كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

نرا
التهذيب ابن الأَعرابي النَّرْوةُ حَجَر أَبْيضُ رقِيق وربما ذُكِّي به

نزا
النَّزْو الوَثَبانُ ومنه نَزْو التَّيس ولا يقال إلاَّ للشاء والدَّوابِّ والبقر في معنى السِّفاد وقال الفراء الأَنْزاء حركات التُّيوس عند السِّفاد ويقال للفحل إنه لكثير النَّزاءِ أَي النَّزْو قال وحكى الكسائي النِّزاء بالكسر والهُذاء من الهَذَيان بضم الهاء ونَزا الذكر على الأُنثى نِزاء بالكسر يقال ذلك في الحافر والظِّلف والسِّباع وأَنْزاه غيره ونَزَّاه تَنْزِية وفي حديث علي كرم الله وجهه أُمِرنا أَن لا نُنْزيَ الحُمُر على الخَيْلِ أَي نَحْمِلَها عليها للنَّسل يقال نَزَوْتُ على الشيء أَنْزُو نَزْواً إذا وَثَبْت عليه قال ابن الأَثير وقد يكون في الأَجسام والمعاني قال الخطابي يشبه أَن يكون المَعنى فيه والله أَعلم أن الحُمر إذا حُمِلت على الخيل قَلَّ عدَدُها وانْقَطع نَماؤها وتعَطَّلَتْ مَنافِعها والخيل يُحتاج إليها للركوب وللرَّكْض وللطَّلَب وللجِهاد وإحْراز الغَنائم ولحْمُها مأْكول وغير ذلك من المنافع وليس للبغل شيء من هذه فأَحَبَّ أَن يَكثر نَسْلُها ليَكْثر الانتفاع بها ابن سيده النُّزاء الوَثْب وقيل هو النَّزَوانُ في الوَثْب وخصَّ بعضُهم به الوَثْب إلى فَوْقُ نَزا ينْزُو نَزْواً ونُزاء ونُزُوّاً ونَزَواناً وفي المثل نَزْوُ الفُرارِ اسعتَجْهَلَ الفُرارا قال ابن بري شاهد النَّزَوان قولهم في المثل قد حِيلَ بيْنَ العَيْرِ والنَّزَوان قال وأَول مَن قاله صخر بن عمرو السُّلَمِي أَخو الخنْساء أَهُمُّ بأَمْرِ الحَزْمِ لوْ أَسْتَطِيعُه وقد حِيلَ بيْنَ العَيْرِ والنَّزَوانِ وتَنَزَّى ونَزا قال أَنا شَماطِيطُ الذي حُدِّثْتَ بهْ مَتى أُنَبَّهْ للغَداءِ أَنْتَبِهْ ثُمَّ أُنَزِّ حَوْلَه وأَحْتَبِهْ حتى يُقالُ سَيِّدٌ ولَسْتُ بِهْ الهاء في أَحْتَبِهْ زائدة للوقف وإنما زادها للوصل لا فائدة لها أَكثر من ذلك وليست بضمير لأَن أَحْتَبي غير متعدّ وأَنْزاه ونَزَّاه تَنْزِيةً وتَنْزِيًّا قال باتَتْ تُنَزِّي دَلْوَها تَنْزِِيّا كما تُنَزِّي شَهْلةٌ صَبِيّا النُّزاء داء يأْخذ الشاء فتَنْزُو منه حتى تَمُوت ونَزا به قلبُه طمَح ويقال وقع في الغنم نُزاء بالضم ونُقازٌ وهما معاً داء يأْخذها فتَنْزُو منه وتَنْقُزُ حتى تموت قال ابن بري قال أَبو علي النُّزاء في الدابة مثل القُماص فيكون المعنى أَن نُزاء الدابة هو قُماصُها وقال أَبو كبير يَنْزُو لوَقْعَتها طُمورَ الأَخْيَل فهذا يدل على أَن النَّزْوَ الوُثوب وقال ابن قتيبة في تفسير بيت ذي الرمة مُعْرَوْريِاً رَمَضَ الرَّضْراضِ يَرْكضُه يريد أَنه قد ركب جَوادُه الحصى فهو يَنْزُو من شدَّة الحرّ أَي يَقْفِز وفي الحديث أَن رجلاً أَصابَته جِراحة فنُزِيَ منها حتى مات يقال نُزِيَ دمُه ونُزِف إذا جَرى ولم يَنْقَطِع وفي حديث أَبي عامر الأَشعري أَنه كان في وَقْعةِ هَوازِنَ رُمِي بسَهْم في رُكْبته فنُزِيَ منه فماتَ وفي حديث السَّقِيفة فنَزَوْنا على سعد أَي وقَعُوا عليه ووَطِئُوه والنَّزَوانُ التَّفَلُّتُ والسَّوْرةُ وإنه لَنَزِيٌّ إلى الشرِّ ونَزَّاء ومُتَنَزٍّ أَي سَوَّار إليه والعرب تقول إذا نَزا بك الشر فاقْعُد يضرب مثلاً للذي يَحْرِصُ على أَن لا يَسْأَم الشر حتى يَسْأَمَه صاحبُه والنَّازِيةُ الحِدَّةُ والنادِرةُ
( * قوله « والنادرة » كذا في الأصل بالنون والذي في متن شرح القاموس والباردة بالباء وتقديم الدال وفي القاموس المطبوع والبادرة بتقديم الراء )
الليث النازيةُ حِدَّة الرجل المُتَنَزِّي إلى الشر وهي النَّوازي ويقال إن قلبه ليَنْزُو إلى كذا أي يَنْزِعُ إلى كذا والتَّنَزِّي التوثُّب والتسرُّع وقال نُصَيب وقيل هو لبشار أَقولُ ولَيْلَتي تَزْدادُ طُولاً أَما للَّيْلِ بَعْدَهُمُ نَهارُ ؟ جَفَتْ عَيْني عن التَّغْمِيضِ حتى كأَنَّ جُفونَها عنها قِصارُ كأَنَّ فُؤادَه كُرةٌ تَنَزَّى حِذارَ البَيْنِ لو نَفَعَ الحِذارُ وفي حديث وائل بن حُجْر إنَّ هذا انْتَزى على أَرضي فأَخَذها هو افْتَعَلَ من النَّزْوِ والانْتِزاءُ والتَّنَزِّي أَيضاً تسَرُّع الإنسان إلى الشر وفي الحديث الآخر انْتَزى على القَضاء فقضى بغير علم ونَزَتِ الخَمر تَنْزُو مُزِجَتْ فوَثَبَتْ ونَوازي الخَمر جَنادِعُها عند المَزْجِ وفي الرأْس ونَزا الطعامُ ينْزُو نَزْواً علا سِعْرُه وارتفع والنُّزاء والنِّزاء السِّفاد يقال ذلك في الظِّلْف والحافِرِ والسَّبُعِ وعمَّ بعضهم به جميع الدواب وقد نَزا ينْزُو نُزاء وأَنْزَيْتُه وقَصْعة نازِيةُ القَعْر أَي قَعِيرةٌ ونَزِيَّةٌ إذا لم يُذكر القَعْرُ ولم يُسمَّ قَعْرُها أَي قَعِيرة وفي الصحاح النَّازية قصعة قَريبة القَعْر ونُزيَ الرجل كُنزِفّ وأَصابه جُرح فنُزِيَ منه فمات ابن الأَعرابي يقال للسِّقاء الذي ليس بضَخْم أَدِيٌّ فإذا كان صغيراً فهو نَزيء مهموز وقال النَّزِيَّةُ بغير همز ما فاجأَكَ من مطر أَو شَوق أَو أَمر وأَنشد وفي العارِضِينَ المُصْعِدينَ نَزِيَّةٌ من الشَّوقِ مَجْنُوبٌ به القَلْبُ أَجْمعُ قال ابن بري ذكر أَبو عبيد في كتاب الخيل في باب نعوت الجري والعَدْو من الخيل فإذا نَزا نَزْواً يقاربُ العَدْو فذلك التوقُّص فهذا شاهد على أَن النُّزاء ضَرْبٌ من العَدْو مثل التوقُّص والقُماص ونحوه قال وقال ابن حمزة في كتاب أَفعلَ من كذا فأَما قولهم أَنْزى من ظَبْيٍ فمن النَّزَوان لا من النَّزْو فهذا قد جعل النَّزَوانَ والقُماصَ والوَثْبَ وجعل النَّزْو نَزْوَ الذكر على الأُنثى قال ويقال نَزَّى دلوه تَنْزِيةً وتَنْزِيًّا وأَنشد باتَت تُنَزِّي دَلْوها تَنْزىّا
( * وعجز البيت كما تنزِّي شهلةٌ صَبيًّا )

نسا
النِّسْوةُ والنُّسْوة بالكسر والضم والنِّساء والنِّسْوانُ والنُّسْوان جمع المرأَة من غير لفظه كما يقال خلِفةٌ ومَخاضٌ وذلك وأُولئك والنِّسُونَ
( * قوله « والنسون » كذا ضبط في الأصل والمحكم أَيضاً وضبط في النسخة التي بأيدينا من القاموس بكسر فسكون ففتح ) قال ابن سيده والنساء جمع نسوة إذا كثرن ولذلك قال سيبويه في الإضافة إلى نساء نِسْوِيّ فردَّه إلى واحده وتصغير نِسْوةٍ نُسَيَّةٌ ويقال نُسَيَّاتٌ وهو تصغير الجمع والنِّسا عرق من الورك إلى الكعب أَلفه منقلبة عن واو لقولهم نَسَوانِ في تثنيته وقد ذكرت أَيضاً منقلبة عن الياء لقولهم نَسَيانِ أَنشد ثعلب ذِي مَحْزِمٍ نَهْدٍ وطَرْفٍ شاخِصِ وعَصَبٍ عَنْ نَسَوَيْه قالِصِ الأَصمعي النَّسا بالفتح مقصور بوزن العَصا عِرْق يخرج من الوَرِك فيَسْتَبْطِنُ الفخذين ثم يمرّ بالعُرْقوب حتى يبلغ الحافر فإذا سمنت الدابة انفَلَقت فخذاها بلَحْمَتَين عظيمتين وجَرى النَّسا بينهما واستبان وإذا هُزِلَت الدابة اضطرَبَت الفخذان وماجَت الرَّبَلَتان وخَفِي النَّسا وإنما يقال مُنْشَقُ النَّسا يريد موضع النَّسا وفي حديث سعد رَمَيْتُ سُهَيْلَ بن عَمرو يوم بَدْر فقَطَعْتُ نَساه والأَفصح أَن يقال له النَّسا لا عِرْقُ النَّسا ابن سيده والنسا من الوَرِك إلى الكعب ولا يقال عِرْقُ النَّسا وقد غلط فيه ثعلب فأَضافه والجمع أَنْساء قال أَبو ذؤيب مُتَفَلِّقٌ أَنْساؤها عن قانِئٍ كالقُرْطِ صاوٍ غُبْرُه لا يُرْضَعُ وإنما قال مُتفلق أَنساؤها والنَّسا لا يَتفلَّقُ إنما يتفلَّقُ موضعه أَراد يتفلق فَخِذاها عن موضع النَّسا لما سَمِنت تفَرَّجت اللحمة فظهر النَّسا صاوٍ يابس يعني الضَّرع كالقُرْط شبهه بقُرط المرأَة ولم يُرد أَنَّ ثَمَّ بقية لبن لا يُرْضَع إنما أَراده أَنه لا غُبْرَ هنالك فيُهْتَدى به
( * قوله « لا غُبر هنالك إلخ » كذا بالأصل والمناسب فيرضَع بدل فيهتدى به ) قال ابن بري وقوله عن قانئ أَي عن ضَرْع أَحمر كالقُرْط يعني في صِغَره وقوله غُبْره لا يُرْضَع أَي ليس لها غُبْر فيُرضَع قال ومثله قوله على لاحِبٍ لا يُهْتَدى لِمَنارِه أَي ليس ثَمَّ مَنار فيُهْتَدَى به ومثله قوله تعالى لا يَسْأَلون الناس إلحافاً أَي لا سُؤالَ لهم فيكون منه الإلحافُ وإذا قالوا إنه لشَديد النَّسا فإنما يُراد به النَِّسا نَفْسُه ونَسَيْتُه أَْنْسِيه نَسْياً فهو مَنْسِيٌّ ضَرَبْت نَساه ونَسِيَ الرجلُ يَنْسى نَساً إذا اشتكى نَساه فهو نَسٍ على فَعِل إذا اشتكى نَساه وفي المحكم فهو أَنْسى والأُنثي نَسْآه وفي التهذيب نَسْياء إذا اشْتَكَيا عِرْق النَّسا وقال ابن السكيت هو عِرْقُ النَّسا وقال الأَصمعي لا يُقال عِرق النَّسا والعرب لا تقول عِرْق النسا كما لا يقولون عِرْقُ الأَكْحَل ولا عِرْق الأَبْجَل إنما هو النَّسا والأَكْحَلُ والأَبْجَل وأَنشد بيتين لامرئ القيس وحكى الكسائي وغيره هو عرق النسا وحكى أَبو العباس في الفصيح أَبو عبيد يقال للذي يشتكي نَساه نَسٍ وقال ابن السكيت هو النِّسا لهذا العرق قال لبيد مِنْ نَسا النَّاشِط إذْ ثَوَّرْتَه أَو رَئِيس الأَخْدَرِيّاتِ الأُوَلْ قال ابن بري جاء في التفسير عن ابن عباس وغيره كلُّ الطعام كان حِلاًّ لِبني إسْرائيل إلاَّ ما حرَّم إسرائيلُ على نفسه قالوا حرَّم إسرائيل لحوم الإبل لأَنه كان به عِرْق النَّسا فإذا ثبت أَنه مسموع فلا وجه لإنكار قولهم عِرْق النسا وقال ويكون من باب إضافة المسمى إلى اسمه كحَبْل الوَرِيد ونَحوِه ومنه قول الكميت إلَيْكم ذَوي آلِ النَّبيِّ تَطَلَّعَتْ نَوازعُ من قَلْبي ظِماءٌ وأَلْبُبُ أَي إليكم يا أَصحاب هذا الاسم قال وقد يضاف الشيء إلى نفسه إذا اختلَف اللفظان كحَبْل الوَريد وحَبِّ الحَصيد وثابِتِ قُطْنةَ وسعيدِ كُرْزٍ ومثله فقلتُ انْجُوَا عنها نجا الجِلْدِ والنَّجا هو الجلد المسلوخ وقول الآخر تُفاوِضُ مَنْ أَطوي طَوَى الكَشْحِ دونه وقال فَرْوة بن مُسَيْك لَمَّا رَأَيْتُ مُلُوكَ كِنْدةَ أَعْرَضَتْ كالرِّجْلِ خانَ الرَِّجْلَ عِرْقُ نَسائها قال ومما يقوّى قولَهم عِرْق النَّساء قول هِمْيانَ كأَنَّما يَيْجَع عِرْقا أَبْيَضِه والأَبْيَضُ هو العِرْقُ والنِّسيْان بكسر النون ضدّ الذِّكر والحِفظ نَسِيَه نِسْياً ونِسْياناً ونِسْوةً ونِساوةً ونَساوة الأَخيرتان على المعاقبة وحكى ابن بري عن ابن خالويه في كتاب اللغات قال نَسِيت الشيء نِسْياناً ونَسْياً ونِسْياً ونِساوةً ونِسْوةً وأَنشد فلَسْت بصَرَّامٍ ولا ذِي مَلالةٍ ولا نِسْوةٍ للعَهْدِ يا أُمَّ جَعْفَرِ وتَناساه وأَنْساه إِياه وقوله عز وجل نَسُوا اللهَ فنَسِيَهم قال ثعلب لا يَنْسى الله عز وجل إنما معناه تركوا الله فتركهم فلما كان النِّسْيان ضرباً من الترك وضعَه موضعه وفي التهذيب أَي تركوا أَمرَ الله فتركهم من رحمته وقوله تعالى فنَسِيتَها وكذلك اليومَ تُنْسَى أَي ترَكْتَها فكذلك تُتْرَكُ في النار ورجل نَسْيانُ بفتح النون كثير النِّسْيانِ للشيء وقوله عز وجل ولقد عَهِدْنا إلى آدمَ من قَبْلُ فَنَسِيَ معناه أَيضاً تَرَكَ لأَن النَّاسِي لا يُؤاخَذُ بِنِسْيانِه والأَول أَقيس
( * قوله « والاول أقيس » كذا بالأصل هنا ولا أول ولا ثان وهو في عبارة المحكم بعد قوله الذي سيأتي بعد قليل والنسي والنسي الاخيرة عن كراع فالاول الذي هو النسي بالكسر ) والنِّسيانُ الترك وقوله عز وجل ما نَنْسخ مِن آية أَو نُنْسها أَي نأْمُركم بتركها يقال أَنْسَيْته أَي أَمَرْت بتركه ونَسِيتُه تَرَكْتُه وقال الفراء عامة القراء يجعلون قوله أَو نَنْساها من النِّسيان والنَّسْيانُ ههنا على وجهين أَحدهما على الترك نَتْرُكها فلا نَنْسَخها كما قال عز وجل نَسُوا اللهَ فنَسِيَهم يريد تركوه فتركهم وقال تعالى ولا تَنْسَوُا الفَضْلَ بينكم والوجه الآخر من النِّسيان الذي يُنْسَى كما قال تعالى واذْكُرْ رَبَّك إذا نَسِيتَ وقال الزجاج قرئ أَو نُنْسِها وقرئ نْنَسِّها وقرئ نَنْسَأْها قال وقول أَهل اللغة في قوله أَو نُنْسِها قولان قال بعضهم أَو نُنْسِها من النِّسْيان وقال دليلنا على ذلك قوله تعالى سَنُقْرِئك فلا تَنْسَى إلا ما شاء الله فقد أَعلمَ الله أَنه يشاء أَن يَنسَى قال أَبو إسحق هذا القول عندي غير جائز لأن الله تعالى قد أَنبأ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله ولئن شئنا لنَذْهَبَنَّ بالذي أَوْحَينا أَنه لا يشاء أَن يَذْهَب بما أَوحَى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال وقوله فلا تَنْسَى أَي فلستَ تَتْرُك إلا ما شاء الله أَن تَترك قال ويجوز أَن يكون إلا ما شاء الله مما يلحق بالبشرية ثم تَذَكَّرُ بعدُ ليسَ أَنه على طريق السَّلْب للنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً أُتِيَه من الحكمة قال وقيل في قوله أَو نُنْسِها قول آخر وهو خطأٌ أَيضاً أَو نَتْرُكها وهذا إنما يقال فيه نَسِيت إذا ترَكت لا يقال أُنْسِيت تركت وقال وإنما معنى أَو نُنْسِها أَو نُتْرِكْها أَي نأْمُرْكُم بتركها قال أَبو منصور ومما يقوّي هذا ما رَوى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده إنَّ عليَّ عُقْبةً أَقضِيها لَسْتُ بناسِيها ولا مُنْسِيها قال بناسِيها بتارِكها ولا مُنْسِيها ولا مؤخِّرها فوافق قولُ ابن الأَعرابي قولَه في النَّاسِي إنه التارك لا المُنْسِي واختلفا في المُنْسِي قال أَبو منصور وكأَنَّ ابن الأَعرابي ذهب في قوله ولا مُنسِيها إلى تَرك الهمز من أَنسأْتُ الدَّبن إذا أَخَّرته على لغة من يُخفف الهمز والنَّسْوةُ التَّرْك للعمل وقوله عز وجل نَسُوا الله فأَنْساهم أَنْفُسهم قال إنما معناه أَنساهم أَن يعملوا لأَنفسهم وقوله عز وجل وتَنْسَوْنَ ما تُشْر كون قال الزجاج تَنْسَون ههنا على ضربين جائز أَن يكون تَنْسَوْن تتركون وجائز أَن يكون المعنى أَنكم في ترككم دُعاءهم بمنزلة من قد نَسِيَهم وكذلك قوله تعالى فاليوم نَنْساهم كما نَسُوا لِقاء يومهم هذا أَي نتركهم من الرحمة في عذابهم كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا وكذلك قوله تعالى فلما نَسُوا ما ذُكِّروا به يجوز أَن يكون معناه ترَكوا ويجوز أَن يكونوا في تركهم القبول بمنزلة من نِسِيَ الليث نَسِيَ فلان شيئاً كان يذكره وإنه لَنَسِيُّ كثير النِّسيان والنَّسْيُ الشيء المَنْسِيُّ الذي لا يذكر والنِّسْيُ والنَّسْيُ الأخيرة عن كراع وآدم قد أُوُخِذَ بِنسْيانِه فهَبَط من الجنة وجاء في الحديث لو وُزِنَ حِلْمُهم وحَزْمُهم مُذْ كان آدمُ إلى أَن تقوم الساعةُ ما وَفَى بحِلْمِ آدَمَ وحَزْمِه وقال الله فيه فنَسِيَ ولم نَجِدْ له عزماً النِّسْيُ المَنْسِيُّ وقوله عز وجل حكاية عن مريم وكنتُ نِسْياً مَنْسِيًّا فسره ثعلب فقال النِّسْيُ خِرَقُ الحَيْضَ التي يُرمَى بها فتُنْسَى وقرئ نِسْياً ونَسْياً بالكسر والفتح فمن قرأ بالكسر فمعناه حَيْضة ملقاة ومن قَرأَ نَسْياً فمعناه شيئاً مَنسِيًّا لا أُعْرَفُ قال دُكَيْنٌ الفُقَيْمِي بالدَّارِ وَحْيٌ كاللَّقَى المُطَرَّسِ كالنَّسْيِ مُلْقًى بالجَهادِ البَسْبَسِ والجَهاد بالفتح الأرض الصُّلبةُ والنِّسْيُ أَيضاً ما نُسي وما سَقَط في منازل المرتحلين من رُذال أَمْتعتهم وفي حديث عائشة رضي الله عنها ودَدْتُ أَنِّي كنتُ نِسْياً مَنْسِيّاً أَي شيئاً حقِيراً مُطَّرَحاً لا يُلْتَفَت إِليه ويقال لخِرقة الحائضِ نِسّيٌ وجمعه أَنْساء تقول العرب إذا ارتحلوا من المنزل انظروا أَنساءَكم تريد الأَشياء الحَقيرة التي ليست عندهم ببال مثل العَصا والقَدَح والشِّظاظ أَي اعْتَبِرُوها لئلا تَنْسَوْها في المنزل وقال الأَخفش النِّسْيُ ما أُغفل من شيء حقير ونُسِيَ وقال الزجاج النِّسْي في كلام العرب الشيء المَطْرُوح لا يُؤْبَهُ له وقال الشَّنْفَرَى كأَنَّ لها في الأَرضِ نِسْياً تَقُصُّه على أَمِّها وإِنْ تُخاطِبْكَ تَبْلَتِ قال ابن بري بَلَتَ بالفتح إِذا قطع وبَلِتَ بالكسر إِذا سَكَنَ وقال الفراء النِّسْي والنَّسْيُ لغتان فيما تُلقِيه المرأَة من خِرَق اعْتِلالها مثل وِتْرٍ وَوَتْرٍ قال ولوأَردت بالنِّسْي مصدر النِّسْيان كان صواباً والعرب تقول نَسِيته نِسْياناً ونِسْياً ولا تقل نَسَياناً بالتحريك لأَن النَّسيَان إِنما هو تثنية نَسَا العِرْقِ وأَنْسانِيه اللهُ ونَسَّانِيه تَنْسِيةً بمعنى وتَناساه أَرَى من نفسه أَنه نَسِيَه وقول امرئ القيس ومِثْلِكِ بَيْضاءِ العَوارِضِ طَفْلةٍ لَعُوبٍ تَناساني إِذا قُمْتُ سِرْبالي
( * في ديوان امرئ القيس تنَسَّيني بدل تناساني )
أَي تُنْسِيني عن أَبي عبيد والنَّسِيُّ الكثير النَّسْيان يكون فَعِيلاً وفَعُولاً وفَعِيلٌ أَكثر لأَنه لو كان فَعولاً لقيل نَسُوّ أَيضاً وقال ثعلب رجل ناسٍ ونَسِيٌّ كقولك حاكِمٌ وحَكِيمٌ وعالِم وعَليم وشاهد وشهيد وسامع وسميع وفي التنزيل العزيز وما كان ربك نَسِيّاً أَي لا يَنْسَى شيئاً قال الزجاج وجائز أَن يكون معناه والله أَعلم ما نَسِيَكَ ربُّكَ يا محمد وإِن تأَخَّر عنك الوَحْي يُرْوَى أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أَبطأَ عليه جبريل عليه السلام بالوَحْي فقال وقد أَتاه جبريل ما زُرْتَنا حتى اشتَقْناكَ فقال ما نَتَنَزَّلُ إِلا بأَمْر رَبِّكَ وفي الحديث لا يَقولَنَّ أَحدُكم نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ بل هو نُسِّيَ كره نِسْبةَ النِّسْيانِ إِلى النفْس لمعنيين أَحدهما أَن الله عزَّ وجل هو الذي أَنْساه إِيَّاه لأَنه المُقَدِّر للأَشياء كلها والثاني أَنَّ أَصل النسيان الترك فكره له أَن يقول تَرَكْتُ القُرآن أَو قَصَدْتُ إِلى نِسْيانه ولأَن ذلك لم يكن باختياره يقال نَساه الله وأَنْساه ولو روي نُسِيَ بالتخفيف لكان معناه تُرِك من الخير وحُرِمَ ورواه أَبو عبيد بِئْسَما لأَحَدِكم أَن يقول نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ ليس هو نَسِيَ ولكنه نُسِّيَ قال وهذا اللفظ أَبْيَنُ من الأَول واختار فيه أَنه بمعنى الترك ومنه الحديث إِنما أُنَسَّى لأَسُنَّ أَي لأَذكر لكم ما يَلزم النَّاسِيَ لشيء من عبادتِه وأَفْعَل ذلك فَتَقْتَدوا بي وفي الحديث فيُتْرَكون في المَنْسَى تحت قَدَمِ الرحمن أَي يُنْسَونَ في النار وتحتَ القدَمِ استعارةٌ كأَنه قال يُنْسِيهمُ اللهُ الخَلق لئلا يَشفع فيهم أَحد قال الشاعر أَبْلَتْ مَوَدَّتَها اللَّيالي بَعْدَنا ومَشَى علَيْها الدَّهْرُ وهْوَ مُقَيَّدُ ومه قوله صلى الله عليه وسلم يومَ الفَتْح كلُّ مَأْثُرَةٍ من مآثِرِ الجاهليّةِ تحت قدَمَيَّ إِلى يوم القيامة والنَّسِيُّ الذي لا يُعَدُّ في القوم لأَنه مَنْسِيٌّ الجوهري في قوله تعالى ولا تَنسَوُا الفَضْل بينَكم قال أَجاز بعضهم الهمز فيه قال المبرد كل واو مضمومة لك أَن تهمزها إِلا واحدة فإِنهم اختلفوا فيها وهي قوله تعالى ولا تنسوا الفضل بينكم وما أَشبهها من واو الجمع وأَجاز بعضهم الهمز وهو قليل والاختيار ترك الهمز قال وأَصله تَنْسَيُوا فسكنت الياء وأُسقطت لاجتماع الساكنين فلما احتيج إِلى تحريك الواو رُدَّت فيها ضمة الياء وقال ابن بري عند قول الجوهري فسكنت الياء وأُسقطت لاجتماع الساكنين قال صوابه فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فانقلبت أَلفاً ثم حذفت لالتقاء الساكنين ابن الأَعرابي ناساهُ إِذا أَبْعَدَه جاء به غير مهموز وأَصله الهمز الجوهري المِنْساةُ العَصا قال الشاعر إِذا دَبَبْتَ على المِنْساةِ من هرَمٍ فقَدْ تَباعَدَ عَنكَ اللَّهْوُ والغَزَلُ قال وأَصله الهمز وقد ذكر وروى شمر أَن ابن الأَعرابي أَنشده سَقَوْني النَّسْيَ ثم تَكَنَّفُوني عُداةَ الله من كَذِبٍ وزُورِ بغير همز وهو كل ما نَسَّى العقل قال وهو من اللبن حَلِيب يُصَبُّ عليه ماء قال شمر وقال غيره هو النَّسِيُّ نصب النون بغير همز وأَنشد لا تَشْرَبَنْ يومَ وُرُودٍ حازِرا ولا نَسِيّاً فتجيء فاتِرا ابن الأَعرابي النَّسْوةُ الجُرْعة من اللبن

نشا
النَّشا مقصور نَسِيم الرِّيح الطيبة وقد نَشِيَ منه ريحاً طيبة نِشْوةً ونَشْوة أَي شَمِمْت عن اللحياني قال أَبو خِراش الهُذلي ونَشِيتُ رِيحَ المَوْتِ مِن تِلْقائِهمْ وخَشِيتُ وَقْعَ مُهَنَّدٍ قِرْضابِ قال ابن بري قال أَبو عبيدة في المَجاز في آخر سورة ن والقلم إَنَّ البت لقَيْس بن جَعْدة الخُزاعي واسْتَنْشَى وتَنَشَّى وانْتَشَى وأَنْشَى الضَّبُّ الرجلَ وجَدَ نِشْوَتَه وهو طَيِّب النِّشْوةِ والنَّشْوةِ والنِّشْيةِ
( * قوله « والنشية » كذا ضبط في الأصل والذي في القاموس النشية كغنية وغلطه شارحه فقال الصواب نشية بالكسر زاعماً أنه نص ابن الاعرابي لكن الذي عن ابن الاعرابي كما في غير نسخة عتيقة من المحكم يوثق بها نشيه كغنية ) الأَخيرة عن ابن الأَعرابي أَي الرائحة وقد تكون النِّشوة في غير الريح الطيبة والنَّشا مقصْور شيء يعمل به الفالوذَجُ فارسي معرب يقال له النَّشاسْتَج حذف شطره تخفيفاً كما قالوا للمَنازِل مَنا سمي بذلك لخُموم رائحته ونشِيَ الرجل من الشراب نَشْواً ونُشْوةً ونَشوةً ونِشْوةً الكسر عن اللحياني وتَنَشَّى وانْتَشَى كله سَكِرَ فهو نَشْوان أَنشد ابن الأَعرابي إِني نَشِيتُ فما أَسْطِيعُ مِن فَلَتٍ حتى أُشَقِّقَ أَثْوابي وأَبْرادِي ورجل نَشْوانُ ونَشْيانُ على المُعاقبة والأُنثى نَشْوَى وجمعها نَشاوَى كسَكارَى قال زهير وقد أَغْدُو على ثُبةٍ كِرامٍ نَشاوَى واجِدينَ لِما نَشاء واسْتَبانَتْ نَشْوَتُه وزعم يونس أَنه سمع نِشْوته وقال شمر يقال من الرِّيح نِشْوةٌ ومن السُّكْر نَشْوةٌ وفي حديث شرب الخمر إِن انْتَشَى لم تُقْبل له صلاةٌ أَربعين يوماً الانْتِشاء أَول السُّكر ومُقدَّماته وقيل هو السكر نفْسُه ورجل نَشْوانُ بيِّن النَّشْوة وفي الحديث إِذا اسْتَنشَيت واسْتَنْثَرْت أَي اسْتَنْشَقْت بالماء في الوضوء من قولك نَشِيت الرائحة إِذا شَمِمْتَها أَبو زيد نَشِيت منه أَنْشَى نشوة وهي الرِّيح تجدها واسْتَنْشَيْتُ نَشا رِيح طيبة أَي نَسِيمها قال ذو الرمة وأَدْرَك المُتَبَقَّى مِنْ ثَمِيلَتِه ومِن ثمائِلها واسْتُنْشِيَ الغَرَبُ وقال الشاعر وتَنْشَى نَشا المِسْك في فارةٍ وريحَ الخُزامَى على الأَجْرَع قال ابن بري قال على بن حمزة يقال للرائحة نَشوة ونَشاة ونَشاً وأَنشد بآيةِ ما إِنَّ النَّقا طَيِّبُ النَّشا إِذا ما اعْتراه آخِرَ اللَّيل طارِقُهْ قال أَبو زيد النَّشا حِدَّة الرائحة طيبة كانت أَو خبيثة فمن الطيب قول الشاعر بآية ما إِن النقا طيب النشا ومن النَّتْن النَّشا سمي بذلكَ لنَتْنِه في حال عمله قال وهذا يدل على أَن النَّشا عربي وليس كما ذكره الجوهري قال ويدلك على أَن النَّشا ليس هو النَّشاسْتَج كما زعم أَبو عبيدة في باب ضروب الأَلوان من كتاب الغريب المصنف الأُرْجُوان الحُمْرة ويقال الأُرْجُوان النَّشاستج وكذلك ذكره الجوهري في فصل رجا فقال والأُرْجوان صبغ أَحمر شديد الحمرة قال أَبو عبيد وهو الذي يقال له النشاستج قال والبَهْرَمان دونه قال ابن بري فثبت بهذا أَن النشاستج غير النَّشا والنِّشْوة الخَبَرُ أَوّل ما يَرِدُ ورجل نَشْيانُ بَيِّن النِّشوة يتَخَبَّرُ الأَخبار أَوَّلَ ورُودها وهذا على الشذوذ إِنما حكمه نَشْوان ولكنه من باب جَبَوْت المال جباية الكسائي رجل نَشْيانُ للخبر ونَشْوان وهو الكلام المُعْتَمد ونَشِيت الخبر إِذا تَخبَّرت ونظرتَ من أَين جاء ويقال من أَين نَشِيتَ هذا الخبرَ أَي من أَين علمته ؟ الأَصمعي انْظُر لنا الخبر واستَنْشِ واستَوْشِ أَي تعَرَّفْه ورجل نَشْيانُ للخبر بيِّن النِّشوة بالكسر وإِنما قالوه بالياء للفرق بينه وبين النَّشْوانِ وأًصل الياء في نَشِيت واو قلبت ياء للكسرة قال شمر ورجل نَشْيانُ للخبَر ونَشْوانُ من السُّكر وأَصلهما الواو ففَرقوا بينهما الجوهري ورجل نَشْوان أَي سَكران بيِّن النَّشوة بالفتح قال وزعم يونس أَنه سمع فيه نِشْوة بالكسر وقول سنان بن الفحل وقالوا قد جُنِنْتَ فقلت كَلاَّ ورَبي ما جُنِنْتُ ولا انْتشَيْتُ يريد ولا بَكَيْتُ من سكر وقوله من النَّشَواتِ والنَّشَإِ الحِسانِ أَراد جمع النَّشْوة وفي الحديث أَنه دخل على خَديجةَ خَطَبها ودخلَ عليها مُسْتَنْشِيةٌ من مُوَلَّدات قُريش وقد روي بالهمز وقد تقدَّم والمُسْتَنْشِيةُ الكاهِنةُ سميت بذلك لأَنها كانت تَسْتَنْشِي الأَخبارَ أَي تبحَث عنها من قولك رجل نَشْيانُ للخبر يعقوب الذئب يَسْتَنْشِئُ الريح بالهمز قال وإِنما هو من نَشِيت غير مهموز ونَشَوْتُ في بني فلان رُبِّيتُ نادر وهو محوّل من نشأْت وبعكسه هو يَسْتَنْشِئُ الريح حوّلوها إِلى الهمزة وحكى قطرب نَشا يَنْشُو لغة في نشأَ ينشأُ وليس عنده على التحويل والنَّشاة الشجرة اليابسة إِما أَن يكون على التحويل وإِما أَن يكون على ما حكاه قطرب قال الهذلي تَدَلَّى عَلَيْه من بَشامٍ وأَيْكةٍ نَشاة فُرُوعٍ مُرْثَعِنِّ الذَّوائِبِ والجمع نَشاً والنَّشْوُ اسم للجمع أَنشد كأَنَّ على أَكتافِهِم نَشْوَ غَرْقَدٍ وقد جاوَزُوا نَيَّانَ كالنَّبَطِ الغُلْفِ

نصا
النَّاصِيةُ واحدة النَّواصي ابن سيده الناصِيةُ والنَّصاةُ لغة طيئية قُصاصُ الشعر في مُقدَّم الرأْس قال حُرَيْث بن عَتاب الطائي لقَدْ آذَنَتْ أَهْلَ اليَمامةِ طَيِّءٌ بحَرْبٍ كناصاةِ الحِصانِ المُشَهَّرِ وليس لها نظير إِلا حرفين بادِيةٌ وباداةٌ وقارِيةٌ وقاراةٌ وهي الحاضِرةُ ونَصاه نَصْواً قبض على ناصِيَتِه وقيل مَدَّ بها وقال الفراء في قوله عز وجل لنَسْفَعَنْ بالنّاصِيةِ ناصِيَتُه مقدَّمُ رأْسه أَي لنَهْصُرَنَّها لنَأْخُذَنَّ بها أَي لنُقِيمَنَّه ولَنُذِلَّنَّه قال الأَزهري الناصِية عند العرب مَنْبِتُ الشعر في مقدَّم الرأْس لا الشعَرُ الذي تسميه العامة الناصية وسمي الشعر ناصية لنباته من ذلك الموضع وقيل في قوله تعالى لنَسْفَعَنْ بالناصِية أَي لنُسَوِّدَنَّ وجهه فكَفَتِ الناصِيةُ لأَنها في مقدّم الوجه من الوجه والدليل على ذلك قول الشاعر وكُنتُ إِذا نَفْس الغَوِيِّ نَزَتْ به سَفَعْتُ على العِرْنِينِ منه بِمِيسَمِ ونَصَوْته قبضت على ناصِيَتِه والمُناصاةُ الأَخْذُ بالنَّواصي وقوله عز وجل ما من دابة إِلا هو آخِذٌ بناصِيَتِها قال الزجاج معناه في قَبْضَته تَنالُه بما شاء قُدرته وهو سبحانه لا يَشاء إِلا العَدْلَ وناصَيْتُه مُناصاةً ونِصاء نَصَوْتُه ونَصاني أَنشد ثعلب فأَصْبَحَ مِثْلَ الحِلْسِ يَقْتادُ نَفْسَه خَلِيعاً تُناصِيه أُمُورٌ جَلائِلُ وقال ابن دريد ناصَيْتُه جَذَبْت ناصِيَتَه وأَنشد قِلالُ مَجْدٍ فَرَعَتْ آصاصا وعِزَّةً قَعْساءَ لَنْ تُناصى وناصَيْتُه إِذا جاذبْته فيأْخذ كل واحد منكما بناصِيةِ صاحبه وفي حديث عائشة رضي الله عنها لم تكن واحدةٌ من نساء النبي صلى الله عليه وسلم تُناصِيني غير زَيْنَبَ أَي تُنازِعُني وتباريني وهو أَن يأْخذ كه واحد من المُتنازعين بناصِيةِ الآخر وفي حديث مقتل عُمر فثارَ إِليه فتَناصَيا أَي تَواخَذا بالنَّواصِي وقال عمرو بن مَعْدِ يكرب أَعَبَّاسُ لو كانت شَناراً جِيادُنا بتَثْلِيثَ ما ناصَيْتَ بَعْدي الأَحامِسا وفي حديث ابن عباس قال للحسين حين أَراد العِراق لولا أَني أَكْرَهْ لنَصَوْتك أَي أَخذت بناصِيَتِك ولم أَدَعْك تخرج ابن بري قال ابن دريد النَّصِيُّ عَظْم العُنُق ومنه قول ليلى الأَخيلية يُشَبّهُونَ مُلوكاً في تَجِلَّتِهمْ وطولِ أَنْصِيةِ الأَعْناقِ والأُمَمِ ويقال هذه الفلاة تُناصِي أَرض كذا وتُواصِيها أَي تَتَّصل بها والمفازة تَنْصُو المَفازة وتُناصيها أَي تتصل بها وقول أَبي ذؤيب لِمَنْ طَلَلٌ بالمُنْتَصى غَيْرُ حائلِ عَفا بَعْدَ عَهْدٍ من قِطارٍ ووابِلِ ؟ قال السكري المُنْتَصى أَعلى الوادِيين وإِبل ناصِيةٌ إِذا ارتَفَعتْ في المرعى عن ابن الأَعرابي وإِني لأَجِد في بطني نَصْواً ووَخْزاً أَي وَجَعاً والنَّصْوُ مثل المَغَس وإِنما سمي بذلك لأَنه يَنْصوك أَي يُزْعِجُك عن القَرار قال أَبو الحسن ولا أَدري ما وجه تعليله له بذلك وقال الفراء وجدْتُ في بطني حَصْواً ونَصْواً وقَبْصاً بمعنى واحد وانْتَصى الشيءَ اخْتارَه وأَنشد ابن بري لحميد بن ثور يصف الظبية وفي كلِّ نَشْزٍ لها مَيْفَعٌ وفي كلِّ وَجْهٍ لها مُنْتَصى قال وقال آخر في وصف قطاة وفي كلِّ وَجْهٍ لها وِجْهةٌ وفي كلِّ نَحْوٍ لها مُنْتَصى قال وقال آخر لَعَمْرُكَ ما ثَوْبُ ابنِ سَعْدٍ بمُخْلِقٍ ولا هُوَ مِمّا يُنْتَصى فيُصانُ يقول ثوبه من العُذْر لا يُخْلِقُ والاسم النِّصْيةُ وهذه نَصِيَّتي وتَذَرَّيت بني فلان وتَنَصَّيْتُهم إِذا تَزَوَّجت في الذِّروة منهم والنّاصِية وفي حديث ذِي المِشْعارِ نَصِيّةٌ من هَمْدان من كلِّ حاضِر وبادٍ النَّصِيّةُ منْ يُنْتَصى من القوم أَي يُخْتار من نَواصِيهم وهمُ الرُّؤوس والأَشْراف ويقال للرُّؤساء نواصٍ كما يقال للأَتباع أَذْنابٌ وانْتَصَيْتُ من القوم رَجلاً أَي اخترته ونَصِيّةُ القومِ خِيارُهم ونَصِيَّةُ المال بَقِيَّتُه والنَّصِيّة البَقِيَّة قاله ابن السكيت وأَنشد للمَرّار الفَقْعَسي تَجَرَّدَ مِنْ نَصِيَّتها نَواجٍ كما يَنْجُو من البَقَر الرَّعِيلُ
( * قوله « تجرد من لخ » ضبط تجرد بصيغة الماضي كما ترى في التهذيب والصحاح وتقدم ضبطه في مادة رعل برفع الدال بصيغة المضارع تبعاً لما وقع في نسخة من المحكم )
وقال كعب بن مالك الأَنصاري ثَلاثةُ آلافٍ ونحنُ نَصِيّةٌ ثلاثُ مِئينٍ إِن كَثُرْنا وأَربَعُ وقال في موضع آخر وفي الحديث أَن وفْدَ هَمْدانَ قَدِمُوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا نحْنُ نَصِيَّةٌ من هَمْدانَ قال الفراء الأَنْصاء السابقُونَ والنَّصِيَّةُ الخِيار الأَشراف ونَواصي القوم مَجْمَعُ أَشرافِهم وأَما السَّفِلة فهم الأَذْنابُ قالت أُمّ قُبَيْسٍ الضَّبِّيّة ومَشْهَدٍ قد كفَيْتُ الغائِبينَ به في مَجْمَعٍ من نَواصي النّاسِ مَشْهُودِ والنَّصِيَّةُ من القوم الخِيارُ وكذلك من الإِبل وغيرها ونَصَتِ الماشِطةُ المرأَةَ ونَصَّتْها فتَنَصَّتْ وفي الحديث أَن أُم سلمة
( * قوله « أن أم سلمة » كذا بالأصل والذي في نسخة التهذيب ان بنت أبي سلمة وفي غير نسخة من النهاية أن زينب ) تَسَلَّبَت على حمزة ثلاثة أَيام فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَمرها أَن تنَصَّى وتَكْتَحِلَ قوله أَمرها أَن تنَصَّى أَي تُسَرِّح شَعَرَها أَراد تَنَصَّى فحذف التاء تخفيفاً يقال تنَصَّتِ المرأَةُ إِذا رجَّلت شَعْرَها وفي حديث عائشة رضي الله عنها حين سُئِلت عن الميت يُسرَّح رأْسه فقالت عَلامَ تَنْصُون ميِّتَكم ؟ قولها تَنْصُون مأْخوذ من الناصِية يقال نَصَوْتُ الرجل أَنْصُوه نَصْواً إِذا مَدَدْت ناصِيَتَه فأَرادت عائشة أَنَّ الميتَ لا يَحتاجُ إِلى تَسْريحِ الرَّأْس وذلك بمنزلة الأَخذ بالناصِيةِ وقال أَبو النَّجم إِنْ يُمْسِ رأْسي أَشْمَطَ العَناصي كأَنما فَرَّقَه مُناصي قال الجوهري كأَنَّ عائشةَ رضي الله عنها كَرِهَت تَسْريحَ رأْسِ الميّتِ وانْتَصى الشعَرُ أَي طال والنَّصِيُّ ضَرْب من الطَّريفةِ ما دام رَطْباً واحدتُه نَصِيّةٌ والجمع أَنْصاء وأَناصٍ جمعُ الجمع قال تَرْعى أَناصٍ مِنْ حرير الحَمْضِ
( * قوله « حرير الحمض » كذا في الأصل وشرح القاموس بمهملات والذي في بعض نسخ المحكم بمعجمات )
وروي أَناضٍ وهو مذكور في موضعه قال ابن سيده وقال لي أَبو العلاء لا يكون أَناضٍ لأَنَّ مَنْبِتَ النصيِّ غير منبت الحمض وأَنْصَتِ الأَرضُ كثر نَصِيُّها غيره النَّصِيُّ نَبت معروف يقال له نَصِيٌّ ما دام رَطباً فإِذا ابْيضَّ فهو الطَّريفة فإِذا ضَخُمَ ويَبِس فهو الحَلِيُّ قال الشاعر لَقَدْ لَقِيَتْ خَيْلٌ بجَنْبَيْ بُوانةٍ نَصِيّاً كأَعْرافِ الكَوادِنِ أَسْحَما
( * قوله « لقيت خيل » كذا في الأصل والصحاح هنا والذي في مادة بون من اللسان شول ومثله في معجم ياقوت )
وقال الراجز نَحْنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ النَّصِيِّ ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والحَلِيِّ وفي الحديث رأَيتُ قبُورَ الشُّهداء جثاً قد نَبَتَ عليها النَّصِيُّ هو نَبْتٌ سَبْطٌ أَبيضُ ناعِمٌ من أَفضل المَرْعى التهذيب الأَصْناء الأَمْثالُ والأَنْصاءُ السَّابقُون

نضا
نَضا ثوبَه عنه نَضْواً خَلَعه وأَلقاه عنه ونَضَوْت ثِيابي عني إِذا أَلقَيْتَها عنك ونَضاه من ثوبه جَرَّدَه قال أَبو كبير ونُضِيتُ ممّا كُنتُ فيه فأَصْبَحَتْ نَفْسِي إِلى إِخْوانِها كالمَقْذَرِ ونَضا الثَّوبُ الصِّبْغَ عن نَفْسِه إِذا أَلقاه ونَضَتِ المرأَةُ ثَوبَها ومنه قول امرئ القيس فَجِئْتُ وقد نَضَتْ لِنَوْمٍ ثِيابَها لدى السِّتْرِ إِلاَّ لِبْسةَ المُتَفَضِّلِ قال الجوهري ويجوز عندي تشديده للتكثير والدابة تَنْضُو الدوابُّ إِذا خرجت من بينها وفي حديث جابر جعَلَتْ ناقتي تَنْضُو الرِّفاقَ
( * قوله « تنضو الرفاق » كذا في الأصل وفي نسخة من النهاية الرفاق بالفاء وفيها أي تخرج من بينهم وفي نسخة أخرى من النهاية الرقاق بالقاف أي تخرج من بينها وكتب بهامشها الرقاق جمع رق وهو ما اتسع من الأَرض ولان ) أَي تَخرج من بينها يقال نَضَتْ تَنْضُو نُضُوّاً ونُضِيّاً ونَضَوْتُ الجُلَّ عن الفرس نَضْواً والنِّضْوُ الثوبُ الخَلَقُ وأَنْضَيْتُ الثوبَ وانْتَضَيْتُه أَخْلَقْتُه وأَبَلَيْتُه ونَضا السيفَ نَضْواً وانْتَضاه سَلَّه من غِمْدِه ونَضا الخِضابُ نَضْواً ونُضُوّاً ذَهَبَ لَوْنُه ونَصَل يكون ذلك في اليد والرِّجْل والرأْسِ واللحيةِ وخصَّ بعضُهم به اللحيةُ والرأْس وقال الليث نَضا الحِنَّاءُ يَنْضُو عن اللِّحْيةِ أَي خرج وذَهب عنه ونُضاوةُ الخِضاب ما يُوجد منه بعد النُّصُول ونُضاوةُ الحِنَّاء ما يَبس منه فأُلقي هذه عن اللحياني ونُضاوةُ الحِنَّاء ما يؤخذ من الخِضاب بعدما يُذهب لونه في اليد والشعَر وقال كثير ويا عَزِّ لِلْوَصْل الذي كان بَيْنَنا نَضا مِثْلَ ما يَنْضُو الخِضابُ فَيَخْلَقُ الجوهري نَضا الفرَسُ الخيلَ نُضِيّاً سَبَقها وتقدَّمها وانْسَلَخَ منها وخَرَجَ منها ورَمْلةٌ تَنْضُو الرِّمالَ تخرج من بينها ونضا السَّهمُ مَضَى وأَنشد يَنْضُونَ في أَجْوازِ لَيْلٍ غاضي نَضْوَ قِداحِ النَّابِلِ النَّواضِي وفي حديث علي وذكر عمر فقال تَنَكَّبَ قوسَه وانْتَضَى في يده أَسْهماً أَي أَخذ واسْتَخْرَجَها مِن كِنانَتِه يقال نَضَا السيفَ من غمده وانْتَضاه إِذا أَخْرَجَه ونَضا الجُرْحُ نُضُوًّا سَكَنَ ورَمُه ونَضا الماءُ نُضُوًّا نَشِفَ والنِّضْوُ بالكسر البَعير المهزول وقيل هو المهزول من جميع الدواب وهو أَكثر والجمع أنضاء وقد يستعمل في الإِنسان قال الشاعر إِنَّا من الدَّرْبِ أَقْبَلْنا نَؤُمُّكُمُ أَنضاءَ شَوْقٍ على أَنْضاء أَسْفارِ قال سيبويه لا يكسَّر نِضْوٌ على غير ذلك فأَما قوله تَرْعَى أَناضٍ من حَريرِ الحَمْضِ فعلى جمع الجمع وحكمه أَناضيّ فخَفَّفَ وجعَل ما بقي من النّبات نِضْواً لقِلَّته وأَخذه في الذهاب والأُنثى نِضْوةٌ والجمع أَنضاء كالمُذَكَّر على توهم طرح الزائد حكاه سيبويه والنَّضِيُّ كالنِّضْوِ قال الراجز وانْشَنَجَ العِلْباءُ فاقْفَعَلاَّ مِثْلَ نَضِيّ السُّقْمِ حينَ بََّلا ويقال لأَنْضاء الإِبل نِضْوانٌ أَيضاً وقد أَنْضاه السَّفَرُ وأَنْضَيْتها فهي مُنْضاةٌ ونَضَوْتُ البِلاد قَطَعْتُها قال تأَبَّط شرًّا ولكِنَّنِي أُرْوِي مِن الخمْرِ هامَتي وأَنْضُو الفَلا بالشَّاحِبِ المُتشَلْشِل وأَنْضَى الرَّجلُ إِذا كانت إِبلُه أَنْضاء الليث المُنْضِي الرَّجلُ الذي صار بعيره نِضْواً وأَنضَيْتُ الرَّجلَ أَعطيته بعيراً مهزولاً وأَنْضَى فلان بعيره أَي هَزَله وتَنَضَّاه أَيضاً وقال لو اصْبَحَ في يُمْنَى يَدَيَّ زِمامُها وفي كَفِّيَ الأُخْرَى وَبيلٌ تُحاذِرُهْ لجَاءتْ على مَشْي التي قد تُنُضِّيَتْ وذَلَّتْ وأَعْطَتْ حَبْلَها لا تُعاسِرُهْ ويروى تُنُصِّيَتْ أَي أُخِذَتْ بناصِيتها يعني بذلك امرأَة اسْتَصعَبَتْ على بَعْلها وفي الحديث إِن المؤمِنَ ليُنْضِي شَيْطانه كما يُنْضِي أَحَدُكم بَعِيرَه أَي يَهْزِلُه ويجعله نِضْواً والنِّضْوُ الدابة التي هَزَلَتْها الأَسفار وأَذْهَبَتْ لحمها وفي حديث علي كرم الله وجهه كلِماتٌ لو رَحَلْتُم فيهن المَطِيَّ لأَنْضَيْتُموهُنَّ وفي حديث ابن عبد العزيز أَنْضَيْتُم الظَّهْر أَي هَزَلْتُموه وفي الحديث إِن كان أَحَدُنا ليأْخُذ نِضْوَ أَخيه ونِضْوُ اللِّجام حَدِيدَتُه بلا سَيْر وهو من ذلك قال دُرَيدُ ابن الصِّمَّة إِمّا تَرَيْنِي كَنِضْوِ اللِّجام أُعِضَّ الجَوامِحَ حتى نَحَلْ أَراد أُعِضَّتْه الجَوامِحُ فقَلَبَ والجمع أَنْضاء قال كثير رأَتْنِي كأَنضاءِ اللِّجامِ وبَعْلُها مِنَ المَلْءِ أَبْزَى عاجِزٌ مُتَباطِنُ ويروى كأَشْلاء اللجام وسَهمٌ نِضْوٌ رُمِيَ به حتى بَلِيَ وقِدْحٌ نِضْوٌ دقيق حكاه أَبو حنيفة والنَّضِيُّ من السِّهام والرِّماح الخَلَقُ وسَهم نِضْوٌ إِذا فَسَدَ من كثرة ما رُمِيَ به حتى أَخْلَقَ أَبو عمرو النَّضِيُّ نَصْلُ السهم ونِضوُ السَّهم قِدْحُه المحكم نَضِيُّ السهم قِدْحُه وما جاوَزَ من السَّهمِ الرِّيشَ إِلى النَّصل وقيل هو النصل وقيل هو القِدْحُ قبل أَن يُعْمَل وقيل هو الذي ليس له ريش ولا نصل قال أَبو حنيفة وهو نَضِيٌّ ما لم يُنَصَّلْ ويُرَيَّشْ ويُعَقَّب قال والنّضِيُّ أَيضاً ما عَرِيَ من عُوده وهو سهم قال الأَعشى وذَكَرَ عَيْراً رُمِيَ فَمَرَّ نَضِيُّ السَّهْمِ تَحتَ لبَانِه وجالَ على وَحْشِيِّة لم يُعَتِّمِ لم يُبْطئْ والنَّضِيُّ على فَعِيل القِدْحُ أَوَّل ما يكون قبل أَن يُعْمَل ونَضِيُّ السهم ما بين الرِّيش والنَّصل وقال أَبو عمرو النَّضِيُّ نصل السَّهم يقال نَضِيٌّ مُفَلَّلٌ قال لبيد يصف الحمار وأُتُنَه قال وأَلزَمَها النِّجادَ وشايَعَتْه هَوادِيها كأَنْضِيَة المُغالي قال ابن بري صوابه المَغالي جمع مِغْلاة للسهم وفي حديث الخوارج فَينظُرُ في نَضِيِّه النَّضِيُّ نَصل السهم وقيل هو السهم قبل أَن يُنحَت إِذا كان قِدْحاً قال ابن الأَثير وهو أَولى لأَنه قد جاء في الحديث ذكر النصل بعد النَّضيّ قالوا سمي نضِيّاً لكثرة البَرْي والنَّحْت فكأَنه جُعل نِضْواً ونَضِيُّ الرُّمح ما فوقَ المَقْبِض من صدره والجمع أَنْضاء قال أَوْس بن حَجَر تُخُيِّرْنَ أَنْضاءً ورُكِّبْنَ أَنْصُلاً كجَزْلِ الغَضَى في يومِ رِيحٍ تَزَيَّلا ويروى كجَمْرِ الغَضَى وأَنشد الأَزهري في ذلك وظلَّ لِثيران الصَّرِيم غَماغِمٌ إِذا دَعَسُوها بالنَّضِيِّ المُعَلَّبِ الأَصمعي أَوَّل ما يكون القِدْحُ قبل أَن يُعْمَل نَضِيٌّ فإِذا نُحِتَ فهو مَخْشُوب وخَشِيبٌ فإِذا لُيِّنَ فهو مَخَلَّقٌ والنَّضِيُّ العُنُق على التشبيه وقيل النَّضِيُّ ما بين العاتق إِلى الأُذن وقيل هو ما عَلا العُنُقَ مما يَلي الرأْسَ وقيل عَظْمه قال يُشَبَّهُونَ ملو كاً في تَجِلَّتِهِمْ وطُولِ أَنْضِيَةِ الأَعْناقِ واللِّمَمِ ابن دريد نَضِيُّ العُنق عَظْمه وقيل طُوله ونَضِيُّ كل شيء طوله وقال أَوْس يُقَلِّب للأَصْواتِ والرِّيحِ هادِياً تَمِيمَ النَّضِيِّ كَدَّحَتْه المَناشِفُ يقول إِذا سمع صوتاً خافَه التَفَتَ ونظر وقوله والرِّيحِ يقول يَسْتَرْوِحُ هل يَجِدُ رِيحَ إِنسان وقوله كَدَّحَته المَناشف يقول هو غَلِيظ الحاجبين أَي كان فيه حجارةٌ ونَضِيُّ السهمِ عُوده قبل أَن يُراشَ والنَّضِيُّ ما بين الرأْس والكاهِل من العُنق قال الشاعر يُشَبَّهُون سُيُوفاً في صَرائِمِهمْ وطُولِ أَنْضِيَةِ الأَعْناقِ واللِّمَمِ
( * ورد هذا البيت في صفحة ؟ ؟ وفيه أنصية بدل أنضية والأمم بدل اللِّمم ) قال ابن بري البيت لليلى الأَخيلية ويروى للشَّمَرْدل ابن شريك اليربوعي والذي رواه أَبو العباس يشبهون ملوكاً في تجلتهم والتَّجلَّة الجلالةُ والصحيحُ والأُمَمِ جمع أُمَّةٍ وهي القامةُ قال وكذا قال عليّ بن حَمْزة وأَنكر هذه الرواية في الكامل في المسأَلة الثامنة وقال لا تُمْدَح الكُهول بطول اللِّمم إِنما تُمْدح به النِّساء والأَحداثُ وبعد البيت إِذا غَدا المِسْكُ يَجْرِي في مَفارِقِهِمْ راحُوا تَخالُهُمُ مَرْضى مِنَ الكَرَمِ وقال القتَّال الكلابي طِوالُ أَنْضِيةِ الأَعْناقِ لم يجِدُوا رِيحَ الإِماء إِذا راحَتْ بأَزْفارِ ونَضِيُّ الكاهِل صَدْرُه والنَّضِيُّ ذكر الرجل وقد يكون للحِصان من الخيل وعمَّ به بعضهم جميع الخَيل وقد يقال أَيضاً للبَعير وقال السِّيرافي هو ذكر الثعلب خاصة أَبو عبيدة نَضا الفرسُ يَنْضُو نُضوّاً إِذا أَدْلَى فأَخرج جُرْدانه قال واسم الجُرْدانِ النّضِيُّ يقال نَضا فلان موضع كذا يَنْضُوه إِذا جاوزَه وخَلَّفه ويقال أَنْضَى وجهُ فلان ونَضا على كذا وكذا أَي أَخْلَقَ

