كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

ثوث
بُرْدٌ ثُوثِيٌّ كَفُوفيٍّ وحكى يعقوب أَن تاءه بدل

جأث
جَئِثَ الرجلُ جَأَثاً ثَقُلَ عند القيام أَو حمل شيء ثقيل وأَجْأَثَهُ الحِمْلُ الليث الجَأْثُ ثِقَلُ المَشْي يقال أَثْقَلَه الحِمْلَ حتى جَأَثَ غيره الجَأَثانُ ضَرْبٌ من المَشْي وأَنشد عَفَنْجَجٌ في أَهله جَأْآثُ وجَأَثَ البعيرُ بحملِه يَجْأَثُ مَرَّ به مُثقَلاً عن ابن الأَعرابي أَبو زيد جأَثَ البعيرُ جَأْثاً وهو مِشْيَتُه مُوقَراً حَمْلاً وجُئِثَ جَأْثاً فَزِعَ وقد جُئِثَ إِذا أُفْزِعَ فهو مَجْؤُوثٌ أَي مَذْعُور وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه رأَى حبريلَ عليه السلام قال فجُئِثْتُ منه فَرَقاً حين رأَيتُه أَي ذُعِرْتُ وخِفْتُ الأَصمعي جَأَثَ يَجْأَثُ جَأْثاً إِذا نَقَلَ الأَخبار وأَنشد جَأْآثُ أَخْبارٍ لها نَبَّاثُ ورجلٌ جَأْآثٌ سَيِّءُ الخُلُقِ وانْجَأَثَ النخلُ انْصَرَع وجُؤْثة قبيلة إِليها نُسِبَ تميم وجُؤَاثَى موضع قال امرؤُ القيس ورُحْنا كأَني من جُؤَاثَى عَشِيَّةً نُعالي النِّعاجَ بَيْنَ عِدْلٍ ومُحْقِبِ وضبطه عليُّ بن حَمْزة في كتاب النبات جُواثَى بغير همز فإِما أَن يكون على تخفيف الهمز وإِما أَن يكون أَصله ذلك وقيل جُواثَى قرية بالبحرين معروفة

جبقث
الجُنْبَقْثَةُ نَعْتُ سَوْءٍ للمرأَة والجُنْبَقْثةُ المرأَة السوداء رباعيّ لأَنه ليس في الكلام مثل جُرْدَحْلٍ

جثث
الجَثُّ القَطْعُ وقيل قَطْعُ الشيء من أَصله وقيل انتزاعُ الشجر من أُصوله والاجْتثاث أَوْحى منه يقال جَثَثْتُه واجْتَثَثْتُه فانجَثَّ ابن سيده جَثَّه يَجُثُّه جَثّاً واجْتَثَّه فانجَثَّ واجْتَثَّ وشجرة مُجْتَثَّة ليس لها أَصل في الأَرض وفي التنزيل العزيز في الشجرة الخبيثة اجْتُثَّتْ من فَوقِ الأَرض ما لها من قَرار فُسِّرَتْ بأَنها المُنْتزَعة المُقْتَلَعة قال الزجاج أَي اسْتُؤْصِلَتْ من فوق الأَرض ومعنى اجْتُثَّ الشيءُ في اللغة أُخِذَتْ جُثَّتُه بكمالها وجَثَّه قَلَعه واجْتَثَّه اقْتَلَعه وفي حديث أَبي هريرة قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم فما نُرى هذه الكَمْأَة إِلاّ الشجَرة التي اجْتُثَّتْ من فوق الأَرض ؟ فقال بل هي من المَنّ اجْتُثَّتْ قُطِعَتْ والمُجْتَثُّ ضَرْبٌ من العروض على التشبيه بذلك كأَنه اجْتُثَّ من الخفيف أَي قُطع وقال أَبو إِسحق سمي مُجْتَثّاً لأَنك اجْتَثَثْتَ أَصلَ الجُزء الثالث وهو « مف » فوقع ابتداء البيت من « عولات مُسْ » الأَصمعي صِغارُ النخلِ أَوّلَ ما يُقْلَعُ منها شيء من أُمه فهو الجَثيثُ والوَدِيُّ والهِراء والفَسِيل أَبو عمرو الجَثِيثةُ النخلة التي كانت نَواةً فحُفِرَ لها وحُمِلَتْ بجُرْثُومَتها وقد جُثَّتْ جَثّاً أَبو الخطاب الجَثِيثةُ ما تَساقط من أُصول النخل الجوهري والجَثِيثُ من النخل الفَسيل والجَثيثة الفسيلة ولا تَزالُ جَثيثة حتى تُطْعِم ثم هي نخلة ابن سيده والجَثيثُ أَولُ ما يُقْلَعُ من الفَسيل من أُمه واحدتُه جَثيثة قال أَقْسَمْتُ لا يَذْهَبُ عنِّي بَعْلُها أَو يَسْتَوِي جثِيثُها وجَعْلُها البَعْلُ من النخل ما اكْتَفَى بماء السماء والجَعْلُ ما نالته اليَدُ من النخل وقال أَبو حنيفة الجَثيثُ ما غُرِسَ من فِراخِ النَّخْل ولم يُغْرَسْ من النَّوى الجوهري المِجَثَّة والمِجْثاثُ حديدة يُقْلَع بها الفسيل ابن سيده المِجَثُّ والمِجْثاثُ ما جُثَّ به الجَثِيثُ والجَثِيثُ ما يَسْقُط من العنب في أُصول الكرم والجُثَّةُ شخص الإِنسان قاعداً أَو نائماً وقيل جُثَّةُ الإِنسان شخصُه مُتَّكِئاً أَو مُضْطَجعاً وقيل لا يقال له جُثَّة إِلاّ أَن يكون قاعداً أَو نائماً فأَما القائم فلا يقال جُثَّتُه إِنما يقال قِمَّتُه وقيل لا يقال جُثَّةٌ إِلاّ أَن يكون على سرْج أَو رَحْل مُعْتَمّاً حكاه ابن دريد عن أَبي الخطاب الأَخْفَشِ قال وهذا شيء لم يسمع من غيره وجمعها جُثَثٌ وأَجْثاثٌ الأَخيرة على طرح الزائد كأَنه جمعُ جُثٍّ أَنشد ابن الأَعرابي فأَصْبَحَتْ مُلْقِيةَ الأَجْثاث قال وقد يجوز أَن يكون أَجْثاثٌ جمعَ جُثَثٍ الذي هو جمعُ جُثَّة فيكون على هذا جمعَ جمعٍ وفي حديث أَنس اللهمَّ جافِ الأَرضَ عن جُثَّتِه أَي جَسَدِه والجُثُّ ما أَشرف من الأَرض فصار له شخص وقيل هو ما ارتفع من الأَرض حتى يكون له شخص مثل الأَكَمَة الصغيرة قال وأَوْفَى على جُثٍّ ولِلَّيْلِ طُرَّةٌ على الأُفْقِ لم يَهْتِكْ جَوانِبَها الفَجْرُ والجَثُّ خِرْشاءُ العسل وهو ما كان عليها من فراخها أَو أَجْنِحَتِها ابن الأَعرابي جَثَّ المُشْتارُ إِذا أَخذَ العَسلَ بجثِّه ومَحارينِه وهو ما مات من النحل في العسل وقال ساعدة بن جؤية الهذلي يذكر المُشْتارَ تَدَلَّى بحِباله للعسَل فما بَرِحَ الأَسْبابُ حتى وَضَعْنَهُ لدى الثَّوْلِ يَنْفِي جَثَّها ويَؤُومُها يصف مُشْتارَ عسل رَبَطه أَصحابه بالأَسْباب وهي الحبالُ ودَلَّوْه من أَعلى الجبل إِلى موضع خَلايا النحل وقوله يَؤُومُها أَي يُدَخِّنُ عليها بالأُيام والأُيامُ الدُّخانُ والثَّوْلُ جماعة النحل الجوهري الجَثُّ بالفتح الشَّمَعُ
( * قوله « الجث بالفتح الشمع إلخ » بعد تصريح الجوهري بالفتح فلا يعول على مقتضى عبارة القاموس انه بالضم وقوله والجث غلاف التمرة بضم الجيم اتفاقاً غير أَن في القاموس غلاف الثمرة المثلثة والذي في اللسان كالمحكم التمرة بالمثناة الفوقية ) ويقال هو كلُّ قَذى خالَطَ العسل مِن أَجنحة النَّحْل وأَبدانها والجُثُّ غِلافُ التَّمْرة وجَثُّ الجرادِ مَيِّتُه عن ابن الأَعرابي الكسائي جُئِثَ الرجلُ جَأْثاً وجُثَّ جَثّاً فهو مَجْؤُوثٌ ومَجْثُوث إِذا فَزِعَ وخافَ وفي حديث بدءِ الوَحْي فَرَفَعْتُ رأْسي فإِذا المَلَك الذي جاءَني بحِراءٍ فجُثِثْتُ منه أَي فَزعْتُ منه وخِفْتُ وقيل معناه قُلِعْتُ من مكاني من قوله تعالى اجْتُثَّتْ من فوق الأَرض وقال الحَرْبيُّ أَراد جُئِثْتُ فجعل مكان الهمزة ثاء وقد تقدَّم وتَجَثْجَثَ الشَّعَرُ كثُرَ وشَعَرٌ جَثْجاثٌ وجُثاجِثٌ والجَثْجاثُ نَبات سُهْليٌّ رَبيعي إِذا أَحَسَّ بالصيف وَلَّى وجَفَّ قال أَبو حنيفة الجَثْجاثُ من أَحرار الشجر وهو أَخضر ينبت بالقَيْظ له زهرة صَفْراء كأَنها زَهْرةُ عَرْفَجةٍ طيبةُ الريح تأْكله الإِبل إِذا لم تجد غيره قال الشاعر فما رَوْضَةٌ بالحَزْن طَيِّبةُ الثَّرى يُمُجُّ النَّدَى جَثْجاثُها وعَرارُها بأَطْيَبَ من فيها إِذا جِئْتَ طارِقاً وقَدْ أُوقِدَتْ بالمِجْمرِ اللَّدْنِ نارُها واحدتُه جَثْجاثَةٌ وفي حديث قُسِّ بن ساعدة وعَرَصاتِ جَثْجاثٍ الجَثْجاثُ شَجر أَصفرٌ مُرٌّ طَيِّبُ الريح تَسْتَطِيبُه العربُ وتكثر ذكره في أَشعارها وجَثْجَتَ البعيرُ أَكل الجَثْجاثَ وبعيرُ جُثاجِثٌ أَي ضَخْم وشَعَرٌ جُثاجثٌ بالضم ونبت جُثاجث أَي مُلْتَفٌّ

جدث
الجَدَثُ القَبْر وفي حديث علي كرّم الله وجهه في جَدَثٍ يَنْقَطِعُ في ظُلْمته آثارُها أَي في قبر والجمع أَجْداثٌ وفي الحديث نُبَوِّئهم أَجْداثَهم أَي نُنْزِلُهم قبورَهم وقد قالوا جَدَفٌ فالفاء بدل من الثاء لأَنهم قد أَجمعوا في الجمع على أَجْداثٍ ولم يقولوا أَجْداف وأَجْدُثٌ موضِع قال المُتَنَخِّلُ الهذَليُّ عَرَفْتُ بأَجْدُثٍ فِنعافِ عِرْقٍ علاماتٍ كتَحْبير النِّماطِ ابن سيده وقد نَفَى سيبويه أَن يكون أَفْعُلٌ من أَبنية الواحد فيجب أَن يُعَدَّ هذا فيما فاته من أَبنية كلام العرب إِلا أَن يكون جَمَعَ الجَدَثَ الذي هو القبر على أَجْدُثٍ ثم سَمَّى به الموضع ويروى أَجْدُف بالفاء وحكى الجوهري في جمع الجَدَث القبرِ أَجْدُث وأَنشد بين المتنخل شاهداً عليه واجْتَدَثَ اتخذ جَدَثاً

جرث
الجِرِّيثُ بالتشديد ضَرْبٌ من السمك معروف ويقال له الجِرِّيُّ رُوِيَ أَن ابن عباس سئل عن الجِرِّيِّ فقال لا بأْس إِنما هو شيءٌ حرَّمه اليهود وروي عن عَمّار لا تأْكلوا الصِّلَّوْرَ والأَنْقَلِيسَ قال أَحمدُ بنُ الحَريش قال النَّضْر الصِّلَّوْرُ الجِرِّيثُ والأَنْقَلِيسُ المارْماهي وروي عن عليّ عليه السلام أَنه أَباحَ أَكْلَ الجِرِّيث وفي رواية أَنه كان ينهى عنه وهو نوع من السمك يُشْبه الحَيّاتِ ويقال له بالفارسية المارْماهِي

جنث
الجِنْثُ أَصلُ الشيء والجمعُ أَجناثٌ وجُنُوثٌ الجوهري يقال فلان من جِنْثِك وجِنْسِك أَي من أَصلك لغة أَو لَثْغة والجُنْثِيُّ والجِنْثِيُّ الزَّرَّادُ وقيل الحَدَّاد والجمع أَجْناثٌ على حذف الزائد والجِنْثِيُّ والجُنْثِيُّ السيفُ قال ولكِنَّها سُوقٌ يكونُ بِياعُها بجُنْثِيَّةٍ قد أَخْلَصَتْها الصَّياقِلُ وقال الجوهري يعني به السُّيوف أَو الدُّرُوعَ والجُنْثِيُّ بالكسر والضم من أَجود الحديد الأَصمعي عن خَلَفٍ قال سمعت العرب تُنْشِدُ بيت لَبيد أَحْكَمَ الجُنْثِيُّ من عَوْراتِها كلَّ حِرْباءٍ إِذا أُكْرِه صَلْ قال الجُنْثِيُّ السيفُ بعينه أَحْكَمَ أَي رَدَّ الحِرْباءَ وهو المسمارُ من عَوْراتها السيفُ
( * هكذا في الأَصل والظاهر أَن في الكلام تحريفاً ) وأَنشد وليستْ بأَسْواقٍ يكونُ بِياعُها بِبِيضٍ تُشافُ بالجِيادِ المَناقِلِ ولكنَّها سُوقٌ يكونُ بِياعُها بجِنْثِيَّةٍ قد أَخْلَصَتْها الصَّياقِلُ قال من روى أَحْكَمَ الجِنْثِيُّ من عَوْراتها كلَّ حرباء قال الجنْثِيُّ الحدَّاد إِذا أَحْكَم عَوْرات الدُّروع لم يَدَعْ فيها فَتْقاً ولا مكاناً ضَعيفاً والجِنْثُ أَصلُ الشجرة وهو العِرْق المستقيمُ أَرومَتُه في الأَرض ويقال بل هو من ساقِ الشجرة ما كان في الأَرض فوقَ العُروق الأَصمعي جِنْثُ الإِنسان أَصلهُ وإِنه ليرجع إِلى جِنْثِ صِدْقٍ ابن الأَعرابي التَّجَنُّثُ أَن يَدَّعِيَ الرجلُ غير أَصله

جهث
جَهَثَ الرجلُ يَجْهَثُ جَهْثاً استخفَّه الفزعُ أَو الغَضَبُ عن أَبي مالك

جوث
الجَوَثُ اسْتِرخاءُ أَسفلِ البَطْنِ ورجل أَجْوَثُ والجَوْثاءُ بالجيم العظيمة البَطْن عند السُّرَّة ويقال بل هو كَبَطْنِ الحُبْلى الليث الجَوَثُ عِظَمٌ في أَعلى البَطْن كأَنه بَطْنُ الحُبْلى والنَّعْتُ أَجْوَثُ وجَوْثاءُ والجَوْثُ والجَوْثاءُ القِبَةُ قال إِنَّا وَجَدْنا زادَهم رَدِيَّا الكِرْشَ والجَوْثاءَ والمَرِيَّا وقيل هي الحَوْثاء بالحاءِ المهملة وجُوثةُ حَيٌّ أَو موضع وتميم جُوثة منسوبون إِليهم الجوهري جُوَاثَى اسم حِصْن بالبحرين وفي الحديث أَوَّلُ جُمْعَةٍ جُمِّعَتْ بعد المدينة بجُوَاثَى هو اسم حصن بالبحرين وفي حديث الثَّلِبِ أَصابَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جُوثَةٌ هكذا جاء في روايته قالوا والصواب حُوبَةٌ وهي الفاقَةُ

حتث
التَحْتِيثُ التَّكَسُّرُ والضَّعْفُ عن ابن الأَعرابي

حثث
الحَثُّ الإِعْجالُ في اتِّصالٍ وقيل هو الاستعجالُ ما كان حَثَّهُ يَحُثُّهُ حَثّاً واسْتَحَثَّه واحْتَثَّه والمُطاوع من كل ذلك احْتَثَّ والحِثِّيثَى الاسْمُ نَفْسُه يقال اقْبَلُوا دِلِّيلى رَبِّكُمْ وحِثِّيثاهُ إِياكم ويقال حَثَثْتُ فلاناً فاحْتَثَّ قال الجوهري الحِثِّيثَى الحَثُّ وكذلك الحُثْحُوثُ وحَثْحَثَه كحَثَّه وحَثَّثَه أَي حَضَّه قال ابن جني أَما قول من قال في قول تأَبط شرّاً كأَنما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه أَو أُمَّ خِشْفٍ بذي شَثٍّ وطُبّاقِ إِنه أَراد حَثَّثُوا فأَبدل من الثاء الوُسْطَى حاء فمردودٌ عندنا قال وإِنما ذهب إِلى هذا البغداديون قال وسأَلت أَبا عليّ عن فسادِه فقال العلة أَن أَصل البدل في الحروف إِنما هو فيما تقارب منها وذلك نحو الدال والطاء والتاء والظاء والذال والثاء والهاء والهمزة والميم والنون وغير ذلك مما تدانت مخارجه وأَما الحاء فبعيدة من الثاء وبينهما تفاوت يمنع من قلب إِحداهما إِلى أُختها وحَثَّثَهُ تَحْثِيثاً وحَثْحَثَه بمعنى وَولَّى حَثِيثاً أَي مُسْرِعاً حَريصاً ولا يَتَحاثُّونَ على طعام المسكين أَي لا يَتَحاضُّون ورجل حَثيثٌ ومَحْثُوثٌ حادٌّ سَريعٌ في أَمره كأَنَّ نَفْسَه تَحُثُّه وقوم حِثاثٌ وامرأَة حَثِيثة في موضعِ حاثَّةٍ وحَثِيثٌ في موضعِ مَحْثُوثةٍ قال الأَعشى تَدَلَّى حَثِيثاً كأَنَّ الصُّوا رَ يَتْبَعُه أَزْرَقِيُّ لَحِمْ شبَّه الفرس في السُّرْعة بالبازي والطائرُ يَحُثُّ جَناحَيْه في الطَّيَران يُحَرِّكُهما قال أَبو خِراشٍ يُبادِرُ جُنْحَ الليل فهو مُهابِدٌ يَحُثُّ الجَناحَ بالتَّبَسُّطِ والقَبْضِ وما ذُقْتُ حَثاثاً ولا حِثاثاً أَي ما ذُقْتُ نَوْماً وما اكْتَحَلْتُ حَثاثاً وحِثاثاً بالكسر أَي نوماً قال أَبو عُبيد وهو بالفتح أَصحُّ أَنشد ثعلب وللهِ ما ذاقَتْت حَثَاثاً مَطِيَّتي ولا ذُقْتُه حتى بَدا وَضَح الفَجْر وقد يوصف به فيقال نوم حِثاثٌ أَي قليلٌ كما يقال نومٌ غِرارٌ وما كُحِلَتْ عيني بِحَثاث أَي بنَوْم وقال الزُّبَيْر الحَثْحاثُ والحُثْحُوثُ النوم وأَنشد ما نِمْتُ حُثْحُوثاً ولا أَنامُه إِلا على مُطَرَّدٍ زِمامُه وقال زيد بن كَثْوَةَ ما جَعَلْتُ في عَيْني حِثَاثاً عند تأْكيد السهر وحَثَّثَ الرجلُ إِذا نام والحِثاثَةُ بالكسر الحَرُّ والخُشُونة يَجدُها الإِنسانُ في عَيْنَيْه قال راويةُ أَمالي ثَعْلَب لم يَعْرِفها أَبو العباس والحُثُّ الرَّمْلُ الغَلِيظُ اليابِسُ الخَشِنُ قال حتى يُرَى في يابِس الثَّرْياء حُثّ يَعْجِزُ عن رِيِّ الطُّلَيِّ المُرْتَغِثْ أَنشده ابن دريد عن عبد الرحمن بن عبد الله عن عمه الأَصمعي وسَوِيقٌ حُثٌّ ليس بدَقِيقِ الطَّحْنِ وقيل غيرُ مَلْتُوتٍ وكُحْلٌ حُثٌّ مِثلُه وكذلك مِسْكٌ حُثٌّ أَنشد ابن الأَعرابي إِنّ بأَعْلاكَ لَمِسْكاً حُثَّا وغَلَبَ الأَسْفَلُ إِلاَّ خُبْثا عَدَّى غَلَبَ هنا لأَن فيه معنى أَبى ومعناه أَنه كان إِذا أَخَذَه وحَمله سَلَحَ عليه والحُثُّ بالضم حُطامُ التِّبْنِ والرملُ الخَشِنُ والخُبْزُ القَفارُ وتَمْرٌ حُثٌّ لا يَلْزَقُ بَعْضُه ببعض عن ابن الأَعرابي قال وجاءنا بتَمْرٍ فغَذٍّ فَضٍّ وحُثٍّ أَي لا يَلْزَقُ بعضه ببعض والحَثْحَثَةُ الاضطرابُ وخَصَّ بعضهم به اضطرابَ البَرْق في السَّحاب وانْتِخالَ المطر والبرد والثلج من غير انْهِمار وخِمْسٌ حَثْحاثٌ وحَذْحاذ وقَسْقاسٌ كلُّ ذلك السير الذي لا وَتِيرة فيه وقَرَبٌ حَثْحاث وثَحْثاحٌ وحَذْحاذٌ ومُنَحِّبٌ أَي شديد وقَرَبٌ حَثْحاثٌ أَي سريع ليس فيه فُتُور وخِمْس قَعْقاع وحَثْحاث إِذا كان بعيداً والسيرُ فيه مُتْعِباً لا وتيرة فيه أَي لا فُتُور فيه وفرس جَوادُ المَحَثَّة أَي إِذا حُثَّ جاءه جَريٌ بعد جري والحَثْحَثَة الحركة المُتَداركة وحَثْحَثَ المِيلَ في العين حَرَّكه يقال حَثْحَثوا ذلك الأَمْرَ ثم تَركُوه أَي حَرَّكُوه وحَيَّة حَثْحاثٌ ونَضْناضٌ ذو حركة دائمة وفي حديث سَطِيح كأَنما حُثْحِثَ من حِضْنَيْ ثَكَن أَي حُثَّ وأُسْرِعَ يقال حَثَّه على الشيءِ وحَثْحَثَه بمعنى وقيل الحاء الثانية بدل من إِحدى الثاءَين والحُثْحُوث الداعي بسُرْعة وهو أَيضاً السريع ما كان قال ابن سيده والحُثْحُوثُ الكَتيبة أُرَى والحُثُّ المَدْقُوق من كل شيء

حدث
الحَدِيثُ نقيضُ القديم والحُدُوث نقيضُ القُدْمةِ حَدَثَ الشيءُ يَحْدُثُ حُدُوثاً وحَداثةً وأَحْدَثه هو فهو مُحْدَثٌ وحَديث وكذلك اسْتَحدثه وأَخذني من ذلك ما قَدُمَ وحَدُث ولا يقال حَدُث بالضم إِلاَّ مع قَدُم كأَنه إِتباع ومثله كثير وقال الجوهري لا يُضَمُّ حَدُثَ في شيء من الكلام إِلا في هذا الموضع وذلك لمكان قَدُمَ على الازْدواج وفي حديث ابن مسعود أَنه سَلَّمَ عليه وهو يصلي فلم يَرُدَّ عليه السلامَ قال فأَخذني ما قَدُمَ وما حَدُث يعْني همومه وأَفكارَه القديمةَ والحديثةَ يقال حَدَثَ الشيءُ فإِذا قُرِن بقَدُم ضُمَّ للازْدواج والحُدُوثُ كونُ شيء لم يكن وأَحْدَثَه اللهُ فَحَدَثَ وحَدَثَ أَمرٌ أَي وَقَع ومُحْدَثاتُ الأُمور ما ابتدَعه أَهلُ الأَهْواء من الأَشياء التي كان السَّلَف الصالحُ على غيرها وفي الحديث إِياكم ومُحْدَثاتِ الأُمور جمعُ مُحْدَثَةٍ بالفتح وهي ما لم يكن مَعْرُوفاً في كتاب ولا سُنَّة ولا إِجماع وفي حديث بني قُرَيظَة لم يَقْتُلْ من نسائهم إِلا امْرأَةً واحدةً كانتْ أَحْدَثَتْ حَدَثاً قيل حَدَثُها أَنها سَمَّتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وقال النبي صلى الله عليه وسلم كلُّ مُحْدَثَةٍ بدْعَةٌ وكلُّ بِدْعةٍ ضَلالةٌ وفي حديث المدينة من أَحْدَثَ فيها حَدَثاً أَو آوَى مُحْدِثاً الحَدَثُ الأَمْرُ الحادِثُ المُنْكَرُ الذي ليس بمعتادٍ ولا معروف في السُّنَّة والمُحْدِثُ يُروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول فمعنى الكسر مَن نَصَرَ جانياً وآواه وأَجاره من خَصْمه وحال بينه وبين أَن يَقْتَضَّ منه وبالفتح هو الأَمْرُ المُبْتَدَعُ نَفْسُه ويكون معنى الإِيواء فيه الرضا به والصبر عليه فإِنه إِذا رَضِيَ بالبِدْعة وأَقرّ فاعلَها ولم ينكرها عليه فقد آواه واسْتَحْدَثْتُ خَبَراً أَي وَجَدْتُ خَبَراً جديداً قال ذو الرمة أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْياعهم خَبَراً أَم راجَعَ القَلْبَ من أَطْرابه طَرَبُ ؟ وكان ذلك في حِدْثانِ أَمْرِ كذا أَي في حُدُوثه وأَخذَ الأَمْر بحِدْثانِه وحَدَاثَته أَي بأَوّله وابتدائه وفي حديث عائشة رضي الله عنها لولا حِدْثانُ قَوْمِك بالكُفْر لَهَدَمْتُ الكعبةَ وبَنَيْتُها حِدْثانُ الشيء بالكسر أَوّلهُ وهو مصدر حَدَثَ يَحْدُثُ حُدُوثاً وحِدْثاناً والمراد به قُرْبُ عهدهم بالكفر والخروج منه والدُّخولِ في الإِسلام وأَنه لم يتمكن الدينُ من قلوبهم فلو هَدَمْتُ الكعبة وغَيَّرْتُها ربما نَفَرُوا من ذلك وفي حديث حُنَين إِني لأُعْطِي رجالاً حَديثِي عَهْدٍ بكفر أَتَأَلَّفُهم وهو جمعُ صحةٍ لحديثٍ وهو فعيل بمعنى فاعل ومنه الحديث أُناسٌ حَديثةٌ أَسنانُهم حَداثةُ السِّنِّ كناية عن الشَّباب وأَوّلِ العمر ومنه حديثُ أُم الفَضْل زَعَمَت امرأَتي الأُولى أَنها أَرْضَعَت امرأَتي الحُدْثى هي تأْنيثُ الأَحْدَث يريد المرأَة التي تَزَوَّجَها بعد الأُولى وحَدَثانُ الدَّهْر
( * قوله « وحدثان الدهر إلخ » كذا ضبط بفتحات في الصحاح والمحكم والتهذيب والتكملة والنهاية وصرح به صاحب المختار فقول المجد ومن الدهر نوبه صوابه والحدثان بفتحات من الدهر نوبه إلخ ليوافق أصوله ولكن نشأ له ذلك من الاختصار ويؤيد ما قلناه أنه قال في آخر المادة وأوس بن الحدثان محركة صحابي فقال شارحه منقول من حدثان الدهر أَي صروفه ونوائبه نعوذ بالله منها ) وحَوادِثُه نُوَبُه وما يَحْدُث منه واحدُها حادِثٌ وكذلك أَحْداثُه واحِدُها حَدَثٌ الأَزهري الحَدَثُ من أَحْداثِ الدَّهْرِ شِبْهُ النازلة والأَحْداثُ الأَمْطارُ الحادثةُ في أَوّل السنة قال الشاعر تَرَوَّى من الأَحْداثِ حتى تَلاحَقَتْ طَرائقُه واهتَزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ أَي مع الشِّرْشِر فأَما قول الأَعشى فإِمَّا تَرَيْني ولِي لِمَّةٌ فإِنَّ الحَوادث أَوْدى بها فإِنه حذف للضرورة وذلك لمَكان الحاجة إِلى الرِّدْف وأَما أَبو علي الفارسي فذهب إِلى أَنه وضع الحَوادِثَ موضع الحَدَثانِ كما وَضَع الآخرُ الحَدَثانَ موضعَ الحوادث في قوله أَلا هَلَكَ الشِّهابُ المُسْتَنِيرُ ومِدْرَهُنا الكَمِيُّ إِذا نُغِيرُ ووَهَّابُ المِئِينَ إِذا أَلَمَّتْ بنا الحَدَثانُ والحامي النَّصُورُ الأَزهري وربما أَنَّثت العربُ الحَدَثانَ يذهبون به إِلى الحَوادث وأَنشد الفراءُ هذين البيتين أَيضاً وقال عِوَضَ قوله ووهَّابُ المِئين وحَمَّالُ المِئين قال وقال الفراءُ تقول العرب أَهلكتْنا الحَدَثانُ قال وأَما حِدْثانُ الشَّباب فبكسر الحاءِ وسكون الدال قال أَبو عمرو الشَّيباني تقول أَتيته في رُبَّى شَبابه ورُبَّانِ شَبابه وحُدْثى شبابه وحديثِ شبابه وحِدْثان شبابه بمعنى واحد قال الجوهري الحَدَثُ والحُدْثى والحادِثَةُ والحَدَثانُ كله بمعنى والحَدَثان الفَأْسُ على التشبيه بحَدَثان الدَّهْر قال ابن سيده ولم يَقُلْهُ أَحَدٌ أَنشد أَبو حنيفة وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثانُ فيه إِذا أُجَراؤُه نَحَطُوا أَجابا الأَزهري أَراد بِجَوْنٍ جَبَلاً وقوله أَجابا يعني صَدى الجَبل يَسْمَعُه والحَدَثانُ الفأْس التي لها رأْس واحدة وسمى سيبويه المَصْدَر حَدَثاً لأَن المصادرَ كلَّها أَعراضٌ حادِثة وكَسَّره على أَحْداثٍ قال وأَما الأَفْعال فأَمثلةٌ أُخِذَتْ من أَحْداثِ الأَسماء الأَزهري شابٌّ حَدَث فَتِيُّ السِّنِّ ابن سيده ورجل حَدَثُ السِّنِّ وحَديثُها بيِّن الحَداثة والحُدُوثة ورجال أَحْداثُ السِّنِّ وحُِدْثانُها وحُدَثاؤُها ويقال هؤُلاء قومٌ حُِدْثانٌ جمعُ حَدَثٍ وهو الفَتِيُّ السِّنِّ الجوهري ورجلٌ حَدَثٌ أَي شابٌّ فإِن ذكرت السِّنَّ قلت حديث السِّنِّ وهؤلاءِ غلمانٌ حُدْثانٌ أَي أَحْداثٌ وكلُّ فَتِيٍّ من الناس والدوابِّ والإِبل حَدَثٌ والأُنثى حَدَثةٌ واستعمل ابن الأَعرابي الحَدَثَ في الوَعِل فقال إِذا كان الوَعِلُ حَدَثاً فهو صَدَعٌ والحديثُ الجديدُ من الأَشياء والحديث الخَبَرُ يأْتي على القليل والكثير والجمع أَحاديثُ كقطيع وأَقاطِيعَ وهو شاذٌّ على غير قياس وقد قالوا في جمعه حِدْثانٌ وحُدْثانٌ وهو قليل أَنشد الأَصمعي تُلَهِّي المَرْءَ بالحِدْثانِ لَهْواً وتَحْدِجُه كما حُدِجَ المُطِيقُ وبالحُدْثانِ أَيضاً ورواه ابن الأَعرابي بالحَدَثانِ وفسره فقال ِْذا أَصابه حَدَثانُ الدَّهْرِ من مَصائِبه ومَرارِئه أَلْهَتْه بدَلِّها وحَدِيثها عن ذلك وقوله تعالى إِن لم يُؤْمِنوا بهذا الحديث أَسَفاً عنى بالحديث القرآن عن الزجاج والحديثُ ما يُحَدِّثُ به المُحَدِّثُ تَحْديثاً وقد حَدَّثه الحديثَ وحَدَّثَه به الجوهري المُحادثة والتَّحادُث والتَّحَدُّثُ والتَّحْديثُ معروفات ابن سيده وقول سيبويه في تعليل قولهم لا تأْتيني فتُحَدِّثَني قال كأَنك قلت ليس يكونُ منك إِتيانٌ فحديثٌ غِنما أَراد فتَحْديثٌ فوَضَع الاسم موضع المصدر لأَن مصدر حَدَّث إِنما هو التحديثُ فأَما الحديثُ فليس بمصدر وقوله تعالى وأَما بنِعْمةِ ربك فَحَدِّثْ أَي بَلِّغْ ما أُرْسِلْتَ به وحَدِّث بالنبوّة التي آتاك اللهُ وهي أَجلُّ النِّعَم وسمعت حِدِّيثى حَسنَةً مثل خِطِّيبيى أَي حَديثاً والأُحْدُوثةُ ما حُدِّثَ به الجوهري قال الفراءُ نُرى أَن واحد الأَحاديث أُحْدُوثة ثم جعلوه جمعاً للحَديث قال ابن بري ليس الأَمر كما زعم الفراءُ لأَن الأُحْدُوثةَ بمعنى الأُعْجوبة يقال قد صار فلانٌ أُحْدُوثةً فأَما أَحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فلا يكون واحدها إِلا حَديثاً ولا يكون أُحْدوثةً قال وكذلك ذكره سيبويه في باب ما جاءَ جمعه على غير واحده المستعمل كعَرُوض وأَعاريضَ وباطل وأَباطِيل وفي حديث فاطمة عليها السلام أَنها جاءَت إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فوَجَدَتْ عنجه حُدّاثاً أَي جماعة يَتَحَدَّثُون وهو جمع على غير قياس حملاً على نظيره نحو سامِرٍ وسُمَّارٍ فإِن السُّمّارَ المُحَدِّثون وفي الحديث يَبْعَثُ اللهُ السَّحابَ فيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ ويَتَحَدَّث أَحْسَن الحَديث قال ابن الأَثير جاءَ في الخبر أَن حَديثَه الرَّعْدُ وضَحِكَه البَرْقُ وشَبَّهه بالحديث لأَنه يُخْبِر عن المطر وقُرْبِ مجيئه فصار كالمُحَدِّث به ومنه قول نُصَيْب فعاجُوا فأَثْنَوْا بالذي أَنتَ أَهْلُه ولو سَكَتُوا أَثْنَتْ عليكَ الحَقائبُ وهو كثير في كلامهم ويجوز أَن يكون أَراد بالضحك افْتِرارَ الأَرض بالنبات وظهور الأَزْهار وبالحديث ما يَتَحدَّثُ به الناسُ في صفة النبات وذِكْرِه ويسمى هذا النوعُ في علم البيان المجازَ التَّعْليقِيَّ وهو من أَحْسَن أَنواعه ورجل حَدِثٌ وحَدُثٌ وحِدْثٌ وحِدِّيثٌ ومُحَدِّثٌ بمعنى واحد كثيرُ الحَديثِ حَسَنُ السِّياق له كلُّ هذا على النَّسَب ونحوه والأَحاديثُ في الفقه وغيره معروفة ويقال صار فلانٌ أُحْدُوثةً أَي أَكثروا فيه الأَحاديثَ وفلانٌ حِدْثُك أَي مُحَدِّثُك والقومُ يَتحادَثُون ويَتَحَدَّثُون وتركت البلادَ تَحَدَّثُ أَي تَسْمَعُ فيها دَويّاً حكاه ابن سيده عن ثعلب ورجل حِدِّيثٌ مثال فِسِّيق أَي كثيرُ الحَديث ورجل حِدْثُ مُلوك بكسر الحاءِ إِذا كان صاحبَ حَدِيثهم وسَمَرِهِم وحِدْثُ نساءٍ يَتَحَدَّثُ إِليهنّ كقولك تِبْعُ نساءٍ وزيرُ نساءٍ وتقول افْعَلْ ذلك الأَمْر بحِدْثانِه وبحَدَثانه أَي أَوّله وطَراءَته ويقال للرجل الصادق الظَّنِّ مُحَدَّثٌ بفتح الدال مشدَّدة وفي الحديث قد كان في الأُمم مُحَدَّثون فإِن يكن في أُمتي أَحَدٌ فعُمَرُ بن الخطاب جاءَ في الحديث تفسيره أَنهم المُلْهَمُون والمُلْهَم هو الذي يُلْقَى في نفسه الشيءُ فيُخْبِرُ به حَدْساً وفِراسةً وهو نوعٌ يَخُصُّ اللهُ به مَن يشاءُ من عباده الذين اصْطَفى مثل عُمر كأَنهم حُدِّثوا بشيءٍ فقالوه ومُحادَثةُ السيف جِلاؤُه وأَحْدَثَ الرجلُ سَيْفَه وحادَثَه إِذا جَلاه وفي حديث الحسن حادِثُوا هذه القُلوبَ بذكر الله فإِنها سريعةُ الدُّثورِ معناه اجْلُوها بالمَواعظ واغْسِلُوا الدَّرَنَ عنها وشَوِّقُوها حتى تَنْفُوا عنها الطَّبَع والصَّدَأَ الذي تَراكَبَ عليها من الذنوب وتَعاهَدُوها بذلك كما يُحادَثُ السيفُ بالصِّقالِ قال لبيد كنَّصْلِ السَّيْف حُودِث بالصِّقال والحَدَثُ الإِبْداءُ وقد أَحْدَث منَ الحَدَثِ ويقال أَحْدَثَ الرجلُ إِذا صَلَّعَ أَو فَصَّعَ وخَضَفَ أَيَّ ذلك فَعَلَ فهو مُحْدِثٌ قال وأَحْدَثَ الرجلُ وأَحْدَثَتِ المرأَةُ إِذا زَنَيا يُكنى بالإِحْداثِ عن الزنا والحَدَثُ مِثْل الوَليِّ وأَرضٌ مَحْدُوثة أَصابها الحَدَثُ والحَدَثُ موضع متصل ببلاد الرُّوم مؤَنثة

حرث
الحَرْثُ والحِراثَةُ العَمل في الأَرض زَرْعاً كان أَو غَرْساً وقد يكون الحَرْثُ نفسَ الزَّرْع وبه فَسَّر الزجاجُ قوله تعالى أَصابت حَرْثَ قوم ظَلَمُوا أَنْفُسَهم فأَهْلَكَتْه حَرَثَ يَحْرُثُ حَرْثاً الأَزهري الحَرْثُ قَذْفُكَ الحَبَّ في الأَرض لازْدِراعٍ والحَرْثُ الزَّرْع والحَرَّاثُ الزَّرَّاعُ وقد حَرَث واحْتَرثَ مثل زَرَعَ وازْدَرَع والحَرْثُ الكَسْبُ والفعلُ كالفعل والمصدر كالمصدر وهو أَيضاً الاحْتِراثُ وفي الحديث أَصْدَقُ الأَسماءِ الحارِثُ لأَن الحارِثَ هو الكاسِبُ واحْتَرَثَ المالَ كَسَبه والإِنسانُ لا يخلو من الكَسْب طبعاً واخْتياراً الأَزهري والاحْتِراثُ كَسْبُ المال قال الشاعر يخاطب ذئباً ومن يَحْتَرِثْ حَرْثي وحَرْثَكَ يُهْزَلِ والحَرْثُ العَمَلُ للدنيا والآخرة وفي الحديث احْرُثْ لدُنْياك كأَنك تَعيش أَبداً واعْمل لآخرتك كأَنك تَموتُ غَداً أَي اعْمَلْ لدُنْياك فخالَفَ بين اللفظين قال ابن الأَثير والظاهر من لفظ هذا الحديث أَمّا في الدنيا فالحَثُّ على عمارتها وبقاء الناس فيها حتى يَسْكُنَ فيها ويَنْتَفِع بها من يجيءُ بعدك كما انْتَفَعْتَ أَنتَ بعمل مَن ان قبلك وسَكَنْتَ فيما عَمَر فإِن الإِنسان إِذا عَلِمَ أَنه يَطُول عُمْرُه أَحْكَم ما يَعْمله وحَرَصَ على ما يَكْتَسبه وأَما في جانب الآخرة فإِنه حَثَّ على الإِخلاص في العمل وحضور النيَّة والقلب في العبادات والطاعات والإِكثار منها فإِن من يعلم أَنه يموت غداً يُكثر من عبادته ويُخْلِصُ في طاعته كقوله في الحديث الآخر صَلِّ صلاةً مُودِّع وقال بعضُ أَهل العلم المراد من هذا إِلى الحديث غيرُ السابق إِلى الفهم من ظاهره لأَنه عليه السلام إِنما نَدَبَ إِلى الزُّهْد في الدنيا والتقليل منها ومِن الانهماك فيها والاستمتاع بلذاتها وهو الغالب على أَوامره ونواهيه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالدنيا فكيف يَحُثُّ على عِمارتها والاستكثار منها ؟ وإِنما أَراد والله أَعلم أَن الإِنسان إِذا علم أَنه يعيش أَبداً قَلَّ حِرْصُه وعلم أَن ما يريده لا يَفُوته تَحْصِيلُه بترك الحِرْص عليه والمُبادرةِ إِليه فإِنه يقول إِن فاتني اليومَ أَدركته غَداً فإِني أَعيش أَبداً فقال عليه السلام اعْمَلْ عَمَلَ من يَظُنُّ أَنه يُخَلَّد فلا تَحْرِصْ في العمل فيكون حَثّاً على الترك والتقليل بطريق أَنيقةٍ من الإِشارة والتنبيه ويكون أَمره لعمل الآخرة على ظاهره فيَجْمَع بالأَمرين حالةً واحدةً وهو الزهدُ والتقليل لكن بلفظين مختلفين قال وقد اختصر الأَزهري هذا المعنى فقال معنى هذا الحديث تقديمُ أَمر الآخرة وأَعمالها حِذارَ الموت بالفَوْت على عَمل الدنيا وتأْخيرُ أَمر الدنيا كراهيةَ الاشْتغال بها عن عمل الآخرة والحَرْثُ كَسْبُ المال وجَمْعُه والمرأَةُ حَرْثُ الرجل أَي يكون وَلَدُه منها كأَنه يَحْرُثُ ليَزْرَعَ وفي التنزيل العزيز نساؤُكم حَرْثٌ لكم فأْتُوا حَرْثَكم أَنَّى شِئْتم قال الزجاج زعم أَبو عبيدة أَنه كناية قال والقول عندي فيه أَن معنى حَرْثٌ لكم فيهنَّ تَحْرُثُون الوَلَد واللِّدَة فأْتُوا حَرْثَكم أَنَّى شِئْتُم أَي ائْتُوا مواضعَ حَرْثِكم كيف شِئْتُم مُقْبِلةً ومُدْبرةً الأَزهري حَرَثَ الرجلُ إِذا جَمَع بين أَربع نسوة وحَرَثَ أَيضاً إِذا تَفَقَّه وفَتَّشَ وحَرَثَ إِذا اكْتَسَبَ لعياله واجْتَهَدَ لهم يقال هو يَحْرُث لعياله ويَحْتَرثُ أَي يَكْتَسِب ابن الأَعرابي الحَرْثُ الجماع الكثير وحَرْثُ الرجل امرأَتُه وأَنشد المُبَرّد إِذا أَكلَ الجَرادُ حُروثَ قَوْمٍ فَحَرْثي هَمُّه أَكلُ الجَرادِ والحَرْثُ مَتاعُ الدنيا وفي التنزيل العزيز من كانَ يُريد حَرْثَ الدنيا أَي من كان يريد كَسْبَ الدنيا والحَرْثُ الثَّوابُ والنَّصِيبُ وفي التنزيل العزيز من كان يُريدُ حَرْثَ الآخرة نَزِدْ له في حَرْثه وحَرَثْتُ النار حَرَّكْتها والمِحْراثُ خَشبة تُحَرَّك بها النارُ في التَّنُّور والحَرْثُ إِشْعالُ النار ومِحْراثُ النار مِسْحَاتُها التي تُحَرَّك بها النار ومِحْراثُ الحَرْب ما يُهَيِّجها وحَرَثَ الأَمْرَ تَذَكَّره واهْتاجَ له قال رؤْبة والقَوْلُ مَنْسِيٌّ إِذا لم يُحْرَثِ والحَرَّاثُ الكثير الأَكل عن ابن الأَعرابي وحَرَثَ الإِبلَ والخَيْلَ وأَحرَثَها أَهْزَلها وحَرَثَ ناقتَه حَرْثاً وأَحْرَثَها إِذا سار عليها حتى تُهْزَلَ وفي حديث بَدْرٍ اخْرُجُوا إِلى مَعايشكم وحَرائِثكم واحدُها حَريثةٌ قال الخطابي الحَرائِثُ أَنْضاءُ الإِبل قال وأَصله في الخيل إِذا هُزِلَتْ فاستعير للإِبل قال وإِنما يقال في الإِبل أَحْرَفْناها بالفاء يقال ناقة حَرْفٌ أَي هَزيلةٌ قال وقد يراد بالحرائثِ المَكاسِبُ من الاحْتراثِ الاكتساب ويروى حَرَائبكم بالحاء والباء الموحدة جمعُ حَريبةٍ وهو مالُ الرجل الذي يقوم بأَمره وقد تقدَّم والمعروف بالثاء وفي حديث معاوية أَنه قال للأَنصار ما فَعَلَتْ نواضِحُكم ؟ قالوا حَرَثْناها يوم بَدْرٍ أَي أَهْزَلناها يقال حَرَثْتُ الدابةَ وأَحْرَثْتُها أَي أَهْزَلْتها قال ابن الأَثير وهذا يخالف قول الخطابي وأَراد معاوية بذكر النَّواضِح تَقْريعاً لهم وتعريضاً لأَنهم كانوا أَهل زَرْع وسَقْيٍ فأَجابوه بما أَسْكتَه تعريضاً بقتل أَشياخه يوم بَدْر الأَزهري أَرض مَحْروثة ومُحْرَثة وَطِئَها الناسُ حتى أَحْرَثُوها وحَرَثُوها ووُطِئَتْ حتى أَثاروها وهو فسادٌ إِذا وُطِئَتْ فهي مُحْرَثة ومَحْروثة تُقْلَبُ للزَرْع وكلاهما يقال بَعْدُ والحَرْثُ المَحَجَّةُ المَكْدُودة بالحوافر والحُرْثةُ الفُرضةُ التي في طَرَف القَوْس للوَتر ويقال هو حَرْثُ القَوْسِ والكُظْرة وهو فُرْضٌ وهي من القوس حَرْثٌ وقد حَرَثْتُ القَوسَ أَحْرُثُها إِذا هيَّأْتَ مَوْضِعاً لعُرْوة الوَتَر قال والزَّنْدة تُحْرَثُ ثم تُكْظَرُ بعد الحَرْثِ فهو حَرْثٌ ما لم يُنْفَذ فإِذا أُنْفِذَ فهو كُظْر ابن سيده والحَرَاثُ مَجْرى الوَتَر في القوس وجمعه أَحْرِثة ويقال احْرُثِ القرآن أَي ادْرُسْه وحَرَثْتُ القرآن أَحْرُثُه إِذا أَطَلْتَ دِراستَه وتَدَبَّرْتَه والحَرْثُ تَفْتِيشُ الكتاب وتَدبُّره ومنه حديث عبد الله احْرُثُوا هذا القرآن أَي فَتِّشُوه وثَوِّروه والحَرْثُ التَّفْتِيش والحُرْثَةُ ما بين مُنْتَهى الكَمَرة ومَجْرَى الخِتان والحُرْثَة أَيضاً المَنْبِتُ عن ثعلب الأَزهري الحَرْثُ أَصلُ جُرْدانِ الحمار والحِرَاثُ السَّهم قبل أَن يُراش والجمع أَحْرِثة الأَزهري الحُرْثة عِرقٌ في أَصل أُدافِ الرَّجل والحارِثُ اسم قال سيبويه قال الخليل إِن الذين قالوا الحَرث إِنما أَرادوا أَن يجعلوا الرجل هو الشيء بعينه ولم يجعلوه سمي به ولكنهم جعلوه كأَنه وَصفٌ له غَلَب عليه قال ومن قال حارِثٌ بغير أَلف ولام فهو يُجْريه مُجْرى زيدٍ وقد ذكرنا مثل ذلك في الحسن اسم رجل قال ابن جني إِنما تَعَرَّفَ الحَرثُ ونحوُه من الأَوْصاف الغالبة بالوَضْع دون اللام وإِنما أُقِرَّتِ اللامُ فيها بعد النَّقْل وكونها أَعلاماً مراعاة لمذهب الوصف فيها قبل النقل وجمع الأَول الحُرَّثُ والحُرَّاثُ وجمع حارِث حُرَّثٌ وحَوارِثُ قال سيبويه ومن قال حارث قال في جمعه حَوارِث حيث كان اسماً خاصًّا كزَيْد فافهم وحُوَيْرِثٌ وحُرَيثٌ وحُرْثانُ وحارِثةُ وحَرَّاثٌ ومُحَرَّثٌ أَسماءٌ قال ابن الأَعرابي هو اسم جَدِّ صَفْوانَ بن أُمية بن مُحَرَّثٍ وصَفوانُ هذا أَحدُ حُكَّامِ كِنانَة وأَبو الحارث كنيةُ الأَسَد والحارثُ قُلَّة من قُلَلِ الجَوْلانِ وهو جبل بالشأْم في قول النابغة الذبْياني يَرْثِي النُّعمان ابن المنذر بكَى حارِثُ الجَوْلانِ من فَقْدِ رَبِّه وحَوْرانُ منه خائفٌ مُتضَائِلُ قوله من فَقْد رَبِّه يعني النعمان قال ابن بري وقوله وحَوْرانُ منه خائفٌ مُتَضائل كقول جرير لمّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ سُورُ المدينة والجِبالُ الخُشَّعُ والحارثان الحارثُ بن ظالم بن حَذيمةَ بن يَرْبُوع بن غَيْظِ بنِ مُرَّة والحارثُ بن عوفِ بن أَبي حارثة ابن مُرَّة بن نُشْبَة بن غَيْظِ بنِ مرَّة صاحب الحَمَالة قال ابن بري ذكر الجوهري في الحارثين الحارِثَ بن ظالم بن حَذيمة بالحاء غير المعجمة ابن يَرْبُوع قال والمعروف عند أَهل اللغة جَذيمة بالجيم والحارِثان في باهلة الحارِثُ بن قُتَيْبة والحارثُ بن سَهْم بن عَمْرو بن ثعلبة بن غَنْم بن قُتَيْبة وقولهم بَلْحَرث لبَني الحرث بن كَعْب مِن شواذِّ الإِدغام لأَن النون واللام قريبا المَخْرَج فلما لم يمكنهم الإِدغامُ بسكون اللام حذفوا النون كما قالوا مَسْتُ وظَلْتُ وكذلك يفعلون بكل قبيلة تَظْهَر فيها لام المعرفة مثل بَلْعنبر وبَلْهُجَيم فأَما إِذا لم تَظْهَر اللامُ فلا يكون ذلك وفي الحديث وعليه خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّة قال ابن الأَثير هكذا جاءَ في بعض طُرُق البخاري ومسلم قيل هي منسوبة إلى حُرَيْثٍ رجلٍ من قُضاعة قال والمعروف جُونِيَّةٌ وهو مذكور في موضعه

