعُها ذو كِدْنةٍ جُرائِضُ لخَشَبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائِضُ بحَيْثُ يَعْتَشُّ الغرابُ البائِضُ ورجل جِرْياض عظيم البطن ابن الأَنباري الجُراضِيةُ الرجل العظيم وأَنشد يا رَبَّنا لا تُبْقِ فيهم عاصِيَهْ في كلِّ يومٍ هِيَ لي مُناصِيَهْ تُسامِرُ الحَيَّ وتُضْحي شاصِيَهْ مِثْل الهَجِين الأَحْمَرِ الجُراضِيَهْ ويقال رجل جُرائِضُ وجُرَئِضٌ مثل عُلابِطٍ وعُلَبِطٍ حكاه الجوهري عن أَبي بكر بن السراج ونعجة جُرائِضةٌ وجُرَئِضَة مثال عُلَبِطَة عريضة ضخمة وناقة جُراضٌ لَطِيفة بولدها نعت للأُنثى خاصة دون الذكر وأَنشد والمَراضِيعُ دائِباتٌ تُرَبِّي لِلْمَنايا سَلِيلَ كلِّ جُراضِ والجُرَئِضُ العظيم الخَلْق

جربض
الجُرَبِضُ والجُرَئِضُ العظيم الخلق

جرفض
قال الأَزهري قال ابن دريد في كتابه رجل عُلاهِضٌ جُرافِضٌ جُرامِضٌ وهو الثقيل الوَخِم قال الأَزهري قوله رجل عُلاهِضٌ منكر وما أُراه محفوظاً وذكره ابن سيده أَيضاً

جرمض
قال الأَزهري قال ابن دريد في كتابه رجل عُلاهِضٌ جُرافِضٌ جُرامِضٌ وهو الثقيل الوَخِم قال الأَزهري قوله رجل عُلاهِضٌ منكر وما أُراه محفوظاً وذكره ابن سيده أَيضاً وقال الجُرامِضُ والجُرَمِضُ الأَكولُ الواسع البطن والجِرْمِضُ الصلب الشديد

جضض
جَضَّضَ عليه بالسيف حَمَلَ وجَضَّضْتُ عليه بالسيف حَمَلْت عليه وقال أَبو زيد جَضَّضَ عليه حَمَلَ ولم يَخُصَّ سيفاً ولا غيره ابن الأَعرابي جَضَّ إِذا مَشَى الجِيَضَّى وهي مِشْيَةٌ فيها تبختر

جلهض
رجل جُلاهِضٌ ثقيل وَخِمٌ

جهض
أَجْهَضَت الناقةُ إِجْهاضاً وهي مُجْهِضٌ أَلقت ولدها لغير تمام والجمع مَجاهِيضُ قال الشاعر في حَراجِيجَ كالحَنِيِّ مَجاهِي ضَ يَخِدْنَ الوجيفَ وَخْدَ النَّعامِ قال الأَزهري يقال ذلك للناقة خاصة والاسم الجِهَاض والولد جَهِيض قال الشاعر يَطْرَحْنَ بالمَهامِهِ الأَغْفالِ كلَّ جَهِيضٍ لَثِقِ السِّرْبالِ أَبو زيد إِذا أَلقت الناقة ولدها قبل أَن يَسْتَبِينَ خَلقُه قيل أَجْهَضَت وقال الفراء خِدْجٌ وخَدِيج وجِهْض وجَهِيض للمُجْهَض وقال الأَصمعي في المُجْهَض إِنه يسمى مُجْهَضاً إِذا لم يَسْتَبِنْ خَلقُه قال وهذا أَصح من قول الليث إِنه الذي تمَّ خلقُه ونفخ فيه روحه وفي الحديث فأَجْهَضَت جَنِناً أَي أَسقطت حملها والسَّقْط جَهِيض وقيل الجَهِيض السِّقْط الذي قد تمَّ خلقه ونفخ فيه الروح من غير أَن يعيش والإِجْهاضُ الإِزْلاق والجَهِيض السَّقِيط الجوهري أَجْهَضَت الناقة أَي أَسقَطتْ فهي مُجْهِض فإِن كان ذلك من عادتها فهي مِجْهاضٌ والولد مُجْهَضٌ وجَهِيضٌ وصادَ الجارحُ الصَّيْدَ فأَجْهَضْناه عنه أَي نحّيناه وغَلَبْناه على ما صادَه وقد يكون أَجْهَضْته عن كذا بمعنى أَعْجَلْته وأَجْهَضَه عن الأَمر وأَجْهَشَه أَي أَعْجَلَه وأَجْهَضْته عن أَمره وأَنْكَصْته إِذا أَعْجَلْته عنه وأَجْهَضْته عن مكانه أَزَلْته عنه وفي الحديث فأَجْهَضُوهم عن أَثقالِهم يوم أُحُدٍ أَي نَحَّوهم وأَعجلوهم وأَزالوهم وجَهَضَني فلانٌ وأَجْهَضَني إِذا غَلَبَك على الشيء ويقال قُتِلَ فلانٌ فأُجْهِضَ عنه القوم أَي غُلِبوا حتى أُخذ منهم وفي حديث محمد بن مسلمة أَنه قَصَدَ يوم أُحُدٍ رجلاً قال فجاهَضَني عنه أَبو سُفْيان أَي مانَعَني عنه وأَزالني وجَهَضَه جَهْضاً وأَجْهَضَه غَلَبَه وقُتِلَ فلانٌ فأُجْهِضَ عنه القوم أَي غُلبوا حتى أُخِذَ منهم والجاهِضُ من الرجال الحديدُ النَّفْس وفيه جُهُوضةٌ وجَهاضةٌ ابن الأَْعرابي الجَهاضُ ثمرُ الأَراك والجِهاضُ الممانعة

جوض
رجل جَوَّاضٌ كجيّاض وجَوْض من مساجد سيدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بين المدينة وتبوك

جيض
جاضَ عن الشيء يَجِيضُ جَيْضاً أَي مالَ وحادَ عنه والصاد لغة عن يعقوب قال جعفر بن عُلْبة الحارثي ولم نَدْرِ إِنْ جِضْنا عن الموت جَيْضةً كم العمْرُ باقٍ والمَدَى مُتَطاوِلُ الأَصمعي جاضَ يَجِيضُ جَيْضَةً وهو الرَّوَغانُ والعُدولُ عن القصد وقال القطامي يصف إِبلاً وتَرَى لجَيْضَتِهنَّ عند رَحِيلِنا وَهَلاً كأَنَّ بهنَّ جُنَّةَ أَوْلَقِ وفي الحديث فجاضَ الناسُ جَيْضةً يقال جاضَ في القتال إِذا فرَّ وجاضَ عن الحق عدل وأَصل الجَيْضِ الميل عن الشيء ويروى بالحاء المهملة والصاد المهملة أَبو عمرو المِشْية الجِيَضَّ فيها اختيال والجِيَضّ مثال الهِجَفّ مشية فيها اختيال وجاضَ في مِشْيتِه تبَخْتر وهي الجِيَضَّى وإِنه لجِيَضُّ المِشية ورجل جَيَّاضٌ ابن الأَعرابي هو يمشي الجِيَضَّى بفتح الياء وهي مِشْية يختال فيها صاحبها قال رؤبة مِن بعدِ جَذْبي المِشْيةَ الجِيَضَّى فقد أُفَدِّي مِشْيةً مُنْقَضّا

حبض
حَبَضَ القلبُ يَحْبِضُ حَبْضاً ضرب ضربَاناً شديداً وكذلك العِرْقُ يَحْبِضُ ثم يَسْكُن حَبَضَ العِرْقُ يَحْبِض وهو أَشدُّ من النَّبْض وأَصابت القومَ داهيةٌ من حَبَضِ الدهر أَي من ضرَبانه والحَبَضُ التحرُّك وما له حَبَضٌ ولا نَبَضٌ محرَّك الباء أَي حركة لا يستعمل إِلا في الجحد الحَبَضُ الصوت والنَّبَضُ اضطرابُ العِرْق ويقال الحَبَضُ حَبَضُ الحياةِ والنَّبَضُ نَبَضُ العُرُوقِ وقال الأَصمعي لا أَدري ما الحَبَض وحَبِضَ وحَبَضَ بالوتَرِ أَي أَنْبَضَ وتَمُدّ الوتر ثم تُرْسِله فتَحْبَِضُ وحَبَضَ السهمُ يَحْبِضُ حَبْضاً وحُبُوضاً وحَبِضَ حَبْضاً وحَبَضاً وهو أَن تَنزِع في القوس ثم ترسله فيسقط بين يديك ولا يَصُوبُ وصَوْبُه استقامتُه وقيل الحَبْضُ أَن يقع السهم بين يدي الرامي إِذا رمى وهو خلاف الصارِد قال رؤبة ولا الجَدَى من مُتْعَبٍ حَبَّاضِ وإِحْباضُ السهم خلاف إِصْرادِه ويقال حَبِضَ إِذا السهمُ ما وقع بالرَّمِيَّة وقعاً غير شديد وأَنشد والنبلُ يَهْوِي خَطأً وحَبَضا قال الأَزهري وأَما قول الليث إِن الحابِضَ الذي يقع بالرمية وقعاً غير شديد فليس بصواب وجعل ابن مقبل المَحابِضَ أَوتارَ العود في قوله يذكر مُغَنِّية تُحَرِّك أَوتارَ العود مع غِنائِها فُضْلى تُنازِعُها المَحابِضُ رَجْعَها حَذّاءَ لا قَطِعٌ ولا مِصْحالُ قال أَبو عمرو المَحابِضُ الأَوْتارُ في هذا البيت وحَبَضَ حقُّ الرجل يَحْبِضُ حُبوضاً بَطَلَ وذهب وأَحْبَضَه هو إِحْباضاً أَبْطَلَه وحَبَضَ ماءُ الركيَّة يَحْبِضُ حُبوضاً نفَصَ وانحدر ومنه يقال حَبَضَ حقُّ الرجل إِذا بطل وحَبَضَ القومُ يَحْبِضُونَ حُبوضاً نقصوا قال أَبو عمرو الإِحْباضُ أَن يَكُدّ الرجل رَكِيَّتَه فلا يَدَعَ فيها ماء والإِحْباط أَن يذهب ماؤُها فلا يعود كما كان قال وسأَلت الحصيبيّ عنه فقال هما بمعنى واحد والحُبَاضُ الضَّعْف ورجل حابِضٌ وحَبّاضٌ مُمْسِكٌ لما في يديه بَخِيل وحَبَضَ الرجلُ ماتَ عن اللحياني والمِحْبَضُ مِشْوَرُ العسل ومِنْدَفُ القُطْن والمَحابِضُ مَنادِفُ القطن قال ابن مقبل في مَحابِض العسل يضف نَحْلاً كأَنَّ أَصْواتَها مِنْ حيثُ تسْمَعُها صَوْتُ المَحابِضِ يَنْزِعْنَ المَحارِينا قال الأَصمعي المَحابِضُ المَشاورُ وهي عيدانٌ يُشارُ بها العسل وقال الشنفري أَو الخَشْرَم المبثوث حَثْحَثَ دَبْرَه مَحابِيضُ أَرْساهُنَّ شارٍ مُعَسِّلُ أَراد بالشاري الشائرَ فقَلَبه والمَحارِينُ ما تَساقط من الدَّبْرِ في العسل فمات فيه

حرض
التَّحْرِيض التَّحْضِيض قال الجوهري التَّحْرِيضُ على القتال الحَثُّ والإِحْماءُ عليه قال اللّه تعالى يا أَيها النبيُّ حَرِّض الكؤمنين على القِتال قال الزجاج تأْويله حُثَّهم على القتال قال وتأْويل التَّحْرِيض في اللغة أَن تحُثَّ الإِنسان حَثّاً يعلم معه أَنه حارِضٌ إِنْ تَخَلَّف عنه قال والحارِضُ الذي قد قارب الهلاك قال ابن سيده وحَرَّضَه حَضَّه وقال اللحياني يقال حارَضَ فلان على العمل وواكَبَ عليه وواظَبَ وواصَبَ عليه إِذا داوَمَ القتال فمعنى حَرِّض المؤمنين على القتال حُثَّهم على أَن يُحارِضُوا أَي يُداوِمُوا على القتال حتى يُثْخِنُوهم ورجل حَرِضٌ وحَرَضٌ لا يرجى خيره ولا يخاف شرُّه الواحد والجمع والمؤنث في حَرَض سواء وقد جمع على أَحْراض وحُرْضان وهو أَعْلى فأَما حَرِضٌ بالكسر فجمعه حَرضُون لأَن جمع السلامة في فَعِل صفةً أَكثرُ وقد يجوز أَن يكسَّر على أَفعال لأَن هذا الضرب من الصفة ربما كُسِّر عليه نحو نَكِدٍ وأَنْكاد الأَزهري عن الأَصمعي ورجل حارَضة للذي لا خير فيه والحُرْضان كالحَرِضِ والحَرَض والحَرِضُ والحَرَضُ الفاسد حَرَضَ الرجلُ نفْسَه يَحْرِضُها حَرْضاً أَفسدها ورجل حَرِضٌ وحَرَضٌ أَي فاسد مريض في بنائه واحدُه وجمعه سواء وحَرَضه المرضُ وأَحْرَضَه إِذا أَشفى منه على شرف الموت وأَحْرَضَ هو نفسَه كذلك الأَزهري المُحْرَضُ الهالك مَرَضاً الذي لا حيٌّ فيُرْجَى ولا ميت فيُوأَس منه قال امرؤ القيس أَرى المرءَ ذا الأَذْوادِ يُصْبِحُ مُحْرَضاً كإِحْراضِ بكْرٍ في الديارِ مَرِيض ويروى مُحْرِضاً وفي الحديث ما مِنْ مُؤمِنٍ يَمْرَضُ مَرَضاً حتى يُحْرِضَه أَي يُدْنِفَه ويُسْقِمَه أَحْرَضَه المرض فهو حَرِضٌ وحارِضٌ إِذا أَفسد بدنه وأَشْفى على الهلاك وحَرَضَ يَحْرِضُ ويَحْرُضُ حَرْضاً وحُرُوضاً هلك ويقال كَذَبَ كِذْبةً فأَحْرَضَ نفسَه أَي أَهلكها وجاءَ بقول حَرَضٍ أَي هالك وناقة حُرْضان ساقطة وجمل حُرْضان هالك وكذلك الناقة بغير هاء وقال الفراء في قوله تعالى حتى تكونَ حَرَضاً أَو تكونَ من الهالكين يقال رجل حَرَضٌ وقوم حَرَضٌ وامرأَة حَرَضٌ يكون مُوَحّداً على كل حال الذكر والأُنثى والجمع فيه سواء قال ومن العرب من يقول للذكر حارِضٌ وللأُنثى حارِضة ويثنَّى ههنا ويجمع لأَنه خرج على صورة فاعل وفاعلٌ يجمع قال والحارِضُ الفاسد في جسمه وعقله قال وأَما الحَرَضُ فترك جمعه لأَنه مصدر بمنزلة دَنَفٍ وضَنىً قوم دَنَفٌ وضَنىً ورجل دَنَفٌ وضَنىً وقال الزجاج من قال رجل حَرَضٌ فمعناه ذو حَرَضٍ ولذلك لا يثنَّى ولا يجمع وكذلك رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ وكذلك كل ما نعت بالمصدر وقال أَبو زيد في قوله حتى تكونَ حَرَضاً أَي مُدْنَفاً وهو مُحْرَض وأَنشد أَمِنْ ذِكْرِ سَلْمَى غَرْبَةً أَنْ نأَتْ بها كأَنَّكَ حَمٌّ للأَطِبّاءِ مُحْرَضُ ؟ والحَرَضُ الذي أَذابه الحزن أَو العشق وهو في معنى مُحْرَض وقد حَرِضَ بالكسر وأَحْرَضَه الحُبُّ أَي أَفسده وأَنشد للعَرْجِيّ إِني امرؤ لَجَّ بي حُبٌّ فأَحْرَضَني حتى بَلِيتُ وحتى شَفَّني السَّقَم أَي أَذابَني والحَرَضُ والمُحْرَضُ والإِحْرِيضُ الساقط الذي لا يقدر على النهوض وقيل هو الساقط الذي لا خير فيه وقال أَكْثَم بن صَيْفي سُوءٌ حمل الناقة يُحْرِضُ الحسَبَ ويُدِيرُ العَدُوَّ ويُقَوِّي الضرورة قال يُحْرِضُه أَي يُسْقِطه ورجل حَرَضٌ لا خير فيه وجمعه أَحْرَاضٌ والفعل حَرُضَ يَحْرُضُ حُروضاً وكلُّ شيءٍ ذاوٍ حَرَضٌ والحَرَضُ الرَّدِيء من الناس والكلام والجمع أَحْراضٌ فأَما قول رؤبة يا أَيُّها القائِلُ قوْلاً حَرْضا فإِنه احتاج فسكنه والحَرَضُ والأَحْراضُ السَّفِلة من الناس وفي حديث عوف بن مالك رأَيت مُحَلِّم بن حَثَّامةَ في المنام فقلت كيف أَنتم ؟ فقال بِخَير وجَدْنا رَبَّنا رحيماً غَفَرَ لنا فقلت لكلِّكم ؟ قال لكلِّنا غير الأَحْراضِ قلت ومَن الأَحْراضُ ؟ قال الذين يُشارُ إِليهم بالأَصابع أَي اشتهروا بالشَّرّ وقيل هم الذين أَسرفوا في الذنوب فأَهلكوا أَنفسهم وقيل أَراد الذين فسُدَت مذاهبهم والحُرْضة الذي يَضْرِبُ للأَيْسارِ بالقِداح لا يكون إِلا ساقطاً يدعونه بذلك لرذالته قال الطرماح يصف حماراً ويَظَلُّ المَلِيءُ يُوفِي على القرْ نِ عَذُوباً كالحُرْضة المُسْتَفاضِ المُسْتَفاضُ الذي أُمِرَ أَن يُفِيضَ القداح وهذا البيت أَورده الأَزهري عقيب روايته عن أَبي الهيثم الحُرْضةُ الرجل الذي لا يشتري اللحم ولا يأْكله بثمن إِلا أَن يجده عند غيره وأَنشد البيت المذكور وقال أَي الوَقْب الطويل لا يأْكل شيئاً ورجل مَحُروضٌ مَرْذولٌ والاسم من ذلك الحَرَاضة والحُروضة والحُروض وقد حَرُضَ وحَرِضَ حَرَضاً فهو حَرِضٌ ورجل حارِضٌ أَحمق والأُنثى بالهاء وقوم حُرْضان لا يعرفون مكان سيدهم والحَرَضُ الذي لا يتخذ سلاحاً ولا يُقاتِل والإِحْرِيضُ العُصْفُرُ عامة وفي حديث عطاء في ذكر الصدقة كذا وكذا والإِحْرِيض قيل هو العُصْفُر قال الراجز أَرَّقَ عَيْنَيْك عن الغُمُوضِ بَرْقٌ سَرَى في عارِضٍ نَهُوضِ مُلْتَهِبٌ كَلَهَبِ الإِحْرِيضِ يُزْجِي خَراطِيمَ عَمامٍ بِيضِ وقيل هو العُصْفر الذي يجعل في الطبخ وقيل حَبُّ العصفر وثوب مُحَرَّضٌ مصبوغ بالعُصْفُر والحُرُضُ من نَجِيل السباخ وقيل هو من الحمض وقيل هو الأُشْنان تُغْسَل به الأَيدي على أَثر الطعام وحكاه سيبويه الحَرْض بالإِسكان وفي بعض النسخ الحُرْض وهو حَلقة القُرْط والمِحْرَضةُ وِعاء الحُرُض وهو النَّوْفَلة والحُرْضُ الجِصُّ والحَرَّاضُ الذي يُحْرِق الجِصَّ ويُوقِد عليه النار قال عدي بن زيد مِثْل نارِ الحَرَّاضِ يَجْلو ذُرَى المُزْ نِ لِمَنْ شامَهُ إِذا يَسْتَطِيرُ قال ابن الأَعرابي شبَّه البَرْقَ في سرعة ومِيضه بالنار في الأُشْنان لسرعتها فيه وقيل الحَرَّاضُ الذي يُعالج القِلْيَ قال أَبو نصر هو الذي يُحْرِقُ الأُشْنان قال الأَزهري شجر الأُشْنان يقال له الحَرْض وهو من الحمض ومنه يُسَوَّى القِلْيُ الذي تغسل به الثياب ويحرق الحمض رطباً ثم يرَشُّ الماءُ على رماده فينعقد ويصير قِلْياً والحَرَّاضُ أَيضاً الذي يُوقِد على الصَّخْر ليتخذ منه نُورة أَو جِصّاً والحَرَّاضةُ الموضعُ الذي يُحْرَقُ فيه وقيل الحَرَّاضةُ مَطْبَخُ الجِصِّ وقيل الحَرَّاضةُ موضعُ إِحْراقِ الأُشْنان يتخذ منه القِلْيُ للصبّاغِين كل ذلك اسم كالبَقّالة والزَّرّاعة ومُحْرِقُه الحَرّاضُ والحَرّاضُ والإِحرِيضُ الذي يُوقِد على الأُشْنان والجِصِّ قال أَبو حنيفة الحَرَّاضةُ سُوقُ الأُشْنان وأَحَرَضَ الرجلُ أَي وَلَدَ ولدَ سَوءٍ والأَحْراضُ والحُرْضانُ الضِّعافُ الذين لا يُقاتِلون قال الطرماح مَنْ يَرُمْ جَمْعَهم يَجِدْهم مراجِي حَ حُماةً للعُزَّلِ الأَحْراضِ وحَرْضٌ ماء معروف في البادية وفي الحديث ذكر الحُرُض بضمتين هو وادٍ عند أُحُد وفي الحديث ذكر حُرَاض بضم الحاء وتخفيف الراء موضع قرب مكة قيل كانت به العُزَّى

حرفض
الحِرْفِضةُ الناقة الكريمة عن ابن دريد قال الشاعر وقُلُص مَهْرِيَّة حَرافِض شمر إِبل حَرافِضُ مهازِيلُ ضوامر

حضض
الحَضُّ ضرْبٌ من الحثّ في السير والسوق وكل شيء والحَضُّ أَيضاً أَن تَحُثَّه على شيءٍ لا سير فيه ولا سَوْقَ حَضَّه يَحُضُّه حَضّاً وحَضَّضَه وهم يَتَحاضّون والاسم الحُضّ والحِضِّيضَى كالحِثِّيثَى ومنه الحديث فأَين الحِضِّيضَى ؟ والحُضِّيضَى أَيضاً والكسر أَعلى ولم يأْت على فُعِّيلَى بالضم غيرها قال ابن دريد الحَضُّ والحُضُّ لغتان كالضَّعْف والضعْف قال والصحيح ما بدأْنا به أَن الحَضّ المصدر والحُضّ الاسم الأَزهري الحَضُّ الحَثُّ على الخير ويقال حَضَّضْت القوم على القتال تَحْضِيضاً إِذا حَرَّضْتهم وفي الحديث ذكر الحَضّ على الشيء جاء في غير موضع وحَضَّضَه أَي حَرَّضه والمُحاضَّة أَن يَحُثَّ كلُّ واحد منهما صاحبَه والتحاضُّ التحاثٌ وقرئَ ولا تَحاضُّون على طعام المِسْكِين قرأَها عاصم والأَعمش بالأَلف وفتح التاء وقرأَ أَهل المدينة ولا يَحُضُّون وقرأَ الحسن ولا تَحُضُّون وقرأَ بعضهم ولا تُحاضُّون برفع التاء قال الفراء وكلٌّ صوابٌ فمن قرأَ تُحاضُّون فمعناه تُحافِظون ومن قرأَ تَحاضُّون فمعناه يَحُضُّ بعضُكم بعضاً ومن قرأَ تَحُضُّون فمعناه تأْمرون بإِطعامه وكذلك يحُضُّون ابن الفرج يقال احْتَضَضْتُ نفسي لفلان وابْتَضَضْتُها إِذا اسْتَزَدْتها والحُضُضُ والحُضَضُ دواءٌ يتخذ من أَبوال الإِبل وفيه لغات أُخَر روى أَبو عبيد عن اليزيدي الحُضَضُ والحُضَظُ والحُظُظُ والحُظَظُ قال شمر ولم أَسمع الضاد مع الظاء إِلا في هذا قال وهو الحُدُلُ قال ابن بري قال ابن خالويه الحُظُظُ والحُظَظُ بالظاء وزاد الخليل الحُضَظُ بضاد بعدها ظاء وقال أَبو عمر الزاهد الحُضُذُ بالضاد والذال وفي حديث طاووس لا بَأْسَ بالحُضَضِ روى ابن الأَثير فيه هذه الوجوهَ كلَّها ما خلا الضادَ والذالَ وقال هو دواء يُعْقَدُ من أَبوال الإِبل وقيل هو عَقّارٌ منه مكي ومنه هندي قال وهو عُصارة شجر معروف وقال ابن دريد الحُضُض والحُضَض صمغ من نحو الصَّنَوْبَرِ والمُرِّ وما أَشبههما له ثمرة كالفُلْفل وتسمى شجرته الحُضَض ومنه حديث سُلَيم بن مُطَيْرٍ إِذا أَنا برجلٍ قد جاء كأَنه يطلب دواءً أَو خُضَضاً والحُضُض كُحْلُ الخُولانِ قال ابن سيده والحُضَضُ والحُضُضُ بفتح الضاد الأُولى وضمِّها داءٌ وقيل هو دواءٌ وقيل هو عُصارة الصَّبِرِ والحَضِيضُ قَرارُ الأَرض عند سَفْح الجَبَل وقيل هو في أَسفله والسَّفْحُ مِنْ وراءِ الحَضِيض فالحَضِيض مما يلي السفح والسفح دون ذلك والجمع أَحِضَّة وحُضُضٌ وفي حديث عثمان فتحرك الجبَلُ حتى تَساقَطت حِجارتُه بالحَضِيض وقال الجوهري الحَضيضُ القرار من الأَرض عند مُنْقَطَع الجبل وأَنشد الأَزهري لبعضهم الشِّعْرُ صَعْبٌ وطَويلٌ سُلَّمُهْ إِذا ارْتَقى فيه الذي لا يَعْلَمُهْ زلَّتْ به إِلى الحَضِيضِ قَدَمُهْ يُرِيدُ أَن يُعْرِبَه فيُعْجِمُهْ والشِّعْرُ لا يَسْطِيعُه مَنْ يَظْلِمُهْ وفي حديث يحيى بن يعمر كَتَبَ عن يزيدَ بن المُهَلَّب إِلى الحجاج إِنا لَقِينا العَدُوَّ ففَعَلْنا واضْطَرَرْناهم إِلى عُرْعُرَةِ الجَبَل ونحنُ بِحَضِيضه وفي الحديث أَنه أَهدى إِلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هَدِيَّة فلم يَجِدْ شيئاً يضَعها عليه فقال ضَعْه بالحَضِيض فإِنما أَنا عبدٌ آكِلٌ كما يأْكل العبد يعني بالأَرض قال الأَصمعي الحُضِّيُّ بضم الحاء الحجرُ الذي تجده بحَضِيض الجَبَل وهو منسوب كالسُّهْلِيّ والدُّهْرِيّ وأَنشد لحميد الأَرقط يصف فرساً وَأْباً يَدُقُّ الحَجَرَ الحُضِّيَّا وأَحمر حُضِّيٌّ شديد الحمرة والحُضْحُضُ نبْتٌ

حفض
الحَفْضُ مصدر قولك حَفَضَ العُودَ يَحْفضُه حَفْضاً حَناه وعَطَفه قال رؤبة إِمّا تَرَيْ دَهْراً حَناني حَفْضا أَطْرَ الصَّناعَينِ العَريشَ القَعْضا فجعله مصدراً لحناني لأَن حَناني وحَفَضَني واحد وحَفَّضْت الشيءَ وحَفَضْته إِذا أَلْقَيْته وقال في قول رؤبة حَناني حَفْضاً أَي أَلقاني ومنه قول أُمية وحُفِّضَت النُّذورُ وأَرْدَفَتْهُمْ فُضُولُ اللّه وانْتَهَتِ القُسومُ قال القُسومُ الأَيمان والبيت في صفة الجنة قال وحُفِّضَت طُومِنَت وطُرحَت قال وكذلك قول رؤبة حَناني حَفْضاً أَي طامَنَ مِني قال ورواه بعضهم حُفِّضَت البُدور قال شمر والصواب النذور وحَفَضَ الشيءَ وحَفَّضَه كلاهما قَشَرَه وأَلْقاه وحَفَّضْت الشيءَ أَلْقَيْتُه من يدي وطرحته والحَفَضُ البيت والحَفَضَ متاعُ البيت وقيل متاعُ البيت إِذا هيئَ للحمل قال ابن الأَعرابي الحَفَضُ قُماشُ البيت ورديءُ المتاع ورُذالُه والذي يُحْمَل ذلك عليه من الإِبل حَفَضٌ ولا يكاد يكون ذلك إِلا رُذالُ الإِبل ومنه سمي البعير الذي يحمله حَفَضاً به ومنه قول عمرو بن كلثوم ونَحْنُ إِذا عِمادُ الحيِّ خَرَّتْ على الأَحْفاضِ نَمْنَعُ ما يَلِينا قال الأَزهري وهي ههنا الإِبل وإِنما هي ما عليها من الأَحْمال وقد روي في هذا البيت على الأَحْفاضِ وعن الأَحْفاضِ فمن قال عنِ الأَحْفاض عَنى الإِبلَ التي تحمل المتاع أَي خرَّت عن الإِبل التي تحمل خُرْثيَّ البيت ومن قال على الأَحْفاض عَنى الأَمْتِعَةَ أَو أَوْعِيَتَها كالجُوالِق ونحوها وقيل الأَحْفاضُ ههنا صغارُ الإِبل أَول ما تُرْكَب وكانوا يُكِنُّونها في البيوت من البَرْد قال ابن سيده وليس هذا بمعروف ومن أَمثال العرب السائرة يَوْمٌ بيوم الحَفَضِ المُجَوَّر يضرب مثلاً للمُجازاة بالسُّوء والمُجَوَّرُ المُطَوَّحُ والأَصل في هذا المثل زعموا أَن رجلاً كان بنو أَخيه يُؤْذُونه فدخلوا بيته فقلبوا متاعَه فلما أَدْرَكَ ولدُه صنعوا مثل ذلك بأَخيه فشكاهم فقال يَوْمٌ بيومِ الحَفَضِ المُجَوَّرِ يضرب هذا للرجل صَنَع به رجلٌ شيئاً وصَنَعَ به الآخرُ مثلَه وقيل الحَفَضُ وعاء المتاع كالجُوالِق ونحوه وقيل بل الحَفَضُ كلُّ جُوالق فيه متاع القوم قال يونس ربيعةُ كلُّها تجعل الحَفَضَ البعيرَ وقيسٌ تجعل الحَفَضَ المتاع والحَفَضُ أَيضاً عمود الخباء والحَفَضُ البعير الذي يحمل المتاع الأَزهري قال ابن المظفر الحَفَضُ قالوا هو القَعُود بما عليه وقال الحَفَضُ البعير الذي يحمل خُرْثِيَّ المتاع والجمع أَحْفاضٌ وأَنشد لرؤبة يا ابن قُرومٍ لَسْنَ بالأَحْفاضِ من كلِّ أَجْأَى مِعْذَم عَضّاضِ المِعْذَمُ الذي يَكْدِمُ بأَسْنانه والحَفَضُ أَيضاً الصغيرُ من الإِبل أَول ما يركب والجمع من كل ذلك أَحْفاضٌ وحِفاضٌ وإِنه لَحَفَضُ عِلْمٍ أَي قَلِيله رَثه شبَّه عِلْمَه في قِلَّتِه بالحَفَضِ الذي هو صغير الإِبل وقيل بالشيء المُلْقَى ويقال نِعْمَ حَفَضُ العِلْمِ هذا أَي حاملُه قال شمر وبلغني عن ابن الأَعرابي أَنه قال يوماً وقد اجتمع عنده جماعة فقال هؤلاءِ أَحْفاضُ عِلْمٍ وإِنما أُخِذ من الإِبل الصغار ويقال إِبل أَحْفاضٌ أَي ضعيفة وفي النوادر حَفَّضَ اللّه عنه وحَبَّضَ عنه أَي سَنَحَ عنه وخَفَّفَ قال ابن بري والحَفِيضةُ الخَلِيَّة التي يُعَسّل فيها النحل وقال قال ابن خالويه وليست في كلامهم إِلا في بيت الأَعشى وهو نَحْلاً كَدَرْداقِ الحَفِيضة مَرْ هوباً له حولَ الوَقُودِ زَجَلْ والحَفَضُ حجَرٌ يبنى به والحَفَضُ عَجَمَةُ شجرة تسمَّى الحِفْوَلَ عن أَبي حنيفة قال وكل عَجَمةٍ من نحوها حَفَضٌ قال ابن دريد في الجمهرة وقد سَمَّت العرب مُحَفِّضاً

حفرضض
رأَيته في المحكم بالحاء المهملة جبل من السَّراة في شِقِّ تهامة عن أَبي حنيفة

حمض
الحَمْضُ من النبات كل نبت مالحٍ أَو حامضٍ يقوم على سُوق ولا أَصل له وقال اللحياني كل ملْحٍ أَو حامض من الشجر كانت ورقتُه حيَّةً إِذا غَمَزّتها انْفَقَأَتْ بماءٍ وكان ذَفِرَ المَشَمِّ يُنْقِي الثوب إِذا غسل به أَو اليد فهو حَمْض نحو النَّجِيل والخِذْراف والإِخْرِيط والرِّمْث والقِضَة والقُلاَّم والهَرْم والحُرُض والدَّغَل والطَّرْفاء وما أَشبهها وفي حديث جرير من سَلَمٍ وأَراكٍ وحُمُوضٍ هي جمع الحَمْض وهو كل نبت في طعمه حُموضة قال الأَزهري والمُلُوحة تسمَّى الحُموضة الأَزهري عن الليث الحَمْضُ كل نبات لا يَهيجُ في الربيع ويبقى على القيظ وفيه ملوحة إِذا أَكلته الإِبل شَرِبَت عليه وإِذا لم تجده رَقَّت وضَعُفَت وفي الحديث في صفة مكة شرفها اللّه تعالى وأَبْقَلَ حَمْضُها أَي نبت وظهَرَ من الأَرض ومن الأَعراب من يسمِّي كل نبت فيه مُلوحة حَمْضاً واللَّحْم حَمْضُ الرجال والخُلَّةُ من النبات ما كان حُلْواً والعرب تقول الخُلَّةُ خُبْزُ الإِبل والحَمْضُ فاكهتُها ويقال لَحْمُها والجمع الحُموض قال الراجز يَرْعَى الغَضَا من جانِبَيْ مُشَفِّقِ غِبّاً ومَن يَرعَ الحُموضَ يَغْفِقِ أَي يَرِدُ الماءَ كلَّ ساعة ومنه قولهم للرجل إِذا جاءَ متهدداً أَنْتَ مُخْتَلٌّ فَتَحَمَّضْ وقال ابن السكيت في كتاب المعاني حَمَّضْتها يعني الإِبل أَي رَعَّيْتها الحَمْضَ قال الجعدي وكَلْباً ولَخْماً لم نزَلْ منذ أَحْمَضَت يُحَمِّضُنا أَهْلُ الجَنابِ وخَيْبَرا أَي طَرَدْناهم ونفَيْناهم عن منازلهم إِلى الجَنابِ وخَيْبر قال ومثله قولهم جاؤوا مُخِلِّينَ فلاقَوْا حَمْضا أَي جاؤوا يشتهون الشر فوجدوا مَنْ شَفاهم مما بهم وقال رؤبة ونُورِدُ المُسْتَوْرِدِينَ الحَمْضا أَي مَنْ أَتانا يَطلب شرّاً شفيناه من دائه وذلك أَن الإِبل إِذا شَبِعْت من الخُلَّة اشتهت الحَمْض وحمَضَت الإِبل تَحْمُضُ حَمْضاً وحُموضاً أَكلت الحَمْضَ فهي حامِضةٌ وإِبل حَوامِضُ وأَحْمَضَها هو والمَحْمَضُ بالفتح الموضعُ الذي ترعى فيه الإِبل الحَمْض قال هميان بن قحامة وقَرَّبُوا كلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ قَريبة نُدْوَتُه من مَحْمَضِه بَعِيدة سُرَّته من مَغْرِضِهْ من مَحْمَضة أَي من موضعه الذي يَحْمُض فيه ويروى مُحْمَضه بضم الميم وإِبل حَمْضيّة وحَمَضيّة مقيمة في الحَمْض الأَخيرة على غير قياس وبعير حَمْضِيٌّ يأْكُلُ الحَمْض وأَحْمَضَت الأَرض وأَرض مُحْمِضة كثيرة الحَمْض وكذلك حَمْضِيّة وحَمِيضةٌ من أَرَضِين حمْضٍ وقد أَحْمَضَ القومُ أَي أَصابوا حَمْضاً ووَطِئْنا حُموضاً من الأَرض أَي ذواتِ حَمْضٍ والحُموضة طعم الحامِض والحُموضةُ ما حذَا اللسانَ كطعم الخل واللبن الحازِر نادرٌ لأَن الفُعولة إِنما تكون للمَصادرِ حَمَضَ يَحْمُضُ
( * قوله « حمض يحمض إلخ » كذا ضبط في الأصل وفي القاموس وشرحه ما نصه وقد حمض ككرم وجعل وفرح الاولى عن اللحياني ونقل الجوهري هذه وحمض من حد نصر وحمض كفرح في اللبن خاصة حمضاً محركة وهو في الصحاح بالفتح وحموضة بالضم ) حَمْضاً وحُموضةً وحَمُضَ فهو حامِضٌ عن اللحياني ولبن حامِضٌ وإِنه لشديد الحَمْضِ والحُموضةِ والمُحَمِّضُ من العِنَب الحامِضُ وحَمَّضَ صار حامضاً ويقال جاءَنا بأَدِلَّةٍ ما تُطاق حَمْضاً وهو اللبن الخاثر الشديد الحموضة وقولهم فلانٌ حامِضُ الرِّئَتينِ أَي مُرُّ النَّفْسِ والحمّاضةُ ما في جَوْفِ الأُتْرُجَّةِ والجمع حُمّاضٌ والحُمَّاض نَبْتٌ جَبَلِيٌّ وهو من عُشْب الربيع وورَقُه عِظامٌ ضُخْم فُطْح إِلا أَنه شديدُ الحَمْضِ يأْكله الناس وزهره أَحمر وورقه أَخضر ويَتناوَسُ في ثمره مثلُ حَبِّ الرُّمان يأْكله الناس شيئاً قليلاً واحدته حُمّاضة قال الراجز رؤبة تَرَى بها من كلِّ رَشَّاشِ الوَرَقْ كثامِرِ الحُمّاضِ من هَفْتِ العَلَقْ فشبَّه الدم بنَوْرِ الحُمّاض وقال أَبو حنيفة الحُمَّاض من العُشْب وهو يطول طولاً شديداً وله ورقة عظيمة وزهرة حمراء وإِذا دنا يُبْسُه ابيضَّت زهرته والناس يأْكلونه قال الشاعر ماذا يُؤَرِّقُني والنومُ يُعْجِبُني من صوت ذي رَعَثاتٍ ساكن الدار ؟ كأَن حُمّاضةً في رأْسِه نَبَتَتْ من آخر الصَّيف قد همَّت بإِثْمارِ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول وَبْرةَ وهو لِصٌّ معروف يصف قوماً على رؤُوسِهمُ حُمّاضُ مَحْنِية وفي صُدورِهم جَمْرُ الغَضَايَقِدُ فمعنى ذلك أَن رؤُوسهم كالحُمّاض في حُمْرة شعورهم وأَن لِحاهم مَخْضوبة كجَمر الغضا وجعلَهَا في صدورهم لعظمها حتى كأَنها تضرب إِلى صدورهم وعندي أَنه إِنما عنى قولَ العرب في الأَعداء صُهْب السِّبال وإِنما كُنِيَ عن الأَعداء بذلك لأَن الروم أَعداءُ العرب وهم كذلك فوُصِف به الأَعداءُ وإِن لم يكونوا رُوماً الأَزهري الحُمَّاض بقلة بَرِّيَّة تنبت أَيام الربيع في مسايل الماء ولها ثمرة حمراء وهي من ذكور البقول وأَنشد ابن بري فتداعَى مَنْخَراهُ بِدَم مِثلَ ما أَثمرَ حُمّاض الجبَلْ ومَنابتُ الحُمّاضِ الشُّعَيْبات ومَلاجئ الأَودية وفيها حُموضةٌ وربما نبَّتها الحاضرةُ في بَساتِينهم وسَقَوْها ورَبَّوْها فلا تَهِيجُ وقت هَيْجِ البُقولِ البَرِّيَّةِ وفلان حامضُ الفُؤاد في الغضب إِذا فسد وتغير عَداوةً وفُؤادٌ حَمْضٌ ونَفْسٌ حَمْضة تَنْفِر من الشيء أَولَ ما تسمعه وتَحَمَّض الرجلُ تحوَّل من شيءٍ إِلى شيءٍ وحَمَّضه عنه وأَحْمَضَه حَوَّله قال الطرماح لا يَني يُحْمِضُ العَدُوَّ وذو الخُ لمَّة يُشْفَى صَداهُ بالإِحْماض قال ابن السكيت يقال حَمَضت الإِبلُ فهي حامضة إِذا كانت ترعى الخُلَّة وهو من النبت ما كان حُلْواً ثم صارت إِلى الحَمْض ترعاه وهو ما كان من النبت مالحاً أَو حامضاً وقال بعض الناس إِذا أَتى الرجلُ المرأَة في غير مأْتاها الذي يكون موضع الولد فقد حَمَّضَ تَحْمِيضاً كأَنه تحول من خير المكانين إِلى شرِّهما شَهْوَةً مَعْكوسة كفعل قوم لوطٍ الذين أَهلكهم اللّه بحجارة من سِجِّيل وفي حديث ابن عمر وسئل عن التحمُّض قال وما التحمُّض ؟ قال يأْتي الرجل المرأَة في دُبُرِها قال ويَفْعَلُ هذا أَحدٌ من المسلمين ويقال للتَّفْخيذ في الجماع تَحْمِيض ويقال أَحْمَضْت الرجلَ عن الأَمر حَوَّلْته عنه وهو من أَحْمَضَت الإِبلُ إِذا مَلَّتْ من رَعْي الخُلَّة وهو الحُلْوُ من النبات اشْتَهَت الحَمْضَ فتحوَّلَت إِليه وأَما قول الأَغلب العجلي لا يُحْسِنُ التَّحْمِيضَ إِلا سَرْدا فإِنه يريد التَّفْخِيذ والتَّحْمِيضُ الإِقلال من الشيء يقال حَمَّضَ لنا فلانٌ في القِرَى أَي قلَّل ويقال قد أَحْمَضَ القومُ إِحْماضاً إِذا أَفاضوا فيما يُؤْنِسُهم من الحديث والكلامِ كما يقال فَكِهٌ ومُتَفَكِّهٌ وفي حديث ابن عباس كان يقول إِذا أَفاضَ مَنْ عِنْده في الحديث بعد القرآن والتفسير أَحْمِضُوا وذلك لَمّا خافَ عليهم المَلالَ أَحَبَّ أَن يُرِيحَهم فأَمَرَهم بالإِحْماض بالأَخْذِ في مُلَح الكلام والحكايات والحَمْضة الشَّهْوة إِلى الشيء وروى أَبو عبيدة في كتابه حديثاً لبعض التابعين وخرجه ابن الأَثير من حديث الزهري قال الأُذُنُ مَجّاجَةٌ وللنفس حَمْضةٌ أَي شَهْوة كما تشتهي الإِبلُ الحَمْضَ إِذا مَلَّت الخُلَّة والمَجَّاجَةُ التي تمُجُّ ما تَسْمعه فلا تَعِيه إِذا وُعِظت بشيءٍ أَو نُهيَت عنه ومع ذلك فلها شَهْوة في السماع قال الأَزهري والمعنى أَن الآذان لا تَعِي كلَّ ما تَسْمَعُه وهي مع ذلك ذات شَهْوَةٍ لما تَسْتَظْرِفُه من غرائبِ الحديث ونوادر الكلام والحُمَّيْضى نبت وليس من الحُموضة وحَمْضة اسم حَيِّ بَلْعاءَ بن قيس الليثي قال ضَمِنْتُ لِحَمْضَةَ جِيرانَه وذِمَّةَ بَلْعاءَ أَن تُؤْكَلا معناه أَن لا تؤْكل وبنو حُمَيْضة بطن وبنو حَمْضة بطن من العرب من بني كنانة وحُمَيْضة اسم رجل مشهور من بني عامر بن صعصعة وحَمْضٌ ماءٌ معروف لبني تميم

