كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

سيد
الكلام نتلوه وقيل في قوله عز وجل وسيداً وحصوراً السيد الذي يفوق في الخير قال ابن الأَنباري إِن قال قائل كيف سمى الله عز وجل يحيى سيداً وحصوراً والسيد هو الله إِذ كان مالك الخلق أَجمعين ولا مالك لهم سواه ؟ قيل له لم يُرِد بالسيد ههنا المالك وإِنما أَراد الرئيسَ والإِمامَ في الخير كما تقول العرب فلان سيدنا أَي رئيسنا والذي نعظمه وأَنشد أَبو زيد سَوَّارُ سيِّدُنا وسَيِّدُ غيرِنا صَدْقُ الحديث فليس فيه تَماري وسادَ قومَه يَسُودُهم سيادَةً وسُوْدَداً وسَيْدُودَةً فهو سيِّدٌ وهم سادَةٌ تقديره فَعَلَةٌ بالتحريك لأَن تقدير سَيِّدٍ فَعْيِلٌ وهو مثل سَرِيٍّ وسَراةٍ ولا نظير لهما يدل على ذلك أَنه يُجمعُ على سيائدَ بالهمز مثلَ أَفيل وأَفائلَ وتَبيعٍ وتَبائعَ وقال أَهل البصرة تقدير سَيِّدٍ فَيْعِلٌ وجُمِعَ على فَعَلَةٍ كأَنهم جمعوا سائداً مِثلَ قائدٍ وقادةٍ وذائدٍ وذادةٍ وقالوا إِنما جَمَعَتِ العربُ الجَيِّد والسَّيِّدَ على جَيائِدَ وسَيائدَ بالهمز على غير قياس لأَنّ جَمْعَ فَيْعِلٍ فياعلُ بلا همز والدال في سُودَدٍ زائدةٌ للإِلحاق ببناء فُعْلَلٍ مِثلِ جُندَبٍ وَبُرْقُعٍ وتقول سَوَّدَه قومه وهو أَسودُ من فلان أَي أَجلُّ منه قال الفراء يقال هذا سَيِّدُ قومِه اليوم فإِذا أَخبرت أَنه عن قليل يكون سيدَهم قلت هو سائدُ قومِه عن قليل وسيد
( * هنا بياض بالأصل المعوّل عليه ) وأَساد الرجلُ وأَسْوَدَ بمعنى أَي وَلدَ غلاماً سيداً وكذلك إِذا ولد غلاماً أَسود اللون والسَّيِّد من المعز المُسِنُّ عن الكسائي قال ومنه الحديث ثَنِيٌّ من الضأْن خير من السيد من المعز قال الشاعر سواء عليه شاةُ عامٍ دَنَتْ له لِيَذْبَحَها للضيف أَم شاةُ سَيِّدِ كذا رواه أَبو علي عنه المُسِنُّ من المعز وقيل هو المسنّ وقيل هو الجليل وإِن لم يكن مسنّاً والحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن جبريل قال لي اعلم يا محمد أَن ثنية من الضأْن خير من السيِّد من الإِبل والبقر يدل على أَنه معموم به قال وعند أَبي علي فَعْيِل من « س و د » قال ولا يمتَنع أَن يكون فَعِّلاً من السَّيِّد إِلا أَن السيدَ لا معنى له ههنا وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بكبش يطَأُ في سواد وينْظرُ في سواد ويَبْرُكُ في سواد لِيُضَحِّيَ به قوله ينظر في سواد أَراد أَنَّ حدقته سوداء لأَن إِنسان العين فيها قال كثير وعن نَجْلاءَ تَدْمَعُ في بياضٍ إِذا دَمَعَتْ وتَنظُرُ في سوادِ قوله تدمع في بياض وتنظر في سواد يريد أَن دموعها تسيل على خدٍّ أَبيض ونظرها من حدقة سوداء يريد أَنه أَسوَدُ القوائم
( * قوله « يريد أنه أسود القوائم » كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله سقط قبله ويطأ في سواد كما هو واضح ) ويَبْرُك في سواد يريد أَن ما يلي الأَرض منه إِذا برك أَسْودُ والمعنى أَنه أَسود القوائم والمَرابض والمحاجر الأَصمعيُّ يقال جاءَ فلان بغنمه سُودَ البطون وجاءَ بها حُمرَ الكُلَى معناهما مهازِيل والحمارُ الوحْشِيُّ سَيِّد عانَته والعرب تقول إِذا كثر البياض قلَّ السواد يعنون بالبياض اللبن وبالسواد التمر وكل عام يكثر فيه الرَّسْلُ يقلّ فيه التمر وفي المثل قال لي الشَّرُّ أَقِمْ سوادَك أَي اصبر وأُمُّ سُويْدٍ هي الطِّبِّيجَةُ والمِسْأَدُ نِحْيُ السمن أَو العسل يُهْمَز ولا يُهمز فيقال مِسادٌ فإِذا همز فهو مِفْعَلٌ وإِذا لم يُهْمَز فهو فِعَالٌ ويقال رمى فلان بسهمه الأَسودِ وبسهمه المُدْمَى وهو السهم الذي رُمِيَ به فأَصاب الرمِيَّةَ حتى اسودّ من الدم وهم يتبركون به قال الشاعر قالَتْ خُلَيْدَةُ لمَّا جِئْتُ زائِرَها هَلاَّ رَمَيْتَ ببَعْضِ الأَسْهُمِ السُّودِ ؟ قال بعضهم أَراد بالأَسهم السود ههنا النُّشَّابَ وقيل هي سهام القَنَا قال أَبو سعيد الذي صح عندي في هذا أَن الجَمُوحَ أَخا بني ظَفَر بَيَّتَ بني لِحْيان فَهُزم أَصحابُه وفي كنانته نَبْلٌ مُعَلَّمٌ بسواد فقالت له امرأَته أَين النبل الذي كنتَ ترمي به ؟ فقال هذا البيت قالت خُلَيْدَةُ والسُّودانيَّةُ والسُّودانةُ طائر من الطير الذي يأْكل العنب والجراد قال وبعضهم يسميها السُّوادِيَّةَ ابن الأَعرابي المُسَوَّدُ أَن تؤخذ المُصْرانُ فتُفْصَدَ فيها الناقةُ وتُشَدّ رأْسُها وتُشْوَى وتؤكل وأَسْوَدُ اسم جبل وأَسْوَدَةُ اسم جبل آخر والأَسودُ عَلَمٌ في رأْس جبل وقول الأَعشى كَلاَّ يَمِينُ اللَّهِ حتى تُنزِلوا من رأْس شاهقةٍ إِلينا الأَسْوَدا وأَسْودُ العَيْنِ جبل قال إِذا ما فَقَدْتُمْ أَسْوَدَ العينِ كنْتُمُ كِراماً وأَنتم ما أَقامَ أَلائِمُ قال الهَجَرِيُّ أَسْوَدُ العينِ في الجَنُوب من شُعَبَى وأَسْوَدَةُ بِئر وأَسوَدُ والسَّودُ موضعان والسُّوَيْداء موضعٌ بالحِجاز وأَسْوَدُ الدَّم موضع قال النابغةُ الجعدي تَبَصَّرْ خَلِيلِي هل تَرَى من ظعائنٍ خَرَجْنَ بنصف الليلِ من أَسْوَدِ الدَّمِ ؟ والسُّوَيْداءُ طائرٌ وأَسْودانُ أَبو قبيلة وهو نَبْهانُ وسُوَيْدٌ وسَوادةُ اسمان والأَسْوَدُ رجل

شحد
الليث الشُّحْدُودُ السَّيّءُ الخُلُقِ قالت أَعرابية وأَرادَتْ أَنْ تَرْكَبَ بغلاً لعله حَيُوصٌ أَو قَمُوصٌ أَو شُحْدُودٌ قال وجاء به غير الليث

شدد
الشِّدَّةُ الصَّلابةُ وهي نَقِيضُ اللِّينِ تكون في الجواهر والأَعراض والجمع شِدَدٌ عن سيبويه قال جاء على الأَصل لأَنه لم يُشْبِهِ الفعل وقد شَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّه شَدّاً فاشْتَدَّ وكلُّ ما أُحْكِمَ فقد شُدَّ وشُدِّدَ وشَدَّدَ هو وتشَادّ وشيء شَدِيدٌ بَيِّنُ الشِّدَّةِ وشيء شَديدٌ مُشتَدٌّ قَوِيٌّ وفي الحديث لا تَبيعُوا الحَبَّ حتى يَشْتَدَّ أَراد بالحب الطعام كالحنطة والشعير واشتدَادُه قُوَّتُه وصلابَتُه قال ابن سيده ومن كلام يعقوب في صفة الماء وأَما ما كان شديداً سَقْيُهُ غليظاً أَمرُهُ إِنما يرِيدُ به مُشْتَدّاً سَقْيُه أَي صعباً وتقول شَدَّ اللَّهُ مُلْكَه وشَدَّدَه قَوَّاه والتشديد خلاف التخفيف وقوله تعالى وشدَدْنا ملكَه أَي قوَّيناه وكان من تقوية ملكِه أَنه كان يَحْرسُ محرابه في كل ليلة ثلاثة وثلاثون أَلفاً من الرجال وقيل إِن رجلاً اسْتَعْدَى إِليه على رجل فادّعى عليه أَنه أَخذ منه بقراً فأَنكر المدّعَى عليه فسأَل داودُ عليه السلام المدّعيَ البينة فلم يُقِمْها فرأَى داودُ في منامه أَن الله عز وجل يأْمره أَن يقتل المَدّعَى عليه فتثبت داود عليه السلام وقال هو المنام فأَتاه الوحي بعد ذلك أَن يقتله فأَحضره ثم أَعلمه أَن الله يأْمرُه بقتله فقال المدّعَى عليه إِن الله ما أَخَذَني بهذا الذنب وإِني قتلت أَبا هذا غِيلَة فقتله داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام وذلك مما عظَّمَ الله به هَيْبَتَه وشدَّدَ ملْكه وشدَّ على يده قوَّاه وأَعانه قال فإِني بحَمْدِ اللَّهِ لا سَمَّ حَيَّةٍ سَقَتْني ولا شَدَّتْ على كفِّ ذابح وشَدَدْتُ الشيءَ أَشُدُّه شَدّاً إِذا أَوثَقْتَه قال الله تعالى فشُدُّوا الوَثاق وقال تعالى اشْدُدْ به أَزري ابن الأَعرابي يقال حَلَبْتَ بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي استعَنْتَ بمن يقومُ بأَمرك ويُعْنى بحاجتك وقال أَبو عبيد يقال حَلَبْتُها بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي حين لم أَقْدِر على الرِّفْق أَخَذْتُه بالقُوَّةِ والشِّدَّةِ ومثلُه قوله مُجاهرَةً إِذا لم أَجِدْ مُخْتَلى ومن أَمثالهم في الرجل يحرز بعض حاجته ويَعْجِز عن تمامها بَقِيَ أَشَدُّه قال أَبو طالب يقال إِنه كان فيما يحكى عن البهائم أَن هرّاً كان قد أَفنى الجُرْذان فاجتمع بقيتها وقلن تعالَيْن نحتال بحيلة لهذا الهرّ فأَجمع رأْيُهن على تعليق جُلْجُل في رقبته فإِذا رآهن سمعن صوت الجلجل فهربن منه فجئن بجلجل وشددنه في خيط ثم قلن من يعلقه في عنقه ؟ فقال بعضهن بقي أَشَدُّه وقد قيل في ذلك أَلا آمْرُؤٌ يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُلِ ورجل شديدٌ قويٌّ والجمع أَشِدّاءُ وشِدادٌ وشُددٌ عن سيبويه قال جاء على الأَصل لأَنه لم يشبه الفعل وقد شَدَّ يشِدّ بالكسر لا غير شِدَّةً إِذا كان قويّاً وشادَّه مُشادَّة وشِداداً غالبه وفي الحديث مَن يُشادّ هذا الدِّينَ يَغْلِبُه أَراد يَغْلِبُه الدينُ أَي من يُقاويه ويعاوِمُه ويُكَلِّف نفسه من العبادة فوق طاقته والمُشادَدَة المُغالَبَة وهو مثل الحديث الآخر إِن هذا الدينَ مَتِينٌ فأَوْغِلْ فيه برفق وأَشَدَّ الرجلُ إِذا كانت دوابُّه شِداداً والمُشادَّة في الشيء التَّشَدُّد فيه ويقال للرجل
( * قوله « ويقال للرجل » كذا بالأَصل ولعل الأَولى ويقول الرجل ) إِذا كُلِّفَ عملاً ما أَملك شَدّاً ولا إِرخاءً أَي لا أَقدر على شيء وشَدَّ عَضُدَه أَي قَوَّاه واشْتَدَّ الشيءُ من الشِّدَّة أَبو زيد أَصابَتْني شُدَّى على فُعْلَى أَي شِدَّة وأَشَدَّ الرجل إِذا كانت معه دابة شديدة وفي الحديث يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ على مُضْعِفِهِمْ المُشِدُّ الذي دوابه شَديدة قوية والمُضْعِفُ الذي دوابه ضعيفة يريد أَن القويّ من الغُزاة يُساهِمُ الضعيف فيما يَكْسِبه من الغنيمة والشَّديدُ من الحروف ثمانية أَحرف وهي الهمزة والقاف والكاف والجيم والطاء والدال والتاء والباء قال ابن جني ويجمعها في اللفظ قولك « أَجَدْتَ طَبَقَكَ وأَجِدُكَ طَبَقْتَ » والحروف التي بين الشديدة والرخوة ثمانية وهي الأَلف والعين والياء واللام والنون والراء والميم والواو يجمعها في اللفظ قولك « لم يُرَوِّعْنا » وإِن شئت قلت « لم يَرَ عَوْناً » ومعنى الشديد أَنه الحرف الذي يمنع الصوت أَن يجْرِيَ فيه أَلا ترى أَنك لو قلت الحق والشرط ثم رمت مدّ صوتك في القاف والطاء لكان ممتنعاً ؟ ومِسْكٌ شَديدُ الرائحة قويها ذَكِيُّها ورجل شديد العين لا يغلبه النوم وقد يستعار ذلك في الناقة قال الشاعر باتَ يقاسى كلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ شَديدةِ حَفْنِ العَينِ ذاتِ ضَرِيرِ وقوله تعالى ربنا اطمس على أَموالهم واشدد على قلوبهم أَي اطبع على قلوبهم والشِّدَّة المَجاعة والشَّدائِدُ الهَزاهِزُ والشِّدَّة صعوبة الزمن وقد اشتدَّ عليهم والشِّدَّة والشَّدِيدَةُ من مكاره الدهر وجمعها شَدائد فإِذا كان جمع شديدة فهو على القياس وإِذا كان جمع شدّة فهو نادر وشِدَّة العيْش شَظَفُه ورجل شَدِيد شحيح وفي التنزيل العزيز وإِنه لحبِّ الخيرِ لشديد قال أَبو إِسحق إِنه من أَجل حُبِّ المال لبخيل والمُتَشَدِّدُ البخيل كالشديد قال طرفة أَرى المَوْتَ يَعْتامُ الكِرامَ ويَصْطَفي عَقِيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ وقول أَبي ذؤَيب حَدَرْناهُ بالأَثوابِ في قَعْرِ هُوَّةٍ شديدٍ على ما ضُمَّ في اللَّحْدِ جُولُها أَراد شَحِيحٍ على ذلك وشَدَّدَ الضَّرْبَ وكلَّ شيء بالَغَ فيه والشَّدُّ الحُضْرُ والعَدْوُ والفعل اشْتَدَّ أَي عدا قال ابن رُمَيْضٍ العنبري ويقال رُمَيْصٍ بالصاد المهملة هذا أَوانُ الشَّدِّ فاشْتَدِّي زِيَمْ وزِيَم اسم فرسه وفي حديث الحجاج هذا أَوانُ الحرب فاشْتَدِّي زِيَمْ هو اسم ناقته أَو فرسه وفي حديث القيامة كحُضْرِ الفَرَس ثم كشَدِّ الرجل الشَّديدِ العَدْوِ ومنه حديث السَّعْي لا يَقْطَع الوادي إِلاَّ شَدّاً أَي عَدْواً وفي حديث أُحد حتى رأَيت النساء يَشْتَدِدْنَ في الجبل أَي يَعْدُون قال ابن الأَثير هكذا جاءت اللفظة في كتاب الحميدي والذي جاء في كتاب البخاري يشْتَدْنَ بدال واحدة والذي جاء في غيرهما يُسْنِدْنَ بسين مهملة ونون أَي يُصَعِّدْنَ فيه فإِن صحت الكلمة على ما في البخاري وكثيراً ما يجيءُ أَمثالها في كتب الحديث وهو قبيح في العربية لأَن الإِدغام إِنما جاز في الحرف المُضَعَّفِ لما سكن الأَول وتحرك الثاني فأَما مع جماعة النساء فإِن التضعيف يظهر لأَن ما قبل نون النساء لا يكون إِلا ساكناً فيلتقي ساكنان فيحرك الأَوّل وينفك الإِدغام فتقول يشتددن فيمكن تخريجه على لغة بعض العرب من بكر بن وائل يقولون رَدْتُ ورَدْتِ وَرَدْنَ يريدون رَدَدْتُ ورَدَدْتِ ورَدَدْنَ قال الخليل كأَنهم قدروا الإِدغام قبل دخول التاء والنون فيكون لفظ الحديث يَشْتَدْنَ وشدّ في العَدْوِ شدّاً واشْتَدَّ أَسْرَعَ وعَدَا وفي المثل رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ وذلك أَنّ رجلاً خرج يركض فرساً له فرمت بِسَخْلَتِها فأَلقاها في كُرْزٍ بين يديه والكرز الجُوالِقُ فقال له إِنسان لِمَ تحمله ما تصنع به ؟ فقال رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ يقول هو سريع الشدِّ كأُمه يُضْرَبُ للرجل يُحْتَقَرُ عندك وله خَبَرٌ قد علمته أَنت قال عمرو ذو الكلب فَقُمْتُ لا يَشْتَدُّ شَدِّي ذو قَدَم جاء بالمصدر على غير الفعل ومثله كثير وقول مالك بن خالد الخُناعي بأَسَرعِ الشَّدِّ مني يومَ لا نِيَةٌ لَمَّا عَرَفْتُهم واهْتَزَّتِ اللِّمَمُ يريد بأَسَرعَ شدّاً مني فزاد اللام كَزيادتها في بنات الأَوبر وقد يجوز أَن يريد بأَسرعَ في الشد فحذف الجار وأَوصَلَ الفِعْلَ قال سيبويه وقالوا شَدَّ ما أَنَّكَ ذاهب كقولك حَقّاً أَنك ذاهب قال وإِن شئت جعلت شَدَّ بمنزلة نِعْمَ كما تقول نِعْمَ العملُ أَنك تقولُ الحَقَّ والشِّدَّة النَّجْدَة وثَباتُ القلب وكلُّ شَديدٍ شُجاعٌ والشَّدة بالفتح الحملة الواحدة والشَّدُّ الحَمْل وشَدَّ على القوم في القتال يَشِدُّ ويَشُدُّ شَدّاً وشُدوداً حَمَلَ وفي الحديث أَلا تَشِدُّ فَنَشِدَّ معك ؟ يقال شَدَّ في الحرب يَشِد بالكسر ومنه الحديث ثم شَدَّ عليه فكان كأَمْسِ الذاهب أَي حَمَلَ عليه فقتله وشَدَّ فلان على العدوِّ شَدَّة واحدة وشدَّ شَدَّاتٍ كثيرة أَبو زيد خِفْتُ شُدَّى فلانٍ أَي شِدَّته وأَنشد فإِني لا أَلِينُ لِقَوْلِ شُدَّى ولو كانتْ أَشَدَّ من الحَديدِ ويقال أَصابَتْني شُدَّى بعدك أَي الشِّدَّةُ مُدَّةً وشَدَّ الذئب على الغنم شَدّاً وشُدُوداً كذلك ورُؤِيَ فارس يومَ الكُلابِ من بني الحرث يَشِدُّ على القوم فيردّهم ويقول أَنا أَبو شَدّادٍ فإِذا كرُّوا عليه رَدَّهم وقال أَنا أَبو رَدَّاد وفي حديث قيام شهر رمضان أَحْيا الليلَ وشَدَّ المِئْزر وهو كناية عن اجتناب النساء أَو عن الجِدِّ والاجتهاد في العمل أَو عنهما معاً والأَشُدُّ مَبْلَغُ الرجل الحُنْكَةَ والمَعْرِفَةَ قال الله عز وجل حتى إِذا بلغ أَشُده قال الفراء الأَشُدُّ واحدها شَدٌّ في القياس قال ولم أَسمع لها بواحد وأَنشد قد سادَ وهْو فَتىً حتى إِذا بَلَغَتْ أَشُدُّه وعَلا في الأَمْرِ واجْتَمَعا أَبو الهيثم واحدة الأَنْعُم نعْمَةٌ وواحدة الأَشُدِّ شِدَّة قال والشِّدَّة القُوَّة والجَلادَة والشَّديدُ الرجل القَوِيّ وكأَنّ الهاء في النعمة والشِّدَّة لم تكن في الحرف إِذ كانت زائدة وكأَنّ الأَصلَ نِعْمَ وشَدَّ فجمعا على أَفْعُل كما قالوا رجُل وأَرجُل وقَدَح وأَقْدُح وضِرْسٌ وأَضْرُس ابن سيده وبلغ الرجل أَشُدَّهُ إِذا اكْتَهَل وقال الزجاج هو من نحو سبع عشرة إِلى الأَربعين وقال مرة هو ما بين الثلاثين والأَربعين وهو يذكر ويؤَنث قال أَبو عبيد واحدها شَدٌّ في القياس قال ولم أَسمع لها بواحدة وقال سيبويه واحدتها شِدَّة كنِعْمَة وأَنْعُم ابن جني جاء على حذف التاء كما كان ذلك في نِعْمَة وأَنْعُم وقال ابن جني قال أَبو عبيد هو جمع أَشَدّ على حذف الزيادة قال وقال أَبو عبيدة ربما استكرهوا على حذف هذه الزيادة في الواحد وأَنشد بيت عنترة عَهْدِي به شَدَّ النَّهارِ كأَنَّما خُضِبَ اللَّبانُ ورأْسُه بالعِظْلِمِ أَي أَشَدَّ النهار يعني أَعلاه وأَمْتَعَه قال ابن سيده وذهب أَبو عثمان فيما رويناه عن أَحمد بن يحيى عنه أَنه جمع لا واحد له وقال السيرافي القياس شَدٌّ وأَشُدّ كما يقال قَدٌّ وأَقُدٌّ وقال مرة أُخرى هو جمع لا واحد له وقد يقال بلغ أَشَدَّه وهي قليلة قال الأَزهري الأَشُدُّ في كتاب الله تعالى في ثلاثة معان يقرب اختلافها فأَما قوله في قصة يوسف عليه السلام ولمَّا بَلَغَ أَشُدَّه فمعناه الإِدْراكُ والبلوغ وحينئذ راودته امرأَة العزيز عن نفسه وكذلك قوله تعالى ولا تقْرَبوا مالَ اليتيم إِلاَّ بالتي هي أَحسن حتى يبلغَ أَشُدَّه قال الزجاج معناه احفظوا عليه ماله حتى يبلغَ أَشُدَّه فإِذا بلغ أَشُدَّه فادفعوا إِليه ماله قال وبُلُوغُه أَشُدَّه أَن يُؤْنَسَ منه الرُّشْدُ مع أَن يكون بالغاً قال وقال بعضهم حتى يبلغ أَشده حتى يبلغ ثمانيَ عَشْرَة سنة قال أَبو إِسحق لست أَعرف ما وجه ذلك لأَنه إِن أَدْرَكَ قبل ثماني عَشْرَة سنة وقد أُونِسَ منه الرشد فطلَبَ دفْعَ ماله إِليه وجب له ذلك قال الأَزهري وهذا صحيح وهو قول الشافعي وقول أَكثر أَهل العلم وفي الصحاح حتى يبلغ أَشدّه أَي قوته وهو ما بين ثماني عَشْرة إِلى ثلاثين وهو واحد جاء على بناء الجمع مِثْلَ آنْكٍ وهو الأُسْرُبُّ ولا نظير لهما ويقال هو جمع لا واحد له من لفظه مِثْلُ آسالٍ وأَبابِيلَ وعَبادِيدَ ومَذاكِيرَ وكان سيبويه يقول واحده شِدَّة وهو حسن في المعنى لأَنه يقال بلغ الغلام شِدَّته ولكن لا تجمع فِعْلة على أَفْعُل وأَما أَنْعُم فإِنه جمع نُعْم من قولهم يوم بُؤْس ويومُ نُعْم وأَما من قال واحده شَدٌّ مثل كلب وأَكْلُب أَو شِدٌّ مثل ذئب وأَذؤب فإِنما هو قياس كما يقولون في واحد الأَبابيلِ إِبَّوْل قياساً على عِجَّولٍ وليس هو شيئاً سُمِعَ من العرب وأَما قوله تعالى في قصة موسى صلوات الله على نبينا وعليه ولما بلغ أَشدّه واستوى فإِنه قرن بلوغ الأَشُدِّ بالاستواءِ وهو أَن يجتمع أَمره وقوته ويكتهل ويَنْتَهِيَ شَبابُه وأَما قول الله تعالى في سورة الأَحقاف حتى إِذا بلغ أَشُدَّه وبلغ أَربعين سنة فهو أَقصى نهاية بلوغ الأَشُدِّ وعند تمامها بُعِثَ محمد صلى الله عليه وسلم نبيّاً وقد اجتمعت حُنْكَتُه وتمامُ عَقْلِه فَبُلوغُ الأَشُدِّ مَحصورُ الأَول مَحْصُورُ النِّهايةِ غير مَحْصُورِ ما بين ذلك وشَدَّ النهارُ أَي ارتفع وشَدُّ النهار ارتفاعُه وكذلك شَدُّ الضُّحَى يقال جئتك شَدَّ النهارِ وفي شَدِّ النهارِ وشَدَّ الضُّحَى وفي شَدِّ الضحى ويقال لقِيتُه شَدَّ النهار وهو حين يرتفع وكذلك امتدَّ وأَتانا مَدَّ النهار أَي قبل الزوال حين مَضَى من النهار خَمْسَةٌ وفي حديث عِتْبانَ بنِ مالك فَغَدا عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعْدَما اشْتَدَّ النهارُ أَي علا وارتفعت شمسه ومنه قول كعب شَدَّ النهارِ ذراعَيْ عَ ْطَلٍ نَصَفٍ قامَتْ فَجاوَبَها نُكْدٌ مَثَاكِيلُ أَي وقْتَ ارتفاعِه وعُلُوِّه وشَدَّه أَي أَوثقه يَشُدُّوه ويَشِدُّه أَيضاً وهو من النوادر قال الفراء ما كان من المضاعف على فَعَلْتُ غيرَ واقع فإِنّ يَفْعِلُ منه مكسور العين مثل عفَّ يعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ وما أَشبهه وما كان واقعاً مثل مَدَدْتُ فإِنَّ يَفْعُل منه مضموم إِلا ثلاثة أَحرف شَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّهُ وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه من العَلَلِ وهو الشُّرْب الثاني ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه فإِنْ جاء مثل هذا أَيضاً مما لم نسمعه فهو قليل وأَصله الضم قال وقد جاء حرف واحد بالكسر من غير أَن يَشْركَه الضم وهو حَبَّهُ يَحِبُّهُ وقال غيره شَدَّ فلان في حُضْرِه وتَشَدَّدَتِ القَيْنَةُ إِذا جَهَدَتْ نفسَها عند رفع الصوت بالغناء ومنه قول طرفة إِذا نحنُ قُلْنا أَسْمِعِينا انْبَرَتْ لنا على رِسْلِها مَطْرُوقَةً لم تَشَدَّدِ وشَدَّاد اسم وبنو شَدَّادٍ وبنو الأَشَدِّ بطنان

شرد
شَرَدَ البعيرُ والدابة يَشْرُدُ شَرْداً وشِراداً وشُروداً نَفَرَ فهو شارِدٌ والجمع شَرَدٌ وشَرُودٌ في المذكر والمؤَنث والجمع شُرُودٌ قال ولا أُطيق البَكَراتِ الشَّرَدا قال ابن سيده هكذا رواه ابن جني شَرَدا على مثال عَجَلٍ وكُتُبٍ استَعْصَى وذَهَبَ على وجْهه الجوهري الجمع شَرَدٌ على مثال خادِمٍ وخَدَم وغائِب وغَيَب وجمع الشَّرُود شُرُدٌ مِثْلُ زَبُورٍ وَزُبُر وأَنشد أَبو عبيدة لعبد مناف بن ربيع الهذلي حتى إِذا أَسْلَكوهُمْ في قُتائِدَةٍ شَلاًّ كما تَطْرُد الجمَّالةُ الشُّرُدا ويروى الشَّرَدا والتَّشْريدُ الطَّرْد وفي الحديث لَتَدْخُلُنَّ الجنةَ أَجمعون أَكتعون إِلا من شَرَدَ على الله أَي خرج عن طاعته وفارق الجماعة من شَرَدَ البعيرُ إِذا نفر وذهب في الأَرض وفرس شَرُود وهو المُسْتَعْصي على صاحبه وقافَيَةٌ شَرُودٌ عائِرَةٌ سائِرَةٌ في البلاد تَشْرُدُ كمن يشرد البعير قال الشاعر شَرُودٌ إِذا الرَّاؤُونَ حَلُّوا عِقالَها مُحَجَّلةٌ فيها كلامٌ مُحَجَّلُ وشَرَدَ الجمل شُروداً فهو شارد فإِذا كان مُشَرَّداً فهو شَريد طَريد وتقول أَشْرَدْتُه وأَطْرَدْتُهُ إِذا جعلته شَريداً طَريداً لا يُؤْوى وشَرَدَ الرجلُ شُروداً ذهب مَطْرُِوداً وأَشْرَدَه وشَرَّدَه طَردَه وشَرَّدَ به سَمَّع بعيوبه قال أُطَوِّفُ بالأَباطِحِ كُلَّ يَوْم مَخافةَ أَنْ يُشَرِّدَ بِي حَكِيمُ معناه أَن يُسَمِّعَ بي وأُطَوِّفُ أَطُوفُ وحَكِيمٌ رجل من بني سُلَيْم كانت قريش ولته الأَخذ على أَيدي السفهاء ورجل شَريدٌ طَرِيدٌ وقوله عز وجل فَشَرِّدْ بهمْ مَنْ خَلْفَهم أَي فَرِّق وبَدِّدْ جمعهم وقال الفراء يقول إِن أَسرتهم يا محمد فَنَكِّلْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهم ممن تَخافُ نَقْضَهُ العهد لعلهم يذكرون فلا ينقضون العهد وأَصل التشريد التَّطْريدُ وقيل معناه سَمِّعْ بهم من خَلْفَهم وقيل فَزِّعْ بهم مَنْ خلفهم وقال أَبو بكر في قولهم فلان طريد شريد أَمَّا الطَّريدُ فمعناه المَطْرود والشريد فيه قولان أَحدهما الهارب من قولهم شَرَدَ البعير وغيرُه إِذا هرب وقال الأَصمعي الشريد المُفْرَدُ وأَنشد اليمامي تَراهُ أَمامَ النَّاجِياتِ كأَنه شرَيدُ نَعانٍ شَذَّ عَنه صَواحِبُه قال وتَشَرَّدَ القَوْمُ ذَهبوا وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لَخوَّات بن جُبَيْر ما فَعَلَ شِرادُك ؟ يُعَرِّضُ بقضيّته مع ذات النِّحْيَيْن في الجاهلية وأَراد بشِراده أَنه لما فزع تَشَرَّد في الأَرض خوفاً من التَّبَعة قال ابن الأَثير كذا رواه الهرويّ والجوهريّ في الصحاح وذكر القصة وقيل إِن هذا وهمٌ من الهروي والجوهري ومن فَسَّرَه بذلك قال والحديث له قصة مَرْويَّةٌ عن خَوَّات أَنه قال نزلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بِمَرِّ الظَّهْرانِ فخرجت من خِبائي فإِذا نسوة يتَحَدّثن فأَعجبنني فرجعت فأَخرجت حُلَّةً من عَيْبَتي فَلبسْتُها ثم جلست إِليهن فمرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فهِبتُه فقلت يا رسول الله جمل لي شَرُود وأَنا أَبْتَغِي له قَيْداً فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتَبِعْتُه فأَلقى إِليَّ رداءه ثم دخل الأَراكَ فقضى حاجته وتوضأَ ثم جاء فقال يا أَبا عبد الله ما فعل شَروُدُك ؟ ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقني إِلا قال السلام عليكم يا أَبا عبد الله ما فعل شِرادُ جَملك ؟ قال فتعجلت إِلى المدينة واجتنبت المسجدَ ومُجالَسة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما طال ذلك عليّ تَحَيّنْتُ ساعةَ خَلْوَةِ المسجد ثم أَتيت المسجد فجعلت أُصلي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حُجَرِه فجاء فصلى ركعتين خفيفتين وطوّلت الصلاة رجاءَ أَن يذهبَ ويدَعَني فقال طوِّلْ يا أَبا عبد الله ما شئت فلستُ بقائم حتى تنصرف فقلت والله لأَعتذرن إِليه فانصرفت فقال السلام عليكم أَبا عبد الله ما فعل شِرادُ الجمل ؟ فقلت والذي بعثك بالحق ما شَرَدَ ذلك الجمل مُنْذُ أَسلمت فقال رحمك الله مرتين أَو ثلاثاً ثم أَمسك عني فلم يعد والشَّريدُ البقية من الشيء ويقال في إِداواهُمْ شَريدٌ من ماء أَي بقية وأَبْقَتِ السَّنَةُ عليهم شَرائِدَ من أَموالهم أَي بقايا فإِما أَن يكون شَرائِدُ جمع شَريد على غير قياس كَفيلٍ
( * قوله « كفيل » كذا بالأَصل المعوّل عليه ولعل الأَولى كأفيل بالهمز وهو الفصيل من الإبل كما في القاموس ) وأَفائِلَ وإِما أَن يكون شَريدَةٌ لغة في شَريد وينو الشَّريدِ حَيٌّ منهم صخر أَخو الخنساء وفيهم يقول أَبَعْدَ ابنِ عَمْرٍو من آلِ الشَّر ي دِ حَلَّتْ به الأَرضُ أَثْقالَها وبنو الشَّريدِ بَطْنٌ مِنْ سُلَيْم

شعبد
المُشَعْبِدُ الهازِيءُ كالمُشَعْوِذ

شقد
الليث الشِّقْدَةُ حَشِيشَةٌ كثيرة اللبن والإِهالة كالقِشْدَةِ إِما مقلوبة وإِما لغة قال الأَزهري لم أَسمع الشقدة لغير الليث قال وكأَنه في الأَصل القِشْدَة والقِلْدَة

شكد
الشُّكْدُ بالضم العَطاءُ وبالفتح المصدر شَكَدَه يَشْكُدُه شَكْداً أَعطاه أَو منحه وأَشْكَدَ لغة قال ابن سيده وليست بالعالية قال ثعلب العرب تقول منا من يَشْكُدُ ويَشْكُمُ والاسم الشُّكْد وجمعه أَشْكادٌ والشُّكْدُ ما يُزَوَّدُه الإِنسان من لبن أَو أَقط أَو سمن أَو تمر فيخرج به من منازلهم وجاء يَسْتَشْكِدُ أَي يطلب الشُّكْدَ وأَشْكَدَ الرجلَ أَطْعمه أَو سقاه من اللبن بعد أَن يكون موضوعاً والشُّكْدُ ما كان موضوعاً في البيت من الطعام والشراب والشُّكْدُ ما يعطى من التمر عند صرامه ومن البر عند حَصادِه والفِعْلُ كالفِعْل والشُّكْدُ الجزاء والشُّكْدُ كالشُّكْرِ يمانية يقال إِنه لشاكر شاكد قال والشُّكْد بلغتهم أَيضاً ما أَعْطَيْتَ من الكُدْس عند الكيل ومن الحُزُم عند الحَصْدِ يقال جاء يَسْتَشْكِدُني فأَشْكَدْتُه ابن الأَعرابي أَشْكَدَ الرجلُ إِذا اقْتَنَى رديءَ المالِ وكذلك أَسْوَكَ وأَكْوَسَ وأَقْمَزَ وأَغْمَزَ

شمعد
الأَزهري اسْمَعَدَّ الرجلُ واشْمَعَدَّ إِذا امتلأَ غضباً وكذلك اسْمَعَطَّ واشْمَعَطَّ ويقال ذلك في ذكر الرجل إِذا اتْمَهَلَّ

شمهد
الشَّمْهَدُ من الكلام الخَفيفُ وقيل الحَديدُ قال الطرماح يصف الكلاب شَمْعَدٌ أَطْرافُ أَنْيابِها كمَنَاشيلِ طُهاةِ اللِّحام أَبو سعيد كلبة شَمْهَدٌ أَي خَفِيفةٌ حَديدَةُ أطْراف الأَنْيابِ والشَّمْهَدَةُ التَّحْديدُ يقال شَمْهَدَ حديدته إِذا رَقَّقَها وحَدَّدَها

شهد
من أَسماء الله عز وجل الشهيد قال أَبو إِسحق الشهيد من أَسماء الله الأَمين في شهادته قال وقيل الشهيدُ الذي لا يَغيب عن عِلْمه شيء والشهيد الحاضر وفَعِيلٌ من أَبنية المبالغة في فاعل فإِذا اعتبر العِلم مطلقاً فهو العليم وإِذا أُضيف في الأُمور الباطنة فهو الخبير وإِذا أُضيف إِلى الأُمور الظاهرة فهو الشهيد وقد يعتبر مع هذا أَن يَشْهَدَ على الخلق يوم القيامة ابن سيده الشاهد العالم الذي يُبَيِّنُ ما عَلِمَهُ شَهِدَ شهادة ومنه قوله تعالى شهادَةُ بينِكم إِذا حضر أَحدَكم الموتُ حين الوصية اثنان أَي الشهادةُ بينكم شهادَةُ اثنين فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه وقال الفراء إِن شئت رفعت اثنين بحين الوصية أَي ليشهد منكم اثنان ذوا عدل أَو آخران من غير دينكم من اليهود والنصارى هذا للسفر والضرورة إِذ لا تجوز شهادة كافر على مسلم إِلا في هذا ورجل شاهِدٌ وكذلك الأُنثى لأَنَّ أَعْرَفَ ذلك إِنما هو في المذكر والجمع أَشْهاد وشُهود وشَهيدٌ والجمع شُهَداء والشَّهْدُ اسم للجمع عند سيبويه وقال الأَخفش هو جمع وأَشْهَدْتُهُم عليه واسْتَشْهَدَه سأَله الشهادة وفي التنزيل واستشهدوا شَهِيدين والشَّهادَة خَبرٌ قاطعٌ تقولُ منه شَهِدَ الرجلُ على كذا وربما قالوا شَهْدَ الرجلُ بسكون الهاء للتخفيف عن الأخفش وقولهم اشْهَدْ بكذا أَي احْلِف والتَّشَهُّد في الصلاة معروف ابن سيده والتَّشَهُّد قراءَة التحياتُ للهِ واشتقاقه من « أَشهد أَن لا إِله إِلا الله وأَشهد أَن محمداً عبده ورسوله » وهو تَفَعُّلٌ من الشهادة وفي حديث ابن مسعود كان يُعَلِّمُنا التَّشَهُّدَ كما يعلمنا السورة من القرآن يريد تشهد الصلاة التحياتُ وقال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن أَشهد أَن لا إِله إِلا الله أَعْلَمُ أَن لا إِله إِلا الله وأُبَيِّنُ أَن لا إِله إِلا الله قال وقوله أَشهد أَن محمداً رسول الله أَعلم وأُبيِّن أَنَّ محمداً رسول الله وقوله عز وجل شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو قال أَبو عبيدة معنى شَهِدَ الله قضى الله أَنه لا إِله إِلا هو وحقيقته عَلِمَ اللهُ وبَيَّنَ اللهُ لأَن الشاهد هو العالم الذي يبين ما علمه فالله قد دل على توحيده بجميع ما خَلَق فبيَّن أَنه لا يقدر أَحد أَن يُنْشِئَ شيئاً واحداً مما أَنشأَ وشَهِدَتِ الملائكةُ لِما عاينت من عظيم قدرته وشَهِدَ أُولو العلم بما ثبت عندهم وتَبَيَّنَ من خلقه الذي لا يقدر عليه غيره وقال أَبو العباس شهد الله بيَّن الله وأَظهر وشَهِدَ الشاهِدُ عند الحاكم أَي بين ما يعلمه وأَظهره يدل على ذلك قوله شاهدين على أَنفسهم بالكفر وذلك أَنهم يؤمنون بأَنبياءٍ شعَروا بمحمد وحَثُّوا على اتباعه ثم خالَفوهم فَكَذَّبُوه فبينوا بذلك الكفر على أَنفسهم وإِن لم يقولوا نحن كفار وقيل معنى قوله شاهدين على أَنفسهم بالكفر معناه أَن كل فِرْقة تُنسب إِلى دين اليهود والنصارى والمجوس سوى مشركي العرب فإِنهم كانوا لا يمتنعون من هذا الاسم فَقَبُولهم إِياه شَهادَتهم على أَنفسهم بالشرك وكانوا يقولون في تلبيتهم لبَّيْكَ لا شَريكَ لك إِلاَّ شريكٌ هو لكَ تَمْلِكُه وما ملك وسأَل المنذريّ أَحمدَ بن يحيى عن قول الله عز وجل شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو فقال كُلُّ ما كان شهد الله فإِنه بمعنى علم الله قال وقال ابن الأَعرابي معناه قال الله ويكون معناه علم الله ويكون معناه كتب الله وقال ابن الأَنباري معناه بيَّن الله أَن لا إِله إِلا هو وشَهِدَ فلان على فلان بحق فهو شاهد وشهيد واسْتُشِهْدَ فلان فهو شَهِيدٌ والمُشاهَدَةُ المعاينة وشَهِدَه شُهوداً أَي حَضَره فهو شاهدٌ وقَوْم شُهُود أَي حُضور وهو في الأَصل مصدر وشُهَّدٌ أَيضاً مثل راكِع ورُكّع وشَهِدَ له بكذا شَهادةً أَي أَدّى ما عنده من الشَّهادة فهو شاهِد والجمع شَهْدٌ مثل صاحِب وصَحْب وسافر وسَفْرٍ وبعضهم يُنْكره وجمع الشَّهْدِ شُهود وأَشْهاد والشَّهِيدُ الشَّاهِدُ والجمع الشُّهَداء وأَشْهَدْتُه على كذا فَشَهِدَ عليه أَي صار شاهداً عليه وأَشْهَدْتُ الرجل على إِقرار الغريم واسْتَشْهَدتُه بمعنًى ومنه قوله تعالى واسْتَشْهِدُوا شَهيدَيْن من رجالكم أَي أَشْهِدُوا شاهِدَيْن يقال للشاهد شَهيد ويُجمع شُهَداءَ وأَشْهَدَني إِمْلاكَه أَحْضَرني واسْتَشْهَدْتُ فلاناً على فلان إِذا سأَلته اقامة شهادة احتملها وفي الحديث خَيْرُ الشُّهَداءِ الذي يأْتي بِشهَادَتِه قبل إنْ يُسْأَلَها قال ابن الأَثير هو الذي لا يعلم صاحبُ الحق أَنَّ له معه شَهادةً وقيل هي في الأَمانة والوَديعَة وما لا يَعْلَمُه غيره وقيل هو مثَلٌ في سُرْعَةِ إِجابة الشاهد إِذا اسْتُشْهِدَ أَن لا يُؤَخِّرَها ويَمْنَعَها وأَصل الشهادة الإِخْبار بما شاهَدَه ومنه يأْتي قوم يَشْهَدون ولا يُسْتَشْهَدون هذا عامّ في الذي يُؤدّي الشهادَةَ قبل أَن يَطْلُبها صاحبُ الحق منه ولا تُقبل شهادَتُه ولا يُعْمَلُ بها والذي قبله خاص وقيل معناه هم الذين يَشْهَدون بالباطل الذي لم يَحْمِلُوا الشهادَةَ عليه ولا كانت عندهم وفي الحديث اللّعَّانون لا يكونون شهداء أَي لا تُسْمَعُ شهادتهم وقيل لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأُمم الخالية وفي حديث اللقطة فَلْيُشْهِدْ ذا عَدْل الأَمْرُ بالشهادة أَمْرُ تأْديب وإِرْشادٍ لما يُخافُ من تسويلِ النفس وانْبِعاثِ الرَّغْبة فيها فيدعوه إِلى الخِيانة بعد الأَمانة وربما نزله به حادِثُ الموت فادّعاها ورثَتُه وجعلوها قي جمل تَرِكَتِه وفي الحديث شاهداك أَو يَمِينُه ارتفع شاهداك بفعل مضمر معناه ما قال شاهِداكَ وحكى اللّحياني إِنَّ الشَّهادةَ ليَشْهَدونَ بكذا أَي أَهلَ الشَّهادَة كما يقال إِن المجلس لَيَشْهَدُ بكذا أَي أَهلَ المجلس ابن بُزرُج شَهِدْتُ على شَهادَة سَوْءٍ يريد شُهَداءَ سوء وكُلاَّ تكون الشَّهادَة كَلاماً يُؤَذَّى وقوماً يَشْهَدُون والشاهِدُ والشَّهيد الحاضر والجمع شُهَداء وشُهَّدٌ وأَشْهادٌ وشُهودٌ وأَنشد ثعلب كأَني وإِن كانَتْ شُهوداً عَشِيرَتي إِذا غِبْتَ عَنّى يا عُثَيْمُ غَريبُ أَي إِذا غِبْتَ عني فإِني لا أُكلِّم عشيرتي ولا آنَسُ بهم حجتى كأَني غريب الليث لغة تميمِ شهيد بكسر الشين يكسرون فِعِيلاً في كل شيء كان ثانيه أَحد حروف الحلق وكذلك سُفْلى مُصغر يقولون فِعِيلاً قال ولغة شَنْعاءُ يكسرون كل فِعِيل والنصب اللغة العالية وشَهدَ الأَمَر والمِصْرَ شَهادَةً فهو شاهدٌ من قوْم شُهَّد حكاه سيبويه وقوله تعالى وذلك يومٌ مَشْهودٌ أَي محضور يَحضُره أَهل السماءِ والأَرض ومثله إِنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً يعني صلاة الفجر يَحْضُرها ملائكة الليل وملائكة النهار وقوله تعالى أَو أَلقى السمع وهو شهيد أَي أَحْضَرَ سمعه وقلبُهُ شاهدٌ لذلك غَيْرُ غائب عنه وفي حديث عليّ عليه السلام وشَهِيدُكَ على أُمَّتِك يوم القيامة أَي شاهِدُك وفي الحديث سيدُ الأَيام يوم الجمعة هو شاهد أَي يَشْهَدُ لمن حضر صلاتَه وقوله فشهادَةُ أَحدِهم أَربع شهادات بالله الشهادة معناها اليمين ههنا وقوله عز وجلّ إِنا أَرسلناك شاهداً أَي على أُمتك بالإِبْلاغ والرسالة وقيل مُبَيِّناً وقوله ونزعنا من كل أُمة شهيداً أَي اخْتَرْنا منها نبيّاً وكلُّ نبي شَهِيدُ أُمَّتِه وقوله عز وجل تبغونها عِوَجاً وأَنْتم شُهَداء أي أَنتم تشهدون وتعلمون أَن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حق لأَن الله عز وجل قد بينه في كتابكم وقوله عز وجل يوم يقوم الأَشْهادُ يعني الملائكة والأَشهادُ جمع شاهد مثل ناصر وأَنصار وصاحب وأَصحاب وقيل إِن الأَشْهاد هم الأَنبياءُ والمؤمنون يَشْهدُون على المكذبين بمحمد صلى الله عليه وسلم قال مجاهد ويَتْلُوه شاهد منه أَي حافظٌ مَلَكٌ وروى شمِر في حديث أَبي أَيوب الأَنصاري أَنه ذكَرَ صلاة العصر ثم قال قلنا لأَبي أَيوب ما الشَّاهِدُ ؟ قال النَّجمُ كأَنه يَشْهَدُ في الليل أَي يحْضُرُ ويَظْهَر وصلاةُ الشاهِدِ صلاةُ المغرب وهو اسمها قال شمر هو راجع إِلى ما فسره أَبو أَيوب أَنه النجم قال غيره وتسمى هذه الصلاةُ صلاةَ البَصَرِ لأَنه تُبْصَرُ في وقته نجوم السماء فالبَصَرُ يُدْرِكُ رؤْيةَ النجم ولذلك قيل له
( * قوله « قيل له » أي المذكور صلاة إلخ فالتذكير صحيح وهو الموجود في الأَصل المعول عليه ) صلاةُ البصر وقيل في صلاةِ الشاهد إِنها صلاةُ الفجر لأَنَّ المسافر يصليها كالشاهد لا يَقْصُرُ منها قال فَصَبَّحَتْ قبلَ أَذانِ الأَوَّلِ تَيْماء والصُّبْحُ كَسَيْفِ الصَّيْقَل قَبْلَ صلاةِ الشاهِدِ المُسْتَعْجل وروي عن أَبي سعيد الضرير أَنه قال صلاة المغرب تسمى شاهداً لاستواءِ المقيم والمسافر فيها وأَنها لا تُقْصَر قال أَبو منصور والقَوْلُ الأَوَّل لأَن صلاة الفجر لا تُقْصَر أَيضاً ويستوي فيها الحاضر والمسافر ولم تُسَمَّ شاهداً وقوله عز وجل فمن شَهِدَ منكم الشهر قليصمه معناه من شَهْدِ منكم المِصْرَ في الشهر لا يكون إِلا ذلك لأَن الشهر يَشْهَدُهُ كلُّ حَيٍّ فيه قال الفراء نَصَبَ الشهر بنزع الصفة ولم ينصبه بوقوع الفعل عليه المعنى فمن شَهِدَ منكم في الشهر أَي كان حاضراً غير غائب في سفره وشاهَدَ الأَمرَ والمِصر كَشهِدَه وامرأَة مُشْهِدٌ حاضرة البعل بغير هاءٍ وامرأَة مُغِيبَة غاب عنها زوجها وهذه بالهاءِ هكذا حفظ عن العرب لا على مذهب القياس وفي حديث عائشة قالت لامرأَة عثمان بن مَظْعُون وقد تَرَكَت الخضاب والطِّيبَ أَمُشْهِدٌ أَم مُغِيبٌ ؟ قالت مُشْهِدٌ كَمُغِيبٍ يقال امرأَة مُشْهِدٌ إِذا كان زوجها حاضراً عندها ومُغِيبٌ إِذا كان زوجها غائباً عنها ويقال فيه مُغِيبَة ولا يقال مُشْهِدَةٌ أَرادت أَن زوجها حاضر لكنه لا يَقْرَبُها فهو كالغائب عنها والشهادة والمَشْهَدُ المَجْمَعُ من الناس والمَشْهَد مَحْضَرُ الناس ومَشاهِدُ مكة المَواطِنُ التي يجتمعون بها من هذا وقوله تعالى وشاهدٍ ومشهودٍ الشاهِدُ النبي صلى الله عليه وسلم والمَشْهودُ يومُ القيامة وقال الفراءُ الشاهِدُ يومُ الجمعة والمشهود يوم عرفةَ لأَن الناس يَشْهَدونه ويَحْضُرونه ويجتمعون فيه قال ويقال أَيضاً الشاهد يومُ القيامة فكأَنه قال واليَوْمِ الموعودِ والشاهد فجعل الشاهد من صلة الموعود يتبعه في خفضه وفي حديث الصلاة فإِنها مَشْهودة مكتوبة أَي تَشْهَدُها الملائكة وتَكتُبُ أَجرها للمصلي وفي حديث صلاة الفجر فإِنها مَشْهودة مَحْضورة يَحْضُرها ملائكة الليل والنهار هذه صاعِدةٌ وهذه نازِلَةٌ قال ابن سيده والشاهِدُ من الشهادة عند السلطان لم يفسره كراع بأَكثر من هذا والشَّهِيدُ المقْتول في سبيل الله والجمع شُهَداء وفي الحديث أَرواحُ الشهَداءِ قي حَواصِل طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ من وَرَق
( * قوله « تعلق من ورق إلخ » في المصباح علقت الإبل من الشجر علقاً من باب قتل وعلوقاً أكلت منها بأفواهها وعلقت في الوادي من باب تعب سرحت وقوله عليه السلام أرواح الشهداء تعلق من ورق الجنة قيل يروى من الأَول وهو الوجه اذ لو كان من الثاني لقيل تعلق في ورق وقيل من الثاني قال القرطبي وهو الأكثر ) الجنة والإسم الشهادة واسْتُشْهِدَ قُتِلَ شهِيداً وتَشَهَّدَ طلب الشهادة والشَّهِيدُ الحيُّ عن النصر بن شميل في تفسير الشهيد الذي يُسْتَشْهَدُ الحيّ أَي هو عند ربه حيّ ذكره أَبو داود
( * قوله « ذكره أبو داود إلى قوله قال أبو منصور » كذا بالأصل المعول عليه ولا يخفى ما فيه من غموض وقوله « كأن أرواحهم » كذا به أيضاً ولعله محذوف عن لان أرواحهم ) أَنه سأَل النضر عن الشهيد فلان شَهِيد يُقال فلان حيّ أَي هو عند ربه حيّ قال أَبو منصور أُراه تأَول قول الله عز وجل ولا تحسبن الذين قُتِلوا في سبيل الله أَمواتاً بل أَحياءٌ عند ربهم كأَنَّ أَرواحهم أُحْضِرَتْ دارَ السلام أَحياءً وأَرواح غَيْرِهِم أُخِّرَتْ إِلى البعث قال وهذا قول حسن وقال ابن الأَنباري سمي الشهيد شهيداً لأَن اللهَ وملائكته شُهودٌ له بالجنة وقيل سُمُّوا شهداء لأَنهم ممن يُسْتَشْهَدُ يوم القيامة مع النبي صلى الله عليه وسلم على الأُمم الخالية قال الله عز وجل لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً وقال أَبو إِسحق الزجاج جاءَ في التفسير أَن أُمم الأَنبياء تكَذِّبُ في الآخرة من أُرْسِلَ إِليهم فيجحدون أَنبياءَهم هذا فيمن جَحَدَ في الدنيا منهم أَمْرَ الرسل فتشهَدُ أُمة محمد صلى الله عليه وسلم بصدق الأَنبياء وتشهد عليهم بتكذيبهم ويَشْهَدُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لهذه بصدقهم قال أَبو منصور والشهادة تكون للأَفضل فالأَفضل من الأُمة فأَفضلهم من قُتِلَ في سبيل الله مُيِّزوا عن الخَلْقِ بالفَضْلِ وبيَّن الله أَنهم أَحياءٌ عند ربهم يُرْزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ثم يتلوهم في الفضل من عدّه النبي صلى الله عليه وسلم شهيداً فإِنه قال المَبْطُونُ شَهيد والمَطْعُون شَهِيد قال ومنهم أَن تَمُوتَ المرأَةُ بِجُمَع ودل خبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَنَّ مَنْ أَنْكَرَ مُنْكَراً وأَقام حَقّاً ولم يَخَفْ في الله لَومَة لائم أَنه في جملة الشهداء لقوله رضي الله عنه ما لكم إِذا رأَيتم الرجل يَخْرِقُ أَعْراضَ الناس أَن لا تَعْزِمُوا عليه ؟ قالوا نَخافُ لسانه فقال ذلك أَحْرَى أَن لا تكونوا شهداء قال الأَزهري معناه والله أَعلم أَنَّكم إِذا لم تَعْزِموا وتُقَبِّحوا على من يَقْرِضُ أَعْراضَ المسلمين مخافة لسانه لم تكونوا في جملة الشهداء الذين يُسْتَشهَدُون يوم القيامة على الأُمم التي كذبت أَنبياءَها في الدنيا الكسائي أُشْهِدَ الرجلُ إِذا استُشهد في سبيل الله فهو مُشْهَدٌ بفتح الهاءِ وأَنشد أَنا أَقولُ سَأَموتُ مُشْهَداً وفي الحديث المبْطُونُ شَهِيدٌ والغَريقُ شَهيدٌ قال الشهيدُ في الأَصل من قُتِلَ مجاهداً في سبيل الله ثم اتُّسِعَ فيه فأُطلق على من سماه النبي صلى الله عليه وسلم من المَبْطُون والغَرِق والحَرِق وصاحب الهَدْمِ وذات الجَنْب وغيرِهم وسُمِّيَ شَهيداً لأَن ملائكته شُهُودٌ له بالجنة وقيل لأَن ملائكة الرحمة تَشْهَدُه وقيل لقيامه بشهادَة الحق في أَمْرِ الله حتى قُتِلَ وقيل لأَنه يَشْهَدُ ما أَعدّ الله له من الكرامة بالقتل وقيل غير ذلك فهو فَعيل بمعنى فاعل وبمعنى مفعول على اختلاف التأْويل والشَّهْدُ والشُّهْد العَسَل ما دام لم يُعْصَرْ من شمَعِه واحدته شَهْدَة وشُهْدَة ويُكَسَّر على الشِّهادِ قال أُمية إِلى رُدُحٍ من الشِّيزى مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ
( * قوله « ملاء » ككتاب وروي بدله عليها ) أَي من لباب البر يعني الفالوذَق وقيل الشَّهْدُ والشُّهْدُ والشَّهْدَة العَسَلُ ما كان وأَشْهَدَ الرجُل بَلَغَ عن ثعلب وأَشْهَدَ اشْقَرَّ واخْضَرَّ مِئْزَرُه وأَشْهَدَ أَمْذَى والمَذْيُ عُسَيْلَةٌ أَبو عمرو أَشْهَدَ الغلام إِذا أَمْذَى وأَدرَك وأَشْهَدت الجاريةُ إِذا حاضت وأَدْركتْ وأَنشد قامَتْ تُناجِي عامِراً فأَشْهَدا فَداسَها لَيْلَتَه حتى اغْتَدَى والشَّاهِدُ الذي يَخْرُجُ مع الولد كأَنه مُخاط قال ابن سيده والشُّهودُ ما يخرجُ على رأْس الولد واحِدُها شاهد قال حميد بن ثور الهلالي فجاءَتْ بِمثْلِ السَّابِرِيِّ تَعَجَّبوا له والصَّرى ما جَفَّ عنه شُهودُها ونسبه أَبو عبيد إِلى الهُذَلي وهو تصحيف وقيل الشُّهودُ الأَغراس التي تكون على رأْس الحُوار وشُهودُ الناقة آثار موضع مَنْتَجِها من سَلًى أَو دَمٍ والشَّاهِدُ اللسان من قولهم لفلان شاهد حسن أَي عبارة جميلة والشاهد المَلَك قال الأَعشى فلا تَحْسَبَنِّي كافِراً لك نَعْمَةً على شاهِدي يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ وقال أَبو بكر في قولهم ما لفلان رُواءٌ ولا شاهِدٌ معناه ما له مَنْظَرٌ ولا لسان والرُّواءُ المَنظَر وكذلك الرِّئْيِ قال الله تعالى أَحسنُ أَثاثاً ورِئْياً وأَنشد ابن الأَعرابي لله دَرُّ أَبيكَ رَبّ عَمَيْدَرٍ حَسَن الرُّواءِ وقلْبُه مَدْكُوكُ قال ابن الأَعرابي أَنشدني أَعرابي في صفة فرس له غائِبٌ لم يَبْتَذِلْه وشاهِدُ قال الشاهِدُ مِن جَرْيِهِ ما يشهد له على سَبْقِه وجَوْدَتِهِ وقال غيره شاهِدُه بذله جَرْيَه وغائبه مصونُ جَرْيه

