كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

قنبع
القُنْبُعٌ القصير الخَسيسُ والقُنْبُعةُ خِرْقة تُخاطُ شبيهة بالبُرْنُسِ تلبسها الصيبان والقُنْبُعةُ هَنةٌ تُخاطُ مِثْلَ المِقْنَعةِ تغطي المتنين وقيل القُنْبُعةُ مثل الخُنْبُعةِ إِلاَّ أَنها أَصغر والقُنْبُعةُ غِلافُ نور الشجرة مثل الخُنْبُعة وكذلك القُنْبُعُ بغير هاء وقُنْبُعُ النَّوْرِ وقُنْبُعَتُه غِطاؤُه وأُراه على المثل بهذه القُنْبعة وقَنْبَعَتِ الشجرةُ صارت ثمرتها أَو زهرتها في قُنْبعة أَو غِطاء وقال أَبو حنيفة القُنْبُعُ وِعاء السُّنْبُلةِ وقَنْبَعَتْ صارت في القُنْبُعِ ويقال قَنْبَعَت وبَرْهَمَتْ بُرْهومةً قال الأَزهري ويقال قَنْبَعَ الرجل في بيته إِذا تَوارى وأَصله قَبَعَ فزيدت النون قاله أَبو عمرو وأَنشد وقَنْبَعَ الجُعْبوبُ في ثِيابِه وهْو على ما زَلَّ منه مُكْتَئِبْ والقُنْبُعُ وِعاءُ الحِنْطة في السنْبُل وقيل القنبعة التي فيها السنبلة

قندع
قال في ترجمة قنذع القُنْذُوعُ والقُنْذُعُ الدّيُّوثُ سريانية ليست بعربية محضة وقد يقال بالدال المهملة

قنذع
: القُنْذَعُ و القُنْذُعُ و القُنْذُوعُ كله : الدّيُّوثُ سريانية ليست بعربية محضة قال : وقد يقال بالدال المهملة . وفي حديث وهب : ذلك القُنْذُعُ هو الديوث الذي لا يَغارُ على أَهْلِهِ . ابن الأَعرابي : القَنازِعُ و القَناذِعُ القبيحُ من الكلام فاستوى عندهما الزاي والذال في القبيح من الكلام فأَما في الشَّعَر فلم أَسمع إلا القَنازِعَ . قال الأَزهريّ : وهذا راجع في المَخازِي والقبائِحِ . وفي حديث أَبي أَيوب : ما من مسلم يَمْرَضُ في سبيل الله إِلاَّ حَطّ الله عنه خَطاياه وإِن بَلَغَتْ قُنْذُعةَ رأْسِه . قال ابن الأَثير : هي ما يبقى من الشعر مفرَّقاً في نواحِي الرأْسِ كالقُنْزُعةِ قال : وذكره الهروي في القاف والنون على أَن النون أَصلية وجعل الجوهري النون منه ومن القنزعة زائدة

قنزع
القَنْزَعةُ والقُنْزُعُة الأَخيرة عن كراع واحدة القَنازِعِ وهي الخُصْلةُ من الشعَر تُتْرَكُ على رأْس الصبيّ وهي كالذّوائِبِ في نواحي الرأْس والقَنْزَعةُ التي تتخذها المرأَة على رأْسها وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأُم سليم خَضِّلِي قَنازِعَكِ أَي نَدِّيها ورَطِّلِيها بالدُّهْنِ لِيَذْهَبَ شَعَثُها وقَنازِعُها خُصَلُ شَعَرِها التي تَطايَرُ من الشَّعَثِ وتَمَرَّطُ فأَمرها بتَرْطِيلِها بالدُّهْن ليذهب شَعَثُه وفي خبر آخر أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القَنازِعِ هو أَن يؤخذ بعض الشعر ويترك منه مواضع متفرّقة لا تؤخذ كالقَزَعِ ويقال لم يبق من شعَرِه إِلا قُنْزُعةٌ والعُنْصُوةُ مثل ذلك قال وهذا مثل نهيه عن القَزَعِ وفي حديث ابن عمر سئل عن رجل أَهَلَّ بعُمْرةٍ وقد لَبَّدَ وهو يريد الحج فقال خذ من قَنازِعِ رأسك أَي مما ارتفع من شعرك وطال وفي الحديث غَطِّي قَنازِعَكِ يا أُمّ أَيْمَنَ وقيل هو القليل من الشعر إِذا كان في وسط الرأْس خاصّةً قال ذو الرمة يصف القَطا وفِراخَها يَنُؤْنَ ولم يُكْسَيْنَ إِلاَّ قَنازِعاً من الرِّيشِ تَنْواءَ الفِصالِ الهَزائِلِ وقيل هو الشعر حَوالَي الرأْس قال حميد الأَرقط يصف الصَّلَعَ كأَنَّ طَسًّا بَيْنَ قُنْزُعاتِه مَرْتاً تَزِلُّ الكَفُّ عن قِلاته
( * قوله « قلاته » كذا بالأصل وهو جمع القلت بالفتح النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء وفي شرح القاموس صفاته واحد الصفا بالفتح فيهما )
والجمع قُنْزُعٌ قال أَبو النجم طَيَّر عنها قُنْزُعاً من قُنْزُعِ مَرُّ اللَّيالِي أَبْطِئِي وأَسْرِعِي ويروى سُيِّرَ عنه قُنْزُعٌ عن قُنْزُعِ والقُنْزُعُ والقُنْزُعةُ الريش المجتمع في رأْس الديك والقُنْزُعةُ المرأَة القصيرة الأَزهري القنزعة المرأَة القصيرة جدّاً والقَنازِعُ الدّواهِي والقُنْزُعةُ العَجْبُ وقَنازِعُ الشعر خُصَلُه وتشبه بها قنازِعُ النصِيِّ والأَسْنِمةِ قال ذو الرمة قَنازِع أَسْنامٍ بها وثُغام والقَنَازِعُ وقَنازِعُ من الشعَر ما تَبَقَّى في نَواحِي الرأْسِ متفرقاً وأَنشد صَيَّرَ مِنْكَ الرأْسَ قُنْزُعاتِ واحْتَلَقَ الشَّعْرَ على الهاماتِ والقَنازِعُ في غير هذا القبيحُ من الكلام قال عدي بن زيد فَلَمْ أَجْتَعِلْ فيما أَتيْتُ مَلامةً أَتيْتُ الجَمالَ واجْتَنَبْتُ القَنازعا ابن الأَعرابي القَنازِعُ والقَناذِعُ القبيحُ من الكلام فاستوى عندهما الزاي والذال في القبيح من الكلام فأَما في الشعَر فلم أَسمع إِلا القَنازِعَ وروى الأَزهري عن سَرْوَعةَ الوُحاظِيِّ قال كنا مع أَبي أَيوبَ في غَزْوةٍ فرَأَى رجلاً مريضاً فقال له أَبشر ما من مسلم يَمْرَضُ في سبيل الله إِلاَّ حَطّ الله عنه خَطاياه ولو بَلَغَتْ قُنْزُعةَ رأْسِه قال ورواه بُنْدارٌ عن أَبي داودَ عن شُعْبةَ قال بُنْدارٌ قلت لأَبي داود قل قُنْزُعة فقال قُنْذُعة قال شمر والمعروفُ في الشعَر القُنْزُعةُ والقَنازِعُ كما لَقَّنَ بندار أَبا داود فلم يَلْقَنْه والقَنازِعُ صِغارُ الناسِ والقُنْزُعةُ حَجر أَعظم من الجَوْزةِ

قنفع
القُنْفُعُ القصيرُ الخسِيسُ والقُنْفُعةُ القُنْفُذةُ الأُنثى وتَقَنْفُعُها تَقَبُّضُها والقُنْفُعةُ أَيضاً الفأْرةُ الأَزهري القُنفع الفأْرُ القاف قبل الفاء وقال أَيضاً من أَسماء الفأْر الفُنْقُعُ الفاء قبل القاف وقد تقدم ذكره والقُنْفُعةُ والفُنْقُعةُ جميعاً الاست كلتاهما عن كراع وأَنشد الأَزهري قَفَرْنِية كأَنَّ بِطَيْطَبَيْها وقُنْفُعِها طِلاءَ الأُرْجُوانِ
( * قوله « قفرنية إلخ » كذا بالأصل )
والقَفَرْنِيةُ المرأَة القصيرة

قهع
روى ابن شميل عن أَبي خَيْرةَ قال يقال قَهْقَعَ الدُّبُّ قِهْقاعاً وهو حكاية صوت الدب في ضَحِكِه قال أَبو منصور وهي حكاية مؤلَّفةٌ

قوع
قاعَ الفحلُ الناقةَ وعلى الناقة يَقُوعُها قَوْعاً وقِياعاً واقْتاعَها وتَقَوَّعَها ضرَبَها وهو قَلْبُ قَعا واقْتاعَ الفحلُ إِذا هاجَ وقوله أَنشده ثعلب يَقْتاعُها كلُّ فَصِيلٍ مُكْرَمِ كالحَبَشِيِّ يَرْتَقِي في السُّلَّمِ فسره فقال يقتاعُها يقَعُ عليها وقال هذه ناقة طويلة وقد طال فُصْلانُها فركبوها وتَقَوَّعَ الحِرْباءُ الشجرةَ إِذا عَلاها كما يَتَقَوّعُ الفحلُ الناقةُ والقَوَّاعُ الذِّئبُ الصَّيّاحُ والقَيّاعُ الخِنْزِيرُ الجَبانُ والقاعُ والقاعةُ والقِيعُ أَرض واسعةٌ سَهْلة مطمئنة مستوية حُرّةٌ لا حُزُونةَ فيها ولا ارْتِفاعَ ولا انْهِباطَ تَنْفَرِجُ عنها الجبالُ والآكامُ ولا حَصَى فيها ولا حجارةَ ولا تُنْبِتُ الشجر وما حَوالَيْها أَرْفَعُ منها وهو مَصَبُّ المِياهِ وقيل هو مَنْقَعُ الماء في حُرِّ الطين وقيل هو ما استوى من الأَرض وصَلُبَ ولم يكن فيه نبات والجمع أَقواعٌ وأَقْوُعٌ وقِيعانٌ صرت الواو ياء لكسرة ما قبلها وقِيعةٌ ولا نظير له إِلاَّ جارٌ وجِيرةٌ وذهب أَبو عبيد إِلى أَن القِيعةَ تكون للواحد وقال غيره القيعة من القاع وهو أَيضاً من الواو وفي التنزيل كسَرابٍ بِقِيعةٍ الفراء القِيعةُ جمع القاعِ قال والقاعُ ما انبسط من الأَرض وفيه يكون السَّرابُ نصف النهار قال أَبو الهيثم القاعُ الأَرض الحُرَّةُ الطينِ التي لا يخالطها رمل فيشرب ماءها وهي مستوية ليس فيها تَطامُنٌ ولا ارْتِفاعٌ وإِذا خالطها الرمل لم تكن قاعاً لأَنها تشرب الماء فلا تُمْسِكُه ويُصَغِّرُ قُوَيْعةً من أَنَّث ومن ذكَّر قال قُوَيْعٌ ودلت هذه الواو أَنَ أَلفها مرجعها إِلى الواو قال الأَصمعي يقال قاعٌ وقِيعانٌ وهي طين حُرّ ينبت السِّدْرَ وقال ذو الرمة في جمع أَقْواعٍ ووَدَّعْنَ أَقْواعَ الشَّمالِيلِ بَعْدَما ذَوى بَقْلُها أَحْرارُها وذُكورُها وفي الحديث أَنه قال لأُصَيْلٍ كيف ترَكْتَ مكة ؟ قال ترَكْتُها قد ابْيَضَّ قاعُها القاعُ المكانُ المستوي الواسعُ في وَطاءَةٍ من الأَرض يعلوه ماء السماء فيمسكه ويستوي نباته أَراد أَنَّ ماء المطر عسَله فابيضَّ أَو كثر عليه فبقي كالغَدِير الواحد وفي الحديث إِنما هي قِيعانٌ أَمْسَكَتِ الماءَ قال الأَزهري وقد رأَيت قِيعانَ الصّمّانِ وأَقمتُ بها شَتْوَتَيْنِ الواحد منها قاعٌ وهي أَرض صُلْبةُ القِفافِ حُرَّةُ طينِ القِيعانِ تُمْسِكُ الماء وتُنْبِتُ العُشْبَ ورُبَّ قاعٍ منها يكون مِيلاً في مِيلٍ وأَقل من ذلك وأَكثر وحَوالَيِ القِيعانِ سُلْقانٌ وآكامٌ في رُؤوس القِفافِ غليظةٌ تَنْصَبُّ مِياهُها في القِيعانِ ومن قِيعانِها ما يُنْبِتُ الضالَ فتُرَى حَرجاتٍ ومنها ما لا ينبت وهي أَرض مَرِيَّةٌ إِذا أَعْشَبَتْ رَبَّعَتِ العرب أَجمع والقَوْعُ مِسْطَحُ التمر أَو البُرِّ عَبْدِيَّةٌ والجمع أَقْواعٌ قال ابن بري وكذلك البَيْدَرُ والأَندَرُ والجَرينُ والقاعةُ موضعُ مُنْتَهى السانِيةِ من مَجْذَبِ الدلو وقاعةُ الدارِ ساحَتُها مثل القاحةِ وجمعها قَوَعاتٌ قال وَعْلةُ الجَرْمي وهَلْ تَرَكْت نِساءَ الحَيِّ ضاحِيةً في قاعةِ الدارِ يَسْتَوْقِدْنَ بالغُبُطِ ؟ وكذلك باحَتُها وصَرْحَتُها والقُواعُ الذكر من الأَرانِب وقال ابن الأَعرابي القُواعةُ الأَرنب الأُنثى

كبع
الكَبْعُ النقْدُ عن الليث وأَنشد قالوا ليَ اكْبَعْ قُلْتُ لسْتُ كابِعا وكَبَعَ الدراهِمَ كَبْعاً وزنها ونَقَدَها وكَبَعه عن الشيء يَكْبَعُه كَبْعاً منعه والكَبْعُ المَنْعُ والكَبْعُ القَطْعُ قال تَرَكْتُ لُصوصَ المِصْرِ مِنْ بَينِ بائِسٍ صَلِيبٍ ومَكْبُوعِ الكراسِيعِ بارِكِ والكُبوعُ والكُنوعُ الذلُّ والخُضوعُ والكُبَعةُ من دوابّ البحر قال الأَزهري والكُبَعُ جمل البحر ويقال للمرأَة الدَّمِيمةِ يا وجْهَ الكُبَعِ وسبٌّ للجَواري يا بُعْصوصةُ كُفِّي ويا وجْهَ الكُبَعِ الكُبَعُ سمك بحري وحْشُ المَرْآةِ

كتع
الكُتَعُ ولد الثعْلب وقيل أَرْدَأُ ولدِ الثعلب وجمعه كِتْعانٌ والكُتَعُ الذِّئبُ بلغة أَهل اليمن ورجال كَتِعونَ ولا يكسَّر وأَكْتَعُ رِدْفٌ لأَجْمَعَ لا يفرد منه ولا يكسَّر والأُنثى كَتْعاءُ وهي تكسَّر على كُتْعٍ ولا تُسَلَّمُ وقيل أَكْتَعُ كأَجْمَعَ لس بِرِدْفٍ وهو نادر قال عثمان بن مظعون أَتَيْم بن عَمْرٍو والذي جاءَ بِغْضةً ومِنْ دُونِه الشرْمان والبَرْكُ أَكتَعُ ورأَيت المالَ جَمْعاً كَتْعاً واشتريت هذه الدار جَمْعاءَ كَتْعاءَ ورأَيت إِخوانَكِ جُمَعَ كُتَعَ ورأَيت القوم أَجمعين أَكْتَعِين أَبْصَعِينَ أَبتعين تُوكَّدُ الكلمة بهذه التواكِيدِ كلها ولا يُقَدَّمُ كُتَعُ على جُمَعَ في التأْكيد ولا يفرد لأَنه إِتباع له ويقال إِنه مأْخوذ من قولهم أَتى عليه حَوْلٌ كَتِيعٌ أَي تامٌّ قال ابن بري شاهده ما أَنشده الفراء يا لَيْتَني كُنْتُ صَبِيًّا مُرْضَعا تَحْمِلُني الذَّلْفاءُ حَوْلاً أَكْتَعا إِذا بَكَيْتُ قَبَّلَتْني أَرْبَعا فلا أَزالُ الدَّهْرَ أَبْكِي أَجْمَعا وفي الحديث لَتَدْخُلُنَّ الجنةَ أَجْمَعون أَكْتَعون إِلاَّ من شَرَدَ على الله وفي حديث ابن الزبير وبناء الكعبة فأَقَضَّه أَجْمَعَ أَكْتَعَ وما بالدار كَتِيعٌ أَي أَحدٌ حكاها يعقوب وسُمِعَتْ من أَعرابِ بني تميم قال مَعْدِ يكربَ وكم مِنْ غائِطٍ مِنْ دُونِ سَلْمى قَلِيلِ الأُنْسِ ليس به كَتِيعُ والكَتيعُ المنفَردُ من الناس والكُتْعةُ طرَفُ القارورةِ والكُتْعةُ الدْلوُ الصغيرة عن الزجّاجي وجمعها كُتَعٌ والكُتَعُ الذليلُ والكُتَعُ الرجل اللئيم والجمع كِتْعانٌ مثل صُرَدٍ وصِرْدانِ ورجل كُتَعٌ مُشَمِّرٌ في أَمره وقد كَتِعَ كَتَعاً وكَتَعَ وقيل كَتَعَ تَقَبَّض وانضمّ كَكَنَع وكاتَعه الله كقاتَعه أَي قاتَله وزعم يعقوب أَنَّ كاف كاتعه بدل من قاف قاتَعَه قال الفراء ومن كلام العرب أَن يقولوا قاتله الله ثم تُسْتَقْبَح فيقولوا قاتَعه الله وكاتَعه ومن ذلك قولهم وَيحَكَ ووَيْسَكَ بمعنى ويْلَك إِلا أَنها دونها وحكى ابن الأَعرابي لا والذي أُكْتَعُ به أَي أَحْلِفُ وكَتَعَ أَي هرَب وفي نوادر الأَعراب جاء فلان مُكَوْتِعاً ومُكْتِعاً ومُكْعِداً
( * قوله « ومكعداً » كذا بالأصل مضبوطاً ولم نجد هذه المادة في القاموس بهذا المعنى ولا في الصحاح ولا في اللسان نعم في مادة لغد وجاء متلغداً أي متغضباً متغيظاً حنقاً ) ومُكَعْتِراً إِذا جاء يمشي مَشْياً سريعاً

كثع
الكُثَعةُ الطين وكَثَّعَ أَي كَثَّأَ والكَثْعةُ والكُثْعةُ ما على اللبنِ من الدَّسَمِ والخُثُورةِ وقد كَثَعَ وكَثَّعَ أَي عَلا دَسَمُه وخُثُورَتُه رأْسَه وصَفا الماءُ من تحته وشَرِبْتُ كَثْعةً من لبن أَي حين ظهرت زُبدته ويقال للقوم ذَرُوني أُكَثِّعْ سِقاءَكم وأُكَثِّئْه أَي آكل ما علاه من الدسَم وكَثَعَتِ الغنم كُثُوعاً استرخت بطونها فَسَلَحَتْ ورَقَّ ما يجيء منها وقيل استرخت بطونها فقط ورمت الغنم بكُثُوعِها إِذا رمت بثُلُوطها الواحد كَثْعٌ وكَثَعَتِ اللِّثةُ والشَّفةُ تَكْثَعُ كُثُوعاً وكَثِعَتْ كثر دمها حتى كادت تنقلب وقيل كَثِعَتِ الشفة واللِّثةُ احمرّت أَيضاً وشَفةٌ كاثِعةٌ باثِعةٌ أَي ممتلئة غليظة وامرأَةٌ مُكَثِّعةٌ وكَثَّعَتِ اللحيةُ وكَثَّأَتْ وهي كُثَعةٌ طالت وكَثُرَتْ وكَثُفَتْ والكُثْعةُ الفَرْقُ الذي وسط ظاهر الشفة العُليا والكَوْثَعُ اللئيم من الرجال والأُنثى كَوْثَعةٌ وكَثَّعَتِ القِدْر رمت بزَبَدِها وهو الكُثْعةُ

كدع
كَدَعَه يَكْدَعُه كَدْعاً دَفَعَه

كرع
كَرِعَت المرأَةُ كَرَعاً فهي كَرِعةٌ اغْتَلَمَتْ وأَحَبَّتِ الجِماعَ وجارية كرِعةٌ مِغْلِيمٌ ورجل كَرِعٌ وقد كَرِعَتْ إِلى الفحْلِ كَرَعاً والكُراعُ من الإِنسان ما دون الركبة إِلى الكعب ومن الدوابِّ ما دون الكَعْبِ أُنْثَى يقال هذه كُراعٌ وهو الوظيف قال ابن بري وهو من ذواتِ الحافِرِ ما دُونَ الرُّسْغِ قال وقد يُسْتَعْمَلُ الكُراعُ أَيضاً للإِبل كما استعمل في ذوات الحافر قالت الخنساءُ
( * قوله « قالت الخنساء » كذا بالأصل هنا ومر في مادة كوس قالت عمرة أُخت العباس بن مرداس وأمها الخنساء ترثي أخاها وتذكر أنه كان يعرقب الابل فظلت تكوس على إلخ ) فقامَتْ تَكُوسُ على أَكْرُعٍ ثلاثٍ وغادَرْتَ أُخْرَى خَضِيبا فجعلت لها أَكارِعَ أَربعاً وهو الصحيح عند أَهل اللغة في ذوات الأَربع قال ولا يكون الكراع في الرِّجل دون اليد إِلا في الإِنسان خاصّة وأَما ما سواه فيكون في اليدين والرجلين وقال اللحياني هما مما يؤنث ويذكر قال ولم يعرف الأَصمعي التذكير وقال مرة أُخرى هو مذكر لا غير وقال سيبويه أَما كُراعٌ فإِن الوجه فيه ترك الصرْف ومن العرب من يصرفه يشبهه بذراع وهو أَخبث الوجهين يعني أَن الوجه إِذا سمي به أَن لا يصرف لأَنه مؤنث سمي به مذكر والجمع أَكْرُعٌ وأَكارِعُ جمع الجمع وأَما سيبويه فإِنه جعله مما كسر على ما لا يكسّر عليه مثلُه فِراراً من جمع الجمع وقد يكسر على كِرْعانٍ والكُراعُ من البقر والغنم بمنزلة الوَظِيفِ من الخيل والإِبل والحُمُرِ وهو مُسْتدَقُّ الساقِ العاري من اللحم يذكر ويؤنث والجمع أَكْرُعٌ ثم أَكارِعُ وفي المثل أُعْطِيَ العبدُ كُراعاً فطلَب ذِرعاً لأَن الذراع في اليد وهو أَفضل من الكُراع في الرجْلِ وكَرَعَه أَصابَ كُراعَه وكَرِعَ كَرَعاً شَكا كُراعَه ويقال للضعيف الدِّفاعِ فلان ما يُنْضجُ الكُراعَ والكَرَعُ دِقَّةُ الأَكارِعِ طويلةً كانت أَو قصيرةً كَرِعَ كَرَعاً وهو أَكْرَعُ وفيه كَرَعٌ أَي دِقَّةٌ والكَرَعُ أَيضاً دِقَّةُ الساقِ وقيل دقة مُقَدَّمِها وهو أَكْرعُ والفِعْلُ كالفِعْلِ والصِّفةُ كالصِّفةِ وفي حديث الحوض فَبَدَأَ الله بكُراعٍ أي طرَفٍ من ماءِ الجنةِ مُشَبَّهٍ بالكراع لقلته وإِنه كالكُراعِ من الدابة وتَكَرَّعَ للصلاة غَسَل أَكارِعَه وعمّ بعضهم به الوضوء قال الأَزهري تَطَهَّرَ الغلام وتَكَرَّعَ وتَمكَّنَ إِذا تطهر للصلاة وكُراعاً الجُنْدَبِ رجلاه ومنه قول أَبي زبيد ونَفَى الجُنْدَبُ الحَصى بِكُراعَيْ ه وأوْفَى في عُودِه الحِرْباءُ وكُراعُ الأَرض ناحِيَتُها وأَكارِعُ الأَرض أَطْرافُها القاصِيةُ شبهت بأَكارِعِ الشاء وهي قوائمُها وفي حديث النخعي لا بأْس بالطَّلَبِ في أَكارِعِ الأَرض أَي نواحيها وأَطْرافِها والكُراعُ كلُّ أَنف سالَ فتقدم من جبل أَو حَرّةٍ وكُراع كلِّ شيء طَرَفُه والجمع في هذا كله كِرْعانٌ وأَكارِعُ وقال الأَصمعي العُنُقُ من الحَرّة يمتدّ قال عوف بن الأَحوص أَلم أَظْلِفْ عن الشُّعَراءِ عِرْضِي كما ظُلِفَ الوَسِيقةُ بالكُراعِ ؟ وقيل الكُراعُ ركن من الجبل يَعْرِضُ في الطريق ويقال أَكْرَعَكَ الصيْدُ وأَخْطَبَكَ وأَصْقَبَك وأَقْنى لكَ بمعنى أَمْكَنَكَ وكَرِعَ الرجلُ بِطِيبٍ فَصاكَ به أَي لَصِقَ به والكُراعُ اسم يجمع الخيل والكُراعُ السلاحُ وقيل هو اسم يجمع الخيل والسلاح وأَكْرَعَ القومُ إِذا صَبَّتْ عليهم السماءُ فاسْتَنْقَعَ الماءُ حتى يَسْقُوا إِبلهم من ماء السماء والعرب تقول لماء السماء إِذا اجتمع في غَدِيرٍ أَو مَساكٍ كَرَعٌ وقد شَرِبْنا الكَرَعَ وأَرْوَيْنا نَعَمَنا بالكَرَعِ والكَرَعُ والكُراعُ ماء السماء يُكْرَعُ فيه ومنه حديث معاوية شربت عُنْفُوانَ المكْرَعِ أَي في أَوّلِ الماءِ وهو مَفْعَلٌ من الكَرَعِ أَراد به عَزَّ فَشَرِبَ صافِيَ الماء وشرب غيره الكَدِرَ قال الراعي يصف إِبلاً وراعِيَها بالرِّفْقِ في رِعايةِ الإِبلِ ونسبه الجوهري لابن الرّقاع يَسُنُّها آبِلٌ ما إِنْ يُجَزِّئُها جَزْأً شَديداً وما إِنْ تَرْتَوي كَرَعا وقيل هو الذي تَخُوضُه الماشِيةُ بأَكارِعِها وكل خائِضِ ماءٍ كارِعٌ شرِبَ أَو لم يشرب والكَرّاعُ الذي يسقي ماله بالكَرَعِ وهو ماء السماء وفي الحديث أَنّ رجلاً سمع قائلاً يقول في سَحابة اسق كَرَعَ فلان قال أَراد موضعاً يجتمع فيه ماءُ السماء فيسقي به صاحبه زرعه ويقال شربت الإِبل بالكَرَعِ إِذا شربت من ماءِ الغَدِيرِ وكَرَعَ في الماء يَكْرَعُ كُرُوعاً وكَرْعاً تناوله بِفِيه من موضعه من غير أَن يشرب بِكَفَّيْه ولا بإِناء وقيل هو أَن يدخل النهر ثم يشرب وقيل هو أَن يُصَوِّبَ رأْسَه في الماء وإِن لم يشرب وفي الحديث أَنه دخل على رجل من الأَنصار في حائِطه فقال إِن كان عندك ماءٌ بات في شَنِّه وإِلا كَرَعْنا كَرَعَ إِذا تناوَلَ الماءَ بِفِيه من موضعه كما تفعل البهائم لأَنها تدخل أَكارِعَها وهو الكَرْعُ ومنه حديث عكرمة كَرِهَ الكَرْعَ في النهر وكل شيء شربت منه بنيك من إِناءٍ أَو غيره فقد كَرَعْتَ فيه وقال الأَخطل يُرْوِي العِطاشَ لَها عَذْبٌ مُقَبَّلُه إِذا العِطاشُ على أَمثالِه كَرَعُوا والكارِعُ الذي رمى بفمه في الماء والكَرِيعُ الذي يشرب بيديه من النهر إِذا فَقَدَ الإِناء وكَرَعَ في الإِناء إِذا أَمال نحوه عنقه فشرب منه وأَنشد للنابغة بِصَهْباءَ في أَكْنافِها المِسْك كارِعُ قال والكارِعُ الإِنسانُ أَي أَنت المِسْكُ لأَنك أَنت الكارِعُ فيها المسْكَ ويقال اكْرَعْ في هذا الإِناءِ نَفَساً أَو نفسين وفيه لغة أُخرى كَرِع يَكْرَعُ كَرَعاً وأَكْرَعُوا أَصابوا الكَرَعَ وهو ماء السماء وأَوْرَدُوا والكارِعاتُ والمُكْرِعاتُ النخل
( * قوله « والمكرعات النخل » هو بكسر الراء كما في سائر نسخ الصحاح افاده شارح القاموس وعليه يتمشى ما بعده واما المكرعات في البيت فضبط بفتح الراء في الأصل ومعجم ياقوت وصرح به في القاموس حيث قال وبفتح الراء ما غرس في الماء إلخ ) التي على الماء وقد أَكْرَعَتْ وكَرَعَتْ وهي كارِعةٌ ومُكْرعةٌ قال أَبو حنيفة هي التي لا يفارق الماءُ أُصولَها وأَنشد أَو المُكْرَعات من نَخِيلِ ابن يامِنٍ دُوَيْنَ الصَّفا اللاَّئي يَلِينَ المُشَقَّرا قال والمُكْرَعاتُ أَيضاً النخل القَرِيبةُ من المَحَلِّ قال والمُكْرَعاتُ أَيضاً من النخل التي أُكْرِعَتْ في الماء قال لبيد يصف نخلاً نابتاً على الماء يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غير صادِرةٍ فكلُّها كارِعٌ في الماءِ مُغْتَمِرُ قال والمُكْرَعاتُ أَيضاً الإِبل تُدْنى من البيوت لتَدْفَأَ بالدُّخانِ وقيل هي اللَّواتي تُدْخِلُ رؤوسَها إِلى الصِّلاءِ فَتَسْوَدُّ أَعْناقُها وفي المصنف المُكْرَباتُ وأَنشد أَبو حنيفة للأَخطل فلا تَنْزلْ بِجَعْدِيٍّ إِذا ما تَرَدَّى المُكْرعاتُ من الدُّخانِ وقد جعلت المُكْرِعاتُ هنا النخيل النابتة على الماء وكَرَعُ الناس سَفِلَتُهم وأَكارِعُ الناسِ السَّفِلَةُ شُبِّهُوا بأَكارِعِ الدوابِّ وهي قوائِمُها والكَرَّاعُ الذي يُخادِنُ الكَرَعَ وهم السَّفِلُ من الناس يقال للواحد كَرَعٌ ثم هلم جرّاً وفي حديث النجاشي فهل يَنْطِقُ فيكم الكَرَعُ ؟ قال ابن الأَثير تفسيره في الحديث الدَّنيءُ النفْسِ وفي حديث علي لو أَطاعَنا أَبو بكر فيما أَشَرْنا به عليه من ترْكِ قِتالِ أَهلِ الرِّدّةِ لَغَلَبَ على هذا الأَمْرِ الكَرَعُ والأَعْرابُ قال هم السَّفِلَةُ والطَّعامُ من الناسِ وكُراعُ الغَمِيم موضع معروف بناحية الحجاز وفي الحديث خرَج عامَ الحُدَيْبِيةِ حتى بَلَغَ كُراعَ الغَمِيم هو اسم موضع بين مكة والمدينة وأَبو رِياشٍ سُوَيْدُ بن كُراعَ من فٌرْسانِ العرب وشعرائهم وكُراعُ اسم أُمه لا ينصرف قال سيبويه هو من القسم الذي يقع فيه النسب إِلى الثاني لأَن تَعَرُّفَه إِنما هو به كابن الزُّبَيْرِ وأَبي دَعْلَجٍ وأَما الكَرّاعةُ التي تَلْفِظُ بها العامّةُ فكلمة مُوَلَّدة

كربع
كَرْبَعَه وبَرْكَعَه فَتَبَرْكَعَ صَرَعَه فوقَع على اسْتِه وقد تقدّم في ترجمة بَرْكَعَ

كرتع
كَرْتَعَ الرجلُ وقع فيما لا يَعْنِيه وأَنشد يَهيمُ بها الكَرْتَعُ وكَرْتَعَه صَرَعَه والكَرْتَعُ القصير كرسع الكُرْسُوعُ حرف الزَّنْدِ الذي يلي الخِنْصِر وهو النائئُ عند الرُّسْغِ وهو الوَحْشِيُّ وهو من الشاة ونحوها عُظَيْمٌ يلي الرسغ من وظِيفِها وفي الحديث فَقَبَضَ على كُرْسُوعي هو من ذلك وكُرْسُوعُ القدم أَيضاً مَفْصِلُها من الساقِ كل ذلك مذكر والمُكَرْسَعُ النّاتئُ الكُرْسُوعِ قال ابن بري والكَرْسَعةُ عَدْوُه وامرأَة مُكَرْسَعةٌ ناتِئةُ الكُرْسُوعِ تُعابُ بذلك وبعض يقول الكُرْسُوعُ عُظَيم في طرف الوظيف مما يلي الرسغ من وظيف الشاء ونحوها وكَرْسَعَ الرجلَ ضرب كُرْسُوعه بالسيف والكَرْسَعةُ ضَرْبٌ من العَدْو

كرسع
الكُرْسُوعُ حرف الزَّنْدِ الذي يلي الخِنْصِر وهو النائئُ عند الرُّسْغِ وهو الوَحْشِيُّ وهو من الشاة ونحوها عُظَيْمٌ يلي الرسغ من وظِيفِها وفي الحديث فَقَبَضَ على كُرْسُوعي هو من ذلك وكُرْسُوعُ القدم أَيضاً مَفْصِلُها من الساقِ كل ذلك مذكر والمُكَرْسَعُ النّاتئُ الكُرْسُوعِ قال ابن بري والكَرْسَعةُ عَدْوُه وامرأَة مُكَرْسَعةٌ ناتِئةُ الكُرْسُوعِ تُعابُ بذلك وبعض يقول الكُرْسُوعُ عُظَيم في طرف الوظيف مما يلي الرسغ من وظيف الشاء ونحوها وكَرْسَعَ الرجلَ ضرب كُرْسُوعه بالسيف والكَرْسَعةُ ضَرْبٌ من العَدْو