نطا
نَطَوْتُ الحَبْلَ مَدَدْتُه ويقال نَطَتِ المرأَة غَزْلَها أَي سَدَّتْه تَنْطُوه نَطْواً وهي ناطِيةٌ والغَزْلُ مَنْطُوٌّ ونَطِيٌّ أَي مُسَدًّى والنَّاطِي المُسَدِّي قال الراجز ذَكّرْتُ سَلْمَى عَهْدَه فَشَوَّقا وهُنَّ يَذْرَعْنَ الرَّقاقَ السَّمْلَقا ذَرْعَ النَّواطِي السُّحُلَ المُدَقَّقا خُوصاً إِذا ما اللَّيْلُ أَلقَى الأَرْوُقا خَرَجْنَ مِن تحتِ دُُجاه مُرَّقا يَقْلِبْنَ للنَّأْي البَعِيدِ الحَدَقا تَقْلِيبَ وِلْدانِ العِراقِ البُنْدُقا والنَّطْوُ البُعْدُ ومكانٌ نَطِيٌّ بَعيدٌ وأَرضٌ نطِيّةٌ وقال العجاج وبلْدةٍ نِياطُها نَطِيُّ قِيٌّ تُناصِيها بِلادٌ قِيُّ نِياطُها نَطِيٌّ أَي طريقها بعيد والنَّطْوة السَّفْرة البَعيدة وفي حديث طَهْفةَ في أَرضٍ غائلةِ النِّطاء النِّطاءُ البُعدُ وبَلَدٌ نَطِيٌّ بَعِيدٌ ورُوي المَنْطَى وهو مَفْعَلٌ منه والمُناطاةُ أَن تَجْلس المَرَتانِ فترمِي كلُّ واحدة منهما إِلى صاحبتها كُبَّةَ الغَزْل حتى تُسَدِّيا الثوبَ والنَّطْوُ التَّسدِيةُ نَطَتْ تَنْطُو نَطْواً والنَّطاةُ قِمَعُ البُسْرةِ وقيل الشُّمْرُوخ وجمعه أَنطاء عن كراع وهو على حذف الزائد ونَطاةُ حِصْنٌ بخَيْبَرَ وقيل عَينٌ بها وقيل هي خَيْبَرُ نَفْسُها ونَطاةُ حُمَّى خيبر خاصةً وعمْ به بعضهم قال أَبو منصور هذا غلط ونَطاةُ عينٌ بخيبر تَسْقِي نَخيلَ بَعضِ قُراها وهي وَبِئةٌ وقد ذكرها الشماخ كأَنَّ نَطاةَ خَيْبرَ زَوَّدَتْه بَكُورُ الوِرْدِ رَيِّثةُ القُلُوعِ فظنَّ الليث أَنها اسم للحُمَّى وإِنما نَطاةُ اسم عين بخيبر الجوهري النَّطاةُ اسم أُطُمٍ بخيبر قال كثير حُزِيَتْ لي بحَزْمِ فَيْدَةَ تُحْدَى كاليَهُودِيِّ مِن نَطاةَ الرِّقالِ حُزِيَتْ رُفِعَتْ حَزاها الآلُ رَفَعها وأَراد كنخل اليهودي الرِّقالِ ونطاةُ قَصَبَة خيبر وفي حديث خيبر غَدا إِلى النَّطاةِ هي عَلَم لِخَيْبَرَ أَو حِصْنٌ بها وهي من النَّطْو البُعد قال ابن الأَثير وقد تكررت في الحديث وإدخالُ اللام عليها كإِدخالها على حَرثٍ وعباس كأَنَّ النّطاةَ وصف لها غلب عليها ونَطا الرَّجلُ سَكَتَ وفي حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه كنتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو يُمْلي عليَّ كتاباً وأَنا أَسْتَفهمُه فدخل رجل فقال له انْطُ أَي اسكت بلغة حِمْيَر قال ابن الأَعرابي لقد شَرَّفَ سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذه اللغةَ وهي حِمْيَرِيَّة قال المفضل وزجر للعرب تقوله للبعير تسكيناً له إِذا نَفَرَ انْطُ فيَسْكُن وهي أَيضاً إِشْلاء للكلب وأَنْطَيْتُ لغة في أَعطيت وقد قرئ إِنَّا أَنْطَيْناك الكَوْثَرَ وأَنشد ثعلب مِنَ المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بَعْدَما يُرَى في فُرُوعِ المُقْلَتَينِ نُضُوبُ والأَنْطاء العَطِيّاتُ وفي الحديث وإِنَّ مالَ اللهِ مَسْؤولٌ ومُنْطًى أَي مْعطًى وروى الشعبي أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل أَنْطِه كذا وكذا أَي أَعْطِه والإِنْطاء لغة في الإِعْطاءِ وقيل الإِنطاءُ الإِعطاءُ بلغة أَهل اليمن وفي حديث الدعاء لا مانِعَ لِمَا أَنْطَيْتَ ولا مُنْطِيَ لَمَا مَنَعْتَ قال هو لغة أَهل اليمن في أَعْطَى وفي الحديث اليدُ المُنطِيةُ خَيرٌ مِنَ اليدِ السُّفلى وفي كتابه لوائل وأَنْطُوا الثَّبَجَةَ والتَّناطِي التَّسابُقُ في الأَمرِ وتَناطاه مارَسَه وحكى أَبو عبيد تَناطَيْتُ الرِّجالَ تَمَرَّسْتُ بهم ويقال لا تُناطِ الرِّجالَ أَي لا تمرَّسْ بهم ولا تُشارِّهِم قال ابن سيده وأُراه غلطاً وإِنما هو تَناطَيْت الرجالَ ولا تَناطَ الرجالَ قال أَبو منصور ومنه قول لبيد وهُمُ العَشِيرةُ إِنْ تناطى حاسِدٌ أَي هم عشيرتي إِن تَمَرَّسَ بي عَدُوّ يَحْسُدني والتَّناطي تَعاطي الكلام وتَجاذُبه والمُناطاةُ المُنازَعةُ قال ابن سيده وقضينا على هذا بالواو لوجود ن ط و وعدم ن ط ي والله أَعلم

نعا
النَّعْوُ الدائرةُ تحت الأَنف والنَّعْو الشَّقُّ في مِشْفَر البَعِير الأَعْلى ثم صار كلُّ فَصْلٍ نَعْواً قال الطرماح تُمِرُّ على الوِراكِ إِذا المَطايا تقايَسَتِ النَّجادَ من الوَجِينِ خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحي كأَخْلاقِ الغَريفةِ ذِي غُضُونِ
( * قوله « ذي غضون » كذا هو في الصحاح مع خفض الصفتين قبله وفي التكملة والرواية ذا غضون والنصب في عين خريع وباء مضطرب مردوداً على ما قبله وهو تمرّ )
خَريعُ النَّعْوِ لَيِّنُه أَي تُمِرُّ مِشْفَراً خَريع النَّعْوِ على الوِراك والغَريفةُ النَّعل وقال اللحياني النَّعْوُ مشَقُّ مِشْفَرِ البعير فلم يخص الأَعلى ولا الأَسفل والجمع من كل ذلك نُعِيٌّ لا غير قال الجوهري النَّعْوُ مَشَقُّ المِشفر وهو للبعير بمنزلة التَّفِرة للإِنسان ونَعْوُ الحافِر فَرْجُ مُؤخَّره عن ابن الأَعرابي والنَّعْوُ الفَتْقُ الذي في أَلْيَة حافِرِ الفَرَس والنَّعْوُ الرُّطَبُ والنَّعْوةُ موضع زعموا والنُّعاء صوت السِّنَّوْر قال ابن سيده وإِنما قضينا على همزتها أَنها بدل من واو لأَنهم يقولون في معناه المُعاء وقد مَعا يَمْعُو قال وأَظنُّ نون النُّعاء بدلاً من ميم المعاء والنَّعْيُ خَبَر الموت وكذلك النَّعِيُّ قال ابن سيده والنَّعْيُ والنَّعِيُّ بوزن فَعيل نِداء الداعي وقيل هو الدُّعاء بموت الميت والإِشْعارُ به نَعاه يَنْعاه نَعْياً ونُعْياناً بالضم وجاء نَعِيُّ فلانٍ وهو خبر موته وفي الصحاح والنَّعْيُ والنَّعِيُّ وقال أَبو زيد النَّعِيُّ الرَّجل الميِّت والنَّعْيُ الفِعْل وأَوقع ابن مَجْكان النَّعْيَ على الناقة العَقير فقال زَيَّافةٍ بنْتِ زَيَّافٍ مُذَكَّرةٍ لَمَّا نَعَوْها لِراعي سَرْحِنا انْتَحَبا والنَّعِيُّ المَنْعِيُّ والناعي الذي يأْتي بخبر الموت قال قامَ النَّعِيُّ فأَسْمَعا ونَعى الكَريمَ الأَرْوَعا ونَعاءِ بمعنى انْعَ وروي عن شدَّاد بن أَوس أَنه قال يا نَعايا العرب وروي عن الأَصمعي وغيره إِنما هو في الإِعراب يا نَعاءِ العَرَبَ تأْويلُه يا هذا انعَ العربَ يأْمر بنعيهم كأَنه يقول قد ذهبت العربُ قال ابن الأَثير في حديث شداد بن أَوس يا نَعايا العرب إِن أَخوف ما أَخاف عليكم الرِّياء والشَّهْوةُ الخَفِيَّةُ وفي رواية يا نُعْيانَ العربِ يقال نَعَى الميتَ يَنْعاهُ نَعْياً ونَعِيّاً إِذا أَذاعَ موته وأَخبر به وإِذا نَدَبَه قال الزَّمخشري في نَعايا ثلاثة أَوجه أَحدها أَن يكون جمع نَعِيٍّ وهو المصدر كصَفِيٍّ وصَفايا والثاني أَن يكون اسم جمع كما جاء في أَخِيَّةٍ أَخايا والثالث أَن يكون جمع نَعاءِ التي هي اسم الفعل والمعنى يا نَعايا العرب جِئنَ فهذا وقَتكنَّ وزمانكُنَّ يريد أَن العرب قد هلكت والنُّعْيان مصدر بمعنى النَّعْي وقال أَبو عبيد خَفْض نَعاءِ مثل قَطامِ ودَراكِ ونَزال بمعنى أَدْرِكْ وانْزِلْ وأَنشد للكميت نَعاء جُذاماً غَيْرَ مَوتٍ ولا قَتْلِ ولكِنْ فِراقاً للدَّعائِمِ والأَصْلِ وكانت العرب إِذا قتل منهم شريف أَو مات بعثوا راكباً إِلى قبائلهم يَنْعاه إِليهم فنَهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال الجوهري كانت العرب إِذا مات منهم ميت له قَدْرٌ ركب راكب فرساً وجعل يسير في الناس ويقول نَعاءِ فلاناً أَي انْعَه وأَظْهِرْ خبر وفاته مبنيةٌ على الكسر كما ذكرناه قال ابن الأَثير أَي هلك فلان أَو هَلكت العرب بموت فلان فقوله يا نعاءِ العربَ مع حرف النداء تقديره يا هذا انْعَ العرب أَو يا هؤلاء انْعَوا العرب بموت فلان كقوله أَلا يا اسْجُدوا أَي يا هؤلاء اسجدوا فيمن قرأَ بتخفيف أَلا وبعض العلماء يرويه يا نُعْيانَ العرب فمن قال هذا أَراد المصدر قال الأَزهري ويكون النُّعْيان جمعَ الناعِي كما يقال لجمع الرَّاعي رُعْيان ولجمع الباغي بُغْيان قال وسمعت بعض العرب يقول لخَدَمه إِذا جَنَّ عليكم الليل فثَقِّبوا النيران فوق الإِكام يَضْوي إِليها رُعْيانُنا وبُغْيانُنا قال الأَزهري وقد يجمع النَّعِيُّ نعايا كما يُجْمع المَريُّ من النُّوق مَرايا والصَّفِيُّ صفايا الأَحمر ذهبت تَمِيمُ فلا تُنْعى ولا تُسْهى أَي لا تُذكر والمَنْعى والمَنْعاة خبر الموت يقال ما كانَ مَنْعى فلان مَنْعاةً واحدة ولكنه كان مَناعِيَ وتَناعى القومُ واسْتَنْعَوْا في الحرب نَعَوْا قَتْلاهم ليُحرِّضوهم على القتل وطلَب الثأْر وفلان يَنْعى فلاناً إِذا طلَب بثأْره والناعي المُشَنِّع ونَعى عليه الشيءَ يَنْعاه قبَّحه وعابه عليه ووبَّخه ونَعى عليه ذُنوبه ذَكرها له وشَهَره بها وفي حديث عمر رضي الله عنه إِن الله تعالى نَعى على قوم شَهَواتِهم أَي عاب عليهم وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه تَنْعى عليَّ امْرَأً أَكرمه الله على يَدَيَّ أَي تَعِيبني بقتلي رجلاً أَكرمه الله بالشهادة على يدَيَّ يعني أَنه كان قتل رجلاً من المسلمين قبل أَن يُسْلِمَ قال ابن سيده وأُرى يعقوب حكى في المقلوب نَعَّى عليه ذنوبه ذكرها له أَبو عمرو يقال أَنْعى عليه ونَعى عليه شيئاً قبيحاً إِذا قاله تَشْنِيعاً عليه وقول الأَجدع الهمْداني خَيْلانِ مِنْ قَوْمِي ومن أَعْدائِهمْ خَفَضُوا أَسِنَّتَهم فكلٌّ ناعي هو من نَعَيْتُ وفلان يَنْعى على نفسه بالفَواحش إِذا شَهَرَ نفسَه بتَعاطِيه الفَواحشَ وكان امرؤ القيس من الشعراء الذين نَعَوْا على أَنفسهم بالفَواحش وأَظْهَرُوا التَّعَهُّر وكان الفرزدق فعولاً لذلك ونَعى فلان على فلان أَمراً إِذا أَشادَ به وأَذاعه واسْتَنْعى ذِكرُ فلان شاعَ واسْتَنْعَتِ الناقةُ تقَدَّمت واسْتَنْعَت تراجعت نافرة أَو عَدَتْ بصاحبها واسْتَنْعى القومُ تفَرَّقوا نافرين والاسْتِنْعاء شبه النِّفار يقال اسْتَنْعى الإِبلُ والقوم إِذا تفرَّقوا من شيء وانتشروا ويقال اسْتَنْعَيت الغنَم إِذا تَقَدَّمْتَها ودَعَوْتَها لتتبعك واسْتَنْعَى بفلان الشرُّ إِذا تتابع به الشر واستَنْعى به حُبُّ الخَمر أَي تَمادى به ولو أَن قوماً مجتمعين قيل لهم شيء ففزعوا منه وتفَرَّقوا نافرين لقلت اسْتَنْعَوْا وقال أَبو عبيد في باب المقلوب اسْتَناعَ واسْتَنْعى إِذا تقدَّم ويقال عطَفَ وأَنشد ظَلِلْنا نَعُوجُ العِيسَ في عَرصَاتِها وُقوفاً ونَسْتَنْعِي بها فنَصُورُها وأَنشد أَبو عبيد وكانت ضَرْبَةً من شَدْقَمِيٍّ إِذا ما اسْتَنَّتِ الإِبلُ اسْتَناعا وقال شمر اسْتَنْعى إِذا تقدَّم ليتبعوه ويقال تَمادى وتتابع قال ورُبَّ ناقةٍ يَسْتَنْعي بها الذئبُ أَي يعدو بين يديها وتتبعه حتى إِذا امَّازَ بها عن الحُوارِ عَفَقَ على حُوارِها مُحْضِراً فافترسه قال ابن سيده والإِنْعاء أَن تستعير فرساً تُراهِنُ عليه وذِكْرُه لصاحبه حكاه ابن دريد وقال لا أَحُقُّه

( نغي ) النَّغْيَةُ مثل النَّغمة وقيل النَّغْية ما يُعْجِبك من صوت أَو كلام وسمعت نَغْيةً من كذا وكذا أَي شيئاً من خبر قال أَبو نُخَيْلة لَمَّا أَتَتْني نَغْيةٌ كالشُّهْدِ كالعَسَل المَمْزوج بَعْدَ الرَّقْدِ رَفَّعْتُ من أَطْمارِ مُسْتَعِدِّ وقلْتُ للعِيسِ اغْتَدي وجِدِّي
( * قوله « وقلت للعيس اغتدي وجدي » هكذا في الأصل ونسختين من الصحاح والذي في التكملة وقلت للعنس بالنون اغتلي باللام )
يعني ولاية بعض ولد عبد الملك بن مروان قال ابن سيده أَظنه هشاماً أَبو عمرو النَّعْوة والمَغْوَةُ النَّغْمة يقال نَغَوْتُ ونَغَيْتُ نَغْوةً ونَغْية وكذلك مَغَوْت ومَغَيْتُ وما سمعت له نَغْوةً أَي كلمة والنَّغْيةُ من الكلام والخبرِ الشيءُ تَسمعه ولا تفهمه وقيل هو أَوَّل ما يبلغك من الخبر قبل أَن تستبينه ونَغَى إِليه نَغْيةً قال له قولاً يفهمه عنه والمُناغاةُ المغازَلة والمُناغاة تكليمك الصَّبيَّ بما يَهْوى من الكلام والمرأَة تُناغي الصبيِّ أَي تكلمه بما يُعْجِبه ويَسُرُّه وناغى الصبيَّ كلَّمه بما يَهواه ويَسُرُّه قال ولم يَكُ في بُؤْسٍ إِذا بات ليلةً يُناغي غَزالاً فاتِرَ الطَّرْفِ أَكْحَلا الفراء الإِنْغاء كلام الصبيان وقال أَحمد بن يحيى مُناغاةُ الصبي أَن يصير بحِذاء الشمس فيُناغِيها كما يُناغي الصبيُّ أُمَّه وفي الحديث أَنه كان يُناغي القمرَ في صِباه المُناغاةُ المحادثة وناغَتِ الأُمُّ صبيِّها لاطَفَتْه وشاغَلَته بالمحادثة والمُلاعبة وتقول نَغَيْت إِلى فلان نَغْيَةً ونَغَى إِليَّ نَغْية إِذا أَلقى إِليك كلمة وأَلقيت إِليه أُخرى وإِذا سمعت كلمة تعجبك تقول سمعت نَغْيةً حَسَنة الكسائي سمعت له نَغْيةً وهو من الكلام الحسنُ ابن الأَعرابي أَنْغى إِذا تَكلَّم بكلام
( * قوله « ابن الاعرابي أ

نغى
إلخ » عبارته في التهذيب أنغى إِذا تكلم بكلام لا يفهم وأنغى أيضاً إذا تكلم بكلام يفهم ويقال نغوت أنغو ونغيت أنغي قال وأنغى وناغى إذا كلم إلى آخر ما هنا )
وناغى إِذا كلَّم صبيّاً بكلام مليح لطيف ويقال للموج إِذا ارتفع كاد يُناغي السحابَ ابن سيده ناغى الموجُ السحابَ كاد يرتفع إليه قال كأَنَّكَ بالمُبارَكِ بَعْدَ شَهْرٍ يناغي مَوْجُه غُرَّ السَّحابِ المُبارَكُ موضع التهذيب يقالُ إِنَّ ماءَ رَكِيَّتنا يُناغِي الكواكب وذلك إِذا نظرت في الماء ورأَيت بَريقَ الكواكب فإِذا نظرت إِلى الكواكب رأَيتها تتحرَّك بتحَرُّك الماء قال الراجز أَرْخَى يَدَيه الأُدْمِ وَضَّاح اليَسَر فتَركَ الشمسَ يُناغِيهِ القَمَر أَي صَبَّ لَبناً فتركه يُناغِيه القمرُ قال والأُدْم السَّمْن وهذا الجبل يُناغي السماءَ أَي يُدانيها لطوله

( نفي ) نفَى الشيءُ يَنْفِي نَفْياً تنَحَّى ونفَيْتُه أنا نَفْياً قال الأَزهري ومن هذا يقال نَفَى شَعَرُ فلان يَنْفي إِذا ثارَ واشْعانَّ ومنه قول محمد بن كعب القُرَظي لعُمر بن عبد العزيز حين اسْتُخْلِفَ فرآه شَعِثاً فأَدام النظر إِليه فقال له عمر ما لَك تُديمُ النظر إِليَّ ؟ فقال أَنْظُرُ إِلى ما نَفى من شَعَرك وحالَ من لونِك ومعنى نَفى ههنا أَي ثارَ وذهب وشَعِثَ وتساقط وكان رآه قبل ذلك ناعماً فَيْنانَ الشَّعَر فرآه متغيراً عما كان عَهِده فتعجب منه وأَدام النظر إِليه وكان عمر قبل الخلافة مُنَعَّماً مُتْرَفاً فلما اسْتُخْلِف تَشَعَّث وتَقَشَّف وانْتَفى شعرُ الإِنسان ونَفى إِذا تساقط والسَّيْل يَنْفي الغُثاء يحمله ويدفعه قال أَبو ذؤيب يصف يراعاً سَبيّ مِنْ أَباءَتِهِ نَفاهُ أَتيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ
( * قوله « من اباءته » تقدم في مادة صحر من يراعته وفسرها هناك )
ونَفَيانُ السَّيْلِ ما فاض من مجتمعه كأَنه يجتمع في الأَنهار الإِخاذاتُ ثم يَفِيضُ إِذا ملأَها فذلك نَفَيانُه ونَفى الرجلُ عن الأَرض ونَفَيْتُه عنها طردته فانْتَفى قال القُطامي فأَصْبح جاراكُمْ قَتِيلاً ونافِياً أَصَمَّ فزادوا في مَسامِعِه وَقْرا أَي مُنْتَفِياً ونَفَوْته لغة في نَفَيْته يقال نَفَيْت الرجلَ وغيرَه أَنْفِيه نَفْياً إِذا طردته قال الله تعالى أَو يُنْفَوْا من الأَرض قال بعضهم معناه مَن قَتَله فدَمُه هَدَرٌ أَي لا يطالَب قاتله بدمه وقيل أَو يُنْفَوْا من الأَرض يُقاتَلون حَيْثُما تَوَجَّهوا منها لأَنه كونٌ وقيل نَفْيُهم إِذا لم يَقْتلوا ولم يأْخذوا مالاً أَن يُخَلَّدوا في السجن إِلا أَن يتوبوا قبل أَن يُقْدَر عليهم ونَفْيُ الزاني الذي لم يُحْصِنْ أَن يُنْفى من بلده الذي هو به إِلى بلد آخر سَنَةً وهو التغريب الذي جاء في الحديث ونَفْيُ المُخَنَّث أَن لا يُقَرّ في مدن المسلمين أَمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بنَفْي هِيتٍ وماتعٍ وهما مُخَنَّثان كانا بالمدينة وقال بعضهم اسمه هِنْبٌ بالنون وإِنما سمي هِنْباً لحمقه وانْتَفى منه تبرَّأَ ونَفى الشيءَ نَفْياً جَحَده ونَفى ابنَه جحَده وهو نَفِيٌّ منه فَعِيل بمعنى مفعول يقال انْتَفى فلان من ولده إِذا نَفاه عن أَن يكون له ولداً وانْتَفى فلان من فلان وانْتَفَل منه إِذا رَغِب عنه أَنَفاً واستِنْكافاً ويقال هذا يُنافي ذلك وهما يَتَنافَيانِ ونَفَتِ الريحُ التراب نَفْياً ونَفَياناً أَطارته والنَّفِيُّ ما نَفَتْه وفي الحديث المدينة كالكِيرِ تَنْفِي خَبَثَها أَي تخرجه عنها وهو من النَّفْي الإِبْعادِ عن البلد يقال نَفَيْته أَنْفِيه نَفْياً إِذا أَخرجته من البلد وطردته ونَفِيُّ القِدْرِ ما جَفَأَتْ به عند الغَلْي الليث نَفِيُّ الريح ما نَفَى من التراب من أُصول الحيطان ونحوه وكذلك نَفِيُّ المطر ونَفِيُّ القِدْر الجوهري نَفِيُّ الريح ما تَنْفي في أُصول الشجر من التراب ونحوه والنَّفَيان مثله ويُشَبّه به ما يَتَطَرَّف من معظم الجيش وقالت العامرية وحَرْبٍ يَضِجُّ القومُ من نَفَيانِها ضَجِيجَ الجِمالِ الجِلَّةِ الدَّبِرات ونَفَتِ السحابةُ الماءَ مَجَّته وهو النَّفَيان قال سيبويه هو السحاب يَنْفي أَوَّلَ شيءٍ رَشًّا أَو بَرَداً وقال إِنما دعاهم للتحريك أَنَّ بعدها ساكناً فحرَّكوا كما قالوا رَمَيَا وغَزَوَا وكرهوا الحذف مخافة الالتباس فيصير كأَنه فَعَالٌ من غير بنات الواو والياء وهذا مُطَّرِد إِلا ما شذ الأَزهري ونَفَيانُ السحابِ ما نَفته السحابة من مائها فأَسالته وقال ساعدة الهذلي يَقْرُو به نَفَيانَ كلِّ عَشِيَّةٍ فالماءُ فوقَ مُتونِه يَتَصَبَّبُ والنَّفْوةُ الخَرْجة من بلد إِلى بلد والطائر يَنْفِي بجناحيه نَفَياناً كما تَنْفي السحابةُ الرَّشَّ والبَرَدَ والنَّفَيانُ والنَّفِيُّ والنَّثِيُّ ما وقَع عن الرِّشاء من الماء على ظهر المُسْتَقي لأَن الرِّشاء يَنْفيه وقيل هو تطايُر الماء عن الرِّشاء عند الاستقاء وكذلك هو من الطين الجوهري ونَفِيُّ المطر على فَعِيل ما تَنْفِيه وتَرُشُّه وكذلك ما تطاير من الرشاء على ظَهْر الماتح قال الأَخيل كأَنَّ مَتَنَيْهِ من النَّفِيّ مِن طُولِ إِشْرافِي على الطَّويّ مَواقِعُ الطَّيْرِ على الصُّفِيّ قال ابن سيده كذا أَنشده أَبو عليّ وأَنشده ابن دريد في الجمهرة كأَنَّ مَتْنَيَّ قال وهو الصحيح لقوله بعده من طول إِشرافي على الطويّ وفسره ثعلب فقال شَبَّه الماء وقد وقع على مَتْنِ المُسْتَقِي بذَرْقِ الطائر على الصُّفِيّ قال الأَزهري هذا ساقٍ كان أَسْوَدَ الجِلْدة واسْتَقَى من بئر مِلْحٍ وكان يَبْيَضُّ نَفِيُّ الماء على ظهره إِذا ترشش لأَنه كان مِلْحاً ونَفِيُّ الماء ما انْتَضَحَ منه إِذا نُزِع من البئر والنَّفِيُّ ما نَفَتْه الحَوافِر من الحَصَى وغيره في السير وأَتاني نَفِيُّكم أَي وعيدكم الذي توعدونني ونُفايَةُ الشيءِ بقيته وأَردؤه وكذلك نُفاوته ونَفاته ونَفايَتُه ونِفْوَته ونِفْيته ونَفِيُّه وخص ابن الأَعرابي به رديء الطعام قال ابن سيده وذكرنا النِّفْوة والنُّفاوة ههنا لأَنها معاقبة إِذ ليس في الكلام ن ف و وضعاً والنُّفايةُ المَنفِيُّ القليل مثل البُراية والنُّحاتة أَبو زيد النِّفْية والنِّفْوة وهما الاسم لنَفِيِّ الشيء إِذا نَفَيْته الجوهري والنِّفوة بالكسر والنِّفْية أَيضاً كل ما نَفَيْتَ والنُّفاية بالضم ما نَفَيْته من الشيء لرداءَته ابن شميل يقال للدائرة التي في قصاص الشعر النَّافِية وقُصاصُ الشَّعَرِ مُقدَّمه ويقال نَفَيتُ الشعر أَنْفِيه نَفْياً ونُفاية إِذا رَدَدْتَه والنَّفِيّة شِبْه طَبَق من خوص يُنْفى به الطعام والنَّفِيَّة والنُّفْية سُفرة مُدَوَّرَة تتخذ من خوص الأَخيرة عن الهروي ابن الأَعرابي النُّفية والنَّفِيّة شيء مُدوَّر يُسَفُّ من خصوص النخل تسميها الناس النَّبِيَّة وهي النَّفِيَّة وفي الحديث عن زيد بن أَسلم قال أَرسلني أَبي إِلى ابنعمر وكان لنا غنم فجةئت ابن عمر فقلت أَأَدخل وأَنا أَعرابي نشأْت مع أَبي في البادية ؟ فكأَنه عرف صوتي فقال ادخل وقال يا ابن أَخي إِذا جئت فوقفت على الباب فقل السلام عليكم فإِذا ردُّوا عليك السلام فقل أَأَدخل ؟ فإِن أَذِنوا وإِلا فارجع فقلت إِنَّ أَبي أَرسلني إِليك تكتب إِلى عاملك بخيبر يصنع لنا نَفِيَّتَيْن نُشَرِّرُ عليهما الأَقطَ فأَمر قَيِّمة لنا بذلك فبينا أَنا عنده خرج عبد الله بن واقد من البيت إِلى الحُجْرة وإِذا عليه مِلحفة يَجُرُّها فقال أَيْ بُنيَّ ارفع ثوبك فإِني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا ينظر الله إِلى عبد يجرّ ثوبه من الخُيلاء فقال يا أَبتِ إِنما بي دماميل قال أَبو الهيثم أَراد بِنَفِيَّتَين سُفْرتين من خوص قال ابن الأَثير يروى نَفِيتَيْن بوزن بعيرين وإِنما هو نَفِيَّتَيْن على وزن شَقِيَّتين واحدتهما نَفِيَّة كطَوِيَّة وهي شيء يعمل من الخوص شِبه الطَّبَق عريض وقال الزمخشري قال النضر النُّفْتة بوزن الظُّلْمة وعوض الياء تاء فوقها نقطتان وقال غيره هي بالياء وجمعها نُفًى كنُهْية ونُهًى والكل شيء يعمل من الخوص مدوَّر واسع كالسفرة والنَّفيُّ بغير هاء تُرْسٌ يعمل من خوص وكلُّ ما رددته فقد نَفَيته ابن بري والنُّفَأُ لُمَعٌ من البقل واحدتُه نُفْأَةٌ قال نُفَأٌ من القُرَّاصِ والزُّبّاد وما جَرَّبْتُ عليه نُفْية في كلامه أَي سقَطةً وفضيحةً ونَفَيْتُ الدَّراهم أَثَرْتُها للانتقاد قال تَنْفِي يَداها الحَصَى في كلّ هاجِرةٍ نَفْيَ الدراهِمِ تَنْقادُ الصَّياريف

نقا
النُّقاوةُ أَفضلُ ما انتَقَيْتَ من الشيء نَقِيَ الشيءُ بالكسر يَنْقَى نَقاوةً بالفتح ونَقاءً فهو نَقِيٌّ أَي نظيف والجمع نِقاءٌ ونُقَواء الأَخيرة نادرة وأَنقاه وتَنَقَّاه وانْتَقاه اختاره ونَقَوةُ الشيء ونَقاوَتُه ونُقاوتُه ونُقايَتُه ونَقاته خِيارُه يكون ذلك في كل شيء الجوهري نُقاوة الشيء خِياره وكذلك النُّقاية بالضم فيهما كأَنه بني على ضدّه وهو النُّقاية لأَن فُعالة تأتي كثيراً فيما يَسقُط من فَضْلة الشيء قال اللحياني وجمع النُّقاوة نُقاً ونُقاءٌ وجمع النُّقاية نَقايا ونُقاءٌ وقد تَنَقَّاهُ وانْتَقاه وانْتاقَه الأَخير مقلوب قال مِثْل القِياسِ انْتاقَها المُنَقِّي وقال بعضهم هو من النِّيقَةِ والتّنْقِيةُ التنظيف والانْتِقاءُ الاختيار والتّنَقِّي التَّخيُّر وفي الحديث تَنَقّهْ وتَوَقّهْ قال ابن الأَثير رواه الطبراني بالنون وقال معناه تَخيّر الصديقَ ثم احْذَرْه وقال غيره تَبَقَّه بالياءِ أَي أَبْقِ المال ولا تُسرف في الإِنفاق وتَوقّ في الاكتساب ويقال تَبَقَّ بمعنى اسْتَبْقِ كالتَْقَصِّي بمعنى الاستقصاء ونَقاةُ الطعام ما أُلقِيَ منه وقيل هو ما يَسْقُط منه من قُماشه وتُرابه عن اللحياني قال وقد يقال النُّقاةُ بالضم وهي قليلة وقيل نَقاتُه ونَقايَته ونُقايَتُه رديئه عن ثعلب قال ابن سيده والأَعرف في ذلك نَقاتُه ونُقايَتُه اللحياني أَخذتُ نُقايَتَه ونُقاوتَه أَي أَفضله الجوهري وقال بعضهم نَقاةُ كلِّ شيء رديئه ما خلا التمرفإِن نَقاتَه خِيارُه وجمع النُّقاوة نُقاوى ونُقاء وجمع النُّقاية نَقايا ونُقاء ممدود والنَّقاوةُ مصدر الشيء النَّقِيِّ يقال نَقِيَ يَنْقى نَقاوةً وأَنا أَنْقَيْتُه إِنْقاءً والانْتِقاء تَجَوُّدُه وانْتَقَيْتُ الشيء إِذا أَخذت خِياره الأَموي النَّقاةُ ما يُلْقى من الطعام إِذا نُقِّيَ ورُمِيَ به قال سمعته من ابن قَطَريٍّ والنُّقاوة خِياره وقال أَبو زياد النَّقاةُ والنُّقاية الرَّديء والنُّقاوة الجَيّد الليث النَّقاءُ ممدود مصدر النقيّ والنَّقا مقصور من كُثْبان الرمل والنَّقاء ممدود النظافةُ والنَّقا مقصور الكثيبُ من الرمل والنَّقا من الرمل القطعةُ تَنْقاد مُحْدَوْدِبةً والتثنية نَقَوانِ ونَقَيانِ والجمع أَنْقاءٌ ونُقِيٌّ قال أَبو نخيلة واسْتَرْدَفَتْ مِن عالجٍ نُقِيّا وفي الحديث خلق الله جُؤْجؤَ آدمَ من نَقا ضَريَّةَ أَي من رملها وضَريَّةُ موضع معروف نسب إِلى ضرية بنت ربيعة بن نزار وقيل هو اسم بئر والنِّقْو
( * قوله « والنقو إلخ » ضبط النقو بالكسر في الأصل والتهذيب وكذلك ضبط في المصباح ومقتضى اطلاق القاموس أنه بالفتح ) والنَّقا عَظْمُ العَضُد وقيل كل عظم فيه مُخٌّ والجمع أَنقاء والنَّقْوُ كل عظم من قَصَب اليدين والرجلين نِقْوٌ على حياله الأَصمعي الأَنْقاء كل عظم فيه مخ وهي القَصَب قيل في واحدها نِقْيٌ ونِقْوٌ ورجل أَنْقى وامرأَة نَقْواء دقيقا القَصَب وفي التهذيب رجل أَنْقى دقيق عظم اليدين والرجلين والفخذ وامرأَة نَقْواء وفخِذٌ نَقْواء دقيقة القَصب نحيفة الجسم قليلة اللحم في طُول والنِّقْوُ بالكسر في قول الفراء كل عظم ذي مخ والجمع أَنْقاءٌ أَبو سعيد نِقَةُ المال خِيارُه ويقال أَخذْتُ نِقَتي من المال أَي ما أَعجبني منه وآنقني قال أَبو منصور نِقَةُ المال في الأَصل نِقْوَة وهو ما انْتُقِيَ منه وليس من الأَنَقِ في شيء وقالوا ثِقَةٌ نِقَةٌ فأَتْبَعُوا كأَنهم حذفوا واو نِقْوَة حكى ذلك ابن الأَعرابي والنُّقاوى ضرب من الحَمْض قال الحَذْلَمي حتى شَتَتْ مِثلَ الأَشاءِ الجُونِ إِلى نُقاوَى أَمْعَزِ الدَّفِينِ وقال أَبو حنيفة النُّقاوى تُخْرِجُ عِيداناً سَلِبةً ليس فيها ورق وإِذا يَبست ابْيَضَّتْ والناس يغسلون بها الثياب فتتركها بيضاء بياضاً شديداً واحدتها نُقاواةٌ ابن الأَعرابي هو أَحمركالنَّكَعة وهي ثمرة النُّقاوى وهو نبت أَحمر وأَنشد إِلَيْكُمْ لا تكون لكم خَلاةً ولا نَكَع النُّقاوى إِذْ أَحالا وقال ثعلب النُّقاوى ضرب من النبت وجمعه نُقاوَيات والواحدة نُقاواةٌ ونُقاوى والنُّقاوى نبت بعينه له زهر أَحمر ويقال للحُلَكة وهي دويبة تسكن الرمل كأَنها سمكة ملساء فيها بياض وحمرة شَحْمة النَّقا ويقال لها بنات النَّقا قال ذو الرمة وشبَّه بَنانَ العذارى بها بنات النَّقا تَخْفى مِراراً وتظْهَرُ وفي حديث أُم زرع ودائسٍ ومُنَقٍّ قال ابن الأَثير هو بفتح النون الذي يُنَقِّي الطعام أَي يخرجه من قشره وتبنه وروي بالكسر والفتح أَشبه لاقترانه بالدائس وهما مختصان بالطعام والنَّقْيُ مُخُّ العظام وشحمُها وشحمُ العين من السِّمَن والجمع أَنقاء والأَنقاء أَيضاً من العظام ذوات المخ واحدها نِقْيٌ ونَقًى ونَقَى العظم نَقْياً استخرج نِقْيه وانْتَقَيْتُ العظمَ إذا استخرجت نِقْيَهُ أَي مخه وأَنشد ابن بري ولا يَسْرِقُ الكَلْبُ السَّرُوُّ نِعالَنا ولا يَنْتَقي المُخَّ الذي في الجَماجِمِ وفي حديث أُم زرع لا سَهْلٌ فيُرْتَقَى ولا سَمينٌ فيُنْتَقى أَي ليس له نِقْيٌ فيستخرج والنِّقْيُ المخ ويروى فَيُنْتَقَل باللام وفي الحديث لا تُجْزِئ في الأَضاحي الكَسِيرُ التي لا تُنْقي أَي التي لا مخ لها لضعفها وهُزالها وفي حديث أَبي وائل فغَبَطَ منها شاةً فإذا هي لا تُنْقِي وفي ترجمة حلب يَبِيتُ النَّدى يا أُمَّ عمروٍ ضَجِيعَه إذا لم يكن في المُنْقِياتِ حَلُوبُ المُنْقىاتُ ذوات الشحم والنِّقْيُ الشحم يقال ناقة مُنْقِية إذا كانت سمينة وفي حديث عمرو بن العاص يصف عمر رضي الله عنه ونَقتْ له مُخَّتَها يعني الدنيا يصف ما فُتح عليه منها وفي الحديث المدينة كالكير تُنقي خَبَثها
( * قوله « تنقي خبثها » كذا ضبط تنقي بضم التاء في غير نسخة من النهاية )
قال ابن الأثير الرواية المشهورة بالفاء وقد تقدمت وقد جاء في رواية بالقاف فإِن كانت مخففة فهو من إِخراج المخ أَي تستخرج خبثها وإِن كانت مشددة فهو من التنقية وهو إِفراد الجيد من الرديء وأَنْقَتِ الناقةُ وهو أَول السِّمَن في الإِقبال وآخر الشحم في الهُزال وناقة مُنْقِيَةٌ ونُوقٌ مَناقٍ قال الراجز لا يَشْتَكِينَ عَملاً ما أَنْقَيْنْ وأَنْقى العُودُ جرى فيه الماء وابْتَلَّ وأَنْقى البُرُّ جرى فيه الدقيق ويقولون لجمع الشيء النَّقِيّ نِقاء وفي الحديث يُحْشَرُ الناسُ يوم القيامة على أَرض بيضاء كقُرْصَةِ النَّقِيِّ قال أَبو عبيد النَّقِيُّ الحُوّارى وأَنشد يُطْعِمُ الناسَ إِذا أَمْحَلُوا من نَقِيٍّ فوقَه أُدُمُهْ قال ابن الأَثير النَّقِيُّ يعني الخبز الحُوَّارى قال ومنه الحديث ما رأَى رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ من حِينَ ابْتَعَثَه اللهُ حتى قَبَضه وأَنْقَتِ الإِبلُ أَي سَمِنت وصار فيها نِقْيٌ وكذلك غيرها قال الراجز في صفة الخيل لا يَشْتَكِينَ عملاً ما أَنْقَيْنْ ما دام مُخٌّ في سُلامى أَو عَيْنْ قال ابن بري الرجز لأَبي ميمون النضر بن سلمة وقبل البيتين بَنات وَطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْلْ ويقال هذه ناقة مُنْقِيَةٌ وهذه لا تُنْقِي ويقال نَقَوْت العَظْمَ ونَقَيْتُه إِذا استخرجت النِّقْيَ منه قال وكلهم يقول انْتَقَيْتُه والنَّقِيُّ الذَّكَر والنَّقَى من الرمل القطعة تنقاد مُحْدَوْدِبَةً حكى يعقوب في تثنيته نَقَيانِ ونَقَوان والجمع نُقْيان وأَنْقاء وهذه نَقاةٌ من الرمل للكثيب المجتمع الأَبيض الذي لا ينبت شيئاً

( نكي ) نَكَى العَدُوَّ نِكايةً أَصاب منه وحكى ابن الأَعرابي إِنَّ الليلَ طويلٌ ولا يَنْكِنا يعني لا نُبلَ مِن هَمِّه وأَرَقِهِ بما يَنْكِينا ويَغُمُّنا الجوهري نَكَيْتُ في العَدوّ نِكاية إِذا قتلت فيهم وجرحت قال أَبو النجم نَحْنُ مَنَعْنا وادِيَيْ لَصافا نَنْكِي العِدا ونُكْرِمُ الأَضيافا وفي الحديث أَو يَنْكِي لك عَدُوّاً قال ابن الأَثير يقال نَكَيْتُ في العدوّ أَنْكِي نِكايةً فأَنا ناكٍ إِذا كَثَّرْتَ فيهم الجِراح والقتل فوَهَنُوا لذلك ابن السكيت في باب الحروف التي تهمز فيكون لها معنى ولا تهمز فيكون لها معنى آخر نَكَأْتُ القُرْحةَ أَنْكَؤُها نَكْأً إِذا قَرفْتها وقَشَرْتها وقد نَكَيْتُ في العدوّ أَنْكِي نِكايةً أَي هَزَمْته وغلبته فَنكِيَ يَنْكَى نَكًى

( نمي ) النَّماءُ الزيادة نَمَى يَنْمِي نَمْياً ونُمِيّاً ونَماءَ زاد وكثر وربما قالوا يَنْمُو نُمُوًّا المحكم قال أَبو عبيد قال الكسائي ولم أَسمع يَنْمُو بالواو إِلا من أَخَوين من بني سليم قال ثم سأَلت عنه جماعة بني سليم فلم يعرفوه بالواو قال ابن سيده هذا قول أَبي عبيد وأَما يعقوب فقال يَنْمى ويَنْمُو فسوَّى بينهما وهي النَّمْوة وأَنْماه الله إِنْماءً قال ابن بري ويقال نَماه اللهُ فيعدّى بغير همزة ونَمَّاه فيعدِّيه بالتضعيف قال الأَعور الشَّنِّي وقيل ابن خَذَّاق لقَدْ عَلِمَتْ عَمِيرةُ أَنَّ جارِي إِذا ضَنَّ المُنَمِّي من عِيالي وأَنْمَيْتُ الشيءَ ونَمَّيْته جعلته نامياً وفي الحديث أَن رجلاً أَراد الخروج إِلى تَبُوكَ فقالت له أُمه أَو امرأَته كيف بالوَدِيِّ ؟ فقال الغَزْوُ أَنْمَى للوَدِيِّ أَي يُنَمِّيه الله للغازي ويُحْسن خِلافته عليه والأَشياءُ كلُّها على وجه الأَرض نامٍ وصامِتٌ فالنَّامي مثل النبات والشجر ونحوِه والصامتُ كالحجَر والجبل ونحوه ونَمَى الحديثُ يَنْمِي ارتفع ونَمَيتُه رَفَعْته وأَنْمَيْتُه أَذَعْته على وجه النميمة وقيل نَمَّيته مشدَّداً أَسندته ورفعته ونَمَّيته مشدداً أَيضاً بَلَّغته على جهة النميمة والإِشاعة والصحيح أَن نَمَيْته رفعته على وجه الإِصلاح ونَمَّيته بالتشديد رفعْته على وجه الإِشاعة أَو النميمة وفي الحديث أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس بالكاذب مَن أَصلح بين الناس فقال خيراً ونَمَى خيراً قال الأَصمعي يقال نَمَيْتُ حديث فلان مخففاً إِلى فلان أَنْمِيه نَمْياً إِذا بَلَّغْته على وجه الإِصلاح وطلب الخير قال وأَصله الرفع ومعنى قوله ونَمَى خيراً أَي بلغ خيراً ورفع خيراً قال ابن الأَثير قال الحربي نَمَّى مشددة وأَكثر المحدثين يقولونها مخففة قال وهذا لا يجوز وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يَلْحَن ومن خفف لزمه أَن يقول خير بالرفع قال وهذا ليس بشيء فإنه ينتصب بنَمَى كما انتصب بقال وكلاهما على زعمه لازمان وإنما نَمَى متعدّ يقال نَمَيْت الحديث أَي رفعته وأَبلغته ونَمَيْتُ الشيءَ على الشيء رفعته عليه وكل شيء رفعته فقد نَمَيْته ومنه قول النابغة فعَدَّ عمَّا تَرَى إذْ لا ارْتِجاعَ له وانْمِ القُتُودَ على عَيرانةٍ أُجُدِ ولهذا قيل نَمَى الخِضابُ في اليد والشعر إنما هو ارتفع وعلا وزاد فهو يَنْمِي وزعم بعض الناس أَن يَنْمُو لغة ابن سيده ونَما الخِضاب ازداد حمرة وسواداً قال اللحياني وزعم الكسائي أَن أَبا زياد أَنشده يا حُبَّ لَيْلى لا تَغَيَّرْ وازْدَدِ وانْمُ كما يَنْمُو الخِضلبُ في اليَدِ قال ابن سيده والرواية المشهورة وانْمِ كما يَنْمِي قال الأَصمعي التَّنْمِيةُ من قولك نَمّيت الحديث أُنَمِّيه تَنْمِية بأَن تُبَلِّغ هذا عن هذا على وجه الإفساد والنميمة وهذه مذمومة والأُولى محمودة قال والعرب تَفْرُق بين نَمَيْت مخففاً وبين نَمّيت مشدداً بما وصفت قال ولا اختلاف بين أَهل اللغة فيه قال الجوهري وتقول نَمَيْتُ الحديثَ إلى غيري نَمْياً إِذا أَسندته ورفعته وقول ساعدة بن جؤية فَبَيْنا هُمُ يَتّابَعُونَ ليَنْتَمُوا بِقُذْفِ نِيافٍ مُسْتَقِلٍّ صُخُورُها أَراد ليَصْعدُوا إلى ذلك القُذْفِ ونَمَيْتُه إلى أَبيه نَمْياً ونُمِيًّا وأَنْمَيْتُه عَزَوته ونسبته وانْتَمَى هو إليه انتسب وفلان يَنْمِي إلى حسَبٍ ويَنْتمِي يرتفع إليه وفي الحديث مَن ادَّعَى إلى غير أَبيه أَو انتَمَى إلى غير مواليه أَي انتسب إليهم ومال وصار معروفاً بهم ونَمَوْت إليه الحديثَ فأَنا أَنْمُوه وأَنْمِيه وكذلك هو يَنْمو إلى الحسب ويَنْمِي ويقال انْتَمَى فلان إلى فلان إذا ارتفع إليه في النسب ونَماه جَدُّه إذا رَفع إليه نسبه ومنه قوله نَماني إلى العَلْياء كلُّ سَمَيْدَعٍ وكلُّ ارتفاعٍ انتماءٌ يقال انْتَمَى فلان فوق الوِسادة ومنه قول الجعدِي إذا انْتَمَيا فوقَ الفِراشِ عَلاهُما تَضَوُّعُ رَيّا رِيحِ مِسْكٍ وعَنْبرِ ونَمَيتُ فلاناً في النسب أَي رفعته فانْتَمَي في نسبه وتَنَمّى الشيءُ تَنَمِّياً ارتفع قال القطامي فأَصْبَحَ سَيْلُ ذلك قد تنَمَّى إلى مَنْ كان مَنْزِلُه يَفاعا ونَمَّيت النار تَنْمِيةً إذا أَلقيت عليها حَطَباً وذكَّيتها به ونَمَّيت النارَ رفَعتها وأَشبعت وَقودَها والنَّماءُ الرَّيْعُ ونَمى الإِنسان سمن والنامِيةُ من الإِبل السَّمِينةُ يقال نَمَتِ الناقةُ إذا سَمِنَتْ وفي حديث معاوية لَبِعْتُ الفانِيةَ واشتريت النامِية أَي لبِعْتُ الهَرمة من الإِبل واشتريت الفَتِيَّة منها وناقة نامِيةٌ سمينةٌ وقد أَنْماها الكَلأُ ونَمى الماءُ طَما وانتْمَى البازي والصَّقْرُ وغيرُهما وتنَمَّى ارتفع من مكان إلى آخر قال أَبو ذؤيب تنَمَّى بها اليَعْسُوبُ حتى أَقَرَّها إِلى مَأْلَفٍ رَحْبِ المَباءَةِ عاسِلِ أَي ذي عَسَل والنَّامِيةُ القَضِيبُ الذي عليه العَناقيد وقيل هي عين الكَرْم الذي يتشقق عن ورقه وحَبِّه وقد أَنْمى الكَرْمُ المفضل يقال للكَرْمة إِنها لكثيرة النَّوامي وهي الأغصان واحدتها نامِيةٌ وإِذا كانت الكَرْمة كثيرة النَّوامي فهي عاطِبةٌ والنَّامِيةُ خَلْقُ الله تعالى وفي حديث عمر رضي الله عنه لا تُمَثِّلوا بنامِيةِ الله أَي بخَلْق الله لأَنه يَنْمي من نَمى الشيءُ إِذا زاد وارتفع وفي الحديث يَنْمي صُعُداً أَي يرتفع ويزيد صعوداً وأَنْمَيْتُ الصيدَ فنَمى ينْمي وذلك أَن ترميه فتصيبه ويذهب عنك فيموت بعدما يَغيب ونَمى هو قال امرؤ القيس فهْو لا تَنْمِي رَمِيَّته ما له ؟ لا عُدَّ مِنْ نَفَرِه ورَمَيْتُ الصيدَ فأَنْمَيْتُه إِذا غاب عنك ثم مات وفي حديث ابن عباس أَن رجلاً أَتاه فقال إني إرْمي الصيدَ فأُصْمِي وأُنْمي فقال كلُّ ما أَصْمَيْتَ ودَعْ ما أَنْمَيْتَ الإِنْماءُ ترمي الصيد فيغيب عنك فيموت ولا تراه وتجده ميتاً وإنما نهى عنها
( * قوله « وإنما نهى عنها » أي عن الرمية كما في عبارة النهاية ) لأَنك لا تدري هل ماتت برميك أَو بشيء غيره والإِصْماء أَن ترميه فتقتله على المكان بعينه قبل أَن يغيب عنه ولا يجوز أَكله لأَنه لا يؤمَن أَن يكون قتله غير سهمه الذي رماه به ويقال أَنْمَيْتُ الرَّمِيَّةَ فإِن أَردت أَن تجعل الفعل للرمِيَّةِ نَفْسها قلت قد نَمَتْ تَنْمي أَي غابت وارتفعت إلى حيث لا يراها الرامي فماتت وتُعَدِّيه بالهمزة لا غير فتقول أَنْمَيْتُها منقول من نَمَت وقول الشاعر أَنْشده شمر وما الدَّهْرُ إلا صَرْفُ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ فَمُخْطِفَةٌ تُنْمي ومُوتِغَةٌ تُصْمي
( * قوله « وموتغة » أورده في مادة خطف ومقعصة )
المُخْطِفَةُ الرَّمْية من رَمَيات الدهر والمُوتِغَةُ المُعْنِتَةُ ويقال أَنْمَيْت لفلان وأَمْدَيْتُ له وأَمْضَيْتُ له وتفسير هذا تتركه في قليل الخَطإِ حتى يبلغ أَقصاه فتُعاقِب في موضع لا يكون لصاحب الخطإ فيه عذر والنَّامي الناجي قال التَّغْلَبيّ وقافِيةٍ كأَنَّ السُّمَّ فيها وليسَ سَلِيمُها أَبداً بنامي صَرَفْتُ بها لِسانَ القَوْمِ عَنْكُم فخَرَّتْ للسَّنابك والحَوامي وقول الأَعشى لا يَتَنَمَّى لها في القَيْظِ يَهْبِطُها إلاَّ الذين لهُمْ فيما أَتَوْا مَهَلُ قال أَبو سعيد لا يَعْتَمِدُ عليها ابن الأَثير وفي حديث ابن عبد العزيز أَنه طلَب من امرأَته نُمِّيَّةً أَو نَمامِيَّ ليشتري بها عنباً فلم يجِدْها النُّمِّيَّةُ الفَلْسُ وجمعها نَمامِيُّ كذُرِّيَّةٍ وذَرارِيّ قال ابن الأَثير قال الجوهري النُّمِّيُّ الفَلْس بالرومية وقيل الدرهم الذي فيه رَصاص أَو نُحاس والواحدة نُمِّيَّةٌ وقال النَّمْءُ والنِّمْوُ القَمْلُ الصِّغار