شود
أَشاد بالضالَّة عَرَّفَ وأَشَدْتُ بها عَرَّفْتُها وأَشَدْتُ بالشيءِ عَرَّفْتُه وأَشادَ ذِكْرَه وبذِكْرِه أَشاعَه والإِشادَةُ التَّنْديدُ بالمكروه وقال الليث الإِشادَة شِبْه التنديد وهو رَفْعُك الصَّوْتَ بما يَكره صاحبُكَ ويقال أَشادَ فلان بذكْر فلان في الخير والشر والمدح والذم إِذا شَهَّرَه ورفعه وأَفْرَدَ به الجوهري الخيرَ فقال أَشاد بذكره أَي رفع من قَدْره وفي الحديث من أَشادَ على مسلم عَوْرَةً يَشِينُه بها بغير حق شانه الله يومَ القيامة ويقال أَشادَه وأَشادَ به إِذا أَشاعَه ورفَعَ ذِكره من أَشَدْتُ البنيان فهو مُشادٌ وشَيَّدْتُه إِذا طَوَّلْتَه فاستعير لرفع صوتك بما يكرهه صاحبك وفي حديث أَبي الدرداء أَيُّما رجُلٍ أَشاد على مسلم كلمة هو منها بَرِيء وسنذكر شَيَّدَ وقال الأَصمعي كلُّ شيء رفَعْتَ به صَوْتَك فقد أَشدتَ به ضالة كانت أَو غير ذلك وقال الليث التَّشْويدُ طلوع الشمس وارتفاعُها الصحاح الإِشادة رَفْعُ الصوت بالشيءِ وشَوَّدَتِ الشمسُ ارتفعت قال أَبو منصور وهذا تصحيف والصواب بالذال المعجمة من المِشْوَذ وهو العمامة وعليه بيت أُمية وسنذكره في حرف الذال المعجمة

شيد
الشِّيدُ بالكسر كلُّ ما طُليَ به الحائطُ من جِصٍّ أَو بَلاط وبالفتح المصدر تقول شاده يَشِيدُه شَيْداً جَصَّحَه وبناءٌ مَشِيدٌ معمول بالشِّيد وكل ما أُحْكِمَ من البناءِ فقد شُيِّدَ وتَشْييدُ البناء إِحكامُه ورَفْعُه قال وقد يُسَمِّي بعض العرب الحَضَرَ شَيْداً والمَشِيدُ المبني بالشِّيد وأَنشد شادَه مَرْمَراً وَجَلَّلَه كِلْ ساً فللطَّيْرِ في ذَراهُ وكُورُ قال أَبو عبيد البناء المشَيَّد بالتشديد المطوّل وقال الكسائي المَشِيدُ للواحد والمُشِيَّد للجمع حكاه أَبو عبيد عنه قال ابن سيده والكسائي يجل عن هذا غيره المَشِيدُ المعمول بالشِّيد قال الله تعالى وقَصرٍ مَشيد وقال سبحانه في بروج مُشيَّدة قال الفراء يشدّد ما كان في جمع مثل قولك مررت بثياب مُصَبَّغة وكباش مُذَبَّحة فجاز التشديد لأَن الفعل متفرق في جمع فإِذا أَفردت الواحد من ذلك فإِن كان الفعل يترددُ في الواحد ويكثر جاز فيه التشديد والتخفيف مثل قولك مررت برجل مُشَجَّج وبثوب مُخَرَّق وجاز التشديد لأَن الفعل قد تردَّد فيه وكَثُر ويقال مررت بكبش مذبوح ولا تقل مُذَبَّح فإِن الذبح لا يتردد كتردُّد التَّخَرُّق وقوله وقصر مشيد يجوز فيه التشديد لأَن التشييد بناء والبناء يتطاول ويتردّد ويقاس على هذا ما ورد وحكى الجوهري أَيضاً قول الكسائي في أَن المَشيدَ للواحد والمُشَيَّد للجمع وذكر قوله تعالى وقصر مَشِيد للواحد وبروج مُشَيَّدة للجمع قال ابن بري هذا وهمٌ من الجوهري على الكسائي لأَنه إِنما قال مُشَيَّدة بالهاء فأَما مُشَيَّد فهو من صفة الواحد وليس من صفة الجمع قال وقد غلط الكسائي في هذا القول فقيل المَشِيدُ المعمول بالشِّيد وأَما المُشَيَّدُ فهو المطوّل يقال شَيَّدت البناء إِذا طوّلته قال فالمُشَيَّدَة على هذا جمع مَشِيد لا مُشَيَّد قال وهذا الذي ذكره الراد على الكسائي هو المعروف في اللغة قال وقد يتجه عندي قول الكسائي على مذهب من يرى أَن قولهم مُشَيَّدَة أَي مُجَصَّصَة بالشِّيد فيكون مُشَيَّدٌ ومَشِيدٌ بمعنًى إِلا أَن مَشِيداً لا تدخله الهاء للجماعة فيقال قصور مَشيدة وإِنما يقال قصور مُشَيَّدَة فيكون من باب ما يستغني فيه عن اللفظة بغيرها كاستغنائهم بتَرَك عن وَدَعَ وكاستغنائهم عن واحدة المَخاضِ بقولهم خَلِفَة فعلى هذا يتجه قول الكسائي

صخد
الصَّخْدُ صوت الهام والصُّرَد وقد صَخَدَ الهامُ والصُّرد يَصْخَدُ صَخْداً وصَخِيداً صَوَّت وأَنشد وصاحَ من الإِفراطِ هامٌ صَواخِدُ والصَّيْخَدُ عين الشمس سمي به لشدة حرها وأَنشد بَعْدَ العَجِير إِذا اسْتَذابَ الصَّيْخَدُ وحَرٌّ صاخِدٌ شَديد ويقال أَصْخَدْنا كما يقال أَظْهَرْنا وصَهَدَهم الحرّ وصَخَدَهم والإِصْخادُ والصَّخَدانُ شدّة الحرّ وقد صَخَدَ يومُنا يَصْخَدُ صَخَداناً وصَخِدَ صَخَداً فهو صاخِدٌ وصَيْخُود وصَيْخَد وصَخَدات وصَخْدان الأَخيرة عن ثعلب شَديدُ الحرّ وليلة صَخْدانةٌ وصَخَدَتْه الشمس تَصْخَدُه صَخْداً أَصابته وأَحرقته أَو حَميت عليه ويقال أَتيته في صَخَدان الحرّ وصَخْدانِه أَي في شدَّته والصَّاخِدَة الهاجرة وهاجرة صَيْخُودٌ مُتَّقِدة وأَصْخَدَ الحِرْباءُ تَصَلَّى بحرِّ الشمس واستقبلها وقول كعب يوماً يَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً كأَنَّ ضاحِيَه بالنارِ مَمْلُول المصْطَخِدُ المنتصب وكذلك المصْطَخِم يصف انتصاب الحرباء إِلى الشمس في شدة الحرِّ وصَخْرة صَيْخُودٌ صَمَّاء راسِيَة شديدة والصَّيْخُود الصخرة الملساء الصُّلْبة لا تحرَّك من مكانها ولا يعمل فيها الحديد وأَنشد حمراءُ مِثْلُ الصَّخْرِة الصَّيْخُود وهي الصَّلُود والصَّيْخُود الصخرة العظيمة التي لا يرفعها شيء ولا يأْخُذ فيها مِنْقارٌ ولا شيء قال ذو الرمة يَتْبَعْنَ مِثْلَ الصخرة الصَّيْخودِ وقيل صخرة صَيْخود وهي الصُّلبة التي يشتدّ حرّها إِذا حميت عليها الشمس وفي حديث عليّ كرَّم الله وجهه ذوات الشَّناخِيب الصُّمِّ من صَياخِيدِها جمع صَيْهِود وهي الصخرة الشديدة والياء زائدة وصَخَد فلان إِلى فلان يَصْخَد صُخوداً إِذا استَمع منه ومال إِليه فهو صاخد قال الهذلي هلاْ عَلِمْتَ أَبا إِياسٍ مَشْهَدي أَيَّامَ أَنتَ إِلى المَوالي تَصْخَدُ ؟ والسُّخْدُ دَمٌ وما في السَّابِياءِ وهو السَّلَى الذي يكون فيه الولد والسَّخْد الرَّهَل والصُّفْرَة في الوجه والصاد فيه لغة على المضارعة

صدد
الصَّدّ الإِعْراضُ والصُّدُوف صَدِّ عنه يَصِدُّ ويَصُدُّ صَدّاً وصُدُوداً أَعرض ورجل صادٌّ من قوم صُدَّا وامرأَة صادَّةٌ من نِسوة صَوادَّ وصُدَّادٍ أَيضاً قال القطامي أَبْصارُهُنَّ إِلى الشُّبَّانِ مائِلَةٌ وقد أَراهُنَّ عنهم غَيحرَ صُدَّادَ
( * قوله « وقد أراهن عنهم » المشهور عنى )
ويقال صدّه عن الأَمر يَصُدُّه صَدّاً منعه وصرفه عنه قال الله عز وجل وصذَّها ما كانت تعبد من دون الله يقال عن الايمان العادةُ التي كانت عليها لأَنها نشأَت ولم تعرف إِلا قوماً يعبدون الشمس فصَدَّتها العادةُ وهي عادتها بقوله إِنها كانت من قوم كافرين المعنى صَدَّها كونُها من قوم كافرين عن الإِيمان وفي الحديث فلا يَصُدَّنَّكم ذلك وصعدَّه عنه وأَصَدَّه صرفه وفي التنزيل فصدَّهم عن السبيل وقال امرؤ القيس أَصَدَّ نِشاصَ ذي القَرْنعيْنِ حتى تَوَلَّى عارِضُ المَلكِ الهُمام وصَدَّدَه كأَصَدَّه وأَنشد الفراء لذي الرمة أُناسٌ أَصَدُّوا الناسَ بالسَّيْفِ عنهمُ صُدُود السَّواقي عَنْ أُنوفِ الحَوائِمِ وهذا البيت أَنشده الجوهري وغيره على هذا النص قال ابن بري وصاب إِنشاده صُدُودَ السَّواقي عن رو وسِ المخارِم والسَّواقي مَجاري الماء والمَخْرِم مُنْقَطَعُ أَنِف الجبل يقول صَدُّوت الناسَ عنهم بالسيفِ كما صُدَّتْ هذه الأَنهارُ عن المَخارِم فلم تستطع أَن ترتفع إِليها وحكى اللحياني لا صَدَّ عن ذلك قال والتأْويل حَقّاً أَنت فَعَلْتَ ذاك وصَدَّ يَصِدُّ صَدّاً اسْتَغْرَب ضَحِكاً ولما ضخربَ ابنُ مريم مثلاً إِذا قومكَ منه يَصِدُّون وقرئ ويَصُدُّون فَيَصِدُّون يَضِجُّون ويَعِجُّون كما قدَّمنا ويَصُدُّون يُعْرِضون والله أَعلم الأَزهري تقول صَدَّ يَصِدُّ ويَصُدُّ مثل شدَّ يَشِدُّ ويَشُدُّ والاختيار يصهدون بالكسر وهي قراءة ابن عباس وفسره يَضِجُّون ويَعِجُّون وقال الليث إِذا قومك منه يَصِدُّون أَي يضحكون قال الأَزهري وعلى قول ابن عباس في تفسيره العمل قال أَبو منصور يقال ثَدَدْتُ فلاناً عن أَمره أَصُدُّه صَدّاً فَصَدَّ يَصخدُّ يستوي فيه لفظ الواقع واللازم فإِذا كان المعنى يَضِجُّ ويَعِجُّ فالوجه الجيد صَدَّ يَصِدَّ مثل ضَجَّ يَضِجُّ ومنه قوله عز وجل وما كان صلاتُهم عند البيت إِلا مُكاءً وتَصْدِيةً فالمُكاءُ الصَّفِير والتَّصْدية التصفيق وقيل للتَّصّفِيق تَصْديَةٌ لأَن اليدين تتصافقان فيقابل صَفْقُ هذه صَفْقَ الأُخرى وصدُّ هذه صَدَّ الأُخرى وهما وَجْهاها والصَّدُّ الهِجْرانُ ومنه فَيَصدُّ هذا ويَصُدُّ هذا أَي يُعرِض بوجهه عنه ابن سيده التصدية التَّصفيقُ والصَّوتُ على تحويل التضعيف قال ونظيره قَصَّيْتُ أَظفاري في حروف كثيرة قال وقد عمل فيه سيبويه باباً وقد ذكر منه يعقوبُ وأَبو عبيد أَحرفاً الأَزهري يقال صَدَّى يُصَدِّي تَصْدُيَةً إِذا صَفَّق وأَصله صَدَّدِ يُصَدِّد فكثرت الدالات فقلبت إِحداهن ياء كما قالوا قصيت أَظفاري والأَصل قصَّصتُ أَظفاري قال قال ذلك أَبو عبيد وابن السكيت وغيرهما وصَدِيدُ الجُرْحِ ماؤُه الرقيقُ المختلط بالدم قبل أَن تَغْلُظ المِدَّة وفي الحديث يُسْقَى من صَدِيدِ أَهلِ النارِ وهو الدم والقيح الذي يسيل من الجسد ومنه حديث الصدِّيق في الكفن إِنما هو للمُهْلِ والصَّدِيدِ ابن سيده الصديد القَيْح الذي كأَنه ماء وفيه شُكْلةٌ وقد أَصَدَّ الجرحُ وصَدَّدَ أَي صار فيه المِدَّة والصَّدِيدُ في القرآن ما يَسِيلُ من جلود أَهل النار وقيل هو الحَمِيم إِذا أُغْلِيَ حتى خَثُرَ وصديد الفِضَّةِ ذؤابَتُها على التشبيه وبذلك سُمِّي المُهْلَةُ وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى ويُسْقَى من ماءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُه قال الصديد ما يسيل الدمُ المختلط بالقيح في الجُرْح وفي نوادر الأَعراب الصِّدادُ ما اضْطَرَبَ
( * قوله « ما اضطرب إلخ » صوابه ما اصطدمت به المرأة وهو إلخ كتبه السيد مرتضى بهامش الأصل المعول عليه وهو نص القاموس ) وهو السِّتْرُ ابنُ بُزُرخ الصَّدُودُ ما دَلَكْتَه على مِرْآةٍ ثم كَحَلْتَ به عيناً والصَّدُّ والصُّدُّ الجبل قالت ليلى الأَخيلية أَنابِغَ لم تَنْبَغْ ولم تَكُ أَوّلا وكنتَ صُنَيّاً بين صَدَّين مَجْهَلا والجمع أَصْداد وصُدُود والسين فيه لغة والصَّدُّ المرتفع من السحاب تراه كالجبل والسين فيه أَعلى وصُدَّا الجبل ناحيتاه في مَشْعَبِه والصَّدَّان ناحيتا الشِّعْب أَو الجبل أَو الوادي الواحد صَدٌّ وهما الصَّدَفان أَيضاً وقال حميد تَقَلْقَلَ قِدْحٌ بين صَدَّين أَشْخَصَتْ له كَفُّ رامٍ وِجْهَةً لا يُريدُها قال ويقال للجبل صَّدُّ وسَدٌّ قال أَبو عمرو يقال لكل جبل صَدٌّ وصُدٌّ وسَدٌّ وسُدٌّ قال أَبو عمرو الصُّدَّان الجبلان وأَنشد بيت ليلى الأَخيلية وقال الصُّنَيُّ شِعْبٌ صغير يَسِيل فيه الماء والصَّدُّ الجانب والصَّدَدُ الناحية والصَّدَدُ ما اسْتَقْبَلك وهذا صَدَدَ هذا وبصَدَدِه وعلى صَدَده أَي قُبَالَتَه والصَّدَدُ القُرْب والصَّدَدُ القَصْد قال ابن سيده قال سيبويه هو صَدَدُك ومعناه القصْدُ قال وهي من الحروف التي عَزَلَها ليفسر معانيها لأَنها غرائب ويقال صَدَّ السبيلُ
( * قوله « صد السبيل إلخ » عبارة الأساس صد السبيل إذا اعترض دونه مانع من عقبة أَو غيرها فأخذت في غيره )
إِذا اسْتَقْبَلَكَ عَقَبَةٌ صَعْبَةٌ فتركتَها وأَخَذتَ غيرها قال الشاعر إِذا رأَيْنَ علَماً مُقْوَدَّا صَدَدْنَ عن خَيْشُومِها وصَدَّا وقول أَبي الهَيْثم فكُلُّ ذلكَ مِنَّا والمَطِيُّ بنا إِليكَ أَعْناقُها مِن واسِطٍ صَدَدُ قال صَدَدٌ قَصْدٌ وصَدَدُ الطريق ما استقبلك منه وأَما قول الله عز وجل أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فأَنت له تَصَدّى فمعناه تتعرّض له وتَمِيل إِليه وتُقْبِل عليه يقال تَصَدّى فلان لفلان يَتَصَدّى إِذا تَعَرَّض له والأَصل فيه أَيضاً تَصَدَّد يتَصَدَّد يقال تَصَدَّيت له أَي أَقْبَلْتُ عليه وقال الشاعر لمَّا رَأَيْتُ وَلَدي فيهم مَيَلْ إِلى البُيوتِ وتَصَدَّوْا لِلحَجَلْ قال الأَزهري وأَصله من الصَّدَد وهو ما اسْتَقبلكَ وصار قُبالَتَكَ وقال الزجاج معنى قوله عز وجل فأَنتَ له تَصَدّى أَي أَنت تُقْبِلُ عليه جعله من الصَّدَدِ وهو القُبالَةُ وقال الليث يقال هذه الدارُ على صَدَدِ هذه أَي قُبالَتَها وداري صَدَدَ دارِه أَي قُبالَتَها نَصْب على الظرف قال أَبو عبيد قال ابن السكيت الصَّدَدُ والصَّقَبُ القُرْبُ قال الأَزهري فجائز أَن يكون معنى قوله تعالى فأَنت له تصدّى أَي تَتَقَرَّب إِليه على هذا التأْويل والصُّدّاد بالضم والتشديد دُوَيْبَّةٌ وهي من جنس الجُرْذانِ قال أَبو زيد هو في كلام قيس سامُّ أَبْرَصَ ابن سيده الصُّدَّادُ سامُّ أَبْرَصَ وقيل الوَزَغ أَنشد يعقوب مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدّادِ ثم فسره بالوزغ والجمع منهما الصَّدائدُ على غير قياس وأَنشد الأَزهري إِذا ما رَأَى إِشْرافَهُنَّ انْطَوَى لَها خَفِيٌّ كَصُدَّادِ الجَديرَةِ أَطْلَسُ والصَّدّى مقصورٌ تِينٌ أَبيضُ الظاهر أَكحلُ الجوفِ إِذا أَريدَ تزبيبهُ فُلْطِح فيجيءُ كأَنه الفَلَكُ وهو صادق الحلاوة هذا قول أَبي حنيفة وصَدّاءُ اسم بئر وقيل اسم رَكِيَّة عذبة الماء وروى بعضهم هذا المَثَل ماءٌ ولا كَصَدَّاء أَنشد أَبو عبيد وإِنِّي وتَهْيامِي بِزَيْنَبَ كالذي يُحاوِلُ من أَحْواضِ صَدَّاءَ مَشْرَبا وقيل لأَبي عليّ النحوي هو فَعْلاءُ من المضاعف فقال نعم وأَنشد لضرار بن عُتْبَةَ العبشمي كأَنِّيَ مِنْ وَجْدٍ بزَيْنَبَ هائمٌ يُخالسُ من أَحْواض صَدَّاءَ مَشْرَبا يَرَى دُونَ بَرْدِ الماءِ هَوْلاً وذادَةً إِذا شَدَّ صاحوا قَبْلَ أَنْ يَتَحَبَّبَا وبعضهم يقول صَدْآءُ بالهمز مثل صَدْعاءَ قال الجوهري سأَلت عنه رجلاً في البادية فلم يهمزه والصُّدَّادُ
( * هو كرمان وكتاب كما في القاموس ) الطريق إِلى الماء

صدصد
صَدْصَدُ اسم امْرأَة والصَّدْصَدَةُ ضَرْبُ المُنْخُلِ بيدك
( * زاد في القاموس الصداصد كعلابط جبل لهذيل )

صرد
الصَّرْدُ والصَّرَدُ البَرْدُ وقيل شِدَّتُهُ صَرِدَ بالكسر يَصْرَدُ صَرَداً فهو صَرِدٌ من قوم صَرْدَى الليث الصَّرَدُ مصدر الصَّرِدِ من البرد قال والاسم الصَّرْد مجزوم قال رؤبة بِمَطَرٍ لَيْسَ بِثَلْجٍ صَرْد وفي الحديث ذاكِرُ الله في الغافلين مثلُ الشَّجَرة الخَضْراء وسَطَ الشَّجر الذي تَحَاتَّ وَرَقه من الصَّرِيد هو البرد ويروى من الجَلِيد وفي الحديث سُئِلَ ابن عمر عما يموت في البحر صَرْداً فقال لا بأْس به يعني السمك الذي يموت فيه من البَرْد ويومٌ صَرِدٌ ولَيلَةٌ صَرِدَةٌ شديدة البرد أَبو عمرو الصَّرْد مكان مُرْتَفع من الجبال وهو أَبردها قال الجعدي أَسَدِيَّةٌ تُدْعَى الصِّرادَ إِذا نَشِبوا وتَحْضُر جانِبَيْ شِعْر
( * قوله « تدعى » ولعله تدع أي تترك وقوله « شعر جبل » كذا بالأَصل بكسر الشين وسكون العين وان صح هذا الضبط فهو جبل ببلاد بني جشم أما بفتح الشين فهو جبل لبني سليم أو بني كلاب كما في القاموس وهناك شعر بضم الشين وسكون العين أيضاً جبل آخر ذكره ياقوت )
قال شِعْر جَبَل الجوهري الصَّرْدُ البرد فارسي معرَّب والصُّرُودُ مِن البلاد خلاف الجُرُوم أَي الحارَّة ورَجُلٌ مِصْراد لا يصبر على البرد وفي التهذيب هو الذي يَشْتَدُّ عليه البرد ويقل صَبْرُه عليه وفي الصحاح هو الذي يجد البرد سريعاً قال الساجع أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدا لا يَشْتَهي أَن يَرِدَا وفي حديث أَبي هريرة سأَله رجل فقال إِني رجل مِصْرادٌ هو الذي يشتدّ عليه البرد ولا يُطيقُه والمِصرادُ أَيضاً القَويُّ على البرد فهو من الأَضداد والصُّرَّادُ ريح بارِدَةٌ مع نَدًى وريحٌ مِصرادٌ ذاتُ صَرَد أَو صُرَّادٍ قال الشاعر إِذا رأَيْنَ حَرْجَفاً مِصرادَا وَلَّيْنَها أَكْسِيَةً حِدادا والصُّرَّادُ والصُّرَّيْدُ والصَّرْدَى سحاب بارد تسْفِرُه الريح الأَصمعي الصُّرَّادُ سحاب بارد نَدِيٌّ ليس فيه ماء وفي الصحاح غَيْم رقيق لا ماء فيه ابن الأَعرابي الصَّرِيدَة النعجة التي قد أَنحلها البرد وأَضَرَّ بها وجمعها الصَّرائِدُ وفي المحكم الصَّرِيدَة التي أَنحلها البرد وأَضَرَّ بها عن ابن الأَعرابي وأَنشد لَعَمْرُكَ إِني والهِزَبْرَ وعارماً وثَوْرَةَ عِشْنا في لُحوم الصَّرائدِ ويروى فَيا لَيْتَ أَنِّي والهزبر » وأَرضٌ صَرْدٌ باردة والجمع صُرُود وصَرِدَ عن الشيءِ صَرَداً وهو صَرِدٌ انتهى الأَزهري إِذا انْتَهَى القلب عن شيء صَرِدَ عنه كما قال أَصْبَحَ قلبي صَرِدا قال وقد يوصف الجيش بالصَّرَد وجيشٌ صَرَدٌ وصَرْدٌ مجزوم تراه من تُؤَدَتِه كأَنه
( * قوله « من تؤدته كأَنه إلخ » عبارة الأساس كأَنه من تؤدة سيره جامد ) سَيْرُه جامد وذلك لكثرته وهو معنى قول النابغة الجعدي بأَرْعَنَ مِثْلِ الطَّوْدِ تحْسَبُ أَنَّهُم وُقُوفٌ لِحَاجٍ والرِّكابُ تُهَمْلِج وقال خُفَافُ بنُ نُدْبَةَ صَرَدٌ تَوَقَّصَ بالأَبْدان جُمْهُور والتَّوَقُّصُ ثِقَل الوَطْءِ على الأَرض والتَّصريدُ سَقْيٌ دون الرَّيِّ وقال عمر يرثي عروة بن مسعود يُسْقَوْنَ منها شَراباً غَيْرَ تَصْرِيد وفي التهذيب شُرْبٌ دون الريّ يقال صَرَّدَ شُرْبه أَي قطعَه وصَرِدَ السَّقاءُ صَرَداً أَي خرج زُبْدُه متقطعاً فَيُداوى بالماء الحارِّ ومن ذلك أُخِذَ صَرْدُ البرد والتَّصْرِيدُ في العطاء تَقْليله وشراب مُصَرَّدٌ أَي مُقَلَّل وكذلك الذي يُسقَى قَلِيلاً أَو يُعْطى قليلاً وفي الحديث لن يدخل الجنة إِلا تَصرِيداً أَي قليلاً وصَرَّدَ العطاء قَلَّله والصَّرْدُ الطعنُ النافذُ وصَرِد الرمحُ والسَّهم يَصْرَدُ صَرَداً نَفَذَ حدُّه وصَرَدَه هو وأَصْرده أَنْفَذَه من الرَّميَّة وأَنا أَصْرَدْتُه وقال اللَّعِينُ المِنْقَريُّ يخاطب جَريراً والفرزدق فما بُقْيا عليَّ تَرَكْتُماني ولكِنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبال وأَصْرَدَ السهمُ أَخْطَأَ وقال أَبو عبيدة في بيت اللعين من أَراد الصواب قال خفتما أَن تُصِيبَ نِبالي ومن أَراد الخَطَأَ قا خفْتما إِخْطاءَ نبالكما والصَّرَدُ والصَّرْدُ الخَطَأُ في الرمح والسهم ونحوهما فهو على هذا ضدّ وسهم مِصْرادٌ وصاردٌ أَي نافذ وقال قطرب سهم مُصَرِّد مصيب وسهم مُصْرِدٌ أَي مُخْطِئ وأَنشد في الإِصابة على ظَهْرِ مِرْنانٍ بسَهْمٍ مُصَرِّد أَي مُصِيب وقال الآخر أَصْرَدَه الموتُ وقد أَطَلاَّ أَي أَخْطَأَه والصُّرَدُ طائر فوق العصفور وقال الأَزهري يَصِيدُ العصافير وقول أَبي ذؤيب حتى اسْتَبانتْ مع الإِصْباحِ رَامَتُها كأَنَّه في حَواشِي ثَوْبِه صُرَد أَراد أَنه بين حاشِيتي ثوبه صُرَدٌ من خِفته وتضاؤله والجمع صِرْدانٌ قال حميد الهلالي كأَنّ وَحَى الصِّرْدانِ في جَوْفِ ضَالَةٍ تَلَهْجُمَ لَحْيَيْهِ إِذا ما تَلَهْجَما
( * قوله « كأن وحى إلخ » وحى خبر كأن مقدم وتلهجم اسمها مؤخر كما هو صريح حل الصحاح في مادة لهجم )
وفي الحديث نُهِي المحرِمُ عن قَتْلِ الصُّرَدِ وفي حديث آخر نَهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل أَربع النملةِ والنحلة والصُّرَدِ والهُدهد وروي عن إِبراهيم الحَرْبي أَنه قال أَراد بالنملة الكُبَّارَ الطويلة القوائم التي تكون في الخَرِبات وهي لا تؤذي ولا تضر ونهى عن قتل النحلة لأَنها تُعَسِّلُ شراباً فيه شفاء للناس ومنه الشمع ونَهَى عن قتل الصُّرَدِ لأَن العرب كانت تَطَّيَّرُ من صوته وتتشاءَم بصوته وشَخْصِه وقيل إِنما كرهوه من اسمه من التصريد وهو التقليل وهو الواقِي عندهم ونهى عن قتله رَدّاً للطِّيَرة ونهى عن قتل الهدهد لأَنه أَطاع نبيّاً من الأَنبياءِ وأَعانه وفي النهاية أَما نهيه عن قتل الهدهد والصرد فلتحريم لحمهما لأَن الحيوان إِذا نُهِي عن قتله ولم يكن ذلك لاحترامه أَو لضرر فيه كان لتحريم لحمه أَلا ترى أَنه نُهِيَ عن قتل الحيوان لغير مأْكلة ؟ ويقال إِن الهدهد منتن الريح فصار في معنى الجَلاَّلَةِ وقيل الصُّرَدُ طائر أَبقع ضخم الرأْس يكون في الشجر نصفه أَبيض ونصفه أَسود ضخم المِنقار له بُرْثُنٌ عظيم نَحْوٌ مِنَ القارِية في العِظَمِ ويقال له الأَخْطَب
( * قوله « ويقال له الأخطب إلخ » عبارة المصباح ويسمى المجوّف لبياض بطنه والأخطب لخضرة ظهره والاخيل لاختلاف لونه ) لاختلاف لونيه والصُّرَد لا تراه إِلا في شُعْبَة أَو شجرة لا يقدر عليه أَحد قال سُكَيْنٌ النُّمَيري الصُّرَدُ صُرَدان أَحدهما أَسْبَدُ يسميه أَهل العراق العَقْعَقَ وأَما الصُّرَدُ الهَمْام فهو البَرِّيُّ الذي يكون بنجد في العضاه لا تراه إِلا في الأَرض يقفز من شجر إِلى شجر قال وإِن أَصْحَر وطُرِدَ فأُخذَ يقول لو وقع إِلى الأَرض لم يستقل حتى يؤخذ قال ويصرصر كالصقر وروي عن مجاهد قال لا يُصاد بكلب مجوسيٍّ ولا يؤكل من صيد المجوسي إِلا السمك وكُرِه لحم الصُّرَد وهو من سباع الطير وروي عن مجاهد في قوله سكينة من ربكم قال أَقبلت السكينة والصرد وجبريل مع إِبراهيم من الشام والصَّرْدُ البَحْتُ الخالصُ من كل شيء أَبو زيد يقال أُحِبُّكَ حُبّاً صَرْداً أَي خالصاً وشراب صَرْدٌ وسقاه الخمر صَرْداً أَي صِرفاً وأَنشد فإِنَّ النَبِيذَ الصَّرْدَ إِنْ شُرْبَ وَحْدَهُ على غَيْرِ شَيءٍ أَوجَعَ الكِبْدَ جُوعها وذهَبٌ صَرْدٌ خالص وجيش صَرْدٌ بنو أَب واحد لا يخالطهم غيرهم وقال أَبو عبيدة يقال معه جَيْش صَرْدٌ أَي كلهم بنو عمه وكَذِبٌ صَرْدٌ أَبو عبيدة الصَّرَدُ أَن يخرج وبَرٌ أَبيضُ في موضع الدَّبَرَةِ إِذا بَرَأَتْ فيقال لذلك الموضِع صُرَدٌ وجمعه صِرْدانٌ وإِياهما عنى الراعي يصف إِبلاً كأَنَّ مَوَاضِعَ الصِّرْدانِ منها مناراتٌ بُدِينَ على خِمارِ جعل الدَّبَرَ في أَسنمة شبهها بالمنار الجوهري الصُّرَدُ بياض يكون على ظهر الفرس من أَثر الدَّبَرِ ابن سيده والصُّرَدُ بياض يكون في سنام البعير والجمع كالجمع والصُّرَدُ كالبياض يكون على ظهر الفرس من السَّرْج يقال فرسٌ صَرِدٌ إِذا كان بموضع السرج منه بياضٌ من دَبَر أَصابه يقال له الصُّرَدُ وقال الأَصمعي الصُّرَدُ من الفرسِ عِرْقٌ تحت لسانه وأَنشد خَفِيفُ النَّعامَةِ ذُو مَيْعَة كَثِيفُ الفَراشَةِ ناتِي الصُّرَدْ ابن سيده والصُّرَدُ عِرْقٌ في أَسْفل لسان الفرس والصُّرَدَانِ عِرْقان أَخضران يستبطنان اللسانَ وقيل هما عظمان يقيمانه وقيل الصُّرَدَانِ عرقان مُكْتَنِفانِ اللسانَ وأَنشد ليزيد بن الصَّعِق وأَيُّ الناسِ أَعْذَرُ مِنْ شَآمٍ له صُرَدانِ مُنْطَلِقا اللِّسانِ ؟ أَي ذَرِبانِ قال الليث الصُّرَدانِ عِرْقانِ أَخضران أَسْفَلَ اللسان فيهما يدور اللسان قاله الكسائي والصُّرَدُ مسمار يكون في سِنان الرُّمح قال الراعي منها صَريعٌ وضاغٍ فوقَ حَرْبَتِهِ كما ضَغا تَحْتَ حَدِّ العامِلِ الصُّرَدُ وصَرَّدَ الشَّعِيرُ والبُرُّ طلع سَفاهما ولم يَطْلُع سُنْبُلُهما وقد كاد قال ابن سيده هذه عن الهَجَريّ قال شمر تقول العرب للرجل افْتَحْ صُرَدَك
( * قوله « افتح صردك » هكذا بالأَصل المعتمد عليه بأَيدينا والذي في الميداني صررك بالراء جمع صرة ) تَعْرِفْ عُجَرَك وبُجَرَك قال صُرَدُه نفسه يقول افتح صُردَكَ تَعْرِفْ لُؤمَكَ من كرمك وخيرك من شَرِّك ويقال لو فتح صُرَدَه عرف عُجَره وبُجَره أَي عرف أَسرار ما يكتم الجوهري والصِّمْرِدُ بالكسر الناقة القليلة اللبن وبنو الصارِدِ حيٌّ من بني مرة بن عوف بن غطفان

صرخد
صَرْخَدُ موضع نسب إِليه الشراب في قول الراعي ولَذٍّ كَطَعْمِ الصَّرْخَديِّ طَرَحْتُه عَشِيَّةَ خِمْسِ القومِ والعينُ عاشِقُه واللَّذُّ النومُ قال ابن بري ورواه ابن القطاع والعين عاشقَه قال والرفع أَصح لأَن قبله وسِرْبالِ كَتَّانٍ لَبِسْتُ جَدِيدَه على الرَّحْلِ حتى أَسْلَمَتْه بَنَائِقُهْ وقوله ولَذٍّ يريد وَرُبَّ نوم لذيذ والهاء في عاشقه تعود على النوم وذكَّرَ العينَ على معنى الطَّرْف كقول طفيل إِذ هي أَحْوى من الرِّبْعيِّ خاذِلَةٌ والعينُ بالإِثمدِ الحارِيِّ مَكْحُولُ

صعد
صَعِدَ المكانَ وفيه صُعُوداً وأَصْعَدَ وصَعَّدَ ارتقى مُشْرِفاً واستعاره بعض الشعراء للعرَض الذي هو الهوى فقال فأَصْبَحْنَ لا يَسْأَلْنَهُ عنْ بِما بِهِ أَصَعَّدَ في عُلْوَ الهَوَى أَمْ تَصَوَّبَا أَراد عما به فزاد الباء وفَصَل بها بين عن وما جرَّته وهذا من غريب مواضعها وأَراد أَصَعَّدَ أَم صوّب فلما لم يمكنه ذلك وضع تَصوَّب موضع صَوَّبَ وجَبَلٌ مُصَعِّد مرتفع عال قال ساعدة بن جُؤَيَّة يأْوِي إِلى مُشْمَخِرَّاتٍ مُصَعِّدَةٍ شُمٍّ بِهِنَّ فُرُوعُ القَانِ والنَّشَمِ والصَّعُودُ الطريق صاعداً مؤنثة والجمع أَصْعِدةٌ وصُعُدٌ والصَّعُودُ والصَّعُوداءُ ممدود العَقَبة الشاقة قال تميم بن مقبل وحَدَّثَهُ أَن السبيلَ ثَنِيَّةٌ صَعُودَاءُ تدعو كلَّ كَهْلٍ وأَمْرَدا وأَكَمَة صَعُودٌ وذاتُ صَعْداءَ يَشتدّ صُعودها على الراقي قال وإِنَّ سِياسَةَ الأَقْوامِ فاعْلَم لهَا صَعْدَاءُ مَطْلَعُها طَوِيلُ والصَّعُودُ المشقة على المثل وفي التنزيل سأُرْهِقُه صَعُوداً أَي على مشقة من العذاب قال الليث وغيره الصَّعُودُ ضد الهَبُوط والجمع صعائدُ وصُعُدٌ مثل عجوز وعجائز وعُجُز والصَّعُودُ العقبة الكؤود وجمعها الأَصْعِدَةُ ويقال لأُرْهِقَنَّكَ صَعُوداً أَي لأُجَشِّمَنَّكَ مَشَقَّةً من الأَمر وإِنما اشتقوا ذلك لأَن الارتفاع في صَعُود أَشَقُّ من الانحدار في هَبُوط وقيل فيه يعني مشقة من العذاب ويقال بل جَبَلٌ في النار من جمرة واحدة يكلف الكافرُ ارتقاءَه ويُضرب بالمقامع فكلما وضع عليه رجله ذابت إِلى أَسفلِ وَرِكِهِ ثم تعود مكانها صحيحة قال ومنه اشتق تَصَعَّدَني ذلك الأَمرُ أَي شق عليّ وقال أَبو عبيد في قول عمر رضي الله عنه ما تَصَعَّدَني شيءٌ ما تَصَعَّدَتْني خِطْبَةُ النكاح أَي ما تكاءَدتْني وما بَلَغَتْ مني وما جَهَدَتْني وأَصله من الصَّعُود وهي العقبة الشاقة يقال تَصَعَّدَهُ الأَمْرُ إِذا شق عليه وصَعُبَ قيل إِنما تَصَعَّبُ عليه لقرب الوجوه من الوجوه ونظَرِ بعضهم إِلى بعض ولأَنهم إِذا كان جالساً معهم كانوا نُظَراءَ وأَكْفاءً وإِذا كان على المنبر كانوا سُوقَةً ورعية والصَّعَدُ المشقة وعذاب صَعَدٌ بالتحريك أَي شديد وقوله تعالى نَسْلُكه عذاباً صَعَداً معناه والله أَعلم عذاباً شاقّاً أَي ذا صَعَد ومَشَقَّة وصَعَّدَ في الجبل وعليه وعلى الدرجة رَقِيَ ولم يعرفوا فيه صَعِدَ وأَصْعَد في الأَرض أَو الوادي لا غير ذهب من حيث يجيء السيل ولم يذهب إِلى أَسفل الوادي فأَما ما أَنشده سيبويه لعبد الله بن همام السلولي فإِمَّا تَرَيْني اليومَ مُزْجِي مَطِيَّتي أُصَعِّدُ سَيْراً في البلادِ وأُفْرِعُ فإِنما ذهب إِلى الصُّعود في الأَماكن العالية وأُفْرِعُ ههنا أَنْحَدِرُ لأَنّ الإِفْراع من الأَضْداد فقابل التَّصَعُّدَ بالتَّسَفُّل هذا قول أَبي زيد قال ابن بري إِنما جعل أُصَعِّدُ بمعنى أَنحدر لقوله في آخر البيت وأُفرع وهذا الذي حمل الأَخفشَ على اعتقاد ذلك وليس فيه دليل لأَن الإِفراع من الأَضداد يكون بمعنى الانحدار ويكون بمعنى الإِصعاد وكذلك صَعَّدَ أَيضاً يجيء بالمعنيين يقال صَعَّدَ في الجبل إِذا طلع وإِذا انحدر منه فمن جعل قوله أُصَعِّدُ في البيت المذكور بمعنى الإِصعاد كان قوله أُفْرِعُ بمعنى الانحدار ومن جعله بمعنى الانحدار كان قوله أُفرع بمعنى الإِصعاد وشاهد الإِفراع بمعنى الإِصعاد قول الشاعر إِني امْرُؤٌ مِن يَمانٍ حين تَنْسُبُني وفي أُمَيَّةَ إِفْراعِي وتَصْويبي فالإِفراع ههنا الإِصعاد لاقترانه بالتصويب قال وحكي عن أَبي زيد أَنه قال أَصْعَدَ في الجبل وصَعَّدَ في الأَرض فعلى هذا يكون المعنى في البيت أُصَعِّدُ طَوْراً في الأَرض وطَوْراً أُفْرِعُ في الجبل ويروى « وإِذ ما تريني اليوم » وكلاهما من أَدوات الشرط وجواب الشرط في قوله إِمَّا تريني في البيت الثاني فَإِنيَ مِنْ قَوْمٍ سِواكُمْ وإِنما رِجاليَ فَهْمٌ بالحجاز وأَشْجَعُ وإِنما انتسب إِلى فَهْمٍ وأَشجع وهو من سَلول بن عامر لأَنهم كانوا كلهم من قيس عيلان بن مضر ومن ذلك قول الشماخ فإِنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطِي لا يَدْهَمَنَّكَ إِفْراعِي وتَصْعِيدِي وفي الحديث في رَجَزٍ فهو يُنَمِّي صُعُداً أَي يزيدُ صُعوداً وارتفاعاً يقال صَعِدَ إِليه وفيه وعليه وفي الحديث فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ وصَوَّبه أَي نظر إِلى أَعلاي وأَسفلي يتأَملني وفي صفته صلى الله عليه وسلم كأَنما يَنْحَطُّ في صَعَد هكذا جاءَ في رواية يعني موضعاً عالياً يَصْعَدُ فيه وينحطّ والمشهور كأَنما ينحط في صَبَبٍ والصُّعُدُ بضمتين جمع صَعُود وهو خلاف الهَبُوط وهو بفتحتين خلاف الصَّبَبِ وقال ابن الأَعرابي صَعِدَ في الجبل واستشهد بقوله تعالى إِليه يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وقد رجع أَبو زيد إِلى ذلك فقال اسْتَوْأَرَتِ الإِبلُ إِذا نَفَرَت فَصَعِدَتِ الجبال ذَكره في الهمز وفي التنزيل إِذ تُصْعِدُونَ ولا تَلْوُونَ على أَحَدٍ قال الفراء الإِصْعادُ في ابتداء الأَسفار والمخارج تقول أَصْعَدْنا من مكة وأَصْعَدْنا من الكوفة إِلى خُراسان وأَشباه ذلك فإِذا صَعِدْتَ في السُّلَّمِ وفي الدَّرَجَةِ وأَشباهه قُلْتَ صَعِدْتُ ولم تقل أَصْعَدْتُ وقرأَ الحسن إِذ تَصْعَدُون جعل الصُّعودَ في الجبل كالصُّعُود في السلم ابن السكيت يقال صَعِدَ في الجبل وأَصْعَدَ في البلاد ويقال ما زلنا في صَعود وهو المكان فيه ارتفاع وقال أَبو صخر يكون الناس في مَباديهم فإِذا يَبِسَ البقل ودخل الحرّ أَخذوا إِلى حاضِرِهِم فمن أَمَّ القبلة فهو مُصْعِدٌ ومن أَمَّ العراق فهو مُنْحَدِرٌ قال الأَزهري وهذا الذي قاله أَبو صخر كلام عربي فصيح سمعت غير واحد من العرب يقول عارَضْنا الحاجَّ في مَصْعَدِهم أَي في قَصْدِهم مكةَ وعارَضْناهم في مُنْحَدَرِهم أَي في مَرْجِعهم إِلى الكوفة من مكة قال ابن السكيت وقال لي عُمارَة الإِصْعادُ إِلى نجد والحجاز واليمن والانحدار إِلى العراق والشام وعُمان قال ابن عرفة كُلُّ مبتدئ وجْهاً في سفر وغيره فهو مُصْعِدٌ في ابتدائه مُنْحَدِرٌ في رجوعه من أَيّ بلد كان وقال أَبو منصور الإِصْعادُ الذهاب في الأَرض وفي شعر حسان يُبارينَ الأَعِنَّةَ مُصْعِداتٍ أَي مقبلات متوجهات نحوَكم وقال الأَخفش أَصْعَدَ في البلاد سار ومضى وذهب قال الأَعشى فإِنْ تَسْأَلي عني فَيَا رُبَّ سائِلٍ حَفِيٍّ عَن الأَعشى به حَيْثُ أَصْعَدا وأَصْعَدَ في الوادي انحدر فيه وأَما صَعِدَ فهو ارتقى ويقال أَصْعَدَ الرجلُ في البلاد حيث توجه وأَصْعَدَتِ السفينةُ إِصْعاداً إِذا مَدَّت شِراعَها فذهبت بها الريح صَعَداً وقال الليث صَعِدَ إِذا ارتقى وأَصْعَدَ يُصْعِدُ إِصْعاداً فهو مُصْعِدٌ إِذا صار مُسْتَقْبِلَ حَدُورٍ أَو نَهَر أَو واد أَو أَرْفَعَ
( * قوله « او أرفع إلخ » كذا بالأصل المعوّل عليه ولعل فيه سقطاً والأصل أو أرض أَرفع بقرينة قوله الأخرى وقال الأساس أصعد في الأرض مستقبل أرض أخرى ) من الأُخرى قال وصَعَّدَ في الوادي يُصَعّدُ تَصْعِيداً وأَصْعَدَ إِذا انحدر فيه قال الأَزهري والاصِّعَّادُ عندي مثل الصُّعُود قال الله تعالى كأَنما يَصَّعِّد في السماء يقال صَعِدَ واصَّعَّدَ واصَّاعَدَ بمعنى واحد ورَكَبٌ مُصْعِدٌ ومُصَّعِّدٌ مرتفع في البطن منتصب قال تقول ذاتُ الرَّكَبِ المُرَفَّدِ لا خافضٍ جِدّاً ولا مُصَّعِّد وتصَعَّدني الأَمرُ وتَصاعَدني شَقَّ عليَّ والصُّعَداءُ بالضم والمدّ تنفس ممدود وتصَعَّدَ النَّفَسُ صَعُبَ مَخْرَجُه وهو الصُّعَداءُ وقيل الصُّعَداءُ النفَسُ إِلى فوق ممدود وقيل هو النفَسُ بتوجع وهو يَتَنَفَّسُ الصُّعَداء ويتنفس صُعُداً والصُّعَداءُ هي المشقة أَيضاً وقولهم صَنَعَ أَو بَلَغَ كذا وكذا فَصاعِداً أَي فما فوق ذلك وفي الحديث لا صلاةَ لمن لم يقرأْ بفاتحة الكتاب فَصاعِداً أَي فما زاد عليها كقولهم اشتريته بدرهم فصاعداً قال سيبويه وقالوا أَخذته بدرهم فصاعداً حذفوا الفعل لكثرة استعمالهم إِياه ولأَنهم أَمِنوا أَن يكون على الباء لأَنك لو قلت أَخذته بِصاعِدٍ كان قبيحاً لأَنه صفة ولا يكون في موضع الاسم كأَنه قال أَخذته بدرهم فزاد الثمنُ صاعِداً أَو فذهب صاعداً ولا يجوز أَن تقول وصاعداً لأَنك لا تريد أَن تخبر أَن الدرهَم مع صاعِدٍ ثَمَنٌ لشيء كقولك بدرهم وزيادة ولكنك أَخبرت بأَدنى الثمن فجعلته أَولاً ثم قَرَّرْتَ شيئاً بعد شيء لأَثْمانٍ شَتَّى قال ولم يُرَدْ فيها هذا المعنى ولم يُلْزِم الواوُ الشيئين أَن يكون أَحدهما بعد الآخر وصاعِدٌ بدل من زاد ويزيد وثم مثل الفاء إِلاَّ أَنّ الفاء أَكثر في كلامهم قال ابن جني وصاعداً حال مؤكدة أَلا ترى أَن تقديره فزاد الثمنُ صاعِداً ؟ ومعلوم أَنه إِذا زاد الثمنُ لم يمكن إِلا صاعِداً ومثله قوله كَفى بالنَّأْيِ من أَسْماءَ كافٍ غير أَن للحال هنا مزية أَي في قوله فصاعداً لأَن صاعداً ناب في اللفظ عن الفعل الذي هو زاد وكاف ليس نائباً في اللفظ عن شيء أَلا ترى أَن الفعل الناصب له الذي هو كفى ملفوظ به معه ؟ والصعيدُ المرتفعُ من الأَرض وقيل الأَرض المرتفعة من الأَرض المنخفضةِ وقيل ما لم يخالطه رمل ولا سَبَخَةٌ وقيل وجه الأَرض لقوله تعالى فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً وقال جرير إِذا تَيْمٌ ثَوَتْ بِصَعِيد أَرْضٍ بَكَتْ من خُبْثِ لُؤْمِهِم الصَّعيدُ وقال في آخرين والأَطْيَبِينَ من التراب صَعيدا وقيل الصَّعِيدُ الأَرضُ وقيل الأَرض الطَّيِّبَةُ وقيل هو كل تراب طيب وفي التنزيل فَتَيَمَّموا صَعِيداً طَيِّباً وقال الفراء في قوله صَعيداً جُرزُاً الصعيد التراب وقال غيره هي الأَرض المستوية وقال الشافعي لا يَقع اسْمُ صَعيد إِلاّ على تراب ذي غُبار فأَما البَطْحاءُ الغليظة والرقيقة والكَثِيبُ الغليظ فلا يقع عليه اسم صعيد وإِن خالطه تراب أَو صعيد
( * قوله « تراب أو صعيد إلخ » كذا بالأصل ولعل الأولى تراب أو رمل أو نحو ذلك ) أَو مَدَرٌ يكون له غُبار كان الذي خالطه الصعيدَ ولا يُتَيَمَّمُ بالنورة وبالكحل وبالزِّرْنيخ وكل هذا حجارة وقال أَبو إِسحق الصعيد وجه الأَرض قال وعلى الإِنسان أَن يضرب بيديه وجه الأَرض ولا يبالي أَكان في الموضع ترابٌ أَو لم يكن لأَن الصعيد ليس هو الترابَ إِنما هو وجه الأَرض تراباً كان أَو غيره قال ولو أَن أَرضاً كانت كلها صخراً لا تراب عليه ثم ضرب المتيمم يدَه على ذلك الصخر لكان ذلك طَهُوراً إِذا مسح به وجهه قال الله تعالى فَتُصْبِح صعيداً لأَنه نهاية ما يصعد إِليه من باطن الأَرض لا أَعلم بين أَهل اللغة خلافاً فيه أَن الصعيد وجه الأَرض قال الأَزهري وهذا الذي قاله أَبو إِسحق أَحسَبه مذهَبَ مالك ومن قال بقوله ولا أَسْتَيْقِنُه قال الليث يقال للحَديقَةِ إِذا خَرِبت وذهب شَجْراؤُها قد صارت صعيداً أَي أَرضاً مستوية لا شَجَرَ فيها ابن الأَعرابي الصعيدُ الأَرضُ بعينها والصعيدُ الطريقُ سمي بالصعيد من التراب والجمع من كل ذلك صُعْدانٌ قال حميد بن ثور وتِيهٍ تَشابَهَ صُعْدانُه ويَفْنى بهِ الماءُ إِلاَّ السَّمَلْ وصُعُدٌ كذلك وصُعُداتٌ جمع الجمع وفي حديث علي رضوان الله عليه إِياكم والقُعُودَ بالصُّعُداتِ إِلاَّ مَنْ أَدَّى حَقَّها هي الطُّرُقُ وهي جمع صُعُدٍ وصُعُدٌ جمعُ صَعِيد كطريق وطرُق وطُرُقات مأْخوذ من الصَّعيدِ وهو التراب وقيل هي جمع صُعْدَةٍ كظُلْمة وهي فِناءُ باب الدار ومَمَرُّ الناس بين يديه ومنه الحديث ولَخَرَجْتم إِلى الصُّعْداتِ تَجْأَرُونَ إِلى الله والصَّعِيدُ الطريقُ يكون واسعاً وضَيِّقاً والصَّعيدُ الموضعُ العريضُ الواسعُ والصَّعيدُ القبر وأَصْعَدَ في العَدْو اشْتَدَّ ويقال هذا النبات يَنْمي صُعُداً أَي يزداد طولاً وعُنُقٌ صاعِدٌ أَي طويل ويقال فلان يتتبع صُعَداءَه أَي يرفع رأْسه ولا يُطأْطِئُه ويقال للناقة إِنها لفي صَعِيدَةِ بازِلَيْها أَي قد دنت ولمَّا تَبْزُل وأَنشد سَديسٌ في صَعِيدَةِ بازِلَيْها عَبَنَّاةٌ ولم تَسْقِ الجَنِينا والصَّعْدَةُ القَناة وقيل القناة المستوية تنبت كذلك لا تحتاج إِلى التثقيف قال كعب بن جُعَيْل يصف امرأَةً شَبَّهَ قَدَّها بالقَناة فإِذا قامتْ إِلى جاراتِها لاحَتِ السَّاقُ بِخَلْخالٍ زجِلْ صَعْدَةٌ نابِتَةٌ في حائرٍ أَيْنَما الرِّيحُ تُمَيِّلْها تَمِلْ وقال آخر خَريرُ الرِّيحِ في قَصَبِ الصِّعادِ وكذلك القَصَبَةُ والجمع صِعادٌ وقيل هي نحو من الأَلَّةِ والأَلَّةُ أَصغر من الحَرْبَةِ وفي حديث الأَحنف إِنَّ على كُلِّ رَئِيسٍ حَقَّا أَن يَخْضِبَ الصَّعْدَةَ أَو تَنْدَقَّا قال الصَّعْدةُ القناة التي تنبت مستقيمة والصَّعْدَةُ من النساء المستقيمةُ القامة كأَنها صَعْدَةُ قَناةٍ وجوارٍ صَعْداتٌ خفيفةٌ لأَنه نعت وثلاثُ صَعَداتٍ للقنا مُثَقَّلة لأَنه اسم والصَّعُودُ من الإِبل التي وَلَدَتْ لغير تمام ولكنها خَدَجَتْ لستة أَشهر أَو سبعة فَعَطَفَتْ على ولدِ عامِ أَوَّلَ وقيل الصَّعُود الناقة تُلْقي ولَدها بعدما يُشْعِرُ ثم تَرْأَمُ ولدَها الأَوّل أَو وَلَدَ غيرها فَتَدِرُّ عليه وقال الليث الصَّعُود الناقة يموت حُوارُها فَتَرْجِعُ إِلى فصيلها فَتَدِرُّ عليه ويقال هو أَطيب للبنها وأَنشد لخالد بن جعفر الكلابي يصف فرساً أَمَرْتُ لها الرِّعاءَ ليُكْرِمُوها لها لَبَنُ الخلِيَّةِ والصَّعُودِ قال الأَصمعي ولا تكون صَعُوداً حتى تكون خادِجاً والخَلِيَّةُ الناقة تَعْطِف مع أُخرى على ولد واحد فَتَدِرَّانِ عليه فَيَتَخلى أَهلُ البيت بواحدة يَحْلُبُونها والجمع صَعائد وصُعُدٌ فأَما سيبويه فأَنكر الصُّعُدَ وأَصْعَدَتِ الناقةُ وأَصْعَدَها بالأَلف وصَعَّدَها جعلها صَعُوداً عن ابن الأَعرابي والصُّعُد شجر يُذاب منه القارُ والتَّصْعِيدُ الإِذابة ومنه قيل خلٌّ مُصَعَّدٌ وشرابٌ مُصَعَّدٌ إِذا عُولج بالنار حتى يحول عما هو عليه طعماً ولوناً وبَناتُ صَعْدَةَ حَميرُ الوَحْش والنسبة إِليها صاعِديّ على غير قياس قال أَبو ذؤَيب فَرَمَى فأَلحَق صاعِدِيَّاً مِطْحَراً بالكَشْحِ فاشتملتْ عليه الأَضْلُعُ وقيل الصَّعْدَةُ الأَتان وفي الحديث أَنه خرج على صَعْدَةٍ يَتْبَعُها حُذاقيٌّ عليها قَوْصَفٌ لم يَبْق منها إِلا قَرْقَرُها الصَّعْدَةُ الأَتان الطويلة الظهر والحُذاقِيُّ الجَحْشُ والقَوْصَفُ القَطيفة وقَرْقَرُها ظَهْرُها وصعَيدُ مصر موضعٌ بها وصَعْدَةُ موضع باليمن معرفة لا يدخلها الأَلف واللام وصُعادى وصُعائدُ موضعان قال لبيد عَلِهَتْ تَبَلَّدُ في نِهاءِ صُعائِدٍ سَبْعاً تؤَاماً كاملاً أَيامُها

