كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

بعر
البَعيرُ الجَمَل البازِلُ وقيل الجَذَعُ وقد يكون للأُنثى حكي عن بعض العرب شربت من لبن بَعيري وصَرَعَتْني بَعيري أَي ناقتي والجمع أَبْعِرَةٌ في الجمع الأَقل وأَباعِرُ وأَباعيرُ وبُعْرانٌ وبِعْرانٌ قال ابن بري أَباعِرُ جمع أَبْعِرةٍ وأَبْعِرَةٌ جمع بَعير وأَباعِرُ جمع الجمع وليس جمعاً لبعير وشاهد الأَباعر قول يزيد بن الصِّقّيل العُقَيْلي أَحد اللصوص المشهورة بالبادية وكان قد تاب أَلا قُلْ لرُعْيانِ الأَباعِرِ أَهْمِلوا فَقَدْ تابَ عَمّا تَعْلَمونَ يَزيدُ وإِنَّ امْرَأً يَنْجو من النار بَعْدَما تَزَوَّدَ منْ أَعْمالِها لسَعيدُ قال وهذا البيت كثيراً ما يتمثل به الناس ولا يعرفون قائله وكان سبب توبة يزيد هذا أَن عثمان بن عفان وَجَّه إِلى الشام جيشاً غازياً وكان يزيد هذا في بعض بوادي الحجاز يسرق الشاة والبعير وإِذا طُلب لم يوجد فلما أَبصر الجيش متوجهاً إِلى الغزو أَخلص التوبة وسار معهم قال الجوهري والبعير من الإِبل بمنزلة الإِنسان من الناس يقال للجمل بَعيرٌ وللناقة بَعيرٌ قال وإنما يقال له بعير إِذا أَجذع يقال رأَيت بعيراً من بعيد ولا يبالي ذكراً كان أَو أُنثى وبنو تميم يقولون بِعير بكسر الباء وشِعير وسائر العرب يقولون بَعير وهو أَفصح اللغتين وقول خالد ابن زهير الهذلي فإِن كنتَ تَبْغِي للظُّلامَةِ مَرْكَباً ذَلُولاً فإِني ليسَ عِنْدِي بَعِيرُها يقول إِن كنت تريد أَن أَكون لك راحلة تركبني بالظلم لم أُقرّ لك بذلك ولم أَحتمله لك كاحتمال البعير ما حُمّلَ وبَعِرَ الجَمَلُ بَعَراً صار بعيراً قال ابن بري وفي البعير سؤال جرى في مجلس سيف الدولة ابن حمدان وكان السائل ابن خالويه والمسؤُول المتنبي قال ابن خالويه والبعير أَيضاً الحمار وهو حرف نادر أَلقيته على المتنبي بين يدي سيف الدولة وكانت فيه خُنْزُوانَةٌ وعُنْجُهِيَّة فاضطرب فقلت المراد بالبعير في قوله تعالى ولمن جاء به حِمْلُ بَعير الحمارُ فكسرت من عزته وهو أَن البعير في القرآن الحمار وذلك أَن يعقوب وأخوة يوسف عليهم الصلاة والسلام كانوا بأرض كنعان وليس هناك إِبل وإنما كانوا يمتارون على الحمير قال الله تعالى ولمن جاء به حمل بعير أَي حمل حمار وكذلك ذكره مقاتل بن سليمان في تفسيره وفي زبور داود أَن البعير كل ما يحمل ويقال لكل ما يحمل بالعبرانية بعير وفي حديث جابر استغفر لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليلة البعير خمساً وعشرين مرة هي الليلة التي اشترى فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من جابر جمله وهو في السفر وحديث الجمل مشهور والبَعْرَة واحدة البَعْرِ والبَعْرُ والبَعَرُ رجيع الخُف والظِّلف من الإِبل والشاء وبقر الوحش والظباء إلاّ البقر الأَهلية فإنها تَخْثي وهو خَثْيُها والجمع أَبْعَارٌ والأَرنب تَبْعَرُ أَيضاً وقد بَعَرَتِ الشاةُ والبعير يَبْعَرُ بَعْراً والمِبْعَرُ والمَبْعَرُ مكانُ البَعَرِ من كل ذي أَربع والجمع مَباعِرُ والمِبْعارُ الشاة والناقة تُباعِرُ حالِبَها وباعَرَتِ الشاةُ والناقة إِلى حالبها أَسرعت والاسمُ البِعارُ ويُعَدُّ عيباً لأَنها ربما أَلقت بَعَرَها في المِحْلَب والبَعْرُ الفقر التام الدائم والبَعَرَةُ الكَمَرَةُ والبُعَيْرَةُ تصغير البَعْرَة وهي الغَضْبَةُ في الله جلّ ذكره ومن أَمثالهم أَنت كصاحب البَعْرَة وكان من حديثه أَن رجلاً كانت له ظِنَّة في قومه فجمعهم يستبرئهم وأَخذ بَعْرَة فقال إِني رام ببعرتي هذه صاحب ظِنِّتي فَجَفَلَ لها أَحَدُهُم وقال لا ترمني بها فأَقرّ على نفسه والبَعَّارُ لقب رجل والبَيْعَرَة موضع وأَبناء البعير قوم وبنو بُعْرَان حَيٌّ

بعثر
الفرّاء في قوله تعالى وإِذا القُبور بُعْثِرَتْ قال خرج ما في بطنها من الذهب والفضة وخروج الموتى بعد ذلك قال وهو من أَشراط الساعة أَن تُخرج الأَرض أَفْلاَذَ كَبِدِها قال وبُعْثِرَتْ وبُحْثِرَتْ لغتان وقال الزجاج بُعْثِرَتْ أَي قلب ترابها وبعث الموتى الذين فيها وقال بَعْثَرُوا متاعهم وبَحْثَرُوه إِذا قَلَبُوه وفَرَّقُوه وبَدَّدُوه وقلبوا بعضه فوق بعض وفي حديث أَبي هريرة إِني إِذا لم أَرك تَبَعْثَرَتْ نَفْسي أَي جاشت وانقلبت وغَثَتْ وبَعْثَرَ الشيءَ فرَّقه وبَعْثَر الترابَ والمتاع قلبه قال ابن سيده وزعم يعقوب أَن عينها بدل من غين بغثر أَو غين بغثر بدل منها وبَعْثَرَ الخبر بَحَثَهُ ويقال بَعْثَرْتُ الشيءَ وبَحْثَرْتهُ إِذا استخرجته وكشفته وقال أَبو عبيدة في قوله تعالى إِذا بُعْثِرَ ما في القُبور أُثِيرَ وأُخْرِجَ قال وتقول بَعْثَرْتُ حَوْضي أَي هدمته وجعلت أَسفله أَعلاه

بعذر
بَعْذَرَه حَرَّكه ونفَضَه

بعكر
بعْكَرَ الشيء قَطَعَهُ كَكَعْبرَهُ

بغر
ابن الأَعرابي البَغْرُ والبَغَرُ الشرب بلا رِيّ البغر بالتحريك داء أَو عطش قال الأَصمعي هو داء يأْخذ الإِبل فتشرب فلا تَرْوَى وتَمْرضُ عنه فتموت قال الفرزدق فَقُلْتُ ما هو إِلا السَّامُ تَرْكَبُه كَأَنَّما المَوْتُ في أَجْنَادِهِ البَغَرُ والبَحَرُ مثله وأَنشد وسِرْتَ بِقِيقاةٍ فَأَنْتَ بَغِيرُ اليزيدي بَغِرَ بَغَراً إِذا أَكثر من الماء فلم يَرْوَ وكذلك مَجَرَ مَجْراً وبَغَرَ الرجلُ بَغْراً وبَغِرَ فهو بَغِرٌ وبَغِيرٌ لم يَرْوَ وأَخذه من كثرة الشرب داء وكذلك البعير والجمع بَغارَى وبُغارَى وماءٌ مَبْغَرَةٌ يصيب عنه البَغَرُ والبَغْرَةُ قوة الماء وبَغَرَ النجمُ يَبْغُرُ بُغوراً أَي سقط وهاج بالمطر يعني بالنجم الثريا وبَغَرَ النَّوْءُ إِذا هاج بالمطر وأَنشد بَغْرَة نَجْمٍ هاج ليلاً فَبَغَرْ وقال أَبو زيد يقال هذه بَغْرَةُ نَجْمِ كذا ولا تكون البَغْرَةُ إِلا مع كثرة المطر والبَغْرُ والبَغَرُ والبَغْرَةُ الدُّفْعَةُ الشديدة من المطر بَغِرَتِ السماء بَغَراً وقال أَبو حنيفة بُغِرَتِ الأَرْضُ أَصابها المطر فَلَيَّنَها قبل أَن تُحْرَثَ وإِن سقاها أَهلها قالوا بَغَرْناها بَغْراً والبَغْرَةُ الزرع يزرع بعد المطر فيبقى فيه الثَّرَى حتى يُحْقِلَ ويقال لفلان بَغْرَةٌ من العطاء لا تَعِيضُ إِذا دام عطاؤه قال أَبو وجزة سَحَّتْ لأَبْناءِ الزُّبَيْرِ مآثِرٌ في المَكْرُمَاتِ وبَغْرَةٌ لا تُنْجِمُ ويقال تفرّقت الإِبل وذهب القوم شَغَرَ بَغَرَ وذهب القوم شَغَرَ مَغَرَ وشِغَرَ بِغَرَ وشِغَرَ مِغَرَ أَي متفرّقين في كل وجه وعُيِّرَ رجلٌ من قريش فقيل له مات أَبوكَ بَشَماً وماتت أُمُّكَ بَغَراً

بغبر
ابن الأَعرابي البُغْبُور الحجَر الذي يذبح عليه القربان للصنم والبُغبُورُ مَلِكُ الصِّين

بغثر
بَغْثَرَ طعامَه فَرَّقَه وتقول ركب القوم في بَغْثَرَةٍ أَي في هَيْجٍ واختلاطٍ وبَغْثَرَ متاعه وبَعْثَرَهُ إِذا قلبه والبَغْثَرَةُ خُبْثُ النَّفْسِ تقول ما لي أَراك وقد تَبَغْثَرَتْ نَفْسُه أَي خَبُثَتْ وغَثَتْ وفي حديث أَبي هريرة إِذا لم أَرك تَبَغْثَرَتْ نفسي أَي غَثَتْ ويروى تبعثرت بالعين وقد تقدم وأَصبح فلانٌ مُتَبَغْثِراً أَي مُتَمَقِّساً وربما جاء بالعين قال الجوهري ولا أَرويه عن أَحد والبَغْثَرُ الأَحمق الضعيف والأُنثى بَغْثَرَةٌ التهذيب والبَغْثَرُ من الرجال الثَّقِيلُ الوخِمُ وأَنشد ولم نَجِدْ بَغْثَراً كَهَاماً وبَغْثَرٌ اسم شاعر عن ابن الأَعرابي ونسبه فقال وهو بغثر بن لقيط بن خالد بن نضلة

بقر
البَقَرُ اسم جنس ابن سيده البَقَرَةُ من الأَهلي والوحشي يكون للمذكر والمؤنث ويقع على الذكر والأُنثى قال غيره وإِنما دخلته الهاء على أَنه واحد من جنس والجمع البَقَراتُ قال ابن سيده والجمع بَقَرٌ وجمع البَقَرِ أَبْقَرُ كزَمَنٍ وأَزْمُنٍ عن الهجري وأَنشد لمقبل بن خويلد الهذلي كأَنَّ عَرُوضَيْهِ مَحَجَّةُ أَبْقُرٍ لَهُنَّ إِذا ما رُحْنَ فيها مَذاعِقُ فأَما بَقَرٌ وباقِرٌ وبَقِيرٌ وبَيْقُورٌ وباقُورٌ وباقُورةٌ فأَسماء للجمع زاد الأَزهري وبَواقِر عن الأَصمعي قال وأَنشدني ابن أَبي طرفة وسَكَّنْتُهُمْ بالقَوْلِ حَتَّى كَأَنَّهُمْ بَواقِرُ جُلْحٌ أَسْكَنَتْها المَراتِعُ وأَنشد غير الأَصمعي في بيقور سَلَعٌ مَّا ومِثلُه عُشَرٌ مَّا عائلٌ مَّا وعالَتِ البَيْقُورا وأَنشد الجوهري للورل الطائي لا دَرَّ دَرُّ رِجَالٍ خَابَ سَعْيُهُمُ يَسْتَمْطِرُونَ لَدَى الأَزمَات بالعُشَرِ أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعَةً ذَرِيعَةً لك بَيْنَ اللهِ والْمَطَرِ ؟ وإِنما قال ذلك لأَن العرب كانت في الجاهلية إِذا استسقوا جعلوا السَّلَعَةَ والعُشَرَ في أَذناب البقر وأَشعلوا فيه النار فتضج البقر من ذلك ويمطرون وأَهل اليمن يسمون البَقَرَ باقُورَةً وكتب النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب الصدقة لأَهل اليمن في ثلاثين باقورةً بَقَرَةٌ الليث الباقر جماعة البقر مع رعاتها والجامل جماعة الجمال مع راعيها ورجلٌ بَقَّارٌ صاحب بقر وعُيونُ البَقَرِ ضَرْبٌ من العنب وبَقِرَ رَأَى بَقَرَ الوحش فذهب عقله فرحاً بهن وبَقِرَ بَقَراً وبَقَرَاً ( قوله « وبقر بقراً وبقراً » سيأتي قريباً التنبيه على ما فيه ينقل عبارة الأَزهري عن أبي الهيثم والحاصل كما يؤخذ من القاموس والصحاح والمصباح أنه من باب فرح فيكون لازماً ومن باب قتل ومنع فيكون متعدياً ) فهو مَبْقُور وبَقِيرٌ شُقه وناقة بَقِيرٌ شُقَّ بطنها عن ولدها أَيَّ شَقٍّ وقد تَبَقَّر وابْتَقَر وانْبَقَر قال العجاج تُنْتَجُ يَرْْمَ تُلْقِحُ انْبِقَارا وقال ابن الأَعرابي في حديث له فجاءت المرأَة فإِذا البيت مِبْقُورٌ أَي منتثر عَتَبَتُهُ وعِكْمُه الذي فيه طعامه وكل ما فيه والبِقِيرُ والبَقِيرةُ بُرْدٌ يُشَقُّ فَيُلْبَسُ بلا كُمَّيْنِ ولا جَيْب وقيل هو الإِتْبُ الأَصمعي البَقِيرةُ أَن يؤْخذ بُرد فيشق ثم تلقيه المرأَة في عنقها من غير كمين ولا جيب والإِتْبُ قميص لا كمين له تلبسه النساء التهذيب روى الأَعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في حديث هدهد سليمان قال بينما سليمان في فلاة احتاج إِلى الماء فدعا الهدهد فَبَقَر الأَرضَ فأَصاب الماء فدعا الشياطين فسلخوا مواضع الماء كما يسلخ الإِهاب فخرج الماء قال الأَزهري قال شمر فيما قرأْت بخطه معنى بَقَرَ نظر موضع الماء فرأَى الماء تحت الأَرض فأَعلم سليمان حتى أَمر بحفره وقوله فسلخوا أَي حفروا حتى وجدوا الماء وقال أَبو عدنان عن ابن نباتة المُبَقِّرُ الذي يخط في الأَرض دَارَةً قدر حافر الفرس وتدعى تلك الدارة البَقْرَةَ وأَنشد غيره بِها مِثْلُ آثَارِ المُبَقِّر مَلْعَب وقال الأَصمعي بَقَّرَ القومُ ما حولهم أي حفروا واتخذوا الركايا والتبقر التوسع في العلم والمال وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين بن علي الباقر رضوان الله عليهم لأَنه بقر العلم وعرف أَصله واستنبط فرعه وتَبقَّر في العلم وأَصل البقر الشق والفتح والتوسعة بَقَرْتُ الشيءَ بَقْراً فتحته ووسعته وفي حديث حذيفة فما بال هؤلاء الذين يَبْقُرونَ بيوتنا أَي يفتحونها ويوسعونها ومنه حديث الإِفك فَبَقَرْتُ لها الحديث أَي فتحته وكشفته وفي الحديث فأَمر ببقرة من نحاس فأُحميت قال ابن الأَثير قال الحافظ أَبو موسى الذي يقع لي في معناه أَنه لا يريد شيئاً مصوغاً على صورة البقرة ولكنه ربما كانت قِدْراً كبيرةً واسعةً فسماها بَقَرَةً مأْخوذاً من التَّبَقُّرِ التَّوَسُّع أَو كان شيئاً يسع بقرة تامّة بِتَوابلها فسميت بذلك وقولهم ابْقُرْها عن جَنينها أَي شُقَّ بطنها عن ولدها وبَقِرَ الرجل يَبْقَرُ بَقَراً وبَقْراً وهو أَن يَحْسِرَ فلا يكاد يُبصر قال الأَزهري وقد أَنكر أَبو الهيثم فما أَخبرني عنه المنذري بَقْراً بسكون القاف وقال القياس بَقَراً على فَعَلاً لأَنه لازم غير واقع الأَصمعي بَيْقَرَ الفرسُ إِذا خَامَ بيده كما يَصْفِنُ برجله والبَقِير المُهْرُ يولد في ماسكَةٍ أَو سَلًى لأَنه يشق عليه والبَقَرُ العيال وعليه بَقَرَةٌ من عيالٍ ومالٍ أَي جماعةٌ ويقال جاء فلان يَجُرُّ بَقَرَةً أَي عيالاً وتَبَقَّرَ فيها وتَبَيْقَرَ توسع وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن التَّبَقُّر في الأَهل والمال قال أَبو عبيد قال الأَصمعي يريد الكثرة والسَّعة قال وأَصل التَّبَقُّرِ التوسعُ والتَّفَتُّح ومنه قيل بَقَرْتُ بطنه إنما هو شْققته وفتحته ومنه حديث أُم سليم إن دنا مني أَحد من المشركين بَقَرْتُ بَطْنَهُ قال أَبو عبيد ومن هذا حديث أَبي موسى حين أَقبلت الفتنة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه فقال إِن هذه الفتنة باقرة كداء البطن لا يُدْرَى أَنَّى يُؤْتى لَهُ إِنما أَراد أَنها مفسدة للدين ومفرقة بين الناس ومُشَتِّتَةٌ أُمورهم وشبهها بوجع البطن لأَنه لا يُدْرَى ما هاجه وكيف يُدَاوَى ويتأَتى له وبَيْقَرَ الرجلُ هاجر من أَرض إِلى أَرض وبَيْقَرَ خرج إلى حيث لا يَدْرِي وبَيْقَرَ نزل الحَضَرَ وأَقام هناك وترك قومه بالبادية وخص بعضهم به العراق وقول امرئ القيس أَلا هَلْ أَتَاهَا والحوادثُ جَمَّةٌ بأَنَّ امْرَأَ القَيْسِ بِنَ تَمْلِكَ بَيْقَرا ؟ يحتمل جميع ذلك وبَيْقَرَ أَعْيَا وبَيْقَر هلَك وبيقر مشَى مِشْيَةَ المُنَكِّسِ وبَيْقَرَ أَفسد عن ابن الأَعرابي وبه فسر قوله وقد كانَ زَيْدٌ والقُعُودُ بأَرْضِهِ كَرَاعِي أُنَاسٍ أَرْسَلُوه فَبيْقرَا والبيقرة الفساد وقوله كراعي أُناس أَي ضيع غنمه للذئب وكذلك فسر بالفساد قوله يا مَنْ رَأَى النُّعْمانَ كانَ حِيَرَا فَسُلَّ مِنْ ذلك يَوْمَ بَيْقَرَا أَي يوم فساد قال ابن سيده هذا قول ابن الأَعرابي جعله اسماً قال ولا أَدري لترك صرفه وجهاً إِلاَّ أَن يضمنه لضمير ويجعله حكاية كما قال نُبِّئْتُ أَخْوالي بَني يَزِيدُ بَغيْاً علينا لَهُمْ فَدِيدُ ضمن يزيد الضمير فصار جملة فسمي بها فحكي ويروى يوماً بيقرا أَي يوماً هلك أَو فسد فيه ملكه وبَقِرَ الرجل بالكسر إِذا أَعيا وحَسَرَ وبَيْقَرَ مثله ابن الأَعرابي بيقر إِذا تحير يقال بَقِرَ الكلب وبَيْقَر إِذا رأَى البَقَرَ فتحير كما يقال غَزِلَ إِذا رأَى الغزال فَلَهِيَ وبَيْقَرَ خرج من بلد إلى بلد وبَيْقَر إِذا شك وبَيْقَرَ إِذا حَرَصَ على جمع المال ومنعه وبَيْقَر إِذا مات وأَصْلُ البَيْقَرَة الفساد وبَيْقَرَ الرجل في ماله إِذا أَسرع فيه وأَفسده ورورى عمرو عن أَبيه البَيْقَرَة كثرة المتاع والمال أَبو عبيدة بَيْقَرَ الرجل في العَدْو إِذا اعتمد فيه وبَيْقَر الدار إِذا نزلها واتخذها منزلاً ويقال فتنة باقرة كداء البطن وهو الماء الأَصفر وفي حديث أَبي موسى سمعت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول سيأْتي على الناس فتْنَةٌ باقِرَةٌ تَدَعُ الحليمَ حَيْرانَ أَي واسعَةٌ عظيمةٌ كفانا الله شرها والبُقَّيْرَى مثال السُّمَّيْهى لعبة الصبيان وهي كومة من تراب وحولها خطوط وبَقَّرَ الصبيانُ لعبوا البُقَّيْرَى يأْتون إِلى موضع قد خبئ لهم فيه شيء فيضربون بأَيديهم بلا حفر يطلبونه قال طفيل الغَنَوِيُّ يصف فرساً أَبَنَّتْ فما تَنْفَكُّ حَوْلَ مُتَالِعٍ لها مِثلُ آثارِ المُبَقِّرِ مَلْعَبُ قال ابن بري قال الجوهري في هذا البيت يصف فرساً وقوله ذلك سهو وإِنما هو يصف خيلاً تلعب في هذا الموضع وهو ما حول متالع ومتالع اسم جبل والبُقَّارُ تراب يجمع بالأَيدي فيجعل قُمَزاً قَمزاً ويلعب به جعلوه اسماً كالقِذَافِ والقُمَزُ كأَنها صوامع وهو البُقَّيْرَى وأَنشد نِيطَ بِحَقْويَها خَمِيسٌ أَقْمَرُ جَهْمٌ كبُقَّارِ الوليدِ أَشْعَرُ والبقار اسم واد قال لبيد فَبَاتَ السَّيلُ يَرْكبُ جانِبَيْهِ من البَقَّارِ كالعَمِدِ الثَّقَال والبَقَّارُ موضع والبَيْقرَةُ اسراع يطأْطئ الرجل فيه رأْسه قال المثَقِّبُ العَبْدِيّ ويروى لِعَدِيِّ بن ودَاع فَباتَ يَجْتَابُ شُقارَى كما بَيْقَرَ منْ يَمْشِي إِلى الجَلْسَدِ وشُقارَى مخفف من شُقَّارَى نبت خففه للضرورة ورواه أَبو حنيفة في كتابه النبات من يمشي إلى الخَلَصَة قال والخَلَصَةُ الوَثَنُ وقد تقدم في فصل جسد والبَيْقَرانُ نَبْتٌ قال ابن دريد ولا أَدري ما صحته وبَيْقُور موضع وذو بَقَرٍ موضع وجاد بالشُّقَّارَى والبُقَّارَى أَي الداهية

بكر
البُكْرَةُ الغُدْوَةُ قال سيبويه من العرب من يقول أَتيتك بُكْرَةً نَكِرَةٌ مُنَوَّنٌ وهو يريد في يومه أَو غده وفي التنزيل العزيز ولهم زرقهم فيها بُكرة وعشيّاً التهذيب والبُكْرَةُ من الغد ويجمع بُكَراً وأَبْكاراً وقوله تعالى وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عذابٌ مُسْتَقِرّ بُُكْرَةٌ وغُدْوَةٌ إِذا كانتا نكرتين نونتا وصرفتا وإذا أَرادوا بهما بكرة يومك وغداة يومك لم تصرفهما فبكرة ههنا نكرة والبُكُور والتَّبْكيرُ الخروج في ذلك الوقت والإبْكارُ الدخول في ذلك الوقت الجوهري وسِيرَ علي فرسك بُكْرَةً وبَكَراً كما تقول سَحَراً والبَكَرُ البُكْرَةُ وقال سيبويه لا يُستعمل الا ظرفاً والإبْكارُ اسم البُكْرَةِ الإصباح هذا قول أَهل اللغة وعندي أَنه مصدر أَبْكَرَ وبَكَرَ على الشي وإِليه يَبْكُرُ بُكُوراً وبكَّرَ تَبْكِيراً وابْتَكَرَ وأَبْكَرَ وباكَرَهُ أَتاهُ بُكْرةً كله بمعنى ويقال باكَرْتُ الشيء إِذا بكَّرُت له قال لبيد باكَرْتُ جاجَتَها الدجاجَ بِسُحْرَةٍ معناه بادرت صقيع الديك سحراً إِلى حاجتى ويقال أَتيته باكراً فمن جعل الباكر نَعْتاً قال للأُنثى باكِرَةٌ ولا يقال بَكُرَ ولا بَكِرَ إِذا بَكَّرَ ويقال أَتيته بُكرة بالضم أَي باكِراً فإِن أَردت به بُكْرَةَ يوم بعينه قلت أَتيته بُكْرَةَ غير مصروف وهي من الظروف التي لا تتمكن وكل من بادر إلى شيء فقد أَبكر عليه وبَكَّرَ أَيَّ وَقْتٍ كانَ يقال بَكِّرُوا بصلاة المغرب أَي صَلُّوها عند سقوط القُرْص وقوله تعالى بالعَشِيِّ والإِبْكارِ جعل الإِبكار وهو فعل يدل على الوقت وهو البُكْرَةُ كما قال تعالى بالغُدوّ والآصال جعل الغدوّ وهو مصدر يدل على الغداة ورجل بَكُرٌ في حاجته وبَكِرٌ مثل حَذُرٍ وحَذِرٍ وبَكِيرٌ صاحب بُكُورٍ قَوِيٍّ على ذلك وبَكِرٌ وبَكِيرٌ كلاهما على النسب إِذ لا فعل له ثلاثياً بسيطاً وبَكَرَ الرجلُ بَكَّرَ وحكى اللحياني عن الكسائي جِيرانُك باكِرٌ وأَنشد يا عَمْرُو جِيرانُكُمُ باكِرُ فالقلبُ لا لاهٍ ولا صابِرُ قال ابن سيده وأُراهم يذهبون في ذلك إِلى معنى القوم والجمع لأن لفظ الجمع واحد إِلاَّ أَن هذا إِنما يستعمل إِذا كان الموصوف معرفة لا يقولون جِيرانٌ باكِرٌ هذا قول أَهل اللغة قال وعندي أَنه لا يمتنع جِيرانٌ باكِرٌ كما لا يمتنع جِيرانُكُمْ باكِرٌ وأَبْكَرَ الوِرْدَ والغَداءَ إِبْكاراً عاجَلَهُما وبَكَرْتُ على الحاجة بُكُوراً وغَدَوْتُ عليها غُدُوّاً مثل البُكُورِ وأَبْكَرْتُ غيري وأَبْكَرْتُ الرجلَ على صاحبه إِبكاراً حتى بَكَرَ إِليه بُكُوراً أَبو زيد أَبْكَرْتُ على الوِرْدِ إِبْكاراً وكذلك أَبكرت الغداء وأَبْكَرَ الرجلُ وردت إِبله بُكْرَةً ابن سيده وبَكَّرَهُ على أَصحابه وأَبْكَرةً عليهم جعله يَبْكُرُ عليهم وبَكِرَ عَجِلَ وبَكَّرَ وتَبَكَّرَ وأَبْكَرَ تقدّم والمُبْكِرُ والباكُورُ جميعاً من المطر ما جاء في أَوَّل الوَسْمِيِّ والباكُورُ من كل شيء المعَجَّلُ المجيء والإِدراك والأُنثى باكورة وباكورة الثمرة منه والباكورة أَوَّل الفاكهة وقد ابْتَكَرْتُ الشيءَ إِذا استوليت على باكورته وابْتَكَرَ الرجلُ أَكل باكُورَةَ الفاكهة وفي حديث الجمعة من بَكَّرَ يوم الجمعة وابْتَكَرَ فله كذا وكذا قالوا بَكَّرَ أَسرع وخرج إِلى المسجد باكراً وأَتى الصلاة في أَوّل وقتها وكل من أَسرع إِلى شيء فقد بَكَّرَ إِليه وابْتَكَرَ أَدرك الخُطْبَةَ من أَوَّلها وهو من الباكورة وأَوَّلُ كُلِّ شيء باكُورَتُه وقال أَبو سعيد في تفسير حديث الجمعة معناه من بكر إِلى الجمعة قبل الأَذان وإِن لم يأْتها باكراً فقد بَكَّرْ وأَما ابْتِكارُها فأَنْ يُدْرِكَ أَوَّلَ وقتها وأَصلُه من ابْتِكارِ الجارية وهو أَخْذُ عُذْرَتها وقيل معنى اللفظين واحد مثل فَعَلَ وافْتَعَلَ وإِنما كرر للمبالغة والتوكيد كما قالوا جادٌّ مُجِدُّ قال وقوله غَسَلَ واغْتَسَلَ غَسَل أَي غسل مواضع الوضوء كقوله تعالى فاغسلوا وجوهكم واغتسل أَي غسل البدن والباكور من كل شيء هو المُبَكِّرُ السريع الإِدْراكِ والأُنثى باكُورَةٌ وغيث بَكُورٌ وهو المُبَكِّرُ في أَوَّل الوَسْمِيّ ويقال أَيضاً هو الساري في آخر الليل وأَول النهار وأَنشد جَرَّرَ السَّيْلُ بها عُثْنُونَهُ وتَهادَتْها مَداليجٌ بُكُرْ وسحابة مِدْلاجٌ بَكُورٌ وأَما قول الفرزدق أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقْطَفُ قال واحدها بِكْرٌ وهو الكَرْمُ الذي حمل أَوّل حمله وعَسَلٌ أَبْكارٌ تُعَسِّلُه أَبْكارُ النحل أَي أَفتاؤها ويقال بل أَبْكارُ الجواري تلينه وكتب الحجاج إِلى عامل له ابعثْ إِلَيَّ بِعَسَلِ خُلاَّر من النحل الأَبكار من الدستفشار الذي لم تمسه النار يريد بالأَبكار أَفراخ النحل لأَن عسلها أَطيب وأَصفى وخلاّر موضع بفارس والدستفشار كلمة فارسية معناها ما عَصَرَتْهُ الأَيْدِي وقال الأَعشى تَنَحَّلَها مِنْ بَكارِ القِطاف أُزَيْرقُ آمِنُ إِكْسَادِهَا بكار القطاف جمع باكر كما يقال صاحِبٌ وصِحابٌ وهو أَول ما يُدْرِك الأَصمعي نار بِكْرٌ لم تقبس من نار وحاجة بِكْرٌ طُلبت حديثاً وأَنا آتيك العَشِيَّةَ فأُبَكِّر أَي أُعجل ذلك قال بَكَرَتْ تَلُومُكَ بَعْدَ وَهْنٍ في النِّدَى بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلامَتِي وعِتابي فجعل البكور بعد وهن وقيل إِنما عنى أَوَّل الليل فشبهه بالبكور في أَول النهار وقال ابن جني أَصل « ب ك ر » إِنما هو التقدم أَيَّ وقت كان من ليل أَو نهار فأَما قول الشاعر « بكرت تلومك بعد وهن » فوجهه أَنه اضطر فاستعمل ذلك على أَصل وضعه الأَول في اللغة وترك ما ورد به الاستعمال الآن من الاقتصار به على أَول النهار دون آخره وإِنما يفعل الشاعر ذلك تعمداً له أَو اتفاقاً وبديهة تهجم على طبعه وفي الحديث لا يزال الناس بخير ما بَكَّرُوا بصلاة المغرب معناه ما صلَّوها في أَول وقتها وفي رواية ما تزال أُمتي على سُنَّتي ما بَكَّرُوا بصلاة المغرب وفي حديث آخر بَكِّرُوا بالصلاة في يوم الغيم فإِنه مَن ترك العصر حبط عمله أَي حافظوا عليها وقدّموها والبِكِيرَةُ والباكُورَةُ والبَكُورُ من النخل مثل البَكِيرَةِ التي تدرك في أَول النخل وجمع البَكُورِ بُكُرٌ قال المتنخل الهذلي ذلك ما دِينُك إِذ جُنِّبَتْ أَحْمالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ وصف الجمع بالواحد كأَنه أَراد المُبْتِلَةَ فحذف لأَن البناء قد انتهى ويجوز لأَن يكون المُبْتِل جمع مُبْتِلَة وإِن قلّ نظيره ولا يجوز أَن يعني بالبُكُرِ ههنا الواحدة لأَنه إِنما نعت حُدوجاً كثيرة فشبهها بنخيل كثيرة وهي المِبْكارُ وأَرْضٌ مِبْكار سريعة الإِنبات وسحابة مِبكار وبَكُورٌ مِدْلاجٌ من آخر الليل وقوله إِذا وَلَدَتْ قَرَائبُ أُمِّ نَبْلٍ فذاكَ اللُّؤْمُ واللَّقَحُ البَكُورُ ( قوله « نبل » بالنون والباء الموحدة كذا في الأَصل )
أَي إِنما عجلت بجمع اللؤْم كما تعجل النخلة والسحابة وبِكرُ كُلِّ شيء أَوّله وكُلُّ فَعْلَةٍ لم يتقدمها مثلها بِكْرٌ والبِكْرُ أَوَّل ولد الرجل غلاماً كان أَو جارية وهذا بِكْرُ أَبويه أَي أَول ولد يولد لهما وكذلك الجارية بغير هاء وجمعهما جميعاً أَبكار وكِبْرَةُ ولد أَبويه أَكبرهم وفي الحديث لا تُعَلِّمُوا أَبْكارَ أَولادكم كُتُبَ النصارى يعني أَحداثكم وبِكْرُ الرجل بالكسر أَوّل ولده وقد يكون البِكْرُ من الأَولاد في غير الناس كقولهم بِكْرُ الحَيَّةِ وقالوا أَشدّ الناس بِكْرٌ ابنُ بِكْرَيْن وفي المحكم بِكْرُ بِكْرَيْن قال يا بِكْرَ بِكْرَيْنِ ويا خِلْبَ الكَبِدْ أَصبَحتَ مِنِّي كذراع مِنْ عَضُدْ والبِكْرُ الجارية التي لم تُفْتَضَّ وجمعها أَبْكارٌ والبِكْرُ من النساء التي لم يقربها رجل ومن الرجال الذي لم يقرب امرأَة بعد والجمع أَبْكارٌ ومَرَةٌ بِكْرٌ حملت بطناً واحداً والبِكْرُ العَذْراءُ والمصدر البَكارَةُ بالفتح والبِكْرُ المرأَة التي ولدت بطناً واحداً وبِكْرُها ولدها والذكر والأُنثى فيه سواء وكذلك البِكْرُ من الإِبل أَبو الهيثم والعرب تسميى التي ولدت بطناً واحداً بِكْراً بولدها الذي تَبْتَكْرُ به ويقال لها أَيضاً بِكْرٌ ما لم تلد ونحو ذلك قال الأَصمعي إِذا كان أَوّل ولد ولدته الناقة فهي بِكْرٌ وبقرة بِكْرٌ فَتِيَّةٌ لم تَحْمِلْ ويقال ما هذا الأَمر منك بِكْراً ولا ثِنْياً على معنى ما هو بأَوّل ولا ثان قال ذو الرمة وقُوفاً لَدَى الأَبْوابِ طُلابَ حاجَةٍ عَوانٍ من الحاجاتِ أَو حاجَةً بِكْرَا أَبو البيداء ابْتَكَرَتِ الحاملُ إِذا ولدت بِكْرَها وأَثنت في الثاني وثَلَّثَتْ في الثالث وربعت وخمست وعشرت وقال بعضهم أَسبعت وأَعشرت وأَثمنت في الثامن والسابع والعاشر وفي نوادر الأَعراب ابْتَكَرَتِ المرأَةُ ولداً إِذا كان أَول ولدها ذكراً واثْتَنَيَتْ جاءت بولدٍ ثِنْيٍ واثْتَنَيْتُ وَلَدَها الثالث وابْتَكَرْتُ أَنا واثْنَيَلتُ واثْتَلَثْتُ والبِكْرُ النَّاقَةُ التي ولدت بطناً واحداً والجمع أَبْكارٌ قال أَبو ذؤيب الهذلي وإِنَّ حَدِيثاً مِنْكِ لَوْ تَبْذُلِينَهُ جَنَى النَّحْلِ في أَلْبانِ عُودٍ مَطافِلِ مَطافِيلِ أَبْكارٍ حَدِيثٍ نِتَاجُها تُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المَفَاصِلِ وبِكْرُها أَيضاً وَلَدُها والجمع أَبْكارٌ وبِكارٌ وبقرة بِكْرٌ لم تَحْمِلْ وقيل هي الفَتِيَّةُ وفي التنزيل لا فارِضٌ ولا بِكْرٌ أَي ليست بكبيرة ولا صغيرة ومعنى ذلك بَيْنَ البِكْرِ والفارِضِ وقول الفرزدق إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَدِيثَ كَأَنَّهُ جَنعى النَّحْل أَوْ أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ عني الكَرْمَ البِكْرَ الذي لم يحمل قبل ذلك وكذلك عَمَلُ أَبْكار وهو الذي عملته أَبْكار النحل وسحابة بكْرٌ غَزيرَةٌ بمنزلة البكْرِ من النساء قال ثعلب لأَن دمها أَكثر من دم الثيِّب وربما قيل سَحابٌ بكْرٌ أَنشد ثعلب ولَقَدْ نَظَرْتُ إِلى أَغَرَّ مُشَهَّرٍ بِكْرٍ تَوَسَّنَ في الخَمِيلَةِ عُونَا وقول أَبي ذؤيب وبِكْرٍ كُلَّمَا مُسَّتْ أَصَاتَتْ تَرَنُّمَ نَغْمِ ذي الشُّرُعِ العَتِيقِ إِنما عنى قوساً أَوَّل ما يرمي عنها شبه ترنمها بنغم ذي الشُّرُع وهو العود الذي عليه أَوتار والبِكْرُ الفَتِيُّ من الإِبل وقيل هو الثَّنيُّ إِلى أَن يُجْذِعَ وقيل هو ابن المخاض إِلى أَن يُثْنِيَ وقيل هو ابن اللَّبُونِ والحِقُّ والجَذَعُ فإِذا أَثْنى فهو جَمَلٌ وهي ناقة وهو بعير حتى يَبْزُلَ وليس بعد البازل سِنُّ يُسَمَّى ولا قبل الثَّنهيِّ سنّ يسمى قال الأَزهري هذا قول ابن الأَعرابي وهو صحيح قال وعليه شاهدت كلام العرب وقيل هو ما لم يَبْزُلْ والأُنثى بِكْرَةٌ فإِذا بَزَلا فجمل وناقة وقيل البِكْرُ ولد الناقة فلم يُحَدَّ ولا وُقِّتَ وقيل البِكْرُ من الإِبل بمنزلة الفَتِيِّ من الناس والبِكْرَةُ بمنزلة الفتاة والقَلُوصُ بمنزلة الجارية والبَعِيرُ بمنزلة الإِنسان والجملُ بمنزلةِ الرجلِ والناقةُ بمنزلةِ المرأَةِ ويجمع في القلة على أَبْكُرٍ قال الجوهري وقد صغره الراجز وجمعه بالياء والنون فقال قَدْ شَرِبَتْ إِلاَّ الدُّهَيْدِهِينَا قُلَيِّصَاتٍ وأُبَيْكِريِنَا وقيل في الأُنثى أَيضاً بِكْرٌ بلا هاء وفي الحديث اسْتَسْلَفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من رجل بَكْراً البَكر بالفتح الفَتِيُّ من الإِبل بمنزلة الغلام من الناس والأُنثى بَكْرَةٌ وقد يستعار للناس ومنه حديث المتعة كأَنها بَكْرَةٌ عَيْطاء أَي شابة طويلة العنق في اعتدال وفي حديث طهفة وسقط الأُملوج من البكارة البِكارة بالكسر جمع البَكْرِ بالفتح يريد أَن السِّمَنَ الذي قد علا بِكَارَةَ الإِبل بما رعت من هذا الشجر قد سقط عنها فسماه باسم المرعى إِذ كان سبباً به وروى بيت عمرو بن كلثوم ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بَكْرٍ غذاها الخَفْضُ لم تَحْمِلْ جَنِينَا قال ابن سيده وأَصح الروايتين بِكر بالكسر والجمع القليل من كل ذلك أَبْكارٌ قال الجوهري وجمع البَكْرِ بِكارٌ مثل فَرْخٍ وفِرَاخٍ وبِكارَةٌ أَيضاً مثل فَحْلٍ وفِحالَةٍ وقال سيبويه في قول الراجز قليِّصات وأُبيكرينا جمعُ الأَبْكُرِ كما تجمع الجُزُرَ والطُّرُقَ فتقول طُرُقاتٌ وجُزُراتٌ ولكنه أَدخل الياء والنون كما أَدخلهما في الدهيدهين والجمع الكثير بُكْرانٌ وبِكارٌ وبَكارَةٌ والأُنثى بَكْرَةٌ والجمع بِكارٌ بغير هاء كعَيْلَةٍ وعِيالٍ وقال ابن الأَعرابي البَكارَةُ للذكور خاصة والبَكارُ بغير هاء للإناث وبَكْرَةُ البئر ما يستقى عليها وجمعها بَكَرٌ بالتحريك وهو من شواذ الجمع لأَن فَعْلَةً لا تجمع على فَعَلٍ إِلاَّ أَحرفاً مثل حَلْقَةٍ وحَلَقٍ وحَمْأَةٍ وحَمَإِ وبَكْرَةٍ وبَكَرٍ وبَكَرات أَيضاً قال الراجز والبَكَرَاتُ شَرُّهُنَّ الصَّائِمَهْ يعني التي لا تدور ابن سيده والبَكْرَةُ والبَكَرَةُ لغتان للتي يستقى عليها وهي خشبة مستديرة في وسطها مَحْزُّ للحبل وفي جوفها مِحْوَرٌ تدور عليه وقيل هي المَحَالَةُ السَّريعة والبَكَراتُ أَيضاً الحَلَقُ التي في حِلْيَةِ السَّيْفِ شبيهة بِفَتَخِ النساء وجاؤوا على بَكْرَةِ أَبيهم إِذا جاؤوا جميعاً على آخرهم وقال الأَصمعي جاؤوا على طريقة واحدة وقال أَبو عمرو جاؤوا بأَجمعهم وفي الحديث جاءت هوازنُ على بَكْرَةِ أَبيها هذه كلمة للعرب يريدون بها الكثرة وتوفير العدد وأَنهم جاؤوا جميعاً لم يتخلف منهم أَحد وقال أَبو عبيدة معناه جاؤوا بعضهم في إِثر بعض وليس هناك بَكْرَةٌ في الحقيقة وهي التي يستقى عليها الماء العذب فاستعيرت في هذا الموضع وإِنما هي مثل قال ابن بري قال ابن جني عندي أَن قولهم جاؤوا على بكرة أَبيهم بمعنى جاؤوا بأَجمعهم هو من قولهم بَكَرْتُ في كذا أَي تقدّمت فيه ومعناه جاؤوا على أَوليتهم أَي لم يبق منهم أَحد بل جاؤوا من أَولهم إِلى آخرهم وضربة بِكْرٌ بالكسر أَي قاطعة لا تُثْنَى وفي الحديث كانت ضربات عليّ عليه السلام أَبْكاراً إِذا اعْتَلَى قَدَّ وإِذا اعْتَرَضَ قَطَّ وفي رواية كانت ضربات عليّ عليه السلام مبتكرات لا عُوناً أَي أَن ضربته كانت بِكراً يقتل بواحدة منها لا يحتاج أَن يعيد الضربة ثانياً والعُون جمع عَوانٍ هي في الأَصل الكهلة من النساء ويريد بها ههنا المثناة وبَكْرٌ اسم وحكي سيبويه في جمعه أَبْكُرٌ وبُكُورٌ وبُكَيْرٌ وبَكَّارٌ ومُبَكِّر أَسماء وبَنُو بَكْرٍ حَيٌّ منهم وقوله إِنَّ الذِّئَابَ قَدِ اخْضَرَّتْ بَراثِنُها والناسُ كُلُّهُمُ بَكْرٌ إِذا شَبِعُوا أَراد إِذا شبعوا تعادوا وتغاوروا لأَن بكراً كذا فعلها التهذيب وبنو بكر في العرب قبيلتان إِحداهما بنو بكر بن عبد مناف بن كنانة والأُخرى بكر بن واثل بن قاسط وإِذا نسب إِليهما قالوا بَكْرِيُّ وأَما بنو بكر بن كلاب فالنسبة إِليهم بَكْرْاوِيُّونَ قال الجوهري وإِذا نسبت إِلى أَبي بكر قلت بَكْرِيٌّ تحذف منه الاسم الأَول وكذلك في كل كنية

بلر
البِلَّوْرُ على مثال عِجَّوْل المَهَا من الحجر واحدته بِلَّوْرَةٌ التهذيب البِلَّوْرُ الرجل الضخم الشجاع بتشديد اللام قال وأَما البِلَوْرُ المعروف فهو مخفف اللام وفي حديث جعفر الصادق عليه السلام لا يحبنا أَهلَ البيت الأَحْدَبُ المُوَجَّهُ ولا الأَعْوَرُ البِلَوْرَةُ قال أَبو عمرو الزاهد هو الذي عينه ناتئة قال ابن الأَثير هكذا شرحه ولم يذكر أَصله

بلهر
كُلُّ عظيم من ملوك الهند بَلَهْورٌ مثل به سيبويه وفسره السيرافي

بندر
البَنادِرَةُ دخيل وهم التجار الذين يلزمون المعادن واحدهم بُنْدارٌ وفي النوادر رجل بَنْدَرِيٌّ ومُبَنْدِرٌ ومُتَبَنْدِرٌ وهو الكثير المال

بنصر
البِنْصِرُ الأُصبع التي بين الوسطى والخنِصِر مؤنثة عن اللحياني قال الجوهري والجمع البَناصِرُ