حوض
حاضَ الماءَ وغيرَه حَوْضاً وحَوَّضَه حاطَه وجَمَعَه وحُضْتُ أَحُوضُ اتخذْتُ حَوْضاً واسْتَحْوَض الماءُ اجتمع والحَوْضُ مُجْتَمَعُ الماء معروف والجمع أَحْواض وحِياض وحَوْضُ الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم الذي يَسْقِي منه أُمَّته يوم القيامة حكى أَبو زيد سَقاك اللّه بِحَوْض الرسول ومن حَوْضِه والتَّحْوِيضُ عمل الحَوْض والاحْتِياضُ اتخاذُه عن ثعلب وأَنشد ابن الأَعرابي طَمِعْنا في الثَّوابِ فكان جَوْراً كمُحْتاضٍ على ظَهْرِ السَّرابِ واسْتَحْوَضَ الماءَ اتخذ لنفسه حَوْضاً وحَوْضُ المَوْتِ مُجْتَمَعُه على المثل والجمع كالجمع والمُحَوَّضُ بالتشديد شيءٌ يُجْعَلُ للنخلة كالحوْض يشرب منه وفي حديث أُمّ إِسمعيل لما ظَهر لها ماءُ زمزم جعلت تُحَوِّضُه أَي تجعله حَوْضاً يجتمع فيه الماء ابن سيده والمُحَوَّضُ ما يصْنَع حَوالَيِ الشجرة على شكل الشَّرَبَةِ قال أَما تَرى بكل عَرْضٍ مُعْرِضِ كلِّ رَداحٍ دَوْحةِ المُحَوَّضِ ؟ ومنه قولهم أَنا أُحَوِّضُ حول ذلك الأَمر أَي أَدُور حوله مثل أُحَوِّطُ والمُحَوَّض الموضع الذي يسمَّى حَوْضاً وحَوْضَى اسم موضع قال أَبو ذؤيب من وَحْشِ حَوْضَى يُراعِي الصَّيْدَ مُنْتَبِذاً كأَنه كَوْكَبٌ في الجَوِّ مُنْحَرِدُ يعني بالصيد الوحش ومُنْحَرِدٌ منفردٌ عن الكواكب قال ابن بري ومثله لذي الرمة كأَنَّا رَمَتْنا بالعُيونِ التي نَرَى جآذِرُ حَوْضَى من عُيونِ البَراقِع وأَنشد ابن سيده أَوْ ذي وُشومٍ بحَوْضَى باتَ مُنْكَرِساً في لَيْلةٍ من جُمادَى أَخْضَلَتْ زِيمَا وفي الحديث ذكر حَوْضاء بفتح الحاء والمد وهو موضع بين وادي القُرَى وتبوك نزله سيدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين سار إِلى تبوك قاله ابن إِسحق بالضاد الأَصمعي إِني لأَدُورُ حولَ ذلك الأَمر وأُحَوِّضُ وأُحَوِّطُ حوله بمعنى واحد

حيض
الحَيْضُ معروف حاضَت المرأَة تَحِيضُ حَيْضاً ومَحِيضاً والمَحِيض يكون اسماً ويكون مصدراً قال أَُّو إِسحق يقال حاضَت المرأَة تحِيضُ حَيْضاً ومَحَاضاً ومَحِيضاً قال وعند النحويين أَن المصدر في هذا الباب بابه المَفْعَل والمَفْعِل جَيِّدٌ بالغٌ وهي حائض هُمِزت وإِن لم تَجْر على الفعل لأَنه أَشبه في اللفظ ما اطرد همزه من الجاري على الفعل نحو قائم وصائم وأَشباه ذلك قال ابن سيده ويدلُّك على أَن عين حائِضٍ همزة وليست ياء خالصة كما لعَلَّه يظنه كذلك ظانٌّ قولُهم امرأَة زائِرٌ من زيارة النساء أَلا ترى أَنه لو كانت العين صحيحة لوجب ظهورها واواً وأَن يقال زاوِر ؟ وعليه قالوا العائرُ للرَّمِد وإِن لم يجر على الفعل لمّا جاءَ مجيء ما يجب همزه وإِعلالُه في غالب الأَمر ومثله الحائشُ الجوهري حاضَت فهي حائِضة وأَنشد رأَيتُ حُيونَ العامِ والعامِ قبْلَه كحائِضةٍ يُزْنَى بها غيرَ طاهِر وجمعُ الحائِض حَوائِضُ وحُيَّضٌ على فُعَّل قال ابن خالويه يقال حاضَتْ ونَفِست ونُفست ودَرَسَتْ وطَمِثَتْ وضَحِكَتْ وكادَتْ وأَكْبَرَتْ وصامَتْ وقال المبرد سُمِّيَ الحَيْضُ حَيْضاً من قولهم حاضَ السيلُ إِذا فاضَ وأَنشد لعمارة بن عقيل أَجالَتْ حَصاهُنَّ الذَّوارِي وحَيَّضَت عليْهنَّ حَيْضاتُ السُّيولِ الطَّواحِم والذَّوارِي والذاريات الرياح والحَيْضة المرة الواحدة من دُفَع الحَيْض ونُوَبِه والحَيْضات جماعة والحِيضة الاسم بالكسر والجمع الحِيَضُ وقيل الحِيضةُ الدم نفسه وفي حديث أُم سلمة ليست حِيضتُك في يَدِك الحِيضةُ بالكسر الاسم من الحَيْض والحال التي تلزمها الحائض من التجنب والتحيُّض كالجِلْسة والقِعْدة من الجلوس والقعود والحِيَاضُ دمُ الحَيْضَة قال الفرزدق خَواقُ حِياضهن تَسِيلُ سَيْلاً على الأَعْقابِ تَحْسِبُه خِضابا أَراد خَواقّ فخفّف وتَحَيَّضت المرأَةُ تركت الصلاةَ أَيام حيضها وفي حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه قال للمرأَة تَحَيَّضي في علم اللّه سِتّاً أَو سَبْعاً تَحَيَّضت المرأَةُ إِذا قعدت أَيام حَيْضتِها تنتظر انقطاعه يقول عُدِّي نَفْسَك حائضاً وافعلي ما تفعل الحائضُ وإِنما خصَّ السِّتّ والسبع لأَنهما الغالب على أَيام الحَيْض واسْتُحِيضَت المرأَةُ أَي استمرَّ بها الدمُ بعد أَيامها فهي مُسْتَحاضة والمُسْتَحاضة التي لا يَرْقَأُ دمُ حَيْضِها ولا يَسِيلُ من المَحِيض ولكنه يسيلُ من عِرْقٍ يقال له العاذِل وإِذا اسْتُحِيضَت المرأَةُ في غير أَيام حَيْضِها صَلَّتْ وصامَتْ ولم تَقْعُدْ كما تَقْعُد الحائض عن الصلاة قال اللّه عزّ وجلّ ويسأَلونك عن المَحِيض قل هو أَذىً فاعْتَزِلوا النساء في المَحِيض قيل إِن المَحِيضَ في هذه الآية المَأْتَى من المرأَة لأَنه موضع الحَيْضِ فكأَنه قال اعتزلوا النساءَ في موضع الحَيْضِ ولا تُجامِعوهن في ذلك المكان وفي الحديث إِن فُلانةَ اسْتُحِيضَت الاستحاضةُ أَن يستمرَّ بالمرأَة خروجُ الدم بعد أَيام حَيْضِها المُعْتاد يقال اسْتُحِيضت فهي مُسْتَحاضةٌ وهو استفعال من الحَيْض وحاضَت السَّمُرة خرج منها الدُّوَدِمُ وهو شيءٌ شبه الدم وإِنما ذلك على التشبيه وقال غيره حاضت السَّمُرةُ تَحِيضُ حَيْضاً وهي شجرة يسيل منها شيءٌ كالدم الأَزهري يقال حاضَ السيلُ وفاضَ إِذا سال يَحِيضُ ويَفيض وقال عمارة أَجالَت حَصاهُنَّ الذَّوارِي وحَيَّضَت عليهنَّ حَيْضات السُّيولِ الطَّواحِم معنى حَيَّضَت سيَّلت والمَحِيض والحَيْض اجتماع الدم إِلى ذلك المكان قال ومن هذا قيل للحَوْض حَوْضٌ لأَن الماء يَحِيض إِليه أَي يَسِيل قال والعرب تُدْخِلُ الواوَ على الياء والياءَ على الواو لأَنهما من حيِّز واحد وهو الهواء وهما حرفا لين وقال اللحياني في باب الصاد والضاد حاصَ وحاضَ بمعنى واحد وكذلك قال ابن السكيت في باب الصاد والضاد وقال أَبو سعيد إِنما هو حاضَ وجاضَ بمعنى واحد ويقال حاضَت المرأَة وتحَيَّضَت ودَرَسَتْ وعَرَكَتْ تَحِيضُ حَيْضاً ومَحاضاً ومَحِيضاً إِذا سال الدم منها في أَوقات معلومة فإِذا سال في غير أَيام معلومة ومن غير عرق المَحيض قلت اسْتُحِيضَت فهي مُسْتَحاضة وقد تكرر ذكر الحَيْضِ وما تصرَّف منه من اسم وفعل ومصدر وموضع وزمان وهيئة في الحديث ومن ذلك قوله صلّى اللّه عليه وسلّم لا تُقْبَل صلاة حائض إِلاَّ بِخِمارٍ أَي بَلَغَت سنَّ المَحِيض وجرى عليها القلم ولم يُرِدْ في أَيام حَيْضِها لأَن الحائِضَ لا صلاة عليها والحِيضَة الخِرْقة التي تَسْتَثْفِرُ بها المرأَة قالت عائشة رضي اللّه عنها لَيْتَنِي كنتُ حِيضةً مُلْقاةً وكذلك المَحِيضة والجمع المَحايِضُ وفي حديث بئر بُضاعة تلقى فيها المَحايِض وقيل المَحايضُ جمع المَحِيض وهو مصدر حاضَ فلما سمِّي به جَمعه ويقع المَحِيضُ على المصدر والزمان والدم

خرض
الليث الخَرِيضةُ الجارِيةُ الحَدِيثةُ السنِّ الحَسَنةُ البيضاءُ التارَّةُ وجمعها خَرائِضُ قال الأَزهري لم أَسمع هذا الحرف لغير الليث

خضض
الخَضَضُ السَّقَطُ في المَنْطِق ويوصف به فيقال مَنْطِقٌ خَضَضٌ والخَضَضُ الخَرَز الأَبيض الصِّغارُ الذي تَلْبَسُه الإِماءُ قال الشاعر وإِنَّ قُرُومَ خَطْمَة أَنْزَلَتْنِي بِحَيْثُ يُرَى مِن الخَضَضِ الخُرُوتُ وهذا مثل قول أَبي الطَّمَحانِ القَيْني أَضاءَتْ لَهُمْ أَحْسابُهُمْ وَوُجُوهُهُمْ دُجَى اللَّيلِ حَتَّى نَظَّمَ الجَِزْعَ ثاقِبُهْ والخَضاضُ الشيءُ اليَسيرُ من الحُلِيّ وأَنشد القنانيّ ولو أَشْرَفَتْ مِنْ كُفَّةِ السِّترِ عاطِلاً لَقُلْتَ غَزالٌ ما عَلَيْه خَضاضُ قال ابن بري ومثله قول الآخر جاريةٌ في رَمضانَ المَاضِي تُقَطِّعُ الحَدِيثَ بِالإِيماضِ مِثْلُ الغَزالِ زِينَ بِالخَضاضِ قَبَّاءٌ ذاتُ كَفَلٍ رَضْراضِ والخَضاضُ الأَحْمَقُ ورجل خَضاضٌ وخَضاضَةٌ أَي أَحْمَقُ ومكانٌ خَضِيضٌ وخُضاخِضٌ مَبْلولٌ بالماء وقيل هو الكثير الماء والشجر قال ابن وداعة الهُذَليّ خُضاخِضةٌ بخَضِيعِ السُّيُو لِ قَدْ بَلَغَ الماءُ جَرْجارَها وهذا البيت أَورد الجوهري عَجزه قد بلغَ السيلُ حِذْفارَها وقال ابن بري إِن البيت لحاجز بن عوف وحِذْفارها أَعْلاها الليث خَضْخَضْتُ الأَرضَ إِذا قَلَبْتَها حتى يصير موضعها مُثاراً رخْواً إِذا وصل الماءُ إِليها أَنْبَتَتْ والخَضِيضُ المكانُ المُتَتَرِّبُ تَبُلُّه الأَمطارُ والخَضْخَضَةُ أَصلُها مِن خاضَ يَخُوضُ لا مِنْ خَضَّ يَخُضُّ يقال خَضْخَضْتُ دَلْوي في الماء خَضْخَضَةً وخَضْخَضَ الحمارُ الأَتانَ إِذا خالطها وأَصله من خاضَ يَخُوضُ إِذا دخل الجوفَ من سلاح وغيره ومنه قول الهذلي فَخَضْخَضْتُ صُفْنيَ في جَمِّه خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا أَلا تراه جعل مصدره الخِياضَ وهو فِعالٌ من خاضَ ؟ والخَضْخَضَةُ تحريك الماء ونحوه وخَضْخَضَ الماءَ ونحوه حرَّكه خَضْخَضْتُه فَتَخَضْخَضَ والخَضْخاضُ ضرب من القَطِران تُهْنَأُ به الإِبل وقيل هو ثُفْل النِّفْط وهو ضرْب من الهناء وأَنشد ابن بري لرؤبة كأَنَّما يَنْضَخْنَ بالخَضْخاضِ وكلُّ شيءٍ يتحرَّك ولا يُصوِّتُ خُثُورةً يقال إِنه يَتَخَضْخَضُ حتى يقال وجَأَه بالخَنْجَر فَخَضْخَضَ به بطنه قال أَبو منصور الخَضْخاضُ الذي تُهْنَأُ به الجَرْبَى ضَرْبٌ من النِّفْط أَسود رقيق لا خُثُورةَ فيه وليس بالقَطِران لأَن القَطِران عُصارةُ شجر معروف وفيه خُثورة يُداوَى به دَبَر البعير ولا يطلى به الجَرَبُ وشجرُه يَنْبُتُ في جبال الشام يقال له العَرْعَرُ وأَمّا الخَضْخاضُ فإِنه دَسِمٌ رقيق يَنْبُع من عين تحت الأَرض وبعير خُضاخِضٌ وخُضَخِضٌ وخُضْخُضٌ يَتَمَخَّضُ من لِينِ البَدن والسِّمَن وكذلك النَّبْتُ إِذا كان كثير الماء قال الفراء نبت خُضَخِضٌ وخُضاخِضٌ كثير الماء ناعِمٌ رَيّانُ ورجل خُضْخُضٌ يَتَخَضْخَضُ من السِّمَن وقيل هو العَظِيمُ الجَنْبَين الأَزهري الخُضاخِضُ من الرجال الضَّخْمُ الحَسَنُ مثل قُناقِنٍ وقَناقِنَ والخَضاضُ المِدادُ ونِقْسُ الدَّواةِ الذي يكتب به وربما جاءَ بكسر الخاء والخَضاضُ مَخْنَقَةُ السِّنَّوْرِ والخَضَضُ أَلوانُ الطعامِ وقال شمر في كتابه في الرياح الخُضاخِضُ زعم أَبو خيرة أَنها شرقية تَهُبُّ من المَشرِق ولم يعرفها أَبو الدُّقَيْش وزعم المنتجع أَنها تَهُبُّ بين الصَّبا والدَّبُور وهي الشرقية أَيضاً والأَيْرُ وقول النابغة يصف ملكاً وكانتْ له رِبْعِبَّةٌ يَحْذَرُونها إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السَّماء القَنابِلُ قال الأَصمعي رِبْعِيَّةٌ غزوة في أَول أَوقات الغَزو وذلك في بقية من الشتاء إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السماءِ القنابِلُ يقول إِذا وجدت الخيلُ ماء في الأَرض ناقعاً تشربه فتقطع به الأَرض وكان لها صِلة في الغزو قال لوْ وصَلَ الغَيْثُ لأَنْدَى امرئٍ كانَتْ له قُبَّةُ سَحْقٍ بِجادْ يقول يُفَرَّقُ عليه فيَخِرُّ بيتُه قُبَّتُه فيَتَّخِذ بيتاً من سَحْقِ بِجاد به أَن كانت له قبة وقال في المضاعف الخَضْخَضَةُ صورته صورة المُضاعَف وأَصلها معتلّ والخَضْخَضَةُ المنهيّ عنها في الحديث هو أَن يُوشِيَ الرجل ذَكره حتى يُمْذِيَ وسئل ابن عباس عن الخضخضة فقال هو خير من الزنا ونكاح الأَمة خير منه وفسر الخضخضة بالاسْتِنْماءِ وهو استنزال المنيّ في غير الفرج وأَصل الخضخضة التحريك واللّه أَعلم

خفض
في أَسماء اللّه تعالى الخافِضُ هو الذي يَخْفِضُ الجبّارِينَ والفراعنة أَي يضَعُهم ويُهِينُهم ويخفض كل شيءٍ يريد خَفْضَه والخَفْضُ ضِدُّ الرفْع خَفَضَه يَخْفِضُه خَفْضاً فانْخَفَضَ واخْتَفَضَ والتَّخْفِيضُ مدّك رأْس البعير إِلى الأَرض قال يَكادُ يَسْتَعْصي على مُخَفِّضِهْ وامرأَة خافِضَةُ الصوت وخَفِيضَةُ الصوت خَفِيَّتُه لَيِّنَتُه وفي التهذيب ليست بسَلِيطةٍ وقد خَفَضَتْ وخَفَضَ صوتُها لانَ وسَهُلَ وفي التنزيل العزيز خافِضةٌ رافِعةٌ قال الزجاج المعنى أَنها تَخْفِضُ أَهل المعاصي وترفع أَهل الطاعة وقيل تخفض قوماً فتَحُطُّهم عن مَراتِب آخرين ترفعهم إِليها والذين خُفِضُوا يَسْفُلُون إِلى النَّارِ والمرفوعون يُرْفَعُون إِلى غرف الجنان ابن شميل في قول النبي صلّى اللّه عليه وسلّم إِن اللّه يخفض القِسْط ويَرْفَعُه قال القسطُ العَدْل ينزله مرة إِلى الأَرض ويرفعه أُخرى وفي التنزيل العزيز فمن ثَقُلَتْ مَوازِينُه خُفِضَت ومن خَفَّتْ موازينه شالت غيره خَفْضُ العَدْل ظهور الجَور عليه إِذا فسد الناس ورفعُه ظهوره على الجوار إِذا تابوا وأَصلحوا فَخَفْضُه من اللّه تعالى اسْتعتابٌ ورَفْعُه رِضاً وفي حديث الدجال فَرَفَّع فيه وخَفَّضَ أَي عظَّم فِتْنَتَه ورفعَ قدرها ثم وهَّنَ أَمره وقدره وهوَّنه وقيل أَراد أَنه رفَع صوته وخفَضَه في اقتِصاصِ أَمره والعرب تقول أَرض خافِضةُ السُّقْيا إِذا كانت سَهْلَة السُّقْيا ورافعةُ السقيا إِذا كانت على خلاف ذلك والخَفْضُ الدَّعةُ يقال عيش خافِضٌ والخَفْضُ والخفيضةُ جميعاً لين العيش وسعته وعيش خَفْضٌ وخافِضٌ ومخفوض وخفيض خصيب في دَعةٍ وخصْبٍ ولِين وقد خَفُضَ عَيشُه وقول هميان بن قحافة بانَ الجميعُ بعْدَ طُولِ مَخْفِضِهْ قال ابن سيده إِنما حكمه بعد طول مَخْفَضه كقولك بعد طول خَفْضِه لكن هكذا روي بالكسر وليس بشيءٍ ومَخْفِضُ القوم الموضع الذي هم فيه في خَفْض ودَعةٍ وهم في خَفْضٍ من العَيْش قال الشاعر إِنَّ شَكْلي وإِنَّ شكْلَكِ شَتَّى فالزَمي الخُصَّ واخفِضي تَبْيَضِضِّي أَراد تَبْيَضِّي فزاد ضاداً إِلى الضادين ابن الأَعرابي يقال للقوم هم خَافِضُون إِذا كانوا وادِعينَ على الماء مقيمين وإِذا انْتَجعوا لم يكونوا في النُّجْعةِ خافضين لأَنهم يَظْعَنُون لطَلَبِ الكَلإِ ومَساقِطِ الغَيْثِ والخَفْضُ العيش الطيب وخَفِّضْ عليك أَي سَهِّلْ وخَفِّضْ عليك جأْشك أَي سكِّن قلبك وخَفَضَ الطائرُ جناحه أَلانَهُ وضمَّه إِلى جنبه ليسكن من طيرانه وخَفَضَ جناحَه يخْفِضه خفْضاً أَلان جانبه على المثل بِخَفْض الطائر لجناحه وفي حديث وفد تميم فلما دخلوا المدينة بَهَشَ إِليهم النساء والصبيان يبكون في وجوههم فأَخْفَضَهم ذلك أَي وضعَ منهم قال ابن الأَثير قال أَبو موسى أَظن الصواب بالحاء المهملة والظاء المعجمة أَي أَغْضَبَهم وفي حديث الإِفك ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يُخَفِّضُهم أَي يُسَكِّنُهم ويُهَوِّن عليهم الأَمر من الخَفْضِ الدَّعةِ والسكون وفي حديث أَبي بكر قال لعائشة رضي اللّه عنهما في شأْن الإِفك خَفِّضي عليك أَي هَوِّني الأَمر عليكِ ولا تَحْزَني له وفلان خافِضُ الجَناحِ وخافِضُ الطير إِذا كانَ وقوراً ساكناً وقوله تعالى واخفِضْ لهما جَناحَ الذُّلِّ من الرَّحْمة أَي تواضَعْ لهما ولا تتعزز عليهما والخافِضةُ الخاتِنةُ وخَفَضَ الجارية يَخْفِضُها خَفْضاً وهو كالخِتان للغلام وأَخْفَضَتْ هي وقيل خَفَض الصبيِّ خَفْضاً خَتَنه فاستعمل في الرجل والأَعْرَفُ أَن الخَفْضَ للمرأَة والخِتانَ للصبيّ فيقال للجارية خُفِضَتْ وللغلامِ خُتِنَ وقد يقال للخاتن خافض وليس بالكثير وقال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لأُم عطية إِذا خَفَضْتِ فأَشمِّي أَي إِذا خَتَنْتِ الجاريةَ فلا تَسْحَتي الجاريةَ والخَفْضُ خِتانُ الجارية والخَفْضُ المُطْمَئِنُّ من الأَرض وجمعه خُفُوضٌ والخافِضَة التَّلْعةُ المطمئنة من الأَرض والرافِعةُ المتْنِ من الأَرض والخَفْضُ السَّير الليِّنُ وهو ضد الرفع يقال بيني وبينك ليلة خافِضةٌ أَي هَيِّنَةُ السير قال الشاعر مَخْفُوضُها رَوْلٌ ومَرْفُوعُها كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ ريح قال ابن بري الذي في شعره مَرْفُوعُها زَوْلٌ ومَخْفُوضُها والزَّوْلُ العَجَب أَي سيرها الليِّن كَمَرِّ الريح وأَما سيرها الأَعلى وهو المرفوع فعجب لا يُدْركُ وصْفُه وخَفْضُ الصوت غضُّه يقال خَفِّضْ عليك القول والخفضُ والجرُّ واحد وهما في الإِعراب بمنزلة الكسر في البناء في مواصفات النحويين والانخِفاضُ الانحِطاطُ بعد العُلُوِّ واللّه عزّ وجلّ يَخْفِضُ من يشاء ويَرْفَعُ من يشاء قال الراجز يهجو مُصَدّقاً وقال ابن الأَعرابي هذا رجل يخاطب امرأَته ويهجو أَباها لأَنه كان أَمهرها عشرين بعيراً كلها بنات لبون فطالبه بذلك فكان إِذا رأَى في إِبله حِقَّة سمينة يقول هذه بنت لَبون ليأْخذها وإِذا رأَى بنت لَبون مهزولة يقول هذه بنت مخاض ليتركها فقال لأَجْعَلَنْ لابْنَةِ عَثْم فَنّا مِنْ أَينَ عِشْرُونَ لها مِنْ أَنَّى ؟ حتى يَكُونَ مَهْرُها دُهْدُنّا يا كَرَواناً صُكَّ فَاكْبَأَنّا فَشَنَّ بالسَّلْحِ فَلَمّا شَنّا بَلَّ الذُّنابَى عَبَساً مُبِنّا أَإِبِلي تَأْكُلُها مُصِنّا خافِضَ سِنِّ ومُشِيلاً سِنّا ؟ وخَفَضَ الرجلُ مات وحكى ابن الأَعرابي أُصِيبَ بِمَصَائِب تَخْفِضُ المَوْتَ أَي بمصائب تُقَرِّبُ إِليه المَوْتَ لا يُفْلِتُ مِنْها

خفرضض
ابن بري خاصة خَفَرْضَضٌ اسم جبل بالسّراةِ في شِقِّ تهامة يقال إِلْبُ خَفَرْضَضٍ وهو شجر تُسَمُّ به السباع رأَيت بخط الشيخ رضي الدين الشاطبي في حاشية أَمالي ابن بري قال الإِلْبُ شجرة شَاكَةٌ كأَنها شجرة الأُتْرُجّ ومَنابِتُها ذُرى الجبال وهي خَشِنة يؤخذ خضمتها وأَطراف أَفنانها فتدق رَطْباً ويُقْشَبُ به اللحم ويطرح للسباع كلها فلا يُلْبِثُها إِذا أَكلته فإِن هي شمته ولم تأْكله عميت عنه وصُمَّت منه اه وقد ذكرت في المحكم في حرف الحاء المهملة وقد تقدم

خوض
خاض الماءَ يَخُوضه خَوْضاً وخِياضاً واخْتاضَ اخْتِياضاً واخْتاضَه وتَخَوَّضَه مَشَى فيه أَنشد ابن الأَعرابي كأَنه في الغَرْضِ إِذْ تَرَكَّضَا دُعْمُوصُ ماءٍ قَلَّ ما تَخَوَّضَا أَي هو ماء صافٍ وأَخاضَ فيه غيره وخَوَّضَ تَخْويضاً والخَوْضُ المَشْيُ في الماء والموضع مَخاضةٌ وهي ما جازَ الناسُ فيها مُشاةً ورُكْباناً وجمعها المَخاضُ والمَخاوِضُ أَيضاً عن أَبي زيد وأَخَضْتُ في الماء دابَّتي وأَخاضَ القومُ أَي خاضَتْ خيلُهم في الماء وفي الحديث رُبَّ مُتَخَوِّضٍ في مال اللّه تعالى أَصْل الخَوْض المشيُ في الماء وتحريكُه ثم استعمل في التلبس بالأَمر والتصرف فيه أَي رُبَّ متصرف في مال اللّه تعالى بما لا يرضاه اللّه والتَّخَوُّضُ تفعُّل منه وقيل هو التخليط في تحصيله من غير وجهه كيف أَمكن وفي حديث آخر يَتَخَوَّضُون في مال اللّه تعالى والخَوْضُ اللَّبْسُ في الأَمر والخَوْضُ من الكلام ما فيه الكذب والباطل وقد خاضَ فيه وفي التنزيل العزيز وإِذا رأَيْتَ الذين يَخُوضون في آياتنا وخاضَ القومُ في الحديث وتَخاوَضُوا أَي تفاوضوا فيه وأَخاضَ القومُ خيلَهم الماءَ إِخاضةً إِذا خاضوا بها الماء والمَخاضُ من النهر الكبير الموضعُ الذي يَتخَضْخَضُ ماؤُه فَيُخاضُ عند العُبور عليه ويقال المَخاضَةُ بالهاء أَيضاً والمِخْوَضُ للشراب كالمِجْدَحِ للسَّويق تقول منه خُضْتُ الشرابَ والمِخْوَضُ مِجْدَحٌ يُخاضُ به السَّوِيقُ وخاضَ الشرابَ في المِجْدَحِ وخَوَّضَه خلَطه وحَرَّكَهُ قال الحطيئة يصف امرأَة سَمَّتْ بَعْلَها وقالتْ شَرابٌ بارِدٌ فاشْرَبَنّه ولم يَدْرِ ما خاضَتْ له في المَجادِح والمِخْوَضُ ما خُوِّضَ فيه وخُضْتُ الغَمراتِ اقْتَحَمْتُها ويقال خاضَه بالسيف أَي حَرَّكَ سيْفه في المَضْرُوبِ وخَوَّضَ في نَجِيعِه شُدِّدَ للمبالغة ويقال خُضْتُه بالسيف أَخُوضُه خَوْضاً وذلك إِذا وضعت السيف في أَسفل بطنه ثم رفعته إِلى فوق وخاوَضَه البيعَ عارضه هذه رواية عن ابن الأَعرابي ورواية أَبي عبيد عن أَبي عمرو بالصاد والخِياضُ أَن تُدْخِلَ قِدْحاً مُسْتعاراً بين قِداح المَيْسِرِ يُتَيَمَّنُ به يقال خُضْتُ في القِداحِ خِياضاً وخاوَضْتُ القِداحَ خِواضاً قال الهذلي فَخَضْخَضْتُ صُفْنيَ في جَمِّه خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا خَضْخَضْتُ تكرير من خاضَ يَخوضُ لما كرره جعله متعدياً والمُدابِرُ المَقْمور يُقْمَرُ فيستعير قِدْحاً يَثِقُ بفوزه ليعاوِدَ من قَمَره القِمارَ ويقال للمَرْعَى إِذا كثُر عُشْبُه والتَفّ اخْتاضَ اخْتِياضاً وقال سلمة بن الخُرْشُبِ ومُخْتاض تَبِيضُ الرُّبْدُ فِيه تُحُوميَ نَبْتُه فَهْوَ العَمِيمُ أَبو عمرو الخَوْضةُ اللُّؤْلُؤَةُ وخَوْضُ الثَّعْلَب موضع باليمامة حكاه ثعلب

خيض
النوادر سيف خَيِّضٌ إِذا كان مخلوطاً من حديد أَنِيثٍ وحديد ذَكِير

دأض
أَهمله الليث وأَنشد الباهلي في المعاني وقَدْ فَدَى أَعْناقَهُنَّ المَحْضُ والدَّأْضُ حتى لا يكونَ غَرْضُ قال يقول فَداهُنَّ أَلبانُهنَّ من أَن يُنْحرن قال والغَرْضُ أَن يكون في جلودها نقصان قال والدَّأَضُ والدَّأَصُ بالضاد والصاد أَن لا يكون في جلودها نقصان وقد دَئِضَ يَدْأَضُ دَأْضاً ودَئِصَ يَدْأَصُ دَأَصاً قال أَبو منصور ورواه أَبو زيد والدَّأْظُ حتى لا يكون غَرْض قال وكذلك أَقرأَنيه المنذري عن أَبي الهيثم وسنذكره في موضعه

دحض
الدَّحْضُ الزَّلَقُ والإِدْحاضُ الإِزْلاقُ دَحَضَتْ رِجْل البعير وفي المحكم دَحَضَتْ رِجله فلم يُخَصِّص تَدْحَضُ دَحْضاً ودُحُوضاً زَلِقَتْ ودَحَضَها وأَدْحَضَها أَزْلَقَها وفي حديث وَفْد مَذْحِجٍ نُجَباء غيرُ دُحَّضِ الأَقْدامِ الدُّحَّضُ جمع داحِضٍ وهم الذين لا ثبات لهم ولا عزيمة في الأُمور وفي حديث الجمعة كرهت أَن أُخْرِجَكم فتمشون في الطين والدَّحْض أَي الزلَق وفي حديث أَبي ذر أَن خليلي صلّى اللّه عليه وسلّم قال إِن دون جِسْرِ جَهَنَّم طريقاً ذا دَحْضٍ وفي حديث الحجاج في صفة المطر فَدَحَضَتِ التِّلاع أَي صيَرَّتَها مَزْلَقةً ودَحَضَتْ حُجَّتُه دُحُوضاً كذلك على المثل إِذا بطلت وأَدْحَضَها اللّه قال اللّه تعالى حُجَّتهم داحِضة وأَدْحَضَ حُجَّته إِذا أَبطلها والدَّحْضُ الماء الذي يكون عنه الزلَق وفي حديث معاوية قال لابن عمر لا تزال تَأْتِينا بِهَنةٍ تَدْحَضُ بها في بولك أَي تَزْلَقُ ويروى بالصاد أَي تبحث فيها برجلك ودَحَضَ برجله ودَحَصَ إِذا فَحَصَ برجله ومكان دَحْضٌ إِذا كان مَزَلَّة لا تثبت عليها الأَقدامُ ومَزلَّة مِدْحاضٌ يُدْحَضُ فيها كثيراً ومكانٌ دَحْضٌ ودَحَضٌ بالتحريك أَيضاً زَلِقٌ قال الراجز يصف ناقته قد تَرِدُ النِّهْيَ تَنَزَّى عُوَمُه فَتَسْتَبِيحُ ماءَهُ فَتَلْهَمُه حَتَّى يَعُودَ دَحَضاً تَشَمَّمُهْ عُوَمُه جمع عُومة لدوَيْبَّة تغوص في الماء كأَنها فصّ أَسود وشاهد الدحض بالتسكين قول طرفة رَدِيتُ ونَجَّى اليَشْكُرِيّ حذارُه وحادَ كما حادَ البَعِيرُ عن الدَّحْضِ والدَّحْضُ الدفْع والدَّحِيضُ اللحم ودَحَضَتِ الشمس عن بطن السماء إِذا زالت عن وسط السماء تَدْحَضُ دَحْضاً ودُحُوضاً وفي حديث مواقيت الصلاة حتى تَدْحَضَ الشمسُ أَي تزول عن كَبِدِ السماء إِلى جهة الغرب كأَنها دَحَضَتْ أَي زَلِقَتْ ودَحِيضَةُ ماءٌ لبني تميم قال ابن سيده ودُحَيْضَةُ موضع قال الأَعشى أَتَنْسَيْنَ أَيّاماً لنا بِدُحَيْضةٍ وأَيّامَنا بَينَ البَدِيِّ فَثَهْمَدِ ؟

دحرض
الدُّحْرُضان موضعان أَحدهما دُحْرُضٌ والآخر وسِيعٌ قال عنترة شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَينِ فأَصْبَحَتْ زَوْراءَ تَنْفِرُ عنْ حِياضِ الدَّيْلَمِ وقال الجوهري الدُّحْرُضان اسم موضع وأَنشد بيت عنترة وقال بعد البيت ويقال وَسِيعٌ ودُحْرُضٌ ماءَان ثنّاهما بلفظ الواحد كما يقال القَمران قال ابن بري الصحيح ما قاله أَخيراً وحكي عن أَبي محمد الأَعرابي المعروف بالأَسود قال الدُّحْرُضان هما دُحْرُضٌ ووَسِيعٌ وهما ماءَان فدُحْرُضٌ لآل الزِّبْرقانِ بن بَدْر ووسيع لبني أَنْفِ النّاقة وأَما قوله عن حِياضِ الدَّيْلم فهي حياض الديلم بن باسِلِ ابن ضَبَّةَ وذلك أَنه لما سار باسِلٌ إِلى العراق وأَرض فارس استخلف ابنه على أَرض الحجاز فقام بأَمر أَبيه وحَمَى الأَحْماء وحَوَّضَ الحِياضَ فلما بلغه أَن أَباه قد أَوغل في أٌَّض فارس أَقبل بمن أَطاعه إِلى أَبيه حتى قدم عليه بأَدْنَى جبال جَيْلانَ ولما سار الديلم إِلى أَبيه أَوْحَشَتْ دِيارُه وتَعَفَّتْ آثاره فقال عنترة البيت يذكر ذلك

دخض
الدَّخْضُ سِلاحُ السِّباعِ وقد يغلَّب على سلاح الأَسَد وقد دَخَضَ دَخْضاً

دفض
دَفَضَه دَفْضاً كسَره وشدَخَه يمانية قال ابن دريد وأَحسبهم يستعملونها في لحاء الشجر إِذا دُقَّ بين حجرين