صغد
الصُّغْدُ جبل معروف وأَنشد أَبو إِسحق ووَتَّرَ الأَساوِرُ القِياسا صُغْدِيَّةً تَنْتَزِعُ الأَنْفاسا

صفد
الصَّفَدُ والصَّفْدُ العَطاءُ وقد أَصْفَدَهُ ويُعَدَّى إِلى مفعولين قال الأَعشى في العطِية يَمْدح رجلاً تضَيَّفْتُه يَوْماً فَقَرَّبَ مَقْعَدِي وأَصْفَدَني على الزَّمانةِ قائِدا يُريد وهَبَ لي قائداً يَقُودُني والصَّفْد والصَّفادُ الشَّدُّ وفي حديث عمر قال له عبد الله بن أَبي عمار لقَدْ أَرَدْتُ أَن آتيَ به مَصْفُوداً أَي مُقَيَّداً وفي الحديث نَهى عن صلاة الصَّافِدِ هُوَ أَنْ يَقْرُنَ بين قَدَمَيْهِ معاً كأَنهما في قَيد وصَفَده يَصْفِدُه صَفْداً وصُفُوداً وصَفَّدَه أَوْثَقَه وشده وقَيَّده في الحديث وغيره ويكون من نِسْع أَو قِدٍّ وأَنشد هلا كرَرتَ على ابن أُمِّك مَعْبَدٍ والعامريُّ يقوده بصِفادِ وكذلك التَّصفِيد والصَّفد الوَثاقُ والاسم الصَّفادُ والصِّفادُ حَبْلٌ يُوثَقُ به أَو غُلٌّ وهو الصَّفْد والصَّفَدُ والجمع الأَصْفادُ قال ابن سيده لا نعلمه كُسِّر على غير ذلك قصروه على بناء أَدنى العدد وفي التنزيل العزيز وآخَرين مُقَرَّنِين في الأَصْفاد قيل هي الأَغلال وقيل القيود واحدها صَفَد يقال صَفَدْتُه بالحديد وفي الحديد وصَفَّدْتُه مخفف ومثقل وقيل الصَّفَد القيد وجمعها أَصفاد الجوهري الصِّفادُ ما يُوثَقُ به الأَسير من قِدٍّوقَيْدٍ وغُلٍّ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إِذا دخل شهر رمضان صُفِّدَت الشياطين صُفِّدَت يعني شُدَّت وأُوثِقَت بالأَغْلال يقال منه صَفَدْت الرجل فهو مَصْفود وصَفَّدْته فهو مُصَفَّد فأَما أَصْفَدْته بالأَلف إِصْفاداً فهو أَن تُعْطِيَه وتَصِلَه والاسم من العطية الصَّفَد وكذلك من الوَثاق قال النابغة فَلَمْ أُعَرِّضْ أَبَيْتَ اللَّعْنَ بالصَّفَدِ يقول لم أَمْدَحْك لتُعطِيَني والجمع منها أَصْفاد والمصدر من العَطِيَّةِ الإِصْفاد ومن الوَثاق الصَّفْد والتَّصْفيدُ وأَصْفَدْته إِصْفاداً أَي أَعْطَيْتُه مالاً أَو وَهَبْت له عبداً وقول الشاعر يصف روضة وبَدا لكَوْكَبِها سَعِيطٌ مِثْلَ ما كُبِسَ العَبِيرُ على المَلابِ الأَصْفَد قال إِنما أَراد الإِصْفَنْط

صفرد
الصِّفْرِدُ طائر أَعظم من العُصفور وفي المثل أَجْبَنُ من صِفْرِدٍ ابن الأَعرابي هو طائر جَبان يَفْزَعُ من الصَّعْوَة وغيرها وقال الليث هو طائر يَأْلَفُ البيوت وهو أَجْبَنُ طائر والله أَعلم

صلد
حَجر صَلْد وصَلُود بيِّن الصَّلادة والصُّلُودِ صُلْب أَمْلَسُ والجمع من كل ذلك أَصْلاد وحجر أَصْلَد كذلك قال المُثَقَّبُ العَبْدي يَنْمِي بنُهَّاضٍ إِلى حارِكٍ ثَمَّ كَرُكْنِ الحجَر الأَصْلدِ قال الله عز وجل فَتَرَكه صَلْداً قال الليث يقال حجر صَلْد وجَبين صلد أَي أَمْلَسُ يابس فإِذا قلت صَلْت فهو مُسْتَوٍ ابن السكيت الصَّفا العَريضُ منَ الحجارة الأَمْلَسُ قال والصَّلْداء والصَّلْداءَةُ الأَرض الغَليظة الصُّلْبة قال وكلُّ حَجَر صُلْبٍ فكل ناحية منه صَلْدٌ وأَصْلادٌ جمع صَلْد وأَنشَد لرؤبة بَرَّاق أَصْلادِ الجَبينِ الأَجْلَه أَبو الهيثم أَصلادُ الجبين الموضع الذي لا شعر عليه شُبِّهَ بالحجر الأَملس وجَبين صَلْد ورأْس صَلْد ورأْس صُلادِمٌ كَصَلْد فُعالِمٌ عند الخليل وفُعالِلٌ عند غيره وكذلك حافر صَلْد وصُلادِمٌ وسنذكره في الميم ومكان صَلْد لا يُنْبِت وقد صَلَد المكان وصَلَدَ وأَرض صَلْد وصَلَدَت الأَرضُ وأَصْلَدَتْ ومكان صَلْدٌ صُلْبٌ شديدٌ وامرأَة صَلُود قليلة الخير قال جميل أَلَمْ تَعْلَمِي يا أُمَّ ذي الوَدْعِ أَنَّني أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ وأَنت صَلُود ؟ وقيل صَلُود ههنا صُلْبة لا رَحْمَة في فؤَدِها ورجل صَلْد وصَلُود وأَصْلَدُ بخيل جدّاً صَلَدَ يَصْلِدُ صَلْداً وصلُدَ صَلادَةً والأَصْلَدُ البخيل أَبو عمرو ويقال للبخيل صَلَدَتْ زِنادُه وأَنشد صَلَدَتْ زِنادَكَ يا يَزيدُ وطالَما ثَقَبَتْ زِنادُكَ للضَّريكِ المُرْمِلِ وناقةٌ صَلُودٌ ومِصْلاد أَي بكيئَة وبئْرٌ صَلُود غَلَبَ جَبَلُها فامْتَنَعَتْ على حافِرها وقد صَلَدَ عليه يَصْلِدُ صَلْداً وصَلُد صَلادَة وصُلُودَة وصُلُوداً وسأَله فأَصْلَدَ أَي وجَدَه صَلْداً عن ابن الأَعرابي هكذا حكاه قال ابن سيده وإِنما قياسه فأَصْلَدْتُه كما قالوا أَبْخَلْتُه وأَجْبَنْتُه أَي صادَفْتُه بخيلاً وجباناً وفرس صَلُودٌ بَطيءُ الإِلْقاحِ وهو أَيضاً القَليلُ الماءِ وقيل هو البَطيءُ العَرَق وكذلك القِدْرُ إِذا أَبطأَ غَليْهُا التهذيب فرس صَلُود وصَلَدٌ إِذا لم يَعْرَقْ وهو مذموم ويقالُ عُودٌ صَلاَّدٌ لا يَنْقَدِحُ منه النارُ وصَلَد الزَّنْدُ يَصْلِدُ صَلْداً فهو صالد وصَلاَّد وصَلُود ومِصْلاد وأَصْلَدَ صوَّتَ ولم يُورِ وأَصْلَدَه هو وأَصْلَدْتُه أَنا وقَدَحَ فُلان فأَصْلَدَ وحَجَرٌ صَلْدٌ لا يُوري ناراً وحَجَر صَلُود مثله وحكى الجوهري صَلِدَ الزند بكسر اللام
( * قوله « صلد الزند بكسر اللام إلخ » كذا بالأصل المنقول من مسودة المؤلف والذي في نسخ بأيدينا من الصحاح طبع وخط صلد الزند يصلد بكسر اللام فمفاده أنه من باب جلس )
يَصْلَدُ صُلُوداً إِذا صوّت ولم يُخْرِجْ ناراً وأَصْلَدَ الرجلُ أَي صَلَدَ زَنْدُه وصَلَدَ المَسْؤُولُ السائِلَ إِذا لم يُعْطه شَيْئاً وقال الراجز تَسْمَعُ في عُصْلٍ لها صَوالِدا صَلَّ خطاطِيفَ على جَلامِدا ويقال صَلَدَتْ أَنْيابه فهي صالدة وصوَالِدُ إِذا سُمِعَ صَوْتُ صَريِفها وصَلَدَ الوَعِلُ يَصْلِدُ صَلْداً فهو صَلُودٌ تَرَقَّى في الجبل وصَلَدَ الرجل بيَدَيْه صَلْداً مثل صَفَقَ سواء والصَّلُود الصُّلْب بناء نادر التهذيب في ترجمة صَلَتَ وجاءَ بِمَرَقٍ يَصْلِتُ ولَبَنٍ يَصْلِتُ إِذا كان قليل الدَّسَم كثير الماء ويجوز يَصْلِدُ بهذا المعنى وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه لما طُعِنَ سقاه الطبيبُ لبناً فخرج من موضع الطعنة أَبيضَ يصْلِد أَي يَبْرُق ويَبِصُّ وفي حديث عطاء بن يسار قال له بعض القوم أَقسمت عليك لما تَقَيَّأْتَ فقاءَ لَبناً يَصْلد وفي حديث ابن مسعود يرفعه ثم لَحا قَضيبَه فإِذا هو أَبيضُ يَصْلِد وصَلَدَت صَلَعة الرجل إِذا بَرَقَت وقال الهذلي يصف بقرة وحشية وشَقَّتْ مقَاطِيعُ الرُّماةِ فُؤَادَها إِذا سَمِعَتْ صَوْتَ المُغَرِّد تَصْلِدُ والمقَاطِيع النِّصالُ وقوله تَصْلِدُ أَي تنتصب والصَّلُودُ المُنْفَرد قال ذلك الأَصمعي وأَنشد تالله يَبْقى على الأَيامِ ذُو حِيَدٍ إِذْ ما صَلُودٌ مِنَ الأَوْعالِ ذُو خَذَمِ أَراد بالحِيَدِ عُقَد قَرْنه الواحدة حَيْدَة

صلخد
الصَّلْخَدُ والصِّلَخْدُ والصِّلْخَدُّ والصُّلاخِدُ والصِّلْخادُ والصَّلَخْدى كله الجمل المُسِنُّ الشَّديدُ الطَّويلُ وقيل هو الماضي من الإِبل وقيل للفحْل الشديد صَلَخْدًى بالتنوين والأُنثى صَلَخْداة وصَيْلَخود والمُصْلَخِدُّ المُنْتَصِبُ القائم واصْلَخَدَّ اصْلِخْداداً انتَصَبَ قائماً الجوهري الصَّلَخْدى القوي الشديد مثل الصَّلَخْدم الياء والميم زائدتان ويقال جمل صَلَخْدًى بتحريك اللام وناقة صَلْخَداة وجمل صُلاخِدٌ بالضم والجمع صَلاخِدُ بالفتح

صلغد
الصِّلْغَدُّ من الرجال اللئيم وقيل الطويل وقيل اللَّحِمُ الأَحمر الأَقْشَر وقيل الأَحْمَق المُضْطربُ وقيل هو الذي يأْكل ما قَدَرَ عليه

صمد
صَمَدَه يَصْمِدُه صَمْداً وصَمَد إِليه كلاهما قَصَدَه وصَمَدَ صَمْدَ الأَمْر قَصَدَ قَصْدَه واعتمده وتَصَمَّد له بالعصا قَصَدَ وفي حديث معاذ بن الجَمُوح في قتل أَبي جهل فَصَمَدْت له حتى أَمكنَتني منه غِرَّة أَي وثَبْتُ له وقَصَدْته وانتظرت غفلته وفي حديث علي فَصَمْداً صَمْداً حتى يَتَجلى لكم عمود الحق وبيت مُصَمَّد بالتشديد أَي مَقْصود وتَصَمَّدَ رأْسَه بالعصا عَمَد لمعْظَمه وصَمَده بالعَصا صَمْداً إِذا ضربه بها وصَمَّدَ رأْسه تَصْميداً وذلك إِذا لف رأْسه بخرقة أَو ثوب أَو مِنْديلٍ ما خلا العمامةَ وهي الصِّمادُ والصِّمادُ عِفاصُ القارورة وقد صَمَدَها يَصْمِدُها ابن الأَعرابي الصِّمادُ سِدادُ القارُورة وقال الليث الصمادَةُ عِفاص القارورة وأَصْمَدَ إِليه الأَمَر أَسْنَدَه والصَّمَد بالتحريك السَّيِّدُ المُطاع الذي لا يُقْضى دونه أَمر وقيل الذي يُصْمَدُ إِليه في الحوائج أَي يُقْصَدُ قال أَلا بَكَّرَ النَّاعي بخَيْرَيْ بَني أَسَدْ بعَمْرو بنِ مَسْعُود وبالسَّيد الصَّمَدْ ويروى بِخَيْرِ بني أَسد وأَنشد الجوهري عَلَوْتُه بِجُسامٍ ثم قُلْتُ له خُذْها حُذَيفُ فأَنْتَ السَّيِّدِ الصَّمَدُ والصِّمَد من صفاته تعالى وتقدّس لأَنه أُصْمِدَتْ إِليه الأُمور فلم يَقْضِ فيها غيره وقيل هو المُصْمَتُ الذي لا جَوْفَ له وهذا لا يجوز على الله عز وجل والمُصْمَدُ لغة في المُصْمَت وهو الذي لا جَوف له وقيل الصَّمد الذي لا يَطْعَم وقيل الصمد السيِّد الذي ينتهي إِليه السُّودَد وقيل الصمد السيد الذي قد انتهى سُودَدُه قال الأَزهري أَما الله تعالى فلا نهاية لسُودَدِه لأَن سُودَدَه غير مَحْدود وقيل الصمد الدائم الباقي بعد فناء خَلقه وقيل هو الذي يُصمَد إِليه الأَمر فلا يُقْضَى دونه وهو من الرجال الذي ليس فوقه أَحد وقيل الصمد الذي صَمَد إِليه كل شيء أَي الذي خَلق الأَشياءَ كلها لا يَسْتَغْني عنه شيء وكلها دالّ على وحدانيته وروي عن عمر أَنه قال أَيها الناس إِياكم وتَعَلُّمَ الأَنساب والطَّعْن فيها فوَالذي نفسُ محمد بيده لو قلت لا يخرج من هذا الباب إِلا صَمَدٌ ما خرج إِلا أَقَلُّكم وقيل الصَّمَد هو الذي انتهى في سَوْدَدِه والذي يُقْصَد في الحوائج وقال أَبو عمرو الصمد من الرجال الذي لا يَعْطَشُ ولا يَجوع في الحرب وأَنشد وسَاريةٍ فَوْقَها أَسْوَدُ بِكَفِّ سَبَنْتَى ذَفيفٍ صَمَدْ قال السارية الجبل المُرْتَفِعُ الذاهبُ في السماء كأَنه عمود والأَسود العلم بِكَفِّ رجل جَرِيء والصمَد الرَّفَيعُ من كل شيء والصَّمْدُ المَكانُ الغليظ المرتفع من الأَرض لا يبلغ أَن يكون جبلاً وجمعه أَصْمادٌ وصِماد قال أَبو النجم يُغادِرُ الصَّمْدَ كَظَهْر الأَجْزَل والمُصَمَّدُ الصُّلْب الذي ليس فيه خَوَر أَبو خيرة الصَّمْد والصِّماد ما دَقَّ من غلَظِ الجبل وتواضَعَ واطْمأَنَّ ونَبَتَ فيه الشجر وقال أَبو عمرو الصَّمْدُ الشديد من الأَرض بناءٌ مُصْمَدٌ أَي مُعَلًّى ويقال لما أَشرَفَ من الأَرض الصَّمْدُ بإِسكان الميم ورَوْضاتُ بني عُقَيْل يقال لها الصِّمادُ والرّبابُ والصَّمْدَة والصُّمْدة صَخْرة راسية في الأَرض مُسْتَوِيَةٌ بِمَتْنِ الأَرض وربما ارتفعت شيئاً قال مُخالِفُ صُمْدَةٍ وقَرِينُ أُخرى تَجُرُّ عليه حاصِبَهَا الشَّمالُ وناقة صَمْدَة وصَمَدة حُمِلَ عليها قلم تَلْقَحْ الفتح عن كراع ويقال ناقة مِصْمادٌ وهي الباقية على القُرِّ والجَدْبِ الدائمةُ الرِّسْلَ ونوقٌ مَصامِدُ ومَصامِيدُ قال الأَغلب بَيْنَ طَرِيِّ سَمَكٍ ومالحَ ولُقَّحٍ مَصامِدٍ مَجالِحِ والصَّمْدُ ماء للرّباب وهو في شاكلةٍ في شقِّ ضَرِيَّةَ الجنوبيِّ

صمخد
الصِّمَخْدَدُ الخالص من كل شيء عن السيرافي

صمرد
الصِّمْرِدُ بالكسر من الإِبل الناقة القليلة اللبن قال الجوهري وأُرى الميم زائدة غيره والصِّمْرِدُ الناقة الغَزيرة اللبن وقال في موضع آخر الصَّمارِدُ الغَنم المِهازِيل والصَّمارِيدُ الغنم السِّمانُ والصَّمارِيدُ الأَرَضُون الصِّلاب وبئرٌ صِمْرِدٌ قلية الماء وأَنشد جُمَّةُ بِئر من بِئارٍ مُتَّحِ ليْسَتْ بِثَمْدٍ للشِّباك البُلَّحِ

صمعد
رجل صِمَعْدٌ صُلب والغين لغة والمُصْمَعِدُّ الذاهب واصْمَعَدّ في الأَرض ذهَبَ فيها وأَمْعَن قال الأَزهري الأَصل أَصْعَد فزادوا الميم وقالوا اصْمَعَدّ فشدّدوا والمُصْمَعِدُّ الوارم إِمَّا من شَحْمٍ وإِما من مرض وفي الحديث أَصْبَحَ وقد اصْمَعَدَّتْ قدماهُ أَي انتفَختا ووَرِمَتا والمُصْمَعِدُّ المستقيم من الأَرض قال رؤبة على ضَحُوك النَّقْبِ مُصْمَعِدّ والاصْمِعْداد الانطلاق السريع قال الزَّفَيانُ تَسْمَعُ للرِّيح إِذا اصْمَعَدّا بَيْنَ الخُطى منه إِذا ما ارْقَدّا مِثلَ عَزِيفِ الجِنِّ هَدَّتْ هَدّا

صمغد
رجل صِمَغْدٌ صُلْب لغة في صِمَعْد بالعين المهملة

صند
الصِّنْدِيدُ الملك الضَّخْم الشريف الأَصمعي الصِّنْدِيدُ والصِّنْتِيتُ السَّيِّدُ الشريف وقيل السيد الشجاع والصَّنادِيدُ الشدائد من الأُمور والدواهي وكان الحسن يقول نعوذ بالله من صنَادِيدِ القَدَر أَي من دَواهيه ونَوائبه العِظامِ الغوالِبِ ومن جُنون العمل وهو الإِعْجاب ومن مَلْخِ الباطل وهو التَّبَخْتُرُ فيه وصنادِيدُ السحاب ما كثر وَبْلُه وصناديد السحاب عِظامه قال أَبو وَجْزة السعدي دَعَتْنا بِمَسْرَى ليْلةٍ رَحَبِيَّة جَلا بَرْقُها جَوْنَ الصناديدِ مُظْلِما وبَرْدٌ صِنْدِيدٌ شديد ومطر صنديد وابل وغَيْثٌ صِندِيدٌ عظيم القطر وحكي عن ثعلب يومٌ حامي الصِّنْديد أَي شَديدُ الحرّ قال لاقَيْنَ مِن أَعْفَرَ يوماً صَيْهَبَا حامي الصَّنادِيدِ يُعَنِّي الجُندبا والصِّنْدد السيد وأَنشد الأَزهري لجندل في ترجمة جلعد كانوا إِذا ما عايَنُوني جُلْعِدُوا وضَمَّهُم ذو نَقِماتٍ صِنْدِدُ ابن الأَعرابي الصَّنادِيدُ الساداتُ وهم الأَجواد وهم الحُلَماء وهم حُماة العسكر وفي الحديث ذكر صناديد قريش وهم أَشْرافُهُم وعُظماؤُهم الواحد صنديد وكل عظيم غالب صِنْدِيد وصِنْدِيدٌ
( * قوله « وصنديد » كذا بالأَصل المعول عليه وهو صريح شارح القاموس وقد استدرك عليه بانه في الجمهرة كزبرج والذي في معجم البلدان لياقوت كما في الجمهرة واستشهد عليه بعدة شواهد ) اسم جَبَل معروف

صهد
صَهَدَتُه الشمسُ لغة في صَخَدَتْه ابن سيده صَهَدَتْه الشَّمْسُ تَصْهَدُه صَهْداً وصَهَداناً أَصابَتْه وحَمِيَتْ عليه والصَّيْهَدُ شدّة الحَرِّ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي فأَوْرَدَها فَيْحُ نَجْمِ الفُرُو عِ من صَيْهَدِ الصَّيفِ بَردَ الشمال وقال أَبو عبيد الصَّيْهَد هنا السَّرابُ قال ابن سيده وهو خطأٌ وفي التهذيب الصَّيْهَدُ السرابُ الجاري وأَورد بيت أُمية بن أَبي عائذ الهذلي من صيهد الصيف برد الشمال قال وأَنكَرَ شمر الصَّيْهَد السراب وقال صَيْهَدُ الحرّ شدّته ويوم صَيْهَدٌ وصَيْهَبٌ وصَيْخُود وقد صَهَدَهم الحر وصَخَدَهم بمعنى واحد وهاجِرَةٌ صَيْهَدٌ وصَيْهُود حارَّة والصَّيْهَدُ الطويل والصَّيْهُود الجَسيم وفلاة صَيْهَدٌ لا يُنالُ ماو ها وقال مُزاحِمٌ العُقَيْلي إِذا عَرَضَتْ مَجْهُولة صَيْهَدِيَّةٌ مَخُوفٌ رَدَاها من سَرابٍ ومِغْوَل وما غالَك وأَهْلَكَكَ فهو مِغْوَل

صود
الصاد حرف هجاء وهو حرف مهموس يكون أَصلاً وبدلاً لا زائداً والصاد أَحد الحروف المستعلية التي تمنع الإِمالة قال ابن سيده وأَلفها منقلبة عن واو لأَن عينها أَلف

صيد
صاد الصَّيْدَ يَصِيدُه ويَصادُه صَيْداً إِذا أَخذه وتَصَيَّدَه واصْطادَه وصادَه إِياه يقال صِدْتُ فلاناً صَيْداً إِذا صِدْتَه له كقولك بَغيتُه حاجة أَي بَغَيْتُها له صادَ المكانَ واصْطادَه صادَ فيه قال أَحَبُّ ما اصْطادَ مكانُ تَخْلِيَه وقيل إِنه جَعَلَ المكانَ مُصْطاداً كما يُصْطادُ الوَحْش قال سيبويه ومن كلام العرب صِدْنا قَنَوَيْن يريد صدنا وحْشَ قَنَوَيْن وإِنما قَنوان اسم أَرض والصَّيْدُ ما تُصُيِّدَ وقوله تعالى أُحِلَّ لكم صَيْدُ البحرِ وطَعامُهُ يجوز أَن يُعْنَى به عَيْنُ المُتَصيَّد ويجوز أَن يكون على قوله صِدْنا قَنَوَين أَي صِدْنا وَحش قنوين قال ابن سيده قال ابن جني وُضِعَ المَصْدَرُ مَوْضِعَ المَفْعُول وقيل كلُّ وحش صَيْدٌ صِيدَ أَو لم يُصَدْ حكاه ابن الأَعرابي قال ابن سيده وهذا قول شاذ وقد تكرر في الحديث ذِكْر الصَّيْد اسماً وفِعْلاً ومصدراً يقال صادَ يَصِيدُ صَيْداً فهو صائِد ومَصِيد وقد يَقَعُ الصَّيْدُ على المَصِيد نَفْسِه تَسْمِيَةً بالمصدر كقوله تعالى لا تقتلوا الصَّيْدَ وأَنتم حُرُم قيل لا يقال للشيء صَيْدٌ حتى يكون ممتنعاً حلالاً لا مالك له وفي حديث أَبي قتادة قال له أَصَدْتُمْ يقال أَصَدْتُ غيري إِذا حَمَلْتَه على الصَّيْدِ وأَغْرَيْتَه به وفي الحديث إِنا اصَّدْنا حِمار وَحْش قال ابن الأَثير هكذا يروى بصاد مشدّدة وأَصلُه اصْطَدنْا فقلبت الطاء صاداً وأُدغمت مثل اصْطَبر وأَصل الطاء مبدلة من تاء افْتَعَل والمَصِيدَةُ والمِصْيَدَةُ والمَصْيَدَة كله التي يُصادُ بها وهي من بنات الياء المعتلة وجمعها مَصايِدُ بلا همز مثل معايِشَ جمع مَعِيشَة المِصيَدُ والمِصْيَدة بالكسر ما يُصادُ به وبخط الأَزهري المَصْيَدُ والمَصْيَدَة بالفتح وحكى ابن الأَعرابي صِدْنا كَمْأَةً قال وهو من جيد كلام العرب ولم يفسره قال ابن سيده وعندي أَنه يريد استَثَرْنا كما يُسْتَثارُ الوحش وحكى ثعلب صِدْنا ماءَ السماءِ أَي أَخَدْناه التهذيب والعرب تقول خَرَجْنا نَصِيدُ بَيْضَ النعام ونَصِيدُ الكَمْأَةَ والافْتِعالُ منه الاصْطِيادُ يقال اصْطادَ يَصْطادُ فهو مُصْطاد والمَصِيدُ مُصْطادٌ أَيضاً وخرج فلان يَتَصَيَّدُ الوَحْش أَي يطلب صيدها قال ابن سيده وأَما قول الشاعر إِلى العَلَمَيْن أَدْهَمَ الهَمُّ والمُنى يُرِيدُ الفُؤَادُ وَحْشَها فُيصَادُها قال فسره ثعلب فقال العَلَمان اسم امرأَة يقول أُريد أَن أَنساها فلا أَقْدِرُ على ذلك ولم يزد على هذا التفسير وكلب وصقر صَيُود وكذلك الأُنثى والجمع صُيُد قال وحكى سيبويه عن يونس صِيدٌ أَيضاً وكذلك فيمن قال رُسْل مخففاً قال وهي اللغة التميمية وتُكْسَرُ الصاد لتسلم الياء والصَّيُودُ من النساء السيئة الخُلُق وفي حديث الحجاج قال لامرأَةٍ إِنَّك كَنُونٌ كَفُوتٌ صَيُودٌ أَراد أَنها تَصِيدُ شيئاً من زوجها وفَعُولٌ من أَبْنِية المُبالغة والأَصْيَد الذي لا يَسْتَطِيعُ الالتفاتَ وقد صَيِدَ صَيَداً وصادَ ومَلِكٌ أَصْيَدُ وأَصْيَدَ الله بَعيرَهُ قال ابن سيده قال سيبويه لم يُعِلُّوا الياء حين لحقته الزيادة وإِن لم يقولوا اصْيَدَّ تشبيهاً له بعَوِرَ والصادُ عِرْق بين الأَنف والعين ابن السكيت الصادُ والصِّيد والصَّيَدُ داءٌ يصيب الإِبل في رؤُوسها فيسيل من أُنوفِها مِثْلُ الزَّبَد وتَسْمُو عند ذلك برؤُوسها وفي الحديث أَنه قال لعليّ أَنتَ الذائِدُ عن حَوْضِي يومَ القيامةِ تَذُودُ عنه الرجال كما يُذادُ البَعِيرُ الصادُ يعني الذي به الصَّيَدُ وهو داء يصيب الإِبل في رؤُوسها فَتَسهيلُ أُنوفها وترفَعُ رؤُوسَهَا ولا تقدر أَن تَلْوِيَ معه أَعناقها يقال بعير صادٌ أَي ذو صادٍ كما يقال رجل مالٌ ويومٌ راحٌ أَي ذو مالٍ وريح وقيل أَصلُ صادٍ صَيِد بالكسر قال ابن الأَثير ويجوز أَن يروى صادٍ بالكسر على أَنه اسم فاعل من الصَّدَى العطش قال والصِّيدُ أَيضاً جمع الأَصْيَدِ وقال الليث وغيره الصَّيَدُ مصْدَر الأَصْيَد وهو الذي يرفع رأْسه كِبْراً ومنه قيل للمَلِك أَصْيَدُ لأَنه لا يلتفت يميناً ولا شمالاً وكذلك الذي لا يستطيع الالتفات من داء والفعل صَيِدَ بالكسر يَصْيدُ قال أَهل الحجاز يُثْبتون الياء والواو نحو صَيِدَ وعَوِرَ وغيرهم يقول صادَ يَصادُ وعار يعار قال الجوهري وإِنما صحت الياء فيه لصحتها في أَصله لتدل عليه وهو اصْيَدَّ بالتشديد وكذلك اعْوَرَّ لأَن عَوِرَ واعْوَرَّ معناهما واحد وإِنما حذفت منه الزوائد للتخفيف ولولا ذلك لقلت صادَ وعارَ وقَلَبْتَ الواو أَلفاً كما قلبتها في خاف قال والدليل على أَنه افْعَلَّ مجيءُ أَخواته على هذا في الأَلوان والعيوب نحو اسْوَدَّ واحْمَرَّ ولذا قالوا عَوِرَ وعَرِجَ للتخفيف وكذلك قياس عَمِيَ وإِن لم يسمع ولهذا لا يقال من هذا الباب ما أَفعله في التعجب لأَن أَصله يزيد على الثلاثيّ ولا يمكن بناء الرباعيّ من الرباعيّ وإِنما يبنى الوزن الأَكثر من الأَقل وفي حديث ابن الأَكوع قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إِني رجل أَصْيَدُ أَفَأُصَلِّي في القميص الواحد ؟ قال نعم وازْرُره عليك ولو بشَوْكَةٍ قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية وهو الذي في رقبته علة لا يمكنه الالتفات معها قال والمشهور إِني رجل أَصْيَدُ من الاصطياد قال ودواءُ الصَّيَد أَن يُكْوَى مَوْضِعٌ بين عينيه فيذهب الصَّيَد وأَنشد أَشْفي المَجانِينَ وأَكْوي الأَصْيَدا والصَّادُ النحاسُ قال أَبو عبيد الصادُ قدُور الصُّفْرِ والنحاس قال حسان بن ثابت رَأَيْتُ قُدوُرَ الصادِ حَوْلَ بُيُوتِنا قبَائِلَ سُحْماً في المَحِلة صُيَّما
( * قوله « قبائل » في الأساس قنابل )
والجمع صِيدانٌ والصادِيُّ منسوب إِليه وقيل الصادُ الصُّفْرُ نَفْسُه وقال بعضهم الصَّيْدانُ النُّحاس وقال كعب وقِدْراً تَغْرَقُ الأَوْصالُ فِيه من الصَّيْدانِ مُتْرَعَةً رَكودا والصَّيْدانُ والصَّيْداءُ حجر أَبيض تُعْمَلُ منه البِرامُ غيره والصِّيْدان بالفتح بِرامُ الحجارة قال أَبو ذؤيب وسُودٍ منَ الصَّيْدانِ فيها مَذانِبٌ نُضارٌ إِذا لم نَسْتَفِدها نُعارُها قال ابن بري ويروى هذا البيت بفتح الصاد من الصَّيْدان وكسرها فمن فتحها جعل الصَّيْدان جمع صَيْدانة فيكون من باب تمر وتمرة ومن كسرها جعلها جمع صاد للنحاس ويكون صادٌ وصيدانٌ بمنزلة تاج وتيجان وقوله فيها مذانِبُ نُضارٌ يريد فيها مغارِفُ معمولة من النُّضار وهو شجر معروف قال وأَما الحجارة التي تُعمل منها القُدور فهي الصَّيْداءُ بالمدّ وقال النضر الصَّيداءُ الأَرض التي تُرْبتها حمراء غليظة الحجارة مستوية بالأَرض وقال أَبو وَجُزةَ الصَّيْداء الحصى قال الشماخ حَذاها مِنَ الصَّيْداءِ نَعْلاً طِراقُها حَوامي الكُراع المُؤْيَداتِ المعاور أَي حذاها حوّة
( * قوله « حوة » كذا بالأصل المعوّل عليه والذي لياقوت في معجمه حرة بالراء ) نِعالها الصخور أَبو عمرو الصَّيْداءُ الأَرض المستوية إِذا كان فيها حصر فهي قاع قال ويكون في البُرْمَةِ صَيْدانٌ وصيداء يكون فيها كهيئة بريق الذهب والفضة وأَجوده ما كان كالذهب وأَنشد طِلْحٌ كَضاحِيَة الصَّيْداء مَهْزُولُ وصَيْدان الحصى صغارها والصَّيْداء أَرْضٌ عَليظَةٌ ذاتُ حجارة وبنو الصَّيْداءِ حيّ من بني أَسَد وصَيْداء موضع وقيل ماء بعينه والصائد السّاقُ بلغة أَهل اليمن ابن السكيت والصَّيْدانَةُ الغول والصَّيْدانَةُ من النساء السَّيّئَةُ الخُلُق الكثيرة الكلام وفي حديث جابر كان يحلف أَنَّ ابنَ صَيَّادٍ الدجالُ وقد اختلف الناس فيه كثيراً وهو رجل من اليهود أَو دَخِيلٌ فيهم واسمه صافُ فيما قيل وكان عنده شيء من الكَهانَة أَو السِّحْر وجملة أَمره أَنه كان فِتْنَةً امْتَحَن اللهُ به عباده المؤمنين ليَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيّنَة ويحيا مَنْ حَيَّ عن بينة ثم إِنه مات بالمدينة في الأَكثر وقيل إِنه فُقِدَ يوم الحَرَّة فلم يجدوه والله أَعلم

ضأد
الضُّؤْد والضُّؤْدة الزكام ضُئِدَ الرجلُ ضُؤْاداً وضؤْوداً زُكِمَ والاسْم الضّؤْدَةُ وقد أَضْأَدَه الله أَي أَزْكَمَه فهو مَضْؤُودٌ ومُضْأَدٌ قال ابن سيده وأُرى مَضْؤُوداً على طَرْحِ الزَّائِدِ أَو كأَنه جعل فيه ضَأَدَ قال وأَباها أَبو عبيد وحكى أَبو زيد ضَأَدْتُ الرجلَ ضَأْداً إِذا خَصَمْتَه وضَئِدَةُ اسم موضع قال الراعي جَعَلْنَ حُبَيّا باليَمِينِ ونَكَّبَتْ كُبَيْشاً لِوِرْدٍ من ضَئِيدَةَ باكر

ضبد
الضَّبَدُ الغَيْظ وضَبَدْتُه ذكرته بما يَغِيظُه

ضدد
الليث الضِّدُّ كُلُّ شيءٍ ضادَّ شيئاً ليغلبه والسّوادُ ضِدّ البياض والموتُ ضِدُّ الحياة والليل ضِدُّ النهار إِذا جاء هذا ذهب ذلك ابن سيده ضدُّ الشيءِ وضدَيدُه وضَديدَتُه خلافُه الأَخيرة عن ثعلب وضِدُّه أَيضاً مِثْلُه عنه وحْدَه والجمع أَضداد ولقد ضادَّه وهما متضادّانِ وقد يكون الضِّدُّ جماعةً والقوم على ضِدٍّ واحِدٍ إِذا اجتمعوا عليه في الخصومة وفي التنزيل ويكونون عليهم ضدّاً قال الفراء يكونون عليهم عَوْناً قال أَبو منصور يعني الأَنامَ التي عَبَدَها الكُفَّار تكون أَعْواناً على عابِديها يوم القيامة وروي عن عِكْرمة يكونون عليهم أَعداء وقال الأَخفش في قوله عز وجل ويكون عليهم ضدّاً قال الضِّدّ يكون واحداً وجماعة مثل الرَّصَدِ والأَرْصاد والرَّصَدُ يكون للجماعة وقال الفراء معناه في التفسير ويكونون عليهم عَوْناً فلذلك وَحَّدَ قال ابن السكيت حكى لنا أَبو عمرو الضد مِثْلُ الشيءِ والضّدُّ خلافه والضَّدُّ المملوءُ قال الجوهري الضَّدُّ بالفتح المَلْء عن أَبي عمرو يقال ضَدَّ القِرْبَةَ يَضُدُّها أَي مَلأَها وأَضَدَّ الرجلُ غَضِبَ أَبو زيد ضَدَدْتُ فلاناً ضَدّاً أَي غَلَبْتُه وخَصَمْتُه ويقال لَقِيَ القومُ أَضْدادَهُم وأَنْدادَهُم أَي أَقْرانَهُم أَبو الهيثم يقال ضادَّني فلان إِذا خالفك فأَرَدْتَ طولاً وأَراد قِصَراً وأَردْتَ ظُلْمة وأَراد نوراً فهو ضِدُّك وضَديدُك وقد يقال إِذا خالفك فأَردت وجهاً تذهب فيه ونازعك في ضده وفلان نِدِّي ونَديدي للذي يريد خلافَ الوجْه الذي تُريده وهو مُسْتَقِلٌّ من ذلك بمثل ما تَسْتَقِلُّ به الأَخفش النِّدُّ الضد والشِّبْهُ ويجعلون له أَنْداداً أَي أَضداداً وأَشْباهاً ابن الأَعرابي نِدُّ الشيء مِثْلُه وضِدُّه خِلافُه ويقال لا ضدّ له ولا ضديد له أَي لا نظير له ولا كُفْءَ له قال أَبو تراب سمعت زائدة يقول صَدَّه عن الأَمْر وضَدَّه أَي صَرَفَه عنه برفق أَبو عمرو الضُّدَدُ الذين يَمْلؤُون للناس الآنِيةَ إِذا طَلَبُوا الماء واحِدُهم ضادٌّ ويقال ضادِدٌ وضَدَد وبنو ضِدٍّ بطن قال ابن دريد هم قبيلة من عاد وأَنشد وذُو النُّونَيْنِ من عَهْدِ ابْنِ ضِدٍّ تَخَيَّرَه الفَتى مِنْ قَوْمِ عادِ يعني سيفاً

ضرغد
قال في ترجمة ضرغط ضَرْغَطُ اسم جبل وقيل هو موضع ماء ونخل ويقال له أَيضاً ذو ضَرْغَد قال إِذا نَزَلُوا ذا ضَرْغَدٍ فَقُتائِداً يُغَنِّيهِمُ فيها نَقِيقُ الضفَّادِعِ وقيل ضَرْغَد جبل قال عامر بن الطفيل فَلأَبْغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوارِضاً ولأُقْبِلَنَّ الخَيْلَ لابَةَ ضَرْغَدِ ويقال مَقْبُرَةٌ تُصْرفُ من الأَوّل ولا تُصْرفُ من الثاني ومعنى قوله لأَبْغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوارِضاً أَي لأَطْلُبَنَّكُم بِقَناً وعُوارِضٍ وهما مكانان معروفان فأَسقط الباء فلما سَقَط الخافضُ تَعَدَّى الفعلُ إِليهما فَنصبهما وأُقْبِلُ فِعْل يتعدّى إِلى مفعولين منقول من قولهم قَبَلَ الدابةُ الوادِيَ إِذا استقبله واللاَّبَةُ الحَرَّة التهذيب الليث ضَرْغَد اسم جبل

ضغد
الضَّغْدُ مثل الزَّغْد وهو عَصْر الحَلْق وقد ضَغَده

ضفد
ضَفَدْتُه أَضْفِدُه ضَفْداً ضَرَبْتَه ببطن كَفِّكَ والضَّفْدُ الكَسْعُ وهو ضَرْبُكَ اسْتَه بباطنِ رِجْلَيْك وامرأَة ضَفَنْدَدٌ بغير هاء ضَخْمَة الخاصرةُ مُسترخية اللحم ورجل ضَفَنْدَد كثيرُ اللحم ثقيلٌ مع حُمْق وضَفِدَ واضْفَأَدَّ صار كذلك وجعل ابن جني اضْفَأَدّ رباعياً قال ابن شميل المُضْفَئِدُّ من الناس والإِبل المُنْزَوي الجِلْد البَطِينُ البادِنُ وقال الأَصمعي اضفأَدّ الرجل يَضْفَئِدُّ اضْفِئْداداً إِذا انتفخ من الغَضَب الجوهري الضَّفَنْدَدُ الضَّخْم الأَحمق قال وهو ملحق بالخماسي بتكرير آخره

ضفند
التهذيب في الرباعي امرأَة ضَفَنْدَدَة رخوة والذكر ضَفَنْدَد الفراء إِذا كان مع الحُمْقِ في الرجل كثرة لحم وثِقَلٌ قيل رجل ضَفَنْدَدٌ ضِفَنٌّ خُجَأَة وقال الليث رجل ضَفَنَّدٌ رِخْو ضَخْم وقد ذكر عامة ذلك في ترجمة ضفد

ضمد
ضَمَدْتُ الجرح وغيره أَضْمِدُه ضَمْداً بالإِسكان شَدَدْتُه بالضِّمادِ والضَّمادَة وهي العِصابَةُ وعَصَّبْتُه وكذلك الرأْس إِذا مَسَحْت عليه بِدُهْن أَو ماء ثم لففت عليه خِرْقَة واسم ما يلزق بهما الضماد وقد تَضَمَّد الليث ضَمَّدْت رأْسه بالضِّماد وهي خرقة تُلَفُّ على الرأْس عند الاذدّهانِ والغَسْل ونحو ذلك وقد يوضع الضِّمادُ على الرأْس للصُّداع يُضَمَّد به والمِضَدُّ لغة يمانية وضَمَّدَ فلان رأْسَه تَضْمِيداً أَي شَدَّه بعصابة أَو ثوب ما خلا العمامة وقد ضُمِّدَ به فَتَضَمَّد وفي حديث طلحة أَنه ضَمَّدَ عَيْنَيْه بالصَّبِرِ وهو مُحْرم أَي جعله عليهما وداواهما به وأَ صل الضَّمْد الشَّدُّ مِنْ ضَمَدَ رأْسَه وجُرْحَه إِذا شدّه بالضِّماد وهي خرقة يُشَدّ بها العُضْو المَؤُوفُ ثم قيل لِوَضْع الدواءِ على الجُرح وغيره وإِنْ لم يُشدّ ويقال ضَمَّدْت الجرح إِذا جعلت عليه الدواء قال وضَمَّدْتُه بالزَّعْفَران والصَّبِرِ أَي لَطَخْتُه وضَمَّدت رأْسه إِذا لفَفْته بخرقة وقال ابن هانئ هذا ضِماد وهو الدواء الذي يُضَمَّدُ به الجرحُ وجمعه ضَمائِدُ ويقال ضَمِدَ الدّمُ عليه أَي يبس وَقَرَتَ وقول النابغة أَنشده ابن الأَعرابي وما هُريقَ على غَرِيِّكَ الضَّمَدُ فقد فسره فقال الضَّمَدُ الذي ضُمِّدَ بالدم وقال الهروي يقال ضَمدَ الدمُ على حلق الشاة إِذا ذُبحت فسالَ الدمُ ويَبِس على جِلْدها ويقال رأَيت على الدابة ضَمَداً من الدَّم وهو الذي قَرَتَ عليه وجَفَّ ولا يقال الضَّمَدُ إِلا على الدابة لأَنه يجيء منه فَيَجْمُد عليه قال والغَرِيُّ في بيت النابغة مُشَبَّه بالدابة أَبو مالك اضْمُِدْ عليك ثيابَك أَي شُدَّها وأَجِدْ ضَمْدَ هذا العِدْلِ وضَمَدْتُ رأْسَه بالعصا ضربته وعَمَّمْتُه بالسيف والضَّمْدُ الظُّلْم والضَّمَدُ بالتحريك الحِقْدُ اللازِقُ بالقلب وقيل هو الحِقْدُ ما كان وقد ضَمِدَ عليه بالكسر ضَمَداً أَي أَحِنَ عليه قال النابغة ومَنْ عَصاكَ فَعاقِبْهُ مُعاقَبَةً تَنْهى الظَّلومَ ولا تَقْعُدْ على الضَّمَد وأَنشده الجوهري ولا تَقْعُدْ على ضَمَد بغير تعريف وفي حديث علي رضي الله عنه وقيل له أَنت أَمَرْتَ بقتلِ عثمان رضي الله عنه فَضَمِدَ أَي اغتاظ يقال ضَمِدَ يَضْمَدُ ضَمَداً بالتحريك إِذا اشتدّ غَيْظُه وغضبه وفَرَق قوم بين الضَّمَد والغَيْظِ فقالوا الضَّمَد أَن يغتاظ على مَنْ يَقْدِر عليه والغيظُ أَن يَغتاط على مَنْ يَقْدِرُ عليه ومن لا يقدِرُ يقال ضَمِدَ عليه إِذا غَضِبَ عليه وقيل الضَّمَدُ شدّة الغيظ وأَنا على ضِمادَةٍ من الأَمْر أَي أَشْرَفْتُ عليه والضَّمْدُ المُداجاةُ والضَّمْدُ رَطْبُ الشجر ويابسُه قَديمُه وحَديثُه وقيل الضَّمْدُ رطب النبت ويابسه إِذا اختلطا يقال الإِبل تأْكل من ضَمْدِ الوادي أَي من رَطْبِه ويابسهِ إِذا اخْتَلَطا وفي صفة مكة شرفها الله تعالى من خُوضٍ وضَمْدٍ الضَّمدُ بالسكون رَطْبُ الشجر ويابسُه وقال رجل لآخر فِيمَ تَرَكْتَ أَرْضَكَ ؟ قال تَرَكْتُهمْ في أَرض قد شَبِعَتْ غَنَمُها من سَوادِ نَبْتها وشبِعت إِبلُها من ضَمْدها ولَقِحَ نَعَمُها قوله ضَمْدها قال ليس فيها عُود إِلاَّ وقد ثَقَبَه النبْت أَي أَوْرَق وأَضْمَدَ العَرْفَجُ تَجَوَّفَتْه الخُوصَةُ ولم تَبْدُرْ منه أَي كانت في جوفه ولم تظهر والضَّمْدُ خِيارُ الغَنمِ ورُذَلْها وأُعطيكَ مِنْ ضَمْدِ هذه الغنم أي من صَغيرَتِها وكبيرتِها وصالِحَتها وطالِحَتَها ودَقِيقها وجَلِيلها والضَّمْدُ أَنْ يُخالَّ الرجلُ المرأَة ومعها زوج وقد ضَمَدَتْه تَضْمِدُه وتَضْمُده والضَّمْد أَيضاً أَن يُخالَّها خَلِيلانِ والفِعْل كالفِعل قال أَبو ذؤيب تُريدينَ كَيْما تَضْمُديني وخالداً وهل يُجْمَعُ السَّيْفانِ ويْحَكِ في غِمْدِ ؟ والضِّمادُ كالضَّمْد قال والضَّمْد أَن تُخالَّ المرأَةُ ذاتُ الزوج رجلاً غير زوجها أَو رجلين عن أَبي عمرو قال مدرك لا يُخْلِصُ الدَّهْرَ خَلِيلٌ عَشْرَا ذاتَ الضِّماد أَو يَزُورَ القَبْرا إِني رَأَيْتُ الضَّمْدَ شيئاً نُكْرا قال لا يَدومُ رجل على امرأَته ولا أَمرأَةٌ على زوجها إِلا قَدْرَ عَشْرَ ليال للعُذْر في الناس في هذا العام فوصف ما رأَى لأَنه رأَى الناس كذلك في ذلك العام وأَنشد أَرَدْتِ لِكَيْما تَضْمُديني وصاحِبي أَلا لا أَحِبَّي صاحِبي ودَعِيني الفراء الضِّمادُ أَن تُصادِقَ المرأَةُ اثنين أَو ثلاثة في القحط لتأْكل عند هذا وهذا لتشبع قال أَبو يوسف سمعت منتجعاً الكلابّي وأَبا مَهْدِيّ يقولان الضَّمَدُ الغابر الباقي من الحق تقول لنا عند بني فلان ضَمَد أَي غابِرٌ من حقٍّ من مَعْقُلَةٍ أَو دَيْن والمِضْمَدَةُ خَشَبَة تجعل على أَعْناقِ الثَّوْرَيْنِ في طَرَفِها ثَقبانِ في كل واحدة منها ثُقْبَة بينهما فرض في ظهرها ثم يجعل في الثقبين خيط يُخْرج طرفاه من باطن المِضْمَدَة ويُوثَقُ في طَرفِ كلِّ خَيْطٍ عُودٌ يُجْعَلُ عُنُقُ الثَّوْرِ بَيْنَ العُودَيْنِ والضَّامِدُ اللازم عن أَبي حنيفة وعَبْدٌ ضَمَدَة ضَخْمٌ غلِيظٌ عن الهَجَريِّ وفي الحديث أَن رجلاً سأَل رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن البَداوَة فقال اتَّقِ اللهَ ولا يَضُرُّك أَن تَكُونَ بجانِب ضَمَدٍ هو بفتح الضاد والميم موضع باليمن