كسع
الكَسْعُ أَنْ تَضْرِبَ بيدك أَو برجلك بصدر قدمك على دبر إِنسان أَو شيء وفي حديث زيد بن أَرقم أَنَّ رجلاً كَسَعَ رجلاً من الأَنْصار أَي ضرَب دُبُرَه بيده وكَسَعَهم بالسيفِ يَكْسَعُهم كَسْعاً اتَّبَعَ أَدبارَهم فضربهم به مثل يَكْسَؤُهم ويقال ولَّى القومُ أَدْبارَهم فَكَسَعُوهم بسيوفهم أَي ضربوا دَوابِرَهم ويقال للرجل إِذا هَزَمَ القوم فمرَّ وهو يَطْرُدُهُم مَرَّ فلان يَكْسَؤُهم ويَكْسَعُهم أَي يتبعهم وفي حديث طلحة يوم أُحد فَضَرَبْتُ عُرْقُوبَ فرَسِه فاكْتَسَعَتْ به أَي سَقَطَتْ من ناحية مُؤَخَّرِها ورَمَتْ به وفي حديث الحُدَيْبيةِ وعليٌّ يَكْسَعُها بقائِمِ السيفِ أَي يَضْرِبُها من أَسْفَلَ وورَدَتِ الخيولُ يَكْسَعُ بعضُها بعضاً وكَسَعه بما ساءَه تكلم فرماه على إِثْر قوله بكلمة يَسوءُه بها وقيل كَسَعَه إِذا هَمَزَه من ورائه بكلامٍ قبيح وقولهم مَرَّ فلان يَكْسَعُ قال الأَصمعي الكَسْعُ شدَّةُ المَرِّ يقال كَسَعَه بكذا وكذا إِذا جعله تابعاً له ومُذْهَباً به وأَنشد لأَبي شبل الأَعرابي كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعةٍ غُبْرِ أَيامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْرِ فإِذا انْقَضَتْ أَيّامُ شَهْلَتِنا صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مع الوَبْرِ وبآمِرٍ وأَخِيهِ مُؤْتَمِرٍ ومُعَلِّلٍ وبِمُطْفِئِ الجَمْرِ ذهَب الشِّتاءُ مُوَلِّياً هَرَباً وأَتَتْكَ واقِدَةٌ من النَّجْرِ وكَسَعَ الناقةَ بغُبْرِها يَكْسَعُها كَسْعاً ترك في خِلْفِها بِقِيَّةً من اللبن يريد بذلك تَغْرِيزَها وهو أَشدُ لها قال الحرِثُ بن حِلِّزةَ لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبارِها إَنَّكَ لا تَدْرِي مَنِ الناتِجُ واحْلُبْ لأَضْيافِكَ أَلْبانها فإنَّ شَرَّ اللبَنِ الوالِجُ أَغْبارُها جمع الغُبْرِ وهي بقيّةُ اللبن في الضرْعِ والوالِجُ أَي الذي يَلِجُ في ظُهُورِها من اللبن المَكْسُوعِ يقول لا تُغَزِّرْ إِبِلَك تَطلُبُ بذلك قُوَّةَ نَسْلِها واحْلُبْها لأَضْيافِكَ فلعلَّ عدوًّا يُغيرُ عليها فيكون نتاجُها له دونك وقيل الكسْع أن يُضْرَبَ ضَرْعُها بالماء البارد ليَجِفَّ لبنُها ويَترادّ في ظهرها فيكون أقوى لها على الجَدْب في العامِ القابِلِ ومنه قيل رجل مُكَسَّعٌ وهو من نعت العَزَبِ إِذا لم يَتَزَوَّجْ وتفسيره رُدَّت بقيته في ظهره قال الراجز والله لا يُخْرِجُها مِنْ قَعْرِه إِلاَّ فَتًى مُكَسَّعٌ بِغُبْرِه وقال الأَزهري الكَسْعُ أَن يؤخَذَ ماءٌ باردٌ فَيُضْرَبَ به ضُرُوعُ الإِبل الحلوبة إِذا أَرادوا تَغْزِيرَها ليَبْقَى لها طِرْقُها ويكون أَقْوى لأَولادِها التي تُنْتَجُها وقيل الكَسَعُ أَن تَتْرُكَ لبناً فيها لا تَحْتَلِبُها وقيل هو علاجُ الضرْعِ بالمَسْحِ وغيره حتى يَذْهَبَ اللبن ويَرْتَفِعَ أَنشد ابن الأَعرابي أَكْبَرُ ما نَعْلَمُه مِنْ كُفْرِه أَنْ كُلّها يَكْسَعُها بغُبْرِه ولا يُبالي وَطْأَها في قَبْرِه يعني الحديث فيمن لا يؤدِّي زكاة نعَمه أَنَّها تَطَؤُه يقول هذا كُفْرُه وعَيْبُه وفي الحديث إِنَّ الإِبلَ والغَنَمَ إِذا لم يعط صاحِبُها حَقَّها أَي زكاتَها وما يجب فيها بُطِحَ لها يومَ القيامة بِقاعٍ قَرْقَر فَوَطِئَتْه لأَنه يَمْنَعُ حَقَّها ودَرَّها ويَكْسَعُها ولا يُبالي أَن تَطَأَه بعد موته وحكي عن أَعرابي أَنه قال ضِفْتُ قوماً فأَتَوْني بكُسَعٍ جَبِيزاتٍ مُعَشِّشاتٍ قال الكُسَعُ الكِسَرُ والجِبِيزاتُ اليابِساتُ والمُعَشِّشاتُ المُكَرَّجاتُ واكْتَسَعَ الكلبُ بذَنَبِه إِذا اسْتَثْفَرَ وكَسَعَتِ الظَّبْيةُ والناقةُ إِذا أَدخلتا ذَنَبَيْهِما بين أَرْجُلِهما وناقة كاسِعٌ بغير هاء وقال أَبو سعيد إِذا خَطَرَ الفحْلُ فضرب فَخِذَيْه بذنبه فذلك الاكْتِساعُ فإِن شالَ به ثم طَواه فقد عَقْرَبَه والكُسْعُومُ الحِمارُ بالحِمْيَرِيّةِ والميم زائدة والكُسْعةُ الرِّيشُ الأَبيض المجتمع تحت ذنَب الطائِر وفي التهذيب تحت ذنب العُقابِ والصِّفةُ أَكْسَعُ وجمعها الكُسَعُ والكَسَعُ في شِياتِ الخيل من وضَحِ القوائمِ أَن يكون البياضُ في طرَفِ الثُّنَّةِ في الرجْل يقال فرَسٌ أَكْسَعُ والكُسْعَةُ النُّكْتةُ البَيْضاء في جبْهة الدابة وغيرها وقيل في جنبها والكُسْعةُ الحُمُرُ السائمةُ ومنه الحديث ليس في الكُسْعةِ صَدَقةٌ وقيل هي الحمر كلها قال الأَزهري سميت الحمر كُسْعةً لأَنها تُكْسَعُ في أَدْبارِها إِذا سِيقَتْ وعليها أَحْمالُها قال أَبو سعيد والكُسْعةُ تَقَعُ على الإِبل العَوامِل والبقَر الحَوامِلِ والحَمِيرِ والرَّقِيقِ وإِنما كُسْعَتُها أَنها تُكْسَعُ بالعصا إِذا سيقَت والحمير ليست أَولى بالكُسعةِ من غيرها وقال ثعلب هي الحمر والعبيد وقال ابن الأَعرابي الكُسْعة الرقيق سمي كسْعة لأَنك تَكْسَعُه إِلى حاجتك قال والنّخَّةُ الحمير والجَبْهةُ الخيل وفي نوادر الأَعراب كَسَعَ فلان فلاناً وكَسَحَه وثَفَنَه ولَظَّه ولاظَه يَلُظُّه ويَلُوظُه ويَلأَظُه إِذا طَرَدَه والكُسْعةُ وثَنٌ كان يُعْبَدُ وتَكَسَّعَ في ضلاله ذهَب كَتَسَكَّعَ عن ثعلب والكُسَعُ حَيٌّ من قَيْسِ عَيْلانَ وقيل هم حيّ من اليمن رُماةٌ ومنهم الكُسَعِيُّ الذي يُضْرَبُ به المثلُ في النَّدامةِ وهو رجل رامٍ رَمى بعدما أَسْدَفَ الليلُ عَيْراً فأَصابَه وظن أَنه أَخْطأَه فَكَسَرَ قَوْسَه وقيل وقطع إِصْبَعَه ثم نَدِمَ من الغَدِ حين نظر إِلى العَيْر مقتولاً وسَهْمُه فيه فصار مثلاً لكل نادم على فِعْل يَفْعَلُه وإِياه عَنى الفرزدقُ بقوله نَدِمْتُ نَدامةَ الكُسَعِيِّ لَمَّا غَدَتْ مِنِّي مُطَلَّقةً نَوارُ وقال الآخر نَدِمْتُ نَدامةَ الكُسَعيّ لَمَّا رأَتْ عيناه ما فَعَلَتْ يَداهُ وقيل كان اسمه مُحارِبَ بن قَيْسٍ من بني كُسَيْعةَ أَو بني الكُسَعِ بطن من حمير وكان من حديث الكسعي أَنه كان يرعى إِبلاً له في وادٍ فيه حَمْضٌ وشَوْحَطٌ فإِمّا رَبَّى نَبْعةً حتى اتخذ منها قوساً وإِما رأَى قَضِيبَ شَوْحَطٍ نابتاً في صخرة فأَعْجَبَه فجعلَ يُقوِّمُه حتى بلغ أَن يكون قَوْساً فقطعه وقال يا رَبِّ سَدِّدْني لنَحْتِ قَوْسي فإِنَّها من لَذَّتي لنَفْسي وانْفَعْ بقَوْسي ولَدِي وعِرْسي أنْحَتُ صَفْراءَ كَلَوْنِ الوَرْسِ كَبْداءَ ليسَتْ كالقِسِيِّ النُّكْسِ حتى إِذا فرغ من نحتها بَرى من بَقِيَّتها خمسة أَسْهُمٍ ثم قال هُنَّ ورَبِّي أَسْهُمٌ حِسانُ يَلَذُّ للرَّمْي بها البَنانُ كأَنَّما قَوَّمَها مِيزانُ فأَبْشِرُوا بالخِصْبِ يا صِبْيانُ إِنْ لمْ يَعُقْني الشُّؤْمُ والحِرْمانُ ثم خرج ليلاً إِلى قُتْرة له على مَوارِدِ حُمُرِ الوحْش فَرَمى عَيْراً منها فأَنْفَذَه وأَوْرى السهمُ في الصوَّانة ناراً فظن أَنه أَخطأَ فقال أَعوذُ بالمُهَيْمِنِ الرحْمنِ من نَكَدِ الجَدِّ مع الحِرْمانِ ما لي رَأَيتُ السَّهْمَ في الصَّوّانِ يُورِي شَرارَ النارِ كالعِقْبانِ أَخْلَفَ ظَنِّي ورَجا الصِّبْيانِ ثم وردت الحمر ثانية فرمى عيراً منها فكان كالذي مَضى من رَمْيه فقال أَعوذُ بالرحْمنِ من شَرِّ القَدَرْ لا بارَك الرحمنُ في أُمِّ القُتَرْ أَأُمْغِطُ السَّهْمَ لإِرْهاقِ الضَّرَرْ أَمْ ذاكَ من سُوءِ احْتِمالٍ ونَظَرْ أَمْ ليس يُغْني حَذَرٌ عند قَدَرْ ؟ المَغْطُ والإِمْغاطُ سُرْعةُ النزْعِ بالسهم قال ثم وردت الحمر ثالثة فكان كما مضى من رميه فقال إِنِّي لشُؤْمي وشَقائي ونَكَدْ قد شَفَّ مِنِّي ما أَرَى حَرُّ الكَبِدْ أَخْلَفَ ما أَرْجُو لأَهْلي ووَلَدْ ثم وردت الحمر رابعة فكان كما مضى من رميه الأَوّل فقال ما بالُ سَهْمِي يُظْهِرُ الحُباحِبَا ؟ قد كنتُ أَرْجُو أَن يكونَ صائِبا إِذْ أَمكَنَ العَيْرُ وأَبْدَى جانِبا فصار رَأْبي فيه رَأْياً كاذِبا ثم وردت الحمر خامسة فكان كما مضى من رميه فقال أَبَعْدَ خَمْسٍ قد حَفِظْتُ عَدَّها أَحْمِلُ قَوْسِي وأُرِيدُ رَدَّها ؟ أَخْزَى إِلَهِي لِينَها وشَدَّها واللهِ لا تَسْلَمُ عِنْدِي بَعْدَها ولا أُرَجِّي ما حَييتُ رِفْدَها ثم خرج من قُتْرَتِه حتى جاء بها إِلى صخرة فضربها بها حتى كَسَرَها ثم نام إِلى جانبها حتى أَصبح فلما أَصبح ونظر إِلى نبله مُضَرَّجة بالدماء وإِلى الحُمُرِ مُصَرَّعةً حوله عَضَّ إِبهامه فقطعها ثم أَنشأَ يقول نَدِمْتُ نَدامةً لو أَنَّ نَفْسِي تُطاوِعُني إِذاً لَبَتَرْتُ خَمْسِي تَبَيَّنَ لي سَفاه الرَّأْي مِنِّي لَعَمْرُ الله حينَ كَسَرْتُ قَوْسِي

كشع
كَشَعُوا عن قَتِيلٍ تَفَرَّقُوا عنه في مَعْرَكةٍ قال شِلْو حِمارٍ كَشَعَتْ عنه الحُمُرْ

كعع
الكَعُّ والكاعُّ الضعِيفُ العاجُِ وزنه فَعْلٌ حكاه الفارسي ورجل كعُّ الوجه رقِيقُه ورجل كُعْكُعٌ بالضم أَي جَبانٌ ضعيف وكَعَّ يَكِعُّ ويَكُعُّ والكسر أَجْوَدُ كَعاً وكُعُوعاً وكَعاعةً وكَيْعُوعةً فهو كَعٌّ وكاعٌّ قال الشاعر إِذا كان كَعُّ القوْمِ للرَّحْلِ أَلْزَما قوله « للرحل ألزما » كذا بالأصل والذي في الصحاح للدحل لازما قال أَبو زيد كَعَعْتُ وكَعِعْتُ لغتان مثل زَلَلْتُ وزَلِلْتُ وقال ابن المظَفَّر رجل كَعٌّ كاعٌّ وهو الذي لا يَمْضِي في عَزْمٍ ولا حَزْمٍ وهو الناكِصُ على عَقِبَيْه وفي الحديث ما زالت قريش كاعّةً حتى مات أَبو طالب فلما مات اجْتَرَؤُوا عليه الكاعّةُ جمع كاعٍّ وهو الجبان أَراد أَنهم كانوا يجْبُنُون عن النبي صلى الله عليه وسلم في حياة أَبي طالب فلما مات اجترؤوا عليه ويروى بتخفيف العين وتَكَعْكَعَ هابَ القومَ وتركهم بعدما أَرادهم وجَبُنَ عنهم لغة في تَكَأْكَأَ وتَكَعْكَعَ الرجلُ وتَكَأْكَأَ إِذا ارْتَدَعَ وفي حديث الكسوف قالوا له ثم رأَيناك تَكَعْكَعْتَ أَي أَحْجَمْتَ وتأَخَّرْتَ إِلى وراءُ وأَكَعَّه الخوفُ وكعكعه حبسه عن وجهه وكعكعه فتكعكع حبسه فاحتبس وأَنشد لمتمم بن نويرة ولكِنَّني أَمْضِي على ذاكَ مُقْدِماً إِذا بَعْضُ مَنْ يَلْقَى الخُطوبَ تَكَعْكَعا وأَصل كَعْكَعْتُ كَعَّعْتُ فاستثقلت العرب الجمع بين ثلاثة أَحرف من جنس واحد ففرقوا بينهما بحرف مكرّر وأَكَعَّه الفَرَقُ إِكْعاعاً إِذا حَبَسَه عن وجهه وكَعْكَعَ في كلامِه كَعْكَعةً وأَكَعَّ تَحَبَّسَ والأَوّل أَكثر وكَعْكَعَه عن الوِرْدِ نَحّاه عن ثعلب

كعنكع
الكَعَنْكَعُ الذكر من الغِيلان الفراء الشيطانُ هو الكَعَنْكَعُ والعَكَنْكَعُ والقانُ

كلع
الكَلَعُ شُقاقٌ ووَسَخ يكون بالقَدَمَين كِلعَتْ رِجْلُه تَكْلَع كَلَعاً وكُلاعاً تَشَقَّقَت واتَّسَخَت قال حكيم بن مُعَيّةَ الرَّبَعِيّ يَؤُولُها تِرْعِيةٌ غيْرُ وَرَعْ ليسَ بِفانٍ كِبَراً ولا ضَرَعْ ترَى بِرِجْلَيْهِ شُقُوقاً في كَلَعْ من بارِئٍ حِيصَ ودامٍ مُنْسَلِعْ أَراد فيها كَلَعٌ وأَكْلَعْتُها وكَلِعَ رأْسُه كَلَعاً كذلك وأَسْوَدُ كَلِعٌ سَوادُه كالوَسَخِ ورجُلٌ كَلِعٌ كذلك وكَلَعَ البعيرُ كَلَعاً فهو كَلِعٌ انشقّ فِرْسِنُه واتَّسَخَ والكَوْلَعُ الوسَخُ وكَلِعَ فيه الوسَخُ كَلَعاً إِذا يَبِسَ وإِناءٌ كَلِعٌ ومُكْلَعٌ التبَدَ عليه الوسَخُ وسِقاءٌ كَلِعٌ والكُلاعِيُّ الشُّجاعُ مأَخوذ من الكُلاع وهو البأْسُ والشدّة والصبر في المَواطِنِ والكُلْعة والكَلْعةُ الأَخيرة عن كراع داءٌ يأْخذُ البعير في مُؤَخَّرِه فيَجْرُدُ شعَرَه عن مؤخّره ويَتَشَقَّقُ ويَسْوَدُّ وربما هَلَكَ منه والكَلَعُ أَشدُّ الجَرَبِ وهو الذي يَبِضُّ جَرَباً فَيَيْبَسُ فلا يَنْجَعُ فيه الهِناءُ والكَلَعةُ القِطْعةُ من الغَنَمِ وقيل الغنم الكثيرة والتَّكَلُّعُ التَّحالُفُ والتَّجَمُّعُ لغة يمانية وبه سمي ذُو الكَلاعِ بالفتح وهو مَلِكٌ حِمْيَرِيٌّ من ملوك اليمن من الأَذْواء وسمي ذا الكَلاعِ لأَنهم تَكَلَّعُوا على يديه أَي تَجَمَّعُوا وإِذا اجتمعت القبائل وتناصَرَتْ فقد تَكَلَّعت وأصل هذا من الكَلَعِ يَرْتَكِبُ الرِّجْل

كمع
كامَعَ المرأَة ضَاجَعَها والكِمْعُ والكَمِيعُ الضَّجِيعُ ومنه قيل للزوج هو كَمِيعُها قال عنترة وسَيْفِي كالعَقِيقة فهْو كِمْعِي سِلاحِي لا أَفَلَّ ولا فُطارا وأَنشد أَبو عبيد لأَوس وهَبَّتِ الشَّمْأَلُ البَلِيلُ إِذْ باتَ كَمِيعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا وقال الليث يقال كامَعْتُ المرأَة إِذا ضَمَّها إِليه يَصُونُها والمُكامَعةُ التي نُهِيَ عنها هي أَن يُضاجِع الرجُلُ الرجلَ في ثوب واحد لا سِتْرَ بينهما وفي الحديث نَهَى عن المُكامَعةِ والمُكاعَمةِ فالمُكامَعةُ أَن يَنامَ الرجلُ مع الرجلِ والمرأَةُ مع المرأَةِ في إِزارٍ واحد تَماسُّ جُلُودُهما لا حاجزَ بينهما والمُكامِعُ القريب منك الذي لا يخْفى عليه شيء من أَمرك قال دَعَوْتُ ابنَ سَلْمَى جَحْوَشاً حين أُحْضِرَتْ هُمُومِي وراماني العَدُوُّ المُكامِعُ وكَمَعَ في الماء كَمْعاً وكرَع فيه شَرَعَ وأَنشد أَو أَعْوجِيٍّ كَبَرْدِ العَضْبِ ذي حجَلٍ وغُرّةٍ زَيَّنَتْه كامِعٍ فيها ويقال كَمَعَ الفَرسُ والبعِيرُ والرجُلُ في الماء وكَرَعَ ومعناهما شَرَعَ قال عدي بن الرقاع بَرّاقة الثَّغْرِ تَسْقِي القَلْبَ لَذَّتها إِذا مُقَبِّلُها في ثَغْرِها كَمَعا معناه شَرَعَ بِفِيه في رِيق ثَغرِها قال الأَزهري ولو روي يَشْفِي القَلْبَ رِيقَتُها كان جائزاً أبو حنيفة الكِمْعُ خَفْضٌ من الأَرض لَيِّنٌ قال وكأَنَّ نَخْلاً في مُطَيْطةَ ثاوِياً بالكِمْعِ بَيْنَ قَرارِها وحَجاها حَجاها حَرْفُها والكِمْعُ ناحية الوادي وبه فُسِّرَ قول رؤبة مِنْ أَنْ عَرفْت المَنْزِلاتِ الحُسَّبا بالكِمْعِ لم تَمْلِكْ لِعَيْنٍ غَرَبا والكِمعُ المطمئنُّ من الأَرض ويقال مستقَر الماء وقال أَبو نصر الأَكْماعُ أَماكِنُ من الأَرض ترتفع حروفها وتطمئن أَوساطُها وقال ابن الأَعرابي الكِمْعُ الإِمَّعةُ من الرجال والعامة تسميه المَعْمَعِيَّ واللِّبْدِيَّ والكِمْعُ موضعٌ

كنع
كَنَعَ كُنُوعاً وتَكَنَّعَ تَقَبَّضَ وانضمَّ وتَشَنَّجَ يُبْساً والكَنَعُ والكُناعُ قِصَرُ اليدين والرجلين من داء على هيئة القَطْعِ والتَّعَقُّفِ قال أَنْحَى أَبو لَقِطٍ حَزًّا بشَفْرتِه فأَصْبَحَتْ كَفُّه اليُمْنى بها كَنَعُ والكَنِيعُ المكسورُ اليدِ ورجل مُكَنَّعٌ مُقَفَّعُ اليد وقيل مُقَفَّعُ الأَصابِعِ يابسها مُتَقَبِّضُها وكَنَّعَ أَصابعه ضربها فيَبِسَتْ والتكْنِيعُ التقبيض والتكَنُّعُ التقَبُّضُ وأَسيرٌ كانِعٌ ضمه القِدُّ يقال منه تَكَنَّعَ الأَسيرُ في قِدِّه قال متمم وعانٍ ثَوى في القِدِّ حتى تَكَنَّعا أَي تَقَبَّضَ واجتمع وفي الحديث أَن المشركين يوم أُحد لما قَرُبُوا من المدينةِ كَنَعُوا عنها أَي أَحْجَمُوا عن الدخول فيها وانْقَبَضُوا قال ابن الأَثير كَنَعَ يَكْنَعُ كُنُوعاً إِذا جَبُنَ وهرَب وإِذا عدَل وفي حديث أَبي بكر أَتَتْ قافِلةٌ من الحجاز فلما بلَغُوا المدينة كَنَعُوا عنها والكَنِيعُ العادِلُ من طريق إِلى غيره يقال كَنَعُوا عنا أَي عدَلوا واكْتَنَعَ القوم اجتمعوا وتَكَنَّعَت يداه ورجلاه تَقَبَّضَتا من جرْحٍ ويبستا والأَكْنَعُ والمَكْنُوعُ المقطوع اليدين منه قال تَرَكْتُ لُصُوصَ المِصْرِ من بَيْنِ بائِسٍ صَلِيبٍ ومَكْنُوعِ الكَراسِيعِ بارِكِ والمُكَنَّعُ الذي قُطِعَتْ يداه قال أَبو النجم يَمْشِي كَمَشْي الأَهْدَإِ المُكَنَّعِ وقال رؤبة مُكَعْبَرُ الأَنْساءِ أَو مُكَنَّعُ والأَكْنَعُ والكَنِعُ الذي تَشَنَّجَت يدُه والمُكَنَّعةُ اليدُ الشَّلاَّءُ وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعَث خالد بنَ الوَلِيدِ إِلى ذي الخَلَصةِ ليَهْدِمَها صَنمٌ يعبدونه فقال له السادِنُ لا تَفْعَلْ فإِنها مُكَنِّعَتُكَ قال ابن الأَثير أَي مُقَبِّضةٌ يديك ومُشِلَّتُهما قال أَبو عبيد الكانِعُ الذي تَقَبَّضَت يدُه ويَبِسَتْ وأَراد الكافر بقوله إِنها مكنعتك أَي تُخَبِّلُ أَعضاءَك وتُيَبِّسُها وفي حديث عمر أَنه قال عن طلحةَ لما عُرِضَ عليه للخلافةِ الأَكْنَعُ أَلا إِنّ فيه نَخْوةً وكِبراً الأَكْنَعُ الأَشَلُّ وقد كانت يده أُصيبت يوم أُحد لما وَقَى بها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فَشَلَّت وكَنَّعه بالسيفِ أَيْبَسَ جِلْدَه وكَنَعَ يَكْنَعُ كَنْعاً وكُنُوعاً تَقَبَّضَ وتَداخَلَ ورجل كَنِيعٌ مُتَقَبِّضٌ قال جَحْدَرٌ وكان في سِجْن الحجاج تأَوَّبني فَبِتُّ لها كَنِيعاً هُمُومٌ ما تُفارِقُني حَواني ابن الأَعرابي قال قال أَعرابي لا والذي أَكْنَعُ به أَي أَحْلِفُ به وكَنَعَ النجمُ أَي مال للغُروبِ وكَنَعَ الموتُ يَكْنَعُ كُنُوعاً دنا وقَرُبَ قال الأَحوص يكون حِذارَ الموْتِ والموتُ كانِعُ وقال الشاعر إِنِّي إِذا الموتُ كَنَعُ ويقال منه تَكَنَّعَ واكْتَنَعَ فلان مني أَي دنا مني وفي الحديث أَن امرأَة جاءت تحمل صبيّاً به جنون فحَبَس رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحِلة ثم اكْتَنَعَ لها أَي دنا منها وهو افْتَعَلَ من الكُنُوعِ والتكَنُّع التحصن وكَنَعَتِ العُقابُ وأَكْنَعَت جمعت جَناحَيْها للانْقِضاضِ وضَمَّتهما فهي كانِعةٌ جانِحةٌ وكَنَعَ المِسْكُ بالثوب لَزِق به قال النابغة بِزَوْراءَ في أَكْنافِها المِسكُ كانِعُ وقيل أَراد تكاثُفَ المِسْكِ وتَراكُبَه قال الأَزهري ورواه بعضهم كانعُ بالنون وقال معناه اللاصق بها قال ولست أَحُقُّه وأَمرٌ أَكْنَعُ ناقصٌ وأُمور كُنْعٌ ومنه قول الأَحنف بن قيس كل أَمرٍ ذي بال لم يُبْدَأْ فيه بحمد الله فهو أَكْنَعُ أَي أَقْطَعُ وقيل ناقص أَبْتَرُ واكْتَنَعَ الشيءُ حَضَرَ والمُكْتَنِعُ الحاضِرُ واكْتَنَعَ الليلُ إِذا حَضَرَ ودنا قال يزيد بن معاوية آبَ هذا الليلُ واكْتَنَعا وأَمَرَّ النَّوْمُ وامْتَنَعا
( * قوله « آب إلخ » في ياقوت
آب هذا الهم فاكتنعا ... وأترَّ النوم فامتنعا )
واكْتَنَعَ عليه عَطَفَ والاكْتِناعُ التَّعَطُّف والكُنُوعُ
الطَمعُ قال سِنانُ بنُ عَمْرو خَمِيص الحَشا يَطْوِي على السَّغْبِ نفْسَه طَرُود لِحَوْباتِ النُّفُوسِ الكَوانِعِ ورجل كانِعٌ نَزَلَ بك بنفسِه وأَهلِه طَمَعاً في فضلك والكانِعُ الذي تَدانى وتَصاغَر وتَقارَب بعضُه من بعض وكَنَعَ يَكْنَعُ كُنُوعاً وأَكْنَعَ خضَع وقيل دَنا من الذِّلَّةِ وقيل سأَلَ وأَكْنَع الرجلُ للشيء إِذا ذَلَّ له وخَضَعَ قال العجاج مِنْ نَفْثِه والرِّفْقِ حتى أَكْنَعا أبو عمرو الكانِعُ السائِلُ الخاضِعُ وروى بيتاً فيه رَمى اللهُ في تِلْكَ الأَكُفِّ الكَوانِعِ ومعناه الدَّواني للسؤالِ والطمَعِ وقيل هي اللازِقةُ بالوجه وكَنِعَ الشيءُ كَنَعاً لَزِمَ ودام والكَنِعُ اللازمُ قال سويد بن أَبي كاهل وتَخَطَّيْتُ إِليها مِنْ عِداً بِزِماعِ الأَمْرِ والهَمِّ الكَنِعْ وتَكَنَّعَ فلان بفلان إِذا تَضَبَّثَ به وتَعَلَّقَ الأَصمعي سمعت أَعرابياً يقول في دُعائِه يا رَبِّ أَعوذ بك من الخُنُوعِ والكُنُوعِ فسأَلته عنهما فقال الخُنُوعُ الغَدْرُ والخانِعُ الذي يَضَعُ رأْسَه للسَوْأَةِ يأْتي أَمراً قبيحاً ويرجع عارُه عليه فَيَسْتَحْيِي منه ويُنَكِّسُ رأْسه والكُنُوعُ التصاغُرُ عند المسأَلة وقيل الذلُّ والخضوع وكَنَّعَه ضربه على رأْسه قال البَعِيثُ لَكَنَّعْتُه بالسَّيْفِ أَو لَجَدَعْتُه فما عاشَ إِلاَّ وهو في الناسِ أَكْشَمُ وكَنِعَ الرجلُ إِذا صُرِعَ على حَنَكِه والكِنْعُ ما بَقِيَ قُرْبَ الجبلِ من الماء وما بالدارِ كَنِيعٌ أَي أَحَدٌ عن ثعلب والمعروف كَتِيعٌ ويقال بَضَّعَه وكَنّعَه وكَوَّعَه بمعنى واحد وكَنْعانُ بنُ سامِ بن نوحٍ إِليه ينسب الكَنْعانِيُّون وكانوا أُمة يتكلمون بلغة تُضارِعُ العربية والكَنَعْناةُ عَفَلُ المرأَة وأَنشد فَجَيَّأَها النساءُ فَحانَ منها كَنَعْناةٌ ورادِعةٌ رَذُومُ قال الكَنَعْناةُ العَفَلُ والرّادِعةُ اسْتُها والرَّذُومُ الضَّرُوطُ وجَيَّأَها النساء أَي خِطْنَها يقال جَيَّأْتُ القِرْبة إِذا خِطْتَها

كنتع
الكُنْتُعُ القصير

كوع
الكاعُ والكُوعُ طرَفُ الزند الذي يلي أَصلَ الإِبْهامِ وقيل هو من أَصل الإِبهام إِلى الزَّنْدِ وقيل هما طرفا الزندين في الذراع الكوع الذي يلي الإِبهام والكاعُ طرَفُ الزند الذي يلي الخِنْصِر وهو الكُرْسُوعُ وجمعها أَكْواعٌ قال الأصمعي يقال كاعٌ وكُوعٌ في اليد ورجل أَكْوَعُ عظيمُ الكُوعِ وقيل مُعْوَجُّه قال الشاعر دَواحِسٌ في رُسْغِ عَيْرٍ أَكْوَعا والمصدر الكَوَعُ وامرأَة كَوْعاءُ بَيّنةُ الكَوعِ وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما بعث به أبوه إِلى خيبرَ وقاسمهم الثمرةَ فَسَحَرُوه فتَكَوَّعَتْ أَصابِعُه الكَوَعُ بالتحريك أَن تَعْوَجَّ اليدُ من قِبَلِ الكُوعِ وهو رأْس اليد مما يلي الإِبهام والكُرْسُوعُ رأْسه مما يلي الخنصر وقد كَوِعَ كَوَعاً وكَوَّعه ضربه فصيره مُعَوَّجَ الأَكْواعِ ويقال أَحْمَقُ يَمْتَخِطُ بكُوعِه وفي حديث سَلَمةَ بن الأَكْوعِ يا ثَكِلَتْه أُمُّه أَكْوَعُه بُكْرَةَ يعني أَنت الأَكْوَعُ الذي كان قد تبعنا بُكْرة اليوم لأَنه كان أوَّل ما لحِقَهم صاحَ بهم أَنا ابن الأَكوع واليومُ يومُ الرُّضَّع فلما عاد قال لهم هذا القول آخر النهار قالوا أَنت الذي كنت معنا بُكْرةَ فقال نعم أَنا أَكْوَعُك بكرة قال ابن الأَثير ورأَيت الزمخشري قد ذكر الحديث هكذا قال له المشركون بِكْرَةَ أَكْوَعِه يعنون أَن سلمةَ بِكْرُ الأَكوع أَبيه قال والمروي في الصحيح ما ذكرناه أَولاً وتصغير الكاعِ كُوَيْعٌ والكَوَعُ في الناس أَن تَعْوَجَّ الكفّ من قِبَلِ الكُوعِ وقد تَكَوَّعَتْ يده وكاعَ الكلبُ يَكُوعُ مشَى في الرمل وتَمايَلَ على كُوعِه من شدّة الحر وكاعَ كَوْعاً عُقِرَ فمشى على كوعه لأَنه لا يقدر على القيام وقيل مشى في شِقّ والكَوَعُ يُبْسٌ في الرسْغَيْنِ وإِقْبالُ إِحْدى اليدين على الأُخرى بعير أَكْوَعُ وناقة كَوْعاءُ يابِسا الرسْغَيْنِ أَبو زيد الأَكْوَعُ اليابِسُ اليدِ من الرسغ الذي أَقبلت يده نحو بطن الذراع والأَكْوَعُ من الإِبل الذي قد أَقبل خفه نحو الوظيف فهو يمشي على رسغه ولا يكون الكَوَعُ إِلا في اليدين وقال غيره الكَوَعُ التواء الكُوعِ وقال في ترجمة وكع الكَوَعُ أَن يُقْبِلَ إِبهامُ الرجْلِ على أَخواتها إِقْبالاً شديداً حتى يظهر عظم أَصلها قال والكَوَعُ في اليد انْقِلابُ الكُوعِ حتى يزول فترى شخص أَصله خارجاً الكسائي كِعْتُ عن الشيء أَكِيعُ وأَكاعُ لغة في كَعَعْتُ عنه أَكِعُّ إِذا هِبْتَه وجَبُنْتَ عنه حكاه يعقوب والأَكْوَعُ اسم رجل

كيع
كاعَ يَكِيعُ ويَكاعُ الأَخيرة عن يعقوب كَيْعاً وكَيْعُوعةً فهو كائِعٌ وكاعٍ على القلب جَبُنَ قال حتى اسْتَفَأْنا نِساءَ الحَيِّ ضاحِيةً وأَصْبَحَ المَرْءُ عَمْرٌو مُثْبَتاً كاعِي وفي الحديث ما زالَتْ قريش كاعةً حتى مات أَبو طالب الكاعةُ جمع كائِعٍ وهو الجَبانُ كبائِعٍ وباعةٍ وقد كاع يَكِيعُ ويروى بالتشديد أَراد أَنهم كانوا يجبنون عن أَذى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته فلما مات اجترؤوا عليه

لخع
اللَّخْعُ اسْتِرْخاءُ الجسم يمانية واللَّخِيعةُ اسم مشتق منه ويَلْخَعُ موضع

لذع
اللذْعُ حُرْقةِ النار وقيل هو مسّ النارِ وحِدَّتها لَذَعَه يَلْذَعُه لَذْعاً ولَذَعَتْه النار لَذْعاً لفَحَتْه وأَحْرقتْه وفي الحديث خيرُ ما تَداوَيْتُم به كذا وكذا أَو لَذْعةٌ بنار تُصِيبُ أَلماً اللَّذْعُ الخفيفُ من إِحراق النار يريد الكَيَّ ولَذَعَ الحُبُّ قَلْبَه آلمه قال أَبو دواد فَدَمْعِيَ من ذِكْرِها مُسْبَلٌ وفي الصَّدْرِ لَذْعٌ كجَمْر الغَضا ولَذَعَه بلسانه على المثل أَي أَوْجَعَه بكلام يقول نعوذُ بالله من لَواذِعِه والتَّلَذُّعُ التوَقُّدُ وتَلَذّعَ الرجُل توقَّدَ وهو من ذلك واللَّوْذَعِيُّ الحدِيدُ الفُؤادِ واللسانِ الظريفُ كأَنه يَلْذَعُ من ذَكائِه قال الهذلي فما بالُ أَهل الدَّارِ لم يَتَفَرَّقُوا وقد خَفَّ عنها اللَّوْذَعِيُّ الحُلاحِلُ ؟ وقيل هو الحديد النفْسِ واللُّذَعُ نَبِيذٌ يَلْذَعُ وبعير مَلْذُوعٌ كُوِيَ كَيّةً خفيفةً في فخذه وقال أَبو علي اللَّذْعةُ لَذْعةٌ بالمِيسَم في باطن الذراع وقال أَخذته من سمات الإِبل لابن حبيب ويقال لَذَعَ فلان بعيره في فخذه لذعة أَو لَذْعَتَيْنِ بطرَفِ الميسم وجمعها اللَّذَعاتُ والتَذَعَت القَرْحةُ قاحَتْ وقد لَذَعَها القَيْحُ والقرحة إِذا قَيَّحَتْ تَلْتَذِعُ والتِذاعُ القَرْحةِ احْتِراقُها وجَعاً ولَذَعَ الطائِرُ رَفْرَفَ ثم حرك جناحَيْه قليلاً والطائر يَلْذَعُ الجناحَ من ذلك وفي حديث مجاهد في قوله أَولم يروا إِلى الطير فوقهم صافَّاتٍ ويَقْبِضْنَ قال بَسْطُ أَجْنِحَتِهِنَّ وتَلَذُّعُهُنَّ ولَذَعَ الطائرُ جَناحَيْه إِذا رَفْرفَ فحرَّكهما بعد تسكينهما وحكى اللحياني رأَيته غَضْبانَ يَتلَذَّعُ أَي يَتَلَفَّتُ ويحرّك لسانه

