كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

شعا
أَشْعى القومُ الغارةَ إشْعاءً أَشْعَلُوها وغارةٌ شَعْواءُ فاشِيةٌ متفرّقة وأَنشد ابن الأَعرابي ماوِيَّ يا رُبَّتَما غارةٍ شَعْواءَ كاللَّذْعة بالمِيسَمِ وقال ابن قيس الرقيات كيف نومي على الفراش ولما تَشْمَلِ الشامَ غارةٌ شَعْواءُ تُذْهِلُ الشَّيخَ عن بَنِيهِ وتُبْدي عن خِدامِ العَقِيلةُ العَذْراءُ العقيلة فاعلة لتُبْدي وحذف التنوين لالتقاء الساكنين للضرورة
( * يريد حذف التنوين من خدام ) وشعِيَت الغارةُ تشْعى شَعاً إذا انتَشَرت فهي شَعْواءُ كما يقال عَشِيَتِ المرأَة تَعْشى عَشاً فهي عَشْواء والشاعي البعيدُ والشَّعْوُ انتِفاشُ الشَّعَر والشُّعى خُصَلُ الشَعَر المُشْعانِّ والشَّعْوانة الجُمَّة من الشَّعَر المُشعانِّ وشجرة شَعْواءُ مُنْتَشِرة الأَغصانِ وأَشْعى به اهْتَمَّ قال أَبو خراش أَبْلِغْ علِيّاً أَذَلَّ الله سَعْيَهُمُ أن البُكَيْرَ الذي أَشْعَوْا به هَمَلُ قال ابن جني هو من قولِهم غارةٌ شَعْواءُ ورُوِي أَسْعَوْا به بالسين غير معجمة وقد تقدم الأَصمعي جاءت الخيلُ شَواعِيَ وشَوائِعَ أَي متفرقةً وأَنشد للأَجْدع بن مالك وكأَن صَرْعَيْها كِعابُ مُقامِرٍ ضُرِبَتْ على شُزُنٍ فهنَّ شَواعي أَراد شَوائِعَ فقلَبه الشَّزَن الناحية والجانبُ المرتفع قال ابن بري صوابه وكأَن صَرْعاها قال والمشهورُ في شِعْرِه عَقْراها يصف خيلاً عُقِرت وصُرِعَت يقول عَقْرى هذه الخَيْلِ يقع بعضُها على جنْبه وبَعْضُها على ظَهْره كما يقعُ كعبُ المُقامر مَرَّة على ظهْره ومرَّة على جنْبهِ فهي ككِعاب المُقامِر بَعْضُها على ظهْرٍ وبعضُها على جنْبٍ وبعضُها على حرْفٍ والشَّعْواءُ اسمُ ناقة العَجَّاج قال لم تَرْهَبِ الشَّعْواءُ أَن تُناصا

شغا
الشَّغا اخْتِلافُ الأَسْنانِ وقيل اختلاف نِبْتَة الأَسْنان بالطُّول والقِصَر والدُّخُول والخُروج وشَغَتْ سِنُّه شُغُوّاً وشَغِيَتْ شَغىً ورجلٌ أَشْغى وامرأَة شَغواءُ وشغْياءُ مُعاقَبَةٌ حجازيَّة والجمع شُغْوٌ والسِّنُّ الشّاغِيَةُ هي الزائِدَةُ على الأَسنان وهي المُخالفة لنِبْتَة غيرها من الأَسْنان وقد شَغِيَ يَشْغى شَغاً مقصورٌ قال ابن بري الشَّغا اختِلاف نِبْتَة الأَسْنانِ وليسَ الزِّيادَة كما ذكرَه الجوهري وفي حديث عُمَر أَنَّ رجلاً من تميم شَكا إليه الحاجة فَمارَهُ فقال بعدَ حَوْلٍ لأُلِمَّنَّ بعُمَر وكان شاغِيَ السِّنِّ فقال ما أُرى عُمَر إلاَّ سيَعرفُني فعالَجَها حتى قلعَها الشَّاغِيةُ من الأَسنان التي تخالِفُ نِبْتَتُها نِبْتَة أَخَواتِها وقيل هو خروج الثَّنيَّتَيْن وقيل هو الذي تقع أَسنانُه العُليا تحتَ رؤوس السُّفْلى قال ابن الأَثير والأَوَّل أَصحّ ويروى شاغِنَ بالنون وهو تصحيف وفي حديث عثمان جِيء إليه بعامِر ابن قيْسٍ
( * قوله « بعامر بن قيس » في بعض نسخ التهذيب بعامر بن عبد قيس ) فرأَى شيخاً أَشْغى ومنه حديث كعب تكونُ فتْنَةٌ ينهَضُ فيها رجلٌ من قريش أَشْغى وفي رواية له سِنٌّ شاغِيةٌ والشَّغْواءُ العُقابُ قيل لها ذلك لفَضْلٍ في منقارها الأَعلى على الأَسفل وقيل سُمِّيت بذلك لتَعَقُّفٍ في مِنْقارها قال الشاعر شَغْواءُ تُوطِنُ بين الشِّيقِ والنِّيق وقال أَبو كاهل اليشكُري يشبّه ناقَتَه بالعُقاب كأَنَّ رِجْلي على شَغْواءَ حادِرَةٍ ظَمْياءَ قد بُلَّ مِنْ طَلٍّ خَوافِيها سميت بذلك لانعطاف منقارها الأَعلى والتَّشْغِيَةُ تَقطِيرُ البَوْل والاسمُ الشَّغى الأَزهري الشَّغْية أَن يقْطُر البَوْلُ قليلاً قليلاً وفي حديث عمر أَنَّه ضرَبَ امرأَةً حتى أَشاغَتْ ببَوْلها هكذا يروى وإنما هو أَشْغَتْ والإشْغاءُ أَن يقْطُر البَوْلُ قليلاً قليلاً وأَشْغَى فلانٌ رأْيَه إذا فرَّقَه وقال أَبْلِغْ عَلِيّاً أَطال اللهُ ذُلَّهُمُ أَنَّ البُكَيْرَ الذي أَشْغَوْا به هَمَلُ وبُكَيْرٌ اسم رجل قَتلُوه هَمَلٌ غير صحيح

( شفي ) الشِّفاء دواءٌ معروفٌ وهو ما يُبرئُ من السَّقَم والجمعُ أَشْفِيةٌ وأَشافٍ جمعُ الجْمع والفعل شَفاه الله من مَرَضهِ شِفاءً ممدودٌ واسْتَشْفى فلانٌ طلبَ الشِّفاء وأَشْفَيتُ فلاناً إذا وهَبتَ له شِفاءً من الدواء ويقال شِفاءُ العِيِّ السؤَالُ أَبو عمرو أَشْفى زيد عمراً إذا وَصَفَ له دواءً يكون شِفاؤه فيه وأَشْفى إذا أَعْطى شيئاً ما وأَنشد ولا تُشْفِي أَباها لوْ أَتاها فقيراً في مبَاءَتِها صِماما وأَشْفَيْتُك الشيءَ أَي أَعطيْتُكَه تَستَشْفي به وشفاه بلسانه أَبْرأَهُ وشفاهُ وأَشْفاهُ طلب له الشِّفاءَ وأَشْفِني عَسَلاً اجْعَلْه لي شِفاءً ويقال أَشْفاهُ اللهُ عسَلاً إذا جعله له شِفاءً حكاه أَبو عبيدة واسْتَشْفى طلب الشِّفاءَ واسْتَشْفى نال الشِّفاء والشَّفى حرْفُ الشيءِ وحَدُّه قال الله تعالى على شَفى جُرُفٍ هارٍ والاثنان شَفَوان وشَفى كلِّ شيء حَرْفُه قال تعالى وكنتم على شَفى حُفْرة من النارِ قال الأَخفش لمَّا لم تَجُزْ فيه الإمالةُ عُرِفَ أَنه من الواو لأَنَّ الإمالة من الياء وفي حديث علي عليه السلام نازلٌ بِشَفا
( * في النهاية يشفى بدل بشفا ) جُرُفٍ هارٍ أَي جانِبه والجمع أَشْفاءٌ وقال رؤبة يصف قوساً شَبَّه عِطْفَها بعِطْفِ الهلال كأَنَّها في كَفِّه تحت الروق
( * قوله « تحت الروق إلخ » هكذا في الأصل )
وفْقُ هِلالٍ بينَ ليْلٍ وأُفُقْ أَمسى شَفىً أَو خَطُّهُ يومَ المَحَقْ الشَّفى حَرْفُ كلِّ شيء أَراد أَنَّ قوْسَه كأَنَّها خَطُّ هلالٍ يوم المَحَق وأَشْفْى على الشيء أَشرفَ عليه وهو من ذلك ويقال أَشفى على الهلاك إذا أَشرفَ عليه وفي الحديث فأَشْفَوْا على المرْج أَي أَشرَفُوا وأَشْفَوْ على الموتِ وأَشافَ على الشيء وأَشفى أَي أَشرَفَ عليه وشَفَت الشمس تَشْفُوا قارَبَت الغُروب والكلمة واوِيَّة ويائيَّة وشفى الهلالُ طَلعَ وشَفى الشخصُ ظَهَرَ هاتان عن الجوهري ابن السكيت الشَّفى مقصورٌ بقيَّةُ الهلالِ وبقيةُ البصر وبقية النهار وما أَشبهه وقال العجاج ومَرْبَإٍ عالٍ لِمَنْ تَشَرَّفا أَشْرَفْتُه بلا شَفى أَو بِشَفى قوله بلا شَفى أَي وقد غابَتِ الشمسُ أَو بشَفَى اي أَو قدْ بَقِيَتْ منها بقِيَّةٌ قال ابن بري ومثله قول أَبي النجم كالشِّعْرَيَيْن لاحَتا بعْدَ الشَّفى شبَّه عيني أَسَدٍ في حُمْرَتِهِما بالشِّعْرَيَيْن بعد غروب الشمس لأَنَّهما تَحْمَرَّان في أَوَّل الليلِ قال ابن السكيت يقال للرجل عند موتهِ وللقمر عند امِّحاقِه وللشمس عند غروبها ما بَقِيَ منه إلا شَفىً أَي قليلٌ وفي الحديث عن عطاء قال سمعت ابن عباس يقول ما كانت المُتْعة إلاَّ رَحْمةً رَحِمَ اللهُ بها أُمَّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم فلولا نَهْيُه عنها ما احتاج إلى الزِّنا أَحَدٌ إلاَّ شَفىً أَي إلاَّ قليلٌ من الناس قال والله لكَأَنِّي أَسمَعُ قوله إلاَّ شفىً عطاء القائلُ قال أَبو منصور وهذا الحديث يدلُّ على أَنَّ ابن عباس عَلِمَ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن المُتْعة فرجع إلى تَحْرِيمِها بعدما كان باح بإحْلالِها وقوله إلاَّ شَفىً أَي إلاَّ خَطِيئةً من الناس قليلةً لا يَجدونَ شيئاً يَسْتَحِلُّون به الفُروج من قولهم غابتِ الشمسُ إلا شَفىً أََي قليلاً من ضَوْئِها عند غروبها قال الأَزهري قوله إلا شَفىً أَي إلا أَنْ يُشْفيَ يعني يُشْرِفَ على الزِّنا ولا يُواقِعَه فأَقام الاسمَ وهو الشَّفى مُقامَ المصدرِ الحقيقي وهو الإشفاءُ على الشيء وفي حديث ابن زِمْلٍ فأَشْفَوْا على المَرْجِ أَي أَشرَفُوا عليه ولا يَكادُ يقالُ أَشْفَى إلا في الشَّرِّ ومنه حديث سَعدٍ مَرِضْتُ مَرَضاً أَشْفَيْتُ منه على الموت وفي حديث عمر لا تَنْظُروا إلى صلاة أَحدٍ ولا إلى صِيامِه ولكن انظروا إلى وَرَعه إذا أَشْفَى أَي إذا أَشرَف على الدُّنيا وأَقبَلَتْ عليه وفي حديث الآخر إذا اؤْْتُمِنَ أَدَّى وإذا أَشْفَى وَرِع أَي إذا أَشرف على شيءً توَرَّعَ عنه وقيل أَراد المَعْصِية والخِيانة وفي الحديث أَن رجُلاً أَصابَ من مَغْنَمٍ ذَهَباً فأَتى به النبيَّ صلى الله عليه وسلم يدْعُو له فيه فقال ما شَفَّى فلانٌ أَفضلُ مما شَفَّيْتَ تَعَلَّمَ خَمسَ آياتٍ أَراد ما ازْدادَ ورَبِحَ بتَعلُّمِه الآيات الخمسَ أَفضلُ مما اسْتَزَدْتَ ورَبِحْتَ من هذا الذَّهَبِ قال ابن الأَثير ولعله من باب الإبْدالِ فإنَّ الشَّفَّ الزيادةُ والرِّبْحُ فكأَنّ أَصلَه شَفّفَ فأُبْدِلت إحدى الفاءَات ياءً كقوله تعالى دَسّاها في دَسَّسَها وتقَضَّى البازي في تقَضَّضَ وما بقِيَ من الشَّمْسِ والقَمَرِ إلا شَفىً أَي قليلٌ وشَفَتِ الشمسُ تَشْفي وشَفِيَتْ شَفىً غَرَبَتْ وفي التهذيب غابَتْ إلا قليلاً وأَتيتهُ بشَفىً من ضَوْءِ الشمسِ وأَنشد وما نِيلُ مِصْرٍ قُبَيْلَ الشَّفَى إذا نفَحَتْ رِيحُه النافِحَهْ أَي قُبَيْلَ غروبِ الشمس ولما أَمرَ النبي صلى الله عليه وسلم حَسّانَ بهِجاءِ كُفارِ قُرَيْشٍ ففَعَلَ قال شَفَى واشْتَفَى أَراد أَنه

شفى
المْؤمنين واشتَفَى بنفْسهِ أَي اخْتَصَّ بالشِّفاءِ وهو من الشِّفاءِ البُرْءِ من المرض يقال شَفاهُ الله يَشْفيه واشتَفَى افتَعَل منه فنقَله من شِفاءِ الأَجسامِ إلى شِفاء القُلُوبِ والنُّفُوس واشتَفَيْتُ بكذا وتشَفَّيْتُ من غَيْظي وفي حديث الملْدُوغِ فشَفَوْا له بكلِّ شيءٍ أَي عالَجُوهُ بكلِّ ما يُشْتَفَى به فوَضَعَ الشِّفاءَ مَوْضِعَ العِلاجِ والمُداواة والإشْفَى المِثْقَب حكى ثعلب عن العرب إنْ لاطَمْتَه لاطَمْتَ الإشْفَى ولم يفسره قال ابن سيده وعندي أَنه إنما ذهَب إلى حِدَّتهِ لأَن الإنسانَ لو لاطَمَ الإشْفَى لكان ذلك عليه لا له والإشْفَى الذي للأساكِفة قال ابن السكيت الإشْفَى ما كان للأَساقي والمَزاود والقِرَبِ وأَشباهِها وهو مقصور والمِخْصَفُ للنِّعالِ قال ابن بري ومنه قول الراجز فحاصَ ما بينَ الشِّراكِ والقَدَمْ وَخْزَة إشْفَى في عُطُوفٍ من أَدَمْ وقوله أَنشده الفارسي مِئَبَرةُ العُرْقُوبِ إشْفَى المِرْفَقِ عَنَى أَنَّ مِرْفَقَها حديدٌ كالإشْفَى وإن كان الجَوْهَر يقتضي وصفاً ما فإن العَرَب رُبما أَقامتْ ذلك الجَوْهَر مُقامَ تلك الصِّفةِ يقولُ عليّ رضي الله عنه ويا طَغامَ الأَحلامِ لأَنَّ الطَّغامةَ ضعيفةٌ فكأَنه قال يا ضِعافَ الأَحلام قال ابن سيده أَلِفُ الإشْفَى ياءٌ لوجُود ش ف ي وعدم ش ف و مع أَنها لامٌ التهذيب الإشفى السِّرادُ الذي يُخْرَزُ به وجمعه الأَشافي ابن الأَعرابي أَشْفَى إذا سار في شَفَى القمر وهو آخرُ الليل وأَشْفَى إذا أَشرف على وصِيَّةٍ أَو وَديعةٍ وشُفَيَّة اسم رَكِيّة معروفة وفي الحديث ذكر شُفَيّة وهي بضم الشين مصغرة بئر قديمة بمكة حفرتها بنو أَسد التهذيب في هذه الترجمة الليث الشَّفَةُ نُقْصانُها واوٌ تقول شَفَةٌ وثلاثُ شَفَواتٍ قال ومنهم من يقول نُقْصانُها هاءٌ وتُجْمَعُ على شِفاهٍ والمُشافهة مُفاعَلة منه الخليل الباءُ والميمُ شَفَوِيّتانِ نسَبهُما إلى الشَّفَة قال وسمعت بعض العرب يقول أَخْبَرَني فلانٌ خَبَراً اشْتَفَيْتُ به أَي انتَفَعْتُ بصحَّته وصدْقِه ويقول القائلُ منهم تشَفَّيْتُ من فلانٍ إذا أَنْكَى في عَدُوِّه نِكايةً تَسُرُّه

شقا
الشَّقاءُ والشَّقاوةُ بالفتح ضدُّ السعادة يُمَدُّ ويُقْصَرُ شَقِيَ يشَقَى شَقاً وشَقاءً وشَقاوةً وشَقْوةً وشِقْوةً وفي التنزيل العزيز ربَّنا غَلَبَتْ علينا شِقْوَتُنا وهي قراءة عاصم وأَهل المدينة قال الفراء وهي كثيرةٌ في الكلام وقرأَ ابن مسعود شَقاوَتُنا وأَنشد أَبو ثروان كُلِّفَ مِنْ عَنائهِ وشِقْوَتِهْ بِنتَ ثماني عَشْرَةٍ من حِجَّتِهْ وقرأَ قتادة شِقاوتُنا بالكسر وهي لغة قال وإنما جاء بالواو لأَنه بُنِي على التأْنيث في أَوَّلِ أَحواله وكذلك النهايةُ فلم تكن الياء والواو حرفي إعراب ولو بُنِيَ على التذكير لكان مهموزاً كقولهم عَظاءةٌ وعَباءَةٌ وصَلاءَة وهذا أُعِلَّ قبلَ دُخولِ الهاء تقول شَقِيَ الرجلُ انقلبت الواوُ ياءً لكسرة ما قبلَها ويَشْقَى انقَلبتْ في المضارع أَلِفاً لفتحة ما قبلَها ثم تقولُ يَشْقَيانِ فيكونانِ كالماضي وقوله تعالى ولم أَكُنْ بدُعائِكَ رَبِّ شَقِيّاً أَراد كنتُ مُسْتَجابَ الدَّعْوة ويجوز أَن يكون أَراد مَنْ دَعاكَ مخلِصاً فقد وحَّدَكَ وعَبَدَك فلم أَكنْ بعِبادَتِكَ شَقِيّاً هذا قولُ الزجاج وشاقَاهُ فشَقَاهُ كان أَشَدَّ شَقاءً منه ويقال شاقانى فلان فشَقَوْته أَشْقُوه أَي غَلَبْته فيه وأَشْقاه اللهُ فهو شَقِيٌّ بيِّنُ الشِّقْوة بالكسر وفتحُه لغة وفي الحديث الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ في بطْنِ أُمِّه وقد تكَرَّرِ ذِكْرُ الشَّقِيِّ والشَّقاءِ والأَشقِياء في الحديث وهو ضد السَّعِيد والسُّعداءِ والسَّعادةِ والمعنى أَنَّ مَنْ قَدَّرَ اللهُ عليه في أَصْلِ خِلْقَته أَن يكون شَقِيّاً فهو الشَّقِي على الحقيقة لا مَنْ عَرَض له الشَّقاء بعدَ ذلك وهو إِشارة إِلى شَقاءِ الآخرة لا الدنيا وشاقَيْت فلاناً مُشاقاةً إِذا عاشَرْتَه وعاشَرَك والشَّقاءُ الشِّدةُ والعُسْرةُ وشاقَيّْته أَي صابَرْته وقال الراجز إِذ يُشاقي الصَّابِراتِ لم يَرِثْ يكادُ مِنْ ضَعْفْ القُوى لا يَنْبَعِثْ يعني جَمَلاً يصابرُ الجِمالَ مَشْياً ويقال شاقَيتُ ذلك الأَمر بمعنى عانيْتُه والمُشاقاةُ المُعالَجة في الحرْب وغيرها والمُشاقاةُ المُعاناةُ والمُمارسَةُ والشَّاقي حَيْدٌ من الجَبل طويلٌ لا يُسْتَطاع ارْتِقاؤُه والجمْعُ شُقْيانٌ وشَقا نابُ البَعِيرِ يَشْقى شَقْياً طَلع وظَهَر كشَقَأَ

شكا
شكا الرجلُ أَمْرَه يشْكُو شَكْواً على فَعْلاً وشَكْوى على فَعْلى وشَكاةً وشَكاوَةً وشِكايةً على حَدّ القَلْب كعَلايةٍ إِلاَّ أَنَّ ذلك عَلمٌ فهو أَقْبَلُ للتَّغْيير السيرافي إِنما قُلِبت واوُه ياءً لأَن أَكثر مصادِرِ فِعالَةٍ من المُعْتَلّ إِنما هو من قِسْمِ الياءِ نحو الجِراية والوِلايَة والوِصايَة فحُمِلت الشِّكايَةُ عليه لِقلَّة ذلك في الواو وتَشَكَّى واشْتَكى كشَكا وتَشاكى القومُ شَكا بعضُهُم إِلى بَعْضٍ وشَكَوْتُ فلاناً أَشْكوه شَكْوى وشِكايَةً وشَّكِيَّةً وشَكاةً إذا أَخْبََرْتَ عنه بسُوءِ فِعْلِه بِكَ فهو مَشْكُوٌّ ومَشْكِيٌّ والاسْم الشَّكْوى قال ابن بري الشِّكاية والشَّكِيَّة إِظْهارُ ما يَصِفُك به غيرُك من المَكْرُوهِ والاشْتِكاءُ إِظْهارُ ما بِكَ من مَكْروهٍ أَو مَرَضٍ ونحوِه وأَشْكَيْتُ فلاناً إِذا فَعَلْتَ به فِعْلاً أَحْوَجه إِلى أَن يَشْكُوك وأَشْكَيْتُه أَيضاً إِذا أَعْتَبْته من شَكْواهُ ونَزَعْتَ عن شَكاته وأَزْلْتَه عمَّا يَشْكُوه وهو من الأَضْداد وفي الحديث شَكَوْنا إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حَرَّ الرَّمْضاءِ فلم يُشْكِنا أَي شَكَوْا إِليْه حرَّ الشَّمْسِ وما يُصِيبُ أَقْدامَهُم منه إِذا خَرجوا إِلى صَلاةِ الظُّهْرِ وسأَلوه تأْخِيرَها قليلاً فلم يُشْكِهِمْ أَي لم يُجِبْهُم إِلى ذلك ولم يُزِلْ شَكْواهم ويقال أَشْكَيْت الرجُلَ إِذا أَزَلْت شَكْواه وإِذا حمَلْته على الشَّكْوى قال ابن الأَثير وهذا الحديث يذكر في مواقيت الصلاة لأَجْلِ قول أَبي إسحق أَحد رُواته قيل له في تَعْجيلِها فقال نعَم والفُقَهاء يَذْكرونه في السُّجودِ فإِنَّهم كانوا يَضَعون أَطْرافَ ثِيابهم تحت جباهِهِم في السجود من شِدَّة الحرّ فَنُهُوا عن ذلك وأَنَّهم لمَّا شَكَوْا إليه ما يجدونه من ذلك لم يَفْسَحْ لهُمْ أَن يَسْجُدوا على طَرَف ثِيابِهِمْ واشْتَكَيْته مثلُ شَكَوْته وفي حديث ضَبَّةَ ابنِ مِحْصَنٍ قال شاكَيْتُ أَبا مُوسى في بَعْض ما يُشاكي الرجلُ أَميرَه هو فاعَلْت من الشَّكْوى وهو أَن تُخْبر عن مكروه أَصابَك والشَّكْوُ والشَّكْوى والشَّكاةُ والشَّكاءُ كُلُّه المَرَض قال أَبو المجيب لابن عمِّه ما شَكاتُك يا ابن حَكيمٍ ؟ قال له انتِهاءُ المُدّةِ وانْقضاءُ العِدَّةِ الليث الشَّكْوُ الاشْتِكاءُ تقول شَكا يَشْكُو شَكاةً يُسْتَعْمَل في المَوْجِدَةِ والمرَض ويقال هو شاكٍ مريض الليث الشَّكْوُ المرَضُ نفسُه وأَنشد أَخي إِنْ تَشَكَّى من أَذىً كنتُ طِبَّهُ وإِن كان ذاكَ الشَّكْوُ بي فأَخِي طِبِّي واشَتَكى عُضواً من أَعضائه وتَشَكَّى بمعنىً وفي حديث عمرو بن حُرَيْث دخل على الحسن في شَكْوٍ له هو المرضُ وقد شَكا المرضَ شَكْواً وشَكاةً وشَكْوى وتَشَكَّى واشْتَكى قال بعضهم الشاكي والشكِيُّ الذي يمْرَضُ أَقلَّ المرَض وأَهْوَنه والشَّكِيُّ الذي يَشْتَكي والشَّكِيُّ المشكُوُّ وأَشكى الرجلَ أَتى إِليه ما يَشْكو فيه به وأَشْكاهُ نزَع له من شِكايتِه وأَعْتَبَه قال الراجز يصفُ إِبلاً قد أَتْعَبها السَّيْرُ فهي تَلْوي أَعناقها تارةً وتَمُدُّها أُخْرى وتَشْتَكي إِلينا فلا نُشْكيها وشَكْواها ما غَلَبها من سُوء الحالِ والهُزال فيقوم مقامَ كلامِها قال تَمُدُّ بالأَعْناق أَو تَثْنيها وتَشْتكي لو أَنَّنا نُشْكِيها مَسَّ حَوايا قَلَّما نُجْفيها قال أَبو منصور وللإِشْكاء معنيان آخران قال أَبو زيد شكاني فلانٌ فأَشْكَيْتُه إِذا شَكاكَ فزِدْتَه أَذىً وشكْوى وقال الفراء أَشْكى إِذا صادَفَ حَبيبَه يشكُو وروى بعضُهم قولَ ذي الرُّمَّة يصف الربع ووقوفه عليه وأُشكِيه حتى كاد مما أُبِثُّه تُكَلِّمني أَحجارُه وملاعِبُهْ قالوا معنى أُشْكِيه أَي أُبِثُّه شَكْواي وما أُكابدُه من الشَّوْق إِلى الظاعِنِين عن الرَّبْعِ حين شَوَّقَتْني معاهِدُهُم فيه إِليهم وأَشْكى فلاناً من فلانٍ أَخذَ له منه ما يَرْضى وفي حديث خَبَّاب بن الأَرَتِّ شكَوْنا إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرَّمْضاءَ فما أَشْكانا أَي ما أَذِنَ لنا في التخلُّف عن صلاة الظَّهيرة وقتَ الرَّمْضاء قال أَبو عبيدة أَشْكَيْتُ الرجل أَي أَتَيْتُ إِليه ما يشْكوني وأَشْكَيتُه إِذا شَكا إِليكَ فرَجَعْت له من شِكايتِه إِيَّاكَ إِلى ما يُحِبُّ ابن سيده وهو يُشْكى بكذا أَي يُتَّهَمُ ويُزَنُّ حكاه يعقوبُ في الأَلْفاظِ وأَنشد قالت له بَيْضاءُ من أَهلِ مَلَلْ رَقْراقةُ العَيْنين تُشْكى بالغَزََلْ وقال مُزاحِم خلِيلَيَّ هل بادٍ به الشَّيْبُ إِن بكى وقد كان يُشْكى بالعَزاء مَلُول والشَّكِيّ أَيضاً المُوجِع وقول الطِّرِمَّاح بن عَدِيٍّ أَنا الطَّرِمَّاحُ وعَمِّي حاتِمُ وسْمي شَكِيٌّ ولساني عارِمُ كالبَحر حينَ تَنْكَدُ الهَزائِمُ وسْمي من السِّمَةِ وشَكيٌّ موجِعٌ والهزائمُ البئارُ الكثيرة الماءِ وسمي شَكِيٌّ أَي يُشْكى لذْعُه وإِحْراقُه التهذيب سلمة يقال به شَكأٌ شديدٌ تَقَشُّرٌ وقد شَكِئَتْ أَصابعُه وهو التَّقَشُّر بين اللحمِ والأَظفارِ شَبيةٌ بالتشققِ ويقالُ للبعير إذا أَتعبَه السَّير فمدَّ عنُقَه وكثر أَنِينُه قد شَكا ومنه قول الراجز شكا إِليَّ جملي طولَ السُّرى صبراً جُمَيْلي فكِلانا مُبْتَلى أَبو منصور الشَّكاةُ تُوضع موضع العَيب والذَّمِّ وعيَّر رجلٌ عبد الله بنَ الزُّبَيرِ بأُمِّه فقال ابن الزبير
( * قوله « بأمه فقال ابن الزبير إلخ » هكذا في الأصل وعبارة التهذيب وعير رجل عبد الله بن الزبير بأمه فقال يا ابن ذات النطاقين فتمثل بقول الهذلي وتلك شكاة إلخ )
وتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها أَراد أَن تعييرَه إِيَّاه بأَن أُمَّه كانت ذات النطاقَين ليس بعارٍ ومعنى قوله ظاهرٌ عنك عارُها أَي نابٍ أَراد أَن هذا ليس عاراً يَلزَق به وأَنه يُفتَخر بذلك لأَنها إِنما سميت ذات النِّطاقَين لأَنه كان لها نِطاقانِ تحْمِلُ في أَحدهما الزاد إِلى أَبيها وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغارِ وكانت تَنْتَطِق بالنطاق الآخر وهي أَسماءُ بنتُ أَبي بكرٍ الصديقِ رضي الله عنهما الجوهري ورجلٌ شاكي السلاح إِذا كان ذا شَوْكةٍ وحدٍّ في سلاحه قال الأَخفش هو مقلوبٌ من شائك قال والشَّكِيُّ في السلاحِ مُعَرَّبٌ وهو بالتركَّية بش ابن سيده كل كَوَّةٍ ليست بنافِذةٍ مِشْكاةٌ ابن جني أَلف مِشْكاةٍ منقلِبة عن واو بدليل أَن العرب قد تنْحو بها مَنْحاة الواو كما يفعلون بالصلاة التهذيب وقوله تعالى كمِشْكاةٍ فيها مِصباحٌ قال الزجاج هي الكَوَّةُ وقيل هي بلغة الحبش قال والمِشْكاةُ من كلام العرب قال ومثلُها وإِن كان لغير الكَوَّةِ الشَّكْوةُ وهي معروفة وهي الزُّقَيْقُ الصغيُر أَولَ ما يُعمَل مثلُه قال أَبو منصور أَراد والله أَعلم بالمِشْكاة قصَبة الزجاجة التي يُسْتَصبح فيها وهي موضِع الفَتيلة شُبّهت بالمِشْكاة وهي الكَوَّة التي ليست بنافِذَة والعرب تقول سلِّ شاكيَ فلانٍ أَي طَيِّب نفسَه وعزِّه عما عراه ويقال سلَّيت شاكيَ أَرض كذا وكذا أَي تركتُها فلم أَقرَبْها وكل شيء كفَفْت عنه فقد سلَّيتَ شاكِيَه وفي حديث النجاشي إِنما يخرجُ من مِشْكاةٍ واحدةٍ المشْكاةُ الكَوَّةُ غير النافذةِ وقيل هي الحديدة التي يعلَّق عليها القِنديلُ أَراد أَن القرآن والإِنجيل كلام الله تعالى وأَنهما من شيءٍ واحدٍ والشَّكْوةُ جلدُ الرضيع وهو لِلَّبنِ فإِذا كان جلدَ الجَذَعِ فما فوقَه سمِّي وَطْباً وفي حديث عبد الله بنِ عمرو كان له شَكْوةٌ يَنْقَعُ فيها زَبيباً قال هي وعاءٌ كالدَّلوِ أَو القِرْبَة الصغيرة وجمعُها شُكىً ابن سيده الشَّكْوة مَسْكُ السَّخْلَة ما دامَ يَرْضَعُ فإِذا فُطِم فمَسْكُه البَدْرةُ فإِذا أَجْذَع فمَسْكُه السِّقاءُ وقيل هو وِعاءٌ من أَدَمٍ يُبَرَّدُ فيه الماءُ ويُحبَس فيه اللبن والجمع شَكَواتٌ وشِكاءٌ وقول الرائد وشكََّتِ النساءُ أَي اتَّخذت الشِّكاءَ وقال ثعلب إِنما هو تشَكَّت النساءُ أَي اتخذْن الشِّكاءَ لِمَخْضِ اللبن لأَنه قليلٌ يعني أَن الشَّكْوةَ صغيرةٌ فلا يُمَخْضُ فيها إِلا القليلُ من اللبن وفي حديث الحجاج تشَكَّى النساءُ أَي اتخذْن الشُّكى للَّبنِ وشَكَّى وتشَكَّى واشْتَكى إِذا اتخذَ شَكْوةً أَبو يحيى بنُ كُناسة تقول العرب في طلوع الثُّرَيَّا بالغَدَواتِ في الصيف طلَع النَّجمُ غُدَيَّهْ ابتَغى الرَّاعي شُكيَّهْ والشُّكَيَّة تصغير الشَّكْوة وذلك أَن الثُّرَيّا إِذا طَلَعت هذا الوقت هَبَّت البوارِحُ ورَمِضَت الأَرض وعَطِشَت الرُّعيان فاحتاجوا إِلى شِكاءٍ يَسْتقُون فيها لشفاهِهِم ويحقِنُون اللُّبَيْنة في بعضِها ليشربوها قارِصةً يقال شَكَّى الراعي وتشَكَّى إِذا اتخذ الشَّكْوةَ وقال الشاعر وحتى رأَيتُ العَنزَ تَشْرى وشَكَّتِ ال أَيامي وأَضْحى الرِّئْمُ بالدَّوِّ طاوِيا العَنزُ تَشْرى للخِصْب سِمَناً ونشاطاً وقوله أَضحى الرِّئْمُ طاوِياً أَي طَوى عنُقه من الشِّبَع فرَبَضَ وقوله شَكَّت الأَيامى أَي كثُرَ الرُّسْلُ حتى صارت الأَيِّمُ يفضلُ لها لبنٌ تَحْقِنُه في شَكْوتِها واشْتَكى أَي اتخذ شَكْوةً والشَّكْوُ الحَمَلُ الصغير
( * قوله « الحمل الصغير » هكذا بالحاء المهملة في الأصل والمحكم وفي القاموس بالجيم )
وبَنو شَكْوٍ بَطْنٌ التهذيب وقيل في قول ذي الرمة على مُسْتَظِلاَّت العُيونِ سَواهِمٍ شُوَيْكِيَةٍ يَكْسُو بُراها لُغامُها قيل شُوَيْكِيَةٌ بغير همز إِبلٌ منسوبةٌ

شلا
الشِّلْوُ والشَّلا الجِلدُ والجسَد من كل شيء وكلُّ مسلوخة أُكِلَ منها شيءٌ فبَقِيَّتُها شِلْوٌ وشَلاً وأَنشد الراعي فادْفعْ مظالمَ عيَّلت أَبْناءَنا عَنّا وأَنْقِذْ شِلْوَنا المأْكُولا وفي حديث أَبي رجاءٍ لما بلغَنا أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَخذ في القتل هربْنا فاسْتَثَرْنا شِلْوَ أَرنبٍ دفيناً ويجمع الشِّلْوُ على أَشْلٍ وأَشْلاءٍ فمن أَشْلٍ حديث بكارٍ أَن النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ بقومٍ يَنالون من الثَّعْدِ والحُلْقان وأَشْل من لحم أَي قطَع من اللحم ووزنُه أَفعُلٌ كأَضرُسٍ فحُذفت الضمة والواو استثقالاً وأُلحِق بالمنْقوص كما فُعل بدلو وأَدْل ومن أَشْلاءٍ حديث علي كرم الله وجهه وأَشْلاءٍ جامعة لأَعْضائها والشِّلْو والشَّلا العُضْو من أَعضاء اللحم وفي الحديث ائتني بشِلوها الأَيَمن أَي بعُضوِها الأَيَمنِ إِما يدِها أَو رجلِها والجمعُ أَشْلاءٌ ممدودٌ وأَشْلاءُ الإِنسان أَعضاؤُه بعدَ البِلى والتفَرُّق وفي حديث أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له في القَوْسِ التي أَهْداها له الطُّفَيْلُ ابنُ عَمْروٍ الدَّوْسِي على إِقرائِه إِيَّاه القُرآن تَقَلَّدها شِلْوةً من جهنَّم ويروى شِلْواً من جَهَنَّم أَي قِطْعَةً منها ومنه قيل للعُضْوِ شِلْوٌ لأَنه طائِفةٌ من الجَسَد وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه سَأَلَ جُبَيْرَ بنَ مُطْعِمٍ عن النُّعْمانِ ابنِ المنْذِر أَنه مِنْ ولَدِ مَنْ هو ؟ فقال كان مِنْ أَشْلاء قَنَصِ بنِ مَعدٍّ أَراد أَنه من بَقايا أَولادِه وكأَنَّه من الشِّلْوِ القِطْعة من اللحمِ لأَنَّها بقِيَّة منه وبنو فلانٍ أَشْلاءٌ في بني فُلانٍ أَي بَقايا فيهم وأَشْلاءُ اللِّجَامِ حَدائِدُه بِلا سُيُورٍ قال ابن سيده أُراهُ على التَّشْبِيهِ بالعُضْوِ من اللَّحْمِ قال كثير عزة رَأَتْني كأَشْلاءِ اللِّجامِ وبَعْلُها منَ القَوْمِ أَبْزَى مُنْحَنٍ مُتَطامِنُ ويروى عاجِنٌ مُتَباطِنُ ويروى وزَوْجُها من المَلْءِ وأَنشد ابن بري رَمَى الإِدْلاجُ أَيْسَرَ مِرْفَقَيْهَا بأَشْعَثَ مِثْلِ أَشْلاءِ اللِّجامِ والمُشَلَّى من الرِّجالِ الخَفِيفُ اللَّحْمِ وبَقِيَتْ له شَلِيَّةٌ من المَالِ أَي قَلِيلٌ وكلُّه مِن الشِّلْوِ أَبو زيد ذَهَبَتْ ماشِيَةُ فُلانِ وبَقِيَتْ له شَلِيَّةٌ وجمعُها شَلايَا ولا يقالُ إِلاَّ في المَالِ وأَصْلُ الشِّلْوِ بَقِيَّةُ الشَّيءِ ابن الأَنباري شَلايَا مقصورٌ بَقايَا من أَمْوالِهم والواحِدَةُ شَلِيَّة ابن الأَعرابي الشَّلا بقِيَّةُ المَالِ والشَّلِيُّ بقايا كُلِّ شيء وشَلا إِذا سارَ وشَلا إِذا رَفَع شيئاً وقال بنو عامرٍ لمَّا قَتَلوا بَني تَميمٍ يومَ جَبَلة لم يبقَ منهمْ إِلاَّ شِلْوٌ أَي بَقِيَّة فَغَزَوْهُم يومَ ذِي لَجَب فَقَتَلَتْهم تَمِيمٌ وقال أَوسُ بنُ حَجَرٍ في ذلك فَقُلْتُمُ ذَاكَ شِلْوٌ سَوْفَ نَأْكُلُه فكَيْفَ أَكْلُكُمْ الشِّلْوَ الذي تَرَكُوا ؟ واشْتَلى الرجلُ اسْتَنْقَذَ شِلْوَه واسْتَرْجَعَه وفي الحديث اللِّصُّ إِذا قُطِعَ سَبَقَتْهُ يَدُه إِلى النار فإِن تاب اشْتَلاها وفي نسخة اسْتَشْلاها أَي اسْتَنْقَذَها واسْتَخْرَجها ومعنى سَبْقِهَا أَنَّه بالسَّرِقَةِ اسْتَوْجَبَ النارَ فكانَتْ من جُمْلَةٍ ما يَدخُلُ النارَ فإِذا قُطِعَتْ سَبَقَتْه إلَيْها لأَنَّها قد فارَقَتْه فإذا تابَ اسْتَنْقَذَ بِنْيَتَه حتى يَدَهُ واشْتَلى الرجلُ فلاناً أَي أَنْقَذَ شِلْوَه وأَنشد إِنَّ سُلَيْمانَ اشْتَلانَا ابنَ عَلي أَي أَنْقَذَ شِلْوَنَا أَي عُضْوَنا وفي الحديث أَنه عليه الصلاة والسلام قال في الوَرِكِ ظَاهِرُه نَساً وباطِنُه شَلاً يريد لا لَحْمَ على باطِنِه كأَنَّه اشْتُليَ ما فيه من اللحم أَي أُخذ التهذيب أَشْلَيْتُ الكَلْبَ وقَرْقَسْتُ به إِذا دَعَوْتَه وأَشْلى الشَّاةَ والكَلْبَ واسْتَشْلاهُما دَعاهُما بأَسْمائِهِما وأَشْلى دَابَّتَه أَراها المُخْلاة لتَأْتِيَه قال ثعلب وقولُ الناسِ أَشليتُ الكَلْبَ على الصيَّدِ خَطَأٌ وقال أَبو زيد أَشْلَيْتُ الكَلْبَ دَعَوْته وقال ابن السكيت يقال أَوسَدْتُ الكَلْبَ بالصَّيْدِ وأَسَّدْتُه إِذا أَغْرَيْته به ولا يُقالُ أَشْلَيْته إِنما الإِشْلاءُ الدُّعاءُ يقال أَشْلْيتُ الشاةَ والنَّاقَةَ إِذا دَعَوْتَهُما بأَسمائِهِما لتَحْلُبَهُما قال الراعي وإِنْ بَرَكَتْ مِنْها عَجَاساءُ جِلَّةٌ بِمَحْنِيَةٍ أَشْلى العِفاسَ وبَرْوَعَا وهما اسما نافتيه وقال الآخر أَشْلَيْتُ عَنْزِي ومَسَحْت قَعْبي ثُمَّ تَهَيَّأْتُ لِشُرْبٍ قَأْبِ وقول زياد الأَعجم أَتَيْنا أَبا عَمْروٍ فَأَشْلى كِلابَهُ عَلَيْنَا فكِدْنا بَيْنَ بَيْتَيهِ نُؤْكَلُ ويروى فأَغْرَى كِلابَه قال ابن بري المشهورُ في أَشْلَيتُ الكَلْب أَنَّه دَعَوْته قال وقال ابن دَرَسْتَوَيْهِ من قال أَشْلَيْت الكَلْبَ على الصَّيدِ فإِنَّما مَعناهُ دَعَوْته فأَرْسَلْته على الصَّيْد لكن حَذَفَ فأَرْسَلْته تخفيفاً واختصاراً وليس حذفُ مثل هذا الاختصار بخطإِ ونفس أَشْلَيْت إِنما هو أَفْعَلْت من الشِّلْوِ فهو يقتضِي الدُّعاءَ إِلى الشِّلْوِ ضَرورةً والشِّلوُ منَ الحَيَوانِ جِلْدُه وجَسَدُه وأَشْلاؤُهُ أَعْضاؤُه وأَنكَرَ أَوْسَدْت وقال إِنما هُوَ مِنَ الوِسَادَةِ قال ابن بري انقضى كلام ابن دَرَسْتَوَيْهِ وقد ثبَتَ صحة أَشْلَيْت الكَلْبَ بمعنى أَغْرَيْته من أَنَّ إِشْلاءَ الكَلْب إِنَّما هو مأْخوذٌ من الشِّلْوِ وأَنَّ المراد به التسليط على أَشْلاءِ الصيدِ وهي أَعْضاؤُه قال ورأَيت بخَطِّ الوزير ابنِ المَغْرِبي في بعضِ تَصانِيفِه يذكر أَنه قد أَجاز الكسائيُّ أَشْلَيْت الكلب على الصيدِ بمعنى أَغْرَيْتُه قال لأَنه يُدعَى ثم يُوسَدُ فوُضِع موضِعَهُ قال وهذا القولُ الذي حكاهُ عن الكسائيّ هو المعنى الذي أَشار إِليه ابنُ دَرَسْتَوَيْه في تصحيح كون الإِشْلاءِ بمعنى الإِغْراءِ وقال الشافعي إِذا أَشْلَيتَ كَلْبَكَ على الصيدِ فغُلِّطَ ولم يَغْلَطْ قال وقد جاءَ ذلك في أَشعارِ الفُصَحَاء منه بيتُ زيادٍ الذي أَنشده الجوهري ومنه ما أَنشده أَبو هلالٍ العسكري أَلا أَيُّها المُشْلي عَلَيَّ كِلابَهُ ولي غَيْرَ أَنْ لَمْ أُشْلِهِنَّ كِلابُ ومثله ما أَنشدة حبيبُ بنُ أَوْسٍ في باب المُلَحِ من الحَمَاسَةِ وإِنَّا لنَجْفُو الضَّيْفَ من غيرِ عُسْرَةٍ مَخافَةَ أَن يَضْرَى بِنا فيعُودُ ونُشْلي عَلَيْهِ الكَلْبَ عِندَ مَحَلِّه ونُبْدِي له الحِرْمانَ ثُمَّ نَزِيدُ ومثله للفَرَزْدَق يَهْجُو جريراً تُشْلي كِلابَكَ والأَذْنابُ شائلةٌ على قُرُومِ عِظامِ الهَامِ والقَصَرِ فقوله على قُرومِ يَشْهَدُ بأَنَّ الإِشْلاءَ بمعنى الإِغْراءِ لأَنَّ على إِنما يكونُ مع أَغْرَيْتُ وأَشْلَيْتُ إِذا كانت بمعناها وإِذا قلتَ أَشْلَيْتُ بمعنى دعَوْت لم تحْتَجْ إِلى ذِكْر على وفي حديث مطرِّف بن عبد الله قال وجَدْتُ العَبْدَ بينَ اللهِ وبين الشيطانِ فإِنِ اسْتَشْلاهُ ربُّه نَجّاه وإِنْ خَلاَّه والشيطانَ هَلَكَ أَبو عبيد اسْتَشْلاهُ أَي استَنْقَذَهُ من الهَلَكة وأَخَذَه وكذلك اشْتَلاه ومنه قول حُميد الأَرْقط قد اشْتَلانا عَفْوُه وكَرَمُهْ أَي استنقذَنا وقيل هو من الدعاء قال حاتم طيءٍ يذكرُ ناقةً دعاها فأَقْبلتْ إِليه أَشْلَيْتُها باسْمِ المُراحِ فأَقبَلَتْ رَتَكاً وكانتْ قبلَ ذلك تَرْسُفُ قال فأَراد مطرِّف أَن الله إِنْ أَغاثَ عبْدَه ودَعاه فأَنقذَه من الهَلكة فقد نجا وذلك الاسْتِشلاءُ وقال القُطامي يمدحُ رجُلاً قتَلْتَ كَلْباً وبَكْراً واشْتَليْتَ بنا فقدْ أَرَدْتَ بأَنْ يَسْتَجْمِعَ الوادي وقوله اشْتَليْت واستشْلَيت سواءٌ في المعنى وكلُّ منْ دعَوْتَه فقد أَشْلَيْتَه وكلُّ من دعَوْتَه حتى تُخْرِجَه وتُنَجِّيَهُ من الضِّيق أَو من الهَلكة أَو من موضِعٍ أَو مكانٍ فقد استَشْليتَه واشْتَليتَه وأَنشد بيت القُطامي

شما
التهذيب ابن الأَعرابي قال شَما إِذا عَلا أَمْرُه قال والشَّما الشَّمَع والله أَعلم

شنا
شَنُوَّةُ لغة في شَنُوءَة والنسب إِليه شَنَويٌّ قال ابن سيده ولهذا قضينا نحنُ أَنَّ قَلْبَ الهمزة واواً في شَنُوَّة من قولهم أَزْد شَنُوَّة بدَلٌ لا قياس لأَنه لو كان تخفيفاً قِياسِيّاً لم يَثْبُتْ في النسب واواً فإِن جعلت تخفيف شَنُوَّة قِياسِيّاً قلت في النسب إِليه شَنَئِيٌّ على مثال شَنَعِيٍّ لأَنك كأَنك إِنما نسبتَ إِلى شَنُوءة فتفَطَّنْ إِن يُسِّرَ لك ذلك قال ولولا اعتقادُنا أَنه بدَل لما أَفرَدْنا له باباً ولَوسِعَتْه ترجمة شَنَأَ في حرف الهمزة وحكى اللحياني رجلٌ مَشْنِيٌّ ومَشْنُوٌّ أَي مُبْغَض لغة في مَشْنُوءِ وأَنشد أَلا يا غُرابَ البَينِ مِمَّ تَصيحُ ؟ فصَوْتُكَ مَشْنُوٌّ إِليَّ قَبيحُ فمَشْنِيٌّ يدل على أَنه لم يُرِدْ في مَشْنُوٍّ الهمْزَ بل قد أَلحقَه بمَرْضُوٍّ ومَرْضِيٍّ ومَدْعُوٍّ ومَدْعِيٍّ

( شنظي ) التهذيب في الرباعي قال أَبو السَّميدَعِ امرأَةٌ شِنْظِيانٌ عِنْظِيانٌ إِذا كانت سيِّئةَ الخُلُق

شها
شَهِيتُ الشيء بالكسر قال ابن بري ومنه قول الشاعر وأَشْعَثَ يَشْهَى النَّومَ قلتُ له ارْتَحِلْ إِذا ما النُّجُومُ أَعْرَضَتْ واسْبكَّرَتِ وشَهِيَ الشيءَ وشَهاهُ يَشْهاهُ شَهْوَةً واشْتَهاهُ وتَشَهّاهُ أَحَبَّه ورَغِب فيه قال الأَزهري يقال شَهِيَ يَشْهى وشَها يَشْهُو إِذا اشْتَهى وقال قال ذلك أَبو زيد والتَّشَهِّي اقتِراحُ شَهْوةٍ بعد شَهْوةٍ يقال تَشَهَّتِ المرأَةُ على زوجِها فأَشهاها أَي أَطْلَبها شَهَواتِها وقوله عز وجل وحِيلَ بينهم وبين ما يَشْتَهُون أَي يَرْغَبُون فيه من الرجوع إِلى الدنيا غيره الشَّهْوةُ معروفة وطعامٌ شَهِيٌّ أَي مُشْتَهىً وتَشَهَّيْتُ على فلان كذا وهذا شيءٌ يُشَهِّي الطعامَ أَي يحمِلُ على اشْتِهائِه ورجلٌ شَهِيٌّ وشَهْوانُ وشَهْوانيٌّ وامرأَةٌ شَهْوَى وما أَشهاها وأَشهاني لها قال سيبويه هذا على مَعْنَيَين لأَنك إِذا قلت ما أَشهاها إِليَّ فإِنما تُخْبِرُ أَنها مُتَشهّاةٌ وكأَنه على شُهِيَ وإِن لم يُتَكْلَّمْ به فقلت ما أَشهاها كقولك ما أَحْظاها وإِذا قلتَ ما أَشهاني فإِنما تُخْبرُ أَنك شاه وأَشهاهُ أَعطاه ما يَشْتَهِي وأَنا إِليه شَهْوانُ قال العجاج فهِيَ شَهْوى وهو شَهْوانيُّ وقومٌ شَهاوى أَي ذَووُ شَهْوةٍ شديدةٍ للأَكل وفي حديث راعبة يا شَهْوانيُّ يقال رجلٌ شَهْوانُ وشَهْوانيٌّ إِذا كان شديدَ الشَّهْوةِ والجمعُ شَهاوى كسَكارى وفي الحديث إِنَّ أَخْوَفَ ما أَخافُ عليكم الرِّياءُ والشَّهْوةُ الخفيَّة قال أَبو عبيد ذهب بها بعضُ الناس إِلى شَهْوةِ النِّساءِ وغيرِها من الشهَواتِ قال وعندي أَنه ليس بمخصوصٍ بشيءٍ واحد ولكنه في كل شيءٍ من المعاصي يُضْمِرُه صاحبه ويُصِرُّ عليه فإِنما هو الإِصرارُ وإِنْ لم يَعْمَلْه وقال غيرُ أَبي غٌبيد هو أَن يَرى جاريةً حَسناءَ فيفُضَّ طرْفَه ثم ينظُرَ إِليها بقلبه كما كان ينظُر بعينِه وقيل هو أَنْ ينظُر إِلى ذاتِ مَحْرَمٍ له حَسناءَ ويقول في نفسِه ليْتَها لم تَحْرُم عليَّ أَبو سعيد الشهوةُ الخفِيَّة من الفواحش ما لا يحِلُّ مما يَسْتَخْفي به الإِنسانُ إِذا فعَلَه أَخفاهُ وكَرِهَ أَنْ يَطَّلِعَ عليه الناسُ قال الأَزهري والقولُ ما قاله أَبو عبيد في الشهوةِ الخفِيَّة غير أَني أَستَحْسِنُ أَنْ أَنْصِبَ قوله والشَّهوةَ الخفِيَّةَ وأَجعل الواوَ بمعنى مَعْ كأَنه قال أَخْوفُ ما أَخافُ عليكمُ الرياءُ مع الشَّهوةِ الخفِيَّةِ للمعاصي فكأَنه يُرائي الناسَ بتَرْكِه المَعاصِيَ والشهوةُ لها في قلبِه مُخْفاةٌ وإِذا استَخْفَى بها عَمِلَها وقيل الرياءُ ما كان ظاهراً من العمل والشهوةُ الخفِيَّة حُبُّ اطِّلاعِ الناسِ على العملِ ابن الأَعرابي شاهاهُ في إِصابةِ العينِ وهاشاهُ إِذا مازَحَه ورجلٌ شاهِي البصرِ قَلْبُ شائِه البَصرِ أَي حديدُ البصرِ ومُوسَى شَهَواتٍ شاعر معروف