بهر
البُهْرُ ما اتسع من الأَرض والبُهْرَةُ الأَرضُ السَّهْلَةُ وقيل هي الأَرض الواسعة بين الأَجْبُلِ وبُهْرَةُ الوادي سَرارَتُه وخيره وبُهْرَةُ كل شيء وسطُه وبُهْرَةُ الرَّحْلِ كزُفْرَتِه أَي وسطه وبُهْرَةُ الليل والوادي والفرس وسطه وابْهارَّ النهارُ وذلك حين ترتفع الشمس وابْهارَّ الليلُ وابْهِيراراً إِذا انتصف وقيل ابْهارَّ تراكبت ظلمته وقيل ابْهارَّ ذهبت عامّته وأَكثره وبقي نحو من ثلثه وابْهارَّ علينا أَي طال وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه سار ليلةً حتى ابْهارَّ الليلُ قال الأَصمعي ابْهارَّ الليلُ يعني انتصف وهو مأْخوذ من بُهْرَةِ الشيء وهو وسطه قال أَبو سعيد الضرير ابْهِيرارُ الليل طلوعُ نجومه إِذا تنامّت واستنارت لأَن الليل إِذا أَقبل أَقبلت فَحْمَتُه وإِذا استنارت النجوم ذهبت تلك الفحمة وفي الحديث فلما أَبْهَرَ القومُ احترقوا أَي صاروا في بُهْرَةِ النهار وهو وسطه وتَبَهَّرَتِ السحابةُ أَضاءت قال رجل من الأَعراب وقد كبر وكان في داخل بينه فمرّت سحابة كيف تراها يا بنيّ ؟ فقال أَراها قد نَكَّبتْ وتَبَهَّرَتْ نَكَّبَتْ عَدَلَتْ والبُهْرُ الغلبة وبَهَرَهُ يَبْهَرُهُ بَهْراً قَهَرَهُ وعلاه وغلبه وبَهَرَتْ فُلانةُ النساء غلبتهن حُسْناً وبَهَرَ القمرُ النجومَ بُهُوراً غَمَرَها بضوئه قال غَمَّ النجومَ ضَوؤُه حِينَ بَهَرْ فَغَمَرَ النَّجْمَ الذي كان ازْدَهَرْ وهي ليلة البُهْرِ والثلاث البُهْرُ التي يغلب فيها ضوءُ القمر النجومَ وهي الليلة السابعة والثامنة والتاسعة يقال قمر باهر إِذا علا الكواكبُ ضَوؤه وغلب ضوؤُه ضوأَها قال ذو الرمة يمدح عمر بن هبيرة ما زِلْتَ في دَرَجاتِ الأَمْرِ مُرْتَقِياً تَنْمي وتَسْمُو بك الفُرْعانُ مِنْ مُضَرَا ( قوله الفرعان هكذا في الأَصل ولعلها القُرعان ويريد بهم الأَقرع بن حابس الصحابي وأَخاه مرثداً وكانا من سادات العرب )
حَتَّى بَهَرْتَ فما تَخْفَى على أَحَدٍ إِلاَّ على أَكْمَهٍ لا يَعْرِفُ القَمَرَا أَي علوت كل من يفاخرك فظهرت عليه قال ابن بري الذي أَورده الجوهري وقد بَهرْتَ وصوابه حتى بَهرْتَ كما أَوردناه وقوله على أَحد أَحد ههنا بمعنى واحد لأَن أَحداً المستعمل بعد النفي في قولك ما أَحد في الدار لا يصح استعماله في الواجب وفي الحديث صلاة الضحى إِذا بَهَرَت الشَّمسُ الأَرضَ أَي غلبها نورها وضوْؤُها وفي حديث عليّ قال له عَبْدُ خَيْرٍ أُصَلِّي إِذا بَزَغَتِ الشمسُ ؟ قال لا حتى تَبْهَرَ البُتَيْراءُ أَي يستبين ضوؤُها وفي حديث الفتنة إِنْ خَشِيتَ أَن يَبْهَرَك شُعاعُ السيف ويقال لليالي البيض بُهْرٌ جمع باهر ويقال بُهَرٌ بوزن ظُلَمٍ بُهْرَةٍ كل ذلك من كلام العرب وبَهَرَ الرجلُ بَرَعَ وأَنشد البيت أَيضاً حتى بهرتَ فما تخفي على أَحد وبَهْراً له أَي تَعْساً وغَلَبَةً قال ابن ميادة تَفَاقَدَ قَوْمي إِذ يَبِيعُونَ مُهْجَتي بجاريةٍ بَهْراً لَهُمْ بَعْدَها بَهْرا وقال عمر بن أَبي ربيعة ثم قالوا تُحِبُّها ؟ قُلْتُ بَهْراً عَدَدَ الرَّمْلِ والحَصَى والتُّرابِ وقيل معنى بَهْراً في هذا البيت جمّاً وقيل عَجَباً قال سيبويه لا فعل لقولهم بَهْراً له في حدّ الدعاء وإنما نصب على توهم الفعل وهو مما ينتصب على إضمار الفعل غَيْرَ المُسْتَعْمَلِ إِظهارُه وبَهَرَهُم الله بَهْراً كَرَبَهُم عن ابن الأَعرابي وبَهْراً لَهُ أَي عَجَباً وأَبْهَرَ إِذا جاء بالعَجَبِ ابن الأَعرابي البَهْرُ الغلبة والبَهْرُ المَلْءُ والبَهْرُ البُعْدُ والبَهْرُ المباعدة من الخير والبَهْرُ الخَيْبَةُ والبَهْرُ الفَخْرُ وأَنشد بيت عمر بن أَبي ربيعة قال أَبو العباس يجوز أَن يكون كل ما قاله ابن الأَعرابي في وجوه البَهْرِ أَن يكون معنى لما قال عمر وأَحسنها العَجَبُ والبِهارُ المفاخرة شمر البَهْرُ التَعْسُّ قال وهو الهلاك وأَبْهَرَ إِذا استغنى بعد فقر وأَبْهَرَ تزوج سيدة وهي البَهِيرَةُ ويقال فلانة بَهِيرَةٌ مَهِيرَةٌ وأَبْهَرَ إِذا تلوّن في أَخلاقه دَمًّاثَةً مَرّةً وخُبْثاً أُخْرى والعرب تقول الأَزواج ثلاثة زوجُ مَهْرٍ وزوجُ بَهْرٍ وزوج دَهْرٍ فأَما زوج مهرٍ فرجل لا شرف له فهو يُسنْي المهرَ ليرغب فيه وأَما زوج بهر فالشريف وإِن قل ماله تتزوجه المرأَة لتفخر به زووج دهر كفؤها وقيل في تفسيرهم يَبْهَرُ العيون بحسنه أَو يُعدّ لنوائب الدهر أَو يؤخذ منه المهر والبُهْرُ انقطاع النَّفَسِ من الإِعياء وقد انْبَهَرَ وبُهِرَ فهو مَبْهُورٌ وبَهِيرٌ قال الأَعشى إِذا ما تَأَتَّى يُرِيدُ القيام تَهادى كما قَدْ رَأَيْتَ البَهِيرَا والبُهْرُ بالضم تتابع النَّفَسِ من الإِعياء وبالفتح المصدر بَهَرَهُ الحِمْلُ يَبْهَرُهُ بَهْراً أَي أَوقع عليه البُهْرَ فانْبَهَرَ أَي تتابع نفسه ويقال بُهِرَ الرجل إِذا عدا حتى غلبه البُهْرُ وهو الرَّبْوُ فهو مبهور وبهير شمر بَهَرْت فلاناً إِذا غلبته ببطش أَو لسان وبَهَرْتُ البعيرَ إِذا ما رَكَضْتَهُ حتى ينقطع وأَنشد ببيت ابن ميادة أَلا يا لقومي إِذ يبيعون مِهْجَتي بجاريةٍ بَهْراً لَهُمْ بَعْدَها بَهْرَا ابن شميل البَهْرُ تَكَلُّف الجُهْدِ إِذا كُلِّفَ فوق ذَرْعِهِ يقال بَهَرَه إِذا قطع بُهْرَهُ إِذا قطع نَفَسَه بضرب أَو خنق أَو ما كان وأَنشد إِنَّ البخيل إِذَا سَأَلْتَ إِذَا سَأَلْتَ بَهَرْتَهُ وفي الحديث وقع عليه البُهْرُ هو بالضم ما يعتري الإِنسان عند السعي الشديد والعدو من النهيج وتتابع النَّفَس ومنه حديث ابن عمر إِنه أَصابه قَطْعٌ أَو بُهْرٌ وبَهَرَه عالجه حتى انْبَهَرَ ويقال انبهر فلان إِذا بالغ في الشيء ولم يَدَعْ جُهْداً ويقال انْبَهَرَ في الدعاء إِذا تحوّب وجهد وابْتَهَرَ فُلانٌ في فلان ولفلان إِذا لم يدع جهداً مما لفلان أَو عليه وكذلك يقال ابتهل في الدعاء قال وهذا مما جعلت اللام فيه راء وقال خالد بن جنبة ابتهل في الدعاء إِذا كان لا يفرط عن ذلك ولا يَثْجُو قال لا يَثْجُو لا يسكت عنه قال وأَنشد عجوز من بني دارم لشيخ من الحي في قعيدته ولا ينامُ الضيف من حِذَارِها وقَوْلِها الباطِلِ وابْتِهارِها وقال الابْتِهارُ قول الكذب والحلف عليه والابتهار ادّعاء الشيء كذباً قال الشاعر وما بي إِنْ مَدَحْتُهُمُ ابْتِهارُ وابْتُهر فُلانٌ بفلانَةَ شُهِرَ بها والأَبْهرُ عِرْق في الظهر يقال هو الوَرِيدُ في العُنق وبعضهم يجعله عرْقاً مُسْتَبْطِنَ الصُّلْب وقيل الأَبْهَرانِ الأَكْحَلانِ وفلان شديد الأَبْهَرِ أَي الظهر والأَبْهَرُ عِرْقٌ إِذا انقطع مات صاحبه وهما أَبْهَرانِ يخرجان من القلب ثم يتشعب منهما سائر الشَّرايين وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال ما زالت أُكْلَةُ خيبر تعاودني فهذا أَوان قَطَعَتْ أَبْهَرِي قال أَبو عبيد الأَبْهَرُ عرق مستبطن في الصلب والقلب متصل به فإِذا انقطع لم تكن معه حياة وأَنشد الأَصمعي لابن مقبل وللفؤادِ وَجِيبٌ تَحْتَ أَبَهرِه لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْبِ بالحَجَرِ الوجيب تحرُّك القلب تحت أَبهره والَّلدْمُ الضَّرْب والغيب ما كان بينك وبينه حجاب يريد أَن للفؤاد صوتاً يسمعه ولا يراه كما يسمع صوت الحجر الذي يرمي به الصبي ولا يراه وخص الوليد لأَن الصبيان كثيراً ما يلعبون برمي الحجارة وفي شعره لدم الوليد بدل لدم الغلام ابن الأَثير الأَبهر عرق في الظهر وهما أَبهران وقيل هما الأَكحلان اللذان في الذراعين وقيل الأَبهر عرق منشؤه من الرأْس ويمتد إِلى القدم وله شرايين تتصل بأكثر الأَطراف والبدن فالذي في الرأْس منه يسمى النَّأْمَةَ ومنه قولهم أَسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَه أَي أَماته ويمتدُ إِلى الحلق فيسمى الوريد ويمتد إِلى الصدر فيسمى الأَبهر ويمتد إِلى الظهر فيسمى الوتين والفؤاد معلق به ويمتد إِلى الفخذ فيسمى النَّسَا ويمتدّ إِلى الساق فيسمى الصَّافِنَ والهمزة في الأَبهر زائدة قال ويجوز في أَوان الضم والفتح فالضم لأَنه خبر المبتدإِ والفتح على البناء لإِضافته إِلى مبني كقوله على حِينَ عاتبتُ المَشيبَ عَلى الصِّبا وقلتُ أَلمَّا تَصْحُ والشَّيْبُ وازِعُ ؟ وفي حديث علي كرم الله وجهه فيُلْقى بالفضاء منقطعاً أَبْهَراهُ والأَبْهَرُ من القوس ما بين الطائف والكُلْية الأَصمعي الأَبهر من القوس كبدها وهو ما بين طرفي العِلاقَةِ ثم الكلية تلي ذلك ثم الأَبهر يلي ذلك ثم الطائف ثم السِّيَةُ وهو ما عطف من طرفيها ابن سيده والأَبهر من القوس ما دون الطائف وهما أَبهِران وقيل الأَبهر ظهر سية القوس والأَبهر الجانب الأَقصر من الريش والأَباهر من ريش الطائر ما يلي الكُلَى أَوّلها القَوادِمُ ثم المَنَاكِبُ ثم الخَوافي ثم الأَباهِرُ ثم الكلى قال اللحياني يقال لأَربع ريشات من مقدّم الجناح القوادم ولأَربع تليهن المناكب ولأَربع بعد المناكب الخوافي ولأَربع بعد الخوافي الأَباهر ويقال رأَيت فلاناً بَهْرَةً أَي جَهْرَةً علانية وأَنشد وكَمْ مِنْ شُجاع بادَرَ المَوْتَ بَهْرَةً يَمُوتُ على ظَهْرِ الفِراشِ ويَهْرَمُ وتَبَهَّر الإِناءُ امْتَلأَ قال أَبو كبير الهذلي مُتَبَهّراتٌ بالسِّجالِ مِلاؤُها يَخْرُجْنَ مِنْ لَجَفٍ لهَا مُتَلَقَّمِ والبُهار الحِمْلُ وقيل هو ثلثماه رطل بالقبطية وقيل أَربعمائة رطل وقيل ستمائة رطل عن أَبي عمرو وقيل أَلف رطل وقال غيره البهار بالضم شيء يوزن به وهو ثلثمائة رطل وروي عن عمرو بن العاص أَنه قال إِنّ ابن الصَّعْبَةِ يعني طلحة ابن عبيد الله كان يقال لأُمه الصعبة قال إِنّ ابن الصعبة ترك مائة بُهار في كل بُهار ثلاثة قناطير ذهب وفضة فجعله وعاء قال أَبو عبيد بُهار أَحسبها كلمة غير عربية وأُراها قبطية الفرّاء البُهارُ ثلثمائة رطل وكذلك قال ابن الأَعرابي قال والمُجَلَّدُ ستمائة رطل قال الأَزهري وهذا يدل على أَن البُهار عربي صحيح وهو ما يحمل على البعير بلغة أَهل الشأْم قال بُرَيْقٌ الهُذَليّ يصف سحاباً ثقيلاً بِمُرْتَجِزٍ كَأَنَّ على ذُرَاهُ رِكاب الشَّأْمِ يَحْمِلْنَ البُهارا قال القتيبي كيف يُخْلفُ في كل ثلثمائة رطل ثلاثة قناطير ؟ ولكن البُهار الحِمْلُ وأَنشد بيت الهذلي وقال الأَصمعي في قوله يحملن البهارا يحملن الأَحمال من متاع البيت قال وأَراد أَنه ترك مائة حمل قال مقدار الحمل منها ثلاثة قناطير قال والقنطار مائة رطل فكان كل حمل منها ثلثمائة رطل والبُهارُ إِناءٌ كالإِبْريق وأَنشد على العَلْياءِ كُوبٌ أَو بُهارُ قال الأَزهري لا أَعرف البُهارَ بهذا المعنى ابن سيده والبَهارُ كُلُّ شيء حَسَنٍ مُنِيرٍ والبَهارُ نبت طيب الريح الجوهري البَهارُ العَرارُ الذي يقال له عين البقر وهو بَهارُ البَرْ وهو نبت جَعْدٌ له فُقَّاحَةٌ صفراء بنبت أَيام الربيع يقال له العرارة الأَصمعي العَرارُ بَهارُ البر قال الأَزهري العرارة الحَنْوَةُ قال وأُرى البَهار فارسية والبَهارُ البياض في لبب الفرس والبُهارُ الخُطَّاف الذي يطير تدعوه العامّة عصفور الجنة وامرأَة بَهِيرَةٌ صغيرة الخَلْقِ ضعيفة قال الليث وامرأَةٌ بَهِيرَةٌ وهي القصيرة الذليلة الخلقة ويقال هي الضعيفة المشي قال الأَزهري وهذا خطأٌ والذي أَراد الليث البُهْتُرَةُ بمعنى القصيرة وأَما البَهِيرَةُ من النساء فهي السيدة الشريفة ويقال للمرأَة إِذا ثقلت أَردافها فإِذا مشت وقع عليها البَهْرُ والرَّبْوُ بَهِيرَةٌ ومنه قول الأَعشى تَهادَى كما قد رأَيتَ البَهِيرَا وبَهَرَها بِبُهْتانٍ قذفها به والابتهار أَن ترمي المرأَة بنفسك وأَنت كاذب وقيل الابْتِهارُ أَن ترمي الرجل بما فيه والابْتِيارُ أَن ترميه بما ليس فيه وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه رفع إِليه غلام ابْتَهَرَ جارية في شعره فلم يُوجَدِ الثِّبَتُ فدرأَ عنه الحدّ قال أَبو عبيد الابتهار أَن يقذفها بنفسه فيقول فعلت بها كاذباً فإِن كان صادقاً قد فعل فهو الإِبتيار على قلب الهاء ياء قال الكميت قَبيحٌ بِمِثْلِيَ نَعْتُ الفَتَا ة إِمَّا ابْتِهاراً وإِمَّا ابْتِيارَا ومنه حديث العوّام الابتهار بالذنب أَعظم من ركوبه وهو أَن يقول فعلت ولم يفعل لأَنه لم يدّعه لنفسه إِلاَّ وهو لو قدر فعل فهو كفاعله بالنية وزاد عليه بقبحه وهتك ستره وتبجحه بذنب لم يفعله وبَهْراءُ حَيٌّ من اليمن قال كراع بهراء ممدودة قبيلة وقد تقصر قال ابن سيده لا أَعلم أَحداً حكى فيه القصر إِلا هو وإِنما المعروف فيه المدّ أَنشد ثعلب وقد عَلِمَتْ بَهْرَاءُ أَنَّ سُيوفَنا سُيوفُ النَّصارَى لا يَلِيقُ بها الدَّمُ وقال معناه لا يليق بنا أَن نقتل مسلماً لأَنهم نصارى معاهدون والنسب إِلى بَهْرَاءَ بَهْراوِيٌّ بالواو على القياس وبَهْرَانِيُّ مثلُ بَحْرانِيّ على غير قياس النون فيه بدل من الهمزة قال ابن سيده حكاه سيبويه قال ابن جني من حذاقق أَصحابنا من يذهب إِلى أَن النون في بهراني إِنما هي بدل من الواو التي تبدل من همزة التأْنيث في النسب وأَن الأَصل بهراوي وأَن النون هناك بدل من هذه الواو كما أَبدلت الواو من النون في قولك من وافد وإِن وقفت وقفت ونحو ذلك وكيف تصرفت الحال فالنون بدل من الهمزة قال وإِنما ذهب من ذهب إِلى هذا لأَنه لم ير النون أُبدلت من الهمزة في غير هذا وكان يحتج في قولهم إِن نون فعلان بدل من همزة فعلاء فيقول ليس غرضهم هنا البدل الذي هو نحو قولهم في ذئب ذيب وفي جؤْنة جونة إِنما يريدون أَن النون تعاقب في هذا الموضع الهمزة كما تعاقب لام المعرفة التنوين أَ لا تجتمع معه فلما لم تجامعه قيل إِنها بدل منه وكذلك النون والهمزة قال وهذا مذهب ليس بقصد

بهتر
البُهْتُر القصير والأُنثى بُهْتُرٌ وبُهْتُرَةٌ وزعم بعضهم أََن الهاء في بُهْتُرٍ بدل من الحاء في بُحْتُرٍ وأَنشد أَبو عمرو لنجاد الخبيري عِضٌّ لَئِيمٌ المُنْتَمَى والعُنْصُرِ ليس بِجِلْحَابٍ ولا هَقَوَّرِ لكنه البُهْتُر وابنُ البُهْتُرِ العِضُّ الرجل الداهي المنكر والجلحاب الطويل وكذلك الهقوّر وخص بعضهم به القصير من الإِبل وجمعه البَهاتِرُ والبَحاتِرُ وأَنشد الفرّاء قول كثير وأَنتِ التي حَبَّبْتِ كُلَّ قَصِيرَةٍ إِليَّ وما تَدْرِي بذاك القَصائِرُ عَنَيْتُ قصيراتِ الحِجالِ ولم أُردْ قِصارَ الخُطَى شَرُّ النساءِ البَهاتِرُ أَنشده الفرّاء البهاتر بالهاء

بهدر
أَبو عدنان قال البُهْدُرِيُّ والبُحْدُرِيُّ المُقَرْقَمُ الذي لا يَشِبُّ

بهزر
البُهْزُرَةُ الناقة العظيمة وفي المحكم الناقةُ الجسيمةُ الضَّخْمة الصَّفِيَّة وكذلك هي من النخلِ والجمع البَهازِر وهي من النساء الطويلة والبُهْزُرَةُ النخلة التي تَناوَلُها بيدِكَ أَنشد ثعلب بَهازِراً لم تَتَّخِذْ مآزِرا فهي تُسامي حَوْلَ جِلْفٍ جازِرا يعني بالجلْفِ هنا الفُحَّال من النخل ابن الأَعرابي البَهازِرُ الإِبل والنخيل العظام المَواقِيرُ وأَنشد أَعْطاكَ يا بَحْرُ الذي يُعطي النَّعَمْ من غيرِ لا تَمَنُّنٍ ولا عَدَمْ بَهازِراً لم تَنْتَجِعْ مع الغَنَمْ ولم تكنْ مَأْوَى القُرادِ والْجَلَمْ بينَ نواصِيهنَّ والأَرضِ قِيَمْ وأَنشد الأَزهري للكميت إِلاَّ لِهَمْهَمَةِ الصَّهي لِ وحَنَّةِ الْكُومِ البَهازِر

بور
الْبَوارُ الهلاك بارَ بَوْراً وبَواراً وأَبارهم الله ورجل بُورٌ قال عبدالله بن الزَّبَعْري السَّهْمي يا رسولَ الإِلهِ إِنَّ لِساني رَائِقٌ ما فَتَقْتُ إِذْ أَنا بُورُ وكذلك الاثنان والجمعُ والمؤنث وفي التنزيل وكنتم قَوْماً بُوراً وقد يكون بُورٌ هنا جمع بائرٍ مثل حُولٍ وحائلٍ وحكى الأَخفش عن بعضهم أَنه لغة وليس بجمعٍ لِبائرٍ كما يقال أَنت بَشَرٌ وأَنتم بَشَرٌ وقيل رجل بائرٌ وقوم بَوْرٌ بفتح الباء فهو على هذا اسم للجمع كنائم ونَوْمٍ وصائم وصَوْمٍ وقال الفرّاء في قوله وكنتم قوماً بُوراً قال البُورُ مصدَرٌ يكون واحداً وجمعاً يقال أَصبحت منازلهم بُوراً أَي لا شيء فيها وكذلك أَعمال الكفار تبطُلُ أَبو عبيدة رجل بُورٌ ورجلان بُورٌ وقوم بُورٌ وكذلك الأُنثى ومعناه هالك قال أَبو الهيثم البائِرُ الهالك والبائر المجرِّب والبائر الكاسد وسُوقٌ بائرة أَي كاسدة الجوهري البُورُ الرجل الفاسد الهالك الذي لا خير فيه وقد بارَ فلانٌ أَي هلك وأَباره الله أَهلكه وفي الحديث فأُولئك قومٌ بُورٌ أَي هَلْكَى جمع بائر ومنه حديث عليٍّ لَوْ عَرَفْناه أَبَرْنا عِتْرَتَه وقد ذكرناه في فصل الهمزة في أَبر وفي حديث أَسماء في ثقيف كَذَّابٌ ومُبِيرٌ أَي مُهْلِكٌ يُسْرِفُ في إِهلاك الناس يقال بارَ الرَّجُلُ يَبُور بَوْراً وأَبارَ غَيْرَهُ فهو مُبِير ودارُ البَوارِ دارُ الهَلاك ونزلتْ بَوارِ على الناس بكسر الراء مثل قطام اسم الهَلَكَةِ قال أَبو مُكْعِتٍ الأَسدي واسمه مُنْقِذ بن خُنَيْسٍ وقد ذكر أَن ابن الصاغاني قال أَبو معكت اسمه الحرث ابن عمرو قال وقيل هو لمنقذ بن خنيس قُتِلَتْ فكان تَباغِياً وتَظالُماً إِنَّ التَّظالُمَ في الصَّدِيقِ بَوارُ والضمير في قتلت ضمير جارية اسمها أَنيسة قتلها بنو سلامة وكانت الجارية لضرار بن فضالة واحترب بنو الحرث وبنو سلامة من أَجلها واسم كان مضمر فيها تقديره فكان قتلها تباغياً فأَضمر القتل لتقدّم قتلت على حدّ قولهم من كذب كان شرّاً له أَي كان الكذب شرّاً له الأَصمعي بارَ يَبُورُ بَوراً إِذا جَرَّبَ والبَوارُ الكَسَادُ وبارَتِ السُّوقُ وبارَتِ البِياعاتُ إِذا كَسَدَتْ تَبُورُ ومن هذا قيل نعوذ بالله من بَوارِ الأَيِّمِ أَي كَسَادِها وهو أَن تبقى المرأَة في بيتها لا يخطبها خاطب من بارت السوق إِذا كسدت والأَيِّم التي لا زوج لها وهي مع ذلك لا يرغب فيها أَحد والبُورُ الأَرض التي لم تزرع والمَعَامي المجهولة والأَغفال ونحوها وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لأُكَيْدِرِ دُومَةَ ولكُمُ البَوْر والمعامي وأَغفال الأَرض وهو بالفتح مصدر وصف به ويروى بالضم وهو جمع البَوارِ وهي الأَرض الخراب التي لم تزرع وبارَ المتاعُ كَسَدَ وبارَ عَمَلُه بَطَلَ ومنه قوله تعالى ومَكْرُ أُولئك هُو يَبُورُ وبُورُ الأَرض بالضم ما بار منها ولم يُعْمَرْ بالزرع وقال الزجاج البائر في اللغة الفاسد الذي لا خير فيه قال وكذلك أَرض بائرة متروكة من أَن يزرع فيها وقال أَبو حنيفة البَوْرُ بفتح الباء وسكون الواو الأَرض كلها قبل أَن تستخرج حتى تصلح للزرع أَو الغرس والبُورُ الأَرض التي لم تزرع عن أَبي عبيد وهو في الحديث ورجل حائر بائر يكون من الكسل ويكون من الهلاك وفي التهذيب رجل حائر بائر لا يَتَّجِهُ لِشَيءٍ ضَالٌّ تائِهٌ وهو إِتباع والابتيار مثله وفي حديث عمر الرجال ثلاثة فرجل حائر بائر إِذا لم يتجه لشيء ويقال للرجل إِذا قذف امرأَة بنفسه إِنه فجر بها فإِن كان كاذباً فقد ابْتَهَرَها وإِن كان صادقاً فهو الابْتِيَارُ بغير همز افتعال من بُرْتُ الشيءَ أَبُورُه إِذا خَبَرْتَه وقال الكميت قَبِيحٌ بِمِثْليَ نَعْتُ الفَتَا ةِ إِمَّا ابْتِهَاراً وإِمَّا ابْتِيارا يقول إِما بهتاناً وإِما اختباراً بالصدق لاستخراج ما عندها وقد ذكرناه في بهر وبارَهُ بَوْراً وابْتَارَهُ كلاهما اختبره قال مالك بن زُغْبَةَ بِضَربٍ كآذانِ الفِراءِ فُضُولُه وطَعْنٍ كَإِيزاغِ المَخاضِ تَبُورُها قال أَبو عبيد كإِيزاغ المخاض يعني قذفها بأَبوالها وذلك إِذا كانت حوامل شبه خروج الدم برمي المخاض أَبوالها وقوله تبورها تختبرها أَنت حتى تعرضها على الفحل أَلاقح هي أَم لا ؟ وبار الفحل الناقة يَبُورها بَوْراً ويَبْتَارُها وابْتَارَها جعل يتشممها لينظر أَلاقح هي أَم حائل وأَنشد بيت مالك بن زغبة أَيضاً الجوهري بُرْتُ الناقةَ أَبورُها بَوْراً عَرَضتَها على الفحل تنظر أَلاقح هي أَم لا لأَنها إِذا كانت لاقحاً بالت في وجه الفحل إِذا تشممها ومنه قولهم بُرْ لي ما عند فلان أَي اعلمه وامتحن لي ما في نفسه وفي الحديث أَن داود سأَل سليمان عليهما السلام وهو يَبْتَارُ عِلْمَهُ أَي يختبره ويمتحنه ومنه الحديث كُنَّا نَبُورُ أَوْلادَنا بحب عَليٍّ عليه السلام وفي حديث علقمة الثقفيّ حتى والله ما نحسب إلاّ أَن ذلك شيء يُبْتارُ به إِسلامنا وفَحْلٌ مِبْوَرٌ عالم بالحالين من الناقة قال ابن سيده وابنُ بُورٍ حكاه ابن جني في الإِمالة والذي ثبت في كتاب سيبويه ابن نُور بالنون وهو مذكور في موضعه والبُورِيُّ والبُورِيَّةُ والبُورِيَاءُ والباريُّ والبارِياءُ والبارِيَّةُ فارسي معرب قيل هو الطريق وقيل الحصير المنسوج وفي الصحاح التي من القصب قال الأَصمعي البورياء بالفارسية وهو بالعربية بارِيٌّ وبورِيٌّ وأَنشد للعجاج يصف كناس الثور كالخُصّ إِذْ جَلَّلَهُ البَارِيُّ قال وكذلك البَارِيَّةُ وفي الحديث كان لا يرى بأْساً بالصلاة على البُورِيّ هي الحصير المعمول من القصب ويقال فيها بارِيَّةٌ وبُورِياء

تأر
أَتأَر إِليه النَّظَرَ أَحَدَّه وأَتْأَره بصره أَتْبَعَه إِياه بهمز الأَلفين غير ممدودة قال بعض الأَغفال وأَتْأَرَتْني نَظْرَة الشَّفير وأَتْأَرتُه بصري أَتْبَعْته إِياه وفي الحديث أَن رجلاً أَتاه فَأَتْأَرَ إِليه النَّظَرَ أَي أَحَدَّه إِليه وحَقَّقَه وقال الشاعر أَتْأَرْتُهُمْ بَصَري والآلُ يَرْفَعُهُمْ حتى اسْمَدَرَّ بِطَرْفِ العَيْنِ إِتْآري ومن ترك الهمز قال أَتَرْتُ إِليه النظر والرَّمْيَ وهو مذكور في تَوَرَ وأَما قول الشاعر إِذا اجْتَمَعُوا عَلَيَّ وأَشْقَذُوني فَصِرْت كَأَنَّني فَرَأٌ مُتَارُ قال ابن سيده فإِنه أَراد مُتْأَرٌ فنقل حركة الهمزة إِلى التاء وأَبدل منها أَلفاً لسكونها وانفتاح ما قبلها فصار مُتارٌ والتُّؤْرُورُ العَوْن يكون مع السلطان بلا رِزْقٍ وقيل هو الجِلوازُ وذهب الفارسي إِلى أَنه تُفْعُول من الأَرِّ وهو الدفع وأَنشد ابن السكيت تالله لَوْلا خَشْيَةُ الأَمِيرِ وخشيةُ الشُّرْطيِّ والتُّؤْرورِ قال التؤرور أَتْباع الشُّرَطِ ابن الأَعرابي التَّائرُ المداوم على العمل بعد فتور الأَزهري في التَّأْرَةِ الحين عن ابن الأَعرابي قال تأْرَةٌ مهموز فلما كثر استعمالهم لها تركوا همزها قال الأَزهري قال غيره وجمعها تِئَرٌ مهموزة ومنه يقال أَتّأَرْتُ إِليه النظر أَي أَدمته تارَةً بعد تارَةٍ

تبر
التِّبْرُ الذهبُ كُلُّه وقيل هو من الذهب والفضة وجميع جواهر الأَرض من النحاس والصُّفْرِ والشَّبَهِ والزُّجاج وغير ذلك مما استخرج من المعدن قبل أَن يصاغ ويستعمل وقيل هو الذهب المكسور قال الشاعر كُلُّ قَوْمٍ صِيغةٌ من تِبْرِهِمْ وبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ مِنْ ذَهَبْ ابن الأَعرابي التِّبْرُ الفُتاتُ من الذهب والفضة قبل أَن يصاغا فإِذا صيغا فهما ذهب وفضة الجوهري التِّبْرُ ما كان من الذهب غير مضروب فإِذا ضرب دنانير فهو عين قال ولا يقال تِبْرٌ إِلا للذهب وبعضهم يقوله للفضة أَيضاً وفي الحديث الذهب بالذهب تِبْرِها وعَيْنِها والفضة بالفضة تبرها وعينها قال وقد يطلق التبر على غير الذهب والفضة من المعدنيات كالنحاس والحديد والرَّصاص وأَكثر اختصاصه بالذهب ومنهم من يجعله في الذهب أَصلاً وفي غيره فرعاً ومجازاً قال ابن جني لا يقال له تبر حتى يكون في تراب معدنه أَو مكسوراً قال الزجاج ومنه قيل لمكسر الزجاج تبر والتَّبَارُ الهلاك وتَبَّرَه تَتْبِيراً أَي كَسَّرَه وأَهلكه وهؤلاء مُتَبَّرٌ ما هم فيه أَي مُكَسَّرٌ مُهْلَكٌ وفي حديث عليٍّ كرّم الله وجهه عَجْزٌ حاضر ورَأْيٌ مُتَبَّر أَي مهلَك وتَبَّرَهُ هو كسره وأَذهبه وفي التنزيل العزيز ولا تزد الظالمين إِلا تَبَاراً قال الزجاج معناه إِلاَّ هلاكاً ولذلك سمي كل مُكَسَّرٍ تِبْراً وقال في قوله عز وجل وكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً قال التتبير التدمير وكل شيء كسرته وفتتته فقد تَبَّرْتَهُ ويقال تَبِرَ
( * قوله « تبر » من باب ضرب على ما في القاموس ومن بابي تعب وقتل كما في المصباح ) الشيءُ يَتْبَرُ تَباراً ابن الأَعرابي المتبور الهالك والمبتور الناقص قال والتَّبْراءُ الحَسَنَةُ اللَّوْنِ من النُّوق وما أَصبتُ منه تَبْرِيراً أَي شيئاً لا يستعمل إِلا في النفي مثل به سيبويه وفسره السيرافي الجوهري ويقال في رأْسه تِبْرِيَةٌ قال أَبو عبيدة لغة في الهِبْرِيَةِ وهي التي تكون في أُصول الشعر مثل النُّخَالَةِ

تثر
ابن الأَعرابي التَّواثِيرُ الجَلاَوِزَةُ

تجر
تَجَرَ يَتْجُرُ تَجْراً وتِجَارَةً باع وشرى وكذلك اتَّجَرَ وهو افْتَعَل وقد غلب على الخَمَّار قال الأَعشى ولَقَدْ شَهِدْتُ التَّاجِرَ آلْ أُمَّانَ مَوْرُوداً شَرَابُهْ وفي الحديث مَنْ يَتَّجِرُ على هذا فيصلي معه قال ابن الأَثير هكذا يرويه بعضهم وهو يفتعل من التجارة لأَنه يشتري بعمله الثواب ولا يكون من الأَجر على هذه الرواية لأَن الهمزة لا تدغم في التاء وإِنما يقال فيه يأْتَجِرُ الجوهري والعرب تسمي بائع الخمر تاجراً قال الأَسود بن يَعْفُرَ ولَقَدْ أَروحُ على التِّجَارِ مُرَجَّلاً مَذِلاً بِمالي لَيِّناً أَجْيادي أَي مائلاً عُنُقي من السُّكْرِ ورجلٌ تاجِرٌ والجمع تِجارٌ بالكسر والتخفيف وتُجَّارٌ وتَجْرٌ مثل صاحب وصَحْبٍ فأَما قوله إِذ ذُقْتَ فاها قلتَ طَعمُ مُدامَةٍ مُعَتَّقَةٍ مما يجيء به التُّجُرْ فقد يكون جمع تِجَارٍ على أَن سيبويه لا يَطْرُدُ جمع الجمع ونظيره عند بعضهم قراءة من قرأَ فَرُهُنٌ مقبوضة قال هو جمع رهانٍ الذي هو جَمْعُ رَهْنٍ وحمله أَبو عليُّ على أَنه جمع رَهْن كَسَحْل وسُحُلٍ وإِنما ذلك لما ذهب إِليه سيبويه من التحجير على جمع الجمع إِلا فيما لا بدّ منه وقد يجوز أَن يكون التُّجُرُ في البيت من باب أَنا ابنُ ماويَّةَ إِذْ جَدَّ النَّقُرْ على نقل الحركة وقد يجوز أَن يكون التُّجُرُ جمع تاجر كشارف وشُرُفٍ وبازل وبُزُلٍ إِلا أَنه لم يسمع إِلا في هذا البيت وفي الحديث أَن التُّجَّار يُبعثون يوم القيامة فُجَّاراً إِلا من اتقى الله وبَرَّ وصَدَقَ قال ابن الأَثير سماهم فجاراً لما في البيع والشراء من الأَيمان الكاذبة والغبن والتدليس والربا الذي لا يتحاشاه أَكثرهم أَو لا يفطنون له ولهذا قال في تمامه إِلاَّ من اتقى الله وبرّ وصدق وقيل أَصل التاجر عندهم الخمَّار يخصونه به من بين التجار ومنه حديث أَبي ذر كنا نتحدث أَن التاجر فاجر والتَّجْرُ اسمٌ للجمع وقيل هو جمع وقول الأَخطل كَأَنَّ فَأْرَةَ مِسْكٍ غارَ تاجِرُها حَتَّى اشْتَراها بِأَغْلَى بَيْعِهِ التَّجِرُ قال ابن سيده أُراه على التشبيه كَطَهِرٍ في قول الآخر خَرَجْت مُبَرَّأً طَهِرَ الثِّيابِ وأَرضَ مَتْجَرَةٌ يُتَّجَرُ إِليها وفي الصحاح يتجر فيها وناقة تاجر نافقة في التجارة والسوق قال النابغة عِفَاءٌ قِلاصٍ طار عنها تَواجِر وهذا كما قالوا في ضدها كاسدة التهذيب العرب تقول ناقة تاجرة إِذا كانت تَنْفُقُ إِذا عُرِضَتْ على البيع لنجابتها ونوق تواجر وأَنشد الأَصمعي مَجَالِحٌ في سِرِّها التَّواجِرُ ويقال ناقةٌ تاجِرَةٌ وأُخرى كاسدة ابن الأَعرابي تقول العرب إِنه لتاجر بذلك الأَمر أَي حاذق وأَنشد لَيْسَتْ لِقَوْمِي بالكَتِيفِ تِجارَةٌ لكِنَّ قَوْمِي بالطِّعانِ تِجَارُ ويقال رَبِحَ فلانٌ في تِجارَتِهِ إِذا أَفْضَلَ وأَرْبَحَ إِذا صادف سُوقاً ذاتَ رِبْحٍ

ترر
تَرَّ الشَّيْءُ يَتِرُّ ويَتُرُّ تَرّاً وتُروراً بان وانقطع بضربه وخص بعضهم به العظم وتَرَّتْ يَدُه تَتِرُّ وتَتُرُّ تُروراً وأَتَرَّها هو وتَرَّها تَرّاً الأَخيرة عن ابن دريد قال وكذلك كل عضو قطع بضربه فقد تُرَّ تَرّاً وأَنشد لطرفة يصف بعيراً عقره تَقُولُ وقد تُرَّ الوَظِيفُ وساقُها أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤْيِدِ ؟ تُرَّ الوظيفُ أَي انقطع فبان وسقط قال ابن سيده والصواب أَتَرَّ الشَّيْءَ وتَرَّ هو نَفْسُه قال وكذلك رواية الأَصمعي تقول وقد تَرَّ الوَظِيفُ وساقُها بالرفع ويقال ضرب فلان يد فلان بالسيف فأَتَرَّها وأَطَرَّها وأَطَنَّها أَي قطعها وأَنْدَرَها وتَرَّ الرجلُ عن بلاده تُروراً بَعُدَ وأَتَرَّه القضاءُ إِتْراراً أَبعده والتُّرُورُ وَثْبَةُ النَّواة من الحَيْس وتَرَّت النَّواةُ منْ مِرْضاخِها تَتِرُّ وتَتُرُّ تُروراً وثَبَتْ ونَدَرَتْ وأَتَرَّ الغلامُ القُلَةَ بِمِقْلاتِه والغلامُ يُتِرُّ القُلَةَ بالمِقْلَى نَزَّاها والتَّرارَةُ السِّمَنُ والبَضَاضَةُ يقال منه تَرِرْتَ بالكسر أَي صرت تارّاً وهو الممتلئ والتَّرارَةُ امتلاء الجسم من اللحم ورَيُّ العظم يقال للغلام الشاب الممتلئ ثارٌّ وفي حديث ابن زِمْلٍ رَبْعَةٌ من الرجال تارٌّ التارُّ الممتلئ البدن وتَرَّ الرجلُ يَتِرُّ ويَتُرُّ تَرّاً وتَرارةً وتُروراً امتلأَ جسمه وتَرَوَّى عظمه قال العجاج بِسَلْهَبٍ لُيِّنَ في تُرُورِ وقال ونُصْبِحُ بالغَدَاةِ أَتَرَّ شَيْءٍ ونُمْسِي بالعَشِيِّ طَلَنْفَحِينَا ورجلٌ تارٌّ وتَرٌّ طويل قال ابن سيده وأُرَى تَرّاً فَعِلاً وقد تَرَّ تَرارَةً وقَصَرَةٌ تارَّةٌ والتَّرَّةُ الجارية الحسناء الرَّعْناءُ ابن الأَعرابي التَّرَاتِيرُ الجواري الرُّعْنُ ابن شميل الأُتْرُورُ الغلام الصغير الليث الأُتْرُورُ الشُّرَطِيُّ وأَنشد أَعوذُ باللهِ وبالأَمِيرِ مِنْ صاحِبِ الشُّرْطةِ والأُتْرُورِ وقيل الأُتْرُورُ غلامُ الشُّرَطِيِّ لا يَلْبَسُ السَّوادَ قالت الدهناء امرأَة العجاج والله لولا خَشْيَةُ الأَمِيرِ وخَشْيَةُ الشُّرْطِيِّ والأُترورِ لَجُلْتُ بالشيخ من البَقِيرِ كَجَوَلانِ صَعْبَةٍ عَسِيرِ وتَرَّ بسَلْحِه وهَذَّ بِهِ وهَرَّ بِهِ رمى به وتَرَّ بِسَلْحِه يَتِرُّ قذف به وتَرَّ النَّعامُ أَلقى ما في بطنه وتُرَّ في يده دفع والتُّرُّ الأَصل يقال لأَضْطَرَّنَّكَ إِلى تُرِّكَ وقُحاحِكَ ابن سيده لأَضْطَرَّنَّكَ إِلى تُرِّكَ أَي إِلى مجهودك والتُّرُّ بالضم الخيط الذي يُقَدَّرُ به البِناءُ فارسي مُعَرَّبٌ قال الأَصمعي هو الخيط الذي يمدّ على البناء فيبنى عليه وهو بالعربية الإِمام وهو مذكور في موضعه التهذيب الليث التُّرُّ كلمة يتكلم بها العرب إِذا غضب أَحدهم على الآخر قال والله لأُقيمنك على التُّرِّ قال الأَصمعي المِطْمَرُ هو الخيط الذي يقدَّر به البناء يقال له بالفارسية التُّرُّ وقال ابن الأَعرابي التُّرُّ ليس بعربي وفي النوادر بِرْذَوْنٌ تَرٌّ ومُنْتَرٌّ وَعَرِبٌ وقَزَعٌ ودُِفاقٌ إِذا كان سريعَ الرَّكْضِ وقالوا التَّرُّ من الخيل المعتدل الأَعضاء الخفيف الدَّرِيرُ وأَنشد وقَدْ أَغْدُو مَعَ الفِتْيَا نِ بالمُنْجَرِدِ التَّرِّ
( * قوله « وقد أغدو إلخ » هذه ثلاثة أبيات من الهزج كما لا يخفى لكن البيت الثالث ناقص وبمحل النقص بياض بالأصل )
وذِي البِرْكَةِ كالتَّابُو تِ والمِحْزَمِ كالقَرِّ مع قاضيه في متنيه كالدر وقال الأَصمعي التَّارُّ المنفرد عن قومه تَرَّ عنهم إِذا انفرد وقد أَتَرُّوه إِتْراراً ابن الأَعرابي تَرْتَرَ إِذا استرخى في بدنه وكلامه وقال أَبو العباس التارّ المسترخي من جوع أَو غيره وأَنشد ونُصْبِحُ بالغَداةِ أَتَرَّ شَيْءٍ قوله أَترّ شيء أَي أَرخى شيء من امتلاء الجوف ونمسي بالعشي جياعاً قد خلت أَجوافنا قال ويجوز أَن يكون أَتَرَّ شيء أَمْلأَ شيء من الغلام التَّارّ وقد تقدم قال أَبو العباس أَتَرَّ شيء أَرخى شيء من التعب يقال تُرَّ يا رَجُلُ والتَّرْتَرَةُ تحريك الشيء الليث التَّرْتَرَةُ أَن تقبض على يدي رجل تُتَرْتِرُه أَي تحركه وتَرْتَرَ الرجُلَ تَعْتَعَهُ وفي حديث ابن مسعود في الرجل الذي ظُنَّ أَنَّهُ شرب الخمر فقال تَرْتِرُوه ومَزْمِزُوه أَي حركوه ليُسْتَنْكَهَ هل يُوجَدُ منه ريح الخمر أَم لا قال أَبو عمرو هو أَن يُحَرِّكَ ويُزَعْزَعَ ويُسْتَنْكَهَ حتى يوجد منه الريح ليعلم ما شرب وهي التَّرْتَرَةُ والمَزْمَزَةُ والتَّلْتَلَةُ وفي رواية تَلْتِلُوه ومعنى الكل التحريك وقول زيد الفوارس أَلم تَعْلَمِي أَنِّي إِذا الدَّهْرُ مَسَّنِي بنائِبَةٍ زَلَّتْ وَلَمْ أَتَتَرْتَرِ أَي لم أَتزلزل ولم أَتقلقل وتَرْتَرَ تكلم فأَكثر قال قُلْتُ لِزَيْدٍ لا تُتَرْتِرْ فإِنَّهُمْ يَرَوْنَ المنايا دونَ قَتْلِكَ أَوْ قَتْلِي ويروى تُثَرْثِرْ وتُبَرْبِرْ والتَّراتِرُ الشدائد والأُمور العظام والتُّرَّى اليد المقطوعة

تشر
التهذيب عن الليث تِشْرينُ اسم شهر من شهور الخريف بالرومية قال أَبو منصور وهما تِشْرِينان تشرين الأَول وتشرين الثاني وهما قبل الكانونين

تعر
جُرْحٌ تَعَّارٌ وتَغَّارٌ بالعين والغين إِذا كان يسيل منه الدم وقيل جرح نَعَّار بالعين والغين قال الأَزهري وسمعت غير واحد من أَهل العربية بِهَراةَ يزعم أَن تغار بالغين المعجمة تصحيف قال وقرأْت في كتاب أَبي عمر الزاهد عن ابن الأَعرابي أَنه قال جُرْحٌ تعار بالعين والتاء وتغار بالغين والتاء ونعار بالنون والعين بمعنى واحد وهو الذي لا يَرْقَأُ فجعلها كلها لغات وصححها والعين والغين في تَعَّار وتَغَّار تعاقبا كما قالوا العَبِيثَةُ والغَبِيثَةُ بمعنى واحد ابن الأَعرابي التَّعَرُ اشتعال الحرب وفي حديث طهفة ما طما البحر وقام تِعَارٌ قال ابن الأَثير تِعار بكسر التاء جبل معروف ينصرف ولا ينصرف وأَنشد الجوهري لكثير وما هَبَّتِ الأَرْوَاحُ تَجْرِي وما ثَوَى مقيماً بنَجْدٍ عَوْفُها وتِعارُها وقيده الأَزهري فقال تعار جبل ببلاد قيس وقد ذكره لبيد
( * قوله « وقد ذكره لبيد » أي في قصيدته التي منها عشت دهراً ولا يعيش مع الأَيام إلاّ يرموم أو تعار كما في ياقوت )
إِلاَّ يَرَمْرَمٌ أَو تِعَارُ وذكر ابن الأَثير في كتاب النهاية مَنْ تَعَارَّ مِنَ الليلِ في هذه الترجمة وقال أَي هَبَّ من نومِه واستيقظ قال والتاء زائدة وليس بابه

تغر
تَغَرَتِ القِدْرُ تَتْغَرُ بالفتح فيهما لغة في تَغِرَتْ تَتْغَرُ تَغَراناً إِذا غلت وأَنشد وصَهْباءَ مَيْسَانِيَّةٍ لم يَقُمْ بِها حَنِيفٌ ولم تَتْغَرْ بِها ساعَةً قِدْرُ قال الأَزهري هذا تصحيف والصواب نغرت بالنون وسنذكره وأَما تغر بالتاء فإِن أَبا عبيدة روى في باب الجراح قال فإِن سال من الدم قيل جُرح تَغَّارٌ ودم تَغَّارٌ قال وقال غيره جرح نعار بالعين والنون وقد روي عن ابن الأَعرابي جرح تغار ونغار فمن جمع بين اللغتين فصحتا معاً ورواهما شمر عن أَبي مالك تغر ونغر ونعر

تفر
التِّفْرَةُ
( * قوله « التفرة » بكسر التاء وضمها وككلمة وتؤدة كما في القاموس ) الدائرة تحت الأَنف في وسط الشفة العليا زاد في التهذيب من الإِنسان قال وقال ابن الأَعرابي يقال لهذه الدائرة تِفْرَةٌ وتَفِرَةٌ وتُفَرَةٌ الجوهري التَّفِرة بكسر الفاء النقرة التي في وسط الشفة العليا والتَّفِرَةُ في بعض اللغات الوتيرة والتَّفِيرَةُ كل ما اكتسبته الماشية من حلاوات الخِضَرِ وأَكثر ما تَرْعاه الضأْن وصغار الماشية وهي أَقل من حظ الإِبل والتَّفِرَةُ تكون من جميع الشجر والبقر وقيل هي من الجَنَبَةِ والتَّفِرَةُ ما ابْتَدَأَ من الطَّرِيفَةِ ينبت ليناً صغيراً وهو أَحب المرعى إِلى المال إِذا عدمت البقل وقيل هي من القَرْنُونَةِ
( * قوله « من القرنونة » في القاموس القرنوة هي الهرنوة والقرانيا وليس فيه القرنونة ) والمَكْرِ قال الطرماح يصف ناقة تأْكل المَشْرَةَ وهي شجرة ولا تقدر على أَكل النبات لصغره لَهَا تَفِراتٌ تَحْتَها وَقَصارُها إِلى مَشْرَةٍ لم تُتَّلَقْ بالمَحاجِنِ وفي التهذيب لا تَعْتلِقْ بالمحاجن قال أَبو عمرو التَّفِراتُ من النبات ما لا تستمكن منه الراعية لصغرها وأَرض مُتْفِرَةٌ والتَّفِرُ النبات القصير الزِّمِرُ ابن الأَعرابي التَّافِرُ الوَسِخُ من الناس ورجل تَفِرٌ وتَفْران قال وأَتْفَرَ الرجلُ إِذا خرج شعر أَنفه إِلى تِفْرَتِهِ وهو عيب

تفتر
التَّفْتَرُ لغة في الدفتر حكاه كراع عن اللحياني قال ابن سيده وأُراه عجميّاً

تفطر
الأَزهري في آخر ترجمة تفطر التَّفَاطِيرُ النَّباتُ قال والتفاطير بالتاء النَّوْرُ قال وفي نوادر اللحياني عن الإِيادي في الأَرض تَفَاطِيرُ من عُشْبٍ بالتاء أَي نَبْذٌ متفرّق وليس له واحد

تقر
التَّقِرُ والتَّقِرَةُ التَّابَِلُ وقيل التَّقِر الكرويا والتَّقِرَةُ جماعة التوابل قال ابن سيده وهي بالدال أَعلى

تكر
التَّكُّرِيُّ القائد من قُوَّادِ السِّند والجمعُ تَكاتِرَةٌ أَلحقوا الهاء للعجمة قال لَقَدْ عَلِمَتْ تَكاتِرَةُ ابن تِيرِي غَداةَ البُدِّ أَنِّي هِبْرِزِيُّ وفي التهذيب الجمع تكاكرة وبذلك أَنشد البيت لقد علمت تكاكرة

تمر
التَّمْرُ حَمْلُ النخل اسم جنس واحدته تمرة وجمعها تمرات بالتحريك والتُّمْرانُ والتُّمورُ بالضم جمع التَّمْرِ الأَوَّل عن سيبويه قال ابن سيده وليس تكسير الأَسماء التي تدل على الجموع بمطرد أَلا بمطرد أَلا ترى أَنهم لم يقولوا أَبرار في جمع بُرٍّ ؟ الجوهري جمع التَّمر تُمُورٌ وتُمْرانٌ بالضم فتراد به الأَنواع لأَن الجنس لا يجمع في الحقيقة وتَمَّرَ الرُّطَبُ وأَتْمَرَ كلاهما صار في حد التَّمْرِ وتَمَّرَتِ النخلة وأَتْمَرَت كلاهما حَمَلَتِ التمر وتَمَرَ القَوْمَ يَتْمُرُهُمْ تَمْراً وتَمَّرَهُمْ وأَتْمَرَهُمْ أَطعمهم التمر وتَمَّرَني فلان أَطعمني تَمْراً وأَتْمَرُوا وهم تامِرُونَ كَثُرَ تَمْرُهم عن اللحياني قال ابن سيده وعندي أَن تامِراً على النسب قال اللحياني وكذلك كل شيء من هذا إِذا أَردت أَطعمتهم أَو وهبت لهم قلته بغير أَلف وإِذا أَردت أَن ذلك قد كثر عندهم قلت أَفْعَلُوا ورجل تامِرٌ ذو تمر يقال رجل تامر ولابن أَي ذو تمر وذو لبن وقد يكون من قولِكَ تَمَرْتُهم فأَنا تامِرٌ أَي أَطعمتهم التمر والتَّمَّار الذي يبيع التمر والتَّمْرِيُّ الذي يحبه والمُتْمِرُ الكثير التَّمْرِ وأَتْمَرَ الرجلُ إِذا كثر عنده التمر والمَتْمُورُ المُزَوَّدُ تَمْراً وقوله أَنشده ثعلب لَسْنَا مِنَ القَوْمِ الذين إِذا جاءَ الشتاءُ فَجارُهم تَمْرُ يعني أَنهم يأْكلون مال جارهم ويَسْتَحلُونه كما تَسْتَحْلي الناسُ التمر في الشتاء ويروى لَسْنَا كَأَقْوَامٍ إِذا كَحَلَتْ إِحدى السِّنِينَ فجارُهُمْ تَمْرُ والتَّتْمِيرُ التقديد يقال تَمَّرْتُ القَدِيدَ فهو مُتَمَّرٌ وقال أَبو كاهل اليشكري يصف فرخة عقاب تسمى غُبَّة وقال ابن بري يصف عُقاباً شبه راحلته بها كأَنَّ رَحْلي على شَغْواءَ حادِرَةٍ ظَمْياءِ قَدْ بُلَّ مِنْ طَلٍّ خَوافيها لها أَشارِيرُ من لَحْمٍ تُتَمِّرُهُ من الثَّعالي وَوَخْزٌ مِنْ أَرَانِيها أَراد الأَرانب والثعالب أَي تقدّده يقول إِنها تصيد الأَرانب والثعالب فأَبدل من الباء فيهما ياء شبه راحلته في سرعتها بالعقاب وهي الشغواء سميت بذلك لاعوجاجِ منقارها والشَّغاء العِوَجُ والظمياء العطشى إِلى الدم والخوافي قصار ريش جناحها والوخز شيء ليس بالكثير والأَشارير جمع إِشرارة وهي القطعة من القديد والثعالي يريد الثعالب وكذلك الأَراني يريد الأَرانب فأَبدل من الباء فيهما ياء للضرورة والتَّتْمِيرُ التَّيْبِيسُ والتَّتْمير أَن يقطع اللحم صغاراً ويجفف وتَتْمِيرُ اللحم والتمر تَجْفِيفُهما وفي حديث النخعي كان لا يرى بالتتمير بأْساً التتمير تقطيع اللحم صغاراً كالتمر وتجفيفه وتنشيقه أَراد لا بأْس أَن يَتَزَوَّدَهُ المُحْرِمُ وقيل أَراد ما قُدِّدَ من لحوم الوحوش قبل الإِحرام واللحمُ المُتَمَّرُ المُقَطَّع والتامور والتَّامُورة جميعاً الإِبريق قال الأَعشى يصف خَمَّارة وإِذا لَها تامُورَةٌ مرفوعةٌ لِشَرابِها ولم يهمزه وقيل حُقَّة يجعل فيها الخمر وقيل التامور والتامورة الخمر نفسها الأَصمعي التامور الدم والخمر والزعفران والتامور وزير الملك والتامور النَّفْسُ أَبو زيد يقال لقد علم تامورُك ذلك أَي قد علمت نفسُك ذلك والتامور دم القلب وعمَّ بعضهم به كل دم وقول أَوْسِ بن حَجَرٍ أُنْبِئْتُ أَنَّ بَني سُحَيْمٍ أَوْلَجُوا أَبْيَاتَهُمْ تامورَ نَفْسِ المُنذِرِ قال الأَصمعي أَي مُهْجَةَ نَفْسه وكانوا قتلوه وقال عمر بن قُنْعاسٍ المرادي ويقال قُعاس وتامُورٍ هَرَقْتُ وليس خَمْراً وحَبَّةِ غَيْرِ طاحيَةٍ طَحَيْتُ وأَورده الجوهري وحبة غير طاحنة طحنت بالنون قال ابن بري صواب إِنشاده وحبة غير طاحية طحيت بالياء فيهما لأَن القصيدة مردفة بياء وأَوّلها أَلا يا بَيْتُ بالعَلْيَاءِ بَيْتُ ولولا حُبُّ أَهْلِكَ ما أَتَيْتُ قال ابن بري ورأَيته بخط الجوهري في نسخته طاحنة طحنت بالنون فيهما وقد غيره من رواه طحيت بالياء على الصواب ومعنى قوله حبة غير طاحية بالياء حبة القلب أَي رب علقة قلب مجتمعة غير طاحية هرقتها وبسطتها بعد اجتماعها الجوهري والتَّامُورَةُ غِلافُ القلب ابن سيده والتامور غلاف القلب والتامور حبة القلب وتامور الرجل قلبه يقال حَرْفٌ في تامُورك خير من عشرة في وعائك وعَرَّفْتُه بِتامُوري أَي عَقْلي والتَّامُور وعاء الولد والتَّامُور لَعِبُ الجواري وقيل لعب الصبيان عن ثعلب والتَّامُور صَوْمَعَةُ الراهب وفي الصحاح التامورة الصومعة قال ربيعة ابن مَقْرومٍ الضَّبّيُّ لَدَنا لبَهْجَتِها وحُسْنِ حَدِيثِها ولَهَمَّ مِنْ تامُورِهِ يَتَنَزَّلُ ويقال أَكل الذئبُ الشاةَ فما ترك منها تاموراً وأَكلنا جَزَرَةً وهي الشاة السمينة فما تركنا منها تاموراً أَي شيئاً وقالوا ما في الرَّكِيَّةِ تامُورٌ يعني الماء أَي شيء من الماء حكاه الفارسي فيما يهمز وفيما لا يهمز والتَّامُورُ خِيسُ الأَسد وهو التامورة أَيضاً عن ثعلب ويقال احذر الأَسد في تاموره ومِحْرابِهِ وغِيلِهِ وعِرْزاله وسأَل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عمرو بن معد يكرب عن سعد فقال أَسد في تامورته أَي في عَرِينِهِ وهو بيت الأَسد الذي يكون فيه وهي في الأَصل الصومعة فاستعارها للأَسد والتَّامُورَةُ والتامور عَلَقَةُ القلب ودَمُه فيجوز أَن يكون أَراد أَنه أَسَدٌ في شدّة قلبه وشجاعته وما في الدار تامُورٌ وتُوموُرٌ وما بها تُومُريٌّ بغير همز أَي ليس بها أَحد وقال أَبو زيد ما بها تأْمور مهموز أَي ما بها أَحد وبلادٌ خَلاءٌ ليس بها تُومُرِيٌّ أَي أَحد وما رأَيت تُومُرِيّاً أَحْسَنَ من هذه المرأَة أَي إِنسيّاً وخَلْقاً وما رأَيت تُومُرِيّاً أَحْسنَ منه والتُّمارِيُّ شجرة لها مُصَعٌ كَمُصَعِ العَوْسَجِ إِلاَّ أَنها أَطيب منها وهي تشبه النَّبْعَ قال كَقِدْحِ التُّماري أَخْطَأَ النَّبْعَ قاضبُهْ والتُّمَّرَةُ طائر أَصغر من العصفور والجمع تُمَّرٌ وقيل التُّمَّرُ طائر يقال له ابن تَمْرَة وذلك أَنك لا تراه أَبداً إِلا وفي فيه تَمْرَةٌ وتَيْمَرى موضع قال امرؤ القيس لَدَى جانِب الأَفْلاج من جَنْبِ تَيْمَرى واتْمَأَرَّ الرمح اتْمِئْراراً فهو مُتْمَئِرٌّ إِذا كان غليظاً مستقيماً ابن سيده واتّمَأَرَّ الرمح والحبل صلب وكذلك الذكر إِذا اشتدَّ نَعْظُه الجوهري اتْمَأَرَّ الشيءُ طال واشتد مثل اتْمَهَلَّ واتْمَأَلَّ قال زهير بن مسعود الضبي ثَنَّى لها يَهْتِكُ أَسْحَارَها بِمْتمَئِرٍّ فيه تَخْزِيبُ

