كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

زربق
زَرْبَقَ الثوبَ فَصَّله

زردق
الزَّرْدق خَيْط يُمَدُّ والزَّرْدَقُ الصَّفُّ القيامُ من الناس والزَّرْدَق الصفُّ من النخل وهو بالفارسية زرده

زرفق
الزَّرْفَقةُ السُّرْعة وسير مُزْرَنْفِقٌ وبعير مُزْرَنْفِقٌ سريع والأَعْرَفُ فيهما مُدْرَنْفِقٌ وزَرْفَقَ وهَزْرَقَ أَسرع

زرمق
الزُّرْمانِقةُ جُبَّة من صوف وهي عجمية معربة وجاء في الحديث أَن موسى عليه السلام كانت عليه زُرْمانِقةُ صوف لمّا قال له ربُّه وأَدْخِلْ يَدَك في جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ من غير سُوء وفي الصحاح في حديث ابن مسعود أَن موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام لما أَتى فِرْعونَ أَتاه وعليه زُرْمانِقةٌ يعني جبَّة صوف قال أَبو عبيد أَراها عبرانيّة قال والتفسير هو في الحديث ويقال هو فارسي معرب وأَصله أُشْتُرْبانَهْ أَي مَتاع الجَمّال وفي النهاية أَي متاع الجمل

زرنق
الزُّرْنُوقانِ حائطان وفي المحكم مَنارتانِ تُبْنَيانِ على رأْس البئر من جانبيها فتُوضع عليهما النَّعامةُ وهي خشبة تُعَرَّض عليهما ثم تعلق فيها البَكْرة فيُسْتَقى بها وهي الزَّرانِيق وقيل هما خشبتان أَو بناءان كالمِيلَين على شَفِير البئر من طين أَو حجارة وفي الصحاح فإِن كان الزُّرْنُوقان من خشب فهما دِعامَتانِ وقال الكلابي إِذا كانا من خشب فهما النَّعامَتانِ والمُعْتَرِضة عليهما هي العَجلة والغَرْب مُعَلَّق بالعَجَلة وقيل الزَّرانِيقُ دُعُم البِئر واحدها زُرْنوق وحكى اللحياني زَرْنُوق رواه كراع قال ولا نظير له إِلا بنو صَعْفوق خوَلٌ باليمامة وقال ابن جني الزَّرْنوق بفتح الزاء فَعْنُول وهو غريب ويقال الزّرْنوق بفتح الزاي وضمها وفي حديث عليّ لا أَدَعُ الحَجّ ولو تَزَرْنَقْتُ أَي ولو خَدَمْت زَرانِيقَ الآبارِ فَسَقَيْت لأَجْمَعَ نفقة الحجِّ والزُّرْنُوقُ النهر الصغير وروي عن عكرمة أَنه قيل له الجُنُب يَنْغَمِسُ في الزُّرْنوق أَيُجْزىُه من غُسْل الجَنابة ؟ قال نعم قال شمر الزُّرْنوقُ النهر الصغير ههنا كأَنه أَراد الساقية التي يجري فيها الماء الذي يُسْتَقى بالزُّرْنوقِ لأَنه مِنْ سَببِه والزَّرْنقَة العِينة وبه فسر بعضهم قول علي رضوان الله عليه لا أَدَعُ الحجَّ ولو تَزَرْنَقْت أَي لو أَخَذْت الزادَ بالعِينَة حكى ذلك الهروي في الغريبين وقيل في معناه لو اسْتَقَيْت على الزُّرْنوق بالأُجرة وهي الآلة التي تقدم وصفها آنفاً وقيل معناه ولو تعينت عِينةَ الزاد والراحلة والعِينةُ أَن يشتري الشيءَ بأَكثر من ثمنه إِلى أَجل ثم يبيعه منه أَو من غيره بأَقل مما اشتراه كأَنه معرب زَرْنَه أَي ليس الذهب معي ومن هذا المعنى حديث عائشة أَنها كانت تأْخذ الزَّرْنَقَةَ أَي العِينةَ فقيل لها تأْخُذِين الزَّرْنَقة وعَطاؤُك من قِبَل معاوية كل سنة عَشَرة آلاف دِرْهم ؟ فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان عليه دَيْنٌ في نِيَّته أَداؤُه كانَ في عون الله فأَحْبَبْتُ أَن آخذ الشيءَ يكون من نِيَّتي أَداؤُه فأَكون في عون الله وفي حديث ابن المبارك لا بَأْسَ بالزَّرْنَقةِ قال اللحياني ما كان من الأَسماء على فُعْلول فهو مضموم الأَول مثل بُهْلول وقُرْقُور إِلا أَحرفاً جاءت نوادر منها بالضم والفتح يقال لِحَيٍّ من اليمن صَعْفوق وصُعْفوق ويقال زَرْنُوق وزُرنوق لِبِناءَيْن على شَفير البئر ويقال تركتهم في بُعْكُوكة القوم وبُعْكوكة الشرِّ وهو وسطه ويقال للزِّرْنيخ زِرْنيق وهما دَخِيلان قال الشاعر مُعَنَّز الوجه في عِرْنِينِه شَمم كأَنما لِيطَ ناباهُ بِزِرْنِيق قال أَبو العباس سأَلت ابن الأَعرابي عن الزَّرْنَقةِ فقال الزَّرْنَقة الحُسن التام والزَّرْنَقة العِينة والزَّرْنَقة السَّقْيُ بالزُّرْنوقِ والزَّرْنقة الزيادةُ يقال لا يُزَرْنِقُك أَحدٌ على فضل زيد بن الأَنباري تَزَرْنَق في الثِّياب إِذا لَبِسها وأَنشد ويُصْبِحُ منها اليومَ في ثوبِ حائضٍ كَثِير به نَضْحُ الدِّماءِ مُزَرْنَقا الليث الزُّرْنوق ظَرْفٌ يُسْتَقى به الماء قال أَبو منصور لم يعرف الليث تفسير الزُّرْنوقِ فغيَّره تَخْمِيناً وحَدْساً

زعق
ماء زُعاقٌ مرٌّ غليظ لا يُطاق شربُه من أُجُوجَتِه الواحد والجمع فيه سواء وأَزْعَقَ أَنْبَط ماءً زُعاقاً وأَزْعَقَ القومُ إِذا حَفَروا فهَجَموا على ماءٍ زُعاقٍ قال عليّ بن أَبي طالب كرم الله وجهه دُونَكها مُتْرَعةً دِهاقا كأْساً زُعافاً مُزِجَتْ زُعاقا وبئر زَعِقة مُرّة والزُّعاقُ الماء المرّ وطعام زُعاقٌ كثير الملْح وطعام مَزْعوقٌ أُكْثِر مِلْحُه وزَعَقَ القِدْرَ يَزْعَقُها زَعْقاً وأَزْعَقَها أَكثر مِلْحَها وزَعِقَ زَعَقاً فهو زَعِقٌ وانْزَعَقَ فزِعَ بالليل ولم يقيده في التهذيب بالليل وزَعَقَه وزَعَق به وأَزْعَقَه وهو مَزْعوقٌ وزَعِيقٌ أَفْزَعه الأَخيرة على غير قياس ومعناه فهو مذعور قال يا ربَّ مُهْرٍ مَزْعوقْ مُقَيَّلٍ أَو مَغْبُوقْ من لبَن الدُّهْمِ الرُّوقْ حتى شَتا كالذُّعْلُوقْ أَسْرَع من طَرْف المُوقْ وطائرٍ وذي فُوقْ وكلِّ شيء مَخْلوقْ مَزْعوق أَي مذعور ذكيّ الفُؤاد وقيل مَزْعُوق هنا مُبالَغ في غِذائه قال ابن جني إِن قيل ما بال هذا ونحوه من أَفْعَلَه فهو مَفْعول خالَف فيه الفعلُ مسنداً إِلى الفاعل صورتَه مسنداً إِلى المفعول وعادةُ الاستعمال غيرُ هذا وهو أَن يجيء الضَّرْبانِ معاً في عدّة واحدة نحو ضَرَبته وضُرِبَ وأَكْرَمْتُه وأُكْرِمَ وكذلك مَقاد هذا الباب قيل إِن العرب لما قَوِيَ في أَنفسها أَمرُ المفعول حتى كاد أَن يُلْحَق عندهم برتبة الفاعل وحتى قال سيبويه فيهما وإِن كانا جميعاً يَهُمَّانِهم ويَعْنِيانِهم خصُّوا المفعول إِذا أُسْنِدَ الفعلُ إِليه بضَرْبَين من الصيغة أَحدهما تَغْيير صيغة المثال مسنداً إِلى المفعول عن صورته مسنداً إِلى الفاعل والعدّة واحدة وذلك ضَرَب زيد وضُرِب وقَتَل وقُتِل والآخر أَنهم لم يَقْنَعُوا بهذا القَدْر من التغيير حتى تجاوزوه إِلى أَن غَيّروا عدّة الحروف مع ضم أَوله كما غيروا في الأَول الصورة والصيغةَ وحْدَها وذلك قوله أَحْبَبْتُه وحُبَّ وأَزْكَمَه الله وزُكِمَ وأَضْأَدَه وضُئِدَ وأَمْلأَه ومُلِئَ والزَّعِقُ والمَزْعوق النَّشِيط الذي يفْزَع من كل شيء وهَوْلٌ زَعِقٌ شديد قال مِنْ غائِلاتِ الليلِ والهَوْلِ الزَّعِقْ والزَّعَقُ بالتحريك مصدر قولك زَعِقَ يَزْعَقُ فهو زَعِقٌ وهو النشِيط الذي يَفْزَع مع نشاطِه وقد أَزْعَقَه الخوفُ حتى زُعِقَ وانْزَعَقَ وزَعَقَ دوابَّه طرَدَها مسرعاً قال إِنَّ عليها فاعْلَمَنّ سائقا لَبّاً بأَعْجازِ المَطِيِّ لاحِقا لا مُتْعِباً ولا عَنِيفاً زاعِقا وقيل الزاعِقُ الذي يَسُوق ويَصِيحُ بها صياحاً شديداً ابن السكيت مَرَّ يَزْعَق بدوابّه زَعْقاً أَي يطردها مسرعاً ويصيح في آثارها وهو رجل ناعِقٌ وزَعّاقٌ ونَعَّارٌ وزَعْقهُ المؤذّن صوتُه والزَّعْقُ الصياح وقد زَعَقْت به زَعْقاً وزَعَقَتْه العقربُ تزْعَقُه زَعْقاً لَدَغَتْه والزُّعْقوقُ فرخ القَبْج وهو الحَجَل والكَرَوان والأُنثى بالهاء والجمع الزَّعاقِيق وقال الأَزهري الزُّعْقوقةُ فرخ القَبْج وأَنشد كأَنَّ الزَّعاقِيقَ والحَيْقُطان يُبادِرْن في المَنْزِل الضَّيْوَنا وفي نوارد العرب أَرض مَزْعوقة ومَدْعُوقة وممْعوقةٌ ومَبْعوقة ومشحوذة ومَسْحورة ومَسْنِيّة إِذا أَصابها مطرٌ وابلٌ شديد قال ابن بري وزَعَقَت الريحُ الترابَ أَمارَتْه

زعبق
الأَزهري في النوادر تَزَعْبَقَ الشيءُ من يَدِي أَي تبذَّر وتفرَّق

زعفق
الزُّعْفوقُ والزُّعافِقُ البَخِيل السيّء الخُلُق والاسم الزَّعْفَقة وقوم زَعافِق بُخَلاء وأَنشد أَبو مهدي إِني إِذا ما حَمْلَقَ الزَّعافقُ واضطرَبَتْ من تحتِها العَنافِقُ

زفلق
الزَّرْفَقةُ السُّرْعة وكذلك الزَّفْلَقة عن ابن دريد

زقق
الزَّقّ مصدر زَقَّ الطائرُ الفَرخَ يزُقُّه زَقّاً وزَقْزَقَه غَرّه وزَقَّه أَطعمه بفِيه وزَقَّ بسَلْحه يَزُقُّ زَقّاً وزَقْزَقَ حذَف وأَكثر ذلك في الطائر قال يزُقّ زَقّ الكَرَوانِ الأَوْرق والزَّقُّ رَمْيُ الطائر بذَرْقِه الأَصمعي الزِّقّ الذي يُسَوَّى سِقاءً أَو وَطْباً أَو حَمِيتاً والزِّقّ السِّقاءُ وجمع القلّة أَزْقاق والكثير زِقاقٌ وزُقّان مثل ذِئْب وذُؤْبان والزِّقّ من الأُهُبِ كلُّ وعاء اتخذ لشراب ونحوه وقيل لا يسمى زِقّاً حتى يُسْلَخ من قِبَل عنُقِه وتَزْقِيقُه سَلْخُه من قِبَل رأْسه على خلاف ما يَسْلُخُ الناس اليوم وقال أَبو حنيفة الزِّقُّ هو الذي يُنْقَل فيه وفي بعض النسخ تُنْقل فيه أَي الذي تنقل فيه الخمر والجمع أَزْقاقٌ وأَزُقٌّ عن الهجري كنِطْع وأَنْطُع قال سَقِيّ يُسَقِّي الخمرَ من دَنِّ قَهْوةٍ بِجَنْب أَزُقٍّ شاصِيات الأَكارِع وزِقاقٌ وزُقَّان عن سيبويه وزقَّقْت الإِهابَ إِذا سَلَخْته من قِبَل رأْسِه لتجعل منه زِقّاً اللحياني كَبْشٌ مَزْقوقٌ ومُزَقَّقٌ للَّذي يُسْلَخ من رأْسه إِلى رِجلِه فإِذا سلخ من رجله فهو مَرْجول الفراء الجلد المُرَجِّل الذي يسلخ من رِجْل واحدةٍ والمُزَقَّق الذي يُسْلخ من قِبَل رأْسه ابن الأَعرابي الزَّقَقَة المائِلُون برَحماتِهم إِلى صَنانيرهم وهم الصبيان الصغار والزَّقَقةُ أَيضاً الصَّلاصِل التي تَزُقُّ زُكَّها أَي فراخَها وهي الفواخت واحدها صُلْصُل النضر من الإِبل المُزَقَّقةُ وهي التي امتلأَ جلدُها بعد لحمها شحماً وقال سلام أَرسلني أَهلي وأَنا غلام إِلى عليّ فدخلت عليه فقال ما لي أَراك مُزَقَّقاً ؟ أَي محذوفَ شعر الرأْس كله وهو من الزِّقّ الجلد يُجَزُّ شعره ولا ينتف نتف الأَديم يعني ما لي أَراك مطمومَ الرأْس كما يُطَمُّ الزِّقُّ ؟ وقال بعضهم رجل مُزَقَّقٌ طُمَّ رأْسُهُ طَمَّ الزِّقّ وهو التَّزْقيق قال الأَزهري المعنى أَنه حذف شعره كله من رأْسه كما يُزَقَقُ الجلد إِذا سُلِخ من الرأْس كله وفي حديث سلمان أَنه رُؤيَ مَطمومَ الرأْس مُزَقَّقاً وفي حديث بعضهم أَنه حلق رأْسه زُقِّيّة أَي حَلْقة منسوبة إِلى التَّزْقِيق ويروى بالطاء وهو مذكور في موضعه وقال أَبو حاتم السِّقاء والوطب ما تُرِكَ فلم يحرك بشيء والزِّقُّ ما زُفِّتَ أو قُيِّرَ يقال زِقُّ مُزَفَّتٌ ومُقَيَّرٌ والنِّحْيُ ما رُبَّ يقال نِحْيٌ مَرْبوب والحَمِيت المُمَتَّنُ بالرُّبّ والزُّقاقُ السِّكَّة يذكر ويؤنث قال الأَخفش أَهل الحجاز يؤنِّثون الطريق والسراط والسبيل والسُّوق والزُّقاقَ والكَلاَّء وهو سُوق البصرة وبنو تميم يذكِّرون هذا كله وقيل الزُّقاق الطريق الضيِّق دون السِّكَّة والجمع أَزِقَّة وزُقَّان الأَخيرة عن سيبويه مثل حُوار وحُوران والزُّقاقُ طريق نافذ وغير نافذ ضيّق دون السِّكة وأَنشد ابن بري لشاعر فلم تَرَ عَيْني مثلَ سِرْبٍ رأَيتُه خَرَجْنَ علينا من زُقاقِ ابنِ واقِف وفي الحديث من مَنَح مِنْحة لبَنٍ أَو هدى زُقاقاً الزُّقاق بالضم الطريق يريد مَنْ دلَّ الضالّ أَو الأَعمى على طريقه وقيل أَراد من تصدَّق بزُقاقٍ من النَّخْل وهي السِّكّة منها والأَول أَشبه لأَن هدى من الهداية لا من الهديّة والزُّقَّةُ طائر صغير من طير الماء يُمْكِنُ حتى يكاد يُقْبَضُ عليه ثم يغوص فيخرج بعيداً وهي الزُّقُّ والزَّقْزَقةُ حكاية صوت الطائر والزَّقْزَقةُ والزِّقْزاقُ تَرْقِيصُ الصبي

زلق
الزَّلَقُ الزَّللُ زَلِقَ زَلَقاً وأَزْلَقَه هو والزَّلَقُ المكان المَزْلَقة وأَرض مَزْلقة ومُزْلقة وزَلَقٌ وزَلِقٌ ومَزْلَق لا يثبت عليها قدم وكذلك الزَّلاَّقة ومنه قوله تعالى فتُصْبِحَ صَعيداً زَلَقاً أَي أَرْضاً مَلْساء لا نبات فيها أَو ملساء ليس بها شيء قال الأَخفش لا يثبت عليها القدمان والزَّلَقُ صَلا الدابة قال رؤبة كأَنَّها حَقْباءُ بَلْقاءُ الزَّلَقْ أَو حادِرُ الليِّتَينِ مَطويّ الحق
( * قوله « الحق » هكذا في الأصل )
والزَّلَقُ العَجُز من كل دابة وفي الحديث هَدَرَ الحَمامُ فزَلِقَت الحمامة الزَّلَقُ العَجُز أَي لمَّا هدر الذكر ودار حول الأُنثى أَدارت إِليه مؤخرَها ومكان زَلَقٌ بالتحريك أَي دَحْضٌ وهو في الأَصل مصدر قولك زَلِقَت رجلُه تَزْلَقُ زَلَقاً وأَزْلَقها غيرُه وفي الحديث كان اسْمُ تُرْسِ النبي صلى الله عليه وسلم الزَّلوقَ أَي يَزْلَق عنه السلاح فلا يَخْرقه وزَلَّقَ المكانَ مَلَّسه وزَلَق رأْسَه يَزْلِقُه زَلْقاً حلَقه وهو من ذلك وكذلك أَزْلَقَه وزَلَّقَه تزليقاً ثلاث لغات قال ابن بري وقال علي بن حمزة إِنما هو زَبَقَه بالباء والزَّبْقُ النَّتْفُ لا الحَلْق والتَّزْلِيقُ تمْلِيسُك الموضِعَ حتى يصير كالمَزْلَقةِ وإِن لم يكن فيه ماء الفراء يقول للذي يحلِقُ الرأْس قد زَلَّقَه وأَزْلَقه أَبو تراب تَزَلَّقَ فلان وتَزَيَّقَ إِذا تزَيَّن وفي الحديث أَن عليّاً رأَى رجُلين خرجا من الحمّام مُتزلِّقَين فقال مَنْ أَنتما ؟ قالا من المهاجرين قال كذبتما ولكنكما من المُفاخِرين تَزَلَّق الرجل إِذا تنعم حتى يكون للونه بَرِيقٌ وبَصِيص والتزلُّق صِبْغةُ البدن بالأَدهان ونحوها وأَزْلَقت الفرسُ والناقةُ أَسْقَطت وهي مُزْلِق أَلْقَتْ لغير تمام فإِن كان ذلك عادة لها فهي مِزلاق والولد السقط زَلِيق وفرس مِزْلاقٌ كثير الإِزْلاق الليث أَزْلَقَت الفرسُ إِذا أَلقَتْ ولدَها تامّاً الأَصمعي إِذا أَلقت الناقة ولدها قبل أَن يَسْتَبين خَلْقُه وقبل الوقت قيل أَزْلَقَت وأَجهَضَت وهي مُزْلِق ومُجْهِض قال أَبو منصور والصواب في الإِزْلاق ما قاله الأَصمعي لا ماقاله الليث وناقة زَلوق وزَلوجٌ سريعة وريحٌ زَيْلَقٌ سريعة المرّ عن كراع والمِزْلاقُ مِزْلاجُ الباب أَو لغة فيه وهو الذي يُغْلق به الباب ويفتح بلا مفتاح وأَزْلَقَه ببصره أَحدَّ النظر إِليه وكذلك زَلَقه زَلَقاً وزَلَّقه عن الزجاجي ويقال زَلَقَه وأَزْلَقَه إِذا نحّاه عن مكانه وقوله تعالى وإِن يكادُ الذين كفروا لَيُزْلِقُونك بأَبصارهم أَي ليُصِيبُونك بأَعينهم فيزِيلونك عن مقامك الذي جعله الله لك قرأَ أَهل المدينة ليَزْلِقونك بفتح الياء من زَلَقْت وسائرُ القراء قرؤوها بضم الياء الفراء لَيُزْلِقونك أَي لَيَرْمون بك ويُزيلونك عن موضعك بأَبصارهم كما تقول كاد يَصْرَعُني شدَّةُ نظرهه وهو بيِّن من كلام العرب كثير قال أَبو إِسحق مذهب أَهل اللغة في مثل هذا أَن الكفار من شدةِ إِبْغاضِهم لك وعداوتهم يكادون بنظرهم إِليك نظر البُغَضاء أَن يصرعوك يقال نظر فلان إِليَّ نظراً كاد يأْكلني وكاد يَصْرَعُني وقال القتيبي أَراد أَنهم ينظرون إِليك إِذا قرأْت القرآن نظراً شديداً بالبغضاء يكاد يُسْقِطك وأَنشد يَتقارَضونَ إِذا الْتَقَوْا في مَوْطِنٍ نظراً يُزِيلُ مَواطِئَ الأَقْدامِ وبعض المفسرين يذهب إِلى أَنهم يصيبونك بأَعينهم كما يُصِيب الغائنُ المَعِينَ قال الفراء وكانت العرب إِذا أَراد أَحدهم أَن يَعْتانَ المالَ يجُوع ثلاثاً ثم يعرِض لذلك المال فقال تالله ما رأَيت مالاً أكثرَ ولا أَحسنَ فيتساقط فأَرادوا برسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فقالوا ما رأَينا مثل حُجَجه ونظروا إِليه ليَعِينوه ورجل زَلِقٌ وزُمَلِقٌ مثال هُدَبِد وزُمالِقٌ وزُمَّلِقٌ بتشديد الميم وهو الذي يُنْزِل قبل أَن يجامِعَ قال القُلاخ بن حَزْن المِنْقَري إِن الحُصَيْنَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ كذنبِ العَقْربِ شَوّال غَلِقْ جاءَت به عنْسٌ من الشَّأْم تَلِقْ وقوله إِن الحصين صوابه إِن الجُلَيد وهو الجُلَيد الكلابي وفي رجزه يُدْعَى الجُلَيْدَ وهو فينا الزُّمَّلِقْ لا آمِنٌ جلِيسهُ ولا أَنِقْ مُجَوَّعُ البَطْنِ كِلابيُّ الخُلُقْ التهذيب والعرب تقول رجل زَلِقٌ وزُمَّلِق وهو الشَّكَّاز الذي يُنْزِل إِذا حدّث المرأَة من غير جماع وأَنشد الفراء هذا الرجز أَيضاً والفعل منه زَمْلَقَ زَمْلَقة وأَنشد أَبو عبيد هذا الرجز في باب فُعَّلِل ويقال للخفيف الطيّاش زُمَّلِق وزُمْلوق وزُمالِقٌ والزُّلَّيْقُ بالضم والتشديد ضَرْبٌ من الخَوخ أَمْلَس يقال له بالفارسية شَبْتَهْ رَنْك

زمق
الزَّمْق لغة في الزَّبْقِ زمَقَ لِحْيَته كزَبَقَها

زمعلق
رجل زَمَعْلَق سيّءُ الخُلُق

زملق
الزُّمَّلِقُ الخفيف الطائش وأَنشد إِن الزُّبَيْرَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ بتشديد الميم والزُّمَّلِق من الرجال الذي إِذا أَراد امرأَة أَنزل قبل أَن يمسَّها وهو الزُّمالِق والاسم الزَّمْلَقة الأَزهري والزِّهْلِقُ الحمار وهو الزُّمَّلِق وقد ذكر عامة ذلك في زلق قال الأَزهري سمعت بعض العرب يقول للغلام النّزِّ الخَفِيفِ زُمْلوق وزُمالِق لا يكاد يَقْبِضُ عليه مَن طلَبه لخفّتِه في عَدْوِه ورَوَغانِه

زنق
الزِّناقُ جبل تحت حنك البعير يُجْذَب به والزِّناقة حلقة تجعل في الجُلَيدة هناك تحت الحنك الأَسفل ثم يجعل فيها خيط يشد في رأْس البغل الجَمُوح زَنَقه يَزْنُقه زَنْقاً قال الشاعر فإِن يَظْهَرْ حَدِيثك يُؤْتَ عَدْواً برأْسِك في زِناقٍ أَو عِران الزِّناقُ تحت الحنك وكل رِباط تحت الحنك في الجلد فهو زِناقٌ وما كان في الأَنف مثْقوباً فهو عِران وبغل مَزْنوق وفي حديث أَبي هريرة وإِن جهنم يُقادُ بها مَزْنوقة المَزْنوقُ المربوط بالزِّناق وهو حلقة توضع تحت حنك الدابة ثم يجعل فيها خيط يشد برأْسه يمنع بها جماحه والزِّناقُ الشِّكالُ أَيضاً وفي حديث مجاهد في قوله تعالى لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَه إِلا قليلاً قال شِبْه الزِّناق وفي حديث أَبي هريرة أَنه ذكر المَزْنوق فقال المائل شقُّه لا يذكر الله قيل أَصله من الزَّنَقةِ وهو ميل في جِدارٍ في سِكَّة أَو عُرْقوب وادٍ وفي حديث عثمان مَنْ يَشْتَرِي هذه الزَّنَقَةَ فَيَزِيدَها في المسجد ؟ وزَنَقَ الفَرسَ يَزْنِقُه ويَزْنُقه شكَّله في أَربعة والزَّنَقُ موضع الزِّناق ومنه قول رؤبة أَو مُقْرَعِ من رَكْضِها دامي الزَّنَقْ كأَنه مُسْتَنْشِقٌ من الشَّرَقْ حَرّاً من الخَرْدَل مَكْروه النَّشَقْ مُقْرَع رافِع رأْسه يقال أَقْرَعْت الدابة باللجام إِذا كبَحْته به فرفَع رأْسه ورَأْيٌ زَنِيقٌ مُحْكَم رَصِينٌ وأَمر زَنِيق وَثِيق ابن الأَعرابي الزُّنُق العقولُ التامّة ويقال أَزْنَقَ وزَنَقَ وزَنَّقَ وزَهَدَ وأَزْهَدَ وزهَّدَ وقاتَ وقَوَّتَ وأَقاتَ وأَقْوَتَ كلُّه إِذا ضيّق على عياله فقراً أَو بخلاً والزِّناقُ ضَرْبٌ من الحُلِيّ وهو المِخْنقة وزَنِيق اسم رجل قال الأَخطل ومِنْ دُونِه يَخْتاطُ أَوْسُ بنُ مُدْلجٍ وإِيّاه يَخْشَى طارِقٌ وزَنِيقُ والزَّنَقةُ السِّكَّة الضيّقة والمَزْنوقُ اسم فرس عامر بن الطفيل وقال عامر بن الطفيل وقد عَلِمَ المَزْنوقُ أَني أَكُرُّه على جَمْعِهم كَرَّ المَنِيحِ المُشَهَّر والزَّنَقة ميل في جدار أَو سكة أَو ناحية دار أَو عُرْقوب وادٍ يكون فيه التواء كالمَدْخَل والالتواء اسم لذلك بلا فعل

زنبق
الزِّنْبَقُ دُهْنُ الياسمين وخصّصه الأَزهري بالعراق قال وأَهل العراق يقولون لدُهْن الياسمين دهن الزَّنْبَق وأَنشد ابن بري لعمارة ذو نَمَشٍ لم يَدَّهِنْ بالزَّنْبَقِ وقال الأَعشى له ما اشْتَهى راحٌ عتِيقٌ وزَنْبَقُ التهذيب أَبو عمرو الزَّنْبَقُ الزَّمَّارة وقال أَبو مالك الزَّنْبَقُ المِزْمار وأَنشد للمَعْلوط وحَنَّتْ بِقاعِ الشأْمِ حتى كأَنَّما لأَصْواتِها في مَنْزِل القوم زَنْبَقُ ابن الأَعرابي أُمّ زَنْبَق من كُنى الخَمْر وهي الزرْقاءُ والقِنْدِيد

زندق
الزِّنْدِيقُ القائل ببقاء الدهر فارسي معرب وهو بالفارسية زَنْدِ كِرَايْ يقول بدوام بقاء الدهر والزَّنْدَقةُ الضِّيقُ وقيل الزِّنْدِيقُ منه لأنه ضيّق على نفسه التهذيب الزِّنْدِيقُ معروف وزَنْدَقَتُه أنه لا يؤمن بالآخرة ووَحْدانيّة الخالق وقال أحمد بن يحيى ليس زِنْدِيق ولا فَرْزِين من كلام العرب ثم قال ولكن البَياذِقةُ هم الرّجّالة قال وليس في كلام العرب زِنْدِيق وإنما تقول العرب رجل زَنْدَق وزَنْدَقِيّ إذا كان شديد البخل فإذا أرادت العرب معنى ما تقوله العامة قالوا مُلْحِد ودَهْرِيّ فإذا أرادوا معنى السِّنِّ قالوا دُهْرِيّ قال وقال سيبويه الهاء في زَنادِقة وفَرازِنة عوض من الياء في زِنْدِيق وفَرْزِين وأصله الزَّنادِيق الجوهري الزِّنْدِيقُ من الثَّنَوِيَّة وهو معرب والجمع الزَّنادِقة وقد تَزَنْدَقَ والاسم الزَّنْدَقة

زهق
زهَقَ الشيءُ يَزْهَقُ زُهوقاً فهو زاهِقٌ وزَهوقٌ بطَل وهلَك واضْمَحَلّ وفي التنزيل إنَّ الباطل كان زَهوقاً وزهَقَ الباطلُ إذا غَلَبَه الحقّ وقد زاهَقَ الحقُّ الباطلَ وزَهَق الباطِلُ أي اضْمَحَلّ وأزْهَقَه الله وقوله عز وجل فإذا هو زاهِقٌ أي باطِلٌ ذاهِبٌ وزُهوقُ النفسِ بُطْلانُها وقال قتادة وزَهَقَ الباطلُ يعني الشيطان وزَهَقَتْ نفسُه تَزْهَقُ زُهُوقاً وزَهِقَت لغتان خرجت وفي الحديث إن النحرَ في الحَلْق واللَّبّة وأقِرُّوا الأَنْفُسَ حتى تَزْهَقَ أي حتى تخرج الروح من الذَّبيحة ولا يبقى فيها حركة ثم تسلخ وتقطع وقال تعالى وتَزْهَق أنْفُسُهم وهُمْ كافرون أي تَخْرُج وفي الحديث دون الله سبعون ألف حجاب من نور وظُلمة وما تَسْمَع نفسٌ مِنْ حِسِّ تلك الحجُب شيئاً إلا زِهِقَتْ أي هلكت وماتت وزَهَقَ فلانٌ بين أيدينا يَزْهَقُ زَهْقاً وزُهوقاً وانْزَهقَ كلاهما سبق وتقدم أمام الخيل وكذلك زهَق الدابّةُ والمنهزم زَاهقٌ ابن السكيت زَهَقَ الفرسُ وذَهَقَتِ الراحلة تَزْهَقُ زهوقاً إذا سَبَقت وتقدَّمت والجمع زُهَّق وزَهَقَ مُخُّه فهو زاهِق إذا اكْتَنَزَ وهو زاهِقُ المُخِّ وفَرَسٌ زَهَقى إذا تقدَّم الخيل وأنشد عَلى قَراً مِنْ زَهَقى مِزَلِّ والزَّاهِقُ من الدوابِّ السَّمِينُ المُمِخُّ وزَهَقَتِ الدابَّةُ والناقةُ تَزْهَقُ زُهوقاً انتهى مُخُّ عَظْمِها واكْتَنَزَ قَصَبُها وزَهِقَتْ عظامه وأزْهَقَتْ سَمِنت قال وأزْهَقَتْ عِظامُه وأخْلَصا وقيل الزاهِق والزَّهِقُ الذي ليس فوق سِمَنهِ سَمَنٌ وقيل الزاهِقُ المُنْقي وليس بِمُتَناهي السِّمَن وقيل هو الشديد الهُزال الذي تَجِد زُهومةَ غُثوثةِ لحمهِ وقيل هو الرقيق المُخّ الأَزهري الزاهِق الذي اكْتَنَزَ لحمُه ومُخُّه الأَزهري الزاهِقُ من الأَضداد يقال الهالك زاهقٌ والسمِينُ من الدوابّ زاهق قال الشاعر القائدُ الخيلِ مَنْكُوباً دوابِرُها منها الشَّنُونُ ومنها الزاهِقُ الزَّهِمُ وقال بعضهم الزاهِق السَّمينُ والزَّهِمُ أسمَنُ منه والزُّهومةُ في اللحم كراهية رائحتِه من غير تغيير ولا نَتْنٍ وزَهَقَ العظمُ زُهوقاً إذا اكْتَنَزَ مُخُّه وزَهَقَ المُخُّ إذا اكْتَنَزَ فهو زاهِق عن يعقوب وأما قول عثمان بن طارق
( * قوله « عثمان بن طارق » في هامش الأصل هنا وفما يأتي قريباً ما نصه صوابه عمارة بن طارق اه وكذلك نسبه في الصحاح لعمارة في مادة مسد )
ومَسَدٍ أمِرَّ مِنْ أيانِقِ لسن بأنْيابٍ ولا حَقائِقِ ولا ضِعافٍ مُخُّهُنَّ زاهِقُ فإنَّ الفراء يقول هو مرفوعٌ والشعر مُكْفَأٌ يقول بل مُخُّهنَّ مُكتَنِزٌ رفَعَه على الابتداء قال ولا يجوز أن يريد ولا ضِعافٍ زاهقٍ مُخُّهنَّ كما لا يجوز أن تقول مررت برجل أبوه قائمٍ بالخفضِ قال ابن بري يريد أنه لا يجوز لك أن ترفع مُخَّهن بزاهِق فتُقدم الفاعل على فعله وعلى أنه قد جاء ذلك عن الكوفيين من ذلك قراءة من قرأ ونَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٍ وقول الزَّبَّاءِ ما للجِمال مشيُها وَئِيدا ؟ وقول امرئ القيس فَقِلْ في مَقِيلٍ نَحْسُه مُتَغَيِّبِ وقيل الزاهِق ههنا بمعنى الذاهب كأنه قال ولا ضِعافٍ مُخُّهنّ ثم رَدَّ الزاهِق على الضِّعاف والذي وقع في شعر عثمان عِيسٌ عِتاقٌ ذاتُ مُخٍّ زاهِقِ والذي أنشده أبو زيد لقد تَعَلَّلت على أيانِقِ صُهْبٍ قليلاتِ القُرادِ اللاّزِقِ وذاتِ ألْياطٍ ومُخٍّ زاهِقِ وبئرٌ زهوقٌ وزاهِقٌ بعيدةُ القَعْرِ وكذلك فَجُّ الجبَل المُشْرِفُ وقال أبو ذؤيب يصف مُشْتار العسل وأشْعَثَ مالُه فَضَلاتُ ثوْلٍ على أركان مَهْلكَةٍ زَهُوقِ قال ابن بري قوله وأشعث مخفوضٌ بواو رُبَّ والبيت أول القصيدة وجوابُ ربَّ فيما بعده وهو قوله تأبَّطَ خافَةً فيها مسابٌ فأضْحى يقْتري مَسَداً بِشِيقِ والثَّوْلُ جماعة النحل وكذلك المَفازة النائية المَهْواةِ والزَّهْقُ والزَّهَقُ الوَهْدةُ وربما وقعت فيها الدواب فهلكت يقال أزْهَقَت أيديها في الحُفَر وقال رؤبة تَكادُ أيديها تَهاوى في الزَّهَقْ وأنشد أيضاً كأنَّ أيديهنَّ تَهْوي في الزَّهَقْ أيْدي جَوارٍ يتَعاطَيْنَ الوَرَقْ وقيل معنى الزَّهَق التقدمُ في هذا البيت وانْزَهَقَتِ الدابةُ تردَّتْ ورجل مَزْهوقٌ مضيَّق عليه والقومُ زُهاقُ مائة وزِهاق مائة أي هم قريبٌ من ذلك في التقدير كقولهم زُهاءُ مائة وزِهاءُ مائة وقال المؤرّج المُزْهِقُ القاتِل والمُزْهَقُ المقتول وزَهَقَ السهمُ أي جاوز الهَدَف وأزْهَقَه صاحبُه وفي حديث عبد الرحمن بن عوف أنه تكلم يوم الشُّورى فقال إن جابِياً خيرٌ من زاهِقٍ فالزاهِقُ من السهام الذي وقَع وراءَ الهَدَف دون الإصابة ولا يُصيب والحابي الذي وقَع دون الهَدَف ثم زحَفَ إلى الهَدَف فأصابه فأخبر أنَّ الضعيف الذي يُصيب الحق خيرٌ من القويّ الذي لا يُصيبه وضَرَبَ الزاهق والحابي من السِّهام لهما مثلاً وأزْهَقْتُ الإناء قَلبتُه ورأيتُ فلاناً مُزْهِقاً أي مُغِذّاً في سَيرِهِ وفرسٌ ذاتُ أزاهيقَ أي ذاتُ جَرْيٍ سريعٍ قال أبو عبيد في المصنَّف وليس في شيء منه زَهِقَ بالكسر وحكى بعضهم زَهِقَت نفسه بالكسر تَزْهَقُ زُهوقاً لغة في زَهَقَت قال ابن بري قال الهروي زَهِقَت نفسُه بالكسر وقال ابن القُوطِيّة زهِقت نفسُه بالكسر والفتح لغة وفلان زَهِقٌ أي نَزِقٌ والزَّهَقُ المُطْمئن من الأَرض وأزهقَت الدابةُ السَّرْجَ إذا قدَّمته وألقتْه على عُنُقها ويقال بالراء قال الراجز أخاف أن تُزْهِقَه أو يَنْزرِقْ قال الجوهري أنشدَنيه أبو الغوث بالزاي وانزهقَتِ الدابةُ أي طَفَرت من الضرْب أو النِّفارِ والزُّهْلُوقُ بزيادة اللام السَّمينُ قال الأَصمعي في إناث حُمرُ الوَحْشِ إذا استوت مُتونُها من الشحم قيل حُمُر زهالِقُ قال ابن بري يقال الزَّهالِقُ واحدها زِهْلِق وهو الأَمْلَس قال عُمارة مِثْل مُتون الحُمُر الزَّهالِق أبو عبيد جاءت الخيل أزاهِقَ وأزاهيقَ وهي جماعات في تَفْرِقة

زهزق
الزَّهْزَقَةُ شدَّةُ الضحِك والزَّهْزَقَة كالقَهْقَهة وأنشد ابن بري وإنْ نَأَتْ عَنِّيَ لم تزَهْزِقِ أي لم تضحَك وأهْزَقَ فلان في الضحك وزَهْزَق وأنْزَقَ وكَوْكَبَ إذا أكثر منه وفي النوادر زَهْزَقَ في ضحكه زَهْزَقةً ودَهْدَقَ دَهْدقةً والزَّهْزقةُ تَرْقيصُ الأُمّ الصبيَّ والزِّهْزاقُ اسم ذلك الفعل والزَّهْزَقة كلام لا يفهم مثل الهَيْنَمَه عن ابن خالويه

زهلق
زَهْلَق الشيءَ ملَّسه وحمار زِهْلَق أمْلَسُ المتن الأَصمعي يقال للحُمُر إذا استوت متونها من الشحم حُمُر زَهالِق غيره صَفاً زِهْلِق أملس وأنشد في زِهْلِقٍ زَلِقٍ مِنْ فَوْق أطوارِ والزِّهْلِق الحمارُ الهِمْلاج وهو أيضاً الحمار السمين المستوي الظهر من الشَّحم وكذلك الزِّهْلِقيّ ولم يخصّه اللحياني بالهِملاج ولا بغيره قال وهو الزُّمَّلِق ابن الأَعرابي الزِّهْلِق الحمار الخفيف التهذيب في النوادر زهلَجَ له الحديث وزَهْلَقه وزَهْمَجَه الثعالبي الزَّهلَقة في الحمر مثل الهَمْلجة في الفرس وقال القزاز يقال للحِمار الهِمْلاج زِهْلِق والزِّهْلِق موضع النار من الفَتيل والزِّهْليقُ السراج في القنديل الليث الزِّهْلِق السِّراج ما دام في القنديل وكذلك النِّبْراس والقِراطُ وأنشد زِهْلِقٌ لاحَ مُسْرَج قال شبَّه بَياض الثّور بضياء السراج ليس بالذي عليه سَرْج ابن الأَعرابي القِراط السِّراج وهو الهِزْلِق الهاء قبل الزاي وقال غيره هو الزِّهْلِق الليث الزِّهْلِقِيُّ من الرجال الذي إذا أراد امرأة أنزل قبل أن يمسّها وهو الزُّمَّلِق قال ونحو ذلك قال أبو عمرو والزِّهْلِقيّ فحل ينسب إليه كِرام الخيل وأنشد فما يَني أوْلادُ زِهْلِقِيّ بناتُ ذي الطَّوْقِ وأعْوَجِيّ يَشْجُجْن بالليل على الوَنِيّ

زهمق
الزَّهْمَقَة نَتْن العِرْض وقيل هو خُبث الريح عامة وقيل أي خَبيثُها مُنْتِنُها الأَزهري الزَّهْمَقة الزُّهومة السيِّئة تجدها من اللحم الغَثِّ ونحو ذلك الليث وهي النَّمسة وقيل الزَّهْمَقة النَّتْنُ ويقال امرأة مُزَهْمِقة أي مُنْتِنة قال الراجز يا رِيَّها إذا علَتْني زَهْمَقه كأنَّني جاني كِناب البَرْوَقهْ أبو زيد صَئِكَ الرجلُ إذا فاحَتْ منه ريح مُنْتِنة عن عَرَقٍ وهي الزَّهْمَقة فهي على هذا الصُّنان ويشهد بصحته الرجز المتقدم

زوق
الزَّاوُوق الزِّئْبَق قال ابن المظفر أهل المدينة يسمون الزِّئْبَق الزَّاووق ويدخل الزِّئبَق في التصاوير ولذلك قالوا لكل مُزَيَّنٍ مُزَوَّق الجوهري قد يقع في التَّزاوِيق لأنه يُجْعَل مع الذهب على الحديدة ثم يُدْخَل في النار فيذهب منه الزِّئبَق ويبقى الذهب ثم قيل لكل مُنَقَّش مُزوَّق وإن لم يكن فيه الزِّئبَق والمُزَوَّق المزيَّن به ثم كثر حتى سمي كل مُزَيَّنٍ بشيء مُزَوَّقاً وكلام مُزَوَّق مُحَسَّن عن كراع وفي الحديث ليس لي ولنبيّ أن يدخل بيتاً مُزَوَّقاً أي مُزَيَّناً قيل أصله من الزاوُوق وهو الزِّئبَق وفي الحديث أنه قال لابن عمر إذا رأيتَ قُرَيشاً قد هَدَموا البيت ثم بَنَوْه فزَوَّقوه فإن اسْتَطعْتَ أن تموت فمُتْ كَرِهَ تَزْوِيقَ المساجد لما فيه من الترغيب في الدنيا وزينتها أو لشَغْلِها المصلي وجمع الزاووق زَوَق قال ابن بري وأنشد القزاز قد حصَّل الجَدَّ مِنَّا كلُّ مُؤتَشِبٍ كما يُحَصِّلُ ما في التِّبْرة الزَّوَقُ والتِّبْرة تراب يخرج منه التِّبْر وزَوَّقْتُ الكلامَ والكتابَ إذا حسَّنْته وقوَّمْته أبو زيد يقال هذا كتاب مُزَوَّرٌ مُزَوَّق وهو المُقَوَّم تقويماً وقد زَوَّر فلان كتابه وزوَّقَه إذا قوَّمه تقويماً ويقال فلان أثقل من الزاووق وفي حديث هشام ابن عروة أنه قال لرجل أنت أثْقلُ من الزاووق يعني الزِّئبَق كذا يُسمّيه أهل المدينة ودِرْهم مُزَوَّق ومُزَأبعق بمعنى واحد أبو عمرو الزَّوَقةُ نقَّاشو سَمّانِ الرَّوافِد والسَّمّان تَزاوِيقُ السُّقوف وفي نسخة الزَّوَقةُ الذين يُزَوِّقون السّقوف والطَّوَقةُ الطُّيور والغَوَقة الغربان والقَوَقةُ الدُّيوك والهوقة الهلكى وروي عن حسان ابن عطية قال أبْصر أبو الدَّرْداء قد زُوِّق ابنه فقال زوِّقوهم ما شئتم فذاك أغْوى لهم

زيق
تَزَيَّقَت المرأةُ تَزيُّقاً وتزَيَّغَت تزَيُّغاً إذا تزينت وتلبست واكتحلت وزِيقُ الشيطانِ لُعابُ الشمس قال أبو منصور هذا تصحيف والصواب رِيقُ الشمس بالراء ومعناه لعاب الشمس قال هكذا حفظته عن العرب قال الراجز وذابَ للشَّمْسِ لُعابٌ فنزَلْ والزِّيقُ زِيقُ الجَيْب المكفوف والزِّيقُ ما كُفَّ من جانب الجيب وزِيقُ القَميص ما أحاط بالعُنُق وزِيقٌ ابن بَسْطام بن قيس من شَيبان وزِيقٌ اسم فارسي معرب قال يا زِيقُ وَيْحَك مَنْ أنْكَحْت يا زِيقُ ؟

سبق
السَّبْق القُدْمةُ في الجَرْي وفي كل شيء تقول له في كل أمر سُبْقةٌ وسابِقةٌ وسَبْقٌ والجمع الأَسْباق والسَّوابِقُ والسَّبْقُ مصدر سَبَقَ وقد سَبَقَه يَسْبُقُه ويَسْبِقُه سَبْقاً تقدَّمه وفي الحديث أنا سابِقُ العرب يعني إلى الإسلام وصُهَيْبٌ سابقُ الرُّوم وبِلالٌ سابقُ الحبَشة وسلْمانُ سابقُ الفُرْس وسابَقْتُه فسَبَقْتُه واسْتَبَقْنا في العَدْوِ أي تَسابَقْنا وقوله تعالى ثم أوْرَثْنا الكتابَ الذين اصطَفَيْنا مِنْ عبادِنا فمنهم ظالم لِنَفْسِه ومنهم مُقْتصد ومنهم سابِقٌ بالخيرات بإذن الله رُوِيَ فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال سابِقُنا سابِقٌ ومقْتصِدُنا ناجٍ وظالِمُنا مغفورٌ له فدلَّك ذلك على أن المؤمنين مغفور لمقْتَصدهم وللظالم لنفسه منهم ويقال له سابِقةٌ في هذا الأَمر إذا سَبَق الناسَ إليه وقوله تعالى سَبْقاً قال الزجاج هي الخيل وقيل السابقات أرواح المؤمنين تخرج بسهولة وقيل السابقات النجوم وقيل الملائكة تَسْبِق الشياطين بالوحي إلى الأَنبياء عليهم الصلاة والسلام وفي التهذيب تَسْبِق الجنَّ باستماع الوحي ولا يَسْبِقونه بالقول لا يقولون بغير علم حتى يُعَلِّمهم وسابَقَه مُسابَقَةً وسِباقاً وسِبْقك الذي يُسابِقُك وهم سِبْقي وأسْباقي التهذيب العرب تقول للذي يَسْبِقُ من الخيل سابِقٌ وسَبُوق وإذا كان يُسْبَق فهو مُسَبَّق قال الفرزدق من المُحْرِزينَ المَجْدَ يومَ رِهانِه سَبُوقٌ إلى الغاياتِ غير مُسَبَّق وسَبَقَت الخيلُ وسابَقْتُ بينها إذا أرسلتها وعليها فُرْسانُها لتنظر أيّها يَسْبِق والسُّبَّق من النخل المبَكِّرة بالحمل والسَّبْق والسابِقةُ القُدْمة وأسْبَقَ القومُ إلى الأَمر وتَسابَقوا بادروا والسَّبَق بالتحريك الخطَرُ الذي بوضع بين أهل السِّباق وفي التهذيب الذي يوضع في النِّضال والرِّهان في الخيل فمن سعبَق أخذه والجمع أسباق واسْتَبَق القومُ وتَسابَقخوا تَخاطَرُوا وتَسابَقُوا تناضلوا ويقال سَبَّق إذا أخذ السَّبَق وسَبَّقَ إذا أعطى السَّبَق وهذا من الأضداد وهو نادر وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا سبَق إلا في خُفٍّ أو نَصْل أو حافر فالخفّ للإبل والحافر للخيل والنصال للرَّمْي والسَّبَق بفتح الباء ما يجعل من المال رَهْناً على المُسابَقةِ وبالسكون مصدر سَبَقْت أسْبِق المعنى لا يحل أخذ المال بالمُسابَقةِ إلا في هذه الثلاثة وقد ألحق بها الفقهاء ما كان يمعناها وله تفصيل في كتب الفقه وفي حديث آخر مَنْ أدْخَلَ فَرَساً بين فَرَسَيْنِ فإن كان يْؤْمَنُ أن يُسْبَق فلا خير فيه وإن كان لا يؤمَن أن يُسْبَعق فلا بأْس به قال أبو عبيد الأَصل أن يَسْبِقَ الرجلُ صاحبَه بشيء مسمى على أنه إن سَبَق فلا شيء له وإن سَبَقه صاحبُه أخذ الرهن فهذا هو الحلال لأن الرهن من أحدهما دون الآخر فإن جعل كل واحد منهما لصاحبه رهناً أيّهما سَبَق أخذه فهو القِمارُ المنهي عنه فإن أرادا تحليل ذلك جعلا معهما فَرَساً ثالثاً لرجل سواهما وتكون فرسه كُفُؤاً لفرسَيْهما ويسمى المُحَلِّلَ والدَّخِيلَ فيضع الرجلان الأَوّلان رَهْنَيْنِ منهما ولا يضع الثالث شيئاً ثم يُرْسِلون الأَفْراسَ الثلاثة فإن سبق أحدُ الأَوّلين أخذ رَهْنَه ورَهْنَ صاحبه فكان طَيِّباً له وإن سَبَقَ الدخيلُ أخذ الرَّهْنَيْنِ جميعاً وإن سُبِق هو لم يغرم شيئاً فهذا معنى الحديث وفي الحديث أنه أمَرَ بإجراء الخيل وسَبَّقَها ثلاثة أعْذُقٍ من ثلاث نخلات سَبَّقَها بمعنى أعطى السَّبَق وقد يكون بمعنى أخذ وهو من الأَضداد ويكون مخففاً وهو المال المُعَيّن وقوله تعالى إنَّا ذهبنا نِسْتَبِق قيل معناه نتَناضَل وقيل هو نفتعل من السَّبْق واسْتَبقا البابَ يعني تَسابَقا إليه مثل قولك اقتتلا بمعنى تَقاتلا ومنه قوله تعالى فاسْتَبِقُوا الخيرات أي بادِرُوا إليها وقوله فاسْتَبَقُوا الصراطَ أي جاوَزُوه وتركوه حتى ضلّوا وهم لها سَابِقون أي إليها سابِقون كما قال تعالى بأنَّ رَبَّكَ أوْحى لها أي إليها الأَزهري جاء الاسْتباق في كتاب الله تعالى بثلاثة معان مختلفة أحدها قوله عز وجل إنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِق قال المفسرون معناه نَنْتَضل في الرمي وقوله عز وجل واسْتَبَقا البابَ معناه ابْتَدَرا البابَ يجتهد كل واحد منهما أن يَسْبِقَ صاحبه فإن سَبَقَها يوسفُ فتح البابَ وخرج ولم يُجِبْها إلى ما طلبته منه وإن سَبَقَتْ زَلِيخا أغْلَقَت الباب دونه لتُراوِدَه عن نفسه والمعنى الثالث في قوله تعالى ولو نشاء لَطَمَسْنا على أعْيُنِهم فاسْتَبَقوا الصراطَ فأَنَّى يُبْصِرون معناه فجازوا الصراط وخَلّفوه وهذا الاسْتباق في هذه الآية من واحد والوجهان الأَولان من اثنين لأن هذا بمعنى سَبَقُوا والأَوّلان بمعنى المُسابَقة وقوله اسْتَقِيموا فقد سَبَقْتُم سَبْقاً بَعيداً يروى بفتح السين وضمها على ما لم يسم فاعله والأَول أولى لقوله بعده وإن أخَذْتم يميناً وشمالاً فقد ضلَلْتم وفي حديث الخوارج سَبَقَ الفَرْثَ والدَّمَ أي مرَّ سريعاً في الرمِيّة وخرج منها لم يَعْلَقْ منها بشيء من فَرْثِها ودَمِها لسرعته شبَّه خروجَهم من الدِّين ولم يَعْلَقوا بشيء منه به وسَبَقَ على قومِه علاهم كَرَماً وسِبَاقا البازي قيْداه وفي المحكم والسِّبَاقانِ قَيْدانِ في رِجْل الجارح من الطير من سير أو غيره وسَبَّقْت الطَّير إذا جعلت السِّبَاقَيْنِ في رجليه

