كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

عيد
: هذه ترجمة انفرد بها ابن سيده وحده وقال : العَيْدانَةُ أَطول ما يكون من النخل ولا تكون عَيْدانَةً حتى يسقط كَرَبُها كله ويصير جذعها أَجرد من أَعلاه إِلى أَسفله عن أَبي حنيفة وقال أَبو عبيد : هي كالرَّقْلة

غدد
الغُدَّةُ والغُددَةُ كل عُقْدَةٍ في جسد الإِنسان أَطاف بها شَحْم والغُدَدُ التي في اللحم الواحدة غُدَّةٌ وغُدَدَةٌ والغُدٌةُ والغُدَدَة كل قِطعة صُلْبة بين العصَب والغُدَّةُ السِّلْعَة يركبها الشحم والغُدَّة ما بين الشحم والسنام والغُدَّة والغُدَدُ طاعون الإِبل وغُدَّ البعير فأَغَدَّ فهو مُغِدٌّ أَي به غُدَّة والأُنثى مُغِدٌّ بغير هاء ولما مَثَّل سيبويه قولهم أَغُدَّةً كَغُدَّةِ البعير قال أُغَدُّ غُدَّةً فجاءَ به على صيغة فِعل المفعول وأَغَدَّ القومُ أَصابت إِبِلَهم الغُدَّةُ وأَغْدَّتِ الإِبِلُ صارت لها غُدَد من اللحم والجلد من داء وأَنشد الليث لا بَرِئَتْ غُدَّةُ مَن أَغَدَّا قال والغُدّة أَيضاً تكون في الشحم قال الأَصمعي من أَدواء الإِبل الغُدَّةُ وهو طاعونها يقال بعير مُغِدٌّ قال ابن الأَعرابي الغُدَّةُ لا تكون إِلا في البطن فإِذا مضت إِلى نحره ورُفْغِه قيل بعير دابر قال الأَزهري وسمعت العرب تقول غُدَّتِ الإِبلُ فهي مَغْدُودةٌ من الغُدَّةِ وغُدَّتِ الإِبلُ فهي مُغَدَّدَة
( * قوله « وغدت الإبل فهي مغددة » كذا بالأصل وليس الوصف جارياً على الفعل ) وبنو فلان مُغِدُّون إِذا ظهرت الغُدَّةُ في إِبلهم وقال ابن بزرج أَغَدَّتِ الناقة وأُغِدَّت ويقال بعير مَغْدُود وغادٌّ ومُغِدٌّ ومُغَدٌّ وإِبل مَغادُّ وأَنشد في الغادّ عَدِمْتُكُمُ ونَظْرَتَكُمْ إِلينا بِجَنْبِ عُكاظَ كالإِبِلِ الغِدادِ وفي الحديث أَنه ذكَرَ الطاعونَ فقال غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البعير تأْخذهم في مَراقِّهم أَي في أَسفلِ بطونهم الغُدَّةُ طاعونُ الإِبل وقلما تسلم منه وفي حديث عامر بن الطفيل غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البعير ومَوْتٌ في بيت سَلُولِيَّةٍ ومنه حديث عمر ما هي بمُغِدٍّ فَيَسْتَحْجِيَ
( * قوله « فيستحجي » معناه يتغير كما في النهاية وان أغفله الصحاح والقاموس )
لحمُها يعني الناقة ولم يُدْخِلها تاء التأْنيث لأَنه أَراد ذات غدّة والغِدادُ جمع الغادّ وأَنشد أَبو الهيثم وأَحْمَدْتَ إِذ نَجَّيْتَ بالأَمْسِ صِرْمَةً لها غُدَداتٌ واللَّواحِقُ تَلْحَقُ قال والغُدَداتُ فُضولُ السِّمَنِ وما كان من فضول وَبَرٍ حسن وأَغَدَّ عليه انتفخ وغَضِبَ وأَصله من ذلك والمُغِدُّ الغَضْبانُ ورجل مِغْدادٌ كثير الغضَب ورأَيت فلاناً مُغِدّاً ومُسْمَغِدّاً إِذا رأَيتَه وارماً من الغضب وامرأَة مِغْدادٌ إِذا كان من خُلُقِها الغضبُ قال الشاعر يا رَبِّ مَنْ يَكْتُمُني الصِّعادا فَهَبْ له حَلِيلَةً مِغْدادا الأَصمعي أَغَدَّ الرجلُ فهو مُغِدٌّ أَي غَضِبَ وأَضَدَّ فهو مُضِدٌّ أَي غضبان ورجل مِغْدادٌ كثير الغضب وعليه غُدَّةٌ من مال أَي قِطْعة والجمع غَدائِدُ كَحُرَّة وحَرائِرَ ويروى بيت لبيد تَطِيرُ غَدائِدُ الأَشْراكِ شَفْعاً وَوِتْراً والزَّعامَةُ للغلامِ والاعْرَفُ عدائد وفي التهذيب في شرح البيت الغدائد الفُضول وقال الفراء الغَدائدُ والغِدادُ الأَنْصِباء في قول لبيد

غرد
الغَرَدُ بالتحريك التَّطْرِيبُ في الصوت والغِناء والتَّغَرُّدُ والتغريدُ صوت معه بَحَحٌ وقد جمعهما امرؤ القيس في قوله يصف حماراً يُغَرِّدُ بالأَسْحارِ في كلِّ سُدْفَةٍ تَغَرُّدَ مِرِّيحِ النَّدامى المُطرِّبِ قال الليث كل صائت طَرَّبَ في الصَّوْت غَرِدٌ والفعل غَرَّدَ يُغَرِّدُ تَغْرِيداً الأَصمعي التغريد الصَّوْتُ وغَرِدَ الطائر فهو غَرِدٌ والتغريد مثله قال سويد بن كراع العكلي إِذا عَرَضَتْ داوِيَّةٌ مُدْلَهِمَّةٌ وغَرَّدَ حاديها فَرَيْنَ بها فَلْقا وغَرَّدَ الإِنسانُ رفع صوتَه وطَرَّبَ وكذلك الحَمامةُ والمُكَّاءُ والدِّيكُ والذُّبابُ وحكى الهجري سمعت قُمْرِيّاً فأَغْرَدَني أَي أَطْرَبَني بتغريده وقيل كل مُصَوِّتٍ مُطَرِّبٍ بصوتِه مُغَرِّدٌ وغِرِّيدٌ وغَريدٌ وغَرِدٌ وغِرْدٌ فَغَرِدٌ على النسب قال ابن سيده وغِرْدٌ أُراهُ متغيراً منه وقول مليح الهذلي سُدْساً وبُزْلاً إِذا ما قامَ راحِلُها تَحَصَّنَتْ بِشَباً أَطْرافُه غَرِدُ وحَّدَ غَرِداً وإِن كان خبراً عن الأَطراف حملاً على المعنى كأَنه كلُّ طَرَف منها غَرِد فأَما قول الهذلي يُغَرِّدُ رَكْباً فَوْقَ حُوصٍ سَواهِمٍ بها كلُّ مُنْجابِ القَمِيصِ شَمَرْدَل ففيه دلالة على أَن يُغَرِّدُ يتعدى كتعدي يُغَنِّي وقد يجوز أَن يكون على حذف الجر وإِيصال الفعل وقوله لا أَشْتَهِي لَبَنَ البعيرِ وعِندنَا غَرِدُ الزجاجةِ واكِفُ المِعْصارِ معناه وعندنا نبيذ يحمل صاحبه على أَن يتغنى إِذا شربه وتَغَرَّدَ كَغَرَّدَ قال النابغة الجعدي تَعالَوْا نُحالِفْ صامِتاً ومُزاحِماً عليهم نِصاراً وما تَغَرَّدَ راكِبُ واستَغْرَدَ الرَّوْضُ الذُّبابَ دعاه بنَعْمَتِه إِلى أَن يُغَنِّيَ فَيُغَرِّدَ قال أَبو نخيلة واستَغْرَدَ الروضُ الذبابَ الأَزْرَقا وغَرَّدَت القَوْسُ صَوَّتَتْ عن أَبي حنيفة والغِرْدُ بالكسر والغَرْدُ بالفتح والغِرْدَةُ والغَرْدَةُ والغَرَدَةُ والغَرادَةُ ضرب من الكَمْأَةِ وقيل هي الصغار منها وقيل هي الرديئةُ منها والجمع غِرَدَةٌ وغِرادٌ وجمع الغَرادةِ غَرادٌ وهي المَغاريدُ واحدها مُغْرود قال يَحُجُّ مأُمُومَةً في قَعْرِها لَجَفٌ فاسْتُ الطَّبِيبِ قَذاها كالمَغارِيدِ قال أَبو عمرو الغَرادُ الكَمْأَةُ واحدتها غَرادَةٌ وهي أَيضاً الغِرادَةُ واحدتها غَرَدَةٌ
( * قوله « وهي أَيضاً الغرادة واحدتها غردة » كذا في الأصل بهذا الضبط ) وقال أَبو عبيد هي المُغْرُودةُ فرد ذلك عليه وقيل إِنما هو المُغْرُودُ ورواه الأَصمعي المَغْرودُ من الكمأَة بفتح الميم وقال أَبو الهيثم الغَرَدُ والمُغْرُودُ بضم الميم الكمأَة وهو مُفعول نادر وأَنشد لو كنْتُمُ صُوفاً لكنْتُمْ قَرَدا أَو كنْتُمُ لَحْماً لكنتُمْ غَرَدا قال الفراء ليس في كلام العرب مُفْعُولٌ مضموم الميم إِلا مُغْرُودٌ لضرب من الكمأَة ومُغْفُورٌ واحد المَغافِر وهو شيء ينضحه العُرفُطُ حلو كالناطف ويقال مُغْثُورٌ ومُنْخُورٌ للمُنْخُرِ ومُعْلُوقٌ لواحد المعاليق والجمع المَغاريدُ والمَغْرُوداءُ الأَرض الكثيرةُ المغاريدِ

غرقد
الغَرْقَدُ شجر عظام وهو من العضاه واحدته غَرْقَدَةٌ وبها سمي الرجل قال أَبو حنيفة إِذا عظمت العَوْسَجَةُ فهي الغرقدة وقال بعض الرواة الغَرْقَدُ من نبات القُفِّ والغَرْقَدُ كبار العوسج وبه سمي بَقِيعُ الغَرْقَدِ لأَنه كان فيه غرقد وقال الشاعر أَلِفْنَ ضالاً ناعماً وغَرْقَدا وفي حديث أَشراط الساعة إِلا الغَرْقَد فإِنه من شجر اليهود وفي رواية إِلا الغرْقَدَة هو ضرب من شجر العِضاه وشجر الشَّوْكِ والغَرْقَدَة واحدته ومنه قيل لمقبرة أَهل المدينة بقيع الغرقد لأَنه كان فيه غرقد وقطع قال ابن سيده وبقيع الغرقد مقابر بالمدينة وربما قيل له الغرقد قال زهير لِمَنِ الدِّيارُ غَشِيتَها بالغَرْقَدِ كالوَحْيِ في حَجَرِ المسِيلِ المُخْلِدِ ؟

غرند
أَبو عبيد تَثَوَّلَ عليَّ القومُ تَثَوُّلاً واغْرَنْدَوُا اغْرِنْداءً واغْلَنْتَوُا اغْلِنْتاءً إِذا عَلَوْهُ بالشَّتْمِ والضَّرْب والقهر الأَصمعي اغْرَنْداهُ واسْرَنْداهُ إِذا عَلاه واغْرَنْداهُ واغْرَنْدَى عليه واغْرَنْدَوْا عليه عَلَوْه بالشتم والضرب والقهر والمُغْرَنْدِي والمُسْرَنْدِي الذي يَغْلِبُكَ ويَعْلُوكَ قال قد جَعَلَ النُّعاسُ يَغْرَنْدِيني أَدْفَعُهُ عنِّي ويَسْرَنْدِيني قال ابن جني إِن شئت جعلت رويه النون وهو الوجه وإِن شئت جعلته الياء وليس بالوجه فإِن جعلت النون هي الرويّ فقد أُلْزِمَ الشاعرُ فيها أَربعةَ أَحرف غير واجبة وهي الراء والنون والدال والياء أَلا ترى أَنه يجوز معها يُعْطيني ويُرضيني ويَدْعُوني ويَغْزوني ؟ وإِن أَنت جعلت الياء الروي فقد أُلْزِمَ فيه خمسةَ أَحرف غير لازمة وهي الراء والنون والدال والياء والنون أَلا ترى أَنك جعلت الياء هي الروي فقد زالت الياء أَن تكون رِدفاً لبعدها عن الروي ؟ قال نعم وكذلك لما كانت النون رويّاً كانت الياء غير لازمة لأَن الواو يجوز معها أَلا ترى أَنه يجوز معها في القولين جميعاً يغزوني ويدعوني ؟ أَبو زيد اغْرَنْدَوْا عليه اغْرِنْداءً أَي علوه بالشتم والضرب والقهر مثل اغْلَنْتَوْا

غزد
( * في القاموس مع شرحه الغزيد كحزيم قال الليث هو الشديد الصوت أو هو تصحيف غريد بالراء قال الأَزهري لا أعرف الغزيد الشديد الصوت قال وأحسبه غريداً أَو غرّيداً بالراء من غرّد تغريداً اه بتصرف )
الغِزْيَدُ الشديد الصوت والغِزْيَدُ الناعِمُ اللَّيِّنُ الرطب من النبات قال هَزَّ الصَّبا ناعِمَ ضالٍ غِزْيَدا قال الأَزهري لا أَعرف الغِزْيَدَ الشديدَ الصوتِ قال وأَحسبه غِرِّيداً بالراء من غَرَّدَ تَغْريداً والغِزْيَدُ من النبات الناعم ليس بمنكر قال بعضهم غُصْن سَرَعْرَعٌ وغِزْيَدٌ وخُرْعُوبٌ ناعِم

غلد
سُِمٌّ مُتَغَلِّدٌ مُتَعَتِّقٌ وقيل غير مُلْبِثٍ لصاحبه قال عبيد بن الأَبرص وقد أَوْرَثَتْ في القلبِ سُقْماً تَعُدُّه عِداداً كَسُمِّ الحَيَّةِ المُتَغَلِّد

غمد
الغِمْدُ جَفْنُ السيف وجمعه أَغمادٌ وغُمودٌ وهو الغُمُدَّانُ قال ابن دريد ليس بِثَبَت غَمَدَ السيفَ يَغْمِدُه غَمْداً وأَغْمَدَه أَدْخَلَهُ في غِمْدِهِ فهو مُغْمَدٌ ومَغْمُودٌ قال أَبو عبيد في باب فعلت وأَفعلت غَمَدْتُ السيفَ وأَغْمَدتُه بمعنى واحد وهما لغتان فصيحتان وغَمَدَ العُرْفُطُ غُمُوداً إِذا اسْتَوفَرَتْ خُصْلَتُه ورَقاً حتى لا يُرى شَوْكُها كأَنه قد أُغْمِدَ وتَغَمَّدَه اللَّهُ بِرَحْمَتِه غَمَده فيها وغَمَرَه بها وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أَحَدٌ يَدْخُلُ الجنَّة بِعَمَلِه قالوا ولا أَنت ؟ قال ولا أَنا إِلاَّ أَن يَتَغَمَّدَني اللَّهُ بِرَحْمَتِه قال أَبو عبيد قوله يتغمدني يُلْبِسَني ويَتَغَشَّاني ويَسْتُرَني بها قال العجاج يُغَمِّدُ الأَعْداءَ جُوْناً مِرْدَسا قال يعني أَنه يلقي نفسه عليهم ويركبهم ويُغشِّيهم قال ولا أَحسب هذا مأْخوذاً إِلاّ من غِمْدِ السيف وهو غلافه لأَنك إِذا أَغْمَدْتَه فقد أَلبسته إِياه وغَشَّيْتَه به وقال الأَخفش أَغْمَدْتُ الحِلْس إِغْماداً وهو أَن تجعله تحت الرحل تقي به البعير من عقر الرحل وأَنشد وَوَضْعِ سِقاءٍ وإِخْفائِه وحَلِّ حُلُوسٍ وإِغْمادِها
( * قوله « وإخفائه » في الأساس وإحقابه )
وتَغَمَّدْتُ فلاناً سَتَرْتُ ما كان منه وغَطَّيْتُه وتَغَمَّدَ الرجل وغَمَّدَه إِذا أَخَذَه بِخَتْل حتى يغطيه قال العجاج يُغَمِّدُ الأَعْداءَ جُوناً مِرْدَسَا قال وكله من الأَول وغَمَدَتِ الرَّكيّةُ تَغْمُدُ غُمُوداً ذهَبَ ماؤْها وغامِدٌ حَيٌّ من اليمن قال أَلا هَلْ أَتاها على نَأْيِها بما فَضَحَتْ قَوْمَها غامِدُ ؟ حمله على القبيلة وقد اختلف في اشتقاقه فقال ابن الكلبي سُمِّيَ غامِداً لأَنه تَغَمَّدَ أَمراً كان بينه وبين عشيرته فستره فسماه ملك من ملوك حِمْير غامداً وأَنشد لغامد تَغَمَّدْتُ أَمراً كان بَينَ عَشِيرَتي فَسَمَّانيَ القَيْلُ الحَضُورِيُّ غامِدا
( * قوله « أمراً » في الصحاح شراً وقوله « فسماني » فيه أيضاً فأسماني )
والحَضُور قبيلة من حمير وقيل هو من غُمُودِ البئر قال الأَصمعي ليس اشتقاق غامد مما قال ابن الكلبي إِنما هو من قولهم غَمَدَتِ البئرُ غَمْداً إِذا كثر ماؤُها وقال أَبو عبيدة غمدَتِ البئرُ إِذا قلَّ ماؤُها وقال ابن الأَعرابي القبيلة غامدة بالهاء وأَنشد أَلا هَلْ أَتاها على نَأْيِها بما فَضَحَتْ قَوْمَها غامِدَهْ ؟ ويقال للسفينة إِذا كانت مشحونة غامِدٌ وآمِدٌ ويقال غامِدَةٌ قال والخِنُّ الفارغةُ من السُّفُنِ وكذلك الحَفَّانَة
( * قوله « الحفانة » كذا بالأصل ) وغُمْدان حِصْن في رأْس جبل بناحية صنعاء وفيه يقول في رأْسِ غُمْدانَ داراً منكَ مِحْلالا وغُمْدانُ قُبَّةُ سَيْفِ بن ذي يَزِن وقيل قصر معروف باليمن وغُمْدانُ موضع والغُمادُ وبَرْكُ الغُمادِ موضع قال ابن بري أَهمل الجوهري في هذا الفصل ذكر الغُمادِ مع شهرته وهو موضع باليمن وقد اختلف فيه في ضم الغين وكسرها رواه قوم بالضم وآخرون بالكسر قال ابن خالويه حضرت مجلس أَبي عبد الله محمد بن إِسمعيل القاضي المحاملي وفيه زُهاء أَلف فَأَمَلَّ عليهم أَن الأَنصار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم والله ما نقول لك ما قال قوم موسى لموسى اذهب أَنتَ وربك فقاتلا إِنا ههنا قاعدون بل نَفْدِيك بآبائتا وأَبنائنا ولو دعوتنا إِلى بَرْك الغِماد بكسر الغين فقلت للمستملي قال النحوي الغُماد بالضم أَيها القاضي قال وما بَرْكُ الغُماد ؟ قال سأَلت ابن دريد عنه فقال هو بقعة في جهنم فقال القاضي وكذا في كتابي على الغبن ضمة قال ابن خالويه وأَنشدني ابن دريد لنفسه وإِذا تَنَكَّرَتِ البِلا دُ فَأَولِها كَنَفَ البِعادِ لَسْتَ ابنَ أُمِّ القاطِنِي نَ ولا ابنَ عَمٍّ للبِلادِ واجْعَلْ مُقامَكَ أَو مَقَرَّ لَ جانِبَيْ بَرْكِ الغِمُادِ قال ابن خالويه وسأَلت أَبا عُمَر عن ذلك فقال يروى برك الغِماد بالكسر والغُماد بالضم والغِمار بالراء مكسورة الغين وقد قيل إِن الغماد موضع باليمن وهو بَرَهُوت وهو الذي جاء في الحديث أَن أَرواح الكافرين تكون فيه وورد في الحديث ذكر غُمْدانَ بضم الغين وسكون الميم البِناء العظيم بناحية صَنْعاءِ اليمن قيل هو من بناءِ سليمان على نبينا وعليه الصلاة والسلام له ذكر في حديث سيف بن ذي يَزَن واغْتَمدَ فلان الليل دخل فيه كأَنه صار كالغِمْدِ له كما يقال ادَّرَعَ الليلَ وينشد لَيْسَ لِوِلْدانِكَ لَيْلٌ فاغْتَمِدْ أَي اركب الليل واطلُبْ لهم القُوتَ

غيد
غَيِدَ غَيَداً وهو أَغْيَدُ مالت عنقُه ولانَتْ أَعْطافُه وقيل استرخت عنقه وظبي أَغْيَدُ كذلك والأَغْيَدُ الوَسنانُ المائلُ العنق ويقال هو يَتَغايدُ في مَشْيِه فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله ولَيْلٍ هَدَيْتُ به فِتْيَةً سُقُوا بِصُبابِ الكَرَى الأَغْيدِ فإِنما أَرادَ الكَرَى الذي يَعُودُ منه الرَّكْبُ غِيداً وذلك لِمَيَلانهم على الرحال من نَشْوَة الكَرى طَورْاً كذا وطَورْاً كذا لا لأَن الكَرى نفسَه أَغْيَدُ لأَن الغَيَدَ إِنما يكون في مُتَجَسِّم والكرى ليس بجسم والغَيَدُ النُّعومةُ والأَغْيَدُ من البنات الناعم المتثني والغَيْداء المرأَة المتثنية من اللين وقد تغايدت في مَشْيِها والغادَةُ الفتاة الناعمة اللينة وكذلك الغَيْداءُ بَيِّنَةُ الغَيَدِ وكلُّ خُوطٍ ناعمٍ مادَ غادٌ وشجرة غادَةٌ رَيَّا غَضَّةٌ وكذلك الجاريةُ الرَّطْبَةُ الشِّطْبَةُ قال وما جَأَبَةُ المِدْرَى خَذولٌ خِلالُها أَراكٌ بِذِي الرَّيَّانِ غادٌ صَرِيمُها وغادَةُ موضع قال ساعدة بن جُؤَيَّة الهذلي فما راعَهُمْ إِلا أَخوهم كأَنه بَغادَةَ فتخاءُ العِظامِ تَحومُ
( * قوله « فتخاء العظام » كذا بالأصل وشرح القاموس والذي بياقوت في معجمه فتخاء الجناح بدل العظام وهو المعروف في الأشعار وكتب اللغة يقال عقاب فتخاء لأنها إذا انحطت كسرت جناحيها وغمزتهما وهذا لا يكون إلا من اللين )
قال ابن سيده وهو بالياء لأَنا لم نجد في الكلام « غ و د » قال وكلمة لأَهل الشِّحْرِ يقولون غِيدِ غِيدِ أَي اعْجَلْ والله أَعلم

فأد
فأَد الخبزة في المَلَّة يَفْأَدُها فَأْداً شواها وفي التهذيب فأَدْتُ الخُبْزَةَ إِذا مَلَلْتَها وخَبَزْتَها في المَلَّةِ والفَئِيدُ ما شُوِيَ وخِبِزَ على النار وإِذا شوي اللحمُ فوق الجمْرِ فهو مُفْأَدٌ وفئيد والأُفؤُودُ الموضع الذي تُفْأَدُ فيه وفَأَدَ اللحمَ في النار يَفْأَدُه فَأْداً وافْتَأَدَه فيه شواه والمِفْأَدَةُ السَّفُّودُ وهو من فأَدت اللحم وافتأَدته إِذا شويته ولحم فَئِيدٌ أَي مشويٌّ والفِئد الخبز المفؤُود واللحم المَفْؤُود قال مرضاوي يخاطب خويلة أَجارَتَنا سِرُّ النساءِ مُحَرَّمٌ عليَّ وتَشْهادُ النَّدامَى مع الخمرِ كذاكَ وأَفْلاذُ الفَئيدِ وما ارتمتْ به بين جالَيْها الوَئِيَّةُ مِلْوَذْرِ
( * قوله « ملوذر » أراد من الوذر )
والمِفْأَدُ ما يُخْتَبَزُ ويُشْتَوَى به قال الشاعر يَظَلُّ الغُرابُ الأَعْوَرُ العَينِ رافِعاً مع الذئْبِ يَعْتَسَّانِ ناري ومِفْأَدي ويقال له المِفْآدُ على مِفْعالٍ ويقال فَحَصْت للخُبزَةِ في الأَرض وفَأَدْتُ لها أَفْأَدُ فَأْداً والاسم أُفْحُوصٌ وأُفْو ودٌ على أُفْعُول والجمع أَفاحيصُ وأَفائِيدُ ويقال ففَأَدْتُ الخُبزَةَ إِذا جعلت لها موضعاً في الرماد والنار لتضعها فيه والخشبة التي يحرَّك بها التنور مِفْأَدٌ والجمع مفائِدُ
( * قوله « والجمع مفائد » في القاموس والجمع مفائيد ) وافْتَأَدُوا أَوقدوا ناراً والفئِيدُ النارُ نفسُها قال لبيد وجَدْتُ أَبي رَبيعاً لليَتَامَى وللضِّيفانِ إِذْ حُبَّ الفَئِيدُ والمُفْتَأَدُ موضع الوَقُود قال النابغة سَفُّود شَرْبٍ نَسُوهُ عند مُفّتَأَدِ والتَّفَؤُّدُ التَّوَقُّد والفؤاد القلبُ لِتَفَوُّدِه وتوقُّدِه مذكر لا غير صرح بذلك اللحياني يكون ذلك لنوع الإِنسان وغيره من أَنواع الحيوان الذي له قلب قال يصف ناقة كمِثْلِ أَتانِ الوَحْشِ أَما فُؤادُها فَصَعْبٌ وأَما ظَهْرُها فَرَكُوبُ والفؤادُ القلب وقيل وسَطُه وقيل الفؤاد غِشاءُ القلبِ والقلبُ حبته وسُوَيْداؤُه وقول أَبي ذؤيب رآها الفُؤادُ فاستَضَلَّ ضَلالَه نِيافاً من البيضِ الحِسانِ العِطائِلِ رأَى ههنا من رؤية القلب وقد بينه بقوله رآها الفؤاد والمفعول الثاني نيافاً وقد يكون نيافاً حالاً كأَنه لما كانت محبتها تلي القلب وتدخله صار كأَن له عينين يراها بهما وقول الهذلي فقامَ في سِيَتَيْها فانْحَنى فَرَمى وسَهْمُه لِبَناتِ الجَوْفِ مَسَّاسُ يعني ببنات الجَوْف الأَفئدةَ والجمع أَفئدةٌ قال سيبويه ولا نعلمه كُسِّر على غير ذلك وفي الحديث أَتاكم أَهلُ اليمن هم أَرقُّ أَفئِدةً وأَلْيَنُ قلوباً وفأَده يَفْأَدُه فَأْداً أَصاب فؤاده وفَئِدَ فَأَداً شكا فُؤَادَه وأَصابه داء في فؤَاده فهو مَفؤُودٌ وفي الحديث أَنه عاد سعداً وقال إِنك رجل مَفْؤُودٌ المفؤُودُ الذي أُصيب فوادُه بوجه وفي حديث عطاء قيل له رجل مَفؤُودٌ يَنْفُثُ دماً أَحَدَثٌ هو ؟ قال لا أَي يُوجعهُ فُؤَادُه فَيَتَقَيَّأُ دماً ورجل مَفْؤُودٌ وفَئِيدٌ لا فؤَادَ له ولا فِعْل له قال ابن جني لم يُصَرِّفُوا منه فِعلاً ومفعول الصفة إِنما يأْتي على الفعل نحو مَضْرُوب من ضُرِب ومقتول من قُتِلَ التهذيب فأَدْت الصيْدَ أَفْأَدُه فَأْداً إِذا أَصبت فُؤادَه

فثد
في ترجمة ثفد الثَّفافِيدُ بِطائِنُ كلِّ شيء من الثياب وغيرها وقد ثَفَّدَ دِرْعَه بالحرير إِذا بَطَّنَها قال أَبو العباس وغيره يقول فَثافِيدُ

فحد
الأَزهري ابن الأَعرابي واحد فاحِدٌ قال الأَزهري هكذا رواه أَبو عمرو بالفاء قال وقرأْت بخط شمر لابن الأَعرابي القَحَّادُ الرجلُ الفَرْدُ الذي لا أَخَ له ولا وَلَد يقال واحِدٌ قاحِدٌ صاخِدٌ وهو الصُّنْبُورُ قال الأَزهري أَنا واقف في هذا الحرف وخط شمر أَقربهما إِلى الصواب كأَنه مأْخوذ من قَحَدَة السَّنامُ وهو أَصله

فدد
الفَديدُ الصوتُ وقيل شدته وقيل الفَدِيدُ والفَدْفَدَة صوت كالحفيفِ فَدَّ يَفِدُّ فَدّاً وفَديداً وفَدْفَدَ إِذا اشتدَّ صوتُه وأَنشد أُنْبِئْتُ أَخْوالي بَني يَزِيدُ ظُلْماً عَلَيْنا لَهُمُ فَدِيدُ ومنه الفَدْفَدَةُ قال النابغة أَوابِدُِ كالسَّلامِ إِذا استمرَّتْ فَلَيْس يَرُدُّ فَدْفَدَها التَّظَنِّي
( * في ديوان النابغة
قوافي كالسِلام إذا استمرتْ ... فليس يردُّ مذهبها التظنّي )
ورجل فَدِّادٌ شديدُ الصوتِ جافي الكلامِ وحكى اللحياني رجل فُدْفُدٌ
وفُدَفِدٌ وفدَّ يَفِدُّ فدًّا وفَديداً وفَدْفَدَ اشتدّ وطؤَه فوق الأَرض مَرَحاً ونشاطاً ورجل فَدَّادٌ شديد الوَطْءِ وفي الحديث حكاية عن الأَرض وقد كنت تَمْشي فوقي فَدَّاداً أَي شديدَ الوَطءِ وفي الحديث أَن الأَرض إِذا دُفِنَ فيها الإِنسانُ قالت له ربما مَشَيْتَ عليَّ فَدَّاداً ذا مالٍ كثير وذا أَمَلٍ كبير وذا خيلاءَ وسَعْيٍ دائمٍ ابن الأَعرابي فَدَّدَ الرجلُ أَ ذا مشى على الأَرض كِبراً وبَطَراً وفَدَّدَ الرجلُ إِذا صاح في بيعه وشرائه وفَدَّتِ الإِبل فَدِيداً شَدَخَته الأَرضَ بِخِفافِها من شدة وطئها قال المعلوّط السعدي أَعاذِلَ ما يُدْرِيكِ أَنْ رُبَّ هَجْمَةٍ لأَخْفافِها فَوْقَ المِتانِ فَدِيدُ ؟ ورواه ابن دريد فوق الفَلاةِ فَدِيد قال ويروى وئيدُ قال والمعنيان متقاربات وفدَّ الطائرُ يَفِدُّ فَدِيداً حَثَّ جناحَيْه بسطاً وقبضاً والفَدِيد كثرة الإِبل وإِبل فَديدٌ كثيرة والفدّادون أَصحاب الإِبل الكثيرة الذين يملك أَحدهم المائتين من الإِبل إِلى الأَلف يقال له فَدَّادٌ إِذا بلغ ذلك وهم مع ذلك جُفاةٌ أَهلُ خُيَلاء وفي الحديث هلك الفدَّادون إِلاَّ من أَعطى في نَجْدَتها ورِسْلِها أَراد الكثيري الإِبل كان أَحدهم إِذا ملَكَ المِئين من الإِبل إِلى الأَلف قيل له فَدَّادٌ وهو في معنى النَّسَب كَسَرّاجٍ وعَوَّاجٍ يقول إِلا من أَخْرَجَ زكاتَها في شدتِها ورخائها وقال ثعلب الفَدَّادون أَصحاب الوبر لغلظ أَصواتِهم وجفَائِهم يعني بأَصحاب الوبر أَهل البادية والفدَّادون الفلاَّحون وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَن الجفاء والقَسْوة في الفَدَّادِين قال أَبو عمرو هي الفَدادِينُ مخففة واحدها فَدَّانٌ بالتشديد عن أَبي عمرو وهي البقر التي يحرث بها وأَهلُها أَهلُ جَفَاء وغِلظة وقال أَبو عبيد ليس الفَدادِينُ من هذا في شيء ولا كانت العرب تعرفها إِنما هذه للرومِ وأَهلِ الشام وإِنما افتتحت الشام بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم الفَدَّادون بتشديد الدال واحدهم فَدّادٌ قال الأَصمعي وهم الذين تعلو أَصواتهم في حُروثِهم وأَموالهم مواشيهم وما يعالجون منها وكذلك قال الأَحمر وقيل هم المكثرون من الإِبل وقال أَبو العباس في قوله الجَفاءُ والقَسْوَةُ في الفَدَّادِينَ هم الجَمَّالون والرُّعْيان والبقَّارون والحَمَّارون وفَدْفَدَ إِذا عدا هارباً من سبع أَو عدوّ
( * قوله « وفدفد إذا عدا هارباً من سبع أو عدوّ » وساق الحديث وقال بعده يقال فدفد إلخ سابق الكلام ولاحقه يقتضي ان الحديث تفدفدان وانت تراه تفدّان هنا وشرح القاموس فلعل أصل العبارة وفدّ يفد وفدفد إذا إلخ ) وفي حديث أَبي هريرة أَنه رأَى رجلين يُسْرِعانِ في الصلاة فقال ما لكما تَفِدَّانِ فَدِيدَ الجمل ؟ يقال فَدْفَدَ الإِنسان والجمل إِذا علا صوته أَراد أَنهما كانا يَعْدُوان فيسمع لعدوهما صوت والفُدادُ ضرب من الطير واحدته فُدَادَة ورجل فَدَّادَة وفَدادَةٌ جبان عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَفَدادَةٌ عِندَ اللقاءِ وقَيْنَةٌ عِندَ الإِيابِ بِخَيبَةٍ وصُدُودِ ؟ واختار ثعلب فَدَّادَةٌ عند اللقاء أَي هو فَدّادَةٌ وقال هذا الذي أَختاره

فدفد
الفَدْفَدُ الفلاة التي لا شيء بها وقيل هي الأَرض الغليظة ذاتُ الحصى وقيل المكان الصُّلب قال تَرى الحَرّةَ السَّوداءَ يَحْمَرُّ لَوْنُها ويَغْبَرُّ منها كلُّ رِيعٍ وفَدْفَدِ والفدفد المكان المرتفع فيه صلابة وقيل الفدفد الأَرض المستوية وفي الحديث فَلَجؤَوا إِلى فدفد فأَحاطوا بهم الفَدْفَدُ الموضع الذي فيه غِلظٌ وارتفاع وفي الحديث كان إِذا قفل من سفر فمرّ بِفَدفَدٍ أَو نَشْزٍ كبَّر ثلاثاً ومنه حديث قُسٍّ وأَرْمُقُ فَدْفَدَها وجمعه فَدافِدُ والفدفدة صوت كالحَفِيف ورجل فُدْفُدٌ وفُدَفِدٌ شديد الوطءِ على الأَرض وفَدفَد إِذا عدا هارباً من سبع أَو عدوّ الأَزهري في الرباعي لبن هُدَبِدٌ وفُدَفِدٌ وهو الحامض الخاثر ابن الأَعرابي يقال للبن الثخين فُدَفِدٌ وفَدْفَدُ اسم امرأَة قال الأَخطل وقُلْتُ لِحادِيهِنَّ وَيْحَكَ غَنِّنا لِجَلْداءَ أَو بنْتِ الكِنانيِّ فَدْفَدا

فرد
الله تعالى وتقدس هو الفَرْدُ وقد تَفَرَّدَ بالأَمر دون خلقه الليث والفَرْد في صفات الله تعالى هو الواحد الأَحد الذي لا نظير له ولا مثل ولا ثاني قال الأَزهري ولم أَجده في صفات الله تعالى التي وردت في السنَّة قال ولا يوصف الله تعالى إِلا بما وصف به نفسه أَو وصفه به النبي صلى الله عليه وسلم قال ولا أَدري من أَين جاء به الليث والفرد الوتر والجمع أَفراد وفُرادَى على غير قياس كأَنه جمع فَرْدانَ ابن سيده الفَرْدُ نصف الزَّوْج والفرد المَنْحَرُ ( قوله « المنحر » كذا بالأصل وكتب بهامشه السيد مرتضى صوابه المتحد وفي القاموس الفرد المتحد )
والجمع فِرادٌ أَنشد ابن الأَعرابي تَخَطُّفَ الصَّقْرِ فِرادَ السِّرْبِ والفرد أَيضاً الذي لا نظير له والجمع أَفراد يقال شيء فَرْدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ وفُرُدٌ وفارِدٌ والمُفْرَدُ ثورُ الوَحْشِ وفي قصيدة كعب تَرْمِي الغُيوبَ بَعَيْنَي مُفْرَدٍ لَهِقٍ المفرد ثور الوحش شبَّه به الناقة وثور فُرُدٌ وفارِدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ وفَرِيد كله بمعنى مُنْفَرِدٍ وسِدْرَةٌ فارِدَةٌ انفردت عن سائر السِّدْر وفي الحديث لا تُعَدُّ فارِدَتُكُم يعني الزائدة على الفريضة أَي لا تضم إِلى غيرها فتعد معها وتُحْسَب وفي حديث أَبي بكر فمنكم المُزْدَلِفُ صاحِب العِمامة الفَرْدَة إِنما قيل له ذلك لأَنه كان إِذا ركب لم يَعْتَمّ معه غيرُه إِجلالاً له وفي الحديث جاءه رجل يشكو رجلاً من الأَنصار شَجَّه فقال يا خَيْرَ مَنْ يَمْشي بِنَعْلٍ فَرْدِ أَوْهَبَه لِنَهْدَةٍ ونَهْدِ
( * قوله « وأهبه » كذا بألف قبل الواو هنا وفي النهاية أيضاً في مادة ن ه د وسيأتي للمؤلف فيها وهبه ) أَراد النعل التي هي طاق واحد ولم تُخْصَفْ طاقاً على طاق ولم تُطارَقْ وهم يمدحون برقَّة النعال وإِنما يلبسها ملوكهم وساداتهم أَراد يا خير الأَكابر من العرب لأَنَّ لبس النَّعال لهم دون العجم وشجرة فارِدٌ وفَارِدَةٌ متَنَحِّية قال المسيب بن علس في ظِلِّ فاردَةٍ منَ السِّدْرِ وظبية فاردٌ منفردة انقطعت عن القطيع قوله لا بَغُلَّ فارِدَتكم فسره ثعلب فقال معناه من انفرد منكم مثل واحد أَو اثنين فأَصاب غنيمة فليردَّها على الجماعة ولا يَغُلَّها أَي لا يأْخذها وحده وناقة فارِدَةٌ ومِفْرادٌ تَنْفَرِدُ في المراعي والذكر فاردٌ لا غير وأَفرادُ النجوم الدَّرارِيُّ التي تطلع في آفاق السماء سميت بذلك لَتَنَحِّيها وانفرادها من سائر النجوم والفَرُودُ من الإِبل المتنحية في المرعى والمشرب وفَرَدَ بالأَمر يَفْرُد وتَفَرَّدَ وانْفَرَدَ واسْتَفْرَدَ قال ابن سيده وأُرَى اللحياني حكى فَرِدَ وفَرُدَ واسْتَفْرَدَ فلاناً انَفَردَ به أَبو زيد فَرَدْتُ بهذا الأَمرِ أَفْرُدُ به فُروُداً إِذا انفَرَدْتَ به ويقال اسْتَفْرَدْتُ الشيء إِذا أَخذته فَرْداً لا ثاني له ولا مِثْلَ قال الطرماح يذكر قِدْحاً من قِداحِ الميسر إِذا انْتَخَت بالشَّمال بارِحةً حال بَريحاً واسْتَفْرَدَتْهُ يَدُه والفارِدُ والفَرَدُ الثور وقال ابن السكيت في قوله طاوِي المَصِيرِ كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ الفَرَدِ قال الفَرَدُ والفُرُدُ بالفتح والضم أَي هو منقطع القَرِينِ لا مثل له في جَوْدَتِه قال ولم أَسمع بالفَرَدِ إِلا في هذا البيت واسْتَفْرَدَ الشيءَ أَخرجه من بين أَصحابه وأَفرده جعله فَرْداً وجاؤوا فُرادَى وفِرادَى أَي واحداً بعد واحد أَبو زيد عن الكلابيين جئتمونا فرادى وهم فُرادٌ وأَزواجٌ نَوَّنُوا قال وأَما قوله تعالى ولقد جئتمونا فُرادَى فإِن الفراء قال فرادى جمع قال والعرب تقول قومٌ فرادى وفُرادَ يا هذا فلا يجرونها شبهت بِثُلاثَ ورُباعَ قال وفُرادَى واحدها فَرَدٌ وفَرِيدٌ وفَرِدٌ وفَرْدانُ ولا يجوز فرْد في هذا المعنى قال وأَنشدني بعضهم تَرَى النُّعَراتِ الزُّرْقَ تحتَ لَبانِه فُرادَ ومَثْنى أَضعَفَتْها صَواهِلُهْ وقال الليث الفَرْدُ ما كان وحده يقال فَرَدَ يَفْرُدُ وأَفْرَدْتُه جعلته واحداً ويقال جاء القومُ فُراداً وفُرادَى منوناً وغير منون أَي واحداً واحداً وعددت الجوز أَو الدارهم أَفراداً أَي واحداً واحداً ويقال قد استطرد فلان لهم فكلما استفرد رجلاً كرّ عليه فَجدَّله والفَرْدُ الجانِب الواحد من اللَّحْي كأَنه يتوهم مُفْرداً والجمع أَفراد قال ابن سيده وهو الذي عناه سيبويه بقوله نحو فَرْدٍ وأَفْراداٍ ولم يعن الفرد الذي هو ضد الزوج لأَن ذلك لا يكاد يجمع وفَرْدٌ كَثِيبٌ منفرد عن الكثبانِ غَلب عليه ذلك وفيه الأَلف واللام
( * قوله وفيه الألف واللام يخالف قوله فيما بعد ولم نسمع فيه الفرد ) حتى جعل ذلك اسماً له كزيد ولم نسمع فيه الفرد قال لَعَمْري لأَعْرابيَّة في عَباءَةٍ تَحُلُّ الكَثِيبَ من سُوَيْقَةَ أَو فَرْداً وفَرْدَةُ أَيضاً رملة معروفة قال الراعي إِلى ضَوءِ نارٍ بَيْنٍ فَرْدَةَ والرَّحَى وفَرْدَةُ ماء من مياه جَرْم والفَريدُ والفَرائِدُ المَحالُ التي انفردت فوقعت بين آخر المَحالاتِ السِّتِّ التي تلي دَأْيَ العُنُق وبين الست التي بيت العَجْبِ وبين هذه سميت به لانفرادها واحدتها فَريدَة وقيل الفَريدة المَحالةُ التي تَخْرُجُ من الصَّهْوَة التي تَلي المَعاقِمَ وقد تَنْتَأُ من بعض الخيل وإِنما دُعِيت فَريدَة لأَنها وقَعَتْ بين فِقارِ الظهر وبين مَحال الظهر
( * قوله « وبين محال الظهر » كذا في الأصل المعتمد وهي عين قوله بين فقار الظهر فالأَحسن حذف أحدهما كما صنع شارح القاموس حين نقل عبارته )
ومعَاقِمِ العَجُزِ المَعاقِمُ مُلْتَقى أَطراف العِظامِ ومعاقِمِ العجز والفَريدُ والفَرائدُ الشَّذْرُ الذي يَفْصِل بين اللُّؤْلؤ والذهب واحدته فَريدَةٌ ويقال له الجاوَرْسَقُ بلسان العجم وبَيَّاعُه الفَرَّادُ والفَريدُ الدُّرُّ إِذا نُظمَ وفُصِلَ بغيره وقيل الفَريدُ بغير هاء الجوهرة النفيسة كأَنها مفردة في نوعِها والفَرَّادُ صانِعُها وذَهَبٌ مُفَرَّدٌ مَفَصَّلٌ بالفريد وقال إِبراهيم الحربي الفَريدُ جمع الفَريدَة وهي الشَّذْرُ من فضة كاللؤْلؤَة وفَرائِدُ الدرِّ كِبارُها ابن الأَعرابي وفَرَّدَ الرجلُ إِذا تَفَقَّه واعتزل الناس وخلا بمراعاة الأَمر والنهي وقد جاء في الخبر طوبى للمفرِّدين وقال القتيبي في هذا الحديث المُفَرِّدون الذين قد هلَك لِداتُهُم من الناس وذهَب القَرْنُ الذي كانوا فيه وبَقُواهم يذكرون الله قال أَبو منصور وقول ابن الأَعرابي في التفريد عندي أَصوب من قول القتيبي وفي الحديث عن أَبي هريرة أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في طريق مكة على جبل يقال له بُجْدانُ فقال سيروا هذا بُجْدانُ سَبَقَ المُفَرِّدون وفي رواية طوبى للمُفَرِّدين قالوا يا رسول الله ومن المُفَرِّدون ؟ قال الذاكرون الله كثيراً والذاكراتُ وفي رواية قال الذين اهتزوا في ذكر الله ويقال فَرَدَ
( * قوله « ويقال فرد » هو مثلث الراء ) برأْيه وأَفْرَدَ وفَرَّد واستَفْرَدَ بمعنى انْفَرَد به وفي حديث الحديبية لأُقاتِلَنَّهم حتى تَنْفَرِدَ سالِفَتي أَي حتى أَموتَ السالفة صفحة العنق وكنى بانفرادها عن الموت لأَنها لا تنفرد عما يليها إِلا به وأَفْرَدْتُه عزلته وأَفْرَدْتُ إِليه رسولاً وأَفْرَدَتِ الأُنثى وضعت واحداً فهي مُفْرِدٌ وموُحِدٌ ومُفِذٌّ قال ولا يقال ذلك في الناقة لأَنها لا تلد إِلاَّ واحداً وفَرِدَ وانْفَرَدَ بمعنى قال الصمة القشيري ولم آتِ البُيوتَ مُطَنَّباتٍ بأَكْثِبَةٍ فَرِدْنَ من الرَّغامِ وتقول لِقيتُ زيداً فَرْدَيْنِ إِذا لم يكن معكما أَحد وتَفَرَّدْتُ بكذا واستَفْرَدْتُه إِذا انفَرَدْتَ به والفُرُودُ كواكِبُ
( * قوله « والفرود كواكب » كذا بالأَصل وفي القاموس والفردود زاد شارحه كسرسور كما هو نص التكملة وفي بعض النسخ الفرود )
زاهِرَةٌ حَولَ الثُّرَيَّا والفُرودُ نجوم حولَ حَضارِ وحِضارِ هذا نَجم وهو أَحد المُحْلِفَيْنِ أَنشد ثعلب أَرى نارَ لَيْلى بالعَقِيقِ كأَنَّها حَضارِ إِذا ما أَعرضَتْ وفُرودُها وفَرُودٌ وفَرْدَة اسما مَوْضِعَيْنِ قال بعض الأَغفال لَعَمْرِي لأَعْرابِيَّةٌ في عَباءَةٍ تَحُلُّ الكَثِيبَ مِنْ سوُيْقَةَ أَو فرْدا أَحَبّ إِلى القَلْبِ الذي لَجَّ في الهَِوِى من اللاَّبِساتِ الرَّيْطَ يُظْهِرْنَه كَيْدا أَرْدَفَ أَحَدَ البيتين ولم يُرْدِفِ الآخر قال ابن سيده وهذا نادر ومثله قول أَبي فرعون إِذا طَلَبْتُ الماءَ قالَتْ لَيْكا كأَنَّ شَفْرَيْها إِذا ما احتَكَّا حَرْفا بِرامٍ كُسِرا فاصْطَكَّا قال ويجوز أَن يكون قوله أَو فَرْداً مُرَخَّماً من فَرْدَة رخمه في غير النداءِ اضطراراً كقول زهير خُذوا حَظَّكُم يا آلَ عِكْرِمَ واذْكُروا أَواصِرنا والرِّحْمُ بالغَيْبِ تُذْكَرُ أَراد عِكرمةَ والفُرُداتُ اسم موضع قال عمرو بن قمِيئَة نَوازِع للخالِ إِنْ شِمْنَه على الفُرُداتِ يَسِحُّ السِّجالا

فرصد
الفِرْصِدُ والفِرْصِيدُ والفِرْصاد عَجْمُ الزبيب والعنب وهو العُنْجُدُ أَيضاً والفِرْصادُ التُّوت وقيل حَمْلُه وهو الأَحمر منه والفِرْصادُ الحُمْرَة قال الأَسود بن يعفر يَسْعَى بها ذو تُومَتَيْنِ مُنَطَّقٌ قَنَأَتْ أَنامِلُه من الفِرْصادِ والهاء في قوله بها على سُلافَةٍ ذكرها في بيت قبله وهو ولقَدْ لَهَوْتُ وللشَّبابِ بَشاشةٌ بِسُلافَةٍ مُرِجَتْ بماءِ غَوادِي والتُّومَةُ الحَبَّةُ من الدُّرِّ والسُّلافَةُ أَولُ الخمر والغَوادي جمع غاديةٍ وهي السحابة التي تأْتي غُدْوَة الليث الفِرْصادُ شجر معروف وأَهل البصرة يسمون الشجر فِرْصاداً وحمله التوت وأَنشد كأَنَّما نَفَضَ الأَحْمال ذاوِيَةً على جَوانِبِهِ الفِرْصادُ والعِنَبُ أَراد بالفرصاد والعنب الشجرتين لا حملهما أَراد كأَنما نَفَضَ الفِرْصادُ أَحمالَه ذاويَةً نصب على الحال والعنب كذلك شبَّه أَبعارَ البقر بحب الفِرصادِ والعنب

فرقد
الفَرْقَدُ ولد البقرة والأُنثى فَرْقَدَة قال طرفة يصف عيني ناقته طَحُورانِ عُوَّارَ القَذى فَتراهُما كَمَكْحُولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فرْقَدِ طَحُورانِ راميتانِ وعُوَّارُ القَذى ما أَفْسَدَ العين وحكى ثعلب فيه الفُرْقُود وأَنشد ولَيْلَةٍ خامِدَةٍ خُمودا طَخْياءَ تُعْشِب الجَدْيَ والفُرقودا إِذا عُمْيرٌ هَمَّ أَن يَرْقُودا وأَراد يَرْقُد فأَشبع الضمة والفَرْقدانِ نجمان في السماء لا يغرُبانِ ولكنهما يطوفان بالجدي وقيل هما كوكبان قريبان من القُطْب وقيل هما كوكبان في بنات نَعْش الصغرى يقال لأَبْكِيَنَّكَ الفَرْقَدَيْن حكاه اللحياني عن الكسائي أَي طولَ طلوعهما قال وكذلك النجوم كلها تنتصب على الظرف كقولك لأَبكينَّك الشمسَ والقَمرَ والنِّسرَ الواقِعَ كل هذا يُقيمونَ فيه الأَسماء مُقام الظروف قال ابن سيده وعندي أَنهم يريدون طول طلوعهما فيحذفون اختصاراً واتساعاً وقد قالوا فيهما الفَراقِد كأَنهم جعلوا كل جزء منهما فَرْقَداً قال لقد طالَ يا سَوْداءُ منكِ المواعِدُ ودونَ الجَدَا المأْمِولِ منكَ الفَراقِدُ قال وربما قالت العرب لهما الفَرْقد قال لبيد حالَفَ الفَرْقَدُ شرْباً في الهُدى خُلَّةً باقيةً دُونَ الخَلَل
( * قوله « في الهدى » كذا بالأصل ولعلها في الهوى )