تنر
التَّنُّورُ نوع من الكوانين الجوهري التِّنُّورُ الذي يخبز فيه وفي الحديث قال لرجل عليه ثوب مُعَصْفَرٌ لو أَن ثَوْبَك في تَنُّورِ أَهْلِكَ أَو تَحْتَ قَ دْرِهم كان خيراً فذهب فأَحرقه قال ابن الأَثير وإِنما أَراد أَنك لو صرفت ثمنه إِلى دقيق تخبزه أَو حطب تطبخ به كان خيراً لك كأَنه كره الثوب المعصفر والتَّنُّور الذي يخبز فيه يقال هو في جميع اللغات كذلك وقال أَحمد بن يحيى التَّنُّور تَفْعُول من النار قال ابن سيده وهذا من الفساد بحيث تراه وإِنما هو أَصل لم يستعمل إِلاَّ في هذا الحرف وبالزيادة وصاحبه تَنَّارٌ والتَّنُّور وَجْهُ الأَرض فارسي معرَّب وقيل هو بكل لغة وفي التنزيل العزيز حتى إِذا جاء أَمْرُنا وفار التَّنُّورُ قال علي كرم الله وجهه هو وجه الأَرض وكل مَفْجَرِ ماءٍ تَنُّورٌ قال أَبو إِسحق أَعلم الله عزّ وجل أَن وقت هلاكهم فَوْرُ التَّنُّورِ وقيل في التنور أَقوال قيل التنور وجه الأَرض ويقال أَراد أَن الماء إِذا فار من ناحية مسجد الكوفة وقيل إِن الماء فار من تنور الخابزة وقيل أَيضاً إِن التَّنُّور تَنْوِيرُ الصُّبْح وروي عن ابن عباس التَّنُّورُ الذي بالجزيرة وهي عَيْنُ الوَرْدِ والله أَعلم بما أَراد قال الليث التنور عمت بكل لسان قال أَبو منصور وقول من قال إِن التنور عمت بكل لسان يدل على أَن الاسم في الأَصل أَعجمي فعرّبتها العرب فصار عربيّاً على بنار فَعُّول والدليل على ذلك أَن أَصل بنائه تنر قال ولا نعرفه في كرم العرب لأَنه مهمل وهو نظير ما دخل في كلام العرب من كلام العجم مثل الديباج والدينار والسندس والاستبرق وما أَشبهها ولما تكلمت بها العرب صارت عربية وتنانير الوادي محافله قال الراعي فَلَمَّا عَلاَ ذَاتَ التِّنَانِيرِ صَوْتُهُ تَكَشَّفَ عَنْ بَرْقٍ قَليلٍ صَواعِقُهْ وقيل ذات التنانير هنا موضع بعينه قال الأَزهري وذات التنانير عَقَبَةٌ بِحْذاء زُبَالة مما يلي المغرب منها

تهر
التَّيْهُورُ موج البحر إِذا ارتفع قال الشاعر كالبَحْرِ يَقْذِفُ بالتَّيْهُورِ تَيهورا والتيهور ما بين قُلَّةِ الجبل وأَسفله قال بعض الهذليين وطَلَعْتُ مِنْ شِمْراخِهِ تَهُورَةً شَمَّاءَ مُشْرِفَةً كرأْس الأَصْلَعِ والتَّيْهُورُ ما اطمأَنَّ من الأَرض وقيل هو ما بين أَعلى شفير الوادي وأَسفله العميق نجدية وقيل هو ما بين أَعلى الجبل وأَسفله هذلية وهي التَّيْهُورةُ وضعت هذه الكلمة على ما وضعها عليه أَهل التجنيس التهذيب في الرباعي التَّيْهُورُ ما اطمأَن من الرَّمْل الجوهري التَّيْهُورُ من الرمل ما له جُرُفٌ والجمع تَيَاهِيرُ وتَياهِرُ قال الشاعر كيف اهْتَدَتْ ودُونَها الجَزائِرُ وعَقِصٌ مِنْ عالِجٍ تَياهِرُ ؟ وقيل التَّيْهورُ من الرمل المُشْرفُ وأَنشد الرجز أَيضاً والتَّوْهَرِيُّ السِّنام الطويل قال عمرو بن قَميئَة فَأَرْسَلْتُ الغُلامَ ولم أُلبِّثْ إِلى خَيْرِ البوارِك تَوْهَرِيّا قال ابن سيده وأثبت هذه اللفظة في هذا الباب لأَن التاء لا يحكم عليها بالزيادة أَوّلاً إِلاَّ بِثَبَتٍ قال الأَزهري التَّيْهُورُ فَيْعُول من الوَهْرِ قلبت الواو تاء وأَصله وَيْهُورٌ مثل التَّيْقُور وأَصله وَيْقُور قال العجاج إِلى أَرَاطَى ونَقاً تَيْهُورِ قال أَراد به فَيْعُول من الوهر ويقال للرجل إِذا كان ذاهباً بنفسه به تِيهٌ تَيْهُورٌ أَي تائه

تور
التَّوْرُ من الأَواني مذكر قيل هو عربي وقيل دخيل الأَزهري التَّوْرُ إِناء معروف تذكره العرب تشرب فيه وفي حديث أُم سليم أَنها صنعت حَيْساً في تَوْرٍ هو إِناء من صُفْرٍ أَو حجارة كالإِجَّانَةِ وقد يتوضأُ منه ومنه حديث سلمان لما احْتُضِرَ دعا بِمِسْكٍ ثم قال لامرأَته أَوْ خِفِيهِ في تَوْرٍ أَي اضربيه بالماء والتَّوْرُ الرسول بين القوم عربي صحيح قال والتَّوْرُ فيما بَيْنَنَا مُعْمَلُ يَرْضَى بهِ الآثِيُّ والمُرْسِلُ وفي الصحاح يرضى به المأْتيُّ والمرسل ابن الأَعرابي التَّورَةُ الجارية التي تُرسَلُ بين العُشَّاق والتَّارَةُ الحين والمَرَّة أَلفها واو جَمْعُها تاراتٌ وتِيَرٌ قال يَقُومُ تاراتٍ ويَمْشي تِيَرا وقال العجاج ضَرْباً إِذا ما مِرْجَلُ المَوْتِ أَفَرْ بالْغَلْي أَحْمَوهُ وأَحْنَوه التِّيَرْ قال ابن الأَعرابي تأْرة مهموز فلما كثر استعمالهم لها تركوا همزها قال أَبو منصور وقال غيره جمع تَأْرَةٍ تِئَرٌ مهموزة قال ومنه يقال أَتْأَرْتُ النَّظَرَ إِليه أَي أَدمته تارةً بَعْدَ تارةٍ وأَتَرْتُ الشيءَ جئت به تارةً أُخرى أَي مَرَّةً بعد مرة قال لبيد يصف عَيْراً يديم صوته ونهيقه يَجِدُّ سَحِيلَةً ويُتَيرُ فيها ويُتْبِعها خِنَاقاً في زَمالِ ويروى ويُبِيرُ ويروى ويُبِين كل ذلك عن اللحياني التهذيب في قوله أَتْأَرْتُ النظر إِذا حَدَدْتَهُ قال بهمز الأَلفين غير ممدودة ثم قال ومن ترك الهمز قال أَتَرْتُ إِليه النظر والرمي أُتِيرُ تارَةً وأَتَرْتُ إِليه الرَّمْيَ إِذا رميته تارة بعد تارة فهو مُتَارٌ ومنه قول الشاعر يَظَلُّ كأَنه فَرأٌ مُتَارُ ابن الأَعرابي التَّائر المداوم على العمل بعد فُتور أَبو عمرو فلان يُتارُ على أَن يُؤْخَذَ أَي يُدار على أَن يؤْخذ وأَنشد لعامر بن كثير المحاربي لَقَدْ غَضِبُوا عَليَّ وأَشْقَذوني فَصِرْتُ كَأَنَّني فَرَأٌ يتارُ ويروى مُتارُ وحكي يا تارات فلان ولم يفسره وأَنشد قول حسان لتَسْمَعُنَّ وَشيكاً في دِيارِكُمُ اللهُ أَكْبرُ يا تاراتِ عُثمَانَا قال ابن سيده وعندي أَنه مقلوب من الوَتْرِ الذي هو الدم وإِن كان غير موازن به وتِيرَ الرجلُ أُصيب التَّارُ منه هكذا جاء على صيغة ما لم يسمَّ فاعله قال ابن هَرْمَةَ حَييَّ تَقِيَّ ساكنُ القَوْلِ وَادِعٌ إِذا لم يُتَرْ شَهْمٌ إِذا تِيرَ مانِعُ وتارَاءُ من مساجد سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين المدينة وتبوك ورأَيت في حواشي ابن بري بخط الشيخ الفاضل رضي الدين الشاطبي وأَظنه نسبه إلى ابن سيده قوله وما الدَّهْرُ إِلاّ تارتانِ فَمِنْهما أَمُوتُ وأُخرى أَبْتَغِي العَيْشَ أَكْدَحُ أَراد فمنهما تارة أَموتها أَي أَموت فيها

تير
التِّير الحاجز بين الحائطين فارسي معرب والتَّيَّارُ المَوْجُ وخص بعضهم به موج البحر وهو آذِيُّه ومَوْجُه قال عدي بن زيد عَفُّ المكاسِبِ ما تُكْدى حُسافَتُه كالبَحْرِ يَقْذِفُ بالتَّيَّارِ تَيَّارا ويروى حَسيفَتُه أَي غيظه وعداوته والحُسافَةُ الشيء القليل وأَصله ما تساقط من التمر يقول إِن كان عطاؤُه قليلاً فهو كثير بالإِضافة إِلى غيره وصواب إِنشاده يُلجق بالتيار تياراً وفي حديث علي كرم الله وجهه ثم أَقبل مُزْبِداً كالتَّيَّار قال ابن الأَثير هو موج البحر ولُجَّتُه والتَّيَّار فَيْعالٌ من تار يتور مثل القيام من قام يقوم غير أَن فعله مُماتٌ ويقال قطع عِرْقاً تَيَّاراً أَي سريع الجَرْيَةِ وفَعَلَ ذلك تارَةً بعد تارة أَي مرة بعد مرة والجمع تاراتٌ وتِيَرٌ قال الجوهري وهو مقصور من تِيَارٍ كما قالوا قاماتٌ وقِيَمٌ وإِنما غُيِّرَ لأَجل حرف العلة ولولا ذلك لما غير أَلا ترى أَنهم قالوا في جمع رَحَبَةٍ رحابٌ ولم يقولوا رِحَبٌ ؟ وربما قالوه بحذف الهاء قال الراجز بالْوَيْلِ تاراً والثُّبُورِ تارا وأَتاره أَعاده مرة بعد مرة

ثأر
الثَّأْر والثُّؤْرَةُ الذَّحْلُ ابن سيده الثَّأْرُ الطَّلَبُ بالدَّمِ وقيل الدم نفسه والجمع أَثْآرٌ وآثارٌ على القلب حكاه يعقوب وقيل الثَّأْرُ قاتلُ حَمِيمكَ والاسم الثُّؤْرَةُ الأَصمعي أَدرك فلانٌ ثُؤْرَتَهُ إِذا أَدرك من يطلب ثَأْرَهُ والتُّؤُرة كالثُّؤرة هذه عن اللحياني ويقال ثَأَرْتُ القتيلَ وبالقتيل ثَأْراً وثُؤْرَةً فأَنا ثائرٌ أَي قَتَلْتُ قاتلَه قال الشاعر شَفَيْتُ به نفْسِي وأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتي بَني مالِكٍ هل كُنْتُ في ثُؤْرَتي نِكْسا ؟ والثَّائِرُ الذي لا يبقى على شيء حتى يُدْرِك ثَأَرَهُ وأَثْأَرَ الرجلُ واثَّأَرَ أَدرك ثَأْرَهُ وثَأْرَ بِهِ وثَأْرَهْ طلب دمه ويقال تَأَرْتُك بكذا أَي أَدركت به ثَأْري منك ويقال ثَأَرْتُ فلاناً واثَّأَرْتُ به إِذا طلبت قاتله والثائر الطالب والثائر المطلوب ويجمع الأَثْآرَ والثُّؤْرَةُ المصدر وثَأَرْتُ القوم ثَأْراً إذا طلبت بثأْرِهِم ابن السكيت ثَأَرْتُ فلاناً وثَأَرْتُ بفلان إِذا قَتَلْتَ قاتله وثَأْرُكَ الرجل الذي أَصاب حميمك وقال الشاعر قَتَلْتُ به ثَأْري وأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتي
( * يظهر أن هذه رواية ثانية البيت الذي مرّ ذكره قبل هذا الكلام )
وقال الشاعر طَعَنْتُ ابنَ عَبْدُ القَيْسِ طَعْنَةَ ثائِرٍ لهَا نَفَذٌ لَوْلا الشُّعاعُ أَضاءَها وقال آخر حَلَفْتُ فَلَمْ تَأْثَمْ يمِيني لأَثْأَرَنْ عَدِيّاً ونُعْمانَ بنَ قَيْلٍ وأَيْهَما قال ابن سيده هؤلاء قوم من بني يربوع قتلهم بنو شيبان يوم مليحة فحلف أَن يطلب بثأْرهم ويقال هو ثَأْرُهُ أَي قاتل حميمه قال جرير وامْدَحْ سَراةَ بَني فُقَيْمٍ إِنَّهُمْ قَتَلُوا أَباكَ وثَأْرُهُ لم يُقْتَلِ قال ابن بري هو يخاطب بهذا الشعر الفرزدق وذلك أَن ركباً من فقيم خرجوا يريدون البصرة وفيهم امرأَة من بني يربوع بن حنظلة معها صبي من رجل من بني فقيم فمرّوا بخابية من ماء السماء وعليها أَمة تحفظها فأَشرعوا فيها إِبلهم فنهتهم الأَمة فضربوها واستقوا في أَسقيتهم فجاءت الأَمة أَهلها فأَخبرتهم فركب الفرزدق فرساً له وأَخذ رمحاً فأَدرك القوم فشق أَسقيتهم فلما قدمت المرأَة البصرة أَراد قومها أَن يثأَروا لها فأَمرتهم أَن لا يفعلوا وكان لها ولد يقال له ذكوان بن عمرو بن مرة بن فقيم فلما شبّ راضَ الإِبل بالبصرة فخرج يوم عيد فركب ناقة له فقال له ابن عم له ما أَحسن هيئتك يا ذكوان لو كنت أَدركت ما صُنع بأُمّك فاستنجد ذكوان ابن عم له فخرج حتى أَتيا غالباً أَبتا الفرزدق بالحَزْنِ متنكرين يطلبان له غِرَّةً فلم يقدرا على ذلك حتى تحمَّل غالب إِلى كاظمة فعرض له ذكوان وابن عمه فقالا هل من بعير يباع ؟ فقال نعم وكان معه بعير عليه معاليق كثيرة فعرضه عليهما فقالا حط لنا حتى ننظر إِليه ففعل غالب ذلك وتخلف معه الفرزدق وأَعوان له فلما حط عن البعير نظرا إِليه وقالا له لا يعجبنا فتخلف الفرزدق ومن معه على البعير يحملون عليه ولحق ذكوان وابن عمه غالباً وهو عديل أُم الفرزدق على بعير في محمل فعقر البعير فخر غالب وامرأَته ثم شدّا على بعير جِعْثِنَ أُخت الفرزدق فعقراه ثم هربا فذكروا أَن غالباً لم يزل وجِعاً من تلك السَّقْطَةِ حتى مات بكاظمة والمثْؤُور به المقتولُ وتقول يا ثاراتِ فلان أَي يا قتلة فلان وفي الحديث يا ثاراتِ عثمان أَي يا أَهل ثاراته ويا أَيها الطالبون بدمه فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه وقال حسان لَتَسْمَعَنَّ وَشِيكاً في دِيارِهِمُ اللهُ أَكْبَرُ يا ثاراتِ عُثْمانا الجوهري يقال يا ثارات فلان أَي يا قتلته فعلى الأَوّل يكون قد نادى طالبي الثأْر ليعينوه على استيفائه وأَخذه والثاني يكون قد نادى القتلة تعريفاً لهم وتقريعاً وتفظيعاً للأَمر عليهم حتى يجمع لهم عند أَخذ الثَّأْرِ بين القتل وبين تعريف الجُرْمِ وتسميتُه وقَرْعُ أَسماعهم به ليَصْدَعَ قلوبهم فيكون أَنْكَأَ فيهم وأَشفى للناس ويقال اثَّأَرَ فلان من فلان إِذا أَدرك ثَأْرَه وكذلك إِذا قتل قاتل وليِّه وقال لبيد والنِّيبُ إِنْ تَعْرُ مِنّي رِمَّةً خَلَقاً بَعْدَ الْمَماتِ فإِنّي كُنْتُ أَثَّئِرُ أَي كنت أَنحرها للضيفان فقد أَدركت منها ثَأْري في حياتي مجازاة لتَقَضُّمِها عظامي النَّخِرَةَ بعد مماتي وذلك أَن الإِبل إِذا لم تجد حَمْضاً ارْتَمَّتْ عِظَامَ الموتَى وعِظامَ الإِبل تُخْمِضُ بها وفي حديث عبد الرحمن يوم الشُّورَى لا تغمدوا سيوفكم عن أَعدائكم فَتُوتِروا ثأْرَكُمْ الثَّأْرُ ههنا العدو لأَنه موضع الثأْر أَراد انكم تمكنون عدوّكم من أَخذ وَتْرِهِ عندكم يقال وَتَرْتُه إِذا أَصبته بِوَترٍ وأَوْتَرْتُه إِذا أَوْجَدْتَهُ وَتْرَهُ ومكنته منه واثَّأَر كان الأَصل فيه اثْتَأَرَ فأُدغمت في الثاء وشدّدت وهو افتعال
( * قوله « وهو افتعال إِلخ » أَي مصدر اثتأَر افتعال من ثأَر ) من ثأَرَ والثَّأْرُ المُنِيمُ الذي يكون كُفُؤاً لِدَمِ وَلِيِّكَ وقال الجوهري الثَّأْرُ المُنِيمُ الذي إِذا أَصابه الطالبُ رضي به فنام بعده وقال أَبو زيد اسْتَثْأَرَ فلان فهو مُسْتَثْئِرٌ إِذا استغاث لِيَثْأَرَ بمقتوله إِذا جاءهم مُسْتَثْئِرٌ كانَ نَصْره دعاءً أَلا طِيرُوا بِكُلِّ وأَىَ نَهْدِ قال أَبو منصور كأَنه يستغيث بمن يُنْجِدُه على ثَأْرِه وفي حديث محمد بن سلمة يوم خيبر أَنا له يا رسول الله المَوْتُور الثَّائرُ أَي طالب الثَّأْر وهو طلب الدم والتُّؤْرُورُ الجلْوازُ وقد تقدّم في حرف التاء أَنه التؤرور بالتاء عن الفارسي

ثبر
ثَبَرَهُ يَثْبُرُه ثَبْراً وثَبْرَةً كلاهما حَبَسَهُ قال بنَعْمانَ لم يُخْلَقْ ضعيفاً مُثَبَّراً وثَبَرَهُ على الأَمريَثْبُرُه صرفه والمُثَابَرَةُ على الأَمر المواظبة عليه وفي الحديث مَنْ ثابَرَ على ثَنْتي عَشْرَةَ رَكْعَةً من السُّنَّةِ المثابَرةُ الحِرْصُ على الفعل والقول وملازمتهما وثابَرَ على الشيء واظب أَبو زيد ثَبَرْتُ فلاناً عن الشيء أَثْبُرُهُ رَدَدْتُه عنه وفي حديث أَبي موسى أَتَدْرِي ما ثَبَرَ الناس ؟ أَي ما الذي صدّهم ومنعهم من طاعة الله وقيل ما أَبطأَ بهم عنها والتَّبْرُ الحَبْسُ وقوله تعالى وإِنِّي لأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً قال الفرّاء أَي مغلوباً ممنوعاً من الخير ابن الأَعرابي المثبور الملعون المطرود المعذب وثَبَرَهُ عن كذا يَثْبُرُه بالضم ثَبْراً أَي حبسه والعرب تقول ما ثَبَرَك عن هذا أَي ما منعك منه وما صرفك عنه ؟ وقال مجاهد مَثْبُوراً أَي هالكاً وقال قتادة في قوله هُنالِكَ ثُبوراً قال ويلاً وهلاكاً ومَثَلُ العَرَبِ إِلى أُمِّهِ يَأْوِي مَن ثُبِرَ أَي من أُهْلِكَ والتُّبُورُ الهلاك والخسران والويل قال الكميت ورَأَتْ قُضاعَةُ في الأَيا مِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ أَي مخسور وخاسر يعني في انتسابها إِلى اليمن وفي حديث الدعاء أَعوذ بك من دَعْوَة الثُّبُورِ هو الهلاك وقد ثَبَرَ يَثْبُرُ ثُبُوراً وثَبَرَهُ الله أَهلكه إِهلاكاً لا ينتعش فمن هنالك يدعو أَهل النار واثُبُوراه فيقال لهم لا تدْعوا اليوم ثُبُوراً واحداً وادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً قال الفرّاء الثُّبُور مصدر ولذلك قال ثُبُوراً كَثىيراً لأَن المصادر لا تجمع أَلا ترى أَنك تقول قعدت قعوداً طويلاً وضربته ضرباً كثيراً ؟ قال وكأَنهم دعوا بما فعلوا كما يقول الرجل وَانَدامتَاهْ وقال الزجاج في قوله دعوا هنالك ثبوراً بمعنى هلاكاً ونصبه على المصدر كأَنهم قالوا ثبرنا ثبوراً ثم قال لهم لا تدعوا اليوم ثبوراً مصدر فهو للقليل والكثير على لفظ واحد وثَبَرَ البحرُ جَزَرَ وتَثَابَرَتِ الرجالُ في الحرب تواثبت والمَثْبِرُ مثال المجلس الموضعُ الذي تلد فيه المرأَةُ وتضع الناقةُ من الأَرض وليس له فعل قال ابن سيده أُرى أَنما هو من باب المخْدَع وفي الحديث أَنهم وجدوا الناقة المُنْتِجَةَ تفحص في مثبرها وقال نُصَير مَثْبِرُ الناقة أَيضاً حيث تُعَضَّى وتُنْحَرُ قال أَبو منصور وهذا صحيح ومن العرب مسموع وربما قيل لمجلس الرجل مَثْبِرٌ وفي حديث حكيم بن حزام أَنَّ أُمه ولدته في الكعبة وأَنه حمل في نِطَعٍ وأُخذ ما تحت مَثْبِرِها فغسل عند حوض زمزم المَثْبِرُ مَسْقَطُ الولد قال ابن الأَثير وأَكثر ما يقال في الإِبل وثَبِرَتِ القَرْحَةُ انفتحت وفي حديث معاوية أَن أَبا بُرْدَةَ قال دخلت عليه حين أَصابته قَرْحَةٌ فقال هَلُمَّ يا ابن أَخي فانظر قال فنظرت فإِذا هي قد ثَبِرَتْ فقلت ليس عليك بأْس يا أَمير المؤْمنين ثَبِرَتْ أَي انفتحت والثَّبْرَةُ تراب شبيه بالنُّورة يكون بين ظهري الأَرض فإِذا بلغ عِرْقُ النخلة إِليه وقف يقال لقيتْ عروقُ النخلة ثَبْرَةً فَرَدَّتها وقوله أَنشده ابن دريد أَيُّ فَتًى غادَرْتُمُ بِثَبْرَرَهْ إِنما أَراد بثبرة فزاد راء ثانية للوزن والثِّبْرَةُ أَرضٌ رِخْوَةٌ ذات حجارة بيض وقال أَبو حنيفة هي حجارة بيض تقوَّم ويبنى بها ولم يقل إِنها أَرض ذات حجارة والثَّبْرَةُ الأَرض السهلة يقال بالغت النخلة إِلى ثَبْرَةٍ من الأَرض والثَّبْرَةُ الحفرة في الأَرض والثَّبْرَةُ النقرة تكون في الجبل تمسك الماء يصفو فيها كالصِّهْرِيجِ إِذا دخلها الماء خرج فيها عن غُثائه وصفا قال أَبو ذؤيب فَثَجَّ بها ثَبَراتِ الرَّصا فِ حَتَّى تَزَيَّلَ رَنْقُ الكَدَرْ
( * قوله « حتى تزيل رنق الكدر » كذا بالأَصل وفي شرح القاموس حتى تفرق رنق المدر )
أَراد بالقبرات نِقَاراً يجتمع فيها الماء من السماءِ فيصفو فيها التهذيب والثَّبْرَةُ النُّقْرَةُ في الشيء والهَزْمَةُ ومنه قيل للنقرة في الجبل يكون فيها الماء ثَبْرَةٌ ويقال هو على صِيرِ أَمْرٍ وثِبَارِ أَمر بمعنى واحد
( * قوله « بمعنى واحد » أَي على إِشراف من قضائه كما في القاموس ) وثَبَّرَةُ موضع وقول أَبي ذؤيب فَأَعْشَيْتُه من بَعْدِ ما راثَ عِشْيَهُ بِسَهْمٍ كَسَيْرِ الثَّابِرِيَّةِ لَهْوَقِ قيل هو منسوب إِلى أَرض أَو حيّ وروي التابرية بالتاء وثَبِيرٌ جبل بمكة ويقال أَشْرِقْ ثَبير كيما نُغِير وهي أَربعةُ أَثْبِرَةٍ ثَبِيرُ غَيناء وثَبِيرُ الأَعْرَجِ وثَبِيرُ الأَحْدَبِ وثَبِيرُ حِراء وفي الحديث ذكر ثبير قال ابن الأَثير وهو الجبل المعروف عند مكة وهو أَيضاً اسم ماء في ديار مزينة أَقطعه النبي صلى الله عليه وسلم شَرِيسَ بنَ ضَمْرَةَ ويَثْبِرَةُ اسم أَرض قال الراعي أَوْ رَعْلَةٍ مِنْ قَطَا فَيْحانَ حَلأَها عَنْ ماء يَثْبِرَةَ الشُّبَّاكُ والرَّصدُ

ثبجر
اثْبَجَرَّ الرجلُ ارتعد عند الفزع قال العجاج يصف الحمار والأَتان إِذا اثْبَجَرَّا مِنْ سَوادٍ خَدَجَا اثبجرا أَي نفرا وجفلا وهو الاثْبِجارُ واثْبَجَرَّ تحير في أَمره واثْبَجَرَّ الماء سال وانصب قال العجاج من مُرْجَحِنٍّ لَجِبٍ إِذا اثْبَجَرْ يعني الجيش شبهه بالسيل إِذا اندفع وانبعث لقوّته أَبو زيد اثْبَجَرَّ في أَمره إِذا لم يصرمه وضعف واثْبَجَرَّ رجع على ظهره

ثجر
الليث الثَّجِيرُ ما عصر من العنب فجرت سُلافته وبقيت عُصارته فهو الثَّجِيرُ
( * قوله « فهو الثجير » كذا بالأَصل ولا حاجة له كما لا يخفى ) ويقال الثجير ثُفْلُ البُسْرِ يخلط بالتمر فينتبذ وفي حديث الأَشَجِّ لا تَتْجُروا ولا تَبْسُروا أَي لا تَخلطوا ثَجِيرَ التمر مع غيره في النبيذ فنهاهم عن انتباذه والثَّجِيرُ ثُفْلُ كل شيء يعصر والعامَّةُ تقوله بالتاء ابن الأَعرابي الثُّجْرَةُ وَهْدَةٌ من الأَرض منخفضة وقال غيره ثُجْرَةُ الوادي أَوّلُ ما تَنْفَرِجُ عنه المضايق قبل أَن ينبسط في السَّعَةِ ويُشَبَّه ذلك الموضعُ من الإِنسان بثُجْرَةِ النَّحْرِ وثُجْرَةُ النحر وسَطُه الأَصمعي الثُّجَرُ الأَوساط واحدتها ثُجْرَةٌ والثُّجْرَةُ بالضم وسَطُ الوادي ومُتَّسَعُه وفي الحديث أَنه أَخذ بثُجْرَة صبي به جُنُونٌ وقال اخْرُجْ أَنا محمدٌ ثُجْرَةُ النحر وسطه وهو ما حول الوَهْدَةِ في اللَّبَّةِ من أَدنى الحَلْقِ الليث ثُجْرَةُ الحَشا مُجْتَمَعُ أَعلى السَّحْرِ بقَصَب الرئة وَوَرقٌ ثَجْرٌ بالفتح أَي عريض والثُّجَرُ سهام غلاظ الأُصول عِراضٌ قال الشاعر تَجاوَبَ منها الخَيْزُرانُ المُثَجَّرُ أَي المعرَّض خُوطاً وأَما قول تميم بن مقبل والعَيْرُ يَنْفُخُ في المِكْتانِ قد كَتِنَتْ منه جَحافِلُهُ والعِضْرِسِ الثَّجِرِ فمعناه المجتمع ويروى الثُّجَر وهو جمع الثُّجْرَةِ وهو ما يجتمع في نباته أَبو عمرو ثُجْرة من نَجْمٍ أَي قطعة الأَصمعي الثُّجَرُ جماعات متفرقة والثَّجْرُ العريض ابن الأَعرابي انْثَجَر الجُرْحُ وانْفَجَر إِذا سال ما فيه الجوهري انْثَجَر الدَّمُ لغة في انفجر

ثرر
عَيْنٌ ثَرَّةٌ وثَرَّارَةٌ وثَرْثارَةٌ غَزيرَة الماء وقد ثَرَّتْ تَثُرُّ وتَثِرُّ ثَرارَةً وكذلك السحابة وسحابٌ ثَرٌّ أَي كثير الماء وعين ثَرَّةٌ كثيرة الدموع قال ابن سيده ولم يسمع فيها ثَرْثارةٌ أَنشد ابن دريد يا مَنْ لِعَيْنٍ ثَرَّةِ المَدامِعِ يَحْفِشُها الوَجْدُ بِدَمْعٍ هامِعِ يحفشها يستخرج كل ما فيها الجوهري وعين ثَرَّةٌ قال وهي سحابة تأْتي من قِبَلِ قِبْلَةِ أَهل العراق قال عنترة جادتْ عليها كُلُّ عَيْنٍ ثَرَّةٍ فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرارَةٍ كالدّرْهَمِ وطعنة ثَرَّةٌ أَي واسعة وقيل ثَرَّةٌ كثيرة الدم على التشبيه بالعين وكذلك عين السحاب قال وكل نعت في حدّ المدغم إِذا كان على تقدير فَعَلَ فأَكثره على تقدير يَفْعِل نحو طَبَّ يَطِبُّ وثَرَّ يَثِرُّ وقد يختلف في نحو خَبَّ يَخُِبُّ
( * وقوله « وقد يختلف في نحو خب يخب » يقتضي أَنه لم يتخلف فيما قبله وليس كذلك ) فهو خَِبُّ قال وكل شيء في باب التضعيف فعله من يفَعل مفتوح فهو في فعيل مكسور في كل شيء نحو شَحَّ يَشِحُّ وضَنَّ يَضِنُّ فهو شحيح وضنين ومن العرب من يقول شحَّ يَشُحُّ وضَنَّ يَضُنُّ وما كان من أَفعل وفعلاء من ذوات التضعيف فإِنَّ فَعِلْتُ منه مكسور العين ويفعل مفتوح نحو أَصم وصماء وأَشم وشماء تقول صَمِمْتَ يا رجل تَصَمُّ وجَمِمتَ يا كَبْشُ تَجَمُّ وما كان على فَعلْت من ذوات التضعيف غير واقع فإِن يفعل منه مكسور العين نحو عَفَّ يَعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ وما كان منه واقعاً نحو رَدَّ يَرُدُّ ومَدَّ يَمُدُّ فإِن يفعل منه مضموم إِلاَّ أَحرفاً جاءت نادرة وهي شَدَّة يَشُدُه ويَشِدُّه وعَلَّه يَعُلُّه ويَعلُّه ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمهُّ وهَرَّ الشيءَ إِذا كرهه يَهُرُّه ويَهِرُّه قال هذا كله قول الفرّاء وغيره من النحويين ابن سيده والمصدر الثَّرارَةُ والثُّرُورَةُ وسحابة ثَرَّةٌ كثيرة الماء ومطر ثَرُّ واسعُ القَطْر مُتَدارَكُه ومطر ثَرُّ بَيِّنُ الثَّرارَةِ وشاة ثَرَّةٌ وثَرُورٌ واسعة الإِحليل غزيرة اللبن إِذا حلبت وكذلك الناقة والجمع ثُرُرٌ وثِرارٌ وقد ثَرَّتْ تثُرُّ وتَثِرُّ ثَرّاً وثُروراً وثُرورَةً وثَرارَةً وإِحْليل ثَرُّ واسع وفي حديث خزيمة وذكر السنة غاضتْ لها الدَّرَّةُ ونقصت لها الثَّرَّةُ الثرة بالفتح كثرة اللبن يقال ناقة ثَرَّة واسعة الإِحليل وهو مخرج اللبن من الضرع قال وقد تكسر الثاء وبول ثَرُّ غَزِيرٌ وثَرَّ يَثِرُّ ويَثُرُّ إِذا اتسع وثَرَّ يَثُرُّ إِذا بَلَّ سَويقاً أَو غيره ورجل ثَرُّ وثَرثارٌ مُتَشَدِّق كثير الكلام والأُنثى ثَرَّةٌ وثَرْثارَةٌ والثَّرْثارُ أَيضاً الصَّيَّاحُ عن اللحياني والثَّرْثَرَةُ في الكلام الكَثْرةُ والترديد وفي الأَكل الإِكثار في تخليط تقول رجل ثَرْثارٌ وامرأَة ثَرثارَةٌ وقوم ثَرْثارُونَ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال أَبْغَضُكُمْ إِليَّ الثَّرْثارُون المُتَفَيْهِقُونَ هم الذين يكثرون الكلام تَكَلُّفاً وخروجاً عن الحق وبناحية الجزيرة عَيْنٌ غزيرة الماء يقال لها الثَّرْثارُ والثَّرْثارُ نهر بعينه قال الأَخطل لَعَمْري لقد لاقتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ على جانب الثَّرْثارِ رَاغِيَةَ البَكْرِ وثَرْثارٌ واد معروف وثَراثِرُ موضع قال الشماخ وأَحْمَى عليها ابنا زُمَيْعٍ وهَيْثَمٍ مُشَاشَ المَراضِ اعْتادها من ثَراثِر والثَّرّثَرةْ كثرة الأَكل والكلام في تخليط وترديد وقد ثَرْثَر الرجُل فهو ثَرْثارٌ مهْذارٌ وثَرَّ الشيءَ من يده يَثُرُّه ثَرّاً وثَرْثَرَةً بَدَّدَهُ وحكى ابنُ دريد ثَرْثَرَهُ بَدَّدَه ولم يَخُصَّ اليدَ والإِثْرارَةُ نبت يسمى الفارسية الزريك عن أَبي حنيفة وجمعها إِثْرارٌ وثَرَّرْت المكانَ مثل ثَرَّيْتُه أَي نَدَّيْتُه وثُرَيْرٌ بضم الثاء وفتح الراء وسكون الياء موضع من الحجاز كان به مال لابن الزبير له ذكر في حديثه

ثعر
الثَّعْرُ والثُّعْرُ والثَّعَرُ جميعاً لَثىً يخرج من أَصل السَّمُرِ يقال إِنه سَمُّ قاتل إِذا قطر في العين منه شيء مات الإِنسان وجعاً والثَّعَر كثرة الثآليل والثُّعْرُور ثَمَرُ الذُّؤْنُونِ وهي شجرة مرة ويقال لرأْس الطُّرْثُوثِ ثُعْرُورٌ كأَنه كَمَرَةُ ذَكَرِ الرجل في أََعلاه والثُّعْرُور الطُّرْثُوثُ وقيل طَرَفُه وهو نبت يؤْكل والثَّعارِيرُ الثآليل وحَمْلُ الطَّراثيث أَيضاً واحدها ثُعْرور وفي حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إِذا مُيِّزَ أَهلُ الجنة من النار أُخرجوا قد امْتُحِشُوا فَيُلْقَوْنَ في نهر الحياة فيخرجون بيضاً مثل الثَّعارير وفي رواية يخرج قوم من النار فينبتون كما تنبت الثعارير قيل الثعارير في هذا الحديث رؤوس الطراثيث تراها إِذا خرجت من الأَرض بيضاً شبهوا في البياض بها وقال ابن الأَثير الثعارير هي القثاء الصغار شبهوا بها لأَن القثاء ينمي سريعاً والثُّعْرورانِ كالحَلَمَتَيْنِ يكتنفان غُرْمُولَ الفرس عن يمين وشمال وفي الصحاح يكتنفان القَتَبَ من خارج وهما أَيضاً الزائدان على ضَرْعِ الشاة والثُّعْرُورُ الرجل الغليظ القصير

ثعجر
الثَّعْجَرَةُ انْصباب الدمعِ ثَعْجَرَ الشيءَ والدمَ وغيره فاثْعَنْجَرَ صَبّه فانصبَّ وقيل المُثْعَنْجِرُ السائل من الماء والدمع وجَفْنَةٌ مُثْعَنْجِرَةٌ ممتلئة ثريداً واثْعَنْجَر دمعه واثْعَنْجَرت العين دمعاً قال امرؤ القيس حين أَدركه الموت رُبَّ جَفْنَة مُثْعَنْجِرَة وطَعْنَةٍ مُسْحَنْفِرَة تبقى غداً بِأَنْقِرَة والمُثْعَنْجِرَةُ المَلأَى تُفِيضُ ودَكَها والمُثْعَنْجِرُ والمُسْحَنْفِرُ السيل الكثير واثْعَنْجَرَتِ السحابة بِقَطْرها واثْعَنْجَرَ المطر نفسه يَثْعَنْجِرُ اثْعِنْجاراً ابن الأَعرابي المُثْعَنْجَرُ والعَرانِيَةُ وسط البحر قال ثعلب ليس في البحر ما يشبهه كثرة وتصغير المُثْعَنْجِر مُثَيْعِجٌ ومُثَيْعيجٌ قال ابن بري هذا خطأٌ وصوابه ثُعَيْجِر وثُعَيْجِيرٌ تسقط الميم والنون لأَنهما زائدتان والتصغير والتكثير والجمع يرد الأَشياء إِلى أُصولها وفي حديث علي رضوان الله عليه يحملها الأَخْضَرُ المُثْعَنْجِرُ هو أَكثر موضع في البحر ماء والميم والنون زائدتان وفي حديث ابن عباس فإِذا علمي بالقرآن في علم عليّ كالقَرارَة في المُثْعَنْجِر والقَرارَةُ الغَدِيرُ الصغير

ثغر
الثَّغْرُ والثَّغْرَةُ كُلُّ فُرْجَةٍ في جبل أَو بطن واد أَو طريق مسلوك وقال طَلْقٌ بن عدي يصف ظليماً ورئَالَهُ صَعْلٌ لَجُوجٌ ولها مُلِجُّ بِهنَّ كُلَّ ثَغْرَةٍ يَشُجُّ كَأَنه قُدَّامَهُنَّ بُرْجُ ابن سيده الثَّغْرُ كل جَوْبَةٍ منفتحة أَو عَوْرة غيره والثَّغْرُ الثَّلْمَةُ يقال ثَغَرْناهُم أَي سددنا عليهم ثَلْمَ الجبل قال ابن مقبل وهُمْ ثَغَروا أَقرانَهُمْ بِمُضَرَّسٍ وعَضْبٍ وحارُوا القومَ حتى تَزَحْزَحوا وهذه مدينة فيها ثَغْرٌ وثَلْمٌ والثَّغْرُ ما يلي دار الحرب والثَّغْرُ موضع المَخافَة من فُروج البُلْدانِ وفي الحديث فلما مر الأَجَلُ قَفَلَ أَهلُ ذلك الثَّغرِ قال الثغر الموضع الذي يكون حدّاً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفار وهو موضع المخافة من أَطراف البلاد وفي حديث فتح قَيْسارِيَةَ وقد ثَغَروا منها ثَغْرَةً واحدة الثَّغْرَةَ الثُّلْمَةُ والثَّغْرُ الفَمُُ وقيل هو اسم الأَسنان كلها ما دامت في منابتها قبل أَن تسقط وقيل هي الأَسنان كلها كنّ في منابتها أَو لم يكنّ وقيل هو مقدّم الأَسنان قال لها ثَنايا أَربعٌ حِسَانُ وأَرْبَعٌ فَثَغْرُها ثَمانُ جعل الثغر ثمانياً أَربعاً في أَعلى الفم وأَربعاً في أَسفله والجمع من ذلك كله ثُغُور وثَغَرَه كسر أَسنانه عن ابن الأَعرابي وأَنشد لجرير مَتَى أَلْقَ مَثْغُوراً على سُوءِ ثَغْرِهِ أَضَعْ فَوْقَ ما أَبْقَى الرِّياحِيُّ مِبْرَدَا وقيل ثُغِرَ وأُثغِرَ دُقَّ فَمُه وثُغِرَ الغلامُ ثَغْراً سقطت أَسنانه الرواضع فهو مثغور واثَّغَرَ واتَّغَرَ وادَّغَرَ على البدل نبتت أَسنانه والأَصل في اتَّغَرَ اثْتَغَرَ قلبت التاء ثاء ثم أُدغمت وإِن شئت قلت اتَّغَرَ بجعل الحرف الأَصلي هو الظاهر أَبو زيد إِذا سقطت رواضع الصبي قيل ثُغِرَ فهو مَثْغُور فإِذا نبتت أَسنانه بعد السقوط قيل اثَّغَر بتشديد الثاء واتَّغَر بتشديد التاء وروي اثْتَغَر وهو افتعل من الثَّغْرِ ومنهم من يقلب تاء الافتعال ثاء ويدغم فيها الثاء الأَصلية ومنهم من يقلب الثاء الأَصلية تاء ويدغمها في تاء الافتعال وخص بعضهم بالاثِّغار والاتِّغار البهيمة أَنشد ثعلب في صفة فرس قارحٌ قد فَرَّ عنه جانِبٌ ورَباعٌ جانبٌ لم يَتَّغِرْ وقيل اثَّغَرَ الغلامُ نَبَتَ ثَغْرُه واثَّغَرَ أَلقى ثَغَرَه وثَغَرْتُه كَسَرْتُ ثَغْرَهَ وقال شمر الإِئِّغارُ يكون في النبات والسقوط ومن النبات حديث الضحاك أَنه وُلِدَ وهو مُثَّغِرٌ ومن السقوط حديث إِبراهيم كانوا يحبون أَن يعلِّموا الصبي الصلاةَ إِذا اثِّغَرَ الإِثِّغارُ سقوط سِنَّ الصبي ونباتها والمراد به ههنا السقوط وقال شمر هو عندي في الحديث بمعنى السقوط يدل على ذلك ما رواه ابن المبارك بإِسناده عن إِبراهيم إِذا ثُغِرَ وثُغِرَ لا يكون إِلاَّ بمعنى السقوط وقال وروي عن جابر ليس في سن الصبي شيء إِذا لم يَثَّغِرْ قال ومعناه عنده النبات بعد السقوط وفي حديث ابن عباس أَفتنا في دابة ترعى الشجر في كَرِشٍّ لم تَثَّغِرْ أَي لم تسقط أَسنانها وحكي عن الأَصمعي أَنه قال إِذا وقع مُقَدَّم الفم من الصبي قيل اثَّغَر بالتاء فإِذا قلع من الرجل بعدما يُسِنُّ قيل قد ثُغِر بالثاء فهو مثغور الهُجَيْميُّ ثَغَرْتُ سنَّه نَزَعْتها واتَّغَرَ نبت واثَّغَرَ سَقَط ونَبَتَ جميعاً قال الكميت تَبَيِّنَ فيه الناسُ قبل اتّغارِه مَكارِمَ أَرْبَى فَوْقَ مِثْلٍ مِثالُها قال شمر اتِّغارُه سقوط أَسنانه قال ومن الناس من لا يَتَّغِرُ أَبداً روي أَن عبد الصمد بن علي بن عبدالله بن العباس لم يَتَّغِرْ قط وأَنه دخل قبره بأَسنان الصبا وما نغض له سِنُّ قط حتى فارق الدنيا مع ما بلغ من العمر وقال المَرَّارُ العَدَوِيُّ قارِحٌ قد مرَّ منه جانِبٌ ورَباعٌ جانِبٌ لم يَتْغِرْ وقال أَبو زبيد يصف أَنياب الأَسد شِبالاً وأَشبْاه الزُّجاج مَغاوِلاً مَطَلْنَ ولم يَلْقَيْنَ في الرأْس مَثْغَرَا قال مثغراً منفذاً فَأَقَمْنَ مكانهن من فمه يقول إِنه لم يَتَّغِرْ فَيُخْلِفَ سِنّاً بعد سِنٍّ كسائر الحيوان قال الأَزهري أَصل الثَّغْرِ الكسر والهدم وثَغَرْتُ الجدار إِذا هدمته ومنه قيل للموضع الذي تخاف أَن يأْتيك العدوّ منه في جبل أَو حصن ثَغْرٌ لانتلامه وإِمكان دخول العدوّ منه والثُّغْرَةُ نُقْرَة النَّحْرِ والثُّغَيْرَةُ الناحية من الأَرض يقال ما بتلك الثُّغْرة مثله وثُغَرُ المجدِ طُرُقه واحدتها ثُغْرَةٌ قال الأَزهري وكل طريق يَلْتَحِبُه الناسُ بسهولة فهو ثُغْرَةٌ وذلك أَن سالكيه يَثْغَرُون وَجْهَهُ ويَجِدُون فيه شَرَكاً محفورَةً والثُّغْرَةُ بالضم نُقْرَةُ النحر وفي المحكم والثُّغْرَةُ من النحر الهَزْمَةُ التي بين التَّرْقُوَتَيْنِ وقيل التي في المنحر وقيل هي الهزمة التي ينحر منها البعير وهي من الفرس فوق الجُؤْجُؤِ والجُؤْجُؤُ ما نَتأَ من نحره بين أَعالي الفَهْدتينِ وفي حديث عمر تَسْتَبِقُ إِلى ثُغْرَةِ ثَنِيَّةٍ وحديث أَبي بكر والنسابة أَمكنتَ من سواء الثُّغْرَةِ أَي وسط الثُّغْرَةِ وهي نُقْرَةُ النحر فوق الصدر والحديث الآخر بادِرُوا ثُغَرَ المسجد أَي طرائقه وقيل ثُغْرَةُ المسجد أَعلاه والثَّغْرَةُ من خيار العُشْبِ وهي خضراء وقيل غبراء تَضْخُمُ حتى تصير كأَنها زِنْبِيلٌ مُكْفَأٌ مما يركبها من الورق والغِصَنَةِ وورقها على طول الأَظافير وعَرْضِها وفيها مُلْحَةٌ قليلة مع خُضْرَتِها وزَهْرتَها بيضاء ينبت لها غِصَنَةٌ في أَصل واحد وهي تنبت في جَلَدِ الأَرض ولا تنبت في الرمل والإِبل تأْكلها أَكلاً شديداً ولها أَرْكٌ أَي تقيم الإِبل فيها وتعاود أَكلها وجمعها ثَغْرٌ قال كثير وفاضتْ دُمُوعُ العَيْن حتى كأَنَّما بُرادُ القَذَى من يابس الثَّغْرِ يُكْحَلُ وأَنشد في التهذيب وكُحْلٌ بها من يابس الثَّغْرِ مُولَعٌ وما ذاك إِلاَّ أَنْ نَآها خَلِيلُها قال ولها زَغَبٌ خَشِنٌ وكذلك الخِمْخِمْ أَي له زَغَبٌ خَشِنٌ ويوضع الثَّغْر والخِمْخِمُ في العين قال الأَزهري ورأَيت في البادية نباتاً يقال له الثَّغَر وربما خفف فيقال ثَغْرٌ قال الراجز أَفانياً ثَعْداً وثَغْراً ناعِما