دكض
الدَّكِيضَضُ نهر بلغة الهند

ربض
رَبَضَتِ الدابَّةُ والشاة والخَرُوفُ تَرْبِضُ رَبْضاً ورُبُوضاً وربْضةً حَسَنَة وهو كالبُروك للإِبل وأَرْبَضَها هو وربَّضَها ويقال للدابة هي ضَخْمَةُ الرِّبْضةِ أَي ضَخْمَةُ آثارِ المرْبض ورَبَضَ الأَسَد على فَرِيسته والقِرْنُ على قِرْنِه وأَسَدٌ رابِضٌ ورَبّاضٌ قال لَيْثٍ على أَقْرانِه رَبّاضِ ورجلٌ رابِضٌ مَرِيضٌ وهو من ذلك والرَّبِيضُ الغنم في مرابِضِها كأَنه اسم للجمع قال امرؤ القيس ذَعَرْتُ به سِرْباً نَقِيّاً جُلودُه كما ذَعَرَ السِّرْحانُ جَنْبَ الرَّبِيضِ والرَّبِيضُ الغنم برُعاتها المجتمعة في مَرْبِضها يقال هذا رَبِيضُ بني فلان وفي حديث معاوية لا تبعثوا الرابِضَينِ التُّركَ والحبَشةَ أَي المِقيمَيْن الساكِنَينِ يريد لا تُهَيِّجوهم عليكم ما داموا لا يَقْصِدُونكم والرَّبِيضُ والرِّبْضةُ شاء بِرُعاتِها اجتمعت في مَرْبِضٍ واحد والرِّبْضةُ الجماعة من الغنم والناس وفيها رِبْضَةٌ من الناس والأَصل للغنم والرَّبَضُ مَرابِض البقر ورَبَضُ الغنم مأْواها قال العجاج يصف الثور الوحشيّ واعْتادَ أَرْباضاً لها آرِيُّ مِنْ مَعْدِنِ الصِّيرانِ عُدْمُلِيُّ العُدْمُلِيُّ القديم وأَراد بالأَرْباض جمع رَبَض شبَّه كِناسَ الثور بمأْوَى الغنم والرُّبوضُ مصدر الشيء الرابِضِ وقوله صلّى اللّه عليه وسلّم للضحاك بن سفيان حين بعثه إِلى قومه إِذا أَتيتَهُم فارْبِضْ في دارِهم ظَبْياً قال ابن سيده قيل في تفسيره قولان أَحدهما وهو قول ابن قتيبة عن ابن الأَعرابي أَنه أَراد أَقِمْ في دارهم آمِناً لا تَبْرَحْ كما يُقِيم الظَّبْي الآمِنُ في كِناسِه قد أَمِنَ حيث لا يرى أَنيساً والآخر وهو قول الأَزهري أَنه صلّى اللّه عليه وسلّم أَمره أَن يأْتيهم مُسْتَوْفِزاً مُسْتَوْحِشاً لأَنهم كفَرةٌ لا يَأْمَنُهم فإِذا رابَه منهم رَيْبٌ نَفَرَ عنهم شارِداً كما يَنْفِرُ الظبي وظَبْياً في القولين منتصب على الحال وأَوقع الاسم موقع اسم الفاعل كأَنه قدّره متظبياً قال حكاه الهرويّ في الغريبين وفي الحديث أَن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال مثَلُ المنافِقِ مثلُ الشاة بين الرَّبَضَينِ إِذا أَتتْ هذه نَطَحَتْها ورواه بعضهم بين الرَّبِيضَينِ فمن قال بين الرَّبَضَينِ أَراد مَرْبِضَيْ غَنَمَين إِذا أَتتْ مَرْبِضَ هذه الغنم نطحها غنمه ومن رواه بين الرَّبِيضَينِ فالربِيضُ الغنم نفسها والرَّبَضُ موضِعها الذي تَرْبِضُ فيه أَراد أَنه مُذَبْذَبٌ كالشاة الواحدة بين قطيعين من الغنم أَو بين مَرْبِضَيْهِما ومنه قوله عَنَتاً باطِلاً وظُلْماً كما يُعْ تَرُ عن حَجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّباءُ وأَراد النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بهذا المثل قول اللّه عزّ وجلّ مذبذبين بين ذلك لا إِلى هؤُلاء ولا إِلى هؤُلاء قالوا رَبَضُ الغنم مأْواها سُمِّيَ رَبَضاً لأَنها تَرْبِضُ فيه وكذلك رَبَضُ الوَحْش مأْواهُ وكِناسُه ورجل رُبْضَة ومُتَرَبِّضٌ مُقِيمٌ عاجز ورَبَضَ الكبشُ عَجز عن الضِّرابِ وهو من ذلك غيره رَبَضَ الكبشُ رُبُوضاً أَي حَسَرَ وتَرَكَ الضِّرابَ وعَدَلَ عنه ولا يقال فيه جَفَرَ وأَرْنَبةٌ رابِضةٌ ملتزقة بالوجه وربض الليل أَلقى بنفسه وهذا على المثل قال كأَنَّها وقد بَدَا عُوارِضُ والليلُ بَينَ قَنَوَيْنِ رابِضُ بِجَلْهَةِ الوادِي قَطاً رَوابِضُ وقيل هو الدُّوّارةُ من بطن الشاء ورَبَضُ الناقة بطنها أُراه إِنما سمي بذلك لأَن حِشْوَتَها في بطنها والجمع أَرْباض قال أَبو حاتم الذي يكون في بطون البهائم مُتَثَنِّياً المَرْبِضُ والذي أَكبر منها الأَمْغالُ واحدها مُغْل
( * قوله « الامغال واحدها مغل » كذا بالأصل مضبوطاً )
والذي مثل الأَثْناء حَفِثٌ وفَحِثٌ والجمع أَحفاثٌ وأَفحاثٌ وربَّضْتُه بالمكان ثَبَّتُّه اللحياني يقال إِنه لرُبُضٌ عن الحاجات وعن الأَسفار على فُعُل أَي لا يخرج فيها والرَّبَضُ والرُّبُضُ والرُّبَضُ امرأَة الرجل لأَنها تُرَبِّضُه أَي تُثَبِّتُه فلا يبرح ورَبَضُ الرجل ورُبْضُه امرأَته وفي حديث نَجَبةَ زوَّج ابنتَه من رجل وجَهَّزَها وقال لا يَبِيتُ عَزَباً وله عندنا رَبَضٌ رَبَضُ الرجل امرأَتُه التي تقوم بشأْنه وقيل هو كل من اسْتَرَحْتَ إِليه كالأُمّ والبنت والأُخت وكالغنم والمَعيشةِ والقُوت ابن الأَعرابي الرَّبْضُ والرُّبْضُ والرَّبَضُ الزوجة أَو الأُم أَو الأُخت تُعَزّبُ ذا قَرابَتِها ويقال ما رَبَضَ امْرأً مِثْلُ أُخْت والرُّبُضُ جماعة الشجر المُلْتَفّ ودَوْحَةٌ رَبُوضٌ عظيمة واحدة والرَّبُوضُ الشجرة العظيمة الجوهري شجرة رَبُوضٌ أَي عظيمة غليظة قال ذو الرمة تَجَوَّفَ كلَّ أَرْطاةٍ رَبُوضٍ من الدَّهْنا تَفَرَّعَتِ الحِبالا رَبُوضٌ ضَخْمة والحِبالُ جمع حبل وهو رمل مستطيل وفي تَفَرَّعت ضمير يعود على الأَرْطاة وتَجَوَّفَ دخل جَوْفها والجمع من رَبُوض رُبُضٌ ومنه قول الشاعر وقالوا رَبُوضٌ ضَخْمةٌ في جِرانِه وأَسْمَرُ مِنْ جِلْدِ الذِّراعَينِ مُقْفَلُ أَراد بالرَّبُوضِ سِلْسلةً رَبُوضاً أُوثِقَ بها جعلها ضخمة ثقيلة وأَراد بالأَسْمَرِ قِدّاً غُلَّ به فَيَبِسَ عليه وفي حديث أَبي لُبابة أَنه ارْتَبَط بسلسلة رَبُوض إِلى أَن تاب اللّه عليه وهي الضخمة الثقيلة اللاَّزِقة بصاحبها وفَعُولٌ من أَبنية المبالغة يستوي فيه المذكر والمؤنث وقَرْيَةٌ رَبُوضٌ عظيمة مجتمعة وفي الحديث أَن قوماً من بني إِسرائيل باتوا بقَرْيةٍ رَبوضٍ ودِرْعٌ رَبُوضٌ واسِعَة وقِرْبةٌ رَبُوضٌ واسعة وحَلَبَ من اللبنِ ما يُرْبِضُ القوم أَي يسَعُهم وفي حديث أُمّ مَعْبد أَن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لما قال عندها دعا بإِناءٍ يُرْبِضُ الرَّهْطَ قال أَبو عبيد معناه أَنه يُرْوِيهم حتى يُثْقِلَهم فَيَرْبِضُوا فينانُوا لكثرة اللبن الذي شربوه ويمتدُّوا على الأَرض من رَبَضَ بالمكان يَرْبِضُ إِذا لَصِقَ به وأَقامَ مُلازماً له ومن قال يُريضُ الرهط فهو من أَراض الوادي والرَّبَضُ ما وَلِيَ الأَرض من بطن البعير وغيره والرَّبَضُ ما تحَوَّى من مَصارِين البطن الليث الرَّبَضُ ما وَلِيَ الأَرض من البعير إِذا بَرَك والجمع الأَرْباضُ وأَنشد أَسْلَمَتْها مَعاقِدُ الأَرْباضِ قال أَبو منصور غلط الليث في الرَّبَضِ وفيما احتج به له فأَما الرَّبَضُ فهو ما تحَوَّى من مَصارِين البطن كذلك قال أَبو عبيد قال وأَما مَعاقِدُ الأَرْباض فالأَرْباضُ الحبال ومنه قول ذي الرمة إِذا مَطَوْنا نُسُوعَ الرَّحْلِ مُصْعِدةً يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَدارِيج فالأَخْراتُ خَلَقُ الحِبال وقد فسر أَبو عبيدة الأَرْباضَ بأَنها جِبال الرحْل ابن الأَعرابي الرَّبَضُ والمَرْبَضُ والمَرْبِضُ والرَّبِيضُ مجتَمَعُ الحَوايا والرَّبَضُ أَسفلُ من السرّة والمَرْبض تحت السرة وفوق العانة والرَّبَضُ كل امرأَة قيِّمةِ بيت ورَبَضُ الرجل كل شيءٍ أَوَى إِليه من امرأَة أَو غيرها قال جاءَ الشِّتاءُ ولَمّا أَتَّخِذْ رَبَضاً يا وَيْحَ كَفِّي من خَفْرِ القَرامِيصِ ورُبْضُه كَرَبَضِه ورَبَضَتْه تَرْبِضُه قامت بأُموره وآوَتْه وقال ابن الأَعرابي تُرْبِضُه ثم رجع عن ذلك ومنه قيل لقُوت الإِنسان الذي يُقِيمُه ويَكْفِيه من اللبن رَبَضٌ والرَّبَضُ قَيِّمُ البيت الرِّياشي أَرْبَضَتِ الشمس إِذا اشتدَّ حَرُّها حتى تَرْبِضَ الشاةُ والظبْيُ من شدَّة الرمضاء وفي المثل رَبَضُك منك وإِن كان سَماراً السَّمار الكثير الماء يقول قيِّمُكَ منك لأَنه مُهْتَمٌّ بك وإِن لم يكن حسَنَ القِيام عليك وذلك أَن السَّمارَ هو اللبن المخلوط بالماء والصَّرِيحُ لا مَحالة أَفضلُ منه والجمع أَرباضٌ وفي الصحاح معنى المثل أَي منك أَهلك وخَدَمُك ومن تأْوِي إِليه وإِن كانوا مُقَصِّرِين قال وهذا كقولهم أَنْفُك منك وإِن كان أَجْدَعَ والرَّبَضُ ما حول المدينة وقيل هو الفَضاءُ حَوْلَ المدينة قال بعضهم الرّبضُ والرُّبْضُ بالضم
( * قوله « والربض بالضم إلخ » لم يعلم ضبط ما قبله فيحتمل أَن يكون بضمتين أو بضم ففتح أو بغير ذلك )
وسَط الشيء والرَّبَضُ بالتحريك نواحيه وجمعها أَرْباضٌ والرَّبَضُ حَرِيم المسجد قال ابن خالويه رُبُض المدينة بضم الراء والباء أَساسها وبفتحهما ما حولها وفي الحديث أَنا زَعِيمٌ يبيت في رَبَضِ الجنة هو بفتح الباء ما حولها خارجاً عنها تشبيهاً بالأَبنية التي تكون حول المدن وتحت القِلاع ومنه حديث ابن الزبير وبناء الكعبة فأَخذ ابن مُطِيعٍ العَتَلةَ من شقِّ الرُّبْضِ الذي يلي دارَ بني حُمَيد الرُّبْض بضم الراء وسكون الباء أَساسُ البناء وقيل وسطه وقيل هو والرَّبَضُ سواءٌ كسُقْم وسَقَم والأَرْباضُ أَمعاء البطن وحِبال الرَّحْل قال ذو الرمة إِذا غَرَّقَتْ أَرباضُها ثِنْيَ بَكْرةٍ بِتَيْماءَ لم تُصْبحْ رَؤُوماً سَلُوبُها وعمّ ابن حنيفة بالأَرْباض الحِبال وفسر ابن الأَعرابي قول ذي الرمة يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَداريجِ بأَنها بطون الإِبل والواحد من كل ذلك رَبَضٌ أَبو زيد الرَّبَضُ سَفِيفٌ يُجْعَلُ مِثْلَ النِّطاقِ فيجعل في حَقْوَي الناقةِ حتى يُجاوِزَ الوَرِكَينِ من الناحيتين جميعاً وفي طرفيه حلقتان يعقد فيهما الأَنْساع ثم يشد به الرحل وجمعه أَرْباض التهذيب أَنكر شمر أَن يكون الرُّبْضُ وسَط الشيء قال والرُّبْضُ ما مَسَّ الأَرض وقال ابن شميل رُبْض الأَرض بتسكين الباء ما مَسَّ الأَرض منه والرُّبْضُ فيما قال بعضهم أَساسُ المدينة والبناء والرَّبَضُ ما حَوْله من خارج وقال بعضهم هما لغتان وفلان ما تقوم رابِضَتُه وما تقوم له رابضة أَي أَنه إِذا رمى فأَصابَ أَو نظر فعانَ قَتَلَ مكانَه
( * قتل مكانه هكذا في الأصل ولعله أراد أنه قتل المصاب أو المعين في مكانه ) ومن أَمثالهم في الرجل الذي يتعين الأَشياء فيصيبها بعينه قولهم لا تقومُ لفلان رابضةٌ وذلك إِذا قتل كل شيءٍ يصيبه بعينه قال وأَكثر ما يقال في العين وفي الحديث أَنه رأَى قُبَّةً حولها غنم رُيُوضٌ جمع رابض ومنه حديث عائشة رأَيت كأَني على ضَرْبٍ وحَوْلي بقر رُبُوضٌ وكل شيءٍ يبرك على أَربعة فقد رَبَضَ رُبُوضاً ويقال رَبَضَتِ الغنم وبركت الإِبل وجَثَمَتِ الطير والثور الوحشي يَرْبِضُ في كِناسِه الجوهري ورُبُوضُ البَقَرِ والغَنمِ والفَرسِ والكلب مثلُ بُروكِ الإِبل وجُثُومِ الطير تقول منه رَبَضَتِ الغنمُ تَرْبِضُ بالكسر رُبُوضاً والمَرابِضُ للغنم كالمَعاطِنِ للإِبل واحدها مَرْبِض مثال مَجْلِس والرِّبْضةُ مَقْتَلُ قوم قُتِلُوا في بُقْعَةٍ واحدة والرُّبْضُ جماعة الطَّلْحِ والسَّمُرِ وفي الحديث الرَّابِضةُ ملائكة أُهْبِطُوا مع آدم عليه السلام يَهْدُونَ الضُّلاَّلَ قال ولعله من الإِقامة قال الجوهري الرابِضةُ بَقِيَّةُ حَمَلَةِ الحجة لا تخلو منهم الأَرضُ وهو في الحديث وفي حديث في الفتن روي عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه ذكرَ من أَشراط الساعة أَنْ تَنْطقَ الرُّوَيْبِضَةُ في أَمْرِ العامّةِ قيل وما الرويبضة يا رسول اللّه ؟ قال الرجل التافه الحقير ينطق في أَمْرِ العامّةِ قال أَبو عبيد ومما يثبت حديث الرُّوَيْبِضَة الحديثُ الآخرُ من أَشراطِ الساعة أَن تُرَى رعاءُ الشاءِ رُؤوسَ الناسِ قال أَبو منصور الرُّبَيْضةُ تصغير رابضةٍ وهو الذي يرعى الغنم وقيل هو العاجز الذي رَبَضَ عن معَالي الأُمور وقَعَد عن طَلبها وزيادة الهاء للمبالغة في وصفه جعل الرابِضَة راعِيَ الرَّبِيض كما يقال داهية قال والغالب أَنه قيل للتافه من الناس رابضة ورويبضة لربوضه في بيته وقلة انبعاثه في الأُمور الجسيمة قال ومنه يقال رجل رُبُضٌ عن الحاجات والأَسْفار إِذا كان لا يَنْهَضُ فيها والرُّبْضةُ القِطْعةُ العظيمة من الثَّريدِ وجاء بثريد كأَنه رُبْضةُ أَرْنب أَي جُثَّتُها قال ابن سيده ولم أَسمع به إِلا في هذا الموضع ويقال أَتانا بتمر مثل رُبْضةِ الخَرُوفِ أَي قدر الخروف الرابض وفي حديث عمر ففتح الباب فإِذا شبه الفَصِيل الرابض أَي الجالس المقيم ومنه الحديث كَرُبْضةِ العَنْزِ ويروى بكسر الراء أَي جثتها إِذا بركت وفي حديث علي رضي اللّه عنه والناسُ حَوْلي كَرَبِيضةِ الغنم أَي كالغنم الرُّبَّضِ وفي حديث القُرّاءِ الذين قُتِلُوا يومَ الجماجِم كانوا رِبْضة الرِّبْضةُ مَقْتَلُ قوم قتلوا في بقعة واحدة وصبّ اللّه عليه حُمَّى رَبِيضاً أَي من يَهْزَأُ به ورِباضٌ ومُرَبِّضٌ ورَبَّاضٌ أَسماءٌ

رحض
الرَّحْضُ الغَسْلُ رَحَضَ يَدَه والإِناء والثوب وغيرها يَرْحَضُها ويَرْحُضُها رَحْضاً غسلها وفي حديث أَبي ثعلبة سأَله عن أَواني المشركين فقال إِن لم تجدوا غيرها فارْحَضُوها بالماء وكلوا واشربوا أَي اغسلوها والرُّحاضةُ الغُسالةُ عن اللحياني وثوب رَحِيضٌ مَرْحُوضٌ مغسولٌ وفي حديث عائشة رضس اللّه عنها أَنها قالت في عثمان رضي اللّه عنه استتابوه حتى إِذا ما تركوه كالثوب الرَّحِيض أَحالُوا عليه فقتلوه الرَّحِيضُ المغسولُ فَعِيل بمعنى مفعول تريد أَنه لما تاب وتطهّر من الذنب الذي نسب إِليه قتلوه ومنه حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما في ذكر الخوارج وعليهم قُمُصٌ مُرَحَّضةٌ أَي مغسولة وثوب رَخْصٌ لا غير غُسِلَ حتى خَلَق عن ابن الأَعرابي وأَنشد إِذا ما رأَيتَ الشيخَ عِلْباء جِلْدِه كَرَحْضٍ قَدِيمٍ فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ والمِرْحَضةُ الإِجّانةُ لأِنه يغسل فيها الثياب عن اللحياني والمِرْحَضةُ شيءٌ يُتَوَضَّأُ فيه مثل كَنِيفٍ وقال الأَزهري المِرْحاضةُ شيء يُتَوَضَّأُ به كالتَّور والمِرْحَضةُ والمِرْحاضُ المُغْتَسَلُ والمِرْحاضُ موضع الخَلاءِ والمُتَوَضَّأُ وهو منه وفي حديث أَبي أَيوب الأَنصاري فَوَجَدْنا مَراحِيضَهم استُقْبِلَ
( * قوله « مراحيضهم استقبل » لفظ النهاية مراحيض قد استقبل ) بها القبلة فكنا نَتَحَرَّفُ ونستَغْفِرُ اللّه يعني بالشام أَراد بالمَراحِيضِ المَواضعَ التي بُنِيَتْ للغائط أَي مواضع الاغتسال أُخِذ من الرحْض وهو الغَسْل والمِرحاضُ خشبة يضرب بها الثوب إِذا غسل ورُحِضَ الرجلُ رَحْضاً عَرِقَ حتى كأَنه غُسِلَ جسدُه والرُّحَضاءُ العَرَقُ مشتقّ من ذلك وفي حديث نزول الوَحْي فمسَحَ عنه الرُّحَضاءَ هو عرَق يغسل الجلد لكثرته وكثيراً ما يستعمل في عرَق الحُمّى والمرض والرُّحَضاءُ العرَقُ في أَثَر الحُمّى والرحضاء الحُمّى بعرق وحكى الفارسيّ عن أَبي زيد رُحِضَ رَحْضاً فهو مَرْحُوضٌ إِذا عَرِقَ فكثر عرقَهُ على جبينه في رُقادِه أَو يقَظَته ولا يكون إِلا من شكْوى قال الأَزهري إِذا عَرِقَ المَحْمُوم من الحمى فهي الرحضاء وقال الليث في الرحضاء عَرَق الحمى وقد رُحِضَ إِذا أَخذته الرُّحَضاء وفي الحديث جعل يمسح الرحضاء عن وجهه في مرضه الذي مات فيه ورَحْضةُ ورَحّاضٌ اسمانِ

رضض
الرَّضُّ الدَّقُّ الجَرِيشُ وفي الحديث حديث الجاريةِ المقتولة على أَوْضاحٍ أَنَّ يَهُودِيّاً رَضَّ رأْس جاريةٍ بين حَجَرَيْنِ هو من الدَّقِّ الجَرِيشِ رَضَّ الشيءَ يَرُضُّه رَضّاً فهو مَرْضُوضٌ ورَضِيضٌ ورَضْرَضَه لم يُنْعِمْ دَقَّه وقيل رَضَّه رَضّاً كسَره ورُضاضُه كُسارُه وارتَضَّ الشيءُ تكسر الليث الرّضُّ دقُّك الشيءَ ورُضاضُه قِطَعه والرَّضْراضةُ حِجارة تَرَضْرَضُ على وجه الأَرض أَي تتحرّك ولا تَلْبَثُ قال أَبو منصور وقيل أَي تتكسّر وقال غيره الرَّضْراضُ ما دَقَّ من الحَصى قال الراجز يَتْرُكْنَ صَوَّانَ الحَصَى رَضْراضا وفي الحديث في صِفةِ الكَوْثرِ طِينُه المِسْكُ ورَضْراضُه التُّومُ الرَّضْراضُ الحَصَى الصِّغارُ والتُّوم الدُّرُّ ومنه قولهم نَهر ذُو سِهْلةٍ وذو رَضْراضٍ فالسِّهْلةُ رمل القَناة الذي يجري عليه الماء والرضراض أَيضاً الأَرض المرضوضة بالحجارة وأَنشد ابن الأَعرابي يَلُتُّ الحَصَى لَتّاً بِسُمْرٍ كأَنَّها حِجارةُ رَضْراضٍ بِغَيْلٍ مُطَحْلِب ورُضاضُ الشيء فُتاتُه وكلُّ شيءٍ كسَّرته فقد رَضْرَضْتَه والمِرَضَّةُ التي يُرَضُّ بها والرَّضُّ التمر الذي يُدَقُّ فينقّى عَجَمُه ويُلْقَى في المَخْضِ أَي في اللّبن والرَّضُّ التمرُ والزُّبْدُ يخلطان قال جاريةٌ شَبَّتْ شَباباً غَضّا تَشْرَبُ مَحْضاً وتَغَذَّى رَضّا
( * قوله « تشرب محضاً وتغذى رضا » في الصحاح تصبح محضاً وتعشى رضا )
ما بَيْنَ ورْكَيْها ذِراعاً عَرْضا لا تُحْسِنُ التَّقْبِيلَ إِلا عَضّا وأَرَضَّ التعَبُ العرَقَ أَساله ابن السكيت المُرِضّةُ تمر ينقع في اللبن فتُصبح الجارية فتشربه وهو الكُدَيْراءُ والمُرِضّةُ الأُكْلةُ أَو الشُّرْبةُ التي تُرِضُّ العرق أَي تسيله إِذا أَكلتها أَو شربتها ويقال للراعية إِذا رَضَّتِ العُشْب أَكلاً وهرْساً رَضارِضُ وأَنشد يَسْبُتُ راعِيها وهي رَضارِضُ سَبْتَ الوَقِيذِ والوَرِيدُ نابِضُ والمُرِضّة اللبن الحليب الذي يحلب على الحامض وقيل هو اللبن قبل أَن يُدْرِكَ قال ابن أَحمر يَذُمّ رجلاً ويَصِفُه بالبخل وقال ابن بري هو يخاطب امرأَته ولا تَصِلي بمَطْروقٍ إِذا ما سَرَى في القَوْمِ أَصبحَ مُسْتَكِينا يَلُومُ ولا يُلامُ ولا يُبالي أَغَثّاً كان لَحْمُكِ أَو سَمِينا ؟ إِذا شَرِبَ المُرِضّةَ قال أَوْكي على ما في سِقائِك قد رَوِينا قال كذا أَنشده أَبو عليّ لابن أحمر رَوِينا على أَنه من القصيدة النونية له وفي شعر عمرو بن هميل اللحياني قد رَوِيتُ في قصيدة أَولها أَلا مَنْ مُبْلِغُ الكَعْبيِّ عَنِّي رَسُولاً أَصلُها عِنْدِي ثَبِيتُ والمِرَضَّةُ كالمُرِضّةِ والرَّضْرَضةُ كالرَّضِّ والمُرِضّةُ بضم الميم الرَّثِيئةُ الخاثِرةُ وهي لبن حليب يُصَبُّ عليه لبن حامض ثم يترك ساعة فيخرج ماء أَصفر رقيق فيصب منه ويشرب الخاثر وقد أَرَضَّت الرَّثِيئةُ تُرِضُّ إِرْضاضاً أَي خَثُرَتْ أَبو عبيد إِذا صُبّ لبن حليب على لبن حَقِين فهو المُرِضّةُ والمُرْتَثِئةُ قال ابن السكيت سأَلت بعض بني عامر عن المُرِضّةِ فقال هو اللبن الحامض الشديد الحُموضة إِذا شربه الرجل أَصبح قد تكسّر وأَنشد بيت ابن أَحمر الأَصمعي أَرَضَّ الرجلُ إِرْضاضاً إِذا شرب المُرِضّةَ فثقل عنها وأَنشد ثم اسْتَحَثُّوا مُبْطِئاً أَرَضّا أَبو عبيدة المُرِضّةُ من الخيل الشديدة العَدْوِ ابن السكيت الإِرْضاضُ شدّة العَدْو وأَرَضَّ في الأَرض أَي ذَهَب والرَّضراضُ الحصَى الذي يجري عليه الماءُ وقيل هو الحصى الذي لا يثبت على الأَرض وقد يُعَمّ به والرَّضْراضُ الصَّفا عن كراع ورجل رَضْراضٌ كثير اللحم والأُنثى رَضْراضةٌ قال رؤبة أَزْمان ذَاتُ الكَفَلِ الرَّضْراضِ رَقْراقةٌ في بُدْنِها الفَضْفاضِ وفي الحديث أَن رجلاً قال له مررت بجُبُوبِ بَدْر فإِذا برجل أَبيض رَضْراضٍ وإِذا رجل أَسودُ بيده مِرْزَبةٌ يضربه فقال ذاك أَبو جهل الرّضْراضُ الكثير اللحم وبعير رَضْراضٌ كثير اللحم وقول الجعدي فَعَرَفْنا هِزّةً تأْخُذُه فَقَرَنّاه بِرَضْراضِ رِفَلْ أَراد فقرناه وأَوثقناه ببعير ضخم وإِبل رَضارِضَ راتعة كأَنها تَرُضّ العُشب وأَرَضَّ الرجلُ أَي ثقل وأَبطأَ قال العجاج فَجمَّعوا منهم قَضِيضاً قَضّا ثم اسْتَحَثُّوا مُبْطِئاً أَرَضّا وفي الحديث لَصُبَّ عليكم العذابُ صَبّاً ثم لَرُضّ رَضّاً قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية والصحيح بالصاد المهملة وقد تقدم ذكره

رعض
النهاية لابن الأَثير في حديث أَبي ذر خرج بفرس له فَتَمعَّكَ ثم نَهَضَ ثم رَعَضَ أَي لَمَّا قام من مُتَمَعَّكِه انتَفَضَ وارْتَعَدَ وارْتَعَضَتِ الشجرة إِذا تحرّكت ورَعَضَتْها الريحُ وأَرْعَضَتْها وارْتَعَضَت الحيّة إِذا تَلَوَّت ومنه الحديث فضَربت بيدها على عجُزها فارْتَعَضَتْ أَي تَلَوَّتْ وارْتَعَدَت

رفض
الرَّفْضُ تركُكَ الشيءَ تقول رَفَضَني فَرَفَضْتُه رَفَضْتُ الشيءَ أَرْفُضُه وأَرفِضُه رَفْضاً ورَفَضاً تركتُه وفَرَّقْتُه الجوهري الرَّفْضُ الترك وقد رَفَضَه يَرْفُضُه ويَرْفِضُه والرَّفَضُ الشيء المُتَفَرِّقُ والجمع أَرفاضٌ وارْفَضَّ الدَّمْعُ ارْفِضاضاً وتَرَفَّض سالَ وتفَرَّق وتتابَعَ سَيَلانُه وقَطَرانُه وارْفَضَّ دَمْعُه ارْفِضاضاً إِذا انهلَّ متفرِّقاً وارْفِضاضُ الدمْع ترشُّشُه وكل متفرِّق ذهب مُرْفَضٌّ قال القطامي أَخُوكَ الذي لا تَمْلِكُ الحَِسَّ نفسُه وتَرْفَضُّ عِنْدَ المُحْفِظاتِ الكَتائِفُ يقول هو الذي إِذا رآكَ مظلوماً رَقّ لك وذهب حِقْده وفي حديث البُراق أَنه استصعب على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ثم ارْفَضَّ عرَقاً وأَقَرَّ أَي جرَى عرَقُه وسالَ ثم سكَنَ وانْقاد وترك الاسْتِصعاب ومنه حديث الحْوض حتى يَرْفَضّ عليهم أَي يَسِيل وفي حديث مُرَّةَ بن شراحِيلَ عوتب في ترك الجمعة فذكر أن به جرحاً ربما ارْفَضّ في إِزاره أَي سال فيه قَيْحُه وتفَرَّق وارْفَضَّ الوَجَعُ زالَ والرِّفاضُ الطُّرُق المتفرِّقةُ أَخادِيدُها قال رؤبة بالعِيسِ فوْقَ الشَّرَكِ الرِّفاض هي أَخاديدُ الجادَّةِ المتفرِّقةُ ويقال لشَرَكِ الطريقِ إِذا تفرّقت رِفاضٌ وهذا البيت أَورده الجوهري كالعِيسِ قال ابن بري صوابه بالعيس لأَن قبله يَقْطَعُ أَجْوازَ الفلا انْقِضاضِي والشَّرَكُ جمع شَرَكةٍ وهي الطرائقُ التي في الطريق والرِّفاضُ المُرْفَضّةُ المتفرّقة يميناً وشمالاً قال والرِّفاضُ أَيضاً جمع رَفْضٍ القَطِيعُ من الظِّباء المتفرِّق وفي حديث عمر أَن امرأَة كانت تَزْفِنُ والصِّبْيانُ حولَها إِذ طلع عمر رضي اللّه عنه فارْفَضَّ الناسُ عنها أَي تفَرّقُوا وتَرَفَّضَ الشيءُ إِذا تكسّر ورَفَضْت الشيء أَرْفُضُه وأَرْفِضُه رَفْضاً فهو مرفوضٌ ورَفِيضٌ كسرته ورَفَضُ الشيء ما تحطّم منه وتفرّق وجمع الرَّفَض أَرْفاض قال طفيل يصف سَحاباً له هَيْدَبٌ دانٍ كأَنَّ فُرُوجَه فُوَيْقَ الحَصى والأَرضِ أَرْفاضُ حَنْتَمِ ورُفاضُه كرَفَضِه شبّه قِطع السحاب السُّود الدانية من الأَرض لامتلائها بِكِسَر الحنتم المُسْوَدّ والمُخْضَرّ وأَنشد ابن بري للعجاج يُسْقى السَّعِيطَ في رُفاضِ الصَّنْدَلِ والسَّعِيطُ دُهْن البانِ ويقال دُهْنُ الزَّنْبَقِ ورُمْحٌ رَفِيضٌ إِذا تَقَصَّد وتكسَّر وأَنشد ووالى ثلاثاً واثْنَتَيْنِ وأَرْبَعاً وَغادَرَ أُخْرى في قَناةِ رَفِيضِ ورُفُوضُ الناسِ فِرَقُهم قال من أَسَدٍ أَوْ مِنْ رُفُوضِ الناس ورُفُوضُ الأَرضِ المَواضِع التي لا تُمْلَك وقيل هي أَرض بين أَرْضَيْنِ حَيَّتَيْنِ فهي متروكة يتَحامَوْنَها ورُفُوضُ الأَرض ما ترك بعد أَن كان حِمىً وفي أَرض كذا رُفُوضٌ من كلإٍ أَي مُتَفَرِّقٌ بَعيدٌ بعضه من بعض والرَّفّاضةُ الذين يَرْعَوْنَ رُفُوضَ الأَرض ومَرافِضُ الأَرضِ مساقِطُها من نواحي الجبال ونحوها واحدها مَرْفَضٌ والمَرْفَضُ من مَجاري المياه وقَرارَتِها قال ساقَ إِليْها ماءَ كلِّ مَرْفَضِ مُنْتِجُ أَبْكارِ الغَمامِ المُخَّضِ وقال أَبو حنيفة مَرافِضُ الوادي مَفاجِرُه حيثُ يَرْفَضُّ إِليه السَّيْلُ وأَنشد لابن الرقاع ظَلَّتْ بِحَزْمِ سُبَيْعٍ أَو بِمَرْفَضِه
ذي الشّيح حيثُ تَلاقى التَّلْعُ فانسَحَلا
( * قوله « ظلت إلخ » في معجم ياقوت باضت بدل ظلت وقبله كما فيه
كأنها وهي تحت الرحل لاهية ... إذا المطي على أنقابه زملا
جونية من قطا الصوان مسكنها ... جفاجف تنبت القفعاء والنفلا )
ورَفَضُ الشيء جانبُه ويجمع أَرْفاضاً قال بشار
وكأَنَّ رَفْضَ حَدِيثِها قِطَعُ الرّياضِ كُسينَ زَهْرا والرّوافِضُ جنود تركوا قائدهم وانصرفوا فكل طائفة منهم رافِضةٌ والنسبة إِليهم رافِضِيٌّ والرَّوافِضُ قوم من الشِّيعة سموا بذلك لأَنهم تركوا زيد بن علي قال الأَصمعي كانوا بايعوه ثم قالوا له ابْرأْ من الشيخين نقاتل معك فأَبى وقال كانا وَزِيرَيْ جَدِّي فلا أَبْرأُ منهما فرَفَضُوه وارْفَضُّوا عنه فسُمُّوا رافِضَةً وقالوا الرَّوافِضَ ولم يقولوا الرُّفَّاضَ لأَنهم عَنُوا الجماعات والرَّفْضُ أَن يَطْرُدَ الرجل غنمه وإِبله إِلى حيث يَهْوى فإِذا بَلَغَتْ لَها عنها وتركها ورَفَضْتُها أَرْفِضُها وأَرْفُضُها رَفْضاً تركْتُها تَبَدَّدُ في مَراعِيها تَرْعى حيث شاءَتْ ولا يَثْنيها عن وَجْهٍ تريده وهي إِبل رافِضةٌ وإِبل رَفَضٌ وأَرْفاضٌ الفراء أَرْفَضَ القوم إِبلهم إِذا أَرسلوها بلا رِعاء وقد رَفَضَتِ الإِبل إِذا تفرقت ورَفَضَت هي تَرْفِضُ رَفْضاً أَي تَرْعى وحدها والراعي يبصرها قريباً منها أَو بعيداً لا تتعبه ولا يجمعها وقال الراجز سَقْياً بِحَيْثُ يُهْمَلُ المُعَرَّضُ وحَيْثُ يَرْعى ورَعِي ويَرْفِضُ ويروى وأَرْفِضُ قال ابن بري المُعَرَّضُ نَعَمٌ وسْمُه العِراضُ وهو خطّ في الفخذين عَرْضاً والوَرَعُ الصغير الضعيف الذي لا غَناءَ عنده يقال إِنما مال فلان أَوْراعٌ أَي صِغارٌ والرَّفَضُ النَّعَمُ المُتَبَدِّدُ والجمع أَرْفاضٌ ورجل قُبَضَةٌ رُفَضَةٌ يَتَمَسَّكُ بالشيء ثم لا يَلْبَثُ أَن يَدَعَه ويقال راع قُبَضةٌ رُفَضَةٌ للذي يَقْبِضُها ويسوقها ويجمعها فإِذا صارت إِلى الموضع الذي تحبه وتهواه رفضها وتركها ترعى كيف شاءَتْ فهي إِبل رَفَضٌ قال الأَزهري سمعت أَعرابيّاً يقول القوم رَفَضٌ في بيوتهم أَي تفرّقوا في بيوتهم والناس أَرْفاضٌ في السفَر أَي متفرّقون وهي إِبلٌ رافِضةٌ ورَفْضٌ أَيضاً وقال مِلْحةُ ابن واصل وقيل هو لِمِلْحةَ الجَرْمي يصف سحاباً يُباري الرِّياحَ الحَضْرَمِيّاتِ مُزْنُه بِمُنْهَمِر الأوْراقِ ذي قَزَعٍ رَفْضِ قال ورفَضٌ أَيضاً بالتحريك والجمع أَرْفاض ونَعام رَفَضٌ أَي فِرَقٌ قال ذو الرمة بها رَفَضٌ من كلِّ خَرْجاءَ صَعْلةٍ وأَخْرَجَ يَمْشِي مِثْلَ مَشْي المُخَبَّلِ وقوله أَنشده الباهلي إِذا ما الحِجازِيّاتُ أَعْلَقْنَ طَنَّبَتْ بِمَيْثاء لا يأْلُوكَ رافِضُها صخْرا أَعْلَقْنَ أَي عَلَّقْن أَمْتعَتَهُنَّ على الشجر لأَنهن في بلاد شجر طَنَّبَتْ هذه المرأَة أَي مَدَّتْ أَطنابها وضرَبَتْ خيمتها بِمَيْثاءَ بِمَسِيلٍ سَهْل لين لا يأْلوك لا يستطيعك والرافضُ الرامي يقول من أَراد أَن يرمي بها لم يجد حجراً يَرْمي به يريد أَنها في أَرض دَمِثةٍ لَيّنة والرَّفْضُ والرَّفَضُ من الماء واللَبن الشيء القليل يبقى في القِرْبة أَو المَزادةِ وهو مثل الجُرْعةِ ورواه ابن السكيت رَفْضٌ بسكون الفاء ويقال في القِرْبة رَفَضَ من ماء أَي قليل والجمع أَرْفاضٌ عن اللحياني وقد رَفَّضْتُ في القِرْبة تَرْفيضاً أَي أَبْقَيْتُ فيها رَفْضاً من ماء والرَّفْضُ دون المَلْءِ بِقَلِيل عن ابن الأَعرابي فلمَّا مَضَتْ فَوْقَ اليَدَيْنِ وحَنَّفَتْ إِلى المَلْءِ وامْتَدَّتْ بِرَفْضٍ غُضُونُها والرَّفْضُ القُوت مأْخوذ من الرَّفْضِ الذي هو القليل من الماء واللبن ويقال رَفَضَ النخلُ وذلك إِذا انتَشَرَ عِذْقُه وسقَطَ قِيقاؤُه

ركض
رَكَضَ الدابةَ يَرْكُضُها رَكْضاً ضرَب جَنْبَيْها برجله ومِرْكَضةُ القَوْس معروفة وهما مِرْكَضَتانِ قال ابن بري ومِرْكَضا القَوْس جانباها وأَنشد لأَبي الهيثم التَّغْلَبِيّ لنا مَسائِحُ زُورٌ في مَراكِضِها لِينٌ وليس بها وهْيٌ ولا رَقَقُ ورَكَضَتِ الدابةُ نفسُها وأَباها بعضُهم وفلان يَرْكُضُ دابّتَه وهو ضَرْبُه مَرْكَلَيْها برِجْليْه فلما كثر هذا على أَلسنتِهِم استعملوه في الدوابِّ فقالوا هي تَرْكُضُ كأَنّ الرَّكْضَ منها والمَرْكَضانِ هما موضع عَقِبَي الفارس من مَعَدَّي الدابّة وقال أَبو عبيد أَرْكَضَتِ الفَرسُ فهي مُرْكِضةٌ ومُرْكِضٌ إِذا اضطَرَبَ جَنِينُها في بطنها وأَنشد ومُرْكِضةٌ صَرِيحيٌّ أَبُوها يُهانُ له الغُلامةُ والغُلامُ
( * قوله « ومركضة إلخ » هو كمحسنة كما ضبطه الصاغاني قال ابن بري صواب
انشاده الرفع لان قبله أْعان على مراس الحرب زغف ... مضاعفة لها حلق تؤام )
ويروى ومِرْكَضةٌ بكسر الميم نَعَت الفرس أَنها رَكّاضةٌ تركُض الأَرض
بقوائمها إِذا عَدَت وأَحضَرَت الأَصمعي رُكِضَتِ الدابةُ بغير أَلف ولا يقال رَكَضَ هو إِنما هو تحريكك إِياه سار أَو لم يَسِرْ وقال شمر قد وجدنا في كلامهم رَكَضتِ الدابةُ في سيرها ورَكَضَ الطائرُ في طَيَرانه قال الشاعر جَوانِح يَخْلِجْنَ خَلْجَ الظّبا ءِ يَرْكُضْنَ مِيلاً ويَنْزِعْنَ مِيلا وقال رؤبة والنَّسْرُ قد يَرْكُضُ وهْو هافي أَي يضرب بجناحيه والهافي الذي يَهْفُو بين السماء والأَرض ابن شميل إِذا ركب الرجل البعير فضرب بعقبيه مَرْكَلَيْه فهو الرَّكْضُ والرَّكْلُ وقد رَكَضَ الرجلُ إِذا فَرَّ وعَدا وقال الفراء في قوله تعالى إِذا هم منها يَرْكُضون لا تَرْكُضوا وارجِعُوا قال يَرْكُضون يَهْرُبون ويَنْهَزِمُون ويَفِرُّون وقال الزجاج يَهْرُبون من العذاب قال أََبو منصور ويقال رَكَضَ البعيرُ برجله كما يقال رَمَحَ ذو الحافِرِ برجله وأَصل الرَّكْضِ الضرْبُ ابن سيده رَكَضَ البعير برجله ولا يقال رَمَح الجوهري ركضَه البعير إِذا ضربَه برجله ولا يقال رَمَحه عن يعقوب وفي حديث ابن عمرو بن العاص لَنَفْسُ المؤْمِن أَشدُّ ارْتِكاضاً على الذَّنْبِ من العُصْفور حين يُغْدَفُ أَي أَشدُّ اضطِراباً وحركةً على الخطيئة حِذارَ العذاب من العصفور إِذا أُغْدِف عليه الشّبَكةُ فاضطَرَب تحتها ورَكَضَ الطائرُ يَرْكُضُ رَكْضاً أَسرَعَ في طَيَرانِه قال كأَنّ تَحْتِي بازِياً رَكّاضا فأَما قول سلامة بن جندل وَلَّى حَثِيثاً وهذا الشَّيْبُ يَتْبَعُه لو كانَ يُدرِكُه رَكْض اليعاقِيبِ فقد يجوز أَنْ يَعْني باليَعاقِيبِ ذكور القَبَج فيكون الرَّكْضُ من الطَّيران ويجوز أَن يعني بها جِيادَ الخيل فيكون من المشي قال الأَصمعي لم يقل أَحد في هذا المعنى مثل هذا البيت ورَكَضَ الأَرضَ والثوبَ ضرَبَهما برجله والرَّكْضُ مشي الإِنسان برجليه معاً والمرأَة تَرْكُضُ ذُيُولَها برجليها إِذا مشت قال النابغة والرَّاكِضاتِ ذُيُولَ الرَّيط فَنَّقَها بَرْدُ الهَواجِرِ كالغِزْلانِ بالجَرِدِ الجوهري الرَّكْضُ تحريك الرجل ومنه قوله تعالى ارْكُضْ برجلك هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وشَراب ورَكَضْتُ الفَرَس برجلي إِذا استحثثته لِيَعْدُوَ ثم كثر حتى قيل رَكَضَ الفَرَسُ إِذا عَدا وليس بالأَصل والصواب رُكِضَ الفرَسُ على ما لم يُسمَّ فاعله فهو مركوضٌ وراكَضْتَ فلاناً إِذا أَعْدَى كل واحد منكما فَرَسَه وتَراكَضُوا إِليه خَيْلَهم وحكى سيبويه أَتَيْتُه رَكْضاً جاؤوا بالمصدر على غير فعل وليس في كل شيء قيل مثل هذا إِنما يحكى منه ما سُمِعَ وقَوْسٌ رَكُوضٌ ومُرْكِضةٌ أَي سريعةُ السهْم وقيل شديدة الدَّفْع والحَفْزِ للسّهم عن أَبي حنيفة تَحْفِزُه حَفْزاً قال كعب بن زهير شَرِقاتٍ بالسمِّ مِنْ صُلَّبِيٍّ ورَكُوضاً من السِّراءِ طَحُورا ومُرْتَكضُ الماء موضع مَجَمِّه وفي حديث ابن عباس في دم المستحاضة إِنما هو عِرْقٌ عانِدٌ أَو رَكْضةٌ من الشيطان قال الرَّكْضةُ الدَّفْعةُ والحركة وقال زهير يصف صقراً انقضّ على قطاة يَرْكُضْنَ عند الزُّنابى وهْيَ جاهِدةٌ يكاد يَخْطَفُها طَوْراً وتَهْتَلِكُ
( * وروي هذا البيت في ديوان زهير على هذه الصورة
عندَ الذُّنابى لها صوتٌ وأزمَلةٌ ... يكادُ يخطفها طوراً
وتهتلِكُ )
قال رَكْضُها طَيَرانُها وقال آخر ولَّى حَثِيثاً وهذا الشَّيْبُ يَطْلُبُه لو كانَ يُدْرِكُه رَكْضُ اليَعاقِيبِ جعل تصفيقها بجناحَيْها في طَيَرانها رَكْضاً لاضطرابها قال ابن الأَثير
( * قوله « قال ابن إلخ » هو تفسير لحديث ابن عباس المتقدم فلعل بمسودة المؤلف تخريجاً اشتبه على الناقل منه فقدّم وأخر ) أَصل الرَّكْضِ الضرْبُ بالرجل والإِصابة بها كما تُرْكَضُ الدابةُ وتُصاب بالرجل أَراد الإِضْرار بها والأَذى المعنى أَن الشيطان قد وجد بذلك طريقاً إِلى التلبيس عليها في أَمر دينها وطُهْرها وصلاتها حتى أَنساها ذلك عادتها وصار في التقدير كأَنه يَرْكُض بآلة من رَكَضاته وفي حديث ابن عبد العزيز قال إِنا لما دَفَنّا الوليد رَكَضَ في لحده أَي ضرب برجله الأَرض والتَّرْكَضَى والتِّرْكِضاءُ ضَرْبٌ من المَشْي على شكل تلك المِشْيةِ وقيل مِشْية التَّرْكَضَى مِشْية فيها تَرَقُّلٌ وتَبَخْتُر إِذا فتحت التاء والكاف قَصَرْتَ وإِذا كسرتهما مَدَدْتَ وارتَكَضَ الشيء اضطَرَب ومنه قول بعض الخطباء انتقضت مِرَّتُه وارتَكَضَتْ جِرَّتُه وارتكَضَ فلان في أَمره اضطَرَب وربما قالوا رَكَضَ الطائِرُ إِذا حرك جناحيه في الطَّيَران قال رؤبة أَرَّقَنِي طارقُ هَمٍّ أَرَّقَا ورَكْضُ غِرْبانٍ غَدَوْنَ نُعَّقا وأَركَضَتِ الفرس تحرّك ولدها في بطنها وعَظُم وأَنشد ابن بري لأَوس بن غَلْفاءَ الهُجَيْمِي ومُرْكِضةٌ صرِيحيٌّ أَبُوها نُهانُ لها الغُلامةُ والغُلامُ وفلان لا يَرْكُضُ المِحْجَنَ عن ابن الأَعرابي أَي لا يَمْتَعِضُ من شيء ولا يَدْفَعُ عن نفسه والمِرْكَضُ مِحْراثُ النار ومِسْعَرُها قال عامر ابن العَجْلانِ الهذلي تَرَمَّضَ من حَرّ نَفّاحةٍ كما سُطِحَ الجَمْرُ بالمِرْكَضِ ورَكّاضٌ اسم واللّه أَعلم