حربث
الحُثْرُبُ والحُرْبُثُ بالضم نبت وفي المحكم نَبات سُهْلِيٌّ وقيل لا يَنْبُتُ إِلا في جَلَدٍ وهو أَسود وزَهْرته بيضاء وهو يتَسَطَّحُ قُضْباناً أَنشد ابن الأَعرابي غَرَّكَ مِنِّي شَعَثِي ولَبَثِي ولِمَمٌ حَوْلَكَ مِثْلُ الحُرْبُثِ قال شَبَّه لِمَمَ الصِّبيانِ في سَوادها بالحُرْبُث والحُرْبُثُ بقلة نحو الأَيْهُقانِ صَفراء غَبْرَاء تُعْجِبُ المالَ وهي من نَبات السَّهْل وقال أَبو حنيفة الحُرْبُث نبت يَنْبَسِطُ على الأَرض له وَرَق طوالٌ وبين ذلك الطُّوَال وَرَقٌ صغارٌ وقال أَبو زياد الحُرْبُثُ عُشْبٌ من أَحْرار البَقل الأَزهري الحُرْبُثُ من أَطْيَب المراعي ويقال أَطْيَبُ الغَنم لبناً ما أَكلَ الحُرْبُثُ والسَّعْدانَ

حفث
الحَفِثَة والحِفْثُ والحَفِثُ ذاتُ الطرائق من الكَرش زاد الأَزهري كأَنها أَطْباقُ الفَرْثِ وأَنشد الليث لا تُكْرِبَنَّ بعدها خُرْسِيَّا إِنَّا وجَدْنا لحمها رَدِيّا الكِرْشَ والخِفْثَةَ والمَرِيَّا وقيل هي هَنةٌ ذاتُ أَطْباقٍ أَسْفَلَ الكَرِشِ إِلى جَنْبها لا يَخْرُجُ منها الفَرْثُ أَبداً يكون للإِبل والشاء والبقر وخَصَّ ابنُ الأَعرابي به الشاء وَحْدَها دون سائر هذه الأَنواع والجمعُ أَحْفاثٌ الجوهري الحَفِثُ بكسر الفاء الكَرِشُ وهي القِبَةُ وفي التهذيب الحَفِثُ والفَحِثُ الذي يكون مع الكرش وهو يُشْبهها وقال أَبو عمرو الفَحِثُ ذات الطرائق والقِبَة الأُخرَى إِلى جَنْبه وليس فيها طَرائق قال وفيها لغات حَفِثٌ وحَثِفٌ وحِفْثٌ وحِثْفٌ وقيل فِثْحٌ وثِحْف ويُجْمَعُ الأَحْثافَ والأَفْثاحَ والأَثْحافَ كلٌّ قد قيل والحَفِثُ حَيَّة عظيمة كالحِرابِ والحُفَّاثُ حَيَّة كأَعْظَم ما يكون من الحَيَّات أَرْقَشُ أَبْرَشُ يأْكل الحشيشَ يَتَهَدَّدُ ولا يَضُرُّ أَحداً الجوهري الحُفَّاثُ حَيَّة تَنفُخُ ولا تُؤْذِي قال جَرِير أَيُفايِشُونَ وقد رَأَوْا حُفَّاثَهم قد عَضَّه فقَضَى عليه الأَشْجَعُ ؟ الأَزهري شَمِرٌ الحُفَّاثُ حَيَّة ضَّخْمٌ عظيمُ الرأْس أَرْقَشُ أَخْمَرُ أَكْدَرُ يُشْبهُ الأَسْودَ وليس به إِذا حَرَّبْتَه انْتَفَخَ وَريدُه قال وقال ابن شميل هو أَكْبَرُ من الأَرْقَم ورَقَشُه مثلُ رَقَش الأَرْقَم لا يَضُرُّ أَحداً وجمعُه حَفافِيثُ وقال جرير إِنَّ الحَفافِيثَ عِندي يا بني لَجَإٍ يُطْرِقْنَ حينَ يَصُولُ الحَيَّةُ الذَّكَرُ ويقال للغَضْبان إِذا انْتَفَخَتْ أَوْداجُه قد احْرَنفشَ حُفَّاثُه على المثل وفي النوادر افْتَحَثْتُ ما عند فلان وابْتَحَثْتُ بمعنى واحد

حلتث
الحِلْتِيثُ لغة في الحِلْتِيت عن أَبي حنيفة

حنث
الحِنْثُ الخُلْفُ في اليمين حَنِثَ في يمينه حِنْثاً وحَنَثاً لم يَبَرَّ فيها وأَحْنَثه هو تقول أَحْنَثْتُ الرجلَ في يمينه فَحَنِثَ إِذا لم يَبَرَّ فيها وفي الحديث اليمين حِنْثٌ أَو مَنْدَمَة الحِنْثُ في اليمين نَقْضُها والنَّكْثُ فيها وهو من الحِنْثِ الاثم يقول إِما أَنْ يَنْدَمَ على ما حَلَفَ عليه أَو يَحْنَثَ فتلزمَه الكفارةُ وحَنِثَ في يمينه أَي أَثِمَ وقال خالد بن جَنْبةَ الحِنْثُ أَن يقول الإِنسانُ غير الحق وقال ابن شميل على فلانٍ يَمينٌ قد حَنِثَ فيها وعليه أَحْناثٌ كثيرة وقال فإِنما اليمينُ حِنْثٌ أَو نَدَم والحِنْثُ حِنْثُ اليمين إِذا لم تَبَرَّ والمَحانِثُ مواقع الحِنْث والحِنْث الذَّنْبُ العَظيم والإِثْمُ وفي التنزيل العزيز وكانوا يُصِرُّونَ على الحِنْثِ العظيم يُصِرُّونَ أَي يدُومُون وقيل هو الشِّرْكُ وقد فُسِّرت به هذه الآية أَيضاً قال من يَتَشاءَمْ بالهُدَى فالحِنْثُ شَرٌّ أَي الشِّرْك شرّ وتَحَنَّثَ تَعَبَّد واعْتَزَل الأَصنامَ مثل تَحَنَّف وبَلَغ الغلامُ الحِنْثَ أَي الإِدْراك والبلوغ وقيل إِذا بَلَغَ مَبْلَغاً جَرَى عليه القَلَم بالطاعة والمعصِية وفي الحديث من ماتَ له ثلاثةٌ من الولد لم يَبْلُغوا الحِنْثَ دخل من أَيِّ أَبواب الجنة شاءَ أَي لم يَبْلُغوا مبلغ الرجال ويجري عليهم القَلَم فيُكْتَبُ عليهم الحِنْثُ والطاعةُ يقال بَلَغَ الغلامُ الحِنثَ أَي المعصِيةَ والطاعةَ والحِنْثُ الاثْمُ وقيل الحِنْثُ الحُلُم وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قبل أَن يُوحَى إِليه يأْتي حِراءً وهو جبلٌ بمكة فيه غار وكان يَتَحَنَّثُ فيه الليالي أَي يَتعَبَّد وفي رواية عائشة رضي الله عنها كان يَخْلُو بغارِ حِرَاءٍ فيَتَحَنَّثُ فيه وهو التَّعَبُّدُ الليالي ذواتِ العَدد قال ابن سيده وهذا عندي على السَّلْب كأَنه ينفي بذلك الحِنْثَ الذي هو الاثم عن نفسه كقوله تعالى ومن الليل فتَهَجَّدْ به ناقلةً لك أَي انْفِ الهُجودَ عن عَيْنك ونظيرُه تَأَثَّم وتَحَوَّب أَي نفى الاثمَ والحُوبَ وقد يجوز أَن تكون ثاء يَتَحَنَّثُ بدلاً من فاء يَتَحَنَّف وفلان يَتَحَنَّثُ من كذا أَي يَتَأَثَّم منه ابن الأَعرابي قوله يَتَحَنَّثُ أَي يَفْعَلُ فِعْلاً يَخْرُج به من الحِنْث وهو الاثم والحَرَجُ ويقال هو يَتَحَنَّثُ أَي يَتَعَبَّدُ لله قال وللعرب أَفعال تُخالِفُ معانيها أَلفاظَها يقال فلان يَتَنَجَّس إِذا فعل فعلاً يَخْرُج به من النجاسة كما يقال فلان يَتَأَثَّم ويَتَحَرَّج إِذا فعل فِعْلاً يَخْرُجُ به من الإثم والحَرَج وروي عن حَكِيم بن حِزامٍ أَنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَرأَيْتَ أُمُوراً كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بها في الجاهلية من صلَةِ رحِمٍ وصَدَقةٍ هل لي فيها من أَجْر ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم أَسْلمْتَ على ما سَلَفَ لك من خَيْر أَي أَتَقَرَّب إِلى الله بأَفعال في الجاهلية يريد بقوله كنتُ أَتَحَنَّثُ أَي أَتَعَبَّدُ وأُلقي بها الحِنْثَ أَي الإثم عن نفسي ويقال للشيء الذي يَخْتَلِفُ الناسُ فيه فيحتمل وجهين مُحْلِفٌ ومُحْنِثٌ والحِنْثُ الرجوعُ في اليمين والحِنْثُ المَيْلُ من باطل إِلى حقٍّ ومن حقّ إِلى باطل يقال قد حَنِثْتُ أَي مِلْتُ إِلى هَواكَ عَليَّ وقد حَنِثْتُ معَ الحق على هواك وفي حديث عائشة ولا أَتَحَنَّثُ إِلى نَذْرِي أَي لا أَكْتَسِبُ الحِنْثَ وهو الذنب وهذا بعكس الأَول وفي الحديث يَكْثُر فيهم أَولادُ الحِنْثِ أَي أَولادُ الزنا من الحِنْث المعصية ويروى بالخاءِ المعجمة والباء الموحدة

حنبث
حَنْبَثٌ اسم

حوث
حَوْثُ لغة في حَيْثُ إِما لغة طَيِّئٍ وإِما لغة تميم وقال اللحياني هي لغى طَيِّئٍ فقط يقولون حَوْثُ عبدُ اللهِ زيدٌ قال ابن سيده وقد أَعلمتك أَن أَصل حيث إِنما هو حَوْثُ على ما سنذكره في ترجمة حيث ومن العرب من يقول حَوْثَ فيفتح رواه اللحياني عن الكسائي كما أَن منهم من يقول حَيْثَ روى الأَزهري بإِسناده عن الأَسود قال سأَل رجل ابنَ عمر كيف أَضَعُ يَدَيَّ إِذا سَجَدْتُ ؟ قال ارْمِ بهما حَوْثُ وقَعَتا قال الأَزهري كذا رواه لنا وهي لغة صحيحة حَيْثُ وحَوْثُ لغتان جيدتان والقرآن نزل بالياء وهي أَفصح اللغتين والحَوْثاءُ الكَبِدُ وقيل الكَبِدُ وما يليها وقال الراجز إِنَّا وجَدْنا لَحْمها طَرِيَّا الكِرْشَ والحَوْثاء والمَرِيَّا وامرأَة حَوْثاء سمينة تارَّة وأَحاثَهُ حَرَّكَه وفَرَّقه عن ابن الأَعرابي وقوله أَنشده ابن دريد بحيثُ ناصَى اللِّمَمَ الكِثاثا مَوْرُ الكَثِيبِ فَجَرى وحاثا قال ابن سيده لم يفسره قال وعندي أَنه أَراد وأَحاثا أَي فَرَّقَ وحَرَّكَ فاحتاج إِلى حذف الهمزة حذفها قال وقد يجوز أَن يريد وحَثَا فقَلَبَ وأَوقع بهم فلانٌ فَتركهم حَوْثاً بَوثاً أَي فَرَّقهم وتركهم حَوْثاً بَوْثاً أَي مختلفين وحاثِ باثِ مبنيان على الكسر قُماشُ الناس وقال اللحياني تركتُه حاثِ باثِ ولم يفسره قال ابن سيده وإِنما قضينا على أَلف حاثِ أَنها منقلبة عن الواو وإِن لم يكن هنالك ما اشْتُقَّتْ منه لأَن انقلاب الأَلف إِذا كانت عيناً عن الواو أَكثر من انقلابها عن الياء الجوهري يقال تركتُهم حَوْثاً بَوْثاً وحَوْثَ بَوْثَ وحَيْثَ بَيْثَ وحاثِ باثِ حاثَ باثَ إِذا فَرَّقهم وبَدَّدهم وروى الأَزهري عن الفراء قال معنى هذه الكلمات إِذا أَذْلَلْتَهم ودقَقْتَهم وقال اللحياني معناها إِذا تَرَكْتَه مُخْتَلِطَ الأَمرِ فأَما حاثِ باثِ فإِنه خَرَجَ مَخْرَجَ قَطَامِ وحَذَامِ وأَما حِيثَ بِيثَ فإِنه خَرَجَ مَخْرَجَ حِيصَ بِيصَ ابن الأَعرابي يقال تركتُهم حاثِ باثِ إِذا تفَرَّقوا قال ومثلهما في الكلام مُزْدَوِجاً خاقِ باقِ وهو صوتُ حركةِ أَبي عُمَيْر في زَرْنَبِ الفَلْهم قال وخاشِ ماشِ قماشُ البيت وخازِ بازِ ورَمٌ وهو أَيضاً صوتُ الذباب وتركتُ الأَرضَ حاثِ باثِ إِذا دَقَّتْها الخيلُ وقد أَحاثَتْها الخيلُ وأَحَثْتُ الأَرضَ وأَبَثْتُها الفراس أَحثَيْتُ الأَرضَ وأَبْثَيْتُها فهي مُحْثاةٌ ومُبْثاة وقال غيره أَحَثْتُ الأَرضَ وأَبَثْتُها فهي مُحَاثة ومُبَاثةٌ والإِحاثةُ والاسْتِحاثةُ والإِباثةُ والاستِباثة واحدٌ الفراء تركتُ البلادَ حَوْثاَ بَوْثاً وحاثِ باثِ وحَيْثَ بَيْثَ لا يُجْرَيانِ إِذا دَقَّقُوها والاسْتِحاثةُ مثلُ الاسْتِباثة وهي الاستخراج تقول استَحَثْتُ الشيءَ إِذا ضاعَ في التراب فَطلبْتَه

حيث
حَيْثُ ظرف مُبْهم من الأَمْكِنةِ مَضموم وبعض العرب يفتحه وزعموا أَن أَصلها الواو قال ابن سيده وإِنما قلبوا الواو ياء طلبَ الخِفَّةِ قال وهذا غير قويّ وقال بعضهم أَجمعت العربُ على وقع حيثُ في كل وجه وذلك أَن أَصلها حَوْثُ قفلبت الواو ياء لكثرة دخول الياء على الواو فقيل حَيْثُ ثم بنيت على الضم لالتقاء الساكنين واختير لها الضم ليشعر ذلك بأَن أَصلها الواو وذلك لأَن الضمة مجانسةٌ للواو فكأَنهم أَتْبَعُوا الضَّمَّ الضَّمَّ قال الكسائي وقد يكونُ فيها النصبُ يَحْفِزُها ما قبلها إِلى الفتح قال الكسائي سمعت في بني تميم من بني يَرْبُوع وطُهَيَّةَ من ينصب الثاء على كل حال في الخفض والنصب والرفع فيقول حَيْثَ التَقَيْنا ومن حيثَ لا يعلمون ولا يُصيبه الرفعُ في لغتهم قال وسمعت في بني أَسد بن الحارث بن ثعلبة وفي بني فَقْعَس كلِّها يخفضونها في موضع الخفض وينصبونها في موضع النصب فيقول من حيثِ لا يعلمون وكان ذلك حيثَ التَقَيْنا وحكى اللحياني عن الكسائي أَيضاً أَن منهم من يخفضُ بحيث وأَنشد أَما تَرَى حَيْثَ سُهَيْلٍ طالِعا ؟ قال وليس بالوجه قال وقوله أَنشده ابن دريد بحيثُ ناصَى اللِّمَمَ الكِثَاثَا مَوْرُ الكَثِيبِ فَجَرى وحاثا قال يجوز أَن يكون أَراد وحَثَا فقَلَب الأَزهري عن الليث للعرب في حَيْثُ لغتان فاللغة العالية حيثُ الثاء مضمومة وهو أَداةٌ للرفع يرفع الاسم بعده ولغة أُخرى حَوْثُ رواية عن العرب لبني تميم يظنون حَيْثُ في موضع نصب يقولون الْقَهْ حيثُ لَقِيتَه ونحو ذلك كذلك وقال ابن كَيْسانَ حيثُ حرف مبنيٌّ على الضم وما بعده صلة له يرتفع الاسم بعده على الابتداء كقولك قمت حيثُ زيدٌ قائمٌ وأَهلُ الكوفة يُجيزون حذف قائم ويرفعون زيداً بحيثُ وهو صلة لها فإِذا أَظْهَروا قائماً بعد زيدٍ أَجازوا فيه الوجهين الرفعَ والنصبَ فيرفعون الاسم أَيضاً وليس بصلة لها ويَنْصِبُونَ خَبَرَه ويرفعونه فيقولون قامتْ مقامَ صفتين والمعنى زيدٌ في موضع فيه عمرو فعمرو مرتفع بفيه وهو صلة للموضع وزيدٌ مرتفعٌ بفي الأُولى وهي خَبره وليست بصلة لشيء قال وأَهل البصرة يقولون حيثُ مُضافةٌ إِلى جملة فلذلك لم تخفض وأَنشد الفراء بيتاً أَجاز فيه الخفض وهو قوله أَما تَرَى حيثَ سُهَيْلٍ طالِعا ؟ فلما أَضافها فتحها كما يفعل بِعِنْد وخَلْف وقال أَبو الهيثم حَيْثُ ظرفٌ من الظروف يَحْتاجُ إِلى اسم وخبر وهي تَجْمَعُ معنى ظرفين كقولك حيثُ عبدُ الله قاعدٌ زيدٌ قائمٌ المعنة الموضعُ الذي في عبدُ الله قاعدٌ زيدٌ قائمُ قال وحيثُ من حروف المواضع لا من حروف المعاني وإِنما ضُمَّت لأَنها ضُمِّنَتِ الاسم الذي كانت تَسْتَحِقُّ إِضافَتَها إِليه قال وقال بعضهم إِنما ضُمَّتْ لأَن أَصلَها حَوْثُ فلما قلبوا واوها ياء ضَمُّوا آخرَها قال أَبو الهيثم وهذا خطأٌ لأَنهم إِنما يُعْقِبون في الحرف ضمةً دالَّةً على واو ساقطة الجوهري حَيْثُ كلمةٌ تدلُّ على المكان لأَنه ظرفٌ في الأَمكنة بمنزلة حين في الأزمنة وهو اسمٌ مبنيٌّ وإِنما حُرِّك آخره لالتقاء الساكنين فمن العرب من يبنيها على الضم تشبيهاً بالغايات لأَنها لم تجئْ إِلاَّ مضافة إِلى جملة كقولك أَقومُ حيثُ يقوم زيدٌ ولم تقل حيثُ زيدٍ وتقول حيثُ تكون أَكون ومنهم مَن يبنيها على الفتح مثل كيف استثقالاً للضم مع الياء وهي من الظروف التي لا يُجازَى بها إِلا مع ما تقول حيثما تجلسْ أَجْلِسْ في معنى أَينما وقولُه تعالى ولا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حيثُ أَتى وفي حرف ابن مسعود أَينَ أَتى والعرب تقول جئتُ من أَيْنَ لا تَعْلَمُ أَي من حَيْثُ لا تَعْلَم قال الأَصمعي ومما تُخْطئُ فيه العامَّةُ والخاصَّة باب حِينَ وحيثُ غَلِطَ فيه العلماءُ مثل أَبي عبيدة وسيبويه قال أَبو حاتم رأَيت في كتاب سيبويه أَشياء كثيرة يَجْعَلُ حين حَيْثُ وكذلك في كتاب أَبي عبيدة بخطه قال أَبو حاتم واعلم أَن حِين وحَيْثُ ظرفانِ فحين ظرف من الزمان وحيث ظرف من المكان ولكل واحد منهما حدٌّ لا يجاوزه والأَكثر من الناس جعلوهما معاً حَيْثُ قال والصواب أَن تقول رأَيتُك حيثُ كنتَ أَي في الموضع الذي كنت فيه واذهب حيثُ شئتَ أَي إِلى أَيّ موضعٍ شئتَ وقال الله عز وجل وكُلا من حيثُ شِئْتُما ويقال رأَيتُكَ حين خَرَجَ الحاجُّ أَي في ذلك الوقت فهذا ظرف من الزمان ولا يجوز حيثُ خَِرَجَ الحاجُّ وتقول ائتِني حينَ يَقْدَمُ الحاجُّ ولا يجوز حيثُ يَقْدَمُ الحاجُّ وقد صَيَّر الناسُ هذا كلَّه حَيْثُ فَلْيَتَعَهَّدِ الرجلُ كلامَهُ فإِذا كان موضعٌ يَحْسُنُ فيه أَيْنَ وأَيَّ موضعٍ فهو حيثُ لأَن أَيْنَ معناه حَيْثُ وقولهم حيثُ كانوا وأَيْنَ كانوا معناهما واحد ولكن أَجازوا الجمعَ بينهما لاختلاف اللفظين واعلم أَنه يَحْسُنُ في موضع حين لَمَّا وإِذ وإِذا ووقتٌ ويومٌ وساعةٌ ومَتَى تقول رأَيتُكَ لَمَّا جِئْتَ وحين جِئْتَ وإِذا جِئْتَ ويقال سأُعْطيك إِذ جئتَ ومتى جئتَ

خبث
الخَبِيثُ ضِدُّ الطَّيِّبِ من الرِّزْق والولدِ والناسِ وقوله أَرْسِلْ إِلى زَرْع الخَبِيِّ الوالِجِ قال ابن سيده إِنما أَراد إِلى زَرْع الخَبِيثِ فأَبدل الثاء ياء ثم أَدعم والجمعُ خُبَثاء وخِبَاثٌ وخَبَثَة عن كراع قال وليس في الكلام فَعيل يجمع على فَعَلَة غيره قال وعندي أَنهم توهموا فيه فاعلاً ولذلك كَسَّروه على فَعَلة وحَكى أَبو زيد في جمعه خُبُوثٌ وهو نادر أَيضاً والأُنثى خَبِيثةٌ وفي التنزيل العزيز ويُحَرِّمُ عليهم الخَبائِثَ وخَبُثَ الرجلُ خُبْثاً فهو خَبيثٌ أَي خَبٌّ رَدِيءٌ الليث خَبُثَ الشيءُ يَخْبُثُ خَباثَةً وخُبْثاً فهو خَبيثٌ وبه خُبْثٌ وخَباثَةٌ وأَخْبَثَ فهو مُخْبِثٌ إِذا صار ذا خُبْثٍ وشَرٍّ والمُخْبِثُ الذي يُعَلِّمُ الناسَ الخُبْثَ وأَجاز بعضُهم أَن يقال للذي يَنْسُبُ الناسَ إِلى الخُبْثِ مُخْبِثٌ قال الكُمَيْتُ فطائفةٌ قد أَكْفَرُوني بِحُبِّكُمْ وطائِفَةُ قالوا مُسِيءٌ ومُذْنِبُ أَي نَسَبُوني إِلى الكُفْر وفي حديث أُنس أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إِذا أَراد الخَلاءَ قال أَعُوذُ بالله من الخُبْثِ والخَبائِثِ ورواه الأَزهري بسنده عن زيد بن أَرْقَمَ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إِنَّ هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَة فإِذا دَخَلَ أَحدُكم فلْيَقُلْ اللهم إِني أَعوذ بك من الخُبْثِ والخَبائِثِ قال أَبو منصور أَراد بقوله مُحْتَضَرة أَي يَحْتَضِرُها الشياطينُ ذُكورُها وإِناثُها والحُشُوشُ مواضعُ الغائط وقال أَبو بكر الخُبْثُ الكُفْرُ والخَبائِثُ الشياطين وفي حديث آخر اللهم إِني أَعوذ بك من الرِّجْسِ النَّجِسِ الخَبيثِ المُخْبِثِ قال أَبو عبيد الخَبِيثُ ذو الخُبْثِ في نَفْسه قال والمُخْبِثُ الذي أَصحابُه وأَعوانه خُبَثاء وهو مثل قولهم فلانٌ ضَعِيف مُضْعِفٌ وقَوِيٌّ مُقْوٍ فالقويُّ في بدنه والمُقْوِي الذي تكون دابتُه قَويَّةً يريد هو الذي يعلمهم الخُبْثَ ويُوقعهم فيه وفي حديث قَتْلَى بَدْرٍ فأُلْقُوا في قَلِيبٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ أَي فاسدٍ مُفْسِدٍ لما يَقَع فيه قال وأَما قوله في الحديث من الخُبْثِ والخَبائِثِ فإِنه أَراد بالخُبْثِ الشَّرَّ وبالخَبائِثِ الشياطين قال أَبو عبيد وأُخْبِرْتُ عن أَبي الهيثم أَنه كان يَرْويه من الخُبُث بضم الباء وهو جمعُ الخَبيث وهو الشيطان الذَّكر ويَجْعَلُ الخَبائِثَ جمعاً للخَبيثة مِن الشياطين قال أَبو منصور وهذا عندي أَشْبَهُ بالصواب ابن الأَثير في تفسير الحديث الخُبُثُ بضم الباء جمع الخَبِيثِ والخَبائثُ جمع الخَبيثة يُريد ذكورَ الشياطين وإِناثَهم وقيل هو الخُبْثُ بسكون الباء وهو خلافُ طَيِّبِ الفِعْل من فُجُور وغيره والخَبائِثُ يُريد بها الأَفعالَ المذمومة والخِصالَ الرَّديئةَ وأَخْبَثَ الرجلُ أَي اتَّخَذَ أَصحاباً خُبَثاء فهو خَبِيثٌ مُخْبِثٌ ومَخْبَثانٌ يقال يا مَخْبَثانُ وقوله عز وجل الخَبيثاتُ للخَبيثينَ والخَبيثُونَ للخَبيثاتِ قال الزجَّاج معناه الكلماتُ الخَبيثاتُ للخَبيثينَ من الرجالِ والنساءِ والرجالُ الخبيثونَ للكلماتِ الخَبيثاتِ أَي لا يَتَكَلَّم بالخَبيثاتِ إِلاَّ الخَبيثُ من الرجالِ والنساء وقيل المعنى الكلماتُ الخبيثاتُ إِنما تَلْصَقُ بالخَبيثِ من الرجالِ والنساء فأَما الطاهرونَ والطاهراتُ فلا يَلْصَقُ بهم السَّبُّ وقيل الخبيثاتُ من النساءِ للخَبيثين من الرجالِ وكذلك الطَّيِّباتُ للطَّيِّبينَ وقد خَبُثَ خُبْثاً وخَباثَةً وخَبَاثِيَةً صار خَبِيثاً أَخْبَثَ صار ذا خُبْثٍ وأَخْبَثَ إِذا كان أَصحابه وأَهلُه خُبَثاء ولهذا قالوا خَبِيثٌ مُخْبِثٌ والاسم الخِبِّيثى وتَخابَثَ أَظْهَر الخُبْثَ وأَخْبَثَه غيره عَلَّمه الخُبْثَ وأَفْسَده ويقال في النداء يا خُبَثُ كما يقال يا لُكَعُ تُريدُ يا خَبِيثُ وسَبْيٌ خِبْثَةٌ خَبِيثٌ وهو سَبْيُ من كان له عهدٌ من أَهل الكفر لا يجوز سَبْيُه ولا مِلْكُ عبدٍ ولا أَمةٍ منه وفي الحديث أَنه كَتَب للعَدَّاء بن خالد أَنه اشترى منه عبداً أَو أَمة لا دَاءَ ولا خِبْثةَ ولا غائلةَ أَراد بالخِبْثة الحرام كما عَبَّرَ عن الحلال بالطَّيِّب والخِبْثَةُ نوعٌ من أَنواع الخَبيثِ أَراد أَنه عبدٌ رقيقٌ لا أَنه من قوم لا يَحِلُّ سَبْيُهم كمن أُعْطِيَ عَهْداً وأَماناً وهو حُرٌ في الأَصل وفي حديث الحجاج أَنه قال لأَنس يا خِبْثة يُريد يا خَبِيثُ ويقال الأَخلاق الخَبيثة يا خِبْثَةُ ويُكتَبُ في عُهْدةِ الرقيق لا داءَ ولا خِبْثَةَ ولا غائِلَةَ فالداءُ ما دُلِّسَ فيه من عَيْبٍ يَخْفى أَو علةٍ باطِنةٍ لا تُرَى والخِبْثَةُ أَن لا يكون طِيَبَةً لأَِنه سُبِيَ من قوم لا يَحِلُّ اسْترقاقُهم لعهدٍ تَقَدَّم لهم أَو حُرِّيَّة في الأَصل ثَبَتَتْ لهم والغائلةُ أَن يَسْتَحِقَّه مُسْتَحِقٌّ بِمِلْكٍ صَحَّ له فيجب على بائعه ردُّ الثمَن إِلى المشتري وكلُّ من أَهْلك شيئاً قد غالَه واغتاله فكأَن استحقاقَ المالكِ إِياه صار سبباً لهلاك الثمَن الذي أَدَّاه المشتري إِلى البائع ومَخْبَثَان اسم معرفة والأُنْثَى مَخْبَثَانةٌ وفي حديث سعيد كَذَبَ مَخْبَثَانٌ هو الخَبيثُ ويقال للرجل والمرأَة جميعاً وكأَنه يدلُّ على المبالغة وقال بعضهم لا يُسْتَعْمَلُ مَخْبَثانٌ إِلاَّ في النداء خاصة ويقال للذكر يا خُبَثُ وللأُنْثَى يا خَباثِ مثل يا لَكَاعِ بني على الكسر وهذا مُطَّرِدٌ عند سيبويه وروي عن الحسن أَنه قال يُخاطِبُ الدنيا خَباثِ كلَّ عِيدانِكِ مَضَِضْنا فوَجَدْنا عاقبتَهُ مُرًّا يعني الدنيا وخَباثِ بوزن قَطامِ مَعْدُولٌ من الخُبْثِ وحرف النداء محذوف أَي يا خَباثِ والمَضُّ مثلُ المَصّ يريد إِنَّا جَرَّبْناكِ وخَبَرْناكِ فوَجَدْنا عاقِبَتَكِ مُرَّةً والأَخابِثُ جمعُ الأَخْبَثِ يقال هم أَخابِثُ الناس ويقال للرجل والمرأَة يا مَخْبَثانُ بغير هاءٍ للأُنْثَى والخِبِّيثُ الخَبِيثُ والجمع خِبِّيثُونَ والخابِثُ الرَّديُّ من كل شيء فاسدٍ يقال هو خَبِيثُ الطَّعْم وخَبِيثُ اللَّوْنِ وخَبِيثُ الفِعْل والحَرامُ البَحْتُ يسمى خَبِيثاً مثل الزنا والمال الحرام والدم وما أَشْبهها مما حَرَّمه الله تعالى يقال في الشيء الكريه الطَعْمِ والرائحة خَبيثٌ مثل الثُّوم والبَصَلِ والكَرّاثِ ولذلك قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أَكل من هذه الشجرة الخَبيثة فلا يَقْرَبَنَّ مسجدَنا وقال الله تعالى في نعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يُحِلُّ لهم الطَّيِّبات ويُحَرِّمُ عليهم الخَبائثَ فالطَّيِّباتُ ما كانت العربُ تَسْتَطِيبُه من المآكل في الجاهلية مما لم ينزل فيه تحريم مثل الأَزْواج الثمانية ولُحوم الوحْش من الظِّباء وغيرها ومثل الجراد والوَبْر والأَرْنبِ واليَرْبُوع والضَّبِّ والخَبائثُ ما كانت تَسْتَقْذِرُه ولا تأْكله مثل الأَفاعي والعَقاربِ والبَِرَصةِ والخَنافِسِ والوُرْلانِ والفَأْر فأَحَلَّ الله تعالى وتقدّس ما كانوا يَسْتَطِيبون أَكلَه وحَرَّم ما كانوا يَسْتَخْبثونه إِلاّ ما نَصَّ على تحريمه في الكتاب من مثل الميتة والجم ولحم الخنزير وما أُهِلَّ لغير الله به عند الذبْحِ أَو بَيَّنَ تَحْريمه على لسان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مِثْلُ نَهْيِه عن لُحُوم الحُمُر الأَهلية وأَكْلِ كلِّ ذي نابٍ من السِّباع وكلّ ذي مِخْلبٍ من الطَّير ودَلَّت الأَلف واللام اللتان دخلتا للتعريف في الطَّيِّبات والخَبائث على أَن المراد بها أَشياءُ معهودةٌ عند المخاطَبين بها وهذا قول محمد بن ادريس الشافعي رضي الله عنه وقولُه عز وجل ومثلُ كَلِمةٍ خَبيثةٍ كشجرةٍ خَبيثةٍ قيل إِنها الحَنْظَلُ وقيل إنها الكَشُوثُ ابن الأَعرابي أَصلُ الخُبْثِ في كلام العرب المكروه فإِن كان من الكلام فهو الشَّتْم وإن كان من المِلَل فهو الكُفْر وإِن كان من الطعام فهو الحرام وإِن كان من الشَّراب فهو الضَّارُّ ومنه قيل لما يُرْمَى من مَنْفِيِّ الحديد الخَبَث ومنه الحديث إِن الحُمَّى تَنْفِي الذُّنوب كما يَنْفِي الكِيرُ الخَبَث وخَبَثُ الحديدِ والفضَّة بفتح الخاء والباء ما نَفاه الكِيرُ إِذا أُذِيبا وهو لا خَيْرَ فيه ويُكْنى به عن ذي البَطْنِ وفي الحديث نَهَى عن كلِّ دواءٍ خَبيث قال ابن الأَثير هو من جهتين إِحداهما النجاسة وهو الحرام كالخمر والأَرواث والأَبوال كلها نجسة خبيثة وتناوُلها حرام إِلاَّ ما خصته السُّنَّة من أَبوال الإِبل عند بعضهم ورَوْثِ ما يؤكل لحمه عند آخرين والجهةُ الأُخْرى من طَريق الطَّعْم والمَذاق قال ولا ينكر أَن يكون كره ذلك لما فيه من المشقة على الطباع وكراهية النفوس لها ومنه الحديث من أَكل من هذه الشجرة الخبيثة لا يَقْرَبَنَّ مسجدَنا يُريد الثُّوم والبصل والكَرّاثَ وخُبْثُها من جهة كراهة طعمها ورائحتها لأَنها طاهرة وليس أَكلها من الأَعذار المذكورة في الانقطاع عن المساجد وإِنما أَمَرَهم بالاعتزال عقوبةً ونكالاً لأَنه كان يتأَذى بريحها وفي الحديث مَهْرُ البَغِيِّ خَبِيثٌ وثمنُ الكلب خبيثٌ وكَسْبُ الحجَّامِ خبيثٌ قال الخطابي قد يَجْمَع الكلامُ بين القَرائن في اللفظ ويُفْرَقُ بينها في المعنى ويُعْرَفُ ذلك من الأَغراض والمقاصد فأَما مَهْرُ البَغِيِّ وثمنُ الكلب فيريد بالخَبيث فيهما الحرامَ لأَن الكلب نَجِسٌ والزنا حرام وبَذْلُ العِوَضِ عليه وأَخذُه حرامٌ وأَما كسبُ الحجَّام فيريد بالخَبيث فيه الكراهيةَ لأَن الحجامة مباحة وقد يكون الكلامُ في الفصل الواحد بعضُه على الوجوب وبعضُه على النَّدْبِ وبعضُه على الحقيقة وبعضه على المجاز ويُفْرَقُ بينهما بدلائل الأُصول واعتبار معانيها والأَخْبَثانِ الرجيع والبول وهما أَيضاً السَّهَرُ والضَّجَرُ ويقال نَزَل به الأَخْبَثانِ أَي البَخَر والسَّهَرُ وفي الحديث لا يُصَلِّي الرجلُ وهو يُدافعُ الأَخْبَثَيْنِ عَنى بهما الغائط والبولَ الفراء الأَخْبَثانِ القَيءُ والسُّلاح وفي الصحاح البولُ والغائط وفي الحديث إِذا بَلَغَ الماءُ قُلَّتَيْنِ لم يَحْمِل خَبَثاً الخَبَثُ بفتحتين النَّجَسُ وفي حديث هِرَقْلَ فأَصْبحَ يوماً وهو خَبِيثُ النَّفْسِ أَي ثَقِيلُها كرِيهُ الحال ومنه الحديث لا يَقُولَنَّ أَحَدُكم خَبُثَتْ نَفْسي أَي ثَقُلَتْ وغَثَتْ كأَنَّه كَرِهَ اسمَ الخُبْثِ وطعام مَخْبَثَةٌ تَخْبُثُ عنه النَّفْسُ وقيل هو الذي من غير حلّه وقولُ عَنْترة نُبِّئْتُ عَمْراً غيرَ شاكِرِ نِعْمةٍ والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لنَفْسِ المُنْعِم أَي مَفْسدة والخِبْثة الزِّنْية وهو ابن خِبْثة لابن الزِّنْية يقال وُلِدَ فلانٌ لخِبْثةٍ أَي وُلِدَ لغير رِشْدةٍ وفي الحديث إِذا كَثُر الخُبْثُ كان كذا وكذا أَراد الفِسْقَ والفُجور ومنه حديث سعدِ بن عُبادة أَنه أُتِيَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم برَجُلٍ مُخْدَجٍ سَقِيمٍ وُجِدَ مع أَمَةٍ يَخْبُثُ بها أَي يَزْني

خبعث
الخُنْبَعْثَة والخُنْثَعْبةُ الناقة الغزيرة اللبن وهو مذكور أَيضاً في خثعب

خثث
الخُثُّ غُثاء السَّيْل إِذا خَلَّفَه ونَضَبَ عنه حتى يَجِفَّ وكذلك الطُّحْلُبُ إِذا يَبِسَ وقَدُمَ عَهْدُه حتى يَسْوَدَّ والخُثَّة طين يُعجن ببعر أَو روث ثم يُتخذ منه الذِّئارُ وهو الطين الذي تُصَرُّ به أَخلاف الناقة لئلا يُؤْلمها الصِّرارُ أَبو عمرو الخُثَّة البَعْرة اللَّيِّنة قال أَبو منصور أَصلُها الخِثْيُ والخُثَّة قُبْضَةٌ من كُسارِ عيدانٍ يُقْتَبَسُ بها

خرث
الخُرْثِيُّ أَرْدأُ المَتاع والغنائم وهي سَقَطُ البيتِ من المتاع وفي الصحاح أَثاثُ البيتِ وأَسقاطُه وفي الحديث جاء رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سَبْيٌ وخُرْثِيٌّ قال الخُرْثِيُّ متاعُ البيت وأَثاثُه ومنه حديث عُمَيْر مَوْلَى أَبي اللَّحْم فأَمَر لي بشيء من خُرْثِيِّ المتاع والخِرْثاء ممدودة النمل الذي فيه حُمْرة واحدتُه خِرْثاءَة

خنث
الخُنْثَى الذي لا يَخْلُصُ لِذَكَرٍ ولا أُنثى وجعله كُراعٌ وَصْفاً فقال رجلٌ خُنْثَى له ما للذَّكر والأُنثى والخُنْثَى الذي له ما للرجال والنساء جميعاً ولجمع خَنَاثى مثلُ الحَبالى وخِناثٌ قال لَعَمْرُكَ ما الخِناثُ بنو قُشَيْرٍ بنِسْوانٍ يَلِدْنَ ولا رِجالِ والانْخِناثُ التَثَنِّي والتَّكَسُّر وخَنِثَ الرجلُ خَنَثاً فهو خَنِثٌ وتَخَنَّثَ وانْخَنَثَ تَثَنَّى وتَكَسَّرَ والأُنثى خَنِثَةٌ وخَنَّثْتُ الشيءَ فتَخَنَّثَ أَي عَطَّفْتُه فتَعَطُّفَ والمُخَنَّثُ من ذلك للِينهِ وتَكَسُّره وهو الانْخِناثُ والاسم الخُنْثُ قال جرير أَتُوْعِدُني وأَنتَ مُجاشِعيٌّ أَرَى في خُنْثِ لِحْيَتِك اضْطِرابا ؟ وتَخَنَّثَ في كلامه ويقال للمُخَنَّثِ خُناثَةُ وخُنَيْثةُ وتَخَنَّثَ الرّجُلُ إِذا فَعَل فِعْلَ المُخَنَّثِ وقيل المُخَنَّثُ الذي يَفْعَلُ فِعْلَ الخَناثى وامرأَة خُنُثٌ ومِخْناثٌ ويقال للذَّكر يا خُنَثُ وللأُنثى يا خَنَاثِ مثل لُكَعَ ولَكَاعِ وانْخَنَثَتِ القِرْبةُ تَثَنَّتْ وخَنَثَها يَخْنِثُها خَنْثاً فانْخَنَثَتْ وخَنَّثَها واخْتَنَثَها ثَنى فاها إِلى خارج فشَرِبَ منه وإن كَسَرْتَه إِلى داخل فقد قَبَعْتَه وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم نهى عن اخْتِناثِ الأَسْقِيةٍ وتأْويلُ الحديث أَنَّ الشُّرْب من أَفواهها ربما يُنَتِّنُها فإِنّ إِدامةَ الشُّرْبِ هكذا مما يُغَيِّر رِيحَها وقيل إنه لا يُؤْمَنُ أَن يكون فيها حية أَو شيءٌ من الحَشرات وقيل لئلا يَتَرَشَّشَ الماءُ على الشارب لِسَعَة فَم السِّقاء قال ابن الأَثير وقد جاء في حديث آخر اباحتهُ قال ويحتمل أَن يكون النهيُ خاصّاً بالسقاء الكبير دون الإِداوة الليث خَنَثْتُ السِّقاء والجُوالِقَ إِذا عَطَفْتَه وفي حديث عائشة أَنها ذَكَرَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ووفاتَه قالت فانْخَنَثَ في حِجْري فما شَعَرْتُ حتى قُبِضَ أَي فانْثَنى وانكسر لاسترخاء أَعضائه صلى الله عليه وسلم عند الموت وانْخَنَثَتْ عُنُقُه مالَتْ وخَنَثَ سِقاءَه ثَنى فاه فأَخْرَجَ أَدَمَتَه وهي الداخلة والبَشَرَةُ وما يَلي الشعرَ الخارجةُ وروي عن ابن عمر أَنه كان يَشْرَبُ من الإِداوةِ ولا يَخْتَنِثُها ويُسَمِّيها نَفْعَةَ سماها بالمَرَّة من النَّفْع ولم يصرفها للعلمية والتأْنيث وقيل خَنَثَ فَمَ السِّقاءِ إِذا قَلَبَ فَمه داخلاً كان أَو خارجاً وكلُّ قَلْبٍ يقال له خَنْثٌ وأَصلُ الاخْتِناثِ التَّكَسُّرُ والتَّثَنِّي ومنه سميت المرأَة خُنْثَى تقول إِنها لَيِّنة تَتَثَنَّى ويقال أَلْقَى الليلُ أَخْناثَهُ على الأَرض أَي أَثْناءَ ظَلامه وكَوَى الثَّوْبَ على أَخْناثهِ وخِناثهِ أَي على مَطاوِيهِ وكُسُوره الواحد خِنْثٌ وأَخْناثُ الدَّلْو فُرُوغُها الواحدُ خِنْثٌ والخِنْثُ باطِنُ الشِّدْق عند الأَضراس من فوقُ وأَسفلُ وتَخَنَّثَ الرجلُ وغيره سَقَطَ من الضَّعْفِ وخُنْثُ اسم امرأَة لا يُجْرَى والخَنِثُ بكسر النون المُسْتَرْخي المُتَثَنِّي وفي المثل أَخْنَثُ من دَلالٍ

خنبث
رجل خُنْبُثٌ وخُنابِثٌ مذموم

خنطث
الخَنْطَثَةُ مَشيٌ فيه تَبَخْتُر

خنفث
الخُِنْفُِثَة دُوَيْبَّةٌ

خوث
خَوِثَ الرجلُ خَوَثاً وهو أَخْوَثُ بَيِّنُ الخَوَثِ عَظُمَ بَطْنُه واسْتَرْخى وخُوِثَتِ الأُنثى وهي خَوْثاء والخَوْثاءُ من النساء أَيضاً الحَدَثة الناعمةُ ذاتُ صُدْرة وقيل الناعمة التارَّة قال أُمَيَّةُ بنُ حُرْثانَ عَلِقَ القَلْبُ حُبَّها وهَواها وهي بِكْرٌ غَريرةٌ خَوْثاءُ أَبو زيد الخَوْثاءُ الحِفْضاجَة من النساء وقال ذو الرمة بها كلُّ خَوْثاءِ الحَشَى مَرَئِيَّةٍ رَوَادٍ يَزيدُ القُرْطُ سُوءَ قَذالِها قال الخَوْثاءُ المُسْتَرْخِيةُ الحَشَى والرَّوَادُ التي لا تَسْتَقِرُّ في مكان ربما تجيء وتذهب قال أَبو منصور الخَوْثاءُ في بيت ابن حُرْثانَ صفةٌ مَحْمودة وفي بيت ذي الرمة صفةٌ مذمومة وفي حديث التِّلِبِّ بن ثَعْلَبة أَصابَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خَوْثَةٌ فاسْتَقْرَضَ مني طعاماً قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية وقال الخطابي لا أُراها محفوظةً وإِنما هي حَوْبة بالباء الموحدة وهي الحاجة وخَوِثَ البطنُ والصَّدْرُ امْتَلآ

خيث
أَبو عمرو التَّخَيُّثُ عِظَمُ البَطْنِ واسْترْخاؤه والتَّقَيُّتُ الجمع والمنعُ والتَّهَيُّثُ الإِعطاء

دأث
دَأَثَ الطعامَ دَأْثاً أَكله والدَّأْثُ الدَّنَسُ وقيل الثِّقْلُ والجمع أَدْآثٌ قال رؤبة وإِنْ فَشَتْ في قومِك المَشاعِثُ من إِصْرِ أَدْآثٍ لها دَآئثُ
( * قوله « المشاعث » من تشعيث الدهر الأموال ذهابه بها والدآئث الأصول اه تكملة )
بوزن دَعاعِثَ من دَعَثَه إِذا أَثْقَلَه والإِصْرُ الثِّقْل والدِّئْثُ العَداوةُ عن كراع والدِّئْثُ الحِقْد الذي لا يَنْحَلُّ وكذلك الدِّعْثُ والدَّأْثاءُ الأَمة الحَمْقاءُ وقيل الأَمة اسم لها وقد يُحَرَّك لحرف الحلق وهو نادر لأَن فَعَلاء بفتح العين لم يجئ في الصفات وإِنما جاء حرفان في الأَسماء فقط وهما فَرَماء وجَنَفاء وهما موضعان والجمع دَآثٍ خفيف أَنشد ابن الأَعرابي أَصْدَرَها عن طَثْرةِ الدَّآثِ صاحبُ ليلٍ خَرِشُ التَّبْعاثِ خَرِشٌ يُهَيِّجها ويُحَرِّكُها وهو مذكور في موضعه وقد يقال للأَحمق ابن دَأْثاء والأَدْأَث رَمْلٌ معروف يُسْمَع به عَزيفُ الجن قال رؤبة تَأَلُّقَ الجِنِّ برَمْلِ الأَدْأَثِ
( * قوله « تألف الجن إلخ » صدره كما في التكملة والضحك لمع البرق في التحدث )

دثث
دُثَّ الرجلُ دَثًّا ودُثَّ دَثَّةً وهو الْتِواءٌ في جَنْبه أَو بعضِ جَسده من غير داء والدَّثُّ والدَّفُّ الجَنْبُ والدَّثُّ الضَّرْبُ المُؤلم ودَثَّته الحُمَّى تَدُثُّه دَثًّا أَوْجَعَتْه ودَثَّه بالعَصا ضَرَبه والدَّثُّ الرَّمْيُ بالحجارة ودَثَّه بالعصا والحَجر رماه ودَثَّه يَدُثُّه دَثًّا رماه رَمْياً مُتقارِباً مِن وراء الثياب وكذلك دَثَثْتُه أَدُثُّه دَثًّا وفي الحديث دُثَّ فلانٌ أَصابه الْتِواء في جَنْبِه والدَّثُّ الرَّمْيُ والدَّفْع والدَّثُّ والدِّثاثُ أَضعفُ المَطر وأَخَفُّه وجَمْعُه دِثاثٌ وقد دَثَّتِ السماءُ تَدِثُّ دَثّاً وهي الدَّثَّة للمطر الضعيف وقال ابن الأَعرابي الدَّثُّ الرَّكُّ من المَطر أَنشد ابن دريد عن عبد الرحمن عن عمه قِلْفَعُ رَوْضٍ شَرِبَ الدِّثاثا مُنْبَثَّةً يَفُزُّها انْبِثاثا ويروى شَرِبَتْ دِثاثا والقِلْفَع الطينُ الذي إِذا نَضَبَ عنه الماءُ يَبِسَ وتَشَقَّقَ ودَثَّتهم السماءُ تَدُثُّهم دَثّاً قال أَعرابي أَصابَتنا السماءُ بدَثٍّ لا يُرْضي الحاضِرَ وُيُؤْذي المُسافر وأَرضٌ مَدْثوثة وقد دُثَّتْ دَثّاً أَبو عمرو الدُّثَّةُ الزُّكام القليلُ والدُّثَّاثُ صَيَّادو الطيرِ بالمِحْذَفَة وفي حديث أَبي رِئالٍ كنتُ في السُّوسِ فجاءَني رجلٌ به شِبْهُ الدَّثانِيةِ قال ابن الأَثير هو الْتِواءٌ في لسانه قال كذا قاله الزمخشري

درعث
بَعير دَرْعَثٌ ودَرْسَعٌ مُسِنٌّ

دعث
دَعَثَ به الأَرضَ ضَرَبها والدَّعْثُ الوَطءُ الشَّديدُ ودَعَثَ الأَرضَ دَعْثاً وَطِئَها والدَّعْثُ والدَّعَثُ أَوَّلُ المَرَضِ وقد دُعِثَ الرجلُ ودَعِثَ الرجلُ أَصابه اقْشِعْرار وفُتُور والدِّعْثُ بقية الماء في الحَوض وقيل هو بقيته حيث كان أَنشد أَبو عمرو ومَنْهَلٍ ناءٍ صُواهُ دارِسِ وَرَدْتُه بذُبَّلٍ خَوامِسِ فاسْتَفْنَ دِعْثاً تالِدَ المَكارِسِ دَلَّيْتُ دَلْوي في صَرًى مُشاوِسِ المكارس مواضِعُ الدِّمْن والكِرْسِ قال والمُشاوِسُ الذي لا يَكادُ يُرى من قِلَّته تالِدُ المَكارِس قديمُ الدِّمْن والدَّعْثُ تَدْقيقُك الترابَ على وجهِ الأَرض بالقدم أَو باليد أَو غير ذلك تَدْعَثُه دَعْثاً وكل شيء وُطِئَ عليه فقد انْدَعَثَ ومَدَرٌ مَدْعُوثٌ والدِّعْثُ والدِّنْثُ المَطْلَبُ والحِقْدُ والذَّحْلُ والجمع أَدْعاث ودِعاثٌ ودَعْثةُ اسم وبنو دَعْثَةَ بَطْنٌ