( نهي ) النَّهْيُ خلاف الأَمر نَهاه يَنْهاه نَهْياً فانْتَهى وتناهى كَفَّ أَنشد سيبويه لزياد بن زيد العذري إذا ما انْتَهى عِلْمي تناهَيْتُ عندَه أَطالَ فأَمْلى أَو تَناهى فأَقْصَرا وقال في المعتل بالأَلف نَهَوْته عن الأَمر بمعنى نَهيْته ونَفْسٌ نَهاةٌ منتهية عن الشيء وتَناهَوْا عن الأَمر وعن المنكر نَهى بعضهم بعضاً وفي التنزيل العزيز كانوا لا يَتَناهَوْنَ عن مَنْكَرٍ فعلوه وقد يجوز أَن يكون معناه يَنْتَهُونَ ونَهَيْته عن كذا فانْتَهى عنه وقول الفرزدق فَنَهَّاكَ عنها مَنْكَرٌ ونَكِيرُ إنما شدَّده للمبالغة وفي حديث قيام الليل هو قُرْبةٌ إلى الله ومَنْهاةٌ عن الآثام أَي حالة من شأْنها أَن تَنْهى عن الإِثم أَو هي مكان مختص بذلك وهي مَفْعَلة من النَّهْيِ والميم زائدة وقوله سَمَيَّةَ وَدِّعْ إنْ تجَهزْتَ غادِيا كفى الشَّيْبُ والإِسْلامُ للمَرْءِ ناهِيا فالقول أَن يكون ناهياً اسمَ الفاعل من نَهَيْتُ كساعٍ من سَعَيْتُ وشارٍ من شَرَيْت وقد يجوز مع هذا أَن يكون ناهياً مصدراً هنا كالفالجِ ونحوه مما جاء فيه المصدر على فاعِل حتى كأَنه قال كفى الشيب والإسلام للمرء نَهْياً ورَدْعاً أَي ذا نَهْيٍ فحذف المضاف وعُلِّقت اللام بما يدل عليه الكلام ولا تكون على هذا مَعَلَّقة بنفس الناهي لأَن المصدر لا يتقدم شيء من صلته عليه والاسم النُّهْيَةُ وفلان نَهيُّ فلان أَي يَنْهاه ويقال إنه لأَمُورٌ بالمعروف ونَهُوٌّ عن المنكر على فعول قال ابن بري كان قياسه أَن يقال نَهيٌّ لأَن الواو والياء إذا اجتمعتا وسبق الأَوّل بالسكون قلبت الواو ياء قال ومثل هذا في الشذوذ قولهم في جمع فَتًى فُتُوٌّ وفلان ما له ناهِيةٌ أَي نَهْيٌ ابن شميل استَنْهَيْتُ فلاناً عن نفسه فأَبى أَن يَنْتَهِيَ عن مَساءَتي واستَنْهَيْتُ فلاناً من فلان إذا قلتَ له انْهَهْ عنِّي ويقال ما يَنْهاه عَنَّا ناهِيةٌ أَي ما يَكُفُّه عنا كافَّةٌ الكلابي يقول الرجل للرجل إذا وَلِيتَ وِلاية فانْهِ أَي كُفَّ عن القَبيحِ قال وانه بمعنى انْتَهِ قاله بكسر الهاء وإذا وقف قال فانْهِهْ أَي كُفَّ قال أَبو بكر مَرَرْت برجل
( * قوله « أبو بكر مررت برجل إلخ » كذا في الأصل ولا مناسبة له هنا ) كَفاكَ به ومررت برجلين كفاك بهما ومررت برجال كفاك بهم ومررت بامرأَة كفاك بها وبامرأَتين كفاك بهما وبنسوة كفاك بهنَّ ولا تُثَنِّ كفاك ولا تجمعه ولا تؤنثه لأَنه فعل للباء وفلان يَرْكَبُ المَناهِيَ أَي يأْتي ما نُهِيَ عنه والنُّهْيَةُ والنِّهاية غاية كل شيء وآخره وذلك لأَن آخره يَنْهاه عن التمادي فيرتدع قال أَبو ذؤيب رَمَيْناهُمُ حتى إذا ارْبَثَّ جَمْعُهُمْ وعادَ الرَّصيعُ نُهْيَةً للحَمائِل يقول انْهَزَموا حتى انقلبت سيوفُهن فعاد الرَّصِيعُ على حيث كانت الحمائل والرصيعُ جمع رصيعة وهي سَيْرٌ مضفور ويروى الرُّصُوع وهذا مَثَلٌ عند الهزيمة والنُّهْيَةُ حيث انتهت إليه الرُّصُوع وهي سيور تُضْفَرُ بين حِمالة السيف وجَفْنِه والنِّهايةُ كالغاية حيث يَنْتَهِي إليه الشيء وهو النِّهاء ممدود يقال بلَغَ نِهايَتَه وانْتَهَى الشيءُ وتَناهَى ونَهَّى بلغ نِهايَتَه وقول أَبي ذؤيب ثم انْتَهَى بَصَري عنهم وقد بلغوا بَطْنَ المَخِيمِ فقالوا الجَوّ أَوْ راحوا أَراد انقطع عنهم ولذلك عدَّاه بعن وحكى اللحياني عن الكسائي إِليك نَهَّى المَثَلُ وأَنْهَى وانْتَهَى ونُهِّي وأُنْهِي ونَهَى خفيفة قال ونَهَى خفيفة قليلة قال وقال أَبو جعفر لم أَسمع أَحداً يقول بالتخفيف وقوله في الحديث قلت يا رسول الله هل من ساعةٍ أَقْرَب إِلى الله ؟ قال نَعَمْ جوفُ الليل الآخِرُ فَصَلِّ حتى تُصبِح ثم أَنْهِهْ حتى تطلع الشمس قال ابن الأَثير قوله أَنْهِهْ بمعنى انْتَه وقد أَنْهَى الرجلُ إِذا انْتَهَى فإِذا أَمرت قلت أَنْهِهْ فتزيد الهاء للسكت كقوله تعالى فَبِهُداهُمُ اقْتَدِه فأَجرى الوصل مُجرَى الوقف وفي الحديث ذكر سِدْرة المُنْتَهى أَي يُنْتَهى ويُبْلَغ بالوصول إِليها ولا تُتجاوز وهو مُفْتَعَلٌ من النِّهاية الغاية والنهاية طَرَفُ العِران الذي في أَنف البعير وذلك لانتهائه أَبو سعيد النِّهاية الخشبة التي تُحْمل عليها الأَحمال قال وسأَلت الأَعراب عن الخشبة التي تدعى بالفارسية باهوا فقالوا النِّهايتَانِ والعاضِدَتانِ والحامِلَتان والنَّهْي والنِّهْي الموضع الذي له حاجز يَنْهَى الماء أَن يَفِيض منه وقيل هو الغديِر في لغة أَهل نجد قال ظَلَّتْ بِنِهْي البَرَدانِ تَغْتَسِلْ تَشْرَبُ منه نَهِلاتٍ وتَعِلُّ وأَنشد ابن بري لمَعْن بن أَوس تَشُجُّ بِيَ العَوْجاءُ كلَّ تَنُوفَةٍ كأَنَّ لها بَوًّا بِنَهْيٍ تُغاوِلُهْ والجمع أَنْهٍ وأَنْهاءٌ ونُهِيٌّ ونِهاء قال عديّ بن الرِّقاع ويَأْكُلْنَ ما أَغْنَى الوَليُّ فَلْم يُلِتْ كأَنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعا وفي الحديث أَنه أَتَى على نِهْيٍ من ماء النِّهْيُ بالكسر والفتح الغدير وكل موضع يجتمع فيه الماء ومنه حديث ابن مسعود لو مَرَرْتُ على نِهْيٍ نصفُه ماءٌ ونصفُه دَمٌ لشربتُ منه وتوضأْت وتناهَى الماءُ إِذا وقف في الغدير وسكن قال العجاج حتى تناهَى في صَهارِيج الصَّفا خالَطَ من سَلْمَى خَياشِمَ وَفا الأَزهري النِّهيُ الغدير حيث يَتَحيَّر السيلُ في الغدير فيُوسِعُ والجمع النِّهاء وبعض العرب يقول نِهْيٌ وبعضٌ يقول تَنْهِيَةٌ والنِّهاء أَيضاً أَصغر مَحابِس المطر وأَصله من ذلك والتَّنْهاةُ والتَّنْهِيَةُ حيث يَنْتَهِي الماءُ من الوادي وهي أَحد الأَسماء التي جاءت على تَفْعِلة وإِنما باب التَّفْعِلة أَن يكون مصدراً والجمع التَّناهِي وتَنْهِيةُ الوادي حيث يَنْتَهِي إِليه الماءُ من حروفه والإِنهاء الإِبلاغ وأَنْهَيْتُ إِليه الخَبَر فانْتَهى وتَناهَى أَي بلَغ وتقول أَنْهَيْتُ إِليه السهم أَي أَوصلته إِليه وأَنْهَيْتُ إِليه الكتابَ والرِّسالة اللحياني بَلَغْتُ مَنْهَى فلان ومَنْهاتَه ومُنْهاه ومُنْهاتَه وأَنْهَى الشيءَ أَبلغه وناقة نَهِيَّةٌ بلغت غاية السِّمَن هذا هو الأَصل ثم يستعمل لكل سمين من الذكور والإِناث إِلا أَن ذلك إِنما هو في الأَنْعام أَنشد ابن الأَعرابي سَوْلاءُ مَسْكُ فارِضٍ نَهِيِّ مِن الكِباشِ زَمِرٍ خَصِيِّ وحكي عن أَعرابي أَنه قال والله لَلْخُبْزُ أَحبُّ إِليَّ من جَزُورٍ نَهِيَّة في غداة عَرِيَّة ونُهْيَةُ الوَتِد الفُرْضَةُ التي في رأْسه تَنْهَى الحبلَ أَن يَنْسلخ ونُهْية كل شيء غايَته والنُّهَى العَقْل يكون واحداً وجمعاً وفي التنزيل العزيز إِنَّ في ذلك لآياتٍ لأُولي النُّهَى والنُّهْيَةُ العقل بالضم سميت بذلك لأَنها تَنْهَى عن القبيح وأَنشد ابن بري للخَنساء فَتًى كان ذا حِلْمٍ أَصِيلٍ ونُهْيَةٍ إِذا ما الحُبَا مِن طائِفِ الجَهْل حُلَّتِ ومن هنا اختار بعضهم أَن يكون النُّهَى جمع نُهْيةٍ وقد صرح اللحياني بأَن النُّهَى جمع نُهْيَة فأَغْنَى عن التأْويل وفي الحديث لِيَلِيَنِّي منك أُولو الأَحلام والنُّهَى هي العقول والأَلباب وفي حديث أَبي وائل قد عَلِمْتُ أَن التَّقِيَّ ذو نُهْيَةٍ أَي ذو عقل والنِّهاية والمَنْهاة العقل كالنُّهْية ورجل مَنْهاةٌ عاقلٌ حَسَنُ الرأْي عن أَبي العميثل وقد نَهُو ما شاء فهو نَهِيٌّ من قوم أَنْهِياء كل ذلك من العقل وفلان ذو نُهْيةٍ أَي ذو عقل يَنْتَهِي به عن القبائح ويدخل في المحاسن وقال بعض أَهل اللغة ذو النّهُيةِ الذي يُنْتَهَى إِلى رأْيه وعقله ابن سيده هو نَهِيٌّ من قوم أَنْهِياء ونَهٍ من قوم نَهِينَ ونِهٍ على الإِتباع كل ذلك مُتَناهي العقل قال ابن جني هو قياس النحويين في حروف الحلق كقولك فِخِذ في فَخِذ وصِعِق في صَعِق قال وسمي العقل نُهْيةً لأَنه يُنْتَهى إِلى ما أَمَر به ولا يُعْدى أَمْرُه وفي قولهم ناهِيكَ بفلان معناه كافِيكَ به من قولهم قد نَهيَ الرجلُ من اللحم وأَنْهَى إِذا اكْتَفى منه وشَبِع قال يَمْشُونَ دُسْماً حَوْلَ قُبَّتِهِ يَنْهَوْنَ عن أَكْلٍ وعَنْ شُرْب فمعنى يَنْهَوْن يشبعون ويكتفون وقال آخر لَوْ كانَ ما واحِداً هَواكِ لقدْ أَنْهَى ولكنْ هَواكِ مُشْتَرَكُ ورجل نَهْيُكَ مِن رجل وناهِيك من رجل ونَهاكَ من رجلٍ أَي كافيك من رجل كلُّه بمعنى حَسْب وتأْويله أَنه بجِدِّه وغَنائه يَنْهاكَ عن تَطَلُّب غيره وقال هو الشَّيخُ الذي حُدِّثْتَ عنهُ نَهاكَ الشَّيْخُ مَكْرُمةً وفَخْرا وهذه امرأَةٌ ناهِيَتُك من امرأَة تذكر وتؤنث وتثنى وتجمع لأَنه اسم فاعل وإِذا قلت نَهْيُك من رجل كما تقول حَسْبُك من رجل لم تثن ولم تجمع لأَنه مصدر وتقول في المعرفة هذا عبدُ الله ناهِيَك من رجل فتنصبه على الحال وجَزُورٌ نَهِيَّةٌ على فَعِيلة أَي ضخمة سمينة ونِهاءُ النها ارتفاعُه قرابَ نصف النهار وهم نُهاءُ مائة ونِهاء مائة أَي قدر مائة كقولك زُهاء مائة والنُّهاء القوارير
( * قوله « والنهاء القوارير وقوله والنهاء حجر إلخ » هكذا ضبطا في الأصل ونسخة من المحكم وفي القاموس انهما ككساء ) قيل لا واحد لها من لفظها وقيل واحدته نَهاءَةٌ عن كراع وقيل هو الزُّجاج عامة حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد تَرُضُّ الحَصى أَخْفافُهُنَّ كأَنما يُكَسَّرُ قَيْضٌ بَيْنها ونُهاءُ قال ولم يسمع إِلا في هذا البيت وقال بعضهم النُّها الزجاج يمدّ ويقصر وهذا البيت أَنشده الجوهري تَرُدُّ الحصى أَخفافُهن قال ابن بري والذي رواه ابن الأَعرابي تَرُضُّ الحصى ورواه النِّهاء بكسر النون قال ولم أَسمع النِّهاء مكسور الأَول إِلا في هذا البيت قال ابن بري وروايته نِهاء بكسر النون جمع نَهاة الوَدْعة قال ويروى بفتح النون أَيضاً جمع نَهاة جمع الجنس ومدّه لضرورة الشعر قال وقال القالي النُّهاء بضم أَوله الزجاج وأَنشد البيت المتقدّم قال وهو لعُتَيّ بن ملك وقبله ذَرَعْنَ بنا عُرْضَ الفَلاةِ وما لَنا عَلَيْهِنَّ إِلاَّ وَخْدَهُن سِقاء والنُّهاء حجر أَبيض أَرخى من الرُّخام يكون بالبادية ويُجاء به من البحر واحدته نُهاءةٌ والنُّهاء دواء
( * قوله « والنهاء دواء » كذا ضبط في الأصل والمحكم وصرح الصاغاني فيه بالضم وانفرد القاموس بضبطه بالكسر )
يكون بالبادية يتعالجون به ويشربونه والنَّهى ضرب من الخَرَز واحدته نَهاةٌ والنَّهاة أَيضاً الودْعَة وجمعها نَهًى قال وبعضهم يقول النِّهاء ممدود ونُهاء الماء بالضم ارتفاعه ونَهاةُ فرس لاحق بن جرير وطلب حاجةً حتى أَنْهى عنها ونَهِيَ عنها بالكسر أَي تركها ظَفِرَ بها أَو لم يَظْفَر وحَوْلَه من الأَصوات نُهْيَةٌ أَي شُغْلٌ وذهبَتْ تميم فما تُسْهى ولا تُنْهى أَي لا تُذكر قال ابن سيده ونِهْيا اسم ماء عن ابن جني قال وقال لي أَبو الوفاء الأَعرابي نَهَيا وإِنما حرَّكها لمكان حرف الحلق قال لأَنه أَنشدني بيتاً من الطويل لا يَتَّزِنُ إِلاّ بنَهْيا ساكنة الهاء أَذكر منه إِلى أَهْلِ نَهْيا والله أَعلم

( نوي ) نَوى الشيءَ نِيَّةً ونِيَةً بالتخفيف عن اللحياني وحده وهو نادر إِلاَّ أَن يكون على الحذف وانْتَواه كلاهما قصده واعتقده ونَوى المنزلَ وانْتَواه كذلك والنِّيَّةُ الوجه يُذْهَب فيه وقول النابغة الجعدي إِنَّكَ أَنْتَ المَحْزُونُ في أَثَرِ الْ حَيِّ فإِنْ تَنوِ نِيَّهُم تُقِمِ قيل في تفسيره نِيٌّ جمع نِيَّة وهذا نادر ويجوز أَن يكون نِيّ كنِيَّة قال ابن الأَعرابي قلت للمفضل ما تقول في هذا البيت ؟ يعني بيت النابغة الجعدي قال فيه معنيان أَحدهما يقول قد نَوَوْا فِراقَك فإِن تَنْوِ كما نَوَوْا تُقِمْ فلا تطلبهم والثاني قد نَوَوا السفَر فإِن تَنْوِ كما نَوَوْا تُقِمْ صدورَ الإِبل في طلبهم كما قال الراجز أَقِمْ لها صُدُورَها يا بَسْبَس الجوهري والنِّيَّة والنَّوى الوجهُ الذي يَنْويهِ المسافرُ من قُرْبٍ أَو بُعد وهي مؤنثة لا غير قال ابن بري شاهده وما جَمَعَتْنا نِيَّة قبْلَها معا قال وشاهد ال

نوى
قول مُعَقِّر بن حمار فأَلْقَتْ عَصاها واسْتقَرَّ بها النَّوى كما قَرَّ عَيْناً بالإِيابِ المُسافِرُ والنِّيَّة والنَّوى جميعاً البُعْد قال الشاعر عَدَتْهُ نِيَّةٌ عنها قَذوف والنَّوى الدار والنَّوى التحوُّل من مكان إِلى مكان آخر أَو من دار إِلى دار غيرها كما تَنْتَوي الأَعرابُ في باديتها كل ذلك أُنْثى وانْتَوى القومُ إِذا انتقلوا من بلد إِلى بلد الجوهري وانْتَوى القومُ منزلاً بموضع كذا وكذا واستقرَّت نَواهم أَي أَقاموا وفي حديث عروة في المرأَة البدوية يُتَوفى عنها زوجُها أَنها تَنْتَوي حيث انْتَوى أَهلُها أَي تنتقل وتتحوّل وقول الطرماح آذَنَ الناوِي ببَيْنُونةٍ ظَلْتُ منْها كمُرِيغِ المُدام الناوي الذي أَزْمَعَ على التحوُّل والنَّوى النِّيَّة وهي النِّيَة مخففة ومعناها القصد لبلد غير البلد الذي أَنت فيه مقيم وفلان يَنْوي وجه كذا أَي يقصده من سفر أَو عمل والنَّوى الوجهُ الذي تقصده التهذيب وقال أَعرابي من بني سُليم لابن له سماه إِبراهيم ناوَيْتُ به إِبراهيمَ أَي قصدت قَصْدَه فتبرَّكت باسمه وقوله في حديث ابن مسعود ومَنْ يَنْوِ الدنيا تُعْجِزْه أَي من يَسْعَ لها يَخِبْ يقال نَوَيْتُ الشيءَ إِذا جَدَدْتَ في طلبه وفي الحديث نِيَّةُ الرجل خَيرٌ من عمله قال وليس هذا بمخالف لقول النبي صلى الله عليه وسلم من نَوَى حَسَنَةً فلم يَعْملها كُتِبت له حسنة ومن عَمِلَها كتبت له عشراً والمعنى في قوله نية المؤمن خير من عمله أَنه يَنْوي الإِيمان ما بقي وينوي العمل لله بطاعته ما بقي وإِنما يخلده الله في الجنة بهذه النية لا يعمله أَلا ترى أَنه إِذا آمن
( * قوله « ألا ترى أنه إذا آمن إلخ » هكذا في الأصل ولعله سقط من قلم الناسخ جواب هذه الجملة والأصل والله اعلم فهو في الجنة ولو عاش إلخ ) ونوى الثبات على الإِيمان وأَداء الطاعات ما بقي ولو عاش مائة سنة يعمل الطاعات ولا نية له فيها أَنه يعملها لله فهو في النار ؟ فالنية عمل القلب وهي تنفع الناوي وإِن لم يعمل الأَعمال وأَداؤها لا ينفعه دونها فهذا معنى قوله نية الرجل خير من عمله وفلان نَواكَ ونِيَّتُك ونَواتُك قال الشاعر صَرَمَتْ أُمَيْمَةُ خُلَّتي وصِلاتي ونَوَتْ ولَمَّا تَنْتَوي كنَواني الجوهري نَوَيْتُ نِيَّةً ونَواةً أَي عزمت وانْتَوَيْتُ مثله قال الشاعر ونوت ولَمَّا تَنْتَوي كنَواتي قال يقول لم تَنْوِ فيّ كما نويت في مودّتها ويروى ولما تَنْتَوي بنَواتي أَي لم تقض حاجتي وأَنشد ابن بري لقيس بن الخطيم ولم أَرَ كامْرِئٍ يَدْنُو لخَسْفٍ له في الأَرض سَيْرٌ وانْتِواءُ وحكى أَبو القاسم الزجاجي عن أَبي العباس ثعلب أَن الرياشي أَنشده لمُؤرِّج وفارَقْتُ حتى لا أُبالي مَنِ انْتَوى وإِنْ بانَ جيرانٌ عَليَّ كِرامُ وقد جَعَلَتْ نَفْسي على النَّأْي تَنْطوي وعَيْني على فَقْدِ الحبيبِ تَنامُ يقال نَواه بنَواتِه أَي ردَّه بحاجته وقضاها له ويقال لي في بني فلان نَواةٌ ونِيَّةٌ أَي حاجة والنِّيَّةُ والنَّوى الوجه الذي تريده وتَنْويه ورجل مَنْويٌّ
( * قوله « ورجل منوي إلخ » هكذا في الأصل ونِيَّةٌ مَنْوِيَّةٌ إِذا كان يصيب النُّجْعة المحمودة وأَنْوى الرجلُ إِذا كثر أَسفاره وأَنْوى إِذا تباعد والنَّويُّ الرفيق وقيل الرفيق في السفر خاصة ونَوَّيْتُه تَنْوِيةً أَي وَكَلْتُه إِلى نِيَّتِه ونَوِيُّك صاحبُك الذي نيته نيّتك قال الشاعر وقد عَلِمْت إِذ دُكَيْنٌ لي نَوي أَنَّ الشَّقِيَّ يَنْتَحي له الشَّقِي وفي نوادر الأَعراب فلان نَوِيُّ القوم وناوِيهِمْ ومُنْتَويهم أَي صاحب أَمرهم ورأْيهم ونَواهُ اللهُ حفظه قال ابن سيده ولست منه على ثقة التهذيب قال الفراء نَواكَ الله اي حفظك الله وأَنشد يا عَمْرو أَحسِنْ نَواكَ اللهُ بالرَّشَدِ واقْرا السلامَ على الأَنْقاءِ والثَّمَدِ وفي الصحاح على الذَّلفاء بالثَمد الفراء نَواه اللهُ أَي صَحِبه اللهُ في سفره وحَفِظه ويكون حَفِظَه الله والنَّوى الحاجة قال أَبو عبيد ومن أَمثال العرب في الرجل يُعْرفُ بالصدق يُضْطَرُّ إِلى الكذب قولهم عند النَّوى يَكْذِبُك الصادِقُ وذكر قِصَّةَ العبد الذي خُوطِرَ صاحِبُه على كَذِبه قال والنَّوى ههنا مَسِيرُ الحيِّ مُتَحَوِّلين من دار إِلى أُخرى والنَّواةُ عَجَمةُ التَّمر والزبيب وغيرهما والنَّواةُ ما نَبَتَ على النَّوى كالجَثيثة النابتة عن نَواها رواها أَبو حنيفة عن أَبي زياد الكلابي والجمع من كل ذلك نَوًى ونُوِيٌّ ونِوِيٌّ وأَنْواء جمع نَوًى قال مليح الهذلي مُنِيرٌ تَجُوزُ العِيسُ مِن بَطِناتِه حَصًى مِثْلَ أَنْواء الرَّضِيخِ المُفَلَّقِ وتقول ثلاث نَوَياتٍ وفي حديث عمر أَنه لَقَطَ نَوَياتٍ من الطريق فأَمْسَكَها بيده حتى مَرَّ بدار قوم فأَلقاها فيها وقال تأْكله داجِنَتُهم والنَّوى جمع نَواة التمر وهو يذكر ويؤنث وأَكلت التمر ونويت النَّوى وأَنْوَيْتُه رميته ونَوَّتِ البُسْرةُ وأَنْوَتْ عَقَدَ نَواها غيره نَوَيْتُ النَّوَى وأَنْوَيْتُه أَكلت التمر وجمعت نَواهُ وأَنْوى ونَوَّى ونَوى إِذا أَلقى النوى وأَنْوى ونَوَى ونَوَّى من النِّيَّةِ وأَنْوى ونَوَّى في السفر ونَوَتِ الناقةُ تَنْوي نَيّاً ونَوايةً ونِوايةً فهي ناوِيةٌ من نُوق نِواء سَمِنَت وكذلك الجمل والرجل والمرأَة والفرس قال أَبو النجم أَو كالمُكَسَّرِ لا تَؤُوبُ جِيادُه إِلاَّ غَوانِمَ وهْيَ غَيْرُ نِواء وقد أَنّواها السِّمَنُ والاسم من ذلك النِّيُّ وفي حديث علي وحمزة رضي الله عنهما أَلا يا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّواء قال النِّواءُ السِّمانُ وجَمل ناوٍ وجِمال نِواءٌ مثل جائعٍ وجِياعٍ وإِبل نَوَوِيَّةٌ إِذا كانت تأْكل النَّوى قال أَبو الدُّقَيْش النِّيُّ الاسم وهو الشَّحم والنَّيُّ هو الفعل وقال الليث النِّيُّ ذو النَّيِّ وقال غيره النِّيُّ اللحم بكسر النون والنَّيُّ الشَّحمُ ابن الأَنباري النَّيُّ الشَّحْم من نَوَت الناقةُ إِذا سَمِنَتْ قال والنِّيُّ بكسر النون والهمز اللحم الذي لم يَنْضَجْ الجوهري النِّيُّ الشحم وأَصله نَوْيٌ قال أَبو ذؤيب قَصَرَ الصَّبُوحَ لهَا فشَرَّجَ لَحْمَها بالنَّيِّ فَهْيَ تَثُوخُ فيها الإِصْبَعُ
( * قوله « فشرج إلخ » هذا الضبط هو الصواب وما وقع في شرج وثوخ خلف )
وروي تَثُوخُ فيه فيكون الضمير في قوله فيه يعود على لحمها تقديره فهي تَثُوخُ الإِصْبَع في لَحْمها ولما كان الضمير يقوم مقام لحمها أُغنى عن العائد الذي يعود على هي قال ومثله مررت برجل قائم أَبواه لا قاعدين يريد لا قاعدين أَبواه فقد اشتمل الضمير في قاعدين على ضمير الرجل والله أَعلم الجوهري وناواه أَي عاداه وأَصله الهمز لأَنه من النَّوْء وهو النُّهُوض وفي حديث الخيل ورَجلٌ رَبَطها رِياءً ونِواءً أَي مُعاداةً لأَهل الإِسلام وأَصلها الهمز والنَّواةُ من العدد عشرون وقيل عشرة وقيل هي الأُوقية من الذهب وقيل أَربعة دنانير وفي حديث عبد الرحمن بن عوف أَن النبي صلى الله عليه وسلم رأَى عليه وَضَراً من صُفْرةٍ فقال مَهْيَمْ ؟ قال تزوّجتُ امرأَة من الأَنصار على نَواةٍ من ذهب فقال أَوْلِمْ ولو بشاةٍ قال أَبو عبيد قوله على نَواةٍ يعني خمسة دراهم قال وقد كان بعض الناس يَحْمِلُ معنى هذا أَنه أَراد قدر نواة من ذهب كانت قيمتُها خمسة دراهم ولم يكن ثم ذهب إِنما هي خمسة دراهم تسمى نَواةً كما تسمى الأَربعون أُوقية والعشرون نَشّاً قال منصور ونَصُّ حديثِ عبدِ الرحمنِ يدلُّ على أَنه تزوَّجَ امرأَةً على ذهب قيمتُه دَراهِمَ أَلا تراه قال على نَواةٍ من ذهب ؟ رواه جماعة عن حميد عن أَنس قال ولا أَدري لِمَ أَنكره أَبو عبيد والنَّواةُ في الأَصل عَجَمةُ التمرة والنَّواةُ اسم لخمسة دراهم قال المبرد العرب تعني بالنواة خمسة دراهم قال وأَصحاب الحديث يقولون على نَواةٍ من ذهب قيمتها خمسة دراهم قال وهو خطأٌ وغلط وفي الحديث أَنه أَوْدَعَ المُطْعِمَ بن عَدِيٍّ جُبْجُبةً فيها نَوًى من ذهب أَي قِطَعٌ من ذهب كالنَّوَى وزن القِطعة خمسة دراهم والنَّوَى مَخْفِضُ الجارية وهو الذي يَبْقى من بَظْرِها إِذا قُطِعَ المُتْكُ وقالت أَعرابية ما ترك النَّخْجُ لنا من نَوًى ابن سيده النَّوَى ما يَبقَى من المَخْفِض بعد الخِتان وهو البَظْرُ ونِواءٌ أخو مُعاوِيةَ بن عَمرو بن مالك وهناة وقراهيد وجذيمة الأَبرش قال ابن سيده وإِنما جعلنا نواء على باب ن و ي لعدم ن وثنائية ونَوًى اسم موضع قال الأَفْوَه وسَعْدٌ لو دَعَوْتُهُمُ لَثابوا إِليَّ حَفِيفَ غابِ نَوًى بِأُسْدِ ونَيَّانُ موضع قال الكميت مِنْ وَحْشِ نَيَّانَ أَو مِن وَحشِ ذي بَقَرٍ أَفْنَى حَلائِلَه الإِشْلاءُ والطَّرَدُ

هبا
ابن شميل الهَباء التراب الذي تُطَيِّرُه الريح فتراه على وجوه الناس وجُلُودِهم وثيابهم يَلْزَقُ لُزوقاً وقال أَقول أَرَى في السماء هَباء ولا يقال يَوْمُنا ذو هَباء ولا ذو هَبْوةٍ ابن سيده وغيره الهَبْوةُ الغَبَرَةُ والهَباءُ الغُبار وقيل هو غُبار شبه الدُّخان ساطِعٌ في الهَواء قال رؤبة تَبْدُو لنا أَعْلامُه بعدَ الغَرَقْ في قِطَعِ الآلِ وهَبْواتِ الدُّقَقْ قال ابن بري الدُّقَقُ ما دَقَّ من التراب والواحد منه الدُّقَّى كما تقول الجُلَّى والجُلَل وفي حديث الصوم وإِن حالَ بينكم وبينه سَحاب أَو هَبْوةٌ فأَكمِلُوا العِدَّة أَي دون الهِلالِ الهَبْوة الغَبَرَة والجمع أَهْباء على غير قياس وأَهْباءُ الزَّوْبَعةِ شِبه الغُبار يرتفع في الجوّ وهَبا يَهْبُو هُبُوًّا إِذا سطع وأَهْبَيْتُه أَنا والهَباء دُقاق الترب ساطِعُه ومَنْثُورُه على وجه الأَرض وأَهْبى الفرَسُ أَثار الهَباء عن ابن جني وقال أَيضاً وأَهْبَى الترابَ فعَدَّاه وأَنشد أَهْبَى الترابَ فَوْقَه إِهْبايا جاء بإِهْبايا على الأَصل ويقال أَهْبَى الترابَ إِهْباء وهي الأَهابيّ قال أَوْس بن حَجَر أَهابِيَّ سَفْساف منَ التُّرْب تَوْأَم وهَبا الرَّمادُ يَهْبُو اخْتلَطَ بالتراب وهَمَد الأَصمعي إِذا سَكَن لَهَبُ النارِ ولم يَطْفَأْ جَمْرُها قيل خَمَدت فإِن طَفِئَت البتة قيل هَمَدَت فإِذا صارت رَماداً قيل هَبا يَهْبُو وهو هابٍ غير مهموز قال الأَزهري فقد صح هَبا الترابُ والرَّمادُ معاً ابن الأَعرابي هَبا إِذا فَرَّ وهَبا إِذا مات أَيضاً وتَها إِذا غَفَل وزها إِذا تكبَّر وهزا إِذا قَتَل وهزا إِذا سار وثَها إِذا حَمُقَ والهَباء الشيء المُنْبَثُّ الذي تراه في البيت من ضَوْء الشمس شَبيهاً بالغُبار وقوله عز وجل فجعلناه هَباءً منْثُوراً تأْويله أَنَّ اللهَ أَحْبطَ أَعمالهم حتى صارت بمنزلة الهَباء المنثور التهذيب أَبو إسحق في قوله هَباء مُنْبَثّاً فمعناه أَن الجبال صارت غُباراً ومثله وسُيِّرَتِ الجِبالُ فكانت سَراباً وقيل الهَباء المُنْبثُّ ما تُثِيره الخَيل بحَوافِرها من دُقاق الغُبار وقيل لما يظهر في الكُوَى من ضوء الشمس هَباء وفي الحديث أَن سُهَيْلَ بن عَمرو جاء يَتَهبَّى كأَنه جمل آدم ويقال جاء فلان يَتَهَبَّى إِذا جاء فارغاً يَنْفُض يديه قال ذلك الأَصمعي كما يقال جاء يضرب أَصْدَرَيْه إِذا جاء فارغاً وقال ابن الأَثير التَّهَبِّي مَشْي المُخْتال المعجب من هَبا يَهْبُو هُبُوًّا إِذا مشى مشياً بَطِيئاً وموضعٌ هابي التراب كأَنَّ ترابه مثل الهَباء في الرّقة والهابي من التراب ما ارْتفَعَ ودَقَّ ومنه قول هَوْبرٍ الحارِثي تَزَوَّدَ مِنَّا بَيْنَ أُذْنَيْهِ ضَرْبةً دَعَتْه إِلى هابي التُّرابِ عقِيمُ وتُرابٌ هابٍ وقال أَبو مالك بن الرّيب تَرَى جَدَثاً قد جَرَّتِ الرِّيحُ فَوْقَه تُراباً كلَوْنِ القَسْطلانِيِّ هابِيا
( * هذا البيت لمالك بن الريب لا لأبيه وهو من قصيدته الشهيرة التي يرثي بها نفسه )
والهابي تُراب القبر وأَنشد الأَصمعي وهابٍ كجُثْمانِ الحَمامةِ أَجْفَلَتْ به رِيحُ تَرْجٍ والصَّبا كلّ مُجْفَلِ
( * قوله « مجفل » هو بضم الميم وضبط في ترج بفتحها وهو خطأ )
وقوله يكونُ بها دَليلَ القَومِ نَجْمٌ كعَينِ الكلْبِ في هُبًّى قِباعِ قال ابن قتيبة في تفسيره شبه النجم بعين الكلب لكثرة نعاس الكلب لأَنه يفتح عينيه تارة ثم يُغْضِي فكذلك النجم يظهر ساعة ثم يَخْفَى بالهَباء وهُبًّى نُجُوم قد استترت بالهباء واحدها هابٍ وقِباعٌ قابِعةٌ في الهباء أَي داخلة فيه وفي التهذيب وصف النجم الهابي الذي في الهباء فشبهه بعين الكلب نهاراً وذلك أَنَّ الكلب بالليل حارس وبالنهار ناعس وعين الناعس مُغْمِضة ويبدو من عينيه الخَفِيُّ فكذلك النجم الذي يهتدى به هو هابٍ كعين الكلب في خَفائه وقال في هُبًّى وهو جمع هابٍ مثل غُزًّى جمع غازٍ والمعنى أَنَّ دليل القوم نجم هابٍ في هُبًّى يَخفى فيه إِلا قليلاً نه يَعرف به الناظر إِليه أَيَّ نجم هو وفي أَيِّ ناحية هو فيهتدي به وهو في نجوم هُبًّى أَي هابِيةٍ إِلا أَنها قِباعٌ كالقَنافِذ إِذا قَبَعَت فلا يُهْتَدَى بهذه القِباع إِنما يُهتدى بهذا النجم الواحد الذي هو هابٍ غير قابِعٍ في نجوم هابِيةٍ قابعة وجمع القابعَ على قِباعٍ كما جمعوا صاحباً على صِحابٍ وبعيراً قامِحاً على قِماحٍ النهاية في حديث الحسن ثم اتَّبَعه من الناس هَباءٌ رَعاعٌ قال الهَباء في الأَصل ما ارتفع من تحت سَنابك الخيل والشيءُ المُنْبَثُّ الذي تراه في ضوء الشمس فشبه بها أَتباعه ابن سيده والهَباء من الناس الذين لا عقول لهم والهَبْوُ الظليم والهَباءَةُ أَرض ببلاد غَطَفان ومنه يوم الهَباءَة لقَيس بن زُهير العبسي على حُذيفة بن بَدْر الفزاريّ قتله في جَفْر الهباءَة وهو مُسْتَنْقع ماء بها ابن سيده الهَبَيُّ الصبي الصغير والأُنثى هَبَيَّةٌ حكاهما سيبويه قال وزنهما فَعَلٌّ وفَعَلّةٌ وليس أَصل فَعلّ فيه فَعْلَلاً وإِنما بني من أَول وهلة على السكون ولو كان الأَصل فَعْلَلاً لقلت هَبْياً في المذكر وهَبْياةً في المؤنث قال فإِذا جمعت هَبَيّاً قلت هَبائيّ لأَنه بمنزلة غير المعتلّ نحو مَعدّ وجُبُنّ قال الجوهري والهَبَيُّ والهَبَيّةُ الجارية الصغيرة وهَبِي زَجْرٌ للفرس أَي تَوسَّعي وتَباعَدي وقال الكميت نُعَلِّمُها هَبي وهَلاً وأَرْحِبْ وفي أَبْياتِنا ولَنا افْتُلِينا النهاية وفي الحديث أَنه حََضَرَ ثَريدةً فهَبَّاها أَي سوّى موضع الأَصابع منها قال وكذا روي وشرح

هتا
هاتى أَعطى وتصريفه كتصريف عاطى قال والله ما يُعْطي وما يُهاتي أَي وما يأْخذ وقال بعضهم الهاء في هاتى بدل من الهمزة في آتى والمُهاتاةُ مُفاعَلَةٌ من قولك هاتِ يقال هاتى يُهاتي مُهاتاةً الهاء فيها أَصلية ويقال بل الهاء مبدلة من الأَلف المقطوعة في آتى يُؤاتي لكن العرب قد أَماتت كل شيء من فعلها غير الأَمر بهاتِ وما أُهاتِيك أَي ما أَنا بمُعْطِيك قال ولا يقال منه هاتَيْتُ ولا يُنهى بها وأَنشد ابن بري لأَبي نخيلة قل لِفُراتٍ وأَبي الفُراتِ ولِسَعِيدٍ صاحِبِ السَّوْآتِ هاتُوا كما كُنّا لكم نُهاتي أَي نُهاتِيكم فلما قدَّم المفعول وصله بلام الجرّ وتقول هاتِ لا هاتَيْتَ وهاتِ إِن كانت بك مُهاتاةٌ وإِذا أَمرت الرجل بأَن يُعطِيك شيئاً قلت له هاتِ يا رجل وللاثنين هاتِيا وللجمع هاتُوا وللمرأَة هاتي فزدت ياء فرقاً بين الذكر والأُنثى وللمرأَتين هاتِيا ولجماعة النساء هاتِينَ مثل عاطِينَ وتقول أَنت أَخذته فهاتِه وللاثنين أَنتما أَخذتماه فهاتِياه وللجماعة أَنتم أَخذتموه فهاتوه وللمرأَة أَنت أَخذتِه فهاتيه وللجماعة أَنتن أَخَذْتُنَّه فهاتِينَه وهاتاه إِذا ناوَلَه شيئاً المفضل هاتِ وهاتِيا وهاتوا أَي قَرِّبُوا ومنه قوله تعالى قل هاتُوا بُرْهانَكم أَي قَرِّبُوا قال ومن العرب من يقول هاتِ أَي أَعْطِ وهَتا الشيءَ هَتْواً كسره وَطْأً برجليه والهِتْيُ والأَهْتاء ساعات الليل والأَتْهاءُ الصَّحاري البَعيدةُ

( هثي ) الهَثَيانُ الحَثْوُ عن كراع الأَزهري هَثى إِذا احْمَرَّ وجْهُه وثَها إِذا حَمُقَ وهاثاه إِذا مازَحَه ومايَله وثاهاه إِذا قاوَلَه وفي ترجمة قعبث هِثْتُ له هَيْثاً إِذا حَثَوْتَ له

هجا
هَجاه يَهْجُوه هَجْواً وهِجاء وتَهْجاء مدود شتمه بالشِّعر وهو خلاف المَدْح قال الليث هو الوَقِيعةُ في الأَشْعار وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال اللهم إِنَّ فلاناً هَجاني فاهْجُه اللهم مكانَ ما هَجاني معنى قوله اهْجُه أَي جازِه على هِجائه إِيايَ جَزاءَ هِجائه وهذا كقوله عز وجل وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها وهو كقوله تعالى فمَنِ اعْتَدى عليكم فاعْتَدُوا عليه فالثاني مُجازاةٌ وإِن وافَق اللفظُ اللفظَ قال ابن الأَثير وفي الحديث اللهم إِنَّ عمرو بنَ العاصِ هَجاني وهو يعلم أَني لست بشاعر فاهْجُه اللهم والْعَنْه عدَدَ ما هَجاني أَو مكان ما هَجاني قال وهذا كقوله مَن يُرائي يُرائي اللهُ به أَي يُجازِيه على مُراءَاته والمُهاجاةُ بين الشاعِرَيْنِ يَتهاجَيانِ ابن سيده وهاجَيْتُه هَجَوْتُه وهَجاني وهم يَتهاجَوْنَ يَهْجُو بعضُهم بعضاً وبينهم أُهْجُوَّةٌ وأُهْجِيّةٌ ومُهاجاةٌ يتَهاجَوْن بها وقال الجعدي يَهْجُو ليلى الأَخْيَلِيَّة دَعي عَنْكِ تَهْجاءَ الرِّجالِ وأَقْبلي على أَذْلَغِيٍّ يَمْلأُ اسْتَكِ فَيْشَلا الأَذَلَغِيُّ منسوب إِلى رجل من بني عُبادة بن عُقَيْلٍ رَهْطِ لَيْلى الأَخْيَلِيَّة وكان نَكَّاحاً ويقال ذكر أَذْلَغِيٌّ إِذا مَذى وأَنشد أَبو عمرو الشيباني فدَحَّها بأَذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ فصَرَخَتْ قد جُزْتَ أَقْصى المَسْلَكِ وهو مَهْجُوٌّ ولا تقل هَجَيْتُه والمرأَة تَهْجُو زَوْجَها أَي تَذُمُّ صُحبته وفي التهذيب تَهْجُو صُحبة زوجها أَي تَذُمُّه وتَشْكُو صُحْبتَه أَبو زيد الهِجاءُ القِراءَة قال وقلت لرجل من بني قيس أَتَقْرَأُ من القرآن شيئاً ؟ فقال واللهِ ما أَهْجُو منه حَرفاً يريد ما أَقْرَأُ منه حَرْفاً قال ورَوَيْتُ قَصِيدةً فما أَهْجُو اليومَ منها بيتين أَي ما أَرْوي ابن سيده والهِجاء تَقْطِيعُ اللفظة بحُروفِها وهَجَوْتُ الحروف وتَهَجَّيْتُها هَجْواً وهِجاء وهَجَّيْتها تَهْجِيةً وتَهَجَّيتُ كله بمعنى وأَنشد ثعلب لأَبي وَجْزةَ السَّعْدي يا دارَ أَسْماءَ قد أَقْوَتْ بأَنْشاجِ كالوَحْيِ أَو كإِمامِ الكاتِبِ الهاجِي قال ابن سيده وهذه الكلمة يائية وواوية قال وهذا على هِجاء هذا أَي على شَكْلِه وقَدْرِهِ ومِثاله وهو منه وهَجُوَ يَوْمُنا اشتَدَّ حَرُّه والهَجاةُ الضِّفْدَعُ والمعروف الهاجةُ وهَجِيَ البيتُ هَجْياً انْكَشَفَ وهَجِيَتْ عَيْنُ البعير غارَتْ ابن الأَعرابي الهِجى الشِّبعُ من الطَّعام

( هدي ) من أَسماء الله تعالى سبحانه الهادي قال ابن الأَثير هو الذي بَصَّرَ عِبادَه وعرَّفَهم طَريقَ معرفته حتى أَقرُّوا برُبُوبيَّته وهَدى كل مخلوق إِلى ما لا بُدَّ له منه في بَقائه ودَوام وجُوده ابن سيده الهُدى ضدّ الضلال وهو الرَّشادُ والدلالة أُنثى وقد حكي فيها التذكير وأَنشد ابن بري ليزيد بن خَذَّاقٍ ولقد أَضاءَ لك الطرِيقُ وأَنْهَجَتْ سُبُلُ المَكارِمِ والهُدَى تُعْدِي قال ابن جني قال اللحياني الهُدَى مذكر قال وقال الكسائي بعض بني أَسد يؤنثه يقول هذه هُدًى مستقيمة قال أَبو إِسحق قوله عز وجل قل إِن هُدَى الله هو الهُدَى أَي الصِّراط الذي دَعا إِليه هو طَرِيقُ الحقّ وقوله تعالى إِنَّ علينا لَلْهُدَى أَي إِنَّ علينا أَنْ نُبَيِّنَ طريقَ الهُدَى من طَرِيق الضَّلال وقد هَداه هُدًى وهَدْياً وهِدايةً وهِديةً وهَداه للدِّين هُدًى وهَداه يَهْدِيه في الدِّين هُدًى وقال قتادة في قوله عز وجل وأَما ثَمُودُ فهَدَيْناهُم أَي بَيَّنَّا لهم طَرِيقَ الهُدى وطريق الضلالة فاسْتَحَبُّوا أَي آثرُوا الضلالة على الهُدَى الليث لغة أَهل الغَوْرِ هَدَيْتُ لك في معنى بَيَّنْتُ لك وقوله تعالى أَوَلم يَهْدِ لهم قال أَبو عمرو بن العلاء أَوَلم يُبَيِّنْ لهم وفي الحديث أَنه قال لعليّ سَلِ اللهَ الهُدَى وفي رواية قل اللهم اهْدِني وسَدِّدْني واذكر بالهُدَى هِدايَتك الطريقَ وبالسَّدادِ تَسْدِيدَك السَّهْمَ والمعنى إِذا سأَلتَ الله الهُدَى فأَخْطِر بقَلْبك هِدايةَ الطَّريق وسَلِ الله الاستقامة فيه كما تتَحَرَّاه في سُلوك الطريق لأَنَّ سالكَ الفَلاة يَلزم الجادّةَ ولا يُفارِقُها خوفاً من الضلال وكذلك الرَّامِي إِذا رَمَى شيئاً سَدَّد السَّهم نحوه ليُصِيبه فأَخْطِر ذلك بقلبك ليكون ما تَنْويه مِنَ الدُّعاء على شاكلة ما تستعمله في الرمي وقوله عز وجل الذي أَعْطَى كلَّ شيء خَلْقَه ثم هَدَى معناه خَلَق كلَّ شيء على الهيئة التي بها يُنْتَفَعُ والتي هي أَصْلَحُ الخَلْقِ له ثم هداه لمَعِيشته وقيل ثم هَداه لموضعِ ما يكون منه الولد والأَوَّل أَبين وأَوضح وقد هُدِيَ فاهْتَدَى الزجاج في قوله تعالى قُلِ اللهُ يَهْدِي للحقِّ يقال هَدَيْتُ للحَقِّ وهَدَيْت إِلى الحق بمعنًى واحد لأَنَّ هَدَيْت يَتَعدَّى إِلى المَهْدِيّين والحقُّ يَتَعَدَّى بحرف جر المعنى قل الله يهدي مَن يشاء للحق وفي الحديث سُنَّة الخُلفاء الرَّاشِدِين المَهْدِيّينَ المَهْدِيُّ الذي قد هَداه الله إِلى الحق وقد اسْتُعْمِل في الأَسماء حتى صار كالأَسماء الغالبة وبه سُمي المهْدِيُّ الذي بَشَّر به النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَنه يجيء في آخر الزمان ويريد بالخلفاء المهديين أَبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً رضوان الله عليهم وإِن كان عامّاً في كل من سار سِيرَتَهم وقد تَهَدَّى إِلى الشيء واهْتَدَى وقوله تعالى ويَزِيدُ الله الذين اهْتَدَوْا هُدًى قيل بالناسخ والمنسوخ وقيل بأَن يَجْعَلَ جزاءهم أَن يزيدهم في يقينهم هُدًى كما أَضَلَّ الفاسِق بفسقه ووضع الهُدَى مَوْضِعَ الاهْتداء وقوله تعالى وإِني لَغَفّار لمن تابَ وآمَنَ وعَمِل صالحاً ثمَّ اهْتَدَى قال الزجاج تابَ مِنْ ذنبه وآمن برَبِّهِ ثم اهْتدى أَي أَقامَ على الإِيمان وهَدَى واهْتَدَى بمعنى وقوله تعالى إِنَّ الله لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ قال الفراء يريد لا يَهْتدِي وقوله تعالى أَمْ مَنْ لا يَهَدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى بالتقاء الساكنين فيمن قرأَ به فإِن ابن جني قال لا يخلو من أَحد أَمرين إِما أَن تكون الهاء مسكنة البتة فتكون التاء من يَهْتَدِي مختلسة الحركة وإِما أَن تكون الدال مشدَّدة فتكون الهاء مفتوحة بحركة التاء المنقولة إِليها أَو مكسورة لسكونها وسكون الدال الأُولى قال الفراء معنى قوله تعالى أَمْ مَنْ لا يَهَدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى يقول يَعْبُدون ما لا يَقْدِر أَن يَنتقل عن مكانه إِلا أَن يَنْقُلُوه قال الزجاج وقرئ أَمْ مَن لا يَهْدْي بإسكان الهاء والدال قال وهي قراءة شاذة وهي مروية قال وقرأَ أَبو عمرو أَمْ مَن لا يَهَدِّي بفتح الهاء والأَصل لا يَهْتَدِي وقرأَ عاصم أم مَنْ لا يَهِدِّي بكسر الهاء بمعنى يَهْتَدِي أَيضاً ومن قرأَ أَمْ من لا يَهْدِي خفيفة فمعناه يَهْتَدِي أَيضاً يقال هَدَيْتُه فَهَدَى أَي اهْتَدَى وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إِنْ مَضَى الحَوْلُ ولم آتِكُمُ بِعَناجٍ تَهتدِي أَحْوَى طِمِرّْ فقد يجوز أَن يريد تهتدي بأَحوى ثم حذف الحرف وأَوصل الفعل وقد يجوز أَن يكون معنى تهتدي هنا تَطْلُب أَن يَهْدِيها كما حكاه سيبويه من قولهم اخْتَرَجْتُه في معنى استخرجته أَي طلبت منه أَن يَخْرُج وقال بعضهم هداه اللهُ الطريقَ وهي لغة أَهل الحجاز وهَداه للطَّريقِ وإِلى الطريقِ هِدايةً وهَداه يَهْدِيه هِدايةً إِذا دَلَّه على الطريق وهَدَيْتُه الطَّريقَ والبيتَ هِداية أَي عرَّفته لغة أَهل الحجاز وغيرهم يقول هديته إِلى الطريق وإِلى الدار حكاها الأَخفش قال ابن بري يقال هديته الطريق بمعنى عرّفته فيُعَدَّى إلى مفعولين ويقال هديته إِلى الطريق وللطريق على معنى أَرشَدْته إِليها فيُعدَّى بحرف الجر كأَرْشَدْتُ قال ويقال هَدَيْتُ له الطريقَ على معنى بَيَّنْتُ له الطريق وعليه قوله سبحانه وتعالى أَوَلمْ يَهْدِ لهم وهَدَيْناه النَّجْدَيْن وفيه اهْدِنا الصِّراطَ المستقيم معنى طَلَب الهُدَى منه تعالى وقد هَداهُم أَنهم قد رَغِبُوا منه تعالى التثبيت على ال