ضهد
ضَهَدَه يَضْهَدُه ضَهْداً واضْطَهَدَه ظَلَمه وقَهرَه وأَضْهَدَ به جارَ عليه ورجلٌ مَضْهُودٌ ومُضْطَهَد مَقْهُور ذليل مضطر وفي حديث شريح كان لا يُجيزُ الاضْطِهادَ هو الظلمُ والقَهْرُ يقال ضَهَدَه واضْطَهَده والطاء بدل من تاء الافتعال المعنى مان لا يُجيزُ البيع واليمِينَ وغيرها في الإِكْراه والقَهْر وروى ابن الفرج لأَبي زيد أَضْهَدتُ بالرجل إِضْهاداً وأَلْهَدْتُ به إِلهاداً وهو أَنْ تَجُورَ عليه وتسْتَأْثِرَ ابن شميل اضْطَهَدَ فلانٌ فلاناً إِذا اضْطَعَفَه وقَسَرَه وهي الضُّهْدَة يقال ما نخاف بهذا البَلَدِ الضُّهْدَة أَي الغَلَبَة والقَهْر وفلان ضُهْدَة لكل أَحَدٍ أَي كلُّ مَنْ شاءَ أَن يَقْهَرَه فَعَلَ ورجل ضَهِيدٌ صُلْبٌ شديدٌ وضَهْيَدٌ موضع ليس في الكلام فَعْيَلٌ غيرُه وذكر الخليل أَنه مصنوع

ضود
الضاد حرف هجاء وهو حرف مَجْهُور وهو أَحد الحروف المُسْتَعْلية يكون أَصلاً لا بدلاً ولا زائداً والضاد للعَرَب خاصة ولا توجد في كلام العجم إِلا في القليل ولذلك قيل في قول أَبي الطيب وبِهِمْ فَخرُ كلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّا دَ وعَوْذُ الجاني وغَوْثُ الطَّريدِ ذهب به إِلى أَنها للعرب خاصة قال ابن جني ولا يعترض بمثل هذا على أَصحابنا قال وعينها منقلبة عن واو والضَّوادي ما يُتَعَلَّلُ به من الكلام ولا يحقق له فعل قال أُمية بن أَبي الصلت وما لِيَ لا أُحَيِّيه وعندي قَلائِصُ يَطَّلِعْنَ مِنَ النِّجادِ ؟ إِليَّ وإِنَّه للناسِ نَهْيٌ ولا يُعْتَلُّ بالكَلِمِ الضَّوادِ قال ابن سيده وهذه الكلم لم يحكها إِلا ابن درستويه قال ولا أَصل لها في اللغة التهذيب ابن الأَعرابي الضَّوادِي الفُحْش وقال ابن بُزرُج يقال ضادَى فلانٌ فلاناً وضادَّه بمعنى واحد وإِنه لصاحِبُ ضَدًى مِثْلً قَفاً من المُضَادَّة أَخرجه من التضعيف

طرد
الطَّرْدُ الشَّلُّ طَرَدَه يَطْرُدُه طَرْداً وطَرَداً وطَرَّده قال فأُقْسِمُ لولا أَنَّ حُدْباً تَتابَعَتْ عليَّ ولم أَبْرَحْ بِدَيْنٍ مُطَرَّدا حُدْباً يعني دَواهِيَ وكذلك اطَّرَدَه قال طريح أَمْسَتْ تُصَفِّقُها الجَنُوب وأَصْبَحَتْ زَرْقاءَ تَطَّرِدُ القَذَى بِحِباب والطَّرِيدُ المَطْرُودُ من الناس وفي المحكم المَطْرُود والأُنثى طَريدٌ وطَريدة وجمعهما مَعاً طَرائِدُ وناقة طَريدٌ بغير هاء طُرِدَتْ فَذُهِبَ بها كذلك وجمعها طَرائِدُ ويقال طَردْتُ فلاناً فَذَهَبَ ولا يقال فاطَّرَدَ قال الجوهري لا يُقالُ مِن هذا انْفَعَلَ ولا افْتَعَلَ إِلا في لغة رديئة والطَّرْدُ الإِبْعَادُ وكذلك الطَّرَدُ بالتحريك والرجل مَطْرُودٌ وطَريدٌ ومرَّ فُلانٌ يَطْرُدُهم أَي يَشُلُّهم ويَكْسَو هُمْ وطَرَدْتُ الإِبِلَ طَرْداً وطَرَداً أَي ضَمَمْتُها من نواحيها وأَطْرَدْتُها أَي أَمرتُ بِطَرْدِها وفلانٌ أَطْرَدَه السلطان إِذا أَمر بإِخْراجه عن بَلَده قال ابن السكيت أَطْرَدْتُه إِذا صَيَّرْتَه طريداً وطَرَدْتُه إِذا نَفَيْتَه عنك وقلتَ له اذهب عنا وفي حديث عمر رضي الله عنه أَطْرَدْنا المُعْتَرفِينَ يقال أَطْرَدَه السلطانُ وطَرَدَه أَخرجه عن بَلدِه وحَقِيقَتُه أَنه صيَّره طريداً وطَرَدْتُ الرجل طَرْداً إِذا أَبْعَدته وطَرَدْتُ القومَ إِذا أَتَيْتَ عليهم وجُزْتَهُم وفي حديث قيام الليل هو قُرْبَةٌ إِلى الله تعالى ومَطْرَدَةُ الداء عن الجَسَد أَي أَنها حالةٌ من شأْنها إِبْعادُ الداء أَو مكانٌ يَخْتَصُّ به ويُعْرَفُ وهي مَفْعَلة من الطَّرْدِ والطَّريدُ الرجل يُولَدُ بعدَ أَخيه فالثاني طَريدُ الأَول يقال هو طريدُه والليل والنهار طَريدان كلُّ واحد منهما طريد صاحبه قال الشاعر يُعيدانِ لي ما أَمضيا وهما معاً طَريدانِ لاَ يَسْتَلْهِيان قَرارِي وبَعِيرٌ مُطَّرِدٌ وهو المتتابع في سيره ولا يَكْبو قال أَبو النجم فَعُجْتُ مِنْ مُطَّرِدٍ مَهْديّ وطَرَدْتُ الرجل إِذا نَحَّيْتَهُ وأَطْرَدَ الرجلَ جعله طَريداً ونفاه ابن شميل أَطرَدْتُ الرجل جعلته طريداً لا يأْمن وطَرَدْتُه نَحَّيْتُه ثم يَأْمَنُ وطَرَدَتِ الكِلابُ الصَّيْدَ طَرْداً نَحَّتْه وأَرهَقَتْه قال سيبويه يقال طَرَدْتُه فذهب لا مضارع له من لفظه والطريدة ما طَرَدْتَ من صَيْدٍ وغيره طَرَّادٌ واسع يَطَّرِدُ فيه السَّرابُ ومكان طَرَّادٌ أَي واسعٌ وسَطْحُ طَرَّادٌ مستو واسع ومنه قول العجاج وكم قَطَعْنا من خِفافٍ حُمْسِ غُبْرِ الرِّعانِ ورِمالٍ دُهْسِ وصَحْصَحَانٍ قَذَفٍ كال ؟ ؟ ُّرْسِ وعْرٍ نُسامِيها بِسَيْرٍ وَهْسِ والوَعْسِ والطَّرَّادِ بَعْدَ الوَعْسِ قوله نُسامِيها أَي نُغالبها بسَيْرٍ وهْسٍ أَي ذي وَطْءٍ شديد يقال وهسه أَي وَطِئَه وَطْأً شديداً يَهِسُه وكذلك وعَسَه وخَرَج فلان يَطْرُد حمر الوحش والريح تَطْرُد الحصَى والجَوْلانَ على وجْه الأَرض وهو عَصْفُها وذَهابُها بِها والأَرضُ ذاتُ الآلِ تَطْرُد السَّرابَ طَرْداً قال ذو الرمة كأَنه والرَّهاءُ المَرْتُ يَطْرُدُه أَغراسُ أَزْهَر تحتَ الريح مَنْتوج واطَّرَدَ الشيءُ تَبِعَ بعضُه بعضاً وجرى واطَّرَدَ الأَمرُ استقامَ واطَّرَدَتِ الأَشياءُ إِذا تَبِعَ بعضُها بعضاً واطَّرَدَ الكلامُ إِذا تتابَع واطَّرَدَ الماءُ إِذا تتابَع سَيَلانُه قال قيس بن الخطيم أَتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرادِ المَذاهِبِ أَراد بالمَذاهب جلوداً مُذْهَبَةً بخطوط يرى بعضها في إِثر بعض فكأَنها مُتَتابعَة وقولُ الراعي يصف الإِبل واتِّباعَها مواضع القطر سيكفيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ كَجَنْدَلِ لُبْنَ تَطّرِدُ الصِّلالا أَي تَتَتابَعُ إِلى الارَضِين الممطورة لتشرب منها فهي تُسْرِعُ وتَسْتَمرُّ إِليها وحذَفَ فأَوْصَلَ الفعل وأَعْمَلَه والماءُ الطَّرِدُ الذي تَخُوضه الدوابُّ لأَنها تَطَّرِدُ فيه وتدفعه أَي تتتابع وفي حديث قتادة في الرجل يَتَوَضَّأُ بالماءِ الرَّمَلِ والماءِ الطَّرِدِ هو الذي تَخُوضه الدوابُّ ورَمْلٌ مُتَطارِد يَطْرُدُ بعضُه بعضاً ويتبعه قال كثير عزة ذَكَرتُ ابنَ ليْلى والسَّماحَةَ بعدَما جَرَى بينَنا مُورُ النَّقَا المُتطَارِد وجَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ سريعُ الجَرْيَة والأَنهارُ تطَّرِدُ أَي تَجْري وفي حديث الإِسراء وإِذا نَهْران يَطَّرِدان أَي يَجْرِيان وهما يَفْتَعِلان وأَمرٌ مُطَّردٌ مستقيم على جهته وفلان يَمْشي مَشْياً طِراداً أَي مستقيماً والمُطارَدَة في القتال أَن يَطْرُدَ بعضُهم بعضاً والفارس يَسْتَطْرِدُ لِيَحْمِلَ عليه قِرْنُه ثم يَكُرُّ عليه وذلك أَنه يَتَحَيَّزُ في اسْتِطْرادِه إِلى فئته وهو يَنْتَهِزُ الفُرْصة لمطاردته وقد اسْتَطْرَدَ له وذلك ضَرْب من المَكِيدَة وفي الحديث كنت أُطارِدُ حيَّةً أَي أَخْدَعُها لأَصِيدَها ومنه طِرادُ الصَّيْد ومُطارَدَة الأَقران والفُرْسان وطِرادُهم هو أَن يَحْمِلَ بعضهم على بعض في الحرب وغيرها يقال هم فرسان الطِّرادِ والمِطْرَدُ رُمْحٌ قصير تُطْعَنُ به حُمُر الوحش وقال ابن سيده المِطْرَد بالكسر رمح قصير يُطْرَد به وقيل يُطْرَد به الوحش والطِّرادُ الرمح القصير لأَن صاحبه يُطارِدُ به ابن سيده والمِطْرَدُ من الرمح ما بين الجُبَّةِ والعالية والطَّرِيدَةُ ما طَرَدْتَ من وحش ونحوه وفي حديث مجاهد إِذا كان عند اطِّراد الخيل وعند سَلِّ السيوف أَجزأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُهُ تكبيراً الاضْطِرادُ هو الطِّرادُ وهو افتِعالٌ من طِرادِ الخَيْل وهو عَدْوُها وتتابعها فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلية ضاداً والطَّريدة قَصَبَة فيها حُزَّة تُوضَع على المَغازِلِ والعُودِ والقِداح فَتُنْحَتُ عليها وتُبْرَى بها قال الشماخُ يصف قوساً أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها كما قَوَّمَت ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ أَبو الهيثم الطَّرِيدَةُ السَّفَن وهي قَصَبة تُجَوَّفُ ثم يُغْفَرُ منها مواضع فَيُتَّبَعُ بها جَذْب السَّهْم وقال أَبو حنيفة الطَّرِيدَة قِطْعَةُ عُودٍ صغيرة في هيئة المِيزابِ كأَنها نصف قَصَبة سَعَتُها بقدر ما يَلزمُ القَوْسَ أَو السَّهْمَ والطَّرِيدَةُ الخِرْقَة الطويلة من الحرير وفي حديث مُعاوية أَنه صَعِدَ المنبر وبيده طَرِيدَةٌ التفسير لابن الأَعرابي حكاه الهرويّ في الغريبين أَبو عمرو الجُبَّةُ الخِرْقَة المُدَوَّرَة وإِن كانت طويلة فهي الطَّرِيدَة ويقال للخِرْقَة التي تُبَلُّ ويُمْسَحُ بها التَّنُّورُ المِطْرَدَةُ والطَّرِيدَة وثَوْبٌ طَرائد عن اللحياني أَي خَلَقٌ ويوم طَرَّادٌ ومُطَرَّدٌ كاملٌ مُتَمَّم قال إِذا القَعُودُ كَرَّ فيها حَفَدَا يَوْماً جَديداً كُلَّه مُطَرَّدا ويقال مَرَّ بنا يومٌ طَرِيدٌ وطَرَّادٌ أَي طويلٌ ويومٌ مُطَرَّدٌ أَي طَرَّادٌ قال الجوهري وقول الشاعر يصف الفرس وكأَنَّ مُطَّرِدَ النَّسِيم إِذا جرى بَعْدَ الكَلالِ خَلِيَّتَا زُنْبُورِ يعني به الأَنْفَ والطَّرَدُ فِراخُ النحلِ والجمع طُرُود حكاه أَبو حنيفة والطَّرِيدَةُ أَصلُ العِذْق والطَّرِيدُ العُرْجُون والطَّرِيدَةُ بُحَيْرَةٌ من الأَرضِ قلِيلَة العَرْضِ إِنما هي طَريقَة والطَّرِيدَةُ شُقَّةٌ من الثَّوب شُقَّتْ طولاً والطَّرِيدَة الوَسيقَة من الإِبل يُغِيرُ عليها قومٌ فَيَطْرُدُونها وفي الصحاح وهو ما يُسْرَقُ من الإِبل والطَّرِيدَة الخُطَّة بين العَجْبِ والكاهِلِ قال أَبو خراش فَهَذَّبَ عنها ما يَلي البَطْنَ وانْتَحَى طَرِيدَةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ والطَّريدَةُ لُعْبَةُ الصِّبْيانِ صِبْيانِ الأَعراب يقال لها المَاسَّةُ والمَسَّةُ وليست بِثَبَت وقال الطِّرِمَّاح يَصِفُ جَواري أَدرَكْنَ فَتَرَفَّعْن عن لَعِب الصّغار والأَحداث قَضَتْ من عَيَافٍ والطَّريدَةِ حاجةً فهُنَّ إِلى لَهْوِ الحديث خُضُوعُ وأَطْرَدَ المُسابِقُ صاحِبَه قال له إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا وفي الحديثِ لا بأْسَ بالسِّباق ما لم تُطْرِدْه ويُطْرِدْك قال الإِطْرادُ أَن تقولَ إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا وإِن سَبَقْتُكَ فلي عليك كذا قال ابن بُزُرج يقال أَطْرِدْ أَخاك في سَبَقٍ أَو قِمارٍ أَو صِراعٍ فإِن ظَفِرَ كان قد قضى ما عليه وإِلا لَزِمَه الأَوَّلُ والآخِرُ ابن الأَعرابي أَطْرَدْنا الغَنَم وأَطْرَدْتُمْ أَي أَرْسَلْنا التُّيوس في الغنم قال الشافعي وينبغي للحاكم إِذا شَهِدَ الشهودُ لرجل على آخر أَن يُحْضِرَ الخَصْم ويَقْرأَ عليه ما شهدوا به عليه ويُنْسِخَه أَسماءَهم وأَنسابهم ويُطْرِدَه جَرْحَهم فإِن لم يأْتِ به حَكَمَ عليه قال أَبو منصور معنى قوله يُطْرِدَه جرحهم أَن يقول له قد عُدِّلَ هؤُلاءِ الشهودُ فإِن جئتَ بجرحهم وإِلا حَكَمْتُ عليك بما شهدوا به عليك قال وأَصله من الإِطْرادِ في السِّباق وهو أَن يقول أَحد المتسابقين لصاحبه إِن سبقْتني فلك عليّ كذا وإِن سَبَقْتُ فلي عليك كذا كأَنَّ الحاكم يقول له إِن جئت بجرح الشُّهودِ وإِلا حكمت عليك بشهادتهم وبنو طُرُودٍ بَطْن وقد سَمَّتْ طَرَّاداً ومُطَرِّداً

طود
الطَّوْدُ الجبل العظيم وفي حديث عائشة تصف أَباها رضي الله عنهما ذاك طَودٌ مُنِيفٌ أَي جبل عال والطَّوْدُ الهَضْبَةُ عن ابن الأَعرابي والجمع أَطْوادٌ وقوله أَنشده ثعلب يا مَنْ رأَى هامَةً تَزْقُو على جَدَثٍ تُجِيبُها خَلِفاتٌ ذاتُ أَطْوادِ فسره فقال الأَطوادُ هنا الأَسْنِمَة شبهها في ارتفاعها بالأَطواد التي هي الجبال يصف إِبِلاَ أُخِذَت في الدية فَعَيَّرَ صاحِبَها بها والتَّطْوادُ التَّطْوافُ ابن الأَعرابي طَوَّدَ إِذا طَوَّفَ بالبِلادِ لطلب المعاش والمَطاوِدُ مثل المَطَاوِحِ والطادِي الثابت وقال أَبو عبيد في قول القطامي وما تُقْضَى بَواقي دَيْنِها الطَّادِي قال يُرادُ به الواطِدُ فأَخَّر الواو وقلبها أَلفاً
( * قوله « وقلبها الفاً » كذا بالأصل المعتمد والمناسب قلبها ياء كما هو ظاهر ) الفراء طاد إِذا ثبت وداطَ إِذا حَمُق ووَطَد إِذا حَمُق ووطَدَ إِذا سار وطَوَّد فلان بفلان تَطْويداً وطَوَّحَ به تَطْوِيحاً وطَوَّد بنفسه في المَطاوِدِ وطَوَّح بها في المطاوِح وهي المَذاهب قال ذو الرمة أَخُو شُقَّةٍ جابَ البلادَ بنفْسِه على الهَوْلِ حتى لَوَّحَتْه المَطاوِدُ وابنُ الطَّوْدِ الجُلْمُودُ الذي يَتَدَهْدى من الطَّوْدِ قال الشاعر دَعَوْتُ جُلَيْداً دَعْوَةً فَكأَنما دَعَوْتُ بِه ابنَ الطَّوْدِ أَو هُوَ أَسْرَع
( * قوله « جليدا » كذا بالأصل وفي شرح القاموس خليداً وفي الأساس كليباً )
وطَوْدٌ وطُوَيْد اسمان

عبد
العبد الإِنسان حرّاً كان أَو رقيقاً يُذْهَبُ بذلك إِلى أَنه مربوب لباريه جل وعز وفي حديث عمر في الفداء مكانَ عَبْدٍ عَبْدٌ كان من مذهب عمر رضي الله عنه فيمن سُبيَ من العرب في الجاهلية وأَدركه الإِسلام وهو عند من سباه أَن يُرَدَّ حُرّاً إِلى نسبه وتكون قيمته عليه يؤَدّيها إِلى من سباه فَجَعل مكان كل رأْس منهم رأْساً من الرقيق وأَما قوله وفي ابن الأَمة عَبْدان فإِنه يريد الرجل العربي يتزوّج أَمة لقوم فتلد منه ولداً فلا يجعله رقيقاً ولكنه يُفْدَى بعبدين وإِلى هذا ذهب الثوري وابن راهويه وسائرُ الفقهاء على خلافه والعَبْدُ المملوك خلاف الحرّ قال سيبويه هو في الأَصل صفة قالوا رجل عَبْدٌ ولكنه استُعمل استعمال الأَسماء والجمع أَعْبُد وعَبِيد مثل كَلْبٍ وكَليبٍ وهو جَمْع عَزيزٌ وعِبادٌ وعُبُدٌ مثل سَقْف وسُقُف وأَنشد الأَخفش انْسُبِ العَبْدَ إِلى آبائِه أَسْوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عُبُدْ ومنه قرأَ بعضُهم وعُبُدَ الطاغوتِ ومن الجمع أَيضاً عِبْدانٌ بالكسر مثل جِحْشانٍ وفي حديث عليّ هؤُلاء قد ثارت معهم عِبْدانُكم وعُبْدانٌ بالضم مثل تَمْرٍ وتُمْرانٍ وعِبِدَّان مشدّدة الدال وأَعابِدُ جمع أَعْبُدٍ قال أَبو دواد الإِيادي يصف ناراً لَهنٌ كَنارِ الرأْسِ بالْ عَلْياءِ تُذْكيها الأَعابِدْ ويقال فلان عَبْدٌ بَيِّن العُبُودَة والعُبودِيَّة والعَبْدِيَّةِ وأَصل العُبودِيَّة الخُضوع والتذلُّل والعِبِدَّى مقصور والعبدَّاءُ ممدود والمَعْبوداء بالمد والمَعْبَدَة أَسماءُ الجمع وفي حديث أَبي هريرة لا يَقُل أَحدكم لمملوكه عَبْدي وأَمَتي وليقل فتايَ وفتاتي هذا على نفي الاستكبار عليهم وأَنْ يَنْسُب عبوديتهم إِليه فإِن المستحق لذلك الله تعالى هو رب العباد كلهم والعَبيدِ وجعل بعضهم العِباد لله وغيرَه من الجمع لله والمخلوقين وخص بعضهم بالعِبِدَّى العَبيدَ الذين وُلِدوا في المِلْك والأُنثى عَبْدة قال الأَزهري اجتمع العامة على تفرقة ما بين عِباد الله والمماليك فقالوا هذا عَبْد من عِباد الله وهو لاء عَبيدٌ مماليك قال ولا يقال عَبَدَ يَعْبُدُ عِبادة إِلا لمن يَعْبُد الله ومن عبد دونه إِلهاً فهو من الخاسرين قال وأَما عَبْدٌ خَدَمَ مولاه فلا يقال عَبَدَه قال الليث ويقال للمشركين هم عَبَدَةُ الطاغوت ويقال للمسلمين عِبادُ الله يعبدون الله والعابد المُوَحِّدُ قال الليث العِبِدَّى جماعة العَبِيد الذين وُلِدوا في العُبودِيَّة تَعْبِيدَةٌ ابن تعبيدة أَي في العُبودة إِلى آبائه قال الأَزهري هذا غلط يقال هؤلاء عِبِدَّى الله أَي عباده وفي الحديث الذي جاء في الاستسقاء هؤلاء عِبِدَّاكَ بِفِناءِ حَرَمِك العِبِدَّاءُ بالمد والقصر جمع العبد وفي حديث عامر بن الطفيل أَنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما هذه العِبِدَّى حوْلَك يا محمد ؟ أَراد فقَراءَ أَهل الصُّفَّة وكانوا يقولون اتَّبَعَه الأَرذلون قال شمر ويقال للعبيد مَعْبَدَةٌ وأَنشد للفرزدق وما كانت فُقَيْمٌ حيثُ كانت بِيَثْرِبَ غيرَ مَعْبَدَةٍ قُعودِ قال الأَزهري ومثلُ مَعْبَدة جمع العَبْد مَشْيَخَةٌ جمع الشيْخ ومَسْيَفة جمع السَّيْفِ قال اللحياني عَبَدْتُ الله عِبادَة ومَعْبَداً وقال الزجاج في قوله تعالى وما خلقتُ الجنّ والإِنس إِلا ليعبدون المعنى ما خلقتهم إِلا لأَدعوهم إِلى عبادتي وأَنا مريد للعبادة منهم وقد علم الله قبل أن يخلقهم من يعبده ممن يكفر به ولو كان خلقهم ليجبرهم على العبادة لكانوا كلهم عُبَّاداً مؤمنين قال الأَزهري وهذا قول أَهل السنَّة والجماعة والَعبْدَلُ العبدُ ولامه زائدة والتِّعْبِدَةُ المُعْرِقُ في المِلْكِ والاسم من كل ذلك العُبودةُ والعُبودِيَّة ولا فعل له عند أَبي عبيد وحكى اللحياني عَبُدَ عُبودَة وعُبودِية الليث وأَعْبَدَه عبداً مَلَّكه إِياه قال الأَزهري والمعروف عند أَهل اللغة أَعْبَدْتُ فلاناً أَي استَعْبَدْتُه قال ولست أُنْكِرُ جواز ما قاله الليث إِن صح لثقة من الأَئمة فإِن السماع في اللغات أَولى بنا من خَبْطِ العَشْواءِ والقَوْلِ بالحَدْس وابتداعِ قياساتٍ لا تَطَّرِدُ وتَعَبَّدَ الرجلَ وعَبَّده وأَعْبَدَه صيَّره كالعَبْد وتَعَبَّدَ اللَّهُ العَبْدَ بالطاعة أَي استعبده وقال الشاعر حَتَّامَ يُعْبِدُني قَوْمي وقد كَثُرَت فيهمْ أَباعِرُ ما شاؤوا وعِبْدانُ ؟ وعَبَّدَه واعْتَبَده واستعبده اتخذه عَبْداً عن اللحياني قال رؤبة يَرْضَوْنَ بالتَّعْبِيدِ والتَّأَمِّي أَراد والتَّأْمِيَةِ يقال تَعَبَّدْتُ فلاناً أَي اتخذْتُه عَبْداً مثل عَبَّدْتُه سواء وتأَمَّيْتُ فلانة أَي اتخذْتُها أَمَة وفي الحديث ثلاثة أَنا خَصْمُهم رجل اعْتَبَدَ مُحَرَّراً وفي رواية أَعبَدَ مُحَرَّراً أَي اتخذه عبداً وهو أَن يُعْتِقَه ثم يكْتمه إِياه أَو يَعْتَقِلَه بعد العِتْقِ فَيَسْتَخْدِمَهُ كُرْهاً أَو يأْخذ حُرًّا فيدَّعيه عَبداً وفي التنزيل وتلك نِعْمَةٌ تَمُنُّها عليّ أَنْ عَبَّدْتَ بني إِسرائيل قال الأَزهري وهذه آية مشكلة وسنذكر ما قيل فيها ونخبر بالأَصح الأَوضح قال الأَخفش في قوله تعالى وتلك نعمة قال يقال هذا استفهام كأَنه قال أَو تلك نعمة تمنها عليّ ثم فسر فقال أَن عَبَّدْتَ بني إِسرائيل فجعله بدلاً من النعمة قال أَبو العباس وهذا غلط لا يجوز أَن يكون الاستفهام مُلْقًى وهو يُطْلَبُ فيكون الاستفهام كالخبر وقد استُقْبِحَ ومعه أَمْ وهي دليل على الاستفهام استقبحوا قول امرئ القيس تروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبْتَكِرْ قال بعضهم هو أَتَروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبْتَكِر فحذفُ الاستفهام أَولى والنفي تام وقال أَكثرهم الأَوّل خبر والثاني استفهام فأَما وليس معه أَم لم يقله إِنسان قال أَبو العباس وقال الفراء وتلك نعمة تمنها عليّ لأَنه قال وأَنت من الكافرين لنعمتي أَي لنعمة تربيتي لك فأَجابه فقال نعم هي نعمة عليّ أَن عبَّدْت بني إسرائيل ولم تستعبدني فيكون موضع أَن رفعاً ويكون نصباً وخفضاً من رفع ردّها على النعمة كأَنه قال وتلك نعمة تمنها عليّ تَعْبِيدُك بني إِسرائيل ولم تُعَبِّدْني ومن خفض أَو نصب أَضمر اللام قال الأَزهري والنصب أَحسن الوجوه المعنى أَن فرعون لما قال لموسى أَلم نُرَبِّك فينا وليداً ولبثت فينا من عُمُرِكَ سنين فاعْتَدَّ فرعون على موسى بأَنه ربَّاه وليداً منذُ وُلدَ إِلى أَن كَبِرَ فكان من جواب موسى له تلك نعمة تعتدّ بها عليّ لأَنك عبَّدْتَ بني إِسرائيل ولو لم تُعَبِّدْهم لكَفَلَني أَهلي ولم يُلْقُوني في اليمّ فإِنما صارت نعمة لما أَقدمت عليه مما حظره الله عليك قال أَبو إِسحق المفسرون أَخرجوا هذه على جهة الإِنكار أَن تكون تلك نعمة كأَنه قال وأَيّ نعمة لك عليّ في أَن عَبَّدْتَ بني إِسرائيل واللفظ لفظ خبر قال والمعنى يخرج على ما قالوا على أَن لفظه لفظ الخبر وفيه تبكيت المخاطب كأَنه قال له هذه نعمة أَنِ اتَّخَذْتَ بني إِسرائيلَ عَبيداً ولم تتخذني عبداً وعَبُدَ الرجلُ عُبودَةً وعُبودِيَّة وعُبِّدَ مُلِكَ هو وآباؤَه من قبلُ والعِبادُ قَوْمٌ من قَبَائِلَ شَتَّى من بطونِ العرب اجتمعوا على النصرانية فأَِنِفُوا أَن يَتَسَمَّوْا بالعَبِيدِ وقالوا نحن العِبادُ والنَّسَبُ إِليه عِبادِيّ كأَنصاِريٍّ نزلوا بالحِيرَة وقيل هم العَباد بالفتح وقيل لِعَبادِيٍّ أَيُّ حِمَارَيْكَ شَرٌّ ؟ فقال هذا ثم هذا وذكره الجوهري العَبادي بفتح العين قال ابن بري هذا غلط بل مكسور العين كذا قال ابن دريد وغيره ومنه عَدِيُّ بن زيد العِبادي بكسر العين وكذا وجد بخط الأَزهري وعَبَدَ اللَّهَ يَعْبُدُه عِبادَةً ومَعْبَداً ومَعْبَدَةً تأَلَّه له ورجل عابد من قوم عَبَدَةٍ وعُبُدٍ وعُبَّدٍ وعُبَّادٍ والتَّعَبُّدُ التَّنَسُّكُ والعِبادَةُ الطاعة وقوله تعالى قل هل أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ من ذلك مَثُوبَةً عند الله من لعنه الله وغَضِبَ عليه وجعل منهم القِرَدَة والخنازير وعبَدَ الطاغوتَ قرأَ أَبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأَبو عمرو والكسائي وعَبَدَ الطاغوتَ قال الفراء وهو معطوف على قوله عز وجل وجعل منهم القِرَدَةَ والخنازير ومَن عَبَدَ الطاغوتَ وقال الزجاج قوله وعَبدَ الطاغوتَ نسق على مَن لعنه الله المعنى من لعنه الله ومن عبَدَ الطاغوتَ من دون الله عز وجل قال وتأْويلُ عبدَ الطاغوتَ أَي أَطاعه يعني الشيطانَ فيما سَوّلَ له وأَغواه قال والطاغوتُ هو الشيطان وقال في قوله تعالى إِياك نعبد أَي نُطِيعُ الطاعةَ التي يُخْضَعُ معها وقيل إِياك نُوَحِّد قال ومعنى العبادةِ في اللغة الطاعةُ مع الخُضُوعِ ومنه طريقٌ مُعَبَّدٌ إِذا كان مذللاً بكثرة الوطءِ وقرأَ يحيى بن وَثَّاب والأَعمش وحمزة وعَبُدَ الطاغوتِ قال الفراء ولا أَعلم له وجهاً إِلا أَن يكون عَبُدَ بمنزلة حَذُرٍ وعَجُلٍ وقال نصر الرازي عَبُدَ وَهِمَ مَنْ قرأَه ولسنا نعرف ذلك في العربية قال الليث وعَبُدَ الطاغوتُ معناه صار الطاغوتُ يُعْبَدُ كما يقال ظَرُفَ الرجل وفَقُه قال الأَزهري غلط الليث في القراءة والتفسير ما قرأَ أَحد من قرَّاء الأَمصار وغيرهم وعَبُدَ الطاغوتُ برفع الطاغوت إِنما قرأَ حمزة وعَبُدَ الطاغوتِ وأَضافه قال والمعنى فيما يقال خَدَمُ الطاغوتِ قال وليس هذا بجمع لأَن فَعْلاً لا يُجْمَعُ على فَعُلٍ مثل حَذُرٍ ونَدُسٍ فيكون المعنى وخادِمَ الطاغوتِ قال الأَزهري وذكر الليث أَيضاً قراءة أُخرى ما قرأَ بها أَحد قال وهي وعابدو الطاغوتِ جماعة قال وكان رحمه الله قليل المعرفة بالقراآت وكان نَوْلُه أَن لا يَحكي القراآتِ الشاذَّةَ وهو لا يحفظها والقارئ إِذا قرأَ بها جاهل وهذا دليل أَن إِضافته كتابه إِلى الخليل بن أَحمد غير صحيح لأَن الخليل كان أَعقل من أَن يسمي مثل هذه الحروف قراآت في القرآن ولا تكون محفوظة لقارئ مشهور من قراء الأَمصار ونسأَل الله العصمة والتوفيق للصواب قال ابن سيده وقُرِئَ وعُبُدَ الطاغوتِ جماعةُ عابِدٍ قال الزجاج هو جمع عَبيدٍ كرغيف ورُغُف وروي عن النخعي أَنه قرأَ وعُبْدَ الطاغوتِ بإِسكان الباء وفتح الدال وقرئ وعَبْدَ الطاغوتِ وفيه وجهان أَحدهما أَن يكون مخففاً من عَبُدٍ كما يقال في عَضُدٍ عَضْدٌ وجائز أَن يكون عَبْدَ اسم الواحد يدل على الجنس ويجوز في عبد النصب والرفع وذكر الفراء أَن أُبَيًّا وعبد الله قرآ وعَبَدوا الطاغوتَ وروي عن بعضهم أَنه قرأَ وعُبَّادَ الطاغوتِ وبعضهم وعابِدَ الطاغوتِ قال الأَزهري وروي عن ابن عباس وعُبِّدَ الطاغوتُ وروي عنه أَيضاً وعُبَّدَ الطاغوتِ ومعناه عُبَّاد الطاغوتِ وقرئ وعَبَدَ الطاغوتِ وقرئ وعَبُدَ الطاغوتِ قال الأَزهري والقراءة الجيدة التي لا يجوز عندي غيرها هي قراءة العامّة التي بها قرأَ القرّاء المشهورون وعَبَدَ الطاغوتَ على التفسير الذي بينته أَوّلاً وأَما قَوْلُ أَوْسِ بن حَجَر أَبَنِي لُبَيْنَى لَسْتُ مُعْتَرِفاً لِيَكُونَ أَلأَمَ مِنْكُمُ أَحَدُ أَبَني لُبَيْنى إِنَّ أُمَّكُمُ أَمَةٌ وإِنَّ أَباكُمُ عَبُدُ فإِنه أَراد وإِن أَباكم عَبْد فَثَقَّل للضرورة فقال عَبُدُ لأَن القصيدة من الكامل وهي حَذَّاء وقول الله تعالى وقومهما لنا عابدون أَي دائنون وكلُّ من دانَ لملك فهو عابد له وقال ابن الأَنباري فلان عابد وهو الخاضع لربه المستسلم المُنْقاد لأَمره وقوله عز وجل اعبدوا ربكم أَي أَطيعوا ربكم والمتعبد المنفرد بالعبادة والمُعَبَّد المُكَرَّم المُعَظَّم كأَنه يُعْبَد قال تقولُ أَلا تُمْسِكْ عليكَ فإِنَّني أَرى المالَ عندَ الباخِلِينَ مُعَبَّدَا ؟ سَكَّنَ آخِرَ تُمْسِكْ لأَنه تَوَهَّمَ سِكُعَ
( * هكذا في الأصل ) مَنْ تُمْسِكُ عليكَ بِناءً فيه ضمة بعد كسرة وذلك مستثقل فسكن كقول جرير سِيروا بَني العَمِّ فالأَهْوازُ مَنْزِلُكم ونَهْرُ تِيرَى ولا تَعْرِفْكُمُ العَربُ والمُعَبَّد المُكَرَّم في بيت حاتم حيث يقول تقولُ أَلا تُبْقِي عليك فإِنَّني أَرى المالَ عند المُمْسِكينَ مُعَبَّدا ؟ أَي مُعَظَّماً مخدوماً وبعيرٌ مُعَبَّدٌ مُكَرَّم والعَبَدُ الجَرَبُ وقيل الجربُ الذي لا ينفعه دواء وقد عَبِدَ عَبَداً وبعير مُعَبَّد أَصابه ذلك الجربُ عن كراع وبعيرٌ مُعَبَّدٌ مهنوء بالقَطِران قال طرفة إِلى أَن تَحامَتْني العَشِيرَةُ كُلُّها وأُفْرِدْتُ إِفْرادَ البعيرِ المُعَبَّدِ قال شمر المُعَبَّد من الإِبل الذي قد عُمَّ جِلدُه كلُّه بالقَطِران ويقال المُعَبَّدُ الأَجْرَبُ الذي قد تساقط وَبَرهُ فأُفْرِدَ عن الإِبل لِيُهْنَأَ ويقال هو الذي عَبَّدَه الجَرَبُ أَي ذَلَّلَهُ وقال ابن مقبل وضَمَّنْتُ أَرْسانَ الجِيادِ مُعَبَّداً إِذا ما ضَرَبْنا رأْسَه لا يُرَنِّحُ قال المُعَبَّد ههنا الوَتِدُ قال شمر قيل للبعير إِذا هُنِئَ بالقَطِرانِ مُعَبَّدٌ لأَنه يتذلل لِشَهْوَتِه القَطِرانَ وغيره فلا يمتنع وقال أَبو عدنان سمعت الكلابيين يقولون بعير مُتَعَبِّدٌ ومُتَأَبِّدٌ إِذا امتنع على الناس صعوبة وصار كآبِدَةِ الوحش والمُعَبَّدُ المذلل والتعبد التذلل ويقال هو الذي يُترَك ولا يركب والتعبيد التذليل وبعيرٌ مُعَبَّدٌ مُذَلَّلٌ وطريق مُعَبَّد مسلوك مذلل وقيل هو الذي تَكْثُرُ فيه المختلفة قال الأَزهري والمعبَّد الطريق الموطوء في قوله وَظِيفاً وَظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ وأَنشد شمر وبَلَدٍ نائي الصُّوَى مُعَبَّدِ قَطَعْتُه بِذاتِ لَوْثٍ جَلْعَدِ قال أَنشدنيه أَبو عدنانَ وذكر أَن الكلابية أَنشدته وقالت المعبَّد الذي ليس فيه أَثر ولا علَم ولا ماء والمُعَبَّدة السفينة المُقَيَّرة قال بشر في سفينة ركبها مُعَبَّدَةُ السَّقائِفِ ذاتُ دُسْرٍ مُضَبَّرَةٌ جَوانِبُها رَداحُ قال أَبو عبيدة المُعَبَّدةُ المَطْلِيَّة بالشحم أَو الدهن أَو القار وقول بشر تَرى الطَّرَقَ المُعَبَّدَ مِن يَدَيها لِكَذَّانِ الإِكامِ به انْتِضالُ الطَّرَقُ اللِّينُ في اليَدَينِ وعنى بالمعبَّد الطرََق الذي لا يُبْس يحدث عنه ولا جُسُوءَ فكأَنه طريق مُعَبَّد قد سُهِّلَ وذُلِّلَ والتَّعْبِيدُ الاسْتِعْبَادُ وهو أَن يَتَّخِذَه عَبْداً وكذلك الاعْتِبادُ وفي الحديث ورجلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّراً والإِعبادُ مِثْلُه وكذلك التَّعَبُّد وقال تَعَبَّدَني نِمْرُ بن سَعْدٍ وقد أُرَى ونِمْرُ بن سَعْدٍ لي مُطيعٌ ومُهْطِعُ وعَبِدَ عليه عَبَداً وعَبَدَةً فهو عابِدٌ وعَبدٌ غَضِب وعدّاه الفرزدق بغير حرف فقال علام يَعْبَدُني قَوْمي وقد كَثُرَتْ فيهم أَباعِرُ ما شاؤوا وعُبِدانُ ؟ أَنشده يعقوب وقد تقدّمت رواية من روى يُعْبِدُني وقيل عَبِدَ عَبَداً فهو عَبِدٌ وعابِدٌ غَضِبَ وأَنِفَ والاسم العَبَدَةُ والعَبَدُ طول الغضب قال الفراء عَبِد عليه وأَحِنَ عليه وأَمِدَ وأَبِدَ أَي غَضِبَ وقال الغَنَوِيُّ العَبَدُ الحُزْن والوَجْدُ وقيل في قول الفرزدق أُولئِكَ قَوْمٌ إِنْ هَجَوني هَجَوتُهم وأَعْبَدُ أَن أَهْجُو كُلَيْباً بِدارِمِ أَعبَدُ أَي آنَفُ وقال ابن أَحمر يصف الغَوَّاص فأَرْسَلَ نَفْسَهُ عَبَداً عَلَيها وكان بنَفْسِه أَرِباً ضَنِينا قيل معنى قوله عَبَداً أَي أَنَفاً يقول أَنِفَ أَن تفوته الدُّرَّة وفي التنزيل قل إِن كان للرحمن ولدٌ فأَنا أَول العابدين ويُقْرأُ العَبِدينَ قال الليث العَبَدُ بالتحريك الأَنَفُ والغَضَبُ والحَمِيَّةُ من قَوْلٍ يُسْتَحْيا منه ويُسْتَنْكَف ومن قرأَ العَبِدِينَ فهو مَقْصُورٌ من عَبِدَ يَعْبَدُ فهو عَبِدٌ وقال الأَزهري هذه آية مشكلة وأَنا ذاكر أَقوال السلف فيها ثم أُتْبِعُها بالذي قال أَهل اللغة وأُخبر بأَصحها عندي أَما القول الذي قاله الليث في قراءَة العبدين فهو قول أَبي عبيدة على أَني ما علمت أَحداً قرأَ فأَنا أَول العَبِدين ولو قرئَ مقصوراً كان ما قاله أَبو عبيدة محتملاً وإِذ لم يقرأْ به قارئ مشهور لم نعبأْ به والقول الثاني ما روي عن ابن عيينة أَنه سئل عن هذه الآية فقال معناه إِن كان للرحمن ولد فأَنا أَوّل العابدين يقول فكما أَني لست أَول من عبد الله فكذلك ليس لله ولد وقال السدي قال الله لمحمد قل إِن كان على الشرط للرحمن ولد كما تقولون لكنت أَوّل من يطيعه ويعبده وقال الكلبي إِن كان ما كان وقال الحسن وقتادة إِن كان للرحمن ولد على معنى ما كان فأَنا أَوّل العابدين أَوّل من عبد الله من هذه الأُمة قال الكسائي قال بعضهم إِن كان أَي ما كان للرحمن فأَنا أَول العابدين أَي الآنفين رجل عابدٌ وعَبِدٌ وآنِف وأَنِفٌ أَي الغِضاب الآنفين من هذا القول وقال فأَنا أَول الجاحدين لما تقولون ويقال أَنا أَوَّل من تَعبَّده على الوحدانية مُخالَفَةً لكم وفي حديث عليّ رضي الله عنه وقيل له أَنت أَمرت بقتل عثمان أَو أَعَنْتَ على قتله فَعَبِدَ وضَمِدَ أَي غَضِبَ غَضَبَ أَنَفَةٍ عَبِدَ بالكسر يَعْبَدُ عَبَداً بالتحريك فهو عابِدٌ وعَبِدٌ وفي رواية أُخرى عن علي كرم الله وجهه أَنه قال عَبِدْتُ فصَمَتُّ أَي أَنِفْتُ فسَكَتُّ وقال ابن الأَنباري ما كان للرحمن ولد والوقف على الولد ثم يبتدئ فأَنا أَوّل العابدين له على أَنه ولد له والوقف على العابدين تامّ قال الأَزهري قد ذكرت الأَقوال وفيه قول أَحْسَنُ من جميع ما قالوا وأَسْوَغُ في اللغة وأَبْعَدُ من الاستكراه وأَسرع إِلى الفهم روي عن مجاهد فيه أَنه يقول إِن كان لله ولد في قولكم فأَنا أَوّل من عبد الله وحده وكذبكم بما تقولون قال الأَزهري وهذا واضح ومما يزيده وضوحاً أَن الله عز وجل قال لنبيِّه قل يا محمد للكفار إِن كان للرحمن ولد في زعمكم فأَنا أَوّل العابدين إِلهَ الخَلْق أَجمعين الذي لم يلد ولم يولد وأَوّل المُوَحِّدِين للرب الخاضعين المطيعين له وحده لأَن من عبد الله واعترف بأَنه معبوده وحده لا شريك له فقد دفع أَن يكون له ولد في دعواكم والله عز وجل واحد لا شريك له وهو معبودي الذي لا ولَدَ له ولا والِدَ قال الأَزهري وإِلى هذا ذهب إِبراهيم بن السريِّ وجماعة من ذوي المعرفة قال وهو الذي لا يجوز عندي غيره وتَعَبَّدَ كَعَبِدَ قال جرير يَرَى المُتَعَبَّدُونَ عليَّ دُوني حِياضَ المَوْتِ واللُّجَجَ الغِمارا وأَعْبَدُوا به اجتمعوا عليه يضربونه وأُعْبِدَ بِفُلانٍ ماتَتْ راحِلَتُه أَو اعْتَلَّت أَو ذهَبَتْ فانْقُطِعَ به وكذلك أُبْدِعَ به وعَبَّدَ الرجلُ أَسْرعَ وما عَبَدَك عَنِّي أَي ما حَبَسَك حكاه ابن الأَعرابي وعَبِدَ به لَزِمَه فلم يُفارِقْه عنه أَيضاً والعَبَدَةُ البَقاءُ يقال ليس لِثَوبِك عَبَدَةٌ أَي بَقاءٌ وقوّة عن اللحياني والعَبَدَةُ صَلاءَةُ الطيِّب ابن الأَعرابي العَبْدُ نَبات طَيِّبُ الرائحة وأَنشد حَرَّقَها العَبْدُ بِعُنْظُوانِ فاليَوْمُ منها يومُ أَرْوَنانِ قال والعَبْدُ تُكلَفُ به الإِبلُ لأَنه مَلْبَنَة مَسْمَنَةٌ وهو حارُّ المِزاجِ إِذا رَعَتْهُ الإِبِلُ عَطِشَتْ فطلَبَت الماء والعَبَدَةُ الناقة الشديدة قال معن بن أَوس تَرَى عَبَداتِهِنَّ يَعُدْنَ حُدْباً تُناوِلُهَا الفَلاةُ إِلى الفلاةِ وناقةٌ ذاتُ عَبَدَةٍ أَي ذاتُ قوَّةٍ شديدةٍ وسِمَنٍ وقال أَبو دُوادٍ الإِيادِيُّ إِن تَبْتَذِلْ تَبْتَذِلْ مِنْ جَنْدَلٍ خَرِسٍ صَلابَةً ذاتَ أَسْدارٍ لهَا عَبَدَه والدراهمُ العَبْدِيَّة كانت دراهمَ أَفضل من هذه الدراهم وأَكثر وزناً ويقال عَبِدَ فلان إِذا نَدِمَ على شيء يفوته يلوم نفسه على تقصير ما كان منه والمِعْبَدُ المِسْحاةُ ابن الأَعرابي المَعَابِدُ المَساحي والمُرورُ قال عَدِيّ بن زيد العِبَادِي إِذ يَحْرُثْنَه بالمَعَابِدِ
( * قوله « إذ يحرثنه إلخ » في شرح القاموس
وملك سليمان بن داود زلزلت ... دريدان إذ يحرثنه
بالمعابد )
وقال أَبو نصر المَعَابِدُ العَبيدُ وتَفَرَّقَ القومُ عَبادِيدَ وعَبابيدَ والعَباديدُ والعَبابيدُ الخيل المتفرقة في ذهابها ومجيئها ولا واحد له في ذلك كله ولا يقع إِلا في جماعة ولا يقال للواحد عبْدِيدٌ الفراء العباديدُ والشَّماطِيطُ لا يُفْرَد له واحدٌ وقال غيره ولا يُتكلم بهما في الإِقبال إِنما يتكلم بهما في التَّفَرُّق والذهاب الأَصمعيُّ يقال صاروا عَبادِيدَ وعَبابيدَ أَي مُتَفَرِّقِين وذهبوا عَباديدَ كذلك إِذا ذهبوا متفرقين ولا يقال أَقبلوا عَبادِيدَ قالوا والنسبة إِليهم عَبَادِيدِيُّ قال أَبو الحسن ذهَبَ إِلى أَنه لو كان له واحدٌ لَرُدَّ في النسب إِليه والعبادِيدُ الآكامُ والعَبادِيدُ الأَطرافُ البعيدة قال الشماخ والقَوْمُ آتَوْكَ بَهْزٌ دونَ إِخْوَتِهِم كالسَّيْلِ يَرْكَبُ أَطرافَ العَبَادِيدِ وبَهْزٌ حيٌّ من سُلَيمٍ قال هي الأَطرافُ البعيدة والأَشياء المتفَرِّقةُ قال الأَصمعي العَبابيدُ الطُّرُقُ المختلفة والتَّعْبيدُ من قولك ما عَبَّدَ أَن فعَلَ ذلك أَي ما لَبِثَ وما عَتَّمَ وما كَذَّبَ كُلُّه ما لَبِثَ ويقال انثَلَّ يَعْدُو وانْكَدَرَ يَعْدُو وعَبَّدَ يَعْدُو إِذا أَسْرَع بعضَ الإِسْراعِ والعَبْدُ واد معروف في جبال طيء وعَبُّودٌ اسم رجل ضُرِبَ به المَثَلُ فقيل نامَ نَوْمَةَ عَبُّودٍ وكان رجلاً تَماوَتَ على أَهله وقال انْدُبِيني لأَعلم كيف تَنْدبينني فندبته فمات على تلك الحال قال المفضل بن سلمة كان عَبُّودٌ عَبْداً أَسْوَدَ حَطَّاباً فَغَبَر في مُحْتَطَبِه أُسبوعاً لم ينم ثم انصرف وبقي أُسبوعاً نائماً فضرب به المثل وقيل نام نومةَ عَبُّودٍ وأَعْبُدٌ ومَعْبَدٌ وعُبَيْدَةُ وعَبَّادٌ وعَبْدٌ وعُبادَةُ وعابِدٌ وعُبَيْدٌ وعِبْدِيدٌ وعَبْدانُ وعُبَيْدانُ تصغيرُ عَبْدانَ وعَبِدَةُ وعَبَدَةُ أَسماءٌ ومنه علقمةُ بن عَبَدَة بالتحريك فإِما أَن يكون من العَبَدَةِ التي هي البَقاءُ وإِما أَن يكون سمي بالعَبَدَة التي هي صَلاءَةُ الطِّيبِ وعَبْدة بن الطَّبيب بالتسكين قال سيبويه النَّسب إِلى عَبْدِ القيس عَبْدِيٌّ وهو من القسم الذي أُضيف فيه إِلى الأَول لأَنهم لو قالوا قيسي لالتبس بالمضاف إِلى قَيْس عَيْلانَ ونحوه وربما قالوا عَبْقَسِيٌّ قال سويد بن أَبي كاهل وهْمْ صَلَبُوا العَبْدِيَّ في جِذْعِ نَخْلَةٍ فلا عَطَسَتْ شَيْبانُ إِلاَّ بِأَجْدَعَا قال ابن بري قوله بِأَجْدَعَا أَي بأَنْفٍ أَجْدَعَ فحَذَفَ الموصوف وأَقام صفته مكانه والعَبيدتانِ عَبيدَةُ بنُ معاوية وعَبيدَةُ بن عمرو وبنو عَبيدَة حيٌّ النسب إِليه عُبَدِيٌّ وهو من نادر معدول النسب والعُبَيْدُ مُصَغَّرٌ اسم فرس العباس بن مِرْداسٍ وقال أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيْ دِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ ؟ وعابِدٌ موضع وعَبُّودٌّ موضع أَو جبلُ وعُبَيْدانُ موضع وعُبَيْدانُ ماءٌ منقطع بأَرض اليمن لا يَقْرَبُه أَنِيسٌ ولا وَحْشٌ قال النابغة فهَلْ كنتُ إِلاَّ نائياً إِذْ دَعَوْتَني مُنادَى عُبَيْدانَ المُحَلاَّءِ باقِرُهْ وقيل عُبَيْدانُ في البيت رجل كان راعياً لرجل من عاد ثم أَحد بني سُوَيْدٍ وله خبر طويل قال الجوهري وعُبَيْدانُ اسم واد يقال إِن فيه حيَّة قد مَنَعَتْه فلا يُرْعَى ولا يؤتى قال النابغة لِيَهْنَأْ لكم أَنْ قد نَفَيْتُمْ بُيوتَنا مُنَدَّى عُبَيْدانَ المُحَلاَّءِ باقِرُهْ يقول نفيتم بيوتنا إِلى بُعْدٍ كبُعْدِ عُبَيْدانَ وقيل عبيدان هنا الفلاة وقال أَبو عمرو عبيدان اسم وادي الحية قال ابن بري صواب إِنشاده المُحَلِّئِ باقِرَه بكسر اللام من المُحَلِّئِ وفتح الراء من باقِرَه وأَوّل القصيدة أَلا أَبْلِغَا ذُبيانَ عَنِّي رسالة فقد أَصْبَحَتْ عن مَنْهَجِ الحَقِّ جائِرَهْ وقال قال ابن الكلبي عُبَيْدانُ راع لرجل من بني سُوَيْدِ بن عاد وكان آخر عاد فإِذا حضر عبيدان الماء سَقَى ماشيته أَوّل الناس وتأَخر الناس كلهم حتى يسقي فلا يزاحمه على الماء أَحد فلما أَدرك لقمان بن عاد واشتدّ أَمره أَغار على قوم عبيدان فقتل منهم حتى ذلوا فكان لقمان يورد إِبلهُ فَيَسْقِي ويَسْقِي عُبَيْدانُ ماشيته بعد أَن يَسْقِيَ لقمان فضربه الناس مثلاً والمُنَدَّى المَرْعَى يكون قريباً من الماء يكون فيه الحَمْضُ فإِذا شربت الإِبلُ أَوّل شربة نُخِّيَتْ إِلى المُنَدَّى لترعى فيه ثم تعاد إِلى الشرب فتشرب حتى تَرْوَى وذلك أَبقى للماءِ في أَجوافها والباقِرُ جماعة البَقَر والمُحَلِّئُ المانع الفرَّاء يقال صُكَّ به في أُمِّ عُبَيْدٍ وهي الفلاةُ وهي الرقَّاصَةُ قال وقلت للعتابي ما عُبَيْدٌ ؟ فقال ابن الفلاة وعُبَيْدٌ في قول الأَعشى لم تُعَطَّفْ على حُوارٍ ولم يَقْ طَعْ عُبَيْدٌ عُرُوقَهَا مِن خُمالِ اسم بَيْطارٍ وقوله عز وجل فادْخُلِي في عِبادي وادْخُلي جَنَّتي أَي في حِزْبي والعُبَدِيُّ منسوب إِلى بَطْنٍ من بني عَدِيِّ بن جَنابٍ من قُضاعَةَ يقال لهم بنو العُبَيْدِ كما قالوا في النسبة إِلى بني الهُذَيْل هُذَلِيٌّ وهم الذين عناهم الأَعشى بقوله بَنُو الشَّهْرِ الحَرامِ فَلَسْتَ منهم ولَسْتَ من الكِرامِ بَني العُبَيْدِ قال ابن بَرِّيٍّ سَبَبُ هذا الشعر أَن عَمْرو بنَ ثعلبةَ بنِ الحَرِث بنِ حضْرِ بنِ ضَمْضَم بن عَدِيِّ بن جنابٍ كان راجعاً من غَزاةٍ ومعه أُسارى وكان قد لقي الأَعشى فأَخذه في جملة الأُسارى ثم سار عمرو حتى نزل عند شُرَيْحِ بنِ حصْنِ بن عمران بن السَّمَوْأَل بن عادياء فأَحسن نزله فسأَل الأَعشى عن الذي أَنزله فقيل له هو شريح بن حِصْنٍ فقال والله لقد امْتَدَحْتُ أَباه السَّمَوْأَل وبيني وبينه خلَّةٌ فأَرسل الأَعشى إِلى شريح يخبره بما كان بينه وبين أَبيه ومضى شريح إِلى عمرو بن ثعلبة فقال إِني أُريد أَنْ تَهَبَنِي بعضَ أُساراكَ هؤلاء فقال خذ منهم مَنْ شِئتَ فقال أَعطني هذا الأَعمى فقال وما تصنع بهذا الزَّمِنِ ؟ خذ أْسيراً فِداؤُه مائةٌ أَو مائتان من الإِبل فقال ما أُريدُ إِلا هذا الأَعمى فإِني قد رحمته فوهبه له ثم إِنَّ الأَعشى هجا عمرو بن ثعلبة ببيتين وهما هذا البيت « بنو الشهر الحرام » وبعده ولا مِنْ رَهْطِ جَبَّارِ بنِ قُرْطٍ ولا مِن رَهْطِ حارثَةَ بنِ زَيْدِ فبلغ ذلك عمرو بن ثعلبة فأَنْفَذ إِلى شريح أَنْ رُدَّ عليَّ هِبَتي فقال له شريح ما إِلى ذلك سبيل فقال إِنه هجاني فقال شُرَيْحٌ لا يهجوك بعدها أَبداً فقال الأَعشى يمدح شريحاً شُرَيْحُ لا تَتْرُكَنِّي بعدما عَلِقَتْ حِبالَكَ اليومَ بعد القِدِّ أَظْفارِي يقول فيها كُنْ كالسَّمَوْأَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ به في جَحْفَلٍ كَسَوادِ الليلِ جَرَّارِ بالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِن تَيْماءَ مَنْزِلهُ حِصْنٌ حَصِينٌ وجارٌ غيرُ غدَّارِ خَيَّرَه خُطَّتَيْ خَسْفٍ فقال له مَهْمَا تَقُلْه فإِني سامِعٌ حارِي فقال ثُكْلٌ وغَدْرٌ أَنتَ بينهما فاخْتَرْ وما فيهما حَظٌّ لمُخْتارِ فَشَكَّ غيرَ طويلٍ ثم قال له أُقْتُلْ أَسِيرَكَ إِني مانِعٌ جاري وبهذا ضُرِبَ المثلُ في الوفاء بالسَّمَوْأَلِ فقيل أَوفى مِنَ السَّمَوْأَل وكان الحرث الأَعرج الغساني قد نزل على السموأَل وهو في حصنه وكان ولده خارج الحصن فأَسره الغساني وقال للسموأَل اختر إِمّا أَن تُعْطِيَني السِّلاحَ الذي أَوْدَعك إِياه امرُؤُ القيس وإِمّا أَن أَقتل ولدك فأَبى أَن يعطيه فقتل ولده والعَبْدانِ في بني قُشَيْرٍ عبد الله بن قشير وهو الأَعور وهو ابن لُبَيْنى وعبد الله بن سَلَمَةَ بن قُشَير وهو سَلَمَةُ الخير والعَبيدَتانِ عَبيدَةُ ابن معاويةَ بن قُشَيْر وعَبيدَةُ بن عمرو بن معاوية والعَبادِلَةُ عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبدالله بن عمرو بن العاص طرد الطَّرْدُ الشَّلُّ طَرَدَه يَطْرُدُه طَرْداً وطَرَداً وطَرَّده قال فأُقْسِمُ لولا أَنَّ حُدْباً تَتابَعَتْ عليَّ ولم أَبْرَحْ بِدَيْنٍ مُطَرَّدا حُدْباً يعني دَواهِيَ وكذلك اطَّرَدَه قال طريح أَمْسَتْ تُصَفِّقُها الجَنُوب وأَصْبَحَتْ زَرْقاءَ تَطَّرِدُ القَذَى بِحِباب والطَّرِيدُ المَطْرُودُ من الناس وفي المحكم المَطْرُود والأُنثى طَريدٌ وطَريدة وجمعهما مَعاً طَرائِدُ وناقة طَريدٌ بغير هاء طُرِدَتْ فَذُهِبَ بها كذلك وجمعها طَرائِدُ ويقال طَردْتُ فلاناً فَذَهَبَ ولا يقال فاطَّرَدَ قال الجوهري لا يُقالُ مِن هذا انْفَعَلَ ولا افْتَعَلَ إِلا في لغة رديئة والطَّرْدُ الإِبْعَادُ وكذلك الطَّرَدُ بالتحريك والرجل مَطْرُودٌ وطَريدٌ ومرَّ فُلانٌ يَطْرُدُهم أَي يَشُلُّهم ويَكْسَو هُمْ وطَرَدْتُ الإِبِلَ طَرْداً وطَرَداً أَي ضَمَمْتُها من نواحيها وأَطْرَدْتُها أَي أَمرتُ بِطَرْدِها وفلانٌ أَطْرَدَه السلطان إِذا أَمر بإِخْراجه عن بَلَده قال ابن السكيت أَطْرَدْتُه إِذا صَيَّرْتَه طريداً وطَرَدْتُه إِذا نَفَيْتَه عنك وقلتَ له اذهب عنا وفي حديث عمر رضي الله عنه أَطْرَدْنا المُعْتَرفِينَ يقال أَطْرَدَه السلطانُ وطَرَدَه أَخرجه عن بَلدِه وحَقِيقَتُه أَنه صيَّره طريداً وطَرَدْتُ الرجل طَرْداً إِذا أَبْعَدته وطَرَدْتُ القومَ إِذا أَتَيْتَ عليهم وجُزْتَهُم وفي حديث قيام الليل هو قُرْبَةٌ إِلى الله تعالى ومَطْرَدَةُ الداء عن الجَسَد أَي أَنها حالةٌ من شأْنها إِبْعادُ الداء أَو مكانٌ يَخْتَصُّ به ويُعْرَفُ وهي مَفْعَلة من الطَّرْدِ والطَّريدُ الرجل يُولَدُ بعدَ أَخيه فالثاني طَريدُ الأَول يقال هو طريدُه والليل والنهار طَريدان كلُّ واحد منهما طريد صاحبه قال الشاعر يُعيدانِ لي ما أَمضيا وهما معاً طَريدانِ لاَ يَسْتَلْهِيان قَرارِي وبَعِيرٌ مُطَّرِدٌ وهو المتتابع في سيره ولا يَكْبو قال أَبو النجم فَعُجْتُ مِنْ مُطَّرِدٍ مَهْديّ وطَرَدْتُ الرجل إِذا نَحَّيْتَهُ وأَطْرَدَ الرجلَ جعله طَريداً ونفاه ابن شميل أَطرَدْتُ الرجل جعلته طريداً لا يأْمن وطَرَدْتُه نَحَّيْتُه ثم يَأْمَنُ وطَرَدَتِ الكِلابُ الصَّيْدَ طَرْداً نَحَّتْه وأَرهَقَتْه قال سيبويه يقال طَرَدْتُه فذهب لا مضارع له من لفظه والطريدة ما طَرَدْتَ من صَيْدٍ وغيره طَرَّادٌ واسع يَطَّرِدُ فيه السَّرابُ ومكان طَرَّادٌ أَي واسعٌ وسَطْحُ طَرَّادٌ مستو واسع ومنه قول العجاج وكم قَطَعْنا من خِفافٍ حُمْسِ غُبْرِ الرِّعانِ ورِمالٍ دُهْسِ وصَحْصَحَانٍ قَذَفٍ كالتُّرْسِ وعْرٍ نُسامِيها بِسَيْرٍ وَهْسِ والوَعْسِ والطَّرَّادِ بَعْدَ الوَعْسِ قوله نُسامِيها أَي نُغالبها بسَيْرٍ وهْسٍ أَي ذي وَطْءٍ شديد يقال وهسه أَي وَطِئَه وَطْأً شديداً يَهِسُه وكذلك وعَسَه وخَرَج فلان يَطْرُد حمر الوحش والريح تَطْرُد الحصَى والجَوْلانَ على وجْه الأَرض وهو عَصْفُها وذَهابُها بِها والأَرضُ ذاتُ الآلِ تَطْرُد السَّرابَ طَرْداً قال ذو الرمة كأَنه والرَّهاءُ المَرْتُ يَطْرُدُه أَغراسُ أَزْهَر تحتَ الريح مَنْتوج واطَّرَدَ الشيءُ تَبِعَ بعضُه بعضاً وجرى واطَّرَدَ الأَمرُ استقامَ واطَّرَدَتِ الأَشياءُ إِذا تَبِعَ بعضُها بعضاً واطَّرَدَ الكلامُ إِذا تتابَع واطَّرَدَ الماءُ إِذا تتابَع سَيَلانُه قال قيس بن الخطيم أَتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرادِ المَذاهِبِ أَراد بالمَذاهب جلوداً مُذْهَبَةً بخطوط يرى بعضها في إِثر بعض فكأَنها مُتَتابعَة وقولُ الراعي يصف الإِبل واتِّباعَها مواضع القطر سيكفيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ كَجَنْدَلِ لُبْنَ تَطّرِدُ الصِّلالا أَي تَتَتابَعُ إِلى الارَضِين الممطورة لتشرب منها فهي تُسْرِعُ وتَسْتَمرُّ إِليها وحذَفَ فأَوْصَلَ الفعل وأَعْمَلَه والماءُ الطَّرِدُ الذي تَخُوضه الدوابُّ لأَنها تَطَّرِدُ فيه وتدفعه أَي تتتابع وفي حديث قتادة في الرجل يَتَوَضَّأُ بالماءِ الرَّمَلِ والماءِ الطَّرِدِ هو الذي تَخُوضه الدوابُّ ورَمْلٌ مُتَطارِد يَطْرُدُ بعضُه بعضاً ويتبعه قال كثير عزة ذَكَرتُ ابنَ ليْلى والسَّماحَةَ بعدَما جَرَى بينَنا مُورُ النَّقَا المُتطَارِد وجَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ سريعُ الجَرْيَة والأَنهارُ تطَّرِدُ أَي تَجْري وفي حديث الإِسراء وإِذا نَهْران يَطَّرِدان أَي يَجْرِيان وهما يَفْتَعِلان وأَمرٌ مُطَّردٌ مستقيم على جهته وفلان يَمْشي مَشْياً طِراداً أَي مستقيماً والمُطارَدَة في القتال أَن يَطْرُدَ بعضُهم بعضاً والفارس يَسْتَطْرِدُ لِيَحْمِلَ عليه قِرْنُه ثم يَكُرُّ عليه وذلك أَنه يَتَحَيَّزُ في اسْتِطْرادِه إِلى فئته وهو يَنْتَهِزُ الفُرْصة لمطاردته وقد اسْتَطْرَدَ له وذلك ضَرْب من المَكِيدَة وفي الحديث كنت أُطارِدُ حيَّةً أَي أَخْدَعُها لأَصِيدَها ومنه طِرادُ الصَّيْد ومُطارَدَة الأَقران والفُرْسان وطِرادُهم هو أَن يَحْمِلَ بعضهم على بعض في الحرب وغيرها يقال هم فرسان الطِّرادِ والمِطْرَدُ رُمْحٌ قصير تُطْعَنُ به حُمُر الوحش وقال ابن سيده المِطْرَد بالكسر رمح قصير يُطْرَد به وقيل يُطْرَد به الوحش والطِّرادُ الرمح القصير لأَن صاحبه يُطارِدُ به ابن سيده والمِطْرَدُ من الرمح ما بين الجُبَّةِ والعالية والطَّرِيدَةُ ما طَرَدْتَ من وحش ونحوه وفي حديث مجاهد إِذا كان عند اطِّراد الخيل وعند سَلِّ السيوف أَجزأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُهُ تكبيراً الاضْطِرادُ هو الطِّرادُ وهو افتِعالٌ من طِرادِ الخَيْل وهو عَدْوُها وتتابعها فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلية ضاداً والطَّريدة قَصَبَة فيها حُزَّة تُوضَع على المَغازِلِ والعُودِ والقِداح فَتُنْحَتُ عليها وتُبْرَى بها قال الشماخُ يصف قوساً أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها كما قَوَّمَت ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ أَبو الهيثم الطَّرِيدَةُ السَّفَن وهي قَصَبة تُجَوَّفُ ثم يُغْفَرُ منها مواضع فَيُتَّبَعُ بها جَذْب السَّهْم وقال أَبو حنيفة الطَّرِيدَة قِطْعَةُ عُودٍ صغيرة في هيئة المِيزابِ كأَنها نصف قَصَبة سَعَتُها بقدر ما يَلزمُ القَوْسَ أَو السَّهْمَ والطَّرِيدَةُ الخِرْقَة الطويلة من الحرير وفي حديث مُعاوية أَنه صَعِدَ المنبر وبيده طَرِيدَةٌ التفسير لابن الأَعرابي حكاه الهرويّ في الغريبين أَبو عمرو الجُبَّةُ الخِرْقَة المُدَوَّرَة وإِن كانت طويلة فهي الطَّرِيدَة ويقال للخِرْقَة التي تُبَلُّ ويُمْسَحُ بها التَّنُّورُ المِطْرَدَةُ والطَّرِيدَة وثَوْبٌ طَرائد عن اللحياني أَي خَلَقٌ ويوم طَرَّادٌ ومُطَرَّدٌ كاملٌ مُتَمَّم قال إِذا القَعُودُ كَرَّ فيها حَفَدَا يَوْماً جَديداً كُلَّه مُطَرَّدا ويقال مَرَّ بنا يومٌ طَرِيدٌ وطَرَّادٌ أَي طويلٌ ويومٌ مُطَرَّدٌ أَي طَرَّادٌ قال الجوهري وقول الشاعر يصف الفرس وكأَنَّ مُطَّرِدَ النَّسِيم إِذا جرى بَعْدَ الكَلالِ خَلِيَّتَا زُنْبُورِ يعني به الأَنْفَ والطَّرَدُ فِراخُ النحلِ والجمع طُرُود حكاه أَبو حنيفة والطَّرِيدَةُ أَصلُ العِذْق والطَّرِيدُ العُرْجُون والطَّرِيدَةُ بُحَيْرَةٌ من الأَرضِ قلِيلَة العَرْضِ إِنما هي طَريقَة والطَّرِيدَةُ شُقَّةٌ من الثَّوب شُقَّتْ طولاً والطَّرِيدَة الوَسيقَة من الإِبل يُغِيرُ عليها قومٌ فَيَطْرُدُونها وفي الصحاح وهو ما يُسْرَقُ من الإِبل والطَّرِيدَة الخُطَّة بين العَجْبِ والكاهِلِ قال أَبو خراش فَهَذَّبَ عنها ما يَلي البَطْنَ وانْتَحَى طَرِيدَةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ والطَّريدَةُ لُعْبَةُ الصِّبْيانِ صِبْيانِ الأَعراب يقال لها المَاسَّةُ والمَسَّةُ وليست بِثَبَت وقال الطِّرِمَّاح يَصِفُ جَواري أَدرَكْنَ فَتَرَفَّعْن عن لَعِب الصّغار والأَحداث قَضَتْ من عَيَافٍ والطَّريدَةِ حاجةً فهُنَّ إِلى لَهْوِ الحديث خُضُوعُ وأَطْرَدَ المُسابِقُ صاحِبَه قال له إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا وفي الحديثِ لا بأْسَ بالسِّباق ما لم تُطْرِدْه ويُطْرِدْك قال الإِطْرادُ أَن تقولَ إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا وإِن سَبَقْتُكَ فلي عليك كذا قال ابن بُزُرج يقال أَطْرِدْ أَخاك في سَبَقٍ أَو قِمارٍ أَو صِراعٍ فإِن ظَفِرَ كان قد قضى ما عليه وإِلا لَزِمَه الأَوَّلُ والآخِرُ ابن الأَعرابي أَطْرَدْنا الغَنَم وأَطْرَدْتُمْ أَي أَرْسَلْنا التُّيوس في الغنم قال الشافعي وينبغي للحاكم إِذا شَهِدَ الشهودُ لرجل على آخر أَن يُحْضِرَ الخَصْم ويَقْرأَ عليه ما شهدوا به عليه ويُنْسِخَه أَسماءَهم وأَنسابهم ويُطْرِدَه جَرْحَهم فإِن لم يأْتِ به حَكَمَ عليه قال أَبو منصور معنى قوله يُطْرِدَه جرحهم أَن يقول له قد عُدِّلَ هؤُلاءِ الشهودُ فإِن جئتَ بجرحهم وإِلا حَكَمْتُ عليك بما شهدوا به عليك قال وأَصله من الإِطْرادِ في السِّباق وهو أَن يقول أَحد المتسابقين لصاحبه إِن سبقْتني فلك عليّ كذا وإِن سَبَقْتُ فلي عليك كذا كأَنَّ الحاكم يقول له إِن جئت بجرح الشُّهودِ وإِلا حكمت عليك بشهادتهم وبنو طُرُودٍ بَطْن وقد سَمَّتْ طَرَّاداً ومُطَرِّداً