لسع
اللَّسعُ لِما ضرَب بمُؤَخَّرِه واللَّدْغُ لِما كان بالفم لَسَعَتْه الهامّةُ تَلْسَعُه لَسْعاً ولَسَّعَتْه ويقال لَسَعَتْه الحيةُ والعقربُ وقال ابن المظفر اللَّسْعُ للعقرب قال وزعم أَعرابي أَنَّ من الحَيَّاتِ ما يَلْسَع بلسانه كلسع حُمةِ العقرب وليست له أَسنانٌ ورجُل لَسِيعٌ مَلْسُوعٌ وكذلك الأُنثى والجمع لَسْعى ولُسَعاء كقتِيل وقَتْلى وقُتَلاءَ ولَسَعَه بلسانه عابَه وآذاه ورجُل لسّاعٌ ولُسَعةٌ عَيّابة مُؤْذٍ قَرَّاصةٌ للناس بلسانه وهو من ذلك قال الأَزهري السموع من العرب أَنَّ اللَّسْعَ لذوات الإِبر من العقارِب والزنابيرِ وأَما الحيَّاتُ فإِنها تَنْهَشُ وتعَضُّ وتَجْذِبُ وتَنْشُِطُ ويقال للعقرب قد لَسَعَتْه ولَسَبَتْه وأَبَرَتْه ووكَعَتْه وكَوَتْه وفي الحديث لا يُلْسَعُِ المؤمِنُ من جُحْر مرّتين وفي رواية لا يُلْذَعُِ واللَّسْعُ واللَّذْعُ سواء وهو استعارة هنا أَي لا يُدْهى المؤمن من جهة واحدة مرتين فإِنه بالأُولى يعتبر وقال الخطابي روي بضم العين وكسرها فالضم على وجه الخبر ومعناه أَنَّ المؤمن هو الكيِّسُ الحازِمُ الذي لا يُؤْتى من جهة الغفْلةِ فيخدع مرة بعد مرّة وهو لا يَفْطُنُ لذلك ولا يَشْعُرُ به والمراد به الخِداعُ في أَمْرِ الدين لا أَمْر الدنيا وأَما بالكسر فعلى وجْه النهي أَي لا يُخدَعَنَّ المؤمن ولا يُؤْتَيَنَّ من ناحية الغفلة فيقع في مكروه أَو شرّ وهو لا يشعر به ولكن يكون فَطِناً حَذِراً وهذا التأْويل أَصلح أَن يكون لأَمر الدين والدنيا معاً ولُسِّعَ الرجلُ أَقامَ في منزله فلم يبْرَحْ والمُلَسَّعةُ المقيمُ الذي لا يبرح زادُوا الهاء للمبالغة قال مُلَسَّعةٌ وَسْطَ أَرْساغِه به عَسَمٌ يَبْتَغِي أَرْنَبا
( * ورد هذا البيت في مادة يسع على هذه الرواية )
ويروى مُلَسَّعةٌ بين أَرْباقِه مُلَسَّعةٌ تَلْسَعُه الحيّات والعقارِبُ فلا يبالي بها بل يقيم بين غنمه وهذا غريب لأَن الهاء إِنما تلحق للمبالغة أَسْماء الفاعلين لا أَسماء المفعولين وقوله بين أَرْباقِه أَراد بين بَهْمِه فلم يستقم له الوزن فأَقام ما هو من سببها مُقامَها وهي الأَرْباقُ وعين مُلَسِّعةٌ ولَسْعا موضع يُمَدُّ ويُقْصَرُ واللَّيْسَعُ اسم أَعجمي وتوهم بعضهم أَنها لغة في إِليَسَع

لطع
اللَّطْعُ لَطْعُكَ الشيء بلسانك وهو اللحْسُ لَطَعَه يَلْطَعُه لَطْعاً لَعِقَه لَعْقاً وقيل لحِسه بلسانه وحكى الأَزهريّ عن الفراء لَطَعْتُ الشيء أَلْطَعُه لَطْعاً إِذا لَعِقْتَه قال وقال غيره لَطِعْته بكسر الطاء ورجل لَطّاعٌ قَطّاعٌ فَلَطَّاعٌ يَمُصُّ أَصابعَه إِذا أَكل ويَلْحَسُ ما عليها وقَطَّاعٌ يأْكل نصف اللقمة ويرد النصف الثاني واللَّطَعُ تَقَشُّرٌ في الشفةِ وحُمْرةٌ تعلوها واللَّطَعُ أَيضاً رِقَّةُ الشفة وقلة لحمها وهي شَفةٌ لَطْعاء ولِثةٌ لَطْعاء قليلة اللحم وقال الأَزهريّ بل اللَّطَعُ رقة في شفة الرجُلِ الأَلْطَع وامرأَة لَطْعاءُ بَيِّنةُ اللطَعِ إِذا انْسَحَقَت أَسنانها فَلَصِقَتْ باللِّثةِ واللطَع بالتحريك بياض في باطن الشفة وأَكثر ما يعتري ذلك السُّودانَ وفي تهذيب الأَزهري بياض في الشفة من غير تخصيص بباطن والأَلْطَعُ الذي ذهبت أَسنانه من أُصولها وبقيت أَسْناخُها في الدُّرْدُرِ يكون ذلك في الشابّ والكبير لَطِعَ لَطَعاً وهو أَلْطَعُ وقيل اللَّطَعُ أَن تَحاتَّ الأَسْنانُ إِلا أَسْناخَها وتَقْصُر حتى تَلْتزِقَ بالحنَك رجل أَلْطَعُ وامرأَة لَطْعاء قال الراجز جاءتْكَ في شَوْذَرها تَمِيسُ عُجَيِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبِيسُ أَحْسَنُ منها مَنْظَراً إِبْلِيسُ وقيل هو أَن تُرى أُصولُ الأَسنانِ في اللحم واللَّطْعاءُ اليابسة الفرج وقيل هي المهزولة وقيل هي الصغيرة الجَهازِ وقيل هي القلِيلةُ لحمِ الفَرْج والاسم من كل ذلك اللَّطَعُ وفي نوادر الأَعراب لَطَعْتُه بالعَصا والْطَعِ اسمَه أَثْبِتْه والْطَعْه أَي امْحُه وكذلك اطْلِسْه ورجل لُطَعٌ لَئِيمٌ كَلُكَعٍ واللَّطْعُ أَن تَضْرِبَ مؤخَّر الإِنسانِ برجلك تقول لَطِعْتُه بالكسر أَلْطَعُه لَطْعاً والتَطَعَ شرب جميع ما في الإِناءِ أَو الحوْضِ كأَنه لَحِسَه

لعع
امرأة لَعَّةٌ ملِيحةٌ عفِيفةٌ وقيل خفيفة تُغازِلُكَ ولا تُمَكِّنكَ وقال اللحياني هي الملِيحةُ التي تُدِيمُ نَظَرَك إِليها من جَمالِها ورجل لَعَّاعة يَتَكَلَّف الأَلْحانَ من غير صواب وفي المحكم بلا صوْتٍ واللُّعاعةُ الهِنْدِبَاءُ واللُّعاعُ أَوَّل النَّبْتِ وقال اللحياني أَكثر ما يقال ذلك في البُهْمَى وقيل هو بقل ناعم في أَوَّلِ ما يَبْدُو رقِيقٌ ثم يَغْلُظ واحدته لُعاعةٌ ويقال في بلد بني فان لُعاعةٌ حسَنةٌ ونعاعة حسنة وهو نبت ناعِمٌ في أَوَّلِ ما ينبت ومنه قيل في الحديث إِنما الدنيا لُعاعةٌ يعني أَنَّ الدنيا كالنبات الأَخضرِ قَليل البقاء ومنه قولهم ما بقي في الدنيا إِلاَّ لُعاعةٌ أَي بقِيَّةٌ يسيرة ومنه الحديث أَوجَدْتُم يا معاشِرَ الأَنْصارِ من لُعاعةٍ من الدنيا تأَلَّفْتُ بها قوماً ليُسْلِمُوا ووَكَلْتُكم إِلى إِسْلامِكم وقال سويد بن كراع ووصف ثوراً وكلاباً رَعَى غيرَ مَذْعُورٍ بِهِنّ وراقَه لُعاعٌ تَهاداهُ الدَّكادِكُ واعِدُ راقَه أَعْجَبَه واعِدٌ يُرْجَى منه خَيْرٌ وتمامُ نباتٍ وقيل اللُّعاعةُ كل نبات ليِّن من أَحْرارِ البُقُولِ فيها ماءٌ كثير لَزِجٌ ويقال له النُّعاعةُ أَيضاً قال ابن مقبل كادَ اللُّعاعُ من الحَوْذانِ يَسْحَطُها ورِجْرِجٌ بين لَحْييَها خَناطِيلُ قال ابن بري يَسْحَطُها يَذْبَحُها أَي كادت هذه البقرة تَغَصُّ بما لا يُغَصُّ به لحُزْنها على ولدها حين أَكله الذئب وبقي لُعابُها بين لَحْيَيْها خَناطِيلَ أَي قِطَعاً متفرِّقة واللُّعاعةُ أَيضاً بَقْلةٌ من تمر الحشيش تؤْكل وألعَّتِ الأَرضُ تُلِعُّ إِلْعاعاً أَنبتت اللُّعاعَ وتَلَعَّى اللُّعاعَ أَكَله وهو من مُحَوَّلِ التضعيف يقال خرجنا نَتَلَعّى أَي نأْكل اللُّعاعَ كان في الأَصل نتلَعَّعُ مكرر العينات فقلبت إِحداها ياء كما قالوا تَظَنَّيْتُ من الظَّنِّ ويقال عسَلٌ مُتَلَعِّعٌ ومُتَلَعٍّ مثله والأَصل مُتَلَعِّعٌ وهو الذي إِذا رَفَعْتَه امتدَّ معك فلم ينقطع للزوجته وفي الأَرض لُعاعةٌ من كَلإٍ للشيءِ الرقيق قال أَبو عمرو واللُّعاعةُ الكَلأُ الخفيف رُعِيَ أَو لم يُرْعَ اللُّعاعةُ ما بقي في السقاء وفي الإِناءِ لُعاعةٌ أَي جَرْعةٌ من الشراب ولُعاعةُ الإِناء صَفْوتُه وقال اللحياني بَقِيَ في الإِناءِ لُعاعةٌ أَي قليل ولُعاعُ الشمس السرابُ والأَكثر لُعابُ الشمس واللَّعْلَع السرابُ واللَّعْلَعةُ بَصِيصُه والتلَعْلُعْ التَّلأْلُؤْ ولَعْلَع عظْمَه ولَحْمَه لَعْلَعةً كَسره فتكسَّر وتَلَعْلَع هو تكسر قال رؤْبة ومَنْ هَمَزْنا رأْسَه تَلَعْلَعا وتَلَعْلَعَ من الجُوعِ والعطش تَضَوَّر وتَلَعْلَعَ الكلب دلَعَ لسانَه عطَشاً وتَلَعْلَعَ الرجُل ضَعُفَ واللَّعْلاعُ الجبانُ واللَّعْلَعُ الذئب عن ابن الأَعرابي وأَنشد واللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسُوسُ ولَعْلَعٌ موضع قال فَصَدَّهُم عن لَعْلَعٍ وبارِقِ ضَرْبٌ يُشِيطُهم على الخَنادِقِ وقيل هو جبل كانت به وقْعة وفي الحديث ما أَقامَتْ لَعْلَعُ فسره ابن الأَثير فقال هو جبل وأَنثه لأَنه جعله اسماً للبقعة التي حول الجبل وقال حميد بن ثور لقد ذاقَ مِنَّا عامِرٌ يومَ لَعْلَعٍ حُساماً إِذا ما هُزّ بالكَفِّ صَمَّما وقيل هو ماءٌ بالبادية معروف واللَّعِيعةُ خبز الجاوَرْسِ ولَعْ لَعْ زجر حكاه يعقوب في المقلوب

لفع
الالْتِفاعُ والتلَفُّعُ الالتحاف بالثوب وهو أَن يشتمل به حتى يُجَلِّلَ جسده قال الأَزهريّ وهو اشتمال الصَّمَّاء عند العرب والتَفَع مثله قال أَوس بن حجر وهَبَّتِ الشَّمْأَلُ البَلِيلُ وإِذْ باتَ كَمِيعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا ولَفَّعَ رأْسه تَلْفِيعاً أَي غَطَّاه وتَلَفَّعَ الرجلُ بالثوب والشجرُ بالورق إِذا اشتملَ به وتَغَطَّى به وقوله مَنَعَ الفِرارَ فجئتُ نحوَكَ هارِباً جَيشٌ يَجُرُّ ومِقْنَبٌ يَتَلَفَّعُ يعني يَتَلَفَّعُ بالقَتامِ وتَلَفَّعَتِ المرأَةُ بِمِرْطِها أَي التَحَفَت به وفي الحديث كُنَّ نساءُ المؤْمنين
( * في النهاية كنَّ نساء من المؤمنات ومتلفّفات بدل متجللات واللِفّاع بدل والمرط ) يَشْهَدْنَ مع النبي صلى الله عليه وسلم الصبحَ ثم يَرْجِعْنَ مُتَلَفِّعاتٍ بمُروطِهِن ما يُعْرَفْنَ من الغَلَسِ أَي مُتَجَلِّلاتٍ بأَكسِيَتِهنَّ والمِرْطُ كِساءٌ أَو مِطْرَفٌ يُشْتَمَلُ به كالملْحفةِ واللِّفاعُ والمِلْفَعةُ ما تُلُفِّعَ به من رِداءٍ أَو لِحاف أَو قِناعٍ وقال الأَزهري يُجَلَّلُ به الجسدُ كله كِساءً كان أَو غيرَه ومنه حديث علي وفاطمة رضوان الله عليهما وقد دخلنا في لِفاعِنا أَي لِحافِنا ومنه حديث أُبَيٍّ كانت تُرَجِّلُني ولم يكن عليها إِلاَّ لِفاعٌ يعني امرأَته ومنه قول أَبي كبير يصِفُ رِيشَ النَّصْل نُجُفٌ بَذَلْتُ لها خَوافي نَاهِضٍ حَشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاعِ الأَطْحَلِ أَراد كالثوب الأَسْود وقال جرير لم تَتلَفَّعْ بفَضْلِ مِئْزَرِها دَعْدٌ ولم تُغْذَ دَعْدُ بالعُلَبِ وإِنه لحَسَنُ اللِّفْعةِ من التلَفُّعِ ولَفَّعَ المرأَة ضمها إِليه مشتملاً عليها مشتق من اللِّقاعِ وأَما قول الحطيئة ونحنُ تَلَفَّعْنا على عَسْكَرَيْهِمُ جِهاراً وما طِبِّي ببَغْيٍ ولا فَخْرٍ أَي اشتملنا عليهم وأَما قول الراجز وعُلْبةٍ من قادِمِ اللِّفاعِ فاللِّفاعُ اسم ناقة بعينها وقيل هو الخِلْفُ المُقَدَّم وابن اللَّفَّاعة ابن المُعانِقةِ للفُحولِ ولَفَعَ الشيْبُ رأْسَه يَلْفَعُه لَفْعاً ولَفَّعَه فَتلفَّعَ شَمِلَه وقيل المُتَلَفِّعُ الأَشْيَبُ وفي الحديث لَفَعَتْكَ النارُ أَي شَمِلَتْكَ من نواحِيكَ وأَصابَكَ لَهِيبُها قال ابن الأَثير ويجوز أَن تكون العين بدلاً من حاء لَفَحَتْه النارُ وقول كعب وقد تَلفَّعَ بالقُورِ العَساقِيلُ هو من المقلوب المعنى أَراد تَلَفَّعَ القُورُ بالعَساقِيل فقلب واستعار ولَفَّع المَزادةَ قبلها فجعل أَطِبَّتَها في وسطها فهي مُلَفَّعةٌ وذلك تَلْفِيعُها والتَفَعتِ الأَرضُ اسْتوتْ خُضْرَتُها ونباتُها وتلَفَّعَ المالُ نفَعَه الرَّعْيُ قال الليث إِذا اخضرَّت الأَرضُ وانتفع المالُ بما يُصِيبُ من الرَّعْيِ قيل قد تَلَفَّعَتِ الإِبل والغنم وحكى الأَزهري في ترجمة لَقَعَ قال واللِّقاعُ الكِساءُ الغليظ قال وهذا تصحيف والذي أَراه اللِّفاعُ بالفاء وهو كساءٌ يُتَلَفَّعُ به أَي يشتمل به وأَنشد بيت أَبي كبير يصف ريش النصل

لقع
لَقَعَه بالبعْرةِ يَلْقَعُه لَقْعاً رماه بها ولا يكون اللَّقْعُ في غير البعرة مما يرمى به وفي الحديث فَلَقَعَه ببعرة أَي رماه بها ولَقَعَه بِشَرٍّ ومَقَعَه رماه به ولَقَعَه بعينه عانَه يَلْقَعُه لَقْعاً أَصابَه بها قال أَبو عبيد لم يسمع اللقْعُ إِلا في إِصابةِ العين وفي البعرة وفي حديث ابن مسعود قال رجل عنده إِن فلاناً لَقَعَ فرسَك فهو يَدُورُ كأَنَّه في فَلَكٍ أَي رماه بعينه وأَصابَه بها فأَصابَه دُوارٌ وفي حديث سالم بن عبد الله أَنه دخل على هشام بن عبد الملك فقال إِنك لذو كِدْنةٍ فلما خرج من عنده أَخذَتْه قَفْقَفَةٌ أَي رِعْدةٌ فقال أَظن الأَحْوَلَ لَقَعَني بعَيْنِه أَي أَصابَني بعينه يعني هشاماً وكان أَحْوَلَ واللَّقْعُ العيْبُ والفِعْل كالفعل والمصدر كالمصدر ورجُلٌ تِلِقَّاعٌ وتِلِقَّاعةٌ عُيَبةٌ وتِلِقَّاعةٌ أَيضاً كثيرُ الكلامِ لا نظير له إِلا تِكِلاَّمةٌ وامرأَة تِلِقَّاعةٌ كذلك ورجل لُقَّاعةٌ كَتِلِقَّاعةٍ وقيل اللُّقَّاعةُ بالضم والتشديد الذي يُصِيبُ مواقِعَ الكلام وقيل الحاضِرُ الجوابِ وفيه لُقَّاعاتٌ يقال رجل لُقَّاعٌ ولُقَّاعةٌ للكثير الكلام واللُّقَّاعةُ المُلَقَّبُ للناس وأَنشد لأَبي جُهَيْمةَ الذهْلي لقدْ لاعَ مِمّا كانَ بَيْني وبيْنَه وحَدَّثَ عن لُقَّاعةٍ وهْو كاذِبُ قال ابن بري ولَقَعَه أَي عابَه بالباءِ واللُّقَّاعةُ الدّاهِيةُ المُتَفَصِّحُ وقيل هو الظَّرِيفُ اللَّبِقُ واللُّقَعةُ الذي يَتَلَقَّعُ بالكلامِ ولا شيء عنده وراءَ الكلامِ وامرأَة مِلْقَعةٌ فَحّاشةٌ وأَنشد وإِن تَكلَّمْتِ فكُوني مِلْقَعه واللَّقَّاعُ واللُّقاعُ الذبابُ الأَخضر الذي يَلْسَعُ الناسَ قال شُبَيْلُ بن عَزْرَةَ كأَنَّ تَجاوُبَ اللَّقَّاعِ فيها وعَنْتَرَةٍ وأَهْمِجةٍ رِعالُ واحدته لَقّاعةٌ ولُقاعةٌ الأَزهري اللَّقَّاعُ الذُّبابُ ولَقْعُه أَخْذُه الشيءَ بمَتْكِ أَنفِه وأَنشد إِذا غَرَّدَ اللَّقَّاعُ فيها لِعَنْتَرٍ بمُغْدَوْدِنٍ مُستَأْسِدِ النَّبْتِ ذي خَبْرِ قال والعَنْتَرُ ذُبابٌ أَخْضَرُ والخَبْرُ السِّدْرُ قال ابن شميل إِذا أَخذ الذباب شيئاً بمَتْكِ أَنفِه من عسَل وغيره قيل لَقَعَه يَلْقَعُه ويقال مرَّ فلان يَلْقَعُ إِذا أَسْرَعَ قال الراجز صَلَنْقَعٌ بَلَنْقَعُ وَسْطَ الرِّكابِ يَلْقَعُ والتُقِعَ لَوْنُه والتُمِعَ أَي ذهب وتغيَّر عن اللحياني مثل امتُقِعَ قال الأَزهري التُقِعَ لَوْنُه واسْتُقِعَ والتُمِعَ ونُطِعَ وانْتُطِعَ واسْتُنْطِعَ لونُه بمعنى واحد وحكى الأَزهري عن الليث اللِّقاعُ الكساءُ الغليظُ وقال هذا تصحيف والذي أَراه اللِّفاعُ بالفاء وهو كساءٌ يُتَلَفَّعُ به أَي يشتمل به ومنه قول الهذلي يصف ريش النصل حَشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاعِ الأَطْحَلِ

لكع
اللُّكَعُ وسِخُ القُلْفَةِ لَكِعَ عليه الوَسَخُ لَكَعاً إِذا لَصِقَ به ولَزِمَه واللَّكْعُ النَّهْزُ في الرَّضاعِ ولَكَعَ الرجُلُ الشاةَ إِذا نَهَزَها ونَكَعَها إِذا فعل بها ذلك عند حَلْبِها وهو أَن يَضْرِبَ ضَرْعَها لِتدِرَّ واللُّكَعُ المُهْرُ والجَحْشُ والأُنثى بالهاء ويقال للصبيِّ الصغير أَيضاً لُكَعٌ وفي حديث أَبي هريرة أَثَمَّ لُكَعٌ يعني الحسَنَ أَو الحُسَيْنَ عليهما السلام قال ابن الأَثير في هذا المكان فإِن أُطلق على الكبير أُريد به الصغير العِلم والعقْلِ ومنه حديث الحسن قال لرجل يا لُكَعُ يريد يا صغيراً في العِلم واللَّكِيعةُ الأَمةُ اللئيمةُ ولَكِعَ الرجُل يَلْكَعُ لَكَعاً ولَكاعةً لَؤُمَ وحَمُقَ وفي حديث أَهل البيت لا يُحِبُّنا أَلْكَعُ ورجل أَلْكَعُ ولُكَعٌ ولَكِيعٌ ولَكاعٌ ومَلْكَعانٌ ولَكُوعٌ لَئِيمٌ دَنِيءٌ وكل ذلك يوصَفُ به الحَمِقُ وفي حديث الحسن جاءه رجل فقال إِنَّ إِياسَ بنَ مُعاوِيةَ رَدَّ شَهادتي فقال يا ملْكَعانُ لِمَ رَدَدْتَ شهادَتَه ؟ أراد حَداثةَ سِنِّه أَو صِغَره في العلم والميم والنون زائدتان وقال رؤبة لا أَبْتَغي فَضْلَ امرئٍ لَكُوعِ جَعْدِ اليَدَيْنِ لَحِزٍ مَنُوعِ وأَنشد ابن بري في المَلْكَعانِ إِذا هَوْذِيّةٌ وَلَدَتْ غُلاماً لِسِدْرِيٍّ فذلك مَلْكَعانُ ويقال رجل لَكُوعٌ أَي ذلِيلٌ عَبْدُ النَّفّسِ وقوله فأَقْبَلَتْ حُمُرُهُمْ هَوابِعا في السِّكَّتَينِ تَحْمِلُ الأَلاكِعا كسَّر أَلْكَعَ تَكْسِيرَ الأَسْماءِ حين غَلَبَ وإِلا فكان حُكْمُه تحملُ اللُّكْعُ وقد يجوز أَن يكون هذا على النسب أَو على جمع الجمع والمرأَة لَكاعِ مثل قَطامِ وفي حديث ابن عمر أَنه قال لِمَوْلاةٍ له أَرادت الخُروجَ من المدينةِ اقْعُدِي لَكاعِ ومَلْكَعانةٌ ولَكِيعةٌ ولَكْعاءُ وفي حديث عمر أَنه قال لأَمة رآها يا لَكْعاءُ أَتَشَبَّهِينَ بالحَرائِرِ ؟ قال أَبو الغريب النصري أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثم آوِي إِلى بَيْتٍ قَعِيدَتُه لَكاعِ قال ابن بري قال الفراء تثنية لَكاعِ أَن تقول يا ذواتَيْ لَكِيعة أَقْبِلا ويا ذواتِ لَكِيعة أَقْبِلْنَ وقالوا في النداء للرجل يا لُكَعُ وللمرأَة يا لَكاعِ وللاثنين يا ذَوَيْ لُكَعَ وقد لَكِعَ لَكاعةً وزعم سيبويه أَنهما لا يستعملان إِلاَّ في النداء قال فلا يصرف لَكاعِ في المعرفة لأَنه معدول من أَلْكَعَ ولَكاعِ الأُمةُ أَيضاً واللُّكَعُ العبْدُ وقال أَبو عمرو في قولهم يا لُكَعُ قال هو اللئيم وقيل هو العبد وقال الأَصمعي هو العيِيُّ الذي لا يتجه لمنطق ولا غيره مأْخوذ من المَلاكِيعِ قال الأَزهري والقول قول الأَصمعي أَلا ترى أَن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيت فاطمة فقال أَين لُكَعٌ ؟ أَراد الحسن وهو صغير أَراد أَنه لصغره لا يتجه لِمَنْطِقٍ وما يُصْلِحُه ولم يُرِدْ أَنه لئيم أَو عبد وفي حديث سعد بن معاذ أَرأَيت إِنْ دخل رجل بيته فرأَى لُكاعاً قد تَفَخَّذَ امرأَته أَيذهب فيُحْضِرُ أَربعةَ شُهَداءَ ؟ جعل لُكاعاً
( * قوله « لكاعاً » كذا ضبط في الأصل وقال في شرح القاموس لكاعاً كسحاب ونصه ورجل لكاع كسحاب لئيم ومنه حديث سعد أرأيت إلخ ) صفة لرجل نعتاً على فُعالٍ قال ابن الأَثير فلعله أَراد لُكَعاً وفي الحديث يأْتي على الناسِ زمان يكون أَسْعَدَ الناسِ بالدنيا لُكَعٌ ابنُ لُكَعٍ قال أَبو عبيد اللُّكَعُ عند العرب العبدُ أَو اللئِيمُ وقيل الوَسِخُ وقيل الأَحْمَقُ ويقال رجل لَكِيعٌ وكِيعٌ ووَكُوعٌ لَكُوعٌ لئِيمٌ وعبد أَلْكَعُ أوْكَعُ وأَمَة لَكْعاءُ ووَكْعاءُ وهي الحَمْقاءُ وقال البَكْرِيُّ هذا شتم للعبد واللَّئِيم أَبو نهشل يقال هو لُكَعٌ لاكعٌ قال وهو الضيِّق الصدْرِ القليلُ الغَناءِ الذي يؤَخِّره الرجالُ عن أُمورهم فلا يكون له موْقِعٌ فذلك اللُّكَعُ وقال ابن شميل يقال للرجل إِذا كان خبيث الفِعالِ شَحِيحاً قلِيلَ الخير إِنه للَكُوعٌ وبنُو اللَّكِيعةِ قومٌ قال عليّ بن عبد الله بن عباس هُمُ حَفِظوا ذِمارِي يوم جاءت كَتائِبُ مُسْرِفٍ وبَني اللَّكيعه مُسْرِفٌ لقَبُ مُسْلِمِ بن عُقْبةَ المُرِّي صاحب وَقْعةِ الحَرَّةِ لأَنه كان أَسْرَفَ فيها واللُّكَعُ الذي لا يُبِينُ الكلامَ واللَّكْعُ اللَّسْعُ ومنه قولُ ذي الإِصْبَعِ امّا تَرَى نبْلَه فَخَشْرَمَ خَشْ شَاءَ إِذا مُسَّ دَبْرُه لَكَعا يعني نصْلَ السهم ولَكَعَتْه العَقْرَبُ تَلْكَعُه لَكْعاً ولَكَعَ الرجُلَ أَسْمَعَه ما لا يَجْمُلُ على المثل عن الهجَرِيّ ويقال للفرس الذكر لُكَعٌ والأُنثى لُكَعةٌ ويصرف في المعْرفة لأَنه ليس ذلك المَعْدُولَ الذي يقال للمونث منه لَكاعِ وإِنما هو مِثْلُ صُرَدٍ ونُغرٍ أَبو عبيدة إِذا سَقَطتْ أَضراسُ الفرَس فهو لُكَعٌ والأُنثى لُكَعةٌ وإِذا سقط فمه فهو الأَلْكَعُ والمَلاكِيعُ ما خرجَ مع السَّلَى من البطن من سُخْدٍ وصَاءةٍ وغيرهما ومن ذلك قيل للعبد ومن لا أَصْلَ له لُكَعٌ وقال الليث يقال لَكُوعٌ وأَنشد أَنتَ الفَتى ما دامَ في الزَّهَرِ النَّدَى وأنتَ إِذا اشْتَدَّ الزمانُ لَكُوعُ واللُّكاعةُ شوْكةٌ تحْتَطَبُ لها سُوَيْقةٌ قدرُ الشِّبْر ليِّنة كأَنها سيْر ولها فُرُوعٌ مملوءة شوْكاً وفي خِلالِ الشوْك ورَيْقةٌ لا بال بها تنقبض ثم يبقى الشوك فإِذا جفَّت ابيضت وجمعها لُكاعٌ

لمع
لَمَعَ الشيءُ يَلْمَعُ لَمْعاً ولَمَعَاناً ولُمُوعاً ولَمِيعاً وتِلِمّاعاً وتَلَمَّعَ كلُّه بَرَقَ وأَضاءَ والعْتَمَعَ مثله قال أُمية بن أَبي عائذ وأَعْفَتْ تِلِمّاعاً بِزَأْرٍ كأَنه تَهَدُّمُ طَوْدٍ صَخْرُه يَتَكَلَّدُ ولَمَعَ البرْقُ يَلْمَعُ لَمْعاً ولَمَعاناً إِذا أَضاءَ وأَرض مُلْمِعةٌ ومُلَمِّعةٌ ومُلَمَّعةٌ ولَمَّاعةٌ يَلْمَعُ فيها السرابُ واللَّمَّاعةُ الفَلاةُ ومنه قول ابن أَحمر كَمْ دُونَ لَيْلى منْ تَنْوفِيّةٍ لَمّاعةٍ يُنْذَرُ فيها النُّذُرْ قال ابن بري اللَّمَّاعةُ الفلاةُ التي تَلْمَعُ بالسرابِ واليَلْمَعُ السرابُ لِلَمَعانِه وفي المثل أَكْذَبُ من يَلْمَعٍ ويَلْمَعٌ اسم بَرْقٍ خُلَّبٍ لِلَمعانِه أَيضاً ويُشَبَّه به الكَذُوبُ فيقال هو أَكذَبُ من يَلْمَعٍ قال الشاعر إِذا ما شَكَوْتُ الحُبَّ كيْما تُثِيبَني بِوِدِّيَ قالتْ إِنما أَنتَ يَلْمَعُ واليَلْمَعُ ما لَمَعَ من السِّلاحِ كالبيضةِ والدِّرْعِ وخَدٌّ مُلْمَعٌ صَقِيلٌ ولَمَعَ بثَوْبِه وسَيْفِه لَمْعاً وأَلْمَعَ أَشارَ وقيل أَشار لِلإِنْذارِ ولَمَعَ أَعْلى وهو أَن يرفَعَه ويحرِّكَه ليراه غيره فيَجِيءَ إِليه ومنه حديث زينب رآها تَلْمَع من وراءِ الحجابِ أَي تُشِيرُ بيدها قال الأَعشى حتى إِذا لَمَعَ الدَّلِلُ بثَوْبِه سُقِيَتْ وصَبَّ رُواتُها أَوْ شالَها ويروى أَشْوالَها وقال ابن مقبل عَيْثي بِلُبِّ ابْنةِ المكتومِ إِذْ لَمَعَت بالرَّاكِبَيْنِ على نَعْوانَ أَنْ يَقَعا
( * قوله « أن يقعا » كذا بالأصل ومثله في شرح القاموس هنا وفيه في مادة عيث يقفا )
عَيْثي بمنزلة عَجَبي ومَرَحي ولَمَعَ الرجلُ بيديه أَشار بهما وأَلْمَعَتِ المرأَةُ بِسِوارِها وثوبِها كذلك قال عدِيُّ بن زيد العبّاذي عن مُبْرِقاتٍ بالبُرِينَ تَبْدُو وبالأَكُفِّ اللاَّمِعاتِ سُورُ ولَمَعَ الطائِرُ بجنَاحَيْه يَلْمَعُ وأَلْمَعَ بهما حَرَّكهما في طَيَرانِه وخَفَق بهما ويقال لِجَناحَي الطائِرِ مِلْمَعاهُ قال حميد بن ثور يذكر قطاة لها مِلْمَعانِ إِذا أَوْغَفَا يَحُثَّانِ جُؤْجُؤَها بالوَحَى أَوْغَفَا أَسْرَعا والوَحَى ههنا الصوْتُ وكذلك الوَحاةُ أَرادَ حَفِيفَ جَناحيْها قال ابن بري والمِلْمَعُ الجَناحُ وأَورد بيت حُمَيْد بن ثور وأَلْمَعَتِ الناقةُ بِذَنَبها وهي مُلْمِعٌ رَفَعَتْه فَعُلِمَ أَنها لاقِحٌ وهي تُلْمِعُ إِلْماعاً إِذا حملت وأَلْمَعَتْ وهي مُلْمِعٌ أَيضاً تحرّك ولَدُها في بطنها ولَمَعَ ضَرْعُها لَوَّنَ عند نزول الدِّرّةِ فيه وتَلَمَّعَ وأَلْمَعَ كله تَلَوَّنَ أَلْواناً عند الإِنزال قال الأَزهريّ لم أَسمع الإِلْماعَ في الناقة لغير الليث إِنما يقال للناقة مُضْرِعٌ ومُرْمِدٌ ومُرِدٌّ فقوله أَلْمَعَتِ الناقةُ بذنَبِها شاذٌّ وكلام العرب شالَتِ الناقةُ بذنبها بعد لَقاحِها وشَمَذَتْ واكْتَارَت وعَشَّرَتْ فإِن فعلت ذلك من غير حبل قيل قد أبْرَقَت فهي مُبْرِقٌ والإِلْماعُ في ذوات المِخْلَبِ والحافرِ إِشْراقُ الضرْعِ واسْوِدادُ الحلمة باللبن للحمل يقال أَلْمَعَت الفرسُ والأَتانُ وأَطْباء اللَّبُوءَةِ إِذا أَشْرَقَت للحمل واسودّت حَلَماتُها الأَصمعي إِذا استبان حمل الأَتان وصار في ضَرْعِها لُمَعُ سواد فهي مُلْمِعٌ وقال في كتاب الخيل إِذا أَشرق ضرع الفرس للحمل قيل أَلمعت قال ويقال ذلك لكل حافر وللسباع أَيضاً واللُّمْعةُ السواد حول حلمة الثدي خلقة وقيل اللمعة البقْعة من السواد خاصة وقيل كل لون خالف لوناً لمعة وتَلْمِيعٌ وشيء مُلَمَّعٌ ذو لُمَعٍ قال لبيد مَهْلاً أَبَيْتَ اللَّعْنَ لا تأْكلْ مَعَهْ إِنَّ اسْتَه من بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ ويقال للأَبرص المُلَمَّعُ واللُّمَعُ تَلْمِيعٌ يكون في الحجر والثوب أَو الشيء يتلون أَلواناً شتى يقال حجر مُلَمَّعٌ وواحدة اللُّمَعِ لُمْعةٌ يقال لُمْعةٌ من سوادٍ أو بياض أَو حمرة ولمعة جسد الإِنسان نَعْمَتُه وبريق لونه قال عدي بن زيد تُكْذِبُ النُّفُوسَ لُمْعَتُها وتَحُورُ بَعْدُ آثارا واللُّمْعةُ بالضم قِطْعةٌ من النبْتِ إِذا أَخذت في اليبس قال ابن السكيت يقال لمعة قد أَحَشَّت أَي قد أَمْكَنَت أَن تُحَشَّ وذلك إِذا يبست واللُّمْعةُ الموضعُ الذي يَكْثُر فيه الخَلَى ولا يقال لها لُمْعةٌ حتى تبيضَّ وقيل لا تكون اللُّمْعةُ إِلا مِنَ الطَّرِيفةِ والصِّلِّيانِ إِذا يبسا تقول العرب وقعنا في لُمْعة من نَصِيٍّ وصِلِّيانٍ أَي في بُقْعةٍ منها ذات وضَحٍ لما نبت فيها من النصيّ وتجمع لُمَعاً وأَلْمَعَ البَلَدُ كثر كَلَؤُه ويقال هذ بلاد قد أَلْمَعَتْ وهي مُلْمِعةٌ وذلك حين يختلط كِلأُ عام أَوّلَ بكَلإِ العامِ وفي حديث عمر أَنه رأَى عمرو بن حُرَيْثٍ فقال أَين تريد ؟ قال الشامَ فقال أَما إِنَّها ضاحيةُ قَوْمِكَ وهي اللَّمّاعةُ بالرُّكْبانِ تَلْمَعُ بهم أَي تَدْعُوهم إِليها وتَطَّبِيهِمْ واللَّمْعُ الطرْحُ والرَّمْيُ واللَّمّاعةُ العُقابُ وعُقابٌ لَمُوعٌ سرِيعةُ الاختِطافِ والتَمَعَ الشيءَ اخْتَلَسَه وأَلْمَعَ بالشيء ذهَب به قال متمم بن نويرة وعَمْراً وجَوْناً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعا يعني ذهب بهما الدهرُ ويقال أَراد بقوله أَلْمَعَا اللَّذَيْنِ معاً فأَدخل عليه الأَلف واللام صلة قال أَبو عدنان قال لي أَبو عبيدة يقال هو الأَلْمَعُ بمعنى الأَلْمَعِيِّ قال وأَراد متمم بقوله وعَمْراً وجَوْناً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعا أَي جَوْناً الأَلْمَعَ فحذف الأَلف واللام قال ابن بزرج يقال لَمَعْتُ بالشيء وأَلْمَعْتُ به أَي سَرَقْتُه ويقال أَلْمَعَتْ بها الطريقُ فَلَمَعَتْ وأَنشد أَلْمِعْ بِهِنَّ وضَحَ الطَّرِيقِ لَمْعَكَ بالكبساءِ ذاتِ الحُوقِ وأَلْمَعَ بما في الإِناء من الطعام والشراب ذهب به والتُمِعَ لَوْنُه ذهَب وتَغَيَّرَ وحكى يعقوب في المبدل التَمَعَ ويقال للرجل إِذا فَزِعَ من شيء أَو غَضِبَ وحَزِنَ فتغير لذلك لونه قد التُمِعَ لَونُه وفي حديث ابن مسعود أَنه رأَى رجلاً شاخصاً بصَرُه إِلى السماء في الصلاة فقال ما يَدْرِي هذا لعل بَصَرَه سَيُلْتَمَعُ قبل أَن يرجع إِليه قال أَبو عبيدة معناه يُخْتَلَسُ وفي الحديث إِذا كان أَحدكم في الصلاة فلا يرفَعْ بصَره إِلى السماء يُلْتَمَعُ بصرُه أَي يُخْتَلَسُ يقال أَلْمَعْتُ بالشيء إِذا اخْتَلَسْتَه واخْتَطَفْتَه بسرعة ويقال التَمَعْنا القومَ ذهبنا بهم واللُّمْعةُ الطائفةُ وجمعها لُمَعٌ ولِماعٌ قال القُطامِيّ زمان الجاهِلِيّةِ كلّ حَيٍّ أَبَرْنا من فَصِيلَتِهِمْ لِماعا والفَصِيلةُ الفَخِذُ قال أَبو عبيد ومن هذا يقال التُمِعَ لونُه إِذا ذَهَب قال واللُّمْعةُ في غير هذا الموضع الذي لا يصيبه الماء في الغسل والوضوء وفي الحديث أَنه اغْتسل فرأَى لُمْعةً بمَنْكِبِه فدَلكَها بشَعَره أَراد بُقْعةً يسيرة من جَسَدِه لم يَنَلْها الماء وهي في الأَصل قِطعةٌ من النبْت إِذا أَخذت في اليُبْسِ وفي حديث دم الحيض فرأَى به لُمْعةً من دَمٍ واللّوامِعُ الكَبِدُ قال رؤبة يَدَعْنَ من تَخْرِيقِه اللَّوامِعا أَوْهِيةً لا يَبْتَغِينَ راقِعا قال شمر ويقال لَمَعَ فلانٌ البَابَ أَي بَرَزَ منه وأَنشد حتى إِذا عَنْ كان في التَّلَمُّسِ أَفْلَتَه اللهُ بِشِقِّ الأَنْفُسِ مُلَثَّمَ البابِ رَثِيمَ المَعْطِسِ وفي حديث لقمانَ بن عاد إِنْ أَرَ مَطْمَعِي فَحِدَوٌّ تَلَمَّع وإِن لا أَرَ مَطْمَعِي فَوَقّاعٌ بِصُلَّعٍ قال أَبو عبيد معنى تَلَمَّعُ أَي تختطف الشيء في انْفِضاضِها وأَراد بالحِدَوِّ الحِدَأَةَ وهي لغة أَهل مكة ويروى تَلْمَع من لَمَعَ الطائِرُ بجناحيه إِذا خَفَقَ بهما واللاّمِعةُ اللَّمّاعةُ اليافوخُ من الصبي ما دامت رطْبةً لَيِّنةً وجمعها اللَّوامِعُ فإِذا اشتدّت وعادت عَظْماً فهي اليافوخُ ويقال ذَهَبَت نفسُه لِماعاً أَي قِطْعةً قِطْعةً قال مَقّاسٌ بعَيْشٍ صالِحٍ ما دُمْتُ فِيكُمْ وعَيْشُ المَرْءِ يَهْبِطُه لِماعا واليَلْمَعُ والأَلْمَعُ والأَلْمَعِيُّ واليَلْمَعِيُّ الدَّاهي الذي يَتَظَنَّنُ الأُمُور فلا يُخْطِئُ وقيل هو الذَّكِيُّ المُتَوَقِّدُ الحدِيدُ اللسانِ والقَلْبِ قال الأَزهري الأَلمَعيُّ الخَفيفُ الظريفُ وأَنشد قول أَوس بن حجر الأَلمَعِيُّ الذي يَظُنُّ لَكَ الظْ ظَنَّ كأَنّْ قَدْ رَأَى وقد سَمِعا نصب الأَلمعِيَّ بفعل متقدم وأَنشد الأَصمعي في اليَلْمَعيّ لِطَرَفةَ وكائِنْ تَرى من يَلْمَعِيٍّ مُحَظْرَبٍ ولَيْسَ لَه عِنْدَ العَزائِمِ جُولُ رجل مُحَظْرَبٌ شديدُ الخَلق مَفتوله وقيل الأَلمَعِيُّ الذي إِذا لَمَعَ له أَولُ الأَمر عرف آخره يكتفي بظنه دون يقينه وهو مأْخوذ من اللَّمْعِ وهو الإِشارةُ الخفية والنظر الخفِيُّ حكى الأَزهري عن الليث قال اليَلْمَعِيُّ والأَلمِعيُّ الكذّاب مأْخوذ من اليَلْمَع وهو السرابُ قال الأَزهري ما علمت أَحداً قال في تفسير اليَلْمَعِيِّ من اللغويين ما قاله الليث قال وقد ذكرنا ما قاله الأَئمة في الأَلمعيّ وهو متقارب يصدق بعضه بعضاً قال والذي قاله الليث باطل لأَنه على تفسيره ذمّ والعرب لا تضع الأَلمعي إِلاَّ في موضع المدح قال غيره والأَلمَعِيُّ واليَلمَعيُّ المَلاَّذُ وهو الذي يَخْلِطُ الصدق بالكذب والمُلَمَّعُ من الخيل الذي يكون في جسمه بُقَعٌ تخالف سائر لونه فإِذا كان فيه استطالة فهو مُوَلَّعٌ ولِماعٌ فرس عباد بن بشير أحدِ بني حارثة شهد عليه يومَ السَّرْحِ