فرند
الفِرِندُ وَشْيُ السيف وهو دخيل وفرند السيف وَشْيُه قال أَبو منصور فِرِنْدُ السيف جوهره وماؤُه الذي يجري فيه وطرائقه يقال لها الفِرِنْد وهي سَفاسِقُه الجوهري فِرِنْدُ السيف وإِفْرِنْدُه رُبَدُهُ ووَشْيُه والفِرِنْد السيف نفسُه قال جرير وقد قَطَعَ الحَدِيدَ فلا تُمارُوا فِرِنْدٌ لا يُفَلُّ ولا يَذُوبُ قال ويجوز أَن يكون أَراد ذو فرند فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه والفِرِنْدُ الورد الأَحمر وفِرنْد دخيل معرّب اسم ثوب ابن الأَعرابي الفِرِنْدُ على فِعْلِلٍ الأَبزارُ وجمعه الفرانِدُ والفِرِنْدادُ موضِعٌ ويقال اسم رملة ابن سيده الفِرِنْدادُ شجر وقيل رملة مشرفة في بلاد بني تميم ويزعمون أَن قبر ذي الرمة في ذِرْوَتها قال ذو الرمة ويافِعٌ من فِرِنْدادَيْنِ مَلْمُومُ ثناه ضرورة كما قال لِمَنَ الدِّيارُ بِرامَتَيْنِ فَعاقِلٍ دَرَسَتْ وغيَّر آيَها القَطْرُ وفي التهذيب فِرِنْدادٌ جبل بناحية الدَّهْناء وبحذائه جبل آخر ويقال لهما معاً الفِرِنْدادانِ وأَنشد بيت ذي الرمة ذكره في الرباعي

فرهد
الفُرْهُدُ بالضم الحادرُ الغليظ من الغلمان ابن سيده الفُرْهُودُ الحادِرُ الغليظ وهو الناعم التارُّ ويقال غلام فُلْهُدٌ باللام أَيضاً أَي ممتلئ وقيل الفُرْهد الناعم التارُّ الرَّخْصُ وقال إِنما هو الفُرْهد بالفاء وضم الهاءِ والقاف فيه تصحيف والفُرْهُدُ والفُرْهُودُ ولد الأَسد عُمانِيَّة وزعم كراع أَن جمع الفُرْهُدِ فَراهِيدُ كما جمع هُدْهُدٌ على هَداهِيدَ قال ابن سيده ولا يؤمن كراع على مثل هذا إِنما يؤمن عليه سيبويه وشبهه وقيل الفرهود ولد الوَعلِ وفَراهِيدُ حيّ من اليمن من الأَزد وفُرْهُود أَبو بطن الصحاح الفُرْهُود حيّ من يَحْمَد
( * قوله « يحمد » كيمنع وكيعلم مضارع أعلم أبو قبيلة الجمع اليحامد ) وهم بطن من الأَزد يقال لهم الفراهيد منهم الخليل بن أَحمد العروضي يقال رجل فراهيديّ وكان يونس يقول فُرْهُودي

فزد
الأَصمعي تقول العرب لمن يَصِلُ إِلى طَرَفٍ من حاجته وهو يطلب نهايتها لم يُحْرَمْ مَنْ فُزْدَ له وبعضهم يقول مَن فُصْدَ له وهو الأَصل فقلبت الصاد زاياً فيقال له اقْنَعْ بما رزقت منها فإِنك غير محروم أَصل قولهم مَن فُصْدَ له أَو فُزْدَ له فُصِدَ لَهُ ثم سكنت الصاد فقيل فُصْد وأَصله من الفصيد وهو أَن يؤخذ مصير فيلقم عرقاً مقصوداً في يد البعير حتى يمتلئ دماً ثم يشوى ويؤكل وكان هذا من مآكل العرب في الجاهلية فلما نزل تحريم الدم انتهوا عنه وسنذكره في ترجمة فصد إِن شاءَ الله

فسد
الفسادُ نقيض الصلاح فَسَدَ يَفْسُدُ ويَفْسِدُ وفَسُدَ فَساداً وفُسُوداً فهو فاسدٌ وفَسِيدٌ فيهما ولا يقال انْفَسَد وأَفْسَدْتُه أَنا وقوله تعالى ويَسْعَوْنَ في الأَرض فساداً نصب فساداً لأَنه مفعول له أَراد يَسْعَوْن في الأَرض للفساد وقوم فَسْدَى كما قالوا ساقِطٌ وسَقْطَى قال سيبويه جمعوه جمع هَلْكى لتقاربهما في المعنى وأَفَسَدَه هو واسْتَفْسَد فلان إِلى فلان وتَفَاسَدَ القومُ تدابَرُوا وقطعوا الأَرحام قال يَمْدُدْنَ بالثُّدِيِّ في المَجَاسِدِ إِلى الرجالِ خَشْيَةَ التَّفاسُدِ يقول يُخْرِجن ثُدِيَّهُنَّ يقلن نَنشدكم الله أَلا حميتمونا يحرضن بذلك الرجال واستفسد السلطانُ قائدَه إِذا أَساء إِليه حتى استعصى عليه والمَفْسَدَةُ خلاف المصْلَحة والاستفسادُ خلاف الاستصلاح وقالوا هذا الأَمر مَفْسَدَةٌ لكذا أَي فيه فساد قال الشاعر إِنَّ الشبابَ والفَراغَ والجِدَهْ مَفْسَدَةٌ للعَقْلِ أَيُّ مَفْسَدَهْ وفي الخبر أَن عبد الملك بن مروان أَشرف على أَصحابه وهم يذكرون سيرة عمر فغاظه ذلك فقال إِيهاً عن ذكر عمر فإِنه إِزْراءٌ على الوُلاةِ مَفْسَدَةٌ للرعية وعدَّى إِيهاً بعن لأَن فيه معنى انْتَهُوا وقوله عز وجل ظهر الفسادُ في البرّ والبحر الفساد هنا الجَدْب في البرّ والقحط في البحر أَي في المُدُن التي على الأَنهار هذا قول الزجاجِيِّ ويقال أَفْسَدَ فلان المالَ يُفَسِدُه إِفْساداً وفَساداً والله لا يحب الفساد وفَسَّدَ الشيءَ إِذا أَبَارَه وقال ابن جندب وقلتُ لهم قد أَدْرَكَتْكُمْ كَتِيبَةٌ مُفَسِّدَةُ الأَدْبارِ ما لم تُخَفَّرِ أَي إِذا شَدَّت على قَوْمٍ قَطَعَتْ أَدبارَهم ما لم تُخَفَّرِ الأَدبارُ أَي لم تمنع وفي الحديث كره عشر خِلال منها إِفسادُ الصَّبِيِّ غيرٍ مُحَرِّمِهِ هو أَن يَطأَ المرأَة المرضع فإِذا حملت فسد لبنها وكان من ذلك فساد الصبي وتسمى الغِيلَة وقوله غير محرّمه أَي أَنه كرهه ولم يبلغ به حد التحريم

فصد
الفصدُ شَقُّ العِرْقِ فَصدَه يَفْصِدُه فَصْداً وفِصاداً فهو مَفْصُودٌ وفَصِيدٌ وفَصَدَ الناقةَ شَقَّ عِرْقَها ليستخرِجَ دَمَهَ فيشرَبَه وقال الليث الفَصْدُ قطع العُروق وافْتَصَدَ فلانٌ إِذا قطعَ عرْقَه فَفَصَد وقد فَصَدَتْ وافْتَصدَتْ ومن أَمثالهم في الذي يُقْضَى له بعضُ حاجته دون تمامها لم يُحْرَمْ من فُصْدَ له بإِسكان الصاد مأْخوذ من الفَصيدِ الذي كان يُصْنَعُ في الجاهلية ويؤْكل يقول كما يتبلغ المضطر بالفصيد فاقنع أَنت بما ارتفع من قضاء حاجتك وإِن لم تُقْضَ كلُّها ابن سيده وفي المثل لم يُحْرَمْ من فُصْد له ويروي لم يحرم من فُزْدَ له أَي فُصِدَ له البعير ثم سكنت الصاد تخفيفاً كما قالوا في ضُرِبَ ضُرْبَ وفي قُتِلَ قُتْلَ كقول أَبي النجم لو عُصْرَ منه البانُ والمِسْكُ انعَصَرْ فلما سكنت الصاد وضَعُفَتْ ضارَعوا بها الدال التي بعدها بأَن قلبوها إِلى أَشبه الحروف بالدال من مخرج الصاد وهو الزاي لأَنها مجهورة كم أن الدال مهجورة فقالوا فُزْد فإِن تحركت الصاد هنا لم يجز البدل فيها وذلك نحو صَدَرَ وصَدَفَ لا تقول فيه زَدَرَ ولا زَدَفَ وذلك أَن الحركة قوّت الحرف وحصنته فأَبعدته من الانقلاب بل قد يجوز فيها إِذا تحركت إِشمامها رائحة الزاي فأَما أَن تخلُص زاياً وهي متحركة كما تخلص وهي ساكنة فلا وإِنما تقلب الصاد زاياً وتشم رائحتها إِذا وقعت قبل الدال فإِن وقعت قبل غيرها لم يجز ذلك فيها وكل صاد وقعت قبل الدال فإِنه يجوز أَن تشمها رائحة الزاي إِذا تحركت وأَن تقلبها زاياً محضاً إِذا سكتت وبعضهم يقول قُصْدَ له بالقاف أَي من أُعْطِيَ قَصْداً أَي قليلاً وكلام العرب بالفاء قال يعقوب والمعنى لم يحرم من أَصاب بعض حاجته وإِن لم ينلها كلها وتأْويل هذا أَن الرجل كان يضيف الرجل في شدة الزمان فلا يكون عنده ما يَقْرِيه ويَشِحُّ أَن ينحر راحلته فيفصدها فإِذا خرج الدم سَخَّنَه للضيف إِلى أَن يَجْمُد ويَقْوَى فيطعمه إِياه فجرى المثل في هذا فقيل لم يحرم من فَزْدَ له أَي لم يحرم القِرَى من فُصِدت له الراحلة فَحَظِيَ بدمها يستعمل ذلك فيمن طلب أَمراً فنال بعضه والفَصِيدُ دَمٌ كان يوضع في الجاهلية في مِعًى من فَصْدِ عِرْقِ البعير ويُشْوى وكان أَهل الجاهلية يأْكلونه ويطعمونه الضيف في الأَزْمة ابن كُبْوَةَ الفَصيدَة تمرٌ يُعْجَنُ ويُشابُ بشيء من دم وهو دواء يُداوَى به الصبيان قاله في تفسير قولهم ما حُرِمَ من فُصْد له وفي حديث أَبي رجاء العُطاردي أَنه قال لما بلغنا أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَخذ في القتل هرَبْنا فاسْتَثَرْنا شِلْوَ أَرنبٍ دَفيناً وفَصَدْنا عليها لا أَنسى تلك الأُكْلَةَ قوله فَصَدْنا عليها يعني الإِبل وكانوا يَفْصِدونها ويعالِجون ذلك الدمَ ويأْكلونه عند الضرورة أَي فصدنا على شلو الأَرنب بعيراً وأَسلنا عليه دمه وطبخناه وأَكلنا وأَفْصَدَ الشجرُ وانفَصَدَ انشقت عُيون ورقه وبَدَتْ أَطرافُه والمُنْفَصِدُ السائل وكذلك المُتَفَصِّدُ يقال تَفَصَّدَ جبينُه عَرَقاً إِنما يريدون تَفَصَّد عَرَقُ جبينِه وكذلك هذا الضرب من التمييز إِنما هو في نية الفاعل وانفَصَدَ الشيءُ وتَفصَّدَ سالَ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان إِذا نزل عليه الوحيُ تَفَصَّدَ عَرَقاً يقال هو يتفصد عرقاً ويَتَبَضَّعُ عرقاً أَي يسيلُ عرقاً معناه أَي سالَ عَرَقُهُ تشبيهاً في كثرته بالفِصاد وعَرَقاً منصوب على التمييز وقال ابن شميل رأَيت في الأَرض تفصيداً من السيل أَي تَشَقُّقاً وتَخَدُّداً وقال أَبو الدُّقَيْشِ التفصيدُ أَن يُنْقَع بشيءٍ من ماءٍ قليل ويقال فصَد له عطاءً أَي قَطع له وأَمضاهُ يَفْصِدُه فَصْداً

فقد
فَقَدَ الشيءَ يَفْقِدُه فَقْداً وفِقْداناً وفقُوداً فهو مَفْقُودٌ وفَقِيدٌ عَدِمَه وأَفْقَدَه الله إِياه والفاقِدُ من النساءِ التي يموتُ زَوْجُها أَو ولدُها أَو حميمها أَبو عبيد امرأَة فاقِدٌ وهي الثكول وأَنشد الليث كأَنَّها فاقِدٌ شَمْطاءُ مُعْوِلَةٌ ناحَتْ وجاوَبَها نُكْدٌ مَناكِيدُ وقال اللحياني هي التي تتزوج بعدما كان لها زوج فمات قال والعرب تقول لا تَتَزَوَّجَنَّ فاقِداً وتزوج مطلقة وظَبْيَةٌ فاقِدٌ وبقرةٌ فاقِدٌ شبع ولدها وكذلك حَمامَة فاقِدٌ وأَنشد الفارسي إِذا فاقِدٌ خَطْباءُ فَرْخَينِ رَجَّعَتْ ذَكَرْتُ سُلَيْمَى في الخَلِيطِ المُبايِن قال ابن سيده هكذا أَنشده سيبويه بتقديم خَطْباءُ على فَرْخَينِ مُقَوِّياً بذلك أَن اسم الفاعل إِذا وُصِفَ قَرُب من الاسم وفارق شبَهَ الفعل والتفقُّدُ تَطَلُّبُ ما غاب من الشيء وروي عن أَبي الدرداء أَنه قال من يَتَفَقَّدْ يَفْقِدْ ومن لا يُعِدَّ الصَّبْرَ لفواجِعِ الأُمور يَعْجِزْ فالتَّفقُّدُ تَطَلُّب ما فَقَدْتَه ومعنى قول أَبي الدرداء أَن من تَفَقَّدَ الخيرَ وطلبه في الناس فَقَدَه ولم يَجِدْه وذلك أَنه رأَى الخير في النادر من الناس ولم يجده فاشياً موجوداً غيره أَي من يَتَفَقَّدْ أَحوالَ الناس ويَتَعَرَّفْها فإِنه لا يجد ما يُرضِيه وافتَقَدَ الشيءَ طَلبه قال فلا أُخْتٌ فَتَبْكِيهِ ولا أُمٌّ فَتَفْتَقِده وكذلك تَفَقَّدَه وفي التنزيل فتَفَقَّدَ الطيرَ فقال ما ليَ لا أَرى الهُدْهُدَ وكذلك الافتقادُ وقيل تَفَقَّدْتُه أَي طَلَبْتُه عند غيبته وتفاقَدَ القومُ أَي فَقَدَ بعضُهم بعضاً وقال ابن ميادة تَفَاقَدَ قَوْمي إِذ يَبيعونَ مُهْجَتي بِجارِيةٍ بَهْراً لَهُمْ بعدَها بَهْرا بَهْراً قيل فيه تَبّاً وقيل خيبة وقيل تَعْساً لهم وقيل أَصابهم شَرٌّ وفي حديث عائشة رضي الله عنها افتقَدْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ليلة أَي لم أَجِدْه هو افتَعَلْتُ من فَقَدْتُ الشيءَ أَفقِدُه إِذا غاب عنك وفي حديث الحسن أُغَيْلِمَةٌ حَيارَى تفاقَدُوا يَدْعُو عليهم بالموت وأَن يَفْقِدَ بعضُهم بعضاً ويقال أَفقدَه الله كلَّ حميمٍ ويقال مات فلانٌ غيرَ فَقِيدٍ ولا حَمِيدٍ أَي غيرَ مُكْتَرَثٍ لِفِقدانِه والفَقَد شرابٌ يُتَّخَذُ من الزبيب والعسل ويقال إِن العسل ينبذ ثم يلقى فيه الفَقَد فيُشَدِّدُه قال وهو نبت شبه الكَشُوث والفَقَدُ نباتٌ يشبه الكَشوث ينبذ في العسل فيقويه ويجيد إِسكاره قال أَبو حنيفة ثم يقال لذلك الشراب الفَقَدُ ابن الأَعرابي الفَقْدَةُ الكُشُوث

فقدد
التهذيب في الرباعي أَبو عمرو الفقْدُدُ نبيذُ الكشوث

فلهد
غلام فُلْهُدٌ باللام يملأُ المَهْد عن كراع أَبو عمرو الفَلْهَدُ والفُرْهُدُ الغلام السمين الذي قد راهقَ الحُلُمَ ويقال غلام فُلْهُدٌ إِذا كان ممتلئاً

فند
الفَنَدُ الخَرَفُ وإِنكار العقل من الهَرَم أَو المَرضِ وقد يستعمل في غير الكِبَر وأَصله في الكبر وقد أَفند قال قد عَرَّضَتْ أَرْوَى بِقَوْلٍ إِفْناد إِنما أَراد بقَوْلٍ ذي إِفناد وقَوْلٍ فيه إِفناد وشيخ مُفْنِدٌ ولا يقال للأُنثى عجوز مُفْنِدَة لأَنها لم تكن ذات رأْي في شبابها فَتُفَنَّدَ في كِبَرها والفَنَدُ الخطأُ في الرأْي والقول وأَفْنَدَه خطَّأَ رَأْيَه وفي التنزيل العزيز حكاية عن يعقوب عليه السلام لولا أَن تُفَنِّدُونِ قال الفراء يقول لولا أَن تُكَذِّبوني وتُعَجِّزُوني وتُضَعِّفُوني ابن الأَعرابي فَنَّدَ رأْيه إِذا ضَعَّفَه والتَّفْنيدُ اللَّوْمُ وتضعيفُ الرأْي الفراء المُفَنَّدُ الضعيفُ الرأْي وإِن كان قويَّ الجسم والمُفَنَّدُ الضعيفُ الجسم وإِن كان رأْيه سديداً قال والمفند الضعيف الرأْي والجسم معاً وفَنَّدَه عَجَّزَه وأَضْعَفَه وروى شمر في حديث واثلة بن الأَسقع أَنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أَتزعمون أَنِّي من آخِرِكم وفاةً ؟ أَلا إِني من أَوَّلِكم وفاةً تتبعونني أَفْناداً يُهْلِكُ بعضُكم بعضاً قوله تتبعونني أَفناداً يضرِبُ
( * قوله « يضرب » أفاد شارح القاموس أَنها رواية أخرى بدل يهلك ) بعضُكم رقاب بعض أَي تتبعونني ذوي فَنَدٍ أَي ذوي عَجْزٍ وكُفْرٍ للنعمة وفي النهاية أَي جماعات متفرّقين قوماً بعد قوم واحدهم فَنَد ويقال أَفْنَدَ الرجلُ فهو مُفْنِدٌ إِذا ضَعُفَ عقله وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال أَسْرَعُ الناس بي لُحوقاً قَوْمي تَسْتَجْلِبُهم المَنايا وتتنافس عليهم أُمَّتُهم ويعيشُ الناسُ بعدهم أَفناداً يقتل بعضُهم بعضاً قال أَبو منصور معناه أَنهم يَصيرون فِرَقاً مختلفين يَقْتُلُ بعضُهم بعضاً قال هم فِنْدٌ على حدة أَي فِرْقَة على حدة وفي الحديث أَن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم إِني أُريد أَن أُفَنِّدَ فرساً فقال عليك به كُمَيْتاً أَو أَدْهَم أَقْرَحَ أَرْثَم مُحَجَّلاً طَلْقَ اليمنى قال شمر قال هرون بن عبد الله ومنه كان سُمِع هذا الحديث أُفَنِّدَ أَي أَقْتَني قال وروي أَيضاً من طريق آخر وقال أَبو منصور قوله أُفَنِّدَ فرساً أَي أَرْتَبِطَه وأَتخذه حصناً أَلجأُ إِليه ومَلاذاً إِذا دَهَمني عدوّ مأْخوذ من فِنْدِ الجبل وهو الشِّمْراخ العظيم منه أَي أَلجأُ إِليه كما يُلجأُ إِلى الفِنْدِ من الجبل وهو أَنفه الخارج منه قال ولست أَعرف أُفَنِّد بمعنى أَقتني وقال الزمخشري يجوز أَن يكون أَراد بالتفنيد التضمير من الفِنْدِ وهو الغُصْنُ من أَغصان الشجرة أَي أُضمره حتى يصير في ضُمْرِه كالغصن والفِنْدُ بالكسر القطعة العظيمة من الجبل وقيل الرأْس العظيم منه والجمع أَفناد والفِنْدفِنْد الجبل وفَنَّدَ الرجلُ إِذا جلس على فِنْد وبه سمي الفِنْدُ الزِّمَّانِيُّ الشاعر وهو رجل من فرسانهم سمي بذلك لعظم شخصه واسمه شهل بن شيبان وكان يقال له عديد الأَلف وقيل الفِنْد بالكسر قطعة من الجبل طولاً وفي حديث عليّ لو كان جبلاً لكان فِنداً وقيل هو المنفرد من الجبال والفَنَدُ ضعف الرأْي من هَرَم وأَفْنَدَ الرجلُ أُهتِرَ ولا يقال عجوز مُفْنِدَة لأَنها لم تكن في شبيبتها ذات رأْي وقال الأَصمعي إِذا كثر كلام الرجل من خَرَف فهو المُفْنِدُ والمُفْنَدُ وفي الحديث ما ينتظر أَحدكم إِلا هَرَماً مُفْنِداً أَو مرضاً مُفْسِداً الفَنَدُ في الأَصل الكَذب وأَفْنَدَ تكلم بالفَنَد ثم قالوا للشيخ إِذا هَرِمَ قد أَفْنَدَ لأَنه يتكلم بالمُحَرَّف من الكلام عن سَنَن الصحة وأَفنده الكِبَرُ إِذا أَوقعه في الفَنَد وفي حديث التنوخي رسول هِرَقْل وكان شيخاً كبيراً قدْ بلغ الفَنَد أَو قَرُب وفي حديث أُم معبد لا عابس ولا مُفْنَِدٌ أَي لا فائدة في كلامه لكبرٍ أَصابه وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما تُوُفِّيَ وغُسِّلَ صَلَّى عليه الناسُ أَفناداً أَفناداً قال أَبو العباس ثعلب أَي فِرْقاً بعد فِرْق فُرادى بلا إِمام قال وحُزِرَ المصلون فكانوا ثلاثين أَلفاً ومن الملائكة ستين أَلفاً لأَن مع كل مؤْمن ملكين قال أَبو منصور تفسير أَبي العباس لقوله صلوا عليه أَفناداً أَي فرادى لا أَعلمه إِلا من الفِنْدِ من أَفْناد الجبل والفِنْدُ الغصن من أَغصان الشجر شبه كل رجل منهم بِفِنْدٍ من أَفناد الجبل وهي شماريخه والفِنْدُ الطائفةُ من الليل ويقال هم فِنْدٌ على حِدَة أَي فئة وفَنَّدَ في الشراب عكَفَ عليه هذه عن أَبي حنيفة والفِنْدَأْيَةُ الفَأْسُ وقيل الفِنْدَأْيَةُ الفأْس العريضة الرأْس قال يَحْمِلُ فَأْساً معه فِنْدَأْيَة وجمعه فناديد على غير قياس الجوهري قَدُومٌ فِنْداوةٌ أَي حادّةٌ والفِنْدُ أَرض لم يصبها المطر وهي الفِنْدِيَةُ ويقال لقينا بها فِنْداً من الناس أَي قوماً مجتمعين وأَفنادُ الليلِ أَركانه قال وبأَحد هذه الوجوه سمي الزِّمَّانيُّ فِنْداً وأَفنادٌ موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد بَرْقاً قَعَدْتُ له بالليلِ مُرْتَفِقاً ذاتَ العِشاءِ وأَصحابي بأَفْنادِ

فهد
الفَهْدُ معروف سبُع يصاد به وفي المثل أَنْوَمُ من فَهْدٍ والجمع أَفهُد وفُهُودٌ والأُنثى فَهْدَةٌ والفَهَّادُ صاحبها قال الأَزهري ويقال للذي يُعَلِّم الفَهْدَ الصيد فَهَّاد ورجل فَهْد يشبه بالفهد في ثقل نومه وفَهِدَ الرجلُ فَهَداً نام وأَشبه الفهد في كثرة نومه وتمَدُّدِه وتغافلَ عما يجب عليه تَعَهُّدُه وفي حديث أُم زرع وصفَتْ امرأَةٌ زوجَها فقالت إِن دخل فَهِدَ وإِن خرج أَسِدَ ولا يَسْأَلُ عما عَهِدَ قال الأَزهري وصفت زوجها باللين والسكون إِذا كان معها في البيت ويوصف الفهد بكثرة النوم فيقال أَنوم من فهد شبهته به إِذا خلا بها وبالأَسد إِذا رأَى عَدُوَّه قال ابن الأَثير أَي نام وغفل عن معايب البيتِ التي يلزمني إِصلاحُها فهي تصفه بالكرَمِ وحسن الخلق فكأَنه نائم عن ذلك أَو ساهٍ وإِنما هو مُتناوم ومُتغافِل الأَزهري وفي النوادر يقال فَهَد فلان لفلان وفَأَدَ ومَهد إِذا عمل في أَمره بالغيب جميلاً والفَهْدُ مِسْمارٌ يُسْمَرُ به في واسِطِ الرَّحل وهو الذي يسمى الكلبَ قال الشاعر يصف صريف نابي الفحل بصرير هذا المسمار مُضَبَّرٌ كأَنَّما زَئِيرُه صَريرُ فَهْدٍ واسِطٍ صَريرُه وقال خالد واسِطُ الفَهْدِ مِسْمارٌ يُجْعل في واسط الرحل وفَهْدَتا الفَرَس اللحمُ الناتِئُ في صدره عن يمينه وشماله قال أَبو دواد كأَنَّ الغُصُون مِنَ الفَهْدَتَيْن إِلى طَرَفِ الزَّوْرِ حُبْكُ العَقَدْ أَبو عبيدة فَهْدتا صَدْرِ الفَرَسِ لحْمتانِ تَكْتَنِفانِه الجوهري الفهدتان لحمتان في زَوْرِ الفَرَس ناتئتان مثل الفِهْرَيْنِ وفهدتا البعير عظمان ناتئان خلف الأُذنين وهما الخُشَشاوانِ والفَهْدة الاسْتُ وغلام فَوْهَدٌ تامٌّ تارٌّ ناعِمٌ كَثَوْهَدٍ وجاريةٌ فَوْهَدَةٌ وثَوْهَدَة قال الراجز تُحِبُّ مِنَّا مُطْرَهِفّاً فَوْهَدَا عِجْزَةَ شَيْخَيْنِ غُلاماً أَمْرَدا وزعم يعقوب أَن فاءَ فَوْهَدٍ بدل من ثاء ثَوْهَدٍ أَو بعكس ذلك والفَوْهَدُ الغلام السمين الذي راهق الحلم وغلام ثَوْهد وفَوْهد تامّ الخلق قال أَبو عمرو وهو الناعم الممتلئُ أَبو عمرو الفَلْهَدُ والفَوْهَد الغلام السمين الذي قد راهَقَ الحُلُمَ

فود
الفَوْدُ مُعظم شعر الرأْس مما يلي الأُذن وفَوْدا الرأْس جانباه والجمع أَفوادٌ وفَوْدا جناحَيِ العُقاب ما أَثَّ منهما وقال خفاف مَتى تُلْقِ فَوْدَيْها على ظَهْرِ ناهِضٍ الفَوْدان واحدهما فود وهو معظم شعر اللِّمَّة مما يلي الأُذن والفَوْدُ والحَيْدُ ناحية الرأْس قال الأَغلب فانْطَحْ بِفَوْدَيْ رأْسِه الأَرْكانا والفَوْدانِ قَرْنا الرأْس وناحيتاه ويقال بدا الشيب بِفَوْدَيْهِ قال ابن السكيت إِذا كان للرجل ضَفِيرتان يقال للرجل فَوْدان وفي الحديث كان أَكثر شيبه في فَوْدَيْ رأْسه أَي ناحيتيه كل واحد منهما فَوْد والفَوْدان الناحيتان والفودان العِدْلانِ كل واحد منهما فَوْد وقعد بين الفَوْدينِ أَي بين العِدْلَيْنِ وقال معاوية للبيد كَمْ عطاؤكَ ؟ قال أَلفان وخمسمائة قال ما بال العِلاوةِ بين الفَوْدَينِ ؟ والفَوْدُ المَوْتُ وفادَ يَفُودُ فَوْداً مات ومنه قول لبيد بن ربيعة يذكر الحرث بن أَبي شمر الغساني وكان كلُّ ملِك منهم كلما مضت عليه سنة زادَ في تاجه خَرَزَةً فأَراد أَنه عمر حتى صار في تاجه خرزات كثيرة رَعى خَرَزاتِ المُلْكِ سِتِّينَ حِجَّةً وعشرينَ حتى فاد والشَّيْبُ شامِلُ وفي حديث سطيح أَمْ فادَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ يقال فادَ يَفُودُ إِذا مات ويروى بالزاي بمعناه وفَوْدا الخِباءِ ناحيتاهُ ويقال تَفَوَّدَتِ الأَوْعالُ فوق الجبال أَي أَشْرَفَت واستفاده اقْتَناه وأَفَدْتُه أَنا أَعطيْتُه إِياه وسيأْتي بعض ذلك في ترجمة فيد لأَن الكلمة يائية وواوية وفُدْتُ الزعفرانَ خلَطْتُه مقلوب عن دُفْتُ حكاه يعقوب وفادَه يَفُودُه مثل دافَه وأَنشد الأَزهري لكثير يصف الجواري يُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ في كلِّ مَهْجَعٍ ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفُودُ أَي مَدُوفٌ وفادَ الزعفرانَ والوَرْسَ فَيْداً إِذا دَقَّه ثم أَمَسَّه ماء وفَيَداناً

فيد
الفائدةُ ما أَفادَ اللَّهُ تعالى العبدَ من خيرٍ يَسْتَفيدُه ويَسْتَحْدِثُه وجمعها الفَوائِدُ ابن شميل يقال إِنهما لَيَتَفايَدانِ بالمال بينهما أَي يُفِيدُ كل واحد منهما صاحبه والناس يقولون هما يتفاودان العِلْمَ أَي يُفيدُ كل واحد منهما الآخر الجوهري الفائدة ما استفدت من علم أَو مال تقول منه فادَتْ له فائدةٌ الكسائي أَفَدْتُ المالَ أَي أَعطيته غيري وأَفَدْتُه استَفَدْتُه وأَنشد أَبو زيد للقتال ناقَتُهُ تَرْمُلُ في النِّقالِ مُهْلِكُ مالٍ ومُفِيدُ مالِ أَي مُسْتَفِيدُ مال وفادَ المالُ نفسُه لفلانٍ يَفِيدُ إِذا ثبت له مالٌ والاسم الفائدةُ وفي حديث ابن عباس في الرجل يستفيد المال بطريق الربح أَو غيره قال يزكيه يوم يَسْتَفِيدُه أَي يوم يَمْلِكُه قال ابن الأَثير وهذا لعله مذهب له وإِلا فلا قائل به من الفقهاء إِلا أَن يكون للرجل مال قد حال عليه الحول واستفادَ قَبْلَ وجوبِ الزكاة فيه مالاً فيُضِيفُه إِليه ويجعلُ حولهما واحداً ويزكي الجميع وهو مذهب أَبي حنيفة وغيره وفادَ يَفِيدُ فَيْداً وتَفَيَّد تَبَخْتَرَ وقيل هو أَن يَحْذَرَ شيئاً فَيَعْدِلَ عنه جانباً ورجل فَيَّادٌ وفَيَّادةٌ والتَّفَيُّدُ التبخْتُرُ والفَيَّادُ المتبخْتِرُ وهو رجل فَيَّادٌ ومُتَفَيِّدٌ وفَيَّدَ مِن قِرْنِه ضَرَبَ
( * قوله « ضرب » كذا بالأَصل وشرح القاموس ولعل الأظهر هرب ) عن ثعلب وأَنشد نُباشِرُ أَطرافَ القَنا بِصُدُورِنا إِذا جَمْعُ قَيْسٍ خَشْيَةَ المَوْتِ فَيَّدُوا والفَيَّادُ والفَيَّادَةُ الذي يَلُفُّ ما يَقْدِرُ عليه فيأْكلُه أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي النجم ليس بِمُلْتاثٍ ولا عَمَيْثَلِ وليس بالفَيَّادَةِ المُقَصْمِلِ أَي هذا الراعي ليس بالمُتَجَبِّرِ الشديدِ العَصا والفَيَّادَةُ الذي يَفيدُ في مِشْيَتِه والهاء دخلت في نعت المذكر مبالغة في الصفة والفَيَّادُ ذَكَرُ البُومِ ويقال الصَّدَى وفَيَّد الرجل إِذا تَطَيَّرَ من صوت الفَيَّادِ وقال الأَعشى وبَهْماء بالليلِ عَطْشَى الفَلا ةِ يؤْنِسُني صَوْتُ فَيَّادِها والفَيْدُ الموْتُ وفادَ يَفِيدُ إِذا مات وفاد المالُ نفسُه يَفِيدُ فَيْداً مات وقال عمرو بن شأْس في الإِفادة بمعنى الإِهلاك وفِتْيانِ صِدْقٍ قد أَفَدْتُ جَزُورَهم بِذِي أَوَدٍ خَيْسِ المَتاقَةِ مُسْبِلِ أَفَدْتُها نَحَرْتُها وأَهلكتُها من قولك فادَ الرجلُ إِذا مات وأَفَدْتُه أَنا وأَراد بقوله بِذِي أَوَدٍ قِدْحاً من قِداح المَيْسِرِ يقالُ له مُسْبِلٌ خَيْسِ المتاقَةِ خفيفِ التَّوَقانِ إِلى الفَوْزِ وفادتِ المرأَةُ الطِّيبَ فَيْداً دَلَكَتْه في الماء لِيَذوبَ وقال كثير عزة يُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ في كلِّ مَشْهَدٍ ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفِيدُ أَي مَدُوف وفادَه يَفِيدُه أَي دافَه والفَيْدُ الزعفرانُ المَدُوفُ والفَيْدُ ورقُ الزعفران والفَيدُ الشَّعَر الذي على جَحْفَلَة الفَرس وفَيْد ماء وقيل موضع بالبادية قال زهير ثم اسْتَمَرُّوا وقالوا إِنَّ مَشْرَبَكم ماءٌ بِشَرْقيِّ سَلْمَى فَيْدُ أَو رَكَكُ وقال لبيد مُرِّيَّةٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وجاوَرَتْ أَرضَ الحِجازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرامُها ؟ وفَيْد منزل بطريق مكة شرفها الله تعالى قال عبيد الله بن محمد اليزيدي قلت للمؤَرّج لم اكتنيت بأَبي فيد ؟ فقال الفَيْدُ منزل بطريق مكة والفَيْدُ وردُ الزعفران

قتد
القَتادُ شجر شاكٍ صُلْب له سِنْفَة وجَنَاةٌ كَجَناة السَّمُر ينبُتُ بِنَجْد وتِهامَةَ واحدته قَتادة قال أَبو حنيفة القتادة ذات شَوْك قال ولا يُعَدُّ من العِضاهِ وقال مرة القتاد شجر له شَوْك أَمثالُ الإِبَر وله وُرَيْقة غبراء وثمرة تنبت معها غبراء كأَنها عَجْمة النوى والقتادُ شجر له شوك وهو الأَعظم وقال عن الأَعراب القُدُمِ القَتادُ ليست بالطويلة تكون مِثْلَ قِعْدةِ الإِنسان لها ثمرةٌ مِثْلُ التُّفَّاح قال وقال أَبو زياد من العضاه القَتادُ وهو ضربان فأَما القَتادُ الضِّخامُ فإِنه يخرج له خشب عظام وشَوكة حجناء قصيرة وأَما القتاد الآخر فإِنه يَنْبُتُ صُعُداً لا يَنْفَرِشُ منه شيء وهو قُضْبان مجتمعة كل قضيب منها ملآنُ ما بين أَعلاه وأَسْفَلِه شَوْكاً وفي المثل من دون ذلك خَرْطُ القَتادِ وهو صنفان فالأعظم هو الشجر الذي له شوك والأَصغر هو الذي ثمرته نَفَّاخَةٌ كَنَفَّاخَةِ العُشر قال أَبو حنيفة إِبل قَتادِيَّةٌ تأْكل القَتادَ والتَّقْتِيدُ أَن تَقْطع القَتادَ ثم تُحْرِقَ شَوْكَه ثم تَعْلِفَه الإِبل فتسمن عليه وذلك عند الجدب قال يا رب سَلّمني من التَّقْتِيدِ قال الأَزهري والقتادُ شجر ذو شوك لا تأْكله الإِبل إِلا في عام جدب فيجيء الرجل ويضرم فيه النار حتى يحرق شوكه ثم يرعيه إِبله ويسمى ذلك التقتيد وقد قُتِّدَ القَتادُ إِذا لُوِّحَتْ أَطرافُه بالنار قال الشاعر يصف إِبله وسَقْيَه للناس أَلبانَها في سنَةِ المحل وترى لها زَمَنَ القَتادِ على الشَّرى رَخَماً ولا يَحْيا لَها فُصُلُ قوله وترى لها رخَماً على الشَّرى يعني الرَّغْوَة شبَّهها في بياضها بالرخم وهو طير أَبيض وقوله لا يحيا لها فصل لأَنه يُؤْثِرُ بأَلبانها أَضيافَه وينحر فُضْلانها ولا يَقْتَنِيها إِلى أَن يَحْيا الناسُ وقَتِدَتِ الإِبلُ قَتَداً فهي قَتادَى وقَتِدَةٌ اشتكت بطونَها من أَكلِ القَتادِ كما يقال رَمِثَةٌ وَرَماثى والقَتَدُ والقِتْدُ الأَخيرة عن كراع خشب الرحل وقيل القَتَدُ من أَدوات الرَّحْلِ وقيل جميع أَداتِه والجمع أَقْتادٌ وَأَقْتُدٌ وقُتود قال الطرماح قُطِرَتْ وأَدْرَجَها الوَجِيفُ وضَمَّها شَدُّ النُّسُوعِ إِلى شُجُورِ الأَقْتُدِ وقال النابغة كأَنَّني ضَمَّنْتُ هِقْلاً عَوْهَقا أَقتادَ رَحْلِي أَو كُدُرّاً مُحْنِقا وقُتائِدةُ ثَنِيَّةٌ معروفة وقيل اسم عَقَبة قال عبد منافٍ بن رِبْعٍ الهذلّي حتى إِذا أَسْلَكُوهم في قُتائدةٍ شَلاًّ كما تَطْرُدُ الجمَّالَةُ الشُّرُدا أَي أَسلكوهم في طريق في قُتائدة والشُّرُد جمع شَرُودٍ مثل صَبُورٍ وصُبُرٍ والشَّرَد بفتح الشين والراء جمع شارد مثل خادم وخَدَم قال وجواب إِذا محذوف دل عليه قوله شلاًّ كأَنه قال شَلُّوهم شلاًّ وقيل قتائدة موضع بعينه وتَقْتَدُ
( * قوله « تقتد » هو بهذا الضبط لياقوت ونسب للزمخشري ضم التاء الثانية ) اسم ماء حكاها الفارسي بالقاف والكاف وكذلك روي بيت الكتاب بالوجهين قال تَذَكَّرَتْ تَقْتَدَ بَرْدَ مائها وقيل هي ركية بعينها ونَصب بَرْدَ لأَنه جعله بدلاً من تَقْتَدَ

قترد
قَتْرَد الرجلُ كثُر لبَنُه وأَقِطُه وعليه قِتْرِدَةُ مالٍ أَي مالٌ كثير والقِتْرِدُ ما تَرَك
( * قوله « والقترد ما ترك إلخ » ذكره المؤلف هنا تبعاً للجوهري قال في القاموس والكل تصحيف والصواب بالثاء المثلثة كما صرح به أَبو عمرو وابن الأَعرابي وغيرهما ) القومُ في دارهم من الوَبَرِ والشَّعَرِ والصوفِ والقِتْرِدُ الرديء من متاع البيت ورجل قِتْرِدٌ وقُتارِدٌ ومُقَتْرِدٌ كثير الغنمِ والسِّخالِ

قثد
القَثَدُ الخيار وهو ضرب من القِثَّاءِ واحدته قَثَدَةٌ وقيل هو نبت يشبه القِثَّاء التهذيب القَثَدُ خيار باذْرَنْق وقال ابن دريد هو القِثَّاء المُدَوَّرُ قال خَصِيب الهذلي تُدْعَى خُثَيْمُ بنُ عَمْروٍ في طوائِفِها في كلِّ وجْهِ رَعِيلٍ ثم يُقَتَثَدُ أَي يُقْطَع كما يُقْطَعُ القَثَدُ وهو الخيار ويروى يَفْتَنِدُ أَي يفنى من الفَنَد وهو الهرم وفي الحديث أَنه كان يأْكل القِثَّاءِ أَو القَثَدَ بالمُجاجِ القَثَدُ بفتحتين نبت يشبه القِثَّاء والمُجاجُ العسل

قثرد
أَبو عمرو القِثْرِدُ قماش البيت وغيره يقول القِثْرِدُ والقُثارِدُ وهو القرنشوش قاله ابن الأَعرابي

قحد
القَحَدَةُ بالتحريك أَصل السنام والجمع قِحادٌ مثل ثَمَرةٍ وثِمارٍ وقيل هي ما بين المَأْنَتَيْنِ من شحْمِ السَّنامِ وقيل هي السنام وقَحَدَتِ الناقَةُ وأَقْحَدَتْ صارت مِقْحاداً وقال ابن سيده صارت لها قَحَدَة وقيل الإِقْحادُ أَن لا يزالَ لها قَحَدَةٌ وإِن هُزِلَتْ وقيل هو أَن تعظم قَحَدَتُها بعد الصغر وكل ذلك قريب بعضه من بعض وناقة مِقْحاد ضَخْمة القَحَدَة قال المُطْعِم القومِ الخِفافِ الأَزْواد مِن كلِّ كَوْماءَ شَطُوطٍ مِقْحاد الجوهري بكرة قَحْدَةٌ وأَصله قَحِدَةٌ فسكنت مثل عَشْرَة وعَشِرة وقال الأَزهري في تفسير البيت المِقْحادُ الناقة العظيمةُ السنام ويقال للسنام القَحَدَة والشَّطُوطُ العظيمة جَنَبَتَي السنام وفي حديث أَبي سفيان فقمت إِلى بَكْرَةٍ قَحِدَةٍ أُريد أَن أُعَرْقِبها القَحِدَةُ العَظيمة السنام ويقال بكرة قَحِدَة بكسر الحاء ثم تسكن تخفيفاً كفَخِذ وفَخْذ وذكر ابن الأَعرابي المَحْفِدُ أَصل السنام بالفاء وعن أَبي نصر مثله ابن الأَعرابي المَحْتِدُ والمَحْقِدُ والمَحْفِدُ والمَحْكِدُ كلُّه الأَصل قال الأَزهري وليس في كتاب أَبي تراب المحقد مع المحتد شمر عن ابن الأَعرابي والقَحَّادُ الرجلُ الفَرْدُ الذي لا أَخ له ولا ولد يقال واحد قاحِدٌ وصاخِدٌ وهو الصُّنْبُورُ قال الأَزهري روى أَبو عمرو عن أَبي العباس هذا الحرف بالفاء فقال واحد فاحد قال والصواب ما رواه شمر عن ابن الأَعرابي قال ابن سيده وواحدٌ قاحِدٌ إِتباع وبنو قُحَادَة بطن منهم أُم يزيدَ بنِ القُحادِيَّةِ أَحد فرسان بني يربوعٍ والقَمَحْدُوَةُ بزيادة الميم ما خَلْفَ الرأْسِ والجمع قَماحِدُ