عبرد
غصن عُبَرِّدٌ مهتز ناعم لين وشحم عُبَرِّدٌ يرتج من رطوبته والعُبَرِّدَةُ
( * قوله « غصن عبرد » كذا في الأصل المعوّل عليه بهذا الضبط والذي في القاموس غصن عبرود وعبارد اه يعني كعصفور وعلابط وقوله وشحم عبرد كذا فيه أيضاً وفي القاموس وشحم عبرود إِذا كان يرتج اه يعني كعصفور وقوله « والعبردة إلخ » كذا فيه أَيضاً والذي في القاموس جارية عبرد كقنفذ وعلبط وعلبطة وعلابط بيضاء ناعمة ترتج من نعمتها وقوله وعشب عبرد كذا فيه أيضاً والذي في القاموس عشب عبرد اه يعني كقنفذ ) البيضاء من النساء الناعمة وجارية عُبَرِّدَةٌ ترتج من نعمتها وعشب عُبَرِّدٌ ورُطَبٌ عُبَرِّدٌ رقيق رديء

عتد
عَتُدَ الشيءُ عَتاداً فهو عَتِيدٌ جَسُمَ والعَتِيدَةُ وعاءُ الطِّيب ونحوهُ منه قال الأَزهري والعَتِيدَةُ طَبْلُ العَرائس أُعْتِدَتْ لِما تحتاج إِليه العَرُوسُ من طيب وأَداة وبَخُور ومُِشْط وغيره أُدخل فيها الهاء على مذهب الأَسماء وفي حديث أُم سليم فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَها هي كالصندوق الصغير الذي تترك فيه المرأَة ما يَعِزُّ عليها من متاعها وأَعْتَدَ الشيءَ أَعَدَّه قال الله عز وجل وأَعتدَت لهن مُتَّكَأً أَي هَيَّأَتْ وأَعَدَّت وحكى يعقوب أَن تاء أَعْتَدْتُه بدل من دال أَعْدَدْتُه يقال أَعْتَدْتُ الشيءَ وأَعْدَدْتُه فهو مُعْتَدٌ وعَتِيدٌ وقد عَتَّدَه تَعْتِيداً وفي التنزيل إِنا أَعْتَدْنا للظالمين ناراً وقال الشاعر أَعْتَدْتُ للغُرَماءِ كَلْباً ضارِياً عِنْدي وفَضْلَ هِراوَةٍ مِن أَزرَقِ وشيء عَتِيدٌ مُعَدٌّ حاضِرٌ وعَتُدَ الشيءُ عَتادَةً فهو عَتِيدٌ حاضر قال الليث ومن هناك سُمِّيَتِ العَتِيدَةُ التي فيها طِيبُ الرجل وأَدْهانُه وقوله عز وجل هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ في رفعها ثلاثة أوجه عند النحويين أَحدها أَنه على إِضمار التكرير كأَنه قال هذا ما لدي هذا عتيد ويجوز أَن ترفعه على أَنه خبر بعد خبر كما تقول هذا حلو حامض فيكون المعنى هذا شيء لديّ عتيد ويجوز أَن يكون بإِضمار هو كأَنه قال هذا ما لديّ هو عتيد يعني ما كتبه من عمله حاضر عندي وقال بعضهم قريب والعَتادُ العُدَّةُ والجمع أَعْتِدَةٌ وعُتُدٌ قال الليث والعتاد الشيء الذي تُعِدُّه لأَمْرٍ ما وتُهَيِّئُه له يقال أَخذ للأَمر عُدَّتَه وعَتادَه أَي أُهْبَتَه وآلته وفي حديث صفته عليه السلام لكل حالٍ عنده عَتادٌ أَي ما يَصْلُحُ لكلّ ما يقع من الأُمور ويقال إِنَّ العُدَّةَ إِنما هي العُتْدَةُ وأَعَدَّ يُعِدُّ إِنما هو أَعْتَدَ يُعْتِدُ ولكن أُدغمت التاء في الدال قال وأَنكر الآخرون فقالوا اشتقاق أَعَدَّ من عين ودالين لأَنهم يقولون أَعددناه فيظهرون الدالين وأَنشد أَعْدَدْتُ للحَرْبِ صارماً ذَكَراً مُجَرَّبَ الوقْع غيرَ ذي عَتَبِ ولم يقل أَعْتَدْتُ قال الأَزهري وجائز أَن يكون عَتَدَ بِناءً على حِدَةٍ وعَدَّ بناء مضاعفاً قال وهذا هو الأَصوب عندي وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم نَدَب الناسَ إِلى الصَّدقةِ فقيل له قد مَنَعَ خالدُ بنُ الوليدِ والعباسُ عَمُّ النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمّا خالد فإِنهم يَظْلِمون خالداً إِنَّ خالداً جَعَل رقيقَه وأَعْتُدَه حُبُساً في سبيل الله وأَما العباس فإِنها عليه ومثلُها معها الأَعْتُدُ جمع قلة للعَتاد وهو ما أَعدّه الرجل من السلاح والدواب وآلة الحرب للجهاد ويجمع على أَعْتِدَةٍ أَيضاً وفي رواية أَنه احْتَبَسَ أَدْراعَهُ وأَعْتادَه قال الدارقطني قال أَحمد بن حنبل قال علي بن حفص وأَعْتادَه وأَخطأَ فيه وصحَّف وإِنما هو أَعْتُدَه وجاء في رواية أَعْبُدَه بالباء الموحدة جمع قلة للعبد وفي معنى الحديث قولان أَحدهما انه كان قد طولب بالزكاة عن أَثمان الدروع والأَعْتُدِ على معنى أَنها كانت عنده للتجارة فأَخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أَنه لا زكاة عليه فيها وأَنه قد جعلها حُبساً في سبيل الله والثاني أَن يكون اعتذر لخالد ودافع عنه يقول إِذا كان خالد قد جعل أَدراعه وأَعتاده في سبيل الله تبرعاً وتقرباً إِلى الله وهو غير واجب عليه فكيف يستجيز منع الصدقة الواجبة عليه ؟ وفرس عَتَدٌ وعَتِدٌ بفتح التاء وكسرها شديد تامّ الخلق سريع الوثبة مُعَدٌّ للجَرْيِ ليس فيه اضطِرابٌ ولا رَخاوَةٌ وقيل هو العتيد الحاضر المُعَدُّ للركوب الذكر والأُنثى فيهما سواء قال الأَشْعَرُ الجُعْفِيُّ راحُوا بَصائِرُهُم على أَكتافِهِمْ وبَصِيرَتي يَعْدُو بها عَتَِدٌ وَأَى وقال سلامة بن جندل بِكُلِّ مُجَنَّب كالسِّيدِ نَهْدٍ وكلِّ طُوالَةٍ عَتَِدٍ نِزاقِ ومثله رجل سَبِطٌ وسَبَطٌ وشعَرٌ رَجِلٌ ورَجَلٌ وثَغْرٌ رَتِلٌ ورَتَلٌ أَي مُفَلَّج والعَتُودُ الجَدْيُ الذي استَكْرَشَ وقيل هو الذي بلغ السِّفادَ وقيل هو الذي أَجْذَعَ والعَتُودُ من أَولاد المَعَز ما رَعى وقَوِيَ وأَتى عليه حَوْل وفي حديث الأُضحية وقد بقي عندي عَتُودٌ وفي حديث عمر وذكَرَ سِياسَتَهُ فقال وَأَضُمُّ العَتُودَ أَي أَرُدُّه إِذا نَدَّ وشَرَدَ والجمع أَعْتِدَةٌ وعِدَّانٌ وأَصله عِتْدانٌ إِلا أَنه أُدغم وأَنشد أَبو زيد واذْكُرْ غُدانَةَ عِدّاناً مُزَنَّمَةً من الحَبَلَّقِ تُبْنى حَوْلها الصِّيَرُ وهو العَريضُ أَيضاً ابن الأَعرابي العَتادُ القَدَحُ وهو العَسْفُ والصَّحْنُ والعَتادُ العُسُّ من الأَثل عن أَبي حنيفة قال الجوهري وربما سَمَّوُا القَدَحَ الضَّخْم عَتاداً وأَنشد أَبو عمرو فكُلْ هَنِيّاً ثم لا تُزَمِّلِ وادْعُ هُديتَ بِعَتادٍ جُنْبُلِ قال شمر أَنشد ابن عدنان وذكر أَن أَعرابيّاً مِنْ بَلْعَنْبَرِ أَنشده هذه الأُرجوزة يا حمزُ هل شَبِعْتَ من هذا الخَبَطْ ؟
( * « الخبط » كذا بالأصل ) ؟ أَو أَنتَ في شَكٍّ فهذا مُنْتَفَدْ صَقْبٌ جَسِيمٌ وشَديدُ المُعْتَمَدْ يَعْلُو به كلُّ عَتُودٍ ذاتِ وَدْ عرُوقُها في البحر تَرْمي بالزَّبَدْ قال العَتُودُ السِّدْرَة أَو الطَّلْحَةُ وعَتائِد موضع وذهب سيبويه إِلى أَنه رباعي وعَتْيَدٌ وعِتْوَدٌ واد أَو موضع قال ابن جني عَتْيَدٌ مصنوع كَصَهْيَدٍ وعِتْوَدٌ دُوَيْبَّةٌ مثل بها سيبويه وفسرها السيرافي وَعَتْوَدٌ على بِناء جَهْورٍ
( * قوله « على بناء جهور » في المعجم لياقوت وقال العمراني عتود بفتح أوله واد قال ويروى بكسر العين قال ابن مقبل جلوساً به الشعب الطوال كأَنهم ) مَأْسَدَةٌ قال ابن مقبل جُلوساً به الشُّمُّ العِجافُ كأَنَّه أُسودٌ بِتَرْجٍ أَو أُسودٌ بَعَتْوَدا وعِتْوَدٌ اسم واد وليس في الكلام فِعْوَلٌ غيره وغير خِرْوَعٍ

عتبد
عُتابِدٌ موضع

عجد
العَجَدُ الغِرْبانُ الواحدة عَجَدَة قال صخر الغيّ يصف الخيل فَأَرْسَلُوهُنَّ يَهْتَلِكْنِ بهم شَطْرَ سَوامٍ كأَنها العَجَدُ والعُجْدُ الزَّبيبُ والعُجْدُ والعُنْجُدُ حَبُّ العِنَبِ وقيل حبُّ الزبيب وقيل هو أَرْدَؤُه وقيل هو ثَمَرٌ يشبهه وليس به

عجرد
العَجْرَدُ والعُجارِدُ ذَكَرُ الرجل وفي التهذيب الذكر من غير تخصيص وأَنشد شمر فَشامَ في وَمَّاحِ سَلْمى العَجْرَدا والمُعَجْرِدُ العُرْيانُ قال شمر هو بكسر الراء
( * قوله « هو بكسر الراء » في القاموس الفتح أيضاً ) وكأَنَّ اسم عَجْرَدٍ منه مأْخوذ وشجر عَجْرَدٌ ومُعَجْرِدٌ عارٍ من ورقه والعَجْرَدُ الخفيف السريع وعَجْرَدٌ اسم رجل من الحَرُوريَّة والعَجْرَدِيَّة من الحرورية ضَرْب ينسبون إِليه والعَجْرَدُ الغليظ الشديد وناقة عجرد منه ومنه سمي حَمَّادُ عَجْرَدٍ الجوهري العَجارِدَةُ صنف من الخوارج أَصحاب عبدالكريم بن العَجْرَدِ

عجلد
لَبَنٌ عُجَلِدٌ كَعُجَلِطٍ والعُجالِدُ والعُجَلِدُ اللَّبَنُ الخاثِرُ

عدد
العَدُّ إِحْصاءُ الشيءِ عَدَّه يَعُدُّه عَدّاً وتَعْداداً وعَدَّةً وعَدَّدَه والعَدَدُ في قوله تعالى وأَحْصَى كلَّ شيءٍ عَدَداً له معنيان يكون أَحصى كل شيء معدوداً فيكون نصبه على الحال يقال عددت الدراهم عدّاً وما عُدَّ فهو مَعْدود وعَدَد كما يقال نفضت ثمر الشجر نَفْضاً والمَنْفُوضُ نَفَضٌ ويكون معنى قوله أَحصى كل شيء عدداً أَي إِحصاء فأَقام عدداً مقام الإِحصاء لأَنه بمعناه والاسم العدد والعديد وفي حديث لقمان ولا نَعُدُّ فَضْلَه علينا أَي لا نُحْصِيه لكثرته وقيل لا نعتده علينا مِنَّةً له وفي الحديث أَن رجلاً سئل عن القيامة متى تكون فقال إِذا تكاملت العِدَّتان قيل هما عِدّةُ أَهل الجنة وعِدَّةُ أَهلِ النار أَي إِذا تكاملت عند الله برجوعهم إِليه قامت القيامة وحكى اللحياني عَدَّه مَعَدّاً وأَنشد لا تَعْدِلِيني بِظُرُبٍّ جَعْدِ كَزِّ القُصَيْرى مُقْرِفِ المَعَدِّ
( * قوله « لا تعدليني » بالدال المهملة ومثله في الصحاح وشرح القاموس أي لا تسوّيني وتقدم في ج ع د لا تعذليني بذال معجمة من العذل اللوم فاتبعنا المؤلف في المحلين وان كان الظاهر ما هنا )
قوله مقرف المعد أَي ما عُدَّ من آبائه قال ابن سيده وعندي أَن المَعَدَّ هنا الجَنْبُ لأَنه قد قال كز القصيرى والقصيرى عُضْو فمقابلة العضو بالعضو خير من مقابلته بالعِدَّة وقوله عز وجل ومَن كان مَريضاً أَو على سَفَرٍ فَعِدّة من أَيام أُخَر أَي فأَفطر فَعليه كذا فاكتفى بالمسبب الذي هو قوله فعدة من أَيام أُخر عن السبب الذي هو الإِفطار وحكى اللحياني أَيضاً عن العرب عددت الدراهم أَفراداً وَوِحاداً وأَعْدَدْت الدراهم أَفراداً ووِحاداً ثم قال لا أَدري أَمن العدد أَم من العدة فشكه في ذلك يدل على أَن أَعددت لغة في عددت ولا أَعرفها وقول أَبي ذؤيب رَدَدْنا إِلى مَوْلى بَنِيها فَأَصْبَحَتْ يُعَدُّ بها وَسْطَ النِّساءِ الأَرامِل إِنما أَراد تُعَدُّ فَعَدَّاه بالباء لأَنه في معنى احْتُسِبَ بها والعَدَدُ مقدار ما يُعَدُّ ومَبْلغُه والجمع أَعداد وكذلك العِدّةُ وقيل العِدّةُ مصدر كالعَدِّ والعِدّةُ أَيضاً الجماعة قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ تقول رأَيت عِدَّةَ رجالٍ وعِدَّةَ نساءٍ وأَنْفذْتُ عِدَّةَ كُتُبٍ أَي جماعة كتب والعديدُ الكثرة وهذه الدراهمُ عَديدُ هذه الدراهم أَي مِثْلُها في العِدّة جاؤوا به على هذا المثال لأَنه منصرفٌ إِلى جِنْسِ العَديل فهو من باب الكَمِيعِ والنَّزيعِ ابن الأَعرابي يقال هذا عِدادُه وعِدُّه ونِدُّهُ ونَديدُه وبِدُّه وبَديدُه وسِيُّهُ وزِنُه وزَنُه وحَيْدُه وحِيدُه وعَفْرُه وغَفْرُه ودَنُّه ( قوله « وزنه وزنه وعفره وغفره ودنه » كذا بالأصل مضبوطاً ولم نجدها بمعنى مثل فيما بأيدينا من كتب اللغة ما عدا شرح القاموس فإنه ناقل من نسخة اللسان التي بأيدينا ) أَي مِثْلُه وقِرْنُه والجمع الأَعْدادُ والأَبْدادُ والعَدائدُ النُّظَراءُ واحدُهم عَديدٌ ويقال ما أَكْثَرَ عَديدَ بني فلان وبنو فلان عَديدُ الحَصى والثَّرى إِذا كانوا لا يُحْصَوْن كثرة كما لا يُحْصى الحَصى والثَّرى أَي هم بعدد هذين الكثيرين وهم يَتَعادُّونَ ويَتَعَدَّدُونَ على عَدَدِ كذا أَي يزيدون عليه في العَدَد وقيل يَتَعَدَّدُونَ عليه يَزيدون عليه في العدد ويَتَعَادُّون إِذا اشتركوا فيما يُعادُّ به بعضهم بعضاً من المَكارِم وفي التنزيل واذكروا الله في أَيام معدوداتٍ وفي الحديث فَيَتعادُّ بنو الأُم كانوا مائةً فلا يجدون بَقِيَ منهم إِلا الرجل الواحِدَ أَي يَعُدُّ بعضُهم بعضاً وفي حديث أَنس إِن وَلدِي لَيَتعَادُّون مائة أَو يزيدون عليها قال وكذلك يَتَعدّدون والأَيام المعدودات أَيامُ التشريق وهي ثلاثة بعد يوم النحر وأَما الأَيام المعلوماتُ فعشر ذي الحِجة عُرِّفَتْ تلك بالتقليل لأَنها ثلاثة وعُرِّفَتْ هذه بالشُّهْرة لأَنها عشرة وإِنما قُلِّلَ بمعدودة لأَنها نقيض قولك لا تحصى كثرة ومنه وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ معدودة أَي قليلة قال الزجاج كل عدد قل أَو كثر فهو معدود ولكن معدودات أَدل على القِلَّة لأَن كل قليل يجمع بالأَلف والتاء نحو دُرَيْهِماتٍ وحَمَّاماتٍ وقد يجوز أَن تقع الأَلف والتاء للتكثير والعِدُّ الكَثْرَةُ يقال إِنهم لذو عِدٍّ وقِبْصٍ وفي الحديث يَخْرُجُ جَيْشٌ من المشرق آدَى شيءٍ وأَعَدُّه أَي أَكْثَرُه عِدَّةً وأَتَمُّه وأَشَدُّه استعداداً وعَدَدْتُ من الأَفعال المتعدية إِلى مفعولين بعد اعتقاد حذف الوسيط يقولون عددتك المالَ وعددت لك المال قال الفارسي عددتك وعددت لك ولم يذكر المال وعادَّهُم الشيءُ تَساهَموه بينهم فساواهم وهم يَتَعادُّون إِذا اشتركوا فيما يُعادُّ فيه بعضهم بعضاً من مكارِمَ أَو غير ذلك من الأَشياء كلها والعدائدُ المالُ المُقْتَسَمُ والمِيراثُ ابن الأَعرابي العَدِيدَةُ الحِصَّةُ والعِدادُ الحِصَصُ في قول لبيد تَطِيرُ عَدائدُ الأَشْراكِ شَفْعاً وَوِتْراً والزَّعامَةُ للغُلام يعني من يَعُدُّه في الميراث ويقال هو من عِدَّةِ المال وقد فسره ابن الأَعرابي فقال العَدائد المالُ والميراثُ والأَشْراكُ الشَّرِكةُ يعني ابن الأَعرابي بالشَّرِكة جمعَ شَريكٍ أَي يقتسمونها بينهم شَفْعاً وَوِتْراً سهمين سهمين وسهماً سهماً فيقول تذهب هذه الأَنصباء على الدهر وتبقى الرياسة للولد وقول أَبي عبيد العَدائدُ من يَعُدُّه في الميراث خطأٌ وقول أَبي دواد في صفة الفرس وطِمِرَّةٍ كَهِراوةِ الأَعْ زَابِ ليسَ لها عَدائدْ فسره ثعلب فقال شبهها بعصا المسافر لأَنها ملساء فكأَنّ العدائد هنا العُقَدُ وإِن كان هو لم يفسرها وقال الأَزهري معناه ليس لها نظائر وفي التهذيب العدائد الذين يُعادُّ بعضهم بعضاً في الميراث وفلانٌ عَدِيدُ بني فلان أَي يُعَدُّ فيهم وعَدَّه فاعْتَدَّ أَي صار معدوداً واعْتُدَّ به وعِدادُ فلان في بني فلان أَي أَنه يُعَدُّ معهم في ديوانهم ويُعَدُّ منهم في الديوان وفلان في عِدادِ أَهل الخير أَي يُعَدُّ منهم والعِدادُ والبِدادُ المناهَدَة يقال فلانٌ عِدُّ فلان وبِدُّه أَي قِرْنُه والجمع أَعْدادٌ وأَبْدادٌ والعَدِيدُ الذي يُعَدُّ من أَهلك وليس معهم قال ابن شميل يقال أَتيت فلاناً في يوم عِدادٍ أَي يوم جمعة أَو فطر أَو عيد والعرب تقول ما يأْتينا فلان إِلا عِدادَ القَمَرِ الثريا وإِلا قِرانَ القمرِ الثريا أَي ما يأْتينا في السنة إِلا مرة واحدة أَنشد أَبو الهيثم لأُسَيْدِ بنِ الحُلاحِل إِذا ما قارَنَ القَمَرُ الثُّرَيَّا لِثَالِثَةٍ فقد ذَهَبَ الشِّتاءُ قال أَبو الهيثم وإِنما يقارنُ القمرُ الثريا ليلةً ثالثةً من الهلال وذلك أَول الربيع وآخر الشتاء ويقال ما أَلقاه إِلا عِدَّة الثريا القمرَ وإِلا عِدادَ الثريا القمرَ وإِلا عدادَ الثريا من القمر أَي إِلا مَرَّةً في السنة وقيل في عِدَّةِ نزول القمر الثريا وقيل هي ليلة في كل شهر يلتقي فيها الثريا والقمر وفي الصحاح وذلك أَن القمر ينزل الثريا في كل شهر مرة قال ابن بري صوابه أَن يقول لأَن القمر يقارن الثريا في كل سنة مرة وذلك في خمسة أَيام من آذار وعلى ذلك قول أُسيد بن الحلاحل إِذا ما قارن القمر الثريا البيت وقال كثير فَدَعْ عَنْكَ سُعْدَى إِنما تُسْعِفُ النوى قِرانَ الثُّرَيَّا مَرَّةً ثمّ تَأْفُِلُ رأَيت بخط القاضي شمس الدين أَحمد بن خلكان هذا الذي استدركه الشيخ على الجوهري لا يرد عليه لأَنه قال إِن القمر ينزل الثريا في كل شهر مرة وهذا كلام صحيح لأَن القمر يقطع الفلك في كل شهر مرة ويكون كل ليلة في منزلة والثريا من جملة المنازل فيكون القمر فيها في الشهر مرة وما تعرض الجوهري للمقارنة حتى يقول الشيخ صوابه كذا وكذا ويقال فلان إِنما يأْتي أَهلَه العِدَّةَ وهي من العِدادِ أَي يأْتي أَهله في الشهر والشهرين ويقال به مرضٌ عِدادٌ وهو أَن يَدَعَه زماناً ثم يعاوده وقد عادَّه مُعادَّة وعِداداً وكذلك السليم والمجنون كأَنّ اشتقاقه من الحساب من قِبَل عدد الشهور والأَيام أَي أَن الوجع كأَنه يَعُدُّ ما يمضي من السنة فإِذا تمت عاود الملدوغَ والعِدادُ اهتياجُ وجع اللديغ وذلك إِذا تمت له سنة مذ يوم لُدِغَ هاج به الأَلم والعِدَدُ مقصور منه وقد جاء ذلك في ضرورة الشعر يقال عادّتُه اللسعة إِذا أَتته لِعِدادٍ وفي الحديث ما زالت أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعادُّني فهذا أَوانُ قَطَعَتْ أَبْهَري أَي تراجعني ويعاودني أَلَمُ سُمِّها في أَوقاتٍ معلومة قال الشاعر يُلاقي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَى كما يَلْقَى السَّلِيمُ مِنَ العِدادِ وقيل عِدادُ السليم أَن تَعُدَّ له سبعة أَيام فإِن مضت رَجَوْا له البُرْءَ وما لم تمض قيل هو في عِدادِه ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم تُعادُّني تُؤْذيني وتراجعني في أَوقاتٍ معلومة ويعاودني أَلمُ سمها كما قال النابغة في حية لدغت رجلاً تُطَلِّقُهُ حِيناً وحِيناً تُراجِعُ ويقال به عِدادٌ من أَلَمٍ أَي يعاوده في أَوقات معلومة وعِدادُ الحمى وقتها المعروفُ الذي لا يكادُ يُخْطِيئُه وعَمَّ بعضُهم بالعِدادِ فقال هو الشيءُ يأْتيك لوقته مثل الحُمَّى الغِبِّ والرِّبْعِ وكذلك السمّ الذي يَقْتُلُ لِوَقْتٍ وأَصله من العَدَدِ كما تقدم أَبو زيد يقال انقضت عِدَّةُ الرجل إِذا انقضى أَجَلُه وجَمْعُها العِدَدُ ومثله انقضت مُدَّتُه وجمعها المُدَدُ ابن الأَعرابي قال قالت امرأَة ورأَت رجلاً كانت عَهِدَتْه شابّاً جَلْداً أيَن شَبابُك وجَلَدُك ؟ فقال من طال أَمَدُه وكَثُر ولَدُه ورَقَّ عَدَدُه ذهب جَلَدُه قوله رق عدده أَي سِنُوه التي بِعَدِّها ذهب أَكْثَرُ سِنِّه وقَلَّ ما بقي فكان عنده رقيقاً وأَما قول الهُذَلِيِّ في العِدادِ هل أَنتِ عارِفَةُ العِدادِ فَتُقْصِرِي ؟ فمعناه هل تعرفين وقت وفاتي ؟ وقال ابن السكيت إِذا كان لأَهل الميت يوم أَو ليلة يُجْتَمع فيه للنياحة عليه فهو عِدادٌ لهم وعِدَّةُ المرأَة أَيام قُروئها وعِدَّتُها أَيضاً أَيام إِحدادها على بعلها وإِمساكها عن الزينة شهوراً كان أَو أَقراء أَو وضع حمل حملته من زوجها وقد اعتَدَّت المرأَة عِدَّتها من وفاة زوجها أَو طلاقه إِياها وجمعُ عِدَّتِها عِدَدٌ وأَصل ذلك كله من العَدِّ وقد انقضت عِدَّتُها وفي الحديث لم تكن للمطلقة عِدَّةٌ فأَنزل الله تعالى العِدَّة للطلاق وعِدَّةُ المرأَة المطلقة والمُتَوَفَّى زَوْجُها هي ما تَعُدُّه من أَيام أَقرائها أَو أَيام حملها أَو أَربعة أَشهر وعشر ليال وفي حديث النخعي إِذا دخلت عِدَّةٌ في عِدَّةٍ أَجزأَت إِحداهما يريد إِذا لزمت المرأَة عِدَّتان من رجل واحد في حال واحدة كفت إِحداهما عن الأُخرى كمن طلق امرأَته ثلاثاً ثم مات وهي في عدتها فإِنها تعتد أَقصى العدتين وخالفه غيره في هذا وكمن مات وزوجته حامل فوضعت قبل انقضاء عدة الوفاة فإِن عدتها تنقضي بالوضع عند الأَكثر وفي التنزيل فما لكم عليهن من عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها فأَما قراءة من قرأَ تَعْتَدُونَها فمن باب تظنيت وحذف الوسيط أَي تعتدون بها وإِعْدادُ الشيء واعتِدادُه واسْتِعْدادُه وتَعْدادُه إِحْضارُه قال ثعلب يقال اسْتَعْدَدْتُ للمسائل وتَعَدَّدْتُ واسم ذلك العُدَّة يقال كونوا على عُدَّة فأَما قراءةُ من قرأَ ولو أَرادوا الخروج لأَعَدُّوا له عُدَّهُ فعلى حذف علامة التأْنيث وإِقامة هاء الضمير مُقامها لأَنهما مشتركتان في أَنهما جزئيتان والعُدَّةُ ما أَعددته لحوادث الدهر من المال والسلاح يقال أَخذ للأَمر عُدَّتَه وعَتادَه بمعنىً قال الأَخفش ومنه قوله تعالى جمع مالاً وعَدَّدَه ويقال جعله ذا عَدَدٍ والعُدَّةُ ما أُعِدَّ لأَمر يحدث مثل الأُهْبَةِ يقال أَعْدَدْتُ للأَمر عُدَّتَه وأَعَدّه لأَمر كذا هيَّأَه له والاستعداد للأَمر التَّهَيُّؤُ له وأَما قوله تعالى وأَعْتَدَتْ لهُنَّ مُتَّكَأً فإِنه إِن كان كما ذهب إِليه قوم من أَنه غُيِّرَ بالإِبْدالِ كراهيةَ المثلين كما يُفَرُّ منها إِلى الإِدغام فهو من هذا الباب وإِن كان من العَتادِ فظاهر أَنه ليس منه ومذهب الفارسي أَنه على الإِبدال قال ابن دريد والعُدَّةُ من السلاح ما اعْتَدَدْتَه خص به السلاح لفظاً فلا أَدري أَخصه في المعنى أَم لا وفي الحديث أَن أَبيض بن حمال المازني قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فاسْتَقْطَعَهُ المِلْحَ الذي بِمَأْرِبَ فأَقطعه إِياه فلما ولى قال رجل يا رسول الله أَتدري ما أَقطعته ؟ إِنما أَقطعت له الماءَ العِدَّ قال فرَجَعه منه قال ابن المظفر العِدُّ موضع يتخذه الناس يجتمع فيه ماء كثير والجمع الأَعْدادُ ثم قال العِدُّ ما يُجْمَعُ ويُعَدُّ قال الأَزهري غلط الليث في تفسير العِدِّ ولم يعرفه قال الأَصمعي الماء العِدُّ الدائم الذي له مادة لا انقطاع لها مثل ماء العين وماء البئر وجمعُ العِدِّ أَعْدادٌ وفي الحديث نزلوا أَعْدادَ مياه الحُدَيْبِيَةِ أَي ذَوات المادة كالعيون والآبار قال ذو الرمة يذكر امرأَة حضرت ماء عِدّاً بَعْدَما نَشَّتْ مياهُ الغُدْرانِ في القَيْظِ فقال دَعَتْ مَيَّةَ الأَعْدادُ واسْتَبْدَلَتْ بِها خَناطِيلُ آجالٍ مِنَ العِينِ خُذَّلُ استبدلت بها يعني منازلها التي ظعنت عنها حاضرة أَعداد المياه فخالفتها إِليها الوحش وأَقامت في منازلها وهذا استعارة كما قال ولقدْ هَبَطْتُ الوَادِيَيْنِ وَوَادِياً يَدْعُو الأَنِيسَ بها الغَضِيضُ الأَبْكَمُ وقيل العِدُّ ماء الأَرض الغَزِيرُ وقيل العِدُّ ما نبع من الأَرض والكَرَعُ ما نزل من السماء وقيل العِدُّ الماءُ القديم الذي لا يَنْتَزِحُ قال الراعي في كلِّ غَبْراءَ مَخْشِيٍّ مَتالِفُها دَيْمُومَةٍ ما بها عِدٌّ ولا ثَمَدُ قال ابن بري صوابه خفض ديمومة لأَنه نعت لغبراء ويروى جَدَّاءَ بدل غبراء والجداء التي لا ماء بها وكذلك الديمومة والعِدُّ القديمة من الرَّكايا وهو من قولهم حَسَبٌ عِدٌّ قَديمٌ قال ابن دريد هو مشتق من العِدِّ الذي هو الماء القديم الذي لا ينتزح هذا الذي جرت العادة به في العبارة عنه وقال بعضُ المُتَحَذِّقِينَ حَسَبٌ عِدٌّ كثير تشبيهاً بالماء الكثير وهذا غير قوي وأَن يكون العِدُّ القَدِيمَ أَشْبَهُ قال الشاعر فَوَرَدَتْ عِدّاً من الأَعْدادِ أَقدَمَ مِنْ عادٍ وقَوْمِ عادِ وقال الحطيئة أَتتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لأْيٍ وإِنما أَتَتْهُمْ بها الأَحلامُ والحَسَبُ العِدُّ قال أَبو عدنان سأَلت أَبا عبيدة عن الماءِ العِدِّ فقال لي الماءُ العِدُّ بلغة تميم الكثير قال وهو بلغة بكر بن وائل الماءُ القليل قال بنو تميم يقولون الماءُ العِدُّ مثلُ كاظِمَةٍ جاهِلِيٌّ إِسلامِيٌّ لم ينزح قط وقالت لي الكُلابِيَّةُ الماءُ العِدُّ الرَّكِيُّ يقال أَمِنَ العِدِّ هذا أَمْ مِنْ ماءِ السماءِ ؟ وأَنشدتني وماءٍ لَيْسَ مِنْ عِدِّ الرَّكايا ولا جَلْبِ السماءِ قدِ اسْتَقَيْتُ وقالت ماءُ كلِّ رَكِيَّةٍ عِدٌّ قَلَّ أَو كَثُرَ وعِدَّانُ الشَّبابِ والمُلْكِ أَوّلُهما وأَفضلهما قال العجاج ولي على عِدَّانِ مُلْكٍ مُحْتَضَرْ والعِدَّانُ الزَّمانُ والعَهْدُ قال الفرزدق يخاطب مسكيناً الدارمي وكان قد رثى زياد بن أَبيه فقال أَمِسْكِينُ أَبْكَى اللَّهُ عَيْنَكَ إِنما جرى في ضَلالٍ دَمْعُها فَتَحَدَّرَا أَقولُ له لمَّا أَتاني نَعِيُّهُ به لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمَةِ أَعْفَرَا أَتَبْكِي امْرأً من آلِ مَيْسانَ كافِراً كَكِسرى على عِدَّانِه أَو كَقَيْصَرا ؟ قوله به لا بظبي يريد به الهَلَكَةُ فحذف المبتدأَ معناه أَوقع الله به الهلكة لا بمن يهمني أَمره قال وهو من العُدَّة كأَنه أُعِدَّ وهُيِّئَ وأَنا على عِدَّانِ ذلك أَي حينه وإِبَّانِه عن ابن الأَعرابي وكان ذلك على عَدَّانِ فلان وعِدَّانِه أَي على عهده وزمانه وأَورده الأَزهري في عَدَنَ أَيضاً وجئت على عِدَّانِ تَفْعَلُ ذلك وعَدَّان تَفْعَلُ ذلك أَي حينه ويقال كان ذلك في عِدَّانِ شبابه وعِدَّانِ مُلْكِه وهو أَفضله وأَكثره قال واشتقاقه من أَن ذلك كان مُهَيَّأً مُعَدّاً وعِدادُ القوس صوتها ورَنِينُها وهو صوت الوتر قال صخر الغيّ وسَمْحَةٍ مِنْ قِسِيِّ زارَةَ حَمْ راءَ هَتُوفٍ عِدادُها غَرِدُ والعُدُّ بَثرٌ يكون في الوجه عن ابن جني وقيل العُدُّ والعُدَّةُ البَثْرُ يخرج على وجوه المِلاح يقال قد اسْتَكْمَتَ العُدُّ فاقْبَحْه أَي ابْيَضَّ رأْسه من القَيْح فافْضَخْه حتى تَمْسَحَ عنه قَيْحَهُ قال والقَبْحُ بالباء الكَسْرُ ابن الأَعرابي العَدْعَدَةُ العَجَلَةُ وعَدْعَدَ في المشي وغيره عَدْعَدَةً أَسرع ويوم العِدادِ يوم العطاء قال عتبة بن الوعل وقائِلَةٍ يومَ العِدادِ لبعلها أَرى عُتْبَةَ بنَ الوَعْلِ بَعْدِي تَغَيَّرا قال والعِدادُ يومُ العَطاءِ والعِدادُ يومُ العَرْض وأَنشد شمر لجَهْم بنِ سَبَلٍ مِنَ البيضِ العَقَائِلِ لم يُقَصِّرْ بها الآباءُ في يَوْمِ العِدادِ قال شمر أَراد يومَ الفَخَارِ ومُعادَّة بعضِهم بعضاً ويقال بالرجل عِدادٌ أَي مَسٌّ من جنون وقيده الأَزهري فقال هو شِبهُ الجنونِ يأْخذُ الإِنسانَ في أَوقاتٍ مَعلومة أَبو زيد يقال للبغل إِذا زجرته عَدْعَدْ قال وعَدَسْ مثلُه والعَدْعَدةُ صوتُ القطا وكأَنه حكاية قال طرفة أَرى الموتَ أَعْدادَ النُّفُوسِ ولا أَرى بَعِيداً غَداً ما أَقْرَبَ اليومَ مِن غَدِ يقول لكل إِنسان مِيتَةٌ فإِذا ذهبت النفوس ذهبت مِيَتُهُم كلها وأَما العِدّانُ جمع العتُودِ فقد تقدّم في موضعه وفي المثل أَنْ تَسْمَع بالمُعَيدِيِّ خيرٌ من أَن تراه وهو تصغير مَعَدِّيٍّ مَنْسوب إِلى مَعَدّ وإِنما خففت الدال استثقالاً للجمع بين الشديدتين مع ياء التصغير يُضْرَب للرجُل الذي له صيتٌ وذِكْرٌ في الناس فإِذا رأَيته ازدريتَ مَرآتَه وقال ابن السكيت تسمع بالمعيدي لا أَنْ تراهُ وكأَن تأْويلَه تأْويل أَمرٍ كأَنه اسْمَعْ به ولا تَرَه والمَعَدَّانِ موضعُ دَفَّتَي السَّرْجِ ومَعَدٌّ أَبو العرب وهو مَعَدُّ بنُ عَدْنانَ وكان سيبويه يقول الميم من نفس الكلمة لقولهم تَمَعْدَدَ لِقِلَّة تَمَفْعَلَ في الكلام وقد خولِفَ فيه وتَمَعْدَدَ الرجلُ أَي تزَيَّا بِزيِّهم أَو انتسب إِليهم أَو تَصَبَّرَ على عَيْش مَعَدّ وقال عمر رضي الله عنه اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا قال أَبو عبيد فيه قولان يقال هو من الغِلَظِ ومنه قيل للغلام إِذا شبَّ وغلُظ قد تَمَعْدَدَ قال الراجز رَبَّيْتُه حتى إِذا تَمَعْدَدا ويقال تَمَعْدَدوا أَي تشبَّهوا بعَيْش مَعَدّ وكانوا أَهلَ قَشَفٍ وغِلَظ في المعاش يقول فكونوا مثلَهم ودعوا التَّنَعُّمَ وزِيَّ العَجم وهكذا هو في حديث آخر عليكم باللِّبْسَة المَعَدِّيَّة وفي الصحاح وأَما قول معن بن أَوس قِفَا إِنها أَمْسَت قِفاراً ومَن بها وإِن كان مِن ذي وُدِّنا قد تَمَعْدَدَا فإِنه يريد تباعد قال ابن بري صوابه أَن يذكر تمعدد في فصل مَعَدَ لأَن الميم أَصلية قال وكذا ذكر سيبويه قولَهم مَعَدٌّ فقال الميم أَصلية لقولهم تَمَعْدَدَ قال ولا يحمل على تمَفْعل مثل تَمَسْكنَ لقلَّته ونَزَارَتِه وتمعدد في بيت ابن أَوْس هو من قولهم مَعَدَ في الأَرض إِذا أَبعد في الذهاب وسنذكره في فصل مَعَدَ مُسْتَوْفًى وعليه قول الراجز أَخْشَى عليه طَيِّئاً وأَسَدَا وخارِبَيْنِ خَرَبَا فمَعَدَا أَي أَبْعَدَا في الذهاب ومعنى البيت أَنه يقول لصاحبيه قفا عليها لأَنها مَنْزِلُ أَحبابِنا وإِن كانت الآن خاليةً واسمُ كان مضمراً فيها يعود على مَن وقبل البيت قِفَا نَبْكِ في أَطْلال دارٍ تنَكَّرَتْ لَنا بَعْدَ عِرْفانٍ تُثابَا وتُحْمَدَا