شوا
ناقةٌ شَوْشاةٌ مثلُ المَوْماةِ وشَوْشاءُ سريعة فأَما قول أَبي الأَسود على ذاتِ لَوْثٍ أَو بأَهْوَجَ شَوْشَوٍ صَنيعٍ نبيل يَمْلأُ الرَّحْلَ كاهِلُهْ فقد يجوز أَن يُريدَ شَوْشَويٍّ كأَحْمَر وأَحمريٍّ قال ابن بري والشَّوْشاةُ المرأَة الكثيرةُ الحديث قال ابن أَحمر لَيْسَتْ بشَوْشَاةِ الحَدِيثِ وَلا فُتُقٍ مُغالِبَة على الأَمْرِ والشَّيُّ مَصْدَرُ شَوَيْتُ والشِّوَاءُ الاسمُ وشَوَى اللَّحْمَ شيّاً فانْشَوَى واشْتَوَى قال الجوهري ولا تَقُلِ اشْتَوَى وقال قَدِ انْشَوَى شِوَاؤُنا المُرَعْبَلُ فاقْتَرِبُوا إِلى الغَداء فَكُلُوا قال ابن بري وأَجَازَ سيبويه أَنْ يقال شَوَيْتُ اللَّحْم فانْشَوَى واشْتَوى ومنه قول الراجز يصف كَمْأَةً جَناها أَجْني البِكَار الحُوَّ مِنْ أَكْمِيها تَمْلأُ ثِنْتاها يَدَيْ طَاهِيها قَادِرُها رَاضٍ ومُشْتَوِيَها وهو الشِّواءُ والشَّويُّ حكاه ثعلب وأَنشد ومُحْسِنَةٍ قَدْ أَخْطَأَ الحَقُّ غَيْرَها تَنَفَّسَ عَنْها حَيْنُها فَهْيَ كالشَّوِي وتفسير هذا البيت مذكور في ترجمة حسب والقطْعَةُ منه شِوَاءةٌ وأَنشد وانْصِبْ لَنا الدَّهْمَاءَ طَاهِي وعَجِّلَنْ لَنا بِشِواةٍ مُرْمَعِلٍّ ذُؤُوبُها واشْتَوَى القَوْمُ اتَّخَذُوا شِواءً وقال لبيد وغُلامٍ أَرْسَلَتْه أُمُّه بأَلُوكٍ فَبَذَلْنا ما سَأَلْ أَو نَهَتْه فأَتَاهُ رِزْقُه فَاشْتَوَى لَيْلةَ رِيحٍ واجْتَمَلْ وشَوَّاهُمْ وأَشْواهُمْ أَطْعَمَهُم شِواءً وأَشْواهُ لَحْماً أَطْعَمَه إِيَّاه وقال أَبو زيد شَوَّى القَوْمَ وأَشْواهُمْ أَعْطاهُمْ لحماً طرِيّاً يَشْتَوُونَ منه تقول أَشْوَيْتُ أَصْحابِي إِشْواءً إِذا أَطْعَمْتَهُم شِواءً وكذلك شَوَّيْتُهُم تَشْوِيَةً واشْتَوَيْنا لحماً في حال الخُصوصِ وحكى الكسائي عن بعضهم الشُّواء يريدُ الشِّوَاءَ وأَنشد ويخْرجُ لِلْقَوْم الشُّواء يَجُرُّه بأَقْصَى عَصَاهُ مُنْضَجاً أَو مُلَهْوَجَا قال أَبو بكر والعرب تقول نَضِجَ الشُّواءُ بضم الشين يريدون الشِّواء والشُّوايَةُ القِطْعةُ من اللحْمِ وقيل شُوايَة الشاةِ ما قَطَعَه الجازِرُ من أَطْرافِها والشُّوايَةُ بالضم الشيءُ الصغيرُ من الكبير كالقِطْعةِ من الشَّاةِ وتَعَشَّى فلانٌ فأَشْوَى من عَشائِه أَي أَبْقَى منه بِقيَّةً ويقال ما بَقِي من الشاةِ إِلاَّ شُوَايَةٌ وشُوايَةُ الخُبْز القُرْصُ منه وأَشْوَى القَمْحُ أَفْرَكَ وصلَحَ أَنْ يُشْوَى وقد يستعمل ذلك في تَسْخينِ الماءِ وأَنشد ابن الأَعرابي بِتْنا عُذُوباً وباتَ البَقُّ يَلْسِبُنا نَشْوِي القَراحَ كأَنْ لا حَيَّ في الوَادِي نَشْوِي القَراحَ أَي نُسَخِّنُ الماءَ فنَشْرَبُهُ لأَنه إِذا لَمْ يُسَخَّنْ قَتَل من البَرْدِ أَو آذى وذلك إِذا شُرِبَ على غيرِ ثُفْلٍ أَو غِذَاءٍ ابن الأَعرابي شَوَيْتُ الماءَ إِذا سَخَّنْتَه وفي الحديث لا تَنْقُضِ الحائِضُ شَعَرَها إِذا أَصابَ الماءُ شَوَى رأْسِها أَي جِلْدَه والشَّواةُ جِلْدَةُ الرأْسِ وقولُ أَبي ذُؤَيْب على إِثْرِ أُخْرَى قَبْلَها قد أَتتْ لها إِليكَ فجاءتْ مُقْشَعِرّاً شَواتُها أَراد المَآلِكَ التي هي الرسائلُ فاستَعار لها الشَّواةَ ولا شَواةَ لها في الحقيقة وإِنما الشَّوَى للحَيَوان وقيل هي القائمةُ والجمع شَوىً وقيل الشَّوَى اليَدانِ والرِّجْلانِ وقيل اليَدانِ والرِّجْلانِ والرأْسُ من الآدِميِّينَ وكُلُّ ما ليس مَقْتَلاً وقال بعضهم الشَّوَى جماعة الأَطرافِ وشَوَى الفَرَسِ قَوَائُمه يُقالُ عَبْلُ الشَّوَى ولا يكونُ هذا للرَّأْسِ لأَنهم وصَفُوا الخَيْلَ بأَسالَةِ الخَدَّيْنِ وعِتْقِ الوَجْهِ وهو رِقَّتُه وقول الهذلي إِذا هي قامَتْ تَقْشَعِرُّ شَوَاتُها وتُشْرِفُ بين اللِّيتِ منها إِلى الصُّقْلِ أَراد ظاهِرَ الجِلدِ كلّه ويدُلُّ على ذلك قوله بين اللّيتِ منها إِلى الصُّقْلِ أَي من أَصلِ الأُذُنِ إِلى الخاصِرَة ورَماهُ فأَشْواهُ أَي أَصابَ شَواهُ ولم يُصِبْ مَقْتَلَه قال الهذلي فإِنَّ من القَوْل التي لا شَوَى لها إِذ زَلَّ عن ظَهْرِ اللسانِ انْفلاتُها يقول إِنَّ من القَوْل كَلِمَةً لا تُشْوِي ولكنْ تَقْتُلُ والاسمُ منه الشَّوَى قال عَمْرو ذُو الكَلْب فَقُلْتُ خُذْهَا لا شَوىً ولا شَرَمْ ثم اسْتُعْمِلَ في كُلِّ مَن أَخْطَأَ غَرَضاً وإِن لم يكن له شَوىً ولا مَقْتَلٌ الفراء في قوله تعالى كَلاَّ إِنَّها لَظَى نَزَّاعَة للشَّوَى قال الشَّوَى اليَدَانِ والرِّجْلانِ وأَطْرافُ الأَصابع وقِحْفُ الرَّأْسِ وجِلْدَةُ الرَّأْسِ يقال لها شَوَاةٌ وما كان غيرَ مَقْتَلٍ فهو شَوىً وقال الزجاج الشَّوَى جمع الشَّوَاةِ وهي جِلْدَةُ الرَّأْسِ وأَنشد قَالَتْ قُتَيْلَةُ مَا لَهُ قَدْ جُلِّلَتْ شَيْباً شَوَاتُهْ ؟ قال أَبو عبيد أَنشدها أَبو الخطاب الأَخفش أَبا عمرو ابن العلاءِ فقال له صحَّفتَ إِنما هو سراتُه أَي نواحيه فسكت أَبو الخطَّاب الأَخْفَش ثم قال لنا بل هو صَحَّفَ إِنما هو شَواتُه وقوله أَنشده أَبو العَمَيْثَل الأَعرابي كَأَنّ لَدَى مَيْسُورها متْنَ حَيَّةٍ تَحَرَّكَ مُشْواهَا ومَاتَ ضَرِيبُها فسَّره فقال المُشْوَى الذي أَخْطَأَه الحَجَر وذكر زِمامَ ناقَةٍ شَبَّه ما كان مُعَلَّقاً منه بالذي لم يُصِبْهُ الحَجرُ من الحيَّة فهو حَيٌّ وشبَّه ما كان بالأَرض غير متحرك بما أَصابه الحجر منها فهو ميِّتٌ والشَّوِيَّةُ والشَّوى المَقْتلُ عن ثعلب والشَّوى الهَيِّنُ من الأَمر وفي حديث مجاهد كل ما أَصابَ الصائمُ شَوىً إِلاَّ الغِيبةَ والكَذِبَ فهي له كالمقْتَل قال يحيى بن سعيد الشَّوى هو الشيءُ اليَسيرُ الهَيِّن قال وهذا وجهُه وإِياه أَراد مجاهدٌ ولكنِ الأَصلُ في الشَّوى الأَطْراف وأَراد أَن الشَّوى ليس بمَقْتلٍ وأَن كلَّ شيءٍ أَصابَه الصائم لا يُبْطِل صوْمَه فيكون كالمَقتل له إِلا الغِيبةَ والكَذِبَ فإِنهما يُبْطِلان الصَّوْم فهما كالمَقتل له وقولُ أُسامة الهُذَلي تاللهِ ما حُبِّي عَلِيّاً بشَوى أَي ليس حُبِّي إِياه خطأً بل هو صوابٌ والشُّوايَةُ والشِّوايَةُ
( * قوله « والشواية » هي مثلثة كما في القاموس ) البَقِية من المالِ أَو القوم الهَلْكى والشَّوِيَّةُ بقيَّةُ قومٍ هَلَكوا والجمع شَوايا وقال فهمْ شَرُّ الشَّوايا من ثُمودٍ وعَوْفٌ شَرُّ مُنْتَعِلٍ وحافِ وأَشْوى من الشيءِ أَبقى والاسم الشَّوى قال الهذلي فإِنَّ من القولِ التي لا شَوى لها إِذ ذلَّ عن ظهرِ اللسانِ انفِلاتُها يعنيي لا إِبْقاءَ لها وقال غيرُه لا خطأَ لها وقال الكميت أَجِيبوا رُقَى الآسي النِّهطاسيِّ واحْذَروا مُطَفِّئةَ الرَّضْفِ التي لا شَوى لها أَي لا برء لها والإِشْواءُ يُوضَعُ مَوضِع الإِبْقاءِ حتى قال بعضُهم تعشَّى فلانٌ فأَشْوى عن عَشائِه أَي أَبْقى بعضاً وأَنشد بيت الكميت وقال أَبو منصور هذا كلُّه من إِشْواءِ الرامي وذلك إِذا رَمى فأَصابَ الأَطْرافَ ولم يصِبِ المقْتل فيوضَع الإِشْواءُ موضع الخَطإِ والشيء الهَيِّن وأَنشد ابن بري للبُرَيْق الهُذلي وكنتُ إِذا الأَيامُ أَحْدَثنَ هالِكاً أَقولُ شَوىً ما لم يُصِبْنَ صميمي وفي حديث عبد المطلب كان يَرى أَن السهمَ إِذا أَخطأَه فقد أَشْوى يقال رَمى فأَشْوى إِذا لم يُصِبِ المقتلَ قال أَبو بكر الشَّوى جلدةُ الرأْس والشَّوى إِخْطاءُ المقْتل والشَّوى اليدانِ والرِجلان والشَّوى رُذالُ المالِ ويقالُ كلُّ شيءٍ شَوىً أَي هَيِّنٌ ما سَلِمَ لك دينُك والشَّوى رُذالُ الإِبل والغنم وصغارُها شَوىً قال الشاعر أَكَلْنا الشَّوى حتى إِذا لم نَدَعْ شَوىً أَشَرْنا إِلى خَيراتِها بالأَصابعِ وللسَّيفُ أَحْرى أَن تُباشِرَ حَدَّهُ من الجُوعِ لا يثنى عليه المضاجع
( * قوله « من الجوع إلى آخر البيت » هو هكذا في الأصل )
يقول إِنه نحرَ ناقةً في حَطْمَةٍ أَصابَتْهم وهي السَّنة المُجْدِبة يقولُ نحْرُ الناقةِ خيرٌ من الجوعِ وأَحْرى وفي تُباشِر ضميرُ الناقة وشِوايةُ الإِبلِ والغَنَم وشَوايَتُهِما رَدِيئُهما كلْتاهُما عن اللحياني وأَشْوى الرجلُ وشَوْشى وشَوْشَمَ
( * قوله « وشوشى وشوشم » هكذا في الأصل والتهذيب ) وأَشرى إِذا اقْتَنى النَّقَزَ من رديء المالِ والشَّاةُ التي يُصْعَدُ بها النَّخْل فهو المِصْعادُ وهو الشَّوائي
( * قوله « وهو الشوائي » وقوله « التبليا » هما هكذا في الأصل ) قال وهو الذي يقال له التَّبَلْيا وهو الكَرُّ بالعربية والشَّاوي صاحبُ الشاءِ وقال مبشر بن هذيل الشمخي بل رُبَّ خَرْقٍ نازِحٍ فَلاتُهُ لا يَنْفَعُ الشَّاوِيَّ فيها شَاتُه ولا حِماراهُ ولا عَلاقُ والشَّوِيُّ جمع شاةٍ قال الراجز إِذا الشَّوِيُّ كَثُرت مَواجُهْ وكانَ من تحْتِ الكُلى مناتِجُهْ
( * قوله « نواتجه » هكذا في الأصل )
أَي تموتُ الغنم من شِدَّةِ الجَدْبِ فتُشقُّ بُطونُها وتُخْرَجُ منها أَولادُها وفي حديث الصدَقة وفي الشَّوِيِّ في كلُّ أَرْبَعينَ واحدةٌ الشَّوِيُّ اسمُ جمعٍ للشاةِ وقيل هو جمعٌ لها نحو كَلْب وكَلِيبٍ ومنه كتابُه لقَطَن بن حارثة وفي الشَّوِيِّ الوريِّ مُسِنَّةٌ وفي حديث ابن عمر أَنه سُئِل عن المُتعة أَتَجْزي فيها شاةٌ ؟ فقال ما لي وللشَّوايِّ أَي الشاء وكان مذهَبُه أَن المُتَمَتِّع بالعُمْرة إِلى الحجُّ تجِبُ عليه بدنَة وجاءَ بالعِيِّ والشَّيِّ إِتْباعٌ واوُ الشَّيِّ مُدْغَمة في يائِها قال ابن سيده وإِنما قلنا إِن واوَها مدغَمة في يائِها لما يذكر من قولِه شَوِيٌّ وعَيِيٌّ وشَوِيٌّ وشَيِيٌّ مُعاقبَة وما أَعْياه وأَشْواهُ وأَشْياهُ الكسائي يقال فلان عَيِيٌّ شَيِيٌّ إِتباعٌ له وبعضُهم يقول شَوِيٌّ يقال هو عَوِيٌّ شَوِيٌّ وفي حديث ابنِ عُمَر أَنه قال لابن عباس هذا الغلام الذي لم يجتمعَ شَوى رأْسِه يريد شؤونَه

شيا
أَبو عبيد عن الأَحمر يا فيَّ مالي ويا شَيَّ مالي ويا هَيَّ مالي معناه كله الأَسفُ والتلهفُ والحزنُ الكسائي يا فَيَّ مالي ويا هَيَّ مالي لا يهمزان ويا شَيَّ مالي ويا شَيْءَ مالي يُهمز ولا يهمز وما في كلها في موضع رفع تأْويله يا عَجَباً مالي ومعناه التلهُّف والأَسى قال الفراء قال الكسائي من العرب من يتعجب بشَيَّ وهَيَّ وفَيَّ ومنهم من يزيدُ ما فيقول يا شَيَّما ويا هَيَّما ويا فَيَّما أَي ما أَحسن هذا وجاء بالعِيِّ والشِّيِّ واو الشِّيِّ مدغمة في يائِها وفلان عَيِيٌّ شَيِيٌّ ويقال عَوِيٌّ شَوِيٌّ الأَصمعي الأَيْدَعُ والشَّيَّانُ دَمُ الأَخوينِ وهو فَعْلانُ قال ابن بري شاهده ما أَنشده الأَصمعي مِلاطٌ تَرى الذِّئبانَ فيه كأَنه مَطِينٌ بثأْطٍ قد أُمِير بشَيَّان المِلاط الكَتِف والذِّئبانُ الوَبَر الذي يكون عليه والثَّأْطُ الحَمْأَةُ الرقيقة والشَّيَّانُ البعيدُ النَّظَر

( صأي ) الصَّئِيُّ على فعيلٍ صَوْتُ الفَرْخ صَأَى الطَّائرُ والفَرْخُ والفأْرُ والخِنْزيرُ والسِّنَّوْرُ والكلبُ والفِيلُ بوزن صَعَى يَصْأَى صَئيّاً وصِئِيّاً وتَصاءَى أَي صاحَ وكذلك اليَرْبُوعُ وأَنشد أَبو صفوان للعجاج لَهُنَّ في شَباتِه صَئِيُّ وقال جرير لَحَى اللهُ الفَرَزدقَ حينَ يَصْأَى صَئِيَّ الكلْبِ بَصْبَص للعِظالِ وأَصْأَيْتُه أَنا ويقال للكلبة صئِيّيٌّ سميت بذلك لأَنها تَصْأَى أَي تُصَوِّت ابن الأَعرابي في المثل جاء بما صَأَى وصَمَت يعني جاء بالشاء والإِبلِ وما صَمَتَ بالذهبِ والفِضة وقيل أَي جاء بالمال الكثير أَي بالناطِق والصامِت ويقال أَيضاً جاء بما صاءَ وصَمَتَ وهو مقلوبٌ من صأَى الأَصمعي الصائي كلُّ مالٍ من الحَيَوان مثل الرقيقِ والدَّوابِّ والصامِتُ مثلُ الأَثوابِ والوَرِقِ وسُمِّي صامِتاً لأَنه لا رُوحَ له ويقال صاءَ يَصِيءُ مثل صاعَ يَصيعُ وصَأَى يَصْأَى مثلُ صَعَى يَصْعى صاح قال الشاعر ما لي إِذا أَنْزِعُها صَأَيْتُ ؟ أَكِبَرٌ غَيَّرَني أَمْ بَيْتُ ؟ قال الفراء والعَقْرَب أَيضاً تَصْئِي وفي المثل تَلْدَغُ العقرَبُ وتَصَْئِي والواو للحال حكاه الأَصمعي في كتاب الفَرْقِ والصَّآةُ مثلُ الصَّعاةِ الماءُ الذي يكون على رأْسِ الوَلد وقال الأَحمر هو الصَّاءةُ بوزن الصاعة
( * قوله « وقال الاحمر الصاءة بوزن الصاعة إلخ » هكذا في الأصل وعبارة التهذيب أبو عبيد عن الاحمر الصآة بوزن الصعاة ماء ثخين يخرج مع الولد ثعلب عن ابن الاعرابي الصاءة بوزن الصاعة إلخ ) ماءٌ ثخِينٌ يَخْرُجُ مع الوَلد

صبا
الصَّبْوَة جَهْلَة الفُتُوَّةِ واللَّهْوِ من الغَزَل ومنه التَّصابي والصِّبا صَبا صَبْواً وصُبُوّاً وصِبىً وصَباءً والصِّبْوَة جمع الصَّبيِّ والصِّبْيةُ لغة والمصدر الصِّبا يقال رأَيتُه في صِباهُ أَي في صِغَرِه وقال غيره رأَيتُه في صَبائِه أَي في صِغَره والصَّبيُّ من لَدُنْ يُولَد إِلى أَنْ يُفْطَم والجمع أَصْبِيَةٌ وصِبْوةٌ وصِبْيَةٌ
( * قوله « وصبية » هي مثلثة كما في القاموس وقوله « صبوان وصبيان » هما بالكسر والضم كما في القاموس ) وصَبْيَةٌ وصِبْوانً وصُبْوانٌ وصِبْيانٌ قلبوا الواو فيها ياءً للكسرة التي قبلها ولم يعتدُّوا بالساكن حاجِزاً حَصيناً لضَعْفِه بالسكون وقد يجوز أَن يكونوا آثَرُوا الياءَ لخِفَّتها وأَنهم لم يُراعوا قرْبَ الكسرة والأَول أَحسنُ وأَما قول بعضهم صُبْيانٌ بضم الصاد والياء بحالها التي هي عليها في لغة من كَس وتصغير ففيه من النظر أَنه ضمَّ الصاد بعد أَن قُلِبَت الواوُ ياءً في لغة من كَسَر فقال صُبيان فلما قُلِبَت الواوُ ياءً للكسرة وضمت الصاد بعد ذلك أُقِرَّت الياءُ صِبْيَة أُصَْيبِيَةٌ وتصغير أَصْبِيَة صُبَيَّة كلاهما على غير قياس هذا قول سيبويه وأَنشد لرؤبة صُبَيَّةً على الدُّخَانِ رُمْكا ما إِنْ عَدا أَكْبَرُهم أَنْ زَكَّا قال ابن سيده وعندي أَنَّ صُبَيَّة تصغي صِبْيَةٍ وأُصَيْبِيَة تصغيرُ أَصْبِية ليكون كلُّ شيءٍ منهما على بناء مُكَبَّره والصبيُّ الغلامُ والجمع صِبْيَة وصِبْيانٌ وهو من الواو قال ولم يقولوا أَصْبِيَة استغناءً بصِبْيةٍ كما لم يقولوا أَغْلِمَة استغناءً بِغلْمة وتصغير صِبْيَةٍ صُبَيَّةٌ في القياس وفي الحديث أَنه رأَى حَسَناً يَلْعَبُ مع صِبْوةٍ في السِّكَّة الصِّبْوة والصِّبْيَة جمعُ صَبِيٍّ والواو هو القياس وإِن كانت الياءُ أَكثر استعمالاً وفي حديث أُمِّ سَلَمَة لمَّا خَطبها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قالت إِني امرأَةٌ مُصْبِيةٌ مُوتِمَةٌ أَي ذاتُ صِبْيْانٍ وأَيتامٍ وقد جاء في الشعر أُصَيْبِيَة كأَنه تصغيرُ أَصْبِيَةٍ قال الشاعر عبد الله بن الحجاج التغلبي ارْحَمْ أُصَيْبِيَتي الذين كأَنهمْ حِجْلى تَدَرَّجُ في الشَّرَبَّةِ وُقَّعُ ويقال صَبِيٌّ بيِّنُ الصِّبا والصَّباءِ إِذا فتحت الصاد مدَدْت وإِذا كسَرْت قصَرْت قال سُوَيْدُ بن كُراع فهلْ يُعْذَرَنْ ذُو شَيْبَةٍ بصَبائِه ؟ وهلْ يُحمَدَنْ بالصَّبرِ إِنْ كان يَصبِرُ ؟ والجارية صَبيَّةٌ والجمع صَبايا مثلُ مَطِيَّةٍ ومَطايا وصَبِيَ صِباً فَعَلَ فِعْلَ الصِّبْيانِ وأَصْبَتِ المرأَة فهي مُصْبٍ إِذا كان لها ولدٌ صَبيٌّ أَو ولدٌ ذكرٌ أَو أُنثى وامرأَةٌ مُصْبِيَةٌ بالهاء ذاتُ صِبْيةٍ التهذيب امرأَةٌ مُصْبٍ بلا هاءٍ معها صَبيٌّ ابن شميل يقال للجارية صَبِيَّة وصبيٌّ وصَبايا للجماعة والصِّبْيانُ للغِلْمان والصِّبا من الشَّوْق يقال منه تَصابَى وصَبا يصْبُو صَبْوةً وصُبُوّاً أَي مالَ إِلى الجهل والفُتوَّةِ وفي حديث الفِتنِ لَتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبّىً هي جمعُ صابٍ كغازٍ وغُزّىً وهم الذين يَصْبُون إِلى الفتنة أَي يميلون إِليها وقيل إِنما هو صُبّاءٌ جمع صابِئٍ بالهمز كشاهِدٍ وشُهَّادٍ ويروى صُبّ وذكر في موضعه وفي حديث هَوازِنَ قال دُرَيد ابنُ الصِّمَّة ثم الْقَ الصُّبَّى على مُتُونِ الخيل أَي الذين يَشْتَهُون الحَرْبَ ويميلون إِليها ويحبُّون التقدُّم فيها والبِراز ويقال صَبا إِلى اللَّهْوِ صَباً وصُبُوّاً وصَبْوةً قال زيدُ بنُ ضَبَّة إِلى هنْدٍ صَبا قَلْبي وهِنْدٌ مِثْلُها يُصْبِي وفي حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما واللهِ ما تَرَكَ ذَهَباً ولا فِضَّةً ولا شيئاً يُصْبَى إِليه وفي الحديث وشابٌّ ليست له صَبْوةٌ أَي مَيْلٌ إِلى الهَوَى وهي المَرَّةُ منه وفي حديث النخعي كان يُعْجِبُهم أَن يكون للغلامِ إِذا نشَأَ صَبْوةٌ وذلك لأَنه إِذا تاب وارْعَوَى كان أَشدّ لاجتهاده في الطاعة وأَكثرَ لنَدَمِه على ما فَرَط منه وأَبْعَدَ له من أَنْ يُعْجَبَ بعمَله أَو يتَّكِلَ عليه وأَصْبَتْه الجاريةُ وصَبِيَ صَباءً مثلُ سَمِعَ سَماعاً أَي لَعِبَ مع الصِّبْيانِ وصَبا إِليه صَبْوةً وصُبُوّاً حَنَّ وكانت قريشٌ تُسَمي أَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم صُباةً وأَصْبَتْه المرأَةُ وتَصَبَّتْه شاقَتْه ودَعَتْه إِلى الصِّبا فحَنَّ لها وصَبا إِليها وصَبِيَ مالَ وكذلك صَبَتْ إِليه وصَبِيَتْ وتَصَبَّاها هو دَعاها إِلى مِثْل ذلك وتَصَبَّاها أَيضاً خدَعها وفَتَنها أَنشد ابن الأَعرابي لعَمْرُك لا أَدْنُو لأَمْر دَنِيَّةٍ ولا أَتَصَبَّى آصراتِ خَليلِ قال ثعلب لا أَتَصَبَّى لا أَطْلُب خديعَة حُرْمَة خَليلٍ ولا أَدْعوها إِلى الصِّبا والآصِراتُ المُمْسِكاتُ الثَّوابتُ كإِصارِ البَيْتِ وهو الحبْلُ من حبال الخِباءِ وفي التنزيل العزيز في خبر يوسف عليه السلام وإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِليهنَّ قال أَبو الهيثم صَبا فُلان إِلى فلانة وصَبا لها يَصْبُو صَباً مَنْقُوصٌ وصَبْوةً أَي مالَ إِليها قال وصَبا يَصْبُو فهو صابٍ وصَبِيٌّ مثل قادرٍ وقَديرٍ قال وقال بعضهم إِذا قالوا صَبيٌّ فهو بمعنى فَعول وهو الكثير الإِتْيان للصِّبا قال وهذا خطأٌ لو كان كذلك لقالوا صَبُوٌّ كما قالوا دَعُوٌّ وسَمُوٌ ولَهُوٌّ في ذوات الواو وأَما البكِيُّ فهو بمعنى فَعُولٍ أَي كثير البُكاء لأَن أَصْله بَكُويٌ وأَنشد وإِنَّما يأْتي الصِّبا الصَّبيُّ ويقال أَصْبى فلان عِرْس فلان إِذا اسْتَمالها وصَبَتِ النَّخْلةُ تَصْبُو مالتْ إِلى الفُحَّال البعيد منها وصَبَت الراعِيَةُ تَصْبُو صُبُوّاً أَمالتْ رأْسَها فوضعَتْه في المرْعى وصابى رُمْحَه أَماله للطَّعن به قال النابغة الجعدي مُصابينَ خِرْصانَ الوَشِيجِ كأَنَّنا لأَعدائِنا نُكْبٌ إِذا الطعنُ أَفقَرا وصابى رمحه إِذا صَدَّر سِنانه إِلى الأَرض للطَّعن به وفي الحديث لا يُصَبِّي رأْسَه في الرُّكُوعِ أَي لا يخفِضُه كثيراً ولا يُميلُه إِلى الأَرضِ مِنْ صَبا إِلى الشيء يَصبُو إِذا مالَ وصَبَّى رأْسه شُدِّد للتكثير وقيل هو مهموز من صَبأَ إِذا خرج من دِين إِلى دين قال الأَزهري الصواب لا يُصَوِّبُ ويروى لا يَصُبُّ والصَّبا ريحٌ معروفة تُقابل الدَّبُور الصحاح الصَّبا ريحٌ ومَهَبُّها المُسْتَوِي أَن تَهُبَّ من موضع مطلع الشمس إِذا اسْتَوى الليلُ والنهارُ ونيِّحتُها الدَّبُور المحكم والصَّبا رِيحٌ تَسْتَقبلُ البيتَ قيل لأَنَّها تحِنُّ إِلى البيت وقال ابن الأَعرابي مَهَبُّ الصَّبا من مطْلع الثُّرَيَّا إِلى بنات نَعْش من تذكرة أَبي عليّ تكون اسماً وصِفة وتَثْنيته صَبَوانِ وصَبَيانِ عن اللحياني والجمع صَبَواتٌ وأَصْباءٌ وقد صَبت الريح تَصْبُو صُبُوّاً وصَباً وصُبيَ القومُ أَصابَتْهُمُ الصَّبا وأَصْبَوْا دخلوا في الصَّبا وتزعمُ العَرَب أَنَّ الدَّبُور تُزْعِج السَّحاب وتُشْخِصُه في الهواء ثم تسوقُه فإِذا علا كشَفَتْ عنه واستقبلته الصَّبا فوزَّع بعضَه على بعض حتى يصيرَ كِسْفاً واحداً والجَنُوبُ تُلْحِقُ روادفَه به وتُمِدُّه من المَدد والشَّمالُ تمزِّقُ السَّحاب والصابيَة النُّكَيْباءُ التي تجري بين الصَّبا والشَّمال والصَّبِيُّ ناظرُ العَين وعَزاه كراعٌ إِلى العامة والصَّبيَّان جانِبا الرَّحْل والصَّبيَّان على فعيلان طَرَفا اللَّحْيَين للبَعِير وغيره وقيل هما الحرْفان المُنْخِيان من وسَط اللَّحْيَين من ظاهِرهِما قال ذو الرمة تُغَنِّيه من بين الصَّبِيَّيْن أُبْنَةٌ نَهُومٌ إِذا ما ارْتَدَّ فيها سَحِيلُها الأُبْنَةُ ههنا غَلْصَمَتُه وقال شمر الصَّبِيَّان مُلْتَقى اللَّحْيَين الأَسْفَلين وقال أَبو زيد الصَّبيَّان ما دَقَّ من أَسافِلِاللَّحْيَين قال والرَّأْدانِ هُما أَعْلى اللحْيَين عند الماضغتَين ويقال الرُّؤْدانِ أَيضاً وقال أَبو صدقة العجلي يصف فرساً عارٍ منَ اللَّحْم صَبِيَّا اللَّحَيْينْ مُؤَلَّلُ الأُذْن أَسِيلُ الخَدَّيْنْ وقيل الصَّبيُّ رأْس العَظْم الذي هو أَسْفلُ من شَحمَة الأُذنِ بنحو من ثلاث أَصابعَ مَضْمُومة والصَّبِيُّ من السَّيف ما دُون الظُّبَةِ قليلاً وصَبيُّ السيَّف حَدُّه وقيل عَيْرُه الناتئُ في وَسَطِه وكذلك السِّنانُ والصَّبِيُّ رأْسُ القَدم التهذيب الصَّبيُّ من القَدم ما بين حِمارتِها إِلى الأَصابِع وصابى سيفَه جعله في غِمْده مَقلوباً وكذلك صابَيْتُه أَنا وإِذا أَغْمَد الرجلُ سَيفاً مقلوباً قيل قد صابى سَيفَه يُصابيه وأَنشد ابن بري لعِمْران بن حَطَّان يصف رجلاً لم تُلْهِه أَوْبَةٌ عن رَمْيِ أَسْهُمِه وسَيْفه لا مُصاباةٌ ولا عَطَل وصابَيْتُ الرُّمح أَمَلْتُه للطَّعْن وصابى البيتَ أَنْشَده فلم يُقِمْه وصابى الكلام لم يُجْرِه على وجهه ويقال صابى البعيرُ مشافِره إِذا قلبها عند الشُّرب وقال ابن مقبل يذكر إِبلاً يُصابِينَها وهي مَثْنِيَّةٌ كَثَنْي السُّبُوت حُذينَ المِثالا وقال أَبو زيد صابَيْنا عن الحَمْض عدَلْنا

صتا
صتا يصْتُو صَتْواً مشى مَشْىاً فيه وثْبٌ

صحا
الصَّحْوُ ذهابُ الغَيْم يومٌ صحوٌ وسَماءٌ صحوٌ واليومُ صاحٍ وقد أَصْحَيا وأَصْحَيْنا أَي أَصْحتْ لنا السماء وأَصحَت السماءُ فهي مُصْحِيةٌ انْقَشَع عنها الغَيْم وقال الكسائي فهي صَحْوٌ قال ولا تَقُلْ مُصْحِيةٌ قال ابن بري يقال أَصْحَت السماء فهي مُصحِيَةٌ ويقال يومٌ مُصْحٍ وصحا السَّكْرانُ لا غَيْرُ قال وأَما العاذِلة فيقال فيها أَصحَت وصحَتْ فيُشبَّه ذهابُ العَقْل عنْها تارةً بذهاب الغَيم وتارة بذهاب السُّكْر وأَما الإِفاقة عن الحُبِّ فلم يُسمَع فيه إِلاَّ صحَا مثل السُّكْر قال جرير أَتَصحُو أَم فؤَادُكَ غيرُ صاحِ ؟ ويقال صَحْوان مثلُ سكْران قال الرحَّال وهو عمرو بن النعمان بنِ البراء بان الخَليطُ ولم أَكُنْ صَحْوانا دَنفاً بزَيْنَبَ لو تُريدُ هَوانا والصَّحْوُ ارْتِفاعُ النهارِ قال سُوَيْد تَمْنَحُ المِرْآةَ وَجْهاً واضِحاً مثلَ قَرْنِ الشمس في الصَّحْوِ ارْتَفَعْ والصَّحْوُ ذَهابُ السُّكْرِ وتَرْكُ الصِّبا والباطلِ يقال صَحَا قلبهُ وصَحا السكرانُ من سُكْرِه يَصْحُو صَحْواً وصُحُوّاً فهو صاحٍ وأَصْحَى ذَهَب سُكْرُه وكذلك المُشْتاقُ قال صُحُوَّ ناشِي الشَّوْقِ مُسْتَبِلِّ والعرب تقول ذَهَبَ بين الصَّحْوِ والسَّكْرَةِ أَي بين أَنْ يَعْقِلَ ولا يَعْقِلَ ابن بُزُرْج من أَمثالهم يريدُ أَن يأْخذَها بين السَّكْرَةِ والصَّحْوَةِ مَثلٌ لطالبِ الأَمْرِ يَتجاهَلُ وهو يعلم والمِصْحاة جامٌ يُشْرَبُ فيه وقال أَبو عبيدة المِصْحاة إناءٌ قال ولا أَدرِي من أَيِّ شيءٍ هو قال الأَعشى بكَأْسٍ وإبْرِيقٍ كأَنّ شَرابَهُ إذا صُبَّ في المِصْحاةِ خالَطَ بَقَّمَا وقيل هو الطاسُ ابن الأَعرابي المِصْحاةُ الكَأْسُ وقيل هو القَدَح من الفِضةِ واحْتَجَّ بقول أَوْسٍ إذا سُلّ مِن جَفْنٍ تَأَكَّلَ أَثْرُه على مِثل مِصْحاةِ اللُّجَين تأَكُّلا قال شَبَّهَ نَقاءَ حَديدة السيفِ بنَقاءِ الفِضةِ قال ابن بري المِصْحاةُ إناءٌ مِن فِضةٍ قد صَحَا من الأَدْناسِ والأَكْدارِ لِنقاءِ الفِضةِ وقي النهاية في تَرْجَمَة مَصَحَ دَخَلَتْ عليه أُم حَبيبةَ وهو مَحْضُورٌ كأَنَّ وجهَه مِصحاةٌ

صخا
الليث صَخِيَ الثوبُ يَصْخَى صَخاً فهو صَخٍ اتَّسَخَ ودَرِنَ والاسم الصَّخاوةُ وربما جعلت الواوُ ياءً لأَنه بُنِيَ على فَعِلَ يَفْعَل قال أَبو منصور لم أَسْمَعْه لغيرِ الليث والصخاءةُ بَقْلَة تَرْتَفِعُ على ساقٍ لها كهيئةِ السُّنْبُلَةِ فيها حَبٌّ كحَب اليَنْبُوت ولُباب حَبِّها دواءٌ للجُروح والسين فيها أَعلَى

( صدي ) الصَّدَى شدَّةُ العَطَشِ وقيل هو العطشُ ما كان صَدِيَ يَصْدَى صَدىً فهو صَدٍ وصادٍ وصَدْيانُ والأُنْثَى صَدْيا وشاهد صادٍ قول القطامي فهُنَّ يَنْبِذْنَ مِن قَوْلٍ يُصِبْنَ به مَواقِعَ الماء من ذِي الغُلَّةِ الصادِي والجمع صِداءٌ ورجل مِصْداءٌ كثيرُ العَطَشِ عن اللحياني وكأْسٌ مُصْداةٌ كثيرة الماء وهي ضِدُّ المُعْرَقَةِ التي هي القليلةُ الماءِ والصَّوادِي النَّخْلُ التي لا تَشْرَبُ الماءَ قال المَرّار بناتُ بناتِها وبناتُ أُخْرَى صَوَادٍ ما صَدِينَ وقَدْ رَوِينا صَدِينَ أَي عَطِشْنَ قال ابن بري وقال أَبو عمرو الصَّوادي التي بَلَغَتْ عُرُوقُها الماءَ فلا تَحْتاجُ إلى سَقْيٍ وفي الحديث لتَرِدُنّْ يومَ القيامةِ صَودايَ أَي عِطاشاً وقيل الصَّوادِي النَّخْلُ الطِّوالُ منها ومن غيرِها قال ذو الرُّمَّة مَا هِجْنَ إذْ بَكَرْنَ بالأَحْمالِ مِثْلَ صَوادِي النَّخْلِ والسَّيالِ واحدتها صادِيَةٌ قال الشاعر صَوادِياً لا تُمْكِنُ اللُّصُوصَا والصَّدى جَسَدُ الإنْسَانِ بعدَ مَوْتِهِ والصَّدَى الدِّماغُ نَفْسُه وحَشْوُ الرَّأْسِ يقال صَدَعَ اللهُ صَدَاهُ والصَّدَى موضِعُ السَّمْعِ من الرَّأْسِ والصَّدىَ طائِرٌ يَصِيحُ في هامَةِ المَقْتُولِ إذا لَمْ يُثْأَرْ به وقيل هو طائِرٌ يَخْرُجُ من رَأْسِهِ إذا بَلِيَ ويُدْعَى الهامَةَ وإنما كان يزعُم ذلك أَهلُ الجاهِلية والصَّدَى الصَّوْت والصَّدَى ما يُجِيبُكَ من صَوْتِ الجَبَلِ ونحوهِ بمِثْلِ صَوْتِكَ قال الله تعالى وما كان صَلاتُهُم عندَ البَيْتِ إلا مُكاءً وتَصْدِيَةً قال ابن عرفة التَّصْدِيَة من الصَّدَى وهو الصَّوْتُ الذي يَرُدُّهُ عليكَ الجَبَلُ قال والمُكاءُ والتَّصْديَة لَيْسَا بصَلاةٍ ولكنّ الله عز وجل أَخبر أَنهم جعلوا مكانَ الصَّلاةِ الَّتي أُمِروا بها المكاء والتَّصْدِيَة قال وهذا كقولِكَ رَفَدَنِي فلانٌ ضَرْياً وحرْماناً أَي جَعل هَذَيْن مكانَ الرِّفْدِ والعَطاءِ كقول الفرزدق قَرَيْناهُمُ المَأَثُورَةَ البِيضَ قَبْلَها يَثُجُّ القُرونَ الأَيْزَنِيُّ المُثَقَّف
( * قوله « القرون » هكذا في الأصل هنا والذي في التهذيب هنا واللسان في مادة يزن يثج العروق )
أَي جَعَلْنا لهم بدَلَ القِرَى السُّيوفَ والأَسِنَّة والتَّصْدِيَة ضَرْبُكَ يَداً على يَدٍ لتُسْمِعَ ذلك إنساناً وهو من قوله مُكاءً وتَصْدِيَة صَدَّى قيلَ أَصْلُه صَدَّدَ لأَنَّه يقابِلُ في التَّصْفِيقِ صَدُّ هذا صَدَّ الآخَرِ أَي وجْهاهُما وجْهُ الكَفِّ يقابِلُ وَجْهَ الكَفِّ الأُخْرَى قال أَبو العَبَّاسِ روايةً عن المُبَرِّدِ
( * قوله « رواية عن المبرد » هكذا في الأصل وفي التهذيب وقال أبو العباس المبرد ) الصَّدَى على ستة أَوجه أَحدها مَا يَبْقَى من المَيّتِ في قَبْرِه وهو جُثَّتهُ قال النَّمِر بنُ تَوْلَبٍ أَعاذِلُ إنْ يُصْبِحْ صَدَايَ بقَفْرَةٍ بَعِيداً نَآنِي ناصِرِي وقرِيبي فصَدَاهُ بَدَنهُ وجُثَّتهُ وقوله نَآنِي أَي نَأَى عَنِّي قال والصَّدَى الثاني حُشْوةُ الرأْسِ يقال لها الهَامَةُ والصَّدَى وكانت العرب تَقولُ إنَّ عِظامَ المَوْتَى تَصِيرُ هامَةً فتَطِيرُ وكان أَبو عبيدة يقول إنهم كانوا يسَمون ذلك الطَّائِرَ الذي يخرُجُ من هَامَةِ المَيِّتِ إذا بَلِيَ الصَّدَى وجَمْعُه أَصْداءٌ قال أَبو دواد سُلِّطَ المَوْتُ والمَنُونُ عَلَيْهِم فلَهُمْ في صَدَى المَقابِرِ هَامُ وقال لبيد فَلَيْسَ الناسِ بَعْدَك في نَقِيرٍ ولَيْسُوا غَيْرَ أصْداءٍ وهامِ والثالث الصَّدَى الذَّكَر من البُومِ وكانت العرب تقول إذا قُتلَ قَتِيلٌ فلم يُدْرَكْ به الثَّأْرُ خَرجَ من رَأْسِه طائِرٌ كالبُومَة وهي الهامَة والذَّكر الصَّدَى فيصيح على قَبْرِه اسْقُونِي اسْقُونِي فإن قُتِل قاتِلُه كَفَّ عن صِياحهِ ومنه قول الشاعر
( * هو أبو الأصبع العدواني وصدر البيت يا عمرو وإن لم تدع شتمي ومنقصتي )
أَضْرِبْكَ حتّى تَقولَ الهَامَةُ اسْقُونِي والرابع الصّدى ما يرجِع عليك من صوتِ الجبل ومنه قول امرئ القيس صمَّ صَداها وعَفا رَسْمُها واسْتَعْجَمَتْ عن منطِقِ السَّائل وروى ابن أَخي الأَصمعي عن عمه قال العرب تقول الصَّدى في الهامةَ والسَّمْعُ في الدِّماغ يقال أَصمَّ اللهُ صَداهُ من هذا وقيل بل أَصمَّ اللهَ صَداه من

صدى
الصوتِ الذي يجيب صوت المُنادي وقال رؤبة في تصديق من يقول الصَّدى الدِّماغ لِهامِهِم أَرُضُّه وأَنقَخُ أُمَّ الصَّدى عن الصَّدى وأَصْمَخُ وقال المبرد والصَّدى أَيضاً العَطش يقال صَدِي الرجلُ يَصْدى صَدىً فهو صَدٍ وصَدْيانُ وأَنشد
( * البيت لطرفة من معلقته )
ستعلمُ إن مُتنا صَدىً أَيُّنا الصَّدي وقال غيره الصَّدَى العَطَشُ الشديدُ ويقال إنه لا يشتدُّ العطشُ حتي ييبَسَ الدماغُ ولذلك تنشَقُّ جلدةُ جَبهةِ من يموتُ عطشاً ويقال امرأَة صَدْيا وصادِيَةٌ والصَّدى السادسُ قولُهُم فلان صَدى مال إذا كان رفيقاً بسِياسِتها
( * المراد بالمال هنا الإبل ولذلك أنث الضمير العائد إليها ) وقال أَبو عمرو يقال فلانٌ صَدى مالٍ إذا كان عالماً بها وبمَصلحَتِها ومثلُه هو إزاءُ مالٍ وإنه لصَدى مالٍ أَي عالِمٌ بمصلحتهِ وخصَّ بعضهم به العالم بمصلحةِ الإبل فقال إنه لصَدى إبلٍ وقال ويقال للرجل إذا مات وهَلَك صمَّ صَداه وفي الدعاء عليه أَصَمَّ الله صَداه أَي أَهْلكه وأَصلهُ الصوت يَرُدُّه عليك الجبل إذا صِحْتَ أَو المكانُ المُرْتَفِعُ العالي فإذا مات الرجل فإنه لا يُسْمَع ولا يُصَوِّت فيَرُدَّ عليه الجبل فكأَن معنى قوله صَمَّ صَداهُ أَي مات حتى لا يُسْمع صوتهُ ولا يجابُ وهو إذا ماتَ لم يَسْمَع الصَّدى منه شيئاً فيُجيبَه وقد أَصْدى الجبل وفي حديث الحجاج قال لأَنَسٍ أَصَمَّ الله صَداكَ أَي أَهْلَكك الصَّدى الصَّوْتُ الذي يسمَعُه المُصَوِّتُ عقَيبَ صِياحهِ راجعاً إليه من الجَبلِ والبِناءِ المُرْتَفِع ثم استعير للهلاك لأَنه يجاب الحَيُّ فإذا هلكَ الرجلُ صَمَّ صَداه كأَنه لا يَسْمَعُ شيئاً فيُجيبََ عنه ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده لسَدوسِ بن ضِبابٍ إني إلى كلِّ أَيْسارٍ ونادِبَةٍ أَدْعُو حُبَيْشاً كما تُدْعى ابْنَةُ الجَبلِ أي أُنَوِّهُ به كما يُنَوَّه بابْنة الجَبل وقيل ابنةُ الجَبل هي الحَيَّة وقيل هي الداهية وأَنشد إن تَدْعهُ مَوْهِناً يَعْجَلْ بجابَتِهِ عارِي الأَشاجِعِ يَسْعى غَيْرَ مُشْتمِل يقول يَعْجَل جبيش بجابَتهِ كما يَعْجَلُ الصَّدى وهو صوتُ الجَبل أَبو عبيد والصَّدى الرجلُ اللّطِيفُ الجَسَدِ قال شمر روى أَبو عبيد هذا الحَرْفَ غيرَ مهموزٍ قال وأُراهُ مهموزاً كأَنَّ الصَّدأَ لغةٌ في الصَّدَعِ وهو اللطيف الجِسْمِ قال ومنه ما جاء في الحديث صَدَأٌ من حديدٍ في ذِكْرِ عليٍّ عليه السلام والصَّدى ذكرُ البُومِ والهامُ والجمعُ أَصْداءٌ قال يزيد بن الحَكَم بكلِّ يَفاعٍ بُومُها تُسْمِعُ الصَّدى دُعاءً متى ما تُسْمِعِ الهامَ تَنْأَجِ تَنْأَج تَصِيحُ قال وجمعهُ صَدَوات قال يزيد ابن الصَّعِق فلنْ تَنْفَكَّ قُنْبُلَة ورَجْلٌ إليكمْ ما دَعا الصَّدَواتِ بُومُ قال والياءُ فيه أَعرَفُ والتَّصْدِيةُ التَّصْفِيقُ وصَدَّى الرجل صَفَّقَ بيديه وهو من مُحَوَّل التَّضْعِيف والمصاداةُ المُعارَضَة وتصَدّى للرجلِ تَعَرَّض له وتَضَرَّعَ وهو الذي يَسْتَشْرِفهُ ناظراً إليه وفي حديث أَنسٍ في غزوة حنينٍ فجعل الرَّجُلُ يتَصدَّى لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ليَأْمُرَه بقَتْلِه التَّصَدِّي التَّعَرُّض للشيءِ وتصدَّى للأَمر رَفع رأْسَه إليه والصَّدى فعلُ المُتَصَدِّي والصداةُ فعلُ المُتَصَدِّي وهو الذي يَرْفعُ رأْسَه وصَدْرَه يتصَدَّى للشيء يَنْظُرُ إليه وأَنشد للطرماح لها كلَّما صاحتْ صَداةٌ ورَكْدَةٌ
( * قوله « كلما صاحت إلخ » هكذا في الأصل وفي التكملة كلما ريعت إلخ )
يصف هامةً إذا صاحتْ تَصَدَّتْ مرَّةً وركَدَت أُخْرى وفي التنزيل العزيز ص والقرآنِ ذي الذِّكْرِ قال الزجاج من قرأَ صادِ بالكسرِ فله وجهانِ أَحدهما أَنه هجاءٌ موقوفٌ فكُسِرَ لالتقاء الساكنين والثاني أَنه أَمرٌ من المُصاداةِ على معنى صادِ القرآنَ بعَملِك أَي قابِلْه يقال صادَيْتُه أَي قابَلْتُه وعادَلْتُه قال والقراءة صادْ بسكونِ الدال وهي أَكثرُ القراءة لأَن الصادَ من حُروفِ الهِجاء وتقدير سكونِ الوقْفِ عليها وقيل معناه الصادِقُ اللهُ وقيل معناه القَسَم وقيل ص اسم السورةِ ولا يَنْصَرِف أَبو عمرو وصادَيْت الرجلَ وداجَيْتُه ودارَيْتُه وساتَرْتُه بمعنًى واحد قال ابن أَحمر يصف قدوراً ودُهْمٍ تُصادِيها الوَلائِدُ جِلَّةٍ إذا جَهِلَت أَجْوافُها لم تَحَلَّمِ قال ابن بري ومنه قولُ الشاعر صادِ ذا الظَّعْن إلى غِرَّتِهِ وإذا دَرَّتْ لَبونٌ فاحْتَلِبْ
( * قوله « الظعن » هو بالظاء المعجمة في الأصل وفي بعض النسخ بالطاء المهملة )
وفي حديث ابن عباس ذَكَر أَبا بكر رضي الله عنهما كان والله بَرّاً تَقِيّاً لا يُصادى غَرْبُه أَي تُدارى حدَّثُه وتُسَكَّنُ والغَرْبُ الحِدَّةُ وفي رواية كان يُصادى منه غَرْبٌ بحذف النفي قال وهو الأَشْبَه لأَن أَبا بكر رضي الله عنه كانت فيه حِدَّةٌ يَسيرة قال أَبو العباس في المصادَاةِ قال أَهلُ الكوفَة هي المداراةُ وقال الأَصمعيْ هي العناية بالشيء وقال رجل من العرب وقد نتَجَ ناقةً له فقال لما مَخَضَتْ بتُّ أُصادِيها طولَ ليلي وذلك أَنه كَرِه أَن يَعْقِلَها فيُعَنِّتَها أَو يَدَعَها فتَفْرَقَ أَي تَنِدَّ في الأَرض فيأْكُلَ الذئبُ ولدَها فذلك مُصاداتهُ إيّاها وكذلك الراعي يُصادي إبِلَه إذا عَطِشَتْ قبل تمامِ ظِمْئِها يمنعُها عن القَرَب وقال كثير أَيا عَزُّ صادي القَلْبَ حتى يَوَدَّني فؤادُكِ أَو رُدِّي علَيِّ فؤادِيا وقيل في قولهم فُلانٌ يَتصَدَّى لفلانٍ إنه مأْخُوذٌ من اتِّباعهِ صَداه أَي صَوْتَه ومنه قول آخر مأْخوذ من الصَّدَدِ فقُلِبَتْ إحدى الدالات ياءً في يتَصدَّى وقيل في حديث ابنِ عباسٍ إنه كان يُصادى منه غَرْبٌ أَي أَصدقاؤُهُ كانوا يَحْتَملون حدَّتَهُ قوله يصادَى أَي يُدارَى والمُصاداةُ والمُوالاةُ والمُداجاةُ والمُداراةُ والمُراماةُ كلُّ هذا في معنى المُداراةِ وقوله تعالى فأَنْتَ له تَصَدَّى أَي تتَعَرَّض يقال تَصَدَّى له أَي تَعَرَّضَ له قال الشاعر مِنَ المُتَصَدَّياتِ بغيرِ سُوءٍ تسِيلُ إذا مَشتْ سَيْلَ الحُبابِ يعني الحَيَّةَ والأَصلُ فيه الصَّدَد وهو القُرْب وأَصله يتصَدَّدُ فقُلِبتْ إحدى الدالات ياءً وكلُّ ما صار قُبالَتَك فهو صَدَدُك أَبو عبيد عن العَدَبَّسِ الصَّدَى هو الجُدْجُدُ الذي يَصِرُّ بالليل أَيضاً قال والجُنْدُبُ أَصغر من الصَّدَى يكون في البَراري قال والصَّدَى هو هذا الطائرُ الذي يَصِرُّ بالليل ويَقْفِز قَفَزاناً ويَطِيرُ والناسُ يَرَوْنَه الجُنْدُبَ وإنما هو الصَّدَى وصادى الأَمرَ وصادَ الأَمرَ
( * قوله « وصادى الأمر وصاد الأمر » هكذا في الأصل ) دَبَّرَهُ وصاداهُ دَاراهُ ولايَنَه والصَّدْوُ سُمٌّ تُسْقاهُ النِّصالُ مثلُ دَمِ الأَسْودِ وصُداءٌ حَيٌّ من اليمن قال فقُلْتُم تعالَ يا يَزي بنَ مُحَرِّقٍ فقلتُ لكم إني حَلِيفُ صُداءِ والنَّسَبُ إليه صُداوِيٌّ
( * قوله « صداوي » هكذا في بعض النسخ وهو موافق لما في المحكم هنا وللسان في مادة صدأ وفي بعضها صدائي وهو موافق لما في القاموس ) على غير قياس

( صري ) صَرَى الشيءَ صَرْياً قَطَعَه ودَفَعه قال ذو الرُّمة فوَدَّعْنَ مُشْتاقاً أَصَبْنَ فُؤادَهُ هَواهُنَّ إن لم يَصْرِهِ اللهُ قاتِلُهْ وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الجنَّةَ لرَجُلٌ يمشي على الصراط فيَنْكَبُّ مرة ويمشي مرة وتَسْفَعُه النارُ فإذا جاوز الصراطَ تُرْفَع له شَجرةٌ فيقول يا ربِّ أَدْنِني منها فيقول اللهُ عز وجل أَي عبدي ما يَصْرِيك مني ؟ قال أَبو عبيد قوله ما يَصْرِيكَ ما يَقطَعُ مَسْأَلتَك عني ويَمْنَعُك من سؤالي يقال صَرَيْتُ الشيءَ إذا قطَعْته ومنَعْته ويقال صَرَى اللهُ عنكَ شرَّ فلانٍ أَي دَفَعه وأَنشد ابن بري للطرماح ولو أَنَّ الظعائِنَ عُجْنَ يوماً عليَّ ببَطْنِ ذي نَفْرٍ صَراني
( * قوله « ذي نفر » هكذا في الأصل بهذا الضبط ولعله ذي بقر )
أَي دَفعَ عني ووقاني وصَرَيْتهُ منَعْتُه قال ابن مقبل ليس الفُؤادُ بِراءٍ أَرْضَها أَبداً وليس صارِيَهُ مِنْ ذِكرِها صارِ وصَرَيْتُ ما بينهم صَرْياً أَي فَصَلْتُ يقال اخْتَصَمنا إلى الحاكم فصَرَى ما بينَنا أَي قَطَعَ ما بينَنا وفَصَلَ وصَرَيْتُ الماءَ إذا اسْتَقَيْتَ ثم قَطَعْتَ والصاري الحافِظُ وصَراةُ الله وقاه وقيل حَفِظَه وقيل نَجَّاه وكَفاهُ وكلُّ ذلك قريبٌ بعضهُ من بعضٍ وصَرَى أَيضاً نَجَّى قال الشاعر صَرَى الفَحْلَ مِنِّي أَنْ ضَئِيلٌ سَنامُه ولم يَصْرِ ذاتَ النَّيِّ منها بُرُوعُها وصَرَى ما بينَنا يَصْري صَرْياً أَصْلَحَ والصَّرَى والصِّرَى الماءُ الذي طالَ اسْتِنقاعه وقال أَبو عمرو إذا طال مُكْثُه وتغَيَّر وقد صَرِي الماءُ بالكسر قال ابن بري ومنه قول ذي الرمة صَرىً آجِنٌ يَزْوي له المَرْءُ وجْهَه إذا ذاقَه ظَمْآنُ في شَهْرِ ناجِرِ وأَنشد لذي الرمة أَيضاً وماء صَرىً عافي الثَّنايا كأَنه من الأَجْنِ أَبْوالُ المَخاضِ الضَّوارِبِ ونُطْفةٌ صَراةٌ مُتَغيِّرَة وصَرَى فُلانٌ الماءَ في ظَهْرِه زَماناً صَرْياً حَبَسه بامْتِساكه عن النكاح وقيل جَمَعه ونُطْفةٌ صَراةٌ صَرَاها صاحِبُها في ظَهْرهِ زماناً قال الأَغلب العجلي رُبَّ غُلامٍ قد صَرَى في فِقْرَتِهْ ماءَ الشَّبابِ عُنْقُوانَ سَنْبَتِهْ أَنْعَظَ حتى اشتَدَّ سََمُّ سُمَّتِهْ ويروى رأَتْ غلاماً وقيل صَرَى أَي اجْتَمع والأَصل صَرِيَ فقلبت الياءُ أَلفاً كما يقال بَقَى في بَقِيَ المُنْتَجع الصَّرْيانُ من الرجال والدوابِّ الذي قد اجْتَمع الماءُ في ظَهْرهِ وأَنشد فهو مِصَكُّ صَمَىان صَرْيان أَبو عمرو ماءٌ صَرىً وصِرىً وقد صَرِي يَصْرى والصَّرَى اللبن الذي قد بَقِيَ فتَغَيَّرَ طَعْمهُ وقيل هو بقيَّةُ اللَّبَنِ وقد صَرِيَ صَرىً فهو صَرٍ كالماء وصَرِيَتِ الناقةُ صَرىً وأَصْرَتْ تَحَفَّل لبَنُها في ضَرْعِها وأَنشد مَنْ للجَعافِرِ يا قوْمي فقد صَرِيَتْ وقد يُساقُ لذاتِ الصَّرْيةِ الحَلَبُ الليث صَرِيَ اللَّبَنُ يَصْرى في الضَّرْعِ إذا لم يُحْلَبْ ففَسَدَ طَعْمُهُ وهو لَبَنٌ صَرىً وفي حديث أَبي موسى أَنَّ رجلاً اسْتَفْتاه فقال امرأَتي صَرِيَ لبَنُها في ثَدْيها فدَعَتْ جارِيةً لها فمَصَّته فقال حَرُمَت عليكَ أَي اجْتَمَع في ثدْيِها حتى فسَدَ طَعْمُه وتحْريمُها على رأْيِ من يَرَى أَنَّ إرْضاع الكبير يُحَرِّم وصَرَيْتُ الناقةَ وغيرَها من ذواتِ اللَّبنِ وصَرَّيْتُها وأَصْرَيتها حفَّلْتها وناقةٌ صَرْياءُ مُحَفَّلة وجمعُها صَرايا على غير قياس وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم من اشترى مُصَرَّاة فهو بخير النَّظَرَينِ إن شاءَ رَدَّها ورَدَّ معها صاعاً من تمرٍ قال أَبو عبيد المُصَرّاة هي الناقةُ أَو البَقرة أَو الشاة يُصَرَّى اللبنُ في ضَرْعِها أَي يُجْمَعُ ويُحْبَسُ يقال منه صَرَيْتُ الماءَ وصَرَّيْتُه وقال ابن بزرج صَرَتِ الناقةُ تَصْرِي من الصَّرْيِ وهو جمع اللبنِ في الضَّرْعِ وصَرَّيْت الشاة تَصْرِيةً إذا لم تَحْلُبْها أَياماً حتى يجتمعَ اللَّبَنُ في ضَرْعِها والشاةُ مُصَرَّاة قال ابن بري ويقال ناقةٌ صَرْياءُ وصَرِيَّة وأَنشد أَبو عَمْرو لمُغَلِّس الأَسَدِيِّ لَيَاليَ لم تُنْتَجْ عُذامٌ خَلِيَّةً تُسَوِّقُ صَرْىَا في مُقَلَّدَةٍ صُهْبِ
( * قوله « ليالي إلخ » هذا البيت هو هكذا بهذا الضبط في الأصل )
قال وقال ابن خالَويَه الصَّرْية اجتماعُ اللبنِ وقد تُكْسَر الصادُ والفتح أَجْوَدُ وروى ابن بري قال ذكر الشافعي رضي الله عنه المُصَرَّاةَ وفسرها أَنها التي تُصَرُّ أَخلافُها ولا تحْلَبُ أَياماً حتى يجتمعَ اللبنُ في ضَرْعِها فإذا حَلَبَها المشتري اسْتغْزرَها قال وقال الأَزهري جائزٌ أَن تكونَ سُمِّيَتْ مُصَرَّاةً من صَرِّ أَخلافِها كما ذكر إلاَّ أَنهم لما اجتَمع في لهم الكلمة ثلاثُ راءَاتٍ قُلِبَتْ إحداها ياءً كما قالوا تَظَنَّيْتُ في تَظنَّنْتُ ومثلهُ تَقَضَّى البازِي في تَقَضَّضَ والتَّصَدِّي في تَصَدَّدَ وكثيرٌ من أَمثالِ ذلك أَبْدلوا من أَحدِ الأَحرفِ المكرَّرةِ ياءً كراهيةً لاجتماعِ الأَمثالِ قال وجائز أَن تكون سمِّيتْ مُصَرَّاةً من الصَّرْيِ وهو الجمع كما سَبق قال وإليه ذهب الأَكثرون وقد تكررت هذه اللفظةُ في أَحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم لا تَصُرُّوا الإبِلَ والغَنَم فإن كان من الصَّرِّ فهو بفتح التاء وضم الصاد وإن كان من الصَّرْيِ فيكون بضم التاء وفتح الصاد وإنما نَهَى عنه لأَنه خِداعٌ وغِشٌّ ابن الأَعرابي قيل لابْنَةِ الخُسِّ أَيُّ الطعَامِ أَثْقَلُ ؟ فقالت بَيْضُ نَعامْ وصَرَى عامٍ بعدَ عامْ أَي ناقة تُعَزِّزُها عاماً بعدَ عامٍ الصَّرَى اللَّبَنُ يُتْرَكُ في ضَرْعِ النَّاقَةِ فلا يُحتَلَبُ فَيصِيرُ مِلْحاً ذا رِياحٍ وردَّ أَبو الهيثم على ابن الأَعرابي قوله صَرَى عامٍ بعدَ عامٍ وقال كيف يكونُ هذا والناقَةُ إنَّما تُحْلَب ستَّةَ أَشهُرٍ أَو سَبْعَةَ أَشْهُرٍ في كلامٍ طَويلٍ قَدْ وَهِمَ في أَكْثَرِه قال الأَزهري والذي قاله ابن الأَعرابي صحيحٌ قال ورأَيتُ العَرَب يَحْلُبْونَ النَّاقَةَ من يومِ تُنْتَجُ سَنَةً إذا لم يَحْمِلُوا الفَحْلَ عَلَيْها كِشافاً ثم يُغَرِّزُونَها بعدَ تمامِ السَّنَةِ ليَبْقَى طِرْقُها وإذا غَرَّزُوها ولم يَحْتَلِبُوها وكانت السَّنَةُ مُخْصِبَةً تَرادَّ اللبنُ في ضَرْعِها فَخَثُرَ وخَبُثَ طَعْمُه فَامَّسَح قال ولقد حَلَبْتُ لَيلَةً من اللَّيالي ناقةً مُغَرَّزَة فلم يَتَهيأْ لي شربُ صَرَاهَا لِخُبْثِ طَعْمِهِ ودَفَقْتُه وإنما أَرادتِ ابنَةُ الخُسِّ بقولِها صَرَى عامٍ بعد عامٍ لَبَنَ عامٍ اسْتَقْبَلَتْه بعد انْقِضاءِ عامٍ نُتِجَتْ فيه ولم يَعْرِف أَبو الهيثم مُرادَها ولم يَفْهم منه ما فَهِمَه ابن الأَعرابي فطِفِقَ يَرُدُّ على من عَرَفَه بتَطْويلٍ لا معنى فيه وصَرَى بَوْله صَرْياً إذا قَطَعَه وصَرِيَ فلانٌ في يدِ فلانٍ إذا بَقِيَ في يَدِهِ رَهْناً مَحْبوساً قال رؤْبة رَهْنَ الحَرُورِيِّينَ قد صَريتُ والصَّرى ما اجْتَمع من الدَّمْعِ واحدته صَراةٌ وصَرِيَ الدَّمْعُ إذا اجْتَمع فَلَمْ يَجْرِ وقالت خَنْساء فلم أَمْلِكْ غَداةَ نَعِيِّ صَخْرٍ سَوابِقَ عَبْرةٍ حُلِبَتْ صَرَاها ابن الأَعرابي صَرَى يَصْرِي إذا قَطَع وصَرَى يَصْرِي إذا عَطَفَ وصَرَى يَصْرِي إذا تقدَّم وصَرَى يَصْري إذا تأَخَّرَ وصَرَى يَصْري إذا عَلا وصَرَى يَصْرِي إذا سَفَلَ وصَرَى يَصْرِي إذا أَنْجَى إنْساناً مِنْ هَلَكةٍ وأَغاثَهُ وأَنشد أَصْبَحْتُ لَحْمَ ضِباعِ الأَرضِ مُقْتَسَماً بَيْنَ الفَراعِلِ إنْ لَمْ يَصْرِني الصاري وقال آخر في صَرَى إذا سَفَل والناشِياتِ الماشياتِ الخَيْزَرَى وفي الحديث أَنه مَسَحَ بيدهِ النَّصْلَ الذي بَقِيَ في لَبَّةِ رافِعِ بن خَدِيجٍ وتَفَلَ عليه فلم يَصْرِ أي لم يَجْمَع المِدَّةَ وفي حديث عَرْضِ نَفْسِه على القبائل وإنما نزلنا الصَّرَيَيْنِ اليَمامةَ والسَّمامة هما تثنيةُ صَرى ويروى الصِّيرَيْن وهو مذكور في موضعه وكلُّ ماءٍ مُجْتَمِعٍ صَرىً ومنه الصراة وقال كعُنُق الآرام أَوْفى أَو