لهع
اللَّهَعُ واللَّهِعُ واللَّهِيعُ المُسْترْسِلُ إِلى كل أَحد وقد لهِعَ لَهعاً ولَهاعةً فهو لَهِعٌ ولَهِيعٌ واللَّهَعُ أَيضاً التَّفَيْهُقُ في الكلام ابن الأَعرابي في فلان لَهيعةٌ إِذا كان فيه فَتَرَةٌ وكَسَلٌ ورجل فيه لَهيعةٌ ولهَاعةٌ أَي غَفْلةٌ وقيل اللَّهيعةُ التَّواني في الشِّراء والبيع حتى يُغْبَنَ وتَلَهْيَعَ في كلامه إِذا أَفرَطَ وكذلك تَبَلْتَعَ ودخل مَعبَدُ بن طَوْقٍ العنبريّ على أَمير فتكلم وهو قائم فأَحْسَنَ فلمّا جلس تَلَهْيَعَ في كلامه فقال له يا معْبد ما أَظرَفَك قائماً وأَمْوَتَك جالساً قال إِني إِذا قمتُ جَدَدْتُ وإِذا جلستُ هَزَلْت ولَهيعةُ اسم رجل منه وقيل هي مشتقة من الهَلَعِ مقلوبة

لوع
اللَّوْعةُ وجع القلب من المرض والحب والحزن وقيل هي حُرْقةُ الحُزْن والهَوى والوجْد لاعَه الحبُّ يَلوعُه لَوْعاً فَلاعَ يَلاعُ والْتاعَ فُؤادُه أَي احْترقَ من الشوقِ ولَوْعةُ الحُبِّ حُرْقَتُه ورجل لاعٌ وقوم لاعُون ولاعةٌ وامرأَة لاعةٌ كذلك يقال أَتانٌ لاعةُ الفُؤادِ إِلى جَحْشِها قال الأَصمعي أَي لائعةُ الفواد وهي التي كأَنها وَلْهى من الفَزَعِ وأَنشد الأَعشى مُلْمِعٍ لاعةِ الفُؤادِ إِلى جَحْ شٍ فَلاهُ عنها فَبِئْسَ الفالي وفي حديث ابن مسعود إِني لأَجِدُ له من اللاَّعةِ ما أَجِدُ لِولدِي اللاَّعةُ واللَّوْعةُ ما يَجِدُه الإِنسان لِولَدِه وحَميمِه من الحُرْقة وشِدّة الحبِّ ورجل لاعٌ ولاعٍ حريصٌ سيِّء الخُلقِ جَزوعٌ على الجوع وغيره وقيل هو الذي يجوعُ قبل أَصحابِه وجَمْعُ اللاَّعِ أَلْواعٌ ولاعُونَ وامرأَة لاعةٌ وقد لِعْتُ لَوعاً ولاعاً ولُووعاً كَجَزِعْتُ جَزَعاً حكاها سيبويه وقال مرة لِعْتَ وأَنت لاِعٌ كبِعْتَ وأَنت بائِعٌ فوزن لِعْتَ على الأَول فَعِلْتَ ووزنه على الثاني فَعَلْتَ ورجل هاعٌ لاعٌ فهاعٌ جَزُوع ولاعٌ موجَعٌ هذه حكاية أَهل اللغة والصحيح مُتَوَجِّعٌ ليعبر عن فاعِلٍ بفاعِل وليس لاعٌ بإِتْباع لما تقدَّم من قولهم رجل لاعٌ دُونَ هاع فلو كان إِتباعاً لم يقولوه إِلاَّ معَ هاعٍ قال ابن بري الذي حكاه سيبويه لِعْتُ أَلاعُ فهو لاعٌ ولائِعٌ ولاعٌ عنده أَكثر وأَنشد أَبو زيد لمِرْداسِ بن حُصَين ولا فَرِحٌ بخَيْرٍ إِنْ أَتاه ولا جَزِعٌ من الحِدْثانِ لاع وقيل رجل هاعٌ لاعٌ أَي جَبانٌ جَزوعٌ وقد لاعَ يَلِيعُ وحكى ابن السكيت لِعْتُ أَلاعُ وهِعْتُ أَهاعُ وذكر الأَزهري في ترجمة هوع هِعْتُ أَهاعُ ولِعْتُ أَلاعُ هَيَعاناً ولَيَعاناً إِذا ضَجِرْتَ وقال عدي إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرِّجالَ فلا تَلَعْ وقُلْ مِثْلَ ما قالوا ولا تَتَرَنَّكِ قال ابن بزرج يقال لاعَ يَلاعُ لَيْعاً من الضَّجَرِ والجَزَعِ والحَزَنِ وهي اللَّوْعةُ ابن الأَعرابي لاعَ يَلاعُ لَوْعةً إِذا جَزِعَ أَو مَرِضَ ورجل هاعٌ لاعٌ وهائِعٌ لائِعٌ إِذا كان جَباناً ضَعيفاً وقد يقال لاعَني الهمُّ والحَزَنُ فالْتَعْتُ الْتِياعاً ويقال لا تَلَعْ أَي لا تَضْجَرْ قال الأَزهري قوله لا تَلَعْ من لاعَ كما يقال لا تَهَبْ من هابَ وامرأَة هاعةٌ لاعةٌ ورجل هائِعٌ لائِعٌ وامرأَة لاعةٌ كَلَعّةٍ تُغازِلُك ولا تُمَكِّنُك وقيل مليحة تديم نظرك إِليها من جمالها وقيل مليحة بعيدة من الريبة وقيل اللاَّعة المرأَة الحديدةُ الفؤادِ الشهْمةُ قال الأَزهري اللوْعةُ السواد حوْلَ حلمة المرأَة وقد أَلْعَى ثَدْيُها إِذا تَغَيَّر ابن الأَعرابي أَلواعُ الثَّدْيِ جمع لَوْعٍ وهو السوادُ الذي على الثدْيِ قال الأزهري هذا السواد يقال له لَعْوةٌ ولَوْعةٌ وهما لغتان قال زيادٌ الأَعْجَمُ كَذَبْتَ لم تَغْذُه سَوْداءُ مُقْرِفةٌ بِلَوْع ثَديٍ كأَنفِ الكلبِ دمّاعِ

متع
مَتَعَ النبيذُ يَمْتَعُ مُتوعاً اشتدَّت حمرته ونبي ماتِعٌ أَي شديدُ الحمْرةِ ومَتَعَ الحبْلُ اشتد وحَبْل ماتِعٌ جيِّدُ الفَتْلِ ويقال للجبل الطويل ماتِعٌ ومنه حديث كعب والدَّجّال يُسَخَّرُ معه جَبَلٌ ماتعٌ خِلاطُه ثَريدٌ أَي طويل شاهِقٌ ومَتَعَ الرجُلُ ومَتُعَ جادَ وظَرُفَ وقيل كا ما جادَ فقد مَتُعَ وهو ماتِعٌ والماتِعُ من كل شيء البالغُ في الجَوْدةِ الغاية في بابه وأَنشد خُذْه فقد أُعْطِيتَه جَيِّداً قد أُحْكِمَتْ صَنْعَتُه ماتِعا وقد ذكر الله تعالى المَتاعَ والتمتُّعَ والاسْتمتاعَ والتَّمْتِيعَ في مواضعَ من كتابه ومعانيها وإِن اختلفت راجعة إِلى أَصل واحد قال الأَزهري فأَما المَتاعُ في الأَصل فكل شيء يُنْتَفَعُ به ويُتَبَلَّغُ به ويُتَزَوَّدُ والفَناءُ يأْتي عليه في الدنيا والمُتْعةُ والمِتْعَةُ العُمْرةُ إِلى الحج وقد تَمَتَّعَ واسْتَمْتَعَ وقوله تعالى فمن تمتَّع بالعُمرة إِلى الحج صورة المُسْتَمْتِعِ بالعمرة إِلى الحجِّ أَنْ يُحْرِمَ بالعمرة في أَشهر الحج فإِذا أَحرم بالعمرة بعد إِهْلالِه شَوّالاً فقد صار متمتعاً بالعمرة إِلى الحج وسمي متمتعاً بالعمرة إِلى الحج لأَنه إِذا قدم مكة وطاف بالبيت وسعَى بين الصفا والمَرْوَةِ حلّ من عمرته وحلق رأْسه وذبح نُسُكَه الواجب عليه لتمتعه وحلّ له كل شيء كان حَرُمَ عليه في إِحْرامه من النساء والطِّيبِ ثم يُنْشِئ بعد ذلك إِحراماً جديداً للحج وقت نهوضه إِلى مِنًى أَو قبل ذلك من غير أَن يجب عليه الرجوع إِلى الميقات الذي أَنشأَ منه عمرته فذلك تمتعه بالعمرة إِلى الحج أَي انتفاعه وتبلغه بما انتفع به من حِلاق وطيب وتَنَظُّفٍ وقَضاء تَفَثٍ وإِلمام بأَهله إِن كانت معه وكل هذه الأَشياء كانت محرَّمة عليه فأُبيح له أَن يحل وينتفع بإِحلال هذه الأَشياء كلها مع ما سقط عنه من الرجوع إِلى الميقات والإِحرام منه بالحج فيكون قد تمتع بالعمرة في أَيام الحج أَي انتفع لأَنهم كانوا لا يرون العمرة في أَشهر الحج فأَجازها الإِسلام ومن ههنا قال الشافعي إِنّ المتمتع أَخَفُّ حالاً من القارنِ فافهمه وروي عن ابن عمر قال من اعتمر في أَشهر الحج في شوّال أَو ذي القعدة أَو ذي الحِجّةِ قبل الحج فقد استمتع والمُتْعةُ التمتُّع بالمرأَة لا تريد إِدامَتها لنفسك ومتعة التزويج بمكة منه وأَما قول الله عز وجل في سورة النساء بعقب ما حرم من النساء فقال وأَحلّ لكم ما وراء ذلكم أَن تبتغوا بأَموالكم مُحْصِنين غير مُسافِحينَ أَي عاقدي النكاح الحلال غير زناة فما استمتعتم به منهن فآتوهن أُجورهن فريضة فإِن الزجاج ذكر أَنّ هذه آية غلط فيها قوم غلطاً عظيماً لجهلهم باللغة وذلك أَنهم ذهبوا إِلى قوله فما استمتعتم به منهن من المتعة التي قد أَجمع أَهل العلم أَنها حرام وإِنما معنى فما استمتعتم به منهن فما نكحتم منهن على الشريطة التي جرى في الآية أَنه الإِحصان أَن تبتغوا بأَموالكم محصنينَ أَي عاقِدينَ التزويجَ أَي فما استمتعتم به منهن على عقد التزويج الذي جرى ذكره فآتوهنّ أُجورهن فريضة أَي مهورهن فإِن استمتع بالدخول بها آتى المهر تامّاً وإِن استمتع بعقد النكاح اتى نصف المهر قال الأَزهري المتاع في اللغة كل ما انتفع به فهو متاع وقوله ومَتِّعُوهُنّ على المُوسِع قَدَرُه ليس بمعنى زوّدوهن المُتَعَ إِنما معناه أَعطوهن ما يَسْتَمْتِعْنَ وكذلك قوله وللمطلَّقات متاع بالمعروف قال ومن زعم أَن قوله فما استمتعتم به منهن التي هي الشرط في التمتع الذي يفعله الرافضة فقد أَخطأَ خطأً عظيماً لأَن الآية واضحة بينة قال فإِن احتج محتج من الروافض بما يروى عن ابن عباس أَنه كان يرها حلالاً وأَنه كان يقرؤها فما استمتعتم به منهن إِلى أَجل مسمى فالثابت عندنا أَن ابن عباس كان يراها حلالاً ثم لما وقف على نهي النبي صلى الله عليه وسلم رجع عن إِحلالها قال عطاء سمعت ابن عباس يقول ما كانت المتعة إِلا رحمة رحم الله بها أُمة محمد صلى الله عليه وسلم فلولا نهيه عنها ما احتاج إِلى الزنا أَحد إِلا شَفًى والله ولكأَني أَسمع قوله إِلا شفًى عطاء القائل قال عطاء فهي التي في سورة النساء فما استمتعتم به منهن إِلى كذا وكذا من الأَجل على كذا وكذا شيئاً مسمى فإِن بدا لهما أَن يتراضيا بعد الأَجل وإِن تفرقا فهم وليس بنكاح هكذا الأصل قال الأَزهري وهذا حديث صحيح وهو الذي يبين أَن ابن عباس صح له نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن المتعة الشرطية وأَنه رجع عن إِحلالها إِلى تحريمها وقوله إِلا شفًى أَي إِلا أَن يُشْفِيَ أَي يُشْرِفَ على الزنا ولا يوافقه أَقام الاسم وهو الشَّفَى مُقام المصدر الحقيقي وهو الإِشْفاءُ على الشيء وحرف كل شيء شفاه ومنه قوله تعالى على شَفَى جُرُفٍ هارٍ وأَشْفَى على الهَلاكِ إِذا أَشْرَفَ عليه وإِنما بينت هذا البيان لئلا يَغُرَّ بعضُ الرافِضةِ غِرًّا من المسلمين فيحل له ما حرّمه الله عز وجل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فإِن النهي عن المتعة الشرطية صح من جهات لو لم يكن فيه غير ما روي عن أَمير المؤمنين علي بن أَبي طالب رضي الله عنه ونهيه ابن عباس عنها لكان كافياً وهي المتعة كانت ينتفع بها إِلى أَمد معلوم وقد كان مباحاً في أَوّل الإِسلام ثم حرم وهو الآن جائز عند الشيعة وَمَتَعَ النهارُ يَمْتَعُ مُتُوعاً ارْتَفَعَ وبَلَغَ غايةَ ارْتفاعِه قبل الزوال ومنه قول الشاعر وأَدْرَكْنا بها حَكَمَ بْنَ عَمْرٍو وقَدْ مَتَعَ النَّهارُ بِنا فَزَالا وقيل ارتفع وطال وأَنشد ابن بري قول سويد ابن أَبي كاهل يَسْبَحُ الآلُ على أَعْلامِها وعلى البِيدِ إِذا اليَوْمُ مَتَعْ ومَتَعَت الضُّحَى مُتُوعاً تَرَجَّلَت وبلغت الغاية وذلك إِلى أَوّل الضّحى وفي حديث ابن عباس أَنه كان يُفْتي الناس حتى إِذا مَتَعَ الضحى وسَئِمَ مَتَعَ النهارُ طالَ وامتدَّ وتعالى ومنه حديث مالك بن أَوس بينا أَناجالس في أَهلي حِينَ مَتَعَ النهارُ إِذا رسول عمَرَ رضي الله عنه فانطلقت إِليه ومَتَعَ السَّرابُ مُتُوعاً ارتفع في أَوّل النهار وقول جرير ومِنّا غَداةَ الرَّوْعِ فِتْيانُ نَجْدةٍ إِذا مَتَعَتْ بعد الأَكُفِّ الأَشاجِعُ أَي ارتفعت من وقولك مَتَعَ النهارُ والآلُ ورواه ابن الأَعرابي مُتِعَتْ ولم يفسره وقيل قوله إِذا مَتَعَتْ أَي إِذا احمرّت الأَكُفُّ والأَشاجِعُ من الدم ومُتْعةُ المرأَة ما وُصِلَتْ به بعدَ الطلاقِ وقد مَتَّعَها قال الأَزهريّ وأَما قوله تعالى وللمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بالمَعْروفِ حَقّاً على المتقين وقال في موضع آخر لا جُناح عليكم إِن طلقتم الناساء ما لم تمسوهن أَو تفرضوا لهن فريضة ومَتّعُوهُنّ على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقّاً على المحسنين قال الأَزهريّ وهذا التمتيع الذي ذكره الله عز وجل للمطلقات على وجهين أَحدهما واجب لا يسعه تركه والآخر غير واجب يستحب له فعله فالواجب للمطلقة التي لم يكن زوجها حين تزوّجها سمَّى لها صداقاً ولم يكن دخل بها حتى طلقها فعليه أَن يمتعها بما عز وهان من متاع ينفعها به من ثوب يُلبسها إِياه أَو خادم يَخْدُمُها أَو دراهم أَو طعام وهو غير مؤقت لأَن الله عز وجل لم يحصره بوقت وإِنما أَمر بتمتيعها فقط وقد قال على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف وأَما المُتْعةُ التي ليست بواجبة وهي مستحبة من جهة الإِحسان والمحافظة على العهد فأَن يتزوّج الرجل امرأَة ويسمي لها صداقاً ثم يطلقها قبل دخوله بها أَو بعده فيستحب له أَن يمتعها بمتعة سوى نصف المهر الذي وجب عليه لها إِن لم يكن دخل بها أَو المهر الواجب عليه كله إِن كان دخل بها فيمتعها بمتعة ينفعها بها وهي غير واجبة عليه ولكنه استحباب ليدخل في جملة المحسنين أَو المتقين والعرب تسمي ذلك كله مُتْعةً ومَتاعاً وتَحْميماً وحَمّاً وفي الحديث أَنّ عبد الرحمن طلق امرأَة فَمَتَّعَ بِوَليدة أَي أَعطاها أَمةً هو من هذا الذي يستحب للمطلق أَن يُعْطِيَ امرأَته عند طلاقها شيئاً يَهَبُها إِيّاه ورجلٌ ماتِعٌ طويل وأَمْتَعَ بالشيء وتَمَتَّعَ به واسْتَمْتَع دام له ما يسْتَمِدُّه منه وفي التنزيل واسْتَمْتَعْتُمْ بها قال أَبو ذؤَيب مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ مِنَ هْلِها جِهاراً ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجبْلِ يريد أَن الناس كلهم مُتْعةٌ للمَنايا والأَنسُ كالإِنْسِ والجبْلُ الكثير ومَتَّعه الله وأَمْتَعه بكذا أَبْقاه لِيَسْتَمْتِع به يقال أَمْتَعَ الله فُلاناً بفلانٍ إِمْتاعاً أَي أَبقاه لِيَسْتَمْتِع به فيما يُحِبُّ من الانْتفاعِ به والسُّرور بمكانه وأَمْتَعه الله بكذا ومَتَّعَه بمعنًى وفي التنزيل وأَن استغفِروا ربكم ثم توبوا إِليه يُمَتّعكم مَتاعاً حسَناً إِلى أَجلٍ مُسمًّى فمعناه أَي يُبْقِكم بَقاء في عافِيةٍ إِلى وقت وفاتكم ولا يَسْتَأْصِلْكُمْ بالعذاب كما استأْصل القُرى الذين كفروا ومَتَّعَ الله فلاناً وأمْتَعه إِذا أَبقاه وأَنْسَأَه إِلى أَن يَنْتَهِيَ شَبابُه ومنه قول لبيد يصف نخلاً نابتاً على الماء حتى طالَ طِوالُه إِلى السماء فقال سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصّفا وسَرِيُّه عُمٌّ نواعِمُ بَيْنَهُنَّ كُرُومُ والصَّفا والسَّرِيُّ نهرانِ مُتَخَلِّجانِ من نهر مُحَلِّمٍ الذي بالبحرين لسقي نخيل هَجَرَ كلّها وقوله تعالى مَتاعاً إِلى الحوْلِ غيرَ إِخْراجٍ أَرادَ مَتِّعُوهُنّ تمتيعاً فوضع متاعاً موضع تمتيع ولذلك عدَّاه بإِلى قال الأَزهري هذه الآية منسوخة بقوله والذين يُتَوَفَّوْنَ منكم ويَذَرُونَ أَزواجاً يَتَرَبَّصْنَ بأَنْفسهن أَربعة أَشهر وعشراً فَمُقامُ الحولِ منسوج باعتداد أَربعة أَشهر وعشر والوصية لهن منسوخة بما بين الله من ميراثها في آية المواريث وقرئ وصيَّةٌ لأَزواجهم ووصيةً بالرفع والنصب فمن نصب فعلى المصدر الذي أُريد به الفعل كأَنه قال لِيُوصُوا لهن وصية ومن رفع فعلى إِضمار فعليهم وصية لأَزواجهم ونصب قوله متاعاً على المصدر أَيضاً أَراد متِّعوهن متاعاً والمَتاعُ والمُتْعةُ اسْمانِ يَقُومانِ مَقامَ المصدر الحقيقي وهو التمتيع أَي انفعوهن بما تُوصُونَ به لهن من صِلةٍ تَقُوتُهن إِلى الحول وقوله تعالى أَفرأَيت إِنْ مَتَّعْناهُم سِنينَ ثم جاءهم ما كانوا يُوعَدُونَ قال ثعلب معناه أَطلنا أَعمارهم ثم جاءهم الموت والماتِعُ الطويل من كل شيء ومَتَّعَ الشيءَ طَوَّله ومنه قول لبيد البيت المقدّم وقول النابغة الذبياني إِلى خَيْرِ دِينٍ سُنَّةٍ قد عَلِمْته ومِيزانُه في سُورةِ المَجْدِ ماتِعُ أَي راجِحٌ زائِدٌ وأَمْتَعَه بالشيء ومَتَّعَه مَلأَه إِياه وأَمْتَعْتُ بالشيء أَي تَمَتَّعْتُ به وكذلك تَمَتَّعْتُ بأَهلي ومالي ومنه قول الراعي خَلِيلَيْنِ من شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجاوَرا قليلاً وكانا بالتَّفَرُّقِ أَمْتَعا
( * قوله « خليلين » الذي في الصحاح وشرح القاموس خليطين )
أَمتَعا ههنا تَمتَّعا والاسم من كل ذلك المَتاعُ وهو في تفسير الأَصمعي مُتَعَدّ بمعن مَتَّعَ وأَنشد أَبو عمرو للراعي ولكِنَّما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّه بِفِرْقٍ يُخَشِّيه بِهَجْهَجَ ناعِقُه أَي تَمَتَّعَ جَدُّه بِفِرْقٍ من الغنم وخالف الأَصمعي أَبا زيد وأَبا عمرو في البيت الأَوّل ورواه وكانا للتفَرُّقِ أَمْتَعا باللام يقول ليس من أَحد يفارق صاحبه إِلا أَمْتَعَه بشيء يذكره به فكان ما أَمتَعَ كل واحد من هذين صاحبه أَن فارَقه أَي كانا مُتجاوِرَيْن في المُرْتَبَعِ فلما انقضى الرَّبِيعُ تفرقا وروي البيت الثاني وأَمْتَعَ جَدَّه بالنصب أَي أَمتعَ الله جَدَّه وقال الكسائي طالما أُمْتِعَ بالعافية في معنى مُتِّعَ وتَمَتَّعَ وقول الله تعالى فاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاقِكم قال الفراء اسْتَمْتَعُوا يقول رَضُوا بنصيبهم في الدنيا من أَنصبائهم في الآخرة وفعلتم أَنتم كما فعلوا ويقال أَمْتَعْتُ عن فلان أَي اسْتَغْنَيْتُ عنه والمُتْعةُ والمِتْعةُ والمَتْعةُ أَيضاً البُلْغةُ ويقول الرجل لصاحبه ابْغِني مُتْعةً أَعِيشُ بها أَي ابْغِ لي شيئاً آكُلُه أَو زاداً أَتَزَوَّدُه أَو قوتاً أَقتاته ومنه قول الأَعشى يصف صائداً مِنْ آلِ نَبْهانَ يَبْغِي صَحْبَه مُتَعا أَي يَبْغِي لأَصحابه صيداً يعيشون به والمُتَعُ جمع مُتْعةٍ قال الليث ومنهم من يقول مِتْعةٌ وجمعها مِتَعٌ وقيل المُتْعةُ الزاد القليل وجمعها مُتَعٌ قال الأَزهري وكذلك قوله تعالى يا قوم إِنما هذه الحياة الدنيا مَتاعٌ أَي بُلْغةٌ يُتَبلَّغُ به لا بقاء له ويقال لا يُمْتِعُني هذا الثوبُ أَي لا يَبْقى لي ومنه يقال أَمْتَعَ الله بك أَبو عبيدة في قوله فأُمَتِّعُه أي أُؤخره ومنه يقال أَمْتَعَك الله بطول العمر وأَما قول بعض العرب يهجو امرأَته لو جُمِعَ الثلاث والرُّباعُ وحِنْطةُ الأَرضِ التي تُباعُ لم تَرَهُ إِلاّ هُوَ المَتاعُ فإِنه هجا امرأَته والثلاث والرباع أَحدهما كيل معلوم والآخر وزن معلوم يقول لو جُمِعَ لها ما يكالُ أَو بوزن لم تره المرأَة إِلا مُتْعةً قليلة قال الله عز وجل ما هذه الحياة الدنيا إِلاّ متاع وقول الله عز وجلّ ليس عليكم جُناح أَن تدخلا بيوتاً غير مسكونة فيها متاعٌ لكم جاء في التفسير أَنه عنى ببيوت غير مسكونة الخانات والفنادِقَ التي تنزلها السابِلةُ ولا يُقيمون فيها إِلا مُقامَ ظاعن وقيل إِنه عنى بها الخَراباتِ التي يدخلها أَبناء السبيل للانتِفاصِ من بول أَو خَلاء ومعنى قوله عز وجل فيها متاعٌ لكم أَي مَنْفَعةٌ لكم تَقْضُون فيها حوائجكم مسترين عن الأَبْصارِ ورُؤية الناس فذلك المَتاعُ والله أَعلم بما أَراد وقال ابن المظفر المَتاعُ من أَمْتِعةِ البيت ما يَسْتَمْتِعُ به الإِنسان في حَوائِجه وكذلك كل شيء قال والدنيا متاع الغرور يقول إنما العَيْشُ متاع أَيام ثم يزول أَي بَقاء أَيام والمَتاعُ السَّلْعةُ والمَتاعُ أَيضاً المنفعة وما تَمَتَّعْتَ به وفي حديث ابن الأَكْوَعِ قالوا يا رسول الله لولا مَتَّعْتنا به أَي تركتنا ننتفع به وفي الحديث أَنه حرّم المدينة ورخّص في متاعِ الناصح أَراد أَداة البعير التي تؤخذ من الشجر فسماها متاعاً والمتاعُ كل ما يُنْتَفعُ به من عُروضِ الدنيا قليلِها وكثيرِها ومَتَعَ بالشيء ذهب به يَمْتَعُ مَتْعاً يقال لئن اشتريت هذا الغلام لتَمْتَعَنّ منه بغلام صالح أَي لتَذْهَبَنَّ به قال المُشَعَّثُ تَمَتَّعْ يا مُشَعَّثُ إِنَّ شيئاً سَبَقْتَ به المَماتَ هو المَتاعُ وبهذا البيت سمي مُشَعَّثاً والمَتاعُ المالُ والأَثاث والجمع أَمْتعةٌ وأَماتِعُ جمع الجمع وحكى ابن الأَعرابي أَماتِيعَ فهو من باب أَقاطِيعَ ومتاعُ المرأَةِ هَنُها والمَتْعُ والمُتْعُ الكيْدُ الأَخيرة عن كراع والأُولى أَعلى قال رؤبة من مَتْعِ أَعْداءٍ وحوْضٍ تَهْدِمُه وماتِعٌ اسم

مثع
المَثَعُ مِشْيةٌ قبيحة للنساء مَثَعَتِ المرأَة تَمْثَعُ مَثْعاً وتَمْثُعُ ومَثِعَت كلاهما مَشَتْ مِشْيةً قبيحة وضَبُعٌ مَثْعاء كذلك قال المعْنيُّ كالضَّبُعِ المَثْعاء عَنَّاها السُّدُمْ تَحْفِرُه من جانِبٍ ويَنْهَدِمْ المَثْعاءُ الضَّبُعُ المُنْتِنةُ

مجع
المَجْعُ والتمجُّعُ أَكل التمر اليابس ومَجَعَ يَمْجُعُ مَجْعاً وتَمَجَّعَ أَكل التمر باللبن معاً وقيل هو أَن يأْكل التمر ويشرب عليه اللبن يقال هو لا يزال يَتَمَجَّعُ وهو أَن يَحْسُوَ حَسْوةً من اللبن ويَلْقَمَ عليها تَمْرةً وذلك المَجِيعُ عند العرب وربما أُلْقِيَ التمرُ في اللبن حتى يتشربه فيؤكل التمرُ وتَبْقى المَجاعةُ وفي حديث بعضهم دخلت على رجل وهو يَتَمَجَّعُ من ذلك وقيل المَجِيعُ التمر يُعْجَنُ باللبن وهو ضرب من الطعام وقال إِنَّ في دارِنا ثلاثَ حَبالى فَوَدِدْنا أنْ لو وَضَعْنَ جَمِيعا جارَتي ثم هِرَّتي ثم شاتي فإِذا ما وَضَعْنَ كُنّ رَبيعا جارتي للخَبِيص والهرُّ للفأْ رِ وشاتي إِذا اشْتَهَيْنا مَجِيعا كأَنه قال وشاتي للمَجِيع إِذا اشْتَهَيْناه والمجاعةُ فُضالةُ المَجِيع ورجل مَجّاعٌ ومَجّاعةٌ ومُجّاعةٌ إِذا كان يجب المَجِيعَ وهو كثير التمجُّع وتماجَعَ الرجلانِ تَماجَنا وتَرافَثا ومَجِعَ الرجلُ بالكسر يَمْجَعُ مَجاعةً إِذا تماجَنَ والمِجْعُ والمُجْعةُ والمُجَعةُ مثال الهُمَزةِ الرجل الأَحمق الذي إِذا جلس لم يَكَدْ يَبْرَحُ مكانه والأُنثى مِجْعةٌ قال ابن سيده وأرى أَنه حُكِيَ فيه المِجَعةُ قال ابن بري المِجْعُ الجاهِلُ وقيل المازِحُ ويقال مَجُعَ مَجاعةً بالضم مِثل قَبُحَ قباحةً وفي حديث عمر بن عبد العزيز أَنه دخل على سليمان ابن عبد الملك فَمازَحَه بكلمة فقال إِياي وكلامَ المِجَعةِ واحدهم مِجْعٌ مثل قِرَدةٍ وقِرْدٍ قال الزمخشري لو روي بالسكون لكان المراد إِياي وكلامَ المرأَةِ الغَزِلةِ ويروى إِيّايَ وكلامَ المَجاعة أَي التصريح بالرَّفَثِ يقال في نساء بني فلان مَجاعةٌ أَي يُصَرِّحْنَ بالرَّفَثِ الذي يكنى عنه وقوله إِياي يقول احْذَرُوني وجَنِّبُوني وتَنَحَّوا عَني وامرأَة مَجِعةٌ قليلةُ الحَياءِ مثال جَلِعةٍ في الوزْنِ والمعنى عن يعقوب والمَجِعةُ المتكلمة بالفُحْشِ والاسم المَجاعةُ والمِجْعُ والمَجْعُ الداعِرُ وهو مِجْع نساء يُجالِسُهُنّ ويَتَحَدَّثُ إِليهن ومَجّاعٌ اسم