قدد
: القَدُّ : القطع المستأْصِلُ والشَّقُّ طولاً . و الانْقِدادُ : الانشقاق . وقال ابن دريد : هو القطع المستطيل قَدَّهُ يَقُدُّه قَداًّ . و القَدُّ : مصدر قَدَدْتُ السَّيْرَ وغيرَه أَقُدُّهُ قَداًّ . و القَدُّ : قطع الجلد وشَقُّ الثوب ونحو ذلك وضربَه بالسيف فقَدَّه بنصفين . وفي الحديث : أَن عليّاً عليه السلام كان إِذا اعْتَلى قَدَّ وإِذا اعترَض قَطَّ وفي رواية : كان إِذا تطاول قَدَّ وإِذا تَقاصَر قَطَّ أَي قطع طولاً وقطع عَرْضاً . و اقْتَدَّه و قَدَّدَه كذلك وقد انْقَدَّ و تَقَدَّدَ . و القِدُّ : الشيء المَقْدُودُ بعينه . و القِدَّ : القِطعَةُ من الشيء . و القِدَّةُ : الفِرْقَةُ والطريقةُ من الناس مشتق من ذلك إِذا كان هوى كلِّ واحِدٍ على حِدة . وفي التنزيل : { كنا طَرائِقَ قِدَداً } . و تَقَدَّدَ القومُ : تَفَرَّقوا قِدداً وتقطعوا . قال الفراء يقول حكاية عن الجنّ : كنا فِرَقاً مختلفةً أَهواؤنا . وقال الزجاج في قوله عز وجل : { وأَنَّا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طَرائِقَ قِدَداً } قال : قِدَداً متفرقين أَي كنا جماعات متفرقين مسلمين وغير مسلمين . قال : وقوله : { وأَنَّا منا المسلمون ومنا القاسطون } هذا تفسير قولهم : { كنا طرائق قدداً } وقال غيره : قدداً جمع قِدّة مثل قِطَعٍ وقِطْعَةٍ . وصار القوم قدداً : تفرَّقت حالاتهم وأَهواؤهم . و القدِيدُ : اللحم المُقَدَّدُ . و القديد : ما قُطِعَ من اللحم وشُرِّرَ وقيل : هو ما قطع منه طوالاً . وفي حديث عروة : كان يَتَزَوَّدُ قدِيدَ الظِّباءِ وهو مُحْرِم القديد : اللحم المَمْلُوحُ المُجَفَّف في الشمس فَعِيل بمعنى مفعول . و القدِيدُ : الثوب الخَلَقُ أَيضاً . و التَّقْدِيدُ : فِعْلُ القَدِيد . و القِدُّ : السير الذي يُقَدُّ من الجلد . و القِدُّ بالكسر : سَيْرٌ يُقَدُّ من جلد غير مدبوغ وقال يزيد بن الصعق : فَرَغْتُمْ لِتَمْرِينِ السِّياطِ وكُنْتُمُ يُصَبُّ عليكُمْ بالقَنا كلَّ مَرْبَعِ فأَجابه بعض بني أَسد : أَعِبْتُمْ علينا أَن نُمَرِّنَ قِدَّنا ومَنْ لم يُمَرِّنْ قِدَّهُ يَتَقَطَّعِ والجمع أَقُدٌّ . و القِدُّ : الجلد أَيضاً تُخْصَفُ به النِّعالُ . و القِدُّ : سُيور تُقَدُّ من جلد فَطِيرٍ غير مدبوغ فتشدّ بها الأَقتاب والمحامل و القِدَّةُ أَخص منه . وفي الحديث : لَقابُ قَوْسِ أَحدِكم وموضع قِدِّه في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها القِدّ بالكسر : السَّوط وهو في الأَصل سير يُقَدُّ من جلد غير مدبوغ أَي قدْرُ سَوْطِ أَحَدِكم وقدرُ الموضع الذي يَسَعُ سوطَه من الجنة خير من الدنيا وما فيها . و المِقَدَّةُ : الحديدة التي يُقَدُّ بها . وقال بعضهم : يجوز أَن يكون القدُّ النعْلَ سميت قِدّاً لأَنها تُقَدُّ من الجلد قال وروى ابن الأَعرابي : كَسِبْتِ اليَماني قِدُّهُ لم يُجَرَّد بالجيم و قِدُّه بالقاف وقال : القِدُّ النعل لم تجرّد من الشعر فتكون أَلين له ومن روى قَدّه لم يُحَرَّد أَراد مِثالَه لم يُعَوَّجِ والتحريد : أَن تجعل بعض السير عريضاً وبعضه دقيقاً . و قَدَّ الكلامَ قَداًّ : قطعة وشقه . وفي حديث سَمْرَةَ : نَهَى أَن يُقَدَّ السير بين إِصْبَعَيْنِ أَي يُقْطَع ويُشَقَّ لئلا يَعْقِرَ الحديدُ يده وهو شبيه نهيه أَن يُتعاطَى السيفُ مسلولاً . و القَدُّ : القطع طولاً كالشق . وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه يوم السَّقيفَةِ : الأَمر بيننا وبينكم كَقَدِّ الأُبْلُمَة أَي كشق الخوصة نصفين . و اقْتَدَّ الأمورَ : اشتقَّها وميزها وتدبرها وكلاهما على المثل . و قَدَّ المُسافِرُ المفازَةَ و قَدَّ الفَلاةَ والليل قَداًّ : خَرَقهما وقطعهما . و قَدَّتْه الطرِيقُ تَقُدُّه قَداًّ : قطعَتْه . و المَقَدُّ بالفتح : القاعُ وهو المكان المستوي . و المَقَدُّ : مَشْقُ القُبُلِ . و القَدُّ : القامةُ . و القَدُّ : قَدْرُ الشيء وتقطيعه والجمع أَقُدٌّ و قُدُود وفي حديث جابر : أُتِيَ بالعباس يومَ بَدْرٍ أَسيراً ولم يكن عليه ثوب فنظر له النبي صلى الله عليه وسلم قميصاً فوجدوا قميصَ عبدِا بن أُبَيّ يُقَدَّدُ عليه فكساه إِياه أَي كان الثوبُ على قَدْرِه وطولهِ . وغلام حسنُ القَدِّ أَي الاعتدال والجسم . وشيء حسَن القَدِّ أي حسنُ التقطيع . يقال : قُدَّ فلانٌ قَدَّ السيف أَي جُعِلَ حسَنَ التقطيع وقول النابغة : ولِرَهْطِ حَرَّابٍ وقَدّ سَوْرَةٌ في المَجْدِ ليس غُرابُها بِمُطار قال أَبو عبيد : هما رجلان من أَسد . و القَدُّ : جلد السَّخْلَةِ وقيل : السخلةُ الماعِزةُ وقال ابن دريد : هو المَسْكُ الصغير فلم يعين السخلة والجمع القليل أَقُدُّ والكثير قدادٌ و أقِدَّةٌ الأَخيرة نادرة . وفي الحديث : أَن امرأَة أَرسَلَت إِلى رسولِ ا صلى الله عليه وسلم بِجَدْيَيْنِ مَرْضُوفَيْن و قَدّ أَراد سِقاءً صغيراً متخذاً من جلد السخلة فيه لَبن وهو بفتح القاف . وفي حديث عمر رضي الله عنه : كانوا يأْكلون القَدَّ يريد جلد السخلةِ في الجدْب . وفي المثل : ما يجعل قدَّك إِلى أَدِيمِك أَي ما يجعل الشيء الصغير إِلى الكبير ومعنى هذا المثل : أَي شيء يحملك على أَن تجعل أَمرَكَ الصغير عظيماً يضرب للرجل يَتَعَدَّى طَوْرَه أَي ما يجعل مَسْكَ السخلة إِلى الأَديم وهو الجلد الكامل وقال ثعلب : القَدُّ ههنا الجلد الصغير أَي ما يجعل الكبير مثل الصغير . وفي حديث أُحد : كان أَبو طلحة شديد القِدِّ إِن روي بالكسر فيريد به وتر القوس وإِن روي بالفتح فهو المَدُّ والنزع في القوس . وما له قَدٌّ ولا قِحْفٌ القَدُّ الجِلدُ والقِحْفُ الكِسْرَةُ من القَدَح وقيل : القَدُّ إِناء من جلود والقِحْفُ إِناء من خشب . و القُدادُ : الحَبْنُ ومنه قول عمر رضي الله عنه إِنا لَنَعْرِفُ الصِّلأءَ بالصِّنابِ والفَلائقَ والأَفْلادَ والشِّهادَ بالقُدادِ و القُدادُ : وجع في البطن . وقَدْ قُدَّ . وفي حديث ابن الزبير : قال لمعاوية في جواب : رُبَّ آكلِ عَبِيطٍ سَيُقَدُّ عليه وشارِبِ صَفْوٍ سَيَغَصُّ به هو من القُدادِ وهو داء في البطن ويدعو الرجل على صاحبه فيقول : حَبَناً قُداداً . والحَبَنُ : مصدر الأَحْبَنِ وهو الذي به السِّقْيُ . وفي الحديث : فجعله الله حَبَناً و قُداداً والحَبَنُ : الاستسقاء . ابن شميل : ناقة مُتَقَدِّدَةٌ إِذا كانت بين السِّمَن والهُزال وهي التي كانت سمينة فخفت أَو كانت مهزولة فابتدأَت في السمن يقال : كانت مهزولة فتَقَدَّدَتْ أَي هُزِلَتْ بعضَ الهزال . وروي عن الأوزاعي في الحديث أنه قال : لا يُقْسَمُ من الغنمية لِلعبدِ ولا للأَجير ولا للقَدِيدِيِّينَ ف هم تُبَّاعُ العسكرِ والصُّناعُ كالحدَّادِ والبَيْطارِ معروف في كلام أَهل الشام صانه الله تعالى قال ابن الأَثير : هكذا يُرْوَى بالقاف وكسر الدال وقيل : هو بضم القاف وفتح الدال كأَنه لخستهم يَكْتَسُونَ القَدِيدَ وهو مِسْحٌ صغير وقيل : هو من التَّقَدُّدِ والتفرُّق لأَنهم يَتَفَرَّقون في البلاد للحاجة وتَمزُّقِ ثيابهم وتصغيرُهُم تحقيرٌ لشأْنهم . ويُشتَمُ الرجل فيقال له : يا قَدِيديُّ ويا قُدَيْدِيُّ . و المَقَدُّ : المكانُ المستوِي . و القُدَيْدُ : مُسَيْحٌ صَغِيرٌ . و القُدَيْدُ : رجل . و المِقْدَادُ : اسم رجل من الصحابة وأَما قول جرير : إِنَّ الفَرَزْدَقَ يا مِقْدادُ زائِرُكُم يا وَيْلَ قَدَ على مَنْ تُغْلَقُ الدارُ أَراد بقوله يا وَيْلَ قَدَ : يا وَيل مِقْدادٍ فاقتصر على بعض حروفه كما قال الحُطَيْئَةُ صُنْع سلاَّمِ وإِنما أَراد سليمان وقال أَبو سعيد في قول الاَعشى : إِلا كخارِجَةَ المُكَلِّفِ نفسَه أَراد : كخيرجان ملك فارس فسماه خارجة . و القُدَيْدُ : اسم ماء بعينه . وفي الصحاح : و قُدَيْدٌ ماءٌ بالحجاز وهو مصغر وورد ذكره في الحديث . قال ابن الأَثير : هو موضع بين مكة والمدينة . ابن سيده : و قُدَيدٌ موضع وبعضهم لا يصرفه يجعله اسماً للبقعة ومنه قول عيسى بن جهمة الليثي وذُكِرَ قَيسُ بن ذُرَيْح فقال : كان رجلاً منا وكان ظريفاً شاعراً وكان يكون بمكة ودونها من قُدَيْد وسَرف وحول مكة في بواديها كلها . و قُدَيْدٌ فرس عَبْس بنِ جدّان . و قُدْقُداء : موضع عن الفارسي قال : على مَنْهَلٍ من قُدْقُداءَ ومَوْرِدٍ وقد تُفتح . وذهبت الخيل بِقِدَّان قال ابن سيده : حكاه يعقوب ولم يفسره . و القَيْدُودُ : الناقة الطويلةُ الظهر يقال : اشتقاقه من القَوْد مثل الكَيْنُونَةِ من الكَوْنِ كأَنها في ميزان فَيْعُولٍ وهي في اللفظ فَعْلُولٌ وإِحدى الدالين من القيدود زائدة قال وقال بعض أَصحاب التصريف : إِنما أَراد تثقيل فيعول بمنزلة حَيدٍ وحَيْدُودٍ وقال آخرون : بل ترك على لفظ كُوْنُونة فلما قبح دخول الواوين والضماتِ حوّلوا الواو الأُولى ياء ليشبهوها بفَيْعُولٍ ولأَنه ليس في كلام العرب بناء على فُوعُولِ حتى إنهم قالوا في إِعراب نوْرُوز نَيْرُوزاً فراراً من الواو وذكر الأَزهري في هذه الترجمة عن أَبي عمرو : المَقْدِيُّ بتخفيف الدال ضَرْب من الشراب وسنذكره في موضعه كما ذكره هو وغيره . قال شمر : وسمعت رَجاء بن سلمة يقول : المَقَدِّيُّ طِلاءٌ مُنَصَّفٌ يُشَبَّه بما قُدّ بنصفين . وورد في الحديث في ذكر الأَشربة : المَقَدِّيُّ هو طلاء منصف طَبِخَ حتى ذهبَ نصفُه تشبيهاً بشيء قُدَّ بنصفين وقد تخفف داله . و قَدْ مخفف : كلمة معناها التوقع . قال الجوهري : قد حرف لا يدخل إِلاَّ على الأَفعال قال الخليل : هي جواب لقوم ينتظرون الخبر أَو لقوم ينتظرون شيئاً تقول : قد مات فلان ولو أَخبره وهو لا ينتظره لم يقل قد مات ولكن يقول مات فلان وقيل : هي جواب قولك لَمَّا يَفْعَلْ فيقول قد فعَل قال النابغة : أَفِدَ التَّرَحُّلُ غير أَنَّ رِكابَنا لَمَّا تَزُلْ بِرِحالِنا وكأَنْ قَدِ أَي وكأَن قد زالت فحذف الجملة . التهذيب : وقد حرف يوجَبُ به الشيءُ كقولك قد كان كذا وكذا والخبر أَن تقول كان كذا وكذا فَأُدْخِلَ قد توكيداً لتصديق ذلك قال : وتكون قد في موضع تشبه ربما وعندها تميل قد إِلى الشك وذلك إِذا كانت مع الياء والتاء والنون والأَلف في الفعل كقولك : قد يكون الذي تقول . وقال النحويون : الفعل الماضي لا يكون حالاً إِلا ب مظهراً أَو مضمراً وذلك مثل قوله تعالى : { أَو جاؤُوكم حَصِرَتْ صُدُورُهم } لا تكون حصرت حالاً إِلا بإِضمار قد وقال الفراء في قوله تعالى : { كيف تكفرون با وكنتم أَمواتاً } المعنى و قد كنتم أَمواتاً ولولا إِضمار قد لم يجز مثله في الكلام أَلا ترى أَن قوله عز وجل في سورة يوسف : { إِن كان قميصه قُدّ من دبر فكذبت } المعنى فقد كذبت . قال الأَزهري : وأَما الحال في المضارع فهو سائغ دون قد ظاهراً أَو مضمراً قال ابن سيده : فأَما قوله : إِذا قِيلَ : مَهْلاً قال حاجِزُهُ : قَدِ فيكون جواباً كما قدمناه في بيت النابغة وكأَنْ قَدِ والمعنى أي قد قطع ويجوز أَن يكون معناه قَدْك أَي حَسْبُك لأَنه قد فَرَغَ مما أُريد منه فلا معنى لرَدْعِكَ وزَجْرِك وتكون قد مع الأَفعال الآتية بمنزلة ربما قال الهذلي : قد أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَراًّ أَنامِلُه كأَنّ أَثوابَهُ مُجَّتْ بِفِرْصادِ قال ابن بري : البيت لعبيد بن الأَبرص . وتكون قَدْ مثل قَطْ بمنزلة حسب يقولون : ما لك عندي إِلا هذا فَقَدْ أَي فَقَطْ حكاه يعقوب وزعم أَنه بدل فتقول قدي وقدني وأَنشد : إِلى حَمامَتِنا ونِصْفُه فَقَدِ والقول في قَدْني كالقول في قَطْني قال حميد الأَرقط : قَدْنيَ من نَصْرِ الخُبَيْبَينِ قَدِي قال الجوهري : وأَما قولهم قَدْكَ بمعنى حَسْبُكَ فهو اسم تقول قَدِي و قَدْني أَيضاً بالنون على غير قياس لأَن هذه النون إِنما تُزادُ في الأَفعال وِقايةً لها مثل ضَرَبني وشَتَمَني قال ابن بري : وهَمَ الجوهري في قوله إِن النون في قوله قَدْني زيدت على غير قياس وجعَل نون الوقايَةِ مخصوصة بالفعل لا غير وليس كذلك وإِنما تزاد وِقايَةٍ لحركة أَو سكون في فعل أَو حرف كقولك في مِنْ وعَنْ إِذا أضفتهما إِلى نفسك مِنِّي وعَنِّي فزدت نون الوقاية لتبقى نون من وعن على سكونها وكذلك في قد وقط تقول قدني وقطني فتزيد نون الوقاية لتبقى الدال والطاء على سكونهما قال : وكذلك زادوها في ليت فقالوا ليتني لتبقى حركة التاء على حالها وكذلك قالوا في ضرب ضربني لتبقى حركة الباء على فتحتها وكذلك قالوا في اضرب اضربني أَيضاً أَدخلوا نون الوقاية عليه لتبقى الباء على سكونها وأَراد حميد بالخُبَيْبَينِ عبدَا بن الزبير وأَخاه مصعباً قال ابن بري : والشاهد في البيت أَنه يقال قَدْني و قَدِي بمعنى وأَما الأَصل قدي بغير نون و قدني بالنون شاذٌّ أُلحقت النون فيه لضرورة الوزن قال : فالأمر فيه بعكس ما قال وأَن قدني هو الأَصل وقدي حذفت النون منه للضرورة . وفي صفة جهنم نعوذ با منها فيقال : هل امْتَلأْتِ فتقول : هل من مزيد حتى إِذا أُوعِبُوا فيها قالت قَدْ قَدْ أَي حَسْبي حسْبي ويروى بالطاء بدل الدال وهو بمعناه . ومنه حديث التلبية : فيقول قَدْ قَدْ بمعنى حَسْبُ وتكرارها لتأْكيد الأَمر ويقول المتكلم : قدي أَي حسبي والمخاطِب : قَدْكَ أَي حسبك . وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه قال لأَبي بكر رضي الله عنه : قَدْكَ يا أَبا بكر . قال : وتكون قد بمنزلة ما فيُنفى بها سُمِعَ بعض الفصحاء يقول : قد كنتَ في خَيْرٍ فَتَعْرِفه وإِن جعلت قَدْ اسماً شددته فتقول : كتبت قَداًّ حَسَنَةً وكذلك كي وهو ولو لأن هذه الحروف لا دليل على ما نقص منها فيجب أَن يزاد في أَواخرها ما هو من جنسها ويُدْغَمَ إِلا في الأَلف فإِنك تهمزها ولو سميت رجلاً بلا أَو ما ثم زدت في آخره أَلفاً همزت لأَنك تحرك الثانية والأَلف إِذا تحركت صارت همزة . قال ابن بري : قال الجوهري : لو سميت بقد رجلاً لقلت : هذا قَدٌّ بالتشديد قال : هذا غلط منه إِنما يكون التضعيف في المعتل كقولك في هو اسم رجل : هذا هوٌّ وفي لو : هذا لوّ وفي في : هذا فيّ وأَما الصحيح فلا يُضَعَّفُ فتقول في قد : هذا قَدٌ ورأَيت قَداً ومررت بِقَدٍ كما تقول : هذه يَدٌ ورأَيت يَداً ومررت بِيَدٍ

قرد
القَرَدُ بالتحريك ما تَمَعَّطَ من الوَبَرِ والصوفِ وتَلَبَّدَ وقيل هو نُفايَةُ الصوف خاصَّةً ثم استعمل فيما سواه من الوبر والشعر والكَتَّان قال الفرزدق أُسَيِّدُ ذو خُرَيِّطَةٍ نَهاراً من المُتَلَقِّطِي قَرَدَ القُمامِ يعني بالأُسَيِّدِ هنا سُوَيْداءَ وقال من المُتَلَقِّطي قَرَدَ القُمامِ لِيثْبِتَ أَنها امرأَة لأَنه لا يَتَتَبَّعُ قَرَدَ القُمامِ إِلا النساء وهذا البيتُ مُضَمَّنٌ لأَن قوله أُسَيِّدٌ فاعل بما قبله أَلا ترى أَن قبله سَيَأَتِيهِمْ بِوَحْيِ القَوْلِ عَنِّي ويُدْخِلُ رأْسَهُ تحتَ القِرامِ أُسَيِّدُ قال ابن سيده وذلك أَنه لو قال أُسَيِّدُ ذو خُرَيِّطَةٍ نهاراً ولم يتبعه ما بعده لظن رجلاً فكان ذلك عاراً بالفرزدق وبالنساء أَعني أَن يُدْخِلَ رأْسَه تحتَ القِرامِ أَسودُ فانتفى من هذا وبَرّأَ النساء منه بأَن قال من المُتَلَقِّطِي قَرَدَ القُمامِ واحدته قَرَدَة وفي المثل عَكَرَتْ على الغَزْلِ بِأَخَرَةٍ فلم تَدَعْ بِنَجْدٍ قَرَدَةً وأَصله أَن تترك المرأَة الغزل وهي تجد ما تَغْزِلُ من قطن أَو كتان أَو غيرهما حتى إِذا فاتها تتبعت القَرَدَ في القُماماتِ مُلْتَقِطَةً وعَكَرَتْ أَي عَطَفَتْ وقَرِدَ الشعرُ والصوف بالكسر يَقْرَدُ قَرَداً فهو قَرِدٌ وتَقَرَّدَ تَجَعَّدَ وانعَقَدَتْ أَطرافُه وتَقَرَّدَ الشعرُ تَجَمَّعَ وقَرِدَ الأَدِيمُ حَلِمَ والقَرِدُ من السحاب الذي تراه في وجهِهِ شِبْهُ انعقادٍ في الوهمِ يُشَبَّه بالشَّعَرِ القَرِدِ الذي انعَقَدَتْ أَطرافه ابن سيده والقَرِدُ من السحاب المتَعَقِّدُ المُتَلَبِّدُ بعضُه على بعض شبه بالوبَرِ القَرِدِ قال أَبو حنيفة إِذا رأَيتَ السحابَ مُلتَبِداً ولم يَملاسَّ فهو القَرِدُ والمُتَقَرِّدُ وسحابٌ قَرِدٌ وهو المتقطع في أَقطار السماء يركب بعضه بعضاً وفي حديث عمر رضي الله عنه ذُرِّي الدَّقيقَ وأَنا أُحَرِّكُ لكِ لئلا يَتَقَرَّد أَي لئلا يَرْكَبَ بَعضُهُ بعضاً وفيه أَنه صلى إِلى بعِيرٍ من المَغْنَمِ فلما انفتل تناول قَرَدَةً من وبرِ البعير أَي قِطْعَةً مما يُنْسَلُ منه والمُتَقَرِّدُ هَناتٌ صغارٌ تكون دون السحاب لم تلتئم بعد وفرس قَرِدُ الخَصِيلِ إِذا لم يكن مُسْتَرْخِياً وأَنشد قَرِد الخَصِيلِ وفي العِظامِ بَقِيَّةٌ والقُرادُ معروف واحد القِرْدانِ والقُرادُ دُوَيبَّةٌ تَعَضُّ الإِبل قال لقدْ تَعَلَّلْتُ على أَيانِقِ صُهْبٍ قَلِيلاتِ القُرادِ اللاَّزِقِ عنى بالقُراد ههنا الجنس فلذلك أَفرد نعتها وذكَّرَه ومعنى قَلِيلات أَنَّ جُلودَها مُلْسٌ لا يَثْبُتُ عليها قُرادٌ إِلا زَلِقَ لأَنها سِمانٌ ممتلئة والجمع أَقْردَة وقِرْدانٌ كثيرة وقول جرير وأَبْرَأْتُ مِن أُمِّ الفَرَزْدَقِ ناخِساً وفُرْدُ اسْتِها بَعْدَ المنامِ يُثِيرُها قُرْد فيه مخفف من قُرُدٍ جَمَعَ قُراداً جَمْعَ مِثالٍ وقَذالٍ لاستواء بنائه مع بنائهما وبعيرٌ قَرِدٌ كثير القِرْدانِ فأَما قول مبشر بن هذيل ابن زافر
( * قوله « زافر » كذا في الأَصل بدون هاء تأنيث ) الفزاري أَرسَلْتُ فيها قَرِداً لُكالِكَا قال ابن سيده عندي أَن القَرِدَ ههنا الكثيرُ القِرْدانِ قال وأَما ثعلب فقال هو المتجمع الشعر والقولان متقاربان لأَنه إِذا تجمع وبره كثرت فيه القِرْدانُ وقَرَّده انتزع قِرْدانَه وهذا فيه معنى السلب وتقول منه قَرِّدْ بعيركَ أَي انْزِعْ منه القِرْدان وقَرَّده ذلَّله وهو من ذلك لأَنه إِذا قُرِّدَ سكَنَ لذلك وذَلَّ والتقريدُ الخِداعُ مشتق من ذلك لأَن الرجل إِذا أَراد أَن يأْخذ البعير الصعب قَرَّده أَولاً كأَنه يَنْزعُ قِرْدانه قال الحصين بن القعقاع هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ لا أَلْسَ فِيهِمُ وهم يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن يُقَرَّدَا قال ابن الأَعرابي يقول لا يَسْتَنْبِذُ إِليهم
( * قوله « لا يستنبذ اليهم » كذا بالأصل بدون ضبط ولعل الاظهر لا يستذلهم ) أَحد وقال الحطيئة لَعَمْرُكَ ما قُرادُ بَني كُلَيْبٍ إِذا نُزِعَ القُرادُ بِمُسْتَطاع ونسبه الأَزهري للأَخطل والقَرُودُ من الإِبل الذي لا يَنْفِرُ عند التَّقْرِيد وقُرادا الثَّدْيَيْنِ حَلَمتاهما قال عدي بن الرقاع يمدح عمر بن هبيرة وقيل هو لِمِلْحَةَ الجَرْمي كأَنَّ قُرادَيْ زَوْرِه طَبَعَتْهُما بِطِينٍ منَ الجَوْلانِ كُتَّابُ أَعْجَمِ إِذا شِئتَ أَن تَلْقى فَتى الباسِ والنَّدى وذا الحَسَبِ الزاكي التَّلِيدِ المُقَدَّمِ فَكُنْ عُمَراً تَأْتي ولا تَعْدوَنَّه إِلى غيرِه واسْتَخْبرِ الناسَ وافْهَمِ وأُم القِرْدانِ الموضع بلين الثُّنَّة والحافر وأَنشد بيت مِلْحَةَ الجرمي أَيضاً وقال عنى به حَلَمَتي الثَّدْيِ ويقال للرجل إِنه لحسن قُرادَيِ الصدرِ وأَنشد الأَزهري هذا البيت ونسبه لابن ميادة يمدح بعض الخلفاء وقال في آخره كتاب أَعجما قال أَبو الهيثم القرادان من الرجل أَسفل الثُّنْدُوَة يقال إِنهما منه لطيفان كأَنهما في صدره أَثر طين خاتم ختمه بعض كتَّاب العجم وخصهم لأَنهم كانوا أَهل دَواوِينَ وكتابة وأُمُّ القِرْدانِ في فِرْسِن البعير بين السُّلاميَاتِ وقيل في تفسير قُرادِ الزَّوْرِ الحَلَمةُ وما حولها من الجلد المخالف للون الحَلَمة وقُرادا الفرس حلمتان عن جانِبَيْ إِحْلِيلِه ويقال فلان يُقَرِّدُ فلاناً إِذا خادعه متلطفاً وأَصله الرجل يجيء إِلى الإِبل ليلاً ليركب منها بعيراً فيخاف أَن يرغو فَيَنْزِعُ منه القُراد حتى يستأْنس إِليه ثم يَخْطِمُه وإِنما قيل لمن يَذِلُّ قد أُقْرِدَ لأَنه شبه بالبعير يُقَرَّدُ أَي ينزع منه القراد فَيَقْرَدُ لخاطمه ولا يستصعب عليه وفي حديث ابن عباس لم ير بِتَقْريدِ المحرمِ البعيرَ بَأْساً التقريدُ نزع القِرْدانِ من البعير وهو الطَّبُّوعُ الذي يَلْصَقُ بجسمه وفي حديثه الآخر قال لعكرمة وهو محرم قم فَقَرِّدْ هذا البعير فقال إِني محرم فقال قم فانحره فنحره فقال كم نراك الآن قتلت من قُرادٍ وحَمْنانة ؟ ابن الأَعرابي أَقْرَدَ الرجلُ إِذا سكت ذَلاًّ وأَخْرَدَ إِذا سكت حياء وفي الحديث إِيَّاكُمْ والإِقْرادَ قالوا يا رسول الله وما الإِقرادُ ؟ قال الرجل يكون منكم أَميراً أَو عاملاً فيأْتيه المِسْكينُ والأَرملة فيقول لهم مكانَكم ويأْتيه
( * قوله « مكانكم ويأتيه » كذا بالأصل وفي النهاية مكانكم حتى أنظر في حوائجكم ويأتيه ) الشريفُ والغني فيدنيه ويقول عجلوا قضاء حاجتِه ويُتْرَكُ الآخَرون مُقْرِدين يقال أَقْرَدَ الرجلُ إِذا سكت ذلاًّ وأَصله أَن يقع الغُرابُ على البعير فَيَلْتَقِطَ القِرْدانَ فَيَقِرَّ ويسكن لما يجده من الراحة وفي حديث عائشة رضي الله عنها كان لنا وحْشٌ فإِذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم أَسْعَرَنا قَفْزاً فإِذا حَضَرَ مَجِيئُه أَقرَدَ أَي سكَنَ وذَلَّ وأَقْرَدَ الرجلُ وقَرِدَ ذَلَّ وخَضَع وقيل سكت عن عِيٍّ وأَقرَدَ أَي سَكَنَ وتمَاوَت وأَنشد الأَحمر تقولُ إِذا اقْلَوْلى عليها وأَقْرَدَتْ أَلا هَلْ أَخُو عَيْشٍ لَذِيذٍ بِدائِم ؟ قال ابن بري البيت للفرزدق يذكر امرأَة إِذا علاها الفحل أَقرَدَتْ وسكنت وطلبت منه أَن يكون فعله دائماً متصلاً والقَرَدُ لَجْلَجَة في اللسان عن الهَجَريّ وحكي نِعْمَ الخَبَرُ خبَرُكَ لولا قَرَدٌ في لسانك وهو من هذا لأَن المُتَلَجْلِجَ لسانُه يسكت عن بعض ما يُريدُ الكلامَ به أَبو سعيد القِرْديدَةُ صُلْبُ الكلام وحكي عن أَعرابي أَنه قال اسْتَوْقَحَ الكلامُ فلم يَسْهُلْ فأَخذت قِرديدةً منه فركِبْتُه ولم أَزُغْ عنه يميناً ولا شمالاً وقرِدَت أَسنانُه قَرَداً صَغُرَتْ ولحِقَتْ بالدُّرْدُر وقَرِدَ العِلْكُ قَرَداً فَسَد طعمُه والقِرْد معروف والجمع أَقرادٌ وأَقْرُد وقُرودٌ وقِرَدَةٌ كثيرة قال ابن جني في قوله عز وجل كونوا قِرَدَةً خاسئين ينبغي أَن يكون خاسئين خبراً آخر لكونوا والأَوَّلُ قِرَدَةً فهو كقولك هذا حُلْو حامض وإِن جعلته وصفاً لقِرَدَة صَغُرَ معناه أَلا ترى أَن القِرْد لذُّلِّه وصَغارِه خاسئ أَبداً فيكون إِذاً صفة غير مُفيدَة وإِذا جعلت خاسئين خبراً ثانياً حسن وأَفاد حتى كأَنه قال كونوا قردة كونوا خاسئين أَلا ترى أَن لأَحد الاسمين من الاختصاص بالخبرية ما لصاحبه وليست كذلك الصفة بعد الموصوف إِنما اختصاص العامل بالموصوف ثم الصفةُ بعد تابعة له قال ولست أَعني بقولي كأَنه قال كونوا قردة كونوا خاسئين أَن العامل في خاسئين عامل ثان غير الأَوّل معاذ الله أَن أُريد ذلك إِنما هذا شيء يُقَدَّر مع البدل فأَما في الخبرين فإِن العامل فيهما جميعاً واحد ولو كان هناك عامل لما كانا خبرين لمخبر عنه واحد ولو كان هناك عامل لما كانا خبرين لمخبر عنه واحد وإِنما مفاد الخبر من مجموعهما قال ولهذا كان عند أَبي علي أَن العائد على المبتدإِ من مجموعهما وإِنما أُريد أَنك متى شئت باشرت كونوا أَي الاسمين آثَرْتَ وليس كذلك الصفة ويُو نِسُ لذلك أَنه لو كانت خاسئين صفة لقردة لكان الأَخلقُ أَن يكون قردة خاسئة فأَنْ لم يُقْرأْ بذلك البتةَ دلالةٌ على أَنه ليس بوصف وإِن كان قد يجوز أَن يكون خاسئين صفة لقردة على المعنى إِذ كان المعنى إِنما هي هم في المعنى إِلا أَن هذا إِنما هو جائز وليس بالوجه بل الوجه أَن يكون وصفاً لو كان على اللفظ فكيف وقد سبق ضعف الصفة هنا ؟ والأُنثى قِرْدَة والجمع قِرَدٌ مثل قِرْبَةٍ وقِرَبٍ والقَرَّادُ سائِسُ القُرُودِ وفي المثل إِنه لأَزْنى من قِرْدٍ قال أَبو عبيد هو رجل من هذيل يقال له قِرْدُ بن معاوية وقَرَدَ لعياله قَرْداً جَمَعَ وكسَبَ وقَرَدْتُ السَّمْنَ بالفتح في السِّقاءِ أَقْرِدُه قَرْداً جمعته وقَرَدَ في السقاءِ قَرْداً جَمَعَ السمْنَ فيه أَو اللَّبن كَقَلَدَ وقال شمر لا أَعرفه ولم أَسمعه إِلا لأَبي عبيد وسمع ابن الأَعرابي قَلَدْتُ في السقاء وقَرَيْتُ فيه والقَلْدُ جَمْعُك الشيء على الشيء من لبَن وغيره ويقال جاء بالحديث على قَرْدَدِه وعلى قَنَنِهِ وعلى سَمْتِهِ إِذا جاء به على وجهه والتِّقْرِدُ الكَرَوْيا وقيل هي جمع الأَبزار واحدتها تِقْرِدَة والقَرْدَدُ من الأَرض قُرْنَةٌ إِلى جنب وَهْدة وأَنشد متى ما تَزُرْنا آخِرَ الدَّهْرِ تَلْقَنا بِقَرْقَرَةٍ مَلْساءَ لَيْسَتْ بِقَرْدَدِ الأَصمعي القَرْدَدُ نحو القُفِّ ابن شميل القُرْدودة ما أَشرَف منها وغلُظَ وقلما تكون القراديدُ إِلا في بسطة من الأَرض وفيما اتسع منها فتَرى لها متناً مشرفاً عليها غليظاً لا يُنْبِتُ إِلا قليلاً قال ويكون ظهرها سعته دعوة
( * قوله « سعته دعوة » كذا بالأصل ولعله غلوة ) وبُعْدُها في الأَرض عُقْبَتَيْن وأَكثر وأَقل وكل شيء منها حدَبٌ ظهرُها وأَسنادها وقال شمر القُرْدُودة طريقة منقادة كقُرْدُودةِ الظهر والقَرْدَدُ ما ارتفع من الأَرض وقيل وغلُظَ قال سيبويه داله مُلْحِقة له بجعفر وليس كَمَعدّ لأَن ذلك مبني على فَعَلّ من أَول وهلة ولو كان قَرْدَدٌ كَمَعدّ لم يظهر فيه المثلان لأَن ما أَصله الإِدغام لا يُخَرَّجُ على الأَصل إِلاَّ في ضرورة شعر قال وجمع القَرْدَدِ قرادِدُ ظهرت في الجمع كظهورها في الواحد قال وقد قالوا قَراديدُ فأَدخلوا الياء كراهية التضعيف والقُرْدُودُ ما ارتفع من الأَرض وغلظ مثل القَرْدَدِ قال ابن سيده فعلى هذا لا معنى لقول سيبويه إِن القَراديدَ جمع قَرْدَد قال الجوهري القَرْدَد المكان الغليظ المرتفع وإِنما أُظْهِرَ التضعيف لأَنه مُلْحَقِ بفَعْلَل والمُلْحَق لا يُدْغم والجمع قَرادِدُ قال وقد قالوا قراديد كراهية الدالين وفي الحديث لَجَؤوا إِلى قَرْدَدٍ وهو الموضع المرتفع من الأَرض كأَنهم تحصنوا به ويقال للأَرض المستوية أَيضاً قَرْدد ومنه حديث قس الجارود
( * قوله « قس الجارود » كذا بالأصل وفي شرح القاموس قيس بن الجارود بياء بعد القاف مع لفظ ابن وفي نسخة من النهاية قس والجارود )
قطَعْتُ قَرْدَداً وقُرْدُودَةُ الثَّبَجِ ما أَشرَفَ منه وقُرْدُودَةُ الظهر ما ارتَفَعَ من ثبَجِه الأَصمعي السِّيساءُ قُرْدودَةُ الظَّهْرِ أَبو عمرو السَّيساءُ من الفرَسِ الحارِكُ ومن الحمارِ الظَّهْرُ أَبو زيد القِرْديدَةُ الخط الذي وسَطَ الظهر وقال أَبو مالك القُرْدودَةُ هي الفقارة نفسها وقال تمضي قُرْدُودَةُ الشتاءِ عَنَّا وهي جَدْبَتُه وشِدَّتُه وقُرْدودَةُ الظَّهْرِ أَعلاهُ من كل دابة وأَخذه بِقَرْدَةِ عُنُقِه عن ابن الأَعرابي كقولك بِصُوفِه قال وهي فارسية ابن بري قال الراجز يَرْكَبْنَ ثِنْيَ لاحِبٍ مَدْعُوقِ نابي القَرادِيدِ مِنَ البُؤوقِ القَراديدُ جمع قُرْدُودَةٍ وهي الموضع الناتئُ في وسطه التهذيب القَرْدُ لغة في الكَرْدِ وهو العنق وهو مَجْثَمُ الهامةِ على سالفةِ العُنُق وأَنشد فَجَلَّلَه عَضْبَ الضَّريبةِ صارِماً فَطَبَّقَ ما بَيْنَ الضَّريبةِ والقَرْدِ التهذيب وأَنشد شمر في القَرْدِ القصِير أَو هِقْلَةِ من نَعامِ الجوِّ عارَضَها قَرْدُ العِفاءِ وفي يافُوخِه صَقَعُ قال الصقَعُ القَرَعُ والعِفاءُ الرِّيشُ والقَرْدُ القصيرُ وبنو قَرَدٍ قوم من هذيل منهم أَبو ذؤيب وذُو قَرَدٍ موضع وفي الحديث ذكر ذي قَرَد هو بفتح القاف والراء ماء على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر ومنه غَزْوَةُ ذي قَرَدٍ ويقال ذو القَرَد

قرصد
التهذيب ذكر بعض من لا يوثق بعلمه القَرْصَدُ القِصْرِيُّ وهو بالفارسية كَفَهْ قال ولا أَدري ما صحته

قرمد
القَرْمَد كل ما طلي به زاد الأَزهري للزينة كالجَِصِّ والزعفرانِ وثوب مُقَرْمَدٌ بالزعفرانِ والطيب أَي مَطْلِيٌّ قال النابغة يصف هَناً رابي المَجَسَّةِ بالعَبِير مُقَرْمَد وذكر البُشتي أَن عبد الملك بن مروان قال لشيخ من غَطَفان صف لي النساء فقال خُذْها مَلِيسَةَ القَدَمَيْنِ مُقَرْمَدَةَ الرُّفْغَيْنِ قال البشتي المُقَرْمَدَةَ المجتمع قَصَبها قال أَبو منصور وهذا باطل معنى المقرمدة الرفغين الضَّيِّقَتُهما وذلك لالتِفافِ فَخِذَيْها واكْتِنازِ بادَّيْها وقيل في قول النابغة رابي المَجَسَّةِ بالعَبِير مُقَرْمَدِ إِنه الضيِّقُ وقيل المطليُّ كما يطلى الحوض بالقرمد ورُفْغا المرأَة أُصول فَخِذَيْها والقَرْمَدُ الآجُرُّ وقيل القَرْمَدُ والقِرْمِيدُ حجارة لها خُروقٌ يوقد عليها حتى إِذا نَضِجَتْ بُنِيَ بها قال ابن دريد هو رومي تكلمت به العرب قديماً وقد قُرمِدَ البِناءُ قال العدبس الكناني القَرْمَدُ حجارة لها نَخاريبُ وهي خروق يوقد عليها حتى إِذا نَضِجت قُرْمِدَتْ بها الحِياض والبِرَك أَي طليت وأَنشد بيت النابغة « بالعبير مقرمد » قال وقال بعضهم المُقَرْمَدُ المطلي بالزعفران وقيل المُقَرْمَدُ المُضَيَّق وقيل المقرمد المُشَرَّف وحوض مُقَرْمَد إِذا كان ضيقاً وأَنشد بيت النابغة أَيضاً وقال أَي ضُيَّقَ بالمِسْك وبناء مُقَرْمَدٌ مبني بالآجُرِّ أَو الحجارة وقال الأَصمعي في قوله يَنْفي القَراميدَ عنها الأَعْصَمُ الوَعِلُ قال القراميد في كلام أَهل الشام آجُرُّ الحمامات وقيل هي بالرومية قِرْمِيدي ابن الأَعرابي يقال لِطَوابيقِ الدارِ القَرامِيدُ واحدها قِرْمِيدٌ والقَرْمَدُ الصخُورُ ابن السكيت في قول الطرماح حَرَجاً كَمِجْدَلِ هاجِرِيٍّ لَزَّه تَذْوابُ طَبْخِ أَطِيمَةٍ لا تَخْمُدُ قُدِرَتْ على مِثْلٍ فَهُنَّ تَوائِمٌ شَتَّى يُلائِمُ بَيْنَهُنَّ القَرْمَدُ قال القَرْمَدُ خَزَفٌ يُطْبَخُ والحَرَجُ الطويلة والأَطِيمَةُ الأَتُّون وأَراد تَذْوابَ طَبْخِ الآجُرِّ والقِرْمِيدُ الأُرْوِيَّةُ والقُرْمُودُ ذكر الوُعُول الأَزهري القرامِيدُ والقراهِيدُ أَولادُ الوُعُول واحدها قُرْمُودٌ وأَنشد لابن الأَحمر ما أُمُّ غُفْرٍ على دَعْجاءِ ذي عَلَق يَنْفي القَراميدَ عنها الأَعْصَمُ الوَقِلُ والقِرْمِيدُ الآجُرُّ والجمع القَرامِيدُ والقُرْمودُ ضَرْب من ثمر العِضاه التهذيب وقُرْمُوطٌ وقُرْمُودٌ ثَمرُ الغَضا وقَرْمَدَ الكِتابَ لغة في قَرْمَطَه

قرهد
الأَزهري في الرباعي الليث القُرْهُدُ الناعمُ التارُّ الرَّخْصُ قال الأَزهري إِنما هو الفُرْهُدُ بالفاء وضم الهاء والقاف فيه تصحيف الأَزهري في الرباعي أَيضاً القرامِيدُ والقراهِيدُ أَولاد الوُعول

قسد
القِسْوَدُّ الغليظُ الرقبةِ القويُّ وأَنشد ضَخْمَ الذَّفارى قاسِياً قِسْوَدَّا

قشد
القِشْدَة بالكسر حشيشة كثيرة اللبَن والإِهالَة والقِشْدة الزُّبْدَة الرقيقة وقيل هي ثُفْل السمْن وقيل هو الثفل الذي يبقى أَسفل الزبد إِذا طُبِخَ مع السويق ليتخذ سمناً واقتشد السمن جمعه وقال أَبو الهيثم إِذا طلعت البَلْدَةُ أُكِلَتِ القِشْدة قال وتسمى القشدةُ الإِثْرَ والخُلاصةَ والأُلاقَةَ قال وسميت أُلاقَةً لأَنها تَلِيقُ بالقِدْر تَلْزَقُ بأَسفلها يصفَّى السمن ويبقى الإِثر مع شعر وعود وغير ذلك إِن كان ويخرج السمن صافياً مهذباً كأَنه الحَلُّ الكسائي يقال لثفل السمن القِلْدَةُ والقِشْدَةُ والكُدادَةُ

قصد
القصد استقامة الطريق قَصَد يَقْصِدُ قصداً فهو قاصِد وقوله تعالى وعلى الله قَصْدُ السبيل أَي على الله تبيين الطريق المستقيم والدعاءُ إِليه بالحجج والبراهين الواضحة ومنها جائر أَي ومنها طريق غير قاصد وطريقٌ قاصد سهل مستقيم وسَفَرٌ قاصدٌ سهل قريب وفي التنزيل العزيز لو كان عَرَضاً قريباً وسفراً قاصداً لاتبعوك قال ابن عرفة سفراً قاصداً أَي غيرَ شاقٍّ والقَصْدُ العَدْل قال أَبو اللحام التغلبي ويروى لعبد الرحمن بن الحكم والأَول الصحيح على الحَكَمِ المأْتِيِّ يوماً إِذا قَضَى قَضِيَّتَه أَن لا يَجُورَ ويَقْصِدُ قال الأَخفش أَراد وينبغي أَن يقصد فلما حذفه وأَوقع يَقْصِدُ موقع ينبغي رفعه لوقوعه موقع المرفوع وقال الفراء رفعه للمخالفة لأَن معناه مخالف لما قبله فخولف بينهما في الإِعراب قال ابن بري معناه على الحكم المرْضِيِّ بحكمه المأْتِيِّ إِليه ليحكم أَن لا يجور في حكمه بل يقصد أَي يعدل ولهذا رفعه ولم ينصبه عطفاً على قوله أَن لا يجور لفساد المعنى لأَنه يصير التقدير عليه أَن لا يجور وعليه أَن لا يقصد وليس المعنى على ذلك بل المعنى وينبغي له أَن يقصد وهو خبر بمعنى الأَمر أَي وليقصد وكذلك قوله تعالى والوالداتُ يُرْضِعْنَ أَولادهُنَّ أَي ليرضعن وفي الحديث القَصدَ القصدَ تبلغوا أي عليكم بالقصد من الأمور في القول والفعل وهو الوسط بين الطرفين وهو منصوب على المصدر المؤكد وتكراره للتأكيد وفي الحديث عليكم هَدْياً قاصداً أَي طريقاً معتدلاً والقَصْدُ الاعتمادُ والأَمُّ قَصَدَه يَقْصِدُه قَصْداً وقَصَدَ له وأَقْصَدَني إِليه الأَمرُ وهو قَصْدُكَ وقَصْدَكَ أَي تُجاهَك وكونه اسماً أَكثر في كلامهم والقَصْدُ إِتيان الشيء تقول قصَدْتُه وقصدْتُ له وقصدْتُ إِليه بمعنى وقد قَصُدْتَ قَصادَةً وقال قَطَعْتُ وصاحِبي سُرُحٌ كِنازٌ كَرُكْنِ الرَّعْنِ ذِعْلِبَةٌ قصِيدٌ وقَصَدْتُ قَصْدَه نحوت نحوه والقَصْد في الشيء خلافُ الإِفراطِ وهو ما بين الإِسراف والتقتير والقصد في المعيشة أَن لا يُسْرِفَ ولا يُقَتِّر يقال فلان مقتصد في النفقة وقد اقتصد واقتصد فلان في أَمره أَي استقام وقوله ومنهم مُقْتَصِدٌ بين الظالم والسابق وفي الحديث ما عالَ مقتصد ولا يَعِيلُ أَي ما افتقر من لا يُسْرِفُ في الانفاقِ ولا يُقَتِّرُ وقوله تعالى واقْصِدْ في مشيك واقصد بذَرْعِك أَي ارْبَعْ على نفسِك وقصد فلان في مشيه إِذا مشى مستوياً ورجل قَصْد ومُقْتَصِد والمعروف مُقَصَّدٌ ليس بالجسيم ولا الضئِيل وفي الحديث عن الجُرَيْرِيِّ قال كنت أَطوف بالبيت مع أَبي الطفيل فقال ما بقي أَحد رأَى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم غيري قال قلت له ورأَيته ؟ قال نعم قلت فكيف كان صفته ؟ قال كان أَبيضَ مَلِيحاً مُقَصَّداً قال أَراد بالمقصد أَنه كان رَبْعة بين الرجلين وكلُّ بَيْن مستوٍ غيرِ مُشْرفٍ ولا ناقِص فهو قَصْد وأَبو الطفيل هو واثلة بن الأَسقع قال ابن شميل المُقَصَّدُ من الرجال يكون بمعنى القصد وهو الربعة وقال الليث المقصَّد من الرجال الذي ليس بجسيم ولا قصير وقد يستعمل هذا النعت في غير الرجال أَيضاً قال ابن الأَثير في تفسير المقصد في الحديث هو الذي ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم كأَنَّ خَلْقه يجيءُ به القَصْدُ من الأُمور والمعتدِلُ الذي لا يميل إِلى أَحد طرفي التفريط والإِفراط والقَصْدَةُ من النساء العظيمة الهامةِ التي لا يراها أَحد إِلاَّ أَعجبته والمَقْصَدَةُ التي إِلى القِصَر والقاصد القريب يقال بيننا وبين الماء ليلة قاصدة أَي هينة السير لا تَعَب ولا بُطء والقَصِيدُ من الشِّعْر ما تمَّ شطر أَبياته وفي التهذيب شطر ابنيته سمي بذلك لكماله وصحة وزنه وقال ابن جني سمي قصيداً لأَنه قُصِدَ واعتُمِدَ وإِن كان ما قَصُر منه واضطرب بناؤُه نحو الرمَل والرجَز شعراً مراداً مقصوداً وذلك أَن ما تمَّ من الشِّعْر وتوفر آثرُ عندهم وأَشَدُّ تقدماً في أَنفسهم مما قَصُر واختلَّ فسَمُّوا ما طال ووَفَرَ قَصِيداً أَي مُراداً مقصوداً وإِن كان الرمل والرجز أَيضاً مرادين مقصودين والجمع قصائد وربما قالوا قَصِيدَة الجوهري القَصِيدُ جمع القَصِيدة كسَفِين جمع سفينة وقيل الجمع قصائدُ وقصِيدٌ قال ابن جني فإِذا رأَيت القصيدة الواحدة قد وقع عليها القصيد بلا هاء فإِنما ذلك لأَنه وُضِعَ على الواحد اسمُ جنس اتساعاً كقولك خرجت فإِذا السبع وقتلت اليوم الذئب وأَكلت الخبز وشربت الماء وقيل سمي قصيداً لأَن قائله احتفل له فنقحه باللفظ الجيِّد والمعنى المختار وأَصله من القصيد وهو المخ السمين الذي يَتَقَصَّد أَي يتكسر لِسِمَنِه وضده الرِّيرُ والرَّارُ وهو المخ السائل الذائب الذي يَمِيعُ كالماء ولا يتقصَّد إِذا نُقِّحَ وجُوِّدَ وهُذِّبَ وقيل سمي الشِّعْرُ التامُّ قصيداً لأَن قائله جعله من باله فَقَصَدَ له قَصْداً ولم يَحْتَسِه حَسْياً على ما خطر بباله وجرى على لسانه بل رَوَّى فيه خاطره واجتهد في تجويده ولم يقتَضِبْه اقتضاباً فهو فعيل من القصد وهو الأَمُّ ومنه قول النابغة وقائِلةٍ مَنْ أَمَّها واهْتَدَى لها ؟ زيادُ بنُ عَمْرٍو أَمَّها واهْتَدَى لها أَراد قصيدته التي يقول فيها يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّنَدِ ابن بُزُرج أَقصَدَ الشاعرُ وأَرْملَ وأَهْزَجَ وأَرْجَزَ من القصيد والرمَل والهَزَج والرَّجَزِ وقَصَّدَ الشاعرُ وأَقْصَدَ أَطال وواصل عمل القصائد قال قد وَرَدَتْ مِثلَ اليماني الهَزْهاز تَدْفَعُ عن أَعْناقِها بالأَعْجاز أَعْيَتْ على مُقْصِدِنا والرَّجَّاز فَمُفْعِلٌ إِنما يراد به ههنَا مُفَعِّل لتكثير الفعل يدل على أَنه ليس بمنزلة مُحْسِن ومُجْمِل ونحوه مما لا يدل على تكثير لأَنه لا تكرير عين فيه أَنه قرنه بالرَّجَّاز وهو فعَّال وفعَّال موضوع للكثرة وقال أَبو الحسن الأَخفش ومما لا يكاد يوجد في الشعر البيتان المُوطَآن ليس بينهما بيت والبيتان المُوطَآن وليست القصيدة إِلا ثلاثة أَبيات فجعل القصيدة ما كان على ثلاثة أَبيات قال ابن جني وفي هذا القول من الأَخفش جواز وذلك لتسميته ما كان على ثلاثة أَبيات قصيدة قال والذي في العادة أَن يسمى ما كان على ثلاثة أَبيات أَو عشرة أَو خمسة عشر قطعة فأَما ما زاد على ذلك فإِنما تسميه العرب قصيدة وقال الأَخفش القصيد من الشعر هو الطويل والبسيط التامّ والكامل التامّ والمديد التامّ والوافر التامّ والرجز التامّ والخفيف التامّ وهو كل ما تغنى به الركبان قال ولم نسمعهم يتغنون بالخفيف ومعنى قوله المديد التامُّ والوافر التامّ يريد أَتم ما جاء منها في الاستعمال أَعني الضربين الأَوّلين منها فأَما أَن يجيئا على أَصل وضعهما في دائرتيهما فذلك مرفوض مُطَّرَحٌ قال ابن جني أَصل « ق ص د » ومواقعها في كلام العرب الاعتزام والتوجه والنهودُ والنهوضُ نحو الشيء على اعتدال كان ذلك أَو جَوْر هذا أَصله في الحقيقة وإن كان قد يخص في بعض المواضع بقصد الاستقامة دون الميل أَلا ترى أَنك تَقْصِد الجَوْرَ تارة كما تقصد العدل أُخرى ؟ فالاعتزام والتوجه شامل لهما جميعاً والقَصْدُ الكسر في أَيّ وجه كان تقول قصَدْتُ العُود قَصْداً كسَرْتُه وقيل هو الكسر بالنصف قَصَدْتُهُ أَقْصِدُه وقَصَدْتُه فانْقَصَدَ وتَقَصَّدَ أَنشد ثعلب إِذا بَرَكَتْ خَوَّتْ على ثَفِناتِها على قَصَبٍ مِثلِ اليَراعِ المُقَصَّدِ شبه صوت الناقة بالمزامير والقِصْدَةُ الكِسْرة منه والجمع قِصَد يقال القنا قِصَدٌ ورُمْحٌ قَصِدٌ وقَصِيدٌ مكسور وتَقَصَّدَتِ الرماحُ تكسرت ورُمْحٌ أَقصادٌ وقد انْقَصَدَ الرمحُ انكسر بنصفين حتى يبين وكل قطعة قِصْدة ورمح قَصِدٌ بَيِّنُ القَصَد وإِذا اشتقوا له فِعْلاً قالوا انْقَصَدَ وقلما يقولون قَصِدَ إِلا أَنَّ كل نعت على فَعِلٍ لا يمتنع صدوره من انْفَعَلَ وأَنشد أَبو عبيد لقيس بن الخطيم تَرَى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقَى كأَنها تَذَرُّعُ خُرْصانٍ بأَيدي الشَّواطِبِ وقال آخر أَقْرُو إِليهم أَنابِيبَ القَنا قِصَدا يريد أَمشي إِليهم على كِسَرِ الرِّماحِ وفي الحديث كانت المُداعَسَةُ بالرماح حتى تَقَصَّدَتْ أَي تَكسَّرَت وصارت قِصَداً أَي قطعاً والقِصْدَةُ بالكسر القِطْعة من الشيء إِذا انكسر ورمْحٌ أَقْصادٌ قال الأَخفش هذا أَحد ما جاء على بناء الجمع وقَصَدَ له قِصْدَةً من عَظْم وهي الثلث أَو الربُع من الفَخِذِ أَو الذراعِ أَو الساقِ أَو الكَتِفِ وقَصَدَ المُخَّةَ قَصْداً وقَصَّدَها كَسَرَها وفَصَّلَها وقد انقَصَدَتْ وتَقَصَّدَتْ والقَصِيدُ المُخُّ الغليظُ السمِينُ واحدته قَصِيدَةٌ وعَظْمٌ قَصِيدٌ مُمخٌّ أَنشد ثعلب وهمْ تَرَكُوكمْ لا يُطَعَّمُ عَظْمُكُمْ هُزالاً وكان العَظْمُ قبْلُ قَصِيدَا أَي مُمِخًّا وإِن شئت قلت أَراد ذا قَصِيدٍ أَي مُخٍّ والقَصِيدَةُ المُخَّةُ إِذا خرجت من العظم وإِذا انفصلت من موضعها أَو خرجت قيل انقَصَدَتْ أَبو عبيدة مُخٌّ قَصِيدٌ وقَصُودٌ وهو دون السمين وفوق المهزول الليث القَصِيدُ اليابس من اللحم وأَنشد قول أَبي زبيد وإِذا القَوْمُ كان زادُهُمُ اللح مَ قَصِيداً منه وغَيرَ قَصِيدِ وقيل القَصِيدُ السمين ههنا وسنام البعير إِذا سَمِنَ قَصِيدٌ قال المثقب سَيُبْلِغُني أَجْلادُها وقَصِيدُهَا ابن شميل القَصُودُ من الإِبل الجامِسُ المُخِّ واسم المُخِّ الجامِس قَصِيدٌ وناقة قَصِيدٌ وقصِيدَةٌ سمينة ممتلئة جسيمة بها نِقْيٌ أَي مُخٌّ أَنشد ابن الأَعرابي وخَفَّتْ بَقايا النِّقْيِ إِلا قَصِيبَةً قَصِيدَ السُّلامى أَو لَمُوساً سَنامُها والقَصيدُ أَيضاً والقَصْدُ اللحمُ اليابس قال الأَخطل وسيرُوا إِلى الأَرضِ التي قَدْ عَلِمْتُمُ يَكُنْ زادُكُمْ فيها قَصِيدُ الإِباعِرِ والقَصَدَةُ العُنُقُ والجمع أَقْصادٌ عن كراع وهذا نادر قال ابن سيده أَعني أَن يكون أَفعالٌ جمع فَعَلَةٍ إِلا على طرح الزائد والمعروف القَصَرَةُ والقِصَدُ والقَصَدُ والقَصْدُ الأَخيرة عن أَبي حنيفة كل ذلك مَشْرَةُ العِضاهِ وهي بَراعيمُها وما لانَ قبْلَ أَن يَعْسُوَ وقد أَقصَدتِ العِضاهُ وقصَّدَتْ قال أَبو حنيفة القَصْدُ ينبت في الخريف إِذا بَرَدَ الليل من غير مَطَرٍ والقَصِيدُ المَشْرَةُ عن أَبي حنيفة وأَنشد ولا تَشْعفاها بالجِبالِ وتَحْمِيا عليها ظَلِيلاتٍ يَرِفُّ قَصِيدُها الليث القَصَدُ مَشْرَةُ العِضاهِ أَيامَ الخَريفِ تخرج بعد القيظ الورق في العضاه أَغْصان رَطْبة غَضَّةٌ رِخاصٌ فسمى كل واحدة منها قَصَدة وقال ابن الأَعرابي القَصَدَةُ من كل شجرة ذات شوك أَن يظهر نباتها أَوَّلَ ما ينبت الأَصمعي والإِقْصادُ القَتْل على كل حال وقال الليث هو القتل على المكان يقال عَضَّتْه حيَّةٌ فأَقْصَدَتْه والإِقْصادُ أَن تَضْرِبَ الشيءَ أَو تَرْمِيَه فيموتَ مكانه وأَقصَد السهمُ أَي أَصاب فَقَتَلَ مكانَه وأَقْصَدَتْه حية قتلته قال الأَخطل فإِن كنْتِ قد أَقْصَدْتِني إِذْ رَمَيتِنِي بِسَهْمَيْكِ فالرَّامي يَصِيدُ ولا يَدري أَي ولا يخْتُِلُ وفي حديث عليّ وأَقْصَدَت بأَسْهُمِها أَقْصَدْتُ الرجلَ إِذا طَعَنْتَه أَو رَمَيتَه بسهم فلم تُخْطئْ مَقاتلَه فهو مُقْصَد وفي شعر حميد ابن ثور أَصْبَحَ قَلْبي مِنْ سُلَيْمَى مُقْصَدا إِنْ خَطَأً منها وإِنْ تَعَمُّدا والمُقْصَدُ الذي يَمْرَضُ ثم يموت سريعاً وتَقَصَّدَ الكلبُ وغيره أَي مات قال لبيد فَتَقَصَّدَتْ منها كَسابِ وضُرِّجَتْ بِدَمٍ وغُودِرَ في المَكَرِّ سُحامُها وقَصَدَه قَصْداً قَسَرَه والقصيدُ العصا قال حميد فَظَلَّ نِساء الحَيِّ يَحْشُونَ كُرْسُفاً رُؤُوسَ عِظامٍ أَوْضَحَتْها القصائدُ سمي بذلك لأَنه بها يُقْصَدُ الإِنسانُ وهي تَهدِيهِ وتَو مُّه كقول الأَعشى إِذا كانَ هادِي الفَتى في البِلا دِ صَدْرَ القناةِ أَطاعَ الأَمِيرا والقَصَدُ العَوْسَجُ يَمانِيةٌ