صرى
( * قوله « كعنق الآرام إلى قوله وصرى سفل » هكذا في الأصل ومحل هذه العبارة بعد قوله والناشيات الماشيات الخيزرى )
قال أَوْفى عَلا وصَرَى سَفَلَ وأَنشد في عَطَفَ وصَرَيْنَ بالأَعْناقِ في مَجْدُولةٍ وَصَلَ الصَّوانِعُ نِصفَهُنَّ جَدِيدَا قال ابن بزرج صَرَتِ النَّاقةُ عُنُقَها إذا رَفَعَتْه من ثِقَلِ الوِقْرِ وأَنشد والعِيسُ بيْنَ خاضِعٍ وصارِي والصَّراة نهرٌ معروف وقيل هو نهر بالعراق وهي العظمى والصغرى والصَّرَاية نَقِيعُ ماءِ الحَنْظَلِ الأَصمعي إذا اصْفَرَّ الحَنْظَلُ فهو الصَّراءُ ممدودٌ وروي قول امرئِ القيس كأَنَّ سَراتَه لَدَى البَيْتِ قائماً مَداكُ عَرُوسٍ أَو صَرَايةُ حَنْظَلِ
( * صدر البيت مختلّ الوزن ورواية المعلقة
كأنَّ على المتنين منه إذا انتحى ... مداكَ عروسٍ أو
صَلايةَ حَنظلِ )
والصَّرَاية الحَنْظَلَةُ إذا اصْفَرَّتْ وجَمْعها صَراءٌ وصَرَايا قال ابن الأَعرابي أَنشد أَبو مَحْضَة أَبياتاً ثم قال هذه بِصَراهُنَّ وبِطَراهُنَّ قال أَبو تراب وسأَلت الحُصَيْنيَّ عن ذلك فقال هذه الأَبيات بِطَرَاوَتِهِنَّ وصَرَواتَهِنَّ أَي بِجِدَّتِهِنَّ وغَضاضَتِهِنَّ قال العجاج قُرْقُورُ ساجٍ ساجُه مَصْليُّ بالقَيْرِ والضَّباب زَنْبَرِيُّ رَفَّعَ من جِلالِهِ الدَّارِيُّ ومَدَّهُ إذْ عَدلَ الخَليُّ جَلٌّ وأَشْطانٌ وصرَّارِيُّ ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبِيُّ وقال سُلَيْك بنُ السُّلَكة كأْنَّ مفالِق الهامات مِنهُمْ صَراياتٌ نهادَتْها الجواري قال بعضهم الصِّرايَةُ نقِيعُ الحَنظل وفي نوادر الأَعراب الناقةُ في فِخاذِها وقد أَفْخَذتْ يعني في إلْبائِها وكذلك هي في إحْدائها وصَراها والصَّرى أَن تحْمِل الناقةُ اثْنَي عشر شهراً فتُلْبئَ فذلك الصَّرى وهذا الصَّرى غير ما قاله ابن الأَعرابي فالصَّرى وجهان والصَّاريَةُ من الرَّكايا البَعِيدَة العَهْد بالماء فقد أَجَنَت وعَرْمَضَتْ والصَّاري الملاّحُ وجمعه صُرٌّ على غير قياس وفي المحكم والجمع صُرَّاءٌ وصَرارِيُّ وصَرارِيُّون كلاهما جمع الجمع قال جذْبُ الصَّراريِّين بالكُرُور وقد تقدم أَنّ الصَّرارِيَّ واحد في تَرْجمة صَرر قال الشاعر خَشِي الصَّرارِي صَوْلةً منهُ فعاذوا بالكلاكِلْ وصاري السَّفِينة الخَشَبة المُعترضةُ في وَسَطِها وفي حديث ابن الزُّبَيْر وبناء البيت فأَمرَ بصَوارٍ فنُصِبَتْ حوْل الكَعبة هي جمع الصَّاري وهُو ذَقَلُ السفينة الذي يُنصَبُ في وَسَطِها قائماً ويكُون عليه الشِّراعُ وفي حديث الإسراء في فَرْض الصلاة علِمْتُ أَنَّها فَرْضُ الله صِرَّى أََي حَتْمٌ واجبٌ وقيل هي مُشتَقَّة من صَرَى إذا قَطَع وقيل من أَصْرَرْت على الشيء إذا لزمنه فإن كان هذا فهو من الصَّاد والرَّاءِ المُشَدَّدة وقال أَبو موسى هوصِرِّيٌّ بوزن جِنِّيٍّ وصِرِّيُّ العَزْم ثابتُه ومُستَقِرُّه قال ومن الأَول حديث أَبي سَمَّال الأَسَدي وقد ضَلَّت ناقَتُه فقال أَيْمُنكَ لئِنْ لم ترُدَّها عليَّ لا عَبَدْتُك فأَصابها وقد تَعلَّق زمامُها بعَوْسجة فأَخذها وقال علِمَ ربَّي أَنَّها مني صِرَّى أَي عزيمة قاطعةٌ ويمينٌ لازمَة التهذيب في قوله تعالى فصُرْهُنَّ إليكَ قال فسروه كلُّهم فصُرْهُنَّ أَمِلَّهُنَّ قال وأَما فصِرْهُنَّ بالكسر فإنه فُسِّر بمعنى قَطِّعْهُنَّ قال ولم نجد قَطِّعْهُنَّ معروفة قال وأُراها إن كانت كذلك من صَرَيْتُ أَصْري أَي قطَعْت فقُدِّمَتْ ياؤُها وقلب وقيل صِرْتُ أَصِير كما قالوا عَثَيْت أَعْثي وعِثْت أَعيثُ بالعين من قولك عِثْتُ في الأَرض أَي أَفسَدْت

صعا
في حديث أُمِّ سُلَيْم قال لها ما لي أَرى ابنَكِ خاتِرَ النفْس ؟ قالت ماتت صَعْوَته الصَّعْوَةُ صِغارُ العصافير وقيل هو طائرٌ أَصغرُ من العصفور وهو أَحمر الرأْس وجمعُه صِعاءٌ على لفظ سِقاءٍ ويقال صَعْوَةٌ واحدةٌ وصَعْوٌ كثيرٌ والأُنثى صَعْوة والجمع صَعَواتٌ ابن الأَعرابي صعَا إذا دَقَّ وصَعا إذا صَغُر قال الأَزهري كأَنه ذهَبَ إلى الصَّعْوة وهو طائِرٌ لطيفٌ وجمعه صِعاءٌ قال والأَصْعاء جمع الصَّعْو طائرٌ صغيرٌ ويقال الصَّعْوُ والوصْع واحد كما يقال جَبَذَ وجذَبَ

صغا
صَغا إليه يَصْغى ويَصْغُو صَغْواً وصُغُوّاً وصَغاً مال وكذلك صَغِيَ بالكسر يَصْغى صَغىً وصُغِيّاً ابن سيده في معتلّ الياء صَغى صَغْياً مالَ قال شمر صَغَوْتُ وصَغَيْتُ وصَغِيتُ وأَكثرهُ صَغَيْت وقال ابن السكيت صَغَيْت إلى الشيء أَصْغى صُغِيّاً إذا مِلت وصَغَوْت أَصْغُو صُغُوّاً قال الله تعالى ولِتَصْغى إليه أَفْئِدة أَي ولِتَمِيل وصَغْوه معك وصِغْوه وصَغاهُ أَي مَيْلُه معَك وصاغِيةُ الرجل الذين يميلونَ إليه ويأْتونه ويَطْلُبون ما عنده ويَغْشَوْنَه ومنه قولهم أَكرِموا فلاناً في صاغَيتِه قال ابن سيده وأُراهُم إنما أَنَّثُوا على معنى الجماعة وقال اللحياني الصاغِيَة كلُّ من أَلَّم بالرجلِ من أَهلهِ وفي حديث ابن عَوْف كاتَبْتُ أُمَيَّة بنَ خَلَف أَن يَحْفَظَني في صاغِيَتي بمكة وأَحْفَظه في صاغِيَته بالمدينة هم خاصَّة الإنسان والمائلون إليه وفي حديث عليّ كرم الله وجهه كان إذا خلا مع صاغيته وزافِرتهِ انْبَسط والصَّغا كتابته بالأَلف وصغا الرجلُ إذا مال على أَحدِ شِقَّيْه أَو انْحَنى في قوسه وصغَا على القوم صَغاً إذا كان هواه مع غيرهم وصغا إليه سمْعي يَصْغُو صُغُوّاً وصَغِيَ يَصْغى صغاً مال وأَصْغى إليه رأْسَه وسَمْعه أَماله وأَصْغَيْتُ إلى فلانٍ إذا مِلْت بسَمْعك نحوهَ وأَنشد ابن بري شاهداً على الإصْغاء بالسمْع لشاعر تَرى السَّفِيه به عن كلّ مَكرُمَةٍ زَيْعٌ وفي إلى التشبيه إصغاءُ
( * قوله « وفي إلى التشبيه » هكذا في الأصول ولعلها وفيه إلى التسفيه )
وقال بعضُهم صغَوْت إليه برأْسي أَصْغى صَغْواً وصَغاً وأَصْغَيْتُ وأَصْغَتِ الناقةُ تُصْغي إذا أَمالتْ رأْسَها إلى الرجلِ كأَنها تَسْتَمع شيئاً حين يَشُدُّ عليها الرحْل قال ذو الرمة يصف ناقته تُصْغِي إذا شَدَّها بالكُورِ جانِحَةً حتى إذا ما استَوى في غَرْزِها تَثِبُّ وأَصغى الإناءَ أَماله وحَرَفَه على جَنْبه ليَجَتمِع ما فيه وأَصْغاهُ نقَصَه يقال فلان مُصْغىً إناؤُه إذا نُقِصَ حَقُّه ويقال أَصْغى فُلان إناءَ فُلانٍ إذا أَماله ونقَصَه من حظِّه وكذلك أَصْغى حظَّه إذا نقَصَه قال النَّمِرُ بن تَوْلبٍ وإنَّ ابن أُخْتِ القومِ مُصْغىً إناؤُه إذا لم يزاحِمْ خالَه بأَبٍ جَلْدِ وفي حديث الهرَّة كان يُصغي لها الإناءَ أي يُميلُه ليَسْهُل عليها الشربُ ومنه الحديث ينفخُ في الصُّور فلا يسمَعُه أَحدٌ إلا أَصْغى لِيتاً أي أَمال صَفْحَة عُنقهِ إليه وقالوا الصَّبيُّ أَعلمُ بمُصْغى خذِّه أي هو أعلم إلى من يلجأُ أوحيثُ يَنْفعُه والصَّغا مَيَلٌ في الحَنَك في إحدى الشَّفَتين صَغا يَصْغُو صُغُوّاً وصَغِيَ يَصْغى صَغاً فهو أَصْغى والأُنْثى صَغْواءُ قال الشاعر قِراعٌ تَكْلَحُ الرَّوْقاءُ منه ويعْتَدِلُ الصَّفا منه سَوِيَّا وقوله أنشده ثعلب لم يَبْقَ إلا كلُّ صَغْواءَ صَغْوَةٍ بصَحْراء تِيهٍ بين أَرْضَيْنِ مَجْهَلِ لم يفسره قال ابن سيده وعندي أَنه يعني القَطاةَ والصَّغْواءُ التي مالَ حَنَكُها وأَحدُ مِنْقارَيْها فأَمّا صَغْوةٌ فعلى المبالغة كما تقول لَيْلٌ لائِلٌ وإن اختَلَف البِناءَانِ وقد يجوز أَن يريد صَغِيَّةً فخَفَّفَ فردَّ الواوَ لعدم الكسرة على أَن هذا البابَ الحكمُ فيه أَن تَبْقَى الياءُ على حالِها لأَن الكسرة في الحرفِ الذي قَبْلَها منوية وصَغَتِ الشمسُ والنجومُ تَصْغُو صُغُوّاً مالَتْ للغُروبِ ويقال للشمسِ حينئذ صَغْواءُ وقد يتَقاربُ ما بين الواو والياء في أَكثرِ هذا الباب قال ورأَيتُ الشمسَ صَغْواءَ يريدُ حين مالَتْ وأَنشد صَغْواءَ قد مالَتْ ولَمَّا تَفْعَلِ وقال الأَعْشَى تَرَى عينَها صَغْواءَ في جَنْبِ مُوقِها تُراقِبُ كَفِّي والقَطِيعَ المُحَرَّمَا قال الفراء ويقالُ للقَمَرِ إذا دَنا للغُروبِ صَغَا وأَصْغَى إذا دَنَا وصِغْوُ المِغْرَفَةِ جَوْفُها وصِغْوُ البئرِ ناحِيَتُها وصِغْوُ الدَّلْوِ ما تَثَنىً من جَوانِبِه قال ذو الرمَّة فجاءت بمُدٍّ نِصفُه الدِّمْنُ آجِنٌ كِماء السَّلَى في صِغْوِها يَتَرَقْرَقُ ابن الأَعرابي صِغْوُ المِقْدَحَةِ جَوْفُها ويقال هو في صِغْوِ كفّهِ أَي في جَوْفِها والأَصاغي بلد قال ساعدة بن جُؤَيَّة لَهُنَّ بما يَبْنَ الأَصاغِي ومَنْصَحٍ تَعَاوٍ كما عَجَّ الحَجِيجُ المُلَبِّدُ
( * قوله « الملبد » تقدم لنا في مادة نصح الحجيج المبلد والصواب ما هنا )

صفا
الصَّفْوُ والصَّفَاءُ مَمْدودٌ نَقِيضُ الكَدَرِ صفَا الشيءُ والشَّرابُ يَصْفُو صَفاءً وصُفُوّاً وصَفْوُهُ وصَفْوَتُه وصِفْوَتُه وصُفْوَتُه ما صَفَا منه وصَفَّيْتُه أَنَا تَصْفِيَةً وصَفْوَةُ كُلِّ شيءٍ خالِصُهُ من صَفْوَة المالِ وصَفْوَةِ الإخَاء الكسائي هو صُفْوَةُ المَاءِ وصِفْوَةُ الماءِ وكذلك المالُ وقال أَبو عبيدة يقال له صَفْوَةُ مالِي وصِفْوَةُ مالِي وصُفْوَة مالِي فإذا نَزَعُوا الهاءَ قالوا له صَفْوُ مالِي بالفتح لا غير وفي حديث عَوفِ بن مالك لَهُمْ صِفْوَةُ أَمْرِهِمْ الصِّفْوةُ بالكَسْرِ خِيارُ الشيء وخُلاصَتُه وما صَفَا منه فإذا حذفت الهاء فتحت الصاد وهو صَفْوُ الإهالَة لا غيرُ والصَّفاءُ مَصْدَرُ الشيءِ الصافي وإذا أَخَذَ صَفْوَ ماءٍ من غدِيرٍ قال اسْتَصْفَيْتُ صَفْوَةً وصَفَوْتُ القِدْرَ إذا أَخَذْتَ صَفْوَتَها والمِصْفَاةُ الرَّاووُقُ وفي الإناءِ صِفْوَةٌ مِن مَاءٍ أَوْ خَمْرٍ أَي قَلِيلٌ وصَفَا الجَوُّ لم تكن فيه لُطْخَةُ غَيْمٍ ويومٌ صافٍ وصَفْوانُ إذا كان صَافِيَ الشَّمْس لا غَيْمَ فيه ولا كَدَرَ وهو شدِيدُ البَرْدِ وقولُ أَبي فَقْعَسٍ في صِفَةِ كَلإٍ خَضِعٌ مَضِغٌ صافٍ رَتِعٌ أَراد أَنَّه نَقِيُّ من الأَغْثَاءِ والنَّبْتِ الذي لا خَيْرَ فيه فإذا كان ذلك فهو من هذا الباب وقد يكون صَافٍ مقلوباً من صائِفٍ أَي أَنه نَبْتٌ صَيْفِيٌّ فقُلِبَ فإذا كان هذا فليس من هذا الباب وإنما هو من باب ص ي ف أَبو عبيد الصَّفِيُّ من الغنيمة ما اخْتارَه الرئيس من المَغْنَمِ واصْطَفاه لنَفْسِه قبلَ القسْمَةِ منْ فَرسٍ أَو سيفٍ أَو غيره وهو الصَّفيَّةُ أَيضاً وجَمْعُه صَفايا وأَنشد لعبد الله بن عَنَمة يخاطب بِسْطامَ بنَ قَيْسٍ لَكَ المِرْباعُ فِيها والصَّفَايا وحُكْمُكَ والنَّشِيطَةُ والفُضولُ وفي الحديث إنْ أَعْطَيْتُمُ الخُمُس وسهمَ النبي صلى الله عليه وسلم والصَّفِيَّ فأَنْتُم آمِنُونَ قال الشعبي الصفيّ عِلْقٌ تَخَيَّرَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منَ المَغْنم كانَ منه صَفِيَّةُ بنتُ حُيَيٍّ ومنه حديث عائشة كانت صَفِيَّةُ من الصَّفَايا تَعْني صَفِيَّة بنْتَ حُيَيٍّ كانتْ من غَنيمَةِ خَيْبَرَ واسْتَصْفَيْتُ الشيء إذا اسْتَخْلَصْتَه ومن قرأَ فاذكُروا اسمَ اللهِ عَلَيْها صَوافِيَ بالياء فَتفسيرهُ أَنَّها خالصَة لله تعالى يذْهَب بها إلى جمع صافية ومنه قيل للضِّيَاع التي يَسْتَخْلِصُها السلطانُ لخاصته الصَّوَافِي وفي حديث عليّ والعباس رضي الله عنهما أَنهما دَخَلا على عمر رضي الله عنه وهُما يَخْتَصِمان في الصَّوافِي التي أَفاءَ اللهُ على رسولِه صلى الله عليه وسلم من أَموال بَني النَّضِير الصَّوافِي الأَمْلاكُ والأَرض التي جَلا عَنْها أَهْلُها أَو ماتُوا ولا وارِثَ لَها واحدتها صافِيَةٌ واسْتَصْفَى صَفْوَ الشيء أَخَذَه وصَفَا الشيءَ أَخَذَ صَفْوَه قال الأَسْودُ بن يَعْفُرَ بَهَالِيلُ لا تَصْفُو الإمَاءُ قُدُورَهُمْ إذا النَّجْمُ وافَاهُمْ عِشاءً بشَمْأَلِ وقول كثير عزة كأَنَّ مَغارِزَ الأَنْيابِ منْها إذا ما الصُّبْحُ نَوَّرَ لانْفِلاقِ صَلِيتُ غَمامَةٍ بجَناةِ نَحْلٍ صَفَاةِ اللَّوْنِ طَيِّبَةِ المَذَاقِ قال ابن سيده قيل في تفسير صَفاةُ اللَّوْنِ صَافِيةٌ قال وهو عندي فَعِلَةٌ على النَّسَب كأَنه صَفِيَةٌ قُلِب إلى صَفَاةٍ كما قيل ناصَاةٌ وباناةٌ واسْتَصْفَى الشيءَ واصْطَفاه اختارَهُ الليث الصَّفَاءُ مُصافاة المَوَدَّةِ والإخاءِ والاصْطِفاءُ الاخْتِيارُ افْتِعالٌ من الصَّفْوَةِ ومنه النبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَفْوَةُ الله منْ خَلْقِه ومُصْطَفاةُ والأَنْبِياءُ المُصْطَفَوْنَ وهم من المُطْطَفَين إذا اخْتِيرُوا وهُمُ المُصْطَفُون إذا اختاروا وهذا بضم الفاء وصَفِيُّ الإنْسانِ أَخُوهُ الذي يُصافِيه الإخاءَ والصَِّفِيُّ المُصافِي وأَصْفَيْتُه الوُدَّ أَخْلَصْته وصَافيتُه وتَصافَيْنا تخالَصْنا وصافَى الرجلَ صَدَقَهُ الإخاءَ وصَفِيُّكَ الذي يُصافِيكَ والصَّفِيُّ الخالِصُ من كلِّ شيءٍ واصْطفاه أَخذَه صفيّاً قال أَبو ذؤيب عَشِيَّةَ قامتْ بالفِناء كأَنها عَقيلَةُ نَهْبٍ تُصْطَفى وتَغُوجُ وفي الحديث إن الله لا يَرْضى لعبدهِ المُؤمِن إذا ذَهَبَ بصَفِيَّه من أَهلِ الأَرض فصَبَر واحْتَسَب بثَوابٍ دونَ الجنةِ صَفِيُّ الرجلِ الذي يصافِيهِ الوُدَّ ويُخْلِصُه له فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ أَو مفعول وفي الحديث كَسانِيه صَفِيِّي عُمَرُ أَي صديقي وناقةٌ صَفِيٌّ أَي غَزيرةٌ كثيرةُ اللبنِ والجمعُ صَفايا قال سيبويه ولا يُجمَع بالأَلف والتاء لأَن الهاء لم تَدْخُلْه في حَدِّ الإفرادِ وقد صَفُوَتْ وصَفَتْ وفي حديث عوف بن مالك تَسْبِيحةٌ في طَلَب حاجَةٍ خيرٌ من لَقُوحٍ صَفِيٍّ في عامِ لَزْبَةٍ هي الناقة الغزيرةُ وكذلك الشاة ويقال ما كانت الناقةُ والشاةُ صَفِيّاً ولقد صَفَتْ تَصْفُو وكذلك الإبلُ وبنو فلانٍ مُصْفُونَ إذا كانت غنمُهُمْ صَفايا والنَّخْلة كذلك ونَخْلةٌ صَفِيٌّ كثيرةُ الحَمْل والجمع الصَّفايا ويقال أَصْفَيْتُ فلاناً بكذا وكذا إذا آثرْتَه به الأَصمعي الصَّفْواءُ والصَّفْوانُ والصَّفا مقصور كلُّه واحدٌ وأَنشد لامرئ القيس كُمَيتٌ يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه كما زَلَّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزَّلِ
( * وفي رواية أخرى يُزِلُّ اللِبدَ والمُتَنزِّل بدل والمُتنزّل )
ابن السكيت الصَّفا العريضُ من الحِجارَةِ الأَمْلَسُ جمع صَفاةٍ يكتَبُ بالأَلف فإذا ثُنِّي قيل صَفَوانِ وهو الصَّفْواءُ أَيضاً ومنه الصَّفا والمروةُ وهما جَبَلانِ بين بَطْحاء مَكَّة والمَسْجِد وفي الحديث ذِكرُهما والصَّفا اسم أَحد جبلَي المَسْعى والصَّفا موضِعٌ بمكة والصَّفاةُ صخْرةٌ مَلْساءُ يقال في المَثَل ما تَنْدى صفَاتُه وفي حديث معاوية يَضْرِبُ صَفاتَها بمِعْوَلِه هو تمثيلٌ أَي أَجْتَهد عليه وبالغَ في امْتحانهِ واخْتِباره ومنه الحديث لا تُقْرَعُ لهمْ صَفاةٌ أَي لا يَنالهم أَحدٌ بسُوءٍ ابن سيده الصَّفاةُ الحَجر الصَّلْدُ الضُّخْمُ الذي لا يُنبِتُ شيئاً وجمعُ الصَّفاة صَفَواتٌ وصَفاً مقصور وجمع الجمع أَصْفاءٌ وصُفِيٌّ وصِفيٌّ قال الأَخيل كأَن مَتْنَيْهِ مِنَ النَّفِيِّ مواقعُ الطَّيْر على الصُّفِيِّ كذا أَنشده متنيه والصحيح مَتْنَيَّ كما أَنشده ابن دريد لأَن بعده من طول إشْرافي على الطَّويِّ قال ابن سيده وإنما حَكَمنا بأَن أَصْفاءً وصُفيّاً إنما هو جمع صَفاً لا جمع صَفاةٍ لأَن فَعَلةً لا تُكَسَّر على فُعُولٍ إنما ذلك لَفَعْلة كبَدْرَةٍ وبُدورٍ وكذلك أَصْفاءٌ جمعُ صَفاً لا صَفاةٍ لأَن فَعَلةً لا تجمع على أَفْعالٍ وهو الصَّفْواءُ كالشَّجْراءِ واحدتُها صَفاةٌ وكذلك الصَّفْوانُ واحدَته صَفوانةٌ وفي التنزيل كمثل صَفْوانٍ عليه تُرابٌ قال أَوس ابن حجر على ظَهْرِ صَفْوانٍ كأَن مُتُونَه عُلِلْنَ بدُهْنٍ يُزْلِقُ المُتَنَزِّلا وفي حديث الوحْي كأَنها سِلْسلَةٌ على صَفْوانٍ وأَصْفى الحافِرُ بلَغ الصَّفا فارْتَدَع وأَصْفى الشاعرُ انقطَع شِعْرُه ولم يقلْ شِعْراً ابن الأَعرابي أَصْفى الرجلُ إذا أَنْفَدَت النساءُ ماءَ صُلْبهِ وأَصْفي الرجلُ من المالِ والأَدَبِ أي خلا وأَصْفى الأَمِيرُ دارَ فلانٍ واسْتَصْفى مالَه إذا أَخذه كلَّه وأَصْفَتِ الدَّجاجةُ إصْفاءً انْقطَع بيضُها والصَّفا اسم نهرٍ بعيْنهِ قال لبيد يصف نخلاً سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسَرِيُّهُ عُمُّ نَواعِمُ بينهنَّ كرومُ وبالبحرين نهرٌ يَتَخَلَّجُ من عينِ مُحَلِّمٍ يقال له الصَّفا مقصورٌ وصَفِيٌّ اسم أبي قيس بن الأَسْلَتِ السُّلَمي وصَفْوانُ اسم

صكا
ابن الأَعرابي صَكا إذا لزِمَ الشيءَ

صلا
الصَّلاةُ الرُّكوعُ والسُّجودُ فأَما قولُه صلى الله عليه وسلم لا صَلاةَ لجارِ المَسْجِد إلا في المسْجِد فإنه أَراد لا صلاةَ فاضِلَةٌ أَو كامِلةٌ والجمع صلوات والصلاةُ الدُّعاءُ والاستغفارُ قال الأَعشى وصَهْباءَ طافَ يَهُودِيُّها وأَبْرَزَها وعليها خَتَمْ وقابَلَها الرِّيحُ في دَنِّها وصلى على دَنِّها وارْتَسَمْ قال دَعا لها أَن لا تَحْمَضَ ولا تفسُدَ والصَّلاةُ من الله تعالى الرَّحمة قال عدي بن الرقاع صلى الإلَهُ على امْرِئٍ ودَّعْتُه وأَتمَّ نِعْمَتَه عليه وزادَها وقال الراعي صلى على عَزَّةَ الرَّحْمَنُ وابْنَتِها ليلى وصلى على جاراتِها الأُخَر وصلاةُ الله على رسوله رحْمَتُه له وحُسْنُ ثنائِه عليه وفي حديث ابن أَبي أَوْفى أَنه قال أَعطاني أَبي صَدَقة مالهِ فأَتيتُ بها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم صَلِّ على آلِ أَبي أَوْفى قال الأَزهري هذه الصَّلاةُ عندي الرَّحْمة ومنه قوله عز وجل إن اللهَ وملائكته يصلُّون على النبيِّ يا أَيُّها الذين آمنُوا صَلُّوا عليه وسَلِّموا تسليماً فالصَّلاةُ من الملائكة دُعاءٌ واسْتِغْفارٌ ومن الله رحمةٌ وبه سُمِّيَت الصلاةُ لِما فيها من الدُّعاءِ والاسْتِغْفارِ وفي الحديث التحيَّاتُ لله والصَّلوات قال أَبو بكر الصلواتُ معناها التَّرَحُّم وقوله تعالى إن الله وملائكتَه يصلُّون على النبيِّ أَي يتَرَحَّمُون وقوله اللهم صَلِّ على آلِ أَبي أَوْفى أَي تَرَحَّم عليهم وتكونُ الصلاةُ بمعنى الدعاء وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم إذ دُعيَ أَحدُكُم إلى طَعامٍ فليُجِبْ فإن كان مُفْطِراً فلَيطْعَمْ وإن كان صائماً فليُصَلّ قوله فلْيُصَلّ يَعْني فلْيَدْعُ لأَرْبابِ الطَّعامِ بالبركةِ والخيرِ والصَّائمُ إذا أُكِلَ عنده الطَّعامُ صَلَّت عليه الملائكةُ ومنه قوله صلى الله عليه وسلم من صَلى عليَّ صَلاةً صَلَّت عليه الملائكةُ عَشْراً وكلُّ داعٍ فهو مُصَلٍّ ومنه قول الأَعشى عليكِ مثلَ الذي صَلَّيْتِ فاغتَمِضِي نوْماً فإن لِجَنْبِ المرءِِ مُضْطَجَعا معناه أَنه يأْمُرُها بإن تَدْعُوَ له مثلَ دعائِها أَي تُعيد الدعاءَ له ويروى عليكِ مثلُ الذي صَلَّيت فهو ردٌّ عليها أَي عليك مثلُ دُعائِكِ أَي يَنالُكِ من الخيرِ مثلُ الذي أَرَدْتِ بي ودَعَوْتِ به لي أَبو العباس في قوله تعالى هو الذي يُصَلِّي عليكم وملائكتُه فيصلِّي يَرْحَمُ وملائكتُه يَدْعون للمسلمين والمسلمات ومن الصلاة بمعنى الاستغفار حديث سودَةَ أَنها قالت يا رسولَ الله إذا مُتْنا صَلَّى لنا عثمانُ بنُ مَظْعون حتى تأْتِينا فقال لها إن الموتَ أَشدُّ مما تُقَدِّرينَ قال شمر قولها صلَّى لنا أَي اسْتَغْفَرَ لنا عند ربه وكان عثمانُ ماتَ حين قالت سودَةُ ذلك وأَما قوله تعالى أُولئك عليهم صَلَوات من ربهم ورحمةٌ فمعنى الصَّلوات ههنا الثناءُ عليهم من الله تعالى وقال الشاعر صلَّى على يَحْيَى وأَشْياعِه ربُّ كريمٌ وشفِيعٌ مطاعْ معناه ترحَّم الله عليه على الدعاءِ لا على الخبرِ ابن الأَعرابي الصلاةُ من اللهِ رحمةٌ ومن المخلوقين الملائكةِ والإنْسِ والجِنِّ القيامُ والركوعُ والسجودُ والدعاءُ والتسبيحُ والصلاةُ من الطَّيرِ والهَوَامِّ التسبيح وقال الزجاج الأَصلُ في الصلاةِ اللُّزوم يقال قد صَلِيَ واصْطَلَى إذا لَزِمَ ومن هذا مَنْ يُصْلَى في النار أَي يُلْزَم النارَ وقال أَهلُ اللغة في الصلاة إنها من الصَّلَوَيْنِ وهما مُكْتَنِفا الذَّنَبِ من الناقة وغيرها وأَوَّلُ مَوْصِلِ الفخذين من الإنسانِ فكأَنهما في الحقيقة مُكْتَنِفا العُصْعُصِ قال الأَزهري والقولُ عندي هو الأَوّل إنما الصلاةُ لُزومُ ما فرَضَ اللهُ تعالى والصلاةُ من أَعظم الفَرْض الذي أُمِرَ بلُزومِه والصلاةُ واحدةُ الصَّلواتِ المَفْروضةِ وهو اسمٌ يوضَعُ مَوْضِعَ المَصْدر تقول صَلَّيْتُ صلاةً ولا تَقُلْ تَصْلِيةً وصلَّيْتُ على النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن الأَثير وقد تكرر في الحديث ذكرُ الصلاةِ وهي العبادةُ المخصوصةُ وأَصلُها الدعاءُ في اللغة فسُمِّيت ببعض أَجزائِها وقيل أَصلُها في اللغة التعظيم وسُمِّيت الصلاةُ المخصوصة صلاةً لما فيها من تعظيم الرَّبِّ تعالى وتقدس وقوله في التشهد الصلواتُ لله أَي الأَدْعِية التي يُرادُ بها تعظيمُ اللهِ هو مُسَتحِقُّها لا تَلِيقُ بأَحدٍ سواه وأَما قولنا اللهم صلِّ على محمدٍ فمعناه عَظِّمْه في الدُّنيا بإعلاءِ ذِكرِهِ وإظْهارِ دعْوَتِه وإبقاءِ شَريعتِه وفي الآخرة بتَشْفِيعهِ في أُمَّتهِ وتضعيفِ أَجْرهِ ومَثُوبَتهِ وقيل المعنى لمَّا أَمَرَنا اللهُ سبحانه بالصلاة عليه ولم نَبْلُغ قَدْرَ الواجبِ من ذلك أَحَلْناهُ على اللهِ وقلنا اللهم صلِّ أَنتَ على محمدٍ لأَنك أَعْلَمُ بما يَليق به وهذا الدعاءُ قد اختُلِفَ فيه هل يجوزُ إطلاقُه على غير النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَم لا والصحيح أَنه خاصٌّ له ولا يقال لغيره وقال الخطابي الصلاةُ التي بمعنى التعظيم والتكريم لا تُقال لغيره والتي بمعنى الدعاء والتبريك تقالُ لغيره ومنه اللهم صلِّ على آلِ أَبي أَوْفَى أَي تَرَحَّم وبَرِّك وقيل فيه إنَّ هذا خاصٌّ له ولكنه هو آثَرَ به غيرهَ وأَما سِواه فلا يجوز له أَن يَخُصَّ به أَحداً وفي الحديث من صَلَّى عليَّ صلاةً صَلَّتْ عليه الملائكةُ عشراً أَي دَعَتْ له وبَرَّكَتْ وفي الحديث الصائمُ إذا أُكِلَ عندَ الطعامُ صَلَّتْ عليه الملائكةُ وصَلوات اليهودِ كَنائِسُهم وفي التنزيل لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وبِيَعٌ وصَلَواتٌ ومساجِدُ قال ابن عباس هي كَنائِسُ اليهود أَي مَواضِعُ الصَّلواتِ وأَصلُها بالعِبْرانِيَّة صَلُوتا وقُرئَتْ وصُلُوتٌ ومساجِدُ قال وقيل إنها مواضِعُ صَلوتِ الصابِئِين وقيل معناه لَهُدِّمَتْ مواضعُ الصلواتِ فأُقِيمت الصلواتُ مقامَها كما قال وأُشْرِبُوا في قلوبهمُ العجلَ أي حُبَّ العجلِ وقال بعضهم تَهْدِيمُ الصلوات تَعْطِيلُها وقيل الصلاةُ بيْتٌ لأَهْلِ الكتابِ يُصَلُّون فيه وقال ابن الأَنباري عليهم صَلَواتٌ أَي رَحَماتٌ قال ونَسَقَ الرَّحمة على الصلوات لاختلافِ اللَّفظَين وقوله وصَلواتُ الرسول أَي ودَعَواته والصَّلا وسَطُ الظَّهرِ من الإنسانِ ومن كلِّ ذي أَرْبَعٍ وقيل هو ما انْحَدَر من الوَرِكَيْنِ وقيل هي الفُرْجَةُ بين الجاعِرَةِ والذَّنَب وقيل هو ما عن يمين الذَّنَبِ وشِمالِه والجمعُ صَلَواتٌ وأَصْلاءٌ الأُولى مما جُمِعَ من المُذَكَّر بالأَلف والتاء والمُصَلِّي من الخَيْل الذي يجيء بعدَ السابقِ لأَن رأْسَه يَلِي صَلا المتقدِّم وهو تالي السابق وقال اللحياني إنما سُمِّيَ مُصَلِّياً لأَنه يجيء ورأْسُه على صَلا السابقِ وهو مأْخوذ من الصِّلَوَيْن لا مَحالة وهما مُكْتَنِفا ذَنَبِ الفَرَس فكأَنه يأْتي ورأْسُه مع ذلك المكانِ يقال صَلَّى الفَرَسُ إذا جاء مُصَلِّياً وصَلَوْتُ الظَّهْرَ ضَرَبْتَ صَلاه أَو أَصَبْتُه بشيء سَهْمٍ أَو غيرهِ عن اللحياني قال وهي هُذَلِيَّة ويقال أَصْلَتِ الناقةُ فهي مُصْلِيةٌ إذا وَقَعَ ولدُها في صَلاها وقَرُبَ نَتاجُها وفي حديث عليّ أَنه قال سبق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وصَلَّى أَبو بكر وثَلَّث عُمَر وخَبَطَتْنا فِتْنةٌ فما شاء الله قال أَبو عبيد وأَصلُ هذا في الخيلِ فالسابقُ الأَولُ والمُصَلِّي الثاني قيل له مُصَلٍّ لأَنه يكونُ عند صَلا الأَوّلِ وصَلاهُ جانِبا ذَنَبِه عن يمينهِ وشمالهِ ثم يَتْلُوه الثالثُ قال أَبو عبيد ولم أَسمَعْ في سوابقِ الخيلِ ممن يوثَقُ بعِلْمِه اسماً لشيءٍ منها إلا الثانيَ والسُّكَيْتَ وما سِوى ذلك إنما يقال الثالثُ والرابع وكذلك إلى التاسع قال أَبو العباس المُصَلِّي في كلام العربِ السابقُ المُتَقدِّمُ قال وهو مُشَبَّهٌ بالمُصَلِّي من الخيلِ وهو السابقُ الثاني قال ويقال للسابقِ الأَولِ من الخيلِ المُجَلِّي وللثاني المُصَلِّي وللثالث المُسَلِّي وللرابع التالي وللخامس المُرْتاحُ وللسادس العاطفُ وللسابع الحَظِيُّ وللثامن المُؤَمَّلُ وللتاسعِ اللَّطِيمُ وللعاشِرِ السُّكَيْت وهو آخرُ السُّبَّق جاء به في تفسير قولِهِم رَجْلٌ مُصَلٍّ وصَلاءَةُ اسْمٌ وصَلاءَة بنُ عَمْروٍ النُّمَيْرِي أَحدُ القَلْعيْنِ قال ابن بري القَلْعان لَقَبَانِ لرَجُلَيْنِ من بَنِي نُمَيْرٍ وهما صَلاءَة وشُرَيْحٌ ابنَا عَمْرِو بنِ خُوَيْلِفَةَ بنِ عبدِ الله بن الحَرِث ابن نُمَيْر وصَلَى اللَّحْمَ وغيرهُ يَصْليهِ صَلْياً شَواهُ وصَلَيْتهُ صَلْياً مثالُ رَمَيْتُه رَمْياً وأَنا أَصْليهِ صَلْياً إذا فَعَلْت ذلك وأَنْت تُريد أَنْ تَشْويَه فإذا أَرَدْت أَنَّك تُلْقِيه فيها إلْقاءً كأَنَّكَ تُريدُ الإحْراقَ قلتَ أَصْلَيْته بالأَلف إصْلاءً وكذلك صَلَّيْتُه أُصَلِّيه تَصْلِيةً التهذيب صَلَيْتُ اللَّحْمَ بالتَّخفيفِ على وَجْهِ الصَلاحِ معناه شَوَيْته فأَمَّا أَصْلَيْتُه وصَلَّيْتُه فَعَلَى وجْهِ الفَسادِ والإحْراق ومنه قوله فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً وقوله ويَصْلَى سَعِيراً والصِّلاءُ بالمدِّ والكَسْرِ الشِّواءُ لأَنَّه يُصْلَى بالنَّارِ وفي حديث عمر لَوْ شِئْتُ لَدَعَوْتُ بصِلاءٍ هو بالكَسْرِ والمَدِّ الشَّوَاءُ وفي الحديث أَنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلم أُتِيَ بشَاةٍ مَصْلِيَّةٍ قال الكسائي المَصْلِيَّةُ المَشْوِيَّةُ فأَمَّا إذا أَحْرَقْتَه وأَبْقَيْتَه في النارِ قُلْتَ صَلِّيْته بالتشديد وأَصْلَيْته وصَلَى اللحْمَ في النار وأَصْلاه وصَلاَّهُ أَلْقاهُ لِلإحْراقِ قال أَلا يَا اسْلَمِي يَا هِنْدُ هِنْدَ بَني بَدْرِ تَحِيَّةَ مَنْ صَلَّى فُؤَادَكِ بالجَمْرِ أَرادَ أَنَّه قَتَل قومَها فَأَحْرق فؤادها بالحُزْنِ عَلَيهم وصَلِيَ بالنارِ وصَلِيهَا صَلْياً وصُلِيّاً وصِلِيّاً وصَلىً وصِلاءً واصْطَلَى بها وتَصَلاَّهَا قَاسَى حَرَّها وكذلك الأَمرُ الشَّديدُ قال أَبو زُبَيْد فَقَدْ تَصَلَّيْت حَرَّ حَرْبِهِم كَما تَصَلَّى المَقْرُورُ للهرُ مِنْ قَرَسِ وفُلان لا يُصْطَلَى بنارِه إذا كانَ شُجاعاً لا يُطاق وفي حديث السَّقِيفَة أَنا الذي لا يُصْطَلَى بنارِهِ الاصْطلاءُ افْتِعالٌ من صَلا النارِ والتَّسَخُّنِ بها أي أنا الذي لا يُتَعَرَّضُ لحَرْبِي وأَصْلاهُ النارَ أَدْخَلَه إيَّاها وأَثْواهُ فيها وصَلاهُ النارَ وفي النَّارِ وعلى النَّار صَلْياً وصُلِيّاً وصِلِيّاً وصُلِّيَ فلانٌ الناَّر تَصْلِيَةً وفي التنزيل العزيز ومَنْ يَفْعَلْ ذلك عُدْواناً وظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً ويروى عن عليّ رضي الله عنه أَنه قَرَأَ ويُصَلَّى سَعِيراً وكان الكسائيُّ يقرَأُ به وهذا ليسَ من الشَّيِّ إنما هو من إلْقائِكَ إيَّاهُ فيها وقال ابن مقبل يُخَيَّلُ فِيها ذُو وسُومٍ كأَنَّمَا يُطَلَّى بِجِصٍّ أَو يُصَلَّى فَيُضْيَحُ ومَنْ خَفَّفَ فهو من قولهم صَلِيَ فلانٌ بالنار يَصْلَى صُلِيّاً احْتَرَق قال الله تعالى هم أَوْلَى بَها صُلِيّاً وقال العجاج قال ابن بري وصوابه الزفيان تَاللهِ لَولا النارُ أَنْ نَصْلاها أَو يَدْعُوَ الناسُ عَلَيْنَا اللهَ لَمَا سَمِعْنَا لأَمِيرٍ قَاهَا وصَلِيتُ النارَ أَي قاسَيْتُ حَرَّها اصْلَوْها أَي قاسُوا حَرَّها وهي الصَّلا والصِّلاءُ مثل الأَيَا والإيَاءِ للضِّياء إذا كَسَرْتَ مَدَدْت وإذا فَتَحْت قَصَرْت قال امرؤ القيس وقَاتَلَ كَلْب الحَيِّ عَنْ نَارِأَهْلِهِ لِيَرْبِضَ فيهَا والصَّلا مُتَكَنَّفُ ويقال صَلَيْتُ الرَّجُلَ ناراً إذا أَدْخَلْتَه النارَ وجَعَلْتَه يَصْلاهَا فإن أَلْقَيْتَه فيها إلْقاءً كأَنَّكَ تُرِيدُ الإحْراقَ قُلت أَصْلَيْته بالأَلف وصَلَّيْته تَصْلِيَةً والصِّلاءُ والصَّلَى اسمٌ للوَقُودِ تقول صَلَى النارِ وقيل هُما النارُ وصَلَّى يَدَهُ بالنارِ سَخَّنَها قال أَتانا فَلَمْ نَفْرَح بطَلْعَةِ وجْهِهِ طُروقاً وصَلَّى كَفَّ أَشْعَثَ سَاغِبِ واصْطَلَى بها اسْتَدْفَأَ وفي التنزيل لعلكم تَصْطَلُون قال الزجاج جاءَ في التفسير أَنهم كانوا في شِتاءٍ فلذلك احتاجَ إلى الاصْطِلاءِ وصَلَّى العَصَا على النارِ وتَصَلاَّها لَوَّحَها وأَدارَها على النارِ ليُقَوِّمَها ويُلَيِّنَها وفي الحديث أَطْيَبُ مُضْغَةٍ صَيْحانِيَّةٌ مَصْلِيَّةٌ قد صُلِيَتْ في الشمسِ وشُمِّسَتْ ويروى بالباء وهو مذكور في موضعه وفي حديث حُذَيْفَة فرأَيْتُ أَبا سُفْيانَ يَصْلِي ظَهْرَه بالنار أَي يُدْفِئُهُ وقِدْحٌ مُصَلّىً مَضْبوحٌ قال قيس بن زهير فَلا تَعْجَلْ بأَمْرِكَ واسْتَدِمْهُ فمَا صَلَّى عَصاهُ كَمُسْتَدِيمِ والمِصْلاةُ شَرَكٌ يُنْصَب للصَّيْد وفي حديث أَهلِ الشَّام إنَّ للِشيْطانِ مَصَالِيَ وفُخُوخاً والمصالي شبيهة بالشَّرَك تُنْصَبُ للطَّيْرِ وغيرها قال ذلك أَبو عبيد يعني ما يَصِيدُ به الناسَ من الآفات التي يَسْتَفِزُّهُم بها مِن زِينَةِ الدُّنيا وشَهَواتِها واحِدَتُها مِصْلاة ويقال صلِيَ بالأَمْرِ وقد صَلِيتُ به أَصْلَى به إذا قَاسَيْت حَرَّه وشِدَّتَه وتَعَبَه قال الطُّهَوِي ولا تَبْلَى بَسالَتُهُمْ وإنْ هُمْ صَلُوا بالحَرْبِ حِيناً بَعْدَ حِينِ وصَلَيْتُ لِفُلانٍ بالتَّخفِيفِ مثالُ رَمَيْت وذلك إذا عَمِلْتَ لَه في أَمْرٍ تُرِيدُ أَن تَمْحَلَ به وتُوقِعَه في هَلَكة والأَصلُ في هذا من المَصَالي وهي الأَشْراكُ تُنْصَب للطَّيْرِ وغيرها وصَلَيْتُه وصَلَيْتُ له مَحَلْتُ به وأَوْقَعْتُه في هَلَكَةٍ من ذلك والصَّلايَةُ والصَّلاءَةُ مُدُقُّ الطِّيبِ قال سيبويه إنما هُمِزَت ولم يَكُ حرف العلة فيها طرَفاً لأَنهم جاؤوا بالواحِدِ على قولهم في الجمعِ صَلاءٌ مهموزة كما قالوا مَسْنِيَّة ومَرْضِيّة حينَ جاءَت على مَسْنِيٍّ ومَرْضِيٍّ وأَما من قال صلايَة فإنّه لم يجئ بالواحد على صَلاءٍ أَبو عمرو الصَّلاية كلُّ حَجَرٍ عَرِيضٍ يُدَقُّ عليه عِطْرٌ أَو هَبِيدٌ الفراء تجمع الصَّلاءَة صُلِيّاً وصِلِيّاً والسَّماءُ سُمِيّاً وسِمِيّاً وأَنشد أَشْعَث ممَّا نَاطَح الصُّلِيَّا يعني الوَتِد ويُجْمَعُ خِثْيُ البَقَر على خُثِيٍّ وخِثِيٍّ والصَّلايَةُ الفِهْرُ قال أُمَيَّة يصف السماء سَراة صَلابةٍ خَلْقاء صِيغَتْ تُزِلُّ الشمسَ ليس لها رِئابُ
( * قوله « ليس لها رثاب » هكذا في الأصل والصحاح وقال في التكملة الرواية تزل الشمس ليس لها اياب )
قال وإنما قال امرؤُ القيس مَداكُ عروسٍ أَوْ صَلايةُ حنْظلِ فأَضافه إليه لأَنه يُفَلَّق به إذا يَبِسَ ابن شميل الصَّلايَة سَرِيحَةٌ خَشِنةٌ غَلِيظةٌ من القُفِّ والصَّلا ما عن يمين الذَّنَب وشِماله وهُما صَلَوان وأَصْلتِ الفَرسُ إذا اسْتَرْخى صَلَواها وذلك إذا قرُبَ نتاجُها وصَلَيْتُ الظَّهْرَ ضَرَبْت صَلاه أَو أَصَبْته نادرٌ وإنما حُكْمُه صَلَوْته كما تقول هُذَيل الليث الصِّلِّيانُ نبْتٌ قال بعضهم هو على تقدير فِعِّلان وقال بعضهم فِعْلِيان فمن قال فِعْلِيان قال هذه أَرضٌ مَصْلاةٌ وهو نبْتٌ له سنَمَة عظيمة كأَنها رأْسُ القَصَبة إذا خرجت أَذْنابُها تجْذِبُها الإبل والعرب تُسمِّيه خُبزَة الإبل وقال غيره من أَمثال العرب في اليمينِ إذا أَقدَمَ عليها الرجُلُ ليقتَطِعَ بها مالَ الرجُلِ جَذَّها جَذَّ العَيْر الصِّلِّيانة وذلك أَنَّ لها جِعْثِنَةً في الأَرض فإذا كَدَمها العَيْر اقتلعها بجِعْثِنتها وفي حديث كعب إنَّ الله بارَكَ لدَوابِّ المُجاهدين في صِلِّيان أَرض الرُّوم كما بارك لها في شعير سُوريَة معناه أي يقومُ لخيلِهم مقامَ الشعير وسُورية هي بالشام

صما
الصَّمَيانُ من الرِّجال الشديدُ المُحْتَنَك السِّنِّ والصَّمَيان الشجاعُ الصادقُ الحَمْلَة والجمع صِمْيان عن كراع قال أَبو إسحق أَصل الصَّمَيان في اللغة السرعة والخِفَّةُ ابن الأَعرابي الصَّمَيانُ الجَريءُ على المعاصي قال ابن بُزُرْج يقال لا صَمْياء له ولا عَمْياء من ذلك متروكَتان كذلك إذا أَكَبَّ على أَمر فلم يُقلِع عنه ورجُلٌ صَمَيان جريءٌ شجاع والصَّمَيانُ بالتَّحريك التلفُّت والوَثْبُ ورجُلٌ صَمَيانٌ إذا كان ذا توثُّب على الناس وأَصْمى الفرَسُ على لجامه إذا عضَّ عليه ومَضى وأَنشد أَصْمى على فأْس اللِّجام وقُرْبُه بالماء يقطُر تارةً ويسيلُ وانْصَمى عليه أَي انْصَبَّ قال جرير إنِّي انْصَمَيْتُ من السماء عليكُمُ حتى اختَطَفْتُك يا فرزْدَقُ من عَل ويروى انْصَببْتُ وأصْمَيت الصيد إذا رمَيْتَه فقتَلْتَه وأَنت تراه وأَصْمى الرَّميَّة أَنفذَها وروي عن ابن عباس أَنه سُئل عن الرجُل يَرْمي الصيد فيجده مقتولاً فقال كُلْ ما أَصْمَيْت ودع ما أَنْمَيْت قال أَبو إسحق المعنى في قوله كُلْ ما أَصْمَيْت أَي ما أَصابَه السهمُ وأََنت تراه فأَسْرع في الموت فرأَيَته ولا محالة أَنه مات برَمْيك وأَصله من الصَّمَيان وهو السُّرعة والخِفَّة وصَمى الصيدُ يَصْمي إذا مات وأَنت تراه والإصْماءُ أن تقتُلَ الصيدَ مكانه ومعناه سرعةُ إزْهاق الرُّوحِ من قولهم للمُسْرِع صَمَيانٌ والإنْماءُ أَن تصيب إصابَةً غير قاتلةٍ في الحال يقال أَنْمَيْت الرَّمِيَّة ونَمَتْ بنَفْسها ومعناه إذا صدْت بِكلْب أَو بسهْم أَو غيرهما فمات وأَنت تراه غير غائب عنك فكُلْ منه وما أَصَبْته ثم غاب عنك فمات بعد ذلك فلا تأْكله فإنك لا تدري أَمات بصيدك أَم بعارضٍ آخر وانْصَمى عليه انْقضَّ وأَقبل نحوه وقال شمر يقال صَماه الأَمْرُ أَي حلَّ به يَصْمِيه صَمْياً وقال عمران بن حِطَّان وقاضِي المَوت يعْلمُ ما عليه إذا ما متُّ منه ما صَماني أي ما حلَّ بي ورجلٌ صَمَيان ينْصمي على الناس بالأَذى وصامى مَنِيَّته وأَصْماها ذاقها والانْصِماء الإقبالُ نحو الشيء كما ينْصَمي البازي إذا انْقضَّ

صنا
الصَّنا والصِّناءُ الوَسَخُ وقيل الرَّمادُ قال ثعلب يمدُّ ويُقْصَرُ ويُكْتَب بالياء والأَلف وكتابه بالأَلف أَجود ويقال تَصَنَّى فلان إذا قعَد عند القِدْر من شرهِه يُكَبِّبُ ويَشْوي حتى يُصيبَه الصِّناء وفي حديث أَبي قلابَة قال إذا طال صِناءُ الميت نُقِّيَ بالأُشْنانِ إن شاؤُوا
( * قوله « إن شاؤوا » هكذا في الأصل وليست في النهاية )
قال الأَزهري أَي درَنُه ووَسَخُه قال وروي ضِناء بالضاد والصواب صِناء بالصاد وهو وسَخُ النار والرماد الفراء أَخَذْتُ الشيءَ بصِنايَته أَي أَخذْتُهُ بجمِيعِه والسينُ لغةٌ أَبو عمرو الصُّنَيُّ شِعبٌ صغير يسيلُ فيه الماء بين جبلين وقيل الصُّنَيُّ حِسْيٌ صغير لا يَرِدُهُ أَحدٌ ولا يُؤْبه له وهو تصغير صَنْوٍ قالت ليلى الأَخُيَلِيَّة أَنابغَ لم تَنْبَغْ ولم تَكُ أَوَّلا وكُنْتَ ضُنّيّاً بين صُدَّينِ مَجْهَلا ويقال هو شقُّ في الجَبل ابن الأَعرابي الصَّاني اللازِمُ للخِدْمَة والنَّاصي المُعَرْبِدُ والصَّنْوُ الغَوْرُ
( * قوله « الغور » هكذا في الأصل والذي في القاموس والتهذيب العود ) الخَسِيسُ بين الجبَلين قال والصَّنْوُ الماءُ القلِيلُ بين الجبلين والصَّنْوُ الحجر بين الجبلين وجمعها كلِّها صُنُوٌّ والصِّنْوُ الأَخ الشقيق والعمُّ والابنُ والجمع أَصناءٌ وصِنْوانٌ والأُنْثى صِنْوة وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عمُّ الرجل ضِنْوُ أَبيه قال أَبو عبيد معناه أَن أَصلهُما واحدٌ قال وأَصل الصِّنْو إنما هو في النَّخْل قال شمر يقال فُلانٌ صِنْوُ فلان أَي أَخوه ولا يسمَّى صِنْواً حتى يكون معه آخر فهما حينئذ صِنْوانِ وكلُّ واحدٍ منهما صِنْو صاحِبه وفي حديث العَبَّاسُ صِنْوٌ أَبي وفي رواية صِنْوي والصِّنْوُ المِثلُ وأصله أن تطلع نخلتانِ من عِرْق واحد يريد أَنَّ أَصل العبَّاس وأََصلَ أَبي واحدٌ هو مثلُ أَبي أو مِثْلي وجمعه صِنْوانٌ وإذا كانت نخلتان أو ثلاثٌ أو أَكثرُ أَصلها واحد فكل واحد منها صِنْوٌ والاثنان صِنْوان والجمع صِنْوانٌ برفع النون وحكى الزجاجي فيه صُنْوٌ بصم الصاد وقد يقال لسائر الشَّجر إذا تشابه والجمعُ كالجمع وقال أَبو حنيفة إذا نبتت الشجرتان من أَصل واحد فكل واحدة منهما صِنْو الأُخرى وركِيَّتان صِنْوان متجاورتان إذا تقاربتا ونَبَعتا من عَين واحدةٍ وروي عن البَراءِ بن عازِبٍ في قوله تعالى صِنْوانٌ وغيرُ صِنْوانٍ قال الصِّنْوانُ المُجْتَمِعُ وغيرُ الصِّنْوانِ المُتفرِّقُ وقال الصِّنْوانُ النَّخلاتُ أَصْلُهُنَّ واحدٌ قال والصِّنْوانُ النَّخلتان والثلاثُ والخمسُ والستُّ أَصلُهنَّ واحدٌ وفروعُهنَّ شتىَّ وغيرُ صِنْوانٍ الفارِدَةُ وقال أَبو زيد هاتان نخلتانِ صِنْوانِ ونَخِيلٌ صِنْوانٌ وأَصْناءٌ ويقال للاثنين قِنْوانِ وصِنْوانِ وللجماعة قِنْوانٌ وصِنْوانٌ الفراء الأَصْناءُ الأَمْثالُ والأَنْصاءُ السابقون ابن الأَعرابي الصِّنْوةُ الفَسِيلةُ ابن بزرج يقال للحَفَرِ المُعَطَّل صِنْوٌ وجمعُه صِنْوانٌ ويقال إذا احْتَفَر قدِ اصْطَنَى