مدع
مَيْدُوعٌ فرس عبد الحرث بن ضِرار الضَّبِّيّ

مذع
مَذَعَ يَمْذَعُ مَذْعاً أَخبر ببعض الأَمر ثم كَتَمَه وقيل قَطَعَه وأَخذ في غيره ورجل مَذَّاعٌ مُتَمَلِّقٌ كَذَّابٌ لا يَقِي ولا يَحْفَظُ أَحداً بظهر الغَيْبِ وقد مَذَعَ إِذا كَذَبَ ومَذَعَ فلان يميناً إِذا حلف والمَذَّاعُ أَيضاً الذي لا يَكْتُم سِرًّا ومِذْعى حَفْرٌ بالحَزِيز حَزِيزَ رامةَ مؤنث مقصور قال جرير سَمَتْ لَكَ منها حاجةٌ بَيْنَ ثَهْمَدٍ ومِذْعى وأَعناقُ المَطِيِّ خَواضِعُ والمَذْعُ سَيَلانُ المَزادةِ والمَذْعُ السَّيَلانُ من العيون التي تكون في شَعَفاتِ الجبالِ ومَذَعَ ببوله أَي رَمى به وقال الأَزهري في ترجمة بذع البَذْعُ قَطْرُ حُبِّ الماءِ قال وهو المَذْعُ أَيضاً يقال بَذَعَ ومَذَعَ إِذا قَطَرَ

مرع
المَرْعُ الكَلأُ والجمع أَمْرُعٌ وأَمْراعٌ مثل يَمْنٍ وأَيْمُنٍ وأَيمانٍ قال أَبو ذؤيب يعني عَضَّ السِنِينَ المُجْدِبةِ أَكَلَ الجَمِيمَ وطاوَعَتْه سَمْحجٌ مثْلُ القَناةِ وأَزْعَلَتْه الأَمْرُعُ ذكر الجوهري في هذا الفصل المَرِيعُ الخَصِيبُ والجمع أَمْرُعٌ وأَمْراعٌ قال ابن بري لا يصح أَن يجمع مَرِيعٌ على أَمْرُعٍ لأَنّ فَعِيلاً لا يجمع على أَفْعُلٍ إِلا إِذا كان مؤنثاً نحو يمِينٍ وأَيْمُنٍ وأَما أَمْرُعٌ في بيت أَبي ذؤيب فهو جمع مَرْعٍ وهو الكَلأُ قال أَعرابي أَتَتْ علينا أَعوامٌ أَمْرُعٌ إِذا كانت خَصْبةً ومَرَعَ المكانُ والوادِي مَرْعاً ومَراعةً ومَرِعَ مَرَعاً وأَمْرَعَ كلُّه أَخْصَبَ وأَكْلأَ وقيل لم يأْت مَرَعَ ويجوز مَرُعَ ومَرِعَ الرجل إِذا وَقَعَ في خِصْبٍ ومَرِع إِذا تَنَعَّمَ ومكانٌ مَرِعٌ ومَرِيعٌ خَصِيب مُمْرِع ناجِعٌ قال الأَعشى سَلِسٌ مُقَلَّدُه أَسِي لٌ خَدُّه مَرِعٌ جَنابُهْ وأَمْرَعَ القومُ أَصابوا الكَلأَ فأَخْصَبُوا وفي المثل أَمْرَعْتَ فانْزِلْ وأَنشد ابن بري بما شِئْتَ من خَزٍّ وأَمْرَعْتَ فانْزِلِ ويقال للقوم مُمْرِعُون إِذا كانت مواشِيهم في خِصْبٍ وأَرض أُمْرُوعةٌ أَي خصيبة ابن شميل المُمْرِعةُ الأَرض المُعْشِبةُ المُكْلِئةُ وقد أَمْرَعَت الأَرضُ إِذا شَبِعَ غنمها وأَمْرَعَتْ إِذا أَكْلأَتْ في الشجر والبقل ولا يزال يقال لها مُمْرِعةٌ ما دامت مُكْلِئةً من الربيع واليَبِيسِ وأَمْرَعَتِ الأَرضُ إِذا أَعْشَبَتْ وغَيْثٌ مَرِيعٌ ومِمْراعٌ تُمْرِعُ عنه الأَرضُ وفي حديث الاستسقاء أَن النبي صلى الله عليه وسلم دَعا فقال اللهم اسْقِنا غَيْثاً مَرِيئاً مَرِيعاً مُرْبِعاً المَرِيعُ ذُو المَراعةِ والخِصْبِ يقال أَمْرَعَ الوادي إِذا أَخْصَبَ قال ابن مقبل وغَيْث مَرِيع لم يُجَدَّعْ نَباتُه أَي لم ينقطع عنه المطر فَيُجَدَّعَ كما يجدّع الصبي إِذا لم يَرْوَ من اللبن فيسوءَ غِذاؤه ويُهْزَلَ ومَمارِيعُ الأَرضِ مَكارِمُها قال أَعني بمكارمها التي هي جمع مَكْرُمةٍ حكاه أَبو حنيفة ولم يذكر لها واحداً ورجل مَرِيعُ الجنابِ كثير الخير على المثل وأَمْرَعَتِ الأَرضُ شَبِعَ مالُها كلُّه قال أَمْرَعَتِ الأرضُ لَوَ نَّ مالا لو أَنَّ نُوقاً لَكَ أَو جِمالا أَو ثَلّةً من غَنَمٍ إِمَّالا والمُرَعُ طير صِغار لا يظهر إِلا في المطر شبيه بالدُّرّاجة واحدته مُرَعةٌ مثل هُمَزةٍ مثل رُطَبٍ ورُطَبةٍ قال سيبويه ليس المُرَعُ تكسير مُرَعةٍ إِنما هو من باب ثَمْرة وتَمْر لأَن فُعَلةَ لا تكسَّر لقلها في كلامها أَلا تراهم قالوا هذا المُرَعُففذكّروا فلو كان كالغُرَفِ لأَنَّثُوا ابن الأَعرابي المُرْعةُ طائر طويل وجمعها مُرَعٌ وأَنشد لمليح سَقَى جارَتَيْ سُعْدَى وسُعْدَى ورَهْطَها وحيثُ التَقَى شَرْقٌ بِسُعْدَى ومَغْرِبُ بِذي هَيْدبٍ أَيْما الرُّبا تحتَ وَدْقِه فَترْوَى وأَيْما كلُّ وادٍ فَيَرْعَبُ له مُرَعٌ يَخْرُجْنَ من تحتِ وَدْقِه منَ الماءِ جُونٌ رِيشُها يَتَصَبَّبُ قال أَبو عمرو المُرْعةُ طائر أَبيض حسَنُ اللونِ طيب الطعم في قدر السُّمانَى وفي حديث ابن عباس أَنه سئل عن السَّلْوى فقال هي المُرَعةُ قال ابن الأَثير هو طائر أَبيض حسن اللون طويل الرجلين بقدر السُّمانى قال إِنه يقع في المطر من السماء ومارِعةُ مِلكٌ في الدهْرِ الأوّل وبنو مارِعةَ بطن يقال لهم الموارِعُ ومَرْوَعُ أَرض قال رؤْبة في جَوْفِ أَجْنَى من حِفافى مَرْوَعا وأَمْرَعَ رأْسَه بدُهْنٍ أَي أَكْثَرَ منه وأَوْسَعَه يقال أَمرِعْ رأْسك وامْرَعْه أَي أَكثر منه قال رؤبة كَغُصْنِ بانٍ عُودُه سَرََعْرَعُ كأَنَّ وَرْداً من دِهانٍ يُمْرَعُ لَوْنِي ولو هَبَّتْ عَقِيمٌ تَسْفَعُ يقول كأَنَّ لونه يُعْلَى بالدُّهْنِ لصَفائِه ابن الأَعرابي أَمْرَعَ المكانُ لا غير ومَرَعَ رأْسَه بالدهن إِذا مَسَحَه

مزع
المَزْعُ شدّةُ السير قال النابغة والخَيْلَ تَمْزَعُ غَرْباً في أَعِنَّتها كالطَّيْرِ تَنْجُو من الشُّؤْبُوبِ ذي البَرَدِ مَزَعَ البعيرُ في عَدْوِه يَمْزَعُ مَزْعاً أَسْرَع في عَدْوه وكذلك الفرسُ والظبْيُ وقيل العَدْو الخفيف وقيل هو أَوّل العدْو وآخر المشْي ويقال للظبي إِذا عَدا مَزَعَ وقَزَعَ وفرس مِمْزَعٌ قال طفيل وكلّ طَمُوحِ الطَّرْفِ شَقَّاءَ شَطْبةٍ مُقَرِّبةِ كَبْداءَ جَرْداءَ مِمْزَعِ والمَزْعِيُّ النَّمّامُ وقد يكون السيّارَ بالليل والقنافِذُ تَمْزَعُ بالليل مَزْعاً إِذا سَعَتْ فأَسْرَعَتْ وأَنشد الرياشي لعبدة بن الطبيب يضرب مثلاً للنمام قومٌ إِذا دَمَسَ الظّلامُ عليهمُ حَدَجُوا قَنافِذَ بالنميمةِ تَمْزَعُ لبن الأَعرابي القُنْفُذُ يقال لها المَزّاعُ ومَزَعَ القُطْنَ يَمْزَعُه مَزْعاً نَفَشَه ومَزَّعَتِ المرأَةُ القطنَ بِيَدِها إِذا زَبَّدَتْه وقَطَّعَتْه ثم أَلَّفَتْه فجوّدته بذلك والمُزْعةُ القِطْعةُ من القُطْنِ والرِّيشِ واللحم ونحوِها والمِزْعةُ بالكسر من الريش والقطن مثل المِزْقةِ من الخِرَقِ وجمعها مِزَعٌ ومنه قول الشاعر يصف ظليماً مِزعٌ يُطَيِّره أَزَفُّ خَذُومُ أَي سريع ومُزاعةُ الشيء سُقاطَتُه ومَزَّعَ اللحمَ فَتَمزَّع فَرَّقَه فتفرق وفي حديث جابر فقال لهم تَمَزَّعُوه فأَوفاهُمُ الذي لهم أَي تقاسَموه وفَرَّقُوه بينكم والتَّمزِيعُ التفْرِيقُ يقال مَزَّعَ فلان أَمرَه تَمْزِيعاً إِذا فَرَّقَه والمُزْعةُ بقيَّةُ الدسَمِ وتَمَزَّعَ غيظاً تقطّع وفي الحديث أَنه غَضِبَ غَضَباً شديداً حتى تَخَيَّلَ لي أَنّ أَنفه يَتَمَزَّعُ من شدةِ غَضَبِه أَي يَتَقَطَّعُ ويتشقّق غَضَباً قال أَبو عبيد ليس يتمزع بشيء ولكني أَحسبه يَتَرَمَّعُ وهو أَن تراه كأَنه يُرْعِدُ من الغضب ولم ينكر أَبو عبيد أَن يكون التمزع بمعنى التقَطّع وإِنما استبعد المعنى والمُزْعةُ بالضم قِطْعةُ لحم يقال ما عليه مُزْعةُ لحم أَي ما عليه حُزّةُ لحم وكذلك ما في وجهه لُحادةُ لحم أَبو عبيد في باب النفي ما عليه مُزْعةُ لحم وفي الحديث لا تَزالُ المسأَلة بالعبد حتى يلقى الله وما في وجهه مُزْعةُ لحم أَي قِطْعةٌ يسيرة من اللحم أَبو عمرو ما ذُقْتُ مُزْعةَ لحم ولا حذْفةً ولا حِذْيةً ولا لحبةً ولا حِرْباءةً ولا يَرْبوعةً ولا ملاكاً ولا ملُوكاً بمعنى واحد ومَزَّعَ اللحمَ تَمْزِيعاً قطَّعه قال خبيب وذلكَ في ذاتِ الإِلَهِ وإِن يَشَأ يُبارِكْ على أَوْصالِ شِلْوٍ مُمَزّعِ وما في الإِناءِ مُزْعةٌ من الماءِ أَي جُرعةٌ

مسع
الأَصمعي يقال لريح الشَّمالِ مِسْعٌ ونِسْعٌ وأَنشد الجوهري للمُتَنَخِّل الهُذَلي وقال ابن بري هو لأَبي ذؤيب لا للمتنخل قد حالَ بَيْنَ دَرِيسَيْه مُؤَوِّبةٌ مِسْعٌ لها عِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ قوله مُؤَوِّبةٌ أَي ريحٌ تجيءُ مع الليل والمَسْعِيُّ من الرجال الكثير السيْرِ القويُّ عليه

مشع
المَشْعُ ضرْبٌ من الأَكل كأَكلِكَ القِثّاء وقد مَشَعَ القِثّاءَ مَشْعاً أَي مَضَغَه وقيل المَشْعُ أَكلُ القِثّاء وغيره مما له جَرْسٌ عند الأَكل ويقال مَشَعْنا القَصْعةَ أَي أَكلنا كلّ ما فيها والمَشْعُ السير السهل والتمشُّعُ الاستنجاءُ والتمْشِيعُ التمْسِيح وفي الحديث أَنه نهى أَن يُتَمَشَّعَ برَوْثٍ أَو عَظْمٍ التمشُّعُ التمسُّحُ في الاستنجاء قال الأَزهري وهو حرف صحيح وتَمَشَّعَ وامْتَشَعَ إِذا أَزال عنه الأَذى ومَشَعَ القُطْنَ يَمْشَعُه مَشْعاً نَفَشَه بيده والمِشْعةُ والمَشِيعةُ القِطْعةُ منه والمَشْعُ الكَسَبُ ومَشَعَ يَمْشَعُ مَشْعاً ومُشُوعاً كَسَبَ وجَمَع ورجل مَشُوعٌ كَسُوبٌ قال وليس بخَيْرٍ من أَبٍ غيرَ أَنه إِذا اغْبَرّ آفاقُ البلادِ مَشُوعُ ومَشَعْتُ الغنَمَ حَلَبْتُها وامْتَشَعْتُ ما في الضّرْعِ وامْتَشَقْتُه إِذا لم تدَع فيه شيئاً وكذلك امْتَشَعْتُ ما في يَدَيْ فلان وامْتَشَقْته إِذا أَخذت ما في يده كله وامتشع السفَ من غِمْدِه وامْتَلَخه إِذا امْتَعَدَه وسلَّه مُسْرِعاً ويقال امْتَشِعْ من فلان ما مَشَعَ لك أَي خُذْ منه ما وجدْت قال ابن الأَعرابي امْتَشَعَ الرجل ثوب صاحبه أَي اخْتَلَسَه وذنبٌ مَشُوعٌ

مصع
المَصْع التحريك وقيل هو عَدْوٌ شديد يحرك فيه الذنب ومرّ يَمْصَعُ أَي يُسْرِعُ مثل يَمْزَعُ وأَنشد أَبو عمرو يَمْصَع في قِطْعةِ طَيْلَسانِ مَصْعاً كَمَصْعِ ذكَرِ الوِرْلانِ ومَصَعَتِ الدابةُ بذَنَبِها مَصْعاً حركته من غير عَدْوٍ والدابة تَمْصَعُ بذنبها قال رؤبة إِذا بَدا مِنْهُنّ إِنْقاضُ النُّقَقْ بَصْبَصْنَ واقْشَعْرَوْنَ من خوْفِ الرَّهَقْ يَمْصَعْنَ بالأَذْنابِ من لُوحٍ وَبَقْ اللوح العطش والإِنْقاض الصوتُ والنُّقَقُ الضَّفادِعُ جمع نَقُوقٍ وكان حقه نُقُقٌ ففتح لتوالي الضمتين وفي حديث زيد بن ثابت والفتنةُ قد مَصَعَتْهم أَي عَرَكَتْهم ونالت منهم هو من المَصْعِ الذي هو الحركة والضرْبُ والمُماصَعةُ والمِصاعُ المُجالدَة والمُضارَبةُ وفي حديث عبيد ابن عمير في الموقوذة إِذا مَصَعَتْ بذَنبها أَي حرّكَتْه وضربَتْ به وفي حديث دم الحيض فَمَصَعَتْه بظُفُرِها أَي حرّكته وفَرَكَتْه ومَصَعَ الفرسُ يَمْصَعُ مَصْعاً مَرَّ مَرًّا خفيفاً ومَصَع البعيرُ يَمْصَعُ مَصْعاً أَسْرَعَ ومَصَعَ الرجُلُ في الأَرض يَمْصَعُ مَصْعاً وامْتَصَعَ إِذا ذهب فيها قال الأَغلب العجلي وهُنَّ يَمْصَعْنَ امْتِصاعَ الأَظْبِ مُتَّسِقاتٍ كاتِّساقِ الجَنْبِ ومَصَعَ لبنُ الناقة منه يَمْصَعُ مُصُوعاً الآتي والمصدر جميعاً عن اللحياني ذهب فهي ماصِعةُ الدَّرِّ وكلّ شيء ولَّى وقد ذهَب فقد مَصَعَ وأَمْصَعَ الرجلُ إِذا ذهَب لبَنُ إِبِلِه وأَمْصَعَ القومُ مَصَعَتْ أَلْبانُ إِبِلِهم ومَصَعَت إِبلهم ذهَبَت أَلبانُها واستعاره بعضهم للماء فقال أَنشده اللحياني أَصْبَحَ حوْضاكَ لِمَنْ يَراهما مُسَمِّلَيْنِ ماصِعاً قِراهُما ومَصَعَ البردُ أَي ذهَب ومَصَعْتُ ضَرْعَ الناقةِ إِذا ضَرَبْتَه بالماءِ البارِدِ والمَصْعُ القِلّةُ ومَصَعَ الحوْضَ بماء قليل بَلَّه ونضحَه ومَصَعَ الحوضُ إِذا نَشِفَ ماؤه ومَصَعَ ماءُ الحوض إِذا نَشَّفَه الحوضُ ومَصَعَت الناقةُ هُزالاً قال وكلُّ مُولٍّ ماصِعٌ والمَصْعُ السوْقُ ومَصَعَه بالسوط ضرَبه ضرَباتٍ قليلةً ثلاثاً أَو أَربعاً والمصْع الضرْبُ بالسيف ورجل مَصِعٌ وأَنشد رُبْ هَيْضَلٍ مَصِعٍ لَفَفْتُ بِهَيْضَلِ والمُماصَعةُ المُقاتَلةُ والمُجالَدة بالسيوف وأَنشد القُطامي تَراهُم يَغْمِزُونَ مَنِ اسْتَرَكُّوا ويَجْتَنِبُونَ مَنْ صَدَقَ المِصاعا وفي حديث ثقِيفٍ تركوا المِصاعَ أَي الجِلادَ والضِّرابَ وماصَعَ قِرْنَه مُماصَعةً ومِصاعاً جالَده بالسيف ونحوه وأَنشد سيبويه للزبرقان يَهْدِي الخَمِيسَ نِجاداً في مَطالِعِها إِمّا المِصاعُ وإِمّا ضَرْبةٌ رُعبُ وأَنشد الأَصمعي يصف الجواري إِذا هُنَّ نازَلْنَ أَقْرانَهُنَّ وكان المِصاع في الجُؤَنْ يعني قتال النساءِ الرجالَ بما عليهن من الطيب والزينة ورجل مَصِعٌ مقاتل بالسيف قال ووراء الثَّأْرِ مِنِّي ابن أُخْتٍ مَصِعٌ عُقْدَتُه ما تُحَلُّ والمَصِعُ الغلامُ الذي يَلْعَب بالمِخْراقِ ومَصَعَ البرْعقُ أَي أَوْمَضَ قال ابن الأَعرابي وسئل أَعرابي عن البرق فقال مَصْعةُ مَلَكٍ أَي يَضْرِبُ السحابةَ ضَرْبةً فَتَرى النِّيرانَ وفي حديث مجاهد البرْقُ مَصْعُ مَلَكٍ يسُوقُ السحابَ أَي يضرب السحاب ضربة فتَرى البرْقَ يَلْمَعُ وقيل معناه في اللغة التحريك والضرب فكأَن السوط يقع به للسحاب وتحريك له والماصِعُ البَرَّاقُ وقيل المُتَغيرُ ومنه قول ابن مقبل فأَفْرَغْنَ من ماصِعٍ لوْنُه على قُلُصٍ يَنْتَهِبْنَ السِّجالا هكذا رواه أَبو عبيد والرواية فأَفْرَغْتُ من ماصِعٍ لأَن قبله فأَوْرَدْتُها مَنْهَلاً آجِناً نُعاجِلُ حِلاًّ به وارْتِحالا ويروى نُعالِجُ قوله فأَفْرَغْتُ من ماصِعٍ لوْنُه أَي سَقَيْتُها من ماء خالص أَبيض له لَمَعانٌ كَلَمْعِ البرق من صَفائِه والسِّجالُ جمع سَجْلٍ للدَّلْوِ وقال الأَزهري في ترجمة نصع عند ذكر هذا البيت وقد قال ذو الرمة ماصِع فجعله ماء قليلاً وقال شمر ماصِعٌ يريد ناصِعٌ صير النون ميماً قال الأَزهري وقد قال ابن مقبل في شِعْرٍ له آخَرَ فجعل الماصِعَ كَدراً فقال عَبَّتْ بِمِشْفَرِها وفضْلِ زِمامِها في فَضْلةٍ من ماصِعٍ مُتَكَدِّرِ والمَصِعُ الشيْخُ الزَّحّارُ قال الأَزهريّ ومن هذا قولهم قَبَّحَه اللهُ وأُمًّا مَصَعَتْ به وهو أَن تُلْقِيَ المرأَةُ ولدَها بزَحْرةٍ واحدةٍ وتَرْمِيَه ومَصَعَ بالشيء رمى به ومَصَعَ الطائرُ بذَرْقِه مَصْعاً رمى وقال الأَصمعي يقال مَصَعَتِ الأُمّ بولدها وأَمْصَعَت به بالأَلف وأَخْفَدَت به وحَطَأَتْ به وزَكَبَت به ومَصَعَ بسَلْحِه مَصْعاً رمى به من فَرَقٍ أَو عَجَلةٍ وقيل كلُّ ما رُمِيَ به فقد مُصِعَ به مَصْعاً وقوله أَنشده ثعلب ولم يفسره تَرى أَثَرَ الحيّاتِ فيها كأَنَّها مَماصِعُ وِلْدانٍ بقُضْبانِ إِسْحِلِ قال ابن سيده وعندي أَنها المَرامي أَو المَلاعِبُ أَو ما أَشْبَه ذلك والمَصُوعُ الفَرُوقُ والمُصْعُ والمُصَعُ حَمْلُ العَوْسَجِ وثَمَرُه وهو أَحمر يؤكل الواحدة مُصْعةٌ ومُصَعة يقال هو أَحمر كالمُصَعَةِ يعني ثمرة العوْسَجِ ومنه ضَرْبٌ أَسود لا يؤكل على أَرْدإِ العَوْسَجِ وأَخْبَثِه شوْكاً قال ابن بري شاهد المُصَعِ قول الضبّيّ أَكانَ كَرِّي وإِقْدامي بِفي جُرَذٍ بين العَواسِجِ أَحْنى حَوْلَه المُصَعُ ؟ والمُصْعةُ والمُصَعةُ مثال الهُمَزة طائر صغير أَخضرُ يأْخذه الفخ والأَخيرة عن كراع ويروى قول الشمّاخِ يصِفُ نَبْعةً فَمَظَّعَها شَهْرَيْن ماءَ لِحائِها ويَنْظُرُ فيها أَيَّها هو غامِزُ بالصاد غير معجمة يقول ترَك عليها قِشْرها حتى جَفَّ عليها لِيطُها وأَيَّها منصوب بغامِزٌ والصحيح في الرواية فمَظَّعَها أَي شَرَّبَها ماءَ لِحائِها وهو فِعْلٌ مُتَعَدٍّ إِلى مفعولين كَشَرَّبَ وفي نوادر الأَعراب يقال أَنْصَعْتُ له بالحقّ وأَمْصَعْتُ وعَجَّرْتُ وعَنَّقْتُ إِذا أَقرّ به وأَعطاه عفواً

مضع
مَضَعَه يَمْضَعُه مَضْعاً تَناوَلَ عِرْضَه والمُمْضَعُ المُطْعَمُ للصيد عن ثعلب وأَنشد رَمَتْنيَ مَيٌّ بالهَوى رَمْيَ مُمْضَعٍ من الوَحْشِ لَوْطٍ لم تَعُقْه الأَوانِسُ

مطع
المَطْعُ ضربٌ من الأَكل بأَدنى الفَمِ والتناوُلُ في الأَكل بالثنايا وما يليها من مُقَدّمِ الأَسنان يقال هو ماطِعٌ ناطِعٌ بمعنى واحد وهو القَضْمُ ومَطَعَ في الأَرض مَطْعاً ومُطُوعاً ذهَب فلم يوجد

مظع
مَظَعَ الوَتَرَ يَمْظَعُه مَظْعاً ومَظَّعَه تَمْظِيعاً مَلَّسَه ويبَّسَه وقيل وأَلانه وكذلك الخشبة وقيل كلُّ ما أَلانَه ومَلَّسَه فقد مَظَعَه ومَظَعَتِ الريحُ الخَشَبة امْتَخَرَتْ نُدُوَّتَها ومَظَّعْتُ الخشَبةَ إِذا قَطَعْتَها رطْبةً ثم وَضعْتَها بِلِحائها في الشمس حتى تَتَشَرَّبَ ماءَها ويُتْرَك لِحاؤها عليها لئَلا تَتَصَدَّعَ وتَتَشَقَّقَ قال أَوس ابن حجر يصف رجلاً قطع شجرة يتخذ منها قوْساً فَمَظَّعَها حَوْلَيْنِ ماءَ لِحائِها تُعالى على ظَهْر العَرِيشِ وتُنْزَلُ العريش البيت يقول تُرْفَع عليه بالليل وتُنْزَلُ بالنهار لئلا تصيبها الشمس فتتفطر والتَّمَظُّعُ شرب القضِيب ماء اللِّحاء تتركه عليه حتى يَتَشَرَّبَه فيكون أَصلب له وقد مَظَّعَه الماءَ قال أَوس بن حجر فلمّا نَجا من ذلكَ الكَرْبِ لم يَزَلْ يُمَظِّعُها ماءَ اللِّحاءِ لِتَذْبُلا ويقال للرجل إِذا رَوَّى بالدسَمِ الثَّرِيدَ قد رَوَّغَه ومَرَّغَه ومَظَّعَه ومَرْطَلَه وسَغْبَلَه وسَغْسَغَه وقال أَبو حنيفة مَظَّعَ القوْسَ والسَّهْمَ شَرّبهما وقال الشماخ يصف قوساً فمَظّعَها شَهْرَيْنِ ماءَ لحائِها ويَنْظُرُ فِيها أَيَّها هو غامِزُ والمَظْعُ فعله مُماتٌ ومنه اشتقاق مَظَّعْت العود إِذا تركته في لِحائِه ليشرب ماءه ومَظَّعَ فلان الإِهابَ إِذا سقاه الدُّهْنَ حتى يَشْرَبَه وتَمَظَّعَ ما عنده تَلَحَّسَه كله وفلان يَتَمَظّعُ الظلَّ أَي يَتَتَبَّعُه من موضع إِلى موضع والمُظْعةُ بَقِيّةٌ من الكَلإِ

معع
المَعُّ الذّوَبانُ والمَعْمَعةُ صوت الحَريقِ في القَصَبِ ونحوه وقيل هو حكايةُ صوتِ لهب النار إِذا شُبَّتْ بالضِّرامِ ومنه قولُ امرئ القيس كمَعْمَعةِ السَّعَفِ المُوقَدِ وقال كعب بن مالك مَنْ سَرَّه ضرْبٌ يُرَعْبِلُ بعضُه بعضاً كمَعْمَعةِ الأَباءِ المُحْرَقِ والمَعْمَعةُ صوت الشُجَعاءِ في الحرب وقد مَعْمَعوا قال العجاج ومَعْمَعَتْ في وَعْكةٍ ومَعْمَعا ويقال للحرب مَعْمَعةٌ وله معنيان أَحدهما صوت المُقاتلةِ والثاني اسْتِعارُ نارِها وفي حديث لا تَهْلِكُ أُمَّتي حتى يكون بينهم التمايُلُ والتمايُزُ والمَعامِعُ المَعامِعُ شدَّة الحرْبِ والجِدُّ في القِتالِ وهَيْجُ الفِتَنِ والْتِهابُ نِيرانِها والأَصل فيه مَعْمعةُ النارِ وهي سُرْعةُ تَلَهُّبِها ومثله مَعْمَعةُ الحرِّ وهذا مثل قولهم الآن حَمِيَ الوَطِيسُ والمَعْمَعةُ شدَّةُ الحرّ قال لبيد إِذا الفَلاةُ أَوحَشَتْ في المَعْمَعهْ والمَعْمَعانُ كالمَعْمَعةِ وقيل هو أَشدُّ الحرّ وليلة مَعْمَعانةٌ ومَعْمَعانيَّةٌ شديدةُ الحرّ وكذلك اليومُ مَعْمَعانيٌّ ومَعْمَعانٌ وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما كان يَتَتَبَّعُ اليومَ المَعْمَعانِيَّ فيصومُه أَي الشديدَ الحرّ وفي حديث ثابت قال بكر بن عبد الله إِنه لَيَظَلُّ في اليوم المَعْمَعانيِّ البعيدِ ما بين الطرَفَيْنِ يُراوِحُ ما بين جَبْهَتِه وقدَمَيْه ويومٌ مَعْماعٌ كمَعْمَعانيٍّ قال يومٌ من الجَوْزاءِ مَعْماعٌ شَمِسْ ومَعْمَعَ القومُ أَي ساروا في شدَّةِ الحرّ والمَعْمَعُ المرأَة التي أَمرُها مُجْمَعٌ لا تُعْطِي أَحداً من مالها شيئاً وفي حديث أَوْفى بن دَلْهَمٍ النساء أَربع فمنهن مَعْمَع لها شَيْئُها أَجْمَع هي المسْتَبدةُ بمالها عن زوجها لا تواسِيه منه قال ابن الأَثير هكذا فسر والمَعْمَعِيُّ الرجل الذي يكون مع مَن غَلَب ويقال مَعْمَعَ الرجلُ إِذا لم يحْصُل على مذهَبٍ كأَنه يقول لكّلٍ أَنا معَك ومنه قيل لمثله رجل إِمَّعٌ وإِمَّعةٌ والمَعْمَعةُ الدَّمْشَقةُ وهو عَمَلٌ في عَجَلٍ وامرأَة مَعْمَعٌ ذكِيَّةٌ مُتَوَقِّدةٌ وكذلك الرجل ومَعَ بتحريك العين كلمة تضم الشيء إِلى الشيء وهي اسم معناه الصحبة وأَصلها مَعاً وذكرها الأَزهري في المعتلِّ قال محمد بن السريّ الذي يدل على أَن مَعَ اسمٌ حركة آخره مع تحرك ما قبله وقد يسَكن ويُنَوَّنُ تقول جاؤوا مَعاً الأَزهري في ترجمة معاً وقال الليث كنا معاً معناه كنا جميعاً وقال الزجاج في قوله تعالى إِنَّا معَكم إِنما نحن مستهزئُون نصب معكم كنصب الظروف تقول أَنا معكم وأَنا خَلْفَكم معناه أَنا مستقِرّ معكم وأَنا مستقر خلفكم وقال تعالى إِنَّ الله مع الذين اتقَوْا والذين هم محسنون أَي ناصِرُهم وكذلك قوله لا تحزن إِن الله معنا أَي الله ناصِرنا وقوله وكونوا مع الصادقين معناه كونوا صادِقين وقوله عز وجل إِنَّ مع العُسْرِ يُسْراً معناه بعدَ العسر يُسْر وقيل إِنَّ بمعناها مَعْ بسكون العين غير إِنَّ مع المتحركة تكون اسماً وحرفاً ومع الساكنة العين حرف لا غير وأَنشد سيبويه ورِيشِي مِنْكُمُ وهَوايَ مَعْكُمْ وإِنْ كانتْ زِيارَتُكم لِماما وحكى الكسائي عن ربيعة وغَنْمٍ أَنهم يسكِّنون العين مِنْ مَعْ فيقولون معْكم ومعْنا قال فإِذا جاءت الأَلف واللام وأَلف الوصل اختلفوا فيها فبعضهم يفتح العين وبعضهم يكسرها فيقولون مَع القومِ ومَعَ ابنِك وبعضهم يقول مَعِ القوم ومَعِ ابنِك أَما من فتح العين مع الأَلف واللام فإِنه بناه على قولك كنا مَعاً ونحن معاً فلما جعلها حرفاً وأَخرجها من الاسم حذف الأَلف وترك العين على فتحها فقال معَ القوم ومعَ ابنك قال وهو كلام عامة العرب يعني فتح العين مع الأَلف واللام ومع أَلف الوصل قال وأَما من سكَّن فقال معْكم ثم كسر عند أَلف الوصل فإِنه أَخرجَه مُخْرَجَ الأَدَواتِ مثل هَلْ وبَلْ وقدْ وكمْ فقال معِ القومِ كقولك كمِ القومُ وبلِ القوم وقد ينوَّن فيقال جاؤوني معاً قال ابن بري مَعاً تستعمل للاثنين فصاعِداً يقال هم مَعاً قِيامٌ وهنَّ معاً قيامٌ قال أُسامةُ بن الحرث الهذلي فسامُونا الهِدانةَ مِن قَريبٍ وهُنَّ مَعاً قِيامٌ كالشُّجُوبِ والهِدانةُ المُوادَعةُ وقال آخر لا تُرْتَجى حِينَ تُلاقي الذَّائِدا أَسَبْعةً لاقَتْ مَعاً أَمْ واحِداً ؟ وإِذا أَكثر الجل من وقول مع قيل هو يُمَعْمِعُ مَعْمعةً قال ودرهم مَعْمَعِيٌّ كتب عليه مع مع وقوله تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ في فؤَادي فَبادِيهِ مع الخافي يَسِيرُ أَراد فبادِيهِ مضموماً إِلى خافِيه يسِيرٌ وذلك أَنه لما وصف الحبّ بالتغَلْغُلِ إِنما ذلك وصْفٌ يَخُصُّ الجَواهِرَ لا الأَحْداثَ أَلا تر أَن المتغَلغِلَ في الشيء لا بدَّ أَن يتجاوز مكاناً إِلى آخر ؟ وذلك تفرِيغُ مَكانٍ وشُغْلُ مكان وهذه أَوصاف تخص في الحقيقة الأَعيان لا الأَحداث فأَما التشبيه فلأَنه شبه ما لا ينتقل ولا يزول بما ينتقل ويزول وأما المبالغة والتواليد فإِنه أَخرجه عن ضعف العَرَضِيَّةِ إِلى قوة الجَوْهَرِيَّةِ وجئت مِن معِهم أَي من عندهم

مقع
المَقْعُ أَشدُّ الشُّرْبِ ومَقَعَ الفصيلُ أُمَّه يَمْقَعُها مَقْعاً وامْتَقَعها رَضَعَها بشدَّة وهو أَن يشرب ما في ضَرْعِها وامْتَقَعَ الفَصِيلُ ما في ضَرْعِ أُمه إِذا شرب ما فيه أَجمع وكذلك امْتَقَّه وامْتَكَّه ومُقِعَ فلان بسَوْءَةٍ مَقْعاً رُمِيَ بها ويقال مَقَعْتُه بشرٍّ ولقَعْتُه معناه إِذا رميْته به ويقال امْتُقِعَ لونُه إِذا تغير من حُزْنٍ أَو فزعٍ وكذلك انْتُقِعَ بالنون وابْتُقِعَ بالباء والميم أَجود وزعم يعقوب أَن ميم امْتُقِعَ بدل من نون انْتُقِعَ