ثفر
الثَّفَرُ بالتحريك ثَفَرُ الدابة ابن سيده الثَّفَرُ السَّيْرُ الذي في مؤَخر السَّرْج وثَفَر البعير والحمار والدابة مُثَقَّلٌ قال امرؤ القيس لا حِمْيَرِيٌّ وفَى ولا عَدَسٌ ولا اسْتُ عَيْرٍ يَحُكُّها ثَفَرُهْ وأَثْفَرَ الدابة عَمِلَ لها تَفَراً أَو شدّها به وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَمر المستحاضة أَن تَسْتَثْفِرَ وتُلْجِمَ إِذا غلبها سيلان الدم وهو أن تَشُدَّ فرجها بخرقة عريضة أَو قطنة تحتشي بها وتُوثِقَ طرفيها في شيء تَشُدُّه على وسطها فتمنع سيلان الدم وهو مأْخود من ثَفَرِ الدابة الذي يجعل تحت ذنبها وفي نسخة وتوثق طرفيها ثم تربط فوق ذلك رباطاً تشدّ طرفيه إِلى حَقَبٍ تَشُدُّه كما تشدّ الثَّفَرَ تحت ذَنَبِ الدابة قال ويحتمل أَن يكون مأْخوذاً من الثَّفْرِ أُريد به فرجها وإِن كان أَصله للسباع وقوله أَنشده ابن الأَعرابي لا سَلَّم اللهُ على سَلاَمَهْ زِنْجِيَّةٍ كَأَنَّها نَعامَهْ مُثْفَرَةٌ بِرِيشَتَيْ حَمامَهْ أَي كَأَنَّ أَسْكَتَيْها قد أُثْفِرتا بِرِيشَتَيْ حمامة والمِثْفَارُ من الدواب التي ترمي بسرجها إِلى مؤخرها والاستثفار أَن يدخل الإِنسان إِزاره بين فخذيه ملويّاً ثم يخرجه والرجل يَسْتَثْفِرُ بإِزاره عند الصِّراع إِذا هو لواه على فخذيه ثم أَخرجه بين فخذيه فشد طرفيه في حُجْزَتِه واسْتَثْفَرَ الرجلُ بثوبه إِذا ردَّ طرفه بين رجليه إِلى حجزته واسْتَثْفَرَ الكلب إِذا أَدخل ذنبه بين فخذيه حتى يُلْزِقَهُ ببطنه وهو الاستثفار قال النابغة تَعْدُو الذِّئابُ على مَنْ لا كِلابَ له وتَتَّقِي مَرْبِضَ المُسْتَثْفِرِ الحامِي ومنه حديث ابن الزبير في صفة الجن فإِذا نَحْنُ برجالٍ طِوالٍ كأَنهم الرِّماح مُسْتَثْفِرينَ ثيابهم قال هو أَن يدخل الرجل ثوبه بين رجليه كما يفعل الكلب بذنبه والثُّفْرُ والثَّفْرُ بسكون الفاء أَيضاً لجميع ضروب السباع ولكل ذاتِ مِخْلَبٍ كالحياءِ للناقة وفي المحكم كالحياء للشاة وقيل هو مسلك القضيب فيها واستعاره الأَخطل فجعله للبقرة فقال جَزَى اللهُ فيها الأَعْوَرَيْنِ مَلامَةً وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضَاجِمِ المتضاجم المائل قال إِنما هو شيء استعاره فأَدخله في غير موضعه كقولهم مشافر الحَبَشِ وإِنما المِشْفَرُ للإِبل وفروة اسم رجل ونصب الثَّفْر على البدل منه وهو لقبه كقولهم عبدالله قفة وإِنما خفض المتضاجم وهو من صفة الثَّفْرِ على الجوار كقولك جحر ضب خرب واستعاره الجعدي أَيضاً للبرذونة فقال بُرَيْذِينَةٌ بَلَّ البَراذِينُ ثَفْرَها وقد شَرِبَتْ من آخرِ الصَّيْفِ إِبَّلا واستعاره آخر فجعله للنعجة فقال وما عَمْرُو إِلاَّ نَعْجَةٌ ساجِسِيَّةٌ تُخَزَّلُ تحتَ الكبشِ والثَّفْرُ وارِدُ ساجسية منسوبة وهي غنم شامية حمر صغار الرؤوس واستعاره آخر للمرأَة فقال نَحْنُ بَنُو عَمْرَةَ في انْتِسابِ بِنْتِ سُوَيْدٍ أَكْرَمِ الضِّبابِ جاءتْ بِنَا من ثَفْرِها المُنْجَابِ وقيل الثُّفْر والثَّفْر للبقرة أَصل لا مستعار ورجل مِثْفَرٌ ومِثْفار ثناء قبيح ونَعْتُ سَوْء وزاد في المحكم وهو الذي يُؤْتى

ثقر
التَّثَقُّر التَّرَدُّدُ والجزَع وأَنشد إِذا بُلِيتَ بِقِرْنٍ فاصْبِرْ ولا تَتَثَقَّرْ

ثمر
الثَّمَرُ حَمْلُ الشَّجَرِ وأَنواع المال والولد ثَمَرَةُ القلب وفي الحديث إِذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته قبضتم ثَمَرَةَ فُؤَاده فيقولون نعم قيل للولد ثمرة لأَن الثمرة ما ينتجه الشجر والولد ينتجه الأَب وفي حديث عمرو بن مسعود قال لمعاوية ما تسأَل عمن ذَبُلَتْ بَشَرَتُه وقُطِعَتْ ثَمَرَتُه يعني نسله وقيل انقطاع شهوته للجماع وفي حديث المبايعة فأَعطاه صَفْقَةَ يَدِهِ وثَمَرَةَ قلبه أَي خالص عهده وفي حديث ابن عباس أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لسانه أَي طرفه الذي يكون في أَسفله والثمر أَنواع المال وجمعُ الثَّمَرِ ثمارٌ وثُمُرٌ جمع الجمع وقد يجوز أَن يكون الثُّمُر جمع ثَمَرَةٍ كخَشَبَةٍ وخُشُب وأَن لا يكون جمعَ ثِمارٍ لأَن باب خشبةٍ وخُشُبٍ أَكثر من باب رِهان ورُهُن قال ابن سيده أَعني أَن جمع الجمع قليل في كلامهم وحكى سيبويه في الثَّمَر ثَمُرَةً وجمعها ثَمُرٌ كَسَمُرَة وسَمُرٍ قال ولا تُكَسَّرُ لقلة فَعُلَةٍ في كلامهم ولم يحك الثَّمُرَة أَحد غيره والثَّيْمارُ كالثَّمَر قال الطرماح حتى تركتُ جَنابَهُمْ ذَا بَهْجَةٍ وَرْدَ الثَّرَى مُتَلَمِّعَ الثَّيْمار وأَثْمَر الشجر خرج ثمَره ابن سيده وثمَرَ الشجر وأَثْمَر صار فيه الثَّمَرُ وقيل الثَّامِرُ الذي بلغ أَوان أَن يُثْمِر والمُثْمِر الذي فيه ثَمَر وقيل ثَمَرٌ مُثْمِرٌ لم يَنْضَجْ وثامِرٌ قد نَضِج ابن الأَعرابي أَثْمَرَ الشجرُ إِذا طلع ثَمَرُه قبل أَن يَنْضَجَ فهو مُثْمِر وقد ثَمَر الثَّمَرُ يَثْمُر فهو ثامِرٌ وشجر ثامِر إِذا أَدْرَك ثَمَرُهُ وشجرة ثَمْراءُ أَي ذات ثَمَر وفي الحديث لا قطع في ثَمَرٍ ولا كَثَرٍ الثمر هو الرطب في رأْس النخلة فإِذا كبر فهو التَّمْرُ والكَثَرُ الجُمَّارُ ويقع الثَّمَرُ على كل الثِّمارِ ويغلب على ثمَرِ النخل وفي حديث عليّ عليه السلام زاكياً نَبتُها ثامِراً فَرْعُها يقال شجر ثامِرٌ إِذا أَدرك ثَمَرُه وقوله أَنشده ابن الأَعرابي والخمرُ ليست من أَخيكَ ول كنْ قد تَغُرُّ بِثامِرِ الحِلْمِ قال ثامره تامُّه كثامِرِ الثَّمَرَةِ وهو النَّضِيج منه ويروى بآمن الحِلْمِ وقيل الثامرُ كل شيء خرج ثَمَره والمُثْمِر الذي بلغ أَن يجنى هذه عن أَبي حنيفة وأَنشد تَجْتَنِي ثامرَِ جُدَّادِهِ بين فُرادَى بَرَمٍ أَو تُؤَامْ وقد أَخطأَ في هذه الرواية لأَنه قال بين فرادى فجعل النصف الأَوّل من المديد والنصف الثاني من السريع وإِنما الرواية بين فرادى وهي معروفة والثمرة الشجرة عن ثعلب وقال أَبو حنيفة أَرض ثَمِيرة كثيرة الثَّمَر وشجرة ثَمِيرة ونخلة ثميرة مُثْمِرة وقيل هما الكثيرا الثَّمَر والجمع ثُمُرٌ وقال أَبو حنيفة إِذا كثر حمل الشجرة أَو ثَمَرُ الأَرض فهي ثَمْراء والثَّمْراء جمع الثَّمَرة مثل الشَّجْراءِ جمعُ الشَّجَرَة قال أَبو ذؤيب الهذلي في صفة نحل تَظَلُّ على الثَّمْراءِ منها جوارِسٌ مَراضِيعُ صُهْبُ الريش زُغْبٌ رِقابُها الجوارس النحل التي تَجْرِس ورق الشجر أَي تأْكله والمراضيع هنا الصغار من النحل وصهب الريش يريد أَجنحتها وقيل الثَّمْراء في بيت أَبي ذؤيب اسم جبل وقيل شجرة بعينها وثَمَّرَ النباتُ نَفَض نَوْرُه وعَقَدَ ثَمَرُه رواه ابن سيده عن أَبي حنيفة والثُّمُرُ الذهب والفضة حكاه الفارسي يرفعه إِلى مجاهد في قوله عز وجل وكان له ثُمُر فيمن قرأَ به قال وليس ذلك بمعروف في اللغة التهذيب قال مجاهد في قوله تعالى وكان له ثمر قال ما كان في القرآن من ثُمُرٍ فهو مال وما كان من ثَمَر فهو من الثِّمار وروى الأَزهري بسنده قال قال سلام أَبو المنذر القارئ في قوله تعالى وكان له ثَمر مفتوح جمع ثَمَرة ومن قرأَ ثُمُر قال من كل المال قال فأَخبرت بذلك يونس فلم يقبله كأَنهما كانا عنده سواء قال وسمعت أَبا الهيثم يقول ثَمَرة ثم ثَمَر ثم ثُمُر جمع الجمع وجمع الثُّمُر أَثمار مثل عُنُقٍ وأَعناق الجوهري الثَّمَرة واحدة الثَّمَر والثَّمَرات والثُّمُر المال المُثَمَّر يخفف ويثقل وقرأَ أَبو عمرو وكان له ثُمْرٌ وفسره بأَنواع الأَموال وثَمَّرَ ماله نمَّاه يقال ثَمَّر الله مالك أَي كثَّره وأَثمَر الرجلُ كثر ماله والعقل المُثْمِر عقل المسلم والعقل العقيم عقل الكافر والثَّامِرُ نَوْرُ الحُمَّاضِ وهو أَحمر قال مِنْ عَلَقٍ كثامِرِ الحُمَّاض ويقال هو اسم لثَمَره وحَمْلِه قال أَبو منصور أَراد به حُمْرَة ثَمَره عند إِيناعه كما قال كأَنَّما عُلِّقَ بالأَسْدانِ يانِعُ حُمَّاضٍ وأُرْجُوانِ وروي عن ابن عباس أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لسانه وقال قل خيراً تغنم أَو أَمسك عن سوء تسلم قال شمر يريد أَنه أَخذ بطرف لسانه وكذلك ثَمَرَةُ السوط طرفه وقال ابن شميل ثَمَرة الرأْس جلدته وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه دق ثمَرة السوط حتى أُخِذَتْ له مخففةً يعني طرف السوط وثَمَر السياط عُقَدُ أَطرافها وفي حديث الحدّ فأَتى بسوط لم تقطع ثَمَرته أَي طرفه وإِنما دق عمر رضي الله عنه ثمرة السوط لتلين تخفيفاً على الذي يضرب به والثَّامر اللُّوبِياءُ عن أَبي حنيفة وكلاهما اسم والثَّمِير من اللبن ما لم يخرج زُبْدُه وقيل الثَّمِير والثَّمِيرة الذي ظهر زُبْدُِه وقيل الثميرة أَن يظهر الزبد قبل أَن يجتمع ويبلغ إِناهُ من الصُّلوح وقد ثَمَّر السِّقاءُ تثميراً وأَثْمَر وقيل المُثْمِر من اللبن الذي ظهر عليه تَحَبُّبٌ وزُبْدٌ وذلك عند الرُّؤوب وأَثْمَر الزُّبْدُ اجتمع الأَصمعي إِذا أَدرك ليُمْخَضَ فظهر عليه تَحَبُّبٌ وزُبْدٌ فهو المُثْمِر وقال ابن شميل هو الثَّمير وكان إِذا كان مُخِضَ فرؤي عليه أَمثال الحَصَفِ في الجلد ثم يجتمع فيصير زبداً وما دامت صغاراً فهو ثَمِير وقد ثَمَّر السقاءُ وأَثْمَر وابن لبنك لَحَسَنُ الثَّمَر وقد أَثْمَر مِخاضُك قال أَبو منصور وهي ثَمِيرة اللبن أَيضاً وفي حديث معاوية قال لجارية هل عندك قِرًى ؟ قالت نعم خُبزٌ خَميرٌ ولَبَن ثَمِير وحَيْسٌ جَمِير الثَّمير الذي قد تحبب زبده وظهرت ثَمِيرته أَي زبده والجمير المجتمع وابن ثَمِيرٍ الليلُ المُقْمِرُ قال وإِني لَمِنْ عَبْسٍ وإِن قال قائِلٌ على رَغْمِهمْ ما أَثْمَرَ ابنُ ثَمِير أَراد وإِني لمن عبس ما أَثمر وثامرٌ ومُثْمرُ اسمان

ثنجر
قال أَبو حنيفة الثِّنْجارُ نُقْرَةٌ من الأَرض يدوم نَداها وتنبت والثِّنْجارَةُ إِلا أَنها تنبت العَضْرَس ابن الأَعرابي الثِّنْجارَةُ والثَّبْجارَةُ الحفرة التي يحفرها ماء المَرازِب

ثور
ثارَ الشيءُ ثَوْراً وثُؤوراً وثَوَراناً وتَثَوَّرَ هاج قال أَبو كبير الهذلي يَأْوي إِلى عُظُمِ الغَرِيف ونَبْلُه كَسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ وأَثَرْتُه وهَثَرْتُهُ على البدل وثَوَّرْتهُ وثَورُ الغَضَب حِدَّته والثَّائر الغضبان ويقال للغضبان أَهْيَجَ ما يكونُ قد ثار ثائِرُه وفارَ فائِرُه إِذا غضب وهاج غضبه وثارَ إِليه ثَوْراً وثُؤوراً وثَوَراناً وثب والمُثاوَرَةُ المواثَبَةُ وثاوَرَه مُثاوَرَة وثِوَاراً عن اللحياني واثبَه وساوَرَه ويقال انْتَظِرْ حتى تسكن هذه الثَّوْرَةُ وهي الهَيْجُ وثار الدُّخَانُ والغُبار وغيرهما يَثُور ثَوْراً وثُؤوراً وثَوَراناً ظهر وسطع وأَثارَهُ هو قال يُثِرْنَ من أَكْدرِها بالدَّقْعَاءْ مُنْتَصِباً مِثْلَ حَرِيقِ القَصْبَاءِ الأَصمعي رأَيت فلاناً ثائِرَ الرأْس إِذا رأَيته قد اشْعانَّ شعره أَي انتشر وتفرق وفي الحديث جاءه رجلٌ من أَهل نَجْدٍ ثائرَ الرأْس يسأَله عن الإِيمان أَي منتشر شَعر الرأْس قائمَهُ فحذف المضاف ومنه الحديث الآخر يقوم إِلى أَخيه ثائراً فَرِيصَتُهُ أَي منتفخ الفريصة قائمها غَضَباً والفريصة اللحمة التي بين الجنب والكتف لا تزال تُرْعَدُ من الدابة وأَراد بها ههنا عَصَبَ الرقبة وعروقها لأَنها هي التي تثور عند الغضب وقيل أَراد شعر الفريصة على حذف المضاف ويقال ثارَتْ نفسه إِذا جَشَأَتْ وإِن شئتَ جاشَت قال أَبو منصور جَشَأَتْ أَي ارتَفعت وجاشت أَي فارت ويقال مررت بِأَرانِبَ فأَثَرْتُها ويقال كيف الدَّبى ؟ فيقال ثائِرٌ وناقِرٌ فالثَّائِرُ ساعَةَ ما يخرج من التراب والناقر حين ينقر أَي يثب من الأَرض وثارَ به الدَّمُ وثارَ بِه الناسُ أَي وَثَبُوا عليه وثَوَّرَ البَرْكَ واستثارها أَي أَزعجها وأَنهضها وفي الحديث فرأَيت الماء يَثُور من بين أَصابعه أَي يَنْبُعُ بقوّة وشدّة والحديث الآخر بل هي حُمَّى تَثُورُ أَو تَفُور وثارَ القَطَا من مَجْثَمِه وثارَ الجَرادُ ثَوْراً وانْثار ظَهَرَ والثَّوْرُ حُمْرَةُ الشَّفَقِ الثَّائِرَةُ فيه وفي الحديث صلاة العشاء الآخرة إِذا سَقَط ثَوْرُ الشَّفَقِ وهو انتشار الشفق وثَوَرانهُ حُمْرَته ومُعْظَمُه ويقال قد ثارَ يَثُورُ ثَوْراً وثَوَراناً إِذا انتشر في الأُفُقِ وارتفع فإِذا غاب حَلَّتْ صلاة العشاء الآخرة وقال في المغرب ما لم يَسْقُطْ ثَوْرُ الشَّفَقِ والثَّوْرُ ثَوَرَانُ الحَصْبَةِ وثارَتِ الحَصْبَةُ بفلان ثَوْراً وثُؤوراً وثُؤَاراً وثَوَراناً انتشرت وكذلك كل ما ظهر فقد ثارَ يَثُور ثَوْراً وثَوَراناً وحكى اللحياني ثارَ الرجل ثورَاناً ظهرت فيه الحَصْبَةُ ويقال ثَوَّرَ فلانٌ عليهم شرّاً إِذا هيجه وأَظهره والثَّوْرُ الطُّحْلُبُ وما أَشبهه على رأْس الماء ابن سيده والثَّوْرُ ما علا الماء من الطحلب والعِرْمِضِ والغَلْفَقِ ونحوه وقد ثارَ الطُّحْلُب ثَوْراً وثَوَراناً وثَوَّرْتُه وأَثَرْتُه وكل ما استخرجته أَو هِجْتَه فقد أَثَرْتَه إِثارَةً وإِثاراً كلاهما عن اللحياني وثَوَّرْتُه واسْتَثَرْتُه كما تستثير الأَسَدَ والصَّيْدَ وقول الأَعشى لَكَالثَّوْرِ والجنِّيُّ يَضْرِب ظَهْرَه وما ذَنْبُه أَنْ عافَتِ الماءَ مَشْربا ؟ أَراد بالجِنّي اسم راع وأَراد بالثور ههنا ما علا الماء من القِمَاسِ يضربه الراعي ليصفو الماء للبقر وقال أَبو منصور وغيره يقول ثور البقر أَجرأُ فيقدّم للشرب لتتبعه إِناث البقر وأَنشد أَبَصَّرْتَني بأَطِيرِ الرِّجال وكَلَّفْتَني ما يَقُول البَشَرْ كما الثورِ يَضْرِبُه الرَّاعيان وما ذَنْبُه أَنْ تَعافَ البَقَرْ ؟ والثَّوْرُ السَّيِّدُ وبه كني عمرو بن معد يكرب أَبا ثَوْرٍ وقول علي كرم الله وجهه إِنما أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ عنى به عثمان رضي الله عنه لأَنه كان سَيِّداً وجعله أَبيض لأَنه كان أَشيب وقد يجوز أَن يعني به الشهرة وأَنشد لأَنس ابن مدرك الخثعمي إِنِّي وقَتْلي سُلَيْكاً ثم أَعْقِلَهُ كالثورِ يُضْرَبُ لما عافَتِ البَقَرُ غَضِبْتُ لِلمَرْءِ إِذ يَنْكُتْ حَلِيلَتَه وإِذْ يُشَدُّ على وَجْعائِها الثَّفَرُ قيل عنى الثور الذي هو الذكر من البقر لأَن البقر تتبعه فإِذا عاف الماء عافته فيضرب ليرد فترد معه وقيل عنى بالثَّوْرِ الطُّحْلُبَ لأَن البَقَّارَ إِذا أَورد القطعة من البقر فعافت الماء وصدّها عنه الطحلب ضربه ليفحص عن الماء فتشربه وقال الجوهري في تفسير الشعر إِن البقر إِذا امتنعت من شروعها في الماء لا تضرب لأَنها ذات لبن وإِنما يضرب الثور لتفزع هي فتشرب ويقال للطحلب ثور الماء حكاه أَبو زيد في كتاب المطر قال ابن بري ويروى هذا الشعر إِنِّي وعَقْلي سُلَيْكاً بعدَ مَقْتَلِه قال وسبب هذا الشعر أَن السُّلَيْكَ خرج في تَيْمِ الرِّباب يتبع الأَرياف فلقي في طريقه رجلاً من خَثْعَمٍ يقال له مالك بن عمير فأَخذه ومعه امرأَة من خَفاجَة يقال لها نَوَارُ فقال الخَثْعَمِيُّ أَنا أَفدي نفسي منك فقال له السليك ذلك لك على أَن لا تَخِيسَ بعهدي ولا تطلع عليّ أَحداً من خثعم فأَعطاه ذلك وخرج إِلى قومه وخلف السليك على امرأَته فنكحها وجعلت تقول له احذر خثعم فقال وما خَثْعَمٌ إِلاَّ لِئامٌ أَذِلَّةٌ إِلى الذُّلِّ والإِسْخاف تُنْمى وتَنْتَمي فبلغ الخبرُ أَنسَ بن مُدْرِكَةَ الخثعمي وشبْلَ بن قِلادَةَ فحالفا الخَثْعَمِيَّ زوجَ المرأَة ولم يعلم السليك حتى طرقاه فقال أَنس لشبل إِن شِئت كفيتك القوم وتكفيني الرجل فقال لا بل اكفني الرجل وأَكفيك القوم فشدَّ أَنس على السليك فقتله وشدَّ شبل وأَصحابه على من كان معه فقال عوف بن يربوع الخثعمي وهو عم مالك بن عمير والله لأَقتلن أَنساً لإِخفاره ذمة ابن عمي وجرى بينهما أَمر وأَلزموه ديته فأَبى فقال هذا الشعر وقوله كالثور يضرب لما عافت البقر هو مثل يقال عند عقوبة الإِنسان بذنب غيره وكانت العرب إِذا أَوردوا البقر فلم تشرب لكدر الماء أَو لقلة العطش ضربوا الثور ليقتحم الماء فتتبعه البقر ولذلك يقول الأَعشى وما ذَنْبُه إِن عافَتِ الماءَ باقِرٌ وما أَن يَعَاف الماءَ إِلاَّ لِيُضْرَبا وقوله وإِذ يشدّ على وجعائها الثفر الوجعاء السافلة وهي الدبر والثفر هو الذي يشدّ على موضع الثَّفْرِ وهو الفرج وأَصله للسباع ثم يستعار للإِنسان ويقال ثَوَّرْتُ كُدُورَةَ الماء فَثارَ وأَثَرْتُ السَّبُعَ والصَّيْدَ إِذا هِجْتَه وأَثَرْتُ فلاناً إِذا هَيَّجْتَهُ لأَمر واسْتَثَرْتُ الصَّيْدَ إِذا أَثَرْتَهُ أَيضاً وثَوَّرْتُ الأَمر بَحَثْتُه وثَوَّرَ القرآنَ بحث عن معانيه وعن علمه وفي حديث عبدالله أَثِيرُوا القرآن فإِن فيه خبر الأَولين والآخرين وفي رواية علم الأَوَّلين والآخرين وفي حديث آخر من أَراد العلم فليُثَوِّر القرآن قال شمر تَثْوِيرُ القرآن قراءته ومفاتشة العلماء به في تفسيره ومعانيه وقيل لِيُنَقِّرْ عنه ويُفَكِّرْ في معانيه وتفسيره وقراءته وقال أَبو عدنان قال محارب صاحب الخليل لا تقطعنا فإِنك إِذا جئت أَثَرْتَ العربية ومنه قوله يُثَوِّرُها العينانِ زَيدٌ ودَغْفَلٌ وأَثَرْتُ البعير أُثيرُه إِثارةً فَثارَ يَثُورُ وتَثَوَّرَ تَثَوُّراً إِذا كان باركاً وبعثه فانبعث وأَثارَ الترابَ بقوائمهِ إِثارَةً بَحَثه قال يُثِيرُ ويُذْري تُرْبَها ويَهيلُه إِثارَةَ نَبَّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ قوله نباث الهواجر يعني الرجل الذي إِذا اشتد عليه الحر هال التراب ليصل إِلى ثراه وكذلك يفعل في شدة الحر وقالوا ثَورَة رجال كَثروَةِ رجال قال ابن مقبل وثَوْرَةٍ من رِجالِ لو رأَيْتَهُمُ لقُلْتَ إِحدى حِراجِ الجَرَّ مِن أُقُرِ ويروى وثَرْوةٍ ولا يقال ثَوْرَةُ مالٍ إِنما هو ثَرْوَةُ مالٍ فقط وفي التهذيب ثَوْرَةٌ من رجال وثَوْرَةٌ من مال للكثير ويقال ثَرْوَةٌ من رجال وثَرْوَةٌ من مال بهذا المعنى وقال ابن الأَعرابي ثَوْرَةٌ من رجال وثَرْوَةٌ يعني عدد كثير وثَرْوَةٌ من مالٍ لا غير والثَّوْرُ القِطْعَةُ العظيمة من الأَقِطِ والجمع أَثْوَارٌ وثِوَرَةٌ على القياس ويقال أَعطاه ثِوَرَةً عظاماً من الأَقِطِ جمع ثَوْرٍ وفي الحديث توضؤوا مما غَيَّرتِ النارُ ولو من ثَوْرَ أَقِطٍ قال أَبو منصور وذلك في أَوّل الإِسلام ثم نسخ بترك الوضوء مما مست النار وقيل يريد غسل اليد والفم منه ومَنْ حمله على ظاهره أوجب عليه وجوب الوضوء للصلاة وروي عن عمرو بن معد يكرب أَنه قال أَتيت بني فلان فأَتوني بثَوْرٍ وقَوْسٍ وكَعْبٍ فالثور القطعة من الأَقط والقوس البقية من التمر تبقى في أَسفل الجُلَّةِ والكعب الكُتْلَةُ من السمن الحَامِسِ وفي الحديث أَنه أَكلَ أَثْوَارَ أَقِطٍ الاَّثوار جمع ثَوْرٍ وهي قطعة من الأَقط وهو لبن جامد مستحجر والثَّوْرُ الأَحمق ويقال للرجل البليد الفهم ما هو إِلا ثَوْرٌ والثَّوْرُ الذكر من البقر وقوله أَنشده أَبو علي عن أَبي عثمان أَثَوْرَ ما أَصِيدُكُمْ أَو ثَوْريْنْ أَمْ تِيكُمُ الجمَّاءَ ذاتَ القَرْنَيْنْ ؟ فإِن فتحة الراء منه فتحة تركيب ثور مع ما بعده كفتحة راء حضرموت ولو كانت فتحة إِعراب لوجب التنوين لا محالة لأَنه مصروف وبنيت ما مع الاسم وهي مبقاة على حرفيتها كما بنيت لا مع النكرة في نحو لا رجل ولو جعلت ما مع ثور اسماً ضممت إِليه ثوراً لوجب مدّها لأَنها قد صارت اسماً فقلت أَثور ماء أَصيدكم كما أَنك لو جعلت حاميم من قوله يُذَكِّرُني حامِيمَ والرُّمْحُ شاجِرٌ اسمين مضموماً أَحدهما إِلى صاحبه لمددت حا فقلت حاء ميم ليصير كحضرموت كذا أَنشده الجماء جعلها جماء ذات قرنين على الهُزْءِ وأَنشدها بعضهم الحَمَّاءَ والقول فيه كالقول في ويحما من قوله أَلا هَيَّما مما لَقِيتُ وهَيَّما وَوَيْحاً لمَنْ لم يَلْقَ مِنْهُنَّ ويْحَمَا والجمع أَثْوارٌ وثِيارٌ وثِيارَةٌ وثِوَرَةٌ وثِيَرَةٌَ وثِيرانٌ وثِيْرَةٌ على أَن أَبا عليّ قال في ثِيَرَةٍ إِنه محذوف من ثيارة فتركوا الإِعلال في العين أَمارة لما نووه من الأَلف كما جعلوا الصحيح نحو اجتوروا واعْتَوَنُوا دليلاً على أَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو تَجاوَروا وتَعاونُوا وقال بعضهم هو شاذ وكأَنهم فرقوا بالقلب بين جمع ثَوْرٍ من الحيوان وبين جمع ثَوْرٍ من الأَقِطِ لأَنهم يقولون في ثَوْر الأَقط ثِوَرةٌ فقط وللأُنثى ثَوْرَةٌ قال الأَخطل وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضاجِمِ وأَرض مَثْوَرَةٌ كثيرة الثَّيرانِ عن ثعلب الجوهري عند قوله في جمع ثِيَرَةٍ قال سيبويه قلبوا الواو ياء حيث كانت بعد كسرة قال وليس هذا بمطرد وقال المبرّد إِنما قالوا ثِيَرَةٌ ليفرقوا بينه وبين ثِوَرَة الأَقط وبنوه على فِعْلَةٍ ثم حركوه ويقال مررت بِثِيَرَةٍ لجماعة الثَّوْرِ ويقال هذه ثِيَرَةٌ مُثِيرَة أَي تُثِيرُ الأَرضَ وقال الله تعالى في صفة بقرة بني إِسرائيل تثير الأَرض ولا تسقي الحرث أَرض مُثارَةٌ إِذا أُثيرت بالسِّنِّ وهي الحديدة التي تحرث بها الأَرض وأَثارَ الأَرضَ قَلَبَها على الحب بعدما فُتحت مرّة وحكي أَثْوَرَها على التصحيح وقال الله عز وجل وأَثارُوا الأَرضَ أَي حرثوها وزرعوها واستخرجوا منها بركاتها وأَنْزال زَرْعِها وفي الحديث أَنه كتب لأَهل جُرَش بالحمَى الذي حماه لهم للفَرَس والرَّاحِلَةِ والمُثِيرَةِ أَراد بالمثيرة بقر الحَرْث لأَنها تُثيرُ الأَرض والثّورُ يُرْجٌ من بروج السماء على التشبيه والثَّوْرُ البياض الذي في أَسفل ظُفْرِ الإِنسان وثَوْرٌ حيٌّ من تميم وبَنُو ثَورٍ بَطنٌ من الرَّبابِ وإِليهم نسب سفيان الثَّوري الجوهري ثَوْر أَبو قبيلة من مُضَر وهو ثور بن عَبْدِ منَاةَ بن أُدِّ بن طابِخَةَ بن الياس بن مُضَر وهم رهط سفيان الثوري وثَوْرٌ بناحية الحجاز جبل قريب من مكة يسمى ثَوْرَ أَطْحَل غيره ثَوْرٌ جبل بمكة وفيه الغار نسب إِليه ثَوْرُ بنُ عبد مناة لأَنه نزله وفي الحديث انه حَرَّمَ ما بين عَيْرٍ إِلى ثَوْرٍ ابن الأَثير قال هما جبلان أَما عير فجبل معروف بالمدينة وأَما ثور فالمعروف أَنه بمكة وفيه الغار الذي بات فيه سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر وهو المذكور في القرآن وفي رواية قليلة ما بين عَيْرٍ وأُحُد وأُحد بالمدينة قال فيكون ثور غلطاً من الراوي وإِن كان هو الأَشهر في الرواية والأَكثر وقيل ان عَيْراً جبل بمكة ويكون المراد أَنه حرم من المدينة قدر ما بين عير وثور من مكة أَو حرم المدينة تحريماً مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة على حذف المضاف ووصف المصدر المحذوف وقال أَبو عبيد أَهل المدينة لا يعرفون بالمدينة جبلاً يقال له ثور
( * قوله « وقال أَبو عبيد إلخ » رده في القاموس بان حذاء أحد جانحاً إلى ورائه جبلاً صغيراً يقال له ثور ) وإِنما ثور بمكة وقال غيره إِلى بمعنى مع كأَنه جعل المدينة مضافة إِلى مكة في التحريم

جأر
جَأَرَ يَجْأَرُ جَأَْراً وجُؤَاراً رفع صوته مع تضرع واستغاثة وفي التنزيل إِذا هُمْ يَجْأَرُون وقال ثعلب هو رفع الصوت إِليه بالدعاء وجَأَر الرجلُ إِلى الله عز وجل إِذا تضرّع بالدعاءِ وفي الحديث كأَني أَنظر إِلى موسى له جُؤَارُ إِلى ربه بالتلبية ومنه الحديث الآخر لخرجتم إِلى الصُّعدَاتِ تَجْأَرُون إِلى الله وقال قتادة في قوله إِذا هُمْ يَجأَرُون قال إِذا هم يَجْزعُون وقال السُّدِّيُّ يصيحون وقال مجاهد يضرعون دعاء وجأَرَ القومُ جُؤَاراً وهو أَن يرفعوا أَصواتهم بالدعاء متضرِّعين قال وجأَرَ بالدعاء متضرِّعين قال وجأَرَ بالدعاء إِذا رفع صوته الجوهري الجُؤَارُ مثل الخُوَار جأَر الثور والبقرة يَجْأَرُ جُؤَاراً صاحا وخَارَ يَخور بمعنى واحد رفعا صوتهما وقرأَ بعضهم عجلاً جسداً له جُؤَارٌ حكاه الأَخفش وغيث جُؤَرٌ مثل نُفَرٍ أَي مُصَوّتٌ من ذلك وفي الصحاح أَي غزير كثير المطر وأَنشد لجندل بن المُثَنَّى يا رَبَّ رَبَّ المسلمين بالسُّوَرْ لا تَسقِهِ صَيَّبَ عَزَّافٍ جُؤَرْ دعا عليه أَن لا تمطر أَرضه حتى تكون مُجْدِبةً لا نبت بها والصَّيّبُ المطر الشديد والعزَّافُ الذي فيه رعد والعَزْفُ الصَّوْتُ وقيل غيث جُؤَرٌ طال نبته وارتفع وجَأَرَ النبتُ طال وارتفع وجَأَرَت الأَرض بالنبات كذلك وقال الشاعر أَبْشرْ فَهذي خُوصَةٌ وجَدْرُ وعُشْبٌ إِذا أَكَلْتَ جَوأَرُ
( * قوله « جوأر » كذا بالأصل والصواب جَأرُ )
وعُشْبٌ جَأْرٌ وغَمْرٌ أَي كثير وذكر الجوهري غَيْثٌ جِوَرُّ في جَوَرَ وسيأْتي ذكره والجأْرُ من النبت الفَضُّ الرَّيَّانُ قال جندل وكُلِّلَتْ بأُقْحوانٍ جأْرِ وهذا البيت في التهذيب معرّف وكللت بالأُقحوان الجأْر قال وهو الذي طال واكتهل ورجل جَأْرٌ ضخم والأُنثى جَأْرةٌ والجائر جَيَشانُ النَّفْس وقد جُئِرَ والجائرُ أَيضاً الغَصَصُ والجائرُ حَرٌّ في الحَلْقِ

جبر
الجَبَّارُ الله عز اسمه القاهر خلقه على ما أَراد من أَمر ونهي ابن الأَنباري الجبار في صفة الله عز وجل الذي لا يُنالُ ومنه جَبَّارُ النخل الفرّاء لم أَسمع فَعَّالاً من أَفعل إِلا في حرفين وهو جَبَّار من أَجْبَرْتُ ودَرَّاك من أَدركْتُ قال الأَزهري جعل جَبَّاراً في صفة الله تعالى أَو في صفة العباد من الإِجْبار وهو القهر والإِكراه لا من جَبَرَ ابن الأَثير ويقال جَبَرَ الخلقَ وأَجْبَرَهُمْ وأَجْبَرَ أَكْثَرُ وقيل الجَبَّار العالي فوق خلقه وفَعَّال من أَبنية المبالغة ومنه قولهم نخلة جَبَّارة وهي العظيمة التي تفوت يد المتناول وفي حديث أَبي هريرة يا أَمَةَ الجَبَّار إِنما أَضافها إِلى الجبار دون باقي أَسماء الله تعالى لاختصاص الحال التي كانت عليها من إِظهار العِطْرِ والبَخُورِ والتباهي والتبختر في المشي وفي الحديث في ذكر النار حتى يضع الجَبَّار فيها قَدَمَهُ قال ابن الأَثير المشهور في تأْويله أَن المراد بالجبار الله تعالى ويشهد له قوله في الحديث الآخر حتى يضع فيها رب العزة قدمه والمراد بالقدم أَهل النار الذين قدَّمهم الله لها من شرار خلقه كما أَن المؤمنين قَدَمُه الذين قدَّمهم إِلى الجنة وقيل أَراد بالجبار ههنا المتمرد العاتي ويشهد له قوله في الحديث الآخر إِن النار قالت وُكّلْتُ بثلاثة بمن جعل مع الله إِلهاً آخر وبكل جَبَّار عنيد وبالمصوِّرين والجَبَّارُ المتكبر الذي لا يرى لأَحد عليه حقّاً يقال جَبَّارٌ بَيِّنُ الجَبَرِيَّة والجِبِرِيَّة بكسر الجيم والباء والجَبْرِيَّةِ والجَبْرُوَّةِ والجَبَرُوَّةِ والجُبُرُوتِ والجَبَرُوتِ والجُبُّورَةِ والجَبُّورَة مثل الفَرُّوجة والجِبْرِياءُ والتَّجْبَارُ هو بمعنى الكِبْرِ وأَنشد الأحمر لمُغَلِّسِ بن لَقِيطٍ الأَسَدِيّ يعاتب رجلاً كان والياً على أُوضَاخ فإِنك إِنْ عادَيْتَني غَضِبِ الحصى عَلَيْكَ وذُو الجَبُّورَةِ المُتَغَطْرفُ يقول إِن عاديتني غضب عليك الخليقة وما هو في العدد كالحصى والمتغطرف المتكبر ويروى المتغترف بالتاء وهو بمعناه وتَجَبَّرَ الرجل تكبر وفي الحديث سبحان ذي الجَبَرُوت والمَلَكُوت هو فَعَلُوتٌ من الجَبْر والقَهْرِ وفي الحديث الآخر ثم يكون مُلْكٌ وجَبَرُوتٌ أَي عُتُوٌّ وقَهْرٌ اللحياني الجَبَّار المتكبر عن عبادة الله تعالى ومنه قوله تعالى ولم يكن جَبَّاراً عَصِيّاً وكذلك قول عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام ولم يجعلني جباراً شقيّاً أَي متكبراً عن عبادة الله تعالى وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم حضرته امرأَة فأَمرها بأَمر فَتَأَبَّتْ فقال النبي صلى الله عليه وسلم دَعُوها فإِنها جَبَّارَة أَي عاتية متكبرة والجِبِّيرُ مثال الفِسِّيق الشديد التَّجَبُّرِ والجَبَّارُ من الملوك العاتي وقيل كُلُّ عاتٍ جَبَّارٌ وجِبِّيرٌ وقَلْبٌ جَبَّارٌ لا تدخله الرحمة وقَلْبٌ جَبَّارٌ ذو كبر لا يقبل موعظة ورجل جَبَّار مُسَلَّط قاهر قال الله عز وجل وما أَنتَ عليهم بِجَبَّارٍ أَي بِمُسَلَّطٍ فَتَقْهَرَهم على الإِسلام والجَبَّارُ الذي يَقْتُلُ على الغَضَبِ والجَبَّارُ القَتَّال في غير حق وفي التنزيل العزيز وإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ وكذلك قول الرجل لموسى في التنزيل العزيز إِن تُرِيدُ إِلا أَن تكونَ جَبَّاراً في الأَرض أَي قتَّالاً في غير الحق وكله راجع إِلى معنى التكبر والجَبَّارُ العظيمُ القَوِيُّ الطويلُ عن اللحياني قال الله تعالى إِن فيها قوماً جَبَّارِينَ قال اللحياني أَراد الطُّولَ والقوّة والعِظَمَ قال الأَزهري كأَنه ذهب به إِلى الجَبَّار من النخيل وهو الطويل الذي فات يَدَ المُتَناول ويقال رجل جَبَّار إِذا كان طويلاً عظيماً قويّاً تشبيهاً بالجَبَّارِ من النخل الجوهري الجَبَّارُ من النخل ما طال وفات اليد قال الأَعشى طَرِيقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُه عليه أَبابِيلٌ من الطَّيْرِ تَنْعَبُ ونخلة جَبَّارَة أَي عظيمة سمينة وفي الحديث كَثافَةُ جلد الكافر أَربعون ذراعاً بذراع الجَبَّار أَراد به ههنا الطويل وقيل الملك كما يقال بذراع الملك قال القتيبي وأَحسبه مَلِكاً من ملوك الأَعاجم كان تام الذراع ابن سيده ونخلة جَبَّارة فَتِيَّة قد بلغت غاية الطول وحملت والجمع جَبَّار قال فاخِراتٌ ضُلُوعها في ذُراها وأَنَاضَ العَيْدانُ والجَبَّارُ وحكى السيرافي نخلة جَبَّارٌ بغير هاء قال أَبو حنيفة الجَبَّارُ الذي قد ارتقي فيه ولم يسقط كَرْمُه قال وهو أَفْتَى النخل وأَكْرَمُه قال ابن سيده والجَبْرُ المَلِكُ قال ولا أَعرف مم اشتق إِلا أَن ابن جني قال سمي بذلك لأَنه يَجْبُر بِجُوده وليس بِقَوِيٍّ قال ابن أَحمر اسْلَمْ بِراوُوقٍ حُيِيتَ به وانْعمْ صَباحاً أَيُّها الجَبْرُ قال ولم يسمع بالجَبْرِ المَلِكِ إِلا في شعر ابن أَحمر قال حكى ذلك ابن جني قال وله في شعر ابن أَحمر نظائر كلها مذكور في مواضعه التهذيب أَبو عمرو يقال لِلْمَلِك جَبْرٌ قال والجَبْرُ الشُّجاعُ وإِن لم يكن مَلِكاً وقال أَبو عمرو الجَبْرُ الرجل وأَنشد قول ابن أَحمر وانْعمْ صَباحاً أَيُّها الجَبْرُ أَي أَيها الرجل والجَبْرُ العَبْدُ عن كراع وروي عن ابن عباس في جبريل وميكائيل كقولك عبدالله وعبد الرحمن الأَصمعي معنى إِيل هو الربوبية فأُضيف جبر وميكا إِليه قال أَبو عبيد فكأَنَّ معناه عبد إِيل رجل إِيل ويقال جبر عبد وإِيل هو الله الجوهري جَبْرَئيل اسم يقال هو جبر أُضيف إِلى إِيل وفيه لغات جَبْرَئِيلُ مثال جَبْرَعِيل يهمز ولا يهمز وأَنشد الأَخفش لكعب ابن مالك شَهِدْنا فما تَلْقى لنا من كَتِيبَةٍ يَدَ الدَّهرِ إِلا جَبْرَئِيلٌ أَمامُها قال ابن بري ورفع أَمامها على الإِتباع بنقله من الظروف إِلى الأَسماء وكذلك البيت الذي لحسان شاهداً على جبريل بالكسر وحذف الهمزة فإِنه قال ويقال جِبريل بالكسر قال حسان وجِبْرِيلٌ رسولُ اللهِ فِينا ورُوحُ القُدْسِ ليسَ له كِفاءٌ وجَبْرَئِل مقصور مثال جَبْرَعِلٍ وجَبْرِين وجِبْرِين بالنون والجَبْرُ خلاف الكسر جَبَر العظم والفقير واليتيم يَجْبُرُه جَبْراً وجُبُوراً وجِبَارَةٍ عن اللحياني وجَبَّرَهُ فَجَبر يَجْبُرُ جَبْراً وجُبُوراً وانْجَبَرَ واجْتَبَر وتَجَبَّرَ ويقال جَبَّرْتُ الكَسِير أُجَبِّره تَجْبيراً وجَبَرْتُه جَبْراً وأَنشد لها رِجْلٌ مجَبَّرَةٌ تَخُبُّ وأُخْرَى ما يُسَتِّرُها وجاحُ ويقال جَبَرْتُ العظم جَبْراً وجَبَرَ العظمُ بنفسه جُبُوراً أَي انجَبَر وقد جمع العجاج بين المتعدي واللازم فقال قد جَبَر الدِّينَ الإِلهُ فَجَبَرْ واجْتَبَر العظم مثل انْجَبَر يقال جَبَرَ اللهُ فلاناً فاجْتَبَر أَي سدّ مفاقره قال عمرو بن كلثوم مَنْ عالَ مِنَّا بَعدَها فلا اجْتَبَرْ ولا سَقَى الماءَ ولا راءَ الشَّجَرْ معنى عال جار ومال ومنه قوله تعالى ذلك أدنى أَن لا تعولوا أَي لا تجوروا وتميلوا وفي حديث الدعاء واجْبُرْني واهدني أَي أَغنني من جَبَرَ الله مصيبته أَي رَدَّ عليه ما ذهب منه أَو عَوَّضَه عنه وأَصله من جَبْرِ الكسر وقِدْرٌ إِجْبارٌ ضدّ قولهم قِدْرٌ إِكْسارٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منه جابراً في نفسه أَو أَرادوا جمع قِدْرٍ جَبْرٍ وإِن لم يصرحوا بذلك كما قالوا قِدْرٌ كَسْرٌ حكاها اللحياني والجَبائر العيدان التي تشدّها على العظم لتَجْبُرَه بها على استواء واحدتها جِبارَة وجَبِيرةٌ والمُجَبِّرُ الذي يَجْبُر العظام المكسورة والجِبارَةُ والجَبيرَة اليارَقَةُ وقال في حرف القاف اليارَقُ الجَبِيرَةُ والجِبارَةُ والجبيرة أَيضاً العيدان التي تجبر بها العظام وفي حديث عليّ كرّم الله تعالى وجهه وجَبَّار القلوب على فِطِراتِها هو من جبر العظم المكسور كأَنه أَقام القلوب وأَثبتها على ما فطرها عليه من معرفته والإِقرار به شقيها وسعيدها قال القتيبي لم أَجعله من أَجْبَرْتُ لأَن أَفعل لا يقال فيه فَعَّال قال يكون من اللغة الأُخْرَى يقال جَبَرْت وأَجْبَرَتُ بمعنى قهرت وفي حديث خسف جيش البَيْدَاء فيهم المُسْتَبْصِرُ والمَجْبُور وابن السبيل وهذا من جَبَرْتُ لا أَجْبَرْتُ أَبو عبيد الجَبائر الأَسْوِرَة من الذهب والفضة واحدتها جِبَارة وجَبِيرَةٌ وقال الأَعشى فَأَرَتْكَ كَفّاً في الخِضَا بِ ومِعصماً مِثْلَ الجِبَارَهْ وجَبَرَ الله الدين جَبْراً فَجَبَر جُبُوراً حكاها اللحياني وأَنشد قول العجاج قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الإِلهُ فجبَرْ والجَبْرُ أَن تُغْنِيَ الرجلَ من الفقر أَو تَجْبُرَ عظمَه من الكسر أَبو الهيثم جَبَرْتُ فاقةَ الرجل إِذا أَغنيته ابن سيده وجَبَرَ الرجلَ أَحسن إِليه قال الفارسي جَبَرَه أَغناه بعد فقر وهذه أَليق العبارتين وقد استَجْبَرَ واجْتَبَرَ وأَصابته مصيبة لا يَجْتَبِرُها أَي لا مَجْبَرَ منها وتَجَبَّرَ النبتُ والشجر اخْضَرَّ وأَوْرَقَ وظهرت فيه المَشْرَةُ وهو يابس وأَنشد اللحياني لامرئ القيس ويأْكُلْنَ من قوٍّ لَعَاعاً وَرِبَّةً تَجَبَّرَ بعدَ الأَكْلِ فَهْوَ نَمِيصُ قوّ موضع واللعاع الرقيق من النبات في أَوّل ما ينبت والرِّبَّةُ ضَرْبٌ من النبات والنَّمِيصُ النبات حين طلع ورقة وقيل معنى هذا البيت أَنه عاد نابتاً مخضرّاً بعدما كان رعي يعني الرَّوْضَ وتَجَبَّرَ النبت أَي نبت بعد الأَكل وتَجَبَّر النبت والشجر إِذا نبت في يابسه الرَّطْبُ وتَجَبَّرَ الكَلأُ أُكل ثم صلح قليلاً بعد الأَكل قال ويقال للمريض يوماً تراه مُتَجَبِّراً ويوماً تَيْأَسُ منه معنى قوله متجبراً أَي صالح الحال وتَجَبَّرَ الرجُل مالاً أَصابه وقيل عاد إِليه ما ذهب منه وحكى اللحياني تَجَبَّرَ الرجُل في هذا المعنى فلم يُعَدِّه التهذيب تَجَبَّر فلان إِذا عاد إِليه من ماله بعضُ ما ذهب والعرب تسمي الخُبْزَ جابِراً وكنيته أَيضاً أَبو جابر ابن سيده وجابرُ بنُ حَبَّة اسم للخبز معرفة وكل ذلك من الجَبْرِ الذي هو ضد الكسر وجابِرَةُ اسم مدينة النبي صلى الله عليه وسلم كأَنها جَبَرَتِ الإِيمانَ وسمي النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بعدة أَسماء منها الجابِرَةُ والمَجْبُورَةُ وجَبَرَ الرجلَ على الأَمر يَجْبُرُه جَبْراً وجُبُوراً وأَجْبَرَه أَكرهه والأَخيرة أَعلى وقال اللحياني جَبَرَه لغة تميم وحدها قال وعامّة العرب يقولون أَجْبَرَهُ والجَبْرُ تثبيت وقوع القضاء والقدر والإِجْبارُ في الحكم يقال أَجْبَرَ القاضي الرجلَ على الحكم إِذا أَكرهه عليه أَبو الهيثم والجَبْرِيَّةُ الذين يقولون أَجْبَرَ اللهُ العبادَ على الذنوب أَي أَكرههم ومعاذ الله أَن يُكره أَحداً على معصيته ولكنه علم ما العبادُ وأَجْبَرْتُهُ نسبته إلى الجَبْرِ كما يقال أَكفرته نسبته إِلى الكُفْرِ اللحياني أَجْبَرْتُ فلاناً على كذا فهو مُجْبَرٌ وهو كلام عامّة العرب أَي أَكرهته عليه وتميم تقول جَبَرْتُه على الأَمر أَجْبرُهُ جَبْراً وجُبُوراً قال الأَزهري وهي لغة معروفة وكان الشافعي يقول جَبَرَ السلطانُ وهو حجازي فصيح وقيل للجَبْرِيَّةِ جَبْرِيَّةٌ لأَنهم نسبوا إِلى القول بالجَبْرِ فهما لغتان جيدتان جَبَرْتُه وأَجْبَرْته غير أَن النحويين استحبوا أَن يجعلوا جَبَرْتُ لجَبْرِ العظم بعد كسره وجَبْرِ الفقير بعد فاقته وأَن يكون الإِجْبارُ مقصوراً على الإِكْراه ولذلك جعل الفراء الجَبَّارَ من أَجْبَرْتُ لا من جَبَرْتُ قال وجائز أَن يكون الجَبَّارُ في صفة الله تعالى من جَبْرِه الفَقْرَ بالغِنَى وهو تبارك وتعالى جابر كل كسير وفقير وهو جابِرُ دِينِه الذي ارتضاه كما قال العجاج قد جَبَرَ الدينَ الإِلهُ فَجَبَرْ والجَبْرُ خلافُ القَدَرِ والجبرية بالتحريك خلاف القَدَرِيَّة وهو كلام مولَّد وحربٌ جُبَارٌ لا قَوَدَ فيها ولا دِيَةَ والجُبَارُ من الدَّمِ الهَدَرُ وفي الحديث المَعْدِنُ جُبَارٌ والبِئْرُ جُبَارٌ والعَجْماءُ جُبَارٌ قال حَتَمَ الدَّهْرُ علينا أَنَّهُ ظَلَفٌ ما زال منَّا وجُبَار وقال تَأَبَّط شَرّاً بِهِ من نَجاءِ الصَّيْفِ بِيضٌ أَقَرَّها جُبَارٌ لِصُمِّ الصَّخْرِ فيه قَراقِرُ جُبَارٌ يعني سيلاً كُلُّ ما أَهْلَكَ وأَفْسَدَ جُبَارٌ التهذيب والجُبارُ الهَدَرُ يقال ذهب دَمُه جُبَاراً ومعنى الأَحاديث أَن تنفلت البهيمة العجماء فتصيب في انفلاتها إِنساناً أَو شيئاً فجرحها هدَر وكذلك البئر العادِيَّة يسقط فيها إِنسان فَيَهْلِكُ فَدَمُه هَدَرٌ والمَعْدِن إِذا انهارَ على حافره فقتله فدمه هدر وفي الصحاح إِذا انهار على من يعمل فيه فهلك لم يؤخذ به مُستَأْجرُه وفي الحديث السائمةُ جُبَار أَي الدابة المرسَلة في رعيها ونارُ إِجْبِيرَ غير مصروف نار الحُباحِبِ حكاه أَبو علي عن أَبي عمرو الشيباني وجُبَارٌ اسم يوم الثلاثاء في الجاهلية من أَسمائهم القديمة قال أُرَجِّي أَنْ أَعِيشَ وأَنَّ يَوْمِي بِأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَو جُبَارِ أَو التَّالي دُبارِ فإِنْ يَفُتْني فمُؤنِس أَو عَرُوبةَ أَو شِيَارِ الفراء عن المُفَضَّل الجُبَارُ يوم الثلاثاء والجَبَارُ فِناءُ الجَبَّان والجِبَارُ الملوك وقد تقدّمَ بذراعِ الجَبَّار قيل الجَبَّارُ المَلِكُ واحدهم جَبْرٌ والجَبَابِرَةُ الملوك وهذا كما يقال هو كذا وكذا ذراعاً بذراع الملك وأَحسبه ملكاً من ملوك العجم ينسب إِليه الذراع وجَبْرٌ وجابِرٌ وجُبَيْرٌ وجُبَيْرَةُ وجَبِيرَةُ أَسماء وحكى ابن الأَعرابي جِنْبَارٌ من الجَبْرِ قال ابن سيده هذا نص لفظه فلا أَدري من أَيِّ جَبْرٍ عَنَى أَمن الجَبْرِ الذي هو ضدّ الكسر وما في طريقه أَم من الجَبْرِ الذي هو خلاف القَدَرِ ؟ قال وكذلك لا أَدري ما جِنْبَارٌ أَوَصْفٌ أَم عَلَم أَم نوع أَم شخص ؟ ولولا أَنه قال جِنْبَارٌ من الجَبْرِ لأَلحقته بالرباعي ولقلت إِنها لغة في الجِنبَّارِ الذي هو فرخ الحُبَارَى أَو مخفف عنه ولكن قوله من الجَبْرِ تصريحٌ بأَنه ثلاثي والله أَعلم