قعد
القُعُودُ نقيضُ القيامِ قَعَدَ يَقْعُدُ قُعوداً ومَقْعَداً أَي جلس وأَقْعَدْتُه وقَعَدْتُ به وقال أَبو زيد قَعَدَ الإِنسانُ أَي قام وقعد جلَس وهو من الأَضداد والمَقْعَدَةُ السافِلَةُ والمَقْعَدُ والمَقْعَدَةُ مكان القُعودِ وحكى اللحياني ارْزُنْ قي مَقْعَدِكَ ومَقْعَدَتِكَ قال سيبويه وقالوا هو مني مَقْعَدَ القابلةِ أَي في القربِ وذلك إِذا دنا فَلَزِقَ من بين يديك يريد بتلك المَنَزلة ولكنه حذف وأَوصل كما قالوا دخلت البيت أَي في البيت ومن العرب من يرفعه يجعله هو الأَول على قولهم أَنت مني مَرأًى ومَسْمَعٌ والقِعْدَةِ بالكسر الضرب من القُعود كالجِلْسَة وبالفتح المرّة الواحدة قال اللحياني ولها نظائر وسيأْتي ذكرها اليزيدي قَعَد قَعْدَة واحدة وهو حسن القِعْدة وفي الحديث أَنه نهى أَن يُقْعَدَ على القبر قال ابن الأَثير قيل أَراد القُعودَ لقضاء الحاجة من الحدث وقيل أَراد الإِحْدادَ والحُزْن وهو أَن يلازمه ولا يرجع عنه وقيل أَراد به احترام الميتِ وتهويِلَ الأَمرِ في القُعود عليه تهاوناً بالميتِ والمَوْتِ وروي أَنه رأَى رجلاً متكئاً على قبر فقال لا تؤْذِ صاحبَ القبر والمَقاعِدُ موضِعُ قُعُودِ الناس في الأَسواق وغيرها ابن بُزُرج أَقْعَدَ بذلك المكان كما يقال أَقام وأَنشد أَقْعَدَ حتى لم يَجِدْ مُقْعَنْدَدَا ولا غَداً ولا الذي يَلي غَدا ابن السكيت يقال ما تَقَعَّدني عن ذلك الأَمر إِلا شُغُلٌ أَي ما حبسني وقِعْدَة الرجل مقدار ما أَخذ من الأَرض قُعُودُه وعُمْقُ بِئرِنا قِعدَةٌ وقَعْدَة أَي قدر ذلك ومررت بماءٍ قِعْدَةَ رجل حكاه سيبويه قال والجر الوجه وحكى اللحياني ما حفرت في الأَرض إِلا قِعْدَةً وقَعْدَة وأَقْعَدَ البئرَ حفرها قدر قِعْدة وأَقعدها إِذا تركها على وجه الأَرض ولم ينته بها الماء والمُقْعَدَةُ من الآبار التي احتُفِرَتْ فلم يَنْبُط ماؤها فتركت وهي المُسْهَبَةُ عندهم وقال الأَصمعي بئرٌ قِعْدَة أَي طولها طول إِنسان قاعد وذو القَعْدة اسم الشهر الذي يلي شوًالاً وهو اسم شهر كانت العرب تَقْعد فيه وتحج في ذي الحِجَّة وقيل سمي بذلك لقُعُودهم في رحالهم عن الغزو والميرة وطلب الكلإِ والجمع ذوات القَعْدَةِ وقال الأَزهري في ترجمة شعب قال يونس ذواتُ القَعَداتِ ثم قال والقياس أَن تقول ذواتُ القَعْدَة والعرب تدعو على الرجل فتقول حَلَبْتَ قاعداً وشَرِبْتَ قائماً تقول لا ملكت غير الشاء التي تُحْلَبُ من قعود ولا ملكت إِبلاٌ تَحْلُبُها قائماً معناه ذهبت إِبلك فصرتَ تحلب الغنم لأَن حالب الغنم لا يكون إِلا قاعداً والشاء مال الضَّعْفَى والأَذلاَّءِ والإِبلُ مال الأَشرافِ والأَقوياء ويقال رجل قاعد عن الغزو وقوم قُعَّادٌ وقاعدون والقَعَدُ الذين لا ديوان لهم وقيل القَعَد الذين لا يَمْضُون إِلى القتال وهو اسم للجمع وبه سمي قَعَدُ الحَرُورِيَّةِ ورجل قَعَدِيٌّ منسوب إِلى القَعَد كعربي وعرب وعجميّ وعجَم ابن الأَعرابي القَعَدُ الشُّراةُ الذين يُحَكِّمون ولا يُحارِبون وهو جمع قاعد كما قالوا حارس وحَرَسٌ والقَعَدِيُّ من الخوارج الذي يَرى رأْيَ القَعَد الذين يرون التحكيم حقاً غير أَنهم قعدوا عن الخروج على الناس وقال بعض مُجَّان المُحْدَثِين فيمن يأْبى أَن يشرب الخمر وهو يستحسن شربها لغيره فشبهه بالذي يريد التحكيم وقد قعد عنه فقال فكأَنِّي وما أُحَسِّنُ منها قَعَدِيٌّ يُزَيِّنُ التَّحْكيما وتَقَعَّدَ فلان عن الأَمر إِذا لم يطلبه وتقاعَدَ به فلان إِذا لم يُخْرِجْ إِليه من حَقِّه وتَقَعَّدْتُه أَي رَبَّثْتُه عن حاجته وعُقْتُه ورجل قُعَدَةٌ ضُجَعَة أَي كثير القعود والاضطجاع وقالوا ضربه ضَرْبَةَ ابنَةِ اقْعدِي وقُومي أَي ضَرْبَ أَمَةٍ وذلك لقعودها وقيامها في خدمة مواليها لأَنها تُؤْمَرُ بذلك وهو نص كلام بان الأَعرابي وأُقْعِدَ الرجلُ لم يَقْدِرْ على النهوض وبه قُعاد أَي داء يُقْعِدُه ورجل مُقْعَدٌ إِذا أَزمنه داء في جسده حتى لا حراكَ به وفي حديث الحُدُود أُتيَ بامرأَة قد زنت فقال ممن ؟ قالت من المُقْعَد الذي في حائِطِ سَعْد المُقْعَد الذي لا يَقْدِر على القيام لزَمانة به كأَنه قد أُلزِمَ القُعُودَ وقيل هو من القُعاد الذي هو الداء الذي أْخذ الإِبل في أَوراكها فيميلها إِلى الأَرض والمُقْعَداتُ الضَّفادِع قال الشماخ توَجَّسْنَ واسْتَيْقَنَّ أَنْ ليْسَ حاضِراً على الماءِ إِلا المُقْعَداتِ القَوافِزُ والمُقْعَداتُ فِراخُ القَطا قبل أَن تَنْهَضَ للطيران قال ذو الرمة إِلى مُقْعَداتٍ تَطْرَحُ الرِّيحَ بالضُّحَى عَلَيْهِنَّ رَفْضاً مِن حَصادِ القُلاقِلِ والمُقْعَدُ فَرْخُ النسْرِ وقيل فَرْخُ كلِّ طائر لم يستقلّ مُقْعَدٌ والمُقَعْدَدُ فرخ النسر عن كراع وأَما قول عاصم بن ثابت الأَنصاري أَبو سليمانَ وَرِيشُ المُقْعَدِ ومُجْنَأٌ من مَسْكِ ثَوْرٍ أَجْرَدِ وضالَةٌ مِثلُ الجَحِيمِ المُوْقَدِ فإِن أَبا العباس قال قال ابن الأَعرابي المقعد فرخ النسر وريشه أَجوَد الريش وقيل المقعد النسر الذي قُشِبَ له حتى صِيدَ فَأُخِذ رِيشُه وقيل المقعد اسم رجل كان يَرِيشُ السِّهام أَي أَنا أَبو سليمان ومعي سهام راشها المقعد فما عذري أَن لا أُقاتل ؟ والضالَةُ من شجر السِّدْر يعمل منها السهام شبه السهام بالجمر لتوقدها وقَعَدَتِ الرَّخَمَةُ جَثَمَتْ وما قَعَّدَك واقْتعدك أَي حَبَسَك والقَعَدُ النخل وقيل النخل الصِّغار وهو جمع قاعد كما قالوا خادم وخَدَمٌ وقَعَدَت الفَسِيلَة وهي قاعد صار لها جذع تَقْعُد عليه وفي أَرض فلان من القاعد كذا وكذا أَصلاً ذهبوا إِلى الجِنس والقاعِدُ من النخل الذي تناله اليد ورجل قِعْدِيٌّ وقُعْدِيٌّ عاجز كأَنه يُؤثِرُ القُعود والقُعْدَة السرجُ والرحل تَقْعُد عليهما والقَعْدَة مفتوحة مَرْكَبُ الإِنسان والطِّنْفِسَةُ التي يجلس عليها قَعْدَة مفتوحة وما أَشبهها وقال ابن دريد القُعْداتُ الرحالُ والسُّرُوجُ والقُعَيْداتُ السُّروجُ والرحال والقُعدة الحمار وجمْعه قُعْدات قال عروةُ بن معديكرب سَيْباً على القُعُداتِ تَخْفِقُ فَوْقَهُم راياتُ أَبْيَضَ كالفَنِيقِ هِجانِ الليث القُعْدَةُ من الدوابِّ الذي يَقْتَعِدُه الرجل للركوب خاصة والقُعْدَةُ والقُعْدَةُ والقَعُودَةُ والقَعُودُ من الإِبل ما اتخذه الراعي للركوب وحَمْلِ الزادِ والمتاعِ وجمعه أَقْعِدَةٌ وقُعُدٌ وقِعْدانٌ وقَعَائِدُ واقْتَعَدَها اتخذها قَعُوداً قال أَبو عبيدة وقيل القَعُود من الإِبل هو الذي يَقْتَعِدُه الراعي في كل حاجة قال وهو بالفارسية رَخْتْ وبتصغيره جاء المثل اتَّخَذُوه قُعَيِّدَ الحاجات إِذا امْتَهَنوا الرجلَ في حوائجهم قال الكميت يصف ناقته مَعْكُوسَةٌ كقَعُودِ الشَّوْلِ أَنَطَفَها عَكْسُ الرِّعاءِ بإِيضاعٍ وتَكْرارِ ويقال نعم القُعْدَةُ هذا أَي نعم المُقْتَعَدُ وذكر الكسائي أَنه سمع من يقول قَعُودَةٌ للقلوصِ وللذكر قَعُودٌ قال الأَزهري وهذا عند الكسائي من نوادر الكلام الذي سمعته من بعضهم وكلام أَكثر العرب على غيره وقال ابن الأَعرابي هي قلوص للبكْرة الأُنثى وللبكْر قَعُود مثل القَلُوصِ إِلى أَن يُثْنِيا ثم هو جَمَل قال الأَزهري وعلى هذا التفسير قول من شاهدت من الرعب لا يكون القعود إِلا البكْر الذكر وجمعه قِعْدانٌ ثم القَعَادِينُ جمع الجمع ولم أَسمع قَعُودَة بالهاء لغير الليث والقَعُود من الإِبل هو البكر حين يُرْكَب أَي يُمَكّن ظهره من الركوب وأَدنى ذلك أَن يأْتي عليه سنتان ولا تكون البكرة قعوداً وإِنما تكون قَلُوصاً وقال النضر القُعْدَةُ أَن يَقْتَعِدَ الراعي قَعوداً من إِبله فيركبه فجعل القُعْدة والقَعُود شيئاً واحداً والاقْتِعادُ الركوب يقول الرجل للراعي نستأْجرك بكذا وعلينا قُعْدَتُك أَي علينا مَرْكَبُكَ تركب من الإِبل ما شئت ومتى شئت وأَنشد للكميت لم يَقْتَعِدْها المُعْجِلون وفي حديث عبد الله من الناس من يُذِلُّه الشيطانُ كما يُذلُّ الرجل قَعُودَهُ من الدوابّ قال ابن الأَثير القَعُودُ من الدوابِّ ما يَقْتَعِدُه الرجل للركوب والحمل ولا يكون إِلا ذكراً وقيل القَعُودُ ذكر والأُنثى قعودة والقعود من الإِبل ما أَمكن أَن يُركب وأَدناه أَن تكون له سنتان ثم هو قَعود إِلى أن يُثْنِيَ فيدخل في السنة السادسة ثم هو جمل وفي حديث أَبي رجاء لا يكون الرجل مُتَّقِياً حتى يكون أَذَلَّ من قَعُودٍ كلُّ من أَتى عليه أَرْغاه أَي قَهَره وأَذَلَّه لأَن البعير إِنما يَرْغُو عن ذُلٍّ واستكانة والقَعُود أَيضاً الفصيل وقال ابن شميل القَعُودُ من الذكور والقَلوص من الإِناث قال البشتي قال يعقوب بن السكيت يقال لابن المَخاض حين يبلغ أَن يكون ثنياً قعود وبكر وهو من الذكور كالقلوص من الإِناث قال البشتي ليس هذا من القَعُود التي يقتعدها الراعي فيركبها ويحمل عليها زاده وأَداته إِنما هو صفة للبكر إِذا بلغ الأَثْنَاءَ قال أَبو منصور أَخطأَ البشتي في حكايته عن يعقوب ثم أَخطأَ فيما فسره من كِيسه أَنه غير القعود التي يقتعدها الراعي من وجهين آخرين فأَما يعقوب فإِنه قال يقال لابن المخاض حتى يبلغ أَن يكون قنياً قعود وبَكر وهو الذكور كالقَلوص فجعل البشتي حتى حين وحتى بمعنى إِلى وأَحد الخطأَين من البشتي أَنه أَنَّث القعود ولا يكون القعود عند العرب إِلا ذكراً والثاني أَنه لا قعود في الإِبل تعرفه العرب غير ما فسره ابن السكيت قال ورأَيت العرب تجعل القعود البكر من الإِبل حين يُركب أَي يمكن ظهره من الركوب قال وأَدنى ذلك أَن يأْتي عليه سنتان إِلى أَن يثني فإِذا أَثنى سمي جملاً والبكر والبَكْرَة بمنزلة الغلام والجارية اللذين لم يدركا ولا تكون البكرة قعوداً ابن الأَعرابي البَكر قَعود مثل القَلوص في النوق إِلى أَن يُثْنِيَ وقاعَدَ الرجلَ قعد منه وقَعِيدُ الرجلِ مُقاعِدُه وفي حديث الأَمر بالمعروف لا يَمْنَعُه ذلك أَن يكون أَكِيلَه وشَرِيبَه وقَعِيدَه القَعِيدُ الذي يصاحبك في قُعودِكَ فَعِيلٌ بمعى مفاعل وقَعِيدا كلِّ أَمرٍ حافظاه عن اليمين وعن الشمال وفي التنزيل عن اليمين وعن الشمال قَعِيدٌ قال سيبويه أَفرد كما تقول للجماعة هم فريق وقيل القعيد للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤَنث بلفظ واحد وهما قعيدان وفَعِيلٌ وفعول مما يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع كقوله أَنا رسول ربك وكقوله والملائِكةُ بعد ذلك ظَهِيرٌ وقال النحويون معناه عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد فاكتفى بذكر الواحد عن صاحبه ومنه قول الشاعر نحْنُ بما عِنْدَنا وأَنتَ بما عِنْدَك راضٍ والرَّأْيُ مُخْتَلِفُ ولم يقل راضِيان ولا راضُون أَراد نحن بما عندنا راضون وأَنت بما عندك راضٍ ومثله قول الفرزدق إِني ضَمِنْتُ لمنْ أَتاني ما جَنَى وأتى وكان وكنتُ غيرَ غَدُورِ ولم يقل غدُوَرينِ وقَعِيدَةُ الرجل وقَعِيدَةُ بيِته امرأَتُه قال الأَشعَرُ الجُعْفِيُّ لكن قَعِيدَةُ بَيْتِنا مَجْفِوَّةٌ بادٍ جنَاجِنُ صَدْرِها ولها غِنَى والجمع قَعائدُ وقَعِيدَةُ الرجلِ امرأَته وكذلك قِعادُه قال عبد الله بن أَوفى الخزاعي في امرأَته مُنَجَّدَةٌ مثلُ كَلْبِ الهِراش إِذا هَجَعَ الناسُ لم تَهْجَعِ فَلَيْسَتْ قِعادُ الفَتَى وحدْهَا وبِئْسَتْ مُوَفِّيَةُ الأَرْبَعِ قال ابن بري مُنَجَّدَةٌ مُحَكَّمَةٌ مُجَرَّبَةٌ وهو مما يُذَمُّ به النساءُ وتُمْدَحُ به الرجال وتَقَعَّدَتْه قامت بأَمره حكاه ثعلب وابن الأَعرابي والأَسَلُ الرِّماحُ ويقال قَعَّدْتُ الرجلَ وأَقْعدْتُه أَي خَدَمْتُه وأَنا مُقْعِدٌ له ومُقَعِّدٌ وأَنشد تَخِذَها سرِّيَّةً تُقَعِّدُه وقال الآخر وليسَ لي مُقْعِدٌ في البيتِ يُقْعِدُني ولا سَوامٌ ولا مِنْ فِضَّةٍ كِيسُ والقَعِيدُ ما أَتاك من ورائك من ظَبْيٍ أَو طائر يُتَطَّيرُ منه بخلاف النَّطِيح ومنه قول عبيد بن الأَبرص ولقد جَرَى لهُمِ فلم يَتَعَيَّفُوا تَيْسٌ قَعِيدٌ كالوَشِيجَةِ أَعْضَبُ الوَشِيجَةُ عِرْقُ الشجرةِ شبَّه التَّيْسَ من ضُمْرِه به ذكره أَبو عبيدة في باب السَّانِحِ والبارِحِ وهو خلاف النَّطِيح والقَعِيدُ الجرادُ الذي لم يَسْتَوِ جناحاه بعد وثَدْيٌ مُقْعَدٌ ناتِئٌ على النحر إذا كان ناهِداً لم يَنْثَنِ بَعْدُ قال النابغة والبَطنُ ذو عُكَنٍ لطيفٌ طَيُّهُ والإِتْبُ تَنْفُجُه بِثَدْيٍ مُقْعَدِ وقَعَدَ بنو فلانٍ لبني فلان يَقْعُدون أَطاقوهم وجاو وهم بأَعْدادِهم وقَعَدَ بِقِرْنِهِ أَطاقَه وقَعَدَ للحرب هَيَّأَ لها أَقرانَها قال لأُصْبِحَنْ ظالماً حَرْباً رَباعِيَةً فاقعُدْ لها ودَعَنْ عنْكَ الأَظانِينا وقوله سَتَقْعُدُ عبدَ اللهِ عَنَّا بِنَهْشَل أَي سَتُطيقها وتَجِيئُها بأَقْرانها فَتَكْفينا نحن الحرب وقَعَدَتِ المرأَةُ عن الحيض والولدِ تَقْعُدُ قُعوداً وهي قاعد انقطع عنها والجمع قَواعِدُ وفي التنزيل والقَواعِدُ من النساء وقال الزجاج في تفسير الآية هن اللواتي قعدن عن الأَزواج ابن السكيت امرأَة قاعِدٌ إِذا قعدت عن المحيض فإِذا أَردت القُعود قلت قاعدة قال ويقولون امرأَة واضِعٌ إِذا لم يكن عليها خمار وأَتانٌ جامِعٌ إِذا حملت قال أَبو الهيثم القواعد من صفات الإِناث لا يقال رجال قواعِدُ وفي حديث أَسماءَ الأَشْهَلِيَّة إِنا مَعاشِرَ النساءِ محصوراتٌ مقصوراتٌ قواعِدُ بيوتِكم وحوامِلُ أَولادِكم القواعد جمع قاعِدٍ وهي المرأَة الكبيرة المسنة هكذا يقال بغير هاء أَي أَنها ذات قعود فأَما قاعدة فهي فاعلة من قَعَدَتْ قعوداً ويجمع على قواعد فهي فاعلة من قَعَدَتْ قعوداً ويجمع على قواعد أَيضاً وقعدت النخلة حملت سنة ولم تحمل أُخرى والقاعِدَةِ أَصلُ الأُسِّ والقَواعِدُ الإِساسُ وقواعِد البيت إِساسُه وفي التنزيل وإِذ يَرفَعُ ابراهيمُ القواعِدَ من البيتِ وإِسمعيلُ وفيه فأَتى اللهُ بُنيانَهم من القواعد قال الزجاج القَواعِدُ أَساطينُ البناء التي تَعْمِدُه وقَواعِدُ الهَوْدَج خشبات أَربع معترضة في أَسفله تُركَّبُ عِيدانُ الهَوْدَج فيها قال أَبو عبيد قواعد السحاب أُصولها المعترضة في آفاق السماء شبهت بقواعد البناء قال ذلك في تفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين سأَل عن سحابة مَرَّت فقال كيف تَرَوْنَ قواعِدَها وبواسِقَها ؟ وقال ابن الأَثير أَراد بالقواعد ما اعترض منها وسَفَل تشبيهاً بقواعد البناء ومن أَمثال العرب إذا قامَ بكَ الشَّرّْ فاقْعُدْ يفسَّر على وجهين أَحدهما أَن الشر إِذا غلبك فَذِلَّ له ولا تَضْطَرِبْ فيه والثاني أَن معناه إِذا انتصب لك الشرُّ ولم تجد منه بُدًّا فانتِصبْ له وجاهِدْه وهذا مما ذكره الفراء والقُعْدُدُ والقُعْدَدُ الجبانُ اللئيمُ القاعدُ عن الحرب والمكارِمِ والقُعْدُدُ الخامل قال الأَزهري رجل قُعْددٌ وقَعْدَدٌ إِذا كان لئيماً من الحَسَبِ المُقْعَدُ والقُعْدُدُ الذي يقعد به أَنسابه وأَنشد قَرَنْبَى تَسُوفُ قَفَا مُقْرِفٍ لَئِيمٍ مآثِرُهُ قُعْدُد ويقال اقْتَعَدَ فلاناً عن السخاءِ لؤْمُ جِنْثِه ومنه قول الشاعر فازَ قدْحُ الكَلْبْيِّ واقتَعَدَتْ مَغْ راءَ عن سَعْيِهِ عُرُوقُ لَئِيمِ ورجل قُعْدُدٌ قريب من الجَدِّ الأَكبر وكذلك قعدَد والقُعْدُدُ والقُعْدَدُ أَملك القرابة في النسب والقُعْدُدُ القُرْبَى والمِيراث القُعْدُدُ هو أَقربُ القَرابَةِ إِلى الميت قال سيبويه قُعْدُدٌ ملحق بجُعْشُمٍ ولذلك ظهر فيه المثلان وفلان أَقْعَد من فلان أَي أَقرب منه إِلى جده الأَكبر وعبر عنه ابن الأَعرابي بمثل هذا المعنى فقال فلان أَقْعَدُ من فلان أَي أَقلُّ آباء والإِقْعادُ قِلَّةُ الآباء والأَجداد وهو مذموم والإِطْرافُ كَثَرتُهم وهو محمود وقيل كلاهما مدح وقال اللحياني رجل ذو قُعْدد إِذا كان قريباً من القبيلة والعدد فيه قلة يقال هو أَقْعَدُهم أَي أَقربهم إِلى الجد الأَكبر وأَطْرَفُهم وأَفْسَلُهم أَي أَبعدهم من الجد الأَكبر ويقال فلان طَرِيفٌ بَيِّنُ الطَّرافَة إِذا كان كثير الآباء إِلى الجد الأَكبر ليس بذي قُعْدُود ويقال فلان قعيد النسب ذو قُعْدد إِذا كان قليل الآباءِ إِلى الجد الأَكبر وكان عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي أَقعَدَ بني العباس نسباً في زمانه وليس هذا ذمًّا عندهم وكان يقال له قعدد بني هاشم قال الجوهري ويمدح به من وجه لأَن الولاء للكُبر ويذم به من وجه لأَنه من أَولادِ الهَرْمَى ويُنسَب إِلى الضَّعْفِ قال دريد بن الصِّمَّة يرثي أَخاه دَعاني أَخي والخيلُ بيْني وبيْنَه فلما دَعاني لم يَجِدْني بِقُعْدُدِ وقيل القعدد في هذا البيت الجبانُ القاعِدُ عن الحربِ والمكارِمِ أَيضاً يَتَقَعَّد فلا ينهض قال الأَعشي طَرِفُونَ ولاَّدُونَ كلَّ مُبارَكٍ أَمِرُونَ لا يَرِثُونَ سَهمَ القُعْدُدِ وأَنشده ابن بري أَمِرُونَ ولاَّدُونَ كلَّ مُبارَكٍ طَرِفُونَ وقال أَمرون أَي كثيرون والطرف نقيض القُعدد ورأَيت حاشية بخط بعض الفضلاء أَن هذا البيت أَنشده المَرْزُبانيُّ في معجم الشعراء لأَبي وجْزَةَ السعدي في آل الزبير وأَما القُعدد المذموم فهو اللئيم في حسبه والقُعْدُد من الأَضداد يقال للقريب النسب من الجد الأَكبر قعدد وللبعيد النسب من الجد الأَكبر قعدد وقال ابن السكيت في قول البعيث لَقًى مُقْعَدِ الأَسبابِ مُنْقَطَعٌ به قال معناه أَنه قصير النسب من القعدد وقوله منقَطَعٌ به مُلْقًى أَي لا سَعْيَ له إِن أَراد أَن يسعى لم يكن به على ذلك قُوَّةُ بُلْقَةٍ أَي شيء يَتَبَلَّغُ به ويقال فلان مُقْعَدُ الحَسَبِ إِذا لم يكن له شرف وقد أَقْعَدَه آباو ه وتَقَعَّدُوه وقال الطرماح يهجو رجلاً ولكِنَّه عَبْدٌ تَقَعَّدَ رَأْيَه لِئامُ الفُحولِ وارْتخاضُ المناكِحِ
( * قوله « وارتخاض » كذا بالأَصل ولعله مصحف عن ارتخاص من الرخص ضد الغلاء أو ارتحاض بمعنى افتضاح ) أَي أَقعد حسبه عن المكارم لؤْم آبائه وأُمهاته ابن الأَعرابي يقال ورث فلان بالإِقْعادِ ولا يقال وَرِثه بالقعود والقُعادُ والإِقْعادُ داءٌ يأْخُذُ الإِبل والنجائب في أَوراكها وهو شبه مَيْل العَجُزِ إِلى الأَرض وقد أُقْعِدَ البعير فهو مُقْعَدٌ والقَعَدُ أَن يكون بِوَظِيفِ البعير تَطامُنٌ واسْتِرْخاء والإِقعادُ في رجل الفرس أَن تُقْرَشَ
( * وقوله « تفرش » في الصحاح تقوس ) جدّاً فلا تَنْتَصِبَ والمُقْعَدُ الأَعوج يقال منه أُقعِدَ الرجلُ تقول متى أَصابك هذا القُعادُ ؟ وجملٌ أَقْعَدُ في وظِيفَيْ رجليه كالاسترخاء والقَعِيدَةُ شيء تَنْسُجُه النساء يشبه العَيْبَةَ يُجْلَسُ عليه وقد اقْتَعَدَها قال امرؤ القيس رَفَعْنَ حوايا واقْتَعَدْنَ قَعائِداً وحَفَّفْنَ مِنْ حَوْكِ العِراقِ المُنَمَّقِ والقَعِيدَةُ أَيضاً مثل الغِرارَةِ يكون فيها القَدِيدُ والكعكُ وجمعها قَعائِدُ قال أَبو ذؤيب يصف صائداً له مِنْ كَسْبِهِنَّ مُعَذْ لَجاتٌ قَعائِدُ قد مُلِئْنَ مِنَ الوَشِيقِ والضمير في كسبهن يعود على سهام ذكرها قبل البيت ومُعَذْلَجاتٌ مملوءات والوشِيقُ ما جَفَّ من اللحم وهو القَدِيدُ وقال ابن الأَعرابي في قول الراجز تُعْجِلُ إِضْجاعَ الجَشِير القاعِدِ قال القاعِدُ الجُوالقُ الممتلئُ حَبًّا كأَنه من امتلائه قاعد والجَشِيرُ الجُوالِقُ والقَعِيدَةُ من الرمل التي ليست بمُسْتَطِيلة وقيل هي الحبْل اللاطِئُ بالأَرض وقيل وهو ما ارْتَكَم منه قال الخليل إِذا كان بيت من الشِّعْر فيه زِحافٌ قيل له مُقْعَدٌ والمُقْعَدُ من الشعر ما نَقَصَتْ من عَرُوضِه قُوَّة كقوله أَفَبَعْدَ مَقْتَلِ مالِكِ بنِ زُهَيرٍ تَرْجُو النساءُ عَوَاقِبَ الأَطْهارِ ؟ قال أَبو عبيد الإِقواء نقصان الحروف من الفاصلة فَيَنْقُص من عَرُوضِ البيت قُوَّةٌ وكان الخليل يسمى هذا المُقْعَدَ قال أَبو منصور هذا صحيح عن الخليل وهذا غير الزحاف وهو عيب في الشعر والزحاف ليس بعيب الفراء العرب تقول قَعَدَ فلان يَشْتُمُني بمعنى طَفِقَ وجَعَل وأَنشد لبعض بني عامر لا يُقْنِعُ الجارِيَةَ الخِضابُ ولا الوِشاحانِ ولا الجِلْبابُ مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقيَ الأَركابُ ويَقْعُدَ الأَيْرُ له لُعابُ وحكى ابن الأَعرابي حَدَّدَ شَفْرَتَه حتى قَعدتْ كأَنها حَربَةٌ أَي صارت وقال ثَوْبَكَ لا تَقْعُدُ تَطِيرُ به الريحُ أَي لا تَصِيرُ الريحُ طائرةً به ونصب ثوبك بفعل مضمر أَي احفظ ثوبك وقال قَعَدَ لا يَسْأْلُه أَحَدٌ حاجةً إِلا قضاها ولم يفسره فإِن عنى به صار فقد تقدم لها هذه النظائر واستغنى بتفسير تلك النظائر عن تفسير هذه وإِن كان عنى القعود فلا معنى له لأَن القعود ليست حال أَولى به من حال أَلا ترى أَنك تقول قعد لا يمر به أَحد إِلا يسبه وقد لا يسأَله سائل إِلا حرمه ؟ وغير ذلك مما يخبر به من أَحوال القاعد وإِنما هو كقولك قام لا يُسأَلُ حاجَةً إِلا قضاها وقَعِيدَكَ اللهَ لا أَفعلُ ذلك وقَِعْدَك قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ قَعَِيدَكِ أَن لا تُسْمِعيني مَلامَةً ولا تَنْكَئِي قَرْحَ الفؤَادِ فَيِيجَعَا وقيل قَِعْدَكَ اللهَ وقَعيدَكَ اللهَ أَي كأَنه قاعدٌ معك يحفظ عليك قولك وليس بقويّ قال أَبو عبيد قال الكسائي يقال قِعْدكَ الله أَي اللهُ معك قال وأَنشد غيره عن قُرَيْبَةَ الأَعرابية قَعِيدَكِ عَمْرَ الله يا بِنْتَ مالِكٍ أَلم تَعْلَمِينا نِعْمَ مَأْوى المُعَصِّبِ قال ولم أَسمع بيتاً اجتمع فيه العَمْرُ والقَعِيدُ إِلا هذا وقال ثعلب قَِعْدَكَ اللهَ وقَعِيدَكَ اللهَ أَي نَشَدْتُكَ اللهَ وقال إِذا قلت قَعِيدَكُما الله جاءَ معه الاستفهام واليمين فالاستفهام كقوله قَعِيدَ كما اللهَ أَلم يكن كذا وكذا ؟ قال الفرزدق قَعِيدَ كما اللهَ الذي أَنْتُما له أَلم تَسْمَعا بالبَيْضَتَيْنِ المُنادِيا ؟ والقَسَمُ قَعِيدَكَ اللهَ لأُكْرِمَنَّكَ وقال أَبو عبيد عَلْيا مُضَر تقول قَعِيدَك لتفعلن كذا قال القِعَيدُ الأَب وقال أَبو الهيثم القَعِيد المُقاعِدُ وأَنشد بيت الفرزدق قَعيدَكُما اللهَ الذي أَنتما له يقول أَينما قعدت فأَنت مقاعد لله أَي هو معك قال ويقال قَعِيدَك الله لا تَفْعل كذا وقَعْدَكَ الله بفتح القاف وأَما قِعْدَكَ فلا أَعْرِفُه ويقال قعد قعداً وقعوداً وأَنشد فَقَعْدَكِ أَن لا تُسْمِعِيني مَلامَةً قال الجوهري هي يمين للعرب وهي مصادر استعملت منصوبة بفعل مضمر والمعنى بصاحبك الذي هو صاحب كل نجوى كما يقال نشدتك الله قال ابن بري في ترجمة وجع في بيت متمم بن نويرة قَعِيدَكِ أَن لا تُسْمِعِيني مَلامَةً قال قَعِيدَك اللهَ وقَِعدك الله استعطاف وليس بقسم كذا قال أَبو عليّ قال والدليل على أَنه ليس بقسم كونه لم يُجَبْ بجوابِ القَسَم وقَعِيدَكَ اللهَ بمنزلة عَمْرَكَ اللهَ في كونه ينتصب انتصاب المصادر الواقعة موقع الفعل فعمرك اللهَ واقع موقع عَمَّرَك اللهُ أَي سأَلْتُ اللهَ تَعْمِيرَك وكذلك قِعْدَكَ اللهَ تَقْديره قَعَّدْتُك اللهَ أَي سأَلت الله حفظك من قوله عن اليمين وعن الشمال قَعِيد أَي حفيظ والمُقْعَدُ رجلٌ كان يَرِيشُ السهام بالمدينة قال الشاعر أَبو سُلَيْمان ورِيشُ المُقْعَدِ وقال أَبو حنيفة المُقْعدانُ شجر ينبت نبات المَقِرِ ولا مرارة له يخرج في وسطه قضيب بطول قامة وفي رأْسه مثل ثمرة العَرْعَرَة صُلْبة حمراء يترامى به الصبيان ولا يرعاه شيء ورجل مُقْعَدُ الأَنف وهو الذي في مَنْخِرِه سَعة وقِصَر والمُقْعَدَةُ الدَّوْخَلَّةُ من الخُوصِ ورحًى قاعِدَةٌ يَطْحَنُ الطاحِنُ بها بالرَّائِدِ بيَدِه وقال النضر القَعَدُ العَذِرَةُ والطَّوْفُ

قفد
القَفْدُ صَفْعُ الرَّأْس ببسط الكف من قِبَلِ القَفا تقول قَفَدَه قَفْداً صفع قفاه ببطن الكف والأَقْفَدُ المسترخي العنق من الناس والنعام وقيل هو الغليظ العنق وفي حديث معاوية قال ابن المثنى قلت لأُمية ما حَطأَني حَطْأَةً فقال قَفَدَني قفْدَةً القَفْدُ صَفْعُ الرأْس ببسط الكف من قبل القفا والقفد بفتح الفاء أَن يميل خُفُّ البعير من اليد أَو الرجل إِلى الجانب الإِنسي قَفِدَ فهو أَقْفَدُ فإِن مال إِلى الوحْشِيّ فهو أَصْدَفُ قال الراعي مِنْ مَعْشَرٍ كُحِلَتْ باللُّؤمِ أَعْيُنُهُمْ قُفْدِ الأَكُفِّ لِئامٍ غيرِ صُيَّابِ وقيل القَفَدُ أَن يُخْلَقَ رأْس الكفِّ والقَدَمِ مائلاً إِلى الجانب الوحشيّ وقيل القَفَدُ في الإِنسان أَن يُرى مُقَدَّمُ رجله من مؤَخَّرِها من خلفه أَنشد ابن الأَعرابي أُقَيْفِدُ حَفَّادٌ عليه عَباءةٌ كَساها مَعَدَّيْهِ مُقاتَلَة الدَّهْرِ وهو في الإِبل يُيْسُ الرجْلَيْنِ من خِلقَهٍ وفي الخيل ارتفاع من العُجايَةِ وأَلْيَة الحافر وانتصابُ الرُّسْغِ وإِقبْالُه على الحافر ولا يكون ذلك إِلا في الرجل قَفِدَ قَفَداً وهو أَقْفَدُ وهو عيب وقيل الأَقفد من الناس الذي يمشي على صدور قدميه من قبل الأَصابع ولا تبلغ عقباه الأَرض ومن الدوابِّ المُنْتَصِبُ الرسْغِ في إِقبال على الحافر يقال فرس أَقْفَدُ بَيِّنُ القَفَدِ وهو عيب من عيوب الخيل قال ولا يكون القَفَدُ إِلا في الرجل ابن شميل القَفَدُ يُبْس يكون في رُسْغِه كأَنه يَطَأُ على مُقَدَّمِ سُنْبُكِه وعبد أَقْفَدُ كَزُّ اليَدَيْنِ والرجلين قصير الأَصابع قال الليث الأَقفد الذي في عقبه استرخاء من الناس والظَّلِيم أَقفد وامرأَة قَفْداءُ والأَقْفَدُ من الرجال الضعيف الرِّخْوُ المفاصلِ وقَفِدَتْ أَعضاو ه قَفَداً والقَفَدانَةُ غِلافُ المُكْحُلَةُ يُتَّخَذ من مَشاوِبَ وربما اتُّخِذَ من أَديم والقَفَدانَة والقَفَدان خَريطة من أَدَم تتخذ للعطر بالتحريك فارسي معرب قال ابن دريد هي خريطة العَطَّار قال يصف شِقْشِقَة البعير في جَوْنَةٍ كَقَفَدانِ العَطَّار عنى بالجونة ههنا الحمراء والقَفَدُ جنس من العِمَّة واعْتَمَّ القَفَدَ والقَفْداءَ إِذا لَوَى عِمامَته على رأْسه ولم يَسْدُلْها وقال ثعلب هو أَن يعتم على قَفْدِ رأْسِه ولم يفسر القَفْد التهذيب والعِمَّة القَفْداءُ معروفة وهي غير المَيْلاءِ قال أَبو عمرو كان مصعب بن الزبير يعتم القفداء وكان محمد بن سعد بن أَبي وقاص الذي قتله الحجاج يعتم الميلاء

قفعد
القَفَعْدَد القَصِيرُ مثل به سيبويه وفسر السيرافي

قفند
التهذيب في الرباعي القَفَنَّدُ الشديد الرأْس

قلد
قَلَد الماءَ في الحَوْضِ واللبن في السقاء والسمْنَ في النِّحْي يَقْلِدهُ قَلْداً جمعه فيه وكذلك قَلَد الشرابَ في بَطْنِه والقَلْدُ جمع الماء في الشيء يقال قَلَدْتُ أَقْلِدُ قَلْداً أَي جمعت ماء إِلى ماء أَبو عمرو هم يَتَقالَدون الماء ويتَفَارطُون ويَتَرَقَّطون ويَتَهاجَرون ويتفارَصُونَ وكذلك يَترافَصُون أَي يتناوبون وفي حديث عبد الله بن عمرو أَنه قال لِقَيِّمِه على الوهط إِذا أَقَمْتَ قَِلْدَكَ من الماء فاسقِ الأَقْرَبَ فالأَقرب أَراد بِقِلْدِه يوم سَقْيِه ماله أَي إِذا سقيت أَرْضَك فأَعْطِ من يليك ابن الأَعرابي قَلَدْتُ اللبن في السقاء وقَرَيْتُه جمعته فيه أَبو زيد قَلَدْتُ الماء في الحوض وقَلَدْت اللبن في السقاء أَقْلِدُه قَلْداً إِذا قَدَحًْتَ بقدَحِكَ من الماء ثم صَبَبْتَه في الحوض أَو في السقاء وقَلَدَ من الشراب في جوفه إِذا شرب وأَقْلَدَ البحرُ على خلق كثير ضمّ عليهم أَي غَرَّقهم كأَنه أُغْلِقَ عليهم وجعلهم في جوفه قال أُمية بن أَبي الصلت تُسَبِّحُه النِّينانُ والبَحْرُ زاخِراً وما ضَمَّ مِنْ شيَءٍ وما هُوَ مُقْلِدُ ورجل مِقْلَدٌ مَجْمَعٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد جاني جَرادٍ في وعاء مِقْلَدَا والمِقْلَدُ عَصاً في رأْسها اعْوِجاجٌ يُقْلَدُ بها الكلأُ كما يُقْتَلَدُ القَتُّ إِذا جُعِلَ حبالاً أَي يُفْتَلُ والجمع المَقالِيدُ والمِقْلَدُ المنْجَلُ يقطع به القتُّ قال الأَعشى لَدَى ابنِ يزيدٍ أَو لَدَى ابن مُعَرِّفٍ يَقُتُّ لها طَوْراً وطَوْراً بمِقْلَدِ والمِقْلَدُ مِفتاح كالمِنْجَلِ وقيل الإِقْليدُ مُعَرَّبٌ وأَصله كِلِيذ أَبو الهيثم الإِقْلِيدُ المِفْتاحُ وهو المِقْلِيدُ وفي حديث قَتْلِ ابن أَبي الحُقَيْق فقمت إِلى الأَقالِيدِ فأَخذْتُها هي جمع إِقْلِيد وهي المفاتِيحُ ابن الأَعرابي يقال للشيخ إِذا أَفْنَدَ قد قُلِّدَ حَبلَه فلا يُلْتَفَتِ إِلى رأْيه والقَلْدُ دارَتُك قُلْباً على قُلْبٍ من الحُليِّ وكذلك لَيُّ الحَديدةِ الدقيقة على مثلها وقَلَدَ القُلْبَ على القُلْبِ يَقْلِدُه قَلْداً لواه وذلك الجَرِيدة إِذا رَقَّقَها ولواها على شيء وكل ما لُوِيَ على شيءٍ فقد قُلِدَ وسِوارٌ مَقْلودٌ وهو ذو قُلْبَينِ مَلْوِيَّيْنِ والقَلْدُ لَيُّ الشيءِ على الشيء وسوارٌ مَقْلُودٌ وقَلْدٌ مَلْوِيٌّ والقَلْدُ السِّوارُ المَفْتُولُ من فضة والإِقْلِيدُ بُرَة الناقة يُلْوَى طرفاها والبرَةُ التي يُشَدُّ فيها زمام الناقة لها إِقليد وهو طَرَفها يُثْنى على طرفها الآخر ويُلْوَى لَياً حتى يَسْتَمْسِك والإِقْلِيدُ المِفتاحُ يمانية وقال اللحياني هو المفتاح ولم يعزها إِلى اليمن وقال تبَّعٌ حين حج البيت وأَقَمْنا به من الدَّهْر سَبْتاً وجَعَلْنا لِبابِهِ إِقْلِيدَا سَبْتاً دَهْراً ويروى ستاً أَي ست سنين والمِقْلدُ والإِقْلادُ كالإِقْلِيدِ والمِقْلادُ الخِزانةُ والمَقالِيدُ الخَزائِنُ وقَلَّدَ فلانٌ فلاناً عَمَلاَ تَقْلِيداً وقوله تعالى له مقاليد السموات والأَرض يجوز أَن تكون المَفاتيحَ ومعناه له مفاتيح السموات والأَرض ويجوز أَن تكون الخزائن قال الزجاج معناه أَن كل شيء من السموات والأَرضِ فالله خالقه وفاتح بابه قال الأَصمعي المقالِيدُ لا واحدَ لها وقَلَدَ الحبْلَ يَقْلِدُه قَلْداً فَتلَه وكلُّ قُوَّةٍ انْطَوَتْ من الحبْلِ على قوّة فهو قَلْدٌ والجمع أَقْلادٌ وقُلُودٌ قال ابن سيده حكاه أَبو حنيفة وحَبْلٌ مَقْلُودٌ وقَلِيدٌ والقَلِيدُ الشَّريطُ عَبْدِيَّة والإِقْلِيدُ شَرِيطٌ يُشَدُّ به رأْس الجُلَّة والإِقْلِيدُ شيء يطول مثل الخيط من الصُّفْر يُقْلَدُ على البُرَة وخَرْقِ القُرْط
( * قوله « وخرق القرط » هو بالراء في الأَصل وفي القاموس وخوق بالواو قال شارحه أي حلقته وشنفه وفي بعض النسخ بالراء ) وبعضهم يقول له القلاد يُقْلَدُ أَي يُقَوّى والقِلادَة ما جُعِل في العُنُق يكون للإِنسان والفرسِ والكلبِ والبَدَنَةِ التي تُهْدَى ونحوِها وقَلَّدْتُ المرأَةَ فَتَقَلَّدَتْ هي قال ابن الأَعرابي قيل لأَعرابي ما تقول في نساء بني فلان ؟ قال قلائِدُ الخيل أَي هنَّ كِرامٌ ولا يُقَلَّدُ من الخيل بلا سابق كريم وفي الحديث قَلِّدُوا الخيلَ ولا تُقَلِّدُوها الأَوتارَ أَي قَلِّدُوها طلبَ أَعداء الدين والدفاعَ عن المسلمين ولا تُقَلِّدُوها طلب أَوتارِ الجاهلية وذُحُولها التي كانت بينكم والأَوتار جمع وِتر بالكسر وهو الدم وطلب الثأْر يريد اجعلوا ذلك لازماً لها في أَعناقها لُزومَ القلائد لِلأَعْناقِ وقيل أَراد بالأَوتار جمع وَتَرِ القَوْس أَي لا تجعلوا في أَعناقها الأَوتار فتختَنِقَ لأَن الخيل ربما رعت الأَشجار فَنَشِبَتِ الأَوتارُ ببعض شُعَبِها فَخَنَقَتْها وقيل إِنما نهاهم عنها لأَنهم كانوا يعتقدون أَن تقليد الخيل بالأَوتار يدفع عنها العين والأَذى فيكون كالعُوذةِ لها فنهاهم وأَعلمهم أَنها لا تدفع ضَرَراً ولا تَصْرِفُ حَذراً قال ابن سيده وأَما قول الشاعر لَيْلى قَضِيبٌ تحتَه كَثِيبُ وفي القِلادِ رَشَأٌ رَبِيبُ فإِما أَن يكون جَعَلَ قِلاداً من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء كتمرة وتمر وإِما أَن يكون جمع فِعالَةً على فِعالٍ كَدِجاجَةٍ ودِجاجٍ فإِذا كان ذلك فالكسرة التي في الجمع غير الكسرة التي في الواحد والأَلف غير الأَلف وقد قَلَّدَه قِلاداً وتَقَلَّدَها ومنه التقلِيدُ في الدين وتقليدُ الوُلاةِ الأَعمالَ وتقليدُ البُدْنِ أَن يُجْعَلَ في عُنُقِها شِعارٌ يُعْلَمُ به أَنها هَدْي قال الفرزدق حَلَفتُ بِرَبِّ مكةَ والمُصَلَّى وأَعْناقِ الهَديِّ مُقلَّداتِ وقَلَّدَه الأَمرَ أَلزَمه إِياه وهو مَثَلٌ بذلك التهذيب وتقلِيدُ البدَنَةِ أَن يُجْعَلَ في عنقها عُرْوةُ مَزادة أَو خَلَقُ نَعْل فيُعْلم أَنها هدي قال الله تعالى ولا الهَدْيَ ولا القَلائِدَ قال الزجاج كانوا يُقَلِّدُون الإِبل بِلِحاءِ شجر الحرم ويعتصمون بذلك من أَعدائهم وكان المشركون يفعلون ذلك فأُمِرَ المسلمون بأَن لا يُحِلُّوا هذه الأَشياء التي يتقرب بها المشركون إِلى الله ثم نسخ ذلك ما ذكر في الآية بقوله تعالى اقتلوا المشركين وتَقَلَّدَ الأَمرَ احتمله وكذلك تَقَلَّدَ السَّيْفَ وقوله يا لَيْتَ زَوْجَكِ قَدْ غَدَا مُتَقَلِّداً سَيْفاً وَرُمْحَا أَي وحاملاً رُمْحاً قال وهذا كقول الآخر عَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارِدَا أَي وسقيتها ماء بارداً ومُقَلَّدُ الرجل موضع نِجاد السيف على مَنْكِبَيْه والمُقَلَّدُ من الخيل السابِقُ يُقَلَّدُ شيئاً ليعرف أَنه قد سبق والمُقَلَّدُ موضع ومُقَلَّداتُ الشِّعْرِ البَواقِي على الدَّهْرِ والإِقْلِيدُ العُنُقُ والجمع أَقْلاد نادِر وناقة قَلْداءُ طويلة العُنُق والقِلْدَة القِشْدة وهي ثُفْلُ السمن وهي الكُدادَةُ والقِلْدَةُ التمر والسوِيقُ يُخَلَّصُ به السمن والقِلْدُ بالكسر من الحُمَّى يومُ إِتْيانِ الرِّبْع وقيل هو وقت الحُمَّى المعروفُ الذي لا يكاد يُخْطِئُ والجمع أَقلاد ومنه سميت قَوافِلُ جُدَّة قِلْداً ويقال قَلَدتْه الحُمَّى أَخَذَته كل يوم تَقْلِدُه قَلْداً الأَصمعي القِلْدُ المَحْمومُ يومَ تأْتيه الرِّبْع والقِلْدُ الحَظُّ من الماء والقِلْدُ سَقْيُ السماء وقد قَلَدَتْنا وسقتنا السماء قَلْداً في كل أُسْبوع أَي مَطَرَتْنا لوقت وفي حديث عمر أَنه استسقى قال فَقَلَدَتْنا السماء قَلْداً كل خمس عشْرةَ ليلة أَي مَطَرَتْنا لوقت معلوم مأْخوذ من قِلْدِ الحُمَّى وهو يومُ نَوْبَتِها والقَِلْدُ السَّقْيُ يقال قَلَدْتُ الزرعَ إِذا سَقَيْتَه قال الأَزهري فالقَلْدُ المصدر والقِلْدُ الاسم والقِلْدُ يومُ السَّقْيِ وما بين القِلْدَيْنِ ظِمْءٌ وكذلك القِلْد يومُ وِرْدِ الحُمَّى الفراء يقال سقَى إِبِلَهُ قلْداً وهو السقي كل يوم بمنزلة الظاهرة ويقال كيف قَلْد نخل بني فلان ؟ فيقال تَشْرَبُ في كل عشْرٍ مرة ويقال اقْلَوَّدَه النعاسُ إِذا غشيه وغَلبه قال الراجز والقومُ صَرْعَى مِن كَرًى مُقْلَوِّد والقِلد الرُّفْقَة من القوم وهي الجماعة منهم وصَرَّحَتْ بِقِلندان أَي بِجِدٍّ عن اللحياني قال وقُلُودِيَّةُ
( * وقوله « وقلودية » كذا ضبط بالأصل وفي معجم ياقوت بفتحتين فسكون وياء مخففة ) من بلاد الجزيرة الأَزهري قال ابن الأَعرابي هي الخُنْعُبَةُ والنُّونَةُ والثُّومَةُ والهَزْمَةُ والوَهْدَةُ والقَلْدَةُ والهَرْتَمَةُ والحَِثْرَمِة والعَرْتَمَةُ قال الليث الخُنْعُبَةُ مَشَقُّ ما بين الشاربين بِحيال الوَتَرة