دعبث
الأَزهري الدُّعْبُوثُ المُخَنَّثُ وقيل هو الأَحمق المائقُ

دلث
الدِّلاثُ السريع من الإِبل وكذلك المؤَنث ناقة دِلاثٌ أَي سريعة قال رؤبة وخَلَطَتْ كلَّ دِلاثٍ عَلْجَنِ الدِّلاثُ السريعة والجمع كالواحد من باب دِلاصٍ لا ن باب جُنُبٍ لقولهم دِلاثانِ قال كثير دِلاثُ العَتِيقِ ما وَضَعْتُ زِمامَه مُنِيفٌ به الهادي إِذا اجْتُثَّ ذامِل وحكى سيبويه في جمعها أَيضاً دُلُثٌ والانْدِلاثُ التَّقَدُّم وانْدَلَثَ مَضَى على وجهه قيل أَسْرَعَ ورَكِبَ رأْسَه فلم يُنَهْنِهه شيء في قِتالٍ والمَدالِثُ مواضعُ القتال ويقال هو يَدْلِفُ ويَدْلِثُ دَلِيفاً ودَلِيثاً إِذا قاربَ خَطْوَه مُتَقَدِّماً وانْدَلَثَ علينا فلانٌ يَشْتُم أَي انْخَرَقَ وانْصَبَّ الأَصمعي المُنْدَلِثُ الذي يَمْضِي ويَرْكَبُ رأْسَه لا يَثْنِيه شيءٌ وفي حديث موسى والخضر على نبينا وعليهما الصلاة والسلام فإِنَّ الانْدِلاثَ والتَّخَطْرُفَ من الانفخام والتَّكَلُّفِ الانْدلاثُ التَّقَدُّمُ بلا فِكرة ولا رَوِيَّةٍ ومَدالِثُ الوادي مَدافِعُ سَيلِه والله أَعلم

دلبث
الدَّلَبُوثُ نبت أَصله وورقُه مثلُ نبات الزعفران سواء وبَصَلَتُه في لِيفةٍ وهي تُطْبخُ باللبن وتؤْكل حكاه أَبو حنيفة

دلعث
بعير دِلَعْثٌ ضَخْمٌ ودَلَعْثى كثير اللحم والوَبَر مع شِدَّة وصلابة الأَزهري الدَّلْعَثُ الجملُ الضَّخم وأَنشد دِلاثٌ دَلَعْثَى كأَنَّ عِظامَه وَعَتْ في مَحالِ الزَّوْرِ بعدَ كُسُورِ

دلهث
الدَّلْهَثُ والدُّلاهِثُ والدِّلْهاثُ كلُّه السريعُ الجريءُ المُقْدِمُ من الناس والإِبل والدِّلْهاثُ الأَسَدُ قال أَبو منصور كأَنَّ أَصله من الاندلاث وهو التَّقَدُّم فزيدت الهاء وقيل الدِّلْهاثُ السريع المُتَقَدِّم

دمث
دَمِثَ دَمَثاً فهو دَمِثٌ لانَ وسَهُلَ والدَّماثَةُ سُهولةُ الخُلُق يقال ما أَدْمَثَ فلاناً وأَلْيَنَه ومكانٌ دَمِثٌ ودَمْثٌ لَيِّنُ المَوْطِئ ورملَةٌ دَمَثٌ كذلك كأَنها سُمِّيَتْ بالمصدر قال أَبو قِلابَة خَوْدٌ ثَقالٌ في القِيام كرَمْلةٍ دَمَثٍ يُضِيءُ لها الظلامُ الحِنْدسُ ورجلٌ دَمِثٌ بَيِّنُ الدَّماثةِ والدُّمُوثة وَطِيءُ الخُلُقِ والدَّمْثُ السُّهول من الأَرض والجمع أَدْماث ودِماثٌ وقد دَمِثَ بالكسر يَدْمَثُ دَمَثاً التهذيب الدِّماثُ السُّهولُ من الأَرض الواحدة دَمِثةٌ وكل سَهْلٍ دَمِثٌ والوادي الدَّمِثُ السائلُ ويكون الدِّماثُ في الرمال وغير الرمال والدَّمائِثُ ما سَهُلَ ولانَ أَحدهما دَميثةٌ ومنه قيل للرجل السَّهْل الطَّلْق الكريم دَمِثٌ وفي صفته صلى الله عليه وسلم دَمِثٌ ليس بالجافي أَراد أَنه كان لَيِّنَ الخُلُق في سهولة وأَصله من الدَّمْثِ وني الأَرضُ اللينة السهْلة الرِّخْوةُ والرملُ الذي ليس بمُتَلبِّدٍ وفي حديث الحجاج في صفة الغَيْثِ فلبَّدتِ الدِّماثَ أَي صَيَّرَتْها لا تَسُوخُ فيها الأَرجلُ وهي جمع دَمْثٍ وامرأَة دَميثةٌ شُبِّهَتْ بدِماثِ الأَرض لأَنها أَكرم الأَرض ويقال دَمَّثْتُ له المَكانَ أَي سَهَّلْتُه له الجوهري الدَّمِثُ المكان اللَّيِّنُ ذو رمل وفي الحديث أَنه مالَ إِلى دَمَثٍ من الأَرض فبال فيه وإِنما فعل ذلك لئلاَّ يَرْتَدَّ إِليه رَشاشُ البول وفي حديث ابن مسعود إِذا قرأْتُ آلَ حم وَقعْتُ في رَوضاتٍ دَمِثاتٍ جمع دَمِثةٍ ودَمَّثَ الشيءَ إِذا مَرَسَه حتى يَلينَ وتَدمِيثُ المَضْجَع تَلْيينه وفي الحديث من كذَبَ عليّ فإِنما يُدَمِّثُ مَجلِسَه من النار أَي يُمَهِّدُ ويُوَطِّئُ ومَثَلٌ للعَرب دَمِّثْ لجَنْبِك قبلَ اللَّيلِ مُضْطَجَعا أَي خُذْ أُهْبته واسْتَعِدَّ له وتَقَدَّمْ فيه قبلَ وُقوعه ويقال دَمِّثْ لي ذلك الحديثَ حتى أَطْعَنَ في حَوصِه أَي اذْكُرْ لي أَوَّله حتى أَعْرفَ وجْهَه والأُدْمُوثُ مكانُ المَلَّةِ إِذا خُبِزَتْ

دهث
الدَّهْثُ الدَّفْعُ ودَهْثةُ اسم رجل

دهلث
الدِّهْلاثُ والدِّلْهاثُ والدَّلْهَثُ والدُّلاهِثُ كلُّه السريعُ الجَرْي من الناس والإِبل والله أَعلم

دهمث
أَرض دَهْمَثةٌ ودَهْثَمٌ سَهْلة

ديث
: دَيَّثَ الأَمرَ : لَيَّنَه و دَيَّثَ الطريقَ : وَطَّأَه . وطريقٌ مُدَيَّثٌ أَي مُذَلَّل وقيل : إِذا سُلِكَ حتى وَضَحَ واستبان . و دَيَّثَ البعيرَ : ذَلَّله بعض الذُّلّ . وجَملٌ مُدَيَّثٌ ومُنوَّقٌ إِذا ذُلِّلَ حتى ذَهَبَتْ صُعوبتُه . وفي حديث علي كرّما وجهه : و دُيِّثَ بالصَّغارِ أَي ذُلِّلَ ومنه بعير مُديَّثٌ إِذا ذُلِّلَ بالرياضة ومنه حديث بعضهم : كان بمكان كذا وكذا فأَتاه رجلٌ فيه كالدِّياثةِ واللخْلَخانِيَّة . الدِّياثةُ : الالْتِواء في اللسان ولعله من التَّذْلِيل والتَّلْيين . و دَيَّثَ الجِلدَ في الدِّباغ والرُّمْحَ في الثِّقاف كذلك . و دَيَّثَت المطارقُ الشيءَ : لَيَّنَتْه . و دَيَّثه الدهرُ : حَنَّكه وذلَّله . و دَيَّثَ الرجل : ذَلَّله ولَيَّنه . قال : و الدَّيُّوثُ القَوَّاد على أَهله . والذي لا يَغارُ على أَهله : دَيُّوثٌ . و التَّدييثُ : القِيادة . وفي المحكم : الدَّيُّوثُ والدَّيْبُوثُ الذي يدخُل الرجالُ على حُرْمته بحيث يراهم كأَنه لَيَّنَ نفسه على ذلك وقال ثعلب : هو الذي تُؤْتى أَهلُه وهو يعلَم مشتقٌّ من ذلك أَنَّثَ ثعلبٌ الأَهلَ على معنى المرأَة . وأَصلُ الحرفِ بالسُّريانية أُعْرِبَ وكذلك القُندُعُ والقُنذُع . وفي الحديث : تَحْرُمُ الجنةُ على الدَّيُّوث هو الذي لا يَغارُ على أَهله . و الدَّيَثانُ : الكابوسُ يَنزلُ على الإِنسان قال ابن سيده : أُراها دَخيلةً . و الأَدْيَثُونُ : موضع قال عمرو بن أَحمر : بحَيْثُ هَرَاقَ في نَعْمانَ خَرْجٌ دَوافِعُ في بِراقِ الأَدْيَثِينا

ربث
: الرَّبْثُ : حَبْسُكَ الإِنسانَ عن حاجته وأَمره بعِلَلٍ . رَبَثَه عن أَمره وحاجته يَرْبُثه بالضم رَبْثاً و رَبَّثه : حَبَسَه وصَرَفَه . و الرَّبيثةُ : الأَمرُ يَحْبِسُك وكذلك الرِّبِّيثي مثال الخِصِّيصَى . وفَعل ذلك له رِبِّيثي و رَبيثةً أَي خَديعةً وحَبْساً . وقال ابن السكيت : إِنما قلتُ ذلكَ رَبيثة مني أَي خديعة . وقد رَبَثْتُه أَرْبُثُه رَبْثاً . الكسائي : الرِّبِّيثَى من قولك رَبَّثْتُ الرجلَ أَرْبُثُه رَبْثاً وهو أَن تُثَبِّطَه وتُبْطِىء به قال الشاعر : بَيْنا تَرى المَرْءَ في بُلَهْنِيةٍ يَرْبُثُه من حِذَارِه أَمَلُهْ قال شمر : رَبَثَة عن حاجته أَي حَبَسه فَرَبِثَ وهو رَابِثٌ إِذا أَبْطَأَ وأَنشد لنُمير بن جَرَّاح : تقولُ ابنةُ البَكْرِيِّ : ما ليَ لا أَرى صَديقَك إِلاَّ رابِثاً عنكَ وافِدُه أَي بَطيئاً . ويقال : دنا فلان ثم ارْباثَّ أَي احتَبَسَ و ارْبَأْثَثْتُ . وفي الحديث : تَعْترضُ الشياطينُ الناس يوم الجمعة بالرَّبائثِ أَي بما يُرَبِّثُهم عن الصلاة . وفي رواية : إِذا كان يوم الجمعة بَعَثَ إِبليسُ شياطينَه وفي رواية : جُنودَه إِلى الناس فأَخَذوا عليهم بالرَّبائثِ . وفي حديث عليّ : غَدَتِ الشياطينِ براياتها فيأْخُذونَ الناسَ بالرَّبائثِ أَي ذَكَّروهم الحوائجَ التي تُرَبِّثُهُم ليُرَبِّثوهم بها عن الجمعة وفي رواية : يَرْمونَ الناسَ بالترابيثِ قال الخطابي : وليس بشيء قال ابن الأَثير : ويجوز إِن صحَّت الرواية أَن يكون جمع تَرْبِيثةٍ وهي المَرَّة الواحدةُ من التَّرْبيث تقول : رَبَّثْتُهُ تَرْبِيثاً و تَرْبيثةً واحدةً مثل قَدَّمْته تَقْديماً وتَقْديمةً واحدة . و تَرَبَّثَ في سيره أَي تَلَبَّثَ . و رَبَّثَه : كلَبَّثه . وامرأَةٌ رَبِيثٌ أَي مَرْبُوثٌ قال : جَرْيَ كَريثٍ أَمْرُه رَبِيثُ الكَريثُ : المَكْرُوثُ . و ارْتَبَثَ القومُ : تَفَرَّقوا . و ارْبَثَّ أَمْرُ القوم : تفرَّق قال أَبو ذؤَيب : رَمَيْناهُمُ حتى إِذا ارْبَثَّ أَمْرِهمُ وصارَ الرَّصِيعُ نُهْيةً للحَمائِلِ الرَّصيعُ : جمع رَصِيعةٍ كشَعير وشَعِيرة وهو سَيرٌ يُضْفَر يكون بين حِمالة السيف وجَفْنِه . يقول : لمّا انْهَزَمُوا انْقَلَبَتْ سُيوفهم فصارت أَعاليها أَسافلَها وكانت الحمائلُ على أَعناقهم فانْتَكَسَتْ فصار الرَّصِيع في موضع الحمائل والنُهْية : الغايةُ التي انْتَهَى إِليها الرَّصِيعُ وفي التهذيب : وصار الرُّصُوعُ نُهْيَةٌ للمُقاتِلِ قال الأَصمعي : معناه دُهِشُوا فَقَلَبُوا قِسِيَّهم . والرَّصِيعُ : سَير يُرْصَع ويُضْفر والرُّصوعُ المصدر . و ارْبَثَّ أَمرُ القوم ارْبثاثاً إِذا انْتَشَر وتَفَرَّق ولم يلتئم وفي الصحاح : أَي ضَعُفَ وأَبْطأَ حتى تَفَرَّقوا

رثث
الرَّثُّ والرِّثَّةُ والرَّثيثُ الخَلَق الخَسيسُ البالي من كل شيء تقول ثوبٌ رَثٌّ وحَبْلٌ رَثٌّ ورجل رَثُّ الهيئةِ في لُبْسه وأَكثر ما يُستعمل فيما يُلبس والجمع رِثاثٌ وفي حديث ابن نَهيكٍ أَنه دَخلَ على سَعْدٍ وعنده متاع رَثٌّ أَي خَلَقٌ بالٍ وقد رَثَّ الحبلُ وغيره يَرِثُّ ويَرُثُّ رثاثَة ورُثُوثة وأَرَثَّ وأَرثَّه البِلى عن ثعلب وأَرثَّ الثوبُ أَي أَخْلَق قال ابن دريد أَجاز أَبو زيد رَثَّ وأَرَثَّ وقال الأَصمعي رَثَّ بغير أَلف قال أَبو حاتم ثم رجع بعد ذلك وأَجاز رَثَّ وأَرَثَّ وقول دُرَيد بن الصِّمَّة أَرَثَّ جديدُ الحَبْلِ من أُمِّ مَعْبدِ بعاقبةٍ وأَخْلَفَتْ كلَّ مَوْعِدِ يجوز أَن يكون على هذه اللغة ويجوز أَن تكون الهمزة في الاستفهام دخلت على رَثَّ وأَرَثَّ الرجلُ رًثَّ حَبْلُه والاسم من كل ذلك الرِّثَّةُ ورجل رَثُّ الهَيئة خَلَقُها باذُّها وفي خَلْقه رَثاثةٌ أَي بَذاذَة وقد رَثَّ يَرُثُّ رَثاثةً ويرِثُّ رُثوثةً والرَّثُّ والرِّثَّةُ جميعاً رَديءُ المتاع وأَسْقاطُ البَيْت من الخُلْقانِ وارْتَثَثْنا رِثَّةَ القوم وارْتَثُّوا رِثَّةَ القوم جَمَعُوها أَو اشترَوها وتُجْمَع الرِّثَّةُ رِثاثاً والرِّثَّة خُشارة الناس وضُعَفاؤُهم شُبِّهُوا بالمتاع الرديء وروى عَرْفجةُ عن أَبيه قال عَرَّفَ عَلِيٌّ رِثَّةَ أَهلِ النَّهْر قال فكان آخِرُ ما بَقِيَ قِدْرٌ قال فلقد رأَيتُها في الرَّحَبة وما يَغْتَرفُها أَحدٌ والرِّثَّة المتاعُ وخُلْقانُ البيتِ والله أَعلم والرِّثَّة السَّقَطُ من متاع البيت من الخُلْقان والجمع رِثَثٌ مثل قِرْبةٍ وقِرَبٍ ورِثاثٌ مثلُ رِهْمةٍ ورِهام وفي الحديث عَفَوْتُ لكم عن الرِّثَّة هي متاعُ البيت الدُّونُ قال ابن الأَثير وبعضهم يرويه الرِّثْية والصوابُ الرِّثَّة بوزن الهِرَّة وفي حديث النُّعْمان بن مُقَرِّنٍ يومَ نَهاوَنْد أَلا إِن هؤٌلاء قد أَخْطَرُوا لم رِثَّة وأَخْطَرْتم لهم الإِسلامَ وجمعُ الرِّثَّة رِثاثٌ وفي الحديث فجَمَعْتُ الرِّثاثَ إِلى السائب والمُرْتَثُّ الصَّريعُ الذي يُثْخَنُ في الحَرْب ويُحْمَلُ حَيّاً ثم يموت وقال ثعلب هو الذي يُحْمَلُ من المَعْرَكة وبه رَمَق فإِن كان قتيلاً فليس بمُرْتَثٍّ التهذيب يقال للرجل إِذا ضُربَ في الحَرْبِ فأُثْخِنَ وحُمِلَ وبه رَمَق ثم ماتَ قد ارْتُثَّ فلانٌ وهو افْتُعِلَ على ما لم يُسَمَّ فاعله أَي حُمِلَ من المعركة رَثيثاً أَي جَريحاً وبه رَمَقٌ ومنه قولُ خَنْساءَ حين خَطَبَها دريدُ ابن الصِّمَّة على كِبَرِ سِنِّه أَتَرَوْنَني تاركةً بني عَمِّي كأَنهم عَوالي الرِّماحِ ومُرْتَثَّةً شيخَ بني جُشَمٍ ؟ أَرادت أَنه مذ أَسَنَّ وقَرُبَ من الموت وضَعُف فهو بمنزلة مَن حُمِلَ من المَعْركة وقد أَثْبَتَتْه الجراحُ لضَعْفِه وفي حديث كعب بن مالك أَنه ارْتُثَّ يومَ أُحُدٍ فجاءَ به الزبيرُ يَقُود بزِمام راحلته الارْتثاثُ أَن يُحْمَلَ الجريحُ من المَعْركة وهو ضعيف قد أَثْخَنَتْه الجِراح والرَّثِيث أَيضاً الجريح كالمُرْتَثِّ وفي حديث زيد بن صُوحانَ أَنه ارْتُثَّ يوم الجَمل وبه رَمَقٌ وفي حديث أُم سلمة فرآني مُرْتَثَّةً أَي ساقطةً ضعيفة وأَصلُ اللفظة من الرَّثِّ الثوب الخَلَق والمُرْتَثُّ مُفْتَعِل منه وارْتَثَّ بنو فلانٍ ناقةً لهم أَو شاةً نَحَروها من الهُزال والرِّثَّة المرأَة الحَمقاءُ

رعث
الرَّعْثة التَّلْتَلَة تُتَّخَذ من جُفِّ الطَّلْع يُشْرَبُ بها ورَعْثةُ الدِّيك عُثْنونُه ولِحيتُه يقال دِيكٌ مُرَعَّثٌ قال الأَخْطَلُ يصف ديكاً ماذا يُؤَرِّقُني والنَّوْمُ يُعْجِبُني من صَوْتِ ذي رَعَثاثٍ ساكِنِ الدارِ ورَعَثَتا الشاة زَنَمَتاها تحت الأُذُنين وشاة رَعْثاءُ من ذلك ورَعِثَتِ العَنْزُ رَعَثاً ورَعَثَتْ رَعْثاً ابْيَضَّتْ أَطراف زَنَمَتَيْها والرَّعْثُ والرَّعْثة ما عُلِّقَ بالأُذُن من قُرْط ونحوه والجمع رِعَثةٌ ورِعاثٌ قال النمر وكلُّ خَليلٍ عليه الرِّعا ثُ والحُبُلاتُ كَذوبٌ مَلِقْ وتَرَعَّثَتِ المرأشة أَي تَقَرَّطَتْ وصبيٌّ مُرَعَّثٌ مُقَرَّط قال رؤْبة رَقْراقةٌ كالرَّشَإِ المُرَعَّثِ وكان بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ يُلَقَّبُ بالمُرَعَّثِ سمي بذلك لرِعاثٍ كانت له في صغَره في أُذُنه وارْتَعَثَتِ المرأَةُ تَحَلَّتْ بالرِّعاثِ عن ابن جني وفي الحديث قالت أُمُّ زينَبَ بنت نُبَيطٍ كنتُ أَنا وأُخْتايَ في حَجْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يُحَلِّينا رِعاثاً من ذَهَبٍ ولُؤْلؤ الرِّعاثُ القِرَطةُ وهي من حُليِّ الأُذُن واحدتُها رَعْثة ورَعَثة أَيضاً بالتحريك وهو القُرْطُ وجِنْسُها الرَّعْثُ والرَّعَثُ ابن الأَعرابي الرَّعْثة في أَسفل الأُذن والشَّنْفُ في أَعْلى الأُذن والرَّعْثة دُرَّة تُعَلَّقُ في القُرْط والرَّعَثةُ العِهْنةُ المُعَلَّقة من الهَوْدَج ونحوه زِينةً لها كالذَّباذِبِ وقيل كلُّ مُعَلَّقٍ رَعَثٌ ورَعَثة ورُعْثةٌ بالضم عن كراع وخَصَّ بعضهم به القُرْطَ والقِلادَة ونحوَهما قال الأَزهري وكلُّ مِعْلاق كالقُرْطِ ونحوه يُعَلَّقُ من أُذنٍ أَو قِلادةٍ فهو رِعاثٌ والجمع رعْثٌ ورِعاثٌ ورُعُثٌ الأَخيرة جمع الجمع والرَّعَثُ العِهْنُ عامَّة وحكي عن بعضهم يقال لراعُوفةِ البئر
( * قوله « يقال لراعوفة البئر إلخ » قال في التكملة وهي صخرة تترك في أسفل البئر إِذا احتفرت تكون هناك ويقال هي حجر يكون على رأْس البئر يقوم عليها المستقي ) راعُوثة قال وهي الأُرْعُوفة والأُرْعوثةُ وتفسيره في العين والراءِ وفي حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم ودُفِنَ تحتَ راعوثةِ البئر قال ابن الأَثير هكذا جاءَ في رواية والمشهور بالفاءِ وهي هي وسيُذكر في موضعه

رغث
الرُّغَثاوان العَصَبتانِ اللَّتان تحت الثديين وقيل هما ما بين المَنْكِبَيْن والثَّدْيَيْن مما يلي الإِبْطَ من اللحم وقيل هما مَغْرِزُ الثَّدْيَيْن إِلى الإِبْط وقيل هما مُضَيْغَتانِ من لحم بين الثَّنْدُوَةِ والمَنْكِب بجانِبيِ الصَّدْر وقيل الرُّغَثاءُ مثالُ العُشَراء عِرْقٌ في الثَّدْيِ يُدِرُّ اللَّبَنَ التهذيب الرَّغَثاءُ بفتح الراءِ عِصَبةُ الثَّدْي قال الأَزهري وضم الراءِ في الرُّغَثاءِ أَكثرُ عن الفراءِ وقيل الرُّغَثاوانِ سَوادُ حَلَمَتي الثَّدْيَيْن ورُغِثَتِ المرأَة تُرْغَثُ إِذا شَكَتْ رُغَثاءَها وأَرْغَثَه طَعَنَه في رُغَثائه قالت خَنْساءُ وكانَ أَبو حَسَّانَ صَخْرٌ أَصارَها وأَرْغَثَها بالرُّمْح حتى أَقَرَّتِ والرَّغُوثُ كلُّ مُرْضِعَةٍ قال طَرَفَةُ فَلَيتَ لَنا مكانَ المَلْكِ عَمْرٍو رَغُوثاً حَوْلَ قُبَّتِنا تَخُورُ وفي حديث الصدقة أَن لا يُؤْخَذَ فيها الرُّبَّى والماخِضُ والرَّغُوثُ أَي التي تُرْضَعُ ورَغَثَ المولودُ أُمَّه يَرْغَثُها رَغْثاً وارْتَغَثَها رَضَعَها والمُرْغِثُ المرأَةُ المُرْضِعُ وهي الرَّغُوث وجمعها رِغاثٌ والرَّغُوثُ أَيضاً ولدُها وفي حديث أَبي هريرة ذَهَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأَنتم تَرْغَثُونَها يعني الدنيا أَي تَرْضَعُونَها من رَغَثَ الجَدْيُ أُمَّه إِذا رَضِعَها وأَرْغَثَثِ النعجةُ وَلدَها أَرْضَعَته ورَغَثَ الجَدْيُ أُمَّه أَي رَضِعَها وشاة رَغُوثٌ ورَغُوثةٌ مُرْضِعٌ وهي من الضأْن خاصةً واسْتَعْمَلَها بعضُهم في الإِبل فقال أَصْدَرَها عن طَثْرةِ الدَّآثِ صاحبُ لَيْلٍ خَرِشُ التَّبْعاثِ يَجْمَعُ للرِّعاءِ في ثَلاثِ طُولَ الصَّوَا وقِلَّةَ الإِرْغاث وقيل الرَّغُوثُ من الشاءِ التي قد وَلَدَتْ فَقَط وقوله حتى يُرَى في يابِسِ الثَرْياءِ حُثْ يَعْجِزُ عن رِيِّ الطُلَيِّ المُرْتَغِثْ يجوز أَن يريد تصغير الطَّلا الذي هو ولد الشاة أَو الذي هو ولد الناقة أَو غير ذلك من أَنواع البهائم وبِرْذَوْنة رَغُوثٌ لا تَكاد تَرْفَعُ رأْسها من المِعْلَفِ وفي المثل آكَلُ الدَّوابِّ بِرذَونةٌ رَغُوثٌ وهي فَعُول في معنى مفعولة لأَنها مَرْغُوثة وأَورد الجوهري هذا المثل شعراً فقال آكَلُ منْ بِرْذَوْنَةٍ رَغُوثِ ورَغَثَه الناس أَكْثَروا سُؤَالَه حتى فنِيَ ما عنده وقال أَبو عبيد رُغِثَ فهو مَرْغُوثٌ فجاءَ به على صيغة ما لم يُسَمَّ فاعله أَكثر عليه السؤَالَ حتى نَفِدَ ما عنده

رفث
الرَّفَثُ الجماعُ وغيره مما يكون بين الرجل وامرأَته يعني التقبيل والمُغازلة ونحوهما مما يكون في حالة الجماع وأَصله قول الفُحْش والرَّفَثُ أَيضاً الفُحْشُ من القول وكلام النساءِ في الجماع تقول منه رَفَثَ الرجل وأَرْفَثَ قال العجاج ورُبَّ أَسرابِ حَجيجٍ كُظَّمِ عن اللَّغَا ورَفَثِ التَكَلُّم وقد رَفَثَ بها ومَعها وقوله عز وجل أُحِلَّ لكم ليلةَ الصيام الرَّفَثُ إِلى نسائكم فإِنه عدَّاه بإِلى لأَنه في معنة الإِفْضاءِ فلما كُنْتَ تُعَدِّي أَفْضَيْتُ بإِلى كقولك أَفْضَيتُ إِلى المرأَة جئتَ بإِلى مع الرَّفَثِ إِيذاناً وإِشعاراً أَنه بمعناه ورَفَثَ في كلامه
( * قوله « ورفث في كلامه إلخ » من باب نصر وفرح وكرم كما في القاموس وغيره ) يَرْفُثُ رَفْثاً ورَفِثَ رَفَثاً ورَفُثَ بالضم عن اللحياني وأَرْفَثَ كلُّه أَفْحَشَ وقيل أَفْحَشَ في شأْنِ النساءِ وقولُه تعالى فلا رَفَثَ ولا فُسوقَ ولا جِدالَ في الحج يجوز أَن يكونَ الإِفْحاشَ وقال الزجاج أَي لا جِماعَ ولا كَلِمة من أَسباب الجماع وأَنشد عن اللَّغا ورَفَثِ التكلُّمِ وقال ثعلب هو أَن لا يأْخُذَ ما عليه من القَشَفِ مثل تقليم الأَظفار ونَتْفِ الإِبطِ وحَلْق العانة وما أَشبهه فإِن أَخذ ذلك كله فليس هنالك رَفَثٌ والرَّفَثُ التعريض بالنكاح وقال غيره الرَّفَثُ كلمة جامعة لكل ما يريده الرجلُ من المرأَة وروي عن ابن عباس أَنه كان مُحْرِماً فأَخَذَ بذَنَبِ ناقة من الرِّكابِ وهو يقول وهُنَّ يَمْشِينَ بنا هَميسا إِنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسا فقيل له يا أَبا العباس أَتقول الرَّفَثَ وأَنت مُحْرِمٌ ؟ وفي رواية أَثَرْفُثُ وأَنتَ مُحْرم ؟ فقال إِنما الرَّفَثُ ما رُوجِعَ به النساءُ
( * قوله « ما روجع به إلخ » الذي في الصحاح ما ووجه به النساء ) فرأَى ابنُ عباس الرَّفَثَ الذي نَهى اللهُ عنه ما خُوطِبَتْ به المرأَة فأَما أَنْ يَرْفُثَ في كلامه ولا تَسْمَع امرأَةٌ رَفَثَه فغير داخلٍ في قوله فلا رَفَثَ ولا فُسُوقَ

رمث
الرِّمْثُ واحدتُه رِمْثةٌ شجرة من الحَمْضِ وفي المحكم شجرٌ يُشْبِه الغَضا لا يَطُولُ ولكنه ينبسط ورقُه وهو شبيه بالأُشْنانِ والإِبل تُحَمِّضُ بها إِذا شَبِعَتْ من الخُلَّة ومَلَّتْها الجوهري الرِّمْثُ بالكسر مَرْعًى من مَراعي الإِبل وهو من الحَمْض قال أَبو حنيفة وله هُدْبٌ طُوالٌ دُقاقٌ وهو مع ذلك كله كَلأٌ تَعِيشُ فيه الإِبل والغنم وإِن لم يكن معها غيره وربما خرج فيه عسلٌ أَبيضٌ كأَنه الجُمان وهو شديد الحلاوة وله حَطَبٌ وخَشَبٌ ووَقُودُه حارٌّ ويُنْتَفَعُ بدُخانه من الزُّكام وقال مرة قال بعضُ البصريين يكون الرِّمْثُ مع قِعْدةِ الرَّجُل يَنْبُتُ نَباتَ الشيح قال وأَخبرني بعضُ بني أَسَد أَن الرِّمْثَ يرْتَفِعُ دونَ القامة فيُحْتَطَبُ واحدتُه رِمْثةٌ وبها سمي الرجلُ رِمْثَةُ وكُني أَبا رِمْثةَ بالكسر والرَّمَثُ أَن تأْكلَ الإِبلُ الرِّمْثَ فَتشْتكي عنه ورَمِثَتِ الإِبلُ بالكسر تَرْمَثُ رَمَثاً فهي رَمِثَةٌ ورَمْثى وإِبلٌ رَماثَى أَكَلَتِ الرِّمْثَ فاشْتَكَتْ بطونَها وقال أَبو حنيفة هو سُلاحٌ يأْخذها إِذا أَكلتِ الرِّمْثَ وهي جائعة فيُخاف عليها حينئذ الأَزهري الرِّمْثُ والغَضَا إِذا باحَتَتْها الإِبلُ ولم يكن لها عُقْبة من غيرها يقال رَمِثَتْ وغَضِبَتْ فهي رَمِثَة وغَضِيَة ذكر ذلك في ترجمة طَلَح وأَرضُ مَرْميَثة تُنْبِتُ الرِّمْثَ والعرب تقول ما شجرةٌ أَعْلَمَ لِجَبلٍ ولا أَضْيَعَ لسابلة ولا أَبْدَن ولا أَرْتَعَ من الرِّمْثةِ قال أَبو منصور وذلك أَن الإِبل إِذا مَلَّتِ الخُلَّة اشْتَهَتِ الحَمْضَ فإِن أَصابتْ طَيِّبَ المَرْعَى مثل الرُّغْلِ والرِّمْثِ مَشَقَتْ منها حاجَتَها ثم عادت إِلى الخُلَّة فَحَسُنَ رَتْعُها واسْتَمْرَأَتْ رَعْيَها فإِن فَقَدَتِ الحَمْضَ ساءَ رَعْيُها وهُزِلَتْ والرَّمَثُ الحَلَبُ يقال رَمِّثْ ناقَتَك أَي أَبْقِ في ضَرْعِها شيئاً ابن سيده والرَّمَثُ البقية من اللبن تَبْقَى بالضَّرْع بعد الحَلَبِ والجمع أَرْماثٌ والرَّمَثة كالرَّمَثِ وقد أَرْمَثَها ورَمَّثَها ويقال رَمَّثْتُ في الضَّرْع تَرْمِيثاً وأَرْمَثْتُ أَيضاً إِذا أَبْقَيْتَ بها شيئاً قال الشاعر وشارَكَ أَهلُ الفَصِيلِ الفَصِيلَ في الأُمِّ وامْتَكَّها المُرْمِثُ ورَمَثْتُ الشيءَ أَصْلَحْتُه ومَسَحْتُه بيدي قال الشاعر وأَخٍ رَمَثْتُ رُوَيْسَه ونَصَحْتُه في الحَرْب نَصْحا
( * قوله « رويسه » كذا في الصحاح وقال الصاغاني هكذا وقع بضم الراء وفتح الواو وهو تصحيف والرواية دريسه أَي بفتح الدال وكسر الراء وهو الخلق من الثياب والبيت لأَبي دواد )
ورَمَّثَ على الخمسين وغيرها زاد وإسنما يستعملون الخمسين في هذا ونحوه لأَنه أَوسط الأَعمار ولذلك استعملها أَبو عبيد في باب الأَسنان وزيادة الناس فيما دون سائر العقود ورَمَّثَتْ غنَمُه على المائة زادت ورَمَّثَتِ الناقةُ على مِحْلَبها كذلك وفي حديث رافع بن خَديج وسُئل عن كِراءِ الأَرض البيضاءِ بالذهب والفضة فقال لا بأْسَ إِنما نُهِيَ عن الإِرماثِ قال ابن الأَثير هكذا يروى فإِن كان صحيحاً فيكون من قولهم رَمَثْتُ الشيءَ بالشيءِ إِذا خَلَطْتَه أَو من قولهم رَمِّثَ عليه وأَرْمَثَ إِذا زاد أَو من الرَّمَث وهو بقية اللبن في الضَّرْع قال فكأَنه نهى عنه من أَجل اختلاط نصيب بعضهم ببعض أَو لزيادة يأْخذها بعضُهم من بعض أَو لإِبقاءِ بعضهم على البعض شيئاً من الزَّرْع والرَّمَثُ بفتح الراءِ والميم خَشَبٌ يُشَدُّ بعضُه إِلى بعض كالطَّوْف ثم يُرْكَبُ عليه في البحر قال أَبو صَخْر الهُذَلي تَمَنَّيْتُ من حُبِّي عُلَيَّةَ أَننا على رَمَثٍ في الشَّرْمِ ليس لنا وَفْرُ
( * قوله « من حبي علية » الذي في الصحاح من حي بثينة )
الشَّرْمُ موضع في البحر والجمع أَرْماثٌ ومن هذه القصيدة أَمَا والذي أَبْكَى وأَضْحَكَ والذي أَماتَ وأَحيا والذي أَمْرُه الأَمْرُ لقد تَرَكَتْنِي أَغْبِطُ الوَحْشَ أَن أَرى أَلِيفَيْنِ منها لا يَرُوعُهما الزَّجْرُ إِذا ذُكِرَتْ يَرْتاحُ قَلْبي لِذِكْرِها كما انْتَفَضَ العُصْفُور بَلَّلَه القَطْرُ تَكادُ يَدِي تَنْدَى إِذا ما لَمسْتُها وتَنْبُتُ في أَطْرافِها الوَرَقُ الخُضْرُ وصَلْتُكِ حتى قِيلَ لا يَعْرِفُ القِلَى وزُرْتُكِ حتى قِيلَ ليس له صَبْرُ فيا حُبَّها زِدْني هَوًى كلَّ ليلةٍ ويا سَلْوةَ الأَيامِ مَوْعِدُكِ الحَشْرُ عَجِبْتُ لِسَعْيِ الدَّهْرِ بيني وبينَها فلما انْقَضَى ما بيننا سَكَنَ الدَّهْرُ قال ابن بري معناه أَن الدَّهْرَ كان يَسْعَى بينه وبينها في إِفساد الوصل فلما انقضَى ما بينهما من الوَصْل وعادَ إِلى الهَجْر سَكَنَ الدهرُ عنهما وإِنما يريد بذلك سَعْيَ الوُشاةِ فنسَبَ الفعلَ إِلى الدهْر مجازاً لوقوع ذلك فيه وجَرْياً على عوائد الناس في نسبة الحوادث إِلى الزمان قال المستملي من الشيخ أَبي محمد بن بري رحمهما الله تعالى قال لما أَملانا الشيخ قوله وتَنْبُتُ في أَطْرافِها الوَرَقُ الخُضْرُ ضَحِكَ ثم قال هذا البيتُ كان السببَ في تَعَلُّمي العربية فقلنا له وكيف ذلك ؟ قال ذكر لي أَبي برِّيٌّ أَنه رأَى في المنام قبل أَن يُرْزَقَني كأَنَّ في يده رُمْحاً طويلاً في رأْسه قِنْديلٌ وقد عَلَّقه على صخرة بيتِ المَقْدس فعُبِّرَ له بأَن يُرْزَقَ ابناً يَرْفَعُ ذِكْرَه بعِلم يَتَعلَّمه فلما رُزِقَني وبَلَغْتُ خمسَ عشرة سنةً حَضَر إِلى دُكَّانه وكان كُتْبِيّاً ظافرٌ الحدادُ وابنُ أَبي حَصِينة وكلاهما مشهورٌ بالأَدب فأَنشد أَبي هذا البيت تَكادُ يَدِي تَنْدَى إِذا لمَسْتُها وتَنْبُتُ في أَطْرافِها الوَرَقُ الخُضْرُ وقال الورقُ الخُضْرِ بكسر الراء فضحِكا منه لِلَحْنه فقال يا بُنَيَّ أَنا منتظر تفسير منامي لعلَّ اللهَ يَرْفَعُ ذِكْرِي بك فقلتُ له أَيَّ العُلوم تَرَى أَن أَقرأَ ؟ فقال لي اقرإِ النحوَ حتى تُعَلِّمني فكنت أَقرأُ على الشيخ أَبي بكر محمد بن عبد الملك ابن السَّرَّاج رحمه الله ثم أَجيء فأُعلمه وفي الحديث أَن رجلاً أَتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إِنَّا نَرْكَبُ أَرْماثاً لنا في البحر ولا ماءَ معنا أَفَنَتَوَضَّأُ بماء البحر ؟ فقال هو الطَّهورُ ماؤُه الحِلُّ مَيْتَتُه قال الأَصمعي الأَرْماثُ جمع رَمَثٍ بفتح الميم خَشَب يُضَمُّ بعضُه إِلى بعض ويُشَدُّ ثم يُرْكَبُ في البحر والرَّمَثُ الطَّوْفُ وهو هذا الخَشَبُ فَعَلٌ بمعنى مفعول من رَمَثْتُ الشيءَ إِذا لمَمْتَه وأَصْلَحته والرَّمَثُ الحَبْلُ الخَلَق وجمعه أَرماثٌ ورِماثٌ وحبْلٌ أَرماثٌ أَي أَرمام كما قالوا ثَوْب أَخلاقٌ وفي حديث عائشة رضي الله عنها نَهَيْتُكم عن شُرْب ما في الرِّماثِ والنَّقير قال أَبو موسى إِن كان اللفظ محفوظاً فلعله من قولهم حَبْلٌ أَرماثٌ أَي أَرمام ويكون المراد به الإِناء الذي قد قَدُمَ وعَتُقَ فصارت فيه ضَراوةٌ بما يُنْبَذُ فيه فإِنَّ الفساد يكون إِليه أَسْرَعَ ابن الأَعرابي الرَّمَثُ الحَبْلُ المُنْتَكِثُ والرَّمْثُ السَّرِقة يقال رَمَثَ يَرْمِثُ رَمْثاً إِذا سَرَق وفي نَواجر الأَعراب لفلان على فلان رَمَثٌ ورَمَلٌ أَي مَزِيَّة وكذلك عليه فَوَر ومُهْلة ونَفَلٌ والرَّمَّاثة الزَّمَّارة والرُّمَيْثةُ موضع قال النابغة إِنَّ الرُّمَيْثةَ مانعٌ أَرْماحُنا ما كانَ من سَحَمٍ بها وصَفارِ

روث
الرَّوْثَةُ واحدة الرَّوْثِ والأَرواثِ وقد راثَ الفرسُ وفي المثل أَحُشُّكَ وتَرُوثُني ابن سيده الرَّوْثُ رَجِيعُ ذي الحافر والجمع أَرواث عن أَبي حنيفة راثَ رَوْثاً والمَراثُ والمَرْوَثُ مَخْرَجُ الرَّوْثِ التهذيب يقال لكل ذي حافر قد راثَ يَرُوثُ رشوثاً وخَوْرانُ الفرس مَراثُه وفي حديث الاستنجاء نَهَى عن الرَّوْث وفي حديث ابن مسعود فأَتَيْتُه بحَجَرين ورَوْثة فردَّ الرَّوثَة والرَّوْثةُ مُقَدَّمُ الأَنْف أَجمعَ وقيل طَرَفُ الأَنْف حيثُ يَقْطُرُ الرُّعافُ غيره ورَوْثَةُ الأَنْف طَرَفُه والرَّوْثة طَرَفُ الأَرْنبة يقال فلان يَضْرِبُ بلسانه رَوْثةَ أَنفِه وفي حديث حسان بن ثابت أَنه أَخْرج لسانَه فضَرَبَ به رَوْثَة أَنفه أَي أَرْنَبَته وطَرَفه من مُقدَّمه وفي حديث مُجاهد في الرَّوْثة ثُلِّي الدية وفي الحديث أَنَّ رَوْثَةَ سيفِ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَت فِضَّةً فُسِّرَ أَنها أَعلاه مما يلي الخِنْصَرَ من كَفِّ القابضِ ورَوْثةُ العُقابِ مِنْقارُها قال أَبو كبير الهُذَليُّ يصف عُقاباً حتى انْتَهَيْتُ إِلى فراشِ غرِيرَةٍ سَوداءَ رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَفِ

ريث
الرَّيْثُ الإِبْطاءُ راثَ يَرِيثُ رَيْثاً أَبْطَأَ قال والرَّيْثُ أَدْنَى لِنَجاحِ الذي تَرُومُ فيه النُّجْحَ من خَلْسِه ورَاثَ علينا خَبَرُهُ يَريثُ رَيْثاً أَبْطأَ وفي المثل رُبَّ عَجَلةٍ وَهَبَتْ رَيْثاً ويُرْوى تَهَبُ رَيْثاً والمعنى واحد من الهِبة وما أَراثكَ علينا ؟ أَي ما أَبْطَأَ بك عنا ؟ وفي حديث الاستسقاء عَجِلاً غيرَ رائِثٍ أَي غير بَطِيءٍ وفي الحديث وَعَدَ حبريلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنْ يأَتِيَه فراثَ عليه ورجل رَيِّثٌ بالتشديد أَي بَطِيءٌ عن ابن الأَعرابي وتَرَيَّثَ فلانٌ علينا أَي أَبطأَ وقيل كلُّ بَطيء رَيِّثٌ وأَنشد ليَهْنِئْ تُراثي لامرئٍ غيرِ ذلَّةٍ صَنابرُ أُحْدانٌ لهُنَّ حفِيفُ سَريعاتُ مَوْتٍ رَيِّثاتُ إِقامةٍ إِذا ما حُمِلنَ حمْلُهُنَّ خَفِيفُ والاسْتِرَاثةُ الاسْتِبْطاء واسْتَراثه استبطَأَه واسْتَرْيَثْتُه اسْتَبْطأْتُه وفي الحديث كان إِذا اسْتَرَاثَ الخَبر تَمثَّلَ بقول طَرَفَة ويَأْتِيكَ بالأَخْبار مَنْ لم تُزَوِّدِ هو اسْتَفْعلَ مِن الرَّيْث ورَيَّثَ عما كان عليه قَصَّرَ ورَيَّث أَمْرَه كذلك ونَظَرَ القَنَانِيُّ إِلى بعض أَصحاب الكسائي فقال إِنه لَيُرَيِّثُ النَّظَرَ وفي بعض الروايات إِنه ليُرَيِّثُ إِليَّ النَّظَر الفراء رجلٌ مُرَيَّثُ العَيْنَين إِذا كان بَطيءَ النَّظَر وما فعَلَ كذا إِلاَّ رَيْثَ ما فعَلَ كذا وقال اللحياني عن الكسائي والأَصمعي ما قَعَدْتُ عنده إِلاَّ رَيْثَ أَعْقِدُ شِسْعِي بغير أَن ويستعمل بغير ما ولا أَن وأَنشد الأَصمعي لأَعْشَى باهِلةَ لا يَصْعُبُ الأَمْرُ إِلاّ رَيْثَ يَرْكَبُه وكلَّ أَمْرٍ سِوَى الفَحْشاءَ يَأْتَمِرُ وهي لغة فاشية في الحجاز يقولون يُريدُ يَفْعَلُ أَي أَن يَفْعل قال ابن الأَثير وما أَكثَرَ ما رأَيْتُها واردةً في كلام الشافعي ويقال ما قَعَدَ فلانٌ عندنا إِلاَّ رَيْثَ أَن حَدَّثَنا بحديث ثم مَرَّ أَي ما قَعَد إِلاّ قَدْرَ ذلك قال الشاعر يعاتِبُ فِعْلَ نَفْسِه لا تَرْعَوِي الدَّهْرَ إِلاَّ رَيْثَ أُنْكِرُها أَنْثُو بذاكَ عليها لا أُحاشِيها وفي الحديث فلم يَلْبَثْ إِلاّ رَيْثما قُلْتُ أَي إِلاّ قَدْرَ ذلك وقولُ مَعْقِل بن خُوَيْلِدٍ لَعَمْرُكَ لَليَأْسُ غيرُ المُري ثِ خَيْرٌ من الطَّمَعِ الكاذِبِ قال يجوز أَن يكون أَراث لُغة في راثَ ويجوز أَن يكون أَراد المُرِيثَ المَرْءَ فحذف ورَيْثَةُ اسمُ منْهلَةٍ
( * قوله « وريثة اسم منهلة » الذي في القاموس والتكملة وياقوت رويثة بالتصغير منهلة بين الحرمين وذكروها في روث ) من المناهِل التي بين المسجدين ورَيْثٌ أَبو حَيّ من قيس وهو رَيْثُ بن غَطَفان ابن سعد بن قيس عيلان

شبث
شَبِثَ الشيءَ عَلِقَه وأَخذه سئل ابن الأَعرابي عن أَبيات فقال ما أَدْري مِن أَين شَبِثْتُها ؟ أَي عَلِقْتُها وأَخَذْتُها والتَّشَبُّثُ بالشيء التَّعَلُّق به والتَّثَبُّتُ التَعَلُّق بالشيء ولزومه وشِدَّةُ الأَخْذ به ورجلٌ شُبَثَةٌ وضُبَثَةٌ إِذا كان ملازماً لقِرْنِه لا يُفارقه ورجل شَبِثٌ إِذا كان طَبْعُه ذلك وفي حديث عمر قال الزبير ضَرِسٌ ضَبِسٌ شَبِثٌ الشَّبِثُ بالشيءِ المُتَعَلِّقُ به يقال شَبِثَ يَشْبَثُ شَبَثاً والشَّبَثُ بالتحريك دُوَيْبَّة ذات قوائم سِتٍّ طوالٍ صَفْراءُ الظَّهْر وظُهورِ القوائم سَوْداءُ الرأْس زرقاءُ العين وقيل هو دويبة كثيرة الأَرجل عظيمة الرأْس من أَحْناش الأَرض وقيل الشَّبَثُ دويبة واسعة الفم مرتفعة المُؤَخَّرِ تُخَرِّبُ الأَرْضَ وتكون عند النُّدُوَّة وتأْكل العقارب وهي التي تسمى شَحْمَة الأَرض وقيل هي العنكبوتُ الكثيرةُ الأَرْجُل الكبيرةُ وعمَّ بعضُهم به العنكبوتَ كلَّها ولا يقال شِبْثٌ والجمع أَشباث وشِبْثانٌ مثل خَرَبٍ وخِرْبانٍ قال ساعدة بن حُؤَيَّة يصف سيفاً تَرَى أَثْرَه في صَفْحَتَيْه كأَنه مَدارِجُ شِبْثانٍ لَهنَّ هَمِيمُ والشِّبِثُ بكسر الشين والباء نَباتٌ حكاه أَبو حنيفة قال أَبو منصور وأَما البقلة التي يقال لها الشِّبْثُ فهي مُعَرَّبة قال ورأَيت البَحْرانيين يقولون سِبِتٌ بالسين والتاء وأَصلها بالفارسية شِوِذٌ وشُبَيْثٌ ماءٌ معروف وَرَدَ ذكره في الحديث ومنه دارةُ شُبَيْثٍ قال نَزَلُوا شُبَيْثاً والأَحَصَّ وأَصْبَحُوا نَزَلَتْ مَنازِلَهم بنو ذُبْيانِ أَبو عمرو الشَّنْبَثة بزيادة النون العَلاقَةُ يقال شَنْبَثَ الهَوى قَلْبَه أَي عَلِق به

شثث
الشَّثُّ الكثير من كل شيء والشَّثُّ ضَرْب من الشجر قال ابن سيده كذا حكاه ابن دريد وأَنشد بوادٍ يمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ فَرْعُه وأَسْفَلُه بالمَرْخِ والشَّبَهانِ وقيل الشَّثُّ شجر طَيِّبُ الريح مُرُّ الطَّعْم يُدْبَغُ به قال أَبو الدُّقَيْشِ ويَنْبُتُ في جبال الغَوْر وتِهامة ونجْدٍ قال الشاعر يصف طبقات النساء فمنهنَّ مِثْلُ الشَّثِّ يُعْجِبْكَ رِيحُه وفي غَيْبهِ سُوءُ المَذاقةِ والطَّعْمِ واحْتاج فسَكَّنَ كقول جرير سِيرُوا بني العَمِّ فالأَهْوازُ مَنْزِلُكُمْ ونَهْرُ تِيرى ولا تَعْرِفْكُمُ العربُ وقد أَورد الأَزهري هذا البيت فمِنْهُنَّ مِثْلُ الشَّثِّ يُعْجِبُ رِيحُه الأَصمعي الشَّثُّ من شجر الجبال قال تأَبط شرّاً كأَنَّما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه أَوْ أُمَّ خِشْفٍ بذي شَثٍّ وطُبَّاقِ قال الأَصمعي هما نبتان وفي الحديث أَنه مَرَّ بشاةٍ مَيِّتةٍ فقال عن جِلْدها أَليس في الشَّثِّ والقَرَظِ ما يُطَهِّرهُ ؟ قال الشَّثُّ ما ذكرناه والقَرَظُ وَرَقُ السَّلَم يُدبغ بهما قال ابن الأَثير هكذا يروى الحديث بالثاء المثلثة قال وكذا يَتَداولُه الفقهاءُ في كتبهم وأَلفاظهم وقال الأَزهري في كتاب لغة الفقه إِن الشَّبَّ يعني بالباء الموحدة هو من الجواهر التي أَنبتها الله في الأَرض يُدْبَغ به شِبه الزاج قال والسَّمَاعُ بالباء وقد صحفه بعضهم فقاله بالمثلثة وهو شجر مُرُّ الطَّعْم قال ولا أَدْري أَيُدبغ به أَم لا ؟ وقال الشافعي في الأُم الدِّباغ بكلِّ ما دَبَغَتْ به العربُ من قَرَظ وشَبٍّ بالباء الموحدة وفي حديث ابن الحَنَفِيَّة ذكَر رجلاً يَلي الأَمْرَ بعد السُّفْياني فقال يكون بين شَثٍّ وطُبَّاقٍ الطُبَّاقُ شجر يَنْبُت بالحجاز إِلى الطائف أَراد أَن مَخْرَجَه ومُقامه المواضع التي يَنْبُتُ بها الشَّثُّ والطُّبَّاقُ وقيل الشَّثُّ جَوْزُ البَرِّ وقال أَبو حنيفة الشَّثُّ شجر مثل شجر التُّفاح القِصار في القَدْر ووَرَقُه شبيه بورق الخِلافِ ولا شَوْكَ له وله بَرَمةٌ مُورّدةٌ وسِنَفةٌ صَغيرة فيها ثلاثُ حَبَّاتٍ أَو أَربعٌ سُودٌ مثلُ الشِّئْنِيزِ تَرْعاه الحمامُ إِذا انْتَثَرَ واحدتُه شثَّة قال ساعدة بن جؤية فذلِكَ ما كُنَّا بسَهْلٍ ومَرَّةً إِذا ما رَفَعْنا شَثَّه وصَرائمه أَبو عمرو الشَّثُّ النَّحْلُ العَسَّالُ وأَنشد حَدِيثُها إِذْ طالَ فيه النَّثُّ أَطْيَبُ من ذَوْبٍ مَذاهُ الشَّثُّ الذَّوْبُ العسلُ مَذَاه مَجَّه النحلُ كما يَمْذِي الرجلُ المَذْيَ