ملع
المَلْعُ الذَّهابُ في الأَرض وقيل الطلَبُ وقيل السُّرْعةُ والخِفَّةُ وقيل شدة السير وقيل العَدْوُ الشديد وقيل فوق المشي دون الخَبَبِ وقيل هو السير السريع الخفيف مَلَعَ يَمْلَعُ مَلْعاً ومَلَعاناً وفي الحديث كنتُ أَسِيرُ المَلْعَ والخَبَبَ والوَضْعَ المَلْع السيْرُ الخفِيفُ السرِيعُ دون الخَبَبِ والوَضْعُ فوقه أَبو عبيد المَلْعُ سرعة سير الناقة وقد مَلَعَتْ وانْمَلَعَتْ وأَنشد أَبو عمرو فُتْلُ المَرافِقِ تَحْدُوها فَتَنْمَلِعُ وجمل مَلُوعٌ ومَيْلَعٌ سرِيعٌ والأُنثى مَلُوعٌ ومَيْلَعٌ ومِيلاعٌ نادر فيمن جعله فِيعالاً وذلك لاختصاص المصدر بهذا البناء الأَزهري ويقال ناقة مَيْلَعٌ مَيْلَقٌ سريعةٌ قال ولا يقال جمل مَيْلَعٌ والمَيْلَعُ الناقةُ الخفيفة السريعة وما أَسْرَع مَلْعَها في الأَرض وهو سُرْعَةُ عَنَقِها وأَنشد جاءَتْ به مَيْلَعةٌ طِمِرَّهْ وأَنشد الفراء وتَهْفُو بِهادٍ لَها مَيلَعٍ كما أَقْحَمَ القادِسَ الأَرْدَمُونا قال المَيْلَعُ المُضْطَرِبُ ههنا وههنا والمَيْلَعُ الخفيفُ والقادِسُ السفينةُ والأَرْدَمُ المَلاَّحُ وعُقابُ مَلاعٍ مضافٌ وعقابٌ مَلاعٌ
( * قوله « وعقاب ملاع » يستفاد من مجموع كلامي القاموس وياقوت أن في ملاع ثلاثة أوجه البناء على الكسر كقطام والاعراب مصروفاً كسحاب والمتع من الصرف وهو أقلها ) ومِلاعٌ ومَلُوعٌ خفيفة الضْرب والاخْتِطافِ قال امْرؤُ القيس كأَنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بلَبُونِه عُقابُ مَلاعٍ لا عُقابُ القَواعِلِ معناه أَنَّ العُقاب كلَّما علت في الجبل كان أَسْرَعَ لانْقِضاضها يقول فهذه عُقابُ مَلاعٍ أَي تَهوِي من عُلْوٍ وليست بعقاب القَواعِلِ وهي الجبالُ القِصارُ وقيل اشتقاقه من المَلْعِ الذي هو العَدْوُ الشديد وقال ابن الأَعرابي عُقاب ملاعٍ تَصِيدُ الجِرْذانَ وحَشَراتِ الأَرض والمَلِيعُ الأَرضُ الواسعةُ وقيل التي لا نبات فيها قال أَوس بن حجر ولا مَحالةَ من قَبْرٍ بمَحْنِيةٍ أَو في مَلِيعٍ كَظَهْرِ التُّرْس وضَّاحِ وكذلك المَلاعُ والمَيْلَعُ وقال ابن الأَعرابي هي الفَلاةُ الواسعةُ يحتاج فيها إِلى المَلْعِ الي المَلْعِ الذي هو السُّرْعةُ وليس هذا بقويّ والمَلِيعُ الفسيح الواسعُ من الأَرض البعيد المستَوِي وإِنما سمي مَلِيعاً لمَلْعِ الإِبلِ فيه وهو ذهابها والمَلِيعُ الفَضاءُ الواسعُ وقول عمرو بن معديكَرِبَ فأَسْمَعَ واتْلأَبَّ بِنا مَلِيعُ يجوز أَن يكون المَلِيعُ ههنا الفلاة وأَن يكون مَلِيعٌ موضعاً بعينه والمَيْلَعُ الطريق الذي له سَنَدانِ مَدَّ البصرِ قال ابن شميل المَلِيعُ كهيئةِ السِّكَّةِ ذاهبٌ في الأَرض ضَيِّقٌ قَعْرُه أَقل من قامةٍ ثم لا يلبث أَن ينقطع ثم يَضْمَحِلَّ إِنما يكون فيما استوى من الأَرض في الصَّحارى ومُتُونِ الأَرض يَقُودُ المَلِيعُ الغَلْوَتَينِ أَو أَقلّ والجماعة مُلُعٌ ومَيْلَعٌ اسم كلبة قال رْبة والشَّدُّ يُدْني لاحِقاً وهِبْلَعا وصاحِبَ الحِرْجِ ويُدْني مَيْلَعا ومَلِيعٌ هَضْبةٌ بعينها قال المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ رأَيتُ ودُونَها هَضْباتُ سَلْمَى حُمُولَ الحَيِّ عالِيةً مَلِيعا قال مَلِيعٌ مَدَى البَصَرِ أَرضٌ مستويةٌ ومَلاعِ موضع والمَلِيعُ والمَلاعُ المَفازَةُ التي لا نبات بها ومن أَمثالها قولهم أَوْدَتْ به عُقابُ مَلاعٍ قال بعضهم ملاعٌ مضاف ويقال مَلاعٌ من نعت العُقابِ أُضِيفَتْ إِلى نَعْتِها قال أَبو عبيد يقال ذلك في الواحد والجمع وهو شبيه بقولهم طارت به العَنْقاءُ وحَلَّقَتْ به عَنْقاءُ مُغْرِبٍ قال أَبو الهيثم عُقابُ مَلاعٍ وهو العُقَيِّبُ الذي يصيد الجِرْذانَ يقال له بالفارسية مُوشْ خَوارْ قال ومن أَمثالهم لأَنْتَ أَخَفُّ يَداً من عُقَيِّبِ مَلاعَ يا فتى منصوب قال وهو عُقابٌ تأْخُذُ العصافيرَ والجِرْذان ولا تأْخذ أَكبر منها والمَيْلَع السريعُ قال الحسين بن مُطَيْر الأَسدي يصف فرساً مَيْلَعُ التقْريبِ يَعبُوبٌ إِذا بادَرَ الجَوْنةَ واحْمَرَّ الأُفُقْ ابن الأَعرابي يقال مَلَعَ الفَصِيلُ إُمَّه ومَلق أُمه إِذا رَضَعَها

منع
المَنْعُ أَن تَحُولَ بين الرجل وبين الشيء الذي يريده وهو خلافُ الإِعْطاءِ ويقال هو تحجيرُ الشيء مَنَعَه يَمْنَعُه مَنْعاً ومَنَّعَه فامْتَنَع منه وتمنَّع ورجل مَنُوعٌ ومانِعٌ ومَنَّاعٌ ضَنِينٌ مُمْسِكٌ وفي التنزيل مَنَّاعٍ للخير وفيه وإِذا مسَّه الخيْرُ مَنُوعاً ومَنِيعٌ لا يُخْلَصُ إِليه في قوم مُنَعاءَ والاسم المَنَعةُ والمَنْعةُ والمِنْعةُ ابن الأَعرابي رجل مَنُوعٌ يَمْنَع غيره ورجل مَنِعٌ يمنع نفسه قال والمَنِيعُ أَيضاً الممتنِعُ والمَنُوع الذي منع غيره قال عمرو بن معديكرب بَراني حُبُّ مَنْ لا أَسْتَطِيعُ ومَنْ هو للذي أَهْوَى مَنُوعُ والمانِعُ من صفات الله تعالى له معنيان أَحدهما ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال اللهم لا مانِعَ لما أَعْطَيْتَ ولا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ فكان عز وجل يُعْطِي من استحقَّ العطاءَ ويمنع من لم يستحق إِلاَّ المنع ويعطي من يشاء ويمنع من يشاء وهو العادل في جميع ذلك والمعنى الثاني من تفسير المانع أَنه تبارك وتعالى يمنع أَهل دينه أَي يَحُوطُهم وينصرهم وقيل يمنع من يريد من خلقه ما يريد ويعطيه ما يريد ومن هذا يقال فلان في مَنَعةٍ أَي في قوم يحمونه ويمنعونه وهذا المعنى في صفة الله جل جلاله بالغ إِذ لا منعة لمن لم يمنعه الله ولا يمتنع من لم يكن الله له مانعاً وفي الحديث اللهم مَن مَنَعْتَ مَمْنُوعٌ أَي من حََرَمْتَه فهو مَحْرُومٌ لا يعطيه أَحد غيرك وفي الحديث أَنه كان ينهي عن عُقُوقِ الأُمَّهات ومَنْعٍ وهات أَي عن مَنْعِ ما عليه إِعطاؤُه وطَلبِ ما ليس له وحكى ابن بري عن النَّجِيرَمِيّ
( * قوله « النجيرمي » حكى ياقوت في مجمعه فتح الجيم وكسرها مع فتح الراء ) مَنَعةٌ جمع مانِعٍ وفي الحديث سيَعُوذُ بهذا البيتِ قومٌ ليست لهم مَنْعةٌ أَي قوَّة تمنع من يريدهم بسوء وقد تفتح النون وقيل هي بالفتح جمعُ مانِعٍ مثل كافِرٍ وكُفَرةٍ ومانَعْتُه الشيءَ مُمَانَعةً ومَنُعَ الشيءُ مَناعةً فهو مَنِيعٌ اعتَزَّ وتعسَّر وفلان في عِزٍّ ومَنَعةٍ بالتحريك وقد يُسكن يقال المَنعةُ جمعٌ كما قدَّمنا أَي هو في عِزٍّ ومن يَمْنعه من عشيرتِه وقد تمنَّع وامرأَة مَنِيعةٌ متمنِّعةٌ لا تؤاآتى على فاحِشةٍ والفعلُ كالفعل وقد مَنُعَتْ مَناعةً وكذلك حصِنٌ مَنِيعٌ وقد مَنُعَ بالضم مَناعةً إِذا لم يُرَمُ وناقة مانِعٌ مَنَعَتْ لبنها على النسب قال أُسامةُ الهُذَلي كأَني أُصادِيها على غُبْرِ مانِعٍ مُقَلِّصةٍ قد أَهْجَرَتها فُحُولُها ومَناعِ بمعنى امْنَعْ قال اللحياني وزعم الكسائي أَن بني أَسد يفتحون مَناعَها ودَراكَها وما كان من هذا الجنس والكسر أَعرف وقوسٌ مَنْعةٌ ممتنعةٌ مُتَأَبِّيةٌ شاقَّةٌ قال عمرو بن براء ارْمِ سَلاماً وأَبا الغَرَّافِ وعاصماً عن مَنْعَةٍ قَذَّافِ والمُتَمنِّعَتانِ البكْرَةُ والعَناقُ يَتَمَنَّعانِ على السَّنةِ لفَتائِهما وإِنهما يَشْبَعانِ قَبْلَ الجِلَّةِ وهما المُقاتِلتانِ الزمانَ على أَنفُسِهما ورجل مَنِيعٌ قويُّ البدن شديدُه وحكى اللحياني لا مَنْعَ عن ذاك قال والتأْويل حقّاً أَنك إِن فعلت ذلك ابن الأَعرابي المَنْعِيُّ أَكَّالُ المُنُوعِ وهي السَّرطاناتُ واحدها مَنْعٌ ومانِعٌ ومَنِيعٌ ومُنَيْعٌ وأَمْنَعُ أَسماءٌ ومَناعِ هَضْبةٌ في جبل طيِّءٍ والمَناعةُ اسم بلد قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ أَرَى الدَّهْر لا يَبْقَى على حَدَثانِه أُبُودٌ بأَطرافِ المَناعةِ جَلْعَدُ
( * قوله « بأطراف المناعة » تقدم في مادة أبد إِنشاده بأطراف المثاعد )
قال ابن جني المَناعةُ تحتمل أَمرين أَحدهما أَن تكون فَعالةً من مَنَعَ والآخر أَن تكون مَفْعَلَةً من قولهم جائِعٌ نائِعٌ وأَصلها مَنْوَعةٌ فجرَت مَجْرى مَقامةٍ وأَصلُها مَقْوَةٌ

مهع
في التهذيب خاصّة المَهَعُ الميم قبل الهاء تَلَوُّنُ الوجه من عارِضٍ فادِحٍ وأَما المَهْيَعُ فهو مَفْعَلٌ من هاعَ يَهِيعُ والميم ليست بأَصلية

موع
ماعَ الفِضّةُ والصُّفْرُ في النار ذاب

ميع
ماعَ والدمُ والسَّرابُ ونحوه يَمِيعُ مَيْعاً جرى على وجه الأَرض جرْياً منبسطاً في هِينةٍ وأَماعَه إِماعَةً وإِماعاً قال الأَزهري وأَنشد الليث كأَنَّه ذُو لِبَدٍ دَلَهْمَسُ بساعِدَيْه جَسَدٌ مُوَرَّسُ من الدِّماءِ مائِعٌ ويُبَّسُ والمَيْعُ مصدر قولك ماعَ السمْنُ يَمِيعُ أَي ذابَ ومنه حديث ابن عمر أَنه سئل عن فأْرةٍ وقَعَت في سَمْنٍ فقال إِن كان مائعاً فأَرِقْه وإِن كان جامِساً فأَلْقِ ما حوْلَه قوله إِن كان مائعاً أَي ذائباً ومنه سميت المَيْعَةُ لأَنها سائلةٌ وقال عطاء في تفسير الويل الوَيْلُ وادٍ في جهنم لو سُيِّرَت فيه الإِبلُ لَما عَت من حَرّه فيه أَي ذابَتْ وسالَتْ نعوذ بالله من ذلك وفي حديث عبد الله بن مسعود حين سئل عن المُهْلِ فأَذابَ فِضَّةً فجعلت تَمَيَّعُ وتَمَوَّنُ فقال هذا من أَشْبهِ ما أَنتم راؤُون بالمُهْلِ وفي حديث المدينة لا يريدها أَحد بِكَيْدٍ إِلا انْماعَ كما يَنْماعُ المِلْحُ في الماءِ أَي يَذُوبُ ويجري وفي حديث جرير ماؤُنا يَمِيعُ وجَنابُنا مَرِيعٌ وماعَ الشيءُ والصُّفْرُ والفِضَّةُ يَمِيعُ وتَمَيَّعَ ذابَ وسالَ ومَيْعةُ الحُضْرِ والشَّبابِ والسُّكْرِ والنهارِ وجرْي الفَرَسِ أَوَّلُه وأَنْشَطُه وقيل مَيْعةُ كلِّ شيء مُعْظَمُه والمَيْعةُ سَيَلانُ الشيء المَصْبُوبِ والمَيْعةُ والمائِعةُ ضرب من العِطْرِ والمَيْعةُ صَمْغٌ يسيل من شجر ببلاد الروم يؤخذ فيطبخ فما صفا منه فهو المَيْعةُ السائلةُ وما بَقِيَ منه شِبْهَ الثَّجِير فهو المَيْعةُ اليابسةُ قال الأَزهري ويقول بعضهم لهذه الهَنةِ مَيْعةٌ لسَيَلانِه وقال رؤبة والقَيْظُ يُغْشِيها لُعاباً مائِعا فَأْتَجَّ لَفَّافٌ بها المَعامِعا ائْتَجَّ تَوَهَّجَ واللَّفَّافُ القَيْظُ يَلُفُّ الحرّ أي يجمعه ومَعْمَعةُ الحرّ التِهابُه ويقال لناصِيةِ الفرَس إِذا طالَتْ وسالتْ مائعة ومنه قول عدي يهَزْهِزُ غُصناً ذا ذوائبَ مائعا أَراد بالغُصن الناصيةَ

نبع
نَبَعَ الماءُ ونبِعَ ونَبْعَ عن اللحياني يَنْبِعُ وينْبَعُ ويَنْبُع الأَخيرة عن اللحياني نَبْعاً ونُبُوعاً تَفعَّر وقيل خرج من العين ولذلك سميت العين يَنْبُوعاً قال الأَزهري هو يفعول من نَبَعَ الماء إِذا جرى من العين وجمعه يَنابِيعُ وبناحية الحجاز عين ماء يقال لها يَنْبُعُ تَسْقِي نخيلاً لآلِ عليّ بن أَبي طالب رضي الله عنه فأَمّا قول عنترة يَنْباعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرةٍ زَيّافةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ المُقْرَمِ فإِنما أَراد ينْبَع فأَشْبع فتحة الباء للضرورة فنشأَت بعدها أَلف فإِن سأَل سائل فقال إِذا كان يَنْباعُ إِنما هو إِشباع فتحة باء يَنْبَعُ فما تقول في ينباع هذه اللفظة إِذا سميت بها رجلاً أَتصرفه معرفة أَم لا ؟ فالجواب أَن سبيله أَن لا يُصرف معرفة وذلك أَنه وإِن كان أَصله يَنْبَعُ فنقل إِلى يَنْباعُ فإِنه بعد النقل قد أَشبه مثالاً آخر من الفعل وهو يَنْفَعِلُ مثل يَنْقادُ ويَنْحازُ فكما أَنك لو سميت رجلاً يَنْقادُ أَو يَنْحازُ لما صرفته فكذلك ينباع وإِن كان قد فُقِدُ لفظ يَنْبَعُ وهو يَفْعَلُ فقد صار إِلى ينباع الذي هو بوزن ينحاز فإِن قلت إِنْ ينباع يَفْعالُ ويَنْحازُ يَنْفَعِلُ وأَصله يَنْحَوِزُ فكيف يجوز أَن يشبه أَلف يَفْعالُ بعين يَنْفَعِلُ ؟ فالجواب أَنه إِنما شبهناه بها تشبيهاً لفظيّاً فساغ لنا ذلك ولم نشبهه تشبيهاً معنوياً فبفسد علينا ذلك على أَن الأصمعي قد ذهب في ينباع إِلى أَنه ينفعل قال ويقال انْباعَ الشجاعُ يَنباعُ انبياعاً إِذا تحرك من الصف ماضياً فهذا ينفعل لا محالة لأَجل ماضيه ومصدره لأَن انْباعَ لا يكون إِلا انْفَعَلَ والانْبِياعُ لا يكون إِلاَّ انْفِعالاً أَنشد الأَصمعي يُطْرِقُ حِلْماً وأَناةً مَعاً ثُمَّتَ يَنْباعُ انْبِياعَ الشُّجاع ويَنْبُوعُه مُفَجَّرُه والينْبُوعُ الجَدْوَلُ الكثير الماء وكذلك العين ومنه قوله تعالى حتى تَفْجُرَ لنا من الأَرض يَنْبوعاً والجمع اليَنابِيعُ وقول أَبي ذؤيب ذَكَرَ الوُرُود بها وساقى أَمرُه سَوْماً وأَقْبَل حَيْنُه يَتَنَبَّعُ والنَّبْعُ شجر زاد الأَزهريّ من أَشجار الجبالِ تتخذ منه القِسِيُّ وفي الحديث ذكر النَّبْعِ قيل كان شجراً يطول ويَعْلُو فدَعا النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا أَطالَك أَللهُ من عُودٍ فلم يَطُلْ بَعْدُ قال الشماخ كأَنَّها وقد بَراها الإِخْماسْ ودَلَجُ الليْلِ وهادٍ قَيّاسْ شَرائِجُ النَّبْعِ بَراها القَوّاسْ قال وربما اقْتُدِحَ به الواحدة نَبْعة قال الأَعشى ولو رُمْت في ظُلْمةٍ قادِحاً حَصاةً بنَبْعٍ لأَوْرَيْت نارا يعني أَنه مُؤَتًّى له حتى لو قَدَحَ حصاةً بنَبْعٍ لأَوْرَى له وذلك ما لا يتأَتّى لأَحد وجعل النبْعَ مثلاً في قِلّة النار حكاه أَبو حنيفة وقال مرة النبْعُ شجر أَصفرُ العُود رَزِينُه ثقيلُه في اليد وإِذا تقادم احْمَرَّ قال وكل القِسِيِّ إِذا ضُمَّت إِلى قوس النْبعِ كَرَمَتْها قوْسُ النبعِ لأَنها أَجمع القِسِيِّ للأَرْزِ واللِّين يعين بالأَرْزِ الشدّةَ قال ولا يكون العود كريماً حتى يكون كذلك ومن أَغصانه تتخذ السِّهامُ قال دريد بن الصمّة وأَصْفَر من قِداحِ النبْعِ فرْع به عَلَمانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ يقول إِنه بُرِيَ من فرْعِ الغُصْنِ ليس بِفِلْقٍ المبرد النبْعُ والشَّوْحَطُ والشَّرْيانُ شجرة واحدة ولكنها تختلف أَسماؤها لاختلاف منابِتها وتكرم على ذلك فما كان منها في قُلّةِ الجبَلِ فهو النبْعُ وما كان في سَفْحه فهو الشَّرْيان وما كان في الحَضِيضِ فهو الشَّوْحَطُ والنبع لا نار فيه ولذلك يضرب به المثل فيقال لو اقْتَدَحَ فلان بالنبْعِ لأَوْرَى ناراً إِذا وصف بجَوْدةِ الرأْي والحِذْق بالأُمور وقال الشاعر يفضل قوس النبع على قوس الشوحط والشريان وكيفَ تَخافُ القومَ أُمُّكَ هابِلٌ وعِنْدَكَ قوْسٌ فارِجٌ وجَفِيرُ من النبْعِ لا شَرْيانةٌ مُسْتَحِيلةٌ ولا شَوْحَطٌ عند اللِّقاءِ غَرُورُ والنَّبَّاعةُ الرّمّاعةُ من رأْسِ الصبيِّ قبل أَن تَشْتَدَّ فإِذا اشْتَدَّت فهي اليافُوخُ ويَنْبُع موضع بين مكةَ والمدينةِ قال كثيِّر ومَرَّ فأَرْوَى يَنْبُعاً فجُنُوبَه وقد جِيدَ منه جَيْدَةٌ فَعَباثِرُ ونُبايِعُ اسم مكانٍ أَو جَبل أَوْ وادٍ في بلاد هذيل ذكره أَبو ذؤيب فقال وكأَنَّها بالجِزْعِ جِزْعِ نُبايِعٍ وأُولاتِ ذِي العَرْجاءِ نَهْبٌ مُجْمَعُ ويجمع على نُبايِعاتٍ قال ابن بري حكى المفضل فيه الياء قبل النون وروى غيره نُبايِع كما ذهب إِليه ابن القطاع ويُنابِعا مضموم الأَوّل مقصور مكانٌ فإِذا فتح أَوّله مُدّ هذا قول كراع وحكى غيره فيه المدّ مع الضم ونَبايِعات اسم مكان ويُنابِعات أَيضاً بضم أَوَّله قال أَبو بكر وهو مثال لم يذكره سيبويه وأَما ابن جني فجعله رباعيّاً وقال ما أَظرَفَ بأَبي بكر أَنْ أَوْرَدَه على أَنه أَحد الفوائت أَلا يَعْلَمُ أَن سيبويه قال ويكون على يَفاعِلَ نحو اليَحامِدِ واليَرامِعِ ؟ فأَما إِلْحاق عَلَمِ التأْنيث والجمع به فزائِدٌ على المثال غير مُحْتَسَبٍ به وإِن رواه راوٍ نُبايِعات فنُبايِعُ نُفاعِلُ كنُضارِبُ ونُقاتِلُ نُقِلَ وجُمِعَ وكذلك يُنابِعاوات ونَوابِعُ البعير المواضعُ التي يَسِيلُ منها عَرَقُه قال ابن بري والنَّبِيعُ أَيضاً العَرَقُ قال المرار تَرى بِلِحَى جَماجِمها نَبِيعا وذكر الجوهري في هذه الترجمة عن الأَصمعي قال يقال قد انْباعَ فلان علينا بالكلام أَي انْبَعَثَ وفي المثل مُخْرَنْبِقٌ ليَنباعَ أَي ساكِتٌ ليَنْبَعِثَ ومُطْرِقٌ ليَنْثالَ قال الشيخ ابن بري انْباعَ حقه أَن يذكره في فصل بوعَ لأَنه انفعل من باعَ الفرسُ يَبُوعُ إِذا انْبَسَطَ في جَرْيِه وقد ذكرناه نحن في موضعه من ترجمة بوع والنَّبَّاعةُ الاسْتُ يقال كَذَبَتْ نَبّاعَتُك إِذا رَدَمَ ويقال بالغين المعجمة أَيضاً

نتع
نَتَعَ العَرَقُ يَنْتُعُ نَتْعاً ونُتُوعاً كَنَبَعَ إِلا أَن نَتَعَ في العرَق أَحسنُ ونَتَعَ الدَّمُ من الجُرْحِ والماءُ من العين أَو الحجر يَنْتِعُ ويَنْتُعُ خرج قليلاً قليلاً ابن الأَعرابي أَنْتَع الرجل إِذا عَرِقَ عرَقاً كثيراً وقال خالد بن جَنْبةَ في المُتَلاحِمةِ من الشِّجاجِ وهي التي تشق الجلد فتزله فيَنْتُعُ اللحمُ ولا يكون للمِسْبارِ فيه طريق قال والنَّتْعُ أَن لا يكون دونه شيء من الجلد يُوارِيه ولا وَراءه عظم يخرج قد حال دون ذلك العظمِ فتلك المُتَلاحِمةُ

نثع
ابن الأَعرابي أَنْثَعَ الرجلُ إِذا قاء وأَنْثَعَ إِذا خرج الدمُ من أَنفه غالباً له أَبو زيد أَنْثَعَ القَيْءُ من فيه إِنْثاعاً وكذلك الدم من الأَنف وأَنْثَعَ القيءُ والدم تِبِعَ بعضُه بعضاً

نجع
النُّجْعةُ عند العرب المَذْهَبُ في طلَبِ الكلإِ في موضعه والبادِيةُ تُحْضَرُ مَحاضِرُها عند هَيْجِ العُشْبِ ونَقْصِ الخُرَفِ وفَناءِ ماء السماء في الغُدْرانِ فلا يزالون حاضرة يشربون الماء العِدَّ حتى يقع ربِيعٌ بالأَرض خَرَفِيّاً كان أَو شَتِيّاً فإِذا وقع الربيع تَوَزَّعَتْهُمُ النُّجَعُ وتتبعوا مَساقِطَ الغيث يَرْعَوْنَ الكَلأَ والعُشْبَ إِذا أَعْشَبَتِ البِلادُ ويشربون الكَرَعَ وهو ماءُ السماءِ فلا يزالون في النُّجَعِ إِلى أَن يَهيجَ العُشْبُ من عام قابل وتَنِشَّ الغُدْرانُ فَيَرْجِعون إِلى مَحاضِرهم على أَعدادِ المياه والنُّجْعةُ طَلَبُ الكَلإ والعُرْفِ ويستعار فيما سواهما فيقال فلان نُجْعَتِي أَي أَمَلي على المثال وفي حديث علي كرم الله وجهه ليْسَتْ بدارِ نُجْعةٍ والمُنْتَجَعُ المَنْزِلُ في طَلب الكلإِ والمَحْضَرُ المَرْجِعُ إِلى المياه وهؤلاء قوم ناجِعةٌ ومُنْتَجِعُون ونَجَعُوا الأَرض يَنْجَعُونها وانْتَجَعُوها وفي حديث بديل هذه هَوازِنُ تَنَجَّعَت أَرضنا التَّنَجُّعُ والانْتِجاعُ والنُّجْعة طَلبُ الكلإِ ومَساقِطِ الغَيْثِ وفي المثل مَن أَجدَبَ انْتَجَعَ ويقال انْتَجَعْنا أَرضاً نَطْلُبُ الرِّيف وانْتَجَعْنا فلاناً إِذا أَتيناه نطلُبُ مَعْرُوفه قال ذو الرمة فقلتُ لصَيْدَحَ انْتَجِعِي بِلالا ويقال للمُنْتَجَعِ مَنْجَعٌ وجمعه مناجِعُ ومنه قول ابن أَحمر كانَتْ مَناجِعَها الدَّهْنا وجانِبُها والقُفّ مما تَراه فِرْقةً دَرَرا
( * قوله « فرقة » كذا بالأصل مضبوطاً والذي تقدم في مادة درر فوقه )
وكذلك نَجَعَتِ الإِبلُ والغَنَمُ المَرْتَعَ وانْتَجَعَتْه قال أَعْطاكَ يا زَيْدُ الذي أَعْطَى النّعَمْ بَوائِكاً لم تَنْتَجِعْ من الغَنَمْ
( * قوله « أعطاك إلخ » كذا بالأصل هنا وسيأتي انشاده في مادة بوك أعطاك يا زيد الذي يعطي النعم من غير ما تمنن ولا عدم بوائكاً لم تنتجع مع الغنم )
واستعمل عُبَيْدٌ الانْتِجاعَ في الحرب لأَنهم إِنما يذهبون في ذلك إِلى الإِغارة والنهب فقال فانْتَجَعْنَ الحَرِثَ الأَعْرَجَ في جَحْفَلٍ كالليْلِ خَطَّارِ العَوالي ونَجع الطعامُ في الإِنسان يَنْجَعُ نُجوعاً هَنأَ آكِلَه أَو تَبَيَّنَتْ تَنْمِيَتُه واسْتَمْرأَه وصَلَح عليه ونَجع فيه الدّواءُ وأَنْجَعَ إِذا عَمِلَ ويقال أَنْجَعَ إِذا نفَع ونجَع فيه القولُ والخِطابُ والوَعْظُ عَمِلَ فيه ودخل وأَثَّرَ ونجَع فيه الدواءُ يَنْجَعُ ويَنْجِعُ ونَجَّعَ بمعنى واحد ونجَع في الدابة العلَفُ ولا يقال أَنْجَعَ والنَّجُوعُ المَدِيدُ ونَجَعَه سقاه النَّجُوعَ وهو أَن يَسْقِيَه الماء بالبِزْرِ أَو بالسِّمْسِمِ وقد نَجَعْتُ البعير وتقول هذا طعام ىننْجَعُ عنه ويُنْجَعُ به ويُسْتَنْجَعُ به ويُسْتَرْجَعُ عنه وذلك إِذا نفَع واسْتُمْرِئَ فيُسْمَنُ عنه وكذلك الرِّعْيُ وهو طعام ناجِعٌ ومُنْجِعٌ وغائِرٌ وماءٌ ناجِعٌ ونَجِيعٌ مَرِيءٌ وماء نَجِيعٌ كما يقال نَمِيرٌ وأَنْجَعَ الرجلُ إِذا أَفْلَح والنَّجِيعُ الدمُ وقيل هو دم الجَوفِ خاصَّة وقيل هو الطَّرِيُّ منه وقيل ما كان إِلى السواد وقال يعقوب هو الدمُ المَصْبُوب وبه فسر قول طرفة عالينَ رَقْماً فاخِراً لوْنُه مِنْ عَبْقَريٍّ كَنَجِيعِ الذَّبيح ونَجُوعُ الصبيّ هو اللبن ونُجِعَ الصبيّ بلبن الشاة إِذا غُذِيَ به وسُقِيَه ومنه حديث أُبيّ وسل عن النبيذ فقال عليك باللبن الذي نُجِعْتَ به أَي سُقِيتَه في الصغر وعُذِّيت به والنَّجِيعُ خَبَطٌ يُضْرَبُ بالدقيق وبالماء يُوجَرُ الجَمل وفي حديث علي كرم الله وجهه دخل عليه المِقْدادُ بالسُّقْيا وهو يَنْجَع بَكَراتٍ له دقيقاً وخَبَطاً أَي يَعْلِفُها يقال نَجَعْتُ الإِبل أَي عَلفْتها النَّجُوعَ والنَّجِيعَ وهو أَن يُخْلَطَ العلَفُ من الخبَط والدقيق بالماء ثم تسقاه الإِبلُ

نخع
النِّخاعُ والنُّخاعُ والنَّخاعُ عِرْقٌ أَبيض في داخل العنق ينقاد في فَقارِ الصُّلْبِ حتى يَبْلُغَ عَجْبَ الذَّنَبِ وهو يَسْقِي العِظامَ قال ربيعة ابن مَقرُومٍ الضَّبِّيّ له بُرةٌ إِذا ما لَجَّ عاجَتْ أَخادِعُه فَلانَ لَها النّخاعُ ونَخَع الشاةَ نَخْعاً قَطَعَ نخاعَها والمَنْخَعُ موضع قَطْعِ النّخاعِ وفي الحديث أَلا لا تَنْخَعُوا الذَّبِيحةَ حتى تَجِبَ أَي لا تَقْطَعُوا رقبتها وتَفْصِلُوها قبل أَن تسكن حركتها والنخْعُ للذبيحة أَن يَعْجَلَ الذابحُ فيبلغ القَطْعُ إِلى النّخاعِ قال ابن الأَعرابي النخاع خيُطٌ أَبيض يكون داخل عظم الرقبة ويكون ممتدّاً إِلى الصلب ويقال له خيط الرقبة ويقال النخاع خيط الفَقارِ المتصل بالدماغ والمَنْخَعُ مَفْصِلُ الفَهْقة بين العُنق والرأْس من باطن يقال ذبحه فنَخَعَه نَخْعاً أَي جاوز مُنْتَهَى الذبْح إِلى النّخاع يقال دابة مَنْخُوعةٌ والنخْعُ القتلُ الشديدُ مشتقّ من قطع النخاع وفي الحديث إِنّ أَنْخَعَ الأَسماء عند الله أَن يتسمى الرجلُ باسم مَلِك الأَمْلاكِ أَي قْتَلَها لصاحبه وأَهْلَكَها له قال ابن الأَثير والنخْع أَشدُّ القتل وفي بعض الرّوايات إِنّ أَخْنَعَ وقد تقدم ذكره أَي أَذلّ والناخعُ الذي قَتَلَ الأَمْرَ عِلْماً وقيل هو المُبِين للأُمور ونَخَع الشاةَ نَخْعاً ذبحها حتى جاوز المَذْبَحَ من ذلك كلاهما عن ابن الأَعرابي وتَنَخَّعَ السحابُ إِذا قاءَ ما فيه من المطر قال الشاعر وحالِكةِ اللَّيالي من جُمادَى تَنَخَّعَ في جَواشِنِها السَّحابُ والنُّخاعةُ بالضم ما تَفَلَه الإِنسان كالنُّخامةِ وتَنَخَّع الرجلُ رمَى بنُخاعتِه وفي الحديث النُّخاعةُ في المسجد خَطِيئةٌ قال هي البَزْقةُ التي تخرج من أَصل الفم يلي أَصل النّخاعِ قال ابن بري ولم يجعل أَحد النُّخاعة بمنزلة النخامة إِلا بعض البصريين وقد جاء في الحديث ونخَع بحَقِّي يَنْخَعُ نُخُوعاً ونَخِعَ أقَرَّ وكذلك بَخَعَ بالياء أَيضاً أَي أَذْعَنَ وانْتَخَعَ فلان عن أَرضه بَعُدَ عنها والنَّخَعُ قبيلة من الأَزْد وقيل النَّخَعُ قبيلة من اليمن رهْطُ إِبراهيم النَّخَعِيّ ونَخَعْتُه النصِيحةَ والوِدّ أَخْلَصْتُهما ويَنْخَع موضعٌ

ندع
ابن الأَعرابي أَنْدَعَ الرجلُ إِذا تَبِعَ أَخْلاقَ اللِّئامِ والأَنْذالِ قال وأَدْنَعَ إِذا تَبِعَ طريقةَ الصالحينَ