ستق
درهم سَتُّوق وسُتوق زَيْفٌ بَهْرَجٌ لا خير فيه وهو معرّب وكل ما كان على هذا المثال فهو مفتوح الأَول إلا أربعة أحرف جاءت نوادر وهي سُبّوح وقُدّوس وذُرُّوح وسُتّوق فإنها تضم وتفتح وقال اللحياني قال أعرابي من كلب درم تُسْتُوق والمَساتقُ فِراءٌ طوال الأَكمام واحدتها مُسْتَقَة بفتح التاء قال أبو عبيد أصلها بالفارسية مُشْتَهْ فعُرّبت قال ابن بري وعليه قول الشاعر إذا لبِسَتْ مَساتِقَها غَنِيٌّ فيا وَيْحَ المَساتِق ما لَقِينا

سحق
سَحَقَ الشيءَ يَسْحَقُه سَحْقاً دقَّه أشد الدقّ وقيل السَّحْق الدقُّ الرقيق وقيل هو الدقّ بعد الدقّ وقيل السَّحْق دون الدقّ الأَزهري سَحَقَت الريحُ الأَرض وسَهَكَتها إذا قشرت وجه الأَرض بشدة هبوبها وسَحَقْت الشيء فانْسَحَق إذا سَهَكْته ابن سيده سَحَقَت الريحُ الأَرض تَسْحَقُها سَحْقاً إذا عَفَّت الآثار وانْتَسَفَت الدِّقاقَ والسَّحْق أثر دَبَرة البعير إذا بَرَأَت وابْيَضَّ موضعها والسَّحْق الثوب الخلَق البالي قال مُزَرِّد وما زَوَّدُوني غيرَ سَحْقِ عِمامة وخَمْسِ مِئٍ منها قَسِيٌّ وزائفُ وجمعه سُحوق قال الفرزدق فإنّك إن تَهْجو تَمِيماً وتَرْتَشِي بِتَأْبِينِ قَيْسٍ أو سُحوق العَمائم والفعل الانْسِحاق وانْسَحَق الثوبُ وأسْحَق إذا سقط زئْبِرُه وهو جديد وسَحَقَه البِلى سَحْقاً قال رؤبة سَحْقَ البِلى جدَّته فأَنْهَجا وقد سَحَقَه البِلى ودَعْكُ اللُّبْس وثوب سَحْق وهو الخلَق وقال غيره هو الذي انْسَحَق ولانَ وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه قال مَنْ زافَت عليه دَراهِمُه فَليَأْت بها السُّوقَ ولْيَشْتَرِ بها ثَوْبَ سَحْقٍ ولا يُحالفِ الناسَ أنها جِيادٌ السَّحْق الثوب الخلَق الذي انْسَحَق وبَليَ كأنه بعد من الانتفاع به وانْسَحَقَ الثوبُ أي خلَق قال أبو النجم مِنْ دِمْنةٍ كالمِرْجَليِّ المِسْحَق وأسْحَق خفٌّ البعير أي مَرَنَ والإسْحاق ارتفاع الضرع ولزوقه بالبطن وأسْحَقَ الضرعُ يَبِسَ وبَلي وارتفع لبنه وذهب ما فيه قال لبيد حتى إذا يَبِسَت وأسْحَقَ حالقٌ لم يُبْلِه إرْضاعُها وفِطامُها وأسْحَقَت ضَرّتُها ضَمَرت وذهب لبنُها وقال الأَصمعي أسْحَق يَبِسَ وقال أبو عبيد أسْحَقَ الضَّرْع ذهب وبلي وانْسَحَقت الدلوُ ذهب ما فيها الأَزهري ومُساحَقةُ النساءِ لفظ مولَّد والسَّحْق في العَدْوِ دون الحُضْر وفوق السَّحْج قال رؤبة فهي تعاطي شدَّه المُكايَلا سَحْقاً من الجِدّ وسَحْجاً باطلا وأنشد الأَزهري لآخر كانت لنا جارة فأزْعَجها قاذورة تَسْحَق النَّوى قُدُما والسَّحْق في العَدْوِ فوق المشي ودون الحُضْر وسَحَقت العينُ الدمعَ تَسْحَقه سَحْقاً فانْسَحَق حَدَرَتْه ودُموع مَساحِيق وأنشد قِتْب وغَرْب إذا ما أُفْرِغ انْسَحقا والسُّحُق البُعْد وكذلك السُّحْق مثل عُسْر وعُسُر وقد سَحُق الشيء بالضم فهو سَحِيق أي بعيد قال ابن بري ويقال سَحِيق وأسْحق قال أبو النجم تعلو خَناذِيذَ البَعيد الأَسْحَقِ وفي الدعاء سُحْقاً له وبُعْداً نصبوه على إضمار الفعل غير المستعمل إظهارُه وسَحَقَه اللهُ وأسْحَقه الله أي أبعده ومنه قوله قاذورة تسحق النوى قُدُما وأسْحَق هو وانْسَحَق بَعُد ومكان سَحِيق بَعِيد وفي التنزيل أو تَهْوِي به الريحُ في مكان سَحِيق ويجوز في الشعر ساحِقٌ وسُحُقٌ ساحِقٌ على المبالغة فإن دعوت فالمختار النصب الأَزهري لغة أهل الحجاز بُعْدٌ له وسُحْقٌ له يجعلونه اسماً والنصبُ على الدعاء عليه يريدون به أبْعَدَه الله وأسْحَقَه سُحْقاً وبُعداً وإنه لَبَعِيد سَحِيق وقال الفراء في قوله فسُحْقاً لأَصحاب السَّعِير اجتمعوا على التخفيف ولو قرئت فسُحُقاً كانت لغة حسنة قال الزجاج فسُحْقاً منصوب على المصدر أسْحَقَهم الله سُحْقاً أي باعَدَهم من رحمته مُباعَدة وفي حديث الحوض فأقول سُحْقاً سُحْقاً أي بُعْداً بُعْداً ومكان سَحِيق بعيد ونخلة سَحُوق طويلة وأنشد ابن بري للمفضل النكري كان جِذْعٌ سَحُوق وفي حديث قُسّ كالنخلة السَّحُوق أي الطويلة التي بَعُد ثمرُها على المجتني قال الأَصمعي لا أدري لعل ذلك مع انحناء يكون والجمع سُحُق فأما قول زهير كأنَّ عَيْنَيّ في غَرْبَيْ مُقَتِّلة من النواضح تَسْقِي جَنّةً سُحُقا فإنه أراد نخلَ جَنّة فحذف إلا أن يكونوا قد قالوا جنّة سُحُق كقولهم ناقة عُلُطٌ وامرأة عُطُلٌ الأَصمعي إذا طالت النخلة مع انجراد فهي سَحُوق وقال شمر هي الجرداء الطويلة التي لا كَرَب لها وأنشد وسالِفة كسَحُوق اللِّيا ن أضْرَمَ فيها الغَوِيُّ السُّعُرْ شبه عنق الفرس بالنخلة الجرداء وحمار سَحُوق طويل مُسِنّ وكذلك الأَتان والجمع سُحخقٌ وأنشد للبيد في صفة النخل سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسَرِيُّه عُمٌّ نَواعِمُ بَيْنَهُنّ كُرومُ واستعار بعضهم السَّحُوق للمرأة الطويلة وأنشد ابن الأَعرابي تُطِيف به شَدَّ النهار ظَعِينةٌ طَويلةُ أنْقاء اليدَيْنِ سَحُوقُ والسَّوْحَق الطويل من الرجال قال ابن بري شاهده قول الأَخطل إذا قلتُ نالَته العَوالي تَقاذَفَتْ به سَوْحَقُ الرِّجْلَيْنِ سانحةُ الصَّدْرِ الأَصمعي من الأَمطار السَّحائِقُ الواحدة سَحيقة وهو المطر العظيم القَطْر الشديد الوَقْع القليلُ العَرِمُ قال ومنها السَّحِيفة بالفاء وهي المطرة تجرُف ما مرَّت به وساحوق موضع قال سلمة العبسي هَرَقْن بِساحُوقٍ دِماءً كَثِيرة وغادَرْن قَبْلي من حَلِيب وحازِر عني بالحليب الرفيعَ وبالحازر الوضيع فسره يعقوب وأنشد الأَزهري وهُنَّ بِساحوقٍ تَدَارَكْنَ ذالِقا ويومُ ساحوق من أيامهم ومساحق اسم وإسْحَق اسم أعجمي قال سيبويه ألحقوه ببناء إعْصار وإسْحَق اسم رجل فإن أردت به الاسم الأَعجمي لم تصرفه في المعرفة لأنه غُيِّر عن جهته فوقع في كلام العرب غير معروف المذهب وإن أردت المصدر من قولك أسْحَقَه السفرُ إسْحاقاً أي أبعده صرفته لأَنه لم يُغٍيَّرْ والسُّمْحوق من النخل الطويلةُ والميم زائدة والسِّمْحاق قشرة رقيقة فوق عظم الرأس بها سميت الشَّجّة إذا بلغت إليها سِمْحاقاً قال ابن بري والسمحاق أثر الحنان قال الراجز يَضْبُط بين فَخْذِه وساقِه أيْراً بَعِيدَ الأَصْلِ منْ سِمْحاقه وسَماحيق السماء القِطعَُ الرِّقاقُ من الغَيْم وعلى ثَرْب الشَّاة سَماحِيقُ من شَحْم قال الجوهري وأرى أن الميمات في هذه الكلمات زوائد

سدق
السِّيداقُ بكسر السين شجر ذو ساقٍ واحدةٍ قويَّةٍ له وَرَق مثل ورَق الصَّعْتَر ولا شوك له وقشره حَرَّاق عجيبٌ

سذق
السَّوْذَق والسُّوذَق الأَخيرة عن يعقوب الصَّقر ويقال الشاهين وهو بالفارسية سَوْدَناه والسَّوْذَنِيق أيضاً الصقر وربما قالوا سَيْذَنُوق وأنشد النضر بن شميل لحميد الأَرقط وحادِياً كالسَّيْذَنُوقِ الأَزْرَقِ ليس عى آثارها بِمُشْفِقِ وكذلك السُّوذانِق بضم السين وكسر النون قال لبيد وإأنِّي مُلْجِمٌ سُوذانِقاً أجْدَلِيّاً كَرُّهُ غير وَكَلْ والسَّذَق ليلة الوَقُود وجميع ذلك فارسي معرب التهذيب والسَّذَق عند العجم معروف والسِّيذاقُ نَبْت يُبَيَّض الغَزْل برماده والسَّوْذَق بالفتح السِّوارُ وأنشد أبو عمرو تَرَى السَّوْذَقَ الوَضَّاحَ فيها بِمِعْصَمٍ نَبِيلٍ ويأبى الحَجْلُ أن يَتَقَدَّما

سرق
سَرَق الشيء يسْرِقه سَرَقاً وسَرِقاً واستَرَقَه الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وأنشد بِعْتُكَها زانِيةً أو تَسْتَرِقْ إنَّ الخبيثَ للخبيثِ يَتَّفِقْ اللام هنا بمعنى مع والاسم السَّرِق والسَّرِقة بكسر الراء فيهما وربما قالوا سَرَقَهُ مالاً وفي المثل سُرِقَ السارقُ فانتحَر والسَّرَق مصدر فعل السارق تقول بَرِئْتُ إليك من الإباق والسَّرَق في بيع العبد ورجل سارِق من قوم سَرَقةٍ وسُرَّاقٍ وسَرُوقٌ من قوم سُرُقٍ وسَرُوقةٌ ولا جمع له إنما هو كصَرورة وكلب سَروقٌ لا غير قال ولا يَسْرِق الكلبُ السَّروقُ نِعالَها ويروى السَّرُوِّ فَعولٌ من السُّرى وهي السَّرِقة وسَرَّقه نسبه إلى السَّرَق وقُرئ إن ابنك سُرِّق واسْتَرق السمْعَ أي استَرَق مُستخفِياً ويقال هو يُسارِق النظَر إليه إذا اهْتَبَل غَفلتَه لينظر إليه وفي حديث عدِيّ ما نَخاف على مَطيَّتها السَّرَق هو بمعنى السرقة وهو في الأَصل مصدر ومنه الحديث تَسْتَرِق الجِنُّ السَّمْع هو تفتعل من السَّرِقة أي أنها تسمعُه مختفِيةً كما يفعل السارِق وقد تكرر في الحديث فِعْلاً ومصدراً قال ابن بري وقد جاء سَرِّق في معنى سَرَق قال الفرزدق لا تَحْسَبَنَّ دَراهِماً سَرَّقْتَها تَمْحُو مَخازيَكَ التي بعُمانِ أي سَرَقْتها قال وهذا في المعنى كقولهم إن الرِّقِينَ تُغَطِّي أفْنَ الأَفِينَ أي لا تحسَبْ كَسْبَك هذه الدراهم مما يُغَطِّي مخازيك والاسْتِراق الخَتْل سِرّاً كالذي يستمع والكَتَبةُ يَسْتَرِقُون من بعض الحسابات ابن عرفة في قوله تعالى والسارِقُ والسارِقةُ قال السارق عند العرب من جاء مُسْتَتِراً إلى حِرْزٍ فأخذ منه ما ليس له فإن أخذ من ظاهر فهو مُخْتَلِس ومُسْتَلِب ومُنْتَهِب ومُحْتَرِس فإن مَنَعَ مما في يديه فهو غاصب وقوله تعالى إنْ يَسْرِقْ فقد سَرَق أخٌ له من قَبْل يعنون يوسف ويروى أنه كان أخذ في صِغَره صورة كانت تُعْبَد لبعض من خالف ملَّة الإسلام مِنْ ذَهَبٍ على جهة الإنكار لئلا تُعَظَّم الصورةُ وتُعْبَد والمُسارَقة والاسْتِراق والتَّسَرُّق اختلاس النظر والسمع قال القطامي يَخِلَتْ عليك فما يجود بنائل إلا اخْتِلاس حَدِيثِها المُتَسَرَّقِ وقول تميم بن مقبل فأَما سُراقاتُ الهِجاءِ فإنها كلامٌ تَهاداه اللئامُ تَهادِيا جعل السراقة فيه اسمَ ما سُرِق كما قيل الخُلاصة والنُّقاية لما خُلِّص ونُقِّيَ وسَرِقَ الشيءُ سَرَقاً خَفِيَ وسَرِقَت مفاصلُه وانْسَرَقتْ ضَعُفت قال الأَعشى يصف الظبْيَ فاتِرَ الطَّرْف في قُواه انْسِراقُ والانْسِراق أن يَخْنُس إنسان عن قوم ليذهب قال وقيل في قول الأَعشى فهي تَتْلو رَخْصَ الظُّلوف ضَئيلاً فاتِرَ الطَّرْف في قُواه انْسِراق إن الانْسِراقَ الفتور والضعف وقال الأَعشى أيضاً فيهن مَحْروقُ النَّواصِف مَسْ روقُ البُغام وشادِنٌ أكْحل أراد أن في بُغامه غُنّة فكأن صوته مسروق والسَّرَق شِقاقُ الحرير وقيل هو أجوده واحدته سَرَقة قال الأخطل يَرْفُلْن في سَرَقِ الفِرِنْدِ وقَزِّه يَسْحَبْنَ مِنْ هُدَّابِه أذْيالا قال أبو عبيدة هو بالفارسية أصله سَرَهْ أي جيد فعربوه كما عرب بَرَقٌ للْحَمَل وأصله بَرَه ويَلْمَق لِلْقَباء وأصله يَلْمَه وإسْتَبْرَق للغليظ من الديباج وأصله اسْتَبْرَهْ وقيل أصله سِتَبْرَهْ أي جيد فعربوه كما عربوا بَرَق ويَلْمَق وقيل إنها البِيضُ من شُقَق الحرير وأنشد للعجاج ونَسَجَت لَوامِعُ الحَرُورِ من رَقْرَقانِ آلِها المسْجورِ سَبائِباً كسَرَق الحَرِيرِ وفي الحديث عن ابن عمرو أن سائلاً سأله عن بيع سَرَقِ الحرير قال هلا قلت شُقَق الحرير قال أبو عبيد سَرَقُ الحَرِير هي الشُّقَقُ إلا أنها البِيضُ خاصة وصَرَقُ الحرير بالصاد أيضاً وأنشد ابن بري للأَخطل كأن دَجائجاً في الدار رُقطاً بَناتُ الرُّوم في سَرَقِ الحَرِير وقال آخر يَرْفُلْنَ في سَرَقِ الحريرِ وقزِّه يَسْحَبْن من هُدّابه أذيالا وفي حديث عائشة قال لها رَأيْتُكِ يَحْمِلُكِ الملَكُ في سَرَقةٍ مِنْ حَرير أي قِطْعة من جَيِّد الحرير وجمعها سَرَق وفي حديث ابن عمر رأيتُ كأنّ بيدي سَرَقةً من حرير وفي حديث ابن عباس إذا بِعْتُم السَّرَقَ فلا تَشْتَروه أي إذا بِعْتُموه نَسِيئة وإنما خص السَّرَق بالذكر لأنه بلَغَه أن تُجّاراً يبيعونه نسيئة ثم يشترونه بدون الثمن وهذا الحكم مطَّرد في كل المَبِيعات وهو الذي يسمى العِينَة والسَّوارق الجوامع واحدته سارقة قال أبو الطَّمَحان ولم يَدْعُ داعٍ مثلكمِ لِعَظيمة إذا أزَمَت بالساعِدَيْنِ السَّوارِقُ وقيل السَّوارِق مَسامير في القيود وبه فسر قول الراعي وأزْهَر سخَّى نَفْسَه عن بِلادِه حَنايا حَديدٍ مُقْفَل وسَوارِقه وسارِقٌ وسَرَّاق ومَسْروق وسُراقة كلها أسماء أنشد سيبويه هذا سُراقَةُ للقُرآنِ يَدْرُسُه والمرءُ عند الرُّشا إن يَلْقَها ذِيبُ ومَسْرُقان موضع أيضاً
( * قوله « ومسرقان موضع أيضاً » هكذا في الأصل )
قال يزيد بن مُفَرِّغ الحِمْيَري وجمع بين الموضعين سَقَى هزِمُ الأَوساطِ مُنْبَجِسُ العُرَى مَنازِلَها من مَسْرُقان وسُرَّقا وسُراقة بن جعشم من الصحابة وفي التهذيب وسُراقة بن مالك المُدْلِجي أحد الصحابة وسُرَّقُ إحدى كُوَرِ الأَهوازِ وهن سبع قال ابن بري وسُرَّق اسم موضع في العِراق قال أنس بن زُنَيم يخاطب الحرث بن بَدْر الغُداني حين ولاّه عبد الله بن زِياد سُرَّق أحارِ بن بَدْر قد وَلِيتَ إمارةً فكُنْ جُرَذاً فيها تَخُون وتَسْرِقُ ولا تَحْقِرَنْ يا حارِ شيئاً أصَبْتَه فحَظُّك من مُلْك العِراقين سُرَّقُ فإنَّ جميعَ الناسِ إمّا مكذَّبٌ يقول بما يَهْوَى وإمّا مصدَّقُ يقولون أقوالاً ولا يعلمونها وإن قيل هاتوا حَقِّقوا لم يُحَقِّقوا قال ابن بري ويقال لسارِق الشِّعْر سُراقة ولسارق النظَر إلى الغِلمان الشَّافِن

سردق
السُّرادِق ما أحاط بالبناء والجمع سُرادِقات قال سيبويه جمعوه بالتاء وإن كان مذكراً حِينَ لم يكسّر وفي التنزيل أحاطَ بهم سُرادِقُها في صفة النار أعاذنا الله منها قال الزجاج صار عليهم سُرادِقٌ من العذاب والسُّرادِقُ كل ما أحاطَ بشيءٍ نحو الشُّقَّة في المِضْرَب أو الحائط المشتمل على الشيء ابن الأثير وقد ورد في الحديث ذكر السُّرادِق في غير موضع وهو كل ما أحاط بشيءٍ من حائط أو مِضْرَب أو خباء وقال بعض أهل التفسير في قوله تعالى وظِلٍّ مِنْ يَحْمومٍ هو من سُرادِقِ أهل النار وبيت مُسَرْدَق وهو أن يكون أعلاه وأسفله مشدوداً كله وقد سَرْدَقَ البيت قال سلامة بن جندل يذكر قَتْلَ كِسْرى للنعمان هو المُدْخِل النُّعْمان بَيْتاً سَماؤه صُدورُ الفُيولِ بَعْدَ بَيْتٍ مُسَرْدَقِ الجوهري السُّرادِق واحد السُّرادِقات التي تُمَدُّ فوق صحن الدار وكل بيت من كُرْسُف فهو سُرادِق قال رؤبة يا حَكَمُ بنَ المُنْذِر بن الجارودْ أنتَ الجوادُ ابنُ الجواد المحمودْ سُرادِقُ المَجْد عليك ممدودْ وقيل الرجز للكذّاب الحِرْمازي وأنشد بيتاً للأَعشى وقال في سببه يذكر ابن وَبْر وقَتْلَه النعمان بن المنذر تحت أرجل الفِيَلة وأنشد البيت الذي تقدمت نسبته لسلامة بن جندل والسُّرادِقُ الغبار الساطع قال لبيد يصف حُمُراً رَفَعْنَ سُرادِقاً في يوم رِيحٍ يُصَفِّقُ بَينَ مَيْلٍ واعْتِدال وهو أيضاً الدخان الشاخص المحيط بالشيء قال لبيد يصف عيراً يطرد عانةً وأنشد البيت

سرمق
السَّرْمَق بالفتح ضرب من النبت

سعبق
السَّنَعْبُقُ نبت خبيث الريح ينبت في أعراض الجبال العالية حِبالاً بلا وَرَق ولا يأكله شيء وله نَوْرٌ ولا يَجْرِسه النحل البتة وإذا قُصِف منه عود سال منه ماء صاف لَزِجٌ له سَعابِيب قال ابن سيده وإنما حكمت بأنه رباعي لأنه ليس في الكلام فَعَلْلُلٌ

سعسلق
قال ابن بري السَّعْسَلِق أُمُّ السَّعالي قال الأَعور بن براء مُسْتَسْعِلات كسَعالي سَعْسَلِقْ

سعفق
قال الأَزهري كل ما جاء على فُعْلول فهو مضموم الأَول مثل زُنْبور وبُهْلول وعُمْروس وما أشبه ذلك إلاّ حرفاً جاءَ نادراً وهو بنو سَعْفوق لِخَوَل باليمامة وبعضهم يقول سُعْفوق بالضم وأنشد ابن شميل لطريف بن تميم لا تَأْمَنَنَّ سُلَيْمَى أن أُفارِقها صَرْمي ظَعائِنَ هِنْدٍ يوم سُعْفوق لقد صَرَمْتُ خليلاً كان يأْلَفُني والآمِناتُ فِراقي بعدَه خُوق وقال سُعْفوق ابنه والخَوْقاء الحَمْقاء من النساء

سفق
السَّفْق لغة في الصَّفْق وثوب سَفِيق أي صَفيق وسَفُقَ الثوبُ يَسْفُق سَفاقةً فهو سَفِيق كَثُف وفي التهذيب إذا لم يكن سَخِيفاً وكان سَفِيقاً إذا رَدَدْته وأسْفَقَه الحائكُ ورجل سَفِيقُ الوجه قليلُ الحياء وَقِحٌ وسَفَقَ البابَ سَفْقاً وأسْفَقَه فانْسَفَق أي أغْلَقه والصاد لغة أو مضارِعة وسيأتي ذكره أبو زيد سَفَقْتُ البابَ وأسْفَقْته إذا رددته قال أبو منصور معناهما أجَفْته وفي حديث أبي هريرة كان يَشْغَلُهم السَّفْقُ بالأَسْواق يروى بالسين والصاد يريد صَفْقَ الأَكُفّ عند البيع والشراء والسينُ والصادُ يتعاقبان مع القاف والخاء إلا أن بعض الكلمات يكثر في الصاد وبعضها يكثر في السين وهكذا يُرْوَى حديث البَيْعة أعْطاه صَفْقةَ يمينِه بالسين والصاد وخصَّ اليَمينَ لأنّ البَيْعَ والبَيْعةَ يقع بها وسَفَقَ وَجْهَ الرجل لَطَمَه وأسْفَقَ الغنمَ لم يَحْلُبْها في اليوم إلا مرة والسفقتين
( * قوله « والسفقتين إلخ » هكذا في الأصل ) ذباب عظيم يلزم الدواب والبقر والصاد في كل ذلك لغة

سفسق
سِفْسِقة السيف طريقتُه وقيل هي ما بين الشُّطْبَتَينِ على صَفْح السيف طولاً وسَفاسِقُه طرائقه التي يقال لها الفِرِنْد فارسي معرب ومنه قول امرئ القيس أقَمْتُ بِعَضْبٍ ذي سَفاسِقَ مَيْلَه قال ابن بري هذا مُسَمَّط وهو ومُسْتَلْئِمٍ كَشَّفْتُ بالرُّمْحِ ذَيْلَه أقَمْتُ بِعَضْبٍ ذي سَفاسِقَ مَيْلَه فَجَعْتُ به في مُلْتَقَى الحيِّ خيْلَه تركتُ عِتاقَ الطير تَحْجِلُ حَوْلَه كأنَّ على سِرْبالهِ نَضْحَ جِرْيالِ وقال عمارة ومِحْوَرٍ أخْضَرَ ذي سَفاسِق والواحدة سِفْسِقة وهي شُطْبة السيف كأنَّها عمود في متنه ممدود وفي حديث ابن مسعود كان جالساً إذ سَفْسَقَ على رأسِه عُصْفور فنَكَتَه بيدِه أي ذَرَقَ يقال سَفْسَقَ وزَقْزَقَ وسَقَّ وزَقَّ إذا حذف بذَرْقِه وسَفْسَقَ الطائر إذا رمى بسلحه وحديث فاطمة بنت قيس إني أخاف عليكم سَفاسِفَه قال ابن الأَثير هكذا أخرجه أبو موسى في السين والفاء ولم يفسره وقد ذكره العسكري بالفاء والقاف ولم يورده في السين والقاف والمشهور المحفوظ في حديث فاطمة إنما هو إني أخاف عليك قَسْقاسَتَه بقافين قبل السينين وهي العصا فأما سَفاسِفه وسفاسقه بالقاف والفاء فلا نعرفه إلاّ أن يكون من قولهم لطرائق السيف سَفاسِقه بفاء بعدها قاف التي يقال لها الفِرِنْد فارسية معرَّبة أبو عمرو فيه سَفْسُوقةٌ من أبيه ودُبَّةٌ
( * قوله « ودبة » هكذا هو في الأصل مضبوطاً ) أي شَبَهٌ والسَّفْسُوقة المحجَّة الواضحة

سقق
سَقَّ العصفورُ وسَقْسَقَ الطائرُ ذَرَقَ عن كراع ابن الأَعرابي السُّقُق المغتابون وروى أبو عثمان النَّهدي عن ابن مسعود أنه كان يُجالِسُه إذْ سَقْسَق على رأسه عصفور ثم قذف خُرْءَ بطنِه عليه فنَكَتَه بيده قوله سَقْسَقَ أي ذَرَق ويقال سَقَّ وزَقَّ وزَخَّ وتَرَّ وهَكَّ إذا حذف به وسَقْسَقَ العصفور صَوَّت بصوت ضعيف قال الشاعر كم قَرْيةٍ سَقْسَقْتَها وبَعَرْتَها فجعلْتُها لك كلَّها إقْطاعا وذكره الجوهري شقشق بالشين

سلق
السلق شديدة الصوت سَلَق لغة في صَلَق أَي صاحَ الأَصمعي الصوت الشديد وغيره بالسين وروي عن النبي أَنه قال ليس منا مَنْ سَلَقَ أَو حَلَق أَبو عبيد سَلَق يعني رَفَعَ صوته عند موت إِنسان أَو عند المصيبة وقيل هو أَن تَصُكِّ المرأَةُ وجْهها وتَمْرُسَه والأَول أَصح ومنه الحديث لَعَنَ اللَّهُ السالقةَ والحالِقةَ ويقال بالصاد وقال ابن المبارك مَنْ سَلَق أَي خَمَش وجهه عند المصيبة ومِنَ السَّلْقِ رَفْعِ الصوت قولُهم خَطِيب مِسْلَق سَلَقَه بلسانه يَسْلقه سَلْقاً أَسمعه ما يكره فأَكثر سَلَقه بالكلام سَلْقاً إِذا آذاه وهو شدة القول باللسان وفي التنزيل : { سَلَقُوكم بأَلْسِنة حِدادٍ } أَي بالَغُوا فيكم بالكلام وخاصَمُوكم في الغنيمة أَشَدَّ مخاصمةٍ وأَبْلَغَها أَشِحَّةً على الخير أَي خاطبوكم أَشَدَّ مُخاطبة وهم أَشحَّة على المال والغنيمة الفراء { سَلَقُوكم بأَلْسِنةٍ حِداد } معناه عَضُّوكم يقول آذَوكم بالكلام في الأَمر بأَلْسِنة سَلِيطة ذَرِبَة قال ويقال صَلَقوكم ولا يجوز في القراءة ولسان مِسْلَقٌ حديد ذَلِيقٌ ولسان مِسْلَق وسَلاَّق حديد وخَطِيب سَلاَّق بليغ في الخطبة وفي حديث عليّ رضوان اللَّه عليه ذاك الخَطِيب المِسْلَق يقال مِسْلَق مِسْلاق إِذا كان نهاية في الخَطابة قال الأَعشى فيهمُ الحَزْمُ والسَّماحةُ والنَّجْ فيهمْ والخَاطِبُ السَّلاّقُ ويروى المِسْلاق ويقال خطيب مِسْقَع مِسْلَق والخطيب المِسْلاق البليغ وهو من شدة صوته وكلامه والسَّلْق الضرب سَلَقَه بالسَّوْط ومَلَقه أَي نزع جلده ويفسر ابنُ المبارك قولَه ليس منا مَنْ سَلَق من هذا وسَلَقَ الشيءَ بالماءِ الحارْ يَسْلُقه سَلْقاً ضَرَبَه سَلَقَ البَيْضَ والبقل وغيرَه بالنار أَغلاه وقيل أَغلاه إِغْلاءَةً خفيفة وسَلَقَ الأَدِيمَ سَلْقاً دهنه وكذلك المَزادة قال امرؤُ القيس كأَنَّهما مَزادتا مُتَعَجَّلٍ فَرِيَّان لَمَّا يُسْلَقا بِدِهانٍ سَلَقَ ظهرَ بَعِيره يَسْلُقه سَلْقاً أَدْبَره السَّلْق السَّلَق أَثر دَبَرة البعير إِذا بَرَأَتْ وابيضِّ موضِعُها السَّلِيقة أَثر النِّسْع في الجنب ابن الأَعرابي أَبْرأَ الدبَرُ إِذا بَرَأَ وابيض قال أَسْلَقَ الرجلُ إِذ ابيض ظهْرُ بَعِيره بعد برئه من الدبر يقال ما أَبْيَنَ سَلْقَه يعني به ذلك البياض أَبو عبيد السَّحْر السَّلْق أَثر دبرة البعير إذ برأَت وابيض موضعها ويقال لأَثر الانْساع في بطن البعير يَنْحَصُّ عنه الوبر سَلائِق شبِّهت بِسلائِق الطُّرُقات في المحجَّة السَّلائِقُ الشرائح ما بين الجنبين الواحدة سَلِيقة الليث السَّلِيقةُ مَخْرَج النِّسْع في دَفِّ البعير وأَنشد تَبْرُقُ في دَفِّها سَلائُقُهاقال اشتقَّ من قولك سَلَقْت شيئاً بالماءِ الحارّ وهو أَن يذهب الوبر ويبقى أَثره فلما أَحرقته الحبال شبه بذلك فسُمِّيَت سَلائِقَ السَّلائق ما سُلِقَ من البقول الأَزهري معناه طُبخ بالماء من بقول الربيع وأُكِل في المجاعات وكلُّ شيءٍ طبخته بالماء بَحْتاً فقد سَلَقْته وكذلك البَيض يطبخ بالماء بقشره الأَعلى قال امرؤُ القيس فَرِيَّانِ لمَّا يُسْلَقا بدِهانشبه عينيها ودموعها بمزادتي ماءٍ لم تُدْهَنا فقَطْرانُ مائهما أَكثر ومعنى لم يُسْلَقا لم يُدْهَنا ولم يُرْوَيا بالدهن كما يُسْلَق كلُّ شيء يطبخ بالماء من بقل وغيره ويقال ركبت دابة فلان فسَلَقَتْنِي أَي سَحَجَتْ باطنَ فخذي السَّلِيقة الطبيعة والسجيَّة وفلان يقرأُ بالسَّلِيقة أَي بطبيعته لا بتعلُّم وقيل يقرأُ بالسَّلِيقِيَّة وهي منسوبة أَي بالفصاحة من قولهم سَلَقُوكم وقيل بالسَّلِيقِيَّة أَي بطَبْعِه الذي نشأَ عليه ولغته أَبو زيد إِنه لكريم الطبيعة السَّلِيقة الأَزهري المعنى أَن القراءة سُنَّة مأَثورة لا يجوز تعدِّيها فإِذا قرأَ البَدَوِيّ بطبعه ولغته ولم يتبع سُنَّة قُرَّاءِ الأَمصار قيل هو يقرأُ بالسَّلِيقِيَّة أَي بطبيعتِه ليس بتعليم قال سيبويه : والنسب إِلى السَّلِيقة سَلِيقيُّ نادر وقد أَبَنْتُ وجه شذوذه في عميرة كلب وهذه سَلِيقتُه التي سُلِقَ عليها وسُلِقَها ابن الأَعرابي السَّلِيقةُ المحَجَّة الظاهرة السَّلِيقة طبع الرجل السَّلَق الواسع من الطرقات الليث السَّلِيقيّ من الكلام ما لا يُتَعاهَدُ إِعرابُه وهو فصيح بليغ في السمع عثور في النحو غيره السَّلِيقيّ من الكلام ما تكلم به البدويّ بطبعه ولغته وإِن كان غيرُه من الكلام آثرَ وأَحسنَ وفي حديث أَبي الأَسود أَنه وضع النحو حين اضطراب كلام العرب وغلبت السَّلِيقيَّة أَي اللغة التي يسترسل فيها المتكلم على سَلِيقته أَي سجيته وطبيعته من غير تعمد إِعراب ولا تجنب لحن قال ولستُ بنحويَ يلُوك لِسانَه ولكن سَلِيقيُّ أَقولُ فأُعْرِبُ أَي أَجري على طبيعتي ولا أَلحن السَّلِيقَة شيء يَنْسُجُه النحل في الخلية طولاً التهذيب النضر السِّلْق الجُكَندَر السَّلِيقة الذُّرق تدق وتصلح وتطبخ باللبن عن ابن الأَعرابي وسَلَق البَرْدُ النباتَ أَحرقه السَّلِيق من الشجر الذي سَلَقَه البردُ فأَحرقه الأَصمعي السَّلِيق الشجرُ الذي أَحرقه حَرٌّ أَو برد وقال بعضهم السَّلِيق ما تَحاتَّ من صغار الشجر قال تَسْمَعُ منها في السَّلِيق الأَشْهَبِ مَعْمَعةً مِثْلَ الضِّرام المُلْهَبِالأَصمعي السَّلَق المستوي الليِّن من الأَرض والفَلَقُ المطمئن بين الرَّبْوَتين ابن سيده السَّلَق المكان المطمئن بين الربوتين ينقاد وقيل هو مَسيل الماءِ بين الصَّمْدَيْنِ من الأَرض والجمع أَسْلاق سُلْقان سِلْقان أَسالِقُ قال جندل إِنِّي امْرُؤ أُحْسِنُ غَمْزَ الفائِق بين اللَّهَا الوالج والأَسالِقِ وهذا البيت استشهد به ابن سيده على أَعالي الفم كما نذكره فيما بعد في هذه الترجمة ابن شميل السَّلَق القاعُ المطمئن المستوي لا شجر فيه أَبو عمرو السَّلِيق اليابسُ من الشجر قال الأَزهري شهدت رياض الصَّمّان وقِيعانَها سُلْقانَها فالسَّلَق من الرياض ما استوى في أَعالي قفافها وأَرضُها حُرّة الطين تُنْبِت الكِرْشَ والقُرّاصَ والمُلاَّحَ والذُّرَقَ ولا تنبت السدرَ وعظامَ الشجر وأَما القِيعانُ فهي الرياض المطمئنة تنبت السدر وسائر نبات السَّلَق تَسْتَرْبِضُ سيولُ القفاف حواليها والمُتونُ الصُّلْبةُ المحيطة والسَّلَقُ القاعُ الصفصف وجمعه سُلْقان مثل خَلَق وخُلْقان وكذلك السَّمْلَق بزيادة الميم والجمع السَّمالِق قال أَبو النجم في جمع سُلْقان حتى رَعَى السُلْقانَ في تَزْهِيرهاوقد يجمع على أَسلاق قال الأَعشى كخَذولٍ تَرعَى النَّواصِفَ من تَثْ قَفْراً خَلا لها الأَسْلاقُ تَنْفُض المَرْدَ والكَباثَ بِحِمْلا جٍ لَطِيفٍ في جانبيه انْفِراقُ الخَذُول الظبية المتخلّفة عن الظباء والنَّواصِفُ جمع ناصِفة وهي المَسِيل الضخم وخلا أَنبت لها الخلى والمَرْدُ والكَباثُ ثمرُ الأَراك وأَراد بالحِمْلاج يدَها وانفراق يعني انفراق ظِلْفَيها وأَما قول الشماخ إِنْ تُمسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه من الأَسالِق عاري الشَّوْك مجرودِ فقد يكون جمع سَلَق كما قالوا رَهْط وأَراهط وإِن اختلفا بالحركة والسكون وقد يكون جَمْعَ أَسْلاقٍ الذي هو جمع سَلَقَ فكان ينبغي على هذا أَن يكون من الأَسالِيق إِلا أَنه حدف الياء لأَن فَعِلن هنا أَحسن في السمع من فاعِلنُ سَلَقَ الجُوالق يَسْلُقه سَلْقاً أَدخل إِحدى عروتيه في الأُخرى قال وحَوْقل ساعِدُه قد انْمَلَقْيقول قَطْباً ونِعِمّا إِن سَلَقْأَبو الهيثم : السَّلْقُ إِدخال الشِّظاظ مرة واحدة في عروتيالجُوالِيقَن إِذا عُكِما على البعير فإِذا ثنيته فهو القَطْب قال الراجز يقول قَطْباً ونِعمَّا إِن سَلَقْ ... بحَوْقَل ذِراعُه قد انْمَلَقْ ابن الأَعرابي سَلَقَ العُودَ في عُرَى العِدْلَين وأَسْلَقه قال وأَسْلَقَ صادَ سِلْقه ويقال سَلَقت اللحم عن العظم إِذا انْتَجيْتَه عنه ومنه قيل للذِّئْبة سِلْقة السِّلْقة الذئبة والجمع سِلَق سِلْق قال سيبويه وليس سِلْق بتكسير إِنما هو من باب سِدْرة وسِدْر والذكر سِلْق والجمع سِلْقان سُلْقان وربما قيل للمرأَة السليطة سِلْقة وامرأَة سِلْقة فاحشة السِّلْقة الجرادة إِذا أَلقت بيضها السِّلْق بقلة غيره السِّلْق نبت له ورقٌ طوال وأَصلٌ ذاهب في الأَرض وورقُه رَخْص يطبخ غيره السِّلْق النبت الذي يؤكل الانْسِلاقُ في العين حمرة تعتريها فتقَشّرٌ السُّلاق حَبٌّ يثُورُ على اللسان فيتقشر منه أَو على أَصل اللسان ويقال تقشُّرٌ في أُصول الأَسنان وقد انْسَلَق وفي حديث عتبة بن غزوان لقد رأَيتُني تاسِع تِسْعة قد سُلِقَت أَفواهُنا من أَكل ورق الشجر ما منا رجل اليومَ إِلا على مِصْرٍ من الأَمصار سُلِقَت من السُّلاق وهو بثر يخرج من باطن الفم أَي خرج فيها بثور الأَسالِقُ أَعالي باطن الفم وفي المحكم أَعالي الفم وزاد غيره حيث يرتفع إِليه اللسان وهو جمع لا واحد له قال جرير إِني امرؤ أُحْسِنُ غَمْزَ الفائق بين اللَّهَا الداخلِ والأَسالِقِ وسَلَقَه سَلْقاً سَلْقاه طعنه فأَلقاه على جنبه يقال طعنته فسَلَقْتُه إِذا أَلقيته على ظهره وربما قالوا سَلْقَيْتُه سِلْقاءً يزيدون فيه الياء كما قالوا جَعْبَيْتُه جِعْباءً من جَعَبْته أَي صرعته وقد تَسَلَّق واسْلَنْقَى نام على ظهره عن السيرافي وهو افْعَنْلى وفي حديث فإِذا رجل مُسْلَنْقٍ أَي على قفاه يقال اسْلَنْقَى يَسْلَنْقي اسْلِنْقاءً والنون زائدة سَلَقَ المرأَة سَلْقاها إِذا بسطها ثم جامعها ويقال سَلَق فلانٌ جاريته إِذا أَلقاها على قفاها ليُباضِعَها ومن العرب من يقول سَلَقْتُها على قفاها وقد استلقى الرجل على قفاه إِذا وقع على حَلاوة القفا وفي حديث المبعث قال النبي أَتاني جبريل فَسَلَقَني لِحلاوة القَفا أَي أَلقاني على القفا وقد سَلَقْته سَلْقَيْتُه على وزن فَعْلَيْتُه مأْخوذ من السَّلْق وهو الصَّدْم والدفع قاله شمر الفراء أَخذه الطبيب فسَلْقاه على ظهره أَي مدَّه الأَزهري في الخماسي اسْلَنْقى على قفاه وقد سَلْقَيْتُه على قفاه وروي في حديث المبعث فانطَلَقا بي إِلى ما بين المقام وزمزم فسَلَقاني على قفايَ أَي أَلْقياني على ظهري يقال سَلَقَه سَلْقاه بمعني ويروى بالصاد والسين أَكثر وأَعلى التَّسَلُّق الصعودُ على حائط أَملس تَسَلَّق الجدار أَي تَسوّرَه وبات فلان يَتَسَلَّق على فِراشِه ظهراً لِبَطْنٍ إِذا لم يطمئن عليه من همِّ أَو وجع أَقلقه الأَزهري المعروف بهذا المعنى الصاد ابن سيده سَلَقَ يَسْلُق سَلْقاً تَسَلَّقَ صَعِد على حائط والاسم السَّلْق السُّلاَّقُ عِيدٌ من أَعياد النصارى مشتق من ذلك مِنْ تَسَلُّقِ المسيح عليه السلام إِلى السماء وناقة سَيْلَقٌ ماضية في سيرها قال الشاعر وسَيْري مع الرُّكْبانِ كلَّ عَشِيّةٍ أُباري مَطاياهم بأَدْماءَ سَيْلَقِ سَلُوق أَرض باليمن وفي التهذيب قرية باليمن وهي بالرومية سَلَقْيَةُ قال القطامي معهم ضَوارٍ من سَلُوقَ كأَنَّها حُصُنٌ تَجُولُ تُجَرِّرُ الأَرْسانا والكلاب السلوقية منسوبة إِليها وكذلك الدروع قال النابغة تقُدُّ السُّلُوقِيَّ المُضاعَفَ نَسْجُه وتوقِد بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ ويقال سلوق مدينة اللاّنِ تنسب إِليها الكلاب السَّلُوقِيَّة السَّلُوقِيُّ أَيضاً السيف أَنشد ثعلب تَسُورُ بين السَّرْج واللِّجامِ سَوْرَ السَّلُوقِيِّ إِلى الأَجْذامِ السَّلُوقِيّ من الكلاب والدُّروع أَجودُها السَّلَقْلَقِيّة المرأَة التي تحيض من دُبُرِها

سلمق
أَبو عمرو يقال للعجوز سَلْمَق وسَمْلَق وشَمْلَق وشَلْمَق كله مقول

سمق
السَّمْقُ سَمْقُ النبات إذا طال سمَق النبتُ والشجر والنخل يَسْمُق سَمْقاً وسُموقاً فهو سامِق وسَمِيقٌ ارتفع وعلا وطال ونخلة سامقة طويلة جدّاً والسَّمِيقان عُودانِ في النِّير قد لُوقِيَ بين طرفيهما يحيطان بعُنق الثور كالطوق لُوقِيَ بين طرفيهما تحت غَبْغَب الثَّورْ وأُسِرا بخيط والجمع الأَسْمِقة خشبات يدخلن في الآلة التي يُنْقَل عليها اللِّبِنُ والسِّمِقُّ الطويل من الرجال عن كراع وكذِبٌ سماقٌ خالص بَحْت قال القُلاخ بن حزن أَبْعَدَكُنَّ اللهُ مِنْ نِياقِ إن لم تُنَجِّينَ من الوِثاقِ بأرْبَعٍ من كَذِبٍ سُماقِ ويقال أُحِبُّك حُبّاً سماقاً أَي خالصاً والميم مخففة والسمَّاق بالتشديد من شجر القِفاف والجبال وله ثمر حامض عناقيدُ فيها حَبُّ صغار يطبخ حكاه أَبو حنيفة قال ولا أَعلمه ينبت بشيء من أَرض العرب إلا ما كان بالشأم قال وهو شديد الحمرة التهذيب وأما الحبَّة الحامضة التي يقال لها العَبْرَب فهو السُّمّاق الواحدة سُمّاقة وقِدر سُمّاقِيّة وتصغيرها سُمَيْمِقَة وعَبْرَبِيّة وعَرَبْرَبِيّة بمعنى واحد

سمحق
السِّمْحاق جلدة رقيقة فوق قِحْف الرأس إذا انتهت الشجّة إليها سميت سِمْحاقاً وكل جلدة رقيقة تشبهها تسمى سِمْحاقاً نحو سَماحِيق السَّلا على الجنين ابن سيده السِّمْحاق من الشِّجاج التي بينها وبين العظم قشرة رقيقة وفي التهذيب جلدة رقيقة وكل قشرة رقيقة سِمْحاق وقيل السِّمْحاق من الشِّجاج التي بلغت السِّحاءة بين العظم واللحم وتلك السَّحاءة تسمى السِّمْحاق وقيل السِّمْحاق الجلدة التي بين العظم وبين اللحم فوق العظم ودون اللحم ولكل عظم سمحاق وقيل هي الشجة التي تبلغ تلك القِشرة حتى لا يبقى بين اللحم والعظم غيرها وفي السماء سَماحيقُ من غيم وعلى ثَرْب الشاة سماحيقُ من شحم أي شيء رقيق كالقشرة وكلاهما على التشبيه والسِّمْحاق أثر الختان الليث والسُّمْحوق الطويل الدقيق قال الأزهري ولم أَسمع هذا الحرف في باب الطويل لغيره

سمسق
السَّمْسَق السِّمْسِم وقيل المَرْزَنْجوشْ والسَّمْسَق الياسمين وقيل الآسُ وقال الليث سَمْسَق

سملق
السَّمْلَق الأَرض المستوية وقيل القَفْر الذي لا نبات فيه قال عمارة يَرْمِي بهِنَّ سَمْلَقٌ عن سَمْلَقِ وذكره الجوهري في سلق والسَّمْلَق القاع المستوي الأملس والأجْرَد لا شجر فيه وهو القَرِق قال جميل ألم تَسَلِ الرَّبْعَ القَدِيمَ فيَنْطِقُ ؟ وهل تخْبِرَنْكَ اليومَ بَيْدارُ سَمْلقُ ؟ وقال رؤبة ومَخْفِق أَطْرافُه في مَخْفِقِ أخْوَق من ذاكَ البَعِيد الأَخْوَقِ إذا انْفأَت أجوافُه عن سَمْلقِ مَرَّت كجِلدِ الصَّرصَرانِ الأَمْهَقِ وفي حديث علي رضوان الله عليه ويَصير معْهدُها قاعاً سَمْلَقاً هو الأَرض المستوية الجرداء التي لا شجر بها وقول أَبي زبيد فإلى الوَلِيدِ اليومَ حنَّتْ ناقتي تَهْوي بمُغْبَرّ المُتونِ سَمالِقِ يجوز أن يكون أَراد بمُغْبَرّات المتون فوضع الواحد موضع الجمع ووصفه بالجمع ويجوز أن يكون أَراد سَمْلَقاً فجعله سَمالِقَ كأَنَّ كل جزء منه سَمْلَقٌ وامرأة سَمْلَقٌ لا تَلِد شُبَّهت بالأَرض التي لا تنبت قال مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزاً سَمْلَقا وهو مذكورفي الشين والسَّمْلَق والسَّمْلَقة الرَّدِيئة في البُضْع والسَّمْلَقةُ التي لا إسْكتين لها وكذِبٌ سَمَلّقٌ خالص بَحْت قال رؤبة يَقْتَضِبُونَ الكذبَ السَّمَلَّقا أَبو عمرو يقال للعجوز سَمْلَق وسَلْمَق وشمْلَق وشَلْمَق وعجوز سَمْلَق سيئة الخلق

سنق
السَّنَقُ البَشَمُ أَبو عبيد السَّنِقُ الشَّبْعان كالمُتَّخِم سَنِقَ الرجلُ سَنَقاً فهو سَنِقٌ وسَنق بَشِم وكذلك الدابة يقال شرب الفصيل حتى سَنِقَ بالكسر وهو كالتُّخَمَة الليث سَنِقَ الحمارُ وكل دابة سَنَقاً إذا أكل من الرُّطْب حتى أَصابه كالبَشَم وهو الأَحمّ بعينه غير أن الأحمّ يستعمل في الناس والفصيلُ إذا أكثر من اللبن يكاد يمرض قال الأَعشى ويأمُرُ لليَحْموم كلَّ عَشِيّة بِقَتٍّ وتَعْلِيقٍ فقد كاد يَسْنَقُ وأَسْنَقَ فلاناً النعيمُ إذا قَرَّفَه وقد سَنِقَ سَنَقاً وقال لبيد يصف فرساً فهو سَحّاجٌ مُدِلٌّ سنِقٌ لاحِقُ البَطْنِ إذا يَعْدُو زَمَلْ والسُّنَّيْقُ البيت المُجَصَّص والسُّنَّيْقُ البقرة ولم يفسر أَبو عمروقول امرئ القيس وسِنّ كسُنَّيْقٍ سَناءً وسُنَّماً دَغَرْتُ بمِزْلاج الهجير نَهوضِ ويروى سَناماً وسُنَّماً وفسره غيره فقال هو جبل التهذيب وسُنَّيْق اسم أكمة معروفة وأَورد بيت امرئ القيس شمر سُنَّيْقٌ جُمِعَ سُنَّيْقاتٍ وسَنانِيقَ وهي الآكام وقال ابن الأعرابي لا أدري ما سُنَّيْق الأَزهري جعل شمر سُنَّيقاً اسماً لكل أكمة وجعله نكرة مصروفة قال وإذا كان سُنَّيْق اسم أكمة بعينها فهي عندي غيرمجراة لأنها معرفة وقد أجراها امرؤُ القيس وجعلها كالنكرة وفي نسخة كالبقرة على أن أن الشاعر إذا اضطر أجرى المعرفة التي لا تنصرف