رمض
الرَّمَضُ والرَّمْضاءُ شِدّةُ الحَرّ والرَّمَضُ حَرُّ الحجارة من شدّة حَرّ الشمس وقيل هو الحرّ والرُّجوعُ عن المَبادِي إِلى المَحاضِر وأَرضٌ رَمِضَةُ الحجارة والرَّمَضُ شدة وَقْع الشمس على الرمل وغيره والأَرضُ رَمْضاءُ ومنه حديث عَقِيلٍ فجعل يَتَتَبَّعُ الفَيْءَ من شدّةِ الرَّمَضِ وهو بفتح الميم المصدر يقال رَمِضَ يَرْمَضُ رَمَضاً ورَمِضَ الإِنسانُ رَمَضاً مَضى على الرَّمْضاءِ والأَرضُ رَمِضةٌ ورَمِضَ يَومُنا بالكسر يَرْمَضُ رَمَضاً اشتدَّ حَرُّه وأَرْمَضَ الحَرُّ القومَ اشتدّ عليهم والرَّمَضُ مصدر قولك رَمِضَ الرجلُ يَرْمَضُ رَمَضاً إِذا احترقت قدماه في شدة الحر وأَنشد فَهُنّ مُعْتَرِضاتٌ والحَصى رَمِضٌ والرِّيحُ ساكنةٌ والظِّلُّ مُعْتَدِلُ ورَمِضَتْ قَدَمُه من الرمْضاءِ أَي احترَقَتْ ورَمِضَتِ الغنم تَرْمَضُ رَمَضاً إِذا رَعَتْ في شدّة الحر فحَبِنَتْ رِئاتُها وأَكْبادُها وأَصابها فيها قَرَحٌ وفي الحديث صلاةُ الأَوّابين إِذا رَمِضَتِ الفِصالُ وهي الصلاةُ التي سنَّها سيدنا رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في وقتِ الضُّحَى عند ارتفاعِ النهار وفي الصحاح أَي إِذا وجَدَ الفَصيلُ حرَّ الشمس من الرَّمْضاءِ يقول فصلاة الضحى تلك الساعةَ قال ابن الأَثير هو أَن تَحْمى الرَّمْضاءُ وهي الرَّمْلُ فتَبْرُكَ الفِصالُ من شدة حرِّها وإِحراقِها أَخْفافَها وفي الحديث فلم تَكْتَحِلْ حتى كادَتْ عيناها تَرْمَضانِ يروى بالضاد من الرَّمْضاء وشدة الحرّ وفي حديث صفية تَشَكَّتْ عَيْنَيْها حتى كادتْ تَرْمَضُ فإِن روي بالضاد أَراد حتى تَحْمى ورَمَضُ الفِصالِ أَن تَحْتَرِقَ الرَّمْضاءُ وهو الرمل فتبرك الفصال من شدة حرها وإِحراقها أَخفافَها وفَراسِنَها ويقال رَمَضَ الراعي مواشِيَه وأَرمَضَها إِذا رَعاها في الرَّمْضاءِ وأَرْبَضَها عليها وقال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه لراعي الشاءِ عليكَ الظَّلَفَ من الأَرضِ لا تُرَمِّضْها والظَّلَفُ من الأَرض المكان الغليظ الذي لا رَمْضاءَ فيه وأَرْمَضَتْني الرَّمْضاءُ أَي أَحرقتني يقال رَمَّضَ الراعي ماشيته وأَرمَضَها إِذا رعاها في الرَّمْضاء والتَّرَمُّضُ صَيْدُ الظبي في وقت الهاجرة تتبعه حتى إِذا تَفَسَّخَت قوائمُه من شدة الحر أَخذته وترَمَّضْنا الصيْدَ رَمَيْناه في الرمضاء حتى احترقت قوائمُه فأَخذناه ووجَدْتُ في جسَدِي رَمَضةً أَي كالمَلِيلةِ والرَّمَضُ حُرْقةُ الغَيْظِ وقد أَرْمَضَه الأَمرُ ورَمِضَ له وقد أَرْمَضَني هذا الأَمرُ فَرَمِضْتُ قال رؤبة ومَنْ تَشَكَّى مُغْلةَ الإِرْماضِ أَو خُلَّةً أَعْرَكْتُ بالإِحْماضِ قال أَبو عمرو الإِرْماضُ كلُّ ما أَوْجَع يقال أَرْمَضَني أَي أَوْجَعَني وارْتَمَضَ الرجل من كذا أَي اشتدّ عليه وأَقْلَقَه وأَنشد ابن بري إِنَّ أُحيحاً ماتَ من غيرِ مَرَضْ ووُجْدَ في مَرْمَضِه حيث ارْتمض عساقِلٌ وجِبَأٌ فيها قَضَضْ وارْتَمَضَتْ كَبِدُه فسَدَتْ وارْتَمضْتُ لفلانٍ حَزِنْتُ له والرَّمَضِيُّ من السحاب والمطر ما كان في آخر القَيْظِ وأَوّلِ الخَرِيف فالسحابُ رَمَضِيٌّ والمطر رَمَضِيٌّ وإِنما سمي رَمَضِيّاً لأِنه يدرك سُخونة الشمس وحرّها والرَّمَضُ المطر يأْتي قُبُلَ الخريف فيجد الأَرض حارّة محترقة والرَّمَضِيَّةُ آخر المِيَرِّ وذلك حين تحترِقُ الأَرض لأَنَّ أَوّلَ المِيَرّ الرَّبَعِيَّةُ ثم الصَّيْفِيّةُ ثم الدَّفَئِيّةُ ويقال الدَّثَئِيّةُ ثم الرَّمَضِيّةُ ورمضانُ من أَسماء الشهور معروف قال جاريةٌ في رمضانَ الماضي تُقَطِّعُ الحديثَ بالإِيماضِ أَي إِذا تبَسَّمَتْ قطَّعَ الناسُ حديثهم ونظروا إِلى ثَغْرِها قال أَبو عمر مُطَرِّزٌ هذا خطأٌ الإِيماضُ لا يكون في الفم إِنما يكون في العينين وذلك أَنهم كانوا يتحدّثون فنظرت إِليهم فاشتغلوا بحسن نظرها عن الحديث ومضت والجمع رَمَضاناتٌ ورَماضِينُ وأَرْمِضاءُ وأَرْمِضةٌ وأَرْمُضٌ عن بعض أَهل اللغة وليس بثبَت قال مطرز كان مجاهد يكره أَن يُجْمَعَ رمضانُ ويقول بلغني أَنه اسم من أَسماء اللّه عزّ وجلّ قال ابن دريد لما نقلوا أَسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأَزمنة التي هي فيها فوافَقَ رمضانُ أَيامَ رَمَضِ الحرّ وشدّته فسمّي به الفَرّاء يقال هذا شهر رمضان وهما شهرا ربيع ولا يذكر الشهر مع سائر أَسماء الشهور العربية يقال هذا شعبانُ قد أَقبل وشهر رمضانَ مأْخوذ من رَمِضَ الصائم يَرْمَضُ إِذا حَرّ جوْفُه من شدّة العطش قال اللّه عزّ وجلّ شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن وشاهدُ شهْرَيْ ربيع قول أَبي ذؤيب به أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلَيْهِما فَقَد مارَ فيها نَسْؤُها واقْتِرارُها نَسْؤُها سِمَنُها واقْتِرارُها شِبَعُها وأَتاه فلم يُصِبْه فَرَمَّضَ وهو أَن ينتظِره شيئاً الكسائي أَتيته فلم أَجِدْه فرَمَّضْتُه تَرْمِيضاً قال شمر تَرْمِيضُه أَن تنتظره شيئاً ثم تَمْضي ورَمَضَ النَّصْلَ يَرْمِضُه ويَرْمُضُه رَمْضاً حدّده ابن السكيت الرَّمْضُ مصدر رَمَضْتُ النصْلَ رَمْضاً إِذا جعلته بين حجرين ثم دقَقْتَه ليَرِقَّ وسِكِّينٌ رَمِيضٌ بيّنُ الرَّماضةِ أَي حديدٌ وشفْرةٌ رَمِيضٌ ونَصْلٌ رَمِيضٌ أَي وَقِيعٌ وأَنشد ابن بري للوضّاح بن إِسمعيل وإِنْ شِئْتَ فاقْتُلْنا بِمُوسَى رَمِيضةٍ جَمِيعاً فَقَطِّعْنا بِها عُقَدَ العُرا وكل حادٍّ رَمِيضٌ ورَمَضْتُه أَنا أَرْمُضُه وأَرْمِضُه إِذا جعلته بين حجرين أَمْلَسَيْنِ ثم دقَقْته ليَرِقّ وفي الحديث إِذا مَدَحْتَ الرجل في وجهه فكأَنما أَمْرَرْتَ على حلقه مُوسَى رَمِيضاً قال شمر الرَّمِيضُ الحديد الماضي فَعِيل بمعنى مفعول وقال وما رُمِضَتْ عِنْدَ القُيونِ شِفارُ أَي أُحِدّتْ وقال مُدْرِكٌ الكلابي فيما روى أَبو تراب عنه ارْتَمَزَتِ الفرَسُ بالرجل وارْتَمَضَتْ به أَي وثَبَتْ به والمَرْمُوضُ الشِّواءُ الكَبِيسُ ومَرَرْنا على مَرْمِضِ شاةٍ ومَنْدَه شاةٍ وقد أَرْمَضْتُ الشاةَ فأَنا أُرْمِضُها رَمْضاً وهو أَن تَسْلُخَها إِذا ذبحتها وتَبْقُرَ بطنها وتخرج حُشْوَتها ثم تُوقِدَ على الرِّضافِ حتى تَحْمَرَّ فتصير ناراً تتّقِدُ ثم تطرحها في جوف الشاة وتكسر ضلوعها لتنطبق على الرضاف فلا يزال يتابِعُ عليها الرِّضافَ المُحْرقَةَ حتى يعلم أَنها قد أَنْضَجَتْ لحمَها ثم يُقْشر عنها جلدُها الذي يسلَخُ عنها وقد استوى لحمها ويقال لحم مَرْمُوض وقد رُمِضَ رَمْضاً ابن سيده رَمَضَ الشاة يَرْمِضُها رَمْضاً أَوقد على الرضْفِ ثم شقَّ الشاة شقّاً وعليها جلدها ثم كسّر ضُلوعَها من باطن لتطمئنّ على الأَرض وتحتها الرّضْفُ وفوقها المَلَّةُ وقد أَوْقَدُوا عليها فإِذا نَضِجَتْ قَشَرُوا جلدَها وأَكلوها وذلك الموضع مَرْمِضٌ واللحمُ مَرْمُوض والرَّمِيضُ قريب من الحَنِيذِ غير أَن الحَنِيذ يكسَّر ثم يُوقَدُ فوقه وارْتَمَضَ الرجل فسَدَ بطنه ومَعِدَتُه عن ابن الأَعرابي

روض
الرَّوْضةُ الأَرض ذات الخُضْرةِ والرَّوْضةُ البُسْتانُ الحَسَنُ عن ثعلب والرَّوْضةُ الموضِع يجتمع إِليه الماء يَكْثُر نَبْتُه ولا يقال في موضع الشجر روضة وقيل الروضة عُشْب وماء ولا تَكُونُ رَوْضةً إِلا بماء معها أَو إِلى جنبها وقال أَبو زيد الكِلابيّ الروضة القاعُ يُنْبِتُ السِّدْر وهي تكون كَسَعةِ بَغْدادَ والرَّوْضةُ أَيضاً من البَقْل والعُشْب وقيل الروضةُ قاعٌ فيه جَراثِيمُ ورَوابٍ سَهْلةٌ صِغار في سَرارِ الأَرض يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ وأَصْغَرُ الرِّياضِ مائةُ ذِراع وقوله صلّى اللّه عليه وسلّم بَيْن قَبْرِي أَو بَيْتي ومِنْبرِي رَوْضةٌ من رياضِ الجنة الشك من ثعلب فسره هو وقال معناه أَنه من أَقام بهذا الموضع فكأَنه أَقام في رَوْضةٍ من رِياضِ الجنة يُرَغِّب في ذلك والجمع من ذلك كله رَوْضاتٌ ورِياضٌ ورَوْضٌ ورِيضانٌ صارت الواو ياء في رياضٍ للكسرة قبلها هذا قول أَهل اللغة قال ابن سيده وعندي أَن ريضاناً ليس بجمع رَوْضَة إِنما هو رَوْض الذي هو جمع رَوْضة لأَن لفظ روض وإِن كان جمعاً قد طابق وزنَ ثَوْر وهم ممّا قد يجمعون الجَمْعَ إِذا طابَق وزْنُ الواحِد جَمْعَ الواحد وقد يكون جمعَ رَوْضةٍ على طرح الزائد الذي هو الهاء وأَرْوَضَتِ الأَرضُ وأَراضَتْ أُلبِسَها النباتُ وأَراضَها اللّه جَعَلَها رِياضاً وروَّضها السيْلُ جعلها رَوضة وأَرْضٌ مُسْتَرْوِضةٌ تنبت نباتاً جيّداً أَو اسْتَوَى بَقْلُها والمُسْتَرْوِضُ من النبات الذي قد تَناهَى في عِظَمِه وطُوله ورَوَّضْتُ القَراحَ جَعَلْتُها رَوْضةً قال يعقوب قد أَراضَ هذا المكانُ وأَرْوِضَ إِذا كَثُرَتْ رِياضُه وأَراضَ الوادي واسْتراضَ أَي استْتَنْقَعَ فيه الماء وكذلك أَراضَ الحوْضُ ومنه قولهم شربوا حتى أَراضُوا أَي رَووا فنَقَعُوا بالرّيّ وأَتانا بإِناءٍ يُرِيضُ كذا وكذا نفْساً قال ابن بري يقال أَراض اللّه البلاد جعلها رياضاً قال ابن مقبل لَياليَ بعضُهم جِيرانُ بَعْضٍ بِغَوْلٍ فهو مَوْليٌّ مُرِيضُ قال يعقوب الحَوْضُ المُسْتَرِيضُ الذي قد تَبَطَّحَ الماءُ على وجهه وأَنشد خَضْراء فيها وَذَماتٌ بِيضٌ إِذا تَمَسُّ الحَوْضَ يَسْتَرِيضُ يعني بالخضراء دلْواً والوَذَماتُ السُّيُور وَرَوْضَةُ الحَوْض قَدْرُ ما يَغَطِّي أَرْضَه من الماء قال ورَوْضةٍ سَقَيْتُ منها نِضْوَتي قال ابن بري وأَنشد أَبو عمرو في نوادره وذكر أَنه لِهِمْيانَ السعديّ ورَوْضةٍ في الحَوْضِ قد سَقَيْتُها نِضْوِي وأَرْضٍ قد أَبَتْ طَوَيْتُها وأَراضَ الحَوْضُ غَطَّى أَسْفَلَه الماءُ واسْتَراضَ تَبَطَّحَ فيه الماءُ على وجْهه واستراضَ الوادِي اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ قال وكأَنّ الروضة سميت رَوْضَةً لاسْتِراضةِ الماء فيها قال أَبو منصور ويقال أَراضَ المكانُ إِراضةً إِذا اسْتَراضَ الماءُ فيه أَيضاً وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ أَنّ النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وصاحِبَيْهِ لمَّا نزلُوا عليها وحَلَبُوا شاتَها الحائِلَ شَرِبُوا من لبنها وسَقَوْها ثم حلبوا في الإِناء حتى امْتَلأَ ثم شربوا حتى أَراضوا قال أَبو عبيد معنى أَراضُوا أَي صَبُّوا اللبن على اللبن قال ثم أَراضوا وأَرَضُّوا من المُرِضَّةِ وهي الرَّثِيئةُ قال ولا أَعلم في هذا الحديث حرفاً أَغرب منه وقال غيره أَراضُوا شربوا عَلَلاً بعد نَهَلٍ مأْخوذ من الرَّوْضةِ وهو الموضع الذي يَسْتَنْقِعُ فيه الماء أَرادت أَنهم شربوا حتى رَوُوا فَنَقَعُوا بالرَّيّ من أَراضَ الوادي واسْتَراضَ إِذا اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ وأَراضَ الحوْضُ كذلك ويقال لذلك الماء رَوْضةٌ وفي حديث أُمّ معبد أَيضاً فَدَعا بإِناء يُرِيضُ الرَّهْطَ أَي يُرْوِيهم بعضَ الرِّيّ من أَراضَ الحوضُ إِذا صُبَّ فيه من الماء ما يوارِي أَرضه وجاءنا بِإِناءٍ يُريضُ كذا وكذا رجلاً قال والرواية المشهورة بالباء وقد تقدّم والرَّوْضُ نَحْوٌ من نصف القِرْبة ماء وأَراضَهم أَرْواهُم بعضَ الرّيّ ويقال في المَزادةِ روضةٌ من الماء كقولك فيها شَوْلٌ من الماء أَبو عمرو أَراضَ الحوضُ فهو مُرِيضٌ وفي الحوض رَوْضةٌ من الماء إِذا غَطَّى الماء أَسفَلَه وأَرْضَه وقال هي الرَّوْضةُ والرِّيضةُ والأَرِيضةُ والإِراضةُ والمُسْتَرِيضةُ وقال أََبو منصور فإِذا كان البلَد سَهْلاً لا يُمْسِكُ الماء وأَسفَلَ السُّهولةِ صَلابةٌ تُمْسِكُ الماء فهو مَراضٌ وجمعها مَرائِضُ ومَراضاتٌ فإِذا احتاجوا إِلى مِياهِ المَرائِض حفَروا فيها جِفاراً فشَرِبوا واستَقَوْا من أَحسائِها إِذا وجدوا ماءها عَذْباً وقَصِيدةٌ رَيِّضةُ القوافي إِذا كانت صَعْبة لم تَقْتَضِبْ قَوافِيها الشُّعراءُ وأَمرٌ رَيِّضٌ إِذا لم يُحْكَمْ تدبيرُه قال أَبو منصور رِياضُ الصَّمّانِ والحَزْنِ في البادية أَماكن مطمئنة مستوية يَسْتَرِيضُ فيها ماء السماء فتُنْبِتُ ضُروباً من العُشْب ولا يُسْرِعُ إِليها الهَيْج والذُّبُول فإِذا كانت الرِّياضُ في أَعالي البِراقِ والقِفافِ فهي السُّلْقانُ واحدها سَلَقٌ وإِذا كانت في الوَطاءاتِ فهي رياضٌ ورُبَّ رَوْضةٍ فيها حَرَجاتٌ من السِّدْر البَرِّيّ وربما كانت الروْضةُ مِيلاً في ميل فإِذا عَرُضَتْ جدّاً فهي قِيعانٌ واحدها قاعٌ وكل ما يجتمع في الإِخاذِ والمَساكاتِ والتَّناهي فهو رَوْضةٌ وفلان يُراوِضُ فلاناً على أَمر كذا أَي يُدارِيهِ لِيُدْخِلَه فيه وفي حديث طلحة فَتَراوضْنا حتى اصطَرَفَ مِنِّي وأَخَذ الذهَب أَي تَجاذَبْنا في البيع والشِّراءِ وهو ما يجري بين المتبايعين من الزيادة والنقصان كأَنَّ كلَّ واحد منهما يَرُوضُ صاحِبَه من رِياضةِ الدّابَّة وقيل هو المُواصَفةُ بالسلعة ليست عندك ويسمى بيع المُواصفة وقيل هو أَن يَصِفَها ويَمْدَحَها عنده وفي حديث ابن المسيب أَنه كره المُراوَضةَ وبعضُ الفقهاء يجيزه إِذا وافَقَتِ السِّلْعَةُ الصِّفةَ وقال شمر المُراوَضةُ أَن تُواصِفَ الرجلَ بالسِّلْعةِ ليست عندك والرَّيِّضُ من الدوابِّ الذي لم يَقْبلِ الرِّياضةَ ولم يَمْهَر المِشْيةَ ولم يَذِلَّ لراكِبه ابن سيده والرَّيِّضُ من الدوابِّ والإِبل ضدُّ الذَّلُولِ الذكر والأُنثى في ذلك سواء قال الراعي فكأَنَّ رَيِّضَها إِذا اسْتَقْبَلْتَها كانتْ مُعاوَدةً الرِّكابِ ذَلُولا قال وهو عندي على وجه التَّفاؤُل لأَنها إِنما تسمى بذلك قبل أَن تَمْهَرَ الرِّياضةَ وراضَ الدابَّة يَرُوضُها رَوْضاً ورِياضةً وطَّأَها وذلَّلَها أَو عَلَّمها السيْر قال امْرؤ القيس ورُضْتُ فَذَلَّتْ صَعْبةً أَيَّ إِذلالِ دل بقوله أَيَّ إِذْلالِ أَنَّ معنى قوله رُضْتُ ذَلَّلْتُ لأَنه أَقام الإِذْلالُ مُقامَ الرِّياضة ورُضْتُ المُهْرَ أَرُوضُه رياضاً ورياضةً فهو مَرُوضٌ وناقةٌ مَرُوضةٌ وقد ارْتاضَتْ وكذلك روَّضْتُه شُدّدَ للمبالغة وناقةٌ رَيِّضٌ أَوّل ما رِيضَتْ وهي صَعْبةٌ بعد وكذلك العَرُوضُ والعَسِيرُ والقَضِيبُ من الإِبل كلِّه والأُنثى والذكرُ فيه سواء وكذلك غلام رَيِّضٌ وأَصله رَيْوِضٌ فقلبت الواو ياءً وأُدغمت قال ابن سيده وأَما قوله على حِين ما بي من رِياضٍ لصَعْبةٍ وبَرَّحَ بي أَنقاضُهُنَّ الرَّجائِعُ فقد يكون مصدر رُضْتُ كقمت قِياماً وقد يجوز أَن يكون أَراد رياضة فحذف الهاء كقول أَبي ذؤَيب أَلا لَيْتَ شِعْري هل تَنَظَّرَ خالِدٌ عِيادي على الهِجْرانِ أَمْ هُوَ يائِسُ ؟ أَراد عِيادَتي فحذف الهاء وقد يكون عِيادي هنا مصدر عُدْتُ كقولك قمت قياماً إِلا أَنَّ الأَعْرَفَ رِياضةٌ وعِيادةٌ ورجل رائِضٌ من قوم راضةٍ ورُوّضٍ ورُوّاضٍ واسْتَراضَ المكانُ فَسُحَ واتَّسَعَ وافْعَلْه ما دام النَفسُ مُسْتَرِيضاً مُتَّسِعاً طيباً واستعمله حميد الأَرقط في الشعر والرجز فقال أَرَجَزاً تُرِيدُ أَمْ قَرِيضا ؟ كِلاهُما أُجِيدُ مُسْتَرِيضا أَي واسعاً ممكناً ونسب الجوهري هذا الرجز للأَغْلب العِجْلِيّ قال ابن بري نسبه أَبو حنيفة للأَرقط وزعم أَن بعض الملوك أَمره أَن يقول فقال هذا الرجز

شرض
قال الأَزهري أُهملت الشين مع الضاد إِلا قولهم جمل شِرْواضٌ رِخْوٌ ضَخْم فإِن كان ضَخْماً ذا قَصَرةٍ غليظةٍ وهو صُلْبٌ فهو جِرْواضٌ والجمع شَراوِيضُ واللّه أَعلم

شرنض
الليث جمل شِرْناضٌ ضَخْم طويل العُنُقِ وجمعه شَرانِيضُ قال أَبو منصور لا أَعرفه لغيره

شمرض
قال في الخماسي والشَّمِرْضاضُ شجرة بالجزيرة فيما قيل قال أَبو منصور هذا منكر ويقال بل هي كلمةُ معاياة كما قالوا عُهْعُخ قال فإِذا بدأْت بالضاد هُدِرَ واللّه أَعلم