جثر
ورَقٌ جِثْرٌ واسع وثَجَّرَ الشيءَ
( * قوله « وثجر الشيء إلخ » من هنا إلى قوله ومكان جثر حقه أن يذكر في ثجر بل ذكر معظمه هناك ) وَسَّعَه وانثَجر الماء صار كثيراً وانْثَجَر الدَّمُ خرج دُفعَاً وقيل انْثَجَر كانْفَجَر عن ابن الأَعرابي فإِما أَن يكون ذهب إِلى تسويتهما في المعنى فقط وإِما أَن يكون أَراد أَنهما سواء في المعنى وأَن الثاء مع ذلك بدل من الفاء وثُجْرَةُ الوادي حيث يتفرق الماء ويتسع وهو معظمه وثُجْرَةُ الإِنسان وغيره وسَطُه وقيل مُجْتَمَعُ أَعلى جسده وقيل هي اللَّبَّةُ وهي من البعير السَّبَلَةُ وسهم أَثْجَرُ عريض واسع الجَرْحِ حكاه أَبو حنيفة وأَنشد لهذلي وذكر رجلاً احتمى بنبله وأَحْصَنَه ثُجْرُ الظُّبَاتِ كأَنَّها إِذا لم يُغَيِّبْها الجَفِيرُ جَحِيمُ وقيل سهامٌ ثُجْرٌ غِلاظ الأُصول قصار والثُجْرَة القِطْعَةُ المتفرِّقة من النبات والثَّجِيرُ ثُفْلُ عصير العنب والتمر وقيل هو ثفل التمر وقشر العنب إِذا عصر وثَجَر التمرَ خلطه بِثَجِير البُسْرِ وثَجْرٌ موضع قريب من نجْرانَ من تذكرة أَبي علي وأَنشد هَيْهَاتَ حَتَّى غَدَوْا مِنْ ثَجْر مَنْهَلُهم حِسْيٌ بِنَجْرانَ صاحَ الدِّيكُ فاحْتَملُوا جعله اسماً للبقعة فترك صرفه ومكان جَثْرٌ فيه ترابٌ يخالطه سَبَخٌ

جحر
الجُحْرُ لكل شيء يُحْتَفَرُ في الأَرض إِذا لم يكن من عظام الخلق قال ابن سيده الجُحْرُ كل شيء تَحْتَفِرُه الهَوامُّ والسباع لأَنفسها والجمع أَجْحارٌ وجِحَرَةٌ وقوله مُقَبِّضاً نَفْسِي في طُمَيْرِي تَجَمُّعَ القُنْفُذِ في الجُحَيْرِ فإِنه يجوز أَن يعني به شوكه ليقابل قوله مقبضاً نفسي في طميري وقد يجوز أَن يعني جُجْره الذي يدخل فيه وهو المَجْحَرُ ومَجاحِرُ القوم مَكامِنُهُمْ وأَجْحَرَهُ فانْجَحرَ أَدخله الجُحْرَ فدخَله وأَجْحَرْتُه أَي أَلجأْته إِلى أَن دخلَ جُحْرَهُ وجَحَرَ الضَّبُّ
( * قوله « وجحر الضب إلخ » من باب منع كما في القاموس ) دخل جُحْرَهُ وأَجْحَرَهُ إِلى كذا أَلجأَه والمُجْحَرُ المضطرُّ المُلْجَأُ وأَنشد يَحمِي المُجْحَرِينا ويقال جَحَرَ عنَّا خَيْرُكَ أَي تَخَلَّفَ فلم يُصِبنا واجْتَحَرَ لنفسه جُحْراً أَي اتخذه قال الأَزهري ويجوز في الشعر جَحَرَتِ الهَناةُ في جِحَرَتها والجُحْرانُ الجُحْرُ ونظيره جئت في عُقْبِ الشَّهْرِ وفي عُقْبانِه وفي الحديث إِذا حاضت المرأَة حرم الجُحْران مروي عن عائشة رضي الله عنها رواه بعض الناس بكسر النون على التثنية يريد الفرج والدبر وقال بعض أَهل العلم إِنما هو الجُحْرانُ بضم النون اسم القُبُل خاصة قال ابن الأَثير هو اسم للفرج بزيادة الأَلف والنون تمييزاً له عن غيره من الجِحَرَةِ وقيل المعنى أَن أَحدهما حرام قبل الحيض فإِذا حاضت حرماً جميعاً والجَواحِرُ المتخلفات من الوحش وغيرها قال امرؤ القيس فَأَلْحَقَنا بالْهَادِياتِ ودُونَهُ جَواحِرُها في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ وقيل الجاحر من الدواب وغيرها المتخلف الذي لم يلحق والجَحْرَةُ بالفتح السنة الشديدة المجدبة القليلة المطر قال زهير بن أَبي سلمى إِذا السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ بالناسِ أَجْحَفَتْ ونالَ كِرامَ المالِ في الجَحْرَةِ الأَكْلُ الجَحْرَةُ السَّنَةُ الشديدة لأَنها تَجْحَرُ الناسَ في البيوت والشهباء البيضاء لكثرة الثلج وعدم النبات وأَجْحَفَتْ أَضَرَّتْ بهم وأَهلكت أَموالهم ونال كرامَ المال يعني كرائم الإِبل يريد أَنها تنحر وتؤكل لأَنهم لا يجدون لبناً يغنيهم عن أَكلها والجَحَرَةُ السَّنة
( * قوله « والجحرة السنة إلخ » بالتحريك وبسكون الحاء كما في القاموس ) التي تَجْحَرُ الناسَ في البيوت سميت جَحَرَةً لذلك الأَزهري وأَجْحَرَتْ نُجُومُ الشتاء إِذا لم تمطر قال الراجز إِذا الشِّتاءُ أَجْحَرَتْ نُجُومُهُ واشْتَدَّ في غيرِ ثَرًى أُرُومُهُ وجَحَرَ الربيعُ إِذا لم يصبك مطره وجَحَرَتْ عينه غَارت وفي الحديث في صفة الدَّجال ليست عينه بِناتئَةٍ ولا جَحْراءَ أَي غائرة مُنْجَحِرَة في نُقْرَتها وقال الأَزهري هي بالخاء المعجمة وأَنكر الحاء وسنذكرها في موضعها وبَعِير جُحارِيَةٌ مجتمع الخَلْقِ والجَحْرَمَةُ الضِّيقُ وسُوءُ الخُلق والميم زائدة وجَحَرَ فلانٌ تأَخر والجَواحِرُ الدَّواخل في الجِحَرَةِ والمَكامِنِ وجَحَرَتِ الشمسُ لِلْغُيوب وجَحَرَتِ الشمس إِذا ارتفعت فأَزِيَ الظلُّ

جحدر
الجَحْدَرُ الرجل الجَعْدُ القَصِيرُ والأُنثى جَحْدَرَةٌ والاسم الجَحْدَرَةُ ويقال جَحْدَرَ صاحبَه وجَحْدَلَهُ إِذا صرعه وجَحْدَرٌ اسم رجل

جحشر
الجُحاشِرُ الضَّخْمُ وأَنشد في صفة إِبل لبعض الرُّجَّازِ تَسْتَلُّ ما تَحْتَ الإِزارِ الحاجِرِ بِمُقْنِعٍ من رأْسِها جُحاشِرِ قال والمُقْنِعُ من الإِبل الذي يرفع رأْسه وهو كالخِلْقَةِ والرأْسُ مُقْنِعٌ أَبو عبيدة الجَحشَرُ من صفات الخيل والأُنثى جَحْشَرَةٌ قال وإِن شئت قلت جُحَاشِرٌ والأُنثى جُحاشِرَةٌ وهو الذي في ضلوعه قِصَرٌ وهو في ذلك مُجْفِرٌ كإِجْفارِ الجُرْشُعِ وأَنشد جُحاشِرَةَ صَتْمٌ طِمِرٌّ كأَنَّها عُقابٌ زَفَتْها الرِّيحُ فَتْخاءُ كاسِرُ قال والصَّتْمُ والصَّتَمُ الذي شَخَصَتْ محاني ضلوعه حتى ساوت بمتنه وغَرِضَتْ شهوته وهو أَصْتَمُ العظام والأُنثى صَتْمَةٌ ابن سيده الجَحْشَرُ والجُحاشِرُ والجَحْرَشُ الحادِرُ الخَلْقِ العظيمُ الجِسْمِ العَبْلَ المفاصل وكذلك الجُحَاشِرَةُ قال جُحاشِرَةٌ هِمٌّ كأَنَّ عِظامَهُ عَوَائِمُ كَسْرٍ أَو أَسيلٌ مُطَهَّمُ وجَحْشَرٌ اسْمٌ

جحنبر
الفراء الجِحِنْبارُ الرجلُ الضَّخْمُ وأَنشد فهو جِحِنْبارٌ مُبِينُ الدَّعْرَمَهْ

جخر
جَخِرَ الفرسُ جَخَراً امتلأَ بطنه فذهب نشاطه وانكسر وجَخِرَ الفرسُ
( * قوله « جخر الفرس » هذا والذي بعده من باب فرح وقوله وجخر البئر إلخ من باب منع كما في القاموس ) جَخَراً جَزِعَ من الجوع وانكسر عليه ورجل جَخِرٌ جبان أَكولٌ والأُنثى جَخِرَةٌ وجَخِرَ جوف البئر بالكسر اتسع وتَجْخِيرها توسيعها وأَجْخَر فلان إِذا وَسَّعَ رأْسَ بئره وأَجْخَرَ إِذا أَنْبَعَ ماءً كثيراً في غير موضع بئر وأَجْخَرَ إِذا تَزَوَّج جَخْراء وهي الواسعة وأَجْخَرَ إِذا غسل دبره ولم يُنْقِها فبقي نَتْنُه الجوهري الجَخَرُ بالتحريك الاتساع في البئر وجَخَرَ البئرَ يَجْخَرُها جَخْراً وجَخَّرها وسعها والجَخَرُ قبح رائحة الرَّحِمِ وامرأَة جَخْراءُ واسعة البطن وقال اللحياني الجَخْراء من النساء المُنْتِنَةُ التَّفِلَةُ وفي الحديث في صفة عين الدجال أَعْورُ مطموسُ العين ليست بِناتِئَةٍ ولا جَخْراءَ قال يعني الضَّيِّقَةَ التي فيها غَمْصٌ ورَمَصٌ ومنه قيل للمرأَة جَخْراءُ إِذا لم تكن نظيفةَ المكانِ وروي بالحاء المهمَلة وهو مذكور في موضعه وقال الأَزهري هي بالخاء وأَنكر الحاء ابن شميل الجَخَرُ في الغنم أَن تشرب الماء وليس في بطنها شيء فيَتَخَضْخَضَ الماءُ في بطونها فتراها جَخِرَةً خاسِفَة
( * قوله « خاسفة » كذا بالأصل بالسين المهملة والفاء أَي مهزولة وفي القاموس خاشعة بالمعجمة والعين ) وقال الأَصمعي في قوله بِبَطْنِهِ يَعْدُو الذَّكَرْ قال الذكر من الخيل لا يعدو إِلا إِذا كان بين الممتلئ والطاوي فهو أَقل احتمالاً للجَخَرِ من الأُنثى والجَخَرُ الخلاء والذكر إِذا خلا بطنه انكسر وذهب نشاطه والجاخِرُ الوادي الواسع وتَجَخَّرَ الحوض إِذا تَفَلَّقَ طينه وانفجر ماؤه الأَزهري والجُخَيرة تصغير الجَخَرة وهي نَفْحَة تبقى في القندودة إِذا لم تنق

جخدر
ابن دريد الجَخْدَرُ والجَخْدرِيُّ الضَّخْمُ

جدر
هو جَدِيرٌ بكذا ولكذا أَي خَلِيقٌ له والجمع جَدِيرُونَ وجُدَراءُ والأُنثى جَدِيرَةٌ وقد جَدُرَ جَدارَة وإِنه لمَجْدَرَةٌ أَن يفعل وكذلك الاثنان والجمع وانها لمَجْدَرَةٌ بذلك وبأَن تفعل ذلك وكذلك الاثنتان والجمع كله عن اللحياني وعنه أَيضاً لَجدِير أَن يفعل ذلك وإِنهما لجَدِيرانِ وقال زهير جَدِيرُونَ يوماً أَن يَنالوا فَيَسْتَعْلُوا ويقال للمرأَة إِنها لجَدِيرَةٌ أَن تفعل ذلك وخليقة وأَنهن جَدِيراتٌ وجَدائِرُ وهذا الأَمر مَجْدَرَةٌ لذلك ومَجْدَرَةٌ منه أَي مَخْلَقَةٌ ومَجْدَرَةٌ منه أَن يَفْعَل كذا أَي هو جَدِيرٌ بفعله وأَجْدِرْ بِهِ أَن يفعل ذلك وحكى اللحياني عن أَبي جعفر الرَّوَاسي إِنه لمَجْدُورٌ أَن يفعل ذلك جاء به على لفظ المفعول ولا فعل له وحكى ما رأَيت من جَدَارتِهِ لم يزد على ذلك والجُدَرِيُّ
( * قوله « والجدري » هو داء معروف يأخذ الناس مرة في العمر غالباً قالوا أول من عذب به قوم فرعون ثم بقي بعدهم وقال عكرمة أوّل جدري ظهر ما أصيب به أبرهة أفاده شارح القاموس ) والجَدَرِيُّ بضم الجيم وفتح الدال وبفتحهما لغتان قُروحٌ في البدن تَنَفَّطُ عن الجلد مُمْتَلِئَة ماءً وتَقَيَّحُ وقد جُدِرَ جَدْراً وجُدِّرَ وصاحبها جَدِيرٌ مُجَدَّرٌ وحكى اللحياني جَدِرَ يَجْدَرُ جَدَراً وأَرضٌ مَجْدَرَة ذات جُدَرِيّ والجَدَرُ والجُدَرُ سِلَعٌ تكون في البدن خلقة وقد تكون من الضرب والجراحات واحدتها جَدَرَة وجُدَرَةٌ وهي الأَجْدارُ وقيل الجُدَرُ إِذا ارتفعت عن الجلد وإِذا لم ترتفع فهي نَدَبٌ وقد يدعى النَّدَبُ جُدَراً ولا يدعى الجُدَرُ نَدَباً وقال اللحياني الجُدَرُ السِّلَع تكون بالإِنسان أَو البُثُورُ الناتئة واحدتها جُدَرَةٌ الجوهري الجَدَرَةُ خُرَاجٌ وهي السِّلْعَةُ والجمع جَدَرٌ وأَنشد ابن الأَعرابي يا قاتَلَ اللهُ ذُقَيْلاً ذا الجَدَرْ والجُدَرُ آثارُ ضربٍ مرتفعةٌ على جلد الإِنسان الواحدة جُدَرَةٌ فمن قال الجُدَرِيُّ نَسَبَه إِلى الجُدَرِ ومن قال الجَدَريُّ نسبه إِلى الجَدَر قال ابن سيده هذا قول اللحياني قال وليس بالحسن وجَدِرَ ظهرهُ جَدَراً ظهرت فيه جُدَرٌ والجُدَرَةُ في عنق البعير السِّلْعَةُ وقيل هي من البعير جُدَرَةٌ ومن الإِنسان سِلْعَةٌ وضَواةٌ ابن الأَعرابي الجَدَرَةُ الوَرْمَةُ في أَصل لَحْيِ البعير النضر الجَدَرَةُ غُدَدٌ تكون في عنق البعير يسقيها عِرْقٌ في أَصلها نحو السلعة برأْس الإِنسان وجَمَلٌ أَجْدَرُ وناقة جَدْراء والجَدَرُ وَرَمٌ يأْخذ في الحلق وشاة جَدْراء تَقَوَّب جلدها عن داء يصيبها وليسَ من جُدَرِيّ والجُدَرُ انْتِبارٌ في عنق الحمار وربما كان من آثار الكَدْمِ وقد جَدَرَتْ عنقه جُدُوراً وفي التهذيب جَدِرَتْ عنقه جَدَراً إِذا انْتَبَرَتْ وأَنشد لرؤبة أَو جادِرْ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ ابن بُزُرج جَدِرَتْ يدَهُ تَجْدَرُ ونَفِطَتْ ومَجِلَتْ كل ذلك مفتوح وهي تَمْجَلُ وهو المَجْلُ وأَنشد إِنِّي لَساقٍ أُمَّ عَمْرٍو سَجْلا وابن وجَدْتُ في يَدَيَّ مَجْلا وفي الحديث الكَمْأَةُ جُدَرِيُّ الأَرض شبهها بالجُدَرِيِّ وهو الحب الذي يظهر في جسد الصبي لظهورها من بطن الأَرض كما يظهر الجُدَرِيُّ من باطن الجلد وأَراد به ذمّها ومنه حديث مَسْرُوق أَتينا عبدالله في مُجَدَّرِينَ ومُحَصَّبِينَ أَي جماعة أَصابهم الجُدَرِيُّ والحَصْبَةُ والحَصْبَةُ شِبْه الجُدَرِيّ يظهر في جلد الصغير وعامِرُ الأَجْدَارِ أَبو قبيلة من كَلْبٍ سمي بذلك لِسِلَعٍ كانت في بدنه وجَدَرَ النَّبْتُ والشجر وجَدَّرَ جَدارَةً وجَدْرَ وأَجْدَرَ طلعت رؤوسه في أَوّل الربيع وذلك يكون عَشْراً أَو نصف شهر وأَجْدَرَتِ الأَرض كذلك وقال ابن الأَعرابي أَجْدَرَ الشجرُ وجَدَّرَ إِذا أَخرج ثمره كالحِمَّصِ وقال الطرماح وأَجْدَرَ مِنْ وَادِي نَطاةَ وَلِيعُ وشجر جَدَرٌ وجَدَرَ العَرْفَجُ والثُّمامُ يَجْدُر إِذا خرج في كُعُوبه ومُتَفَرّق عِيدانِه مثلُ أَظافير الطير وأَجْدَرَ الوَلِيعُ وجادَرَ اسْمَرَّ وتغير عن أَبي حنيفة يعني بالوليع طَلْعَ النخل والجَدَرَةُ الحَبَّةُ من الطلع وجَدَّرَ العنَبُ صار حبه فُوَيْقَ النَّفَض ويقال جَدِرَ الكَرْمُ يَجْدَرُ جَدَراً إِذا حَبَّبَ وهَمَّ بالإِيراق والجِدْرَ نَبْتٌ وقد أَجْدَرَ المكانُ والجَدَرَةُ بفتح الدال حَظِيرة تصنع للغنم من حجارة والجمع جَدَرٌ والجَدِيرَة زَرْبُ الغَنم والجَدِيرَة كَنِيفٌ يتخذ من حجارة يكون لِلْبَهْم وغيرها أَبو زيد كنيف البيت مثل الجُحْرَة يجمع من الشجر وهي الحظيرة أَيضاً والحِظَارُ ما حُظِرَ على نبات شجر فإِن كانت الحظيرة من حجارة فهي جَدِيرَة وإِن كان من طين فهو جِدارٌ والجِدارُ الحائط والجمع جُدُرٌ وجُدْرانٌ جمع الجمع مثل بَطْنٍ وبُطْنانٍ
( * قوله « مثل بطن وبطنان » كذا في الصحاح ولعل التمثيل إِنما هو بين جدران وبطنان فقط بقطع النظر عن المفرد فيهما وفي المصباح والجدار الحائط والجمع جدر مثل كتاب وكتب والجدر لغة في الجدار وجمعه جدران ) قال سيبويه وهو مما استغنوا فيه ببناء أَكثر العدد عن بناء أَقله فقالوا ثلاثة جُدُرٍ وقول عبدالله بن عمر أَو غيره إِذا اشتريت اللحم يضحك جَدْرُ البيت يجوز أَن يكون جَدْرٌ لغةً في جِدارٍ قال ابن سيده والصواب عندي تضحك جُدُرُ البيت وهو جمع جِدارٍ وهذا مَثَلٌ وإِنما يريد أَن أَهل الدار يفرحون الجوهري الجَدْرُ والجِدَارُ الحائط وجَدَرَه يَجْدُرُه جَدْراً حَوَّطه واجْتَدَرَهُ بناه قال رؤبة تَشْيِيد أَعْضادِ البِناء المُجْتَدَرْ وجَدَّرَهُ شَيَّدَهُ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وآخَرُون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ كأَنَّهُمْ في السَّطْحِ ذِي المُجَدَّرِ إِنما أَراد ذي الحائط المجدّر وقد يجوز أَن يكون أَراد ذي التجدير أَي الذي جُدّر وشُيِّدَ فأَقام المُفَعَّل مقامَ التَّفْعيل لأَنهما جميعاً مصدران لفَعَّلَ أَنشد سيبويه إِنَّ المُوَقَّى مِثْلُ ما لَقِيتُ أَي إِن التوقية وجَدَرَ الرجلُ توارى بالجِدارِ حكاه ثعلب وأَنشد إِنَّ صُبَيْحَ بن الزُّبَيْرِ فأَرَا في الرَّضْمِ لا يَتْرُك منه حَجَرا إِلاَّ مَلاه حِنْطَةً وجَدَرا قال ويروى حشاه وفأَر حفر قال هذا سرق حنطة وخبأَها والجَدَرَةُ حَيٌّ من الأَزد بَنَوْا جِدارَ الكعبة فسُمُّوا الجَدَرَة لذلك والجَدْرُ أَصلُ الجِدارِ وفي الحديث حتى يبلغ الماء جَدْرَهُ أَي أَصله والجمع جِدُورٌ وقال اللحياني هي الجوانب وأَنشد تَسْقي مَذانِبَ قد طالَتْ عَصِيفتُها جُدُورُها من أَتِيِّ الماء مَطْمُومُ قال أَفرد مطموماً لأَنه أَراد ما حول الجُدُورِ ولولا ذلك لقال مطمومة وفي حديث الزبير حين اختصم هو والأَنصاري إِلى النبي صلى الله عليه وسلم في سُيول شِراجِ الحَرَّةِ اسْقِ أَرْضَكَ حتى يَبْلُغَ الماءُ الجَدْرَ أَراد ما رفع من أَعضاد المزرعة لتُمْسكَ الماء كالجدار وفي رواية قال له احبس الماء حتى يبلغَ الجُدَّ هي المُسنَّاةُ وهو ما رفع حول المزرعة كالجِدارِ وقيل هو لغة في الجدار وروي الجُدُر بالضم جمع جدار ويروى بالذال ومنه قوله لعائشة رضي الله عنها أَخاف أَن يَدْخُلَ قُلُوبَهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الجَذْرَ في البيت يريد الحِجْرَ لما فيه من أُصول حائط البيت والجُدُرُ الحواجز التي بين الدِّبارِ الممسكة الماء والجَدِيرُ المكان يبنى حوله جِدارٌ الليث الجَدِيرُ مكان قد بني حواليه مَجْدورٌ قال الأَعشى ويَبْنُونَ في كُلِّ وادٍ جَدِيرا ويقال للحظيرة من صخر جَدِيرَةٌ وجُدُورُ العنب حوائطه واحدها جَدْرٌ وجَدْراءُ الكَظَامَة حافاتها وقيل طين حافتيها والجِدْرُ نبات
( * قوله « والجدر نبات إلخ » هو بكسر الجيم وأما الذي من نبات الرمل فبفتحها كما في القاموس ) واحدته جِدْرَةٌ وقال أَبو حنيفة الجَدْرُ كالحلمة غير أَنه صغير يَتَرَبَّلُ وهو من نبات الرمل ينبت مع المَكْرِ وجمعه جُدُورٌ قال العجاج ووصف ثوراً أَمْسَى بذاتِ الحاذِ والجُدُورِ التهذيب الليث الجَدْرُ ضرب من النبات الواحدة جَدْرَةٌ قال العجاج مَكْراً وجَدْراً واكْتَسَى النَّصِيُّ قال ومن شجر الدِّقِّ ضروب تنبت في القِفاف والصِّلابِ فإِذا أَطلعت رؤوسها في أَول الربيع قيل أَجْدَرَتِ الأَرْضُ وأَجْدَرَ الشجر فهو جَدْرٌ حتى يطول فإِذا طال تفرقت أَسماؤه وجَدَرٌ موضع بالشام وفي الصحاح قرية بالشام تنسب إِليها الخمر قال أَبو ذؤيب فما إِنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجَا رُ مِنْ أَذْرِعَاتٍ فَوَادي جَدَرْ وخمر جَيْدَرِيَّةٌ منسوب إِليها على غير قياس قال معبد بن سعنة أَلا يا آصْبَحَاني قَبْلَ لَوْمِ العَواذِلِ وقَبْلَ وَدَاعٍ مِنْ رُبَيْبَةَ عاجِلِ أَلا يا آصْبَحَاني فَيْهَجاً جَيْدَرِيَّةً بماءٍ سَحَابٍ يَسْبِقِ الحَقَّ باطِلي وهذا البيت أَورده الجوهري أَلا يا آصْبَحِينا والصواب ما أَوردناه لأَنه يخاطب صاحبيه قال ابن بري والفيهج هنا الخمر وأَصله ما يكال به الخمر ويعني بالحق الموت والقيامة وقد قيل إِن جَيْدَراً موضع هنالك أَيضاً فإِن كانت الخمر الجيدرية منسوبة إِليه فهو نسب قياسي وفي الحديث ذكر ذي الجَدْرِ بفتح الجيم وسكون الدال مَسْرَحٌ على ستة أَميال من المدينة كانت فيه لِقاحُ النبي صلى الله عليه وسلم لما أُغير عليها والجَيْدَرُ والجَيْدَرِيُّ والجَيْدَرانُ القصِير وقد يقال له جَيْدَرَةٌ على المبالغة وقال الفارسي وهذا كما قالوا له دَحْداحة ودِنَّبَةٌ وحِنْزَقْرَة وامرأَة جَيْدَرَةٌ وجَيْدَرِيَّةٌ أَنشد يعقوب ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِها جَيْدرِيَّةٌ عَضَادٌ ولا مَكْنُوزة اللحمِ ضَمْزَرُ والتَّجْدِيرُ القِصَرُ ولا فعل له قال إِني لأَعْظُمُ في صَدْرِ الكَمِيِّ على ما كانَ فيَّ مِنَ التَّجْدِيرِ والقِصَرِ أَعاد المعنيين لاختلاف اللفظين كما قال وهِنْدٌ أَتَى من دونِها النَّأَْيُ والبُعْدُ الجوهري وجَنْدَرْتُ الكتاب إِذا أَمررت القَلَم على ما دَرَسَ منه ليتبين وكذلك الثوب إِذا أَعدت وَشْيَه بعدما كان ذهب قال وأَظنه معرّباً

جذر
جَذَرَ الشيءَ يَجْذُرُه جَذْراً قطعه واستأْصله وجَذْرُ كل شيء أَصلُه والجَذْرُ أَصل اللسان وأَصلُ الذَّكَرِ وأَصل كل شيء وقال شمر إِنه لَشَدِيدُ جَِذْرِ اللسان وشديد جَذْرِ الذكَر أَي أَصله قال الفرزدق رَأَتْ كَمَراً مثل الجَلامِيد أَفْتَحَتْ أَحالِيلَها حتى اسْمَأَدَّتْ جُذورُها وفي حديث حذيفة بن اليمان نزلت الأَمانَةُ في جَذْر قلوب الرجال أَي في أَصلها الجَذْرُ الأَصلُ من كل شيء وقال زهير يصف بقرة وحشية وسامِعتَيْنِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما إِلى جَذْرِ مَدْلُوكِ الكُعُوبِ مُحَدَّدِ يعني قرنها وأَصلُ كل شيء جَذْرُه بالفتح عن الأَصمعي وجِذره بالكسر عن أَبي عمرو أَبو عمرو الجذر بالكسر والأَصمعي بالفتح وقال ابن جَبَلَةَ سأَلت ابن الأَعرابي عنه فقال هو جَذْرٌ قال ولا أَقول جِذْرٌ قال والجَذْر أَصل حِسابٍ ونَسَبٍ والجَذْرُ أَصلُ شجر ونحوه ابن سيده وجَذِْرُ كل شيء أَصله وجَذْرُ العُنُقِ مَغْرِزُها عن الهجري وأَنشد تَمُجُّ ذَفَارِيهنَّ ماءً كَأَنَّهُ عَصِيمٌ على جَذْرِ السَّوالِفِ مُغْفُرُ والجمع جُذُورٌ والحسابُ الذي يقال له عَشَرَةٌ في عَشَرَة وكذا في كذا تقول ما جَذْرُه أَي ما يبلغ تمامه ؟ فتقول عَشَرَةٌ في عشرة مائةٌ وخمسة في خمسة خمسةٌ وعشرون أَي فَجَذْرُ مائة عَشَرَةٌ وجَذْرُ خمسةٍ وعشرين خمسةٌ وعشرةٌ في حساب الضَّرْبِ جَذْرُ مائة ابنُ جَنَبَةَ الجَذْرُ جَذْرُ الكلام وهو أَن يكون الرجل محكماً لا يستعين بأَحد ولا يردّ عليه أَحد ولا يعاب فيقال قاتَلَهُ اللهُ كيف يَجْذِرُ في المجادلة ؟ وفي حديث الزبير احْبِس الماءَ حتى يبلغ الجَذْرَ يريد مَبْلَغَ تمامِ الشُّرْبِ من جَذْرِ الحساب وهو بالفتح والكسر أَصل كل شيء وقيل أَراد أَصل الحائط والمحفوظ بالدال المهملة وقد تقدّم وفي حديث عائشة سأَلتُهُ عن الجَذْرِ قال هو الشَّاذَرْوانُ الفارِغُ من البناء حولَ الكعبة والمُجَذَّرُ القصير الغليظُ الشَّثْنُ الأَطرافِ وزاد التهذيب من الرجال قال إِنَّ الخِلافةَ لم تَزَلْ مَجْعُولَةً أَبداً على جاذِي اليَدَيْنِ مُجَذَّرِ وأَنشد أَبو عمرو البُحْتُر المُجَذَّر الزَّوَّال يريد في مشيته والأُنثى بالهاء والجَيْذَرُ مثله قال ابن بري هذا العجز أَنشده الجوهري وزعم أَن أَبا عمرو أَنشده قال والبيت كله مغير والذي أَنشده أَبو عمرو لأَبي السَّوداءِ العِجْلِيِّ وهو البُهْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّاكِ وقبله تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الحَيَّاكِ لِناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ البُهْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّاكِ فأَرَّها بقاسِحٍ بَكَّاكِ فَأَوْزَكَتْ لِطَعْنِهِ الدَّرَّاكِ عِنْدَ الخِلاطِ أَيَّما إِيزاكِ وبَرَكَتْ لِشَبِقٍ بَرَّاكِ مِنها على الكَعْثَبِ والمَناكِ فَداكَها بِمُنْعِظٍ دَوَّاكِ يَدْلُكُها في ذلك العِراكِ بالقَنْفَرِيشِ أَيَّما تَدْلاكِ الحياك الذي يحيك في مشيته فيقاربها والبهتر القصير والمجدّر الغليظ وكذلك الجادر والدمكمك الشديد وأَرّها نكحها والقاسح الصلب والبكاك من البَكِّ وهو الزَّحْمُ وداكها من الدِّوْك وهو السَّحْقُ يقال دُكْتُ الطِّيبَ بالفِهْرِ على المَدَاكِ والقنفريش الأَير الغليظ ويقال القنفرش أَيضاً بغير ياء قال الراجز قد قَرَنُوني بِعَجُوزٍ جَحْمَرِشْ تُحِبُّ أَنْ يُغْمَزَ فيها القَنْفَرِشْ وناقة مُجَذَّرَةٌ قصيرة شديدة أَبو زيد جَذَرْتُ الشيء جَذْراً وأَجْذَرْتُه استأْصلته الأَصمعي جذرت الشيء أَجْذُرُه قطعته وقال أَبو أُسَيْدٍ الجَذْرُ الانقطاع أَيضاً من الحَبْلِ والصاحب والرُّفْقَة من كل شيء وأَنشد يا طِيبَ حالٍ قضاه الله دُونَكُمُ واسْتَحْصَدَ الحَبْلُ منك اليومَ فانَجذَرا أَي انقطع والجُؤْذُرُ والجُوذَرُ ولد البقرة وفي الصحاح البقرة الوحشية والجمع جآذِرُ وبقرة مُجْذِرٌ ذات جُؤْذَر قال ابن سيده ولذلك حكمنا بزيادة همزة جُؤْذُر ولأَنها قد تزاد ثانية كثيراً وحكى ابن جني جُؤْذُراً وجُؤْذَراً في هذا المعنى وكَسَّرَه على جَواذِرَ قال فإِن كان ذلك فَجُؤْذُر فُؤْعُلٌ وجُؤْذَرٌ فُؤْعَلٌ ويكون جُوذُرٌ وجُوذَرٌ مخففاً من ذلك تخفيفاً بدلياً أَو لغة فيه وحكى ابن جني أَن جَوْذَراً على مثال كَوْثَرٍ لغة في جُوذَرٍ وهذا مما يشهد له أَيضاً بالزيادة لأَن الواو ثانِيةً لا تكون أَصلاً في بنات الأَربعة والجَيْذَرُ لغة في الجَوْذَرِ قال ابن سيده وعندي أَن الجَيْذَرَ والجَوْذَر عربيان والجُؤْذُر والجُؤْذَر فارسيان

جذأر
الليث المُجْذَئِرُّ المنتصب للسَّبَابِ قال الطرماح تَبِيتُ على أَطرافِها مُجْذَئِرَّةً تُكابِدُ هَمّاً مثل هَمِّ المُخاطِرِ ابن بُزُرْج المُجْذَئِرُّ المنتصب الذي لا يبرحُ والمُجْذَئِرُّ من النبات الذي نبت ولم يطل ومن القرون حين يجاوز النجومَ ولم يَغْلُظْ

جذمر
الجِذْمارُ والجُذْمُورُ أَصل الشيء وقيل هو إِذا قُطعت السَّعَفَةُ فبقيت منها قطعة من أَصل السعَفة في الجِذْعِ بزيادة الميم وكذلك إِذا قطعت النَّبْعَةُ فبقيت منها قطعة ومثله اليد إِذا قطعت إِلاَّ أَقَلَّها التهذيب وما بقي من يد الأَقطع عند رأْس الزَّنْدَيْنِ جُذْمُورٌ يقال ضربه بِجُذْموره وبقطعته قال عبدالله بن سَبْرَةَ يرثي يده فإِن يكن أَطربُونُ الرُّومِ قَطَّعَها فإِنَّ فيها بحمدِ الله مُنْتَفَعَا بَنَانَتانِ وجُذْمُورٌ أُقِيمُ بها صَدْرَ القَناةِ إِذا ما صارِخٌ فَزِعا ويروى إِذا ما آنَسُوا فَزَعا ابن الأَعرابي الجُذْمُورُ بقية كل شيء مقطوع ومنه جُذْمُورُ الكِباسَةِ ورجل جُذامِرٌ قَطَّاعٌ للعهد والرَّحِم قال تأَبَّطَ شَرّاً فإِن تَصْرِمِينِي أَو تُسِيئِي جَنابَتِي فإِنِّي لَصَرَّامُ المُهِينِ جُذامِرُ وأَخذ الشيءَ بِجُذْمُورِه وبجَذامِيرِه أَي بجميعه وقيل أَخذه بِجُذْمُورِه أَي بِحِدْثانِهِ الفراء خذه بجِذْمِيرِه وجِذْمارِه وجُذْمُورِه وأَنشد لَعَلَّكَ إِنْ أَرْدَدْتَ منها حَلِيَّةً بِجُذْمُورِ ما أَبَقْىَ لك السَّيْفُ تَغْضَبُ