صها
صَهْوَةُ كلّ شيءٍ أَعْلاهُ وأَنشد بيت عارِقٍ فأَقْسَمْتُ لا أَحْتَلُّ إلا بصَهْوَةٍ حَرامٍ عليَّ رَمْلُه وشَقائِقُهْ
( * قوله « حرام علي » هكذا في الأصل وفي الصحاح عليك )
وهي منَ الفَرَسِ موضِعُ اللِّبْدِ من ظَهْرِه وقيل مَقْعَدُ الفارِسِ وقيل هي ما أَسْهَلَ من سَرَاةِ الفَرَسِ من ناحِيتيْها كِلْتَيْهِما والصَّهْوَةُ مُؤَخَّر السَّنامِ وقيل هي الرَّادِفة تَراها فوْقَ العَجُزِ قال ذو الرمة يصف ناقة إلى صَهْوَةٍ تَتْلُو مَحالاً كأَنها صَفاً دَلَّصَتْهُ طَحْمَةُ السَّيْلِ أَخْلَقُ والجمع صَهَواتٌ وصِهاءٌ الجوهري أَعْلى كلِّ جَبلٍ صَهْوَتُهُ والصِّهاءُ مَنابِعُ الماءِ الواحدة صَهْوةٌ وأَنشد ابن بري تَظَلَّلُ فِيهِنَّ أَبْصارُها كما ظَلَّل الصَّخْر ماء الصِّهاءْ والصَّهْوةُ ما يُتَّخَذُ فوقَ الرَّوابي من البُروُج في أَعاليها والجمعُ صهىً نادِرٌ وفي التهذيب والصَّهَواتُ وأَنشد أَزْنَأَني الحُبُّ في صُهَى تَلَفٍ ماكنتُ لولا الرَّبابُ أَزْنَؤُها والصَّهْوةُ مكانٌ مُتَطامِنٌ من الأَرض تأْوي إليه ضَوَالُّ الإبِل والصَّهَواتُ أَوْساطُ المَتْنَيْنِ إلى القَطاةِ وهاصاهُ كسَرَ صُلْبَه وصاهاه رَكِبَ صَهْوَتَه والصَّهْوة كالغارِ في الجَبل يكونُ فيه الماءُ وقد يكونُ فيه ماءُ المَطَر والجمعُ صِهاءٌ وصَهَا الجُرْحُ بالفتح يَصْهى صَهْياً نَدِيَ وقال الخليل صَهِيَ الجُرْحُ بالكسر وأَصْهَى الصَّبيَّ دَهَنه بالسَّمْنِ ووضَعه في الشمس من مرضٍ يُصِيبهُ قال ابن سيده وحَمَلْناهُ على الواوِ لأَنّا لا نَجِدُ ه ص ي ابن الأَعرابي تَيْسٌ ذو صَهَواتٍ إذا كان سميناً وأَنشدذا صَهَواتٍ يَرْتَعِي الأَدْلاسا كأَنَّ فوقَ ظَهْرِه أَحْلاسا من شَحْمِه ولَحْمِهِ دِحاسا والدَّلْسُ أَرضٌ أَنْبَتتْ بعدَما أُكِلَتْ وصَها إذا كَثُرَ مالهُ الأَصمعي إذا أَصابَ الإنسانَ جُرْحٌ فجعَلَ يَنْدَى قيلَ صَها يَصْهى وصِهْيَوْنُ هي الرُّوم وقيل هي بيتُ المَقْدِس وأَنشد وإنْ أَجْلَبَتْ صِهْيَوْنُ يوماً عليكُما فإنَّ رَحى الحَرْبِ الدَّلوك رَحاكُما

( صوي ) الصُّوَّةُ جَماعةُ السِّباعِ عن كراع والصُّوَّة حَجَرٌ يكونُ علامةً في الطريق والجمْع صُوىً وأَصْواء جمعُ الجمعِ قال قد أَغْتَدي والطَّيرُ فوقَ الأَصْوا وأَنشد أَبو زيد ومِن ذاتِ أَصْواءٍ سُهُوب كأَنها مَزاحِفُ هَزْلَى بينَها مُتَباعَدُ قال ابن بري وقد جاء فُعْلَةٌ على أَفعالٍ كما قال وعُقْبة الأَعْقابِ في الشهر الأَصَمُّ قال وقد يجوز أَن يكون أَصْواءٌ جمعَ صُوىً مثلَ رُبَعٍ وأَرباعٍ وقيل الصُّوَى والأَصْواءُ الأَعلامُ المَنْصُوبة المُرْتَفِعة في غَلْظٍ وفي حديث أَبي هريرة إنَّ للإسلامِ صُوىً ومَناراً كمَنارِ الطريقِ ومنه قيل للقبور أَصْواءٌ قال أَبو عمرو الصُّوَى أَعْلامٌ من حجارةٍ منصوبةٌ في الفَيافي والمَفازةِ المجهولةِ يُسْتدَلُّ بها على الطريق وعلى طَرَفيها أََراد أَنَّ للإسلام طَرائقَ وأَعْلاماً يُهْتَدَى بها وقال الأَصمعي الصُّوَى ما غَلُظَ من الأَرض وارتفع ولم يَبْلُغ أَن يكون جبلاً قال أَبو عبيد وقولُ أَبي عمرو أَعْجَبُ إليَّ وهو أَشْبَهُ بمعنى الحديث وقال لبيد ثم أَصْدَرْناهما في وارِدٍ صادِرِ وَهْمٍ صُواهُ قد مثَلْ
( * قوله « قد مثل » هكذا في الأصل هنا وتقدم في مادة مثل صواه كالمثل وشرحه هناك نقلاً عن ابن سيده )
وقال أَبو النجم وبينَ أَعلامِ الصُّوَى المَوائِلِ ابن الأَعرابي أَخْفَضُ الأَعلامِ الثَّايَةُ وهي بلُغة بني أَسَدٍ بقَدْرِ قِعْدَةِ الرجلِ فإذا ارْتفعَتْ عن ذلك فهي صُوَّة قال يعقوبُ والعَلَم ما نُصِبَ من الحجارة ليُسْتدَلَّ به على الطريقِ والعَلَمُ الجبلُ وفي حديث لَقيط فيَخْرُجون مِن الأَصْواءِ فيَنْظُرون إليه ساعةً قال القُتيبي يعني بالأَصْواءِ القُبورَ وأَصلُها الأَعلامُ شَبَّه القبورَ بها وهي أَيضاً الصُّوَى وهي الآرام واحدها أَرَمٌ وإرَمٌ وأَرَميٌّ وإرَميٌّ وأَيْرَميٌّ ويَرَميٌّ أَيضاً وفي حديث أَبي هريرة فتخرجون من الأَصْواءِ فتَنْظُرُون إليه الأَصْواءُ القُبورُ والصاوي اليابِسُ الأَصمعي في الشاء إذا أَيْبَس أَرْبابُها أَلْبانَها عَمْداً ليكون أَسْمَنَ لها فذلك التَّصْوِيَةُ وقد صَوَّيْناها يقال صَوَّيْتها فصَوَتْ ابن الأَعرابي النَّصُوِيَة في الإناثِ أَن تُبَقَّى أَلبانُها في ضُروعِها ليكون أَشدَّ لها في العامِ المُقْبِلِ وصَوَّيْت الناقة حَفَّلْتُها لتَسْمَنَ وقيل أَيْبَسْتُ لَبنَها وإنما يُفْعَلُ ذلك ليكونَ أَسْمَنَ لها وأَنشد ابن الأَعرابي إذا الدِّعْرِمُ الدِّفْناسُ صَوَّى لِقاحَه فإنَّ لنا ذَوْداً عِظامَ المَحالِبِ قال وناقةٌ مُصَوَّاةٌ ومُصَرّاة ومُحَفَّلَةٌ بمعنىً واحدٍ وجاء في الحديث التَّصُوِيَةُ خِلابَةٌ وكذلك التَّصْرِية وصَوَّيْت الغَنمَ أَيْبَسْتُ لَبنَها عَمْداً ليكون أَسْمَنَ لها مثلُه في الإبِل والاسمُ من كلِّ ذلك الصَّوَى وقيل الصَّوى أن تترُكَها فلا تَحْلُبَها قال يَجْمع للرِّعاءِ في ثَلاثٍ طُولَ الصَّوَى وقِلَّةَ الإرْغاثِ والتَّصْوِيَةُ مثلُ التَّصْرِيَةِ وهو أَنْ تُتْرَكَ الشاةُ أَيّاماً لا تُحْلَب والخِلابَةُ الخِدَاعُ وضَرْعٌ صاوٍ إذا ضَمَرَ وذَهَبَ لَبَنُه قال أَبو ذُؤَيب مُتَفَلِّق أَنْساؤُها عن قَانِئٍ كالقُرْطِ صَاوٍ غُبْرهُ لا يُرْضَعُ أَرادَ بالقانِيءِ ضَرْعَها وهو الأَحْمَر لأَنه ضَمَر وارْتَفعَ لَبَنُه التهذيب الصَّوَى أنْ تُعَرَّز الناقةُ فيَذْهَبَ لَبَنُها قال الراعي فَطَأْطَأْتُ عَيْني هلْ أَرَى من سَمِينة تَدارَك مِنها نَيّ عامَيْنِ والصَّوَى ؟ قال ويكون الصَّوَى بمعنى الشَّحْمِ والسِّمَنِ الأَحمر هو الصَّاءَةُ بوزن الصَّاعَة ماءٌ ثَخِين يَخْرُج مع الوَلَد وقال العَدَبَّس الكِنَاني التَّصْوِيَة للْفُحولِ من الإِبِلِ أَن لا يُحْمَل عليه ولا يُعْقَد فيه حبلٌ ليكون أَنْشَطَ له في الضِّرَاب وأَقْوَى قال الفقعسي يصف الراعي والإِبل صوَّى لها ذا كِدْنةٍ جُلْذِيَّا أَخْيَفَ كانَتْ أُمُّه صَفِيَّا وصَوَّيْتُ الفَحْلَ من ذلك وقيل إِنَّما أَصل ذلك في الإِناثِ تُغَرَّزُ فلا تُحْلَب لتَسْمَن ولا تَضْعُفَ فَجَعَله الفَقْعَسي للفَحْل أَي تُرِكَ من العملِ وعُلِفَ حتى رَجَعَت نفسُه إِليه وسَمِنَ وصوَّيْتُ لإِبلي فَحْلاً إِذا اخْتَرْتَه ورَبَّيْتَه للفِحْلة الليث الصاوِي من النخيل اليابِسُ وقد صَوَتِ النخلةُ تَصْوِي صُوِيّاً قال ابن الأَنباري الصَّوَى في النخلة مقصورٌ يكتب بالياء وقد صَوِيت النخلَة فهي صاوية إِذا عَطِشَت وضَمَرَتْ ويَبِسَتْ قال وقد صَوِيَ النَّخْلُ وصَوَّى النَّخْلُ قال الأَزهري وهذا أَصَحُّ مما قالَ الليث وكذلك غيرُ النَّخْلِ من الشَّجَر وقد يكُونُ في الحَيَوانِ أَيضاً قال ساعدة يصف بَقَر وحش قَدْ أُوبِيَتْ كُلَّ مَاءٍ فَهْي صاويةٌ مَهَمَا تُصِبْ أُفُقاً مِنْ بارِقٍ تَشِمِ والصَّوُّ الفارِغُ وأَصْوَى إِذا جَفَّ والصُّوَّةُ مُخْتَلَفُ الرِّيحِ قال امرؤُ القَيس وهَبَّتْ لَهُ ريحٌ بِمُخْتَلَفِ الصُّوَى صَباً وشمالٌ في مَنَازِلِ قُفَّالِ ابن الأَعرابي الصَّوَى السُّنْبُلُ الفارِغُ والقُنْبُعُ غِلافُهُ الأَزهري في ترجمة صعنب تحسبُ باللَّيْل صُوىً مُصَعْنَبَا قال الصُّوَى الحجارةُ المَجْمُوعَة الواحدَة صُوَّة ابن الأَعرابي الصُّوَّةُ صَوْتُ الصَّدَى بالصاد التهذيب في ترجمة ضَوَى سَمِعْتُ ضَوَّةَ القَوْمِ وعَوَّتَهُم أَي أَصْوَاتَهُم وروي عن ابن الأَعرابي الصَّوَّة والعَوَّة بالصاد وذاتُ الصُّوَى مَوْضِعٌ قال الراعي تَضَمَّنَهُم وارْتَدَّتِ العَيْنُ دُونَهُم بذاتِ الصوَى من ذِي التَّنَانِير ماهِرُ

صيا
الصَّيَّةُ ما يَخْرُجُ من رَحِمِ الشَّاةِ بعدَ الوِلادة قال ابن أَحمر الصَّاءَةُ بوزن الصَّاعَةِ والصَّآةُ بوزن الصَّعَاةِ والصَّيْأةُ بوزن الصَّيْعَةِ والصَّيَّةُ الماءُ الذي يكونُ في المَشِيمَةِ وأَنشد شمر على الرِّجْلَيْنِ صَاءٍ كالخُراجِ قال وبِعْتُ النَّاقَةَ بصَيَّتِها أَي بِجِدْثانِ نَتاجِِها والصِّيَّةُ أُنْثَى الطَّائِرِ الذي يقال له الهَامُ والصَّيباصِي شَوْكُ النَّسَّاجِينَ واحِدَتُه صِيصِيةٌ وقيل صِيصِيَةُ الحَائِك الذي يَخُطُّ به الثَّوْبَ وتُدْعَى المِخَطَّ أَبو الهيثم الصيِّصِيَّة حَفٌّ صَغِيرٌ من قُرُونِ الظِّبَاءِ تَنْسَجُ به المَرْأَةُ قال دُرَيْدُ ابنُ الصِّمَّة فجِئْتُ إِلَيْه والرِّماحُ تَنُوشُه كوَقْعِ الصِّيَاصِي في النَّسِيجِ المُمَدَّدِ ومنه الحديث حين ذَكَر الفِتْنَة فقال كَأَنَّها صَياصِي البَقَرِ قال أَبو بكر شبَّه الفِتْنة بقُرونِ البَقَرِ لشِدَّتِها وصُعوبَةِ الأَمْرِ فيها والعرب تَقُول فِتْنَةٌ صَمَّاءُ إِذا كانَتْ هَائِلَةً عَظِيمَةً وفي حديث أَبي هريرة أَصحابُ الدَّجَّالِ شَوَارِبُهُمْ كالصَّيَاصِي يَعْني قُرونَ البَقَرِ يريدُ أَنَّهم أَطَالُوا شَوَارِبَهُم وفَتَلُوها فصارَتْ كأَنَّها قُرُونُ بَقَرٍ والصَّيَاصِي القُرَى وقيل الحُصُونُ وفي التنزيل وأَنْزَل الذين ظَاهَرُوهُم من أَهل الكتاب من صَيَاصِيهِمْ قال الفراءُ من حُصُونهم وقال الزجاج الصَّيَاصِي كلُّ ما يُمْتَنَعُ به وهي الحُصُونُ وقيل القُصُور لأَنَّه يُتَحَصَّنُ بها وصِيصِيَّة الثَّوْرِ قَرْنه لاحْتِصانِه به مِن عَدُوِّه قال النَّابغة الجَعَدِي وقيل سُحَيْمٌ عبدُ بني الحَسْحاسِ فَأَصْبَحَتِ الثِّيرَانُ غَرْقَى وأَصْبَحَتْ نِساءُ تَمِيمٍ يَلْتَقِطْنِ الصَّيَاصِيَا ذهب إِلى أَنَّ رجالَ تَمِيمٍ نسَّاجُون فنِساؤُهم يَلْتَقِطْنَ لهُم الصيَّاصِيَ ليَحْفِزوا بها الغَزْل وصِيصِيَّة الديك مِخْلَبانِ في ساقَيْه وقيل صيصِيَّةُ الدِّيكِ وغيرِه من الطَّيْرِ الإِصْبَع الزائِدةُ التي في مُؤَخَّرِ رِجْلِه وقيل صيصِيَّة الدِّيكِ شَوْكَتُه لأَنه يَتَحَصَّنُ بها

( ضأي ) ابن الأَعرابي ضأَى الرَّجُلُ إِذا دَقَّ جِسمُه

ضبا
ضَبَتْهُ الشمسُ والنارُ تَضْبُوهُ ضَبْياً وضََبْواً لَفَحَتْه ولَوَّحَتْه وغَيَّرَتْه وكذلك ضَبَحَتْه ضَبْحاً وضَبَتْه النار ضَبْواً أَحْرَقَتْه وشَوَتْهُ وبعضُ أَهلِ اليَمَن يُسَمُّونَ خُبْزَة المَلَّةِ مَضْباةً
( * قوله « مضباة » بفتح الميم كما في المحكم وفي القاموس بضم الميم ) من هذا قال ابن سيده ولا أَدري كيفَ ذلك إِلاَّ أَن تُسَمَّى باسم المَوْضِعِ وأَضَبْى الرجلُ على ما في يَدَيْهِ أَمْسَك لغةٌ في أَضْبَأَ عن اللحياني وأَضْبَى بِهِمُ السَّفَر أَخْلَفَهُم ما رَجَوْا فيه مِنْ رِبْحٍ ومَنْفَعةٍ عن الهَجَري وأَنشد لا يَشْكُرونَ إِذا كنَّا بمَيْسَرَةٍ ولا يَكُفُّونَ إِنْ أَضْبَى بنا السَّفَر الكسائي أَضْبَيْتُ على الشيء أَشْرَفْتُ عليه أَنْ أَظْفَرَ به والضَّابي الرَّمادُ وأَضْبَى يُضْبِي إِذا رَفَع قال رؤْبة تَرَى قَناتي كقَناة الاضْهابْ يُعْمِلُها الطَّاهِي ويُضْبِيها الضَّابْ يُضْبيها أَي يَرْفَعُها عن النارِ كي لا تَحْتَرِقَ والضّابْ يريد الضّابِيَ وهو الرافِعُ والطّاهي هنا المُقَوِّم للقِسِيِّ والرِّماحِ على النّارِ

ضجا
ضَجَا بالمكانِ أَقامَ حكاه ابن دريدٍ قال وليس بثَبتٍ

ضحا
الضَّحْوُ والضَّحْوَةُ والضَّحِيَّةُ على مثال العَشِيَّة ارْتِفاعُ النهار أَنشد ابن الأَعرابي رَقُِود ضَحِيَّاتٍ كأَنَّ لِسانَهُ إِذا واجَهَ السُّفّارَ مِكْحالُ أَرْمَدا والضُّحى فُوَيْقَ ذلك أُنْثى وتَصْغيرُها بغَيْر هاءٍ لِئَلاَّ يَلْتَبِسَ بتَصْغير ضَحْوَةٍ والضَّحاءُ ممدودٌ إِذا امْتَدَّ النهارُ وكرَبَ أَن يَنْتَصِفَ قال رؤْبة هابي العَشِيِّ دَيْسَق ضَحاؤُه وقال آخر عَلَيْهِ مِنْ نَسْجِ الضُّحى شُفوفُ شَبَّه السَّرابَ بالسُّتور البيض وقيل الضُّحى من طلوعِ الشمس إِلى أَنَ يَرْتَفِعَ النهارُ وتَبْيَضَّ الشمس جدّاً ثم بعد ذلك الضَّحاءُ إِلى قَريب من نِصْفِ النهار قال الله تعالى والشمسِ وضُحاها قال الفراء ضُحاها نَهارُها وكذلك قوله والضُّحى واللَّيْلِ إِذا سَجا هو النهارُ كُلُّه قال الزَّجاج وضُحاها وضِيائها وقال في قوله والضُّحى والنهارِ وقيل ساعةٌ من ساعات النهار والضُّحى حينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ فَيَصْفو ضَوْءُها والضَّحاء بالفتح والمدّ إِذا ارْتَفَعَ النَّهارُ واشْتَدَّ وَقْعُ الشمس وقيل هُو إِذا عَلَتِ الشَّمْسُ إِلى رُبْعِ السَّماءِ فَما بَعْدَه والضَّحاء ارْتِفاعُ الشَّمْس الأَعلى والضُّحى مقصورة مؤَنثة وذلك حينَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ وفي حديث بلال فَلَقَدْ رأَيْتُهم يَتَرَوَّحون في الضَّحاء أَي قريباً من نِصْفِ النهارِ فأَمّا الضَّحْوة فهو ارتفاعُ أَول النَّهارِ والضُّحى بالضَّمّ والقصر فَوْقَه وبه سُمِّيَتْ صلاة الضُّحى غيره ضَحْوَةُ النَّهارِ بعدَ طُلوعِ الشَّمْس ثم بعده الضُّحى وهي حينَ تُشْرِقُ الشمسُ قال ابن بري وقد يقالُ ضَحْوٌ لغة في الضُّحى قال الشاعر طَرِبْتَ وهاجَتْكَ الحَمامُ السَّواجِعُ تَميلُ بها ضَحْواً غُصونٌ يَوانِعُ قال فعلى هذا يجوز أَن يكون ضُحَيٌّ تصغيرَ ضَحْو قال الجوهري الضُّحى مقصورة تؤَنث وتذكر فمن أَنث ذهب إِلى أَنها جمع ضَحْوَةٍ ومن ذكَّر ذهب إِلى أَنه اسمٌ على فُعَلٍ مثل صُرَدٍ ونُغَرٍ وهو ظرْف غير متمكن مثلُ سَحَر تقول لقِيتُه ضُحىً وضُحَى إِذا أَرَدْتَ به ضُحى يَوْمِكَ لم تُنَوِّنْه قال ابن بري ضُحىً مصروفٌ على كلِّ حالٍ قال الجوهري ثم بعده الضَّحاءُ ممدودٌ مذكَّرٌ وهو عند ارتِفاعِ النهار الأَعلى تقول منه أَقَمْتُ بالمكان حتى أَضْحَيْت كما تقول من الصَّبِاح أَصْبَحْت ومنه قول عمر رضي الله عنه أَضْحُوا بصَلاةِ الضُّحى أَي صَلُّوها لِوَقْتهِا ولا تُؤَخِّروها إِلى ارْتِفاعِ الضُّحى ويقال أَضْحَيْتُ بصَلاةِ الضُّحى أَي صَلَّيْتُها في ذلك الوقتِ والضَّحاءُ أَيضاً الغَداءُ وهو الطَّعامُ الذي يُتَغَدَّى به سُمِّيَ بذلك لأَنه يُؤْكلُ في الضَّحاءِ تقول هم يَتَضَحَّوْن أَي يَتَغَدَّوْنَ قال ابن بري ومنه قول الجعدي أَعْجَلَها أَقْدُحي الضَّحاءَ ضُحىً وهي تُناصي ذَوائِبَ السَّلَمِ وقال يزيد بن الحَكم بِها الصَّوْنُ إِلاَّ شَوطَها من غَداتِها لتَمْرينها ثُمَّ الصَّبوحُ ضَحاؤُها وفي حديث سَلَمَة بن الأَكْوَعِ بَيْنا نحنُ نَتَضَحَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي نَتَغَدَّى والأَصلُ فيه أَن العرَبَ كانوا يَسيرونَ في ظَعْنِهِمْ فإِذا مَرُّوا بِبُقْعَةٍ من الأَرض فيها كَلأٌ وعُشْبٌ قال قائِلُهم أَلا ضَحُّوا رُوَيْداً أَي ارْفُقوا بالإِبلِ حتى تَتَضَحَّى أَي تَنالَ من هذا المَرْعى ثم وُضِعََتِ التَّضْحِيَة مكانَ الرِّفْقِ لتَصِلَ الإِبل إِلى المَنْزِل وقد شَبِعَتْ ثم اتََّسِعَ فيه حتى قيل لكُلِّ مَنْ أَكَلَ وقتَ الضُّحى هو يتَضَحَّى أَي يأَكُلُ في هذا الوقْتِ كما يقال يَتَغَدَّى ويتعشَّى في الغَداء والعَشاء وضَحَّيْتُ فلاناً أُضَحِّيه تَضْحِيَةً أَي غَدَّيْتُه وأَنشد لذي الرمة تَرى الثَّوْرَ يَمْشي راجِعاً مِنْ ضَحائِهِ بها مِثْلَ مَشْيِ الهِبْرِزِيّ المُسَرْوَلِ الهِبْرِزِيُّ الماضي في أَمْرِه من ضَحائِه أَي منْ غَدائِه من المَرْعى وقتَ الغَداءِ إِذ ارْتَفَع النهارُ ورجل ضَحْيانٌ إِذا كانَ يأْكُلُ في الضُّحى وامرأَةٌ ضَحْيانَةٌ مثل غَدْيانٍ وغَدْيانَةٍ ويقال هذا يُضاحينا ضَحِيَّةَ كلِّ يومٍ إِذا أَتاهُم كلَّ غَداةٍ وضَحّى الرجلُ تَغَدَّى بالضُّحى عن ابن الأَعرابي وأَنشد ضَحَّيْتُ حتى أَظْهَرَتْ بمَلْحوبْ وحَكَّتِ السَّاقَ بِبَطْنِ العُرْقوبْ يقول ضَحَّيْت لكَثْرَةِ أَكْلِها أَي تغَدَّيْت تلك الساعةَ انتِظاراً لها والاسمُ الضَّحاءُ على مِثالِ الغَداءِ والعَشاء وهو ممدودٌ مذَكَّر والضَّاحِيةُ من الإِبلِ والغَنَمِ التي تَشْرَبُ ضُحى وتَضَحَّتِ الإِبلُ أَكَلَتْ في الضُّحى وضَحَّيتُها أَنا وفي المثل ضَحِّ ولا تَغْتَرَّ ولا يقال ذلك للإِنسان هذا قولُ الأَصْمعي وجعله غيرُه في الناسِ والإِبلِ وقيل ضَحَّيْتُها غَذَّيْتُها أَيَّ وقْتٍ كان والأَعْرَف أَنه في الضُّحى وضَحَّى فلان غنَمه أَي رعاها بالضُّحى قال الفراء ويقال ضَحَّتِ الإِبلُ الماءَ ضُحىً إِذا وَردَتْ ضُحىً قال أَبو منصور فإِن أَرادوا أَنها رَعَتْ ضُحىً قالوا تَضَحَّت الإِبلُ تَتَضَحَّى تَضَحِّياً والمُضَحّي الذي يُضَحّي إِبله وقد تُسَمّى الشمسُ ضُحىً لظُهورِها في ذلك الوَقْتِ وأَتَيْتُك ضَحْوَةً أَي ضُحىً لا تُسْتَعْمَل إِلا ظرفاً إِذا عنَيْتَها من يومِك وكذلك جميعُ الأَوْقاتِ إِذا عَنَيْتَها من يومِك أَو لَيْلَتِكَ فإِن لم تَعْنِ ذلك صَرَّفْتَها بوجوه الإِعْراب وأَجْرَيْتها مُجْرى سائرِ الأَسْماء والضَّحِيَّة لغةٌ في الضَّحْوَةِ عن ابن الأَعرابي كما أَنَّ الغَدِيَّة لغةٌ في الغَداةِ وسيأْتي ذكرُ الغَدِيَّة وضاحاهُ أَتاه ضُحىً وضاحَيْتُه أَتيتُه ضَحاءً وفلانٌ يُضاحينا ضَحْوَ كل يومٍ أَي يأْتِينا وضَحَّيْنا بني فلانٍ أَتيناهْم ضُحىً مُغيرينَ عليهم وقال أَراني إِذا ناكَبْتُ قوْماً عَداوَةً فضحَّيْتُهم اني على الناسِ قادِرُ وأَضْحَيْنا صِرْنا في الضُّحى وبلغْناها وأَضْحى يفعلُ ذلك أَي صار فاعِلاً له وقتِ الضُّحى كما تقول ظَلَّ وقيل إِذا فعل ذلك من أَولِ النهارِ وأَضْحى في الغُدُوِّ إِذا أَخَّرَه وضَحَّى بالشاةِ ذَبَحها ضُحى النَّحْر هذا هو الأَصل وقد تُسْتَعمَل التَّضْحِيةُ في جميع أَوقات أَيام النَّحْر وضَحَّى بشاةٍ من الأُضْحِيةِ وهي شاةٌ تُذْبَحُ يومَ الأَضْحى والضَّحيَّة ما ضَحِّيْت به وهي الأَضْحاةُ وجمعها أَضْحىً يذكَّر ويؤَنَّث فمن ذكَّر ذهَبَ إِلى اليومِ قال أَبو الغُولِ الطُّهَوي
( * قوله « أبو الغول الطهوي » قال في التكملة الشعر لابي الغول النهشلي لا الطهوي وقوله لعك منك أقرب أو جذام قال في التكملة هكذا وقع في نوادر أبي زيد والرواية أعك منك أقرب أم جذام بالهمزة لا باللام )
رَأَيْتُكمُ بني الخَذْواءِ لما دَنا الأَضْحى وصَلَّلَتِ اللِّحامُ تَولَّيْتُم بوِدِّكُمُ وقُلْتُمْ لَعَكٌّ منكَ أَقْرَبُ أَو جُذَامُ وأَضْحىً جمع أَضْحاةٍ مُنَوَّناً ومثلُه أَرْطىً جمعُ أَرْطاةٍ وشاهِدُ التأْنيث قول الآخر يا قاسِمَ الخَيراتِ يا مَأْوى الكَرَمْ قد جاءَتِ الأَضْحى وما لي من غَنَمْ وقال أَلا ليت شِعْري هلْ تَعودَنَّ بعدَها على الناس أَضْحى تجْمَعُ الناسَ أَو فِطْرُ قال يعقوب يُسَمَّى اليومُ أَضْحىً بجمع الأَضْحاةِ التي هي الشَّاةُ والإِضْحِيَّة والأُضْحِيَّة كالضَّحِيَّة ابن الأَعرابي الضَّحِية الشاةُ التي تُذْبَحُ ضَحْوَةً مثل غَدِيَّةٍ وعَشِيَّة وفي الضَّحِيَّة أَربعُ لغاتٍ أُضْحِيَّةٌ وإِضْحِيَّةٌ والجمع أَضاحيُّ وضَحِيَّةٌ على فَعِيلة والجمع ضَحايا وأَضْحاةٌ والجمع أَضْحىً كما يقال أَرْطاةٌ وأَرْطىً وبها سُمِّيَ يومُ الأَضْحى وفي الحديث إِن على كل أَهلِ بيْتٍ أَضْحاةً كلَّ عامٍ أَي أُضحية وأَما قولُ حَسَّان بن ثابت يَرْثي عثمانَ رضي الله عنه ضَحَّوْا بأَشْمَطَ عُنوانُ السُّجودِ به يُقَطِّعُ اللَّيلِ تسْبِيحاً وقُرْآنا فإِنه اسْتَعارَهُ وأَرادَ قِراءةً وضَحَا الرجل ضَحْواً وضُحُوّاً وضُحِيّاً بَرَز للشمس وضَحا الرجل وضَحِيَ يَضْحى في اللغتين معاً ضُحُوّاً وضُحِيّاً أَصابَتْه الشمسُ وفي التهذيب قال شمر ضَحِيَ يَضْحى ضُحِيّاً وضَحا يَضْحُو ضُحُوّاً وعن الليث ضَحِيَ الرجلُ يَضْحى ضَحاً إِذا أَصابَهُ حَرُّ الشمس قال الله تعالى وأَنك لا تَظْمَأُ فيها ولا تَضْحى قال لا يُؤْذِيك حَرُّ الشمس وقال الفراء لا تَضْحى لا تُصِيبُك شمسٌ مؤْذِيَةٌ قال وفي بعض التفسير ولا تَضْحى لا تََعْرَق قال الأَزهري والأَول أَشْبَهُ بالصواب وأَنشد رَأَتْ رَجُلاً أَمَّا إِذا الشمس عارضَتْ فيَضْحى وأَمَّا بالعَشيِّ فَيَخْصَرُ وضَحِيتُ بالكسر ضَحىً عَرِقتُ ابن عرفة يقال لكل من كان بارِزاً في غيرِ ما يُظِلُّه ويُكِنه إِنه لضاحٍ ضَحِيتُ للشمس أَي بَرَزْت لها وضَحَيْتُ للشمس لغةٌ وفي الحديث عن عائشة فلم يَرُعْني إِلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضَحا أَي ظَهَر قال شمر قال بعضُ الكلابيِّينَ الضاحي الذي بَرَزَتْ عليه الشمس وغَدا فلانٌ ضَحِياً وغَدا ضاحِياً وذلك قُرْبَ طُلوعِ الشمس شيئاً ولا يزالُ يقالُ غَدا ضاحِياً ما لم تكن قائلةٌ وقال بعضُهم الغادي أَن يَغْدُوَ بعد صلاةِ الغَداةِ والضاحي إِذا اسْتَعْلَت عليه الشمس وقال بعض الكِلابيِّينَ بين الغادي والضاحي قَدْرُ فُواقِ ناقةٍ وقال القُطامي مُسْتَبْطئُوني وما كانت أَناتُهُمُ إِلا كما لبثَ الضاحي عن الغادي
( * قوله « مستبطئوني » هكذا في الأصل وفي التهذيب مستبطئون )
وضَحَيْتُ للشمس وضَحِيتُ أَضْحى منهما جميعاً والمَضْحاةُ الأَرض البارزةُ التي لا تكادُ الشمس تَغِيبُ عنها تقول عليكَ بمَضْحاةِ الجبل وضَحا الطريق يَضْحُو ضُحُوّاً بَدا وظَهَر وبَرَزَ وضاحِيةُ كلِّ شيء ما بَرَزَ منه وضَحا الشَّيءُ وأَضْحَيْتُه أَنا أَي أَظْهَرْتُه وضَواحي الإِنسان ما بَرَزَ منه للشمس كالمَنْكِبَيْن والكَتِفَيْنِ ابن بري والضَّواحي من الإِنسان كَتِفاهُ ومَتْناه وقيل إِن الأَصمعي دخل على سعيد بن سَلْمٍ وكان ولدُ سعيدٍ يَترَدَّدُ إِليه ابن الأَعرابي فقال له الأَصمعيُّ أَنشد عمَّك مما رواه أُستاذُكَ فأَنشد رَأَتْ نِضْوَ أَسْفارٍ أُمَيْمَةُ قاعِداً على نِضْوِ أَسفارٍ فَجُنَّ جُنُونُها فقالت مِنَ أَيِّ الناسِ أَنتَ ومن تكنْ ؟ فإِنكَ راعي ثَلَّةٍ لا يَزِينُها فقلتُ لها ليس الشُّحوبُ على الفَتى بعارٍ ولا خَيرُ الرجالِ سَمِينُها عليكِ براعِي ثَلَّةٍ مُسْلَحِبَّةٍ يرُوحُ عليه مَحْضُها وحَقِينُها
( * قوله « محضها » هكذا في بعض الاصول وفي بعضها مخضها بالخاء )
سَمينِ الضَّواحي لم تُؤَرِّقْه ليلةً وأَنْعَمَ أَبْكارُ الهمومِ وعُونُها الضَّواحي ما بَدا من جَسَدِه ومعناه لم تُؤَرِّقْه ليلةً أَبكارُ الهمومِ وعُونُها وأَنْعَمَ أَي وزادَ على هذه الصِّفةِ وضَحِيتُ للشمس ضَحاءً ممدودٌ إِذا بَرَزْت وضَحَيت بالفتح مثلُه والمُسْتَقْبَلُِ أَضْحى في اللغتين جميعاً وفي الحديث أَن ابن عمر رضي الله عنهما رأَى رجلاً مُحْرِماً قد استَظَلَّ فقال أَضْحِ لمن أَحْرَمْتَ له أَي اظْهَرْ واعْتَزِلِ الكِنَّ والظِّلَّ هكذا يَرْويه المُحَدِّثون بفتح الأَلف وكسر الحاء من أَضْحَيْت وقال الأَصمعي إِنما هو اضْحَ لِمَن أَحْرَمْتَ له بكسر الهمزة وفتح الحاء من ضَحِيتُ أَضْحَى لأَنه إِنما أَمَرَهُ بالبروز للشمس ومنه قوله تعالى وأَنك لا تَظْمَأُ فيها ولا تَضْحَى والضَّحْيانُ من كُلِّ شيءٍ البارِزُ للشمسِ قال ساعدة بن جُؤَّيَّة ولو أَنَّ الذي تَتْقَى عليه بضَحْيانٍ أَشَمَّ به الوُعُولُ قال ابن جني كان القياس في ضَحْيانٍ ضَحْوانٌ لأَنه من الضَّحْوة أَلا تَراهُ بارِزاً ظاهِراً وهذا هو معنى الضَّحْوةِ إِلا أَنه اسْتُخِفَّ بالياء والأُنْثى ضَحْيانَةٌ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي يَكْفيك جهلَ الأَحْمَقِ المُسْتَجْهَلِ ضَحْيانَةٌ من عَقَداتِ السَّلْسَلِ فسَّره فقال ضَحْيانَةٌ عَصاً نَبَتَتْ في الشمس حتى طَبَخَتْها وأَنْضَجَتْها فهي أَشدُّ ما يكونُ وهي من الطَّلْحِ وسَلْسَلٌ حَبْلٌ من الدَّهْناءِ ويقال سَلاسِلٌ وشجَّرُه طَلحٌ فإِذا كانت ضَحْيانَةً وكانت من طَلْحٍ ذَهَبَتْ في الشِّدَّةِ كلَّ مذهب وشَدَّ ما ضَحَيْت وضَحَوْت للشمسِ والريحِ وغيرِهِما وتميم تَقول ضَحَوْتُ للشمس أَضْحُو وفي حديث الاسْتِسْقاء اللهم ضَاحَتْ بِلادُنا واغْبَرَّتْ أَرْضُنا أَي بَرَزَتْ للشمس وظَهَرَت بِعدمِ النَّباتِ فيها وهي فَاعَلَتْ من ضَحَى مثلُ رامَتْ من رَمَى وأَصلُها ضاحَيَتْ المعنى أَنَّ السَّنَة أَحْرَقَت النباتَ فَبَرَزَت الأَرض للشمس واسْتَضْحَى للشمس بَرَزَ لها وقَعَدَ عندها في الشِّتاءِ خاصَّة وضَواحِي الرجُلِ ما ضَحَا منه للشمسِ وبَرَز كالمَنْكِبَيْنِ والكَتِفَيْنِ وضَحَا الشيءُ يَضْحُو فهو ضاحٍ أَي بَرَزَ والضاحِي من كلِّ شيءٍ البارِزُ الظاهِرُ الذي لا يَسْتُرُه منك حائِطٌ ولا غيرُه وضَواحِي كلِّ شيءٍ نَواحيهِ البارِزَةُ للشمسِ والضَّواحي من النَّخْلِ ما كان خارِجَ السُّورِ صِفةٌ غالبة لأَنها تَضْحَى للشمسِ وفي كتابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لأُكَيْدِرِ بنِ عبدِ المَلِكِ لكُمُ الضامِنَةُ من النَّخْلِ ولَنا الضَّاحِيَة من البَعْلِ يعني بالضَّامِنْةِ ما أَطَافَ به سُورُ المَدينَةِ والضَّاحِيَة الظاهرة البارِزَة من النَّخيلِ الخارِجَة من العِمارَةِ التي لا حَائِلَ دونَها والبَعْل النَّخْل الراسِخُ عُروقُه في الأَرض والضامِنَة ما تَضَمَّنها الحدائِقُ والأَمْصار وأُحِيطَ عليها وفي الحديث قال لأَبِي ذَرّ إِنِّي أَخافُ عليكَ من هذه الضَّاحِيَةِ أَي الناحِيةَ البارِزَة والضَّواحِي من الشَّجَرِ القَلِيلةُ الوَرَق التي تَبْرُزُ عِيدانُها للشمس قال شمر كلُّ ما ظَهَر وبَرَزَ فقد ضَحَا ويقال خرج الرجلُ من مَنْزِله فضَحَا لي والشَّجَرة الضَّاحِيَة البارِزَةُ للشمسِ وأَنشد لابن الدُّمَيْنَة يصف القَوْس وخُوطٍ من فُروعِ النَّبْعِ ضاحِ لَها في كَفِّ أَعْسَرَ كالضُّباحِ الضَّاحِي عُودُها الذي نَبَت في غير ظِلٍّ ولا في ماءٍ فيو أَصْلَبُ له وأَجْوَدُ ويقال للبادِيَةِ الضاحيَةُ ويقال وَلِيَ فُلانٌ على ضاحيَةِ مِصْرَ وباعَ فلانٌ ضاحيَةَ أَرْضٍ إذا بَاعَ أَرضاً ليس عليها حائِطٌ وباعَ فلانٌ حائطاً وحَديقةً إذا باعَ أَرضاً عليها حائط وضَواحِي الحَوْض نَوَاحِيه وهذه الكلمة واويَّة ويائية وضَواحِي الرُّومِ ما ظَهَر من بِلادِهم وبَرَزَ وضاحيَةُ كلِّ شيءٍ ناحيتُه البارزَة يقال هم يَنْزِلُون الضَّواحي ومكانٌ ضاحٍ أَي بارِزٌ قال والقُلَّة الضَّحْيانةُ في قول تأبَّط شرّاً هي البارِزة للشَّمْسِ قال ابن بري وبيت تأَبَّط شَرّاً هو قوله وقُلَّةٍ كسِنانِ الرُّمْحِ بارِزةٍ ضَحْيانَةٍ في شُهُورِ الصَّيْفِ مِحْرَاقِ بادَرْتُ قُنَّتَها صَحْبِي وما كَسِلُوا حتى نَمَيْتُ إليها بَعْدَ إشراقِ المحراقُ الشديدةُ الحرّ ويقال فَعَل ذلك الأَمرَ ضاحِيَةً أَي عَلانِيَة قال الشاعر عَمِّي الذي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيَةً دِينارَ نَخَّةِ كَلْبٍ وهو مَشْهودُ وفَعَلْت الأَمْرَ ضاحِيةً أَي ظاهراً بَيّناً وقال النابغة فقد جَزَتْكُمْ بَنو ذُبْيانَ ضَاحِيةً حَقّاً يَقِيناً ولمَّا يَأْتِنا الصَّدَرُ وأَما قوله في البيت عَمِّي مَنَع الدِّينارَ ضاحِيَةً فمعناه أَنه مَنعه نهاراً جِهاراً أَي جاهرَ بالمَنْعِ وقال لبيد فَهَرَقْنا لَهما في دائِرٍ لضَواحِيه نَشِيشٌ بالبَلَلْ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه رَأَى عَمْرو ابنَ حُرَيْثٍ فقال إلى أَيْنَ ؟ قال إلى الشامِ قال أَمّا إنَّها ضاحِيَةُ قَوْمِكَ أَي ناحِيَتُهم وفي حديث أَبي هريرة وضاحِيَةُ مُضَرَ مُخالِفونَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَي أَهلُ البادية منهم وجمعُ الضاحية ضَواحٍ ومنه حديث أَنس قال له البَصْرَةُ إحْدَى المُؤتَفِكاتِ فانْزِلْ في ضَواحِيها ومنه قيل قُرَيْشُ الضَّواحِي أَي النازِلونَ بظَواهر مكة وليلةٌ ضَحْياءُ وضَحيَا وضَحْيانٌ وضَحيانَةٌ وإضْحيانٌ وإضْحِيانَةٌ بالكسر مضِيئَةٌ لا غَيْمَ فيها وقيل مُقْمِرَة وخَص بعضُهم به الليلَة التي يكونُ القَمَر فيها من أَوَّلِها إلى آخِرِها وفي حديث إسلام أَبي ذَرٍّ في ليلةٍ إضْحِيانٍ أَي مُقْمِرَةٍ والأَلف والنون زائدتان ويومٌ إضْحِيانٌ مُضِيءٌ لا غَيْم فيه وكذلك قَمَر ضَحْيانٌ قال ماذا تُلاقِينَ بسَهْب إنسانْ من الجَعالاتِ به والعرْفانْ من ظُلُماتٍ وسِرَاجٍ ضَحْيانْ وقَمَرٌ إضْحِيانٌ كضَحْيانٍ ويومٌ ضَحْيانٌ أَي طَلْقٌ وسِراجٌ ضَحْيانٌ مُضِيءٌ ومَفازةٌ ضاحيَة الظِّلالِ ليس فيها شجرٌ يُسْتَظَلُّ به وليس لكلامه ضُحىً أَي بيانٌ وظُهور وضَحَّى عن الأَمر بَيَّنه وأَظهره عن ابن الأَعرابي وحكى أَيضاً أَضْح لي عن أَمْرِكَ بفتح الهمزة أَي أَوْضِح وأَظْهِر وأَضْحى الشيءََ أَظْهَرَه وأَبْداهُ قال الراعي حَفَرْنَ عُرُوقَها حتى أَجَنَّتْ مَقاتِلَها وأَضْحَين القُرُونا والمُضَحِّي المُبيِّنُ عن الأَمْرِ الخفِيّ يقال ضَحَّ لي عن أَمرِكَ وأَضْحِ لي عن أَمرِك وضَحَّى عن الشيء رَفَقَ به وضَحَّ رُوَيْداً أَي لا تَعْجَلْ وقال زيدُ الخيلِ الطائي فلو أَنَّ نَصْراً أَصْلَحَتْ ذاتَ بيْنها لضَحَّتْ رُوَيْداً عن مَطالِبِها عَمْرُو ونصرٌ وعَمْروٌ ابْنا قُعَينٍ وهما بطنان من بني أَسدٍ وفي كتاب على إلى ابن عباس رضي الله عنهم أَلا ضَحِّ رُوَيداً فقد بلَغْتَ المَدَى أَي اصبِرْ قليلاً قال الأَزهري العربُ قد تَضَع التَّضحِيةَ موضِع الرِّفْقِ والتَّأَني في الأَمرِ وأَصلُه أَنهم في البادِية يَسيِرُون يومَ ظَعْنِهمْ فإذا مرُّوا بلُمْعَة من الكَلإ قال قائِدُهم أَلا ضَحُّوا رُوَيْداً فيدَعُونَها تُضَحِّي وتَجْتَرُّ ثم وضَعُوا التَّضْحِية موضِعَ الرِّفْقِ لِرفْقِهمْ بحَُمولتِهِم ومالِهم في ضَحائِها وما لَها من الرِّفقِ تَضْحِيتِها وبُلوغها مَثْواها وقد شَبِعتْ وأَما بيت زيد الخيل فقول ابن الأَعرابي في قوله لَضَحَّتْ رُوَيداً عن مَطالِبِها عَمْروُ بمعنى أَوْضَحتْ وبَيَّنتْ حَسَنٌ والعربُ تضَعُ التَّضحِية موْضِعَ الرِّفْقِ والتُّؤَدَةِ لرِفْقِهم بالمالِ في ضَحائِها كي تُوافيَ المَنْزِلَ وقد شَبِعتْ وضاحٍ موضِعٌ قال ساعدة بن جؤية أَضَرَّ به ضاحٍ فَنَبْطا أُسَالَةٍ فمَرٌّ فأَعْلَى حَوْزِها فخُصورُها قال أَضَرَّ به ضاحٍ وإن كان المكان لا يَدْنُو لأَن كلَّ ما دَنا منك فقد دَنَوْت منه والأَضْحى من الخيلِ الأَشْهَبُ والأُنثى ضَحْياءُ قال أَبو عبيدة لا يقال للفَرَس إذا كان أَبْيَضَ أَبيضُ ولكن يقال له أَضْحى قال والضُّحى منه مأْخوذٌ لأَنهم لا يُصَلُّون حتى تَطْلُعَ الشمسُ أَبو عبيد فَرَسٌ أَضْحى إذا كان أَبْيَضَ ولا يقال فرسٌ أَبيضُ وإذا اشْتَدَّ بياضُه قالوا أَبْيَض قرْطاسيٌّ وقال أَبو زيد أُنْشِدْتُ بيتَ شِعرٍ ليس فيه حَلاوَةٌ ولا ضَحىً أَي ليس بِضاحٍ قال أَبو مالك ولا ضَحَاءٌ وبنو ضَحْيانَ بطنٌ وعامرٌ الضَّحْيانُ معروف الجوهري وعامرٌ الضَّحْيانُ رجل من النِّمِرِ بنِ قاسِطٍ وهو عامرُ بن سعدِ بن الخزرجِ بن تَيْمِ الله ابنِ النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ سُمِّيَ بذلك لأَنه كان يَقْعُدُ لقومِه في الضَّحاء يقضي بينهم قال ابن بري ويجوز عامرُ الضَّحْيانِ بالإضافة مِثلَ ثابتِ قُطْنَة وسَعيدِ كُرْزٍ وفارسُ الضَّحْياء ممدودٌ من فرْسانِهم والضَّحْياءُ فَرَسُ عَمْرِو بنِ عامرِ بن ربيعة بن عامرِ بنِ صَعْصَةَ وهو فارسُ الضَّحْياء قال خِداشُ بنُ زهير
( * قوله « قال خداش بن زهير » إلى قوله « إني فارس الضحياء يوم هبالة » البيت هكذا في الأصل قال في التكملة والرواية فارس الحوّاء وهي فرس أبي ذي الرمة والبيت لذي الرمة وقوله « والضحياء فرس عمرو بن عامر » صحيح والشاهد عليها بيت خداش بن زهير أبي فارس الضحياء عمرو بن عامر البيت الثاني ) بنِ ربيعةَ بنِ عَمْروِ بن عامرٍ وعَمْروٌ جدُّه فارسُ الضَّحْياء أَبي فارِسُ الضَّحْياءِ يومَ هُبالَةٍ إذِ الخَيلُ في القَتْلى من القومِ تَعْثُرُ وهو القائل أَيضاً أَبي فارسُ الضَّحياءِ عَمْروُ بنُ عامرٍ أَبَى الذَّمَّ واخْتارَ الوَفاءِ على الغَدْرِ وضَحْياءُ موضعٌ قال أَبو صخر الهُذَلي عَفَتْ ذاتُ عِرْقٍ عُصْلُها فَرِثامُها فضَحْياؤُها وَحْشٌ قد اجْلَى سَوامُها والضَّواحي السمواتُ وأَما قول جرير يمدح عبد الملك فما شَجَراتُ عِيصِكَ في قُرَيْشٍ بِعَشّاتِ الفُروعِ ولا ضَواحٍ فإنما أَراد أَنها ليست في نواحٍ قال أَبو منصور أَراد جريرٌ بالضَّواحي في بيتِه قُرَيْشَ الظَّواهِرِ وهم الذين لا يَنْزِلُونَ شِعْبَ مكة وبَطْحاءها أَراد جرير أَنَّ عبدَ الملك من قُرَيْش الأَباطِحِ لا مِن قُرَيْش الظَّواهِرِ وقُرَيش الأَباطِح أَشْرف وأَكْرَمُ من قُرَيش الظَّواهِر لأَن البَطْحاوِيِّينَ من قُرَيشٍ حاضِرَةٌ وهُمْ قُطَّانُ الحَرَمِ والظِّواهِرُ أَعْرابُ باديةٍ وضاحِية كلِّ بَلَدٍ ناحِيتُها البارِزة ويقال هؤلاء ينزِلُون الباطنةَ وهؤلاء ينزِلُون الضَّواحِيَ وقال ابن بري في شرح بيتِ جرير العَشَّةُ الدَّقِيقةُ والضَّواحي البادية العِيدانِ لا وَرَقَ عليها النهاية في الحديث ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الضِّحِّ والرِّيحِ أَراد كثرة الخَيلِ والجَيْشِ يقال جاء فلانٌ بالضِّحِّ والرِّيحِ وأَصلُ الضِّحِّ ضِحْيٌ وفي حديث أَبي بكر إذا نَضَبَ عُمْرُه وضَحَا ظِلُّه أَي إذا مات يقال للرجُل إذا مات وبَطَلَ ضَحا ظِلُّه يقال ضَحا الظِّلُ إذا صار شَمْساً وإذا صار ظِلُّ الإنسان شَمساً فقدْ بَطَلَ صاحِبُه وماتَ ابن الأَعرابي يقال للرجل إذا ماتَ ضَحا ظِلُّه لأَنه إذا مات صار لا ظِلَّ له وفي الدعاء لا أَضْحى الله ظِلَّكَ معناه لا أَماتَكَ اللهُ حتى يَذْهَب ظِلُّ شَخْصِكَ وشجرةٌ ضاحِيةُ الظّلِّ أَي لا ظِلِّ لها لأَنها عَشَّةٌ دقيقةُ الأَغصانِ قال الأَزهري وبيتُ جَريرٍ معناه جَيِّدٌ وقد تقدم تفسيره وقول الشاعر وفَخَّمَ سَيْرَنا من قُورِ حِسْمَى مَرُوتِ الرِّعْي ضاحِيةِ الظِّلالِ يقول رِعْيُها مَرُوتٌ لا نَباتَ فيه وظِلالُها ضاحيةٌ أَي ليس لها ظِلٌّ لِقِلَّةِ شَجَرِها أَبو عبيد فَرَسٌ ضاحي العِجانِ يوصفُ به المُحَبَّبُ يُمْدَحُ به وضاحِيَةُ كلِّ بَلَدٍ ناحِيَتُها والجَوُّ باطِنُها يقال هؤلاء ينزلون الباطِنةَ وهؤلاء ينزلون الضَّواحيَ وضَواحي الأَرضِ التي لم يُحِطْ عليها قال الأَصمعي ويُسْتَحبُّ منَ الفرَس أَن يَضْحى عِجانُه أَي يظهرَ

ضخا
الضَّاخِيةُ الداهية

ضدا
ابن بري قال أَبو زياد ضَداً جبلٌ وأَنشد الأَعور بن بَراء رَفَعْتُ عليه السَّوْطَ لما بَدا ضَداً وزال زَوِيلا أَجْلَدٍ عن شِمالِيا
( * قوله « زويلا أجلد » هكذا في الأصل )