قلعد
اقْلَعَدَّ الشعَر كاقْلَعَطَّ جَعُد وسنذكره في ترجمة قَلْعَطَ إِن شاء الله

قمد
الليث القُمُدُّ القويُّ الشديدُ ويقال إِنه لَقُمُدٌّ قُمْدُدٌ وامرأَة قُمُدَّةٌ والقُمُودُ شِبه العُسُوِّ من شدّةِ الإِباءِ يقال قَمَدَ يَقْمُدُ قَمْداً وقُمُوداً جامع في كل شيء ابن سيده قَمَدَ يَقْمُدُ قَمْداً وقُمُوداً أَبَى وتمنع والأَقْمَدُ الضخْمُ العُنقِ الطوِيلُها وقيل هو الطويل عامّة وامرأَة قَمْداءُ قال رؤبة ونحنُ إِنْ نُهْنِهَ ذَوْدُ الذَّوّاد سَواعِدُ القومِ وقُمْدُ الأَقْماد أَي نحن غُلْبُ الرِّقاب وذكَرٌ قُمُدٌّ صُلْبٌ شديدُ الإِنْعاظِ وقيل القُمُدُّ اسم له ورجل قُمْدٌ وقُمُدٌّ وقُمْدُدٌ وقمُدَّانٌ وقمُدَّانِيٌّ قويّ شديد صُلْب والأُنثى قُمُدَّانَةٌ وقُمُدَّانِيَّةٌ والقَمْدُ الإِقامةُ في خير أَو شر والقُمُدُّ الغليظ من الرجال واقْمَهَدَّ البعير رفع رأْسه بزيادة الهاء وسيأْتي ذكره

قمحد
القَمَحْدُوَةُ الهَنَةُ الناشزة فوق القفا وهي بين الذؤابة والقفا منحدرة عن الهامة إِذا استلقى الرجل أَصابت الأَرض من رأْسه قال والجمع قَماحِدُ قال فإِنْ يُقْبِلُوا نَطْعُنْ ثُغُورَ نُحُورِهْم وإِنْ يُدْبِرُوا نَضْرِبْ أَعالي القَماحِدِ والقَمَحْدُوَةُ أَيضاً أَعْلى القَذالِ قال سيبويه صحت الواو في قَمَحْدُوَة لأَن الإِعراب لم يقع فيها وليست بِطَرَف فيكون من باب عَرْقُوَة أَبو زيد القَمَحْدُوَةُ ما أَشرف على القفا من عظْم الرأْسِ والهامةُ فوقها والقَذالُ دونَها مما يَلِي المَقَدَّ الأَزهري القَمَحْدُوَةُ مؤَخَّرُ القَذالِ وهي صفحة ما بين الذؤَابة وفَأْسِ القَفا ويُجْمَعُ قَماحِيدَ وقَمَحْدُوات

قمعد
اقْمَعَدَّ الرجلُ كاقْمَعَطَّ قال الأَزهري كلمته فاقْمَعَدَّ اقْمِعْداداً والمُقْمَعِدُّ الذي تكلمه بجهدك فلا يلين لك ولا ينقاد وهو أَيضاً الذي عظم أَعلى بطنه واسْتَرْخَى أَسْفَلُه

قمهد
اقْمَهَدَّ الرجلُ اقْمِهْداداً إِذا رفع رأْسه وكذلك البعير واقْمَهَدَّ أَيضاً مات قال فإِنْ تَقْمَهِدِّي أَقْمَهِدّ مكانِيا الأَزهري المُقْمَهِدُّ المُقِيمُ في مكان واحد لا يبرح واستشهد هو أَيضاً بقوله فإِنْ تَقْمَهِدِّي أَقْمَهِدّ والقَمْهَدُ الرجل اللئيمُ الأَصل القبيح الوجه والاقْمِهْدادُ شبه ارْتِعادٍ في الفَرْخِ إِذا زَقَّه أَبواه فتراه يَكْوَهِدُّ إِليهما ويَقْمَهِدُّ نحوهما

قند
القَنْدُ والقَنْدَةُ والقِنْدِيدُ كله عُصارة قصَب السُّكَّر إِذا جَمُدَ ومنه يتخذ الفانيذُ وسويق مَقْنُودٌ ومُقَنَّدٌ معمول بالقِنْدِيدِ قال ابن مقبل أَشاقَكَ رَكْبٌ ذو بَناتٍ ونِسْوَةٍ بِكِرْمانَ يَعْتَفْنَ السَّوِيقَ المُقَنَّدا
( * قوله « يعتفن » في الاساس يسقين )
والقَنْدُ عسَل قصَب السُّكَّرِ والقِنْدِدُ حال الرجل حَسَنة كانت أَو قبيحة والقِنْدِيدُ الوَرْسُ الجَيَّدُ والقِنْدِيدُ الخمر قال الأَصمعي هو مثل الإِسْفَِنْطِ وأَنشد كأَنها في سَياعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ وذكره الأَزهري في الرباعي وقيل القِنْدِيدُ عصير عنب يطبخ ويجعل فيه أَفواهٌ من الطيب ثم يُفْتَقُ عن ابن جني ويقال إِنه ليس بخمرٍ أَبو عمرو هي القِنْدِيدُ والطَّابَةُ والطَّلَّةُ والكَسِيسُ والفَقْدُ وأُمُّ زَنْبَق وأُمُّ لَيْلَى والزَّرْقاءُ للخمر ابن الأَعرابي القنادِيدُ الخُمُورُ والقناديدُ الحالات الواحد منها قِنْدِيد والقِنْدِيدُ أَيضاً العَنْبَرُ عن كراع وبه فسر قول الأَعشى بِبابِلَ لم تُعْصَرْ فسالَتْ سُلافَةٌ تُخالِطُ قِنْديداً ومِسْكاً مُخَتَّما وقَنْدَةُ الرِّقاعِ ضَرْبٌ من التمر عن أَبي حنيفة وأَبو القُنْدَينِ كُنْية الأَصمعي قالوا كني بذلك لعظم خُصْيَيْه قال ابن سيده لم يحك لنا فيه أَكثر من ذلك والقضية تُؤْذن أَن القُنْد الخُصْية الكبيرة وناقة قِنْدَأْوَةٌ وجمل قِنْدَأْوٌ أَي سرِيعٌ أَبو عبيدة سمعت الكسائي يقول رجل قِنْدَأْوةٌ وسِنْدَأْوَةٌ وهو الخفيف وقال الفراء هي من النُّوق الجَرِيئةُ شمر قِنْدَاوة يهمز ولا يهمز أَبو الهيثم قِنْدَاوَةٌ فِنْعَالَةٌ وكذلك سِنْداوَةٌ وعِنْداوَةٌ الليث القِنْدَأْوُ السيءُ الخُلُق والغذاء وأَنشد فجاءَ به يُسَوِّقُه ورُحْنا به في البَهْم قِنْدَأْواً بَطِينا وقَدُومٌ قِنْدَأْوَةٌ أَي حادّة وغيره يقول فندأْوة بالفاء أَبو سعيد فَأْسٌ فِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوَةٌ أَي حديدة وقال أَبو مالك قدوم قِندأْوة حادّة

قندد
التهذيب في الرباعي القِنْدِدُ حالُ الرجل والقِنْدِيدُ الخمر

قنفد
القُنْفُدُ لغة في القُنْفُذِ حكاها كراع عن قطرب

قهد
القَهْدُ النَّقِيُّ اللوْنِ والقَهْدُ الأَبيض وخص بعضهم به البِيضَ من أَولاد الظِّباءِ والبَقَر والقَهْدُ من أَولاد الضأْنِ يَضْرِبُ إِلى البياض ويقال لولد البقرة قَهد أَيضاً والساجِسِيَّةُ غنم تكون بالجزيرة وأَنشد نَقُودُ جِيادَهُنَّ ونَفْتَلِيها ولا نَعْدُو التُّيُوسَ ولا القِهادا وقيل القِهادُ شاءٌ حِجازية سُكُّ الأَذناب وأَنشد الأَصمعي للحطيئة أَتَبْكي أَن يُساقَ القَهْدُ فِيكُم ؟ فَمَنْ يَبْكي لأَهْلِ السَّاجِسيِّ ؟ وقيل القَهْدُ الصغير من البقر اللطيفُ الجسم ويقال القهد القصير الذنب وقيل القَهْدُ غنم سُود باليمن وهي الخرف
( * قوله « وهي الخرف » كذا في الأصل بالخاء المعجمة والراء وفي القاموس الخذف قال شارحه بفتح الخاء وسكون الذال المعجمتين وآخره فاء هكذا في النسخ وفي بعضها خرف بالراء بدل الذال ومثله في اللسان وكل ذلك ليس بوجه والصواب الحذف بالمهملة ثم المعجمة محركة كما هو نص الصاغاني ) والقَهْدُ ضرب من الضأْن يعلوهن حمرة وتَصْغُر آذانهن وقيل القهد من الضأْن الصغير الأُحَيْمِر الأُكَيْلِفُ الوجهِ من شاءِ الحجاز وقال ابن جبلة القَهد الذي لا قرن له والقهد الجُؤْذَرُ عن أَبي عبيدة قال الراعي وساقَ النِّعاجَ الخُنْسَ بَيْني وبينَها بِرَعْنِ أَشاءٍ كلُّ ذي جُدَدٍ قَهْد وقيل القَهْدُ ولد الضأْن إِذا كان كذلك وجمع كل ذلك قِهاد الجوهري القَهْد مثل القَهْب وهو الأَبيض الكَدِر وقال أَبو عبيد أَبيض وقَهْب وقَهْد بمعنى واحد وقال لبيد لمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنازَعَ شِلْوَه غُبْسٌ كواسِبُ لا يُمَنُّ طَعامُها وصَف بقرةً وحشية أَكلت السباعُ ولدَها فجعله قَهْداً لبياضه التهذيب قَهَد في مشيه إِذا قارب خَطْوَه ولم ينبسط في مشيه وهو من مَشْيِ القِصار والقَهْدُ النَّرْجِسُ إِذا كان جُنْبذاً لم يَتَفَتَّحْ فإِذا تَفَتَّح فهي التفاتيحُ والتفاقيحُ والعُيون والقِهادُ اسم موضع

قهمد
القَهْمَدُ اللئيم الأَصل الدنِيءُ وقيل هو الدَّمِيمُ الوجه

قود
القَوْدُ نقيض السَّوْق يَقُودُ الدابَّة من أَمامِها ويَسُوقُها من خَلْفِها فالقَوْدُ من أَمام والسَّوْقُ من خَلْف قُدْتُ الفرس وغيره أَقُودهُ قَوْداً ومَقادَة وقَيْدُودة وقاد البعيرَ واقْتادَه معناه جَرَّه خلفه وفي حديث الصلاة اقْتادوا رَواحِلَهم قاد الدابةَ قَوْداً فهي مَقُودة ومَقْوُودَة الأَخيرة نادرة وهي تميمية واقْتادَها والاقْتِيادُ والقَوْدُ واحد واقْتادَهُ وقادَهُ بمعنى وقَوَّدَهُ شدِّدَ للكثرة والقَوْدُ الخيل يقال مَرَّ بنا قَوْد الكسائي فرس قَوُودٌ بلا همز الذي ينقاد والبعير مثله والقَوْد من الخيل التي تُقادُ بِمَقاوِدِها ولا تركب وتكون مُودَعَة مُعَدّة لوقت الحاجة إِليها يقال هذه الخيلُ قَوْدُ فلان القائِد وجمع قائد الخيل قادَة وقُوَّاد وهو قائد بَيِّن القِيادة والقائِدُ واحد القُوَّاد والقادةِ ورجل قائد من قوم قُوَّد وقُوَّاد وقادة وأَقاده خيلاً أَعطاه إِياها يَقُودها وأَقَدْتُك خيلاً تَقُودُها والمِقْوَدُ والقِيادُ الحبل الذي تقود به الجوهري المقود الحبل يشدّ في الزِّمام أَو اللِّجامِ تُقاد به الدابَّة والمِقْوَدُ خَيْط أَو سير يجعل في عنق الكلب أَو الدابة يقاد به وفلان سَلِسُ القِياد وصَعْبُه وهو على المثل وفي حديث علي رضوان الله عليه فمن اللَّهِج باللذةِ السَّلِس القِيادِ للشَّهْوَةِ واستعمل أَبو حنيفة القِيادَ في اليعاسِيب فقال في صِفاتها وهي مُلوك النحل وقادَتُها وفي حديث السَّقِيفَةِ فانطلق أَبو بكر وعمر يَتَقاودان حتى أَتَوْهُم أَي يَذْهبان مُسْرِعَين كأَن كل واحد منهما يَقُودُ الآخرَ لسُرْعَتِه وأَعطاه مَقادَتَه انقادَ له والانقيادُ الخُضوعُ تقول قُدْتُهُ فانقادَ واستقادَ لي إِذا أَعطاك مَقادتَه وفي حديث عليّ قُرَيْشٌ قادَة ذادَة أَي يَقُودونَ الجُيُوشَ وهو جمع قائِدٍ وروي أَنَّ قُصَيّاً قَسَمَ مَكارِمَه فأَعْطى قَوْدَ الجُيُوشِ عبدَ منافٍ ثم وَلِيَها عبدُ شَمْسٍ ثم أُمية بن حرب ثم أَبو سفيان وفرس قَؤُود سَلِسٌ مُنْقادٌ وبعير قَؤُود وقيِّدٌ وقَيْدٌ مثل مَيْت وأَقْوَدُ ذليل مُنْقاد والاسم من ذلك كله القِيادةُ وجعلته مَقادَ المُهْرِ أَي على اليمين لأَن المهر أَكثر ما يُقادُ على اليمين قال ذو الرمة وقد جَعَلُوا السَّبِيَّةَ عن يمينٍ مَقادَ المُهْرِ واعْتَسَفُوا الرِّمالا وقادت الريحُ السحابَ على المَثَل قالت أُم خالد الخثعمية لَيْتَ سِماكِيّاً يَحارُ رَبابُه يُقادُ إِلى أَهلِ الغَضا بِزِمامِ وأَقادَ الغَيثُ فهو مُقِيدٌ إِذا اتسع وقول تميم بن مقبل يصف الغيث سَقاها وإِن كانتْ عَلَيْنا بَخِيلَةً أَغَرُّ سِماكِيٌّ أَقادَ وأَمْطَرَا قيل في تفسيره أَقاد اتَّسَع وقيل أَقاد أَي صار له قائد من السحاب بين يديه كما قال ابن مقبل أَيضاً له قائدٌ دُهْمُ الرَّبابِ وخَلْفَه رَوايا يُبَجِّسْنَ الغَمَامَ الكَنَهْوَرا أَراد له قائدٌ دُهْمٌ رَبابُه فلذلك جَمَع وأَقادَ تقدَّم وهو مما ذكر كأَنه أَعطَى مَقادَتَه الأَرضَ فأَخَذَتْ منها حاجتها وقول رؤبة أَتْلَع يَسْمُو بِتَلِيلٍ قَوَّاد قيل في تفسيره مُتَقَدّم ويقال انقادَ لي الطريق إِلى موضع كذا انقِياداً إِذا وَضَح صَوْبُه قال ذو الرمة في ماءٍ وَرَدَه تَنَزَّلَ عن زَيْزَاءَةِ القُفِّ وارْتَقَى عن الرَّمْلِ فانقادَتْ إِليه الموارِدُ قال أَبو منصور سأَلتُ الأَصمعي عن معنى وانقادتْ إِليه المَواردُ قال تتابَعَتْ إِليه الطُّرُقُ والقائدةُ من الإِبلِ التي تَقَدَّمُ الإِبِلَ وتَأْلَفُها الأُفْتاءُ والقَيِّدَةُ من الإِبل التي تُقادُ للصَّيْدِ يُخْتَلُ بها وهي الدَّرِيئة والقائدُ من الجَبَل أَنْفُه وقائد الجبل أَنْفُه وكلُّ مستطيلٍ من الأَرضِ قائدٌ التهذيب والقِيادَةُ مصدر القائدِ وكلُّ شيءٍ من جَبَلٍ أَو مُسَنَّاةٍ كان مستطيلاً على وجه الأَرض فهو قائدٌ وظهر من الأَرض يَقُودُ ويَنْقادُ ويَتَقاوَدُ كذا وكذا ميلاً والقائدَةُ الأَكمَةُ تمتدُّ على وجه الأَرض والقَوْداءُ الثَّنِيَّةُ الطويلةُ في السماءِ والجبل أَقْوَدُ وهذا مكان يَقُودُ من الأَرض كذا وكذا ويقتادُه أَي يُحاذِيه والقائدُ أَعظم فُلْجانِ الحَرْثِ قال ابن سيده وإِنما حملناه على الواو لأَنها أَكثر من الياء فيه والأَقْوَدُ الطويلُ العُنُق والظهر من الإِبلِ والناس والدوابِّ وفرس أَقْوَدُ بَيِّن القَوَد وناقة قَوْداءُ وفي قصيد كعب وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْلِيلُ القَوْداءُ الطويلة ومنه رمل مُنْقادٌ أَي مُسْتطِيلٌ وخيل قُبٌّ قُودٌ وقد قَوِد قَوَداً والأَقْوَدُ الجبَلُ الطويل والقَيْدُود الطويل والأُنثى قَيْدُودة وفرس قَيْدُودٌ طويلة العُنُق في انحناء قال ابن سيده ولا يوصَفُ به المذكر والقَيادِيدُ الطِّوالُ من الأُتُن الواحد قَيْدُود وأَنشد لذي الرمة راحَتْ يُقَحِّمُها ذُو أَزْمَلٍ وُسِقَتْ له الفَرائِشُ والقُبُّ القَيادِيدُ والأَقْوَدُ من الرجال الشديدُ العنُق سمي بذلك لقلة التفاته ومنه قيل للبخيل على الزاد أَقود لأَنه لا يتَلَفَّتُ عند الأَكل لئلا يرى إِنساناً فيحتاج أَن يَدْعُوَه ورجل أَقْوَدُ لا يتلفت التهذيب والأَقود من الناس الذي إِذا أَقبَل على الشيء بوجهه لم يَكَدْ يصرف وجهه عنه وأَنشد إِنَّ الكَريمَ مَنْ تَلَفَّتَ حَوْلَه وإِنَّ اللئِيمَ دَائِمُ الطَّرْفِ أَقْوَدُ بن شميل الأَقْوَدُ من الخيل الطويلُ العُنُق العظيمُه والقَوَدُ قَتْلُ النفْسِ بالنفسِ شاذٌّ كالحَوَكَة والخَوَنَة وقد استَقَدْتُه فأَقادني الجوهري القَوَدُ القِصاصُ وأَقَدْتُ القاتِلَ بالقتيل أَي قَتَلْتُه به يقال أَقاده السلطان من أَخيه واستقدت الحاكم أَي سأَلته أَن يُقِيدَ القاتلَ بالقتيل وفي الحديث من قَتَلَ عَمْداً فهو قَوَدٌ القَوَدُ القِصاصُ وقَتْلُ القاتِلِ بدل القتيل وقد أَقَدْتُه به أُقِيدُه إِقادة الليث القَوَدُ قتْلُ القاتِلِ بالقتيل تقول أَقَدْتُه وإِذا أَتى إِنسانٌ إِلى آخر أَمْراً فانتَقَم منه بِمثْلِها قيل استقادَها منه الأَحمر فإِن قتله السلطانُ بِقَود قيل أَقاد السلطانُ فلاناً وأَقَصَّه ابن بُزُرج تُقَيِّدُ أَرضٌ حَمِيضَة سمِّيت تُقَيِّد لأَنها تُقَيِّدُ ما كان بها من الإِبل تَرْتعِيها لكثرة حَمْضِها وخُلَّتِها

قيد
القَيْدُ معروف والجمع أَقْيادٌ وقُيودٌ وقد قَيَّدَه يُقَيِّدُه تَقْييداً وقَيَّدْتُ الدابَّة وفرس قَيْدُ الأَوابِد أَي أَنه لسرعته كأَنه يُقَيِّدُ الأَوابد وهي الحُمُرُ الوحشيَّةُ بلحاقها قال سيبويه هو نكرة وإِن كان بلفظ المعرفة وأَنشد قول امرئ القيس وقد أَغْتَدِي والطَّيرُ في وكَناتِها بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوابدِ هَيْكَلِ الوكَناتُ جمع وَكْنَةٍ لِوَكْرِ الطائِر والمِنْجَرِدُ القصيرُ الشعر والأَوابِدُ الوحْشُ يقال تأَبَّدَ أَي تَوَحَّشَ والهَيْكَلُ العظيم الخَلْقِ وأَنشد أَيضاً لامرئ القيس بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوابِدِ لاحَه طِرادُ الهَوادِي كلَّ شأْوٍ مُغَرِّبِ قال ابن حني أَصله تقييد الأَوابد ثم حذف زيادتيه فجاء على الفعل وإِن شئت قلت وصف بالجوهر لما فيه من معنى الفعل نحو قوله فلولا اللَّهُ والمُهْرُ المُفَدَّى لَرُحْتَ وأَنتَ غِرْبالُ الإِهابِ وضَعَ غربالُ موضِعَ المُخَرَّقِ التهذيب يقال للفرس الجَوادِ الذي يَلْحَق الطرائدَ من الوحش قَيْد الأَوابِدِ معناه أَنه يلحق الوحش لجَوْدته ويمنعه من الفوات بسرعته فكأَنها مُقَيَّدَة له لا تعدو وقالت امرأَة لعائشة رضوان الله عليها أَأُقَيِّدُ جَمَلي ؟ أَرادت بذلك تَأْخِيذَها إِياه من النساءِ سِواها فقالت لها عائشة بعدما فَهِمَت مرادها وجْهِي من وجْهِك حرام قال ابن الأَثير أَرادت أَنها تعمل لزوجها شيئاً يمنعه عن غيرها من النساء فكأَنها تَرْبِطه وتُقَيِّدُه عن إِتيان غيرها وفي الحديث قَيَّدَ الإِيمانُ الفَتْك معناه أَنَّ الإِيمانَ يمنع عن الفَتْك بالمؤمن كما يمنع ذا العَيْثِ عن الفَسادِ قَيْدُه الذي قُيِّدَ به ومُقَيِّدَةُ الحِمار الحُرَّةُ لأَنها تَعْقِلُه فكأَنها قَيْدٌ له قال لَعمْرُكَ ما خَشِيتُ على عَدِيٍّ سُيُوفَ بَني مُقَيِّدَة الحِمارِ ولكِني خَشِيتُ على عَدِيٍّ سُيُوفَ القَوْمِ أَو إِيَّاكَ حارِ عنى ببني مُقَيِّدَة الحِمارِ العَقارِبَ لأَنها هناك تكون والقَيْدُ ما ضَمَّ العَضُدَتَيْنِ المؤَخَّرَتَيْنِ من أَعلاهما من القِدِّ والقَيْدُ القِدُّ الذي يَضُمُّ العَرْقُوَتَيْنِ من القَتبِ والعرب تكني عن المرأَة بالقَيْد والغُلّ وقَيْدُ الرَّحْل قِدٌّ مَضْفُور بين حِنْوَيْهِ من فوق وربما جُعِلَ للسرج قَيْدٌ كذلك وكذلك كل شيء أُسِرَ بعضُه إِلى بعض وقُيُودُ الأَسنان لِثاتُها قال الشاعر لَمُرْتَجَّةُ الأَرْدافِ هِيفٌ خُصُورُها عِذابٌ ثَناياها عِجافٌ قُيُودُها يعني اللِّثاتِ وقلَّة لحمها ابن سيده وقيود الأَسنانِ عُمورها وهي الشرُفُ السابِلةُ بين الأَسنان شبهت بالقُيودِ الحمر من سِمات الإِبلِ قَيْدُ الفرس سِمَة في أَعناقها وأَنشد كُومٌ على أَعناقِها قَيْدُ الفَرَسْ تَنْجُو إِذا الليلُ تَدانَى والتَبَسْ الجوهري قَيْدُ الفَرَسِ سِمَة تكون في عنق البعير على صورة القَيْد وفي الحديث أَنه أَمَرَ أَوْس بن عبدِ الله الأَسْلَمِي أَن يَسِمَ إِبله في أَعناقِها قَيدَ الفَرَسِ هي سمة معروفة وصورتها حَلْقَتان بينهما مدة وهذه أَجمالٌ مقاييدُ أَي مُقَيَّدات قال ابن سيده إِبل مَقايِيدُ مُقَيَّدة حكاه يعقوب وليس بشيء لأَنه إِذا ثبتت مُقَيَّدة فقد ثبتت مقايِيدُه قال والقيد من سِماتِ الإِبل وَسْمٌ مستطيل مثل القيد في عنقه ووجهه وفخذه عن ابن حبيب من تذكرة أَبي عليّ وقَيْدُ السيف هو الممدود في أُصول الحمائل تُمْسِكُه البَكَرات وقَيَّد العِلم بالكتاب ضَبَطَه وكذلك قَيَّدَ الكتاب بالشَّكْل شَكَلَه وكلاهما على المثل وتَقْييدُ الخط تنقيطه وإِعجامه وشَكْلُه والمُقَيَّدُ من الشِّعْرِ خلافُ المُطْلَق قال الأَخفش المُقَيَّدُ على وجهين إِمَّا مُقَيَّد قد تمَّ نحو قوله وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ قال فإِن زدت فيه حركة كان فضلاً على البيت وإِما مُقَيَّد قد مُدَّ على ما هو أَقصر منه نحو فَعُولْ في آخر المُتَقارَب مُدَّ عن فَعُلْ فزيادته على فعل عوض له من الوصل وهو منِّي قِيدَ رُمْحٍ بالكسر وقادَ رُمْح أَي قَدْرَه وفي حديث الصلاة حين مالت الشمسُ قِيدَ الشِّراكِ الشراك أَحدُ سُيُور النعل التي على وجهها وأَراد بِقِيدِ الشِّراكِ الوقت الذي لا يجوز لأَحد أَن يَتَقَدَّمه في صلاة الظهر يعني فوق ظل الزوال فقدّره بالشراك لدقته وهو أَقل ما تَبِينُ به زيادة الظل حتى يعرف منه ميل الشمس عن وسط السماء وفي الحديث رواية أُخرى حتى ترتفع الشمس قِيدَ رُمح وفي الحديث لَقابُ قَوْسِ أَحدِكم من الجنةِ أَو قِيدُ سَوْطِه خيرٌ من الدنيا وما فيها والقَيِّدُ الذي إِذا قُدْتَه ساهَلَكَ قال وشاعِرِ قَوْمٍ قد حَسَمْتُ خِصاءَه وكانَ له قَبْلَ الخِصاءِ كَتِيتُ أَشَمُّ خَبُوطٌ بالفراسِنِ مُصْعَبٌ فأَصْبَحَ مني قَيِّداً تَرَبوتُ والقِيادُ حبل تُقادُ به الدابة والقَيِّدَةُ التي يُسْتَترُ بها من الرَّمِيَّةِ ثم تُرْمَى حكاه ابن سيده عن ثعلب وابن قَيْدٍ من رُجَّازِهم عن ابن الأَعرابي وقَيْد اسم فرس كان لبني تَغْلِبَ عن الأَصمعي والمُقَيَّدُ موضع القَيْدِ من رِجْل الفرس والخلخال من المرأَة وفي حديث قَيْلَةَ الدَّهْناءُ مُقَيَّد الجمل أَرادت أَنها مُخْصِبَة مُمْرِعَة والجمل لا يَتَعدّى مَرْتَعَه والمُقَيَّدُ ههنا الموضِعُ الذي يُقَيَّدُ فيه أَي أَنه مكانٌ يكون الجمل فيه ذا قَيْد وفي الحديث قَيَّدَ الإِيمانُ الفَتْك أَي أَن الإِيمان يمنع عن الفتك كما يمنع القَيْدُ عن التصرف فكأَنه جَعَلَ الفَتْكَ مُقَيَّداً ومنه قولهم في صفة الفرس قَيْدُ الأَوابد

كأد
تَكأَّدَ الشيءَ تَكَلَّفَه وتَكاءَدَني الأَمْرُ شَقَّ عليَّ تَفَاعَلَ وتَفَعَّل بمعنى وفي حديث الدعاء ولا يَتَكاءَدُكَ عَفْوٌ عن مذنب أَي يَصْعُبُ عليك ويَشُقُّ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما تَكَأَّدَني شيءٌ ما تَكَأَّدَني خُطْبَةُ النكاح أَي صَعُبَ عليَّ وثقُلَ قال ابن سيده وذلك فيما ظن بعض الفقهاء أَن الخاطب يحتاج إِلى أَن يمدح المخطوب له بما ليس فيه فكره عمر الكذب لذلك وقال سفيان بن عيينة عمر رحمه الله يَخْطُبُ في جَرادَةٍ نهاراً طويلاً فكيف يظن أَنه يتعايا بخطبة النكاح ولكنه كره الكذب وخطب الحسن البصري لِعَبُودَةَ الثقَفيّ فضاق صدره حتى قال إِن الله قد ساق إِليكم رزقاً فاقبلوه كره الكذب وتَكاءَدَني كَتَكَأَّدَني وتَكَأَّدَتْه الأُمورُ إِذا شقت عليه أَبو زيد تَكَأَّدْتُ الذهابَ إِلى فلان تَكَؤُّداً إِذا ما ذَهَبْتَ إِليه على مَشَقَّةٍ ويقال تَكَأَّدَني الذهابُ تَكَؤُّداً إِذا ما شق عليك وتَكأَّدَ الأَمْرَ كابَدَه وصَلِيَ به عن ابن الأَعرابي وأَنشد ويَوْمُ عَماسٍ تَكَأَّدْتُه طَويلَ النهارِ قَصِيرَ الغَدِ
( * قوله « عماس » ضبط في الأَصل بفتح العين وفي القاموس العماس كسحاب الحرب الشديدة ولياقوت في معجمه عماس بكسر العين اليوم الثالث من أَيام القادسية ولعله الانسب )
وعقَبَةٌ كَؤُود وكَأْداءُ شاقَّة المَصْعَدِ صَعْبَةُ المُرْتَقى قال رؤبة ولم تَكَأَّدْ رُجْلَتي كأْداؤُه هيهاتَ مِن جَوْزِ الفَلاةِ ماؤُه وفي حديث أَبي الدرداء إِنَّ بَيْنَ أَيدينا عَقَبَةً كَؤُوداً لا يَجُوزُها إِلا الرجلُ المُخِفُّ ويقال هي الكؤَداءُ وهي الصُّعَداءُ والكَؤُودُ المُرْتَقى الصَّعْبُ وهو الصَّعُودُ ابن الأَعرابي الكَأْداءُ الشدّة والخَوْفُ والحِذارُ ويقال الهَوْلُ والليل المظلم وفي حديث علي وتَكَأَّدَنا ضِيقُ المَضْجَعِ واكْوَأَدَّ الشيخُ أُرْعِشَ من الكِبَرِ

كبد
الكَبِدُ والكِبْدُ مثل الكَذِب والكِذْب واحدة الأَكْباد اللحمة السوْداءُ في البطن ويقال أَيضاً كَبْد للتخفيف كما قالوا للفَخِذ فَخْذ وهي من السَّحْر في الجانب الأَيمن أُنْثى وقد تذكر قال ذلك الفرّاء وغيره وقال اللحياني هو الهواءُ واللُّوحُ والسُّكاكُ والكَبَدُ قال ابن سيده وقال اللحياني هي مؤنثة فقط والجمع أَكبادٌ وكُبُودٌ وكَبَدَه يَكْبِدُهُ ويَكْبُدُه كَبْداً ضرَب كَبِدَه أَبو زيد كَبَدْتُه أَكْبِدُه وكَلَيْتُه أَكْلِيهِ إِذا أَصَبْت كَبِدَه وكُلْيَتَه وإِذا أَضرَّ الماء بالكبد قيل كَبَدَه فهو مَكْبود قال الأَزهريّ الكبد معروف وموضِعُها من ظاهر يسمى كبداً وفي الحديث فوضع يده على كَبِدي وإِنما وضعها على جنبه من الظاهر وقيل أَي ظاهر جَنْبي مما يلي الكَبِد والأَكْبَدُ الزائدُ مَوْضِع الكبِد قال رؤْبة أَكْبَدَ زَفَّاراً يَمُدُّ الأَنْسُعا
( * قوله « يمدّ » في الأَساس يقدّ )
يصف جملاً مُنْتَفِخَ الأَقراب والكُبادُ وجع الكَبِدِ أَو داء كَبِدَ كَبَداً وهو أَكْبَدُ قال كراع ولا يعرف داء اشتق من اسم العُضْو إِلا الكُباد من الكَبِدَ والنُّكاف من النَّكَف وهو داء يأْخذ في النَّكَفَتَيْنِ وهما الغُدَّتانِ اللتان تَكْتَنِفانِ الحُلْقُومَ في أَصل اللّحْي والقُلاب من القَلْبِ وفي الحديث الكُبادُ من العَبِّ هو بالضم وجع الكَبِدِ والعبُّ شُرْب الماءِ من غير مَصٍّ وكُبِدَ شكا كَبِدَه وربما سمي الجوف بكماله كَبِداً حكاه ابن سيده عن كراع أَنه ذكره في المُنَجَّد وأَنشد إِذا شاءَ منهم ناشئٌ مَدّ كَفَّه إِلى كَبِدٍ مَلْساءَ أَو كَفَلٍ نَهْدِ وَأُمُّ وَجَعِ الكَبِد بَقْلة من دِقِّ البَقْل يحبها الضأْن لها زهرة غبراء في بُرْعُومَة مُدَوَّرة ولها ورق صغير جدّاً أَغبر سميت أُم وجع الكبد لأَنها شفاء من وجع الكبد قال ابن سيده هذا عن أَبي حنيفة ويقال للأَعداءِ سُودُ الأَكْباد قال الأَعشى فما أُجْشِمْت مِن إِتْيانِ قَوْمٍ هُمُ الأَعداءُ فالأَكْبادُ سُودُ يذهبون إِلى أَن آثار الحِقْد أَحْرَقَتْ أَكبادهم حتى اسودّت كما يقال لهم صُهْبُ السِّبالِ وإِن لم يكونوا كذلك والكَبِدُ مَعْدِنُ العداوةِ وكَبِدُ الأَرض ما في مَعادِنها من الذهب والفضة ونحو ذلك قال ابن سيده أُراه على التشبيه والجمع كالجمع وفي حديث مرفوع وتُلْقي الأَرضُ أَفْلاذَ كَبِدِها أَي تُلْقي ما خُبِئَ في بطنِها من الكُنوز والمعادن فاستعار لها الكبد وقيل إِنما ترمي ما في باطنها من معادن الذهب والفضة وفي الحديث في كَبِدِ جَبَلٍ أَي في جَوْفِه من كَهْفٍ أَو شِعْبٍ وفي حديث موسى والخضر سلام الله على نبينا وعليهما فوجدْتُه على كَبِدِ البحر أَي على أَوْسَطِ موضع من شاطئه وكَبِدُ كلِّ شيء وسَطُه ومعظمه يقال انتزع سهماً فوضعه في كَبِدِ القِرْطاس وَكَبِدُ الرمْلِ والسماء وكُبَيْداتُهما وكُبَيْداؤُهما وسطُهما ومُعْظَمُهما الجوهري وكُبَيْداتُ السماء كأَنَّهم صَغَّرُوها كُبَيْدَة ثم جمعوا وتَكَبَّدتِ الشمسُ السماءَ صارت في كَبَِدِها وكَبَِدُ السماءِ وسطُها الذي تقوم فيه الشمس عند الزوال فيقال عند انحطاطها زالت ومالت الليث كَبَِدُ السماءِ ما استقبلك من وسَطها يقال حَلَّقَ الطائرُ حتى صار في كَبَِدِ السماء وكُبَيْداءِ السماء إِذا صَغَّرُوا حَمَلُوها كالنعْت وكذلك يقولون في سُوَيْداءِ القلب قال وهما نادرانِ حُفِظَتا عن العرب هكذا قال وكَبَّدَ النجمُ السماءَ أَي توسَّطها وكبِدُ القوس ما بين طَرَفَيِ العِلاقة وقيل قَدْرُ ذِراعٍ من مَقْبِضِها وقيل كَبِداها مَعْقِدا سَيْرِ عِلاقتِها التهذيب وكَبِدُ القوس فُوَيْق مَقْبِضِها حيث يقع السهم يقال ضع السهم على كبد القوس وهي ما بين طرَفي مقبضها ومَجْرى السهم منها الأَصمعي في القوس كبدها وهو ما بين طرفي العِلاقة ثم الكُلْيَة تلي ذلك ثم الأَبْهَر يلي ذلك ثم الطائفُ ثم السِّيَةُ وهو ما عطف من طَرَفَيْها وقَوْسٌ كَبْداءُ غليظة الكبد شديدتها وقيل قوس كبداء إِذا مَلأَ مَقْبِضُها الكَفَّ والكَبِدُ اسم جبل قال الراعي غَدَا ومِنْ عالِجٍ خَدٌّ يُعارِضُه عن الشِّمالِ وعنْ شَرْقِيِّهِ كَبِدُ والكَبَدُ عِظَمُ البطن من أَعلاه وكَبَد كل شيءٍ عِظَمُ وسَطِه وغِلَظُه كَبِدَ كَبَداً وهو أَكْبَدُ ورملة كَبْداء عظيمة الوسط وناقة كَبْداء كذلك قال ذو الرمة سِوى وَطْأَةٍ دَهْماءَ من غيرِ جَعْدَةٍ تَني أُخْتُها عن غَرْزِ كَبْداءَ ضامِرِ والأَكبد الضخم الوسط ولا يكون إِلا بَطِيءَ السير وامرأَةٌ كَبْداءُ بَيِّنَة الكَبَدِ بالتحريك وقوله بِئْسَ الغِذاءُ للغُلامِ الشاَّحِبِ كَبْداءُ حُطَّتْ مِنْ صَفا الكواكِبِ أَدارَها النَّقَّاشُ كلَّ جانِبِ يعني رَحًى والكواكِبُ جِبالٌ طِوالٌ التهذيب كواكِبُ جبَل معروف بعينه وقول الآخر بُدِّلْتُ من وَصْلِ الغَواني البِيضِ كَبْداءَ مِلْحاحاً على الرَّمِيضِ تَخْلأُ إِلاَّ بِيَدِ القَبِيضِ يعني رَحى اليَدِ أَي في يد رجل قبيض اليد خفيفها قال والكَبْداءُ الرحى التي تدار باليد سميت كَبْداء لما في إِدارتِها من المشَقَّة وفي حديث الخَنْدق فَعَرَضَتْ كَبْدَةٌ شديدة هي القِطْعة الصُّلْبة من الأَرض وأَرضٌ كَبْداءُ وقَوْسٌ كَبْداءُ أَي شديدة قال ابن الأَثير والمحفوظ في هذا الحديث كُدْيَةٌ بالياء وسيجيءُ وتَكَبَّد اللبنُ وغيرُه من الشراب غَلُظ وخَثُر واللبن المُتَكَبِّدُ الذي يَخْثُر حتى يصير كأَنه كَبِدٌ يَتَرَجْرَجُ والكَبْداء الهواء والكَبَدُ الشدَّة والمشَقَّة وفي التنزيل العزيز لقد خلقنا الإِنسان في كَبَد قال الفراء يقول خلقناه منتصباً معتدلاً ويقال في كبد أَي أَنه خُلِقَ يُعالِجُ وَيُكابِدُ أَمرَ الدنيا وأَمرَ الآخرة وقيل في شدّة ومشقة وقيل في كَبَد أَي خُلق منتصباً يمشي على رجليه وغيرُه من سائر الحيوان غير منتصب وقيل في كبد خلق في بطن أُمه ورأْسُه قِبَل رأْسها فإِذا أَرادت الولادة انقلب الولد إِلى أَسفل قال المنذري سمعت أَبا طالب يقول الكَبَدُ الاستواء والاستقامة وقال الزجاج هذا جواب القسم المعنى أَقسم بهذه الأَشياء لقد خلقنا الإِنسان في كبد يكابد أَمر الدنيا والآخرة قال أَبو منصور ومكابَدَةُ الأَمر معاناة مشقته وكابَدْت الأَمر إِذا قاسيت شدته وفي حديث بلال أَذَّنْتُ في ليلة باردة فلم يأْت أَحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أَكَبَدَهُم البَرْدُ ؟ أَي شَقَّ عليهم وضَيَّق من الكَبَد بالفتح وهي الشدّة والضيق أَو أَصاب أَكبادَهم وذلك أَشد ما يكون من البرد لأَن الكَبِدَ مَعْدِنُ الحرارة والدم ولا يَخْلُص إِليها إِلا أَشدّ البرد الليث الرجل يُكابِدُ الليلَ إِذا رَكِبَ هَوْلَه وصُعُوبَتَه ويقال كابَدْتُ ظلمة هذه الليلة مُكابدة شديدة وقال لبيد عَيْنُِ هَلاَّ بَكَيْتِ أَرْبَدَ إِذْ قُمْ نا وقامَ الخُصُومُ في كَبَدِ ؟ أَي في شدة وعناء ويقال تَكَبَّدْتُ الأَمرَ قصدته ومنه قوله يَرُومُ البِلادَ أَيُّها يَتَكَبَّدُ وتَكَبَّدَ الفلاةَ إِذا قصدَ وسَطَها ومعظمها وقولهم فلان تُضْرَبُ إِليه أَكبادُ الإِبل أَي يُرْحَلُ إِليه في طلبِ العِلْم وغيره وكابَدَ الأَمرَ مُكابَدَة وكِباداً قاساه والاسم الكابِدُ كالكاهِلِ والغارِب قال ابن سيده أَعني به أَنه غير جار على الفعل قال العجاج ولَيْلَةٍ مِنَ اللَّيالي مَرَّتْ بِكابِدٍ كابَدْتُها وجَرَّتْ أَي طالت وقيل كابِدٌ في قول العجاج موضع بشق بني تميم وأَكْباد اسم أَرض قال أَبو حية النميري لَعَلَّ الهَوى إِنْ أَنتَ حَيَّيْتَ مَنْزِلاً بِأَكْبادَ مُرْتَدٌّ عليكَ عَقابِلُه

كتد
الكَتَدُ والكَتِدُ مُجْتَمَعُ الكَتِفَيْنِ من الإِنسان والفرس وقيل هو الكاهِل وقيل هو ما بين الكاهل إِلى الظهر والثَّبَجُ مثله قال ذو الرمة وإِذْ هُنَّ أَكْتادٌ بِحَوْضَى كأَنما زَها الآلُ عَيْدانَ النخيلِ البَواسقِ وقيل الكَتَدُ من أَصلِ العُنُق إِلى أَسفل الكتفين وهو يجمع الكاثِبَةَ والثبَجَ والكاهِلَ كلُّ هذا كَتَدٌ وقالوا في بيت ذي الرمة وإِذْ هُنَّ أَكْتادٌ أَشْباه لا اختلاف بينهم وقيل الكَتَدُ ما بين الثَّبَج إِلى مُنَصَّفِ الكاهل وقد يكون من الأَسَدِ الذي هو السبعُ ومن الأَسد الذي هو النجمُ على التشبيه والكَتَدُ نجم أَنشد ثعلب إِذا رأَيتَ أَنْجُماً مِن الأَسَدْ جَبْهَتِه أَو الخَراةِ والكَتَد بالَ سُهَيْلٌ في الفَضِيخِ فَفَسَدْ وطابَ أَلبانُ اللِّقاحِ فَبَرَد والجمع أَكتادٌ وكُتُودٌ وإِذا أَشرفَ ذلك الموضع فهو أَكتَدُ وفي صفته صلى الله عليه وسلم جلِيل المُشاش والكَتَدِ الكَتَِدُ بفتح التاء وكسرها مجتمع الكتفين وهو الكاهل ومنه الحديث كنا يوم الخندق نَنْقُلُ الترابَ على أَكتادِنا جَمْع الكتد وفي حديث حذيفة في صفة الدجال مشرف الكَتَدِ وتَكْتُدُ موضع وقول ذي الرمة وإِذْ هُنَّ أَكتادٌ بْحَوْضَى كأَنما زَها الآلُ عَيْدانَ النخيلِ البَواسقِ قيل في نفسيره أَكتاد جماعات وقيل أَشباه ولم يذكر الواحد يقال مررت بجماعة أَكتاد وقال أَبو عمرو أَكتادٌ سِراعٌ بعضها في إِثْر بعض وفي نوادر الأَعراب يقال خرجوا علينا أَكْتاداً وأَكْداداً أَي فِرَقاً وأَرْسالاً