عجمض
ابن دريد العجَمْضَى ضرب من التمر

عرض
العَرْضُ خلافُ الطُّول والجمع أَعراضٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد يَطْوُونَ أَعْراضَ الفِجاجِ الغُبْرِ طَيَّ أَخي التَّجْرِ بُرودَ التَّجْرِ وفي الكثير عُرُوضٌ وعِراضٌ قال أََبو ذؤيب يصف برذوناً أَمِنْكَ بَرْقٌ أَبِيتُ الليلَ أَرْقُبُه كأَنَّه في عِراضِ الشامِ مِصباحُ ؟ وقال الجوهري أَي في شِقِّه وناحِيتِه وقد عَرُضَ يَعْرُضُ عِرَضاً مثل صَغُرَ صِغَراً وعَراضةً بالفتح قال جرير إِذا ابْتَدَرَ الناسُ المَكارِمَ بَذَّهُم عَراضةُ أَخْلاقِ ابن لَيْلَى وطُولُها فهو عَرِيضٌ وعُراضٌ بالضم والجمع عِرْضانٌ والأُنثى عَرِيضةٌ وعُراضةٌ وعَرَّضْتُ الشيء جعلته عَرِيضاً وقال الليث أَعْرَضْتُه جعلته عَرِيضاً وتَعْرِيضُ الشيء جَعْلُه عَرِيضاً والعُراضُ أَيضاً العَرِيضُ كالكُبارِ والكَبِيرِ وفي حديث أُحُد قال للمنهزمين لقد ذَهَبْتُمْ فيها عَرِيضةً أَي واسعةً وفي الحديث لئن أَقْصَرْتَ الخُطْبةَ لقد أَعْرَضْتَ المسأَلة أَي جِئْتَ بالخطْبةِ قصيرة وبالمسأَلة واسعة كبيرة والعُراضاتُ الإِبل العَرِيضاتُ الآثار ويقال للإِبل إِنها العُراضاتُ أَثَراً قال الساجع إِذا طَلَعت الشِّعْرى سَفَرا ولم تَرَ مَطَرا فلا تَغْذُوَنَّ إِمَّرةً ولا إِمَّرا وأَرْسِلِ العُراضاتِ أَثَرَا يَبْغِيْنَكَ في الأَرضِ مَعْمَرا السفَر بياضُ النهار والإِمَّرُ الذكر من ولد الضأْن والإِمَّرةُ الأُنثى وإِنما خص المذكور من الضأْن وإِنما أَراد جميع الغنم لأَنها أَعْجَزُ عن الطَّلَب من المَعَزِ والمَعَزُ تُدْرِكُ ما لا تُدْرِكُ الضأْنُ والعُراضاتُ الإِبل والمَعْمَرُ المنزل بدارِ مَعاشٍ أَي أَرسِلِ الإِبل العَرِيضةَ الآثار عليها رُكْبانُها لِيَرْتادُوا لك منزلاً تَنْتَجِعُه ونَصَبَ أَثراً على التمييز وقوله تعالى فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ أَي واسع وإِن كان العَرْضُ إِنما يقع في الأَجسام والدعاءُ ليس بجسم وأَعْرَضَتْ بأَولادها ولدتهم عِراضاً وأَعْرَضَ صار ذا عَرْض وأَعْرَض في الشيء تَمَكَّن من عَرْضِه قال ذو الرمة فَعال فَتىً بَنَى وبَنَى أَبُوه فأَعْرَضَ في المكارِمِ واسْتَطالا جاءَ به على المثَل لأَن المَكارمَ ليس لها طُولٌ ولا عَرْضٌ في الحقيقة وقَوْسٌ عُراضةٌ عَرِيضةٌ وقول أَسماء بن خارجة أَنشده ثعلب فَعَرَضْتُهُ في ساقٍ أَسْمَنِها فاجْتازَ بَيْنَ الحاذِ والكَعْبِ لم يفسره ثعلب وأُراه أَراد غَيَّبْتُ فيها عَرْضَ السيف ورجل عَرِيضُ البِطانِ مُثْرٍ كثير المال وقيل في قوله تعالى فذو دُعاءٍ عَرِيضٍ أَراد كثير فوضع العريض موضع الكثير لأَن كل واحد منهما مقدار وكذلك لو قال طَوِيل لَوُجِّهَ على هذا فافهم والذي تقدَّم أَعْرفُ وامرأَة عَرِيضةٌ أَرِيضةٌ وَلُود كاملة وهو يمشي بالعَرْضِيَّةِ والعُرْضِيَّةِ عن اللحياني أَي بالعَرْض والعِراضُ من سِماتِ الإِبل وَسْمٌ قيل هو خطٌّ في الفَخِذِ عَرْضاً عن ابن حبيب من تذكرة أَبي علي تقول منه عَرَضَ بعيره عَرْضاً والمُعَرَّضُ نَعَمٌ وسْمُه العِراضُ قال الراجز سَقْياً بحَيْثُ يُهْمَلُ المُعَرَّضُ تقول منه عَرَّضْتُ الإِبل وإِبل مُعَرَّضةٌ سِمَتُها العِراضُ في عَرْضِ الفخذ لا في طوله يقال منه عَرَضْتُ البعير وعَرَّضْتُه تَعْرِيضاً وعَرَضَ الشيءَ عليه يَعْرِضُه عَرْضاً أَراهُ إِيّاه وقول ساعدة بن جؤية وقدْ كانَ يوم الليِّثِ لو قُلْتَ أُسْوةٌ ومَعْرَضَةٌ لو كنْتَ قُلْتَ لَقابِلُ عَلَيَّ وكانوا أَهْلَ عِزٍّ مُقَدَّمٍ ومَجْدٍ إِذا ما حوَّضَ المَجْد نائِلُ أَراد لقد كان لي في هؤلاء القوم الذين هلكوا ما آتَسِي به ولو عَرَضْتَهُم عليَّ مكان مُصِيبتي بابني لقبِلْتُ وأَراد وَمَعْرضةٌ عليَّ ففصل وعَرَضْتُ البعيرَ على الحَوْضِ وهذا من المقلوب ومعناه عَرَضْتُ الحَوْضَ على البعير وعَرَضْتُ الجاريةَ والمتاعَ على البَيْعِ عَرْضاً وعَرَضْتُ الكِتاب وعَرَضْتُ الجُنْدَ عرْضَ العَيْنِ إِذا أَمْرَرْتَهم عليك ونَظَرْتَ ما حالُهم وقد عَرَضَ العارِضُ الجُنْدَ واعْتَرَضُوا هم ويقال اعْتَرَضْتُ على الدابةِ إِذا كنتَ وقْتَ العَرْض راكباً قال ابن بري قال الجوهري وعَرَضْتُ بالبعير على الحوض وصوابه عَرَضْتُ البعير ورأَيت عِدّة نسخ من الصحاح فلم أَجد فيها إِلا وعَرَضْتُ البعير ويحتمل أَن يكون الجوهري قال ذلك وأَصلح لفظه فيما بعد وقد فاته العَرْضُ والعَرَضُ الأَخيرة أَعلى قال يونس فاته العَرَضُ بفتح الراء كما يقول قَبَضَ الشيءَ قَبْضاً وقد أَلقاه في القَبَض أَي فيما قَبَضه وقد فاته العَرَضُ وهو العَطاءُ والطَّمَعُ قال عدي ابن زيد وما هذا بأَوَّلِ ما أُلاقِي مِنَ الحِدْثانِ والعَرَضِ الفَرِيبِ أَي الطَّمَع القريب واعْتَرَضَ الجُنْدَ على قائِدِهم واعْتَرَضَ الناسَ عَرَضَهم واحداً واحداً واعْتَرَضَ المتاعَ ونحوه واعْتَرَضَه على عينه عن ثعلب ونظر إِليه عُرْضَ عيْنٍ عنه أَيضاً أَي اعْتَرَضَه على عينه ورأَيته عُرْضَ عَيْنٍ أَي ظاهراً عن قريب وفي حديث حذيفة تُعْرَضُ الفِتَنُ على القلوب عَرْضَ الحَصِير قال ابن الأَثير أَي توضَع عليها وتُبْسَطُ كما تُبْسَطُ الحَصِيرُ وقيل هو من عَرْض الجُنْدِ بين يدي السلطان لإِظهارهم واختبار أَحوالهم ويقال انطلق فلان يَتَعَرَّضُ بجَمله السُّوق إِذا عَرَضَه على البيع ويقال تَعَرَّضْ أَي أَقِمْهُ في السوق وعارَضَ الشيءَ بالشيءَ مُعارضةً قابَلَه وعارَضْتُ كتابي بكتابه أَي قابلته وفلان يُعارِضُني أَي يُبارِيني وفي الحديث إِن جبريل عليه السلام كان يُعارِضُه القُرآنَ في كل سنة مرة وإِنه عارضَه العامَ مرتين قال ابن الأَثير أَي كان يُدارِسُه جمِيعَ ما نزل من القرآن من المُعارَضةِ المُقابلةِ وأَما الذي في الحديث لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا اعتراضَ فهو أَن يَعْتَرِضَ رجل بفَرسِه في السِّباق فَيَدْخُلَ مع الخيل ومنه حديث سُراقة أَنه عَرَضَ لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأَبي بكر الفَرسَ أَي اعْتَرَضَ به الطريقَ يَمْنَعُهما من المَسِير وأَما حديث أَبي سعيد كنت مع خليلي صلّى اللّه عليه وسلّم في غزوة إِذا رجل يُقَرِّبُ فرساً في عِراضِ القوم فمعناه أَي يَسِيرُ حِذاءَهم مُعارِضاً لهم وأَما حديث الحسن بن عليّ أَنه ذَكَرَ عُمر فأَخذ الحسينُ في عِراضِ كلامه أَي في مثل قوله ومُقابِله وفي الحديث أَن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عارَضَ جَنازَة أَبي طالب أَي أَتاها مُعْتَرِضاً من بعض الطريق ولم يتبعْها من منزله وعَرَضَ من سلعته عارَضَ بها فأَعْطَى سِلْعةً وأَخذ أُخرى وفي الحديث ثلاثٌ فيهن البركة منهن البَيْعُ إِلى أَجل والمُعارَضةُ أَي بيع العَرْض بالعَرْض وهو بالسكون المَتاعُ بالمتاع لا نَقْدَ فيه يقال أَخذت هذه السلعة عرْضاً إِذا أَعْطَيْتَ في مقابلتها سلعة أُخرى وعارضَه في البيع فَعَرَضَه يَعْرُضُه عَرْضاً غَبَنَه وعَرَضَ له مِن حقِّه ثوباً أَو مَتاعاً يَعْرِضُه عَرْضاً وعَرَضَ به أَعْطاهُ إِيّاهُ مكانَ حقِّه ومن في قولك عَرَضْتُ له من حَقِّه بمعنى البدل كقول اللّه عزّ وجلّ ولو نشاءُ لجعلنا منكم ملائكة في الأَرض يَخْلُفُون يقول لو نشاءُ لجعلنا بدلكم في الأَرض ملائكة ويقال عَرَّضْتُك أَي عَوَّضْتُك والعارِضُ ما عَرَضَ من الأَعْطِيَة قال أَبو محمد الفَقْعَسيّ يا لَيْلُ أَسْقاكِ البُرَيْقُ الوامِضُ هلْ لكِ والعارِضُ منكِ عائِضُ في هَجْمَةٍ يُسْئِرُ منها القابِضُ ؟ قاله يخاطب امرأَة خطبها إِلى نفسها ورَغَّبها في أَنْ تَنْكِحه فقال هل لك رَغْبةٌ في مائة من الإِبل أَو أَكثر من ذلك ؟ لأَن الهجمة أَوَّلُها الأَربعون إِلى ما زادت يجعلها لها مَهْراً وفيه تقديم وتأْخير والمعنى هل لك في مائة من الإِبل أَو أَكثر يُسْئِرُ منها قابِضُها الذي يسوقها أَي يُبْقِي لأَنه لا يَقْدِر على سَوْقِها لكثرتها وقوتها لأَنها تَفَرَّقُ عليه ثم قال والعارِضُ منكِ عائِضٌ أَي المُعْطِي بدلَ بُضْعِكِ عَرْضاً عائِضٌ أَي آخِذٌ عِوَضاً مِنْكِ بالتزويج يكون كِفاءً لما عَرَضَ منك ويقال عِضْتُ أَعاضُ إِذا اعْتَضْتَ عِوَضاً وعُضْتُ أَعُوضُ إِذا عَوَّضْتَ عِوَضاً أَي دَفَعْتَ فقوله عائِضٌ من عِضْتُ لا من عُضْتُ ومن رَوَى يَغْدِرُ أَراد يَتْرُكُ من قولهم غادَرْتُ الشيء قال ابن بري والذي في شعره والعائِضُ منكِ عائِضُ أَي والعِوَضُ منك عِوَضٌ كما تقول الهِبَةُ مِنكَ هِبَةٌ أَي لها مَوْقِعٌ ويقال كان لي على فلان نَقْدٌ فأَعْسَرْتُه فاعْتَرَضْتُ منه وإِذا طلب قوم عند قوم دَماً فلم يُقِيدُوهم قالوا نحن نَعْرِضُ منه فاعْتَرِضُوا منه أَي اقْبَلُوا الدية وعَرَضَ الفَرَسُ في عَدْوِه مَرَّ مُعْتَرِضاً وعَرَضَ العُودَ على الإِناءِ والسَّيْفَ على فَخِذِه يَعْرِضُه عَرْضاً ويَعْرُضُه قال الجوهري هذه وحدها بالضم وفي الحديث خَمِّرُوا آنِيَتَكم ولو بِعُود تَعْرُضُونَه عليه أَي تَضَعُونَه مَعْرُوضاً عليه أَي بالعَرْض وعَرَضَ الرُّمْحَ يَعْرِضُه عَرْضاً وعَرَّضَه قال النابغة لَهُنَّ عَلَيْهم عادَةٌ قدْ عَرَفْنَها إِذا عَرَّضُوا الخَطِّيَّ فوقَ الكَواثِبِ وعَرَضَ الرامي القَوْسَ عَرْضاً إِذا أَضجَعها ثم رَمى عنها وعَرَضَ له عارِضٌ من الحُمَّى وغَيرها وعَرَضْتُهم على السيف قَتْلاً وعَرَضَ الشيءُ يَعْرِضُ واعترَضَ انتَصَبَ ومَنَعَ وصار عارِضاً كالخشَبةِ المنتصبةِ في النهر والطريق ونحوها تَمْنَعُ السالكين سُلوكَها ويقال اعتَرَضَ الشيءُ دون الشيءِ أَي حال دونه واعتَرَضَ الشيءَ تَكَلَّفَه وأَعرَضَ لك الشيءُ من بَعِيدٍ بدَا وظَهَر وأَنشد إِذا أَعْرَضَتْ داويَّةٌ مُدْلَهِمَّةٌ وغَرَّدَ حادِيها فَرَيْنَ بها فِلْقا
( * قوله « فلقا » بالكسر هو الامر العجب وأَنشد الصحاح إِذا اعرضت البيت شاهداً عليه وتقدم في غرد ضبطه بفتح الفاء )
أَي بَدَتْ وعَرَضَ له أَمْرُ كذا أَي ظهر وعَرَضْتُ عليه أَمر كذا وعَرَضْتُ له الشيء أَي أَظهرته له وأَبْرَزْتُه إِليه وعَرَضْتُ الشيءَ فأَعْرَضَ أَي أَظْهَرْتُه فظهر وهذا كقولهم كَبَبْتُه فأَكَبَّ وهو من النوادر وفي حديث عمر تَدَعُون أَميرَ المؤمنين وهو مُعْرَضٌ لكم هكذا روي بالفتح قال الحَرْبيّ والصواب بالكسر يقال أَعْرَضَ الشيءُ يُعْرِضُ من بعيد إِذا ظهَر أَي تَدَعُونه وهو ظاهر لكم وفي حديث عثمان بن العاص أَنه رأَى رجلاً فيه اعتِراضٌ هو الظهور والدخول في الباطل والامتناع من الحق قال ابن الأَثير واعتَرَضَ فلان الشيءَ تَكَلَّفَه والشيءُ مُعْرِضٌ لك موجود ظاهر لا يمتنع وكلُّ مُبْدٍ عُرْضَه مُعْرِضٌ قال عمرو ابن كلثوم وأَعْرَضَتِ اليَمامةُ واشمَخَرَّتْ كأَسْيافٍ بأَيْدي مُصْلِتِينا وقال أَبو ذؤيب بأَحْسَن منها حِينَ قامَتْ فأَعْرَضَتْ تُوارِي الدُّمُوعَ حِينَ جَدَّ انحِدارُها واعتَرَضَ له بسهم أَقْبَلَ قِبَلَه فرماه فقتلَه واعتَرَضَ عَرْضه نَحا نَحْوَه واعتَرَضَ الفرَسُ في رَسَنِه وتَعَرَّضَ لم يَسْتَقِمْ لقائدِه قال الطرماح وأَراني المَلِيكُ رُشْدي وقد كنْ تُ أَخا عُنجُهِيَّةٍ واعتِراضِ وقال تَعَرَّضَتْ لم تَأْلُ عن قَتْلٍ لي تَعَرُّضَ المُهْرَةِ في الطِّوَلِّ والعَرَضُ من أَحْداثِ الدهر من الموت والمرض ونحو ذلك قال الأَصمعي العَرَضُ الأَمر يَعْرِضُ للرجل يُبْتَلَى به قال اللحياني والعَرَضُ ما عَرَضَ للإِنسان من أَمر يَحْبِسهُ من مَرَضٍ أَو لُصُوصٍ والعَرَضُ ما يَعْرِضُ للإِنسان من الهموم والأَشغال يقال عَرَضَ لي يَعْرِضُ وعَرِضَ يَعْرَضُ لغتان والعارِضةُ واحدة العَوارِضِ وهي الحاجاتُ والعَرَضُ والعارِضُ الآفةُ تَعْرِضُ في الشيء وجَمْعُ العَرَضِ أَعْراضٌ وعَرَضَ له الشكُّ ونحوُه من ذلك وشُبْهةٌ عارِضةٌ معترضةٌ في الفؤاد وفي حديث عليّ رضي اللّه عنه يَقْدَحُ الشكُّ في قلبه بأَوَّلِ عارِضَةٍ من شُبْهَةٍ وقد تكونُ العارِضَةُ هنا مصدراً كالعاقبة والعافية وأَصَابَه سَهْمُ عَرَضٍ وحَجَرُ عَرَضٍ مُضاف وذلك أَن يُرْمى به غيْرُه عمداً فيصاب هو بتلك الرَّمْيةِ ولم يُرَدْ بها وإِن سقَط عليه حجر من غير أَن يَرْمِيَ به أَحد فليس بعرَض والعَرَضُ في الفلسفة ما يوجد في حامله ويزول عنه من غير فساد حامله ومنه ما لا يَزُولُ عنه فالزّائِل منه كأُدْمةِ الشُّحُوبِ وصفرة اللون وحركة المتحرّك وغيرُ الزائل كسَواد القارِ والسَّبَجِ والغُرابِ وتَعَرَّضَ الشيءُ دخَلَه فَسادٌ وتَعَرَّضَ الحُبّ كذلك قال لبيد فاقْطَعْ لُبانةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُه ولَشَرُّ واصِلِ خُلّةٍ صَرّامُها وقيل من تعرّض وصله أَي تعوّج وزاغَ ولم يَسْتَقِم كما يَتَعَرَّضُ الرجل في عُرُوض الجَبل يميناً وشمالاً قال امرؤ القيس يذكر الثريَّا إِذا ما الثُّرَيّا في السماءِ تَعَرَّضَتْ تَعَرُّضَ أَثْناءِ الوِشاحِ المُفَصَّلِ أَي لم تَسْتَقِمْ في سيرها ومالتْ كالوِشاح المُعَوَّجِ أَثناؤه على جارية تَوَشَّحَتْ به وعَرَضُ الدنيا ما كان من مال قلّ أَو كَثُر والعَرَضُ ما نِيلَ من الدنيا يقال الدّنيا عَرَضٌ حاضر يأْكل منها البَرّ والفاجر وهو حديث مَرْوِيّ وفي التنزيل يأْخذون عرَض هذا الأَدنى ويقولون سيغفر لنا قال أَبو عبيدة جميع مَتاعِ الدنيا عرَض بفتح الراء وفي الحديث ليْسَ الغِنى عن كَثْرة العَرَضِ إِنما الغِنى غِنى النفس العَرَضُ بالتحريك متاع الدّنيا وحُطامُها وأَما العَرْض بسكون الراء فما خالف الثَّمَنَينِ الدّراهِمَ والدّنانيرَ من مَتاعِ الدنيا وأَثاثِها وجمعه عُروضٌ فكل عَرْضٍ داخلٌ في العَرَض وليس كل عَرَضٍ عَرْضاً والعَرْضُ خِلافُ النقْد من المال قال الجوهري العَرْضُ المتاعُ وكلُّ شيء فهو عَرْضٌ سوى الدّراهِمِ والدّنانير فإِنهما عين قال أَبو عبيد العُرُوضُ الأَمْتِعةُ التي لا يدخلها كيل ولا وَزْنٌ ولا يكون حَيواناً ولا عَقاراً تقول اشتريت المَتاعَ بِعَرْضٍ أَي بمتاع مِثْلِه وعارَضْتُه بمتاع أَو دابّة أَو شيء مُعارَضةً إِذا بادَلْتَه به ورجلٌ عِرِّيضٌ مثل فِسِّيقٍ يَتَعَرَّضُ الناسَ بالشّرِّ قال وأَحْمَقُ عِرِّيضٌ عَلَيْهِ غَضاضةٌ تَمَرَّسَ بي مِن حَيْنِه وأَنا الرَّقِمْ واسْتَعْرَضَه سأَله أَنْ يَعْرِضَ عليه ما عنده واسْتَعْرَض يُعْطِي
( * قوله « واستعرض يعطي » كذا بالأصل ) مَنْ أَقْبَلَ ومَنْ أَدْبَرَ يقال اسْتَعْرِضِ العَرَبَ أَي سَلْ مَنْ شئت منهم عن كذا وكذا واسْتَعْرَضْتُه أَي قلت له اعْرِضْ عليّ ما عندك وعِرْضُ الرجلِ حَسبَهُ وقيل نفْسه وقيل خَلِيقَته المحمودة وقيل ما يُمْدح به ويُذَمُّ وفي الحديث إِن أَغْراضَكم عليكم حَرامٌ كحُرْمةِ يومكم هذا قال ابن الأَثير هو جمع العِرْض المذكور على اختلاف القول فيه قال حسان فإِنَّ أَبي ووالِدَه وعِرْضِي لِعِرْض مُحَمَّدٍ مِنْكُم وِقَاءُ قال ابن الأَثير هذا خاصّ للنفس يقال أَكْرَمْت عنه عِرْضِي أَي صُنْتُ عنه نَفْسي وفلان نَقِيُّ العِرْض أَي بَرِيءٌ من أَن يُشْتَم أَو يُعابَ والجمع أَعْراضٌ وعَرَضَ عِرْضَه يَعْرِضُه واعتَرَضَه إِذا وقع فيه وانتَقَصَه وشَتَمه أَو قاتَله أَو ساواه في الحسَب أَنشد ابن الأَعرابي وقَوْماً آخَرِينَ تَعَرَّضُوا لي ولا أَجْني من الناسِ اعتِراضا أَي لا أَجْتَني شَتْماً منهم ويقال لا تُعْرِضْ عِرْضَ فلان أَي لا تَذْكُرْه بسوء وقيل في قوله شتم فلان عِرْضَ فلان معناه ذكر أَسلافَه وآباءَه بالقبيح ذكر ذلك أَبو عبيد فأَنكر ابن قتيبة أَن يكون العِرْضُ الأَسْلافَ والآباء وقال العِرْض نَفْسُ الرجل وقال في قوله يَجْرِي
( * قوله « يجري » نص النهاية ومنه حديث صفة أهل الجنة إِنما هو عرق يجري وساق ما هنا ) من أَعْراضِهم مِثلُ ريحِ المسكِ أَي من أَنفسهم وأَبدانِهم قال أَبو بكر وليس احتجاجه بهذا الحديث حجة لأَن الأَعراضَ عند العرب المَواضِعُ التي تَعْرَقُ من الجسد ودل على غَلَطِه قول مِسْكِين الدارِميّ رُبَّ مَهْزولٍ سَمِينٌ عِرْضُه وسمِينِ الجِسْمِ مَهْزُولُ الحَسَبْ معناه رُبَّ مَهْزُولِ البدَن والجسم كريمُ الآباءِ وقال اللحياني العِرْضُ عِرْضُ الإِنسان ذُمَّ أَو مُدِحَ وهو الجسَد وفي حديث عمر رضي اللّه عنه للحطيئة كأَنِّي بك عند بعض الملوك تُغَنِّيه بأَعراضِ الناس أَي تُغَني بذَمِّهم وذَمِّ أَسلافِهم في شعرك وثَلْبِهم قال الشاعر ولكنَّ أَعْراضَ الكِرام مَصُونةٌ إِذا كان أَعْراضُ اللِّئامِ تُفَرْفَرُ وقال آخر قاتَلَكَ اللّهُ ما أَشَدَّ عَلَيْ ك البَدْلَ في صَوْنِ عِرْضِكَ الجَرِب يُرِيدُ في صَوْنِ أَسلافِك اللِّئامِ وقال في قول حسان فإِنَّ أَبي ووالِدَه وعِرْضِي أَراد فإِنّ أَبي ووالده وآبائي وأَسلافي فأَتى بالعُموم بعد الخُصوص كقوله عزّ وجلّ ولقد آتيناك سَبعاً من المثاني والقرآنَ العظيم أَتى بالعموم بعد الخصوص وفي حديث أَبي ضَمْضَم اللهم إِنِّي تَصَدَّقْتُ بِعِرْضِي على عبادك أَي تصدّقت على من ذكرني بما يَرْجِعُ إِليَّ عَيْبُه وقيل أَي بما يلحقني من الأَذى في أَسلافي ولم يرد إِذاً أَنه تصدَّق بأَسلافه وأَحلّهم له لكنه إِذا ذكَرَ آباءه لحقته النقيصة فأَحلّه مما أَوصله إِليه من الأَذى وعِرْضُ الرجل حَسَبُه ويقال فلان كريم العِرْضِ أِي كريم الحسَب وأَعْراضُ الناس أَعراقُهم وأَحسابُهم وأَنْفُسهم وفلان ذو عِرْضٍ إِذا كانَ حَسِيباً وفي الحديث لَيُّ الواجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَه وعِرْضَهُ أَي لصاحب الدَّيْنِ أَن يَذُمَّ عِرْضَه ويَصِفَه بسوء القضاء لأَنه ظالم له بعدما كان محرماً منه لا يَحِلُّ له اقْتِراضُه والطَّعْنُ عليه وقيل عِرْضَه أَن يُغْلِظَ له وعُقُوبته الحَبْس وقيل معناه أَنه يُحِلّ له شِكايَتَه منه وقيل معناه أَن يقول يا ظالم أَنْصِفْني لأَنه إِذا مَطَلَه وهو غنيّ فقد ظَلَمه وقال ابن قتيبة عِرْضُ الرجل نَفْسُه وبَدَنُه لا غير وفي حديث النعمان بن بَشِير عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فمن اتقى الشُّبُهات اسْتَبْرَأَ لِدِينِه وعِرْضِه أَي احْتاطَ لنفسه لا يجوز فيه معنى الآباءِ والأَسْلافِ وفي الحديث كلُّ المُسْلِم على المسلِم حَرام دَمُه ومالُه وعِرْضُه قال ابن الأَثير العِرْضُ موضع المَدْحِ والذَّمِّ من الإِنسان سواء كان في نَفْسِه أَو سَلَفِه أَو من يلزمه أَمره وقيل هو جانبه الذي يَصُونُه من نفْسه وحَسَبِه ويُحامي عنه أَن يُنْتَقَصَ ويُثْلَبَ وقال أَبو العباس إِذا ذكر عِرْضُ فلان فمعناه أُمُورُه التي يَرْتَفِعُ أَو يَسْقُطُ بذكرها من جهتها بِحَمْدٍ أَو بِذَمّ فيجوز أَن تكون أُموراً يوصف هو بها دون أَسْلافه ويجوز أَن تذكر أَسلافُه لِتَلحَقه النّقِيصة بعيبهم لا خلاف بين أَهل اللغة فيه إِلا ما ذكره ابن قتيبة من إِنكاره أَن يكون العِرْضُ الأَسْلافَ والآباءَ واحتج أَيضاً بقول أَبي الدرداء أَقْرِضْ من عِرْضِك ليوم فَقْرِك قال معناه أَقْرِضْ مِنْ نَفْسِك أَي مَنْ عابك وذمّك فلا تُجازه واجعله قَرْضاً في ذمته لِتَسْتَوفِيَه منه يومَ حاجتِكَ في القِيامةِ وقول الشاعر وأُدْرِكُ مَيْسُورَ الغِنى ومَعِي عِرْضِي أَي أَفعالي الجميلة وقال النابغة يُنْبِئْكِ ذُو عِرْضهِمْ عَنِّي وعالِمُهُمْ ولَيْسَ جاهِلُ أَمْرٍ مثْلَ مَنْ عَلِما ذو عِرْضِهم أَشْرافُهُم وقيل ذو عِرْضِهم حَسَبهم والدليل على أَن العرض ليس بالنفْسِ ولا البدن قوله صلّى اللّه عليه وسلّم دمُه وعِرْضُه فلو كان العرض هو النفس لكان دمه كافياً عن قوله عِرْضُه لأَن الدم يراد به ذَهابُ النفس ويدل على هذا قول عمر للحطيئة فانْدَفَعْتَ تُغَنِّي بأَعْراضِ المسلمين معناه بأَفعالهم وأَفعال أَسلافهم والعِرْضُ بَدَنُ كل الحيوان والعِرْضُ ما عَرِقَ من الجسد والعِرْضُ الرائِحة ما كانت وجمعها أَعْراضٌ وروي عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه ذكر أَهل الجنة فقال لا يَتَغَوّطُون ولا يَبُولونَ إِنما هو عَرَقٌ يجري من أَعْراضِهم مثل ريح المِسْك أَي من مَعاطفِ أَبْدانهم وهي المَواضِعُ التي تَعْرَقُ من الجسد قال ابن الأَثير ومنه حديث أُم سلمة لعائشة غَضُّ الأَطْرافِ وخَفَرُ الأَعْراضِ أَي إِنهن للخَفَر والصّوْن يَتَسَتَّرْن قال وقد روي بكسر الهمزة أَي يُعْرِضْنَ كما كُرِهَ لهن أَن يَنْظُرْنَ إِليه ولا يَلْتَفِتْنَ نحوه والعِرْضُ بالكسر رائحة الجسد وغيره طيبة كانت أَو خبيثة والعِرْضُ والأَعْراضُ كلّ مَوْضِع يَعْرَقُ من الجسد يقال منه فلان طيب العِرْضِ أَي طيّب الريح ومُنْتنُ العِرْضِ وسِقاءٌ خبيثُ العِرْضِ إِذا كان مُنْتناً قال أَبو عبيد والمعنى في العِرْضِ في الحديث أَنه كلُّ شيء من الجسد من المغابِنِ وهي الأَعْراضُ قال وليس العِرْضُ في النسب من هذا في شيء ابن الأَعرابي العِرْضُ الجسد والأَعْراضُ الأَجْسادُ قال الأَزهري وقوله عَرَقٌ يجري من أَعراضهم معناه من أَبْدانِهم على قول ابن الأَعرابي وهو أَحسن من أَن يُذْهَبَ به إِلى أَعراضِ المَغابِنِ وقال اللحياني لبَن طيّب العِرْضِ وامرأَة طيّبة العِرْضِ أَي الريح وعَرَّضْتُ فلاناً لكذا فَتَعَرَّضَ هو له والعِرْضُ الجماعةُ من الطَّرْفاءِ والأَثْلِ والنَّخْلِ ولا يكون في غيرهن وقيل الأَعْراضُ الأَثْلُ والأَراكُ والحَمْضُ واحدها عَرْضٌ وقال والمانِع الأَرْضَ ذاتَِ العَرْضِ خَشْيَتُه حتى تَمنَّعَ مِنْ مَرْعىً مَجانِيها والعَرُوضاواتُ
( * قوله « العروضاوات هكذا بالأصل ولم نجدها فيما عندنا من المعاجم ) أَماكِنُ تُنْبِتُ الأَعْراضَ هذه التي ذكرناها وعارَضْتُ أَي أَخَذْتُ في عَروضٍ وناحيةٍ والعِرْضُ جَوُّ البَلَد وناحِيتُه من الأَرض والعِرْضُ الوادِي وقيل جانِبُه وقيل عِرْضُ كل شيء ناحيته والعِرْضُ وادٍ باليَمامةِ قال الأَعشى أَلم تَرَ أَنَّ العِرْضَ أَصْبَحَ بَطْنُه نَخِيلاً وزَرْعاً نابِتاً وفَصافِصا ؟ وقال الملتمس فَهَذا أَوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُه زَنابِيرُه والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ الأَزْرَقُ الذُّبابُ وقيل كلُّ وادٍ عِرضٌ وجَمْعُ كلِّ ذلك أَعراضٌ لا يُجاوَزُ وفي الحديث أَنه رُفِعَ لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عارِضُ اليمامةِ قال هو موضعٌ معروف ويقال للجبل عارِضٌ قال أَبو عبيدة وبه سمّي عارِضُ اليمامةِ قال وكلُّ وادٍ فيه شجر فهو عِرْضٌ قال الشاعر شاهداً على النكرة لَعِرْضٌ مِنَ الأَعْراضِ يُمسِي حَمامُه ويُضْحِي على أَفْنانِه الغِينِ يَهْتِفُ
( * قوله « الغين » جمع الغيناء وهي الشجرة الخضراء كما في الصحاح )
أَحَبُّ إِلى قَلْبي مِنَ الدِّيكِ رَنّةً وبابٍ إِذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ ويقال أَخصَبَ ذلك العِرْضُ وأَخصَبَتْ أَعراضُ المدينة وهي قُراها التي في أَوْدِيتها وقيل هي بُطونُ سَوادِها حيث الزرعُ والنخيل والأَعْراضُ قُرىً بين الحجاز واليمن وقولهم استُعْمِلَ فلان على العَرُوض وهي مكة والمدينة واليمن وما حولها قال لبيد نُقاتِلُ ما بَيْنَ العَرُوضِ وخَثْعَما أَي ما بين مكة واليمن والعَرُوضُ الناحيةُ يقال أَخذ فلان في عَروضٍ ما تُعْجِبُني أَي في طريق وناحية قال التَّغْلَبيّ لكلِّ أُناسٍ مِنْ مَعَدٍّ عَمارةٍ عَرُوضٌ إِليها يَلْجَؤُونَ وجانِبُ يقول لكل حَيّ حِرْز إِلا بني تَغْلِبَ فإِن حِرْزَهم السُّيوفُ وعَمارةٍ خفض لأَنه بدل من أُناس ومن رواه عُروضٌ بضم العين جعله جمع عَرْض وهو الجبل وهذا البيت للأَخنس بن شهاب والعَرُوضُ المكانُ الذي يُعارِضُكَ إِذا سِرْتَ وقولهم فلان رَكُوضٌ بلا عَرُوضٍ أَي بلا حاجة عَرَضت له وعُرْضُ الشيء بالضم ناحِيتُه من أَي وجه جِئْتَه يقال نظر إِليه بعُرْضِ وجهه وقولهم رأَيتُه في عرض الناس أَي هو من العامة
( * قوله « في عرض الناس أَي هو من العامة » كذا بالأصل والذي في الصحاح في عرض الناس أَي فيما بينهم وفلان من عرض الناس أَي هو من العامة ) قال ابن سيده والعَرُوضُ مكة والمدينة مؤنث وفي حديث عاشوراء فأَمَرَ أَن يُؤْذِنُوا أَهلَ العَرُوضِ قيل أَراد مَنْ بأَ كنافِ مكة والمدينة ويقال للرَّساتِيقِ بأَرض الحجاز الأَعْراضُ واحدها عِرْضٌ بالكسر وعَرَضَ الرجلُ إِذا أَتَى العَرُوضَ وهي مكة والمدينة وما حولهما قال عبد يغوث بن وقّاص الحارثي فَيا راكِبَا إِمّا عَرَضْتَ فَبَلِّغا نَدامايَ مِن نَجْرانَ أَنْ لا تَلاقِيا قال أَبو عبيد أَراد فيا راكباه للنُّدْبة فحذف الهاء كقوله تعالى يا أَسَفَا على يوسف ولا يجوز يا راكباً بالتنوين لأَنه قصد بالنداء راكباً بعينه وإِنما جاز أَن تقول يا رجلاً إِذا لم تَقْصِدْ رجلاً بعينه وأَردت يا واحداً ممن له هذا الاسم فإِن ناديت رجلاً بعينه قلت يا رجل كما تقول يا زيد لأَنه يَتَعَرَّفُ بحرف النداء والقصد وقول الكميت فأَبْلِغْ يزيدَ إِنْ عَرَضْتَ ومُنْذِراً وعَمَّيْهِما والمُسْتَسِرَّ المُنامِسا يعني إِن مَرَرْتَ به ويقال أَخَذْنا في عَرُوضٍ مُنْكَرَةٍ يعني طريقاً في هبوط ويقال سِرْنا في عِراضِ القوم إِذا لم تستقبلهم ولكن جئتهم من عُرْضِهم وقال ابن السكيت في قول البَعِيثِ مَدَحْنا لها رَوْقَ الشَّبابِ فَعارَضَتْ جَنابَ الصِّبا في كاتِمِ السِّرِّ أَعْجَما قال عارَضَتْ أَخَذَتْ في عُرْضٍ أَي ناحيةٍ منه جَنابُ الصِّبا أَي جَنْبُهُ وقال غيره عارضت جناب الصِّبا أَي دخلت معنا فيه دخولاً ليست بمُباحِتةٍ ولكنها تُرينا أَنها داخلة معنا وليست بداخلة في كاتم السرّ أَعْجما أَي في فعل لا يَتَبَيَّنُه مَن يَراه فهو مُسْتَعْجِمٌ عليه وهو واضح عندنا وبَلَدٌ ذو مَعْرَضٍ أَي مَرْعىً يُغْني الماشية عن أَن تُعْلَف وعَرَّضَ الماشيةَ أَغناها به عن العَلَف والعَرْضُ والعارِضُ السَّحابُ الذي يَعْتَرِضُ في أُفُقِ السماء وقيل العَرْضُ ما سدَّ الأُفُق والجمع عُروضٌ قال ساعدةُ بن جُؤَيّةَ أَرِقْتُ له حتى إِذا ما عُروضُه تَحادَتْ وهاجَتْها بُروقٌ تُطِيرُها والعارِضُ السَّحابُ المُطِلُّ يَعْتَرِض في الأُفُقِ وفي التنزيل في قضية قوم عادٍ فلما رأَوْه عارِضاً مستقبل أَوديتهم قالوا هذا عارض مُمْطِرنا أَي قالوا هذا الذي وُعِدْنا به سحاب فيه الغيث فقال اللّه تعالى بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أَليم وقيل أَي ممطر لنا لأَنه معرفة لا يجوز أَن يكون صفة لعارض وهو نكرة والعرب إِنما تفعل مثل هذا في الأَسماء المشتقة من الأَفعال دون غيرها قال جرير يا رُبَّ غابِطِنا لو كان يَعْرِفُكم لاقَى مُباعَدَةً مِنْكم وحِرْمانَا ولا يجوز أَن تقول هذا رجل غلامنا وقال أَعرابي بعد عيد الفطر رُبَّ صائِمِه لن يصومه وقائمه لن يقومه فجعله نعتاً للنكرة وأَضافه إِلى المعرفة ويقال للرِّجْلِ العظيم من الجراد عارِضٌ والعارِضُ ما سَدَّ الأُفُق من الجراد والنحل قال ساعدة رأَى عارِضاً يَعْوي إِلى مُشْمَخِرَّةٍ قَدَ احْجَمَ عَنْها كلُّ شيءٍ يَرُومُها ويقال مَرَّ بنا عارِضٌ قد مَلأَ الأُفق وأَتانا جَرادٌ عَرْضٌ أَي كثير وقال أَبو زيد العارِضُ السَّحابةُ تراها في ناحية من السماء وهو مثل الجُلْبِ إِلا أَن العارِضَ يكون أَبيض والجُلْب إِلى السواد والجُلْبُ يكون أَضْيَقَ من العارِضِ وأَبعد ويقال عَرُوضٌ عَتُودٌ وهو الذي يأْكل الشجر بِعُرْضِ شِدْقِه والعَرِيضُ من المِعْزَى ما فوق الفَطِيمِ ودون الجَذَع والعَرِيضُ الجَدْي إِذا نزا وقيل هو إِذا أَتَى عليه نحو سنة وتناول الشجر والنبت وقيل هو الذي رَعَى وقَوِيَ وقيل الذي أَجْذَعَ وفي كتابه لأَقْوالِ شَبْوَةَ ما كان لهم من مِلْكٍ وعُرْمانٍ ومَزاهِرَ وعِرْضانٍ العِرْضانُ جمع العَرِيضِ وهو الذي أَتَى عليه من المعَز سنة وتناولَ الشجر والنبت بِعُرْضِ شِدْقِه ويجوز أَن يكون جمعَ العِرْضِ وهو الوادي الكثير الشجر والنخيل ومنه حديث سليمان عليه السلام أَنه حَكَمَ في صاحب الغنم أَن يأْكل من رِسْلِها وعِرْضانِها وفي الحديث فَتَلَقَّتْه امرأَة معها عَرِيضانِ أَهْدَتهما له ويقال لواحدها عَروضٌ أَيضاً ويقال للعَتُودِ إِذا نَبَّ وأَراد السِّفادَ عَرِيضٌ والجمع عِرْضانٌ وعُرْضانٌ قال الشاعر عَرِيضٌ أَرِيضٌ باتَ ييْعَرُ حَوْلَه وباتَ يُسَقِّينا بُطُونَ الثَّعالِبِ قال ابن بري أَي يَسْقِينا لبناً مَذِيقاً كأَنه بطون الثعالب وعنده عَرِيضٌ أَي جَدْي ومثله قول الآخر ما بالُ زَيْدٍ لِحْية العَرِيضِ ابن الأَعرابي إِذا أَجْذَعَ العَنَاقُ والجَدْيُ سمي عَرِيضاً وعَتُوداً وعَرِيضٌ عَرُوضٌ إِذا فاته النبتُ اعْتَرَضَ الشوْكَ بِعُرْضِ فيه والعَنَمُ تَعْرُضُ الشوك تَناوَلُ منه وتأْكُلُه تقول منه عَرَضَتِ الشاةُ الشوكَ تَعْرُضُه والإِبلُ تَعْرُضُ عَرْضاً وتَعْتَرِضُ تَعَلَّقُ من الشجر لتأْكله واعْتَرَضَ البعيرُ الشوك أَكله وبَعِيرٌ عَرُوضٌ يأْخذه كذلك وقيل العَرُوضُ الذي إِن فاتَه الكَلأُ أَكل الشوك وعَرَضَ البعِيرُ يَعْرُضُ عَرْضاً أَكلَ الشجر من أَعراضِه قال ثعلب قال النضر بن شميل سمعت أَعرابيّاً حجازيّاً وباع بعيراً له فقال يأْكل عَرْضاً وشَعْباً الشعْبُ أَن يَهْتَضِمَ الشجر من أَعْلاه وقد تقدّم والعريضُ من الظِّباء الذي قد قارَبَ الإِثْناءَ والعرِيضُ عند أَهل الحجاز خاصة الخَصِيُّ وجمعه عِرْضانٌ وعُرْضانٌ ويقال أَعْرَضْتُ العرضان إِذا خصيتها وأَعرضتُ العرضان إِذا جعلتها للبيع ولا يكون العرِيضُ إِلا ذكراً ولَقِحَتِ الإِبلُ عِراضاً إِذا عارَضَها فَحْلٌ من إِبل أُخرى وجاءت المرأَة بابن عن مُعارَضةٍ وعِراضٍ إِذا لم يُعْرَفْ أَبوه ويقال للسَّفِيحِ هو ابن المُعارَضةِ والمُعارَضةُ أَن يُعارِضَ الرجلُ المرأَةَ فيأْتِيَها بلا نِكاح ولا مِلْك والعَوارِضُ من الإِبل اللَّواتي يأْكلن العِضاه عُرْضاً أَي تأْكله حيث وجدته وقول ابن مقبل مَهارِيقُ فَلُّوجٍ تَعَرَّضْنَ تالِيا معناه يُعَرِّضُهُنَّ تالٍ يَقْرَؤُهُنَّ فَقَلَبَ ابن السكيت يقال ما يَعْرُضُكَ لفلان بفتح الياء وضم الراء ولا تقل مل يُعَرِّضك بالتشديد قال الفراء يقال مَرَّ بي فلان فما عَرَضْنا له ولا تَعْرِضُ له ولا تَعْرَضُ له لغتان جيّدتان ويقال هذه أَرضُ مُعْرَضةٌ يَسْتَعْرِضُها المالُ ويَعْتَرِضُها أَي هي أَرض فيها نبت يرعاه المال إِذا مرَّ فيها والعَرْضُ الجبَل والجمع كالجمع وقيل العَرْضُ سَفْحُ الجبل وناحيته وقيل هو الموضع الذي يُعْلى منه الجبل قال الشاعر كما تَدَهْدَى مِن العَرْضِ الجَلامِيدُ ويُشَبَّه الجيش الكثيف به فيقال ما هو إِلاَّ عَرْضٌ أَي جبل وأَنشد لرؤبة إِنَّا إِذا قُدْنا لِقَوْمٍ عَرْضا لم نُبْقِ مِن بَغْي الأَعادي عِضّا والعَرْضُ الجيْشُ الضَّخْمُ مُشَبَّهٌ بناحية الجبل وجمعه أَعراضٌ يقال ما هو إِلا عَرْضٌ من الأَعْراضِ ويقال شُبِّه بالعَرْضِ من السَّحاب وهو ما سَدَّ الأُفُق وفي الحديث أَن الحجاج كان على العُرْضِ وعنده ابن عمر كذا روي بالضم قال الحربي أَظنه أَراد العُروضَ جَمْعَ العَرْضِ وهو الجَيْش والعَرُوضُ الطريقُ في عُرْض الجبل وقيل هو ما اعتَرَضَ في مَضِيقٍ منه والجمع عُرُضٌ وفي حديث أَبي هريرة فأَخذ في عَرُوضٍ آخر أَي في طريق آخر من الكلام والعَرُوضُ من الإِبل التي لم تُرَضْ أَنشد ثعلب لحميد فما زالَ سَوْطِي في قِرابي ومِحْجَني وما زِلْتُ منه في عَرُوضٍ أَذُودُها وقال شمر في هذا البيت أَي في ناحية أُدارِيه وفي اعْتِراضٍ واعْتَرَضَها رَكِبَها أَو أَخَذَها رَيِّضاً وقال الجوهري اعتَرَضْتُ البعير رَكِبْتُه وهو صَعْبٌ وعَرُوضُ الكلام فَحْواهُ ومعناه وهذه المسأَلة عَرُوضُ هذه أَي نظيرُها ويقال عرفت ذلك في عَرُوضِ كلامِه ومَعارِضِ كلامِه أَي في فَحْوَى كلامه ومعنى كلامه والمُعْرِضُ الذي يَسْتَدِينُ ممَّن أَمْكَنَه من الناس وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَنه خَطَبَ فقال إِنَّ الأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ رَضِيَ من دِينِه وأَمانَتِه بأَن يقال سابِقُ الحاجِّ فادّان مُعْرِضاً فأَصْبَحَ قَدْ رِينَ به قال أَبو زيد فادّانَ مُعْرِضاً يعني اسْتَدانَ معرضاً وهو الذي يَعْرِضُ للناسِ فَيَسْتَدِينُ ممَّنْ أَمْكَنَه وقال الأَصمعي في قوله فادّانَ مُعْرِضاً أَي أَخذَ الدين ولم يُبالِ أَن لا يُؤَدِّيه ولا ما يكون من التَّبِعة وقال شمر المُعْرِضُ ههنا بمعنى المُعْتَرِض الذي يَعْتَرِضُ لكل من يُقْرِضُه والعرب تقول عَرَضَ لي الشيء وأَعْرَضَ وتَعَرَّضَ واعْتَرَضَ بمعنى واحد قال ابن الأَثير وقيل إِنه أَراد يُعْرِضُ إِذا قيل له لا تسْتَدِنْ فلا يَقْبَلُ مِن أَعْرَضَ عن الشيء إِذا ولاَّه ظهره وقيل أَراد مُعْرِضاً عن الأَداءِ مُوَليِّاً عنه قال ابن قتيبة ولم نجد أَعْرَضَ بمعنى اعتَرَضَ في كلام العرب قال شمر ومن جعل مُعْرِضاً ههنا بمعنى الممكن فهو وجه بعيد لأَن مُعْرِضاً منصوب على الحال من قولك فادّان فإِذا فسرته أَنه يأْخذه ممن يمكنه فالمُعْرِضُ هو الذي يُقْرِضُه لأَنه هو المُمْكِنُ قال ويكون مُعْرِضاً من قولك أَعْرَضَ ثوبُ المَلْبَس أَي اتَّسَعَ وعَرُضَ وأَنشد لطائِيٍّ في أَعْرَضَ بمعنى اعْتَرَضَ إِذا أَعْرَضَتْ للناظِرينَ بَدا لهمْ غِفارٌ بأَعْلى خَدِّها وغُفارُ قال وغِفارٌ مِيسَمٌ يكون على الخد وعُرْضُ الشيء وسَطُه وناحِيتُه وقيل نفْسه وعُرْضُ النهر والبحر وعُرْضُ الحديث وعُراضُه مُعْظَمُه وعُرْضُ الناسِ وعَرْضُهم كذلك قال يونس ويقول ناس من العرب رأَيته في عَرْضِ الناس يَعْنُونَ في عُرْضٍ ويقال جرى في عُرْض الحديث ويقال في عُرْضِ الناس كل ذلك يوصف به الوسط قال لبيد فَتَوَسَّطا عُرْضَ السَّرِيِّ وصَدَّعا مَسْجُورَةً مُتَجاوِراً قُلاَّمُها وقول الشاعر تَرَى الرِّيشَ عَنْ عُرْضِه طامِياً كَعَرْضِكَ فَوْقَ نِصالٍ نِصالا يصِفُ ماءً صار رِيشُ الطيرِ فوقه بعْضُه فوق بعض كما تَعْرِضُ نصْلاً فوق نَصْلٍ ويقال اضْرِبْ بهذا عُرْضَ الحائِط أَي ناحيته ويقال أَلْقِه في أَيِّ أَعْراضِ الدار شئت ويقال خذه من عُرْضِ الناس وعَرْضِهم أَي من أَي شِقٍّ شِئتَ وعُرْضُ السَّيْفِ صَفْحُه والجمع أَعْراضٌ وعُرْضا العُنُق جانباه وقيل كلُّ جانبٍ عُرْضٌ والعُرْضُ الجانب من كل شيء وأَعْرَضَ لك الظَّبْي وغيره أَمْكَنَكَ مِن عُرْضِه ونظر إِليه مُعارَضةً وعن عُرْضٍ وعن عُرُضٍ أَي جانب مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ وكل شيءٍ أَمكنك من عُرْضه فهو مُعْرِضٌ لك يقال أَعْرَضَ لك الظبي فارْمِه أَي وَلاَّك عُرْضه أَي ناحيته وخرجوا يضربون الناس عن عُرْضٍ أَي عن شقّ وناحية لا يبالون مَن ضرَبوا ومنه قولهم اضْرِبْ به عُرْضَ الحائط أَي اعتَرِضْه حيث وجدت منه أَيَّ ناحية من نواحيه وفي الحديث فإِذا عُرْضُ وجهِه مُنْسَحٍ أَي جانبه وفي الحديث فَقَدَّمْتُ إِليه الشَّرابَ فإِذا هو يَنِشُّ فقال اضْرِبْ به عُرْضَ الحائط وفي الحديث عُرِضَتْ عليّ الجنةُ والنار آنِفاً في عُرْضِ هذا الحائط العُرض بالضم الجانب والناحية من كل شيء وفي الحديث حديث الحَجّ فأَتَى جَمْرةَ الوادي فاستَعْرَضَها أَي أَتاها من جانبها عَرْضاً
( * قوله عَرضاً بفتح العين هكذا في الأصل وفي النهاية والكلام هنا عن عُرض بضم العين ) وفي حديث عمر رضي اللّه عنه سأَل عَمْرَو بن مَعْدِ يكَرِبَ عن علة بن حالد
( * قوله « علة بن حالد » كذا بالأصل والذي في النهاية علة بن جلد ) فقال أُولئِكَ فَوارِسُ أَعراضِنا وشِفاءُ أَمراضِنا الأَعْراضُ جَمْعُ عُرْضٍ وهو الناحية أَي يَحْمونَ نَواحِينَا وجِهاتِنا عن تَخَطُّفِ العدوّ أَو جمع عَرْضٍ وهو الجيش أَو جمع عِرْضٍ أَي يَصونون ببلائِهم أَعراضَنا أَن تُذَمّ وتُعابَ وفي حديث الحسن أَنه كان لا يَتَأَثَّم من قتل الحَرُورِيِّ المُسْتَعْرِضِ هو الذي يَعْتَرِضُ الناسَ يَقْتُلُهُم واسْتَعْرَضَ الخَوارِجُ الناسَ لم يُبالوا مَن قَتَلُوه مُسْلِماً أَو كافِراً من أَيّ وجهٍ أَمكَنَهم وقيل استَعْرَضوهم أَي قَتَلوا من قَدَرُوا عليه وظَفِرُوا به وأَكَلَ الشيءَ عُرْضاً أَي مُعْتَرِضاً ومنه الحديث حديث ابن الحنفية كُلِ الجُبْنَ عُرْضاً أَي اعتَرِضْه يعني كله واشتره ممن وجَدْتَه كيفما اتَّفق ولا تسأَل عنه أَمِنْ عَمَلِ أَهلِ الكتابِ هو أَمْ مِنْ عَمَلِ المَجُوس أَمْ مَنْ عَمَلِ غيرهم مأْخوذ من عُرْضِ الشيء وهو ناحيته والعَرَضُ كثرة المال والعُراضةُ الهَدِيّةُ يُهْدِيها الرجل إِذا قَدِمَ من سفَر وعَرَّضَهم عُراضةً وعَرَّضَها لهم أَهْداها أَو أَطعَمَهم إِيّاها والعُراضةُ بالضم ما يعَرِّضُه المائرُ أَي يُطْعِمُه من الميرة يقال عَرِّضونا أَي أَطعِمونا من عُراضَتِكم قال الأَجلح بن قاسط يَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيانْ حَمْراءَ مِنْ مُعَرِّضاتِ الغِرْبانْ قال ابن بري وهذان البيتان في آخر ديوان الشماخ يقول إِن هذه الناقة تتقدّم الحادي والإِبل فلا يلحقها الحادي فتسير وحدها فيسقُط الغراب على حملها إِن كان تمراً أَو غيره فيأْكله فكأَنها أَهدته له وعَرَّضَتْه وفي الحديث أَن ركباً من تجّار المسلمين عَرَّضوا رسولَ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأَبا بكر رضي اللّه عنه ثياباً بيضاً أَي أَهْدَوْا لهما ومنه حديث معاذ وقالت له امرأَته وقد رجع من عمله أَين ما جئت به مما يأْتي به العُمّال من عُراضةِ أَهْلِهم ؟ تريد الهَدِيّة يقال عَرَّضْتُ الرجل إِذا أَهديت له وقال اللحياني عُراضةُ القافل من سفره هَدِيَّتُه التي يُهْدِيها لصبيانه إِذا قَفَلَ من سفره ويقال اشتر عُراضة لأَهلك أَي هدية وشيئاً تحمله إِليهم وهو بالفارسية راهْ آورَدْ وقال أَبو زيد في العُراضةِ الهَدِيّةِ التعرِيضُ ما كان من مِيرةٍ أَو زادٍ بعد أَن يكون على ظهر بعير يقال عَرِّضونا أَي أَطْعِمونا من ميرتكم وقال الأَصمعي العُراضة ما أَطْعَمَه الرّاكِبُ من استطعمه من أَهل المياه وقال هِمْيانُ وعَرَّضُوا المَجْلِسَ مَحْضاً ماهِجَا أَي سَقَوْهُم لبناً رَقِيقاً وفي حديث أَبي بكر وأَضْيافِه وقد عُرِضُوا فأَبَوْا هو بتخفيف الراء على ما لم يسم فاعله ومعناه أُطْعِمُوا وقُدِّمَ لَهم الطّعامُ وعَرَّضَ فلان إِذا دام على أَكل العَرِيضِ وهو الإِمَّرُ وتَعَرَّضَ الرّفاقَ سأَلَهم العُراضاتِ وتَعَرَّضْتُ الرّفاقَ أَسْأَلُهُم أَي تَصَدَّيْتُ لهم أَسأَلهم وقال اللحياني تَعَرَّضْتُ مَعْروفَهم ولِمَعْرُوفِهم أَي تَصَدَّيْتُ وجعلت فلاناً عُرْضةً لكذا أَي نَصَبْتُه له والعارِضةُ الشاةُ أَو البعير يُصِيبه الداء أَو السبع أَو الكسر فَيُنْحَرُ ويقال بنو فلان لا يأْكلون إِلا العَوارِض أَي لا ينحرون الإِبل إِلا من داء يُصِيبها يَعِيبُهم بذلك ويقال بنو فلان أَكَّالُونَ لِلْعَوارِضِ إِذا لم يَنْحَرُوا إِلا ما عَرَضَ له مَرَضٌ أَو كسْرٌ خوفاً أَن يموت فلا يَنْتَفِعُوا به والعرب تُغَيِّرُ بأَكله ومنه الحديث أَنه بعث بُدْنَه مع رجل فقال إِنْ عُرِضَ لها فانْحَرْها أَي إِن أَصابَها مرض أَو كسر قال شمر ويقال عَرَضَتْ من إِبل فلان عارِضةٌ أَي مَرِضَتْ وقال بعضهم عَرِضَتْ قال وأَجوده عَرَضَتْ وأَنشد إِذا عَرَضَتْ مِنها كَهاةٌ سَمِينةٌ فَلا تُهْدِ مِنْها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ وعَرَضَتِ الناقةُ أَي أَصابها كسر أَو آفة وفي الحديث لكم في الوظيفة الفَرِيضةُ ولكم العارِضُ العارض المريضة وقيل هي التي أَصابها كسر يقال عرضت الناقة إِذا أَصابها آفةٌ أَو كسر أَي إِنا لا نأْخُذُ ذاتَ العَيْب فَنَضُرَّ بالصدَقةِ وعَرَضَت العارِضةُ تَعْرُضُ عَرْضاً ماتتْ من مَرَض وتقول العرب إِذا قُرِّبَ إِليهم لحم أَعَبيطٌ أَم عارضة ؟ فالعَبيط الذي يُنحر من غير علة والعارضة ما ذكرناه وفلانة عُرْضةٌ للأَزواج أَي قويّة على الزوج وفلان عُرْضةٌ للشرّ أَي قوي عليه قال كعب بن زهير مِنْ كلِّ نَضَّاخةِ الذفْرَى إِذا عَرِقَتْ عُرْضَتُها طامِسُ الأَعْلامِ مَجْهُولُ وكذلك الاثنان والجَمع قال جرير وتلْقَى حبالى عُرْضةً لِلْمراجِمِ
( * قوله « وتلقى إلخ » كذا بالأصل )
ويروى جبالى وفُلانٌ عُرْضةٌ لكذا أَي مَعْرُوضٌ له أَنشد ثعلب طَلَّقْتهنّ وما الطلاق بِسُنّة إِنّ النِّساءَ لَعُرْضةُ التَّطْلِيقِ وفي التنزيل ولا تَجْعَلُوا اللّهَ عُرْضةً لأَيْمانِكم أَنْ تَبَرُّوا وتتقوا وتُصْلِحُوا أَي نَصْباً لأَيْمانِكُم الفراء لا تجعلوا الحلف باللّه مُعْتَرِضاً مانِعاً لكم أَن تَبَرُّوا فجعل العُرْضةَ بمعنى المُعْتَرِض ونحو ذلك قال الزجاج معنى لا تجعلوا اللّه عرضة لأَيمانكم أَنّ موضع أَن نَصْبٌ بمعنى عُرْضةً المعنى لا تَعْتَرِضُوا باليمين باللّه في أَن تَبَرُّوا فلما سقطت في أَفْضَى معنى الاعْتِراضِ فَنَصَبَ أَن وقال غيره يقال هم ضُعَفاءُ عُرْضةٌ لكل مَتَناوِلٍ إِذا كانوا نُهْزةً لكل من أَرادهم ويقال جَعَلْتُ فلاناً عُرْضةً لكذا وكذا أَي نَصَبْته له قال الأَزهري وهذا قريب مما قاله النحويون لأَنه إِذا نُصِبَ فقد صار معترضاً مانعاً وقيل معناه أَي نَصْباً معترضاً لأَيمانكم كالغَرَض الذي هو عُرضةٌ للرُّماة وقيل معناه قوّةٌ لأَيمانكم أَي تُشَدِّدُونها بذكر اللّه قال وقوله عُرْضةً فُعْلة من عَرَضَ يَعْرِضُ وكل مانِعٍ مَنَعَك من شغل وغيره من الأَمراضِ فهو عارِضٌ وقد عَرَضَ عارِضٌ أَي حال حائلٌ ومَنَعَ مانِعٌ ومنه يقال لا تَعْرِضْ ولا تَعْرَض لفلان أَي لا تَعْرِض له بمَنْعِك باعتراضِك أَنْ يَقْصِدَ مُرادَه ويذهب مذهبه ويقال سلكت طَريق كذا فَعَرَضَ لي في الطريق عارض أَي جبل شامخ قَطَعَ عَليَّ مَذْهَبي على صَوْبي قال الأَزهري وللعُرْضةِ معنى آخر وهو الذي يَعْرِضُ له الناس بالمكروه ويَقَعُونَ فيه ومنه قول الشاعر وإِنْ تَتْرُكوا رَهْطَ الفَدَوْكَسِ عُصْبةً يَتَامى أَيَامى عُرْضةً للْقَبائِلِ أَي نَصْباً للقبائل يَعْتَرِضُهم بالمكْرُوهِ مَنْ شاءَ وقال الليث فلان عُرْضةٌ للناس لا يَزالون يَقَعُونَ فيه وعَرَضَ له أَشَدَّ العَرْضِ واعْتَرَضَ قابَلَه بنفسه وعَرِضَتْ له الغولُ وعَرَضَت بالكسر والفتح عَرَضاً وعَرْضاً بَدَتْ والعُرْضِيَّةُ الصُّعُوبَةُ وقيل هو أَن يَرْكَبَ رأْسه من النَّخْوة ورجل عُرْضِيٌّ فيه عُرْضِيَّةٌ أَي عَجْرَفِيَّةٌ ونَخْوَةٌ وصُعُوبةٌ والعُرْضِيَّةُ في الفرس أَن يَمْشِيَ عَرْضاً ويقال عَرَضَ الفرسُ يَعْرِضُ عَرْضاً إِذا مَرَّ عارِضاً في عَدْوِه قال رؤبة يَعْرِضُ حتى يَنْصِبَ الخَيْشُوما وذلك إِذا عدَا عارِضاً صَدْرَه ورأْسَه مائلاً والعُرُضُ مُثَقَّل السيرُ في جانب وهو محمود في الخيل مذموم في الإِبل ومنه قول حميد مُعْتَرِضاتٍ غَيْرَ عُرْضِيَّاتِ يُصْبِحْنَ في القَفْرِ أتاوِيّاتِ
( * قوله « معترضات إلخ » كذا بالأصل والذي في الصحاح تقديم العجز عكس ما هنا )
أَي يَلْزَمْنَ المَحَجَّةَ وقيل في قوله في هذا الرجز إِن اعتراضهن ليس خلقة وإِنما هو للنشاط والبغي وعُرْضِيٌّ يَعْرِضُ في سيره لأَنه لم تتم رياضته بعد وناقة عُرْضِيَّةٌ فيها صُعُوبةٌ والعُرْضِيَّةُ الذَّلولُ الوسطِ الصعْبُ التصرفِ وناقة عُرْضِيَّة لم تَذِلّ كل الذُّلِّ وجمل عُرْضِيٌّ كذلك وقال الشاعر واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُهُ وفي حديث عمر وصف فيه نفسه وسِياسَته وحُسْنَ النظر لرعيته فقال رضي اللّه عنه إِني أَضُمُّ العَتُودَ وأُلْحِقُ القَطُوفَ وأَزجرُ العَرُوضَ قال شمر العَرُوضُ العُرْضِيَّةُ من الإِبل الصَّعْبة الرأْسِ الذلولُ وسَطُها التي يُحْمَلُ عليها ثم تُساقُ وسط الإِبل المحمَّلة وإِن ركبها رجل مضت به قُدُماً ولا تَصَرُّفَ لراكبها قال إِنما أَزجر العَرُوضَ لأَنها تكون آخر الإِبل قال ابن الأَثير العَرُوض بالفتح التي تأْخذ يميناً وشمالاً ولا تلزم المحجة يقول أَضربه حتى يعود إِلى الطريق جعله مثلاً لحسن سياسته للأُمة وتقول ناقة عَرَوضٌ وفيها عَرُوضٌ وناقة عُرْضِيَّةٌ وفيها عُرْضِيَّةٌ إِذا كانت رَيِّضاً لم تذلل وقال ابن السكيت ناقة عَرُوضٌ إِذا قَبِلَتْ بعض الرياضة ولم تَسْتَحْكِم وقال شمر في قول ابن أَحمر يصف جارية ومَنَحْتُها قَوْلي على عُرْضِيَّةٍ عُلُطٍ أُداري ضِغْنَها بِتَوَدُّدِ قال ابن الأَعرابي شبهها بناقة صعبة في كلامه إِياها ورفقه بها وقال غيره مَنَحْتُها أَعَرْتُها وأَعطيتها وعُرْضِيَّةٍ صُعوبة فكأَن كلامه ناقة صعبة ويقال كلمتها وأَنا على ناقة صعبة فيها اعتراض والعُرْضِيُّ الذي فيه جَفاءٌ واعْتِراضٌ قال العجاج ذُو نَخْوَةٍ حُمارِسٌ عُرْضِيُّ والمِعْراضُ بالكسر سهم يُرْمَى به بلا ريش ولا نَصْل يَمْضِي عَرْضاً فيصيب بعَرْضِ العود لا بحده وفي حديث عَدِيّ قال قلت للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَرْمي بالمِعْراضِ فَيَخْزِقُ قال إِنْ خَزَقَ فَكُلْ وإِن أَصابَ بعَرضِه فلا تَأْكُلْ أَراد بالمِعْراضِ سهماً يُرْمَى به بلا رِيش وأَكثر ما يصيب بعَرْض عُوده دون حَدِّه والمَعْرِضُ المَكانُ الذي يُعْرَضُ فيه الشيءُ والمِعْرَضُ الثوب تُعْرَضُ فيه الجارية وتُجَلَّى فيه والأَلفاظ مَعارِيضُ المَعاني من ذلك لأَنها تُجَمِّلُها والعارِضُ الخَدُّ يقال أَخذ الشعر من عارِضَيْهِ قال اللحياني عارِضا الوجه وعَرُوضَاه جانباه والعارِضانِ شِعاً الفَم وقيل جانبا اللِّحية قال عدي بن زيد لا تُؤاتِيكَ إِنْ صَحَوْتَ وإِنْ أَجْ هَدَ في العارِضَيْنِ مِنْك القَتِير والعَوارِضُ الثَّنايا سُميت عَوارِضَ لأَنها في عُرْضِ الفَم والعَوارِضُ ما وَلِيَ الشِّدْقَيْنِ من الأَسنان وقيل هي أَرْبع أَسْنان تَلي الأَنيابَ ثم الأَضْراسُ تَلي العَوارِضَ قال الأَعشى غَرَّاء فَرْعاء مَصْقُول عَوارِضُها تَمْشِي الهُوَيْنا كما يَمْشي الوجِي الوَحِلُ وقال اللحياني العَوارِضُ من الأَضْراسِ وقيل عارِضُ الفَمِ ما يبدو منه عند الضحك قال كعب تَجْلُو عوارِضَ ذي ظَلْمٍ إِذا ابْتَسَمَتْ كَأَنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ يَصِفُ الثَّنايا وما بعدها أَي تَكْشِفُ عن أَسْنانها وفي الحديث أَن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بَعَثَ أُمَّ سُلَيْمٍ لتنظر إِلى امرأَة فقال شَمِّي عَوارِضَها قال شمر هي الأَسنان التي في عُرْضِ الفم وهي ما بين الثنايا والأَضراس واحدها عارضٌ أَمَرَها بذلك لتَبُورَ به نَكْهَتَها وريح فَمِها أَطَيِّبٌ أَم خبيث وامرأَة نقِيَّةُ العَوارِض أَي نقِيَّةُ عُرْضِ الفم قال جرير أَتَذْكرُ يَومَ تَصْقُلُ عارِضَيْها بِفَرْعِ بَشامةِ سُقيَ البَشامُ قال أَبو نصر يعني به الأَسنان ما بعد الثنايا والثنايا ليست من العَوارِضِ وقال ابن السكيت العارِضُ النابُ والضِّرْسُ الذي يليه وقال بعضهم العارِضُ ما بين الثنية إِلى الضِّرْس واحتج بقول ابن مقبل هَزِئَتْ مَيّةُ أَنْ ضاحَكْتُها فَرَأَتْ عارِضَ عَوْدٍ قد ثَرِمْ قال والثَّرَمُ لا يكون في الثنايا
( * قوله « لا يكون في الثنايا » كذا بالأصل وبهامشه صوابه لا يكون إِلا في الثنايا اه وهو كذلك في الصحاح وشرح ابن هشام لقصيد كعب بن زهير رضي اللّه عنه ) وقيل العَوارِضُ ما بين الثنايا والأَضراس وقيل العوارض ثمانية في كل شِقٍّ أَربعةٌ فوق وأَربعة أَسفل وأَنشد ابن الأَعرابي في العارضِ بمعنى الأَسنان وعارِضٍ كجانبِ العِراقِ أَبَنْت بَرّاقاً مِنَ البَرّاقِ العارِضُ الأَسنان شبه استِواءَها باستواء اسفل القرْبة وهو العِراقُ للسيْرِ الذي في أَسفل القِرْبة وأَنشد أَيضاً لَمَّا رأَيْنَ دَرَدِي وسِنِّي وجَبْهةً مِثْلَ عِراقِ الشَّنِّ مِتُّ عليهن ومِتْنَ مِنِّي قوله مُتّ عليهن أَسِفَ على شبابه ومتن هُنّ من بغضي وقال يصف عجوزاً تَضْحَكُ عن مِثْلِ عِراقِ الشَّنِّ أَراد بِعِراقِ الشَّنِّ أَنه أَجْلَحُ أَي عن دَرادِرَ اسْتَوَتْ كأَنها عِراقُ الشَّنِّ وهي القِرْبةُ وعارِضةُ الإِنسان صَفْحتا خدّيه وقولهم فلان خفيف العارِضَيْنِ يراد به خفة شعر عارضيه وفي الحديث من سَعادةِ المرءِ خِفّة عارِضَيْه قال ابن الأَثير العارِضُ من اللحية ما يَنْبُتُ على عُرْضِ اللَّحْيِ فوق الذقَن وعارِضا الإِنسان صفحتا خدّيه وخِفَّتُهما كناية عن كثرة الذكرِ للّه تعالى وحركتِهما به كذا قال الخطابي وقال قال ابن السكيت فلان خفيف الشفَةِ إِذا كان قليل السؤال للناس وقيل أَراد بخفة العارضين خفة اللحية قال وما أَراه مناسباً وعارضةُ الوجه ما يبدو منه وعُرْضا الأَنف وفي التهذيب وعُرْضا أَنْفِ الفرس مُبْتَدَأُ مُنْحَدَرِ قصَبته في حافتيه جميعاً وعارِضةُ الباب مِساكُ العِضادَتَيْنِ من فوق مُحاذِيةً للأُسْكُفّةِ وفي حديث عمرو بن الأَهتم قال للزبْرِقانِ إِنه لشديد العارضةِ أَي شدِيد الناحيةِ ذو جَلَدٍ وصَرامةٍ ورجل شديدُ العارضةِ منه على المثل وإِنه لذُو عارضةٍ وعارضٍ أَي ذُو جلَدٍ وصَرامةٍ وقُدْرةٍ على الكلام مُفَوّهٌ على المثل أَيضاً وعَرَضَ الرجلُ صار ذا عارضة والعارضةُ قوّةُ الكلامِ وتنقيحه والرأْيُ الجَيِّدُ والعارِضُ سَقائِفُ المَحْمِل وعوارِضُ البيتِ خشَبُ سَقْفِه المُعَرَّضةُ الواحدة عارِضةٌ وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها نَصَبْتُ على باب حُجْرتي عَباءةً مَقْدَمَه من غَزاة خَيْبَرَ أَو تَبُوكَ فهَتَكَ العَرْضَ حتى وقَع بالأَرض حكى ابن الأَثير عن الهرويّ قال المحدثون يروونه بالضاد وهو بالصاد والسين وهو خشبة توضع على البيت عَرْضاً إِذا أَرادوا تسقيفه ثم تُلْقى عليه أَطرافُ الخشَب القِصار والحديث جاء في سنن أَبي داود بالضاد المعجمة وشرحه الخطابي في المَعالِم وفي غريب الحديث بالصاد المهملة قال وقال الراوي العَرْص وهو غلط وقال الزمخشري هو العَرْصُ بالصاد المهملة قال وقد روي بالضاد المعجمة لأَنه يوضع على البيت عَرْضاً والعِرَضُّ النَّشاطُ أَو النَّشِيطُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد لأَبي محمد الفقعسي إِنّ لَها لَسانِياً مِهَضّا على ثَنايا القَصْدِ أَوْ عِرَضّا الساني الذي يَسْنُو على البعير بالدلو يقول يَمُرُّ على مَنْحاتِه بالغَرْبِ على طريق مستقيمة وعِرِضَّى من النَّشاطِ قال أَو يَمُرُّ على اعْتراضٍ من نَشاطِه وعِرِضّى فِعِلَّى من الاعْتراضِ مثل الجِيَضِّ والجِيِضَّى مَشْيٌ في مَيَلٍ والعِرَضَّةُ والعِرَضْنةُ الاعْتِراضُ في السير من النَّشاطِ والفرس تَعْدُو العِرَضْنى والعِرَضْنةَ والعِرَضْناةَ أَي مُعْتَرِضةً مَرَّةً من وجه ومرّة من آخر وناقة عِرَضْنةٌ بكسر العين وفتح الراء مُعْتَرِضةٌ في السير للنشاط عن ابن الأَعرابي وأَنشد تَرِدْ بِنا في سَمَلٍ لَمْ يَنْضُبِ مِنْها عِرَضْناتٌ عِراضُ الأَرْنُبِ العِرْضْناتُ ههنا جمع عِرَضْنةٍ وقال أَبو عبيد لا يقال عِرَضْنةٌ إِنما العِرَضْنةُ الاعْتراضُ ويقال فلان يَعْدو العِرَضْنةَ وهو الذي يَسْبِقُ في عَدْوه وهو يمشي العِرَضْنى إِذا مَشَى مِشْيةً في شقّ فيها بَغْيٌ من نَشاطه وقول الشاعر عِرَضْنةُ لَيْلٍ ففي العِرَضْناتِ جُنَّحا أَي من العِرَضْناتِ كما يقال رجل من الرجال وامرأَة عِرَضْنةٌ ذهبت عَرْضاً من سِمَنِها ورجل عِرْضٌ وامرأَة عِرْضةٌ وعِرْضَنٌ وعِرْضَنةٌ إِذا كان يَعْتَرِضُ الناس بالباطل ونظرت إِلى فلان عِرَضْنةً أَي بِمُؤَخَّر عَيْني ويقال في تصغير العِرَضْنى عُرَيْضِنٌ تَثْبُتُ النونُ لأَنها ملحقة وتحذف الياء لأَنها غير ملحقة وقال أَبو عمرو المُعارِضُ من الإِبلِ العَلُوقُ وهي التي ترأَم بأَنْفِها وتَمْنَعُ دَرَّها وبعير مُعارِضٌ إِذا لم يَسْتَقم في القِطار والإِعْراضُ عن الشيء الصدُّ عنه وأَعْرَضَ عنه صَدّ وعَرَضَ لك الخيرُ يَعْرِضُ عُروضاً وأَعْرَضَ أَشْرَفَ وتَعَرَّضَ مَعْرُوفَه وله طَلَبَه واستعمل ابن جني التَّعْرِيضَ في قوله كان حَذْفُه أَو التَّعْرِيضُ لحَذْفِه فساداً في الصنْعة وعارَضَه في السير سار حِياله وحاذاه وعارَضَه بما صَنَعَه كافأَه وعارض البعيرُ الريحَ إِذا لم يستقبلها ولم يستدبرها وأَعْرَض الناقةَ على الحوض وعَرَضَها عَرْضاً سامَها أَن تشرب وعَرَضَ عَلَيّ سَوْمَ عالّةٍ بمعنى قول العامة عَرْضَ سابِرِيّ وفي المثل عَرْضَ سابِرِيّ لأَنه يُشترى بأَوّل عَرْض ولا يُبالَغُ فيه وعَرَضَ الشيءُ يَعْرِضُ بدا وعُرَضَّى فُعَلَّى من الإِعْراضِ حكاه سيبويه ولقِيه عارِضاً أَي باكِراً وقيل هو بالغين معجمة وعارضاتُ الوِرْد أَوّله قال كِرامٌ يَنالُ الماءَ قَبْلَ شفاهِهِمْ لَهُمْ عارِضات الوِرْدِ شُمُّ المَناخِرِ لهم منهم يقول تقَع أُنوفُهم في الماء قبل شِفاههم في أَوّل وُرُودِ الوِرْدِ لأَن أَوّله لهم دون الناس وعَرَّضَ لي بالشيء لم يُبَيِّنْه وتَعَرُضَ تعَوَّجَ يقال تعرَّض الجملُ في الجبَل أَخَذ منه في عَرُوضٍ فاحتاج أَن يأْخذ يميناً وشمالاً لصعوبة الطريق قال عبد اللّه ذو البِجادين المزنيُّ وكان دليلَ النبي صلّى اللّه عليه وسلّم يخاطب ناقته وهو يقودُها به صلّى اللّه عليه وسلّم على ثَنِيّةِ رَكوبةَ وسمي ذا البِجادَيْنِ لأَنه حين أَراد المسير إِلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قطعت له أُمّه بِجاداً باثنين فَأْتَزَرَ بواحد وارْتَدى بآخَر تَعَرَّضِي مَدارِجاً وسُومي تَعَرَّضَ الجَوْزاءِ للنُّجُومِ هو أَبُو القاسِمِ فاسْتَقِيمي ويروى هذا أَبو القاسم تَعَرَّضِي خُذِي يَمْنةً ويَسْرةً وتَنَكَّبي الثنايا الغِلاظ تَعَرُّضَ الجَوْزاءِ لأَن الجوزاء تمر على جنب مُعارضةً ليست بمستقيمة في السماء قال لبيد أَو رَجْعُ واشِمةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها كِفَفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنّ وِشامُها قال ابن الأَثير شبهها بالجوزاء لأَنها تمرّ معترضة في السماء لأَنها غير مستقيمة الكواكب في الصورة ومنه قصيد كعب مَدْخُوسةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عن عُرُضٍ أَي أَنها تَعْتَرِضُ في مَرْتَعِها والمَدارِجُ الثنايا الغِلاظُ وعَرَّضَ لفلان وبه إِذا قال فيه قولاً وهو يَعِيبُه الأَصمعي يقال عَرَّضَ لي فلان تَعْرِيضاً إِذا رَحْرَحَ بالشيء ولم يبيِّن والمَعارِيضُ من الكلام ما عُرِّضَ به ولم يُصَرَّحْ وأَعْراضُ الكلامِ ومَعارِضُه ومَعارِيضُه كلام يُشْبِهُ بعضهُ بعضاً في المعاني كالرجل تَسْأَله هل رأَيت فلاناً ؟ فيكره أَن يكذب وقد رآه فيقول إِنَّ فلاناً لَيُرَى ولهذا المعنى قال عبد اللّه بن العباس ما أُحِبُّ بمَعارِيضِ الكلامِ حُمْرَ النَّعَم ولهذا قال عبد اللّه بن رواحة حين اتهمته امرأَته في جارية له وقد كان حلف أَن لا يقرأَ القرآن وهو جُنب فأَلَحَّتْ عليه بأَن يقرأَ سورة فأَنشأَ يقول شَهِدْتُ بأَنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وأَنَّ النارَ مَثْوَى الكافِرِينا وأَنَّ العَرْشَ فوْقَ الماءِ طافٍ وفوقَ العَرْشِ رَبُّ العالَمِينا وتَحْمِلُه ملائكةٌ شِدادٌ ملائكةُ الإِلهِ مُسَوَّمِينا قال فرضيت امرأَته لأَنها حَسِبَتْ هذا قرآناً فجعل ابن رواحة رضي اللّه عنه هذا عَرَضاً ومِعْرَضاً فراراً من القراءة والتعْرِيضُ خلاف التصريح والمَعارِيضُ التَّوْرِيةُ بالشيء عن الشيء وفي المثل وهو حديث مخرّج عن عمران بن حصين مرفوع إِنَّ في المَعاريضِ لَمَنْدُوحةً عن الكذب أَي سَعةً المَعارِيضُ جمع مِعْراضٍ من التعريضِ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَمَا في المَعارِيض ما يُغْني المسلم عن الكذب ؟ وفي حديث ابن عباس ما أُحب بمَعارِيضِ الكلام حُمْر النعَم ويقال عَرّض الكاتبُ إِذا كتب مُثَبِّجاً ولم يبين الحروف ولم يُقَوِّمِ الخَطّ وأَنشد الأَصمعي للشماخ كما خَطَّ عِبْرانِيّةً بيَمينه بتَيماءَ حَبْرٌ ثم عَرَّضَ أَسْطُرا والتَّعْرِيضُ في خِطْبةِ المرأَة في عدّتها أَن يتكلم بكلام يشبه خِطْبتها ولا يصرّح به وهو أَن يقول لها إِنك لجميلة أَو إِن فيك لبقِيّة أَو إِن النساء لمن حاجتي والتعريض قد يكون بضرب الأَمثال وذكر الأَلغاز في جملة المقال وفي الحديث أَنه قال لعَديّ ابن حاتم إِن وِسادَكَ لعَرِيضٌ وفي رواية إِنك لعَريضُ القَفا كَنى بالوِساد عن النوم لأَن النائم يتَوَسَّدُ أَي إِن نومك لطويل كثير وقيل كنى بالوساد عن موضع الوساد من رأْسه وعنقه وتشهد له الرواية الثانية فإِنّ عِرَضَ القفا كناية عن السِّمَن وقيل أَراد من أَكل مع الصبح في صومه أَصبح عَريضَ القفا لأَن الصوم لا يؤثِّر فيه والمُعَرَّضةُ من النساء البكر قبل أَن تُحْجَبَ وذلك أَنها تُعْرَضُ على أَهل الحيّ عَرْضةً لِيُرَغِّبُوا فيها مَنْ رَغِبَ ثم يَحْجبونها قال الكميت لَيالِيَنا إِذْ لا تزالُ تَرُوعُنا مُعَرَّضةٌ مِنْهُنَّ بِكْرٌ وثَيِّبُ وفي الحديث من عَرَّضَ عَرَّضْنا له ومن مَشى على الكَلاّءِ أَلْقَيْناه في النهر تفسيرُه من عَرَّضَ بالقَذْف عَرَّضْنا له بتأْديب لا يَبْلُغُ الحَدّ ومن صرح بالقذف برُكُوبه نهر الحَدّ أَلقيناه في نهر الحدّ فحَدَدْناه والكلاَّء مَرْفأُ السفُن في الماء وضرب المشي على الكلاَّء مثلاً للتعريض للحدّ بصريح القذف والعَرُوضُ عَرُوضُ الشعر وهي فَواصِلُ أَنصاف الشعْر وهو آخر النصف الأَول من البيت أُنْثَى وكذلك عَرُوض الجبل وربما ذُكِّرتْ والجمع أَعارِيضُ على غير قياس حكاه سيبويه وسمي عَرُوضاً لأَن الشعر يُعْرَضُ عليه فالنصف الأَول عَروضٌ لأَن الثاني يُبْنى على الأَول والنصف الأَخير الشطر قال ومنهم من يجعل العَروضَ طَرائق الشعْر وعَمُودَه مثل الطويل يقول هو عَرُوضٌ واحد واخْتِلافُ قَوافِيه يسمى ضُرُوباً قال ولكُلٍّ مقَالٌ قال أَبو إِسحق وإِنما سمي وسط البيت عَرُوضاً لأَن العروض وسط البيت من البِناء والبيتُ من الشعْر مَبنيّ في اللفظ على بناء البيت المسكون للعرب فَقِوامُ البيت من الكلام عَرُوضُه كما أَنّ قِوامَ البيت من الخِرَقِ العارضةُ التي في وسطه فهي أَقْوَى ما في بيت الخرق فلذلك يجب أَن تكون العروض أَقوى من الضرْب أَلا ترى أَن الضُّروبَ النقصُ فيها أَكثر منه في الأَعارِيض ؟ والعَرُوضُ مِيزانُ الشعْر لأَنه يُعارَضُ بها وهي مؤنثة ولا تجمع لأَنها اسم جنس وفي حديث خديجة رضي اللّه عنها أَخاف أَن يكون عُرِضَ له أَي عَرَضَ له الجنّ وأَصابَه منهم مَسٌّ وفي حديث عبد الرحمن بن الزَّبِيرِ وزَوجتِه فاعتُرِضَ عنها أَي أَصابَه عارض من مرَضٍ أَو غيره منَعَه عن إِتيانها ومضى عَرْضٌ من الليل أَي ساعةٌ وعارِضٌ وعرِيضٌ ومُعْتَرِضٌ ومُعَرِّضٌ ومُعْرِضٌ أَسماء قال لَوْلا ابْن حارِثةَ الأَميرُ لَقَدْ أَغْضَيْتُ مِنْ شَتْمي على رَغْمي
( * قوله « لولا ابن حارثة الأمير لقد » كذا بالأصل )
إِلاَّ كَمُعْرِضٍ المُحَسِّر بَكْرَه عَمْداً يُسَبِّبُني على الظُّلْمِ الكاف فيه زائدة وتقديره إِلا مُعْرِضاً وعُوارضٌ بضم العين جبَل أَو موضع قال عامرُ بن الطُّفَيْل فَلأَبْغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوارضاً ولأُقْبِلَنَّ الخيْلَ لابةَ ضَرْغَدِ أَي بِقَناً وبعُوارِضٍ وهما جبلان قال الجوهري هو ببلاد طيّء وعليه قبر حاتم وقال فيه الشماخ كأَنَّها وقد بَدا عُوارِضُ وفاضَ من أَيْدِيهِنّ فائضُ وأَدَبِيٌّ في القَتامِ غامِضُ وقِطْقِطٌ حيثُ يَحُوضُ الحائضُ والليلُ بَيْنَ قَنَوَيْنِ رابِضُ بجَلْهةِ الوادِي قَطاً نَواهِضُ والعَرُوضُ جبل قال ساعِدةُ بن جُؤَيّة أَلمْ نَشْرِهمْ شَفْعاً وتُتْرَكَ منْهُمُ بجَنْبِ العَرُوضِ رِمّةٌ ومَزاحِفُ ؟ والعُرَيْضُ بضم العين مصغر وادٍ بالمدينة به أَموالٌ لأَهلها ومنه حديث أَبي سفيان أَنه خرَج من مكة حتى بلغ العُرَيْضَ ومنه الحديث الآخر ساقَ خَلِيجاً من العُرَيْضِ والعَرْضِيُّ جنس من الثياب قال النضر ويقال ما جاءكَ من الرأْي عَرَضاً خير مما جاءك مُسْتَكْرَهاً أَي ما جاءك من غير رَوِيَّةٍ ولا فِكْر وقولهم عُلِّقْتُها عَرَضاً إِذا هَوِيَ امرأَةً أَي اعْتَرَضَتْ فرآها بَغْتة من غير أَن قَصَد لرؤيتها فَعَلِقَها من غير قصدٍ قال الأَعشى عُلِّقْتُها عَرَضاً وعُلِّقَتْ رَجُلاً غَيْري وعُلِّقَ أُخْرى غيْرَها الرجُلُ وقال ابن السكيت في قوله عُلِّقْتُها عرَضاً أَي كانت عرَضاً من الأَعْراضِ اعْتَرَضَني من غير أَن أَطْلُبَه وأَنشد وإِمّا حُبُّها عَرَضٌ وإِمّا بشاشةُ كلِّ عِلْقٍ مُسْتَفاد يقول إِما أَن يكون الذي من حبها عرَضاً لم أَطلبه أَو يكون عِلْقاً ويقال أَعرَض فلان أَي ذهَب عرْضاً وطولاً وفي المثلِ أَعْرَضْتَ القِرْفةَ وذلك إِذا قيل للرجل من تَتَّهِمُ ؟ فيقول بني فلانة للقبيلة بأَسْرِها وقوله تعالى وعَرَضْنا جهنم يومئذ للكافرين عَرْضاً قال الفراء أَبرزناها حتى نظر إِليها الكفار ولو جَعَلْتَ الفِعْلَ لها زدْتَ أَلفاً فقلت أَعْرَضَتْ هي أَي ظَهَرَتْ واستبانت قال عمرو بن كلثوم فأَعْرَضَتِ اليمامةُ واشْمَخَرَّتْ كأَسيافٍ بأَيدي مُصْلِتينا أَي أَبْدَتْ عُرْضَها ولاحَتْ جِبالُها للناظر إِليها عارِضةً وأَعْرَضَ لك الخير إِذا أَمْكَنكَ يقال أَعْرَضَ لك الظبْيُ أَي أَمْكَنكَ من عُرْضِه إِذا وَلاَّك عُرْضَه أَي فارْمه قال الشاعر أَفاطِمَ أَعْرِضِي قَبْلَ المنايا كَفى بالموْتِ هَجْراً واجْتِنابا أَي أَمكِني ويقال طَأْ مُعْرِضاً حيث شئت أَي ضَعْ رجليك حيث شئت أَي ولا تَتَّق شيئاً قد أَمكن ذلك واعْتَرَضْتُ البعير رَكِبْتُه وهو صَعْبٌ واعْتَرضْتُ الشهر إِذا ابتدأْته من غير أَوله ويقال تَعَرَّضَ لي فلان وعرَض لي يَعْرِضُ يَشْتِمُني ويُؤْذِيني وقال الليث يقال تعرَّض لي فلان بما أَكره واعتَرَضَ فلان فلاناً أَي وقع فيه وعارَضَه أَي جانَبَه وعَدَلَ عنه قال ذو الرمة وقد عارَضَ الشِّعْرى سُهَيْلٌ كأَنَّه قَريعُ هِجانٍ عارَضَ الشَّوْلَ جافِرُ ويقال ضرَب الفحلُ الناقةَ عِراضاً وهو أَن يقاد إِليها ويُعْرَضَ عليها إِن اشْتَهَتْ ضرَبَها وإِلا فلا وذلك لكَرَمها قال الراعي قلائِصُ لا يُلْقَحْنَ إِلاَّ يَعارةً عِراضاً ولا يُشْرَيْنَ إِلاَّ غَوالِيا ومثله للطرماح ونِيلَتْ حِينَ نِيلتْ يَعارةً في عِراضِ أَبو عبيد يقال لَقِحَتْ ناقةُ فلان عِراضاً وذلك أَن يُعارِضَها الفحلُ معارضةً فيَضْرِبَها من غير أَن تكون في الإِبل التي كان الفحلُ رَسِيلاً فيها وبعير ذو عِراضٍ يُعارِضُ الشجر ذا الشوْكِ بفِيه والعارِضُ جانِبُ العِراق والعريضُ الذي في شعر امرئ القيس اسم جبل ويقال اسم واد قَعَدْتُ له وصُحْبتي بَيْنَ ضارِجٍ وبَيْنَ تِلاعِ يَثْلَثٍ فالعَرِيضِ أَصابَ قُطَيَّاتٍ فَسالَ اللَّوى له فَوادي البَدِيّ فانْتَحى لليَرِيضِ
( * قوله « أصاب إلخ » كذا بالأصل والذي في معجم ياقوت في عدة مواضع أصاب قطاتين فسال لواهما )
وعارَضْتُه في المَسِير أَي سِرْتُ حياله وحاذَيْتُه ويقال عارض فلان فلاناً إِذا أَخذ في طريق وأخذ في طريق آخر فالتقيا وعارَضْتُه بمثل ما صنع أَي أَتيت إِليه بمثل ما أَتى وفعلت مثل ما فعل ويقال لحم مُعَرَّضُ للذي لم يُبالَغْ في إِنْضاجِه قال السُّلَيْك بن السُّلَكةِ السعدي سَيَكْفِيكَ ضَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُعَرَّضٌ وماءُ قُدُورٍ في الجِفانِ مَشِيبُ ويروى بالضاد والصاد وسأَلته عُراضةَ مالٍ وعَرْضَ مال وعَرَضَ مالٍ فلم يعطنيه وقَوْسٌ عُراضةٌ أَي عَرِيضةٌ قال أَبو كبير لَمّا رأى أَنْ لَيْسَ عنهمْ مَقْصَرٌ قَصَرَ اليَمِينَ بكلِّ أَبْيَضَ مِطْحَرِ وعُراضةِ السِّيَتَينِ تُوبِعَ بَرْيُها تأْوي طَوائِفُها بعَجْسٍ عَبْهَرِ تُوبِعَ بَرْيُها جُعِلَ بعضه يشبه بعضاً قال ابن بري أَورده الجوهري مفرداً وعُراضةُ وصوابه وعُراضةِ بالخفض وعلله بالبيت الذي قبله وأَما قول ابن أَحمر أَلا لَيْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ ليلةً صَحيحَ السُّرى والعِيسُ تَجْري عَرُوضُها بِتَيْهاءَ قَفْرٍ والمَطِيُّ كأَنَّها قَطا الحَزْنِ قد كانَتْ فِراخاً بُيُوضُها ورَوْحةُ دُنْيا بَينَ حَيَّينِ رُحْتُها أُسِيرُ عَسِيراً أَو عَرُوضاً أَرُوضُها أُسِيرُ أَي أُسَيِّرُ ويقال معناه أَنه ينشد قصيدتين إِحداهما قد ذَلَّلها والأُخرى فيها اعتراضٌ قال ابن بري والذي فسّره هذا التفسير روى الشعر أُخِبُّ ذَلُولاً أَو عَرُوضاً أَرُوضُها قال وهكذا روايته في شعره ويقال اسْتُعْرِضَتِ الناقةُ باللحمِ فهي مُسْتَعْرَضَةٌ ويقال قُذِفَتْ باللحم ولُدِسَت إِذا سَمِنَتْ قال ابن مقبل قَبّاء قد لَحِقَتْ خَسِيسةُ سِنِّها واسْتُعْرِضَتْ ببَضِيعِها المُتَبَتِّرِ قال خسيسةُ سِنِّها حين بَزَلَتْ وهي أَقْصَى أَسنانها وفلان مُعْتَرِضٌ في خُلُقِه إِذا ساءَكَ كلُّ شيءٍ من أَمره وناقة عُرْضةٌ للحِجارةِ أَي قويّةٌ عليها وناقة عُرْضُ أَسفارٍ أَي قويّة على السفَر وعُرْضُ هذا البعيرِ السفَرُ والحجارةُ وقال المُثَقِّبُ العَبْديُّ أَو مائَةٌ تُجْعَلُ أَوْلادُها لَغْواً وعُرْضُ المائةِ الجَلْمَدُ
( * قوله « أو مائة إلخ » تقدم هذا البيت في مادة جلمد بغير هذا الضبط والصواب ما هنا )
قال ابن بري صواب إِنشاده أَو مائةٍ بالكسر لأَن قبله إِلا بِبَدْرَى ذَهَبٍ خالِصٍ كلَّ صَباحٍ آخِرَ المُسْنَدِ قال وعُرْضُ مبتدأ والجلمد خبره أَي هي قوية على قطعه وفي البيت إِقْواء ويقال فلان عُرْضةُ ذاك أَو عُرْضةٌ لذلك أَي مُقْرِنٌ له قويّ عليه والعُرْضةُ الهِمَّةُ قال حسان وقال اللّهُ قد أَعْدَدْتُ جُنْداً هُمُ الأَنْصارُ عُرْضَتُها اللِّقاءُ وقول كعب بن زهير عُرْضَتُها طامِسُ الأَعْلامِ مجهول قال ابن الأَثير هو من قولهم بَعِيرٌ عُرْضةٌ للسفر أَي قويٌّ عليه وقيل الأَصل في العُرْضةِ أَنه اسم للمفعول المُعْتَرَضِ مثل الضُّحْكة والهُزْأَةِ الذي يُضْحَكُ منه كثيراً ويُهْزَأُ به فتقول هذا الغَرضُ عُرْضَةٌ للسِّهام أَي كثيراً ما تَعْتَرِضُه وفلانٌ عُرْضةٌ للكلام أَي كثيراً ما يَعْتَرِضُه كلامُ الناس فتصير العُرْضةُ بمعنى النَّصْب كقولك هذا الرجل نَصْبٌ لكلام الناس وهذا الغَرضُ نَصْبٌ للرُّماة كثيراً ما تَعْتَرِضُه وكذلك فلان عُرْضةٌ للشرِّ أَي نصب للشرّ قويٌّ عليه يعترضه كثيراً وقولهم هو له دونه عُرْضةٌ إِذا كان يَتَعَرَّضُ له ولفلان عرضة يَصْرَعُ بها الناس وهو ضرب من الحِيلةِ في المُصارَعَة