ضرا
ضَرِيَ به ضَراً وضَراوَةً لهِجَ وقد ضَرِيتُ بهذا الأَمر أَضْرى ضَراوَةً وفي الحديث إن للإسلام ضَراوَةً أَي عادةً ولَهجاً به لا يُصْبَرُ عنه وفي حديث عمر رضي الله عنه إياكُمْ وهذه المَجازِرَ فإن لها ضَراوةً كضَراوَةِ الخمرِ وقد ضَرَّاه بذلك الأَمرِ وسِقاءٌ ضارٍ باللَّبَنِ يَعْتُقُ فيه ويَجُودُ طَعْمُه وجَرَّةٌ ضارِيَةٌ بالخَلِّ والنَّبيذِ وضَرِيَ النَّبِيذُ يَضْرى إذا اشْتَدَّ قال أَبو منصور الضاري من الآنِيَةِ الذي ضُرَّي بالخمر فإذا جُعِلَ فيه النَّبيذُ صار مُسْكِراً وأَوصلُه من الضَّراوَةِ وهي الدُّرْبَةُ والعادةُ وفي حديث علي كرم الله وجهه أَنه نهى عن الشُّرْبِ في الإناء الضَّاري هو الذي ضُرِّيَ بالخمر وعُوِّدَ بها فإذا جُعِلَ فيه العَصيرُ صار مُسْكراً وقيل فيه معنىً غير ذلك أَبو زيد لذِمْتُ به لَذَماً وضَرِيتُ به ضَرىً ودَرِبْتُ به دَرَباً والضَّراوَةُ العادة يقال ضَرِيَ الشيءُ بالشيء إذا اعْتادَه فلا يَكادُ يَصْبرُ عنه وضَرِيَ الكلْبُ بالصَّيْدِ إذا تَطَعَّم بلَحْمِه ودَمِه والإناءُ الضَّاري بالشَّراب والبيتُ الضَّاري باللَّحْم من كثرة الاعْتيادِ حتى يَبْقى فيه ريحُه وفي حديث عمر إن للَّحْم ضَراوَةً كضَراوَةِ الخمرِ أَي أَن له عادةً يَنزِعُ إليها كعادةِ الخمرِ وأَراد أَن له عادةً طَلاَّبَةً لأَكْله كعادةِ الخمرِ مع شارِبِها ذلك أَن من اعتاد الخمرَ وشُرْبَها أََسْرَفَ في النَّفَقة حِرْصاً عليها وكذلك من اعْتادَ اللحمَ وأَكلَه لم يَكَدْ يصبر عنه فدخل في باب المُسْرفِ في نفَقَته وقد نَهى الله عز وجل عن الإسْراف وكلْبٌ ضارٍ بالصَّيْدِ وقد ضَرِيَ ضَراً وضِراءً وضَراءً الأَخيرةِ عن أَبي زيد إذا اعْتادَ الصَّيْدَ والضِّرْوُ الكلبُ الضاري والجمع ضِراءٌ وأَضْرٍ مثل ذئبٍ وأَذْؤُبٍ وذئابٍ قال ابن أَحمر حتى إذا ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ صَبَّحَه أَضْري ابنِ قُرَّانَ باتَ الوْْحشَ والعََزَبَا أَراد باتَ وحْشاً وعَزباً وقال ذو الرمة مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ ليسَ له إلاَّ الضَّراءَ وإلاَّ صَيْدَها نَشَبُ وفي الحديث مَنِ اقْتَنى كلْباً إلا كلبَ ماشِيَةٍ أَو ضارٍ أَي كلباً مُعَوَّداً بالصيْد يقال ضَرِيَ الكلْبُ وأَضْراهُ صاحِبُه أَي عَوَّده وأَغراهُ به ويُجْمع على ضَوارٍ والمَواشي الضَّارية المُعتادَةُ لِرَعْي زُرُوع الناسِ ويقال كلبٌ ضارٍ وكلبةٌ ضارِيةٌ وفي الحديث إن قيساً ضِراءُ اللهِ هو بالكسر جمع ضِرْوٍ وهو من السِّباع ما ضَرِيَ بالصَّيْدِ ولَهِجَ بالفَرائِس المعنى أَنهم شُجْعان تَشْبيهاً بالسِّباعِ الضَّارية في شَجاعَتها والضِّرْوُ بالكَسْر الضَّاري من أَوْلادِ الكِلابِ والأُنثى ضِرْوَةٌ وقد ضَرِيَ الكلبُ بالصَّيْدِ ضَراوَةً أَي تَعَوَّد وأَضْراهُ صاحِبُه أَي عَوَّده وأَضْراهُ به أَي أَغراهُ وكذلك التَّضْرِية قال زهير متى تَبْعثُوها تَبْعَثُوها ذَمِيمَةً وتَضْرى إذا ضَرَّيْتُموها فتَضْرَم والضِّرْوُ من الجُذامِ اللَّطْخُ منه وفي الحديث أَن أَبا بكر رضي الله عنه أَكلَ مع رجلٍ به ضِرْوٌ من جُذامٍ أَي لطْخٌ وهو من الضَّراوَة كأَن الداءَ ضَرِيَ به حكاه الهَرَويُّ في الغَريبَيْن قال ابن الأَثير روي بالكسر والفتح فالكسرُ يريد أنَه دَاءٌ قد ضَرِيَ به لا يُفارِقُه والفتحُ من ضرا الجُرحُ يَضْرُو ضَرْواً إذا لم يَنْقَطِعْ سَيَلانُه أَي به قُرْحَة ذاتُ ضَرْوٍ والضِّرْوُ والضَّرْوُ شجرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ يُسْتاكُ ويُجْعَل ورَقُه في العِطْرِ قال النابغة الجعْدي تَسْتَنُّ بالضِّروْ من بَراقِشَ أَوْ هَيْلانَ أَو ناضِرٍ منَ العُتُمِ ويروى أَو ضامِرٍ من العُتُم بَراقِشُ وهَيْلانُ مَوْضَعانِ وقيل هما وادِيانِ باليَمَن كانا للأُمم السالفة والضِّرْوُ المَحْلَب ويقال حَبَّةُ الخَضْراء وأَنشد هَنِيئاً لعُودِ الضِّرْوِ شَهْدٌ يَنالُه على خَضِراتٍ ماؤُهُنَّ رَفِيفُ أَي له بَرِيقٌ أراد عُودَ سِواكٍ من شجَرةِ الضَّرْوِ إذا اسْتاكَتْ به الجارِيَةُ قال أَبو حنيفة وأَكثَرُ مَنابِتِ الضِّرْوِ باليَمنِ وقيل الضِّرْوُ البُطْمُ نفسُه ابن الأَعرابي الضَّرْوُ والبُطْمُ الحبَّة الخَضْراءُ قال جارِية بن بدر وكأَن ماءَ الضَّرْوِ في أَنْيابِها والزَّنْجَبيلَ على سُلافٍ سَلْسَلِ قال أَبو حنيفة الضِّرْوُ من شَجَرِ الجِبالِ وهي مثل شَجَر البَلُّوطِ العَظيمِ له عَناقِيدُ كعَناقِيدِ البُطْمِ غيرَ أَنه أَكبرُ حبّاً ويُطْبَخُ ورَقُه حتى يَنْضَجَ فإذا نَضِجَ صُفِّيَ ورَقُه ورُدَّ الماءُ إلى النارِ فيعقد ويصير كالقُبَّيطى يُتداوى به من خُشُونةِ الصَّدرِ وَوَجَعِ الحلْقِ الجوهري الضِّرْوُ بالكسر صَمْغُ شَجَرةٍ تُدْعى الكَمْكامَ تُجْلَبُ من اليَمَن واضْرَوْرى الرجلُ
( * قوله « واضرورى الرجل إلخ » قال الصاغاني في التكملة هو تصحيف والصواب إظرورى بالظاء المعجمة وقد ذكرناه في موضعه على الصحة ويحوز بالطاء المهملة أيضاً )
اضْرِيراءً انتَفَخَ بطْنُه من الطَّعامِ واتَّخَمَ والضَّراءُ أَرضٌ مستويةٌ فيها السِّباعُ ونُبَذٌ من الشجر والضَّراء البَرازُ والفَضاءُ ويقال أَرضٌ مُسْتَويةٌ فيها شجر فإذا كانت في هَبْطةٍ فهي غَيْضَةٌ ابن شميل الضَّراءُ المُسْتَوي من الأَرضِ يقال لأَمْشِيَنَّ لك الضَّراءَ قال ولا يقال أَرضٌضَراءٌ ولا مكانٌ ضَرَاءٌ قال ونَزَلنا بضَراءٍ من الأَرض من الأَرض أَي بأَرضٍ مُسْتوية وفي حديث مَعْدِ يكرِبَ مَشَوْا في الضَّراءِ والضَّراءُ بالفتح والمدِّ الشجرُ المُلْتَفُّ في الوَادي يقال تَوارَى الصَّيْدُ منه في ضَرَاءِ وفلانٌ يَمْشِي الضَّراءَ إذا مَشَى مُسْتَخْفِياً فيما يُوارِي من الشَّجَر واسْتَضْرَيتُ للصَّيدِ إذا خَتَلْتَه من حيثُ لا يعلمَ والضَّراءُ ما وَارَاكَ من الشَّجَرِ وغيرِهِ وهو أَيضاً المشيُ فيما يُوارِيكَ عمن تَكِيدُه وتَخْتِلُه يقال فلانٌ لا يُدَبُّ له الضَّرَاءُ قال بشْرُ بن أَبي خازم عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّرُوسِ منَ المَلا بشَهْباءَ لا يَمْشِي الضُّرَاءَ رَقِيبُها ويقال للرجلُ إذا خَتَل صاحِبَه ومَكَرَ به هو يَدِبُّ له الضَّرَاءَ ويَمْشِي له الخَمَرَ ويقال لا أَمْشِي له الضَّراءَ ولا الخَمَرَ أَي أُجاهِرُهُ ولا أُخاتِلُه والضَّراءُ الاسْتِخْفاءُ ويقال ما وَارَاك من أَرضٍ فهو الضَّراءُ وما وَاراك من شجرٍ فهو الخَمَر وهو يَدِبُّ له الضَّراءَ إذا كان يَخْتِلُه ابن شميل ما وَارَاك من شيء وادَّارَأْتَ به فهو خَمَر الوَهدة خَمَر والأَكَمَة خَمَر والجبل خَمَر والشجرُ خَمَرٌ وما واراك فهو خَمَر أَبو زيد مكانٌ خَمِرٌ إذا كان يُغَطِّي كلِّ شيء ويُوارِيه وفي حديث عليّ رضي الله عنه يَمْشونَ الخَفاءَ ويَدِبُّون الضَّرَاءَ هو بالفتح وتخفيف الرَّاء والمدِّ الشجرُ المُلْتَفُّ يريدُ به المَكْرَ والخَدِيعَةَ والعِرْقُ الضَّارِي السَّائلُ قال الأَخطل يصف خمراً بُزِلَت لمَّا أَتَوْها بِمِصْباحٍ ومِبْزَلِهم سارتْ إليهم سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّارِي والمِبْزَلُ عندَ الخَمّارِينَ هي حَدِيدةٌ تُغْرَزُ في زِقِّ الخَمْرِ إذا حَضَر المشتري ليكون أُنْموذَجاً للشَّراب ويشتريه حينئذ ويُستَعْمل في الحَضَر في أَسْقِيَةِ الماء وأَوْعِيَتِه يُعالَج بشيءٍ له لَوْلَبٌ كلما أُدِيرَ خَرَج الماءُ فإذا أَرادوا حَبْسَه رَدُّوه إلى مَوْضِعِه فيَحْتَبِسُ الماءُ فكذلك المِبْزَل وقال حميد نَزِيفٌ تَرَى رَدْعَ العَبِيرِ بجَيْبِها كما ضَرَّجَ الضَّارِي النَّزِيف المُكَلَّمَا أَي المَجْرُوحَ وقال بعضهم الضَّارِي السائِلُ بالدَّمِ من ضَرَا يَضْرُو وقيل الضاري العِرْقُ الذي اعْتادَ الفَصْدَ فإذا حانَ حِينُه وفُصِدَ كان أَسرعَ لخروج دَمِه قال وكلاهما صحيحٌ جيّد وقد ضَرَا العِرْقُ والضَّرِيُّ كالضَّارِي قال العجاج لها إذا ما هَدَرَتْ أَتِيُّ ممَّا ضَرَا العِرْقُ به الضَّرِيُّ وعِرْقٌ ضَرِيٌّ لا يكادُ ينقطع دَمُه الأَصمعي ضَرَا العِرْقُ يَضْرُِو ضَرْواً فهو ضارٍ إذا نَزا منه الدَّمُ واهتَزَّ ونَعَر بالدَّمِ قال ابن الأَعرابي ضَرَى يَضْرِي إذا سال وجَرَى قال ونَهَى عليٌّ رضي الله عنه عن الشُّرْبِ في الإناء الضارِي قال معناه السائِلُ لأَنه يُنَغِّصُ الشُّرْبَ إلى شارِبهِ ابن السكيت الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ وكانت منازِلَ الملُوك من بني آكِلِ المُرارِ وفيها اليومَ حِمَى ضَرِيَّةَ وفي حديث عثمان كان الحِمَى حِمَى ضَرِيَّةَ على عَهْدِه ستَّةَ أَمْيالٍ وضَرِيَّةُ امرأَةٌ سُمِّي المَوضع بها وهو بأَرْضِ نَجْدٍ قال أَبو عبيدة وضَرِيَّة بِئرٌ وقال الشاعر فأَسْقَاني ضَرِيَّةَ خَيْرَ بِئْرٍ تَمُجّ الماءَ والحَبَّ التُّؤَامَا وفي الشَّرَفِ الرَّبَذَة وضَرِيَّةُ موضع قال نُصَيْب أَلا يا عُقابَ الوَكْرِ وَكْرِ ضَرِيَّةٍ سُقِيتِ الغَوادِي من عُقاب ومِنْ وَكْرِ وضَرِيَّةُ قَرْيَةٌ لبَني كلابٍ على طَرِيق البَصرة إلى مَكَّة وهي إلى مَكَّة أَقْرَب

ضعا
الضَّعَةُ شَجَرٌ بالبادِية قيل هو مِثلُ الثُّمامِ وفي التهذيب مثلُ الكمام
( * قوله « وفي التهذيب مثل الكمام » هكذا في الأصل والذي في نسخة التهذيب التي بيدنا مثل الثمام بالثاء فلعل النسخة التي وقعت للمؤلف بالكاف ) وقال ابن الأَعرابي هُو شَجَرٌ أَوْ نَبْتٌ ولا تكسَر الضاد والجمع ضَعَوات قال جرير يهجو البَعِيث قَدْ غَبَرَتْ أُمُّ البَعِيث حِجَجَا على الشَّوايَا ما تَحُفُّ هَوْدَجَا فَوَلَدَتْ أَعْثَى ضَرُوطاً عَنْثَجا كأَنَّه ذِيخٌ إذا تَنَفِّجَا مُتّخِذاً في ضَعواتٍ تَوْلَجَا التَّوْلَجُ والدَّوْلَج الكِناسُ تَاؤُه بدلٌ من واوٍ وداله بدل من تاءٍ قال ابن بري العَنْثَجُ الثَّقيلُ الأَحْمَق ورأَيت في أَمالي ابن بري في أَصل النسخة ما صورته انقَضى كلامُ الشيخ وقد أَنشد هذه الأَبيات في باب الجيم إلا البيت الأَخير قال وعلى هذا يجب أَن يكون بعده مُتَّخِذٌ بالرفع لأَنه من صفة الذِّيخِ وأَنشدها أَيضاً باختلاف بعض أَلفاظها فأَنشد هناك عَنْثَجا بالعين المهملة مفتوحة وهنا غُنْثُجا بالغين المعجمة مضمومة وكلاهما لم يذكره الجوهري في فصل العين والغين قال ولا نبه علهما الشيخ أَيضاً وما عَلِمْت هذا من كلام مَنْ هُو لكِنّي نَقَلْته على صورته قال الجوهري والنِّسْبةُ إليها ضعويٌّ قال الأَزهري الضَّعَة كانت في الأَصل ضَغْوَةً نُقِصَ منها الواو ألا تَرَاهُم جَمَعُوها ضَغَواتٍ ؟ قال الجوهري وأَصْلُها ضَغَوٌ والهاء عِوَض من الواو الذاهِبَةِ من أَوَّلهِ وقد ذُكِرَتْ في فَصْل وَضَع ابن الأَعرابي ضَعَا إذا اخْتَبَأَ وطَعا بالطاء إذا ذل وطَعا إذا تَباعَد أَيضاً قال الأَزهري في قوله ضَغا إذ اخْتَبَأَ وقال في موضع آخَرَ إذا اسْتَتَرَ مأْخُوذٌ من الضَّعْوَةِ كأَنَّه اتخَذَ فيها تَوْلَجاً أَي سَرَباً فدخل فيه مستتراً ابن الأَعرابي الأَضْعاءُ السِّفَلُ

ضغا
الضَّغْوُ الإسْتِخْذاءُ ضَغَا يَضْغُو ضُغُوّاً وأَضْغاه هو إضْغاءً وضَغَّاه وضَغَا الذِّئْبُ والسِّنَّوْرُ والثَّعْلَبُ يَضْغُو ضَغْواً وضُغاءً صَوَّتَ وصَاحَ وكذلك الكَلْبُ والحَيَّةُ ثم كثُر حتى قيلَ للإنسانِ إذا ضُرِب فاسْتَغاثَ وفي حديث حُذيفة في قِصَّةِ قومِ لُوطٍ فأَلْوَى بها حتى سَمِعَ أَهلُ السماء ضُغاءَ كِلابِهِمْ وفي رواية حتى سَمِعَتِ الملائكةُ ضَواغِي كِلابها جمعُ ضاغيةٍ وهي الصائحة ويقال ضُغاءٌ لِصَوْتِ كلِّ ذلِيلٍ مَقْهورٍ والضُّغاءُ صوتُ الذَّلِيلِ إذا شُقَّ عليه ويقال رأَيت صِبْياناً يتَضاغَوْنَ إذا تَباكَوْا وفي الحديث قال لعائشة رضي الله عنها عن أَولاد المشركين إنْ شئِتِ دَعَوْتُ اللهَ أَن يُسْمِعَكِ تَضاغِيَهم في النارِ أَي صِياحَهُم وبُكاءَهم وضَغا يَضْغُو ضَغْواً إذا صاحَ وضَجَّ ومنه قوله ولكِنِّي أُكْرِمُكَ أَن تَضْغُوَ هذه الصَّبْيةُ عند رأْسِك بُكْرَةً وعَشِيّاً والحديث الآخر وصِبْيَتِي يتَضاغَوْن حَوْلي وضَغا المُقامرُ ضَغْواً إذا خانَ ولم يَعْدِلْ قال أَبو منصور لا أعرف قائلَه ولعله صَغا بالصاد وجاءنا بثَرِيدةٍ تَضاغى أَي تتراجَعُ من الدَّسَمِ قال ابن سيده وأَلِفُها واوٌ لوجود ض غ و وعدم ض غ ي

ضفا
ضفا مالُه يَضْفُو ضَفْواً وضُفُوّاً كثر وضَفا الشَّعَرُ والصُّوفُ يَضْفُو ضَفْواً وضُفُوّاً كَثُرَ وطالَ والضَّفْوُ السَّعة والخَيْر قال أَبو ذؤَيب ونسبه الجوهري للأَخطل وغلطه ابن بري في ذلك وقال هو لأَبي ذؤَيب إذا الهَدَفُ المِعْزالُ صَوَّبَ رأْسَه وأَعْجَبَه ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ
( * قوله « المعزال » هو باللام في الأصل والتهذيب والصحاح وقال الصاغاني الرواية المعزاب )
وشَعَرٌ ضافٍ وذَنَبٌ ضافٍ قال الشاعر بضافٍ فُوَيْقَ الأَرضِ ليس بأَعْزَلِ
( * هذا البيت من معلقة امرئ القيس وصدره ضَليعٍ إِذا استدبرتَه سدّ فرجَه )
والضَّفْوُ السُّبُوغُ ضَفا الشيءُ يَضْفُو وفَرَسٌ ضافي السَّبِيبِ سابِغُه وثَوْبٌ ضافٍ أَي سابِغٌ قال بشر لَياليَ لا أُطاوِعُ مَنْ نَهاني ويَضْفُو تحتَ كَعْبَيَّ الإزارُ ورجلٌ ضافي الرأْسِ كثيرُ شَعَرِ الرأْسِ وفلانٌ ضافي الفَضْلِ على المَثَلِ ودِيمةٌ ضافِية وهي تَضْفُو ضَفْواً تُخْصِبُ منها الأَرضُ وهو في ضَفْوٍ من عَيْشه وضَفْوةٍ من عيشِه أَي سَعةٍ وضَفا الماءُ يَضْفُو فاضَ أَنشد ابن الأَعرابي وماكِدٍ تَمْأَدُه من بَحْرِه يَضْفُو ويُبْدي تارةً عن قَعْرِه تَمْأَدُه أَي تأْخُذُه في ذلك الوقت يقول يَمْتَلِئُ فتَشْرَبُ الإبلِ ماءَه حتى يَظْهَرَ قَعْرُهُ وضَفا الحَوْضُ يَضْفُو إذا فاضَ من امتِلائِه والضَّفا جانِبُ الشيء وهما ضَفَواهُ أَي جانِباهُ

ضقا
التهذيب ابن الأَعرابي ضَقَا الرجلُ إذا افتَقَرَ

ضلا
التهذيب ضَلا إذا هَلَكَ

( ضمي ) ثعلب عن ابن الأَعرابي ضَمى إذا ظَلَمَ قال أَبو منصور كأَنه مقلوبٌ من ضامَ قال وكذلك بَضَى إذا أَقام مقلوب من باضَ

ضنا
الضَّنَى السَّقِيمُ الذي قد طالَ مَرَضُه وثَبَتَ فيه بعضُهم لا يُثَنِّيه ولا يَجْمَعُه يذهب به مذْهَب المصدر وبعضهم يُثنيه ويجمعه قال عوف ابن الأَحوص الجعفري
( * قوله « عوف بن الأحوص الجعفري » هكذا في الأصل وفي المحكم ابن الأخوص الجعدي )
أَوْدَى بَنِيَّ فما بَرحْلي مِنهُمُ إلاَّ غُلاما بِيئَةٍ ضَنَيانِ قال ابن سيده هكذا أَنشده أَبو علي الفارسي بفتح النون وقد ضَنِيَ ضَنىً فهو ضَنٍ وأَضْناهُ المرضُ أَي أَثْقَلَه والضَّنَى المرضُ ضَنِيَ الرجلُ بالكسر يَضْنى ضَنىً شديداً إذا كان به مرضٌ مُخامرٌ ظُنَّ أَنه قد بَرَأَ نُكِسَ الفراء العرب تقول رجلٌ ضنَىً وقوم دنَفٌ وضَنىً لأَنه مصدر كقولهم قوم زَوْرٌ وعَدْل وصَوْم وقال ابن الأَعرابي رجلٌ ضَنىً وامرأَة ضنَىً وهو المُضْنَى من المرضَ وقال إذا ارْعَوَى عادَ إلى جَهْلِه كَذِي الضَّنَى عادَ إلى نُكْسِه الجوهري رجلٌ ضَنىً وضَنٍ مثلُ حَرىً وحَرٍ يقال تَرَكْته ضَنىً وضَنِياً فإذا قلت ضَنىً اسْتَوى فيه المُذَكَّر والمُؤنَّث والجمع لأَنه مصدر في الأَصل وإذا كسرتَ النونَ ثنَّيْت وجمَعْ كما قُلْناه في حَرٍ ويقال تَضَنِّي الرجلُ إذا تمارَضَ وأَضْنى إذا لَزِمَ الفِراشَ من الضَّنَى وفي الحديث في الحُدودِ إن مريضاً اشتكى حتى أَضْنى أَي أَصابه الضَّنى وهو شِدَّةُ المَرض حتى نَحَلَ جِسمُه وفي الحديث لا تَضْطَني عَنِّي أَي لا تَبْخَلي بانْبِساطك إليَّ وهو افْتِعالٌ من الضَّنى المرضِ والطاءُ بدلٌ من التاء ويقال رجلٌ ضَنٍ ورجُلانِ ضَنِيانِ وامرأَة ضَنِيَةٌ وقومٌ أَضْناءٌ والمُضاناةُ المُعاناة وضنَت المرأَةُ تَضْني ضَنىً وضَناءً ممدود كَثُرَ ولَدُها يُهْمَزُ ولا يُهمز وقال غيره ضَنَت المرأَةُ تَضْنُو وتَضْني ضَنىً إذا كثُرَ ولَدُها وهي الضانِيَة وقيل ضَنَت وضَنَأَتْ وأَضْنأَتْ إذا كثُرَ أَولادُها أَبو عمرو الضِّنْءُ الوَلَدُ مهموزٌ ساكِنُ النونِ وقد يقال الضَّنءُ قال أَبو المُفَضَّل أعرابيٌّ من بني سَلامة من بني أَسَد قال الضَّنْءُ الوَلَد والضِّنْءُ الأَصل قال الشاعر ومِيراث ابنِ آجَرَ حيثُ أَلْقَى بأَصْلِ الضِّنْءِ ضِئْضِئه الأَصيل
( * قوله « حيث ألقى » هكذا في الأصل وفي التهذيب حيث ألقت )
ابن الأَعرابي الضُّنَى الأَولاد أَبو عمرو الضَّنْو والضِّنْو الوَلَد بفتح الضاد وكسرها بلا هَمْز وفي حديث ابن عمر قال له أَعرابيٌّإنِّي أَعْطَيْتُ بعضَ بَِيَّ ناقةً حَياتَه وإنها أَضْنَتْ واضْطَرَبَتْ فقال هي له حَياتَه ومَوْتَه قال الهَرَوي والخطَّابي هكذا روي والصواب ضَنَتْ أَي كثُر أَولادُها يقال امرأَةٌ ماشِيةٌ وضانِيةٌ وقد مَشَتْ وضَنَتْ أَي كثر أَولادها والضِّنى بالكسر الأَوجاعُ المُخِيفة

ضها
الليث المُضاهاةُ مشاكَلَة الشيء بالشيء وربما همزوا فيه وضاهَيتُ الرجلَ شاكَلْتُه وقيل عارَضْتُه وفلان ضَهِيُّ فلانٍ أَي نظيرُه وشَبيهُه على فَعِيلٍ قال الله تعالى يُضاهُونَ قوْلَ الذين كفروا من قَبْلُ قال الفراء يُضاهون أَي يُضارعونَ قول الذين كفروا لِقولِهم اللاَّت والعُزَّى قال وبعض العرب يَهْمِزُ فيقول يضاهئُون وقد قرأَ بها عاصم وقال أَبو إسحق معنى يُضاهُون قول الذين كفروا أي يشابهون في قولهم هذا قولَ من تقدَّم من كَفَرتهم أَي إنما قالوه اتّباعاً لهم قال والدليل على ذلك قوله تعالى اتَّخَذُوا أَحْبارَهُم ورُهْبانَهم أَرْباباً مِن دونِ الله أَي قَبِلُوا منهم أَنَّ المسيحَ والعُزَيْرَ ابْنا الله قال واشْتِقاقُه من قولهم امرأَةٌ ضَهْيَأٌ وهي التي لا يَظْهَرُ لها ثدْيٌ وقيل هي التي لا تَحِيضُ فكأَنها رجُلٌ شَبَهاً قال وضَهْيَأٌ فَعْلأٌ الهمزةُ زائدةٌ كما زِيدَت في شَمْألٍ وفي غِرْقِئ البَيْضِ قال ولا نَعْلَم الهمزةَ زِيدَتْ غير أَوَّلٍ إلاّ في هذه الأَسماء قال ويجوز أَن تكون الضَّهْيَأُ بوزن الضَّهْيَعِ فَعْيَلاً وإن كانت لا نَظِيرَ لها في الكلام فقد قالوا كنَهْبَل ولا نظير له والضَّهْيَأُ التي لم تَحِضْ قَطُّ وقد ضَهِيَتْ تَضْهَى ضَهىً قال ابن سيده الضَّهْيَأُ والضَّهْيَاءُ على فَعْلاء من النِّساء التي لا تَحِيضُ ولايَنْبُتُ ثَدْياها ولا تَحْمِل وقيل التي لا تَلِدُ وإنْ حاضَتْ وقال اللحياني الضَّهْيَأُ التي لا يَنْبُتُ ثَدْياهَا فإذا كانت كذا فهي لا تَحِيضُ وقال بعضهم الضَّهْياءُ مَمْدودٌ التي لا تحيضُ وهي حُبْلَى قال ابنُ جنِّي امرأَةٌ ضَهْيَأةٌ وزنُها فعلأَةٌ لقولهم في معناها ضَهْياءُ وأَجاز أَبو إسحق في همزة ضَهْيَأَة أَن تكون أَصلاً وتكون الياءُ هي الزائِدَةَ فعَلَى هذا تكون الكَلِمَة فَعْيَلَةً وذَهَبَ في ذلك مَذْهَباً من الاشتقاق حَسَناً لولا شيءٌ اعتَرَضه وذلك أَنه قال يقال ضاهَيْتُ زيداً وضَاهَأْتُ زيداً بالياء والهمزة قال والضَّهْيَأَةُ هي التي لا تَحِيضُ وقيل هي التي لا ثَدْيَ لها قال فيكون
( * قوله « هي التي لا ثدي لها قال فيكون إلخ » هكذا في النسخ التي بأيدينا وعبارة المحكم هي التي لا ثدي لها قال وفي هذين معنى المضاهأة لأنها قد ضاهأت الرجال بأنها لا تحيض كما ضاهأتهم بأنها لا ثدي لها قال فيكون إلخ ) ضَهيَأَة فَعْيَلَة من ضَاهأْت بالهَمْز قال ابن سيده قال ابن جني هذا الذي ذهب إليه من الاشتِقاق معنىً حَسَنٌ وليس يَعْتَرِضُ قولَه شيءٌ إلا أَنه ليس في الكَلام فَعْيَلٌ بفتح الفاء إنما هو فعْيَلٌ بكسرها نحو حِذْيَمٍ وطِرْيَمٍ وغِرْيمٍ وغِرْيَنٍ ولم يأْت الفتح في هذا الفَنَّ ثَبْتاً إنما حكاه قومٌ شاذّاً والجمعُ ضُهْيٌ ضَهِيَتْ ضَهىً وقالت إمرأَة للحجاج في ابْنِها وهو محبوسٌ إنِّي أَنا الضَّهْياءُ الذَّنَّاءُ فالضَّهْياءُ هنا التي لا تَلِدُ وإنْ حاضَتْ والذَّنَّاءِ المُسْتَحاضَة وروُي أَن عِدَّةً من الشعراء دَخَلُوا على عبد الملك فقال أَجيزوا وضَهْياءَ من سِرَّ المَهارِي نَجِيبةٍ جَلَسْتُ عَلَيْها ثمّ قلتُ لها إخٍّ فقال الراعي لِتَهْجَعَ واسْتَبْقَيْتُها ثمّ قَلَّصَتْ بِسُمْرٍ خِفافِ الوَطْءِ وارِيَةِ المُخِّ قال علي بنُ حمزة الضَّهْياءُ التي لا ثَدْيَ لَها وأَما التي لا تَحِيضُ فهي الضَّهْيأَةُ وأَنشد ضَهْيأَة أَو عاقِر جماد وقيل إنها في كِلْتا اللُّغَتَيْنِ التي لا ثَدْي لها والتي لا تحِيضُ والضَّهْياءُ من النُّوقِ التي لا تَضْبَعُ ولم تَحْمِلْ قطُّ ومن النساءِ التي لا تَحِيضُ وحكى أَبو عمرو امرأَة ضَهْياةٌ وضَهْياهٌ بالتاء والهاءِ وهي التي لا تَطْمِث قال وهذا يقتضي أَن يكون الضَّهْيا مقصوراً وقال غيره الضَّهْواءُ من النسَاءِ الَّتِي لم تَنْهُد وقيل التي لا تحيض ولا ثدي لها والضَّهْيا مقصورٌ الأَرضُ الَّتِي لا تُنْبِتُ وقيل هوشجرٌ عِضاهِيٌّ له بَرَمَةٌ وعُلَّفَةٌ وهي كثيرةُ الشَّوْكِ وعُلَّفُها أَحْمَرُ شدِيد الحُمْرة وورَقُها مثلُ ورَقِ السَّمرُ الجوهري الضَّهْياءُ ممدودٌ شجَرٌ وقال ابن بري واحِدَتُه ضَهْياءَةٌ أَبو زيد الضَّهْيَأُ بوزن الضَّهْيَعِ مهموز مقصور مثلُ السيَّالِ وجَناتُهُما واحِدٌ في سِنْفَةٍ وهي ذاتُ شَوْكٍ ضعيفٍ ومنَبِتُها الأَوْدِيةُ والجبالُ ويقال أَضْهَى فُلان إذا رَعَى إبِله الضَّهْيَأَ وهو نَبَاتٌ مَلْبَنَة مَسْمَنَة التهذيب أَبو عمرو الضَّهْوةُ برْكَةُ الماء والجَمع أَضْهاءٌ ابن بزرج ضَهْيَأَ فلانٌ أَمْرَه إذا مَرَّضَه ولم يَصْرِمْهُ الأُمَوي ضَاهَأْتْ الرجلَ رَفَقْتُ به خالد بن جَنْبَة المُضاهَاةُ المُتابَعة يقال فلانٌ يُضَاهِي فلاناً أَي يُتَابِعُه وفي الحديث أَشدّ الناسِ عَذاباً يومَ القيامَة الذين يُضاهُونَ خَلْقَ اللهِ أَي يُعارِضُون بما يَعْملون خَلْقَ الله تعالى أَرادَ المُصَوِّرينَ وكذلك معنى قولِ عُمَر لكَعْب ضَاهَيْتَ اليَهُوديَّةَ أَي عارَضْتَها وشابَهْتَها وضُهَاءٌ مَوضِعٌ قال الهذلي لَعَمْرُكَ ما إنْ ذو ضُهاءٍ بِهَيِّنٍ عَلَيَّ وما أَعْطَيْتُه سَيْبَ نائِلِي قال ابن سيده وَقَضَيْنا أَنَّ همزَةَ ضُهاءٍ ياءٌ لكونها لاماً مع وجودنا لضَهْيَإِ وضَهْياءَ

ضوا
الضَّوَّةُ والعَوَّةُ الصوتُ والجَلَبَةُ أَبو زيد والأَصمعي معاً سمِعتُ ضَوَّةَ القَوْمِ وعَوَّتَهُمْ أَي أَصْواتَهُم وروي عن ابن الأَعرابي الصَّوَّة والعَوَّة بالصاد وقال الصَّوَّةُ الصَّدَى والعَوَّةُ الصِّياحُ فكأَنهما لغتانِ والضَّوَّةُ من الأَرضِ كالصُّوَّةِ وليس بِثَبتٍ والضَّوْضاةُ والضَّوْضَاءُ أَصْواتُ الناس وجَلَبَتُهُمْ وقيل الأَصْوات المُخْتَلِطَة والجَلَبة وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين ذَكَر رؤْيتَه النارَ وأَنه رأَى فيها قوماً إذا أَتاهم لَهَبُها ضَوْضَوْا قال أَبو عبيدة يعني ضجُّوا وصاحوا والمصدرُ منه الضَّوْضَاءُ قال الحَرِثُ بنُ حِلِّزةَ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ عِشَاءً فلما أصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لهم ضَوْضَاءُ قال ابن سيده وعِندي أَنَّ ضَوْضاء ههنا فَعْلاءِ ضَوْضَيْتُ ضَوْضاةً وضِيضَاءً التهذيب الضَّأْضَاءُ صوتُ الناسِ وهو الضَّوْضاءُ ويقال ضَوْضَوْا بلا هَمْزٍ وضَوْضَيْتُ أَبْدَلوا من الواوِ ياءً ورجلٌ ضُواضِىَةٌ داهِيَةٌ مُنْكَرٌ والضَّوّى دقَّةُ العَظْمِ وقلَّةِ الجِسْمِ خِلْقَةً وقيل الضَّوَى الهُزالُ ضَوِيَ ضَوّى وقال ذو الرُّمَّة يصف الزَّنْدَيْنِ الزَّنْدَ والزَّنْدَةَ حينَ يُقْدَح منهما أَخُوها أَبُوها والضَّوَى لا يَضِيرُها وساقُ أَبِيعها أُمّها عُقِرَتْ عَقْرَا يصِفُهما بأَنهما من شَجَرة واحِدَة وقوله وسَاقُ أَبِيها أُمّها يريد أَنَّ ساقَ الغُصْنِ
( * قوله « يريد أن ساق الغصن إلخ » هذه العبارة في الأصول ) الذي قُطِعَتْ مِنه أَبوها الغُصْنُ وأُمُّها ساقُه وغلامٌ ضاوِيٌّ وكذلك غيرُ الإِنْسانِ من أَنواعِ الحَيوانِ وما أََدْرِي ما أَضْواهُ وأَضْوَى الرجلُ وُلِدَ له وَلَدٌ ضَاوِيٌّ وكذلك المرأَةُ وفي الحديث اغْتَرِبُوا لا تُضْوُوا أَي تَزَوَّجُوا في البِعَادِ الأَنْسابِ لا في الأَقَارِبِ لِئَلاً تَضْوَى أَوْلادُكُمْ وقيل معناه انْكِحُوا في الغَرائِبِ دُونَ القَرائِبِ فإِنَّ ولَد الغَرِيبَةِ أَنْحَبُ وأَقْوَى وولَد القَرَائِبِ أَضْعَفُ وأَضْوَى ومنه قول الشاعر فَتىً لَمْ تَلِدهُ بِنْتُ عَمٍّ قَرِيبَةٌ فَيَضْوَى وقَدْ يَضْوَى رَدِيدُ القَرَائِبِ
( * قوله « القرائب » هكذا في الأصل المعتمد والتهذيب والأساس وتقدم لنا في مادة ردد الغرائب بالغين كما في بعض الأصول هنا )
وقيل معناه تَزَوَّجُوا في الأَجْنَبِيَّاتِ ولا تَتَزَوَّجُوا في العُمُومَةِ وذلك أَنَّ العربَ تَزعمُ أَنَّ ولدَ الرجلِ من قَرابَتِه يَجِيءُ ضاوِيّاً نَحِيفاً غيرَ أَنَّه يَجِيءُ كريماً على طَبْع قَوْمِه قال الشاعر ذَاكَ عُبَيْدٌ قَدْ أَصابَ مَيَّا يَا لَيْتَه أَلْقَحَها صَبِيَّا فَحَمَلَتْ فَولَدَتْ ضَاوِيَّا وقال الشاعر تَنَحَّيْتُها للنَّسْلِ وَهْيَ غَرِيبَةٌ فَجاءَتْ بِهِ كالبَدْرِ خِرْقاً مُعَمَّمَا ومعنى لا تُضْوُوا أَي لا تَأْتُوا بأَوْلادٍ ضَاوِينَ أَي ضُعفَاءَ الواحِدُ ضَاوٍ ومنه لا تَنْكِحُوا القَرابَةَ القَرِيبَة فإِنَّ الوَلَد يُخْلَقُ ضَاوِيّاً الأَزهري الضَّوَى مَقصورٌ مصدَرُ الضَّاوِي ويُمَدُّ فيقال ضَاوِيٌّ على فاعُلولٍ إِذا كانَ نحِيفاً قليلَ الجِسْمِ والفِعْلُ ضَوِيَ بالكسر يَضْوَى ضَوىً فهو ضَاوٍ وهو الذي يولد بَيْنَ الأَخِ والأُخْتِ وبينَ ذَوِي مَحْرَمٍ وأَنشدَ بيتَ ذي الرُّمة وسُئِلَ شَمِرٌ عن الضَّاوِي فقال جَاءَ مُشَدَّداً وقال رجلٌ ضاوِيٌّ بَيِّنُ الضاوِيَّةِ وفيه ضاوِيَّة وجارية ضاوِيَّة وقال جاءَ عن الفراء أَنَّه قال ضَاوِيٌّ ضعِيفٌ فاسِدٌ على فاعُولٍ مثل سَاكُوتٍ قال وتقول العرب من الضَّاوِي مِنَ الهُزال ضَوِيَ يَضْوَى ضَوىً وهو الذي خَرَجَ ضَعِيفاً ابن الأَعرابي وأَضْوَتِ المرأَةُ وهو الضَّوَى ورجلٌ ضاوٍ إِذا كان ضعيفاً وهو الحَارِضُ وقال الأَصمعي المُودَنُ الذي يولدُ ضَاويّاً وقال ابن الأَعرابي واحد الضواوِيِّ ضاوِيٌّ وواحد العَواوِير عاوِرٌ
( * قوله « واحد العواوير عاور » هكذا في الأصول وفي القاموس أن العواوير جمع عوّار كرمان )
وأَضْوَيْت الأَمْرَ إِذا أَضْعَفْتَه ولَمْ تُحْكِمْهُ وأَضْواهُ حَقَّه إِذا نَقَصَه إِيَّاهُ عن ابن الأَعرابي وضَوَى إِليه ضَيّاً وضُوِيّاً انْضَمَّ ولَجَأَ وضَوَيْتُ إِليه بالفتح أَضْوِي ضُوِيّاً إِذا أَوَيْت إِليه وانْضَمَمْت وفي الحديث لَمَّا هَبَطَ من ثَنِيَّةِ الأَرَاكِ يومَ حُنَيْنٍ ضَوَى إِليه المسلمون أَي مالُوا وقد انْضَوَى إِليه ويقال ضَواهُ إِليه وأَضْوَاه وضَوَى إِليَّ منه خَيْرٌ ضَيّاً وضُوِيّاً وضَوَى إِلَيْنَا خَبَرُه أَتانا لَيْلاً والضَّاوِي الطَّارِقُ ابنُ بُزُرج يقال ضَوى الرجلُ إِلَيْنا أَشَدَّ المَضْوِيَة أَي أَوَى إِلَينا كالمَأْوِيَةِ من أَوَيْت ويقال ضَوَيْت إلى فلان أَي ملْت وضَوَى إِلينا أَوَى إِلينا وقال بعض العرب ضَوَى إِلينا البارحةَ رجلٌ فأَعْلَمَنا كذا وكذا أَي أَوَى إِلينا وقد أَضْواهُ الليلُ إِلينا فغَبَقْناه وهو يَضْوِي إِلينا ضَيّاً والضَّواةُ غُدَّةٌ تحت شَحْمةِ الأُذُنِ فوق النَّكَفةِ وقد ضُوِيَتِ الإِبِلُ والضَّواةُ ورَمٌ يكون في حلوقِ الإِبلِ وغيرِها والجمعُ ضَوىً التهذيب الضَّوى ورَمٌ يُصِيبُ البعيرَ في رأْسِه يَغْلِبُ على عَيْنَيْه ويَصْعُبُ لذلك خَطْمُه فيقال بعيرٌ مَضْوِيٌّ وربما اعْتَرَى الشِّدْقَ قال أَبو منصور هي الضَّواةُ عند العَرَب تُشْبِهُ الغُدَّةَ والسِّلْعةُ ضَواةٌ أَيضاً وكلُّ ورَمٍ صُلْبٍ ضَواةٌ يقال بالبعير ضَواةٌ أَي سِلْعة وكلُّ سِلْعةٍ في البَدَنِ ضَواةٌ قال مُزَرِّد قَذِيفة شَيْطانٍ رَجيمٍ رَمَى بها فصارت ضَواةً في لَهازِمِ ضِرْزِمِ والضَّواةُ هَنَةٌ تخرُجُ من حَياءِ الناقةِ قبلَ خُروج الوَلد وفي التهذيب قبلَ أَن يُزابِلَها ولدُها كأَنها مَثانةُ البَولِ قال الشاعر يصف حَوْصَلة قطاةٍ لَها كضَواةِ النابِ شُدَّ بِلا عُرىً ولا خَرْزِ كَفٍّ بينَ نَحْرٍ ومَذْبَحِ والضَّاويُّ اسمُ فَرَسٍ كان لِغَنيٍّ وأَنشد شمر غَداةَ صَبَّحْنا بِطِرْفٍ أَعْوَجِي مِنْ نَسَبِ الضَّاوِيِّ ضاوِيِّ غَني

طآ
الطآةُ مثلُ الطَّعاةِ الحَمْأَةُ قال الجوهري كذا قرأْتُه على أَبي سعيد في المُصَنَّف قال ابن بري قال الأَحمر الطاءَةُ مثلُ الطاعَةِ الحَمْأَةُ والطَّآةُ مَقْلوبَةٌ من الطَّاءَةِ مثل الصَّآةِ مقلوبةٌ من الصَّاءَةِ وهي ما يَخْرُجُ من القَذَى مَعَ المَشِيمة وقال ابن خالويه الطُّؤاةُ الزُّناة وما بالدار طُوئِيٌّ مثال طُوعِيٍّ وطُؤوِيٌّ أي ما بها أَحَدٌ قال العجاج وبَلْدَة ليسَ بِها طُوئيُّ ولا خَلا الجِنَّ بِها إِنْسِيُّ قال ابن بري طُوئيٌّ على أَصله بتقديم الواو على الهمزة ليس من هذا الباب لأن آخره همزة وإنما يكون من هذا الباب طُؤوِيٌّ الهمزة قبل الواوِ على لغة تَمِيمٍ قال وقال أبو زيد الكِلابيون يقولون وبَلْدَةٍ ليسَ بها طُوئِيٌّ الواوقبل الهمزة وتميمٌ تجعلُ الهمزة قبل الواو فتقولُ طُؤوِيٌّ

( طبي ) طَبَيْته عن الأمر صَرَفْتَه وطَبَى فلان فلاناً يَطبْيه عن رَأيه وأَمْرِه وكلُ شيءٍ صَرَفَ شيئاً عن شيءٍ فقَدْ طَباهُ عنه قال الشاعر لا يَطَّبيني العَمَلُ المُفَدَّى
( * قوله « المفدى » هكذا في الأصل المعتمد عليه وفي التهذيب المقذى بالقاف والذال المعجمة )
أَي لا يَسْتَميلُني وطَبَيته إلينا طَبيْاً وأَطْبَيْته دَعَوْته وقيل دَعَوْتَهُ دُعاءً لطيفاً وقيل طَبَيْته قُدْته عن اللحياني وأَنشد بيت ذي الرمة لَياليَ اللَّهوُ يَطْبِيني فأَتبَعُه كأَنَّني ضارِبٌ في غَمْرةٍ لَعِبُ ويروى يَطْبُوني أَي يَقُودُني وطَباهُ يَطْبُوه ويَطْبِيه إذا دَعاه قال الجوهري يقول ذو الرمة يَدْعُوني اللَّهوُ فأَتْبَعُه قال وكذلك اطَّباهُ على افْتَعَلَه وفي حديث ابن الزبير أَنَّ مُصْعَباً اطَّبَى القُلوب حتى ما تَعْدِلُ به أَي تَحَبََّب إلى قُلُوب النَّاس وقَرَّبَها منه يقال طَباهُ يَطْبُوه ويَطْبِيه إذا دَعاهُ وصَرَفَه إليه واختارَه لنَفْسِه واطَّباه يَطَّبِيه افْتَعَلَ منه فقُلِبَت التاءُ طاءً وأُدْغِمَت والطَّباةُ الأَحْمَقُ والطُّبْيُ والطِّبْيُ حَلَماتُ الضَّرْع التي فيها اللَّبَنُ من الخُفِّ والظِّلْفِ والحافرِ والسِّباع وقيل هو لذَواتِ الحافِرِ والسِّباعِ كالثَّدْي للمرأة وكالضَّرْعِ لِغَيْرها والجمع من كلّ ذلك أَطْباءٌ الأصمعي يقال للسِّباعِ كلها طُِبْيٌ وأَطْباءٌ وذوات الحافِرِ كُلُّها مِثْلُها قال والخُفّ والظِّلُف خِلْفٌ وأَخلافٌ التهذيب والطُّبْيُ الواحد من أَطْباءِ الضَّرْع وكلُّ شَيء لا ضَرْع له مثلُ الكَلْبَة فَلَها أَطْباءٌ وفي حديث الضَّحَايا ولا المُصْطَلَمَة أَطْباؤُها أي المَقْطُوعَة الضُّرُوعِ قال ابن الأثير وقيل يقال لِمَوْضع الأَخْلافِ من الخَيْلِ والسِّباعِ أَطْباءٌ كما يقال في ذَواتِ الخُفِّ والظِّلْفِ خِلْفٌ وضَرْعٌ وفي حديث ذي الثُّدَيَّة كأَنَّ إحْدَى يَديَه طُبْيُ شاةٍ وفي المَثَل جاوَزَ الحزام الطُّبْيَين وفي حديث عثمان قد بَلغ السيْلُ الزُّبى وجاوَزَ الحِزامُ الطَّبْيَيْن قال هذا كناية عن المبالغة في تَجاوُزِحَدِّ الشَّرِّ والأذى لأن الحزام إذا انتهى إلى الطُّبْيَيْنِ فقد انْتَهى إلى أَبعد غاياتِه فكيفَ إذا جَاوَزَه ؟ واستعاره الحسينُ بن مُطَيْر للمطَر على التشبيه فقال كَثُرَتْ ككَثْرَة وَبْلِهِ أَطْباؤه فإذا تَجَلَّتْ فاضَتِ الأَطْباءُ
( * قوله « تجلت » هكذا في الأصل )
وخِلْفٌ طَبيٌّ مُجَيَّبٌ ويقال أَطْبَى بنُو فلانٍ فلاناً إذا خالُّوه وقَبِلُوه قال ابن بري صوابه خالُّوه ثم قَتََلوه وقوله خالُّوه من الخُلَّة وهي المَحَبَّة وحكي عن أبي زياد الكلابي قال شاةٌ طَبْواءُ إذا انْصَبَّ خِلْفاها نحو الأرض وطالا

طثا
الطَّثْيَة شجرةٌ تَسْمُو نحوَ القامةِ شَوِكَةٌ من أَصلها إلى أَعْلاها شوكُها غالبٌ لوَرَقِها ووَرَقُها صِغارٌ ولها نُوَيْرةٌ بيضاء يَجْرُسُها النَّحْلُ وجمعها طَثْيٌ حكاه أَبو حنيفة ابن الأَعرابي طَثَا إذا لعِبَ بالقُلَةِ والطُّثى الخَشَبات الصِّغارُ

طحا
طَحَاه طَحْواً وطُحُوّاً بسطه وطَحَى الشيء يَطْحِيه طَحْياً بَسَطَه أَيضاً الأَزهري الطَّحْو كالدَّحْو وهو البَسْطُ وفيه لغتان طَحَا يَطْحُو وطَحَى يَطْحَى والطَّاحِي المُنْبَسِطُ وفي التنزيل العزيز والأرضِ وما طَحاها قال الفراء طَحاها ودَحاها واحدٌ قال شمر معناه ومَنْ دَحاها فأَبدَل الطاءَ من الدَّالِ قال ودَحاها وسَّعَها وطَحَوْته مثلُ دَحَوْته أَي بَسَطْته قال ابن سيده وأَما قِراءَة الكِسائي طَحِيَها بالإمالَة وإن كانت من ذَواتِ الواوِ فإنما جاز ذلك لأَنّها جاءتْ مع ما يجوز أَن يُمال وهو يَغْشاها وبَناها على أَنهم قد قالوا مِظَلَّة مَطْحِيَّة فلولا أن الكسائي أَمال تَلاها من قوله تعالى والقَمَرِ إذا تَلاها لقُلْنا إنه حمله على قولهم مِظَلَّة مَطْحِيَّة ومَِظلَّة مَطْحُوَّة عظيمة ابن سيده ومِظَلَّة طاحِيةٌ وَمِطْحِيَّةٌ عَظيمةٌ وقد طَحاها طحْواً وطَحْياً أبو زيد يقال للبيت العظيم مِظَلَّةٌ مَطْحُوَّةٌ ومَطْحِيَّة وطاحية وهو الضخْمُ وضَربَه ضرْباً طَحَا منه أَي امْتَدَّ وطَحَا به قَلْبَهُ وهَمُّه يَطْحَى طَحْواً ذهب به في مذهبٍ بعيدٍ مأْخوذٌ من ذلك وطَحَا بك قَلْبُكَ يَطْحى طَحياً ذهب قال وأَقبَل التَّيْسُ في طَحْيائه أَي هِبَابِه وطَحَا يَطْحُو طُحُوّاً بعُدَ عن ابن دُريدٍ والقومُ يَطْحَى بعضُهم بعضاً أَي يَدفَع ويقال ما أَدْرِي أَينَ طَحَا من طَحَا الرجلُ إذا ذهب في الأرضِ والطَّحا مقصورٌ المُنْبَسِطُ من الأرض والطَّحْيُ من الناسِ الرُّذالُ والمُدوِّمَةُ الطَّواحي هي النُّسورُ تَسْتديرُ حولَ القَتْلى ابن شميل المُطَحِّي اللازِقُ بالأرض رأيته مُطَحِّياً أَي مُنْبَطِحاً والبَقْلة المُطَحِّية النابتَةُ على وجه الأَرضِ قد افْتَرَشَتْها وقال الأصمعي فيما رَوى عنه أبو عبيد إذا ضرَبَه حتى يمتدّ من الضَّرْبَةِ على الأَرضِ قيل طَحَا منها وأَنشد لصَخْر الغَيّ وخَفِّضْ عَليكَ القَولَ واعْلَم بأَنَّني منَ الأَنَسِ الطَّاحِي عليكَ العَرَمْرَمِ وضَرَبَه ضرْبةً طَحا منها أَي امْتَدَّ وقال له عَسْكَرٌ طاحِي الضِّفَافِ عَرَمْرَم ومنه قيل طَحا به قلْبُه أَي ذهب به في كلِّ مَذْهَبٍ قال عَلْقَمة بنُ عَبدَة طَحا بكَ قلبٌ في الحِسانِ طَرُوبُ بُعَيْدَ الشَّبابِ عَصْرَ حانَ مَشيبُ قال الفراء شَرِبَ حتى طَحَّى يريدُ مَدَّ رجليه قال وطَحَّى البعيرُ إلى الأَرض إِمّا خِلاءً وإمّا هُزالاً أَي لَزِقَ بها وقد طَحَّى الرجلُ إلى الأَرض إذا ما دَعَوْه في نَصْرٍ أَو معروفٍ فلمْ يأْتِهِم كلُّ ذلك بالتشديد قال الأصمعي كأَنه رَدَّ قوله بالتخفيف
( * قوله « قال الأصمعي كأنه رد قوله بالتخفيف » هكذا في الأصل وعبارة التهذيب قلت كأنه يعني الفراء عارض بهذا الكلام ما قال الأصمعي في طحا بالتخفيف )
والطاحي الجمع العظيمُ والطائحُ الهالكُ وطَحا إذا مَدَّض الشيءَ وطَحا إذا هَلَكَ وطَحَوْته إذا بَطَحْته وصَرَعْته فطَحَّى انْبَطَح انبطاحاً والطاحي المُمْتَدُّ وطحَيْتُ أَي اضْطَجَعت وفَرَسٌ طاحٍ أَي مُشْرِفٌ وقال بعضُ العرب في يمينٍ له لا والقمرِ الطاحي أَي المُرْتَفِعِ والطُّحَيُّ موضعٌ قال مُلَيْح فأَضْحَى بأَجْزاعِ الطُّحَيِّ كأَنه فَكِيكُ أُسارَى فُُكَّ عنه السلاسِلُ وطاحيةُ أَبو بَطْنٍ من الأزْدِ من ذلك

طخا
طَخا الليلُ طَخْواً وطُخُوّاً أَظْلَم والطَّخْوةُ السَّحابةُ الرّقيقة وليلة طَخْواءُ مُظلِمة والطَّخْيَةُ والطُّخْيةُ عن كراعٍ الظُّلْمَة وليلةٌ طَخْياءُ شديدةُ الظُّلْمَة قد وارَى السَّحابُ قَمَرَها وليالٍ طاخياتٌ على الفعل أَو على النسب إِذ فاعلاتٌ لا يكونُ جَمْعَ فَعْلاءَ وظلامٌ طاخٍ والطِّخْياءُ ظُلمةُ الليلِ ممدودٌ وفي الصحاح الليلة المُظلِمةُ وأَنشد ابن بري في لَيْلةٍ صَرَّةٍ طَخْياءَ داجِيَةٍ ما تُبْصِرُ العينُ فيها كَفَّ مُلْتَمِسِ قال وطَخا ليلُنا طَخْوًّا وطُخُوًّا أَظلم والطَّخاءُ والطَّهاءُ والطَّخافُ بالمد السَّحابُ الرقيقُ المرتفعُ يقال ما في السماء طخاءٌ أَي سحاب وظُلْمَة واحدتُه طَخاءة وكلُّ شيئٍ أُلْبِسَ شيئاً طَخاء وعلى قلبه طَخاءٌ وطَخاءةٌ أَي غَشْيَةٌ وكَرْبٌ ويقال وجَدتُ على قلبي طَخاءً من ذلك وفي الحديث إذا وجَدَ أَحَدُكم على قلبه طَخاءً فليأْكل السَّفَرْجَلَ الطَّخاءُ ثقلٌ وغِشاءٌ وغَشْيٌ وأَصل الطَّخاء والطَّخْية الظُّلْمة والغَيم وفي الحديث إنَّ للقلبِ طَخاءً كطَخاء القمر أَي شيئاً يَغْشاه كما يُغْشَى القمرُ والطَّخْيَةُ السَّحابةُ الرقيقة اللحياني ما في السماء طُخْيةٌ بالضم أَي شيءٌ من سَحابٍ قال وهو مثل الطُّخْرُورِ التهذيب الطَّخاءَةُ والطَّهاءةُ من الغَيْمِ كلُّ قطعةٍ مستدِيرةٍ تَسُدُّ ضَوْءَ القَمر وتُغَطِّي نُورَهُ ويقال لها الطَّخْيةُ وهو ما رقَّ وانفرد ويُجْمَع على الطِّخاء والطِّهاءِ والطَّخْيةُ الأَحْمَق والجمع الطَّخْيُون وتكلَّم فلانٌ بكلمةٍ طَخْياءَ لا تُفْهم وطاخِيةُ فيما ذُكرَ عن الضَّحَّاك اسمُ النَّملة التي أَخْبَر الله عنها أَنها كلَّمَت سليمان على سيدنا محمد وعليه الصلاة والسلام

( طدي ) الجوهري عادةٌ طاديةٌ أَي ثابتةٌ قديمةٌ ويقال هو مقلوب من واطِدة قال القطامي ما اعْتادَ حُبُّ سُلَيْمَى حينَ مُعْتادِ وما تَقَضَّى بَواقِي دِينِها الطادِي أَي ما اعْتادني حين اعتيادٍ والدينُ الدَّأْبُ والعادة

طرا
طَرا طُرُوّاً أَتى من مكانٍ بعيدٍ وقالوا الطَّرَا والثرَى فالطَّرا كلُّ ما كان عليه من غير جِبِلَّة الأرضِ وقيل الطَّرَا ما لا يُحْصى عَدَدُه من صُنُوف الخلق الليث الطَّرَا يُكَثَّرُ به عَدَدُ الشيء يقال هُمْ أَكْثَرُ من الطَّرَا والثرَى وقال بعضهم الطَّرَا في هذه الكلمة كلُّ شيءٍ من الخَلْق لا يُحْصَى عَددَه وأََصنافُه وفي أَحَدِ القَولَيْن كلُّ شيءٍ على وجه الأرض مما ليس من جِبِلَّة الأرض من التُّرابِ والحَصْباءِ ونحوه فهو الطَّرَا وشيءٌ طَرِيٌّ أَي غَضٌّ بيِّنُ الطَّراوَةِ وقال قطرب طَرُوَ اللحْمُ وطَرِيَ ولَحْمٌ طَرِيٌّ غيرُ مهموزٍ عن ابن الأعرابي ابن سيده طَرُوَ الشيءُ يَطْرو وطَرِِيَ طَراوَةً وطَراءً وطَراءَةً وطَراةً مثل حَصاةٍ فهو طَرِيٌّ وطَرَّاهُ جعله طَرِيَّاً أَنشد ثعلب قُلْت لطاهِينا المُطَرِّي للْعَمَلْ عَجِّلْ لَنا هذا وأَلْحِقْنا بِذَا الْ
( * قوله « بذا ال بالشحم » هكذا في الأصول باعادة الباء في الشحم )
بالشَّحْم إِنَّا قَدْ أَجِمْناهُ بَجَلْ وقد تقدم في الهمز وأَطْرَى الرجلَ أَحسَن الثناء عليه وأَطْرَى فلان فُلاناً إذا مَدَحَه بما ليس فيه ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا تُطْرُوني كما أَطْرَتِ النصارَى المسِيحَ فإِنَّما أَنا عَبْدٌ ولكن قولوا عبدُ الله ورَسُولُه وذلك أَنَّهم مَدَحُوه بما ليس فيه فقالوا هو ثالثُ ثَلاثةٍ وإنه ابنُ الله وما أَشْبَهَهُ من شِرْكهم وكُفرِهِم وأَطْرَى إذا زاد في الثناء والإطراءُ مُجاوَزَةُ الحَدِّ في المَدْحِ والكَذِبُ فيه ويقال فلان مُطَرًّى في نَفْسه أَي مُتَحَيِّرٌ والطَّرِيُّ الغريبُ وطَرَى إذا أَتَى وطَرَى إذا مَضى وطَرَى إذا تَجَدَّدَ وطَرِيَ يَطْرَى إِذا أَقبَل
( * قوله « وطري يطرى إذا أقبل » ضبطه في القاموس كرضي وفي التكملة والتهذيب كرمى )
وطَرِيَ يَطْرَي إذا مَرّ أَبو عمرو يقال رجلٌ طارِيٌّ وطُورانيٌّ وطُورِيٌّ وطُخْرورٌ وطُمْرورٌ أَي غريب ويقال للغُربَاء الطُّرَّاءُ وهم الذين يأتون من مَكانٍ بَعِيدٍ ويقال لكلِّ شيءٍ أُطْرُوانِيَّةٌ يَعْني الشَّبابَ وطَرَّى الطِّيبَ فَتَقَه بأَخْلاطٍ وخَلَّصه وكذلك طَرَّى الطعامَ والمُطَرَّاةُ ضربٌ من الطِّيب قال أَبو منصور يقال لِلأَلُوَّة مُطَرَّاةٌ إذا طُرِّيَتْ بطِيبٍ أَو عَنْبرٍ أَو غَيرِه وطرَّيْتُ الثوب تَطْرِيَةً أَبو زيد أطْرَيْتُ العَسَل إِطْراءً وأَعْقَدْتُه وأَخْتَرْتُه سَواءٌ وغِسْلَة مُطَرَّاةٌ أَي مُرَبَّاةٌ بالأَفاوِيه يُغْسَلُ بها الرأسُ أو اليَدُ وكذلك العُودُ المُطَرَّى المُرَبَّى منه مثلُ المُطيَّرِ يُتَبَخَّرُ به وفي حديث ابن عمر أَنه كان يَسْتَجْمِرُ بالألُوَّةِ هو العُودُ
( * قوله هو العود أي العود الذي يتبخر به ورواية هذا الحديث في النهاية أنه كانَ يستجمرُ بالألُوَّةِ غيرَ مُطَرَّاة )
والمُطَرَّاةُ التي يُعْمَلُ عليها أَلوانُ الطيبِ غيرها كالعَنْبرِ والمِسْكِ والكافور والإِطْرِيَةُ بكسر الهمز مثل الهِبْرِيَةِ ضربٌ من الطَّعامِ ويقال له بالفارسية لاخْشَهْ قال شمر الإِطْرِيَةُ شيءٌ يُعْمَلُ مثل النَّشاسْتَجْ المُتَلَبِّقة وقال الليث هو طَعامٌ يتَّخِذُه أَهلُ الشامِ ليسَ له واحدٌ قال وبعضهم يَكْسِرُ الهمزة فيقولُ إِطْرِيَة بوزن زِبْنِيةٍ قال أَبو منصور وكسرها هو الصواب وفتحُها لحنٌ عندَهمُ قال ابن سيده أَلِفُها واوٌ وإِنما قَضَيْنا بذلك لوجود ط ر و وعدم ط ري قال ولا يُلْتَفَتُ إِلى ما تَقْلِبه الكسرة فإِنَّ ذلك غيرُ حُجَّة واطْرَوْرَى الرجل اتَّخَمَ وانْتَفَخَ جَوْفُهُ أَبو عمرو إِذا انْتَفَخَ بَطنُ الرجلِ قيل اطْرَوْرَى اطْرِيراءً وقال شمر اطْرَوْرَى بالطاءِ لا أَدْرِي ما هو قال وهو عندي بالظاءِ قال أَبو منصور وقد روى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي أَنه قال ظَرِيَ بطنُ الرجل إِذا لم يَتمالَكْ لِيناً قال أَبو منصور والصواب اظْرَوْرَى بالظاء كما قال شمر والطِّريَّانُ الطَّبَقُ وقال ابن سيده الطِّرِيَّان الذي يُؤْكلُ عليه قال وقَع في بعض نسخ كتاب يعقوب مخفَّفَ الراءِ مشَدَّد الياء على فِعِلاَّن كالفِرِ كَّانِ والعِرِفَّانِ ووقع في النسخ الجِيلِيَّة منه الطِّرِّيَانُ مشدّد الراء مخفَّف الياء وفي الحديث عن أَبي أُمامة قال بَيْنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأْكلُ قَدِيداً على طِرِّيانٍ جالساً على قدميه قال شمر قال الفراء هو الطِّرِّيَانُ الذي تُسَمِّيه الناسُ الطِّرْيَانَ قال ابن السكيت هو الطِّرِيَّانُ الذي يُؤْكَلُ عليه جاء به في حروفٍ شُدِّدَتْ فيها الياء مثل الباريِّ والبَخاتيِّ والسَّراريِّ

( طسي ) طَسَتْ نَفْسُه طَسيْاً وطَسِيَتْ تَغَيَّرَتْ من أَكلِ الدَّسَمِ وعَرَضَ له ثِقَلٌ من ذلك ورأَيته مُتَكَرِّهاً لذلك وهو أَيضاً بالهمزِ وطَسا طَسْياً شرِبَ اللَّبَنَ حتى يُخَثِّرَهُ