هدى
وفيه وهُدُوا إِلى الطَّيِّب من القَوْل وهُدُوا إِلى صِراطِ الحَميد وفيه وإِنك لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيم وأَمّا هَدَيْتُ العَرُوس إِلى زوجها فلا بدّ فيه من اللام لأَنه بمعنى زَفَفْتها إِليه وأَمَّا أَهْدَيْتُ إِلى البيت هَدْياً فلا يكون إِلا بالأَلف لأَنه بمعنى أَرْسَلْتُ فلذلك جاء على أَفْعَلْتُ وفي حديث محمد بن كعب بلغني أَن عبد الله بن أَبي سَلِيط قال لعبد الرحمن بن زَيْدِ بن حارِثةَ وقد أَخَّر صلاة الظهر أَكانوا يُصَلُّون هذه الصلاة السَّاعةَ ؟ قال لا واللهِ فَما هَدَى مِمّا رَجَعَ أَي فما بَيِّنَ وما جاء بحُجَّةٍ مِمّا أَجاب إِنما قال لا واللهِ وسَكَتَ والمَرْجُوعُ الجواب فلم يجيءْ بجواب فيه بيان ولا حجة لما فعل من تأْخير الصلاة وهَدَى بمعنى بيَّنَ في لغة أَهل الغَوْر يقولون هَدَيْتُ لك بمعنى بَيَّنْتُ لك ويقال بلغتهم نزلت أَوَلم يَهْدِ لهم وحكى ابن الأَعرابي رَجُل هَدُوٌّ على مثال عدُوٍّ كأَنه من الهِداية ولم يَحكها يعقوب في الأَلفاظ التي حصرها كحَسُوٍّ وفَسُوٍّ وهَدَيْت الضالَّةَ هِدايةً والهُدى النَّهارُ قال ابن مقبل حتى اسْتَبَنْتُ الهُدى والبِيدُ هاجِمةٌ يخْشَعْنَ في الآلِ غُلْفاً أَو يُصَلِّينا والهُدى إِخراج شيء إِلى شيء والهُدى أَيضاً الطاعةُ والوَرَعُ والهُدى الهادي في قوله عز وجل أَو أَجِدُ على النارِ هُدًى والطريقُ يسمَّى هُدًى ومنه قول الشماخ قد وكَّلْتْ بالهُدى إِنسانَ ساهِمةٍ كأَنه مِنْ تمامِ الظِّمْءِ مَسْمولُ وفلان لا يَهْدي الطريقَ ولا يَهْتَدي ولا يَهَدِّي ولا يَهِدِّي وذهب على هِدْيَتِه أَي على قَصْده في الكلام وغيره وخذ في هِدْيَتِك أَي فيما كنت فيه من الحديث والعَمَل ولا تَعْدِل عنه الأَزهري أَبو زيد في باب الهاء والقاف يقال للرجل إِذا حَدَّث بحديث ثم عَدل عنه قبل أَن يَفْرُغ إِلى غيره خذ على هِدْيَتِك بالكسر وقِدْيَتِك أَي خذ فيما كنت فيه ولا تَعْدِل عنه وقال كذا أَخبرني أَبو بكر عن شمر وقيده في كتابه المسموع من شمر خذ في هِدْيَتِك وقِدْيَتِك أَي خذ فيما كنت فيه بالقاف ونَظَرَ فلان هِدْيةَ أَمرِه أَي جِهةَ أَمرِه وضلَّ هِدْيَتَه وهُدْيَتَه أَي لوَجْهِه قال عمرو بن أَحمر الباهليّ نَبَذَ الجُؤارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِه لمَّا اخْتَلَلْتُ فؤادَه بالمِطْرَدِ أَي ترَك وجهَه الذي كان يُرِيدُه وسقَط لما أَنْ صَرَعْتُه وضلَّ الموضعَ الذي كان يَقْصِدُ له برَوْقِه من الدَّهَش ويقال فلان يَذْهَب على هِدْيَتِه أِي على قَصْدِه ويقال هَدَيْتُ أَي قصدْتُ وهو على مُهَيْدِيَتِه أَي حاله حكاها ثعلب ولا مكبر لها ولك هُدَيّا هذه الفَعْلةِ أَي مِثلُها ولك عندي هُدَيَّاها أَي مثلُها ورمى بسهم ثم رمى بآخرَ هُدَيَّاهُ أَي مثلِه أَو قَصْدَه ابن شميل اسْتَبَقَ رجلان فلما سبق أَحدُهما صاحبَه تَبالحا فقال له المَسْبُوق لم تَسْبِقْني فقال السابقُ فأَنت على هُدَيَّاها أَي أُعاوِدُك ثانيةً وأَنت على بُدْأَتِكَ أَي أُعاوِدك وتبالحا وتَجاحَدا وقال فَعل به هُدَيَّاها أَي مِثلَها وفلان يَهْدي هَدْيَ فلان يفعل مثل فعله ويَسِير سِيرَته وفي الحديث واهْدُوا بهَدْي عَمَّارٍ أَي سِيرُوا بسِيرَتِه وتَهَيَّأُوا بهَيْئَتِه وما أَحسن هَدْيَه أَي سَمْتَه وسكونه وفلان حسَنُ الهَدْي والهِدْيةِ أَي الطريقة والسِّيرة وما أَحْسَنَ هِدْيَتَهُ وهَدْيَه أَيضاً بالفتح أَي سِيرَته والجمع هَدْيٌ مثل تَمْرة وتَمْرٍ وما أَشبه هَدْيَه بهَدْي فلان أَي سَمْتَه أَبو عدنان فلان حَسَنُ الهَدْي وهو حُسْنُ المذهب في أُموره كلها وقال زيادةُ بن زيد العدوي ويُخْبِرُني عن غائبِ المَرْءِ هَدْيُه كفى الهَدْيُ عما غَيَّبَ المَرْءُ مُخْبِرا وهَدى هَدْيَ فلان أَي سارَ سَيْره الفراء يقال ليس لهذا الأَمر هِدْيةٌ ولا قِبْلةٌ ولا دِبْرةٌ ولا وِجْهةٌ وفي حديث عبد الله بن مسعود إِن أَحسَنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمدٍ أَي أَحسَنَ الطريقِ والهِداية والطريقة والنحو والهيئة وفي حديثه الآخر كنا نَنْظُر إِلى هَدْيهِ ودَلِّه أَبو عبيد وأَحدهما قريب المعنى من الآخر وقال عِمْرانُ بنِ حطَّانَ وما كُنتُ في هَدْيٍ عليَّ غَضاضةٌ وما كُنْتُ في مَخْزاتِه أَتَقَنَّعُ
( * قوله « في مخزته » الذي في التهذيب من مخزاته )
وفي الحديث الهَدْيُ الصالح والسَّمْتُ الصالِحُ جزء من خمسة وعشرين جُزءاً من النبوَّة ابن الأَثير الهَدْيُ السِّيرةُ والهَيْئة والطريقة ومعنى الحديث أَن هذه الحالَ من شمائل الأَنبياء من جملة خصالهم وأَنها جُزْء معلوم من أَجْزاء أَفْعالهم وليس المعنى أَن النبوّة تتجزأ ولا أَنَ من جمع هذه الخِلال كان فيه جزء من النُّبُوّة فإِن النبوّةَ غير مُكْتَسبة ولا مُجْتَلَبةٍ بالأَسباب وإِنما هي كرامةٌ من الله تعالى ويجوز أَن يكون أَراد بالنبوّة ما جاءت به النبوّة ودعت إِليه وتَخْصيصُ هذا العدد ما يستأْثر النبي صلى الله عليه وسلم بمعرفته وكلُّ متقدِّم هادٍ والهادي العُنُقُ لتقدّمه قال المفضل النُّكْري جَمُومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابي وهادِيها كأَنْ جِذْعٌ سَحُوقُ والجمع هَوادٍ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه بَعَثَ إِلى ضُباعةَ وذَبَحت شاةً فطَلَب منها فقالت ما بَقِيَ منها إِلا الرَّقَبَةُ فبَعَثَ إِليها أَن أَرْسِلي بها فإِنها هادِةُ الشايةِ والهادِيةُ والهادي العنُقُ لأَنها تَتَقَدَّم على البدَن ولأَنها تَهْدي الجَسَد الأَصمعي الهادِيةُ من كل شيء أَوَّلُه وما تقَدَّمَ منه ولهذا قيل أَقْبَلَتْ هَوادي الخيلِ إِذا بَدَتْ أَعْناقُها وفي الحديث طَلَعَتْ هَوادي الخيل يعني أَوائِلَها وهَوادي الليل أَوائله لتقدمها كتقدُّم الأَعناق قال سُكَيْن بن نَضْرةَ البَجَليّ دَفَعْتُ بِكَفِّي الليلَ عنه وقد بَدَتْ هَوادي ظَلامِ الليلِ فالظُّلُّ غامِرُهُ وهوادي الخيل أَعْناقُها لأَنها أَولُ شيء من أَجْسادِها وقد تكون الهوادي أَولَ رَعيل يَطْلُع منها لأَنها المُتَقَدِّمة ويقال قد هَدَت تَهْدي إِذا تَقَدَّمتْ وقال عَبيد يذكر الخيل وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً تَهْدي أَوائلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ أَي يَتَقَدَّمُهن وقال الأَعشى وذكر عَشاه وأَنَّ عَصاه تَهْدِيه إِذا كان هادي الفَتى في البلا دِ صَدْرَ القَناةِ أَطاع الأَمِيرا وقد يكون إِنما سَمَّى العَصا هادِياً لأَنه يُمْسِكها فهي تَهْديه تتقدَّمه وقد يكون من الهِدايةِ لأَنها تَدُلُّه على الطريق وكذلك الدليلُ يسمى هادِياً لأَنه يَتَقَدَّم القومَ ويتبعونه ويكون أَن يَهْدِيَهم للطريقِ وهادِياتُ الوَحْشِ أَوائلُها وهي هَوادِيها والهادِيةُ المتقدِّمة من الإِبل والهادِي الدليل لأَنه يَقْدُمُ القومَ وهَداه أَي تَقَدَّمه قال طرفة لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ به حيثُ تَهْدي ساقَه قَدَمُهْ وهادي السهمِ نَصْلُه وقول امرئ القيس كأَنَّ دِماء الهادِياتِ بنَحْرِه عُصارة حِنَّاءٍ بشَيْبٍ مُرَجَّلِ يعني به أَوائلَ الوَحْشِ ويقال هو يُهادِيه الشِّعرَ وهاداني فلان الشِّعرَ وهادَيْتُه أَي هاجاني وهاجَيْتُه والهَدِيَّةُ ما أَتْحَفْتَ به يقال أَهْدَيْتُ له وإِليه وفي التنزيل العزيز وإِني مُرْسِلة إِليهم بهَدِيَّةٍ قال الزجاج جاء في التفسير أَنها أَهْدَتْ إِلى سُلَيْمَانَ لَبِنة ذهب وقيل لَبِنَ ذهب في حرير فأَمر سليمان عليه السلام بلَبِنة الذهب فطُرحت تحت الدوابِّ حيث تَبولُ عليها وتَرُوت فصَغُر في أَعينهم ما جاؤُوا به وقد ذكر أَن الهدية كانت غير هذا إِلا أَن قول سليمان أَتُمِدُّونَنِي بمال ؟ يدل على أَن الهدية كانت مالاً والتَّهادِي أَن يُهْدي بعضُهم إِلى بعض وفي الحديث تَهادُوا تَحابُّوا والجمع هَدايا وهَداوَى وهي لغة أَهل المدينة وهَداوِي وهَداوٍ الأَخيرة عن ثعلب أَما هَدايا فعلى القياس أَصلها هَدائي ثم كُرهت الضمة على الياء فأُسكنت فقيل هَدائىْ ثم قلبت الياء أَلفاً استخفافاً لمكان الجمع فقيل هَداءا كما أَبدلوها في مَدارَى ولا حرف علة هناك إِلا الياء ثم كرهوا همزة بين أَلفين لأَن الهمزة بمنزلة الأَلف إِذ ليس حرف أَقرب إِليها منها فصوروها ثلاث همزات فأَبدلوا من الهمزة ياء لخفتها ولأَنه ليس حرف بعد الأَلف أَقرب إِلى الهمزة من الياء ولا سبيل إِلى الأَلف لاجتماع ثلاث أَلفات فلزمت الياء بدلاً ومن قال هَداوَى أَبدل الهمزة واواً لأَنهم قد يبدلونها منها كثيراً كبُوس وأُومِن هذا كله مذهب سيبويه قال ابن سيده وزِدْته أَنا إيضاحاً وأَما هَداوي فنادر وأَما هَداوٍ فعلى أَنهم حذفوا الياء من هَداوي حذفاً ثم عوض منها التنوين أَبو زيد الهَداوي لغة عُلْيا مَعَدٍّ وسُفْلاها الهَدايا ويقال أَهْدَى وهَدَّى بمعنًى ومنه أَقولُ لها هَدِّي ولا تَذْخَري لَحْمي
( * قوله « أقول لها إلخ » صدره كما في الاساس لقد علمت أم الاديبر أنني )
وأَهْدَى الهَدِيَّةَ إِهْداءً وهَدّاها والمِهْدى بالقصر وكسر الميم الإِناء الذي يُهْدَى فيه مثل الطَّبَقِ ونحوه قال مِهْداكَ أَلأَمُ مِهْدًى حِينَ تَنْسُبُه فُقَيْرةٌ أَو قَبيحُ العَضْدِ مَكْسُورُ ولا يقال للطَّبَقِ مِهْدًى إِلاَّ وفيه ما يُهْدَى وامرأَة مِهْداءٌ بالمد إِذا كانت تُهْدي لجاراتها وفي المحكم إِذا كانت كثيرة الإِهْداء قال الكميت وإِذا الخُرَّدُ اغْبَرَرْنَ مِنَ المَحْ لِ وصارَتْ مِهْداؤُهُنَّ عَفِيرا
( * قوله « اغبررن » كذا في الأصل والمحكم هنا ووقع في مادة ع ف ر اعتررن خطأ )
وكذلك الرجل مِهْداءٌ من عادته أَن يُهْدِيَ وفي الحديث مَنْ هَدَى زُقاقاً كان له مِثْلُ عِتْقِ رَقَبةٍ هو من هِدايةِ الطريقِ أَي من عَرَّف ضالاًّ أَو ضَرِيراً طَرِيقَه ويروى بتشديد الدال إما للمبالغة من الهِداية أَو من الهَدِيَّةِ أَي من تصدَّق بزُقاق من النخل وهو السِّكَّةُ والصَّفُّ من أَشجاره والهِداءُ أَن تجيءَ هذه بطعامِها وهذه بطعامها فتأْكُلا في موضع واحد والهَدِيُّ والهِدِيَّةُ العَرُوس قال أَبو ذؤيب برَقْمٍ ووَشْيٍ كما نَمْنَمَتْ بمِشْيَتِها المُزْدهاةُ الهَدِيّ والهِداء مصدر قولك هَدَى العَرُوسَ وهَدَى العروسَ إِلى بَعْلِها هِداء وأَهْداها واهْتَداها الأَخيرة عن أَبي علي وأَنشد كذَبْتُمْ وبَيتِ اللهِ لا تَهْتَدُونَها وقد هُدِيَتْ إِليه قال زهير فإِنْ تَكُنِ النِّساءُ مُخَبَّآتٍ فحُقَّ لكلِّ مُحْصِنةٍ هِداء ابن بُزُرْج واهْتَدَى الرجلُ امرأَتَه إِذا جَمَعَها إِليه وضَمَّها وهي مَهْدِيَّةٌ وهَدِيٌّ أَيضاً على فَعِيلٍ وأَنشد ابن بري أَلا يا دارَ عَبْلةَ بالطَّوِيّ كرَجْعِ الوَشْمِ في كَفِّ الهَدِيّ والهَدِيُّ الأَسيرُ قال المتلمس يذكر طَرفة ومَقْتل عَمرو بن هِند إِياه كطُرَيْفةَ بنِ العَبْدِ كان هَدِيَّهُمْ ضَرَبُوا صَمِيمَ قَذالِه بِمُهَنَّدِ قال وأَظن المرأَة إِنما سميت هَدِيًّا لأَنها كالأَسِير عند زوجها قال الشاعر كرجع الوشم في كف الهديّ قال ويجوز أَن يكون سميت هَدِيًّا لأَنها تُهْدَى إِلى زوجها فهي هَدِيٌّ فَعِيلٌ بمعنى مفعول والهَدْيُ ما أُهْدِيَ إِلى مكة من النَّعَم وفي التنزيل العزيز حتى يبلغ الهَدْيُ مَحِلَّه وقرئ حتى يبلغ الهَدِيُّ مَحِلَّه بالتخفيف والتشديد الواحدة هَدْيةٌ وهَدِيَّةٌ قال ابن بري الذي قرأَه بالتشديد الأَعرج وشاهده قول الفرزدق حَلَفْتُ برَبِّ مَكَّةَ والمُصَلَّى وأَعْناقِ الهَدِيِّ مُقَلَّداتِ وشاهد الهَدِيَّةِ قولُ ساعدةَ بن جُؤَيَّة إني وأَيْدِيهم وكلّ هَدِيَّة مما تَثِجُّ له تَرائِبُ تَثْعَبُ وقال ثعلب الهَدْيُ بالتخفيف لغة أَهل الحجاز والهَدِيُّ بالتثقيل على فَعِيل لغة بني تميم وسُفْلى قيس وقد قرئ بالوجهين جميعاً حتى يَبْلُغَ الهَدي محله ويقال مالي هَدْيٌ إِن كان كذا وهي يمين وأَهْدَيْتُ الهَدْيَ إِلى بيت اللهِ إِهْداء وعليه هَدْيةٌ أَي بَدَنة الليث وغيره ما يُهْدى إِلى مكة من النَّعَم وغيره من مال أَو متاعٍ فهو هَدْيٌ وهَدِيٌّ والعرب تسمي الإِبل هَدِيًّا ويقولون كم هَدِيُّ بني فلان يعنون الإِبل سميت هَدِيّاً لأنها تُهْدَى إِلى البيت غيره وفي حديث طَهْفةَ في صِفة السَّنةِ هَلَكَ الهَدِيُّ ومات الوَديُّ الهَدِيُّ بالتشديد كالهَدْي بالتخفيف وهو ما يُهْدى إِلى البَيْتِ الحَرام من النعم لتُنْحَر فأُطلق على جميع الإِبل وإِن لم تكن هَدِيّاً تسمية للشيء ببعضه أَراد هَلَكَتِ الإِبل ويَبِسَتِ النَّخِيل وفي حديث الجمعة فكأَنَّما أَهْدى دَجاجةً وكأَنما أَهْدى بَيْضةً الدَّجاجةُ والبَيضةُ ليستا من الهَدْيِ وإِنما هو من الإِبل والبقر وفي الغنم خلاف فهو محمول على حكم ما تُقدَّمه من الكلام لأَنه لما قال أَهْدى بدنةً وأَهْدى بقرةً وشاة أَتْبَعه بالدَّجاجة والبيضة كما تقول أَكلت طَعاماً وشَراباً والأَكل يختص بالطعام دون الشراب ومثله قول الشاعر مُتَقَلِّداً سَيفاً ورُمْحاً والتَّقَلُّدُ بالسيف دون الرمح وفلانٌ هَدْيُ بني فلان وهَدِيُّهمْ أَي جارُهم يَحرم عليهم منه ما يَحْرُم من الهَدْي وقيل الهَدْيُ والهَدِيُّ الرجل ذو الحرمة يأْتي القوم يَسْتَجِير بهم أَو يأْخذ منهم عَهْداً فهو ما لم يُجَرْ أَو يأْخذِ العهدَ هَدِيٌّ فإِذا أَخَذ العهدَ منهم فهو حينئذ جارٌ لهم قال زهير فلَمْ أَرَ مَعْشَراً أَسَرُوا هِدِيّاً ولمْ أَرَ جارَ بَيْتٍ يُسْتَباءُ وقال الأَصمعي في تفسير هذا البيت هو الرَّجل الذي له حُرمة كحُرمة هَدِيِّ البيت ويُسْتَباء من البَواء أَي القَوَدِ أَي أَتاهم يَسْتَجير بهم فقَتلُوه برجل منهم وقال غيره في قِرْواشٍ هَدِيُّكُمُ خَيْرٌ أَباً مِنْ أَبِيكُمُ أَبَرُّ وأُوْفى بالجِوارِ وأَحْمَدُ ورجل هِدانٌ وهِداءٌ للثَّقِيل الوَخْمِ قال الأَصمعي لا أَدري أَيّهما سمعت أَكثر قال الراعي هِداءٌ أَخُو وَطْبٍ وصاحِبُ عُلْبةٍ يَرى المَجْدَ أَن يَلْقى خِلاءً وأَمْرُعا
( * قوله « خلاء » ضبط في الأصل والتهذيب بكسر الخاء )
ابن سيده الهِداء الرجل الضعيف البَليد والهَدْيُ السُّكون قال الأَخطل وما هَدى هَدْيَ مَهْزُومٍ وما نَكَلا يقول لم يُسْرِعْ إِسْراعَ المُنْهَزم ولكن على سكون وهَدْيٍ حَسَنٍ والتَّهادي مَشْيُ النِّساء والإِبل الثِّقال وهو مشي في تَمايُل وسكون وجاء فلان يُهادَى بين اثنين إِذا كان يمشي بينهما معتمداً عليهما من ضعفه وتَمايُله وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في مرضه الذي مات فيه يُهادى بين رَجُلَيْن أَبو عبيد معناه أَنه كان يمشي بينهما يعتمد عليهما من ضَعْفِه وتَمايُلِه وكذلك كلُّ مَن فعل بأَحد فهو يُهاديه قال ذو الرمة يُهادينَ جَمَّاء المَرافِقِ وَعْثةً كَلِيلةَ جَحْمِ الكَعْبِ رَيَّا المُخَلْخَلِ وإِذا فَعلت ذلك المرأَة وتَمايَلَتْ في مِشْيتها من غير أَن يُماشِيها أَحد قيل تَهادى قال الأَعشى إِذا ما تأَتَّى تُريدُ القِيام تَهادى كما قد رأَيتَ البَهِيرا وجئتُكَ بَعْدَ هَدْءٍ مِن الليلِ وهَدِيٍّ لغة في هَدْءٍ الأَخيرة عن ثعلب والهادي الراكِسُ وهو الثَّوْرُ في وسط البَيْدَر يَدُور عليه الثِّيرانُ في الدِّراسة وقول أَبي ذؤيب فما فَضْلةٌ من أَذْرِعاتٍ هَوَتْ بها مُذَكَّرةٌ عنْسٌ كهادِيةِ الضَّحْلِ أَراد بهادِيةِ الضَّحْلِ أَتانَ الضَّحْلِ وهي الصخرة المَلْساء والهادِيةُ الصخرة النابتةُ في الماء

( هذي ) الهَذَيانُ كلام غير معقول مثل كلام المُبَرْسَم والمَعْتُوه هَذي يَهْذي هَذْياً وهَذَياناً تكلم بكلام غير معقول في مرض أَو غيره وهَذى إِذا هذَرَ بكلام لا يفهم وهَذى به ذَكَره في هُذائه والاسم من ذلك الهُذاء ورجل هَذَّاءٌ وهَذَّاءَةٌ يَهْذي في كلامه أَو يهْذي بغيره أَنشد ثعلب هِذْرِيانٌ هَذِرٌ هَذَّاءَةٌ مُوشِكُ السِّقْطةِ ذُو لُبٍّ نَثِرْ هَذى في منْطِقه يَهْذي ويَهْذُو وهَذَوْتُ بالسيف مثل هَذَذْتُ وأَما هذا وهذان فالهاء في هذا تنبيه وذا إِشارة إِلى شيءٍ حاضر والأَصل ذا ضم إِليها ها وقد تقدم

هرا
الهِراوةُ العَصا وقيل العصا الضَّخمةُ والجمع هَراوى بفتح الواو على القياس مثل المَطايا كما تقدم في الإِداوةِ وهُرِيٌّ على غير قياس وكأَن هُرِيّاً وهِرِيّاً إِنما هو على طَرْح الزائد وهي الأَلف في هِراوة حتى كأَنه قال هَرْوة ثم جَمَعه على فُعول كقولهم مَأْنةٌ ومُؤُونٌ وصَخْرة وصُخور قال كثير يُنَوَّخُ ثم يُضرَبُ بالهَراوى فلا عُرْفٌ لَدَيْه ولا نَكِيرُ وأَنشد أَبو علي الفارسي رأَيتك لا تُغْنِينَ عَنِّي نَقْرةً إِذا اخْتَلَفَتْ فيَّ الهَراوى الدَّمامِكُ قال ويروى الهِرِيُّ بكسر الهاء وهَراه بالهِراوةِ يَهْرُوه هَرْواً وتَهَرَّاه ضرَبه بالهِراوةِ قال عمرو بن مِلْقَط الطائي يَكْسى ولا يَغْرَثُ مَمْلُوكُها إِذا تَهَرَّتْ عَبْدَها الهارِيَهْ وهَرَيْتُه بالعَصا لغة في هَرَوْتُه عن ابن الأَعرابي قال الشاعر وإِنْ تَهَرَّاهُ بها العَبْدُ الهارْ
( * قوله « وان تهراه إلخ » قبله كما في التهذيب لا يلتوي من الوبيل القسبار )
وهَرا اللحمَ هَرْواً أَنْضَجه حكاه ابن دريد عن أَبي مالك وحده قال وخالفه سائر أَهل اللغة فقال هَرَأَ وفي حديث سَطِيح وخَرج صاحبُ الهِراوةِ أَراد به سيدَنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لأَنه كان يُمْسِك القَضِيب بيده كثيراً وكان يُمْشى بالعَصا بين يديه وتُغْرَزُ له فيُصَلِّي إِليها صلى الله عليه وسلم وفي الحديث أَنه قال لحَنِيفةِ
( * قوله « وفي الحديث انه قال لحنيفة إلخ » نص التكملة وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن حنيفة النعم أتاه فأشهده ليتيم في حجره باربعين من الإبل التي كانت تسمى المطيبة في الجاهلية فقال النبي صلى الله عليه وسلم فأين يتيمك يا أبا حذيم ؟ وكان قد حمله معه قال هو ذاك النائم وكان يشبه المحتلم فقال صلى الله عليه وسلم لعظمت هذه هراوة يتيم يريد شخص اليتيم وشطاطه شبه بالهراوة ) النَّعَمِ وقد جاء معه بيَتيمٍ يَعْرِضُه عليه وكان قد قارَبَ الاحتِلامَ ورآه نائماً فقال لعَظُمَت هذه هِراوةُ يَتيمٍ أَي شَخْصُه وجُثَّتُه شبَّهه بالهِراوة وهي العَصا كأَنه حِينَ رآه عظيم الجُثّة اسْتَبْعَدَ أَن يقال له يتيم لأَنّ اليُتْم في الصِّغَر والهُرْيُ بيت كبير ضَخْم يُجْمَع فيه طَعام السُّلْطانِ والجمع أَهْراء قال الأَزهريّ ولا أَدرِي أَعربي هو أَم دخيل وهَراةُ مَوضِعٌ النسب إِليه هَرَوِيٌّ قلبت الياء واواً كراهية توالي الياءَات قال ابن سيده وإِنما قضينا على أَنّ لام هراة ياء لأَن اللام ياء أَكثر منها واواً وإِذا وقفت عليها وقفت بالهاء وإِنما قيل مُعاذ الهَرّاء لأَنه كان يَبِيع الثيابَ الهَرَوِيّة فَعُرِفَ بها ولُقِّب بها قال شاعر من أَهل هَراةَ لما افتتحها عبد الله بن خازم سنة ؟ ؟ عاوِدْ هَراةَ وإِنْ مَعْمُورُها خَرِبا وأَسْعِدِ اليومَ مَشْغُوفاً إِذا طَرِبا وارْجِعْ بِطَرْفِكَ نَحْوَ الخَنْدَقَيْنَ تَرَى رُزءاً جَليلاً وأَمْراً مُفْظِعاً عَجَبا هاماً تَزَقَّى وأَوْصالاً مُفَرَّقةً ومَنْزِلاً مُقْفِراً مِنْ أَهْلِه خَرِبا لا تَأْمَنَنْ حَدَثاً قَيْسٌ وقد ظَلَمَتْ إِنْ أَحْدَثَ الدَّهْرُ في تَصْرِيفه عُقَبا مُقَتَّلُون وقَتّالونَ قد عَلِمُوا أَنَّا كذلِك نَلْقَى الحَرْبَ والحَرَبا وهَرَّى فلان عِمامته تَهْرِيةً إذا صَفَّرها وقوله أَنشده ابن الأَعرابي رَأَيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامَةَ بَعْدَما أَراك زماناً فاصِعاً لا تَعَصَّبُ وفي التهذيب حاسِراً لا تَعَصَّبُ معناه جعلتها هَرَوِية وقيل صَبَغْتَها وصفَّرتها ولم يسمع بذلك إِلا في هذا الشعر وكانت ساداتُ العرب تَلْبَسُ العمَائم الصُّفر وكانت تُحمَل من هَراةَ مَصْبوغةً فقيل لمن لَبِسَ عمامة صفراء قد هَرَّى عِمامته يريد أَن السيد هو الذي يتَعمَّم بالعِمامة الصفراء دون غيره وقال ابن قتيبة هَرَّيت العِمامة لبستها صَفْراء ابن الأَعرابي ثوب مُهَرًّى إِذا صبغ بالصَّبِيب وهو ماء ورق السمسم ومُهَرًّى أَيضاً إِذا كان مصبوغاً كلون المِشْمِش والسِّمسم ابن الأَعرابي هاراه إِذا طانَزَه وراهاه إِذا حامَقَه والهِراوةُ فَرس الرَّيان بن حُوَيْصٍ قال ابن بري قال أَبو سعيد السيرافي عند قول سيبويه عَزَبٌ وأَعْزابٌ في باب تكسير صفة الثلاثي كان لعبد القيس فرس يقال لها هِراوةُ الأَعْزاب يركبها العَزَبُ ويَغْزُو عليها فإِذا تأَهَّل أَعْطَوْها عَزَباً آخر ولهذا يقول لبيد يَهْدِي أَوائِلَهُنّ كُلُّ طِمِرَّةٍ جَرْداء مِثْلِ هِراوةِ الأَعْزابِ قال ابن بري انقضى كلام أَبي سعيد قال والبيت لعامر بن الطفيل لا للبيد وذكر ابن الأثير في هذه الترجمة قال وفي حديث أَبي سلمة أَنه عليه السلام قال ذاك الهُراء شيطان وُكِّل بالنُّفوس قيل لم يسمع الهُراء أَنه شيطان إِلا في هذا الحديث قال والهُراء في اللغة السَّمْحُ الجَوادُ والهَذَيانُ والله أَعلم

هسا
ابن الأَعرابي الأَهْساء المُتَحَيِّرُونَ

هصا
ابن الأَعرابي هاصاهُ إِذا كسر صلبه وصاهاهُ ركب صَهْوَته والأَهصاء الأَشِداء وهَصا إِذا أَسَنَّ

هضا
ابن الأَعرابي هاضاهُ إِذا اسْتَحْمَقَه واسْتَخَفَّ به والأَهْضاء الجَماعات من الناس

هطا
ابن الأَعرابي هطا إِذا رَمَى وطها إِذا وَثَب

هفا
هَفا في المشي هَفْواً وهَفَواناً أَسرع وخَفَّ فيه قالها في الذي يَهْفُو بين السماء والأَرض وهَفا الظَّبْي يَهْفُو على وجه الأَرض هَفْواً خَفَّ واشْتَدَّ عَدْوُه ومرَّ الظبيُ يَهْفُو مثل قولك يَطْفُو قال بشر يصف فرساً يُشَبِّه شَخْصُها والخَيْلُ تَهْفُو هُفُوًّا ظِلَّ فَتْخاءِ الجَناحِ وهَوافِي الإِبل ضَوالُّها كهَوامِيها وروي أَن الجارُودَ سأَل النبي صلى الله عليه وسلم عن هَوافِي الابِلِ وقال قوم هَوامِي الإِبل واحدتها هافِيةٌ من هَفا الشيءِ يَهْفُو إِذا ذَهَب وهَفا الطائرُ إِذا طارَ والرِّيحُ إِذا هَبَّتْ وفي حديث عثمان رضي الله عنه أَنه وَلَّى أَبا غاضِرةَ الهَوافِيَ أَي الإِبلَ الضَّوالَّ ويقال للظليم إِذا عَدا قد هَفا ويقال الأَلف اللينة هافِيةٌ في الهَواء وهَفا الطائرُ بجناحَيْهِ أَي خَفَقَ وطارَ قال وهْوَ إِذا الحَرْبُ هَفا عُقابُه مِرْجَمُ حَرْبٍ تَلْتَظِي حِرابُه قال ابن بري وكذلك القَلْبُ والرِّيحُ بالمطر تَطْرُدُه والهَفاء ممدود منه قال أَبَعْدَ انْتِهاء القَلْبِ بَعْدَ هَفائِه يَرُوحُ عَلَيْنا حُبُّ لَيْلَى ويَغْتَدِي ؟ وقال آخر أُولئكَ ما أَبْقَيْنَ لي مِنْ مُرُوءتي هَفاء ولا أَلْبَسْنَني ثَوبَ لاعِبِ وقال آخر سائلةُ الأَصْداغِ يَهفُو طاقُها والطاقُ الكِساء وأَورد الأَزهري هذا البيت في أثناء كلامه على وهف وقال آخر يا ربِّ فَرِّقْ بَيْنَنا يا ذا النِّعَمْ بشَتْوةٍ ذاتِ هَفاء ودِيَمْ والهَفْوَةُ السَّقْطة والزَّلَّة وقد هَفا يَهْفُو هَفْواً وهَفْوةً والهَفْوُ الذَّهاب في الهواء وهَفا الشيء في الهواء ذهب وهَفَت الصُّوفة في الهَواء تَهْفُو هَفْواً وهُفُوًّا ذهبت وكذلك الثوب ورَفارِفُ الفُسطاط إِذا حرّكته الرّيح قلت يَهْفُو وتَهْفُو به الرّيح وهَفَت به الرّيحُ حرَّكته وذَهَبت به وفي حديث علي رضوان الله عليه إِلى مَنابِتِ الشِّيحِ ومَهافِي الرِّيحِ جمع مَهْفًى وهو موضع هُبُوبها في البراري وفي حديث معاوية تَهْفُو منه الرِّيحُ بجانِبٍ كأَنه جَناحُ نَسْرٍ يعني بيتاً تهُبُّ من جانبه الرِّيحُ وهو في صغره كجناح نَسْر وهَفا الفُؤاد ذهَب في أَثر الشيء وطَرِبَ أَبو سعيد الهَفاءة خَلَقَةٌ تَقْدُم الصَّبِيرَ ليست من الغيم في شيء غير أَنها تَسْتُر عنك الصَّبِيرَ فإِذا جاوَزَت بذلك الصَّبير
( * قوله « فاذا جاوزت بذلك الصبير » كذا في الأصل وتهذيب الأزهري حرفاً فحرفاً ولا جواب لاذا ولعله فذلك الصبير فتحرفت الفاء بالباء ) وهو أَعْناقُ الغَمامِ السَّاطِعة في الأُفُق ثم يَرْدُفُ الصِّبِيرَ الحَيُّ وهو ما اسْتَكَفَّ منه وهو رَحا السَّحابَة ثم الرَّبابُ تحت الحَيِّ وهو الذي يَقْدُم الماء ثم روادفُه بعد ذلك وأَنشد ما رَعَدَتْ رَعْدَةً ولا بَرَقَتْ لكِنَّها أَنْشَأَت لَنا خَلَقَهْ فالماءُ يَجْرِي ولا نِظامَ لهُ لو يَجِدُ الماءُ مَخْرَجاً خَرَقَهُ قال هذه صفة غيث لم يكن برِيحٍ ولا رَعْدٍ ولا بَرْق ولكن كانت دِيمةً فوصف أَنها أَغْدَقَتْ حتى جَرَت الأَرضُ بغرِ نظام ونِظامُ الماء الأَوْدِيةُ النضر الأَفاء القِطَعُ من الغيم وهي الفِرَقُ يَجِئن قِطَعاً كما هي قال أَبو منصور الواحدة أَفاءةٌ ويقال هَفاءةٌ أَيضاً والهَفا مقصور مطر يَمْطُر ثم يَكُفُّ أَبو زيد الهَفاءة وجمعها الهفاء نحو من الرِّهْمة العنبري أَفاءٌ وأَفاءة النضر هي الهَفاءة والأَفاءة والسُّدُّ والسَّماحِيقُ والجِلْبُ والجُلْبُ غيره أَفاء وأَفاءةٌ كأَنه أَبدل من الهاء همزة قال والهَفاء من الغَلَط والزَّلَل مثله قال أَعرابي خيَّرَ امرأَته فاختارت نفسها فَنَدم إِلى الله أَشْكُو أَنَّ مَيّاً تَحَمَّلَتْ بِعَقْلِيَ مَظلوماً ووَلَّيْتُها الأَمْرَا هَفاء مِن الأَمْرِ الدَّنِيِّ ولم أُرِدْ بها الغَدْرَ يَوماً فاسْتجازَت بيَ الغَدْرا وهَفَتْ هافِيةٌ من الناس طَرَأَتْ وقيل طَرَأَتْ عن جَدْب والمعروف هَفَّتْ هافَّةٌ ورجل هَفاةٌ أَحْمق والأَهْفاء الحَمْقَى من الناس والهَفْو الجُوع ورجل هافٍ جائع وفلان جائع يَهْفُو فُؤادُه أَي يَخْفِقُ والهَفُوةُ المَرُّ الخفيف والهَفاةُ النَّظْرَةُ
( * قوله « والهفاة النظرة » تبع المؤلف في ذلك الجوهري وغلطه الصاغاني وقال الصواب المطرة بالميم والطاء وتبعه المجد )

( هقي ) هقَى الرجل يَهْقِي هَقْياً وهَرَف يَهْرِفُ هَذى فأَكثر قال أَيُتْرَكُ عَيرٌ قاعِدٌ وَسْطَ ثَلَّةٍ وِعالاتُها تَهْقِي بأُمِّ حَبِيبِ ؟ وأَنشد ابن سيده لو أَنَّ شَيْخاً رَغِيبَ العَيْنِ ذا أَبَلٍ يَرْتادُه لِمَعَدٍّ كُلِّها لَهَقَى قوله ذا أَبَلٍ أَي ذا سِياسةٍ للأُمور ورِفْق بها وفلان يَهْقِي بفلان يَهْذِي عن ثعلب وهَقَى فلان فلاناً يَهْقِيه هَقْياً تَناوَله بمكروه وبقَبيح وأَهْقَى أَفْسَدَ وهَقَى قلبُه كهَفَا عن الهجري وأَنشد فغَصَّ بِريقه وهَقَى حَشاه

هكا
الأَزهري هاكاهُ إِذا استصغر عَقْلَه وكاهاهُ فاخَره وقد تقدم

هلا
هَلا زجر للخيل وقد يستعار للإِنسان قالت ليلى الأَخيلية وعَيَّرْتَني داءً بأُمِّكَ مثلُه وأَيُّ حَصانٍ لا يقالُ لها هَلَى ؟ قال ابن سيده وإِنما قضينا على أَن لام هلى ياء لأَن اللام ياء أَكثر منها واواً وهذه الترجمة ذكرها الجوهري في باب الأَلف اللينة وقال إِنه باب مبني على أَلفات غير منقلبات من شيء وقد قال ابن سيده كما ترى إِنه قضي عليها أَنَّ لامها ياء والله أَعلم قال أَبو الحسن المدائني لما قال الجعدي لليلى الأَخيلية أَلا حَيِّيا لَيْلى وقُولا لها هَلا فقد رَكِبَتْ أَمْراً أَغْرَّ مُحَجَّلا قالت له تُعَيِّرُنا داءً بأُمِّكَ مِثْلُه وأَيُّ حَصانٍ لا يقالُ لها هَلا ؟ فغلبته قال وهَلا زجر يُزْجَر به الفرس الأَنثى إذا أُنزِي عليها الفحل لتَقِرَّ وتَسْكُن في حديث ابن مسعود إذا ذكر الصالحون فَحَيَّهَلاً بعُمر أَي أَقْبِل وأَسْرِعْ أَي فأَقْبِل بعمر وأَسْرِعْ قال وهي كلمتان جعلتا واحدة فَحيَّ بمعنى أَقبِل وهَلاَ بمعنى أَسْرِعْ وقيل بمعنى اسكُتْ عند ذكره حتى تَنْقَضيَ فضائله وفيها لغات وقد تقدم الحديث على ذلك أَبو عبيد يقال للخيل هي أَي أَقْبِلي
( * قوله « يقال للخيل هي أَي أقبلي » كذا بالأصل ) وهَلاَ أَي قِرِّي وأَرْحِي أَي توَسَّعِي وتَنَحَّيْ الجوهري هَلا زَجْرٌ للخيل أي تَوسَّعي وتَنَحَّيْ وللناقة أَيضاً وقال حتى حَدَوْناها بِهَيْدٍ وهَلا حتى يُرى أَسْفَلُها صارَ عَلا وهما زجران للناقة ويُسكَّن بها الإِناث عند دُنُوّ الفحل منها وأَما هَلاَّ بالتشديد فأَصلها لا بنيت مع هَلْ فصار فيها معنى التحضيض كما بنوا لولا وأَلاَّ جعلوا كل واحدة مع لا بمنزلة حرف واحد وأَخلصوهن للفعل حيث دخل فيهن معنى التحضيض وفي حديث جابر هلاَّ بكراً تُلاعِبُها وتُلاعِبُكَ قال هلاَّ بالتشديد حرف معناه الحَثُّ والتَّحْضيض وذهب بذي هِلِّيانٍَ وبذِي بِلِّيانٍَ وقد يصرف أَي حيث لا يُدْرَى أَين هو والهِلْيَوْنُ نبت عربي معروف واحدته هِلْيَوْنةٌ

( همي ) هَمَتْ عينُه هَمْياً وهُمِيًّا وهَمَياناً صَبَّتْ دمعها عن اللحياني وقيل سالَ دَمْعُها وكذلك كلُّ سائل من مطر وغيره قال وليس هذا من الهائم في شيء قال مُساوِر بن هند حتى إذا أَلْقَحْتها تَقَمَّما واحْتَمَلَتْ أَرْحامُها منه دَمَا مِن آيِلِ الماء الذي كان هَمَى آيلُ الماء خاثِرُه وقيل الذي قد أَتى عليه الدهرُ وهو بالخاثر هنا أَشبه لأَنه إِنما يصف ماء الفحل وهَمَت السماء ابن سيده وهَمَت عينُه تَهْمُو صَبَّتْ دُموعها والمعروف تَهْمِي وإِنما حكى الواو اللحياني وحده والأَهماء المياه السائلة ابن الأعرابي هَمَى وعَمى كل ذلك إذا سالَ ابن السكيت كلُّ شيءٍ سَقَطَ منك وضاعَ فقد هَمَى يَهْمِي وهَمَى الشَّيءُ هَمْياً سقط عن ثعلب وهَمَتِ النَّاقةُ هَمْياً ذَهَبَتْ على وجْهها في الأَرض لزَعْيٍ ولغيره مُهْمَلةً بل راعٍ ولا حافظ وكذلك كلُّ ذاهِبٍ وسائلٍ والهِمْيانُ هِمْيانُ الدراهم بكسر الهاء الذي تُجعل فيه النَّفَقَةُ والهمْيانُ شِدادُ السَّراوِيل قال ابن دُرَيْد أَحسبه فارسّياً معرَّباً وهِمْيانُ بنُ قُحافَة السَّعْدِي اسم شاعر تكسر هاؤُه وترفع والهَمْيانُ موضع أَنشد ثعلب وإِنَّ امْرأَ أَمْسَى ودُونَ حَبِيبِه سَواسٌ فوادِي الرَّسِّ فالهَمَيانِ لَمُعْتَرِفٌ بالنَّأْيِ بَعْدَ اقْتِرابِه ومَعْذُورةٌ عَيْناهُ بالهَمَلانِ وهَمَتِ الماشيةُ إذا نَدَّت للرَّعْي وهوامِي الإبل ضَوالُّها وفي الحديث أَنَّ رجلاً سأَل النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال إِنَّا نُصِيبُ هَواميَ الإبلِ فقال لضالَّةُ المُؤْمِنِ حَرَقُ النارِ أَبو عبيدة الهَوامِيِ الإِبلُ المُهمَلة بلا راعٍ وقد هَمَتْ تَهْمِي فهي هَامِيةٌ إذا ذَهَبَتْ على وَجْهِها ناقة هامِيةٌ وبَعير هامٍ وكلُّ ذاهِبٍ وجارٍ من حَيوانٍ أَو ماء فهو هامٍ ومنه هَمَى المطرُ ولعله مقلوب من هامَ يَهِيمُ وكلُّ ذاهب وسائل من ماءٍ أَو مطر أَو غيره فقد هَمَى وأَنشد فَسَقَى دِيارَكِ غَيْرَ مُفْسِدِها صَوْبُ الرَّبِيعِ ودِيمةٌ تَهْمِي يعني تسِيل وتَذْهَب الليث هَمَى اسم صنم وقول الجعدي أَنشده أَبو الهيثم مِثْلُ هِمْيانِ العَذَرَاى بَطْنُه يَلْهَزُ الرَّوْضَ بِنُقْعانِ النَّفَلْ ويروى أَبْلَقُ الحَقْوَيْنِ مَشْطُوبُ الكَفَل مَشْطُوبٌ أَي في عجزه طرائقُ أَي خُطوطٌ وشُطُوبٌ طويل غير مُدَّورٍ والهِمْيانُ المِنْطَقةُ يقول بَطْنُه لَطِيف يُضَمُّ بَطْنُه كما يُضَمُّ خَصْرُ العَذْراء وإنما خص العَذْراء بضمّ البطنِ دون الثيِّبِ لأَن الثيِّب إذا وَلَدت مرة عَظُم بَطنُها والهِمْيانُ المِنْطَقة كُنَّ يَشددن به أَحْقِيَهُنَّ إما تِكَّةٌ وإما خَيْطٌ ويَلْهَزُ يأْكل والنُّقْعانُ مُسْتَقَرُّ الماء ويقال هَما والله لقد قال كذا بمعنى أَمَا والله