شحث
الأَزهري قال الليث بَلَغنا أَن شَحِيثا كلمةٌ سُرْيانية وأَنه تَنْفَتِح بها الأَغالِيقُ بلا مَفاتيح وفي الحديث هَلُمِّي المُدْية فَاشْحَثِيها بحَجَر أَي حُدِّيها وسُنِّيها ويقال بالذال

شرث
الشَّرَثُ غِلَظُ الكَفِّ والرِّجْل وانْشِقاقُهما وقيل هو تَشَقُّقُ الأَصابع وقيل هو غِلَظُ ظَهْر الكَفِّ من بَرْدِ الشِّتاءِ وقد شَرِثَ شَرَثاً فهو شَرِثٌ وقد شَرِثَتْ يدُه تَشْرَثُ وقال أَبو عمرو سيف شَرِثٌ وسِنانٌ شَرِث وقال طَلْقُ بن عَدِيٍّ في فرس طَرَد صاحبُه عليه نَعامةً يَحْلِفُ لا يَسْبِقُه فما حَنِثْ حتى تَلافاها بمَطْرُورٍ شَرِثْ أَي بسِنانٍ مَطْرورٍ أَي حَديدٍ وقال اللحياني قال القَنانيُّ لا خير في الثَّريد إِذا كان شَرِثاً فَرِثاً كأَنه فُلاقَةُ آجُرٍّ ولم يُفَسِّر الشَّرِثَ قال ابن سيده وعندي أَنه الخَشِنُ الذي لم يُرَفَّقْ خُبْزُه ولا أُذيبَ سَمْنُه قال ولم يُفَسِّر الفَرِثَ أَيضاً قال وعندي أَنه إِتباع وقد يكون من قولهم جَبَلٌ فَرِثٌ أَي ليس ضَخْمِ الصُّخُور والشَّرَثُ تَفَتُّقُ النَّعْل المُطَبَّقةِ والفِعْل كالفِعْل قال هذا غلامٌ شَرِثُ النَّقِيلَهْ أَشْعَثُ لم يُؤْدَمْ له بِكيلَهْ يخافُ أَن تَمَصّه الوَبيلَهْ والشَّرْثةُ النَّعْلُ الخَلَق ابن الأَعرابي الشَّرْثُ الخَلَقُ من كل شيء وشَرْثانُ جبل عن ابن الأَعرابي وأَنشد شَرْثانُ هَذاكَ وراءَ هَبُّودْ

شربث
الشَّرَنْبَثُ والشُّرابِثُ بضم الشين القبيحُ الشديدُ وقيل هو الغليظُ الكَفَّين وفي الصحاح والرِّجْلَيْنِ وفي المحكم والقَدَمَيْنِ الخَشِنُهُما أَنشد ابن الأَعرابي أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْسُ الدَّيْرْ واللهُ نَفَّاحُ اليَدَيْن بالخَيْرْ التهذيب في الخماسي الشَّرَنْبَثُ الغليظُ الكَفِّ وعُروقِ اليدِ وربما وُصِفَ به الأَسَدُ والشَرَنْبَثُ الأَسَدُ عامَّةً وأَسدٌ شَرَنْبَثٌ غليظ وشَجَّة شَرَنْبَثة منتفخة مُتَقَبِّضة قال سيبويه النون والأَلف يتعاوران الاسمَ في معنًى نحو شَرَنْبَثٍ وشُرابثٍ وجَرَنْفَسٍ وجُرافِس وشَرَنْبَثٌ وشُرابِثٌ اسم رجل

شعث
شَعِثَ شَعَثاً وشُعوثَةً فهو شَعِثٌ وأَشْعَثُ وشَعْثانُ وتَشَعَّثَ تَلَبَّد شعَرُه واغْبَرَّ وشَعَّثْتُه أَنا تَشْعِيثاً والشَّعِثُ المُغْبرُّ الرأْسِ المُنْتَتِفُ الشَّعَرِ الحافُّ الذي لم يَدَّهِنْ والتَّشَعُّثُ التَّفَرُّقُ والتَّنَكُّثُ كما يَتَشَعَّثُ رأْسُ المِسْواك وتَشْعِيثُ الشيءِ تفريقهُ وفي حديث عمر أَنه كان يَغْتَسِلُ وهو مُحْرم وقال إِنَّ الماء لا يزيده إِلا شَعَثاً أَي تَفَرُّقاً قلا يكون مُتَلَبِّداً ومنه الحديث رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَر ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبه له لو أَقْسَم على الله لأَبَرَّه وفي حديث أَبي ذَرٍّ أَحَلَقْتُم الشَّعَثَ ؟ أَي الشَّعَر ذا الشَّعَثِ والشَّعَثَةُ موضعُ الشعر الشَّعِثِ وخيلٌ شُعْثٌ أَي غير مُفَرْجَنَة ومُفَرْجَنَةٌ مَحْسُوسة وقول ذي الرُّمة ما ظَلَّ مُذْ وَجَفَتْ في كلِّ ظاهرةٍ بالأَشْعَثِ الوَرْدِ إِلاَّ وَهْوَ مَهْمُومُ عَنى بالأَشْعَثِ الوَرْدِ الصَّفارَ وهو شَوْك البُهْمى إِذا يَبسَ وإِنما اهْتَمَّ لما رأَى البُهْمَى هاجَتْ وقد كان رَخِيَّ البالِ وهي رَطْبةٌ والحافرُ كلُّه شديدُ الحُبِّ للبُهْمَى وهي ناجعةٌ فيه وإِذا جَفَّتْ فأَسْفَتْ تَأَذَّتِ الراعيةٌ بسَفاها ويقال للبُهْمَى إِذا يَبِسَ سَفاه أَشْعَثُ قال الأَزهري قال الأَصمعي أَساء ذو الرمة في هذا البيت وإِدخالُ إِلاَّ ههنا قبيح كأَنه كره إِدخالَ تحقيق على تحقيق ولم يُرِد ذو الرمة ما ذهب إِليه إِنما أَراد لم يَزَلْ من مكان إِلى مكان يَسْتَقْري المَراتِعَ إِلاَّ وهو مهموم لأَنه رأَى المَراعيَ قد يَبِسَتْ فما ظَلَّ ههنا ليس بتحقيق إِنما هو كلام مجحود فحققه بإِلاَّ والشَّعْثُ والشَّعَثُ انتشارُ الأَمرِ وخَلَلُه قال كعب بن مالك الأَنصاريُّ لَمَّ الإِلهُ به شَعْثاً ورَمَّ به أُمُورَ أُمَّتِه والأَمرُ مُنْتَشِرُ وفي الدُّعاء لَمَّ اللهُ شَعْثَه أَي جَمَعَ ما تَفَرَّقَ منه ومنه شَعَثُ الرأْسِ وفي حديث الدعاء أَسأَلُكَ رحمةً تَلُمُّ بها شَعَثي أَي تَجْمَعُ بها ما تَفَرَّقَ من أَمري وقال النابغة ولَسْتَ بمُسْتَبْقٍ أَخاً ولا تَلُمُّه على شَعَثٍ أَيُّ الرجالِ المُهَذَّبُ ؟ قوله لا تلمُّه على شعث أَي لا تحتمله على ما فيه من زَللٍ ودَرْءٍ فتَلُمُّه وتُصْلحه وتَجْمَعُ ما تَشَعَّثَ من أَمره وفي حديث عطاء أَنه كان يُجِيز أَن يُشَعَّثَ سَنَا الحَرَم ما لم يُقْلَعْ من أَصله أَي يُؤْخَذَ من فروعه المُتَفَرِّقة ما يصير به أَشْعَثَ ولا يستأْصله وفي الحديث لما بلغه هِجاءُ الأَعْشَى عَلْقمةَ بنَ عُلاثة العامِريَّ نَهى أَصحابَه أَن يَرْوُوا هجاءَه وقال إِن أَبا سفيان شَعَّثَ مني عند قَيْصَرَ فرَدَّ عليه علقمةُ وكَذَّبَ أَبا سفيان يقال شَعَّثْتُ من فلان إِذا غَضَضْتَ منه وتَنَقَّصْتَه مِن الشَّعَث وهو انْتشارُ الأَمر ومنه حديث عثمان حين شَعَّثَ الناسُ في الطَّعْن عليه أَي أَخَذُوا في ذَمّه والقَدْح فيه بتَشْعِيثِ عِرْضه وتشَعَّثَ الشيءُ تَفَرَّقَ وتَشَعُّثُ رأْسِ المِسْواك والوَتِدِ تَفَرُّقُ أَجزائِه وهو مِنه وفي حديث عمر أَنه قال لزيد بن ثابت لما فَرَّعَ أَمْرَ الجَدِّ مع الإِخوة في الميراث شَعِّثْ ما كنتَ مُشَعِّثاً أَي فَرِّقْ ما كنتَ مُفَرِّقاً ويقال تَشَعَّثه الدَّهْرُ إِذا أَخذه والأَشْعَثُ الوَتِدُ صفة غالبةٌ غَلَبَةَ الاسم وسُمّيَ به لشَعَثِ رأْسه قال وأَشْعَثَ في الدارِ ذي لِمَّةٍ يُطيلُ الحُفُوفَ ولا يَقْمَلُ وشَعِثْتُ من الطَّعام أَكَلْتُ قليلاً والتَّشْعيثُ التفريق والتمييزُ كانْشِعاب الأَنهار والأَغصان قال الأَخطل تَذَرَّيْتَ الذَّوائبَ من قُرَيْشٍ وإِنْ شُعِثُوا تَفَرَّعْتَ الشِّعابا قال شُعِثُوا فُرِّقُوا ومُيِّزُوا والتَّشْعيثُ في عَروضِ الخَفيفِ ذَهابُ عين فاعلاتن فيبقى فالاتن فينقل في التقطيع إِلى مفعولن شبهوا حذف العين ههنا بالخرم لأَنها أَوَّلُ وَتِدٍ وقيل إِن اللام هي الساقطة لأَنها أَقرب إِلى الآخر وذلك أَن الحذف إِنما هو في الأَواخر وفيما قَرُبَ منها قال أَبو إِسحق وكلا القولين جائز حَسَنٌ إِلاّ أَن الأَقيس على ما بَلَوْنا في الأَوتاد من الخَرْم أَن يكون عينُ فاعلاتن هي المحذوفة وقياسُ حذف اللام أَضعفُ لأَن الأَوتاد إِنما تحذف مِن أَوائلها أَو مِن أَواخرها قال وكذلك أَكثر الحذف في العربية إِنما هو من الأَوائل أَو من الأَواخر وأَما الأَوساط فإِن ذلك قليل فيها فإِن قال قائل فما تنكر من أَن تكون الأَلف الثانية من فاعلاتن هي المحذوفة حتى يبقى فاعلَتُن ثم تسكن اللام حتى يبقى فاعلْتن ثم تنقله في التقطيع إِلى مفعولن فصار مثل فعلن في البسيط الذي كان أَصله فاعلن ؟ قيل له هذا لا يكون إِلا في الأَواخر أَعني أَواخر الأَبيات قال وإِنما كان ذلك فيها لأَنها موضع وقف أَو في الأَعاريض لأَن الأَعاريض كلها تتبع الأَواخر في التصريع قال فهذا لا يجوز ولم يقله أَحد قال ابن سيده والذي أَعتقده مُخالَفةُ جميعهم وهو الذي لا يجوز عندي غيره أَنه حذفت أَلف فاعلاتن الأُولى فبقي فعلاتن وأُسكنت العين فصار فعْلاتن فنقل إِلى مفعولن فإِسكان المتحرّك قد رأَيناه يجوز في حشو البيت ولم نرَ الوتد حُذف أَوّله إِلا في أَوّل البيت ولا آخرُه إِلا في آخر البيت وهذا كله قول أَبي إِسحق والأَشْعَثُ رجلٌ والأَشاعِثةُ والأَشاعِثُ منسوبون إِلى الأَشْعَث بدل من الأَشْعَثيين والهاء للنسب وشَعْثاءُ اسم امرأَة قال جرير أَلا طَرَقَتْ شَعْثاءُ والليلُ دُونَها أَحَمَّ عِلافِيّاً وأَبْيَضَ ماضِيَا قال ابن الأَعرابي وشَعْثاء اسم امرأَةِ حَسَّانَ بن ثابت وشُعَيْث اسم إِما أَن يكون تصغير شَعَثٍ أَو شَعِثٍ أَو تصغير أَشْعَثَ مُرَخَّماً أَنشد سيبويه لَعَمْرُكَ ما أَدْري وإِن كنتُ دارياً شُعَيْثُ بنُ سَهْم أَمْ شُعْيْثُ بنُ مِنْقَرِ ورواه بعضهم شُعَيْبٌ وهو تصحيف

شنث
الشَّنَثُ بالتحريك قَلْبُ الشَّثَنِ شَنِثَتْ يدُه شَنَثاً فهي شَنِثةٌ مثل شَثِنَتْ وشَنِثَتْ مَشافرُ البعير أَي غَلُظَتْ وشَنِثَ البعيرُ شَنَثاً فهو شَنِثٌ غَلُظَتْ مَشافرُه وخَشُنَتْ من أَكل العِضاهِ والشَّوْك قال واللهِ ما أَدْري وإِنْ أَوْعَدْتَني ومَشَيْتَ بين طَيالِسٍ وبَياضِ أَبَعِيرُ شَوْكٍ وارمٌ أَلْغادُه شَنِثُ المَشافِرِ أَم بعيرٌ غاضي ؟ الغاضي الذي يَلْزَم الغَضا يأْكل منه يقول لا أَدري أَعربيٌّ أَم عجميٌّ ؟

صبث
الفراء قال الصَّبْثُ تَرْقِيعُ القَمِيصِ ورَفْوُه ويقال رأُيت عليه قَميصاً مُصَبَّثاً أَي مُرَقَّعاً

ضبث
ضَبَثْتُ بالشيء ضَبْثاً واضْطَبَثْتُ به إِذا قَبَضْتَ عليه بكفك والضَّبْثُ قَبْضُك بكَفِّك على الشيء والضَّبْثُ القاؤُك يَدَك بجدَّ فيما تعمله وقد ضَبَثَ به يَضْبِثُ ضَبْثاً ومَضابِثُ الأَسَد مَخالِبُه وضُباثٌ اسمُ الأَسَدِ مِن ذلك وقيل ضُباثُ الأَسَدِ كالظُّفْر للإِنسان والضَّبْثُ الضَّرْبُ وقد ضُبِثَ عليه على صيغة ما لم يُسَمَّ فاعله وقال شمر ضَبثَ به إِذا قَبَضَ عليه وأَخذه ورجل ضُباثيٌّ أَي شديدُ الضَّبْثة أَي القَبْضةِ وأَسدٌ ضُباثيٌّ أَي شديدُ الضَّبْثةِ أَي القَبْضة وقال رؤْبة وكم تَخَطَّتْ من ضُباثيٍّ أَضِمْ وفي حديث سُمَيْطٍ أَوْحَى اللهُ تعالى إِلى داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام قل للملإِ من بني إِسرائيل لا يَدْعُوني والخَطايا بين أَضْباثِهم أَي في قَبْضاتِهم والضَّبْثَةُ القَبْضة يقال ضَبَثْتُ على الشيء إِذا قَبَضْتَ عليه أَي هم مُحْتَقِبُونَ للأَوْزار مُحْتَمِلوها غير مُقْلِعِين عنها ويروى بالنون وهو مذكور في موضعه وفي حديث المُغِيرة فُضُلٌ ضَباثٌ أَي مُخْتالَة مُعْتَلِقَةٌ بكُلِّ شيء مُمْسِكَة له قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية والمشهور مِئْناثٌ أَي تَلِدُ الإِناثَ وضَبَثَه بيدِه جَسَّه والضَّبُوثُ من الإِبل التي يُشَكُّ في سِمَنِها وهُزالها فتُضْبَثُ باليد أَي تُجَسُّ والضَّبْثَة من سِماتِ الإِبل إِنما هي حَلقة ثم لها خُطوط من ورائها وقُدَّامها يقال بعير مَضْبُوثٌ وبه الضَّبْثة وقد ضَبَثْتُه ضَبْثاً ويكون الضَّبْثُ في الفَخِذِ في عُرْضِها والله أَعلم

ضغث
الضَّغُوثُ من الإِبل التي يُشَكُّ في سَنامها أَبه طِرْقٌ أَم لا ؟ والجمع ضُغُثٌ وضَغَثَ السنامَ عَرَكه وضَغَثَها يَضْغَثُها ضَغْثاً لمَسها ليَتيَقَّنَ ذلك وقيل الضَّغُوثُ السَّنام المَشْكُوك فيه عن كراع والضَّغْثُ الْتِباسُ الشيء بعضه ببعض وناقة ضَغُوثٌ مثل ضَبُوثٍ وهي التي يُضْغَثُ الضاغِثُ سَنامَها أَي يَقْبِضُ عليه بكفه أَو يَلْمَسُه ليَنْظُرَ أَسَمِينةٌ هيَ أَم لا ؟ وهي التي يُشَكُّ في سِمَنها تُضْغَثُ أَبها طِرْقٌ أَم لا ؟ وفي حديث عمر أَنه طاف بالبيت فقال اللهم إِن كَتَبْتَ عَليَّ إِثْماً أَو ضِغْثاً فامْحُه عني فإِنك تَمْحُو ما تشاء قال شمر الضِّغْثُ من الخَبرِ والأَمْر ما كان مُخْتَلِطاً لا حقيقة له قال ابن الأَثير أَراد عَمَلاً مُخْتَلِطاً غيرَ خالص مِن ضَغَثَ الحديثَ إِذا خَلَطه فهو فِعْلٌ بمعنى مفعول ومنه قيل للأَحْلام المُلْتَبِسَة أَضْغاثٌ وقال الكِلابيُّ في كلام له كلُّ شيءٍ وعلى سبيله والناسُ يَضْغَثُونَ أَشياء على غير وجهها قيل له ما يَضْغَثُون ؟ قال يقولون للشيء حِذاءَ الشَّيءِ وليس به وقال ضَغَثَ يَضْغَثُ ضَغْثاً بَتًّا فقيل له ما تَعْني بقولك بَتًّا ؟ فقال ليس إِلاَّ هو وكلامٌ ضَغْثٌ وضَغَثٌ لا خير فيه والجمع أَضْغاثٌ وفي النوادر يقال لنُفَايةِ المالِ وضَعْفانه ضَغاثَةٌ من الإِبل وضَغابةٌ وغُثابة وغُثاثة وقُثاثة وأَضْغَاثُ أَحلام الرُّؤْيا التي لا يصحُّ تأْويلها لاختلاطها والضِّغْثُ الحُلْم الذي لا تأْويل له ولا خير فيه والجمع أَضْغاثٌ وفي التنزيل العزيز قالوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ أَي رؤْياكَ أَخلاطٌ ليست برؤْيا بَيِّنةٍ وما نحن بتأْويل الأَحلام بعالمين أَي ليس للرُّؤْيا المختلفة عندنا تأْويل لأَنها لا يصحُّ تأْويلها وقد أَضْغَثَ الرؤْيا وضَغَثَ الحديثَ خَلَطَه ابن شميل أَتانا بضِغْثِ خَبرٍ وأَضْغَاثٍ من الأَخْبارِ أَي ضُرُوبٍ منها وكذلك أَضْغاثُ الرؤْيا اخْتِلاطها والتِباسُها وقال مجاهد أَضْغَاثُ الرؤْيا أَهاوِيلُها وقال غيره سميت أَضْغَاثَ أَحلامٍ لأَنها مُخْتَلِطةٌ فدَخَل بعضُها في بعض وليست كالصحيحة وهي ما لا تأْويل له وقال الفراء في قوله أَضْغاثُ أَحْلامٍ وما نحن بتأْويل الأَحلام بعالمين هو مثل قوله أَساطير الأَولين وقال غيره أَضْغاثُ الأَحلام ما لا يَسْتَقِيمُ تأْويلهُ لدُخُول بعض ما رأَى في بعض كأَضْغاثٍ من بُيوتٍ مختلفةٍ يَخْتَلِطُ بعضها ببعض فلم تتميز مَخارِجُها ولم يَسْتَقِمْ تأْويلها والضِّغْثُ قَبْضَةٌ من قُضْبانٍ مختلفة يجمعُها أَصلٌ واحدٌ مثلُ الأَسَل والكُرَّاثِ والثُّمام قال الشاعر كأَنه إِذ تَدَلَّى ضِغْثُ كُرَّاث وقيل هو دون الحُزْمة وقيل هي الحُزْمة من الحشيش والثُّدَّاء والضَّعَةِ والأَسَلِ قَدْرَ القَبْضة ونحوها مُخْتَلِطةَ الرَّطْبِ باليابس وربما اسْتُعِيرَ ذلك في الشَّعَر وقال أَبو حنيفة الضِّغْثُ كلُّ ما مَلأَ الكَفَّ من النبات وفي التنزيل العزيز وخُذْ بيدك ضِغْثاً فاضْرِبْ به يقال إِنه كان حُزْمةً من أَسَلٍ ضَرَبَ بها امرأَتَه فَبرَّتْ يمينُه وفي حديث عليّ عليه السلام في مسجد الكوفة فيه ثلاثُ أَعْيُنٍ أَنْبَتَتْ بالضِّغْثِ يريد به الضِّغْثَ الذي ضَرَبَ به أَيوبُ عليه السلام زوجتَه والجمعُ من ذلك كله أَضْغاثٌ وضَغَّثَ النباتَ جَعَله أَضْغاثاً الفراء الضِّغْثُ ما جمعته من شيءٍ مثلُ حُزْمةِ الرَّطْبة وما قام على ساق واسْتطال ثم جَمَعْته فهو ضِغْثٌ وقال أَبو الهيثم كلُّ مجموعٍ مَقْبوضٍ عليه بجُمْعِ الكَفِّ فهو ضِغْثٌ والفعل ضَغَثَ وفي حديث ابن زُمَيْل فمنهم الآخِذُ الضِّغْث هو مِلءُ اليدِ من الحَشيش المُخْتَلِطِ وقيل الحُزْمة منه وما أَشبهه من البُقول أَراد ومنهم من نال من الدنيا شيئاً وفي حديث ابن الأَكوع فأَخَذْتُ سِلاحَهم فجعلتُه ضِغْثاً أَي حُزْمة وفي حديث أَبي هريرة لأَنْ يَمْشِيَ معي صِغْثانِ من نار أَحَبُّ إِليَّ من أَن يَسْعَى غُلامي خَلْفي أَي حُزْمتان من حَطَب فاستعارهما للنار يعني أَنهما قد اشْتَعَلتا وصارتا ناراً وضَغَّث رأْسَه صَبَّ عليه الماءَ ثم نَفَشَه فجعله أَضْغاثاً ليَصِلَ الماءُ إِلى بَشَرته وفي حديث عائشة رضي الله عنها كانت تَضْغَثُ رأْسها الضَّغْثُ معالجةُ شعر الرأْس باليد عند الغَسْل كأَنها تَخْلِطُ بعضَه ببعض ليدخُل فيه الغَسُول والضاغِثُ
( * قوله « والضاغث الذي إلخ » هذا هو قول الجوهري وغلط فيه فإنه تصحيف وصوابه الضاغب بالباء وقد ذكره الأزهري وغيره أَفاده في التكملة ) الذي يَخْتَبِئُ في الخَمَرِ يُفَزِّعُ الصِّبْيان بصَوْتٍ يُرَدِّدُه في حَلْقه

طثث
الطَّثُّ لَعِبُ الصِّبْيان يَرْمُونَ بخَشَبةٍ مستديرة عريضة يُدَقَّقُ أَحدُ رأْسيها نحو القُلَةِ يَرْمُونَ بها واسم تلك الخشبة المِطَثَّة ابن الأَعرابي المِطَثَّة القُلَة والمِطَثُّ اللَّعِبُ بها قال الأَزهري هكذا رواه أَبو عمرو والصواب الطَّثُّ اللَّعِبُ بها الليث الأَطَثُّ والطَّثُّ لغتان والطَّثُّ أَكثرُ وأَصْوَبُ والطِّثَّةُ خُشَيْبة القالَبِ وطَثَّ الشيءَ يَطُثُّه طَثًّا إِذا ضَرَبه بِرجلِه أَو باطِنِ كَفِّهِ حتى يُزيله عن موضعه قال يصف صقراً انْقَضَّ على سِرْبٍ من الطير يَطُثُّها طَوْراً وطَوْراً صَكَّا حتى يُزِيلَ أَو يَكادَ الفَكَّا يريد فَكَّ الفَمِ وطَثْطَثَ الشيءَ رماه من يده قَذْفاً كالكُرَةِ

طحث
طَحَثه يَطْحَثُه طَحْثاً ضربه بكفه يمانية

طرث
الطَّرْثُ الاسترخاء والطُّرْثُوثُ نبتٌ يُؤْكل وفي المحكم نَبْتٌ رَمْلِيٌّ طَويلٌ مُسْتَدِقٌّ كالفُطْر يَضْرِبُ إِلى الحُمْرةِ يَيْبَسُ وهو دباغٌ للمَعِدَةِ واحدتُه طُرْثُوثة عن أَبي حنيفة وقال أَبو حنيفة أَيضاً الطُّرْثُوثُ يُنَقِّضُ الأَرضَ تنقيضاً وليس فيه شيءٌ أَطْيَبَ من سُوقَتِه ولا أَحْلى وربما طال وربما قَصُر ولا يخرج إِلاَّ في الحَمْضِ وهو ضربان فمنه حُلْوٌ وهو الأَحمر ومنه مُرٌّ وهو الأَبيض قال وقال أَبو زياد الطَّراثِيثُ تُتَّخَذُ للأَدْوية ولا يأْكلها إِلاّ الجائعُ لمَرارتها قال وقال ابن الأَعرابي الطُّرْثُوثُ يَنْبُتُ على طول الذراع لا ورق له كأَنه من جنس الكَمْأَة وتَطَرْثَثَ القومُ خرجوا يَجْتَنُونَ الطَّراثِيثَ وخَرجوا يَتَطَرْثَتُون أَي يَجْتَنُونه قال الأَزهري الطُّرْثوثُ ليس بالرِّيباسِ الذي عندنا ورأَيتُ الطُّرْثوثَ الذي وَصَفَه الليثُ في البادية وأَكَلْتُ منه وهو كما وَصَفَه وليس بالطُّرْثوثِ الحامضِ الذي يكون فلي جبال خُراسان لأَن الطُّرْثوثَ الذي عندنا له وَرَقٌ عريض مَنْبِتُه الجبالُ وطُرْثُوثُ البادية لا وَرَق له ولا ثمر ومَنْبِتُه الرمالُ وسُهولةُ الأَرض وفي حلاوةٌ مُشْرَبَةٌ عُفُوصةً وهو أَحمر مستدير الرأْس كأَنه ثُومةُ ذَكَرِ الرجل والعربُ تقول طَراثِيثُ لا أَرْطَى لها وذآنينُ لا رِمْثَ لها لأَنهما لا يَنْبُتانِ إِلاَّ معهما يُضْرَبانِ مثلاً للذي يُسْتَأْصَلُ فلا تَبْقَى له بقيةٌ بعدما كان له أَصلٌ وقَدْرٌ ومال وأَنشد الأَصمعي فالأَطْيَبانِ بها الطُّرْثوثُ والضَّرَبُ قال شمر لا أَعرف للرِّيباس والكَمْءِ اسماً عربيّاً قال وفي رُسْتاق نَيْسابور قريةٌ يقال لها طُرْشِيزُ وتُكْتب طُرَيْثيثُ وفي حديث حذيفة حتى يَنْبُتَ اللحم على أَجسادهم كما تَنْبُتُ الطَّراثِيثُ على وجه الأَرض هي جمع طُرْثُوثٍ وهو نبت يَنْبَسِطُ على وجه الأَرض كالفُطْر

طرمث
الطُّرْمُوثُ الضعيفُ والطُّرْمُوثُ الرغِيف

طلث
ابن الأَعرابي الطُّلْثة الرجلُ الضعيفُ العقل الضعيفُ البدنِ الجاهلُ قال ويقال طَلَّثَ الرجلُ على الخمسين ورَمَّثَ عليها إِذا زاد عليها أَبو عمرو طَلَثَ الماءُ يَطْلُثُ طُلُوثاً إِذا سالَ ووزَبَ يَزِبُ وُزُوباً مثله

طمث
طَمِثَت المرأَةُ تَطْمَثُ طَمْثاً وطَمَثَتْ تَطْمُثُ بالضم طَمْثاً وهي طامثٌ حاضَتْ وقيل إِذا حاضَتْ أَوَّلَ ما تَحِيضُ وخصَّ اللحياني به حَيْضَ الجارية وفي حديث عائشة رضي الله عنها حتى جئنا سَرِفَ فطَمِثْتُ يقال طَمِثَت المرأَةُ إِذا حاضت فهي طامِثٌ وطَمَثَتْ إِذا دَمِيَتْ بالاقْتِضاضِ والطَّمْثُ الدمُ والنكاح وطَمَثْتُ الجاريةَ إِذا افْتَرَعْتَها والطامِثُ في لغتهم الحائِض وطَمَثَها يَطْمِثُها ويَطْمُثُها طَمْثاً اقْتَضَّها وعَمَّ به بعضُهم الجماعَ قال ثعلب الأَصلُ الحيضُ ثم جُعل للنكاح وطَمَث البعيرَ يَطْمِثُه طَمْثاً عَقَلَه والطَّمْثُ المَسُّ وذلك في كل شيءٍ يُمَسُّ ويقال للمَرْتَعِ ما طَمَثَ ذلك المَرْتَعَ قبْلَنا أَحدٌ وما طَمَثَ هذه الناقةَ حَبْلٌ قَطُّ أَي ما مَسَّها عِقالٌ وما طَمَثَ البعيرَ حَبْلٌ أَي لم يَمَسَّه وقوله تعالى لم يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قبلهم ولا جانٌّ قيل معناه لم يَمْسَسْ وقال ثعلب معناه لم يَنْكِحْ والعرب تقول هذا جَمَلٌ ما طَمَثَه حبلٌ قَطُّ أَي لم يَمَسَّه ومعنى لم يَطْمِثْهُنَّ لم يمسسهنّ وقال الفراء الطَّمْثُ الاقْتِضاضُ وهو النكاح بالتَّدْمية قال والطَّمْثُ هو الدم وهما لغتان طَمَثَ يَطْمُثُ ويَطْمِثُ والقُرّاء أَكثرهم على لم يَطْمِثْهُنّ بكسر الميم أَبو الهيثم يقال طُمِثَتْ تُطْمَثُ أَي أُدْمِيَتْ بالاقْتضاض وطَمِثَتْ على فَعِلَتْ إِذا حاضَتْ وقولُ الفرزدق وَقَعْنَ إِليَّ لم يُطْمَثْنَ قبلي فهنَّ أَصَحُّ من بَيْضِ النَّعامِ أَي هُنَّ عذارَى غير مُفْتَرَعاتٍ والطَّمْثُ الفسادُ قال عَدِيّ بن زيد طاهرُ الأَثوابِ يَحْمِي عِرْضَه من خَنَى الذِّمَّةِ أَو طَمْثِ العَطَنْ

طهث
أَبو عمرو الطُّهْثَة الضعيفُ العقلِ وإِن كان جسمُه قوِيًّا والله أَعلم

عبث
عَبِثَ به بالكسر عَبَثاً لَعِبَ فهو عابِثٌ لاعِبٌ بما لا يَعْنيه وليس من بالهِ والعَبَثُ أَن تَعْبَثَ بالشيءِ ورجلٌ عِبِّيثٌ عابِثٌ والعَبْثَةُ بالتسكين المَرَّة الواحدة والعَبَثُ اللَّعِبُ قال الله عز وجل أَفَحَسِبْتم أَنما خلقناكم عَبَثاً ؟ قال الأَزهري نَصَبَ عَبَثاً لأَنه مفعول له بمعنى خلقناكم للعَبَث وفي الحديث من قَتَل عُصفوراً عَبَثاً العَبَثُ اللَّعِبُ والمراد أَن يَقْتُلَ الحيوانَ لَعِباً لغير قَصْدِ الأَكْل ولا على جهة التَّصَيُّدِ للانتفاع وفي الحديث أَنه عَبَث في منامه أَي حَرَّكَ يديه كالدافع أَو الآخذ وعَبَثَ الأَقِطَ يَعْبِثُه عَبْثاً جَفَّقَه في الشَّمس وقيل فَرَّغَه على اليابس ليَحْمِل يابِسُه رَطْبَه حتى يُطَبَّخَ وقيل عَبَثَ الأَقِطَ يَعْبِثُه عَبْثاً خَلَطه بالسمن وهي العَبيثة وعَبَثْتُ الأَقِطَ أَعْبِثُه عَبْثاً ومِثْتُه ودُفْتُه مثلُه وغَبَثْتُه بالغين لغة فيه والعَبيثةُ والعَبيثُ أَيضا الأَقِطُ يُدَقُّ مع التمر فيُؤْكل ويُشرب والعبيثةُ أَيضاً طعامٌ يُطْبَخُ ويُجْعَلُ فيه جراد والعَبيثةُ البُنُّ والشَّعيرُ يُخْلَطانِ معاً والعَبيثةُ الغنم المُخْتلِطةُ يقال مَرَرْنا على غنم بني فُلانٍ عَبيثةً واحدةً أَي اخْتَلَطَ بعضُها ببعض والعَبيثةُ أَخْلاطُ الناسِ ليسوا من أَبٍ واحد قال عَبِيثةٌ من جُشَمٍ وبَكْرِ ويروى من جُشَمٍ وجَرْمِ كلُّ ذلك مشتقٌّ من العَبْث ورجل عَبِيثةٌ مُؤْتَشَبٌ وهو من ذلك أَيضاً قال أَبو عبيدة في نسب بني فلان عَبيثةٌ أَي مُؤْتَشَبٌ كما يقال جاءَ بعَبيثةٍ في وِعائه أَي بُرٍّ وشعير قد خُلِطا والعَبِيثُ في لغةٍ المَصْلُ والعَبْثُ الخَلْطُ وهو بالفارسية تَرَفْ تَرِين قال وتقول إِن فلاناً لفي عَبيثةٍ من الناس ولَوِيثةٍ من الناس وهم الذين ليسوا من أَبٍ واحدٍ تَهَبَّشُوا من أَماكن شَتَّى والعَبْثُ الخَلْطُ والعَبْثُ اتِّخاذُ العَبيثةِ قال أَبو صاعِدٍ الكِلابيُّ العَبِيثةُ الأَقِطُ يُفْرَغُ رَطْبُه حين يُطْبَخُ على جافِّه فَيُخْلَطُ به يقال عَبَثَتِ المرأَةُ أَقِطَها إِذا فَرَّغَتْه على المُشَرِّ اليابسِ ليَحْمِلَ يابسُه رَطْبَه يقال ابْكُلِي واعْبِثي قال رؤْبة وطاحتِ الأَلْبانُ والعَبائِثُ وظلَّتِ الغنمُ عَبِيثةً واحدةً وبَكيلةً واحدة وهو أَن الغنم إِذا لَقِيَتْ غَنَماً أُخرى فدَخَلَتْ فيها اخْتَلَطَ بعضُها ببعضٍ وهو مَثَلٌ وأَصله من الأَقِطِ والسَّويقِ يُبْكَلُ بالسَّمْن فيُؤْكَلُ وأَما قولُ السَّعْدِيّ إِذا ما الخَصِيفُ العَوْبَثَانيُّ ساءَنا تَرَكْناه واخْتَرْنا السَّدِيفَ المُسَرْهَدَا فيقال إِن العَوْبَثَانيَّ دقيقٌ وسَمْنٌ تمر يُخْلَطُ باللبن الحَلِيب قال ابن بري هذا البيت لناشرَة بن مالك يَرُدُّ على المُخَبَّلِ السَّعْدِيّ وكان المُخَبَّلُ قد عَيَّرَه باللبن والخصِيفُ اللبنُ الحليبُ يُصَبُّ عليه الرائبُ وقبله وقد عَيَّرُونا المَحْضَ لا دَرَّ دَرُّهمْ وذلك عارٌ خِلْتُه كانَ أَمْجَدَا فأَسْقَى الإِلهُ المَحْضَ من كان أَهْلَه وأَسْقَى بني سَعْدٍ سَماراً مُصَرَّدا السَّمَارُ اللبن المخلوطُ بالماءِ والمُصَرَّد المقَلَّلُ والعَوْبَث موضع قال رؤبة بِشِعْبِ تَنْبُوكٍ وشِعْبِ العَوْبَثِ

عثث
العُثَّة والعَثَّةُ المرأَة المَحقُورة الخَاملة ضاوِيَّةً كانت أَو غيرَ ضَاوِيَّةٍ وجمعُها عِثَاثٌ ويقال للمرأَة البَذِيَّةِ ما هي إِلاّ عُثَّة وقال بعضهم امرأة عَثَّةٌ بالفتح ضَئِيلَةُ الجِسْمِ ورجل عَثٌّ قال يصف امرأَةً جَسِيمةً عَميمةُ ضاحِي الجِلْدِ ليْسَتْ بعَثَّةٍ ولا دِفْنِسٍ يَطْبي الكِلابَ خِمارُها الدِّفْنِسُ البَلْهاء الرَّعْناء وقوله يَطْبي الكِلابَ خِمارُها يريد أَنها لا تَتَوَقَّى على خِمارِها من الدَّسَم فهو زَهِمٌ فإِذا طَرَحَتْه طَبَى الكلابَ برائِحتِه والعِثَاثُ الأَفاعي التي يأْكل بعضُها بعضاً في الجَدْب ويقال للحَيَّةِ العَثَّاءُ والنَّكْزاءُ وعَثَّتْه الحيةٌ تَعُثُّه عَثّاً نَفَخَتْه ولم تَنْهَشْه فسَقَط لذلك شَعَرُه والعِثاثُ رفعُ الصَّوْت بالغِناءِ والتَّرَنُّم فيه وعاثَّ في غِنائه مُعاثَّةً وعِثاثاً وعَثَّثَ رَجَّعَ وكذلك القَوْسُ المُرِنَّةُ قال كثير يصف قَوساً هَتُوفاً إِذا ذاقَها النازِعُون سمِعْتَ لها بعد حَبْضٍ عِثاثا وقال بعضهم هو شِبْه تَرَنُّم الطَّسْتِ إِذا ضُرِبَ وعَثَّه يَعُثُّه عَثًّا رَدَّ عليه الكلامَ أَو وَبَّخَه به كعَتَّه ويقال أَطْعَمَني سَويقاً حُثًّا وعُثّاً إِذا كان غير مَلْتُوتٍ بدَسَمٍ والعُثَّةُ السُّوسَةُ أَو الأَرَضَةُ التي تَلْحَسُ الصُّوفَ والجمع عُثٌّ وعُثَثٌ وعَثَّت الصُّوفَ والثَوْبَ تَعُثُّهُ عَثًّا أَكَلَتْه وعُثَّ الصُّوفُ أَكَلَه العُثُّ والعُثُّ دُويبة تأْكل الجُلودَ وقيل هي دويبة تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكُله هذا قول ابن الأَعرابي وأَنشد تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجالِ بفاحِمٍ غُدَافٍ وتَصْطادينَ عُثًّا وجُدْجُدا والجُدْجُد أَيضاً دويبة تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكله وقال ابن دريد العُثُّ بغير هاء دَوابُّ تَقَعُ في الصُّوف فدلَّ على أَن العُثَّ جَمعٌ وقد يجوز أَن يَعنيَ بالعُثِّ الواحدَ وعَبَّر عنه بالدَّوابِّ لأَنه جنس معناه الجمع وإِن كان لفظه واحداً وسئل أَعرابي عن ابنه فقال أُعْطِيه كلّ يومٍ من مالي دانِقاً وإِنه فيه لأَسْرَعُ من العُثِّ في الصُّوف في الصَّيْفِ والعَثْعَثُ ظَهْرُ الكَثِيب الذي لا نَبات فيه والعَثْعَثَة اللَّيِّنُ من الأَرض وقيل العَثْعَثُ الكَثِيبُ السَّهْلُ أَنْبَتَ أَو لم يُنْبِتْ وقيل هو الذي لا يُنْبِتُ خاصةً والأَوَّل الصحيحُ لقول القَطَامِيّ كأَنَّها بيْضةٌ غَرّاءُ خُدَّ لها في عَثْعَثٍ يُنْبِتُ الحَوْذان والعَذَما وروايةُ أَبي حنيفة خُطَّ لها وقيل هو رَمْلٌ صَعْبٌ تَوْحَلُ فيه الرِّجْلُ فإِن كان حارّاً أَحْرَقَ الخُفَّ يعني خُفَّ البعير والجمع العَثاعِثُ قال رؤبة أَقْفَرَتِ الوَعْساء والعَثاعِثُ قال أَبو حنيفة العَثْعَثُ من مَكارم المَنابت والعَثْعَثُ أَيضاً التُّرابُ وعَثْعَثَه أَلقاه في العَثْعَثِ وعَثْعَثَ الرجلُ بالمكان أَقام به ويقال عَثْعَث مَتاعَه وحَثْحَثَه وبَثْبَثَهُ إِذا بَذَره وفرَّقَه وعَثْعَثَ مَتاعَه حَرَّكَه والعَثْعَثُ الفَسادُ والعَثْعَثُ الشدائد وفي الحديث ذُكِرَ لعليٍّ عليه السلام زمانٌ فقال ذاك زمانُ العَثاعِثِ أَي الشدائدِ مِن العَثْعَثَةِ والإِفساد وفي المثل عُثَيْثةٌ تَقْرُمُ جِلْداً أَمْلَسا وفي حديث الأَحْنَفِ بَلَغَه أَن رجلاً يَغْتابُه فقال عُثَيْثةٌ تَقْرِضُ جِلْداً أَمْلَسا عُثَيْثةٌ تصغير عُثَّةٍ وهي دُوَيْبَّة تَلْحَسُ الثيابَ والصُّوفَ وأَكثر ما تكون في الصُّوفِ والجمع عُثَثٌ يُضْرَبُ مثلاً للرجل يَجْتَهِدُ أَن يُؤثِّرَ في الشيءِ فلا يَقْدِرُ عليه ويروى تَقْرُمُ بالميم وهو بمعنى تَقْرِضُ وربما قيل للعجوز عُثَّة وفلانٌ عُثُّ مال كما يقال إِزاءُ مالٍ وفي النوادر تَعاثَثْتُ فلاناً وتَعالَلْتُه ويقال اعْتَثَّه عِرْقُ سَوْءٍ واغْتَثَّه إِذا تَعَقَّلَه عن بُلُوغ الخير والشَّرَف وبالمدينة جبل يقال له عَثْعَثٌ ويقال له أَيضاً سُلَيْع تصغير سَلْعٍ وعَثْعَثٌ اسم وبنو عَثْعَثٍ بَطْنٌ من خَثْعَمَ

عدث
قال ابن دريد في كتاب الاشْتقاق العَدْثُ سهُولة الخُلُق وبه سمي الرجل وعُدْثانُ اسم رجل

عرث
عَرَثَه عَرْثاً انْتَزَعَه أو دَلَكه وقد قيل عَرَتَه وقد تقدّم في التاء

عفث
في الحديث أَن الزبير بن العَوَّام كان أَخْضَعَ أَشْعَرَ أَعْفَثَ الأَعْفَثُ الذي يَنْكَشِفُ فَرْجُه كثيراً إِذا جَلَسَ وقيل هو بالتاء بنقطتين ورواه بعضهم في صفة عبدا الله بن الزبير فقال كان بَخِيلاً أَعْفَثَ وفيه يقول أَبو وَجْزَةَ دَعِ الأَعْفَثَ المِهْذارَ يَهْذِي بشَتْمِنا فنحنُ بأَنْواعِ الشَّتِيمةِ أَعْلَمُ وروي عن ابن الزبير أَنه كان كلما تحرّك بَدَتْ عَوْرَتُه فكان يَلْبَسُ تحتَ إِزاره التُّبَّانَ ابن الأَعرابي رجل أَعْفَثُ لا يُوارِي شَوارَه أَي فَرْجَه

عكث
العَكْثُ اجتماعُ الشيءِ والْتِئامُه والعَنْكَثُ نبت معروف وكأَن النُّونَ زائدة وسيأْتي ذكره

علث
عَلَثَ الشيءَ يَعْلِثُه عَلْثاً وعَلَّثه واعْتَلَثَه خَلَطَه والمَعْلُوثُ بالعين المخلوطُ قال الفراء وقد سمعناه بالغين مَغْلُوث وهو معروف وطعام عَلِيثٌ وغَلِيثٌ ويقال فلانٌ يأْكل العَلِيثَ والغَلِيثَ بالعين والغين إِذا كان يأْكل خُبْزاً من شعير وحِنطَةٍ وكل شيئين خُلِطا فهما عُلاثَةٌ ومنه اشتق عُلاثةُ اسم رجل وهو الذي يَجْمَعُ من ههنا وههنا وقد عَلَثَ والعَلَث ما خُلِطَ في البُرِّ وغيره مما يُخْرَجُ فيُرْمَى به وفي الحديث ما شَبِعَ أَهلُه من الخَمير العَلِيثِ أَي الخُبْزِ المَخْبوز من الشَّعير والسُّلْتِ والعَلْثُ والعُلاثَةُ الخَلْطُ والعَلَثُ والعَلِيثة الطعامُ المخلوط بالشعير والعَلْثُ أَن تَخْلِطَ البُرَّ بالشعير أَبو زيد إِذا خُلِطَ البُرُّ بالشعير فهو عَلِيثٌ وعَلَثُوا البُرَّ بالشعير أَي خَلَطُوه وقال أَبو الجَرّاح العَلِيثُ أَن يُخْلَط الشعيرُ بالبُرِّ للزراعة ثم يُحْصَدانِ ويُجْمَعانِ معاً والجِرْبة المَزْرَعَةُ وأَنشد جَفَاهُ ذواتُ الدَّرِّ واجْتَرَّ جِرْبةً عَلِيثاً وأَعْيا دَرُّ كلِّ عَتُومِ والعُلاثةُ الأَقِطُ المَخْلُوطُ بالسمن أَو الزيتُ المخلوطُ بالأَقِطِ والتَّعْلِيثُ اخْتِلاطُ النَّفْس وقيل بَدْءُ الوَجع وقُتِلَ النَّسْرُ بالعَلْثَى مقصوراً أَي خُلِط له في طعامه ما يَقْتُله حكاه كراع مقصوراً في باب فَعْلى والغين في كل ذلك لغة وعَلَثَ الزَّنْدُ واعْتَلَثَ لم يُورِ واعْتاصَ والاسم العُلاثُ ومنه قيل عُلاثَةُ وأَنشد فإِني غيرُ مُعْتَلِثِ الزِّنادِ أَي غير صَلْدِ الزِّنادِ واعْتَلَثَ زَنْداً أَخذه من شَجر لا يَدرِي أَيُوري أَم يَصْلِدُ ؟ وقال أَبو حنيفة اعْتَلَثَ زَنْدَه إِذا اعْتَرَضَ الشَّجرَ اعتراضاً فاتَّخذه مما وَجَدَ والغين لغة عنه أَيضاً وفلان يَعْتَلِثُ الزِّنادَ إِذا لم يَتَخَيَّر مَنْكِحَه والأَعْلاثُ قِطَعُ الشجر المُخْتَلِطَةُ مما يُقْدَحُ به مِن المَرْخِ واليَبيسِ والمُعْتَلِثُ من السهام الذي لا خَيْرَ فيه واعْتَلَثَ السهمَ أَخَذَه من عُرْضِ الشجر واعْتَلَثه أَيضاً لم يُحْكِمْ صَنْعَته والعَلْثُ الطَّرْفاء والأَثْلُ والحاجُ واليَنْبُوتُ والعِكْرِشُ والجمع أَعْلاثٌ وحكاه أَبو حنيفة بالغين معجمة وعَلِثَ به عَلَثاً لزمه ورجلٌ عَلِثٌ مُلازم لمن يُطالِبُ في قتال أَو غيره والعَلَثُ بالتحريك شِدَّة القتال واللزومُ له بالعين والغين جميعاً وعَلِثَّ الذئبُ بالغنم لَزِمَها يَفْرِسُها وعَلِثَ القومُ عَلَثاً تَقاتَلُوا وعَلِثَ بعضُ القوم ببعض ورجلٌ عَلِثٌ ثَبْثٌ في القتال وعُلاثة اسم رجل من بني الأَحْوَصِ بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر

عنث
العُنْثَةُ والعَنْثَةُ والعِنْثَةُ والعُنْثُوَةُ والعَنْثُوَةُ كلُّ ذلك يَبيسُ الحَلِيِّ خاصَّةً إِذا اسْوَدَّ وبَلِيَ والجمع عِناثٌ وعَناثٍ قال الأَزهري عَنَاثي الحَلِيِّ ثَمَرَتُه إِذا ابْيَضَّت ويَبِسَتْ قبل أَني تَسْوَدَّ وتَبْلَى هكذا سمعته من العرب وشَبَّهَ الراجزُ بياضَ لِمَّتِه ببياضِها بعد الشَّيْبِ فقال عليه مِنْ لِمَّتِهِ عِنَاثُ ويروى عَناثي جمع عَنْثُوَة

عنبث
عَنْبَثٌ شُجَيرة زَعَمُوا وليس بِثَبَتٍ

عنكث
العَنْكَثُ ضَرْبٌ من النَّبْت قال وعَنْكَثاً مُلْتَبِدا قال ابن الأَعرابي هو شجر يَشْتَهيه الضَّبُّ فيَسْحَجُها بِذَنَبِه حتى تَحَاتَّ فيأْكلَ المُتَحاتَّ ومما وَضَعُوه على أَلسنة البهائم أَن السمكةَ قالتْ للضَّبِّ وِرْداً يا ضَبُّ فقال لها الضَّبُّ أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدَا لا يَشْتَهي أَن يَرِدَا إِلا عَراداً عَرِدا وصِلِّياناً بَرِدَا وعَنْكَثاً مُلْتَبِدا أَراد عَنْكَثاً وبارداً وحكى ابن بري هذا المثل على غير هذه الصورة قال ومما تحكيه العرب على أَلسنة البهائم قال اختصم الضَّبُّ والضِّفْدَعُ فقالت الضِّفْدَعُ أَنا أَصبَرُ منكَ على الماء فقال الضَّبُّ أَنا أَصبر منكِ فقالت الضِّفْدَعُ تَعالَ حتى نَرْعَى فنَعْلَم أَيُّنا أَصْبَرُ فرَعيا يومَهما فاشْتَدَّ عَطَشُ الضِّفْدَع فجعلتْ تقول وِرْداً يا ضَبُّ فقال الضَّبُّ أَصْبَح قَلْبي صَرِدا الأَبيات والعَنْكَثُ اسم موضع قال رؤبة هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ عَفَتْ بالعَنْكَثِ ؟ دارٌ لِذاكَ الشَّادِنِ المُرَعَّثِ