سندق
الفراء سُنْدوق وصُنْدوق ويجمع سَنادِيقَ وصَنادِيقَ

سنسق
التهذيب في الرباعي قال المبرد روي أن خالد ابن صفوان دخل على يزيد بن المهلب وهويتغدّى فقال يا أبا صفوان الغداءَ فقال أيها الأمير لقد أكلت أكلة لستُ ناسِيَهَا أتيتُ ضَيْعَتي إبّانَ العِمارةِ فَجُلْتُ فيها جولة ثم مِلْت إلى غُرْفة هَفّافةٍ تخترقها الرياح فُرِشَت أرضُها بالرياحين من بين ضَيْمَرَانٍ نافحٍ وسَنْسَقٍ فائِحٍ وأُتِيتُ بخُبزِ أرْزٍ كأنه قِطَع العقيق وسمك بناني بِيض البطون سود المنون عراض السّرَر غلاظ القَصَر ودُقَّة وخلٍّ ومُرِّيٍّ قال المبرد السَّْنسَقُ صغار الآس والدُّقَّة المِلْح

سهق
السَّهُوَق والسَّوْهَق الريح الشديدة التي تَنْسِج العَجاجَ أَي تَسْفي الأخيرة عن كراع والسَّهْوَق الرِّيّان من كل شيء قبل النماء الليث السَّهْوَق كل شيء تَرَّ وارْتوَى من سُوق الشجر وأَنشد وَظِيف أَزجّ الخطْوِ رَيْان سَهْوَق أَزجّ الخطو بَعيد ما بين الطرفين مُقَوَّس والسَّهْوَق الطويل من الرجال ويستعمل في غيرهم قال المرَّار الأَسدي كأَنَّني فوقَ أَقَبَّ سَهْوَقٍ جَأبٍ إذا عَشَّرَ صاتي الإرْنان وأنشد يعقوب فهي تُباري كلَّ سارٍ سَهْوَقِ أَبَدَّ بَيْنَ الأُذُنَيْنِ أَفْرَقِ مؤجَّدِ المَتْنِ مِتَلٍّ مُطْرِقِ لا يُؤدِمُ الحيَّ إذا لم يُغْبَقِ وخص بعضهم به الطويل الرجلين والسَّهَوَّق كالسَّهْوق عن الهجري وأَنشد منهن ذات عُنُقٍ سَهَوَّق وشجرة سَهْوَق طويلة الساق ورجل قَهْوَسٌ طويل ضخم والألفاظ الثلاثة بمعنى واحد في الطول والضَّخَم والكلمة واحدة إلا أنها قُدِّمَت وأخِّرت كما قالوا في كلامهم عَبَنْقاة وعَقَنْباة وبَعَنْقاة والسَّوْهَق الطويل كالسَّهْوَقِ والسَّهْوَق الكَذّاب وساهُوق موضع

سوق
السَّوق معروف ساقَ الإبلَ وغيرَها يَسُوقها سَوْقاً وسِياقاً وهو سائقٌ وسَوَّاق شدِّد للمبالغة قال الخطم القيسي ويقال لأبي زغْبة الخارجي قد لَفَّها الليلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ وقوله تعالى وجاءت كلُّ نَفْسٍ معها سائقٌ وشَهِيد قيل في التفسير سائقٌ يَسُوقها إلى محشرها وشَهِيد يشهد عليها بعملها وقيل الشهيد هو عملها نفسه وأَساقَها واسْتاقَها فانْساقت وأَنشد ثعلب لولا قُرَيْشٌ هَلَكَتْ مَعَدُّ واسْتاقَ مالَ الأَضْعَفِ الأَشَدُّ وسَوَّقَها كساقَها قال امرؤ القيس لنا غَنَمٌ نُسَوِّقُها غِزارٌ كأنَّ قُرونَ جِلَّتِها العِصِيُّ وفي الحديث لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قَحْطان يَسُوق الناس بعَصاه هو كناية عن استقامةِ الناس وانقيادِهم إليه واتِّفاقِهم عليه ولم يُرِدْ نفس العصا وإنما ضربها مثلاً لاستيلائه عليهم وطاعتهم له إلاّ أن في ذكرها دلالةً على عَسْفِه بهم وخشونتِه عليهم وفي الحديث وسَوَّاق يَسُوق بهن أي حادٍ يَحْدُو الإبلَ فهو يسُوقهن بحُدائِه وسَوَّاق الإبل يَقْدُمُها ومنه رُوَيْدَك سَوْقَك بالقَوارير وقد انْساقَت وتَساوَقَت الإبلُ تَساوُقاً إذا تتابعت وكذلك تقاوَدَت فهي مُتَقاوِدة ومُتَساوِقة وفي حديث أُم معبد فجاء زوجها يَسُوق أعْنُزاً ما تَساوَقُ أي ما تتابَعُ والمُساوَقة المُتابعة كأنّ بعضَها يسوق بعضاً والأصل في تَساوَقُ تتَساوَق كأَنَّها لضعفِها وفَرْطِ هُزالِها تتَخاذَلُ ويتخلَّفُ بعضها عن بعض وساقَ إليها الصَّداق والمَهرَ سِياقاً وأَساقَه وإن كان دراهمَ أَو دنانير لأن أَصل الصَّداق عند العرب الإبلُ وهي التي تُساق فاستعمل ذلك في الدرهم والدينار وغيرهما وساقَ فلانٌ من امرأته أي أعطاها مهرها والسِّياق المهر وفي الحديث أنه رأى بعبد الرحمن وَضَراً مِنْ صُفْرة فقال مَهْيَمْ قال تزوَّجْتُ امرأة من الأَنصار فقال ما سُقْتَ إليها ؟ أَي ما أَمْهَرْتَها قيل للمهر سَوْق لأن العرب كانوا إذا تزوجوا ساقوا الإبل والغنم مهراً لأَنها كانت الغالبَ على أموالهم وضع السَّوق موضع المهر وإن لم يكن إبلاً وغنماً وقوله في رواية ما سُقْتُ منها بمعنى البدل كقوله تعالى ولو نشاء لَجَعَلْنا منكم ملائكة في الأرض يََخْلفقون أي بدلكم وأَساقه إبلاً أَعطاه إياها يسُوقها والسَّيِّقةُ ما اختَلَس من الشيء فساقَه ومنه قولهم إنما ابنُ آدم سَيِّقةٌ يسُوقُه الله حيث شاء وقيل السَّيِّقةُ التي تُساقُ سوْقاً قال وهل أنا إلا مثْل سَيِّقةِ العِدا إن اسْتَقْدَمَتْ نَجْرٌ وإن جبّأتْ عَقْرُ ؟ ويقال لما سِيقَ من النهب فطُرِدَ سَيِّقة وأَنشد البيت أيضاً وهل أنا إلا مثل سيِّقة العدا الأَزهري السِّيَّقة ما اسْتاقه العدوُّ من الدواب مثل الوَسِيقة الأَصمعي السَّيقُ من السحاب ما طردته الريح كان فيه ماء أَو لم يكن وفي الصحاح الذي تَسوقه الريح وليس فيه ماء وساقةُ الجيشُ مؤخَّرُه وفي صفة مشيه عليه السلام كان يَسُوق أَصحابَه أَي يُقَدِّمُهم ويمشي خلفم تواضُعاً ولا يَدع أحداً يمشي خلفه وفي الحديث في صفة الأَولياء إن كانت الساقةُ كان فيها وإن كان في الجيش
( * قوله « في الجيش » الذي في النهاية في الحرس وفي ثابتة في الروايتين ) كان فيه الساقةُ جمع سائق وهم الذين يَسُوقون جيش الغُزاة ويكونون مِنْ ورائه يحفظونه ومنه ساقةُ الحاجّ والسَّيِّقة الناقة التي يُسْتَتَرُ بها عن الصيد ثم يُرْمَى عن ثعلب والمِسْوَق بَعِير تستتر به من الصيد لتَخْتِلَه والأساقةُ سيرُ الرِّكابِ للسروج وساقَ بنفسه سياقاً نَزَع بها عند الموت تقول رأيت فلاناً يَسُوق سُوُقاً أي يَنْزِع نَزْعاً عند الموت يعني الموت الكسائي تقول هو يَسُوق نفْسَه ويَفِيظ نفسَه وقد فاظت نفسُه وأَفاظَه الله نفسَه ويقال فلان في السِّياق أي في النَّزْع ابن شميل رأيت فلاناً بالسَّوْق أي بالموت يُساق سوقاً وإنه نَفْسه لتُساق والسِّياق نزع الروح وفي الحديث دخل سعيد على عثمان وهو في السَّوْق أي النزع كأَنّ روحه تُساق لتخرج من بدَنه ويقال له السِّياق أيضاً وأَصله سِواق فقلبت الواو ياء لكسرة السين وهما مصدران من ساقَ يَسُوق وفي الحديث حَضَرْنا عمرو بن العاصِ وهو في سِياق الموت والسُّوق موضع البياعات ابن سيده السُّوق التي يُتعامل فيها تذكر وتؤنث قال الشاعر في التذكير أَلم يَعِظِ الفِتْيانَ ما صارَ لِمَّتي بِسُوقٍ كثيرٍ ريحُه وأَعاصِرُهْ عَلَوْني بِمَعْصوبٍ كأَن سَحِيفَه سَحيفُ قُطامِيٍّ حَماماً يُطايِرُهْ المَعْصوب السوط وسَحِيفُه صوته وأَنشد أَبو زيد إنِّي إذالم يُنْدِ حَلْقاً رِيقُه ورَكَدَ السَّبُّ فقامت سُوقُه طَبٌّ بِإهْداء الخنا لبِيقُه والجمع أسواق وفي التنزيل إلا إِنَّهم ليأكلون الطعام ويَمْشُون في الأَسْواق والسُّوقة لغة فيه وتَسَوَّق القومُ إذا باعوا واشتَروا وفي حديث الجُمعة إذا جاءت سُوَيْقة أي تجارة وهي تصغير السُّوق سميت بها لأن التجارة تجلب إليها وتُساق المَبيعات نحوَها وسُوقُ القتالِ والحربِ وسوقَتُه حَوْمتُه وقد قيل إن ذلك مِنْ سَوْقِ الناس إليها الليث الساقُ لكل شجرة ودابة وطائر وإنسان والساقُ ساقُ القدم والساقُ من الإنسان ما بين الركبة والقدم ومن الخيل والبغال والحمير والإبل ما فوق الوَظِيف ومن البقر والغنم والظباء ما فوق الكُراع قال فَعَيْناكِ عَيْناها وجِيدُك جِيدُها ولكنّ عَظْمَ السَّاقِ منكِ رَقيقُ وامرأة سوْقاء تارّةُ الساقين ذات شعر والأَسْوَق الطويل عَظْمِ الساقِ والمصدر السَّوَق وأَنشد قُبُّ من التَّعْداءِ حُقْبٌ في السَّوَقْ الجوهري امرأة سَوْقاء حسنَة الساقِ والأَسْوَقُ الطويل الساقين وقوله للْفَتى عَقْلٌ يَعِيشُ به حيث تَهْدِي ساقَه قَدَمُهْ فسره ابن الأَعرابي فقال معناه إن اهتدَى لرُشْدٍ عُلِمَ أنه عاقل وإن اهتدى لغير رشدٍ علم أَنه على غير رُشْد والساقُ مؤنث قال الله تعالى والتفَّت الساقُ بالساق وقال كعب بن جُعَيْل فإذا قامَتْ إلى جاراتِها لاحَت الساقُ بُخَلْخالٍ زَجِلْ وفي حديث القيامة يَكْشِفُ عن ساقِه الساقُ في اللغة الأمر الشديد وكَشْفُه مَثَلٌ في شدة الأمر كما يقال للشحيح يدُه مغلولة ولا يدَ ثَمَّ ولا غُلَّ وإنما هو مَثَلٌ في شدّة البخل وكذلك هذا لا ساقَ هناك ولا كَشْف وأَصله أَن الإنسان إذا وقع في أمر شديد يقال شمَّر ساعِدَه وكشفَ عن ساقِه للإهتمام بذلك الأمر العظيم ابن سيده في قوله تعالى يوم يُكشَف عن ساقٍ إنما يريد به شدة الأمر كقولهم قامت الحربُ على ساق ولسنا ندفع مع ذلك أَنَ الساق إذا أُريدت بها الشدة فإنما هي مشبَّهة بالساق هي التي تعلو القدم وأَنه إنما قيل ذلك لأن الساقَ هذه الحاملة للجُمْلة والمُنْهِضَةُ لها فذُكِرت هنا لذلك تشبيهاً وتشنيعاً وعلى هذا بيت الحماسة لجدّ طرفة كَشَفَتْ لهم عن ساقِها وبدا من الشرَّ الصُّراحْ وقد يكون يُكْشَفُ عن ساقٍ لأن الناس يَكِشفون عن ساقِهم ويُشَمِّرون للهرب عند شدَّة الأَمر ويقال للأَمر الشديد ساقٌ لأن الإنسان إذا دَهَمَتْه شِدّة شَمّر لها عن ساقَيْه ثم قيل للأَمر الشديد ساقٌ ومنه قول دريد كَمِيش الإزار خارِجِ نصْفُ ساقِه أَراد أَنه مشمر جادٌّ ولم ييرد خروج الساق بعينها ومنه قولهم ساوَقَه أي فاخَرة أَيُّهم أَشدّ وقال ابن مسعود يَكْشِفُ الرحمنُ جلّ ثناؤه عن ساقِه فَيَخِرّ المؤمنون سُجَّداً وتكون ظهورُ المنافقين طَبَقاً طبقاً كان فيها السَّفافيد وأَما قوله تعالى فَطِفقَ مَسْحاً بالسُّوق والأَعْناق فالسُّوق جمع ساقٍ مثل دارٍ ودُورٍ الجوهري الجمع سُوق مثل أَسَدٍ وأُسْد وسِيقانٌ وأَسْوقٌ وأَنشد ابن بري لسلامة بن جندل كأنّ مُناخاً من قُنونٍ ومَنْزلاً بحيث الْتَقَيْنا من أَكُفٍّ وأَسْوُقِ وقال الشماخ أَبَعْدَ قَتِيلٍ بالمدينة أَظْلَمَتْ له الأَرضُ تَهْتَزُّ العِضاهُ بأَسْوُقِ ؟ فأَقْسَمْتُ لا أَنْساك ما لاحَ كَوكَبٌ وما اهتزَّ أَغصانُ العِضاهِ بأَسْوُقِ وفي الحديث لا يسْتَخرجُ كنْزَ الكعبة إلا ذو السُّوَيْقَتَيْنِ هما تصغير الساق وهي مؤنثة فذلك ظهرت التاء في تصغيرها وإنما صَغَّر الساقين لأن الغالب على سُوق الحبشة الدقَّة والحُموشة وفي حديث الزِّبْرِقان الأَسْوَقُ الأَعْنَقُ هو الطويل الساق والعُنُقِ وساقُ الشجرةِ جِذْعُها وقيل ما بين أَصلها إلى مُشَعّب أَفنانها وجمع ذلك كله أَسْوُقٌ وأَسْؤُقٌ وسُوُوق وسؤوق وسُوْق وسُوُق الأَخيرة نادرة توهموا ضمة السين على الواو وقد غلب ذلك على لغة أبي حيَّة النميري وهَمَزَها جرير في قوله أَحَبُّ المُؤقدانِ إليك مُؤسي وروي أَحَبُّ المؤقدين وعليه وجّه أَبو علي قراءةَ من قرأَ عاداً الأؤْلى وفي حديث معاوية قال رجل خاصمت إليه ابنَ أخي فجعلت أَحُجُّه فقال أَنتَ كما قال إني أُتيحُ له حِرْباء تَنْضُبَةٍ لا يُرْسِلُ الساقَ إلا مُمْسِكاً ساقا
( * قوله « إِني أُتيح له إلخ » هو هكذا بهذا الضبط في نسخة صحيحة من النهاية )
أَراد بالساق ههنا الغصن من أَغصان الشجرة المعنى لا تَنْقضِي له حُجّة إلا تَعَلَّق بأُخرى تشبيهاً بالحِرْباء وانتقاله من غُصنٍ إلى غصن يدور مع الشمس وسَوَّقَ النَّبتُ صار له ساقٌ قال ذو الرمة لها قَصَبٌ فَعْمٌ خِدالٌ كأنه مُسَوِّقُ بَرْدِيٍّ على حائرٍغَمْرِ وساقَه أَصابَ ساقَه وسُقْتُه أصبت ساقَه والسَّوَقُ حُسْن الساقِ وغلظها وسَوِق سَوَقاً وهو أَسْوَقُ وقول العجاج بِمُخْدِرٍ من المَخادِير ذَكَرْ يَهْتَذُّ رَدْمِيَّ الحديدِ المُسْتَمرْ هذَّك سَوَّاقَ الحَصادِ المُخْتَضَرْ الحَصاد بقلة يقال لها الحَصادة والسَّوَّاقُ الطويل الساق وقيل هو ما سَوَّقَ وصارعلى ساقٍ من النبت والمُخْدِرُ القاطع خِدْرَه وخَضَرَه قَطَعه قال ذلك كله أَبو زيد سيف مُخْدِر ابن السكيت يقال ولدت فلانةُ ثلاثةَ بنين على ساقٍ واحدة أي بعضهم على إثر بعض ليس بينهم جارية ووُلِدَ لفلان ثلاثةُ أولاد ساقاً على ساقٍ أي واحد في إثر واحد وولَدَتْ ثلاثةً على ساقٍ واحدة أي بعضُهم في إثر بعض ليست بينهم جارية وبنى القوم بيوتَهم على ساقٍ واحدة وقام فلانٌ على ساقٍ إذا عُنِيَ بالأَمر وتحزَّم به وقامت الحربُ على ساقٍ وهو على المَثَل وقام القوم على ساقٍ يراد بذلك الكد والمشقة وليس هناك ساقٌ كما قالوا جاؤوا على بَكْرة أَبيهم إذا جاؤوا عن آخرِهم وكما قالوا شرٌّ لا يُنادى وَليدُه وأَوهت بساق أي كِدْت أَفعل قال قرط يصف الذئب ولكِنّي رَمَيْتُك منْ بعيد فلم أَفْعَلْ وقد أَوْهَتْ بِساقِ وقيل معناه هنا قربت العدّة والساق النَّنْفسُ ومنه قول عليّ رضوان الله عليه في حرب الشُّراة لا بُدَّ لي من قتالهم ولو تَلِفَت ساقي التفسير لأَبي عمر الزاهد عن أَبي العباس حكاه الهروي والساقُ الحمام الذكر وقال الكميت تغْريد ساقٍ على ساقٍ يُجاوِبُها من الهَواتف ذاتُ الطَّوْقِ والعُطُل عنى بالأَول الوَرَشان وبالثاني ساقَ الشجرة وساقُ حُرٍّ الذكر من القَمارِيّ سمي بصوته قال حميد بن ثور وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إلا حمامةٌ دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحةً وتَرنُّما ويقال له أيضاً السَّاق قال الشماخ كادت تُساقِطُني والرَّحْلَ إذ نَطَقَتْ حمامةٌ فَدَعَتْ ساقاً على ساقِ وقال شمر قال بعضهم الساقُ الحمام وحُرٌّ فَرْخُها ويقال ساقُ حُرٍّ صوت القُمْريّ قال أَبو منصور السُّوقة بمنزلة الرعية التي تَسُوسُها الملوك سُمُّوا سُوقة لأن الملوك يسوقونهم فينساقون لهم يقال للواحد سُوقة وللجماعة سُوقة الجوهري والسُّوقة خلاف المَلِك قال نهشل بن حَرِّيٍّ ولَمْ تَرَعَيْني سُوقةً مِثْلَ مالِكٍ ولا مَلِكاً تَجْبي إليه مَرازِبُهْ يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث والمذكر قالت بنت النعمان بن المنذر فَبينا نَسُوس الناسَ والأمْرُ أَمْرُنا إذا نحنُ فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ أَي نخْدُم الناس قال وربما جمع على سُوَق وفي حديث المرأة الجَوْنيَّة التي أَراد النبي صلى الله عليه وسلم أَن يدخل بها فقال لها هَبي لي نَفْسَك فقالت هل تَهَبُ المَلِكةُ نَفْسَها للسُّوقة ؟ السُّوقةُ من الناس الرعية ومَنْ دون الملِك وكثير من الناس يظنون أَن السُّوقة أَهل الأَسْواق والسُّوقة من الناس من لم يكن ذا سُلْطان الذكر والأُنثى في ذلك سواء والجمع السُّوَق وقيل أَوساطهم قال زهير يَطْلُب شَأو امْرأَين قَدَّما حَسَناً نالا المُلوكَ وبَذَّا هذه السُّوَقا والسَّوِيق معروف والصاد فيه لغة لمكان المضارعة والجمع أَسْوِقة غيره السَّوِيق ما يُتَّخذ من الحنطة والشعير ويقال السَّويقُ المُقْل الحَتِيّ والسَّوِيق السّبِق الفَتِيّ والسَّوِيق الخمر وسَوِيقُ الكَرْم الخمر وأَنشد سيبويه لزياد الأَعْجَم تُكَلِّفُني سَوِيقَ الكَرْم جَرْمٌ وما جَرْمٌ وما ذاكَ السَّويقُ ؟ وما عرفت سَوِيق الكَرْمِ جَرْمٌ ولا أَغْلَتْ به مُذْ قام سُوقُ فلما نُزِّلَ التحريمُ فيها إذا الجَرْميّ منها لا يُفِيقُ وقال أَبو حنيفة السُّوقةُ من الطُّرْثوث ما تحت النُّكَعة وهو كأَيْرِ الحمار وليس فيه شيء أَطيب من سُوقتِه ولا أَحلى وربما طال وربما قصر وسُوقةُ أَهوى وسُوقة حائل موضعان أَنشد ثعلب تَهانَفْتَ واسْتَبْكاكَ رَسْمُ المَنازِلِ بسُوقةِ أَهْوى أَو بِسُوقةِ حائِلِ وسُوَيْقة موضع قال هِيْهاتَ مَنْزِلُنا بنَعْفِ سُوَيْقةٍ كانت مُباركةً من الأَيّام وساقان اسم موضع والسُّوَق أَرض معروفة قال رؤبة تَرْمِي ذِراعَيْه بجَثْجاثِ السُّوَقْ وسُوقة اسم رجل

سوذق
السَّوْذَق والسَّوْذَنِيق والسُّوذانِق الصَّقر وقيل الشاهين قال لبيد وكأنِّي مُلْجِمٌ سُوذانِقاً أجْدَلِيّاً كَرُّه غير وَكِلْ والسَّوْذَق والسَّوْذَنِيق والسين فيهما بالفتح وربما قالوا سَيْذَنوق وأَنشد النضر بن الشميل وحادِياً كالسَّيْذَنوق الأَزْرَقِ والسُّوذانِق بضم السين وكسر النون أَبو عمرو السَّوْذَق الشاهين والسَّوْذَق السِّوار وأَنشد ترى السَّوْذَقَ الوضَّاح منها بِمِعْصَمٍ نَبِيل ويأبى الحَجْلُ أن يَتَقَدَّما ابن الأَعرابي السَّوْذَقيّ النشيط الحَذِر المحتال والسَّذَق ليلة الوَقود وجمع ذلك فارسي معرب

شبق
الشَّبَقُ شدة الغُلْمة وطلبُ النكاح يقال رجل شَبِقٌ وامرأة شَبِقةٌ وشَبِقَ الرجل بالكسر شَبَقاً فهو شَبِقٌ اشتدت غلمته وكذلك المرأة وفي حديث ابن عباس أنه قال لرَجل مُحْرِم وطئ امرأَتَه قبل الإفاضة شَبَقٌ شديد وقد يكون الشَّبَقُ في غير الإنسان قال رؤبة يصف حماراً لا يَتْرُك الغَيْرةَ من عَهْدِ الشَّبَقْ

شبرق
ثوب مُشَبْرَق وشَبْرَقٌ وشِبْراق وشُبارِق وشَبارِق وشَبارِيق مقطَّع ممزَّق وقد شَبْرَقَه شَبْرَقة وشِبْراقاً وشَرْبَقه شَرْبَقةً المصدر عن كراع مزَّقه قال امرؤ القيس فأَدْرَكْنَه يأخُذْن بالسّاق والنَّسا كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثوبَ المُقَدَّسِ والمُقَدَّسُ الراهب ينزل من صَوْمَعتِه إلى بيت المَقْدِس فيمزِّق الصبيانُ ثيابَه تبرُّكاً به الليث ثوب مُشَبْرَق أُفْسِدَ نَسْجاً وسَخافةً وصار الثوب شَبارِيقَ أي قِطَعاً وأَنشد لذي الرمة فجاءتْ كنَسجِ العَنْكَبُوت كأَنَّه على عَصَوَيْها سابِريُّ مُشَبْرَقُ قال ابن بري ومنه قول الأَسود بن يعفر لَهَوْتُ بِسِرْبالِ الشَّبابِ مُلاوةً فأَصْبَحَ سِرْبالُ الشَّبابِ شَبارِقا والمُشَبْرَقُ من الثياب الرقيقُ الرديء النسج ويقال للثوب من الكتان مثل السَّبَنِيّة مُشَبرَق وشَبْرَقْت اللحمَ وشَرْبَقْتُه أي قطَّعْته وشَبرَقَ البازي اللحم نَهَسَه وشَبْرَقَت الدابةُ في مَشْيها باعَدَتْ خَطْوَها والشِّبْراق شِدَّة تباعُدِ ما بين القوائم قال كأنَّها وهي تَهادَى في الرُّفَقْ من ذَرْوِها شبْراق شَدٍّ ذي عَمَقْ وروي من جَذْبِها شِبْراق شدٍّ ذي مَعَقْ والدابة يُشَبرِق في عَدْوِه وهو شدَّة تَباعُد قوائِمه والشِّبْرِقِ بالكسر نبات غضٌّ وقيل شجرمَنْبِته نجد وتهامة وثمرتُه شاكة صغيرة الجرم حرام مثل الدم منبتها السِّباخ والقِيعان واحدته شِبْرِقة وقالوا إذايَبِس الضَّرِيع فهو الشِّبْرِق وهو نبت كأظفار الهِرِّ الفراء الشِّبْرِق نبت وأَهل الحجاز يسمونه الضَّريعَ إذا يبس وغيرهم يسمّيه الشّبْرِقَ الزجاج الشِّبْرِق جنس من الشوك إذا كان رطباً فهو شِبْرِق فإذا يبس فهو الضَّريع أَبو زيد الشِّبْرِق يقال له الحِلَّة ومَنْبِتُه نجد وتهامة وثمرته حَسَكة صِغار ولها زهرة حمراء والشِّبْرِقةُ الشيء السخيف القليل من النبات والشجر هكذا حكاه أَبو حنيفة مؤثناً بالهاء ويقال في الأَرض شِبْرِقة من نبات وهي المُنْتَثِرة ابن شميل الشِّبرِق الشيء السخِيف من نبت أو بقل أَو شجر أَو عِضاهٍ والشِّبْرِقة من الجَنَبة وليس في البقل شِبْرِقة ولا يخرج إلا في الصيف والشِّبْرِق بالكسر نبت وهو رَطْب الضَّريع قال امرؤ القيس فأَتْبَعْتُهم طَرْفي وقد حالَ دُونَهم عَوازِبُ رَمْلٍ ذي أَلاءٍ وشِبْرِق وفي حديث عطاء لا بأس بالشِّبْرِق والضَّغابيس ما لم تَنْزِعْه من أَصله الشِّبْرِق نبت حجازي يؤكل وله شوك وإذا يَبِس سمي الضريع معناه لا بأس بقطعهما من الحرم إذا لم يُسْتَأصَلا ومنه في ذكر المستهزئين فأَما العاصُ بن وائل فإنه خرج على حمار فدخل في أَخْمَصِ رِجْلِه شِبْرِقةٌ فهلك أَبو عمرو المُشَبْرَق الرقيق من الثياب والمقطوع أَيضاً مُشَبْرَق اللحياني ثوبٌ شَبارِق وشَمارِق ومُشَبْرَق ومُشَمْرَق والشِّبْرقة القطعة من الثوب والشَّبارق أَلوان اللحم المطبوخة فارسي معرب أَلحقوه بعُذافِر وشِبْرِقٌ اسم عربي حكاه ابن دريد وقال لا أَعرفه

شبزق
قال الأَزهري سمعت المنذري يقول سمعت أبا علي يقول سمعت أبا الهيثم يقول الشَّبْزَق هكذا سمعته دِيْوْكَدْ خَزِيدَهْ كَرْدَه قال محمد وهكذا وجدته في الأَصل فنقلته على صورته وأَوهمني فيه
( * قوله « وأوهمني فيه إلخ » عبارة القاموس الشبزق كجعفر من يتخبطه الشيطان من المس وفسره أبو الهيثم بالفارسية إلخ ) نقطة على الراء في لفظة الشَّبْرَق فلست أَدري أَهي سهو من الناسخ أَو أَن تكون اللفظة شَبْزَق بالزاي والله أعلم

شدق
الشِّدْق جانب الفم ابن سيده الشِّدْقان والشَّدْقانِ طِفْطِفَةُ الفم من باطن الخَدَّينِ يقال نفخ في شِدْقَيه وشِدْقا الفرس مَشَقُّ فَمِه إلى منتهى حدِّ اللجام والجمع من كل ذلك أَشْداق وشُدوق وحكى اللحياني إنه لَواسعُ الأَشْداقِ وهو من الواحد الذي فُرِّق فجعل كلُّ واحد منه جزءاً ثم جمع على هذا وشَفةٌ شَدْقاء واسعةُ مَشَقِّ الشِّدْقَيْنِ والأَشْدَق العريض الشِّدْق الواسعُه المائلُه أَيَّ ذلك كان وشِدْقا الوادي ناحيتاه ورجل أَشْدَق واسع الشِّدْق والأُنثى شَدْقاء والشِّدَق بالتحريك سَعة الشِّدْق وفي التهذيب سَعة الشِّدْقَيْنِ وقد شَدِقَ شَدَقاً وخَطِيبٌ أَشْدَق بَيِّنُ الشَّدَقِ مُجِيد والمُتَشَدِّق الذي يَلْوي شِدْقَه للتَّفَصُّح ورجل أَشْدَق إذا كان مُتَفَوِّهاً ذا بيانٍ ورجال شُدْقٌ قال ومنه قيل لعمرو بن سعيد الأَشْدَق لأَنه كان أَحدَ خُطباء العرب ويقال هو مُتَشَدِّق في منطقه إذا كان يتوسع فيه ويَتَفَيْهَق وفي الحديث في صفته صلى الله عليه وسلم يَفْتَتِح الكلام ويختَتِمه بأَشْداقِه الأَشْداقُ جوانب الفم وإنما يكون ذلك لرُحْبِ شِدْقيه والعرب تَمْتَدِح بذلك ورجل أَشْدَق بيّن الشَّدَق فأَما حديثه الآخر أَبْغَضُكم إلىَّ الثّرْثارون المُتَشَدِّقون فهم المتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز وقيل أَراد بالمُتَشَدِّق المُسْتهزئ بالناس يَلْوي شِدْقه بهم وعليهم وتَشَدَّق في كلامه فتح فمه واتسع والشَّداقُ من سِماتِ الإبل رَسْمٌ على الشِّدْق عن ابن حبيب في تذكرة أَبي عليّ والشَّدْقَم والشَّدْقَميّ الأشْدَق زادُوا فيه الميم كزيادتهم لها في فُسْحُمٍ وسُتْهُم وجعله ابن جني رُباعِيّاً من غير لفظ الشِّدْق وشِدقٌ شَدْقَم عريض وفي حديث جابر حدَّثَه رجل بشيء فقال ممن سمعتَ هذا ؟ فقال من ابن عباس قال من الشَّدقَم ؟ أي الواسع الشِّدْق وبوصف به المِنْطِيق البليغ المُفَوَّه والميم زائدة وشَدْقَم اسم فحل والأَشْدق سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص

شذق
التهذيب السَّوْذَق والشَّوْذَقُ السِّوار قال أَبو تراب ويقال للصقر سُوذانِق وشُوذانِق ابن سيده الشُّوذانِق عن يعقوب والشَّيْذَقانُ لغة في الشُّوذانِق حكاه ثعلب وأَنشد كالشَّيْذَقانِ خاضِب أَظْفارَه قد ضَرَبَتْه شَمْأَلٌ في يومِ طَلّ والشَّوْذَق لغة فيه أيضاً التهذيب وفي نوادر الأَعراب الشَّوْذقةُ والتَّزْخيف أَخذُ الإنسانِ عن صاحبه بأَصابِعه الشيْذَقَ قال الأَزهري أَحسب الشَّوْذَقة معرّبة أَصلها الشيذق

شرق
شَرَقَت الشمسُ تَشْرُق شُروقاً وشَرْقاً طلعت واسم الموضع المَشْرِق وكان القياس المَشْرَق ولكنه أحد ما ندر من هذا القبيل وفي حديث ابن عباس نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس يقال شَرَقَت الشمسُ إذا طلعت وأشْرَقَت إذا أضاءت فإن أراد الطلوع فقد جاء في الحديث الآخر حتى تطلع الشمس وإن أراد الإضاءة فقد ورد في حديث آخر حتى ترتفع الشمس والإضاءة مع الإرتفاع وقوله تعالى يا ليت بيني وبَينَك بُعْدَ المَشْرِقَيْنِ فبئس القَرِين إنما أَراد بُعْدَ المشرق والمغرب فلما جُعِلا اثنين غَلَّب لفظَ المشرق لأنه دالّ على الوجود والمغرب دال على العدم والوجودُ لا محالة أشرفُ كما يقال القمران للشمس والقمر قال لنا قَمراها والنجومُ الطَّوالعُ أَراد الشمس والقمر فغَلّب القمر لشرف التذكير وكما قالوا سُنَّة العُمَرين يريدون أَبا بكر وعمر رضوان الله عليهما فآثروا الخِفَّة وأما قوله تعالى رَبّ المشرقين وربّ المَغْربَيْن ورب المشارق المغارب فقد ذكر في فصل الغين من حرف الباء في ترجمة غرب والشَّرْق المَشْرِق والجمع أَشراق قال كُثَيِّر عزّة إذا ضَرَبُوا يوماً بها الآل زيَّنُوا مَساندَ أَشْراقٍ بها ومَغاربا والتَّشْرِيقُ الأخذ في ناحية المشرق يقال شَتّانَ بَيْن مُشَرِّقٍ ومُغرِّبٍ وشَرِّقوا ذهبوا إلى الشَّرْق أَو أتوا الشرق وكل ما طلَع من المشرق فقد شَرَّق ويستعمل في الشمس والقمر والنجوم وفي الحديث لا تَسْتَقْبلوا القِبْلة ولا تَسْتَدْبروها ولكن شَرِّقوا أَو غَرِّبوا هذا أَمر لأَهل المدينة ومن كانت قِبْلته على ذلك السَّمْتِ ممن هو في جهة الشمال والجنوب فأما من كانت قبلته في جهة المَشْرِق أو المغرب فلا يجوز له أَن يُشَرِّق ولا يُغَرِّب إنما يَجْتَنِب ويَشْتَمِل وفي الحديث أناخَتْ بكم الشُّرْق الجُونُ يعني الفِتَن التي تجيء من قِبَل جهة المشرق جمع شارِق ويروى بالفاء وهو مذكور في موضعه والشَّرْقيّ الموضع الذي تُشْرِق فيه الشمس من الأَرض وأَشْرَقَت الشمسُ إشْراقاً أضاءت وانبسطت على الأَرض وقيل شَرَقَت وأَشْرَقت طلعت وحكى سيبويه شَرَقت وأَشْرَقَت أَضاءت وشَرِقَت بالكسر دَنَتْ للغروب وآتِيك كلَّ شارقٍ أي كلَّ يوم طلعت فيه الشمس وقيل الشارِقُ قَرْن الشمس يقال لا آتِيك ما ذَرَّ شارِقٌ التهذيب والشمس تسمى شارقاً يقال إني لآتِيه كلَّما ذرَّ شارِقٌ أي كلما طلع الشَّرْقُ وهو الشمس وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال الشَّرْق الضوء والشَّرْق الشمس وروى عمرو عن أَبيه أَنه قال الشَّرْق الشمس بفتح الشين والشِّرْق الضوء الذي يدخل من شقّ الباب ويقال له المِشْرِيق وأَشْرَقَ وجههُ ولونُه أَسفَر وأضاء وتلألأ حُسْناً والمَشْرقة موضع القعود للشمس وفيه أربع لغات مَشْرُقة ومَشْرَقة بضم الراء وفتحها وشَرْقة بفتح الشين وتسكين الراء ومِشْراق وتَشَرَّقْت أي جلست فيه ابن سيده والمَشْرَقة والمَشْرُقة والمَشْرِقة الموضع الذي تَشْرُق عليه الشمس وخصَّ بعضهم به الشتاء قال تُرِيدين الفِراقَ وأنْتِ منِّي بِعيشٍ مِثْل مَشْرَقة الشَّمالِ ويقال اقعُد في الشَّرْق أَي في الشَّمْسِ وفي الشَّرْقة والمَشْرَقة والمَشْرُقة والمِشْرِيقُ المَشْرِقُ عن السيرافي ومِشْرِيقُ الباب مدْخَلُ الشمس فيه وفي الحديث أَنَّ طائراً يقال له القَرْقَفَنَّة يقع على مِشْرِيق باب مَنْ لا يَغار على أهله فلو رأَى الرجال يدخلون عليها ما غَيَّر قيل في المِشْرِيق إنه الشق الذي يقع فيه ضِحُّ الشمس عند شروقها وفي الرواية الأُخرى في حديث وهب إذا كان الرجل لا ينكرُ عَمَل السوء على أهله جاءَ طائر يقال له الفَرْقَفَنَّة فيقع على مِشْرِيق بابه فيمكث أربعين يوماً فإن أنكر طار وإن لم يُنْكر مسح بجناحيه على عينيه فصار قُنْذُعاً دَيُّوثاً وفي حديث ابن عباس في السماء بابٌ للتوبة يقال له المِشْرِيق وقد رُدَّ فلم يبق إلاّ شَرْقُه أَي الضوءُ الذي يدخل من شقِّ الباب ومكان شَرِقٌ ومُشْرِق وشَرِقَ شَرَقاً وأَشْرَق أَشْرَقَت عليه الشمس فأضاء ويقال أَشْرَقَت الأَرض إشراقاً إذا أنارت بإشْراق الشمس وضِحِّها عليها وفي التنزيل وأَشْرَقَت الأَرضُ بنور رَبِّها والشَّرْقة الشمس وقيل الشَّرَق والشَّرْق بالفتح والشَّرِقة والشارِقُ والشَّرِيق الشمس وقيل الشمس حين تَشرُق يقال طلعت الشَّرَق والشَّرُق وفي الصحاح طلع الشَّرْق ولا يقال غرَبت الشَّرْق ولا الشَّرَق ابن السكيت الشَّرَق الشمس والشَّرْق بسكون الراء المكان الذي تَشْرُق فيه الشمس يقال آتيك كل يوم طَلْعَةَ شَرَقِه وفي الحديث كأَنَّهما ظُلَّتان سَوْداونِ بينهما شَرَقٌ الشَّرَقُ الضوءُ وهو الشمس والشَّرْق والشَّرْقة والشَّرَقة موضع الشمس في الشتاء فأما في الصيف فلا شَرقة لها والمَشْرِقُ موقعها في الشتاء على الأَرض بعد طلوعها وشَرْقَتُها دَفاؤُها إلى زوالها ويقال ما بين المَشْرِقَيْنِ أَي ما بين المَشْرِق والمغرب وأَشْرَق الرجلُ أَي دخل في شروقِ الشمس وفي التنزيل فأَخَذَتْهم الصَّيْحةُ مُشْرِقِينَ أَي مُصْبِحين وأَشْرَقَ القومُ دخلوا في وقت الشروق كما تقول أَفْجَرُوا وأَصْبَحُوا وأَظْهَرُوا فأما شَرَّقُوا وغَرَّبوا فسارُوا نحوَ المَشْرِق والمغرب وفي التنزيل فأَتْبَعُوهم مُشْرقينَ أي لَحِقوهم وقت دخولهم في شروق الشمس وهو طلوعها يقال شَرَقَت الشمسُ إذا طلعت وأَشْرَقَت أَضاءت على وجه الأَرض وصَفَتْ وشَرِقْت إذا غابت والمَشْرِقان مَشْرِقا الصيف والشتاء ابن الأَنباري في قولهم في النداء على الباقِلاَّ شَرْقُ الغداة طَرِيّ قال أَبو بكر معناه قَطْعُ الغداة أَي ما قُطِع بالغداة والْتُقِط قال الأَزهري وهذا في الباقلاَّ الرَّطْب يُجْنَى من شجره يقال شَرقَتُ الثمرةَ إذا قطعتها وقال الفراءُ وغيره من أَهل العربية في تفسير قوله تعالى من شَجَرةِ مُبارَكة زَيْتونةٍ لا شَرْقِيَّة ولا غَرْبِيَّة يقول هذه الشجرة ليست مما تطْلع عليها الشمسُ في وقت شُروقِها فقط أَو في وقت غروبها فقط ولكنها شَرْقِيَّة غرْبِيَّة تُصِيبها الشمس بالغداة والعشيَّة فهو أَنْضَر لها وأَجود لزيتونها وزيتِها وهو قول أكثر أَهل التفسير وقال الحسن لا شَرْقِيَّة ولا غَرْبِيَّة إنها ليست من شجر أَهل الدنيا أَي هي من شجر أَهل الجنة قال الأَزهري والقول الأَول أَولى قال وروى المنذري عن أَبي الهيثم في قول الحرث بن حِلِّزة إنه شارِق الشَّقِيقة إذ جا ءَت مَعَدٌّ لكل حَيٍّ لواء قال الشَّقِيقة مكان معلوم وقوله شارق الشَّقِيقة أَي من جانبها الشَّرْقي الذي يلي المَشْرِق فقال شارق والشمس تَشْرُق فيه هذا مفعول فجعله فاعلاً وتقول لِما يلي المَشْرِق من الأَكَمَةِ والجبل هذا شارِقُ الجبل وشَرْقِيُّه وهذا غاربُ الجبل وغَربِيُّه وقال العجاج والفُتُن الشارق والغَرْبيّ أَراد الفُتُنَ التي تلي المَشْرِق وهو الشَّرْقيُّ قال الأزهري وإنما جاز أَن يفعله شارقاً لأَنه جعله ذا شَرْقٍ كما يقال سِرُّ كاتمٌ ذو كِتْمان وماء دافِقٌ ذو دَفْقٍ وشَرَّقْتُ اللحم شَبْرَقْته طولاً وشَرَرْته في الشمس ليجِفَّ لأن لحوم الأَضاحي كانت تُشَرَّق فيها بمنى قال أَبو ذؤيب فغدا يُشَرِّقُ مَتْنَه فَبَدا له أُولى سَوابِقها قَرِيباً تُوزَعُ يعني الثور يُشَرِّقُ مَتْنَه أَي يُظْهِرُه للشمس ليجِف ما عليه من ندى الليل فبدا له سوابقُ الكِلابِ تُوزَع تُكَفّ وتَشْريق اللحم تَقْطِيعُه وتقدِيدُه وبَسْطُه ومنه سميت أيام التشريق وأيام التشريق ثلاثة أَيام بعد يوم النحر لأَن لحم الأَضاحي يُشَرَّق فيها للشمس أَي يُشَرَّر وقيل سميت بذلك لأَنهم كانوا يقولون في الجاهلية أَشْرِقْ ثَبِير كيما نُغِير الإِغارةُ الدفع أَي ندفع للنَّفْر حكاه يعقوب وقال ابن الأَعرابي سميت بذلك لأن الهَدْيَ والضحايا لا تُنْحَر حتى تَشْرُق الشمسُ أَي تطلع وقال أَبو عبيد فيه قولان يقال سميت بذلك لأَنهم كانوا يُشَرِّقون فيها لُحوم الأَضاحي وقيل بل سميت بذلك لأَنها كلَّها أَيام تشريق لصلاة يومِ النحر يقول فصارت هذه الأيام تبعاً ليوم النحر قال وهذا أَعجب القولين إليَّ قال وكان أَبو حنيفة يذهب بالتَّشْرِيقِ إلى التكبير ولم يذهب إليه غيره وقيل أَشْرِق ادْخُلْ في الشروق وثَبِيرٌ جبل بمكة وقيل في معنى قوله أَشْرِق ثبِير كَيْما نُغِير يريد ادْخل أيها الجبل في الشروق وهوضوء الشمس كما تقول أَجْنَب دخل في الجنوب وأَشْمَلَ دخل في الشِّمال كيما نُغِير أَي كيما ندفع للنحر وكانوا لا يُفِيضون حتى تطلع الشمس فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال كيما ندفع في السير من قولك أَغارَ إغارةَ الثَّعْلبِ أَي أَسْرع ودفع في عَدْوِه وفي الحديث مَنْ ذَبَح قبل التشريق فلْيُعِدْ أَي قبل أَن يصلِّيَ صلاة العيد ويقال لموضعها المُشَرَّق وفي حديث مَسْروق انْطَلِقْ بنا إلى مُشَرِّقِكم يعني المُصَلَّى وسأل أَعرابي رجلاً فقال أَين مَنْزِل المُشَرَّق ؟ يعني الذي يُصَلَّى فيه العيد ويقال لمسجد الخَيْف المُشَرَّق وكذلك لسوق الطائف والمُشَرَّق العيد سمي بذلك لأن الصلاة فيه بعد الشَّرْقةِ أَي الشمس وقيل المُشَرَّق مُصَلَّى العيد بمكة وقيل مُصَلَّى العيد ولم يقيد بمكة ولا غيرها وقيل مصلى العيدين وقيل المُشَرَّق المصلّى مطلقاً قال كراع هو من تشريق اللحم وروى شعبة أن سِماك بن حَرْب قال له يوم عيد اذهب بنا إلى المُشَرَّق يعني المصلى وفي ذلك يقول الأَخطل وبالهَدايا إذا احْمَرَّتْ مَدارِعُها في يوم ذَبْحٍ وتَشْرِيقٍ وتَنْخار والتَّشْرِيق صلاة العيد وإنما أُخذ من شروق الشمس لأَن ذلك وقتُها وفي الحديث لا ذَبْحَ إلا بَعْد التَّشْرِيق أَي بعد الصلاة وقال شعبة التَّشْرِيق الصلاة في الفطر والأَضحى بالجَبّانِ وفي حديث عليّ رضي الله عنه لا جُمْعة ولا تَشْرِيقَ إلا في مِصْرٍ جامع وقوله أَنشده ابن الأَعرابي قُلْتُ لِسَعْدٍ وهو بالأَزارِق عَلَيْكَ بالمَحْضِ وبالمَشارق فسره فقال معناه عليك بالشمس في الشتاء فانْعَمْ بها ولَذَّ قال ابن سيده وعندي أن المَشارِق هنا جمع لحمٍ مُشَرَّق وهو هذا المَشْرُور عند الشمس يُقَوِّي ذلك قولُه بالمحض لأَنهما مطعومان يقول كُلِ اللحم واشْرَب اللبن المحض والتَّشْريق الجمالُ وإشْراقُ الوجه قاله ابن الأَعرابي في بيت المرار ويَزِينُهنَّ مع الجمالِ مَلاحةٌ والدَّلُّ والتَّشْرِيقُ والفَخْرُ
( * قوله « والفخر » كذ بالأصل وفي شرح القاموس والعذم بالذال وفسره عن الصاغاني بالعض من اللسان بالكلام )
والشُّرُق الغِلْمان الرُّوقة وأُذُنٌ شَرْقاءُ قطِعت من أَطرافها ولم يَبِنْ منها شيء ومِعْزة شَرْقاء انْشَقَّتْ أُذُناها طُولاً ولم تَبِنْ وقيل الشَّرْقاءُ الشاة يُشَقُّ باطنُ أُذُنِها من جانب الأُذن شَقّاً بائناً ويترك وسط أُذُنِها صحيحاً وقال أَبو علي في التذكرة الشَّرْقاءُ التي شُقَّت أُذناها شَقَّين نافذين فصارت ثلاث قطع متفرقة وشَرَقَتْ الشاة أَشْرُقُها شَرْقاً أَي شَقَقْت أُذُنَها وشَرِقت الشاةُ بالكسر فهي شاة شَرْقاء بيّنَة الشَّرَقِ وفي حديث عليّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يُضَحَّى بِشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو جَدْعاء الأَصمعي الشَّرْقاء في الغنم المشقوقة الأُذن باثنين كأنه زنَمة واسم السِّمَةِ الشَّرَقة بالتحريك شَرَقَ أُذُنَها يَشْرِقُها شَرْقاً إذا شَقَّها والخَرْقاء أَن يكون في الأُذن ثقب مستدير وشاة شَرْقاء مقطوعة الأُذن والشَّرِيقُ من النساء المُفْضاة والشَّرِقُ من اللحم الأَحمر الذي لا دَسَم له والشَّرَقُ الشجا والغُصّة والشَّرَقُ بالماء والرِّيق ونحوهما كالغَصَص بالطعام وشَرِقَ شَرَقاً فهو شَرِقٌ قال عدي بن زيد لو بِغَيْرِ الماء حَلْقِي شَرِقٌ كنتُ كالغَصّانِ بالماء اعْتِصاري الليث يقال شَرِقَ فلانٌ برِيقِه وكذلك غَصَّ بريقه ويقال أَخذَتْه شَرْقة فكاد يموت ابن الأَعرابي الشُّرُق الغَرْقَى قال الأَزهري والغَرَقُ أَن يدخل الماءُ في الأَنف حتى تمتلئ منافذُه والشَّرَقُ دخولُ الماء الحَلْقَ حتى يَغَصَّ به وقد غَرِقَ وشَرِقَ وفي الحديث فلما بلغ ذِكْرَ موسى أَخذتْه شَرْقةٌ فركَع أي أَخذته سُعْلة منعته عن القراءة قال ابن الأَثير وفي الحديث أَنه قرأَ سورة المؤمن في الصلاة فلما أتى على ذكرِ عيسى عليه السلام وأُمِّه أَخذته شَرْقةٌ فركع الشَّرْقة المرة الواحدة من الشّرَقِ أَي شَرِقَ بدمعِه فعَيِيَ بالقراءة وقيل أَراد أَنه شَرِقَ بريقه فترك القراءة وركع ومنه الحديث الحَرَقُ والشِّرَقُ شهادةٌ هو الذي يَشْرَقُ بالماء فيموت وفي حديث أُبَيّ لقد اصطلح أَهل هذه البلدة على أَن يَعْصِّبُوه فشَرِقَ بذلك أَي غَصَّ به وهو مجاز فيما ناله من أَمْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وحَلّ به حتى كأَنه شيء لم يقدر علي إِساغتِه وابتلاعِه فغَصَّ به وشَرِقَ الموضعُ بأَهله امتلأَ فضاق وشَرِقَ الجسدُ بالطيب كذلك قال المخبَّل والزَّعْفَرانُ على تَرائِبها شَرِقاً به اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ وشَرِقَ الشيءُ شَرَقاً فهو شَرِقٌ اختلط قال المسَّيب بن عَلَسٍ شَرِقاً بماءِ الذَّوْبِ أَسْلَمه للمُبْتَغِيه مَعاقل الدَّبْرِ والتَّشْريق الصَّبغ بالزعفران غير المُشْبَع ولا يكون بالعُصْفُر والتَّشْويق المُشْبَع بالزعفران وشَرِقَ الشيءُ شَرَقاً فهو شَرِقٌ اشتدت حمرته بدم أَو بحسن لون أَحمر قال الأَعشى وتَشْرَقُ بالقولِ الذي قد أَذَعْته كما شَرِقَت صَدْرُ القَناةِ من الدَّمِ ومنه حديث عكرمة رأَيت ابْنَينِ لسالمٍ عليهما ثياب مُشْرَقة أَي محمّرة يقال شَرِقَ الشيءُ إذا اشتدت حمرته وأَشْرَقْته بالصِّبْغ إذا بالَغْت في حمرته وفي حديث الشعبي سُئِل عن رجل لَطَمَ عينَ آخَرَ فشَرِقَت بالدم ولمّا يَذْهَبْ ضَوْءُها فقال لها أَمْرُها حتى إذا ما تَبَوَّأَتْ بأَخْفافِها مَأْوًى تَبَوَّأ مَضْجَعا الضمير في لها للإبل يُهْمِلها الراعي حتى إذا جاءت إلى الموضع الذي أَعجبها فأقامت فيه مالَ الراعي إلى مَضْجَعِه ضربه مثلاً للعين أَي لا يُحْكَم فيها بشيء حتى تأتيَ على آخر أمْرِها وما تؤول إليه فمعنى شَرِقَت بالدم أَي ظهر فيها ولم يَجْرِ منها وصَرِيع شَرِقٌ بدمه مُخْتَضِب وشَرِقَ لونُه شَرَقاً احْمَرَّ من الخَجَلِ والشَّرْقِيّ صِبْغ أَحمر وشَرِقَتْ عينُه واشْرَوْرَقَت احْمَرَّت وشَرِقَ الدمُ فيها ظهر الأَصمعي شَرِقَ الدم بجسده يَشْرَقُ شَرَقاً إذا ظهر ولم يَسِلْ وقيل إذا ما نَشِبَ وكذلك شَرِقت عينُه إذابَقِي فيها دمٌ قال وإذا اختلطت كُدورةٌ بالشمس ثم قلت شَرِقَت جاز ذلك كما يَشْرَق الشيء بالشيء يَنْشَبُ فيه ويختلط يقال شَرِقَ الرجلُ يَشْرَقُ شَرَقاً إذا ما دخل الماءُ حَلْقَه فشَرِقَ أي نَشِبَ ومنه حديث عمر رضي الله عنه قال في الناقة المُنْكَسرة ولا هي بفَقِيٍّ فتشْرَق أَي تمتلئ دماً من مرض يَعْرِضُ لها في جوفها ومنه حديث ابن عمر أَنه كان يُخْرِج يديه في السجود وهما مُتَفَلِّقَتان قد شَرِق بينهما الدم وشَرِقَ النخل وأَشْرَق وأَزْهَقَ
( * قوله « وأزهق » هكذا في الأصل ولعله وأزهى ) لوَّنَ بحمرة قال أَبو حنيفة هو ظهور أَلوان البُسْر ونَبْتٌ شَِرِقٌ أَي رَيَّان قال الأَعشى يُضاحِك الشمسَ منها كوكَبٌ شَرِقٌ مُؤَزَّرٌ بعَمِيم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ وأَما ما جاء في الحديث من قوله لعلكم تُدْرِكون قوماً يُؤَخِّرون الصلاة إلى شَرِقِ المَوْتَى فصَلّوا الصلاةَ للوقت الذي تَعْرِفون ثم صَلّوا معهم فقال بعضهم هو أن يَشْرَقَ الإنسانُ بريقِه عند الموت وقال أَراد أَنهم يصلون الجمعة ولم يبق من النهار إلا بقدر ما بَقِي من نَفْس هذا الذي قد شَرِق بريقه عند الموت أَراد فَوْتَ وقْتِها ولم يقيّد الصلاة في الصحاح بجمعة ولا بغيرها وسئل عن هذا الحديث فقال أَلم ترَ الشمسَ إذا ارتفعت عن الحيطان وصارت بين القبور كأنها لُجّة ؟ فذلك شَرَقُ الموتى قال أَبو عبيد يعني أَن طلوعها وشُروقَها إنما هو تلك الساعة للموتى دون الأَحياء أَبو زيد تُكْرَه الصلاة بشَرَقِ الموتى حين تصفرُّ الشمس وفعلت ذلك بشَرَقِ الموتى في ذلك الوقت وفي الحديث أَنه ذكر الدنيا فقال إنما بقي منها كشَرَقِ الموتى له معنيان أَحدهما أَنه أَراد به آخِرَ النهار لأن الشمس في ذلك الوقت إنما تَلْبَث قليلاً ثم تغيب فشبَّه ما بقي من الدنيا ببقاء الشمس تلك الساعة والآخَرُ من قولهم شَرِقَ الميت بريقه إذا غَصَّ به فشَّبه قِلَّةَ ما بقي من الدنيا بما بقي من حياة الشَّرِق بريقه إلى أَن تخرج نفسه وسئل الحسن بن محمد بن الحنفية عنه فقال أَلم تَرَ إلى الشمس إذا ارتفعت عن الحيطان فصارت بين القبور كأنها لُجّة ؟ فذلك شَرَقُ الموتى يقال شَرِقَت الشمس شَرَقاً إذا ضعف ضوءُها قال ووَجّه قولَه حين ذكر الدنيا فقال إنما بقي منها كشَرَقِ الموتى إلى معنيين أَحدهما أَن الشمس في ذلك الوقت إنما تَلْبَثُ ساعة ثم تغيب فشبَّه قِلَّة ما بقي من الدنيا ببقاء الشمس تلك الساعة من اليوم والوجه الآخر في شَرَقِ الموتى شَرَقُ الميت برِيقِه عند خروج نفسه وفي بعض الروايات واجعلوا صلاتَكم معهم سُبْحَة أَي نافلة وقال أبو عبيد المُشَرَّق جبل بسوق الطائف وقال غيره المُشَرَّق سُوقُ الطائف وقول أبي ذؤيب حتى كأَنِّي للحوادِثِ مَرْوَةٌ بصَفا المُشَرَّق كلَّ يومٍ تُقْرَعُ يُفَسَّر بكلا ذَيْنِك ورواه ابن الأعرابي بصفا المُشَقَّر قال وهو صفا المُشَقَّر الذي ذكره امرؤ القيس فقال دُوَيْنَ الصَّفا اللاَّئي يَلِينَ المُشَقَّرا والشارِقُ الكِلْسُ عن كراع والشَّرْقُ طائر وجمعه شُروق وهو من سِباع الطير قال الراجز قد أَغْتَدِي والصُّبْحُ ذو بَرِيقِ بمُلْحَمٍ أَحْمَرَ سَوْذَنِيقِ أَجْدَلَ أو شَرْقٍ من الشُّروقِ قال شمر أَنشدني أَعرابي في مجلس ابن الأَعرابي وكتبها ابن الأعرابي انْتَفِخي يا أَرْنَبَ القِيعان وأَبْشِرِي بالضَّرْبِ والهَوانِ أو ضربة من شرق شاهيان أو توجي جائع غرثان
( * قوله « أو ضربة من شرق إلى آخر البيت » هكذا في الأصل )
قال الشَّرْق بين الحِدَأَة والشاهين ولونه أَسود والشارِق صنم كان في الجاهلية وعبد الشارِق اسم وهو منه والشَّرِيقُ اسم صنم أيضاً والشَّرْقِيُّ اسم رجل راوِية أَخبار ومِشْرِيق موضع وشَرِيق اسم رجل