هنا
مَضَى هِنْوٌ من الليل أَي وقت والهِنْوُ أَبو قَبِيلةٍ أَو قَبائلَ وهو ابن الأَزْدِ وهَنُ المرأَةِ فَرْجُها والتَّثنية هَنانِ على القياس وحكى سيبويه هَنانانِ ذكره مستشهداً على أَنَّ كِلا ليس من لفظ كُلٍّ وشرحُ ذلك أَنّ هَنانانِ ليس تثنية هَنٍ وهو في معناه كسِبَطْرٍ ليس من لفظ سَبِط وهو في معناه وأَبو الهيثم كل اسم على حرفين فقد حذف منه حرف والهَنُ اسم على حرفين مثل الحِرِ على حرفين فمن النحويين من يقول المحذوف من الهَنِ والهَنةِ الواو كان أَصله هَنَوٌ وتصغيره هُنَيٌّ لما صغرته حركت ثانِيَه ففتحته وجعلت ثالث حروفه ياء التصغير ثم رددت الواو المحذوفة فقلت هُنَيْوٌ ثم أَدغمت ياءَ التصغير في الواو فجعلتها ياء مشددة كما قلنا في أَب وأَخ إنه حذف منهما الواو وأَصلهما أَخَوٌ وأَبَوٌ قال العجاج يصف ركاباً قَطَعَتْ بَلَداً جافِينَ عْوجاً مِن جِحافِ النُّكتِ وكَمْ طَوَيْنَ مِنْ هَنٍ وهَنَت أَي من أَرضٍ ذَكَرٍ وأَرضٍ أُنثى ومن النحويين من يقول أَصلُ هَنٍ هَنٌّ وإذا صغَّرت قلت هُنَيْنٌ وأَنشد يا قاتَلَ اللهُ صِبْياناً تَجِيءُ بِهِمْ أُمُّ الهُنَيْنِينَ مِنْ زَيدٍ لها وارِي وأَحد الهُنَيْنِينَ هُنَيْنٌ وتكبير تصغيره هَنٌّ ثم يخفف فيقال هَنٌ قال أَبو الهيثم وهي كِناية عن الشَّيء يسُسْتَفْحَش ذكره تقول لها هَنٌ تريد لها حِرٌ كما قال العُماني لها هَنٌ مُسْتَهْدَفُ الأَرْكانِ أَقْمَرُ تَطْلِيهِ بِزَعْفَرانِ كأَنَّ فيه فِلَقَ الرُّمَّانِ فكنى عن الحِرِ بالهَنِ فافْهَمْه وقولهم يا هَنُ أَقْبِلْ يا رجل أَقْبِلْ ويا هَنانِ أَقْبِلا ويا هَنُونَ أَقْبِلوا ولك أَن تُدخل فيه الهاء لبيان الحركة فتقول يا هَنَهْ كما تقول لِمَهْ ومالِيَهْ وسُلْطانِيَهْ ولك أَن تُشبع الحركة فتتولد الأَلف فتقوا يا هَناة أَقْبِلْ وهذه اللفظة تختص بالنداء خاصة والهاء في آخره تصير تاء في الوصل معناه يا فلان كما يختص به قولهم يا فُلُ ويا نَوْمانُ ولك أَن تقول يا هَناهُ أَقْبل بهاء مضمومة ويا هَنانِيهِ أَقْبِلا ويا هَنُوناهُ أَقْبِلوا وحركة الهاء فيهن منكرة ولكن هكذا روى الأخفش وأَنشد أَبو زيد في نوادره لامرئ القيس وقد رابَني قَوْلُها يا هَنا هُ ويْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرّْ يعني كنا مُتَّهَمَيْن فحققت الأَمر وهذه الهاء عند أَهل الكوفة للوقف أَلا ترى أَنه شبهها بحرف الإعراب فضمَّها ؟ وقال أَهل البصرة هي بدل من الواو في هَنُوك وهَنَوات فلهذا جاز أَن تضمها قال ابن بري ولكن حكى ابن السَّراج عن الأَخفش أَنَّ الهاءَ في هَناه هاه السكت بدليل قولهم يا هَنانِيهْ واستعبد قول من زعم أَنها بدل من الواو لأَنه يجب أَن يقال يا هناهان في التثنية والمشهور يا هَنانِيهْ وتقول في الإِضافة يا هَني أَقْبِلْ ويا هَنَيَّ أَقْبِلا ويا هَنِيَّ أَقْبِلُوا ويقال للمرأَة يا هَنةُ أَقْبلي فإذا وقفت قلت يا هَنَهْ وأَنشد أُريدُ هَناتٍ منْ هَنِينَ وتَلْتَوِي عليَّ وآبى مِنْ هَنِينَ هَناتِ وقالوا هَنْتٌ بالتاء ساكنة النون فجعلوه بمنزلة بِنْت وأُخْت وهَنْتانِ وهَناتٍ تصغيرها هُنَيَّةٌ وهُنَيْهةٌ فهُنَيَّة على القياس وهُنَيْهة على إبدال الهاء من الياء في هنية للقرب الذي بين الهاء وحروف اللين والياء في هُنَيَّة بدل من الواو في هُنَيْوة والجمع هَنات على اللفظ وهَنَوات على الأَصل قال ابن جني أَما هَنْت فيدلّ على أَن التاء فيها بدل من الواو قولهم هَنَوات قال أَرى ابنَ نِزارٍ قد جَفاني ومَلَّني على هَنواتٍ شَأْنُها مُتَتابعُ وقال الجوهري في تصغيرها هُنَيَّة تردُّها إلى الأَصل وتأْتي بالهاء كما تقول أُخَيَّةٌ وبُنَيَّةٌ وقد تبدل من الياء الثانية هاء فيقال هُنَيْهة وفي الحديث أَنه أَقام هُنَيَّةً أَي قليلاً من الزمان وهو تصغير هَنةٍ ويقال هُنَيْهةٌ أَيضاً ومنهم من يجعلها بدلاً من التاء التي في هَنْت قال والجمع هَناتٌ ومن ردّ قال هنوات وأَنشد ابن بري للكميت شاهداً لهَناتٍ وقالتْ ليَ النَّفْسُ اشْعَبِ الصَّدْعَ واهْتَبِلْ لإحْدى الهَناتِ المُعْضِلاتِ اهْتِبالَها وفي حديث ابن الأكوع قال له أَلا تُسْمِعنُا من هَناتِك أَي من كلماتك أَو من أَراجيزك وفي رواية من هُنَيَّاتِك على التصغير وفي أُخرى من هُنَيْهاتِك على قلب الياء هاء وفي فلان هَنَواتٌ أَي خَصْلات شرّ ولا يقال ذلك في الخير وفي الحديث ستكون هَناتٌ وهَناتٌ فمن رأَيتموه يمشي إلى أُمة محمد ليُفَرِّقَ جماعتهم فاقتلوه أَي شُرورٌ وفَسادٌ وواحدتها هَنْتٌ وقد تجمع على هَنَواتٍ وقيل واحدتها هَنَةٌ تأْنيث هَنٍ فهو كناية عن كل اسم جنس وفي حديث سطيح ثم تكون هَناتٌ وهَناتٌ أَي شَدائدُ وأُمور عِظام وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت هَناتٌ من قَرَظٍ أَي قِطَعٌ متفرقة وأَنشد الآخر في هنوات لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمةٌ على هَنَواتٍ كاذِبٍ مَن يَقُولُها ويقال في النّداء خاصة يا هَناهْ بزيادة هاء في آخره تصير تاء في الوصل معناه يا فلانُ قال وهي بدل من الواو التي في هَنُوك وهَنَوات قال امرؤ القيس وقد رابَني قَوْلُها يا هنا هُ وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرهًا بِشَرَّاً قال ابن بري في هذا الفصل من باب الأَلف اللينة هذا وهم من الجوهري لأن هذه الهاء هاء السكت عند الأَكثر وعند بعضهم بدل من الواو التي هي لام الكلمة منزلة منزلة الحرف الأصلي وإنما تلك الهاء التي في قولهم هَنْت التي تجمع هَنات وهَنَوات لأن العرب تقف عليها بالهاء فتقول هَنَهْ وإذا وصلوها قالوا هَنْت فرجعت تاء قال ابن سيده وقال بعض النحويين في بيت امرئ القيس قال أَصله هناوٌ فأَبدل الهاء من الواو في هنوات وهنوك لأَن الهاء إذا قَلَّت في بابِ شَدَدْتُ وقَصَصْتُ فهي في بابِ سَلِسَ وقَلِقَ أَجْدَرُ بالقِلة فانضاف هذا إلى قولهم في معناه هَنُوكَ وهَنواتٌ فقضينا بأَنها بدل من الواو ولو قال قائل إن الهاء في هناه إنما هي بدل من الأَلف المنقلبة من الواو الواقعة بعد ألف هناه إذ أَصله هَناوٌ ثم صارَ هَناءً كما أَن أَصل عَطاء عَطاوٌ ثم صار بعد القلب عطاء فلما صار هناء والتَقَت أَلفان كره اجتماع الساكنين فقلبت الأَلف الأَخيرة هاء فقالوا هناه كما أَبدلَ الجميعُ من أَلف عطاء الثانية همزة لئلا يجتمع همزتان لكان قولاً قويًّا ولكان أَيضاً أَشبه من أَن يكون قلبت الواو في أَوّل أَحوالها هاء من وجهين أَحدهما أَن من شريطة قلب الواو أَلفاً أَن تقع طرَفاً بعد أَلف زائدة وقد وقعت هنا كذلك والآخر أَن الهاء إلى الأَلف أَقرب منها إلى الواو بل هما في الطرفين أَلا ترى أَن أَبا الحسن ذهب إلى أَن الهاء مع الألف من موضع واحد لقرب ما بينهما فقلب الأَلف هاء أقرب من قلب الواو هاء ؟ قال أَبو علي ذهب أَحد علمائنا إلى أَن الهاء من هَناه إنما أُلحقت لخفاء الأَلف كما تلحق بعد أَلف الندبة في نحو وازيداه ثم شبهت بالهاء الأصلية فحركت فقالوا يا هناه الجوهري هَنٌ على وزن أَخٍ كلمة كنابة ومعناه شيء وأَصله هَنَوٌ يقال هذا هَنُكَ أَي شبئك والهَنُ الحِرُ وأَنشد سيبويه رُحْتِ وفي رِجْلَيْكِ ما فيها وقد بَدا هَنْكِ منَ المِئْزَرِ إنما سكنه للضرورة وذهَبْت فهَنَيْت كناية عن فعَلْت من قولك هَنٌ وهُما هَنوانِ والجمع هَنُونَ وربما جاءَ مشدَّداً للضرورة في الشعر كما شددوا لوًّا قال الشاعر أَلا ليْتَ شِعْري هَلْ أَبيتَنْ ليْلةً وهَنِّيَ جاذٍ بينَ لِهْزِمَتَيْ هَنِ ؟ وفي الحديث من تَعَزَّى بعَزاء الجاهِلِيَّةِ فأَعِضُّوه بِهَنِ أَبيه ولا تَكْنُوا أَي قولوا له عَضَّ بأَيْرِ أَبيكَ وفي حديث أَبي ذر هَنٌ مثل الخَشبة غير أَني لا أَكْني يعني أَنه أَفْصَحَ باسمه فيكون قد قال أَيْرٌ مثلُ الخَشبةِ فلما أَراد أَن يَحكي كَنى عنه وقولهم مَن يَطُلْ هَنُ أَبيهِ يَنْتَطِقْ به أَي يَتَقَوَّى بإخوته وهو كما قال الشاعر فلَوْ شاء رَبي كان أَيْرُ أَبيكُمْ طَويلاً كأَيْرِ الحرِثِ بن سَدُوسِ وهو الحَرِثُ بن سَدُوسِ بن ذُهْل بن شَيْبانَ وكان له أَحد وعشرون ذكراً وفي الحديث أَعُوذُ بكَ من شَرَّ هَنِي يعني الفَرْج ابن سيده قال بعض النحويين هَنانِ وهَنُونَ أَسماء لا تنكَّر أَبداً لأَنها كنايات وجارية مجرى المضمرة فإِنما هي أَسماء مصوغة للتثنية والجمع بمنزلة اللَّذَيْنِ والذِين وليس كذلك سائر الأَسماء المثناة نحو زيد وعمرو أَلا ترى أَن تعريف زيد وعمرو إنما هما بالوضع والعلمية فإذا ثنيتهما تنكَّرا فقلت رأَيت زيدين كريمين وعندي عَمْرانِ عاقِلانِ فإِن آثرت التعريف بالإِضافة أَو باللام قلت الزيدان والعَمران وزَيْداك وعَمْراك فقد تَعَرَّفا بعد التثنية من غير وجه تَعَرُّفهما قبلها ولحقا بالأجناس ففارقا ما كانا عليه من تعريف العلمية والوضع وقال الفراء في قول امرئ القيس وقد رابَني قَوْلُها يا هنا هُ وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرّْ قال العرب تقول يا هن أَقبل ويا هنوان أَقبلا فقال هذه اللغة على لغة من يقول هنوات وأَنشد المازني على ما أَنَّها هَزِئَتْ وقالتْ هَنُونَ أَحنّ مَنشَؤُه قريبُ
( * قوله « أحن » أي وقع في محنة كذا بالأصل ومقتضاه أنه كضرب فالنون خفيفة والوزن قاضٍ بتشديدها )
فإنْ أَكْبَرْ فإني في لِداتي وغاياتُ الأَصاغِر للمَشِيب قال إنما تهزأ به قالت هنون هذا غلام قريب المولد وهو شيخ كبير وإنما تَهَكَّمَ به وقولها أَحنّ أَي وقع في محنة وقولها منشؤه قريب أَي مولده قريب تسخر منه الليث هنٌ كلمة يكنى بها عن اسم الإنسان كقولك أَتاني هَنٌ وأَتتني هَنَةٌ النون مفتوحة في هَنَة إذا وقفت عندها لظهور الهاء فإذا أَدرجتها في كلام تصلها به سكَّنْت النون لأَنها بُنيت في الأصل على التسكين فإذا ذهبت الهاء وجاءت التاء حَسُن تسكين النون مع التاء كقولك رأَيت هَنْةَ مقبلة لم تصرفها لأَنها اسم معرفة للمؤنث وهاء التأنيث إذا سكن ما قبلها صارت تاء مع الأَلف للفتح لأَن الهاء تظهر معها لأَنها بُنيت على إِظْهار صَرْفٍ فيها فهي بمنزلة الفتح الذي قبله كقولك الحَياة القناة وهاء اليأْنيث أَصل بنائها من التاء ولكنهم فرقوا بين تأنيث الفعل وتأْنيث الاسم فقالوا في الفعل فَعَلَتْ فلما جعلوها اسماً قالوا فَعْلَة وإِنما وقفوا عند هذه التاء بالهاء من بين سائر الحروف لأن الهاء ألين الحروف الصِّحاحِ والتاء من الحروف الصحاح فجعلوا البدل صحيحاً مثلَها ولم يكن في الحروف حرف أَهَشُّ من الهاء لأَن الهاء نَفَس قال وأَما هَنٌ فمن العرب من يسكن يجعله كقَدْ وبَلْ فيقول دخلت على هَنْ يا فتى ومنهم من يقول هنٍ فيجريها مجراها والتنوين فيها أَحسن كقول رؤبة إذْ مِنْ هَنٍ قَوْلٌ وقَوْلٌ مِنْ هَنِ والله أَعلم الأَزهري تقول العرب يا هَنا هَلُمَّ ويا هَنانِ هَلُمَّ ويا هَنُونَ هَلُمَّ ويقال للرجل أَيضاً يا هَناهُ هَلُمَّ ويا هَنانِ هَلُمَّ ويا هَنُونَ هلمَّ ويا هناه وتلقى الهاء في الإدراج وفي الوقف يا هَنَتَاهْ ويا هَناتُ هَلُمَّ هذه لغة عُقَيل وعامة قيس بعد ابن الأَنباري إذا ناديت مذكراً بغير التصريح باسمه قلت يا هَنُ أَقبِل وللرجلين يا هَنانِ أَقبلا وللرجال يا هَنُونَ أَقْبِلوا وللمرأَة يا هَنْتُ أَقبلي بتسكين النون وللمرأَتين يا هَنْتانِ أَقبلا وللنسوة يا هَناتُ أَقبلن ومنهم من يزيد الأَلف والهاء فيقول للرجل يا هناهُ أَقْبِلْ ويا هناةِ أَقبلْ بضم الهاء وخفضها حكاهما الفراء فمن ضم الهاء قدر أَنها آخر الاسم ومن كسرها قال كسرتها لاجتماع الساكنين ويقال في الاثنين على هذا المذهب يا هَنانِيه أَقبلا الفراء كسر النون وإِتباعها الياء أَكثر ويقال في الجمع على هذا المذهب يا هَنوناهُ أَقبلوا قال ومن قال للذكر يا هَناهُ ويا هَناهِ قال للأُنثى يا هَنَتاهُ أَقبلي ويا هَنَتاهِ وللاثنتين يا هَنْتانيه ويا هَنْتاناه أَقبلا وللجمع من النساء يا هَناتاه وأَنشد وقد رابَني قَوْلُها يا هَنا ه وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بِشَرّْ وفي الصباح ويا هَنُوناهُ أَقبلوا وإِذا أَضفت إِلى نفسك قلت يا هَنِي أَقْبِل وإِن شئت قلت يا هَنِ أَقبل وتقول يا هَنَيَّ أَقبِلا وللجمع يا هَنِيَّ أَقبِلوا فتفتح النون في التثنية وتكسرها في الجمع وفي حديث أَبي الأَحوص الجُشَمِي أَلستَ تُنْتَجُها وافِيةً أَعْيُنُها وآذانُها فتَجْدَعُ هذه وتقول صَرْبَى وتَهُنُّ هذه وتقول بَحِيرة الهَنُ والهَنُّ بالتخفيف والتشديد كناية عن الشيء لا تذكره باسمه تقول أَتاني هَنٌ وهَنةٌ مخففاً ومشدَّداً وهَنَنْتُه أَهنُّه هَنًّا إِذا أَصبت منه هَناً يريد أَنك تَشُقُّ آذانها أَو تُصيب شيئاً من أَعضائها وقيل تَهُنُّ هذه أَي تُصيب هَن هذه أَي الشيء منها كالأُذن والعين ونحوها قال الهروي عرضت ذلك على الأَزهري فأَنكره وقال إِنما هو وتَهِنُ هذه أَي تُضْعِفُها يقال وهَنْتُه أَهِنُه وهْناً فهو مَوْهون أَي أَضعفته وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه وذكرَ ليلة الجنّ فقال ثم إِن هَنِيناً أَتَوْا عليهم ثياب بيض طِوال قال ابن الأَثير هكذا جاء في مسند أَحمد في غير موضع من حديثه مضبوطاً مقيداً قال ولم أَجده مشروحاً في شيء من كتب الغريب إِلا أَن أَبا موسى ذكره في غريبه عَقِيبَ أَحاديث الهَنِ والهَناة وفي حديث الجن فإِذا هو بهَنِينٍ
( * قوله « بهنين » كذا ضبط في الأصل وبعض نسخ النهاية ) كأَنهم الزُّطُّ ثم قال جَمْعُه جَمْعُ السلامة مثل كُرة وكُرِينَ فكأَنه أَراد الكناية عن أَشخاصهم وفي الحديث وذكر هَنةً من جيرانه أَي حاجةً ويعبَّر بها عن كل شيء وفي حديث الإِفْك قلتُ لها يا هَنْتاه أَي يا هذه وتُفتح النونُ وتسكن وتضم الهاء الأَخيرة وتسكن وقيل معنى يا هَنْتاه يا بَلْهاء كأَنها نُسِبت إِلى قلة المعرفة بمكايد الناس وشُرُورهم وفي حديث الصُّبَيِّ بن مَعْبَد فقلت يا هَناهُ إِني حَرِيصٌ على الجِهاد والهَناةُ الداهِيةُ والجمع كالجمع هَنوات وأَنشد على هَنَواتٍ كلُّها مُتَتابِعُ والكلمة يائية وواوية والأَسماء التي رفعها بالواو ونصبها بالأَلف وخفضها بالياء هي في الرفع أَبُوكَ وأَخُوكَ وحَمُوكِ وفُوكَ وهَنُوكَ وذو مال وفي النصب رأَيتُ أَباكَ وأَخاكَ وفاكَ وحماكِ وهَناكَ وذا مال وفي الخفض مررتُ بأَبيكَ وأَخيكَ وحميكِ وفيكَ وهَنِيكَ وذي مالٍ قال النحويون يقال هذا هَنُوكَ للواحد في الرفع ورأَيت هناك في النصب وممرت بهَنِيك في موضع الخفض مثل تَصْريف أَخواتها كما تقدم

هوا
الهَواء ممدود الجَوُّ ما بين السماء والأَرض والجمع الأَهْوِيةُ وأَهلُ الأَهْواء واحدها هَوًى وكلُّ فارغٍ هَواء والهَواء الجَبانُ لأَنه لا قلب له فكأَنه فارغٌ الواحد والجمع في ذلك سواء وقلب هواء فارغٌ وكذلك الجمع وفي التنزيل العزيز وأَفْئِدَتُهم هَواء يقال فيه إِنه لا عُقولَ لهم أَبو الهيثم وأَفْئِدَتُهم هَواء قال كأَنهم لا يَعْقِلون من هَوْلِ يوم القيامة وقال الزجاج وأَفْئِدَتُهم هَواء أَي مُنْحَرِفة
( * قوله « منحرفة » في التهذيب منخرقة )
لا تَعِي شيئاً من الخَوْفِ وقيل نُزِعَتْ أَفْئدَتُهم من أَجْوافِهم قال حسان أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفيانَ عَنِّي فَأَنْتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواه والهَواء والخَواء واحد والهَواء كل فُرْجةٍ بين شيئين كما بَيْنَ أَسْفَلِ البيت إِلى أَعْلاه وأَسْفَلِ البئرِ إِلى أَعْلاها ويقال هَوَى صَدْرُه يَهْوِي هَواء إِذا خلا قال جرير ومُجاشِعٌ قَصَبٌ هَوَتْ أَجْوافُه لَوْ يُنْفَخُونَ مِنَ الخُؤُورةِ طارُوا أَي هم بمنزلة قَصَبٍ جَوْفُه هَواء أَي خالٍ لا فُؤادَ لهم كالهَواء الذي بين السماء والأَرض وقال زهير كأَنّ الرَّحل مِنها فَوْق صَعْلٍ من الظِّلْمانِ جُؤْجُؤه هَواه وقال الجوهري كل خالٍ هَواء قال ابن بري قال كعب الأَمثال ولا تَكُ مِنْ أَخْدانِ كُلِّ يَراعةٍ هَواء كسَقْبِ البان جُوفٍ مَكاسِرُهْ قال ومثله قوله عز وجل وأَفْئِدَتُهم هَواء وفي حديث عاتكة فَهُنَّ هَواءٌ والحُلُومُ عَوازِبُ أَي بَعِيدةٌ خاليةُ العقول من قوله تعالى وأَفْئِدَتُهم هَواء والمَهْواةُ والهُوَّةُ والأُهْوِيَّةُ والهاوِيةُ كالهَواء الأَزهري المَهْواةُ مَوْضِع في الهَواء مُشْرِفٌ ما دُونَه من جبل وغيره ويقال هَوَى يَهْوِي هَوَياناً ورأَيتهم يَتَهاوَوْنَ في المَهْواةِ إِذا سقط بعضُهم في إِثْر بعض الجوهري والمَهْوَى والمَهْواةُ ما بين الجبلين ونحو ذلك وتَهاوَى القَوْمُ من المَهواةِ إِذا سقَط بَعضُهم في إِثر بعض وهَوتِ الطَّعْنَةُ تَهْوِي فتَحَت فاها بالدم قال أَبو النجم فاخْتاضَ أُخْرَى فَهَوَتْ رُجُوحا لِلشِّقِّ يَهْوِي جُرْحُها مَفْتُوحا وقال ذو الرمة طَوَيْناهُما حتى إِذا ما أُنِيخَتا مُناخاً هَوَى بَيْنَ الكُلَى والكَراكِرِ أَي خَلا وانفتح من الضُّمْر وهَوَى وأَهْوَى وانْهَوَى سَقَط قال يَزيدُ بن الحَكَم الثقفي وكَمْ مَنْزِلٍ لَوْلايَ طِحْتَ كما هَوَى بأَجْرامِه مِن قُلَّةِ النِّيقِ مُنْهَوِي وهَوت العُقابُ تَهْوِي هُوِيًّا إِذا انْقَضَّت على صيد أَو غيره ما لم تُرِغْه فإِذا أَراغَتْه قِيل أَهْوَتْ له إِهْواء قال زهير أَهْوَى لها أَسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُطَّرِقٌ رِيش القَوادِمِ لَمْ يُنْصَبْ له الشَّبَك والإِهْواء التَّناوُل باليد والضَّرْبُ والإِراغةُ أَن يَذْهَبَ الصَّيدُ هكذا وهكذا والعُقاب تَتْبَعُه ابن سيده والإِهْواء والاهْتِواء الضَّرب باليد والتناوُلُ وهَوَت يدي للشيء وأَهْوَتْ امْتَدَّت وارْتَفَعَت وقال ابن الأَعرابي هَوَى إِليه مِن بُعْدٍ وأَهْوَى إِليه من قُرْبٍ وأَهْوَيْت له بالسيف وغيره وأَهْوَيْت بالشيء إِذا أَوْمَأْت به وأَهْوَى إِليه بيده ليأْخذه وفي الحديث فأَهْوَى بيده إِليه أَي مَدَّها نَحْوَه وأَمالها إِليه يقال أَهْوَى يَده وبيده إِلى الشيء ليأْخذه قال ابن بري الأَصمعي ينكر أَن يأْتي أَهْوَى بمعنى هَوَى وقد أَجازه غيره وأَنشد لزهير أَهْوَى لَها أَسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُطَّرِقٌ وكان الأَصمعي يرويه هَوَى لها وقال زهير أَيضاً أَهْوَى لَها فانْتَحَتْ كالطَّيْرِ حانيةً ثم اسْتَمَرَّ عليها وهو مُخْتَضِعُ قال ابن أَحمر أَهْوَى لَها مِشْقَصاً حَشْراً فَشَبْرَقَها وكُنْتُ أَدْعُو قَذاها الإِثْمِدَ القَرِدا وأَهْوَى إِليه بسَهْم واهْتَوَى إِليه به والهاوِي من الحُروف واحد وهو الأَلف سمي بذلك لشدّة امتداده وسَعة مَخرجه وهَوَتِ الرِّيح هَوِيًّا هَبَّتْ قال كأَنَّ دَلْوِي في هَوِيِّ رِيحِ وهَوَى بالفتح يَهْوِي هَوِيًّا وهُوِيًّا وهَوَياناً وانْهَوَى سَقَط مِن فوقُ إِلى أَسفل وأَهْواهُ هُو يقال أَهْوَيْتُه إِذا أَلقَيْتَه من فوق وقوله عز وجل والمُؤْتَفِكةَ أَهْوَى يعني مَدائنَ قومِ لُوط أَي أَسْقَطَها فَهَوَت أَي سَقَطَت وهَوَى السهم هُوِيًّا سَقَط من عُلْو إِلى سُفْل وهَوَى هَوِيًّا وهَى
( * قوله « وهوى هوياً وهى إلخ » كذا في الأَصل وعبارة المحكم وهوى هوياً وهاوى سار سيراً شديداً وأَنشد بيت ذي الرمة ) وكذلك الهُوِيّ في السير إِذا مضى ابن الأَعرابي الهُوِيُّ السَّرِيعُ إِلى فَوْقُ وقال أَبو زيد مثله وأَنشد والدَّلْوُ في إِصْعادِهَا عَجْلَى الهُوِيُّ وقال ابن بري ذكر الرياشي عن أَبي زيد أَنَّ الهَوِيّ بفتح الهاء إِلى أَسفل وبضمها إِلى فوق وأَنشد عَجْلَى الهُوي وأَنشد هَوِيَّ الدَّلْوِ أَسْلَمَها الرِّشاء فهذا إِلى أَسفل وأَنشد لمعقر بن حمار البارقي هَوَى زَهْدَمٌ تحْتَ الغُبارِ لِحاجِبٍ كما انْقَضَّ بازٍ أَقْتَمُ الرِّيشِ كاسِرُ وفي صفته صلى الله عليه وسلم كأَنَّما يَهْوِي مِن صَبَبٍ أَي يَنْحَطُّ وذلك مِشية القَوِيّ من الرجال يقال هَوَى يَهْوِي هَوِيًّا بالفتح إِذا هبط وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا بالضم إِذا صَعِدَ وقيل بالعكس وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا إِذا أَسرع في السير وفي حديث البراق ثم انْطَلَق يَهْوِي أَي يُسْرِعُ والمُهاواةُ المُلاجَّةُ والمُهاواةُ شدَّة السير وهاوَى سارَ سَيْراً شديداً قال ذو الرمة فلم تَسْتَطِعْ مَيٌّ مُهاواتَنا السُّرَى ولا لَيْلَ عِيسٍ في البُرِينَ خَواضِعِ وفي التهذيب ولا لَيْلَ عِيسٍ في البُرينَ سَوامِ وأَنشد ابن بري لأَبي صخرة إِيّاكَ في أَمْرِك والمُهاواهْ وكَثْرَة التَّسْويفِ والمُماناهْ الليث العامة تقول الهَوِيُّ في مصدر هَوَى يَهْوي في المَهْواةِ هُوِيًّا قال فأَما الهَويُّ المَلِيُّ فالحينُ الطويل من الزمان تقول جلست عنده هَوِيّاً والهَويُّ الساعة المُمتدَّة من الليل ومضى هَويٌّ من الليل على فَعِيلٍ أَي هَزيعٌ منه وفي الحديث كنتُ أَسْمَعُه الهَوِيَّ من الليل الهَوِيُّ بالفتح الحين الطويل من الزمان وقيل هو مختص بالليل ابن سيده مضى هَوِيٌّ من الليل وهُوِيٌّ وتَهْواء أَي ساعة منه ويقال هَوَتِ الناقةُ والأَتانُ وغيرهما تَهْوي هُوِيّاً فهي هاوِيةٌ إِذا عَدَتْ عَدْواً شديداً أَرْفَعَ العَدْو كأَنه في هَواء بئر تَهْوي فيها وأَنشد فشَدَّ بها الأَماعِزَ وهْيَ تَهْوي هُويَّ الدَّلْوِ أَسْلمها الرِّشاءُ والهَوى مقصور هَوَى النَّفْس وإِذا أَضفته إِليك قلت هَوايَ قال ابن بري وجاء هَوَى النفْس ممدوداً في الشعر قال وهانَ على أَسْماءَ إِنْ شَطَّتِ النَّوى نَحِنُّ إِليها والهَواء يَتُوقُ ابن سيده الهَوى العِشْق يكون في مداخل الخير والشر والهَوِيُّ المَهْوِيُّ قال أَبو ذؤيب فَهُنَّ عُكُوفٌ كنَوْحِ الكَرِي مِ قدْ شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهَويُّ أَي فَقْدُ المَهْويِّ وهَوى النفسِ إِرادتها والجمع الأَهْواء التهذيب قال اللغويون الهَوَى محبةُ الإِنسان الشيء وغَلَبَتُه على قلبه قال الله عز وجل ونَهى النفْسَ عن الهَوى معناه نَهاها عن شَهَواتِها وما تدعو إِليه من معاصي الله عز وجل الليث الهَو مقصور هَوى الضَّمير تقول هَوِيَ بالكسر يَهْوى هَوًى أَي أَحبَّ ورجل هَوٍ ذو هَوًى مُخامِرُه وامرأَة هَوِيةٌ لا تزال تَهْوى على تقدير فَعِلة فإِذا بُنيَ منه فَعْلة بجزم العين تقول هَيَّة مثل طَيَّة وفي حديث بَيْعِ الخِيار يأْخُذُ كلُ واحد من البيع ما هَوِيَ أَي ما أَحب ومتى تُكُلِّمَ بالهَوى مطلقاً لم يكن إِلا مذموماً حتى يُنْعَتَ بما يُخرجُ معناه كقولهم هَوًى حَسَنٌ وهَوًى موافق للصواب وقول أَبي ذؤيب سَبَقوا هَوَيَّ وأَعْنَقُوا لِهَواهُم فتُخُرِّمُوا ولكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ قال ابن حبيب قال هَوَيَّ لغة هذيل وكذلك تقول قَفَيَّ وعَصَيَّ قال الأَصمعي أَي ماتوا قبلي ولم يَلْبثُوا لِهَواي وكنت أُحِبُّ أَن أَموت قبلهم وأَعْنَقُوا لِهَواهم جعلهم كأَنهم هَوُوا الذَّهابَ إِلى المَنِيَّةِ لسُرْعتهم إِليها وهم لم يَهْوَوْها في الحقيقة وأَثبت سيبويه الهَوَى لله عز وجل فقال فإِذا فعَلَ ذلك فقد تَقَرَّب إِلى الله بهَواه وهذا الشيءُ أَهْوى إليَّ من كذا أَي أَحَبُّ إِليَّ قال أَبو صخر الهذلي ولَلَيْلةٌ مِنها تَعُودُ لَنا في غَيْرِ ما رَفْثٍ ولا إِثْمِ أَهْوى إِلى نَفْسِي ولَوْ نَزَحَتْ مِمَّا مَلَكْتُ ومِنْ بَني سَهْمِ وقوله عز وجل فاجْعَلْ أَفْئِدةً من الناس تَهْوَى إِليهم وارْزُقْهم من التَّمرات فيمن قرأَ به إِنما عدَّاه بإِلى لأَن فيه معنى تميل والقراءَة المعروفة تَهْوي إِليهم أَي تَرْتَفِع والجمع أَهْواء وقد هَوِيَه هَوًى فهو هَوٍ وقال الفراء معنى الآية يقول اجعل أَفئدة من الناس تُريدُهم كما تقول رأَيت فلاناً يَهْوي نَحْوَك معناه يُريدك قال وقرأَ بعض الناس تَهْوى إِليهم بمعنى تَهْواهم كما قال رَدِفَ لكم ورَدِفَكم الأَخفش تَهْوى إِليهم زعموا أَنه في التفسير تَهْواهم الفراء تَهْوي إِليهم أَي تُسْرعُ والهَوى أَيضاً المَهْويُّ قال أَبو ذُؤيب زَجَرْتُ لها طَيْرَ السَّنِيحِ فإِنْ تَكُنْ هَواكَ الذي تَهْوى يُصِبْكَ اجْتِنابُها واسْتَهْوَتْه الشياطينُ ذهبت بهَواه وعَقْله وفي التنزيل العزيز كالذي اسْتَهْوَتْه الشياطينُ وقيل اسْتَهْوَتْه استَهامَتْه وحَيَّرَتْه وقيل زيَّنت الشياطينُ له هَواه حَيْرانَ في حال حيرته ويقال للمُسْتَهام الذي استَهامَتْه الجنُّ اسْتَهْوَته الشياطين القتيبي استَهْوته الشَّياطينُ هَوَتْ به وأَذْهَبتْه جعله من هَوَى يَهْوي وجعله الزجاج من هَوِيَ يَهْوَى أَي زيَّنت له الشياطينُ هَواه وهَوى الرَّجل ماتَ قال النابغة وقال الشَّامِتُونَ هَوى زِيادٌ لِكُلِّ مَنِيَّةٍ سَببٌ مَتِينُ قال وتقول أَهْوى فأَخذ معناه أَهْوى إِليه يَدَه وتقول أَهْوى إِليه بيَدِه وهاوِيةُ والهاوِيةُ اسم من أَسماء جهنم وهي معرفة بغير أَلف ولام وقوله عز وجل فأُمُّه هاوِيةٌ أَي مَسْكنه جهنمُ ومُسْتَقَرُّه النار وقيل إِنَّ الذي له بدل ما يسكن إِليه نارٌ حامية الفراء في قوله فأُمُّه هاوِية قال بعضهم هذا دعاءٌ عليه كما تقول هَوَتْ أُمه على قول العرب وأَنشد قول كعب بن سعد الغنوي يرثي أَخاه هَوَتْ امُّه ما يَبْعَثُ الصُّبْحُ غادِياً وماذا يُؤَدِّي الليلُ حين يَؤُوبُ
( * قوله « هوت أمه » قال الصاغاني رادًّا على الجوهري الرواية هوت عرسه والمعروف حين يثوب اه لكن الذي في صحاح الجوهري هو الذي في تهذيب الازهري )
ومعنى هَوت أُمه أَي هلَكَت أُمُّه وتقول هَوَت أُمُّه فهي هاويةٌ أَي ثاكِلةٌ وقال بعضهم أُمّه هاويةٌ صارَتْ هاويةٌ مأْواه كما تُؤْوي المرأَةُ ابنها فجعلها إذْ لا مأْوى له غَيْرَها أُمًّا له وقيل معنى قوله فأُمُّه هاويةٌ أُمُّ رأْسه تَهْوي في النار قال ابن بري لو كانت هاوية اسماً علماً للنار لم ينصرف في الآية والهاوِيةُ كلُّ مَهْواة لا يُدْرَك قَعْرُها وقال عمرو بن مِلْقَط الطائي يا عَمْرُو لو نالتْك أَرْماحُنا كنتَ كمَنْ تَهْوي به الهاوِيَهْ وقالوا إِذا أَجْدَبَ الناسُ أَتى
( * قوله « إذا أجدب الناس أتى إلخ » كذا في الأصل والمحكم )
الهاوي والعاوي فالهاوي الجَرادُ والعاوي الذئبُ وقال ابن الأَعرابي إنما هو الغاوي بالغين المعجمة والهاوي فالغاوي الجَرادُ والهاوي الذِّئبُ لأَن الذِّئابَ تأْتي إلى الخِصْب ابن الأَعرابي إذا أَخْصَب الزَّمانُ جاء الغاوي والهاوي قال الغاوي الجَراد وهو الغَوْغاء والهاوي الذئاب لأَن الذئاب تَهْوي إلى الخصب قال وقال إذا جاءت السنة جاء معها أَعوانُها يعني الجَراد والذئاب والأَمراض ويقال سمعتُ لأُذُني هَوِياًّ أَي دَوِيًّا وقد هَوَت أُذُنه تَهْوي الكسائي هاوَأْتُ الرَّجل وهاوَيْتُه في باب ما يهمز وما لا يهمز ودارَأْتُه ودارَيْتُه والهَواهي الباطلُ واللَّغْوُ من القول وقد ذكر أَيضاً في موضعه قال ابن أَحمر أَفي كلِّ يَوْمٍ يَدْعُوانِ أَطبّةً إليَّ وما يُجْدُونَ إلا الهَواهِيا ؟ قال ابن بري صوابه الهَواهِيُّ الأباطيلُ لأَن الهَواهِيَّ جمع هَوْهاءة من قوله هَوْهاءة اللُّبّ أَخْرَقُ وإنما خففه ابن أَحمر ضرورة وقياسُه هَواهِيُّ كما قال الأَعشى أَلا مَنْ مُبْلِغُ الفِتْيا نِ أَنَّا في هَواهيِّ وإِمْساءِ وإِصباح وأَمْرٍ غَيْرِ مَقْضِيِّ قال وقد يقال رجل هَواهِيةٌ إلا أَنه ليس من هذا الباب والهَوْهاءة بالمد الأَحْمَقُ وفي النوادر فلان هُوَّة أي أَحْمَقُ لا يُمْسِكُ شيئاً في صدره وهَوٌّ من الأَرض جانِبٌ منها والهُوّة كلُّ وَهْدَةٍ عَمِيقةٍ وأَنشد كأَنه في هُوَّةٍ تَقَحْذَما قال وجمع الهُوَّةِ هُوًى ابن سيده الهُوَّةُ ما انهَبَطَ من الأَرضَ وقيل الوَهْدةُ الغامضةُ من الأرض وحكى ثعلب اللهم أَعِذْنا من هُوَّةِ الكُفْر ودَواعي النفاق قال ضربه مثلاً للكُفْر والأُهْوِيّة على أُفْعُولة مثلها أَبو بكر يقال وَقَعَ في هُوَّة أَي في بئر مُغَطَّاةٍ وأَنشد إنكَ لو أُعْطِيتَ إَرْجاء هُوّةٍ مُغَمَّسَةٍ لا يُسْتَبانُ تُرابُها بِثَوْبِكَ في الظَّلْماء ثم دَعَوْتَني لجِئْتُ إِليها سادِماً لا أَهابُها النضر الهَوَّةُ بفتح الهاء الكَوّةُ حكاها عن أَبي الهذيل قال والهُوّةُ والمَهْواةُ بين جبلين ابن الفرج سمعت خليفة يقول للبيت كِواءٌ كثيرة وهِواء كثيرة الواحدة كَوَّةٌ وهَوَّةٌ وأَما النضر فإِنه زعم أَن جمع الهَوَّة بمعنى الكَوَّة هَوًى مثل قريةٍ وقُرًى الأَزهري في قول الشماخ ولمّا رأَيتُ الأَمْرَ عَرْشَ هُوَيَّةً تسَلَّيْتُ حاجاتِ الفُؤَادِ بشَمَّرا قال هُوَيَّةٌ تصغير هُوّة وقيل الهَوِيَّةُ بئر
( * قوله « وقيل الهوية بئر » أي على وزن فعيلة كما صرح به في التكملة وضبط الهاء في البيت بالفتح والواو بالكسر وقوله « طواطي » كذا بالأصل )
بَعِيدةُ المَهْواةِ وعَرْشُها سقفها المُغَمَّى عليها بالتراب فيَعْتَرُّ به واطِئُه فيَقَع فيها ويَهْلِك وأَراد لما رأَيتُ الأَمرَ مُشْرِفاً بي على هَلَكةِ طواطي سَقْفِ هَوَّةٍ مُغَمَّاةٍ تركته ومضيت وتسَلَّيْت عن حاجتي من ذلك الأَمر وشَمَّرُ اسم ناقة أَي ركبتها ومضيت ابن شميل الهُوَّةُ ذاهبةٌ في الأَرض بعيدة القعر مثل الدَّحْلِ غير أَن له أَلجافاً والجماعةُ الهُوُّ ورأْسُها مثلُ رأْس الدَّحْل الأَصمعي هُوَّةٌ وهُوًى والهُوَّة البئر قال أَبو عمرو وقيل الهُوَّة الحُفْرة البعيدة القعر وهي المَهْواةُ ابن الأَعرابي الرواية عَرْشَ هُوِيَّة أَراد أُهْوِيَّةٍ فلما سقطت الهمزة رُدَّت الضمة إلى الهاء المعنى لما رأَيت الأَمر مشرفاً على الفوت مضيت ولم أُقم وفي الحديث إذا عَرَّسْتم فاجْتَنِبُوا هُوِيَّ الأَرضِ
( * قوله « هوي الارض » كذا ضبط في الأصل وبعض نسخ النهاية وهو بضم فكسر وشد الياء وفي بعض نسخها بفتحتين )
هكذا جاء في رواية وهي جمع هُوَّة وهي الحُفْرة والمطمئن من الأَرض ويقال لها المَهْواةُ أَيضاً وفي حديث عائشة رضي الله عنها ووصفت أَباها قالت وامْتاحَ من المَهْواة أَرادت البئر العَمِيقَة أَي أَنه تحَمَّل ما لم يَتحَمَّل غيره الأَزهري أَهْوى اسم ماء لبني حِمَّان واسمه السُّبَيْلةُ أَتاهم الرَّاعي فمنعوه الوِرْدَ فقال إِنَّ على أَهْوى لأَلأَمَ حاضِرٍ حَسَباً وأَقْبَحَ مَجْلسٍ أَلوانا قَبَحَ الإِلهُ ولا أُحاشي غَيْرَهُمْ أَهْلَ السُّبَيْلةِ من بَني حِمَّانا وأَهْوى وسُوقةُ أَهْوى ودارة أَهْوى موضع أَو مَواضِعُ والهاء حرف هجاء وهي مذكورة في موضعها من باب الأَلف اللينة

هيا
هَيُّ بن بَيّ وهَيَّانُ بن بَيّانَ لا يُعرف هو ولا يُعرف أَبوه يقال ما أَدري أَيُّ هَيِّ بن بَيٍّ هو معناه أَي أَيُّ الخَلْقِ هو قال ابن بري ويقال في النسب عَمرو بن الحرثِ بن مُضاض بن هَيِّ بن بَيِّ ابن جُرْهُم وقيل هَيَّانُ بن بَيَّانَ كما تقول طامِرُ ابن طامِر لمن لا يُعْرَف ولا يُعرف أَبوه وقيل هيّ بن بيٍّ كان من ولد آدم فانقرض نسله وكذلك هَيَّانُ بن بَيَّانَ قال ابن الأَعرابي هو هَيُّ بن بَيٍّ وهَيَّانُ بن بَيَّانَ وبَيُّ بن بَيٍّ يقال ذلك للرجل إِذا كان خَسِيساً وأَنشد ابن بري فأَقْعَصَتْهُمْ وحَطَّتْ بَرْكَها بِهِمُ وأَعْطَتِ النَّهْبَ هَيَّانَ بنَ بَيَّانِ وقال ابن أَبي عيينة بعِرْضٍ من بَني هَيِّ بن بَيٍّ وأَنْذالِ المَوالي والعَبيدِ الكسائي يقال يا هَيَّ ما لي معناه التَّلَهُّف والأَسى ومعناه يا عَجَبا ما لي وهي كلمة معناها التعجب وقيل معناها التأَسف على الشيء يفوت وقد ذكر في الهمز وأَنشد ثعلب يا هَيَّ ما لي قَلِقَتْ مَحاوِرِي وصار أَشْباهُ الفَغا ضَرائرِي قال اللحياني قال الكسائي يا هَيَّ ما لي ويا هَيَّ ما أَصحابك لا يهمزان قال وما في موضع رفع كأَنه قال يا عَجَبي قال ابن بري ومنه قول حميد الأَرقط أَلا هَيَّما مِمَّا لَقِيتُ وهَيَّما ووَيْحاً لمَنْ لم يَدْرِ ما هُنَّ وَيْحَما الكسائي ومن العرب مَن يتعجب بهَيَّ وفَيَّ وشَيَّ ومنهم من يزيد ما فيقول يا هَيَّما ويا شَيَّما ويا فَيَّما أَي ما أَحسن هذا وقيل هو تَلَهُّفٌ وأَنشد أَبو عبيد يا هَيَّ ما لي مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِه مَرُّ الزَّمانِ عليه والتَّقْلِيبُ الفراء يقال ما هَيَّانُ هذا أَي ما أَمْرُه ؟ ابن دريد العرب تقول هَيِّكَ أَي أَسْرِعْ فيما أَنت فيه وهَيا هَيا كلمة زَجْر للإِبل قال الشاعر وجُلُّ عِتابِهِنَّ هَيا وهَيْدُ قال وهِي وها من زجر الإِبل هَيْهَيْت بها هَيْهاة وهَيْهاء وأَنشد مِنْ وَجْسِ هَيْهاءٍ ومِنْ يَهْيائِه وقال العجاج هَيْهاتَ مِنْ مُنْخَرِقٍ هَيْهاؤه قال وهَيْهاؤه معناه البُعْدُ والشيء الذي لا يُرْجَى أَبو الهيثم ويقولون عند الإِغراء بالشيء هِي هِي بكسر الهاء فإِذا بَنوا منه فعلاً قالوا هَيْهَيْتُ به أَي أَغْرَيْتُه ويقولون هَيَّا هَيَّا أَي أَسْرِعْ إِذا حدوا بالمَطِيّ وأَنشد سيبويه لَتَقْرُبِنَّ قَرَباً جُلْذِيّا ما دامَ فِيهِنَّ فَصِيلٌ حَيَّا وقد دَجا الليلُ فَهَيَّا هَيَّا وحكى اللحياني هاه هاه ويحكى صوت الهادِي هَيْ هَيْ ويَهْ يَهْ وأَنشد الفراء يَدْعُو بِهَيْها مِن مُواصلةِ الكَرَى ولو قال بِهَيْ هَيْ لجاز وهَيا من حروف النداء وأَصلها أَيا مثل هَراق وأَراق قال الشاعر فأَصاخَ يَرْجُو أَنْ يكُونَ حَيّاً ويقُولُ مِنْ طَرَبٍ هَيا رَبَّا
( * قوله « فأصاخ يرجو إلخ » قبله كما في حاشية الامير على المغني
وحديثها كالقطر يسمعه ... راعي سنين تتابعت جدبا )
الفراء العرب لا تقول هِيَّاكَ ضَرَبْت ويقولون هِيَّاك وزَيْداً
وأَنشد يا خالِ هَلاَّ قُلْتَ إِذْ أَعْطَيْتها هِيَّاكَ هِيَّاكَ وحَنْواءَ العُنُقْ أَعْطَيْتَنِيها فانِياً أَضْراسُها لو تُعْلَفُ البَيْضَ به لم يَنْفَلِقْ وإِنما يقولون هِيَّاك وزَيْداً إِذا نَهَوْكَ والأَخفش يجيز هِيَّاكَ ضَرَبْت وأَنشد فَهِيَّاكَ والأَمْرَ الذي إِن تَوَسَّعَتْ مَوارِدُه ضاقَتْ عَلَيْكَ المَصادِرُ وقال بعضهم أَيَّاك بفتح الهمزة ثم تبدل الهاء منها مفتوحة أَيضاً فتقول هَيَّاكَ الأَزهري ومعى هِيَّاك إِياك قلبت الهمزة هاء ابن سيده ومن خفيف هذا الباب هِي كناية عن الواحد المؤنث وقال الكسائي هي أَصلها أَن تكون على ثلاثة أَحرف مثل أَنت فيقال هِيَّ فَعَلَت ذلك وقال هِيَّ لغة هَمْدانَ ومَن في تلك الناحية قال وغيرهم من العرب يخففها وهو المجتمع عليه فيقول هِيَ فَعَلت ذلك قال اللحياني وحكى عن بعض بني أَسد وقيس هِيْ فعلت ذلك بإسكان الياء وقال الكسائي بعضهم يلقي الياء من هي إِذا كان قبلها أَلف ساكنة فيقول حَتَّاه فَعَلَتْ ذلك وإنَّماهِ فعلت ذلك وقال اللحياني قال الكسائي لم أَسمعهم يلقون الياءَ عند غير الأَلف إِلا أَنه أَنشدني هو ونُعيم دِيارُ سُعْدَى إِذْهِ مِنْ هَواكا بحذف الياء عند غير الأَلف وسنذكر من ذلك فصلاً مستوفى في ترجمة ها من الأَلف اللينة قال وأَما سيبويه فجعل حذف الياء الذي هنا ضرورة وقوله فقُمْتُ للطَّيْفِ مُرْتاعاً وأَرْقَني فقُلْتُ أَهْيَ سَرَتْ أَمْ عادَني حُلُمُ ؟ إِنما أَراد هِي سَرَتْ فلما كانت أَهِيَ كقولك بَهِيَ خفف على قولهم في بَهِيَ بَهْيَ وفي عَلِمَ عَلْمَ وتثنية هي هُما وجمعها هُنَّ قال وقد يكون جمع هَا من قولك رأَيتها وجمع ها من قولك مررت بها

( وأي ) الوأُيُ الوَعْدُ وفي حديث عبد الرحمن بن عوف كان لي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وَأْيٌ أَي وَعْدٌ وحديث أَبي بكر مَن كان له عِند رسول الله صلى الله عليه وسلم وَأْيٌ فليَحْضُر وقد وَأَى وَأْياً وَعَدَ وفي حديث عمر رضي الله عنه من وأَى لامْرِئٍ بوَأْيٍ فَلْيَفِ به وأَصْل الوأْي الوَعْدُ الذي يُوَثِّقُه الرجل على نفسه ويَعْزِم على الوفاء به وفي حديث وهب قرأْت في الحكمة أَنَّ الله تعالى يقول إِني قد وَأَيْتُ على نفسي أَنْ أَذْكُرَ مَن ذَكَرني عَدَّاه بعلى لأَنه أَعْطاه معنى جَعلْت على نَفْسي ووَأَيتُ له على نفسي أَئي وَأْياً ضَمِنْتُ له عِدَةً وأَنشد أَبو عبيد وما خُنْتُ ذا عَهْد وأَيْتُ بِعَهْدِه ولم أَحْرِمِ المُضْطَرَّ إِذْ جاء قانعا وقال الليث يقال وَأَيْتُ لكَ به على نفسي وأُياً والأَمر أَهْ والاثنين
( * قوله « والأمر أه والاثنين إلى قوله وان مررت إلخ » كذا بالأصل مرسوماً مضبوطاً والمعروف خلافه ) أَياه والجمع أَوْا تقول أَه وتسكت ولا تَأَهْ وتسكت وهو على تقدير عَهْ ولا تَعَهْ وإِنْ مرَرْتَ قلت إِبما وعدت إِيا بما وعدتما كقولك عِ ما يقول لك في المرور والوَأَى من الدَّوابِّ السرِيعُ المُشَدَّد الخَلْق وفي التهذيب الفرس السَّريعُ المُقْتَدِر الخَلْق والنَّجيبةُ من الإِبل يقال لها الوآةُ بالهاء وأَنشد أَبو عبيد في الوأَى للأَسْعَرِ الجُعْفِيّ راحُوا بَصائرُهُمْ على أَكْتافِهم وبَصِيرتي يعْدُو بها عَبَدٌ وأَى قال شمر الوأَى الشديد أُخذ من قولهم قِدْرٌ وَئِيَّةٌ وأَنشد ابن بري لشاعر إِذا جاءهُمْ مُسْتَثْئِرٌ كانَ نَصْرُه دُعاء أَلا طِيروا بِكُلّ وأًى نَهْدِ والأُنثى وآةٌ وناقة وآة وأَنشد ويقول ناعِيتُها إِذا أَعْرَضْتُها هذِي الوآةُ كصَخْرَةِ الوَعْلِ والوأَى الحمار الوَحْشي زاد في الصّحاح المُقْتَدِر الخَلْقِ وقال ذو الرمة إِذا انْجابَتِ الظَّلْماء أَضْحَتْ كَأَنَّها وَأًى مُنْطَوٍ باقِي الثَّمِيلة قارحُ والأُنثى وآة أَيضاً قال الجوهري ثم تشبه به الفرس وغيره وأَنشد لشاعر كُلُّ وآةٍ ووَأًى ضافِي الخُصَلْ مُعْتَدِلات في الرّقاق والجَرَلْ وقِدْرٌ وَأْيةٌ وَوَئيَّةٌ واسعة ضَخْمة على فَعِيلة بياءين من الفرس الوَآةِ وأَنشد الأَصمعي للرّاعي وقِدْرٍ كَرَأْلِ الصَّحْصَانِ وَئِيّةٍ أَنَخْتُ لَها بَعْدَ الهُدُوِّ الأَثافِيا وهي فَعِيلة مهموزة العين معتلة اللام قال سيبويه سأَلته يعني الخليل عن فُعِلَ مِنْ وَأَيْتُ فقال وُئِيَ فقلت فمن خفَّف فقال أُوِيَ فأَبدل من الواو همزة وقال لا يلتقي واوان في أَوّل الحرف قال المازني والذي قاله خطأٌ لأَنَّ كل واو مضمومة في أَوَّل الكلمة فأَنت بالخيار إِن شئت تركتها على حالها وإِن شئت قلبتها همزة فقلت وُعِدَ وأُعِدَ ووُجُوه وأُجُوه ووُرِيَ وأُورِيَ ووُئِيَ وأُوِيَ لا لاجتماع الساكنين ولكن لضمة الأَوَّل قال ابن بري إِنما خطَّأَه المازني من جهة أَن الهمزة إِذا خففت وقلبت واواً فليست واواً لازمة بل قلبها عارض لا اعتداد به فلذلك لم يلزمه أَن يقلب الواو الأُولى همزة بخلاف أُوَيْصِل في تصغير واصِلٍ قال وقوله في آخر الكلام لا لاجتماع الساكنين صوابه لا لاجتماع الواوين ابن سيده وقِدْرٌ وَأْيةٌ ووَئِيَّةٌ واسعة وكذلك القَدح والقَصْعة إِذا كانت قعيرة ابن شميل رَكِيَّةٌ وَئية قَعِيرة وقصعة وئية مُفَلْطَحة واسعة وقيل قِدر وَئِية تَضُمّ الجَزُور وناقة وَئِيَّةٌ ضخمة البطن قال القتيبي قال الرياشي الوَئِيّة الدُّرّة مثل وَئِية القِدْر قال أَبو منصور لم يضبط القتيبي هذا الحرف والصواب الوَنِيَّة بالنون الدُّرَّة وكذلك الوَناةُ وهي الدُّرَّة المثقوبة وأَما الوَئِيَّةُ فهي القِدْر الكبيرة قال أَبو عبيدة من أَمثال العرب فيمن حَمَّل رجلاً مكروهاً ثم زاده أَيضاً كِفْتٌ إِلى وَئِيَّة قال الكِفْتُ في الأَصل القِدْرُ الصغيرة والوَئِيّةُ الكبيرة قال أَبو الهيثم قِدْر وئِيّةٌ ووَئِيبةٌ فمن قال وَئِيَّة فهي من الفرس الوَأَى وهو الضَّخم الواسع ومن قال وَئِيبةٌ فهو من الحافر الوَأْب والقَدَحُ المُقَعَّب يقال له وَأْبٌ وأَنشد جاءٍ بقِدْر وَأْية التَّصْعِيدِ قال والافتعال من وأَى يَئِي اتَّأَى يَتَّئي فهو مُتَّئٍ والاستفعال منه اسْتَوْأَى يَسْتَوئِي فهو مُسْتَوءٍ الجوهري والوَئيَّة الجُوالِقُ الضخم قال أَوس وحَطَّتْ كما حَطَّتْ وَئِيّةُ تاجِرٍ وَهَى عَقْدُها فَارُفَضَّ منها الطَّوائِفُ قال ابن بري حَطَّتِ الناقةُ في السير اعتمَدَتْ في زِمامِها ويقال مالَتْ قال وحكى ابن قتيبة عن الرِّياشي أَن الوَئِيَّةَ في البيت الدُّرَّةُ وقال ابن الأَعرابي شبَّه سُرْعة الناقة بسُرعة سُقوط هذه من النِّظام وقال الأَصمعي هو عِقْدٌ وقَع من تاجر فانقطع خيطه وانتثر من طَوائِفه أَي نَواحِيه وقالوا هو يَئِي ويَعِي أَي يحفظ ولم يقولوا وَأَيْتُ كما قالوا وَعَيْتُ إِنما هو آتٍ لا ماضي له وامرأَة وَئِيَّةٌ حافظة لبيتها مصلحة له

( وتي ) واتَيْته على الأَمْر مُواتاةً وَوِتاء طاوَعْتُه وقد ذكر ذلك في الهمز التهذيب الوُتَى الجِيَّات

( وثي ) وَثَى به إِلى السلطان وَشَى عن ابن الأَعرابي وأَنشد يَجْمَع للرِّعاءِ في ثَلاثِ طُولَ الصِّوَى وقِلَّةَ الإِرْغاثِ جَمْعَكَ للمُخاصِمِ المُوائِي كأَنه جاء على واثاه والمعروف عندنا أَثَى قال ابن سيده فإِن كان ابن الأَعرابي سمع من العرب وَثَى فذلك وإِلاَّ فإِن الشاعر إِنما أَراد المُؤاثِي بالهمز فخفف الهمزة بأَن قلبها واواً للضمة التي قبلها وإِن كان ابن الأَعرابي إنما اشتق وَثَى من هذا فهو غلط ابن الأَعرابي الوثِيُّ المكسور اليد ويقال أَوْثَى فلان إِذا انكسر به مركبه من حيوان أَو سفينة

وجا
الوَجا الحَفا وقيل شِدَّة الحفا وَجِيَ وَجاً ورجل وَجٍ ووَجِيٌّ وكذلك الدابة أَنشد ابن الأَعرابي يَنْهَضْنَ نَهْضَ الغائِبِ الوَجِيِّ وجَمْعُها وَجْيَا ويقال وجِيَتِ الدابةُ تَوْجَى وَجاً وإِنه ليَتَوَجَّى في مشْيته وهو وَجٍ وقيل الوَجَا قبل الحَفا ثم النَّقَبُ وقيل هو أَشدّ من الحَفا وتَوَجَّى في جميع ذلك كَوَجِيَ ابن السكيت الوَجا أَن يَشْتَكِيَ البعيرُ باطِنَ خُفه والفرسُ باطن حافِره أَبو عبيدة الوَجا قَبلَ الحفا والحفا قبل النَّقَبِ ووَجِيَ الفرس بالكسر وهو أَن يَجِد وجَعاً في حافره فهو وَجٍ والأُنثى وَجْياء وأَوْجَيْته أَنا وإِنه ليَتَوَجَّى ويقال تَرَكْتُه وما في قَلْبي منه أَوْجَى أَي يَئِست منه وسأَلته فأَوْجَى عليّ أَي بَخِل وأَوْجَى الرجلُ جاء لحاجةٍ أَو صَيْد فلم يُصِبها كأَوْجاً وقد تقدَّم في الهمز وطَلَبَ حاجة فأَوْجَى أَي أَخطأَ وعلى أَحد هذه الأَشياء يحمل قول أَبي سَهْم الهُذَلي فَجاء وقَدْ أَوْجَتْ مِنَ المَوْتِ نَفْسُه به خُطَّفٌ قد حذَّرَتْه المَقاعِدُ ويقال رَمَى الصيدَ فأَوْجَى وسأَلَ حاجةً فأَوْجى أَي أَخْفَقَ أَبو عمرو جاء فلان مُوجًى أَي مردوداً عن حاجته وقد أَوْجَيْتُه وحَفَرَ فأَوْجَى إِذا انْتَهى إِلى صلابةٍ ولم يُنْبِطْ وأَوْجَى الصائدُ إِذا أَخْفَقَ ولم يَصد وأَوْجَأَتِ الرَّكِيَّةُ وأَوْجَتْ إِذا لم يكن فيها ماء وأَتيْناه فَوَجَيْناه أَي وَجَدْناه وَجِيًّا لا خَيْرَ عنده يقال أَوْجَتْ نَفْسُه عن كذا أَي أَضْرَبَتْ وانتَزَعَت فهي مُوجِيةٌ وماء يُوجَى أَي ينقطع وماء لا يُوجَى أَي لا يَنْقَطِعُ أَنشد ابن الأَعرابي تُوجَى الأَكُفُّ وهُما يَزِيدانْ يقول ينقطع جُودُ أَكُفِّ الكِرام وهذا الممدوح تَزِيدُ كَفَّاه وأَوجى الرجلَ أَعطاه عن أَبي عبيد وأَوْجاهُ عنه دَفَعَه ونَحّاه ورَدَّه الليث الإِيجاء أَن تَزْجُرَ الرجل عن الأَمر يقال أَوْجَيْتُه فرَجَع قال والإِيجاء أَن يُسْأَلَ فلا يُعْطي السائل شيئاً وقال ربيعة بن مقروم أَوْجَيْتُه عَنِّي فأَبْصَرَ قَصْدَهُ وكَوَيْتُه فوْقَ النَّواظِرِ مِنْ عَلِ وأَوْجَيْتُ عنكم ظُلْمَ فلان أَي دفَعْته وأَنشد كأَنَّ أَبي أَوْصَى بِكُمْ أَنْ أَضُمَّكمْ إِليَّ وأُوجي عَنْكُمُ كلَّ ظالم ابن الأَعرابي أَوْجى إِذا صَرَفَ صَدِيقَه بغير قَضاء حاجته وأَوجى أَيضاً إِذا باعَ الأَوْجِيةَ واحدها وِجاء وهي العُكُومُ الصِّغار وأَنشد كَفَّاكَ غَيْثانِ عَليْهِمْ جُودانْ تُوجَى الأَكفُّ وهما يزيدانْ أَي تنقطع أَبو زيد الوَجْيُ الخَصْيُ الفراء وجَأْتُه ووَجَيْتُه وِجاء قال والوِجاءُ في غير هذا وِعاء يُعمل من جِران الإِبل تَجعل فيه المرأَةُ غسْلَتها وقُماشَها وجمعه أَوْجِيَةٌ والوَجِيَّةُ بغير همز عن كراع جَرادٌ يُدَقُّ ثم يُلَتُّ بسمن أَو زيت ثم يؤْكل قال ابن سيده فإِن كان من وجَأْت أَي دققت فلا فائدة في قوله بغير همز ولا هو من هذا الباب وإِن كان من مادة أُخرى فهو من و ج ي ولا يكون من و ج و لأَن سيبويه قد نفى أَن يكون في الكلام مثل وعوت