عوث
العَوِيثة قُرْصٌ يُعالَج من البَقْلة الحَمْقاءِ بزَيْتٍ قال الأَزهري في نوادر الأَعراب عَوَّثَني فلانٌ عن أَمر كذا تَعْويثاً ثَبَّطَني عنه وتَعَوَّثَ القوْمُ تَعَوُّثاً إِذا تَحَيَّرُوا وتقول عَوَّثَني حتى تَعَوَّثْتُ أَي صَرَفَني عن أَمري حتى تَحَيَّرْتُ وتقول إِنَّ لي عن هذا الأَمْرِ لَمَعاثاً أَي مَنْدوحةً أَي مَذْهَباً ومَسْلَكاً وتقول وَعَّثْتُه عن كذا وعَوَّثتُه أَي صَرَفْتُه

عيث
العَيْثُ مصدرُ عاثَ يَعِيثُ عَيْثاً وعُيوثاً وعَيَثاناً أَفْسَدَ وأَخَذ بغير رِفْقٍ قال الأَزهري هو الإِسْراعُ في الفَساد وفي حديث عمر كِسرى وقَيصَرُ يَعِيثانِ فيما يعيثانِ فيه وأَنتَ هكذا ؟ هو من عاثَ في ماله إِذا بَذَّرَه وأَْسَده وأَصلُ العَيْثِ الفساد وقال اللحياني عَثَى لغةُ أَهل الحجاز وهي الوجه وعاثَ لغةُ بني تميم قال وهم يقولون ولا تَعِيثُوا في الأَرض وفي حديث الدجال فعاثَ يَميناً وشِمالاً وحكى السيرافي رجل عَيْثانُ مُفْسِدٌ وامرأَة عَيْثَى وقد مَثَّل سيبويه بصيغة الأُنثى وقال صحت الياءُ فيها لسكونها وانفتاح ما قبلها والذئبُ يَعِيثُ في الغَنم فلا يأْخذ منها شيئاً إِلاّ قَتَلَه وينشد لكثير وذِفْرَى كَكاهِلِ ذِيخِ الخَليفِ أَصابَ فَرِيقةَ لَيْلٍ فَعاثا وعاثَ الذئبُ في الغَنم أَفْسَدَ وعاث في ماله أَسْرَع إِنْفاقَه وعَيَّثَ في السَّنام بالسكين أَثَّر قال فعَيَّثَ في السِّنامِ غَداةَ قُرٍّ بسِكِّينِ مُوَثَّقةِ النِّصابِ والتَعْيِيثُ إِدخالُ اليد في الكِنانة يَطْلُب سَهْماً قال أَبو ذؤَيب وبَدا لَهُ أَقْرابُ هذا رائغاً عنه فعَيَّثَ في الكِنانَةِ يُرْجِعُ والتَّعْيِيثُ طَلَبُ الشيءِ باليد مِن غير أَن تُبْصِرَه قال ابنُ أَبي عائذ فعَيَّثَ ساعةً أَقْفَرْنَه بالاِيفاقِ والرَّمْيِ أَو باسْتِلالْ أَبو عمرو العَيْثُ أَن تَرْكَبَ الأَمرَ لا تُبالي علامَ وقَعْتَ وأَنشد فعِثْ فيمن يَليكَ بغير قَصْدٍ فإِني عائثٌ فيمن يَلِيني والتَّعْييثُ طَلَبُ الأَعمى الشيءَ وهو أَيضاً طَلَبُ المُبْصِرِ إِياه في الظُّلمة وعند كراع التَّغْييثُ بالغين المعجمة وأَرض عَيْثةٌ سَهْلة وإِذا كانت الأَرضُ دَهِسةً فهي عَيْثةٌ قال أَبو عمرو العَيْثةُ الأَرضُ السَّهلة قال ابن أَحمر الباهلي إِلى عَيثةِ الأَطْهارِ غَيَّرَ رَسْمَها بَناتُ البِلى مَن يُخْطِئِ المَوتُ يَهرَمِ والعَيْثةُ أَرضٌ على القِبلة من العامريَّة وقيل هي رَملٌ من تَكْريتَ ويروى بيت القَطامِيِّ سَمِعْتُها ورِعانُ الطَّوْدِ مُعْرِضةٌ مِنْ دُونها وكَثيبُ العَيْثةِ السَّهْلُ قال ابن سيده والأَعْرَفُ وكثيبُ الغَيْثةِ الأَصمعي عَيْثةُ بَلَدٌ بالشُّرَيفِ وقال المُؤَرِّجُ العَيْثةُ بالجزيرة

غبث
غَبَثَ الشيءَ يَغْبِثُه غَبْثاً خَلَطَهُ لغة في عَبَثَ والغَبيثة سمن يُلَتُّ بأَقِطٍ وقد غَبَثه يَغْبِثُه غَبْثاً قال الفراء غَبَثْتُ الأَقِطَ أَغْبِثُه غَبْثاً وقال إِبراهيم كاتِبُ أَبي عُبَيْدٍ قَرَأْتُه على أَبي عُبَيدٍ ثانياً فقال بالعين عَبَثْتُ وقال رجع الفراء إِلى العين قال الأَزهري روى ابن السكيت هذا الحرف عن أَبي صاعدٍ العَبِيثةُ بالعين في الأَقِطِ يُفْرَغُ رَطْبُه على جافِّهِ حتى يَخْتَلِطَ قال وهما عندي لغتان بالغين والعين صحيحتان والغَبيثةُ طَعام يُطْبَخُ ويُجْعَل فيه جَرادٌ وهو الغثيمةُ أَيضاً وغَنمٌ غبيثةٌ مختلطة والأَغْبَثُ لَوْنٌ إِلى الغُبْرة وهو قَلْبُ الأَبْغَث وقد اغْبَثَّ اغبِثاثاً

غثث
الغَثُّ الرديءُ من كل شيء ولَحْمٌ غَثٌّ وغَثيثٌ بَيِّنُ الغُثوثةِ مَهْزولٌ غَثَّ يَغِثُّ ويَغَثُّ غَثاثة وغُثُوثةً وغَثَّتِ الشاةُ هُزِلَتْ فهي غَثَّةٌ وكذلك أَغَثَّتْ وأَغَثَّ الرجلُ اللحمَ اشتراه غَثّاً وفي المحكم أَغَثَّ اشترى لَحْماً غَثيثاً ورجل غَثٌّ وغُثٌّ رديءٌ وقد غَثِثْتَ في خُلُقِك وحالك غَثاثة وغُثُوثةً وذلك إِذا ساءَ خُلُقه وحالُه وقوم غَثَثَةٌ وغِثَثةٌ وكلامٌ غَثٌّ لا طَلاوةَ عليه قال ابن الزبير للأَعراب والله إِن كلامَكم لَغَثٌّ وإِن سلاحَكم لَرَثٌّ وإِنكم لَعِيالٌ في الجَدْب أَعداء في الخِصْبِ وأَغَثَّ حديثُ القوم وغَثَّ فَسَد ورَدُؤَ وأَغَثَّ في مَنْطِقه التهذيب أَغَثَّ فلانٌ في حديثه إِذا جاء بكلام غَثٍّ لا معنى له ابن سيده والغُثَّة الشيءُ اليسيرُ من المَرْعى وقيل هي البُلْغةُ من العَيْش كالغُفَّةِ واغْتَثَّت الخيلُ أَصابتْ شيئاً من الربيع كاغْتَفَّتْ وهي الغُفَّة والغُثَّة جاء بهما بالفاء والثاء قال وغيره يُجِيز الغُبَّة بهذا المعنى الأُمويُّ غَثَّثَت الإِبلُ تَغْثِيثاً ومَلَّحَتْ تمليحاً إِذا سَمِنَتْ قليلاً قليلاً وقال أَبو سعيد أَنا أَتَغَثَّثُ ما أَنا فيه حتى أَسْتَسْمِنَ أَي أَسْتَقِلُّ عَمَلي لآخُذَ به الكثيرَ من النواب وفي حديث أُم زرع زَوجي لَحْمُ جملٍ غَثٍّ أَي مَهْزول وفي حديثها أَيضاً ولا تُغِثُّ طَعامَنا تَغْثِيثاً أَي لا تُفْسده وفي حديث ابن عباس قال لابْنه عليٍّ الْحَقْ بابنِ عَمّك يعني عبدَ الملك فغَثُّكَ خيرٌ من سَمين غيرِك وغَثِيثَةُ الجُرْح مِدَّته وقَيْحه ولَحْمُه المَيِّتُ وقد غَثَّ الجُرْحُ يَغَثُّ ويَغِثُّ غَثّاً وغَثِيثاً وأَغَثَّ يُغِثُّ إِغْثاثاً إِذا سالَ ذلك منه واسْتَغَثَّه صاحبُه إِذا أَخرجه منه وداواه قال وكنتُ كآسِي شَجَّةٍ يَسْتَغِثُّها وأَغَثَّ أَيضاً أَي أَمدّ وما يَغِثُّ عليه أَحدٌ غَثاثَته أَي ما يُفْسِدُ وما يَغِثُّ عليه أَحدٌ إِلاَّ سأَله أَي ما يَدَعُ التهذيب يقال ما يَغِثُّ عليه أَحدٌ أَي ما يَدَعُ أَحداً إِلاَّ سأَله ويقال لَبِسْتُه على غَثِيثَةٍ فيه أَي على فسادِ عَقْلٍ وفلانٌ لا يَغَِثُّ عليه شيءٌ أَي لا يقولُ في شيء إِنه رديء فيَتْرُكه ورأَيتُ في حواشي بعض نسخ الصحاح بخط بعض الأَفاضل الغَثْغثةُ القتال

غرث
الغَرَثُ أَيْسَرُ الجوع وقيل شِدَّتُه وقيل هو الجوعُ عامَّةً غَرِثَ بالكسر يَغْرَثُ غَرَثاً فهو غَرِثٌ وغَرْثانُ والأُنثى غَرْثى وغَرْثانة وفي شعر حسان في عائشة وتُصْبِحُ غَرْثى من لحُوم الغَوافل والجمع غَرْثى وغَراثى وغِراثٌ وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه أَبيتُ مِبْطاناً وحَوْلي غَرْثى وقال اللحياني هو غَرْثانُ إِذا أَردتَ الحالَ وما هو بغارِثٍ بعد هذا اليوم أَي أَنه لا يَغْرَثُ قال وكذلك يقال في هذه الحروف وما أَشبهها وغَرَّثَه جَوَّعَه وفي حديث أَبي خَثْمة عند عمر يَذُمُّ الزَّبِيبَ إِن أَكلتُه غَرِثْتُ وفي رواية وإِن أَتْرُكْه أَغْرَثْ أَي أَجوعُ يعني أَنه لا يَعْصِمُ من الجُوعِ عِصْمَةَ التَّمْر وامرأَةٌ غَرْثى الوِشاح خَميصةُ البَطْن دقيقةُ الخَصْر ووشاحٌ غَرثانُ لا يملأُه الخَصْرُ فكأَنه غَرْثانُ قال وامرأَةٌ غَرْثى الوِشاح خَميصةُ البَطْن دقيقةُ الخَصْر ووشاحٌ غَرثانُ لا يملأُه الخَصْرُ فكأَنه غَرْثانُ قال وأَكراسَ دُرٍّ ووُشْحاً غَراثى وفي الحديث كلُّ عالم غَرْثانُ إِلى عِلْم أَي جائعٌ والتَّغْريثُ التَّجْويع يقال غَرَّثَ كلابَه جَوَّعَها

غلث
الغَلْثُ الخَلْطُ وفي المحكم الغَلْثُ خَلطُ البُرِّ بالشعير أَو الذُّرة وعَمَّ به بعضُهم غَلَثَه يَغْلِثُه بالكسر غَلْثاً فهو مَغْلُوثٌ وغَلِيثٌ واغْتلَثه وفي حديث عمر رضي الله عنه ما كان يأْكُلُ السَّمْنَ مَغْلُوثاً إِلاّ بإِهالَةٍ ولا البُرَّ إِلاَّ مَغْلوثاً بالشعير وفلانٌ يأْكل الغَلِيثَ والغَلِيثُ الخُبْز المخلوطُ من الحِنْطة والشعير والغَلَثُ المَدَرُ والزُّؤَانُ وقد ذكر بالعين المهملة والمَغْلُوثُ والغِليثُ والمُغَلَّثُ الطعامُ الذي فيه المَدَرُ والزُؤَانُ والغَلِيثُ ما يُسَوَّى للنَّسْر من لَحْم وغيره ويُجْعَل فيه السَّمُّ فيؤْخذ إِذا ماتَ قال الشاعر كما يُسَقَّى الهَوْزَبُ الأَغْلاثا والهَوْزَبُ النَّسْرُ المُسِنُّ والغَلْثى مِن الطير وقيل الغَلْثى اسم شجرة إِذا أُطْعِمَ ثمَرَها السباعُ قَتَلَتْها قال أَبو وَجْزة كأَنها غَلْثى مِن الرُّخْمِ تَدِفْ وقُتِلَ النَّسْرُ بالغَلْثى والغَلْثى مقصورٌ على مثال السَّلْوى عن كراع وهو طعام يُخْلَط له فيه سَمٌّ فيأْكله فيَقْتُله فيؤْخذ رِيشُه فتُراشُ به السِّهامُ التهذيب الغَلِيثُ الطعامُ المخلوطُ بالشعير فإِن كان فيه مَدَرٌ أَو زُؤَانٌ فهو المَغْلُوثُ وقال الفراء المَعْلُوثُ بالعين المخلوط وقال غيره وقد سمعناه بالغين مَغْلُوثٌ وقال لبيد مَشْمُولةٌ غُلِثَتْ بنابِتِ عَرْفَج كدُخانِ نارٍ ساطِعٍ أَسْنامُها وغَلِثَ الزَّنْدُ غَلَثاً وأَغْلَثَ لم يُورِ واغْتَلَثْتُ الزَّنْدَ انْتَجَيْتَه من شجرة لا تَدري أَيُوري أَم لا ؟ قال حسان مَهاجِنةٌ إِذا نُسِبُوا عَبِيدٌ عَضاريطٌ مَغالِثةُ الزِّنادِ أَي رِخْوُ الزِّنادِ وهو مذكور في العين المهملة وغَلْثُ الحُلْم شيء تَراه في النَّوْم مما ليس برُؤْيا صادقةٍ والمُغْلِثُ المُقارِب من الوَجَع ليس يُضْجِعُ صاحبَه ولا يُعْرقُ وسِقاءٌ مَغْلُوث دُبِغ بالتمر أَو البُسْر والغَلِثُ الشديدُ القتال اللَّزُومُ لمن طالَبَ أَو مارَسَ والغَلَثُ بالتحريك شِدَّة القتال وغَلِثَ به غَلَثاً لزِمه وقاتله ورجل غَلِثٌ ومُغالِثٌ شديدُ القتال قال رؤبة إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ اسْمَهَرَّ اشْتَدَّ والحَلِسُ الذي لا يُبارحُ قِرْنَه والمُغالِثُ المُلازِمُ له وقال مُبْتَكِرٌ فلانٌ يَتَغَلَّثُ بي أَي يَتَوَلَّعُ بي وغَلِثَ الذئبُ بغَنَم فلان لَزِمَها يَفْرِسُها وغَلِثَ الطائرُ هاعَ ورَمى من حَوْصَلَتِه بشيء كان اسْتَرَطَه واغْتَلَثَ للقوم غُلْثةً كذَبَ لهم كَذِباً نَجا بِه وذكر أَبو زياد الكِلابيُّ ضُروباً من النبات فقال إِنها من الأَغْلاثِ منها العِكْرِشُ والحَلْفاء والحاجُ واليَنْبوتُ والغافُ والعِشْرِقُ والقَبا والسِّفا والأَسَلُ والبَرْدِيُّ والحَنْظَلُ والتَّنُّومُ والخِرْوَعُ والراءُ واللَّصَفُ قال والأَغْلاثُ مأْخوذٌ من الغَلْثِ وهو الخَلْطُ

غنث
غَنِثَ غَنَثاً شَرِبَ ثم تَنَفَّس قال قالتْ له باللهِ يا ذا البُرْدَيْن لَمَّا غَنِثْتَ نَفَساً أَو اثْنَيْن قال الشيباني الغَنَثُ ههنا كناية عن الجماع وقال أَبو حنيفة إِنما هو غَنَثَ يَغْنِثُ غَنْثاً وأَنشد هذا البيت لَمَّا غَنَثَتْ نَفَساً أَو اثْنين وفي التهذيب غَنِثَ من اللبن يَغْنَثُ غَنَثاً وهو أَن يَشْرَبَ اللبنَ ثم يَتَنَفَّسَ يقال إِذا شَرِبْتَ فاغْنَثْ ولا تَعُبَّ والعَبُّ أَن تَشْرَبَ ولا تَتَنَفَّسَ ويقال غَنِثْتُ في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَين والتَّغَنُّثُ اللُّزوم وأَنشد تَأَمَّلْ صُنْعَ رَبِّكَ غَيْرَ شَرٍّ زَماناً لا تُغَنِّثْكَ الهُمومُ وتَغَنَّثه الشيءُ لَزِقَ به قال أُمية بن أَبي الصَّلْت سَلامَكَ رَبَّنا في كلأثُ فَجْرٍ بَريئاً ما تَغَنَّثُكَ الذُّمُومُ أَي ما تَلْزقُ بك ولا تَنْتَسِبُ إِليك وغَنِثَتْ نَفْسُه غَنَثاً إِذا لَقِسَتْ قال الأَزهري ولم أَسمع غَنِثَتْ بمعنى لَقِسَتْ لغيره وتَغَنَّثه الشيءُ ثَقُلَ عليه أَبو عمرو الغُنَّاثُ الحَسَنُو الآداب في الشُّرْب والمُنادمة

غوث
أَجابَ اللهُ غَوْثاه وغُواثَه وغَواثَه قال ولم يأْت في الأَصوات شيء بالفتح غيره وإِنما يأْتي بالضم مثل البُكاء والدُّعاء وبالكسر مثل النِّداءِ والصِّياحِ قال العامريّ بَعَثْتُكَ مائِراً فلَبِثْتَ حَوْلاً مَتى يأْتي غَواثُك من تُغِيثُ
( * قوله « متى يأْتي غواثك » كذا في الصحاح والذي في التهذيب متى يرجو ) ؟ قال ابن بري البيت لعائشة بنت سعد بن أَبي وقَّاص قال وصوابه بَعَثْتُك قابِساً وكان لعائشة هذه مَوْلىً يقال له فِنْدٌ وكان مُخَنَّثاً من أَهل المدينة بعَثَتْه لِيَقْتَبِسَ لها ناراً فتوجه إِلى مصر فأَقام بها سنة ثم جاءَها بنار وهو يَعْدُو فَعَثَر فتَبَدَّد الجَمْرُ فقال تَعِسَتِ العَجلة فقالت عائشة بعَثْتُكَ قابِساً ( البيت ) وقال بعض الشعراء في ذلك ما رأَينا لغُرابٍ مَثَلا إِذ بَعَثْناهُ يَجي بالمِشْمَلَه غيرَ فِنْدٍ أَرْسَلوه قابساً فَثَوى حَوْلاً وسَبَّ العَجلَه قال الشيخ الأَصل في قوله يجي يجيء بالهمز فخفف الهمزة للضرورة والمِشْمَلَةُ كِساء يُشْتَملُ به دون القَطِيفة وحكى ابن الأَعرابي أَجابَ اللهُ غِياثَه والغُواث بالضم الإِغاثةُ وغَوَّثَ الرجلُ واسْتَغاثَ صاحَ واغَوْثاه والاسمُ الغَوْث والغُواثُ والغَواثُ وفي حديث هاجَرَ أُمّ إِسمعيلَ فهل عِندَك غَواثٌ ؟ الغَواثُ بالفتح كالغِياثِ بالكسر مِن الإِغاثة وفي الحديث اللهم أَغِثْنا بالهمزة من الإِغاثة ويقال فيه غاثَه يَغِيثُه وهو قليل قال وإِنما هو مِن الغَيْثِ لا الإِغاثة واسْتغاثَني فلانٌ فأَغَثْتُه والاسم الغِياثُ صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها وتقول ضُرِبَ فلانٌ فَغَوَّثَ تَغْويثاً إِذا قال واغَوْثاه قال الأَزهري ولم أَسمع أَحداً يقول غاثه يغُوثُه بالواو ابن سيده وغَوَّث الرجلُ واستغاثَ صاحَ واغَوْثاه وأَغاثه اللهُ وغاثَه غَوْثاً وغِياثاً والأُولى أَعلى التهذيب والغِياثُ ما أَغاثَك اللهُ به وينقول الواقع في بَلِيَّة أَغِثْني أَي فَرِّجْ عَنِّي ويقال اسْتَغَثْتُ فلاناً فما كان لي عنجه مَغُوثة ولا غَوْثٌ أَي إِغاثة وغَوْثٌ جائزٌ في هذه المواضع أَن يوضع اسم موضع المصدر مِن أَغاث وغَوْثٌ وغِياثٌ ومُغِيثٌ أَسماء والغَوْثُ بَطْنٌ من طَيِّئ وغَوْثٌ قبيلة من اليمن وهو غَوْثُ بنُ أُدَدِ بن زيد بن كهلانَ بن سَبَأَ التهذيب وغَوْثٌ حيٌّ من الأَزْد ومنه قول زهير ونَخْشى رُماةَ الغَوْثِ من كلِّ مَرْصَدٍ ويَغُوثُ صَنَم كان لمَذْحِج قال ابن سنيده هذا قول الزجاج

غيث
الغَيْثُ المطر والكَلأُ وقيل الأَصلُ المطر ثم سُمِّي ما يَنْبُتُ به غَيْثاً أَنشد ثعلب وما زِلْتُ مثلَ الغَيْثِ يُرْكَبُ مرَّةً فيُعْلى ويُولَى مَرَّةً فيُثِيبُ يقول أَنا كشجر يؤْكل ثم يُصيبُه الغَيْثُ فيَرْجِعُ أَي يَذْهَبُ مالي ثم يَعُودُ والجمع أَغْياثٌ وغُيوثٌ قال المُخَبَّلُ السَّعْدي لها لَجَبٌ حَوْلَ الحِياضِ كأَنه تَجاوُبُ أَغياثٍ لَهُنَّ هَزيمُ وغاثَ الغَيْثُ الأَرضَ أَصابَها ويقال غاثَهم اللهُ وأَصابَهم غَيْثٌ غاث اللهُ البلادَ يَغيثُها غَيْثاً إِذا أَنزل بها الغَيْثَ ومنه الحديث فادْعي الله يَغِيثُنا بفتح الياء وغِيثَتِ الأَرضُ تُغاثُ غَيْثاً فهي مَغِيثةٌ ومَغْيُوثة أَصابها الغَيْثُ وغِيثَ القومُ أَصابَهم الغَيْثُ قال الأَصمعي أَخبرني أَبو عمرو بن العَلاء قال سمعت ذا الرُّمة يقول قاتَلَ اللهُ أَمَةَ بني فلانٍ ما أَفْصَحَها قُلْتُ لها كيفَ كان المطرُ عندكم ؟ فقالت غِثْنا ما شئنا وفي حديث رُقَيقةَ أَلا فَغِثْتم ما شئتم غِثتم بكسر الغين أَي سُقِيتم الغَيثَ وهو المطر والسؤَال منه غِثنا ومِن الإِغاثة بمعنى الإِعانة أَغِثْنا وإِذا بَنَيتَ منه فعلاً ماضياً لم يُسَمَّ فاعله قلت غِثْنا بالكسر والأَصل غُيِثْنا فحذفت الياء وكسرت الغين وربما سُمي السحابُ والنباتُ غَيْثاً والغَيْث الكَلأُ يَنْبُتُ من ماء السماء وفي حديث زكاة العسل إِنما هو ذبابُ غَيْثٍ قال ابن الأَثير يعني النَّحْلَ وأَضافه إِلى الغَيْثِ لأَنه يَطلُبُ النباتَ والأَزهارَ وهما من تَوابع الغَيْثِ وغَيْثٌ مُغِيثٌ عامٌّ وبئر ذاتُ غَيِّثٍ أَي ذاتُ مادَّةِ قال رؤبة نَغْرِفُ مِن ذي غَيِّثٍ ونُؤْزِي
( * قوله « قال رؤبة إلخ » صدره كما في التكملة أَنا ابن أَنضاد إليها أَرزي تغرف الانضاد الاشراف وأرزي أَسند أي نفضل عليه ونضعف بضم النون )
والغَيِّثُ عَيْلَم الماءِ وفرس ذو غَيِّثٍ على التشبيه إِذا جاءه عَدْوٌ بعدَ عَدْوٍ وغَيَّثَ الأَعمَى طلبَ الشيءَ عن كراع وهو بالعين أَيضاً وهو الصحيح قال ابن سيده وأُرى العين المهملة تصحيفاً وغَيَّثٌ رجل من طَيِّئٍ وبنو غَيْثٍ أَو غَيِّثٍ حَيٌّ وبَين مَعْدِنِ النَّقْرة والرَّبَذة موضع يعرف بمُغِيثِ ماوانَ وماؤُه مِلْح ومَغِيثَة رَكِيَّةٌ أُخرى غذبةُ الماءِ وهي إِحدى مَناهِل الطريق مما يلي القادِسِيَّةَ وأَنشد أَبو عمرو شَرِبْنَ من ماوانَ ماءً مُرَّا ومِنْ مُغِيثَ مِثْلَه أَو شَرَّا

فثث
الفَثُّ نبت يُخْتَبَزُ حَبُّه ويؤْكَلُ في الجَدْبِ وتكون خُبْزَتُه غليظةً شبيهةً بخُبزِ المَلَّة قال أَبو دَهْبَلٍ حِرْمِيَّةٌ لم يَخْتَبِزْ أَهلُها فَثّاً ولم تَسْتَضْرِمِ العَرْفَجا وروى ابن الأَعرابي الفَثُّ حَبُّ يُشْبِهُ الجاوَرْسَ يُخْتَبَزُ ويُؤكل قال أَبو منصور وهو حَبٌّ بَرِّيٌّ يأْخذه الأَعرابُ في المَجاعات فيَدُقُّونه ويَخْتَبزونه وهو غِذاء رَديءٌ وربما تَبَلَّغُوا به أَياماً قال الطِّرِمَّاحُ لم تَأْكُلِ الفَثَّ والدُّعاعَ ولم تَجْنِ هَبيداً يَجْنِيه مُهْتَبِدُهْ قال الأَزهري قرأْت بخط شمر الفَثُّ حَبُّ شجرةٍ بَرِّيَّةٍ وأَنشد أُجُدٌ كالأَتانِ لم تَرْتَعِ الفَثّ ولم يَنْتَقِلْ عليها الدُّعاعُ وقيل الفَثُّ من نَجِيلِ السِّباخِ وهو من الحُموضِ يُخْتَبز واحدتُه فَثَّةٌ عن ثعلب وقال ابن الأَعرابي هو بِزْرُ النَّباتِ وأَنشد عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالفَثِّ وإِضاعُها القَعُودَ الوَساعا وتَمْر فَثٌّ مُنْتَشِرٌ ليس في جِرابٍ ولا وِعاءٍ كَبَثٍّ عن كراع اللحياني تَمْر فَثٌّ وفَذٌّ وبَذٌّ وهو المُتَفَرَّقُ الذي لا يَلْزَقُ بعضه ببعض وقال الأَعرابي تمر فَضٌّ مثله الأَصمعي فَثَّ جُلَّتَه فَثّاً إِذا نَثَرَ تمرَها وما رأَينا جُلَّةً أَكثر مَفَثَّةً منها أَي أَكثر نَزَلاً ويقال وُجِدَ لبني فلان مَفَثَّةٌ إِذا عُدُّوا فوُجِدَ لهم كَثْرةٌ ويقال انْفَثَّ الرجلُ من هَمٍّ آَصابَه انْفِثاثاٍ أَي انكسَر وأَنشد وإِنْ يُذكَّرْ بالإِله يَنْخَنِثْ وتَنْهَشِمْ مَرْوَتُه فتَنْفَثِثْ أَي تَنكسِرُ وفَثَّ الماءَ الحارَّ بالبارد يَفُثُّه فَثّاً كَسره وسَكَّنه عن يعقوب

فحث
الفَحِثةُ والفَحِثُ بكسر الحاء ذاتُ الأَطباقِ والجمع أَفْحاث الجوهري الفَحِثُ لغة في الحَفِثِ وهو القِبَةُ ذاتُ الأَطباق من الكَرِش وفَحَثَ عن الخبر فَحَصَ في بعض اللغات

فرث
الفَرْثُ السِّرْجينُ ما دام في الكَرِشِ والجمع فُرُوثٌ ابن سيده الفَرْثُ السِّرْقِينُ والفَرْثُ والفُراثة سِرْقِينُ الكَرشِ وفَرَثْتُها عنه أَفْرُثُها فَرْثاً وأَفْرَثْتُها وفَرَّثْتُها كذلك وفَرَثَ الحُبُّ كَبِدَه وأَفْرثَها وفَرَّثَها فَتَّتَها وفَرَثْتُ كَبِدَه أَفْرِثُها فَرْثاً وفَرَّثْتُها تَفْريثاً إِذا ضَرَبْتَه حتى تَنْفَرِثَ كَبِدُه وفي الصحاح إِذا ضَرَبتَه وهو حَيٌّ فانْفَرَثَتْ كَبِدُه أَي انْتَثرتْ وفي حديث أُم كُلْثوم بنتِ عليٍّ قالت لأَهل الكوفة أَتدرون أَيَّ كَبِدٍ فَرَثْتم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ الفَرْثُ تَفْتيت الكَبِد بالغم والأَذى وفَرَثَ الجُلَّة يَفْرُثُها ويَفْرِثُها فَرْثاً إِذا شَقَّها ثم نَثرَ جميعَ ما فيها وفي التهذيب إِذا فَرَّقها وأَفرَثْتُ الكَرِشَ إِذا شَقَقْتَها ونَثرْتَ ما فيها ابن السكيت فَرَثْتُ للقوم جُلَّةً وأَنا أَفْرِثها وأَفرُثُها إِذا شَقَقْتها ثم نَثرْتَ ما فيها وقيل كلُّ ما نثرْته من وِعاءٍ فَرْثٌ وشَرِبَ على فَرْثٍ أَي على شِبَع وأَفرَثَ الرجلَ إِفْراثاً وقَعَ فيه وأَفْرَثَ أَصحابَه عَرَّضَهم للسلطان أَو لِلائَمةِ الناس أَو كَذَّبهم عند قوم ليُصغَّرَهم عندَهم أَو فَضَحَ سِرَّهم وامرأَةٌ فُرُثٌ تَبْزُقُ وتَخْبُثُ نفسُها في أَول حَمْلِها وقد انْفُرِثَ بها أَبو عمرو يقال للمرأَة إِنها لمُنْفَرثةٌ وذلك في أَولِ حَمْلها وهو أَن تَخْبُثَ نفسُها في أَول حملها فيكْثُر نَفْثُها للخَراشِيِّ التي على رأْس مَعِدتِها قال أَبو منصور لا أَدري مُنْفَرِثةٌ أَم مُتَفَرِّثةٌ ؟ والفَرْثُ غَثَيانُ الحُبْلى والفَرْثُ الرَّكْوة الصغيرةُ وجبلٌ فَريثٌ ليس بضخْمٍ صُخورُه وليس بذي مَطَرٍ ولا طِينٍ وهو أَصعبُ الجبال حتى إِنه لا يُصْعَدُ فيه لصُعوبته وامتناعه وثَريدٌ فَرْثٌ غير مُدَقَّقِ الثَّرْدِ كأَنه شُبِّه بهذا الصِّنْفِ من الجبال وقال اللحياني قال القَنانيّ لا خير في الثريدِ إِذا كان شَرِثاً فَرِثاً وقد تقدم ذكر الشَّرِثِ

قبث
قَباثٌ اسمٌ من أَسماء العرب معروفٌ قال ابن دريد ما أَدري مِمَّ اشتقاقُه ؟ وقال بعضهم قَبَثَ به وضَبَثَ به إِذا قَبَضَ عليه

قبعث
جملٌ قَبَعْثَى ضَخْمُ الفَراسِنِ قَبيحُها والأُنثى بالهاء ناقةٌ قَبَعْثاة في نوقٍ قَباعِثَ ورجل قَبَعْثى عظيم القَدَم

قثث
القَثُّ السَّوْقُ والقَّثُّ جَمْعُك الشيء بكثرة وقَثَّ الشيءَ يَقُثُّه قَثّاً جَرّه وجمعه في كثرة وجاءَ فلانٌ يَقُثُّ مالاً ويَقُثُّ معه دُنْيا عريضةً أَي يَجُرُّها معه وبنو فلان ذَوُو مَقَثَّةٍ أَي ذَوُو عدد كثير وما أَكثر مَقَثَّتَهم قاله الأَصمعي وغيره والمِقَثَّة والمِطَثَّة
( * قوله « والمقثة والمطثة إلخ » بكسر الميم فيهما كما ضبطه في المحكم والتكملة خلافاً لصنيع القاموس ) لغتان خُشَيبة مستديرة عريضة يَلْعَبُ بها الصبيانُ يَنْصبون شيئاً ثم يَجْتَثُّونه بها عن موضعه قال ابن دريد هي شبيهة بالخَرَّارة تقول قَثَثْناه وطَثَثْناه قَثّاً وطَثّاً والقُثاثُ المتاعُ ونحوه وجاؤُوا بقُثاثِهم وقثاثتِهم أَي لم يَدَعُوا وراءَهم شيئاً وفي الحديث حَثَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوماً على الصَّدَقة فجاءَ أَبو بكر بماله يَقُثُّه أَي يَسوقُه مِن قولهم قَثَّ السَّيلُ الغُثاءَ وقيل يَجْمَعُه والقَثِيثُ ما يَتناثرُ في أُصول شجر العِنَب وحكى الفارسي عن أَبي زيد أَنه قال ما يتناثر في أُصول سَعفاتِ النَّخْل وقَثْقَثَ الشيءَ أَراد انتزاعه ويقال اقْتَثَّ القَومَ من أَصلهم واجْتَثَّهم إِذا اسْتَأْصَلَهم واجْتَثَّ حجراً من مكانه إِذا اقْتَلَعه وقول الشاعر واقْتَعَفَ الجَلْمةَ منها واقْتَثَثْ أَي اجْتَثَّ يقال اقْتُثَّ واجْتُثَّ إِذا قُلِعَ من أَصله والقَثُّ والجَثُّ واحدٌ ويقال للوَدِيِّ أَول ما يُقْلَع من أُمِّه جَثِيثٌ وقَثِيثٌ والله أَعلم

قحث
قَحَثَ الشيءَ يَقْحَثُه قَحْثاً أَخذه كُلَّه

قرث
القَرِيثاء ضَرْبٌ من التمر وهو أَسْودُ سريعُ النَقْضِ لقِشْرِه عن لِحائه إِذا أَرْطَبَ وهو أَطيَبُ تمرٍ بُسْراً قال ابن سيده يُضافُ ويوصَفُ به ويُثنَّى ويُجْمع وليس له نظير في الأَجْناس إِلاَّ ما كان من أَنواع التمر ولا نظير لهذا البناء إِلا الكَرِيثاءُ وهو ضَرْبٌ من التمر أَيضاً قال وكأَنَّ كافَها بدلٌ وقال أَبو زيد هو القَرِيثاءُ والكَرِيثاءُ لهذا البُسْر اللحياني تمرٌ قَريثاءُ وقَراثاءُ ممدودان وقال أَبو حنيفة القَريثاءُ والقَراثاءُ أَطْيَبُ التمر بُسْراً وتمره أَسودُ وزعم بعضُ الرواة أَنه اسم أَعجمي الكسائي نخلٌ قَريثاء وبُسْر قَريثاءٌ ممدود بغير تنوين وقال أَبو الجَرَّاح تمرٌ قريثا غير ممدود والقِرِّيث لغة في الجِرِّيث وهو ضربٌ من السمك والله أَعلم

قرعث
التَّقَرْعُثُ التَّجَمُّع وتَقَرْعَثَ تَجَمَّع وقَرْعَثةُ اسمٌ وهو مشتق منه

قعث
القَعْثُ الكَثْرة والقَعِيث الكثير من المعروف وغيره والإِقْعاثُ الإِكثارُ من العَطِيَّة ومطرٌ قَعِيثٌ وَبْلٌ كثير والقَعِيثُ السَّيْبُ الكثير وأَقْعَثَ العطيةَ واقْتَعَثَها أَكثرها وأَقْعَثه أَكثرها له قال رؤبة أَقْعَثَني منه بسَيْبٍ مُقْعَثِ ليس بمَنْزُورٍ ولا بِرَيِّثِ قال الأَصمعي لقد أَساءَ رؤبة في قوله بسَيْبٍ مُقْعَثٍ فجعل سَيبه مُقْعَثاً وإِنما القَعْثُ الهَيِّنُ اليسير وقَعَثْتُ له قَعْثةً أَي حَفَنْتُ له حَفْنةً إِذا أَعطيتَه قليلاً فجعله من الأَضداد وقيل إِنه لقَعِيثٌ كثير أَي واسعٌ وقَعَثَ له من الشيء يَقْعَثُ قَعْثاً حَفَنَ له وأَعطاه وقَعَثَس الشيءَ يَقْعَثُه قَعْثاً استأْصله واسْتَوعَبَه ابن السكيت أَقْعَثَ الرجلُ في ماله أَي أَسْرفَ قال الأَصمعي ضَرَبه فانْقَعَثَ إِذا قَلَعه من أَصله والقُعاثُ داء يأْخذُ الغم في أُنوفها الأَصمعي انْقَعَثَ الجِدارُ وانْقَعَر وانقَعَفَ إِذا سقط من أَصله وانْقَعَثَ الشيءُ وانقَعَفَ إِذا انْقَلَع وقال اقتَعَثَ الحافرُ اقْتعاثاً إِذا اسْتَخْرَجَ تُراباً كثيراً من البئر

قعمث
القُعْمُوثُ الدَّيُّوثُ

قلعث
تَقَعْثَلَ في مَشْيه وتَقَلْعَثَ كلاهما إِذا مَرَّ كأَنه يَتَقَلَّع من وَحَلٍ وهي القَلْعَثةُ

قمعث
القُمْعُوثُ الدَّيُّوث وهو الذي يَقُود على أَهله وحَرَمه قال ابن دُرَيدٍ لا أَحسَبُه عَرَبيّاً

قنعث
رجل قِنْعاث كثير شَعَر الجَسد والوجهِ

قنطعث
ابن سيده القَنْطَعْثة عَدْوٌ بفَزَعٍ قال ابن دريد وليس بثبَتٍ

كبث
الأَصمعي البَريرُ ثمر الأَراك فالغَضُّ منه المَرْدُ والنَّضيجُ الكَباثُ قال ابن سيده الكَبَاثُ بالفتح نضيجُ ثمر الأَراك وقيل هو ما لم يَنْضَجْ منه وقيل هو حَمْلُه إِذا كان مُتَفَرِّقاً واحدته كَباثَةٌ قال يُحَرِّكُ رأْساً كالكَباثَةِ واثِقاً بِوِرْدِ فَلاةٍ غَلَّسَتْ وِرْدَ مَنْهَلِ الجوهري ما لم يَنْضَجْ من الكَباثِ فهو بريرٌ وفي حديث جابر كُنَّا نَجْتَني الكَباثَ هو النضيجُ من ثمر الأَراك قال أَبو حنيفة الكَباثُ فُوَيْقَ حَبِّ الكُسْبَرة في المِقْدار وهو يَمْلأُ مع ذلك كَفَّي الرجُل وإِذا الْتَقَمه البعيرُ فَضَل عن لُقْمته وكَبِثَ اللحمُ بالكسر أَي تَغَيَّر وأَرْوَحَ وأَنشد يَأْكُلُ لَحْماً بائِتاً قد كَبِثا أَبو عمرو الكَبيثُ اللحم قد غَمِرَ وقد كَبَثْتُه فهو مَكْبُوثٌ وكَبيثٌ وأَنشد أَصْبَح عَمَّارٌ نَشيطاً أَبِثا يَأْكُلُ لَحْماً بائِثاً قد كَبِثا وكَبَثٌ موضع زَعَمُوا

كثث
كَثَّ الشيءُ
( * قوله « كث الشيء إلخ » من باب ضرب كما ضبط في المحكم ومن باب تعب لغة صرح بهما في المصباح ومقتضى القاموس أَنه بضم عين المضارع وسكت عليه الشارح لكنه مخالف لما صرح به غيره ) كَثاثةً أَي كَثُفَ وكَثَّتِ اللحيةُ تَكَثُّ كَثَثاً وكَثاثَةً وكُثُوثةً ولحية كَثَّة وكَثَّاء كَثُرت أُصولُها وكَثُفَتْ وقَصُرَتْ وجَعُدَتْ فلم تَنْبَسِطْ والجمع كِثاثٌ وفي صفته صلى الله عليه وسلم أَنه كان كَثَّ اللحية أَراد كَثرةَ أُصولها وشعرها وأَنها ليست بدقيقة ولا طويلة وفيها كَثافة واسْتَعْمَلَ ثعلبةُ بنُ عُبَيْد العَدَويُّ الكَثَّ في النخل فقال شَتَتْ كَثَّةُ الأَوْبار لا القُرَّ تَتَّقِي ولا الذِّئْبَ تَخْشَى وهي بالبَلَدِ المَقْصِي عَنى بالأَوْبار ليفَها وإِنما حمله على ذلك أَنه شبهها بالإِبل ورجلٌ كَثٌّ والجمع كِثاثٌ وأَكَثَّ كَكَثَّ وقد تكون الكَثاثةُ في غير اللحية من منابت الشعر إِلا أَن أَكثر استعمالهم إِياه في اللحية وامرأَة كَثَّاءٌ وكَثَّةٌ إِذا كان شَعَرُها كَثّاً وقال ابن دريد لحية كَثَّة كثيرةُ النَّباتِ قال وكذلك الجُمَّة والجمع كِثاثٌ وأَنشد عن عبد الرحمن عن عمه بحَيْثُ ناصَى اللِّمَم الكِثاثا مَوْرُ الكَثيبِ فَجرى وحاثَا يعني باللِّمم الكِثاثِ النباتَ وأَراد بحَاثَ حَثَا فَقَلَبَ وقومٌ كُثٌّ بالضم مثل قولك رجل صُدُقُ اللقاء وقوم صُدُقٌ الليث الكَثُّ والأَكَثُّ نَعْتُ كَثِيثِ اللِّحْية ومصدَرُه الكُثُوثَةُ أَبو خيرة رجلٌ أَكثُّ ولحيةٌ كَثَّاءُ بَيِّنَة الكَثَثِ والفعل كَثَّ يَكَثُّ كُثوثة والكَثْكَثُ والكِثْكِثُ مثلُ الأَثلَبِ والإِثلِبِ دُقاقُ التراب وفُتاتُ الحجارة وقيل التُّرابُ مع الحجر وقيل التُّراب عامَّة والكَثْكَثُ الحجارة وقالوا بفيه الكَثْكَثُ والكِثكِثُ كقولك بفيه الترابُ والحجَرُ وحكى اللحياني الكَثْكَثَ له والكِثْكِثَ قال فنصب كأَنه دعاء يعني أَنهم نصبوه نَصْبَ المصادر المَدْعُوِّ بها شبَّهوه بالمصدر وإِن كان اسماً أَبو خَيرة من أَسماء التراب الكَثْكَثُ وهو التراب نفسُه والواحدة بالهاء ويقال الكَثَاكِثُ الليث الحِصْحِصُ والكِثْكِثُ كلاهما الحجارة قال رؤبة مَلأْتُ أَفْواهَ الكِلابِ اللُّهَّثِ من جَنْدَلِ القُفِّ وتُرْبِ الكِثْكِثِ وفي الحديث أَنه مَرَّ بعبد الله بن أُبَيٍّ فقال يَذْهَبُ محمدٌ إِلى مَن أَخْرَجَه من بلاده فأَما مَن لم يُخْرِجْه وكان قُدُومُه كَثَّ مُنْخُرِه فلا يغشاه قال ابن الأَثير أَي كان قُدومُه على رَغْمِ أَنفه يعني نفسَه وكأَنَّ أَصله من الكِثْكِثِ التراب وفي حديث حُنين قال أَبو سفيان عند الجَوْلة التي كانت من المسلمين غَلَبَتْ والله هوازنُ فقال له صَفْوانُ بن أُميَّة بفيك الكِثْكِثُ هو بالكسر والفتح دُقاقُ الحَصَة والترابُ ومنه الحديث الآخر وللعاهِرِ الكِثْكِثُ قال ابن الأَثير قال الخطَّابيُّ قد مَرَّ بمسامعي ولم يَثبُتْ عندي والكَثَاثاء الأَرضُ الكثيرة التراب التهذيب ابن شميل الزِّرِّيعُ والكاثُّ واحدٌ وهو ما يَنْبُتُ مما يَتَناثَرٌ من الحَصِيد فيَنْبُتُ عاماً قابلاً وقال الأَزهري لا أَعرف الكاثَّ

كحث
الأَزهري عن الليث كَحَثَ له من المال كَحْثاً إِذا غَرَفَ له منه غَرْفةً بيده

كرث
كَرَثَه الأَمْرُ يَكْرِثُه ويَكْرُثُه كَرْثاً وأَكْرَثه ساءه واشتدَّ عليه وبَلَغَ منه المَشَقَّةَ قال الأَصمعي ولا يقال كَرَثَه وإِنما يقال أَكْرَثَه على أَنَّ رُؤبة قد قال وقد تُجَلَّى الكُرَبُ الكَوارِثُ وفي حديث عَلِيِّ في سَكْرة مُلْهِثَة وغَمْرةٍ كارِثةٍ أَي شديدة شاقَّة من كَرَثه الغَمُّ أَي بَلَغَ منه المَشَقَّة ويقال ما أَكْتَرِثُ له أَي ما أُبالي به وفي حديث قُسٍّ لم يُخَلِّنا سُدًى من بعد عيسى واكْتَرَث يقال ما أَكْتَرِثُ به أَي ما أُبالي ولا يُستعمل إِلاَّ في النفي وقد جاء ههنا في الاثبات وهو شاذ واكْتَرَثَ له حَزِنَ وامرأَة كَرِيثٌ كارِثٌ وكلُّ ما أَثْقَلَكَ فقد كَرَثَكَ الليث يقال ما أَكْرَثَني هذا الأَمْرُ أَي ما بَلَغَ مني مَشَقَّةً والفعلُ المُجاوز كَرَثْتُه وقد اكْترَثَ هو اكْتِراثاً وهذا فعل لازم الأَصمعي كَرَثَني الأَمْرُ وقَرَثَني إِذا غَمَّه وأَثْقَلَه والكَرِيثاء ضَرْبٌ من البُسْر يوصَفُ به ويُضاف عن أَبي الحسن الأَخْفش التهذيب يقال بُسْرُ قَرِيثاءَ وكَرِيثاءَ لضَرْبٍ من التمر معروف والكَرَّاثُ بقْلة قال ابن سيده الكُرَّاثُ والكَرَّاثُ الأَخيرة عن كراع ضَرْبٌ من النبات مُمْتَدٌّ أَهْدَبُ إِذا تُرِكَ خَرَجَ من وَسطه طاقةٌ فطارَتْ قال ذو الرمة يصف فِراخَ النَّعام كأَنَّ أَعناقَها كُرَّاثُ سائِقةٍ طارَتْ لَفائِفُها أَو هَيْشَرٌ سَلِبُ وقال أَبو حنيفة من العُشْب الكَرَاثُ تَطُول قَصَبَتُه الوُسْطة حتى تكونَ أَطولَ من الرجُل التهذيب الكَرَّاث بَقْلة والكَرَاث بفتح الكاف وتخفيف الراء بقلة أُخرى الواحدة كَرَاثةٌ قال أَبو ذَرَّة الهُذَليُّ إِنَّ حَبيبَ بنَ اليَمانِ قد نَشِبْ في حَصِدٍ من الكَرَاثِ والكَنِبْ قال الكَرَاث والكَنِبُ شجرتان إِن يَنتَسِبْ يُنسَبْ إِلى عِرْقٍ وَرِبْ أَهلِ خَزُوماتٍ وشَحَّاجٍ صَخِبْ وعازِبٍ أَقْلَحَ فُوهُ كالخَرِبْ أَراد بالعازب مالاً عَزَبَ عن أَهله أَقْلَحَ اصْفَرَّتْ أَسنانُه من الهَرَم ابن سيده الكَراثُ ضَرْبٌ من النبات واحدتُه كَراثةٌ وبه سمي الرجل كَراثةً قال أَبو حنيفة الكَراثُ شجرةٌ جبلية لها خِطْرة ناعمةٌ لَيِّنَة إِذا فُدِغَتْ هُرِيقَتْ لَبَناً والناسُ يَسْتَمْشُون بلَبنِها قال ويُؤْتَى بالمَجْذُوم حتى يُتَوَسَّطَ به مَنْبِتُ الكَرَاثِ فيقيم فيه ويُخْلَط له بطعامه وشرابه فلا يَلْبَثُ أَن يَبْرأَ من جُذامِه وتَذْهبَ قوَّتُه يعني قُوَّةَ الجُذام قال وقال الأَزْدِيُّ لا أَعرفه ينبت إِلاَّ بذي كَشاءٍ قال ويزعمون أَنَّ جِنِّيَّةً قالت من أَراد الشفاء من كل داء فعليه بنباتِ البُرْقة من ذاتِ كَشَاءٍ والكُرَّاثُ موضع

كرنث
تَكَرْنَثَ علينا تَكَبَّر
( * قوله « تكرنث علينا إلخ » أَثبتها في المحكم وأَهملها المجد )

كشث
الكَشُوثُ والأُكْشُوثُ والكَشُوثَى كلُّ ذلك نباتٌ مُجْتَثٌّ مقطوعُ الأَصل وقيل لا أَصل له وهو أَصْفَرُ يتعلق بأَطراف الشَّوْكِ وغيره ويُجْعَلُ في النبيذ سَوادِيَّةٌ يقولون كَشُوثاء الجوهري الكَشُوثُ نبتٌ يَتَعلَّقُ بأَغصانِ الشجرِ من غير أَن يَضْرِبَ بعِرْقٍ في الأَرض قال الشاعر هو الكَشُوثُ فلا أَصلٌ ولا وَرَقٌ ولا نَسيمٌ ولا ظِلٌ ولا ثَمَرُ ابن الأَعرابي الكَشُوثاءُ الفَقَدُ وهو الزُّحْمُوكُ قال ابن الأَعرابي جاء على فَعُولاء ممدوداً جَلُولاءُ وحَرُوراءُ وهما بَلدَان وكَشُوثاءُ يسميه الناسُ الكَشُوثَ قال وبزْرُ قَطُونا قال والمدُّ فيها أَكثر وقد يقصران وفتَح الكاف من كَشُوثاء

كلبث
رجل كَلْبَثٌ وكُلابِثٌ بخيل مُنْقَبضٌ قال ابن دُرَيْد رجل كُلْبُثٌ وكُلابِثٌ وهو الصُّلْبُ الشديدُ

كنث
الليث الكُنْثة نَوَرْدَجَة تُتَّخذ من آسٍ وأَغصانِ خِلافٍ تُبْسَطُ وتُنَضَّدُ عليها الرياحينُ ثم تُطْوَى وإِعرابه كُنْثَجةٌ وبالنَّبَطيَّة كُنْثا

كنبث
رجل كُنْبُثٌ وكُنابثٌ تَداخَلَ بعضُه في بعض وقيل هو الصُّلْبُ الشديدُ وقد تَكَنْبَثَ ابن الأَعرابي الكِنْباثُ الرمل المُنْهالُ