شربق
شَرْبَقَه شَرْبَقةً لغة في شَبْرَقه وقد تقدم الفراء شَرْبَقْت الثوب فهو مُشَرْبَق أَي قطَّعته مثل شَبْرَقْت

شرشق
الشِّرْشِق طائر

شرنق
أَبو عمرو ثِيابٌ شَرانِقُ متخرِّقة لا واحد لها وأَنشد منه وأَعلى جِلْدِه شَرانِقُ ويقال لسَلْخِ الحَيَّة إذا أَلْقَتْه شَرانِقُ ويقال لسَلْخِ الحَيَّة إذا أَلْقَتْه شَرانِق

شرقرق
الليث الشِّقِرّاق والشَّقِرَّاق والشَّرَقْراق والشِّرَقْراق لغتان طائر يكون في أرض الحَرَم في منابت النخيل كقدر الهُدْهد مرقَّط بحُمْرة وخضرة وبياض وسواد

شفق
الشّفَق والشَّفَقة الاسم من الإشْفاق والشَّفَق الخِيفة شَفِقَ شَفَقاً فهو شَفِقٌ والجمع شَفِقُون قال الشاعر إسحق بن خلف وقيل هو لابن المُعَلَّى تَهْوى حَياتي وأَهْوَى مَوْتَها شَفَقاً والمَوْتُ أكْرَمُ نزّالٍ على الحُرَمِ وأشْفَقْت عليه وأَنا مُشْفِق وشَفِيق وإذا قلت أَشْفَقْت منه فإنما تعنى حذِرْته وأَصلهما واحد ولا يقال شَفَقْت قال ابن دريد شَفَقْت وأَشْفَقَت بمعنى وأَنكره أهل اللغة الليث الشَّفَقُ الخوف تقول أنا مُشْفِق عليك أي أَخاف والشَّفَقُ أيضاً الشَّفَقة وهو أن يكون الناصِحُ من بُلوغِ النُّصْح خائفاً على المَنْصوح تقول أَشْفَقْت عليه أن يَنالَه مكروه ابن سيده وأشْفَق عليه حَذِرَ وأشْفَق منه جَزِع وشَفَق لغة والشَّفَق والشَّفقة الخيفةُ من شدة النصح والشَّفِيق الناصِحُ الحريص على صلاح المنصوح وقوله تعالى إنّا كنّا مِنْ قَبْلُ في أَهلِنا مُشْفِقين أي كنا في أهلنا خائفين لهذا اليوم وشَفِيق بمعنى مُشْفِق مثل أَليم ووَجِيع وداعٍ
( * قوله « وداع » هكذا في الأصل ) وسَميع والشَّفَق والشَّفَقة رقَّة مِنْ نُصْحٍ أو حُبٍّ يؤدِّي إلى خوف وشَفِقْت من الأمر شَفَقَةً بمعنى أَشْفَقْت وأنشد فإنِّي ذُو مُحافَظَةٍ لِقَوْمي إذا شَفِقَتْ على الرِّزْقِ العِيالُ وفي حديث بلال وإنما كان يفعل ذلك شَفَقاً من أَن يدركه الموت الشَّفَق والإشْفاق الخوف يقال أَشْفَقْت أُشْفِق إشفاقاً وهي اللغة العالية وحكى ابن دريد شَفِقْت أَشْفَق شَفَقاً ومنه حديث الحسن قال عُبَيْدة أَتَيْناه فازْدحَمْنا على مَدْرَجةٍ رَثّةٍ فقال أَحسنوا مَلأَكم أَيُّها المَرْؤون وما على البِناء شِفَقاً ولكن عليكم انتصب شَفَقاً بفعل مضمر وتقديره وما أُشْفِقُ على البناء شَفَقاً ولكن عليكم وقوله كما شَفِقَت على الزاد العِيالُ أراد بَخِلت وضَنّت وهو من ذلك لأن البخيل بالشيء مُشْفِق عليه والشَّفَق الرّديء من الأشياء وقلّما يجمع ويقال عطاء مُشَفَّق أَي مُقَلَّل قال الكميت مَلِك أَغرُّ من الملوك تَحَلّبَت للسائلين يداه غير مُشَفِّق وقد أَشْفَق العطاء ومِلْحفة شَفَقُ النسج رديئة وشَفَّق المِلْحَفة جعلها شَفَقاً في النسج والشَّفَقُ بقية ضوء الشمس وحمرتُها في أَول الليل تُرَى في المغرب إلى صلاة العشاء والشَّفَق النهار أَيضاً عن الزجاج وقد فسر بهما جميعاً قوله تعالى فلا أُقْسِمُ بالشَّفَق وقال الخليل الشَّفَقُ الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الأخيرة فإذا ذهب قيل غابَ الشَّفَق وكان بعض الفقهاء يقول الشَّفَق البياض لأن الحمرة تذهب إذا أَظلمت وإنما الشَّفَق البياضُ الذي إذا ذهب صُلِّيَت العشاءُ الأَخيرة والله أعلم بصواب ذلك وقال الفراء سمعت بعض العرب يقول عليه ثوب مصبوغ كأنه الشَّفَق وكان أَحمر فهذا شاهِدُ الحمرة أبو عمرو الشَّفَقُ الثوب المصبوغ بالحمرة
( * كذا بياض بالأصل ) في السماء وأَشْفَقَنْا دخلنا في الشَّفَق وأَشْفَق وشَفَّق أتى بشَفَقٍ وفي مواقيت الصلاة حتى يغيب الشَّفَقُ هو من الأضداد يقع على الحمرة التي تُرى بعد مغيب الشمس وبه أخذ الشافعي وعلى البياض الباقي في الأُفُق الغربي بعد الحمرة المذكورة وبه أَخذ أَبو حنيفة وفي النوادرَ أنا في عَروض منه وفي أَعْراضٍ منه أي في نواحٍ

شفشلق
الشَّفْشَلِيق والشَّمْشَلِيق المُسِنّة يقال عجوز شَفْشَلِيق وشَمْشَلِيق إذا استرخى لحمها الليث الجَنْفَلِيق من النساء العظيمة وكذلك الشَّفْشَليق

شفلق
ابن الأعرابي الشَّفَلَّقة لُعْبة للحاضرة وهو أَن يَكْسَعَ الإنسان من خَلْفِه فيَصْرَعَه وهو الأَسْنُ عند العرب قال ويقال سَاتاهُ إذا لَعِب معه الشَّفَلَّقة

شقق
الشَّقُّ مصدر قولك شَقَقْت العُود شَقّاً والشَّقُّ الصَّدْع البائن وقيل غير البائن وقيل هو الصدع عامة وفي التهذيب الشَّقُّ الصدع في عود أَو حائط أو زُجاجة شَقَّه يَشُقُّه شَقّاً فانْشَقَّ وشقَّقَه فتَشَقَّقَ قال ألا يا خُبْزَ يا ابْنةَ يَثْرُدانٍ أَبَى الحُلْقومُ بَعْدَكِ لا يَنامُ وبَرْقاً للعَصِيدة لاحَ وَهْناً كما شَقَّقْت في القِدْرِ السَّناما
( * قوله « ألا يا خبز إلخ » في هذين البيتين عيب الاصراف وقوله وبرقاً تقدم في مادة ث ر د وبرق )
والشَّقُّ الموضع المشقوق كأَنه سمي بالمصدر وجمعه شُقوق وقال اللحياني الشَّقُّ المصدر والشَّقُّ الاسم قال ابن سيده لا أَعرفها عن غيره والشِّقُّ اسم لما نظرت إليه والجمع الشُّقوق ويقال بيد فلان ورجله شُقوق ولا يقال شُقاق إنما الشُّقاق داء يكون بالدواب وهو يُشَِقِّق يأْخذ في الحافر أو الرُّسغ يكون فيهما منه صُدوع وربما ارتفع إلى أوْظِفَتِها وشُقَّ الحافرُ والرسغ أَصابَهُ شُقاقٌ وكل شَقٍّ في جلد عن داء شُقاق جاؤوا به على عامّة أَبنية الأدواء وفي حديث قرة بن خالد أصابنا شُقاق ونحن مُحْرمون فسأَلنا أَبا ذرٍّ فقال عليكم بالشَّحْمِ هو تَشَقُّقُ الجلد وهو من الأدواء كالسُّعال والزُّكام والسُّلاق والشَّقُّ واحد الشُّقوق وهو في الأصل مصدر الأزهري والشُّقاق تَشَقُّق الجلد من بَرْدٍ أَو غيره في اليدين والوجه وقال الأصمعي الشُّقاق في اليد والرجل من بدن الإنس والحيوان وشَقَقْت الشيء فانْشَقَّ وشَقَّ النبتُ يَشُقُّ شُقوقاً وذلك في أَول ما تَنْفَطِر عنه الأرض وشقَّ نابُ الصبي يَشُقُّ شقوقاً في أَوّل ما يظهر وشقَّ نابُ البعير يَشُقُّ شقوقاً طلع وهو لغة في شَقا إذا فطر نابُه وشَقَّ بصر الميِّت شقوقا شخَص ونظر إلى شيء لا يرتدُّ إليه طرْفُه وهو الذي حضره الموت ولا يقال شَقَّ بَصَرَه وفي الحديث أَلم تَرَوْا إلى الميِّت إذا شَقَّ بَصَرُه أي انفتح وضَمُّ الشين فيه غيرُ مختار والشَّقُّ الصبح وشَقَّ الصبحُ يَشُقُّ شَقّاً إذا طلع وفي الحديث فلما شَقَّ الفَجْران أمَرنا بإقامة الصلاة يقال شَقَّ الفجرُ وانْشَقَّ إذا طلع كأنه شَقَّ موضعَ طلوعِه وخرج منه وانْشقَّ البرقُ وتَشَقَّقَ انْعَقَّ وشَقِيقة البَرْق عَقِيقته ورأَيت شقِيقةَ البَرْق وعَقِيقته وهو ما استطار منه في الأُفق وانتشر وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن سحائب مَرَّت وعن بَرْقِها فقال أَخَفْواً أم وَمِيضاً أَم يَشُقُّ شَقّاً ؟ فقالوا بل يَشُقُّ شَقّاً فقال جاءكم الحَيا قال أَبو عبيد معنى شَقَّ البرقُ يَشُقُّ شَقّاً هو البرق الذي تراه يَلْمَعُ مستطيلاً إلى وسط السماء وليس له اعتراض ويَشقّ معطوف على الفعل الذي انتصب عنه المصدران تقديره أَيَخْفِي أم يُومض أَم يشق وشَقائِقُ النعمان نَبْتٌ واحدتها شَقيقةٌ سميت بذلك لحمرتها على التشبيه بشَقِيقةِ البَرْق وقيل واحدهُ وجمعهُ سواء وإنما أُضيف إلى النعمان لأنه حَمَى أرضاً فكثر فيها ذلك غيره ونَوْرٌ أحمر يسمى شَقائِق النُّعمان قال وإنما سمي بذلك وأُضيف إلى النعمان لأن النعمان بنَ المنذر نزل على شَقائِقِ رمل قد أَنْبَتَتِ الشَّقِرَ الأَحمرَ فاستحسنها وأَمر أَن تُحْمَى فقيل للشَّقِر شَقائِق النعمان بمَنْبِتِها لا أَنها اسم للشَّقِر وقيل النُّعْمان اسم الدم وشَقائِقُه قِطَعهُ فشُبِّهت حمرتها بحمرة الدم وسميت هذه الزهرةُ شَقائِقَ النُّعْمان وغلَب اسمُ الشقائق عليها وفي حديث أبي رافع إن في الجنّة شَجرةً تَحْمِل كُسْوة أَهلِها أَشدَّ حمرةً من الشَّقائِق هو هذا الزهر الأحمر المعروف ويقال له الشَّقِرُ وأصله من الشَّقِيقة وهي الفُرْجة بين الرمال قال الأَزهري والشَّقائِقُ سَحائبُ تَبَعَّجتْ بالأمطار الغَدِقة قال الهذلي فقلت لها ما نُعْمُ إلا كَرَوضةٍ دَمِيثِ الرُّبى جادَت عليها الشَّقائِقُ والشَّقِيقةُ المَطرةُ المُتَّسعة لأن الغيم انْشَقَّ عنها قال عبد الله بن الدُّمَيْنة ولَمْح بعَيْنَيْها كأَنَّ ومِيضَه وَمِيضُ الحَيا تُهْدَىِ لِنَجْدٍ شَقائِقُهْ وقالوا المالُ بيننا شَقَّ وشِقَّ الأبْلمَةِ والأُبْلُمةِ أي الخُوصِة أي نحن متساوون فيه وذلك أَن الخُوصةَ إذا أُخذت فشُقَّت طولاً انْشَقّت بنصفين وهذا شَقِيقُ هذا إذا انْشَقَّ بنصفين فكل واحد منهما شَقِيقُ الآخر أَي أَخوه ومنه قيل فلانٌ شَقِيقُ فلانٍ أَي أَخوه قال أَبو زبيد الطائي وقد صغره يا ابنَ أُمّي ويا شُقَيِّقَ نَفْسِي أَنتَ خَلَّيْتَني لأمْرٍ شَدِيد والشَّقُّ والمَشَقُّ ما بين الشُّفْرَين من حَيا المرأَة والشَّواقُّ من الطَّلْع ما طال فصار مقدارَ الشِّبْر لأنها تَشُقُّ الكِمامَ واحدتُها شاقَّةٌ وحكى ثعلب عن بعض بني سُواءةَ أَشَقَّ النخلُ طلعت شَواقُّه والشِّقَّةُ الشَّظِيّةُ أَو القِطعةُ المَشْقوقةُ من لوح أو خشب أَو غيره ويقال للإنسان عند الغضب احْتَدَّ فطارت منه شِقَّةٌ في الأَرض وشِقَّةٌ في السماء وفي حديث قيس بن سعد ما كان لِيُخْنِيَ بابِنه في شِقّة من تمر أَي قطعةٍ تُشَقُّ منه هكذا ذكره الزمخشري وأَبو موسى بعده في الشين ثم قال ومنه أَنه غضب فطارت منه شِقَّةٌ أَي قطعة ورواه بعض المتأَخرين بالسين المهملة وهو مذكور في موضعه ومنه حديث عائشة رضي الله عنها فطارت شِقَّةٌ منها في السماء وشِقَّة في الأرض هو مبالغة في الغضب والغيظ يقال قد انْشَقَّ فلان من الغضب كأنه امتلأ باطنُه به حتى انْشَقَّ ومنه قوله عز وجل تكادُ تَميّزُ من الغيظِ وشَقَّقْتُ الحطبَ وغيره فتَشَقَّقَ والشِّقُّ والشِّقَّة بالكسر نصف الشيء إذا شُقَّ الأخيرة عن أبي حنيفة يقال أَخذت شِقَّ الشاة وشِقّةَ الشاةِ والعرب تقول خُذْ هذا الشِّقَّ لِشِقّةِ الشاةِ ويقال المال بيني وبينك شِقَّ الشَّعْرة وشَقَّ الشعرة وهما متقاربان فإذا قالوا شَقَقْتُ عليك شَقّاً نصبوا قال ولم نسمع غيره والشِّق الناحية من الجبل والشِّقُّ الناحية والجانب من الشَّقِّ أَيضاً وحكى ابن الأَعرابي لا والذي جعل الجبال والرجال حفلة واحدة ثم خرقها فجعل الرجال لهذه والجبال لهذا وفي حديث أُم زرع وجدني في أَهل غُنَيْمةٍ بِشِقِّ قال أَبو عبيد هو اسم موضع بعينه وهذا يروى بالفتح والكسر فالكسر من المَشَقّةِ ويقال هم بِشِقٍّ من العيش إذا كانوا في جهد ومنه قوله تعالى لم تكونوا بالِغِيه إلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ وأَصله من الشِّقِّ نِصْف الشيء كأَنه قد ذهب بنصف أَنْفُسِكم حتى بَلَغْتُموه وأما الفتح فمن الشَّقِّ الفَصْلِ في الشيئ كأَنها أَرادت أنهم في موضع حَرِجٍ ضَيّقٍ كالشَّقِّ في الجبل ومن الأول اتقوا النارَ ولو بِشِقِّ تَمْرةٍ أي نصفِ تمرة يريد أَن لا تَسْتَقلّوا من الصدقة شيئاً والمُشاقَّةُ والشّقاق غلبة العداوةِ والخلاف شاقَّهُ مُشاقَّةَ وشِقاقاً خالَفَه وقال الزجاج في قوله تعالى إن الظالمين لفي شِقاقٍ بَعِيد الشِّقاقُ العدواةُ بين فريقين والخلافُ بين اثنين سمي ذلك شِقاقاً لأن كل فريق من فِرْقَتَي العدواة قصد شِقَّاً أَي ناحية غير شِقِّ صاحبه وشَقَّ امْرَه يَشُقُّه شَقّاً فانْشَقَّ انْفَرَقَ وتبدّد اختلافاً وشَقَّ فلانٌ العصا أي فارق الجماعة وشَقَّ عصا الطاعة فانْشَقَّت وهو منه وأما قولهم شَقَّ الخوارجُ عصا المسلمين فمعناه أَنهم فرَّقوا جَمْعَهم وكلمتَهم وهو من الشَّقِّ الذي هو الصَّدْع وقال الليث الخارجيُّ يَشُقُّ عصا المسلمين ويِشاقُّهم خلافاً قال أَبو منصور جعل شَقَّهم العصا والمُشاقَّةَ واحداً وهما مختلفان على ما مر من تفسيرهما آنفاً قال الليث انشَقَّت عصاهما بعد الْتئامِها إذا تَفَرَّق يقال وانْشَقَّت العصا بالبَيْنِ وتَشَقَّقت قال قيس بن ذريح وناحَ غُرابُ البَيْنِ وانْشَقَّت العصا بِبَيْنٍ كما شَقَّ الأَدِيمَ الصَّوانِعُ وانْشَقَّت العصا أَي تفرّق الأَمرُ وشَقَّ عليَّ الأمرُ يَشقُّ شَقّاً ومَشقّة أَي ثَقُل عليّ والاسم الشِّقُّ بالكسر قال الأَزهري ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لولا أَن أَشُقَّ علي أُمّتي لأَمَرْتُهم بالسِّواك عند كلِّ صلاة المعنى لولا أَن أُثَقِّلَ على أُمتي من المَشَقّة وهي الشدة والشِّقُّ الشقيقُ الأَخُ ابن سيده شِقُّ الرجلِ وشَقِيقُه أخوه وجمع الشَّقِيقِ أَشِقَّاءُ يقال هو أَخي وشِقِّ نَفْسِي وفيه النساءُ شَقائِقُ الرجال أَي نظائرُهم وأمثالهم في الأَخْلاقِ والطِّباع كأنهن شُقِقْنَ منهم ولأن حَوّاء خلقتْ من آدم وشَقِيقُ الرجل أَخوه لأُمّه وأَبيه وفي الحديث أَنتم إخوانُنا وأَشِقَّاؤنا والشَّقِيقةُ داء يأْخذ في نصف الرأْس والوجه وفي التهذيب صُداع يأْخذ في نصف الرأْس والوجه وفي الحديث احْتَجَم وهو مُحْرِمٌ من شَقِيقةٍ هو نوع من صُداعٍ يَعْرِض في مُقَدَّمِ الرأْس وإلى أَحد جانبيه والشِّقُّ والمَشَقَّةُ الجهد والعناء ومنه قوله عز وجل إلا بِشِقّ الأَنْفُس وأكثر القراء على كسر الشين معناه إلا بجهد الأَنفس وكأنه اسم وكأَن الشَّقَّ فعل وقرأ أَبو جعفر وجماعة إلا بشَقّ الأَنفُس بالفتح قال ابن جني وهما بمعنى وأَنشد لعمرو بن مِلْقَطٍ وزعم أَنه في نوادر أَبي زيد والخَيْل قد تَجْشَمُ أَرْبابُها الشقْ قَ وقد تَعْتَسِفُ الرَّاوِيهْ قال ويجوز أَن يذهب في قوله إلى أَن الجهد يَنْقُص من قوة الرجل ونفسه حتى يجعله قد ذهب بالنصف من قوته فيكون الكسر على أَنه كالنصف والشِّقُّ المَشَقَّة قال ابن بري شاهد الكسر قول النمر بن تولب وذي إبِلٍ يَسْعَى ويحْسِبُها له أَخي نَصَبٍ مِنْ شِقِّها ودُؤُوبِ وقول العجاج أَصْبَحَ مَسْحولٌ يُوازِي شِقّا مَسْحولٌ يعني بَعِيره ويُوازي يُقاسي ابن سيده وحكى أَبو زيد فيه الشَّقّ بالفتح شَقَّ عليه يَشُقُّ شَقّاً والشُّقَّةُ بالضم معروفة من الثياب السبِيبةُ المستطيلة والجمع شِقاقٌ وشُقَقٌ وفي حديث عثمان أَنه أَرسل إلى امرأَة بشُقَيْقةٍ الشُّقّة جنس من الثياب وتصغيرُها شُقَيْقةٌ وقيل هي نصب ثوب والشُّقَّة والشِّقّةُ السفر البعيد يقال شُقَّةٌ شاقَّةٌ وربما قالوه بالكسر الأَزهري والشُّقَّةُ بُعْدُ مَسيرٍ إلى الأَرض البعيدة قال الله تعالى ولكن بَعُدَت عليهم الشُّقَّةُ وفي حديث وفد عبد القيس إنَّا نَأْتِيكَ من شُقَّةٍ بعيدة أَي مسافة بعيدة والشُّقَّةُ أَيضاً السفرُ الطويل وفي حديث زُهَير على فَرسٍ شَقَّاءَ مَقَّاءَ أَي طويلة والأشْقُّ الطويلُ من الرجال والخيل والاسم الشَّققُ والأُنثى شَقَّاء قال جابر أَخو بني معاوية بن بكر التغلبي ويومَ الكُلابِ اسْتَنْزَلَتْ أَسَلاتُنا شُرَحْبِيلَ إذْ آلى أَلِيَّة مُقْسِمِ لَيَنْتَزِعَنْ أَرماحَنا فأَزالَة أَبو خَنَشٍ عن ظَهْرِ شَقّاءَ صِلْدِمِ ويروى عن سَرْج يقول حلف عدوّنا لينتزعَنْ أَرماحَنا من أَيدينا فقتلناه أَبو عبيد تَشَقَّقَ الفرسُ تَشَقُّقاً إذا ضمَرَ وأَنشد وبالجِلالِ بَعْدَ ذاكَ يُعْلَيْن حتى تَشَقَّقْنَ ولَمَّا يَشْقَيْن واشْتِقاقُ الشيء بُنْيانُه من المُرتَجَل واشِْتِقاقُ الكلام الأَخذُ فيه يميناً وشمالاً واشْتِقاقُ الحرف من الحرف أَخْذُه منه ويقال شَقَّقَ الكلامَ إذا أَخرجه أَحْسَنَ مَخْرَج وفي حديث البيعة تَشْقِيقُ الكلام عليكم شديدٌ أي التطلُّبُ فيه لِيُخْرِجَه أَحسنَ مخرج واشْتَقَّ الخصمان وتَشاقَّا تلاحّا وأَخذا في الخصومة يميناً وشمالاً مع ترك القصد وهو الاشتِقاق والشَّقَقةُ الأعْداءُ واشْتَقَّ الفرسُ في عَدْوِه ذهب يميناً وشمالاً وفرس أَشَقُّ وقد اشْتَقَّ في عَدْوِه كأَنه يميل في أَحد شِقَّيْه وأَنشد وتَبارَيْت كما يمْشِي الأَشَقّ الأَزهري فرس أَشَقُّ له معنيان فالأصمعي يقول الأَشَقُّ الطويل قال وسمعت عقبة بن رؤبة يصف فرساً فقال أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقٌّ فجعله كله طولاً وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي الأَشَقُّ من الخيل الواسعُ ما بين الرجلين والشَّقَّاءُ المَقَّاءُ من الخيل الواسعة الأَرْفاغِ قال وسمعت أَعرابيّاً يسُبُّ أَمَةً فقال لها يا شَقَّاء مقَّاءُ فسأَلتْهُ عن تفسيرهما فأَشار إلى سَعة مَشَقِّ جَهازها والشّقِيقةُ قطعة غليظة بين كل حَبْلَي رَمْلٍ وهي مَكْرُمةٌ للنبات قال الأزهري هكذا فسره لي أَعْرابيٌّ قال وسمعته يقول في صفة الدَّهْناء وشقائِقها وهي سبعة أَحْبُلٍ بين كل حبلين شَقِيقةٌ وعَرْضُ كل حبلٍ مِيلٌ وكذلك عرضُ كلِّ شيء شَقِيقةٌ وأما قدرها في الطول فما بين يَبْرين إلى يَنْسوعةِ القُفّ فهو قدر خمسين ميلاً والشَّقِيقةُ الفرجة بين الحبلين من حبال الرمل تنبت العشب قال أَبو حنيفة الشَّقِيقة لين من غِلَظ الأرض يطول ما طال الحبل وقيل الشَّقِيقةُ فُرْجة في الرمال تنبت العشب والجمع الشَّقائِقُ قال شَمْعَلة بن الأَخضر ويومَ شَقِيقة الحسَنَيْنِ لاقَتْ يَنُو شَيْبانَ آجالاً قِصارا وقال ذو الرمة جِماد وشَرْقيّات رَمْلِ الشَّقائِق والحَسَنانِ نَقَوانِ من رمل بني سعد قال أَبو حنيفة وقال لي أَعرابي هو ما بين الأَمِيلَينِ يعني بالأَمِيل الحبلَ وفي حديث ابن عمرو في الأرض الخامسة حيَّاتٌ كالخَطائِط بين الشَّقائِق هي قِطَعٌ غلاظ بين حبال الرمل واحدتُها شَقِيقةٌ وقيل هي الرمال نفسها والشَّقِيقةُ والشَّقُوقةُ طائرٌ والأَشَقُّ اسم بلد قال الأَخطل في مُظْلِمٍ غَدِقِ الرَّبابِ كأَنَّما يَسْقِي الأَشَقَّ وعالِجاً بِدَوالي والشِّقْشِقةُ لَهاةُ البعير ولا تكون إلا للعربيّ من الإبل وقيل هو شيء كالرِّئة يخرجها البعير من فيه إذا هاج والجمع الشَّقاشِقُ ومنه سُمّي الخطباء شَقاشِقَ شَبَّهوا المِكْثار بالبعير الكثير الهَدْرِ وفي حديث علي رضي الله عنه أن كثيراً من الخُطَبِ من شقاشِق الشيطان فجعل للشيطان شَقاشِقَ ونسبَ الخطبَ إليه لِما يدخل فيها من الكذب قال أَبو منصور شبّه الذي يَتَفَيْهَقُ في كلامه ويَسْرُده سَرْداً لا يبالي ما قال من صِدْقٍ أو كذب بالشيطان وإسْخاطه ربّه والعرب تقول للخطيب الجَهِرِ الصوت الماهر بالكلام هو أَهْرَتُ الشِّقْشِقة وهَرِيتُ الشّدْق ومنه قول ابن مقبل يذكر قوماً بالخَطابة هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلاَّمُون للجُزُرِ قال الأزهري وسمعت غير واحد من العرب يقول للشِّقْشِقة شِمْشِقةٌ وحكاه شمر عنهم أَيضاً وشَقْشَقَ الفحلُ شَقْشَقةً هدَر والعصفورُ يُشَقْشِقُ في صوته وإذا قالوا للخطيب ذو شِقْشَِقةٍ قإنما يشبّه بالفحل قال ابن بري ومنه قول الأعشى واقْنَ فإني فَطِنٌ عالمٌ أَفْطَعُ مِنْ شِقْشِقةِ الهادرِ وقال النضر الشِّقْشِقةُ جلدة في حلق الجمل العربي ينفخ فيها الريح فتنتفخ فيهدر فيها قال ابن الأَثير الشِّقْشِقةُ الجلدةُ الحمراء التي يخرجها الجمل من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شِدْقِه ولا تكون إلا للجمل العربي قال كذا قال الهروي وفيه نظر شبه الفصيحَ المِنْطِيقَ بالفحل الهادر ولِسانَه بشِقْشِقَتهِ ونسَبها إلى الشيطان لِمَا يدخل فيه من الكذب والباطل وكونِه لا يُبالي بما قال وأَخرجه الهروي عن علي وهو في كتاب أَبي عبيدة وغيره عن عمر ورضي الله عنهم أجَمعين وفي حديث علي رضوان الله عليه في خطبة له تِلْك شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثم قَرَّتْ ويروى له في شعر لِساناً كشِقْشِقةِ الأَرْحَبيْ يِ أَو كالحُسامِ اليَماني الذَّكَرْ وفي حديث قُسٍّ فإذا أَنا بالفَنِيق يُشَقْشِقُ النُّوقَ قيل إنه بمعنى يُشَقِّقُ ولو كان مأْخوذاً من الشِّقْشقة لجاز كأَنه يَهْدِر وهو بينها وفلان شِقْشِقة قومه أَي شريفُهم وفَصِيحُهم قال ذو الرمة كأَن أَباهم نَهْشَلٌ أو كأَنَّه بشِقْشِقةٍ من رَهْطِ قَبْسِ بنِ عاصمِ وأَهلُ العراق يقولون للمُطَرْمِذ الصَّلِفِ شَقَّاق وليس من كلام العرب ولا يعرفونه وشِقٌّ اسم كاهن من كُهَّان العرب وشَقِيقٌ أَيضاً اسم والشَّقِيقةُ اسم جدة النعمان بن المنذر قال ابن الكلبي وهي بنت أبي ربيعة بن ذُهْل بن شيبان قال النابغة الذبياني يهجو النعمان حَدِّثوني بني الشَّقِيقةِ ما يم نع فَقْعاً بِقَرْقَرٍ أن يَزولا ؟

شقرق
الشِّقِرَّاقُ والشَّقِرَّاقُ طائر يسمى الأَخْيَلَ والعرب تتشاءم به وربما قالوا شِرِقْراق مثل سِرِطْراط قال الفراء الأَخْيَلُ الشِّقِرَّاق عند العرب بكسر الشين وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أنه قال الأَخْطَب هو الشَّقرَّاق بفتح الشين اللحياني شِقِرَّاق ذكره في باب فِعِلاْل الليث الشِّقِرَّاق والشّرَقْراق لغتان طائر يكون في أَرض الحَرَم في منابت النخيل كقدر الهدهد مرقَّط بحمرة وخضرة وبياض وسواد والله أَعلم

شلق
: الشِّلْقُ : شيء على خِلْقَة السَّمْكَة صغير له رِجْلان عند ذنبه كرِجْل الضفدع لا يدان له يكون في أَنهار البصرة وليست بعربية . ابن الأَعْرابيّ : الشِّلْقُ الأَنْكَلِيسُ من السَّمَكِ وهو الجِرِّيُّ والجِرِّيت وقيل : الشِّلْق من سمك البحرين . و الشَّلْقُ : الضَّرْبُ والبَضْعُ وليس بعربي محض . و شَلَقَه يَشْلُقه شَلْقاً : ضربه بسوط أَو غيره . و الشَّوْلَقِيُّ : الذي بيع الحلاوَة بلغة ربيعة والفُرْس تسمِّيه الرسَّ من الرجال . أَبو عمرو : الشَّلَقَةُ الرَّاضَةُ . و الشِّلْقاءُ : السِّكِّين على وزنِ الحِرْباء وقال عمرو بن بحر : الضَّبُّ المَكُونُ إِذا باضت البيضةَ قيل سَرَأَت وبيضها سَرْءٌ وإِذا أَلْقَتْ بيضَها فهي شَلَقَةٌ

شلمق
أَبو عمرو يقال للعجوز شَمْلَق وشَلْمَق وسَمْلَق وسَلْمَق

شمق
الشَّمَقُ مَرَحُ الجنون وفي التهذيب شبْهُ مَرَحِ الجنون شَمِقَ شَمَقاً وشَماقةً قال رؤبة كأَنَّه إذ راحَ مَسْلُوسُ الشَّمَقْ وقد شَمِقَ يَشْمَقُ شَمَقاً إذا نَشِط والشَّمَقُ النشاط والأَشْمَق اللُّغام المختلط بالدم وفي التهذيب لُغام الجمل قال الراجز يَنْفُخْن مَشْكولَ اللُّغامِ أَشْمَقا يعني جمالاً يَتَهادَرْنَ والشِّمِقُّ والشَّمَقْمَقُ الطويلُ وفي التهذيب الطويلُ الجسيم من الرجال وقيل الشَّمَقْمَقُ النشيط وثوب شَمِقٌ مخرّق ومَرْوان بن محمد الشاعر يكنى بأَبى الشَّمَقْمَق

شمرق
ثوب مُشَمْرَق وشُمارِق كمُشَبْرق وشُبارِق عن اللحياني قال ابن سيده وعندي أَنه بدل وشُمارِق كشُبارِق

شمشلق
الشَّمْشَلِيقُ والشَّفْشَلِيقُ المُسِنّةُ الأَزهري الشَّمْشَلِيقُ من النساء السريعةُ المشي الصَّخَّابةُ وأَنشد بضَرّةٍ تَشُلُّ في وَسِيِقها نَأْآجةِ العَدْوَةِ شَمْشَلِيقِها صَلِيبةِ الصَّيْحة صَهْصَلِيقِها والشَّمْشَلِيقُ الخفيف وأنشد لأبي محصة ( ) ( قوله « محصة » كذا بالأصل وفي شرح القاموس محيصة )
وهَبْتُه ليس بشَمْشَلِيقِ ولا دَحُوقِ العَيْنِ حَنْدَقُوقِ ولا يُبالي الجَوْرَ في الطَّرِيقِ والشَّمْشَليقُ الطويل السمين

شملق
الشَّمْلَقُ السيئة الخلق وقيل هي العجوز الهَرِمة قال أَشْكو إلى الله عِيالاً دَرْدَقا مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزاً شَمْلَقا وقيل إنما هي سَمْلَق وإن أبا عبيد صحّفه

شنق
الشَّنَقُ طولُ الرأْس كأَنما يُمَدُّ صُعُداً وأَنشد كأَنَّها كَبْداءُ تَنْزُو في الشَّنَقْ
( * قوله « كأنها كبداء تنزو إلخ » في شرح القاموس ما نصه هكذا في اللسان وهو لرؤبة يصف صائداً والرواية سوّى لها كبداء )
وشَنَقَ البَعيرَ يَشْنِقُه ويَشْنُقُه شَنْقاً وأَشْنَقَه إذا جذب خطامه وكفَّه بزمامه وهو راكبه من قِبَل رأْسِه حتى يُلْزِقَ ذِفْراه بقادمة الرحل وقيل شَنَقَه إذا مدّه بالزمام حتى يرفع رأْسه وأَشْنَقَ البعيرُ بنفسه رَفع رأْسَه يتعدى ولا يتعدى قال ابن جني شَنَقَ البعيرَ وأَشْنَق هو جاءت فيه القضية معكوسة مخالفة للعادة وذلك أَنك تجد فيها فَعَلَ متعدياً وأَفْعَلَ غير متعد قال وعلة ذلك عندي أَنه جعل تعدِّي فَعَلْت وجمود أَفْعَلْت كالعوض لِفَعَلْت من غلبة أَفْعَلْت لها على التعدي نحو جلس وأَجلست كما جعل قلب الياء واواً في البَقْوَى والرَّعْوَى عوضاً للواو من كثرة دخول الياء عليها وأُنْشِدَ طلحةُ قصيدة فما زال شانِقاً راحلتَه حتى كتبت له وهو التيمي ليس الخزاعي وفي حديث علي رضوان الله عليه إن أَشْنَقَ لها خَرَمَ أي إن بالع في إشْناقِها خَرَمَ أَنْفَها ويقال شَنَقَ لها وأَشْنَقَ لها وفي حديث جابر فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أَوّلَ طالع فأَشْرَعَ ناقتَه فشَرِبَت وشَنَقَ لها وفي حديث عمر رضي الله عنه سأَله رجل مُحْرِمٌ فقال عَنَّت لي عِكْرِشةٌ فشَنَقْتُها بحَبُوبة أَي رميتها حتى كَفَّت عن العدوِ والشِّناقُ حبل يجذب به رأْس البعير والناقةِ والجمع أَشْنِقةٌ وشُنُقٌ وشَنَقَ البعيرَ والناقةَ يَشْنِقُه شَنْقاً شدّهما بالشِّناق وشَنَقَ الخلِيّةَ يَشْنِقها شَنْقاً وشَنَّقها وذلك أَن يَعمِد إلى عود فيَبْرِيه ثم يأْخذ قُرْصاً من قِرَصةِ العسل فيُثْبت ذلك العودَ في أَسفل القُرْص ثم يقيمه في عرْضِ الخلية فربما شَنَقَ في الخلية القُرْصَين والثلاثة وإنما يفعل هذا إذا أَرْضعت النحلُ أولادهَا واسم ذلك الشيء الشَّنِيقُ وشَنَقَ رأْسَ الدابة شدَّه إلى أَعلى شجرة أو وَتَدٍ مرتفع حتى يمتد عنقها وينتصب والشِّناقُ الطويل قال الراجز قد قَرنَوني بامْرِئٍ شِناقِ شَمَرْدلٍ يابسِ عَظْمِ السّاقِ وفي حديث الحجاج ويزيد بن المهلب وفي الدِّرْع ضَخْم المَنْكِبَيْنِ شِناق أي طويل النضر الشَّنَقُ الجيّد من الأوتار وهو السَّمْهَرِيّ الطويل والشَّنَقُ طول الرأْس ابن سيده والشَّنَقُ الطولُ عُنُقٌ أَشْنَقُ وفرس أَشْنَقُ ومَشْنُوقٌ طويل الرأْس وكذلك البعير والأُنثى شَنْقاء وشِناق التهذيب ويقال للفرس الطويلِ شِناقٌ ومَشْنوقٌ وأَنشد يَمَّمْتُه بأَسِيلِ الخَدِّ مُنْتَصبٍ خاظِي البَضِيع كمِثْل الجِذْع مَشْنوق ابن شميل ناقة شِناقٌ أَي طويلة سَطْعاء وجمل شِناقٌ طويل في دِقّةٍ ورجلِ شِناقٌ وامرأَة شِناقٌ لا يثنى ولا يجمع ومثله ناقةٌ نِيافٌ وجمل نِيافٌ لا يثنى ولا يجمع وشَنِقَ شَنَقاً وشَنَقَ هَوِيَ شيئاً فبقي كأَنه مُعلّقٌ وقَلْبٌ شَنِقٌ هيْمان والقلب الشَّنِقُ المِشْناقُ الطامحُ إلى كل شيء وأَنشد يا مَنْ لِقَلْبٍ شَنِقٍ مِشْناق ورجل شَنِقٌ مُعَلَّقُ القلب حذر قال الأَخطل وقد أَقولُ لِثُوْرٍ هل ترى ظُعُناً يَحْدو بهنّ حِذارِي مُشْفِقٌ شَنِقُ ؟ وشِناقُ القِربةِ علاقتُها وكل خيط علقت به شيئاً شِناقٌ وأَشْنَقَ القربة إشْناقاً جعل لها شِناقاً وشدَّها به وعلقها وهو خيط يشد به فم القربة وفي حديث ابن عباس أَنه بات عند النبي صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة قال فقام من الليل يصلي فحَلَّ شِناقَ القربة قال أَبو عبيدة شِناقُ القربة هو الخيط والسير الذي تُعلّق به القربةُ على الوتد قال الأَزهري وقيل في الشِّناق إنه الخيط الذي تُوكِئُ به فمَ القربة أَو المزادة قال والحديث يدل على هذا لأن العِصامَ الذي تُعَلَّق به القربة لا يُحَلّ إنما يُحَلُّ الوكاء ليصب الماء فالشِّناقُ هو الوكاء وإنما حلّه النبي صلى الله عليه وسلم لمّا قام من الليل ليتطهر من ماء تلك القربة ويقال شَنَقَ القربةَ وأَشْنَقَها إذا أَوكأَها وإذا علقها أَبو عمرو الشيباني الشِّناقُ أن تُغَلَّ اليد إلى العُنُقِ وقال عدي ساءَها ما بنا تَبَيَّنَ في الأَيْ دي وإشْناقُها إلى الأَعْناقِ وقال ابن الأَعرابي الإشْناقُ أَن تَرْفَعَ يدَه بالغُلّ إلى عنقه أَبو سعيد أَشْنَقْتُ الشيء وشَنَقْتُه إذا علَّقته وقال الهذلي يصف قوساً ونبلاً شَنَقْت بها مَعابِلَ مُرْهَفاتٍ مُسالاتِ الأَغِرَّة كالقِراطِ قال شَنَقْتُ جعلت الوتر في النبل قال والقِراطُ شُعْلة السِّراج والشِّناق والأَشْناقُ ما بين الفريضتين من الإبل والغنم فما زاد على العَشْر لا يؤخذ منه شيء حتى تتم الفريضة الثانية واحدها شَنَقٌ وخص بعضهم بالأَشْناق الإبلَ وفي الحديث لا شِناقَ أَي لا يؤخذ من الشَّنَقِ حتى يتمّ والشِّناقُ أَيضاً ما دون الدية وقيل الشَّنَقُ أَن تزيد الإبل على المائة خمساً أو ستّاً في الحَمالة قيل كان الرجل من العرب إذا حمل حَمالةً زاد أَصحابَها ليقطع أَلسنتهم ولِيُنْسَبَ إلى الوفاء وأَشْناقُ الدية دياتُ جراحات دون التمام وقيل هي زيادة فيها واشتقاقها من تعليقها بالدية العظمى وقيل الشَّنَقُ من الدية ما لا قود فيه كالخَدْش ونحو ذلك والجمع أشْناقٌ والشَّنَقُ في الصدقة ما بين الفريضتين والشَّنَقُ أَيضاً ما دون الدية وذلك أَن يسوق ذُو الحَمالةِ مائة من الإبل وهي الدية كاملة فإذا كانت معها ديات جراحات لا تبلغ الدية فتلك هي الأَشْناقُ كأَنها متعلقة بالدية العظمى ومنه قول الشاعر بأَشْناقِ الدِّياتِ إلى الكُمول قال أَبو عبيد الشِّناقُ ما بين الفريضتين قال وكذلك أَشْناقُ الديات ورَدّ ابن قتيبة عليه وقال لم أَر أَشْناقَ الدياتِ من أَشناقِ الفرائض في شيء لأنّ الديات ليس فيها شيء يزيد على حد من عددها أو جنس من أجناسها وأَشْناقُ الديات اختلاف أَجناسها نحو بنات المخاض وبنات اللبون والحقاق والجذاع كلُّ جنس منها شَنَقّ قال أَبو بكر والصواب ما قال أَبو عبيد لأَن الأَشْناقَ في الديات بمنزلة الأَشْناقِ في الصدقات إذا كان الشَّنَقُ في الصدقة ما زاد على الفريضة من الإبل وقال ابن الأَعرابي والأَصمعي والأثرم كان السيد إذا أَعطى الدية زاد عليها خمساً من الإبل ليبين بذلك فضله وكرمه فالشَّنَقُ من الدية بمنزلة الشَّنَقِ في الفريضة إذا كان فيها لغواً كما أنه في الدية لغو ليس بواجب إنما تَكرُّمٌ من المعطي أَبو عمرو الشيباني الشَّنَقُ في خَمْسٍ من الإبل شاة وفي عشر شاتان وفي خمس عشرة ثلاث شياه وفي عشرين أَربع شياه فالشاة شَنَقٌ والشاتان شَنَقٌ والثلاث شياه شَنَقٌ والأربع شياه شَنَقٌ وما فوق ذلك فهو فريضة وروي عن أحمد بن حنبل أَن الشَّنَقَ ما دون الفريضة مطلقاً كما دون الأَربعين من الغنم وفي الكتاب الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم لوائل بن حُجْر لا خِلاطَ ولا وِراطَ ولا شِناقَ قال أَبو عبيد قوله لا شِناقَ فإن الشَّنَقَ ما بين الفريضتين وهو ما زاد من الإبل على الخمس إلى العشر وما زاد على العشر إلى خمس عشرة يقول لا يؤخذ من الشَّنَقِ حتى يتم وكذلك جميع الأشْناقِ وقال الأَخطل يمدح رجلاً قَرْم تُعَلَّقُ أَشْناقُ الدّيات به إذا المِئُونَ أُمِرَّتْ فَوْقَه حَملا وروى شمر عن ابن الأعرابي في قوله قَرْم تُعَلَّقُ أَشْناقُ الدِّيات به يقول يحتمل الديات وافية كاملة زائدة وقال غيرُ ابن الأَعرابي في ذلك إن أَشْناقَ الديات أَصنافُها فدِيَةُ الخطإِ المحض مائةٌ من الإبل تحملها العاقلةُ أَخْماساً عشرون ابنة مخاض وعشرون ابنة لبون وعشرون ابن لبون وعشرون حِقَّةً وعشرون جَذَعةً وهي أَشْناقٌ أَيضاً كما وصَفْنا وهذا تفسير قول الأخطل يمدح رئيساً يتحمل الديات وما دون الديات فيُؤَدِّيها ليُصْلِحَ بين العشائر ويَحْقُنَ الدِّماء والذي وقع في شعر الأَخطل ضَخْمٍ تعلَّق بالخفض على النعت لما قبله وهو وفارسٍ غير وَقَّافٍ برايتهِ يومَ الكرَيهة حتى يَعْمَل الأَسَلا والأَشْناقُ جمع شَنَق وله معنيان أَحدهما أَن يَزِيدَ مُعْطي الحَمالةِ على المائة خَمْساً أو نحوها ليُعْلَم به وفاؤه وهو المراد في بيت الأخطل والمعنى الآخر أَن يُرِيدَ بالأَشْناق الأُرُوشَ كلَّها على ما فسره الجوهري قال أَبو سعيد الضرير قول أَبي عبيد الشَّنَقُ ما بين الخَمْس إلى العشر مُحالٌ إنما هو إلى تسع فإذا بلغ العَشْرَ ففيها شاتان وكذلك قوله ما بين العشرة إلى خَمْس عَشْرةَ وكان حقُّه أَن يقول إلى أَرْبَعَ عَشْرة لأَنها إذا بلغت خَمْسَ عَشْرةَ ففيها ثلاثُ شِياه قال أَبو سعيد وإنما سمي الشَّنَقُ شَنَقاً لأَنه لم يؤخذ منه شيء وأَشْنَقَ إلى ما يليه مما أُخذ منه أَي أضيف وجُمِعَ قال ومعنى قوله لا شِناقَ أَي لا يُشْنِقُ الرجل غنمه وإبله إلى غنم غيره ليبطل عن نفسه ما يجب عليه من الصدقة وذلك أَن يكون لكل واحد منهما أَربعون شاة فيجب عليهما شاتان فإذا أَشْنَقَ أَحدُهما غنمَه إلى غنم الآخر فوجدها المُصَدِّقُ في يده أَخَذَ منها شاة قال وقوله لا شِناقَ أي لا يُشْنِقُ الرجلُ غنمه أو إبله إلى مال غيره ليبطل الصدقة وقيل لا تَشانَقُوا فتجمعوا بين متفرق قال وهو مثل قوله ولا خِلاطَ قال أَبو سعيد وللعرب أَلفاظ في هذا الباب لم يعرفها أَبو عبيد يقولون إذا وجب على الرجل شاة في خمس من الإبل قد أَشْنَقَ الرجلُ أَي وجب عليه شَنَقٌ فلا يزال مُشْنِقاً إلى أن تبلغ إبله خمساً وعشرين فكل شيء يؤدِّيه فيها فهي أَشْناقٌ أَربَعٌ من الغنم في عشرين إلى أَربع وعشرين فإذا بلغت خمساً وعشرين ففيها بنتُ مَخاضٍ مُعَقَّلٍ أي مُؤَدّىً للعقال فإذا بلغت إبلُه ستّاً وثلاثين إلى خمس وأَربعين فقد أَفْرَضَ أي وجبت في إبله فريضة قال الفراء حكى الكسائي عن بعض العرب الشَّنَقُ إلى خمس وعشرين قال والشَّنَقُ ما لم تجب فيه الفريضة يريد ما بين خمس إلى خمس وعشرين قال محمد بن المكرم عفا الله عنه قد أَطلق أَبو سعيد الضريرُ لِسانَه في أَبي عبيد ونَدَّدَ به بما انْتَقَده عليه بقوله أَوّلاً إن قوله الشَّنَقُ ما بين الخَمْسِ إلى العَشْرِ مُحالٌ إنما هو إلى تسع وكذلك قوله ما بين العَشْرِ إلى خَمْسَ عَشْرةَ كان حقه أَن يقول إلى أَربعَ عشرة ثم بقوله ثانياً إن للعرب أَلفاظاً لم يعرفها أبو عبيد وهذه مشاحَّةٌ في اللفظ واستخفافٌ بالعلماء وأَبو عبيد رحمه الله لم يَخْفَ عنه ذلك وإنما قصد ما بين الفريضتين فاحتاج إلى تسميتها ولا يصح له قول الفريضتين إلا إذا سماهما فيضطر أن يقول عشر أو خمس عشرة وهو إذا قال تسعاً أو أربع عشرة فليس هناك فريضتان وليس هذا الانتقاد بشيء ألا ترى إلى ما حكاه الفراء عن الكسائي عن بعض العرب الشَّنَقُ إلى خمس وعشرين ؟ وتفسيره بأنه يريد ما بين الخمس إلى خمس وعشرين وكان على زعم أبي سعيد يقول الشَّنَقُ إلى أربع وعشرين لأنها إذا بلغت خمساً وعشرين ففيها بنت مخاض ولم ينتقد هذا القول على الفراء ولا على الكسائي ولا على العربي المنقول عنه وما ذاك إلا لأنه قصد حَدَّ الفريضتين وهذا انْحِمال من أبي سعيد على أبي عبيد والله أعلم والأشْناقُ الأُروشُ أَرْش السِنُّ وأَرْشُ المُوضِحة والعينِ القائمة واليد الشلاَّء لا يزال يقال له أَرْشٌ حتى يكونَ تكملَة ديةٍ كاملة قال الكميت كأَنّ الدِّياتِ إذا عُلِّقَتْ مِئُوها به والشَّنَقُ الأَسْفَلُ وهو ما كان دون الدِّية من المَعاقِل الصِّغارِ قال الأَصمعي الشَّنَقُ ما دون الدية والفَضْلةُ تَفْضُل يقول فهذه الأَشْناقُ عليه مثل العَلائِق على البعير لا يكترث بها وإذا أُمِرَّت المئون فوقَه حَمَلها وأُمِرَّت شُدَّت فوقه بمرارٍ والمِرارُ الحَبْلُ وقال غيره في تفسير بيت الكميت الشَّنَقُ شَنَقانِ الشَّنَقُ الأَسْفَلُ والشَّنَقُ الأَعلى قالشَّنَقُ الأسفل شاةٌ تجب في خَمْس من الإبل والشَّنَقُ الأعلى ابنةُ مخاض تجب في خمس وعشرين من الإبل وقال آخرون الشَّنَقُ الأَسْفلُ في الديات عشرون ابنة مخاضٍ والشَّنَقُ الأعلى عشرون جذعةً ولكلٍّ مقالٌ لأنها كلَّها أَشْناقٌ ومعنى البيت أنه يستَخِفُّ الحمالاتِ وإعطاءَ الديات فكأَنه إذا غَرِمَ دِياتٍ كثيرةً غَرِمَ عشرين بعيراً لاستخفافه إيّاها وقال رجل من العرب مِنَّا مَنْ يُشْنِقُ أي بعطي الأَشْناقَ وهي ما بين الفريضتين من الإبل فإذا كانت من البقر فهي الأَوْقاص قال ويكون يُشْنِقُ يعطي الشُّنُقَ وهي الحبال واحدها شِناقٌ ويكون يُشْنِقُ يعطي الشَّنَقَ وهو الأَرْش وقال في موضع آخر أَشْنق الرجلُ إذا أخذ الشَّنَقَ يعني أَرْشَ الخَرْقِ في الثوب ولحم مُشَنَّقٌ أي مقطّع مأْخوذ من أشْناق الدية والشِّناقُ أن يكون على الرجل والرجلين أو الثلاثةِ أشْناقٌ إذا تفرّقت أَموالهم فيقول بعضهم لبعض شانِقْني أي اخْلِطْ مالي ومالَك فإنه إن تفرّق وجب علينا شَنَقانِ فإن اختلط خَفَّ علينا فالشِّناقُ المشاركة في الشَّنَقِ والشَّنَقَينِ والمُشَنَّقُ العجين الذي يُقطَّع ويعمل بالزيت ابن الأعرابي إذا قُطِّع العجين كُتَلاً على الخِوانِ قبل أن يبسط فهو الفَرَزْدَق والمُشَنَّقُ والعَجاجير ورجل شِنِّيقٌ سَيءُ الخُلُق وبنو شَنوقٍ بطن والشَّنِيق الدَّعِيّ قال الشاعر أنا الدَّاخِلُ الباب الذي لا يَرومُه دَنيٌّ ولا يُدْعَى إليه شَنِيقُ وفي قصة سليمان على نبينا وعليه الصلاة والسلام احْشُروا الطيرَ إلا الشَّنْقاءَ هي التي تزُقُّ فِراخَها