( وحي ) الوَحْيُ الإِشارة والكتابة والرِّسالة والإِلْهام والكلام الخَفِيُّ وكلُّ ما أَلقيته إِلى غيرك يقال وحَيْتُ إِليه الكلامَ وأَوْحَيْتُ ووَحَى وَحْياً وأَوْحَى أَيضاً أَي كتب قال العجاج حتى نَحَاهُمْ جَدُّنا والنَّاحِي لقَدَرٍ كانَ وحَاه الوَاحِي بِثَرْمَداء جَهْرَةَ الفِضاحِ
( * قوله « الفضاح » هو بالضاد معجمة في الأصل هنا والتكملة في ثرمد ووقع تبعاً للاصل هناك بالمهملة خطأ )
والوَحْيُ المكتوب والكِتاب أَيضاً وعلى ذلك جمعوا فقالوا وُحِيٌّ مثل حَلْيٍ وحُلِيٍّ قال لبيد فمَدافِعُ الرَّيّانِ عُرِّيَ رَسْمُها خَلَقاً كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها أَراد ما يُكتب في الحجارة ويُنقش عليها وفي حديث الحرث الأَعْوَر قال علقمة قرأْتُ القُرآن في سنتين فقال الحرثُ القرآن هَيِّنٌ الوَحْيُ أَشدُّ منه أَراد بالقرآن القِراءة وبالوَحْي الكِتابة والخَطَّ يقال وحَيْتُ الكِتاب وَحْياً فأَنا واحٍ قال أَبو موسى كذا ذكره عبد الغافر قال وإِنما المفهوم من كلام الحرث عند الأَصحاب شيء تقوله الشيعة أَنه أُوحِيَ إِلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيءٌ فخَصَّ به أَهل البيت وأَوْحى إِليه بَعَثه وأَوْحى إِليه أَلْهَمَه وفي التنزيل العزيز وأَوْحى ربك إِلى النَّحْل وفيه بأَنَّ ربك أَوْحى لها أَي إِليها فمعنى هذا أَمرها ووَحَى في هذا المعنى قال العجاج وحَى لها القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ وشَدَّها بالرّاسِياتِ الثُّبَّتِ وقيل أَراد أَوْحى إِلا أَنَّ من لغة هذا الراجز إِسقاط الهمزة مع الحرف ويروى أَوْحى قال ابن بري ووَحَى في البيت بمعنى كتب ووَحَى إِليه وأَوْحَى كلَّمه بكلام يُخفِيه من غيره ووَحى إِليه وأَوْحى أَوْمَأَ وفي التنزيل العزيز فأَوْحى إِليهم أَنْ سَبِّحوا بُكْرَة وعَشِيّاً وقال فأَوْحَتْ إِلينا والأَنامِلُ رُسْلُها وقال الفراء في قوله فأَوْحى إليهم أَي أَشار إِليهم قال والعرب تقول أَوْحى ووَحَى وأَوْمى ووَمى بمعنى واحد ووَحى يحِي ووَمى يَمِي الكسائي وَحَيْتُ إليه بالكلام أَحي به وأَوْحَيْتُه إِليه وهو أَن تكلمه بكلام تخفيه من غيره وقول أَبي ذؤيب فقال لها وقدْ أَوْحَتْ إِليه أَلا للهِ أُمُّك ما تَعِيفُ أَوحت إليه أَي كلمته وليست العَقاة متكلمة إنما هو على قوله قد قالتِ الأَنْساعُ للبَطْن الحَقي وهو باب واسع وأَوْحى الله إلى أَنبيائه ابن الأَعرابي أَوْحى الرجلُ إِذا بعَث برسول ثقة إلى عبد من عبيدِه ثِقة وأَوْحى أَيضاً إِذا كَلَّم عبدَه بلا رسول وأَوْحى الإِنسانُ إِذا صارَ ملِكاً بعد فَقْر وأَوْحى الإنسانُ ووَحَى وأَحَى إِذا ظَلَمَ في سلطانه واسْتَوْحَيْتُه إذا اسْتَفْهَمْته والوَحْيُ ما يُوحِيه اللهُ إِلى أَنْبيائه ابن الأَنباري في قولهم أَنا مُؤْمِنٌ بوَحْيِ الله قال سمي وَحْياً لأَنَّ الملك أَسَرَّه على الخلق وخَصَّ به النبيِّ صلى الله عليه وسلم المبعوثَ إِليهِ قال الله عز وجل يُوحي بعضُهم إِلى بعض زُخْرُفَ القَوْلِ غُروراً معناه يُسِرُّ بعضُهم إِلى بعض فهذا أَصل الحرف ثم قُصِرَ الوَحْيُ للإِلهامِ ويكون للأَمر ويكون للإِشارة قال علقمة يُوحي إِليها بأَنْقاضٍ ونَقْنَقَةٍ وقال الزجاج في قوله تعالى وإِذْ أَوْحَيْتُ إِلى الحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بي وبرسُولي قال بعضهم أَلْهَمْتُهم كما قال عز وجل وأَوْحى ربك إلى النَّحل وقال بعضهم أَوْحَيْتُ إِلى الحَوارِيِّين أَمرتهم ومثله وحَى لها القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ أَي أَمرها وقال بعضهم في قوله وإِذ أَوْحَيْتُ إِلى الحَوارِيِّينَ أَتَيْتُهم في الوَحْي إليك بالبَراهِين والآيات التي استدلوا بها على الإِيمان فآمنوا بي وبك قال الأَزهري وقال الله عز وجل وأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ موسى أَن أَرْضِعِيه قال الوَحْيُ ههنا إِلقاءُ اللهِ في قلبِها قال وما بعد هذا يدل والله أَعلم على أَنه وَحْيٌ من الله على جهة الإِعلامِ للضَّمانِ لها إِنَّا رادُّوه إليك وجاعلوه من المرسلين وقيل إنَّ معنى الوَحْي ههنا الإِلهام قال وجائز أَن يُلْقِيَ الله في قلبها أَنه مردود إليها وأَنه يكون مرسلاً ولكن الإعلام أَبين في معنى الوحي ههنا قال أَبو إسحق وأَصل الوحي في اللغة كلها إعلام في خَفاء ولذلك صار الإِلهام يسمى وَحْياً قال الأَزهري وكذلك الإِشارةُ والإِيماءُ يسمى وَحْياً والكتابة تسمى وحياً وقال الله عز وجل وما كان لِبَشر أَن يُكَلِّمَه الله إِلا وَحْياً أَو من وراء حِجاب معناه إلا أَن يُوحيَ إِليه وَحْياً فيُعْلِمَه بما يَعْلمُ البَشَرُ أَنه أَعْلَمَه إِما إلهاماً أَو رؤْيا وإما أَن يُنزل عليه كتاباً كما أُنزِل على موسى أَو قرآناً يُتْلى عليه كما أَنْزَله على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل هذا إعْلامٌ وإن اختلَفت أَسبابُ الإعلامِ فيها وروى الأَزهري عن أَبي زيد في قوله عز وجل قل أُوحِيَ إِليَّ من أَوْحَيْتُ قال وناسٌ من العرب يقولون وحَيْتُ إليه ووَحَيْتُ له وأَوْحَيْتُ إِليه وله قال وقرأَ جُؤَيَّة الأَسدي قل أُحِيَ إليَّ من وحَيْتُ همز الواو ووَحَيْتُ لك بخبر كذا أَي أَشَرْتُ وصَوَّتُّ به رُوَيْداً قال أَبو الهيثم يقال وَحَيْتُ إلى فلان أَحي إليه وَحْياً وأَوْحَيْتُ إِليه أُوحِي إيحاءً إذا أَشرت إِليه وأَوْمأْتَ قال وأَما اللغة الفاشية في القرآن فبالأَلف وأَما في غير القرآن العظيم فوَحَيْتُ إلى فلان مشهورة وأَنشد العجاج

وحى
لها القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ أَي وحَى اللهُ تعالى للأَرض بأَن تَقِرَّ قراراً ولا تميدَ بأَهلها أَي أَشار إليها بذلك قال ويكون وَحى لها القَرارَ أَي كَتب لها القَرارَ يقال وحَيْتُ الكتابَ أَحِيهِ وَحْياً أَي كتبته فهو مَوحِيٌّ قال رؤبة إِنْجيلُ تَوْراةٌ وَحى مُنَمْنِمُهْ أَي كتَبه كاتِبُه والوَحى النارُ ويقال للمَلِكِ وَحًى من هذا قال ثعلب قلت لابن الأَعرابي ما الوَحى ؟ فقال المَلِكُ فقلت ولم سمي الملِكُ وَحىً ؟ فقال الوَحى النار فكأَنه مِثلُ النار يَنْفَع ويَضُرُّ والوَحى السِّيدُ من الرجال قال وعَلِمْتُ أَني إِن عَلِقْتُ بحَبْلِه نشِبَتْ يَدايَ إِلى وَحًى لم يَصْقَعِ يريد لم يذهب عن طريق المكارم مشتق من الصَّقْع والوَحْيُ والوَحى مثل الوَغى الصوت يكون في الناس وغيرهم قال أَبو زبيد مُرْتَجِز الجَوفِ بوَحْيٍ أَعْجَم وسمعت وَحاهُ ووَغاه وأَنشد ابن الأَعرابي يَذُودُ بسَحْماوَيْن لم يَتَفَلَّلا وَحى الذئبِ عن طَفْلٍ مَناسِمهُ مُخْلي وهذا البيت مذكور في سحم وأَنشد الجوهري على الوَحى الصوت لشاعر مَنَعْناكُمْ كَراء وجانِيَيْه كما مَنَعَ العَرِينُ وَحى اللُّهامِ وكذلك الوَحاة بالهاء قال الراجز يَحدُو بها كلُّ فَتًى هَيَّاتِ تَلْقاهْ بَعْدَ الوَهْنِ ذا وحاةِ وهُنَّ نحوَ البيْتِ عامِداتِ ونصب عامدات على الحال النضر سمعت وَحاةَ الرَّعْد وهو صوته الممدود الخفيّ قال والرَّعْدُ يَحي وَحاةً وخص ابن الأَعرابي مرة بالوحاة صوتَ الطائر والوَحى العَجَلةُ يقولون الوَحى الوَحى والوَحاء الوَحاء يعني البِدارَ البِدارَ والوَحاء الوَحاء يعني الإِسراع فيمدُّونهما ويَقْصُرونهما إِذا جمعوا بينهما فإِذا أَفردوه مدّوه ولم يَقْصروه قال أَبو النجم يَفِيضُ عَنْهُ الرَّبْوُ من وَحائه التهذيب الوَحاء ممدود السُّرْعة وفي الصحاح يمدّ ويقصر وربما أَدخلوا الكاف مع الأَلف واللام فقالوا الوَحاك الوَحاك قال والعرب تقول النَّجاء النَّجاء والنَّجى النَّجى والنَّجاك النَّجاك والنَّجاءك النَّجاءك وتَوحَّ يا هذا في شأْنك أَي أَسْرِع ووحَّاه تَوْحِيةً أَي عَجَّله وفي الحديث إِذا أَرَدْتَ أَمراً فتَدَبَّر عاقِبتَه فإِن كانت شَرّاً فانْتَهِ وإِن كانت خيراً فَتَوَحَّهْ أَي أَسْرِعْ إِليه والهاء للسكت ووَحَّى فلان ذبيحته إِذا ذَبَحها ذَبْحاً سَرِيعاً وَحِيّاً وقال الجعدي أَسِيرانِ مَكْبُولانِ عندَ ابنِ جعْفَرٍ وآخرُ قد وحَّيْتُمُوه مُشاغِبُ والوَحِيُّ على فعيل السَّريعُ يقال مَوْتٌ وَحِيٌّ وفي حديث أَبي بكر الوَحا الوَحا أَي السُّرْعةَ السُّرعةَ يمدّ ويقصر يقال تَوَحَّيْتُ تَوَحِّياً إِذا أَسرعت وهو منصوب على الإِغْراء بفعل مضمر واسْتَوْحَيْناهم أَي اسْتَصْرَخْناهم واسْتَوْحِ لنا بني فلان ما خَبَرُهم أَي اسْتَخْبِرهم وقد وَحى وتَوَحَّى بالشيء أَسْرَعَ وشيء وَحِيٌّ عَجِلٌ مُسْرِعٌ واسْتَوْحى الشيءَ حرَّكه ودَعاه ليُرْسِله واسْتَوْحَيْتُ الكلبَ واسْتَوْشَيْتُه وآسَدْتُه إِذا دعوته لترسله بعضهم الإِيحاء البُكاء يقال فلان يُوحي أَباه أَي يَبْكِيه والنائحةُ تُوحي الميت تَنُوحُ عليه وقال تُوحي بِحالِ أَبيها وهو مُتَّكِئٌ على سِنانٍ كأَنْفِ النِّسْرِ مَفْتُوقِ أَي مَحَدِّد ابن كثوة من أَمثالهم إِن من لا يَعرِف الوَحى أَحْمَقُ يقال للذي يُتَواحى دُونه بالشيء أَو يقال عند تعيير الذي لا يعرف الوَحْى أَبو زيد من أَمثالهم وَحْيٌ في حجَر يضرب مثلاً لمن يَكْتُم سِرَّه يقول الحجر لا يُخْبِر أَحداً بشيء فأَنا مثله لا أُخبر أَحداً بشيء أَكْتُمُه قال الأَزهري وقد يضرب مثلاً للشيء الظاهر البين يقال هو كالوَحْي في الحجر إِذا نُقِرَ فيه ومنه قول زهير كالوَحْي في حَجَرِ المَسيل المُخْلِدِ

( وخي ) الوَخْي الطريقُ المُعْتَمد وقيل هو الطريق القاصد وقال ثعلب هو القصد وأَنشد فقلتُ وَيْحَكَ أَبْصِرْ أَين وَخْيُهُمُو فقال قد طَلَعُوا الأَجْمادَ واقْتَحَمُوا والجمع وُخِيٌّ ووِخِيٌّ فإِن كان ثعلب عنى بالوَخْي القَصْدَ الذي هو المصدر فلا جمع له وإن كان إِنما عنى الوَخْيَ الذي هو الطريق القاصد فهو صحيح لأَنه اسم قال أَبو عمرو وَخى يَخي وَخْياً إِذا تَوَجَّه لوجه وأَنشد الأَصمعي قالتْ ولم تَقْصِدْ له ولم تَخِهْ أَي لم تَتَحَرَّ فيه الصواب قال أَبو منصور والتَّوَخِّي بمعنى التَّحَري للحق مأْخوذ من هذا ويقال تَوَخَّيْتُ مَحَبَّتَك أَي تَحَرَّيْتُ وربما قلبت الواو أَلفاً فقيل تأَخَّيْت وقال الليث تَوَخَّيْت أَمر كذا أَي تيَمَّمْتُه وإِذا قلت وَخَّيْتُ فلاناً لأَمر كذا عَدَّيت الفعل إِلى غيره ووَخَى الأَمْرَ قصَدَه قال قالتْ ولم تَقْصِدُ به ولم تَخِهْ ما بالُ شَيْخٍ آضَ منْ تَشَيُّخِهْ كالكُرَّزِ المَرْبُوطِ بينَ أَفْرُخِهْ ؟ وتَوخَّاه كوَخاه وقد وخَيْتُ غيري وقد وخَيْتُ وَخْيَكَ أَي قَصَدْتُ قَصْدَكَ وفي الحديث قال لهما اذْهَبا فتَوَخَّيا واستَهِما أَي اقْصِدا الحَقَّ فيما تَصْنَعانِه من القِسمة ولْيأْخذْ كلٌّ منكما ما تخرجه القُرْعة من القِسمة يقال تَوَخَّيْتُ الشيء أَتَوَخَّاه تَوخِّياً إِذا قَصَدْتَ إِليه وتَعَمَّدْت فِعلَه وتحَرَّيْت فيه وهذا وَخْيُ أَهْلِك أَي سَمْتُهم حيث سارُوا وما أَدري أَين وَخَى فلان أَي أَينَ تَوجَّهَ الأَزهري سمعت غير واحد من العرب الفصحاء يقول لصاحبه إِذا أَرشده لصَوْب بلد يأْتَمُّه أَلا وخُذْ على سَمْت هذا الوَخْي أَي على هذا القَصْدِ والصَّوْبِ قال وقال النضر اسْتَوْخَيْتُ فلاناً عن موضع كذا إذا سأَلته عن قَصْدِه وأَنشد أَما مِنْ جَنُوبٍ تُذْهِبُ الغِلَّ طَلَّةٍ يَمانِيةٍ من نَحْو رَيّا ولا رَكْب يَمانِينَ نَسْتَوخِيهمُ عن بِلادِنا على قُلُصٍ تَدْمى أَخِشَّتُها الحُدْب ويقال عرفتُ وَخى القوم وخِيَّتَهم وأَمَّهم وإمَّتَهم أَي قَصْدَهم ووَخَت الناقة تَخي وَخْياً سارت سيراً قَصْداً وقال افْرُغْ لأَمثالِ مِعًى أُلاَّفِ يَتْبَعْنَ وَخْيَ عَيْهَلٍ نِيافِ وهْيَ إذا ما ضَمَّها إيجافي وذكر ابن بري عن أَبي عمرو الوَخْيُ حُسْنُ صوت مَشْيِها وواخاه لغة ضعيفة في آخاه يبني على تَواخى وتَوخَّيْتُ مَرْضاتَك أَي تحرَّيْت وقصدْت وتقول استَوْخِ لنا بني فلان ما خَبَرُهم أَي استَخْبِرْهم قال ابن سيده وهذا الحرف هكذا رواه أَبو سعيد بالخاء معجمة وأَنشد الأَزهري في ترجمة صلخ لو أَبْصَرَتْ أَبْكَمَ أَعْمى أَصْلَخا إِذاً لَسَمَّى واهْتَدى أَنَّى وَخَى أَي أَنَّى توجّه يقال وَخى يَخي وَخْياً والله أَعلم

( ودي ) الدِّيةُ حَقُّ القَتِيل وقد ودَيْتُه وَدْياً الجوهري الدِّيةُ واحدة الدِّيات والهاءُ عوض من الواو تقول ودَيْتُ القَتِيلَ أَدِيةَ ديةً إِذا أَعطيت دَيَتَه واتَّدَيْتُ أَي أَخذتُ دِيَتَه وإِذا أَمرت منه قلت دِ فلاناً وللاثنين دِيا وللجماعة دُوا فلاناً وفي حديث القسامة فوَداه من إِبل الصدقة أَي أَعطى دِيَته ومنه الحديث إِن أَحَبُّوا قادُوا وإِن أَحَبُّوا وادُوا أَي إِن شاؤوا اقتَصُّوا وإِن شاؤوا أَخَذوا الدِّية وهي مفاعلة من الدية التهذيب يقال

ودى
فلان فلاناً إِذا أَدَّى ديته إِلى وليه وأَصل الدِّيَّة وِدْية فحذفت الواو كما قالوا شِيةٌ من الوَشْي ابن سيده ودى الفرسُ والحِمارُ وَدْياً أَدْلى ليَبُول أَو ليَضْرِبَ قال وقال بعضهم وَدَى ليبول وأَدْلى ليَضْرب زاد الجوهري ولا تقل أَوْدى وقيل وَدَى قطرَ الأَزهري الكسائي وَدَأَ الفرسُ يَدَأْ بوزن وَدَعَ يَدَعُ إِذا أَدلى قال وقال أَبو الهيثم هذا وهَمٌ ليس في وَدَأَ الفرسُ إِذا أَدْلى همز وقال شمر وَدى الفَرسُ إِذا أَخرج جُرْدانَه ويقال وَدى يَدي إِذا انتشر وقال ابن شميل سمعت أَعرابيّاً يقول إني أَخاف أَن يَدي قال يريد أَن يَنْتَشِرَ ما عندك قال يريد ذكره وقال شمر وَدى أَي سال قال ومنه الوَدْيُ فيما أُرى لخُروجه وسَيَلانِه قال ومنه الوادي ويقال ودى الحِمارُ فهو وادٍ إذا أَنْعَظَ ويقال وَدَى بمعنى قَطَر منه الماء عند الإِنْعاظِ قال ابن بري وفي تهذيب غريب المصنف للتبريزي وَدَى وَدْياً أَدْلى ليَبُوكَ بالكاف قال وكذلك هو في الغريب ابن سيده والوَدْيُ والوَدِيُّ والتخفيف أَفصح الماءُ الرقيقُ الأَبيضُ الذي يَخرج في إِثْرِ البول وخصص الأَزهري في هذا الموضع فقال الماء الذي يخرج أَبيض رقيقاً على إِثر البول من الإِنسان قال ابن الأَنباري الوَدْيُ الذي يخرج من ذكر الرجل بعد البول إِذا كان قد جامع قبل ذلك أَو نَظَرَ يقال منه وَدى يَدي وأَوْدى يُودي والأَول أَجود قال والمَذْيُ ما يخرج من ذكر الرجل عند النظر يقال مَذى يَمْذي وأَمْذى يُمْذي وفي حديث ما ينقض الوضوءَ ذكر الودي بسكون الدال وبكسرها وتشديد الياء البلَل اللّزِجُ الذي يخرج من الذكر بعد البول يقال وَدى ولا يقال أَوْدى وقيل التشديد أَصح وأَفصح من السكون ووَدى الشيءُ وَدْياً سال أَنشد ابن الأَعرابي للأَغلب كأَنَّ عِرْقَ أَيْرِه إِذا ودى حَبْلُ عَجُوزٍ ضَفرَتْ سَبْع قُوى التهذيب المَذِيُّ والمَنِيُّ والوَدِيُّ مشدداتٌ وقيل تخفيف وقال أَبو عبيدة المَنِيُّ وحده مشدد والآخران مخففان قال ولا أَعلمني سمعت التخفيف في المَنِيّ الفراء أَمْنى الرجل وأَوْدى وأَمْذى ومَذى وأَدْلى الحِمارُ وقال وَدى يَدي من الوَدْيِ وَدْياً ويقال أَوْدى الحِمارُ في معنى أَدْلى وقال وَدى أَكثر من أَوْدى قال ورأَيت لبعضهم استَوْدى فلان بحَقِّي أَي أَقَرَّ به وعَرَفه قال أَبو خيرة ومُمَدَّحٍ بالمَكْرُوماتِ مَدَحْتُه فاهْتَزَّ واستَودى بها فحَباني قال ولا أَعرفه إِلا أَن يكون من الدِّية كأَنه جَعل حِباءَه له على مَدْحِه دِيةً لها والوادي معروف وربما اكتفوا بالكسرة عن الياء كما قال قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشاهِقِ ابن سيده الوادي كل مَفْرَج بين الجبالِ والتِّلال والإِكام سمي بذلك لسَيَلانه يكون مَسْلَكاً للسيل ومَنْفَذاً قال أَبو الرُّبَيْس التغلَبيّ لا صُلْح بَيْنِي فاعْلَمُوه ولا بَيْنَكُم ما حَمَلَتْ عاتِقي سَيْفِي وما كُنَّا بِنَجْدٍ وما قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشَّاهِقِ قال ابن سيده حذف لأَن الحرف لما ضعف عن تحمل الحركة الزائدة عليه ولم يقدر أَن يَتَحَامَلَ بنفسه دَعا إِلى اخترامه وحذفه والجمع الأَوْدِيةُ ومثله نادٍ وأَنْدِيةٌ للمَجالس وقال ابن الأَعرابي الوادِي يجمع أَوْداء على أَفْعالٍ مثل صاحبٍ وأَصْحابٍ أَسدية وطيء تقول أَوداهٌ على القلب قال أَبو النجم وعارَضَتْها مِنَ الأَوْداهِ أَوْدِيةٌ قَفْرٌ تُجَزِّعُ منها الضَّخْمَ والشعبا
( * قوله « والشعبا » كذا بالأصل )
وقال الفرزدق فَلولا أَنْتَ قد قَطَعَتْ رِكابي مِنَ الأَوْداهِ أَودِيةً قِفارا وقال جرير عَرَفْت ببُرقةِ الأَوْداهِ رَسماً مُحِيلاً طالَ عَهْدُكَ منْ رُسُوم الجوهري الجمع أَوْدِيةٌ على غير قياس كأَنه جمع وَدِيٍّ مثل سَرِيٍّ وأَسْريِةٍ للنَّهْر وقول الأَعشى سِهامَ يَثْرِبَ أَوْ سِهامَ الوادي يعني وادي القُرى قال ابن بري وصواب إنشاده بكماله مَنَعَتْ قِياسُ الماسِخِيَّةِ رَأْسَه بسهامِ يَثْرِبَ أَوْ سِهامِ الوادِي ويروى أَو سهامِ بلاد وهو موضع وقوله عز وجل أَلم تر أَنهم في كل وادٍ يَهيمُون ليس يعني أُوْدِيةَ الأَرض إِنما هو مَثَلٌ لشِعرهم وقَولِهم كما نقول أَنا لكَ في وادٍ وأَنت لي في وادٍ يريد أَنا لك في وادٍ من النَّفْع أَي صِنف من النفع كثير وأَنت لي في مثله والمعنى أَنهم يقولون في الذم ويكذبون فيَمدحون الرجل ويَسِمُونه بما ليس فيه ثم استثنى عز وجل الشعراء الذين مدحوا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وردّوا هِجاءه وهِجاء المسلمين فقال إِلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً أَي لم يَشغَلْهم الشِّعر عن ذكر الله ولم يجعلوه همتهم وإِنما ناضَلُوا عن النبي صلى الله عليه وسلم بأَيديهم وأَلسنتهم فهجَوْا من يستحق الهِجاء وأَحَقُّ الخَلْق به من كَذَّبَ برسوله صلى الله عليه وسلم وهَجاه وجاء في التفسير أَن الذي عَنَى عز وجل بذلك عبدُ الله بنُ رَواحةَ وكَعْبُ بن مالك وحَسَّانُ بن ثابت الأَنصاريون رضي الله عنهم والجمع أَوْداء وأَوْدِيةٌ وأَوْدايةٌ قال وأَقْطَع الأَبْحُر والأَوْدايَهْ قال ابن سيده وفي بعض النسخ والأَوادية قال وهو تصحيف لأَن قبله أَما تَرَيْنِي رَجُلاً دِعْكايَهْ ووَدَيْتُ الأَمْرَ وَدْياً قَرَّبْتُه وأَوْدَى الرجلُ هَلَكَ فهو مُودٍ قال عَتَّاب بن وَرْقاء أَوْدَى بِلُقْمانَ وقد نالَ المُنَى في العُمْرِ حتى ذاقَ مِنه ما اتَّقَى وأَوْدَى به المَنُون أَي أَهْلَكه واسم الهَلاكِ من ذلك الوَدَى قال وقلَّما يُستعمل والمصدر الحقيقي الإِيداء ويقال أَوْدَى بالشيء ذهَب به قال الأَسود بن يعفر أَوْدَى ابنُ جُلْهُمَ عَبَّادٌ بِصِرْمَتِه إِنَّ ابنَ جُلْهُمَ أَمْسى حَيَّةَ الوادِي ويقال أَوْدَى به العُمْرُ أَي ذهَب به وطالَ قال المَرَّار بن سعيد وإِنَّما لِيَ يَوْمٌ لَسْتُ سابِقَه حتى يجيءَ وإِنْ أَوْدَى به العُمُرُ وفي حديث ابن عوف وأَوْدَى سَمْعُه إِلا نِدايا أَوْدَى أَي هلَك ويريد به صَمَمَه وذَهابَ سَمْعِه وأَوْدَى به الموتُ ذهَب قال الأَعشى فإِمَّا تَرَيْنِي ولِي لِمَّةٌ فإِنَّ الحَوادِثَ أَوْدَى بها أَراد أَوْدَتْ بها فذكَّر على إِرادة الحيوان
( * قوله « الحيوان » كذا بالأصل )
والوَدَى مقصور الهَلاكُ وقد ذكر في الهمز والوَدِيُّ على فَعِيل فَسِيلُ النخل وصِغاره واحدتها ودِيَّة وقيل تجمع الوَدِيَّةُ وَدايا قال الأَنصاري نَحْنُ بِغَرْسِ الوَدِيِّ أَعْلَمُنا مِنَّا برَكْضِ الجِيادِ في السُّلَفِ وفي حديث طَهْفَة ماتَ الوَدِيُّ أَي يَبِسَ من شِدَّةِ الجَدْب والقَحْط وفي حديث أَبي هريرة لم يَشْغَلْنِي عن النبي صلى الله عليه وسلم غَرْسُ الوَدِيِّ والتَّوادِي الخَشَباتُ التي تُصَرُّ بها أَطْباءُ الناقة وتُشَدُّ على أَخْلافِها إِذا صُرَّت لئلا يَرْضَعها الفَصِيل قال جرير وأَطْرافُ التَّوادِي كُرومُها وقال الراجز يَحْمِلْنَ في سَحْقٍ مِنَ الخِفافِ تَوادِياً شُوبِهْنَ مِنْ خِلافِ
( * قوله « شوبهن » كذا في الأصل وتقدم في مادة خلف سوّين من التسوية )
واحدتها تَوْدِيةٌ وهو اسم كالتَّنْهِيةِ قال الشاعر فإِنْ أَوْدَى ثُعالةُ ذاتَ يَوْمٍ بِتَوْدِيةٍ أُعِدّ لَه ذِيارا وقد وَدَيْتُ الناقةَ بتَوْدِيَتَينِ أَي صَرَرْتُ أَخلافها بهما وقد شددت عليها التَّوْدية قال ابن بري قال بعضهم أَوْدَى إِذا كان كامِل السِّلاح وأَنشد لرؤبة مُودِينَ يَحْمُونَ السَّبِيلَ السَّابِلا قال ابن بري وهو غلط وليس من أَوْدَى وإِنما هو من آدَى إِذا كان ذا أَداةٍ وقُوَّة من السلاح وذي ابن الأَعرابي هو الوَذْيُ والوَذِيُّ وقد أَوْذَى ووَذِيَ
( * قوله « ووذي » كذا ضبط في الأصل بكسر الذال ولعله بفتحها كنظائره وهو المَنْيُ والمَنِيُّ وفي الحديث أَوحَى الله تعالى إِلى موسى عليه السلام وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم أَمِنْ أَجل دُنْيا دَنِيَّةٍ وشَهْوةٍ وَذِيَّة قوله وذِيَّة أَي حقيرة قال ابن السكيت سمعت غير واحد من الكلابيين يقول أَصْبَحَتْ وليس بها وَحْصةٌ وليس بها وَذْيةٌ أَي بَرْدٌ يعني البلاد والأَيام المحكم ما به وَذْيةٌ إِذا بَرأَ من مرضه أَي ما به داء التهذيب ابن الأَعرابي ما به وَذيةٌ بالتسكين وهو مثل حَزَّة وقيل ما به وَذْيةٌ أَي ما به عِلَّةٌ وقيل أَي ما به عَيْبٌ وقال الوُذِيُّ هي الخُدُوش ابن السكيت قالت العامرية ما به وَذْيةٌ أَي ليس به جِراحٌ )

( وذي ) ابن الأَعرابي هو الوَذْيُ والوَذِيُّ وقد أَوْذَى ووَذِيَ
( * قوله « ووذي » كذا ضبط في الأصل بكسر الذال ولعله بفتحها كنظائره وهو المَنْيُ والمَنِيُّ وفي الحديث أَوحَى الله تعالى إِلى موسى عليه السلام وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم أَمِنْ أَجل دُنْيا دَنِيَّةٍ وشَهْوةٍ وَذِيَّة قوله وذِيَّة أَي حقيرة قال ابن السكيت سمعت غير واحد من الكلابيين يقول أَصْبَحَتْ وليس بها وَحْصةٌ وليس بها وَذْيةٌ أَي بَرْدٌ يعني البلاد والأَيام المحكم ما به وَذْيةٌ إِذا بَرأَ من مرضه أَي ما به داء التهذيب ابن الأَعرابي ما به وَذيةٌ بالتسكين وهو مثل حَزَّة وقيل ما به وَذْيةٌ أَي ما به عِلَّةٌ وقيل أَي ما به عَيْبٌ وقال الوُذِيُّ هي الخُدُوش ابن السكيت قالت العامرية ما به وَذْيةٌ أَي ليس به جِراحٌ )

( وري ) الوَرْيُ قَيْح يكون في الجَوف وقيل الوَرْي قَرْحٌ شديد يُقاء منه القَيْح والدَّمُ وحكى اللحياني عن العرب ما له وَراه الله أَي رَماه الله بذلك الداء قال والعرب تقول للبَغِيض إِذا سَعَلَ وَرْياً وقُحاباً وللحبيب إِذا عَطَس رَعْياً وشْبَاباً وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لأَن يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكم قَيْحاً حتى يَرِيَه خير له من أَن يَمْتَلِئَ شِعْراً قال الأَصمعي قوله حتى يَرِيَه هو من الوَرْي على مثال الرَّمْي يقال منه رجل مَوْرِيٌّ غير مهموز وهو أَن يَدْوَى جَوْفُه وأَنشد قالت له وَرْياً إِذا تَنَحْنَحا
( * قوله « تنحنحا » كذا بالأصل وشرح القاموس والذي في غير نسخة من الصحاح تنحنح )
تدعو عليه بالوَرْي ويقال وَرَّى الجُرْحُ سائرَه تَوْرِيةً أَصابه الوَرْيُ وقال الفرَّاء هو الوَرى بفتح الراء وقال ثعلب هو بالسكون المصدر وبالفتح الاسم وقال الجوهري وَرَى القَيْحُ جَوْفَه يَرِيه وَرْياً أَكَله وقال قوم معناه حتى يُصِيب رِئَته وأَنكره غيرهم لأَن الرئة مهموزة فإِذا بنيت منه فِعلاً قلت رآه يَرْآه فهو مَرْئِيٌّ وقال الأَزهري إِنَّ الرئة أَصلها من

ورى
وهي محذوفة منه يقال وَرَيْت الرجل فهو مَوْرِيٌّ إِذا أَصبت رِئته قال والمشهور في الرواية الهمز وأَنشد الأَصمعي للعجاج يصف الجِراحات بَينَ الطِّراقَيْنِ ويَفْلِينَ الشَّعَرْ عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَن سَبَرْ كأَنه يُعْدِي من عِظَمِه ونُفور النفس منه يقول إِنَّ سَبَرها إِنسان أَصابَه منه الوَرْيُ من شدَّتها وقال أَبو عبيدة في الوَرْي مثله إِلا أَنه قال هو أَن يأْكل القيحُ جوفَه قال وقال عبد بني الحَسْحاس يذكر النساء وَراهُنَّ رَبِّي مِثلَ ما قد وَرَينَني وأَحْمَى على أَكْبادِهِنَّ المَكاوِيا وقال ابن جبلة سمعت ابن الأَعرابي يقول في قوله تُوَرِّي مَنْ سَبَرَ قال معنى تُوَرِّي تَدفَع يقول لا يَرى فيه عِلاجاً من هَوْلِها فيَمْنَعه ذلك من دوائها ومنه قول الفَرزدق فلو كنتَ صُلْبَ العُودِ أَو ذا حَفِيظَةٍ لَوَرَّيْتَ عن مَوْلاكَ والليلُ مُظْلِمُ يقول نَصَرْتَه ودفعتَ عنه وتقول منه رِ يا رجل وَريا للاثنين ورُوا للجماعة وللمرأَة رِي وهي ياء ضمير المؤنث مثل قومي واقْعُدِي وللمرأَتين رِيا وللنسوة رِينَ والاسم الوَرَى بالتحريك ووَرَيْته وَرْياً أَصبت رئته والرئة محذوفة من وَرَى والوارية سائصة
( * قوله « والوارية سائصة » كذا بالأصل وعبارة شارح القاموس والوارية داء داء يأْخذ في الرئة يأْخذ منه السُّعال فيَقْتُل صاحِبَه قال وليسا من لفظ الرّئة ووَراهُ الداء أَصابه ويقال وُرِيَ الرجلُ فهو مَوْرُوٌّ وبعضهم يقول مَوْرِيٌّ وقولهم به الوَرَى وحُمَّى خَيْبرا وشَرُّ ما يُرَى فإِنه خَيْسَرَى إِنما قالوا الوَرَى على الإِتباع وقيل إِنما هو بفِيه البَرَى أَي التراب وأَنشد ابن الأَعرابي هَلُمَّ إِلى أُمَية إِنَّ فيها شِفاء الوارِياتِ منَ الغَلِيلِ وعمَّ بها فقال هي الأَدْواء التهذيب الوَرَى داء يُصِيب الرجل والبعير في أَجوافهما مقصور يكتب بالياء يقال سلَّط الله عليه الوَرى وحُمَّى خَيْبرا وشَرَّ ما يُرَى فإِنه خَيْسَرَى وخَيْسَرَى فَيْعَلى من الخُسْران ورواه ابن دريد خَنْسَرَى بالنون من الخَناسِير وهي الدَّواهي قال الأَصمعي وأَبو عمرو لا يَعْرِفُ الوَرَى من الداء بفتح الراء إِنما هو الوَرْيُ بإِسكان الراء فصُرِف إِلى الوَرَى وقال أَبو العباس الوَرْيُ المصدر والوَرَى بفتح الراء الاسم التهذيب الوَرَى شَرَقٌ يَقَعُ في قَصَبةِ الرِّئتين فَيَقْتُله
( * قوله فيقتله أي فيقتل من أصيب بالشرق ) أَبو زيد رجل مَوْرِيٌّ وهو داء يأْخذ الرجل فيَسْعُلُ يأْخذه في قصب رِئته وَوَرَتِ الإِبلُ وَرْياً سَمِنَتْ فكثر شحمها ونِقْيها وأَوْراها السِّمَن وأَنشد أَبو حنيفة وكانَتْ كِنازَ اللحمِ أَورَى عِظامَها بِوَهْبِينَ آثارُ العِهادِ البَواكِر والواري الشحم السَّمينُ صفة غالبة وهو الوَرِيُّ والوارِي السمين من كل شيء وأَنشد شمر لبعض الشعراء يصف قِدْراً ودَهْماءَ في عُرْضِ الرُّواقِ مُناخةٍ كَثيرةِ وذْرِ اللحمِ وارِيةِ القَلْبِ قال قَلْبٌ وارٍ إِذا تَغَشَّى بالشحم والسِّمَن ولَحْمٌ وَرِيٌّ على فَعِيل أَي سمين وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنَّ امرأَة شَكَتْ إِليه كُدُوحاً في ذِراعَيها من احْتراشِ الضَّبابِ فقال لو أَخذتِ الضَّبَّ فَوَرَّيْتِه ثم دَعَوْتِ بِمِكْتَفَةٍ فَثَمَلْتِه كان أَشْبَعَ وَرَّيْتِه أَي رَوَّغْتِه في الدُّهن من قولك لَحْمٌ وارٍ أَي سَمِينٌ وفي حديث الصدقة وفي الشَّويِّ الوَرِيِّ مُسِنَّةٌ فَعِيل بمعنى فاعل وَوَرَتِ النارُ تَرِي وَرْياً ورِيةً حسَنَةً وَوَرِيَ الزَّنْدُ يَرِي وَوَرَى يَرِي ويَوْرَى وَرْياً ووُرِيّاً ورِيةً وهو وارٍ ووَرِيٌّ اتَّقَد قال الشاعر وَجَدْنا زَنْدَ جَدِّهمِ ورِيّاً وزَنْدَ بني هَوازِنَ غَيرَ وارِي وأَنشد أَبو الهيثم أُمُّ الهُنَيْنَين مِنْ زَنْدٍ لها وارِي وأَوْرَيْتُه أَنا وكذلك وَرَّيْتُه تَوْرِيةً وأَنشد ابن بري لشاعر وأَطْفِ حَدِيثَ السُّوء بالصَّمْتِ إِنَّه مَتَى تُورِ ناراً للعِتاب تَأَجَّجَا ويقال وَرِيَ المُخُّ يَرِي إِذا اكتنز وناقةٌ وارِيةٌ أَي سمِينة قال العجاج يأْكُلْنَ مِن لَحْمِ السَّدِيفِ الواري كذا أَورده الجوهري قال ابن بري والذي في شعر العجاج وانْهَمَّ هامُومُ السَدِيفِ الواري عن جَرَزٍ منه وجَوْزٍ عاري وقالوا هُو أَوْراهُمْ زَنْداً يضرب مثلاً لنَجاحه وظَفَره يقال إِنه لوارِي الزِّنادِ وواري الزَّنْد وورِيُّ الزند إِذا رامَ أَمراً أَنجَحَ فيه وأَدرَكَ ما طَلب أَبو الهيثم أَوْرَيْتُ الزِّنادَ فوَرَتْ تَرِي وَرْياً وَرِيةً قال وقد يقال وَرِيَتْ تَوْرَى وَرْياً وَرِيةً وأَوْرَيْتُها أَنا أَثْقَبْتُها وقال أَبو حنيفة ورَتِ الزنادُ إِذا خرجت نارها ووَرِيَتْ صارت وارِيةً وقال مرَّة الرِّيةُ كلُّ ما أَوْرَيْتَ به النار من خِرْقة أَو عُطْبةٍ أَو قِشْرةٍ وحكى ابْغِنِي رِيَّةً أَرِي بها ناري قال وهذا كله على القلب عن وِرْيةٍ وإِنْ لم نسمع بوِرْيةٍ وفي حديث تزويج خديجة رضي الله عنها نَفَخْتَ فأَوْرَيْتَ ورَى الزَّندُ خرجت نارُه وأَوْراه غيره إِذا استخرج نارَه والزَّنْدُ الواري الذي تظهر ناره سريعاً قال الحربي كان ينبغي أَن يقول قدَحْتَ فأَوْرَيْت وفي حديث علي كرم الله وجهه حتى أَوْرَى قَبَساً لقابِسٍ أَي أَظْهَرَ نُوراً من الحق لطالب الهُدى وفي حديث فتح أَصْبهنَ تَبْعَثُ إِلى أَهل البصرة فيُوَرُّوا قال هو من وَرَّيْت النر تَوْرِيةً إِذا استخرجتها قال واسْتَوْرَيْتُ فلاناً رأْياً سأَلته أَن يستخرج لي رأْياً قال ويحتمل أَن يكون من التَّوْرِية عن الشيء وهو الكناية عنه وفلان يَسْتَوْرِي زنادَ الضلالةِ وأَوْرَيْتُ صَدره عليه أَوْقَدْتُه وأَحقَدْته وَرِيةُ النار مخففة ما تُورى به عُوداً كان أَو غيره أَبو الهيثم الرِّيةُ من قولك ورَتِ النارُ تَري وَرْياً ورِيَّةً مثل وعَتْ تَعِي وَعْياً وعِيةً ووَدَيْتُه أَدِيه وَدْياً ودِيةً قال وأَوْرَيْتُ النار أُورِيها إِيراء فَوَرَت تَري ووَرِيَتْ تَرِي ويقال وَرِيَتْ تَوْرَى وقال الطرمّاح يصف أَرضاً جَدْبة لا نبات فيها كظَهْرِ اللأََى لو تَبْتَغِي رِيَّةً بها لعَيَّتْ وشَقَّتْ في بُطون الشَّواجنِ أَي هذه الصَّحْراء كظهر بقرة وحشية ليس فيها أَكَمَة ولا وَهْدة وقال ابن بُزُرْج ما تُثْقب به النار قال أَبو منصور جعلها ثَقُوباً من خَثًى أَو رَوْثٍ أَو ضَرَمةٍ أَو حَشِيشة يابسة التهذيب وأَما قول لبيد تَسْلُبُ الكانِسَ لمْ يُورَ بها شُعْبةُ الساقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ روي لم يُورَ بها ولم يُورَأْ بها ولم يُوأَرْ بها فمن رواه لم يُورَ بها فمعناه لم يَشْعُرْ بها وكذلك لم يُورَأْ بها قال ورَيْته وأَوْرَأْته إِذا أَعْلَمْته وأَصله من وَرَى الزَّنْدُ إِذا ظهرت نارُها كأَنَّ ناقته لم تُضِئُ للظبي الكانس ولم تَبِنْ له فيَشْعُر بها لسُرْعَتِها حتى انْتَهَت إِلى كِناسه فنَدَّ مندَّ منهاجافِلاً قال وأَنشدني بعضهم دَعاني فلمْ أُورَأْ به فأَجَبْتُه فمَدَّ بثَدْيٍ بَيْننا غَير أَقْطَعا أَي دَعاني ولم أَشْعُرْ به ومن رواه ولم يُوأَرْ بها فهي من أُوارِ الشمس وهو شدَّة حرِّها فقَلَبه وهو من التنفير والتَّوْراةُ عند أَبي العباس تَفْعِلةٌ وعند الفارسي فَوْعلة قال لقلة تَفْعِلة في الأَسماء وكثرة فَوْعلة ووَرَّيْتُ الشيءَ ووَارَيْتُه أَخْفَيْتُه وتَوارى هو استتر الفراء في كتابه في المصادر التَّوْراةُ من الفعل التَّفْعِلة كأَنها أُخِذَتْ من أَوْرَيْتُ الزِّناد وورَّيْتُها فتكون تَفْعِلة في لغة طيِّء لأَنهم يقولون في التَّوْصِية تَوْصاةٌ وللجارية جاراةٌ وللناصِيةِ ناصاةٌ وقال أَبو إسحق في التَّوارة قال البصريون تَوْراةٌ أَصلها فَوْعَلةٌ وفوعلة كثير في الكلام مثل الحَوْصلة والدَّوْخلة وكلُّ ما قُلْت فيه فَوْعَلْتُ قمصدره فَوْعلةٌ فالأَصل عندهم وَوْراةٌ ولكن الواو الأُولى قلبت تاء كما قلبت في تَوْلَج وإِنما هو فَوْعَل من وَلَجْت ومثله كثير واسْتَوْرَيْتُ فلاناً رَأْياً أَي طلبتُ إِليه أَن ينظر في أَمري فيَستخرج رَأْياً أَمضي عليه ووَرَّيْتُ الخَبر جعلته ورائي وسَتَرْته عن كراع وليس من لفظ وراء لأَن لام وراء همزة وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان إِذا أَراد سَفَراً ورَّى بغَيْرِه أَي سَتَرَه وكَنى عنه وأَوْهَمَ أَنه يريد غيره وأَصله من الوراء أَي أَلقَى البَيانَ وراءَ ظهره ويقال وارَيْته ووَرَّيْتُه بمعنى واحد وفي التنزيل العزيز ما وُرِيَ عنهما أَي سُتِرَ على فُوعِلَ وقرئَ وُرِّي عنهما بمعناه ووَرَّيْتُ الخبر أُوَرِّيه تَوْرِيةً إِذا سترته وأَظهرت غيره كأَنه مأْخوذ من وَراء الإِنسان لأَنه إِذا قال وَرَّيته فكأَنه يجعله وراءه حيث لا يظهر والوَرِيُّ الضَّيْفُ وفلان وَرِيُّ فلا أَي جارَه الذي تُوارِيه بيُوته وتستره قال الأَعشى وتَشُدُّ عَقْدَ وَرِيَّنا عَقْدَ الحِبَجْرِ على الغِفارَهْ قال سمي وَرِيّاً لأَن بيته يُوارِيه ووَرَّيْتُ عنه أَرَدْتُه وأَظهرت غيره وأَرَّيت لغة وهو مذكور في موضعه والتَّوْرِيةُ الستر والتَّرِيَّةُ اسم ما تَراه الحائض عند الاغتسال وهو الشيء الخفي اليسير وهو أَقل من الصُّفْرة والكُدرة وهو عند أَبي علي فَعِيلة من هذا لأَنها كأَنَّ الحيضَ وارَى بها عن مَنْظَره العَيْن قال ويجوز أَن يكون من ورَى الزندُ إِذا أَخرج النارَ كأَن الطُّهر أَخرجها وأَظْهَرها بعدما كان أَخْفاها الحَيْضُ ووَرَّى عنه بصَرَه ودَفَع عنه وأَنشد ابن الأَعرابي وكُنْتُمْ كأُمٍّ بَرّةٍ ظَعَنَ ابنُها إِليها فما وَرَّتْ عليهِ بساعِدِ ومِسْكٌ وارٍ جيّد رفِيع أَنشد ابن الأَعرابي تُعَلُّ بالجادِيِّ والمِسْكِ الوارْ والوَرَى الخَلْق تقول العرب ما أَدري أَيُّ الوَرَى هو أَي أَيُّ الخلق هو قال ذو الرمة وكائنْ ذَعَرْنا مِن مَهاةٍ ورامحٍ بِلادُ الوَرَى ليستْ له ببِلادِ قال ابن بري قال ابن جني لا يستعمل الوَرَى إِلاَّ في النفي وإِنما سَوَّغ لذي الرمة استعماله واجباً لأَنه في المعنى منفي كأَنه قال ليست بِلادُ الوَرَى له بِبِلاد الجوهري ووَراء بمعنى خَلْف وقد يكون بمعنى قُدَّام وهو من الأَضداد قال الأَخفش لَقِيتُه من وَراءُ فترفعه على الغاية إِذا كان غير مضاف تجعله اسماً وهو غير متمكن كقولك مِنْ قَبْلُ ومن بَعْدُ وأَنشد لعُتَيِّ بن مالك العُقَيْلي أَبا مُدْرِك إِنَّ الهَوَى يومَ عاقِلٍ دَعاني وما لي أَنْ أُجِيبَ عَزاءُ وإِنَّ مُرورِي جانِباً ثم لا أَرى أُجِيبُكَ إِلاَّ مُعْرِضاً لَجَفاءُ وإِنَّ اجتِماعَ الناسِ عندِي وعندَها إِذا جئتُ يَوْماً زائراً لَبَلاءُ إِذا أَنا لم أُومَنْ عليكَ ولم يَكُنْ لِقاؤُكَ إِلاَّ مِنْ وَراءُ وراءُ وقولهم وراءَكَ أَوسَعُ نصب بالفعل المقدَّر وهو تأَخَّرْ وقوله عزَّ وجل وكان وَراءَهُم مَلِكٌ أَي أَمامَهم قال ابن بري ومثله قول سَوَّار ابن المُضَرِّب أَيَرْجُو بَنُو مَرْوانَ سَمْعي وطاعَتي وقَوْمِي تَمِيمٌ والفَلاةُ وَرائيا ؟ وقول لبيد أَليسَ وَرائي إِنْ تَراخَتْ مَنِيَّتي لزُومُ العَصا تُثْنى عليها الأَصابِعُ ؟ وقال مرقش ليسَ على طُولِ الحَياةِ نَدَم ومِنْ وراءِ المَرْءِ ما يَعْلَم أَي قُدَّامُه الشّيْبُ والهَرَمُ وقال جرير أَتُوعِدُني وَرَاءَ بَني رَباحٍ ؟ كَذَبْتَ لَتَقْصُرَنَّ يَدَاكَ دوني قال وقد جاءت وَرا مقصورة في الشعر قال الشاعر تَقاذَفَه الرُّوَّادُ حتى رَمَوْا به ورَا طَرَفِ الشامِ البِلادَ الأَباعِدا أَراد وَراءَ وتصغيرها وُرَيِّئَةٌ بالهاء وهي شاذة وفي حديث الشفاعة يقول إِبراهيمُ إِنِّي كنتُ خَليلاً من وَراءَ وراء هكذا يروى مبنيّاً على الفتح أَي من خَلف حِجابٍ ومنه حديث مَعْقِل أَنه حدَّث ابنَ زِياد بحديث فقال أَشيءٌ سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أَو مِن وَراءَ وَراء أَي ممن جاءَ خَلْفَه وبعدَه والوَراءُ أَيضاً ولد الولد وفي حديث الشعبي أَنه قال لرجل رأَى معه صبيّاً هذا ابنك ؟ قال ابن ابني قال هو ابنُك من الوَراء يقال لولد الولد الوَراءُ والله أَعلم

( وزي ) وزَى الشيءُ يَزِي اجتَمع وتَقَبَّض والوَزَى من أَسماءِ الحمار المِصَكِّ الشَّدِيد ابن سيده الوَزَى الحمار النَّشِيطُ الشديد وحِمارٌ وزًى مِصكٌّ شديد والوَزى القًصِيرُ من الرجال الشديد المُلَزَّزُ الخَلْقِ المقتدر وقال الأَغلب العجلي قَدْ أَبْصَرَتْ سَجاحِ مِنْ بَعْدِ العَمَى تاحَ لها بَعْدَكَ خِنْزابٌ وَزَى مُلَوَّحٌ في العينِ مَجْلُوزُ القَرَا والمُسْتَوْزِي المُنْتَصِب المُرْتَفِع واسْتَوْزَى الشيءُ انْتَصَب يقال ما لي أَراكَ مُسْتَوزِياً أَي مُنتصباً قال تَمِيم بن مُقْبِل يصف فرساً له ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزِياً شَكِيرُ جَحافِلِه قَدْ كَتِنْ وأَوْزَى ظَهْرَه إِلى الحائط أَسْنَدَه وهو معنى قول الهذلي لَعَمْرُ أَبي عَمْروٍ لَقَدْ ساقَه المَنَى إِلى جَدَثٍ يُوزَى لَه بِالأَهاضِبِ وعَيْرٌ مُسْتَوزٍ نافِرٌ وأَنشد بيت تميم بن مقبل ذَعرت به العَير مستوزياً وفي النوادر است

وزى
في الجبل واستولى أَي أَسْنَد فيه ويقال أَوْزَيْتُ ظهري إِلى الشيءِ أَسْنَدْته ويقال أَوْزَيْته أَشْخَصْتُه ونَصَبْتُه وأَنشد بيت الهذلي إِلى جدث يوزى له بالأَهاضب يقال وَزَى فُلاناً الأَمْرُ أَي غاظَه ووَزاه الحَسَدُ قال يَزِيد بن الحكم إِذا سافَ مِنْ أَعْيارِ صَيْفٍ مَصامةً وزَاهُ نَشِيجٌ عِنْدَها وشَهِيقُ التهذيب والوَزَى الطيور قال أَبو منصور كأَنها جمع وَزٍّ وهو طَيْرُ الماءِ وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بَيْع النَّخْل حتى يُؤْكَلَ منه وحتى يُوزَنَ قال أَبو البَخْتَرِيّ فَوازَيْنا العَدُوَّ وصافَفْناهُم المُوازاةُ المُقابلة والمُواجَهةُ قال والأَصل فيه الهمزة يقال آزَيْته إِذا حاذَيْتَه قال الجوهري ولا تقل وازَيْته وغيره أَجازه على تخفيف الهمزة وقلبها قال وهذا إِنما يصح إِذا انفتحت وانضم ما قبلها نحو جُؤَن وسُؤَال فيصح في المُوازاة ولا يصح في وازينا إِلاَّ أَن يكون قبلها ضمة من كلمة أُخرى كقراءَة أَبي عمرو السُّفهاءُ ولا إِنَّهم ووَزَأَ اللحمَ وَزْءاً أَيْبَسَه ذكره في الهمزة والله أَعلم

( وسي ) الوَسْيُ الحَلْق أَوْسَيتُ الشيءَ حَلَقْته بالمُ

وسى
ووَشَى رأْسَه وأَوْساه إِذا حَلَقَه والمُوسَى ما يُحْلَقُ به مَن جعله فُعْلى قال يُذَكَّر ويؤَنث وحكى الجوهري عن الفراء قال هي فْعْلى وتؤنث وأَنشد لزياد الأَعجم يهجو خالد بن عَتَّاب فإِن تَكُنِ الموسى جَرَتْ فوقَ بَظْرِها فما خُتِنَتْ إِلا ومَصَّانُ قاعِدُ
( * قوله « بظرها » وقوله « ختنت » ما هنا هو الموافق لما في مادة مصص ووقع في مادة موس بطنها ووضعت )
قال ابن بري ومثله قول الوَضَّاح بن إِسمعيل مَن مُبْلِغُ الحَجَّاج عني رِسالةً فإِن شئتَ فاقْطَعْني كما قُطِعَ السَّلى وإِن شئتَ فاقْتُلْنا بمُوسى رَمِيضةٍ جميعاً فَقَطِّعْنا بها عُقَدَ العُرا وقال عبد الله بن سعيد الأُمَوِيُّ هو مذكر لا غير يقال هذا موسى كما ترى وهو مُفْعَلٌ من أَوْسَيْت رأْسَه إِذا حَلَقْتَه بالمُوسى قال أَبو عبيدة ولم نسمع التذكير فيه إِلا من الأُمَويّ وجمع مُوسى الحديد مَواسٍ قال الراجز شَرابُه كالحَزِّ بالمَواسي ومُوسى اسم رجل قال أَبو عمرو بن العلاء هو مُفْعَلٌ يدل على ذلك أَنه يصرف في النكرة وفْعْلى لا ينصرف على حال ولأَن مُفْعَلاً أَكثر من فُعْلى لأَنه يبنى من كل أَفعلت وكان الكسائي يقول هو فعلى والنسبة إِليه مُوسَويٌّ ومُوسيٌّ فيمن قال يَمَنيٌّ والوَسْيُ الاستواء وواساهُ لغة ضعيفة في آساه يبنى على يُواسي وقد اسْتَوْسَيْتُه أَي قلت له واسني والله أَعلم