كندث
الكُنْدُث والكُنادِثُ الصُّلْب

كنعث
تَكَنْعَثَ الشيءُ
( * قوله « تكنعث الشيء إلخ » أَثبتها في المحكم وأَهملها المجد ) تَجَمَّع وكَنْعَثٌ وكَنْعَثةُ اسم مشتق منه

كنفث
رجل كُنْفُثٌ وكُنافثٌ قصير

كوث
كُوثى من أسماء مَكة عن كراع التهذيب الكُوثى القصير والكُوثِيُّ مثله النَّضْرُ كَوَّثَ الزرعُ تكويثاً إِذا صار أَربَعَ وَرَقاتٍ وخمسَ ورقاتٍ وهو الكَوْثُ وقال أَبو منصور وكأَنَّ المقطوعَ الذي يُلْبَسُ الرِّجْلَ سمي كَوْثاً تشبيهاً بكَوْثِ الزَّرْع ويقال له القَفْشُ وكأَنه مُعَرَّبٌ قال وأَما كُوثى التي بالسَّوَاد فما أُراها عربية ولقد قال محمد بن سيرين سمعت عبيدة يقول سمعت عليّاً عليه السلام يقول من كان سائِلاً عن نِسْبَتِنا فإِنا نَبَطٌ من كُوثى وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال سأَل رجلٌ عليّاً عليه السلام فقال أَخبرني يا أَمير المؤْمنين عن أَصلكم معاشرَ قُرَيْشٍ فقال نحن قومٌ من كُوثى واختلف الناسُ في قوله نحن قوم من كُوثى فقالت طائفة أَراد كُوثى العِراق وهي سُرَّةُ السَّوادِ التي ولد بها إِبراهيم عليه السلام وقال آخرون أَراد كُوثى مَكَّةَ وذلك أَن مَحلَّةَ بني عبد الدَّار لها كُوثى فأَراد عليٌّ انّا مَكِّيُّونَ أُمِّيُّون من أُمِّ القُرَى وأَنشد حسان لَعَنَ اللهُ مَنزِلاً بَطْنَ كُوثى ورماه بالفَقْرِ والإِمْعارِ ليس كُوثى العِراقِ أَعني ولكِنْ كُنْثَةَ الدارِ دارِ عَبْد الدارِ أَمْعَرَ الرجلُ إِذا افْتَقَر قال أَبو منصور والقولُ الأَوَّل هو الأَدلُّ لقول عليّ عليه السلام فإِنَّا نَبَطٌ من كُوثى ولو أَراد كُوثى مكة لَما قال نَبَطٌ وكُوثى العِراقِ هي سُرَّةُ السَّوادِ من مَحالِّ النَّبَطِ وإِنما أَراد عليه السلام أَن أَبانا إِبراهيمَ كان من نَبَطِ كُوثى وأَنَّ نسبنا انتَهى إِليه ونحْوَ ذلك قال ابنُ عباس نحنُ معاشِرَ قُرَيش حَيٌّ من النَّبَط مِن أَهل كُوثى والنَّبَطُ من أَهل العِراق قال أَبومنصور وهذا من عليٍّ وابن عباس عليهم السلام تَبرُّؤٌ من الفَخْرِ بالأَنْساب ورَدْعٌ عن الطَّعْن فيها وتحْقيقٌ لقوله عز وجل إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ

لبث
: اللَّبْث و اللَّبَاثُ : المُكْثُ . قال الله تعالى : { لابثين فيها أَحقاباً } الفرَّاء : الناس يقرأون لابثين وروي عن علقمة أَنه قرأَ لبثين قال : وأَجود الوجهين لابثين لأَن لابثين إِذا كانت في موضع ... . . فَتَنْصِبُ كانت بالأَلِف مثلَ الطامِعِ والباخل . قال : و اللَّبِثُ البطيءُ وهو جائز كما يقال : طامِعٌ وطمِعٌ بمعنى واحد . ولو قلت : هو طمِعٌ فيما قِبَلَك كان جائزاً . قال أَبو منصور : يقال لَبِثَ لُبْثاً و لَبْثاً ولُبَاثاً كل ذلك جائز . و تَلَبَّثَ تَلَبُّثاً فهو مُتَلَبِّثٌ . قال الجوهري : مصدر لَبِثَ لَبْثاً على غير قياس لأَن المصدر من فَعِلَ بالكسر قياسه التحريك إِذا لم يتعدَّ مثل تَعِب تَعَباً قال : وقد جاءَ في الشعر على القياس قال جرير : وقد أَكْونُ على الحاجاتِ ذا لَبَثٍ وأَحوَذِيّاً إِذا انضمَّ الذَّعاليبُ فهو لابث و لبثٌ أَيضاً . ابن سيده : لبِثَ بالمكان يَلْبَثُ لَبْثاً و لُبْثاً و لَبَثَاناً و لَباثَةً و لبِيثَةً و أَلبثتُهُ أَنا و لبَّثْتُهُ تلبيثاً و تَلَبَّثَ : أَقام وأَنشد ابن الأَعرابي : غرَّكِ منِّي شَعَثي ولَبَثي ولِمَمٌ حَوْلَك مِثلُ الحُرْبُثِ معناه : أَنه شيخ كبير فأَخبر أَنه إِذا مشى لم يَلْحَقْ من ضعفه فهو يتلبث وشبه لمم الشبان في سوادها بالحُرْبُث وهو نبت أَسود سهلي . و أَلبثه هو قال : لن يُلْبِثَ الجارَيْنِ أَنْ يَتَفَرَّقا لَيْلٌ يَكُرُّ عليهمُ ونهارُ قال أَبو حنيفة : الجبهة تسقط وقد دفِئَتِ الأَرضُ فإِذا حاذتها فإِن الدِّفْءَ والرِّيَّ لا يُلْبِثا أَن يُرْعيا هكذا حكاه يُلْبِثا كقولك يُكْرِما قال : ولا أَدري لِمَ جزمه . ولي على هذا الأَمر لُبْثَةٌ أَي تَوقُّفٌ . وشيءٌ لَبيث : لابث . وقالوا : نَجِيثٌ لبيثٌ إِتباع . وما لبثَ أَن فعل كذا وكذا . وفي التنزيل العزيز : { فما لبِثَ أَن جاءَ بعِجل حينذ } وفي الحديث : فاستلبثَ الوحْيُ وهو استفعل مِن اللبث الإِبطاءِ والتأَخرِ يقال لبِثَ لَبْثاً بسكون الباء وقد تفتح قليلاً على القياس وقيل : اللَّبْثُ الاسم و اللَّبْثُ بالضم المصدر . وقوسٌ لَباث : بطيئة حكاه أَبو حنيفة وأَنشد : يُكَلِّفُني الحجاجُ درعاً ومِغْفَراً وطِرْفاً كرِيماً رائعاً بِثَلاثِ وستِّين سهماً صِيغَةً يَثْرِبيةً وقوساً طَرُوحَ النَّبْل غيرَ لَباثِ وإِن المجلس ليجمع لَبيثة من الناس إِذا كانوا من قبائل شتَّى

لثث
لُثَّ الشجرُ أَصابه الندى واللَّثُّ الإِقامة وأَلْثَثْتَ بالمكانِ إِلْثاثاً أَقمتَ به ولم تبرحه وأَلثَّ بالمكان أَقام به ويقال مَثْمِثوا بنا ساعة وتَمَثْمَثُوا ولَثْلِثُوا ساعة وحَفْحِفُوا بنا ساعة أَي رَوِّحوا بنا قليلاً وأَلَثَّ عليه إِلثاثاً أَلَحَّ عليه ولَثْلَثَ مثله وفي حديث عمر رضي الله عنه ولا تُلِثُّوا بدارِ مَعْجِزَةٍ أَي لا تقيموا بدارٍ يُعْجِزُكُمْ فيها الرِّزقُ والكسبُ وقيل أَراد لا تقِيموا بالثغور ومعكم العيال وأَلَثَّ المطر إِلثاثاً أَي دام أَياماً لا يُقْلِع وأَلَثَّتِ السحابة دامت أَياماً فلم تُقْلِع وتَلَثْلَثَ الغَيمُ والسحاب ولثْلَثَ إِذا تردد في مكان كلما ظننت أَنه ذهب جاءَ وتلثلث بالمكان تَحَبَّس وتَمَكَّثَ وتَلَثلَثَ في الأَمر ولثلَث بمعنى تردد قال الكميت تَلَثْلَثْتُ فيها أَحْسَبُ الحَوْرَ أَقْصَدا قال ابن سيده هذا قول أَبي عبيد في المصنف وقال أَبو عبيد أَيضاً تلثلثت ترددت في الأَمر وتمرَّغت قال الكميت لطالَما لثلثتْ رحلي مَطِيَّتُه في دِمْنةٍ وسَرَتْ صَفْواً بأَكدارِ قال لثلثت مرغت وتَلثلَثَ في الدِّقْعاءِ تمرَّغ وتلثلثَ في أَمره أَبطأَ وتمكث ورجل لَثْلَثٌ ولَثْلاثَةٌ بطيءٌ في كل أَمر كلما ظننت أَنه قد أَجابك إِلى القيام في حاجتك تقاعس وأَنشد لرؤْبة لا خيرَ في وُدِّ امرِئٍ مُلَثْلِث ولَثْلَثَ الرجلَ حَبَسَهُ ولثلث كلامه لم يُبَيِّنْه ولثلثه عن حاجته حبسه

لطث
ابن الأَعرابي اللَّطْثُ الفساد لَطَثَهُ
( * قوله « لطثه » مقتضى صنيع القاموس أَنه من باب كتب )
يَلْطُثُه لطثاً ضربه بِعرْض يده أَو بعود عريض أَبو عمرو لطثه بحجر ولطسه إِذا رماه وتلاطثَ الموجُ تلاطم وتلاطثَ القومُ تضاربوا بالسيوف أَو بأَيديهم ولطثه الحِمْلُ والأَمر يَلْطُثُه لطثاً ثَقُل عليه وغَلُظ وقول رؤْبة ما زالَ بيعُ السَّرَقِ المُهايِثُ بالضعْف حتى استوقَرَ المُلاطِثُ قال أَبو عمرو المُلاطِثُ يعني به البائع قال ويروى المَلاطِثُ وهي المواضع التي لُطِثَتْ بالحَمْل حتى لُهِدَت ومِلْطَثٌ اسم

لعث
: الأَلْعَثُ : الثقيل البطيءُ من الرجال . وقد لَعِثَ لَعَثاً قال أَبو وجرة السعدي : ونَفَضْتُ عني نومَها فسريتُها بالقوم من تَهِمٍ وأَلْعَثَ واني والتَّهِمُ والتَّهِنُ : الذي قد أَثقله النعاس

لغث
اللغِيثُ الطعام المخلوط بالشعير كالبَغيثِ عن ثعلب وباعَتُه يقال لهم البُغَّاثُ واللُّغَّاثُ وفي حديث أَبي هريرة وأَنتم تَلْعَثُونها أَي تأْكلونها من اللَّغيث وهو طعامٌ يُغَش بالشعير ويروى تَرْغَثُونها أَي ترضَعُونها
( * أَهمل المصنف « ل ف ث » وذكرها صاحب القاموس وشرحه ونصه لفث الالفث بالفاء أَهمله الجوهري وصاحب اللسان وقال الصاغاني هو الأَحمق مثل الالفت بالمثناة واستلفث ما عنده استنبط واستقصى واستلفث الخبر كتمه وكذا حاجته قضاها واستلفث الرعي بكسر فسكون إِذا رعاه ولم يدع منه شيئاً )

لقث
لَقَثَ الشيءَ لَقْثاً أَخذه بسرعة واستيعاب وليس بِثَبَتٍ

لكث
اللَّكَثُ الوسَخُ من اللبن يجمُدُ على حرف الإِناءِ فتأْخذه بيدك ولكَثَه لكْثاً ولِكاثاً ضربه بيده أَو رجله قال كثير عزة مُدِلٌّ يَعَضُّ إِذا نالهُنَّ مِراراً ويُدْنِينَ فاهُ لِكاثا وقال ابن الأَعرابي اللَّكْثُ واللِّكاث الضرب ولم يخض يداً ولا رجلاً وقال كراع اللُّكاث الضرب بالضم واللُّكاثَةُ أَيضا داءٌ يأْخذ الغنم في أَشداقها وشفاهها وهو مثل القُرح وذلك في أَول ما تكدِمُ النبتَ وهو قصير صغير الفرع اللحياني اللُّكاث والنُّكاثُ داءٌ يأْخذ الإِبل وهو شبه البَثْر يأخذها في أَفواهها ثعلب عن سلمة عن الفراء اللُّكاثيُّ الرجل الشديد البياض مأْخوذ من اللُّكاث وهو الحجر البَرَّاقُ الأَملس ويكون في الجِصِّ عمرو عن أَبيه اللُّكَّاثُ الجصَّاصُون والصُّنَّاع منهم لا التجار

لهث
اللَّهَثُ واللُّهاثُ حر العطش في الجوف الجوهري اللَّهَثان بالتحريك العطش وبالتسكين العطشان والمرأَة لَهْئى وقد لَهِث لَهاثاً مثل سمع سماعاً ابن سيده لَهَث الكلب بالفتح ولَهِثَ يَلْهَث فيهما لهْثاً دَلَع لسانه من شدة العطش والحر وكذلك الطائر إِذا أَخرج لسانه من حر أَو عطش ولَهَثَ الرجل ولهِث يلهَثُ في اللغتين جميعاً لَهَثاً فهو لَهْثانُ أَعيا الجوهري لَهَث الكلب بالفتح يَلْهَثُ لَهْثاً ولُهاثاً بالضم إِذا أَخرج لسانه من التعب أَو العطش وكذلك الرجل إِذا أَعيا وفي التنزيل العزيز كَمَثَل الكلب إِن تحمِلْ عليه يلهث أَو تتركه يلهث لأَنك إِذا حملتَ على الكلب نبح وولَّى هارباً وإِن تركته شدَّ عليك ونبح فيتعب نفسه مقبلاً عليك ومدبراً عنك فيعتريه عند ذلك ما يعتريه عند العطش من إِخراج اللسان قال أَبو إِسحق ضرب الله عز وجل للتارك لآياته والعادل عنها أَخَسَّ شيءٍ في أَخَسِّ أَحواله مثلاً فقال فمثَله كمثل الكلب إِن كان الكلب لَهْثان وذلك أَنَّ الكلب إِذا كان يلهث فهو لا يقدر لنفسه على ضرٍّ ولا نفع لأَن التمثيل به على أَنه يلهث على كل حال حملْتَ عليه أَو تركتَهُ فالمعنى فمثَله كمثل الكلب لاهثاً وقال الليث اللَّهثُ لَهْثُ الكلب عند الإِعياءِ وعند شدة الحرِّ هو إِدْلاعُ اللسان من العطش وفي الحديث أَنَّ امرأَةً بَغيّاً رأَت كلباً يَلْهَثُ فسقته فغُفِر لها وفي حديث علي في سَكْرَةٍ مُلْهِثَةٍ أَي مُوقعةٍ في اللهث وقال سعيد بن جبير في المرأَة اللهْثى والشيخ الكبير إِنهما يُفْطِران في رمضان ويُطْعِمان ويقال به لُهاث شديد وهو شدة العطش قال الراعي يصف إِبلاً حتى إِذا بَردَ السِّجالُ لُهاثَها وجَعلْنَ خَلْفَ غُروضِهنَّ ثميلا السجال جمع سَجْل وهي الدلو المملوءَة والثميلة البقية من الماءِ تبقى في جوف البعير والغُرُوض جمع غَرْض وهو حزام الرّحل وقال أَبو عمرو اللُّهْثة التَعبُ واللُّهْثة أَيضاً العطَش واللُّهثة أَيضاً الحمْراءُ التي تراها في الخوص إِذا شققته الفراءُ اللُّهاثيُّ من الرجال الكثير الخِيلان الحُمْر في الوجه مأْخوذ من اللُّهاث وهي النقَط الحمر التي في الخوص إِذا شققته أَبو عمرو اللُّهَّاث عاملو الخُوص مُقْعَدات وهي الدَّواخِلُ واحدتها مُقْعَدة وهي الوشِيخةُ
( * قوله « الوشيخة » كذا في الأصل بلا نقط ولا شكل والذي في القاموس الوشخ ) والوشَخَةُ والشَّوْغَرةُ والمُكَعَّبةُ والله أَعلم

لوث
التهذيب ابن الأَعرابي اللَّوْثُ الطيُّ واللوثُ اللَّيُّ واللوث الشرُّ واللَّوْثُ الجِراحات واللوث المُطالبات بالأَحْقاد واللَّوثُ تَمْريغُ اللقمة في الإِهالَة قال أَبو منصور واللوث عند الشافعي شبه الدلالة ولا يكون بينة تامة وفي حديث القسامة ذكرُ اللوثِ وهو أَن يشهد شاهد واحد على إِقرار المقتول قبل أَنْ يموت أَن فلاناً قتلني أَو يشهد شاهدان على عداوة بينهما أَو تهديد منه له أَو نحو ذلك وهو من التَّلَوُّث التلطُّخ يقال لاثه في التراب وَلَوَّثَهُ ابن سيده اللَّوْثُ البُطْءُ في الأَمر لوِثَ لَوَثاً والتاثَ وهو أَلوَثُ والتاث فلان في عمله أَي أَبطأَ واللُّوثَةُ بالضم الاسترخاءُ والبطءُ وفي حديث أَبي ذر كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا التاثت راحلة أَحدنا طعن بالسَّروة وهي نصل صغير وهو من اللُّوثَةِ الاسترخاءِ والبطءِ ورجل ذو لُوثة بطيءٌ مُتَمَكِّث ذو ضعف ورجل فيه لُوثة أَي استرخاءٌ وحمق وهو رجل أَلوَثُ ورجل أَلوث فيه استرخاءٌ بيِّن اللوَث وديمة لَوثاءُ والمُلَيَّث من الرجال البَطيءُ لسمنه وسحابة لوثاءٌ بها بُطْءٌ وإِذا كان السحاب بطيئاً كان أَدوم لمطره قال الشاعر من لَفْحِ ساريةٍ لوثاءَ تَهْمِيم قال الليث اللوثاءُ التي تَلُوثُ النباتَ بعضه على بعض كما تلوث التبن بالقت وكذلك التلوُّث بالأَمر قال أَبو منصور السحابة اللوثاءُ البطيئة والذي قاله الليث في اللوثاءِ ليس بصحيح الجوهري وما لاث فلان أَن غلب فلاناً أَي ما احتبس والأَلْوث الأَحمق كالأَثْوَل قال طفيل الغنوي إِذا ما غزا لم يُسْقِطِ الخوْفُ رُمحَهُ ولم يَشْهدِ الهيجا بأَلْوَثَ مُعْصِم ابن الأَعرابي اللُّوثُ جمع الأَلْوث وهو الأَحمق الجبان وقال ثمامة بن المخبر السدوسي أَلا رُبَّ مُلْتاثٍ يَجُرُّ كساءَه نَفى عنه وُجْدانَ الرِّقينَ العَرائما
( * قوله « العرائما » كذا بالأَصل وشرح القاموس ولعله القرائما جمع قرامة بالضم العيب )
يقول رب أَحمق نفى كثرة ماله أَن يُحَمِّق أَراد أَنه أَحمق قد زيَّنه ماله وجعله عند عوام الناس عاقلاً واللُّوثة مس جنون ابن سيده واللوثة كالأَلوث واللُّوثة واللَّوْثة الحمق والاسترخاءُ والضعف عن ابن الأَعرابي وقيل هي بالضم الضعف وبالفتح القوَّة والشدة وناقة ذاتُ لَوْثة ولَوْث أَي قوة وقيل ناقة ذات لَوْثة أَي كثيرة اللحم والشحم ويقال ناقة ذات هَوَج واللَّوْث بالفتح القوَّة قال الأَعشى بذاتِ لَوْث عَفَرْناة إِذا عَثَرَت فالتعْسُ أَدنى لها من أَن يُقال لَعا قال ابن بري صواب إِنشاده مِن أَن أَقول لعا قال وكذا هو في شعره ومعنى ذلك أَنها لا تعثر لقوَّتها فلو عثرت لقلت تَعِست وقوله بذات لوث متعلق بِكلَّفت في بيت قبله وهو كَلَّفْتُ مَجْهُولَها نَفْسي وشايعني هَمِّي عليها إِذا ما آلُها لمَعا الأَزهري قال أَنشدني المازني فالتاثَ من بعدِ البُزُولِ عامَينْ فاشتدَّ ناباهُ وغَيْرُ النابَينْ قال التاثَ افتعل من اللَّوث وهو القوَّة واللُّوثة الهَيْج الأَصمعي اللَّوثة الحُمقة واللَّوثة العَزْمة بالعقل وقال ابن الأَعرابي اللُّوثة واللَّوثة بمعنة الحمقة فإِن أَردت عزمة العقل قلت لَوْث أَي حَزْم وقوَّة وفي الحديث أَن رجلاً كان به لُوثة فكان يغبن في البيع أَي ضعف في رأْيه وتلجلج في كلامه الليث ناقة ذات لَوْث وهي الضَّخْمة ولا يمنعها ذلك من السرعة ورجل ذو لَوْث أَي ذو قوَّة ورجل فيه لُوثة إِذا كان فيه استرخاءٌ قال العجاج يصف شاعراً غالبه فغلبه فقال وقد رأَى دونيَ من تَجَهُّمِي
( * قوله « رأى دوني من تجهمي إلخ » كذا بالأصل )
أُمَّ الرُّبَيْقِ والأُرَيْقِ المُزْنَم فلم يُلِثْ شَيطانَهُ تَنُهُّمي يقول رأَى تجهمي دونه ما لا يستطيع أَن يصل إِليَّ أَي رأَى دوني داهية فلم يُلِثْ أَي لم يُلْبِث تَنَهُّمِي إِياه أَي انتهاري والليث الأَسد زعم كراع أَنه مشتق من اللوث الذي هو القوة قال ابن سيده فإِن كان ذلك فالياءُ منقلبة عن واو قال وليس هذا بقويّ لأَن الياء ثابتة في جميع تصاريفه وسنذكره في الياء واللَّيثُ بالكسر نبات ملتف صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها والأَلوث البطِيء الكلام الكلِيلُ اللسان والأُنثى لَوْثاء والفعل كالفعل ولاثَ الشيءَ لَوْثاً أَداره مرتين كما تُدارُ العِمامة والإِزار ولاث العمامة على رأْسه يلُوثها لَوْثاً أَي عصبها وفي الحديث فحللت من عمامتي لَوْثاً أَو لَوْثَين أَي لفة أَو لفتين وفي حديث الأَنبذةُ والأَسقية التي تُلاث على أَفواهها أَي تُشَدّ وتربط وفي الحديث أَنَّ امرأَة من بني إِسرائيل عَمَدت إِلى قَرْن من قُرُونها فلاثَتْه بالدهن أَي أَدارته وقيل خلطته وفي الحديث حديث ابن جَزْء ويلٌ لِلَّوَّاثين الذين يَلُوثون مع البَقر ارفعْ يا غلام ضعْ يا غلام قال ابن الأَثير قال الحربي أَظنه الذي يُدارُ عليهم بأَلوان الطعام من اللَّوْث وهو إِدارة العمامة وجاء رجل إِلى أَبي بكر الصديق رضي الله عنه فوقف عليه ولاث لوثاً من كلام فسأَله عمر فذكر أَنَّ ضيفاً نزل به فزنَى بابنته ومعنى لاث أَي لوى كلامه ولم يبينه ولم يشرحه ولم يصرح به يقال لاث بالشيء يلوث به إِذا أَطاف به ولاث فلان عن حاجتي أَي أَبطأَ بها قال ابن قتيبة أَصل اللوث الطيّ لُثْت العمامة أَلُوثها لَوْثاً أَراد أَنه تكلم بكلام مَطْويّ لم يبينه للاستحياء حتى خلا به ولاث الرجل يلوثُ أَي دار وفلان يَلُوث بي أَي يَلُوذ بي ولاث يلُوث لَوْثاً لزِمَ ودار
( * قوله « لزم ودار » كذا بالأصل والذي في القاموس اللوث لزوم الدار اه فمعنى لاث لزم الدار ) عن ابن الأَعرابي وأَنشد تَضْحَك ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ من عَزَبٍ ليس بِذِي مَلاثِ أَي ليس بذي دارٍ يَأْوي إِليها ولا أَهل ولاث الشجر والنبات فهو لائثٌ ولاثٌ ولاثٍ لبس بعضه بعضاً وتَنَعَّمَ وكذلك الكلأُ فأَما لائث فعلى وجهه وأَما لاثٌ فقد يكون فَعِلاً كبَطِرٍ وفَرِقٍ وقد يكون فاعلاً ذهبت عينه وأَما لاثٍ فمقلوب عن لائث مِن لاث يلوث فهو لائثٌ ووزنه فالعٌ قال لاثٍ به الأَشاءُ والعُبْريُّ وشجر ليِّثٌ كَلاثٍ والتاثَ وأَلاثَ كَلاث وقد لاثه المطرُ ولَوَّثه واللاَّئث واللاثُ مِن الشجر والنبات ما قد التبس بعضه على بعض تقول العرب نبات لائثٌ ولاثٍ على القلب وقال عدي ويَأْكُلْنَ ما أَغْنى الوَلِيُّ ولم يُلِثْ كأَنَّ بِحافات النِّهاء مَزارِعا أَي لم يجعله لائثاً ويقال لم يُلِثْ أَي لم يلث بعضه على بعض مِن اللوث وهو اللَّيّ وقال الوري
( * كذا في الأصل بلا نقط ولا شكل ويكمن أَنه البوري نسبة إلى بور بضم الباء بلدة بفارس خرج منها مشاهير والله أَعلم ) لم يُلِثْ لم يُبْطئْ أَبو عبيد لاثٍ بمعنى لائث وهو الذي بعضه فوق بعض وأَلْوَثَ الصِلِّيانُ يبس ثم نبت فيه الرَّطْب بعد ذلك وقد يكون في الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ ولا يكاد يقال في الثُّمَام ولكن يقال فيه بَقَلَ ولا يقال في العَرْفج أَلْوَثَ ولكن أَدْبَى وامْتَعَسَ زِئْبِرُه وديمة لَوْثاءُ تَلُوثُ النبات بعضه على بعض وكل ما خَلَطْتَه ومَرَسْتَهُ فقد لُثْتَه ولَوَّثْته كما تلوثُ الطين بالتبن والجِصِّ بالرمل ولَوَّث ثِيابه بالطين أَي لطَّخها ولَوَّث الماء كدَّره الفراء اللُّوَاثُ الدقيق الذي يُذَرُّ على الخِوانِ لِئلا يَلْزَق به العجين وفي النوادر رأَيت لُواثة ولَوِيثةً من الناس وهُواشة أَي جماعة وكذلك من سائر الحيوان واللَّوِيثَةُ على فعِيلة الجماعة من قبائل شتَّى والالتياث الاختِلاط والالتفاف يقال الْتاثَتِ الخطُوب والتاثَ برأْس القلم شعَرة وإِنَّ المجلس ليجمع لَوِيثَةً من الناس أَي أَخلاطاً ليسوا من قبيلة واحدة وناقة ذاتُ لَوْثٍ أَي لحم وسِمَنٍ قد لِيثَ بها والملاث والمِلْوَث السيد الشريف لأَنَّ الأَمر يُلاثُ به ويُعْصَب أَي تُقْرَنُ به الأُمور وتُعْقَدُ وجمعه مَلاوِث الكسائي يقال للقوم الأَشراف إِنهم لمَلاوِث أَي يطاف بهم ويُلاث وقال هلاَّ بَكَيْت مَلاوِثاً من آل عبدِ مَناف ؟ ومَلاويثُ أَيضا فأَما قول أَبي ذؤيب الهذلي أَنشده أَبو يعقوب كانوا مَلاوِيثَ فاحْتاجَ الصديقُ لهم فَقْدَ البلادِ إِذا ما تُمْحِلُ المطرا قال ابن سيده إِنما أَلحق الياء لاتمام الجزء ولو تركه لَغَنِيَ عنه قال ابن بري فَقْدَ مفعول من أَجله أَي احتاج الصديق لهم لمَّا هلكوا كفقد البلاد المطر إِذا أَمحلت وكذلك المَلاوِثَة وقال منَعْنَا الرِّعْلَ إِذ سَلَّمْتُموه بِفِتيانٍ مَلاوِثَةٍ جِلاد وفي الحديث فلما انصرف من الصلاة لاث به الناس أَي اجتمعوا حوله يقال لاث به يلوث وأَلاث بمعنى واللِّثَةُ مَغْرِزُ الأَسنان من هذا الباب في قول بعضهم لأَن اللحم لِيثَ بأُصولها ولاث الوَبَر بالفَلْكة أَداره بها قال امرؤ القيس إِذا طَعَنْتُ به مالتْ عِمامتُهُ كما يُلاثُ برأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ ولاث به يلوث كلاذ وإِنه لَنِعْمَ المَلاثُ للضَّيفان أَي المَلاذ وزعم يعقوب أَن ثاء لاث ههنا بدل من ذال لاذ يقال هو يلوذ بي ويلوث واللُّوث فِراخ النَّحْل عن أَبي حنيفة

ليث
: اللَّيثُ : الشدة والقوَّة . ورجلٌ مِلْيَثٌ : شديدُ العارضة وقيل : شديدٌ قويٌّ . و اللَّيثُ : الأَسد والجمع لُيُوثٌ . وإِنه لَبَيِّنُ اللِّياثة . و اللَّيث : الشجاع بيِّن اللُّيُوثة قال ابن سيده : وأُراه على التشبيه وكذلك الأَلْيَثُ . و تَلَيَّثَ و اسْتَلْيَثَ و لَيَّثَ : صار كاللَّيْثِ . ابن الأَعرابي : الأَلْيَثُ الشجاع وجمعه لِيثٌ . وفي حديث ابن الزبير : أَنه كان يواصل ثلاثاً ثم يصبح وهو أَلْيَثُ أَصحابه أَي أَشدُّهم وأَجْلَدهُم وبه سمي الأَسد لَيْثاً و اللَّيثُ الأَسد والجمع لُيُوثٌ ويقال : يُجْمَعُ الليثُ مَلْيَثَةً مِثلَ مَسْيَفَةٍ ومَشْيَخةٍ قال الهُذَليُّ : وأَدْرَكَتْ مِن خثيمٍ ثَمَّ مَلْيَثَةً مِثْلَ الأُسُودِ على أَكْنافِها اللِّبَدُ و الليث في لغة هذيل : اللَّسِنُ الجَدِلُ وقال عمرو بن بحر : الليثُ ضَرْبٌ من العناكب قال : وليس شيء من الدواب مثله في الحِذْقِ والخَتْلِ وصوابِ الوَثْبَةِ والتَّسْدِيدِ وسرعةِ الخَطْفِ والمُدَاراة لا الكلبُ ولا عَناقُ الأَرض ولا الفهدُ ولا شيء من ذوات الأَربع وإِذا عاينَ الذبابَ ساقطاً لَطأَ بالأَرض وسَكَّنَ جَوَارِحَهُ ثم جمع نفسه وأَخَّرَ الوَثْبَ إِلى وقت الغِرَّة وترى منه شيئاً لم ترَه في فهد وإِن كان موصوفاً بالختل للصيد . و لايَثَهُ زَايَلَهُ مُزَايَلَةَ اللَّيثِ . و اللَّيْثُ : العنكبوت وقيل : الذي يأْخذ الذُّبابَ وهو أَصغر من العنكبوت . و لايَثْتُ فلاناً : زاولته مزاولة قال الشاعر : شَكِسٌ إِذا لايَثْتَه لَيْثِيٌّ ويقال : لايَثَه أَي عامله معاملة الليث أَو فاخره بالشَّبه بالليث . وقولهم : إِنه لأَشْجَعُ من لَيْثِ عِفِرِّينَ قال أَبو عمرو : هو الأَسد وقال الأَصمعي : هو دابة مثل الحِرْباءِ تتعرَّض للراكب نسب إِلى عِفِرَّينَ : اسم بلد قال الشاعر : فلا تَعْذِلي في حُنْدُجٍ إِنَّ حُنْدُجاً ولَيْثَ عِفِرِّينٍ عَليَّ سَواء و ليثُ عِفِرِّينَ مذكور في موضعه . و اللِّيثُ : نبات اشتعل ورقاً وقيل : أَخرج زهره . و اللَّيث : أَن يكون في الأَرض يَبِيسٌ فيصيبه مطر فينبت فيكون نصفه أَخضر ونصفه أَصفر . ومكان مَلِيثٌ و مَلُوثٌ وكذلك الرأْس إِذا كان بعض شعره أَسود وبعضه أَبيض . و اللِّيثُ بالكسر : نبات ملتف صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها وقد تقدَّم . و اللَّيْثُ : واد معروف بالحجاز . وبنو لَيْثٍ : بطن وفي التهذيب : حيٌّ من كنانة . و تَلَيَّثَ فلان وَ لَيَّثَ و لُيِّثَ : صار لَيْثيَّ الهَوَى والعَصَبِيَّةِ قال رؤبة : دُونك مَدْحاً من أَخٍ مُلَيَّثِ عنك بما أَوْلَيْتَ في تأَثُّثِ

متث
مَتْثَى أَبو يونس عليه السلام سريانية أَخبر بذلك أَبو العلاء قال ابن سيده والمعروف مَتَّى وقد تقدم

مثث
مَثَّ العَظمُ مَثًّا سال ما فيه من الوَدَك قال أَبو تراب سمعت أَبا مِحْجَنٍ الضَّبَابِيَّ يقول مُثَّ الجُرْحَ ومُشَّه أَي انْفِ عنه غَثِيثَتَهُ ومَثَّ شاربَهُ إِذا أَطعمه شيئاً دَسِماً ابن سيده مَثَّ شارِبُهُ يُمُثُّ مَثّاً أَصابه الدَّسَمُ فرأَيت له وَبِيصاً قال ابن دُرَيْدٍ أحْسَبُ أَن مَثَّ ونَثَّ بمعنى واحد وسيأْتي ذكر نَثَّ قال أَبو زيد مَثَّ شارِبَهُ يَمُثُّهُ مثّاً إِذا أَصابه دَسَمٌ فمسحه بيديه ويُرى أَثَرُ الدَّسَمِ عليه قال أَبو تراب سمعت واقعاً يقول مَثَّ الجرحَ ونَثَّهُ إِذا دَهَنَهُ وقال ذلك عرام ومثَّ السِّقاءُ والزِّقُّ يَمُثُّ وتَمَثْمَثَ رَشَحَ وقيل نَتَحَ من مَهْنِهمْ له قال الجوهري ولا يقال فيه نَضَح ومَثَّ الرجلُ يَمُثُّ عَرِقَ من سِمَنٍ وروي في حديث عمر يَمُثُّ مَثَّ الحَمِيتِ ومَثَّ الحَمِيتُ رَشَحَ وهي المَثْمَثَةُ وجاء يَمُثُّ إِذا جاء سَمِيناً يُرى على سَحْنَتِه وجلْده مثلُ الدُّهن قال الفرزدق تَقُولُ كُلَيْبٌ حِينَ مَثَّتْ جُلُودُها وأَخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِها كلُّ جانِبِ وفي حديث عمر أَن رجلاً أَتاه يسأَله قال هَلَكْتُ قال أَهَلَكْتَ وأَنت تَمُثُّ مثَّ الحَميتِ ؟ أَي تَرْشَحُ من السمن ويروى بالنون ونَبْتٌ مَثَّاثٌ نَدٍ قال أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدى مَثَّاثا ومَثَّ يده وأَصابعه بالمِنْدِيل أَو بالحَشِيشِ ونحوه مثًّا مسحها لغةٌ في مَشَّ وفي حديث أَنس كان له منديل يَمُثُّ به الماءَ إِذا توضأَ أَي يَمْسَحُ به أَثَرَ الماء وينشفه وقيل كل ما مسحته فقد مَثَثْتَهُ مَثًّا وكذلك مَثّاً قال امرؤ القيس نَمُثُّ بأَْعْرافِ الجِيادِ أَكُفَّنا إِذا نَحْنُ قُمْنا عن شِواءِ مُضَهَّبِ ورواه غيره نَمُشُّ قال ابن دُرَيد أَحْسَبُه مقلوباً عن ثَمَمْتُ ومَثْمَثُوه كَثَمْثَمُوه عن ابن الأَعرابي ومَثْمَثَ الرجلُ إِذا أَشبع الفَتيلَةَ من الدُّهْنِ ويقال مَثْمِثُوا بنا ساعَةً وثَمْثِمُوا بنا ساعة ولَثلِثوا ساعة أَي رَوِّحُوا بنا قليلاً والمَثْمَثَةُ التَّخلِيط يقال مَثْمَثَ أَمْرَهُم إِذا خَلَّطه ومَثْمَثَه أَيضاً مِثْلُ مَزْمَزَه عن الأَصمعي يقال أَخذه فمَثْمَثَه ومَزْمَزَه إِذا حرَّكه وأَقبل به وأَدْبَر قال الشاعر ثم اسْتَحَثَّ ذَرْعَه اسْتِحْثاثا نَكَفْتُ حَيْثُ مَثْمَثَ المِثْماثا قال يقول انْتَكَفْتُ أَثرَه والأَفْعَى تَخْلِطُ المَشْيَ فأَراد أَنه أَصابَ أَثَراً مُخَلَّطاً والمِثْمَاثُ بكسر الميم المصدر بالفتح الاسم

محث
مَحَثَ الشيءَ كَحَثَمَه

مرث
مَرَثَ به الأَرضَ ومَرَّثها ضربها به هذه رواية أَبي عبيد ورواية الفراء مَرَنَ بالنون ومَرَثَ بالشيءَ في الماء يَمْرُثُهُ وَيَمْرِثُهُ مَرْثاً أَنْقَعَه فيه ومَرثَ الشيءَ يَمْرُثُهُ مَرْثاً حتى صار مثل الحَسَاء ثم تَحَسَّاه وكلُّ شَيءٍ مُرِذَ فَقَدْ مُرِثَ الأَصمعي في باب المبدل مَرَثَ فلان الخُبْزَ في الماء ومَرَذه قال هكذا رواه أَبو بكر عن شمر بالثاء والذال الجوهري مَرَثَ التمرَ بيده يَمْرُثُه مَرْثاً لغة في مرسه إِذا ماثه ودافه وربما قيل مَرَذَه والمَرْثُ المَرْسُ ومَرَثَ الشيءَ ناله بغَمْزٍ ونحوه والمَرْثُ مَرْسُك الشيءَ تَمْرُثُهُ في ماء وغيره حتى يفترق ومَرَّثَه تمريثاً إِذا فَتَّتَه وأَنشد قَراطِفُ اليُمْنَةِ لم تُمَرَّثِ ومَرَثَ السَّخْلَةَ ومَرَّثَها الها بسَهَكٍ فلم تَرْأَمها أُمّها لذلك ابن الأَعرابي المَرْثُ المَصُّ قال والمَرْثَةُ مَصَّةُ الصَّبيِّ ثَدْيَ أُمِّه مَصَّةً واحدةً وقد مَرَثَ يَمْرُثُ مَرْثاً إِذا مَصَّ ومَرَثَ الصبيُّ اصْبعَه إِذا لاكها قال عبدة بن الطبيب فرجَعْتُهم شَتَّى كأَنّ عمِيدَهم في المَهْد يَمْرُثُ وَدْعَتَيْهِ مُرْضَِعُ ومرثَ الصبيُّ يَمْرُثُ إِذا عَضَّ بِدُرْدُرِه وفي حديث الزبير قال لابنه لا تخاصم الخوارج بالقرآن خاصمهم بالسُّنَّة قال ابن الزبير فخاصمتهم بها فكأَنهم صِبْيانٌ يَمْرُثون سُخُبَهم أَي يَعَضُّونها ويَمَصُّونها والسُّخُبُ فلائِدُ الخَرَز يعني أَنهم بُهِتوا وعجزوا عن الجواب ومَرَثَ الوَدَعَ يَمْرُثه ويمرِثه مَرْثاً مَصَّه وفي المثل أَلا تُمَرِّثُني الوَدْع والوَدَع ؟ إِذا عاملك فطمِع فيك يُضْرَبُ مثلاً للأَحمق ورجل مِمْرَثٌ صبور على الخصام والجمع مَمارِثُ ابن الأَعرابي المَرْثُ الحِلْمُ ورجل مِمْرَثٌ حليم وَقُورٌ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَتى السِّقاية وقال اسْقوني فقال العباس إِنهم قد مَرَّثوه وأَفسدوه قال شمر مَرَّثوه أَي وَضَّروه ووسخوه فإِدخال أَيديهم الوَضِرَةِ قال ومَرَّثه ووَضَّرَه واحد قال وقال ابن جعيل الكلبي يقال للصبي إِذا أَخذ ولد الشاة لا تَمْرُثْه بيدك فلا تُرْضِعَه أُمّة أُلا تُوَضِّرْهُ بلَطْخ يَدك وذلك أَن أُمه إِذا شَمَّتْ رائحة الوَضَرِ نفرت منه وقال المفضل الضبي يقال أَدْرِك عَناقَك لا يُمَرِّثوها قال والتَّمْريثُ أَنْ يَمْسَحَها القوم بأَيديهم وفيها غَمَر فلا تَرْأَمَها أُمُّها من ريح الغَمَر

مغث
المَغْثُ التباس الشُّجَعاء في الحرب والمعركة والمَغْثُ العَرْك في المصارعة ومَغَثَ
( * قوله « مغث » ظاهر صنيع القاموس أَنه من باب كتب لكن ضبط المضارع في أصل اللسان يقتضي أنه من باب منع وهو القياس )
الدواءَ في الماء يَمْغَثه مغْثاً مرثه والمَغْثُ اللطخ ومَغَثْتُ عِرْضَه بالشتم ومَغَثَ عِرْضَه يَمْثَثه مغثاً لطخه قال صخر بن عمير مَمْغُوثَةٌ أَعراضُهُم مُمَرْطَله كما تُلاثُ بالهِناء الثَّمَله مَمْغُوثة أَي مُذَلَّلة وصوابه مَمْغُوثةً بالنصب وقبله فَهَلْ عَلِمْتَ فُحَشاءَ جَهَلَهْ والمُمَرْطَلة الملطخة بالعيب والثَّملة خرقة تُغْمَس في الهِناء ويقال بينهما مِغاثٌ أَي لحاءٌ وحِكاكٌ الجوهري مَغَثُوا عِرْض فلان أَي شانوه ومضَغُوه ومغَثَ الشيءَ يَمْغَثه مَغْثاً دَلَكَه ومَرَسه ورجل مَغْثٌ ومُماغِثٌ مُمارِسُ مُصارع شديدُ العلاج ورجل مُماغِثٌ إِذا كان يُلاحُّ الناس ويُلادُّهم ومغثَ المطرُ الكَلأَ يَمْغَثُه مَغْثاً فهو مَمْغُوثٌ ومَغِيثٌ أَصابه المطر فغسله فغيَّر طعمه ولونه بصُفرة وخَبَّثَه وصرعه ومَغَثَهم بشَرٍّ مَغْثاً نالهم ومغثوا فلاناً إِذا ضربوه ضرباً ليس بالشديد كأَنهم تَلْتَلُوه والمَغْثُ عِند العرب الشَّرُّ وأَنشد نُوَلِّيها الملامةَ إِن أَلِمْنا إِذا ما كان مَغْثٌ أَو لِحاءُ معناه إِذا ما كان شر أَو مُلاحاة ورجل مَغِيثٌ ومَغِثٌ شِرِّيرٌ على النسب ومَغْثُ الحُمَّى تَوْصِيمُها ورجل مَمْغُوثٌ محموم عن ابن الأَعرابي وقد مُغِثَ إِذا حُمَّ وفي حديث خيبر فمَغَثَتْهم الحُمَّى أَي أَصابتهم وأَخذتهم وأَصل المَغْثِ المَرْسُ والدَّلْكُ بالأَصابع وفي حديث عثمان أَنَّ أُمَّ عَيَّاشٍ قالت كنتُ أَمْغَثُ له الزبيبَ غُدْوَةً فيشربه عَشِيَّةً وأَمْغَثُه عَشيَّةً فيشربه غُدْوَةً وفي الحديث أَنه قال للعباس اسقونا يعني من سِقايتِه فقال إِنَّ هذا شرابٌ قد مُغِث ومُرِث أَي نالته الأَيدي وخالَطَتْه سَلمَة مَغَثْتُه وغَتَتُّه ومَصَحْتُه وغَطَطْتُه بمعنى غرَّقته وكذلك قَمَسْتُه والمُغاثُ أَهونُ أَدواء الإِبل عن الهَجَريّ قال قروة سبعة أَيام يأْكل فيها ويشرب ثم يبرأُ وماغِثٌ لقبُ عُتَيْبَة بن الحارث

مكث
المُكْثُ الأَناةُ واللَّبَثُ والانتظار مَكَثَ يَمْكُثُ ومَكُثَ مَكْثاً ومُكْثاً ومُكوثاً ومَكاثاً ومَكاثةً ومِكِّيثَى عن كراع واللحياني يمدّ ويقصر وتَمَكَّثَ مَكَثَ والمَكِيثُ الرَّزينُ الذي لا يَعْجَل في أَمره وهم المُكَثاءُ والمَكِيثون ورجل مَكِيثٌ أَي رَزِينٌ قال أَبو المُثَلَّمِ يعاتب صخراً أَنَسْلَ بَني شِعارَةَ مَن لِصَخْرٍ ؟ فإِنِّي عن تَقَفُّرِكم مَكِيثُ قوله عن تَقَفُّرِكم أَي عن أَن أَقتفي آثاركم ويروى عن تفقركم أَي أَن أَعْمَلَ بكم فاقِرَةً والماكِثُ المُنْتَظِرُ وإِن لم يكن مَكِيثاً في الرِّزانة وقول الله عز وجل فمَكُثَ غير بعيدٍ قال الفراء قرأَها الناس بالضم وقرأَها عاصم بالفتح فمَكَثَ ومعنى غيرَ بعيدٍ أَي غيرَ طويل من الإِقامة قال أَبو منصور اللغة العالية مَكُثَ وهو نادر ومَكَثَ جائزة وهو القياس قال وتَمَكَّثَ إِذا انتَظَر أَمْراً وأَقام عليه فهو مُتَمَكِّثٌ منتظِر وتَمَكَّثَ تَلَبَّث والمُكْثُ الإِقامةُ مع الانتظار والتَّلَبُّث في المكان والاسم المُكْث والمِكْثُ بضم الميم وكسرها والمِكِّيثَى مثل الخِصِّيصَى المُكْثُ وسار الرجلُ مُتَمَكِّثاً أَي مُتَلَوِّماً وفي الحديث أَنه توضَّأَ وضوءاً مَكِيثاً أَي بطيئاً مُتأَنّياً غيرَ مستعجل ورجل مَكِيثٌ ماكِث والمَكيثُ أَيضاً المُقيم الثابت قال كثير وعَرَّسَ بالسَّكرانِ يَومَين وارتكَى يَجرُّ كما جَرَّ المَكِيثُ المُسافرُ

ملث
المَلْثُ أَن يَعِدَ الرجلُ الرجلَ عِدَةً لا يريد أَن يَفِيَ بها ابن سيده مَلَثَه يَمْلُثه مَلْثاً وعده عِدَةً كأَنه يردّه عنها وليس يَنوي له وفاء ومَلَثَهُ بكلام طَيَّبَ به نفْسَه ولا وفاء له ومَلَذَهُ يَمْلُذُه مَلْذاً والمَلْثُ اختلاطُ الظُّلمة وقيل هو بعدَ السَّدَف وأَتيته مَلَثَ الظَّلامِ ومَلَسَ الظلام وعند مَلَثِه أَي حين اخْتلط الظلام ولم يشتدَّ السوادُ جدّاً حتى تقول أَخوك أَم الذئبُ ؟ وذلك عند صلاة المغرب وبعدها وأَنشد الجَندل بن المُثَنَّى الطُّهَوي ومَنْهَلٍ من الأَنِيس نائي دَاويتُه بِرُجَّعٍ أَبْلاءِ إِذا انغَمَسْنَ مَلَثَ الإِمْساءِ ويُستعمل ظرفاً واسماً غير ظرف أَبو زيد مَلَثُ الظلامِ اختلاطُ الضَّوء بالظلمة وهو عند العشاء وعند طلوع الفجر وقال ابن الأَعرابي المَلْثَةُ والمَلْثُ أَولُ سواد المغرب فإِذا اشتدَّ حتى يأْتيَ وقتُ العشاء الأَخيرة فهو المَلَسُ فلا يميز هذا من هذا لأَنه قد دخل المَلْثُ في الملَسِ ومِثله اختلطَ الخاثِرُ بالزُّبَّادِ والمِلاثُ المُلاعَبة قال تَضْحَك ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ من عَزَبٍ ليس بذي مِلاثِ كذا أَنشده ابن الأَعرابي بكسر الميم

موث
ابن السكيت ماثَ الشيءَ يَمُوثُه مَوْثاً مَرَسَه ويَميثُه لغةٌ إِذا دافَه الجوهري مُثْتُ الشيءَ في الماء أَموثه مَوْثاً ومَوَثاناً إِذا دُفْتَه فانماثَ هو فيه انمِياثاً والكلمة واوية ويائية وها نحن نذكرها

ميث
ماثَ الشيءَ مَيْثاً مَرَسَه وماثَ المِلحَ في الماء أَذابه وكذلك الطين وقد انماثَ الليث ماث يُمِيثُ مَيْثاً أَذابَ الملح في الماء حتى امَّاثَ امِّياثاً وكلُّ شيءٍ مَرَسته في الماء فذاب فيه من زعفرانٍ وتمرٍ وزبيبٍ وأَقِط فقد مِثْتَه ومَيَّثْتَه وأَماث الرجلُ
( * قوله « وأَماث الرجل إلخ » صوابه وامتاث كذا بهامش الأَصل بخط السيد مرتضى والعهدة عليه في ذلك وقوله إِذا مرسته إلخ لعل صوابه مرسه في الماء وشربه كما هو ظاهر ) لنفسه أَقِطاً إِذا مَرَسْتَه في الماء وشرِبْتَه وقال رؤبة فَقُلْتُ إِذا أَعْيا امْتِياثاً مائِثُ وطاحتِ الأَلْبانُ والْعَبائِثُ يقول لو أَعياه
( * قوله « لو أَعياه إلخ » المشاهد في البيت اذ أعيا فلعله سبق القلم ) المَريسُ من التمر والأَقِط فلم يجد شيئاً يمتاثُه ويشرب ماءه فيتبلغ به لقلة الشيء وعَوَزِ المأْكول ابن السكيت ماث الشيءَ يموثُه ويَمِيثُه لغة إِذا دافَه الجوهري مِثْتُ الشيءَ في الماء أَمِيثه لغة في مُثْتُه إِذا دُفْتَه فيه وفي حديث أَبي أُسَيد فلما فرغ من الطعام أَماثَتْه فسقته إِياه قال ابن الأَثير هكذا روى أَماثَتْه والمعروف ماثَتْه وفي حديث عليّ اللهمَّ مِثْ قلوبَهم كما يُماثُ الملح في الماء والمَيْثاءُ الأَرضُ اللينةُ من غير رمل وكذلك الدَّمِثَة وفي الصحاح المَيْثاء الأَرض السَّهلة والجمع مِيثٌ مثل هَيْفاءَ وهِيفٍ وتَمَيَّثَت الأَرضُ إِذا مُطِرَت فلانت وبرَدَت والمَيْثاءُ الرملة السَّهلة والرابية الطَّيِّبة والمَيْثاء التَّلْعة التي تَعْظُم حتى تكون مثلَ نصف الوادي أَو ثُلُثيه ومَيَّثَ الرجلَ ذلله ومَيَّثَهُ لَيَّنَهُ وأَنشد لمتمم وذو الهَمِّ تُعْديه صَرِيمَةُ أَمْرِهِ إِذا لم تُمَيِّثْه الرُّقَى وتُعادِل ومَيَّثَه الدهرُ حَنَّكَهُ وذَلَّلَهُ والامْتِياثُ الرَّفاهِيَةُ وطِيبُ العَيش أَبو عمرو يقال لِغِرْقِئِ البَيضِ المُسْتَميثُ ومَيْثاءُ اسم امرأَة قال الأَعشى لِمَيْثاءَ دارٌ قد تَعَفَّتْ طُلولُها عَفَتْها نَضِيضاتُ الصَّبا فمَسِيلُها