عربض
العِرَبْضُ كالهِزَبْر الضخْمُ فأَما أَبو عبيدة فقال العَريضُ كأَنه من الضَّخَمِ والعِرَبْضُ والعِرْباضُ البعيرُ القَوِيُّ العَرِيضُ الكَلْكَلِ الغليظُ الشديدُ الضخْمُ قال الشاعر أَلْقَى عليها كَلْكَلاً عِرَبْضا وقال إِنَّ لَنا هَوَّاسَةً عِرَبْضا وأَسَدٌ عِرْباضٌ رَحْبُ الكَلْكَلِ

عرمض
العَرْمَضُ والعِرْماضُ الطُّحْلُبُ قال اللحياني وهو الأَخضر مثل الخِطْمِيّ يكون على الماء قال وقيل العَرْمَضُ الخُضْرَةُ على الماء والطُّحْلُبُ الذي يكون كأَنه نسج العنكبوت الأَزهري العرمض رخو أَخضر كالصوف في الماء المزمن وأَظنهه نباتاً قال أَبو زيد الماء المُعَرْمِضُ والمُطَحْلِبُ واحد ويقال لهما ثَوْرُ الماء وهو الأَخضر الذي يخرج من أَسفل الماء حتى يكون فوق الماء قال الأَزهري العَرْمَضُ الغَلْفَقُ الأَخضرُ الذي يَتَغَشَّى الماء فإِذا كان في جوانبه فهو الطُّحْلُب يقال ماءٌ مُعَرْمِضٌ قال امرؤ القيس تَيَمَّمَتِ العَينَ التي عندَ ضارِجٍ يَفيءُ عليها الظِّلُّ عَرْمَضُها طامي وعَرْمَضَ الماءُ عَرْمَضَةً وعِرْماضاً علاه العرمض عن اللحياني والعَرْمَضُ والعِرْمِض الأَخيرة عن الهجري من شجر العِضاهِ لها شوك أَمثال مَناقِير الطير وهو أَصلبها عِيداناً والعَرْمَضُ أَيضاً صغار السَّدْرِ والأَراك عن أَبي حنيفة وأَنشد بالرّاقِصاتِ على الكَلالِ عَشِيَّةً تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ الأَزهري يقال لصغار الأَراك عَرْمَضٌ والعَرْمَضُ السِّدْر صِغاره وصغار العِضاه عَرمض