( وشي ) الجوهري الوَشْيُ من الثياب معروف والجمع وِشاء على فَعْلٍ وفِعالٍ ابن سيده الوَشْيُ معروف وهو يكون من كل لون قال الأَسود بن يعفر حَمَتْها رِماحُ الحَرْبِ حتى تَهَوَّلَت بِزاهِرِ نَوْرٍ مِثْلِ وَشْي النَّمارِقِ يعني جميع أَلوان الوَشْي والوَشْيُ في اللون خَلْطُ لوْنٍ بلون وكذلك في الكلام يقال وشَيْتُ الثوبَ أَشِيهِ وَشْياً وشِيَةً ووَشَّيْتُه تَوْشِيةً شدِّد للكثرة فهو مَوْشِيٌّ ومُوَشًّى والنسبة إِليه وَشَوِيٌّ ترد إِليه الواو وهو فاء الفعل وتترك الشين مفتوحاً قال الجوهري هذا قول سيبويه قال وقال الأَخفش القياس تسكين الشين وإِذا أَمرت منه قلت شِهْ بهاء تدخلها عليه لأَن العرب لا تنطق بحرف واحد وذلك أَن أَقلَّ ما يحتاج إِليه البناء حَرْفان حَرْفٌ يُبْتَدأُ به وحرف يُوقَف عليه والحرف الواحد لا يحتمل ابتداء ووقفاً لأَن هذه حركة وذلك سكون وهما متضادان فإِذا وصلت بشيء ذهبت الهاء استغناء عنها والحائكُ واشٍ يَشي الثوب وَشْياً أَي نسْجاً وتأْليفاً ووَشى الثوبَ وَشْياً وشِيةً حَسَّنَه ووَشَّاه نَمْنَمَه ونَقَشَه وحَسَّنه ووَشى الكَذِبَ والحديثَ رَقَمَه وصَوَّرَه والنَّمَّامُ يَشي الكذبَ يُؤَلِّفُه ويُلَوِّنه ويُزَيِّنه الجوهري يقال وَشى كلامَه أَي كذب والشِّيةُ اسودٌ في بياض أَو بياض في سواد الجوهري وغيره الشِّيةُ كلُّ لون يخالف مُعظم لون الفرس وغيره وأَصله من الوَشْي والهاء عوض من الواو الذاهبة من أَوله كالزِّنة والوزن والجمع شِياتٌ ويقال ثَوْرٌ أَشْيَهُ كما يقال فرس أَبْلَقُ وتَيْسٌ أَذْرَأُ ابن سيده الشِّيةُ كلُّ ما خالَف اللَّوْنَ من جميع الجسد وفي جميع الدواب وقيل شِيةُ الفرس لوْنُه وفرس حَسَنُ الأُشِيِّ أَي الغُرَّة والتحجيل همزته بدل من واوِ وُشِيٍّ حكاه اللحياني ونَدَّرَه وتَوَشَّى فيه الشَّيْبُ ظَهرَ فيه كالشِّيةِ عن ابن الأَعرابي وأَنشد حتى تَوَشَّى فِيَّ وَضَّاحٌ وَقَلْ وقَلٌ مُتَوَقِّلٌ وإِن الليل طَويلٌ ولا أَشِ شِيَتَه ولا إِشِ شيته أَي لا أَسهره للفكر وتدبير ما أُريد أَن أُدبره فيه من وشَيْتُ الثوب أَو يكون من معرفتك بما يجري فيه لسهرك فتراقب نجومه وهو على الدعاء قال ابن سيده ولا أَعرف صيغة إِشِ ولا وجه تصريفها وثور مُوَشَّى القوائِم فيه سُعْفةٌ وبياض وفي التنزيل العزيز لا شِيةَ فيها أَي ليس فيها لوْنٌ يُخالِفُ سائر لونها وأَوْشَتِ الأَرْضُ خرج أَولُ نبتها وأَوْشَتِ النخلة خرج أَولُ رُطبَها وفيها وَشْيٌ من طَلْعٍ أَي قليل ابن الأَعرابي أَوْشَى إِذا كَثُرَ ماله وهو الوَشاءُ والمَشاء وأَوْشَى الرجلُ وأَفْشى وأَمْشى كثرت ماشِيَتُه ووَشْيُ السِّيفِ فِرِنْدُه الذي في متنه وكلُّ ذلك من الوَشْي المعروف وحَجَرٌ به وَشَيٌ أَي حجر من معدن فيه ذهب وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وما هِبْرِزيٌّ من دَنانير أَيْلةٍ بأَيدي الوُشاةِ ناصِعٌ يَتأَكَّلُ بأَحْسَن منه يَوْمَ أَصْبَحَ غادِياً ونَفَّسَني فيه الحِمامُ المُعَجَّلُ قال الوُشاةُ الضَّرَّابونَ يعني ضُرَّاب الذهب ونَفَّسني فيه رَغَّبني وأَوْشى المَعْدِنُ واسْتَوْشى وُجد فيه شيء يسير من ذهب والوَشاء تَناسل المالِ وكثرته كالمَشاء والفَشاء قال ابن جني هو فَعالٌ من الوَشْيِ كأَن المال عندهم زِينةٌ وجَمال لهم كما يُلْبَس الوَشْي للتحسن به والواشِيةُ الكثيرةُ الولد يقال ذلك في كل ما يَلِد والرجل واشٍ ووَشى بنو فلان وَشْياً كثروا وما وَشَتْ هذه الماشِيةُ عندي بشيء أَي ما وَلدَت ووَشى به وَشْياً ووِشايةً نَمَّ به وَوَشى به إِلى السلطان وِشايةً أَي سَعى وفي حديث عفِيف خَرَجْنا نَشي بسعدٍ إِلى عُمَرَ هو من وَشى إِذا نَمَّ عليه وَسَعى به وهو واشٍ وجمعه وُشاةٌ قال وأَصله اسْتِخْراج الحديثِ باللُّطْفِ والسؤال وفي حديث الإِفك كان يَسْتَوْشِيه ويَجْمَعُه أَي يستخرج الحديث بالبحث عنه وفي حديث الزهري أَنه كان يَسْتَوْشي الحديث وفي حديث عُمَر رضي الله عنه والمرأَةِ العجوز أَجاءَتْني النَّآئِدُ إِلى اسْتِيشاء الأَباعِد أَي أَلجأَتْني الدواهي إِلى مسأَلةِ الأَباعِدِ واستخراج ما في أَيديهم والوَشْيُ في الصوت والواشي والوَشاءُ النَّمَّام وأْتشى العظمُ جَبَرَ الفراء ائْتَشى العظم إِذا بَرأَ من كَسْر كان به قال أَبو منصور وهو افْتِعال من الوَشْي وفي الحديث عن القاسم بن محمد أَن أَبا سَيَّارة وَلِعَ بامرأَة أَبي جُنْدَبٍ فأَبت عليه ثم أَعلمت زوجها فكَمَنَ له وجاء فدخل عليها فأَخذه أَبو جُنْدَب فدَقَّ عُنُقَه إِلى عَجْب ذَنبه ثم أَلقاه في مَدْرَجةِ الإِبل فقيل له ما شأْنك ؟ فقال وقَعْتُ عن بكر لي فحَطَمَني فَأْتَشى مُحْدَوْدِباً معناه أَنه بَرَأَ من الكسر الذي أَصابه والتأَمَ وَبرَأَ مع احْديداب حَصَل فيه وأَوْشى الشيءَ استخرجه برِفْق وأَ

وشى
الفَرَسَ أَخذ ما عنده من الجَرْيِ قال ساعدة بن جؤية يُوشُونَهُنَّ إِذا ما آنَسُوا فَزَعاً تحْتَ السَّنَوَّرِ بالأَعْقابِ والجِذَمِ واسْتَوْشاه كأَوْشاه واسْتَوْشى الحديثَ استخرجه بالبحث والمسأَلة كما يُسْتَوْشى جَرْيُ الفرس وهو ضَرْبه جَنْبَه بعَقِبه وتَحْرِيكُه ليَجْريَ يقال أَوْشى فرسَه واستَوْشاه وكلُّ ما دَعَوْتَه وحَرَّكْته لترسله فقد اسْتَوْشَيْتَه وأَوْشى إِذا استخرج جَرْيَ الفرس برَكْضه وأَوْشى استخرج معنى كلام أَو شِعر قال ابن بري أَنشد الجوهري في فصل جذم بيت ساعدة ابن جؤية يوشونهن إِذا ما آنسوا فزعاً قال أَبو عبيد قال الأَصمعي يُوشي يُخْرجُ بِرفْقٍ قال ابن بري قال ابن حمزة غلط أَبو عبيد على الأَصمعي إِنما قال يُخرج بكُرْه وفلان يَسْتَوشِي فرسه بعَقِبه أَي يَطلب ما عنده ليَزيده وقد أَوْشاه يُوشِيه إِذا استحثه بمِحْجَن أَو بكُلاَّبٍ وقال جندل ابن الراعي يَهجو ابن الرِّقاع جُنادِفٌ لاحِقٌ بالرَّأْسِ مَنْكِبُه كأَنَّه كَوْدَنٌ يُوشَى بكُلاَّبِ مِنْ مَعْشَرٍ كُحِلَتْ باللُّؤْمِ أَعْيُنُهُمْ وُقْصِ الرِّقابِ مَوالٍ غيرِ طُيّابِ
( * قوله « غير طياب » كذا في الأصل والذي في صحاح الجوهري في مادة صوب غير صياب )
وأَوْشى الشيءَ عَلِمه عن ابن الأَعرابي وأَنشد غرَّاء بَلْهاء لا يَشْقى الضَّجِيعُ بها ولا تُنادي بما تُوشِي وتَسْتَمِعُ لا تُنادِي به أَي لا تُظْهره وفي النهاية في الحديث لا يُنْقَض عَهْدُهم عن شِية ماحِلٍ قال هكذا جاءَ في رواية أَي من أَجْلِ وَشْي واشٍ والماحِلُ الساعي بالمِحال وأَصل شِيةٍ وَشْيٌ فحذفت الواو وعوّضت منها الهاء وفي حديث الخيل فإِن لم يكن أَدْهَمَ فكُمَيْتٌ على هذه الشِّيةِ والله أَعلم

( وصي ) أَوْصى الرجلَ ووَصَّاه عَهِدَ إِليه قال رؤبة وَصَّانيَ العجاجُ فيما وَصَّني أَراد فيما وَصَّاني فحذف اللام للقافية وأَوْصَيْتُ له بشيءٍ وأَوْصَيْتُ إِليه إِذا جعلتَه وَصِيَّكَ وأَوْصَيْتُه ووَصَّيْته إِيصاء وتَوْصِيةً بمعنى وتَواصي القومُ أَي أَوْصى بعضهم بعضاً وفي الحديث اسْتَوْصُوا بالنساءِ خيراً فإِنَّهن عندكم عَوانٍ والاسم الوَصاةُ والوَصايةُ والوِصايةُ والوصِيَّةُ أَيضاً ما أَوْصَيْتَ به والوَصِيُّ الذي يُوصي والذي يُ

وصى
له وهو من الأَضداد ابن سيده الوَصِيُّ المُوصي والمُوصى والأُنثى وَصِيٌّ وجمعُهما جميعاً أَوْصِياء ومن العرب من لا يُثني الوَصِيَّ ولا يجمعه الليث الوَصاة كالوَصِيَّة وأَنشد أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَني يَزيداً وَصاةً مِنْ أَخي ثِقةٍ وَدُودِ يقال وَصِيٌّ بَيِّنُ الوَصاية والوَصِيَّةُ ما أَوْصَيْتَ به وسميت وَصِيَّةً لاتصالها بأَمر الميت وقيل لعلي عليه السلام وصِيٌّ لاتصال نَسَبِه وسَبَبه وسَمْته بنسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسَبَبه وسَمْته قلت كرَّم الله وجه أَمير المؤمنين عليّ وسلَّم عليه هذه صفاته عند السلف الصالح رضي الله عنهم ويقول فيه غيرهم لولا دُعابةٌ فيه وقول كثير تُخَبِّرُ مَنْ لاقَيْتَ أَنك عائذٌ بلِ العائذُ المَحْبُوسُ في سِجْنِ عارِمِ وصِيُّ النبيِّ المصطَفى وابنُ عَمِّهِ وفَكَّاكُ أَغْلالٍ وقاضي مَغارِمِ إِنما أَراد ابنَ وَصِيِّ النبي وابنَ ابنِ عمه وهو الحسن ابن علي أَو الحسين بن علي رضي الله عنهم فأَقام الوَصِيُّ مُقامَهما أَلا ترى أَن عليّاً رضي الله عنه لم يكن في سِجْن عارم ولا سُجِنَ قط ؟ قال ابن سيده أَنبأَنا بذلك أَبو العلاءِ عن أَبي علي الفارسي والأَشهر أَنه محمد بن الحنفية رضي الله عنه جبَسه عبدُ الله بن الزبير في سجن عارم والقصيدة في شعر كثير مشهورة والممدوح بها محمد بن الحنفية قال ومثله قول الآخر صَبِّحْنَ من كاظِمة الحِصْنَ الخَرِبْ يَحْمِلْنَ عَبَّاسَ بنَ عبدِ المُطَّلِبْ إِنما أَراد يحملن ابن عباس ويروى الخُصَّ الخَرِبْ وقوله عز وجل يُوصِيكم اللهُ في أَولادكم معناه يَفْرِضُ عليكم لأَن الوَصِيَّةَ من الله إِنما هي فَرْض والدليل على ذلك قوله تعالى ولا تَقْتُلوا النفسَ التي حرَّم اللهُ إِلا بالحقّ ذلكم وَصَّاكم به وهذا من الفرض المحكم علينا وقوله تعالى أَتَواصَوا به قال أَبو منصور أَي أَوْصى أَوَّلُهم آخرَهم والأَلف أَلف استفهام ومعناها التوبيخ وتَواصَوْا أَوْصى بعضهم بعضاً ووصَى الرجلَ وَصْياً وصَلَه ووَصَى الشيءَ بغيره وَصْياً وصَلَه أَبو عبيد وصَيْتُ الشيءَ ووَصَلْته سواء قال ذو الرمة نَصِي الليلَ بالأَيَّامِ حتى صَلاتُنا مُقاسَمةٌ يَشْتَقُّ أَنْصافَها السَّفْرُ يقول رجع صلاتُنا من أَربعة إِلى اثنين في أَسفارنا لحال السفر وفلاةٌ واصيةٌ تتصل بفَلاة أُخرى قال ذو الرمة بَيْنَ الرَّجا والرَّجا مِنْ جَنْبِ واصِيةٍ يَهْماء خابطُها بالخَوْفِ مَعْكومُ قال الأَصمعي وَصَى الشيءُ يَصي إِذا اتصل ووَصاه غيره يَصِيه وصَله ابن الأَعرابي الوَصِيُّ النبات المُلْتَفُّ وإِذا أَطاع المَرْتَعُ للسائمة فأَصابته رَغَداً قيل أَوْصى لها المرتع يَصي وَصْياً وأَرض واصيةٌ متصلة النبات إِذا اتَّصل نَبْتها وربما قالوا تَواصى النبتُ إِذا اتصل وهو نبت واصٍ وأَنشد ابن بري للراجز يا رُبَّ شاةٍ شاصِ في رَبْرَبٍ خِماصِ يأْكُلنَ من قُرّاصِ وحَمَصِيصٍ واصِ وأَنشد آخر لها مُوفِدٌ وَفَّاهُ واصٍ كأَنه زَرابِيُّ قَيْلٍ قد تُحوميَ مُبْهَم المُوفِدُ السَّنامُ والقَيْلُ المَلِكُ وقال طرفة يَرْعَيْنَ وَسْمِيّاً وَصَى نَبْتُه فانْطَلَقَ اللوْنُ ودَقَّ الكُشُوحْ يقال منه أَوْصَيْتُ أَي دخلت في الواصي ووَصَتِ الأَرضُ وَصْياً ووُصِيّاً ووَصاءً ووَصاةً الأَخيرة نادرة حكاها أَبو حنيفة كلُّ ذلك اتصل نباتُها بعضُه ببعض وهي واصِيةٌ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي أَهْلُ الغِنَى والجُرْدِ والدِّلاصِ والجُودِ وصَّاهمْ بذاكَ الواصي أَراد الجُودِ الواصي أَي المُتَّصِل يقول الجُودُ وصّاهم بأَن يُدِيموه أَي الجُود الواصي وصَّاهم بذلك قال ابن سيده وقد يكون الواصي هنا اسم الفاعل من أَوْصى على حذف الزائد أَو على النسب فيكون مَرْفوعَ الموضع بأَوْصَى
( * قوله « بأوصى » كذا بالأصل تبعاً للمحكم ) لا مَجرُورَه على أَن يكون نعتاً للجود كما يكون في القول الأَول ووَصَيْتُ الشيءَ بكذا وكذا إِذا وصلته به وأَنشد بيت ذي الرمة نَصِي الليلَ بالأَيام والوَصى والوَصيُّ جميعاً جَرائد النخل التي يُحْزَمُ بها وقيل هي من الفَسِيل خاصة وواحدتها وَصاةٌ ووَصِيَّةٌ ويَوَصَّى طائر قيل هو الباشَقُ وقيل هو الحُرُّ عراقية ليست من أَبنية العرب

( وطي ) وَطِيتُهُ وَطْأً لغة في وَطِئْتُهُ

( وعي ) الوَعْيُ حِفْظ القلبِ الشيءَ وعَى الشيء والحديث يَعِيه وَعْياً وأَوْعاه حَفِظَه وفَهِمَه وقَبِلَه فهو واعٍ وفلان أَوْعَى من فلان أَي أَحْفَظُ وأَفْهَمُ وفي الحديث نَضَّر الله امرأً سمع مَقالَتي فوَعاها فرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعى من سامِعٍ الأَزهري الوَعِيُّ الحافِظُ الكَيِّسُ الفَقِيه وفي حديث أَبي أُمامة لا يُعَذِّبُ اللهُ قَلْباً وَعَى القُرآنَ قال ابن الأَثير أَي عقَلَه إِيماناً به وعَمَلاً فأَما من حَفِظ أَلفاظَه وضَيَّعَ حُدوده فإِنه غير واعٍ له وقول الأَخطل وَعَاها مِنْ قَواعِدِ بيْتِ رَأْسٍ شَوارِفُ لاحَها مَدَرٌ وغارُ إِنما معناه حَفِظَها أَي حَفِظَ هذه الخَمر وعَنَى بالشَّوارِفِ الخَوابيَ القديمة الأَزهري عن الفراء في قوله تعالى والله أَعلم بما يُوعُونَ قال الإِيعاء ما يَجْمعون في صدورهم من التكذيب والإِثم قال والوَعْيُ لو قِيلَ والله أَعلم بما يَعُون لكان صواباً ولكن لا يستقيم في القراءة الجوهري والله أَعلم بما يُوعُونَ أَي يُضْمِرون في قلوبهم من التكذيب وأُذُنٌ واعِيةٌ
( * قوله « وأذن واعية » كذا هي في الأصل إِلا أنها مخرجة بالهامش وأصلها في عبارة الجوهري

وعى
الحديث يعيه وعياً وأذن واعية )
الأَزهري يقال أَوْعَى جَدْعَه واسْتَوْعاه إِذا اسْتَوْعَبه وفي الحديث في الأَنف إِذا اسْتُوعِيَ جَدْعُه الدِّيةُ هكذا حكاه الأَزهري في ترجمة وعوع وأَوْعَى فلانٌ جَدْعَ أَنْفِه واسْتَوْعاه إِذا استَوْعَبه وتقول اسْتَوْعى فلان من فلان حَقَّه إِذا أَخذه كله وفي الحديث فاسْتَوْعى له حَقَّه قال ابن الأَثير استوفاه كله مأْخوذ من الوِعاء ووَعَى العَظْمُ وَعْياً بَرَأَ على عَثْمٍ قال كأَنما كُسِّرَتْ سَواعِدُه ثمَّ وَعى جَبْرُها وما الْتَأَما قال أَبو زيد إِذا جَبَرَ العظمُ بعد الكسر على عَثْمٍ وهو الاعْوِجاجُ قيل وَعى يَعِي وَعْياً وأَجَرَ يأْجِرُ أَجْراً ويأْجُرُ أُجُوراً ووَعَى العظمُ إِذا انْجَبَر بعد الكسر قال أَبو زيد خُبَعْثِنَةٌ في ساعِدَيْه تَزايُلٌ تَقُولُ وَعى مِنْ بَعْدِ ما قد تجَبَّرا هذا البيت كذا في التهذيب ورأَيته في حواشي ابن بري من بعد ما قد تكسرا وقال الحطيئة حتى وَعَيْتُ كَوَعْيِ عَظْ مِ السَّاقِ لأْأَمَه الجَبائِرْ ووَعَتِ المِدَّةُ في الجُرْح وَعْياً اجتمعَتْ ووَعى الجُرْحُ وَعْياً سالَ قَيْحُه والوَعْيُ القَيْحُ والمِدَّة وبرئ جُرحُه على وَعْيٍ أَي نَغَلٍ قال أَبو زيد إِذا سالَ القَيْحُ من الجُرْح قيلَ وَعى الجُرْحُ يَعِي وَعْياً قال والوَعْيُ هو القيحُ ومثله المِدَّة وقال الليث في وَعْيِ الكَسر والمِدَّة مِثلَه قال وقال أَبو الدُّقَيْشِ إِذا وَعَتْ جايِئَتُه يعني مِدَّته قال الأَصمعي يقال بئسَ واعِي اليتيمِ ووالي اليتيمِ وهو الذي يقوم عليه ويقال لا وَعْيَ لك عن ذلك الأَمر أَي لا تَماسُك دونه قال ابن أَحمر تَواعَدْن أَنْ لا وَعْيَ عن فَرْجِ راكِسٍ فَرُحْنَ ولم يَغْضِرْنَ عن ذاكَ مَغْضَرا يقال تَغَضَّرْتُ عن كذا إذا انصرفْت عنه وما لي عنه وَعْيٌ أَي بُدٌّ وقال النضر إنه لفي وَعْيِ رِجالٍ أَي في رجال كثيرة والوِعاءُ والإعاءُ على البَدَل والوُعاءُ كل ذلك ظرف الشيء والجمع أَوْعِيةٌ ويقال لصدر الرجل وِعاء عِلْمِه واعْتِقادِهِ تشبيهاً بذلك ووَعى الشيء في الوعاء وأَوْعاه جَمَعَه فيه قال أَبو محمد الحَذلَمِيُّ تأْخُذُه بِدِمْنِه فَتُوعِيهْ أَي تجمع الماء في أَجوافها الأزهري أَوْعى الشيءَ في الوِعاء يُوعِيه إيعاء بالألف فهو مُوعًى الجوهري يقال أَوْعِيْتُ الزاد والمَتاع إذا جعلته في الوِعاء قال عَبِيد بن الأَبرص الخَيْرُ يَبْقى وإنْ طالَ الزَّمانُ به والشَّرُّ أَخْبَثُ ما أَوْعَيْتَ من زادِ وفي الحديث الاسْتِيحاء من الله حقَّ الحَياء أَن لا تَنْسَوُا المَقابرَ والبِلَى والجوفَ وما وَعى أَي ما جمع من الطعام والشراب حتى يكونا من حِلِّهِما وفي حديث الإِسْراء ذكر في كل سماء أَنبياءَ قد سمَّاهم فأَوْعَيْتُ منهم إدْرِيس في الثانية قال ابن الأثير هكذا روي فإن صح فيكون معناه أَدخلته في وِعاء قلبي يقال أَوْعَيْت الشيء في الوِعاء إذا أَدخلته فيه قال ولو روي وَعَيْتُ بمعنى حَفِظْت لكان أبين وأَظهر وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه حَفِظْتُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وِعاءَيْن منَ العلم أَراد الكناية عن مَحَلّ العِلم وجَمْعِه فاستعار له الوعاء وفي الحديث لا تُوعِي فيُوعَى عَلَيْكِ أَي لا تَجْمَعي وتَشِحِّي بالنفَقة فَيُشَحَّ عَلَيْكِ وتُجازَيْ بَتَضْيِيقِ رِزْقِكِ الأَزهري إذا أَمرت من الوَعْي قلت عِهْ الهاء عماد الوقوف لخفّتها لأَنه لا يُستطاع الابتداء والوُقوف معاً على حرف واحد والوَعْيُ والوَعَى بالتحريك الجَلَبةُ والأَصوات وقيل الأَصوات الشديدة قال الهذلي كَأَنَّ وَعَى الخَمُوشِ بجانِبَيهِ وَعَى رَكْبٍ أُمَيْمَ ذَوِي زِياطِ وقال يعقوب عينُه بدَل من غين وغَى أَو غين وغَى بدل منه وقيل الوَعَى جلبة صوتِ الكِلابِ في الصَّيدِ الأَزهري الوَعَى جَلَبة أَصوات الكلاب والصَّيد قال ولم أَسمع له فعلاً والواعيةُ كالوَعَى الأَزهري الواعِيةُ والوَعَى والوَغََى كلها الصوت والواعِيةُ الصَّارِخَةُ وقيل الواعِيةُ الصُّراخ على الميت لا فِعْلَ له وفي حديث مقتل كعب بن الأَشْرَف أَو أَبي رافعٍ حتى سمعنا الواعِيةَ قال ابن الأَثير هو الصُراخ على الميت ونَعْيُه ولا يُبْنى منه فِعل وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إِنِّي نَذِيرٌ لَكَ مِنْ عَطِيِّه قَرَمَّشٌ لِزَادِه وَعِيَّه لم يفسر الوعية قال ابن سيده وأُرى أَنه مسْتَوْعِب لزاده يُوعِيه في بطنه كما يُوعَى المَتاعُ هذا إن كان من صفة عطية وإن كان من صفة الزاد فمعناه أَنه يَدَّخِرُه حتى يَخْنَزَ كما يَخْنَزُ القيح في القَرْح

( وغي ) الوَغَى الصَّوْتُ وقيل الوَغَى الأَصوات في الحرب مثل الوَعَى ثم كثر ذلك حتى سَمَّوُا الحَرب وَغًى والوَغَى غَمْغَمةُ الأَبطال في حَوْمةِ الحَرْب والوَغى الحَرْبُ نَفْسُها والواغِيةُ كالوَغَى اسم مَحْض والوغَى أَصْواتُ النَّحْلِ والبَعُوض ونحو ذلك إذا اجتمعت قال المتنخل الهذلي كأَنّ وغَى الخَمُوش بجانبيه وغَى رَكْبٍ أُمَيْمَ ذَوِي هِياطِ وهذا البيت أَورده الجوهري
( * قوله « أورده الجوهري » وكذا الازهري أيضاً في خ م ش واعترض الصاغاني على الجوهري كما اعترضه ابن بري )
كأَن

وغى
الخَموش بجانبيه مَآتِمُ يَلْتَدِمْنَ على قَتِيلِ قال ابن بري البيت على غير هذا الإنشاد وأَنشده كما أَوردناه وغى ركب أُمَيمَ ذَوي هياط قال وقبله وماء قد وَرَدْتُ أُمَيْمَ طامٍ على أَرْجائِه زَجَلُ الغَطاط ومنه قيل للحرب وَغًى لما فيها من الصوت والجلبة ابن الأَعرابي الوَغَى الخَموش الكَثير الطَّنينِ يعني البَقَّ والأَواغِي مَفاجِر
( * قوله « والاواغي مفاجر إلخ » عبارة المحكم الأواغي مفاجر الماء في الدبار وعبارة التهذيب الاواغي مفاجر الدبار في المزارع وهي عبارة الجوهري ) الماء في الدِّبار والمَزارع واحدتها آغية يخفف ويثقل هنا وذكرها صاحب العين ولا أدري من أَين جعل لامها واواً والياء أَولى بها لأَنه لا اشتقاق لها ولفظها الياء وهو من كلام أَهل السواد لأَن الهمزة والغين لا يجتمعان في بناء كلمة واحدة ابن سيده في ترجمة وعي الوعى الصوت والجلبة قال يعقوب عينه بدل من غين وغى أَو غين وغى بدل منه والله أَعلم

( وفي ) الوفاءُ ضد الغَدْر يقال وَفَى بعهده وأَوْفَى بمعنى قال ابن بري وقد جمعهما طُفَيْل الغَنَوِيُّ في بيت واحد في قوله أَمَّا ابن طَوْقٍ فقد أَوْفَى بِذِمَّتِه كما وَفَى بِقلاصِ النَّجْمِ حادِيها وَفَى يَفِي وَفاءً فهو وافٍ ابن سيده وفَى بالعهد وَفاءً فأَما قول الهذلي إذ قَدَّمُوا مِائةً واسْتَأْخَرَتْ مِائةً وَفْياً وزادُوا على كِلْتَيْهِما عَدَدا فقد يكون مصدر وَفَى مسموعاً وقد يجوز أَن يكون قياساً غير مسموع فإن أَبا علي قد حكى أَن للشاعر أَن يأْتي لكلّ فَعَلَ بِفَعْلٍ وإن لم يُسمع وكذلك أَوْفَى الكسائي وأَبو عبيدة وَفَيْتُ بالعهد وأَوْفَيْتُ به سواء قال شمر يقال وَفَى وأَوْفَى فمن قال وفَى فإنه يقول تَمَّ كقولك وفَى لنا فلانٌ أَي تَمَّ لنا قَوْلُه ولم يَغْدِر ووَفَى هذا الطعامُ قفيزاً قال الحطيئة وفَى كَيْلَ لا نِيبٍ ولا بَكَرات أَي تَمَّ قال ومن قال أَوْفَى فمعناه أَوْفاني حقَّه أَي أَتَمَّه ولم يَنْقُصْ منه شيئاً وكذلك أَوْفَى الكيلَ أَي أَتمه ولم ينقص منه شيئاً قال أَبو الهيثم فيما ردّ على شمر الذي قال شمر في وَفَى وأَوْفَى باطل لا معنى له إنما يقال أَوْفَيْتُ بالعهد ووَفَيْتُ بالعهد وكلُّ شيء في كتاب الله تعالى من هذا فهو بالأَلف قال الله تعالى أَوْفُوا بالعُقود وأَوْفُوا بعهدي يقال وفَى الكيلُ ووَفَى الشيءُ أَي تَمَّ وأَوْفَيْتُه أَنا أَتمَمْته قال الله تعالى وأَوفُوا الكيلَ وفي الحديث فممرت بقوم تُقْرَضُ شِفاهُهم كُلَّما قُرِضَتْ وفَتْ أَي تَمَّتْ وطالَتْ وفي الحديث أَلَسْتَ تُنْتِجُها وافيةً أَعينُها وآذانُها وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إنكم وَفَيْتُم سبعين أُمَّةً أَنتم خَيْرُها وأَكْرَمُها على الله أَي تَمَّت العِدَّة سبعين أُمة بكم ووفَى الشيء وُفِيًّا على فُعولٍ أَي تَمَّ وكثر والوَفِيُّ الوافِي قال وأَما قولهم وفَى لي فلان بما ضَمِن لي فهذا من باب أَوْفَيْتُ له بكذا وكذا ووَفَّيتُ له بكذا قال الأَعشى وقَبْلَكَ ما أَوْفَى الرُّقادُ بِجارةٍ والوَفِيُّ الذي يُعطِي الحقَّ ويأْخذ الحقَّ وفي حديث زيد بن أَرْقَمَ وَفَتْ أُذُنُكَ وصدّق الله حديثَك كأَنه جعل أُذُنَه في السَّماع كالضامِنةِ بتصديق ما حَكَتْ فلما نزل القرآن في تحقيق ذلك الخبر صارت الأُذن كأَنها وافية بضمانها خارجة من التهمة فيما أَدَّته إلى اللسان وفي رواية أَ

وفى
الله بأُذنه أَي أَظهر صِدْقَه في إِخباره عما سمعت أُذنه يقال وفَى بالشيء وأَوْفَى ووفَّى بمعنى واحد ورجل وفيٌّ ومِيفاءٌ ذو وَفاء وقد وفَى بنَذْرِه وأَوفاه وأَوْفَى به وفي التنزيل العزيز يُوفُون بالنَّذر وحكى أَبو زيد وفَّى نذره وأَوْفاه أَي أَبْلَغه وفي التنزيل العزيز وإبراهيمَ الذي وَفَّى قال الفراء أَي بَلَّغَ يريد بَلَّغَ أَنْ ليست تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى أَي لا تحمل الوازِرةُ ذنب غيرها وقال الزجاج وفَّى إبراهيمُ ما أُمِرَ به وما امْتُحِنَ به من ذبح ولده فعزَم على ذلك حتى فَداه الله بذِبْح عظيم وامْتُحِنَ بالصبر على عذاب قومه وأُمِر بالاخْتِتان فقيل وفَّى وهي أَبلغ من وَفَى لأَن الذي امْتُحِنَ به من أَعظم المِحَن وقال أبو بكر في قولهم الزَمِ الوَفاء معنى الوفاء في اللغة الخُلق الشريف العالي الرَّفِيعُ من قولهم وفَى الشعرَ فهو وافٍ إذا زادَ ووَفَيْت له بالعهد أَفِي ووافَيْتُ أُوافِي وقولهم ارْضَ من الوفاء باللّفاء أَي بدون الحق وأَنشد ولا حَظِّي اللَّفاءُ ولا الخَسِيسُ والمُوافاةُ أَن تُوافيَ إنساناً في المِيعاد وتَوافَينا في الميعاد ووافَيْتُه فيه وتوَفَّى المُدَّة بلَغَها واسْتَكْمَلها وهو من ذلك وأَوْفَيْتُ المكان أَتيته قال أَبو ذؤَيب أُنادِي إذا أُفِي من الأَرضِ مَرْبَأً لأَني سَمِيعٌ لَوْ أُجابُ يَصيِرُ أُفِي أُشْرِفُ وآتي وقوله انادي أي كلما أَشرفت على مَرْبَإٍ من الأَرض نادَيتُ يا دارُ أَين أَهْلَكِ وكذلك أَوْفَيْتُ عليه وأَوْفَيْت فيه وأَوْفَيْتُ على شَرَفٍ من الأَرض إذا أَشْرَفْت عليه فأَنا مُوفٍ وأَوْفَى على الشيء أَي أَشْرَفَ وفي حديث كعب بن مالك أَوْفَى على سَلْعٍ أَي أَشْرَفَ واطَّلَعَ ووافَى فلان أَتَى وتوافَى القومُ تتامُّوا ووافَيْتُ فلاناً بمكان كذا ووَفَى الشيءُ كثُرَ ووَفَى رِيشُ الجَناحِ فهو وافٍ وكلُّ شيء بلَغ تمامَ الكمال فقد وَفَى وتمَّ وكذلك دِرْهمٌ وافٍ يعني به أَنه يزن مِثقالاً وكَيْلٌ وافٍ ووَفَى الدِّرْهَمُ المِثقالَ عادَلَه والوافِي درهمٌ وأَربعةُ دَوانِيقَ قال شمر بلغني عن ابن عيينة أَنه قال الوافِي درهمٌ ودانِقانِ وقال غيره هو الذي وَفَى مِثقالاً وقيل درهمٌ وافٍ وفَى بزِنتِه لا زيادة فيه ولا نقص وكلُّ ما تمَّ من كلام وغيره فقد وفَى وأَوْفَيْتُه أَنا قال غَيْلانُ الرَّبَعِي أَوْفَيْتُ الزَّرْعَ وفَوْقَ الإِيفاء وعدَّاه إلى مفعولين وهذا كما تقول أَعطيت الزرع ومنحته وقد تقدم الفرق بين التمام والوفاء والوافِي من الشِّعْر ما اسْتَوفَى في الاستعمال عِدَّة أَجزائه في دائرته وقيل هو كل جزء يمكن أَن يدخله الزِّحاف فسَلِمَ منه والوَفاء الطُّول يقال في الدُعاءِ مات فلان وأَنت بوَفاء أَي بطول عُمُر تدْعُو له بذلك عن ابن الأَعرابي وأَوْفَى الرجلَ حقَّه ووَفَّاه إِياه بمعنى أَكْمَلَه له وأَعطاه وافياً وفي التنزيل العزيز ووَجدَ اللهَ عندَه فوفَّاه حسابَه وتَوَفَّاه هو منه واسْتَوْفاه لم يَدَعْ منه شيئاً ويقال أَوْفَيْته حَقَّه ووَفَّيته أَجْره ووفَّى الكيلَ وأَوفاه أَتَمَّه وأَوْفَى على الشيء وفيه أَشْرَفَ وإنه لمِيفاء على الأَشْرافِ أَي لا يزالُ يُوفِي عليها وكذلك الحِمار وعَيرٌ مِيفاء على الإِكام إذا كان من عادته أَن يُوفيَ عليها وقال حميد الأَرقط يصف الحمار عَيْرانَ مِيفاءٍ على الرُّزُونِ حَدَّ الرَّبِيعِ أَرِنٍ أَرُونِ لا خَطِلِ الرَّجْعِ ولا قَرُونِ لاحِقِ بَطْنٍ بِقَراً سَمِينِ ويروى أَحْقَبَ مِيفاءٍ والوَفْيُ من الأَرض الشَّرَفُ يُوفَى عليه قال كثير وإنْ طُوِيَتْ من دونه الأَرضُ وانْبَرَى لِنُكْبِ الرِّياحِ وَفْيُها وحَفِيرُها والمِيفَى والمِيفاةُ مقصوران كذلك التهذيب والميفاةُ الموضع الذي يُوفِي فَوقه البازِي لإِيناس الطير أَو غيره قال رؤْبة ميفاء رؤوس فوره
( * قوله « قال رؤبة إلخ » كذا بالأصل )
والمِيفَى طَبَق التَّنُّور قال رجل من العرب لطباخه خَلِّبْ مِيفاكَ حتى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ قال خَلِّبْ أَي طَبِّقْ والرَّوْدَقُ الشِّواء وقال أَبو الخطاب البيت الذي يطبخ فيه الآجُرُّ يقال له المِيفَى روي ذلك عن ابن شميل وأَوْفَى على الخمسين زادَ وكان الأَصمعي يُنكره ثم عَرَفه والوَفاةُ المَنِيَّةُ والوفاةُ الموت وتُوُفِّيَ فلان وتَوَفَّاه الله إذا قَبَضَ نَفْسَه وفي الصحاح إذا قَبَضَ رُوحَه وقال غيره تَوَفِّي الميتِ اسْتِيفاء مُدَّتِه التي وُفِيتْ له وعَدَد أَيامِه وشُهوره وأَعْوامه في الدنيا وتَوَفَّيْتُ المالَ منه واسْتوْفَيته إذا أَخذته كله وتَوَفَّيْتُ عَدَد القومِ إذا عَدَدْتهم كُلَّهم وأَنشد أَبو عبيدة لمنظور الوَبْرِي إنَّ بني الأَدْرَدِ لَيْسُوا مِنْ أَحَدْ ولا تَوَفَّاهُمْ قُرَيشٌ في العددْ أَي لا تجعلهم قريش تَمام عددهم ولا تَسْتَوفي بهم عدَدَهم ومن ذلك قوله عز وجل الله يَتَوفَّى الأَنْفُسَ حينَ مَوْتِها أَي يَسْتَوفي مُدَد آجالهم في الدنيا وقيل يَسْتَوْفي تَمام عدَدِهم إِلى يوم القيامة وأَمّا تَوَفِّي النائم فهو اسْتِيفاء وقْت عَقْله وتمييزه إِلى أَن نامَ وقال الزجاج في قوله قل يَتَوَفَّاكم مَلَكُ الموت قال هو من تَوْفِية العدد تأْويله أَن يَقْبِضَ أَرْواحَكم أَجمعين فلا ينقُص واحد منكم كما تقول قد اسْتَوْفَيْتُ من فلان وتَوَفَّيت منه ما لي عليه تأْويله أَن لم يَبْقَ عليه شيء وقوله عز وجل حتى إذا جاءتهم رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهم قال الزجاج فيه والله أَعلم وجهان يكون حتى إذا جاءتهم ملائكةُ الموت يَتَوَفَّوْنَهم سَأَلُوهم عند المُعايَنة فيعترفون عند موتهم أَنهم كانوا كافرين لأَنهم قالوا لهم أَين ما كنتم تدعُون من دون الله ؟ قالوا ضَلُّوا عنا أَي بطلوا وذهبوا ويجوز أَن يكون والله أَعلم حتى إذا جاءتهم ملائكة العذابِ يتوفونهم فيكون يتوفونهم في هذا الموضع على ضربين أَحدهما يَتَوَفَّوْنَهم عذاباً وهذا كما تقول قد قَتَلْتُ فلاناً بالعذاب وإن لم يمت ودليل هذا القول قوله تعالى ويأْتِيه الموتُ من كلِّ مَكانٍ وما هو بمَيِّت قال ويجوز أَن يكون يَتَوَفَّوْنَ عِدَّتهم وهو أَضعف الوجهين والله أعلم وقد وافاه حِمامُه وقوله أَنشده ابن جني ليتَ القِيامةَ يَوْمَ تُوفي مُصْعَبٌ قامتْ على مُضَرٍ وحُقَّ قِيامُها أَرادَ وُوفيَ فأَبدل الواو تاء كقولهم تالله وتَوْلجٌ وتَوْراةٌ فيمن جعلها فَوْعَلة التهذيب وأَما المُوافاة التي يكتبها كُتَّابُ دَواوين الخَراج في حِساباتِهم فهي مأْخوذة من قولك أَوْفَيْتُه حَقَّه ووَفَّيْتُه حَقَّه ووافَيْته حَقَّه كل ذلك بمعنى أَتْمَمْتُ له حَقَّه قال وقد جاء فاعَلْتُ بمعنى أَفْعلْت وفَعَّلت في حروف بمعنى واحد يقال جاريةٌ مُناعَمةٌ ومُنَعَّمةٌ وضاعَفْتُ الشيء وأَضْعَفْتُه وضَعَّفْتُه بمعنى وتَعاهَدْتُ الشيء وتعَهَّدْته وباعَدْته وبَعَّدته وأَبْعَدْتُه وقارَبْتُ الصبي وقَرَّبْتُه وهو يُعاطِيني الشيء ويُعطِيني قال بشر بن أبي خازم كأَن الأَتْحَمِيَّةَ قامَ فيها لحُسنِ دَلالِها رَشأٌ مُوافي قال الباهلي مُوافي مثلُ مفاجي وأَنشد وكأَنما وافاكَ يومَ لقِيتَها من وَحْش وَجّرةَ عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ وقيل موافي قد وافى جِسْمُه جِسمَ أُمه أَي صار مثلها والوَفاء موضع قال ابن حِلِّزةَ فالمُحَيَّاةُ فالصِّفاحُ فَأَعْنا قُ قَنانٍ فَعاذِبٌ فالوَفاء وأَوْفى اسم رجل

( وقي ) وقاهُ اللهُ وَقْياً وَوِقايةً وواقِيةً صانَه قال أَبو مَعْقِل الهُذليّ فَعادَ عليكِ إنَّ لكُنَّ حَظّاً وواقِيةً كواقِيةِ الكِلابِ وفي الحديث فَوقَى أَحَدُكم وجْهَه النارَ وَقَيْتُ الشيء أَقِيه إذا صُنْتَه وسَتَرْتَه عن الأَذى وهذا اللفظ خبر أُريد به الأمر أي لِيَقِ أَحدُكم وجهَه النارَ بالطاعة والصَّدَقة وقوله في حديث معاذ وتَوَقَّ كَرائَمَ أَموالِهم أَي تَجَنَّبْها ولا تأْخُذْها في الصدَقة لأَنها تَكرْمُ على أَصْحابها وتَعِزُّ فخذ الوسَطَ لا العالي ولا التَّازِلَ وتَوقَّى واتَّقى بمعنى ومنه الحديث تَبَقَّهْ وتوَقَّهْ أَي اسْتَبْقِ نَفْسك ولا تُعَرِّضْها للتَّلَف وتَحَرَّزْ من الآفات واتَّقِها وقول مُهَلْهِل ضَرَبَتْ صَدْرَها إليَّ وقالت يا عَدِيًّا لقد وَقَتْكَ الأَواقي
( * قوله « ضربت إلخ » هذا البيت نسبه الجوهري وابن سيده إلى مهلهل وفي التكملة وليس البيت لمهلهل وإنما هو لأخيه عدي يرثي مهلهلاً وقيل البيت ظبية من ظباء وجرة تعطو بيديها في ناضر الاوراق أراد بها امرأته شبهها بالظباء فأجرى عليها أوصاف الظباء )
إِنما أراد الواو في جمع واقِيةٍ فهمز الواو الأُولى ووقاهُ صانَه ووقاه ما يَكْرَه ووقَّاه حَماهُ منه والتخفيف أَعلى وفي التنزيل العزيز فوقاهُمُ الله شَرَّ ذلك اليومِ والوِقاءُ والوَقاء والوِقايةُ والوَقايةُ والوُقايةُ والواقِيةُ كلُّ ما وقَيْتَ به شيئاً وقال اللحياني كلُّ ذلك مصدرُ وَقَيْتُه الشيء وفي الحديث من عَصى الله لم يَقِه منه واقِيةٌ إِلا بإِحْداث تَوْبةٍ وأَنشد الباهليُّ وغيره للمُتَنَخِّل الهُذَلي لا تَقِه الموتَ وقِيَّاتُه خُطَّ له ذلك في المَهْبِلِ قال وقِيَّاتُه ما تَوَقَّى به من ماله والمَهْبِلُ المُسْتَوْدَعُ ويقال وقاكَ اللهُ شَرَّ فلان وِقايةً وفي التنزيل العزيز ما لهم من الله من واقٍ أَي من دافِعٍ ووقاه اللهُ وِقاية بالكسر أَي حَفِظَه والتَّوْقِيةُ الكلاءة والحِفْظُ قال إِنَّ المُوَقَّى مِثلُ ما وقَّيْتُ وتَوَقَّى واتَّقى بمعنى وقد توَقَّيْتُ واتَّقَيْتُ الشيء وتَقَيْتُه أَتَّقِيه وأَتْقِيه تُقًى وتَقِيَّةً وتِقاء حَذِرْتُه الأَخيرة عن اللحياني والاسم التَّقْوى التاء بدل من الواو والواو بدل من الياء وفي التنزيل العزيز وآتاهم تَقْواهم أَي جزاء تَقْواهم وقيل معناه أَلهَمَهُم تَقْواهم وقوله تعالى هو أَهلُ التَّقْوى وأَهلُ المَغْفِرة أَي هو أَهلٌ أَن يُتَّقَى عِقابه وأَهلٌ أَن يُعمَلَ بما يؤدّي إِلى مَغْفِرته وقوله تعالى يا أَيها النبيُّ اتَّقِ الله معناه اثْبُت على تَقْوى اللهِ ودُمْ عليه
( * قوله « ودم عليه » هو في الأصل كالمحكم بتذكير الضمير ) وقوله تعالى إِلا أَن تتقوا منهم تُقاةً يجوز أَن يكون مصدراً وأَن يكون جمعاً والمصدر أَجود لأَن في القراءة الأُخرى إِلا أَن تَتَّقُوا منهم تَقِيَّةً التعليل للفارسي التهذيب وقرأَ حميد تَقِيَّة وهو وجه إِلا أَن الأُولى أَشهر في العربية والتُّقى يكتب بالياء والتَّقِيُّ المُتَّقي وقالوا ما أَتْقاه لله فأَما قوله ومَن يَتَّقْ فإِنَّ اللهَ مَعْهُ ورِزْقُ اللهِ مُؤْتابٌ وغادي فإِنما أَدخل جزماً على جزم وقال ابن سيده فإِنه أَراد يَتَّقِ فأَجرى تَقِفَ مِن يَتَّقِ فإِن مُجرى عَلِمَ فخفف كقولهم عَلْمَ في عَلِمَ ورجل تَقِيٌّ من قوم أَتْقِياء وتُقَواء الأَخيرة نادرة ونظيرها سُخَواء وسُرَواء وسيبويه يمنع ذلك كله وقوله تعالى قالت إِني أَعوذُ بالرحمن منكَ إِن كنتَ تَقِيّاً تأْويله إِني أَعوذ بالله فإِن كنت تقيّاً فسَتَتَّعِظ بتعَوُّذي بالله منكَ وقد تَقيَ تُقًى التهذيب ابن الأَعرابي التُّقاةُ والتَّقِيَّةُ والتَّقْوى والاتِّقاء كله واحد وروي عن ابن السكيت قال يقال اتَّقاه بحقه يَتَّقيه وتَقاه يَتْقِيه وتقول في الأَمر تَقْ وللمرأَة تَقي قال عبد الله ابن هَمَّام السَّلُولي زِيادَتَنا نَعْمانُ لا تَنْسَيَنَّها تَقِ اللهَ فِينا والكتابَ الذي تَتْلُو بنى الأَمر على المخفف فاستغنى عن الأَلف فيه بحركة الحرف الثاني في المستقبل وأَصل يَتَقي يَتَّقِي فحذفت التاء الأُولى وعليه ما أُنشده الأَصمعي قال أَنشدني عيسى بن عُمر لخُفاف بن نُدْبة جَلاها الصَّيْقَلُونَ فأَخْلَصُوها خِفافاً كلُّها يَتَقي بأَثر أَي كلها يستقبلك بفِرِنْدِه رأَيت هنا حاشية بخط الشيخ رضيِّ الدين الشاطِبي رحمه الله قال قال أبو عمرو وزعم سيبويه أَنهم يقولون تَقَى اللهَ رجل فعَل خَيْراً يريدون اتَّقى اللهَ رجل فيحذفون ويخفقون قال وتقول أَنت تَتْقي اللهَ وتِتْقي اللهَ على لغة من قال تَعْلَمُ وتِعْلَمُ وتِعْلَمُ بالكسر لغة قيْس وتَمِيم وأَسَد ورَبيعةَ وعامَّةِ العرب وأَما أَهل الحجاز وقومٌ من أَعجاز هَوازِنَ وأَزْدِ السَّراة وبعضِ هُذيل فيقولون تَعْلَم والقرآن عليها قال وزعم الأَخفش أَن كل مَن ورد علينا من الأَعراب لم يقل إِلا تِعْلَم بالكسر قال نقلته من نوادر أَبي زيد قال أَبو بكر رجل تَقِيٌّ ويُجمع أَتْقِياء معناه أَنه مُوَقٍّ نَفْسَه من العذاب والمعاصي بالعمل الصالح وأَصله من وَقَيْتُ نَفْسي أَقيها قال النحويون الأَصل وَقُويٌ فأَبدلوا من الواو الأُولى تاء كما قالوا مُتَّزِر والأَصل مُوتَزِر وأَبدلوا من الواو الثانية ياء وأَدغموها في الياء التي بعدها وكسروا القاف لتصبح الياء قال أَبو بكر والاختيار عندي في تَقِيّ أَنه من الفعل فَعِيل فأَدغموا الياء الأُولى في الثانية الدليل على هذا جمعهم إِياه أَتقياء كما قالوا وَليٌّ وأَوْلِياء ومن قال هو فَعُول قال لمَّا أَشبه فعيلاً جُمع كجمعه قال أَبو منصور اتَّقى يَتَّقي كان في الأَصل اوْتَقى على افتعل فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وأُبدلت منها التاء وأُدغمت فلما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف فجعلوه إِتَقى يَتَقي بفتح التاء فيهما مخففة ثم لم يجدوا له مثالاً في كلامهم يُلحقونه به فقالوا تَقى يَتَّقي مثل قَضى يَقْضِي قال ابن بري أَدخل همزة الوصل على تَقى والتاء محركة لأَنَّ أَصلها السكون والمشهور تَقى يَتَّقي من غير همز وصل لتحرك التاء قال أَبو أَوس تَقاكَ بكَعْبٍ واحِدٍ وتَلَذُّه يَداكَ إِذا هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ أَي تَلَقَّاكَ برمح كأَنه كعب واحد يريد اتَّقاك بكَعْب وهو يصف رُمْحاً وقال الأَسدي ولا أَتْقي الغَيُورَ إِذا رَآني ومِثْلي لُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِ الرَّبيسُ الدَّاهي المُنْكَر يقال داهِيةٌ رَبْساء ومن رواها بتحريك التاء فإِنما هو على ما ذكر من التخفيف قال ابن بري والصحيح في هذا البيت وفي بيت خُفاف بن نَدبة يَتَقي وأَتَقي بفتح التاء لا غير قال وقد أَنكر أَبو سعيد تَقَى يَتْقي تَقْياً وقال يلزم أَن يقال في الأَمر اتْقِ ولا يقال ذلك قال وهذا هو الصحيح التهذيب اتَّقى كان في الأَصل اوْتَقى والتاء فيها تاء الافتعال فأُدغمت الواو في التاء وشددت فقيل اتَّقى ثم حذفوا أَلف الوصل والواو التي انقلبت تاء فقيل تَقى يَتْقي بمعنى استقبل الشيء وتَوَقَّاه وإِذا قالوا اتَّقى يَتَّقي فالمعنى أَنه صار تَقِيّاً ويقال في الأَول تَقى يَتْقي ويَتْقي ورجل وَقِيٌّ تَقِيٌّ بمعنى واحد وروي عن أَبي العباس أَنه سمع ابن الأَعرابي يقول واحدة التُّقى تُقاة مثل طُلاة وطُلًى وهذان الحرفان نادران قال الأَزهري وأَصل الحرف وَقى يَقي ولكن التاءَ صارت لازمة لهذه الحروف فصارت كالأَصلية قال ولذلك كتبتها في باب التاء وفي الحديث إِنما الإِمام جُنَّة يُتَّقى به ويُقاتَل من ورائه أَي أَنه يُدْفَعُ به العَدُوُّ ويُتَّقى بقُوّته والتاءُ فيها مبدلة من الواو لأن أَصلها من الوِقاية وتقديرها اوْتَقى فقلبت وأُدغمت فلما كثر استعمالُها توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف فقالوا اتَّقى يَتَّقي بفتح التاء فيهما
( * قوله « فقالوا اتقي يتقي بفتح التاء فيهما » كذا في الأصل وبعض نسخ النهاية بألفين قبل تاء اتقى ولعله فقالوا تقى يتقي بألف واحدة فتكون التاء مخففة مفتوحة فيهما ويؤيده ما في نسخ النهاية عقبه وربما قالوا تقى يتقي كرمى يرمي ) وفي الحديث كنا إِذا احْمَرَّ البَأْسُ اتَّقَينا برسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَي جعلناه وِقاية لنا من العَدُوّ قُدَّامَنا واسْتَقْبَلْنا العدوَّ به وقُمْنا خَلْفَه وِقاية وفي الحديث قلتُ وهل للسَّيفِ من تَقِيَّةٍ ؟ قال نَعَمْ تَقِيَّة على أَقذاء وهُدْنةٌ على دَخَنٍ التَّقِيَّةُ والتُّقاةُ بمعنى يريد أَنهم يَتَّقُون بعضُهم بعضاً ويُظهرون الصُّلْحَ والاتِّفاق وباطنهم بخلاف ذلك قال والتَّقْوى اسم وموضع التاء واو وأَصلها وَقْوَى وهي فَعْلى من وَقَيْتُ وقال في موضع آخر التَّقوى أَصلها وَقْوَى من وَقَيْتُ فلما فُتِحت قُلِبت الواو تاء ثم تركت التاءُ في تصريف الفعل على حالها في التُّقى والتَّقوى والتَّقِيَّةِ والتَّقِيِّ والاتِّقاءِ قال والتُّفاةُ جمع ويجمع تُقِيّاً كالأُباةِ وتُجْمع أُبِيّاً وتَقِيٌّ كان في الأَصل وَقُويٌ على فَعُولٍ فقلبت الواو الأُولى تاء كما قالوا تَوْلج وأَصله وَوْلَج قالوا والثانية قلبت ياء للياءِ الأَخيرة ثم أُدغمت في الثانية فقيل تَقِيٌّ وقيل تَقيٌّ كان في الأَصل وَقِيّاً كأَنه فَعِيل ولذلك جمع على أَتْقِياء الجوهري التَّقْوى والتُّقى واحد والواو مبدلة من الياءِ على ما ذكر في رَيّا وحكى ابن بري عن القزاز أَن تُقًى جمع تُقاة مثل طُلاةٍ وطُلًى والتُّقاةُ التَّقِيَّةُ يقال اتَّقى تَقِيَّةً وتُقاةً مثل اتَّخَمَ تُخَمةً قال ابن بري جعلهم هذه المصادر لاتَّقى دون تَقى يشهد لصحة قول أَبي سعيد المتقدّم إنه لم يسمع تَقى يَتْقي وإِنما سمع تَقى يَتَقي محذوفاً من اتَّقى والوِقايةُ التي للنساءِ والوَقايةُ بالفتح لغة والوِقاءُ والوَقاءُ ما وَقَيْتَ به شيئاً والأُوقِيَّةُ زِنةُ سَبعة مَثاقِيلَ وزنة أَربعين درهماً وإن جعلتها فُعْلِيَّة فهي من غير هذا الباب وقال اللحياني هي الأُوقِيَّةُ وجمعها أَواقِيُّ والوَقِيّةُ وهي قليلة وجمعها وَقايا وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه لم يُصْدِق امْرأَةً من نِسائه أَكثر من اثنتي عشرة أُوقِيَّةً ونَشٍّ فسرها مجاهد فقال الأُوقِيَّة أَربعون درهماً والنَّشُّ عشرون غيره الوَقيَّة وزن من أَوزان الدُّهْنِ قال الأَزهري واللغة أُوقِيَّةٌ وجمعها أَواقيُّ وأَواقٍ وفي حديث آخر مرفوع ليس فيما دون خمس أَواقٍ من الوَرِق صَدَقَةٌ قال أَبو منصور خمسُ أَواقٍ مائتا دِرْهم وهذا يحقق ما قال مجاهد وقد ورد بغير هذه الرواية لا صَدَقة في أَقَلَّ مِن خمسِ أَواقِي والجمع يشدَّد ويخفف مثل أُثْفِيَّةٍ وأَثافِيَّ وأثافٍ قال وربما يجيء في الحديث وُقِيّة وليست بالعالية وهمزتها زائدة قال وكانت الأُوقِيَّة قديماً عبارة عن أَربعين درهماً وهي في غير الحديث نصف سدس الرِّطْلِ وهو جزء من اثني عشر جزءاً وتختلف باختلاف اصطلاح البلاد قال الجوهري الأُوقيَّة في الحديث بضم الهمزة وتشديد الياء اسم لأَربعين درهماً ووزنه أُفْعولةٌ والأَلف زائدة وفي بعض الروايات وُقِية بغير أَلف وهي لغة عامية وكذلك كان فيما مضى وأَما اليوم فيما يَتعارَفُها الناس ويُقَدِّر عليه الأَطباء فالأُوقية عندهم عشرة دراهم وخمسة أَسباع درهم وهو إِسْتار وثلثا إِسْتار والجمع الأَواقي مشدداً وإِن شئت خففت الياء في الجمع والأَواقِي أَيضاً جمع واقِيةٍ وأَنشد بيت مهَلْهِلٍ لقدْ وَقَتْكَ الأَواقِي وقد تقدّم في صدر هذه الترجمة قال وأَصله ووَاقِي لأَنه فَواعِل إِلا أَنهم كرهوا اجتماع الواوين فقلبوا الأُولى أَلفاً وسَرْجٌ واقٍ غير مِعْقَر وفي التهذيب لم يكن مِعْقَراً وما أَوْقاه وكذلك الرَّحْل وقال اللحياني سَرْجٌ واقٍ بَيّن الوِقاء مدود وسَرجٌ وَقِيٌّ بيِّن الوُقِيِّ ووَقَى من الحَفَى وَقْياً كوَجَى قال امرؤ القيس وصُمٍّ صِلابٍ ما يَقِينَ مِنَ الوَجَى كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منْه علَى رالِ ويقال فرس واقٍ إِذا كان يَهابُ المشيَ من وَجَع يَجِده في حافِره وقد وَقَى يَقِي عن الأَصمعي وقيل فرس واقٍ إِذا حَفِيَ من غِلَظِ الأَرضِ ورِقَّةِ الحافِر فَوَقَى حافِرُه الموضع الغليظ قال ابن أَحمر تَمْشِي بأَوْظِفةٍ شِدادٍ أَسْرُها شُمِّ السّنابِك لا تَقِي بالجُدْجُدِ أَي لا تشتكي حُزونةَ الأَرض لصَلابة حَوافِرها وفرس واقِيةٌ للتي بها ظَلْعٌ والجمع الأَواقِي وسرجٌ واقٍ إِذا لم يكن مِعْقَراً قال ابن بري والواقِيةُ والواقِي بمعنى المصدر قال أَفيون التغْلبي لَعَمْرُك ما يَدْرِي الفَتَى كيْفَ يتَّقِي إِذا هُو لم يَجْعَلْ له اللهُ واقِيا ويقال للشجاع مُوَقًّى أَي مَوْقِيٌّ جِدًّا وَقِ على ظَلْعِك أَي الزَمْه وارْبَعْ عليه مثل ارْقَ على ظَلْعِك وقد يقال قِ على ظَلْعِك أَي أَصْلِحْ أَوَّلاً أَمْرَك فتقول قد وَقَيْتُ وَقْياً ووُقِيّاً التهذيب أَبو عبيدة في باب الطِّيرَةِ والفَأْلِ الواقِي الصُّرَدُ مثل القاضِي قال مُرَقِّش ولَقَدْ غَدَوْتُ وكنتُ لا أَغْدُو على واقٍ وحاتِمْ فَإِذا الأَشائِمُ كالأَيا مِنِ والأَيامِنُ كالأَشائِمْ قال أَبو الهيثم قيل للصُّرَد واقٍ لأَنه لا يَنبَسِط في مشيه فشُبّه بالواقِي من الدَّوابِّ إِذا حَفِيَ والواقِي الصُّرَدُ قال خُثَيْمُ بن عَدِيّ وقيل هو للرَّقَّاص
( * قوله « للرقاص إلخ » في التكملة هو لقب خثيم بن عدي وهو صريح كلام رضي الدين بعد ) الكلبي يمدح مسعود بن بَجْر قال ابن بري وهو الصحيح وجَدْتُ أَباكَ الخَيْرَ بَجْراً بِنَجْوةٍ بنَاها له مَجْدٌ أَشَمٌّ قُماقِمُ وليس بِهَيَّابٍ إِذا شَدَّ رَحْلَه يقول عَدانِي اليَوْمَ واقٍ وحاتِمُ ولكنه يَمْضِي على ذاكَ مُقْدِماً إِذا صَدَّ عن تلكَ الهَناتِ الخُثارِمُ ورأَيت بخط الشيخ رَضِيِّ الدين الشاطبي رحمه الله قال وفي جمهرة النسب لابن الكلبي وعديّ بن غُطَيْفِ بن نُوَيْلٍ الشاعر وابنه خُثَيْمٌ قال وهو الرَّقَّاص الشاعر القائل لمسعود بن بحر الزُّهريّ وجدتُ أَباك الخير بحراً بنجوة بناها له مجدٌ أَشم قُماقمُ قال ابن سيده وعندي أَنَّ واقٍ حكاية صوته فإِن كان ذلك فاشتقاقه غير معروف قال الجوهريّ ويقال هو الواقِ بكسر القاف بلا ياء لأَنه سمي بذلك لحكاية صوته وابن وَقاء أَو وِقاء رجل من العرب والله أَعلم