نزع
نَزَعَ الشيءَ يَنْزِعُه نَزْعاً فهو مَنْزُوعٌ ونزِيعٌ وانْتَزَعَه فانْتَزعَ اقْتَلَعَه فاقْتَلَعَ وفرّق سيبويه بين نَزَعَ وانْتَزَعَ فقال انْتَزَعَ اسْتَلَبَ ونزَع حوّل الشيء عن موضعه وإِن كان على نحو الاسْتِلاب وانْتَزَعَ الرمحَ اقْتَلَعَه ثم حَمل وانتزَع الشيءُ انقلَع ونزَع الأَمِيرُ العامِلَ عن عمله أَزالَه وهو على المثَل لأَنه إِذا أَزالَه فقد اقْتَلَعَه وأَزالَه وقولهم فلان في النزْعِ أَي في قَلْعِ الحياةِ يقال فلان يَنْزِعُ نَزْعاً إِذا كان في السِّياقِ عند الموْتِ وكذلك هو يَسُوقُ سَوْقاً وقوله تعالى والنازِعاتِ غَرْقاً والناشِطاتِ نَشْطاً قال الفراء تَنْزِعُ الأَنْفُس من صدورِ الكفَّارِ كما يُغْرِقُ النازِعُ في القوْسِ إِذا جَذَبَ الوَتَرَ وقيل في التفسير يعين به الملائكةَ تَنْزِعُ رُوحَ الكافر وتَنْشِطُه فيَشْتَدُّ عليه أَمرُ خروجِ رُوحِه وقيل النازعاتُ غَرْقاً القِسِيُّ والناشِطاتُ نَشْطاً الأَوْهاقُ وقيل النازعاتُ والناشطاتُ النجومُ تَنْزِعُ من مكان إِلى مكان وتَنْشِطُ والمِنْزَعةُ بكسر الميم خشبة عريضة نحو المِلْعَقةِ تكون مع مُشْتارِ العَسلِ يَنْزِعُ بها النحْلَ اللَّواصِقَ بالشهْدِ وتسمى المِحْبَضَ ونزَع عن الصبي والأَمر يَنْزِعُ نُزُوعاً كَفَّ وانْتَهَى وربما قالوا نَزْعاً ونازَعَتْنِي نفسي إِلى هَواها نِزاعاً غالَبَتْنِي ونَزَعْتُها أَنا غَلَبْتُها ويقال للإِنسان إِذا هَوِيَ شيئاً ونازَعَتْه نفسُه إِليه هو يَنْزِعُ إِليه نِزاعاً ونزَع الدلْوَ من البئر يَنْزِعُها نزْعاً ونزَع بها كلاهما جَذَبَها بغير قامة وأَخرجها أَنشد ثعلب قد أَنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ تُوزِغُ من مَلْءٍ كَإِيزاغِ الفَرَسْ تَقَطِّيها خروجُها قليلاً قليلاً بغير قامة وأَصل النزع الجَذْبُ والقَلْعُ ومنه نَزْعُ الميتِ رُوحه ونزَع القوْسَ إِذا جذَبَها وبئرٌ نَزُوعٌ ونَزِيعٌ قريبة القَعْرِ تُنْزَعُ دِلاؤُها بالأَيْدِي نَزْعاً لقربها ونَزوعٌ هنا للمفعول مثل رَكُوبٍ والجمع نِزاعٌ وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال رأَيْتُنِي أَنْزِعُ على قلِيبٍ معناه رأَيْتُنِي في المنامِ أَستَقِي بيدِي من قليب يقال نزَع بيده إِذا استقى بدَلْوٍ عُلِّقَ فيها الرِّشاءُ وجَمل نَزُوعٌ يُنْزَعُ عليه الماءُ من البئر وحده والمَنْزَعةُ رزْسُ البئر الذي يُنْزَعُ عليه قال يا عَيْنُ بَكّي عامراً يومَ النَّهَلْ عند العشاءِ والرِّشاءِ والعَمَلْ قامَ على مَنْزَعةٍ زَلْجٍ فَزَلْ وقال ابن الأَعرابي هي صخرةٌ تكون على رأْسِ البئر يقوم عليها الساقي والعُقابانِ من جَنْبَتَيْها تُعَضِّدانِها وهي التي تُسَمَّى القِبيلةَ وفلان قريب المَنْزَعةِ أَي قريب الهِمّةِ ابن السكيت وانْتِزاعُ النّيّةِ بُعْدُها ومنه نَزَعَ الإِنسانُ إِلى أَهله والبعيرُ إِلى وطَنِه يَنْزِعُ نِزاعاً ونُزُوعاً حَنَّ واشتاقَ وهو نَزُوعٌ والجمع نُزُعٌ وناقة نازِعٌ إِلى وطنِها بغير هاء والجمع نَوازِعُ وهي النّزائِعُ واحدتها نَزِيعةٌ وجَمل نازِعٌ ونَزُوعٌ ونَزِيعٌ قال جميل فقلتُ لَهُمْ لا تَعْذِلُونِيَ وانْظُرُوا إِلى النازِعِ المَقْصُورِ كيفَ يكون ؟ وأَنْزَعَ القومُ فهم مُنْزِعُون نَزَعَتْ إِبلهم إِلى أَوطانِها قال فقد أَهافُوا زَعَمُوا وأَنْزَعُوا أَهافُوا عَطِشَتْ إِبلهم والنَّزِيعُ والنازعُ الغريب وهو أَيضاً البعيد والنَّزِيعُ الذي أُمُّه سَبيَّةٌ قال المرّارُ عَقَلْت نِساءَهُم فِينا حدِيثاً ضَنِينَ المالِ والوَلَدَ النَّزِيعا ونُزّاعُ القَبائِلِ غُرَباؤُهم الذين يُجاوِرُون قَبائِلَ ليسوا منهم الواحد نَزِيعٌ ونازعٌ والنَّزائِعُ والنُّزّاعُ الغُرَباءُ وفي الحديث طُوبَى للغُرَباء قيل مَنْ هُم يا رسولَ اللهِ ؟ قال النُّزّاعُ من القبائِلِ هو الذي نزَع عن أَهله وعشِيرَتِه أَي بَعُدَ وغابَ وقيل لأَنه نزَع إِلى وطنه أَي يَنْجَذِبُ ويميلُ والمراد الأَوّل أَي طوبى للمهاجرين الذين هجَروا أَوطانَهم في الله تعالى ونزَع إِلى عِرْقٍ كريم أَو لُؤْم يَنْزِعُ نُزُوعاً ونزَعَت به أَعراقُه ونَزَعَتْه ونَزَعها ونزَع إِليها قال ونزَع شَبَهَه عِرْقٌ وفي حديث القَذْفِ إِنما هو عِرْقٌ نزَعَه والنَّزِيعُ الشريفُ من القوم الذي نزَع إِلى عِرْق كريم وكذلك فرَس نَزِيعٌ ونزَع فلان إِلى أَبيه يَنْزِعُ في الشَّبَه أَي ذهَب إِليه وأَشْبهه وفي الحديث لقد نَزَعْتَ بمثْلِ ما في التوراةِ أَي جئتَ بما يُشْبهها والنَّزائِعُ من الخيل التي نَزَعَتْ إِلى أَعْراقٍ واحدتها نَزِيعةٌ وقيل النَّزائِعُ من الإِبل والخيل التي انْتُزِعَت من أَيْدِي الغُرباء وفي التهذيب من أَيدي قوم آخَرِين وجُلِبَتْ إِلى غير بلادها وقيل هي المُنْتَقَذةُ من أَيديهم وهي من النساء التي تُزَوَّجُ في غير عشيرتها فتنقل والواحدة من كل ذلك نَزِيعةٌ وفي حديث ظبيان أَن قَبائِلَ من الأَزْد نَتَّجُوا فيها النَّزائِعَ أَي الإِبل الغرائبَ انْتَزَعُوها من أَيدي الناس وفي حديث عمر قال لآلِ السائب قد أَضْوَيْتُم فانكِحوا في النَّزائِعِ أَي في النساء الغرائبِ من عشيرتكم ويقال هذه الأَرض تُنازِعُ أَرضَ كذا أَي تَتَّصِلُ بها وقال ذو الرمة لَقًى بين أَجْمادٍ وجَرْعاء نازَعَتْ حِبالاً بِهِنًّ الجازِئاتُ الأَوابِدُ والمَنْزَعةُ القوْسُ الفَجْواءُ ونَزَع في القوْسِ يَنْزِعُ نَزْعاً مَدَّ بالوتَر وقيل جذَبَ الوتر بالسهم والنّزَعةُ الرُّماةُ واحدُهم نازِعٌ وفي مثلٍ عادَ السهمُ إِلى النَّزَعةِ أَي رجع الحقّ إِلى أَهله وقامَ بأِصْلاحِ الأَمرِ أَهلُ الأَناةِ وهو جمع نازِعٍ وفي التهذيب وفي المثل عادَ الرَّمْيُ على النَّزَعةِ يُضْرَبُ مثلاً للذي يَحِيقُ به مَكْرُه وفي حديث عمر لَنْ تَخُورَ قُوىً ما دامَ صاحِبُها يَنْزِعُ ويَنْزُو أَي يَجْذِبُ قوْسَه ويَثِبُ على فرسه وانْتَزَعَ للصيْدِ سَهْماً رماه به واسمُ السهْمِ المِنْزَعُ ومنه قول أَبي ذؤيب فَرَمَى ليُنْفِذَ فُرَّهاً فَهَوَى له سَهْمٌ فأَنْقَذَ طُرَّتَيْه المِنْزَعُ فُرَّهاً جمع فاره قال ابن بري أَنشد الجوهري عجز هذا البيت ورَمَى فأَنفَذَ والصواب ما ذكرناه والمِنْزَعُ أَيضاً السهم الذي يُرْمَى به أَبْعَدَ ما يُقْدَرُ عليه لتُقَدَّر به الغَلْوةُ قال الأَعشى فهْو كالمِنْزَعِ المَرِيشِ من الشَّوْ حَطِ غالَتْ به يَمِينُ المُغالي وقال أَبو حنيفة المِنْزَعُ حديدة لا سِنْخَ لها إِنما هي أَدْنى حديدةٍ لا خير فيها تؤخَذ وتُدْخَلُ في الرُّغْظِ وانْتَزَعَ بالآية والشّعْرِ تمثَّلَ ويقال للرجل إِذا استنبط معنى آيةٍ من كتاب الله عز وجل قد انْتَزَعَ معنًى جيِّداً ونَزَعَه مثله أَي اسْتَخْرَجَه ومُنازَعةُ الكأْس مُعاطاتُها قال الله عز وجل يَتَنازَعون فيها كأْساً لا لَغْوٌ فيها ولا تأْثِيمٌ أَي يَتَعاطَوْن والأَصل فيه يتجاذَبُون ويقال نازَعني فلانٌ بَنانَه أَي صافحني والمُنازعةُ المُصافَحةُ قال الراعي يُنازِعْنَنا رَخْصَ البَنانِ كأَنما يُنازِعْنَنا هُدَّابَ رَيطٍ مُعَضَّدِ والمُنازعةُ المُجاذَبةُ في الأَعْيانِ والمَعاني ومنه الحديث أَنا فَرَاطُكم على الحوْضِ فَلأُلْفِيَنَّ ما نُوزِعْتُ في أَحدِكم فأَقولُ هذا مِني أَي يُجْذَبُ ويؤخَذُ مني والنَّزاعةُ والنِّزاعةُ والمِنْزَعةُ والمَنْزَعةُ الخُصومة والمُنازَعةُ في الخُصومةِ مُجاذَبةُ الحُجَجِ فيما يَتنازَعُ فيه الخَصْمانِ وقد نازَعَه مُنازَعةً ونِزاعاً جاذَبه في الخصومة قال ابن مقبل نازَعْتُ أَلْبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ من الأَحاديثِ حتى زِدْنَنِي لِينَا أَي نازَعَ لُبِّي أَلْبابَهُنَّ قال سيبويه ولا يقال في العاقبة فَنَزَعْتُه استَغْنَوْا عنه بِغَلَبْتُه والتنازُع التخاصُمُ وتنازَعَ القومُ اخْتَصَمُوا وبينهم نِزاعةٌ أَي خصومةٌ في حقّ وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم صلَّى يوماً فلما سلَّم من صلاته قال ما لي أُنازَعُ القرآنَ أَي أُجاذَبُ في قراءته وذلك أَن بعض المأْمومين جَهَرَ خَلْفه فنازَعه قِراءتَه فشغله فنهاه عن الجهر بالقراءة في الصلاة خلفه والمِنْزَعةُ والمَنْزَعةُ ما يرجِعُ إِليه الرجل من أَمره ورأْيِه وتدبيرِه قال الأَصمعي يقولون والله لَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَضْعَفُ مِنْزَعةً بكسر الميم ومَنْزَعةً بفتحها أَي رأْياً وتدبيراً حكى ذلك ابن السكيت في مِفْعلة ومَفْعلة وقيل المنزَعةُ قوّة عزْمِ الرأْي والهِمّة ويقال للرجل الجيِّد الرأْي إِنه لجيِّد المنزعة ونَزَعَتِ الخيل تَنْزِعُ جَرَتْ طِلْقاً وأَنشد والخيْلَ تَنْزِعُ قُبًّا في أَعِنَّتِها كالطيرِ تَنْجُو من الشُّؤْبوبِ ذي البَرَدِ ونزَع المريضُ يَنْزِعُ نزْعاً ونازَع نِزاعاً جادَ بنفسِه ومَنْزعة الشرابِ طِيبُ مَقْطَعِه يقال شرابٌ طيِّبُ المنزعةِ أَي طيب مقطع الشرب وقيل في قوله تعالى خِتامُه مِسْك إِنهم إِذا شربوا الرَّحيقَ فَفَنِيَ ما في الكأْس وانقطع الشرْب انختم ذلك بريح المسك والنَّزَعُ انْحِسارُ مقدَّم شعَر الرأْسِ عن جانبي الجَبْهةِ وموضِعُه النَّزَعةُ وقد نَزِعَ يَنْزَعُ نَزَعاً وهو أَنْزَعُ بَيِّنُ النَّزَعِ والاسم النَّزَعةُ وامرأَة نَزْعاءُ وقيل لا يقال امرأَة نزعاء ولكن يقال زَعْراءُ والنَّزَعتانِ ما يَنْحَسِرُ عنه الشعر من أَعلى الجَبينَينِ حتى يُصَعِّدَ في الرأْس والنَّزْعاءُ من الجِباهِ التي أَقبلت ناصيتها وارتفع أَعلى شعَرِ صُدْغِها وفي حديث القرشي أَسَرني رجل أَنْزَعُ وفي صفة علي رضي الله عنه البَطِينُ الأَنْزَعُ والعرب تحبُّ النزَع وتَتَيَمَّنُ بالأَنْزع وتَذُمُّ الغَمَمَ وتَتَشاءَم بالأَغَمّ وتَزْعُمُ أَن الأَغم القفا والجبين لا يكون إِلا لَئِيماً ومنه وقول هُدْبةَ بن خَشْرَمٍ ولا تَنْكِحي إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا أَغَمَّ القَفا والوَجْهِ لَيْسَ بِأَنْزَعا وأَنْزَع الرجلُ إِذا ظهرت نَزَعَتاه ونَزَعَه بنَزِيعةٍ نَخَسَه عن كراع وغنم نُزُعٌ ونُزَّعٌ حَرامَى تَطْلُبُ الفحْلَ وبها نِزاعٌ وشاة نازِعٌ والنزائِعُ من الرِّياحِ هي النُّكْبُ سميت نزائِعَ لاختلاف مَهابِّها والنَّزَعةُ بقلة كالخَضِرةِ وثُمام مُنَزَّعٌ شُدِّدَ للكثرة قال أَبو حنيفة النَّزَعةُ تكون بالرَّوْضِ وليس لها زَهْرٌ ولا ثَمَرٌ تأْكلها الإِبل إِذا لم تجد غيرها فإِذا أَكلتها امتنعت أَلبانها خُبْثاً ورأَيت في التهذيب النزعةُ نَبت معروف ورأَيت فلاناً مُتَنَزِّعاً إِلى كذا أَي مُتَسَرِّعاً نازِعاً إِليه

نسع
النِّسْعُ سَيْرٌ يُضْفَرُ على هيئة أَعِنَّةِ النِّعالِ تُشَدُّ به الرِّحالُ والجمع أَنْساعٌ ونُسُوعٌ ونُسْعٌ والقِطْعةُ منه نِسْعةٌ وقيل النِّسْعةُ التي تُنْسَجُ عريضاً للتصدير وفي الحديث يَجُرُّ نِسْعةً في عُنُقِه قال ابن الأَثير هو سير مضفور يجعل زماماً للبعير وغيره وقد تنسج عريضةً تجعل على صدر البعير قال عبد يغوث أَقولُ وقد شَدُّوا لِساني بِنِسْعةٍ والأَنْساعُ الحِبالُ واحدها نُسْعٌ قال عاليْتُ أَنْساعي وجِلْبَ الكُورِ قال ابن بري وقد جاء في شعر حُمَيْدِ بن ثَوْرٍ النِّسْعُ للواحد قال رأَتْني بنِسْعَيْها فَرَدَّتْ مَخافَتي إِلى الصَّدْرِ رُوعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ
( * قوله « رأتني إلخ » في الاساس في مادة روع
رأتني بحبليها فصدت مخافة ... وفي الحمل روعاء الفؤاد فروق )
والجمع نُسْعٌ ونِسَعٌ وأَنْساعٌ قال الأَعشى
تَخالُ حَتْماً عليها كلَّما ضَمَرَتْ من الكَلالِ بأَنْ تَسْتَوْفيَ النِّسَعا ابن السكيت يقال للبِطانِ والحَقَبِ هما النِّسْعان وقال بذي النِّسْعَين
( * قوله بذي النسعين هكذا في الأصل ) والنِّسْعُ والسِّنْعُ المَفْصِلُ بين الكفّ والساعِدِ وامرأَةٌ ناسعةٌ طويلةُ الظَّهْرِ وقيل هي الطويلةُ السِّنِّ وقيل هي الطويلةُ البَظْرِ ونُسُوعُه طُولُه وقد نَسَعَتْ نُسُوعاً والمِنْسَعةُ الأَرض التي يَطُولُ نَبْتُها ونَسَعَت أَسنانُه تَنْسَعُ نُسُوعاً ونَسَّعَتْ تَنْسِيعاً إِذا طالَتْ واسْتَرْخَتْ حتى تَبْدُو أُصولُها التي كانت تُوارِيها اللِّثةُ وانْحَسَرَت اللِّثةُ عنها يقال نَسَعَ فُوه قال الراجز ونَسَعَتْ أَسْنانُ عَوْدٍ فانْجَلَعْ عُمورُها عن ناصِلاتٍ لم يَدَعْ ونِسْعٌ ومِسْعٌ كلاهما من أَسماءِ الشَّمال وزعم يعقوب أَنَّ الميم بدل من النون قال قيس بن خويلد ويْلُمِّها لَقْحةً إِمّا تُؤَوِّبُهم نِسْعٌ شَآمِيةٌ فيها الأَعاصِيرُ قال الأَزهري سميت الشَّمالُ نِسْعاً لدقَّة مَهَبِّها شبهت بالنِّسْعِ المَضْفُورِ من الأَدمِ قال شمر هذيل تسمي الجَنُوبَ مِسْعاً قال وسمعت بعض الحجازيين يقول هو يُسْعٌ وغيرهم يقول هو نِسْعٌ قال ابن هرمة مُتَتَبِّعٌ خَطَئِي يَوَدُّ لَو نَّني هابٍ بمَدْرَجةِ الصَّبا مَنْسُوعُ ويروى مَيْسُوعُ وقول المنتخل الهذلي قد حالَ دُونَ دَرِيسَيْه مُؤَوِّبةٌ نِسْعٌ لها بعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ أَبْدَلَ فيه نِسْعاً من مُؤَوِّبةٍ وإِنما قلت هذا لأَنَّ قوماً من المتأَخرين جعلوا نِسْعاً من صفات الشَّمالِ واحتجوا بهذا البيت ويروى مُؤَوِّيةٌ أَي تحمله على أن يأْوِيَ كأَنها تُؤْويه ابن الأَعرابي انْتَسَعَتِ الإِبل وانْتَسَغَت بالعين والغين إِذا تفَرَّقَتْ في مَراعِيها قال الأَخطل رَجَنَّ بحيثُ تَنْتَسِعُ المَطايا فلا بَقًّا تَخافُ ولا ذُبابا
( * في ديوان الأخطل دجنّ بدل رجنّ والمعنى واحد )
وأَنْسَعَ الرجلُ إِذا كَثُرَ أَذاهُ لِجيرانِه ابن الأَعرابي هذا سِنْعُه وسَنْعُه وشِنْعُه وشَنْعُه وسِلْعُه وسَلْعُه ووَفْقُه ووِفاقُه بمعنى واحد وأنْساعُ الطريق شَرَكُه ونِسْعٌ بلد وقيل هو جبل أَسود بين الصَّفْراء ويَنْبُعَ قال كثيِّر عَزّةَ فقلتُ وأَسْرَرْتُ النَّدامةَ ليْتَني وكنت امْرَأً أَغْتَشُّ كُلَّ عَذُولِ سَلَكْتُ سَبيلَ الرائحاتِ عَشِيّةً مَخارِِمَ نِسْعٍ أَو سَلَكْنَ سَبيلي قال الأَزهري ويَنْسُوعةُ القُفِّ مَنْهَلةٌ من مَناهِلِ طريق مكة على جادَّة البصْرةِ بها رَكايا عَذْبةُ الماء عند مُنْقَطَعِ رِمالِ الدَّهْناءِ بين ماوِيّةَ والنِّباجِ قال وقد شربت من مائِها قال ابن الأَثير ونِسْعٌ موضع بالمدينة وهو الذي حماه النبي صلى الله عليه وسلم والخُلَفاءُ وهو صَدْرُ وادي العَقِيقِ

نشع
النَّشْعُ جُعْلُ الكاهِنِ وقد أَنْشَعَه قال رؤبة قال الحَوازي وأَبَى أَن يُنْشَعا يا هِنْدُ ما أَسْرَعَ ما تَسَعْسَعا وهذا الرجَزُ لم يُورِد الأَزهريُّ ولا ابن سيده منه إِلا البيتَ الأَولَ على صوره قال الحَوازي واسْتَحَتْ أَن تُنشَعا ثم قال ابن سيده الحَوازي الكَواهِنُ واسْتَحَتْ أَن تأْخذ أَجر الكَهانةِ وفي التهذيب واشْتَهَتْ أَن تُنْشَعا وأَما الجوهري فإِنه أَورد البيتين كما أَوْرَدْناهما قال الشيخ ابن بري البيتان في الأُرجوزة لا يلي أَحدهما الآخر والضمير في يُنْشَعا غير الضمير الذي في تَسَعْسَعا لأَنه يعود في يُنْشَعا على تميم أَبي القبيلة بدليل قوله قبل هذا البيت إِنَّ تَمِيماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا ولم تَلِدْه أُمُّه مُقَنَّعا ثم قال قال الحَوازي وأَبَى أَن يُنْشَعا ثم قال بعده أَشَرْيةٌ في قَرْيةٍ ما أَشْنَعا أَي قالت الحَوازي وهُنَّ الكَواهِنُ أَهذا المولود شَرْية في قرْيةٍ أَي حَنْظلة في قريةِ تَمْلٍ أَي تمِيمٌ وأَولادُه مُرُّونَ كالحَنْظَلِ كثيرون كالنمل قال ابن حمزة ومعنى أَن يُنْشَعا أَي أَن يؤخَذ قهراً والنشْعُ انْتِزاعُكَ الشيء بعُنْفٍ والضمير في تَسَعْسَعا يعود على رؤبة نفسه بدليل قوله قبل البيت لَمّا رأَتْني أُمّ عَمْرٍو أَصْلَعا قالتْ ولم تَأْلُ به أَن يَسْمَعا يا هِنْدُ ما أَسْرَعَ ما تَسَعْسَعا والنَّشُوعُ والنَّشُوغُ بالعين والغين معاً السَّعُوطُ والوَجُورُ الذي يُوجَرُه المريض أَو الصبي قال الشيخ ابن بري يريد أَن السَّعُوطَ في الأَنْفِ والوَجُورَ في الفم ويقال إِن السَّعُوطَ يكون للاثنين ولهذا يقال للمُسْعُطِ مِنْشَعٌ ومِنْشَغٌ قال أَبو عبيد كان الأَصمعي ينشد بيت ذي الرمة فأَلأُمُ مُرْضَعٍ نُشِعَ المَحارا بالعين والغين وهو إِجارُك الصبيّ الدَّواءَ وقال ابن الأَعرابي النَّشُوعُ السَّعُوطُ ثم قال نُشِعَ الصبُّ ونُشِغَ بالعين والغين معاً وقد نَشَعَهُ نَشْعاً وأَنْشَعَه سَعَّطَه مثل وجَرَه وأَوْجَرَه وانْتَشَعَ الرجلُ مثل اسْتَعَطَ وربما قالوا أَنْشَعْتُه الكلام إِذا لَقَّنْتَه ونَشَعَ الناقةَ يَنْشَعُها نُشُوعاً سَعَّطَها وكذلك الرجلَ قال المرّارُ إِلَيْكُمْ يا لِئامَ الماسِ إِنِّي نُشِعْتُ العِزَّ في أَنْفي نُشُوعا والنُّشُوعُ بالضم المصدر وذات النُّشُوعِ فرس بَسْطامِ بن قَيْسٍ ونُشِعَ بالشيءِ أُولِعَ به وإِنه لَمَنْشُوعٌ بأَكل اللحم أَي مُولَعٌ به والغين المعجمة لغة عن يعقوب وفلان مَنْشُوعٌ بكذا أَي مُولَعٌ به قال أَبو وَجْزَة نَشِيعٌ بماءِ البَقْلِ بَينَ طَرائِقٍ من الخَلْقِ ما مِنْهُنَّ شيءٌ مُضيَّعُ والنَّشْعُ والانْتِشاعُ انْتِزاعُك الشيء بعُنْفٍ والنُّشاعةُ ما انْتَشَعَه بيده ثم أَلقاه قال أَبو حنيفة قال الأَحمر نَشَعَ الطيِّبَ شَمَّه والنَّشَعُ من الماءِ ما خَبُثَ طَعْمُه

نصع
الناصِعُ والنَّصِيعُ البالغُ من الأَلوان الخالص منها الصافي أَيّ لون كان وأَكثر ما يقال في البياض قال أَبو النجم إِنَّ ذَواتِ الأُزْرِ والبَراقِعِ والبُدْنِ في ذاكَ البَياضِ النّاصِعِ لَيْسَ اعْتِذارٌ عندها بِنافِعِ وقال المرّار راقَه منها بَياضٌ ناصِعٌ يُونِقُ العَينَ وشَعْرٌ مُسْبَكِر وقد نَصَعَ لونُه نَصاعةً ونُصوعاً اشتَدَّ بَياضُه وخَلَصَ قال سُويد بن أَبي كاهل صَقَلَتْه بِقَضِيبٍ ناعِمٍ مِن أَراكٍ طَيِّبٍ حَتى نَصَعْ وأَبيَضُ ناصِعٌ ويَقَقٌ وأَصفَرُ ناصع بالغوا به كما قالوا أَسودُ حالِكٌ وقال أَبو عبيدة في الشِّياتِ أَصفر ناصِعٌ قال هو الأَصفر السّراةِ تَعْلو مَتنَه جُدَّةٌ غَبْساءُ والناصِعُ في كل لون خَلصَ ووَضَح وقيل لا يقال أَبيض ناصِعٌ ولكن أَبيض يَقَقٌ وأَحمر ناصِعٌ ونَصّاعٌ قال بُدِّلْنَ بُؤْساً بعدَ طُولِ تَنَعُّمٍ ومِنَ الثِّيابِ يُرَيْنَ في الأَلوانِ مِنْ صُفْرةٍ تَعْلو البياضَ وحُمْرةٍ نَصّاعةٍ كَشَقائِقِ النُّعْمانِ وقال الأَصمعي كلُّ ثوب خالِصِ البياضِ أَو الصُّفرة أَو الحُمْرة فهو ناصِعٌ قال لبيد سُدُماً قليلاً عَهْدُه بأَنِيسِه مِن بَينِ أَصفَرَ ناصِعٍ ودِفانِ أي ورَدتْ سُدُماً ونَصَعَ لونُه نُصوعاً إِذا اشتد بياضُه ونَصَعَ الشيءُ خلَص والأَمر وضَحَ وبانَ قال ابن بري شاهده قول لقِيطٍ الإِبادِيّ إِني أَرى الرَّأْيَ إِن لم أُعْصَ قد نَصَعا والناصِعُ الخالِصُ من كل شيء وشيء ناصِعٌ خالِصٌ وفي الحديث المدينةُ كالكِير تَنْفي خَبَثها وتَنْصَعُ طِيبَها أَي تُخَلِّصُه وقد تقدم في بضع وحسَبٌ ناصِعٌ خالِصٌ وحَقٌّ ناصِعٌ واضح كلاهما على المثل يقال أَنْصَعَ للحقّ إِنْصاعاً إِذا أَقَرَّ به واستعمل جابر بن قَبِيصة النَّصاعةَ في الظَّرْف وأُراه إِنما يعني به خُلوصَ الظَّرْف فقال ما رأَيت رجلاً أَنْصَعَ ظَرْفاً منك ولا أَحْضَر جواباً ولا أَكثر صَواباً من عمرو بن العاص وقد يجوز أَن يعنيَ به اللونَ كأَن تقول ما رأَيت رجلاً أَظهر ظَرْفاً لأَن اللون واسطة في ظُهورِ الأَشياء وقالوا ناصِعِ الخَبَرَ أَخاكَ وكُنْ منه على حذَرٍ وهو من الأَمر الناصِعِ أَي البَيِّنِ أَو الخالِصِ ونَصَعَ الرجلُ أَظهَرَ عَداوتَه وبَيَّنَها وقصَدَ القِتالَ قال رؤبة كَرَّ بِأَحْجَى مانِعٍ أَنْ يَمْنَعا حتى اقْشَعَرَّ جِلْدُه وأَنْصَعا وقال أَبو عمرو أَظهر ما في نفسه ولم يُخَصِّصِ العَداوةَ قال أَبو زبيد والدَّارُ إِنْ تُنْئِهمْ عَنِّي فإِنَّ لهُمْ ودِّي ونَصْري إِذا أَعْداؤُهم نصَعوا قال ابن الأَثير وأَنْصَعَ أَظْهَرَ ما في نفْسِه والناصِعُ من الجيْشِ والقومِ الخالصون الذين لا يَخْلِطُهم غيرُهم عن ابن الأَعرابي وأَنشد ولمَّا أَنْ دَعَوْتُ بَنِي طريفٍ أَتَوْني ناصِعِينَ إِلى الصِّياحِ وقيل إِن قوله في هذا البيت أَتوني ناصعين أَي قاصدين وهو مشتق من الحقّ الناصِعِ أَيضاً والنِّصْعُ والنَّصْعُ والنُّصْعُ جلد أَبيض وقال المُؤَرِّج النِّصَعُ والنِّطَعُ لواحد الأَنْطاعِ وهو ما يتخذ من الأَدَمِ وأَنشد لحاجز بن الجُعَيد الأَزْدي فنَنْحَرُها ونَخْلِطُها بِأُخْرى كأَنَّ سَراتَها نِصَعٌ دَهِين ويقال نِصْعٌ بسكون الصاد والنِّصْعُ ضرب من الثِّيابِ شديد البياض قال الشاعر يَرْعى الخُزامى بذِي قارٍ فقد خَضَبَتْ منه الجَحافِلَ والأَطْرافَ والزَّمَعا مُجْتابُ نِصْعٍ يَمانٍ فوْقَ نُقْبَتِه وبالأَكارِعِ من دِيباجِه قطَعا وعَمَّ بعضهم به كلّ جلد أَبيض أَو ثوب أَبيض قال يصف بقر الوَحْش كأَنَّ تَحْتي ناشِطاً مُوَلَّعا بالشامِ حتى خِلْته مُبَرْقَعا بنيقة مِنْ مرْحَليٍّ أَسْفَعا تَخالُ نِصْعاً فَوْقَها مُقَطَّعا يُخالِطُ التَّقْلِيصَ إِذْ تَدَرَّعا يقول كأَنَّ عليه نِصْعاً مُقَلَّصاً عنه يقول تخالُ أَنه لَبِس ثوباً أَبيض مقلصاً عنه لم يبلغ كُروعَه التي ليست على لونه وأَنْصَعَ الرجلُ للشرِّ إِنْصاعاً تَصَدَّى له والنَّصِيعُ البحر قال أَدْلَيْتُ دَلْوي في النَّصِيعِ الزَّاخِرِ قال الأَزهري قوله النَّصِيعُ البحرُ غير معروف وأَراد بالنَّصِيعِ ماء بِئرٍ ناصِعِ الماء ليس بِكَدِرٍ لأَن ماء البحر لا يُدْلى فيه الدَّلْوُ يقال ماءٌ ناصِعٌ وماصِعٌ ونَصِيعٌ إِذا كان صافياً والمعروف البحر البَضيعُ بالباء والضاد وشَرِبَ حتى نَصَعَ وحتى نَقَعَ وذلك إِذا شَفى غَلِيلَه والمعروفُ بَضَعَ وقد تقدّم والمَناصِعُ المواضعُ التي يُتَخَلَّى فيها لبَوْلٍ أَو غائِطٍ أَو لحاجة الواحد مَنْصَعٌ لأَنه يُبْرَزُ إِليها ويُظْهَرُ وفي حديث الإِفك كان مُتَبَرَّزُ النساءِ في المدينةِ قبل أَن تُسَوَّى الكُنُفُ في الدُّورِ المناصِعَ حكاه الهرويّ في الغريبين قال الأَزهري أَرى أَن المناصعَ موضع بعينه خارجَ المدينة وكُنَّ
( * قوله كن الساء هكذا في الأصل ) النساءُ يَتَبَرَّزْن إِليه بالليل على مذاهبِ العرب بالجاهِليَّة وفي الحديث إِنَّ المَناصِعَ صَعِيدٌ أَفيَحُ خارجَ المدينة ونَصَعَتِ الناقةُ إِذا مَضَغَتِ الجِرّة عن ثعلب وحكى الفراء أَنْصَعَتِ الناقةُ للفحْل إِنصاعاً قَرَّت له عند الضِّرابِ وقال أَبو يوسف يقال قبَّح الله أمًّا نَصَعَتْ به أَي ولَدَتْه مثل مَصَعَتْ به

نطع
النَّطْعُ والنَّطَعُ والنِّطْعُ والنِّطَعُ من الأَدَمِ معروف قال التميمي يَضْرِبْنَ بالأَزِمَّةِ الخُدُودا ضَرْبَ الرِّياحِ النِّطَعَ المَمْدُودا قال ابن بري أَنكر زياد نَطْع وقال نِطْع وأَنكر علي بن حَمْزةَ نَطَع وأَثبت نِطَع لا غير وحكى ابن سيده عن ابن جني قال اجتمع أَبو عبد الله ابن الأَعرابي وأَبو زياد الكلابي على الجِسْرِ فسأَل أَبو زياد أَبا عبد الله عن قوْلِ النابغةِ على ظَهْرِ مِبْناةٍ جدِيدٍ سُيُورُها فقال أَبو عبد الله النَّطْعُ بالفتح فقال أَبو زياد لا أَعرفه فقال النِّطْعُ بالكسر فقال أَبو زياد نَعَمْ والجمع أَنْطُعٌ وأَنْطاعٌ ونُطُوعٌ والنُّطاعةُ والقُطاعةُ والقُضاضةُ اللُّقْمةُ يُؤكل نِصْفُها يم تُرَدُّ إِلى الخِوانِ وهو عَيْبٌ يقال فلان لاطِعٌ ناطِعٌ قاطِعٌ والنِّطْعُ والنِّطَعُ والنَّطَعُ والنَّطَعةُ ما ظهرَ من غارِ الفَمِ الأَعلى وهي الجِلْدةُ المُلْتَزِقةُ بعظم الخُلَيْقاءِ فيها آثار كالتَّحْزِيزِ وهناك مَوقِعُ اللسان في الحَنَكِ والجمع نُطُوعٌ لا غير ويقال لِمَرْفَعِه من أَسْفَلِه الفِراشُ والتَّنَطُّعُ في الكلام التَّعَمُّقُ فيه مأْخوذ منه وفي الحديث هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ هم المُتَعَمِّقُونَ المُغالُونَ في الكلامِ الذين يتَكلمون بأَقْصَى حُلُوقِهم تَكَبُّراً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّ أَبْغَضَكُم إِليّ الثَّرْثارُونَ المُتَفَيْهِقُون وكل منها مذكور في موضعه قال ابن الأَثير هو مأْخوذ من النِّطَعِ وهو الغارُ الأَعْلى في الفَمِ قال ثم استعمل في كل تَعَمُّقٍ قوْلاً وفِعْلاً وفي حديث عمر رضي الله عنه لن تَزالوا بخَيْرٍ ما عَجَّلْتُم الفِطْرَ ولم تَنَطَّعُوا تَنَطُّعَ أَهْلِ العِراقِ أَي تتكلفوا القول والعمل وقيل أَراد به ههنا الإِكثارَ من الأَكلِ والشرْبِ والتوسُّعَ فيه حتى يَصِلَ إِلى الغارِ الأَعْلى ويستحب للصائم أَن يُعَجِّلَ الفِطْرَ بتَناوُلِ القَليلِ من الفَطُورِ ومنه حديث ابن مسعود إِيّاكُم والتَّنَطُّعَ والاخْتِلافَ فإِنما هو كقول أَحدكم هَلُمَّ وتعالَ أَراد النهْيَ على المُلاحاةِ في القِراءاتِ المختلفةِ وأَنّ مَرْجِعَها كُلِّها إِلى وجه واحد من الصواب كما أَن هَلُمَّ بمعنى تعالَ ابن الأَعرابي النُّطُعُ المُتَشَدِّقُون في كلامهم وتَنَطَّعَ في الكلام وتَنَطَّسَ إِذا تأَنَّقَ فيه وتَعَمَّقَ وتَنَطَّعَ في شَهَواتِه تأَنَّقَ ويقال وطِئْنا نِطَاع بني فلان أَي دخَلْنا أَرْضَهم قال وجَنابُ القومِ نِطاعُهم قال الأَزهري ونَطاعِ بوزن قَطامِ ماءٌ في بلادِ بني تَمِيمٍ وقد ورَدْتُه يقال شَرِبَتْ إِبلُنا من ماءِ نَطاعِ وهي رَكِيّةٌ عَذْبةُ الماء غَزِيرَتُه ويومُ نطاعِ يومٌ من أَيامِ العرب قال الأَعشى بظُلْمِهِمْ بِنَطاعِ المَلْكَ ضاحِيةً فقد حَسَوْا بَعْدُ من أَنْفاسِها جُرَعا