عرد
عَرَدَ النابُ يَعْرُدُ عُرُوداً خرج كلُّه واشتدّ وانتصب وكذلك النباتُ وكلُّ شيءٍ مُنْتَصِبٍ شديدٍ عَرْدٌ قال العجاج وعُنُقاً عَرْداً ورأْساً مِرْأَساً قال الأَصمعي عَرْداً غليظاً مِرْأَساً مِصَكّاً للرؤوس وعَرَدَتْ أَنيابُ الجمل غَلُظَتْ واشتدَّت وعَرَدَ الشيءُ يَعْرُدُ عُرُوداً غلُظ والعُرُدُّ والعُرُنْدُ الشديدُ من كل شيء نونه بدل من الدال الفراء رُمْحٌ مِتَلٌّ ورمح عُرُدٌّ ووتَرٌ عُرُدٌّ بالضم والتشديد شديدٌ وأَنشد والقَوْسُ فيها وَتَرٌ عُرُدُّ مثِلُ جِران الفِيلِ أَو أَشَدُّ ويروى مثل ذراع البكر شَبَّه الوَتَرَ بذراع البعير في تَوَتُّرِه وورد هذا أَيضاً في خطبة الحجاج والقَوْسُ فيها وتَرٌ عُرُدٌّ العُرُدُّ بالضم والتشديد الشديد من كل شيء ويقال إِنه لَقَويٌّ شديد عُرُدٌّ وحكى سيبويه وَتَرٌ عُرُنْد أَي غليظ ونظيره من الكلام تُرُنْجٌ والعَرْدُ ذَكَر الإِنسان وقيل هو الذكر الصُّلْبُ الشديد وجمعه أَعْراد وقيل العَرْدُ الذكر إِذا انتشر واتْمَهَلَّ وصَلُبَ قال الليث العَرْدُ الشديد من كل شيء الصُّلْبُ المنتصبُ يقال إِنه لعَرْدُ مَغْرِزِ العُنُق قال العجاج عَرْدَ التَّراقِي حَشْوَراً مُعَقْرَبا وعَرَّدَ الرجلُ إِذا قَوِيَ جسمُه بعد المرض وعَرَدَتِ الشجرةُ تعردُ عُرُوداً ونَجَمَتْ نُجُوماً طَلَعَتْ وقيل اعْوَجَّتْ وقال أَبو حنيفة عَرَدَ النبتُ يَعْرُدُ عُرُوداً طَلَعَ وارتفع وقيل خَرَجَ عن نَعْمَتِه وغُضُوضَتِه فاشتدَّ قال ذو الرمة يُصَعِّدْن رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كأَنها زِجاجُ القَنا منها نَجِيمٌ وعارِدُ وفي النوادر عَرَدَ الشجرُ وأَعْرَدَ إِذا غَلُظَ وكَبُرَ والعارِدُ المُنْتَبِذُ وأَنشد ابن بري لأَبي محمد الفَقْعَسِي صَوَّى لها ذا كِدْنَةٍ جُلاعِدا لم يَرْعَ بالأَصْيافِ إِلا فارِدا تَرَى شُؤونَ رأْسِهِ العَوارِدَا مَضْبورَةً إِلى شَبَا حَدائِدَا أَي مُنْتَبِذَةً بعضُها من بعض قال ابن بري وهذا الرجز أَورده الجوهري ترى شؤون رأْسها والصواب شؤون رأْسه لأَنه يصف فحلاً ومعنى صَوَّى لها أَي اختار لها فحلاً والكِدْنَةُ الغِلَظُ والجُلاعِدُ الشديدُ الصلْبُ وعَرَّدَ الرجل عن قِرْنِه إِذا أَحْجَمَ ونَكَلَ والتَّعْرِيدُ الفِرارُ وقيل التَّعْرِيدُ سرعةُ الذهاب في الهزيمة قال الشاعر يذكر هزيمة أَبي نَعَامَة الحَرُورِيِّ لمَّا اسْتَباحُوا عَبْدَ رَبٍّ عَرَّدَتْ بأَبي نَعَامَةَ أُمُّ رَأْلٍ خَيْفَقُ وعَرِّدَ الرجلُ تَعْرِيداً أَي فَرَّ وعَرِدَ الرجلُ إِذا هَرَبَ وفي قصيد كعب ضَرْبٌ إِذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابيلُ أَي فَرُّوا وأَعْرَضُوا ويروى بالغين المعجمة من التَّغْرِيدِ التَّطْريب وعَرَّدَ السهمُ تعريداً إِذا نَفَذَ من الرَّمِية قال ساعدة فجَالَتْ وخَالَتْ أَنه لم يَقَعْ بها وقد خَلَّها قِدْحٌ صَويبٌ مُعَرِّدُ مُعَرِّدٌ أَي نافِذٌ وخَلَّها أَي دخل فيها وصويبٌ صائبٌ قاصِد وعَرَّدَ تَرَك القصدَ وانهزم قال لبيد فمَضَى وقَدَّمها وكانت عادةً منه إِذا هي عَرَّدَتْ إِقْدامُها أَنَّثَ الإِقدامَ لتعلقه بها كقوله مَشَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ أَعالِيهَا مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمِ وعَرَدَ الحَجَرَ يَعْرُدُهُ عَرْداً رماه رَمْياً بعيداً والعَرَّادَةُ شِبْهُ المَنْجَنِيقِ صغيرة والجمع العَرَّاداتُ والعَرادُ والعَرادَةُ حشيشٌ طيب الريح وقيل حَمْضٌ تأْكله الإِبل ومنابته الرمل وسهول الرمل وقال الراعي ووصف إِبله إِذا أَخلَفَتْ صَوْبَ الرَّبِيعِ وَصَالهَا عَرادٌ وحاذٌ أَلْبَسَا كلَّ أَحْرَعَا
( * قوله « وصالها » كذا رسم هنا بألف بين الصاد واللام وفي ح و ذ أَيضاً بالأصل المعول عليه ولعله وصى بالياء بمعنى اتصل )
وقيل هو من نَجِيل العَذاة واحدته عَرادَةٌ وبه سُمِّيَ الرجل قال الأَزهري رأَيتُ العَرادَةَ في البادية وهي صُلْبةُ العُود منتشرة الأَغصان لا رائحة لها قال والذي أَراد الليث العرادة فيما أَحْسَبُ وهي بَهارُ البَرِّ وعَرادٌ عَرِدٌ على المبالغة قال أَبو الهيثم تقول العرب قيل للضب وِرْداً وِرْداً فقال أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدَا لا يَشْتَهِي أَن يَرِدَا إِلاَّ عَراداً عَرِدَا وصِلِّياناً بَرِدَا وعَنْكَثاً مُلْتَبِدَا وإِنما أَراد عارداً وبارداً فحذف للضرورة والعَرادةُ شجرة صُلْبَةُ العُود وجمعها عَرادٌ وعَرادٌ نبتٌ صُلْبٌ منتصب وعَرَّدَ النجمُ إِذا مال للغروب بَعْدَما يُكَبِّدُ السماءَ قال ذو الرمة وهَمَّتِ الجَوْزَاءُ بالتَّعْريدِ ونِيقٌ مُعَرِّدٌ مرتفع طويل قال الفرزدق وإِني وإِيَّاكم ومَن في حِبالِكُمْ كَمَنْ حَبْلُه في رأْسِ نِيقٍ مُعَرِّدِ وقال شمر في قول الراعي بأَطْيَبَ مِنْ ثَوْبَيْنِ تَأْوي إِليهما سُعادُ إِذا نجْمُ السِّماكَيْنِ عَرَّدَا أَي ارتفع وقال أَيضاً فجاءَ بأَشْوَالٍ إِلى أَهلِ خُبَّةٍ طَرُوقاً وقد أَقْعَى سُهَيْلٌ فَعَرَّدا قال أَقعى ارتفع ثم لم يبرح ويقال عَرَّدَ فلان بحاجتنا إِذا لم يقضها والعَرادة الجَرادة الأُنثى والعَرِيدَ البعيدة يمانية وما زال ذلك عَرِيدَه أَي دَأْبَه وهِجِّيراهُ عن اللحياني وعَرادةُ اسم رجل قال جرير أَتاني عن عَرادةَ قَوْلُ سَوْءٍ فَلا وأَبي عَرادَةُ ما أَصابا عَرادَةُ مِن بَقِيَّةِ قومِ لوطٍ أَلا تَبّاً لما صَنَعوا تَبَابا والعَرادة اسم فرس من خيل الجاهلية قال كَلْحَبَةُ واسمه هُبَيرَةُ بن عبد مناف تُسائِلُني بَنُو جُشَمِ بنِ بكرٍ أَغَرَّاءُ العَرادةُ أَم بَهِيمُ ؟ كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ ولكن كلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به الأَدِيمُ والعَرّادةُ بتشديد الراء فَرَسُ أَبي دُوادٍ وفلان في عَرادة خَيرٍ أَي في حال خير والعَرَنْدَدُ الصُّلْبُ وهو ملحق بسفرجل

عربد
العِرْبِدُ الحيَّةُ الخفيفة عن ثعلب والعِرْبِدُّ والعِرْبَدُّ كلاهما حية تَنْفُخ ولا تؤْذِي مثال سِلْغَدّ ملحق بِجِرْدَ حْلٍ والمعروف أَنها الحيَّة الخبيثة لأَن ابن الأَعرابي قد أَنشد إِنِّي إِذا ما الأَمرُ كان جِدَّا ولم أَجِدْ مِنَ اقتِحامٍ بُدَّا لاقِي العِدى في حَيَّةٍ عِرْبَدَّا فكيف يصف نفسه بأَنه حية ينفخ العدى ولا يؤذيهم ؟ الأُفْعُوانُ يسمى العِرْبَدّ وهو الذكر من الأَفاعي ويقال بل هي حية حمراء خبيثة ومنه اشتقت عَرْبَدَةُ الشارب وأَنشد مُولَعَة بِخُلُقِ العِرْبَدِّ وقد قيل العربدُّ الشديد وأَنشد لقدْ غَضِبْنَ غَضَباً عِرْبَدَّا أَبو خيرة وابن شميل العربدّ الدال شديدة حية أَحمر أَرقشُ بِكُدْرة وسواد لا يزال ظاهراً عندنا وقلما يَظْلِمُ إِلا أَن يؤذى لا صغير ولا كبير ويقال للمُعَرْبِدِ عِرْبيدٌ كأَنه شبه بالحية والعِرْبيدُ والمُعَربِدُ السَّوَّار في السُّكْر منه ورجل عِرْبَدٌّ وعِرْبِيدٌ ومعربدٌ شِرِّير مُشارٌّ والعِرْبِدُ الأَرض الخَشِنَةُ الجوهري العَرْبَدَة سُوءُ الخُلُق ورجل معربد يؤْذي نديمه في سكره

عرجد
العُرْجُود أَصل العِذْقِ من التمر والعنب حتى يُقطفا الأَزهري العرجود ما يخرج من العنب أَوّل ما يخرج كالثآليل والعرجود العُرْجُون وهو من العنب عرجون صَغُر قال ابن الأَعرابي هو العُرْجُدُ والعُرْجُدُّ والعُرْجود لعُرْجون النخل

عرقد
العَرْقَدَة شدة فتل الحبل ونحوه من الأَشياء كلها

عزد
العَزْدُ والعَصْدُ الجماع عَزَدَها يَعْزِدُها عَزْداً جامعها

عسد
عَسَدَ الحبْلَ يَعْسِدُه عَسْداً أَحكم فتله والعَسْدُ لغة في العَزْد وهو الجماع كالأَسْد والأَزْد يقال عَسَدَ فلانٌ جاريتَه وعزَدَها وعَصَدَها إِذا جامعها وجمل عِسْوَدٌّ قوي شديد وكذلك الرجل والعِسْوَدَّةُ دُوَيبَّة بيضاء كأَنها شحمة يقال لها بنت النَّقا تكون في الرمل يشبه بها بَنانُ الجواري ويجمع عَساوِدَ وعِسْوَدّاتٍ قال ابن شميل العسودُّ بتشديد الدال العَضْرَفوطُ وقال الأَزهري بنت النقا غير العضرفوط لأَن بنت النقا تشبه السمكة والعَضْرفُوطُ من العِظاءِ ولها قوائم وقيل العِسْوَدَّة تشبه الحُكَأَة أَصغر منها وأَدق رأْساً سوداء غبراء وقيل العِسْوَدُّ دَسَّاسٌ يكون في الأَنقاء ابن الأَعرابي العسودّ والعربدّ الحية قال الأَزهري وقال بعضهم العَسْدُ هو البَبْر وأَنا لا أَعرفه وتفرَّق القومُ عُسادَياتٍ أَي في كل وجه

عسجد
العَسْجَدُ الذهب وقيل هو اسم جامع للجوهر كله من الدرّ والياقوت وقال ثعلب اختلف الناس في العسجد فروى أَبو نصر عن الأَصمعي في قوله إِذا اصْطَكّتْ بِضيقٍ حُجْرَتاها تلاقى العَسْجَدِيَّةُ واللَّطيمُ قال العسجدية منسوبة إِلى سوق يكون فيها العسجد وهو الذهب وروى ابن الأَعرابي عن المفضل أَنه قال العسجدية منسوبة إِلى فحل كريم يقال له عَسْجَد قال وأَنشده الأَصمعي بَنونَ وهَجْمَةٌ كأَشاءِ بُسٍّ تحلّي العَسْجَدِيَّة واللَّطِيمِ
( * قوله « بنون إلخ » بياقوت بدل المصراع الثاني ما نصه « صفايا كنة الابار كوم » فالظاهر أَن ما هنا عجز بيت آخر )
قال العسجد الذهب وكذلك العِقْيانُ والعَسْجَدية ركاب الملوك وهي إِبل كانت تزين للنعمان وقال أَبو عبيدة العسجدية ركاب الملوك التي تحمل الدِّقَّ الكثير الثمن ليس بجاف واللَّطيمةُ سوق فيها بَزُّ وطِيبٌ ويقال أَعظمُ لَطِيمَةٍ من مِسْك أَي قطعة وقال المازني في العسجدية قولان أَحدهما تلاقى أَولادُ عَسْجَدٍ وهو البعير الضخم ويقال الإِبل تَحْمِل العسجد وهو الذهب ويقال اللطيم الصغير من الإِبل سمي لطيماً لأَن العرب كانت تأْخذ الفصيل إِذا صار له وقت من سنه فتقبلُ به سهيلاً إِذا طلع ثم تَلْطِمُ خدَّه ويقال له اذهب لا تذق بعدها قطرة والعَسْجَدِيَّةُ العِيرُ التي تحمل الذهب والمال وقيل هي كبار الإِبل والعَسْجَدُ من فحول الإِبل معروف وهو العسجدي أَيضاً كأَنه من إِضافة الشيءِ إِلى نفسه قال النابغة فِيهمْ بَناتُ العَسْجَدِيّ ولاحِقٍ وُرْقاً مراكِلُها من المِضْمارِ الجوهري العسجدية في قول الأَعشى فالعَسْجَدِيَّةُ فالأَبْواءُ فالرِّجَلُ اسم موضع الأَزهري العسجدي اسم فرس لبني أَسَدٍ من نِتاج الدِّيناريّ بن الهُمَيْسِ بن زاد الركب الجوهري العسجد هو أَحد ما جاءَ من الرباعي بغير حرْف ذَوْلَقيٍّ والحروف الذَّوْلَقِيَّةُ ستة ثلاثة من طَرف اللسان وهي الراء واللام والنون وثلاثة شَفَهِيَّة وهي الباء والفاء والميم ولا نجد كلمة رباعية أَو خماسية إِلا وفيها حرف أَو حرفان من هذه الستة أَحرف إِلا ما جاءَ نحو عسجد وما أَشبهه

عسقد
العُسْقُد الرجلُ الطُّوالُ فيه لَوْثَةٌ عن الزجاجي الأَزهري العُسْقُدُ الطويلُ الأَحمقُ

عشد
عَشَدَه يَعْشِدُه عَشْداً جَمَعَه

عصد
العَصْدُ اللَّيُّ عَصَدَ الشيءَ يَعْصِدُه عَصْداً فهو مَعْصُود وعَصيدٌ لواه والعَصِيدَةُ منه والمِعْصَدُ ما تُعْصَدُ به قال الجوهري والعصيدَةُ التي تَعْصِدُها بالمسواط فَتُمِرُّها به فتنقلب ولا يَبْقَى في الإِناءِ منها شيء إِلا انقلب وفي حديث خَوْلَةَ فقَرَّبْتُ له عَصِيدَةً هو دقيق يُلَتُّ بالسمن ويطبخ يقال عَصَدْتُ العصيدة وأَعْصَدْتُها أَي اتخذتها وعَصَدَ البعير عنقه لواه نحو حارِكِه للموت يَعْصدُه عُصُوداً فهو عاصد وكذلك الرجل يقال عَصَدَ فلان
( * قوله « عصد فلان » في القاموس وكعلم ونصر عصوداً مات ) يَعْصُدُ عُصُوداً مات وأَنشد شمر على الرَّحْلِ ممَّا مَنَّه السيْرُ عاصِدُ وقال الليث العاصد ههنا الذي يَعْصِدُ العصِيدة أَي يديرها ويقلبها بالمِعْصَدَة شبَّه الناعسَ به لخفقان رأْسه قال ومن قال إِنه أَراد الميت بالعاصد فقد أَخطأَ وعَصَدَ السهم التوى في مَرٍّ ولم يَقْصِد الهَدَف وفي نوادر الأَعراب يومٌ عَطُودٌ
( * قوله « عطود » كذا في الأصل بهذا الضبط وفي شرح القاموس عن نوادر الأعراب عطرد براء مهملة مشددة بدل الواو الساكنة ) وعَطَوَّدٌ وعَصَوَّدٌ أَي طويل ورَكِبَ فلان عِصْوَدَّه أَي رأْيه وعِرْبَدَّهُ إِذا رَكِبَ رأْيَه والعَصْدُ والعَزْدُ النكاحُ لا فعل له وقال كراع عصَدَ الرجلُ المرأَة يَعْصِدُها عَصْداً وعزَدَها عَزْداً نكحها فجاءَ له بفعل وأَعْصِدْني عَصْداً من حمارك وعَزْداً على المضارعة أَي أَعِرْني إِياه لأُنْزِيَه على أَتاني عن اللحياني ورجل عَصِيدٌ مَعْصودٌ نعت سوء وعَصَدْتُه على الأَمر عَصْداً إِذا أَكرهته عليه وقد روى بعضهم لعنترة فهَلاَّ وفي الفَغْواءَ عَمْرُو بن جابِرٍ بِذِمَّتِهِ وابنُ اللَّقِيطَةِ عِصْيَدُ قال بعضهم عصيد بوزن حِذْيَم وهو المأْبون قال الأَزهري وقرأْت بخط أَبي الهيثم في شعر المتلمس يهجو عمرون بن هند فإِذا حَلَلْتُ ودُونَ بَيْتي غاوَةٌ فابْرُقْ بأَرضِك ما بدا لكَ وارْعُدِ أَبَنِي قِلابَة لم تكُنْ عاداتُكُم أَخْذَ الدَّنِيَّةِ قَبْلَ خُطَّةِ مِعْصَدِ قال أَبو عبيدة يعني عُصِدَ عمرو بن هِند من العَصْدِ والعَزْدِ يعني منكوحاً والعِصْوادُ والعُصْوادُ الجَلَبة والاختلاطُ في حرب أَو خصومة قال وتَرامى الأَبْطالُ بالنَّظَرِ الشَّزْ رِ وظَلَّ الكُماةُ في عِصْوادِ وتَعَصْوَدَ القومُ جَلَّبوا واختلطوا وعَصْوَدُوا عَصْوَدَةً منذ اليوم أَي صاحوا واقتتلوا الليث العِصْوادُ جَلَبة في بَلِيَّة وعَصَدَتْهُم العَصاويدُ أَصابتهم بذلك وعِصْوادُ الظلام اختلاطُه وتراكُبه وجاءَت الإِبلُ عَصاويدَ إِذا رَكِبَ بعضها بعضاً وكذلك عَصاويدُ الكلام والعصاويدُ العِطاشُ من الإِبل ورجل عِصْوادٌ عَسِر شديد وامرأَة عِصواد كثيرة الشر قال يا مَيُّ ذاتَ الطَّوْقِ والمِعْصادِ فدَتْكِ كلُّ رَعْبَلٍ عِصْوادِ نَافِيَةٍ للبَعْلِ والأَوْلادِ وقومٌ عَصاويدُ في الحرب يلازمون أَقرانهم ولا يفارقونهم وأَنشد لمَّا رَأَيْتُهُمُ لا دَرْءَ دُونَهُمُ يَدْعونَ لِحْيانَ في شُعْثٍ عَصاويدِ وقولهم وقعوا في عِصْوادٍ أَي في أَمر عظيم ويقال تركتهم في عِصْوادٍ وهو الشر من قَتْل أَو سِباب أَو صَخَب وهم في عِصْوادٍ بينهم يعني البلايا والخصومات ورجلٌ عِصْوادٌ مُتعِب وأَنشد وفي القَرَبِ العِصْوادُ للعِيسِ سائقُ

عصلد
العَصْلَدُ والعُصْلُودُ الصُّلْب الشديد

عضد
العَضُدُ والعَضْدُ والعُضُدُ والعُضْدُ والعَضِدُ من الإِنسان وغيره الساعدُ وهو ما بين المرفق إِلى الكتف والكلام الأَكثر العَضُدُ وحكى ثعلب العَضَد بفتح العين والضاد كلٌّ يذكر ويؤْنث قال أَبو زيد أَهل تِهامة يقولون العُضُد والعُجُزُ ويُذكرون قال اللحياني العضد مؤنثة لا غير وهما العَضُدانِ وجمعها أَعضادٌ لا يُكَسَّرُ على غير ذلك وفي حديث أُمّ زرع وملأَ من شَحْمٍ عَضُدَيَّ العضد ما بين الكَتِفِ والمِرْفَقِ ولم ترده خاصة ولكنها أَرادت الجسد كله فإِنه إِذا سَمِن العضد سمن سائر الجسد ومنه حديث أَبي قتادة والحمارِ الوحشي فناولْتُه العضدَ فأَكلها يريد كتفه وفي صفته صلى الله عليه وسلم كان أَبيض مُعَضَّداً هكذا رواه يحيى بن معين وهو المُوَثَّقُ الخَلْق والمحفوظ في الرواية مُقَصّداً واستعمل ساعدةُ بنُ جؤيَّةَ الأَعضاد للنحل فقال وكأَنَّ ما جَرَسَتْ على أَعضادِها حَيْثُ اسْتَقَلَّ بها الشرائعُ مَحْلَبُ شبه ما على سوقها من العسل بالمحلب ورجل
( * قوله « ورجل إلخ » في القاموس ورجل عضادي مثلثة إلخ ) عُضِاديٌّ عظيم العضد وأَعْضَدُ دَقيق العضد وعَضَدَه يَعْضِدُه عَضْداً أَصاب عَضُدَه وكذلك إِذا أَعَنْتَه وكنتَ له عضداً وعَضِدَ عَضَداً أَصابه داءٌ في عَضُدِه وعُضِدَ عَضْداً شكا عَضُدَه يطَّرد على هذا بابٌ في جميع الأَعضاءِ وأَعْضَدَ المطرُ وعَضَّدَ بلغ ثراه العَضُدَ وعَضُدٌ عَضِدَةٌ قصيرة ويَدٌ عَضِدَةٌ قصيرة العَضُد والعِضادُ من سِمات الإِبل وَسْمٌ في العضد عرضاً عن ابن حبيب من تذكرة أَبي عليّ وإِبِلٌ مُعَضَّدَةٌ موسومة في أَعضادها وناقةٌ عَضادٌ وهي التي لا تَرِدُ النَّضيحَ حتى يَخْلو لهَا تَنْصرِمُ عن الإِبل ويقال لها القَذُورُ والعِضادُ والمِعْضَدُ ما شُدَّ في العَضُدِ من الحِرْزِ وقيل المِعْضَدَةُ والمِعْضَد الدُّمْلُجُ لأَنه على العضد يكون حكاه اللحياني والجمع مَعاضِدُ واعْتَضَدْتُ الشيء جعلته في عضدي والمِعْضَدَةُ أَيضاً التي يشدّها المسافرُ على عضده ويجعل فيها نفقته عنه أَيضاً وثوب مُعَضَّدٌ مخطط على شكل العضد وقال اللحياني هو الذي وَشْيُه في جوانبه والمُعَضَّدُ الثوب الذي له عَلَم في موضع العضد من لابسه قال زهير يصف بقرة فجالَتْ على وحْشِيِّها وكأَنَّها مُسَرْبَلَةٌ من رازِقِيٍّ مُعَضَّدِ والعَضُدُ القوة لأَن الإِنسان إِنما يَقْوى بعضده فسميت القوّة به وفي التنزيل سَنَشُدُّ عضدك بأَخيك قال الزجاج أَي سنعينك بأَخيك قال ولفظ العضد على جهة المثل لأَن اليد قِوامُها عَضُدُها وكل مُعين فهو عَضُدٌ والعَضُدُ المُعين على المثل بالعضد من الأَعضاءِ وفي التنزيل وما كنتَ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُداً أَي أَعضاداً وإِنما أَفرد لتعتدل رؤوس الآي بالإِفراد وما كنتَ متخذ المضلين عضداً أَي ما كنت يا محمد لتتخذ المضلين أَنصاراً وعَضُدُ الرجلِ أَنصاره وأَعوانه والعرب تقول فلانٌ يَفُتُّ في عضد فلان ويقدح في ساقه فالعضد أَهل بيته وساقه نفسه والاعْتِضادُ التَّقَوِّي والاستعانة وفلان يَعْضُدُ فلاناً أَي يُعِنيه ويقال فلان عَضُدُ فلانٍ وعِضادَتُه ومُعاضِدُه إِذا كان يعاونه ويرافقه وقال لبيد أَوْ مِسْحَل سَنِق عِضادَة سَمْحَجٍ بِسَراتها نَدَبٌ له وكُلومُ واعتضدت بفلان استعنت وعَضَدَه يَعْضُدُه عَضْداً وعاضَدَه أَعانه وعاضدني فلان على فلان أَي عاونني والمُعاضدَة المُعاونة وعَضُدُ البِناء وغيره وعَضَدُه وأَعْضاده ما شُدَّ من حواليه كالصفائح المنصوبة حول شَفِير الحوض وعَضُدُ الحوض من إِزائها إِلى مُؤَخّره وإِزاؤُه مَصَبُّ الماء فيه وقيل عضده جانباه عن ابن الأَعرابي والجمع أَعضاد قال لبيد يصف الحوض الذي طال عهده بالواردة راسِخُ الدِّمْنِ على أَعْضادِه ثَلَمَتْه كلُّ رِيحٍ وسَبَلْ وعُضود قال الراجز فَارْفَتَّ عُقْرُ الحَوْضِ والعُضودُ مِنْ عَكَراتٍ وَطْو ها وئِيدُ وعَضُدُ الركائبِ ما حواليها وعَضَدَ الركائبَ يَعْضُدُها عَضْداً أَتاها من قبَلِ أَعْضادِها فضمَّ بعضها إِلى بعض أَنشد ابن الأَعرابي إِذا مَشى لم يَعْضُدِ الرَّكائبا والعاضِدُ الذي يمشي إِلى جانب دابة عن يمينه أَو يساره وتقول هو يَعْضُدُها يكون مرة عن يمينها ومرة عن يسارها لا يفارقها وقد عَضَدَ يَعْضُدُ عُضُوداً والبعيرُ معضود قال الراجز ساقَتُها أَربعةٌ بالأَشْطانْ يَعْضُدُها اثْنانِ ويَتْلوها اثنانْ يقال اعْضُدْ بَعِيرَك ولا تَتْلُه وعَضَدَ البعيرُ البعيرَ إِذا أَخذ بِعَضُدِه فَصَرَعَه وضَبَعَه إِذا أَخذ بِضَبْعَيْهِ والعاضِدُ الجمل يأْخُذُ عَضُدَ الناقة فَيَتَنَوَّخُها وحِمارٌ عَضِدٌ وعاضِدٌ إِذا ضَمَّ الأُتنَ من جوانبها وعَضُدُ الطريقِ وعِضادَتُه ناحيته وعَضُدُ الإِبْطِ وعَضَدُه ناحيته وقيل كلُّ ناحية عَضُدٌ وعَضَدٌ وأَعْضادُ البيت نواحِيه ويقال إِذا نَخَرَتِ الرِّيحُ من هذه العَضُدِ أَتاك الغيثُ يعني ناحيةَ اليمن وعضُدُ الرَّحْلِ خشبتان تَلزقان بواسطته وقيل بأَسفل واسطته وعضَدَ القَتَبُ البعيرَ عَضْداً عَضَّه فَعَقَرَه قال ذو الرمة وهُنَّ على عَضْدِ الرِّحالِ صَوابِرُ وعَضَدَتْها الرِّحالُ إِذا أَلَحَّتْ عليها أَبو زيد يقال لأَعْلى ظَلِفَتَي الرَّحْلِ مما يَلي العَراقي العَضُدان الواسِط والمُؤخَّرَةِ وعَضُدُ النعل وعِضادَتاها اللتان تقعان على القدم وعِضادتا البابِ والإِبْزيمِ ناحيتاه وما كان نحو ذلك فهو العِضادة وعِضادَتا الباب الخشبتان المنصوبتان عن يمين الداخل منه وشماله والعِضادتان العُودان اللذان في النِّير الذي يكون على عنق ثور العجلة والواسِطُ الذي يكون وسط النير والعاضِدان سَطْران من النخل على فَلَج والعَضُدُ من النخل الطريقة منه وفي الحديث أَنّ سَمُرة كانت له عَضُدٌ من نخل في حائط رجل من الأَنصار حكاه الهرويّ في الغريبين أَراد طريقة من النخل وقيل إِنما هو عَضِيدٌ من النخل ورجل عَضُدٌ وعَضِدٌ وعَضْدٌ الأَخيرة عن كراع وامرأَة عَضادٌ
( * قوله « وامرأة عضاد » في القاموس والعضاد كسحاب القصير من الرجال والنساء والغليظة العضد ) قصيرة قال الهذلي ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِه جَيْدَرِيَّةٌ عَضادٌ ولا مَكْنوزَةُ اللحمِ ضَمْزَرُ الضمزرُ الغليظة اللئيمة قال المؤرّخ ويقال للرجل القصير عَضادٌ وعضَدَ الشجرَ يَعْضِدُه بالكسر عَضْداً فهو مَعْضود وعَضِيدٌ واسْتَعْضَدَه قطعه بالمِعْضَد الأَخيرة عن الهرويّ قال ومنه حديث طهفة ونَسْتَعْضِدُ البَريرَ أَي نقطعه ونَجْنِيه من شجره للأَكل والعَضَدُ ما عُضِدَ من الشجر أَو قطع بمنزلة المعضود قال عبد مناف بن ربع الهُذَلي الطَّعْنُ شَغْشَغَةٌ والضَّرْبُ هَيْقَعَةٌ ضَرْبَ المُعَوِّلِ تحتَ الدِّيمَةِ العَضَدَا الشغشغة صوت الطَّعْن والهيقعة صوت الضرب بالسيف والمُعَوِّلُ الذي يبني العالَةَ وهي ظُلَّةٌ من الشجر يُسْتَظَلُّ بها من المطر وفي حديث تحريم المدينة نهى أَن يُعْضَدَ شجرُها أَي يقطع وفي الحديث لوَدِدْتُ أَني شجرةٌ تُعْضَد وفي حديث ظبيان وكان بنو عمرو بن خالد من جَذيمَةَ يخبِطون عَضِيدَها ويأْكلون حَصِيدَها العَضِيدُ والعَضَدُ ما قُطِع من الشجر أَي يضربونه ليسقط ورقه فيتخذوه عَلَفاً لإِبلهم وعَضَدَ الشجرَ نَثَر ورَقَها لإِبله عن ثعلب واسم ذلك الورَقِ العَضَدُ والمِعْضَدُ والمِعْضادُ من السيوف المُمْتَهَنُ في قطع الشجر أَنشد ثعلب سَيْفاً بِرِنْداً لم يكن مِعْضاداً قال والمِعْضادُ سيف يكون مع القصّابين تقطع به العظام والمعضاد مثل المِنْجل ليس لها أُشُرٌ
( * قوله « أشر » كشطب وشطب بفتح الشين وضمها كما في الصحاح والقاموس وقوله نصابها كذا فيه وفي شرح القاموس ولعله نصالها باللام لا بالباء )
يُرْبَط نِصابُها إِلى عصا أَو قناة ثم يَقْصِمُ الراعي بها على غنمه أَو إِبله فُروعَ غُصونِ الشجر قال كأَنما تُنْحي على القَتادِ والشَّوْكِ حَدَّ الْفَأْسِ والمِعْضادِ وقال أَبو حنيفة كل ما عُضِد به الشجر فهو مِعْضَد قال وقال أَعرابي المِعْضَدُ عندنا حديدة ثقيلة في هيئة المِنْجل يقطع بها الشجر والعَضِيدُ النخلة التي لها جِذْعٌ يَتناولُ منه المتناول وجمعه عِضْدانٌ قال الأَصمعي إِذا صار للنخلة جذع يتناول منه المتناول فتلك النخلة العَضِيدُ فإِذا فأَتت اليد فهي جَبَّارَةٌ والعَواضِدُ ما ينبت من النخل على جانبي النهر وبُسْرَةٌ مُعَضِّدة بكسر الضاد بدا الترطيب في أَحد جانبيها وقال النضر أَعضادُ المزارع حدودها يعني الحدود التي تكون فيما بين الجار والجار كالجُدْران في الأَرضين والعضد بالتحريك داء يأْخذ الإِبل في أَعضادها فَتُبَطُّ تقول منه عَضِدَ البعير بالكسر قال النابغة شَكَّ الفَريصَةَ بالمِدْرى فَأَنْفَذَها شَكَّ المُبَيْطِر إِذ يَشفِي من العَضَدِ واليَعْضِيدُ بقلة وهو الطَّرْخَشْقوق وفي التهذيب التَّرْخَجْقوق قال ابن سيده واليعضيد بقلة زهرها أَشد صفرة من الوَرْس وقيل هي من الشجر وقيل هي بقلة من بقول الربيع فيها مَرارة وقال أَبو حنيفة اليعضيد بقلة من الأَحرار مرة لها زهرة صفراء تشتهيها الإِبل والغنم والخيل أَيضاً تُعْجِبُ بها وتُخْصِبُ عليها قال النابغة ووصف خيلاً يَتَحَلَّبُ اليَعْضِيدُ من أَشْداقِها صُفْراً مَناخِرُها من الجَرْجارِ

عطد
العَطْدُ الشدّة والعَطَوَّدُ الشديد الشاقُّ من كل شيء وسَفَرٌ عَطَوَّدٌ شاق شديد وقيل بعيد قال فقد لَقِينا سَفَراً عَطَوَّدا يَتْرُكُ ذا اللَّوْنِ البَصيصِ أَسْودا والعَطَوَّدُ الانطلاقُ السريع قال إِليك أَشْكُو عَنَقاً عَطَوَّدا وقد حكي كل ذلك بالراء مكان الواو وسنذكره في الرباعي ويومٌ عَطَوَّدٌ تامّ قال الأَزهري وذهب يوماً عطوَّداً أَي يوماً أَجمعَ وأَنشد أَتْمٌ أُدِيمَ يومَها عَطَوّدا مِثْلَ سُرى لَيْلَتِها أَو أَبْعَدا والعَطَوَّدُ الطويلُ والعطوّد المرتفع وجبل عَطَوَّدٌ وعَطَرَّدٌ وعَصَوَّدٌ أَي طويل وقال ابن شميل هذا طريق عَطَوَّدٌ ايي بيّن يَذْهَبُ فيه حيثما شاء

عطرد
ناقة عَطَرَّدَةٌ مرتفعة ورجل عَطَرَّد بتشديد الراء طويل وسير عَطَرَّد كعطوَّد ويوم عطرَّدٌ وعطوَّدٌ طويل وطريق عطرَّد ممتدّ طويل وشأْوٌ عَطَرَّدٌ ويقال عَطْرِدْ لنا عندك هذا يا فلان أَي صَيِّره لنا عندك كالعِدَة واجعله لنا عُطْروداً مِثْلُه قال ومنه اسم عُطارِدٍ وعُطارِدٌ كوكب لا يفارق الشمس قال الأَزهري وهو كوكبُ الكتاب وقال الجوهري هو نجم من الخُنَّسِ وعُطارِدٌ حَيٌّ من سَعْد وقيل عُطارِدٌ بطنٌ من تَميمٍ رَهْطُ أَبي رَجاءٍ العُطاردي

عطود
العَطَوَّدُ السير السريع قال وهو ملحق بالخماسي بتشديد الواو قال الراجز إِليك أَشكُو عَنَقاً عَطَوَّدا ويوم عَطَرَّد وعَطَوَّدٌ طويل

عفد
عَفَدَ يَعْفِد عَفْداً وعَفَداناً طَفَرَ يمانية وقيل هو إِذا صف رجليه فوثب من غير عَدْو والعَفْد طائر يشبه الحَمام وقيل هو الحمام بعينه والجمع عُفْدانٌ أَبو عمرو الاعْتِفادُ أَن يُغْلِقَ الرجل بابَهُ على نفسه فلا يسأَل أَحداً حتى يموت جوعاً وأَنشد وقائلةٍ ذَا زَمانُ اعْتِفادِ ومَن ذاكَ يَبْقى على الاعْتِفاد ؟ وقد اعْتَفَدَ يَعْتَفِدُ اعتِفاداً قال محمد بن أَنس كانوا إِذا اشتدّ بهم الجوع وخافوا أَن يموتوا أَغْلَقوا عليهم باباً وجعلوا حظيرة من شجرة يدخلون فيها ليموتوا جوعاً قال ولقي رجل جارية تبكي فقال لها مالك ؟ قالت نريد أَن نعتفد قال وقال النظار بن هاشم الأَسدي صاحَ بِهِم على اعتِفادٍ زَمانْ مُعْتَفَدٌ قَطَّاعُ بَيْنِ الأَقْرانْ قال شمر ووجدته في كتاب ابن بُزُرْج اعْتَقَدَ الرجلُ بالقاف وآطَمَ وذلك أَن يُغْلق عليه باباً إِذا احتاج حتى يموت

عقد
العَقْد نقيض الحَلِّ عَقَدَه يَعْقِدُه عَقْداً وتَعْقاداً وعَقَّده أَنشد ثعلب لا يَمْنَعَنَّكَ مِنْ بِغا ءِ الخَيْرِ تَعْقادُ التمائمْ واعتَقَدَه كعَقَدَه قال جرير أَسِيلَةُ معْقِدِ السِّمْطَيْنِ منها وَرَيَّا حيثُ تَعْتَقِدُ الحِقابا وقد انعَقَد وتعَقَّدَ والمعاقِدُ مواضع العَقْد والعَقِيدُ المُعَاقِدُ قال سيبويه وقالوا هو مني مَعْقِدَ الإِزار أَي بتلك المنزلة في القرب فحذفَ وأَوْصَلَ وهو من الحروف المختصة التي أُجريت مُجْرى غير المختصة لأَنه كالمكان وإِن لم يكن مكاناً وإِنما هو كالمثل وقالوا للرجل إِذا لم يكن عنده غناء فلان لا يَعْقِدُ الحَبْلَ أَي أَنه يَعْجِزُ عن هذا على هَوانِهِ وخفَّته قال فإِنْ تَقُلْ يا ظَبْيُ حَلاً حَلاً تَعْلَقْ وتَعْقِدْ حَبْلَها المُنْحَلاَّ أَي تجِدُّ وتَتَشَمَّرُ لإِغْضابِه وإِرْغامِهِ حتى كأَنها تَعْقِدُ على نفسه الحبْل والعُقْدَةُ حَجْمُ العَقْد والجمع عُقَد وخيوط معقَّدة شدّد للكثرة ويقال عقدت الحبل فهو معقود وكذلك العهد ومنه عُقْدَةُ النكاح وانعقَدَ عَقْدُ الحبل انعقاداً وموضع العقد من الحبل مَعْقِدٌ وجمعه مَعاقِد وفي حديث الدعاء أَسأَلك بِمَعاقِدِ العِزِّ من عَرْشِك أَي بالخصال التي استحق بها العرشُ العِزَّ أَو بمواضع انعقادها منه وحقيقة معناه بعز عرشك قال ابن الأَثير وأَصحاب أَبي حنيفة يكرهون هذا اللفظ من الدعاء وجَبَرَ عَظْمُه على عُقْدَةٍ إِذا لم يَسْتَوِ والعُقْدَةُ قلادة والعِقْد الخيط ينظم فيه الخرز وجمعه عُقود وقد اعتقَدَ الدرَّ والخرَزَ وغيره إِذا اتخذ منه عِقْداً قال عديَّ بن الرقاع وما حُسَيْنَةُ إِذ قامَتْ تُوَدِّعُنا لِلبَيْنِ واعَتَقَدتْ شَذْراً ومَرْجاناً والمِعْقادُ خيط ينظم فيه خرزات وتُعَلَّق في عنق الصبي وعقَدَ التاجَ فوق رأْسه واعتقده عَصَّبَه به أَنشد ثعلب لابن قيس الرقيات يَعْتَقِدُ التاجَ فوقَ مَفْرَقِه على جَبينٍ كأَنه الذَّهَبُ وفي حديث قيس بن عَبَّاد قال كنتُ آتي المدينةَ فأَلقى أَصحابَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأَحَبُّهم إِليّ عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه وأُقيمت صلاة الصبح فخرج عمر وبين يديه رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري فدفعني من الصف وقام مقامي ثم قعد يحدّثنا فما رأَيت الرجال مدت أَعناقها متوجهةً إِليه فقال هلَك أَهلُ العُقَدِ وربِّ الكعبةِ قالها ثلاثاً ولا آسَى عليهم إِنما آسى على من يَهْلِكون من الناس قال أَبو منصور العُقَدُ الوِلاياتُ على الأَمصار ورواه غيره هلك أَهلُ العَقَدِ وقيل هو من عَقْدِ الولاية للأُمراء وفي حديث أُبَيّ هلكَ أَهلُ العُقْدَة وربِّ الكعبة يريد البَيْعَة المعقودة للولاية وعَقَدَ العَهْدَ واليمين يَعْقِدهما عَقْداً وعَقَّدهما أَكدهما أَبو زيد في قوله تعالى والذين عقَدت أَيمانكم وعاقدت أَيمانكم وقد قرئ عقدت بالتشديد معناه التوكيد والتغليظ كقوله تعالى ولا تَنْقُضوا الأَيمانَ بعد توكيدها في الحلف أَيضاً وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى والذين عاقَدَت أَيمانُكم المُعاقَدَة المُعاهَدة والميثاق والأَيمانُ جمع يمين القَسَمِ أَو اليد فأَما الحرف في سورة المائدة ولكن يُؤاخذُكُم بما عَقَّدْتُم الأَيمان بالتشديد في القاف قراءة الأَعمش وغيره وقد قرئ عقدتم بالتخفيف قال الحطيئة أُولئك قوم إِن بَنَوْا أَحْسَنُوا البنا وإِن عاهدوا أَوفَوْا وإِن عاقَدوا شَدُّوا وقال آخر قوْمٌ إِذا عَقَدُوا عَقْداً لجارِهِم وقال في موضع آخر عاقدوا وفي موضع آخر عَقَّدوا والحرف قرئ بالوجهين وعَقَدْتُ الحبْلَ والبيع والعهد فانعقد والعَقْد العهد والجمع عُقود وهي أَوكد العُهود ويقال عَهِدْتُ إِلى فلانٍ في كذا وكذا وتأْويله أَلزمته ذلك فإِذا قلت عاقدته أَو عقدت عليه فتأْويله أَنك أَلزمته ذلك باستيثاق والمعاقدة المعاهدة وعاقده عهده وتعاقد القوم تعاهدوا وقوله تعالى يا أيُها الذين آمنوا أَوفوا بالعُقود قيل هي العهود وقيل هي الفرائض التي أُلزموها قال الزجاج أَوفوا بالعُقود خاطب الله المؤمنين بالوفاءِ بالعقود التي عقدها الله تعالى عليهم والعقُودِ التي يعقِدها بعضهم على بعض على ما يوجبه الدين والعَقِيدُ الحَليفُ قال أَبو خراش الهذلي كم مِن عَقِيدٍ وجارٍ حَلَّ عِنْدَهُمُ ومِن مُجارٍ بِعَهْدِ اللهِ قد قَتَلُوا وعَقَدَ البِناءَ بالجِصِّ يَعْقِدُه عَقْداً أَلْزَقَهُ والعَقْدُ ما عَقَدْتَ من البِناءِ والجمع أَعْقادٌ وعُقودٌ وعَقَدَ بنى عَقْداً والعَقْدُ عَقْدُ طاقِ البناءِ وقد عَقَّدَه البَنَّاءُ تَعْقِيداً وتَعَقَّدَ القوْسُ في السماء إِذا صار كأَنه عَقْد مَبْنّي وتَعَقَّدَ السَّحابُ صار كالعقد المبني وأَعقادُه ما تعَقَّدَ منه واحدها عَقْد والمَعْدِدُ المَفْصِلُ والأَعْقَدُ من التُّيوس الذي في قَرْنِه الْتِواء وقيل الذي في قرنه عُقْدة والاسم العَقَد والذئبُ الأَعْقَدُ المُعْوَجُّ وفحل أَعْقَدُ إِذا رفع ذَنَبَه وإِنما يفعل ذلك من النشاط وظبية عاقد انعقد طرَفُ ذنبها وقيل هي العاطف وقيل هي التي رفعت رأْسها حذراً على نفسها وعلى ولدها والعَقْداءُ من الشاء التي ذنبها كأَنه معقود والعَقَدُ التواءٌ في ذنَب الشاة يكون فيه كالعُقْدة شاةٌ أَعْقَدُ وكَبْشٌ أَعْقد وكذلك ذئب أَعقد وكلب أَعقد قال جرير تَبُول على القَتادِ بناتُ تَيْمٍ مع العُقَدِ النَّوابحِ في الدِّيار وليس شيءٌ أَحَبَّ إِلى الكلب من أَن يبول على قَتادةٍ أَو على شُجَيْرَةٍ صغيرة غيرها والأَعْقَدُ الكلب لانعقاد ذنبه جعلوه اسماً له معروفاً وكلُّ مُلْتَوي الذنَب أَعْقَدُ وعُقْدَة الكلب قضيبه وإِنما قيل عُقدة إِذا عَقَدَت عليه الكلبةُ فانتفخ طَرَفه والعَقَدُ تَشبُّثُ ظبيةِ اللَّعْوَةِ ببُسْرَة قَضِيبِ له الثَّمْثَم والثمثمُ كلب الصَّيْد واللعوة الأُنثى وظَبْيَتَهُا حَياؤُها وتعاقدت الكلابُ تَعاظَلَتْ وسمى جرير الفرزدقَ عُقْدانَ إِما على التشبيه له بالكلب الأَعْقَدِ الذنبِ وإِما على التشبيه بالكلب المُتعَقِّدِ مع الكلبة إِذا عاظَلَها فقال وما زِلْتَ يا عُقْدانُ صاحِبَ سَوْأَةٍ تُناجِي بها نَفْساً لَئِيماً ضَمِيرُها وقال أَبو منصور لقبه عُقْدانَ لِقِصَرِه وفيه يقول يا لَيْتَ شِعْرى ما تَمَنَّى مُجاشِعٌ ولم يَتَّرِكْ عُقْدانُ لِلقَوْسِ مَنْزَعا أَي أَعرَقَ في النَّزْع ولم يَدَعْ للصلح موضعاً وإِذا أَرْتَجَتِ الناقةُ على ماءِ الفحل فهي عاقِدٌ وذلك حين تَعْقِدُ بذنبها فَيُعْلَمُ أَنها قد حملت وأَقرت باللِّقاحِ وناقة عاقد تعقد بذَنَبِها عند اللِّقاح أَنشد ابن الأَعرابي جِمالٌ ذاتُ مَعْجَمَةٍ وبُزْلٌ عَواقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً وحُولُ وظَبْيٌ عاقِدٌ واضِعً عُنَقَه على عَجُزه قد عطَفَه للنوم قال ساعدة بن جؤية وكأَنما وافاكَ يومَ لَقِيتَها من وحشِ مكةَ عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ والجمع العَواقِدُ قال النابغة الذبياني حِسان الوُجوهِ كالظباءِ العَواقِد وهي العواطِفُ أَيضاً وجاءَ عاقِداً عُنُقَه أَي لاوياً لها من الكِبْر وفي الحديث من عَقَدَ لِحْيَتَه فإِن محمداً بَرِيءٌ منه قيل هو معالجتها حتى تَنْعَقِد وتَتَجَعَّد وقيل كانوا يَعْقِدونها في الحروب فأَمرهم بإِرسالها كانوا يفعلون ذلك تكبراً وعُجْباً وعقدَ العسلُ والرُّبُّ ونحوُهما يَعْقِدُ وانعَقَدَ وأَعْقَدْتُه فهو مُعْقَدٌ وعَقِيد غَلُظَ قال المتلمس في ناقة له أُجُدٌ إِذا اسْتَنْفَرْتَها مِن مَبْرَكٍ حَلَبَتْ مَغَابِنَها بِرُبٍّ مِعْقَدِ وكذلك عَقيدُ عَصير العنب وروى بعضهم عَقَّدْتُ العسلَ والكلامَ أَعْقَدْتُ وأَنشد وكان رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُعْقَدا قال الكسائي ويقال للقطران والربّ ونحوه أَعْقَدْتُه حتى تَعَقَّد واليَعْقِيدُ عسل يُعْقَدُ حتى يَخْثُرَ وقيل اليَعْقِيدُ طعامٌ يُعْقَدُ بالعسل وعُقْدَةِ اللسان ما غُلظَ منه وفي لسانه عُقْدَةٌ وعَقَدٌ أَي التِواء ورجل أَعْقَدُ وعَقِدٌ في لسانه عُقْدَة أَو رَتَجٌ وعَقِدَ لسانهُ يَعْقَدُ عَقَداً وعَقَّد كلامَه أَعوَصَه وعَمَّاه وكلامٌ مُعَقَّدٌ أَي مُغَمَّضٌ وقال إِسحق بن فرج سمعت أَعرابيّاً يقول عَقَدَ فلانُ بن فلان عُنقَه إِلى فلان إِذا لجأَ إِليه وعَكَدَها وعَقَدَ قَلْبه على الشيء لَزِمَه والعرب تقول عَقَد فلان ناصيته إِذا غضب وتهيأَ للشر وقال ابن مقبل أَثابُوا أَخاهُمْ إِذْ أَرادُوا زِيالَه بأَسْواطِ قِدٍّ عاقِدِينَ النَّواصِيا وفي حديث الخيلُ مَعقودٌ في نواصيها الخيْرُ أَي ملازم لها كأَنه معقود فيها وفي حديث الدعاء لك من قلوبنا عُقْدَةُ النَّدم يريد عَقْدَ العزم على الندامة وهو تحقيق التوبة وفي الحديث لآمُرَنَّ براحلتي تُرْحَلُ ثم لا أَحُلُّ لها عُقْدةً حتى أَقدَمَ المدينة أَي لا أَحُلُّ عزمي حتى أَقدَمَها وقيل أَراد لا أَنزل عنها فأَعقلها حتى أَحتاج إِلى حل عقالها وعُقْدَة النكاحِ والبيعِ وجوبهما قال الفارسي هو من الشدّ والربط ولذلك قالوا إِمْلاكُ المرأَةِ لأَن أَصل هذه الكلمة أَيضاً العَقْدُ قيل إِملاك المرأَة كما قيل عقدة النكاح وانعَقدَ النكحُ بين الزوجين والبيعُ بين المتبابين وعُقْدَةُ كلِّ شيءٍ إِبرامه وفي الحديث مَن عقدَ الجِزْية في عنقه فقد بَرِيءَ مما جاءَ به رسول الله صلى الله عليه وسلم عَقْدُ الجِزْيةِ كناية عن تقريرها على نفسه كما تعقد الذمة للكتابي عليها واعتقدَ الشيءُ صَلُبَ واشتد وتَعَقَّد الإِخاءُ استحكم مثل تَذَلَّلَ وتَعَقَّدَ الثَّرَى جَعُدَ وثَرًى عَقِدٌ على النسَبِ مُتجَمِّدٌ وعقدَ الشحمُ يعقِدُ انبنى وظهر والعَقِدُ المتراكِمُ من الرمل واحده عَقِدَة والجمع أَعقادٌ والعَقَدُ لغة في العَقِدِ وقال هميان يَفْتَحُ طُرْقَ العَقِدِ الرَّواتِجا لكثرة المطر والعَقدُ ترطُّبُ الرمل من كثرة المطر وجمل عَقِدٌ قويّ ابن الأَعرابي العَقِدُ الجمل القصير الصبور على العمل ولئيم أَعقد عسر الخُلُق ليس بسهل وفلان عَقِيدُ الكرَم وعَقِيدُ اللُّؤْمِ والعَقَدُ في الأَسنان كالقادِحِ والعاقِدُ حريم البئر وما حوله والتَّعَقُّدُ في البئر أَن يَخْرخَ أَسفَلُ الطيِّ ويدخل أَعلاه إِلى جِرابها وجِرابُها اتساعها وناقة مَعْقُودَةُ القَرا مُوَثَّقَهُ الظهر وجمل عَقْدٌ قال النابغة فكيْفَ مَزارُها إِلا بِعَقْدٍ مُمَرٍّ ليس يَنْقُضُه الخَو ون ؟ المراد الحَبْلُ وأَراد به عَهْدَها والعُقْدَةُ الضَّيْعَةُ واعتَقَدَ أَيضاً اشتراها والعُقْدة الأَرض الكثيرة الشجر وهي تكون من الرِّمْثِ والعَرْفَجِ وأَنكرها بعضهم في العرفج وقيل هو المكان الكثير الشجر والنخل وفي الحديث فعدلت عن الطريق فإِذا بعقدة من شجر أَي بقعة كثيرة الشجر وقيل العقدة من الشجر ما يكفي الماشية وقيل هي من الشجر ما اجتمع وثبت أَصله يريد الدوامَ وقولهم آلَفُ من غُرابِ عُقْدَة قال ابن حبيب هي أَرض كثيرة النخيل لا يطيرُ غُرابُها وفي الصحاح آلفُ من غُراب عُقْدة لأَنه لا يُطَيَّرُ والعُقْدَة بقية المَرْعَى والجمع عُقَدٌ وعِقادٌ وفي أَرض بني فلان عَقْدة تكفيهم سنتهم يعني مكاناً ذا شجر يرعونه وكل ما يعتقده الإِنسان من العقار فهو عقدة له واعتقد ضَيْعة ومالاً أَي اقتناهما وقال ابن الأَنباري في قولهم لفلان عُقْدة العقدة عند العرب الحائط الكثير النخل ويقال للقَرْية الكثيرة النخل عُقْدة وكأَنّ الرجل إِذا اتخذ ذلك فقد أَحكم أَمره عند نفسه واستوثق منه ثم صيروا كل شيء يستوثق الرجل به لنفسه ويعتمد عليه عُقْدة ويقال للرجل إِذا سكن غضبه قد تحللت عُقَدُه واعتقد كذا بقلبه وليس له معقودٌ أَي عقدُ رأْي وفي الحديث أَن رجلاً كان يبايع وفي عُقْدته ضعف أَي في رأْيه ونظره في مصالح نفسه والعَقَدُ والعَقَدانُ ضرب من التمر والعَقِدُ وقيل العَقَد قبيلة من اليمن ثم من بني عبد شمس بن سعد وبنو عَقِيدَةَ قبيلة من قريش وبنو عَقِيدَةَ قبيلة من العرب والعُقُدُ بطون من تميم وقيل العَقَدُ قبيلة من العرب يُنْسَبُ إِليهم العَقَدِيُّ والعَقَدُ من بني يربوع خاصة حكاه ابن الأَعرابي قال واللبَّكُ بنو الحرث بن كعب ما خلا مِنْقَراً وذِئابُ الغضا بنو كعب بن مالك بن حَنْظَلَة والعُنْقُودُ واحد عناقِيدِ العنب والعِنقادُ لغة فيه قل الراجز إِذ لِمَّتي سَوْداء كالعِنْقادِ والعُقْدَةُ من المَرْعَى هي الجَنْبَةُ ما كان فيها من مَرْعَى عام أَوّلَ فهو عُقْدَةٌ وعُرْوَةٌ فهذا من الجَنْبَة وقد يضطرُّ المالُ إلى الشجر ويسمى عقدة وعروة فإِذا كانت الجنبة لم يقل للشجر عقدة ولا عروة قال ومنه سميت العُقْدَة وقال الرقاع العاملي خَضَبَتْ لها عُقَدُ البِراقِ جَبينَها مِن عَرْكِها عَلَجانَها وعَرادَها وفي حديث ابن عمرو أَلم أَكن أَعلم السباعَ ههنا كثيراً ؟ قيل نعم ولكنها عُقِدَت فهي تخالط البهائم ولا تَهِيجُها أَي عُولِجَتْ بالأُخَذِ والطلمسات كما يعالج الرومُ الهوامَّ ذواتِ السموم يعني عُقِدت ومُنِعتْ أَن تضر البهائم وفي حديث أَبي موسى أَنه كسا في كفَّارة اليمين ثوبين ظَهْرانِيًّا ومُعَقَّداً المُعَقَّدُ ضرب من برودِ هَجَرَ