( وكي ) الوِكاء كلُّ سَيْر أَو خيط يُشَدُّ به فَمُ السِّقاء أَو الوِعاء وقد أَوكَيتُه بالوِكاء إِيكاء إِذا شددته ابن سيده الوِكاء رِباط القِرْبةِ وغيرها الذي يُشد به رأْسُها وفي الحديث احْفَظْ عِفاصَها ووِكاءها وفي حديث اللُّقَطةِ اعْرِفْ وِكاءها وعِفاصَها الوِكاء الخيط الذي تُشدّ به الصُّرّة والكيس وغيرهما وأَوْكَى على ما في سِقائه إِذا شَدَّه بالوِكاء وفي الحديث أَوْكُوا الأَسْقِيةَ أَي شُدُّوا رُووسها بالوِكاء لئلا يدخُلَها حيوان أَو يَسْقُطَ فيها شيء يقال أَوْكَيْتُ السِّقاء أُوكيه إِيكاء فهو مُوكًى وفي الحديث نَهى عن الدُّبّاء والمُزَفَّتِ وعليكم بالمُوكَى أَي السِّقاء المَشْدود الرأْس لأَنَّ السِّقاء المُوكَى قَلَّما يَغْفُلُ عنه صاحبُه لئلا يَشتدَّ فيه الشراب فينشق فهو يَتَعَهَّدُه كثيراً ابن سيده وقد وكَى القِربةَ وأَوْكاها وأَوْكَى عليها وإِنَّ فلاناً لَوِكاءٌ ما يَبِضُّ بشيء وسأَلناه فأَوْكَى علينا أَي بَخِلَ وفي الحديث إِنَّ العَيْنَ وِكاءُ السَّهِ فإِذا نامَ أَحدُكم فلْيَتَوَضَّأْ جَعلَ اليقظة للاسْت كالوِكاء للقِربة كما أَنَّ الوِكاءَ يمنعُ ما في القربة أَنْ يَخْرج كذلك اليَقَظة تمنع الاسْتَ أَن تُحْدِث إِلاَّ بالاختيارِ والسَّهُ حَلْقةُ الدُّبر وكنى بالعين عن اليقظة لأَن النائم لا عين له تُبْصِر وفي حديث آخر إِذا نامَتِ العَيْنُ اسْتَطْلَقَ الوِكاء وكلُّه على المثل وكلُّ ما شُدَّ رأْسُه مِن وِعاء ونحوه وِكاء ومنه قول الحسن يا ابنَ آدمَ جمعاً في وِعاء وشَدًّا في وكاء جعل الوِكاء ههنا كالجِراب وفي حديث أَسْماء قال لها أَعْطِي ولا تُوكي فَيُ

وكى
عليكِ أَي لا تَدَّخِري وتَشُدِّي ما عندك وتمنعي ما في يدك فتنقطع مادّة الرزق عنك وأَوْكَى فمه سدّه وفلان يُوكِي فلاناً يأْمره أَن يَسُدَّ فاه ويسكت وفي حديث الزبير أَنه كان يُوكي بين الصَّفا والمَرْوة سَعْياً أَي يَملأَ ما بينهما سَعْياً كما يُوكى السِّقاء بعد المَلْء وقيل كان يسكت قال أَبو عبيد هو عندي من الإِمساك عن الكلام أَي لا يتكلَّم كأَنه يُوكي فاه فلا يتكلَّم ويروى عن أَعرابي أَنه سمع رجلاً يَتكلَّم فقال أَوْكِ حَلْقك أَي سُدَّ فَمَك واسكت قال أَبو منصور وفيه وجه آخر قال وهو أَصح عندي مما ذهب إِليه أَبو عبيد وذلك لأَن الإِيكاء في كلام العرب يكون بمعنى السَّعْي الشديد ومما يدل عليه قوله في حديث الزبير إِنه كان يُوكي ما بينهما سَعْياً قال وقرأَت في نوادر الأَعراب المحفوظة عنهم الزُّوازِية المُوكي الذي يتَشددُ في مَشْيِه فمعنى المُوكي الذي يتشدد في مشيه وروي عن أَحمد بن صالح أَنه قال في حديث الزبير إِنه كان إِذا طاف بالبيت أَوكى الثَّلاثَ سَعْياً يقول جعله كله سعياً قال أَبو عبيد بعد أَن ذكر في تفسير حديث الزبير ما ذكرنا قال إِن صح أَنه كان يُوكي ما بين الصفا والمروة سعياً فإِن وجهه أَن يملأَ ما بينهما سعياً لا يمشي على هينته في شيء من ذلك قال وهذا مشبَّه بالسقاء أَو غيره يُملأ ماء ثم يُوكى عليه حيث انتهى الامْتِلاء قال الأَزهري وإِنما قيل للذي يشتد عَدْوُه مُوكٍ لأَنه كأَنه قد ملأَ ما بين خَواءِ رجليه عَدْواً وأَوْكى عليه والعرب تقول ملأَ الفَرسُ فُروجَ دَوارِجه عَدْواً إِذا اشتدَّ حُضْره والسِّقاء إِنما يوكى على مَلْئِه ابن شميل اسْتَوْكى بطن الإِنسان وهو أَن لا يخرج منه نَجْوُه ويقال للسقاء ونحوه إِذا امْتلأَ قد اسْتَوْكى ووَكَّى الفرسُ المَيْدانَ شَدًّا مَلأَه وهو من هذا ويقال اسْتَوْكَتِ الناقة واستوكتِ الإِبل اسْتِيكاء إِذا امتلأَت سِمَناً ويقال فلان مُوكي الغُلْمة ومُزِكُّ الغُلْمة ومُشِطُّ الغُلْمة إِذا كانت به حاجة شديدة إِلى الخلاط

( ولي ) في أَسماء الله تعالى : الوَلِيُّ هو الناصِرُ وقيل : المُتَوَلِّي لأُمور العالم والخلائق القائمُ بها ومن أَسمائه عز وجل : الوالي وهو مالِكُ الأَشياء جميعها المُتَصَرِّفُ فيها . قال ابن الأَثير : وكأَن الوِلاية تُشعر بالتَّدْبير والقُدرة والفِعل وما لم يجتمع ذلك فيها لم ينطلق عليه اسم الوالي . ابن سيده : وَليَ الشيءَ و وَلِيَ عليه وِلايةً و وَلايةً وقيل : الوِلاية الخُطة كالإِمارة و الوَلايةُ المصدر . ابن السكيت : الوِلاية بالكسر السلطان و الوَلايةُ و الولاية النُّصرة . يقال : هم عليَّ وَلايةٌ أَي مجتمعون في النُّصرة . وقال سيبويه : الوَلاية بالفتح المصدر و الوِلاية بالكسر الاسم مثل الإِمارة والنِّقابة لأَنه اسم لما توَلَّيته وقُمْت به فإِذا أَرادوا المصدر فتحوا . قال ابن بري : وقرىء { ما لكم من ولايَتِهم من شيء } بالفتح والكسر وهي بمعنى النُّصْرة قال أَبو الحسن : الكسر لغة وليست بذلك . التهذيب : قوله تعالى : { والذين آمَنُوا ولم يُهاجِروا ما لكم من وِلايَتهم من شيء } قال الفراء : يريد ما لكم من مَوارِيثهم من شيء قال : فكسْرُ الواو ههنا من وِلايتهم أَعجبُ إِليَّ من فتحها لأَنها إِنما تفتح أَكثرَ ذلك إِذا أُريد بها النصرة قال : وكان الكسائي يفتحها ويذهب بها إِلى النصرة قال الأَزهري : ولا أَظنه علم التفسير قال الفراء : ويختارون في وَلِيته وِلاية الكسر قال : وسمعناها بالفتح وبالكسر في الولاية في معنييهما جميعاً وأَنشد : دَعِيهِم فهمْ أَلبٌ عليَّ وِلايةٌ وحَفْرُهُمُ إِنْ يَعْلمُوا ذاك دائبُ وقال أَبو العباس نحواً مما قال الفراء . وقال الزجاج : يقرأُ وَلايتِهم ووِلايَتِهم بفتح الواو وكسرها فمن فتح جعلها من النصرة والنسب قال : والوِلايةُ التي بمنزلة الإِمارة مكسورة ليفصل بين المعنيين وقد يجوز كسر الولاية لأَن في تولي بعض القوم بعضاً جنساً من الصِّناعة والعمل وكل ما كان من جنس الصِّناعة نحو القِصارة والخِياطة فهي مكسورة . قال : و الوِلايةُ على الإِيمان واجبة { المؤمنون بعضُهم أَولياء بعض } وَليٌّ بيِّن الوَلاية و وَالٍ بيِّن الوِلاية . و الوَلِيُّ : وليُّ اليتيم الذي يلي أَمرَه ويقوم بكِفايته . ووَليُّ المرأَةِ : الذي يلي عقد النكاح عليها ولا يَدَعُها تسْتَبِدُّ بعقد النكاح دونه . وفي الحديث : أَيُّما امرأَة نكحت بغير إِذن مولاها فنِكاحُها باطل وفي رواية : وَلِيِّها أَي مُتَوَلِّي أَمرِها . وفي الحديث : أَسأَلُك غِنايَ وغِنى مولاي . وفي الحديث : من أَسْلم على يده رجل فهو مولاه أَي يَرِثه كما يَرِث من أَعتقه . وفي الحديث : أَنه سئل عن رجل مُشْرِك يُسْلِم على يد رجل من المسلمين فقال : هو أَ

ولى
الناس بمَحْياه ومماته أَي أَحَقُّ به من غيره قال ابن الأَثير : ذهب قوم إِلى العمل بهذا الحديث واشترط آخرون أَن يُضِيف إِلى الإِسلام على يده المُعاقَدة والمُوالاة وذهب أَكثر الفقهاء إِلى خلاف ذلك وجعلوا هذا الحديث بمعنى البِرِّ والصِّلة ورَعْي الذِّمام ومنهم من ضعَّف الحديث . وفي الحديث : أَلحِقُوا المالَ بالفَرائضِ فما أَبقت السِّهام فلأَوْلى رجل ذكَر أَي أَدنى وأَقرب في النسب إِلى الموروث . ويقال : فلان أَولى بهذا الأَمر من فلان أَي أَحق به . وهما الأَولَيانِ الأَحَقَّانِ . قال الله تعالى : { من الذين اسْتَحَقَّ عليهم الأَوْلَيانِ } قرأَ بها علي عليه السلام وبها قرأَ أَبو عمرو ونافع وكثير وقال الفراء : من قرأَ الأَوْلَيانِ أَراد وَلِيّي الموْروث وقال الزجاج : الأَوْلَيانِ في قول أَكثر البصريين يرتفعان على البدل مما في يقومان المعنى : فليَقُم الأَوْليانِ بالميت مَقام هذين الجائيين ومن قرأَ الأَوَّلِين ردَّه على الذين وكأَن المعنى من الذين استحق عليهم أَيضاً الأَوَّلِين قال : وهي قراءة ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وبها قرأَ الكوفيون واحتجوا بأَن قال ابن عباس أَرأَيت إِن كان الأَوْلَيانِ صغيرين . وفلان أَولى بكذا أَي أَحْرى به وأَجْدَرُ . يقال : هو الأَولى وهم الأَوالي و الأَوْلَوْنَ على مثال الأَعلى والأَعالي والأَعْلَوْنَ . وتقول في المرأَة : هي الوُلْيا وهما الوُلْيَيانِ وهُنَّ الوُلى وإِن شئت الوُلْيَياتُ مثل الكُبْرى والكُبْرَيانِ والكُبَرُ والكُبْرَيات . وقوله عز وجل : { وإِني خِفْتُ المَواليَ من ورائي } قال الفراء : المَوالي ورثَةُ الرجل وبنو عمِّه قال : و الوَلِيُّ و المَوْلى واحد في كلام العرب . قال أَبو منصور : ومن هذا قول سيدنا رسولُا أَيُّما امرأَةٍ نَكَحَتْ بغير إِذن مَوْلاها ورواه بعضهم : بغير إِذن وَلِيِّها لأَنهما بمعنى واحد . وروى ابن سلام عن يونس قال : المَوْلى له مواضع في كلام العرب : منها المَوْلى في الدِّين وهو الوَلِيُّ وذلك قوله تعالى : { ذلك بأَنَّ الله مَوْلى الذين آمنوا وأَنَّ الكافرين لا مَوْلى لهم } أَي لا وَلِيَّ لهم ومنه قول سيدنا رسولُا : مَنْ كنتُ مَولاه فعليٌّ مَولاه أَي مَن كنتُ وَلِيَّه قال : وقوله عليه السلام مُزَيْنَة وجُهَيْنَةُ وأَسْلَمُ وغِفارُ مَوالي الله ورسوله أَي أَوْلِياء ا قال : و المَوْلى العَصَبةُ ومن ذلك قوله تعالى : { وإِني خِفْتُ الموالي مِن ورائي } وقال اللِّهْبِيُّ يخاطب بني أُمية : مَهْلاً بَني عَمِّنا مَهْلاً مَوالِينا إِمْشُوا رُوَيْداً كما كُنْتُم تَكُونونا قال : و المَوْلى الحَلِيفُ وهو من انْضَمَّ إِليك فعَزَّ بعِزِّك وامتنع بمَنَعَتك قال عامر الخَصَفِي من بني خَصَفَةَ : همُ المَوْلى وإِنْ جَنَفُوا عَلَيْناوإِنَّا مِنْ لِقائِهم لَزُورُ قال أَبو عبيدة : يعني المَوالِي أَي بني العم وهو كقوله تعالى : { ثم يخرجكم طِفْلاً } و المَوْلى : المُعْتَقُ انتسب بنسبك ولهذا قيل للمُعْتَقِين المَوالي قال : وقال أَبو الهيثم المَوْلى على ستة أَوجه : المَوْلى ابن العم والعمُّ والأَخُ والابنُ والعَصباتُ كلهم و المَوْلى الناصر و المولى الولي الذي يَلِي عليك أَمرك قال : ورجل وَلاء وقوم وَلاء في معنى وَلِيَّ و أَوْلِياء لأَن الوَلاء مصدر و المَوْلى مَوْلى المُوالاة وهو الذي يُسْلِمُ على يدك و يُواليك و المَوْلى مَوْلى النِّعْمة وهو المُعْتِقُ أَنعم على عبده بعتقِه و المَوْلى المُعْتَقُ لأَنه ينزل منزلة ابن العم يجب عليك أَن تنصره وترثه إِنْ مات ولا وارث له فهذه ستة أَوجه . وقال الفراء في قوله تعالى : { لا يَنهاكم الله عن الذين لم يُقاتِلوكم في الدِّين } قال : هؤلاء خُزاعةُ كانوا عاقَدُوا النبي أَن لا يُقاتِلوه ولا يُخرجوه فأُمِر النبي بالبِرِّ والوَفاء إِلى مدَّة أَجلهم ثم قال : { إِنما يَنهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأَخرجوكم من دِياركم وظَاهروا على إخراجكُم } 1 أَن تَولَّوْهم أَي تَنْصُروهم يعني أَهل مكة قال أَبو منصور : جعل التولي ههنا بمعنى النَّصْر من الوَلِيّ و المَوْلى وهو الناصر . وروي أَن النبي قال : من تَوَلاَّني فلْيَتَوَلَّ عَلِيَّاً معناه من نَصَرَني فليَنْصُرْه . وقال الفراء في قوله تعالى : { فهل عَسيتم إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدوا في الأَرض } أَي توليتم أُمور الناس والخطاب لقريش قال الزجاج : وقرىءَ : إِنْ تُوُلِّيتُمْ أَي وَلِيَكُمْ بنو هاشم . ويقال : تَوَلاَّكَ الله أَي وَلِيكَ الله ويكون بمعنى نَصَرك الله . وقوله : اللهم والِ مَنْ والاه أَي أَحْبِبْ مَنْ أَحَبَّه وانْصُرْ من نصره . و المُوالاةُ على وجوه قال ابن الأَعرابي : المُوالاةُ أَن يتشاجر اثنان فيدخل ثالث بينهما للصلح ويكون له في أَحدهما هَوىً فيوالِيه أَو يُحابيه و والى فلان فلاناً إِذا أَحبَّه قال الأَزهري : و للموالاة معنى ثالث سمعت العرب تقول والُوا حَواشِيَ نَعَمِكم عن جِلَّتِها أَي اعْزِلوا صِغارَها عن كِبارِها وقد والَيْناها فتَوالَتْ إِذا تميزت وأَنشد بعضهم : وكُنَّا خُلَيْطَى في الجِمالِ فأَصبحَتْ جِمالي تُوالَى وُلَّهاً مِن جِمالِكا تُوالى أَي تُمَيَّزُ منها ومن هذا قول الأَعشى : ولكنَّها كانتْ نَوىً أَجْنَبِيَّةً تَواليَ رِبْعِيّ السِّقابِ فأَصْحَبا ورِبْعِيُّ السِّقاب : الذي نُتِجَ في أَوَّل الربيع و تَوَالِيه : أَن يُفْصَلَ عن أُمّه فيَشْتَدَّ ولَهُه إِليها إِذا فَقَدها ثم يستمر على المُوالاة ويُصْحِبُ أَي ينقاد ويَصْبِر بعدما كان اشتدَّ عليه من مُفارَقته إِياها . وفي نوادر الأَعراب : تَوالَيْتُ مالي وامْتَزْت مالي وازْدَلْت مالي بمعنى واحد جعلت هذه الأَحْرف واقعة قال : والظاهر منها اللزوم . ابن الأَعرابي قال : ابن العم مَوْلىً وابن الأُخت مولى والجارُ والشريكُ والحَلِيف وقال الجعدي : مَوالِيَ حِلْفٍ لا مَوالي قَرابةٍ ولكنْ قَطِيناً يَسْأَلونَ الأَتاوِيا يقول : هم حُلَفاء لا أَبناء عم وقول الفرزدق : فلو كانَ عبدُ الله مَوْلىً هَجَوْتُهولكنَّ عبدَ الله مَوْلَى مَوالِيا لأَنَّ عبدا بن أَبي إِسحق مولى الحَضْرَمِيِّين وهم حُلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف والحَلِيفُ عند العرب مَوْلىً وإِنما قال موالياً فنصب لأَنه ردّه إِلى أَصله للضرورة وإِنما لم ينوّن لأَنه جعله بمنزلة غير المعتل الذي لا ينصرف قال ابن بري : وعطف قوله ولكن قطيناً على المعنى كأَنه قال ليسوا مَوالِيَ قرابة ولكن قطيناً وقبله : فلا تَنْتَهي أَضْغانُ قَوْميَ بينَهم وسَوْآتُهم حتى يَصِيرُوا مَوالِيا وفي حديث الزكاة : مَوْلى القَوْمِ منهم . قال ابن الأَثير : الظاهر من المذاهب والمشهور أَن مَوالي بني هاشِم والمُطَّلِب لا يَحرم عليهم أَخذ الزكاة لانتفاء السبب الذي به حَرُمَ على بني هاشم والمطلب وفي مذهب الشافعي على وجه أَنه يحرم على الموالي أَخذها لهذا الحديث قال : ووجه الجمع بين الحديث ونفي التحريم أَنه إِنما قال هذا القول تنزيهاً لهم وبعثاً على التشبه بسادتِهم والاسْتِنانِ بسنَّتهم في اجتناب مال الصدقة التي هي أَوساخ الناس وقد تكرر ذكر المولى في الحديث قال : وهو اسم يقع على جماعة كثيرة فهو : الرَّبُّ والمالِك والسَّيِّدُ والمُنْعِم والمُعْتِقُ والنَّاصِر والمُحِبُّ والتَّابع والجارُ وابن العَم والحَلِيفُ والعَقِيدُ والصِّهْرُ والعَبْدُ والمُعْتَقُ والمُنْعَمُ عليه قال : وأَكثرها قد جاءَت في الحديث فيضاف كل واحد إِلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه وكلُّ من وَلِيَ أَمراً أَو قام به فهو مَوْلاه و وَلِيُّه قال : وقد تختلف مصادر هذه الأَسماءِ فالوَلايةُ بالفتح في النسب والنُّصْرة والعِتْق و الوِلايةُ بالكسر في الإِمارة و الوَلاءُ في المُعْتَق و المُوالاةُ من والى القومَ قال ابن الأَثير : وقوله : من كنتُ مَوْلاه فعَليٌّ مَوْلاه يحمل على أَكثر الأَسماءِ المذكورة . وقال الشافعي : يعني بذلك وَلاء الإِسلام كقوله تعالى : { ذلك بأَنَّ الله مَوْلى الذين آمنوا وأَنَّ الكافرين لا مَوْلى لهم } قال : وقول عُمر لعليّ رضي الله تعالى عنهما : أَصْبَحْتَ مَوْلى كُلِّ مُؤْمِنٍ أَي وَلِيَّ كلِّ مؤْمن وقيل : سبب ذلك أَنَّ أُسامةَ قال لعليّ رضي الله عنه : لستَ مَوْلايَ إِنما مولايَ رسولُا فقال : من كنت مَوْلاهُ فعليّ مَولاه وكلُّ من وَلِيَ أَمرَ واحِدٍ فهو وَلِيُّه والنسبة إِلى المَوْلى مَوْلَوِيٌّ وإِلى الوَلِيِّ من المطر وَلَوِيّ كما قالوا عَلَوِيٌّ لأَنهم كرهوا الجمع بين أَربع ياءَات فحذفوا الياء الأُولى وقلبوا الثانية واواً . ويقال : بينهما وَلاء بالفتح أَي قَرابةٌ . و الوَلاءُ : وَلاءُ المُعْتق . وفي الحديث : نهى عن بَيْعِ الوَلاءِ وعن هِبته يعني وَلاء العِتْق وهو إِذا مات المُعْتَقُ ورثه مُعْتِقه أَو ورثة مُعْتِقه كانت العرب تبيعه وتَهَبُه فنهى عنه لأَنَّ الوَلأَ كالنسب فلا يزول بالإِزالة ومنه الحديث : الوَلاءُ لِلْكُبْرِ أَي للأَعْلى فالأَعلى من ورثة المُعْتِق . و الوَلاءُ : المُوالُون يقال : هم وَلاءُ فلان . وفي الحديث : من تَوَلَّى قوماً بغير إِذْنِ مَوالِيه أَي اتخذهم أَولياء له قال : ظاهره يوهم أَنه شرط وليس شرطاً لأَنه لا يجوز له إِذا أَذِنُوا أَن يُواليَ غيرهم وإِنما هو بمعنى التوكيد لتحريمه والتنبيه على بطلانه والإِرشاد إِلى السبب فيه لأَنه إِذا استأْذن أَولياءَه في موالاة غيرهم منعوه فيمتنع والمعنى إِنْ سوَّلت له نفسه ذلك فليستأْذنهم فإِنهم يمنعونه وأَما قول لبيد : فعَدَتْ كِلا الفَرْجَيْن تَحْسَبُ أَنَّه مَوْلى المَخافةِ خَلْفَها وأَمامَها فيريد أَنه أَولى موضع أَن تكون فيه الحَرب وقوله : فعدت تم الكلام كأَنه قال : فعدت هذه البقرة وقطع الكلام ثم ابتدأَ كأَنه قال تحسب أَنَّ كِلا الفَرْجَيْنِ مَوْلى المَخافة . وقد أَوْلَيْتُه الأَمرَ و وَلَّيْتُه إِياه . و وَلَّتْه الخمسون ذَنَبَها عن ابن الأَعرابي أَي جعلت ذنبها يَلِيه و وَلاَّها ذَنَباً كذلك . و تَوَلَّى الشَّيءَ : لَزِمه . و الوَلِيَّةُ : البَرْذَعَةُ والجمع الوَلايا وإِنما تسمى بذلك إِذا كانت على ظهر البعير لأَنها حينئذ تَلِيه وقيل : الولية التي تحت البرذعة وقيل : كلُّ ما وَلِيَ الظهر من كِساءٍ أَو غيره فهو وَلِيَّة وقال ابن الأَعرابي في قول النمر بن تولب : عن ذاتِ أَوْلِيةٍ أَساوِدَ رَيُّها وكأَنَّ لَوْنَ المِلْحِ فَوْقَ شِفارِها قال : الأَوْلِيةُ جمع الوَلِيَّةِ وهي البَرْذَعَةُ شُبِّه ما عليها من الشَّحْم وتَراكُمِه بالوَلايا وهي البَراذِعُ وقال الأَزهري : قال الأَصمعي نحوه قال ابن السكيت : وقد قال بعضهم في قوله عن ذات أَوْلِيَةٍ يريد أَنها أَكلت وَلِيّاً بعد وَلِيَ من المطر أَي رعت ما نبت عنها فسَمِنت . قال أَبو منصور : و الوَلايا إِذا جعلتها جمع الوَلِيَّةِ وهي البرذعة التي تكون تحت الرَّحْلِ فهي أَعرف وأَكثر ومنه قوله : كالبَلايا رُؤُوسُها في الوَلايامانِحاتِ السَّمُومِ حُرَّ الخُدُودِ قال الجوهري : وقوله : كالبَلايا رُؤُوسُها في الولايا يعني الناقة التي كانت تُعْكَسُ على قبر صاحبها ثم تطرح الوَلِيَّةُ على رأْسها إِلى أَن تموت وجمعها وَلِي أَيضاً قال كثير : بِعَيْساءَ في دَأْياتِها ودُفُوفها وحارِكها تحتَ الوَليِّ نُهودُ وفي الحديث : أَنه نَهى أَن يَجلِس الرَّجل على الوَلايا هي البَراذِعُ قيل : نهى عنها لأَنها إِذا بُسِطت وافْتُرِشَتْ تعلَّق بها الشَّوك والتراب وغير ذلك مما يَضرُّ الدَّوابَّ ولأَن الجالس عليها ربما أَصابه من وَسَخها ونَتْنِها ودَمِ عَقْرِها . وفي حديث ابن الزبير رضي الله عنهما : أَنه بات بقَفْر فلما قام لِيَرْحَل وجد رجلاً طُوله شِبرانَ عَظِيمَ اللِّحية على الوَلِيَّةِ فنَفَضها فوقع . و الوَليُّ : الصَّدِيق والنَّصِير . ابن الأَعرابي : الوَلِيُّ التابع المحب وقال أَبو العباس في قوله : مَنْ كنتُ مَوْلاه فعليّ مولاه أَي من أَحَبَّني و تَولاَّني فَلْيَتَوَلَّه . و المُوالاةُ : ضِدّ المُعاداة و الوَلِيُّ : ضدّ العدوّ ويقال منه تَوَلاَّه . وقوله عزَّ وجل : { فتكون للشَّيطان وَلِيّاً } قال ثعلب : كلُّ مَن عَبَد شيئاً مِنْ دون الله فقد اتَّخذه وِليّاً . وقوله عز وجل : { الله وَليُّ الذين آمنوا } قال أَبو إِسحق : الله وليهم في حجاجهم وهِدايتهم وإِقامة البُرهان لهم لأَنه يزيدهم بإِيمانهم هِدايةً كما قال عز وجل : { والذين اهتَدَوا زادَهم هُدى } و وَلِيُّهم أَيضاً في نَصرهم على عدوّهم وإِظهارِ دينهم على دين مُخالِفِيهم وقيل : وَلِيُّهم أَي يَتَوَلَّى ثوابهم ومجازاتَهم بحسن أَعمالهم . و الوَلاءُ : المِلْكُ . و المَوْلى : المالِكُ والعَبد والأُنثى بالهاء . وفيه مَوْلَوِيَّةٌ إِذا كان شبيهاً بالمَوالي . وهو يَتَمَوْلى علينا أَي يتشبّه بالمَوالي وما كنتَ بمَوْلىً وقد تَمَوْلَيْتَ والاسم الوَلاءُ . و المَوْلى : الصاحِبُ والقَريبُ كابن العم وشبهه . وقال ابن الأَعرابي : المَوْلى الجارُ والحَلِيفُ والشريك وابن الأُخت . و الوَلِيّ : المَوْلى . و تَوَلاَّه : اتَّخذه وَلِيّاً وإِنه لَبَيِّنُ الوِلاةِ 1 و الوَلْية و التَّوَلِّي و الوَلاء و الولاية و الوَلايةِ . و الوَلْيُ : القُرْبُ والدُّنُوُّ وأَنشد أَبو عبيد : وشَطَّ وَلْيُ النَّوَى إِنَّ النَّوَى قَذَفٌ تَيَّاحَةٌ غَرْبَةٌ بالدَّارِ أَحيانا ويقال : تَبَاعَدْنا بعد وَلْيٍ ويقال منه : وَلِيَه يَلِيه بالكسر فيهما وهو شاذ و أَوْلَيْته الشيء فَوَلِيَه وكذلك وَلِيَ الوالي البلَد و وَلِيَ الرَّجل البيع وِلاية فيهما و أَولَيته معروفاً . ويقال في التعجب : ما أَولاه للمعروف وهو شاذّ قال ابن بري : شذوذه كونه رباعيَّاً والتعجب إِنما يكون من الأَفعال الثلاثية . وتقول : فلان وَلِيَ وَ وُلِيَ عليه كما تقول ساسَ وسِيس عليه . و وَلاَّهالأَميرُ عَملَ كذا و وَلاَّه بيعَ الشيءِ و تَوَلَّى العَمَل أَي تَقَلَّد . وكُلْ مِما يَلِيكَ أَي مما يُقارِبك وقال ساعدة : هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَّ مَن يَتَجَنَّبُ وعَدَتْ عَوادٍ دونَ وَلْيِكَ تَشْعَبُ ودارٌ وَلْيةٌ : قَرِيبة . وقوله عز وجل : { أَوْلَى لك فأَوْلَى } معناه التَّوعُّد والتَّهَدُّد أَي الشَّرُّ أَقربُ إِليك وقال ثعلب : معناه دَنَوْتَ من الهَلَكة وكذلك قوله تعالى : { فأَوْلى لهم } أَي وَلِيَهم المَكروه وهو اسم لِدَنَوْتُ أَو قارَبْتُ وقال الأَصمعي : أَوْلَى لك قارَبَكَ ما تَكْرَه أَي نَزَلَ بك يا أَبا جهل ما تكره وأَنشد الأَصمعي فَعادَى بَيْنَ هادِيَتَيْنِ منها وأَوْلَى أَن يَزِيدَ على الثَّلاثِ أَي قارَبَ أَن يزيد قال ثعلب : ولم يقل أَحد في أَوْلَى لك أَحْسَنَ مما قال الأَصمعي وقال غيرهما : أَوْلَى يقولها الرجل لآخر يُحَسِّره على ما فاته ويقول له : يا محروم أَي شيء فاتك وقال الجوهري : أَولى لك تَهَدُّدٌ ووعيد قال الشاعر : فأَوْلى ثم أَوْلى ثم أَوْلى وهَلْ للدَّرِّ يُحْلَبُ مِنْ مَرَدِّ قال الأَصمعي : معناه قارَبَه ما يُهْلِكه أَي نزل به قال ابن بري : ومنه قول مَقَّاس العائذي : أَوْلَى فأَولى يامْرِأَ القَيْسِ بعدما خَصَفْنَ بآثارِ المَطِيِّ الحَوافِرا وقال تُبَّع : أَوْلى لهم بعِقابِ يومٍ سَرْمَد وقالت الخنساء : هَمَمْتُ بنَفْسِيَ كلَّ الهُمُومِ فأُوْلَى لنَفْسِيَ أَوْلَى لها قال أَبو العباس قوله : فأَولى لنفسي أَولى لها يقول الرجل إِذا حاوَل شيئاً فأُفْلِتَه من بعد ما كاد يصيبه : أَوْلى له فإِذا أَفْلَت من عظيم قال : أَولى لي ويروى عن ابن الحنيفة أَنه كان يقول : إِذا مات ميت في جِواره أَو في دارِه أَوْلى لي كِدتُ وااِ أَن أَكون السَّوادَ المُخْتَرَم شَبَّه كاد بعسى فأَدخل في خبرها أَن قال : وأُنْشِدْتُ لرجل يَقْتَنِصُ فإِذا أَفْلَتَه الصَّيْدُ قال أَوْلى لك فكثُرت تِيكَ منه فقال : فَلَوْ كان أَوْلَى يُطْعِمُ القَوْمَ صِدْتُهُمْ ولكِنَّ أَوْلى يَتْرُكُ القَوْمَ جُوَّعا أَوْلَى في البيت حكاية وذلك أَنه كان لا يحسن أَن يَرْمِي وأَحبَّ أَن يمتدح عند أَصحابه فقال أَولى وضرب بيده على الأُخرى وقال أَولى فحكى ذلك . وفي حديث أَنس رضي الله عنه : قام عبدُ الله بن حُذافةَ رضي الله عنه فقال : مَن أَبي فقال رسول ا : أَبوك حُذافَة وسكت رسولُا ثم قال : أَوْلى لكم والذي نَفْسي بيده أَي قَرُبَ منكم ما تَكْرهون وهي كلمة تَلَهُّفٍ يقولها الرجل إِذا أَفْلَتَ من عظيمة وقيل : هي كلمة تهَدُّد ووعيد معناه قاربه ما يُهْلِكه . ابن سيده : وحكى ابن جني أَوْلاةُ الآنَ فأَنث أَوْلَى قال : وهذا يدل على أَنه اسم لا فِعْل وقول أَبي صخر الهذلي : أَذُمُّ لك الأَيامَ فِيمَا ولَتْ لنا وما لِلَّيالِي في الذي بَينَنا عُذْرُ قال : أُراه أَراد فيما قَرَّبَتْ إِلينا من بين وتعذُّر قُرْب . والقومُ علي وِلايةٌ واحدةٌ و وَلايةٌ إِذا كانوا عليك بخير أَو شرّ . ودارُه وَلْيُ داري أَي قريبة منها . و أَولى على اليتيم : أَوصَى . و والَى بين الأَمْرِ مُوالاةً و وِلاء : تابَع . و توالَى الشيء : تتَابَع . و المُوالاةُ : المُتابعَةُ . وافْعَلْ هذه الأَشياء على الولاءِ أَي مُتابَعَةً . و تَوالى عليه شَهْران أَي تَتَابَع . يقال : والَى فلان برُمْحه بين صَدْرَيْنِ وعادَى بينهما وذلك إِذا طَعَنَ واحداً ثم آخرَ مِن فَوْرِه وكذلك الفارس يوالي بِطَعْنَتَينِ مُتَوالِيَتَين فارسين أَي يُتابع بينهما قَتْلاً . ويقال : أَصَبْتُه بثلاثة أَسهم وِلاء أَي تِباعاً . و تَوالَتْ إِلي كُتُب فلان أَي تَتَابَعَتْ . وقد وَالاها الكاتب أَي تابَعَها . و اسْتَوْلَى على الأَمْر 1 أَي بلغ الغاية . ويقال : اسْتَبَقَ الفارسانِ على فرسيهما إِلى غايةٍ تَسابقا إِليها فاسْتَوْلى أَحدُهما على الغاية إِذا سَبق الآخرَ ومنه قول الذبياني : سَبْقَ الجَوادِ إِذا اسْتَوْلى على الأَمَدِ و اسْتِيلاؤه على الأَمَدِ أَن يَغْلِب عليه بسَبْقِه إِليه ومن هذا يقال : اسْتَوْلى فلان على مالي أَي غَلَبَني عليه وكذلك اسْتَوْمَى بمعنى استولى وهما من الحروف التي عاقبت العرب فيها بين اللام والميم ومنها قولهم لَوْلا ولَوْما بمعنى هَلاَّ قال الفراء : ومنه قوله تعالى : { لَوْما تَأْتينا بالملائكةِ إِن كنتَ من الصادقين } وقال عَبِيد : لَوْما عَلى حجْرِ ابْنِ أُمْ قَطامِ تَبْكِي لا عَلَيْنا وقال الأَصمعي : خالَمْتُه وخالَلْتُه إِذا صادقته وهو خِلّي وخِلْمِي . ويقال : أَوْلَيْتُ فلاناً خَيراً و أَوْليته شرَّاً كقولك سُمْتُه خيراً وشرّاً و أَوْليته معروفاً إِذا أَسْدَيْتَ إِليه معروفاً . الأَزهري في آخر باب اللام قال : وبقي حرف من كتاب الله عز وجل لم يقع في موضعه فذكرته في آخر اللام وهو قوله عز وجل : { فلا تَتَّبعوا الهَوى إِن تَعْدِلوا أَو إِن تَلْوُوا } قرأَها عاصم وأَبو عمرو بن العلاء وإِن تَلْوُوا بواوين من لَوى الحاكِمُ بقَضِيَّتِه إِذا دافع بها وأَما قراءة من قرأَ وإِن تَلُوا بواو واحدة ففيه وجهان : أَحدهما أَن أَصله تَلْوُوا بواوين كما قرأَ عاصم وأَبو عمرو فأَبدل من الواو المضمومة همزة فصارت تَلْؤُوا بإِسكان اللام ثم طُرِحت الهمزة وطُرِحت حركتها على اللام فصارت تَلُوا كما قيل في أَدْوُرٍ أَدْؤُرٍ ثم طرحت الهمزة فقيل أَدُرٍ قال : والوجه الثاني أَن يكون تَلُوا من الولاية لا من اللَّيّ والمعنى إِن تَلُوا للشهادة فتُقِيموها قال : وهذا كله صحيح من كلام حذاق النحويين . و الوَلِيُّ : المطر يأْتي بعد الوَسْمي وحكى كراع فيه التخفيف وجمع الوَلِيِّ أَوْلِيةٌ . وفي حديث مُطرِّف الباهلي : تَسْقِيه الأَوْلِيةُ هي جمع وَلِيّ المطر . و وُلِيَتِ الأَرضُ وَلْياً : سُقِيَت الوَليَّ وسمي وَلِيّاً لأَنه يَلِي الوَسْمِيَّ أَي يقرب منه ويجيء بعده وكذلك الوَلْي بالتسكين على فَعْلٍ وفَعِيلٍ قال الأَصمعي : الوَلْي على مثال الرَّمْي المطر الذي يأْتي بعد المطر وإِذا أَردت الاسم فهو الوَلِيُّ وهو مثل النَّعْي والنَّعِيِّ المصدر قال ذو الرمة : لِني وَلْيةً تُمْرِعْ جَنابي فإِنَّني لِما نِلْتُ مِنْ وَسْمِيِّ نُعْماكَ شاكِرُ لِني أَمْرٌ مِن الوَلْيِ أَي أَمْطِرْني وَلْيةً منك أَي معروفاً بعد معروف . قال ابن بري : ذكر الفراء الوَلى المطر بالقصر واتَّبعه ابن وَلاَّد وردَّ عليهما عليّ بن حمزة وقال : هو الوَلِيّ بالتشديد لا غير وقولهم : قد أَوْلاني معروفاً قال أَبو بكر : معناه قد أَلصق بي معروفاً يَلِيني من قولهم : جلستُ مما يَلي زيداً أَي يُلاصقه ويُدانِيه . ويقال : أَوْلاني مَلَّكني المعروف وجعله منسوباً إِليَّ وَلِيّاً عَليَّ من قولك هو وَلِيُّ المرأَة أَي صاحبُ أَمرها والحاكم عليها قال : ويجوز أَن يكون معناه عَضَّدَني بالمعروف ونَصَرَني وقَوَّاني من قولك بنو فلان وَلاء على بني فلان أَي هم يُعِينونهم . ويقال : أَوْلاني أَي أَنْعَمَ عَليَّ من الآلاء وهي النِّعَمُ والواحد أَلىً وإِلىً قال : والأَصل في إِلىً وِلىً فأَبدلوا من الواو المكسورة همزة كما قالوا امرأَة وَناةٌ وأَناةٌ قال الأَعشى : ...ولا يَخُونُ إِلى...وكذلك أَحَدٌ وَوَحَدٌ . المحكم : فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول الشاعر : .........الركيكا 1 فإِنه عدَّاه إِلى مفعولين لأَنه في معنى سُقِيَ وسُقِيَ متعدية إِلى مفعولين فكذلك هذا الذي في معناها وقد يكون الركيك مصدراً لأَنه ضرب من الوَلِيّ فكأَنه وُلِيَ وَلْياً كقولك : قَعَدَ القُرْفُصاء وأَحسن من ذلك أَن وُلِيَ في معنى أُرِكَّ عليه أَوْ رُكَّ فيكون قوله رَكِيكا مصدراً لهذا الفعل المقدَّر أَو اسماً موضوعاً موضع المصدر . و استولى على الشيءِ إِذا صار في يده . و وَلَّى الشيءُ و تَوَلَّى : أَدْبَرَ . و وَلَّى عنه : أَعْرَضَ عنه أَو نَأَى وقوله : إِذا ما امْرُؤٌ وَلَّى عَليَّ بِوِدِّه وأَدْبَرَ لم يَصْدُرْ بإِدْبارِه وُدِّي فإِنه أَراد وَلَّى عني ووجهُ تعديته وَلَّى بعَلى أَنه لما كان إِذا وَلَّى عنه بودِّه تغيَّر عليه جَعَل وَلَّى معنى تغَيَّر فعدَّاه بعَلى وجاز أَن يَسْتَعْمِل هنا على لأَنه أَمْرٌ عليه لا له وقول الأَعشى : إِذا حاجةٌ ولَّتْكَ لا تَسْتَطِيعُها فَخُذْ طَرَفاً من غَيْرها حينَ تَسْبِقُ فإِنه أَراد وَلَّتْ عنك فحذف وأَوصل وقد يكون وَلَّيْتُ الشيء و ولَّيتُ عنه بمعنى . التهذيب : تكون التَّوْلِيةُ إِقْبالاً ومنه قوله تعالى : { فوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِد الحَرام } أَي وَجِّهْ وَجْهَكَ نحوَه وتِلقاءَه وكذلك قوله تعالى : { ولِكُلَ وجْهةٌ هو مُوَلِّيها } قال الفراءُ : هو مُسْتَقْبِلُها و التَّوْلِيةُ في هذا الموضع إِقبال قال : و التَّوْلِيةُ تكون انصرافاً قال الله تعالى : { ثم وَلَّيْتُمْ مُدْبرين } وكذلك قوله تعالى : 2 { يُولُّوكم الأَدْبارَ } هي ههنا انصراف وقال أَبو معاذ النحوي : قد تكون التَّوْلِيةُ بمعنى التَّوَلِّي . يقال : وَلَّيْت و تَوَلَّيْتُ بمعنى واحد قال : وسمعت العرب تنشد بيت ذي الرمة : إِذا حَوَّل الظِّلُّ العَشِيَّ رأَيْتَه حَنِيفاً وفي قَرْنِ الضُّحى يَتَنَصَّرُ أَراد : إِذا تحَوَّلَ الظِّلُّ بالعَشِيِّ قال : وقوله هو مُوَلِّيها أَي مُتَوَلِّيها أَي مُتَّبِعُها وراضيها . و تَوَلَّيْتُ فلاناً أَي اتَّبَعْتُه ورَضِيتُ به . وقوله تعالى : { سَيَقُولُ السُّفَهاءُ من الناس ما وَلاَّهم عن قِبْلَتِهم التي كانوا عليها } يعني قولَ اليهود ما عَدَلَهُم عنها يعني قِبْلَة بَيْت المَقْدِسِ . وقوله عز وجل : { ولِكُلَ وِجْهةٌ هو مُوَلِّيها } أَي يَسْتَقْبِلُها بوَجْهِه وقيل فيه قولان : قال بعض أَهل اللغة وهو أَكثرهم : هو لِكُلَ والمعنى هو مُوَلِّيها وَجْهَه أَي كلُّ أَهْلِ وِجْهَةٍ هم الذين وَلَّوْا وجُوههم إِلى تلك الجهة وقد قرىءَ : هو مُوَلاَّها قال : وهو حسن وقال قوم : هو مُوَلِّيها أَي الله تعالى يُوَلِّي أَهلَ كلِّ مِلَّةٍ القِبْلة التي تريد قال : وكلا القولين جائز . ويقال للرُّطْب إِذا أَخذ في الهَيْج : قد وَلَّى و تَوَلَّى و تَوَلِّيه شُهْبَتُه . و التَّوْلِيةُ في البيع : أَن تشتري سلعة بثمن معلوم ثم توليها رجلاً آخر بذلك الثمن وتكون التَّوْلية مصدراً كقولك : وَلَّيْت فلاناً أَمر كذا وكذا إِذا قَلَّدْته وِلايَته . و تَوَلَّى عنه : أَعْرَضَ و وَلَّى هارباً أَي أَدبر . وفي الحديث : أَنه سئل عن الإِبل فقال أَعْنانُ الشَّياطِينِ لا تُقْبِلُ إِلاَّ مُوَلِّيَةً ولا تُدْبِرُ إِلاَّ مُوَلِّيةً ولا يأْتي نَفْعُها إِلاَّ من جانبها الأَشْأَمِ أَي أَن من شأْنها إِذا أَقبلت على صاحبها أَن يَتَعَقَّبَ إِقْبَالَها الإِدْبارُ وإِذا أَدبرت أَن يكون إِدبارُها ذهاباً وفَناء مُسْتَأْصَلاً . وقد وَلَّى الشيءُ و تَوَلَّى إِذا ذهب هارِباً ومُدْبراً و تَوَلَّى عنه إِذا أَعْرَضَ و التَّوَلِّي يكون بمعنى الإِعْراضِ ويكون بمعنى الاتِّباع قال الله تعالى : { وإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قوماً غيركم } أَي إِنْ تُعْرِضوا عن الإِسلام . وقوله تعالى : { ومَن يَتَوَلَّهُمْ منكم فإِنه منهم } معناه مَن يَتَّبِعْهُم ويَنْصُرْهم . و تَوَلَّيْتُ الأَمرَ تولِّياً إِذا ولِيته قال الله تعالى : { والذي تَوَلَّى كِبْرَه منهم له عذاب عظيم } أَي وَلِيَ وِزْرَ الإِفْكِ وإِشاعَتَه . وقالوا : لو طَلَبْتَ ولاَءَ ضَبَّةَ من تَمِيم لشَقَّ عليك أَي تَمَيُّزَ هؤلاء من هؤلاء حكاه اللحياني فروى الطوسي وَلاء بالفتح وروى ثابت وِلاء بالكسر . و والى غنَمَه : عَزَل بعضَها من بعض ومَيَّزَها قال ذو الرمة : يُوالي إِذا اصْطَكَّ الخُصومُ أَمامَه وُجُوهَ القَضايا مِنْ وُجوهِ المَظالِمِ و الوَلِيَّةُ : ما تَخْبَؤُه المرأَةُ من زادٍ لضيف يَحُلُّ عن كراع قال : والأَصل لَوِيَّةٌ فقُلِبَ والجمع وَلايا ثبت القلب في الجمع . وفي حديث عُمر رضي الله عنه : لا يُعْطَى مِن المَغانِمِ شيء حتى تُقْسَمَ إِلا لراعٍ أَو دَليلٍ غَيْرَ مُولِيهِ قلت : ما مُولِيهِ قال مُحابِيهِ أَي غير مُعْطِيه شيئاً لا يستحقه . وكلُّ من أَعطيته ابتداء من غير مكافأَة فقد أَوْلَيْتَه . وفي حديث عَمّار : قال له عمر في شأْن اليتِيم كلاَّ وا لَنُوَلِّيَنَّك ما تَوَلَّيْتَ أَي نَكِلُ إِليك ما قُلْتَ ونردُّ إِليك ما وَلَّيْتَه نفسَك ورَضيتَ لها به والله أَعلم

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88