جرر
الجَرُّ الجَذْبُ جَرَّهُ يَجُرُّه جَرّاً وجَرَرْتُ الحبل وغيره أَجُرُّه جَرّاً وانْجَرَّ الشيءُ انْجَذَب واجْتَرَّ واجْدَرَّ قلبوا التاء دالاً وذلك في بعض اللغات قال فقلتُ لِصاحِبي لا تَحْبِسَنَّا بِنَزْعِ أُصُولِه واجْدَرَّ شِيحَا ولا يقاس ذلك لا يقال في اجْتَرَأَ اجْدَرَأَ ولا في اجْتَرَحَ اجْدَرَحَ واسْتَجَرَّه وجَرَّرَهُ وجَرَّرَ به قال فَقُلْتُ لها عِيشِي جَعَارِ وجَرِّرِي بِلَحْمِ امْرِئٍ لم يَشْهَدِ اليوم ناصِرُهْ وتَجِرَّة تَفْعِلَةٌ منه وجارُّ الضَّبُعِ المصرُ الذي يَجُرُّ الضبعَ عن وجارِها من شدته وربما سمي بذلك السيل العظيم لأَنه يَجُرُّ الضباعَ من وُجُرِها أَيضاً وقيل جارُّ الضبع أَشدّ ما يكون من المطر كأَنه لا يدع شيئاً إِلاَّ جَرَّهُ ابن الأَعرابي يقال للمطر الذي لا يدع شيئاً إلاَّ أَساله وجَرَّهُ جاءَنا جارُّ الضبع ولا يجرّ الضبعَ إِلاَّ سَيْلٌ غالبٌ قال شمر سمعت ابن الأَعرابي يقول جئتك في مثل مَجَرِّ الضبع يريد السيل قد خرق الأَرض فكأَنَّ الضبع جُرَّتْ فيه وأَصابتنا السماء بجارِّ الضبع أَبو زيد غَنَّاه فَأَجَرَّه أَغانِيَّ كثيرةً إِذا أَتبَعَه صوتاً بعد صَوْت وأَنشد فلما قَضَى مِنِّي القَضَاءَ أَجَرَّني أَغانِيَّ لا يَعْيَا بها المُتَرَنِّمُ والجارُورُ نهر يشقه السيل فيجرُّه وجَرَّت المرأَة ولدها جَرّاً وجَرَّت به وهو أَن يجوز وِلادُها عن تسعة أَشهر فيجاوزها بأَربعة أَيام أَو ثلاثة فَيَنْضَج ويتم في الرَّحِمِ والجَرُّ أَن تَجُرَّ الناقّةُ ولدَها بعد تمام السنة شهراً أَو شهرين أَو أَربعين يوماً فقط والجَرُورُ من الحوامل وفي المحكم من الإِبل التي تَجُرُّ ولدَها إِلى أَقصى الغاية أَو تجاوزها قال الشاعر جَرَّتْ تماماً لم تُخَنِّقْ جَهْضا وجَرَّت الناقة تَجُرُّ جَرّاً إِذا أَتت على مَضْرَبِها ثم جاوزته بأَيام ولم تُنْتَجْ والجَرُّ أَن تزيد الناقة على عدد شهورها وقال ثعلب الناقة تَجُرُّ ولدَها شهراً وقال يقال أَتم ما يكون الولد إِذا جَرَّتْ به أُمّه وقال ابن الأَعرابي الجَرُورُ التي تَجُرُّ ثلاثة أَشهر بعد السنة وهي أَكرم الإِبل قال ولا تَجُرُّ إِلاَّ مَرابيعُ الإِبل فأَما المصاييفُ فلا تَجُرُّ قال وإِنما تَجُرُّ من الإِبل حُمْرُها وصُهْبُها ورُمْكُها ولا يَجُرُّ دُهْمُها لغلظ جلودها وضيق أَجوافها قال ولا يكاد شيء منها يَجُرُّ لشدّة لحومها وجُسْأَتِها والحُمْرُ والصُّهْبُ ليست كذلك وقيل هي التي تَقَفَّصَ ولدها فَتُوثَقُ يداه إِلى عنقه عند نِتاجِه فَيُجَرُّ بين يديها ويُسْتَلُّ فصِيلُها فيخاف عليه أَن يموت فَيُلُبَسُ البخرقةَ حتى تعرفها أُمُّهُ عليه فإِذا مات أَلبسوا تلك الخرقةَ فصيلاً آخر ثم ظَأَرُوها عليه وسَدّوا مناخرها فلا تُفْتَحُ حتى يَرْضَعَها ذلك الفصيلُ فتجد ريح لبنها منه فَتَرْأَمَه وجَرَّت الفرسُ تَجُرُّ جَرّاً وهي جَرُورٌ إِذا زادت على أَحد عشر شهراً ولم تضع ما في بطنها وكلما جَرَّتْ كان أَقوى لولدها وأَكثرُ زَمَنِ جَرِّها بعد أَحد عشر شهراً خمس عشرة ليلة وهذا أَكثر أَوقاتها أَبو عبيدة وقت حمل الفرس من لدن أَن يقطعوا عنها السِّقادَ إِلى أَن تضعه أَحد عشر شهراً فإِن زادت عليها شيئاً قالوا جَرَّتْ التهذيب وأَما الإِبل الجارَّةُ فهي العوامل قال الجوهري الجارَّةُ الإِبل التي تُجَرُّ بالأَزِمَّةِ وهي فاعلة بمعنى مفعولة مثل عيشة راضية بمعنى مرضية وماء دافق بمعنى مدفوق ويجوز أَن تكون جارَّةً في سيرها وجَرُّها أَن تُبْطِئَ وتَرْتَع وفي الحديث ليس في الإِبل الجارَّةِ صَدَقَةٌ وهي العوامل سميت جارَّةً لأَنها تُجَرُّ جَرّاً بِأَزِمَّتِها أَي تُقاد بخُطُمِها وأَزِمَّتِها كأَنها مجرورة فقال جارَّة فاعلة بمعنى مفعولة كأَرض عامرة أَي معمورة بالماء أَراد ليس في الإِبل العوامل صدقة قال الجوهري وهي ركائب القوم لأَن الصدقة في السوائم دون العوامل وفلانٌ يَجُرُّ الإِبل أَي يسوقها سَوْقاً رُوَيْداً قال ابن لجَأََ تَجُرُّ بالأَهْوَنِ من إِدْنائِها جَرَّ العَجُوزِ جانِبَيْ خَفَائِها وقال إِن كُنْتَ يا رَبِّ الجِمالِ حُرَّا فارْفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا يقول إِذا لم تجد الإِبل مرتعاً فارفع في سيرها وهذا كقوله إِذا سافرتم في الجدْبِ فاسْتَنْجُوا وقال الآخر أَطْلَقَها نِضْوَ بلى طلح جَرّاً على أَفْواهِهِنَّ السُّجُحِ
( * قوله « بلى طلح » كذا بالأَصل )
أَراد أَنها طِوال الخراطيم وجَرَّ النَّوْءُ المكانَ أَدامَ المَطَرَ قال حُطَامٌ المُجاشِعِيُّ جَرَّ بها نَوْءٌ من السِّماكَيْن والجَرُروُ من الرَّكايا والآبار البعيدةُ القَعْرِ الأَصمعي بِئْرٌ جَرُورٌ وهي التي يستقى منها على بعير وإِنما قيل لها ذلك لأَن دَلْوها تُجَرُّ على شَفِيرها لبُعْدِ قَعْرِها شمر امرأَة جَرُورٌ مُقْعَدَةٌ ورَكِيَّةٌ جَرُورٌ بعيدة القعر ابن بُزُرْجٍ ما كانت جَرُوراً ولقد أَجَرَّتْ ولا جُدّاً ولقد أَجَدَّتْ ولا عِدّاً ولقد أَعَدَّتْ وبعير جَرُورٌ يُسْنى بِهِ وجمعه جُرُرٌ وجَرَّ الفصيلَ جَرّاً وأَجَرَّه شق لسانه لئلا يَرْضَعَ قال على دِفِقَّى المَشْيِ عَيْسَجُورِ لمك تَلْتَفِتْ لِوَلَدٍ مَجْرُورِ وقيل الإِجْرارُ كالتَّفْلِيك وهو أَن يَجْعَلَ الراعي من الهُلْبِ مثل فَلْكَةِ المِغْزَل ثم يَثْقُب لسانَ البعير فيجعله فيه لئلا يَرْضَعَ قال امرؤ القيس يصف الكلاب والثور فَكَرَّ إِليها بِمْبراتِهِ كما خَلَّ ظَهْرَ اللسانِ المُجِرّ واسْتَجَرَّ الفصِيلُ عن الرَّضاع أَخذته قَرْحَةٌ في فيه أَو في سائر جسده فكفّ عنه لذلك ابن السكيت أَجْرَرْتُ الفصيل إِذا شَقَقْتَ لسانه لئلا يَرْضَع وقال عمرو بن معد يكرب فلو أَنَّ قَوْمِي أَنْطَقَتْنِي رِماحُهُمْ نَطَقْتُ ولكِنَّ الرِّماحَ أَجَرَّتِ أَي لو قاتلوا وأَبلوا لذكرت ذلك وفَخَرْتُ بهم ولكن رماحهم أَجَرَّتْنِي أَي قطعت لساني عن الكلام بِفِرارِهم أَراد أَنهم لم يقاتلوا الأَصمعي يقال جُرَّ الفَصِيلُ فهو مَجْرُورٌ وأُجِرَّ فهو مُجَرٌّ وأَنشد وإِنِّي غَيْرُ مَجْرُورِ اللَّسَانِ الليث الجِرِيرُ جَبْلُ الزِّمامِ وقيل الجَرِيرُ حَبْلٌ من أَدَمٍ يُخْطَمُ به البعيرُ وفي حديث ابن عمر مَنْ أَصْبَحَ على غَيْرِ وتْرٍ أَصْبَحَ وعلى رأْسِهِ جَرِيرٌ سبعون ذِراعاً وقال شمر الجَرِيرُ الحَبْلُ وجَمْعُه أَجِرَّةٌ وفي الحديث أَن رجلاً كان يَجُرُّ الجَرِيرَ فأَصاب صاعين من تمر فتصدّق بأَحدهما يريد أَنه كان يستقي الماء بالحبل وزِمامُ النَّاقَةِ أَيضاً جَرِيرٌ وقال زهير بن جناب في الجَرِيرِ فجعله حبلاً فَلِكُلِّهِمْ أَعْدَدْتُ تَيْ ياحاً تُغَازِلُهُ الأَجِرَّةْ وقال الهوازني الجَرِيرُ من أَدَمِ مُلَيَّنٍ يثنى على أَنف البعير النَّجِيبةِ والفرسِ ابن سَمعانَ أَوْرَطْتُ الجَرِيرَ في عنق البعير إِذا جعلت طرفه في حَلْقَتِه وهو في عنقه ثم جذبته وهو حينئذٍ يخنق البعير وأَنشد حَتَّى تَراها في الجَرِيرِ المُورَطِ سَرْحِ القِيَادِ سَمْحَةَ التَّهَبُّطِ وفي الحديث لولا أَن تغلبكم الناسُ عليها يعني زمزم لَنَزَعْتُ معكم حتى يُؤَثِّرَ الجَرِيرُ بظَهْرِي هو حَبْلٌ من أَدَمٍ نحوُ الزِّمام ويطلق على غيره من الحبال المضفورة وفي الحديث عن جابر قال قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم ولا مسلمةٍ ذكرٍ ولا أُنثى ينام بالليل إِلاَّ على رأْسه جَرِيرٌ معقودٌ فإِن هو استيقظ فذكر الله انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فإِن قام وتوضأَ انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كلها وأَصْبَح نَشِيطاً قد أَصاب خيراً وإِن هو نام لا يذكر الله أَصبح عليه عُقَدُهُ ثقيلاً وفي رواية وإِن لم يذكر الله تعالى حتى يصبح بال الشيطان في أُذنيه والجَرِيرُ حبل مفتول من أَدَمٍ يكون في أَعناق الإِبل والجمع أَجِرَّةٌ وَجُرَّانٌ وأَجَرَّةُ ترك الجَرِيرَ على عُنُقه وأَجَرَّهُ جَرِيرة خَلاَّهُ وسَوْمَهُ وهو مَثَلٌ بذلك ويقال قد أَجْرَرْتُه رَسَنَهُ إِذا تركته يصنع ما شاء الجوهري الجَرِيرُ حَبْلٌ يجعل للبعير بمنزلة العِذَارِ للدابة غَيْرُ الزِّمام وبه سمي الرجل جَرِيراً وفي الحديث أَن الصحابة نازعوا جَرِيرَ ابن عبدالله زِمامَه فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خَلُّوا بَيْنَ جَرِيرٍ والجَرِيرِ أَي دَعُوا له زمامَه وفي الحديث أَنه قال له نقادة الأَسدي إِني رجل مُغْفِلٌ فأَيْنَ أَسِمُ ؟ قال في موضع الجَرِيرَ من السالفة أَي في مُقَدَّم صفحة العنق والمُغْفِلُ الذي لا وسم على إِبله وقد جَرَرْتُ الشيء أَجُرُّهُ جَرّاً وأَجْرَرَتُه الدِّين إِذا أَخرته له وأَجَرَّني أَغانيَّ إِذا تابعها وفلان يُجَارُّ فلاناً أَي يطاوله والتَّجْرِيرُ الجَرُّ شدّد للكثرة والمبالغة واجْتَرَّه أَي جره وفي حديث عبدالله قال طعنت مُسَيْلِمَة ومشى في الرُّمْحِ فناداني رجل أَنْ أَجْرِرْه الرمح فلم أَفهم فناداني أَن أَلْقِ الرُّمْحَ من يديك أَي اترك الرمح فيه يقال أَجْرَرْتُه الرمح إِذا طعنته به فمشى وهو يَجُرُّهُ كأَنك أَنت جعلته يَجُرُّهُ وزعموا أَن عمرو بن بشر بن مَرْثَدٍ حين قتله الأَسَدِيُّ قال له أَجِرَّ لي سراويلي فإِني لم أَسْتَعِنْ
( * قوله « لم أستعن » فعل من استعان أَي حلق عانته ) قال أَبو منصور هو من قولهم أَجْرَرْتُه رَسَنَهُ وأَجررته الرمح إِذا طعنته وتركت الرمح فيه أَي دَع السراويل عَلَيَّ أَجُرَّه فَأَظهر الإِدغام على لغة أَهل الحجاز وهذا أَدغم على لغة غيرهم ويجوز أَن يكون لما سلبه ثيابه وأَراد أَن يأْخذ سراويله قال أَجِرْ لي سراويلي من الإِجَارَةِ وهو الأَمانُ أَي أَبقه عليَّ فيكون من غير هذا الباب وأَجَرَّه الرُّمْحَ طعنه به وتركه فيه قال عنترة وآخْرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِي وفي البَجْلِيِّ مِعْبَلَةٌ وقِيعُ يقال أَجَرَّه إِذا طعنه وترك الرمح فيه يَجُرُّه ويقال أَجَرَّ الرمحَ إِذا طعنه وترك الرمح فيه قال الحَادِرَةُ واسمه قُطْبَةُ بن أَوس ونَقِي بِصَالِحِ مَالِنَا أَحْسَابَنَا ونَجُرُّ في الهَيُْجَا الرِّماحَ ونَدَّعِي ابن السكيت سئل ابنُ لِسَان الحُمَّرَة عن الضأْن فقال مَالٌ صِدْقٌ قَرْيَةٌ لا حِمَى لها إِذا أُفْلِتَتْ من جَرَّتَيْها قال يعني بِجَرَّتَيْها المَجَرَ في الدهر الشديد والنَّشَرَ وهو أَن تنتشر بالليل فتأْتي عليها السباع قال الأَزهري جعل المَجَرَ لها جَرَّتَيْنِ أَي حِبَالَتَيْنِ تقع فيهما فَتَهْلِكُ والجارَّةُ الطريق إِلى الماء والجَرُّ الجَبْلُ الذي في وسطه اللُّؤَمَةُ إِلى المَضْمَدَةِ قال وكَلَّفُوني الجَرَّ والجَرُّ عَمَلْ والجَرَّةُ خَشَبة
( * قوله « والجرة خشبة » بفتح الجيم وضمها وأما التي بمعنى الخبزة الآتية فبالفتح لا غير كما يستفاد من القاموس ) نحو الذراع يجعل رأْسها كِفَّةٌ وفي وسطها حَبْلٌ يَحْبِلُ الظَّبْيَ ويُصَادُ بها الظِّبَاءُ فإِذا نَشِبَ فيها الظبي ووقع فيها نَاوَصَها ساعة واضطرب فيها ومارسها لينفلت فإِذا غلبته وأَعيته سكن واستقرّ فيها فتلك المُسالَمَةُ وفي المثل نَاوَصَ الجَرَّةَ ثم سَالَمَها يُضْرَبُ ذلك للذي يخالف القوم عن رأْيهم ثم يرجع إِلى قولهم ويضطرّ إِلى الوِفَاقِ وقيل يضرب مثلاً لمن يقع في أَمر فيضطرب فيه ثم يسكن قال والمناوصة أَن يضطرب فإِذا أَعياه الخلاص سكن أَبو الهيثم من أَمثالهم هو كالباحث عن الجَرَّةِ قال وهي عصا تربط إِلى حِبَالَةٍ تُغَيَّبُ في التراب للظبي يُصْطَاد بها فيها وَتَرٌ فِإِذا دخلت يده في الحبالة انعقدت الأَوتار في يده فإِذا وَثَبَ ليُفْلِتَ فمدَّ يده ضرب بتلك العصا يده الأُخْرَى ورجله فكسرها فتلك العصا هي الجَرَّةُ والجَرَّةُ أَيضاً الخُبْزْةُ التي في المَلَّةِ أَنشد ثعلب داوَيْتُه لما تَشَكَّى وَوَجِعْ بِجَرَّةٍ مثلِ الحِصَانِ المُضْطَجِعْ شبهها بالفرس لعظمها وجَرَّ يَجُرُّ إِذا ركب ناقة وتركها ترعى وجَرَّتِ الإِبل تَجُرُّ جَرّاً رعت وهي تسير عن ابن الأَعرابي وأَنشد لا تُعْجِلاَها أَنْ تَجُرَّ جَرّاً تَحْدُرُ صُفْراً وتُعَلِّي بُرّاً أَي تُعَلِّي إِلى البادية البُرَّ وتَحْدُر إِلى الحاضرة الصُّفْرَ أَي الذهب فإِما أَن يعني بالصُّفْر الدنانير الصفر وإِما أَن يكون سماه بالصفر الذي تعمل منه الآنية لما بينهما من المشابهة حتى سُمِّيَ اللاطُونُ شَبَهاً والجَرُّ أَن تسير الناقة وترعى وراكبها عليها وهو الانجرار وأَنشد إِنِّي على أَوْنِيَ وانْجِرارِي أَؤُمُّ بالمَنْزِلِ وَالذَّرَارِي أَراد بالمنزل الثُّرَيَّا وفي حديث ابن عمر أَنه شهد فتح مكة ومعه فرس حرون وجمل جرور قال أَبو عبيد الجمل الجرور الذي لا ينقاد ولا يكاد يتبع صاحبه وقال الأَزهري هو فعول بمعنى مفعول ويجوز أَن يكون بمعنى فاعل أَبو عبيد الجَرُورُ من الخيل البطيء وربما كان من إِعياء وربما كان من قِطَافٍ وأَنشد للعقيلي جَرُورُ الضُّحَى مِنْ نَهْكَةٍ وسَآمِ وجمعه جُرُرٌ وأَنشد أَخَادِيدُ جَرَّتْها السَّنَابِكُ غَادَرَتْ بها كُلَّ مَشْقُوقِ القَمِيصِ مُجَدَّلِ قيل للأَصمعي جَرَّتْهَا من الجَرِيرَةِ ؟ قال لا ولكن من الجَرِّ في الأَرض والتأْثير فيها كقوله مَجَرّ جُيوشٍ غانمين وخُيَّبِ وفرس جَرُورٌ يمنع القياد والمَجَرَّةُ السَّمْنَةُ الجامِدَةُ وكذلك الكَعْبُ والمَجَرَّةُ شَرَحُ السماء يقال هي بابها وهي كهيئة القبة وفي حديث ابن عباس المَجَرَّةُ باب السماء وهي البياض المعترض في السماء والنِّسْرَان من جانبيها والمَجَرُّ المَجَرَّةُ ومن أَمثالهم سَطِي مَجَر تُرْطِبْ هَجَر يريد توسطي يا مَجَرَّةُ كَبِدَ السماء فإِن ذلك وقت إِرطاب النخيل بهجر الجوهري المَجَرَّةُ في السماء سميت بذلك لأَنها كأَثَرِ المَجَرَّةِ وفي حديث عائشة رضي الله عنها نَصَبْتُ على باب حُجْرَتِي عَبَاءَةً وعلى مَجَرّ بيتي سِتْراً المَجَرُّ هو الموضع المُعَتْرِضُ في البيت الذي يوضع عليه أَطراف العوارض وتسمى الجائزَة وَأَجْرَرْتُ لسانَ الفصيل أَي شققته لئلا يَرْتَضِعَ وقال امرؤ القيس يصف ثوراً وكلباً فَكَرَّ إِليه بِمِبْرَاتِهِ كما خَلَّ ظَهْرَ اللِّسَانِ المُجِرّ أَي كر الثور على الكلب بمبراته أَي بقرنه فشق بطن الكلب كما شق المُجِرُّ لسان الفصيل لئلا يرتضع وجَرَّ يَجُرُّ إِذا جنى جناية والجُرُّ الجَرِيرَةُ والجَرِيرةُ الذنب والجنابة يجنيها الرجل وقد جَرَّ على نفسه وغيره جريرةً يَجُرُّها جَرّاً أَي جنى عليهم جناية قال إِذا جَرَّ مَوْلانا علينا جَرِيرةً صَبَرْنا لها إِنَّا كِرامٌ دعائِمُ وفي الحديث قال يا محمدُ بِمَ أَخَذْتَني ؟ قال بِجَريرَةِ حُلفَائك الجَرِيرَةُ الجناية والذنب وذلك أَنه كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ثقيف مُوَادعةٌ فلما نقضوها ولم يُنْكِرْ عليهم بنو عقيل وكانوا معهم في العهد صاروا مِثْلَهم في نقض العهد فأَخذه بِجَريرَتهم وقيل معناه أُخِذْتَ لِتُدْفَعَ بك جَرِيرَةُ حلفائك من ثقيف ويدل عليه أَنه فُدِيَ بعدُ بالرجلين اللذين أَسَرَتْهُما ثقيف من المسلمين ومنه حديث لَقِيطٍ ثم بايَعَهُ على أَن لا يَجُرَّ إِلاَّ نَفْسَهُ أَي لا يُؤْخَذَ بجَرِيَرةِ غيره من ولد أَو والد أَو عشيرة وفي الحديث الآخر لا تُجارِّ ) أَخاك ولا تُشَارِّهِ أَي لا تَجْنِ عليه وتُلْحِقْ به جَرِيرَةً وقيل معناه لا تُماطِلْه من الجَرِّ وهو أَن تَلْوِيَهُ بحقه وتَجُرَّه من مَحَلّهِ إِلى وقت آخر ويروى بتخفيف الراء من الجَرْى والمسابقة أَي لا تطاوله ولا تغالبه وفعلتُ ذلك مِنْ جَرِيرتَكِ ومن جَرَّاك ومن جَرَّائك أَي من أَجلك أَنشد اللِّحْياني أَمِن جَرَّا بني أَسَدٍ غَضِبْتُمْ ؟ ولَوْ شِئْتُمْ لكانَ لَكُمْ جِوَارُ ومِنْ جَرَّائِنَا صِرْتُمْ عَبِيداً لِقَوْمٍ بَعْدَما وُطِئَ الخِيَارُ وأَنشد الأَزهري لأَبي النجم فَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنْ جَرَّاها وَاهاً لِرَيَّا ثُمَّ وَاهاً وَاها وفي الحديث أَن امرأَةً دَخَلَتِ النارَ مِنْ جَرَّا هرَّةٍ أَي من أَجلها الجوهري وهو فَعْلَى ولا تقل مِجْراكَ وقال أُحِبُّ السَّبْتَ مِنْ جَرَّاكِ لَيْلَى كَأَنَّي يا سَلاَمُ مِنَ اليَهُودِ قال وربما قالوا مِنْ جَرَاك غير مشدّد ومن جَرَائِكَ بالمدّ من المعتل والجِرَّةُ جِرَّةُ البعير حين يَجْتَرُّها فَيَقْرِضُها ثم يَكُْظِمُها الجوهري الجِرَّةُ بالكسر ما يخرجه البعير للاجْتِرار واحْتَرَّ البعير من الجِرَّةِ وكل ذي كَرِشٍ يَجْتَرُّ وفي الحديث أَنه خطب على ناقته وهي تَقْصَعُ بَجَرَّتها الجِرَّةُ ما يخرجه البعير من بطنه ليَمْضَغه ثم يبلعه والقَصْعُ شدَّةُ المضغ وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ فضرب ظهْرَ الشاة فاجْتَرَّتْ ودَرَّتْ ومنه حديث عمر لا يَصْلُح هذا الأَمرُ إِلاَّ لمن يَحْنَقُ على جِرَّتِهِ أَي لا يَحْقِدُ على رعيته فَضَرَب الجِرَّةَ لذلك مثلاَ ابن سيده والجِرَّةُ ما يُفِيضُ به البعيرُ من كَرِشه فيأْكله ثانيةً وقد اجْتَرَّت الناقة والشاة وأَجَرَّتْ عن اللحياني وفلانٌ لا يَحْنَقُ على جِرَّتِه أَي لا يَكْتُمُ سرّاً وهو مَثَلٌ بذلك ولا أَفْعَلُه ما اختلف الدِّرَّةُ والجِرَّة وما خالفت دِرَّةُ جِرَّةً واختلافهما أَن الدِّرَّة تَسْفُلُ إِلى الرِّجْلَين والجِرَّةَ تعلو إِلى الرأْس وروي ابن الأَعرابي أَن الحَجَّاجَ سأَل رجلاً قَدِمَ من الحجاز عن المطر فقال تتابعت علينا الأَسْمِيَةُ حتى مَنَعت السِّفَارَ وتَظَالَمِت المِعَزى واجْتُلِبَتِ الدِّرَّة بالجِرَّة اجْتِلابُ الدِّرَّة بالجرّة أَن المواشي تَتَمَّلأُ ثم تَبْرُكُ أَو تَرْبِضُ فلا تزال تَجْتَرُّ إِلى حين الحَلْبِ والجِرَّة الجماعة من الناس يقيمون ويَظْعَنُون وعَسْكَرٌ جَرّارٌ كثير وقيل هو الذي لا يسير إِلاَّ زَحْفاً لكثرته قال العجاج أَرْعَنَ جَرَّاراً إِذا جَرَّ الأَثَرْ قوله جَرَّ الأَثَر يعني أَنه ليس بقليل تستبين فيه آثاراً وفَجْوَاتٍ الأَصمعي كَتِيبَةٌ جَرَّارَةٌ أَي ثقيلة السَّيرِ لا تقدر على السَّيرِ إِلاَّ رُوَيْداً من كثرتها والجَرَّارَةُ عقرب صَفْرَاءُ صَفِيرةٌ على شكل التِّبْنَةِ سميت جَرَّارَةً لِجَرّها ذَنَبَها وهي من أَخبث العقارب وأَقتلها لمن تَلْدَغُه ابن الأَعرابي الجُرُّ جمع الجُرَّةِ وهو المَكُّوكُ الذي يثقب أَسفله يكون فيه البَذْرُ ويمشي به الأَكَّارُ والفَدَّان وهو يَنْهَالُ في الأَرض والجَرُّ أَصْلُ الجبَل
( * قوله « والجر أصل الجبل » كذا بهذا الضبط بالأَصل المعوّل عليه قال في القاموس والجرّ أَصل الجبل أَو هو تصحيف للفراء والصواب الجرّ أَصل كعلابط الجبل قال شارحه والعجب من المصنف حيث لم يذكر الجر أصل في كتابه هذا بل ولا تعرض له أَحد من أَئمة الغريب فإِذاً لا تصحيف كما لا يخفى ) وسَفْحُهُ والجمع جِرارٌ قال الشاعر وقَدْ قَطَعْتُ وادِياً وجَرَّا وفي حديث عبد الرحمن رأَيته يوم أُحُد عندَ جَرِّ الجبل أَي أَسفله قال ابن دريد هو حيث علا من السَّهْلِ إِلى الغِلَظ قال كَمْ تَرى بالجَرّ مِنْ جُمْجُمَةٍ وأَكُفٍّ قَدْ أُتِرّتْ وجَرَلْ والجَرُّ الوَهْدَةُ من الأَرض والجَرُّ أَيضاً جُحْرُ الضّبُع والثعلب واليَربُوع والجُرَذِ وحكى كراع فيهما جميعاً الجُرّ بالضم قال والجُرُّ أَيضاً المسيل والجَرَّةُ إِناء من خَزَفٍ كالفَخَّار وجمعها جَرٌّ وجِرَارٌ وفي الحديث أَنه نهى عن شرب نبيذ الجَرِّ قال ابن دريد المعروف عند العرب أَنه ما اتخذ من الطين وفي رواية عن نبيذ الجِرَارِ وقيل أَراد ما ينبذ في الجرار الضَّارِيَةِ يُدْخَلُ فيها الحَنَاتِمُ وغيرها قال ابن الأَثير أَراد النهي عن الجرار المدهونة لأَنها أَسرع في الشدّة والتخمير التهذيب الجَرُّآنية من خَزَفٍ الواحدة جَرَّةٌ والجمع جَرٌّ وجِرَارٌ والجِرَارَةُ حرفة الجَرَّارِ وقولهم هَلُمَّ جَرّاً معناه على هِينَتِكَ وقال المنذري في قولهم هَلُمَّ جَرُّوا أَي تَعَالَوْا على هينتكم كما يسهل عليكم من غير شدّة ولا صعوبة وأَصل ذلك من الجَرِّ في السَّوْقِ وهو أَن يترك الإِبل والغنم ترعى في مسيرها وأَنشد لَطَالَمَا جَرَرْتُكُنَّ جَرَّا حتى نَوَى الأَعْجَفُ واسْتَمَرَّا فالَيْومَ لا آلُو الرِّكابَ شَرَّا يقال جُرَّها على أَفواهها أَي سُقْها وهي ترتع وتصيب من الكلإِ وقوله فارْفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا يقول إِذا لم تجد الإِبل مرتعاً ويقال كان عَاماً أَوَّلَ كذا وكذا فَهَلُمَّ جَرّاً إِلى اليوم أَي امتدّ ذلك إِلى اليوم وقد جاءت في الحديث في غير موضع ومعناها استدامة الأَمر واتصاله وأَصله من الجَرِّ السَّحْبِ وانتصب جَرّاً على المصدر أَو الحال وجاء بجيش الأَجَرَّيْنِ أَي الثَّقَلَيْنِ الجن والإِنس عن ابن الأَعرابي والجَرْجَرَةُ الصوتُ والجَرْجَرَةُ تَرَدُّدُ هَدِيرِ الفحل وهو صوت يردده البعير في حَنْجَرَته وقد جَرْجَرَ قال الأَغلب العجلي يصف فحلاً وَهْوَ إِذا جَرْجَرَ بعد الْهَبِّ جَرْجَرَ في حَنْجَرَةٍ كالحُبِّ وهامَةٍ كالْمِرجَلِ المُنْكَبِّ وقوله أَنشده ثعلب ثُمَّتَ خَلَّهُ المُمَرَّ الأَسْمَرا لَوْ مَسَّ جَنْبَيْ بازِلٍ لَجَرْجَرا قال جَرْجَرَ ضَجَّ وصاح وفَحْلٌ جُراجِرٌ كثير الجَرْجَرَة وهو بعير جَرْجارٌ كما تقول ثَرْثَرَ الرجلُ فهو ثَرْثارٌ وفي الحديث الذي يشرب في الإِناء الفضة والذهب إِنما يُجَرْجِرُ في بطنه نار جهنم أَي يَحْدُرُ فيه فجعل الشُّرْبَ والجَرْعَ جَرْجَرَةً وهو صوت وقوع الماء في الجوف قال ابن الأَثير قال الزمخشري يروى برفع النار والأَكثر النصب قال وهذا الكلام مجاز لأَن نار جهنم على الحقيقة لا تُجَرْجِرُ في جوفه والجَرْجَرَةُ صوت البعير عند الضَّجَرِ ولكنه جعل صوت جَرْعِ الإِنسان للماء في هذه الأَواني المخصوصة لوقوع النهي عنها واستحقاق العقاب على استعمالها كَجَرْجَرَةِ نار جهنم في بطنه من طريق المجاز هذا وجه رفع النار ويكون قد ذكر يجرجر بالياء للفصل بينه وبين النار وأَما على النصب فالشارب هو الفاعل والنار مفعوله وجَرْجَرَ فلان الماء إِذا جَرَعَهُ جَرْعاً متواتراً له صوت فالمعنى كأَنما يَجْرَع نار جهنم ومنه حديث الحسن يأْتي الحُبَّ فَيَكْتَازُ منه ثم يُجَرْجِرُ قائماً أَي يغرف بالكوز من الحُبِّ ثم يشربه وهو قائم وقوله في الحديث قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز جَراجِرَهُمْ أَي حُلُوقَهم سماها جَراجِرَ لجَرْجَرَة الماء أَبو عبيد الجَراجِرُ والجَراجِبُ العظام من الإِبل الواحد جُرْجُورٌ ويقال بل إِبل جُرْجُورٌ عظام الأَجواف والجُرْجُورُ الكرام من الإِبل وقيل هي جماعتها وقيل هي العظام منها قال الكميت ومُقِلٍّ أَسَقْتُمُوهُ فَأَثْرَى مائةً من عطائكم جُرْجُورا وجمعها جَراجِرُ بغير ياء عن كراع والقياس يوجب ثباتها إِلى أَن يضطرّ إِلى حذفها شاعر قال الأَعشى يَهَبُ الجِلَّةَ الجَرَاجِرَ كالْبُسْ تانِ تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أَطْفَالِ ومائةٌ من الإِبل جُرْجُورٌ أَي كاملة والتَّجَرْجُرُ صب الماء في الحلق وقيل هو أَن يَجْرَعَه جَرْعاً متداركاً حتى يُسْمَعَ صوتُ جَرْعِه وقد جَرْجَرَ الشرابَ في حلقه ويقال للحلوق الجَراجِرُ لما يسمع لها من صوت وقوع الماء فيها ومنه قول النابغة لَهِامِيمُ يَسْتَلْهُونَها في الجَراجِرِ قال أَبو عمرو أَصلُ الجَرْجَرَةِ الصوتُ ومنه قيل للعَيْرِ إِذا صَوَّتَ هو يُجَرْجِرُ قال الأَزهري أَراد بقوله في الحديث يجرجر في جوفه نار جهنم أَي يَحْدُر فيه نار جهنم إِذا شرب في آنية الذهب فجعل شرب الماء وجَرْعَه جَرْجَرَةَ لصوت وقوع الماء في الجوف عند شدة الشرب وهذا كقول الله عز وجل إِن الذين يأْكلون أَموال اليتامى ظلماً إِنما يأْكلون في بطونهم ناراً فجعل أَكل مال اليتيم مثل أَكل النار لأَن ذلك يؤدّي إِلى النار قال الزجاج يُجَرْجِرُ في جوفه نار جهنم أَي يُردِّدُها في جوفه كما يردد الفحل هُدَيِرَه في شِقْشِقَتِه وقيل التَّجَرْجُرُ والجَرْجَرَةُ صَبُّ الماء في الحلق وجَرْجَرَهُ الماء سقاه إِياه على تلك الصورة قال جرير وقد جَرْجَرَتْهُ الماءَ حتى كأَنَّها تُعالِجُ في أَقْصَى وِجارَيْنِ أَضْبُعا يعنى بالماء هنا المَنِيَّ والهاء في جرجرته عائدة إِلى الحياء وإِبِلٌ جُراجِرَةٌ كثيرة الشرب عن ابن الأَعرابي وأُنشد أَوْدَى بماء حَوْضِكَ الرَّشِيفُ أَوْدَى بِهِ جُراجِراتٌ هِيفُ وماء جُراجِرٌ مُصَوِّت منه والجُراجِرُ الجوفُ والجَرْجَرُ ما يداس به الكُدْسُ وهو من حديد والجِرْجِرُ بالكسر الفول في كلام أَهل العراق وفي كتاب النبات الجِرْجِرُ بالكسر والجَرْجَرُ والجِرْجيرُ والجَرْجار نبتان قال أَبو حنيفة الجَرْجارُ عُشْبَةٌ لها زَهْرَةٌ صفراء قال النابغة ووصف خيلاً يَتَحَلَّبُ اليَعْضِيدُ من أَشْداقِها صُفْراً مَناخِرُها مِنَ الجَرْجارِ الليث الجَرْجارُ نبت زاد الجوهري طيب الريح والجِرْجِيرُ نبت آخر معروف وفي الصحاح الجِرْجِيرُ بقل قال الأَزهري في هذه الترجمة وأَصابهم غيث جِوَرٌّ أَي يجر كل شيء ويقال غيث جِوَرُّ إِذا طال نبته وارتفع أَبو عبيدة غَرْبٌ جِوَرٌّ فارضٌ ثقيل غيره جمل جِوَرُّ أَي ضخم ونعجة جِوَرَّة وأَنشد فاعْتامَ مِنّا نَعْجَةً جِوَرَّهْ كأَنَّ صَوْتَ شَخْبها للدِّرَّهْ هَرْهَرَة الهِرِّ دَنَا لِلْهِرَّهْ قال الفراء جِوَرُّ إِن شئت جعلت الواو فيه زائدة من جَرَرْت وإِن شئت جعلته فِعَلاًّ من الجَوْرِ ويصير التشديد في الراء زيادة كما يقال حَمارَّةٌ التهذيب أَبو عبيدة المَجَرُّ الذي تُنْتَجُه أُمه يُنْتابُ من أَسفل فلا يَجْهَدُ الرَّضاعَ إِنما يَرِفُّ رَفّاً حتى يُوضَعَ خِلفُها في فيه ويقال جوادٌ مُجَرٌّ وقد جَرَرْتُ الشيء أَجُرُّه جَرّاً ويقال في قوله أَعْيَا فَنُطْنَاهُ مَناطَ الجَرِّ أَراد بالجَرَّ الزَّبِيلَ يُعَلَّق من البعير وهو النَّوْطُ كالجُلَّة الصغيرة الصحاح والجِرِّيُّ ضرب من السمك والجِرِّيَّةُ الحَوْصَلَةُ أَبو زيد هي القِرِّيَّةُ والجِرِّيَّةُ للحوصلة وفي حديث ابن عباس أَنه سئل عن أَكل الجِرِّيِّ فقال إِنما هو شيء حرمه اليهود الجِرِّيُّ بالكسر والتشديد نوع من السمك يشبه الحية ويسمى بالفارسية مَارْماهي ويقال الجِرِّيُّ لغة في الجِرِّيت من السمك وفي حديث علي كرم الله وجهه أَنه كان ينهي عن أَكل الجِرِّيّ والجِرِّيت وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم دُلِّ على أُم سلمة فرأَى عندها الشُّبْرُمَ وهي تريد أَن تشربه فقال إِنه حارٌّ جارٌّ وأَمرها بالسَّنَا والسَّنُّوتِ قال أَبو عبيد وبعضهم يرويه حارٌّ يارٌّ بالياء وهو إِتباع قال أَبو منصور وجارٌّ بالجيم صحيح أَيضاً الجوهري حارٌّ جارٌّ إِتباع له قال أَبو عبيد وأَكثر كلامهم حارُّ يارُّ بالياء وفي ترجمة حفز وكانت العرب تقول للرجل إِذا قاد أَلفاً جَرَّاراً ابن الأَعرابي جُرْجُرْ إِذا أَمرته بالاستعداد للعدوّ ذكره الأَزهري آخر ترجمة جور وأَما قولهم لا جَرَّ بمعنى لا جَرَمَ فسنذكره في ترجمة جرم إِن شاء الله تعالى

جزر
الجَزْرُ ضِدُّ المَدِّ وهو رجوع الماء إلى خلف قال الليث الجَزْرُ مجزوم انقطاعُ المَدِّ يقال مَدَّ البحرُ والنهرُ في كثرة الماء وفي الإِنقطاع
( * قوله « وفي الانقطاع » لعل هنا خذفاً والتقدير وجزر في الانقطاع أَي اِنقطاع المد لان الجزر ضد المد ) ابن سيده جَزَرَ البحرُ والنهر يَجْزِرُ جَزْراً انْجَزَرَ الصحاح جزر الماءُ يَجْزُرُ ويَجْزِرُ جَزْراً أَي نَضَب وفي حديث جابر ما جَزَرَ عنه البحرُ فَكُلْ أَي ما انكشف عنه من حيوان البحر يقال جَزَرَ الماءُ يَجْزُِرُ جَزْراً إِذا ذهب ونقص ومنه الجَزْر والمَدُّ وهو رجوع الماء إِلى خَلْف والجزِيرةُ أَرضٌ يَنْجَزِرُ عنها المدُّ التهذيب الجزِيرةُ أَرض في البحر يَنُفَرِجُ منها ماء البحر فتبدو وكذلك الأَرض التي لا يعلوها السيل ويُحْدقُ بها فهي جزيرة الجوهري الجزيرة واحدة جزائر البحر سميت بذلك لانقطاعها عن معظم الأَرض والجزيرة موضع بعينه وهو ا بين دِجْلَة والفُرات والجزيرة موضع بالبصرة أَرض نخل بين البصرة والأُبُلَّة خصت بهذا الاسم والجزيرة أَيضاً كُورَةٌ تتاخم كُوَرَ الشام وحدودها ابن سيده والجزيرة إِلى جَنْبِ الشام وجزيرة العرب ما بين عَدَنِ أَبْيَنَ إِلى أَطوارِ الشام وقيل إِلى أَقصى اليمن في الطُّول وأَما في العَرْضِ فمن جُدَّةَ وما والاها من شاطئ البحر إِلى رِيفه العراق وقيل ما بين حفر أَبي موسى إِلى أَقصى تهامة في الطول وأَما العرض فما بين رَمْلِ يَبْرِين إِلى مُنْقَطَعِ السَّماوة وكل هذه المواضع إِنما سميت بذلك لأَن بحر فارس وبحر الحبش ودجلة والفرات قد أَحاطا بها التهذيب وجزيرة العرب مَحَالُّها سميت جزيرة لأَن البحرين بحر فارس وبحر السودان أَحاط بناحيتيها وأَحاط بجانب الشمال دجلة والفرات وهي أَرض العرب ومعدنها وفي الحديث أَن الشيطان يئس أَن يُعْبَدَ في جزيرة العرب قال أَبو عبيد هو اسم صُقْع من الأَرض وفسره على ما تقدم وقال مالك بن أَنس أَراد بجزيرة العرب المدينة نفسها إِذا أَطلقت الجزيرة في الحديث ولم تضف إِلى العرب فإِنما يراد بها ما بين دِجْلَة والفُرات والجزيرة القطعة من الأَرض عن كراع وجَزَرَ الشيءَ
( * قوله « وجزر الشيء إلخ » من بابي ضرب وقتل كما في المصباح وغيره ) يَجْزُرُه ويَجْزِرُه جَزراً قطعة والجَزْرُ نَحْرُ الجَزَّارِ الجَزُورَ وجَزَرْتُ الجَزُورَ أَجْزُرُها بالضم واجْتَزَرْتُها إِذا نحرتها وجَلَّدْتَها وجَزَرَ الناقة يَجْزُرها بالضم جَزْراً نحرها وقطعها والجَزُورُ الناقة المَجْزُورَةُ والجمع جزائر وجُزُرٌ وجُزُرات جمع الجمع كطُرُق وطُرُقات وأَجْزَرَ القومَ أَعطاهم جَزُوراً الجَزُورُ يقع على الذكر والأُنثى وهو يؤنث لأَن اللفظة مؤنثة تقول هذه الجزور وإِن أَردت ذكراً وفي الحديث أَن عمر أَعطى رجلاً شكا إِليه سُوءَ الحال ثلاثة أَنْيابٍ جَزائرَ الليث الجَزُورُ إِذا أُفرد أُنث لأَن أَكثر ما ينحرون النُّوقُ وقد اجْتَزَرَ القومَ جَزُوراً إِذا جَزَرَ لهم وأَجْزَرْتُ فلاناً جَزُوراً إِذا جعلتها له قال والجَزَرُ كل شيء مباح للذبح والواحد حَزَرَةٌ وإِذا قلت أَعطيته جَزَرَةً فهي شاة ذكراً كان أَو أُنثى لأَن الشاة ليست إِلاَّ للذبح خاصة ولا تقع الجَزَرَةُ على الناقة والجمل لأَنهما لسائر العمل ابن السكيت أَجْزَرْتُه شاةً إِذا دفعت إِليه شاة فذبحها نعجةً أَو كبشاً أَو عنزاً وهي الجَزَرَةُ إِذا كانت سمينة والجمع الجَزَرُ ولا تكون الجَزَرَةُ إِلاَّ من الغنم ولا يقال أَجْزَرْتُه ناقة لأَنها قد تصلح لغير الذبح والجَزَرُ الشياه السمينة الواحدة جَزَرَةٌ ويقال أَجزرت القومَ إِذا أَعطيتهم شاة يذبحونها نعجةً أَو كبشاً أَو عنزاً وفي الحديث أَنه بعث بعثاً فمروا بأَعرابي له غنم فقالوا أَجْزِرْنا أَي أَعطنا شاة تصلح للذبح وفي حديث آخر فقال يا راعي أَجْزِرْني شاةً ومنه الحديث أَرأَيتَ إِن لَقِيتُ غَنَمَ ابن عمي أَأَجْتَزِرُ منها شاةً ؟ أَي آخذ منها شاة وأَذبحها وفي حديث خَوَّاتٍ أَبْشِرْ بِجزَرَةٍ سمينة أَي شاة صالحة لأَنْ تُجْزَرَ أَي تذبح للأَكل وفي حديث الضحية فإِنما هي جَزَرَةٌ أَطَعَمَها أَهله وتجمع على جَزَرٍ بالفتح وفي حديث موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام والسحَرةِ حتى صارت حبالهم للثُّعبان جَزَراً وقد تكسر الجيم ومن غريب ما يروى في حديث الزكاة لا تأْخذوا من جَزَراتِ أَموال الناس أَي ما يكون أُعدّ للأَكل قال والمشهور بالحاء المهملة ابن سيده والجَزَرُ ما يذبح من الشاء ذكراً كان أَو أُنثى جَزَرَةٌ وخص بعضهم به الشاة التي يقوم إِليها أَهلها فيذبحونها وقد أَجْزَرَه إِياها قال بعضهم لا يقال أَجْزَرَه جَزُوراً إِنما يقال أَجْزَرَه جَزَرَةً والجَزَّارُ والجِزِّيرُ الذي يَجْزُر الجَزورَ وحرفته الجِزارَةُ والمَجْزِرُ بكسر الزاي موضع الجَزْر والجُزارَةُ حَقُّ الجَزَّار وفي حديث الضحية لا أُعطي منها شيئاً في جُزارَتها الجزارة بالضم ما يأْخذ الجَزَّارُ من الذبيحة عن أُجرته فمنع أَن يؤْخذ من الضحية جزء في مقابلة الأُجرة وتسمى قوائم البعير ورأْسه جُزارَةً لأَنها كانت لا تقسم في الميسر وتُعْطَى الجَزَّارَ قال ذو الرمّة سَحْبَ الجُزارَة مِثلَ البَيْتِ سائرُهُ مِنَ المُسُوح خِدَبٌّ شَوْقَبٌ خَشَبُ ابن سيده والجُزارَةُ اليدان والرجلان والعنق لأَنها لا تدخل في أَنصباء الميسر وإِنما يأْخذها الجَزَّارُ جُزارَتَه فخرج على بناء العُمالة وهي أَجْرُ العامل وإِذا قالوا في الفرس ضَخْمُ الجُزارَةِ فإِنما يريدون غلظ يديه ورجليه وكَثْرَةَ عَصَبهما ولا يريدون رأْسه لأَن عِظَمَ الرأْس في الخيل هُجْنَةٌ قال الأَعشى ولا نُقاتِلُ بالعِصِيِّ ولا نُرامِي بالحجارَه إِلاَّ عُلالَةَ أَو بُدَا هَةَ قارِحٍ نَهْدِ الجُزارَه واجْتَزَر القومُ في القتال وتَجَزَّرُوا ويقال صار القَوم جَزَراً لعدوّهم إِذا اقتتلوا وجَزَرَ السِّباعِ اللحمُ الذي تأْكله يقال تركوهم جَزَراً بالتحريك إِذا قتلوهم وتركهم جَزَراً للسباع والطير أَي قِطَعاً قال إِنْ يَفْعَلا فلَقَدْ تَرَكْتُ أَباهُما جَزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ وتَجَازَرُوا تشاتموا وتجازرا تشاتماً فكأَنما جَزَرَا بينهما ظَرِبَّاءَ أَي قطعاها فاشتدّ نَتْتنُها يقال ذلك للمتشاتمين المتبالغين والجِزارُ صِرامُ النخل جَزَرَهُ يَجْزُرُِه ويَجْزِرُه جَزْراً وجِزاراً وجَزَاراً عن اللحياني صَرَمَه وأَجْزَرَ النخلُ حان جِزارُه كأَصْرَم حان صِرامُه وجَزَرَ النخلَ يجزرها بالكسر جَزْراً صَرَمها وقيل أَفسدها عند التلقيح اليزيدي أَجْزَرَ القومُ من الجِزار وهو وقت صرام النخل مثلُ الجَزازِ يقال جَزُّوا نخلهم إِذا صرموه ويقال أَجْزَرَ الرجلُ إِذا أَسَنَّ ودنا فَنَاؤه كما يُجْزِرُ النخلُ وكان فِتْيانٌ يقولون لشيخ أَجْزَرْتَ يا شيخُ أَي حان لك أَن تموت فيقول أَي بَنِيَّ وتُحْتَضَرُونَ أَي تموتون شباباً ويروى أَجْزَزْتَ من أَجَزَّ البُسْرُ أَي حان له أَن يُجَزَّ الأَحمر جَزَرَ النخلَ يَجْزِرُه إِذا صرمه وحَزَرَهُ يَحْزِرُهُ إِذا خرصه وأَجْزَرَ القومُ من الجِزارِ والجَزَار وأَجَزُّوا أَي صرموا من الجِزَازِ في الغنم وأَجْزَرَ النخلُ أَي أَصْرَمَ وأَجْزَرَ البعيرُ حان له أَن يُجْزَرَ ويقال جَزَرْتُ العسل إِذا شُرتَهُ واستخرجته من خَلِيَّتِه وإِذا كان غليظاً سَهُلَ استخراجُه وتَوَعَّدَ الحجاجُ بن يوسف أَنَسَ بن مالك فقال لأَجْزُرَنَّك جَزْرَ الضَّرَبِ أَي لأَسْتَأْصِلَنَّك والعسل يسمى ضَرَباً إِذا غلظ يقال اسْتَضْرَبَ سَهُلَ اشْتِيارُه على العاسِل لأَنه إِذا رَقَّ سال وفي حديث عمر اتَّقوا هذه المجازِرَ فإِن لها ضَراوَةً كضَراوةِ الخمرِ أَراد موضع الجَزَّارين التي تنحر فيها الإِبل وتذبح البقر والشاء وتباع لُحْمانُها لأَجل النجاسة التي فيها من الدماء دماء الذبائح وأَرواثها واحدها مَجْزَرَةٌ
( * قوله « واحدها مجزرة إلخ » أي بفتح عين مفعل وكسرها إِذ الفعل من باب قتل وضرب ) ومَجْزِرَةٌ وإِنما نهاهم عنها لأَنه كَرِهَ لهم إِدْمانَ أَكل اللحوم وجعلَ لها ضَراوَةً كضراوة الخمر أَي عادة كعادتها لأَن من اعتاد أَكل اللحوم أَسرف في النفقة فجعل العادة في أَكل اللحوم كالعادة في شرب الخمر لما في الدوام عليها من سَرَفِ النفقة والفساد يقال أَضْرَى فلان في الصيد وفي أَكل اللحم إِذا اعتاده ضراوة وفي الصحاح المَجازِرُ يعني نَدِيَّ القوم وهو مُجْتَمَعَهُم لأَن الجَزُورَ إِنما تنحر عند جمع الناس قال ابن الأَثير نهى عن أَماكن الذبح لأَن إِلْفَها ومُداوَمَةَ النظر إِليها ومشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسي القلب ويذهب الرحمة منه وفي حديث آخر أَنه نهى عن الصلاة في المَجْزَرَةِ والمَقْبُرَة والجِزَرُ والجَزَرُ معروف هذه الأَرُومَةُ التي تؤكل واحدتها جِزَرَةٌ وجَزَرَةٌ قال ابن دريد لا أَحسبها عربية وقال أَبو حنيفة أَصله فارسي الفرّاء هو الجَزَرُ والجِزَرُ للذي يؤكل ولا يقال في الشاء إِلا الجَزَرُ بالفتح الليث الجَزيرُ بلغة أَهل السواد رجل يختاره أَهل القرية لما ينوبهم من نفقات من ينزل به من قِبَل السلطان وأَنشد إِذا ما رأَونا قَلَّسوا من مَهابَةٍ ويَسْعى علينا بالطعامِ جَزِيرُها

جسر
جَسَرَ يَجْسُرُ جُسُوراً وجَسارَةً مضى ونفَذ وجَسَرَ على كذا يَجْسُر جَسارَةً وتَجاسَر عليه أَقدم والجَسُورُ المِقْدامُ ورجل جَسْر وجَسُورٌ ماضٍ شجاعٌ والأُنثى جَسْرَةٌ وجَسُورٌ وجَسُورَةٌ ورجل جَسْرٌ جسيمٌ جَسُورٌ شجاع وإِن فلاناً لَيُجَسَّرُ فلاناً أَي يُشَجِّعُه وفي حديث الشَّعْبِيِّ أَنه كان يقول لسيفه اجْسُرْ جَسَّارُ هو فعَّال من الجَسَارة وهي الجَراءَةُ والإِقدام على الشيء وجَمَلٌ جَسْرٌ وناقة جَسْرَة ومُتَجاسِرَة ماضية قال الليث وقَلّما يقال جمل جَسْرٌ قال وخَرَجَت مائِلَةَ التَّجاسُرِ وقيل جمل جَسْرٌ طويل وناقة جَسْرَة طويلة ضَخْمَةٌ كذلك والجَسْرُ بالفتح العظيم من الإِبل وغيرها والأُنثى جَسْرَة وكلُّ عضْوٍ ضَخْمٍ جَسْرٌ قال ابن مقبل هَوْجاءُ مَوْضِعُ رَحْلِها جَسْرُ أَي ضخم قال ابن سيده هكذا عزاه أَبو عبيد إِلى ابن مقبل قال ولم نجده في شعره وتَجاسَرَ القوم في سيرهم وأَنشد بَكَرَتْ تَجاسَرُ عن بُطونِ عُنَيْزَةٍ أَي تسير وقال جرير وأَجْدَرَ إِنْ تَجاسَرَ ثم نادَى بِدَعْوَى يَالَ خِنْدِفَ أَن يُجَابا قال تَجاسَرَ تطاول ثم رفع رأْسه وفي النوادر تَجَاسَر فلان لفلان بالعصا إِذا تحرك له ورجل جَسْرٌ طويل ضخم ومنه قيل للناقة جَسْرٌ ابن السكيت جَسَرَ الفَحْلُ وفَدَرَ وجَفَرَ إِذا ترك الضِّراب قال الراعي تَرَى الطَّرِفَاتِ العُبْطَ من بَكَراتِها يَرُعْنَ إِلى أَلواحِ أَعْيَسَ جاسِرِ وجارية جَسْرَةُ الساعدين أَي ممتلئتهما وأَنشد دارٌ لِخَوْدٍ جَسْرَةِ المُخَدَّمِ والجَسْرُ والجِسْرُ لغتان وهو القنطرة ونحوه مما يعبر عليه والجمع القليل أَجْسُرٌ قال إِن فِرَاخاً كَفِراخِ الأَوْكُرِ بِأَرْضِ بَغْدادَ وَراءَ الأَجْسُرِ والكثير جُسُورٌ وفي حديث نَوْفِ بن مالك قال فوقع عُوجٌ على نيل مصر فجسَرَهُمْ سَنَةً أَي صار لهم جِسْراً يَعْبُرونَ عليه وتفتح جيمه وتكسر وجَسْرٌ حَيٌّ من قَيْسِ عَيْلان وبنو القَيْنِ بن جُسَير قَوْمٌ أَيضاً وفي قُضاعَة جَسْرٌ من بني عمران بن الحَافِ وفي قيس جَسْرٌ آخرُ وهو جَسْرُ بن مُحارب بن خَصَفَةَ وذكرهما الكميت فقال تَقَشَّفَ أَوْباشُ الزَّعانِفِ حَوْلَنا قَصِيفاً كأَنَّا من جُهَيْنَةَ أَوْ جَسْرِ وما جَسْرَ قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلانَ أَبْتَغِي ولكِنْ أَبا القَيْنِ اعْتَدَلْنا إِلى الجَسرِ

جشر
الجَشَر بَقْلُ الربيع وجَشَرُوا الخَيْلَ وجَشَّروها أَرْسَلُوها في الجَشْرِ والجَشْرُ أَن يخرجوا بخيلهم فَيَرْعَوْها أَمام بيوتهم وأَصبحوا جَشْراً وجَشَراً إِذا كانوا يَبِيتُون مكانهم لا يرجعون إِلى أَهليهم والجَشَّار صاحبُ الجَشَرِ وفي حديث عثمان رضي الله عنه أَنه قال لا يغرّنكم جَشَرُكُمْ من صلاتكم فإِنما يَقْصُرُ الصلاةَ من كان شاخصاً أَو يَحْضُرُهُ عدوّ قال أَبو عبيد الجَشَرُ القومُ يخرجون بدوابهم إِلى المرعى ويبيتون مكانهم ولا يأْوون إِلى البيوت وربما رأَوه سفراً فقصروا الصلاة فنهاهم عن ذلك لأَن المُقَامَ في المرعى وإِن طال فليس بسفر وفي حديث ابن مسعود يا مَعْشَرَ الجُشَّارِ لا تغتروا بصلاتكم الجُشَّار جمع جاشِرٍ وفي الحديث ومنا من هو في جَشْرَةٍ وفي حديث أَبي الدرداء من ترك القرآن شهرين فلم يقرأْه فقد جَشَرَهُ أَي تباعد عنه يقال جَشَرَ عن أَهله أَي غاب عنهم الأَصمعي بنو فلان جَشَرٌ إِذا كانوا يبيتون مكانهم لا يأْوون بيوتهم وكذلك مال جَشَرٌ لا يأْوي إِلى أَهله ومال جَشَرٌ يرعى في مكانه لا يؤوب إِلى أَهله وإِبل جُشَّرٌ تذهب حيث شاءت وكذلك الحُمُرُ قال وآخرونَ كالحمير الجُشَّرِ وقوم جُشْرٌ وجُشَّرٌ عُزَّابٌ في إِبلهم وجَشَرْنا دوابَّنا أَخرجناها إِلى المرعى نَجْشُرُها جَشْراً بالإِسكان ولا نَرُوحُ وخيل مُجَشَّرةٌ بالحِمَى أَي مَرْعِيَّة ابن الأَعرابي المُجَشَّرُ الذي لا يرعى قُرْبَ الماء والمنذري الذي يرعى قرب الماء أَنشد ابن الأَعرابي لابن أَحمر في الجَشْرِ إِنَّكَ لو رأَيتَني والقَسْرَا مُجَشِّرِينَ قد رَعَينا شَهْرَا لم تَرَ في الناسِ رِعاءً جَشْرَا أَتَمَّ مِنَّا قَصَباً وسَيْرَا قال الأَزهري أَنشدنيه المنذري عن ثعلب عنه قال الأَصمعي يقال أَصبح بنو فلان جَشَراً إِذا كانوا يبيتون في مكانهم في الإِبل ولا يرجعون إِلى بيوتهم قال الأَخطل تَسْأَلُه الصُّبْرُ من غَسَّانَ إِذْ حَضَرُوا والحَزْنُ كَيْفَ قَراهُ الغِلْمَةُ الجَشَرُ الصُّبْرُ والحَزْنُ قبيلتان من غسان قال ابن بري صواب إِنشاده كيف قراك بالكاف لأَنه يصف قتل عمير بن الحُبَابِ وكَوْنَ الصُّبْر والحَزْنِ وهما بطنان من غسان يقولون له بعد موته وقد طافوا برأْسه كيف قَراك الغِلْمَةُ الجَشَرُ ؟ وكان يقول لهم إِنما أَنتم جَشَرٌ لا أُبالي بكم ولهذا يقول فيها مخاطباً لعبد الملك بن مروان يُعَرِّفُونَكَ رَأْسَ ابنِ الحُبابِ وقد أَضْحَى وللسَّيْفِ في خَيْشُومِهِ أَثَرُ لا يَسْمَعُ الصَّوْتَ مُسْتَكّاً مسامِعُه وليس يَنْطِقُ حتى يَنْطِقَ الحَجَرُ وهذه القصيدة من غُرَرِ قصائد الأَخطل يخاطب فيها عَبْدَ الملِك بْنَ مَرْوان يقول فيها نَفْسِي فِداءُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ إِذا أَبْدَى النَّواجِذَ يَوْمٌ باسِلٌ ذَكَرُ الخائِضِ الغَمْرِ والمَيْمُونِ طائِرُهُ خَلِيفَةِ اللهِ يُسْتَسْقَى بِهِ المَطَرُ في نَبْعَةٍ مِن قُرَيشٍ يَعْصِبُونَ بها ما إِنْ يُوازى بأَعْلَى نَبتِها الشَّجَرُ حُشْدٌ على الحق عَيَّافو الخَنَا أُنُفٌ إِذا أَلَمَّتْ بِهِمْ مَكْرُوهَةٌ صَبَرُوا شُمْسُ العَداوَةِ حتى يُسْتَقَادَ لهم وأَعظمُ الناسِ أَحْلاماً إِذا قَدَرُوا منها إِنَّ الضَّغِينَةَ تَلْقَاها وإِن قَدُمَتْ كالعُرِّ يَكْمُنُ حِيناً ثم يَنْتَشِرُ والجَشْرُ والجَشَرُ حِجَارَةٌ تنبت في البحر قال ابن دريد لا أَحسبها معرّبة شمر يقال مكان جَشِر أَي كثير الجَشَر بتحريك الشين وقال الرِّياشي الجَشَرُ حجارة في البحر خشنة أَبو نصر جَشَرَ الساحلُ يَجْشُرُ جشراً الليث الجَشَرُ ما يكون في سواحل البحر وقراره من الحصى والأَصداف يَلْزَقُ بعضها ببعض فتصير حجراً تنحت منه الأَرْحِيَةُ بالبصرة لا تصلح للطحن ولكنها تُسَوَّى لرؤوس البلاليع والجَشَرُ وَسَخُ الوَطْبِ من اللبن يقال وَطْبٌ جَشِرٌ أَي وَسِخٌ والجَشَرَةُ القِشْرَةُ السفلى التي على حَبَّةِ الحنطة والجَشَرُ والجُشْرَةُ خُشُونة في الصدر وغِلَظٌ في الصوت وسُعال وفي التهذيب بَحَحٌ في الصوت يقال به جُشْرَةٌ وقد جَشِرَ
( * قوله « وقد جشر » كفرح وعني كما في القاموس ) وقال اللحياني جُشِرَ جُشْرَةً قال ابن سيده وهذا نادر قال وعندي أَن مصدر هذا إِنما هو الجَشَرُ ورجل مجشور وبعير أَجْشَرُ وناقة جَشْراءُ بهما جُشْرَةٌ الأَصمعي بعير مَجْشُورٌ به سُعال جافٌّ غيره جُشِرَ فهو مَجْشُورٌ وجَشِرَ يَجْشَرُ جَشَراً وهي الجُشْرَةُ وقد جُشِرَ يُجْشَرُ على ما لم يسمَّ فاعله وقال حجر رُبَّ هَمٍّ جَشَمْتُهُ في هَواكُمْ وبَعِيرٍ مُنَفَّهٍ مَجْشُورِ ورجلٌ مَجْشُورٌ به سُعال وأَنشد وسَاعِلٍ كَسَعَلِ المَجْشُورِ والجُشَّةُ والجَشَشُ انتشار الصوت في بُحَّةٍ ابن الأَعرابي الجُشْرَةُ الزُّكامُ وجَشِرَ الساحلُ بالكسر يَجْشَرُ جَشْراً إِذا خَشُنَ طينه ويَبِسَ كالحجَر والجَشِيرُ الجُوالِقُ الضخم والجمع أَجْشِرَةٌ وجُشُرٌ قال الراجز يُعْجلُ إِضْجاعَ الجَشِيرِ القَاعِدِ والجَفِيرُ والجَشِيرُ الوَفْضَةُ وهي الكِنانَةُ ابن سيده والجَشِيرُ الوفضة وهي الجَعْبَةُ من جلود تكون مشقوقة في جَنْبها يفعل ذلك بها ليدخلها الريح فلا يأْتكل الريش وجَنْبٌ جاشِرٌ منتفخ وتَجَشَّرَ بطنه انتفخ أَنشد ثعلب فقامَ وَثَّابٌ نَبِيلٌ مَحْزِمُهْ لم يَتَجَشَّرْ مِنْ طَعامٍ يُبْشِمُهْ وجَشَرَ الصُّبْحُ يَجْشُرُ جُشُوراً طلع وانفلق والجاشِرِيَّةُ الشُّرْبُ مع الصبح ويوصف به فيقال شَرْبَةٌ جاشِرِيَّةٌ قال ونَدْمانٍ يَزِيدُ الكأْسَ طِيباً سَقَيْتُ الجاشِرِيَّةَ أَو سَقَانِي ويقال اصْطَبَحْتُ الجاشِرِيَّةَ ولا يَتَصَرَّفُ له فِعْلٌ وقال الفرزدق إِذا ما شَرِبْنَا الجاشِرِيَّةَ لَمْ نُبَلْ أَمِيراً وإِن كانَ الأَمِيرُ مِنَ الأَزْدِ والجاشِرِيَّةُ قبيلة في ربيعة قال الجوهري وأَما الجاشرية التي في شعر الأَعشى فهي قبيلة من قبائل العرب وفي حديث الحجاج أَنه كتب إِلى عامله أَن ابْعَثْ إِليَّ بالجَشِيرِ اللُّؤْلُؤِيّ الجَشِيرُ الجِرابُ قال ابن الأَثير قاله الزمخشري

جظر
المُجْظَئِرُّ كمُقْشَعِرٍّ المُعِدُّ شَرَّه كأَنه منتصب يقال ما لَكَ مُجْظَئِرّاً ؟