عكد
العُكْدَةُ والعَكَدَةُ أَصل اللسان والذنب وعُقْدَتُه والجمع عُكَدٌ وعَكَد وفي الحديث إِذا قطع اللسان من عُكْدَتِه ففيه كذا العُكْدَةُ عُقْدَةِ أَصل اللسان وقيل معظمه وقيل وَسَطُه وعَكْدُ كلِّ شيءٍ وسَطُه وعَكَدَة القلب أَصله بين الرئتين وعَكِدَ الضبّ يَعْكَدُ عَكَداً فهو عَكِدٌ واستَعْكَدَ سَمِنَ وصَلُبَ لحمُه واستَعْكَدَ الضبُّ بحجر أَو شجر إِذا تَعَصَّرَ به مخافةَ عُقابٍ أَو بازٍ وأَنشد ابن الأَعرابي يصف الضب إِذا اسْتَعْكَدَتْ منه بكلِّ كُدايَةٍ من الصَّخْرِ وافاها لَدى كلِّ مسرح وناقة عَكِدَةٌ سمينة واسْتَعْكَدَ الماءُ اجتمع ويروى بيت امرئِ القيس تَرى الفَأْرَ في مُسْتَعْكِدِ الماءِ لاحِباً على جَدَدِ الصَّحْراءِ مِن شَدِّ مَلْهَبِ وعَكْدُكَ هذا الأَمْرُ وحَبابُك وشَبابُكَ ومجهودُك ومعكودُك أَن تفعل كذا معناه كلِّه غايتُك وآخِرُ أَمْرِكَ أَي قِصاراكَ أَنشد ابن الأَعرابي سَنُصْلي بها القَوْمَ الذين اصْطَلَوْا بها وإِلاَّ فمَعكودٌ لَنا أُمُّ جُندُبِ ثم فسره فقال مَعْكود لنا أَي قُصارى أَمْرِنا وآخره أَن نَظْلِمَ فنَقْتُلَ غيرَ قاتِلِنا وأُم جندب هنا الغَدْرُ والداهيةُ وهذا معكودٌ أَي عَتِيدٌ والمَعْكُودُ المحبوس عن يعقوب ولبن عُكالِدٌ وعُكَلِدٌ أي خاثر بزيادة اللام والعِلْكِدُ القَصيرةُ اللَّحِيمةُ

عكرد
غلام عُكْرُدٌ وعُكَرِدٌ سمين وقد عَكْرَدَ الغلامُ والبعير يُعَكْرِدُ عَكْرَدَة إِذا سمن وقد يكون ذلك في غير الإِنسان وفي حديث العُرنيين فسَمِنوا وعَكْرَدُوا أَي غَلُظوا واشتدوا يقال للغلام الغليظ المشتدّ عَكْرَدٌ وعُكْرُود

عكلد
لبنٌ عُكَلِدٌ كَعُكَلِطٍ خاثر والعُكَلِدُ والعُلَكِدُ كله الغليظُ الشديد العنق والظهر من الإِبل وغيرها وقيل هو الشديد عامَّةً الذكر فيه والأُنثى سواء والاسم العَكْلَدَة

علد
العَلْدُ عَصَبُ العُنُق وجمعه أَعلادٌ والأَعْلاد مَضائغُ في العُنُقِ من عَصَبٍ واحدها عَلْدٌ قال رؤْبة يصف فحلاً قَسْبُ العَلابيِّ جُراز الأَعْلادْ قال ابن الأَعرابي يريد عصَبَ عنقه والقَسْبُ الشديدُ اليابس قال أَبو عبيدة كان مجاشِعُ بن دارمٍ عِلْودَّ العُنق قال أَبو عمرو العِلْوَدُّ من الرجال الغليظ الرقَبَة والعَلْدُ الصُّلْبُ الشديدُ من كل شيءٍ كأَن فيه يُبساً من صلابته وهو أَيضاً الراسي الذي لا يَنقادُ ولا يَنْعِطفُ وقد عَلِدَ عَلَداً ورجل عِلْوَدٌّ وامرأَة عِلْوَدَّةٌ وهو الشديد ذو القَسْوة والعِلْوَدُّ والعَلْوَدُّ من الرجال والإِبل المُسِنُّ الشديد وقيل الغليظ قال الدُّبَيْرِيُّ يصف الضب كأَنَّهما ضَبَّانِ ضَبَّا عَرادَةٍ كَبيران عِلْوَدَّانِ صُفْراً كُشاهُما علْوَدَّان ضَخْمان واعْلَوَّدَ الرجلُ إِذا غلط والعِلْوَدُّ بتشديد الدال الكبير الهرم ووصف الفرزدق بَظْرَ أُم جرير بالعلودّ فقال بِئْسَ المُدافِعُ عنكمُ عِلْوَدُّها وابنُ المَراغَةِ كانَ شَرّ مُجِير وإِنما عنى به عِظَمَه وصَلابَتَه وناقة عِلْوَدَّة هَرِمة وسيد عِلْوَدٌّ رزين ثخين ووقع في بعض نسخ الكتاب العِلوَدُ بالتخفيف فزعم السيرافي أَنها لغة واعْلَوَّدَ لَزِمَ مَكانه فلم يُقْدَر على تحريكه قال رؤبة وعِزُّنا عِزٌّ إِذا تَوَحَّدا تَثاقلتْ أَركانُه واعْلَوَّدا وعَلْوَدَ يُعَلْوِدُ إِذا لزم مكانه فلم يُقْدَرْ على تحريكه قال ابن شميل العِلْوَدَّةُ من الخيل التي تَنْقادُ بقوائمها وتَجْذِبُ بِعُنُقِها القائد جَذْباً شديداً وقلما يقودها حتى يسوقها سائق من ورائها وهي غير طَيِّعَةِ القِيادة ولا سَلِسَةٍ وأَما قول الأَسود بن يعفر وغُودِرَ عِلْوَدٌّ لهَا مُتَطاوِلٌ نَبيلٌ كَجُثْمانِ الجُرادَةِ ناشِرُ فإِنه أَراد بِعِلْوَدِّها عُنُقَها أَراد الناقة والجُرادَةُ اسم رملةٍ بعينها وقال الراجز أَيُّ غُلامٍ لَشَ عِلَوَدِّ العُنُقْ ليس بِكَبَّاسٍ ولا جَجٍّ حَمِقْ
( * قوله « بكباس » كذا في شرح القاموس بباء موحدة قبل الالف وفي الأصل بلا نقط )
قوله لَشَ أَراد لك لغة لبعض العرب والعُلادى والعَلَنْدى والعُلَنْدى البعير الضخم الشديد وقيل الضخم الطويل وكذلك الفرس وقيل هو الغليط من كل شيء والأُنثى عَلَنْداة والجمع عَلادى وحكى سيبويه عَلَدْنى وفي التهذيب عَلانِدُ على تقدير قَلانِسَ وقال النضر العَلَنْداة من الإِبل العظيمة الطويلة ولا يقال جمَلٌ عَلَنْدى قال والعَفَرْناة مثلها ولا يقال جمل عَفَرْنى وربما قالوا جمل عُلُنْدى قال أَبو السَّمَيْدَع اعْلَنْدى الجملُ واكْلَنْدى إِذا غلظ واشتدّ والعَلَنْدَدُ الفرس الشديد وما لي عنه عَلَنْدَدٌ ومُعْلَنْدَدٌ أَي بدٌّ وقال اللحياني ما وجدت إِلى ذلك مَعْلَنْدَداً ومُعْلَنْدَداً أَي سبيلاً وحكى أَيضاً ما لي عن ذلك مُعْلُنْدُدٌ ومُعُلَنْدَدٌ أَي مَحِيص والعَلَنْدَى بالفتح الغليظ من كل شيء والعَلَنْدى ضرب من شجر الرمل وليس بحَمْض يهيج له دخان شديد قال عنترة سَيَأْتِيكُمُ مِنِّي وإِنْ كنتُ نائياً دُخانُ العَلَنْدَى دونَ بَيْتَي مِذْوَدُ أَي سيأْتي مذْوَدٌ يذودكم يعني الهجاء وقوله دخان العَلَنْدى دون بيتي أَي منابتُ العلندى بيني وبينكم قال الأَزهري قال الليث العَلَنْداةُ شجرة طويلة لا شوك لها من العِضاه قال الأَزهري لم يصب الليث في وصف العلنداة لأَن العلنداة شجرة صلبة العيدان جاسيَة لا يجهدها المال وليست من العضاه وكيف تكون من العضاه ولا شوك لها ؟ والعضاهُ من الشجر ما كان له شوك صغيراً كان أَو كبيراً والعلنداة ليست بطويلة وأَطولها على قدر قِعْدة الرجل وهي مع قصرها كثيفة الأَغصان مجتمعة

علكد
العِلْكِدُ والعُلَكِدُ والعَلْكَدُ والعُلاكِدُ والعِلَّكْد كله الغليظ الشديد العنق والظهر من الإِبل وغيرها وقيل هي المرأَة القصيرة اللَّجِيمةُ الحقيرة القليلة الخير وأَنشد الأَزهري وعِلْكِدٍ خَثْلَتُها كالجُفِّ قالت وهي تُوعِدُني بالكَفِّ أَلا امْلأَنَّ وَطْبَنا وكَفِّي قال أَبو الهيثم العِلْكِدُ الداهية وأَنشد الليث أَعْيَسَ مَضْبُورَ القَرا عِلْكَدَّا قال شدد الدال اضطراراً قال ومنهم من يشدد اللام وقال النضر في فلان عَلْكَدَةٌ وجَساةٌ في خَلْقه أَي غِلَظٌ الأَزهري العَلاكِدُ الإِبل الشداد قال دكين يا دِيلُ ما بِتَّ بِلَيْلٍ جاهِدا ولا رَحَلْتَ الأَيْنُقَ العَلاكِدا

علند
العَلَنْدى البَعِير الضخم الطويل والأُنثى عَلَنداة والجمع العَلانِدُ والعَلادى والعَلَنْداةُ أَو العلاند والعلنداة العظيمة الطويلة ورجل عَلَنْدى والعَفَرْناة مثلها واعْلَنْدى البعير إِذا غلظ ويقال ما لي عنه مُعْلَنْدِدٌ بكسر الدال أَي ليس دونه مُناخٌ ولا مَقِيلٌ إِلا القصد نحوه قال الشاعر كم دونَ مَهْدِيَّةَ مِنْ مُعْلَنْدِدِ قال المُعْلَنْدِدُ البلد الذي ليس به ماءٌ ولا مرْعى ويقال ما لي عنه عُنْدُدٌ ولا مُعْلَنْدَدٌ ولا احتيال أَي ما لي عنه بُدٌّ وقال اللحياني ما وجدت إِلى ذلك عُنْدُداً وعَنْدَداً ومُعْلَنْدداً أَي سبيلاً وقد مر أَكثر هذه الترجمة في علد

علنكد
الأَزهري رجل عَلَنْكَدٌ صلب شديد

علهد
عَلْهَدْت الصبي أَحسنت غذاءَه

عمد
العَمْدُ ضدّ الخطإِ في القتل وسائر الجنايات وقد تَعَمَّده وتعمِد له وعَمَده يعْمِده عَمْداً وعَمَدَ إِليه وله يَعْمَّد عمداً وتعمَّده واعتَمَده قصده والعمد المصدر منه قال الأَزهري القتل على ثلاثة أَوجه قتل الخطإِ المحْضِ وهو أَن يرمي الرجل بحجر يريد تنحيته عن موضعه ولا يقصد به أَحداً فيصيب إِنساناً فيقلته ففيه الدية على عاقلة الرامي أَخماساً من الإِبل وهي عشرون ابنة مَخاض وعشرون ابنة لَبُون وعشرون ابن لبون وعشرون حِقَّة وعشرون جَذَعة وأَما شبه العمد فهو أَن يضرب الإِنسان بعمود لا يقتل مثله أَو بحجر لا يكاد يموت من أَصابه فيموت منه فيه الدية مغلظة وكذلك العمد المحض فيه ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأَربعون ما بين ثَنِيَّةٍ إِلى بازِلِ عامِها كلها خَلِفَةٌ فأَما شبه العمد فالدية على عاقلة القائل وأَما العمد المحض فهو في مال القاتل وفعلت ذلك عَمْداً على عَيْن وعَمْدَ عَيْنٍ أَي بِجدٍّ ويقين قال خفاف بن ندبة إِنْ تَكُ خيلي قد أُصِيبَ صَميمُها فعَمْداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا وعَمَد الحائط يَعْمِدُه عَمْداً دعَمَه والعمود الذي تحامل الثِّقْلُ عليه من فوق كالسقف يُعْمَدُ بالأَساطينِ المنصوبة وعَمَد الشيءَ يَعْمِدُه عمداً أَقامه والعِمادُ ما أُقِيمَ به وعمدتُ الشيءَ فانعَمَد أَي أَقمته بِعِمادٍ يَعْتَمِدُ عليه والعِمادُ الأَبنية الرفيعة يذكر ويؤَنث الواحدة عِمادة قال الشاعر ونَحْنُ إِذا عِمادُ الحَيِّ خَرَّتْ على الأَحَفاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِينا وقوله تعالى إِرَمَ ذاتِ العِماد قيل معناه أَي ذات الطُّولِ وقيل أَي ذات البناءِ الرفيع وقيل أَي ذات البناءِ الرفيع المُعْمَدِ وجمعه عُمُدٌ والعَمَدُ اسم للجمع وقال الفراء ذاتِ العِماد إِنهم كانوا أَهل عَمَدٍ ينتقلون إِلى الكَلإِ حيث كان ثم يرجعون إِلى منازلهم وقال الليث يقال لأَصحاب الأَخبِيَة الذين لا ينزلون غيرها هم أَهل عَمود وأَهل عِماد المبرد رجل طويلُ العِماد إِذا كان مُعْمَداً أَي طويلاً وفلان طويلُ العِماد إِذا كان منزله مُعْلَماً لزائريه وفي حديث أُم زرع زوجي رفيعُ العِمادِ أَرادت عِمادَ بيتِ شرفه والعرب تضع البيت موضع الشرف في النسب والحسب والعِمادُ والعَمُود الخشبة التي يقوم عليها البيت وأَعمَدَ الشيءَ جعل تحته عَمَداً والعَمِيدُ المريض لا يستطيع الجلوس من مرضه حتى يُعْمَدَ من جوانبه بالوَسائد أَي يُقامَ وفي حديث الحسن وذكر طالب العلم وأَعْمَدَتاه رِجْلاه أَي صَيَّرَتاه عَمِيداً وهو المريض الذي لا يستطيع أَن يثبت على المكان حتى يُعْمَدَ من جوانبه لطول اعتماده في القيام عليها وقوله أَعمدتاه رجلاه على لغة من قال أَكلوني البراغيثُ وهي لغة طيء وقد عَمَدَه المرضُ يَعْمِدُه فَدَحَه عن ابن الأَعرابي ومنه اشتق القلبُ العَمِيدُ يَعْمِدُه يسقطه ويَفْدَحُه ويَشْتَدُّ عليه قال ودخل أَعرابي على بعض العرب وهو مريض فقال له كيف تَجدُك ؟ فقال أَما الذي يَعْمِدُني فَحُصْرٌ وأُسْرٌ ويقال للمريض مَعمود ويقال له ما يَعْمِدُكَ ؟ أَي يُوجِعُك وعَمَده المرض أَي أَضناه قال الشاعر أَلا مَنْ لِهَمٍّ آخِرَ الليل عامِدِ معناه موجع روى ثعلب أن ابن الأَعرابي أَنشده لسماك العامليّ كما أَبَداً ليلةٌ واحِدَه وقال ما مَعْرِفَةٌ فنصب أَبداً على خروجه من المعرفة كان جائزاً
( * قوله « وقال ما معرفة إلى قوله كان جائزاً » كذا بالأصل )
قال الأَزهري وقوله ليلة عامدة أَي مُمْرضة موجعة واعْتَمَد على الشيء توكّأَ والعُمْدَةُ ما يُعتَمَدُ عليه واعْتَمَدْتُ على الشيء اتكأْتُ عليه واعتمدت عليه في كذا أَي اتَّكَلْتُ عليه والعمود العصا قال أَبو كبير الهذلي يَهْدي العَمُودُ له الطريقَ إِذا هُمُ ظَعَنُوا ويَعْمِدُ للطريق الأَسْهَلِ واعْتَمَد عليه في الأَمر تَوَرَّك على المثل والاعتماد اسم لكل سبب زاحفته وإِنما سمي بذلك لأَنك إِنما تُزاحِفُ الأَسباب لاعْتِمادها على الأَوْتاد والعَمود الخشبة القائمة في وسط الخِباء والجمع أَعْمِدَة وعُمُدٌ والعَمَدُ اسم للجمع ويقال كل خباء مُعَمَّدٌ وقيل كل خباء كان طويلاً في الأَرض يُضْرَبُ على أَعمدة كثيرة فيقال لأَهْلِه عليكم بأَهْل ذلك العمود ولا يقال أَهل العَمَد وأَنشد وما أَهْلُ العَمُودِ لنا بأَهْلٍ ولا النَّعَمُ المُسامُ لنا بمالِ وقال في قول النابغة يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاح والعَمَدِ قال العمد أَساطين الرخام وأَما قوله تعالى إِنها عليهم مؤصدة في عَمَدٍ مُمَدَّدة قرئت في عُمُدٍ وهو جمع عِمادً وعَمَد وعُمعد كما قالوا إِهابٌ وأَهَبٌ وَأُهُبٌ ومعناه أَنها في عمد من النار نسب الأَزهري هذا القول إِلى الزجاج وقال وقال الفراء العَمَد والعُمُد جميعاً جمعان للعمود مثل أَديمٍ وأَدَمٍ وأُدُمٍ وقَضيم وقَضَمٍ وقُضُمٍ وقوله تعالى خلق السموات بغير عمد ترونها قال الزجاج قيل في تفسيره إِنها بعمد لا ترونها أَي لا ترون تلك العمد وقيل خلقها بغير عمد وكذلك ترونها قال والمعنى في التفسير يؤول إِلى شيء واحد ويكون تأْويل بغير عمد ترونها التأْويل الذي فسر بعمد لا ترونها وتكون العمد قدرته التي يمسك بها السموات والأَرض وقال الفراء فيه قولان أَحدهما أَنه خلقها مرفوعة بلا عمد ولا يحتاجون مع الرؤية إِلى خبر والقول الثاني انه خلقها بعمد لا ترون تلك العمد وقيل العمد التي لا ترى قدرته وقال الليث معناه أَنكم لا ترون العمد ولها عمد واحتج بأَن عمدها جبل قاف المحيط بالدنيا والسماء مثل القبة أَطرافها على قاف من زبرجدة خضراء ويقال إِن خضرة السماء من ذلك الجبل فيصير يوم القيامة ناراً تحشر الناس إِلى المحشر وعَمُودُ الأُذُنِ ما استدار فوق الشحمة وهو قِوامُ الأُذن التي تثبت عليه ومعظمها وعمود اللسان وسَطُه طولاً وعمودُ القلب كذلك وقيل هو عرق يسقيه وكذلك عمود الكَبِد ويقال للوَتِينِ عَمُودُ السَّحْر وقيل عمود الكبد عرقان ضخمان جَنَابَتَي السُّرة يميناً وشمالاً ويقال إِن فلاناً لخارج عموده من كبده من الجوع والعمودُ الوَتِينُ وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الجالِبِ قال يأْتي به أَحدهم على عمود بَطْنِه قال أَبو عمرو عمود بطنه ظهره لأَنه يمسك البطن ويقوِّيه فصار كالعمود له وقال أَبو عبيد عندي أَنه كنى بعمود بطنه عن المشقة والتعب أَي أَنه يأْتي به على تعب ومشقة وإِن لم يكن على ظهره إِنما هو مثل والجالب الذي يجلب المتاع إِلى البلاد يقولُ يُتْرَكُ وبَيْعَه لا يتعرض له حتى يبيع سلعته كما شاء فإِنه قد احتمل المشقة والتعب في اجتلابه وقاسى السفر والنصَب والعمودُ عِرْقٌ من أُذُن الرُّهَابَةِ إِلى السَّحْرِ وقال الليث عمود البطن شبه عِرْق ممدود من لَدُنِ الرُّهَابَةِ إِلى دُوَيْنِ السّرّة في وسطه يشق من بطن الشاة ودائرة العمود في الفرس التي في مواضع القلادة والعرب تستحبها وعمود الأَمر قِوامُه الذي لا يستقيم لا به وعمود السِّنانِ ما تَوَسَّط شَفْرتَيْهِ من غيره الناتئ في وسطه وقال النضر عمود السيف الشَّطِيبَةُ التي في وسط متنه إِلى أَسفله وربما كان للسيف ثلاثة أَعمدة في ظهره وهي الشُّطَبُ والشَّطائِبُ وعمودُ الصُّبْحِ ما تبلج من ضوئه وهو المُسْتَظهِرُ منه وسطع عمودُ الصبح على التشبيه بذلك وعمودُ النَّوَى ما استقامت عليه السَّيَّارَةُ من بيته على المثل وعمود الإِعْصارِ ما يَسْطَعُ منه في السماء أَو يستطيل على وجه الأَرض وعَمِيدُ الأَمرِ قِوامُه والعميدُ السَّيِّدُ المُعْتَمَدُ عليه في الأُمور أَو المعمود إِليه قال إِذا ما رأَتْ شَمْساً عَبُ الشَّمْسِ شَمَّرَتْ إِلى رَمْلِها والجُلْهُمِيُّ عَمِيدُها والجمع عُمَداءُ وكذلك العُمْدَةُ الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث فيه سواء ويقال للقوم أَنتم عُمْدَتُنا الذين يُعْتَمد عليهم وعَمِيدُ القوم وعَمُودُهم سيدهم وفلان عُمْدَةُ قومه إِذا كانوا يعتمدونه فيما يَحْزُبُهم وكذلك هو عُمْدتنا والعَمِيدُ سيد القوم ومنه قول الأَعشى حتى يَصِيرَ عَمِيدُ القومِ مُتَّكِئاً يَدْفَعُ بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ ويقال استقامَ القومُ على عمود رأْيهم أَي على الوجه الذي يعتمدون عليه واعتمد فلان ليلته إِذا ركبها يسري فيها واعتمد فلان فلاناً في حاجته واعتمد عليه والعَمِيدُ الشديد الحزن يقال ما عَمَدَكَ ؟ أَي ما أَحْزَنَك والعَمِيدُ والمَعْمُودُ المشعوف عِشْقاً وقيل الذي بلغ به الحب مَبْلَغاً وقَلبٌ عَمِيدٌ هدّه العشق وكسره وعَمِيدُ الوجعِ مكانه وعَمِدَ البعَيرُ عَمَداً فهو عَمِدٌ والأُنثى بالهاء وَرِمَ سنَامُه من عَضِّ القَتَب والحِلْس وانْشدَخَ قال لبيد يصف مطراً أَسال الأَودية فَبَاتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جانِبَيْهِ مِنَ البَقَّارِ كالعَمِدِ الثَّقَالِ قال الأَصمعي يعني أَن السيل يركب جانبيه سحابٌ كالعَمِد أَي أَحاط به سحاب من نواحيه بالمطر وقيل هو أَن يكون السنام وارياً فَيُحْمَلَ عليه ثِقْلٌ فيكسره فيموت فيه شحمه فلا يستوي وقيل هو أَن يَرِمَ ظهر البعير مع الغُدَّةِ وقيل هو أَن ينشدخ السَّنَامُ انشداخاً وذلك أَن يُرْكَب وعليه شحم كثير والعَمِدُ البعير الذي قد فَسَدَ سَنَامُه قال ومنه قيل رجل عَمِيدٌ ومَعْمُودٌ أَي بلغ الحب منه شُبه بالسنام الذي انشدخ انشداخاً وعَمِدَ البعيرُ إِذا انفضح داخلُ سَنَامِه من الركوب وظاهره صحيح فهو بعير عَمِدٌ وفي حديث عمر أَنّ نادبته قالت واعُمراه أَقام الأَودَ وشفى العَمَدَ العمد بالتحريك ورَمٌ ودَبَرٌ يكون في الظهر أَرادت به أَنه أَحسن السياسة ومنه حديث عليّ لله بلاء فلان فلقد قَوَّم الأَوَدَ ودَاوَى العَمَدَ وفي حديثه الآخر كم أُدارِيكم كما تُدارَى البِكارُ العَمِدَةُ ؟ البِكار جمع بَكْر وهو الفَتيُّ من الإِبل والعَمِدَةُ من العَمَدِ الورَمِ والدَّبَرِ وقيل العَمِدَةُ التي كسرها ثقل حملها والعِمْدَةُ الموضع الذي ينتفخ من سنام البعير وغاربه وقال النضر عَمهدَتْ أَلْيَتَاهُ من الركوب وهو أَن تَرِمَا وتَخْلَجَا وعَمدْتُ الرَّجُلَ أَعْمِدُه عَمْداً إِذا
( * قوله « أعمده عمداً إذا إلخ » كذا ضبط بالأَصل ومقتضى صنيع القاموس أنه من باب كتب ) ضربته بالعمود وعَمَدْتُه إِذا ضربت عمود بطنه وعَمدَ الخُراجُ عَمَداً إِذا عُصرَ قبل أَن يَنْضَجَ فَوَرِمَ ولم تخرج بيضته وهو الجرح العَمِدُ وعَمِدَ الثَّرى يَعْمَدُ عَمَداً بَلَّلَه المطر فهو عَمِدٌ تقَبَّضَ وتَجَعَّدَ ونَدِيَ وتراكب بعضه على بعض فإِذا قبضت منه على شيء تَعَقَّدَ واجتمع من نُدُوَّته قال الراعي يصف بقرة وحشية حتى غَدَتْ في بياضِ الصُّبْحِ طَيِّبَةً رِيحَ المَباءَةِ تَخْدِي والثَّرَى عَمِدُ أَراد طيبة ريِحِ المباءَةِ فلما نَوَّنَ طيبةً نَصعبَ ريح المباءة أَبو زيد عَمِدَتِ الأَرضُ عَمَداً إِذا رسخ فيها المطر إِلى الثرى حتى إِذ قَبَضْتَ عليه في كفك تَعَقَّدَ وجَعُدَ ويقال إَن فلاناً لعَمِدُ الثَّرَى أَي كثير المعروف وعَمَّدْتُ السيلَ تَعْميداً إِذا سَدَدْتَ وَجْهَ جَريته حتى يجتمع في موضع بتراب أَو حجارة والعمودُ قضِيبُ الحديد وأَعْمَدُ بمعنى أَعْجَبُ وقيل أَعْمَدُ بمعنى أَغْضبُ من قولهم عَمِدَ عليه إِذا غَضِبَ وقيل معناه أَتَوَجَّعُ وأَشتكي من قولهم عَمعدَني الأَمرُ فَعَمِدْتُ أَي أَوجعني فَوَجِعتُ الغَنَويُّ العَمَدُ والضَّمَدُ والغَضَبُ قال الأَزهري وهو العَمَدُ والأَمَدُ أَيضاً وعَمِدَ عليه غَضب كَعَبِدَ حكاه يعقوب في المبدل ومن كلامهم أَعْمَدُ من كَيلِ مُحِقٍّ أَي هل زاد على هذا وروي عن أَبي عبيد مُحِّقَ بالتشديد قال الأَزهري ورأَيت في كتاب قديم مسموع من كَيْلٍ مُحِقَ بالتخفيف من المَحْقِ وفُسِّر هل زاد على مكيال نُقِصَ كَيْلُه أَي طُفِّفَ قال وحسبت أَن الصواب هذا قال ابن بري ومنه قول الراجز فاكْتَلْ أُصَيَّاعَكَ مِنْهُ وانْطَلِقْ وَيْحَكَ هَلْ أَعْمَدُ مِن كَيْلٍ مُحِقْ وقال معناه هل أَزيد على أَن مُحِقَ كَيْلي ؟ وفي حديث ابن مسعود أَنه أَتى أَبا جهل يوم بدر وهو صريع فوضع رجله على مُذَمَّرِهِ لِيُجْهِزَ عليه فقال له أَبو جهل أَعْمَدُ من سيد قتله قومه أَي أَعْجَبُ قال أَبو عبيد معناه هل زاد على سيد قتله قومه هل كان إِلا هذا ؟ أَي أَن هذا ليس بعار ومراده بذلك أَن يهوّن على نفسه ما حل به من الهلاك وأَنه ليس بعار عليه أَن يقتله قومه وقال شمر هذا استفهام أَي أَعجب من رجل قتله قومه قال الأَزهري كأَن الأَصل أَأَعْمَدُ من سيد فخففت إِحدى الهمزتين وقال ابن مَيَّادة ونسبه الأَزهري لابن مقبل تُقَدَّمُ قَيْسٌ كلَّ يومِ كَرِيهَةٍ ويُثْنى عليها في الرَّخاءِ ذُنوبُها وأَعْمَدُ مِنْ قومٍ كفَاهُمْ أَخوهُمُ صِدامَ الأَعادِي حيثُ فُلَّتْ نُيُوبُها يقول هل زدنا على أَن كَفَينَا إخوتنا والمُعْمَدُ والعُمُدُّ والعُمُدَّات والعُمَدَّانيُّ الشابُّ الممتلئ شباباً وقيل هو الضخم الطويل والأُنثى من كل ذلك بالهاء والجمع العُمَدَّانِيُّونَ وامرأَة عُمُدَانِيَّة ذاتُ جسم وعَبَالَةٍ ابن الأَعرابي العَمودُ والعِمادُ والعُمْدَةُ والعُمْدانُ رئيس العسكر وهو الزُّوَيْرُ ويقال لرِجْلَي الظليم عَمودانِ وعَمُودانُ اسم موضع قال حاتم الطائي بَكَيْتَ وما يُبْكِيكَ مِنْ دِمْنَةٍ قَفْرِ بِسُقفٍ إِلى وادي عَمُودانَ فالغَمْرِ ؟ ابن بُزُرج يقال جَلِسَ به وعَرِسَ به وعَمِدَ به ولَزِبَ به إِذا لَزِمَه ابن المظفر عُمْدانُ اسم جبل أَو موضع قال الأَزهري أُراه أَراد غُمْدان بالغين فصحَّفه وهو حصن في رأْس جبل باليمن معروف وكان لآل ذي يزن قال الأَزهري وهذا تصحيف كتصحيفه يوم بُعاث وهو من مشاهير أيام العرب أَخرجه في الغين وصحفه

عمرد
العُمْرُودُ والعَمَرَّدُ الطويل يقال ذئبٌ عَمَرَّدٌ وسَبْسَبٌ عَمَرَّدٌ طويل عن ابن الأَعرابي وأَنشد فَقَامَ وَسْنَانَ ولم يُوَسَّدِ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ كَفِعلِ الأَرْمَدِ إِلى صَناعِ الرِّجْلِ خَرْقاءِ اليَدِ خَطّارةٍ بالسَّبْسَبِ العَمَرَّدِ ويقال العَمَرّدُ الشرِسُ الخُلُقِ القَوِيُّ ويقال فرس عَمَرَّد قال المُعَذَّلُ بنُ عبد اللهِ من السُّحِّ جَوَّالاً كأَنَّ غُلامَه يُصَرِّفُ سِبْداً في العِنانِ عَمَرَّدَا قوله من السح يريد من الخيل التي تَصُبُّ الجَرْي والسِّبْدُ الداهِيةُ يقال هو سِبدُ أَسْبادٍ أَبو عمرو شَأْوٌ عَمَرَّدٌ قال عوف بن الأَحوص ثارَتْ بِهِمْ قتلى حَنِيفَةَ إِذْ أَبَتْ بِنِسْوَتِهِمْ إِلا النَّجاءَ العَمَرَّدَا والعَمَرَّدُ الذئبُ الخبيثُ قال جرير يصف فرساً على سابِحٍ نَهْدٍ يُشَبَّه بالضُّحَى إِذا عاد فيه الرَّكْضُ سِيداً عَمَرَّدا قال أَبو عَدْنانَ أَنشدتني امرأَة شدَّادٍ الكِلابية لأَبيها على رِفَلٍّ ذِي فُضُولٍ أَقْوَدِ يَغْتَالُ نِسْعَيْهِ بِجَوْزٍ مُوفِدِ صافي السَّبِيبِ سَلِبٍ عَمَرَّدِ فسأَلتها عن العَمَرَّد فقالت النجيبةُ الرحيلُ من الإِبل وقالت الرحيل الذي يرتحله الرجل فيركبه والعمرَّد السير السريع الشديد وأَنشد فلم أَرَ لِلْهَمِّ المُنِيخِ كَرِحْلَةٍ يَحُثُّ بها القومُ النَّجاءَ العَمَرَّدا

عند
قال الله تعالى أَلْقِيا في جهنَّم كلَّ كَفَّارٍ عنيدٍ قال قتادة العنيدُ المُعْرِضُ عن طاعة الله تعالى وقال تعالى وخاب كلُّ جَبَّارٍ عَنيدٍ عَنَدَ الرجلُ يَعْنُد عَنْداً وعُنُوداً وعَنَداً عتا وطَغَا وجاوزَ قَدْرَه ورجل عَنِيدٌ عانِدٌ وهو من التجبُّرِ وفي خطبة أَبي بكر رضي الله عنه وستَرَوْن بعدي مُلْكاً عَضُوضاً ومَلِكاً عَنوداً العَنُودُ والعَنِيدُ بمعنىً وهما فَعِيلٌ وفَعُولٌ بمعنى فاعل أَو مُفاعَل وفي حديث الدعاء فَأَقْصِ الأَدْنَيْنَ على عُنُودِهِم عنك أَي مَيْلِهم وجَوْرِهِم وعنَدَ عن الحق وعن الطريق يَعْنُدُ ويَعْنِدُ مالَ والمُعانَدَةُ والعِنادُ أَن يَعْرِفَ الرجلُ الشيء فيأْباه ويميل عنه وكان كفر أَبي طالب مُعاندة لأَنه عرف وأَقرَّ وأَنِفَ أَن يقال تَبِعَ ابن أَخيه فصار بذلك كافراً وعانَدَ مُعانَدَةً أَي خالف وردَّ الحقَّ وهو يعرفه فهو عَنِيدٌ وعانِدٌ وفي الحديث إِن الله جعلني عبداً كريماً ولم يجعلني جَبَّاراً عنيداً العنيد الجائر عن القصد الباغي الذي يردّ الحق مع العلم به وتعاند الخصمان تجادلا وعندَ عن الشيء والطريق يَعْنِدُ ويَعْنُدُ عُنُوداً فهو عَنُود وعَنِدَ عَنَداً تَباعَدَ وعَدل وناقة عَنُودٌ لا تخالطُ الإِبل تَباعَدُ عن الإِبل فترعى ناحية أَبداً والجمعُ عُنُدٌ وعانِدٌ وعانِدَةٌ وجمعهما جميعاً عَوانِدُ وعُنَّدٌ قال إِذا رَحَلْتُ فاجْعَلوني وسَطَا إِني كَبيرٌ لا أُطِيقُ العُنَّدَا جمع بين الطاء والدال وهو إِكفاءٌ ويقال هو يمشي وسَطاً لا عَنَداً وفي حديث عمر يذكر سيرته يصف نفسه بالسياسة فقال إِني أَنهَرُ اللَّفُوت وأَضُمُّ العَنُود وأُلْحُقُ القَطُوف وأَزْجُرُ العَرُوض قال العنود هو من الإِبل الذي لا يخالطها ولا يزال منفرداً عنها وأَراد من خرج عن الجماعة أَعدته إِليها وعطفته عليها وقيل العَنُود التي تباعَدُ عن الإِبل تطلب خيار المَرْتَع تتأَنَّفُ وبعض الإِبل يرتع ما وجد قال ابن الأَعرابي وأَبو نصر هي التي تكون في طائفة الإِبل أَي في ناحيتها وقال القيسي العنود من الإِبل التي تعاند الإِبل فتعارضها قال فإِذا قادتهن قُدُماً أَمامهنَّ فتلك السَّلوف والعاند البعير الذي يَجُورُ عن الطريق ويَعْدِلُ عن القَصْد ورجلٌ عَنُودٌ يُحَلُّ عِنْده ولا يخالط الناس قال ومَوْلًى عَنُودٌ أَلْحَقَتْه جَريرَةٌ وقد تَلْحَقُ المَوْلى العنودَ الجرائرُ الكسائي عنَدَتِ الطَّعْنَةُ تَعْنِدُ وتَعْنُد إِذا سال دمها بعيداً من صاحبها وهي طعنة عاندة وعَنَدَ الدمُ يَعْنُِد إِذا سال في جانب والعَنودُ من الدوابّ المتقدّمة في السير وكذلك هي من حمر الوحش وناقة عنود تَنْكُبُ الطريقَ من نشاطها وقوّتها والجمع عُنُدٌ وعُنَّدٌ قال ابن سيده وعندي أَن عُنَّداً ليس جمع عَنُودٍ لأَن فعولاً لا يكسر على فُعَّل وإِنما هي جمع عانِدٍ وهي مماتة وعانِدَةُ الطريق ما عُدِلَ عنه فَعَنَدَ أَنشد ابن الأَعرابي فإِنَّكَ والبُكا بَعْدَ ابنِ عَمْرٍو لَكَالسَّاري بِعانِدَة الطريقِ يقول رُزِئْتَ عظيماً فبكاؤك على هالك بعده ضلال أَي لا ينبغي لك أَن تبكي على أَحد بعده ويقال عانَدَ فلان فلاناً عِناداً فَعَلَ مِثْلَ فعله يقال فلان يُعانِدُ فلاناً أَي يفعل مثل فعله وهو يعارضه ويُباريهِ قال والعامة يفسرونه يُعانِدُه يَفْعَلُ خِلافَ فعله قال الأَزهري ولا أَعرف ذلك ولا أَثبته والعَنَدُ الاعتراض وقوله يا قومِ ما لي لا أُحِبُّ عَنْجَدَهْ ؟ وكلُّ إِنسانٍ يُحِبُّ وَلَدَهْ حُبَّ الحُبارَى ويَزِفُّ عَنَدَهُ ويروى يَدُقُّ أَي معارَضةَ الولد قال الازهري يعارضه شفقة عليه وقيل العَنَدُ هنا الجانب قال ثعلب هو الاعتراض قال يعلمه الطَّيَرانَ كما يعلم العُصْفُورُ ولَدَه وأَنشده ثعلب وكلُّ خنزيرٍ قال الأَزهري والمُعانِدُ هو المُعارِضُ بالخلاف لا بالوِفاقِ وهذا الذي تعرفه العوام وقد يكون العِنادُ معارضةً لغير الخلاف كما قال الأَصمعي واستخرجه من عَنَدِ الحُبارى جعله اسماً من عانَدَ الحُبارى فَرْخَه إِذا عارضه في الطيران أَوّلَ ما ينهض كأَنه يعلمه الطيران شفقة عليه وأَعْنَدَ الرجلُ عارَضَ بالخلاف وأَعْنَدَ عارَض بالاتفاق وعانَدَ البعيرُ خِطامَه عارضَه وعانَدَه معانَدَةً وعِناداً عارَضَه قال أَبو ذؤيب فافْتَنَّهُنَّ مِن السَّواءِ وماؤُه بَثْرٌ وعانَدَه طريقٌ مَهْيَعُ
( * قوله « وماؤه بثر » تفسير البثر بالموضع لا يلاقي الإخبار به عن قوله ماؤه ولياقوت في حل هذا البيت أنه الماء القليل وهو من الأضداد اه ولا ريب ان بثراً اسم موضع إلا أنه غير مراد هنا ) افتنهن من الفَنّ وهو الطرْدُ أَي طَرَدَ الحِمارُ أُتُنَه من السَّواءِ وهو موضع وكذلك بَثْرٌ والمَهْيَعُ الواسع وعَقَبَةٌ عَنُودٌ صَعْبَةُ المُرْتَقى وعَنَدَ العِرْقُ وعَنِدَ وعَنُدَ وأَعْنَدَ سال فلم يَكَدْ يَرْقَأُ وهو عِرْقٌ عاندٌ قال عَمْرُو بنُ مِلْقَطٍ بِطَعْنَةٍ يَجْري لَها عانِدٌ كالماءِ مِنْ غائِلَةِ الجابِيَهْ وفسر ابن الأَعرابي العانِدَ هنا بالمائل وعسى أَن يكون السائل فصحفه الناقل عنه وأَعْنَدَ أَنْفُه كَشُرَ سَيَلانُ الدمِ منه وأَعْنَدَ الَقيْءَ وأَعْنَدَ فيه إِعناداً تابعه وسئل ابن عباس عن المستحاضة فقال إِنه عِرْقٌ عانِدٌ أَو رَكْضَةٌ من الشيطان قال أَبو عبيد العِرْقُ العانِدُ الذي عَنَدَ وبَغى كالإِنسان يُعانِدُ فهذا العرق في كثرة ما يخرج منه بمنزلته شُبِّهَ به لكثرة ما يخرج منه على خلاف عادته وقيل العانِدُ الذي لا يرقأُ قال الراعي ونحنُ تَرَكْنا بالفَعاليِّ طَعْنَةً لها عانِدٌ فَوقَ الذِّراعَينِ مُسْبِل
( * قوله « بالفعالي » كذا بالأَصل )
وأَصله من عُنودِ الإِنسان إِذا بَغى وعَنَدَ عن القصد وأَنشد وبَخَّ كلُّ عانِدٍ نَعُورِ والعَنَدُ بالتحريك الجانب وعانَدَ فلانٌ فلاناً إِذا جانبه ودَمٌ عانِدٌ يسيل جانباً وقال ابن شميل عَنَدَ الرجل عن أَصحابه يَعْنُدُ عُنُوداً إِذا ما تركهم واجتاز عليهم وعَنَدَ عنهم إِذا ما تركهم في سفر وأَخَذَ في غيرِ طريقهم أَو تخلف عنهم والعُنُودُ كأَنه الخِلافُ والتَّباعُدُ والترك لو رأَيت رجلاً بالبصرة من أَهل الحجاز لقلت شَدَّ ما عَنَدْتَ عن قومك أَي تباعدت عنهم وسحابة عَنُودٌ كثيرة المطر وجمعه عُنُدٌ وقال الراعي دِعْصاً أَرَذَّ عَلَيْهِ فُرَّقٌ عُنُدُ وقِدْحٌ عَنُودٌ وهو الذي يخرج فائزاً على غير جهة سائرِ القداح ويقال اسْتَعْنَدَني فلان من بين القوم أَي قَصَدَني وأَما عِنْدَ فَحُضُورُ الشيءِ ودُنُوُّه وفيها ثلاث لغات عِنْدَ وعَنْدَ وعُنْدَ وهي ظرف في المكان والزمان تقول عِنْدَ الليلِ وعِنْدَ الحائط إِلا أَنها ظرف غير متمكن لا تقول عِنْدُك واسعٌ بالرفع وقد أَدخلوا عليه من حروف الجر مِنْ وحدها كما أَدخلوها على لَدُنْ قال تعالى رحمةً من عِندنا وقال تعالى من لَدُنَّا ولا يقال مضيت إِلى عِنْدِك ولا إِلى لَدُنْكَ وقد يُغْرى بها فيقال عِنْدَكَ زيداً أَي خُذْه قال الأَزهري وهي بلغاتها الثلاث أَقْصى نِهاياتِ القُرْبِ ولذلك لم تُصَغَّرْ وهو ظرف مبهم ولذلك لم يتمكن إِلا في موضع واحد وهو أَن يقول القائل لشيء بلا علم هذا عِنْدي كذا وكذا فيقال ولَكَ عِنْدٌ زعموا أَنه في هذا الموضع يراد به القَلْبُ وما فيه مَعْقُولٌ من اللُّبِّ وهذا غير قوي وقال الليث عِنْد حَرْفٌ صِفَةٌ يكون مَوْضعاً لغيره ولفظه نصب لأَنه ظرف لغيره وهو في التقريب شبه اللِّزْقِ ولا يكاد يجيء في الكلام إِلا منصوباً لأَنه لا يكون إِلا صفةً معمولاً فيها أَو مضمراً فيها فِعْلٌ إِلا في قولهم ولَكَ عندٌ كما تقدم قال سيبويه وقالوا عِنْدَكَ تُحَذّرُه شيئاً بين يديه أَو تأْمُرُه أَن يتقدم وهو من أَسماء الفعل لا يتعدى وقالوا أَنت عِنْدي ذاهبٌ أَي في ظني حكاها ثعلب عن الفراء الفراء العرب تأْمر من الصفات بِعَلَيْكَ وعِنْدَك ودُونَك وإِلَيْكَ يقولون إِليكَ إِليكَ عني كما يقولون وراءَكَ وراءك فهذه الحروف كثيرة وزعم الكسائي أَنه سمع بَيْنَكما البعيرَ فخذاه فنصب البعير وأَجاز ذلك في كل الصفات التي تفرد ولم يجزه في اللام ولا الباء ولا الكاف وسمع الكسائي العرب تقول كما أَنْتَ وزَيْداً ومكانَكَ وزيْداً قال الأَزهري وسمعت بعض بني سليم يقول كما أَنْتَني يقول انْتَظِرْني في مكانِكَ وما لي عنه عُنْدَدٌ وعُنْدُدٌ أَي بُدٌّ قال لَقَدْ ظَعَنَ الحَيُّ الجميعُ فأَصْعَدُوا نَعَمْ لَيْسَ عَمَّا يَفْعَلُ اللَّهُ عُنْدُدُ وإِنما لم يُقْضَ عليها أَنها فُنْعُلٌ لأَن التكرير إِذا وقع وجب القضاء بالزيادة إِلا أَن يجيء ثَبَتٌ وإِنما قضى على النون ههنا أَنها أَصل لأَنها ثانية والنون لا تزاد ثانية إِلا بثَبَتٍ وما لي عنه مُعْلَنْدَدٌ أَيضاً وما وجدت إِلى كذا مُعْلَنْدَداً أَي سبيلاً وقال اللحياني ما لي عن ذاك عُنْدَدٌ وعُنْدُدٌ أَي مَحِيص وقال مرة ما وجدت إِلى ذلك عُنْدُدُاً وعُنْدَداً أَي سبيلاً ولا ثَبَتَ هنا أَبو زيد يقال إِنَّ تَحْتَ طريقتك لَعِنْدَأْوَةً والطريقةُ اللّينُ والسكونُ والعِنْدَأْوَةُ الجَفْوَةُ والمَكْرُ قال الأَصمعي معناه إِن تحت سكونك لَنَزْوَةً وطِماحاً وقال غيره العِنْدَأْوَةُ الالتواء والعَسَرُ وقال هو من العَداء وهمزه بعضهم فجعل النون والهمزة زائدتين
( * قوله « النون والهمزة زائدتين » كذا بالأصل وفيه يكون بناء عندأوة فنعالة لا فنعلوة ) على بِناءِ فِنْعَلْوة وقال غيره عِنْداوَةٌ فِعْلَلْوَة وعانِدانِ واديان معروفان قال شُبَّتْ بِأَعْلى عانِدَيْنِ من إِضَمْ وعانِدينَ وعانِدونَ اسمُ وادٍ أَيضاً وفي النصب والخفض عاندين حكاه كراع ومثّله بِقاصِرينَ وخانِقِينَ ومارِدين وماكِسِين وناعِتِين وكل هذه أَسماء مواضع وقول سالم بن قحفان يَتْبَعْنَ وَرْقاءَ كَلَوْنِ العَوْهَقِ لاحِقَةَ الرِّجْلِ عَنُودَ المِرْفَقِ يعني بعيدة المِرْفَقِ من الزَّوْرِ والعَوْهَقُ الخُطَّافُ الجَبَلِيُّ وقيل الغراب الأَسود وقيل الثَّوْرُ الأَسود وقيل اللاَّزَوَرْدُ وطَعْنٌ عَنِدٌ بالكسر إِذا كان يَمْنَةً ويَسْرَةً قال أَبو عمرو أَخَفُّ الطَّعْن الوَلْقُ والعانِدُ مثله

عنجد
العُنْجُدُ حبُّ العنب والعَنْجَدُ والعُنْجَدُ رَديءُ الزَّبيب وقيل نواه وقال أَبو حنيفة العُنْجُدُ والعُنْجَدُ الزبيبُ وزعم عن ابن الأَعرابي أَنه حب الزبيب قال الشاعر غَدا كالعَسَلَّسِ في حُذْلِهِ رُؤُوسُ العَظارِيِّ كالعُنْجُدِ والعَظارِيُّ ذكورُ الجراد وذكر عن بعض الرواة أَن العنجُد بضم الجيم الأَسود من الزبيب قال وقال غيره هو العَنْجَدُ بفتح العين والجيم قال الخليل رُؤُوسُ العَناظِبِ كالعَنْجَدِ شبَّه رؤُوس الجراد بالزبيب ومن رواه خَناظِب فهي الخنافِسُ أَبو زيد يقال للزبيب العَنْجَدُ والعُنْجَدُ والعُنْجُدُ ثلاث لغات وحاكم أَعرابي رجلا إِلى القاضي فقال بعت به عُنْجُداً مُذْ جَهْرٍ فغاب عني قال ابن الأَعرابي الجهر قِطْعَةٌ من الدَّهْرِ وعَنْجَدٌ وعَنْجَدَةُ اسمان قال يا قومِ ما لي لا أُحِبُّ عَنْجَدَه ؟ وكلُّ إِنسانٍ يُحِبُّ وَلَدَه حُبَّ الحُبارى ويَذُبُّ عَنَدَه

عنجرد
الأَزهري الفراء امرأَة عَنْجَرِدٌ خبيثةٌ سيئةُ الخُلُق وأَنشد عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِينَ أَحْلِفُ كَمِثْلِ شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ وقال غيره امرأَة عنجرد سَلِيطَةٌ

عندد
الأَزهري يقال ما لي عنه عُنْدُدٌ ولا مُعْلَنْدَدٌ أَي ما لي عنه بُدٌّ وقال اللحياني ما وجدت إِلى ذلك عُنْدُداً وعُنْدَداً ومُعْلَنْدَداً أَي سبيلاً

عنقد
العُنْقُودُ والعِنقادُ من النخل والعنبِ والأَراكِ والبُطْم ونحوها قال إِذْ لِمَّتي سَوْداءُ كالعِنْقادِ كَلِمَّةٍ كانتْ على مَصادِ وعُنْقُود اسم ثور قال يا ربِّ سَلِّمْ قَصَباتِ عُنْقُودْ