نأث
نَأَثَ يَنْأَثُ نَأْثاً أَبْطأً وسَيرٌ مِنْأَثٌ بَطيءٌ قال رؤبة واعْتَرَقوا بَعْدَ الفِرارِ المِنْأَثِ

نبث
نَبَثَ الترابَ يَنْبُثُه نَبْثاً فهو مَنْبُوثٌ ونَبيثٌ استخرجه من بئر أَو نهر وهي النَّبيثَةُ والنَّبيثُ والنَّبَثُ وجمع النَّبَثِ أَنْباثٌ أَنشد ابن الأَعرابي حتى إِذا وَقَعْنَ كالأَنْباثِ غَيرَ خَفِيفاتٍ ولا غِراثِ وَقَعْنَ اطْمَأْنَنَّ بالأَرض بعد الرّيّ الجوهري نَبَثَ يَنْبُثُ مثل نَبَشَ يَنْبُشُ وهو الحفر باليد والنبيثة تراب البئر والنهر قال الشاعر أَبو دلامة إِنِ النَّاسُ غَطَّوني تَغَطَّيْتُ عَنْهُمُ وإِن بَحَثُوني كان فيهم مَباحِثُ وإِنْ نَبَثُوا بِئري نَبَثْتُ بِئارَهُمْ فَسَوْفَ تَرى ماذا تُرَدُّ النَّبائِثُ أَبو عبيد هي ثَلَّةُ البئر ونَبِيثَتُها وهو ما يُسْتَخْرجُ من تراب البئر إِذا حُفِرت وقد نُبثَتْ نَبْثاً وذكر ابن سيده في خطبة كتابه مما قصد به الوضْعَ من أَبي عبيد القاسم بن سلام في استشهاده بقول الهذلي لَحقُّ بَني شِعارَةَ أَن يَقُولوا لِصَخْرِ الغَيِّ ماذا تَسْتَبيثُ ؟ على النَّبيثَةِ التي هي كُناسة البئر وقال هيهات الأَرْوى من النَّعامِ الأَرْبَد وأَين سُهَيْلٌ من الفرقد ؟ والنَّبيثة من نَبَثَ وتستبيث من بَوَثَ أَو من بَيَثَ الجوهري خَبيثٌ نَبِيثٌ إِتباع وفلان يَنْبُثُ عن عيوب الناس أَي يُظْهِرها ونَبَثَتِ الضبعُ التراب بقوائمها في مشيِها اسْتَثارَتْهُ ويقال ما رأَيتُ له عَيْناً ولا نَبْثاً كقولك ما رأَيت له عَيْناً ولا أَثَراً قال الراجز فلا تَرى عَيْناً ولا أَنْباثا إِلاَّ مَعاثَ الذِّئبِ حين عاثا فالأَنْباثُ جمع نَبَث وهو ما أُبْئِرَ وحُفِرَ واسْتُنْبِثَ وقال زهير يصف عَيْراً وأُتُنَه يَخِرُّ نَبيثُها عن جانِبَيْهِ فَلَيْسَ لِوَجْهِهِ منها وِقاءُ وقال ابن الأَعرابي نَبيثُها ما نُبِثَ بأيديها أَي حفرت من التراب قال وهو النَّبِيثُ والنَّبيذُ والنَّحِيتُ كله واحد وخَبيثٌ نَبيثٌ يَنْبُثُ شَرَّهُ أَي يَسْتَخْرِجُه والأُنْبُوثَةُ لُْعبَة يَلْعَبُ بها الصبيانُ يَحْفِرون حَفِيراً ويَدْفِنون فيه شَيْئاً فمن استَخْرجه فقد غَلَب ابن الأَعرابي النَّبِيثُ ضَرْب من سمك البحر وفي حديث أَبي رافع أَطْيَبُ طعامٍ أَكلتُ في الجاهليةِ نَبيثَةُ سَبُع النبيثة تراب يُخْرج من بئر أَو نهر فكأَنه أَراد لحماً دفنه السبع لوقت حاجته في موضع فاستخرجه أَبو رافع فأَكله

نثث
النَّثُّ نَشْرُ الحديثِ وقيل هو نشر الحديث الذي كَتْمُه أَحَقُّ من نَشْرِه نَثَّه يَنُثُّه وينِثُّه نَثًّا إِذا أَفشاه ويروى قول قيسَ بن الخطيم الأَنصاري إِذا جاوَزَ الإِثْنَيْنِ سِرٌّ فَإِنه بِنَثٍّ وتَكْثِيرِ الوُشاةِ قَمِينُ ورجل نَثَّاثٌ ومِنَثٌّ عن ثعلب أَبو عمرو النُّثَّاث المغتابون للمسلمين ونَثَّ العظمُ نَثًّا سال وَدَكُهُ ونَثَّ يَنِثُّ نَثِيثاً ومَثَّ يَمِثُّ عَرِقَ من سِمَنِه فرأَيْتَ على سَحْنَتِه وجِلْدِه مِثلَ الدُّهْن وفي حديث عمر رضي الله عنه ان رجلاً أَتاه يسأَله فقال هَلَكْتُ فقال عمر اسكتْ أَهَلَكْتَ وأَنْتَ تَنِثُّ نَثَّ الحَميتِ ؟ ويُروى نَثِيثَ الحَمِيت نَثَّ الزِّقُّ ينِث بالكسر نَثِيثاً ونَثّاً إِذا رَشَحَ بما فيه من السَّمْن أَراد أَتَهْلِك وجسدُك كأَنه يَقْطُر دَسَماً ؟ قال أَبو عبيد النَّثِّيثُ أَنْ يَعْرَقَ ويَرْشَحَ من عِظَمِهِ وكثرة لحمه وقال غيره نَثَّ الحَمِيتُ ومَثَّ بالنون والميم إِذا رشح ما فيه من السَّمن يَنِثُّ ويَمِثُّ نَثًّا ونَثِيثاً الأَزهري ثَنْثَنَ إِذا رَعَى الثَّنَّ ونَثْنَثَ إِذا عَرِقَ عَرَقَاً كثيراً وفي التهذيب أَما قولك نثَّ الحديثَ يَنُثُّه نَثًّا فهو بضم النون لا غير وذلك إِذا أَذاعَه وفي حديث أُم زرع لا تَنُثُّ حديثنا تَنْثِيثاً النَّثُّ كالبَثِّ تقول لا تُفْشِي أَسرارَنا ولا تُطْلِعُ الناسَ على أَحوالنا والتَّنْثيثُ مصدر يُنَثِّثُ فأَجراه على يَنُثُّ ويروى بالباء الموحدة والنَّثِيثَة رشح الزِّقِّ أَو السِّقاءِ والنَّثُّ الحائط النَّدِيُّ المُسْتَرْخي قال ابن سيده أَظنه فَعِلاً كما ذهب إِليه سيبويه في طَبٍّ وبَرٍّ وكلامٌ غَثٌّ نَثٌّ إِتباع

نجث
نَجَثَ الشيءَ يَنْجُثُهُ نَجْثاً وتَنَجَّثَه استَخْرجه وتَنَجَّثَ الأَخبارَ بَحَثَها ورجل نَجَّاثٌ بَحَّاثٌ عن الأَخبار الأَصمعي نَبَثُوا عن الأَمْرِ ونجَثُوا عنه وبَحَثُوا بمعنى واحد ورجل نَجَّاثٌ ونَجِثٌ يَتَتَبعُ الأَخْبارَ ويستخرجها قال الأَصمعي ليس بِقَسَّاسٍ ولا نَمٍّ نَجِثْ ويقال بُلِغَتْ نَجِيثَتُه ونَكِيثَتُه أَي بَلغَ مجهودَه وقوله أَنشده شمر أَزْمانَ عَنِّي قَلْبُكَ المُسْتَنْجِثُ بِمَأْلَفٍ في جَمْعِكُمْ مُسْتَنْبِثُ قال والمُسْتَنْجِثُ المُسْتَخْرِجُ يقال نَجَثَه إِذا أَخرجه وقيل المُسْتَنْجِثُ مثل المُنْهَمِك ونَجِيثَةُ الخَبَرِ ما ظهر من قبيحه ونَجِيثُ القوم سِرُّهم الفراء من أَمثالهم في إِعْلانِ السِّرِّ وإِبْدائِه بعد كتمانه قولهم بَدا نجيثُ القوم إِذا ظهر سرُّهم الذي كانوا يخفونه وفي حديث عمر رضي الله عنه انْجُثُوا لي ما عند المُغِيرة فإِنه كَتَّامَةٌ للحديثِ النَّجْثُ الاستخراج وكأَنه بالحديث أَخص وفي حديث أُم زرع ولا تُنَجِّثُ عن أَخبارنا تَنْجِيثاً وفي حديث هند أَنها قالت لأَبي سفيان لما نزلوا بالابواء في غزوة أُحُد لو نَجَثْتُمْ قَبْرَ آمِنَةَ أُمِّ محمد أَي نبشتم ونَجِيثُ الثَّناء ما بلغ منه ونَجِيثُ البئْرِ والحُفْرَةِ ونَجِيثَتُهما ما خرج من ترابهما وأَتانا نَجِيثُ القوم أَي أَمْرُهم الذي كانا يُسِرُّونه قال لبيد يذكر بقرة مَدى العَيْنِ منها أَنْ تُراعَ بنَجْوةٍ كقَدْرِ النَّجيثِ ما يَبُدُّ المُناضِلا أَراد أَن البقرة قريبةٌ من ولدها تراعيه كقَدْر ما بين الرامي والهَدَف والنَّجيثَةُ ما أُخرج من تراب البِئر مِثْلُ النَّبِيثَةِ وأَمْرٌ له نَجِيثٌ أَي عاقبة سَوْءٍ والاسْتِنْجاثُ التَّصَدِّي للشيء والإِقبالُ عليه والولُوع به واستَنْجَثَ الشيءَ تَصَدَّى له وأُولِعَ به وأَقْبَلَ عليه والنَجِيثُ الهَدَف وهو تراب يُجمع سمي نجيثاً لانتصابه واستبقاله وقيل النَّجِيثُ تراب يُسْتخرَجُ ويُبْنى منه غَرَضٌ ويُرْمى فيه وذلك أَن يُنْبَثَ الترابُ ثم يُكَوَّمَ كَوْمَةً ثم يُجْعَلَ عليها قِطعة شَنَّةٍ فيُرْمى فيها ونَجَثَ فلانٌ بني فلان يُنْجُثُهم نَجْثاً اسْتَغْواهُمْ واسْتَغاثَ بهم ويقال يَسْتعويهم بالعين يقال خرج فلان يَنْجُثُ بني فلان أَي يَسْتَعْويهم والنُّجْثُ والنُّجُثُ غِلافُ القلب وكذلك البيت للإنسان والجمع منهما أَنْجاث قال تَنْزُو قلوبُ الناسِ في أَنْجاثِها وانْتَجَثَتِ الشاةُ سَمِنَت قال كثير عزَّة يصف أَتاناً تَلَقَّطَها تَحْتَ نَوْءِ السِّماك وقد سَمِنَتْ سَوْرَةً وانْتِجاثا قال سَوْرَةً أَي يَسُور فيها الشحمُ فسَوْرَةً على هذا منتصبٌ على المصدر لأَنّ سمنت في قوّة سارت أَي تَجَمَّعَ سِمَنُها

نحث
النَّحِيثُ لغة في النحيف عن كراع قال ابن سيده وأُرى الثاء فيه بدلاً من الفاء والله أَعلم

نعث
أَنْعَثَ في ماله قَدَّم فيه وقيل بَذَّرَه

نغث
ابن الأَعرابي النَّغَثُ الشَّرُّ الدائم الشديد يقال وقعنا في نَغَثٍ وعِصْوادٍ ورَيْبٍ وشِصْبٍ

نفث
النَّفْثُ أَقلُّ من التَّفْل لأَن التفل لا يكون إِلاَّ معه شيء من الريق والنفثُ شبيه بالنفخ وقيل هو التفل بعينه نَفَثَ الرَّاقي وفي المحكم نَفَثَ يَنْفِثُ ويَنْفُثُ نَفْثاً ونَفَثاناً وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِنَّ رُوحَ القُدُس نَفَثَ في رُوعي وقال إِنّ نَفْساً لن تَموتَ حتى تَسْتوفِيَ رزقها فاتَّقوا الله وأَجملوا في الطلب قال أَبو عبيد هو كالنَّفْثِ بالفم شبيهٌ بالنفخ يعني جبريلَ أَي أَوْحى وأَلقى والحيَّةُ تَنْفُثُ السمَّ حين تَنْكُزُ والجُرْحُ يَنْفُثُ الدمَ إِذا أَظهره وَسمٌّ نَفِيثٌ ودم نَفِيثٌ إِذا نَفَثَه الجرحُ قال صخر الغيّ مَتى ما تُنْكِرُوها تَعْرِفُوها على أَقْطارِها عَلَقٌ نَفِيثُ وفي الحديث أَنّ زَيْنَبَ بنتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْفَرَ بها المشركون بعيرَها حتى سقطت فَنَفَثَتِ الدماءَ مَكانَها وأَلقت ما في بطنها أِي سالَ دمُها وأَما قوله في الحديث في افتتاح الصلاة اللهمَّ إِني أَعوذ بك من الشيطان الرجيم من هَمْزِهِ ونَفْثِهِ ونَفْخِهِ فأَما الهمز والنفخ فمذكوران في موضعهما وأَما النفث فتفسيره في الحديث أَنه الشِّعْرُ قال أَبو عبيد وإِنما سمي النَّفْثُ شِعْراً
( * قوله « وإنما سمي النفث شعراً إلخ » هكذا في الأصل والأنسب أن يقول وإنما سمي الشعر نفثاً ) لأَنه كالشيء يَنْفُثُه الإِنسانُ من فيه مِثل الرُّقْية وفي الحديث أَنه قرأَ المُعَوِّذتين على نَفْسِهِ ونَفَثَ وفي حديث المغيرة مِئْناثٌ كأَنها نُفاثٌ أَي تَنْفُثُ البناتَ نَفْثاً قال ابن الأَثير قال الخطابي لا أَعلم النُّفاثَ في شيء غير النَّفْثِ قال ولا موضع لها ههنا قال ابن الأَثير يحتمل أَن يكون شبَّه كثرة مجيئها بالبنات بكثرة النَّفْثِ وتَواتُرِه وسُرْعَتِهِ وقوله عز وجل ومن شر النَّفَّاثاتِ في العُقَد هنّ السَّواحِرُ والنَّوافِثُ السواحر حين يَنْفُثْنَ في العُقَد بلا ريق والنُّفاثَةُ بالضم ما تَنْفُثُه من فيك والنُّفاثَةُ الشَّظِيَّةٌ من السواك تَبْقى في فم الرجل فَيَنْفُثُها يقال لوسأَلني نُفاثةَ سِواكٍ من سِواكي هذا ما أَعطيته يعني ما يَتَشَظَّى من السواك فيبقى في الفم فينفيه صاحبه وفي حديث النجاشي والله ما يزيد عيسى على ما تقول مِثْلَ هذه النُّفاثَةِ وفي المَثَلِ لا بد للمَصْدور أَن يَنْفُِث وهو يَنْفُِثُ عليَّ غَضَباً أَي كأَنه يَنْفُخ من شدّة غضبه والقِدْرُ تَنْفُثُ وذلك في أَول غَلَيانها وبَنُو نُفاثَةَ حَيٌّ وفي الصحاح قوم من العرب

نقث
نَقَثَ يَنْقُثُ ونَقَّثَ وتَنَقَّثَ وانْتَقَثَ كُلُّه أَسْرَعَ وخرج يَنْقُثُ السير ويَنْتَقِثُ أَي يُسْرع في سيره وخرجت أَنْقُثُ بالضم أَي أُسْرِع وكذلك التَّنْقِيثُ والانْتِقاثُ قال أَبو عبيد في حديث أُم زرع ونَعْتِها جارية أَبي زرع لا تُنَقِّثُ مِيرَتَنا تَنْقيثاً النَّقْثُ النَّقْلُ أَرادت أَنها أَمينة على حفظ طعامنا لا تنقله وتُخْرجه وتُفرّقه قال والتنقيث الإِسراع في السير ونَقَثَ فلان عن الشيء ونَبَثَ عنه إِذا حَفَرَ عنه وقال الأَصمعي في رجز له كأَنَّ آثارَ الظَّرابي تَنْتَقِثْ حَوْلَكَ بُقَّيْرى الوَليدِ المُنْتَجِثْ أَبو زيد نَقَثَ الأَرضَ بيده يَنْقُثُها نَقْثاً إِذا أَثارها بفأْس أَو مِسْحاة ونَقَثَ العظمَ يَنْقُثُه نَقْثاً وانْتَقَثَه استخرج مُخَّه ويقال انْتَقَثَهُ وانتقاه بمعنى واحد وتَنَقَّثَ المرأَةَ اسْتَعْطَفها واستمالها عن الهَجَريّ وأَنشد بيت لبيد أَلم تَتَنَقَّثْها ابنَ قَيس بنِ مالكٍ وأَنتَ صَفِيُّ نَفْسِه وسَخِيرُها ؟ كذا رواه بالثاء وأَنكر تَتَنَقَّذْها بالذال وإِذا صحت هذه الرواية فهو من تَنَقَّثَ العظمَ كأَنه استخرج وُدّها كما يُسْتَخْرج من مخ العظم
( * قوله « كما يستخرج من مخ العظم » من بيانية وعبارة شارح القاموس كما يستخرج مخ العظم ) وتَنَقَّثَ ضَيْعَتَه تَعَهَّدَها ابن الأَعرابي النَّقْثُ النميمة

نكث
النَّكْثُ نَقْضُ ما تَعْقِدُه وتُصْلِحُه من بَيْعَةٍ وغيرها نَكَثَه يَنْكُثُه نَكْثاً فانْتَكَثَ وتَناكَثَ القومُ عُهودَهم نقضوها وهو على المثل وفي حديث علي كرّم الله وجهه أُمِرْت بقتال الناكِثِينَ والقاسِطِين والمارِقِين النَّكْثُ نَقْضُ العهد وأَراد بهم أَهل وقعة الجمل لأَنهم كانوا بايعوه ثم نقضوا بيعته وقاتلوه وأَراد بالقاسطين أَهل الشأْم وبالمارقين الخوارج وحَبْلٌ نِكْثٌ ونَكِيث وأَنْكاثٌ مَنْكُوث والنِّكْث بالكسر أَنْ تُنْقَضَ أَخْلاقُ الأَخْبية والأَكْسِية البالية فَتُغْزَلَ ثانيةً والاسم من ذلك كله النَّكيثَةُ ونَكَث العهدَ والحبلَ فانْتَكَثَ أَي نقضه فانتقض وفي التنزيل العزيز ولا تكونوا كالتي نَقَضَتْ غَزْلها من بعد قُوَّةٍ أَنْكاثاً واحد الأَنْكاث نِكْثٌ وهو الغَزْلُ من الصوف أَو الشعر تُبْرَمُ وتُنْسَجُ فإِذا خَلَقَتِ النسيجةُ قُطِّعَتْ قِطَعاً صِغاراً ونُكِثَتْ خيوطُها المبرومة وخُلِطت بالصوف الجديد ونَشِبَتْ به ثم ضُربت بالمطارق وغزلت ثانية واستعملت والذي ينكُثها يقال له نَكَّاثٌ ومن هذا نَكْثُ العهد وهو نَقْضه بعد إِحْكامه كما تُنْكَث خيوطُ الصوف المغزول بعد إِبْرامه ابن السكيت النَّكْثُ المصدر وفي حديث عمر أَنه كان يأْخذ النِّكْثَ والنَّوى من الطريق فإِن مَرَّ بدار قوم رمى بهما فيها وقال انتفعوا بهذا النِّكثَ النِّكْث بالكسر الخيط الخَلَقُ من صوف أَو شعر أَو وَبرٍ سمي به لأَنه يُنْقَضُ ثم يُعاد فَتْلُه والنَّكِيثَة الأَمر الجليل والنَّكِيثَة خُطَّةٌ صَعْبة يَنْكُثُ فيها القوم قال طرفة وقرّبتُ بالقُرْبَى وجَدِّك أَنه متى يَكُ عَقْدٌ للنَّكِيثَةِ أَشْهَدِ يقول متى ينزل بالحيِّ أَمر شديد يبلغ النكيثة وهي النفس ويَجْهَدها فإِني أَشهده قال ابن بري وذكر الوزير المغربي أَنَّ النكيثة في بيت طرفة هي النفس وقال أَبو نخيلة إِذا ذَكَرْنا فالأُمورُ تُذْكَرُ واستوعبَ النَّكائِثَ التَّفَكُّرُ قُلْنا أَميرُ المُؤْمِنِينَ مُعْذِرُ يقول استوعبَ الفِكرُ أَنْفُسَنا كلها وجَهَدَ بها والنَّكِيثَةُ النَّفسُ قال أَبو منصور وسميت النفس نَكِيثَةً لأَن تكاليف ما هي مضطرة إِليه تَنْكُثُ قُوَاها والكِبَرُ يفنيها فهي منكوثة القُوَى بالنَّصَبِ والفناء وأُدخلت الهاء في النكيثة لأَنها اسم الجوهري فلانٌ شديدُ النكيثة أَي النفس وبُلِغت نَكِثَتُه أَي جُهْدُه يقال بُلِغَت نَكِيثَةُ البعير إِذا جَهِدَ قوَّتَه ونكائث الإِبل قُوَاها قال الراعي يصف ناقة تُمْسِي إِذا العِيسُ أَدْرَكْنا نَكائثَها خَرْقاءَ يعتادُها الطُّوفانُ والزُّوُدُ وبلغ فلانٌ نَكِيثَةَ بعيرِه أَي أَقْصَى مجهوده في السير وقال فلانٌ قولاً لا نَكِيثَةَ فيه أَي لا خُلْفَ وطلب فلانٌ حاجة ثم انْتَكَثَ الأُخرى أَي انصرف إِليها ويقال بعيرٌ مُنْتَكِثٌ إِذا كان سميناً فَهُزِلَ قال الشاعر ومُنْتَكِثٍ عالَلْتُ بالسَّوْطِ رأَسَه وقد كَفَرَ اللَّيْلُ الخَرُوقُ المَوَامِيَا ونَكَثَ السِّواكَ وَغَيْرَهُ يَنْكُثُه نَكْثاً فانْتَكَثَ شَعَّثَهُ وكذلك نَكَثَ السَّافَ عن أُصولِ الأَظفار والنُّكَاثَةُ ما انْتَكَثَ من الشيء والنُّكَاثُ أَن يَشْتَكِيَ البعيرُ نُكْفَتَيْه وهما عظمان ناتِئان عند شحمتي أُذنيه وهو النُّكَافُ اللحياني اللُّكاثُ والنُّكاثُ داءٌ يأْخذ الإِبلَ وهو شبه البَثْرِ يأْخذها في أَفواهها ونِكْثٌ اسمٌ وبَشِيرُ بنُ النِّكْثِ شاعر معروف حكاه سيبويه وأَنشد له وَلَّتْ ودَعْواها شَديدٌ صَخَبُهْ

نوث
النَّوْثَةُ الحَمْقَةُ

هبث
هَبَثَ مالَهُ يَهْبُثُه هَبْثاً بَذَّرَهُ وفرَّقَهُ

هثث
الهَثْهَثَةُ والمَثْمَثَةُ التخليط يقال أَخذه فمَثْمَثَهُ إِذا حركه وأَقبل به وأَدْبر ومَثْمَثَ أَمْرَهُ وَهَثْهَثَهُ أَي خلطه وأَنشد ولم يَحُلَّ العَمِسَ الهَثْهَاثَا ابن سيده الهَثُّ خَلْطُكَ الشيءَ بعضَه ببعضٍ والهَثُّ والهَثْهَثَةُ اختلاط الصوت في حَرْب أَو صَخَبٍ والاسم منه الهَثْهَاثُ قال العجاج وأُمَراء أَفْسَدُوا فعاثُوا فَهَثْهَثُوا فَكَثُرَ الهَثْهَاثُ والهَثْهَثَةُ والهَثْهَاثُ حكاية بعض كلام الأَلْثغ والهَثْهَثَةُ والهَثْهاثُ الفسادُ وهَثْهَثَ الوالي الناس ظلمهم والهَثْهَثَةُ انْتِخالُ الثلج والبَرَد وعِظامِ القَطْرِ في سُرْعة من المطر وقد هَثْهَثَ السَّحابُ بمطره وثلجِه إِذا أَرسله بسرعة قال من كلِّ جَوْنٍ مُسْبِلٍ مُهَثْهِثِ ويقال للراعية إِذا وطئت المرعى من الرَطْب حتى
( * قوله « حتى » كذا بالأصل والشرح ولعله حين ) تُؤْتى قد هَثْهَثَتْهُ وأَنشد الأَصمعي أَنْشَدَ ضَأْناً أَمْجَرَتْ غِثَاثا فَهثْهَثَتْ بَقْلَ الحِمَى هَثْهَاثا ابن الأَعرابي الهَثُّ الكَذِب ورجل هَثَّاثٌ وهَثْهَاثٌ إِذا كان كذبه سُماقاً

هرث
( * الهرث بالكسر الثوب الخلق وبالضم بلدة بواسط اه قاموس وقد أَهملها الجوهري والمؤلف )

هلث
الهَلْثاءُ والهِلْثَاءُ والهَلثاءَةُ والهِلْثَاءَةُ الجماعة الكثيرة من الناس تعلو أَصواتها يقال جاءَ فلانٌ في هَلْثاءٍ من أَصحابه ممدود منوّن الفراء يقال هَلْثاءٌ من الناسِ وهَلْثَاءَةٌ أَي جماعة بكسر الهاء وفتحها أَبو عمرو الهُلْثَةُ الجماعة من الناس ابن الأَعرابي الهَلْثَى الجماعة من الناس وقال ثعلب الهَِلْثَاة مقصور الجماعة قال وهم أَكثر من الوضِيمة الصحاح هَِلْثَاءَةٌ وهَلاثَى القومُ ينزلون على قوم أَقلَّ منهم كالوضيمة أَو أَكثر شيئاً وجاءَت هَِلْثَاءةٌ من كل وَجْه أَي فِرَقٌ والهَلائِثُ السَّفَلَةُ وهو من هَلائثهم عن ابن الأَعرابي ولم يفسره وقال ابن سيده أَرى أَن معناه من خُشَارتهم أَو جماعتهم

هلبث
الهِلْبَوثُ الأَحمق ويقال الفَدْمُ والهِلْبَاثُ ضَرْبٌ من التمر عن أَبي حنيفة قال أَخبرني شيخٌ من أَهل البصرة فقال لا يُحْمَلُ شيءٌ من ثَمَر البصرة إِلى السلطان إِلاَّ الهِلْبَاثُ

هنبث
الهَنَابِثُ الدَّواهي واحدتها هَنْبَثَةٌ وقيل الهَنَابِثُ الأُمور والأَخْبار المختلطة يقال وقعت بين الناس هَنَابِثُ وهي أُمورٌ وَهَناتٌ قال رؤْبة وكنتُ لَمَّا تُلْهِني الهَنَابِثُ والواحد كالواحد والهَنْبَثَةُ الاختلاط في القول ويقال الأَمر الشديد والنون زائدة وفي الحديث أَن فاطمة قالت بعد موت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان بعدكَ أَنْبَاءٌ وهَنْبَثَةٌ لو كنتَ شَاهدَها لم تَكْثُرِ الخُطَبُ إِنا فَقَدْناك فَقْدَ الأَرضِ وابِلَها فاختَلَّ قومُك فاشْهَدْهم ولا تَغِب
( * في هذا البيت إقواء )
الهَنْبَثَةُ واحدة الهَنَابِثِ وهي الأُمور الشداد المختلفة وقد ورد هذا الشعر في حديث آخر قال لما قُبض سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت صفية تَلْمَعُ بثوبها وتقول البيتين

هوث
تركهم هَوْثاً بَوْثاً أَوْقَعَ بهم
( * وفي القاموس « والهوثة العطشة » يعني المرة من العطش )

هيث
هاثَ في ماله هَيْثاً وعاث أَفسد وأَصلح وهاث في الشيء أَفسد وأَخذه بغير رفقٍ وهَاثَ الذئبُ في الغنم كذلك وهاثَ في كيله هَيْثاً حَثَا حَثْواً وهو مثل الجُِزاف وهاثَ لي من المال هَيْثاً أَصاب وهاثَ برجله التراب نَبَثَهُ أنشد ابن الأَعرابي كَأَنَّني وقَدَمِي نَهِيثُ ذُؤْنُونُ سَوْءٍ رَأْسُهُ نَكِيثُ نكيث مُتَشَعِّث رِخْوٌ ضعيف وهِثْتُ له هَيْثاً وهَيَثاناً إِذا أَعطيته شيئاً يسيراً وهِثْتُ له من المال أَهِيثُ هَيْثاً وهَيَثَاناً إِذا حَثَوْتَ له قال رؤْبة فأَصبَحَتْ لَوْ هَايَثَ المُهَايِثُ والمُهَايَثةُ المكاثَرة ويقال هَاثَ له من ماله وقال في قوله ما زَالَ بَيْعُ السَّرَقِ المُهَايِثُ قال المُهايِثُ الكثير الأَخذِ ويقال هاثَ من المال يَهِيثُ هَيْثاً إِذا أَصاب منه حاجته وهَاثَ القومُ يَهِيثُونَ هَيْثاً وتَهَايَثُوا دخل بعضهم في بعض عند الخصومة وهَايِثَةُ القوم جَلَبَتُهُمْ والهَيْثُ الحركَةُ مثل الهَيْشِ والهَيْثَةُ الجماعة من الناس مثل الهَيْشَةِ

وثث
الوَثْوَثَةُ الضَّعْفُ والعَجْزُ ورجلٌ وَثْوَاثٌ مِنه

ورث
الوارث صفة من صفات الله عز وجل وهو الباقي الدائم الذي يَرِثُ الخلائقَ ويبقى بعد فنائهم والله عز وجل يرث الأَرض ومَن عليها وهو خير الوارثين أَي يبقى بعد فناء الكل ويَفْنى مَن سواه فيرجع ما كان مِلْكَ العِباد إِليه وحده لا شريك له وقوله تعالى أُولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس قال ثعلب يقال إِنه ليس في الأَرضِ إِنسانٌ إِلاّ وله منزل في الجنة فإِذا لم يدخله هو وَرِثَهُ غيره قال وهذا قول ضعيف وَرِثَهُ مالَهُ ومَجْدَهُ وَوَرِثَه عنه وِرْثاً وَرِثَةً وَوِراثَةً وإِراثَةً أَبو زيد وَرِثَ فلانٌ أَباه يَرِثُهُ وِراثَةً ومِيراثاً ومَيراثاً وأَوْرَثَ الرجلُ وَلَدَهُ مالاً إِيراثاً حَسَناً ويقال وَرِثْتُ فلاناً مالاً أَرِثُه وِرْثاً وَوَرْثاً إُذا ماتَ مُوَرِّثُكَ فصار ميراثه لك وقال الله تعالى إِخباراً عن زكريا ودعائه إِيّاه هب لي من لدنك وَلِيًّا يَرِثُني ويَرِثُ من آل يعقوب أَي يبقى بعدي فيصير له ميراثي قال ابن سيده إِنما أَراد يرثني ويرث من آل يعقوب النبوة ولا يجوز أَن يكون خاف أَن يَرِثَهُ أَقرِباؤُه المالَ لقول النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّا معاشرَ الأَنبياءِ لا نُورثُ ما تركنا فهو صدقة وقوله عز جل وورث سليمان داود قال الزجاج جاء في التفسير أَنه ورَّثهُ نُبوَّتَه ومُلْكَه وروي أَنه كان لداود عليه السلام تسعة عشر ولداً فَوَرِثَه سليمانُ عليه السلام من بينهم النبوةَ والمُلكَ وتقول وَرِثْتُ أَبي وَوَرِثْتُ الشيءَ من أَبي أَرِثُه بالكسر فيهما وِرْثاً وَوِراثَةً وإِرْثاً الأَلفُ منقلبةٌ من الواو ورِثَةً الهاءُ عِوَضٌ من الواو وإِنما سقطت الواو من المستقبل لوقوعها بين ياء وكسرة وهما متجانسان والواو مضادَّتهما فحذفت لاكتنافهما إِياها ثم جعل حكمها مع الأَلف والتاء والنون كذلك لأَنهن مبدلات منها والياء هي الأَصل يدلك على ذلك أَن فَعِلْتُ وفَعِلْنا وفَعِلْتَِ مبنيات على فَعِلَ ولم تسقط الواو مِن يَوْجَلُ لوقوعها بين ياء وفتحة ولم تسقط الياء من يَيْعَرُ ويَيْسَرُ لتقَوِّي إِحدى الياءين بالأُخرى وأَما سقوطها مِن يَطَأُ ويَسَعُ فَلِعِلَّةٍ أُخرى مذكورة في باب الهمز قال وذلك لا يوجب فساد ما قلناه لأَنه لا يجوز تماثل الحكمين مع اختلاف العلتين وتقول أَوْرَثَه الشيءَ أَبُوهُ وهم وَرَثَةُ فلان وَوَرَّثَهُ توريثاً أَي أَدخله في ماله على وَرَثَتِهِ وتوارثوه كابراً عن كابر وفي الحديث أَنه أَمرَ أَنْ تُوَرَّثَ دُورَ المهاجرين النساءُ تَخْصِيصُ النساءِ بتوريث الدور قال ابن الأَثير يشبه أَن يكون على معنى القسمة بين الورثةِ وخصصهن بها لأَنهنَّ بالمدينة غرائب لا عشيرة لهن فاختار لهن المنازل للسُّكْنَى قال ويجوز أَن تكون الدور في أَيديهن على سبيل الرفق بهنّ لا للتمليك كما كانت حُجَرُ النبي صلى الله عليه وسلم في أَيدي نسائه بعده ابن الأَعرابي الوِرْثُ والوَرْثُ والإِرْثُ والوِرَاثُ والإِرَاثُ والتُّراثُ واحد الجوهري المِيراثُ أَصله مِوْراثٌ انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها والتُّراثُ أَصل التاء فيه واو ابن سيده والوِرْثُ والإِرْثُ والتُّرَاثُ والمِيراثُ ما وُرِثَ وقيل الوِرْث والميراثُ في المال والإِرْثُ في الحسَب وقال بعضهم وَرِثْتُهُ ميراثاً قال ابن سيده وهذا خطأٌ لأَنَّ مِفْعَالاً ليس من أَبنية المصادر ولذلك ردَّ أَبو علي قول من عزا إِلى ابن عباس ان المِحالَ من قوله عز وجل وهو شديد المحال مِن الحَوْلِ قال لأَنه لو كان كذلك لكان مِفْعَلاً ومِفْعَلٌ ليس من أَبنية المصادر فافهم وقوله عز وجل ولله ميراثُ السموات والأَرض أَي الله يُفْني أَهلهما فتبقيان بما فيهما وليس لأَحد فيهما مِلْكٌ فخوطب القوم بما يعقلون لأَنهم يجعلون ما رجع إِلى الإِنسان ميراثاً له إِذ كان ملكاً له وقد أَوْرَثَنِيه وفي التنزيل العزيز وأَوْرَثَنَا الأَرضَ أَي أَوْرَثَنَا أَرضَ الجنة نتبوّأُ منها من المنازل حيث نشاء وَوَرَّثَ في ماله أَدخل فيه مَن ليس من أَهل الوراثة الأَزهري وَرَّثَ بني فلان ما له توريثاً وذلك إِذا أَدخل على ولده وورثته في ماله مَن ليس منهم فجعل له نصيباً وأَورَثَ وَلَدَه لم يُدْخِلْ أَحداً معه في ميراثه هذه عن أَبي زيد وتَوارثْناهُ وَرِثَه بعضُنا عن بعض قِدْماً ويقال وَرَّثْتُ فلاناً من فلان أَي جعلت ميراثه له وأَوْرَثَ الميتُ وارِثَهُ مالَه أَي تركه له وفي الحديث في دعاءِ النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال اللهم أَمْتِعْني بسمعي وبَصَري واجعلهما الوارثَ مني قال ابن شميل أَي أَبْقِهما معي صحيحين سليمين حتى أَموت وقيل أَراد بقاءَهما وقوَّتهما عند الكبر وانحلال القُوى النفسانية فيكون السمع والبصر وارِثَيْ سائر القُوى والباقِيَيْنِ بعدها وقال غيره أَراد بالسمع وَعْيَ ما يَسْمَعُ والعملَ به وبالبصر الاعتبارَ بما يَرى ونُور القلب الذي يخرج به من الحَيْرَة والظلمة إِلى الهدى وفي رواية واجعله الوارث مني فَرَدَّ الهاءَ إِلى الإِمْتاع ة فلذلك وَحَّدَهُ وفي حديث الدعاءِ أَيضاً وإِليكَ مآبي ولك تُراثي التُّراثُ ما يخلفه الرجل لورثته والتاءُ فيه بدل من الواو وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنيه قال بعث
( * « أنه قال بعث » كذا بالأصل المعول عليه بأَيدينا ) ابن مِرْبَعٍ الأَنصاري إِلى أَهل عرفة فقال اثْبُتيوا على مَشاعِركم هذه فإِنكم على إِرْثٍ من إِرث إِبراهيم قال أَبو عبيد الإِرْث أَصله من الميراث إِنما هو وِرْثٌ فقلبت الواو أَلفاً مكسورة لكسرة الواو كما قالوا للوِسادة إِسادة وللوِكافِ إِكاف فكأَنَّ معنى الحديث أَنكم على بقية من وِرْثِ إِبراهيم الذي ترك الناس عليه بعد موته وهو الإِرْثُ وأَنشد فإِنْ تَكُ ذا عِزٍّ حَدِيثٍ فإِنَّهُمْ لَهُمْ إِرْثُ مَجْدٍ لم تَخُنْه زَوافِرُه وقول بدر بن عامر الهذلي ولَقَدْ تَوارَثُني الحوادثُ واحداً ضَرَعاً صَغيراً ثم لا تَعْلُوني أَراد أَن الحوادث تتداوله كأَنها ترثه هذه عن هذه وأَوْرَثَه الشيءَ أَعقبه إِياه وأَورثه المرض ضعفاً والحزنُ هَمّاً كذلك وأَوْرَث المَطَرُ النباتَ نَعْمَةً وكُلُّه على الاستعارة والتشبيه بِوِراثَةِ المال والمجد ووَرَّثَ النارَ لغة في أَرَّثَ وهي الوِرْثَةُ وبنو وِرْثَةَ ينسبون إِلى أُمهم ووَرْثانُ موضع قال الراعي فغدا من الأَرض التي لم يَرْضَها واختار وَرْثاناً عليها مَنْزِلا ويروى أَرْثاناً على البدل المطرد في هذا الباب

وطث
الوَطْثُ الضَّرْبُ الشديدُ بالخُفِّ قال تَطْوي المَوامي وتَصُكُّ الْوَعْثا بِجَبْهَةِ المِرْداسِ وَطْثاً وَطْثا الجوهري الوَطْثُ الضرب الشديد بالرِّجْلِ على الأَرض لغة في الوَطْسِ أَو لُثْغَةٌ وزعم يعقوب أَني ثاءَ وَطْثٍ بدل من سين وَطْسٍ وهو الكسر الأَزهري الوَطْثُ والوَطْسُ الكَسْر يقال وَطَثَه يَطِثُه وَطْثاً فهو مَوْطُوثٌ ووَطَسَه فهو موطوس إِذا تَوَطَّأَه حتى يكسره

وعث
الوَعْثُ المكان السَّهْلُ الكثير الدَّهِسُ تغيب فيه الأَقدام قال ابن سيده الوَعْثُ من الرمل ما غابت فيه الأَرجل والأَخفاف وقيل الوَعْثُ من الرمل ما ليس بكثير جداً وقيل هو المكان اللين أَنشد ثعلب ومِنْ عاقِرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَراتُها عِذارَيْن مِن جَرْداءَ وَعْثٍ خُصورُها رفع خصورها بِوَعْثٍ لأَنه في معنى لَيِّنٍ فكأَنه قال لين خصورها والجمعُ وُعْثٌ
( * قوله « والجمع وعث » كذا بالأصل المعول عليه بهذا الضبط )
ووُغُوثٌ وحكى الأَزهري عن خالد بن كلثوم الوَعْثاءُ ما غابت فيه الحوافِرُ والأَخفافُ من الرمل الرقيق والدَّهاسِ من الحصى الصغار وشبهه قال وقال أَبو زيد يقال طريق وَعْثٌ في طريق وَعُوثٍ ويقال الوَعَثُ رِقَّةُ التراب ورخاوة الأَرض تغيب فيه قوائم الدواب ونَقاً مُوَعَّثٌ إِذا كان كذلك وقال الأَصمعي الوَعْثُ كلُّ لَيِّنٍ سهل وحكى الفراءُ عن أَبي قَطَرِيٍّ أَرضٌ وَعْثَةٌ ووَعِثَةٌ وقد وَعُثَتْ وَعْثاً وقال غيره وُعُوثةً ووَعاثةً قال ابن سيده وَعِثَ الطريقُ وَعْثاً ووَعَثاً ووَعُثَ وُعُوثةً كلاهما لانَ فصار كالوَعْثِ وأَوْعَثَ وَقَع في الوَعْثِ وأَوْعَثُوا وقَعُوا في الوَعْثِ وأَوْعَثَ البعيرُ قال رؤْبة ليس طريقُ خَيْره بالأَوْعَثِ وامرأَة وَعْثَةٌ كثيرةُ اللحم كأَنَّ الأَصابع تَسُوخُ فيها من لينها وكثرة لحمها قال ابن سيده ومَرَةٌ وَعْثَةُ الأَرداف لَيِّنَتُها فأَما قول رؤْبة ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ تُميلُها أَعْجازُها الأَواعِثُ فقد يكون جَمَع وَعْثاً على غير قياس وقد يكون جَمَع وَعْثاءَ على أَوْعُثٍ ثم جَمَع أَوْعُثاً على أَواعِثَ قال والوَعْثاءُ كالوَعْثِ وقالوا على ما خَيَّلَتْ وَعْثُ القَصِيم إِذا أَمرته بركوب الأَمر على ما فيه وهو مَثَلٌ ووَعْثاءُ السفر مشقته وشدّته وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه إِذا كان سافَر سفراً قال اللهم إِنا نعوذ بك من وَعْثاءِ السَّفَر وكآبة المُنْقَلَبِ أَي شدّته ومشقته قال أَبو عبيد هو شدة النصَب والمشقة وكذلك هو في المآثم قال الكميت يذكر قضاعة وانتسابهم إِلى اليمن وابنُ ابْنِها مِنَّا ومنكم وبَعْلُها خُزَيْمَةُ والأَرْحامُ وَعْثاءُ حُوبُها يقول إِن قطيعة الرحم مَأْثَمٌ شديدٌ وإِنما أَصل الوَعْثاء من الوَعْثِ وهو الدَّهِسُ معا الرمال
( * قوله « وهو الدهس معا الرمال » كذا بالأصل المعول عليه بأيدينا ولعله الدهس من الرمال أو نحو ذلك ) الرقيقة والمشي يشتدّ فيه على صاحبه فجعل مَثَلاً لكل ما يشق على صاحبه وفي الحديث مَثَلُ الرزق كَمَثَل حائط له باب فما حولَ البابِ سُهُولَةٌ وما حولَ الحائط وَعْثٌ وَوَعْرٌ وفي حديث أُمِّ زرع على رأْس قَوْرٍ وَعْثٍ والوُعُوثُ الشِّدَّةُ والشَّرُّ قال صخر الغيِّ يُحَرِّضُ قَوْمَه كيْ يَقْتُلوني على المُزَنيِّ إِذ كَثُرَ الوُعُوثُ ويقال للعظم المكسور المَوْقورِ وَعْثٌ ورجلٌ مَوْعوثٌ ناقصُ الحسَب وَأَوْعَثَ فُلانٌ إِيعاثاً إِذا خَلَّطَ والوَعْثُ فسادُ الأَمر واختلاطه ويجمع على وُعُوثٍ وَأَوْعَثَ في ماله وأَقْعَثَ في ماله وطَأْطَأَ الرَّكْضَ في ماله أَسْرَفَ فيه وقال الأَزهري في ترجمة وعث تقول وَعَثْتُهُ عن كذا وعَوَّثْتُه أَي صرفته

وكث
الوِكاثٌ والوُكاثٌ ما يستعجل به الغَدَاءُ واسْتَوْكَثْنا نحنُ اسْتَعجلْنا وأَكَلْنا شيئاً نَبْلُغُ به الغَدَاء

ولث
الوَلْثُ عَقْدُ العَهْدِ بين القوم وقيل هو ضَعْفُ العُقْدَة يقال وَلَثَ لي وَلْثاً لم يُحْكِمْه أَي عاهدني يقال وَلْثَ من عهد أَي شَيْءٌ قيل والوَلْثُ عَقْدٌ ليس بمحكَم ولا مؤكد وهو الضعيف ومنه وَلْثُ السحاب وهو النَّدَى اليسيرُ وقيل الوَلْثُ العهد المحكم وقيل الوَلْثُ الشيء اليسير من العهد وفي حديث ابن سيرين أَنه كان يكره شراء سَبْيِ زابَلٍ وقال إِن عثمان وَلَثَ لهم وَلْثاً أَي أَعطاهم شيئاَ من العهد ويقال وَلَثْتُ لكَ أَلِث وَلْثاً أَي وَعَدْتك عِدَّةً ضعيفة ويقال لهم وَلْثٌ ضعيف وَوَلْثٌ مُحْكَم وقال المسيب بن عَلسٍ في الوَلْثِ المحكَم كما امْتَنَعَتْ أَولادُ يَقْدمَ مِنْكُمُ وكان لها وَلْثٌ من العَقْدِ مُحْكَمُ الجوهري الوَلْثُ العهدُ بين القوم يقع من غير قصد ويكون غير مؤكد يقال وَلَثَ له عَقْداً والوَلْثُ اليسير من الضرب والوجع وقيل البقية منه وقد وَلَثَ ولْثاً وَوَلِثَ وَلَثاً وقيل الوَلْثُ كلُّ يسير من كثير عن ابن الأَعرابي وبه فسر قول عمر رضي الله عنه لرأْس الجالوت وفي رواية الجاثَلِيقِ لولا وَلْثٌ لك من عهد لضربتُ عُنُقَك أَي طَرَفٌ من عَقْدٍ أَو يسيرٌ منه وأَما ثعلب فقال الوَلْثُ الضعيف من العهود أَبو مرة القشيري الوَلْثُ من الضرب الذي ليس فيه جراحة فوقَ الثياب قال وطَرَقَ رجلٌ قوماً يطلب امرأَةً وعَدَتْهُ فوقع على رجل فصاح به فاجتمع الحيُّ عليه فوَلَثُوه ثم أُفْلِتَ والوَلْثُ بَقِيَّةُ العجين في الدَّسِيعَةِ وبقية الماء في المُشَقَّرِ والفَضْلَةُ من النبيذ تبقى في الإِناء وهو البَسِيل والوَلْثُ القليلُ من المطر وأَصابنا وَلْثٌ من مكر أَي قليلٌ منه وولَثَتْنا السماءُ ولْثاً بَلَّتْنا بمطر قليل مشتق منه التهذيب والوَلْثُ بقية العَهْد في الحديث لولا وَلْثُ عَهْدٍ لهم لفعلتُ بهم كذا قال ابن شميل يقال دَبَّرْتُ مملوكي إِذا قلتَ هو حُرٌّ بعد موتي إِذا وَلَثْتَ له عِتْقاً في حياتك قال والوَلْثُ التوجيه
( * قوله « والولث التوجيه » كذا بالأصل والقاموس وسكت عليه الشارح وبهامش الشارح المطبوع معزواً لحاشية الفاسي ما نصه قوله التوجيه صحته الترجية بزنة تبصرة ) إِذا قلت هو حُرٌّ بعدي فهو الوَلْثُ وقد وَلَثَ فلانٌ لنا من أَمرنا وَلْثاً أَي وَجَّهَ قال رؤبة وقلتُ إِذ أَغْبَطَ دَيْنٌ والِثُ وقال ابن الأَعرابي أَي دائم كما يَلِيثُونه بالضرب الأَصمعي وَلَثَه أَي ضربه ضرباً قليلاً ووَلَثَهُ بالعصا يَلِثُه وَلْثاً أَي ضربه وقال الأَصمعي في قوله إِذ أَغبط دين والث أَساء رؤبة في هذا لأَنه ان ينبغي له أَن يؤكد أَمر الدَّين وقال غيره يقال دَيْنٌ والثٌ أَي يتقلده كما يتقلد العهد

وهث
وهَثَ الشيءَ وَهْثاً وطئه وطْأً شديداً والوَهْثُ الانهماك في الشيء والواهثُ الملقي نَفْسَه في الشيء وفي المحكم الملقي نفسه في هَلَكَةٍ وتَوَهَّثَ في الشيء إِذا أَمعن فيه

يفث
يافثُ مِن أَبناء نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام وقيل هو من نسله التُّرْكُ ويأْجوجُ ومأْجوجُ وهم إِخوة بني سام وحام فيما زعم النسابون وأَيافِثُ موضع باليَمَنِ كأَنهم جعلوا كل جزء منه أَيفث اسماً لا صِفة

ينبيث
التهذيب في الرباعي ابن الأَعرابي اليَنْبِيثُ ضرب من سمك البحر قال أَبو منصور اليَنْبِيثُ بوزن فَيْعيلٍ غير البَيْنِيثِ قال ولا أَدري أَعَرَبيٌّ هو أَم دَخِيلٌ ؟

ييعث
النهاية لابن الأَثير في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لأَقَوالِ شَبْوَةَ ذِكْرُ يَيْعُثَ قال هي بفتح الياء الأُولى وضم العين المهملة صُقْعٌ من بلاد اليمن جعله لهم انتهى

ج
الجيم من الحروف المجهورة وهي ستة عشر حرفاً وهي أَيضاً من الحروف المحقورة وهي القاف والجيم والطاء والدال والباء يجمعها قولك « جدقطب » سميت بذلك لأَنها تُحقر في الوقف وتُضْغَطُ عن مواضعها وهي حروف القلقلة لأَنك لا تستطيع الوقوف عليها إِلاَّ بصوت وذلك لشدة الحَقْرِ والضَّغْطِ وذلك نحو الْحَقْ واذْهَبْ واخْرُجْ وبعض العرب أَشدَّ تصويتاً من بعض والجيم والشين والضاد ثلاثة في حيز واحد وهي من الحروف الشَّجْرية والشَّجْرُ مَفْرَجُ الفم ومخرج الجيم والقاف والكاف بين عَكَدَةِ اللسان وبين اللَّهاةِ في أَقصى الفَم وقال أَبو عمرو بن العلاء بعض العرب يبدل الجيم من الياء المشددة قال وقلت لرجل من حنظلة ممن أَنت ؟ فقال فُقَيْمِجٌّ فقلت مِن أَيهم ؟ قال مُرِّجٌّ يريد فُقَيْمِيٌّ مُرِّيٌّ وأَنشد لِهمْيان بن قحافة السعدي يُطِيرُ عَنْهَا الوَبَرَ الصُّهابِجا قال يريد الصُّهابِيَّا من الصُّهْبة وقال خلف الأَحمر أَنشدني رجل من أَهل البادية خالي عُوَيْفٌ وأَبو عَلِجِّ المُطْعِمانِ اللَّحْمَ بالعَشِجِّ وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ يريد عليّاً والعشيً والبرنيّ قال وقد أَبدلوها من الياء المخففة أَيضاً وأَنشد أَبو زيد يا رَبِّ إِنْ كُنْتَ قَبِلْتَ حَجَّتِجْ فلا يزال شاحِجٌ يأْتيك بِجْ أَقْمَرُ نَهَّازٌ يُنَزِّي وَفْرَتِجْ وأَنشد أَيضاً حتى إِذا ما أَمْسَجَتْ وأَمْسَجا يريد أَمست وأَمسى قال وهذا كله قبيح قال أَبو عمر الجرمي ولو رَدَّهُ إِنسانٌ لكان مذهباً قال محمد بن المكرم أَمست وأَمسى ليس فيهما ياء ظاهرة ينطق بها وقوله أَمسجت وأَمسجا يقتضي أَن يكون الكلام أَمسيت وأَمسيا وليس النطق كذلك ولا ذكر أَيضاً أَنهم يبدلونها في التقدير المعنوي وفي هذا نظر والجيم حرف هجاء وهي من الحروف التي تؤنث ويجوز تذكيرها وقد جَيَّمْتُ جِيماً إِذا كتبتها