جعر
الجِعَارُ حبل يَشُدُّ به المُسْتَقِي وَسَطَهُ إِذا نزل في البئر لئلا يقع فيها وطرفه في يد رجل فإِن سقط مَدَّه به وقيل هو حبل يشده الساقي إِلى وَتَدٍ ثم يشده في حِقْوِه وقد تَجَعَّرَ به قال لَيْسَ الجِعارُ مانِعي مِنَ القَدَرْ وَلَوْ تَجَعَّرْتُ بِمَحْبُوكٍ مُمَر والجُعْرَةُ الأَثَرُ الذي يكون في وسط الرجل من الجِعارِ حكاه ثعلب وأَنشد لَوْ كُنْتَ سَيْفاً كانَ أَثْرُكَ جُعْرَةً وكُنْتَ حَرًى أَنْ لا يُغَيِّرَكَ الصَّقْلُ والجُعْرَةُ شعير غليظ القَصَبِ عريض ضَخْمُ السَّنابل كأَنَّ سنابله جِراءُ الخَشْخَاشِ ولسنبله حروف عِدَّةٌ وحبه طويل عظيم أَبيض وكذلك سُنبله وسَفاه وهو رقيق خفيف المَؤُونة في الدِّياسِ والآفة إِليه سريعة وهو كثير الرَّيْعِ طيب الخُبْزِ كله عن أَبي حنيفة والجُعْرورانِ خَبْرَاوَانِ إِحداهما لبني نَهْشَلٍ والأُخرى لبني عبدالله بن دارم يملؤهما جميعاً الغيث الواحد فإِذا مُلِئَتِ الجُعْرُورانِ وَثِقُوا بِكَرْعِ شائهم عن ابن الأَعرابي وأَنشد إِذا أَرَدْتَ الحَفْرَ بالجُعْرُورِ فَاعْمَلْ بِكُلِّ مارِنٍ صَبُورِ لا غَرْفَ بالدِّرْحابَةِ القَصِير ولا الذي لوّحَ بالقَتِيرِ الدِّرْحابَةُ العَرِيضُ القصير يقول إِذا غرف الدِّرْحابة مع الطويل الضخم بالحَفْنَةِ من الغدير غدير الخَبْراءِ لم يلبث الدّرْحابَةُ أَن يَزْكُتَه الرَّبْوُ فيسقط زَكَتَه الرَّبْوُ مَلأَ جَوْفَه وفي التهذيب والجَعُور خَبْراءُ لبني نَهْشَلٍ والجَعُورُ لأُخرى خَبْراءُ لبني عبدالله بن دارِمٍ وجَعَارٍ اسم للضَّبُعِ لكثرة جَعْرها وإِنما بنيت على الكسر لأَنه حصل فيها العدل والتأْنيث والصفة الغالبة ومعنى قولنا غالبة أَنها غلبت على الموصوف حتى صار يعرف بها كما يعرف باسمه وهي معدولة عن جاعِرَة فإِذا منع من الصرف بعلتين وجب البناء بثلاث لأَنه ليس بعد منع الصرف إِلا منع الإِعراب وكذلك القول في حَلاَقِ اسْم للمَنِيَّةِ وقول الشاعر الهذلي في صفة الضبع عَشَنْزَرَةٌ جَواعِرُها ثَمانٌ فُوَيْقَ زماعِهَا خَدَمٌ حُجُولُ تَرَاها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رَأْساً جُراهِمَةً لها حِرَةٌ وَثِيلُ قيل ذهب إِلى تفخيمها كما سميت حضَاجِر وقيل هي أَولادها وجعلها الشاعر خنثى لها حِرَةٌ وَثِيلُ قال بعضهم جواعرها ثمان لأَن للضبع خروقاً كثيرة والجراهمة المغتلمة قال الأَزهري الذي عندي في تفسير جواعرها ثمان كَثْرَةُ جَعْرها والجَواعِرُ جمع الجاعِرَة وهو الجَعْر أَخرجه على فاعلة وفواعل ومعناه المصدر كقول العرب سمعت رَواغِيَ الإِبل أَي رُغاءَها وثَواغِيَ الشاء أَي ثُغاءها وكذلك العافية مصدر وجمعها عَوافٍ قال الله تعالى ليس لها من دون الله كاشفة أَي ليس لها من دونه عز وجل كشف وظهور وقال الله عز وجل لا تسمع فيها لاغِيَةً أَي لَغْواً ومثله كثير في كلام العرب ولم يُرِدْ عدداً محصوراً بقوله جواعرها ثمان ولكنه وصفها بكثرة الأَكْل والجَعْرِ وهي من آكل الدواب وقيل وصفها بكثرة الجعر كأَنّ لها جواعر كثيرة كما يقال فلان يأْكل في سبعة أَمعاء وإِن كان له مِعىً واحدٌ وهو مثل لكثرة أَكله قال ابن بري البيت أَعني عشنزرة جواعرها ثمان لحبيب بن عبدالله الأَعلم وللضبع جاعرتان فجعل لكل جاعرة أَربعة غُضون وسمى كل غَضَنٍ منها جاعرة باسم ما هي فيه وجَيْعَرٌ وجَعَارِ وأُمُّ جَعارِ كُلُّه الضَّبُعُ لكثرة جَعْرِها وفي المثل روعِي جَعارِ وانْظُري أَيْنَ المَفَرُّ يضرب لمن يروم أَن يُفْلِتَ ولا يقدر على ذلك وهذا المثل في التهذيب يضرب في فرار الجبان وخضوعه ابن السكيت تُشْتَمُ المرأَةُ فيقال لها قُومي جَعارِ تشبه بالضبع ويقال للضبع تِيسِي أَو عِيثي جَعَار وأَنشد فَقُلْتُ لهَا عِيثِي جَعَار وجَرِّرِي بِلَحْمِ امرئٍ لَمْ يَشْهَدِ القومَ ناصِرُهْ والمَجْعَرُ الدُّبُر ويقال للدُّبُر الجاعِرَةُ والجَعْراءُ والجَعْرُ نَجْوُ كل ذات مِخْلَبٍ من السباع والجَعْرُ ما تَيَبَّسَ في الدبر من العذرة والجَعْرُ يُبْسُ الطبيعة وخص ابن الأَعرابي به جَعْرَ الإِنسان إِذا كان يابساً والجمع جُعُورٌ ورجل مِجْعارٌ إِذا كان كذلك وفي حديث عمرو ابن دينار كانوا يقولون في الجاهلية دَعُوا الصَّرُورَةَ بجَهْلِهِ وإِن رَمَى بِجِعْرِه في رَحْلِهِ قال ابن الأَثير الجَعْرُ ما يَبِسَ من الثُّفْل في الدبر أَو خرج يابساً ومنه حديث عمر إِنِّي مِجْعارُ البَطْن أَي يابس الطبيعة وفي حديثه الآخر إِياكم ونومة الغَداة فإِنها مَحْعَرَةٌ يريد يُبْسَ الطبيعة أَي أَنها مَظِنَّة لذلك وجَعَر الضبع والكلب والسِّنَّوْرُ يَجْعَرُ جَعْراً خَرِئَ والجَعْرَاء الاسْتُ وقال كراعٌ الجِعِرَّى قال ولا نظير لها إِلا الجِعِبَّى وهي الاست أَيضاً والزِّمِكّي والزِّمِجَّى وكلاهما أَصل الذنب من الطائر والقِمِصَّى الوُثُوب والعِبِدَّى العَبيد والجِرِشَّى النَّفْسُ والجِعِرَّى أَيضاً كلمة يلام بها الإِنسان كأَنه يُنْسَبُ إِلى الاست وبَنُو الجَعْراء حيّ من العرب يُعَيَّرون بذلك قال دَعَتْ كِنْدَةُ الجَعْراءُ بِالخَرْجِ مالِكاً ونَدْعُو لِعَوْفٍ تَحْتَ ظِلِّ القَواصِلِ والجَعْراءُ دُغَةٌ بِنْتُ مَغْنَجٍ
( * قوله « مغنج » كذا بالأصل بالغين المعجمة وعبارة القاموس وشرحه بنت مغنج وفي بعض النسخ منعج قال المغفل بن سلمة من أعجم العين فتح الميم ومن أهملها كسر الميم قاله البكري في شرح أمالي القالي ) ولَدَتْ في بَلْعَنْبرِ وذلك أَنها خرجت وقد ضربها المخاض فظنته غائطاً فلما جلست للحدث ولدت فأَتت أُمّها فقالت يا أُمّتَ هل يَفْتَحُ الجَعْرُفاه ؟ ففهمت عنها فقالت نعَمْ ويدعو أَباه فتميم تسمي بلْعَنْبر الجعراءَ لذلك والجاعِرَةُ مثل الروث من الفَرس والجاعِرَتانِ حرفا الوَرِكَين المُشْرِفان على الفخذين وهما الموضعان اللذان يَرْقُمُهما البَيْطارُ وقيل الجاعرتان موضع الرَّقمتين من است الحمار قال كعب بن زهير يذكر الحمار والأُتن إِذا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ رَأَيْتَ لِجاعِرَتَيْهِ غُضُونا وقيل هما ما اطمأَنَّ من الورك والفخذ في موضوع المفصل وقيل هما رؤوس أَعالي الفخذين وقيل هما مَضْرَبُ الفرس بذنبه على فخذيه وقيل هما حيث يكوى الحمار في مؤَخره على كاذَتَيْهِ وفي حديث العباس أَنه وَسَمَ الجاعرتين هما لحمتان تكتنفان أَصل الذنب وهما من الإِنسان في موضع رَقْمَتي الحمارِ وفي الحديث أَنه كوى حماراً في جاعِرَتَيْه وفي كتاب عبد الملك إِلى الحجاج قاتلك الله أَسْوَدَ الجاعرتين قيل هما اللذان يَبْتَدِئانِ الذَّنَبَ والجِعَارُ من سِمات الإِبل وَسْمٌ في الجاعِرَة عن ابن حبيب من تذكرة أَبي علي والجِعْرانَةُ موضع وفي الحديث أَنه نزل الجِعْرانَةَ وتكرر ذكرها في الحديث وهي موضع قريب من مكة وهي في الحل وميقات الإِحرام وهي بتسكين العين والتخفيف وقد تكسر العين وتشدد الراء والجُعْرُورُ ضَرْبٌ من التمر صغار لا ينتفع به وفي الحديث أَنه نهى عن لونين في الصدقة من التمر الجُعْرُورِ ولَوْنِ الحُبَيْق قال الأَصمعي الجُعْرُورُ ضَرْبٌ من الدَّقَلِ يحمل رُطَباً صغاراً لا خير فيه ولَوْنُ الحُبَيْقِ من أَرْدَإِ التُّمْرانِ أَيضاً والجُعْرُورُ دُوَيْبَّة من أَحناش الأَرض ولصبيان الأَعراب لُعْبَةٌ يقال لها الجِعِرَّى الراء شديدة وذلك أَن يحمل الصبي بين اثنين على أَيديهما ولعبة أُخرى يقال لها سَفْدُ اللّقاح وذلك انتظام الصبيان بعضهم في إِثر بعض كلُّ واحد آخِذٌ بِحُجْزَةِ صاحبه من خَلْفِه وأَبو جِعْرانَ الجُعَلُ عامَّةً وقيل ضَرْبٌ من الجِعْلانِ وأُم جِعْران الرَّخَمَةُ كلاهما عن كراع

جعبر
الجَعْبَرُ القَعْب الغليظ الذي لم يحكم نَحْتُه والجَعْبَرَةُ والجَعْبَرِيَّة القصيرة الدميمة قال رؤبة بن العجاج يصف نساء يُمْسِينَ عن قَسِّ الأَذَى غَوافِلا لا جَعْبَرِيَّاتٍ ولا طَهَامِلا
( * قوله « يمسين » كذا هو أَيضاً في هذه المادة من الصحاح وفي مادة قس استشهد به على أَن القس التتبع فقال يصبحن إِلخ بدل يمسين ثم قول المؤلف القس النميمة هو وإِن كان كذلك لكن الأولى تفسير القس في البيت بالتتبع كما فعل الصحاح )
القَسُّ النَّمِيمَةُ والطَّهامِلُ الضَّخامُ ورجل جَعْبَرٌ وجَعْبَريٌّ قصير متداخل وقال يعقوب قصير غليظ والمرأَة جَعْبَرَةٌ وضَرَبَهُ فَجَعْبَرَهُ أَي صرعه

جعثر
جَعْثَرَ المتاع جَمَعَهُ

جعظر
الجِعْظارُ والجِعِظارَةُ بكسر الجيم والجِعْنْظار كله القصير الرجلين الغليظ الجسم فإِذا كان مع غلظ جسمه أَكولاً قويّاً سمي جَعْظَرِيّاً وقيل الجعْظارُ القليل العقل وهو أَيضاً الذي يَنْتَفِخُ بما ليس عنده مع قِصَرٍ وأَيضاً الذي لا يَأْلَمُ رَأْسُه وقيل هو الأَكول السَّيِّءُ الخُلُقِ الذي يتسخط عند الطعام والجَعْظَرِيّ القصير الرجلين العظيم الجسم مع قوّة وشدّة أَكل وقال ثعلب الجَعْظَرِيُّ المتكبر الجافي عن الموعظة وقال مرة هو القصير الغليظ وقال الجوهري الجَعْظَرِيُّ الفَظُّ الغليظ الفراء الجَظُّ والجَوَّاظ الطويل الجسم الأَكول الشَّرُوبُ البَطِرُ الكَفُورُ قال وهو الجِعْظارُ أَيضاً والجَعْظَرِيُّ مثله وفي الحديث أَلا أُخبركم بأَهل النار ؟ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مَنَّاعٍ جَمَّاعٍ الجَعْظَرِيُّ الفَظُّ الغليظ المتكبر وقيل هو الذي ينتفخ بما ليس عنده وفي رواية أُخرى هم الذين لا تُصَدَّعُ رؤوسهم الأَزهري الجَعْظَريُّ الطويل الجسم الأَكول الشروب البَطِرُ الكافر وهو الجِعْظارَةُ والجِعْظارُ قال وقال أَبو عمرو الجَعْظَريُّ القصير السمين الأَشِرُ الجافي عن الموعظة

جعفر
الجَعْفَرُ النهر عامَّةً حكاه ابن جني وأَنشد إِلى بَلَدٍ لا بَقَّ فِيهِ ولا أَذًى ولا نَبَطِيَّات يُفَجِّرْنَ جَعْفَرَا وقيل الجعفر النهر الملآن وبه شبهت الناقة الغزيرة قال الأَزهري أَنشدني المفضل مَنْ للجَعافِرِ يا قَوْمي ؟ فَقَدْ صُرِيَتْ وقَدْ يُسَاقُ لِذاتِ الصَّرْبَةِ الحَلَبُ ابن الأَعرابي الجَعْفَرُ النهر الصغير فوق الجَدْوَلِ وقيل الجَعْفَرُ النهر الكبير الواسع وأَنشد تَأَوَّدَ عُسْلُوجٌ عَلى شَطِّ جَعفَر وبه سمي الرجل وجَعْفَرٌ أَبو قبيلة من عامر وهم الجَعَافِرَةُ

جعمر
الجَعْمَرَةُ أَن يجمع الحمار نفسه وجَرامِيزَه ثم يَحْمِلَ على العَانَةِ أَو على الشيء إِذا أَراد كَدْمَهُ الأَزهري الجَعْمَرَةُ والجَمْعَرَة القَارَةُ المرتفعة المشرفة الغليظة

جعنظر
الجَعَنْظَرُ والجِعِنْظَارُ القصير الرجلين الغليظ الجسم عن كراع ورجل جِعِنْظَار إِذا كان أَكولاً قويّاً عظيماً جسيماً

جفر
الجَفْرُ من أَولاد الشاء إِذا عَظُمَ واستكرشَ قال أَبو عبيد إِذا بلغ ولد المعزى أَربعة أَشهر وجَفَرَ جَنْبَاه وفُصِلَ عن أُمه وأَخَذَ في الرَّعْي فهو جَفْرٌ والجمع أَجْفَار وجِفَار وجَفَرَةٌ والأُنثى جَفْرَةٌ وقد جَفَرَ واسْتَجفَرَ قال ابن الأَعرابي إِنما ذلك لأَربعة أَشهر أَو خمسة من يوم ولد وفي حديث عمر أَنه قضى في اليَرْبُوع إِذا قتله المحرم بجَفْرَةٍ وفي رواية قضى في الأَرنب يصيبها المحرم جَفْرَةً ابن الأَعرابي الجَفْرُ الجَمَلُ الصغير والجَديُ بعدما يُفْطَمُ ابن ستة أَشهر قال والغلام جَفْرٌ ابن شميل الجَفْرَةُ العَناق التي شَبِعَتْ من البَقْلِ والشجر واستغنت عن أُمِّها وقد تَجَفَّرَتْ واسْتَجْفَرَتْ وفي حديث حليمة ظَئِرَ النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان يَشِبُّ في اليوم شَبَابَ الصبي في الشهر فبلغ ستّاً وهو جَفرٌ قال ابن الأَثير اسْتَجْفَر الصَّبيُّ إِذا قوي على الأَكل وفي حديث أَبي اليَسَرِ فخرج
( * قوله « فخرج إِلخ » كذا بضبط القلم في نسخة من النهاية يظن بها الصحة والعهدة عليها ) إِليَّ ابنٌ له جَفْرٌ وفي حديث أُم زرع يكفيه ذراعُ الجَفْرَةِ مدحته بقلة الأَكل والجَفْرُ الصبي إِذا انتفخ لحمه وأَكل وصارت له كرش والأُنثى جَفْرَةٌ وقد استَجْفَر وتَجَفَّرَ والمُجْفَرُ العظيم الجنبين من كل شيء واسْتَجْفَرَ إِذا عظم حكاه شمر وقال جُفْرَةُ البطن باطِنُ المُجْرَئِشِّ والجُفْرَةُ جَوْفُ الصدر وقيل ما يجمع البطن والجنبين وقيل هو مُنحَنَى الضلوع وكذلك هو من الفرس وغيره وقيل جُفْرَةُ الفرس وسَطُه والجمع جُفَرٌ وجِفَارٌ وجُفْرَةُ كل شيء وسطه ومعظمه وفَرَسٌ مُجْفَرٌ وناقة مُجْفَرَة أَي عظيمة الجُفْرةِ وهي وسطه قال الجَعْدِيُّ فَتَآيا بِطَرِير مُرْهَفٍ جُفْرَةَ المَحْزِمِ مِنْهُ فَسَعَلْ والجُفْرَةُ الحُفْرَةُ الواسعة المستديرة والجُفَرُ خُروق الدعائم التي تحفر لها تحت الأَرض والجَفْرُ البئر الواسعة التي لم تُطْوَ وقيل هي التي طوي بعضها ولم يطو بعض والجمع جِفَارٌ ومنه جَفْرُ الهَبَاءَةِ وهو مُسْتَنْقَع ببلاد غَطَفَان والجُفْرَةُ بالضم سَعَةٌ في الأَرض مستديرة والجمعُ جِفَارٌ مثل بُرْمَةٍ وبرام ومنه قيل للجوف جُفْرةٌ وفي حديث طلحة فوجدناه في بعض تلك الجِفَارِ وهو جمع جُفْرة بالضم وفي الحديث ذكر جُفرة بضم الجيم وسكون الفاء جفرة خالد من ناحية البصرة تنسب إِلى خالد بن عبدالله بن أَسِيدٍ لها ذكر في حديث عبد الملك بن مروان والجَفِيرُ جَعْبَة من جلود لا خشب فيها أَو من خشب لا جلد فيها والجَفِيرُ أَيضاً جَعْبَةٌ من جلود مشقوقة في جنبها يُفعل ذلك بها ليدخلها الريح فلا يأْتكل الريش الأَحمر الجَفِير والجَعْبَةُ الكِنَانة الليث الجَفِير شبه الكنانة إِلا أَنه واسعٌ أَوسعُ منها يجعل فيه نُشَّابٌ كثير وفي الحديث من اتخذ قوساً عربية وجَفِيرَها نفى الله عنه الفقر الجَفير الكنانة والجَعْبة التي تجعل فيها السهام وتخصيصُ القِسِيِّ العربية كراهيةَ زِيِّ العجم وجَفَرَ الفحلُ يَجْفُر بالضم جُفُوراً انقطع عن الضِّراب وقَلَّ ماؤه وذلك إِذا أَكثر الضراب حتى حَسَرَ وانقطع وعَدَلَ عنه ويقال في الكبش رَبَضَ ولا يقال جَفَرَ ابن الأَعرابي أَجْفَرَ الرجلُ وجَفَرَ وجَفَّرَ واجْتَفَرَ إِذا انقطع عن الجماع وإِذا ذَلَّ قيل قد اجْتَفَرَ وأَجْفَرَ الرجلُ عن المرأَة انقطع وجَفَّرَه الأَمرُ عنه قَطَعَه عن ابن الأَعرابي وأَنشد وتُجْفِروا عن نساء قَدْ تَحِلُّ لَكُمْ وفي الرُّدَيْنِيِّ والْهِنْدِيِّ تَجْفِيرُ أَي أَن فيهما من أَلم الجراح ما يُجَفِّرُ الرجلَ عن المرأَة وقد يجوز أَن يعني به إِماتتهما إِياهم لأَنه إِذا مات فقد جَفَرَ وطعام مَجْفَرٌ ومَجْفَرَةٌ عن اللحياني يقطع عن الجماع ومن كلام العرب أَكلُ البِطِّيخ مَجْفَرَةٌ وفي الحديث أَنه قال لعثمان بن مظعون عليك بالصوم فإِنه مَجْفَرَةٌ أَي مَقْطَعَةٌ للنكاح وفي الحديث أَيضاً صُوموا وَوَفِّرُوا أَشْعاركم
( * قوله « ووفروا أشعاركم » يعني شعر العانة وفي رواية فإِنه أَي الصوم مجفر بصيغة اسم الفاعل من أجفر وهذا أَمر لمن لا يجد أهبة النكاح من معشر الشباب كذا بهامش النهاية ) فإِنها مَجْفَرَةٌ قال أَبو عبيد يعني مَقْطَعَة للنكاح ونقصاً للماء ويقال للبعير إِذا أَكثر الضراب حتى ينقطع قد جَفَرَ يَجْفِرُ جُفُوراً فهو جافر وقال ذو الرمة في ذلك وقد عَارَضَ الشِّعْرى سُهَيْلٌ كَأَنَّهُ قَرِيعُ هَجانٍ عَارَضَ الشَّوْلَ جَافِرُ وفي حديث عليّ كرم الله وجهه أَنه رأَى رجلاً في الشمس فقال قُمْ عنها فإِنها مَجْفَرَةٌ أَي تُذْهِبُ شهوة النكاح وفي حديث عمر رضي الله عنه إِياكم وَنَوْمَةَ الغَدَاةِ فإِنها مَجْفَرَةٌ وجعله القتيبي من حديث علي كرم الله وجهه والمُجْفِرُ المتغير ريح الجسد وفي حديث المُغِيرةِ إِياكم وكلَّ مُجْفِرَةٍ أَي مُتَغَيِّرة رِيحِ الجسد والفعل منه أَجْفَر قال ويجوز أَن يكون من قولهم امرأَة مُجْفِرَةُ الجنين أَي عظيمتهما وجَفَرَ جَنْبَاهُ إِذا اتَّسَعَا كأَنه كَرِهَ السِّمَنَ وقال أَبو حنيفة الكَنَهْبَلُ صِنْفٌ من الطَّلْحِ جَفْرٌ قال ابن سيده أُراه عَنَى به قبيح الرائحة من النبات الفراء كنت آتيكم فَقَد أَجْفَرْتُكم أَي تركت زيارتكم وقطعتها ويقالُ أَجْفَرْتُ ما كنتُ فيه أَي تركته وأَجْفَرْتُ فلاناً قطعته وتركت زيارته وأَجْفَرَ الشيءُ غاب عنك ومن كلام العرب أَجْفَرَنا هذا الذئبُ فما حَسَسْناه منذ أَيام وفعلتُ ذلك من جَفْرِ كذا
( * قوله « من جفر كذا إلخ » بفتح فسكون وبالتحريك وجفرة كذا بفتح فسكون كل ذلك عن ابن دريد أفاده شارح القاموس ) أَي من أَجله ويقال للرجل الذي لا عقل له إِنه لَمُنْهَدِمُ الحال ومُنْهَدِمُ الجَفْرِ والجُفُرَّى والكُفُرَّى وِعاء الطلع وإِبِلٌ جِفَارٌ إِذا كانت غِزاراً شبهت بِجِفَارِ الرَّكابا والجُفُرَّاء والجُفُرَّاةُ الكافور من النخل حكاهما أَبو حنيفة وجَيْفَرٌ ومُجَفَّر اسمان والجَفْرُ موضع بنجد والجِفَارُ موضع وقيل هو ماء لبني تميم قال ومنه يوم الجِفَارِ قال الشاعر وَيَوْمُ الجِفَارِ وَيَوْمُ النِّسا رِ كانا عَذَاباً وكانا غَرَامَا أَي هلاكاً والجَفَائِرُ رمال معروفة أَنشد الفارسي أَلِمَّا على وَحْشِ الجَفَائِر فانْظُرا إِليها وإِنْ لم تُمْكِنِ الوَحْشُ رامِيَا والأَجْفَرُ موضع

جكر
ابن الأَعرابي الجُكَيْرَةُ تصغير الجَكْرَةِ وهي اللَّجَاجَة وقال في موضع آخر أَجْكَرَ الرجلُ إِذا لَجَّ في البيع وقد جَكِرَ يَجْكَرُ جَكَراً

جلنر
الجُلنَّارُ معروف

جمر
الجَمْر النار المتقدة واحدته جَمْرَةٌ فإِذا بَرَدَ فهو فَحْمٌ والمِجْمَرُ والمِجْمَرَةُ التي يوضع فيها الجَمْرُ مع الدُّخْنَةِ وقد اجْتَمَرَ بها وفي التهذيب المِجْمَرُ قد تؤنث وهي التي تُدَخَّنْ بها الثيابُ قال الأَزهري من أَنثه ذهب به إِلى النار ومن ذكَّره عنى به الموضع وأَنشد ابن السكيت لا يَصْطَلي النَّارَ إِلا مِجْمَراً أَرِجا أَراد إِلا عُوداً أَرِجاً على النار ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ومَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ وبَخُورُهُمُ العُودُ الهِنْدِيُّ غَيْرَ مُطَرًّى وقال أَبو حنيفة المِجْمَرُ نفس العود واسْتَجْمَرَ بالمِجْمَرِ إِذا تبخر بالعود الجوهري المِجْمَرَةُ واحدةُ المَجَامِرِ يقال أَجْمَرْتُ النار مِجْمَراً إِذا هَيَّأْتَ الجَمْرَ قال وينشد هذا البيت بالوجهين مُجْمِراً ومِجْمَراً وهو لحميد بن ثور الهلالي يصف امرأَة ملازمة للطيب لا تَصْطَلي النَّارَ إلاَّ مُجْمِراً أَرِجاً قدْ كَسَّرَت مِنْ يَلَنْجُوجٍ لَه وَقَصَا واليلنجوج العود والوَقَصُ كِسَارُ العيدان وفي الحديث إِذا أَجْمَرْتُمْ الميت فَجَمِّرُوه ثلاثاً أَي إِذا بخرتموه بالطيب ويقال ثوب مُجْمَرٌ ومُجَمَّرٌ وأَجْمَرْتُ الثوبَ وَجَمَّرْتُه إِذا بخرته بالطيب والذي يتولى ذلك مُجْمِرٌ ومُجَمِّرٌ ومنه نُعَيْمٌ المُجْمِرُ الذي كان يلي إِجْمَارَ مسجد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمَجَامِر جمع مِجْمَرٍ ومُجْمِرٍ فبالكسر هو الذي يوضع فيه النار والبخور وبالضم الذي يتبخر به وأُعِدَّ له الجَمْرُ قال وهو المراد في الحديث الذي ذكر فيه بَخُورُهم الأَلُوَّةُ وهو العود وثوب مُجَمَّرٌ مُكَبًّى إِذا دُخِّنَ عليه والجامِرُ الذي يلي ذلك من غير فعل إِنما هو على النسب قال وَرِيحُ يَلَنْجُوجٍ يُذَكيِّهِ جَامِرُهْ وفي حديث عمر رضي الله عنه لا تُجَمِّروا
( * قوله « وفي حديث عمر لا تجمروا » عبارة النهاية لا تجمروا الجيش فتفتنوهم تجمير الجيش جمعهم في الثغور وحبسهم عن العود إِلى أَهليهم ) وجَمَّرَ ثَوْبَهُ إِذا بخره والجَمْرَةُ القبيلة لا تتضم إِلى أَحد وقيل هي القبيلة تقاتل جماعةَ قَبائلَ وقيل هي القبيلة يكون فيها ثلثمائة فارس أَو نحوها والجَمْرَةُ أَلف فارس يقال جَمْرَة كالجَمْرَةِ وكل قبيل انضموا فصاروا يداً واحدة ولم يُحَالِفوا غيرهم فهم جَمْرَةٌ الليث الجَمْرَةُ كل قوم يصبرون لقتال من قاتلهم لا يحالفون أَحداً ولا ينضمون إِلى أَحد تكون القبيلة نفسها جَمْرَة تصبر لقراع القبائل كما صبرت عَبْسٌ لقبائل قيس وفي الحديث عن عمر أَنه سأَل الحُطَيْئَةَ عن عَبْسٍ ومقاومتها قبائل قيس فقال يا أَمير المؤمنين كنا أَلف فارس كأَننا ذَهَبَةٌ حمراء لا نَسْتَجْمِرُ ولا نحالف أَي لا نسأَل غيرنا أَن يجتمعوا إِلينا لاستغنائنا عنهم والجَمْرَةُ اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأَها من سائر القبائل ومن هذا قيل لمواضع الجِمَارِ التي ترمى بِمِنًى جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ حَصًى منها جَمْرَةٌ وهي ثلاث جَمَراتٍ وقال عَمْرُو بن بَحْرٍ يقال لعَبْسٍ وضَبَّةَ ونُمير الجَمَرات وأَنشد لأَبي حَيَّةَ النُّمَيري لَنَا جَمَراتٌ ليس في الأَرض مِثْلُها كِرامٌ وقد جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ نُمَيْرٌ وعبْسٌ يُتَّقَى نَفَيَانُها وضَبَّةُ قَوْمٌ بَأْسُهُمْ غَيْرُ كاذِبِ
( * قوله « يتقى نفيانها » النفيان ما تنفيه الريح في أصول الشجر من التراب ونحوه ويشبه به ما يتطرف من معظم الجيش كما في الصحاح )
وجَمَرَات العرب بنو الحرث بن كعب وبنو نُمير ابن عامر وبنو عبس وكان أَبو عبيدة يقول هي أَربع جمرات ويزيد فيها بني ضبة بن أُدٍّ وكان يقول ضبة أَشبه بالجمرة من بني نمير ثم قال فَطَفِئتْ منهم جمرتان وبقيت واحدة طَفِئتْ بنو الحرث لمحالفتهم نَهْداً وطفئت بنو عبس لانتقالهم إِلى بني عامر بن صَعْصَعَةَ يوم جَبَلَةَ وقيل جَمَراتُ مَعَدٍّ ضَبَّةُ وعبس والحرثُ ويَرْبُوع سموا بذلك لجمعهم أَبو عبيدة جمرات العرب ثلاث بنو ضبة بن أُد وبنو الحرث بن كعب وبنو نمير بن عامر وطفئت منهم جمرتان طفئت ضبة لأَنها حالفت الرِّبابَ وطفئت بن الحرث لأَنها حالفت مَذْحِجَ وبقيت نُمير لم تُطْفَأْ لأَنها لم تُخالِفْ ويقال الجمرات عبس والحرث وضبة وهم إِخوة لأُم وذلك أَن امرأَة من اليمن رأَت في المنام أَنه يخرج من فرجها ثلاث جمرات فتزوجها كعب بن عبد المَدَانِ فولدت له الحرث بن كعب ابن عبد المدان وهم أَشراف اليمن ثم تزوّجها بَغِيضُ ابن رَيْثٍ فولدت له عَبْساً وهم فُرْسَان العرب ثم تزوّجها أُدّ فولدت له ضبة فجمرتان في مضر وجمرة في اليمن وفي حديث عمر لأُلْحِقَنَّ كُلُّ قوم بِجَمْرَتهِم أَي بجماعتهم التي هم منها وأَجْمَرُوا على الأَمر وتَجَمَّرُوا تَجَمَّعُوا عليه وانضموا وجَمَّرَهُمُ الأَمر أَحوجهم إِلى ذلك وجَمَّرَ الشَّيءَ جَمَعَهُ وفي حديث أَبي إِدريس دخلت المسجد والناسُ أَجْمَرُ ما كانوا أَي أَجمع ما كانوا وجَمَّرَتِ المرأَةُ شعرها وأَجْمَرَتْهُ جمعته وعقدته في قفاها ولم ترسله وفي التهذيب إِذا ضَفَرَتْهُ جَمائِرَ واحدتُها جَمِيرَةٌ وهي الضفائر والضَّمائِرُ والجَمَائِرُ وتَجْمِيرُ المرأَة شعرها ضَفْرُه والجَميرَةُ الخُصْلَةُ من الشعر وفي الحديث عن النخعي الضَّافِرُ والمُلَبِّدُ والمُجْمِرُ عليهم الحَلْقُ أَي الذي يَضْفِرُ رأْسه وهو محرم يجب عليه حلقه ورواه الزمخشري بالتشديد وقال هو الذي يجمع شَعْرَهُ ويَعْقِدُهُ في قفاه وفي حديث عائشة أَجْمَرْتُ رأْسي إِجْماراً أَي جمعته وضفرته يقال أَجْمَرَ شعرَه إِذا جعله ذُؤابَةً والذؤابَةُ الجَمِيرَةُ لأَنها جُمِّرَتْ أَي جمعت وجَمِيرُ الشَّعَرِ ما جُمِّرَ منه أَنشد ابن الأَعرابي كَأَنَّ جَمِيرَ قُصَّتِها إِذا ما حَمِسْنَا والوقَايَةُ بالخِناق والجَمِيرُ مُجْتَمَعُ القوم وجَمَّرَ الجُنْدَ أَبقاهم في ثَغْرِ العدوّ ولم يُقْفِلْهم وقد نهي عن ذلك وتَجْمِيرُ الجُنْد أَن يحبسهم في أَرض العدوّ ولا يُقْفِلَهُمْ من الثَّغْرِ وتَجَمَّرُوا هُمْ أَي تحبسوا ومنه التَّجْمِيرُ في الشَعَرِ الأَصمعي وغيره جَمَّرَ الأَميرُ الجيشَ إِذا أَطال حبسهم بالثغر ولم يأْذن لهم في القَفْلِ إِلى أَهليهم وهو التَّجْمِيرُ وروى الربيع أَن الشافعي أَنشده وجَمَّرْتَنَا تَجْمِيرَ كِسْرى جُنُودَهُ ومَنَّيْتَنا حتى نَسينَا الأَمَانِيا وفي حديث عمر رضي الله عنه لا تُجَمِّرُوا الجيش فَتَفْتِنُوهم تَجْمِيرُ الجيش جَمْعُهم في الثُّغور وجَبْسُهم عن العود إِلى أَهليهم ومنه حديث الهُرْمُزانِ أَن كِسْرى جَمَّرَ بُعُوثَ فارِسَ وجاء القومُ جُمارَى وجُماراً أَي بأَجمعهم حكى الأَخيرة ثعلب وقال الجَمَارُ المجتمعون وأَنشد بيت الأَعشى فَمَنْ مُبْلِغٌ وائِلاً قَوْمَنَا وأَعْني بذلك بَكْراً جَمارَا ؟ الأَصمعي جَمَّرَ بنو فلان إِذا اجتمعوا وصاروا أَلْباً واحداً وبنو فلان جَمْرَةٌ إِذا كانوا أَهل مَنَعَةٍ وشدّة وتَجَمَّرتِ القبائلُ إِذا تَجَمَّعَتْ وأَنشد إِذا الجَمارُ جَعَلَتْ تَجَمَّرُ وخُفٌّ مُجْمِرٌ صُلْبٌ شديد مجتمع وقيل هو الذي نَكَبَتْهُ الحجارة وصَلُبَ أَبو عمرو حافِرٌ مُجْمِرٌ وقَاحٌ صُلْبٌ والمُفِجُّ المُقَبَّبُ من الحوافر وهو محمود والجَمَراتُ والجِمارُ الحَصياتُ التي يرمى بها في مكة واحدتها جَمْرَةٌ والمُجَمَّرُ موضع رمي الجمار هنالك قال حذيفة بن أَنس الهُذَليُّ لأَدْركُهْم شُعْثَ النَّواصي كَأَنَّهُمْ سَوابِقُ حُجَّاجٍ تُوافي المُجَمَّرا وسئل أَبو العباس عن الجِمارِ بِمِنًى فقال أَصْلُها من جَمَرْتُه ودَهَرْتُه إِذا نَحَّيْتَهُ والجَمْرَةُ واحدةُ جَمَراتِ المناسك وهي ثلاث جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ والجَمْرَةُ الحصاة والتَّجْمِيرُ رمْيُ الجِمارِ وأَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًى فسمي جَمْرَةً لأَنها تُرْمي بالجِمارِ وقيل لأَنها مَجْمَعُ الحصى التي ترمي بها من الجَمْرَة وهي اجتماع القبيلة على من ناوأَها وقيل سميت به من قولهم أَجْمَرَ إِذا أَسرع ومنه الحديث إِن آدم رمى بمنى فأَجْمرَ إِبليسُ بين يديه والاسْتِجْمارُ الاستنجاء بالحجارة كأَنه منه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم إِذا توضأْتَ فانْثُرْ وإِذا استجمرت فأَوْتِرْ أَبو زيد الاستنجاء بالحجارة وقيل هو الاستنجاء واستجمر واستنجى واحد إِذا تمسح بالجمار وهي الأَحجار الصغار ومنه سميت جمار الحج للحصى التي ترمى بها ويقال للخارص قد أَجْمَرَ النخلَ إِذا خَرَصَها والجُمَّارُ معروف شحم النخل واحدته جُمَّارَةٌ وجُمَّارَةُ النخل شحمته التي في قِمَّةِ رأْسه تُقْطَعُ قمَّتُه ثم تُكْشَطُ عن جُمَّارَةٍ في جوفها بيضاء كأَنها قطعةُ سَنَامٍ ضَخْمَةٌ وهي رَخْصَةٌ تؤكل بالعسل والكافورُ يخرج من الجُمَّارَة بين مَشَقِّ السَّعَفَتَيْنِ وهي الكُفُِرَّى والجمعُ جمَّارٌ أَيضاً والجَامُورُ كالجُمَّارِ وجَمَرَ النخلة قطع جُمَّارَها أَو جامُورَها وفي الحديث كأَني أَنظر إِلى ساقه في غَرْزه كأَنها جُمَّارَةٌ الجُمَّارَةُ قلب النخلة وشحمتها شبه ساقه ببياضها وفي حديث آخر أَتى بِجُمَّارٍ هُوَ جمعُ جُمَّارة والجَمْرَةُ الظُّلْمة الشديدة وابنُ جَمِير الظُّلمة وقيل لظُلمة ليلة
( * قوله « لظلمة ليلة إلخ » هكذا بالأصل ولعله ظلمة آخر ليلة إلخ كما يعلم مما يأتي ) في الشهر وابْنَا جَمِيرٍ الليلتانِ يَسْتَسِرُّ فيهما القَمَرُ وأَجْمَرَتِ الليلةُ اسْتَسَرَّ فيها الهلالُ وابْنُ جَمِيرٍ هلالُ تلك الليلة قال كعب بن زهير في صفة ذئب وإِنْ أَطافَ ولم يَظْفَرْ بِطائِلةٍ في ظُلْمة ابنِ جَمِيرٍ سَاوَرَ الفُطُمَا يقول إِذا لم يصب شاةً ضَخْمَةً أَخذ فقَطِيمَةً والفُطُمُ السِّخَالُ التي فُطِمَتْ واحدتها فطيمة وحكي عن ثعلب ابنُ جُمَيْرٍ على لفظ التصغير في كل ذلك قال يقال جاءنا فَحْمَةَ بْنَ جُمَيْرٍ وأَنشد عَنْدَ دَيْجُورِ فَحْمَةِ بْنِ جُمَيْرٍ طَرَقَتْنا واللَّيْلُ دَاجٍ بَهِيمُ وقيل ظُلْمَةُ بْنُ جَميرٍ آخرُ الشهر كأَنه سَمَّوْهُ ظلمة ثم نسبوه إِلى جَمِير والعرب تقول لا أَفعل ذلك ما جَمَرَ ابْنُ جَمير عن اللحياني وفي التهذيب لا أَفعل ذاك ما أَجْمَرَ ابْنُ جَمِيرٍ وما أَسْمَرَ ابْنُ سَمِير الجوهري وابنا جمير الليل والنهار سميا بذلك للاجتماع كما سميا ابْنَيْ سَمِير لأَنه يُسْمَرُ فيهما قال والجَمِيرُ الليل المظلم وابنُ جَمِيرٍ الليل المظلم وأَنشد لعمرو بن أَحمر الباهلي نَهارُهُمُ ظَمْآنُ ضَاحٍ ولَيْلُهُمْ وإِن كَانَ بَدْراً ظُلْمَةُ ابْنِ جَمِيرِ ويروىي نهارُهُمُ ليلٌ بَهِيمٌ ولَيْلُهُمْ ابْنُ جَمِيرٍ الليلة التي لا يطلع فيها القمر في أُولاها ولا في أُخراها قال أَبو عمر الزاهد هو آخر ليلة من الشهر وقال وكأَنّي في فَحْمَةِ ابنِ جَمِيرٍ في نِقابِ الأُسَامَةِ السِّرْداحِ قال السرداح القوي الشديد التام نقاب جلد والأُسامة الأَسد وقال ثعلب ابْنُ جَمِير الهلالُ ابن الأَعرابي يقال للقمر في آخر الشهر ابْنُ جَمِيرٍ لأَن الشمس تَجْمُرُه أَي تواريه وأَجْمَرَ الرجلُ والبعيرُ أَسرع وعدا ولا تقل أَجمز بالزاي قال لبيد وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزي أَجْمَرَتْ أَوْ قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ وأَجْمَرْنا الخيل أَي ضَمَّرْناها وجمعناها وبنو جَمْرَةَ حَيُّ من العرب ابن الكلبي الجِمارُ طُهَيَّةُ وبَلْعَدَوِيَّة وهو من بني يربوع بن حنظلة والجامُور القَبْرُ وجامُورُ السفينة معروف والجامُور الرأْس تشبيهاً بجامور السفينة قال كراع إِنما تسميه بذلك العامة وفلان لا يعرف الجَمْرَةَ من التمرة ويقال كان ذلك عند سقوط الجَمْرَةِ والمُجَيْمِرُ موضع وقيل اسم جبل وقول ابن الأَنباري ورُكوبُ الخَيْلِ تَعْدُو المَرَطَى قد عَلاَها نَجَدُ فيه اجْمِرار قال رواه يعقوب بالحاء أَي اختلط عرقها بالدم الذي أَصابها في الحرب ورواه أَبو جعفر اجمرار بالجيم لأَنه يصف تجعد عرقها وتجمعه الأَصمعي عدَّ فلان إِبله جَماراً إِذا عدها ضربة واحدة ومنه قول ابن أَحمر وظَلَّ رعاؤُها يَلْقَونَ منها إِذا عُدَّتْ نَظَائِر أَو جَمَارَا والنظائر أَن تعد مثنى مثنى والجَمارُ أَن تُعَدَّ جماعةً ثعلب عن ابن الأَعرابي عن المفضل في قوله أَلم تَرَ أَنَّني لاقَيْتُ يَومْاً مَعائِرَ فيهمُ رَجُلاً جَمَارا فَقِيرَ اللْيلِ تَلْقاه غنِيّاً إِذا ما آنَسَ الليلُ النهارَا هذا مقدّم أُريد به
( * هكذا في الأَصل ) وفلان غني الليل إِذا كانت له إِبل سود ترعى بالليل

جمخر
الجُمْخُور الواسع الجَوْفِ

جمزر
يقال جَمْزَرْتَ يا فلانُ أَي نَكَصْتَ وفَرَرْتَ

جمعر
الجَمْعَرَةُ الأَرض الغليظة المرتفعة وهي القَارَةُ المشرفة الغليظة وأَنشد وانْجَبْنَ عن حَدَبِ الإِكا مِ وعن جَماعِير الجَراوِلْ يقال أَشْرَفَ تلك الجَمْعَرَةَ ونحو ذلك والجُمْعُورُ الجمعُ العظيم وجَمْعَرَ الحمارُ إِذا جمعَ نَفْسه ليَكْدُمَ قال والجَمْعَرَةَ الحَرَّةُ والجماعة قال ولا يُعَدُّ سَنَدُ الجَبَل جَمْعَرَةً ابن الأَعرابي الجَمَاعِيرُ تَجَمُّعُ القبائل على حرب الملك قال ومنه قوله تَحُفُّهُمْ أَسافَةٌ وجَمْعَرُ إِذا الجَمارُ جَعَلَتْ تَجَمَّرُ أَسافَةُ وجَمْعَرُ قبيلتان ويقال للحجارة المجموعة جَمْعَرٌ وأَنشد أَيضاً تَحُفُّها أَسافَةٌ وجَمْعَرُ وخَلَّةٌ قِرْدانُها تَنَسَّرُ وجَمْعَرٌ غليظة يابسة

جمهر
جَمْهَرَ له الخبرَ أَخْبَرَهُ بطَرَفٍ له على غير وجهه وترك الذي يريد الكسائي إِذا أَخبرت الرجل بطرف من الخبر وكتمته الذي تريد قلت جَمْهَرْتُ عليه الخبرَ الليث الجُمْهُورُ الرمل الكثير المتراكم الواسع وقال الأَصمعي هي الرملة المشرفة على ما حولها المجتمعة والجُمْهُورُ والجُمْهُورَةُ من الرمل ما تعقَّد وانقاد وقيل هو ما أَشرف منه والجُمْهُور الأَرض المشرفة على ما حولها والجُمْهُورَة حَرَّةٌ لبني سعد بن بكر ابن الأَعرابي ناقة مُجَمْهَرَةٌ إِذا كانت مُداخَلَة الخَلْقِ كأَنها جُمهور الرمل وجُمهورُ كل شيء معظمُه وقد جَمْهَرَهُ وجُمهورُ الناس جُلُّهُم وجَماهير القوم أَشرافهم وفي حديث ابن الزبير قال لمعاوية إِنا لا ندَعْ مَروانَ يَرمي جَماهيرَ قريش بمَشَاقِصِه أَي جماعاتها واحدُها جُمْهُورٌ وجَمْهَرْتُ القومَ إِذا جمعتهم وجَمْهَرْتُ الشيء إِذا جمعته ومنه حديث النخعي أَنه أُهْدِيَ له بُخْتَجٌ قال هو الجُمْهُورِيُّ وهو العصير المطبوخ الحلالُ وقيل له الجمهوري لأَن جُمْهُورَ الناس يستعملونه أَي أَكثرهم وعددٌ مُجَمْهَرٌ مُكَثَّرٌ والجَمْهَرَةُ المجتمع والجُمْهُورِيُّ شراب مُحْدَثٌ رواه أَبو حنيفة قال وأَصله أَن يعاد على البُخْتَجِ الماءُ الذي ذهب منه ثم يطبخ ويودع في الأَوعية فيأْخذ أَخذاً شديداً أَبو عبيد الجُمْهُوريُّ اسم شراب يسكر والجُماهِرُ الضخم وفلان يَتَجَمْهَرُ علينا أَي يستطيل ويُحَقِّرُنا وجَمْهَرَ القَبْرَ جمع عليه التراب ولم يطينه وفي حديث موسى بن طلحة أَنه شهد دفن رجل فقال جَمْهِروا قبره جَمْهَرَةً أَي اجمعوا عليه التراب جمعاً ولا تُطَيِّنوه ولا تُسوُّوهُ وفي التهذيب جَمْهَرَ الترابَ إِذا جمع بعضه فوق بعض ولم يُخَصِّصْ به القبرَ

جنبر
الجَنْبَرُ فَرْخُ الحُبارَى عن السيرافي والجِنِبَّارُ كالجَنْبَرِ مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي فأَما جِنْبارٌ بالتخفيف فزعم ابن الأَعرابي أَنه من الجَبْرِ لم يفسره بأَكثر من ذلك فإِن كان كذلك فهو ثلاثي وقد ذكر في موضعه قال ابن سيده وعندي أَن الجِنْبَارَ بالتخفيف لغة في الجِنِبَّارِ الذي هو فرخ الحبارى وليس قول ابن الأَعرابي حينئذٍ إِن جِنْباراً من الجَبْر بشيء ورجل جَنْبَرٌ قصير أَبو عمرو الجَنْبَرُ الرجل الضخم وجَنْبَرُ فَرَسُ جَعْدَة بْنِ مِرْداسٍ

جنثر
الجَنْثَرُ من الإِبل الطويل العظيم أَبو عمرو الجُنْثُرُ الجَمَلُ الضخم وقال الليث هي الجَناثِرُ وأَنشد كُومٌ إِذا ما فُصِلَتْ جَناثِرُ