طشا
تَطَشَّى المريضُ بَرِئَ وفي نوادِرِ الأَعراب رجلٌ طِشَّةٌ وتصغيره طُشَيَّة إِذا كان ضعِيفاً ويقال الطُّشَّة أُمُّ الصِّبْيانِ ورجل مَطْشِيٌّ ومَطْشُوٌّ

طعا
حكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي طَعَا إِذا تَباعَد غيره طَعَا إِذا ذَلَّ أَبو عمرو الطاعِي بمعنى الطائِعِ إِذا ذَلَّ قال ابن الأَعرابي الإِطْعاءُ الطَّاعَةُ

( طغي ) الأَزهري الليث الطُّغْيانُ والطُّغْوانُ لغةٌ فيه والطَّغْوَى بالفتح مثلُه والفِعْل طَغَوْت وطَغَيْت والاسم الطَّغْوَى ابن سيده طَغَى يَطْغى طَغْياً ويَطْغُو طُغْياناً جاوَزَ القَدْرَ وارتفع وغَلا في الكُفْرِ وفي حديث وَهْبٍ إِنَّ لِلْعِلْم طُغْياناً كطُغْيانِ المَالِ أَي يَحْمِل صاحِبَه على التَّرَخُّص بما اشْتَبَه منه إِلى ما لا يَحِلُّ له ويَتَرَفَّع به على مَنْ دُونَه ولا يُعْطي حَقَّه بالعَمَلِ به كما يَفْعَلُ رَبُّ المالِ وكلُّ مجاوز حدَّه في العِصْيانِ طَاغٍ ابنَ سيده طَغَوْتُ أَطْغُو وأَطْغَى طُغُوّاً كَطَغَيْت وطَغْوَى فَعْلى منهما وقال الفراء منهما في قوله تعالى كَذَّبَتْ ثَمودُ بطَغْواها قال أَراد بطُغْيانِها وهما مصدَران إِلاَّ أَنَّ الطَّغْوَى أَشكل برُؤُوس الآيات فاخْتير لذلك أَلا تراه قال وآخِرُ دَعْواهُم أَنِ الحَمْدُ للهِف معناهُ وآخِرُ دُعائِهِمْ وقال الزَّجَّاج أَصل طَغْواها طَغْياهَا وفَعْلى إِذا كانت من ذواتِ الياءِ أُبْدِلَتْ في الاسم واواً ليُفْصَل بين الاسم والصِّفَةِ تقول هي التَّقْوَى وإِنما هي من تَقَيْتُ وهي البَقْوَى من بَقيت وقالوا امرأَةٌ خَزْيا لأَنه صِفَة وفي التنزيل العزيز ونَذَرُهُمْ في طُغْيانِهِم يَعْمَهُون وطَغِيَ يَطْغَى مِثْلُه وأَطّغاهُ المالُ أَي جَعَلَه طاغِياً وقوله عز وجل فأَمَّا ثَمُودُ فأُهْلِكُوا بالطَّغيةِ قال الزجاجُ الطَّاغِيَةُ طُغْيانُهُم اسم كالعاقِبَةِ والعافِيَة وقال قَتادة بَعَثَ اللهُ عليهم صيحةً وقيل أُهْلِكُوا بالطاغيةِ أَي بصيحة العذابِ وقيل أُهْلِكوا بالطاغية أَي بطُغْيانهم وقال أَبو بكر الطغْيا البغي والكُفْرُ وأَنشد وإِنْ رَكِبوا طَغْياهُمُ وضلالَهُم فليس عذابُ اللهِ عنهم بِلابِثِ وقال تعالى ويَمُدُّهم في طُغْيانِهِم يَعْمَهُونَ وطَغَى الماءُ والبحر ارتَفَع وعلا على كلِّ شيءٍ فاخْتَرَقَه وفي التنزيل العزيز إِنَّا لَمَّا طَغَى الماءُ حَمَلْناكم في الجاريةِ وطَغَى البحرُ هاجَتْ أمواجُه وطَغَى الدم تَبَيَّغَ وطَغَى السَّيْلُ إِذا جاءَ بماءٍ كثيرٍ وكلُّ شيءٍ جاوز القَدْرَ فقد طَغَى كما طَغَى الماءُ على قومِ نوحٍ وكما طَغَتِ الصيحةُ على ثمودَ وتقول سمعتُ طَغْيَ فلانٍ أَي صَوْتَه هُذَلِيَّة وفي النوادِرِ سمعتُ طَغْيَ القومِ وطَهْيَهم ووَغْيَهم أَي صَوْتَهم وطَغَتِ البقرةُ تَطْغَى صاحَتْ ابن الأَعرابي يقالُ للبقرة الخائرَةُ والطَّغْيَا وقال المُفَضَّل طُغْيَا وفتَحَ الأَصْمَعِيُّ طاء طَغْيَا وقال ابن الأَنْبارِي قال أَبو العباس طَغْيَا مقصورٌ غير مصروفة وهي بقرةُ الوَحْشِ الصغيرةُ ويحكى عن الأَصْمعي أَنه قال طُغْيَا فَضَمَّ وطَغْيَا اسمٌ لبَقَرةِ الوحشِ وقيل للصَّغيرِ من بقرِ الوحشِ من ذلك جاء شاذّاً قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذٍ الهُذَلي وإِلاَّ النَّعامَ وحَفَّانَهُ وطَغْيَا مع اللَّهَقِ الناشِطِ قال الأَصمعي طُغْيا بالضم وقال ثعلب طَغْيا بالفتح وهو الصغيرُ من بقر الوحشِ قال ابن بري قول الأَصمعي هو الصحيح وقول ثعلب غلط لأَن فَعْلى إِذا كانت اسماً يجبُ قلب يائها واواً نحو شَرْوَى وتَقْوَى وهما من شَرَيْتُ وتَقَيْت فكذلك يجب في طَغْيا أَن يكون طَغْوَى قال ولا يلزم ذلك في قول الأَصمعي لأَن فُعْلى إِذا كانت من الواو وَجَب قلب الواو فيها ياءً نحو الدنيا والعُلْيا وهُما من دَنَوْتُ وعَلَوْت والطاغِية الصاعِقةُ والطَّغْيةُ المُسْتَصْعَبُ العالي من الجبل وقيل أَعْلى الجبل قال ساعِدة بن جُؤيَّة صَبَّ اللَّهِيفُ لها السُّبُوبَ بطَغْيةٍ تُنبي العُقابَ كما يُلَطُّ المِجْنَبُ قوله تُنْبي أَي تَدْفَع لأَنه لا يَثْبُت عليها مَخالِبُها لمَلاسَتِها وكلُّ مكانٍ مُرتَفع طَغْوةٌ وقيل الطَّغْيَةُ الصَّفاةُ المَلْساءُ وقال أَبو زيد الطَّغْيةُ من كلِّ شيء نُبْذَةٌ منه وأَنشد بيتَ سَاعدةَ أَيضًا يصف مُشْتارَ العسل قال ابن بري واللَّهِيفُ المكروبُ والسُّبُوبُ جمع سِبٍّ الحَبْل والطَّغْيةُ الناحية من الجبلِ ويُلَطُّ يُكَبُّ والمِجْنَبُ التُّرْس أَي هذه الطَّغْية كأَنها تُرْسٌ مَكْبُوبٌ وقال ابن الأَعرابي قيل لابْنَةِ الخُسِّ ما مائةٌ من الخَيْل ؟ قالت طَغْيٌ عند مَنْ كانت ولا توجدُ فإِما أَن تكون أَرادت الطُّغْيانَ أَي أَنها تُطْغي صاحبَها وإِما أَن تكون عَنَتِ الكَثْرَةَ ولم يُفَسِّره ابنُ الأَعْرابي والطاغوتُ يقعُ على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث وزْنُه فَعَلُوتٌ إنما هو طَغَيُوتٌ قُدِّمتِ الياءُ قبل الغَيْن وهي مفتوحة وقبلها فَتْحَةٌ فَقُلِبَتْ أَلِفاً وطاغُوتٌ وإِن جاء على وزن لاهُوتٍ فهو مَقْلُوبٌ لأَنه من طَغَى ولاهُوت غير مَقْلوبٍ لأَنه من لاه بمَنْزِلة الرَّغَبُوت والرَّهَبُوتِ وأَصل وَزْن طاغُوتٍ طَغَيُوت على فَعَلُوتٍ ثم قُدِّمَتِ الياءُ قبل الغينِ مُحافَظَة على بَقائِها فَصار طَيَغُوت ووَزْنُه فَلَعُوت ثم قُلِبت الياء أَلفاً لتَحَرُّكها وانفتاح ما قبلها فصار طاغُوت وقوله تعالى يُؤْمنُون بالجِبْتِ والطَّاغُوت قال الليث الطاغُوت تاؤها زائدةٌ وهي مُشْتَقَّةٌ من طَغَى وقال أَبو إِسحق كلُّ معبودٍ من دون الله عز وجلّ جِبْتٌ وطاغُوتٌ وقيل الجِبْتُ والطَّاغُوتُ الكَهَنَةُ والشَّياطينُ وقيل في بعض التفسير الجِبْتُ والطَّاغُوت حُيَيُّ بن أَخْطَبَ وكعبُ بنُ الأَشْرفِ اليَهودِيّانِ قال الأَزهري وهذا غيرُ خارج عَمَّا قال أَهل اللغة لأَنهم إِذا اتَّبَعُوا أَمرَهما فقد أَطاعُوهما من دون الله وقال الشَّعبيُّ وعطاءٌ ومجاهدٌ الجِبْتُ السِّحرُ والطاغوتُ الشيطان والكاهِنُ وكلُّ رأْسٍ في الضَّلال قد يكون واحداً قال تعالى يُريدون أَن يَتحاكَمُوا إِلى الطاغوت وقد أُمِرُوا أَن يَكْفُروا به وقد يكون جَمْعاً قال تعالى والذين كفَروا أَوْ لِياؤهم الطاغوتُ يُخْرِجُونهم فَجَمَع قال الليث إِنما أَخبر عن الطاغُوت بجَمْعٍ لأَنه جنسٌ على حدّ قوله تعالى أَو الطِّفْلِ الذينَ لم يَظْهَرُوا على عَوْراتِ النساء وقال الكسائي الطاغوتُ واحدٌ وجِماعٌ وقال ابن السكيت هو مثل الفُلْكِ يُذَكَّرُ ويؤنَّث قال تعالى والذين اجْتَنَبُوا الطاغوتَ أَن يَعْبُدوها وقال الأَخفش الطاغوتُ يكونُ للأَصْنامِ والطاغوتُ يكون من الجِنِّ والإِنس وقال شمر الطاغوت يكون من الأَصنام ويكون من الشياطين ابن الأَعرابي الجِبْتُ رَئيس اليَهود والطاغوتُ رئيس النصارَى وقال ابن عباس الطاغوتُ كعبُ ابنُ الأَشْرفِ والجِبْتُ حُيَيُّ بن أَخْطَبَ وجمعُ الطاغوتِ طَواغِيتُ وفي الحديث لا تَحْلِفُوا بآبائكُمْ ولا بالطَّواغِي وفي الآخر ولا بالطَّواغِيتِ فالطَّوَاغِي جمع طاغيَةٍ وهي ما كانوا يَعْبُدونه من الأَصْنامِ وغَيْرِها ومنه هذه طَاغِيَةُ دَوْسٍ وخَثْعَمَ أَي صَنَمُهم ومَعْبودُهم قال ويجوز أَن يكون أَراد بالطَّواغِي من طَغَى في الكُفرِ وجاوَزَ الحَدَّ وهم عُظَماؤهم وكُبَراؤهم قال وأَما الطَّواغِيتُ فجمع طاغوت وهو الشيطانُ أَو ما يُزَيّن لهم أَن يَعْبُدوا من الأَصْنامِ ويقال للصَّنَم طاغوتٌ والطاغِيةُ مَلِكُ الرُّومِ الليث الطاغِيةُ الجَبَّارُ العَنيدُ ابن شميل الطاغِيةُ الأَحْمَقُ المسْتَكْبِرُ الظالِمُ وقال شمر الطَّاغِيَة الذي لا يُبالي ما أَتى يأْكلُ الناسَ ويَقْهَرُهم لا يَثْنِيه تَحَرُّجٌ ولا فَرَقٌ

طفا
طَفَا الشيءُ فَوْقَ الماء يَطْفُو طَفْواً وطُفُوّاً ظَهَرَ وعَلا ولمْ يَرْسُبْ وفي الحديث أَنه ذكرَ الدَّجَّالَ فقال كأَنَّ عَيْنَه عِنَبَةٌ طافِيةٌ وسئل أَبو العباس عن تفسيره فقال الطَّافِيَة من العِنَبِ الحَبَّةُ التي قد خرجت عن حدّ نِبْتَةِ أَخَواتِها من الحَبِّ فَنَتَأَتْ وظَهَرَتْ وارْتَفَعَتْ وقيل أَراد به الحَبَّةَ الطافيةَ على وجهِ الماءِ شبَّه عينه بها ومنه الطافي من السَّمَك لأَنه يَعْلُو ويَظْهَرُ على رأْسِ الماءِ وطَفَا الثَّورُ الوَحْشِيُّ على الأكَمِ والرِّمالِ قال العَجَّاج إِذا تَلَقَّتْهُ الدِّهاسُ خَطْرَفا وإنْ تَلَقَّتْه العَقَاقِيلُ طَفَا ومَرَّ الظَّبْيُ يَطْفُو إِذا خَفَّ على الأَرض واشْتَدَّ عَدْوُه والطُّفاوة ما طَفا من زَبَد القِدْر ودَسَمها والطُّفاوة بالضم دارَةُ الشمسِ والقمرِ الفراء الطُّفَاوِيُّ مأْخوذٌ من الطُّفاوَةِ وهي الدَّارَةُ حولَ الشمسِ وقال أَبو حاتم الطُّفاوَة الدَّارَةُ التي حولَ القمرِ وكذلك طُفتاوَةُ القِدْرِ ما طَفا عليها من الدَّسَمِ قال العجاج طُفاوَةُ الأُثْرِ كَحَمِّ الجُمَّلِ والجُمَّل الذينَ يُذِيبُون الشَّحْمَ والطَّفْوَةُ النَّبْتُ الرقيقُ ويقال أَصَبْنَا طُفاوةً من الرَّبِيعِ أَي شيئاً منه والطُّفاوةُ حَيٌّ من قَيْسِ عَيْلانَ والطافي فرسُ عَمْرو بنِ شَيْبانَ والطُّفْيَةُ خُوصَةُ المُقْلِ والجَمْع طُفْيٌ قال أَبو ذؤيب لِمَنْ طَلَلٌ بالمنْتَضى غَيرُ حائِلِ عَفَا بَعْدَ عَهْدٍ من قِطارٍ وَوابِلِ ؟ عَفَا غَيْرَ نُؤْيِ الدارِ ما إِنْ تُبِينُهُ وأَقْطاعِ طُفْيٍ قَدْ عَفَتْ في المَعاقِلِ المَناقِلُ جَمْعُ مَنْقَلٍ وهو الطَّريقُ في الجَبَل ويروى في المَنازِل ويروى في المَعاقِلِ وهو كذا في شعره وذو الطُّفْيَتَيْنِ حَيَّة لها خَطَّان أَسْوادان يُشَبَّهانِ بالخُوصَتَيْن وقد أَمر النبِيُّ صلى الله عليه وسلم بقَتْلِها وفي الحديث اقْتُلُوا ذا الطُّفْيَتَيْن والأَبْتَرَ وقيل ذو الطُّفْيَتَيْن الذي له خَطَّانِ أَسْوَدان على ظَهرِه والطُّفْيَةُ حَيَّةٌ لَيِّنَة خَبيثَة قَصِيرة الذَّنَب يقال لها الأَبْتَرُ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم اقْتُلُوا الجانَّ ذا الطُّفْيَتَيْن والأَبْتَرَ قال الأَصمعي أَُُراه شَبَّه الخَطَّيْن اللَّذَيْنِ على ظَهْرِهِ بخُوصَتَيْن من خُوصِ المُقْلِ وهما الطُّفْيَتَانِ ورُبَّما قيل لِهَذِه الحَيَّةِ طُفْيَةٌ على معنى ذات طُفْيَة قال الشاعر وهُمْ يُذِلُّونَها من بَعْدِ عِزَّتِها كما تَذِلُّ الطُّفَى مِنْ رُقْيَةِ الراقي أَي ذَواتُ الطُّفَى وقد يُسَمَّى الشيُّ باسم ما يُجاوِرُه وحكى ابن بري أَن أَبا عُبَيدة قال خَطَّانِ أَسْودَانِ وأَنّ ابن حَمْزَة قال أَصْفَرانِ وأَنشد ابن الأَعرابي عَبْدٌ إِذا ما رَسَبَ القَوْمُ طَفَا قال طَفَا أَي نزَا بِجَهْلِهِ إِذا تَرَزَّنَ الحَلِيمُ

( طلي ) طَلى الشيءَ بالهِنَاءِ وغَيرِهِ طَلْياً لَطَخَه وقد جاء في الشِّعْرِ طَلَيْته إِيَّاه قال مِسْكينٌ الدَّارِ مي كأَنّ المُوقِدِينَ بها جِمالٌ طَلاهَا الزَّيْتَ والقَطِرانَ طالِ وطَلاَّهُ كطَلاه قال أَبو ذؤيب وسِرْبٍ يُطَلَّى بالعَبِيرِ كأَنَّه دِماءُ ظِباءٍ بالنُّحورِ ذَبِيح وقد اطَّلى به وتَطَلَّى وروي بيت أَبي ذؤيب وسِرْبٍ تَطَلَّى بالعَبيرِ والطِّلاءُ الهِناءُ والطِّلاءُ القَطِرانُ وكلُّ ما طَلَيت به وطَلَيْتُه بالدُّهْنِ وغيرِه طَلْياً وتَطَلَّيْت به واطَّليتُ به على افْتَعَلْت والطِّلاءُ الشَّرابُ شُبِّهَ بطِلاءِ الإِبل وهو الهِناءُ والطّلاءُ ما طُبخَ من عَصير العِنَبِ حتى ذهَبَ ثُلُثاه وتُسَمِّيه العَجَمُ المَيْبَخْتَج وبعضُ العرب يسَمِّي الخَمْرَ الطِّلاء يريدُ بذلك تحسين اسْمِها إِلا أَنها الطِّلاءُ بعَيْنها قال عبيد بنُ الأَبْرصْ للمُنْذِرِ حين أَراد قتلَه هي الخَمْرُ يكنُونَها بالطِّلا كما الذِّئبُ يُكْنَى أَبا جَعْدَهْ واستشهد به ابن سيده على الطلاءِ خاثِرِ المنَصَّف يُشبه به وضربه عبيد مَثَلاً أَي تُظهِرُ لي الإِكْرامَ وأَنتَ تُرِيدُ قَتْلي كما أَنَّ الذئبَ وإِن كانت كُنْيَتُه حَسَنَةً فإِنَّ عملَه ليس بحَسَنٍ وكذلك الخمرُ وإِن سميت طِلاءً وحسُنَ اسمُها فإِن عَمَلَها قبيح وروى ابن قُتَيْبة بيتَ عبيد هي الخَمْر تُكْنَى الطِّلا وعَرُوضُه على هذا تنقص جزءاً فإِذاً هذه الرواية خطأٌ وقال ابن بري وقالوا هي الخَمْرُ وقال أَبو حنيفة أَحمد بن داود الدِّينَوَرِي هكذا يُنْشد هذا البيت على مَرِّ الزمان ونصفُه الأَول ينقص جزءاً وفي حديث عليّ رضي الله عنه أَنه كان يرزُقُهمُ الطِّلاءَ قال ابن الأَثير هو بالكسر والمدّ الشرابُ المطبوخُ من عَصير العنَبِ قال وهو الرُّبُّ وأَصله القَطِرانُ الخاثِرُ الذي تُطْلى به الإِبل ومنه الحديث إِنّ أَوَّلَ ما يُكْفَأُ الإِسلامُ كما يُكفَأُ الإِناءُ في شرابٍ يقالُ له الطِّلاءُ قال هذا نحو الحديث الآخر سيَشْرَبُ ناسٌ من أُمَّتي الخَمْرَ يُسَمُّونها بغير اسمها يريدُ أَنهم يَشْرَبون النَّبيذَ المُسكرَ المطبوخَ ويسمونه طِلاءً تَحرُّجاً من أَن يسموه خمراً فأَما الذي في حديث عليٍّ رضي الله عنه فليس من الخمر في شيء وإنما هو الرُّبُّ الحلالُ وقال اللحياني الطَّلاءُ مُذكَّرٌ لا غَيرُ وناقة طَليْاءُ ممدودٌ مَطْلِيَّة والطُّلْية صوفة تُطْلى بها الإبل ويقال فلان ما يُساوي طُلْية وهي الصوفة التي تُطْلى بها الجَرْبى وهي الرِّبْذةُ أَيضاً قاله ابن الأعرابي وقال أَبو طالب ما يُساوي طُلْيَةً أَي الخَيطَ الذي يُشَدُّ في رِجلِ الجَدْي ما دام صغيراً وقيل الطُّلْيةُ خِرْقة العارك وقيل هي الثَّملَةُ التي يُهنَأُ بها الجَربُ قال ابن بري وقول العامة لا يُساوي طُليَةً غَلَط إِنما هو طِلْوة والطِّلوةُ قطعَة حَبْلٍ والطَّلى المَطْلِيُّ بالقَطِران وطَلَيْتُ البَعيرَ أَطْلِيه طَلْياَ والطِّلاءُ الاسم والطَّلِيُّ الصغير من أَولادِ الغَنم وإنما سمي طَلِيّاً لأنه يُْطلَى أَي تُشَدّ رجله بخيطٍ إلى وَتَدٍ أَياماً واسمُ ما يُشَّدُ به الطَّلِي والطِّلاءُ الحبلُ الذي يُشَدَّ به رِجْلُ الطَّلى إلى وتد وطَلَوْتُ الطَّلَى حَبَسْته والطِّلْوُ والطِّلوة الخَيْط الذي يُشَدُّ به رجل الطَّلى إلى الوتِدِ والطَّلْيُ والطُّليَة والطِّليَة قال اللحياني هو الخَيْطُ الذي يُشَدّ في رِجْل الجَدْي ما دام صغيراً فإذا كَبِرَ رُبِقَ والزَّبْقُ في العُنْقِ وقد طَلَيْت الطَّلى أَي شَدَدْتُه وحكى ابن بري عن ابن دُرَيْد قال الطَّلْوُ والطَّلَى بمعنىً والطِّلْوَة قِطعة خَيْطٍ وقال ابن حَمْزة الطِّلِيُّ المَرْبوطُ في طُلْيَتِه لا في رِجْلَيْه والطُّلْيَة صَفْحَة العُنُقِ ويقال الطُّلاةُ أَيضاً قال ويُقَوِّي أَن الطَّلِيَّ المربوطُ في عُنُقه قول ابن السكيت رَبَقَ البَهْمَ يَرْبُقُها إذا جَعَلَ رُؤوسَها في عُرَى حَبْلٍ ويقال اطْلِ سَخْلَتَك أَي ارْبُقها وقال الأَصمعي الطَّلِيُّ والطَّلَى والطَّلوُ بمعنىً والطُّلْيَة أَيضاً خِرْقة العرِك وقد طَلَيْته قال الفارسي الطَّلِيُّ صفةٌ غالبةٌ كسَّروه تكسير الأَسماء فقالوا طُلْيانٌ كقولهم للجَدْولَ سَريٌّ وسُرْيانٌ ويقال طَلوتُ الطَّلَى وطَلَيْته إذا رَبَطْته برِجْله وحَبَسْته وطَلَيْتُ الشيءَ حَبَسْته فهو طَلِيٌّ ومَطْلِيٌّ وطَلَيْت الرجُلَ طَلْياً فهو طَلِيٌّ ومَطلِيٌّ حَبَسْته والطَّلَى والطَّلَيانُ والطَّلَوانُ بياضٌ يعلُو اللِّسانَ من مَرَض أَو عطش قال لقَدْ تَرَكَتْني ناقَتي بتَنُوفَةٍ لِسانيَ مَعْقُولٌ من الطَّلَيانِ والطَّلِيُّ والطِّلْيانُ القَلَح في الأَسْنانِ وقد طَليَ فُوه فهو يَطْلَى طَلىً والكلمة واوية ويائيّة وبأَسْنانِه طَلِيٌّ وطِلْيانٌ مثلُ صبيٍّ وصِبْيانٍ أَي قَلَحٌ وقد طَلِيَ فَمه بالكسر يَطْلَى طَلىً إذا يَبِسَ رِيقُه من العَطَشِ والطُّلاوَةُ الرِّيقُ الذي يَجِفُّ على الأَسْنانِ من الجُوع وهو الطَّلَوانُ الكلابي الطِّلْيانُ ليس بالفَتْح يقال طَلِيَ فَمُ الإِنسانِ إِذا عَطِشَ وبقِيَتْ رِيقة ثَقِيلَةٌ في فَمِه وربما قيل كان الطَّلَى من جَهْدٍ يُصيبُ الإِنسانَ من غير عَطَشٍ وطَلِيَ لسانُه إِذا ثقُلَ مأْخوذٌ من طَلَى البَهْمَ إِذا أَوْثقَه والطَّلاَ والطُّلاوَةُ والطِّلاوة والطَّلَوان والطُّلْوانُ الرِّيقُ يَتَخَثَّر ويَعْصِبُ بالفَمِ من عطشٍ أَو مَرَضٍ وقيل الطُّلْوانُ بضم الطاء الرِّيقُ يَجِفُّ على الأَسنان لا جَمْع له وقال اللحياني في فَمِه طُلاوَةٌ أَي بَقِيَّةٌ من طَعامٍ وطَلاوة الكلإِ القليل منه والطُّلايَة والطُّلاوة دُواية اللَّبَن والطُّلاوة الجِلْدَة الرَّقِيقَة فَوْقَ اللبنِ أَو الدمِ والطُّلاوَة ما يُطْلى به الشيءُ وقياسُه طُلايَة لأَنه من طَلَيْت فدَخَلَت الواو هنا على الياء كما حكاه الأَحْمَر عن العَرَب من قولهم إنَّ عندك لأَشاوِيَّ والطَّلَى الصغيرُ من كلِّ شيءٍ وقيل الطَّلى هو الولد الصغيرُ من كلِّ شيءٍ وشبه العجَّاج رَمادَ المَوْقِد بَينَ الأَثافي بالطَّلَى بين أُمَّهاتِه فقال طَلَى الرّمادِ اسْتُرْئِمَ الطَّلِيُّ أَرادَ اسْتُرْئِمَهُ قال أَبو الهيثم هذا مَثَل جعلَ الرَّمادُ كالولد لثلاثةِ أَيْنُقٍ وهي الأَثافي عَطَفْنَ عليه يقول كأَنَّما الرَّمادُ ولدٌ صغيرٌ عَطَفَتْ عليه ثلاثة أَيْنُقٍ الجوهري الطَّلا الولد من ذواتِ الظِّلْفِ والخُفِّ والجمعُ أَطلاءٌ وأَنشد الأَصمعي لزهير بها العِينُ والآرامُ يَمْشِينَ خِلْفَةَ وأَطْلاؤُها يَنْهَضْنَ من كلِّ مَجْثَمِ ابن سيده والطَّلْوُ والطَّلا الصغيرُ من كلِّ شيءٍ وقيل الطَّلا ولَدُ الظَّبْية ساعة تَضَعهُ وجمعه طِلْوانٌ وهو طَلاَئم خِشْفٌ وقيل الطَّلا من أَولادِ الناسِ والبَهائمِ والوَحْشِ من حينِ يولدُ إِلى أَن يَتَشدّدَ وامرأَة مُطْلِيَةٌ ذاتُ طَلىً وفي حديثه صلى الله عليه وسلم لولا ما يَأْتِينَ لأَزواجِهِنَّ دَخلَ مُطْلِياتُهُنّ الجنة والجمع أَطلاءٌ وطُلِيٌّ وطُلْيانٌ وطِلْيانٌ واستعار بعض الرُّجَّاز الأَطْلاء لفَسيلِ النخل فقال دُهْما كأَنَّ الليلَ في زُهائِها لا تَرْهَبُ الذِّئبُ على أَطْلائِها يقول إِن أَولادَها إنما هي فَسِيلٌ فهي لا تَرْهَب الذئب لذلك فإن الذَّئاب لا تأكلُ الفَسيلَ الفراء اطْلُ طَلِيَّكَ والجمع الطُّلْيانُ وطَلَوْته وهو الطَّلا مقصورٌ يعني ارْبطْه برِجلِه والطِّلى اللَّذَّةُ قال أَبو صَخْر الهذلي كما تُثَنِّي حُمَيّا الكأْسِ شارِبَها لم يَقْضِ منها طِلاهُ بعد إِنْفادِ وقضى ابن سيده على الطِّلى اللذَّة بالياءِ وإِنْ لم يُشْتَقَّ كما قال لكثرة ط ل ي وقلة ط ل و وتَطَلَّى فلانٌ إِذا لَزِمَ اللَّهْوَ والطَّرَبَ ويقال قَضَى فلانٌ طَلاهُ من حاجتِه أَي هواه والطُّلاةُ هي العُنُق والجمع طُلىً مِثلُ تُقاةٍ وتُقىً وبعضهم يقول طُلْوةٌ وطُلىً والطُّلى الأَعْناق وقيل هي أُصُولُ الأَعناقِ وقيل هي ما عَرُضَ من أَسفل الخُشَشاءِ واحدتُها طُلْية غيره الطُّلى جمع طُلْيَةٍ وهي صَفْحة العُنُق وقال سيبويه قال أَبو الخطاب طُلاةٌ وهو من باب رُطَبَة ورُطَبٍ لا من باب تَمْرَةٍ وتَمْرٍ فافهم وأنشد غيرُه قولَ الأَعْشى متى تُسْقَ من أَنْيابِها بعد هَجْعةٍ من الليلِ شِرْباً حين مالت طُلاتُها قال سيبويه ولا نَظيرَ له إلا حَرْفان حُكاةٌ وحُكىً وهو ضَرْبٌ من العَظاء وقيل هي دابة تُشْبه العظاء ومُهاةٌ ومُهىً وهو ماءُ الفحل في رَحِم الناقةِ واحتج الأصمعي على قوله واحدتُها طُلْية بقول ذي الرمة أَضَلَّه راعِيا كَلْبِيَّةٍ صَدَرا عن مُطْلِبِ وطُلى الأعْناقِ تضْطَرِبُ قال ابن بري وهذا ليس فيه حجة لأنه يجوز أن يكون جمعَ طَلاةٍ كمَهاةٍ ومَهىً وأَطْلى الرجلُ والبعيرُ إطلاءً فهو مُطْلٍ وذلك إذا مالت عُنُقُه للموت أَو لغيره قال وسائلةٍ تُسائلُ عن أَبيها فقلت لها وَقَعْتِ على الخَبيرِ تَرَكْتُ أَباكِ قد أَطْلى ومالت عليه القَشْعَمان مِن النُّسورِ ويروى مثالَ الثُّعْلُبان وفي الحديث ما أَطْلى نَبيٌّ قَطُّ أَي ما مالَ إلى هواهُ وأَصله من مَيل الطُّلا وهي الأَعْناقُ إلى أَحدِ الشِّقَّيْنِ والطُّلْوة لغةٌ في الطُّلْية التي هي عَرْضُ العُنُق والطُّلْية بياضُ الصُّبْحِ والنُّوَّار ورجل طَلىً مقصورٌ إذا كان شديد المَرَضِ مثل عَمىً لا يُثَنىَّى ولا يُجْمَع وربما قيل رَجُلانِ طَلَيان وعَمَيان ورِجالٌ أَطْلاءٌ وأَعْماءٌ قال الشاعر أفاطِمَ فاسْتَحْيي طَليً وتَحَرَّجِي مُصاباً متى يَلْجَجْ به الشَّرُّ يَلْجَجِ ابن السكيت طَلَّيْتُ فلاناً تَطلِيَةً إذا مَرَّضتْه وقمت في مَرَضِه عليه والطُّلاءُ مثال المُكَّاء الدَّمُ يقال تَرَكْته يَتَشَحَّط في طُلاَّئِه أَي يضطرِب في دَمِه مقتولاً وقال أَبو سعيد الطُّلاَّءُ شيءٌ يَخْرُجُ بعد سُؤبُوبِ الدَّمِ يُخالِفُ لَونَ الدَّمِ وذلك عند خروج النَّفْسِ من الذَّبيحِ وهو الدَّم الذي يُطْلى به وقال ابن بزرج يقال هو أَبغضُ إِليَّ من الطَّلِيّا والمُهْلِ وزَعم أَن الطَّلِيَّا قُرْحة تَخْرُج في جَنْبِ الإنسان شَبِيهَة بالقُوبَاء فيقال للرجل إنما هي قُوبَاء وليستْ بطَلِيَّا يُهَوّنُ بذلك عليه وقيل الطَّلِيَّا الجَرَب قال أَبو منصور وأَما الطَّلْياءُ فهي الثَّمَلة ممدودة وقال ابن السكيت في قولهم هو أَهْون عليه من طَلْية هي الرِّبذَة وهي الثَّمَلة قاله بفتح الطاء أبو سعيد أَمْرٌ مَطْليٌّ أَي مُشْكِل مُظْلِمٌ كأَنه قد طُليَ بما لبَّسَه وأَنشد ابن السكيت شامِذاً تَتَّقِي المُبِسَّ على المُرْ يَةِ كَرْهاً بالصِّرْفِ ذي الطُّلاَّءِ قال الطُّلاَّءُ الدَّمُ في هذا البيت قال وهؤلاء قوم يريدون تسكِين حَرْبٍ
( * قوله « يريدون تسكين حرب إلخ » تقدم لنا في مادة شمذ قال أبو زبيد يصف حرباء والصواب يصف حرباً ) وهي تَسْتَعْصِي عليهم وتَزْبِنُهُم لما هُريقَ فيها منَ الدِّماءِ وأَراد بالصِّرْفِ الدمَ الخالِص والطَّلى الشَّخْصُ يقال إِنه لَجَمِيلُ الطَّلى وأَنشد أَبو عمرو وخَدٍّ كَمَتْنِ الصُّلَّبيِّ جَلَوْتُه جَمِيلِ الطَّلى مُسْتَشْرِبِ اللَّوْنِ أَكْحَلِ ابن سيده الطَّلاوة والطُّلاوة الحُسْنُ والبَهْجَةُ والقَبولُ في النَّامي وغير النامي وحديثٌ عليه طُلاوةٌ
( * قوله « طلاوة » هي مثلثة كما في القاموس ) وعلى كلامِهِ طُلاوةٌ على المَثَل ويجوز طَلاوةٌ ويقال ما على وجْهه حَلاوةٌ ولا طَلاوةٌ وما عليه طُلاوةٌ والضم اللغةُ الجيِّدة وهو الأَفْصَح وقال ابن الأَعرابي ما على كلامه طَلاوةٌ وحَلاوة بالفتح قال ولا أَقول طُلاوة بالضم إِلا للشيءِ يُطْلى به وقال أَبو عمرو طَلاوة وطُلاوة وطِلاوة وفي قِصَّة الوَلِيد بن المُغِيرة إِنَّ له لحَلاوةً وإِنَّ عليه لَطُلاوةً أَي رَوْنَقاً وحُسْناً قال وقد تفتح الطَّاءُ والطُّلاوة السِّحْر
( * قوله « والطلاوة السحر » في القاموس أنه مثلث )
ابن الأَعرابي طلّى إِذا شتَم شَتْماً قَبيحاً والطِّلاءُ الشَّتْمُ وطَلَّيْتُه أَي شَتَمْته أَبو عمرو وليلٌ طالٍ أَي مُظْلِمٌ كأَنه طَلى الشُّخُوصَ فَغَطَّاها قال ابن مقبل أَلا طَرَقَتْنا بالمَدِينَة بَعْدَما طَلى اللَّيْلُ أَذْنابَ النِّجادِ فأَظْلَمَا أَي غَشَّاها كما يُطْلى البَعِيرُ بالقَطِرانِ والمِطلاءُ مَسِيلٌ ضَيِّقٌ من الأَرض يُمَدُّ ويُقْصَر وقيل هي أَرضٌ سَهْلةٌ ليِّنةٌ تُنْبِتُ العِضَاهَ وقد وَهِمَ أَبو حنيفة حين أَنشد بيت هِمْيان ورُغُلَ المِطْلى به لَواهِجا وذلك أَنه قال المطلاءِ ممدود لا غير وإِنما قَصَرَه الراجزُ ضَرورة وليس هِمْيانُ وحْدَه قَصَرَها قال الفارسيُّ إِن أَبا زياد الكِلابيَّ ذكر دَارَ أَبي بَكْرِ بن كلاب فقال تَصُبُّ في مَذانِبَ ونَواصِرَ وهي مِطْلىً كذلك قالها بالقَصْر أَبو عبيد المَطالي الأَرض السَّهْلة اللَّيِّنَة تُنْبِتُ العِضاهَ واحدَتُها مِطْلاء على وزن مِفْعال ويقال المَطالي المَواضِعُ التي تَغْذُو فيها الوَحْش أَطلاءَها وحكى ابن بري عن عليّ بن حَمْزَة المَطالي رَوْضاتٌ واحدها مِطْلى بالقَصْر لا غيرُ وأَما المِطْلاءُ لِمَا انْخَفَض من الأَرض واتَّسَعَ فَيُمَدُّ ويُقْصَرُ والقًصْرُ فيه أَكثر وجمعهُ مَطالٍ قال زَبَّانُ بنُ سَيّارٍ الفزاري رَحَلْتُ إِليكَ من جَنَفاءِ حَتَّى أَنَخْتُ فِناءَ بَيْتِك بالمَطالي وقال ابن السيرافي الواحدة مِطْلاءٌ بالمدّ وهي أَرضٌ سَهْلة والمُطَلِّي هو المُغَنِّي والطِّلْوُ الذِّئْب والطِّلْوُ القانصُ اللطيفُ الجِسْمِ شُبِّه بالذِّئبِ قال الطرِمَّاح صادَفَتْ طِلْواً طَويلَ القَرَا حافِظَ العَينِ قَلِيلَ السَّأَمْ
( * قوله « طويل القرا » في التكملة طويل الطوى )

طنا
الطَّنَى التُّهَمَةُ وهو مذكور في الهمز أَيضاً والطُّنِيُّ والطُّنُوُّ الفُجور قَلبوا فيه الياء واواً كما قالوا المُضُوّ في المُضِيّ وقد طَنِيَ إِليها طَنًى وقومٌ زناة طُناةٌ وطَنِيَ في الفُجور وأَطْنَى مَضَى فيه والطَّنَى الرِّيبَةُ والتُّهَمة والطَّنَى الظنُّ ما كانَ والطَّنَى أَن يَعظُم الطِّحالُ عن الحمَّى يقال منه رجل طَنٍ عن اللحياني وهو الذي يُحَمُّ غِبّاً فيَعْظُمُ طِحالُه وقد طَنِيَ طَنًى وبعضهم يهمز فيقول طَنِئَ طَنَأً فهو طَنِئٌ والطَّنَى في البَعير أَن يَعْظُم طِحالُه عن النُّحازِ عن اللحياني والطَّنَى لُزُوقُ الطحال بالجَنْبِ والرئَةِ بالأَضْلاعِ من الجانِبِ الأَيْسَرِ وقيل الطَّنَى لزُوق الرئَةِ بالأَضْلاعِ حتى رُبَّما عَفِنَتْ واسْوَدَّتْ وأَكثرُ ما يُصيبُ الإِبِلَ وبَعِيرٌ طَنىً قال رؤبة من داءِ نَفْسِي بَعْدَما طَنِيتُ مِثلَ طَنَى الإِبْلِ وما ضَنِيتُ أَي وبعدَما ضَنِيتُ الجوهري الطَّنَى لزُوق الطِّحالِ بالجَنْبِ من شِدَّةِ العَطشِ تقولُ منه طَنِيَ بالكسر يَطْنَى طَنًى فهو طنٍ وطَنًى وطَنَّاهُ تَطنِيَةً عالَجَه من ذلك قال الحرث بن مُصرّف وهو أَبو مزاحِمٍ العُقَيلي أَكْوِيه إِمَّا أَرادَ الكَيَّ مُعْتَرِضاً كَيَّ المُطَنِّي من النَّحْزِ الطَّنَى الطَّحِلا قال والمُطَنِّي الذي يُطَنِّي البَعِيرَ إِذا طَنِيَ قال أَبو منصور والطَّنَى يكونُ في الطِّحالِ الفراء طَنِيَ الرجلُ طَنًى إِذا التَصَقَتْ رئتَهُ بجَنْبِهِ من العَطشِ وقال اللحياني طَنَّيْت بعيري في جَنْبيه كَوَيْته من الطَّنَى ودواءُ الطَّنَى أَن يُؤخذ وتِدٌ فيُضجَعَ على جَنْبِه فيُجْرَى بين أَضلاعِه أَحْزازٌ لا تُخْرَقُ والطَّنَى المَرضُ وقد طَنِيَ ورجلٌ طَنًى كضَنًى والإِطناء أَن يَدَع المرضَ المَرِيضُ وفيه بقِيَّة عن ابن الأَعرابي وأَنشد في صفة دلو إِذا وَقَعْتِ فَقَعِي لِفِيكِ إِن وقُوعَ الظَّهْرِ لا يُطْنِيكِ أَي لا يُبْقِي فيك بَقِيَّةً يقول الدَّلْو إِذا وَقَعَت على ظَهْرِها انْشَقَّت وإِذا وَقَعَت لِفِيها لم يَضِرْها وقوله وقُوعَ الظَّهْرِ أَراد أَن وقُوعَك عل « ظَهْركِ ابن الأَعرابي ورَماهُ الله بأَفْعَى حارِيَةٍ وهي التي لا تُطْني أَي لا تُبْقِي وحَيَّة لا تُطْني أَي لا تُبْقي ولا يَعِيش صاحِبُها تَقْتُل من ساعَتِها وأَصله الهمز وقد تقدم ذكره وفي حديث اليهوديَّة التي سَمَّتِ النبي صلى الله عليه وسلم عَمَدَتْ إِلى سُمٍّ لا يُطْني أَي لا يَسْلم عليه أَحدٌ يقال رماه الله بأَفْعَى لا تُطْني أَي لا يُفْلت لَديغُها وضَرَبه ضَرْبَةً لا تُطْني أَي لا تُلْبثُه حتى تَقْتُلَه والاسم من ذلك الطَّنَى قال أَبو الهيثم يقال لدَغَتْه حَيَّة فأَطْنَتْه إِذا لم تَقْتُلْه وهي حيَّة لا تُطني أَي لا تُخْطِئ والإِطْناءُ مثلُ الإِشْواءِ والطَّنَى المَوْتُ نَفْسه ابن الأَعرابي أَطْنَى الرجل إِذا مال إِلى الطَّنَى وهو الريبَة والتُّهَمة وأَطْنَى إِذا مال إِلى الطَّنَى وهو البِساطُ فنامَ عليه كَسَلاً وأَطْنَى إِذا مال إِلى الطَّنَى وهو المنزلُ وأَطْنَى إِذا مال إِلى الطَّنَى
( * قوله « إذا مال إلى الطنى » هكذا في الأصل والمحكم والذي في القاموس إلى الطنو بالكسر ) فشَرِبَه وهو الماءُ يَبْقَى أَسْفَلَ الحَوْض وأَطْنَى إِذا أَخَذَه الطَّنَى وهو لُزُوقُ الرِّئةِ بالجَنْبِ والأَطْناءُ الأَهواء والطَّنَى غَلْفَقُ الماءِ قال ابن سيده ولستُ منه على ثِقَةٍ والطَّنَى شِراءُ الشَّجَرِ وقيل هو بيع ثَمَر النَّخْل خاصَّةً أَطْنَيْتُها بِعْتُها وأَطْنَيْتُها اشْتَرَيْتُها وأَطنَيْتُه بعت عليه نَخْلَه قال ابن سيده وهذا كله من الياء لعدم ط ن و ووجود ط ن ي وهو قوله الطَّنَى التُّهَمَة

طما
طَمَا الماءُ يَطْمُو طُمُوًّا ويَطْمِي طُمِيّاً ارْتَفَعَ وعَلا ومَلأَ النهر فهو طامٍ وكذلك إِذا امْتلأَ البحْرُ أَو النَّهر أَو البئر وفي حديث طَهْفة ما طَمَا البحرُ وقام تِعارٌ أَي رْتَفَع موجُه وتِعارٌ اسم جَبَل وطَمَى النَّبْتُ طالَ وعَلا ومنه يقال طَمَت المرأَةُ بزَوْجها أَي رْتَفَعَتْ به وطَمَتْ به هِمَّتُه عَلَتْ وقد يُستَعار فيما سِوى ذلك أَنشد ثعلب لها مَنْطِقٌ لا هِذْرِيانٌ طَمَى بهِ سَفاهٌ ولا بادِي الجَفاءِ جَشِيبُ أَي أَنه لم يَعْلُ به كما يَعْلُو الماءُ بالزَّبَد فَيَقْذِفُه وطَمَى يَطْمِي مثلُ طَمَّ يَطِمُّ إِذا مَرَّ مُسْرعاً قال الشاعر أَراد وِصالاً ثم صَدَّتْه نِيَّةٌ وكانَ له شَكْلٌ فخالفَها يَطْمِي وطَمِيَّةُ جَبَلٌ قال امرؤ القيس كأَنَّ طَمِيَّة المُجَيْمِر غُدْوَةً منَ السَّيلِ والأَغْثاءِ فِلْكة مِغْزَل

طها
طَهَا اللحْمَ يَطْهُوهُ ويَطْهاهُ طَهْواً وطُهُوًّا وطُهِيّاً وطِهايَةً وطَهْياً عالجَه بالطَّبْخِ أَو الشيءِ والاسم الطَّهْيُ ويقال يَطْهَى والطَّهْوُ والطَّهْيُ أَيضاً الخَبْزُ ابن الأعرابي الطُّهَى الطَّبيخُ والطَّاهي الطَّبَّاخ وقيل الشَّوَّاء وقيل الخَبَّازُ وقيل كلّ مُصْلِحٍ لِطعام أَو غيرِهِ مُعالِجٍ له طاهٍ رواه ابن الأَعرابي والجمع طُهاةٌ وطُهِيٌّ قال امرؤ القيس فَظَلَّ طُهاةُ اللَّحْمِ من بَيْنِ مُنْضِجٍ صفِيفَ شِواء أَو قَدِيِرٍ مُعَجَّلِ أَبو عمرو أَطْهَى حَذِقَ صِنَاعَتَه وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ وما طُهاةُ أَبي زَرْعٍ يعني الطبَّاخِينَ واحِدُهم طاهٍ وأَصلُ الطَّهْوِ الطَّبْخُ الجَيِّدُ المُنْضِجُ يقال طَهَوْتُ الطّعَامَ إِذا أَنْضَجْتَه وأَتْقَنْتَ طَبْخَه والطَّهْو العَمَل الليث الطَّهْوُ عِلاجُ اللَّحْم بالشَّيِّ أَو الطَّبْخ وقيل لأَبي هريرة أَأَنت سَمِعْتَ هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال وما كان طَهْوي
( * قوله « وما كان طهوي » هذا لفظ الحديث في المحكم ولفظه في التهذيب فقال أنا ما طهوي إلخ )
أَي ما كان عَمَلي إِن لم أُحكم ذلكف قال أَبو عبيد هذا عندي مَثَلٌ ضَرَبه لأَنَّ الطَّهْوَ في كلامِهِمِ إِنْضاجُ الطَّعامِ قال فنُرَى أَنّ معناه أَنّ أَبا هريرة جعل إِحْكامَه للحديث وإِتْقانَه إِيَّاه كالطَّاهي المُجِيدِ المُنْضِجِ لِطَعامِهِ يقول فما كان عَمَلي إِن كنتُ لم أُحْكِمْ هذه الروايَةَ التي رَوَيْتها عن النبي صلى الله عليه وسلم كإِحْكامِ الطاهي للطعام وكان وجْه الكلام أَن يقول فما كان إِذاً طَهْوِي
( * قوله « فما كان إذاً طهوي » هكذا في الأصل وعبارة التهذيب أن يقول فما طهوي أي فما كان إذاً طهوي إلخ )
ولكن الحدِيث جاء على هذا اللَّفْظِ ومعناه أَنَّه لم يكن لي عَمَلٌ غيرُ السمَاعِ أَو أَنَّه إنكارٌ لأَنْ يكونَ الأَمْرُ على خلاف ما قال وقيل هُوَ بمعنى التَّعَجُّب كأَنه قال وإِلاَّ فأَيُّ شيءٍ حِفْظِي وإِحْكامي ما سَمِعْتُف والطُّهَى الذَّنْبُ طَهَى طَهْياً أَذْنَبَ حكاه ثعلب عن ابن الأَعرابي قال وذلك من قَوْل أَبي هريرة أَنا ما طَهْوِي أَي أَيُّ شيء طَهْوِي على التَّعَجب كأَنه أَراد أَي شَيءٍ حِفْظِي لما سمعته وإحكامي وطَهَتِ الإِبلُ تَطْهى طَهْواً وطُهُوّاً وطَهْياً انْتَشَرَتْ وذَهَبَتْ في الأَرض قال الأَعشى ولَسْنَا لبَاغِي المُهْمَلاتِ بِقِرْفَةٍ إذا ما طَهَى باللَّيْلِ مُنْتَشِراتُها ورواه بعضهم إِذا ماطَ من ماطَ يَمِيطُ والطُّهاوة الجِلْدَة الرَّقِيقَة فوقَ اللَّبَنِ أَو الدَّم وطَهَا في الأَرض طَهْياً ذَهب فيها مثلَ طَحَا قال ما كانَ ذَنْبِي أَنْ طَهَا ثُمَّ لم يَعُد وحُمْرانُ فيها طائِشُ العَقْلِ أَصْوَرُ وأَنشد الجوهري طَهَا هِذْرِيانٌ قَلَّ تَغْمِيضُ عَيْنِه على دُبَّة مثل الخَنِيف المُرَعْبَلِ وكذلك طَهَتِ الإِبلُ والطَّهْيُ الغَيْمُ الرَّقيق وهو الطَهاءُ لغة في الطَّخاءِ واحدَتُه طَهاءَةٌ يقال ما على السماء طَهاءَةٌ أَي قَزَعة ولَيلٌ طاهٍ أَي مُظْلِمٌ الأَصمعي الطَّهاءُ والطَّخاءُ والطَّخافُ والعَماءُ كلُّه السحابُ المرتفِعُ والطَّهْي الصِّراع والطَّهْي الضرب الشديد وطُهَيَّةٌ قَبيلة النسَبُ إليها طُهَوِيٌّ وطُهْوِيٌّ وطَهَوِيٌّ وطَهْوِيٌّ وذكروا أَنَّ مُكَبَّره طهْوة ولكنهم غلَب استعمالهم له مُصَغَّراً قال ابن سيده وهذا ليس بقَوِيٍّ قال وقال سيبويه النَّسَب إِلى طُهَيَّة طُهْوِيٌّ وقال بعضهم طُهَوِيٌّ على القياس وقيل هم حَيٌّ من تميم نُسِبوا إِلى أُمِّهِمْ وهم أَبو سَوْدٍ وعَوْفٌ وحبيش
( * قوله « حبيش » هكذا في الأصل وبعض نسخ الصحاح وفي بعضها حنش )
بنو مالكِ بنِ حَنْظَلَة قال جرير أَثَعْلَبَة الفَوارِسَ أَوْ رِياحاً عَدَلْتَ بهم طُهَيَّةَ والخِشابا ؟ قال ابن بري قال ابن السيرافي لا يروى فيه إِلاَّ نصبُ الفوارِس على النَّعْتِ لثَعلبة الأَزهري مَنْ قال طَهْوِيٌّ جَعلَ الأَصلَ طَهْوَةَ وفي النوادِرِ ما أَدْرِي أَيُّ الطَّهْياءِ هو
( * قوله « أي الطهياء هو إلخ » فسره في التكملة فقال أي أَيّ الناس هو ) وأَيُّ الضَّحْياءِ هو وأَيُّ الوَضَحِ هو وقال أَبو النجم جَزَاهُ عنّا ربُّنا رَبُّ طَهَا خَيْرَ الجزاء في العَلاليِّ العُلا فإنما أَرادَ رَبُّ طَه السُّورة فَحَذَف الأَلِفَ وأَنشد الباهليُّ للأَحْولِ الكِنْدِيِّ وليْتَ لنا من ماءِ زَمْزَمَ شَرْبةً مُبَرَّدةً باتَتْ على الطَّهَيانِ يعني من ماءِ زمزمٍ بدلَ ماءِ زَمْزَمَ كقوله كَسَوْناها من الرَّيْطِ اليَماني مُسُوحاً في بَنائِقها فُضُولُ يصف إِبلاً كانت بيضاً وسَوَّدها العَرَنُ فكأَنها كُسِيَتْ مُسُوحاً سوداً بعدما كانت بيضاً والطَّهَيانُ كأَنه اسم قُلَّةِ جبلٍ والطَّهَيانُ خَشَبَةٌ يُبَرَّد عليها الماءُ وأَنشد بيت الأَحولِ الكِنْدِي مُبرَّدةً باتَتْ على طَهَيانِ وحَمْنانُ مكةُ
( * قوله « وحمنان مكة » أي في صدر البيت على الرواية الآتية بعده وقد أسلفها في مادة ح م ن ونسب البيت هناك ليعلى بن مسلم بن قيس الشكري قال وشكر قبيلة من الازد ) شرَّفَها الله تعالى ورأَيتُ بخط الشيخ الفاضل رضيّ الدين الشاطِبيّ رحمه الله في حواشي كتاب أَمَالي ابن بري قال قال أَبو عبيد البكري طَهَيان بفتح أَوله وثانيه وبعده الياءُ أُخت الواوِ اسم ماءٍ وطَهَيَان جبل وأَنشد فلَيْتَ لنا من ماءِ حَمْنانَ شَرْبةً مُبَرَّدةً باتَت على الطَّهَيَانِ وشَرحَه فقال يريد بدلاً من ماءِ زمزَم كما قال علي كرم الله وجهه لأَهل العراق وهم مائة أَلف أَو يزيدون لَوَدِدْتُ لو أَنَّ لي منكم مائَتَيْ رجلٍ من بَني فِراسِ بنِ غَنْمٍ لا أُبالي مَنْ لَقِيتُ بهم