شنتق
الشُّنْتُقةُ خِرْقةٌ تكون على رأْس المرأَة تقي بها الخِمارَ من الدُّهْن

شندق
شَنْدَق اسم أَعجمي معرب

شنفلق
الشَّنْفَلِيق الضخمة من النساء

شهق
الشَّهِيقُ أَقِبحُ الأصوات شَهِقَ وشَهَقَ يَشْهَقُ ويَشْهِقُ شَهِيقاً وشُهاقاً وبعضهم يقول شُهوقاً ردَّد البكاء في صدره الجوهري شهق يشهق ارتفع وشَهِيقُ الحمار آخر صوته وزفيره أوَّله وقيل شَهِيقُ الحمار نَهيقه ويقال الشَّهِيق ردُّ النفَس والزَّفِيرُ إخراجه الليث الشَّهِيقُ ضد الزفير والزفير إخراج النفس قال الله عز وجل في صفة أهل النار لهم فيها زَفِيرٌ وشَهِيق قال الزجاج الزَّفِير والشَّهِيق من أَصوات المكروبين قال والزفير من شديد الأنِين وقبيحه والشَّهِيقُ الأنِينُ الشديد المرتفع جدّاً قال وزعم بعض أَهل اللغة من البصريين والكوفيين أن الزفير بمنزلة ابتداء صوت الحمار من النهيق والشهيق بمنزلة آخر صوته في الشَّهِيق وروي عن الربيع في قوله لهم فيها زَفِير وشَهِيق قال الزفير في الحلق والشَّهِيق في الصدر ورجل ذو شاهقٍ شديدُ الغضب ويقال للرجل إذا اشتد غضبه إنه لذو شاهقٍ وإنه لذو صاهلٍ وفحل ذو شاهقٍ وذو صاهلٍ إذا هاجَ وصالَ فسمعت له صوتاً يخرج من جوفه الأَصمعي يقال شَهَقت وشَهِقَت عين الناظر عليه إذا أَصابه بعين وقال مزاحم العقيلي إذا شَهِقت عَيْنٌ عليه عَزَوْتُه لغير أَبيه أو تَسَنَّيْتُ راقِيا أَخبر أَنه إذا فتح إنسان عينه عليه فخشيت أن يصيبه بعينه قلت هو هجِين لأَرُدَّ عينَ الناظر عنه وإعجابَه به والشَّهْقة كالصيحة يقال شَهَقَ فلانٌ وشَهِقَ شَهْقةً فمات والتَّشْهاقُ الشَّهِيق وقال حنظلة بن شَرْقيّ وكنيته أَبو الطَّمَحان بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناتِه وطَعْنٍ كتَشْهاق العِفَا هَمَّ بالنَّهْقِ ويقال ضَحِكٌ تَشْهاق قال ابن ميّادة تقول خَوْدٌ ذاتُ طَرْفٍ بَرَّاقْ مَزَّاحةً تَقْطعُ هَمَّ المُشْتاقْ ذاتُ أَقاويلَ وضَحْكٍ تَشْهاقْ هلاَّ اشتَرَيْتَ حِنْطةً بالرُّسْتاقْ سَمْراءَ ممّا دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ ؟ والشاهِقُ الجبل المرتفع وجبل شاهِقٌ طويل عالٍ وقد شَهَق شُهوقاً وكل ما رُفِعَ من بناء أو غيره وطال فهو شاهِقٌ وقد شَهَقَ ومنه يقال شَهِقَ يَشْهَقُ إذا تَنفَّس تنفُّساً ومنه الجبل الشاهِقُ وجبل شاهِقٌ ممتنع طولاً والجمع شواهق وفي حديث بدء الوحي ليتَرَدَّى من رُؤوس الجبال أي شواهِق الجبال أي عواليها

شهرق
الشَّهْرقُ القصبة التي يُدير حولها الحائكُ الغزلَ كلمة فارسية قد استعملها العرب قال رؤبة رأَيتُ في جَنْبِ القَتامِ الأَبْرقا كفِلْكةِ الطاوِي أَدارَ الشَّهْرَقا وكذلك شَهْرقُ الحائِك والخارط والحفّار كله عن أبي حنيفة

شوق
الشَّوْقُ والاشْتياقُ نِزاعُ النفس إلى الشيء والجمع أَشْواقٌ شاقَ إليه شَوْقاً وتَشَوَّق واشتاقَ اشْتياقاً والشَّوْقُ حركة الهوى والشُّوق العُشّاق ويقال شُقْ شُقْ إذا أَمرته أَن يُشَوِّقَ إنساناً إلى الآخرة ويقال شاقَني الشيءُ يَشُوقُني فهو شائِقٌ وأنا مَشوقٌ وقوله يا دارَ سَلمى بِدَكادِيك البُرَقْ صَبْراً فقد هَيَّجْتِ شَوقَ المُشْتَئِقْ إنما أَراد المشتاق فأَبدل الألف همزة قال سيبويه همز ما ليس بمهموز ضرورة وقال ابن جني القول عندي أَنه اضطر إلى حركة الألف التي قبل القاف من المُشتاق لأنها تقابل لام مستفعلن فلما حركها انقلبت همزة إلا أَنه اختار لها الكسر لأنه أَراد الكسرة التي كانت في الواو التي انقلبت الألف عنها وذلك أنه مُفْتَعِلن من الشَّوْق وأصله مُشْتَوِق ثم قلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها فلما احتاج إلى حركة الألف حركها بمثل الكسرة التي كانت في الواو هي أصل الألف وشاقَني شَوْقاً وشَوَّقَنى هاجني فَتَشوَّقْت إذا هَيَّجَ شَوقَك ويقال منه شاقَني حُسْنُها وذِكْرُها يَشُوقني أي هيّج شَوْقي وقوله أَنشده ابن الأَعرابي إلى ظُعُنٍ للمالكيّة غُدْوةً فيا لَكَ مِنْ مَرْأَى أَشاقَ وأَبعدا فسره فقال معناه وجدناه شائقاً بعيداً وشاقَ الطُّنُبَ إلى الوتد شَوْقاً مدَّه إليه فأَوثقه به ابن بزرج شُقْتُ القربة أَشُوقُها نَصَبْتُها مُسْنَدة إلى الحائط فهي مَشُوقة والشِّيقُ والشِّيَاقُ كالنِّياط انقلبت الواو فيها ياء للكسرة ورجل أَشْوَقُ طويل

شيق
الشِّيقُ شعر ذنب الدابة والشِّيقُ البُرَكُ واحدته شِيقةٌ طائر والشِّيق الشَّقُّ في الجبل والشِّيق ما جُذِبَ والشِّيقُ ما لم يزل والشِّيقُ رأْسُ الأُدافِ والشِّيقُ شعر الفرس والشِّيقُ الجانب يقال امتلأَ من الشِّيقِ إلى الشِّيقِ والشِّيقُ سُقْعٌ مستوٍ دقيق في لِهْب الجبل لا يستطاع ارتقاؤه وأَنشد إحْلِيلُها شَقُّ كشَقِّ الشِّيقِ وقيل هو أَعلى الجبل وقيل هو الجبل قال أَبو ذؤيب الهذلي تأَبَّط خافةً فيها مِسابٌ فأَصبَحَ يَقْتَري مَسَداً بِشِيقِ أراد يقتري شِيقاً بمسد فقلبه ويقال هو أصعب موضع في الجبل قال الشاعر شَغْواءُ تُوطِنُ بين الشِّيقِ والنِّيقِ وقوله يَقْتَري مَسَداً أَراد أَنه يتبع هذا الحبل المربوط في الشِّيق عند نزوله إلى موضع تعسيل النحل فيكون شِيق في موضع الصفة لمسَدٍ ولا يحتاج إلى أن يجعل مقلوباً والمِسابُ سقاء العسل وأَصله الهمز فخففه والشِّيقُ ضَرْبٌ من السمك والشِّياقُ مثل النِّياط يقال شِقْتُ الطُّنُبَ إلى الوتد مثل نُطْته قال دريد بن الصمة يرثي أخاه فجئتُ إليه والرِّماحُ يَشِقْنَه كوَقْعِ الصَّياصِي في النَّسيجِ المُمَدَّدِ ويروى تَنُوشُه

صدق
الصِّدْق نقيض الكذب صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقاً وصِدْقاً وتَصْداقاً وصَدَّقه قَبِل قولَه وصدَقَه الحديث أَنبأَه بالصِّدْق قال الأَعشى فصدَقْتُها وكَذَبْتُها والمَرْءُ يَنْفَعُه كِذابُهْ ويقال صَدَقْتُ القومَ أي قلت لهم صِدْقاً وكذلك من الوعيد إذا أَوقعت بهم قلت صَدَقْتُهم ومن أَمثالهم الصِّدقُ ينبئُ عنك لا الوَعِيد ورجل صَدُوقٌ أبلغ من الصادق وفي المثل صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه وأَصله أن رجلاً أَراد بيع بَكْرٍ له فقال للمشتري إنه جمل فقال المشتري بل هو بَكْرٌ فينما هما كذلك إذ ندَّ البكر فصاح به صاحِبُه هِدَعْ وهذه كلمة يسكَّن بها صغار الإبل إذا نفرت وقيل يسكن بها البَكارة خاصَّة فقال المشتري صدقَني سِنَّ بَكْرِه وفي حديث علي رضي الله عنه صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه وهو مثل يضرب للصادق في خبره والمُصَدِّقُ الذي يُصَدِّقُك في حديثك وكَلْبٌ تقلب الصاد مع القاف زاياً تقول ازْدُقْني أي اصْدُقْني وقد بيَّن سيبويه هذا الضرب من المضارعة في باب الإدغام وقوله تعالى لِيَسْأَلَ الصَّادِقينَ عن صِدْقِهم تأْويله ليسأل المُبَلِّغين من الرسل عن صِدْقِهم في تبليغهم وتأْويل سؤالهم التبكيتُ للذين كفروا بهم لأن الله تعالى يعلم أَنهم صادِقُون ورجل صِدْقٌ وامرأَة صِدْقٌ وُصِفا بالمصدر وصِدْقٌ صادِقٌ كقولهم شِعْرٌ شاعِرٌ يريدون المبالغة والإشارة والصِّدِّيقُ مثال الفِسَّيق الدائمُ التَّصْدِيقِ ويكون الذي يُصَدِّقُ قولَه بالعمل ذكره الجوهري ولقد أَساء التمثيل بالفِسِّيق في هذا المكان والصِّدِّيقُ المُصَدِّقُ وفي التنزيل وأُمُّه صِدِّيقةٌ أي مبالغة في الصِّدْق والتَّصْديِقِ على النسب أي ذات تَصْدِيق وقوله تعالى والذي جاء بالصِّدْقِ وصَدَّق به روي عن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه أنه قال الذي جاء بالصِّدْق محمدٌ صلى الله عليه وسلم والذي صَدَّقَ به أَبو بكر رضي الله عنه وقيل جبرئيل ومحمد عليهما الصلاة والسلام وقيل الذي جاء بالصدق محمدٌ صلى الله عليه وسلم وصَدَّقَ به المؤمنون الليث كل من صَدَّقَ بكل أَمر الله لا يَتخالَجُه في شيء منه شكٌّ وصَدَّقَ النبي صلى الله عليه وسلم فهو صِدِّيقٌ وهو قول الله عز وجل والصِّدِّيقون والشُّهَداء عند ربهم والصِّدِّيقُ المبالغ في الصِّدْق وفلان لا يَصْدُق أَثَرُهُ وأَثَرَهَ كَذِباً أي إذا قيل له من أين جئت قال فلم يَصْدُقْ ورجلٌ صَدْقٌ نقيض رجل سَوْءٌ وكذلك ثوبٌ صَدْقٌ وخمار صَدْقٌ حكاه سيبويه ويقال رجُلُ صِدْقٍ مضاف بكسر الصاد ومعناه نِعم الرجل هو وامرأَةُ صِدْقٍ كذلك فإن جعلته نعتاً قلت هو الرجل الصَّدْقُ وهي صَدْقةٌ وقوم صَدْقون ونساء صَدْقات وأَنشد مَقْذوذة الآذانِ صَدْقات الحَدَقْ أي نافذات الحدق وقال رؤبة يصف فرساً والمراي الصدق يبلي الصدقا
( * قوله « المراي الصدق إلخ » هكذا في الأصل وفي نسخة المؤلف من شرح القاموس والمري إلخ )
وقال الفراء في قوله تعالى ولقد صَدَقَ عليهم إبليسُ ظَنَّه قرئ بتخفيف الدال ونصْبِ الظن أَي صَدَقَ عليهم في ظنه ومن قرأَ ولقد صَدَّقَ عليهم إبليسُ ظنَّه فمعناه أَنه حقق ظنه حين قال ولأُضِلَّنَّهم ولأُمَنِّيَنَّهم لأنه قال ذلك ظانّاً فحققه في الضالين أَبو الهيثم صَدَقَني فلانٌ أي قال لي الصِّدْقَ وكَذَبَني أي قال لي الكذب ومن كلام العرب صَدَقْتُ الله حديثاً إن لم أَفعل كذا وكذا المعنى لا صَدَقْتُ اللهَ حديثاً إن لم أَفعل كذا وكذا والصَّداقةُ والمُصادَقةُ المُخالّة وصَدَقَه النصيحةَ والإخاء أَمْحَضه له وصادَقْتُه مُصادَقةً وصِداقاً خالَلْتُه والاسم الصَّداقة وتصادَقا في الحديث وفي المودّة والصَّداقةُ مصدر الصَّدِيق واشتقاقُه أَنه صَدَقَه المودَّة والنصيحةَ والصَّدِيقُ المُصادِقُ لك والجمع صُدَقاء وصُدْقانٌ وأَصْدِقاء وأَصادِقُ قال عمارة بن طارق فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ يُبْذَلُ للجيرانِ والأصادِقِ وقال جرير وأَنْكَرْتَ الأصادِقَ والبلادا وقد يكون الصَّدِيقُ جمعاً وفي التنزيل فما لنا من شافِعين ولا صَديقٍ حَميم ألا تراه عطفه على الجمع ؟ وقال رؤبة دعْها فما النَّحْويُّ من صَدِيِقها والأُنثى صديق أَيضاً قال جميل كأنْ لم نُقاتِلْ يا بُثَيْنُ لَوَ انَّها تُكَشَّفُ غُمَاها وأنتِ صَديق وقال كُثَيّر فيه لَيالَي من عَيْشٍ لَهَوْنا بِوَجْهِه زَماناً وسُعْدى لي صَدِيقٌ مُواصِلُ وقال آخر فلو أَنَّكِ في يوم الرَّخاء سَأَلْتِني فِراقَكَ لم أَبْخَلْ وأنتِ صَدِيقُ وقال آخر في جمع المذكر لعَمْري لَئِنْ كُنْتْم على النَّأْيِ والنَّوى بِكُم مِثْلُ ما بي إِنّكم لَصَدِيقُ وقيل صَدِيقةٌ وأَنشد أَبو زيد والأَصمعي لَقَعْنَب بن أُمّ صاحب ما بالُ قَوْمٍ صَدِيقٍ ثمَّ ليس لهم دِينٌ وليس لهم عَقْلٌ إِذا ائْتُمِنوا ؟ ويقال فلان صُدَيِّقِي أَي أَخَصُّ أَصْدِقائي وإِنما يصغر على جهة المدح كقول حباب بن المنذر أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب وقد يقال للواحد والجمع والمؤنث صَدِيقٌ قال جرير نَصَبْنَ الهَوى ثم ارْتَمَيْنَ قُلوبَنا بأَعْيُنِ أَعْداءٍ وهُنَّ صَدِيقُ أَوانِس أَمّا مَنْ أَرَدْنَ عناءَه فعانٍ ومَنْ أَطْلَقْنه فطَلِيقُ وقال يزيد بن الحكم في مثله ويَهْجُرْنَ أََقْواماً وهُنَّ صَدِيقُ والصَّدْقُ الثَّبْتُ اللقاء والجمع صُدْق وقد صَدَقَ اللقاءَ صَدْقاً قال حسان بن ثابت صلَّى الإِلهُ على ابنِ عَمْروٍ إِنِّه صَدَقَ اللِّقاءَ وصَدْقُ ذلك أَوفقُ ورجل صَدْقُ اللقاء وصَدْقُ النظر وقوم صُدْقٌ بالضم مثل فرس وَرْدٌ وأَفراس وُرْدٌ وجَوْن وجُون وصَدَقُوهم القِتالَ أَقدموا عليهم عادَلُوا بها ضِدَّها حين قالوا كَذَبَ عنه إِذا أَحجم وحَمْلةٌ صادِقةٌ كما قالوا ليست لها مكذوبة فأَما قوله يَزِيد زادَ الله في حياته حامِي نزارٍ عند مَزْدُوقاتِه فإِنه أَراد مَصْدُوقاتِهِ فقلب الصاد زاياً لضرب من المضارعة وصَدَقَ الوَحْشِي إِذا حملت عليه فعدا ولم يلت ت وهذا مِصْداقُ هذا أَي ما يُصَدِّقُه ورجل ذو مَصْدَقٍ بالفتح أَي صادقُ الحَمْلِة يقال ذلك للشجاع والفرسِ الجَوادِ وصادِقُ الجَرْي كأَنه ذو صِدْقٍ فيما يَعِدُكَ من ذلك قال خفاف ابن ندبة إِذا ما استْحَمَّتْ أَرْضُه من سَمائِهِ جَرى وهو مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ يقول إِذا ابتلَّت حوافره من عَرق أَعاليه جرى وهو متروك لا يُضرب ولا يزجر ويصدقك فيما يعدك البلوغ إلى الغاية وقول أَبي ذؤيب نَماه من الحَيَّيْنِ قرْدٌ ومازنٌ لُيوثٌ غداةَ البَأْس بيضٌ مَصادِقُ يجوز أَن يكون جمع صَدْق على غير قياس كمَلامح ومَشابِه ويجوز أَن يكون على حذف المضاف أَي ذو مَصادِق فحذف وكذلك الفرس وقد يقال ذلك في الرأْي والمَصْدَق أَيضاً الجِدُّ وبه فسر بعضهم قول دريد وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القومِ مَصْدَقاً وطُولُ السُّرى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ ويروى ذَرِّيّ والمَصْدَق الصلابة عن ثعلب ومِصْداق الأَمر حقيقتُه والصَّدْق بالفتح الصلب من الرماح وغيرها ورمح صَدْقٌ مستوٍ وكذلك سيف صَدْق قال أَبو قيس بن الأَسلت السلمي صَدْقٍ حُسامٍ وادقٍ حَدُّه ومُحْنإٍ أَسْمَرَ قرَّاعِ قال ابن سيده وظن أَبو عبيد الصَّدْقَ في هذا البيت الرمحَ فغلط وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه أَنشده لكعب وفي الحِلْم إِدْهانٌ وفي العَفُو دُرْسةٌ وفي الصِّدْق مَنْجاةٌ من الشرِّ فاصْدُقِ قال الصِّدْقُ ههنا الشجاعة والصلابة يقول إِذا صَلُبْت وصَدَقْت انهزم عنك من تَصْدُقه وإِن ضعفت قَوي عليك واستمكن منك روى ابن بري عن ابن درستويه قال ليس الصِّدق من الصلابة في شيء ولكن أَهل اللغة أَخذوه من قول النابغة في حالِك اللَّوْن صَدْق غير ذي أمَد قال وإِنما الصِّدْقُ الجامع للأَوصاف المحمودة والرمح يوصف بالطول واللين والصلابة ونحو ذلك قال الخليل الصَّدْقُ الكامل من كل شيء يقال رجل صَدْقٌ وامرأَة صَدْقة قال ابن درستويه وإِنما هذا بمنزلة قولك رجل صَدْقٌ وامرأَة صَدْقٌ فالصَّدْق من الصِّدْق بعينه والمعنى أَنه يَصْدُق في وصفه من صلابة وقوة وجودة قال ولو كان الصِّدْق الصُّلْبَ لقيل حجر صَدْقٌ وحديد صَدْق قال وذلك لا يقال وصَدَقاتُ الأَنعامِ أَحدُ أَثمان فرائضها التي ذكرها الله تعالى في الكتاب والصَّدَقة ما تصَدَّقْت به على للفقراء والصَّدَقة ما أَعطيته في ذات الله للفقراء والمُتَصَدِّق الذي يعطي الصِّدَقَةَ والصَّدَقة ما تصَدَّقْت به على مسكين وقد تَصَدَّق عليه وفي التنزيل وتَصَدَّقْ علينا وقيل معنى تصدق ههنا تفَضَّلْ بما بين الجيّد والرديء كأَنهم يقولون اسمح لنا قبولَ هذه البضاعة على رداءتها أَو قلَّتها لأَن ثعلب فسر قوله تعالى وجِئْنا بِبضاعةٍ مُزْجاةٍ فأَوْفِ لنا الكيلَ وتَصَدَّقْ علينا فقال مزجاة فيها اغماض ولم يتم صلاحُها وتَصَدَّقْ علينا قال فَضِّل ما بين الجيّد والرديء وصَدَّق عليه كتَصَدَّق أَراه فَعَّل في معنى تَفَعَّل والمُصَدِّق القابل للصَّدقة ومررت برجل يسأَل ولا تقل برجل يَتَصَدَّق والعامة تقوله إِنما المُتَصَدِّق الذي يعطي الصَّدَقة وقوله تعالى إِن المُصَّدِّقِين والمُصَّدَّقات بتشديد الصاد أَصله المُتَصَدِّقِين فقلبت التاء صاداً فأُدغمت في مثلها قال ابن بري وذكر ابن الأَنباري أَنه جاء تَصَدَّق بمعنى سأَل وأَنشد ولَوَ انَّهم رُزِقُوا على أَقْدارِهِم لَلَقِيتَ أَكثَر مَنْ تَرى يَتَصَدَّقُ وفي الحديث لما قرأ ولتنظُرْ نفسٌ ما قدَّمت لِغدٍ قال تصَدَّق رجل من دينارِه ومن دِرْهمِه ومن ثوبه أَي ليتصدق لفظه الخبر ومعناه الأَمر كقولهم أَنجز حُرٌّ ما وعد أَي ليُنْجِزْ والمُصَدِّقُ الذي يأْخذ الحُقوقَ من الإِبل والغنم يقال لا تشترى الصدَقَةُ حتى يَعْقِلَها المُصَدِّقُ أَي يقبضها والمعطي مُتَصَدِّق والسائل مُتَصَدِّق هما سواء قال الأَزهري وحُذَّاق النحويين ينكرون أَن يقال للسائل مُتَصَدِّق ولا يجيزونه قال ذلك الفراء والأَصمعي وغيرهما والمُتصَدِّق المعطي قال الله تعالى وتَصَدَّقْ علينا إِنَّ الله يَجْزِي المُتَصَدِّقِين ويقال للذي يقبض الصَّدَقات ويجمعها لأَهل السُّهْمان مُصَدِّق بتخفيف الصاد وكذلك الذي ينسب المُحدِّث إِلى الصِّدْق مُصَدِّق بالتخفيف قال الله تعالى أَئِنَّك لمن المُصَدِّقِين الصاد خفيفة والدال شديدة وهو من تَصْديِقِك صاحِبَك إِذا حدَّثك وأَما المُصَّدِّق بتشديد الصاد والدال فهو المُتَصَدِّق أُدغمت التاء في الصاد فشددت قال الله تعالى إِنَّ المُصَّدِّقِينَ والمُصَّدِّقاتِ وهم الذين يُعْطون الصَّدَقات وفي حديث الزكاة لا تُؤْخَذُ في الصَّدَقةِ هَرِمةٌ ولا تَيْسٌ إِلاَّ أَن يشاءَ المُصَدَّقُ رواه أَبو عبيد بفتح الدال والتشديد يُرِيد صاحبَ الماشية الذي أُخذت صَدقةُ ماله وخالَفه عامة الرُّواة فقالوا بكسر الدال وهو عامل الزكاة الذي يستوفيها من أَربابها صَدَّقَهم يُصَدِّقُهم فهو مُصَدِّقٌ وقال أَبو موسى الرواية بتشديد الصاد والدال معاً وكسر الدال وهو صاحب المال وأَصله المُتَصَدِّق فأُدغمت التاء في الصاد والاستثناءُ من التَّيْسِ خاصة فإِنَّ الهَرِمة وذات العُوَّار لا يجوز أَخذها في الصدقة إِلاَّ أَن يكون المال كله كذلك عند بعضهم وهذا إِنما يتجه إِذا كان الغرض من الحديث النهي عن أَخذ التيس لأَنه فحل المَعَز وقد نهي عن أَخذ الفحل في الصدقة لأَنه مُضِرٌّ برَبِّ المال لأَنه يَعِزُّ عليه إِلاَّ أَن يسمح به فيؤْخذ قال ابن الأَثير والذي شرحه الخطابي في المعالم أَن المُصَدِّق بتخفيف الصاد العاملُ وأَنه وكيل الفقراء في القبض فله أَن يتصرف بهم بما يراه مما يؤَدِّي إِليه اجتهاده والصَّدَقةُ والصَّدُقةُ والصُّدُقةُ والصُّدْقةُ بالضم وتسكين الدال والصَّدْقةُ والصَّداقُ والصِّداقُ مهر المرأَة وجمعها في أَدنى العدد أَصْدِقةٌ والكثير صُدُقٌ وهذان البناءَ ان إِنما هما على الغالب وقد أَصْدَق المرأَةَ حين تزوَّجها أَي جعل لها صَداقاً وقيل أَصْدَقَها سمَّى لها صَداقاً أَبو إِسحق في قوله تعالى وآتوا النساءَ صَدُقاتِهنَّ نِحْلةً الصَّدُقات جمع الصَّدُقةِ ومن قال صُدْقة قال صُدْقاتِهنَّ قال ولا يقرأُ من هذه اللغات بشيء إِن القراءَة سنَّة وفي حديث عمر رضي الله عنه لا تُغالُوا في الصَّدُقاتِ هي جمع صَدُقة وهو مهر المرأَة وفي رواية لا تُغالُوا في صُدُق النساء جمع صَداقٍ وفي الحديث وليس عند أَبَوَيْنا ما يُصْدِقانِ عَنَّا أَي يُؤدِّيانِ إِلى أَزواجنا الصَّداقَ والصَّيْدَقُ على مثال صَيْرف النجمُ الصغير اللاصق بالوُسْطَى من نبات نعش الكبرى عن كراع وقال شمر الصَّيْدقُ الأَمِينُ وأَنشد قول أُمية فيها النجومُ تُطِيعُ غير مُراحةٍ ما قال صَيْدَقُها الأَمِينُ الأَرْشَدُ وقال أَبو عمرو الصَّيْدَقُ القطب وقيل المَلِك وقال يعقوب هي الصُّنْدوق والجمع الصَّنادِيق

صرق
الصَّريقةُ الرُّقاقةُ عن ابن الأَعرابي والمعروف الصَّلِيقة ويجمع على صَرائِقَ وصُرُق وصُرُوق وصَرِيق عن الفراء والعامة تقول باللام وهو بالراء وروي حديث عمر رضي الله عنه لو شِئتُ لَدَعَوْت بِصَرائِقَ وصِنابٍ والأَعْرف بِصَلائِقَ حكاه الهروي في الغريبين وروي عن ابن عباس أَنه كان يأْكل يوم الفطر قبل أَن يخرج إِلى المُصَلَّى من طَرَفِ الصَّريقة ويقول إِنه سُنّةٌ وروى الخطابي في غريبه عن عطاء كان يقول لا أَغْدُو حتى آكُلَ من طَرَفِ الصَّرِيفةِ وقال هكذا روي بالفاء وهو بالقاف قال الأَزهري وعوام الناس يقولون الصَّلائِقَ للرِّقاق قال والصواب ما تقدم وقال ابن الأَعرابي كلُّ شيء رقيق فهو صَرَقٌ وسَرَقُ الحرير جَيّدُه ابن شميل وصرَقُ الحرير بالصاد

صعق
صَعِقَ الإِنسان صَعْقاً وصَعَقاً فهو صَعِقٌ غُشِيَ عليه وذهب عقله من صوت يسمعه كالهَدَّة الشديدة وصَعِقَ صَعقَاً وصَعْقاً وصَعْقةً وتَصْعاقاً فهو صَعِقٌ ماتَ قال مقاتل في قول أَصابته صاعِقةٌ الصاعِقةُ الموت وقال آخرون كلُّ عذاب مُهْلِك وفيها ثلاث لغات صاعِقة وصَعْقة وصاقِعة وقيل الصاعِقةُ العذاب والصَّعْقة الغَشْية والصَّعْقُ مثل الغشي يأْخذ الإِنسان من الحرِّ وغيره ومثلُ الصاعِقة الصوتُ الشديد من الرعدة يسقط معها قطْعةُ نارٍ ويقال إِنها المِخْراقُ الذي بيد المَلَك لا يأْتي عليه شيء إِلا أَحْرَقَه ويقال أَصْعَقَتْه الصاعقة تُصْعِقُه إِذا أَصابته وهي الصَّواعِقُ والصَّواقِعُ ويقال للبَرْق إِذا أَحرق إِنساناً أَصابته صاعِقةٌ وقال لبيد يذكر أَخاه أَرْبَد فَجَعَني الرَّعْدُ والصَّواعِقُ بال فارِس يَوْمَ الكَريهةِ النَّجِدِ أَبو زيد الصاعِقةُ نار تسقط من السماء في رعد شديد والصاعِقةُ صَيْحةُ العذاب قال ابن بري الصَّعْقةُ الصوت الذي يكون عن الصاعقةِ وبه قرأَ الكسائي فأَخذتهم الصَّعْقة قال الراجز لاحَ سَحابٌ فرأَينا برقَه ثم تدلَّى فسمعنا صَعْقَه وفي حديث خزيمة وذكَر السحابَ فإِذا زَجَرَ رَعَدَتْ وإِذا رَعَدَتْ صَعَقَتْ أَي أَصابت بصاعِقةٍ والصَّاعِقةُ النار التي يرسلها الله مع الرعد الشديد يقال صَعِق الرجلُ وصُعِق وفي حديث الحسن يُنْتَظرُ بالمَصْعوقِ ثَلاثاً ما لم يخافوا عليه نَتْناً هو المغْشِيّ عليه أَو الذي يموت فجأَة لا يعجَّل دفنه وقوله عز وجل فأَخَذَتْكم الصّاعِقةُ وأَنتم تَنْظُرون قال أَبو إِسحق الصاعِقةُ ما يَصْعَقون منه أَي يموتون وفي هذه الآية ذكر البعث بعد موت وقع في الدنيا مثل قوله تعالى فأَماتَه الله مائةَ عام ثم بَعَثَه فأَما قوله تعالى وخرَّ موسى صَعِقاً فإِنما هو غَشْيٌ لا مَوْتٌ لقوله تعالى فلما أَفاقَ ولم يقل فلما نُشِرَ ونَصَب صَعِقاً على الحال وقيل إِنه خَرَّ مَيّتاً وقوله فلما أَفاقَ دليل على الغَشْي لأَنه يقال للذي غُشِيَ عليه والذي يذهب عقله قد أَفاق وقال تعالى في الذين ماتوا ثم بَعَثْناكم من بَعْدِ مَوتِكم والصاعِقةُ والصَّعْقةُ الصيحةُ يُغْشَى منها على من يسمعها أَو يموت وقال عز وجل ويُرْسِلُ الصَّواعق فيُصِيب بها مَن يشاء يعني أَصوات الرعد ويقال لها الصَّواقِعُ أَيضاً وفي الحديث فإِذا موسى باطِشٌ بالعَرْش فلا أَدري أَجُوزِيَ بالصَّعْقةِ أَم لا الصَّعْقُ أَن يُغشى على الإِنسان من صوت شديد يسمعه وربما مات منه ثم استعمل في الموت كثيراً والصَّعْقة المرَّة الواحدة منه وأَما قوله فصَعِقَ مَنْ في السَّموات فقال ثعلب يكون الموتَ ويكون ذهابَ العقل والصَّعْقُ يكون موتاً وغَشْياً وأَصْعَقَه قتَله قال ابن مقبل ترَى النُّعَراتِ الخُضْرَ تحت لبَانِه فُرادَى ومَثْنى أَصْعَقَتْها صَواهِلُهْ أَي قتَلَتها وقوله عز وجل فذَرْهم حتى يُلاقوا يومَهم الذي فيه يَصْعَقُون وقرئت يُصْعَقُون أَي فذرهم إِلى يوم القيامة حتى ينفخ في الصور فيَصْعَق الخلقُ أَي يموتون والصَّعِقُ الشديدُ الصوت بيّن الصَّعَقِ قال رؤبة إِذا تَتَلاَّهنَّ صَلْصالُ الصَّعَقْ قال الأَزهري أَراد الصَّعْقَ فثقّله وهو شدة نهيقه وصوته وصَعَقَ الثَّوْرُ يَصْعَقُ صُعاقاً خار خُواراً شديداً والصّاعِقةُ العذابُ وقيل قطعة من نار تسقط بإِثْرِ الرعد لا تأْتي على شيء إِلا أَحرقته وصَعِقَ الرجلُ فهو صَعِقٌ وصُعِق أَصابته صاعِقةٌ قال عمرو بن بحر الإنسانُ يَكْرَه صوتَ الصاعِقة وإِن كان على ثقة من السلام من الإِحراق قال والذي نشاهِد اليوم الأَمْرَعليه أَنه متى قَرُب من الإِنسان قتَلَه قال ولعل ذلك إِنما هو لأَنّ الشيء إِذا اشتدَّ صَدْمُه فسخ القُوّة أَو لعل الهواء الذي في الإِنسان والمحيطَ به أَنه يَحْمَى ويستحيل ناراً قد شارك ذلك الصوت من النار قال وهم لا يجدون الصوت شديداً جيّداً إِلا ما خالط منه النار وصَعَقَتهم السماءُ وأَصْعَقَتْهم أَلْقَتْ عليهم صاعِقةً والصَّعِقُ الكِلابيّ أَحدُ فُرْسان العرب سمي بذلك لأَنه أَصابته صاعِقةٌ وقيل سمي بذلك لأَن بني تميم ضربوه على رأْسه فأَمُّوه فكان إِذا سمع الصوتَ الشديد صَعِقَ فذهب عقله قال أَبو سعيد السيرافي كان يُطْعِمُ الناس في الجدب بتهامة فهبّت الريحُ فهالَ الترابَ في قصاعِه فسَبَّ الريح فأَصابته صاعِقةٌ فقتلته واسمه خُوَيْلِد وفيه يقول القائل بِأَنَّ خُوَيْلِداً فابْكِي عليه قَتِيلُ الرَّيحِ في البَلَد التِّهامِي قال سيبويه قالوا فلان ابن الصَّعِق والصَّعِقُ صفة تقع على كل من أَصابه الصَّعقِ ولكنه غلب عليه حتى صار بمنزلة زيد وعمرو علماً كالنجم والنسب إِليه صَعَقِيّ على القياس وصِعَقِيٌّ على غير القياس لأَنهم يقولون فيه قبل الإِضافة صِعِق على ما يطَّرد في هذا النحو مما ثانيه حرف من حروف الحلق في الاسم والفعل والصفة في لغة قوم وصَعِقَت الركية صَعَقاً انْقاضَتْ فانهارَتْ وصُواعق موضع والصَّعِقُ اسم رجل قال تميم بن العَمَرّد وكان العَمَرّد طعَن يزيدَ بن الصعق فأَعْرَجَه أَبي الذي أَخْنَبَ رجْلَ ابنِ الصَّعِقْ إِذْ كانت الخيلُ كعِلْباء العُنُقْ ويروى لابن أَحمر ومعنى أَخنب رجله أَوهَنها

صعفق
الصَّعْفَقةُ ضَآلةُ الجسم والصَّعافِقةُ قوم يشهدون السُّوقَ وليست عندهم رؤُوس أَموال ولا نَقْدَ عندهم فإِذا اشترى التُّجَّارُ شيئاً دخلوا معهم فيه واحدهم صَعْفَقٌ وصَعْفَقِيّ وصَعْفُوق وهو الذي لا مال له وكذلك كل من ليس له رأْس مال وفي حديث الشعبي ما جاءك عن أَصحاب محمد فخُذْه ودَعْ ما يقول هؤلاء الصَّعافِقةُ أَراد أَن هؤلاء ليس عندهم فِقْهٌ ولا علم بمنزلة أُولئك التجار الذين ليس لهم رؤوس أَموال وفي حديثه الآخر أَنه سئل عن رجل أَفطر يوماً من رمضانَ فقال ما تقول فيه الصَّعافِقةُ ؟ الأَزهري وقال أَعرابي ما هؤلاء الصَّعافِقة حوْلَك ؟ ويقال هم بالحجاز مسكنهم والصَّعْفُوق اللئيمُ من الرجال والصَّعافِقةُ رُذالةُ الناس والصَّعافِقةُ قومٌ كان آباؤهم عَبيداً فاسْتَعْرَبُوا وقيل هم قوم باليمامة من بقايا الأُمَم الخالية ضلّت أَنسابهم واحدهم صَعْفَقِيّ وقيل هم خَوَلٌ هناك ويقال لهم بنو صَعْفوق وآل صَعْفوق قال العجاج من آل صَعْفُوق وأَتْباعٍ أُخَرْ من طامِعِين لا يَنالون الغَمَرْ
( * قوله « من طامعين لا ينالون » هكذا في بعض نسخ الصحاح وفي بعضها طاعمين لا يبالون اه من هامش الصحاح )
وقيل إِنه أَعجمي لا ينصرف للعجمة والمعرفة ولم يجئ على فَعْلول شيءٌ غيره وأَما الخَرْنوب فإِن الفصحاء يضمونه ويشددونه مع حذف النون وإِنما يفتحه العامة وقال الأَزهري كل ما جاء على فُعْلول فهو مضموم الأَول مثل زُنْبور وبُهْلول وعُمْروس وما أَشبه ذلك إِلا حرفاً جاء نادراً وهو بنو صَعْفوق لِخوَلٍ باليمامة وبعضهم يقول صُعْفوق بالضم قال ابن بري رأَيت بخط أَبي سهل الهروي على حاشية كتاب جاء على فَعْلول صَعْفوق وصَعْقول لضرب من الكمأَة وبَعْكُوكة الوادي لجانبه قال ابن بري أَما بعكوكة الوادي وبعكوكة الشر فذكرها السيرافي وغيره بالضم لا غير أَعني بضم الباء وأَما الصعقول لضرب من الكمأَة فليس بمعروف ولو كان معروفاً لذكره أَبو حنيفة في كتاب النبات وأَظنه نبطّياً أَو أَعجميّاً الجوهري الصَّعَافِقَةُ
( * قوله « الجوهري الصعافقة إلخ » عبارة الجوهري صعفوق وجمعه صعافقة وصعافيق ) جمع صَعْفَقِيّ وصَعافيق قال أَبو النجم يومَ قَدرْنا والعزيزُ مَنْ قَدَ وآبَتِ الخيلُ وقَضَّيْنَ الوَطَرْ من الصَّعافيقِ وأَدْرَكْنا المِئَرْ أَراد بالصعافيق أَنهم ضعفاء ليست لهم شجاعة ولا سلاح وقوة على قتالنا