أجج
الأَجِيجُ تَلَهُّبُ النار ابن سيده الأَجَّةُ والأَجِيجُ صوت النار قال الشاعر أَصْرِفُ وَجْهي عن أَجِيج التَّنُّور كأَنَّ فِيه صوتَ فِيلٍ مَنْحُور وأَجَّتِ النارُ تَئِجُّ وتَؤُجُّ أَجِيجاً إِذا سمعتَ صَوتَ لَهَبِها قال كأَنَّ تَرَدُّدَ أَنفاسِهِ أَجِيجُ ضِرامٍ زفَتْهُ الشَّمَالْ وكذلك ائْتَجَّتْ على افْتَعَلَتْ وتَأَجَّجَتْ وقد أَجَّجَها تَأْجيجاً وأَجِيجُ الكِيرِ حفيفُ النار والفعل كالفعل والأَجُوجُ المضيءُ عن أَبي عمرو وأَنشد لأَبي ذؤَيب يصف برقاً يُضيءُ سَنَاهُ راتِقاً مُتَكَشِّفاً أَغَرَّ كمصباح اليَهُودِ أَجُوج قال ابن بري يصف سحاباً متتابعاً والهاء في سناه تعود على السحاب وذلك أَن البرقة إِذا برقت انكشف السحاب وراتقاً حال من الهاء في سناه ورواه الأَصمعي راتق متكشف بالرفع فجعل الراتق البرق وفي حديث الطُّفَيْلِ طَرَفُ سَوْطه يَتَأَجَّجُ أَي يضيء من أَجِيج النار تَوَقُّدِها وأَجَّجَ بينهم شَرًّا أَوقده وأَجَّةُ القوم وأَجِيجُهم اخْتِلاطُ كلامهم مع حَفيف مشيهم وقولهم القومُ في أَجَّة أَي في اختلاط وقوله تَكَفُّحَ السَّمائِم الأَوَاجِج إِنما أَراد الأَوَاجَّ فاضطر ففك الإِدغام أَبو عمرو أَجَّج إِذا حمل على العدوّ وجَأَجَ إِذا وقف جُبْناً وأَجَّ الظَّليمُ يَئِجُّ ويَؤُجُّ أَجّاً وأَجِيجاً سُمع حَفيفُه في عَدْوِه قال يصف ناقة فرَاحَتْ وأَطْرافُ الصُّوَى مُحْزَئِلَّةٌ تَئِجُّ كما أَجَّ الظَّليم المُفَزَّعُ وأَجَّ الرَّجُلُ يَئِجُّ أَجِيجاً صَوَّتَ حكاه أَبو زيد وأَنشد لجميل تَئِجُّ أَجِيجَ الرَّحْلِ لمَّا تَحَسَّرَتْ مَناكِبُها وابْتُزَّ عنها شَليلُها وأَجَّ يَؤُجُّ أَجّاً أَسرع قال سَدَا بيدَيه ثم أَجَّ بسيره كأَجِّ الظَّليم من قَنِيصٍ وكالِب التهذيب أَجَّ في سيره يَؤُجُّ أَجّاً إِذا أَسرع وهرول وأَنشد يَؤُجُّ كما أَنَّ الظَّليمُ المُنَفَّرُ قال ابن بري صوابه تؤُج بالتاء لأَنه يصف ناقته ورواه ابن دريد الظليم المُفَزَّعُ وفي حديث خيبر فلما أَصبح دعا عليّاً فأَعطاه الراية فخرج بها يَؤُجُّ حتى ركَزَها تَحْتَ الحِصْنِ الأَجُّ الإِسراعُ والهَرْوَلةُ والأَجِيجُ والأُجاجُ والائْتِجاجُ شدَّةُ الحرِّ قال ذو الرمة بأَجَّةٍ نَشَّ عنها الماءُ والرُّطَبُ والأَجَّةُ شدة الحرِّ وَتَوَهُّجه والجمع إِجاجٌ مثل جَفْنَةٍ وجِفَانٍ وائْتَجَّ الحَرُّ ائْتِجاجاً قال رؤبة وحَرَّقَ الحَرُّ أُجاجاً شاعلاَ ويقال جاءت أَجَّةُ الصيف وماءٌ أُجاجٌ أَي ملح وقيل مرٌّ وقيل شديد المرارة وقيل الأُجاجُ الشديد الحرارة وكذلك الجمع قال الله عز وجل وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وهو الشديد الملوحة والمرارة مثل ماء البحر وقد أَجَّ الماءُ يَؤُجُّ أُجوجاً وفي حديث علي رضي الله عنه وعَذْبُها أُجاجٌ الأُجاج بالضم الماءُ الملح الشديد الملوحة ومنه حديث الأَحنف نزلنا سَبِخَةً نَشَّاشَةً طَرَفٌ لها بالفلاة وطَرَفٌ لها بالبحر الأُجاج وأَجِيجُ الماءِ صوتُ انصبابه ويأْجُوجُ ومأْجُوجُ قبليتان من خلف الله جاءَت القراءَة فيهما بهمز وغير همز قال وجاءَ في الحديث أَن الخلق عشرة أَجزاء تسعة منها يأْجوجُ ومأْجوجُ وهما اسمان أَعجميان واشتقاقُ مثلهما من كلام العرب يخرج من أَجَّتِ النارُ ومن الماء الأُجاج وهو الشديد الملوحة المُحْرِقُ من ملوحته قال ويكون التقدير في يأْجُوجَ يَفْعول وفي مأْجوج مفعول كأَنه من أَجِيج النار قال ويجوز أَن يكون يأْجوج فاعولاً وكذلك مأْجوج قال وهذا لو كان الاسمان عربيين لكان هذا اشتقاقَهما فأَمَّا الأَعْجَمِيَّةُ فلا تُشْتَقُّ من العربية ومن لم يهمز وجعل الأَلفين زائدتين يقول ياجوج من يَجَجْتُ وماجوج من مَجَجْتُ وهما غير مصروفين قال رؤبة لو أَنَّ يَاجُوجَ ومَاجوجَ معا وعَادَ عادٌ واسْتَجاشُوا تُبَّعا ويَأْجِجُ بالكسر موضع حكاه السيرافي عن أَصحاب الحديث وحكاه سيبويه يَأْجَجُ بالفتح وهو القياس وهو مذكور في موضعه

أذج
أَبو عمرو أَذَجَ إِذا أَكثر من الشراب

أذربج
أَذْرَبِيجَانُ موضع أَعجمي معرَّب قال الشماخ تَذَكَّرْتُها وَهْناً وقد حالَ دُونها قُرَى أَذْرَبِيجانَ المَسَالِحُ والحالي
( * قوله « والحالي » كذا بالأَصل بالحاء المهملة وبعد اللام ياء تحتية بوزن عالي ومثله في مادة سلح وذكر البيت هناك وفسر المسالح بالمواضع المخوفة وحذا حذوه شارح القاموس في الموضعين لكن ذكر ياقوت في معجم البلدان عند ذكر أَذربيجان هذا البيت وفيه والجال بالجيم بوزن المال بدل الحالي وقال عند ذكر الجال باللام موضع بأذربيجان )
وجعله ابن جني مركباً قال هذا اسم فيه خمسة موانع من الصرف وهي التعريف والتأْنيث والعجمة والتركيب والأَلف والنون

أرج
الأَرَجُ نَفْحَةُ الريحِ الطيبة ابن سيده الأَرِيجُ والأَرِيجةُ الريحُ الطيبة وجمعها الأَرائِجُ أَنشد ابن الأَعرابي كأَنَّ رِيحاً من خُزَامَى عالِجِ أَو رِيحَ مِسْكٍ طَيِّبِ الأَرائِجِ وأَرِجَ الطِّيبُ بالكسر يَأْرَجُ أَرَجاً فهو أَرِجٌ فاحَ قال أَبو ذؤيب كَأَنَّ عليها بَالَةً لَطَمِيَّةً لها من خِلالِ الدَّأْيَتَيْنِ أَرِيجُ وقال أَرِجَ البيتُ يَأْرَجُ فهو أَرِجٌ بريح طيبة والأَرَجُ والأَريجُ تَوَهُّجُ ريح الطيب والتَّأْريجُ شِبْهُ التَّأْرِيشِ في الحرب قال العجاج إِنَّا إِذا مُذْكي الحُرُوبِ أَرَّجَا وأَرَّجْتُ بين القوم تأْرِيجاً إِذا أَغريت بينهم وهَيَّجْتَ مثل أَرَّشْتَ قال أَبو سعيد ومنه سمي المُؤَرِّجُ الذُّهْلِيُّ جَدُّ المُؤَرِّج الراوية وذلك أَنه أَرَّجَ الحرب بين بكر وتغلب وفي الحديث لمَّا جاءَ نَعِيُّ عمر رضي الله عنه إِلى المدائن أَرِجَ النَّاسُ أَي ضَجُّوا بالبكاء قال وهو من أَرِجَ الطيبُ إِذا فاح وأَرَّجْتُ الحربَ إِذا أَثَرْتَها والأَرَجَانُ الإِغْراءُ بَينَ الناس وقد أَرَّجَ بينهم وأَرَّجَ بالسَّبُعِ كَهَرَّجَ إِما أَن تكون لغة وإِما أَن تكون بدلاً وأَرَجَ الحَقَّ بالباطل يَأْرِجُه أَرْجاً خَلَطه ورجل أَرَّاجٌ ومِئْرَجٌ وأَرَّجَ النارَ وأَرَّثَها أَوْقَدَها مشدد عن ابن الأَعرابي والتَّأْرِيجُ والإِرَاجَةُ شيءٌ من كُتُبِ أَصحاب الدواوين التهذيب والأَوَارِجَةُ من كُتُب أَصحاب الدواوين في الخَرَاج ونحوه ويقال هذا كتابُ التَّأْرِيج ورَوَّجْتُ الأَمرَ فَرَاجَ يَرُوجُ رَوْجاً إِذا أَرَّجْتَه وأَرَّجانُ موضعٌ حكاه الفارسي وأَنشد أَرادَ اللهُ أَن يُخْزِي بُجَيْراً فسَلَّطَني عليه بأَرَّجانِ وقيل هو بلد بفارس وخففه بعض متأَخري الشعراء فأَقْدَم على ذلك لعُجْمته والأَيارِجَةُ دواء وهو معرَّب

أزج
الأَزَجُ بيْتٌ يُبْنى طُولاً ويقال له بالفارسية أَوستان والتَّأْزِيجُ الفِعْلُ والجمع آزُجٌ وآزاجٌ قال الأَعشى بناه سليمانُ بنُ داودَ حِقْبَةً له أَزَجٌ صَمٌّ وطِيءٌ مُوَثَّقُ والأُزُوجُ سُرْعَةُ الشّدِّ وفرس أَزُوجٌ وأَزَجَ في مشيته يَأْزِجُ أُزُوجاً ( قوله « وأزج يأزج » كذا بضبط الأصل من باب ضرب وفي القاموس وأزجه تأزيجاً بناه وطوّله كنصر وفرح ) أَسرع قال فَزَجَّ رَبْدَاءَ جَوَاداً تَأْزِجُ فَسَقَطَتْ مِن خَلْفِهِنَّ تَنْشِجُ وأَزِجَ وأَزَجَ العُشْبُ طالَ

إسبرج
في الحديث مَن لَعِبَ بالإِسْبِرَنْجِ والنَّرْدِ فَقَد غَمَسَ يَدَه في دم خنزير قال ابن الأَثير في النهاية هو اسم الفرس التي في الشطرنج واللغة فارسية معرّبة

أشج
الأُشَّجُ دواء وهو أَكثر استعمالاً من الأُشَّقِ

أمج
الأَمَجُ حَرٌّ وعَطَشٌ يقال صيف أَمَجٌ أَي شديد الحرِّ وقيل الأَمَجُ شدَّة الحر والعطش والأَخذ بالنفس الأَصمعي الأَمَجُ تَهَوُّجُ الحرِّ وأَنشد للعجاج حَتى إِذا ما الصَّيْفُ كان أَمَجَا وفَرَغَا مِنْ رَعْيِ ما تَلَزَّجَا وأَمِجَتِ الإِبلُ
( * قوله « وأَمجت الإبل » من باب فرح وقوله « وأمج إِذا سار » بابه ضرب كما في القاموس ) تَأْمَجُ أَمَجاً إِذا اشتد بها حر أَو عطش أَبو عمرو وأَمَجَ إِذا سار سيراً شديداً بالتخفيف وأَمَجُ موضعٌ وفي حديث ابن عباس حتى إِذا كان بالكَديدِ ماءٌ بين عُسْفانَ وأَمَج أَمَج بفتحتين وجيم موضع بين مكة والمدينة وأَنشد أَبو العباس المبرد حُمَيْدُ الذي أَمَجٌ دارُه أَخو الخَمْر ذو الشَّيْبَةِ الأَصْلَعُ

أنبج
في الحديث ايتوني بأَنْبِجانِيَّة أَبي جَهْم قال ابن الأَثير قيل هي منسوبة إِلى مَنْبِجَ المدينة المعروفة وقيل إِنها منسوبة إِلى موضع اسمه أَنْبِجانُ وهو أَشبه لأَنَّ الأَول فيه تعسف قال والهمزة فيها زائدة وسيأْتي ذكر ذلك مستوفىً في ترجمة نبج إِن شاء الله تعالى

باج
الباجُ التُّبَّانُ والناسُ باجٌ واحد أَي شيءٌ واحد وجَعَلَ الكلامَ باجاً واحداً أَي وَجْهاً واحداً ابن الأَعرابي الباجُ يهمز ولا يهمز وهو الطريقة من المَحاجِّ المستوية ومنه قول عمر رضي الله عنه لأَجْعَلَنَّ النَّاسَ بَاجاً واحداً أَي طريقة واحدة في العطاء ويُجْمَعُ باجٌ على أَبْواجٍ ابن السكيت اجعل هذا الشيء باجاً واحداً قال ويقال أَول من تكلم به عثمان رضي الله عنه أَي طريقةً واحدةً قال ومثله الجاش والفاس والكاس والراس الجوهري قولهم اجعلْ الباجات باجاً واحداً أَي ضرباً واحداً ولوناً واحداً وهو معرَّب وأَصله بالفارسية بَاهَا أَي أَلوان الأَطعمة

بجج
بَجَّ الجُرْحَ والقُرْحَة يَبُجُّها بَجًّا شَقَّها قال جُبَيْهَا الأَشجعيُّ في عنزٍ له منحها لرجل ولم يردّها فجاءَتْ كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها عَسالِيجُه والثَّامِرُ المُتَناوِحُ وكلُّ شَقٍّ بَجٌّ قال الراجز بَجَّ المَزاد مُوكَراً مَوْفُورا ويقال انْبَجَّتْ ماشيتُكَ من الكَلإِ إِذا فتقها السِّمَنُ من العُشْبِ فأَوْسَعَ خواصرها وقد بَجَّها الكَلأُ وأَنشد بيت جبيها الأَشجعيّ وهذا البيت أَورده الجوهري فجاءَت قال ابن بري وصوابه لجاءَت قال واللام فيه جوابُ لو في بيت قبله وهو فَلَوْ أَنها طافتْ بنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ نَفَى الدِّقَّ عنه جَدْبُه فهو كالِحُ قال والقَسْوَرُ ضَرْبٌ من النبت وكذلك الثامر والكالح ما اسْوَدَّ منه والمتناوح المتقابل يقول لو رعت هذه الشاة نبتاً أَيبسه الجدبُ قد ذهب دِقُّه وهو الذي تنتفع به الراعية لجاءَت كأَنها قد رعت قَسْوَراً شديد الخُضْرَةِ فسمنت عليه حتى شَقَّ الشحمُ جِلْدَها قال محمد بن المكرم ورأَيت بخط الشيخ الفاضل رضي الدين الشاطبي صاحبنا رحمه الله ما صورته قال أَبو الحسن بن سيده أَخبرنا أَبو العلاءِ أَن الرِّقَّ ورَقُ الشجر وأَنشد بيت جبيها الأَشجعي فَلَو أَنها قامَتْ بطُنْبٍ مُعَجَّمٍ نَفى الجدبُ عنه رِقَّهُ فهو كالح قال هكذا أَنشدَناه رِقَّه وليس من لفظ الوَرَق إِنما هو في معناه والطُّنْبُ العود اليابس قال وفي الجمهرة لابن دريد دِقُّ كلِّ شيءٍ دون جِلِّه وهو صِغارُه ورَدِيُّه ودِقُّ الشجر حشيشُه وقالوا دِقُّه صغارُ وَرَقِه وأَنشدوا بيت جبيها نفى الدِّقُّ عنه جَدْبُه فهو كالح والبَجُّ الطعنُ يخالط الجوف ولا ينفذ يقال بَجَجْتُه أَبُجُّهُ بَجّاً أَي طعنته وأَنشد الأَصمعي لرؤْبة قَفْخاً على الهامِ وبَجّاً وَخْضا ابن سيده بَجَّه بَجّاً طَعَنَهُ وقيل طعنه فخالطت الطعنةُ جوفَه وبَجَّه بَجّاً قطعه عن ثعلب وأَنشد بَجَّ الطبيبُ نائطَ المَصْفُور وقوله صلى الله عليه وسلم إِن الله قد أَراحكم من الشَّجَّة والبَجَّة قيل في تفسيره البَجَّةُ الفَصِيد الذي كانت العرب تأْكُلُهُ في الأَزْمَةِ وهو من هذا لأَن الفاصدَ يشق العِرْقَ وفسره ابن الأَثير فقال البَجُّ الطعن غير النافذ كانوا يفصدون عِرق البعير ويأْخذون الدم يتبلَّغون به في السنة المجدبة ويسمونه الفصيد سمي بالمرة الواحدة من البَجِّ أَي أَراحكم الله من الفحط والضيق بما فتح عليكم من الإِسلام وبَجَّه بالعصا وغيرها بَجّاً ضربه بها عن عِراضٍ
( * قوله « عن عراض » بكسر العين جمع عرض بضمها أَي ناحية قال في القاموس ويضربون الناس عن عرض لا يبالون من ضربوا ) حيثما أَصابت منه وبَجَّهُ بمكروه وشر وبلاء رماه به والبَجَجُ سَعَةُ العين وضَخْمُها بَجَّ يَبَجُّ بَجَجاً وهو بَجِيجٌ والأُنثى بَجَّاءُ وفلانٌ أَبَجُّ العين إِذا كان واسعَ مَشَقِّ العين قال ذو الرمة ومُخْتَلَقٍ لِلْمُلكِ أَبْيَضَ فَدْغَمٍ أَشَمَّ أَبَجَّ العَين كالقَمَرِ البَدْرِ وعينٌ بَجَّاءُ واسعةٌ والبُجُّ فَرخُ الحمام كالمُجِّ قال ابن دريد زعموا ذلك قال ولا أَدري ما صحتها والبَجَّةُ صنم كان يُعبد من دون الله عز وجل وبه فسر بعضهم ما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللهَ قَدْ أَراحَكمْ من الشَّجَّةِ والبَجَّة ورجل بَجْباجٌ وبَجْباجَةٌ بادِنٌ مُمْتَلِئٌ منتفخ وقيل كثير اللحم غليظه وجاريةٌ بَجْباجَةٌ سمينة قال أَبو النجم دارٌ لبَيْضاءَ حَصانِ السِّترِ بَجْباجَةِ البَدْنِ هَضِيمِ الخَصْرِ قال ابن السكيت إِذا كان الرجل سميناً ثم اضطرب لحمه قيل رجلٌ بَجْباجٌ وبَجْباجَةٌ قال نقادة الأَسدي حتى تَرى البَجْباجَةَ الضَّيَّاطا يَمْسَحُ لمَّا حالَفَ الإِغْباطا بالحَرْفِ مِنْ ساعِدِه المُخاطا الإِغباط ملازمة الغبيط وهو الرَّحْل قال ابن بري قال ابن خالويه البَجْباجُ الضَّخْمُ وأَنشد الراعي كأَنَّ مِنْطَقَها لِيثَتْ مَعاقِدُهُ بِواضِحٍ من ذُرى الأَنْقاءِ بَجْباجِ مِنْطَقُها إِزارها يقول كأَن إِزارها دِيرَ على نَقا رَمْلٍ وهو الكثيب ورمل بَجْباجٌ مجتمعٌ ضَخْمٌ وقال المفضل بِرْذَوْنٌ بَجْباجٌ ضعيفٌ سريعُ العَرَق وأَنشد فليس بالكابي ولا البَجْباجِ ابن الأَعرابي البُجُجُ الزِّقاق المُشَقَّقَة أَبو عمرو حَبْلٌ جُباجِبٌ بُجابِجٌ ضَخْمٌ والبَجْبَجَةُ شيءٌ يفعله الإِنسان عند مناغاة الصبي بالفم وفي حديث عثمان رضي الله عنه أَن هذا البَجْباجَ النَّفَّاج لا يدري أَيْنَ اللهُ عز وجل من البَجْبَجَةِ التي تُفْعَل عند مُناغاة الصبي وبَجْباجٌ فَجْفاجٌ كثير الكلام والبَجْباجُ الأَحمقُ والنَّفَّاج المتكبر

بحزج
البَحْزَجُ الجُوذَرُ
( * قوله « البحزج الجوذر وقيل إلخ » انظره فان صنيعه يقتضي أَن ولد البقرة الوحشية غير الجوذر مع أَنه هو بجميع لغاته المذكورة في مادة جذر ولم نجد للجوذر معنى غيره ) وقيل البَحْزَجُ ولد البقرة الوحشية قال رؤْبة بِفاحِمٍ وَحْفٍ وعَيْنَيْ بَحْزَجِ والأُنثى بَحْزَجَةٌ والمُبَحْزَجُ الماءُ المسَخَّنُ قال الشماخ يصف حماراً كأَنَّ على أَكْسائِها من لُغامِهِ وخِيفَةَ خِطْمِيٍّ بماءٍ مُبَحْزَجِ التهذيب المُبَحْزَجُ الماءُ المُغْلَى النِّهاية في الحَرارَة والسَّخيمُ الماءُ الذي لا حارٌّ ولا باردٌ قال والمُبَحْزَجُ الماءُ الحار ورأَيت في حواشي بعض نسخ الصحاح البَحْزَج من الناس القصير العظيم البطن والله أَعلم

بختج
في حديث النخعي أُهْدِيَ إِليه بُخْتُجٌ فكان بشربه مع العَكَرِ البُخْتُجُ العصير المطبوخ وأَصله بالفارسية مِيبُخْتَه أَي عصير مطبوخ وإِنما شربه مع العَكَرِ خيفةَ أَن يصفيه فيَشْتَدَّ ويُسْكِرَ

بخدج
اسم شاعر

بدج
في حديث ابن الزبير أَنه حَمَلَ يوم الخَنْدَقِ على نَوْفَلِ بن عبد الله بالسيف حتى قطع أُبْدُوجَ سَرْجه يعني لِبْدَهُ قال ابن الأَثير قال الخطابي هكذا فسره أَحد رواته قال ولست أَدْري ما صحته

بذج
البَذَجُ الحَمَلُ وقيل هو أَضعَف ما يكون من الحُمْلان والجمع بِذْجانٌ وفي الحديث يُؤْتَى بابن آدمَ يوم القيامة كأَنه بَذَجٌ من الذُّلِّ الفراء البَذَجُ من أَولاد الضأْنِ بمنزلة العَتُودِ من أَولاد المعز وأَنشد لأَبي مُحْرِزٍ المحاربي واسمه عبيد قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ وإِنْ تَجُعْ تأْكُلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ قال ابن خالويه الهَمَجُ هنا الجُوعُ قال وبه سمي البَعُوض لأَنه إِذا جاع عاش وإِذا شبع مات

بذرج
الباذَرُوج نَبْتٌ طيب الريح

بذنج
الباذَنْجَانُ اسم فارسي وهو عند العرب كثير

برج
: البَرَجُ : تباعدُ ما بين الحاجبين وكلُّ ظاهر مرتفع فقد بَرَجَ وإِنما قيل للبُروج بُروج لظهورها وبيانها وارتفاعها . و البَرَجُ : نَجَلُ العين وهو سَعَتُها وقيل : البَرَجُ سَعَةُ العين في شدة بياض صاحبها ابن سيده : البَرَجُ سَعَةُ العين وقيل : سعة بياض العين وعِظَمُ المُقْلَةِ وحُسْنُ الحَدَقَة وقيل : هو نقاء بياضها وصفاء سوادها وقيل : هو أَن يكون بياض العين مُحْدِقاً بالسواد كله لا يغيب من سوادها شيء . بَرِجَ بَرَجاً وهو أَبْرَجُ وعينٌ بَرْجاءُ وفي صفة عمر رضي الله عنه : أَدْلَمُ أَبْرَجُ هو من ذلك . وامرأَة بَرْجاءُ : بَيِّنَةُ البَرَجِ ومنه قيل : ثوب مُبَرَّجٌ للمُعَيَّنِ من الحُلَلِ . و التَّبَرُّج : إِظهار المرأَة زينتَها ومحاسنَها للرجال . و تَبَرَّجَتِ المرأَةُ : أَظهرت وَجْهَها . وإِذا أَبدت المرأَة محاسن جيدها ووجهها قيل : تَبَرَّجَتْ وترى مع ذلك في عينيها حُسْنَ نَظَرٍ كقول ابن عُرْسٍ في الجنيد بن عبد الرحمن يهجوه : يُبْغَضُ من عَيْنَيْكَ تَبْرِيجُها وصُورةٌ في جَسَدٍ فاسدِ وقال أَبو إِسحاق في قوله عز وجل : { غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بزينة } التَّبرُّجُ : إِظهار الزينة وما يُسْتَدعَى به شهوة الرجل وقيل : إِنهن كنَّ يتكسرن في مشيهن ويتبخترن وقال الفراء في قوله تعالى : { ولا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجاهلية الأُولى } ذلك في زمن ولد فيه إِبراهيم النبي عليه السلام كانت المرأَة إِذا ذاك تلبس الدرع من اللؤلؤ غير مخيط الجانبين ويقال : كانت تلبس الثياب سلع المال لا تواري جسدها فأُمرن أَن لا يفعلن ذلك وفي الحديث : كان يَكْرَهُ عَشْرَ خلال منها التَّبَرُّجُ بالزينة لغير محلها و التَّبَرُّجُ : إِظهار الزينة للناس الأَجانب وهو المذموم فأَما للزوج فلا وهو معنى قوله لغير محلها . و تَباريجُ النبات : أَزاهيره . و البُرْجُ : واحد من بروج الفَلَك وهي اثنا عشر برجاً كل برج منها منزلتان وثُلُثٌ مَنزلٌ للقمر وثلاثون درجة للشمس إِذا غاب منها ستة طلع ستة ولكل برج اسم على حدة فأَوَّلها الحَمَلُ وأَوَّلُ الحَمَلِ الشَّرَطانِ وهما قرنا الحمل كوكبان أَبيضان إِلى جنب السَّمكة وخلف الشَّرَطَيْنِ البُطَيْنُ وهي ثلاثة كواكب فهذان منزلان وثلث للثريا من برج الحمل . قال محمد بن المكرم : قولُه كلُّ برج منها منزلتان وثلثٌ منزل للقمر وثلاثون درجة للشمس كلامٌ صحيح لكن الشمس والقمر سواء في ذلك وكان حقه أَن يقول : كلُّ بُرْج منها منزلان وثلثٌ منزلٌ للشمس والقمر وثلاثون درجة لهما . وقوله أَيضاً : وأَولُ الحَمَلِ الشَّرَطانِ وهما قرنا الحمل إِلى وثلث للثريا من برج الحمل قد انتقض عليه الآن فإِن أَوَّلَ دقيقة في برج الحمل اليوم بعضُ الرِّشاءِ والشَّرَطَيْنِ وبعضُ البُطَيْنِ وا أَعلم . والجمْع أَبراجٌ و بروجٌ وكذلك بروج المدينة والقصر والواحد كالواحد وقال أَبو إِسحاق في قوله تعالى : { والسماء ذات البروج } قيل : ذات الكواكب وقيل : ذات القصور في السماء : الفراء : اختلفوا في البروج فقالوا : هي النجوم وقالوا : هي البروج المعروفة اثنا عشر برجاً وقالوا : هي القصور في السماء والله أَعلم بما أَراد . وقوله تعالى : { ولو كنتم في بُروجٍ مُشَيَّدةٍ } البروجُ ههنا : الحصونُ واحدها برج . الليث : بروجُ سورِ المدينة والحصنِ : بيوتٌ تُبنى على السور وقد تسمى بيوت تبنى على نواحي أَركان القصر بروجاً . الجوهري : بُرْجُ الحِصْن رُكْنُهُ والجمع بروج و أَبراج وقال الزجاج في قوله عز وجل : { وجعلنا في السماءِ بروجاً } قال : البروج الكواكب العظام . وثوبٌ مُبَرِّجٌ : فيه صُوَرُ البروج وفي التهذيب : قد صُوِّر فيه تصاوير كبروج السُّور قال العجاج : وقد لَبِسْنا وَشْيَهُ المُبَرَّجا وقال : كأَنَّ بُرْجاً فَوْقَها مُبَرَّجا شَبَّه سَنامها ببرج السور

برثج
البُرْثُجانِيَّةُ أَشدُّ القمح بياضاً وأَطيبه وأَثمنه حنطة

بردج
أَنشد ابن السكيت يصف الظليم كما رأَيتَ في المِلاءِ البَرْدَجا قال البَرْدَجُ السَّبْيُ معرَّب وأَصله بالفارسية برده قال ابن بري صوابه أَن يقول يصف البقر وقبله وكلّ عَيْنَاءَ تُزَجِّي بَحْزَجا كأَنه مُسَرْوَلٌ أَرَنْدَجا قال العَيْناء البقرة الوحشية والبَحْزَجُ ولدها وتُزَجِّي تسوق برفق أَي تَرْفُقُ به ليتعلم المشي والأَرَنْدَجُ جِلْدٌ أَسود تُعمل منه الأَخفافُ وإِنما قال ذلك لأَن بقر الوحش في قوائمها سواد والمِلاءُ المَلاحِفُ والبَرْدَجُ ما سُبِيَ من ذراري الرُّوم وغيرها شبَّه هذه البقر البيضَ المُسَرْوَلَةَ بالسواد بسَبْيِ الرُّوم لبياضِهم ولباسهم الأَخفافَ السُّودَ

برنج
البارَنْجُ جَوْزُ الهند وهو النَّارَجِيلُ عن أَبي حنيفة

بزج
ابن الأَعرابي البَازجُ المُفاخِرُ وقال أَعرابي لرجل أَعْطِني مالاً أُبازِجُ فيه أَي أُفاخر به وفي نوادر الأَعراب هو يَبْزُج على فلان ويَمْزُجُه ويَمْرُكُه أَي يُحَرِّشُه وهما يَتَبازَجانِ ويَتَمازجانِ أَي يَتَفَاخرانِ وأَنشد شمر فإِن يَكنْ ثَوْبُ الصِّبَا تَضَرَّجا فقد لَبِسْنَا وَشْيَه المُبَزَّجا قال ابن الأَعرابي المُبَزَّجُ المُحَسَّنُ المُزَيَّنُ وكذلك قال أَبو نصر وقال شمر في كلامه أَتينا فلاناً فجعل يَبْزُجُ في كلامه أَي يُحَسِّنُه

بستج
التهذيب أَبو مالك وَقَعَ في طَعامٍ بَسْتَجانٍ أَي كثير

بعج
بَعَجَ بَطْنَه بالسكين يَبْعَجُه بَعْجاً فهو مَبْعُوجٌ وبَعِيجٌ وبَعَّجه شَقَّهُ فزال ما فيه من موضعه وبدا متعلقاً وفي حديث أُمِّ سُليم إِنْ دنا مِنِّي أَحدٌ أَبْعَجْ بَطْنَه بالخَنْجَرِ أَي أَشُقُّ قال أَبو ذؤَيب فذلك أَعْلَى مِنْكَ فَقْداً لأَنه كريمٌ وَبَطْنِي بالكرامِ بَعِيجُ
( * قوله « فذلك أعلى منك فقداً » كذا بالأصل وفي شرح القاموس قدراً )
ورجلٌ بَعِيجٌ من قوم بَعْجَى والأَنثى بَعِيجٌ بغير هاء من نسوة بَعْجَى وقد انْبَعَجَ هو وبطنٌ بَعِجٌ مُنْبَعِجٌ أُراه على النَّسَب وامرأَة بعِيجٌ أَي بَعَجَتْ بطْنَها لزوجها ونَثَرَتْ ورجلٌ بَعِجٌ ضعيفٌ كأَنه مبعوج البطن مِن ضَعْف مَشْيه قال الشاعر لَيْلَةَ أَمْشي علَى مُخاطَرَةٍ مَشْياً رُويَداً كَمِشيَةِ البَعِجِ والانْبِعَاجُ الانشقاق وتقول بَعَجَهُ حُبُّ فلان إذا اشتَدَّ وَجْدُهُ وحَزِنَ له قال الأَزهري لَعَجَهُ حُبه أَصوبُ من بَعَجَهُ لأَن البَعْجَ الشَّقُّ يقال بَعَجَ بَطْنَه بالسكين إِذا شقه وخَضْخَضَهُ فيه قال الهذلي كأَنَّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعِيجُ شَبَّه ظُباتِ النِّصال بنار جمر سُخِىَ فَظَهَرَتْ حُمْرَتُه يقال اسْخُ النار أَي افتح عينها وفي الحديث إِذا رأَيتَ مكةَ قد بُعِجَتْ كظَائمَ وساوى بناؤُها رؤوسَ الجبال فاعْلَم أَنَّ الأَمْرَ قد أَظَلَّكَ بُعِجَتْ أَي شُقَّت وفُتِحت كظائمُها بَعْضُها في بعض واسْتُخْرِجَ منها عيونها وبَعَجْتُ بطني لفلان بالغت في نصيحته قال الشماخ بَعَجْتُ إِليه البَطْنَ حتى انْتَصَحْتُه وما كلُّ مَنْ يُفْشَى إِليه بِناصِحِ وقيل في قول أَبي ذؤَيب وبطني بالكرام بعيج أَي نُصْحي لهم مبذول وفي حديث عَمْرٍو وَوَصَفَ عمر رضي الله عنه فقال إِن ابن حَنْتَمَةَ بَعَجَتْ له الدنيا مِعَاها هذا مثل ضربه أَراد أَنها كشفت له عما كان فيها من الكنوز والأَموال والفيء وحنتمة أُمُّه وفي حديث عائشة رضي الله عنها في صفة عمر رضي الله عنه بَعَجَ الأَرضَ وبَجَعَها أَي شقَّها وأَذلَّها كَنَتْ به عن فتوحه وتَبَعَّجَ السحابُ وانْبَعَجَ بالمطر انْفَرَجَ عن الوَدْقِ والوَبْلِ الشديد قال العجاج حَيْثُ اسْتَهَلَّ المُزْنُ أَو تَبَعَّجَا وتَبَعَّجَتِ السماءُ بالمطر كذلك وكلُّ ما اتسع فقد انْبَعَجَ وبَعَّجَ المطرُ تَبْعِيجاً في الأَرض فَحَصَ الحجارةَ لشدَّة وَقْعِهِ وباعِجَةُ الوادي حيث يَنْبَعِجُ فيَتَّسِع والباعِجَة أَرْضٌ سَهْلَةٌ تُنْبِتُ النَّصِيَّ وقيل الباعِجَةُ آخر الرَّمْلِ والسُّهولَةُ إِلى القُفِّ والبَوَاعِجُ أَماكِنُ في الرَّمل تَسْتَرِقُّ فإِذا نبت فيها النَّصِيُّ كان أَرَقَّ له وأَطيبَ وقال الشاعر يصف فرساً فأَنَى له بالصَّيْفِ ظِلٌّ باردٌ ونَصِيُّ باعِجَةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ وَبَعَجَهُ الأَمْرُ حَزَبَه وباعِجَةُ القِرْدانِ موضعٌ معروف قال أَوس بن حَجَر وبَعْدَ لَيَالِينا بِنَعْفِ سُوَيْقَةٍ فبَاعِجَةِ القِرْدانِ فالمُتَثَلَّمِ وبنُو بَعْجَةَ بطنٌ وابنُ باعِج رجلٌ قال الراعي كَأَنَّ بقايا الجَيْشِ جَيْشِ ابنِ باعِجٍ أَطافَ بِرُكْنٍ من عَمايَة فاخِرِ وباعِجَةُ اسم موضع ويقال بَعَجْتُ هذه الأَرض عَذاةً طيبةَ الأَرض
( * قوله « طيبة الأرض » عبارة الأساس طيبة التربة ) أَي تَوَسَّطْتُها

بعزج
بَعْزَجَةُ اسمُ فرس المِقْداد شهد عليها يوم السَّرْحِ

بغج
بَغَجَ الماءَ كَغَبَجَهُ والبُغْجَةُ كالغُبْجَةِ

بلج
البُلْجَةُ والبَلَجُ تباعدُ ما بين الحاجبين وقيل ما بين الحاجبين إِذا كان نَقِيّاً من الشعر بَلِجَ بَلَجاً فهو أَبْلَجُ والأُنثى بَلْجاءُ وقيل الأَبْلَجُ الأَبيضُ الحسَنُ الواسعُ الوجه يكون في الطول والقصر ابن الأَعرابي البُلْجُ النَّقِيُّو مواضعِ القَسَماتِ من الشَّعَرِ الجوهري البُلْجَةُ نَقاوَةُ ما بين الحاجبين يقال رجلٌ أَبْلَجُ بَيِّنُ البَلَجِ إِذا لم يكن مقروناً وفي حديث أُمِّ معبد في صفة النبي صلى الله عليه وسلم أَبْلَجُ الوجهِ أَي مُسْفِرهُ مُشْرِقُه ولم تُرِدْ بَلَجَ الحاجِبِ لأَنها تَصِفُه بالقَرَنِ والأَبْلَجُ الذي قد وَضَح ما بين حاجبيه فلم يقترنا ابن شميل بَلِجَ الرجلُ يَبْلَجُ إِذا وَضَحَ ما بين عينيه ولم يكن مقرون الحاجبين فهو أَبْلَجُ والأَبْلَدُ إِذا لم يكن أَقْرَنَ ويقال للرجلِ الطَّلْقِ الوجهِ أَبْلَجُ وبَلْجٌ ورجل أَبْلَجُ وبَلْجٌ وبَلِيجٌ طَلْقٌ بالمعروفِ قالت الخنساء كَأَنْ لَمْ يَقُلْ أَهْلاً لطالِبِ حاجةٍ وكان بَلِيجَ الوجهِ مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ وشيء بليج مشرق مضيء قال الداخل بن حرام الهذلي بِأَحْسَنَ مَضْحَكاً منها وجِيداً غَداةَ الحَجْرِ مَضْحَكُها بَليجُ والبُلْجَةُ ما خلف العارض إِلى الأُذن ولا شعر عليه والبُلْجَةُ والبَلْجَةُ آخر الليل عند انصداع الفجر يقال رأَيت بُلْجَةَ الصبح إِذا رأَيت ضَوْءَهُ وفي الحديث ليلة القَدْرِ بَلْجَةٌ أَي مشرقة والبَلْجَةُ بالفتح ويالبُلْجَةُ بالضم ضَوْءُ الصبح وبَلَجَ الصُّبْحُ يَبْلُجُ بالضم بُلُوجاً وانْبَلَجَ وتَبَلَّجَ أَسْفَرَ وأَضاء وتَبَلَّجَ الرجل إِلى الرجل ضحك وهَشَّ والبَلَجُ الفَرَحُ والسرور وهو بَلْجٌ وقد بَلِجَتْ صدورُنا الأَصمعي بَلِجَ بالشيء وثَلِجَ إِذا فرح وقد أَبْلَجَني وأَثْلَجَني وابْلاجَّ الشيءُ أَضاء وأَبْلَجَتِ الشمسُ أَضاءَت وأَبْلَجَ الحَقُّ ظهر ويقال هذا أَمْرٌ أَبْلَجُ أَي واضح وقد أَبَْلَجَهُ أَوضحه ومنه قوله أَلحَقُّ أَبْلَجُ لا تَخْفَى مَعالِمُهُ كالشَّمْسِ تَظْهَرُ في نورٍ وإِبْلاجِ والبُلُوجُ الإِشراقُ وصُبْحٌ أَبْلَجُ بَيِّنُ البَلَجِ أَي مشرق مضيء قال العجاج حتى بَدَتْ أَعناقُ صُبْحٍ أَبْلَجا وكذلك الحق إِذا اتضح يقال الحقُّ أَبْلَجُ والباطل لَجْلَجٌ وكل شيء وَضَحَ فقد ابْلاجَّ ابْلِيجاجاً والبُلْجَةُ الاسْتُ وفي كتاب كراع البَلْجَةُ بالفتح الاست قال وهي البَلْحَةُ بالحاء وبَلْجٌ وبَلاَّجٌ وبالِجٌ أَسماء

بنج
البِنْجُ الأَصْلُ التهذيب البُنُجُ الأُصول وأَبْنَجَ الرجل ِذا ادَّعى إِلى أَصل كريم ويقال رجع فلان إِلى حِنْجِهِ وبِنْجِهِ أَي إِلى أَصله وعِرْقه والبَنْجُ ضرب من النبات قال ابن سيده وأُرى الفارسي قال إِنه مما يُنْتَبَذُ أَو يُقَوَّى به النبيذُ وبَنَّج القَبَجَةَ أَخرجها من جُحْرها دخيلٌ

بهج
البَهْجَةُ الحُسْنُ يقال رجل ذو بَهْجَةٍ البَهْجَةُ حُسْنُ لون الشيء ونَضَارَتُه وقيل هو في النبات النَّضارَةُ وفي الإِنسان ضَحِكُ أَسارير الوجه أَو ظهورُ الفَرَحِ البتة بَهِجَ بَهَجاً فهو بَهِجٌ وبَهُجَ بالضم بَهْجَةً وبَهاجَةً وبَهَجاناً فهو بَهِيجٌ قال أَبو ذؤَيب فذَلك سُقْيا أُمِّ عَمْرٍو وإِنَّني بما بَذَلَتْ من سَيْبها لبَهِيجُ أَشار بقوله ذلك إِلى السحاب الذي استسقى لأُم عمرو وكانت صاحبته التي يشبب بها في غالب الأَمر ورجلٌ بَهِجٌ أَي مُسْتَبْهِجٌ بأمرٍ يَسُّرُّه وأَنشد وقد أَراها وَسْطَ أَتْرابِها في الحَيِّ ذي البَهْجَةِ والسَّامِرِ وامرأَةٌ بَهِجَةٌ مبتهجةٌ وقد بَهُجَتْ بَهْجَةً وهي مِبْهاجٌ وقد غَلَبَتْ عليها البهجةُ وبَهُجَ النباتُ فهو بَهيجٌ حَسُنَ قال الله تعالى من كُلِّ زَوْجٍ بهيج وتباهَجَ الرَّوْضُ إِذا كَثُرَ نَوْرُه وقال نُوَّارُهُ مُتَباهجٌ يَتَوَهَّجُ وقوله من كل زوج بَهِيج أَي من كل ضَرْب من النبات حَسَنٍ ناضر أَبو زيد بَهيج حسنٌ وقج بَهُجَ بَهاجةً وبَهْجَةً وفي حديث الجنة فإِذا رأَى الجنةَ وبَهْجَتَها أَي حُسْنَها وحُسْنَ ما فيها من النعيم وأَبهجتِ الأَرضُ بَهُجَ نباتُها وتباهَجَ النُّوَّارُ تضاحك وبهِج بالشيء وله بالكسر بَهاجةً وابتَهَج سُرَّ به وفَرح قال الشاعر كانَ الشبابُ رِداءً قد بَهِجْتُ به فقد تطايَرَ منه لِلبِلَى خِرَقُ والابتهاجُ السُّرور وبَهَجَني الشيءُ وأَبْهَجَني وهي بالأَلف أَعلى سَرَّني وأَبْهَجَت الأَرضُ بَهُجَ نباتُها ورجلٌ بَهِجٌ مُبتهج مسرورٌ قال النابغة أَو دُرَّةٌ صَدَفِيَّةٌ غَوَّاصُها بَهِجٌ متى يَرَها يُهِلَّ ويَسْجُدِ وامرأَةٌ بهِجةٌ ومِبْهاجٌ غلب عليها الحُسْنُ وقول العجاج دَعْ ذا وبَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجا فَخْماً وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجا قال ابن سيده لم أَسمع ببَهْجْ إِلاَّ ههنا ومعناه حَسِّنْ وجَمِّلْ وكأَنَّ معناه زِدْ هذا الحَسَبَ جمالاً بوصفك له وذكرك إِياه وسَنِّنْ حَسِّنْ كما يُسَنَّنُ السيفُ أَو غيرُه بالمِسَنِّ وإِن شئت قلت سَنِّنْ سَهِّلْ وقوله مُزَوِّجاً أَي مقروناً بعضُه ببعض وقيل معناه مَنْطِقاً يُشْبه بعضُه بعضاً في الحُسْنِ فكأَنَّ حُسْنَهُ يتضاعف لذلك الأَصمعي باهَجْتُ الرجلَ وباهيته وبازَجْتُه وبارَيْتُه بمعنى واحد

بهرج
مكانٌ بَهْرَجٌ غيرُ حِمًى وقد بَهْرَجه فَتَبَهْرَج والبَهْرجُ الشيء المباحُ يقال بهرجَ دَمَهُ ودِرْهَمٌ بَهْرَجٌ رديء والدرهمُ البَهْرَجُ الذي فضَّته رديئة وكلُّ رديء من الدراهم وغيرها بَهْرَجٌ قال وهو إِعراب نبهره فارسي ابن الأَعرابي البَهْرَجُ الدرهم المُبْطَلُ السِّكَّةِ وكلُّ مردودٍ عند العرب بَهْرَجٌ ونَبَهْرَجٌ والبَهْرَجُ الباطلُ والرديء من الشيء قال العجاج وكانَ ما اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجا أَي باطلاً وفي الحديث أَنه بَهْرَجَ دَمَ ابن الحارث أَي أَبطله وفي حديث أَبي مِحْجَنٍ أَمَّا إِذْ بَهْرَجْتَني فلا أَشْرَبُها أَبداً يعني الخمرَ أَي أَهْدَرْتَني بإِسقاط الحَدِّ عني وفي الحديث أَنه أَتى بجراب لُؤْلؤٍ بَهْرَجٍ أَي رديءٍ قال وقال القتيبي أَحسبه بِجِراب لؤْلؤٍ بُهْرِجَ أَي عُدِلَ به عن الطريق المسلوك خوفاً من العَشَّار واللفظة معرّبة وقيل هي كلمة هندية أَصلها نَبَهْلَهْ وهو الرديء فنقلت إِلى الفارسية فقيل نَبَهْرَهْ ثم عُرّبت بَهْرَج الأَزهري وبُهْرِجَ بهم إِذا أُخِذَ بهم في غير المَحَجَّةِ والبَهْرَجُ التعويجُ من الاستواء إِلى غير الاستواء

بهرمج
البَهْرامَجُ الشجر الذي يقال له الرِّنْفُ وهو من أَشجار الجبال وقال أَبو عبيد في بعض النسخ لا أَعرف ما البَهْرامَجُ وقال أَبو حنيفة البَهْرامَجُ فارسي وهو الرَّنفُ قال وهو ضربان ضرب منه مُشْرَبٌ لونُ شعره حُمْرَةً ومنه أَخضر هَيادِبِ النَّوْرِ كلا النوعين طيب الرائحة والله أَعلم

بوج
بَوَّجَ صَبَّحَ ورجل بَوَّاجٌ صَيَّاحٌ وباجَ البرقُ يبوجُ بَوْجاً وبَوَجاناً وتَبَوَّجَ إِذا بَرَق ولَمَع وتَكَشَّفَ وانْباجَ البرقُ انْبِياجاً إِذا تكشَّف وفي الحديث ثم هَبَّتْ ريحٌ سوداءُ فيها برقٌ مُتَبَوِّجٌ أَي متَأَلِّقٌ برعُود وبُرُوق وتبوّج البرقُ تفرّق في وجه السحاب وقيل تتابع لَمْعُهُ ابن الأَعرابي باجَ الرجلُ يبوجُ بَوْجاً إِذا أَسْفَرَ وجهُه بعد شُحُوب السفر والبائجُ عِرْقٌ في باطن الفخذ قال الراجز إِذا وَجِعْنَ أَبْهَراً أَو بائِجا وقال جندل بالكاسِ والأَيْدي دَمُ البَوائَج يعني العروق المفتقة ابن سيده والبائج عرق محيط بالبدن كله سمي بذلك لانتشاره وافتراقه والبائجةُ ما اتسع من الرمل والبائجةُ الداهيةُ قال أَبو ذؤَيب أَمْسى وأَمْسَيْنَ لا يَخْشَيْنَ بائجَةً إِلاّ ضَوارِيَ في أَعْناقها القِدَدُ والجمعُ البوائجُ الأَصمعي جاءَ فلان بالبائجة والفَلِيقَةِ وهي من أَسماء الداهية يقال باجَتْهُم البائجةُ تَبُوجُهُم أَي أَصابتهم وقد باجتْ عليهم بَوْجاً وانباجت وانباجتْ بائجةٌ أَي انفتق فَتْقٌ منكر وانباجتْ عليهم بَوائجُ منكَرةٌ إِذا انفتحت عليهم دَواهٍ قال الشماخ يرثي عمر بن الخطاب رضي الله عنه قَضَيْتَ أُموراً ثم غادَرْتَ بعدَها بوائِجَ في أَكمامِها لم تُفَتَّقِ أَبو عبيد البائجةُ الداهيةُ والباجةُ الاختلاطُ وباجَهُم بالشر بَوْجاً عَمَّهُم ابن الأَعرابي الباجُ يهمز ولا يهمز وهو الطريقة من المَحاجِّ المستوية وقد تقدم ونحن في ذلك باجٌ واحدٌ أَي سواءٌ قال ابن سيده حكاه أَبو زيد غير مهموز وحكاه ابن السكيت مهموزاً وقد تقجم في الهمز قال وهو من ذوات الواو لوجود « ب و ج » وعدم « ب ي ج » وفي حديث عمر رضي الله عنه اجعلها باجاً واحداً وهو فارسي معرب ابن بزرج وبعيرٌ بائجٌ إِذا أَعيا وقد بُجْتُ أَنا مَشَيْتُ حتى أَعْيَيْتُ وأَنشد قَدْ كُنْتَ حِيناً تَرْتَجِي رِسْلَها فاطَّرَدَ الحائلُ والبائجُ يعني المُخِفُّ والمُنْقِلُ

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88