كدد
الكَدُّ الشدّة في العَمَلِ وطَلبُ الرزقِ والإِلحاحُ في مُحَاوَلةِ الشيءِ والإِشارةُ بالإِصْبَعِ يقال هو يَكُدُّ كَدًّا وأَنشد الكميت غَنِيتُ فلم أَرْدُدْكُمُ عِنَد بُغْيَةٍ وحُجْتُ فلم أَكْدُدْكُمُ بالأَصابعِ وفي المثل بِجَدِّكَ لا بِكَدِّكَ أَي إِنما تُدْرِكُ الأُمورَ بما تُرْزَقُه من الجَدِّ لا بما تَعْمَلُه من الكَدِّ وقد كَدَّهُ يَكُدُّه كَدًّا واكْتَدَّهُ واسْتَكَدَّه طَلبَ منه الكَدَّ وكَدَّ لسانَه بالكلام وقَلْبَه بالفكر وهو مثل ما تقدم والكَدِيدُ ما غَلُظَ من الأَرض وقال أَبو عبيد الكَدِيدُ من الأَرض البَطْنُ الواسع خُلِق خَلْقَ الأَوْدِية أَو أَوسعَ منها والكِدَّةُ الأَرض الغليظة لأَنها تَكُدُّ الماشيَ فيها وفي حديث خالد بن عبد العُزّى فَحَصَ الكِدَّةَ بيده فانبَجَسَ الماءُ هي الأَرض الغليظة من ذلك والكَدِيدُ المكان الغليظ والكَدِيدُ الأَرض المَكْدُودة بالحوافر والكَدُّ ما يُدَقُّ فيه الأَشياءُ كالهاوُن وفي حديث عائشة كنتُ أَكُدُّه من ثَوْبِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يعني المَنِيَّ الكَدُّ الحَكُّ والكَدِيدُ التراب الدُّقاق المكدود المُرَكَّل بالقوائم قال امرو القيس مِسَحّ إِذا ما السَّابحاتُ على الوَنَى أَثَرْنَ الغُبارَ بالكَديدِ المُرَكَّلِ المِسَحُّ الكثيرُ الجَرْيِ والوَنَى الفُتُور والمُرَكَّلُ الذي أَثَّرَتْ فيه الحوافِرُ وفي حديث إِسلام عمر رضي الله عنه فأَخْرَجْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في صَفَّيْنِ له كَدِيدٌ كَكَدِيدِ الطَّحين والكَدِيدُ الترابُ الناعمُ فإِذا وُطِئَ ثارَ غُبارُه أَراد أَنهم كانوا في جماعة وأَنَّ الغُبار كان يَثُور من مشيهم وكَدِيدٌ فعيل بمعنى مفعول والطحينُ المطحون المدقوق وكَدَّدَ الرجلُ إِذا أَلقَى الكَدِيدَ بعضه على بعض وهو الجَرِيشُ من الملح والكَدِيدُ صوتُ الملحِ الجريش إِذا صُبَّ بعضه على بعض والكَدِيدُ تراب الحَلْبَة وكَدْكَدَ عليه أَي عدا عليه وكَدَّ الدابةَ والإِنسانَ وغيرَهما يَكُدُّه كَدًّا أَتعبه ورجل مَكْدُود مغلوب قال الأَزهري سمعت أَعرابيّاً يقول لعبد له لأَكُدَّنَّك كَدَّ الدَّبِرِ أَراد أَنه يُلِحُّ عليه فيما يُكِلِّفه من العمل الواصِبِ إِلحاحاً يُتْعِبُه كما أَن الدَّبِرَ إِذا حُمِلَ عليه ورُكِبَ أُتْعب البعير وفي الحديث المسائلُ كَدٌّ يَكُدُّ بها الرجلُ وجعَه الكَدُّ الإِتعابُ يقال كَدَّ يَكُدّ في عمله إِذا استعجل وتَعِبَ وأَراد بالوجه ماءه ورَوْنَقَه ومنه حديث جُلَيْبِيب ولا تجعل عيشهما كَدًّا وفي الحديث ليس من كَدِّك ولا كَدِّ أَبيك أَي ليس حاصلاً بسَعْيِك وتَعَبِك وكَدَّ الشيءَ يَكُدُّه واكتَدَّه نزعه بيده يكون ذلك في الجامد والسائل أَنشد ثعلب أَمُصُّ ثِمادِي والمياهُ كثيرة أُحاوِلُ منها حَفْرَها واكتِدادَها يقول أَرضَى بالقليل وأَقَنعُ به والكَدَدَةُ والكُدادة ما يَلْتَزِقُ بأَسفَلِ القِدْر بعد الغَرْف منها قال الأَصمعي الكُدادة ما بقي في أَسفلِ القِدر قال الأَزهري إِذا لَصِقَ الطبيخُ بأَسفل البُرْمه فَكُدَّ بالأَصابع فهي الكُدادة الجوهري الكُدادة بالضم القِشْدة وما يبقى في أَسفل القدر من المرق والكُدادة ثُفْل السَّمْن وبقيت من الكلإِ كُدادة وهو الشيء القليل وكُدادُ الصِّلِّيان حُسافُه وهو الرِّقَةُ يؤكل حين يظهر ولا يترك حتى يَتمّ والكَدِيدُ موضع بالحجاز وبئر كَدُودٌ إذا لم يُنَلْ ماؤُها إِلاَّ بجَهْد أَبو عمرو الكُدَّدُ المجاهدون في سبيل الله وكَدْكَدَ الرجلُ في الضَّحِك وكَتْكَتَ وكَرْكَرَ وطَخْطَخَ وطَهَطَه كل ذلك إِذا أَفرَِطَ في ضَحِكِه والكَدْكَدَة شدة الضحك وأَنشد ولا شَدِيدٍ ضِحْكُها كَدْكادِ حَدَادِ دُونَ شِرِّها حَدادِ والكَدْكَدَةُ ضَرْبُ الصَّيْقَلِ المِدْوَسَ على السيف إِذا جَلاه وأَكَدَّ الرجلُ واكْتَدَّ إِذا أَمسَك وفي ا لنوادر كَدَّني وكَدْكَدَني وتَكَدَّدَني وتَكَرَّدَني أَي طَرَدَني طرداً شديداً والكَدْكَدَةُ حكاية صوت شيء يضرب على شيء صُلْب والكَدْكَدَة العَدْوُ البطيء وحكى الأَصمعي قوم أَكدادٌ أَي سِراعٌ والكُدادُ اسم فحل تنسب إِليه الحُمُر يقال بنات كُداد وأَنشد وعَيْر لها من بَناتِ الكُدادِ يُدَهْمِجُ بالوَطْبِ والمِزْوَدِ

كرد
الكَرْدُ الطَّرْدُ والمُكارَدَةُ المُطارَدَةَ كَرَدَهُمْ يَكْردُهُم كَرْداً ساقَهم وطرَدَهِم ودفَعهم وخص بعضهم بالكَرْدِ سَوْقَ العَدُوّ في الحَمْلَة وفي حديث عثمان رضي الله عنه لما أَرادوا الدخول عليه لقتله جعل المغيرة بن الأَخفش يَحْمِلُ عليهم ويَكْردُهُم بسيفه أَي يَكُفُّهم ويطْردُهُم وفي حديث الحسن وذكر بيعة العقبة كان هذا المتكلم كَرَد القومَ قال لا والله أَي صَرَفَهم عن رأْيِهِم وردَّهم عنه والكَرْدُ العُنُقُ وقيل الكَعرْدُ لغة في القَرْدِ وهو مَجْثم الرأْسَ على العنق فارسيّ معرّب قال الشاعر فَطارَ بمَشْحُوذِ الحديدةِ صارِمٍ فَطَبَّقَ ما بَينَ الذُّؤَابَةِ والكَرْدِ وقال آخر وكنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه ضربناهُ دونَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ وقد روي هذا البيت وكنَّا ابذا العَبْسِيُّ نَبَّ عَتُودُه ضربناهُ بينَ الأُنْثَيَينِ على الكَرْدِ قال ابن بري البيت للفرزدق وصواب إِنشاده وكنا إِذا القَيْسِيُّ بالقاف والعَتُودُ ما اشتدّ وقوي من ذكور أَولاد المعز ونَبِيبُه صوته عند الهياج وأَراد بالأُنثيين هنا الأُذنين والحقيقة في الكْرد أَنه أَصل العُنق وفي حديث معاذ أَنه قَدِمَ على أَبى موسى باليمن وعنده رجل كان يهوديّاً فأَسلم ثمَّ تَهَوَّد فقال والله لا أَقعُدُ حتى تضرِبوا كَرْدَه أَي عنقه وأَنشد أَبو الهيثم يا رَبِّ بَدِّلْ قُرْبَه بِبُعْدِه واضربْ بحدِّ السيفِ عَظمَ كَرْدِه التهذيب في الرباعي ابن الأَعرابي خُذْ بِقَرْدَنِه وكَرْدَنِه وكَرْدِه أَي بقفاه والكُرْدُ الدَّبْرَة فارسي أَيضاً والجمع كُرُودٌ والكُرْدة كالكُرْد والكُرْد بالضم جيل من الناس معروف والجمع أَكراد وأَنشد لَعَمْرُكَ ما كُرْدٌ مِنَ آبناءِ فارِس ولكنه كُرْدُ بنُ عَمْرِو بنِ عامِرِ فنسبهم إِلى اليمن والكِرْدِيدةُ القِطْعَة العظيمة من التمر وهي أَيصاً جُلَّةُ التمر عن السيرافي قال الشاعر أَفلَحَ مَنْ كانتْ له كِرْدِيدَه يأْكلُ منها وهو ثانٍ جِيدَه وأَنشد أَبو الهيثم قد أَصْلَحَتْ قِدْراً لها بِأُطْرَه وأَبْلَغَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرِه من تَمْرِها واعْلَوَّطَتْ بسُحرَه الجوهري والكِرديد بالكسر ما يَبْقى في أَسفل الجُلَّةِ من جانبيها من التمر والجمع الكَرادِيدُ قال الشاعر القاعِدات فلا يَنْفَعْنَ ضَيْفَكُمُ والآكِلات بَقِيَّاتِ الكَرادِيدِ والكُرْدُ المَشارَةُ من المزارع ويجمع كُرْداً
( * قوله « ويجمع كرداً » كذا بالأصل ولعله كروداً كما تقدم له وهو القياس ويحتمل أنه أراد أن يكون كفلك مفرداً وجمعاً )

كزد
كَزْدٌ اسم موضع قال ابن دريد ولا أَدري ما حقيقة عربيته

كسد
الكَسادُ خِلافُ النَّفاقِ ونقِيضُه والفعل يَكْسُدُ وسُوق كاسدة
( * وقوله « وسوق كاسدة » كذا بإثبات الهاء وقال فيما بعد بلا هاء وهو نص الجوهري والقاموس فلعل فيه لغتين ) بائرة وكسَد الشيءُ كَساداً فهو كاسِد وكَسِيدٌ وسِلعة كاسدة وكَسَدَتِ السوقُ تَكْسُد كَساداً لم تَنْفَقْ وسوقٌ كاسدٌ بلا هاء وكسَدَ المتاعُ وغيره وكَسُدَ فهو كَسِيد كذلك وأَكسَد القومُ كَسَدَتْ سوقهم وقول الشاعر إِذْ كلُّ حَيٍّ نابِتٌ بأَرُومَةٍ نبْتَ العِضاهِ فَماجِدٌ وكَسِيدُ أَي دونٌ قال ابن بري البيت لمعاوية بن مالك وهو الذي يسمي مُعَوِّذ الحكماء سمي بذلك لقوله أُعَوِّذُ بَعْدَها الحكماءَ بَعْدِي إِذا ما الحَقُّ في الأَشْياعِ نابا وروي في الأَزمان نابا ومعنى البيت أَن الناس كالنبات فمنهم كرِيمُ المَنبتِ وغير كريمه

كشد
الليث الكَشْد صرب من الحَلْب بثلاث أَصابع ابن شميل الكَشْدُ والفَطْرُ والمَصْرُ سواء وهو الحَلْبُ بالسَّبَّابةِ والإِبهام وكَشَدَ الناقةَ يَكْشِدُها كَشْداً وهي كَشُود حَلَبها بثلاث أَصابع وناقة كَشُود وهي التي تُحْلب كَشْداً فَتَدِرُّ والكَشُودُ الصَّيِّقَةُ الإِحْلِيل من النُّوق القَصِيرة الخِلْفِ وكَشَدَ الشيءَ يَكْشِدُه كَشْداً قَطَعَه بأَسنانه قطْعاً كما يقطع القِثَّاء ونحوه ابن الأَعرابي الكُشُدُ الكثيروُ الكَسْب الكادُّون على عِيالهم الواصِلون أَرْحامَهم واحدهم كاشِدٌ وكَشُودٌ وكَشَدٌ

كغد
الكاغَدُ معروف وهو فارسي معرب

كلد
كَلَدَ الشيءَ كَلْداً وكَلَّدَه جَمَعَه وجعَل بعضَه على بعض أَنشد ابن الأَعرابي فلما ارْجَعَنُّوا واشتَرَيْنا خِيارَهُم وسارُوا أَسارَى في الحدِيدِ مُكَلَّدا والكَلَدَةُ الأَرض الصُّلْبَة والكَلَدَة قِطعة من الأَرض غليظة والكَلَدُ والكَلَنْدَى المكانُ الصُّلْبُ من غير حَصًى والعرب تقول ضَبٌّ كَلَدَة لأَنها لا تَحْفِرُ جُحْرَها إِلا في الأَرض الصُّلْبة وتَكَلَّد الرجل غَلُظَ لحمه وتَغَزَّرَ وذِيخٌ كالِدٌ قدِيمٌ وأَبو كَلَدَة من كُنى الضِّبْعانِ وكَلَدَةُ اسم رجل والحرث بن كَلَدة
( * قوله « والحرث بن كلدة » ضبط في القاموس بالقلم بفتح الكاف وسكون اللام وعبارة المصباح الكلدة القطعة الغليظة من الأرض والجمع كلد مثل قصبة وقصب وبالمفرد سمي ومنه الحرث بن كلدة الطبيب ) أَحد فُرسان العرب وشعَرائهم والكَلَنْدَى موضع والمُكْلَنْدِدُ الصُّلْبُ والمُكْلَنْدِدُ الشديدُ الخَلْقِ العظيمُ اللحياني اكلَنْدَى الرجلُ واكْلَنْدَدَ إِذا اشتدّ واكلَنْدَى البعير إِذا غلُظ واشتدّ مثل اعْلَنْدَى وبعير مُكْلَنْدٍ صُلْبٌ شديدٌ وعَمَّ به بعضهم فقال المُكْلَنْدِي الشديد واكْلَنْدَد عليه أَلقَى عليه بنفسه واكلَنْدَدَ تَقَبَّضَ وذكره الأَزهري في الرباعي أَيضاً

كلهد
كَلْهَدَةُ اسم رجل الأَزهري أَبو كَلْهَدةِ من كُنى العرب

كمد
الكَمْدُ والكُمْدَةُ تغيرُ اللونِ وذَهابُ صفائه وبقاءُ أَثَرِه وكَمَدَ لونُه إِذا تغيَّر ورأَيتُه كامِدَ اللون وفي حديث عائشة رضي الله عنها كانت إِحدانا تأْخُذُ الماءَ بيدها فَتَصُبُّ على رأْسها بإِحْدى يديها فَتُكْمِدُ شِقَّها الأَيمنَ الكَمْدَةُ تغيرُ اللونِ يقال أَكمَدَ الغَسَّالُ والقَصَّارُ الثوبَ إِذا لم يُنَقِّه ورجل كامدٌ وكَمِدٌ عابِسٌ والكَمعدُ هَمٌّ وحُزن لا يستطاع إِمضاؤه الجوهري الكَمَدُ الحزن المكتوم وكمَدَ القصَّارُ الثوبَ إِذا دَقَّه وهو كمَّادُ الثوبِ ابن سيده والكَمَد أَشدُّ الحزن كمِدَ كَمَداً وأَكْمَده الحزن وكَمِدَ الرجلُ فهو كَمِدٌ وكَمِيدٌ وتَكْمِيدُ العُضْوِ تسخينه بِخرَق ونحوها وذلك الكِمادِ بالكسر والكِمادَةُ خرْقة دَسِمَةٌ وسخَةٌ تسخن وتوضع على موضع الوجع فيستشفى بها وقد أَكْمَدَه فهو مَكْمود نادر ويقال كَمَدْتُ فلاناً إِذا وَجِعَ بعضُ أَعضائه فسَخَّنْتَ له ثوباً أَو غيره وتابعت على موضع الوجع فيجد له راحة وهو التكنيدُ وفي حديث جبير بن مطعم رأَيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعِيدَ بنَ العاصِ فَكَمَّده بخرقة وفي الحديث الكِمادُ أَحبّ إِليَّ من الكَيّ وروي عن عائشة رضي الله عنها أَنها قالت الكِمادُ مكان الكيّ والسَّعُوطُ مكانُ النفخ واللَّدُودُ مكان الغمْزِ أَي أَنه يُبْدَلُ منه ويَسُدُّ مَسَدَّه وهو أَسهل وأَهون وقال شمر الكِمادُ أَن تؤخَذَ خِرْقة فتُحْمَى بالنار وتوضع على موضع الوَرَم وهو كيّ من غير إِحراق وقولُها السَّعُوطُ مكان النفخ هو أَن يُشْتَكَى الحَلْقُ فيُنْفَخَ فيه فقالت السَّعوط خير منه وقيل النفخ دواء ينفخ بالقَصَب في الأَنف وقولها اللَّدُودُ مكان الغمز هو أَن تَسْقُطَ اللَّهاةُ فتُغمَزَ باليد فقالت اللَّدُودُ خير منه ولا تَغْمِزْ باليد

كمهد
الكُمَّهْدَةُ الكَمَرة عن كراع والكُمَّهْدَة الفَيْشَلة وقوله نَوَّامَةٌ وَقْتَ الضُّحَى ثَوْهَدَّهْ شفاؤها من دائها الكُمْهَدَّهْ قال وقد تكون لغة وقد يجوز أَن يكون غيَّر للضرورة واكْمَهَدَّ الفرخُ أَصابه مِثلُ الارتعاد وذلك إِذا زَقَّه أَبواه أَبو عمرو الكُمْهُدُ الكبيرُ الكُمَّهْدَةِ وهي الكوسلة إِنَّ لها بِكِنْهَِلِ الكَنَاهِلِ حَوْضاً يَرُدُّ رُكَّبَ النَّواهِلِ
( * قوله « إن لها إلخ » كذا بالأصل وهو بهذا الضبط بشكل القلم في معجم ياقوت وانظر ما مناسبة هذا البيت هنا إلا أن يكون البيت الذي بعده أو قبله فيه الشاهد وسقط من قلم المصنف أو الناسخ أو نحو ذلك )
أَراد يصائبه

كند
كَنَدَ يَكْنُدُ كُنوداً كَفَرَ النِّعْمَة ورجل كنَّادٌ وكَنُودٌ وقوله تعالى إِن الإِنسان لِرَبِّه لَكَنُود قيل هو الجَحُود وهو أَحسن وقيل هو الذي يأْكُل وحْدَه ويمْنَعُ رِفْدَه ويَضْرِب عَبْده قال ابن سيده ولا أَعرف له في اللغة أَصلاً ولا يسوغ أَيضاً مع قوله لربه وقال الكلبي لَكَنود لَكَفور بالنعمة وقال الحسن لَوَّام لربه يَعُدُّ المصيباتِ ويَنْسى النِّعَم وقال الزجاج لكنود معناه لكفور يعني بذلك الكافر وامرأَة كُنُدٌ وكَنُود كَفور للمواصلة قال النمر بن تولب يصف امرأَته كَنُودٌ لا تَمُنُّ ولا تُفادِي إِذا عَلِقَتْ حَبائِلُها بِرَهْنِ وقال أَبو عمرو كَنُود كَفور للمودّة وكَنَدَه أَي قطَعَه قال الأَعشى أَمِيطِي تُمِيطِي بِصُلْبِ الفؤاد وَصُول حِبالٍ وكَنَّادها وأَرض كَنُود لا تُنْبِتُ شيئاً وكِنْدَةُ أَبو قبيلة من العرب وقيل أَبو حيّ من اليمن وهو كَنْدَةُ بن ثَوْرٍ وكَنُودٌ وكنَّاد وكُنادة أَسماء

كنعد
الكَنْعَتُ ضَرْبٌ من السمك كالكَنْعَد قال وأُرى تاءه بدلاً والنون ساكنة والعين منصوبة وأَنشد قُلْ لِطِعامِ الأَزْدِ لا تَبْطَرُوا بالشِّيمِ والجِرِّيثِ والكَنْعَدِ وقال جرير كانوا إِذا جَعَلوا في صِيرِهِمْ بَصَلاً ثم اشْتَوَوا كَنْعَداً مِن مالحٍ جدَفَوا

كهد
كَهَدَ في المشي كَهْداً أَسْرَع وشيخ كَوْهَدٌ يُرْعَشُ من الكِبَر وقد اكْوَهَدَّ الشيخ والفَرْخُ إِذا ارْتَعَد الجوهري كَهَدَ الحِمارُ كَهَداناً أَي عدا وأَكْهَدْتُه أَنا واكْوَهَدَّ الفرخُ اكْوِهْداداً وهو ارتِعادُه إِلى أُمِّهِ لِتَزُقَّه وكَهَدَ إِذا أَلَحَّ في الطلب وأَكْهَدَ صاحبَه إِذا أَتعبه وهو في بيت الفرزدق مُوَقَّعَة بِبَيَاضِ الرُّكُود كَهُود اليَدَيْنِ مع المُكْهِدِ أَراد بِكَهُودِ اليدين الأَتانَ وبالمُكْهِد العَيْرَ كَهُودُ اليدين سريعة والمُكْهِدُ المُتْعِبُ ويقال أَصابه جَهْد وكَهْد ولقيني كاهِداً قد أَعيا ومُكْهَِداً وقد كَهَدَ وأَكْهَدَ وَكَدَه وأَكْدَه كل ذلك إِذا أَجْهَدَه الدُّو وب

كود
كادَ وُضِعَتْ لمقاربة الشيء فُعِلَ أَو لم يُفْعَلْ فمجرْدَةً تنبيء عن نفي الفعل ومقرونةً بالجحْد تنبئُ عن وقوع الفعل قال بعضهم في قوله تعالى أَكاد أُخفيها أُريد أُخفيها قال فكما جاز أَن توضع أُريد موضع أَكاد في قوله تعالى جداراً يريد أَن يَنْقَضَّ فكذلك أَكاد وأَنشد الأَخفش كادَتْ وكِدْتُ وتِلْكَ خيرُ إِرادَةٍ لو عادَ مِنْ لَهْوِ الصَّبابَةِ ما مَضَى وسنذكرها في كيد بعد هذه قال ابن سيده في ترجمة كود كادَ كَوْداً ومَكاداً ومَكادَةً هَمَّ وقارَبَ ولم يَفْعَل وهو بالياء أَيضاً وسنذكره ولا كَوْداً ولا همّاً أَي لا يَثْقُلَنَّ عليك وهو بالياء أَيضاً الليث الكَوْد مصدر كاد يكودُ كَوْداً ومَكاداً ومَكادَة تقول لمن يطلب إِليك شيئاً ولا تريد أَن تعطيه تقول لا ولا مَكادَةً ولا مَهَمَّةً ولا كَوْداً ولا هَمّاً ولا مَكاداً ولا مَهَمّاً ويقال ولا مَهَمَّة لي ولا مَكادة أَي لا أَهُمُّ ولا أَكادُ ولغة بني عديّ كُدْتُ أَفْعَل كذا بضم الكاف وحكاه سيبويه عن بعض العرب أَبو حاتم يقال لا ولا كيداً لك ولا همّاً وبعض العرب يقول لا أَفعل ذلك ولا كَوْداً بالواو قال وقال ابن العوَّام كادَ زيدٌ أَن يموتَ وأَن لا تَدْخل مع كاد ولا مع ما تصرَّف منها قال الله تعالى وكادُوا يَقْتُلُونَني وكذلك جميع ما في القرآن قال وقد يُدْخلون عليها أَنْ تشبيهاً بعَسَى قال رؤبة قد كادَ من طُولِ البِلَى أَنْ يَمْصَحا وقولهم عرف فلان ما يُكادُ منه أَي ما يرادُ منه وحكى أَبو الخطاب أَنَّ ناساً من العرب يقولون كِيدَ زيد يَفْعل كذا وما زِيلَ يفعل كذا يريدون كاد وزال فنقلوا الكسر إِلى الكاف كما نقلوا في فَعِلْت ابن بُزُرج يقال كم كاد يكاد هما يَتَكايدان وأَصحاب النحو يقولون يَتَكاوَدَان وهو خطأٌ والكَوْد كلُّ
( * قوله « والكود كل إلخ » في القاموس والكودة ما جمعت من تراب ونحوه ) ما جَمَعْتَه وجعلته كُثَباً من طعام وترابٍ ونحوه والجمع أَكوادٌ وكوَّدَ الترابَ جَمَعَه وجعله كُثْبَةً يمانيةٌ وكُوَادٌ وكوَيْدٌ اسمان

كيد
كاد يَفْعَل كذا كَيْداً قارَب قال ابن سيده قال سيبويه لم يستعملوا الاسم والمصدر اللذين في موضعهما يفعل في كاد وعَسَى يعني أَنهم لا يقولون كادَ فاعِلاً أَو فعْلاً فترك هذا من كلامهم للاستغناء بالشيء عن الشيء وربما خرج في كلامهم قال تأَبَّط شرًّا فأُبْتُ إِلى فَهْمٍ وما كِدْتُ آئباً وكم مِثلِها فارَقْتُها وهْيَ تَصْفرُ قال هكذا صحة هذا البيت وكذلك هو في شعره فأَما رواية من لا يضبطه وما كنت آئباً ولم أَكُ آئباً فلبعده عن ضبطه قال قال ذلك ابن جني قال ويؤكد ما رويناه نحن مع وجوده في الديوان أَن المعنى عليه أَلا ترى أَن معناه فأُبْتُ وما كِدْتُ أَؤُوبُ فأَما كنتُ فلا وجه لها في هذا الموضع ولا أَفعلُ ذلك ولا كيداً ولا هَمّاً قال ابن سيده وحكى سيبويه أَن ناساً من العرب يقولون كِيدَ زَيدٌ يفعل كذا وقال أَبو الخطاب وما زِيل يفعل كذا يريدون كادَ وزال فنقلوا الكسر إِلى الكاف في فَعِلَ كما نقلوا في فعِلْت وقد روي بيتُ أَبي خِراش وكِيدَ ضِباعُ القُفِّ يأْكُلْنَ جُثَّتي وكِيدَ خِراشٌ يومَ ذلك يَيْتَم قال سيبويه وقد قالوا كُدْتُ تَكادُ فاعتلت من فَعُلَ يفْعَل كما اعتلت تموت عن فَعِلَ يَفْعُلُ ولم يجئ تموت على ما كَثُرَ في فَعِلَ قال وقوله عز وجل أَكاد أَخفيها قال الأَحفَش معناه أُخفيها الليث الكَيْدُ من المَكِيدَة وقد كاده مَكِيدةً والكَيْدُ الخُبِثُ والمَكْرُ كاده يَكمِيدَُهُ كَيْداً ومَكِيدَةً وكذلك المكايَدةُ وكلُّ شيء تعالجُه فأَنت تَكِيدُه وفي حديث عمرو بن العاص ما قولك في عُقُولٍ كادها خالقها ؟ وفي رواية تلك عقولٌ كادها بارِئُها أَي أَرادها بسوء يقال كِدْتُ الرجلَ أَكِيدُه والكَيْدُ الاحتيالُ والاجتهاد وبه سميت الحرب كيداً وهو يَكِيدُ بنفسه كيداً يجود بها ويسوق سِياقاً وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على سعد بن معاذ وهو يَكِيدُِ بنفسه فقال حزاك الله من سيِّدِ قومٍ فقد صَدقْتَ اللهَ ما وعَدْتَه وهو صادقُك ما وعَدَك يكيدُ بنفسه يريد النَّزْعَ والكَيْدُ السَّوْقُ وفي حديث عمر رضي الله عنه تخرج المرأَة إِلى أَبيها يَكِيدُ بنفسه أَي عندَ نزع روحِه وموتِه الفراء العرب تقول ما كِدْت أَبْلُغُ إِليك وأَنت قد بلَغت قال وهذا هو وجه العربية ومن العرب من يدخل كاد ويكاد في اليقين وهو بمنزلة الظن أَصله الشك ثم يُجْعلُ يقيناً وقال الأَخفش في قوله تعالى لم يكد يراها حمل على المعنى وذلك أَنه لا يراها وذلك أَنك إِذا قلت كادَ يفعل إِنما تعني قارَب الفعل ولم يَفعل على صحة الكلام وهكذا معنى هذه الآية إِلا أَنَّ اللغة قد أَجازت لم يَكَد يَفْعل وقد فعَل بعد شدّة وليس هذا صحة الكلام لأَنه إِذا قال كادَ يفعل فإِنما يعني قارَبَ الفِعْل وإِذا قال لم يكَدُ يَفْعَل يقول لم يقارِبِ الفعل إِلا أَن اللغة جاءَت على ما فُسِّرَ قال وليس هو على صحة الكلمة وقال الفراء كلما أَخرج يده لم يكد يراها من شدّة الظلمة لأَنَّ أَقلَّ من هذه الظلمة لا تُرى اليد فيه وأَما لم يكد يقوم فقد قام هذا أَكثر اللغة ابن الأَنباري قال اللغويون كِدْتُ أَفْعَلُ معناه عند العرب قاربْتُ الفعل ولم أَفعل وما كِدْتُ أَفعَلُ معناه فَعَلْتُ بعد إِبْطاء قال وشاهده قوله تعالى فذبحوها وما كادوا يفعلون معناه فعلوا بعد إِبطاء لتعذر وِجْدانِ البقرة عليهم وقد يكون ما كِدْتُ أَفْعَلُ بمعنى ما فَعَلْتُ ولا قارَبْتُ إِذا أُكِّدَ الكلامُ بأَكادُ قال أَبو بكر في قولهم قد كاد فلان يَهْلِكُ معناه قد قاربَ الهلاكَ ولم يَهْلِكْ فإِذا قلت ما كاد فلانٌ يقوم فمعناه قام بعد إِبطاء وكذلك كاد يقوم معناه قارب القيامَ ولم يقم قال وهذا وجه الكلام ثم قال وتكون كاد صلة للكلام أَجاز ذلك الأَخفش وقطرب وأَبو حاتم واحتج قطرب بقول الشاعر سَريعٌ إِلى الهَيْجاءِ شاكٍ سِلاحهُ فما إِنْ يَكادُ قِرْنُه يَتَنَفَّسُ معناه ما يَتَنَفَّس قِرْنُه وقال حسان وتَكادُ تَكْسَلُ أَن تجيءَ فِراشَها معناه وتَكْسَل وقوله تعالى لم يكد يراها معناه لم يرها ولم يُقارِبْ ذلك وقال بعضهم رآها من بعد أَن لم يكد يراها من شدة الظلمة وقول أَبي ضبة الهذلي لَقَّيْتُ لَبَّتَه السِّنانَ فَكَبَّه مِنَّي تَكايُدُ طَعْنَة وتَأَيُّدُ قال السكري تَكايُدٌ تَشَدُّدٌ وكادت المرأَة حاضت ومنه حديث ابن عباس أَنه نظر إِلى جَوارٍ قد كِدْنَ في الطريق فأَمر أَن يَتَنَحَّيْنَ معناه حِضْنَ في الطريق يقال كادت تَكِيدُ كَيْداً إِذا حاضت وكادَ الرجلُ قاءَ والكَيْدُ القَيْءُ ومنه حديث قتادة إِذا بَلِغَ الصائمُ الكَيْدَ أَفطر قال ابن سيده حكاه الهروي في الغريبين ابن الأَعرابي الكَيْدُ صِياحُ الغُراب بجَهْد ويسمى إِجهادُ الغُرابِ في صياحه كيداً وكذلك القيء والكَيْدُ إِخراج الزَّنْد النارَ والكَيْدُ التدبير بباطل أَو حَقّ والكَيْدُ الحيض والكَيْدُ الحرب ويقال غزا فلان فلم يلق كَيْداً وفي حديث ابن عمر أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا غزوة كذا فرجع ولم يلق كَيْداً أَي حرباً وفي حديث صُلْح نَجْران أَن عليهم عاريةَ السلاح إِن كان باليمن كَيْدٌ ذات غَدْرٍ أَي حرب ولذلك أَنَّثها ابن بُزُرج يقال مِن كادهما يَتَكايَدان وأَصحاب النحو يقولون يتكاودان وهو خطأٌ لأَنهم يقولون إِذا حُمِلَ أَحدهم على ما يَكْره لا والله ولا كَيْداً ولا هَمًّا يريد لا أُكادُ ولا أُهَمُّ وحكى ابن مجاهد عن أَهل اللغة كاد يكاد كان في الأَصل كَيِدَ يَكْيَدُ وقوله عز وجل إِنهم يَكِيدُون كَيْداً وأَكِيدُ كَيْداً قال الزجاج يعني به الكفار إِنهم يُخاتلون النبي صلى الله عليه وسلم ويُظْهِرون ما هم على خلافه وأَكِيد كيداً قال كَيْد الله تعالى لهم استدراجهم من حيث لا يعلمون ويقال فلان يكيد أَمراً ما أَدْرِي ما هو إِذا كان يُرِيغُه ويَحْتالُ له ويسعى له ويَخْتِلُه وقال بَلَغُوا الأَمر الذي كادوا يريد طلبوا أَو أَرادوا وأَنشد أَبو بكر في كاد بمعنى أَراد للأَفوه فإِنْ تَجَمَّعَ أَوتادٌ وأَعْمِدَةٌ وساكِنٌ بَلَغُوا الأَمرَ الذي كادوا أَراد الذي أَرادوا وأَنشد كادَتْ وكِدْتُ وتلك خَيرُ إِرادةٍ لو كانَ مِنْ لَهْوِ الصَّبابةِ ما مَضَى قال معناه أَرادتْ وأَرَدْتُ قال ويحتمله قوله تعالى لم يكَدْ يراها لأَن الذي عايَنَ من الظلمات آيَسَه من التأَمل ليده والإِبصار إِليها قال ويراها بمعنى أَن يراها فلما أَسقط أَن رفع كقوله تعالى تأْمرونِّي أَعبُدُ معناه أَن أَعبد

لبد
لبَدَ بالمكان يَلْبُدُ لبُوداً ولَبِدَ لَبَداً وأَلبَدَ أَقام به ولَزِق فهو مُلْبِدٌ به ولَبَِدَ بالأَرض وأَلبَدَ بها إِذا لَزِمَها فأَقام ومنه حديث علي رضي الله عنه لرجلين جاءا يسأَلانه أَلبِدا بالأَرض
( * قوله « ألبدا بالأرض » يحتمل أنه من باب نصر أو فرح من ألبد وبالأخير ضبط في نسخة من النهاية بشكل القلم ) حتى تَفْهَما أَي أَقيما ومنه قول حذيفة حين ذكر الفتنة قال فإِن كان ذلك فالبُدُوا لبُودَ الراعِي على عصاه خلف غَنَمِه لا يذهبُ بكم السَّيلُ أَي اثْبُتُوا والزموا منازِلَكم كما يَعْتَمِدُ الراعي عصاه ثابتاً لا يبرح واقْعُدوا في بيوتكم لا تخرجوا منها فَتَهْلِكوا وتكونوا كمن ذهبَ به السيلُ ولَبَدَ الشيءُ بالشيءِ يَلْبُد ذا ركب بعضُه بعضاً وفي حديث قتادة الخُشوعُ في القلبِ وإِلبادِ البصر في الصلاة أَي إِلزامِه موضعَ السجود من الأَرض وفي حديث أَبي بَرْزةَ ما أُرى اليومَ خيراً من عِصابة مُلْبِدة يعني لَصِقُوا بالأَرض وأَخْملوا أَنفسهم واللُّبَدُ واللَّبِدُ من الرجال الذي لا يسافر ولا يَبْرَحُ مَنْزِلَه ولا يطلُب معاشاً وهو الأَلْيَسُ قال الراعي مِنْ أَمرِ ذي بَدَواتٍ لا تَزالُ له بَزْلاءُ يَعْيا بها الجَثَّامةُ اللُّبَدُ ويروى اللَّبِدُ بالكسر قال أَبو عبيد والكسر أَجود والبَزْلاءُ الحاجةُ التي أُحْكِمَ أَمرُها والجَثَّامةُ والجُثَمُ أَيضاً الذي لا يبرح من محلِّه وبَلْدِتِه واللَّبُودُ القُرادُ سمي بذلك لأَنه يَلْبد بالأَرض أَي يَلْصَق الأَزهري المُلْبِدُ اللاَّصِقُ بالأَرض ولَبَدَ الشيءُ بالأَرض بالفتح يَلْبُدُ لبُوداً تَلَبَّد بها أَي لَصِقَ وتَلَبَّد الطائرُ بالأَرض أَي جَثَمَ عليها وفي حديث أَبي بكر أَنه كان يَحْلُبُ فيقول أَأُلْبِدُ أَم أُرْغِي ؟ فإِن قالوا أَلْبِدْ أَلزَقَ العُلْبَةَ بالضَّرْع فحلب ولا يكون لذلك الحَلبِ رَغْوة فإِن أَبان العُلْبة رغا الشَّخْب بشدّة وقوعه في العلبة والمُلَبِّدُ من المطر الرَّشُّ وقد لَبَّد الأَرضَ تلبيداً ولُبَدٌ اسم آخر نسور لقمان بن عادٍ سماه بذلك لأَنه لَبِدَ فبقي لا يذهب ولا يموت كاللَّبِدِ من الرجال اللازم لرحله لا يفارقه ولُبَدٌ ينصرف لأَنه ليس بمعدول وتزعم العرب أَن لقمان هو الذي بعثته عاد في وفدها إِلى الحرم يستسقي لها فلما أُهْلِكُوا خُيِّر لقمان بين بقاء سبع بَعْرات سُمْر من أَظْبٍ عُفْر في جبل وَعْر لا يَمَسُّها القَطْرُ أَو بقاء سبعة أَنْسُرٍ كلما أُهْلِكَ نَسْرٌ خلَف بعده نسر فاختار النُّسُور فكان آخر نسوره يسمى لُبَداً وقد ذكرته الشعراء قال النابغة أَضْحَتْ خَلاءً وأَضْحَى أَهْلُها احْتُمِلوا أَخْنَى عليها الذي أَخْنَى على لُبَد وفي المثل طال الأَبَد على لُبَد ولُبَّدَى ولُبَّادَى ولُبادَى الأَخيرة عن كراع طائر على شكل السُّمانى إِذا أَسَفَّ على الأَرض لَبَِدَ فلم يكد يطير حتى يُطار وقيل لُبَّادى طائر تقول صبيان العرب لُبَّادى فَيَلْبُد حتى يؤْخذ قال الليث وتقول صبيان الأَعراب إِذا رأَوا السمانى سمُانَى لُبادَى البُدِي لا تُرَيْ فلا تزال تقول ذلك وهي لابدة بالأَرض أَي لاصِقة وهو يُطِيفُ بها حتى يأْخذها والمُلْبِدُ من الإِبل الذي يضرب فخذيه بذنبه فيلزَقُ بهما ثَلْطُه وبَعْرُه وخصَّصه في التهذيب بالفحل من الإِبل الصحاح وأَلبد البعير إِذا ضرب بذنبه على عجُزه وقد ثَلَطَ عليه وبال فيصير على عجزه لُِبْدَة من ثَلْطه وبوله وتَلَبَّد الشعَر والصوف والوَبَر والتَبَدَ تداخَلَ ولَزِقَ وكلُّ شعر أَو صوف مُلْتَبدٍ بعضُه على بعض فهو لِبْد ولِبْدة ولُبْدة والجمع أَلْباد ولُبُود على توهم طرح الهاء وفي حديث حميد بن ثور وبَيْنَ نِسْعَيْه خِدَبًّا مُلْبِدا أَي عليه لِبْدةٌ من الوَبَر ولَبِدَ الصوفُ يَلْبَدُ لَبَداً ولَبَدَه نَفَشَه
( * قوله « ولبده نفشه » في القاموس ولبد الصوف كضرب نفشه كلبده يعني مضعفاً ) بماء ثم خاطه وجعله في رأْس العَمَد ليكون وِقايةً للبجاد أَنْ يَخْرِقَه وكل هذا من اللزوق وتَلَبَّدَتِ الأَرض بالمطر وفي الحديث في صفة الغيث فَلَبَّدَتِ الدِّماثَ أَي جَعَلَتْها قَوِيَّةً لا تسُوخُ فيها الأَرْجُلُ والدِّماثُ الأَرَضون السَّهْلة وفي حديث أُم زرع ليس بِلَبِد فَيُتَوَقَّل ولا له عندي مُعَوَّل أَي ليسَ بمستمسك متلبد فَيُسْرَع المشيُ فيه ويُعْتَلى والتبد الورق أَي تَلَبَّد بعضه على بعض والتبدت الشجرة كثرت أَوراقها قال الساجع وعَنْكَثاً مُلْتَبِدا ولَبَّد النَّدى الأَرضَ وفي صفة طَلْح الجنة أَنّ الله يجعل مكان كل شوكة منها مِثْلَ خصوة التيس
( * قوله « خصوة التيس » هو بهذه الحروف في النهاية أيضاً ولينظر ضبط خصوة ومعناها ) المَلْبُود أَي المُكْتَنِزِ اللحم الذي لزم بعضه بعضاً فتلبَّدَ واللِّبْدُ من البُسُط معروف وكذلك لِبْدُ السرج وأَلْبَدَ السرْجَ عَمِلَ له لِبْداً واللُّبَّادةُ قَباء من لُبود واللُّبَّادة لِباس من لُبُود واللِّبْدُ واحد اللُّبُود واللِّبْدَة أَخص منه ولَبَّدَ شعَرَه أَلزقه بشيءٍ لَزِج أَو صمغ حتى صار كاللِّبد وهو شيء كان يفعله أَهل الجاهلية إِذا لم يريدوا أَن يَحْلِقُوا رؤُوسهم في الحج وقيل لَبَّد شعره حلقه جميعاً الصحاح والتلبيد أَن يجعل المحرم في رأْسه شيئاً من صمغ ليتلبد شعره بُقْياً عليه لئلا يَشْعَثَ في الإِحرام ويَقْمَلَ إِبْقاء على الشعر وإِنما يُلَبِّدُ من يطول مكثه في الإِحرام وفي حديث المحرم لا تُخَمّروا رأْسه فإنه يَبْعَث مُلَبِّداً وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه قال من لَبَّدَ أَو عَقَصَ أَو ضَفَرَ فعليه الحلق قال أَبو عبيد قوله لَبَّد يعني أَن يجعل المحرم في رأْسه شيئاً من صمغ أَو عسل ليتلبد شعره ولا يَقْمَل قال الأَزهري هكذا قال يحيى بن سعيد قال وقال غيره إِنما التلبيد بُقْياً على الشعر لئلا يَشْعَثَ في الإِحرام ولذلك أُوجب عليه الحلق كالعقوبة له وقال قال ذلك سفيان بن عيينة ومنه قيل لِزُبْرِة الأَسَد لِبْدَةٌ والأَسد ذو لبدة واللِّبْدة الشعر المجتمع على زبرة الأَسد وفي الصحاح الشعر المتراكب بين كتفيه وفي المثل هو أَمنع من لِبدة الأَسد والجمع لِبَد مثلِ قِرْبة وقِرَب واللُّبَّادة ما يلبس منها للمطر التهذيب في ترجمة بلد وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي ومُبْلِدٍ بينَ مَوْماةٍ ومَهْلَكةٍ جاوَزْتُه بِعَلاة الخَلْقِ عِلْيانِ قال المُبْلِدُ الحوض القديم ههنا قال وأَراد ملبد فقلب وهو اللاصق بالأَرض وما له سَبَدٌ ولا لَبَد السَّبَدُ من الشعر واللبَد من الصوف لتلبده أَي ما له ذو شعر ولا ذو صوف وقيل السبد هنا الوبر وهو مذكور في موضعه وقيل معناه ما له قليل ولا كثير وكان مال العرب الخيل والإِبل والغنم والبقر فدخلت كلها في هذا المثل وأَلبَدَتِ الإِبلُ إِذا أَخرج الربيع أَوبارَها وأَلوانها وحَسُنَتْ شارَتُها وتهيأَت للسمَن فكأَنها أُلْبِسَتْ من أَوبارها أَلباداً التهذيب وللأَسد شعر كثير قد يَلْبُد على زُبْرته قال وقد يكون مثل ذلك على سنام البعير وأَنشد كأَنه ذو لِبَدٍ دَلَهْمَس ومال لُبَد كثير لا يُخاف فَنَاؤه كأَنه التَبَدَ بعضُه على بعض وفي التنزيل العزيز يقول أَهلكت مالاً لُبَداً أَي جَمّاً قال الفراء اللُّبَد الكثير وقال بعضهم واحدته لُبْدةٌ ولُبَد جِماع قال وجعله بعضهم على جهة قُثَمٍ وحُطَم واحداً وهو في الوجهين جميعاً الكثير وقرأَ أَبو جعفر مالاً لُبَّداً مشدداً فكأَنه أَراد مالاً لابداً ومالانِ لابِدانِ وأَموالٌ لُبَّدٌ والأَموالُ والمالُ قد يكونان في معنى واحد واللِّبْدَة واللُّبْدة الجماعة من الناس يقيمون وسائرُهم يَظْعنون كأَنهم بتجمعهم تَلَبَّدوا ويقال الناس لُبَدٌ أَي مجتمعون وفي التنزيل العزيز وانه لما قامَ عبدُ الله يَدْعوه كادوا يكونون عليه لُبَداً وقيل اللِّبْدَةُ الجراد قال ابن سيده وعندي أَنه على التشبيه واللُّبَّدَى القوم يجتمعون من ذلك الأَزهري قال وقرئَ كادوا يكونون عليه لِبَداً قال والمعنى أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى الصبح ببطن نخلة كاد الجنُّ لما سمعوا القرآن وتعجَّبوا منه أَن يسْقُطوا عليه وفي حديث ابن عباس كادوا يكونون عليه لِبَداً أَي مجتمعين بعضهم على بعض واحدتها لِبْدَة قال ومعنى لِبَداً يركب بعضُهم بعضاً وكلُّ شيء أَلصقته بشيء إِلصاقاً شديداً فقد لَبَّدْتَه ومن هذا اشتقاق اللُّبود التي تُفْرَشُ قال ولِبَدٌ جمع لِبْدَة ولُبَدٌ ومن قرأَ لُبَداً فهو جمع لُبْدة وكِساءٌ مُلَبَّدٌ وإِذا رُقِعَ الثوبُ فهو مُلَبَّدٌ ومُلْبَدٌ ومَلْبود وقد لَبَدَه إِذا رَقَعَه وهو مما تقدم لأَن الرَّقْعَ يجتمع بعضه إِلى بعض ويلتزق بعضه ببعض وفي الحديث أَن عائشة رضي الله عنها أَخرجت إِلى النبي صلى الله عليه وسلم كساء مُلَبَّداً أَي مُرَقَّعاً ويقال لَبَدْتُ القَميصَ أَلْبُدُه ولَبَّدْتُه ويقال للخرقة التي يُرْقَعُ بها صدر القميص اللِّبْدَة والتي يرْقَعُ بها قَبُّه القَبِيلَة وقيل المُلَبَّدُ الذي ثَخُنَ وسَطه وصَفِقَ حتى صار يُشْبِهُ اللِّبْدَ واللِّبْدُ ما يسْقُط من الطَّرِيفةِ والصِّلِّيانِ وهو سَفاً أَبيض يسقط منهما في أُصولهما وتستقبله الريح فتجمعه حتى يصير كأَنه قطع الأَلْبادِ البيض إِلى أُصول الشعر والصِّلِّيانِ والطريفةِ فيرعاه المال ويَسْمَن عليه وهو من خير ما يُرْعى من يَبِيسِ العِيدان وقيل هو الكلأُ الرقيق يلتبد إِذا أَنسَلَ فيختلط بالحِبَّة وقال أَبو حنيفة إِبِلٌ لَبِدةٌ ولَبادَى تشَكَّى بطونَها عن القَتادِ وقد لَبِدَتْ لَبَداً وناقة لَبِدَة ابن السكيت لَبِدَتِ الإِبِل بالكسر تَلْبَدُ لَبَداً إِذا دَغِصَتْ بالصِّلِّيان وهو التِواءٌ في حَيازيمِها وفي غلاصِمِها وذلك إِذا أَكثرت منه فَتَغصُّ به ولا تمضي واللَّبيدُ الجُوالِقُ الضخم وفي الصحاح اللَّبِيدُ الجُوالِقُ الصغير وأَلْبَدْتُ القِرْبةَ أَي صَيَّرْتُها في لَبيد أَي في جوالق وفي الصحاح في جوالق صغير قال الشاعر قلتُ ضَعِ الأَدْسَم في اللَّبيد قال يريد بالأَدسم نِحْيَ سَمْن واللَّبِيدُ لِبْدٌ يخاط عليه واللَّبيدَةُ المِخْلاة اسم عن كراع ويقال أَلْبَدْت الفرسَ فهو مُلْبَد إِذا شدَدْت عليه اللِّبْد وفي الحديث ذكر لُبَيْداءَ وهي الأَرض السابعة ولَبِيدٌ ولابِدٌ ولُبَيْدٌ أَسماء واللِّبَدُ بطون من بني تميم وقال ابن الأَعرابي اللِّبَدُ بنو الحرث ابن كعب أَجمعون ما خلا مِنْقَراً واللُّبَيْدُ طائر ولَبِيدٌ اسم شاعر من بني عامر

لتد
لَتَدَه بيده كوَكَزَه

لثد
لَثَدَ المتاعَ يَلْثِدُه لَثْداً وهو لَثِيدٌ كَرَثَدَه فهو لَثِيد ورَثِيد ولَثَدَ القَصْعة بالثريد مثل رَثَدَ جمع بعضه إِلى بعض وسوّاه واللِّثْدَة والرِّثْدة الجماعة يقيمون ولا يَظْعَنون