عضض
العَضُّ الشدُّ بالأَسنان على الشيء وكذلك عَضّ الحيَّة ولا يقال للعَقْرَب لأَن لَدْغَها إِنما هو بِزُباناها وشَوْلَتِها وقد عَضِضْتُه أَعَضُّه وعَضِضْتُ عليه عَضّاً وعِضاضاً وعَضِيضاً وعَضَّضْتُه تميمة ولم يسمع لها بآتٍ على لغتهم والأَمر منه عَضَّ واعْضَضْ وفي حديث العِرْباض وعَضُّوا عليها بالنواجِذِ هذا مثل في شدّة الاستماك بأَمر الدين لأَن العَضَّ بالنواجذ عَضٌّ بجميع الفم والأَسنان وهي أَواخِرُ الأَسنان وقيل هي التي بعد الأَنياب وحكى الجوهري عن ابن السكيت عضضت باللقمة فأَنا أَعَضُّ وقال أََبو عبيدة عَضَضْتُ بالفتح لغة في الرِّبابِ قال ابن بري هذا تصحيف على ابن السكيت والذي ذكره ابن السكيت في كتاب الإِصلاح غَصِصْتُ باللقمة فأَنا أَغَصُّ بها غَصَصاً قال أَبو عبيدة وغَصَصْتُ لغة في الرِّبابِ بالصاد المهملة لا بالضاد المعجمة ويقال عَضَّه وعَضَّ به وعَضَّ عليه وهما يَتعاضّانِ إِذا عَضَّ كل واحد منهما صاحبه وكذلك المُعاضَّةُ والعِضاضُ وأَعْضَضْتُه سيفي ضربته به وما لنا في هذا الأَمر مَعَضٌّ أَي مُسْتَمْسَكٌ والعَضُّ باللسان أَنْ يَتَناوَلَه بما لا ينبغي والفعلُ كالفعلِ وكذلك المصدر ودابةٌ ذاتُ عَضِيضٍ وعِضاضٍ قال سيبويه العِضاضُ اسم كالسِّبابِ ليس على فَعَلَه فَعْلاً وفرَسٌ عَضُوضٌ أَي يَعَضُّ وكلب عَضوض وناقة عَضوض بغير هاء ويقال بَرِئْتُ إِليك من العِضاضِ والعَضِيضِ إِذا باع دابَّة وبَرِئَ إِلى مشتريها من عَضِّها الناسَ والعُيُوبُ تجيءُ على فِعال بكسر الفاء وأَعْضَضْتُه الشيءَ فَعَضَّه وفي الحديث من تَعَزَّى بِعَزاءِ الجاهلية فأَعِضُّوه بِهَنِ أَبيه ولا تَكْنُوا أَي قُولوا له اعْضَضْ بأَيْرِ أَبيك ولا تكنوا عن الأَير بالهن تنكيلاً وتأْديباً لمن دعَا دَعْوى الجاهلية ومنه الحديث أَيضاً من اتَّصَلَ فأَعِضُّوه أَي من انتسَب نِسْبَةَ الجاهلية وقال يا لفلان وفي حديث أُبَيّ أَنه أَعَضَّ إِنساناً اتّصَل وقال أَبو جهل لعتبة يوم بدر واللّه لو غَيْرُك يقول هذا لأَعْضَضْتُه وقال الأَعْشى عَضَّ بما أَبْقَى المَواسِي له من أُمِّه في الزَّمَنِ الغابِرِ وما ذاقَ عَضاضاً أَي ما يُعَضُّ عليه ويقال ما عندنا أَكالٌ ولا عَضاضٌ وقال كأَنَّ تَحْتي بازِياً رَكَّاضا أَخْدَرَ خَمْساً لم يَذُقْ عَضاضا أَخْدَرَ أَقامَ خَمْساً في خِدْره يريد أَن هذا البازي أَقام في وَكْره خمس ليال مع أَيامهن لم يذق طعاماً ثم خرج بعد ذلك يطلب الصيد وهو قَرِمٌ إِلى اللحم شديد الطيران فشبه ناقته به وقال ابن بزرج ما أَتانا من عَضاضٍ وعَضُوضٍ ومَعْضُوضٍ أَي ما أَتانا شيءٌ نَعَضُّه قال وإِذا كان القوم لا بنين لهم فلا عليهم أَن يَرَوْا عَضاضاً وعَضَّ الرجلُ بصاحِبه يَعَضُّه عَضّاً لَزِمَه ولَزِقَ به وفي حديث يعلى يَنْطَلِقُ أَحدكم إِلى أَخيه فَيَعَضُّه كَعَضِيضِ الفَحْلِ أَصل العَضِيضِ اللزوم وقال ابن الأَثير في النهاية المراد به ههنا العَضُّ نفسه لأَنه بعضه له يلزمه وعَضَّ الثِّقافُ بأَنابِيبِ الرُّمْحِ عَضّاً وعَضَّ عليها لَزِمَها وهو مَثَلٌ بما تقدَّمَ لأَن حقيقة هذا الباب اللزوم واللزوق وأَعَضَّ الرُّمْحَ الثِّقافَ أَلزمه إِيّاه وأَعَضَّ الحَجَّامُ المِحْجَمةَ قفاه أَلزمها إِيّاه عن اللحياني وفلان عِضُّ فلان وعَضِيضُه أَي قِرْنُه ورجل عِضٌّ مُصْلِحٌ لِمَعِيشته وماله ولازم له حَسَنُ القِيامِ عليه وعَضِضْتُ بمالي عُضُوضاً وعَضاضةً لَزِمْتُه ويقال إِنه لَعِضُّ مال وفلان عِضُّ سفَر قويٌّ عليه وعِضُّ قتال وأَنشد الأَصمعي لم نُبْقِ من بَغْيِ الأَعادي عِضّا والعَضُوضُ من أَسماء الدَّواهي وفي التهذيب العَضْعَضُ العِضُّ الشديد ومنهم من قَيَّدَهُ من الرجال والضَّعْضَعُ الضعيفُ والعِضُّ الداهِيةُ وقد عَضِضْتَ يا رجل أَي صِرْتَ عِضّاً قال القطامي أَحادِيثُ مِن أَنباءِ عادٍ وجُرْهُمٍ يُثَوِّرُها العِضّانِ زَيْدٌ ودَغْفَلُ يريد بالعِضِّينِ زيد بن الكَيِّسِ النُّمَيْري ودَغْفَلاً النسَّابةَ وكانا عالمي العرب بأَنسابها وأَيامها وحِكَمِها قال ابن بري وشاهد العِضِّ أَيضاً قول نجاد الخيبري فَجَّعَهُمْ باللَّبَنِ العَكَرْكَرِ عِضٌّ لَئِيمُ المُنْتَمَى والعُنْصُرِ والعِضُّ أَيضاً السَّيءُ الخُلُق قال ولم أَكُ عِضّاً في النَّدامى مُلَوَّما والجمع أَعضاضٌ والعِضُّ بكسر العين العِضاهُ وأَعَضَّتِ الأَرضُ وأَرضٌ مُعِضَّة كثيرة العِضاهِ وقومٌ مُعِضُّونَ تَرْعَى إِبلهم العِضَّ والعُضُّ بضم العين النوى المَرْضُوخُ والكُسْبُ تُعْلَفُه الإِبل وهو عَلَف أَهل الأَمصار قال الأَعشى من سَراة الهِجانِ صَلَّبَها العُ ض ورَعْيُ الحِمَى وطولُ الحِيالِ العُضُّ عَلَفُ أَهل الأَمصار مثل القَتِّ والنوى وقال أََبو حنيفة العُضُّ العجينُ الذي تعلفه الإِبل وهو أَيضاً الشجر الغليظ الذي يبقى في الأَرض قال والعَضاضُ كالعُضِّ والعَضاضُ أَيضاً ما غَلُظَ من النبت وعَسا وأَغَضَّ القومُ أَكَلَتْ إِبلهم العُضَّ أَو العَضاضَ وأَنشد أَقولُ وأَهْلي مُؤْرِكُونَ وأَهْلُها مُعِضُّونَ إِن سارَتْ فكيفَ أَسيرُ ؟ وقال مرة في تفسير هذا البيت عند ذكر بعض أَوصاف العِضاه إِبل مُعِضَّةٌ تَرْعَى العِضاهَ فجعلها إِذ كان من الشجر لا من العُشْبِ بمنزلة المعلوفة في أَهلها النَّوَى وشبهه وذلك أَن العُضَّ هو علَف الرِّيفِ من النوى والقَتِّ وما أَشبه ذلك ولا يجوز أَن يقال من العِضاه مُعِضٌّ إِلا على هذا التأْويل والمُعِضُّ الذي تأْكل إِبله العُضَّ والمُؤْرِكُ الذي تأْكل إِبله الأَراكَ والحَمْضَ والأَراكُ من الحَمْضِ قال ابن سيده قال المتعقب غَلِطَ أَبو حنيفة في الذي قاله وأَساءَ تخريج وجه كلام الشاعر لأَنه قال إِذا رعى القوم العِضاه قيل القوم مُعِضُّونَ فما لذكره العُضّ وهو علف الأَمصار مع قول الرجل العِضاه وأَين سُهَيْلٌ من الفَرْقَدِ وقوله لا يجوز أَن يقال من العِضاه مُعِضٌّ إِلا على هذا التأْويل شرط غير مقبول منه لأَنَّ ثَمَّ شيئاً غَيَّره عليه قبل ونحن نذكره إِن شاء اللّه تعالى وفي الصحاح بعير عُضاضِيٌّ أَي سمين منسوب إِلى أَكل العُضِّ قال ابن بري وقد أَنكر عليُّ بنُ حمزة أَن يكون العُضُّ النوى لقول امرئ القيس تَقْدُمُه نَهْدَةٌ سَبُوحٌ صَلَّبَها العُضُّ والحِيالُ قال أَبو زيد في أَول كتاب الكلإِ والشجر العضاه اسم يقع على شجر من شجر الشوك له أََسماء مختلفة يجمعها العضاه واحدتها عِضاهةٌ وإِنما العِضاه الخالص منه ما عظم واشتد شوكه وما صغر من شجر الشوك فإِنه يقال له العِضُّ والشِّرْسُ وإِذا اجتمَعَت جموع ذلك فما له شوك من صغاره عِضٌّ وشِرْسٌ ولا يُدْعَيانِ عِضاهاً فمن العِضاه السَّمُرُ والعُرْفُطُ والسَّيالُ والقَرَظُ والقَتادُ الأَعظم والكَنَهْبَلُ والعَوْسَجُ والسِّدْرُ والغافُ والغَرَبُ فهذه عِضاهٌ أَجمع ومن عِضاهِ القِياسِ وليس بالعضاه الخالص الشَّوْحَطُ والنَّبْعُ والشِّرْيانُ والسَّراءُ والنَّشَمُ والعُجْرُمُ والتَّأْلَبُ والغَرَفُ فهذه تدعى كلُّها عِضاهَ القِياسِ يعني القِسيَّ وليست بالعضاه الخالص ولا بالعِضِّ ومن العِضِّ والشَّرْسِ القَتادُ الأَصغر وهي التي ثمرتها نُفّاخةٌ كَنُفّاخةِ العُشَرِ إِذا حركت انفقأَت ومنها الشُّبْرُمُ والشِّبْرِقُ والحاجُ واللَّصَفُ والكَلْبةُ والعِتْرُ والتُّغْرُ فهذه عِضٌّ وليست بعضاه ومن شجر الشوك الذي ليس بِعضٍّ ولا عضاه الشُّكاعَى والحُلاوَى والحاذُ والكُبُّ والسُّلَّحُ وفي النوادر هذا بلدُ عِضٍّ وأَعضاضٍ وعَضاضٍ أَي شجر ذي شوك قال ابن السكيت في المنطق بعير عاضٌّ إِذا كان يأْكل العِضَّ وهو في معنى عَضِهٍ وعلى هذا التفصيل قول من قال مُعِضُّونَ يكون من العِضِّ الذي هو نفس العِضاه وتصح روايته والعَضُوضُ من الآبارِ الشاقَّةُ على الساقي في العمل وقيل هي البعِيدةُ القعرِ الضَّيِّقةُ أَنشد أَوْرَدَها سَعْدٌ عليَّ مُخْمِسا بِئْراً عَضُوضاً وشِناناً يُبَّسا والعرب تقول بِئْرٌ عَضُوضٌ وماءٌ عَضُوضٌ إِذا كان بعيدَ القعر يستقى منه بالسانِيةِ وقال أَبو عمرو البئرُ العَضُوضُ هي الكثيرة الماء قال وهي العَضِيضُ في نوادره ومِياهُ بني تميم عُضُضٌ وما كانت البئر عَضُوضاً ولقد أَعَضَّتْ وما كانت جُدّاً ولقد أَجَدَّتْ وما كانت جَرُوراً ولقد أَجَرَّتْ والعُضَّاضُ ما بين رَوْثةِ الأَنف إِلى أَصله وفي التهذيب عِرْنِينُ الأَنف قال لمَّا رأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفَّا أَعْدَمْتُه عُضَّاضَه والكَفَّا وقال ابن بري قال أَبو عُمَر الزاهد العُضاضُ بالضم الأَنف وقال ابن دريد الغُضاضُ بالغين المعجمة وقال أَبو عمرو العُضَّاضُ بالضم والتشديد الأَنف وأَنشد لعياض بن درة وأَلْجَمَه فأْسَ الهَوانِ فلاكَه فأَعْضَى على عُضّاضِ أَنْفٍ مُصَلَّمِ قال الفراء العُضاضِيُّ الرجل الناعم اللَّيِّنُ مأْخوذ من العُضاضِ وهو ما لانَ من الأَنف وزَمَنٌ عَضُوضٌ أَي كَلِبٌ قال ابن بري عَضَّه القَتَبُ وعَضَّه الدهْرُ والحرْبُ وهي عَضوض وهو مستعار من عَضِّ الناب قال المخبّل السعدي لَعَمْرُ أَبيكَ لا أَلْقَى ابنَ عَمٍّ على الحِدْثانِ خَيْراً من بَغِيضِ غَداةَ جَنَى عليّ بَنيَّ حَرْباً وكيفَ يَدايَ بالحرْبِ العَضُوضِ ؟ وأَنشد ابن بري لعبد اللّه بن الحجاج وإِنِّي ذو غِنىً وكَرِيمُ قَوْمٍ وفي الأَكْفاءِ ذو وَجْهٍ عَرِيضِ غَلَبْتُ بني أَبي العاصِي سَماحاً وفي الحرْبِ المُنَكَّرَةِ العَضُوضِ ومُلْكٌ عَضُوضٌ شديدٌ فيه عَسْفٌ وعَنْفٌ وفي الحديث ثم يكون مُلْكٌ عَضُوضٌ أَي يُصيبُ الرَّعِيَّةَ فيه عسف وظلم كأَنهم
( * قوله « كأَنهم إلخ » كذا بالأصل وأصل النسخة التي بأيدينا من النهاية ثم أصلحت كأنه يعضهم عضاً ) يُعَضُّونَ فيه عَضّاً والعَضُوضُ من أَبْنِيةِ المُبالغَةِ وفي رواية ثم يكون مُلوك عُضُوضٌ وهو جمع عِضٍّ بالكسر وهو الخَبِيثُ الشَّرِسُ وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه وسَتَرَوْنَ بعدي مُلْكاً عَضُوضاً وقوْسٌ عَضُوضٌ إِذا لَزِقَ وترُها بِكَبدِها وامرأَة عَضوض لا يَنْفُذ فيها الذكَر من ضِيقها وفلان يُعَضِّضُ شفتيه أَي يَعَضُّ ويُكْثِرُ ذلك من الغضَب وفلان عِضاضُ عَيْشٍ أَي صَبُورٌ على الشدة وعاضَّ القومُ العَيْشَ منذُ العامِ فاشتد عِضاضُهم أَي اشتدَّ عَيْشُهم وغَلَقٌ عِضٌّ لا يكادُ يَنْفَتِحُ والتَّعْضُوضُ ضرب من التمر شديد الحلاوة تاؤُه زائدة مفتوحة واحدته تَعْضُوضةٌ وفي التهذيب تمر أَسود التاء فيه ليست بأَصلية وفي الحديث أَن وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ قَدِموا على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فكان فيما أَهْدَوْا له قُرُبٌ من تَعْضُوض وأَنشد الرياشي في صفة نخل أَسْوَد كاللَّيْلِ تَدَجَّى أَخْضَرُهْ مُخالِط تَعْضُوضه وعُمُرُهْ بَرْنِيَّ عَيْدانٍ قَلِيلٍ قِشَرُهْ العُمُر نخل السُّكَّر قال أَبو منصور وما أَكلت تمراً أَحْمَتَ حَلاوةً من التَّعْضُوضِ ومعدنه بهجر وقُراها وفي الحديث أَيضاً أَهْدَتْ لنا نَوْطاً من التعضوض وقال أَبو حنيفة التَّعْضُوضةُ تمرة طَحْلاءُ كبيرة رطْبة صَقِرةٌ لذيذة من جَيِّد التمر وشَهِيِّه وفي حديث عبد الملك بن عمير واللّه لتَعْضُوضٌ كأَنه أَخفاف الرِّباع أَطيب من هذا

علض
عَلَضَ الشيءَ يَعْلِضُه عَلْضاً حرَّكه ليَنْزِعَه نحو الوتد وما أَشْبهه والعِلَّوْضُ ابنُ آوَى بلغة حمير

علهض
الأَزهري قال الليث عَلْهَضْتُ رأْس القارورةِ إِذا عالَجْتَ صِمامَها لِتَسْتَخْرِجَه قال وعَلْهَضْتُ العين عَلْهَضَةً إِذا استخرجتها من الرأْس وعلهضتُ الرجل إِذا عالَجْتَه عِلاجاً شديداً قال وعلهضتُ منه شيئاً إِذا نِلْتَ منه شيئاً قال الأَزهري علهضت رأَيته في نسخ كثيرة من كتاب العين مقيداً بالضاد والصواب عندي الصاد وروي عن ابن الأَعرابي قال العِلْهاصُ صِمامُ القارورةِ قال وفي نوادر اللحياني عَلْهَصَ القارورةَ بالصاد أَيضاً إِذا استخرج صمامها وقال شجاع الكلابي فيما روى عنه عرّام وغيره العَلْهَصَة والعَلْفَصَة والعَرْعَرَةُ في الرأْي والأَمر وهو يُعَلْهِصُهم ويُعَنِّفُ بهم ويَقْسِرُهم وقال ابن دريد في كتابه رجل عُلاهِضٌ جُرافِضٌ جُرامِضٌ وهو الثقيل الوَخِمُ قال الأَزهري قوله رجل علاهض منكر وما أَراه محفوظاً وقال ابن سيده عَضْهَلَ القارورة وعَلْهضَها صَمَّ رأْسَها قال وعَلْهَضَ الرجلَ عالَجه عِلاجاً شديداً وأَدارَه وعَلْهَضْتُ الشيءَ إِذا عالجته لتَنزِعَه نحو الوَتِدِ وما أَشبهه

عوض
العِوَضُ البَدَلُ قال ابن سيده وبينهما فَرْقٌ لا يليق ذكره في هذا المكان والجمع أَعْواضٌ عاضَه منه وبه والعَوْضُ مصدر قولك عاضَه عَوْضاً وعِياضاً ومَعُوضةً وعَوَّضَه وأَعاضَه عن ابن جني وعاوَضَه والاسم المَعُوضةُ وفي حديث أَبي هريرة فلما أَحل اللّه ذلك للمسلمين يعني الجزية عرفوا أَنه قد عاضَهم أَفضل مما خافُوا تقول عُضْتُ فلاناً وأَعَضْتُه وعَوَّضْتُه إِذا أَعطيته بدل ما ذهب منه وقد تكرر في الحديث والمستقبل التعويض
( * قوله « والمستقبل التعويض » كذا بالأصل )
وتَعَوَّضَ منه واعْتاضَ أَخذ العِوَضَ واعْتاضَه منه واسْتَعاضَه وتَعَوَّضَه كلُّه سأَلَه العِوَضَ وتقول اعْتاضَني فلان إِذا جاء طالباً للعوض والصِّلة واستعاضني كذلك وأَنشد نِعْمَ الفَتى ومَرْغَبُ المُعْتاضِ واللّهُ يَجْزِي القَِرِْضَ بالاقْراضِ وعاضَه أَصاب منه العِوَضَ وعُضْتُ أَصَبْتُ عِوَضاً قال أَبو محمد الفقعسي هل لكِ والعارِضُ مِنْكِ عائِضُ في هَجْمةٍ يُسْئِرُ منها القابِضُ ؟ ويروى في مائة ويروى يُغْدِرُ أَي يُخَلِّفُ يقال غَدَرَتِ الناقةُ إِذا تَخَلَّفَتْ عن الإِبل وأَغْدَرَها الراعي والقابض السائق الشديد السوق قال الأَزهري أَي هل لك في العارِضِ منك على الفضل في مائة يُسْئِرُ منها القابض ؟ قال هذا رجل خطب امرأَة فقال أُعطيك مائة من الإِبل يَدَعُ منها الذي يقبضها من كثرتها يدع بعضها فلا يطيق شَلَّها وأَنا مُعارِضُك أُعطي الإِبل وآخُذُ نفسَكِ فأَنا عائض أَي قد صار العوض منك كله لي قال الأَزهري قوله عائض من عِضْتُ أَي أَخذت عوضاً قال لم أَسمعه لغير الليث وعائضٌ من عاضَ يَعوض إِذا أَعطى والمعنى هل لك في هجمة أَتزوّجك عليها والعارضُ منكِ المُعْطي عِوَضاً عائِضٌ أَي مُعَوِّضٌ عِوَضاً تَرْضَيْنَه وهو الهجمة من الإِبل وقيل عائض في هذا البيت فاعل بمعنى مفعول مثل عيشة راضِية بمعنى مَرْضِيَّة وتقول عَوَّضْتُه من هِبَتِه خيراً وعاوَضْتُ فلاناً بعوض في المبيع والأَخذ والإِعطاء تقول اعْتَضْتُه كما تقول أَعطيته وتقول تعاوَضَ القومُ تعاوُضاً أَي ثابَ مالُهم وحالُهم بعد قِلَّةٍ وعَوْض يبنى على الحركات الثلاث الدَّهْر معرفة علم بغير تنوين والنصب أَكثر وأَفشَى وقال الأَزهري تفتح وتضم ولم يذكر الحركة الثالثة وحكي عن الكسائي عوضُ بضم الضاد غير منون دَهْرٌ قال الجوهري عَوْضُ معناه الأَبد وهو للمستقبل من الزمان كما أَنَّ قَطّ للماضي من الزمان لأَنك تقول عوض لا أُفارقك تريد لا أُفارقك أَبداً كما تقول قطّ ما فارقتك ولا يجوز أَن تقول عوض ما فارقتك كما لا يجوز أَن تقول قطّ ما أُفارقك قال ابن كيسان قط وعوض حرفان مبنيان على الضم قط لما مضى من الزمان وعوض لما يستقبل تقول ما رأَيته قطّ يا فتى ولا أُكلمك عوض يا فتى وأَنشد الأَعشى رحمه اللّه تعالى رضِيعَيْ لِبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تَحالَفا بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضَ لا نَتَفرَّقُ أَي لا نتفرق أَبدأً وقيل هو بمعنى قَسَم يقال عَوْض لا أَفْعَله يحلف بالدهر والزمان وقال أَبو زيد عوض في بيت الأَعشى أَي أَبداً قال وأَراد بأَسْحَمَ داجٍ الليل وقيل أَراد بأَسْحم داج سواد حَلَمَةِ ثدي أُمه وقيل أَراد بالأَسحم هنا الرَّحِمَ وقيل سواد الحلمة يقول هو والنَّدَى رضَعا من ثدي واحد وقال ابن الكلبي عَوْض في بيت الأَعشى اسم صنم كان لبكر بن وائل وأَنشد لرُشَيْدِ بن رُمَيْضٍ العنزي حَلَفْتُ بمائراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ وأَنْصابٍ تُرِكْنَ لدَى السَّعِيرِ قال والسعِيرُ اسم صنم لعنزةَ خاصَّة وقيل عوض كلمة تجري مجرى اليمين ومن كلامهم لا أَفْعَلُهُ عَوْضَ العائضينَ ولا دَهْرَ الدَّاهِرينَ أَي لا أَفعله أَبداً قال ويقال ما رأَيت مثله عَوْض أَي لم أَرَ مثله قَط وأَنشد فَلَمْ أَرَ عاماً عَوْضُ أَكْثَرَ هالِكاً ووَجْهَ غُلامٍ يُشْتَرَى وغُلامَهْ ويقال عاهَدَه أَن لا يُفارِقَه عَوْضُ أَي أَبداً ويقول الرجل لصاحبه عوض لا يكون ذلك أَبداً فلو كان عوض اسماً للزمان إِذاً لجرى بالتنوين ولكنه حرف يراد به القسم كما أَن أَجَلْ ونحوها مما لم يتمكن في التصريف حُمِلَ على غير الإِعراب وقولهم لا أَفعلُه من ذي عوضِ أَي أَبداً كما تقول من ذي قبْلُ ومن ذي أُنُفٍ أَي فيما يُسْتَقْبَلُ أَضاف الدهر إِلى نفسه قال ابن جني ينبغي أَن تعلم أَنَّ العِوَضَ من لفظ عَوْضُ الذي هو الدهر ومعناه أَن الدهر إِنما هو مرور النهار والليل والتقاؤُهما وتَصَرُّمُ أَجزائهما وكلَّما مضَى جزء منه خلفه جزء آخر يكون عوَضاً منه فالوقت الكائن الثاني غير الوقت الماضي الأَوّل قال فلهذا كان العِوَضُ أَشدّ مخالفة للمُعَوَّضِ منه من البدل قال ابن بري شاهد عوضُ بالضم قول جابر بن رَأْلانَ السِّنْبسِيّ يَرْضَى الخَلِيطُ ويَرْضَى الجارُ مَنْزِلَه ولا يُرَى عَوْضُ صَلْدا يَرْصُدُ العَلَلا قال وهذا البيت مع غيره في الحماسة وعَوْضُ صنم وبنو عَوْضٍ قبيلة وعياضٌ اسم رجل وكله راجع إِلى معنى العِوَضِ الذي هو الخلَفُ قال ابن جني في عياض اسم رجل إِنما أَصله مصدر عُضْتُه أَي أَعطيته وقال ابن بري في ترجمة عوص عَوْصٌ قبيلة وعَوْضٌ بالضاد قبيلة من العرب قال تأَبط شرّاً ولَمَّا سَمِعْتُ العَوْضَ تَدْعُو تَنَفَّرَتْ عَصافِيرُ رأْسي مِنْ نَوىً وتَوانِيا

غبض
الليث التَّغْبِيضُ أَن يريد الإِنسان البكاء فلا تُجِيبُه العين قال أَبو منصور وهذا حرف لم أَجده لغيره قال وأَرجو أَن يكون صحيحاً

غرض
الغَرْضُ حِزامُ الرَّحْلِ والغُرْضةُ كالغَرْضِ والجمع غُرْضٌ مثل بُسْرةٍ وبُسْرٍ وغُرُضٌ مثل كُتُبٍ والغُرْضةُ بالضم التَّصْدِيرُ وهو للرحْل بمنزلة الحِزامِ للسَّرْج والبِطانِ وقيل الغَرْضُ البِطانُ للقَتَبِ والجمع غُرُوضٌ مثل فَلْسٍ وفُلُوسٍ وأَغْراضٌ أَيضاً قال ابن بري ويجمع أَيضاً على أَغْرُضٍ مثل فَلْس وأَفْلُسٍ قال هِمْيانُ بن قُحافة السعدي يَغْتالُ طُولَ نِسْعِه وأَغْرُضِهْ بِنَفْخِ جَنْبَيْه وعَرْضِ رَبَضِهْ وقال ابن خالويه المُغَرَّضُ موضعُ الغُرْضة قال ويقال للبطن المُغَرَّضُ وغَرَضَ البعيرَ بالغَرْض والغُرْضةِ يَغْرِضُه غَرْضاً شدَّه وأَغْرَضْتُ البعير شَدَدْت عليه الغَرْضَ وفي الحديث لا تُشَدُّ الرِّحالُ الغُرْضُ إِلا إِلى ثلاثةِ مَساجِدَ هو من ذلك والمُغَرَّضُ الموضع الذي يَقَعُ عليه الغَرْضُ أَو الغُرْضةُ قال إِلى أَمُونٍ تَشْتَكي المُغَرَّضا والمَغْرِضُ المَحْزِمُ وهو من البعير بمنزلة المحزم من الدابّة وقيل المَغْرِضُ جانب البطن اسفَلَ الأَضْلاعِ التي هي مَواضِع الغَرْضِ من بطونها قال أَبو محمد الفقعسي يَشْرَبْنَ حتى يُنْقِضَ المَغعارِضُ لا عائِفٌ منها ولا مُعارِضُ وأَنشد آخر لشاعر عَشَّيْت جابانَ حتى اسْتَدَّ مَغْرِضُه وكادَ يَهْلِكُ لولا أَنَّه اطَّافا
( * استدَّ أَي انسدَّ )
أَي انسَدَ ذلك الموضع من شدة الامتلاء والجمع المَغارِضُ والمَغْرِضُ رأْس الكتف الذي فيه المُشاشُ تحتَ الغُرْضُوفِ وقيل هو باطن ما بين العَضُدِ مُنْقَطَعِ
( * قوله « بين العضد منقطع » كذا بالأصل )
الشَّراسِيفِ والغَرْضُ المَلْءُ والغَرْضُ النقصانُ عن المِلْءِ وهو من الأَضداد وغَرَضَ الحوْضَ والسِّقاءَ يَغْرِضُهما غَرْضاً مَلأَهُما قال ابن سيده وأَرى اللحياني حكى أَغْرَضَه قال الراجز لا تأْوِيا للحوْضِ أَن يَغِيضا أَن تُغْرضا خَيْرٌ من أَن تَغِيضا والغَرْضُ النقصانُ قال لقد فَدَى أَعْناقَهُنَّ المَحْضُ والدَّأْظُ حتى ما لَهُنَّ غَرْضُ أَي كانت لهن أَلبان يُقْرَى منها فَفَدَتْ أَعناقَها من أَن تنحر ويقال الغَرْضُ موضع ماء تَرَكْتَه فلم تجعل فيه شيئاً يقال غَرِّضْ في سقائك أَي لا تملأْه وفلان بحر لا يُغَرَّضُ أَي لا يُنْزَحُ وقيل في قوله والدَّأْظُ حتى ما لَهُنَّ غَرْضُ إِن الغَرْضَ ما أَخْلَيْتَه من الماء كالأَمْتِ في السقاء والغَرْضُ أَيضاً أَن يكون الرجل سميناً فيُهْزَلَ فيبقى في جسده غُرُوضٌ وقال الباهلي الغَرْضُ أَن يكون في جُلودها نُقْصانٌ وقال أَبو الهيثم الغَرْضُ التَّثَنِّي والغَرَضُ الضَّجَر والملالُ وأَنشد ابن بري للحُمامِ ابن الدُّهَيْقِين لَمَّا رأَتْ خَوْلَةُ مِنِّي غَرَضا قامَتْ قِياماً رَيِّثاً لِتَنْهَضا قوله غَرَضا أَي ضجَراً وغَرِضَ منه غَرَضاً فهو غَرِضٌ ضَجِرَ وقَلِقَ وقد غَرِضَ بالمُقامِ يَغْرَضُ غَرَضاً وأَغْرَضَه غيره وفي الحديث كان إِذا مَشَى عُرِفَ في مَشْيِه أَنه غير غَرِضٍ الغَرِضُ القَلِقُ الضَّجِرُ وفي حديث عَديّ فسِرْتُ حتى نزلْت جَزِيرةَ العرب فأَقمت بها حتى اشتد غَرَضِي أَي ضجَرِي ومَلالي والغَرَضُ أَيضاً شدّة النِّزاعِ نحو الشيء والشوْقِ إِليه وغَرِض إِلى لِقائِه يَغْرَضُ غَرَضاً فهو غَرِضٌ اشتاقَ قال ابن هَرْمةَ إِنِّي غَرِضْتُ إِلى تَناصُفِ وجْهِها غَرَضَ المُحِبِّ إِلى الحَبِيبِ الغائِبِ أَي مَحاسِنِ وجْهِها التي يُنْصِفُ بعضُها بعضاً في الحسن قال الأَخفش تفسيره
( * قوله « تفسيره » ليس الغرض تفسير البيت ففي الصحاح وقد غرض بالمقام يغرض غرضاً ويقال أَيضاً غرضت إِليه بمعنى اشتقت إِليه قال الأَخفش تفسيره إلخ ) غَرِضْتُ من هؤلاء إِليه لأَن العرب تُوصِلُ بهذه الحروف كلها الفعل قال الكلابي فَمَنْ يَكُ لَمْ يَغْرَضْ فإِنَّي وناقَتِي بِحَجْرٍ إِلى أَهلِ الحِمَى غَرِضانِ تَحِنُّ فَتُبْدي ما بِها من صَبابةٍ وأُخْفِي الذي لوْلا الأَسَى لَقَضاني وقال آخر يا رُبَّ بَيْضاءَ لها زَوْجٌ حَرِضْ تَرْمِيكَ بالطَّرْفِ كما يَرْمِي الغَرِضْ أَي المُشْتاقُ وغَرَضْنا البَهْمَ نَغْرِضُه غَرْضاً فَصَلْناه عن أُمَّهاتِه وغَرَضَ الشيءَ يَغْرِضُه غَرْضاً كسَره كسْراً لم يَبِنْ وانْغَرَضَ الغُصْن تَثَنَّى وانكَسر انْكِساراً غير بائن والغَرِيضُ الطَّرِيُّ من اللحم والماء واللبن والتمر يقال أَطْعِمْنا لحماً غَرِيضاً أَي طريّاً وغَرِيضُ اللبن واللحم طريُّه وفي حديث الغِيبة فَقاءَتْ لحماً غَرِيضاً أي طَريّاً ومنه حديث عمر فيُؤْتى بالخبزِ ليّناً وباللحم غَريضاً وغَرُضَ غِرَضاً فهو غَريضٌ أَي طَرِيّ قال أَبو زبيد الطائي يصف أَسداً يَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَه مِنْ فَرائِسٍ رُفاتُ عِظامٍ أَو غَرِيضٌ مُشَرْشَرُ مُغِبّاً أَي غابّاً مُشَرْشَرٌ مُقَطَّعٌ ومنه قيل لماء المطر مَغْرُوضٌ وغَريضٌ قال الحادرةُ بَغَرِيضِ سارِيةٍ أَدَرَّتْه الصَّبا مِنْ ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ والمَغْرُوضُ ماءُ المطر الطَّرِيّ قال لبيد تَذَكَّرَ شَجْوه وتَقاذَفَتْه مُشَعْشَعةٌ بِمَغْرُوضٍ زُلالِ وقولهم وَرَدْتُ الماء غارِضاً أَي مُبْكِراً وغَرَضْناه نَغْرِضُه غَرْضاً وغَرَّضْناه جَنَيْناه طَريّاً أَو أَخذْناه كذلك وغَرَضْتُ له غَريضاً سقيته لبناً حليباً وأَغْرَضْتُ للقوم غَريضاً عَجَنْتُ لهم عجيناً ابْتَكَرْتُه ولم أُطْعِمهم بائِتاً ووِرْدٌ غارِضٌ باكِرٌ وأَتَيْتُه غارِضاً أَولَ النهار وغَرَضَتِ المرأَةُ سِقاءَها تَغْرِضُه غَرْضاً وهو أَن تَمْخَضَه فإِذا ثَمَّرَ وصار ثَميرة قبل أَن يجتمع زبده صبَّتْه فسقته للقوم فهو سقاءٌ مَغْرُوضٌ وغَريضٌ ويقال أَيضاً غَرَضْنا السخْلَ نَغْرِضُه إِذا فطَمْناه قبل إِناه وغَرَّضَ إِذا تفَكَّه من الفُكاهةِ وهو المِزاحُ والغَرِيضةُ ضرب من السويق يُصْرَمُ من الزرع ما يراد حتى يستفرك ثم يُشَهَّى وتَشْهِيَتُه أَن يُسَخَّن على المِقْلى حتى ييبس وإِن شاء جعل معه على المقلى حَبَقاً فهو أَطيب لطعمه وهو أَطيب سويق والغَرْض شُعبة في الوادي أَكبر من الهَجيجِ قال ابن الأَعرابي ولا تكون شعبة كاملة والجمع غِرْضانٌ وغُرْضانٌ يقال أَصابَنا مَطَرٌ أَسالَ زَهادَ الغِرْضانِ وزَهادُها صِغارُها والغُرْضانُ من الفرس ما انحدر من قصبة الأَنف من جانبيها وفيها عِرْق البُهْرِ وقال أَبو عبيدة في الأَنف عُرْضانِ وهما ما انحدر من قصبة الأَنف من جانبيه جميعاً وأَما قوله كِرامٌ يَنالُ الماءَ قَبْلَ شِفاهِهِمْ لَهُمْ وارِداتُ الغُرْضِ شُمُّ الأَرانِبِ فقد قيل إِنه أَراد الغُرْضُوفَ الذي في قصبة الأَنف فحذف الواو والفاء ورواه بعضهم لهم عارِضات الوِرْد وكل من وَرَدَ الماء باكِراً فهو غارِضٌ والماء غَرِيضٌ وقيل الغارض من الأُنوف الطويل والغَرَضُ هو الهدَفُ الذي يُنْصَبُ فيرمى فيه والجمع أَغْراضٌ وفي حديث الدجال أَنه يدعُو شابّاً مُمْتَلِئاً شَباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رَمْيةَ الغَرَضِ الغَرَضُ ههنا الهدَف أَراد أَنه يكون بُعْدُ ما بين القِطعتين بقدر رَمْيةِ السهم إِلى الهدف وقيل معناه وصف الضربة أَي تصيبه إِصابةَ رميةِ الغرَض وفي حديث عقبة بن عامر تختلف بين هذين الغَرَضَيْنِ وأَنت شيخ كبير وغَرَضُه كذا أَي حاجَتُه وبُغْيَتُه وفَهمت غرضك أَي قَصْدَك واغْتَرَضَ الشيءَ جعله غَرَضَه وغَرضَ أَنفُ الرجل شَرِبَ فنال أَنفه الماء من قبل شفته والغَرِيضُ الطَّلْع والإِغْريضُ الطلْعُ والبرَدُ ويقال كل أَبيض طَرِيٍّ وقال ثعلب الإِغْريضُ ما في جوف الطلْعة ثم شُبِّه به البَرَدُ لا أَنّ الإِغْريضَ أَصل في البَرَد ابن الأَعرابي الإِغْريضُ الطلْعُ حين ينشقُّ عنه كافورُه وأَنشد وأَبْيَضَ كالإِغْريضِ لم يَتَثَلَّمِ والإِغْريضُ أَيضاً قَطْر جليل تراه إِذا وقع كأَنه أُصول نَبْل وهو من سحابة متقطعة وقيل هو أَوّلُ ما يسقط منها قال النابغة يَمِيحُ بِعُودِ الضِّرْوِ إِغْريضَ بَغْشةٍ جَلا ظَلْمَه ما دون أَن يَتَهَمَّما وقال اللحياني قال الكسائي الإِغْريضُ كل أَبيضَ مثلِ اللبن وما ينشق عنه الطلْعُ قال ابن بري والغَرِيضُ أَيضاً كل غِناءٍ مُحْدَثٍ طريٍّ ومنه سمي المُغَني الغريض لأَنه أَتى بغِناءٍ مُحْدَث