صفق
الصَّفْق الضرب الذي يسمع له صوت وكذلك التَّصْفِيقُ ويقال صَفَّقَ بيديه وصفَّح سواء وفي الحديث التسبيحُ للرجال والتَّصْفِيقُ للنساء المعنى إِذا ناب المصلي شيء في صلاته فأَراد تنبيه مَنْ بحذائه صَفَّقَت المرأَة بيديها وسبَّح الرجل بلسانه وصفَقَ رأْسَه يَصفِقه صفْقاً ضربه وصَفَقَ عينه كذلك أَي ردَّها وغمَّضها وصفَقه بالسيف إِذا ضربه قال الراجز كأَنها بَصْرِية صوافق واصْطَفَقَ القومُ اضطربوا وتصافَقُوا تبايعوا وصَفَقَ يَده بالبيعة والبيع وعلى يده صَفْقاً ضرب بيده على يده وذلك عند وجوب البيع والاسم منها الصَّفْقُ والصِّفِقَّى حكاه سيبويه اسْماً قال السيرافي يجوز أَن يكون من صَفْقِ الكفِّ على الأُخرى وهو التَّصْفاقُ يذهب به إِلى التكثير قال سيبويه هذا باب ما يكثر فيه المصدر من فَعَلْت فتُلْحِق الزوائد وتَبْنيه بناء آخر كما أَنك قلت في فَعَلت فَعَّلت حين كثَّرت الفعل ثم ذكرت المصادر التي جاءت على التَّفْعال كالتَّصْفاقِ وأَخواتها قال وليس هو مصدر فَعَلْت ولكن لما أَردت التكثير بنيت المصدر على هذا كما بنيت فَعَلت على فَعَّلت وتَصافَقَ القومُ عند البَيعة ويقال رَبِحَت صَفْقَتُك للشِّراء وصَفْقةٌ رابحةٌ وصَفْقةٌ خاسِرةٌ وصَفَقْت له بالبيع والبيعة صَفْقاً أَي ضربت يدي على يده وفي حديث ابن مسعود صَفْقَتانِ في صَفْقةٍ رِباً أَراد بَيْعتانِ في بيعة وهو مثل حديث بيعتين في بيعة وهو مذكور في موضعه وهو على وجهين أَحدهما أَن يقول البائع للمشتري بِعْتُك عبدي هذا بمائة درهم على أَن تشتري مني هذا الثوبَ بعشرة دراهم والوجه الثاني أَن يقول بِعْتُك هذا الثوبَ بعشرين درْهَماً على أَن تَبِيعني سِلعة بعينها بكذا وكذا درهماً وإِنما قيل للبيعة صفقة لأَنهم كانوا إِذا تبايَعوا تَصافَقُوا بالأَيدي ويقال إِنه لَمُبارَكُ الصَّفْقةِ أَي لا يشتري شيئاً إِلاَّ رَبِحَ فيه وققد اشتريت اليوم صَفْقةً صالحة والصَّفْقةُ تكون للبائع والمشتري وفي حديث أَبي هريرة أَلْهاهُم الصَّفْقُ بالأَسواق أَي التبايُعُ وفي الحديث إِن أَكْبَرَ الكبائِر أَن تقاتِلَ أَهلَ صَفْقَتِكَ هو أَن يُعْطِيَ الرجلَ عهدَه وميثاقَه ثم يقاتله لأَن المتعاهدين يضع أَحدهما يده في يد الآخر كما يفعل المتبايعان وهي المرَّة من التَّصْفِيق باليدين ومنه حديث ابن عمر أَعْطاه صَفْقَة يدِه وثمرةَ قَلَبه والتَّصْفِيقُ باليد التصويت بها وفي الحديث أَنه نهى عن الصَّفْقِ والصفير كأَنه أَراد معنى قوله تعالى وما كان صَلاتُهم عند البيت إِلاَّ مُكاءً وتَصْدِيةً كانوا يُصَفِّقونَ ويُصفِّرونَ ليَشْغَلوا النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في القراءة والصلاة ويجوز أَن يكون أَراد الصَّفْقَ على وجه اللهو واللعب وأَصْفَقَتْ يدُه بكذا أَي صادَقَتْه ووافَقَتْه قال النمر بن تولب يصف جزّاراً حتى إِذا طُرِحَ النَّصِيبُ وأَصْفَقَتْ يدُه بِجِلْدةِ ضَرْعِها وحُوارِها وأَنشد أَبو عمرو يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ المُسَرّى نَضْحَ الأَداوَى الصَّفَقَ المُصْفَرّا أَي كأَنّ عَرَقَها الصَّفَقُ المُسَرّى المنضوحُ يقال هو يُسَرِّي العَرَقَ عن نفسه وقال أَبو كبير الهذلي أَحَلا وإِن يُصْفَقْ لأَهل حَظِيرة فيها المُجَهْجهُ والمنَارةُ تُرزِمُ إِن يُصْفَق أَي يُقْدَر ويُتاح يقال أُصْفِقَ لي أَي أُتِيحَ لي يقول إِن قُدِرَ لأَهل حَظِيرة متَحَرِّزين الأَسد كان المقدور كائناً وأَراد بالمنارة تَوَقُّد عيني الأَسد كالنار أَراد وذو المنارة يُرْزِمُ وصَفَق الطائرُ بجناحيه يَصْفِقُ وصَفَّق ضرب بهما وانْصَفَقَ الثوبُ ضربَتْه الريح فَنَاسَ الليث يقال الثوب المعلق تُصَفِّقه الريح كل مُصَفَّق فيَنْصَفِقُ وأَنشد وأُخْرَى تُصَفِّقُها كلُّ رِيحٍ سَرِيعٍ لدَى الجَوْرِ إِرْغانُها والصَّفْقةُ الاجتماعُ عى الشيء وأَصْفَقُوا على الأَمر اجتمعوا عليه وأَصْفَقُوا على الرجلِ كذلك قال زهير رأَيت بني آلِ امرِئِ القَيْس أَصْفَقُوا علينا وقالوا إِنَّنا نَحْنُ أَكثرُ وفي حديث عائشة رضوان الله عليها فأَصْفَقَتْ له نِسْوانُ مكة أَي اجتمعت إِليه وروي فانْصَفَقَتْ له وفي حديث جابر فنَزَعْنا في الحَوْضِ حتى أَصْفَقْناه أَي جَمَعْناه فيه الماء هكذا جاء في رواية والمحفوظ أَفْهَقْناه أَي ملأْناه وأَصْفَقُوا له حَشَدُوا وصَفَقَتْ علينا صافِقةٌ من الناس أَي قومٌ وانْصَفَقوا عليه يميناً وشمالاً أَقبلوا وأَصْفَقُوا على كذا أَي أَطبقوا عليه قال يزيد بن الطَّثَرِيّة أَثِيبي أَخا ضارُورة أَصْفَقَ العِدى عليه وقَلَّتْ في الصَّديقِ أَواصِرُهْ ويقال اصْفِقْهُم عنك أَي اصْرِفْهُم عنك وقال رؤبة فما اشْتَلاها صَفْقَةً في المُنْصَفَق حتى تردَّى أَربعٌ في المُنْعَفَق وانصَفَقُوا رجعوا ويقال صَفَق ماشيتَه يَصْفِقُها صَفْقاً إِذا صرفها والصَّفْقُ والصَّفَقُ الجانبُ والناحية قال لا يَكْدَحُ الناسُ لهنَّ صَفْقا وجاء أَهل ذلك الصَّفَق أَي أَهل ذلك الجانب وصَفْقُ الجبلِ صَفْحُه وناحِيَتُه قال أَبو صَعْترةَ البَوْلاني وما نُطْفَةٌ في رأْسِ نيقٍ تمنَّعتْ بعَنْقاءَ من صَعْب حَمَتْها صُفُوقُها وصَفَقَ عينَه أَي ردَّها وغمضها وصافَقَت الناقةُ نامت على جانب مرة وعلى جانب أُخرى فاعَلَتْ من الصفْق الذي هو الجانب وتَصَفَّقَ الرجلُ تقلَّب وتردد من جانب إِلى جانب قال القطامي وأَبَيْنَ شَيْمَتَهُنَّ أَولَ مَرّةٍ وأَبَى تَقَلُّبُ دهرِك المُتَصَفِّقَ وتَصَفَّقَتِ الناقة إِذا انقلبت ظهراً لبطن عن المخاض وتَصَفَّقَ فلان للأَمر أَي تعرض له قال رؤبة لَمّا رأَيْتُ الشَّعرَّ قد تَأَلَّقا وفِتْنَةً تَرْمي بِمَنْ تَصَفَّقَا هَنَّا وهَنَّا عن قِذافٍ أَخْلَقا قال شمر تصفَّق أَي تعرَّض وتردَّد والمُصَافِقُ من الإِبل الذي ينام على جنبه مرة وعلى الآخر مرة وإِذا مخَضَت الناقة صافَقَت قال الشاعر يصف الدجاجة وبيضها وحامِلة حَياًًّ ولَيْسَتْ بِحيَّةٍ إِذا مخَضَتْ يوماً به لم تُصَافِق وصَفْقَا العُنُقِ ناحيتاه وصفقا الفرس خدّاه وصَفْقُ الجبل وجهه في أَعلاه وهو فوق الحضيض وصَفَّقَ الشرابَ مزجَه فهو مُصَفَّقٌ وصَفَقَه وصَفَّقَه وأَصْفَقَه حوَّله من إِناء إِلى إِناء لِيَصْفُو قال حسان يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عَلَيْهِمُ بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ وقال الأَعشى وشَمول تَحْسَبُ العَيْنُ إِذا صُفِّقَتْ وَرْدَتَها نَوْرَ الذُّبَحْ الفراء صَفَقْتُ القدحَ وصَفَّقْتُه وأَصْفَقْتُه إِذا مَلأْته والتَّصْفِيقُ تحويلُ الشراب من دَنٍّ إِلى دَنٍّ في قول الأَصمعي وأَنشد إِذا صُفِّقَتْ بَعْدَ إِزْبادِها وصَفَقَت الريحُ الماءَ ضرَبَتْه فصَفَّتْه والرِّيحُ تَصْفِقُ الأَشجارَ فتَصْطَفِقُ أَي تضطرب وصَفَّقَت الرِّيحُ الشيء إِذا قَلَبَتْه يميناً وشمالاً وردَّدَتْه يقال صَفَقَتْه الريحُ وصَفَّقَتْه وصَفَّقَت الريحُ السحابَ إِذا صَرَمَتْه واختلفت عليه قال ابن مقبل وكأَنما اعْتَنَقَتْ صَبِيرَ غَمامةٍ بُعْدَى تُصَفِّقُه الرِّياحُ زُلالِ قال ابن بري وهذا البيت في آخر كتاب سيبويه من باب الإِدغام بنصب زُلال وهو غلط لأَن القصيدة مخفوضة الروي وفي حديث أَبي هريرة إِذا اصْطَفَقَ الآفاقُ بالبيَاضِ أَي اضطرب وانْتَشَر الضَّوءُ وهو افْتَعَل من الصَّفْق كما تقول اضطرب المجلس بالقوم وصِفاقُ البطنِ الجلدةُ الباطنة التي تلي السواد سوادَ البطن وهو حيث ينقب البيطار من الدابة قال زهير أَمين صَفاة لم يُخَرَّق صِفاقه بِمِنْقَبِه ولم تُقَطَّعْ أَباجِلُهْ والجمع صُفُقٌ لا يُكسَّر على غير ذلك قال زهير حتى يَؤُوبَ بها عُوجاً مُعَطَّلةً تَشْكُو الدَّوابرَ والأَنْساءَ والصُّفُقا وبعض يقول جلد البطن كله صِفاقٌ ابن شميل الصِّفاقُ ما بين الجلد والمُصْرانِ ومَراقُّ البطن صفاقٌ أَجمع ما تحت الجلد نمه إِلى سواد البطن قال ومَراقُّ البطن كل ما لم ينحن عليه عظم وقال الأَصمعي الصِّفاقُ الجلد الأَسْفل الذي دون الجلد الذي يُسْلخ فإِذا سلخ المَسْك بقي ذلك مُمْسِكَ البطن وهو الذي إِذا انْشَقَّ كان منه الفَتْقُِ وقال أَبو عمرو الصِّفاقُ ما حول السرّة حيث يَنْقُبُ البَيْطارُ وقال بشر مُذَكَّرة كأَنّ الرَّحْلَ منها على ذي عانةٍ وافي الصِّفاقِ وافي الصفاق أَراد أَن ضلوعَه طِوالٌ وقال الأَصمعي في كتاب الفرس الصِّفاقُ الجلد الأَسفل الذي تحت الجلد الذي عليه الشعر وأَنشد للجعدي لُطِمْنَ بِتُرْسٍ شَديدِ الصِّفا ق من خَشَبِ الجَوْزِ لم يُثْقَب يقول ذلك الموضع منه كأَنه تُرْس وهو شديد الصِّفاق وفي حديث عمر أَنه سئل عن امرأَة أَخذَت بأُنْثَيَيْ زَوْجِها فَخَرَقَتِ الجِلْدَ ولم تَخْرِقِ الصِّفاقَ فقضى بنصف ثلث الدية الصِّفاقُ جِلدة رقيقة تحت الجلد الأَعلى وفوق اللحم والصَّفَقُ الأَدِيمُ الجديد يُصَبُّ عليه الماء فيخرج منه ماء أَصفر واسم ذلك الماء الصَّفْقُ والصَّفَقُ والصَّفَقُ بالتحريك الماء الذي يُصَبُّ في القربة الجديدة فيحرك فيها فيصفرّ قال ابن بري شاهده قول أَبي محمد الفقعسي يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ ا لمُسَرَّى نَضْحَ البَدِيعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا والمُسَرّى المُسْتَسِرُّ في البدن ويقال وردنا ماءَ كأَنَّه صَفَقٌ وهو أَول ما يُصَبُّ في القربة الجديدة فيخرج الماء أَصفر وصَفَّق القربة فعل بها ذلك وقال أَبو حنيفة الصَّفَقُ رِيحُ الدباغ وطعمه وصَفَقَ الكأْسَ وأَصْفَقَها ملأَها عن اللحياني وصَفَقَ البابَ يَصْفِقْه صَفْقاً وأَصْفَقَه كلاهما أَغْلَقَه وردّه مثل بَلَقْتُه وأَبْلَقْتُه قال عدي بن زيد متَّكِئاً تُصْفَقُ أَبْوابُه يسْعَى عليه العبْدُ بالكُوبِ قال أَبو منصور وهما بمعنى الفتح وقال النضر سَفَقْت الباب وصَفَقْته قال وقال أَبو الدقيش صَفَقْت البابَ أَصْفِقُه صَفْقاً إِذا فتحته وتركت بابَه مَصْفوقاً أَي مفتوحاً قال والناس يقولون صَفَقْت البَاب وأَصْفَقْته أَي رَدَدْته قال وقال أَبو الخطاب يقال هذا كله وباب مَبْلوقٌ أَي مفتوح وروى أَبو تراب عن بعض الأَعراب أَصْفَقْتُ البابَ وأَصْمَقْته بمعنى أَغْلَقْته وقال غيره هي الإِجافةُ دون الإغْلاق الأَصمعي صَفَقْت الباب أَصْفِقُه صَفْقاً ولم يذكر أَصْفَقْته ومِصْراعا الباب صَفْقاه والصَّفْقُ الرَّدُّ والصَّرْفُ وقد صَفَقْته فانْصَفَقَ وفي كتاب معاوية إِلى ملك الروم لأَنْزِعَنَّكَ من المُلْكِ نَزْعَ الأَصْفَقانِيّة هم الخَولُ بلغة اليمن يقال صَفَقَهم من بلد إِلى بلد أَي أَخرجهم منه قَهْراً وذُلاً وصَفَقَهم عن كذا أَي صرَفَهم والتَّصْفيق أَن يكون نوى نِيَّة عزم عليها ثم ردّ نيّته ومنه قوله وزَللِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ وفي النوادر والصَّفُوق الحجاب الممتنع من الجِبال والصُّفُقُ الجمع والخَريقُ من الوادي شاطئُه والجمع خُرُقٌ وناقة خَرِيقٌ غزيرة وثوب صَفِيق مَتِين بيّن الصَّفاقة وقد صَفُقَ صَقاقةً كثُف نسجه وأَصْفَقَه الحائك وثوب صَفِيق وسَفِيق جيّدُ النسج والصَّفِيقُ الجَلْدُ والصَّفُوق الصَّعُود المُنْكرة وجمعها صَفائِقُ وصُفُقٌ وصافَقَ بين قميصين لَبِس أَحدَهما فوق الآخر والدِّيكُ الصَّفّاقُ الذي يضرب بجناحيه إِذا صوّت وصَفَقَ ماشِيَته صَفْقاً صرَفها وصَفَقَ الرجلُ صَفْقاً ذهب وفي حديث لقمان بن عاد أَنه قال خذِي منّي أَخِي ذا العِفاقِ صَفّاقاً أَفّاقاً قال الأَصمعي الصَّفّاق الذي يَصْفِقُ على الأَمر العظيم والأَفّاق الذي يتصرف ويضرِب إِلى الآفاق قال أَبو منصور روى هذا ابن قتيبة عن أَبي سفيان عن الأَصمعي قال والذي أَراه في تفسير الأَفّاق الصّفّاقِ غيرُ ما حكاه إِنَّما الصَّفّاق الكثير الأَسفار والتصرّف في التجارات والصَّفْقُ والأَفْقُ قريبان من السَّواء وكذلك الصَّفّاقُ والأَفّاقُ معناهما متقارب وقيل الأَفّاقُ من أُفُقِ الأَرض أَي ناحيتها وانْصَفَقَ القومُ إِذا انصرفوا وصَفَقَ القومُ في البلاد إِذا أَبْعَدُوا في طلب المرعى وبه فسر ابن الأَعرابي قول أَبي محمد الحَذلِمِيّ إِنّ لها في العامِ ذي الفُتُوقِ وزَلَلِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ رِعْيةَ مَوْلىً ناصِحٍ شَفيقِ وتَصفِيقُ الإِبل أَن تحوْلَها مِن مرعى قد رَعَتْه إِلى مكان فيه مَرْعىً وأَصْفَقَ الغَنَمَ إِصْفاقاً حلبها في اليوم مرّة قال أَوْدَى بنو غَنْمٍ بأَلْبانِ العُصُمْ بالمُصْفقاتِ ورَضوعاتِ البَهَمْ وأَنشد ابن الأَعرابي وقالوا عليكم عاصِماً يُعْتَصَمْ به رُوَيْدَك حتى يُصْفِقَ البَهْمَ عاصِمُ أَراد أَنه لا خير عنده وأَنه مشغول بغنمه والأِصْفاق أَن يحلُبَها مرّة واحدة في اليوم والليلة وفي الصحاح أَصْفَقْتُ الغنمَ إِذا لم تَحْلُبْها في اليوم إِلا مرة والصافِقةُ الداهيةُ قال أَبو الرُّبَيْس التَّغْلبِي قِفِي تُخْبِرينا أَو تَعُلِّي تَحِيّةً لنا أَو تُشِيبي قَبْلَ إحْدَى الصَّوافق والصَّفائِقُ صَوارِفُ الخطوب وحوادثها الواحدة صَفيقة وقال كثيِّر وأَنْتِ المُنَى يا أُمَّ عَمْروا لو انَّنا نَنالُك أَو تُدْنِي نَواكِ الصَّفائِقُ وهي الصَّوافِقُ أَيضاً قال أَبو ذؤيب أَخ لكَ مَأْمون السَّجِيّاتِ خِضْرِم إِذا صَفَقَتْه في الحُروب الصَّوافِقُ وصَفَقْتُ العود إِذا حرّكت أَوْتارَه فاصْطَفَقَ واصْطَفَقَت المَزاهِرُ إِذا أَجابَ بعضها بعضاً قال ابن الطَّثَرِيّة ويوم كظِلِّ الرُّمْحِ قَصَّرَ طُولَه دَمُ الزِّقِّ عنّا واصْطفاقُ المَزاهِرِ قال ابن بري نسب الجوهري هذا البيت ليزيد بن الطَّثريّة وصوابه لِشُبْرُمة بن الطفيل

صفرق
الصُّفْروقُ نبت
( * قوله « الصفروق نبت » الذي في القاموس الصفرق بالضمات وشد الراء ) مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي عن ثعلب وقيل هو الفالوذ

صلق
الصَّلْقةُ والصَّلْق والصَّلَقُ الصياحُ والوَلْوَلةُ والصوت الشديد وقد صَلَقُوا وأَصْلَقُوا وفي الحديث ليس مِنَّا مَنْ صَلَقَ أَو حَلَقَ شعره الصّلْقُ الصوت الشديد يريد رَفْعَه عند ا لمصائب وعند الموت ويدخل فيه النَّوْح ومنه الحديث أَنا بَرِيٌ مِنَ الصّالِقةِ والحالِقةِ وقول لبيد فصَلَقْنا في مُرادٍ صَلْقةً وُصَداء أَلْحَقَتْهم بالثَّلَل أَي وقعنا بهم وقعة في مُرادٍ قال الليث في قوله ولا حَلَقَ ولا صَلَقَ يقال بالصاد والسين يعني رفَع الصوت وقد أَصْلَقوا إِصْلاقاً وأَما أَبو عبيد فإِنه رواه بالسين ذهب به إِلى قوله سَلَقُوكُمْ بأَلْسِنةٍ حدَادٍ وتَصَلَّقَت المرأَةُ إِذا أَخذَها الطَّلْقُ فَصَرخَتْ ابن الأَعرابي صَلَقْتُ الشاة صَلْقاً إِذا شَوَيْتها على جنبيها قال فكأَنه أَراد على مذهب ابن الأَعرابي ما شوي من الشاة وغيرها يعني قول عمر رضي الله عنه ليس مِنّا مَنْ صَلَقَ أَو حَلَقَ أَي رفع صوته في المصائب وضَرْبٌ صَلاَّقٌ ومِصْلاقٌ شديد وخطيبٌ صَلاَّقٌ ومِصْلاقٌ بليغ والصَّلْقُ صوتُ أَنياب البعير إِذا صَلَقَها وضرَب بَعْضها ببعض وقد صَلَقَا أَنيابُه وصَلَقاتُ الإِبلِ أَنْيابُها التي تصللق قال الشاعر لم تَبْك حَوْلكَ نِيبُها وتَقاذَفَتْ صَلَقاتُها كمَنابِتِ الأَشْجارِ وصَلَقَ نابَهُ يَصْلِقُه صَلْقاً حَكّه بالآخَر فحدث بينهما صوتٌ وأَصْلَقَ البابُ نفسهُ قال العجاج إِنْ زَلَّ فُوه عَنْ أَتانٍ مِئْشِيرْ أَصْلَقَ ناباه صِياحَ العُصْفورْ يريد إِن زلَّ فو العير عن هذه الأَتان أَصْلَقَ ناباه لِفَوْت ذلك وقال رؤْبة أَصَلَقَ نابِي عِزّة وصَلْقما وأَصْلَقَ الفحلُ صَرَف أَنيابه قال أَصْلَقَها العِزُّ بناتٍ فاصْلَقَمّ والفحل يَصْطَلِقُ بنابه وذلك صَرِيفُه والصَّلْقَمُ الشديد الصُّراخِ منه وصَلَقه بلسانه يَصْلِقُه صَلْقاً شتمه وفي التنزيل صَلَقوكم بأَلْسِنةٍ حدادٍ وسَلَقُوكم لغةٌ في صَلَقُوكم قال الفراء جائز في العربية صَلَقُوكم والقراءة سنَّة الليث الحاملُ إِذا أَخذها الطَّلْقُ فأَلْقت نفسها على جنبيها مرّة كذا ومرة كذا قيل تَصَلَّقتْ تَصَلُّقاً وكذلك كل ذي أَلَم إِذا تَصَلَّق على جنببيه يقال بالصاد تَصَلَّقت تَصَلُّقاً وتَصَلَّقَت المرأَة إِذا أَخذها الطَّلْقُ فصَرَخَتْ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه تَصَلَّقَ ذاتَ ليلة من الجُوع أَي تقَلَّب ويقال تَصَلَّقَ ذاتَ ليلة من الجُوع أَي تقَلَّب ويقال تَصَلَّقَ الحوت في الماء إِذا تقلَّب وتلوَّى وصَلَقَه بالعصا يَصْلِقُه صَلْقاً وصَلَقاً ضربه على أَي موضع كان من يديه وصَلَقَتِ الخيلُ إِذا صَدَمَتْ بغارتها والصَّلْقةُ الصَّدْمةُ في الحرب قال مِنْ بَعْدِ ما صَلَقَتْ في جَعَْفَرٍ يَسَراً يَخْرُجْنَ في النَّقْع مُحْمرّاً هوادِيها جعفر هنا يعني جعفر بن كلاب واليَسْرُ الطعن حِذاءَ الوجه وإِنما حرَّكه ضرورة والصَّلَقُ القاعُ المطمئن اللّين المستدير الأَمْلس وشجره قليل قال الشماخ من الأَصالِقِ عارِي الشَّوْكِ مَجْرود قال الأَزهري والسَّلَقُ بالسين أَكثر والجمع صُلْقانٌ وأَصالِقُ والّصَلَقُ مثل السَّلَقِ القاعُ الصفصف قال أَبو دواد تَرى فاه إِذا أَقْ بَلَ مثْلَ الصَّلَقِ الجَدْبِ له بَبْنَ حَوامِيه نُسورٌ كنَوَى القَسْبِ والمُتَصَلِّقُ المُتَمرِّغ على جنبيه من الأَلم وفي حديث ابن عمر أَنه تَصَلَّقَ ذات ليلةٍ على فِراشِه أَي تَلوَّى وتَقلَّب من تَصَلَّقَ الحوتُ في الماء إِذا ذهب وجاء وحديث أَبي مسلم الخَوْلانّي ثم صَبَّ فيه من الماءِ وهو يتَصَلَّقُ والصَّلِيقةُ الخُبْزة الرقيقة والقطعة المُشْواة من اللحم قال الفرزدق فإِن تَفْرَكَّ عِلْجةُ آل زيدٍ وتُعْوِزْكَ الصَّلائِقُ والصِّنابُ فقِدْماً كانَ عَيْشُ أَبِيكَ مُرّاً يَعيِشُ بما تَعِيشُ به الكِلابُ وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه قال أَما والله ما أَجْهلُ عن كَراكِرَوأَسْنِمةٍ ولو شِئْتُ لدعَوتُ بِصلاءٍ وصِنابٍ وصَلائِقَ قيل هي الرِّقاقُ وقال أَبو عمرو السَّلائق بالسين كل ما سُلِق من البُقول وغيرها وقيل هي الحُمْلان المَشْوِيّة من صَلَقْت الشاة إِذا شَوَيْتَها وقال غير أَبي عمرو الصَّلائق بالصاد الخُبز الرقيق وأَنشد لجرير تكلِّفني مَعيشة آل زيدٍ ومَنْ لِي بالصّلائق والصِّنَاب ؟ وقال غير هؤلاء هي الصَّرائقُ بالراء الرِّقاقُ وقيل الصلائق اللحم المَشوِيّ النَّضّيج والصَّلِيقاء ممدودٌ ضرب من الطير والصَّلْقَم الشديد عن اللحياني قال والميم فيه زائدة والجمع صَلاقِمُ وصَلاقِمة قال طرفة جَمادٌ بها البَسْباسُ يُرْهِصُ مُعْزُها بَناتِ المُخاضِ والصَّلاقِمةَ الحُمْرا والصَّلْقُم السيّد عن اللحياني وميمه زائدة أَيضاً وبنو المُصْطَلِق حيّ من خزاعة

صملق
الصَّمْلَقُ لغة في السَّمْلَقِ وهو القاع الأَملس وهي مضارعة وذلك لمكان القاف وهي فرع وحكى سيبويه صمالِيق قال ابن سيده ولا أَدري ما كَسَّر إِلا أَن يكونوا قد قالوا صَمحلَقة في هذا المعنى فعوَّض من الهاء كما حكي مَواعِيظ قال أَبو الدقيش قاعٌ صَمْلَقٌ ويقال تركته بقاع صَمْلَقٍ

صمق
أَهمله الليث وروى أَبو تراب عن أَصحابه أَصْمَقْت البابَ أَغلقته وفي النوادر ما زال فلان صامِقاً منذ اليوم وصامياً وصابِياً أَي عطشانَ أَو جائعاً وقال هذه صَمَقةٌ من الحَرَّة أَي غليظة

صنق
ابن الأَعرابي الصُّنُقُ الأَصِنَّةُ في التهذيب وفي المحكم الصَّنَقُ شِدَّة ذَفَرِ الإِبْطِ والجسد صَنِقَ صَنَقاً فهو صَنِقٌ وأَصْنَقَه العرَقُ وأَصْنَقَ الرجلُ في ماله إِصْناقاً إِذا أَحسن القيام عليه ورجل مِصْناقٌ ومِيصابٌ إِذا لَزم مالَه وأَحسن القيام عليه والصَّنَقُ الحلقة من الخشب تكون في طرف المرير والجمع أَصْناقٌ عن أَبي حنيفة وأَنشد أَمِرَّة اللِّيف وأَصْناق القَطَفْ الأَمِرَّة الحبالُ جمع مِرارٍ والأَصْناقُ جمع الصَّنَق وهو الحلقة من الخشبة تكون في طرف المرير والقَطَفُ ضرْبٌ من الشجر متين القضبان تتخذ منه الأَصْناق وفي النوادر يقال جمل صَنَقةٌ وصنخة وقَبصاة وقبصةٌ إِذا كان ضخماً كبيراً وصَنَقةٌ من الحِرار وصَمَقةٌ وصمغة وهو ما غلظ

صندق
الصُّنْدوق الجُوالِق التهذيب الصُّنْدوق لغة في السُّنْدوق ويُجْمع صَنادِيق وقال يعقوب هي الصُّنْدوق بالصاد

صهصلق
صوت صَهْصَلِقٌ أَي شديد وأَنشد قد شَيَّبَتْ رأْسِي بصَوْتٍ صَهْصَلِقْ ورجل صَهْصَلِقُ الصوتِ شديدُه وامرأَة صَهصِلقٌ وصَهْصَليقٌ شديدة الصوت صَخَّابة ومنهم من قَيّد فقال الصَّهْصَلِقُ العجوز الصخّابة ومنه قول الشاعر أُمُّ حوار ضَنْؤُها غيرُ أَمِرْ صَهْصَلِقُ الصوتِ بعَينَيْهَا الصَّبِرْ سائلة أَصْداغُها لا تَخْتَمِرْ تَعْدو على الذئب بِعود مُنْكَسِرْ تُبادِرُ الذئبَ بعَدْوٍ مُشْفَتِرْ يَفِرُّ مَنْ قاتَلها ولا تَفِرُّ لو نُحِرَتْ في بيتِها عَشْرُ جُزُرْ لأَصْبَحَتْ منَ لَحمِهنَّ تَعْتَذِرْ قال وكذلك الصَّهْصَلِيقُ وأَشد للعُلَيكم الكندي نأْآجَةُ العَدْوةِ شَمْشَلِيقها شَدِيدة الصَّيْحةِ صَهْصَليقها تُسامِرُ الضِّفْدَعَ في نَقِيقِها والشَّمْشَلِيقُ السريعة المشي

صوق
الصّاقُ لغة في السّاقِ عَنْبريّة قال ابن سيده وأُراه ضَرْباً من المضارعة لمكان القاف والصَّويقُ لغة في السَّويق المعروف لمكان المضارعة

صيق
الصّيقُ والصِّيقةُ الغبارُ الجائلُ في الهواء وأَنشد ابن الأَعرابي لي كلَّ يَوْمٍ صِيقةٌ فَوْقِي تَأَجَّلُ كالظُّلالَهْ وقال سلامة بن جندل بوادِي جدود وقد بُوكِرَت بِصيقِ السَّنابِك أَعْطانُها وقال آخر كما انْقَضَّ تحْتَ الصِّيقِ عُوَّارُ والجمع صِيَقٌ مثل جِيفةٍ وجِيَف وأَنشد ابن بري في ترجمة لرؤبة يصف أُتُناً وفحلها يَدَعْنَ تُرْبَ الأَرْضِ مَجْنون الصِّيَقْ والمَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبوحَ الفِلَقْ وقال الصِّيقُ الغبار وجُنونه تطايره والصِّيقُ الصوتُ والصِّيقُ الريح المُنْتِنة من الناس والدواب عن الليث وقال بعضهم هي كلمة معرّبة أَصلها زيقا بالعبرانية أَبو عمرو الصّائِقُ والصائِكُ اللأَزِقُ قال جندل أَسْوَد جَعْد ذي صُنانٍ صائِق والصِّيقُ بطن منهم
( * قوله بطن منهم هكذا في الأصل )

ضفق
الضَّفْقُ الوَضْع بمرَّة وكذلك الضَّفْعُ

ضيق
الضِّيقُ نقيض السّعة ضاقَ الشيءُ يضيق ضِيقاً وضَيْقاً وتَضَيَّقَ وتَضايَقَ وضَيَّقَه هو وحكى ابن جني أَضاقَه وهو أَمر ضَيِّقٌ أَبو عمر الضَّيْقُ الشيء الضَّيِّقُ والضِّيقُ المصدر والمَضايِق جمع المَضِيق والضَّيْقُ أَيضاً تخفيف الضَّيِّق قال الراجز دُرْنا ودارَتْ بَكْرةٌ نَخِيسُ لا ضَيْقةُ المَجْرَى ولا مَرُوسُ والضَّيْقُ جمع الضَّيقاة والضِّيقة وهي الفقر وسوء الحال وقد ضاقَ عن كل الشيء يقال لا يَسَعُني شيء ويَضِيق عنك وضاقَ الرجلُ أَي بخل وضَيَّقْت عليك الموضع وقولهم ضِقْتُ به ذَرْعاً أَي ضاقَ ذرْعي به وتَضايَقَ القومُ إِذا لم يتوسَّعوا في خُلُق أََو مكان والضُّوقى والضِّيقى تأْنيث الأَضْيَق صارت الياء واواً لسكونها وضمة ما قبلها ويقال ضاقَ المكانُ فهو ضَيِّق فرق بينهما ويقال في جمع ضائِقٍ ضاقَة قال زهير يَكْرَهها الجُبَناءُ الضاقةُ العَطَنِ فهذا جمع ضائِقٍ ومثله سادَةٌ جمع سائِدٍ لا سيِّد ومكان ضَيِّقٌ وضَيْقٌ وضائِقٌ وفي التنزيل فلعلَّك تارِكَ بعضَ ما يُوحَى إِليك وضائقْ به صَدْرُك وهو في ضِيقٍ من أَمره وضَيْقٍ أَي في أَمر ضَيِّقٍ والنعت ضَيِّقٌ والاسم ضَيْق ويقال في صدر فلان ضِيقٌ علينا وضَيْقٌ والضَّيْق الشكَ يكون في القلب من قوله تعالى ولا تكُ في ضَيْقٍ ممّا يَمْكُرون وقال الفراء الضَّيْقُ ما ضاق عنه صدرُك والضِّيقُ ما يكون في الذي يتسَّع ويضيق مثل الدار والثوب وإِذا رأَيت الضَّيْقَ قد وقع في موضع الضَّيق كان على أَمرين أَحدهما أَن يكون جمعاً للضَّيْقةِ كما قال الأَعشى فلئن رَبُّك من رحمته كَشَفَ الضَّيْقةَ عنا وفَسَح والوجه الآخر أَن يراد به شيء ضَيِّق فيكون ضَيق مخففاً وأَصله التشديد ومثله هَيْن ولَيْن وأَضاقَ الرجلُ فهو مُضِيق إِذا ضاقَ عليه مَعاشُه وأَضاقَ أَي ذهب مالُه التهذيب والضَّيَقِ بفتح الياء الشك والضَّيْقُ بهذا المعنى أَكثرُ والضِّيقةُ مثل الضِّيق والمَضِيقُ ما ضاقَ من الأَماكن والأُمور قال مَنْ شَا يُدَلِّي النفسَ في هُوَّة ضَنْكٍ ولكن مَنْ له بالمَضِيق ؟ أَي بالخروج من المَضيق وقالوا هي الضِّيقى والضُّوقى على حد ما يَعْتَوِرُ هذا النوع من المُعاقَبة وقال كراع الضُّوقى جمع ضَيَّقة قال ابن سيده ولا أَدري كيف ذلك لأَن فُعْلى ليست من أَبنية الجموع إِلا أَن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاء كبُهْماة وبُهْمى وقالت امرأَة لضَرَّتها وهي تُسامِيها ما أَنت بالخُورَى ولا الضُّوقى حِرَا الضُّوقى فُعْلى من الضِّيق وهي في الأَصل الضُّيْقى فقلبت الياء واواً من أَجل الضمة والخُورَى فُعْلى من الخير وكذلك الكوسى من الكَيْس والضِّيقةُ ما بين كل نجمين والضِّيقةُ كوكبان كالمُلْتَزِقَينِ صغِيران بين الثُّرَيا والدَّبَران وضِيقة منزلة للقمر بلزق الثريّا مما يلي الدبران وهو مكان نحْسٌ على ما تزعم العرب قال الأَخطل فهلاَّ زَجَرْتِ الطير لَيلة جِئْتِه بِضِيقةَ بَيْنَ النَّجْمِ والدَّبَرانِ يذكر امرأَة وَسِيمةً تزوَّجها رجل دميم والمرأَة هي بَرَّة أَبي هانئ التغلبي والرجل سعيد بن بنان التغلبي وقال الأَخطل في ذلك قال ابن قتيبة وربما قَصُر القمر عن الدَّبَرانِ فنزل بالضِّيقة وهما النجمان الصغيران المتقاربان بين الثريّا والدَّبران حكي هذا القول عن أَبي زياد الكلابي قال أَبو منصور جعل ضِيقةَ معرفة لأَنه جعله اسماً علماً لذلك الموضع ولذلك لم يصرفه وأَنشده أَبو عمرو بِضِيقةِ بكسر الهاء جعله صفة ولم يجعله اسماً للموضع أَراد بضِيقَةِ ما بين النجم والدبران والضَّيْقة والضِّيقة القمر

طبق
الطَّبَقُ غطاء كل شيء والجمع أَطْباق وقد أَطْبَقَه وطَبَّقَه انْطَبَقَ وتَطَبَّقَ غَطَّاه وجعله مُطَبَّقاً ومنه قولهم لو تَطَبَّقَت السماء على الأَرض ما فعلت كذا وفي الحديث حِجابُه النُّورُ لو كُشِفَ طَبَقُه لأَحْرَقت سُبحاتُ وَجهِه كلَّ شيء أَدّرَكه بصرُه الطَّبَقُ كلُّ غطاء لازم على الشيء وطَبَقُ كلِّ شيء ما ساواه والجمع أَطْباقٌ وقوله ولَيْلة ذات جَهامٍ أَطْباق معناه أَن بعضَه طَبَقٌ لبعض أَي مُساوٍ له وجَمَع لأَنه عنى الجنس وقد يجوز أَن يكون من نعت الليلة أَي بعضُ ظُلَمِها مُساوٍ لبعض فيكون كجُبَّةٍ أَخْلاق ونحوها وقد طابَقَهُ مطابَقةً وطِباقاً وتَطابَقَ الشيئَان تساوَيا والمُطابَقةُ المُوافَقة والتَّطابُق الاتفاق وطابَقْتُ بين الشيئين إِذا جعلتهما على حَذْو واحد وأَلزقتهما وهذا الشيء وَفْقُ هذا ووِفاقُه وطِباقُه وطابَقُهُ وطِبْقُه وطَبِيقُه ومُطْبِقُه وقالَبُه وقالِبُه بمعنى واحد ومنه قولهم وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه وطابَقَ بين قميصين لَبِسَ أَحدهما على الآخر والسمواتُ الطِّباقُ سميت بذلك لمُطابَقة بعضها بعضاً أَي بعضها فوق بعض وقيل لأَن بعضها مُطْبَق على بعض وقيل الطِّباقُ مصدر طوبقَتْ طِباقاً وفي التنزيل أَلم تَرَوْا كيف خلق الله سَبْعَ سَمَواتٍ طِباقاً قال الزجاج معنى طِباقاً مُطْبَقٌ بعضها على بعض قال ونصب طِباقاً على وجهين أَحدهما مطابَقة طِباقاً والآخر من نعت سبع أَي خلق سبعاً ذات طِباقٍ الليث السمواتُ طِباقٌ بعضها على بعض وكل واحد من الطباق طَبَقة ويذكَّر فيقال طَبَقٌ ابن الأَعرابي الطَّبَقُ الأُمّة بعد الأُمّة الأَصمعي الطِّبْقُ بالكسر الجماعةْ من الناس ابن سيده والطَّبَق الجماعة من الناس يَعْدِلون جماعةً مثلهم وقيل هو الجماعة من الجراد والناس وجاءنا طَبَقٌ من الناس وطِبْقٌ أَي كثير وأَتى طَبَقٌ من الجراد أَي جماعة وفي الحديث أَن مريم جاعَتْ فجاءَها طَبَقٌ من جَرادٍ فصادَتْ منه أَي قَطيعٌ من الجراد والطَّبَقُ الذي يؤكل عليه أَو فيه والجمع أَطْباقٌ وطَبَّقَ السَّحابُ الجَوَّ غَشّاه وسَحابةُ مُطَبِّقةٌ وطَبَّقَ الماءُ وَجْهَ الأَرض غطّاه وأَصبحت الأَرض طَبَقاً واحداً إِذا تغشّى وجهُها بالماء والماء طَبَقٌ للأَرض أَي غِشاء قال امرؤ القيس دِيمةٌ هَطْلاءُ فيها وَطَفٌ طَبَقُ الأَرْضِ تَحَرَّى وتَدُرّ وفي حديث الاستسقاء اللهم اسْقِنا غَيْثاً مُغِيثاً طَبَقاً أَي مالِئاً للأَرض مغطّياً لها يقال غيث طَبَقٌ أَي عامٌّ واسع يقال هذا مطر طَبَقُ الأَرض إِذا طَبَّقها وأَنشد بيت امرئ القيس طبق الأَرض تحرّى وتدر ومن رواه طَبَقَ الأَرضِ نصبَه بقوله تحَرَّى الأَصمعي في قوله غيثاً طَبَقاً الغيث الطَبق العامّ وقال الأَصمعي في الحديث قُرَيش الكَتَبَة الحَسَبة مِلْحُ هذه الأُمّة عِلْمُ عالِمهم طِباقُ الأَرض كأَنه يعُمّ الأَرض فيكون طَبَقاً لها وفي رواية عِلْمُ عالمِ قُرَيْش طَبَقُ الأَرض وطَبَّقَ الغيثُ الأَرضَ ملأَها وعمّها وغيثٌ طَبَقٌ عامٌّ يُطَبِّقُالأَرض وطَبَّقَ الغيمُ تَطْبيقاً أَصاب مطرُه جميعَ الأَرض وطِباقُ الأَرض وطِلاعُها سواء بمعنى مِلْئها وقولهم رحمة طِباقُ الأَرضِ أَي تُغَشِّي الأَرض كلها وفي الحديث لله مائةُ رَحْمةٍ كلُّ رَحْمةٍ منها كطِباقِ الأَرض أَي تُغَشِّي الأَرضَ كلها ومنه حديث عمر لو أَنَّ لي طِباقَ الأَرض ذهَباً أَي ذهباً يعُمّ الأَرض فيكون طَبَقاً لها وطَبَّقَ الشيءُ عَمَّ وطَبَقُ الأَرض وجهُها وطِباقُ الأَرض ما عَلاها وطَبَقاتُ الناس في مراتبهم وفي حديث ابن مسعود في أَشراط الساعة تُوصَلُ الأَطْباقُ وتُقْطَعُ الأَرْحامُ يعني بالأَطْباقِ البُعَداءَ والأَجانِبَ لأَن طَبَقاتِ الناس أَصناف مختلفة وطابَقَه على الأَمر جامَعَه وأَطْبَقوا على الشيء أَجمعوا عليه والحروف المُطْبَقة أَربعة الصاد والضاد والطاء والظاء وما سوى ذلك فمفتوح غير مُطْبَق والإِطْباقُ أَن ترفع ظهرَ لسانك إِلى الحنك الأَعلى مُطْبِقاً له ولولا الإِطْباقُ لصارت الطاء دالاً والصاد سيناً والظاء ذالاً ولخرجت الضاد من الكلام لأَنه ليس من موضعها شيء غيرها تزول الضاد إِذا عدم الإِطْباق البتة وطابَقَ لي بحقِّي وطابَقَ بحقِّي أَذْعَنَ وأَقرَّ وبَخَعَ قال الجعدي وخَيْل تُطابقُ بالدارعين طِباقَ الكِلاب يَطَأْنَ الهَراسا ويقال طابَقَ فلانٌ فلاناً إذا وافَقه وعاوَنَه وطابَقَت المرأَةُ زوْجهَا إذا واتتْه وطابَقَ فلانٌ بمعنى مَرَنَ وطابَقَت الناقةُ والمرأَةُ انْقادت لمريدها وطابَقَ على العمل مارَنَ التهذيب والمُطَبَّقُ شِبْه اللُّؤْلُؤ إذا قُشر اللؤلؤ أخِذ قشرهُ ذلك فأُلزِق بالغراء بعضه على بعض فيصير لؤلؤاً أَو شبْهَه والانْطِباقُ مُطاوعة ما أطبقت والطِّبْقُ والمُطَبَّقُ شيء يُلْصَقُ به قشرُ اللؤلؤ فيصير مثله وقيل كل ما أُلْزِقَ به شيء فهو طِبْقٌ وطَبِقَت يدُه بالكسر طَبَقاً فهي طَبِقةٌ لزِقت بالجنب ولا تنبسط والتَّطْبِيقُ في الصلاة جعْلُ اليدين بين الفخذين في الركوع وقيل التَّطْبِيق في الركوع كان من فعل المسلمين في أوَّل ما أمِروا بالصلاة وهو إطْباقُ الكفين مبسوطتين بين الركبتين إذا ركع ثم أُمِروا بإلْقام الكفَّين رأُس الركبتين وكان ابن مسعود استمرّ على التَّطْبِيق لأنه لم يكن عَلِم الأَمْرَ الآخر وروى المنذري عن الحَرّبيّ قال التَّطْبِيقُ في حديث ابن مسعود أن يَضَع كفَّه اليمنى على اليسرى يقال طابَقْتُ وطَبَّقْت وفي حديث ابن مسعود أنه كان يُطَبِّقُ في صلاته وهو أن يجمع بين أصابع يديه ويجعلهما بين ركبتيه في الركوع والتشهد وجاءت الإِبل طَبَقاً واحداً أي على خُفٍّ ومرّ طَبَقٌ من الليل والنهار أي بعضهما وقيل معظمهما قال ابن أحمر وتواهَقَتْ أخْفافُها طَبَقاً والظِّلُّ لم يَفْضُل ولم يُكْرِ وقيل الطَّبَقة عشرون سنة عن ابن عباس من كتاب الهجري ويقال مَضى طَبَقٌ من النهار وطَبَق من الليل أي ساعة وقيل أي مُعْظَم منه ومثله مضى طائفة من الليل وطَبِقَت النجومُ إذا ظهرت كلها وفلانَ يَرْعى طَبَقَ النُّجوم وقال الراعي أَرى إِبِلاَ تكالأَ راعِياها مَخافَة جارِها طَبَقَ النُّجوم والطَّبَق سدّ الجَراد عينَ الشمس والطَّبَق انطباق الغَيْم في الهواء وقول العباس في النبي صلى الله عليه وسلم إذا مَضى عالَمٌ بَدا طَبَقٌ فإِنه أَراد إِذا مضى قَرْن ظَهَر قَرْن آخر وإِنما قيل للقَرْن طَبَقٌ لأَنهم طَبَق للأَرض ثم يَنْقرضِون ويأْتي طَبَق للأَرض آخر وكذلك طَبَقات الناس كل طَبَقة طَبَقت زمانها والطَّبَقة الحال يقال كان فلان من الدنيا على طَبَقات شَتَّى أي حالات ابن الأَعرابي الطَّبَقُ الحال على اختلافها والطَّبَقُ والطَّبَقة الحال وفي التنزيل لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عن طَبَق أي حالاً عن حال يوم القيامة التهذيب إن ابن عباس قال لَتَرْكَبُنَّ وفسَّررلتَصِيرنَّ الأُمور حالاً بعد حال في الشدّة قال والعرب تقول وقع فلان في بنات طَبَق إذا وقع في الأَمر الشديد وقال ابن مسعود لتركَبُنَّ السماء حالاً بعد حال وقال مَسروق لتركَبَنَّ يا محمد حالاً بعد حال وقرأَ أَهل المدينة لتَرْكَبُنَّ طَبَقاً يعني الناس عامَّة والتفسير الشِّدَّة وقال الزجاج لتركَبْنَّ حالاً بعد حال حتى تصيروا إلى الله من إِحيّاء وإِماتَةٍ وبَعْثٍ قال ومن قرأَ لتركَبَنَّ أراد لتركَبَنَّ يا محمد طَبَقاً عن طَبَق من أطبْاق السماء قاله أبو علي وفسَّروا طَبَقاً عن طَبَقِ بمعنى حالاً بعد حال ونظيرُ وقوع عن مَوْقع بعد قول الأَعشى وكابِر تَلَدوُك عن كابر أي بعد كابر وقال النابغة بَقيّة قِدْر من قُدُورٍ تُوُورِثَتْ لآلِ الجُلاحِ كابراً بعد كابِرِ وفي حديث عمرو بن العاص إني كنت على أطبْاقٍ ثلاثٍ أي أحْوالٍ واحدها طَبَق وأَخبر الحسن بأَمْرٍ فقال إحْدى المُطْبِقات قال أبو عمرو يُريد إحْدى الدواهي والشدايد التي تُطْبِقُ عليهم ويقال للسنة الشديدة المُطْبِقة قال الكميت وأَهْلُ السَّماحَة في المُطْبِقات وأَهل السَّكينةِ في المَحْفَلِ قال ويكون المُطْبَق بمعنى المُطْبِق وولدتِ الغنم طَبَقاً وطِبْقاً إِذا نُتِجَ بعضُها بعد بعض وقال الأُموي إِذا ولدتِ الغنمُ بعضها بعد بعض قيل قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاءَ وولَّدتها طَبَقاً وطَبَقَةً والطَّبَق والطَّبَقة الفَقْرة حيث كانت وقيل هي ما بين الفقرتين وجمعها طِباق والطَّبَقة المفصل والجمع طَبَق وقيل الطَّبَق عُظَيْم رَقيق يفصل بين الفَقارَيْن قال الشاعر أَلا ذهبَ الخُداعُ فلا خِداعا وأَبْدى السَّيفُ عن طَبَقٍ نُخاعا وقيل الطَّبَق فَقال الصلب أَجمع وكل فَقار طَبَقة وفي الحديث وتَبْقى أصْلابُ المنافقين طَبَقاً واحداً قال أبو عبيد قال الأَصمعي الطَّبَقُ فَقار الظهر واحدته طَبَقَة واحدة يقول فصار فَقارُهم كلُّه فَقارةً واحداة فلا يدرون على السجود وفي حديث ابن الزبير قال لمعاوية وايْمُ الله لئن ملك مَرْوانُ عِنان خيل تنقاد له في عثمان ليَرْكَبَنَّ منك طَبَقاً تخافه يريد فَقار الظهر أي ليَرْكبن منك مَرْكباً صعباً وحالاً لا يمكنك تَلافِيها وقيل أَراد بالطَّبَق المنازل والمراتب أي ليركبن منك منزلة فوق منزلة في العداوة ويقال يدُ فلانٍ طَبَقَةٌ واحدة إذا لم تكن منبسطة ذات مفاصل وفي حديث الحجاج فقال لرجل قُمْ فاضرب عُنُقَ هذا الأَسير فقال إِن يدي طَبِقَةٌ هي التي لصق عَضُدُها بجنب صاحبه فلا يستطيع أَن يحرّكها وفي حديث عمْران بن حُصَيْن أَن غلاماً له أَبَقَ فقال لئن قدرت عليه لأَقطعن منه طابَِقَاً قال يريد عضواً الأَصمعي كل مفصِل طَبَقٌ وجمع أَطبْاق ولذلك قيل للذي يصيب المفصل مُطَبِّقٌ وقال ويَحْمِيكَ بالليِّن الحُسام المُطَبِّق وقيل في جمعه طَوابِق قال ثعلب الطَّابِقُ والطَّابَقُ العضو من أعضاء الإِنسان كاليد والرجل ونحوهما وفي حديث عليّ إِنما أَمر في السارق بقطع طابِقِه أي يده وفي الحديث فَخَبَزْتُ خبزاً وشويت طابَقاً من شاة أَي مقدار ما يأْكل منه اثنان أَو ثلاثة والطَّبَقَةُ من الأَرض شبه المَشارَة والجمع الطَّبَقات تخرج بين السُّلحَفْاة والهِرْهِرِ
( * قوله « تخرج بين السلحفاة والهرهر » هكذا هو بالأصل ولعل قبله سقطاً تقديره ودويبة تخرج بين السلحفاة إلخ أَو نحو ذلك ) والمطَبَّقُ من السيوف الذي يصيب المَفْصِل فيُبينُه يقال طَبَّق السيفُ إِذا أَصاب المَفْصل فأَبان العضو قال الشاعر يصف سيفاً يُصَمِّمُ أَحْياناً وحِيناً يُطَبِّقُ ومنه قولهم للرجل إذا أَصاب الحجة إِنه يُطَبَّقُ المفصل أََبو زيد يقال للبليغ من الرجال قد طَبَّقَ المفصل وردَّ قالَبَ الكلام ووضع الهِناء مواضع النُّقَب وفي حديث ابن عباس أَنه سأَل أَبا هريرة عن امرأَة غير مدخول بها طلقت ثلاثاً فقال لا تحلُّ له حتى تنكح زوجاً غيره فقال ابن عباس طَبَّقْتَ قال أَبو عبيد قوله طبقت أَراد أَصبتَ وجه الفُتْيا وأَصله إِصابة المفصل وهو طَبَقُ العظمينِ أَي ملتقاهما فيفصل بينهما ولهذا قيل لأَعضاء الشاة طَوابِقُ واحدها طابَقٌ فإِذا فَصَّلها الرجل فلم يخطئ المفاصل قيل قد طَبَّقَ وأَنشد أَيضاً يُصمِّم أَحياناً وحِيناً يُطَبِّقُ والتصميم أن يمضي في العظم والتَّطْبِيقُ إِصابة المفصل قال الراعي يصف إبلاً وطَبَّقْنَ عُرْضَ القُفِّ لما عَلَوْنَهُ كما طَبَّقَتْ في العظم مُدْيَةُ جازِرِ وقال ذو الرمة لقد خَطَّ رُوميّ ولا زَعَماتِهِ لعُتْبَةَ خطّاً لم تُطَبَّقْ مفاصلُه وطَبَّقَ فلان إذا أَصاب فَصَّ الحديث وطَبَّقَ السيفُ إِذا وقع بين عظمين والمُطَبَّقُ من الرجال الذي يصيب الأُمور برأْيه وأَصله من ذلك المُطابِقُ من الخيل والإِبل الذي يضع رجله موضع يده وتَطْبِيقُ الفرس تَقْرِيبُهُ في العَدْو الأَصمعي التَّطْبِيقُ أَن يَثِبَ البعيرُ فتقع قوائمه بالأرض معاً ومنه قول الراعي يصف ناقة نجيبة حتى إِذا ما اسْتَوى طَبِّقَتْ كما طَبَّقَ المِسْحَلُ الأَغْبَرُ يقول لما استوى الراكب عليها طَبَّقَتْ قال الأَصمعي وأَحسن الراعي في قوله وهْيَ إِذا قام في غَرْزها كمِثْل السَّفِينة أَو أَوْقَر لأَن هذا من صفة النجائب ثم أَساء في قوله طَبَّقَتْ لأَن النجيبة يستحب لها أَن تقدم يداً ثم تقدم الأُخرى فإِذا طَبَّقَتْ لم تُحمْدَ قال وهو مثل قوله حتى إذا ما استْوى في غَرْزها تَثِبُ والمُطابَقَة المشي في القيد وهو الرَّسْفُ والمُطابَقَةُ أَن يضع الفرسُ رجلَه في موضع يده وهو الأحَقُّ من الخيل ومُطابَقَةُ الفرسِ في جريه وضع رجليه مواضع يديه والمُطابَقَةُ مشي المقيَّد وبنَاتُ الطَّبَقِ الدواهي يقال للداهية احدى بنات طَبَقٍ ويقال للدواهي بنات طَبَقٍ ويروى أَن أَصلها الحية أَي أَنها استدارت حتى صارت مثل الطَّبَقِ ويقال إحدى بناتِ طَبَق شَرُّك على رأْسك تقول ذلك للرجل إِذا رأَى ما يكرهه وقيل بنتُ طَبَقٍ سُلحَفْاةٌ وتَزْعُمُ العرب أَنها تبيض تسعاً وتسعين بيضة كلها سَلاحِفُ وتبيض بيضة تَنْقُفُ عن أَسود يقال لقيت منه بناتِ طَبَقٍ وهي الداهية الأَصمعي يقال جاء بإِحدى بناتِ طَبَقٍ وأَصلها من الحيَّات وذكر الثعالبي أَن طَبَقاً حيَّة صفراء ولمَّا نُعي المنصورُ إِلى خَلَف الأَحمر أَنشأَ يقول قد طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ فَذَمَّرُوهَا وَهْمَةً ضَخْم العُنُقْ موتُ الإِمامِ فِلْقَةٌ مِن الفِلَقْ وقال غيره قيل للحية أمُّ طَبَقٍ وبنتُ طَبَقٍ لتَرَحِّيها وتحَوّيها وأَكثر التَّرحِّي للأَفْعى وقيل قيل للحيات بناتُ طَبَقٍ لإِطْبَاقها على من تلسعه وقيل إِنما قيل لها بناتُ طَبَقٍ لأَن الحَوَّاء يمسكها تحت أَطْبَاق الأَسْفاط المُجَلّدة ورجل طَبَاقَاءُ أَحمق وقيل هو الذي ينكح وكذلك البعير جمل طَبَاقَاءُ للذي لا يَضْرب والطَّبَاقاء العَيِيُّ الثقيل الذي يُطْبِقُ على الطَّرُوقة أَو المرأَة بصدره لصغره قال جميل بن معمر طَبَاقَاءُ لم يَشْهد خصوماً ولم يُنِخْ قِلاصاً إلى أَكْوارها حين تُعْكَفُ ويروى عَيَاياءُ وهما بمعنى قال ابن بري ومثله قول الآخر طَبَاقَاءُ لم يَشْهَد خصوماً ولم يَعِشْ حَميداً ولم يَشْهَدْ حلالاً ولا عطرا وفي حديث أُم زرع أَن إحدى النساء وصفت زوجها فقالت زوجي عَيَايَاءُ طَبَاقَاءُ وكل دَاءٍ دواء قال الأَصمعي الطَّبَاقاء الأحمق الفَدْم وقال ابن الأعرابي هو المُطْبَقُ عليه حُمْقاً وقيل هو الذي أُموره مُطْبَقةُ عليه أَي مُغَشَّاة وقيل هو الذي يعجز عن الكلام فَتَنْطَبق شفتاه والطَّابَقُ والطَّابِقُ ظَرْف يطبخ فيه فارسي معرب والجمع طَوَابِق وطَوابِيق قال سيبويه أَما الذين قالوا طَوابيق فإِنما جعلوه تكسير فَاعَال وإِن لم يكن في كلامهم كما قالوا مَلامِحُ والطَّابَقُ نصف الشاة وحكى اللحياني عن الكسائي طابِق وطابَق قال ابن سيده ولا أدري أيّ ذلك عنى وقولهم صادف شَنٌّ طَبَقَه هما قبيلتان شنٌّ بن أَفْصَى بن عبد القيس وطَبَقٌ حيّ من إِياد وكانت شَنّ لا يقام لها فواقعتها طَبَقٌ فانتصفت منها فقيل وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَه وافقه فاعتنقه قال الشاعر لَقِيَتْ شَناًّ إِيادٌ بالقَنَا طَبَقاً وافق شَنٌّ طَبَقَه قال ابن سيده وليس الشَّنُّ هنا القِربَة لأَن القربة لا طَبَقَ لها وقال أَبو عبيد عن الأَصمعي في هذا المثل الشَّنُّ الوعاء المعمول من أَدَمٍ فإِذا يبس فهو شَنّ وكان قوم لهم مثله فَتَشَنَّنَ فجعلوا له غطاء فوافقه وفي كتاب علي رضوان الله عليه إلى عمرو بن العاص كما وافق شَنٌّ طَبَقَه قال هذا مثل للعرب يضرب لكل اثنين أَو أمرين جَمَعَتْهُما حالةٌ واحدة اتَّصف بها كلٌّ منهما وأَصله أَن شَناًّ وطَبَقَة حيَّان اتفقا على أَمر فقيل لهما ذلك لأَن كل واحد منهما قيل ذلك له لما وافق شكله ونظيره وقيل شَنٌّ رجل من دُهَاة العرب وطبقة امرأة من جنسه زُوجَتْ منه ولهما قصة التهذيب والطَّبَقُ الدَّرَكُ من أَدراك جهنم ابن الأَعرابي الطِّبْقُ الدِّبْقُ والطَّبْق بفتح الطاء الظلم بالباطل والطِّبْقُ الخلق الكثير وقوله أَنشده ابن الأعرابي كَأِنَّ أَيدِيَهُنَّ بالرَّغَامِ أَيْدي نَبِيط طَبَقَى اللِّطَامِ فسره فقال معناه مداركوه حاذقون به ورواه ثعلب طَبِقي اللطام ولم يفسره قال ابن سيده وعندي أَن معناه لازقي اللطام بالملطوم وأَتانا بعد طَبَقٍ من الليل وطَبيقٍ أَراه يعني بعد حين وكذلك من النهار وقول ابن أَحمر وتَوَاهَقَتْ أَخفافها طَبَقاً والظلُّ لم يُفْضُلْ ولم يُكْرِ قال ابن سيده أَراه من هذا والطِّبْق حمل شجر بعينه والطُّبَّاقُ نبت أو شجر قال أَبو حنيفة الطُّبَّاقُ شجر نحو القامة ينبت متجاوراً لا يكاد يُرَى منه واحدة منفردة وله ورق طوال دقاق خضر تَتَلَزَّجُ إِذا غُمِزَ وله نَوْرٌ أَصفر مجتمع قال تأَبط شرّاً كأَنما حَثْحَثُوا حُصّاًّ قَوَادِمُهُ أَو أُمَّ خِشْفٍ بذي شَثٍّ وطُبَّاقِ وروي عن محمد بن الحنفية أَنه وَصَفَ مَنْ يَلي الأَمر بعد السفياني فقال يكون بين شَثّ وطُبَّاقٍ والشَثُّ والطُّبَّاق شجرتان معروفتان بناحية الحجار والحُمَّى المُطْبِقةُ هي الدائمة لا تفارق ليلاً ولا نهاراً والطَّابَق والطَّابِق الآجرّ الكبير وهو فارسي معرب ابن شميل يقال تحلَّبوا على ذلك الإِنسان طبَاقَاءَ بالمد أَي تجمعوا كلهم عليه وفي حديث أَبي عمرو النخعي يَشْتَجِرُون اشْتِجَار أَطْباق الرأْس أَي عظامه فإِنها مُتَطابقة مُشْتبكة كما تشتبك الأَصابع أَراد التِحَام الحرب والاختلاط في الفتنة وجاء فلان مُقْتَعِطاًّ إِذا متعمماً طَابِقِياًّ وقد نهي عنها