( طوي ) الطَّيُّ نَقِيضُ النَّشْرِ طَوَيْته طَيّاً وطِيَّةً وَطِيَةً بالتخفيف الأَخيرة عن اللحياني وهي نادرة وحكى صَحِيفة جافيَة الطِّيَةِ بالتخفيف أَيضاً أَي الطَّيّ وحكى أَبو علي طَيَّةٌ وطُوًى ككَوَّة وكُوًى وطَوَيته وقد انطَوَى واطَّوَى وتَطَوَّى تَطَوِّياً وحكى سيبويه تَطَوَّى انْطِواءً وأَنشد وقد تَطَوَّيْتُ انطِواءَ الحِضْبِ الحِضْبُ ضربٌ من الحَيَّاتِ وهو الوتَرُ أَيضاً قال وكذلك جميعُ ما يُطْوَى ويقال طَوَيتُ الصَّحيفةَ أَطْوِيها طَيّاً فالطَّيُّ المصدرُ وطَوَيْتُها طَيَّةً واحدة أَي مَرَّةً واحدةً وإِنه لحَسَنُ الطِّيَّة بكسر الطاءِ يريدون ضَرْباً من الطَّيِّ مثلُ الجِلسَة والمِشْيَة والرِّكْبةِ وقال ذو الرمة من دِمْنَةٍ نَسَفَتْ عنها الصَّبا سُفَعاً كما تُنَشَّرُ بعدَ الطِّيَّةِ الكُتُبُ فكسَر الطاء لأَنه لم يُرِدْ به المَرَّة الواحدة ويقال للحيَّة وما يُشبِهُها انْطَوَى يَنْطوِي انْطِواءً فهو مُنْطَوٍ على مُنْفَعِلٍ ويقال اطَّوَى يَطَّوِي اطِّواءً إِذا أَردتَ به افْتَعَل فأَدْغمِ التاء في الطاءِ فتقول مُطَّوٍ مُفْتَعِل وفي حديث بناءِ الكَعْبةِ فتَطوَّتْ موضعَ البَيْتِ كالحَجَفَة أَي اسْتَدارَتْ كالتُّرْسِ وهو تَفَعَّلَتْ من الطيِّ وفي حديث السفَرِ اطْوِ لَنا الأَرضَ أَي قَرِّبها لنا وسَهِّلِ السَّيْرَ فيها حتى لا تَطُولَ علينا فكأَنها قد طُوِيَتْ وفي الحديث أَن الأَرضَ تُطْوَى بالليلِ ما لا تُطْوَى بالنَّهارِ أَي تُقْطَع مسافتُها لأَن الإِنسان فيه أَنشَطُ منه في النهارِ وأَقدرُ على المَشْي والسيرِ لعدمِ الحَرِّ وغيره والطاوِي من الظِّباءِ الذي يَطْوِي عُنُقَه عند الرُّبوضِ ثم يَرْبِضُ قال الراعي أَغَنّ غَضِيض الطَّرْفِ باتَتْ تَعُلُّه صَرَى ضَرّةٍ شَكْرى فأَصْبَحَ طاوِيا عَدَّى تَعُلُّ إِلى مفعولَيْن لأَن فيه معنى تَسْقِي والطِّيَّة الهيئة التي يُطْوَى عليها وأَطواءُ الثَّوْبِ والصحيفةِ والبطْنِ والشَّحمِ والأَمعاء والحَيَّةِ وغير ذلك طَرائِقُه ومَكاسِرُ طَيِّه واحدُها طِيٌّ بالكسر وطَيٌّ بالفتح وطِوًى الليث أَطواءُ الناقةِ طَرائقُ شَحْمها وقيل طَرائِقُ شَحْمِ جَنْبَيْها وسنَامِها طَيٌّ فوق طَيٍّ ومَطاوي الحيَّةِ ومَطاوِي الأَمْعاءِ والثَّوْبِ والشحمِ والبطْنِ أَطواؤُها والواحدُ مَطْوًى وتَطوَّتِ الحَيَّة أَي تحوَّت وطِوى الحيَّة انْطِواؤُها ومَطاوِي الدِّرْعِ غُضُونُها إِذا ضُمَّتْ واحدها مِطْوىً وأَنشد وعِنديَ حَصْداءُ مَسْرُودَةٌ كأَنَّ مَطاوِيَها مِبْرَدُ والمِطْوَى شيءٌ يُطوَى عليه الغَزْلُ والمُنْطَوِي الضامرُ البَطْنِ وهذا رجلٌ طَوِيّ البَطنِ على فَعِلٍ أَي ضامِرُ البَطنِ عن ابن السِّكِّيت قال العُجَيرُ السَّلوليّ فقامَ فأَدنَى من وِسادِي وِسادَه طَوِي البَطْنِ ممشُوقُ الذراعَينِ شَرْجَبُ وسِقاءٌ طَوٍ طُوِيَ وفيه بَلَلٌ أَو بَقِيَّةُ لبَنٍ فَتَغَيَّر ولَخِنَ وتَقَطَّع عَفَناً وقد طَوِي طَوًى والطَّيُّ في العَرُوضِ حَذْفُ الرابِعِ من مُسْتَفْعِلُنْ ومَفْعُولاتُ فيبقى مُسْتَعِلُنْ ومَفْعُلات فيُنْقَل مُسْتَعِلُنْ إلى مُفْتَعِلُنْ ومَفْعُلات إِلى فاعلاتُ يكون ذلك في البَسيطِ والرَّجَز والمنْسَرِح وربما سمي هذا الجزءُ إِذا كان ذلك مَطْوِيّاً لأَن رابعهُ وسَطُه على الاسْتِواء فشُبِّه بالثَّوْبِ الذي يُعطَفُ من وَسَطه وطَوَى الرَّكِيَّة طَيّاً عرشها بالحِجارةِ والآجُرِّ وكذلك اللَّبِنُ تَطْويه في البِناءِ والطَّوِيُّ البئرُ المَطْوِيَّة بالحجارة مُذَكَّر فإِن أُنِّثَ فَعَلى المعنى كما ذُكِّرَ البئرُ على المعنى في قوله يا بِئرُ يا بِئرَ بَني عَدِيِّ لأَنْزَحَنْ قَعْرَكِ بالدُّلِيِّ حتى تَعُودي أَقْطَعَ الوَلِيِّ أَرادَ قَلِيباً أَقْطَعَ الوَلِيِّ وجمع الطّوِيِّ البئرِ أَطواءٌ وفي حديث بَدْرٍ فَقُذِفوا في طَوِيٍّ من أَطْواءِ بَدْرٍ أَي بِئرٍ مَطوِيَّةٍ من آبارِها قال ابن الأَثير والطَّوِيُّ في الأَصْل صِفَةٌ فعيلٌ بمعنى مَفْعول فلذلك جَمَعُوه على الأَطْواء كَشَرِيفٍ وأَشرافٍ ويَتِيمٍ وأَيْتامٍ وإِن كان قد انْتَقَلَ إِلى بابِ الاسْمِيّة وطَوَى كَشْحَه على كذا أَضْمَرَه وعزم عليه وطَوَى فلانٌ كَشْحَهُ مَضَى لِوَجّهِه قال الشاعر وصاحبٍ قد طَوَى كَشْحاً فَقُلْتُ له إِنَّ انْطِواءَكَ هذا عَنْكَ يَطْوِيني وطَوَى عنِّي نَصِيحتَه وأَمْرَه كَتَمه أَبو الهيثم يقال طَوَى فُلانٌ فُؤادَهُ على عَزِيمةِ أَمرٍ إِذا أَسَرَّها في فُؤادِه وطَوَى فُلانٌ كَشْحَه أَعْرَضَ بِودِّهِ وطوَى فلانٌ كَشْحَه على عَدواةٍ إِذا لم يُظْهِرْها ويقال طَوَى فُلانٌ حَديثاً إِلى حَديثٍ أَي لم يُخْبِرْ به وأَسَرَّه في نفسِه فَجازَه إِلى آخر كما يَطْوِي المُسافِرُ مَنزلاً إِلى مَنزلٍ فلا يَنْزِلُ ويقال اطْوِ هذا الحديثَ أَي اكْتُمْه وطَوَى فلانٌ كَشْحَه عَني أَي أَعْرَضَ عَنِّي مُهاجِراً وطَوَى كَشْحَهُ على أَمْرٍ إذا أَخْفاه قال زهير وكانَ طَوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ فَلا هُوَ أَبْداها ولم يَتَقَدَّم أَرادَ بالمُسْتَكِنَّةِ عَداوَةً أَكَنَّها في ضَميره وطوَى البِلادَ طَيّاً قَطَعَها بلَداً عَنْ بَلَدٍ وطوَى الله لنا البُعْدَ أَي قرّبَه وفلانٌ يَطْوِي البلادَ أَي يَقْطَعُها بَلداً عن بَلَدٍ وطَوَى المَكانَ إِلى المَكانِ جاوَزه أَنشد ابن الأَعرابي عليها ابنُ عَلاَّتٍ إِذا اجْتَسَّ مَنْزِلاً طَوَتْهُ نُجُومُ اللَّيْلِ وَهْي بَلاقِعُ أَي أَنه لا يُقِيمُ بالمَنْزِل لا يُجاوِزُه النَّجْمُ إِلا وهو قَفْر منه قال وهي بلاقِعُ لأَنه عَنَى بالمَنْزل المنازِلَ أَي إِذا اجْتَسَّ مَنازِلَ وأَنشد بهَا الوَجْناءُ ما تَطْوِي بماءٍ إِلى ماءٍ ويُمْتَلُّ السَّلِيلُ يقول وإِن بَقِيَتْ فإِنها لا تَبْلغُ الماءَ ومَعَها حِين بُلوغِها فَضْلَةٌ من الماءِ الأَوَّلِ وطَوَيْت طِيَّةً بَعُدَتْ هذه عن اللحياني فأَما قول الأَعشى أَجَدَّ بِتَيَّا هَجْرُها وشَتاتُها وحُبَّ بها لو تُسْتَطاعُ طِياتُها إِنما أَراد طِيَّاتُها فحَذَف الياء الثانية والطِّيَّة الناحية والطِّيَّةُ الحاجة والَوطَر والطِّيَّةُ تكونُ مَنْزِلاً وتكونُ مُنْتَوًى ومضى لِطيَّتِه أَي لوجهِه الذي يريدُه ولِنِيَّتِه التي انْتَواها وفي الحديث لَمَّا عَرَضَ نفسَه على قَبائلِ العرب قالوا له يا محمد اعْمِدْ لِطِيَّتِكَ أَي امْضِ لِوَجْهِكَ وقَصْدِك ويقال الْحَقْ بطِيَّتِك وبنِيَّتِك أَي بحاجتِك وطِيَّةٌ بعيدةٌ أَي شاسِعةٌ والطَّوِيَّة الضَّمِيرُ والطِّيَّة الوَطَنُ والمَنْزِلُ والنِّيَّة وبَعُدَتْ عَنَّا طِيَّتُه وهو المَنْزِلُ الذي انْتَواهُ والجمع طِيَّاتٌ وقد يُخَفَّفُ في الشِّعْرِ قال الطرمّاح أَصَمّ القلبِ حُوشِيّ الطِّيَاتِ والطَّواءُ أَن يَنْطَوِي ثَدْيا المرأَةِ فلا يَكْسِرهما الحَبَل وأَنشد وثَدْيانِ لم يَكْسِرْ طَواءَهُما الحَبَلْ قال أَبو حنيفة والأَطْواءُ الأَثْناءُ في ذَنَب الجَرادة وهي كالعُقْدَةِ واحِدُها طِوًى والطَّوَى الجُوعُ وفي حديث فاطمة قال لها لا أُخْدِمُكِ وأَتْرُكَ أَهلَ الصُّفَّة تَطْوَى بطونُهم والطَّيَّانُ الجائعُ ورجلٌ طَيَّانُ لم يأْكل شيئاً والأُنثى طَيَّا وجمعها طِوَاءٌ وقد طَوِيَ يَطْوَى بالكسر طَوًى وطِوًى عن سيبويه خَمُصَ من الجوعِ فإذا تَعَمَّدَ ذلك قيل طَوَى يَطْوِي بالفتح طَيّاً الليث الطَّيَّانُ الطاوي البطن والمرأَةُ طَيَّا وطاوِيةٌ وقال طَوَى نهارَه جائعاً يَطْوِي طَوًى فهو طاوٍ وطَوًى أَي خالي البَطنِ جائع لم يأْكل وفي الحديث يَبِيتُ شَبْعانَ وجارُهُ طاوٍ وفي الحديث أَنه كان يَطْوِي بَطنَه عن جارِه أَي يُجِيعُ نفسَه ويؤثِرُ جارَه بطعامِه وفي الحديث أَنه كان يَطْوِي يومين أَي لا يأْكل فيهما ولا يَشْرَب وأَتيته بعد طُوًى من الليل أَي بعد ساعة منه ابن الأَعرابي طَوَى إِذا أَتى وطَوَى إِذا جاز وقال في موضع آخر الطَّيُّ الإِتيانُ والطَّيُّ الجوازُ يقال مَرَّ بنا فَطَوانا أَي جَلَسَ عندنا ومَرَّ بنا فطَوانا أَي جازَنا وقال الجوهري طُوًى اسم موضِعٍ بالشأْم تُكْسَرُ طاؤُه وتُضَمُّ ويُصْرَفُ ولا يُصْرَف فمن صَرَفَه جَعلَه اسمَ وادٍ ومكانٍ وجَعَله نكرَةً ومن لم يَصْرِفْه جَعَلَه اسم بَلْدة وبُقْعَة وجَعَله معرفة قال ابن بري إِذا كان طُوًى اسْماً للوادي فهو عَلم له وإِذا كان اسماً عَلَماً فليس يَصِحُّ تَنْكيرُه لتَبايُنِهما فمن صَرَفه جعله اسماً للمكان ومن لم يَصْرفه جعله اسماً للبُقْعة قال وإذا كان طُوًى وطِوًى وهو الشيء المَطْوِيّ مرتين فهو صفة بمنزلة ثُنًى وثِنًى وليس بعَلَمٍ لشيءٍ وهو مَصْروفٌ لا غيرُ كما قال الشاعر أَفي جَنْبِ بَكْرٍ قَطَّعَتْني مَلامَةً ؟ لعَمْري لقد كانت مَلامَتُها ثِنَى وقال عديّ بن زيد أَعاذِل إِنَّ اللَّوْمَ في غيرِ كُنْهِه عليَّ طُِوىً من غَيِّك المُتَرَدِّد ورأَيت في حاشية نسخة من أَمالي ابن بري إِن الذي في شعر عَدِيّ عَليَّ ثِنًى من غَيِّك ابن سيده وطُوًى وطِوًى جَبَلٌ بالشام وقيل هو وادٍ في أَصلِ الطُّورِ وفي التنزيل العزيز إنك بالوادِي المُقَدَّسِ طُوًى قال أَبو إِسحق طُوًى اسمُ الوادي ويجوز فيه أَربعة أَوجه طُوَى بضم الطاء بغير تنوين وبتنوين فمن نَوَّنه فهو اسم للوادي أَو الجَبَل وهو مذكَّر سمي بمذكَّرٍ على فُعَلٍ نحو حُطَمٍ وصُرَدٍ ومن لم يُنَوِّنْه تركَ صَرْفَه من جهتين إِحداهما أَن يكون مَعْدُولاً عن طاوٍ فيصير مثلَ عُمَرَ المعدولِ عن عامرٍ فلا ينصرف كما لا ينصرف عُمَر والجهة الأُخرى أَن يكون اسماً للبُقْعة كما قال في البُقْعة المُبارَكَةِ من الشَّجَرة وإذا كُسر فَنُوِّن فهو طِوًى مثلُ مِعىً وضِلَعٍ مصروفٌ ومن لم يُنَوِّن جعلَه اسماً للبُقْعة قال ومن قرأَ طِوًى بالكسر فعلى معنى المُقَدَّسة مرة بعد مرة كما قال طرفة وأَنشد بيت عدي بن زيد المذكور آنِفاً وقال أَرادَ اللَّوْمَ المكَرَّرَ عليَّ وسُئل المُبَرِّد عن وادٍ يقال له طُوًى أَتَصْرِفُه ؟ قال نعم لأَن إِحدى العِلَّتين قد انْخَرَمت عنه وقرأَ ابن كُثيرٍ ونافعٌ وأَبو عمرو ويعقوب الحَضْرَميّ طُوَى وأَنا وطُوَى اذْهَبْ غيرَ مُجْرًى وقرأَ الكسائيُّ وعاصمٌ وحمزة وابنُ عامر طُوًى مُنَوَّناً في السورتين وقال بعضهم طُوًى مثل طِوًى وهو الشيء المَثْنِيُّ وقالوا في قوله تعالى بالوادي المُقَدَّسِ طُوًى أَي طُوِيَ مرتين أَي قُدِّسَ وقال الحسن ثُنِيَتْ فيه البَرَكة والتَّقْدِيسُ مرتين وذو طُوًى مقصور وادٍ بمكة وكان في كتاب أَبي زيد ممدوداً والمعروف أَن ذا طُوًى مقصور وادٍ بمكة وذو طُواءٍ ممدود موضع بطريق الطائفِ وقيل وادٍ قال ابن الأَثير وذو طُوًى بضم الطاء وفتح الواو المخففة موضع عند باب مكة يُسْتحب لمن دخل مكة أَن يَغْتَسِلَ به وما بالدار طُوئيٌّ بوزن طُوعِيٍّ وطُؤوِيٌّ بوزن طُعْوِيٍّ أَي ما بها أَحَدٌ وهو مذكورٌ في الهَمْزة والطَّوُّ موضِعٌ وطَيِّءٌ قَبيلة بوزن فَيْعِلٍ والهمزة فيها أَصلية والنسبة إِليها طائيٌّ لأَنه نُسِبَ إِلى فعل فصارت الياء أَلِفاً وكذلك نسبوا إِلى الحيرة حارِيّ لأَن النسبة إِلى فعل فعليّ كما قالوا في رجل من النَّمِر نَمَرِيٌّ
( * قوله « من النمر نمري » تقدم لنا في مادة حير كما نسبوا إلى التمر تمري بالتاء المثناة والصواب ما هنا ) قال وتأْليفُ طَيِّءٍ من همزة وطاء وياء وليست من طَوَيْت فهو مَيِّتُ التَّصْرِيف وقال بعض النسَّابِينَ سُمِّيت طَيِّءٌ طَيّئاً لأَنه أَوّلُ من طَوَى المَناهِلَ أَي جازَ مَنْهَلاً إِلى منهل آخر ولم يَنْزِلْ والطاءُ حرفُ هِجاءٍ من حُرُوفِ المُعْجَمِ وهو حَرْفٌ مَجْهُورٌ مُسْتَعْلٍ يكون أَصلاً وبَدَلاً وأَلفُها تَرْجِع إِلى الياء إِذا هَجَّيْتَه جَزَمْتَه ولم تُعْرِبْهُ كما تقول طَ دَ مُرْسَلَةَ اللَّفْظِ بلا إِعْرابٍ فإِذا وَصَفْتَه وصَيَّرْتَه اسْماً أَعْرَبْتَه كما تُعْرِبُ الاسم فتقولُ هذه طاءٌ طَويلَةٌ لمَّا وَصَفْتَه أَعْرَبْتَه وشُعرٌ طاوِيٌّ قافِيَتُه الطاء

طيا
الطايَةُ الصَّخْرَةُ العظِيمةُ في رَمْلَةٍ أَو أَرض لا حِجارةَ بها والطَّاية السَّطْحُ الذي يُنامُ عليه وقد يُسَمَّى بها الدُّكّانُ قال وتوديه التاية
( * قوله « وتوديه التاية إلخ » هكذا في الأصل ) وهو أَن يجمع بين رؤوس ثلاث شجرات أَو شجرتين ثم يلقى عليها ثوب فيستظلَّ بها وجاءت الإِبل طاياتٍ أَي قُطْعاناً واحدتها طاية وقال عمرو بن لَجَإٍ يصف إِبلاً تَرِيعُ طاياتٍ وتَمْشِي هَمْسا

ظبا
الظُّبَة حدّ السيف والسِّنانِ والنِّصْل والخَنجر وما أَشْبه ذلك وفي حديث قَيْلة أَنها لمَّا خرجت إِلى النبي صلى الله عليه وسلم أَدركها عمُّ بناتِها قال فأَصابَتْ ظُبَةُ سيفِه طائفةً من قُرون رأْسه ظُبَة السيف حَدُّه وهو ما يَلي طَرَف السيف ومثله ذُبابه قال الكميت يَرَى الرَّاؤُونَ بالشَّفَرات مِنَّا وَقُودَ أَبي حُباحِبَ والظُّبِينا والجمع ظُباتٌ وظِبُونَ وظُبُونَ قال ابن سيده وإنما قضينا عليه بالواو لمكان الضمة لأَنها كأَنها دليل على الواو مع أَن ما حذفت لامه واواً نحو أَب وأَخ وحَمٍ وهَنٍ وسَنَة وعِضَة فيمن قال سَنَوات وعِضَوات أَكثر مما حذفت لامُه ياءً ولا يجوز أَن يكون المحذوف منها فاء ولا عيناً أَما امتناع الفاء فلأَن الفاء لم يَطَّرِد حذفها إِلا في مصادر بنات الواو نحو عِدَة وزِنَة وحِدَة وليست ظُبَة من ذلك وأَوائل تلك المصادر مكسورة وأَول ظُبَةٍ مضموم ولم يحذف فاء من فُعْلة إِلا في حرف شاذ لا نظير له وهو قولهم في الصِّلة صُلة ولولا المعنى وأَنَّا قد وجدناهم يقولون صِلَة في معناها وهي محذوفة الفاء من وَصَلْت لما أَجَزْنا أَن تكون محذوفة الفاء فقد بطل أَن تكون ظُبَة محذوفة الفاء ولا تكون أَيضاً محذوفة العين لأَن ذلك لم يأْت إِلا في سه ومه وهما حرفان نادران لا يقاس عليهما وظُبَةُ السيف وظُبَةُ السَّهْم طَرَفُه قال بَشامة بن حرى النَّهْشلي إِذا الكُماةُ تَنَحَّوْا أَن يَنالهُم حَدُّ الظُّبات وصَلْناها بأَيدينا وفي حديث علي كرم الله وجهه نافحوا بالظُّبَى هي جمع ظُبة السيف وهو طَرَفُه وحَدُّه قال وأَصل الظُّبَة ظُبَوٌ بوزن صُرَد فحذفت الواو وعوّض منها الهاء وفي حديث البراء فوضَعْتُ ظَبيبَ السيف في بطنه قال الحربي هكذا روي وإِنما هو ظُبَة السيف وهو طَرَفه وتجمع على الظُّبات والظُّبِين وأَما الضَّبيب بالضاد فَسَيَلانُ الدم من الفم وغيره وقال أَبو موسى إنما هو بالصاد المهملة وقد تقدم ذكره ويقال لِحَدِّ السكين الغِرار والظُّبَة والقُرْنَةُ ولِجانِبِها الذي لا يقطع الكَلُّ والظُّبَة جنس من المَزاد التهذيب الظَّبْية شبه العِجْلة والمَزادة وإِذا خرج الدجَّال تخرج قُدَّامه امرأَة تسمى ظَبْيَةَ وهي تُنْذِر المسلمين به والظَّبْية الجِراب وقيل الجراب الصغير خاصة وقيل هو من جلد الظِّباء وفي الحديث أَنه أُهْدِي للنبي صلى الله عليه وسلم ظَبْية فيها خَرَزٌ فأَعطى الآهِلَ منها والعَزَبَ الظبية جِراب صغير عليه شعر وقيل شِبْه الخَريطة والكِيس وفي حديث أَبي سعيد مولى أَبي أُسيد قال التَقَطْتُ ظَبْيةً فيها أَلف ومائتا درهم وقُلْبانِ من ذهب أَي وَجَدْت وتُصَغَّر فيقال ظُبَيَّة وجمعها ظِباء وقال عَدِيّ بَيْتِ جُلُوفٍ طَيِّبٍ ظِلُّهُ فيه ظِباءٌ ودَاواخِيلُ خُوصْ وفي حديث زَمْزَم قيل له أَحْفِرْ ظَبْية قال وما ظَبْيَةُ ؟ قال زَمْزَم سميت به تشبيهاً بالظَّبية الخَريطة لجمعها ما فيها الظَّبْيُ الغزال والجمع أَظْبٍ وظِباءٌ وظُبِيٌّ قال الجوهري أَظْبٍ أَفْعُلٌ فأَبدلوا ضمة العين كسرة لتسلم الياء وظُبِيٌّ على فُعُول مثل ثَدْيٍ وثُدِيّ والأُنثى ظَبْية والجمع ظَبَياتٌ وظِباء وأَرض مَظْباةٌ كثيرة الظِّباء وأَظْبَتِ الأَرض كثرَ ظِباؤها ولك عندي مائةٌ سِنَّ الظَّبيِ أَي هنَّ ثُنْيان لأَن الظبي لا يزيد على الإِثْناء قال فجاءت كسِنِّ الظَّبْي لم أَرَ مِثْلَها بَوَاءَ قَتيل أَو حَلُوبَة جائع ومن أَمثالهم في صِحَّة الجسم بفلان داء ظَبْيٍ قال أَبو عمرو معناه أَنه لا داء به كما أَن الظَّبْيَ لا داء به وأَنشد الأُموي فلا تَجْهَمِينا أُمَّ عَمْرٍو فإِنما بِنا داءُ ظَبْيٍ لم تَخُنه عَوامِلُه قال أَبو عبيد قال الأُموي وداء الظَّبي أَنه إِذا أَراد أَن يَثِبَ مكث ساعة ثم وَثَب وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَمر الضحاك بن قيس أَن يأْتي قومه فقال إذا أَتَيْتَهم فارْبِضْ في دارهم ظَبْياً وتأْويله أَنه بعثه إَلى قوم مشركين ليَتَبصَّر ما هم عليه ويتجسس أَخبارهم ويرجع إليه بخبرهم وأَمره أَن يكون منهم بحيث يراهم ويَتَبَيَّنُهُم ولا يستمكنون منه فإِن أَرادوه بسوء أَو رابَه منهم رَيْبٌ تَهَيّأَ له الهَرَب وتَفَلَّتَ منهم فيكون مثل الظَّبْي الذي لا يَرْبِض إِلا وهو متباعد متوحَش بالبلد القَفْر ومتى ارتاب أَو أَحَسَّ بفَزَع نَفَر ونصب ظَبْياً على التفسير لأَن الرُّبوض له فلما حوّل فعله إِلى المخاطب خَرَج قوله ظبْياً مفسِّراً وقال القتيبي قال ابن الأَعرابي أَراد أَقِم في دارهم آمِناً لا تَبْرح كأَنك ظَبْيٌ في كِناسه قد أَمِن حيث لا يرى إنساً ومن أَمثالهم لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ الظَّبْي ظِلَّه وذلك أَن الظَّبْيَ إِذا تَرَك كِناسه لم يَعُد إِليه يقال ذلك عند تأْكيد رفض الشيء أَيَّ شيء كان ومن دعائهم عند الشَّماتة بهِ لا بِظَبْيٍ أَي جَعَلَ اللهُ تعالى ما أَصابه لازماً له ومنه قول الفرزدق في زياد أَقُولُ له لمَّا أَتانا نَعِيُّه به لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمةِ أَعْفَرَا والظَّبْيُ سِمَةٌ لبعض العرب وإِياها أَراد عنترة بقوله عَمْرَو بْنَ أَسْوَدَ فَازَبَّاءَ قاربةٍ ماءَ الكُلابِ عليها الظَّبْيُ مِعْناقِ
( * فا زبَّاء أي فم زباء )
والظَّبْية الحَيَاء من المرأَة وكلِّ ذي حافِرٍ وقال الليث والظَّبْيَة جَهاز المرأَة والناقة يعني حَيَاءَها قال ابن سيده وبعضهم يجعل الظَّبْية للكَلْبة وخَصَّ ابن الأَعرابي به الأَتانَ والشاةَ والبَقَرةَ والظَّبْيةُ من الفَرس مَشَقُّها وهو مَسْلَكُ الجرْدان فيها الأَصمعي يقال لكلِّ ذات خُفٍّ أَو ظِلْفٍ الحَيَاءُ ولكلِّ ذات حافرٍ الظَّبْية وللسباع كلّها الثَّفْر والظَّبْيُ اسم رجل وظَبْيٌ اسمُ موضع وقيل هو كَثِيبُ رَمْل وقيل هو وادٍ وقيل هو اسم رَمْلة وبه فُسِّر قولُ امرئ القيس وتَعْطُو برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كأَنه أَسارِيعُ ظَبْيٍ أَو مَسَاويكُ إِسْحِل ابن الأَنباري ظُباء اسم كثيب بعينه وأَنشد وكَفّ كَعُوَّاذِ النَّقا لا يَضيرُها إِذا أُبْرِزَتْ أَن لا يكونَ خِضابُ
( * قوله « كعوّاذ النقا إلخ » هكذا في الاصول التي بأيدينا ولا شاهد فيه على هذه الرواية ولعله روي كعوّاذ الظبا )
وعُوَّاذ النَّقا دوابُّ تشبه العَظَاء واحدتها عائذة تَلْزم الرملَ لا تَبْرَحُه وقال في موضع آخر الظُّباءُ وادٍ بِتهامة والظَّبية مُنْعَرَج الوادي والجمع ظِبَاء وكذلك الظُّبَة وجمعها ظُباءٌ وهو من الجمع العزيز وقد روي بيت أَبي ذؤيب بالوجهين عَرَفْتُ الديارَ لأُمّ الرَّهي نِ بينَ الظُّباء فَوَادِي عُشَرْ قال الظُّباء جمع ظُبَة لمُنْعَرج الوادي وجعل ظُبَاءً مثل رُخالٍ وظُؤارٍ من الجمع الذي جاء على فُعال وأَنكر أَن يكون أَصلَه ظُبًى ثم مَدَّه للضرورة وقال ابن سيده قال ابن جني ينبغي أَن تكون الهمزةُ في الظُّباءِ بدلاً من ياءٍ ولا تكون أَصلاً أَمّا ما يدفع كونَها أَصلاً فلأَنهم قد قالوا في واحِدِها ظُبَة وهي مُنْعَرَج الوادي واللامُ إِنما تُحْذَف إِذا كانت حرفَ علَّة ولو جَهِلْنا قولَهم في الواحد منها ظُبَة لحكمنا بأَنها من الواو اتِّباعاً لما وَصَّى به أَبو الحسن من أَن اللاَّم المحذوفة إِذا جُهِلَت حُكم بأَنها واوٌ حَمْلاً على الأَكثر لكنَّ أَبا عبيدة وأَبا عمرو الشيباني روياه بين الظِّباء بكسر الظاء وذكرا أَن الواحد ظَبْية فإذا ظهرت الياء لاماً في ظبية وجب القَطْع بها ولم يَسُغ العدولُ عنها وينبغي أَن يكون الظُّباء المضموم الظاء أَحدَ ما جاء من الجُمُوع على فُعال وذلك نحو رُخال وظُؤَارٍ وعُراق وثُناء وأُناسٍ وتُؤَامٍ ورُباب فإن قلت فلعله أَراد ظُبًى جمع ظُبَة ثم مدّ ضرورة ؟ قيل هذا لو صح القصر فأَما ولم يثبت القصرُ من جهة فلا وجه لذلك لتركك القياسَ إِلى الضرورة من غير ضرورة وقيل الظِّباءُ في شعر أَبي ذؤيب هذا وادٍ بعينه وظَبْيةُ موضعٌ قال قيس بن ذريح فغَيْقَةُ فالأَخْيافُ أَخْيافُ ظَبْيةٍ بها من لُبَيْنى مَخْرَفٌ ومَرابِعُ وعِرْقُ الظُّبْية بضم الظاء موضع على ثلاثة أَميال من الرَّوْحاء به مسجدُ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حديث عمرو بن حزم من ذي المروة إِلى الظَّبْية وهو موضع في ديار جُهينة أَقْطعه النبي صلى الله عليه وسلم عَوْسَجَة الجُهَني والظُّبْية اسم موضع ذكره ابن هشام في السيرة وظَبْيا اسم رجل بفتح الظاء

ظرا
الظَّرَوْرَى الكَيِّسُ رجل ظَرَوْرى كَيِّسٌ وظَرِيَ يَظْرَى إِذا كاسَ قال أَبو عمرو ظَرَى إِذا لان وظَرَى إِذا كاسَ واظْرَوْرى كاسَ وحَذِقَ وقال ابن الأَعرابي اطْرَوْرى بالطاء غير المعجمة واظْرَورى الرجلُ اظْرِيرَاءً اتَّخَم فانْتَفَخ بطنه والكلمة واوِيَّة ويائِيَّة واظْرَوْرَى بطْنُه إِذا انْتَفَخَ وذكره الجوهري في ضرا بالضاد ولم يذكر هذا الفصل الأَزهري قرأْت في نوادر الأَعْراب الاطْرِيرَاء والاظْرِيراءُ البِطْنَةُ وهو مُطْرَوْرٍ ومُظْرَوْرٍ قال وكذلك المُحْبَنْطي والمُحْبَنْظِي بالظاء وقال الأصمعي اطْرَوْرَى بَطْنُه بالطاء أبو زيد أظْرَوْرَى الرجلُ غَلب الدَّسَمُ على قَلْبِه فانتفَخَ جفَه فمات ورواه الشيباني اطْرَوْرى والشيباني ثقة وأَبو زيد أَوثق منه ابن الأَنباري ظَرىَ بَطْنُه يَظْرِي إذا لم يَتَمالَكْ لِيناً ويقال أَصابَ المالَ الظَّرَى فأَهْزَلَه وهو جُمُود الماء لِشِدَّة البَرْدِ ابن الأَعرابي الظَّارِي العاضُّ وَظَرَى يَظْرِي إذا جَرَى

ظلا
ابن الأَعرابي تَظَلَّى فلانٌ إذا لَزِمَ الظَّلالَ والدَّعَة قال أَبو منصور كان في الأصل تَظَلَّلَ فقُلبَت إحد اللامات ياءً كما قالوا تَظَنَّيْت من الظنّ

ظما
الظِّمْو من أَظْماء الإبل لغة في الظِّمْءِ والظَّمَا بلا همز ذُبُولُ الشَّفَةِ من العَطَشِ قال أَبو منصور وهو قِلَّة لحْمِه ودَمِه وليس من ذُبُولِ العَطَشِ ولكنه خِلْقَة محمودَةٌ وكلُّ ذابلٍ من الحَرِّ ظَمٍ وأَظْمَى والمَظْمِيُّ من الأرضِ والزَّرْعِ الذي تَسْقِيِه السَّماءُ والمَسْقَوِيُّ ما يُسْقَى بالسَّيحِ وفي حديث معاذٍ وإن كان نَشْرُ أَرضٍ يُسْلِمُ عليها صاحِبُها فإنه يُخْرِجُ منها ما أَعْطَى نَشْرُها ربعَ المَسْقَوِيّ وعُشْرَ المَظْمِيّ وهما منسوبان إلى المَظْمَى وإلى المَسْقَى مَصْدَرَي سَقَى وظَمَى قال أَبو موسى المَظْمِيُّ أَصله المَظْمَئيُّ فتُرك هَمْزُه يعني في الرِّواية قال وذكره الجوهري في المعتل ولم يذكره في الهمز ولا تعرَّض إلى ذكره تخفيفه والظَّمَى قِلَّةُ دَمِ اللِّثَةِ ولَحْمِها وهو يَعْتَري الحُبْش رجلٌ أَظْمَى وامرأَة ظَمْيَاء وشَفَةٌ ظَمْياءُ ليْسَتْ بوارِمة كثيرة الدَّمِ ويُحْمَدُ ظَماها وشَفَةٌ ظَمياء بَيِّنَة الظَّمَى إذا كان فيها سُمْرَة وذُبُولٌ ولِثَةٌ ظَمْياءُ قليلة الدم وعينٌ ظَمْياءُ رَقِيقَةُ الجَفْن وساقٌ ظَمْياءُ قلِيلة اللَّحْمِ وفي المحكم مُعْتَرِقَةِ اللحم وظِلَّ أَظْمَى أَسْوَدُ ورجل أَظْمى أَسود الشَّفَة والأُنْثَى ظَمْياء ورُمْحٌ أَظْمَى أَسْمَرُ الأَصمعي من الرِّماح الزَظْمى غيرُ مهموز وهو الأَسْمَرُ وقَناةٌ ظَمياءُ بينة الظَّمى منقوصٌ أَبو عمرو ناقَةٌ ظَمْيَاءُ وإبل ظُمْيٌ إذا كان في لونها سواد أَبو عمرو الأظْمى الأسودُ والمرأة ظَمْياء لسَوْداء الشَّفَتَين وحكى اللحياني رجلٌ أَظْمَى أَسمر وامرأَةٌ ظَمْياء والفعلُ من كل ذلك ظَمِيَ ظَمىً ويقال للفرسِ إذا كان مُعَرَّقَ الشَّوَى إنه لأظْمَى الشَّوَى وإنَّ فُصُوصه لظِماءٌ إذا لم يكن فيها رَهَلٌ وكانت مُتَوَتَّرَةً ويُحْمَدُ ذلك فيها والأصلُ فيها الهمز ومنه قول الراجز يصف فرساً أَنشده ابن السكيت يُنْجِيه من مِثْلِ حَمامِ الأَغلالْ وَقْعُ يَدٍ عَجْلَى ورِجْلٍ شِمْلالْ ظَمْأَى النَّسَى من تحتِ رَيَّا مِنْ عالْ والظَّميْان شجرٌ يَنْبُتُ بنَجْدٍ يشبه القَرظَ

( ظني ) قال الأزهري ليس في باب الظاء والنون غيرُ التَّظَنِّي من الظنِّ وأَصله التَّظَنُّنُ فأُبْدل من إحدى النُّوناتِ ياءٌ وهو مثلُ تَقَضّى من تَقَضَّضَ

ظوا
أَرض مَظْواةٌ ومَظْياةٌ تُنْبتُ الظَّيّان فأَما مَظْواةٌ فإنها من ظ و ي وأَما مَظْياةٌ فإِما أَن تكون على المعاقبة وإما أَن تكون مقلوبة من مَظْواةٍ فهي على هذا مَفْعَلة وأَدِيمٌ مُظَوٍّى مدبوغٌ بالظَّيّانِ عن أَبي حنيفة والظاءُ حرفُ هِجاءٍ وهو حرف مهجور يكون أَصلاً لا بدلاً ولا زائداً قال ابن جني اعلم أَن الظاء لا توجد في كلام النَّبَطِ فإِذا وقَعَت فيه قلَبوها طاءً ولهذا قالوا البُرْطُلة وإنما هو ابن الظِّلِّ وقالوا ناطُور وإنما هو ناظور فاعُول من نَظَرَ يَنْظُر قال ابن سيده كذا يقول أَصحابنا البصريون فأَما قول أَحمَد بنِ يحيى فيقول ناطُور ونواطِير مثل حاصود وحَواصِيد وقد نَطَرَ يَنْطُر ابن الأَعرابي أَظْوَى الرجل إِذا حَمُقَ

ظيا
الظَّياةُ الرجلُ الأحْمَقُ والظيَّانُ نَبْتٌ باليمن يُدْبَغُ بوَرَقه وقيل هو ياسَمينُ البَرّ وهو فَعْلانُ واحدتُه ظَيَّانَةٌ وأَدِيمٌ مُظَيّاً مدبوغ بالظَّيّان وأَرضِ مِظَياةٌ لكثيرة الظيّان الأَصمعي من أَشجارِ الجبالِ العَرْعَرُ والظيَّاّنُ والتَّبّعُ والنَّشَمُ الليث الظيّانُ شيء من العسَل ويجيءُ في بعض الشعرِ الظِّيُّ والظِّيُ بلا نون قال ولا يُشْتقُّ منه فِعْلٌ فتُعْرَف ياؤُه وبعضهم يُصَغِّرُه ظُيَيّاناً وبعضهم ظُوَيَّاناً قال أَبو منصور ليس الظيّانُ من العسل في شيءٍ إنما الظيّانُ ما فسره الأصمعي أَوَّلاً وقال مالك بن خالد الخُناعِي يا مَيُّ إن سِباعَ الأرضِ هالِكةٌ والغُفْرُ والأُدْمُ والآرامُ والناسُ والجَيشُ لن يُعْجِزَ الأَيامَ ذُو حِيَدٍ بمُشْمَخِرّ به الظَّيَّانُ والآسُ أَرادَ بذي حِيَدٍ وعلاً في قَرْنِهِ حِيَدٌ وهي أَنابيبهُ وحِيَدٌ جمع حَيدَة كَحَيْضَةٍ وحِيَضٍ قال ابن بري وهذه الكلمة قد عَزَبَ أَن يُعْلَم أَصلُها من طريقِ الاشتِقاقِ فلم يَبْقَ إِلا حَمْلُها على الأَكثر وعند المحققين أَن عينَها واوٌ لأَنّ باب طَوَيْت أَكثر من باب حَيِيت والمُشْمَخِرُّ الجبل الطويلُ والآسُ ههنا شجر والآسُ العسلُ أَيضاً والمعنى لا يَبْقى لأَنه لو أَراد الإِيجابَ لأَدْخَلَ عليه اللامَ لأَنَّ اللامَ في الإِيجاب بمنْزلة لا في النَّفْي والظَّيَّان العَسَل والآس بَقِيَّةُ العَسَل في الخَلِيَّةِ والظاءُ حرفٌ من حُرُوفِ المُعْجَم وهو حرف مُطبَقٌ مستَعْل والظاء نَبِيبُ التَّيْسِ وصَوْتُه وعليه قوله له ظاءٌ كما صحب الغريمُ ويروى ظَأْبٌ وظَيَّيْتُ ظاءً عَمِلْتها

عاعا
قال الأَزهري في آخر لفيف المعتل في ترجمة وَعَعَ العاعاء صَوْتُ الذِّئبِ

عبا
عَبَا المَتاعَ عَبْواً وعَبَّاه هَيَّأَه وعَبَّى الجيش أَصْلَحه وهَيّأَه تَعْبيَةً وتَعْبِئَةً وتَعْبيئاً وقال أَبو زيد عَبّأْتُه بالهمزة والعَبايةُ ضَرْبٌ من الأَكْسِيَة واسِعٌ فيه خُطوطٌ سُودٌ كِبارٌ والجمع عَباءٌ وفي الحديث لِباسُهم العَباءُ وقد تكَرَّر في الحديث والعَباءَةُ لُغَةٌ قيه قال سيبويه إنما هُمِزَتْ وإن لم يكن حرفُ العِلّة فيها طَرَفاً لأنهم جاؤوا بالواحد على قولهم في الجمع عَباء كما قالوا مَسنِيَّة ومَرْضِيَّة حين جاءت على مسنِيٍّ ومرضِيٍّ وقال العَباءُ ضربٌ من الأكْسِية والجمع أَعْبِيَةٌ والعَباءُ على هذا واحدٌ وقال ابن سيده قال ابنُ جِني وقالوا عَباءة وقد كان ينبغي لمَّا لَحِقَت الهاءُ آخِراً وجَرَى الإعرابُ عليها وقَوِيَت الياءُ لبُعْدِها عن الطرَف أَنْ لا تُهْمَز وأَنْ لا يقال إِلا عَباية فيُقْتَصَر على التصحيح دون الإِعْلال وأَن لا يجوز فيه الأَمرانِ كما اقْتُصر في نِهايَةٍ وغَباوةٍ وشَقاوةٍ وسعايةٍ ورِمايةٍ على التصحيح دون الإعلال لأن الخليلَ رحمه الله قد عَلَّل ذلك فقال إِنهم إِنما بَنَوْا الواحِدَ على الجمع فلما كانوا يقولون عَباءٌ فيلزمهم إِعْلالُ الياء لوقوعها طَرَفاً أَدْخَلُوا الهاء وقد انْقَلَبَت الياءُ حينئذ همزةً فَبَقِيَت اللامُ مُعْتَلَّة بعدَ الهاء كما كانت مُعْتَلَّة قَبْلها قال الجوهري جمعُ العَباءَة والعَبايَة العَباءَاتُ قال ابن سيده والعَبَى الجافي والمَدُّ لُغَةٌ قال كَجَبْهَةِ الشَّيْخِ العَبَاءِ الثَّطِّ وقيل العِباءُ بالمدِّ الثَّقِيلُ الأَحْمَقُ وروى الأَزهري عن الليث العَبَى مقصورٌ الرجلُ العَبامُ وهو الجافي العَيِيُّ ومَدّه الشاعر فقال وأَنشد أَيضاً البيت كَجَبْهَةِ الشَّيْخِ العَبَاءِ الثَّطِّ قال الأَزهري ولم أَسمع العَباءَ بمعنى العَبامِ لغير الليث وأَما الرجزُ فالرواية عندي كَجَبْهَةِ الشَّيْخِ العَيَاءِ بالياء يقال شيخٌ عَياءٌ وعَيايَاءٌ وهو العَبامُ الذي لا حاجة له إلى النِّساءِ قال ومَنْ قاله بالباء فقد صَحَّفَ وقال الليث يقال في تَرْخِيم اسْمٍ مثلِ عبدِ الرحمنِ أًو عبدِ الرحِيم عَبْوَيْه مثل عمروٍ وعَمْرَوَيْه والعَبُ ضَوْءُ الشمس وحُسْنُها يقال ما أَحْسَنَ عَبَها وأَصْلُه العَبْوُ فنُقِصَ ويقال امرأَةٌ عابِيَةٌ أَي ناظِمَة تَنْظِمُ القلائد قال الشاعر يصف سهاماً لها أُطُرٌ صُفْرٌ لِطافٌ كأنها عَقِيقٌ جَلاهُ العابِياتُ نظِيمُ قال والأَصل عابِئَةٌ بالهمز من عَبَأْتُ الطيِّبَ إذا هَيَّأْتَه قال ابن سيده والعَباةُ من السُّطَّاحِ الذي يَنْفَرِشُ على الأرض وابن عَبايَة من شُعَرائِهم وعبابَةُ بن رِفاعَةَ من رُواةِ الحديث

عتا
عَتَا يَعْتُو عُتُوّاً وعِتِيّاً اسْتَكْبَرَ وجاوَزَ الحَدَّ فأَما قوله أَدْعُوكَ يا رَبِّ من النارِ التي أَعْدَدْتَها للظَّالِمِ العاتي العَتي فقد يجور أن يكون أَراد العَتيَ على النَّسَبِ كقولك رَجلٌ حَرِحٌ وسَتِهٌ وقد يجوز أَن يكون أراد العَتِيَّ فخَفَّفَ لأنَ الوزن قد انتهى فارتَدَعَ ويقال تَعَتَّتِ المرأةُ وتَعَتَّى فلانٌ وأَنشد بأَمْرِهِ الأرض فما تَعَتَّتَ أي فما عَصَتْ وقال الأزهري في ترجمة تَعا والعُتَا العِصْيانُ والعاتي الجَبَّار وجمعه عُتاةٌ والعاتي الشديد الدُّخُولِ في الفَساد المُتَمَرِّدُ الذي لا يقبلُ موعِظَة الفراء الأَعْتاءُ عِتِيّاً الدُّعَّارُ من الرجالِ الواحدُ عَاتٍ وتَعَتَّى فلانٌ لم يُطِعْ وعَتا الشيخُ عُتِيّاً وعَتِيّاً فتح العين أَسَنَّ وكَبِرَ ووَلَّى وفي التنزيل وقد بَلَغْتُ من الكِبَرِ عُتِيًّا وقرئَ عِتيَّا وقول أبي إسحق كلُّ قد انتهى فقد عَتَا يَعْتُو عِتْياً وعُتُوْاً وعَسَا يَعْسو عُسُوّاً وعُسِيّاً فأَحبَّ زكرياءُ سلام الله عليه أَن يَعْلَم من أَيِّ جِهْةٍ يكونُ له ولدٌ ومِثْلُ امْرَأَته لا تَلِدُ ومِثْْلُه لا يُولَدُ له قال الله عز وجل كَذلك معناه واللهُ أَعلم الأَمرُ كما قيلَ لك ويقال للشيخ إذا ولَّى وكَبِرَ عَتَا يَعْتُو عُتُوّاً وعَسا يَعْسُو مثلُه الجوهري يقال عَتَوْتَ يا فلانُ تَعْتُو عُتُوّاً وعُتِيّاً وعِتِيّاً والأَصل عُتُوٌّ ثم أَبْدَلُوا إحدى الضمتين كسرةً فانْقَلَبَتْ الواوُ ياءً فقالوا عُتِيّاً ثم أَتْبَعُوا الكسرةَ الكسرةَ فقالوا عِتيّاً ليُؤَكدُوا البَدَل ورجلٌ عاتٍ وقومٌ عُتِيٌّ قَلَبوا الواوَ ياءً قال محمد بن السَّرِي وفُعولٌ إذا كانت جَمْعاً فحَقُّها القلبُ وإذا كانت مصدَراً فحقُّه التصحيح لأن الجمعَ أَثْقَل عندهم من الواحدِ وفي الحديث بِئْسَ العبدُ عبدٌ عَتا وطَغى العُتُوُّ التجبُّر والتكبُّر وتَعَتَّيتُ مثلُ عَتَوْتُ قال ولا تَقُل عَتَيْتُ وقال ابن سيده عَتِيتُ لغة في عَتَوْتُ وعَتَّى بمعنى حتَّى هُذَلِيَّةٌ وثَقَفِيَّة وقرأَ بعضهم عَتَّى حينٍ أَي حتى حينٍ وفي حديث عمر رضي الله عنه بَلَغَه أَنَّ ابنَ مسعودٍ رضي الله عنه يُقْرِئُ الناسَ عتَّى حينٍ يُرِيدُ حتى حينٍ فقال القرُنَ لمْ يَنْزِلْ بلُغَة هُذَيْلٍ فأَقْرِئ الناسَ بلُغَةِ قريشٍ كلُّ العربِ يَقُولون حتى إلاّ هُذَيلاً وثَقِيفاً فإنهم يقولون عَتَّى وعَتْوَةُ اسمُ فرسٍ

عثا
العَثَا لَونٌ إلى السَّوادِ مع كَثْرَةِ شَعَر والأعْثى الكثيرُ الشَّعَرِ الجافي السَّمِجُ والأُنثى عَثْواءٌ والعُثْوَةُ جُفوفُ شَعَرِ الرأَس والْتبادُهُ وبُعْدُ عَهْده بالمَشْطِ عَثِيَ شعرهُ يَعْثَى عثواً وعَثاً وربما قيل للرجل الكثير الشعر أَعْثَى وللعجوز عَثْواء وضِبْعانٌ أَعْثَى كثيرُ الشَّعَرِ والأُنثى عَثْواء والجمع عُثْوٌ وعُثْيٌ مُعاقبَة وقال أبو عبيد الذكر من الضِّباعِ يقال له عِثْيانٌ قال ابن سيده والعِثيْانُ الذكر من الضِّباعِ قال ابن بري ويقال للضَّبُع غَثْواء بالغين المعجمة أَيضاً وسنذكره في موضعه وقال أَبو زيد في الرأْس العُثْوة وهو جُفوف شعره والتِبادُه مَعاً ورجل أَعْثى كثير الشعر ورجل أعْثى كثيف اللحْية وأَنشد ابن بري في الأَعْثى الكَثيِر الشَّعَر لشاعر عَرَضَتْ لنا تَمْشِي فيَعْرِضُ دُونَها أَعثَى غَيُورٌ فاحِشٌ مُتَزَعِّمُ ابن السكيت يقال شابَ عُثَا الأَرضِ إِذا هاج نَبْتُها وأَصل العُثَا الشَّعَر ثم يُستَعار فيما تَشَعَّثَ من النبات مثل النَّصِيِّ والبُهْمى والصِّلِّيان وقال ابن الرقاع بِسَرارة حَفَشَ الرَّبِيعُ غُثَاها حوَّاءَ يَزْدَرِعُ الغَمِيرَ ثَراها حَتَّى اصْطَلى وَهَجَ المَقِيظ وخانَه أَنْقَى مَشارِبِه وشابَ عُثاها أَي يَبِسَ عُشْبُها والأَعث لونٌ إلى السواد والأَعْثَى الضَّبُع الكبير أَبو عمرو العَثْوة والوَفْضةَ
( * قوله « والوفضة » هكذا في الأصول )
والغُسْنة هي الجُمَّة من الرأس وهي الوَفْرة وقال ابن الأَعرابي العُثى اللِّمَم الطِّوال وقول ابن الرقاع لولا الحَياءُ وأَنَّ رأْسِيَ قد عَثا فيه المَشِيبُ لَزُرْتُ أَمَّ القاسم عَثا فيه المَشيبُ أَي أَفسد قال ابن سيده عَثا عُثُواً وعَثِيَ عُثُوّاً أَفْسَدَ أَشَدَّ الإِفسادِ وقال وقد ذكرت هذه الكلمة في المعتل بالياء على غير هذه الصيغة من الفعل وقال في الموضع الذي ذكره عَثِيَ في الأرضِ عُثِيًّا وعِثيِّاً وعِثَياًناً وعَثى يَعْثَى عن كراع نادرٌ كلُّ ذلك أَفسد وقال كراع عَثَى يَعْثَى مَقلوبٌ من عاث يَعيثُ فكان يجب على هذا يَعْثي إلاَّ أَنه نادرٌ والوجه عَثِيَ في الأَرض يَعْثَى وفي التنزيل ولا تَعْثَوْا في الأرض مُفسِدين العُّرَاء كلُّهم قرؤوا ولا تَعْثَوْا بفتح الثاء من عَثِيَ يَعْثَى عُثُوّاً وهو أَشدُّ الفساد وفيه لغتان أُخْرَيان لم يُقْرأْ بواحدة منهما إحداهما عَثَا يَعْثُو مثل سمَا يَسْمُو قال ذلك الأخفش وغيره ولو جازت القراءة بهذه اللغة لقرئ ولا تَعْثُوا ولكن القراءة سُنَّة ولا يُقْرأُ إلاَّ بما قَرأَ به القرَّاء واللغة الثانية عاثَ يَعِيثُ وتفسيره في بابه ابن بزرج وهم يَعْثَوْنَ مثْل يَسْعَوْن وعَثَا يَعْثُو عُثُوّاً قال الأزهري واللغة الجيدة عَثِيَ يَعْثَى لأن فَعَل يَفْعَل لا يكون إلاَّ فيما ثانيه أو ثالثُه أحدُ حروف الحلق أَنشد أَبو عمرو وحاصَ مِنِّي فَرَقاً وطَحْرَبا فأَدْرَكَ الأَعْثَي الدَّثُّورَ الخُنْتُبا فَشَدّ شَدّاً ذا نَجاءٍ مُلْهبا ابن سيده الأَعْثَى الأَحْمَقُ الثَّقِيلُ لامُه ياءٌ لقولهم في جَمْعِه عُثْيٌ قال ابن بري شاهده قول الراجز فوَلَدتْ أَعْثَى ضَروطاً عُنْبُجا والعَثَوْثَى الجافي الغليظ

عجا
الأُمُّ تَعْجُو ولَدَها تُؤخِّرُ رَضاعَه عن مَواقِيته ويورثُ ذلك ولدها وَهْناً قال الأعشى مُشْفِقاً قَلْبُها عَلَيْه فما تَعْ جُوه إلاَّ عُفافةٌ أَو فُواقُ قال الجوهري عَجَتِ الأُمُّ وَلَدها تَعْجُوه عَجْواً إذا سَقَتْه اللَّبن وقيل عَجَتِ المرأة ابْنَها عَجْواً أَخَّرَتْ رَضاعَه عن وَقْتِهِ وقيل داوَتْه بالغِذاء حتى نَهَض والعُجْوَة والمُعاجاةُ أَن لا يكون للأُمِّ لبنٌ يُرْوِي صَبِيَّها فتُعاجِيه بشيءٍ تعلِّلُه به ساعةً وكذلك إن ولِيَ ذلك منه غير أُمِّه والاسمُ منه العُجْوة والفعل العَجْوُ واسم ذلك الوَلد العَجِيُّ والأُنثى عجيَّةٌ وقد عَجتْه وعجاه اللَبنُ غَذاه وأَنشد بيت الأَعشى وتَعادَى عنه النهارُ فما تَعْ جُوه إلاَّ عُفافةٌ أَو فُواقُ وأَما من مُنِع اللبنَ فغُذِي بالطَّعام فيقال عُوجِيَ والعَجيُّ الفَصِيلُ تموتُ أُمُّه فيُرْضِعُه صاحبه بلبَنِ غيرها ويقوم عليه وكذلك البَهْمة وقال ثعلب هو الذي يُغَذَّى بغير لَبَنٍ والأُنثى عَجِيَّة وقيل الذكر والأُنثى جميعاً بغير هاءٍ والجمع من كلِّ ذلك عُجايا وعَجايا والأَخيرة أَقيس قال الشاعر عَداني أَنْ أَزُورَك أَنْ بَهْمى عَجايا كلُّها إلا قَلِيلاَ ويقال للَّبَنِ الذي يُعاجَى به الصَّبيُّ اليَتيم أَي يُغَذَّى به عُجاوَةٌ ويقال لذلك اليتيم الذي يُغَذَّى بغير لبن أُمِّه عَجِيٌّ وفي الحديث كنتُ يَتِيماً ولم أَكُنْ عَجِيّاً قال ابن الأثير هو الذي لا لَبنَ لأُمِّه أَو ماتَتْ أُمُّه فعُلِّلَ بلَبن غيرها أَو بشيءٍ آخر فأَورثه ذلك وَهّناً وعاجيْتُ الصّبيَّ إذا أَرْضَعْتَه بلَبن غَير أُمّه أَو مَنَعْته اللَّبنَ وغَذَّيْته بالطعام وعَجا الصَّبيَّ يَعْجُوه إذا عَلَّله بشيء فهو عَجِيٌّ وعَجِيَ هو يَعْجَى عَجًا ويقال للبن الذي يُعاجَى به الصَّبيُّ عُجاوَةٌ وأَنشد الليث للنابغة الجعدي إِذا شِئْتَ أَبْصَرْتَ من عَقْبِهِمْ يَتَامى يُعاجَوْنَ كالأَذْؤُب وقال آخر في صفة أَولاد الجراد إذا ارْتَحَلَتْ من مَنزِلٍ خَلَّفَتْ بِه عَجايا يُحاثي بالتُّرابِ صغيرُها قال ابن بري قال ابن خالويه العَجِيّ في البهائم مثل اليَتىم في الناس قال ابن سيده العَجيُّ من الناس الذي يَفْقِدُ أُمَّه وعَجَوْته عَجْواً أَمَلْته قال الحرث بن حِلِّزَة مُكْفَهِرًّا على الحوادث لا تَعْ جُوهُ للِدَّهْرِ مُؤْيِدٌ صَمَّاءُ ويروى لا تَرْتُوه وعَجا البَعيرُ رَغا وعَجا فاه فَتَحه قال الأزهري وعَجا شِدْقَه إذا لواه قال خلَفٌ الأَحْمر سأَلتُ أَعرابيّاً عن قولهِم عَجا شِدْقَه فقال إذا فَتَحه وأَمالَه قال الأَزهري قال الطِّرمَّاح يصف صائداً له أَولادٌ لا أُمَّهات لَهمُ فهم يعاجَون تَرْبِيةً سَيِّئة إِنْ يُصِبْ صَيدًا يكُنْ جُلُّهُ لعَجايا قُوتُهمْ باللِّحامْ وقال ابن شميل يقال لَقِيَ فلانٌ ما عَجاه وما عَظاه وما أَوْرَمَه إذا لَقِيَ شِدّةً وبَلاءً ولَقَّاه الله ما عَجاه وما عَظاه أَي ما ساءهُ وفي حديث الحجاج أَنه قال لبعض الأَعراب أَراكَ بَصيراً بالزرع فقال إني طالَما عاجَيْتهُ أَي عانَيْتُه وعالَجْتُه والعَجِيُّ السّيّءُ الغِذاء وأََنشد أَبو زيد يَسْبِقُ فيها الحَمَل العَجِيّا رَغْلاً إذا ما آنسَ العَشِيَّا والعُجاوَة قدر مُضْغةٍ من لحْمٍ تكونُ موصولةً بِعَصبة تَنْحَدِرُ من رُكْبةِ البعيرِ إلى الفرْسِنِ وهي من الفَرَسِ مَضِيغَةٌ وهي العُجاية أَيضًا وقيل هيَ عَصَبة في باطِنِ يدِ الناقةِ وقال اللحياني عُجاوَةُ الساقِ عَصَبة تَتتقَلَّع معَها في طَرَفِها مثلُ العُظَيْمِ وجمعها عُجىً كَسَّروه على طرح الزائد فكأنهم جَمَعوا عُجْوَةً أَو عُجاةً قال ابن سيده وهذه الكلمة واوية ويائية وقال ابن شميل العُجاية من الفَرَسِ العَصَبةُ المُسْتَطيلة في الوَظيفِ ومُنْتَهاها إلى الرُّسْغَين وفيها يكون الحَطْمُ قال والرُّسْغُ مُنتهى العُجايةِ وقال ابن سيده في معتلّ الياء العُجايَة عصبٌ مركَّبٌ فيه فصوصٌ من عِظامٍ كأَمثالِ فُصُوصِ الخاتَمِ تكون عند رُسْغِ الدابةِ زاد غيره وإذا جاعَ أَحدُهم دَقَّها بين فِهْرَيْنِ فأَكلها وقال كعب سُمْرُ العُجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيَمًا لم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْمِ تَنْعِيلُ قال وتُجْمَعُ على العُجَى يصف حَوافِرَها بالصلابة قال ابن الأَثيرِ هي أَعصابُ قوائِمِ الإِبلِ والخَيْلِ واحدتُها عُجايةٌ قال ابن سيده وقيل العجاية كل عَصَبةٍ في يدٍ أَو رِجْلٍ وقيل هي عَصبَة باطِنِ الوَظيفِ من الفرسِ والثَّوْرِ والجمْعُ عُجىً وعُجِيٌّ على حذف الزائِدِ فيهما وعُجايا عن ابن الأَعرابي قال الجوهري العُجايَتانِ عَصَبتان في باطِنِ يَدَي الفرَسِ وأَسْفَلَ منهما هَناتٌ كأَنها الأَظفارُ تسمى السَّعْداناتِ ويقال كلُّ عَصَبٍ يَتَّصلُ بالحافِرِ فهو عُجايةٌ قال الراجز وحافِرٌ صُلْبُ العُجَى مُدَمْلَقُ وساقُ هَيْقُواتِها مُعَرَّقُ
( * قوله « وساق هيقواتها إلخ » قال في التكملة هكذا وقع في النسخ والصواب هيق أنفها إلخ وقد أنشده في حرف القاف على الصواب والرجز للزفيان ) معرَّق قليل اللحم قال ابن بري وأَنشده في فصلِ دملق وساقُ هَيْقٍ أَنفُها مُعرَّقُ والعَجْوة ضَرْبٌ من التَّمرِ يقالُ هو مما غَرَسهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيده ويقال هو نَوعٌ من تَمرِ المَدينةِ أَكبر منَ الصَّيْحانيِّ يَضْرِبُ إلى السواد من غَرْسِ النبيِ صلى الله عليه وسلم قال الجوهري العَجْوَةُ ضَرْبٌ من أَجْوَدِ التَّمْرِ بالمدينة ونَخْلتُها تسمى لِينَةً قال الأَزهري العَجْوَةُ التي بالمدينة هي الصَّيْحَانيَّةُ وبها ضُرُوبٌ من العَجْوة ليس لها عُذُوبة الصَّيْحانيَّةِ ولا رِيُّها ولا امتِلاؤها وفي الحديث العَجْوةُ من الجنةِ وحكى ابن سيده عن أَبي حنيفة العَجْوةُ بالحجازِ أُمُّ التَّمْرِ الذي إليه المَرْجِعُ كالشِّهْرِيز بالبَصْرةِ والتَّبّيّ بالبحرين والجُذاميِّ باليمامة وقال مرَّة أُخرى العَجْوة ضربٌ من التمر وقيل لأُحَيْحةَ بن الجُلاحِ ما أَعْدَدْتَ للشتاء ؟ قال ثلثَمائةٍ وسِتِّينَ صاعاً من عَجْوة تُعْطِي الصبيَّ منها خَمْسًا فيردُّ عليكَ ثلاثاً قال الجوهري ويقال العُجى الجُلود اليابسةُ تُطْبَخُ وتُؤكلُ الواحدةُ عُجْية وقال أَبو المُهَوِّش ومُعَصِّبٍ قَطَعَ الشِّتاءَ وقُوتُه أَكلُ العُجى وتَكَسُّبُ الأَشْكادِ فبَدَأْتُه بالمَحْضِ ثم ثَنَيْتَُه بالشَّحْمِ قَبْلَ مُحَمَّدٍ وزِيادِ وحكى ابن بري عن ابن وَلاَّد الُْجى في البيت جمع عُجْوَةٍ وهو عَجْبُ الذَّنَبِ وقال وهو غلط منه إِنما ذلك عُكعوَةٌ وعُكًى قال حَتَّى تُوَلِّيك عُكَى أَذْنابِها وسيأْتي ذكره والعُجَى أَيضاً عَصَبَة الوَظِيف والأَشْكادُ جمع شُكْدٍ وهو العَطاءُ