عنكد
العَنْكَدُ ضَرْبٌ من السمك البحري

عهد
قال الله تعالى وأَوفوا بالعهد إِن العهدَ كان مسؤولاً قال الزجاج قال بعضهم ما أَدري ما العهد وقال غيره العَهْدُ كل ما عُوهِدَ اللَّهُ عليه وكلُّ ما بين العبادِ من المواثِيقِ فهو عَهْدٌ وأَمْرُ اليتيم من العهدِ وكذلك كلُّ ما أَمَرَ الله به في هذه الآيات ونَهى عنه وفي حديث الدُّعاءِ وأَنا على عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما استَطَعْتُ أَي أَنا مُقِيمٌ على ما عاهَدْتُك عليه من الإِيمان بك والإِقرار بوَحْدانيَّتِك لا أَزول عنه واستثنى بقوله ما استَطَعْتُ مَوْضِع القَدَرِ السابقِ في أَمره أَي إِن كان قد جرى القضاءُ أَنْ أَنْقُضَ العهدَ يوماً ما فإِني أُخْلِدُ عند ذلك إِلى التَّنَصُّلِ والاعتذار لعدم الاستطاعة في دفع ما قضيته علي وقيل معناه إِني مُتَمَسِّكٌ بما عَهِدْتَه إِليّ من أَمرك ونهيك ومُبْلي العُذْرِ في الوفاءِ به قَدْرَ الوُسْع والطاقة وإِن كنت لا أَقدر أَن أَبلغ كُنْهَ الواجب فيه والعَهْدُ الوصية كقول سعد حين خاصم عبد بن زمعة في ابن أَمَتِهِ فقال ابن أَخي عَهِدَ إِليّ فيه أَي أَوصى ومنه الحديث تمَسَّكوا بعهد ابن أُمِّ عَبْدٍ أَي ما يوصيكم به ويأْمرُكم ويدل عليه حديثه الآخر رضِيتُ لأُمَّتي ما رضيَ لها ابنُ أُمِّ عَبْدٍ لمعرفته بشفقته عليهم ونصيحته لهم وابنُ أُم عَبْدٍ هو عبدالله بن مسعود ويقال عهِد إِلي في كذا أَي أَوصاني ومنه حديث عليّ كرم الله وجهه عَهِدَ إِليّ النبيُّ الأُمّيُّ أَي أَوْصَى ومنه قوله عز وجل أَلم أَعْهَدْ إِليكم يا بني آدم يعني الوصيةَ والأَمر والعَهْدُ التقدُّم إِلى المرءِ في الشيءِ والعهد الذي يُكتب للولاة وهو مشتق منه والجمع عُهودٌ وقد عَهِدَ إِليه عَهْداً والعَهْدُ المَوْثِقُ واليمين يحلف بها الرجل والجمع كالجمع تقول عليّ عهْدُ الله وميثاقُه وأَخذتُ عليه عهدَ الله وميثاقَه وتقول عَلَيَّ عهدُ اللهِ لأَفعلن كذا ومنه قول الله تعالى وأَوفوا بعهد الله إِذا عاهدتم وقيل وليُّ العهد لأَنه وليَ الميثاقَ الذي يؤْخذ على من بايع الخليفة والعهد أَيضاً الوفاء وفي التنزيل وما وجدنا لأَكثرِهم من عَهْدٍ أَي من وفاء قال أَبو الهيثم العهْدُ جمع العُهْدَةِ وهو الميثاق واليمين التي تستوثقُ بها ممن يعاهدُك وإِنما سمي اليهود والنصارى أَهلَ العهدِ للذمة التي أُعْطُوها والعُهْدَةِ المُشْتَرَطَةِ عليهم ولهم والعَهْدُ والعُهْدَةُ واحد تقول بَرِئْتُ إِليك من عُهْدَةِ هذا العبدِ أَي مما يدركُك فيه من عَيْب كان معهوداً فيه عندي وقال شمر العَهْد الأَمانُ وكذلك الذمة تقول أَنا أُعْهِدُك من هذا الأَمر أَي أُؤْمِّنُك منه أَو أَنا كَفيلُك وكذلك لو اشترى غلاماً فقال أَنا أُعْهِدُك من إِباقه فمعناه أَنا أُؤَمِّنُك منه وأُبَرِّئُكَ من إِباقه ومنه اشتقاق العُهْدَة ويقال عُهْدَتُه على فلان أَي ما أُدْرِك فيه من دَرَكٍ فإِصلاحه عليه وقولهم لا عُهْدَة أَي لا رَجْعَة وفي حديث عقبة بن عامر عُهْدَةُ الرقيقِ ثلاثة أَيامٍ هو أَن يَشْتَرِي الرقيقَ ولا يَشْترِطَ البائعُ البَراءَةَ من العيب فما أَصاب المشترى من عيب في الأَيام الثلاثة فهو من مال البائع ويردّ إِن شاء بلا بينة فإِن وجد به عيباً بعد الثلاثة فلا يرد إِلا ببينة وعَهِيدُك المُعاهِدُ لك يُعاهِدُك وتُعاهِدُه وقد عاهده قال فَلَلتُّرْكُ أَوفى من نِزارٍ بعَهْدِها فلا يَأْمَنَنَّ الغَدْرَ يَوْماً عَهِيدُها والعُهْدةُ كتاب الحِلْفِ والشراءِ واستَعْهَدَ من صاحبه اشترط عليه وكتب عليه عُهْدة وهو من باب العَهد والعُهدة لأَن الشرط عَهْدٌ في الحقيقة قال جرير يهجو الفرزدق حين تزوّج بنت زِيقٍ وما استَعْهَدَ الأَقْوامُ مِن ذي خُتُونَةٍ من الناسِ إِلاَّ مِنْكَ أَو مِنْ مُحارِبِ والجمعُ عُهَدٌ وفيه عُهْدَةٌ لم تُحْكَمْ أَي عيب وفي الأَمر عُهْدَةٌ إِذا لم يُحْكَمْ بعد وفي عَقْلِه عُهْدَةٌ أَي ضعف وفي خَطِّه عُهدة إِذا لم يُقِم حُروفَه والعَهْدُ الحِفاظُ ورعايةُ الحُرْمَة وفي الحديث أَن عجوزاً دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فسأَل بها وأَحفى وقال إِنها كانت تأْتينا أَيام خديجة وإِن حُسن العهد من الإِيمان وفي حديث أُم سلمة قالت لعائشة وتَرَكَتْ عُهَّيْدَى ( قوله « وتركت عهيدى » كذا بالأصل والذي في النهاية وتركت عهيداه ) العُهَّيْدَى بالتشديد والقصر فُعَّيْلى من العَهْدِ كالجُهَّيْدَى من الجَهْدِ والعُجَّيْلى من العَجَلة والعَهْدُ الأَمانُ وفي التنزيل لا يَنَالُ عَهْدِي الظالمين وفيه فأَتِمُّوا إِليهم عَهْدَهُم إِلى مدَّتِهم وعاهَدَ الذِّمِّيَّ أَعطاهُ عَهْداً وقيل مُعَاهَدَتُه مُبايَعَتُه لك على إِعطائه الجزية والكفِّ عنه والمُعَاهَدُ الذِّمِّيُّ وأَهلُ العهدِ أَهل الذمّة فإِذا أَسلموا سقط عنهم اسم العهد وتقول عاهدْتُ اللَّهَ أَن لا أَفعل كذا وكذا ومنه الذمي المعاهَدُ الذي فُورِقَ فَأُومِرَ على شروط استُوثِقَ منه بها وأُوِمن عليها فإِن لم يفِ بها حلّ سَفْكُ دمِه وفي الحديث إِنَّ كَرَمَ العَهْدِ من الإِيمانِ أَي رعاية المَوَدَّة وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يُقْتَلُ مُؤمنٌ بكافِرٍ ولا ذو عهْد في عَهْدِه معناه لا يُقتل مؤمن بكافر تمّ الكلام ثم قال ولا يُقْتَلُ أَيضاً ذو عهد أَي ذو ذِمَّة وأَمان ما دام على عهده الذي عُوهِدَ عليه فنهى صلى الله عليه وسلم عن قتل المؤْمن بالكافر وعن قتل الذمي المعاهد الثابت على عهده وفي النهاية لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده أَي ولا ذو ذمة في ذمته ولا مشرك أُعْطِيَ أَماناً فدخل دار الإِسلام فلا يقتل حتى يعودَ إِلى مَأْمَنِه قال ابن الأَثير ولهذا الحديث تأْويلان بمقتضى مذهبي الشافعي وأَبي حنيفة أَما الشافعي فقال لا يقتل المسلم بالكافر مطلقاً معاهداً كان أَو غير معاهد حربيّاً كان أَو ذميّاً مشركاً أَو كتابياً فأَجرى اللفظ على ظاهره ولم يضمر له شيئاً فكأَنه نَهَى عن قتل المسلم بالكافر وعن قتل المعاهد وفائدة ذكره بعد قوله لا يقتل مسلم بكافر لئلا يَتَوهَّمَ مُتَوَهِّمٌ أَنه قد نَفَى عنه القَوَدَ بقَتْله الكافرَ فيَظُّنَّ أَنَّ المعاهَدَ لو قَتَلَ كان حكمه كذلك فقال ولا يقتل ذُو عَهْدٍ في عهدِه ويكون الكلام معطوفاً على ما قبله منتظماً في سلكه من غير تقدير شيء محذوف وأَما أَبو حنيفة فإِنه خَصَّصَ الكافرَ في الحديث بالحرْبيِّ دون الذِّمِّي وهو بخلاف الإِطلاق لأَن من مذهبه أَن المسلم يقتل بالذمي فاحتاج أَن يضمر في الكلام شيئاً مقدراً ويجعلَ فيه تقديماً وتأْخيراً فيكون التقدير لا يقتل مسلم ولا ذو عهد في عهده بكافر أَي لا يقتل مسلم ولا كافر معاهد بكافر فإِن الكافرَ قد يكون معاهداً وغير معاهد وفي الحديث مَن قَتَلَ مُعَاهَِداً لم يَقْبَلِ اللَّهُ منه صَرْفاً ولا عَدلاً يجوز أَن يكون بكسر الهاء وفتحها على الفاعل والمفعول وهو في الحديث بالفتح أَشهر وأَكثر والمعاهدُ مَن كان بينك وبينه عهد وأَكثر ما يطلق في الحديث على أَهل الذمة وقد يطلق على غيرهم من الكفار إِذا صُولحوا على ترك الحرب مدَّة ما ومنه الحديث لا يحل لكم كذا وكذا ولا لُقَطَةُ مُعَاهد أَي لا يجوز أَن تُتَمَلَّك لُقَطَتُه الموجودة من ماله لأَنه معصوم المال يجري حكمه مجرى حكم الذمي والعهد الالتقاء وعَهِدَ الشيءَ عَهْداً عرَفه ومن العَهْدِ أَن تَعْهَدَ الرجلَ على حال أَو في مكان يقال عَهْدِي به في موضع كذا وفي حال كذا وعَهِدْتُه بمكان كذا أَي لَقِيتُه وعَهْدِي به قريب وقول أَبي خراش الهذلي ولم أَنْسَ أَياماً لَنا ولَيالِياً بِحَلْيَةَ إِذْ نَلْقَى بها ما نُحاوِلُ فَلَيْسَ كعَهْدِ الدارِ يا أُمَّ مالِكٍ ولكِنْ أَحاطَتْ بالرِّقابِ السَّلاسِلُ أَي ليس الأَمر كما عَهِدْتِ ولكن جاء الإِسلامُ فهدم ذلك وأَراد بالسلاسل الإِسلامَ وأَنه أَحاط برقابنا فلا نسْتَطِيعُ أَن نَعْمَلَ شيئاً مكروهاً وفي حديث أُم زرع ولا يَسْأَلُ عمَّا عَهِدَ أَي عما كان يَعْرِفُه في البيت من طعام وشراب ونحوهما لسخائه وسعة نفسه والتَّعَهُّدُ التَّحَفُّظُ بالشيء وتجديدُ العَهْدِ به وفلان يَتَعَهَّدُه صَرْعٌ والعِهْدانُ العَهْدُ والعَهْدُ ما عَهِدْتَه فَثافَنْتَه يقال عَهْدِي بفلان وهو شابٌّ أَي أَدركتُه فرأَيتُه كذلك وكذلك المَعْهَدُ والمَعْهَدُ الموضعُ كنتَ عَهِدْتَه أَو عَهِدْت هَوىً لك أَو كنتَ تَعْهَدُ به شيئاً والجمعُ المَعَاهِدُ والمُعاهَدَةُ والاعْتِهادُ والتعاهُدُ والتَّعَهُّدُ واحد وهو إِحداثُ العَهْدِ بما عَهِدْتَه ويقال للمحافظ على العَهْدِ مُتَعَهِّدٌ ومنه قول أَبي عطاء السنديّ وكان فصيحاً يرثي ابن هُبَيرَة وإِنْ تُمْسِ مَهْجُورَ الفِناءِ فَرُبَّما أَقامَ به بَعْدَ الوُفُودِ وُفُودُ فإِنَّكَ لم تَبْعُدْ على مُتعَهِّدٍ بَلى كلُّ مَنْ تَحْتَ التُّرابِ بعِيدُ أَراد محافظ على عَهْدِكَ بِذِكْرِه إِياي
( * قوله « بذكره اياي » كذا بالأَصل ولعله بذكره إياه ) ويقال متى عَهْدُكَ بفلان أَي متى رُؤْيَتُك إِياه وعَهْدُه رؤيتُه والعَهْدُ المَنْزِلُ الذي لا يزال القوم إِذا انْتَأَوْا عنه رجعوا إِليه وكذلك المَعْهَدُ والمعهودُ الذي عُهِدَ وعُرِفَ والعَهْدُ المنزل المعهودُ به الشيء سمي بالمصدر قال ذو الرمة هَلْ تَعْرِفُ العَهْدَ المُحِيلَ رَسْمُه وتعَهَّدَ الشيء وتَعَاهَدَه واعْتَهَدَه تَفَقَّدَهُ وأَحْدَثَ العَهْدَ به قال الطرماح ويُضِيعُ الذي قدَ آوجبه الله عَلَيْه وليس يَعْتَهِدُهْ وتَعَهَّدْتُ ضَيْعَتي وكل شيء وهو أَفصح من قولك تَعاهَدْتُه لأَن التعاهدَ إِنما يكون بين اثنين وفي التهذيب ولا يقال تعاهَدتُه قال وأَجازهما الفراء ورجل عَهِدٌ بالكسر يتَعاهَدُ الأُمورَ ويحب الولاياتِ والعُهودَ قال الكميت يمدح قُتَيْبَة بن مسلم الباهليّ ويذكر فتوحه نامَ المُهَلَّبُ عنها في إِمارتِه حتى مَضَتْ سَنَةٌ لم يَقْضِها العَهِدُ وكان المهلب يحب العهود وأَنشد أَبو زيد فَهُنَّ مُناخاتٌ يُجَلَّلْنَ زِينَةً كما اقْتانَ بالنَّبْتِ العِهادُ المُحَوَّفُ المُحَوَّفُ الذي قد نَبَتَتْ حافتاه واستدارَ به النباتُ والعِهادُ مواقِعُ الوَسْمِيّ من الأَرض وقال الخليل فِعْلٌ له مَعْهُودٌ ومشهودٌ ومَوْعودٌ قال مَشْهود يقول هو الساعةَ والمعهودُ ما كان أَمْسِ والموعودُ ما يكون غداً والعَهْدُ بفتح العين أَوَّل مَطَرٍ والوَليُّ الذي يَلِيه من الأَمطار أَي يتصل به وفي المحكم العَهْدُ أَوَّل المطر الوَسْمِيِّ عن ابن الأَعرابي والجمع العِهادُ والعَهْدُ المطرُ الأَوَّل والعَهْدُ والعَهْدَةُ والعِهْدَةُ مطرٌ بعد مطرٍ يُدْرِك آخِرُهُ بَلَلَ أَوّله وقيل هو كل مطرٍ بعد مطر وقيل هو المَطْرَةُ التي تكون أَوّلاً لما يأْتي بعْدها وجمعها عِهادُ وعُهودٌ قال أَراقَتْ نُجُومُ الصَّيْفِ فيها سِجالَها عِهاداً لِنَجْمِ المَرْبَعِ المُتَقَدِّمِ قال أَبو حنيفة إِذا أَصاب الأَرضَ مطر بعد مطر وندى الأَوّل باق فذلك العَهْدُ لأَن الأَوّل عُهِدَ بالثاني قال وقال بعضهم العِهادُ الحديثةُ من الأَمطارِ قال وأَحسبه ذهب فيه إِلى قول الساجع في وصف الغيث أَصابَتْنا دِيمَةٌ بعد دِيمَةٍ على عِهادٍ غيرِ قَدِيمةٍ وقال ثعلب على عهاد قديمة تشبع منها النابُ قبل الفَطِيمَةِ وقوله تشبعُ منها الناب قبل الفطيمة فسره ثعلب فقال معناه هذا النبت قد علا وطال فلا تدركه الصغيرة لطوله وبقي منه أَسافله فنالته الصغيرة وقال ابن الأَعرابي العِهادُ ضعيفُ مطرِ الوَسْمِيِّ ورِكاكُه وعُهِدَتِ الرَّوْضَةُ سَقَتْها العَِهْدَةُ فهي معهودةٌ وأَرض معهودةٌ إِذا عَمَّها المطر والأَرض المُعَهَّدَةُ تَعْهِيداً التي تصيبها النُّفْضَةُ من المطر والنُّفْضَةُ المَطْرَةُ تُصِيبُ القِطْعة من الأَرض وتخطئ القطعة يقال أَرض مُنَفَّضَةٌ تَنْفيضاً قال أَبو زبيد أَصْلَبيٌّ تَسْمُو العُيونُ إِليه مُسْتَنيرٌ كالبَدْرِ عامَ العُهودِ ومطرُ العُهودِ أَحسن ما يكونُ لِقِلَّةِ غُبارِ الآفاقِ قيل عامُ العُهودِ عامُ قِلَّةِ الأَمطار ومن أَمثالهم في كراهة المعايب المَلَسَى لا عُهْدَةَ له المعنى ذُو المَلَسَى لا عهدة له والمَلَسَى ذهابٌ في خِفْيَةٍ وهو نَعْتٌ لِفَعْلَتِه والمَلَسى مؤنثة قال معناه أَنه خرج من الأَمر سالماً فانقضى عنه لا له ولا عليه وقيل المَلَسى أَن يَبيعَ الرجلُ سِلْعَةً يكون قد سرَقَها فَيَمَّلِس ويَغِيب بعد قبض الثمن وإِن استُحِقَّتْ في يَدَيِ المشتري لم يتهيأْ له أَن يبيعَ البائعُ بضمان عُهْدَتِها لأَنه امَّلَسَ هارباً وعُهْدَتُها أَن يَبيعَها وبها عيب أَو فيها استحقاق لمالكها تقول أَبيعُك المَلَسى لا عُهْدَة أَي تنملسُ وتَنْفَلتُ فلا ترجع إِليّ ويقال في المثل متى عهدكَ بأَسفلِ فيكَ ؟ وذلك إِذا سأَلته عن أَمر قديم لا عهد له به ومِثْلُه عَهْدُك بالفالياتِ قديمٌ يُضْرَبُ مثلاً للأَمر الذي قد فات ولا يُطْمَعُ فيه ومثله هيهات طار غُرابُها بِجَرادَتِك وأَنشد وعَهْدي بِعَهْدِ الفالياتِ قَديمُ وأَنشد أَبو الهيثم وإِني لأَطْوي السِّرَّ في مُضْمَرِ الحَشا كُمونَ الثَّرَى في عَهْدَةٍ ما يَريمُها أَراد بالعَهْدَةِ مَقْنُوءَةً لا تَطْلُعُ عليها الشمسُ فلا يريمها الثرى والعَهْدُ الزمانُ وقريةٌ عَهِيدَةٌ أَي قديمة أَتى عليها عَهْدٌ طويلٌ وبنو عُهادَةَ بُطَيْنٌ من العرب

عود
في صفات الله تعالى المبدِئُ المعِيدُ قال الأَزهري بَدَأَ اللَّهُ الخلقَ إِحياءً ثم يميتُهم ثم يعيدُهم أَحياءً كما كانوا قال الله عز وجل وهو الذي يبدأُ الخلقَ ثم يُعِيدُه وقال إِنه هو يُبْدِئُ ويُعِيدُ فهو سبحانه وتعالى الذي يُعِيدُ الخلق بعد الحياة إِلى المماتِ في الدنيا وبعد المماتِ إِلى الحياةِ يوم القيامة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ النَّكَلَ على النَّكَلِ قيل وما النَّكَلُ على النَّكَلِ ؟ قال الرجل القَوِيُّ المُجَرِّبُ المبدئُ المعيدُ على الفرس القَوِيِّ المُجَرّبِ المبدِئ المعيدِ قال أَبو عبيد وقوله المبدئ المعِيدُ هو الذي قد أَبْدَأَ في غَزْوِهِ وأَعاد أَي غزا مرة بعد مرة وجرَّب الأُمور طَوْراً بعد طَوْر وأَعاد فيها وأَبْدَأَ والفرسُ المبدئُ المعِيدُ هو الذي قد رِيضَ وأُدِّبَ وذُلِّلَ فهو طَوْعُ راكبِهِ وفارِسِه يُصَرِّفه كيف شاء لِطَواعِيَتِه وذُلِّه وأَنه لا يستصعب عليه ولا يمْنَعُه رِكابَه ولا يَجْمَحُ به وقيل الفرس المبدئ المعيد الذي قد غزا عليه صاحبه مرة بعد مرة أُخرى وهذا كقولهم لَيْلٌ نائِمٌ إِذا نِيمَ فيه وسِرٌّ كاتم قد كتموه وقال شمر رجل مُعِيدٌ أَي حاذق قال كثير عَوْمُ المُعِيدِ إِلى الرَّجا قَذَفَتْ به في اللُّجِّ داوِيَةُ المَكانِ جَمُومُ والمُعِيدُ من الرجالِ العالِمُ بالأُمور الذي ليس بغُمْرٍ وأَنشد كما يَتْبَعُ العَوْد المُعِيد السَّلائِب والعود ثاني البدء قال بَدَأْتُمْ فأَحْسَنْتُمْ فأَثْنَيْتُ جاهِداً فإِنْ عُدْتُمُ أَثْنَيْتُ والعَوْدُ أَحْمَدُ قال الجوهري وعاد إِليه يَعُودُ عَوْدَةً وعَوْداً رجع وفي المثل العَوْدُ أَحمدُ وأَنشد لمالك بن نويرة جَزَيْنا بني شَيْبانَ أَمْسِ بِقَرْضِهِمْ وجِئْنا بِمِثْلِ البَدْءِ والعَوْدُ أَحمدُ قال ابن بري صواب إِنشاده وعُدْنا بِمِثْلِ البَدْءِ قال وكذلك هو في شعره أَلا ترى إِلى قوله في آخر البيت والعود أَحمد ؟ وقد عاد له بعدما كان أَعرَضَ عنه وعاد إِليه وعليه عَوْداً وعِياداً وأَعاده هو والله يبدِئُ الخلق ثم يعيدُه من ذلك واستعاده إِياه سأَله إِعادَتَه قال سيبويه وتقول رجع عَوْدُه على بَدْئِه تريد أَنه لم يَقْطَعْ ذَهابَه حتى وصله برجوعه إِنما أَردْتَ أَنه رجع في حافِرَتِه أَي نَقَضَ مَجِيئَه برجوعه وقد يكون أَن يقطع مجيئه ثم يرجع فتقول رجَعْتُ عَوْدي على بَدْئي أَي رجَعْتُ كما جئت فالمَجِيءُ موصول به الرجوعُ فهو بَدْءٌ والرجوعُ عَوْدٌ انتهى كلام سيبويه وحكى بعضهم رجع عَوْداً على بدء من غير إِضافة ولك العَوْدُ والعَوْدَةُ والعُوادَةُ أَي لك أَن تعودَ في هذا الأَمر كل هذه الثلاثة عن اللحياني قال الأَزهري قال بعضهم العَوْد تثنية الأَمر عَوْداً بعد بَدْءٍ يقال بَدَأَ ثم عاد والعَوْدَةُ عَوْدَةُ مرةٍ واحدةٍ وقوله تعالى كما بدأَكم تَعودُون فريقاً هَدى وفريقاً حقَّ عليهم الضلالةُ يقول ليس بَعْثُكم بأَشَدَّ من ابِتدائِكم وقيل معناه تَعُودون أَشقِياءَ وسُعداءَ كما ابْتَدأَ فِطْرَتَكُم في سابق علمه وحين أَمَرَ بنفْخِ الرُّوحِ فيهم وهم في أَرحام أُمهاتهم وقوله عز وجل والذين يُظاهِرون من نسائهم ثم يَعودُون لما قالوا فَتَحْريرُ رَقَبَةٍ قال الفراء يصلح فيها في العربية ثم يعودون إِلى ما قالوا وفيما قالوا يريد النكاح وكلٌّ صوابٌ يريد يرجعون عما قالوا وفي نَقْض ما قالوا قال ويجوز في العربية أَن تقول إِن عاد لما فعل تريد إِن فعله مرة أُخرى ويجوز إِن عاد لما فعل إِن نقض ما فعل وهو كما تقول حلف أَن يضربك فيكون معناه حلف لا يضربك وحلف ليضربنك وقال الأَخفش في قوله ثم يعودون لما قالوا إِنا لا نفعله فيفعلونه يعني الظهار فإِذا أَعتق رقبة عاد لهذا المعنى الذي قال إِنه عليّ حرام ففعله وقال أَبو العباس المعنى في قوله يعودون لما قالوا لتحليل ما حرّموا فقد عادوا فيه وروى الزجاج عن الأَخفش أَنه جعل لما قالوا من صلة فتحرير رقبة والمعنى عنده والذين يظاهرون ثم يعودون فتحرير رقبة لما قالوا قال وهذا مذهب حسن وقال الشافعي في قوله والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة يقول إِذا ظاهر منها فهو تحريم كان أَهل الجاهلية يفعلونه وحرّم على المسلمين تحريم النساء بهذا اللفظ فإِن أَتْبَعَ المُظاهِرُ الظِّهارَ طلاقاً فهو تحريم أَهل الإِسلام وسقطت عنه الكفارة وإِن لم يُتْبِع الظهار طلاقاً فقد عاد لما حرم ولزمه الكفارة عقوبة لما قال قال وكان تحريمه إِياها بالظهار قولاً فإِذا لم يطلقها فقد عاد لما قال من التحريم وقال بعضهم إِذا أَراد العود إِليها والإِقامة عليها مَسَّ أَو لم يَمَسَّ كَفَّر قال الليث يقول هذا الأَمر أَعْوَدُ عليك أَي أَرفق بك وأَنفع لأَنه يعود عليك برفق ويسر والعائدَةُ اسم ما عادَ به عليك المفضل من صلة أَو فضل وجمعه العوائد قال ابن سيده والعائدة المعروفُ والصِّلةُ يعاد به على الإِنسان والعَطْفُ والمنْفَعَةُ والعُوادَةُ بالضم ما أُعيد على الرجل من طعام يُخَصُّ به بعدما يفرُغُ القوم قال الأَزهري إِذا حذفت الهاء قلت عَوادٌ كما قالوا أَكامٌ ولمَاظٌ وقَضامٌ قال الجوهري العُوادُ بالضم ما أُعيد من الطعام بعدما أُكِلَ منه مرة وعَوادِ بمعنى عُدْ مثل نَزالِ وتَراكِ ويقال أَيضاً عُدْ إِلينا فإِن لك عندنا عَواداً حَسَناً بالفتح أَي ما تحب وقيل أَي برّاً ولطفاً وفلان ذو صفح وعائدة أَي ذو عفو وتعطف والعَوادُ البِرُّ واللُّطْف ويقال للطريق الذي أَعاد فيه السفر وأَبدأَ معيد ومنه قول ابن مقبل يصف الإِبل السائرة يُصْبِحْنَ بالخَبْتِ يَجْتَبْنَ النِّعافَ على أَصْلابِ هادٍ مُعِيدٍ لابِسِ القَتَمِ أَراد بالهادي الطريقَ الذي يُهْتَدى إِليه وبالمُعِيدِ الذي لُحِبَ والعادَةُ الدَّيْدَنُ يُعادُ إِليه معروفة وجمعها عادٌ وعاداتٌ وعِيدٌ الأَخيرةُ عن كراع وليس بقوي إِنما العِيدُ ما عاد إِليك من الشَّوْقِ والمرض ونحوه وسنذكره وتَعَوَّدَ الشيءَ وعادَه وعاوَدَه مُعاوَدَةً وعِواداً واعتادَه واستعاده وأَعادَه أَي صار عادَةً له أَنشد ابن الأَعرابي لم تَزَلْ تِلْكَ عادَةَ اللهِ عِنْدي والفَتى آلِفٌ لِما يَسْتَعِيدُ وقال تَعَوَّدْ صالِحَ الأَخْلاقِ إِني رأَيتُ المَرْءَ يَأْلَفُ ما اسْتَعادا وقال أَبو كبير الهذلي يصف الذئاب إِلاَّ عَواسِلَ كالمِراطِ مُعِيدَةً باللَّيْلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ أَي وردت مرات فليس تنكر الورود وعاوَدَ فلانٌ ما كان فيه فهو مُعاوِدٌ وعاوَدَتْه الحُمَّى وعاوَدَهُ بالمسأَلة أَي سأَله مرة بعد أُخرى وعَوَّدَ كلبه الصيْدَ فَتَعَوّده وعوّده الشيءَ جعله يعتاده والمُعاوِدُ المُواظِبُ وهو منه قال الليث يقال للرجل المواظبِ على أَمْرٍ معاوِدٌ وفي كلام بعضهم الزموا تُقى اللَّهِ واسْتَعِيدُوها أَي تَعَوَّدُوها واسْتَعَدْتُه الشيء فأَعادَه إِذا سأَلتَه أَن يفعله ثانياً والمُعاوَدَةُ الرجوع إِلى الأَمر الأَول يقال للشجاع بطَلٌ مُعاوِدٌ لأَنه لا يَمَلُّ المِراسَ وتعاوَدَ القومُ في الحرب وغيرها إِذا عاد كل فريق إِلى صاحبه وبطل مُعاوِد عائد والمَعادُ المَصِيرُ والمَرْجِعُ والآخرة مَعادُ الخلقِ قال ابن سيده والمعاد الآخرةُ والحج وقوله تعالى إِن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إِلى مَعادٍ يعني إِلى مكة عِدَةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم أَن يفتحها له وقال الفراء إِلى معاد حيث وُلِدْتَ وقال ثعلب معناه يردّك إِلى وطنك وبلدك وذكروا أَن جبريل قال يا محمد اشْتَقْتَ إِلى مولدك ووطنك ؟ قال نعم فقال له إِن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إِلى معاد قال والمَعادُ ههنا إِلى عادَتِك حيث وُلِدْتَ وليس من العَوْدِ وقد يكون أَن يجعل قوله لرادّك إِلى معادٍ لَمُصَيِّرُكَ إِلى أَن تعود إِلى مكة مفتوحة لك فيكون المَعادُ تعجباً إِلى معادٍ أَيِّ معادٍ لما وعده من فتح مكة وقال الحسن معادٍ الآخرةُ وقال مجاهد يُحْييه يوم البعث وقال ابن عباس أَي إِلى مَعْدِنِك من الجنة وقال الليث المَعادَةُ والمَعاد كقولك لآل فلان مَعادَةٌ أَي مصيبة يغشاهم الناس في مَناوِحَ أَو غيرها يتكلم به النساء يقال خرجت إِلى المَعادةِ والمَعادِ والمأْتم والمَعادُ كل شيء إِليه المصير قال والآخرة معاد للناس وأَكثر التفسير في قوله « لرادّك إِلى معاد » لباعثك وعلى هذا كلام الناس اذْكُرِ المَعادَ أَي اذكر مبعثك في الآخرة قاله الزجاج وقال ثعلب المعاد المولد قال وقال بعضهم إِلى أَصلك من بني هاشم وقالت طائفة وعليه العمل إِلى معاد أَي إِلى الجنة وفي الحديث وأَصْلِحْ لي آخِرتي التي فيها مَعادي أَي ما يعودُ إِليه يوم القيامة وهو إِمّا مصدر وإِمّا ظرف وفي حديث عليّ والحَكَمُ اللَّهُ والمَعْوَدُ إِليه يومَ القيامة أَي المَعادُ قال ابن الأَثير هكذا جاء المَعْوَدُ على الأَصل وهو مَفْعَلٌ من عاد يعود ومن حق أَمثاله أَن تقلب واوه أَلفاً كالمَقام والمَراح ولكنه استعمله على الأَصل تقول عاد الشيءُ يعودُ عَوْداً ومَعاداً أَي رجع وقد يرد بمعنى صار ومنه حديث معاذ قال له النبي صلى الله عليه وسلم أَعُدْتَ فَتَّاناً يا مُعاذُ أَي صِرتَ ومنه حديث خزيمة عادَ لها النَّقادُ مُجْرَنْثِماً أَي صار ومنه حديث كعب وَدِدْتُ أَن هذا اللَّبَنَ يعودُ قَطِراناً أَي يصير فقيل له لِمَ ذلك قال تَتَبَّعَتْ قُرَيشٌ أَذْنابَ الإِبلِ وتَرَكُوا الجماعاتِ والمَعادُ والمَعادة المأْتَمُ يُعادُ إِليه وأَعاد فلان الصلاةَ يُعِيدها وقال الليث رأَيت فلاناً ما يُبْدِيءُ وما يُعِيدُ أَي ما يتكلم ببادئَة ولا عائِدَة وفلان ما يُعِيدُ وما يُبدئ إِذا لم تكن له حيلة عن ابن الأَعرابي وأَنشد وكنتُ امْرَأً بالغَورِ مِنِّي ضَمانَةٌ وأُخْرى بِنَجْد ما تُعِيدُ وما تُبْدي يقول ليس لِما أَنا فيه من الوجد حيلة ولا جهة والمُعِيدُ المُطِيقُ للشيءِ يُعاوِدُه قال لا يَسْتَطِيعُ جَرَّهُ الغَوامِضُ إِلا المُعِيداتُ به النَّواهِضُ وحكى الأَزهري في تفسيره قال يعني النوق التي استعادت النهض بالدَّلْوِ ويقال هو مُعِيدٌ لهذا الشيء أَي مُطِيقٌ له لأَنه قد اعْتادَه وأَما قول الأَخطل يَشُولُ ابنُ اللَّبونِ إِذا رآني ويَخْشاني الضُّواضِيَةُ المُعِيدُ قال أَصل المُعيدِ الجمل الذي ليس بِعَياياءٍ وهو الذي لا يضرب حتى يخلط له والمعِيدُ الذي لا يحتاج إِلى ذلك قال ابن سيده والمعيد الجمل الذي قد ضرب في الإِبل مرات كأَنه أَعاد ذلك مرة بعد أُخرى وعادني الشيءُ عَوْداً واعتادني انْتابَني واعتادني هَمٌّ وحُزْنٌ قال والاعتِيادُ في معنى التَّعوُّدِ وهو من العادة يقال عَوَّدْتُه فاعتادَ وتَعَوَّدَ والعِيدُ ما يَعتادُ من نَوْبٍ وشَوْقٍ وهَمٍّ ونحوه وما اعتادَكَ من الهمِّ وغيره فهو عِيدٌ قال الشاعر والقَلْبُ يَعْتادُه من حُبِّها عِيدُ وقال يزيد بن الحكم الثقفي سليمان بن عبد الملك أَمْسَى بأَسْماءَ هذا القلبُ مَعْمُودَا إِذا أَقولُ صَحا يَعْتادُه عِيدا كأَنَّني يومَ أُمْسِي ما تُكَلِّمُني ذُو بُغْيَةٍ يَبْتَغي ما ليسَ مَوْجُوداً كأَنَّ أَحْوَرَ من غِزْلانِ ذي بَقَرٍ أَهْدَى لنا سُنَّةَ العَيْنَيْنِ والجِيدَا وكان أَبو علي يرويه شبه العينين والجيدا بالشين المعجمة وبالباء المعجمة بواحدة من تحتها أَراد وشبه الجيد فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مُقامه وقد قيل إِن أَبا علي صحفه يقول في مدحها سُمِّيتَ باسمِ نَبِيٍّ أَنتَ تُشْبِهُه حِلْماً وعِلْماً سليمان بنِ داودا أَحْمِدْ به في الورى الماضِين من مَلِكٍ وأَنتَ أَصْبَحتَ في الباقِينَ مَوْجُوداً لا يُعذَلُ الناسُ في أَن يَشكُروا مَلِكاً أَوْلاهُمُ في الأُمُورِ الحَزْمَ والجُودا وقال المفضل عادني عِيدي أَي عادتي وأَنشد عادَ قَلْبي من الطويلةِ عِيدُ أَراد بالطويلة روضة بالصَّمَّانِ تكون ثلاثة أَميال في مثلها وأَما قول تأَبَّطَ شَرّاً يا عيدُ ما لَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ ومَرِّ طَيْفٍ على الأَهوالِ طَرَّاقِ قال ابن الأَنباري في قوله يا عيد ما لك العِيدُ ما يَعْتادُه من الحزن والشَّوْق وقوله ما لك من شوق أَي ما أَعظمك من شوق ويروى يا هَيْدَ ما لكَ والمعنى يا هَيْدَ ما حالُك وما شأْنُك يقال أَتى فلان القومَ فما قالوا له هَيْدَ مالَك أَي ما سأَلوه عن حاله أَراد يا أَيها المعتادُني ما لَك من شَوْقٍ كقولك ما لَكَ من فارس وأَنت تتعجَّب من فُروسيَّته وتمدحه ومنه قاتله الله من شاعر والعِيدُ كلُّ يوم فيه جَمْعٌ واشتقاقه من عاد يَعُود كأَنهم عادوا إِليه وقيل اشتقاقه من العادة لأَنهم اعتادوه والجمع أَعياد لزم البدل ولو لم يلزم لقيل أَعواد كرِيحٍ وأَرواحٍ لأَنه من عاد يعود وعَيَّدَ المسلمون شَهِدوا عِيدَهم قال العجاج يصف الثور الوحشي واعْتادَ أَرْباضاً لَها آرِيُّ كما يَعُودُ العِيدَ نَصْرانيُّ فجعل العيد من عاد يعود قال وتحوَّلت الواو في العيد ياء لكسرة العين وتصغير عِيد عُيَيْدٌ تركوه على التغيير كما أَنهم جمعوه أَعياداً ولم يقولوا أَعواداً قال الأَزهري والعِيدُ عند العرب الوقت الذي يَعُودُ فيه الفَرَح والحزن وكان في الأَصل العِوْد فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها صارت ياء وقيل قلبت الواو ياء ليَفْرُقوا بين الاسم الحقيقي وبين المصدريّ قال الجوهري إِنما جُمِعَ أَعيادٌ بالياء للزومها في الواحد ويقال للفرق بينه وبين أَعوادِ الخشب ابن الأَعرابي سمي العِيدُ عيداً لأَنه يعود كل سنة بِفَرَحٍ مُجَدَّد وعادَ العَلِيلَ يَعُودُه عَوْداً وعِيادة وعِياداً زاره قال أَبو ذؤيب أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَنَظَّرَ خالدٌ عِيادي على الهِجْرانِ أَم هوَ يائِسُ ؟ قال ابن جني وقد يجوز أَن يكون أَراد عيادتي فحذف الهاء لأَجل الإِضافة كما قالوا ليت شعري ورجل عائدٌ من قَوْم عَوْدٍ وعُوَّادٍ ورجلٌ مَعُودٌ ومَعْوُود الأَخيرة شاذة وهي تميمية وقال اللحياني العُوادَةُ من عِيادةِ المريض لم يزد على ذلك وقَوْمٌ عُوَّادٌ وعَوْدٌ الأَخيرة اسم للجمع وقيل إِنما سمي بالمصدر ونِسوةٌ عوائِدُ وعُوَّدٌ وهنَّ اللاتي يَعُدْنَ المريض الواحدة عائِدةٌ قال الفراء يقال هؤلاء عَودُ فلان وعُوَّادُه مثل زَوْرِه وزُوَّاره وهم الذين يَعُودُونه إِذا اعْتَلَّ وفي حديث فاطمة بنت قيس فإِنها امرأَة يكثُرُ عُوَّادُها أَي زُوَّارُها وكل من أَتاك مرة بعد أُخرى فهو عائد وإِن اشتهر ذلك في عيادة المريض حتى صار كأَنه مختص به قال الليث العُودُ كل خشبة دَقَّتْ وقيل العُودُ خَشَبَةُ كلِّ شجرةٍ دقّ أَو غَلُظ وقيل هو ما جرى فيه الماء من الشجر وهو يكون للرطْب واليابس والجمع أَعوادٌ وعِيدانٌ قال الأَعشى فَجَرَوْا على ما عُوِّدوا ولكلِّ عِيدانٍ عُصارَهْ وهو من عُودِ صِدْقٍ أَو سَوْءٍ على المثل كقولهم من شجرةٍ صالحةٍ وفي حديث حُذَيفة تُعْرَضُ الفِتَنُ على القلوبِ عَرْضَ الحُصْرِ عَوْداً عَوْداً قال ابن الأَثير هكذا الرواية بالفتح أَي مرة بعد مرةٍ ويروى بالضم وهو واحد العِيدان يعني ما ينسج به الحُصْرُ من طاقاته ويروى بالفتح مع ذال معجمة كأَنه استعاذ من الفتن والعُودُ الخشبة المُطَرَّاةُ يدخَّن بها ويُسْتَجْمَرُ بها غَلَبَ عليها الاسم لكرمه وفي الحديث عليكم بالعُودِ الهِندِيّ قيل هو القُسْطُ البَحْرِيُّ وقيل هو العودُ الذي يتبخر به والعُودُ ذو الأَوْتارِ الأَربعة الذي يضرب به غلب عليه أَيضاً كذلك قال ابن جني والجمع عِيدانٌ ومما اتفق لفظه واختلف معناه فلم يكن إِيطاءً قولُ بعض المولّدين يا طِيبَ لَذَّةِ أَيامٍ لنا سَلَفَتْ وحُسْنَ بَهْجَةِ أَيامِ الصِّبا عُودِي أَيامَ أَسْحَبُ ذَيْلاً في مَفارِقِها إِذا تَرَنَّمَ صَوْتُ النَّايِ والعُودِ وقهْوَةٍ من سُلافِ الدَّنِّ صافِيَةٍ كالمِسْكِ والعَنبَرِ الهِندِيِّ والعُودِ تستَلُّ رُوحَكَ في بِرٍّ وفي لَطَفٍ إِذا جَرَتْ منكَ مجرى الماءِ في العُودِ قوله أَوَّلَ وهْلَةٍ عُودي طَلَبٌ لها في العَوْدَةِ والعُودُ الثاني عُودُ الغِناء والعُودُ الثالث المَنْدَلُ وهو العُودُ الذي يتطيب به والعُودُ الرابع الشجرة وهذا من قَعاقعِ ابن سيده والأَمر فيه أَهون من الاستشهاد به أَو تفسير معانيه وإِنما ذكرناه على ما وجدناه والعَوَّادُ متخذ العِيدانِ وأَما ما ورد في حديث شريح إِنما القضاء جَمْرٌ فادفعِ الجمرَ عنك بعُودَيْنِ فإِنه أَراد بالعودين الشاهدين يريد اتق النار بهما واجعلهما جُنَّتَك كما يدفع المُصْطَلي الجمرَ عن مكانه بعود أَو غيره لئلا يحترق فمثَّل الشاهدين بهما لأَنه يدفع بهما الإِثم والوبال عنه وقيل أَراد تثبت في الحكم واجتهد فيما يدفع عنك النار ما استطعت وقال شمر في قول الفرزدق ومَنْ وَرِثَ العُودَيْنِ والخاتَمَ الذي له المُلْكُ والأَرضُ الفَضاءُ رَحْيبُها قال العودانِ مِنْبَرُ النبي صلى الله عليه وسلم وعَصاه وقد ورد ذكر العودين في الحديث وفُسِّرا بذلك وقول الأَسود بن يعفر ولقد عَلِمْت سوَى الذي نَبَّأْتني أَنَّ السَّبِيلَ سَبِيلُ ذي الأَعْوادِ قال المفضل سبيل ذي الأَعواد يريد الموت وعنى بالأَعواد ما يحمل عليه الميت قال الأَزهري وذلك إِن البوادي لا جنائز لهم فهم يضمون عُوداً إِلى عُودٍ ويحملون الميت عليها إِلى القبر وذو الأَعْواد الذي قُرِعَتْ له العَصا وقيل هو رجل أَسَنَّ فكان يُحمل في مِحَفَّةٍ من عُودٍ أَبو عدنان هذا أَمر يُعَوِّدُ الناسَ عليَّ أَي يُضَرِّيهم بِظُلْمي وقال أَكْرَهُ تَعَوُّدَ الناسِ عليَّ فَيَضْرَوْا بِظُلْمي أَي يَعْتادُوه وقال شمر المُتَعَيِّدُ الظلوم وأَنشد ابن الأَعرابي لطرفة فقال أَلا ماذا تَرَوْنَ لِشارِبٍ شَدِيدٍ علينا سُخطُه مُتَعَيِّدِ ؟
( * في ديوان طرفة شديد علينا بغيُه متعمِّدِ )
أَي ظلوم وقال جرير يَرَى المُتَعَيِّدُونَ عليَّ دُوني أُسُودَ خَفِيَّةَ الغُلْبَ الرِّقابا وقال غيره المُتَعَيِّدُ الذي يُتَعَيَّدُ عليه بوعده وقال أَبو عبد الرحمن المُتَعَيِّدُ المُتجَنِّي في بيت جرير وقال ربيعة بن مقروم على الجُهَّالِ والمُتَعَيِّدِينا قال والمُتَعَيِّدُ الغَضْبانُ وقال أَبو سعيد تَعَيِّدَ العائنُ على ما يَتَعَيَّنُ إِذا تَشَهَّقَ عليه وتَشَدَّدَ ليبالغ في إِصابته بعينه وحكي عن أَعرابي هو لا يُتَعَيَّنُ عليه ولا يُتَعَيَّدُ وأَنشد ابن السكيت كأَنها وفَوْقَها المُجَلَّدُ وقِرْبَةٌ غَرْفِيَّةٌ ومِزْوَدُ غَيْرَى على جاراتِها تَعَيِّدُ قال المُجَلَّدُ حِمْل ثقيل فكأَنها وفوقها هذا الحمل وقربة ومزود امرأَة غَيْرَى تعيد أَي تَنْدَرِئُ بلسانها على ضَرَّاتها وتحرّك يديها والعَوْدُ الجمل المُسِنُّ وفيه بقية وقال الجوهري هو الذي جاوَزَ في السنِّ البازِلَ والمُخْلِفَ والجمع عِوَدَةٌ قال الأَزهري ويقال في لغة عِيَدَةَ وهي قبيحة وفي المثل إنّ جَرْجَدَ العَوْدَ فَزِدْه وقْراً وفي المثل زاحِمْ بعَوْد أَو دَعْ أَي استعن على حربك بأَهل السن والمعرفة فإِنَّ رأْي الشيخ خير من مَشْهَدِ الغلام والأُنثى عَوْدَةٌ والجمع عِيادٌ وقد عادَ عَوْداً وعَوَّدَ وهو مُعَوِّد قال الأَزهري وقد عَوَّدَ البعيرُ تَعْوِيداً إِذا مضت له ثلاث سنين بعد بُزُولِه أَو أَربعٌ قال ولا يقال للناقة عَوْدَةٌ ولا عَوَّدَتْ قال وسمعت بعض العرب يقول لفرس له أُنثى عَوْدَةٌ وفي حديث حسان قد آن لكم أَنْ تَبْعَثُوا إِلى هذا العَوْدِ هو الجمل الكبير المُسِنُّ المُدَرَّبُ فشبه نفسه به وفي حديث معاوية سأَله رجل فقال إِنك لَتَمُتُّ بِرَحِمٍ عَوْدَة فقال بُلَّها بعَطائكَ حتى تَقْرُبَ أَي برَحِمٍ قديمةٍ بعيدة النسب والعَوْد أَيضاً الشاة المسن والأُنثى كالأُنثى وفي الحديث أَنه عليه الصلاة والسلام دخل على جابر بن عبد الله منزلَهُ قال فَعَمَدْتُ إِلى عَنْزٍ لي لأَذْبَحَها فَثَغَتْ فقال عليه السلام يا جابر لا تَقْطَعْ دَرًّا ولا نَسْلاً فقلت يا رسول الله إِنما هي عَوْدَة علفناها البلح والرُّطَب فسمنت حكاه الهروي في الغريبين قال ابن الأَثير وعَوَّدَ البعيرُ والشاةُ إِذا أَسَنَّا وبعير عَوْد وشاة عَوْدَةٌ قال ابن الأَعرابي عَوَّدَ الرجلُ تَعْويداً إِذا أَسن وأَنشد فَقُلْنَ قد أَقْصَرَ أَو قد عَوّدا أَي صار عَوْداً كبيراً قال الأَزهري ولا يقال عَوْدٌ لبعير أَو شاة ويقال للشاة عَوْدة ولا يقال للنعجة عَوْدة قال وناقة مُعَوِّد وقال الأَصمعي جمل عَوْدٌ وناقة عَوْدَةٌ وناقتان عَوْدَتان ثم عِوَدٌ في جمع العَوْدة مثل هِرَّةٍ وهِرَرٍ وعَوْدٌ وعِوَدَةٌ مثل هِرٍّ وهِرَرَةٍ وفي النوادر عَوْدٌ وعِيدَة وأَما قول أَبي النجم حتى إِذا الليلُ تَجَلَّى أَصْحَمُه وانْجابَ عن وجْهٍ أَغَرَّ أَدْهَمُه وتَبِعَ الأَحْمَرَ عَوْدٌ يَرْجُمُه فإِنه أَراد بالأَحمر الصبح وأَراد بالعود الشمس والعَوْدُ الطريقُ القديمُ العادِيُّ قال بشير بن النكث عَوْدٌ على عَوْدٍ لأَقْوامٍ أُوَلْ يَمُوتُ بالتَّركِ ويَحْيا بالعَمَلْ يريد بالعود الأُول الجمل المسنّ وبالثاني الطريق أَي على طريق قديم وهكذا الطريق يموت إِذا تُرِكَ ويَحْيا إِذا سُلِكَ قال ابن بري وأَما قول الشاعر عَوْدٌ عَلى عَوْدٍ عَلى عَوْدٍ خَلَقْ فالعَوْدُ الأَول رجل مُسنّ والعَوْدُ الثاني جمل مسنّ والعود الثالث طريق قديم وسُودَدٌ عَوْدٌ قديمٌ على المثل قال الطرماح هَلِ المَجْدُ إِلا السُّودَدُ العَوْدُ والنَّدى وَرَأْبُ الثَّأَى والصَّبْرُ عِنْدَ المَواطِنِ ؟ وعادَني أَنْ أَجِيئَك أَي صَرَفَني مقلوب من عَداني حكاه يعقوب وعادَ فِعْلٌ بمنزلة صار وقول ساعدة بن جؤية فَقَامَ تَرْعُدُ كَفَّاه بِمِيبَلَة قد عادَ رَهْباً رَذِيّاً طائِشَ القَدَمِ لا يكون عاد هنا إِلا بمعنى صار وليس يريد أَنه عاود حالاً كان عليها قبل وقد جاء عنهم هذا مجيئاً واسعاً أَنشد أَبو علي للعجاج وقَصَباً حُنِّيَ حَتَّى كادَا يَعُودُ بَعْدَ أَعْظُمٍ أَعْوادَا أَي يصير وعاد قبيلة قال ابن سيده قضينا على أَلفها أَنها واو للكثرة وأَنه ليس في الكلام « ع ي د » وأَمَّا عِيدٌ وأَعْيادٌ فبد لازم وأَما ما حكاه سيبويه من قول بعض العرب من أَهلِ عاد بالإِمالة فلا يدل ذلك أَن أَلفها من ياء لما قدّمنا وإِنما أَمالوا لكسرة الدال قال ومن العرب من يدَعُ صَرْفَ عاد وأَنشد تَمُدُّ عليهِ منْ يَمِينٍ وأَشْمُلٍ بُحُورٌ له مِنْ عَهْدِ عاد وتُبَّعا جعلهما اسمين للقبيلتين وبئر عادِيَّةٌ والعادِيُّ الشيء القديم نسب إِلى عاد قال كثير وما سالَ وادٍ مِنْ تِهامَةَ طَيِّبٌ به قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكُرُورُ
( * قوله « وكرور » كذا بالأصل هنا والذي فيه في مادة ك ر ر وكرار بالالف وأورد بيتاً قبله على هذا النمط وكذا الجوهري فيها )
وعاد قبيلة وهم قومُ هودٍ عليه السلام قال الليث وعاد الأُولى هم عادُ بن عاديا بن سام بن نوح الذين أَهلكهم الله قال زهير وأُهْلِكَ لُقْمانُ بنُ عادٍ وعادِيا وأَما عاد الأَخيرة فهم بنو تميم ينزلون رمالَ عالِجٍ عَصَوُا الله فَمُسخُوا نَسْناساً لكل إِنسان منهم يَدٌ ورجل من شِقّ وما أَدْري أَيُّ عادَ هو غير مصروف
( * قوله « غير مصروف » كذا بالأصل والصحاح وشرح القاموس ولو اريد بعاد القبيلة لا يتعين منعه من الصرف ولذا ضبط في القاموس الطبع بالصرف ) أَي أَيّ خلق هو والعِيدُ شجر جبلي يُنْبِتُ عِيداناً نحو الذراع أَغبر لا ورق له ولا نَوْر كثير اللحاء والعُقَد يُضَمَّدُ بلحائه الجرح الطري فيلتئم وإِنما حملنا العيد على الواو لأَن اشتقاق العيد الذي هو الموسم إِنما هو من الواو فحملنا هذا عليه وبنو العِيدِ حي تنسب إِليه النوق العِيدِيَّةُ والعيدِيَّة نجائب منسوبة معروفة وقيل العِيدية منسوبة إِلى عاد بن عاد وقيل إلى عادِيّ بن عاد إِلا أَنه على هذين الأَخيرين نَسَبٌ شاذٌّ وقيل العيدية تنسب إِلى فَحْلٍ مُنْجِب يقال له عِيدٌ كأَنه ضرب في الإِبل مرات قال ابن سيده وهذا ليس بقويّ وأَنشد الجوهري لرذاذ الكلبي ظَلَّتْ تَجُوبُ بها البُلْدانَ ناجِيَةٌ عِيدِيَّةٌ أُرْهِنَتْ فيها الدَّنانِيرُ وقال هي نُوق من كِرام النجائب منسوبة إِلى فحل منجب قال شمر والعِيدِيَّة ضَرْب من الغنم وهي الأُنثى من البُرِْقانِ قال والذكر خَرُوفٌ فلا يَزالُ اسمَه حتى يُعَقَّ عَقِيقَتُه قال الأَزهري لا أَعرف العِيدِيَّة في الغنم وأَعرف جنساً من الإِبل العُقَيْلِيَّة يقال لها العِيدِيَّة قال ولا أَدري إِلى أَي شيء نسبت وحكى الأَزهري عن الأَصمعي العَيْدانَةُ النخلة الطويلة والجمع العَيْدانُ قال لبيد وأَبْيَض العَيْدانِ والجَبَّارِ قال أَبو عدنان يقال عَيْدَنَتِ النخلةُ إِذا صارت عَيْدانَةً وقال المسيب بن علس والأُدْمُ كالعَيْدانِ آزَرَها تحتَ الأَشاءِ مُكَمَّمٌ جَعْلُ قال الأَزهري من جعل العيدان فَيْعالاً جعل النون أَصلية والياء زائدة ودليله على ذلك قولهم عيْدَنَتِ النخلةُ ومن جعله فَعْلانَ مثل سَيْحانَ من ساحَ يَسِيحُ جعل الياء أَصلية والنون زائدة قال الأَصمعي العَيْدانَةُ شجرة صُلْبَة قديمة لها عروق نافذة إِلى الماء قال ومنه هَيْمانُ وعَيْلانُ وأَنشد تَجاوَبْنَ في عَيْدانَةٍ مُرْجَحِنَّةٍ مِنَ السِّدْرِ رَوَّاها المَصِيفَ مَسِيلُ وقال بَواسِق النخلِ أَبكاراً وعَيْدانا قال الجوهري والعَيدان بالفتح الطِّوالُ من النخل الواحدة عيْدانَةٌ هذا إِن كان فَعْلان فهو من هذا الباب وإِن كان فَيْعالاً فهو من باب النون وسنذكره في موضعه والعَوْدُ اسم فرَس مالك بن جُشَم والعَوْدُ أَيضاً فرس أُبَيّ بن خلَف وعادِ ياءُ اسم رجل قال النمر بن تولب هَلاَّ سَأَلْت بِعادياءَ وَبَيْتِه والخلِّ والخمرِ الذي لم يُمْنَعِ ؟ قال وإِن كان تقديره فاعلاء فهو من باب المعتل يذكر في موضعه

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88