لحد
اللَّحْد واللُّحْد الشَّقُّ الذي يكون في جانب القبر موضِع الميت لأَنه قد أُمِيل عن وسَط إِلى جانبه وقيل الذي يُحْفر في عُرْضه والضَّريحُ والضَّريحة ما كان في وسطه والجمع أَلْحَادٌ ولحُود والمَلْحود كاللحد صفة غالبة قال حتى أُغَيَّبَ في أَثْناءِ مَلْحود ولَحَدَ القبرَ يَلْحَدُه لَحْداً وأَلْحَدَه عَمِلَ له لحْداً وكذلك لَحَدَ الميتَ يَلْحَدُه لَحْداً وأَلْحَده ولَحَد له وأَلْحَدَ وقيل لَحَده دفنه وأَلْحَده عَمِلَ له لَحْداً وفي حديث دفْن النبي صلى الله عليه وسلم أَلْحِدُوا لي لَحْداً وفي حديث دفنه أَيضاً فأَرسَلُوا إِلى اللاحدِ والضارِحِ أَي إِلى الذي يَعْمَلُ اللَّحْدَ والضَّريحَ الأَزهريّ قبر مَلْحود له ومُلْحَد وقد لَحَدوا له لَحْداً وأَنشد أَناسِيّ مَلْحود لها في الحواجب شبه إِنسان
( * قوله « شبه إنسان إلخ » كذا بالأصل والمناسب شبه الموضع الذي يغيب فيه إنسان العين تحت الحاجب من تعب السير اللحد )
العين تحت الحاجب باللحد وذلك حين غارت عيون الإِبل من تعَب السيْر أَبو عبيدة لحَدْت له وأَلحَدْتُ له ولَحَدَ إِلى الشيء يَلْحَدُ والتَحَدَ مال ولحَدَ في الدِّينِ يَلْحَدُ وأَلحَدَ مالَ وعدَل وقيل لَحَدَ مالَ وجارَ ابن السكيت المُلْحِدُ العادِلُ عن الحق المُدْخِلُ فيه ما ليس فيه يقال قد أَلحَدَ في الدين ولحَدَ أَي حاد عنه وقرئ لسان الذي يَلْحَدون إِليه والتَحَدَ مثله وروي عن الأَحمر لحَدْت جُرْت ومِلْت وأَلحدْت مارَيْت وجادَلْت وأَلحَدَ مارَى وجادَل وأَلحَدَ الرجل أَي ظلَم في الحَرَم وأَصله من قوله تعالى ومَن يُرِدْ فيه بِإِلحادٍ بظلم أَي إِلحاداً بظلم والباء فيه زائدة قال حميد بن ثور قَدْنَي من نَصْرِ الخُبَيْبَيْنِ قَدي ليس الإِمامُ بالشَّحِيح المُلْحِدِ أَي الجائر بمكة قال الأَزهري قال بعض أَهل اللغة معنى الباء الطرح المعنى ومن يرد فيه إِلحاداً بظلم وأَنشدوا هُنَّ الحَرائِرُ لا رَبَّاتُ أَخْمِرةٍ سُودُ المَحاجِرِ لا يَقْرأْنَ بالسُّوَرِ المعنى عندهم لا يَقْرأْنَ السُّوَر قال ابن بري البيت المذكور لحميد بن ثور هو لحميد الأَرقط وليس هو لحميد بن ثور الهلالي كما زعم الجوهري قال وأَراد بالإِمام ههنا عبد الله بن الزبير ومعنى الإِلحاد في اللغة المَيْلُ عن القصْد ولَحَدَ عليَّ في شهادته يَلْحَدُ لَحْداً أَثِمَ ولحَدَ إِليه بلسانه مال الأَزهري في قوله تعالى لسان الذين يلحدون إِليه أَعجمي وهذا لسان عربي مبين قال الفراء قرئ يَلْحَدون فمن قرأَ يَلْحَدون أَراد يَمِيلُون إِليه ويُلْحِدون يَعْتَرِضون قال وقوله ومن يُرِدْ فيه بِإِلحاد بظلم أَي باعتراض وقال الزجاج ومن يرد فيه بإِلحادٍ قيل الإِلحادُ فيه الشك في الله وقيل كلُّ ظالم فيه مُلْحِدٌ وفي الحديث احتكارُ الطعام في الحرم إِلحادٌ فيه أَي ظُلْم وعُدْوان وأَصل الإِلحادِ المَيْلُ والعُدول عن الشيء وفي حديث طَهْفَةَ لا تُلْطِطْ في الزكاةِ ولا تُلْحِدُ في الحياةِ أَي لا يَجْري منكم مَيْلٌ عن الحق ما دمتم أَحياء قال أَبو موسى رواه القتيبي لا تُلْطِطْ ولا تُلْحِدْ على النهي للواحد قال ولا وجه له لأَنه خطاب للجماعة ورواه الزمخشري لا نُلْطِطُ ولا نُلْحِدُ بالنون وأَلحَدَ في الحرم تَرَك القَصْدَ فيما أُمِرَ به ومال إِلى الظلم وأَنشد الأَزهري لَمَّا رَأَى المُلْحِدُ حِينَ أَلْحَما صَواعِقَ الحَجَّاجِ يَمْطُرْنَ الدّما قال وحدثني شيخ من بني شيبة في مسجد مكة قال إِني لأَذكر حين نَصَبَ المَنْجَنِيق على أَبي قُبَيْس وابن الزبير قد تَحَصَّنَ في هذا البيت فجعَلَ يَرْميهِ بالحجارة والنِّيرانِ فاشْتَعَلَتِ النيرانُ في أَسْتارِ الكعبة حتى أَسرعت فيها فجاءَت سَحابةٌ من نحو الجُدّةِ فيها رَعْد وبَرْق مرتفعة كأَنها مُلاءَة حتى استوت فوق البيت فَمَطَرَتْ فما جاوز مطَرُها البيتَ ومواضِعَ الطوافِ حتى أَطفَأَتِ النارَ وسالَ المِرْزابُ في الحِجْر ثم عَدَلَتْ إِلى أَبي قُبَيْس فرمت بالصاعقة فأَحرقت المَنْجَنِيق وما فيها قال فحدَّثْت بهذا الحديث بالبصرة قوماً وفيهم رجل من أَهل واسِط وهو ابن سُلَيْمان الطيَّارِ شَعْوَذِيّ الحَجَّاج فقال الرجل سمعت أَبي يحدث بهذا الحديث قال لمَّا أَحْرَقَتِ المَنْجَنِيقَ أَمْسَك الحجاجُ عن القتال وكتب إِلى عبد الملك بذلك فكتب إِليه عبد الملك أَما بعد فإِنّ بني إِسرائيل كانوا إِذا قَرَّبوا قُرْباناً فتقبل منهم بعث الله ناراً من السماء فأَكلته وإِن الله قد رضي عملك وتقبل قُرْبانك فَجِدَّ في أَمْرِكَ والسلام والمُلْتَحَدُ المَلْجَأُ لأَن اللاَّجِئَ يميل إِليه قال الفراء في قوله ولن أَجِدَ من دُونه مُلْتَحَداً إِلا بلاغاً من اللهِ ورِسالاتِه أَي مَلْجَأً ولا سَرَباً أَلجَأُ إِليه واللَّجُودُ من الآبار كالدَّحُولِ قال ابن سيده أُراه مقلوباً عنه وأَلْحَدَ بالرجل أَزْرى بِحلْمه كأَلْهَدَ ويقال ما على وجْه فلانٍ لُحادةُ لَحْم ولا مُزْعةُ لحم أَي ما عليه شيء من اللحم لهُزالِه وفي الحديث حتى يَلْقى اللَّهَ وما على وجْهِه لُحادةٌ من لحْم أَي قِطْعة قال الزمخشري وما أُراها إِلا لحُاتة بالتاء من اللحْت وهو أَن لا يَدَع عند الإِنسان شيئاً إِلا أَخَذَه قال ابن الأَثير وإِن صحت الرواية بالدال فتكون مبدلة من التاء كدَوْلَجٍ في تَوْلَج

لدد
اللَّديدانِ جانبا الوادي واللَّديدانِ صَفْحتا العُنُق دون الأُذنين وقيل مَضْيَعَتاه وعَرْشاه قال رؤْبة على لَديدَيْ مُصْمَئِلٍّ صَلْخاد ولَديدا الذَّكَر ناحِيتاهُ ولَديدا الوادي جانباه كل واحد منهما لَديدٌ أَنشد ابن دريد يَرْعُوْنَ مُنْخَرقَ اللَّديدِ كأَنهم في العزِّ أُسْرَةُ صاحِبٍ وشِهابِ وقيل هما جانبا كلِّ شيء والجمع أَلِدَّةٌ أَبو عمرو اللَّديدُ ظاهر الرقبة وأَنشد كلُّ حُسام مُحْكَمِ التَّهْنِيدِ يَقْضِبُ عند الهَزِّ والتَّحْريدِ سالِفَةَ الهامةِ واللَّديدِ وتَلَدَّدَ تَلَفَّتَ يميناً وشمالاً وتحير مُتَبَلِّداً وفي الحديث حين صُدَّ عن البيت أَمَرْتُ الناس فإِذا هم يَتَلَدَّدُون أَي يَتَلَبَّثُون والمُتَلَدَّدُ العُنق منه قال الشاعر يذكر ناقة بَعِيدة بين العَجْبِ والمُتَلَدَّدِ أَي أَنها بعيدة ما بين الذنَب والعُنُق وقولهم ما لي عنه مُحْتَدٌّ ولا مُلْتَدٌّ أَي بُدٌّ واللَّدُودُ ما يُصَبُّ بالمُسْعُط من السقْي والدَّواء في أَحد شِقّي الفم فَيَمُرُّ على اللَّديد وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال خَيْرُ ما تَداوَيْتُمْ به اللَّدودُ والحِجامةُ والمَشِيُّ قال الأَصمعي اللَّدود ما سُقِيَ الإِنسان في أَحدِ شقَّيِ الفم ولديدا الفم جانباه وإِنما أُخذ اللَّدُودُ من لديدَيِ الوادي وهما جانباه ومنه قيل للرجل هو يَتَلَدَّدُ إِذا تَلَفَّت يميناً وشمالاً ولَدَدْتُ الرجل أَلُدُّهُ لَدّاً إِذا سقيتَه كذلك وفي حديث عثمان فَتَلَدَّدْت تَلَدُّد المضطرّ التلَدُّدُ التلفت يميناً وشمالاً تحيراً مأْخوذ من لَديدَيِ العنق وهما صفحتاه الفراء اللَّدُّ أَنْ يؤخَذَ بلسان الصبي فَيُمَدَّ إِلى أَحد شِقَّيْه ويُوجَر في الآخر الدواءُ في الصدَف بين اللسان وبين الشِّدْق وفي الحديث أَنه لُدَّ في مرضه فلما أَفاق قال لا يبقى في البيت أَحدٌ إِلا لُدَّ فَعَل ذلك عقوبة لهم لأَنهم لَدُّوه بغير إِذنه وفي المثل جرى منه مَجْرى اللَّدُود وجمعه أَلِدَّة وقد لدّ الرجلُ فهو مَلْدُودٌ وأَلْدَدْتُه أَنا والتَدَّ هو قال ابن أَحمر شَرِبْتُ الشُّكاعى والتَدَدْتُ أَلِدَّةً وأَقْبَلْتُ أَفواهَ العُرُوق المَكاوِيا والوَجُور في وسَط الفم وقد لَدَّه به يَلُدُّه لَدّاً ولُدوداً بضم اللام عن كراع ولَدّه إِياه قال لَدَدْتُهُمُ النَّصِيحةَ كلَّ لَدٍّ فَمَجُّوا النُّصْحَ ثم ثَنَوا فَقاؤوا استعمله في الاعراض وإِنما هو في الأَجسام كالدواء والماء واللَّدودُ وجع يأْخذ في الفم والحلق فيجعل عليه دواء ويوضع على الجبهة من دمه ابن الأَعرابي لَدَّد به ونَدَّدَ به إِذا سَمَّع به ولَدَّه عن الأَمر لَدّاً حبَسَه هُذَلِيَّةٌ ورجل شَديد لَديدٌ والأَلَدُّ الخَصِمُ الجَدِلُ الشَّحِيحُ الذي لا يَزيغُ إِلى الحق وجمعه لُدّ ولِدادٌ ومنه قول عمر رضي الله عنه لأُم سلمة فأَنا منهم بين أَلْسِنَةٍ لِدادٍ وقلوب شِداد وسُيوف حِداد والأَلَنْدَدُ واليَلَنْدَد كالأَلَدِّ أَي الشديد الخصومة قال الطرِمَّاح يصف الحرباء يُضْحِي على سُوقِ الجُذُولِ كَأَنه خَصْمٌ أَبَرَّ على الخُصُومِ يَلَنْدَدُ قال ابن جني همزة أَلَنْدَد وياء يلَنْدد كلتاهما للإِلحاق فإِن قلت فإِذا كان الزائد إِذا وقع أَولاً لم يكن للإِلحاق فكيف أَلحقوا الهمزة والياء في أَلَنْدد ويلَنْدد والدليل على صحة الإِلحاق ظهور التضعيف ؟ قيل إِنهم لا يلحقون بالزائد من أَول الكلمة إِلا أَن يكون معه زائد آخر فلذلك جاز الإِلحاق بالهمزة والياء في أَلندد ويلندد لما انضم إِلى الهمزة والياء من النون وتصغير أَلندد أُلَيْد لأَن أَصله أَلد فزادوا فيه النون ليلحقوه ببناء سفرجل فلما ذهبت النون عاد إِلى أَصله ولَدَدْتَ لَدَداً صِرْت أَلَدَّ ولَدَدْتُه أَلُدُّه لَدّاً خصَمْتُه وفي التنزيل العزيز وهو أَلَدُّ الخِصام قال أَبو إِسحق معنى الخَصِم الأَلَدِّ في اللغة الشديدُ الخصومة الجَدِل واشتقاقه مِن لَديدَيِ العنق وهما صفحتاه وتأْويله أَن خَصْمَه أَيّ وجه أَخَذ من وجوه الخصومة غلبه في ذلك يقال رجل أَلَدُّ بَيِّنُ اللَّدَد شديد الخصومة وامرأَة لَدَّاء وقوم لُدٌّ وقد لَدَدْتَ يا هذا تَلُدُّ لَدَداً ولَدَدْتُ فلاناً أَلُدُّه إِذا جادلته فغلبته وأَلَدَّه يَلُدُّه خصمه فهو لادٌّ ولَدُود قال الراجز أَلُدُّ أَقرانَ الخُصُوم اللُّدِّ ويقال ما زلت أُلادُّ عنك أَي أُدافِع وفي الحديث إِنَّ أَبْغَضَ الرجالِ إِلى الله الأَلَدُّ الخَصِمُ أَي الشديد الخصومة واللَّدَد الخُصومة الشديدة ومنه حديث علي كرم الله وجهه رأَيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت يا رسول الله ماذا لقِيتُ بعدك من الأَوَدِ واللَّدَد ؟ وقوله تعالى وتنذر به قوماً لُدّاً قيل معناه خُصَماءُ عُوج عن الحق وقيل صُمٌّ عنه قال مهدي بن ميمون قلت للحسن قوله وتنذر به قوماً لُدّاً قال صُمّاً واللَّدُّ بالفتح الجُوالِقُ قال الراجز كأَن لَدَّيْهِ على صَفْحِ جَبَل واللديد الرَّوْضة
( * قوله « واللديد الروضة » كذا بالأصل وفي القاموس وبهاء الروضة )
الخضراء الزَّهْراءُ ولُدٌّ موضع وفي الحديث في ذكر الدجال يقتله المسيح بباب لُدّ لُدٌّ موضع بالشام وقيل بِفِلَسْطين وأَنشد ابن الأَعرابي فَبِتُّ كأَنَّني أُسْقَى شَمُولاً تَكُرُّ غَرِيبَةً مِن خَمْرِ لُدٍّ ويقال له أَيضاً اللُّدُّ قال جميل تَذَكَّرْتُ مَنْ أَضْحَتْ قُرَى اللُّدِّ دُونَه وهَضْبٌ لِتَيْما والهِضابُ وُعُورُ التهذيب ولُدُّ اسم رَمْلة بضم اللام بالشام واللَّدِيدُ موضع قال لبيد تَكُرُّ أَخادِيدُ اللَّدِيدِ عَليْهِمُ وتُوفَى جِفانُ الصيفِ مَحْضاً مُعَمِّما ومِلَدٌّ اسم رجل

لسد
لَسَدَ الطلَى أُمه يَلْسِدُها ويَلْسَدُها لَسْداً رضعها مثال كَسَرَ يَكْسِرُ كَسْراً وحكى أَبو خالد في كتاب الأَبواب لَسِدَ الطلى أُمه بالكسر لَسَداً بالتحريك مثل لَجِذَ الكلبُ الإِناءَ لَجَذاً وقيل لسدها رضع جميع ما في ضرعها وأَنشد النضر لا تَجْزَعَنَّ على عُلالةِ بَكْرَةٍ نَسْطٍ يُعارِضُها فَصِيلٌ مِلْسَدُ قال اللَّسْدُ الرضْع والمِلْسَدُ الذي يَرْضَعُ من الفُصلانِ ولَسَد العَسَلَ لَعِقَه ولَسَدت الوحشيَّةُ ولَدَها لَعِقَتْه ولَسَدَ الكلبُ الإِناءَ ولَسِدَه يَلْسِدُه لَسْداً لَعِقَه وكل لَحْسٍ لَسْد

لغد
اللُّغْدُ باطنُ النَّصِيل بين الحنك وصَفْقِ العُنُق وهما اللُّغْدُودان وقيل هو لحمة في الحلق والجمع أَلغاد وهي اللَّغاديد اللحْمات التي بين الحنك وصفحة العنق وفي الحديث يُحْشى به صدرُه ولغادِيدُه هي جمع لُغْدود وهي لحمة عند اللَّهواتِ واحدها لُغْدود قال الشاعر أَيْها إِليْكَ ابنَ مِرْداسٍ بِقافِيَةٍ شَنْعاءَ قد سَكَنَتْ منه اللَّغاديدا وقيل الأَلْغادُ واللَّغادِيدُ أُصُول اللَّحْيَينِ وقيل هي كالزوائد من اللحم تكون في باطن الأُذنين من داخل وقيل ما أَطاف بأَقصى الفم إِلى الحلق من اللحم وقيل هي في موضع النَّكَفَتَينِ عند أَصل العنق قال وإِنْ أَبَيْتَ فإِنِّي واضِعٌ قَدَمِي على مَراغِمِ نَفَّاخِ اللَّغادِيد أَبو عبيد الأَلْغادُ لَحْمات تكون عند اللَّهَواتِ واحدها لُغْد وهي اللَّغانِينُ واحدها لُغْنون أَبو زيد اللُّغْدُ مُنتهى شحمة الأُذن من أَسفلها وهي النَّكَفَة قال واللَّغانين لحم بين النَّكَفَتَينِ واللسانِ من باطن ويقال لها من ظاهر لَغادِيدُ واحدها لُغْدود وَوَدَجٌ ولُغْنون وجاءَ مُتَلَغِّداً أَي مُتَغَضِّباً مُتَغَيِّظاً حَنِقاً ولَغَدْت الإِبِلَ العَوانِد إِذا رَدَدْتَها إِلى القَصْدِ والطريقِ التهذيب اللَّغْدُ أَن تُقِيمَ الإِبِلَ على الطريق يقال قد لَغَدَ الإِبل وجادَ ما يَلْغَدُها منذُ الليل أَي يقيمها للقصد قال الراجز هلْ يُورِدَنَّ القومَ ماءً بارِداً باقي النَّسِيمِ يَلْغَدُ اللَّواغِدا ؟
( * قوله « اللواغدا » كتب بخط الأصل بحذاء اللواغدا مفصولاً عنه الملاغدا بواو عطف قبله إشارة إلى أنه ينشد بالوجهين )

لقد
التهذيب أَصله قَدْ وأُدخلت اللام عليها توكيداً قال الفراء وظن بعض العرب أَن اللام أَصلية فأَدخل عليها لاماً أُخرى فقال لَلَقَدْ كانوا على أَزْمانِنا للصَّنِيعَينِ لِبَأْسٍ وتُقَى

لكد
لَكِدَ الشيءُ بِفِيهِ لَكَداً إِذا أَكل شيئاً لَزجاً فَلَزِقَ بفيه من جَوْهَرِه أَو لَوْنِه ولَكِدَ به لَكَداً والتَكَدَ لَزِمَه فلم يُفارِقْه وعُوتِبَ رجل من طَيّءٍ في امرأَته فقال إِذا التَكَدَتْ بما يَسُرُّني لم أُبالِ أَن أَلْتَكِدَ بما يسوءُها قال ابن سيده هكذا حكاه ابن الأَعرابي لم أُبالِ بإِثبات الأَلف كقولك لم أُرامِ وقال الأَصمعي تَلَكَّد فلانٌ فلاناً إِذا اعتنقه تَلَكُّداً ويقال رأَيت فلاناً مُلاكِداً فلاناً أَي مُلازِماً وتَلَكَّدَ الشيءُ لَزِمَ بعضُه بعضاً وفي حديث عطاء إِذا كان حَوْلَ الجُرْحِ قَيْح ولَكِدَ فَأَتْبِعْه بصوفة فيها ماء فاغْسِله يقال لَكِدَ الدمُ بالجلد إِذا لَصِقَ ولَكَدَه لَكْداً ضَرَبه بيده أَو دَفَعَه ولاكَدَ قَيْدَه مشى فنازَعه القَيْدُ خِطاءه
( * قوله « خطاءه » بالمد جمع خطوة بالفتح كركوة وركاء أفاده في الصحاح )
ويقال إِن فلاناً يُلاكِدُ الغُلَّ ليلَته أَي يُعالِجُه قال أُسامة الهذلي يصف رامياً فَمَدّ ذِراعَيْهِ وأَجْنَأَ صُلْبَه وفَرَّجَها عَطْفَى مُمَرٍّ مُلاكدِ ويقال لَكِدَ الوسخُ بيده ولَكِدَ شعَرُهُ إِذا تَلَبَّدَ الأَصمعي لَكِدَ عليه الوسَخُ بالكسر لَكَداً أَي لَزِمَه ولَصِقَ به ورجل لَكِدٌ نَكِدٌ لَحِزٌ عَسِيرٌ لَكِدَ لَكَداً قال صخر الغَيّ واللهِ لو أَسْمَعَتْ مَقالَتَها شَيْخاً مِنَ الزُّبِّ رأْسُه لَبِدُ لَفاتَحَ البَيْعَ يومَ رُؤْيَتِها وكان قَبْلُ ابِتياعُه لَكِدُ والأَلْكَدُ اللئيمُ المُلْزَقُ بالقوم وأَنشد يُناسِبُ أَقواماً لِيُحْسَبَ فِيهِمُ ويَتْرُكُ أَصلاً كانَ مِن جِذْمِ أَلْكَدَا ولَكَّادٌ ومُلاكِدٌ اسمان والمِلْكَدُ شِبْهُ مُدُقٍّ يُدَقُّ به

لمد
أَهمله الليث وروى أَبو عمرو اللَّمْدُ التواضعُ بالذلِّ

لهد
أَلهَدَ الرجلُ ظَلَمَ وجارَ وأَلْهَدَ به أَزْرَى وأَلْهَدْتُ به إِلهاداً وأَحْضَنْتُ به إِحْضاناً إِذا أَزْرَيتَ به قال تَعَلَّمْ هَداكَ اللَّهُ أَن ابنَ نَوْفَلٍ بِنا مُلْهِدٌ لو يَمْلِكُ الضَّلْعَ ضالِعُ والبعيرُ اللَّهِيدُ الذي أَصابَ جَنْبَه ضَغْطَةٌ من حِمْل ثقيل فأَورثه داءً أَفسد عليه رِئَتَهُ فهو مَلْهُود قال الكميت نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهِيدَ مِن الكُو مِ ولم نَدْعُ مَن يُشِيطُ الجَزُورا واللَّهِيدُ من الإِبل الذي لَهَدَ ظهرَه أَو جنبه حِمْل ثقيل أَي ضَغَطَه أَو شَدَخَه فَوَرِمَ حتى صارَ دَبِراً وإِذا لُهِدَ البعيرُ أُخْلِيَ ذلك الموضعُ من بِدادَيِ القَتَبِ كي لا يَضْغَطَه الحِمل فيزداد فساداً وإِذا لم يُخْلَ عنه تفتحت اللَّهْدَة فصارت دَبَرَة ولَهَدَه الحِمْلُ يَلْهَدُه لَهْداً فهو مَلْهُود ولَهِيدٌ أَثقله وضَغَطه واللَّهْدُ انفراج يُصيبُ الإِبل في صدورها من صَدْمة أَو ضَغْطِ حِمْل وقيل اللَّهْدُ ورَمٌ في الفريصة من وعاء يُلِحُّ على ظهر البعير فَيَرِمُ التهذيب واللهد داء يأْخذ الإِبل في صدورها وأَنشد تَظْلَعُ من لَهْدٍ بها ولَهْد ولَهَدَ القومُ دوابَّهم جَهَدُوها وأَحْرَثوها قال جرير ولقد تَرَكتُكَ يا فَرَزدقُ خاسِئاً لمَّا كَبَوْتَ لدى الرِّهانِ لَهِيدا أَي حَسِيراً واللَّهْدُ داء يصيبُ الناس في أَرجلهم وأَفخاذهم وهو كالانفراج واللهد الضرب في الثديين وأُصول الكَتِفَينِ ولَهَدَه يَلْهَدُه لَهْداً ولَهَّده غَمَزه قال طرفة بَطِيءٍ عن الجُلَّى سَرِيعٍ إِلى الخَنَى ذَلولٍ بإِجْماعِ الرجالِ مُلَهَّدِ الليث اللَّهْدُ الصدمة الشديدة في الصدر ولَهَدَه لَهْداً أَي دفعه لذُلِّه فهو ملهود وكذلك لَهَّده قال طرفة وأَنشد البيت ذَلُولٍ بإِجماعِ الرجالِ مُلَهَّدِ أَي مُدَفَّع وإِنما شدد للتكثير الهوازني رجل مُلَهَّد أَي مُسْتَضْعَفٌ ذليل ويقال لَهَدْتُ الرجل أَلهَدُه لهْداً أَي دفعته فهو ملهود ورجل مُلَهَّد إِذا كان يُدَفَّع تدفيعاً من ذُلِّه وفي حديث ابن عمر لو لقيتُ قاتِلَ أَبي في الحرم ما لَهَدْته أَي ما دفَعْتُه واللَّهْد الدَّفْعُ الشديد في الصدر ويروى ما هِدْته أَي حَرَّكْته وناقة لَهِيدٌ غَمَزَها حِمْلُها فَوَثَأَها عن اللحياني ولَهَدَ ما في الإِناءِ يَلْهَدُه لَهْداً لَحِسَه وأَكله قال عدي ويَلْهَدْنَ ما أَغْنى الوَليُّ فلم يُلِثْ كأَنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعا لم يُلِثْ لم يبطئ أَن ينبت والنِّهاءُ الغُدُر فشبه الرياض
( * قوله « فشبه الرياض إلخ » كذا بالأصل ) بحافاتها المزارع وأَلْهَدْتُ به إِلهاداً إِذا أَمْسَكْتَ أَحد الرجُلين وخَلَّيْتَ الآخرَ عليه وهو يقاتله قال فإِن فَطَّنْتَ رجلاً بِمُخاصَمة صاحبِه أَو بما صاحِبُه يُكَلِّمُه ولَحَنْت له ولقَّنْت حجته فقد أَلهدت به وإِذا فَطَّنْته بما صاحبه يكلمه قال والله ما قلتها إِلا أَن تُلْهِدَ عليّ أَي تُعِين عليّ واللَّهِيدةُ من أَطعمة العرب واللَّهِيدةُ الرِّخْوة من العصائد ليست بحساء فَتُحْسى ولا غليظة فَتُلْتَقَم وهي التي تجاوز حَدَّ الحَرِيقةِ والسَّخينةِ وتقْصُر عن العَصِيدة والسخينة التي ارتفعت عن الحساءِ وثَقُلت أَن تُحْسَى

لود
عنُقٌ أَلوَدُ غليظ ورجل أَلوَدُ لا يكادُ يميلُ إِلى عَدْلٍ ولا إِلى حَقٍّ ولا يَنْقادُ لأَمرٍ وقد لَوِدَ يَلْوَدُ لَوَداً وقَوْمٌ أَلْوادٌ قال الأَزهري هذه كلمة نادرة وقال رؤبة أُسْكِتُ أَجْراسَ القُرومِ الأَلْواد وقال أَبو عمرو الأَلْوَدُ الشديد الذي لا يُعْطي طاعة وجمعه أَلواد وأَنشد أَغلَبَ غَلاَّباً أَلدَّ أَلوَدا

مأد
المَأْدُ من النبات اللَّيِّنُ الناعِم قال الأَصمعي قيل لبعض العرب أَصِبْ لنا موضعاً فقال رائِدُهم وجدت مكاناً ثَأْداً مَأْداً ومَأْد الشباب نَعْمَتُه ومَأَدَ العُودُ يَمْأَدُ مَأْداً إِذا امتلأَ من الريّ في أَول ما يجري الماء في العود فلا يزال مائداً ما كان رطباً والمَأْدُ من النبات ما قد ارتوى يقال نبات مَأْدٌ وقد مَأَدَ يَمْأَدُ فهو مَأْدٌ وأَمْأَدَه الريّ والربيع ونحوه وذلك إِذا جرى فيه الماء أَيام الربيع ويقال للجارية التارَّة إِنها لمأْدةُ الشباب وهي يَمؤُود ويَمؤُودة وامتأَد فلان خيراً أَي كسبه ويقال للغصن إِذا كان ناعماً يهتز هو يَمْأَدُ مَأْداً حسناً ومَأَد النباتُ والشجر يمأَدُ مأْداً اهتزَّ وتَرَوّى وجرى فيه الماء وقيل تنعم ولان وقد أَمْأَدَه الرَّيّ وغصن مَأْدٌ ويَمؤُود أَي ناعم وكذلك الرجل والأُنثى مَأْدَة ويَمْؤُودة شابة ناعمة وقيل المَأْد الناعم من كل شيء وأَنشد أَبو عبيد مَادُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا غير مهموز والمَأْدُ النَّزُّ الذي يظهر في الأَرض قبل أَن يَنْبُع شامِيَّة وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وماكِدٍ تَمْأَدُه من بَحْرِه فسره فقال تَمْأَدُه تأْخُذُه في ذلك الوقت ويَمْو ودٌ موضع قال زهير كأَنَّ سَحِيله في كلِّ فَجْرٍ على أَحْساءِ يَمْؤودٍ دُعاءُ ويَمؤُود بئر قال الشماخ غَدَوْنَ لها صُعْرَ الخُدودِ كما غَدَتْ على ماءِ يَمؤُودَ الدِّلاءُ النَّواهِزُ الجوهري ويَمؤُودٌ موضع قال الشماخ فَظَلَّتْ بِيَمؤُودٍ كأَنَّ عُيونَها إِلى الشمسِ هل تَدْنو رِكيٌّ نواكزُ ؟ قال ابن سيده في قول الشماخ على ماءِ يمؤودَ الدِّلاءُ النواهِزُ قال جعله اسماً للبئر فلم يصرفه قال وقد يجوز أَن يريد الموضع وترك صرفه لأَنه عنى به البُقْعَة أَو الشَّبَكة قال أَعني بالشَّبَكةِ الآبارَ المُقْتَرِبةَ بعضُها من بعض

مبد
مأْبد بلد من السَّراة قال أَبو ذؤيب يَمانِية أَحْيا لهَا مَظَّ مَأْبِدٍ وآلِ قَراسٍ صَوْبُ أَسْقِيةٍ كُحْلِ ويروى أَرْمِيةٍ وقد روي هذا البيت مَظَّ مَائِدٍ وسيأْتي ذكره

متد
ابن دريد مَتَدَ بالمكانِ يَمْتُدُ فهو ماتِدٌ إِذا أَقام به قال أَبو منصور ولا أَحفظه لغيره

مثد
مَثَدَ بين الحجارة يَمْثُدُ استتر بها ونظر بعينه من خِلالها إِلى العَدُوّ يَرْبأُ للقوم على هذه الحال أَنشد ثعلب ما مَثَدَتْ بُوصانُ إِلا لِعَمِّها بخَيْلِ سُلَيْم في الوَغَى كيف تَصْنَعُ قال وفسره بما ذكرناه أَبو عمرو الماثِدُ الدَّيدَبانُ وهو اللابدُ والمُخْتَبئُ والشَّيِّفة والرَّبيئةُ

مجد
المَجْدُ المُرُوءةُ والسخاءُ والمَجْدُ الكرمُ والشرفُ ابن سيده المجد نَيْل الشرف وقيل لا يكون إِلا بالآباءِ وقيل المَجْدُ كَرَمُ الآباء خاصة وقيل المَجْدُ الأَخذ من الشرف والسُّؤدَد ما يكفي وقد مَجَدَ يَمْجُدُ مَجْداً فهو ماجد ومَجُد بالضم مَجادةً فهو مجيد وتَمَجَّد والمجدُ كَرَمُ فِعاله وأَمجَدَه ومَجَّده كلاهما عظَّمَه وأَثنى عليه وتماجَدَ القومُ فيما بينهم ذكَروا مَجْدَهم وماجَدَه مِجاداً عارَضه بالمجد وماجَدْتُه فمَجَدتُه أَمْجُدُه أَي غَلَبْتُه بالمجد قال ابن السكيت الشرفُ والمجدُ يكونان بالآباء يقال رجل شريف ماجدٌ له آباءٌ متقدّمون في الشرف قال والحسب والكرم يكونان في الرجل وإِن لم يكن له آباء لهم شرف والتمجيدُ أَن يُنْسب الرجل إِلى المجد ورجل ماجد مِفضالٌ كثير الخير شريف والمجيدُ فعيل منه للمبالغة وقيل هو الكريم المفضال وقيل إِذا قارَن شَرَفُ الذاتِ حُسْنَ الفِعال سمي مَجْداً وفعِيلٌ أَبلغ من فاعِل فكأَنه يَجْمع معنى الجليل والوهَّابِ والكريم والمجيدُ من صفاتِ الله عز وجل وفي التنزيل العزيز ذو العرش المجيدُ وفي اسماء الله تعالى الماجدُ والمَجْد في كلام العرب الشرف الواسع التهذيب الله تعالى هو المجِيدُ تَمَجَّد بِفعاله ومَجَّده خلقه لعظمته وقوله تعالى ذو العرش المجيدِ قال الفراء خفضه يَحيى وأَصحابه كما قال بل هو قرآنٌ مجيدٌ فوصف القرآن بالمَجادة وقيل يقرأُ بل هو قرآنُ مجيدٍ والقراءة قرآنٌ مجيدٌ ومن قرأَ قرآنُ مجيدٍ فالمعنى بل هو قرآنُ ربٍّ مجيدٍ ابن الأَعرابي قرآنٌ مجيدٌ المجيدُ الرفيع قال أَبو اسحق معنى المجيد الكريم فمن خفض المجيد فمن صفة العرش ومن رفع فمن صفة ذو وقوله تعالى ق والقرآن المجيد يريد بالمجيد الرفيعَ العالي وفي حديث عائشة رضي الله عنها ناوِلِيني المجيدَ أَي المُصْحَف هو من قوله تعالى بل هو قرآنٌ مجيدٌ وفي حديث قراءة الفاتحة مَجَّدَني عَبْدي أَي شرَّفني وعَظَّمني وكان سعد بن عبادة يقول اللهمَّ هَبْ لي حَمْداً ومَجْداً لا مَجْد إِلا بِفعال ولا فِعال إِلا بمال اللهم لا يُصْلِحُني ولا أَصْلُحُ إِلا عليه
( * قوله « اللهم لا يصلحني ولا أصلح إلخ » كذا بالأصل )
ابن شميل الماجدُ الحَسَن الخُلُق السَّمْحُ ورجل ماجد ومجيد إِذا كان كريماً مِعْطاءً وفي حديث عليّ رضي الله عنه أَمَّا نحن بنو هاشم فأَنجادٌ أَمْجادٌ أَي شِراف كِرام جمع مجِيد أَو ماجد كأَشهاد في شَهيد أَو شاهد ومَجَدَتِ الإِبل تَمْجُدُ مُجُوداً وهي مواجِدُ ومُجَّد ومُجُدٌ وأَمْجَدَتْ نالت من الكلإِ قريباً من الشبع وعرف ذلك في أَجسامها ومَجَّدْتُها أَنا تمجيداً وأَمجَدَها راعيها وقد أَمجَدَ القومُ إِبلهم وذلك في أَول الربيع وأَما أَبو زيد فقال أَمجَدَ الإِبلَ مَلأَ بطونها علفاً وأَشبعها ولا فعل لها هي في ذلك فإِن أَرعاها في أَرض مُكْلِئَةٍ فرعت وشبِعت قال مَجَدَتْ تَمْجُدُ مَجْداً ومُجوداً ولا فعل لك في هذا وأَما أَبو عبيد فروى عن أَبي عبيدة أَن أَهل العالية يقولون مَجَد الناقةَ مخففاً إِذا علفها مِلءَ بطونها وأَهل نجد يقولون مَجَّدها تمجيداً مشدَّداً إِذا علفها نصف بطونها ابن الأَعرابي مَجَدَتِ الإِبل إِذا وقعت في مَرْعًى كثير واسع وأَمجَدَها الراعي وأَمجَدْتُها أَنا وقال ابن شميل إِذا شبعت الغنم مَجُدَت الإِبل تَمجُد والمجد نَحْوٌ من نصف الشبع وقال أَبو حية يصف امرأَة ولَيْسَت بماجِدةٍ للطعامِ ولا الشراب أَي ليست بكثيرة الطعام ولا الشراب الأَصمعي أَمجَدْتُ الدابةَ علَفاً أَكثرت لها ذلك ويقال أَمجَدَ فلان عطاءَه ومَجَّده إِذا كثَّره وقال عديّ فاشتراني واصطفاني نعْمةً مَجَّدَ الهِنْءَ وأَعطاني الثَّمَنْ وفي المثل في كل شَجَر نار واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفار اسْتَمْجَدَ استفضل أَي اسْتَكْثَرا من النار كأَنهما أَخذا من النار ما هو حسبهما فصلحا للاقتداح بهما ويقال لأَنهما يُسْرعانِ الوَرْيَ فشبها بمن يُكْثِر من العطاء طلباً للمجد ويقال أَمجَدَنا فلان قِرًى إِذا آتَى ما كَفَى وفضل ومَجْدٌ ومُجَيْدٌ وماجِدٌ أَسماء ومَجْد بنت تميم بن عامرِ بنِ لُؤَيٍّ هي أُم كلاب وكعب وعامر وكُلَيْب بني ربيعة بن عامر بن صعصعة وذكرها لبيد فقال يفتخر بها سَقَى قَوْمي بَني مَجْدٍ وأَسْقى نُمَيْراً والقبائلَ من هِلالِ وبَنو مَجْد بنو ربيعة بن عامر بن صعصعة ومجد اسم أُمهم هذه التي فخر بها لبيد في شعره

مدد
المَدُّ الجَذْب والمَطْلُ مَدَّه يَمُدُّه مَدّاً ومدَّ به فامتَدّ ومَدَّدَه فَتَمَدَّد وتَمَدَّدناه بيننا مَدَدْناه وفلان يُمادُّ فلاناً أَي يُماطِلُه ويُجاذِبه والتَّمَدُّد كَتَمَدُّدِ السِّقاء وكذلك كل شيء تبقى فيه سَعَةُ المَدِّ والمادَّةُ الزيادة المتصلة ومَدَّه في غَيِّه أَي أَمهلَه وطَوَّلَ له ومادَدْتُ الرجل مُمادَّةً ومِداداً مَدَدْتُه ومَدَّني هذه عن اللحياني وقوله تعالى ويَمُدُّهم في طُغْيانِهم يَعْمَهُون معناه يُمْهِلُهم وطُغْيانُهم غُلُوُّهم في كفرهم وشيء مَدِيد ممدود ورجل مَدِيد الجسم طويل وأَصله في القيام سيبويه والجمع مُدُدٌ جاء على الأَصل لأَنه لم يشبه الفعل والأُنثى مَدِيدة وفي حديث عثمان قال لبعض عماله بلغني أَنك تزوجت امرأَة مديدة أَي طويلة ورجل مَدِيدُ القامة طويل القامة وطِرافٌ مُمدَّد أَي ممدودٌ بالأَطناب وشُدِّدَ للمبالغة وتَمَدَّد الرجل أَي تَمطَّى والمَدِيدُ ضرب من العَرُوض سمي مديداً لأَنه امتَدَّ سبباه فصار سَبَب في أَوله وسبب بعد الوَتِدِ وقوله تعالى في عَمَد مُمَدَّدَة فسره ثعلب فقال معناه في عَمَد طِوال ومَدَّ الحرف يَمُدُّه مَدّاً طَوَّلَه وقال اللحياني مدَّ اللهُ الأَرضَ يَمُدُّها مَدًّا بسطها وسَوَّاها وفي التنزيل العزيز وإِذا الأَرض مُدَّت وفيه والأَرضَ مَدَدْنَاهَا ويقال مَدَدْت الأَرض مَدًّا إِذا زِدت فيها تراباً أَو سَماداً من غيرها ليكون أَعمر لها وأَكثر رَيْعاً لزرعها وكذلك الرمال والسَّمادُ مِداد لها وقول الفرزدق رَأَتْ كمرا مِثْلَ الجَلاميدِ فَتَّحَتْ أَحالِيلَها لمَّا اتْمَأَدَّتْ جُذورُها قيل في تفسيره اتْمَأَدَّتْ قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا اللهم إِلا أَن يريد تَمادَّت فسكت التاء واجتلب للساكن ألف الوصل كما قالوا ادَّكَرَ وادّارَأْتُمْ فيها وهمز الأَلف الزائدة كما همز بعضهم أَلف دابَّة فقال دأَبَّة ومدَّ بصَرَه إِلى الشيء طَمَح به إِليه وفي التنزيل العزيز ولا تَمُدَّنَّ عينيك إِلى ما وأَمَدَّ له في الأَجل أَنسأَه فيه ومَدَّه في الغَيّ والضلال يَمُدُّه مَدًّا ومَدَّ له أَمْلَى له وتركه وفي التنزيل العزيز ويمُدُّهم في طغيانهم يَعْمَهُون أَي يُمْلِي ويَلِجُّهم قال وكذلك مدَّ الله له في العذاب مَدًّا قال وأَمَدَّه في الغي لغة قليلة وقوله تعالى وإِخْوانُهم يَمُدُّونَهم في الغي قراءة أَهل الكوفة والبصرة يَمُدُّونَهم وقرأَ أَهل المدينة يُمِدُّونَهم والمَدُّ كثرة الماء أَيامَ المُدُود وجمعه مُمدُود وقد مَدَّ الماءُ يَمُدُّ مَدًّا وامْتَدَّ ومَدَّه غيره وأَمَدَّه قال ثعلب كل شيء مَدَّه غيره فهو بأَلف يقال مَدَّ البحرُ وامتَدَّ الحَبْل قال الليث هكذا تقول العرب الأَصمعي المَدُّ مَدُّ النهر والمَدُّ مَدُّ الحبل والمَدُّ أَن يَمُدّ الرجل الرجل في غيِّه ويقال وادِي كذا يَمُدُّ في نهر كذا أَي يزيد فيه ويقال منه قلَّ ماءُ رَكِيَّتِنا فَمَدَّتها ركيةٌ أُخرى فهي تَمُدُّها مَدّاً والمَدُّ السيل يقال مَدَّ النهرُ ومدَّه نهر آخر قال العجاج سَيْلٌ أَتِيٌّ مَدَّه أَتِيُّ غِبَّ سمَاءٍ فهو رَقْراقِيُّ ومَدَّ النَّهرُ النهرَ إِذا جرى فيه قال اللحياني يقال لكل شيء دخل فيه مثله فَكَثَّرَه مدَّه يَمُدُّه مدًّا وفي التنزيل العزيز والبحر يَمُدُّه من بعده سبعة أَبحر أَي يزيد فيه ماء من خلْفِه تجرُّه إِليه وتُكثِّرُه ومادَّةُ الشيء ما يمدُّه دخلت فيه الهاء للمبالغة وفي حديث الحوض يَنْبَعِثُ فيه مِيزابانِ مِدادُهما أَنهار الجنة أَي يَمُدُّهما أَنهارُها وفي الحديث وأَمَدَّها خَواصِر أَي أَوسعها وأَتَمَّمها والمادَّة كل شيء يكون مَدَداً لغيره ويقال دعْ في الضَّرْع مادَّة اللبن فالمتروك في الضرع هو الداعِيَةُ وما اجتمع إِليه فهو المادَّة والأَعْرابُ مادَّةُ الاسلام وقال الفراءُ في قوله عز وجل والبحر يَمُدُّه من بعده سبعة أَبحر قال تكون مِداداً كالمِدادِ الذي يُكتب به والشيء إِذا مدَّ الشيء فكان زيادة فيه فهو يَمُدُّه تقول دِجْلَةُ تَمُدُّ تَيَّارنا وأَنهارنا والله يَمُدُّنا بها وتقول قد أَمْدَدْتُك بأَلف فَمُدَّ ولا يقاس على هذا كل ما ورد ومَدَدْنا القومَ صِرْنا لهم أَنصاراً ومدَدَاً وأَمْدَدْناهم بغيرنا وحكى اللحياني أَمَدَّ الأَمير جنده بالحبل والرجال وأَعاثهم وأَمَدَّهم بمال كثير وأَغائهم قال وقال بعضهم أَعطاهم والأَول أَكثر وفي التنزيل العزيز وأَمْدَدْناهم بأَموال وبنين والمَدَدُ ما مدَّهم به أَو أَمَدَّهم سيبويه والجمع أَمْداد قال ولم يجاوزوا به هذا البناء واستَمدَّه طلَبَ منه مَدَداً والمَدَدُ العساكرُ التي تُلحَق بالمَغازي في سبيل الله والإِمْدادُ أَنْ يُرْسِلَ الرجل للرجل مَدَداً تقول أَمْدَدْنا فلاناً بجيش قال الله تعالى أَن يِمُدَّكم ربكم بخمسة آلاف وقال في المال أَيحْسَبونَ أَنَّما نَمُدُّهم به من مال وبنبن هكذا قرئ نِمُدُّهم بضم النون وقال وأَمْدَدْناكم بأَموال وبنين فالمَدَدُ ما أَمْدَدْتَ به قومك في حرْب أَو غير ذلك من طعام أَو أَعوان وفي حديث أُويس كان عمر رضي الله عنه إِذا أَتَى أَمْدادُ أَهل اليمن سأَلهم أَفيكم أُوَيْسُ بن عامر ؟ الأَمداد جمع مَدَد وهم الأَعوان والأَنصار الذين كانوا يَمُدُّون المسلمين في الجهاد وفي حديث عوف بن مالك خرجت مع زيد بن حارثه في غزوة مِؤْتُة ورافَقَني مَدَدِيٌّ من اليمن وهو منسوب إلى المدَد وقال يونس ما كان من الخير فإِنك تقول أَمْدَدْته وما كان من الشر فهو مدَدْت وفي حديث عمر رضي الله عنه هم أَصلُ العرب ومادَّة الإِسلام أَي الذين يُعِينونهم ويَكُثِّرُون جيوشهم ويُتَقَوَّى بزكاةِ أَموالهم وكل ما أَعنت به قوماً في حرب أَو غيره فهو مادَّة لهم وفي حديث الرمي مُنْبِلُه والمُمِدُّ به أَي الذي يقوم عند الرامي فيناوله سهماً بعد سهم أَو يردّ عليه النَّبْلَ من الهَدَف يقال أَمَدَّه يُمِدُّه فهو مُمِدٌّ وفي حديث عليّ كرم الله وجهه قائل كلمةِ الزور والذي يَمُدُّ بحبلها في الإِثم سواءٌ مَثَّل قائلها بالمائِح الذي يملأُ الدلو في أَسفل البئر وحاكِيَها بالماتِحِ الذي يجذب الحبل على رأْس البئر ويَمُدُّه ولهذا يقال الروايةُ أَحد الكاذِبَيْنِ والمِدادُ النِّقْس والمِدادُ الذي يُكتب به وهو مما تقدم قال شمر كل شيء امتَلأَ وارتفع فقد مَدَّ وأَمْدَدْتُه أَنا ومَدَّ النهارُ إِذا ارتفع ومَدَّ الدَّواةَ وأَمَدَّها زاد في مائِها ونِقْسِها ومَدَّها وأَمَدَّها جعل فيها مِداداً وكذلك مَدَّ القَلم وأَمَدَّه واسْتَمَدَّ من الدواةِ أَخذ منها مِداداً والمَدُّ الاستمدادُ منها وقيل هو أَن يَسْتَمِدَّ منها مَدّة واحدة قال ابن الأَنباري سمي المِدادُ مِداداً لإٌِمداده الكاتِب من قولهم أَمْدَدْت الجيش بمَدد قال الأَخطل رَأَوْا بارِقاتٍ بالأَكُفِّ كأَنّها مَصابيحُ سُرْجٌ أُوقِدَتْ بِمِدادِ أَي بزيت يُمِدُّها وأَمَدَّ الجُرْحُ يُمِدُّ إِمْداداً صارت فيه مَدَّة وأَمْدَدْت الرجل مدّةً ويقال مُدَّني يا غلامُ مُدَّة من الدواة وإِن قلت أَمْدِدْني مُدّة كان جائزاً وخرج على مَجْرَى المَدَدِ بها والزيادة والمُدَّة أَيضاً اسم ما اسْتَمْدَدْتَ به من المِدادِ على القلم والمَدّة بالفتح الواحدة من قولك مَدَدْتُ الشيءَ والمِدّة بالكسر ما يجتمع في الجُرْح من القيح وأَمْدَدْتُ الرجل إِذا أَعطيته مُدّة بقلم وأَمْدَدْتُ الجيش بِمَدَد والاستمدادُ طلبُ المَدَدِ قال أَبو زيد مَدَدْنا القوم أَي صِرنا مَدَداً لهم وأَمْدَدْناهم بغيرنا وأَمْدَدْناعم بفاكهة وأَمَدّ العَرْفَجُ إِذا جَرَى الماءُ في عوده ومَدَّه مِداداً وأَمَدَّه أَعطاه وقول الشاعر نُمِدُّ لهمْ بالماءِ مِن غيرِ هُونِه ولكِنْ إِذا ما ضاقَ أَمرٌ يُوَسَّعُ يعني نزيد الماء لتكثر المرقة ويقال سبحان الله مِدادَ السموات ومِدادَ كلماتِه ومَدَدَها أَي مثل عدَدِها وكثرتها وقيل قَدْرَ ما يُوازيها في الكثرة عِيارَ كيل أَو وزن أَو عدَد أَو ما أَشبهه من وجوه الحصر والتقدير قال ابن الأَثير وهذا تمثيل يراد به التقدير لأَن الكلام لا يدخل في الكيل والوزن وإِنما يدخل في العدد والمِدادُ مصدر كالمَدَد يقال مددت الشيءَ مَدًّا ومِداداً وهو ما يكثر به ويزاد وفي الحديث إِن المؤَذِّنَ يُغْفَرُ له مَدَّ صَوْتِه المد القدر يريد به قدر الذنوب أَي يغفر له ذلك إِلى منتهى مَدِّ صوته وهو تمثيل لسعة المغفرة كقوله الآخر ولو لَقِيتَني بِقُِراب الأَرض
( * قوله « بقراب الأرض » بهامش نسخة من النهاية يوثق بها يجوز فيه ضم القاف وكسرها فمن ضمه جعله بمنزلة قريب يقال قريب وقراب كما يقال كثير وكثار ومن كسر جعله مصدراً من قولك قاربت الشيء مقاربة وقراباً فيكون معناه مثل ما يقارب الأرض ) خَطايا لِقيتُك بها مَغْفِرَةً ويروى مَدَى صوته وهو مذكور في موضعه وبنوا بيوتهم على مِدادٍ واحد أَي على طريقة واحدة ويقال جاء هذا على مِدادٍ واحد أَي على مثال واحد وقال جندل لم أُقْوِ فِيهِنَّ ولم أُسانِدِ على مَدادٍ ورويٍّ واحِدِ والأَمِدّةُ والواحدةُ مِدادٌ المِساكُ في جانبي الثوبِ إِذا ابْتدِئَ بعَمعلِه وأَمَدَّ عُودُ العَرْفَجِ والصِّلِّيانِ والطَّرِيفَةِ مُطِرَ فَلانَ والمُدَّةُ الغاية من الزمان والمكان ويقال لهذه الأُمّةُ مُدَّة أَي غاية في بقائها ويقال مَدَّ الله في عُمُرك أَي جعل لعُمُرك مُدة طويلة ومُدَّ في عمره نُسِئَ ومَدُّ النهارِ ارتفاعُه يقال جئتك مَدَّ النهار وفي مَدِّ النهار وكذلك مَدَّ الضحى يضعون المصدر في كل ذلك موضع الظرف وامتدَّ النهارُ تَنَفَّس وامتدَّ بهم السير طال ومَدَّ في السير مَضَى والمَدِيدُ ما يُخْلَطُ به سَوِيقٌ أَو سِمْسمٌ أَو دقيق أَو شعير جَشٌّ قال ابن الأَعرابي هو الذي ليس بحارٍّ ثم يُسقاه البعير والدابة أَو يُضْفَرُه وقيل المَدِيدُ العَلَفُ وقد مَدَّه به يَمُدُّه مَدًّا أَبو زيد مَدَدْتُ الإِبلَ أَمُدُّها مَدًّا وهو أَن تسقيها الماء بالبزر أَو الدقيق أَو السمسم وقال في موضع آخر المِدِيدُ شعير يُجَشُّ ثم يُبَلُّ فَيُضْفَرُ البَعِيرَ ويقال هناك قطعة من الأَرض قَدْرُ مَدِّ البصر أَي مَدَى البصر ومَدَدْتُ الإِبِلَ وأَمْدَدْتُها بمعنى وهو أَن تَنْثَِرَ لها على الماءَ شيئاً من الدقيق ونحوه فَتَسْقِيَها والاسم المَدِيدُ والمِدّانُ والإِمِدّانُ الماء المِلْح وقيل الماء الملح الشديدُ المُلُوحة وقيل مِياهُ السِّباخِ قال وهو إِفْعِلانٌ بكسر الهمزة قال زيد الخيل وقيل هو لأَبي الطَّمَحان فأَصْبَحْنَ قد أَقهْيَنَ عَنِّي كما أَبَتْ حِياضَ الإِمِدَّانِ الظِّباءُ القوامِحُ والإِمِدّانُ أَيضاً النَّزُّ وقيل هو الإِمِّدانُ بتشديد الميم وتخفيف الدال والمُدُّ ضَرْبٌ من المكايِيل وهو رُبُع صاع وهو قَدْرُ مُدِّ النبي صلى الله عليه وسلم والصاعُ خمسة أَرطال قال لم يَغْدُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ ولا تُمَيْراتٌ ولا تَعْجِيفُ والجمع أَمدادٌ ومِدَدٌ ومِدادٌ كثيرة ومَدَدةٌ قال كأَنَّما يَبْرُدْنَ بالغَبُوقِ كَيْلَ مِدادٍ من فَحاً مَدْقوقِ الجوهري المُدُّ بالضم مكيال وهو رطل وثلث عند أَهل الحجاز والشافعي ورطلان عند أَهل العراق وأَبي حنيفة والصاع أَربعة أَمداد وفي حديث فضل الصحابة ما أَدْرَك مُدَّ أَحدِهم ولا نَصِيفَه والمد في الأَصل ربع صاع وإِنما قَدَّره به لأَنه أَقلُّ ما كانوا يتصدقون به في العادة قال ابن الأَثير ويروى بفتح الميم وهو الغاية وقيل إن أَصل المد مقدَّر بأَن يَمُدَّ الرجل يديه فيملأَ كفيه طعاماً ومُدَّةٌ من الزمان برهة منه وفي الحديث المُدَّة التي مادَّ فيها أَبا سفيان المُدَّةُ طائفة من الزمان تقع على القليل والكثير ومادَّ فيها أَي أَطالَها وهي فاعَلَ من المدّ وفي الحديث إِن شاؤُوا مادَدْناهم ولُعْبة للصبيان تسمى مِدادَ قَيْس التهذيب ومِدادُ قَيْس لُعْبة لهم التهذيب في ترجمة دمم دَمدَمَ إِذا عَذَّبَ عذاباً شديداً ومَدْمَدَ إِذا هَرَبَ ومُدٌّ رجل من دارِم قال خالد بن علقمة الدارمي يهجو خُنْشُوشَ بن مُدّ جَزَى اللهُ خُنْشُوشَ بنَ مُدٍّ مَلامةً إِذا زَيَّنَ الفَحْشاءَ للناسِ مُوقُها