طرق
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال الطَّرْق والعِيَافَةُ من الجِبْتِ والطَّرْقُ الضرب بالحصى وهو ضرب من التَّكَهُّنِ والخَطُّ في التراب الكَهانَةُ والطُّرَّاقُ المُتكَهِّنُون والطَّوارِقُ المتكهنات طَرَقَ يَطْرُقُ طَرْقاً قال
لبيد لَعَمْرُكَ ما تَدْري الطَّوَارِقُ بالحصى ... ولا زَاجِراتُ الطير ما اللهُ صَانِعُ
واسْتَطْرَقَهُ طلب منه الطَّرْقَ بالحصى وأَن ينظر له فيه أَنشد ابن الأَعرابي خَطَّ يدِ المُسْتَطْرَقِ المَسْؤولِ وأَصل الطَّرْقِ الضرب ومنه سميت مِطْرقَة الصائغ والحدّاد لأَنه يَطْرقُ بها أَي يضرب بها وكذلك عصا النَّجَّاد التي يضرب بها الصوفَ والطَّرقُ خطّ بالأَصابع في الكهانة قال والطَّرْقُ أَن يخلط الكاهن القطنَ بالصوف فَيَتَكهَّن قال أَبو منصور هذا باطل وقد ذكرنا في تفسير الطَّرْقِ أَنه الضرب بالحصى وقد قال أَبو زيد الطَّرْقُ أَن يخط الرجل في الأَرض بإِصبعين ثم بإِصبع ويقول ابْنَيْ عِيانْ أَسْرِعا البيان وهو مذكور في موضعه وفي الحديث الطِّيَرَةُ والعِيافَةُ والطَّرْقُ من الجِبْتِ الطرقُ الضرب بالحصى الذي تفعله النساء وقيل هو الخَطُّ في الرمل وطَرَقَ النَّجَّادُ الصوفَ بالعود يَطْرُقُه طَرْقاً ضربه واسم ذلك العود الذي يضرب به المِطْرَقةُ وكذلك مِطْرَقَةُ الحدّادين وفي الحديث أَنه رأَى عجوزاً تَطْرُقُ شَعراً هو ضرب الصوف والشعر بالقضيب لَينْفشا والمِطْرَقة مِضْربة الحداد والصائغ ونحوهما قال رؤبة عَاذِل قد أُولِعْتِ بالتَّرقِيشِ إِليَّ سِراًّ فاطْرُقي ومِيشِي التهذيب ومن أَمثال العرب التي تضرب للذي يخلط في كلامه ويتفنن فيه قولهم اطْرُقي ومِيشِي والطَّرْق ضرب الصوف بالعصا والمَيْشُ خلط الشعر بالصوف والطَّرْق الماء المجتمع الذي خيضَ فيه وبِيل وبُعِرَ فكَدِر والجمع أَطْرَاق وطَرَقَت الإِبل الماء إِذا بالت فيه وبعرت فهو ماء مَطْرُوق وطَرْقٌ والطَّرْقُ والمَطرُوق أَيضاً ماء السماء الذي تبول فيه الإِبل وتَبْعَرُ قال عدي بن زيد ودَعَوْا بالصَّبُوح يوماً فجاءَتْ قَيْنَةٌ في يمينها إِبْريقُ قدَّمَتْهُ على عُقارٍ كعَيْن ال دّيكِ صَفَّى سُلافَها الرَّاووقُ مُزَّةٍ قبل مَزْجِها فإِذا ما مُزِجَتْ لَذَّ طَعْمَها مَنْ يَذُوقُ وطَفَا فوقها فَقَاقِيعُ كاليا قوت حُمْرٌ يَزينُها التَّصفيقُ ثم كان المِزَاجُ ماءَ سحاب لا جَوٍ آجِنٌ ولا مَطْرُوقُ ومنه قول إِبراهيم في الوضوء بالماء الطَّرْقُ أَحَبُّ إليَّ من التَّيَمُّم هو الماء الذي خاضت فيه الإِبل وبالت وبعرت والطَّرْق أَيضاً ماء الفحلِ وطرَقَ الفحلُ الناقة يَطْرُقها طَرْقاً وطُروقاً أَي قَعا عليها وضربها وأَطْرَقه فحلاً أَعطاه إِياه يضرب في إِبله يقال أَطرِقْني فحلَك أَي أَعِرْني فحلك ليضرب في إِبلي الأَصمعي يقول الرجل للرجل أَعِرْني طَرْقَ فحلِك العامَ أَي ماءه وضِرابَهُ ومنه يقال جاء فلان يَسْتَطْرِقُ ماءَ طَرْقٍ وفي الحديث ومِنْ حقِّها إِطْراقُ فحلِها أَي إِعارته للضراب واسْتطْراق الفحل إِعارته لذلك وفي الحديث من أَطْرَقَ مسلماً فَعَقّتْ له الفرسُ ومنه حديث ابن عمر ما أُعْطيَ رجلٌ قطّ أَفضلَ من الطَّرْقِ يُطْرِق الرجلُ الفحل فيُلْقِح مائة فَيَذْهبُ حَيْرِيَّ دَهْرٍ أَي يحوي أَجره أَبَدَ الآبِدينَ ويُطْرِقُ أَي يعير فحله فيضرب طَرُوقَة الذي يَستَطْرِقه والطَّرْقُ في الأَصل ماء الفحل وقيل هو الضِّرابُ ثم سمي به الماء وفي حديث عمر رضي الله عنه والبيضة منسوبة إِلى طَرْقِها أَي إِلى فحلها واسْتَطْرَقَهُ فحلاً طلب منه أَن يُطْرِقَهُ إِياه ليضرب في إِبله وطَرُوقَةُ الفحل أُنثْاه يقال ناقة طَرُوقَةُ الفحل للتي بلغت أَن يضربها الفحل وكذلك المرأَة وتقول العرب إِذا أَردت أَن يُشْبهك ولَدُك فأَغْضِب طَرُوقَتَك ثم ائتِْها وفي الحديث كان يُصْبِحُ جنباً من غير طَرُوقَةٍ أَي زوجة وكل امرأة طَرُوقَةُ زوجها وكل ناقة طَرُوقَةُ فحلها نعت لها من غير فِعْلٍ لها قال ابن سيده وأَرى ذلك مستعاراً للنساء كما استعار أَبو السماك الطَّرْق في الإِنسان حين قال له النجاشي ما تَسْقِنيي ؟ قال شراب كالوَرْس يُطَيْب النفس ويُكْثر الطَّرْق ويدرّ في العِرْق يشدُّ العِظام ويسهل للفَدْم الكلام وقد يجوز أَن يكون الطَّرْقُ وَضْعاً في الإِنسان فلا يكون مستعاراً وفي حديث الزكاة في فرائض صدَقات الإِبل فإِذا بلغت الإِبل كذا ففيها حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الفحل المعنى فيها ناقة حِقَّةٌ يَطْرقٌ الفحلُ مثلها أَي يضربها ويعلو مثلها في سنها وهي فَعُولَةٌ بمعنى مَفْعولة أَي مركوبة للفحل ويقال للقَلُوصِ التي بلغت الضَّرابَ وأَرَبَّتْ بالفحل فاختارها من الشُّوَّل هي طَرْوقَتُه ويقال للمتزوج كيف وجدتَ طَرُوقَتَك ؟ ويقال لا أَطْرَقَ اللهُ عليك أَي لا صَيَّر لك ما تَنكْحِه وفي حديث عمرو بن العاص أَنه قَدِم على عمر رضي الله عنه من مصر فجرَى بينهما كلام وأَن عمر قال له إِن الدجاجة لتَفْحَصُ في الرماد فَتَضَعُ لغير الفحل والبيضة منسوبة إِلى طَرْقها فقام عمرو مُتَرَبَّدَ الوجه قوله منسوبة إِلى طَرْقها أَي إِلى فحلها وأَصل الطَّرْق الضِّرَاب ثم يقال للضارب طَرْقٌ بالمصدر والمعنى أَنه ذو طَرْقٍ قال الراعي يصف إِبلاً كانَتْ هَجائِنُ مُنْذرٍ ومُحٍرَّقٍ أُمَّاتِهِنَّ وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا أَي كان ذو طَرْقِها فحلاً فحيلاً أَي منجباً وناقة مِطْراق قريبة العهد بطَرق الفحل إِِياها والطَّرْق الفحل وجمعه طُرُوقٌ وطُرَّاقٌ قال الشاعر يصف ناقة مُخْلفُ الطُّرَّاقِ مَجهُولَةٌ مُحْدِثٌ بعد طِرَاقِ اللُّؤَم قال أَبو عمرو مُخْلِفُ الطُّرَّاق لم تلقح مجهولة محرَّمة الظهر لم تُرْكَبْ ولم تُحْلَبْ مُحْدِث أَحدثتِ لِقاحاً والطِّراق الضِّراب واللؤام الذي يلائمها قال شمر ويقال للفحل مُطْرِق وأَنشد يَهَبُ النَّجِيبَةَ والنَّجِيبَ إِذا شَتَا والبازِلَ الكَوْمَاء مثل المُطْرِق وقال تيم وهل تُبْلغَنِّي حَيْثُ كانَتْ دِيارُها جُمالِيَّةٌ كالفحل وَجنْاءُ مُطْرِقُ ؟ قال ويكون المُطْرِقُ من الإِطْراقِ أَي لا تَرْغو ولا تَضِجّ وقال خالد بن جنبة مُطْرِقٌ من الطَّرْق وهو سرعة المشي وقال العَنَقُ جَهْدُ الطَّرْق قال الأَزهري ومن هذا قيل للراجل مُطْرِق وجمعه مَطَارِيقُ وأَما قول رؤبة قَوَارِباً من واحِفٍ بعد العَنَقْ للعِدِّ إِذ أَخْلَفَه ماءُ الطَّرَقْ فهي مناقع المياه تكون في بحائر الأَرض وفي الحديث نهى المسافر أَن يأْتي أَهله طُروقاً أَي ليلاً وكل آتٍ بالليل طَارِقٌ وقيل أَصل الطُّروقِ من الطَّرْقِ وهو الدَّق وسمي الآتي بالليل طَارِقاً لحاجته إلى دَق الباب وطَرَق القومَ يَطْرُقُهم طَرْقاً وطُروقاً جاءَهم ليلاً فهو طارِقٌ وفي حديث عليّ عليه السلام إِنها حَارِقةٌ طارِقةٌ أَي طَرَقَتْ بخير وجمع الطارِقَةِ طَوارِق وفي الحديث أَعوذ بك من طَوارِقِ الليل إِلا طارِقاً يَطْرُقُ بخير وقد جُمع طارِقٌ على أَطْراقٍ مثل ناصرٍ وأَنصار قال ابن الزبير أَبَتْ عينُه لا تذوقُ الرُّقاد وعاوَدها بعضُ أَطْراقِها وسَهَّدَها بعد نوع العِشاء تَذَكُّرُ نَبْلِي وأَفْواقِها كنى بنبله عن الأقارب والأَهل وقوله تعالى والسماء والطَّارِقِ قيل هو النجم الذي يقال له كوكب الصبح ومنه قول هند بنت عتبة قال ابن بري هي هند بنت بياضة بن رباح بن طارق الإِيادي قالت يوم أُحد تحض على الحرب نَحْنُ بناتُ طارِق لا نَنْثَني لِوامِق نَمْشي على النَّمارِق المِسْكُ في المَفَارِق والدُّرُّ في المَخانِق إِن تُقْبِلوا نُعانِق أَو تُدْبِرُوا نُفارِق فِراقَ غَيرِ وامِق أَي أَن أَبانا في الشرف والعلو كالنجم المضيء وقيل أَرادت نحن بنات ذي الشرف في الناس كأَنه النجم في علو قدره قال ابن المكرم ما أَعرف نجماً يقال له كوكب الصبح ولا سمعت من يذكره في غير هذا الموضع وتارة يطلع مع الصبح كوكب يُرَى مضيئاً وتارة لا يطلُع معه كوكب مضيء فإِن كان قاله متجوزاً في لفظه أَي أَنه في الضياء مثل الكوكب الذي يطلع مع الصبح إِذا اتفق طلوع كوكب مضيء في الصبح وإِلا فلا حقيقة له والطَّارِقُ النجم وقيل كل نجم طَارِق لأَن طلوعه بالليل وكل ما أَتى ليلاً فهو طارِق وقد فسره الفراء فقال النجم الثّاقِب ورجل طُرَقَةٌ مثال هُمَزَةٍ إِذا كان يسري حتى يَطْرُق أَهله ليلاً وأَتانا فلان طُروقاً إِذا جاء بليل الفراء الطَّرَقُ في البعير ضعف في ركبتيه يقال بعير أَطرَقُ وناقة طَرْقاءُ بيِّنة الطَّرَقِ والطَّرَقُ ضعف في الركبة واليد طَرِقَ طَرَقاً وهو أَطْرَقُ يكون في الناس والإِبل وقول بشر ترى الطِّرَقَ المُعَبَّدَ في يَدَيْها لكَذَّان الإكَامِ به انْتِضالُ يعني بالطَّرَق المُعَبَّد المذلل يريد ليناً في يديها ليس فيه جَسْوٌ ولا يبس يقال بعير أَطْرَق وناقة طَرْقاءُ بيِّنة الطَّرَق في يديها لين وفي الرَّجل طَرْقَةٌ وطِراقٌ وطِرِّيقَةٌ أَي استرخاء وتكسر ضعيف ليِّن قال ابن أَحمر يخاطب امرأَته ولا تَحْلَيْ بمَطْرُوقٍ إِذا ما سَرى في القَوْم أَصبح مُسْتَكِينَا وامرأَة مَطْروقَةٌ ضعيفة ليست بمُذكًّرَة وقال الأَصمعي رجل مَطْروقٌ أَي فيه رُخْوَةٌ وضعف ومصدره الطِّرِّيقةُ بالتشديد ويقال في ريشه طَرَقٌ أَي تراكب أَبو عبيد يقال للطائر إِذا كان في ريشه فَتَخٌ وهو اللين فيه طَرَقٌ وكَلأٌ مَطْروقٌ وهو الذي ضربه المطر بعد يبسه وطائر فيه طَرَقٌ أَي لين في ريشه والطَّرَقُ في الريش أَن يكون بعضُها فوق بعض وريش طِرَاقٌ إِذا كان بعضه فوق بعض قال يصف قطاة أَمّا القَطاةُ فإِنِّي سَوْفَ أَنْعَتُها نعْتاً يُوافِقُ نَعْتي بَعْضَ ما فيها سَكَّاءٌ مخطومَةٌ في ريشها طَرَقٌ سُود قوادمُها صُهْبٌ خَوافيها تقول منه اطَّرقَ جناحُ الطائر على افْتَعَلَ أَي التف ويقال اطَّرَقَت الأَرض إِذا ركب التراب بعضه بعضاً والإِطْراقُ استرخاء العين والمُطْرِقُ المسترخي العين خِلقةً أَبو عبيد ويكون الإِطْراقُ الاسترخاءَ في الجفون وأَنشد لمُزَِّدٍ يرثي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وما كُنْت أَخْشَى أَن تكونَ وفاتُه بِكَفَّيْ سَبَنْتى أَزرقِ العينِ مُطْرِقِ والإِطْراقُ السكوت عامة وقيل السكوت من فَرَقٍ ورجل مُطْرِقٌ ومِطْراقٌ وطِرِّيق كثير السكوت وأَطْرَقَ الرجل إِذا سكت فلم يتكلم وأَطْرَقَ أيضاً أَي أَرخى عينيه ينظر إِلى الأَرض وفي حديث نظر الفجأَة أَطْرِق بصَرك الإِطْراقُ أَن يُقْبل ببصره إِلى صدره ويسكت ساكناً وفيه فأَطْرَقَ ساعة أَي سكت وفي حديث آخر فأَطْرَقَ رأْسَه أَي أَماله وأَسكنه وفي حديث زياد حتى انتهكوا الحَرِيمَ ثم أَطْرَقُوا وراءكم أَي استتروا بكم والطِّرِّيقُ ذَكَر الكَرَوان لأَنه يقال أَطْرِقْ كَرَا فيَسْقط مُطْرِقاً فيُؤخذ التهذيب الكَرَوان الذكر اسمه طِرِّيق لأَنه إِذا رأَى الرجل سقط وأَطْرَق وزعم أَبو خيرة أَنهم إِذا صادوه فرأَوه من بعيد أَطافوا به ويقول أَحدهم أَطْرِقْ كَرَا إِنك لا تُرى حتى يتَمَكن منه فيُلقي عليه ثوباً ويأْخذه وفي المثل أَطْرِقْ كَرَا أَطْرِقْ كَرَا إِنَّ النَّعامَ في القُرَى يضرب مثلاً للمعجب بنفسه كما يقال فَغُضَّ الطرْفَ واستعمل بعض العرب الإِطراق في الكلب فقال ضَوْرِيّة أُولِعْتُ باشْتِهارِها يُطْرِقُ كلبُ الحيِّ مِن حِذارِها وقال اللحياني يقال إِنَّ تحت طِرِّيقتِك لَعِنْدأْوةً يقال ذلك للمُطْرق المُطاوِل ليأْتِي بداهية ويَشُدّ شَدّة ليثٍ غيرِ مُتّعقٍ وقيل معناه أَي إِن في لينِه أَي إِنَّ تحت سكوتك لَنَزْوةً وطِماحاً والعِنْدَأْوةُ أَدْهى الدَّواهي وقيل هو المكر والخديعة وهو مذكور في موضعه والطُّرْقةُ الرجل الأَحْمَق يقال إِنه لَطُرْقةٌ ما يحسن يطاق من حمقه وطارَقَ الرجلُ بين نعلين وثوبين لَبِس أَحدَهما على الآخر وطارَقَ نعلين خَصَفَ إِحدَاهما فوق الأُخرى وجِلْدُ النعل طِراقُها الأَصمعي طارَقَ الرجلُ نعليه إِذا أَطبَقَ نعلاً على نعل فخُرِزَتا وهو الطَّرّاق والجلدُ الذي يضربها به الطِّراقُ قال الشاعر وطِرَاقٌ من خَلْفِهِنّ طِراقٌ ساقِطاتٌ تَلْوي بها الصحراءُ يعني نعال الإِبل ونعل مُطارَقة أَي مخصوفة وكل خصيفة طِراقٌ قال ذو الرمة أَغبْاشَ لَيْلِ تمامٍ كانَ طارَقَه تَطَخْطُخُ الغيمِ حتى ما لَه جُوَبُ وطِرَاقُ النعل ما أُطْبِقَت عليه فخُرِزَتْ به طَرَقَها يَطْرُقُها طَرْقاً وطارَقَها وكل ما وضع بعضه على بعض فقد طُورِقَ وأَطْرقَ وأَطْراقُ البطن ما ركب بعضه بعضاً وتَغَضَّنَ وفي حديث عمر فلِبْسْتُ خُفَّيْنِ مُطارَقَيْنِ أَي مُطبْقَينِ واحداً فوق الآخر يقال أَطْرَقَ النعلَ وطارَقَها وطِرَاقُ بيضةِ الرأْس طبقاتٌ بعضها فوق بعض وأَطراقُ القربة أَثناؤها إِذا انْخَنَثَتْ وتثنَّتْ واحدها طَرَقٌ والطَّرَقُ ثِنْيُ القربة والجمع أَطرْاقٌ وهي أَثناؤها إِذا تَخَنَّثَتْ وتثنَّتْ ابن الأَعرابي في فلان طَرْقة وحَلَّة وتَوضِيع إِذا كان فيه تخنُّث والمَجَانّ المُطْرَقَة التي يُطْرَق بعضُها على بعض كالنَّعْل المُطْرَقة المَخصُوفة ويقال أُطْرِقَت بالجلْد والعصَب أَي أُلْبِسَت وتُرْس مُطْرَق التهذيب المَجانُّ المُطْرَقة ما يكون بين جِلْدين أَحدهما فوق الآخر والذي جاءَ في الحديث كأَنَّ وُجوهَهم المَجانَّ المُطْرَقة أَي التِّراس التي أُلْبِسَتِ العَقَب شيئاً فوق شيء أَراد أَنهم عِراضُ الوُجوه غِلاظها ومنه طارَق النعلَ إِذا صيَّرها طاقاً فوق طاقٍ وركَب بعضها على بعض ورواه بعضهم بتشديد الراء للتكثير والأَول أَشهر والطِّراق حديد يعرَّض ويُدار فيجعل بَيْضة أَو ساعِداً أَو نحوَه فكل طبقة على حِدَة طِراق وطائر طِراق الريش إِذا ركب بعضُه بعضاً قال ذو الرمة يصف بازياً طِرَاق الخَوافي واقِعٌ فَوْقَ ريعهِ نَدَى لَيْلِه في رِيشِه يَتَرَفْرَقُ وأَطْرَق جَناح الطائر لَبِسَ الريش الأَعلى الريش الأَسفل وأَطْرَق عليه الليل ركب بعضُه بعضاً وقوله ولم تُطْرِقْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ
( * قوله « ولم تطرق إلخ » تقدم انشاده في مادة سلطح
أنت ابن مسلنطح البطاح ولم ... تعطف عليك الحني والولج )
أَي لم يوضَع بعضُه على بعض فتَراكَب وقوله عز وجل ولقد خلقنا فوقكم
سبعَ طَرائق قال الزجاج أَراد السمواتِ السبع وإِنما سميت بذلك لتراكُبها والسموات السبع والأرضون السبع طَرائِقُ بعضُها فوق بعض وقال الفراء سبْعَ طرائق يعني السموات السبع كلُّ سماء طَرِيقة واختضَبَت المرأَة طَرْقاً أَو طَرْقين وطرْقَة أَو طَرْقَتَينِ يعني مرة أَو مرتين وأَنا آتيه في النهار طََرْقة أَو طَرْقَتَين أَي مرَّة أَو مرَّتين وأَطْرَق إِلى اللهْو مال عن ابن الأعرابي والطَّرِيقُ السبيل تذكَّر وتؤنث تقول الطَّريق الأَعظم والطَّريق العُظْمَى وكذلك السبيل والجمع أَطْرِقة وطُرُق قال الأَعشى فلمّا جَزَمتُ به قِرْبَتي تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفَا وفي حديث سَبْرة أَن الشيطان قَعَد لابن آدم بأَطْرِقة هي جمع طريق على التذكير لأَن الطريق يذكَّر ويؤنث فجمعه على التذكير أَطْرِقة كرغيف وأَرْغِفة وعلى التأْنيث أَطْرُق كيمين وأَيْمُن وقولهم بَنُو فلان يَطَؤُهم الطريقُ قال سيبويه إِنما هو على سَعَة الكلام أَي أَهلُ الطريق وقيل الطريق هنا السابِلةُ فعلى هذا ليس في الكلام حذف كما هو في القول الأول والجمع أَطْرِقة وأَطْرِقاء وطُرُق وطُرُقات جمع الجمع وأَنشد ابن بري لشاعر يَطَأُ الطَّرِيقُ بُيُوتَهم بِعيَاله والنارُ تَحْجُبُ والوُجوه تُذالُ فجعل الطَّرِيقَ يَطَأُ بِعياله بيوتَهم وإِنما يَطَأُ بيوتَهم أَهلُ الطَّرِيق وأُمُّ الطَّرِيق الضَّبُع قال الكُمَيْت يُغادِرْنَ عَصْبَ الوالِقيّ وناصِحٍ تَخُصُّ به أُمُّ الطَّريقِ عِيالَها الليث أُمُّ طَريق هي الضَّبُع إِذا دخل الرجل عليها وِجارَها قال أَطْرِقي أُمَّ طرِيق ليست الضَّبُع ههنا وبناتُ الطَّرِيق التي تفترق وتختلِف فتأْخذ في كل ناحية قال أَبو المثنى بن سَعلة الأَسدي أِرْسَلْت فيها هَزِجاً أَصْواتُهُ أََكْلَف قَبْقَابَ الهَدِيرِ صاتُهُ مُقاتِلاً خالاته عَمّاتُهُ آباؤُه فيها وأُمَّهاتُهُ إِذا الطَّرِيقُ اختلفَتْ بَناتُهُ وتَطَرَّقَ إِلى الأَمر ابتغى إِليه طَريقاً والطريق ما بين السِّكَّتَينِ من النَّخْل قال أَبو حنيفة يقال له بالفارسية الرَّاشْوان والطَّرُيقة السِّيرة وطريقة الرجل مَذْهبه يقال ما زال فلان على طَرِيقة واحدة أَي على حالة واحدة وفلان حسن الطَّرِيقة والطَّرِيقة الحال يقال هو على طَرِيقة حسَنة وطَريقة سَيِّئة وأَما قول لَبِيد أَنشده شمر فإِنْ تُسْهِلوا فالسِّهْل حظِّي وطُرْقَني وإِِنْ تُحْزِنُوا أَرْكبْ بهم كلَّ مَرْكبِ قال طُرْقَتي عادَتي وقوله تعالى وأَنْ لَوِ اسْتَقاموا على الطَّرِيقة أَراد لَوِ استقاموا على طَرِيقة الهُدى وقيل على طَريقة الكُفْر وجاءت معرَّفة بالأَلف واللام على التفخيم كما قالوا العُودَ للمَنْدَل وإِن كان كل شجرة عُوداً وطَرائقُ الدهر ما هو عليه من تَقَلُّبه قال الراعي يا عَجَباً للدَّهْرِ شَتَّى طَرائِقُهْ ولِلْمَرْءِ يَبْلُوه بما شاء خالِقُهْ كذا أَنشده سيبويه يا عجباً منوناً وفي بعض كتب ابن جني يا عَجَبَا أَراد يا عَجَبي فقلب الياء أَلفاً لمدِّ الصَّوْت كقوله تعالى يا أَسَفَى على يوسف وقولُه تعالى ويَذْهَبا بطَرِيقَتكُم المُثْلى جاء في التفسير أَن الطَّرِيقة الرجالُ الأَشراف معناه بجَماعِتكم الأَشراف والعرب تقول للرجل الفاضل هذا طَرِيقَة قومِه وطَرِيقَة القوم أَماثِلُهم وخِيارُهُم وهؤلاء طَرِيقةُ قومِهم وإِنَّما تأْويلُه هذا الدي يُبْتَغَى أَن يجعلَه قومُه قُدْوةً ويسلكوا طَرِيقَته وطَرائِقُ قومِهم أَيضاً الرجالُ الأشراف وقال الزجاج عندي والله أَعلم أَن هذا على الحذف أَي ويَذْهَبا بأَهْل طَريقَتِكم المُثْلى كما قال تعالى واسأَلِ القَرْية أَي أَهل القرية الفراء وقوله طَرائِقَ قِدَداً من هذا وقال الأَخفش بطَرِيقَتكم المُثْلى أَي بسُنَّتكم ودينكم وما أَنتم عليه وقال الفراء كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً أَي كُنَّا فِرَقاً مختلفة أَهْواؤنا والطّريقة طَرِيقة الرجل والطَّرِيقة الخطُّ في الشيء وطَرائِقُ البَيْض خطُوطُه التي تُسمَّى الحُبُكَ وطَريقة الرمل والشَّحْم ما امتدَّ منه والطَّرِيقة التي على أَعلى الظهر ويقال للخطّ الذي يمتدّ على مَتْن الحمار طَرِيقة وطريقة المَتْن ما امتدَّ منه قال لبيد يصف حمار وَحْش فأَصْبَح مُمتْدَّ الطَّريقة نافِلاً الليث كلُّ أُخْدُودٍ من الأَرض أَو صَنِفَةِ ثَوْب أَو شيء مُلْزَق بعضه ببعض فهو طَرِيقة وكذلك من الأَلوان اللحياني ثوب طَرائقُ ورَعابِيلُ بمعنى واحد وثوبٌ طَرائق خَلَقٌ عن اللحياني وإِذا وصفت القَناة بالذُّبُول قِيل قَناة ذات طَرائق وكذلك القصبة إِذا قُطِعَتْ رَطْبة فأَخذت تَيْبَس رأَيت فيها طَرائق قد اصْفَرَّت حين أَخذت في اليُبْس وما لم تَيْبَس فهو على لوْن الخُضّرة وإِن كان في القَنا فهو على لَوْن القَنا قال ذو الرمة يصف قَناة حتَّى يَبِضْنَ كأَمْثال القَنا ذبَلَتْ فيها طرائقُ لَدْناتٌ على أَوَدِ والطَّرِيقَةُ وجمعها طَرائق نَسِيجة تُنْسَج من صوف أَو شعَر عَرْضُها عَظْمُ الذِّراع أَو أَقلّ وطولها أَربع أَذرُع أَو ثماني أَذرُع على قَدْرِ عِظَم البيت وصِغَره تُخَيّط في مُلتْقَى الشِّقاق من الكِسْر إِلى الكِسْر وفيها تكون رؤوس العُمُد وبينها وبين الطَّرائقِِ أَلْبادٌ تكون فيها أُنُوف العُمُد لئلا تَُخْرِقَ الطَّرائق وطَرَّفوا بينهم طَرائِق والطَّرائق آخرُ ما يَبْقى من عَفْوةِ الكَلإِ والطَّرائق الفِرَق وقوم مَطارِيق رَجَّالة واحدهم مُطْرِق وهو الرَّاجِل هذا قول أَبي عبيد وهو نادر إِلا أَن يكون مَطارِيق جمع مِطْراق والطَّرِيقة العُمُد وكل عَمُود طَرِيقة والمُطْرِق الوَضيع وتَطارق الشيءُ تتابع واطَّرَقت الإِبل اطِّراقاً وتَطارقت تَبِع بعضُها بعضاً وجاءت على خُفٍّ واحد قال رؤبة جاءتْ معاً واطَّرَقَتْ شَتِيتا وهيَ تُثِير السَّاطعَ السِّخْتِيتا يعني الغُبار المرتفع يقول جاءت مجتمِعة وذهبت متفرِّقة وتركَتْ راعِيَها مَشْتُوتا ويقال جاءت الإِبل مَطارِيق يا هذا إِذا جاء بعضُها في إِثْر بعض والواحد مِطْراق ويقال هذا مِطراق هذا أَي مثله وشِبْهه وقيل أَي تِلْوُه ونظيرهُ وأَنشد الأَصمعي فاتَ البُغاةَ أَبو البَيْداء مُحْتَزِماً ولم يُغادِر له في الناس مِطْراقا والجمع مَطارِيق وتَطارق القومُ تَبِعَ بعضُهم بعضاً ويقال هذا النَّبْل طَرْقةُ رجلٍ واحد أَي صنعة رجل واحد والطَّرَق آثار الإِبل إِذا تبع بعضُها بعضاً واحدتها طَرَقة وجاءت على طَرَقة واحدة كذلك أَي على أَثر واحد ويقال جاءت الإِبل مَطارِيقَ إِذا جاءت يَتْبع بعضُها بعضاً وروى أَبو تراب عن بعض بني كلاب مررت على عَرَقَة الإِبل وطَرَقَتِها أَي على أَثرها قال الأَصمعي هي الطَّرَقة والعَرَقة الصَّفّ والرَّزْدَقُ واطَّرَق الحوْضُ على افْتَعل إِذا وقع فيه الدِّمْنُ فَتَلَبَّد فيه والطَّرَق بالتحريك جمع طَرَقة وهي مثال العَرَقة والصَّفّ والرَّزْدَق وحِبالةُ الصائد ذات الكِفَفِ وآثارُ الإِبل بعضها في إِثْر بعض طَرَقة يقال جاءت الإِبل على طَرَقة واحدة وعلى خُفّ واحد أَي على أَثر واحد واطَّرَقت الأَرض تلبَّد تُرابها بالمطر قال العجاج واطَّرَقت إِلاَّ ثلاثاً عُطَّفا والطُّرَق والطُّرق الجوادُّ وآثارُ المارة تظهر فيها الآثار واحدتها طُرْقة وطُرَق القوس أَسارِيعُها والطَّرائقُ التي فيها واحدتها طُرْقة مثل غُرْفة وغُرَف والطُّرَق الأَسارِيعُ والطُّرَق أَىضاً حجارة مُطارَقة بعضها على بعض والطُّرْقة العادَة ويقال ما زال ذلك طُرْقَتَك أَي دَأْبك والطِّرْق الشَّحْم وجمعه أَطْراق قال المَرَّار الفَقْعَسي وقد بَلَّغْنَ بالأَطْراقِ حتَّى أُذِيعَ الطِّرْق وانكَفَت الثَّمِيلُ وما به طِرْق بالكسر أَي قُوَّة وأَصل الطِّرْق الشَّحْم فكنى به عنها لأَنها أَكثر ما تكون عنه وكل لحمة مستطيلة فهي طَرِيقة ويقال هذا بعير ما به طِرْق أَي سِمَن وشَحْم وقال أَبو حنيفة الطِّرْق السِّمَن فهو على هذا عَرَض وفي الحديث لا أَرى أَحداً به طِرْقٌ يتخلَّف الطَّرْق بالكسر القوَّة وقيل الشحم وأَكثر ما يستعمل في النفي وفي حديث ابن الزبير
( * قوله « وفي حديث ابن الزبير إلخ » عبارة النهاية وفي حديث النخعي الوضوء بالطرق أحب إليّ من التيمم الطرق الماء الذي خاضته الإبل وبالت فيه وبعرت ومنه حديث معاوية وليس للشارب إلخ ) وليس للشَّارِب إِلا الرَّنْقُ والطَّرْقُ وطَرَّقَتِ المرأَة والناقة نَشِب ولدُها في بطنها ولم يسهُل خروجه قال أَوس بن حجر لها صَرْخة ثم إِسْكاتةٌ كما طَرَّقَتْ بِنفاسٍ بِكُرْ
( * قوله « لها » في الصحاح لنا )
الليث طَرَّقَتِ المرأَة وكلُّ حامل تُطَرِّقُ إِذا خرج من الولد نصفه ثم نَشِب فيقال طَرَّقَت ثم خَلُصت قال أَبو منصور وغيره يجعل التَّطْرِيق للقَطاة إِذا فَحَصَتْ للْبَيْض كأَنها تجعل له طَريقاً قاله أَبو الهيثم وجائز أَن يُستْعار فيُجعَل لغير القَطاة ومنه قوله قد طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ يعني الداهية ابن سيده وطَرَّقت القطاة وهي مُطَرِّق حان خروج بَيْضها قال المُمَزِّق العَبْدي وكذا ذكره الجوهري في فصل مزق بكسر الزاي قال ابن بري وصوابه المُمَزَّق بالفتح كما حكي عن الفراء واسمه شَأْسُ بن نَهار وقد تَخِذَتْ رجْلي إِلى جَنْبِ غَرْزِها نَسِيفاً كَأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ أَنشده أَبو عمرو بن العلاء قال أَبو عبيد ولا يقال ذلك في غير القطاة وطَرَّق بحَقِّي تَطْرِيقاً جَحَدَه ثم أَقرَّ به بعد ذلك وضَرَبَه حتى طَرَّق بِجَعْرِه أَي اخْتَضَب وطَرَّق الإِبلَ تَطْرِيقاً حَبَسها عن كَلإٍ أَو غيره ولا يقال في غير ذلك إِلا أَن يُستعار قاله أَبو زيد قال شمر لا أعَرف ما قال أَبو زيد في طَرَّقْت بالقاف وقد قال ابن الأعَرابي طَرَّفْت بالفاء إِذا طَرَده وطَرَّقْت له من الطَّرِيق وطَرْقاتُ الطَّرِيق شَرَكُها كل شَرَكة منها طَرْقَة والطَّرِيق ضرْب من النَّخْل قال الأَعشى وكلّ كُمَيْتٍ كجِذْعِ الطَّرِي قِ يَجْري على سِلطاتٍ لُثُمْ وقيل الطَّرِيقُ أَطول ما يكون من النخل بلغة اليمامة واحدته طَرِيقة قال الأَعشى طَرِيقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُهُ عليه أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْر تَنْعَبُ وقيل هو الذي يُنال باليد ونخلة طَرِيقة مَلْساء طويلة والطَّرْق ضرْب من أَصوات العُودِ الليث كل صوت من العُودِ ونحوه طَرْق على حِدَة تقول تضرِبُ هذه الجارية كذا وكذا طَرْقاً وعنده طُرُوق من الكلام واحِدُه طَرْق عن كراع ولم يفسره وأَراه يعني ضُرُوباً من الكلام والطَّرْق النخلة في لغة طيّء عن أَبي حنيفة وأَنشد كأَنه لَمَّا بدا مُخايِلا طَرْقٌ تَفُوت السُّحُقَ الأَطاوِلا والطَّرْق والطِّرْق حِبالة يُصاد بها الوحوش تتَّخذ كالفخّ وقيل الطِّرْقُ الفَخّ وأَطرق الرجل الصَّيْدَ إِذا نصَب له حِبالة وأَطْرَق فلان لفلان إِذا مَحَل به ليُلْقِيه في وَرْطة أُخِذ من الطِّرْق وهو الفخّ ومن ذلك قيل للعدُوّ مُطْرِق وللسَّاكت مُطْرِق والطُّرَيْق والأُطَيْرِقُ نخْلة حجازيّة تبكِّر بالحَمْل صَفْراء التمرة والبُسْرة حكاه أَبو حنيفة وقال مرّة الأُطَيْرِق ضرّب من النخل وهو أَبْكَر نخل الحجاز كله وسماها بعض الشعراء الطُّرَيْقيِن والأُطَيْرِقِين قال أَلا تَرَى إِلى عَطايا الرَّحْمَنْ مِنَ الطُّرَيْقِيِن وأُمِّ جِرْذانْ ؟ قال أَبو حنيفة يريد بالطُّرَيْقِين جمعَ الطُّرَيْقِ والطَّارِقيّة ضرْب من القلائد وطارق اسم والمِطْرَقُ اسم ناقة أَو بعير والأَسبق أَنه اسم بعير قال يَتْبَعْنَ جَرْفاً من بَناتِ المِطْرَقِ ومُطْرِق موضع أَنشد أَبو زيد حَيْثُ تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ وأَطْرِقا موضع قال أَبو ذؤيب على أَطْرِقا بالياتُ الخيا مِ إِلا الثُّمامُ وإِلا العِصِيُّ قال ابن بري من روى الثمام بالنصب جعله استثناء من الخيام لأَنها في المعنى فاعلة كأَنه قال بالياتٌ خِيامُها إِلا الثمامَ لأَنهم كانوا يظلّلُون به خِيامَهم ومَنْ رفع جعله صفة للخيام كأَنه قال باليةٌ خيامُها غيرُ الثُّمام على الموضع وأَفْعِلا مقصور بناءٌ قد نفاه سيبويه حتى قال بعضهم إِن أَطْرِقا في هذا البيت أَصله أَطْرِقاء جمع طريق بلغة هذيل ثم قصر الممدود واستدل بقول الآخر تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفا ذهب هذا المعلِّل إِلى أَن العلامتين تَعْتَقِبان قال الأَصمعي قال أَبو عمرو بن العلاء أَطْرِقا على لفظ الاثنين بَلد قال نرى أَنه سمي بقوله أَطْرِق أَي اسكت وذلك أَنهم كانوا ثلاثة نَفَر بأَطْرِقا وهو موضع فسَمِعُوا صوتاً فقال أَحدُهم لصاحِبَيْه أَطْرِقا أَي اسكُتا فسمِّي به البلد وفي التهذيب فسمي به المكان وفيه يقول أَبو ذؤَيب على أَطْرِقا بالياتُ الخِيام وأَما مَنْ رواه أَطْرُفاً فَعَلا هذا فعل ماض وأَطْرُق جمع طَرِيق فيمن أَنَّث لأَن أَفْعُلاً إِنما يكسَّر عليه فَعِيل إِذا كان مؤنثاً نحو يمين وأَيْمُن والطِّرْياقُ لغة في التِّرْياقِ رواه أَبو حنيفة وطارِقَةُ الرجل فَخْذُه وعَشِيرتُه قال ابن أَحمر شَكَوْتُ ذَهابَ طارِقَتي إِليها وطارِقَتي بأَكْنافِ الدُّرُوبِ النضر نَعْجة مَطْرُوقة وهي التي تُوسَم بالنار على وَسَط أُذُنها من ظاهر فذلك الطِّراقُ وإِنما هو خطّ أَبيض بنارٍ كأَنما هو جادّة وقد طَرَقْناها نَطْرُقها طَرْقاً والمِيسَمُ الذي في موضع الطِّراق له حُروف صِغار فأَمّا الطَّابِعُ فهو مِيسَمُ الفَرائضِ يقال طَبَعَ الشَّاة

طرمق
ابن دريد الطُّرْمُوقُ الخُفَّاش وقيل طُمْرُوق وسيأْتي ذكره

طسق
الطَّسْق ما يُوضَع من الوَظِيفة على الجُرْبانِ من الخَراج المقرَّر على الأَرض فارسي معرب وكتب عمر إِلى عثمان بن حنيف في رَجُلين من أَهل الذمّة أَسْلَما ارْفَعِ الجزية عن رؤوسهما وخُذِ الطَّسْقَ من أَرْضَيْهِما وفي التهذيب الطَّسْق شِبْه الخَرَاج له مقدار معلوم وليس بعربيّ خالص والطَّسْقُ مِكيال معروف

طفق
طَفِقَ طَفَقاً لزم وطَفِق يفعل كذا يَطْفَق طَفَقاً جعل يَفْعَل وأَخذ وفي التنزيل وطَفِقا يَخْصِفان عليهما من وَرَق الجنة وفي الحديث فطَفِقَ يُلْقِي إِليهم الجَبُوبَ وهو من أَفعال المقاربة والجَبُوب المَدَر الليث طَفِق بمعنى عَلِق يفعل كذا وهو يجمع ظَلَّ وبات قال ولغة رديئة طَفَق ابن سيده طَفَق بالفتح يَطْفِق طُفُوقاً لغة عن الزجاج والأَخفش أَبو الهيثم طَفِقَ وعَلِقَ وجََعَل وكادَ وكَرَب لا بُدَّ لهنَّ من صاحب يصحبهنّ يوصف بهن فيرتفع ويطلُبْنَ الفعل المستقبل خاصة كقولك كادَ زيد يقول ذلك فإِن كَنَيْت عن الاسم قلتَ كاد يقول ذاك ومنه قوله تعالى فطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوقِ والأَعْناق أَراد طَفِق يمسَح مَسْحاً قال أَبو سعيد الأَعراب يقولون طَفِق فلان بما أَراد أَي ظَفِر وأَطْفَقَه الله به إِطْفاقاً إِذا أَظفره الله به ولئن أَطْفَقَنِي الله بفلان لأَفعلَنّ به

طقق
طَقْ حكاية صْوت حجر وقع على حَجر وإِن ضَوعف فيقال طَقْطَق ابن سيده طَقْ حكاية صوْت الحجر والحافر والطَّقْطَقة فعله مثل الدَّقْدقَة ابن الأَعرابي الطَّقْطَقة صوْت قوائم الخيل على الأَرض الصُّلبْة وربما قالوا حَبَطَقْطَقْ كأَنهم حَكَوا صوت الجَرْي وأَنشد المازني جَرَتِ الخيلُ فقالتْ حَبَطَقْطَقْ حَبَطَقْطَقْ الجوهري لم أَر هذا الحرف إِلا في كتابه وطِقْ صوْت الضِّفْدع إِذا وثَب من حاشية النهر يقال لا يساوي طِقْ