غضض
الغَضُّ والغَضِيضُ الطَّرِيُّ وفي الحديث مَنْ سَرَّه أَن يَقرأَ القرآن غَضّاً كما أُنْزِلَ فَلْيَسْمَعْه من ابنِ أُمّ عَبْدٍ الغَضُّ الطريّ الذي لم يتغير أَراد طريقه في القِراءة وهيأَته فيها وقيل أَراد الآيات التي سمعها منه من أَول سورة النساء إِلى قوله فكيف إِذا جئنا من كل أُمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ومنه حديث عليّ هل يَنْتَظِرُ أَهلُ غَضاضةِ الشباب أَي نَضارَتِه وطَراوَتِه وفي حديث ابن عبد العزيز أَن رجلاً قال إِن تزوّجت فلانة حتى أَكل الغَضِيض فهي طالق الغَضِيضُ الطريّ والمراد به الطَّلْعُ وقيل الثَّمَرُ أَوَّلَ ما يخرج ويقال شيء غَضٌّ بَضٌّ وغاضٌّ باضٌّ والأُنثى غَضّةٌ وغَضِيضةٌ وقال اللحياني الغضّةُ من النساءِ الرَّقيقةُ الجلدِ الظاهرةُ الدمِ وقد غَضَّتْ تَغِضُّ
( * قوله « تغض » بكسر الغين على انه من باب ضرب كما في المصباح وبفتحها على أَنه من باب سمع كما في القاموس ) وتَغَضُّ غَضاضةً وغُضُوضةً ونبت غَضٌّ ناعِمٌ وقوله فَصَبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ ما زَحَلْ أَي أَنه لم تُدْرِكه الشمسُ فهو غَضٌّ كما أَن النبت إِذا لم تدركه الشمس كان كذلك وتقول منه غَضِضْتَ وغَضَضْتَ غَضاضةً وغُضوضةً وكل ناضِر غَضٌّ نحو الشّاب وغيره قال ابن بري أَنكر عليّ بن حمزة غَضاضةً وقال غَضٌّ بيِّن الغُضوضةِ لا غير قال وإِنما يقال ذلك فيما يُغْتَضُّ منه ويُؤْنَفُ والفعل منه غَضَّ واغْتَضَّ أَي وضَع ونَقَضَ قال ابن بري وقد قالوا بَضٌّ بيِّن البَضاضةِ والبُضُوضةِ قال وهذا يقوّي قول الجوهري في الغَضاضة التهذيب واختلف في فعلت من غَضّ فقال بعضهم غَضِضْتَ تَغَضُّ وقال بعضهم غَضَضْتَ تَغَضُّ والغضُّ الحِبْنُ من حين يَعْقِدُ إِلى أَن يَسْوَدّ ويَبْيَضَّ وقيل هو بعد أَن يَحْدِرَ إِلى أَن يَنْضَج والغَضِيضُ الطلْعُ حين يَبْدُو والغَضُّ من أَولاد البقر الحديث النتاج والجمع الغِضاضُ قال أَبو حية النميري خَبَأْنَ بها الغُنَّ الغِضاضَ فأَصْبَحَتْ لَهُنَّ مَراداً والسِّخالُ مَخابِئا الأَصمعي إِذا بدا الطَّلعُ فهو الغَضِيضُ فإِذا اخْضَرَّ قيل خَضَبَ النخلُ ثم هو البلح ابن الأَعرابي يقال للطَّلْعِ الغِيضُ والغَضِيضُ والإِغْرِيضُ ويقال غَضَّضَ إِذا أَكل الغَضَّ والغَضاضةُ الفُتُورُ في الطرف يقال غَضَّ وأَغْضى إِذا دانى بين جفنيه ولم يُلاقِ وأَنشد وأَحْمَقُ عِرِّيضٌ عَلَيْهِ غَضاضةٌ تَمَرَّسَ بي مِنْ حَيْنِه وأَنا الرَّقِمْ قال الأَزهري عليه غَضاضةٌ أَي ذُلّ ورجل غَضِيضٌ ذَلِيلٌ بَيِّنُ الغَضاضةِ من قوم أَغِضّاءَ وأَغِضّةٍ وهم الأَذِلاّءُ وغَضَّ طَرْفَه وبَصره يَغُضُّه غَضّاً وغَضاضاً وغِضاضاً وغَضاضةً فهو مَغْضُوضٌ وغَضِيضٌ كفَّه وخَفَضَه وكسره وقيل هو إِذا دانى بين جفونه ونظر وقيل الغَضِيضُ الطرْفِ المُسْتَرْخي الأَجفانِ وفي الحديث كان إِذا فَرِحَ غَضَّ طرْفَه أَي كسَره وأَطرَق ولم يفتح عينه وإِنما كان يفعل ذلك ليكون أَبعد من الأَشَرِ والمَرَحِ وفي حديث أُم سلمة حُمادَياتُ النساءِ غَضُّ الأَطرافِ في قول القتيبي ومنه قصيد كعب وما سُعادُ غَداةَ البين إِذ رَحَلُوا إِلا أَغَنُّ غَضِيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ هو فَعِيلٌ بمعنى مَفْعول وذلك إِنما يكون من الحَياءِ والخَفَرِ وغَضَّ من صوته وكلُّ شيء كَفَفْته فقد غَضَضْتَه والأَمر منه في لغة أَهل الحجاز اغْضُضْ وفي التنزيل واغضُض من صوتك أَي اخْفِضِ الصوت وفي حديث العُطاسِ إِذا عَطَسَ غَضَّ صوتَه أَي خَفَضَه ولم يرفعه وأَهل نجد يقولون غُضَّ طرْفَك بالإدْغامِ قال جرير فَغُضَّ الطرْف إِنَّكَ من نُمَيْرٍ فلا كَعْباً بَلَغْتَ ولا كِلابا معناه غُضَّ طَرْفَكَ ذُلاًّ ومَهانَة وغَضَّ الطرْفَ أَي كَفَّ البَصَرَ ابن الأَعرابي بضَّضَ الرجلُ إِذا تَنَعَّمَ وغَضَّضَ صار غَضّاً مُتَنَعِّماً وهي الغَضُوضةُ وغَضَّضَ إِذا أَصابته غَضاضةٌ وانْغِضاضُ الطرْفِ انْغِماضُه وظبي غَضِيضُ الطرْفِ أَي فاتِرُه وغَضُّ الطرْفِ احتمالُ المكروه وأَنشد أَبو الغوث وما كانَ غَضُّ الطرْفِ مِنَّا سَجِيَّةً ولَكِنَّنا في مَذْحِجٍ غُرُبان ويقال غُضَّ من بصرك وغُضَّ من صوتك ويقال إِنك لَغَضِيضُ الطرْفِ نَقِيُّ الظَّرْفِ قال والظَّرْفُ وِعاؤه يقول لسْتَ بخائن ويقال غُضَّ من لجام فرَسك أَي صَوِّبْه وانْقُص من غَرْبِه وحِدّتِه وغَضَّ منه يَغُضُّ أَي وَضَعَ ونَقَصَ من قدره وغَضَّه يَغُضُّه غَضّاً نَقَصَه ولا أَغُضُّكَ دِرْهَماً أَي لا أَنْقُصُكَ وفي حديث ابن عباس لَوْ غَضَّ الناسُ في الوصِيَّة من الثلُث أَي نَقَصُوا وحَطُّوا وقوله أَيّامَ أَسْحَبُ لِمَّتي عَفَرَ المَلا وأَغُضُّ كلَّ مُرَجَّلٍ رَيّان قيل يعني به الشَّعَر فالمُرَجَّلُ على هذا المَمْشُوطُ والرّيانُ المُرْتَوِي بالدهن وأَغُضُّ أَكُفُّ منه وقيل إِنما يعني به الزِّقّ فالمُرَجَّلُ على هذا الذي يُسْلَخُ من رجل واحدة والرّيّانُ المَلآنُ وما عليك بهذا غَضاضةٌ أَي نَقْصٌ ولا انْكسارٌ ولا ذُلٌّ ويقال ما أَرَدْت بذا غَضيضةً فلان ولا مَغَضَّتَه كقولك ما أَردت نقيصته ومَنْقَصَته ويقال ما غَضَضْتك شيئاً أَي ما نَقَصْتُك شيئاً والغَضْغَضةُ النقص وتَغَضْغَضَ الماءُ نقَص الليث الغَضُّ وَزْعُ العَذْلِ وأَنشد غُضّ المَلامةَ إِنِّي عَنْك مَشْغُولُ
( * قوله « غض الملامة » كذا هو في الأصل بضاد بدون ياء وفي شرح القاموس بالياء خطاباً لمؤنث )
وغَضْغَضَ الماءَ والشيءَ فَغَضْغَضَ وتَغَضْغَضَ نقَصه فنَقَصَ وبحر لا يُغَضْغَضُ ولا يُغَضْغِضُ أَي لا يُنْزَحُ يقال فلان بحر لا يُغَضْغَضُ وفي الخبر إِن أَحد الشعراء الذين اسْتَعانَتْ بهم سَلِيطٌ على جرير لما سمع جريراً ينشد يَتْرُكُ أَصْفانَ الخُصى جَلاجِلا قال علمت أَنه بحر لا يُغَضْغَضُ أَو يُغَضْغِضُ قال الأَحوص سَأَطْلُبُ بالشامِ الوَلِيدَ فإِنَّه هوَ البَحْرُ ذو التَّيّارِ لا يَتَغَضْغَضُ ومطر لا يُغَضْغِضُ أَي لا ينقطع والغَضْغَضَةُ أَن يَتَكَلَّمَ الرجلُ فلا يُبِين والغَضاضُ والغُضاضُ ما بين العِرْنينِ وقُصاصِ الشعَر وقيل ما بين أَسفل رَوْثَةِ الأَنف إِلى أَعْلاه وقيل هي الرَّوْثةُ نفسها قال لَمَّا رَأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفّا لِلشَّرِّ لا يُعْطِي الرِّجالَ النِّصْفا أَعْدَمْتُه غُضاضَه والكَفّا ورواه يعقوب في الأَلفاظ عُضاضَه وقد تقدّم وقيل هو مقدم الرأْس وما يليه من الوجه ويقال للراكب إِذا سأَلته أَن يُعَرّج عليك قليلاً غُضّ ساعة وقال الجعدي خَلِيلَيَّ غُضَّا ساعةً وتَهَجَّرا أَي غُضّا من سَيرِكما وعَرّجا قليلاً ثم روحا متهجرين ولما مات عبد الرحمن بن عوف قال عمرو بن العاص هَنِيئاً لك يا ابن عوف خَرَجْتَ من الدنيا بِبِطْنَتِكَ ولم يَتَغَضْغَضْ منها شيء قال الأَزهري ضَرَبَ البِطْنةَ مثلاً لوفور أَجره الذي اسْتَوْجَبَهُ بِهِجْرَته وجِهادِه مع النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وأَنه لم يتلبس بشيء من وِلايةٍ ولا عَمَل يَنْقُصُ أُجُورَه التي وجَبَت له وروى ابن الفرج عن بعضهم غَضَضْتُ الغُصْنَ وغَضَفْتُه إِذا كسرْته فلم تُنْعِم كَسْرَه وقال أَبو عبيد في باب موت البَخِيلِ ومالُه وافرٌ لم يُعْطِ منه شيئاً من أَمثالهم في هذا مات فلان ببطنه لم يَتَغَضْغَضْ منها شيء زاد غيره كما يقال مات وهو عَرِيضُ البطان أَي سمين من كثرة المال

غمض
الغُمْضُ والغَماضُ والغِماضُ والتَّغْماضُ والتَّغْمِيضُ والإِغْماضُ النوم يقال ما اكتَحَلْتُ غَماضاً ولا غِماضاً ولا غُمْضاً بالضم ولا تَغْمِيضاً ولا تَغْماضاً أَي ما نمت قال ابن بري الغُمْضُ والغُمُوضُ والغِماضُ مصدر لفعل لم ينطق به مثل القَفْر قال رؤبة أَرَّقَ عَيْنَيْكَ عن الغِماضِ بَرْقٌ سَرَى في عارِضٍ نَهَّاضِ وما اغْتَمَضَتْ عَيْنايَ وما ذُقْتُ غُمْضا ولا غِماضاً أَي ما ذقت نوماً وما غَمَضْتُ ولا أَغْمَضْتُ ولا اغْتَمَضْتُ لغات كلها وقوله أَصاحِ تَرى البَرْقَ لَمْ يَغْتَمِضْ يَمُوتُ فُواقاً ويَشْرَى فُواقا إِنما أَراد لم يَسْكُن لَمَعانُه فعبر عنه بيغتمِض لأَن النائم تسكُن حركاته وأَغْمَضَ طرْفَه عنِّي وغَمَّضه أَغْلَقَه وأَغْمَضَ الميِّتَ إِغْماضاً وتَغْمِيضاً وتغميضُ العين إِغْماضُها وغَمَّضَ عليه وأَغْمَضَ أَغْلَقَ عينيه أَنشد ثعلب لحسين بن مطير الأَسدي قَضَى اللّهُ يا أَسماءُ أَن لَسْتُ زائِلاً أُحِبُّكِ حتى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ وغَمَّضَ عنه تجاوَزَ وسَمِعَ الأَمرَ فأَغْمَضَ عنه وعليه يكنى به عن الصبر ويقال سمعت منه كذا وكذا فأَغْمَضْتُ عنه وأَغْضَيْتُ إِذا تَغافَلْتَ عنه وأَغْمَضَ في السِّلْعة اسْتَحَطَّ من ثمنها لرداءتِها وقد يكون التَّغْمِيض من غير نوم ويقول الرجل لبيِّعه أَغْمِضْ لي في البِياعةِ أَي زِدْني لمكان رداءته أَو حُطَّ لي من ثمنه قال ابن الأَثير يقال أَغْمَضَ في البيع يُغْمِضُ إِذا استزاده من المَبيعِ واستحطَّه من الثمن فوافقه عليه وأَنشد ابن بري لأَبي طالب هُما أَغْمَضا للقوْمِ في أَخَوَيْهِما وأَيْدِيهِما من حُسْنِ وصْلِهِما صِفْرُ قال وقال المتنخل الهذلي يَسُومُونَه أَن يُغْمِضَ النَّقْدَ عِنْدَها وقد حاوَلُوا شِكْساً عليها يُمارِسُ وفي التنزيل العزيز ولَسْتم بآخذيه إِلاَّ أَن تُغْمِضُوا فيه يقول أَنتم لا تأْخذونه إِلا بِوَكْسٍ فكيف تعطونه في الصَّدَقةِ ؟ قاله الزجاج وقال الفراء لستم بآخذيه إِلاَّ على إِغْماضٍ أَو بِإِغْماضٍ ويدُلّك على أَنه جزاء أَنك تجد المعنى إِن أَغْمَضْتم بعد الإِغماض أَخذتموه وفي الحديث لم يأْخذه إِلا على إِغْماضٍ الإِغْماضُ المُسامَحةُ والمُساهَلةُ وغَمَضْتَ عن فلان إِذا تَساهَلْتَ عليه في بيع أَو شراء وأَغْمَضْت الأَصمعي أَتاني ذاك على اغْتِماضٍ أَي عَفْواً بلا تَكَلُّفٍ ولا مَشَقَّةٍ وقال أَبو النجم والشِّعْرُ يأْتِيني على اغْتِماضِ كَرْهاً وطَوْعاً وعلى اعْتِراضِ أَي أَعْتَرِضُه اعتِراضاً فآخذ منه حاجتي من غير أَن أَكون قدّمت الروِيّة فيه والغَوامِض صغار الإِبل واحدها غامِضٌ والغَمْضُ والغامِضُ المطمئنّ المنخفض من الأَرض وقال أَبو حنيفة الغَمْضُ أَشدّ الأَرض تَطامُناً يَطمئِنُّ حتى لا يُرَى ما فيه ومكان غَمْض قال وجمعه غُمُوضٌ وأَغماضٌ قال الشاعر إِذا اعْتَسَفْنا رَهْوةً أَو غَمْضا وأَنشد ابن بري لرؤبة بلالِ يا ابنَ الحَسَبِ الأَمْحاضِ لَيْسَ بأَدْناسٍ ولا أَغْماضِ جمع غَمْض وهو خلاف الواضح وهي المَغامِضُ واحدها مَغْمَضٌ وهو أَشدُّ غُؤُوراً وقد غَمَضَ المكانُ وغَمُضَ وغَمَضَ الشيءُ وغَمُضَ يَغْمُضُ غُموضاً فيهما خفي اللحياني غَمَض فلان في الأَرض يَغْمُضُ ويَغْمِضُ غُموضاً إِذا ذهب فيها وقال غيره أَغْمَضَتِ الفَلاةُ على الشخُوص إِذا لم تظهر فيها لتغْييبِ الآلِ إِيّاها وتَغَيُّبِها في غُيوبِها وقال ذو الرمة إِذا الشخْصُ فيها هَزَّه الآلُ أَغْمَضَتْ عليه كإِغْماضِ المُغَضِّي هُجُولُها أَي أَغْمَضَت هُجُولُها عليه والهُجُولُ جمع الهَجْل من الأَرض وفي الحديث كان غامِضاً في الناس أَي مَغْموراً غير مشهور وفي حديث معاذ إِيّاكم ومُغَمِّضاتِ الأُمور
( * قوله « ومغمضات الأمور إلخ » هذا ضبط النهاية بشكل القلم وعليه فمغمضات من غمض بشد الميم وفي القاموس مغمضات كمؤمنات من اغمض واستشهد شارحه بهذا الحديث فلعله جاء بالوجهين ) وفي رواية المُغَمِّضاتِ من الذنوب قال هي الأُمور العظيمة التي يَرْكَبُها الرجل وهو يعرفها فكأَنه يُغَمِّضُ عينيه عنها تَعامِياً وهو يُبْصِرُها قال ابن الأَثير وربما روي بفتح الميم وهي الذنوب الصغار سميت مُغَمِّضاتٍ لأَنها تَدِقُّ وتخفى فيركبها الإِنسان بِضَرْب من الشُّبْهة ولا يعلم أَنه مُؤاخذ بارتكابها وكلُّ ما لم يَتَّجِهْ لك من الأُمور فقد غَمَضَ عليك ومُغْمِضاتُ الليلِ دَياجِير ظُلَمِه وغَمُضَ يَغْمُضُ غُمُوضاً وفيه غُمُوضٌ قال اللحياني ولا يكادون يقولون فيه غُموضةٌ والغامِضُ من الكلام خلافُ الواضحِ وقد غَمُضَ غُموضةً وغَمَّضْتُه أَنا تَغْمِيضاً قال ابن بري ويقال فيه أَيضاً غَمَضَ بالفتح غَمُوضاً قال وفي كلام ابن السراج قال فتأَمله فإِنّ فيه غُمُوضاً يَسِيراً والغامِضُ من الرجال الفاتِرُ عن الحَمْلةِ وأَنشد والغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارِضُ لا يَسْتَطيعُ جَرَّه الغَوامِضُ ويقال للرجل الجيِّدِ الرأْي قد أَغْمَضَ النظر ابن سيده وأَغْمَضَ النظر إِذا أَحْسَنَ النظر أَو جاء برأْي جيِّد وأَغْمَضَ في الرأْي أَصابَ ومسأَلة غامِضةٌ فيها نَظر ودِقّةٌ ودارٌ غامِضةٌ إِذا لم تكن على شارع وقد غَمَضَتْ تَغْمُضُ غُمُوضاً وحَسَبٌ غامِض غير مشهور ومعنىً غامِضٌ لطِيف ورجل ذُو غَمْضٍ أَي خامل ذلِيل قال كعب بن لؤيّ لأَخيه عامر بن لؤيّ لئن كنتَ مَثْلُوجَ الفُؤادِ لقد بَدَا لِجَمْعِ لُؤيٍّ منكَ ذِلَّةُ ذي غَمْضِ وأَمرٌ غامِض وقد غَمَضَ وخَلْخالٌ غامِض قد غاصَ في السَّاق وقد غَمَضَ في السَّاق غُموضاً وكعْبٌ غامِض واراه اللحم وغَمَضَ في الأَض يَغْمِضُ ويَغْمُضُ غُموضاً ذهَب وغاب عن اللحياني وما في هذا الأَمر غَمِيضةٌ وغُمُوضةٌ أَي عَيْب وغَمَّضَتِ الناقةُ إِذا رُدَّت عن الحَوْض فحمَلَت على الذّائد مُغمِّضة عَيْنَيْها فَوَرَدَت قال أَبو النجم يُرْسِلُها التغْمِيضُ إِنْ لم تُرْسَلِ خَوْصاء ترمي باليَتِيمِ المُحْثَلِ

غنض
غَنَضَه يَغْنِضُه غَنْضاً جهَده وشَقَّ عليه

غيض
غاضَ الماءُ يَغِيضُ غَيْضاً ومَغِيضاً ومَغاضاً وانْغاضَ نقَص أَو غارَ فذهبَ وفي الصحاح قَلَّ فنضَب وفي حديث سَطيح وغاضَت بُحَيْرةُ ساوَةَ أَي غارَ ماؤها وذهَب وفي حديث خُزيمة في ذكر السَّنة وغاضَت لها الدِّرّة أَي نقصَ اللَّبنُ وفي حديث عائشة تَصِف أَباها رضي اللّه عنهما وغاضَ نَبْعَ الرِّدَّةِ أَي أَذْهَب ما نَبَع منها وظَهر وغاضَه هو وغَيَّضَه وأَغاضَه يتعدّى ولا يتعدّى وقال بعضهم غاضَه نقَصه وفَجَّرَه إِلى مَغيض والمَغِيضُ المكان الذي يَغِيضُ فيه الماء وأَغاضَه وغَيَّضَه وغِيضَ ماءُ البحر فهو مَغِيضٌ مفعول به الجوهري وغِيضَ الماءُ فُعِلَ به ذلك وغاضَه اللّه يتعدّى ولا يتعدّى وأَغاضَه اللّه أَيضاً فأَما قوله إِلى اللّه أَشْكُو من خليل أَوَدُّه ثلاثَ خِلال كلُّها ليَ غائِضُ قال بعضهم أَراد غائظ بالظاء فأَبدل الظاء ضاداً هذا قول ابن جني قال ابن سيده ويجوز عندي أَن يكون غائِض غير بَدَل ولكنه من غاضَه أَي نَقصه ويكون معناه حينئذ أَنه يَنْقُصُني ويَتَهَضَّمُني وقوله تعالى وما تَغِيض الأَرحام وما تَزْدادُ قال الزجاج معناه ما نقَص الحَمْل عن تسعة أَشهر وما زاد على التسعة وقيل ما نقَص عن أَن يتم حتى يَموت وما زاد حتى يتمَّ الحمْل وغَيَّضْت الدَّمع نَقَصْته وحَبَسْته والتغْيِيضُ أَن يأْخذ العَبْرة من عَيْنه ويَقْذِف بها حكاه ثعلب وأَنشد غَيَّضْنَ من عَبَراتِهِنَّ وقُلْنَ لي ماذا لَقِيتَ من الهَوَى ولَقِينا ؟ معناه أَنهنّ سَيَّلْنَ دموعهنّ حتى نَزَفْنَها قال ابن سيده من ههنا للتبعيض وتكون زائدة على قول أَبي الحسن لأَنه يرى زيادة من في الواجِبِ وحكي قد كان مِنْ مَطَرٍ أَي قد كان مطَر وأَعطاه غَيْضاً من فيض أَي قليلاً من كثير قال أَبو سعيد في قولهم فلان يُعْطِي غَيْضاً من فَيْضٍ معناه أَنه قد فاض ماله ومَيْسَرَتُه فهو إِنّما يُعْطِي من قُلّه أَعظم أَجراً
( * كذا بالأضل ) وفي حديث عثمان بن أَبي العاصي لَدِرْهمٌ يُنْفِقُه أَحدكم من جَهْدِه خيرٌ من عشرة آلاف ينفقُها أَحَدُنا غَيْضاً من فَيْضٍ أَي قليلُ أَحدكم مع فَقْرِه خير من كثيرِنا مع غنانا وغاضَ ثَمنُ السِّلْعة يَغِيضُ نقَص وغاضَه وغَيَّضَه الكسائي غاضَ ثمنُ السِّلْعة وغِضْتُه أَنا في باب فعَلَ الشيءُ وفعَلْته قال الراجز لا تأْويَا للحَوْضِ أَن يَفِيضَا أَن تَغْرِضا خيرٌ من أَن تَغِيضا يقول أَنَ تَمْلآه خير من أَن تَنْقُصاه وقول الأَسود بن يعفر أَما تَرَيْني قد فَنِيتُ وغاضَني ما نِيل من بَصَرِي ومن أَجْلادِي ؟ معناه نَقَصَني بعد تمامي وقوله أَنشده ابن الأَعرابي رحمه اللّه تعالى ولو قد عَضَّ مَعْطِسَه جَرِيرِي لقدْ لانَتْ عَرِيكَتُه وغاضا فسَّره فقال غاضَ أَثَّرَ في أَنفه حتى يَذِلَّ ويقال غاضَ الكِرامُ أَي قَلُّوا وفاضَ اللِّئام أَي كَثُرُوا وفي الحديث إِذا كان الشِّتاء قَيْظاً وغاضَت الكِرام غَيْضاً أَي فَنُوا وبادُوا والغَيْضَةُ الأَجَمةُ وغَيَّضَ الأَسَدُ أَلِفَ الغَيْضَة والغَيْضَة مَغِيضُ ماءٍ يجتمع فيَنْبت فيه الشجر وجمعها غِياضٌ وأَغْياضٌ الأَخيرة على طرْح الزائد ولا يكون جَمْعَ جمعٍ لأَن جمع الجمع مُطَّرح ما وُجِدَت عنه مَنْدوحة ولذلك أَقَرَّ أَبو عليّ قوله فَرُهُنٌ مقبُوضة على أَنه جمع رَهْن كما حكى أَهل اللغة لا على أَنه جمع رِهان الذي هو جمع رَهْن فافهم وفي حديث عمر لا تُنْزِلُوا المسلمين الغِياض الغِياضُ جمع غَيْضة وهي الشجر المُلْتَفّ لأَنهم إِذا نزَلُوها تفرّقوا فيها فتمكَّن منهم العدوّ والغَيْضُ ما كثُرَ من الأَغْلاثِ أَي الطَّرْفاء والأَثْل والحاجِ والعِكْرِش واليَنْبُوت وفي الحديث كان مِنْبَر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من أَثْلِ الغابة قال ابن الأَثير الغابة غَيْضة ذات شجر كثير وهي على تسعة أَميال من المدينة والغِيضُ الطَّلْع وكذلك الغَضِيضُ والإِغْرِيض واللّه أَعلم

فحض
فَحَضَ الشيءَ يَفْحَضُه فَحْضاً شدَخه يمانية وأَكثر ما يُستعمل في الرطْب كالبِطِّيخ وشِبْهِه

فرض
فرَضْت الشيء أَفْرِضه فَرْضاً وفَرَّضْتُه للتكثير أَوْجَبْتُه وقوله تعالى سُورةٌ أَنْزَلْناها وفَرَضْناها ويقرأ وفرَّضْناها فمن قرأَ بالتخفيف فمعناه أَلزَمْنا كم العَمل بما فُرِضَ فيها ومن قرأَ بالتشديد فعلى وجهين أَحدهما على معنى التكثير على معنى إِنا فرضنا فيها فُرُوضاً وعلى معنى بَيَّنَّا وفَصَّلْنا ما فيها من الحلال والحرام والحدُود وقوله تعالى قد فرَضَ اللّه لكم تَحِلّةَ أَيْمانِكم أَي بيَّنها وافْتَرَضَه كفَرَضَه والاسم الفَرِيضةُ وفَرائضُ اللّهِ حُدودُه التي أَمرَ بها ونهَى عنها وكذلك الفَرائضُ بالمِيراثِ والفارِضُ والفَرَضِيُّ الذي يَعْرِف الفرائضَ ويسمى العِلْمُ بقِسْمةِ المَوارِيث فَرائضَ وفي الحديث أَفْرَضُكم زيد والفَرْضُ السُّنةُ فَرَضَ رسول اللّه صلّى اللّ عليه وسلّم أَي سَنَّ وقيل فَرَضَ رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أَي أَوْجَبَ وُجُوباً لازماً قال وهذا هو الظاهر والفَرْضُ ما أَوْجَبه اللّه عزّ وجلّ سمي بذلك لأَنَّ له مَعالِمَ وَحُدُوداً وفرَض اللّه علينا كذا وكذا وافْتَرَضَ أَي أَوْجَب وقوله عزّ وجلّ فمَن فرَض فيهنّ الحج أَي أَوْجَبه على نفسه بإِحرامه وقال ابن عرفة الفَرْضُ التوْقِيتُ وكلُّ واجِبٍ مؤقَّتٍ فهو مَفْرُوضٌ وفي حديث ابن عمر العِلْمُ ثلاثةٌ منها فرِيضةٌ عادلةٌ يريد العَدْل في القِسْمة بحيث تكون على السِّهام والأَنْصِباء المذكورة في الكتاب والسنَّة وقيل أَراد أَنها تكون مُسْتَنْبَطَةً من الكتاب والسنة وإِن لم يَرِد بها نص فيهما فتكون مُعادِلةً للنص وقيل الفَرِيضةُ العادِلةُ ما اتفق عليه المسلمون وقوله تعالى وقال لأَتَّخِذنَّ من عِبادِكَ نصِيباً مَفْرُوضاً قال الزجاج معناه مؤقتاً والفَرْضُ القِراءة يقال فَرَضْتُ جُزْئي أَي قرأْته والفَرِيضةُ من الإِبل والبقر ما بلغ عَدَدُه الزكاةَ وأَفْرَضَتِ الماشِيةُ وجبت فيها الفَرِيضة وذلك إِذا بلغت نِصاباً والفَرِيضةُ ما فُرِضَ في السائمةِ من الصدقة أَبو الهيثم فَرائضُ الإِبل التي تحتَ الثَّنيّ والرُّبُعِ يقال للقَلُوصِ التي تكون بنت سنة وهي تؤخذ في خمس وعشرين فَرِيضةٌ والتي تؤخذ في ست وثلاثين وهي بنت لَبُونٍ وهي بنت سنتين فريضةٌ والتي تؤخذ في ست وأَربعين وهي حِقّة وهي ابنة ثلاثِ سنين فريضة والتي تؤخذ في إِحدى وستين جَذَعةٌ وهي فريضتها وهي ابنة أَربع سنين فهذه فرائضُ الإِبلِ وقال غيره سميت فريضة لأَنها فُرِضَتْ أَي أُوجِبَتْ في عَدَدٍ معلوم من الإِبل فهي مَفْروضةٌ وفَريضة فأُدخلت فيها الهاء لأَنها جعلت اسماً لا نعتاً وفي الحديث في الفريضة تجبُ عليه ولا توجَدُ عنده يعني السِّنَّ المعين للإِخراج في الزكاة وقيل هو عامّ في كل فرْضٍ مَشْروعٍ من فرائضِ اللّه عزّ وجل ابن السكيت يقال ما لهم إِلا الفَرِيضتانِ وهما الجَذَعةُ من الغنم والحِقّةُ من الإِبل قال ابن بري ويقال لهما الفرْضتانِ أَيضاً عن ابن السكيت وفي حديث الزكاة هذه فَرِيضةُ الصدقةِ التي فَرَضَها رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على المسلمين أَي أَوجَبها عليهم بأَمر اللّه وأَصلُ الفرض القطْعُ والفَرْضُ والواجِبُ سِيّانِ عند الشافعي والفَرْضُ آكَدُ من الواجب عند أَبي حنيفة وقيل الفرْضُ ههنا بمعنى التقدير أَي قَدّرَ صدَقةَ كلِّ شيء وبَيَّنَها عن أَمر اللّه تعالى وفي حديث حُنَيْنٍ فإِن له علينا ستّ فَرائضَ الفرائضُ جمع فَرِيضةٍ وهو البعير المأْخوذ في الزكاة سمي فريضة لأَنه فَرْضٌ واجب على ربّ المال ثم اتُّسِع فيه حتى سمي البعيرُ فريضة في غير الزكاة ومنه الحديث مَن مَنَعَ فَرِيضةً من فَرائضِ اللّه ورجل فارِضٌ وفَرِيضٌ عالِمٌ بالفَرائضِ كقولك عالِمٌ وعَلِيمٌ عن ابن الأعْرابي والفَرْضُ الهِبةُ يقال ما أَعطاني فَرْضاً ولا قَرْضاً والفرْضُ العَطيّةُ المَرْسُومةُ وقيل ما أَعْطَيْتَه بغير قَرْضٍ وأَفْرَضْتُ الرَّجل وفَرَضْتُ الرَّجل وافْتَرَضْتُه إِذا أَعطيته وقد أَفْرَضْتُه إِفْراضاً والفرْضُ جُنْدٌ يَفْتَرِضُون والجمع الفُروضُ الأَصمعي يقال فَرَضَ له في العَطاء وفرَض له في الدِّيوانِ يَفْرِضْ فَرْضاً قال وأَفْرَضَ له إِذا جعل فريضة وفي حديث عَدِيّ أَتيت عمر بن الخطاب رضي اللّه عنهما في أُناسٍ من قَوْمِي فجعل يَفْرِضُ للرجل من طَيِّء في أَلفين أََلفين ويُعْرِضُ عني أَي يَقْطَعُ ويُوجِبُ لكل رجل منهم في العَطاء أَلفين من المال والفرْضُ مصدر كل شيء تَفْرِضُه فتُوجِبه على إِنسان بقَدْر معلوم والاسم الفَرِيضةُ والفارِضُ الضخْمُ من كل شيء الذكر والأُنثى فيه سواء ولا يقال فارِضةٌ ولِحْيةٌ فارضٌ وفارِضةٌ ضَخْمةٌ عظيمة وشِقْشِقةٌ فارِضٌ وسِقاء فارضٌ كذلك وبَقَرة فارضٌ مُسِنّة وفي التنزيل إِنها بقَرة لا فارِضٌ ولا بِكْر قال الفرّاء الفارِضي الهَرِمةُ والبِكْرُ الشابّة وقد فَرَضَتِ البقرةُ تَفْرِضُ فُروضاً أَي كَبِرَتْ وطَعَنَت في السِّنّ وكذلك فَرُضَتِ البقرة بالضم فَراضةً قال علقمة بن عوف وقد عَنى بقرة هرمة لَعَمْرِي لقد أَعْطَيْتَ ضَيْفَكَ فارِضاً تُجَرُّ إِليه ما تَقُوم على رِجْلِ ولم تُعْطِه بِكْراً فَيَرْضَى سَمِينةً فَكَيْفَ يُجازِي بالمَوَدَّةِ والفِعْلِ ؟ وقال أُمية في الفارض أَيضاً كُمَيْت بَهِيم اللَّوْنِ ليس بِفارِضٍ ولا بخَصِيفٍ ذاتِ لَوْنٍ مُرَقَّمِ وقد يستعمل الفارِضُ في المُسِنّ من غير البقر فيكون للمذكر وللمؤنث قال شَوْلاء مسك فارض نهيّ من الكِباشِ زامِر خَصيّ وقومٌ فُرَّضٌ ضِخامٌ وقيل مَسانُّ قال رجل من فُقَيْم شَيَّبَ أَصْداغِي فرَأْسِي أَبْيَضُ مَحامِلٌ فيها رجالٌ فُرَّضُ مِثْلُ البَراذِينِ إِذا تأَرَّضُوا أَو كالمِراضِ غَيْرَ أَنْ لم يَمْرَضُوا لو يَهْجَعُونَ سَنةً لم يَعْرِضُوا إِنْ قلْتَ يَوْماً للغَداء أَعْرَضُوا نَوْماً وأَطْرافُ السِّبالِ تَنْبِضُ وخُبِئَ المَلْتُوتُ والمُحَمَّضُ واحدهم فارِضٌ وروى ابن الأَعرابي مَحامِلٌ بِيضٌ وقَوْمٌ فُرَّضُ قال يريد أَنهم ثِقالٌ كالمَحاملِ قال ابن بري ومثله قول العجاج في شَعْشعانٍ عُنُق يَمْخُور حابي الحُيُودِ فارِضِ الحُنْجُور قال وقال الفقعسي يذكر غَرْباً واسِعاً والغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارِضُ التهذيب ويقال من الفارض فَرَضَتْ وفُرضَت قال ولم نسمع بِفَرِضَ وقال الكسائي الفارِضُ الكبيرة العظيمة وقد فَرَضَت تَفْرِضُ فُرُوضاً ابن الأَعرابي الفارض الكبيرة وقال أَبو الهيثم الفارِضُ المُسِنّةُ أَبو زيد بقرة فارِضٌ وهي العظيمةُ السمينة والجمع فَوارِضُ وبقرةٌ عَوانٌ من بقر عُونٍ وهي التي نُتجَت بعد بَطْنها البِكْر قال قتادة لا فارِضٌ هي الهَرِمةُ وفي حديث طَهْفةَ لكم في الوَظِيفةِ الفَريضةُ الفَريضةُ الهرمةُ المُسِنّةُ وهي الفارِضُ أَيضاً يعني هي لكم لا تُؤْخذُ منكم في الزكاة ويروى عليكم في الوَظِيفةِ الفَرِيضةُ أَي في كل نِصابٍ ما فُرِضَ فيه ومنه الحديث لكم الفارِضُ والفرِيضُ الفَرِيضُ والفارِضُ المُسِنّةُ من الإِبل وقد فَرَضَت فهي فارِضٌ وفارِضةٌ وفَرِيضةٌ ومثله في التقدير طَلَقَتْ فهي طالق وطالِقةٌ وطَلِيقةٌ قال العجاج نَهْرُ سَعِيدٍ خالِصُ البياضِ مُنْحَدِرُ الجِرْية في اعْتِراضِ هَوْلٌ يَدُقُّ بكم العِراضِ يَجْرِي على ذِي ثَبَجٍ فِرْياضِ
( * قوله العراض بالكسر هكذا في الأصل ولعلها العراضي بالياء المشدّدة ) كأَنَّ صَوْت مائِه الخَضْخاضِ أَجْلابُ جِنٍّ بنَقاً مِغْياضِ قال ورأَيت بالسِّتارِ الأَغْبَرِ عَيْناً يقال لها فِرْياضٌ تَسْقي نخلاً كثيرة وكان ماؤها عذباً وقوله أَنشده ابن الأَعرابي يا رُبَّ مَوْلىً حاسِدٍ مُباغِضِ عليَّ ذِي ضِغْنِ وضَبٍّ فارِضِ له قُروء كقُروء الحائِضِ عنى بضب فارضٍ عَداوةً عظيمة كبيرة من الفارض التي هي المسنة وقوله له قروء كقروء الحائض يقول لعداوته أَوقات تهيج فيها مثل وقت الحائض ويقال أَضمر عليّ ضِغْناً فارضاً وضِغْنةً فارضاً بغير هاء أَي عظيماً كأَنه ذو فَرْض أَي ذو حَزٍّ وقال يا رُبّ ذي ضِغن عليّ فارِض والفَرِيضُ جِرّةُ البعير عن كراع وهي عند غيره القَريضُ بالقاف وسيأْتي ذكره ابن الأَعرابي الفَرْضُ الحَزُّ في القِدْحِ والزَّنْدِ وفي السَّير وغيره وفُرْضةُ الزند الحز الذي فيه وفي حديث عمر رضي اللّه عنه اتخذ عام الجدب قِدْحاً فيه فَرْض الفرض الحَزُّ في الشيء والقطعُ والقِدْحُ السهْمُ قبل أَن يُعْمل فيه الرِّيشُ والنَّصْلُ وفي صفة مريم عليها السلام لم يَفْتَرِضْها ولَد أَي لم يؤثِّر فيها ولم يَحُزّها يعني قبل المسيح قال ومنه قوله تعالى لأَتخذنّ من عبادك نَصِيباً مَفْرُوضاً أَي مؤقتاً وفي الصحاح أَي مُقْتَطَعاً مَحْدوداً وفَرْضُ الزَّنْد حيث يُقْدَحُ منه وفَرَضْتُ العُودَ والزَّندَ والمِسْواكَ وفرَضْتُ فيهما أَفْرِضُ فَرْضاً حَزَزْتُ فيهما حَزّاً وقال الأَصمعي فرَض مِسْواكَه فهو يَفْرِضُه فَرْضاً إِذا حَزَّه بأَسنانِه والفَرْضُ اسم الحز والجمع فُروضٌ وفِراضٌ قال منَ الرَّصَفاتِ البِيضِ غيَّرَ لَوْنَها بَناتُ فِراضِ المَرْخِ واليابسِ الجَزْلِ التهذيب في ترجمة فرض الليث التقْرِيضُ في كلّ شيء كتقْريضِ يَدَيِ الجُعَلِ وأَنشد إِذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ هَوَى له مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَين أَفلَحُ قال الأَزهري هذا تصحيف وإِنما هو التفريض بالفاء من الفرْض وهو الحز وقولهم الجُعْلانةُ مُفَرَّضةٌ كَأَنَّ فيها حُزوزاً قال وهذا البيت رواه الثِّقاتُ أََيضاً بالفاء مُفَرَّضُ أَطْرافِ الذراعين وهو في شعر الشماخ وأَراد بالشأْو ما يُلْقِيه العَيْرُ والأَتانُ من أَرْواثها وقال الباهلي أَراد الشماخ بالمُفَرَّضِ المُحَزَّزَ يعني الجُعَل والمِفْرَضُ الحديدة التي يُحَزّ بها وقال أَبو حنيفة فراض النحل
( * قوله « فراض النحل » كذا بالنسخة التي بأَيدينا والذي في شرح القاموس الفراض ما تظهره إلخ » ) ما تظهره الزَّنْدةُ من النار إِذا اقْتُدِحَت قال والفراض إِنما يكون في الأُنثى من الزندتين خاصة وفَرَضَ فُوقَ السهْمِ فهو مَفْروضٌ وفَريضٌ حَزَّه والفَريضُ السهم المَفْروض فُوقُه والتفْريضُ التحزيز والفَرْضُ العَلامةُ ومنه فرْضُ الصلاةِ وغيرها إِنما هو لازم للعبد كلُزومِ الحَزِّ للقِدْح الفراء يقال خرجت ثَناياه مُفَرَّضةً أَي مؤشَّرةً قال والغُروبُ ماء الأَسنان والظَّلْمُ بياضُها كأَنه يعلوه سَواد وقيل الأَشْرُ تحزيز في أَطراف الأَسنان وأَطرافُها غُروبها واحدها غَرْبٌ والفَرْضُ الشّقُّ في وسَط القبر وفَرَضْت للميت ضَرَحْت والفُرْضةُ كالفَرْضِ والفَرْضُ والفُرْضةُ الحَزّ الذي في القوْس وفُرْضة القوس الحز يقع عليه الوتَر وفَرْضُ القوسِ كذلك والجمع فِراضٌ وفُرْضةُ النهر مَشْرَبُ الماء منه والجمع فُرَضٌ وفِراضٌ الأَصمعي الفُرْضةُ المَشْرَعةُ يقال سقاها بالفِراضِ أَي من فُرْضةِ النهر والفُرْضة الثُّلْمة التي تكون في النهر والفِراضُ فُوَّهةُ النهر قال لبيد تجري خزائنه على مَن نابَه جَرْيَ الفُراتِ على فِراضِ الجَدْوَلِ وفُرْضةُ النهر ثُلْمَتُه التي منها يُسْتقى وفي حديث موسى عليه السلام حتى أَرْفَأ به عند فرضة النهر أَي مَشْرَعَتِه وجمع الفرضة فُرَضٌ وفي حديث ابن الزبير واجعلوا السيوف للمنايا فُرَضاً أَي اجعلوها مَشارِعَ للمنايا وتَعَرَّضُوا للشهادة وفُرْضَةُ البحر مَحَطُّ السفُن وفُرْضةُ الدواةِ موضع النِّفْس منها وفُرْضة الباب نَجْرانُه والفَرْضُ القِدْحُ قال عبيدُ بن الأَبرص يصف بَرْقاً فَهْوَ كَنِبْراسِ النَّبِيطِ أَو ال فَرْضِ بكَفِّ اللاَّعِبِ المُسْمِرِ والمُسْمِرُ الذي دخل في السَّمَرِ والفَرْضُ التُّرْسُ قال صخر الغي الهذلي أَرِقْتُ له مِثْلَ لَمْعِ البَشِي رِ قَلَّبَ بالكفِّ فَرْصاً خَفِيفَا قال أََبو عبيد ولا تقل قُرْصاً خفيفا والفَرْضُ ضرب من التمر وقيل ضرب من التمر صغار لأَهل عُمان قال شاعرهم إِذا أَكلتُ سمَكاً وفَرْضا ذهَبْتُ طُولاً وذهَبْتُ عَرْضا قال أَبو حنيفة وهو من أَجود تمر عُمانَ هو والبَلْعَقُ قال وأَخبرني بعض أَعرابها قال إِذا أَرْطَبَتْ نخلَتُه فتُؤُخِّرَ عن اخْتِرافِها تَساقَطَ عن نواه فبقيت الكِباسةُ ليس فيها إِلا نَوىً معلَّق بالتَّفارِيق ابن الأَعرابي يقال لذكر الخنافس المُفَرَّضُ وأَبو سَلْمانَ والحَوَّاز والكَبَرْتَلُ والفِراضُ موضع قال ابن أَحمر جزَى اللّه قَوْمي بالأُبُلَّةِ نُصْرةً ومَبْدىً لهم حَولَ الفِراضِ ومَحضَرا وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي كأَنْ لم يكُنْ مِنّا الفِراضُ مَظِنَّةً ولم يُمْسِ يَوْماً مِلْكُها بيَمِيني فقد يجوز أَن يَعْنِيَ الموضع نفْسَه وقد يجوز أَن يعني الثغور يشبهها بمشارِعِ المياهِ وفي حديث ابن عمر أَن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم استقبل فُرْضَتَيِ الجبلِ فُرْضةُ الجبل ما انْحَدَرَ من وسطه وجانبه ويقال للرجل إِذا لم يكن عليه ثوب ما عليه فِراضٌ أَي ثوب وقال أَبو الهيثم ما عليه سِتْرٌ وفي الصحاح يقال ما عليه فِراضٌ أَي شيءٌ من لِباسٍ وفِرْياضٌ موضع

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88