جنسر
الجُنَاسِرِيَّةُ أَشدُّ نخلةٍ بالبَصْرَةِ تَأَخُّراً

جنفر
أَبو عمرو الجَنافِيرُ القبورُ العادِيَّةُ واحدها جُنْفُورٌ

جهر
الجَهْرَةُ ما ظَهَرَ ورآه جَهْرَةً لم يكن بينهما سِترٌ ورأَيته جَهْرَةً وكلمتُه جَهْرَةً وفي التنزيل العزيز أَرِنا الله جَهْرَةً أَي غيرَ مُسْتَتِر عَنَّا بشيء وقوله عز وجل حتى نَرى اللهَ جَهْرَةً قال ابن عرفة أَي غير محتَجب عنا وقيل أَي عياناً يكشف ما بيننا وبينه يقال جَهَرْتُ الشيء إِذا كشفته وجَهَرْتُه واجْتَهَرْته أَي رأَيته بلا حجاب بيني وبينه وقوله تعالى بَغْتَةً أَو جَهْرَةً هو أَن يأْتيهم وهم يَرَوْنَهُ والجَهْرُ العلانية وفي حديث عمر أَنه كان مِجْهَراً أَي صاحبَ جَهْرٍ ورَفْع لصوته يقال جَهَرَ بالقول إِذ رفع به صوته فهو جَهِيرٌ وأَجْهَرَ فهو مُجْهِرٌ إِذا عرف بشدّة الصوت وجَهَرَ الشيءُ عَلَنَ وبَدا وجَهَرَ بكلامه ودعائه وصوته وصلاته وقراءته يَجْهَرُ جَهْراً وجِهاراً وأَجْهَرَ بقراءته لغة وأَجْهَرَ وجَهْوَرَ أَعلن به وأَظهره ويُعَدَّيانِ بغير حرف فيقال جَهَرَ الكلامَ وأَجْهَرَهُ أَعلنه وقال بعضهم جَهَرَ أَعْلى الصوْتَ وأَجْهَرَ أَعْلَنَ وكلُّ إِعْلانٍ جَهْرٌ وجَهَرتُ بالقول أَجْهَرُ به إِذا أَعْلَنْتَهُ ورجلٌ جَهيرُ الصوتِ أَي عالي الصوت وكذلك رجل جَهْوَرِيُّ الصوت رفيعُه والجَهْوَرِيُّ هو الصوت العالي وفرسٌ جَهْوَرٌ وهو الذي بأَجَشِّ الصوتِ ولا أَغَنَّ وإِجْهارُ الكلام إِعْلانُه وفي الحديث فإِذا امرأَةٌ جَهِيرَةٌ أَي عالية الصوت ويجوز أَن يكون من حُسْنِ المَنْظَرِ وفي حديث العباس أَنه نادى بصوتٍ له جَهْوَرِيٍّ أَي شديدٍ عالٍ والواو زائدة وهو منسوب إِلى جَهْوَرَ بصوته وصوتٌ جَهِيرٌ وكلامٌ جَهِيرٌ كلاهما عالِنٌ عال قال ويَقْصُر دونَه الصوتُ الجَهِيرُ وقد جَهُر الرجل بالضم جَهَارَةً وكذلك المُجْهَرُ والجَهْورِيُّ والحروفُ المَجْهُورَةُ ضد المهموسة وهي تسعة عشر حرفاً قال سيبويه معنى الجَهْرِ في الحروف أَنها حروف أُشْبِعَ الاعتمادُ في موضعها حتى منع النَّفَس أَن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد ويجري الصوت غير أَن الميم والنون من جملة المجهورة وقد يعتمد لها في الفم والخياشيم فيصير فيها غنة فهذه صفة المجهورة ويجمعها قولك « ظِلُّ قَوٍّ رَبَض إِذْ غَزَا جُنْدٌ مُطيع » وقال أَبو حنيفة قد بالغوا في تَجْهِير صوت القَوْس قال ابن سيده فلا أَدري أَسمعه من العرب أَو رواه عن شيوخه أَم هو إِدْلال منه وتَزَيُّدٌ فإِنه ذو زوائد في كثير من كلامه وجَاهَرَهُمْ بالأَمر مُجاهَرَةً وجِهاراً عالَنَهُمْ ويقال جاهَرَني فلانٌ جِهاراً أَي علانية وفي الحديث كلُّ أُمّتي مُعافىً إِلاَّ المُجاهِرينَ قال هم الذين جاهروا بمعاصيهم وأَظهروها وكشفوا ما ستر الله عليهم منها فيتحدثون به يقال جَهَرَ وأَجْهَرَ وجاهَرَ ومنه الحديث وإِن من الإِجهار كذا وكذا وفي رواية من الجِهار وهما بمعنى المجاهرة ومنه الحديث لا غِيبَةَ لفاسِقٍ ولا مُجاهِرٍ ولقيه نَهاراً جِهاراً بكسر الجيم وفتحها وأَبى ابن الأَعرابي فتحها واجْتَهَرَ القوم فلاناً نظروا إِليه جِهاراً وجَهَرَ الجَيشَ والقومَ يَجْهَرُهُمْ جَهْراً واجتهرهم كثروا في عينه قال يصف عسكراً كأَنَّما زُهاؤُهُ لِمَنْ جَهَرْ لَيْلٌ ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ وكذلك الرجل تراه عظيماً في عينك وما في الحيّ أَحد تَجْهَرُه عيني أَي تأْخذه عيني وفي حديث عمر رضي الله عنه إِذا رأَيناكم جَهَرْناكم أَي أَعجبنا أَجسامكم والجُهْرُ حُسْنُ المَنْظَرِ ووجهٌ جَهيرٌ ظاهرُ الوَضاءة وفي حديث علي عليه السلام أََنه وصف النبي صلى الله عليه وسلم فقال لم يكن قصيراً ولا طويلاً وهو إِلى الطول أَقربُ مَنْ رآه جَهَرَهُ معنى جهره أَي عظم في عينه الجوهري جَهَرْتُ الرجلَ واجْتَهَرْتُه إِذا رأَيته عظيم المَرْآة وما أَحْسَنَ جُهْرَ فلان بالضم أَي ما يُجْتَهَرُ من هيئته وحسن مَنْظَره ويقال كيف جَهْراؤكُمْ أَي جماعتكم وقول الراجز لا تَجْهَرِيني نَظَراً وَرُدِّي فقد أَرُدُّ حِينَ لا مَرَدِّ وقد أَرُدُّ والجِيادُ تُرْدِي نِعْمَ المِجَشُّ ساعةَ التَّنَدِّي يقول إِن استعظمتِ منظري فإِني مع ما ترين من منظري شجاع أَردّ الفرسان الذين لا يردهم إِلاَّ مثلي ورجل جَهِيرٌ بَيِّنُ الجُهُورةِ والجَهَارَة ذو مَنْظر ابن الأَعرابي رجل حَسَنُ الجَهارَةِ والجُهْر إِذا كان ذا منظر قال أَبو النجم وأَرَى البياضَ على النِّساءِ جَهارَةً والْعِتْقُ أَعْرِفُه على الأَدْماءِ والأُنثى جَهِيرَةٌ والاسم من كل ذلك الجُهْرُ قال القَطامِي شَنِئْتُك إِذْ أَبْصَرْتُ جُهْرَكَ سَيّئاً وما غَيَّبَ الأَقْوامُ تابِعَةُ الجُهْر قال ما بمعنى الذي يقول ما غاب عنك من خُبْرِ الرجل فإِنه تابع لمنظره وأََنت تابعة في البيت للمبالغة وجَهَرتُ الرجل إِذا رأَيت هيئته وحسن منظره وجُهْرُ الرجل هيئته وحسن منظره وجَهَرَني الشيء واجْتَهَرَني راعني جماله وقال اللحياني كنتُ إِذا رأَيتُ فلاناً جَهَرْتُه واجْتَهَرْتُه أَي راعك ابن الأَعرابي أَجْهَرَ الرجلُ جاء ببنين ذوي جَهارَةٍ وهم الحَسَنُو القُدُود الحَسَنُو المَنْظَرَ وأَجْهَرَ جاء بابن أَحْوَلَ أَبو عمرو الأَجْهَرُ الحسنُ المَنظَرِ الحَسنُ الجسمِ التامُّهُ والأَجْهَرُ الأَحولُ المليح الحَوَلَةِ والأَجْهَرُ الذي لا يبصر بالنهار وضده الأَعشى وجَهْراءُ القوم جماعتهم وقيل لأَعرابي أَبَنُو جَعْفَرٍ أَشرفُ أَم بنو أَبي بكر بن كلاب ؟ فقال أَما خَواصَّ رجال فبنو أَبي بكر وأَما جَهْرَاءِ الحيِّ فبنو جعفر نصب خواص على حذف الوسيط أَي في خواص رجال وكذلك جَهْراء وقيل نصبهما على التفسير وجَهَرْتُ فلاناً بما ليس عنده وهو أَن يختلف ما ظننت به من الخُلُقِ أَو المال أَو في مَنْظَرِه والجَهْراء الرابية السَّهْلَةُ العريضة وقال أَبو حنيفة الجَهْراء الرابية المِحْلالُ ليست بشديدة الإِشراف وليست برملة ولا قُفٍّ والجَهْراء ما استوى من ظهر الأَرض ليس بها شجر ولا آكام ولا رمال إِنما هي فضاء وكذلك العَراءُ يقال وَطِئْنا أَعْرِيةً وجَهْراواتٍ قال وهذا من كلام ابن شميل وفلان جَهِير للمعروفِ أَي خليقٌ له وهمُ جُهرَاءُ للمعروف أَي خُلَقَاءُ له وقيل ذلك لأَن من اجْتَهَره طَمِعَ في معروفه قال الأَخطل جُهَراءُ للمعروف حينَ تَراهُمُ خُلَقاءُ غَيْرُ تَنابِلٍ أَشْرارِ وأَمر مُجْهَر أَي واضح بَيِّنٌ وقد أَجْهَرته أَنا إِجْهاراً أَي شهَّرْته فهو مَجْهور به مَشْهور والمَجْهُورة من الآبار المعمورة عَذْبَةً كانت أَو مِلحة وجَهَر البئرَ يَجْهَرُها جهراً واجْتَهَرَها نزحها وأَنشد إِذا ورَدْنا آجِناً جَهَرْناهْ أَو خالياً من أَهْلِهِ عَمَرْناهْ أَي من كثرتنا نَزَفْنا البئَار وعَمَرْنا الخرابَ وحَفَر البئرَ حتى جَهَر أَي بَلَغ الماءَ وقيل جَهَرها أَخرج ما فيها من الحَمْأَةِ والماء الجوهري جَهَرْتُ البئر واجْتَهَرْتُها أَي نَقَّيْتُها وأَخرجتُ ما فيها من الحمأَة قال الأَخفش تقول العرب جَهَرْتُ الرَّكِيَّةَ إِذا كان ماؤُها قد غُطِّيَ بالطِّين فَنُقِّي ذلك حتى يظهر الماء ويصفو وفي حديث عائشة وَوَصَفَتْ أَباها رضي الله عنهما فقالت اجْتَهَرَ دَفْنَ الرَّواء الاجْتِهارُ الاستخراج تريد أَنه كَسَحَها يقال جَهَرْتُ البئرَ واجْتَهَرْتها إِذا كَسَحْتها إِذا كانت مُنْدَفِنَةً يقال ركيةٌ دَفينٌ ورَكايا دُفُنٌ والرَّواءُ الماءُ الكثير وهذا مثل ضربته عائشة رضي الله عنها لإِحكامه الأَمر بعد انتشاره شبهته برجل أَتى على آبار مندفنة وقد اندفن ماؤُها فنزحها وكسحها وأَخرج ما فيها من الدفن حتى نبع الماء وفي حديث خيبر وَجَدَ الناسُ بها بَصَلاً وثُوماً فَجَهَرُوه أَي استخرجوه وأَكلوه وجَهَرْتُ البئر إِذا كانت مندفنة فأَخرجت ما فيها والمَجْهُورُ الماء الذي كان سُدْماً فاستسقى منه حتى طاب قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ قد حَلأَتْ ناقَتِي بَرْدٌ وصِيحَ بها عن ماءِ بَصْوَةَ يوماً وهْوَ مَجْهُورُ وحَفَرُوا بئراً فَأَجْهَرُوا لم يصيبوا خيراً والعينُ الجَهْراءُ كالجاحظَة رجل أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ والأَجْهَرُ من الرجال الذي لا يبصر في الشمس جَهِرَ جَهَراً وجَهَرَتْهُ الشمسُ أَسْدَرَتْ بَصَرَهُ وكبشٌ أَجْهَرُ ونَعْجَةٌ جَهْراءُ وهي التي لا تبصر في الشمس قال أَبو العيال الهذليُّ يصف مَنيحَةً منحه إِياها بَدْرُ بنُ عَمَّارٍ الهُذَليُّ جَهْراءُ لا تأْلو إِذا هي أَظْهَرَتْ بَصَراً ولا مِنْ عَيْلَةٍ تُغْنيني ها نص ابن سيده وأَورده الأَزهري عن الأَصمعي وما عزاه لأَحد وقال قال يصف فرساً يعني الجَهْراءَ وقال أَبو منصور أُرى هذا البيت لبعض الهُذَلِيين يصف نعجة قال ابن سيده وعمَّ به بعضهم وقال اللحياني كُلُّ ضعيف البصر في الشمس أَجْهَرُ وقيل الأَجهر بالنهار والأَعشى بالليل والجُهْرَةُ الحَوَلَةُ والأَجْهَرُ الأَحْوَلُ رجلٌ أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ والاسم الجُهْرَةُ أَنشد ثعلب للطرماح على جُهْرَةٍ في العينِ وهو خَدوجُ والمُتَجاهر الذي يريك أَنه أَجْهَرُ وأَنشد ثعلب كالنَّاظِر المُْتَجاهر وفرس أَجْهَرُ غَشَّتْ غُرَّتُه وَجْهَه والجَهْوَرُ الجَريءُ المُقْدِمُ الماضي وجَهَرْنا الأَرض إِذا سلكناها من غير معرفة وجَهَرْنا بني فلان أَي صَبَّحْناهُم على غِرَّةٍ وحكي الفرّاء جَهَرْتُ السِّقَاءَ إِذا مَخَضْته ولَبَنٌ جَهِيرٌ لم يُمْذَقْ بماء والجَهِيرُ اللبن الذي أُخرج زُبْدُه والثَّمِيرُ الذي لم يخرج زبده وهو التَّثْمِير ورجل مِجْهَرٌ بكسر الميم إِذا كان من عادته أَن يَجْهَر بكلامه والمُجاهَرَةُ بالعداوة المُبادَأَةَ بها ابن الأَعرابي الجَهْرُ قِطْعَةٌ من الدهرِ والجَهْرُ السَّنَةُ التامَّةُ قال وحاكم أَعرابي رجلاً إِلى القاضي فقال بِعْتُ منه غُنْجُداً مُذْ جَهْرٍ فغاب عني قال ابن الأَعرابي مُذْ قِطْعَةٍ من الدهر والجَوْهَرُ معروف الواحدةُ جَوْهَرَةٌ والجَوْهَرُ كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به وجَوْهَرُ كُلِّ شيء ما خُلِقَتْ عليه جِبِلَّتُه قال ابن سيده وله تحديد لا يليق بهذا الكتاب وقيل الجوهر فارسي معرّب وقد سمَّت أَجْهَرَ وجَهِيراً وجَهْرانَ وجَوْهَراً

جهبر
التهذيب الجَيْهَبُور خُرْءُ الفأْر

جهدر
بُسْرُ الجُهَنْدَرِ ضربٌ من التمر عن أَبي حنيفة

جور
الجَوْرُ نقيضُ العَدْلِ جارَ يَجُورُ جَوْراً وقوم جَوَرَةٌ وجارَةٌ أَي ظَلَمَةٌ والجَوْرْ ضِدُّ القصدِ والجَوْرُ تركُ القصدِ في السير والفعل جارَ يَجُورُ وكل ما مال فقد جارَ وجارَ عن الطريق عَدَلَ والجَوْرُ المَيْلُ عن القصدِ وجار عليه في الحكم وجَوَّرَهُ تَجْويراً نسَبه إِلى الجَوْرِ قول أَبي ذؤيب
( * قوله « وقول أَبي ذؤيب » نقل المؤلف في مادة س ي ر عن ابن بري أَنه لخالد ابن أُخت أَبي ذؤيب )
فإِنَّ التي فينا زَعَمْتَ ومِثْلَها لَفِيكَ ولكِنِّي أَراكَ تَجُورُها إِنما أَراد تَجُورُ عنها فحذف وعدَّى وأَجارَ غيرَهُ قال عمرو بن عَجْلان وقُولا لها ليس الطَّريقُ أَجارَنا ولكِنَّنا جُرْنا لِنَلْقاكُمُ عَمْدا وطَريقٌ جَوْرٌ جائر وصف بالمصدر وفي حديث ميقات الحج وهو جَوْرٌ عن طريقنا أَي مائل عنه ليس على جادَّته من جارَ يَجُورُ إِذا مال وضل ومنه الحديث حتى يسير الراكبُ بينَ النّطْفَتَيْنِ لا يخشى إِلاّ جَوْراً أَي ضلالاً عن الطريق قال ابن الأَثير هكذا روى الأَزهري وشرح وفي رواية لا يَخْشَى جَوْراً بحذف إِلاَّ فإِن صح فيكون الجور بمعنى الظلم وقوله تعالى ومنها جائر فسره ثعلب فقال يعني اليهود والنصارى والجِوارُ المُجاوَرَةُ والجارُ الذي يُجاوِرُك وجاوَرَ الرجلَ مُجاوَرَةً وجِواراً وجُواراً والكسر أَفصح ساكَنَهُ وإِنه لحسَنُ الجِيرَةِ لحالٍ من الجِوار وضَرْب منه وجاوَرَ بني فلان وفيهم مُجاوَرَةً وجِواراً تَحَرَّمَ بِجِوارِهم وهو من ذلك والاسم الجِوارُ والجُوارُ وفي حديث أُم زَرْع مِلْءُ كِسائها وغَيظُ جارَتها الجارة الضَّرَّةُ من المُجاورة بينهما أَي أَنها تَرَى حُسْنَها فَتَغِيظُها بذلك ومنه الحديث كنتُ بينَ جارَتَيْنِ لي أَي امرأَتين ضَرَّتَيْنِ وحديث عمر قال لحفصة لا يَغُركِ أَن كانت جارَتُك هي أَوْسَم وأَحَبّ إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك يعني عائشة واذهب في جُوارِ الله وجارُكَ الذي يُجاوِرُك والجَمع أَجْوارٌ وجِيرَةٌ وجِيرانٌ ولا نظير له إِلاَّ قاعٌ وأَقْواعٌ وقِيعانٌ وقِيعَةٌ وأَنشد ورَسْمِ دَارٍ دَارِس الأَجْوارِ وتَجاوَرُوا واجْتَوَرُوا بمعنى واحد جاوَرَ بعضهم بعضاً أَصَحُّوا اجْتَوَرُوا إِذا كانت في معنى تَجاوَرُوا فجعلوا ترك الإِعلال دليلاً على أَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو تَجاوَرُوا قال سيبويه اجْتَوَرُوا تَجاوُراً وتَجاوَرُوا اجْتِواراً وضعوا كل واحد من المصدرين موضع صاحبه لتساوي الفعلين في المعنى وكثرة دخول كل واحد من البناءين على صاحبه قال الجوهري إِنما صحت الواو في اجْتَوَرُوا لأَنه في معنى ما لا بدّ له أَن يخرّج على الأَصل لسكون ما قبله وهو تَجَاوَرُوا فبني عليه ولو لم يكن معناهما واحداً لاعتلت وقد جاء اجْتَارُوا مُعَلاًّ قال مُليح الهُذلي كدَلَخِ الشَّرَبِ المُجْتارِ زَيَّنَهُ حَمْلُ عَثَاكِيلَ فَهْوَ الواثِنُ الرَّكِدُ
( * قوله « كدلخ إلخ » كذا في الأَصل )
التهذيب عن ابن الأَعرابي الجارُ الذي يُجاوِرُك بَيْتَ بَيْتَ والجارُ النِّقِّيح هو الغريب والجار الشَّرِيكُ في العَقار والجارُ المُقاسِمُ والجار الحليف والجار الناصر والجار الشريك في التجارة فَوْضَى كانت الشركة أَو عِناناً والجارة امرأَة الرجل وهو جارُها والجَارُ فَرْجُ المرأَة والجارَةُ الطِّبِّيجَةُ وهي الاست والجارُ ما قَرُبَ من المنازل من الساحل والجارُ الصِّنَارَةُ السَّيِّءُ الجِوارِ والجارُ الدَّمِثُ الحَسَنُ الجِوارِ والجارُ اليَرْبُوعِيُّ والجار المنافق والجَار البَراقِشِيُّ المُتَلَوِّنُ في أَفعاله والجارُ الحَسْدَلِيُّ الذي عينه تراك وقلبه يرعاك قال الأَزهري لما كان الجار في كلام العرب محتملاً لجميع المعاني التي ذكرها ابن الأَعرابي لم يجز أَن يفسر قول النبي صلى الله عليه وسلم الجارُ أَحَقُّ بصَقَبِه أَنه الجار الملاصق إِلاَّ بدلالة تدل عليه فوجب طلب الدلالة على ما أُريد به فقامت الدلالة في سُنَنٍ أُخرى مفسرة أَن المراد بالجار الشريك الذي لم يقاسم ولا يجوز أَن يجعل المقاسم مثل الشريك وقوله عز وجل والجارِ ذي القُرْبَى والجارِ الجُنُبِ فالجار ذو القربى هو نسيبك النازل معك في الحِواءِ ويكون نازلاً في بلدة وأَنت في أُخْرَى فله حُرَمَةُ جِوارِ القرابة والجار الجنب أَن لا يكون له مناسباً فيجيء إِليه ويسأَله أَن يجيره أَي يمنعه فينزل معه فهذا الجار الجنب له حرمة نزوله في جواره ومَنَعَتِه ورُكونه إِلى أَمانه وعهده والمرأَةُ جارَةُ زوجها لأَنه مُؤْتَمَرٌ عليها وأُمرنا أَن نحسن إِليها وأَن لا نعتدي عليها لأَنها تمسكت بعَقْدِ حُرْمَةِ الصِّهْرِ وصار زوجها جارها لأَنه يجيرها ويمنعها ولا يعتدي عليها وقد سمي الأَعشى في الجاهلية امرأَته جارة فقال أَيا جارَتَا بِينِي فإِنَّكِ طالِقَهْ ومَوْمُوقَةٌ ما دُمْتِ فينا ووَامِقَهْ وهذا البيت ذكره الجوهري وصدره أَجارَتَنَا بيني فإِنك طالقه قال ابن بري المشهور في الرواية أَيا جارتا بيني فإِنك طالقه كذَاكِ أُمُورُ النَّاسِ عادٍ وطارِقَهْ ابن سيده وجارة الرجل امرأَته وقيل هواه وقال الأَعشى يا جَارَتَا ما أَنْتِ جَارَهْ بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفَارَهْ وجَاوَرْتُ في بَني هِلالٍ إِذا جاورتهم وأَجارَ الرجلَ إِجَارَةً وجَارَةً الأَخيرة عن كراع خَفَرَهُ واسْتَجَارَهُ سأَله أَن يُجِيرَهُ وفي التنزيل العزيز وإِنْ أَحَدٌ من المشركين استجارك فأَجِرُهُ حتى يعسْمَعَ كلامَ الله قال الزجاج المعنى إِن طلب منك أَحد من أَهل الحرب أَن تجيره من القتل إِلى أَن يسمع كلام الله فأَجره أَي أَمّنه وعرّفه ما يجب عليه أَن يعرفه من أَمر الله تعالى الذي يتبين به الإِسلام ثم أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ لئلا يصاب بسوء قبل انتهاه إِلى مأْمنه ويقال للذي يستجير بك جارٌ وللذي يُجِيرُ جَارٌ والجار الذي أَجرته من أَن يظلمه ظالم قال الهذلي وكُنْتُ إِذا جَارِي دَعَا لِمَضُوفَةٍ أُشَمِّرُ حَتَّى يُنْصِفَ السَّاقَ مِئْزَرِي وجارُك المستجيرُ بك وهم جارَةٌ من ذلك الأَمر حكاه ثعلب أَي مُجِيرُونَ قال ابن سيده ولا أَدري كيف ذلك إِلاَّ أَن يكون على توهم طرح الزائد حتى يكون الواحد كأَنه جائر ثم يكسر على فَعَلةٍ وإِلاَّ فَلا وجه له أَبو الهيثم الجارُ والمُجِيرُ والمُعِيذُ واحدٌ ومن عاذ بالله أَي استجار به أَجاره الله ومن أَجاره الله لم يُوصَلْ إِليه وهو سبحانه وتعالى يُجِيرُ ولا يُجَارُ عليه أَي يعيذ وقال الله تعالى لنبيه قل لَنْ يُجِيرَني من الله أَحدٌ أَي لن يمنعنى من الله أَحد والجارُ والمُجِيرُ هو الذي يمنعك ويُجْيرُك واستْجَارَهُ من فلان فَأَجَارَهُ منه وأَجارَهُ الله من العذاب أَنقذه وفي الحديث ويُجِيرُ عليهم أَدناهم أَي إِذا أَجار واحدٌ من المسلمين حرّ أَو عبد أَو امرأَة واحداً أَو جماعة من الكفار وخَفَرَهُمْ وأَمنَّهم جاز ذلك على جميع المسلمين لا يُنْقَضُ عليه جِوارُه وأَمانُه ومنه حديث الدعاء كما تُجِيرُ بين البحور أَي تفصل بينها وتمنع أَحدها من الاختلاط بالآخر والبغي عليه وفي حديث القسامة أُحب أَن تُجِيرَ ابْنِي هذا برجل من الخمسين أَي تؤمنه منها ولا تستحلفه وتحول بينه وبينها وبعضهم يرويه بالزاي أَي تأْذن له في ترك اليمين وتجيزه التهذيب وأَما قوله عز وجل وإِذْ زَيَّنَ لهم الشيطانُ أَعْمَالَهُمْ وقال لا غالَب لَكُم اليومَ من الناسِ وإِني جَارٌ لكم قال الفرّاء هذا إِبليس تمثل في صورة رجل من بني كنانة قال وقوله إِني جار لكم يريد أَجِيركُمْ أَي إِنِّي مُجِيركم ومُعيذُكم من قومي بني كنانة فلا يَعْرِضُون لكم وأَن يكونوا معكم على محمد صلى الله عليه وسلم فلما عاين إِبليس الملائكة عَرَفَهُمْ فَنَكَصَ هارباً فقال له الحرثُ بن هشام أَفراراً من غير قتال ؟ فقال إِني بريء منكم إِني أَرَى ما لا تَرَوْنَ إِني أَخافُ الله واللهُ شديدُ العقاب قال وكان سيد العشيرة إِذا أَجار عليها إِنساناً لم يخْفِرُوه وجِوارُ الدارِ طَوَارُها وجَوَّرَ البناءَ والخِبَاءَ وغيرهما صَرَعَهُ وقَلَبهَ قال عُرْوَةُ بْنُ الوَرْدِ قَلِيلُ التِماسِ الزَّادِ إِلا لِنَفْسِهِ إِذا هُوَ أَضْحَى كالعَرِيشِ المُجَوَّرِ وتَجَوَّرَ هُوَ تَهَدَّمَ وضَرَبَهُ ضربةً تَجَوَّرَ منها أَي سَقَطَ وتَجَوَّرَ على فِرَاشه اضطجع وضربه فجوّره أَي صَرَعَهُ مثل كَوَّرَهُ فَتَجَوَّرَ وقال رجل من رَبِيعةِ الجُوعِ فَقَلَّما طَارَدَ حَتَّى أَغْدَرَا وَسْطَ الغُبارِ خَرِباً مُجَوَّرَا وقول الأَعلم الهذلي يصف رَحِمَ امرأَةٍ هجاها مُتَغَضِّفٌ كالجَفْرِ باكَرَهُ وِرْدُ الجَميعِ بِجائرٍ ضَخْمِ قال السُّكَّريُّ عنى بالجائر العظيم من الدلاء والجَوَارُ الماءُ الكثير قال القطامي يصف سفينة نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام وَلَوْلاَ اللهُ جَارَ بها الجَوَارُ أَي الماء الكثير وغَيْثٌ جِوَرٌّ غَزِيرٌ كثير المطر مأْخوذ من هذا ورواه الأَصمعي جُؤَرٌّ له صَوْتٌ قال لا تَسْقِهِ صَيَّبَ عَزَّافٍ جُؤَرّ ويروى غَرَّافٍ الجوهري وغَيْثٌ جِوَرٌّ مثال هِجَفٍّ أَي شديد صوت الرعد وبازِلٌ جِوَرٌّ قال الراجز زَوْجُكِ يا ذاتَ الثَّنَايا الغُرِّ أَعْيَا قَنُطْنَاهُ مَنَاطَ الجَرِّ دُوَيْنَ عِكْمَيْ بازِلٍ جِوَرِّ ثم شَدَدْنا فَوْقَهُ بِمَرِّ والجِوَرُّ الصُّلْبُ الشديد وبعير جِوَرٌّ أَي ضخم وأَنشد بَيْنَ خِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ والجَوَّارُ الأَكَّارُ التهذيب الجَوَّارُ الذي يعمل لك في كرم أَو بستان أَكَّاراً والمُجَاوَرَةُ الاعتكاف في المسجد وفي الحديث أَنه كان يُجَاوِرُ بِحِراءٍ وكان يجاور في العشر الأَواخر من رمضان أَي يعتكف وفي حديث عطاء وسئل عن المُجَاوِرِ يذهب للخلاء يعني المعتكف فأَما المُجاوَرَةُ بمكة والمدينة فيراد بها المُقَامُ مطلقاً غير ملتزم بشرائط الاعتكاف الشرع والإِجارَةُ في قول الخليل أَن تكون القافية طاء والأُخرى دالاً ونحو ذلك وغيره يسميه الإِكْفاءَ وفي المصنف الإِجازة بالزاي وقد ذكر في أَجز ابن الأَعرابي جُرْجُرْ إِذا أَمرته بالاستعداد للعدوّ والجارُ موضع بساحل عُمانَ وفي الحديث ذِكْرُ الجارِ هو بتخفيف الراء مدينة على ساحل البحر بينها وبين مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم وليلة وجيرانُ موضع ( قوله « وجيران موضع » في ياقوب جيران بفتح الجيم وسكون الياء قرية بينها وبين أَصبهان فرسخان وجيران بكسر الجيم جزيرة في البحر بين البصرة وسيراف وقيل صقع من أَعمال سيراف بينها وبين عمان اه باختصار ) قال الراعي كأَنها ناشِطٌ حُمٌّ قَوائِمُهُ مِنْ وَحْشِ جِيرانَ بَينَ القُفِّ والضَّفْرِ وجُورُ مدينة لم تصرف الماكن العجمة الصحاح جُورُ اسم بلد يذكر ويؤنث

جير
جَيْرِ بمعنى أَجَلْ قال بعض الأَغفال قَالَتْ أَراكَ هارِباً لِلْجَوْرِ مِنْ هَدَّةِ السُّلْطانِ ؟ قُلْتُ جَيْرِ قال سيبويه حركوه لالتقاء الساكنين وإِلا فحكمه السكون لأَنه كالصوت وجَيْرِ بمعنى اليمين يقال جَيْرِ لا أَفعل كذا وكذا وبعضهم يقول جَيْرَ بالنصب معناها نَعَمْ وأَجَلْ وهي خفض بغير تنوين قال الكسائي في الخفض بلا تنوين شمر لا جَيْرِ لا حَقّاً يقال جَيْرِ لا أَفعل ذلك ولا جَيْر لا أَفعل ذلك وهي كسرة لا تنتقل وأَنشد جَامِعُ قَدْ أَسْمَعْتَ مَنْ يَدْعُو جَيْرِ وَلَيْسَ يَدْعُو جَامِعٌ إِلى جَيْرِ قال ابن الأَنباري جَيْرِ يوضع موضع اليمين الجوهري قولهم جَيْرِ لا آتيك بكسر الراء يمين للعرب ومعناها حقّاً قال الشاعر وقُلْنَ عَلى الفِرْدَوْسِ أَوَّلَ مَشْرَبٍ أَجَلْ جَيْرِ أَنْ كَانَتْ أُبِيحَتْ دَعاثِرُهْ والجَيَّارُ الصَّارُوجُ وقد جَيَّرَ الحوضَ قال الشاعر إِذا ما شَتَتْ لَمْ تَسْتُرِيها وإِنْ تَقِظْ تُباشرْ بِصُبْحِ المازِنِيِّ المُجَيَّرا
( * قوله « إِذا ما شئت إلخ » كذا في الأصل )
ابن الأَعرابي إِذا خُلط الرَّمادُ بالنُّورَةِ والجِصِّ فهو الجَيَّارُ وقال الأَخطل يصف بيتاً بحُرَّةَ كأَتانِ الضَّحْلِ أَضْمَرَهَا بَعْدَ الرَّبالَةِ تَرْحالي وتَسْيَارِي كأَنها بُرْجُ رُومِيٍّ يُشَيِّدُهُ لُزَّ بِطِينٍ وآجُرٍّ وجَيَّارِ والهاء في كأَنها ضمير ناقته شبهها بالبرج في صلابتها وقُوَّتها والحُرَّةُ الناقة الكريمة وأَتانُ الضَّحْلِ الصخرة العظيمة المُلَمْلَمَةُ والضحك الماء القليل والرَّبالة السِّمَن وفي حديث ابن عمر أَنه مر بصاحب جِير قد سقط فأَعانه الجِيرُ الجِصُّ فإِذا خلط بالنورة فهو الجَيَّارُ وقيل الجَيَّار النورة وحدها والجَيَّارُ الذي يجد في جوفه حَرّاً شديداً والجائِرُ والجَيَّارُ حَرٌّ في الحَلْقِ والصَّدْرِ من غيظ أَو جوع قال المُتَنَخِّلُ الهُُذَلِيُّ وقيل هو لأَبي ذؤيب كأَنما بَيْنَ لَحْيَيْهِ ولَبَّتِهِ مِن جُلْبَةِ الجُوعِ جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ وفي الصحاح قَدْ حَالَ بَيْنَ تَراقِيهِ ولَبَّتِهِ وقال الشاعر في الجائر فَلَمَّا رأَيتُ القَوْمَ نادَوْا مُقاعِساً تَعَرَّضَ لِي دونَ التَّرائبِ جَائرُ قال ابن جني الظاهر في جَيَّارٍ أَن يكون فَعَّالاً كالكَلاَّءِ والجَبَّانِ قال ويحتمل أَن يكون فَيْعالاً كخَيْتامٍ وأَن يكون فَوْعالاً كَتَوْرابٍ والجَيَّارُ الشِّدَّةُ وبه فسر ثعلب بيت المتنخل الهذلي جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ

حبر
الحِبْرُ الذي يكتب به وموضعه المِحْبَرَةُ بالكسر
( * قوله « وموضعه المحبرة بالكسر » عبارة المصباح وفيها ثلاث لغات أجودها فتح الميم والباء والثانية ضم الباء والثالثة كسر الميم لأنها آلة مع فتح الباء )
في الجَمالِ والبَهاء وسأَل عبدالله بن سلام كعباً عن الحِبْرِ فقال هو الرجل الصالح وجمعه أَحْبَارٌ وحُبُورٌ قال كعب بن مالك لَقَدْ جُزِيَتْ بِغَدْرَتِها الحُبُورُ كذاكَ الدَّهْرُ ذو صَرْفٍ يَدُورُ وكل ما حَسُنَ من خَطٍّ أَو كلام أَو شعر أَو غير ذلك فقد حُبِرَ حَبْراً وحُبِّرَ وكان يقال لطُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ في الجاهلية مُحَبِّرٌ لتحسينه الشِّعْرَ وهو مأْخوذ من التَّحْبِيرِ وحُسْنِ الخَطِّ والمَنْطِقِ وتحبير الخط والشِّعرِ وغيرهما تحسينه الليث حَبَّرْتُ الشِّعْر والكلامَ حَسَّنْتُه وفي حديث أَبي موسى لو علمت أَنك تسمع لقراءتي لحَبَّرْتُها لك تَحْبِيراً يريد تحسين الصوت وحَبَّرتُ الشيء تَحْبِيراً إِذا حَسَّنْتَه قال أَبو عبيد وأَما الأَحْبارُ والرُّهْبان فإِن الفقهاء قد اختلفوا فيهم فبعضهم يقول حَبْرٌ وبعضهم يقول حِبْرٌ وقال الفراء إِنما هو حِبْرٌ بالكسر وهو أَفصح لأَنه يجمع على أَفْعالٍ دون فَعْلٍ ويقال ذلك للعالم وإِنما قيل كعب الحِبْرِ لمكان هذا الحِبْرِ الذي يكتب به وذلك أَنه كان صاحب كتب قال وقال الأَصمعي لا أَدري أَهو الحِبْرُ أَو الحَبْر للرجل العالم قال أَبو عبيد والذي عندي أَنه الحَبر بالفتح ومعناه العالم بتحبير الكلام والعلم وتحسينه قال وهكذا يرويه المحدّثون كلهم بالفتح وكان أَبو الهيثم يقول واحد الأَحْبَارِ حَبْرٌ لا غير وينكر الحِبْرَ وقال ابن الأَعرابي حِبْرٌ وحَبْرٌ للعالم ومثله بِزرٌ وبَزْرٌ وسِجْفٌ وسَجْفٌ الجوهري الحِبْرُ والحَبْرُ واحد أَحبار اليهود وبالكسر أَفصح ورجل حِبْرٌ نِبْرٌ وقال الشماخ كما خَطَّ عِبْرانِيَّةً بيمينه بِتَيْماءَ حَبْرٌ ثم عَرِّضَ أَسْطُرَا رواه الرواة بالفتح لا غير قال أَبو عبيد هو الحبر بالفتح ومعناه العالم بتحبير الكلام وفي الحديث سميت سُورةَ المائدة وسُورَةَ الأَحبار لقوله تعالى فيها يحكم بها النبيون الذي أَسلموا للذين هادوا والربانيون والأَحْبَارُ وهم العلماء جمع حِبْرٍ وحَبْر بالكسر والفتح وكان يقال لابن عباس الحَبْرُ والبَحْرُ لعلمه وفي شعر جرير إِنَّ البَعِيثَ وعَبْدَ آلِ مُقَاعِسٍ لا يَقْرآنِ بِسُورَةِ الأَحْبَارِ أَي لا يَفِيانِ بالعهود يعني قوله تعالى يا أَيها الذين آمنوا أَوْفُوا بالعُقُودِ والتَّحْبِيرُ حُسْنُ الخط وأَنشد الفرّاء فيما روى سلمة عنه كَتَحْبِيرِ الكتابِ بِخَطِّ يَوْماً يَهُودِيٍّ يقارِبُ أَوْ يَزِيلُ ابن سيده وكعب الحِبْرِ كأَنه من تحبير العلم وتحسينه وسَهْمٌ مُحَبَّر حَسَنُ البَرْي والحَبْرُ والسَّبْرُ والحِبْرُ والسِّبْرُ كل ذلك الحُسْنُ والبهاء وفي الحديث يخرج رجل من أَهل البهاء قد ذهب حِبْرُه وسِبْرُه أَي لونه وهيئته وقيل هيئته وسَحْنَاؤُه من قولهم جاءت الإِبل حَسَنَةَ الأَحْبَارِ والأَسْبَارِ وقيل هو الجمال والبهاء وأَثَرُ النِّعْمَةِ ويقال فلان حَسَنُ الحِبْر والسَّبْرِ والسِّبْرِ إِذا كان جيملاً حسن الهيئة قال ابن أَحمر وذكر زماناً لَبِسْنا حِبْرَه حتى اقْتُضِينَا لأَعْمَالٍ وآجالٍ قُضِينَا أَي لبسنا جماله وهيئته ويقال فلان حسن الحَبْر والسَّبْرِ بالفتح أَيضاً قال أَبو عبيد وهو عندي بالحَبْرِ أَشْبَهُ لأَنه مصدر حَبَرْتُه حَبْراً إِذا حسنته والأَوّل اسم وقال ابن الأَعرابي رجل حَسَنُ الحِبْر والسِّبْر أَي حسن البشرة أَبو عمرو الحِبْرُ من الناس الداهية وكذلك السِّبْرُ والحَبْرُ والحَبَرُ والحَبْرَة والحُبُور كله السُّرور قال العجاج الحمدُ للهِ الذي أَعْطى الحَبَرْ ويروى الشَّبَرْ مِن قولهم حَبَرَني هذا الأَمْرُ حَبْراً أَي سرني وقد حرك الباء فيهما وأَصله التسكين ومنه الحَابُورُ وهو مجلس الفُسَّاق وأَحْبَرَني الأَمرُ سَرَّني والحَبْرُ والحَبْرَةُ النِّعْمَةُ وقد حُبِرَ حَبْراً ورجل يَحْبُورٌ يَفْعُولٌ من الحُبُورِ أَبو عمرو اليَحْبُورُ الناعم من الرجال وجمعه اليَحابِيرُ مأْخوذ من الحَبْرَةِ وهي النعمة وحَبَرَه يَحْبُره بالضم حَبْراً وحَبْرَةً فهو مَحْبُور وفي التنزيل العزيز فهم في رَوْضَةٍ يُحْبَرُون أَي يُسَرُّونَ وقال الليث يُحْبَرُونَ يُنَعَّمُونَ ويكرمون قال الزجاج قيل إِن الحَبْرَةَ ههنا السماع في الجنة وقال الحَبْرَةُ في اللغة كل نَغْمَةٍ حَسَنَةٍ مُحَسَّنَةٍ وقال الأَزهري الحَبْرَةُ في اللغة النَّعمَةُ التامة وفي الحديث في ذكر أَهل الجنة فرأَى ما فيها من الحَبْرَة والسرور الحَبْرَةُ بالفتح النِّعْمَةُ وسعَةُ العَيْشِ وكذلك الحُبُورُ ومنه حديث عبدالله آل عِمْرَانَ غِنًى والنِّساءُ مَحْبَرَةَ أَي مَظِنَّةٌ للحُبُورِ والسرور وقال الزجاج في قوله تعالى أَنتم وأَزواجكم تُحْبَرُون معناه تكرمون إِكراماً يبالغ فيه والحَبْرَة المبالغة فيما وُصِفَ بجميل هذا نص قوله وشَيْءٌ حِبرٌ ناعمٌ قال المَرَّارُ العَدَوِيُّ قَدْ لَبِسْتُ الدَّهْرَ من أَفْنَانِهِ كُلَّ فَنٍّ ناعِمٍ منه حَبِرْ وثوب حَبِيرٌ جديد ناعم قال الشماخ يصف قوساً كريمة على أَهلها إِذا سَقَطَ الأَنْدَاءُ صِينَت وأُشْعِرَتْ حَبِيراً وَلَمْ تُدْرَجْ عليها المَعَاوِزُ والجمع كالواحد والحَبِيرُ السحاب وقيل الحَبِيرُ من السحاب الذي ترى فيه كالتَّثْمِيرِ من كثرة مائه قال الرِّياشي وأَما الحَبِيرُ بمعنى السحاب فلا أَعرفه قال فإِن كان أَخذه من قول الهذلي تَغَذَّمْنَ في جَانِبَيْهِ الخَبِي رَلَمَّا وَهَى مُزْنُه واسْتُبيحَا فهو بالخاء وسيأْتي ذكره في مكانه والحِبَرَةُ والحَبَرَةُ ضَرْبٌ من برود اليمن مُنَمَّر والجمع حِبَرٌ وحِبَرات الليث بُرُودٌ حِبَرةٌ ضرب من البرود اليمانية يقال بُرْدٌ حَبِيرٌ وبُرْدُ حِبَرَة مثل عِنَبَةٍ على الوصف والإِضافة وبُرُود حِبَرَةٌ قال وليس حِبَرَةٌ موضعاً أَو شيئاً معلوماً إِنما هو وَشْيٌ كقولك قَوْب قِرْمِزٌ والقِرْمِزُ صِبْغُهُ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما خَطَبَ خديجة رضي الله عنها وأَجابته استأْذنت أَباها في أَن تتزوجه وهو ثَمِلٌ فأَذن لها في ذلك وقال هو الفحْلُ لا يُقْرَعُ أَنفُهُ فنحرت بعيراً وخَلَّقَتْ أَباها بالعَبيرِ وكَسَتْهُ بُرْداً أَحْمَرَ فلما صحا من سكره قال ما هذا الحَبِيرُ وهذا العَبِيرُ وهذا العَقِيرُ ؟ أَراد بالحبير البرد الذي كسته وبالعبير الخَلُوقَ الذي خَلَّقَتْهُ وبالعقير البعيرَ المَنْحُورَ وكان عُقِرَ ساقُه والحبير من البرود ما كان مَوْشِيّاً مُخَطَّطاً وفي حديث أَبي ذر الحمد لله الذي أَطعمنا الحَمِير وأَلبسنا الحبير وفي حديث أَبي هريرة حين لا أَلْبَسُ الحَبيرَ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَثَلُ الحواميم في القرآن كَمَثَلِ الحِبَرَاتِ في الثياب والحِبْرُ بالكسر الوَشْيُ عن ابن الأَعرابي والحِبْرُ والحَبَرُ الأَثَرُ من الضِّرْبَة إِذا لم يدم والجمع أَحْبَارٌ وحُبُورٌ وهو الحَبَارُ والحِبار الجوهري والحَبارُ الأَثَرُ قال الراجز لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فيها أَلا تَرى حِبَارَ مَنْ يَسْقِيها ؟ وقال حميد الأَرقط لم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطَارُ ولا لِحَبْلَيْهِ بها حَبَارُ والجمعُ حَبَاراتٌ ولا يُكَسِّرُ وأَحْبَرَتِ الضَّرْبَةُ جلده وبجلده أَثرت فيه وحُبِرَ جِلْدُه حَبْراً إِذا بقيت للجرح آثار بعد البُرْء والحِبَارُ والحِبْرُ أَثر الشيء الأَزهري رجل مُحَبَّرٌ إِذا أَكلت البراغيث جِلْدَه فصار له آثار في جلده ويقال به حُبُورٌ أَي آثار وقد أَحْبَرَ به أَي ترك به أَثراً وأَنشد لمُصَبِّحِ بن منظور الأَسَدِي وكان قد حلق شعر رأْس امرأَته فرفعته إِلى الوالي فجلده واعتقله وكان له حمار وجُبَّة فدفعهما للوالي فَسَرَّحَهُ لَقَدْ أَشْمَتَتْ بي أَهْلَ فَيْدٍ وغادَرَتْ بِجِسْمِيَ حِبْراً بِنْتُ مَصَّانَ بادِيَا وما فَعَلتْ بي ذاك حَتَّى تَرَكْتُها تُقَلِّبُ رَأْساً مِثْلَ جُمْعِيَ عَارِيَا وأَفْلَتَني منها حِماري وَجُبَّتي جَزَى اللهُ خَيْراً جُبَّتي وحِمارِيَا وثوبٌ حَبِيرٌ أَي جديد والحِبْرُ والحَبْرُ والحَبْرَةُ والحُبْرَةُ والحِبِرُ والحِبِرَةُ كل ذلك صُفْرة تَشُوبُ بياضَ الأَسْنَان قال الشاعر تَجْلُو بأَخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ذا أُشُرٍ كَعارِضِ البَرْق لم يَسْتَشْرِبِ الحِبِرَا قال شمر أَوّله الحَبْرُ وهي صفرة فإِذا اخْضَرَّ فهو القَلَحُ فإِذا أَلَحَّ على اللِّثَةِ حتى تظهر الأَسْناخ فهو الحَفَرُ والحَفْرُ الجوهري الحِبِرَة بكسر الحاء والباء القَلَح في الأَسنان والجمع بطرح الهاء في القياس وأَما اسم البلد فهو حِبِرٌّ بتشديد الراء وقد حَبِرتْ أَسنانه تَحْبَرُ حَبَراً مثال تَعِبَ تَعَباً أَي قَلِحَتْ وقيل الحبْرُ الوسخ على الأَسنان وحُبِرَ الجُرْحُ حَبْراً أَي نُكسَ وغَفَرَ وقيل أَي برئ وبقيت له آثار والحَبِيرُ اللُّغام إِذا صار على رأْس البعير والخاء أَعلى هذا قول ابن سيده الجوهري الحَبِيرُ لُغامُ البعير وقال الأَزهري عن الليث الحَبِيرُ من زَبَدِ اللُّغامِ إِذا صار على رأْس البعير ثم قال الأَزهري صحف الليث هذا الحرف قال وصوابه الخبير بالخاء لِزَبَدِ أَفواه الإِبل وقال هكذا قال أَبو عبيد وروى الأَزهري بسنده عن الرِّياشِي قال الخبير الزَّبَدُ بالخاء وأَرض مِحْبَارٌ سريعة النبات حَسَنَتُهُ كثيرة الكلإِ قال لَنَا جِبَالٌ وحِمًى مِحْبَارُ وطُرُقٌ يُبْنَى بِهَا المَنارُ ابن شميل الأَرض السريعةُ النباتِ السهلةُ الدَّفِئَةُ التي ببطون الأَرض وسَرَارتِها وأَراضَتِها فتلك المَحابِيرُ وقد حَبِرَت الأَرض بكسر الباء وأَحْبَرَتْ والحَبَارُ هيئة الرجل عن اللحياني حكاه عن أَبي صَفْوانَ وبه فسر قوله أَلا تَرى حَبَارَ مَنْ يَسْقيها قال ابن سيده وقيل حَبَارُ هنا اسم ناقة قال ولا يعجبني والحُبْرَةُ السِّلْعَةُ تخرج في الشجر أَي العُقْدَةُ تقطع ويُخْرَطُ منها الآنية والحُبَارَى ذكر الخَرَبِ وقال ابن سيده الحُبَارَى طائر والجمع حُبَارَيات
( * عبارة المصباح الحبارى طائر معروف وهو على شكل الأوزة برأسه وبطنه غبرة ولون ظهره وجناحيه كلون السماني غالباً والجمع حبابير وحباريات على لفظه أَيضاً ) وأَنشد بعض البغداديين في صفة صَقْرٍ حَتْف الحُبَارَياتِ والكَراوين قال سيبويه ولم يكسر على حَِبَارِيَّ ولا حَبَائِرَ ليَفْرُقُوا بينها وبين فَعْلاء وفَعَالَةٍ وأَخواتها الجوهري الحُبَارَى طائر يقع على الذكر والأُنثى واحدها وجمعها سواء وفي المثل كُلُّ شيء يُحِبُّ ولَدَهُ حتى الحُبَارَى لأَنها يضرب بها المَثلُ في المُوقِ فهي على مُوقها تحب ولدها وتعلمه الطيران وأَلفه ليست للتأْنيث
( * قوله « وألفه ليست للتأنيث » قال الدميري في حياة الحيوان بعد أَن ساق عبارة الجوهري هذه قلت وهذا سهو منه بل ألفها للتأنيث كسماني ولو لم تكن له لانصرفت اه ومثله في القاموس قال شارحه ودعواه أنها صارت من الكلمة من غرائب التعبير والجواب عنه عسير ) ولا للإِلحاق وإِنما بني الاسم عليها فصارت كأَنها من نفس الكلمة لا تنصرف في معرفة ولا نكرة أَي لا تنوّن والحبْرِيرُ والحُبْرور والحَبَرْبَرُ والحُبُرْبُورُ واليَحْبُورُ وَلَدُ الحُبَارَى وقول أَبي بردة بازٌ جَرِيءٌ على الخَزَّانِ مُقْتَدِرٌ ومن حَبَابِيرِ ذي مَاوَانَ يَرْتَزِقُهْ قال ابن سيده قيل في تفسيره هو جمع الحُبَارَى والقياس يردّه إِلا أَن يكون اسماً للجمع الأَزهري وللعرب فيها أَمثال جمة منها قولهم أَذْرَقُ من حُبَارَى وأَسْلَحُ من حُبَارَى لأَنها ترمي الصقر بسَلْحها إِذا أَراغها ليصيدها فتلوث ريشه بِلَثَقِ سَلْحِها ويقال إِن ذلك يشتد على الصقر لمنعه إِياه من الطيران ومن أَمثالهم في الحبارى أَمْوَقُ من الحُبَارَى ذلك انها تأْخذ فرخها قبل نبات جناحه فتطير معارضة له ليتعلم منها الطيران ومنه المثل السائر في العرب كل شيء يحب ولده حتى الحبارى ويَذِفُّ عَنَدَهُ وورد ذلك في حديث عثمان رضي الله عنه ومعنى قولهم يذف عَنَدَهُ أَي تطير عَنَدَهُ أَي تعارضه بالطيران ولا طيران له لضعف خوافيه وقوائمه وقال ابن الأَثير خص الحبارى بالذكر في قوله حتى الحبارى لأَنها يضرب بها المثل في الحُمْق فهي على حمقها تحب ولدها فتطعمه وتعلمه الطيران كغيرها من الحيوان وقال الأَصمعي فلان يعاند فلاناً أَي يفعل فعله ويباريه ومن أَمثالهم في الحبارى فلانٌ ميت كَمَدَ الحُبارَى وذلك أَنها تَحْسِرُ مع الطير أَيام التَّحْسير وذلك أَن تلقي الريش ثم يبطئ نبات ريشها فإِذا طار سائر الطير عجزت عن الطيران فتموت كمداً ومنه قول أَبي الأَسود الدُّؤَلي يَزِيدٌ مَيّتٌ كَمَدَ الحُبَارَى إِذا طُعِنَتْ أُمَيَّةُ أَوْ يُلِمُّ أَي يموت أَو يقرب من الموت قال الأَزهري والحبارى لا يشرب الماء ويبيض في الرمال النائية قال وكنا إِذا ظعنا نسير في جبال الدهناء فربما التقطنا في يوم واحد من بيضها ما بين الأَربع إِلى الثماني وهي تبيض أَربع بيضات ويضرب لونها إِلى الزرقة وطعمها أَلذ من طعم بيض الدجاج وبيض النعام قال والنعام أَيضاً لا ترد الماء ولا تشربه إِذا وجدته وفي حديث أَنس إِن الحبارى لتموت هُزالاً بذنب بني آدم يعني أَن الله تعالى يحبس عنها القطر بشؤم ذنوبهم وإِنما خصها بالذكر لأَنها أَبعد الطير نُجْعَةً فربما تذبح بالبصرة فتوجد في حوصلتها الحبة الخضراء وبين البصرة وبين منابتها مسيرة أَيام كثيرة واليَحبُورُ طائر ويُحابِرُ أَبو مُرَاد ثم سميت القبيلة يحابر قال وقد أَمَّنَتْني بَعْدَ ذاك يُحابِرٌ بما كنتُ أُغْشي المُنْدِيات يُحابِرا وحِبِرٌّ بتشديد الراء اسم بلد وكذلك حِبْرٌ وحِبْرِيرٌ جبل معروف وما أَصبت منه حَبَرْبَراً أَي شيئاً لا يستعمل إِلا في النفي التمثيل لسيبويه والتفسير للسيرافي وما أَغنى فلانٌ عني حَبَرْبَراً أَي شيئاً وقال ابن أَحمر الباهلي أَمانِيُّ لا يُغْنِينَ عَنِّي حَبَرْبَرا وما على رأْسه حَبَرْبَرَةٌ أَي ما على رأْسه شعرة وحكى سيبويه ما أَصاب منه حَبَرْبَراً ولا تَبَرْبَراً ولا حَوَرْوَراً أَي ما أَصاب منه شيئاً ويقال ما في الذي تحدّثنا به حَبَرْبَرٌ أَي شيء أَبو سعيد يقال ما له حَبَرْبَرٌ ولا حَوَرْوَرٌ وقال الأَصمعي ما أَصبت منه حَبَرْبَراً ولا حَبَنْبَراً أَي ما أَصبت منه شيئاً وقال أَبو عمرو ما فيه حَبَرْبَرٌ ولا حَبَنْبَرٌ وهو أَن يخبرك بشيء فتقول ما فيه حَبَنْبَرٌ ويقال للآنية التي يجعل فيها الحِبْرُ من خَزَفٍ كان أَو من قَوارِير مَحْبَرَةٌ ومَحْبُرَةٌ كما يقال مَزْرَعَة ومَزْرُعَة ومَقْبَرَة ومَقْبُرَة ومَخْبَزَة ومَخْبُزَةٌ الجوهري موضع الحِبْرِ الذي يكتب به المِحْبَرَة بالكسر وحِبِرٌّ موضع معروف في البادية وأَنشد شمر عجز بيت فَقَفا حِبِرّ الأَزهري في الخماسي الحَبَرْبَرَةُ القَمِيئَةُ المُنافِرَةُ وقال هذه ثلاثية الأَصل أُلحقت بالخماسي لتكرير بعض حروفها والمُحَبَّرُ فرس ضرار بن الأَزوَرِ الأَسَدِيِّ أَبو عمرو الحَبَرْبَرُ والحَبْحَبِيُّ الجمل الصغير

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88