طلق
الطَّلْق طَلق المخاض عند الوِلادة ابن سيده الطَّلْق وجَع الولادة وفي حديث ابن عمر أَنّ رجلاً حج بأُمّه فَحملها على عاتِقه فسأَله هل قَضَى حَقَّها ؟ قال ولا طَلْقَة واحدة الطَّلْق وجع الولادة والطَّلْقَة المرّة الواحدة وقد طُلِقَت المرأَة تُطْلَق طَلْقاً على ما لم يسمّ فاعله وطَلُقت بضم اللام ابن الأَعرابي طَلُقَت من الطلاق أَجود وطَلَقَت بفتح اللام جائز ومن الطَّلْق طُلِقَت وكلهم يقول امرأَة طالِق بغير هاء وأَما قول الأَعشى أَيا جارَتا بِيِني فإِنك طالِقَة فإِن الليث قال أَراد طالِقة غداً وقال غيره قال طالِقة على الفعل لأَنها يقال لها قد طَلَقَت فبني النعت على الفعل وطَلاقُ المرأَة بينونتها عن زوجها وامرأَة طالِق من نسوة طُلَّق وطالِقة من نسوة طَوَالِق وأَنشد قول الأَعشى أَجارَتنا بِيني فإِنك طالقة كذاكِ أُمور الناس غادٍ وطارِقَه وطَلَّق الرجل امرأَته وطَلَقت هي بالفتح تَطْلُق طَلاقاً وطَلُقَت والضم أَكثر عن ثعلب طَلاقاً وأَطْلَقها بَعْلُها وطَلَّقها وقال الأَخفش لا يقال طَلُقت بالضم ورجل مِطْلاق ومِطْليق وطلِّيق وطُلَقة على مثال هُمَزة كثير التَّطْليق للنساء وفي حديث الحسن إِنك رجل طلِّيق أَي كثير طَلاق النساء والأَجود أَن يقال مِطْلاق ومِطْلِيق ومنه حديث عليّ عليه السلام إِن الحَسن مِطْلاق فَلا تزوِّجُوه وطَلَّق البلادَ تركها عن ابن الأَعرابي وأَنشد مُرَاجعُ نَجْد بعد فِرْكٍ وبِغْضَةٍ مُطَلِّقُ بُصْرَى أَشْعثُ الرأْسِ جافِلُه قال وقال العقيلي وسأله الكسائي فقال أَطَلّقْت امرأَتك ؟ فقال نعم والأَرض من ورائها وطَلَّقت البلاد فارقْتها وطَلّقْت القوم تركتُهم وأَنشد لابن أَحمر غَطارِفَة يَرَوْن المجدَ غُنْماً إِذا ما طَلَّقَ البَرِمُ العِيالا أَي تركهم كما يترك الرجل المرأَة وفي حديث عثمان وزيد الطَّلاقُ بالرجال والعِدَّة بالنساء هذا متعلق بهؤلاء وهذه متعلّقة بهؤلاء فالرجال يُطَلِّق والمرأَة تعتدُّ وقيل أَراد أَن الطلاق يتعلّق بالزوج في حرّيته ورقِّه وكذلك العدة بالمرأَة في الحالتين وفيه بين الفقهاء خلاف فمنهم من يقول إِن الحرّة إِذا كانت تحت العبد لا تَبين إِلا بثلاث وتَبِين الأَمة تحت الحر باثنتين ومنهم من يقول إِن الحرّة تَبِين تحت العبد باثنتين ولا تبين الأَمة تحت الحر بأَقلّ من ثلاث ومنهم من يقول إِذا كان الزوج عبداً وهي حرة أَو بالعكس أَو كانا عبدَين فإِنها تَبِين باثنتين وأَما العدّة فإِن المرأَة إِن كانت حرّة اعتدَّت للوفاة أَربعة أَشهر وعشراً وبالطلاق ثلاثة أَطهار أَو ثلاثَ حِيَض تحت حرّ كانت أَو عبدٍ فإِن كانت أَمة اعتدّت شهرين وخمساً أَو طُهْرين أَو حَيْضتين تحت عبد كانت أَو حرّ وفي حديث عمر والرجل الذي قال لزوجته أَنتِ خليَّة طالِقٌ الطالِقُ من الإِبل التي طُلِقت في المرَعى وقيل هي التي لا قَيْد عليها وكذلك الخلَّية وطَلاقُ النساء لمعنيين أَحدهما حلّ عُقْدة النكاح والآخر بمعنى التخلية والإِرْسال ويقال للإِنسان إِذا عَتَق طَلِيقٌ أَي صار حرّاً وأَطْلَق الناقة من عِقَالها وطَلَّقَها فطَلَقَت هي بالفتح وناقة طَلْق وطُلُق لا عِقال عليها والجمع أَطْلاق وبعير طَلْق وطُلُق بغير قَيْد الجوهري بعير طُلُق وناقة طُلُق بضم الطاء واللام أَي غير مقيَّد وأَطْلَقْت الناقة من العِقال فطَلَقَت والطالِق من الإِبل التي قد طَلَقت في المرعى وقال أَبو نصر الطالق التي تَنْطَلق إِلى الماء ويقال التي لا قَيْد عليها وهي طُلُق وطالِق أَيضاً وطُلُق أَكثر وأَنشد مُعَقٍَّلات العيس أَو طَوالِقِ أَي قد طَلَقَت عن العقال فهي طالِق لا تحبَس عن الإِبل ونعجة طالِق مُخَلاْة ترعَى وحْدَها وحبَسُوه في السِّجْن طَلْقاً أَي بغير قيد ولا كَبْل وأَطْلَقَه فهو مُطْلَق وطَلِيق سرّحه وأَنشد سيبويه طَلِيق الله لم يَمْنُنْ عليه أَبُو داودَ وابنُ أَبي كَبِير والجمع طُلقَاء والطُّلَقاء الأُسراء العُتَقاء والطَّليق الأَسير الذي أُطْلِق عنه إِسارُه وخُلِّيَ سبِيلُه والطَّلِيقُ الأَسِير يُطْلَق فَعِيلٌ بمعنى مفعول قال ذو الرمة وتَبْسِمُ عن نَوْرِ الأَقاحِيّ أَقْفَرَتْ بِوَعْساء مَعْروف تُغامُ وتُطْلَقُ تُغامُ مرَّة أَي تُسْتر وتُطْلَق إِذا انجلى عنها الغيم يعني الأَقاحي إِذا طلعت الشمس عليها فقد طُلِقَت وأَطْلَقْت الأَسير أَي خليَّته وفي حديث حنين خرج ومعه الطُّلَقاء هم الذين خَلَّى عنهم يوم فتح مكة وأَطْلَقَهم فلم يَسْتَرِقَّهم واحدهم طَلِيق وهو الأَسِير إِذا أُطْلِق سبيله وفي الحديث الطِّلَقاءُ مِنْ قُرَيش والعُتَقاءُ من ثَقِيف كأَنَّه ميَّز قريشاً بهذا الاسم حيث هو أَحسن من العُتَقاء والطُّلَقاء الذين أُدخِلوا في الإِسلام كرهاً حكاه ثعلب فإِما أَن يكون من هذا وإِما أَن يكون من غيره وناقة طالِقٌ بلا خطام وهي أَيضاً التي ترسل في الحي فترعى من جَنابِهم حيث شاءَت لا تُعْقَل إِذا راحت ولا تُنْحَّى في المسرح قال أَبو ذؤَيب غدت وهي مَحْشوكةٌ طالِق ونعجة طالِق أَيضاً من ذلك وقيل هي التي يحتبس الراعي لَبَنها وقيل هي التي يُتْرَك لبنها يوماً وليلة ثم يُحْلب والطَّالِق من الإِبل التي يتركها الراعي لنفسه لا يحتلبها على الماء يقال اسْتَطْلق الراعي ناقة لنفسه والطَّالِقُ الناقة يُحَلُّ عنها عِقالُها قال مُعَقَّلات العِيسِ أَو طَوَالِق وأَنشد ابن بري أَيضاً لإِبراهيم بن هَرْمَةَ تُشْلى كبيرتُها فتُحْلَبُ طالِقاً ويُرمِّقُونَ صغارَها تَرْميقا أَبو عمرو الطَّلَقَة النوق التي تُحْلب في المرعى ابن الأَعرابي الطالِقُ الناقة ترسل في المرعى الشيباني الطالِقُ من النوق التي يتركها بِصِرارِها وأَنشد للحطيئة أَقيموا على المِعْزَى بدار أَبيكُمُ تَسُوفُ الشِّمالُ بين صَبْحَى وطالِقِ قال الصَّبْحَى التي يحلبها في مبركها يَصْطَبِحُها والطَّالِقُ التي يتركها بصرارها فلا يحلبها في مبركها والجمع المَطالِيق والأَطْلاق
( * قوله « والجمع المطاليق والأطلاق ) عبارة القاموس وشرحه وناقة طالق بلا خطام أَو متوجهة إِلى الماء كالمطلاق والجمع أَطلاق ومطاليق كصاحب وأَصحاب ومحاريب ومحراب أَو هي التي تترك يوماً وليلة ثم تحلب » وقد أُطْلِقَت الناقة فطَلَقت أَي حُلَّ عقالُها وقال شمر سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله ساهِم الوَجْه من جَدِيلةَ أَو نَبْ هانَ أَفْنى ضِراه للإِطْلاقِ قال هذا يكون بمعنى الحلّ والإِرسال قال وإِطْلاقُه إِيَّاها إِرسالها على الصيد أَفناها أَي بقَتْلِها والطَّالِقُ والمِطْلاقُ الناقة المتوجهة إِلى الماء طَلَقَتْ تَطْلُق طَلْقاً وطُلوقاً وأَطْلَقَها قال ذو الرمة قِراناً وأَشْتاتاً وحادٍ يَسُوقُها إِلى الماءِ مِنْ حَوْر التَّنُوفةِ مُطْلِق وليلةُ الطَّلَق الليلة الثانية من ليالي توجّهها إِلى الماء وقال ثعلب إِذا كان بين الإِبل والماء يومان فأَول يوم يُطْلب فيه الماء هو القَرَب والثاني الطَّلَق وقيل ليلة الطَّلَق أَن يُخَلِّيَ وُجوهَها إِلى الماء عبَّر عن الزمان بالحدث قال ابن سيده ولا يعجبني أَبو عبيد عن أَبي زيد أَطْلَقْتُ الإِبل إِلى الماءِ حتى طَلَقَت طَلْقاً وطُلوقاً د والاسم الطَّلَق بفتح اللام وقال الأَصمعي طَلَقَت الإبلُ فهي تَطْلُق طَلَقاً وذلك إِذا كان بينها وبين الماء يومان فاليوم الأَول الطَّلَق والثاني القَرَب وقد أَطْلَقَها صاحُبها إِطْلاقاً وقال إِذا خلَّى وُجوهَ الإِبل إِلى الماءِ وتركها في ذلك ترعى لَيْلَتَئذ فهي ليلة الطَّلَق وإِن كانت الليلة الثانية فهي ليلة القَرَب وهو السَّوق الشديد وإِذا خلَّى الرجلُ عن ناقته قيل طَلّعقها والعَيْرُ إِذا حازَ عانَته ثم خلَّى عنها قيل طَلَّقها وإِذا اسْتَعْصَت العانةُ عليه ثم انْقَدْنَ له قيل طَلَّقْنَه وأَنشد لرؤبة طَلَّقْنَه فاسْتَوْرَدَ العَدَامِلا وأُطْلِقَ القومُ فهم مُطْلَقون إِذا طَلَقَت إِبلُهم وفي المحكم إِذا كانت إِبلهم طَوالِق في طلب الماء والطَّلَق سير الليل لوِرْدِ الغِبِّ وهو أَن يكون بين الإِبل وبين الماء ليلتان فالليلة الأُولى الطَّلَق يُخَلِّي الراعي إِبلَه إِلى الماء ويتركها مع ذلك ترعى وهي تسير فالإِبل بعد التَّحويز طَوالِقُ وفي الليلة الثانية قَوارِبُ والإِطْلاق في القائمة أَن لا يكون فيها وَضَحٌ وقوم يجعلون الإِطْلاق أَن يكون يد ورجل في شِقّ مُحَجَّلَتين ويجعلون الإِمْساك أَن يكون يد ورجل ليس بهما تحجيل وفرس طُلُقُ إِحدى القوائم إِذا كانت إِحدى قوائمه لا تحجيل فيها وفي الحديث خيرُ الحُمُر الأَقْرحُ طُلُقُ اليدِ اليمنى أَي مُطْلَقُها ليس فيها تحجيل وطَلُقَت يدُه بالخير طَلاقةً وطَلَقَت وطَلَقَها به يَطْلُقها وأَطْلَقها أَنشد أَحمد بن يحيى أُطْلُقْ يَدَيْك تَنْفَعاك يا رَجُلْ بالرَّيْثِ ما أَرْوَيْتَها لا بالعَجَلْ ويروى أَطْلِقْ ويقال طَلَقَ يده وأَطْلقَها في المال والخير بمعنى واحد قال ذلك أَبو عبيد ورواه الكسائي في باب فَعَلْت وأَفْعَلْت ويدُه مَطْلوقة ومُطْلَقة ورجل طَلْقُ اليدين والوجه وطَلِيقُهما سَمْحُهما ووجه طَلْقٌ وطِلْقٌ وطُلْقٌ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي ضاحك مُشْرِق وجمعُ الطَّلْقِ طَلْقات قال ابن الأَعرابي ولا يقال أَوْجُدٌ طَوالِق إِلاَّ في الشعر وامرأَة طَلْقهُ اليدين ووجه طَلِيقٌ كطَلْق والاسمُ منها والمصدر جميعاً الطَّلاقةُ وطَلِيقٌ أَي مُسْتَبْشِر منبسط الوجه مُتَهَلِّلُه ووجه مُنْطَلِق كطَلْق وقد انْطَلَق قال الأَخطل يَرَوْنَ قِرًى سَهْلاً وداراً رَحِيبةً ومُنْطَلَقاً في وَجْهِ غيرِ بَسُورِ ويقال لقيته مُنْطَلِقَ الوجه إِذا أَسفر وأَنشد يَرْعَوْنَ وَسْمِيّاً وَصَى نَبْتُه فانْطَلَقَ الوجهُ ودقَّ الكُشُوحْ وفي الحديث أَفْضلُ الإِيمانِ أَن تُكَلِّم أَخاك وأَنت طَلِيقٌ أَي مستبشر منبسط الوجه ومنه الحديث أَن تَلْقاه بوجه طَلِق وتَطَلّقَ الشيءَ سُرَّ به فبدا ذلك في وجهه أَبو زيد رجل طَلِيقُ الوجه ذو بِشْرٍ حسن وطَلْق الوجه إِذا كان سخِيّاً ومثله بعير طَلْقُ اليدين غير مقيد وجمعه أَطلاق الكسائي رجل طُلُقٌ وهو الذي ليس عليه شيء ويوم طَلْقٌ بيِّن الطَّلاقة وليلةٌ طَلْقٌ أَيضاً وليلة طَلْقةٌ مُشْرِقٌ لا برد فيه ولا حرّ ولا مطر ولا قُرّ وقيل ولا شيء يؤذي وقيل هو الليَّن القُرِّ من أَيام طَلْقات بسكون اللام أَيضاً وقد طَلُقَ طُلوقةً وطَلاقةً أَبو عمرو ليلة طَلْقٌ لا برد فيها قال أَوس خَذَلْتُ على لَيْلةٍ ساهِرةْ فلَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكِرهْ وليالٍ طَلْقات وطَوالِقُ وقال أَبو الدقيش وإنها لطَلْقةُ الساعة وقال الراعي فلما عَلَتْه الشمسُ في يومِ طَلْقةٍ يريد يومَ ليلةٍ طَلْقةٍ ليس فيها قُرٌّ ولا ريح يريد يومها الذي بعدها والعرب تبدأُ بالليل قبل اليوم قال الأزهري وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال في بيت الراعي وبيت آخر أَنشده لذي الرمة لها سُنَّةٌ كالشمسِ في يومِ طَلْقةٍ قال والعرب تضيف الاسم إِلى نعته قال وزادوا في الطَّلْق الهاء للمبالغة في الوصف كما قالوا رجل داهية قال ويقال ليلةٌ طَلْقٌ وليلة طَلْقةٌ أَي سهلة طْيبة لا برد فيها وفي صفة ليلة القدر ليلةٌ سَمْحةٌ طَلْقةٌ أَي سهلة طيبة يقال يوم طَلْقٌ وليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ إِذا لم يكن فيها حرّ ولا برد يؤذيان وقيل ليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ وطالِقة ساكنة مُضِيئة وقيل الطَّوالِق الطيبةُ التي لا حر فيها ولا برد قال كثيِّر يُرَشِّحُ نَبْتاً ناضِراً ويَزينُه نَدىً وليَالٍ بَعْد ذاك طَوالِق وزعم أَبو حنيفة أَن واحدة الطَّوالِق طَلْقة وقد غلط لأَن فَعْلة لا تُكسّر على فواعل إِلا أَن يشذ شيء ورجل طَلْقُ اللسانِ وطُلُقٌ وطُلَقٌ وطَلِيق فَصِيح وقد طَلُق طُلوقةً وطُلوقاً وفيه أَربع لغات لسانٌ طَلْقٌ ذَلْقٌ وطَلِيق ذَلِيق وطُلُقٌ ذُلُقٌ وطُلَقٌ ذُلَقٌ ومنه في حديث الرَّحِم تَكلَّم بلسان طَلْقِ أَي ماضي القول سريع النطق وهو طَلِيق اللسان وطِلْقٌ وطَلْقٌ وهو طَلِيقُ الوجه وطَلْقُ الوجه وقال ابن الأَعرابي لا يقال طُلَقٌ ذُلَقٌ والكسائي يقولهما وهو طَلْقُ الكف وطَلِيقُ الكف قريبان من السواء وقال أَبو حاتم سئل الأَصمعي في طُلَقً أَو طُلَقٍ فقال لا أَدري لسان طُلُقٍ أَو طُلَق وقال شمر طَلّقَت يدُه ولسانه طُلوقَةً وطُلوقاً وقال ابن الأَعرابي يقال هو طَلِيقٌ وطُلُقٌ وطالِقٌ ومُطْلَقٌ إِذا خُلِّي عنه قال والتَّطْلِيقُ التخلية والإِرسال وحلُّ العقد ويكون الإِطلاقُ بمعنى الترك والإِرسال والطَّلَق الشَّأْوُ وقد أَطْلَقَ رِجْلَه واسْتَطْلَقَه استعجله واسْتَطْلَقَ بطنُه مشى واسْتِطلاقُ البطن مَشْيُه وتصغيره تُطَيْلِيق وأَطْلَقَه الدواء وفي الحديث أَن رجلاً اسْتَطْلَق بطنُه أَي كثر خروج ما فيه يريد الإِسهال واستطلق الظبيُ وتَطلَّق اسْتَنَّ في عَدْوِه فمضى ومرّ لا يلوي على شيء وهو تَفَعَّلَ والظبي إِذا خَلَّى عن قوائمه فمضى لا يلوي على شيء قيل تَطَلَّقَ قال والانطِلاقُ سرعة الذهاب في أَصل المحْنة ويقال ما تَطَّلِقُ نفسي لهذا الأَمر أَي لا تنشرح ولا تستمر وهو تَطَّلِقُ تَفْتَعِلُ وتصغير الاطِّلاق طُتَيْلِيق بقلب الطاء تاء لتحرك الطاء الأُولى كما تقول في تصغير اضطراب ضُتَيرِيب تقلب الطاء تاء لتحرك الضاد والانطِلاقُ الذهاب ويقال انْطُلِقَ به على ما لم يسمَّ فاعله كما يقال انقُطِع به وتصغير مُنّطَلِق مُطَيْلِق وإَِن شئت عوّضت من النون وقلت مُطَيْلِيق وتصغير الانطِلاق نُطَيْلِيق لأَنك حذفت أَلف الوصل لأَن أَول الاسم يلزم تحريكه بالضم للتحقير فتسقط الهمزة لزوال السكون الذي كانت الهمزة اجتُلِبت له فبقي نُطْلاق ووقعت الأَلف رابعة فلذلك وجب فيه التعويض كما تقول دُنَيْنِير لأَن حرف اللين إِذا كان رابعاً ثبت البدل منه فلم يسقط إِلا في ضرورة الشعر أَو يكون بعده ياء كقولهم في جمع أُثْفِيّة أَثافٍ فقِسْ على ذلك ويقال عَدا الفرسُ طُلَقاً أَو طَلَقَين أَي شَوْطاً أَو شَوْطين ولم يُخصّص في التهذيب بفرس ولا غيره ويقال تَطلَّقَت الخيلُ إِذا مضت طَلَقاً لم تُحْبَس إِلى الغاية قال والطَّلَقُ الشوط الواحد في جَرْي الخيل والتَّطَلُّقُ أَن يبول الفرس بعد الجري ومنه قوله فصادَ ثلاثاً كجِزْعِ النِّظا مِ لم يَتَطَلَّقْ ولم يُغْسَل لم يُغْسَل أَي لم يعرق وفي الحديث فرَفَعْتُ فرسي طَلَقاً أَو طَلَقَين هو بالتحريك الشوط والغاية التي يجري إِليها الفرس والطَّلَقُ بالتحريك قيد من أَدَمٍ وفي الصحاح قيد من جلود قال الراجز عَوْدٌ على عَوْدٍ على عَوْدٍ خَلَقْ كأَنها والليلُ يرمي بالغَسَقْ مَشاجِبٌ وفِلْقُ سَقْبٍ وطَلَق شبّه الرجل بالمِشْجَبِ لِيبُسْهِ وقلة لحمه وشبَّه الجمل بِفِلْقِ سَقْبٍ والسَّقْب خشبة من خشبات البيت وشبّه الطريق بالطَّلَق وهو قيد من أَدَمٍ وفي حديث حنين ثم انتزَع طَلَقاً من حَقَبه فقَيَّد به الجمَلَ الطَّلَقُ بالتحريك قيد من جلود والطَّلَق الحبل الشديد الفتل حتى يَقوم قال رؤبة مُحْمَلَج أُدْرِجَ إِدْراج الطَّلَقْ وفي حديث ابن عباس الحياءُ والإِيمانُ مَقْرونان في طَلَقٍ الطَّلَقُ ههنا حبل مفتول شديد الفتل أَي هما مجتمعان لا يفترقان كأَنهما قد شُدّاً في حبل أَو قيد وطَلَق البطن
( * قوله « وطلق البطن إلخ » عبارة الاساس واطلقت الناقة من عقالها فطلقت وهي طالق وطلق وإبل أطلاق قال ذو الرمة تقاذفن إلخ ) جُدَّتُه والجمع أَطلاق وأَنشد تَقاذَقْنَ أَطْلاقاً وقارَبَ خَطْوَه عن الذَّوْدِ تَقْرِيبٌ وهُنَّ حَبائِبهُ أَبو عبيدة في البطن أَطْلاق واحدُها طَلَقٌ متحرك وهو طرائق البطن والمُطَلَّقُ المُلَقَّح من النخل وقد أَطْلَقَ نخله وطَلَّقها إِذا كانت طِوالاً فأَلقحها وأَطْلَقَ خَيْلَه في الحَلْبة وأَطْلَقَ عَدُوَّه إِذا سقاه سُمّاً قال وطَلَق أَعطى وطَلِقَ إِذا تباعد والطِّلْقُ بالكسر الحلال يقال هو لك طِلْقاً ط لْقٌ أَي حلال وفي الحديث الخيلُ طِلْقٌ يعني أَن الرَّهان على الخيل حلال يقال أَعطيته من طِلْقِ مالي أَي صَفْوه وطَيِّبِه وأَنتَ طِلْقٌ من هذا الأَمر أَي خارجٌ منه وطُلِّقَ السليمُ على ما لم يُسمَّ فاعله رجعت إِليه نفسهُ وسكن وجعه بعد العِداد فهو مُطَلَّق قال الشاعر تَبِيتُ الهُمُوم الطارِقاتُ يَعُدْنَني كما تَعْتَرِي الأَهْوالُ رأْسَ المُطَلَّقِ وقال النابغة تَناذَرَها الراقُون مِنْ سُوءِ سمِّها تُطَلِّقه طَورْاً وطَوْراً تُراجِعُهْ والطَّلَقُ ضرب من الأَدْوية وقيل هو نبت تستخرج عصارته فيتطلَّى به الذين يدخلون في النار الأَصمعي يقال لضرب من الدواء أَو نبت طَلَقٌ متحرك وطَلْقٌ وطَلَق اسمان

طمرق
الطُّمْروقُ اسم من أَسماء الخفَّاش

طهق
الطَّهْقُ سرعة المشي يمانية زعموا

طوق
الطَّوْقُ حَلْيٌ يجعل في العنق وكل شيء استدار فهو طَوْقٌ كطَوْق الرَّحى الذي يُدِير القُطْب ونحو ذلك والطَّوْقُ واحدُ الأَطْواق وقد طَوَّقْتُه فتَطَوَّقَ أَي أَلبسته الطَّوْقَ فلَبِسه وقيل الطَّوْقُ ما استدار بالشيء والجمع أَطْواقٌ والمُطَوَّقةُ الحمامةُ التي في عنقها طَوْقٌ والمُطَوَّقُ من الحمام ما كان له طَوْقٌ وطَوَّقَه بالسيف وغيره وطَوَّقه إِيّاه جعله له طَوْقاً وفي التنزيل سَيُطَوَّقُون ما بَخِلوا به يوم القيامة يعني مانع الزكاة يُطَوَّقُ ما بخل به من حق الفقراء من النار يوم القيامة نعوذ بالله من سخط الله ويروى في حديث مَنْ غَصَبَ جارَه شِبْراً من الأرض طُوِّقَه من سبع أَرَضِين يقول جُعِل له طَوْقاً في عنقه أَي يخسف الله به الأَرض فتصير البقعة المغصوبة منها في عنقه كالطَّوْق وقيل هو أَن يُطَوَّقَ حملَها يوم القيامة أَي يُكلَّف فيكون من طَوْق التكليف لا من طَوْق التقليد ومن الأَول حديث الزكاة يُطَوَّقُ مالَه شُجاعاً أَقرعَ أَي يجعل له كالطَّوْق في عنقه ومنه الحديث والنخلُ مُطَوقة بثمرها أَي صارت أَعذاقُها كالأَطْواق في الأعناق ومن الثاني حديث أَبي قتادة ومُراجعةِ النبي صلى الله عليه وسلم في الصوم فقال صلى الله عليه وسلم ودِدْت أَنِّي طُوِّقْتُ ذلك أي ليته جُعِل داخلاً في طاقَتي وقدرتي ولم يكن صلى الله عليه وسلم عاجزاً عن ذلك غيرَ قادر عليه لضعف منه ولكن يحتمل أَنه خافَ العجز عنه للحقوق التي تلتزمه لنسائه فإِن إِدامةَ الصوم تُخِلّ بحظوظهن منه وتَطَوَّقَت الحيّةُ على عنقه صارت عليه كالطَّوْق والطَّوْقة أَرض سهلة مستديرة في غِلَظ وطائقُ كلّ شيء مثل طوقه وفي التهذيب طائق كل شيءٍ ما استدار به من حَبْل أَو أَكمة والجمع الأَطْواق ابن سيده ومن الشاذ قراءة ابن عباس ومجاهد وعكرمة وعلى الذين يُطَوَّقُونه ويُطَيَّقُونه ويَطَّيَّقُونَهُ فيُطَوَّقُونه يجعل كالطَّوْق في أَعناقهم ويَطَّوَّقونه أَصله يتطوَّقونه فقلَبْت التاء طاء وأُدغمتْ في الطاء ويُطَيَّقونه أَصله يُطَيْوَقونه فقلبت الواو ياء كما قلبتَها في سيّد وميّت وقد يجوز أَن يكون القلب على المعاقبة كتَهوّر وتهيّر على أَن أَبا الحسن قد حكى هارَ يَهير فهذا يُؤنِس أَن ياء تهيّر وضْعٌ وليست على المعاقبة قال ولا تحملن هارَ يَهِير على الواو قياساً على ما ذهب إِليه الخليل في تاهَ يَتِيه وطاحَ يَطيح فإِن ذلك قليل ومن قرأَ يَطَّيَّقونه جاز أَن يكون يَتَفَيْعلونه أَصله يَتَطَيْوَقونه فقلبت الواو ياء كما تقدم في ميّت وسيّد وتجوز فيه المعاقبة أيضاً على تهيّر ويجوز أَن يكون يُطَوَّقُونه بالواو وصيغة ما لم يسم فاعله يُفَوْعَلونه إِلا أَن بناءَ فَعَّلْت أَكثر من بناء فَوْعَلْت وطَوَّقْتُك الشيء أَي كلَّفْتكَه وطَوَّقَني اللهُ أَداءَ حَقِّك أَي قَوّاني وطوَّقتْ له نفسُه لغة في طَوَّعَت أَي رَخَّصت وسَهَّلت حكاها الأَخفش والطَّائِقُ حجر أَو نَشَزٌ يَنْشُز في الجبل نادر منه وفي البئر ذلك ما نَشَزَ من حال البئر من صخرة ناتئة وقال عمارة بن طارق في صفة الغرب مُوقَّر مِنْ بَقَرِ الرَّ ساتِق ذي كِدْنةٍ على جِحافِ الطَّائِق أَخْضَر لم يُنْهَكْ بُموسَى الحالِق أَي ذو قوة على مُكاوَحةِ تلك الصخرة وقال في جمعه على مُتونِ صَخَرٍ طَوائِق والطائِقُ ما بين كل خشبتين من السفينة أَبو عبيد الطَّائِقُ ما بين كل خشبتين ويقال الطائِق إِحدى خشبات بطن الزَّوْرَق أَبو عمرو الشيباني الطائِقُ وسط السفينة وأَنشد للبيد فالْتامَ طائِقُها القديمُ فأَصْبَحَتْ ما إِنْ يُقَوِّمُ درْأَها رِدْفانِ الأصمعي الطائِقُ ما شَخَصَ من السفينة كالحَيْدِ الذي ينحدر من الجبل قال ذو الرمة قَرْواء طائِقُها بالآلِ مَحْزُومُ قال وهو حرف نادر في القُنّة الليث طائِقُ كل شيء ما استدار به من حَبْل أَو أَكمة وجمعه أَطْواقٌ والطَّاقاتُ جمع طاقةٍ ويقال للكَرِّ الذي يُصْعَد به إِلى النخلة الطَّوْق وهو البَرْوَنْد بالفارسية قال الشاعر يصف نخلة ومَيّالة في رأْسها الشَّحْمُ والنَّدَى وسائرُها خالٍ من الخير يابِسُ تَهَيَّبها الفِتْيانُ حتى انْبَرَى لها قَصِيرُ الخُطى في طَوْقِه مُتَقاعِسُ يعني البروند التهذيب أَنشد عمر بن بكر بَنى بالغَمْر أَرْعَنَ مُشْمَخِرّاًّ يُغَنِّي في طَوائِقه الحَمامُ قال طَوائِقه عُقوده قال الأَزهري وصف قَصْراً والطَّوائِقُ جمع الطَّاقِ الذي يُعْقَد بالآجُرّ وأَصله طائِقٌ وجمعه طَوائِقُ على الأَصل مثل الحاجة جمعها حوائج لأَن أَصلها حائجة وأَنشد لعمرو بن حسان أَجِدَّكَ هل رأَيتَ أَبا قُبَيْسٍ أَطالَ حياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ ؟ بنى بالغَمْرِ أَرْعَنَ مُشْمَخِرّاً يُغَنِّي في طوائقه الحَمامُ قال ويجمع أَيضاً أَطْواقاً والطَّوْقُ والإِطاقةُ القدرة على الشيء والطَّوْقُ الطَّاقةُ وقد طاقَه طَوْقاً وأَطاقَه إِطاقةً وأَطاقَ عليه والاسم الطَّاقةُ وهو في طَوْقي أَي في وَسْعي قال ابن بري وقول عمرو بن أُمامة لقد عَرَفْتُ الموتَ قبل ذَوْقِه إِنّ الجَبان حَتْفُه مِنْ فَوْقِه كلُّ امرئ مُقاتِلٌ عن طَوْقِه كالثَّوْرِ يَحْمي جِلْدَه بِرَوْقِه أَراد بالطَّوْق العُنق ورواه الليث كل امرئ مجاهد بطوقه قال والطَّوْقُ الطاقةُ أَي أَقصى غايته وهو اسم لمقدار ما يمكن أَن يفعله بمشقَّة منه ابن الأَعرابي يقال طُقْ طُقْ من طاقَ يَطُوق إِذا أَطاق الليث الطَّوْقُ مصدر من الطَّاقِة وأَنشد كل امرئ مُجاهِد بطوقه والثور يحمي أَنفه بروقه يقول كل امرئ مُكلّف ما أَطاق قال أَبو منصور يقال طاقَ يَطُوق طَوْقاً وأَطاقَ يُطيقُ إِطاقةً وطاقةً كما يقال طاعَ يَطُوع طَوْعاً وأَطاعَ يُطيع إِطاعةً وطاعةً والطَّاقةُ والطاعةُ اسمان يوضَعان موضع المصدر قال سيبويه وقالوا طَلَبْتَه طاقَتَك أَضافوا المصدر وإِن كان في موضع الحال كما ادخلوا فيه الألف واللام حين قالوا أَرسلَها العِراكَ وأَما طَلَبْتُه طاقَتي فلا يكون إِلا معرفة كما أَن سبحانَ الله لا يكون إِلا كذلك والطاقةُ شُعْبَةٌ من رَيْحان أَو شَعَر وقُوَّةٌ من الخيط أَو نحو ذلك ويقال طاقُ نعلٍ وطاقةُ رَيْحانٍ والطاقُ ما عطف من الأَبنية والجمع الطَّاقات والطَّيقان فارسي معرب والطاق عَقْدُ البناء حيث كان والجمع أَطواق وطِيقانٌ والطَّاقُ ضَرْبٌ من الملابس قال ابن الأَعرابي هو الطَّيْلَسان وقيل هو الطيلسان الأَخضر عن كراع قال رؤبة ولو تَرَى إِذْ جُبَّتي مِنْ طاقِ ولِمَّتي مِثْلُ جَناحِ غاقِ وقال الشاعر لقد تَرَكتْ خُزَيْبَةُ كلَّ وغْدٍ تَمَشَّى بينَ خاتامٍ وطاقِ والطَّيقانُ جمع طاق الطَّيْلَسان مثل ساج وسِيجان قال مليح الهذلي من الرَّيْطِ والطَّيقانِ تُنْشَرُ فَوْقَهم كأَجْنِحةِ العِقْبانِ تَدْنُو وتَخْطِفُ والطَّاقُ ضَرْبٌ من الثياب قال الراجز يَكْفِيك من طاقٍ كثير الأَثْمان جُمَّازَةٌ شُمِّرَ منها الكُمَّان قال ابن بري الطَّاقُ الكساء والطَّاقُ الخِمارُ وأَنشد ابن الأََعرابي سائِلَة الأَصداغ يَهْفُو طاقُها كأَنَّما ساقُ غُرابٍ ساقُها وفسره فقال أَي خمارها يطير وأَصداغها تتطاير من مخاصمتها ورأَيت أَرضاً كأَنَّها الطيقانُ إِذا كثر نباتها وشراب الأَطْواق حَلَبُ النارَجِيل وهو أَخبث من كل شراب يُشْرَب وأَشدُّ إِفساداً للعقل وذات الطُِّوَق أَرض معروفة قال رؤبة تَرْمي ذِراعَيْهِ بجَثْجاثِ السُّوَقْ ضَرْحاً وقد أَنْجَدْنَ من ذاتِ الطُّوَقْ والطَّوْقُ أَرض سهلة مستديرة وطاقُ القوس سِيَتُها وقال ابن حمزة طائِقُها لا غير ولا يقال طاقُها

عبق
عَبِقَ به عَبَقاً وعَباقيةٌ مثل ثمانية لزِمَه وعَسِقَ به كذلك وعَبِقَ الرَّدْع بالجسم والثوبِ لَزِق وفي بعض نسخ كتاب النبات تُعْبَقُ به الثيابُ وفي بعضها تُعَبَّقُ وعَبِقَت الرائحةُ في الشيءِ عَبَقاً وعَباقِيةً بَقيت وعَبِق الشيُ بقلبي كذلك على المثل وريحٌ عَبِقٌ لاصقٌ ورجل عَبِقٌ وامرأَة عَبِقةٌ إِذا تطيِّب وتعلق به الطِّيب فلا يذهب عنه ريحه أَيّاماً قال عَبِقَ العَنْبَرُ والمِسْكُ بها فهي صفراءُ كعُرْجونِ القَمَرْ وفي نسخة العمر وامرأَة عَبِقةٌ لَبِقةٌ يُشاكِلُها كلُّ لباس وطيب قال الخزاعيون وهم من أَعرب الناس رجل عَبِقٌ لَبِقٌ وهو الظريف وما بقيت لهم عَبَقةٌ أَي بقية من أَموالهم وما في النِّحْي عَبَقة وعَبْقةٌ أَي شيء من سمن وقيل ما في النِّحْي عَبَقة وعَمَقَة أَي لطخ وضَرٍ من السمن وقيل ما فيه لَطْخ ولا ضَرٌ ولا لَعُوق من رُبٍّ ولا سمن وزعم اللحياني أَن ميم عَمَقة بدل من باء عَبَقه وأَصل ذلك من عَبِقَ به الشيء يَعْبَقُ عَبَقاً إِذا لزق به قال طرفة ثم راحوا عَبقَ المِسْكُ بهم يَلْحَفُونَ الأَرض هُدَّاب الأُزُرْ والعَباقيةُ الداهية ذو الشرّ والنُّكر وأَنشد أَطَفَّ لها عَباقيةٌ سَرنْدَى جَرِيءٌ الصَّدْرِ مُنْبَسِطُ اليمين والعَباقيةُ اللصّ الخارب الذي لا يُحْجِمُ عن شيء وقد اعْبَنْقى الرجل أَي صار داهيةً وبه شَيْن عَباقِية أَي له أَثر باق وفي الصحاح وهي أَثر جراحة تبقى في حُرِّ وجهه والعَباقِيةُ شجر له شوك يؤذي من عَلِقَ به قال أَبو حنيفة العَباقِيةُ من العضاه وهي شجرة لم تُنْعَتْ قال ساعدة بن العجلان غداة شُواحِطٍ فَنَجَوْت شدّاً وثَوْبُك في عَباقيةٍ هَرِيدُ يقول تعلقت العَباقِيةُ به فتركه بها ونجا وغلامٌ مُعْبَنْق سيِّءُ الخلق الأَصمعي رجل عِبِقَّانةٌ رِبِقَّانة إِذا كان سيِّء الخلق والمرأَة كذلك

عبشق
العُبشوق دُوَيْبَّة من أَحناش الأَرض وعبشق اسم

عبنق
عُقاب عَقَنْباة وعَبَنْقاة وقَعَنْباةٌ وبَعَنْقاة حديدةُ المخالب وقيل هي السريعة الخطف المُنْكَرة وقال ابن الأَعرابي كل ذلك على المبالغة كما قالوا أَسَدٌ أَسِدٌ وكلْب كَلِبٌ واعْبَنقى وابَعَنْقى إِذا ساء خلقه

عتق
العِتْقُ خلاف الرِّق وهو الحرية وكذلك العَتاقُ بالفتح والعَتاقةُ عَتَقَ العبدُ يَعْتِقُ عِتْقاً وعَتْقاً وعَتاقاً وعَتاقَةً فهو عَتيقٌ وعاتِقٌ وجمعه عُتَقاء وأَعْتَقْتُه أَنا فهو مُعْتَقٌ وعَتيقٌ والجمع كالجمع وأَمَةٌ عَتيقٌ وعَتيقَةٌ في إِماءٍ عَتائِق وفي الحديث لن يَجْزي ولدٌ والده إِلاَّ أَن يجده مملوكاً فيشتريه فيَعْتِقَه قال ابن الأَثير وقوله فيَعْتِقَه ليس معناه استئناف العِتْقِ فيه بعد الشراء لأَن الإجماع منعقد أَن الأَب يَعْتقُ على الابن إِذا ملكه في الحال وإِنما معناه أَنه إِذا اشتراه فدخل في ملكه عتق عليه فلما كان الشِّراءُ سبباً لعَتقِه أُضيف العِتقُ إِليه وإِنما كان هذا جَزاء له لأَن العِتْقَ أَفضل ما يُنْعِم به أَحدٌ على أَحد إِذ خلصه بذلك من الرقِّ وجَبَر به النقص الذي له وتكمل له أَحكام الأَحرار في جميع التصرفات وفلان مَولى عَتاقَةٍ ومَوْلىً عَتيقٌ ومَوْلاةٌ عتيقةٌ ومَوالٍ عُتَقاء ونساء عَتائق وذلك إِِذا أُعْتِقْنَ وحلف بالعَتاقِ أَي الإِعْتاق وعَتيقٌ اسم الصدِّيق رضي الله عنه قيل سمي بذلك لأَن الله تبارك وتعالى أَعْتَقَه من النار واسمه عبد الله بن عثمان روت عائشة أَن أَبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أَبا بكر أَنت عَتيقُ الله من النار فمِنْ يومئذ سُمِّي عَتيقاً وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه أَنه سمي عَتيقاً لأَنه أُعْتِقَ من النار سماه به النبي صلى الله عليه وسلم وقيل كان يقال له عَتيقٌ لجماله وعَتَقَتْ عليه يمينٌ تَعْتِقُ سبقت وتقدمت وكذلك عَتُقَتْ بالضم أَي قَدُمت ووجبت كأَنه حفظها فلم يحنث وعَتَقَتْ منِّي يمين أَي سبقت وأَنشد لأَوس بن حجر عليّ أَليَّةٌ عَتَقَتْ قديماً فليس لها وإِن طُلِبَتْ مَرامُ أَي لزمتني وقيل أَي ليس لها حيلة وإِن طُلِبَتْ أَبو زيد أَعْتَقَ يمينَه أَي ليس لها كفارة وعَتَقَت الفرسُ تَعْتِقُ وعَتُقتِ عِتْقاً سبقت الخيل فَنَجَتْ وفرس عاتِقٌ سابق ورجل مِعْتاقُ الوَسيقَة إِذا طَرَدَ طَريدةً سبق بها وقيل سَبَقَ بها وأَنجاها قال أَبو المثلم يرثي صخراً حامِي الحَقيقَةِ نسَّالُ الوَدِيقة مِعْ تاقُ الوَسيقَةِ لا نِكْسٌ ولا واني قال ولا يقال مِعْناق والعاتِقُ الناهض من فِراخ القطا قال أَبو عبيد ونرى أَنه من السبق على أَنه يَعْتقُ أَي يسبق يقال هذا فرخ قطاة عاتِقٌ إِذا كان قد اسْتَقَلّ وطار وعِتاقُ الطير الجوارح منها والأَرْحَبِيَّاتُ العِتاقُ النجائب منها وقيل العاتِقُ من الطير فوق الناهض وهو في أَول ما يَتَحَسَّرُ ريشه الأَول وينبت له ريش جُلْذِيّ أَي شديد وقيل العاتِقُ من الحمام ما لم يُسِنّ ويَسْتَحْكِم والجمع عُتَّق وجارية عاتِقٌ شابة وقيل العاتِقُ البكر التي لم تَبِنْ عن أَهلها وقيل هي التي بين التي أَدركت وبين التي عَنَسَتْ والعاتِقُ الجارية التي قد أَدركت وبلغت فخُدِّرَتْ في بيت أَهلها ولم تتزوج سمّيت بذلك لأنها عَتَقَتْ عن خدمة أَبويها ولم يملكها زوج بعدُ قال الفارسي وليس بقوي قال الشاعر أَقِيدي دَماً يا أُمَّ عمرو هَرَقْتِه بكفَّيْك يوم الستر إِذ أَنْتِ عاتِقُ وقيل العاتِقُ الجارية التي قد بلغت أَن تَدَرَّعَ وعَتَقَتْ من الصِّبا والاستعانة بها في مِهْنَةِ أَهلها سمِّيت عاتِقاً بها والجمع في ذلك كله عَواتِق قال زهير بن مسعود الضبي ولم تَثِقِ العَواتِقُ من غٍيورٍ بغَيْرَتِه وخَلَّيْنَ الحِجالا وفي الحديث خرجب أُم كلثوم بنت عقبة وهي عاتِقٌ قبل هجرتها قال ابن الأَثير العاتِقُ الشابة أَول ما تُدْرِكُ وقيل هي التي لم تَبِنْ من والديها ولم تتزوج وقد أَدركت وشَبَّت ويجمع على العُتَّقِ ومنه حديث أُم عطية أُمِرْنا أَن نخرج في العيدين الحُيَّض والعُتَّق وفي رواية العَواتِق يقال عَتَقَتِ الجارية فهي عاتِقٌ مثل حاضَتْ فهي حائضٌ وكل شيء بلغ إِناهُ فقد عَتَقَ والعَتقُ الكريم الرَّائعُ من كل شيء والخيارُ من كل شيء التمر والماء والبازي والشَّحْم والعِتْقُ الكَرَمُ يقال ما أَبْيَنَ العِتْقَ في وجه فلان يعني الكرم والعِتْقُ الجمال وفرس عَتقٌ رائع كريم بَيِّن العِتْقِ وقد عَتُقَ عَتاقَةً والاسم العِتْقُ والجمع العِتاقُ وامرأَة عَتِيقةٌ جميلة كريمة وقوله هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ سُرْبِلَتْ من الحُسْنِ سِرْبالاً عَتِيقَ البَنائقِ يعني حَسَن البنائق جميلها والعُتُقُ الشجر التي يتخذ منها القسيّ العربية عن أَبي حنيفة قال يراد به كَرَمُ القوس لا العِتْق الذي هو القِدَم وقال مُرَّة عن أَبي زياد العِتْق الشجر التي تعمل منها القِسِيُّ قال كذا بلغني عن أَبي زياد والذي نعرفه العُتُق والعَتيقُ فحل من النخل معروف لا تَنْفُضُ نخلته وعَتيقُ الطير البازي قال لبيد فانْتَضَلْنا وابنُ سَلْمى قاعدٌ كعَتيقِ الطير يُغْضى ويُحَلّ ابن سلمى النعمان وإِنما ذكر مقامته مع الربيع بين يدي النعمان ابن الأَعرابي كلُّ شيء بلغ النهاية في جودةٍ أَو رداءة أَو حسن أَو قبح فهو عَتيقٌ وجمعه عَتُقٌ والعاتِقةُ من القوس مثل العاتِكَةِ وهي التي قَدُمت واحْمَرّت والعَتيقُ القديم من كل شيء حتى قالوا رجل عَتيقٌ أَي قديم وفي الحديث عليكم بالأَمر العَتيقِ أَي القديم الأَول ويجمع على عِتاقٍ كشريف وشِرافٍ ومنه حديث ابن مسعود إِنهنَّ من العِتاقِ الأُوَلِوهنِّ من تلادي أَراد بالعِتاقِ الأُولِ السور اللاتي أُنْزِلت أَولاً بمكة وأَنها من أَول ما تعلَّمه من ا لقرآن وقد عَتُقَ عِتْقاً وعَتاقَةً أَي قَدُم وصار عَتيقاً وكذلك عَتَقَ يَعْتُقُ مثل دَخَل يدخُل فهو عاتِقٌ ودنانير عُتُقٌ وعتَّقْتُه أَنا تَعْتيقاً وفي التنزيل ولْيَطَّوَّفوا بالبيت العَتيقِ وفي حديث ابن الزبير أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إِنما سَمَّى الله البيتَالعَتيقَ لأَن الله أَعْتَقَه من الجبابرة فلم يَظْهر عليه جَبَّار قط والبيت العَتيقُ بمكة لقدمه لأَنه أَول بيت وضع للناس قال الحسن هو البيت القديم دليله قوله تعالى إن أَول بيت وُضِعَ للناس للَّذِي بِبَكَّة مباركاً وقيل لأَنه أُعْتِقَ من الغرق أَيام الطوفان دليله قوله تعالى وإُذْ بوَّأْنا لإِبراهيم مكان البيت وهذا دليل على أَن البيت رُفِع وبقي مكانُه وقيل إِنه أُعْتِقَ من الجبابرة ولم يَدَّعِهِ منهم أُحد وقيل سمي عَتيقاً لأَنه لم يملكه أَحد والأَول أَولى وقال بعض حُذَّاق اللغويين العِتْقُ للمَوَات كالخمر والتمر والقِدَمُ للمَوَات والحيوانِ جميعاً وخمر عَتِيقةٌ قديمة حُبست زماناً في ظرفها فأَما قول الأَعشى وكأَنَّ الخَمْر العَتيقَ من الإِسْ فَنْطِ مَمْزوجةٌ بماءٍ زُلالٍ فإِنه قد يُوَِجَّه على تذكير الخمر فإِما أَن يكون تذكير الخمر معروفاً وإِما أَن يكون وَجهَّهَا على إِرادة الشراب ومثله كثير أَعني الحمل على المعنى قال أَبو حنيفة وإِن شئت جعلت فَعيلاً هنا في معنى مفعول كما تقول عينٌ كحيلٌ فتكون الخمر مؤنثة على اللغة المشهورة ويقال لجَيَّدِ الشراب عاتقٌ والعاتِقُ الخمر القديمة قال حسان كالمِسْكِ تَخْلِطُه بماء سَحابةٍ أَو عاتِقٍ كدم الذَّبيحِ مُدَامِ وقد عَتَقَت الخمرُ وعَتَّقَها والمُعَتَّقَةُ من أَسماء الطِّلاء والخمر قال الأَعشى وسَبيئَة مما تُعَتِّقُ بابِلٌ كدَمِ الذَّبيحِ سَلَبْتُها جِرْيالَها والمُعَتَّقَةُ الخمر التي عَتِّقَتْ زماناً حتى عَتُقَتْ والعاتِقُ كالعَتِيقَةِ وقيل هي التي لم يَفُضَّ أَحدٌ ختامها كالجارية العاتِقِ وقيل هي لم تُفْتَضَّ قال لبيد أُغْلي السِّباءَ بكل أَدْكَنَ عاتِقٍ أَو جَونةٍ قُدِحَت وفُضَّ خِتامُها وبَكْرَةٌ عَتيقَةٌ إِذا كانت نجيبة كريمة وقال أَعرابي لا نَعُدُّ البَكْرةَ بَكْرَةً حتى تَسْلم من القَرْحة والعُرَّة فإِذا منهما فقد عَتُقَتْ وثبتت ويروى نبتت وعَتُقت قدُمت وكل ذلك عن ابن الأَعرابي وقال ثعلب قد عَتَقَتْ بالفتح تَعْتِق عِتْقاً أَي نَجَتْ فسبقت وأعْتقها صاحبها أَي أََعجلها وأَنجاها وعَتَق السمن وعَتْق يعني قَدُم عن اللحياني والعَتيقُ الماء وقيل الطِّلاء والخمر وقيل اللبن وعَتَّقَ بِفِيه يُعَتِّقُ إِذا بَزَمَ وعض والعِتْقُ صلاح المال وعَتَقَ المال عِتْقاً صلح وعَتَقَه وأَعْتَقه فَعَتَق أَصلحه فصلح وعَتُقَ فلان بعد استعلاج يَعْتُق فهو عَتيقٌ رقَّ وصار عَتيقاً وهو رقة الجلد أَي رَقَّت بَشَرته بعد الغلظ والجفاء وعَتَقَ التمر وغيره وعَتُقَ فهو عَتيقٌ رقَّ جلده وعَتُقَ يَعْتُق إِذا صار قديماً وقال أَبو حنيفة العَتيقُ اسم للتمر عَلَم وأَنشد قول عنترة كَذَب العَتيقُ وماءُ شَنّ باردٌ إِن كنتِ سائِلَتي غَبُوقاً فاذهبي قيل إِنه أَراد بالعَتيق التمر الذي قد عَتُق خاطب امرأَته حين عاتبته على إِيثار فرسه بأَلبان إِبله فقال لها عَلَيك بالتمر والماء البارد وذَرِي اللبن لفرسي الذي أَحميك على ظهره وقال هو الماء نفسه وهذه الأَبيات قيل إِنها لعنترة وقال ابن خالويه إِنها لخُزَز بن لَوْذَان السدوسي وهي كَذَب العتيقُ وماء شنّ باردٌ إِن كنت سائِلَتي غَبوقاً فاذهبي لا تُنْكِري فرسي وما أَطعمْتُه فيكونَ لونُكِ مثلَ لون الأَجْرَبِ إِني لأَخْشَى أَن تَقول حَليلَتي هذا غُبار ساطعٌ فَتَلَبَّبِ إنِّ الرجالَ لهُمْ إِليك وسِيلةٌ أَن يأْخذوك تَكَحَّلي وتخَضَّبي ويكون مَرْكَبُكِ القَلوصَ وظِلَّهُ وابنُ النَّعامَةِ يوم ذلك مَرْكَبي قال والعَتيقُ التمر الشهْريزُ وجمعه عَتُق والعاتِقُ ما بين المَنْكب والعُنُقِ مذكر وقد أُنث وليس بثبت وزعموا أَن هذا البيت مصنوع وهو لا نَسَبَ اليومَ ولا خُلَّةٌ اتِّسَعَ الفَتْقُ على الراتِقِ لا صُلْحَ بيني فاعْلَموهُ ولا بينكُمُ ما حَمَلَتْ عاتِقي سيفي وما كنَّا بنَجْدٍ وما قَرْقَر قُمْرُ الوادِ بالشاهِقِ قال ابن بري والعاتِقُ مؤنثة واستشهد بهذه الأَبيات ونسبها لأبي عامر جدِّ العباس بنِ مِرْداس وقال ومن روى البيت الأَول اتَّسَعَ الخرقُ على الراقِع فهو لأَنس بن العباس بن مرداس قال اللحياني هو مذكر لا غير وهما عاتِقانِ والجمع عُتْق وعُتَّق وعواتِقُ ورجل أَمْيَلُ العاتِقِ معْوَجُّ موضع الرداء والعاتِقُ الزِّقُّ الواسع الجيد وبه فسر بعضهم قول لبيد أَغْلى السِّباءَ بكل أَدْكَنَ عاتِقٍ وقد تقدم قال الأَزهري جعل العاتِقَ زقاًّ لما رآه نعتاً للأَدْكن وإِنما أراد بالعاتِقِ جيّدَ الخمر وهو كقوله أَو جَوْنةٍ قُدِحَتْ وإِنما قدح ما فيها والجَونة الخابية والقَدْح الغَرْف وقال الجوهري هو الزِّقّ الذي طابت رائحته وقوله بِكُلّ يعني من كل والسِّباء اشتراء الخمر والعاتِقُ أَيضاً المزادة الواسعة والمُعَتَّقةُ ضرب من العطر وأَبو عَتيقٍ كنية ومنه ابن أَبي عَتيقٍ هذا الماجِنُ المعروف وإِنما قيل قَنْطرة عَتيقَةٌ بالهاء وقنطرة جَديدٌ بلا هاء لأَن العَتيقَةَ بمعنى الفاعلة والجديد بمعنى المفعولة ليُفْرَقَ بين ما له الفعل وبين ما الفعل واقع عليه

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88