عدا
العَدْو الحُضْر عَدَا الرجل والفرسُ وغيره يعدو عدْواً وعُدُوّاً وعَدَوانًا وتَعْداءً وعَدَّى أَحْضَر قال رؤبة من طُولِ تَعْداءِ الرَّبيعِ في الأَنَقْ وحكى سيبويه أَتيْته عَدْواً وُضع فيه المصدرُ على غَيْر الفِعْل وليس في كلِّ شيءٍ قيل ذلك إنما يُحكى منه ما سُمع وقالوا هو مِنِّي عَدْوةُ الُفَرَس رفعٌ تريد أَن تجعل ذلك مسافَة ما بينك وبينه وقد أَعْداه إذا حَمَله على الحُضْر وأَعْدَيْتُ فرسي اسْتَحضَرته وأَعْدَيْتَ في مَنْطِقِكَ أَي جُرت ويقال للخَيْل المُغِيرة عادِيَة قال الله تعالى والعادِياتِ ضَبْحاً قال ابن عباس هي الخَيْل وقال علي رضي الله عنه الإِبل ههنا والعَدَوانُ والعَدَّاء كلاهما الشَّديدُ العَدْوِ قال ولو أَّنَّ حيًّا فائتُ المَوتِ فاتَه أَخُو الحَرْبِ فَوقَ القارِحِ العَدَوانِ وأَنشد ابن بري شاهداً عليه قول الشاعر وصَخْر بن عَمْرِو بنِ الشَّرِيد فإِنَّه أَخُو الحَرْبِ فَوقَ السَّابحِ العَدَوانِ وقال الأَعشى والقارِحَ العَدَّا وكلّ طِمِرَّةٍ لا تَسْتَطِيعُ يَدُ الطَّويلِ قَذالَها أَراد العَدَّاءِ فقَصَر للضرورة وأَراد نيلَ قَذالها فحَذَف للعلم بذلك وقال بعضهم فَرسٌ عَدَوانٌ إذا كت كثير العَدْو وذئْبٌ عَدَوانٌ إذا كان يَعْدُو على الناس والشَّاءِ وأَنشد تَذْكُرُ إذْ أَنْتَ شَديدُ القَفْزِ نَهْدُ القُصَيْرى عَدَوانُ الجَمْزِ وأَنْتَ تَعْدُو بِخَرُوف مُبْزِي والعِداء والعَداءَ الطَّلَق الواحد وفي التهذيب الطَّلَق الواحد للفرس وأَنشد يَصرَعُ الخَمْسَ عَداءً في طَلَقْ وقال فمن فَتَحَ العينَ قال جازَ هذا إلى ذاك ومن كَسَر العِدَاء فمعناه أَنه يُعادِي الصيدَ من العَدْو وهو الحُضْر حتى يَلْحقَه وتَعادىَ القومُ تَبارَوْا في العَدْو والعَدِيُّ جماعةُ القومِ يَعْدون لِقِتال ونحوه وقيل العَدِيّ أَول من يَحْمل من الرَّجَّالة وذلك لأَنهم يُسْرِعُونَ العَدْوَ والعَدِيُّ أَولُ ما يَدْفَع من الغارةِ وهو منه قال مالك بن خالد الخُناعِي الهُذلي لمَّا رأَيتُ عَدِيَّ القَوْمِ يَسْلُبُهم طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ يَسْلُبهم يعني يتعلق بثيابهم فيُزِيلُها عنهم وهذا البيت استشهد به الجوهري على العَدِيِّ الذين يَعْدون على أَقْدامِهم قال وهو جمع عادٍ مثل غازٍ وغَزِيٍّ وبعده كَفَتُّ ثَوْبيَ لا أُلْوي إلى أَحدٍ إِني شَنِئتُ الفَتَى كالبَكْر يُخْتَطَم والشَّواجِنُ أَوْدية كثيرةُ الشَّجَر الواحدة شاجِنة يقول لمَّا هَرَبوا تَعَلَّقت ثيابُهم بالشَّجَر فَتَرَكُوها وفي حديث لُقْمان أَنا لُقْمانُ بنُ عادٍ لِعاديَةٍ لِعادٍ العاديَة الخَيْل تَعْدو والعادي الواحدُ أَي أَنا للجمع والواحد وقد تكون العاديةُ الرجال يَعْدونَ ومنه حديث خيبر فَخَرَجَتْ عادِيَتُهم أَي الذين يَعْدُون على أَرجُلِهِم قال ابن سيده والعاديةُ كالعَدِيِّ وقيل هو من الخَيْلِ خاصَّة وقيل العاديةُ أَوَّلُ ما يحمِل من الرجَّالةِ دون الفُرْسان قال أبو ذؤيب وعادية تُلْقِي الثِّيابَ كأَنما تُزَعْزِعُها تحتَ السَّمامةِ رِيحُ ويقال رأَيْتُ عَدِيَّ القوم مقبلاً أَي مَن حَمَل من الرَّجَّالة دون الفُرْسان وقال أَبو عبيد العَدِيُّ جماعة القَوْم بلُغةِ هُذَيل وقوله تعالى ولا تَسُبُّوا الذين يَدْعون من دون اللهِ فيَسُبُّوا اللهِ عَدْواً بغير علم وقرئ عُدُوّاً مثل جُلُوس قال المفسرون نُهُوا قبل أَن أَذِن لهم في قتال المشركين أَن يَلْعَنُوا الأَصْنامَ التي عَبَدوها وقوله فيَسُبُّوا الله عَدْواً بغير علم أَي فيسبوا الله عُدْواناً وظُلْماً وعَدْواً منصوب على المصدر وعلى إرادة اللام لأَن المعنى فيَعْدُون عَدْواً أَي يظْلِمون ظلماً ويكون مَفْعولاً له أَي فيسُبُّوا الله للظلم ومن قرأَ فيَسُبُّوا الله عُدُوّاً فهو بمعنى عَدْواً أَيضاً يقال في الظُّلْم قد عَدَا فلان عَدْواً وعُدُوّاً وعُدْواناً وعَدَاءً أَي ظلم ظلماً جاوز فيه القَدْر وقرئ فيَسُبُّوا الله عَدُوّاً بفتح العين وهو ههنا في معنى جماعة كأَنه قال فيسُبُّوا الله أَعداء وعَدُوّاً منصوب على الحال في هذا القول وكذلك قوله تعالى وكذلك جعلنا لكل نبيٍّ عَدُوّاً شياطينَ الإِنس والجنّ عَدُوّاً في معنى أَعداءً المعنى كما جعلنا لك ولأُمتك شياطينَ الإنس والجن أَعداء كذلك جعلنا لمن تَقَدَّمك من الأَنبياء وأُممهم وعَدُوّاً ههنا منصوب لأَنه مفعول به وشياطينَ الإِنس منصوب على البدل ويجوز أَن يكون عَدُوّاً منصوباً على أَنه مفعول ثان وشياطين الإنس المفعول الأول والعادي الظالم يقال لا أَشْمَتَ اللهُ بك عادِيَكَ أَي عَدُوَّك الظالم لَكَ قال أَبو بكر قولُ العَرَب فلانٌ عَدوُّ فلانٍ معناه فلان يعدو على فلان بالمَكْروه ويَظْلِمُه ويقال فلان عَدُوُّك وهم عَدُوُّك وهما عَدُوُّك وفلانةُ عَدُوَّةُ فلان وعَدُوُّ فلان فمن قال فلانة عدُوَّة فلانٍ قال هو خبَر المُؤَنَّث فعلامةُ التأْنيثِ لازمةٌ له ومن قال فلانة عدوُّ فلان قال ذكَّرت عدوّاً لأَنه بمنزلة قولهم امرأَةٌ ظَلُومٌ وغَضوبٌ وصَبور قال الأَزهري هذا إِذا جَعَلْت ذلك كُلَّه في مذهبِ الاسم والمَصْدرِ فإِذا جَعَلْتَه نعتاً مَحْضاً قلت هو عدوّك وهي عدُوَّتُك وهم أَعداؤك وهُنَّ عَدُوَّاتُك وقوله تعالى فلا عُدْوان إِلاَّ على الظالمين أَي فلا سَبيل وكذلك قوله فلا عُدْوانَ عليَّ أَي فلا سبيل عليَّ وقولهم عَدَا عليه فَضَربه بسيفه لا يُرادُ به عَدْوٌ على الرِّجْلين ولكن مِنَ الظُّلْم وعَدَا عَدْواً ظَلَمَ وجار وفي حديث قتادَةَ بنِ النُّعْمان أَنه عُدِيَ عليه أَي سُرِقَ مالُه وظُلِمَ وفي الحديث ما ذِئبْان عادِيانِ أَصابا فَرِيقَةَ غَنَمٍ العادي الظَّالِمُ وأَصله من تجاوُزِ الحَدِّ في الشيء وفي الحديث ما يَقْتُلُه المُحْرِمُ كذا وكذا والسَّبُعُ العادِي أَي الظَّالِمُ الذي يَفْتَرِسُ الناسَ وفي حديث علي رضي الله عنه لا قَطْعَ على عادِي ظَهْرٍ وفي حديث ابن عبد العزيز أُتيَ برَجُل قد اخْتَلَس طَوْقاً فلم يَرَ قَطْعَه وقال تِلك عادِيَةُ الظَّهْرِ العادِية من عَدَا يَعْدُو على الشيء إِذا اخْتَلَسه والظَّهْرُ ما ظَهَرَ مِنَ الأَشْياء ولم يرَ في الطَّوْق قَطعاً لأَنه ظاهِرٌ على المَرْأَة والصَّبيّ وقوله تعالى فمن اضْطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ قال يعقوب هو فاعِلٌ من عَدَا يَعْدُو إذا ظَلَم وجارَ قال وقال الحسن أَي غيرَ باغٍ ولا عائِدٍ فقلب والاعْتداءُ والتَّعَدِّي والعُدْوان الظُّلْم وقوله تعالى ولا تَعاوَنُوا على الإِثم والعُدْوان يقول لا تَعاوَنوا على المَعْصية والظُّلْم وعَدَا عليه عَدْواً وعَدَاءً وعُدُوّاً وعُدْواناً وعِدْواناً وعُدْوَى وتَعَدَّى واعْتَدَى كُلُّه ظَلَمه وعَدَا بنُو فلان على بني فلان أَي ظَلَمُوهم وفي الحديث كَتَبَ ليَهُود تَيْماءَ أَن لَهُم الذمَّةَ وعليهم الجِزْيَةَ بلا عَداء العَداءُ بالفتح والمد الظُّلْم وتَجاوُز الحدّ وقوله تعالى وقاتِلُوا في سبيل الله الذين يُقاتِلُونَكم ولا تَعْتَدوا قيل معناه لا تقاتِلُوا غَيْرَ مَن أُمِرْتُم بقِتالِه ولا تَقتلوا غَيْرَهُمْ وقيل ولا تَعْتَدوا أَي لا تُجاوزوا إِلى قَتْل النِّساءِ والأَطفال وعَدَا الأَمرَ يَعْدُوه وتَعَدَّاه كلاهما تَجاوَزَة وعَدَا طَوْرَه وقَدْرَهُ جاوَزَهُ على المَثَل ويقال ما يَعْدُو فلانٌ أَمْرَك أَي ما يُجاوِزه والتَّعَدِّي مُجاوَزَةُ الشيء إِلى غَيْرِه يقال عَدَّيْتُه فتَعَدَّى أَي تَجاوزَ وقوله فلا تَعْتَدُوها أَي لا تَجاوَزُوها إِلى غيرها وكذلك قوله ومَنْ يَتَعَدَّ حُدودَ الله أَي يُجاوِزْها وقوله عز وجل فمن ابْتَغَى وَرَاء ذلك فأُولئِكَ هم العادُون أَي المُجاوِذُون ما حُدَّ لهم وأُمِرُوا به وقوله عز وجل فمن اضطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ أَي غَيْرَ مُجاوِزٍ لما يُبَلِّغه ويُغْنِيه من الضرورة وأَصل هذا كله مُجاوَزة الحدّ والقَدْر والحَقّ يقال تَعَدَّيْت الحَقَّ واعْتَدَيْته وعَدَوْته أَي جاوَزْته وقد قالت العرب اعْتَدى فلانٌ عن الحق واعْتَدى فوقَ الحقِّ كأَن معناه جاز عن الحق إِلى الظلم وعَدَّى عن الأَمر جازه إِلى غَيْرِه وتَرَكه وفي الحديث المُعْتَدِي في الصَّدَقَةِ كمانِعِها وفي رواية في الزَّكاة هُو أَن يُعْطِيَها غَيْرَ مُسْتَحِقِّها وقيل أَرادَ أَنَّ الساعِيَ إِذا أَخذَ خِيارَ المال رُبَّما منعَه في السَّنة الأُخرى فيكون الساعي سبَبَ ذلك فهما في الإِثم سواء وفي الحديث سَيكُون قومٌ يَعْتَدُون في الدُّعاءِ هو الخُروج فيه عنِ الوَضْعِ الشَّرْعِيِّ والسُّنَّة المأْثورة وقوله تعالى فمن اعْتَدَى عَلَيكم فاعْتَدُوا عليه بمِثْلِ ما اعْتَدَى عَليكم سَمَّاه اعْتِداء لأَنه مُجازاةُ اعْتِداءٍ بمثْل اسمه لأَن صورة الفِعْلين واحدةٌ وإِن كان أَحدُهما طاعةً والآخر معصية والعرب تقول ظَلَمني فلان فظلَمته أَي جازَيْتُه بظُلْمِه لا وَجْه للظُّلْمِ أَكثرُ من هذا والأَوَّلُ ظُلْم والثاني جزاءٌ ليس بظلم وإن وافق اللفظُ اللفظَ مثل قوله وجزاءُ سيِّئةٍ سيئةٌ مثلُها السيئة الأُولى سيئة والثانية مُجازاة وإن سميت سيئة ومثل ذلك في كلام العرب كثير يقال أَثِمَ الرجلُ يَأْثَمُ إِثْماً وأَثَمه اللهُ على إِثمه أَي جازاه عليه يَأْثِمُه أَثاماً قال الله تعالى ومن يَفعلْ ذلك يَلْق أَثاماً أَي جزاءً لإِثْمِه وقوله إِنه لا يُحِبُّ المُعْتدين المُعْتَدون المُجاوِزون ما أُمرُوا به والعَدْوَى الفساد والفعلُ كالفعل وعَدا عليه اللِّصُّ عَداءً وعُدْواناً وعَدَواناً سَرَقَه عن أَبي زيد وذئبٌ عَدَوانٌ عادٍ وذِئْبٌ عَدَوانٌ يَعْدُو على الناسِ ومنه الحديث السلطانُ ذو عَدَوانٍ وذو بَدَوانٍ قال ابن الأَثير أَي سريعُ الانصِرافِ والمَلالِ من قولك ما عَداك أَي ما صَرَفَك ورجلٌ مَعْدُوٌّ عليه ومَعْدِيٌّ عليه على قَلْب الواوِ ياءً طَلَب الخِّفَّةِ حكاها سيبويه وأَنشد لعبد يَغُوث بن وَقَّاص الحارثِي وقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَة أَنَّني أَنا الليث مَعْدِيّاً عليه وعادِيا أُبْدِلَت الياءُ من الواو اسْتِثْقالاً وعدا عليه وَثَب عن ابن الأَعرابي وأَنشد لأَبي عارِمٍ الكلابي لقد عَلمَ الذئْب الذي كان عادِياً على الناس أَني مائِرُ السِّهم نازِعُ وقد يكون العادي هنا من الفساد والظُّلم وعَداهُ عن الأَمْرِ عَدْواً وعُدْواناً وعَدّاه كلاهما صَرَفَه وشَغَله والعَداءُ والعُدَواءُ والعادية كلُّه الشُّغْلُ يَعْدُوك عن الشيء قال مُحارب العُدَواءُ عادةُ الشُّغْل وعُدَواءُ الشُّغْلِ موانِعُه ويقال جِئْتَني وأَنا في عُدَواءَ عنكَ أَي في شُغْلٍ قال الليث العادِيةُ شُغْلٌ من أَشْغال الدهر يَعْدُوك عن أُمورك أَي يَشْغَلُك وجمعها عَوَادٍ وقد عَداني عنك أَمرٌ فهو يَعْدُوني أَي صَرَفَني وقول زهير وعادَكَ أَن تُلاقِيها العَدَاء قالوا معنى عادَكَ عَداكَ فقَلبَه ويقال معنى قوله عادَكَ عادَ لك وعاوَدَك وقوله أَنشده ابن الأَعرابِي عَداكَ عن رَيَّا وأُمِّ وهْبِ عادِي العَوادِي واختلافُ الشَّعْبِ فسره فقال عادي العوادي أَشدُّها أَي أَشدُّ الأَشغالِ وهذا كقوله زيدٌ رجُلُ الرجالِ أَي أَشدُّ الرجالِ والعُدَواءُ إِناخةٌ قليلة وتعادَى المكانُ تَفاوَتَ ولم يَسْتوِ وجَلَس على عُدَواءَ أَي على غير استقامة ومَرْكَبٌ ذُو عُدَواءَ أَي ليس بمُطْمَئِنٍّ قال ابن سيده وفي بعض نسخ المصنف جئتُ على مركبٍ ذِي عُدَواءٍ مصروف وهو خطأٌ من أَبي عُبَيد إِن كان قائله لأَنَّ فُعَلاء بناءٌ لا ينصرف في معرفة ولا نكرة والتَّعادِي أَمكنةٌ غير مستويةٍ وفي حديث ابن الزبير وبناء الكعبة وكان في المسجد جَراثِيمُ وتَعادٍ أَي أَمكنة مختلفة غير مُستوية وأَما قول الشاعر منها على عُدَواء الدار تَسقِيمُ
( * قوله « منها على عدواء إلخ » هو عجز بيت صدره كما في مادة سقم هام الفؤاد بذكراها وخامره )
قال الأَصمعي عُدَواؤه صَرْفُه واختلافه وقال المؤرّج عُدَواء على غير قَصْدٍ وإذا نام الإنسانُ على مَوْضِعٍ غير مُسْتو فيهِ ارْتفاعٌ وانْخفاضٌ قال نِمْتُ على عُدَواءَ وقال النضر العُدَواءُ من الأَرض المكان المُشْرِف يَبْرُكُ عليه البعيرُ فيَضْطَجعُ عليه وإلى جنبه مكانٌ مطمئنٌ فيميل فيه البعير فيتَوهَّنُ فالمُشْرِف العُدَواءُ وتَوَهُّنه أَن يَمُدَّ جسمَه إلى المكان الوَطِئ فتبقى قوائمه على المُشْرِف ولا يَسْتَطيع أَن يقومَ حتى يموت فتَوَهُّنه اضطجاعُه أَبو عمرو العُدَواءُ المكان الذي بعضه مرتفع وبعضه مُتطأْطِئٌ وهو المُتَعادِي ومكانٌ مُتَعادٍ بعضُه وبعضُه مُتطامِن ليس بمُسْتوٍ وأَرضٌ مُتعادِيةٌ ذاتُ جِحَرة ولَخاقِيق والعُدَواءُ على وَزْن الغُُلَواءِ المكان الذي لا يَطْمَئِنُ مَن قَعَد عليه وقد عادَيْتُ القِدْر وذلك إذا طامَنْتَ إحدى الأَثافيِّ ورَفَعْت الأُخْرَيَيْن لتميل القِدْر على النار وتعادَى ما بينهم تَباعَدَ قال الأَعشى يصف ظَبْيَة وغَزالها وتعادَى عنه النهارَ فمَا تَعْ جُوه إلا عُفافةٌ أَو فُواقُ يقول تباعَدُ عن وَلَدها في المَرعى لئلا يَسْتَدِلَّ الذَّئبُ بها على ولدِها والعُدَواءُ بُعْدُ الدار والعَداءُ البُعْد وكذلك العُدَواءُ وقومٌ عِدًى متَابعدون وقيل غُرباءُ مقصورٌ يكتب بالياء والمَعْنيان مُتقارِبانِ وهُم الأَعْداءُ أَيضآً لأن الغَريبَ بَعِيدٌ قال الشاعر إذا كنتَ في قَوْمٍ عِدًى لستَ منهم فكُلْ ما عُلِفْتَ من خَبِيثٍ وطَيِّب قال ابن بري هذا البيتُ يُروى لِزُرارة بنِ سُبَيعٍ الأَسَدي وقيل هو لنَضْلة بنِ خالدٍ الأَسَدِي وقال ابن السيرافي هو لدُودانَ بنِ سَعْدٍ الأَسَدِي قال ولم يأَتِ فِعَلٌ صفَةً إلا قَوْمٌ عِدًى ومكانٌ سِوًى وماءٌ رِوًى وماءٌ صِرًى ومَلامةٌ ثِنًى ووادٍ طِوًى وقد جاء الضمُّ في سُوًى وثُنًى وطُوًى قال وجاء على فِعَل من غير المعتلِّ لحمٌ زِيَمٌ وسَبْيٌ طِيَبَة قال عليّ بنُ حمزة قومٌ عِدًى أَي غُربَاءُ بالكسرة لا غيرُ فأما في الأعداءِ فيقال عِدًى وعُُدًى وعُداةٌ وفي حديث حبيب بن مسلَمة لما عَزَله عُمر رضي الله عنه عن حِمْصَ قال رَحِمَ الله عُمَرَ يَنزِعُ قَوْمَه ويَبْعثُ القَوْمَ العِدَىَ
( * في النهاية العدى بالكسر الغرباء والاجانب والأعداء فأما بالضم قهم الأعداء خاصة )
العِدَى بالكسر الغُرَباءَ أراد أنه يعزل قَوْمه من الولايات ويوَلي الغُربَاء والأَجانِبَ قال وقد جاء في الشعر العِدَى بمعنى الأَعْداءِ قال بشر بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأَنصاري فأَمَتْنا العُداةَ من كلِّ حَيٍّ فاسْتَوَى الرَّكْضُ حِينَ ماتَ العِداءُ قال وهذا يتوجه على أَنه جمع عادٍ أَو يكون مَدَّ عِدًى ضرورة وقال ابن الأعرابي في قول الأَخطل أَلا يا اسْلَمِي يا هِنْدُ هِنْدَ بَني بَدْرِ وإنْ كان حَيَّانا عِدًى آخِرَ الدهْرِ قال العِدَى التَّباعُد وقَوْمٌ عِدًى إذا كانوا مُتَباعِدِيِن لا أَرحامَ بينهم ولا حِلْفَ وقومٌ عِدًى إذا كانوا حَرْباً وقد رُوِي هذا البيتُ بالكسر والضم مثل سِوًى وسُوًى الأَصمعي يقال هؤلاء قومِ عدًى مقصور يكون للأعداء وللغُرَباء ولا يقال قوم عُدًى إلا أَن تدخل الهاء فتقول عُداة في وزن قضاة قال أَبو زيد طالتْ عُدَواؤهُمْ أَي تباعُدُهم وتَفَرُّقُهم والعَدُوُّ ضِدُّ الصَّدِيق يكون للواحد والاثنين والجمع والأُنثى والذكَر بلفظٍ واحد قال الجوهري العَدُوُّ ضِدُّ الوَلِيِّ وهو وصْفٌ ولكِنَّه ضارع الاسم قال ابن السكيت فَعُولٌ إذا كان في تأْويل فاعلٍ كان مُؤَنَّثُه بغير هاء نحو رجلٌ صَبُور وامرأَة صَبور إلا حرفاً واحداً جاءَ نادراً قالوا هذه عَدُوَّة لله قال الفراء وإنما أَدخلوا فيها الهاء تشبيهاً بصَديقةٍ لأَن الشيءَ قد يُبْنى على ضِدِّهِ ومما وضَع به ابن سيده من أَبي عبد الله بن الأَعرابي ما ذكره عنه في خُطْبة كتابه المحكم فقال وهل أَدَلُّ على قلة التفصيل والبعد عن التحصيل من قولِ أَبي عبدِ الله بنِ الأَعرابي في كتابه النوادر العَدوّ يكون للذكر والأُنثى بغير هاء والجمع أَعداءٌ وأَعادٍ وعُداةٌ وعِدًى وعُدًى فأَوْهم أَن هذا كلَّه لشيءٍ واحد ؟ وإنما أَعداءٌ جمع عَدُوٍّ أَجروه مُجْرى فَعِيل صِفَةً كشَرِيفٍ وأَشْرافٍ ونصِيرٍ وأَنصارٍ لأَن فَعُولاً وفَعِيلاً متساويانِ في العِدَّةِ والحركة والسكون وكون حرف اللين ثالثاً فيهما إلا بحسب اختلاف حَرفَيِ اللَّين وذلك لا يوجبُ اختلافاً في الحكم في هذا أَلا تَراهم سَوَّوْا بين نَوارٍ وصَبورٍ في الجمع فقالوا نُوُرٌ وصُبُرٌ وقد كان يجب أَن يكسَّر عَدُوٌّ على ما كُسّرَ عليه صَبُورٌ ؟ لكنهم لو فعلوا ذلك لأَجْحفوا إذ لو كَسَّروه على فُعُلٍ للزم عُدُوٌ ثم لزم إسكان الواو كراهية الحركة عليها فإذا سَكَنَت وبعدها التنوين التقى ساكناًًً ُ ئُ آؤآؤ ٍُى ُْدٌ وليس في الكلام اسم آخره واوٌ قبلَها ضمَّة فإن أَدَّى إلى ذلك قياس رُفِضَ فقلبت الضمة كسرة ولزم انقلاب الواو ياء فقيل عُدٍ فتَنَكَّبت العرب ذلك في كل معتلِّ اللام على فعول أَو فَعِيل أَو فَعال أَو فِعالٍ أَو فُعالٍ على ما قد أَحكمته صناعة الإعرابِ وأَما أَعادٍ فجمعُ الجمع كَسَّروا عَدُوّاً على أَعْداءٍ ثم كَسَّروا أَعْداءً على أَعادٍ وأَصلُه أَعاديّ كأَنْعامٍ وأَناعيم لأن حرفَ اللَّين إذا ثبَت رابعاً في الواحدِ ثبتَ في الجمع واكان ياء إلا ان يُضْطَرَّ إليه شاعر كقوله أَنشده سيبويه والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا ولكنهم قالوا أَعادٍ كراهة الياءَين مع الكسرة كما حكى سيبويه في جمع مِعْطاءٍ مَعاطٍ قال ولا يمتنع أَن يجيء على الأَصل مَعاطِيّ كأَثافيّ فكذلك لا يمتنع أَن يقال أَعادِيّ وأَما عُداةٌ فجمع عادٍ حكى أَبو زيد عن العرب أَشْمَتً اللهُ عادِيَكَ أَي عَدُوّكَ وهذا مُطَّرِدٌ في باب فاعلٍ مما لامُهُ حرفُ علَّةٍ يعني أَن يُكَسَّر على فُعلَةٍ كقاضٍ وقُضاةٍ ورامٍ ورُماةٍ وهو قول سيبويه في باب تكسير ما كان من الصفة عِدَّتُه أَربعةُ أَحرف وهذا شبيه بلفظِ أَكثرِ الناس في توهُّمِهم أَن كُماةً جمعُ كَمِيٍّ وفعيلٌ ليس مما يكسَّر على فُعَلةٍ وإنما جمعُ سحٍَِمِيٍّ أَكماءٌ حكاه أَبو زيد فأَما كُماةٌ فجمع كامٍ من قولهم كَمَى شجاعتَه وشهادَتَه كتَمها وأَما عِدًى وعُدًى فاسمان للجمع لأن فِعَلاً وفُعَلاً ليسا بصيغتي جمع إلا لِفعْلَةٍ أو فُعْلة وربما كانت لفَعْلة وذلك قليل كهَضْبة وهِضَب وبَدْرة وبِدر والله أَعلم والعَداوة اسمٌ عامٌّ من العَدُوِّ يقا عَدُوٌّ بَيِّنُ العَداوة وفلانٌ يُعادِي بني فلان قال الله عز وجل عسَى اللهُ أَن يَجْعلَ بينَكم وبينَ الذين عادَيْتم منهمْ مَوَدَّة وفي التنزيل العزيز فإِنَّهم عَدَوٌّ لي قال سيبويه عَدُوٌّ وصْفٌ ولكنه ضارَع الاسم وقد يُثنَّى ويُجمع ويُؤَنَّث والجمع أَعْداءٌ قال سيبويه ولم يكسرَّ على فُعُلٍ وإن كان كصَبُورٍ كراهية الإِخْلالِ والاعْتلال ولم يكسَّر على فِعْلانٍ كراهية الكسرة قبل الواو لأَنَّ الساكن ليس بحاجز حصِين والأعادِي جمع الجمع والعِدَى بكسر العين الأَعْداءُ وهوجمعٌ لا نظير له وقالوا في جَمْعِ عَدُوَّة عدايا لم يُسْمَعْ إلا في الشعر وقوله تعالى هُمفاحْذَرْهُم قيل معناه هم العَدُوُّ الأَدْنَى وقيل معناه هم العَدُوُّ الأَشدّ لأَنهم كانوا أَعْداء النبي صلى الله عليه وسلم ويُظهرون أَنهم معه والعادي العَدُوُّ وجَمْعُه عُداةٌ قالت امرأَة من العرب أَشْمَتَ ربُّ العالَمين عادِيَكْ وقال الخليل في جماعة العَدُوِّ عُدًى وعِدًى قال وكان حَدُّ الواحد عَدُو بسكون الواو ففخموا آخره بواو وقالوا عَدُوٌّ لأنهم لم يجدوا في كلام العرب اسماً في آخره واو ساكنة قال ومن العرب من يقول قومٌ عِدًى وحكى أَبو العباس قومٌ عُدًى بضم العين إلا أَنه قال الاخْتِيار إذا كسرت العين أن لا تأْتيَ بالهاء والاختيارُ إذا ضَمَمْتَ العينَ أَن تأْتيَ بالهاء وأَنشد مَعاذةَ وجْه اللهِ أَن أُشْمِتَ العِدَى بلَيلى وإن لم تَجْزني ما أَدِينُها وقد عادَاه مُعاداةً وعِداءً والاسمُ العَداوة وهو الأَشدُّ عادياً قال أَبو العباس العُدَى جمع عَدوّ والرُّؤَى جمع رؤيَةٍ والذُّرَى جمع ذِرْوَة وقال الكوفيون إنما هو مثل قُضاة وغُزاة ودُعاة فحذفوا الهاء فصارت عُدًى وهو جمع عادٍ وتَعادَى القومُ عادَى بعضُهم بعضاً وقومٌ عِدًى يكتب بالياء وإن كان أَصله الواوَ لمكان الكسرة التي في أَوَّله وعُدًى مثله وقيل العُدَى الأَعْداءُ والعِدَى الأَعْداءُ الذين لا قَرابة بينك وبينَهُم قال والقول هو الأَوّل وقولُهم أَعْدَى من الذئبِ قال ثعلب يكون من العَدْوِ ويكون من العَداوَة وكونُه من العَدْوِ أَكثر وأُراه إنما ذهب إلى أَنه لا يقال أَفْعَل من فاعَلْت فلذلك جاز أَن يكون من العَدْوِ لا مِنَ العَداوَة وتَعادَى ما بينَهم اخْتَلف وعَدِيتُ له أَبْغَضْتُه عن ابن الأَعرابي ابن شميل رَدَدْت عني عادِيَةَ فلان أَي حِدَّته وغَضبه ويقال كُفَّ عنا عادِيَتَك أَي ظُلْمك وشرّك وهذا مصدر جاء على فاعلة كالراغِية والثاغية يقال سمعت راغِيَةَ البعير وثاغية الشاة أَي رُغاء البعير وثُغاء الشاة وكذلك عاديَةُ الرجل عَدْوُه عليك بالمكروه والعُدَواء أَرض يابسة صُلْبة ورُبَّما جاءت في البئر إذا حُفِرَتْ قال وقد تَكُون حَجَراً يُحادُ عنه في الحَفْرِ قال العجاج يصف ثوراً يحفر كناساً وإنْ أَصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا عَنْها وَوَلاها الظُّلُوفَ الظُّلَّفا أَكَّد بالظُّلَّفِ كما يقال نِعافٌ نُعَّف وبِطاحٌ بُطَّحٌ وكأَنه جَمَعَ ظِلْفاً ظالفاً وهذا الرجز أَورده الجوهري شاهداً على عُدَواءِ الشُّغْلِ موانِعِه قال ابن بري هو للعجاج وهو شاهد على العُدَواء الأرضِ ذات الحجارة لا على العُدَواء الشُّغْلِ وفسره ابن بري أَيضاً قال ظُلَّف جمع ظالِف أَي ظُلُوفُهِ تمنع الأَذى عنه قال الأزهري وهذا من قولهم أَرض ذاتُ عُدَواءَ إذا لم تكن مستقيمة وَطِيئةً وكانت مُتَعادِيةً ابن الأَعرابي العُدَواءُ المكان الغَلِيظ الخَشِن وقال ابن السكيت زعم أَبو عمرو أَن العِدَى الحجارة والصُّخور وأَنشد قول كُثَيَّر وحالَ السَّفَى يَيني وبَينَك والعِدَى ورهْنُ السَّفَى غَمْرُ النَّقيبة ماجِدُ أَراد بالسَّفَى ترابَ القبر وبالعِدَى ما يُطْبَق على اللَّحد من الصَّفائح وأَعْداءُ الوادي وأَعْناؤه جوانبه قال عمرو بن بَدْرٍ الهُذَلي فمدَّ العِدَى وهي الحجارة والصخور أَو اسْتَمَرّ لَمسْكَنٍ أَثْوَى به بِقَرارِ ملْحَدةِ العِداءِ شَطُونِ وقال أَبو عمرو العِداءُ ممدودٌ ما عادَيْت على المَيّت حينَ تَدْفِنُه من لَبِنٍ أَو حجارة أو خشب أَو ما أَشبَهه الواحدة عِداءة ويقال أَيضاً العِدَى والعِداءُ حجر رقيق يستر به الشيء ويقال لكلِّ حجر يوضع على شيء يَسْتُره فهو عِدَاءٌ قال أُسامة الهذلي تالله ما حُبِّي عَلِيّاً بشَوى قد ظَعَنَ الحَيُّ وأَمْسى قدْ ثَوى مُغادَراً تحتَ العِداء والثَّرَى معناه ما حُبِّي عليّاً بخَطَاٍ ابن الأعرابي الأعْداء حِجارَة المَقابر قال والأدْعاء آلام النار
( * قوله « آلام النار » هو هكذا في الأصل والتهذيب )
ويقال جئْتُك على فَرَسٍ ذي عُدَواء غير مُجْرىً إذا لم يكن ذا طُمَأْنينة وسُهولة وعُدَوَاءُ الشَّوْق ما بَرَّح بصاحبه والمُتَعَدِّي من الأفعال ما يُجاوزُ صاحبَه إلى غيره والتَّعَدِّي في القافِية حَرَكة الهاء التي للمضمر المذكر الساكنة في الوقف والمُتَعَدِّي الواوُ التي تلحقُه من بعدها كقوله تَنْفُشُ منه الخَيْل ما لا يَغْزِ لُهُو فحَركة الهاء هي التَّعَدِّي والواو بعدها هي المُتَعَدِّي وكذلك قوله وامْتَدَّ عُرْشا عُنْقِهِ للمُقْتَهِي حركة الهاء هي التَّعَدِّي والياء بعدها هي المُتَعَدِّي وإنما سميت هاتان الحركتان تَعَدِّياً والياء والواوُ بعدهما مُتَعَدِّياً لأنه تَجاوزٌ للحَدّ وخروجٌ عن الواجبِ ولا يُعْتَدُّ به في الوزن لأنّ الوزنَ قد تَناهى قبلَه جعلوا ذلك في آخر البيت بمنزلة الخَزْمِ في أَوَّله وعَدَّاه إليه أَجازَه وأَنْفَذَه ورأيتهم عدا أَخاك وما عدَا أَخاكَ أَي ما خَلا وقد يُخْفَض بها دون ما قال الجوهري وعَدَا فعل يُسْتَثْتى به مع ما وبغير ما تقولُ جاءَني القومُ ما عَدَا زيداً وجاؤوني عدًا زيداً تنصبُ ما بعدها بها والفاعلُ مُضْمَر فيها قال الأَزهري من حروف الاستثناء قولهم ما رأَيت أَحداً ما عَدَا زيداً كقولك ما خلا زيداً وتَنْصب زيداً في هذَيْن فإذا أَخرجتَ ما خَفَضتَ ونَصَبت فقلتَ ما رأيتُ أَحداً عدَا زيداً وعدا زيدٍ وخلا زَيْداً وخَلا زيدٍ النصب بمعنى إلاَّوالخفضُ بمعنى سِوى وعَدِّ عَنَّا حاجَتَك أَي اطْلُبْها عندَ غيرِنا فإِنَّا لا نَقْدِرُ لك عليها هذه عن ابن الأَعرابي ويقال تعَدَّ ما أَنت فيه إلى غيره أَي تجاوَزْه وعدِّ عما أَنت فيه أَي اصرف هَمَّك وقولَك إلى غيره وْعَدَّيْتُ عني الهمَّ أَي نحَّيته وتقول لمن قَصَدَك عدِّ عنِّي إلى غيري ويقال عادِ رِجْلَك عن الأَرض أَي جافِها وما عدا فلانٌ أَن صَنعَ كذا وما لي عن فلانٍ مَعْدىً أَي لا تَجاوُزَ لي إلى غيره ولا قُصُور دونه وعَدَوْته عن الأمر صرَفْته عنه وعدِّ عما تَرَى أَي اصرف بصَرَك عنه وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه أُتيَ بسَطِيحَتَيْنِ فيهما نبيذٌ فشَرِبَ من إحداهما وعَدَّى عن الأُخرى أَي تَرَكها لما رابه منها يقال عدِّ عن هذا الأمرِ أَي تجاوَزْه إلى غيره ومنه حديثه الآخرُ أَنه أُهْدِيَ له لبن بمكة فعدَّاه أَي صرفه عنه والإعْداءُ إعْداءُ الحرب وأَعداه الداءُ يُعديه إعداءً جاوزَ غيره إليه وقيل هو أَن يصيبَه مثلُ ما بصاحبِ الداءِ وأَعداهُ من علَّته وخُلُقِه وأَعداهُ به جوّزه إليه والاسم من كل ذلك العَدْوى وفي الحديث لا عَدْوى ولا هامَة ولا صَفَر ولا طيرَةَ ولا غُولَ أَي لا يُعْدي شيء شيئاً وقد تكرر ذكر العَدْوى في الحديث وهو اسمٌ من الإعداء كالرَّعْوى والبَقْوَى من الإرْعاءِ والإبْقاءِ والعَدْوى أن يكون ببعير جَرَب مثلاً فتُتَّقى مُخالَطَتُه بإبل أُخرى حِذار أَن يَتعَدى ما به من الجَرَب إليها فيصيبَها ما أَصابَه فقد أَبطَله الإِسلامُ لأَنهم كانوا يظُنُّون أَن المرض بنفسه يتَعَدَّى فأَعْلَمَهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَن الأَمر ليس كذلك وإنما الله تعالى هو الذي يُمرض ويُنْزلُ الداءَ ولهذا قال في بعض الأَحاديث وقد قيل له صلى الله عليه وسلم إِن النُّقْبة تَبْدُو وبمشْفر البعير فتُعْدي الإِبل كلها فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم للذي خاطبه فمَن الذي أَعدَى البعيرَ الأَول أَي من أَين صار فيه الجَرَب ؟ قال الأَزهري العَدْوَى أَن يكون ببعير جَرَبٌ أَو بإنسان جُذام أَو بَرَصٌ فتَتَّقيَ مخالطتَه أَو مؤاكلته حِذار أَن يَعْدُوَه ما به إِليك أَي يُجاوِزه فيُصيبك مثلُ ما أَصابه ويقال إِنَّ الجَرَب ليُعْدي أَي يجاوز ذا الجَرَب إلى مَنْ قاربه حتى يَجْرَبَ وقد نَهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم مع إنكاره العَدْوى أَن يُورِدَ مُصِحٌّ على مُجْرِب لئلا يصيب الصِّحاحَ الجَرَبُ فيحقق صاحبُها العَدْوَى والعَدْوَى اسمٌ من أَعْدَى يُعْدِي فهو مُعْدٍ ومعنى أَعْدَى أَي أَجاز الجَرَبَ الذي به إِلى غيره أَو أَجاز جَرَباً بغيره إِليه وأَصله مِنْ عَدا يَعْدُو إِذا جاوز الحدَّ وتعادَى القومُ أَي أَصاب هذا مثلُ داء هذا والعَدْوَى طَلَبُك إِلى والٍ ليُعْدِيَكَ على منْ ظَلَمك أَي يَنْتَقِم منه قال ابن سيده العَدْوَى النُّصْرَة والمَعُونَة وأَعْداهُ عليه نَصَره وأَعانه واسْتَعْداهُ اسْتَنْصَره واستعانه واسْتَعْدَى عليه السلطانَ أَي اسْتَعانَ به فأَنْصَفه منه وأَعْداهُ عليه قَوَّاه وأَعانه عليه قال يزيد ابن حذاق ولقد أَضاءَ لك الطَّريقُ وأَنْهَجَتْ سُبُلُ المكارِمِ والهُدَى يُعْدي أَي إِبْصارُكَ الطَّريقَ يقوِّيك على الطَّريقِ ويُعينُك وقال آخر وأَنتَ امرؤٌ لا الجُودُ منكَ سَجيَّةٌ فتُعْطِي وقد يُعْدِي على النَّائِلِ الوُجْدُ ويقال اسْتَأْداه بالهمزة فآداه أَي أَعانَه وقَوَّاه وبعضُ أَهل اللغة يجعل الهمزة في هذا أَصلاً ويجعل العين بدلاً منها ويقال آدَيْتُك وأَعْدَيْتُك من العَدْوَى وهي المَعونة وعادى بين اثنين فصاعِداً مُعاداةً وعِداءً وإلي قال امرؤ القيس فعادَى عِداءً بين ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ وبين شَبُوبٍ كالقَضِيمَةِ قَرْهَبِ ويقال عادى الفارِسُ بين صَيْدَيْن وبين رَجُلَين إِذا طَعَنهما طعنتين مُتَوالِيَتَيْن والعِدَاء بالكسر والمُعاداة المُوالاة والمتابَعة بين الاثنين يُصرَعُ أَحدهما على إِثر الآخر في طَلَقٍ واحد وأَنشد لامرئ القيس فعادَى عِدَاءً بين ثَوْرٍ ونَعْجةٍ دِراكاً ولم يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَلِ يقال عادَى بين عَشَرة من الصَّيْد أَي والى بينها قَتْلاً ورَمْياً وتعادَى القومُ على نصرهم أَي تَوالَوْا وتَتابَعوا وعِداءُ كلِّ شيءٍ وعَدَاؤُه وعِدْوَتُه وعُدْوَتُه وعِدْوُه طَوَارُه وهو ما انْقادَ معه مِن عَرْضِه وطُولِه قال ابن بري شاهده ما أَنشده أَبو عمرو بن العلاء بَكَتْ عَيْني وحَقَّ لها البُكاءُ وأَحْرَقَها المَحابِشُ والعَدَاء
( * قوله « المحابش » هكذا في الأصل )
وقال ابن أَحمر يخاطب ناقته خُبِّي فَلَيْس إِلى عثمانَ مُرْتَجَعٌ إِلاّ العَداءُ وإِلا مكنع ضرر
( * قوله « إلا مكنع ضرر » هو هكذا في الأصل )
ويقال لَزِمْت عَداءَ النهر وعَدَاءَ الطريق والجبلِ أَي طَوَاره ابن شميل يقال الْزَمْ عَدَاء الطريق وهو أَن تأْخذَه لا تَظْلِمه ويقال خُذْ عَداءَ الجبل أَي خذ في سَنَدِه تَدورُ فيه حتى تعلُوَه وإِن اسْتَقام فيه أَيضاً فقد أَخَذَ عَدَاءَه وقال ابن بزرج يقال الْزَمِ عِدْوَ أَعْدَاءِ الطريقِ
( * قوله « عدو أعداء الطريق » هكذا في الأصل والتهذيب )
والْزَمْ أَعْدَاء الطريق أَي وَضَحَه وقال رجل من العرب لآخر أَلَبناً نسقيك أَم ماءً ؟ فأَجاب أَيَّهُما كان ولا عَدَاءَ معناه لا بُدَّ من أَحدهما ولا يكونن ثالث ويقال الأَكْحَل عِرْقٌ عَداءَ الساعِدِ قال الأَزهري والتَّعْداءُ التَّفْعال من كل ما مَرَّ جائز والعِدَى والعَدَا الناحية الأَخيرة عن كراع والجمع أَعْداءٌ والعُدْوةُ المكانُ المُتَباعِدُ عن كراع والعِدَى والعُدْوةُ والعِدْوةُ والعَدْوَة كلُّه شاطئُ الوادي حكى اللحياني هذه الأَخيرةَ عن يونس والعُدْوة سنَدُ الوادي قال ومن الشاذِّ قراءة قَتادة إِذ أَنتم بالعَدْوةِ الدنيا والعِدْوة والعُدْوة أَيضاً المكان المرتفع قال الليث العُدْوة صَلابة من شاطئِ الوادي ويقال عِدْوة وفي التنزيل إِذ أَنتم بالعُدْوة الدنيا وهم بالعُدْوة القُصْوى قال الفراء العُدْوة شاطئُ الوادي الدنيا مما يَلي المدينة والقُصْوَى مما يلي مكة قال ابن السكيت عُدْوةُ الوادي وعِدْوتُه جانبُه وحافَتُه والجمع عِدًى وعُدًى قال الجوهري والجمع عِداءٌ مثلُ بُرْمَةٍ وبِرامٍ ورِهْمَةٍ ورِهامٍ وعِدَياتٌ قال ابن بري قال الجوهري الجمع عِدَياتٌ قال وصوابه عِدَاواتٌ ولا يجوز عِدِواتٌ على حدّ كِسِراتٍ قال سيبويه لا يقولون في جمع جِرْوةٍ جِرِياتٌ كراهة قلْب الواو ياءً فعلى هذا يقال جِرْوات وكُلْياتٌ بالإِسكان لا غيرُ وفي حديث الطاعون لو كانت لك إِبلٌ فَهَبَطت وادياً له عُدْوتانِ العدوة بالضم والكسر جانبُ الوادي وقيل العُدوة المكان المرتفع شيئاً على ما هو منه وعَداءُ الخَنْدَقِ وعَداء الوادي بطنُه وعادَى شعرَه أَخَذَ منه وفي حديث حُذَيْفَة أَنه خرج وقد طَمَّ رأْسَه فقال إِنَّ تحت كل شَعْرةٍ لا يُصيبُها الماء جَنابةً فمن ثَمَّ عاديتُ رأْسي كما تَرَوْنَ التفسير لشمر معناه أَنه طَمّه واسْتَأْصله ليَصِلَ الماءُ إِلى أُصولِ الشَّعَر وقال غيره عادَيْتُ رأْسِي أَي جَفَوْت شعرَه ولم أَدْهُنْه وقيل عادَيْتُ رأْسي أَي عاوَدْتُه بوضْوء وغُسْلٍ ورَوَى أَبو عَدْنانَ عن أَبي عبيدة عادَى شعره رَفَعَه حكاه الهَرَويّ في الغريبين وفي التهذيب رَفَعَه عند الغسلِ وعادَيْت الوسادةَ أَي ثَنَيْتُها وعادَيْتُ الشيءَ باعَدْته وتَعادَيْتُ عنه أَي تَجَافَيْت وفي النوادر فلان ما يُعادِيني ولا يُواديني قال لا يُعاديني أَي لا يُجافِيني ولا يُواديني أَي لا يُواتيني والعَدَوِيَّة الشجر يَخْضَرُّ بعدَ ذهاب الربيع قال أَبو حنيفة قال أَبو زِيادٍ العَدَوِيَّة الرَّبْل يقال أَصاب المالُ عَدَويَّةً وقال أَبو حنيفة لم أَسمَعْ هذا من غير أَبي زِيادٍ الليث العَدَوِيَّة من نبات الصيف بعد ذهاب الربيع أَن تَخْضَرَّ صغار الشجر فتَرْعاه الإِبل تقول أَصابت الإِبلُ عَدَويَّةً قال الأَزهري العَدَويَّة الإِبل التي تَرْعى العُدْوة وهي الخُلَّة ولم يضبط الليث تفسير العَدَويَّة فجعله نَباتاً وهو غلط ثم خَلَّط فقال والعَدَويَّة أَيضاً سِخالُ الغنم يقال هي بنات أَربعين يوماً فإِذا جُزَّت عنها عَقِيقتُها ذهب عنها هذا الاسم قال الأَزهري وهذا غلط بل تصحيف منكر والصواب في ذلك الغَدَويَّة بالغين أَو الغَذَويَّة بالذال والغِذاء صغار الغنم واحدها غَذِيٌّ قال الأَزهري وهي كلها مفسرة في معتل الغين ومن قال العَدَويةُ سِخال الغنم فقد أَبْطَل وصحَّف وقد ذكره ابن سيده في مُحكَمِه أَيضاً فقال والعَدَويَّة صِغارُ الغنمِ وقيل هي بناتُ أَربعين يوماً أَبو عبيد عن أَصحابه تَقادَعَ القومُ تَقادُعاً وتَعادَوْا تَعادِياً وهو أَن يَمُوتَ بعضهم في إِثْر بعض قال ابن سيده وتَعادَى القومُ وتَعادَتِ الإِبلُ جميعاً أَي مَوَّتَتْ وقد تَعادَتْ بالقَرْحة وتَعادَى القوم ماتَ بعضهم إِثْرَ بعَضٍ في شَهْرٍ واحدٍ وعامٍ واحد قال فَما لَكِ منْ أَرْوَى تَعادَيْت بالعَمى ولاقَيْتِ كَلاّباً مُطِّلاً وراميا يدعُو عليها بالهلاكِ والعُدْوة الخُلَّة من النَّبَات فإِذا نُسِبَ إِليها أَو رَعَتْها الإِبلُ قيل إِبل عُدْويَّةٌ على القِياسِ وإِبلٌ عَدَويَّة على غَيْرِ القِياسِ وعَوادٍ على النَّسَبِ بغير ياء النَّسَبِ كلّ ذلك عن ابن الأَعرابي وإِبلٌ عادِيَةٌ وعَوادٍ تَرْعى الحَمْضَ قال كُثَيِّر وإِنَّ الذي يَنْوي منَ المالِ أَهلُها أَوارِكُ لمَّا تَأْتَلِفْ وعَوادِي ويُرْوى يَبْغِي ذكَرَ امرأَةً وأَن أَهلَها يطلبُون في مَهْرِها من المالِ ما لا يُمْكن ولا يكون كما لا تَأْتَلِفُ هذه الأَوارِكُ والعَوادي فكأَن هذا ضِدَّ لأَنَّ العَوادِيَ على هذَيْن القولين هي التي تَرْعى الخُلَّةَ والتي تَرْعَى الحَمْضَ وهما مُخْتَلِفا الطَّعْمَيْن لأَن الخُلَّة ما حَلا من المَرْعى والحَمْض منه ما كانت فيه مُلُوحَةٌ والأَوارك التي ترعى الأَراك وليسَ بحَمْضٍ ولا خُلَّة إِنما هو شجر عِظامٌ وحكى الأَزهري عن ابن السكيت وإِبلٌ عادِيَةٌ تَرْعَى الخُلَّة ولا تَرْعَى الحَمْضَ وإِبلٌ آركة وأَوَارِكُ مقيمة في الحَمْضِ وأَنشد بيت كثير أَيضاً وقال وكذلك العادِيات وقال رأَى صاحِبي في العادِياتِ نَجِيبةً وأَمْثالها في الواضِعاتِ القَوامِسِ قال ورَوَى الرَّبيعُ عن الشافعي في باب السَّلَم أَلْبان إِبلٍ عَوادٍ وأَوارِكَ قال والفرق بينهما ما ذكر وفي حديث أَبي ذرّ فقَرَّبوها إِلى الغابة تُصيبُ مِن أَثْلها وتَعْدُو في الشَّجَر يعني الإِبلَ أَي تَرْعى العُدْوَةَ وهي الخُلَّة ضربٌ من المَرْعَى مَحبوبٌ إِلى الإِبل قال الجوهري والعادِيةُ من الإِبل المُقِيمة في العِضاهِ لا تُفارِقُها وليست تَرْعَى الحَمْضَ وأَما الذي في حديث قُسٍّ فإذا شَجَرة عادِيَّةٌ أَي قَدِيمة كأَنها نُسِبَت إِلى عادٍ وهمْ قومُ هودٍ النبيِّ صلى الله عليه وعلى نَبيِّنا وسلم وكلّ قديمٍ يَنْسُبُونه إِلى عادٍ وإِن لم يُدْرِكْهُم وفي كتاب عليٍّ إِلى مُعاوية لم يَمْنَعْنا قَدِيمُ عِزِّنا وعادِيُّ طَوْلِنا على قَوْمِك أَنْ خَلَطْناكُم بأَنْفُسِنا وتَعدَّى القَوْمُ وجَدُوا لَبَناً يَشْرَبونَه فأَغْناهُمْ عن اشْتِراء اللَّحْمِ وتَعَدَّوْا أَيضاً وجَدُوا مَراعِيَ لمَواشيهِمْ فأَغْناهُم ذلك عن اشْتِراءِ العَلَف لهَا وقول سَلامَة بن جَنْدَل يَكُونُ مَحْبِسُها أَدْنَى لمَرْتَعِها ولَوْ تَعادَى ببكْءٍ كلُّ مَحْلُوب معناه لَوْ ذَهَبَتْ أَلْبانُها كلُّها وقول الكميت يَرْمِي بعَيْنَيْهِ عَدْوَةَ الأَمدِ ال أَبعدِ هَلْ في مطافِهِ رِيَب ؟ قال عَدْوة الأَمد مَدُّ بصَره ينظُر هل يَرى رِيبةً تَريبهُ وقال الأَصمعي عداني منه شر أَي بَلَغني وعداني فلان مِنْ شَرِّه بشَرّ يَعْدُوني عَدْواً وفلان قد أَعْدَى الناس بشَرٍّ أَي أَلْزَقَ بهم منه شَرّاً وقد جلَسْتُ إِليه فأَعْداني شرًّا أَي أَصابني بشرِّه وفي حديث عليّ رضي الله عنه أَنه قال لطَلْحَة يومَ الجَمَل عرَفْتَني بالحجاز وأَنْكَرْتني بالعراق فما عَدَا مِمَّا بَدَا ؟ وذلك أَنه كان بايَعه بالمَدِينة وجاءَ يقاتله بالبَصْرة أَي ما الذي صَرَفَك ومَنَعك وحملك على التَّخَلّف بعدَ ما ظهر منك من التَّقَدّم في الطاعة والمتابعة وقيل معناه ما بَدَا لكَ مِنِّي فصَرَفَك عَنِّي وقيل معنى قوله ما عَدَا مِمَّا بدَا أَي ما عَداك مما كان بَدَا لنا من نصرِك أَي ما شَغَلك وأَنشد عداني أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمِي عَجايا كلُّها إِلاَّ قَلِيلاَ وقال الأَصمعي في قول العامة ما عدَا مَنْ بَدَا هذا خطأٌ والصواب أَمَا عَدَا مَنْ بَدَا على الاستفهام يقول أَلمْ يَعْدُ الحقَّ مَنْ بدأَ بالظلم ولو أَراد الإِخبار قال قد عَدَا منْ بَدانا بالظلم أَي قد اعْتَدَى أَو إنما عَدَا مَنْ بَدَا قال أَبو العباس ويقال فَعَلَ فلان ذلك الأَمرَ عَدْواً بَدْواً أَي ظاهراً جِهاراً وعَوادي الدَّهْر عَواقِبُه قال الشاعر هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَّ من يتَجَنَّبُ وعَدَتْ عَوادٍ دُونَ وَلْيك تَشْعَبُ وقال المازني عَدَا الماءُ يَعْدُو إِذا جَرَى وأَنشد وما شَعَرْتُ أَنَّ ظَهْري ابتلاَّ حتى رأَيْتُ الماءَ يَعْدُو شَلاَّ وعَدِيٌّ قَبيلَةٌ قال الجوهري وعَدِيٌّ من قُرَيش رهطُ عُمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو عَدِيُ بن كَعْب بن لُؤَيِّ بنِ غالبِ بنِ فهْرِ بن مالكِ بنِ النَّضْرِ والنسبة إِليه عَدَوِيٌّ وَعَدَيِيٌّ وحُجَّة مَن أَجازَ ذلك أَن الياءَ في عَدِيٍّ لمَّا جَرَتْ مَجْرى الصحيح في اعْتقابِ حَرَكات الإِعراب عليها فقالوا عَدِيٌّ وعَدِيّاً وعَدِيٍّ جَرَى مَجْرَى حَنِيفٍ فقالوا عَدَيِيٌّ كما قالوا حَنَفِيٌّ فِيمَن نُسِب إِلى حَنِيفٍ وعَدِيُّ بن عبد مَناة من الرِّباب رَهْطِ ذي الرُّمَّة والنسبة إِليهم أَيضاً عَدَوِيّ وعَدِيٌّ في بني حَنيفة وعَدِيٌّ في فَزارة وبَنُو العَدَوِيَّة قومٌ من حَنْظلة وتَمِيمٍ وعَدْوانُ بالتسكين قَبيلَةٌ وهو عَدْوانُ بن عَمْرو بن قَيْس عَيْلانَ قال الشاعر عَذِيرَ الحَيِّ مِنْ عَدْوا نَ كانوا حيَّةَ الأَرضِ أَراد كانوا حَيَّاتِ الأَرْضِ فوضَع الواحدَ موضع الجمع وبَنُو عِدًى حَيٌّ من بني مُزَيْنَة النَسَبَ إِليه عِداويٌّ نادرٌ قال عِداوِيَّةٌ هيهاتَ منكَ محلُّها إِذا ما هي احْتَلَّتْ بقُدْسٍ وآرَةِ ويروى بقدس أُوارَةِ ومَعْدِ يكرَبَ من جَعله مَفْعِلاً كان له مَخْرَج من الياء والواو قال الأَزهري مَعْدِيكرَب اسمان جُعِلا اسماً واحداً فأُعْطِيا إِعراباً واحداً وهو الفتح وبنو عِداءٍ
( * قوله « وبنو عداء إلخ » ضبط في المحكم بكسر العين وتخفيف الدال والمدّ في الموضعين وفي القاموس وبنو عداء مضبوطاً بفتح العين والتشديد والمدّ ) قبيلة هن ابن الأَعرابي وأَنشد أَلمْ تَرَ أَنَّنا وبَني عِداءٍ توارَثْنا من الآباء داءَ ؟ وهم غيرُ بني عِدًى من مُزينة وسَمَوْأَلُ بنُ عادِياءَ ممدودٌ قال النَّمِر بن تَوْلب هَلاَّ سأَلْت بِعادِياءَ وبَيْتِه والخَلِّ والخَمْرِ التي لم تُمْنَع وقد قصَره المُرادِي في شِعْره فقال بَنَى لي عادِيَا حِصْناً حَصِيناً إِذا ما سامَني ضَيْمٌ أَبَيْتُ

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88