مذد
في الحديث ذِكْرُ المَذاد وهو بفتح الميم واد بين سَلْعٍ وخَنْدَقِ المدينة الذي حفره النبي صلى الله عليه وسلم في غَزْوة الخَنْدق

مرد
المارِدُ العاتي مَرُدَ على الأَمرِ بالضم يَمْرُدُ مُروُداً ومَرادةً فهو ماردٌ ومَريدٌ وتَمَرَّدَ أَقْبَلَ وعَتا وتأْويلُ المُروُد أَن يبلغ الغاية التي تخرج من جملة ما عليه ذلك الصِّنْف والمِرِّيدُ الشديدُ المَرادةِ مثل الخِمِّير والسِّكِّير وفي حديث العِرْباض وكان صاحبُ خيبر رجُلاً مارِداً مُنْكراً الماردُ من الرجال العاتي الشديد وأَصله من مَرَدة الجن والشياطين ومنه حديث رمضان وتُصَفَّدُ فيه مَرَدة الشياطين جمع مارد والمُرُودُ على الشيءِ المخزُونُ عليه ومَرَدَ على الكلام أَي مَرَنَ عليه لا يَعْبَأُ به قال الله تعالى ومن أَهل المدينة مَرَدُوا على النِّفاقِ قال الفراء يريد مَرَنُوا عليه وجُرِّبُوا كقولك تَمَرَّدُوا وقال ابن الأَعرابي المَرْدُ التطاول بالكِبْر والمعاصي ومنه قوله مَرَدُوا على النفاق أَي تَطاوَلوا والمَرادةُ مصدر المارِدِ والمَرِيدُ من شياطين الإِنس والجن وقد تَمَرَّدَ علينا أَي عَتا ومَرَدَ على الشرِّ وتَمَرَّد أَي عَتَا وطَغَى والمَرِيدُ الخبيثُ المتمرّد الشِّرِّير وشيطان مارِد ومَرِيد واحد قال ابن سيده والمريد يكون من الجن والإِنس وجميع الحيوان وقد استعمل ذلك في المَواتِ فقالوا تمرّد هذا البَثْق أَي جاوز حدّ مثله وجمع المارد مَرَدة وجمع المَريدِ مُردَاء وقول أَبي زبيد مُسْنفات كأَنَّهُنَّ قَنا الهِنْ دِ ونَسَّى الوَجِيفُ شَغْبَ المَرودِ
( * قوله « مسنفات » في الصحاح أسنف الفرس تقدم الخيل فاذا سمعت في الشعر مسنفة بكسر فهي من هذا وهي الفرس تتقدم الخيل في سيرها وإذا سمعت مسنفة بفتح النون فهي الناقة من السناف أي شد عليها ذلك )
قال الشَّغْبُ المَرَحُ والمَرُودُ والمارِدُ الذي يَجِيءُ ويَذْهَبُ تَشاطاً يقول نَسَّى الوَجِيفُ المارِدَ شَغْبَه ابن الأَعرابي المَرَدُ نَقاءُ الخدين من الشعر ونَقاء الغُصْن من الوَرَق والأَمْرَدُ الشابُّ الذي بلغَ خروج لِحْيته وطَرَّ شاربه ولم تبد لحيته ومَرِدَ مَرَداً ومُروُدة وتَمَرَّد بقي زماناً ثم التحى بعد ذلك وخرج وجهه وفي حديث معاوية تَمَرَّدْتُ عشرين سنة وجَمَعْت عشرين ونَتَفْت عشرين وخَضَبت عشرين وأَنا ابن ثمانين أَي مكثت أَمرد عشرين سنة ثم صرت مجتمع اللحية عشرين سنة ورملة مَرْادء متسطحة لا تُنْبِت والجمع مَرادٍ غلبت الصفة غلَبَة الأَسماء والمَرادِي رِمال بِهَجَر معروفة واحدتها مَرْداء قال ابن سيده وأُراها سميت بذلك لقلة نباتها قال الراعي فَلَيْتَكَ حالَ الدَّهْرُ دُونَكَ كلُّه ومَنْ بالمَرادِي مِنْ فَصِيحٍ وأَعْجَما الأَصمعي أَرض مَرادءُ وجمعها مَرادٍ وهي رمال منبطحة لا يُنْبَتُ فيها ومنها قيل للغلام أَمْرَدُ ومَرْداء هجر رملة دونها لا تُنْبِتُ شيئاً قال الراجز هَلاَّ سَأَلْتُمْ يَوْمَ مَرْداءَ هَجَرْ وأَنشد الأَزهري بيت الراعي ومَنْ بالمَرادِي مِنْ فَصِيحٍ وأَعْجَما وقال المَرادِي جمع مَرْداءٍ هجر وقال جاء به ابن السكيت وامرأَة مَرْداء لا إِسْبَ لها وهي شِعْرَتُها وفي الحديث أَهل الجنة جُرْد مُرْد وشجرة مَرْداء لا ورق عليها وغصن أَمْزَد كذلك وقال أَبو حنيفة شجرة مَرْداء ذهب ورقها أَجمع والمَرْدُ التَّمْلِيسُ ومَرَدْتُ الشيءَ ومَرَّدْتُه لينته وصقلته وغلام أَمْرَدُ بَيِّن المَرَد بالتحريك ولا يقال جارية مَرْداء ويقال تَمَرَّدَ فلان زماناً ثم خرج وجهه وذلك أَن يبقى أَمْرَدَ حيناً ويقال شجرة مَرْداء ولا يقال غصن أَمْرَدُ وقال الكسائي شجرة مَرْداء وغصن أَمْردُ لا ورق عليهما وفرس أَمْرَدُ لا شعر على ثُنَّتِه والتَّمْرِيدُ التَّمليسُ والتَّسْوِيةُ والتَّطْيِينُ قال أَبو عبيد المُمَرَّد بِناء طويل قال أَبو منصور ومنه قوله تعالى صرح مُمَرَّد من قوارير وقيل الممرَّد المملس وتَمريد البناء تمليسه وتمريدُ الغصن تجريده من الورق وبناء ممرّد مُطَوَّلٌ والمارد المرتفع والتِّمْرادُ بيت صغير يجعل في بيت الحَمام لِمبْيَضِه فإِذا جُعِلَتْ نسقاً بعضها فوق بعض فهي التَّمارِيدُ وقد مَرَّدها صاحبها تَمْريداً وتِمْراد والتِّمْراد الاسم بكسر التاء ومَرَدَ الشيءَ لينه الصحاح والمَرادُ بالفتح العُنُق والمرَدُ الثريد ومَرَدَ الخبز والتمر في الماءِ يَمْرُده مَرْداً أَي ماثَه حتى يَلِينَ وفي المحكم أَنْقَعَه وهو المَريد قال النابغة ولمَّا أَبى أَن يَنْقِصَ القَوْدُ لَحمَه نزَعْنا المَرِيذَ والمَريدَ لِيَضْمُرا والمَرِيذُ التمر ينقع في اللبن حتى يلين الأَصمعي مَرَذَ فلان الخبز في الماءِ أَيضاً بالذال المعجمة ومَرَثه الأَصمعي مَرَثَ خبزه في الماءِ ومَرَدَه إِذا ليَّنَه وفَتَّتَه فيه ويقال لكل شيءٍ دُلِكَ حتى استرخى مَرِيدٌ ويقال للتمر يُلْقى في اللبن حتى يَلِينَ ثم يُمْرَد باليد مَرِيدٌ ومَرَذَ الطعان بالذال إِذا ماثه حتى يلين قال أَبو منصور والصواب مَرَثَ الخَبْزَ ومَرَدَه بالدال إِلا أَن أَبا عبيد جاء به في المؤلف مَرَثَ فلان الخبز ومَرَذَه بالثاء والذال ولم يغيره شمر قال وعندي أَنهما لغتان قال أَبو تراب سمعت الخَصيبي يقول مَرَدَه وهَرَدَه إِذا قطَعه وهَرَطَ عِرْضَه وهَرَدَه ومَرَدَ الصبيُّ ثَدْيَ أُمّه مَرْداً والمَرْدُ الغَضُّ من ثَمر الأَراك وقيل هو النَّضِيجُ منه وقيل المَرْدُ هَنواتٌ منه حُمْر ضَخْمة أَنشد أَبو حنيفة مِنانِيِّةٌ أَوتادُ أَطنابِ بَيْتِها أَراكٌ إِذا صافَتْ به المَرْدُ شَقَّحا واحدته مَرْدةٌ التهذيب البَريرُ ثَمر الأَراك فالغَضُّ منه المَرْد والنضيجُ الكَباثُ والمَرْدُ السَّوْقُ الشديدُ والمُرْدِيُّ خَشَبة يدفع بها المَلاَّحُ السفينةَ والمَرْدُ دفعها بالمُرْدِيِّ والفعل يَمْرُد ومارِدٌ حِصْنُ دُومةِ الجندل المحكم ومارِدٌ حِصْن معروف غزاه بعض الملوك فامتنع عليه فقالوا في المثل تَمرَّدَ ماردٌ وعَزَّ الأَبْلَقُ وهما حصنان بالشام وفي التهذيب وهما حصنان في بلاد العرب غزتهما الزباء قال المفضل كانت الزباء سارت إِلى مارد حِصْن دُومة الجندل وإِلى الأَبْلَق وهو حصن تَيْماءَ فامتنعا عليها فقالت هذا المثل وصار مثلاً لكل عَزيز مُمْتَنع وفي الحديث ذكر مُرَيْد وهو بضم الميم مصغَّراً أُطُمٌ من آطام المدينة وفي الحديث ذكر مَرْدانَ بفتح الميم وسكون الراء وهي ثنية بطريق تَبُوكَ وبها مسجدٌ للنبي صلى الله عليه وسلم ومُرادٌ أَبو قبيلة من اليمن وهو مراد بن مالك بن زيد بن كَهْلان بن سَبَا وكان اسمه يُحابِر فَتَمَرَّد فسمي مُراداً وهو فُعال على هذا القول وفي التهذيب ومُرادٌ حيّ هو اليوم في اليمن وقيل إِن نسبهم في الأَصل من نزار وقول أَبي ذؤيب كَسَيْفِ المرادِيِّ لا تاكِلاً جَباناً ولا حَيْدَرِيّاً قَبيحا قيل أَراد سيف عبد الرحمن بن مُلْجْمَ قاتِلِ عليّ رضوان الله عليه وقيل أَراد كأَنه سيف يمان في مضائه فلم يستقم له الوزن فقال كسيف المُرادِيِّ ومارِدُون ومارِدِين موضع وفي النصب والخفض ماردين

مرخد
امْرَخَدِّ الشيء اسْتَرْخَى

مزد
ما وجَدْنا لها العامَ مَزْدةً كَمَصْدةٍ أَي لم نَجِدْ لها بَرْداً أُبْدِل الزاي من الصاد

مسد
المسَدُ بالتحريك اللِّيف ابن سيده المَسَدُ حبل من ليفٍ أَو خُوص أَو شعر أَو وبَر أَو صوف أَو جلود الإِبل أَو جلود أَو من أَيّ شيء كان وأَنشد يا مَسَدَ الخوصِ تَعَوَّذْ مِنِّي إِنْ تَكُ لَدْناً لَيِّناً فإِني ما شِئْتَ مِن أَشْمَطَ مُقْسَئِنِّ قال وقد يكون من جلود الإِبل أَو من أَوبارِها وأَنشد الأَصمعي لعمارة بن طارق وقال أَبو عبيد هو لعقبة الهُجَيْمِي فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مِثْلِ غَرْبِ طارِقِ ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيانِقِ ليس بأَنْيابٍ ولا حَقائِقِ يقول اعْجَلْ بدَلْوٍ مثلِ دلْو طارِقٍ ومَسَدٍ فُتِلَ من أَيانق وأَيانِقُ جمع أَيْنُق وأَينق جمع ناقة والأَنْيابُ جمع ناب وهي الهَرِمةُ والحقائق جمع حِقَّة وهي التي دخلت في السنة الرابعة وليس جلدها بالقويّ يريد ليس جلدها من الصغير ولا الكبير بل هو من جلد ثنية أَو رَباعِية أَو سَديس أَو بازِل وخص به أَبو عبيد الحبل من الليف وقيل هو الحبل المضفور المحكم الفتل من جميع ذلك وقال الزجاج في قوله عز وجل في جيدها حبل من مسد جاء في التفسير أَنها سلسلة طولها سبعون ذراعاً يسلك بها في النار والجمع أَمساد ومِسادٌ وفي التهذيب هي السلسلة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه فقال ذرعها سبعون ذراعاً يعني جل اسمه أَنْ امرأَة أَبي لهب تسْلك في سلسلة طولها سبعون ذراعاً حبل من مَسَدٍ أَي حبل مُسِدَ أَيَّ مَسْدٍ أَي فُتِل فلُوي أَي أَنها تسلك في النار أَي في سلسلةِ مَمْسُودٍ الزجاج المسد في اللغة الحبل إِذا كان من ليف المُقْل وقد يقال لغيره وقال ابن السكيت المَسْدُ مصدر مَسَدَ الحبل يَمْسُدُه مَسْداً بالسكون إِذا أَجاد فتله وقيل حبل مَسَدٌ أَي ممسود قد مُسِدَ أَي أُجِيدَ فَتْلُهُ مَسْداً فالمَسْدُ المصدر والمَسَدُ بمنزلة المَمْسُود كما تقول نفَضْت الشجر نَفْضاً وما نُفض فهو نَفَضٌ ودل قوله عز وجل حبل من مَسَدٍ أَن السلسة التي ذكرها الله فُتِلت من الحديد فتلاً محكماً كأَنه قيل في جيدِها حبل حديد قد لُوي لَيّاً شديداً وقوله أَنشده ابن الأَعرابي أُقَرِّبُها لِثَرْوةِ أَعْوَجِيٍّ سَرَنداةً لها مَسَدٌ مُغارُ فسره فقال أَي لها ظهر مُدْمَج كالمَسَد المُغار أَي الشديد الفتل ومَسَدَ الحبلَ يَمْسُدُه مَسْداً فتله وجارية مَمْسُودةٌ مَطْويّةٌ مَمْشوقةٌ وامرأَة مَمْسُودةُ الخَلْق إِذا كانت مُلتفّة الخَلْق ليس في خلْقها اضطراب ورجل مَمْسُود إِذا كان مَجْدُولَ الخَلْق وجارية ممسودة إِذا كانت حَسَنة طَيّ الخلق وجارية حسَنةُ المَسْد والعَصْب والجَدْل والأَرْم وهي ممسودة ومعصوبة ومجدولة ومأْرومة وبَطْن ممسود لَيِّن لطيفٌ مُسْتَوٍ لا قُبْح فيه وقد مُسِدَ مسْْداً وساقٌ مَسْداءُ مستوية حسنة والمَسَدُ المِحْوَرُ إِذا كان من حديد وفي الحديث حَرَّمْتُ شَجَرَ المدينةِ إلا مَسَدَ مَحالة المسَد الحبل الممسود أَي المفتول من نبات أَو لِحاء شجرة
( * قوله « أو لحاء شجرة » كذا بالأصل والذي في نسخة من النهاية يظن بها الصحة لحاء شجر ونحوه ) وقيل المَسَدُ مِرْوَدُ البَكَرَةِ الذي تدور عليه وفي الحديث أَنه أَذنَ في قطْع المَسَدِ والقائِمتيْن وفي حديث جابر أَنه كادَ
( * قوله « أنه كاد إلخ » في نسخة النهاية التي بيدنا ان كان ليمنع بحذف الضمير وبنون بدل الدال وعليها فاللام لام الجحود والفعل بعدها منصوب ) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لَيَمْنَعُ أَنْ يُقْطَعَ المَسَدُ والمسَدُ الليف أَيضاً وبه فسر قوله تعالى في جيدها حبل من مسد في قوله ومَسَدَ يَمْسُد مَسْداً أَدْأَب السير في الليل وأَنشد يُكابِدِ الليلَ عليها مَسْدَا والمَسْدُ إِدْآبُ السير في الليل وقيل هو السير الدائمُ ليلاً كان أَو نهاراً وقول العبدي يذكر ناقة شبهها بثور وحشي كأَنها أَسْفَعُ ذُو جُدَّةٍ يَمْسُدُه القَفْرُ وليلٌ سَدِي كأَنما يَنْظُرُ في بُرْقُعٍ مِنْ تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ قوله يَمْسُدُه يعني الثور أَي يَطْوِيهِ ليل سَدِيٌّ أَي نَدِيٌّ ولا يزال البقل في تمام ما سقط النَّدى عليه أَراد أَنه يأْكل البقل فيجزئه عن الماء فيطويه عن ذلك وشبه السُّفعة التي في وجه الثور ببرقع وجعل الليث الدَّأَبَ مَسْداً لأَنه يَمْسُد خلق من يَدْأَبُ فَيطْوِيه ويُضَمِّرُه والمِسادُ على فِعالٍ لغة في المِسابِ وهو نِحْي السَّمْن وسِقاء العَسل ومنه قول أَبي ذؤَيب غَدَا في خافةٍ معه مِسادٌ فأَضْحَى يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ والخافة خَرِيطَةٌ يتقلدها المُشْتارُ ليجعل فيها العسل قال أَبو عمرو المساد غير مهموز الزِّقُّ الأَسود وفي النوادر فلان أَحسَنُ مِسَادَ شِعْرً من فلان يريد أَحْسَنَ قِوامَ شعر من فلان وقول رؤبة يَمْسُدُ أَعْلى لَحْمِه ويَأْرِمُهْ جادَتْ بِمَطْحُونٍ لها لا تَأْجِمُهْ تَطْبُخُه ضُروُعُها وتَأْدِمُهْ يصف راعياً جادت له الإِبل باللبَن وهو الذي طبخته ضروعها وقوله بمطحون أَي بلبَن لا يَحْتاج إِلى طحن كما يُحتاج إِلى ذلك في الحب والضُّروُع هي التي طبخته وقوله لا تَأْجِمُه أَي لا تَكرهه وتأْدِمُه تخلطه بأُدْم وأَراد بالأُدم ما فيه من الدّسَم وقوله يمسد أَعلى لحمه أَي اللبن يَشُدُّ لَحْمَه ويقوّيه يقول إِن البقل يقوّي ظهر هذا الحِمار ويشدّه قال ابن بري وليس يصف حماراً كما زعم الجوهري فإِنه قال إِن البقل يقوّي ظهر هذا الحمار ويشدّه

مصد
المَصْدُ والمَزْدِ والمَصادُ الهَضْبةُ العالية الحمراء وقيل هي أَعْلى الجَبَل قال الشاعر إِذا أَبْرَزَ الرَّوْعُ الكَعابَ فإِنَّهُمْ مَصادٌ لِمَنْ يَأْوِي إِليهم ومَعْقِلُ والجمع أَمْصِدةٌ ومُصدانٌ الأَصمعي المُصْدانُ أَعالي الجِبالِ واحدها مَصادٌ قال الأَزهري ميم مَصادٍ ميم مَفْعَلٍ وجُمِع على مِصْدانٍ كما قالوا مَصِيرٌ ومُصْرانٌ على توهم أَن الميم فاء الفِعل والمَصْدُ البَرْد وما وجدنا لها العامَ مَصْدةً ومَزْدةً على البدل تبدل الصاد زاياً يعني البرد وقال كراع يعني شدة البرْد وشدة الحرّ ضد وما أَصابتنا العامَ مَصْدة أَي مَطْرة والمَصْد الرَّعْد والمَصْد المطر قال أَبو زيد يقال ما لها مَصْدَة أَي ما للأَرض قُرٌّ ولا حرّ ومَصَدَ الرِّيقَ مصَّه ابن الأَعرابي المَصْدُ المَصُّ مَصَدَ جاريته ورَفَّها ومَصَّها ورَشَفها بمعنى واحد الليث المَصْدُ الجماع يقال مَصَد الرجل جاريته وعَصَدها إِذا نكحها وأَنشد فَأَبِيتُ أَعْتَنِقُ الثُّغُورَ وأَتَّقى عَنْ مَصْدِها وشِفاؤُها المَصْدُ قال الرياشي المَصْدُ البَرْد ورواه وأَنتفي عن مصدها أَي أَتَّقي

مضد
المَضْدُ لغة في ضَمْدِ الرأْس يمانية الليث نَضَدَ ومَضَدَ إِذا جمع

معد
المَعْدُ الضَّخْم وشيء مَعْدٌ غليظ وتَمَعْدَدَ غَلُظ وسَمِن عن اللحياني قال رَبَبْتُه حتى إِذا تمَدَدَا والمَعِدَةُ والمَِعْدَةُ موضع الطعام قبل أَن يَنحدر إِلى الأَمعاء وقال الليث التي تَسْتَوْعِبُ الطعامَ من الإِنسان ويقال المَعِدةُ للإِنسان بمنزلة الكرشة لكل مُجْتَرٍّ وفي المحكم بمنزلة الكرِش لذوات الأَظْلافِ والأَخْلافِ والجمع مَعِدٌ ومِعَدٌ توهمت فيه فِعَلَة وأَما ابن جني فقال في جمع مَعِدَة مِعَدٌ قال وكان القِياس أَن يقولوا مَعِدٌ كما قالوا في جمع نَبِقة نَبِقٌ وفي جمع كلِمةٍ كَلِمٌ فلم يقولوا ذلك وعدلوا عنه إِلى أَن فتحوا المكسور وكسروا المفتوح قال وقد علمنا أَن من شرط الجمع بخلع الهاءِ أَن لا يغير من صيغة الحروف والحركات شيء ولا يزاد على طرح الهاء نحو تمرة وتمر ونخلة ونخل فلولا أَن الكسرة والفتحة عندهم تجريان كالشيء الواحد لما قالوا مَعِدٌ ولكنهم فعلوا هذا لقرب الحالين عليهم ولِيُعْلِموا رأْيهم في ذلك فيؤنسوا به ويوطِّئوا بمكانه لما وراء هومُعِدَ الرجلُ فهو مَمْعودٌ ذَرِبت مَعِدَتُه فلم يَسْتَمْرِئْ ما يأْكله ومَعَدَه أَصاب مَعِدتَه والمَعْدُ ضَرْب من الرُّطَب ورُطَبَة مَعْدَة ومُتَمَعِّدة طرية عن ابن الأَعرابي وبسر ثَعْدٌ مَعْدٌ أَي رخْص وبعضهم يقول هو إِتباع لا يفرد والمَعْدُ الفسادُ ومَعَدَ الدَّلْوَ مَعْداً ومَعَدَ بها وامْتَعَدَها نزعها وأَخرجها من البئر وقيل جدبها والمَعْدُ الجَذْبُ مَعَدْتُ الشيء جَذَبْتُه بسرعة وذِئْبٌ مِمْعَدٌ وماعِدٌ إِذا كان يَجْذِبُ العَدْو جَذْباً قال ذو الرمة يذكر صائداً شبهه في سرعته بالذئب كأَنَّما أَطْمارُه إِذا عدا جُلِّلْنَ سِرحانَ فَلاةٍ مِمْعَدا ونَزْعٌ مَعْدٌ يُمَدُّ فيه بالبكْرة قال أَحمد بن جندل السعدي يا سَعْدُ يا ابنَ عُمَرٍ يا سعدُ هل يُرْوِيَنْ ذَوْدَكَ نَزْعٌ مَعْدُ وساقِيانِ سَبِطٌ وجَعْدُ ؟ وقال ابن الأَعرابي نَزْعٌ مَعْدٌ سَريع وبعض يقول شديد وكأَنه نَزْعٌ من أَسفل قعر الركية وجعل أَحد الساقيين جَعْداً والآخر سَبطاً لأَن الجعد منهما أَسودُ زنْجِيٌّ والسبط رُوميّ وإِذا كانا هكذا لم يشغلا بالحديث عن ضيعتهما وامْتَعَدَ سَيْفَه من غِمْدَه اسْتَلَّه واخْتَرَطَه ومَعَدَ الرمْحَ مَعْداً وامْتَعَدَه انتزعه من مركزه وهو من الاجتذاب وقال اللحياني مَرَّ بِرُمْحِهِ وهو مَرْكُوز فامْتَعَدَه ثم حَمَل اقتلعه ومَعَدَ الشيءَ مَعْداً وامْتَعَدَ اخْتَطَفَه فَذَهَبَ به وقيل اختلسه قال أَخْشَى عليها طَيِّئاً وأَسَدَا وخارِبَيْنِ خَرَباً فَمَعَدَا لا يَحْسَبَانِ اللهَ إِلا رَقَدَا أَي اخْتَلساها واخْتَطفاها ومَعَدَ في الأَرض يَمْعَدُ مَعْداً ومُعُوداً إِذا ذَهب الأَخيرة عن اللحياني والمُتَمَعْدِدُ البَعِيدُ وتَمَعْدَدَ تباعَد قال مَعْنُ بن أَوس قِفا إِنَّها أمْسَتْ قِفاراً ومَنْ بِها وإِن كانَ مِنْ ذي ودِّنا قد تَعَمْدَدا أَي تَباعَدَ قال شمر قوله المُتَمَعْدِدُ البعيد لا أَعلمه إِلا من مَعَدَ في الأَرض إِذا ذهب فيها ثم صيره تَفَعْلَلَ منه وبعير مَعْد أَي سريع قال الزَّفَيانُ لمَّا رأَيتُ الظُّعْنَ شَالَتْ تُحْدَى أَتْبَعْتُهُنَّ أَرْحَبِيًّا مَعْدا ومَعَدَ بِخُصْيَيه مَعْداً ذهب بهما وقيل مدّهما وقال اللحياني أَخذ فلان بِخُصْيَيْ فلان فمعدهما ومعد بهما أَي مدّهما واجتبذهما والمَعَدّ بتشديد الدال اللحم الذي تحت الكتف أَو أَسفل منها قليلاً وهو من أَطيب لحم الجنب قال الأَزهري وتقول العرب في مثل يضربونه قَدْ يَأْكُلُ المَعَدِّيُّ أَكلَ السُّوءِ قال هو في الاشتقاق يخرج على مَفْعَل ويخرج على فَعَلٍّ على مثال عَلَدٍّ ولم يشتقُّ منه فِعْل والمَعَدّان الجنبان من الإِنسان وغيره وقيل هما موضع رِجْلَي الراكب من الفرس وقوله أَنشده ابن الأَعرابي أُقَيْفِدُ حَفَّادٌ عَلَيْه عَبَاءَةٌ كَسَاها مَعَدَّيْهِ مُقَاتَلة الدَّهْرِ أَخبر أَنه يقاتل الدهر من لؤْمه هذا قول ابن الأَعرابي وقال اللحياني المعدّ الجنب فأَفرده والمَعَدّان من الفرس ما بين رو وس كتفيه إِلى مؤَخر متنه قال ابن أَحمر يخاطب امرأَته فإِمَّا زالَ سَرْجِي عن مَعَدٍّ وأَجْدِرْ بالحَوادث أَن تَكُونا يقول إِن زال عنك سرجي فبنت بطلاق أَو بموت فلا تتزوجي هذا المطروق وهو قوله فلا تَصِلِي بِمَطْروُق إِذا ما سَرَى في القَوْمِ أَصبَحَ مُسْتَكِينا وقال ابن الأَعرابي معناه إِن عُرِّي فرسي من سرجي ومت فَبَكِّي يا غَنِيُّ بِأَرْيَحِيٍّ مِنَ الفِتْيانِ لا يُمْسي بَطِينا وقيل المَعَدَّان من الفرس ما بين أَسفل الكتف إِلى منقطع الأَضلاع وهما اللحم الغليظ المجتمع خلف كتفيه ويستحب نُتُوءُهُما لأَن ذلك الموضع إِذا ضاق ضغطَ القلب فَغَمَّه والمَعَدُّ موضع عقب الفارس وقال اللحياني هو موضع رجل الفارس من الدابة فلم يخص عقباً من غيرها ومن الرَّجُل مثله وأَنشد شمر في المعدّ من الإِنسان وكأَنَّما تَحْتَ المَعَدِّ ضَئِيلةٌ يَنْفِي رُقادَك سَمُّها وسمَاعُها يعني الحية والمَعْدُ والمَغْدُ بالعين والغين النتف والمَعَدُّ عرق في مَنْسِجِ الفرس والمَعَدُّ البطن عن أَبي علي وأَنشد أَبْرأْت مِنِّي بَرَصاً بِجِلْدِي مِنْ بَعْدِ ما طَعَنْتَ في مَعَدِّي ومَعَدٌّ حيّ سمي بأَحد هذه الأَشياء وغلب عليه التذكير وهو مما لا يقال فيه من بني فلان وما كان على هذه السورة فالتذكير فيه أَغلبَ وقد يكون اسماً للقبيلة أَنشد سيبويه ولَسْنا إِذا عُدِّ الحَصَى بِأَقَلِّهِ وإِنَّ مَعَدَّ اليومَ مُؤْذٍ ذَلِيلُها والنسب إِليه مَعَدِّيٌّ فأَما قولهم في المثل تَسْمَعُ بالمُعَيْدِي لا أَن تراه فمخفف عن القياس اللازم في هذا الضرب ولهذا النادر في حدّ التحقير ذكرت الإِضافة
( * قوله « ذكرت الاضافة إلخ » كذا بالأصل ) إِليه مكبراً وإِلا فَمَعَدِّي على القياس وقيل فيه أَن تَسْمَعَ بالمُعَيْدي خير من أَن تراه وقيل فيه تسمع بالمعيدي خير من أَن تراه وقيل المختار الأَول قال وإِن شئت قلت لأَنْ تسمعَ بالمعيدي خير من أَن تراه وكان الكسائي يرى التشديد في الدال فيقول بالمُعَيدِّيِّ ويقول إِنما هو تصغير رجل منسوب إِلى معدّ يضرب مثلاً لمن خَبَرُه خير من مَرْآتِه وكان غير الكسائي يخفف الدال ويشدد ياء النسبة وقال ابن السكيت هو تصغير معدّي إِلا أَنه إِذا اجتمعت تشديدة الحرف وتشديدة ياء النسبة خفت ياء النسبة وقال الشاعر ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عنهمْ وغَرَّهُمُ سَنُّ المُعَيديِّ في رَعْيٍ وتَعْزِيبِ يضرب للرجل الذي له صيت وذكر فإذا رأَيته ازدريت مَرْآتَه وكان تأْويلُه تأْويلَ آمر كأَنه قال اسمع به ولا تره والتَّمَعْدُدُ الصبر على عيش معدّ وقيل التمعدد التشَظُّف مُرْتَجَل غير مشتق وتَمَعْدَدَ صار في مَعَدّ وفي حديث عمر اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا هكذا روي من كلام عمر وقد رفعه الطبراني في المعجم عن أَبي حدرد الأَسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أَبو عبيد فيه قولان يقال هو من الغلظ ومنه قيل للغلام إِذا شب وغلظ قد تمعدد قال الراجز رَبَّيْتُه حتى إِذا تَمَعْدَدا ويقال تمعددوا تشبهوا بعيش مَعَدّ بن عدنان وكانوا أَهل قَشَف وغِلَظ في المَعاش يقول فكونوا مثلهم ودَعُوا التَّنَعُّمَ وزِيَّ العجم وهكذا هو في حديث الآخر عليكم باللِّبْسةِ المَعَدِّية أَي خُشُونةِ اللِّباس وقال الليث التمعدد الصبر على عيش مَعَدّ في الحضر والسفر قال وإِذا ذكرت أَن قوماً تحولوا عن معدٍّ إِلى اليمن ثم رجعوا قلت تَمَعْدَدُوا ومَعْدِيٌّ ومَعْدانُ اسمان ومَعْديكَرِبَ اسم مركب من العرب من يجعل إِعرابه في آخره ومنهم من يضيف مَعْدِي إِلى كَرِبَ قال ابن جني معديكرب فيمن ركبه ولم يضف صدره إِلى عجزه يكتب متصلاً فإِذا كان يكتب كذلك مع كونه اسماً ومن حكم الأَسماء أَنْ تُفْرَد ولا توصل بغيرها لقوتها وتمكنها في الوضع فالفِعْلُ في قَلَّما وطالما لاتصاله في كثير من المواضع بما بعده نحو ضربت وضربنا ولتُبلَوُنَّ وهما يقومان وهم يقعدون وأَنتِ تذهبين ونحو ذلك مما يدل على شدة اتصال الفعل بفاعله أَحْجَى بجواز خلطه بما وُصِلَ به في طالما وقلما قال الأَزهري في آخر هذه الترجمة المَدْعِيُّ المُتَّهَمُ في نسبه قال كأَنه جعله من الدِّعْوة في النسب وليست الميم بأَصلية

مغد
الإِمْغادُ إِرْضاعُ الفصيل وغيره وتقول المرأَة أَمْغَدْتُ هذا الصبيَّ فَمَغَدَني أَي رَضَعَني ويقال وجَدْتُ صَرَبَةً فَمَغَدْتُ جَوْفَها أَي مَصِصْتُه لأَنه قد يكون في جوف الصرَبَة شيء كأَنه الغِراءُ والدِّبْسُ والصرَبَةُ صَمْغُ الطلْحِ وتسمى الصربةُ مَغْداً وكذلك صَمْغُ سِدْرِ البادية قال جزء بن الحرث وأَنْتُمْ كَمَغْدِ السدْرِ يُنْظَرُ نحوَه ولا يُجْتَنَى إِلا بِفأْسٍ ومِحْجَنِ أَبو سعيد المغْدُ صمغ يخرج من السِّدْرِ قال ومَغْدٌ آخر يشبه الخيار يؤْكل وهو طيب ومَغَدَ الفَصِيلُ أُمَّه يَمْغَدُها مَغْداً لَهَزَها ورَضَعَها وكذلك السخلة وهو يَمْغَدُ الضرْعَ مَغْداً أَي يتناوله وبعير مَغْدُ الجِسْمِ تارٌّ لَحِيم وقيل هو الضَّخْم من كل شيءٍ كالمَعْدِ وقد تقدم ومَغَدَ مَغْداً ومَغِدَ مَغَداً كلاهما امتَلأَ وسَمِنَ ومَغَدَ فلاناً عيشٌ ناعمٌ يَمْغَدُه مَغْداً إِذا غَذاه عَيْشٌ ناعم وقال أَبو مالك مَغَدَ الرجلُ والنباتُ وكلُّ شيءٍ إِذا طال ومَغَدَ في عَيْشٍ ناعمٍ يَمْغَدُ مَغْداً وشابٌّ مَغْدٌ ناعمٌ والمَغْدُ الناعِمُ قال إِياس الخيبري حتى رَأَيْتُ العَزَبَ السِّمَغْدا وكان قَدْ شَبَّ شَباباً مَغْدا والسِّمَغْد
( * قوله « والسمغد » هو بهذا الضبط هنا ويؤيده صريح القاموس في س م غ د قال سمغد كحضجر وقال شارحه عقب قوله والسمغد كحضجر الطويل الشديد الأركان والأحمق والمتكبر هكذا في النسخ والصواب فيه سمغدّ كقرشبّ كما هو بخط الصاغاني )
الطويلُ وعَيْشٌ مَغْدٌ ناعم قال أَبو زيد وابن الأَعرابي مَغَدَ الرجلَ عيشٌ ناعِمٌ يمْغَدُه مَغْداً أَي غَذَاه عيشٌ ناعِمٌ وقال النضر مَغَدَه الشبابُ وذلك حين استقام فيه الشباب ولم يَتناهَ شبابه كله وإِنه لفي مَغْدِ الشباب وأَنشد أَراهُ في مَغْدِ الشبابِ العُسْلُجِ والمَغْدُ النَّتْفُ ومَغَدَ امْتَلأَ شباباً ومغَدَ شَعَرَه يَمْغَدُه مَغْداً نتفه والمَغْدُ في الغُرَّة أَن يَنْتَتِفَ موضعُها حتى يَشْمَط قال تُبارِي قُرْحةً مِثْلَ الْ وَتِيرَةِ لم تَكُنْ مَغْدا وأُراه وضع المصدر موضع المفعول والمَغْدَةُ في غُرَّةِ الفرس كأَنها وارمة لأَن الشعر يُنْتَفُ لينبت أَبيضَ الوَتِيرةُ الوَرْدةُ البَيْضاء أَخبر أَن غُرَّتها جِبِلّة لم تَحْدُثْ عن عِلاج نَتْف والمَغْدُ في الناصية كالحَرْق ومَغَدَ الرجلُ جاريتَه يَمْغَدُها إِذا نكَحها والمَغْدُ والمَغَدُ الباذَنْجانُ وقيل هو شبيه به ينبت في أَصل العِضَةِ وقيل هو اللُّفَّاحُ وقيل هو اللُّفَّاحُ البَرِّيُّ وقيل هو جنَى التُّنْضُب وقال أَبو حنيفة المَغْدُ شَجَرٌ يتلَوَّى على الشجر أَرقُّ من الكَرْم ووَرَقُه طِوالٌ دقاقٌ ناعمة ويُخْرِجُ جِراءً مِثْلَ جِراءِ المَوْز إِلا أَنها أَرقُّ قِشْراً وأَكثر ماء وهي حلوة لا تُقْشَرُ ولها حب كحب التُّفَّاح والناس ينتابونه وينزلون عليه فيأْكلونه ويبدأُ أَخضر ثم يصفرّ ثم يخضرّ إِذا انتهى قال راجز من بني سُواءَة نحنُ بَنُو سُواءَةَ بنِ عامِرِ أَهْلُ اللَّثَى والمَغْدِ والمَغافِرِ واحدته مَغْدَةٌ قال ابن سيده ولم أَسمع مَغَدَةً قال وعسى أَن يكون المَغَدُ بالفتح اسماً لجمع مَغْدَةٍ بالإِسكان فيكون كَحَلْقةٍ وحَلَق وفَلْكةٍ وفَلَك وأَمْغَدَ الرجلُ إِمْغاداً إِذا أَكثر من الشرب قال أَبو حنيفة أَمْغَدَ الرجلُ أَطال الشرْب ومَغْدانُ لغة في بَغْدانَ عن ابن جني قال ابن سيده وإِن كان بدلاً فالكلمة رباعية

مقد
مَقَدٌ من قُرَى البَثَنِيَّةِ والمَقدِيَّة خفيفة الدال قرية بالشام من عمل الأُرْدُنّ والشرابُ منسوب إِليها غيره المَقَدِي مخفف الدال شراب منسوب إِلى قرية بالشام يتخذ من العسل وقال الشاعر عَلِّلِ القَوْمَ قَلِيلاً بابنِ بِنْتِ الفارِسِيَّة إِنَّهُمْ قد عاقَرُوا اليَوْ مَ شَراباً مَقَدِيَّهْ وأَنشد الليث مَقَدِيًّا أَحَلَّهُ اللَّهُ للنا سِ شَراباً وما تَحِلُّ الشَّمُولُ وروى الأَزهري بسنده عن منذر الثوري قال رأَيت محمد بن عليّ يشربُ الطِّلاءَ المَقَدِيَّ الأَصفر كان يرزقه إِياه عبد الملك وكان في ضيافته يرْزُقه الطِّلاءَ وأَرطالاً من لحم قال شمر سمعت أَبا عبيد يروي عن أَبي عمرو المَقَدِيُّ ضَرْب من الشراب بتخفيف الدال قال والصحيح عندي أَن الدال مشدّدة قال وسمعت رجاء بن سلمة يقول المَقَدِّيُّ بتشديد الدال الطِّلاءُ المُنَصَّف مشبه بما قُدَّ بنصفين قال ويصدقه قول عمرو بن معديكرب وهُمْ تَرَكُوا ابْنَ كَبْشَةَ مُسلَحِبّاً وهُمْ شغَلوه عَنْ شُرْبِ المَقَدِّ قال ابن سيده أُنشد بغير ياء قال وقد يجوز أَن يكون أَراد المَقَدّي فحذف الياء قال ابن بري وجعل الجوهري المَقَدي مخففاً وهو المشهور عند أَهل اللغة وقد حكاه أَبو عبيد وغيره مشدّد الدال رواه ابن الأَنباري واستشهد على صحته ببيت عمرون بن معديكرب حكى ذلك عن أَبيه عن أحمد بن عبيد وأَن المَقَدِّيّ منسوب إِلى مَقَدّ وهي قرية بِدِمَشْق في الجبل المشرف على الغَوْر وقال أَبو الطيب اللغوي هو بتخفيف الدال لا غير منسوب إلى مَقَد قال وإِنما شدّده عمرو بن معديكرب للضرورة قال وكذا يقتضي أَن يكون عنده قول عدي بن الرقاع في تشديد الدال أَنه للضرورة وهو فَظَلْتُ كأَنِّي شارِبٌ لَعِبَتْ به عُقارٌ ثَوَتْ في سِجْنِها حِجَجاً تِسْعَا مَقَدِّيَّةٌ صَهْباءُ باكَرْتُ شُرْبَها إِذا ما أَرادُوا أَن يَرُوحوا بها صَرْعَى قال والذي يشهد بصحة قول أَبي الطيب أَنها منسوبة إِلى مقد بالتخفيف قول الأَحوص كأَنَّ مُدامَةً مِمَّا حَوَى الحانُوتُ مِنْ مَقَدِ يُصَفَّقُ صَفْوُها بالمِسْ كِ والكافُورِ والشَّهَدِ قال وكذلك قول العرجي كأَنَّ عُقاراً قَرْقَفاً مَقَدِيَّةً أَبى بَيْعَها خَبٌّ مِنَ التَّجْرِ خادِعُ وكذلك قول الآخر مَقَدِيّاً أَحَلَّه اللَّهُ للناس قال زعم قائل هذا البيت أَنّ المَقَدِيَّة شراب من العسل كانت الخلفاء من بني أُمَيَّة تشربه والمَقَدِيّ ضَرْبٌ من الثياب

مكد
مَكَدَ بالمكان يَمْكُدُ مُكُوداً أَقام به وثَكَمَ يَثْكُم مثله ورَكَدَ رُكوداً وماءٌ ماكِدٌ دائمٌ قال وماكِد تَمْأْدُه مِنْ بَحْرِهِ يَضْفُو ويُبْدِي تارَةً عن قَعْرِهِ تَمْأَدُه تأْخذه في ذلك الوقت ويَضْفُو يفيض ويُبْدِي تارة عن قعره أَي يُبْدِي لك قعره من صفائه الليث مَكَدَتِ الناقةُ إِذا نقصَ لبنُها من طول العهد وأَنشد قَدْ حارَدَ الخُورُ وما تُحاردُ حتى الجِلادُ دَرُّهُنَّ ماكِدُ وناقة مَكُودٌ وَمَكْداءُ إِذا ثبت غُزرُها ولم يَنْقص مثل نَكْداءَ وناقةٌ ماكِدةٌ ومَكُودٌ دائمة الغُزْر والجمع مُكُدٌ وإِبِل مَكائِدُ وأَنشد إِنْ سَرَّكَ الغُزْرُ المَكُودُ الدَّائِمُ فاعْمِدْ بَراعِيسَ أَبُوها الرَّاهِمُ وناقة بِرْعِيسٌ إِذا كانت غَزِيرَةً قال أَبو منصور وهذا هو الصحيح لا ما قاله الليث وإِنما اعتبر الليث قول الشاعر حتى الجِلادُ دَرُّهُنَّ ماكِدُ فظنَّ أَنه بمعنى الناقص وهو غلط والمعنى حتى الجِلاد اللواتي دَرُّهُنَّ ماكد أَي دائم قد حارَدْن أَيضاً والجِلادُ أَدْسَمُ الإِبل لبناً فليست في الغزارة كالخُورِ ولكنها دائمة الدرّ واحدتها جَلْدَةٌ والخُور في أَلبانِهِنَّ رِقّة مع الكثرة وقول الساجع ما دَرُّها بِماكِدِ أَي ما لبنها بدائم ومثل هذا التفسير الخطإِ الذي فسره الليث في مَكَدَتِ الناقةُ مما يجب على ذوي المعرفة تنبيه طلبة هذا الشأْن له لئلا يتعثر فيه من لا يحفظ اللغة تقليداً الليث وبئر ماكدةٌ ومكُود دائمة لا تنقطع مادَّتها ورَكِيَّةٌ ماكِدةٌ إِذا ثَبت ماؤها لا يَنْقُصُ على قَرْن واحد لا يتَغَيَّر والقَرْنُ قَرْنُ القامة وَوُدٌّ ماكِدٌ لا ينقطع على التشبيه بذلك ومنه قول أَبي صُرَد لِعُيَيْنَة بن حصن وقد وقع في سُهْمَتِه عجوز من سَبْيِ هَوازِنَ أَخذَ عُيَيْنة بن حِصْن منهم عجوزاً فلما ردَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم السبايا أَبى عيينة أَن يردَّها فقال له أَبو صرد خذها إِليك فوالله ما فُوها ببارِد ولا ثَدْيُها بناهِد ولا دَرُّها بماكِد ولا بَطْنُها بوالِد ولا شَعْرُها بوارِد ولا الطالب لها بواجد وشاة مَكود وناقةٌ مَكود قليلة اللَّبن وهو من الأَضداد وقد مكدت تَمْكُد مُكُوداً ودَرٌّ ماكِدٌ بَكيءٌ

ملد
المَلَدُ الشَّبابُ ونَعْمَتُه والمَلَدُ مَصْدرُ الشَّباب الأَمْلَد وهو الأَمْلَدُ وأَنشد بَعْدَ التَّصابي والشَّبابِ الأَمْلَدِ والمَلَدُ الشباب الناعم وجمعه أَمْلادٌ وهو الأَملَدُ والأُملُدُ والأُملُودُ والإِملِيدُ والأُملُدانُ والأُملُدانِيُّ ورجل أُمْلُودٌ وامرأَة أُمْلُودٌ وأُمْلُودة وأُملُدانيَّة ومَلْدانِيَّةٌ ومَلْداء ناعمة والأُملُودُ من النساء الناعمة المستويةُ القامةِ وقال شَبانةُ الأَعرابي غلام أُمْلُود وأُفْلُودٌ إِذا كان تَماماً مُحْتلِماً شَطْباً وقول أَبي زبيد فإِذا ما اللَّبُونُ شَقَّتْ رَمادَ النَّ ارِ قَفْراً بالسَّمْلَقِ الإِمْلِيدِ قال أَبو الهيثم الإِمْلِيدُ من الصَّحارى الإِمْلِيسُ واحد وهو الذي لا شيء فيه وشابٌّ أَمْلَدُ وجارية مَلْداءُ بَيِّنا المَلَد وتَمْلِيدُ الأَدِيمِ تَمرينُه والمَلَدانُ اهتزاز الغُصْن ونَعْمَتُه وغصن أُملُودٌ وإِمْلِيدٌ ناعم وقد مَلَّدَه الرّيُّ تَمْلِيداً قال ابن جني همزة أُمْلُودٍ وإِمْلِيد ملحقة ببناء عُسْلُوجٍ وقِطْمِير بدليل ما انضاف إِليها من زيادة الواو والياء معها مندد التهذيب مَنْدَدٌ
( * قوله « مندد » قال ياقوت بالفتح ثم السكون وفتح الدال وضبط في القاموس وشرحه بضم الميم ) اسم موضع ذكره تميم بن أَبي مقبل
( * قوله « تميم بن أَبي مقبل » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس وكذا في معجم ياقوت ابن أَبيّ بن مقبل )
فقال عَفَا الدّارَ مِنْ دَهْماءَ بَعْدَ إِقامةٍ عَجاجٌ بِخَلْفَيْ مَنْدَدٍ مُتناوِحُ خَلْفاها ناحيتاها من قولهم فأْس لها خَلْفان ومَنْدَدٌ موضع

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88