نعع
النُّعاعةَ بقلة ناعمةٌ وقال ابن السكيت النعاعةُ اللُّعاعةُ وهي بقلةٌ ناعمةٌ وقال ابن بري النَّعْناعُ البَقْلُ والنُّعاعةُ موضع أَنشد ابن الأَعرابي لا مالَ إِلا إِبِلٌ جَمَّاعهْ مَشْرَبُها الجَيْأَةُ أَو نُعاعَهْ قال ابن سيده وحكى يعقوب أَن نونها بدل من لام لُعاعةٍ وهذا قويّ لأَنهم قالوا أَلَعَّتِ الأَرضُ ولم يقولوا أَنَعَّتْ وقال أَبو حنيفة النُّعاعُ النبات الغَضُّ الناعِمُ في أَوّلِ نباتِه قبل أَن يَكْتَهِلَ وواحدته بالهاء والنُّعْنُعُ الذَّكَرُ المُسْتَرْخِي والنَّعْنَعةُ ضَعْفُ الغُرْمُولِ بعد قوّته والنُّعْنُعُ الرجُل الطوِيلُ المُضْطَربُ الرَّخْوُ والنُّعُّ الضعِيفُ والتَّنَعْنُعُ الاضْطِرابُ والتّمايُلُ قال طُفَيْلٌ منَ النّبيِّ اسْتَحْقَبَتْ كلَّ مِرْفَقٍ رَوادِفَ أمثالَ الدِّلاءِ تَنَعْنَعُ والتَّنَعْنُعُ التَّباعُدُ ومنه قولُ ذي الرُّمّة على مِثْلِها يَدْنو البَعِيدُ ويَبْعُدُ ال قَرِيبُ ويُطْوَى النازِحُ المُتَنَعْنِعُ والنُّعْنُعُ الفَرْجُ الطوِيل الرَّقِيقُ وأَنشد سَلُوا نِساءَ أَشْجَعُ أَيُّ الأُيُورِ أَنْفَعْ ؟ أَأَلطَّوِيلُ النُّعْنُعْ ؟ أَم القَصِيرُ القَرْصَعْ ؟ القَرْصَعُ القَصِيرُ المُعَجَّرُ ويقال لِبَظْرِ المرأَةِ إِذا طالَ نُعْنُعٌ قال المُغِيرةُ بن حَبْناءَ وإِلاَّ جِئْتُ نُعْنُعَها بقَوْلٍ يُصَيِّره ثَماناً في ثَمانِ قال أَبو منصور قوله ثَماناً لحن والصحيح ثَمانِياً وإِن روي يُصَيِّرُه ثَمانٍ في ثَمان على لغة من يقول رأَيت قاضٍ كان جائزاً قال الأَصمعي المَعِدَةُ من الإِنسان مثل الكَرِشِ من الدوابّ وهي من الطير القانِصةُ بمنزلة القب
( * قوله « القب » كذا بالأصل ) على فُوهةِ المَصارِينِ قال والحَوْصَلةُ يقال لها النُّعْنُعةُ وأَنشد فَعَبَّتْ لَهُنَّ الماءَ في نُعْنُعاتِها ووَلَّيْنَ تَوْلاةَ المُشِيح المُحاذِر قال وحَوْصَلةُ الرجُلِ كلُّ شيء أَسفلَ السُّرَّةِ والنُّعْنُعُ والنَّعْنَعُ والنَّعْناعُ بَقْلةٌ طَيِّبةُ الرِّيحِ قال أَبو حنيفة النُّعْنُعُ هكذا ذكره بعض الرُّواة بالضم بقلة طيبة الريحِ والطعم فيها حَرارةٌ على اللسان قال والعامة تقول نَعْنَعٌ بالفتح وفي الصحاح ونَعْنَعٌ مقصور منه ولم ينسبه إِلى العامّة والنَّعْنَعةُ حِكايةُ صوت يرجع إِلى العين والنون

نفع
في أَسماء الله تعالى النافِعُ هو الذي يُوَصِّلُ النفْعَ إِلى مَن يشاء من خلْقه حيث هو خالِقُ النفْعِ والضَّرِّ والخيْرِ والشرِّ والنفْعُ ضِدُّ الضرِّ نَفَعَه يَنْفَعُه نَفْعاً ومَنْفَعةً قال كَلاً مَنْ مَنْفَعَتي وضَيْري بكَفِّه ومَبْدَئي وحَوْرِي وقال أَبو ذؤيب قالت أُمَيْمةُ ما لجِسْمِكَ شاحِباً مُنْذُ ابْتَذَلْتَ ومِثْلُ مالِكَ يَنْفَعُ ؟ أَي اتَّخِذْ مَنْ يَكْفِيكَ فمثل مالِكَ ينبغي أَن تُوَدِّعَ نَفْسَكَ به وفلان يَنْتَفِعُ بكذا وكذا ونَفَعْتُ فُلاناً بكذا فانْتَفَعَ به ورجل نَفُوعٌ ونَفّاعٌ كثيرُ النَّفْعِ وقيل يَنْفَع الناسَ ولا يَضُرُّ والنَّفِيعةُ والنُّفاعةُ والمَنْفَعةُ اسم ما انْتَفِعَ به ويقال ما عندهم نَفِيعةٌ أَي مَنْفَعةٌ واسْتَنْفَعَه طلب نَفْعَه عن ابن الأَعرابي وأَنشد ومُسْتَنْفِعٍ لَمْ يَجْزِه بِبَلائِه نَفَعْنا ومَوْلًى قد أَجَبْنا لِيُنْصَرا والنِّفْعةُ جِلْدةٌ تشق فتجعل في جانبِي المَزادِ وفي كل جانب نِفْعةٌ والجمع نِفْعٌ ونِفَعٌ عن ثعلب وفي حديث ابن عمر أَنه كان يشرب من الإِداوةِ ولا يَخْنِثُها ويُسَمِّيها نَفْعةَ قال ابن الأَثير سمَّاها بالمرَّة الواحدة من النَّفْعِ ومنعها الصرف للعلَمية والتأْنيث وقال هكذا جاء في الفائق فإِن صح النقل وإِلا فما أَشبَهَ الكلمة أَن تكون بالقاف من النَّقْعِ وهو الرَّيُّ والنَّفْعةُ العَصا وهي فَعْلةٌ من النَّفْعِ وأَنْفَعَ الرجلُ إِذا تَجِرَ في النَّفعاتِ وهي العِصِيُّ ونافِعٌ ونَفّاعٌ ونُفَيْعٌ أَسماء قال ابن الأَعرابي نُفَيْعٌ شاعر من تَمِيم فإِما أَن يكون تَصْغِيرَ نَفْع وإِما أَن يكون تصغير نافِعٍ أَو نَفّاعٍ بعد الترخيم

نقع
نَقَعَ الماءُ في المَسِيلِ ونحوه يَنْفَعُ نُقُوعاً واسْتَنْقَعَ اجْتَمَعَ واسْتَنْقَعَ الماءُ في الغَدِيرِ أَي اجتمع وثبت ويقال استنقَعَ الماءُ إِذا اجتمع في نِهْيٍ أَو غيره وكذلك نَقَعَ يَنْقَعُ نُقُوعاً ويقال طالَ إِنْقاعُ الماءِ واسْتِنْقاعُه حى اصفرّ والمَنْقَعُ بالفتح المَوْضِعُ يَسْتَنْقِعُ فيه الماءُ والجمع مَناقِعُ وفي حديث محمد بن كعب إِذا اسْتَنْقَعَتْ نَفْسُ المؤمنِ جاءَه ملَكُ الموتِ أَي إِذا اجْتَمَعَتْ في فِيهِ تريد الخروج كما يَسْتَنْقِعُ الماءُ في قَرارِه وأَراد بالنفْسِ الرُّوحَ قال الأَزهري ولهذا الحديث مَخْرَجٌ آخَر وهو من قولهم نَقَعْتُه إِذا قتلته وقيل إِذا اسْتَنْقَعَتْ يعني إِذا خرجَت قال شمر ولا أَعرفها قال ابن مقبل مُسْتَنْقِعانِ على فُضُولِ المِشْفَرِ قال أَبو عمرو يعني نابي الناقة أَنهما مُسْتَنْقِعانِ في اللُّغامِ وقال خالد بن جَنْبةَ مُصَوِّتانِ والنَّقْعُ مَحْبِسُ الماءِ والنَّقْعُ الماءُ الناقِعُ أَي المُجْتَمِعُ ونَقْعُ البئرِ الماءُ المُجْتَمِعُ فيها قبل أَنْ يُسْتَقَى وفي حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لا يُمْنَعُ نَقْعُ البئرِ ولا رَهْوُ الماءِ وفي الحديث لا يَقْعُدْ أَحدُكم في طريقٍ أَو نَقْعِ ماءٍ يعني عند الحَدَثِ وقضاءِ الحاجةِ والنَّقِيعُ البئرُ الكثيرةُ الماءِ مُذَكَّر والجمعُ أَنْقِعةٌ وكلُّ مُجْتَمَعِ ماءٍ نَقْعٌ والجمع نُقْعانٌ والنَّقْعُ القاعُ منه وقيل هي الأَرض الحُرَّةُ الطينِ ليس فيها ارْتفاع ولا انْهِباط ومنهم من خَصَّصَ وقال التي يسْتَنْقِعُ فيها الماء وقيل هو ما ارتفع من الأَرض والجمع نِقاعٌ وأَنْقُعٌ مثل بَحْرٍ وبِحارٍ وأَبْحُرٍ وقيل النِّقاعُ قِيعانُ الأَرض وأَنشد يَسُوفُ بأَنْفَيْهِ النِّقاعَ كأَنَّه عن الرَّوْضِ من فَرْطِ النَّشاطِ كَعِيمُ وقال أَبو عبيد نَقْعُ البئرِ فَضْلُ مائِها الذي يخرج منها أَو من العين قبل أَن يصير في إِناء أَو وِعاء قال وفسره الحديث الآخر من مَنَعَ فَضْلَ الماءِ لِيَمْنَع به فَضْلَ الكَلإِ مَنَعَه الله فَضْلَه يومَ القيامةِ وأَصل هذا في البئر يحتفرها الرجل بالفَلاةِ من الأَرض يَسْقِي بها مَواشِيَه فإِذا سَقاها فليس له أَن يَمْنَعَ الماءَ الفاضِلَ عن مَواشِيهِ مَواشِيَ غيره أَو شارباً يشرب بشَفَتِه وإِنما قيل للماء نَقْعٌ لأَنه يُنْقَعُ به العَطَشُ أَي يُرْوَى به يقال نَقَعَ بالرّيّ وبَضَعَ ونَقَعَ السّمُّ في أَنْيابِ الحيَّةِ اجْتَمعَ وأَنْقَعَتْه الحيّةُ قال أَبْعْدَ الذي قد لَجَّ تَتَّخِذِينَني عَدُوًّا وقد جَرَّعْتِني السّمَّ مُنْقَعا ؟ وقيل أَنْقَعَ السمَّ عَتَّقَه ويقال سمّ ناقِعٌ أَي بالِغٌ قاتِلٌ وقد نَقَعَه أَي قَتَلَه وقيل ثابت مُجْتَمِعٌ من نَقْعِ الماء ويقال سمّ مَنْقُوعٌ ونَقِيعٌ وناقِعٌ ومنه قول النابغة فَبِتُّ كأَنِّي ساوَرَتْني ضَئِيلةٌ من الرُّقْشِ في أَنْيابِها السُّمُّ ناقِعُ وفي حديث بَدْرٍ رأَيتُ البَلايا تَحْمِلُ المنايا نَواضِحُ يَثْرِبَ تَحْمِلُ السُّمَّ الناقِعَ وموْتٌ ناقِعٌ أَي دائِمٌ ودمٌ ناقِعٌ أَي طَرِيٌّ قال قَسّام بن رَواحةَ وما زالَ مِنْ قَتْلَى رِزاحٍ بعالِجٍ دَمٌ ناقِعٌ أَو جاسِدٌ غيرُ ماصِحِ قال أَبو سعيد يريد بالناقِعِ الطَّرِيَّ وبالجاسِدِ القَدِيمَ وسَمٌّ مُنْقَعٌ أَي مُرَبًّى قال الشاعر فيها ذَراريحٌ وسَمٌّ مُنْقَعُ يعني في كأْس الموت واسْتَنْقَعَ في الماء ثَبَتَ فيه يَبْتَرِدُ والموضع مُسْتَنْقَعٌ وكان عط يَسْتَنْقِعُ في حِياضِ عَرَفةَ أَي يدخلُها ويَتَبَرَّد بمائها واسْتُنْقِعَ الشيء في الماء على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه والنَّقِيعُ والنَّقِيعةُ المَحْضُ من اللبن يُبَرَّدُ قال ابن بري شاهده قول الشاعر أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثم آوِي إِلى أُمِّي ويَكْفِيني النَّقِيعُ وهو المُنْقَعُ أَيضاً قال الشاعر يصف فرساً قانَى له في الصَّيْفِ ظِلٌّ بارِدٌ ونَصِيُّ ناعِجةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ قال ابن بري صواب إِنشاده ونصِيُّ باعِجةٍ بالباء قال أَبو هشام الباعِجةُ هي الوَعْساءُ ذاتُ الرِّمْثِ والحَمْضِ وقيل هي السَّهْلةُ المُسْتَوِيةُ تُنْبِتُ الرِّمْثَ والبَقْلَ وأَطايِبَ العُشْبِ وقيل هي مُتَّسَعُ الوادِي وقانى له أَي دامَ له قال الأَزهريّ أَصلُه من أَنْقَعْتُ اللبَنَ فهو نَقِيعٌ ولا يقال مُنْقَعٌ ولا يقولون نَقَعْتُه قال وهذا سَماعي من العرب قال ووجدْتُ للمُؤَرِّجِ حُرُوفاً في الإِنقاعِ ما عُجْت بها ولا علِمْت راوِيها عنه يقال أَنْقَعْتُ الرجُلَ إِذا ضَرَبْتَ أَنْفَه بإِصْبَعِكَ وأَنْقَعْتُ الميِّتَ إِذا دَفَنْته وأَنْقَعْتُ البَيْتَ إِذا زَخْرَفْتَه وأَنْقَعْتُ الجاريةَ إِذا افْتَرَعْتَها وأَنْقَعْتُ البيت إِذا جَعَلْتَ أَعلاه أَسفلَه قال وهذه حُروفٌ مُنْكَرةٌ كلُّها لا أَعرِفُ منها شيئاً والنَّقُوعُ بالفتح ما يُنْقَعُ في الماء من الليل لِدواءٍ أَو نَبِيذٍ ويُشْرَبُ نهاراً وبالعكس وفي حديث الكَرْمِ تتخذونه زَبِيباً تُنْقِعُونه أَي تَخْلِطونه بالماء ليصير شَراباً وفي التهذيب النَّقُوعُ ما أَنْقَعْتَ من شيء يقال سَقَوْنا نَقُوعاً لِدواءٍ أُنْقِعَ من الليل وذلك الإِناء مِنْقَعٌ بالكسر ونَقَعَ الشيءَ في الماءِ وغيره يَنْقَعُه نَقْعاً فهو نَقِيعٌ وأَنْقَعَه نَبَذَه وأَنْقَعْتُ الدّواءَ وغيره في الماء فهو مُنْقَعٌ والنَّقِيعُ والنَّقُوعُ شيء يُنْقَعُ فيه الزَّبِيبُ وغيره ثم يُصَفَّى ماؤُه ويُشْرَبُ والنُّقاعةُ ما أَنْقَعْتَ من ذلك قال ابن بري والنُّقاعةُ اسْمُ ما أُنْقِعَ فيه الشيءُ قال الشاعر به مِنْ نِضاخِ الشَّوْلِ رَدْعٌ كأَنَّه نُقاعةُ حِنّاءٍ بماءِ الصَّنَوْبَرِ وكلُّ ما أُلقِيَ في ماءٍ فقد أُنْقِعَ والنَّقُوعُ والنَّقِيعُ شَرابٌ يتخذ من زبيب ينقع في الماء من غير طَبْخٍ وقيل في السَّكَر إِنه نَقِيعُ الزَّبيبِ والنَّقْعُ الرَّيُّ شَرِبَ فما نَقَعَ ولا بَضَعَ ومثَلٌ من الأَمثالِ حَتَّامَ تَكْرَعُ ولا تَنْقَعُ ؟ ونَقَعَ من الماء وبه يَنْقَعُ نُقُوعاً رَوِيَ قال جرير لو شِئْتِ قد نَقَعَ الفُؤادُ بشَرْبةٍ تَدَعُ الصَّوادِيَ لا يَجِدْنَ غَلِيلا ويقال شَرِبَ حتى نَقَعَ أَي شَفى غَلِيلَه ورَوِيَ وماءٌ ناقِعٌ وهو كالناجِعِ وما رأَيت سَرْبةً أَنْقَعَ منها ونَقَعْتُ بالخبر وبالشّرابِ إِذا اشْتَفَيْتَ منه وما نَقَعْتُ بخبره أَي لم أَشْتَفِ به ويقال ما نَقَعْتُ بخبَر فلان نُقوعاً أَي ما عُجْتُ بكلامِه ولم أُصَدِّقْه ويقال نَقَعَتْ بذلك نفْسِي أَي اطْمَأَنَّتْ إِليه ورَوِيَتْ به وأَنْقَعَني الماءُ أَي أَرْواني وأَنْقَعَني الرَّيُّ ونَقَعْتُ به ونَقَعَ الماءُ العَطَشَ يَنْقَعُه نَقْعاً ونُقُوعاً أَذْهَبَه وسَكَّنَه قال حَفْصٌ الأُمَوِيُّ أَكْرَعُ عند الوُرُودِ في سُدُمٍ تَنْقَعُ من غُلَّتي وأَجْزَأُها وفي المثل الرَّشْفُ أَنْقَعُ أَي الشَّرابُ الذي يُتَرَشَّفُ قَلِيلاً قَليلاً أَقْطَعُ للعطَشِ وأَنْجَعُ وإِن كان فيه بُطءٌ ونَقَعَ الماءُ غُلَّتَه أَي أَرْوى عَطَشَه ومن أَمثال العرب إِنه لَشَرَّابٌ بأَنْقُعٍ ووَرَدَ أَيضاً في حديثِ الحَجّاجِ إِنَّكُم يا أَهلَ العِراقِ شَرَّابُونَ عَلَيَّ بأَنْقُعٍ قال ابن الأَثير يُضْرَبُ للرجل الذي جَرَّبَ الأُمُورَ ومارَسها وقيل للذي يُعادُ الأُمور المَكْرُوهةَ أَراد أَنهم يَجْتَرئُونَ عليه ويَتَناكَرون وقال ابن سيده هو مثل يضرب للإِنسان إِذا كان متعاداً لفعل الخير والشرِّ وقيل معناه أَنه قد جَرَّبَ الأُمور ومارَسها حتى عرفها وخبرها والأَصل فيه أَن الدليل من العرب إِذا عرف المِياهَ في الفَلَواتِ ووَرَدَها وشرب منها حَذَقَ سُلُوكَ الطريقِ التي تُؤَدّيه إِلى البادية وقيل معناه أَنه مُعاوِدٌ للأُمور يأْتيها حتى يبلغ أَقْصَى مُرادِه وكأَنَّ أَنْقُعاً جمع نَقْعٍ قال ابن الأَثير أَنْقُعٌ جمع قِلَّة وهو الماءُ الناقِعُ أَو الأَرض التي يجتمع فيها الماء وأَصله أَنَّ الطائر الحَذِرَ لا يُرِدُ المَشارِعَ ولكنه يأْتي المَناقِعَ يشرب منها كذلك الرجل الحَذِرُ لا يَتَقَحّمُ الأُمورَ قال ابن بري حكى أَبو عبيد أَن هذا المثل لابن جريج قاله في مَعْمَرِ بن راشد وكان ابن جريج من أَفصح الناس يقول ابن جريج إِنه رَكِب في طلَبِ الحديث كلَّ حَزْن وكتب من كل وجْهٍ قال الأَزهريُّ والأَنْقُعُ جمع النَّقْعِ وهو كلّ ماءٍ مُسْتَنْقِعٍ من عِدٍّ أَو غَدِيرٍ يَسْتَنْقِعُ فيه الماء ويقال فلان مُنْقَعٌ أَي يُسْتَشْفى بِرأْيه وأَصله من نَقَعْتُ بالرّيّ والمِنْقَعُ والمِنْقَعةُ إِناءٌ يُنْقَعُ فيه الشيء ومِنْقَعُ البُرَمِ تَوْرٌ صغير أَو قُدَيْرةٌ صغيرة من حِجارة وجمعه مَناقِعُ تكون للصبي يَطْرَحُون فيه التمْر واللبَنَ يُطْعَمُه ويُسْقاهُ قال طَرَفةُ أَلْقَوْا إِلَيْكَ بكلّ أَرْمَلةٍ شَعْثاءَ تَحْمِلُ مِنْقَعَ البُرَمِ البُرَمُ ههنا جمع بُرْمةٍ وقيل هي المِنْقَعةُ والمِنْقَعُ وقال أَبو عبيد لا تكون إِلا من حجارة والأُنْقُوعةُ وَقْبَةُ الثريد التي فيها الوَدَكُ وكل شيء سالَ إِليه الماءُ من مَثْعَبٍ ونحوه فهو أُنْقُوعةٌ ونُقاعةُ كل شيء الماءُ الذي يُنْقَعُ فيه والنَّقْعُ دَواءٌ يُنْقَعُ ويُشْربُ والنَّقِيعةُ من الإِبل العَبِيطةُ تُوَفَّر أَعْضاؤها فَتُنْقَعُ في أَشياءَ ونَقَعَ نَقِيعةً عَمِلَها والنَّقِيعةُ ما نُحِرَ من النَّهْبِ قبل أَن يُقْتَسَمَ قال مِيلُ الذُّرى لُخِبَتْ عَرائِكُها لَحْبَ الشِّفارِ نَقِيعةَ النَّهْبِ صلى الله عليه وسلم وانْتَقَعَ القومُ نَقيعةً أَي ذَبَحوا من الغنيةِ شيئاً قبل القَسْمِ ويقال جاؤُوا بناقةٍ من نَهْبٍ فنحروها والنَّقِيعةُ طعام يُصْنَعُ للقادِم من السفَر وفي التهذيب النقيعة ما صنَعَه الرجُل عند قدومه من السفر يقال أَنْقَعْتُ إِنْقاعاً قال مُهَلْهِلٌ إِنَّا لَنَضْرِبُ بالصَّوارِمِ هامَهُمْ ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ ويروى إِنَّا لَنَضْرِبُ بالسُّيوفِ رُؤوسَهم القُدَّامُ القادِمُون من سفَر جمع قادِمٍ وقيل القُدَّامُ المَلِكُ وروي القَدَّامُ بفتح القاف وهو المَلِكُ والقُدارُ الجَزَّارُ والنَّقِيعةُ طَعامُ الرجلِ ليلةَ إِمْلاكِه يقال دَعَوْنا إِلى نَقِيعَتهم وقد نَقَعَ يَنْقَعُ نُقُوعاً وأَنْقَعَ ويقال كل جَزُورٍ جَزَرتَها للضِّيافةِ فهي نَقِيعةٌ يقال نَقَعْتُ النَّقِيعةَ وأَنْقَعْتُ وانْتَقَعْتُ أَي نَحَرْتُ وأَنشد ابن بري في هذا المكان كلُّ الطَّعامِ تَشْتَهي رَبِيعهْ الخُرْسُ والإِعْذارُ والنَّقِيعهْ وربما نَقَعُوا عن عدّةٍ من الإِبل إِذا بَلَغَتْها جَزُوراً أَي نحروه فتلك النَّقِيعةُ وأَنشد مَيْمونةُ الطَّيْر لم تَنْعِقْ أَشائِمُها دائِمَةُ القِدْرِ بالأَفْراعِ والنُّقُعِ وإِذا زُوِّجَ الرجلُ فأَطْعَمَ عَيْبَتَه قيل نَقَعَ لهم أَي نَحَرَ وفي كلام العرب إِذا لقي الرجلُ منهم قوماً يقول مِيلُوا يُنْقَعْ لكم أَي يُجْزَرْ لكم كأَنه يَدْعُوهم إِلى دَعْوَتِه ويقال الناسُ نَقائِعُ الموْتِ أَي يَجْزُرُهم كما يَجْزُرُ الجَزَّارُ النَّقِيعةَ والنقْعُ الغُبارُ الساطِعُ وفي التنزيل فأَثَرْنَ به نَقْعاً أَي غباراً والجمع نِقاعٌ ونَقَعَ الموتُ كَثُرَ والنَّقِيعُ الصُّراخُ والنَّقْعُ رَفْعُ الصوتِ ونَقَعَ الصوتُ واسْتَنْقَعَ أَي ارْتَفَع قال لبيد فَمَتى يَنْقَعْ صُراخٌ صادِقٌ يُحْلِبُوها ذاتَ جََرْسٍ وزَجَلْ متى يَنْقَعْ صُراخٌ أَي متى يَرْتَفِعْ وقيل يَدُومُ ويثبت والهاء للحرْب وإِن لم يذكره لأَن في الكلام دليلاً عليه ويروى يَحْلِبُوها متى ما سَمِعُوا صارِخاً أَحْلَبُوا الحرْبَ أَي جمعوا لها ونَقَعَ الصارِخُ بصوته يَنْقَعُ نُقُوعاً وأَنْقَعَه كلاهما تابَعَه وأَدامَه ومنه قول عمر رضي الله عنه إِنه قال في نساءٍ اجْتَمَعْنَ يَبْكِينَ على خالد بن الوليد وما على نساء بني المغيرة أَنْ يُهْرِقْنَ وفي التهذيب يَسْفِكْنَ من دُموعِهِنَّ على أَبي سُلَيْمانَ ما لم يكن نَقْعٌ ولا لَقْلَقةٌ يعني رَفْعَ الصوتِ وقيل يعين بالنقْعِ أَصواتَ الخُدودِ إِذا ضُرِبَتْ وقيل هو وضعهن على رؤُوسهن النَّقْعَ وهو الغبارُ قال ابن الأَثير وهذا أَولى لأَنه قَرَنَ به اللَّقْلَقَةَ وهي الصوت فحَمْلُ اللفظين على معنيين أَوْلى من حملهما عى معنى واحد وقيل النَّقْعُ ههنا شَقُّ الجُيُوبِ قال ابن الأَعرابي وجدت بيتاً للمرار فيه نَقَعْنَ جُيُوبَهُنَّ عليَّ حَيًّا وأَعْدَدْنَ المَراثيَ والعَوِيلا والنَّقَّاعُ المُتَكَثِّرُ بما ليس عنده من مدْحِ نفْسِه بالشَّجاعة والسَّخاءِ وما أَشبهه ونَقَعَ له الشَّرَّ أَدامَه وحكى أَبو عبيد أَنْقَعْتُ له شَرًّا وهو اسْتِعارةٌ ويقال نَقَعَه بالشتم إِذا شتمه شتماً قبيحاً والنَّقائِعُ خَبارَى في بِلادِ تميم والخَبارَى جمع خَبْراءَ وهي قاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِعُ فيه الماءُ وانْتُقِعَ لونُه تَغَيَّرَ من هَمٍّ أَو فزَعٍ وهو مُنْتَقَعٌ والميم أَعرف وزعم يعقوب أَن ميم امْتُقِعَ بدل من نونها وفي حديث المبعث أَنه أَتَى النبي صلى الله عليه وسلم ملكانِ فأَضْجَعاه وشَقَّا بَطنَه فرجعَ وقد انْتُقِعَ لونُه قال النضر يقال ذلك إِذا ذَهَبَ دَمُه وتغيرت جلدة وجهه إِما من خوْفٍ وإِما من مَرَضٍ والنَّقُوعُ ضَرْبٌ من الطِّيب الأَصمعي يقال صَبَغَ فلان ثوبَه بنَقُوعٍ وهو صِبْغٌ يجعل فيه من أَفْواه الطِّيبِ وفي الحديث أَنَّ عُمَرَ حَمَى غَرَزَ النَّقِيعِ قال ابن الأَثير هو موضع حمَاه لِنَعَمِ الفيءِ وخَيْلِ المجاهدين فلا يَرْعاه غيرها وهو موضع قريب من المدينة كان يَسْتَنْقِعُ فيه الماء أَي يجتمع قال ومنه الحديث أَول جُمُعةٍ جُمِّعَتْ في الإِسلام بالمدينة في نَقِيعِ الخَضِماتِ قال هو موضع بنواحي المدينة

نكع
النَّكِعُ الأَحْمَرُ من كلِّ شيء والأَنْكَعُ المُتَقَشِّرُ الأَنْفِ مع حُمْرةٍ شديدةٍ رجُلٌ أَنْكَعُ بيِّنُ النَّكَعِ وقد نَكِعَ يَنْكعُ نَكَعاً والنَّكِعةُ من النساءِ الحَمْراءُ اللَّوْنِ والنَّكِعُ والناكِعُ والنُّكَعةُ الأَحمر الأَقْشَرُ وأَحمر نَكِعٌ شديد الحُمْرَةِ ورجُلٌ نُكَعٌ يخالِطُ حُمْرَتَه سَوادٌ والاسم النَّكَعةُ والنُّكَعةُ وشَفةٌ نَكِعة اشْتَدَّتْ حمرتها لكثرة دم باطنها ونَكَعةُ الأَنْفِ طَرَفُه ويقال أَحمر مثلُ نَكَعةِ الطُّرْثُوثِ ونَكَعةُ الطرثوث بالتحريك قِشْرَةٌ حَمْراء في أَعْلاه وقيل هي رأْسه وقيل هي من أَعْلاه إِلى قدر إِصبع عليه قشرة حمراء قال الأَزهري رأَيتها كأَنها ثُومةُ ذكر الرجل مُشْرَبةٌ حُمْرةً وفي الخبر قَبَّحَ الله نَكَعةَ أَنْفِه كأَنها نَكَعةُ الطُّرْثُوثِ والنُّكعةُ بضم النون جَناةٌ حمراء كالنبق في استدارته ابن الأَعرابي يقال أَحمر كالنُّكعةِ قال وهي ثمرة النُّقاوَى وهو نبت أَحمر وفي حديث كانت عيناه أَشدَّ حُمْرَةً من النُّكعةِ وحكى ابن الأَعرابي عن بعضهم أَنه قال فكانت عيناه أَشدّ حمرة من النُّكعةِ هكذا رواه بضم النون قال الأَزهري وسماعي من العرب نَكَعةٌ بالفتح والنُّكَعةُ والنَّكَعةُ ثَمَرُ شجر أَحمر وقال أَبو حنيفة النُّكَعةُ والنَّكَعةُ كِلاهما هَنةٌ حمراء تَظْهَرُ في رأْس الطُّرْثُوثِ ونَكَعه بظهر قدمِه نَكْعاً ضربه وقيل هو الضَّرْبُ على الدُّبر كالكَسْعِ والنَّكُوعُ من النساء القصِيرةُ وجمعها نُكُعٌ قال ابن مُقْبِلٍ بِيضٌ مَلاوِيحُ يومَ الصَّيْفِ لا صُبُرٌ على الهَوانِ ولا سُودٌ ولا نُكُعُ ونَكَعَه حَقَّه حَبَسَه عنه ونَكَعَه الوِرْدَ ومنه مَنَعَه إِيّاه أَنشد سيبويه بَني ثُعَلٍ لا تَنْكَعُوا العَنْزَ شُرْبَها بَني ثُعَلٍ مَنْ يَنْكَع العَنْزَ ظالِمُ وأَنْكَعَتْه بِغْيَتُه طَلَبها ففاتَتْه ونَكَعَه عن الشيء يَنْكَعُه نَكْعاً وأَنْكَعَه صَرَفَه ونَكَعَ عن الأَمر ونَكَلَ بمعنًى واحدٍ وتَكَلَّمَ فأَنْكَعَه أَسْكَتَه وشَرِبَ فأَنْكَعَه نَغَّصَ عليه والنُّكَعةُ الأَحْمَقُ الذي إِذا جَلَسَ لم يَكَدْ يَبْرَحُ ويقال للأَحمق هُكَعةٌ نُكَعةٌ والنَّكْعُ الإِعْجالُ عن الأَمْرِ ونَكَعَه عن الأَمر أَعْجَلَه عنه قال عديّ بن زيد تَقْنِصُكَ الخَيْلُ وتَصْطادُكَ الطْ طَيْرُ ولا تُنْكَعُ لَهْوَ القَنِيص ابن الأَعرابي لا تُنْكَعُ لا تُمْنَعُ وأَنشد أَبو حاتم في الإِنْكاعِ بمعنى الإِعْجالِ أَرَى إِبلي لا تُنْكَعُ الوِرْدَ شُرَّداً إِذا شُلَّ قومٌ عن وُرودٍ وكُعْكِعوا وذكر في ترجمة لكع ولَكَعَ الرجلُ الشاةَ إِذا نَهَزَها ونكَعَها إِذا فعل بها ذلك عند حَلْبِها وهو أَن يضرب ضَرْعَها لِتَدِرَّ

نهع
نَهعَ يَنْهَعُ نُهوعاً أَي تَهَوَّعَ للقَيء ولم يَقْلِسْ شيئاً قال أَبو منصور ولا أَعْرِفُ هذا الحرفَ ولا أَحُقُّه وفي الصحاح أَي تَهَوَّعَ وهو التَّقَيُّؤُ

نهبع
قال ابن بري النُّهْبوعُ طائِرٌ عن ابن خالويه

نوع
النَّوْعُ أَخَصُّ من الجِنس وهو أَيضاً الضرْبُ من الشيء قال ابن سيده وله تَحْديدٌ مَنْطِقيّ لا يليق بهذا المكان والجمع أَنواعٌ قلّ أَو كثُر قال الليث النوْعُ والأَنواعُ جماعة وهو كل ضرب من الشيء وكل صِنْفٍ من الثياب والثمار وغير ذلك حتى الكلام وقد تَنَوَّعَ الشيء أَنواعاً وناعَ الغُصْنُ يَنوعُ تمايَلَ وناعَ الشيءُ نَوْعاً تَرَجَّحَ والتنَوُّعُ التذَبْذُبُ والنُّوعُ بالضم الجُوعُ وصرَّف سيبويه منه فِعْلاً فقال ناعَ يَنوعُ نَوْعاً فهو نائِعٌ يقال رَماه الله بالجوعِ والنُّوعِ وقيل النُّوعُ إِتْباعٌ للجُوعِ والنائِعُ إِتباعٌ للجائعِ يقال رجل جائعٌ نائِعٌ وقيل النُّوعُ العطَشُ وهو أَشبه لقولهم في الدّعاء على الإِنسان جُوعاً ونوعاً والفعل كالفعل ولو كان الجُوع نُوعاً لم يحسن تكريره وقيل إِذا اختلف اللفظان جاز التكرير قال أَبو زيد يقال جُوعاً له ونُوعاً وجُوساً له وجُوداً لم يَزِدْ على هذا وقيل جائِعٌ نائِعٌ أَي جائعٌ وقيل عطشانُ وقيل إِتباع كقولك حَسَنٌ بَسَنٌ قال ابن بري وعلى هذا يكون من باب بُعْداً له وسُحقاً مما تَكَرَرَ فيه اللفظانِ المختلفانِ بمعنى قال وذلك أَيضاً تقوية لمن يزعم أَنه إِتباع لأَن الإِتباع أَن يكون الثاني بمعنى الأَوَّل ولو كان بمعنى العطش لم يكن إِتباعاً لأَنه ليس من معناه قال والصحيح أَنَّ هذا ليس إِتباعاً لأَن الإِتباع لا يكون بحرف العطف والآخرُ أَنَّ له معنى في نفسه يُنْطَقُ به مفرداً غير تابع والجمع نِياعٌ يقال قوم جِياعٌ نِياعٌ قال القطامي لَعَمْرُ بَني شِهابٍ ما أَقامُوا صدورَ الخيلِ والأَسَلَ النِّياعا يعني الرِّماح العِطاش إِلى الدِّماء قال والأَسَلُ أَطرافُ الأَسِنَّةِ قال ابن بري البيت لدريد بن الصِّمّةِ وقول الأَجْدع بن مالك أَنشد يعقوب في المقلوب خَيْلانِ من قَوْمي ومن أَعْدائِهِمْ خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ وكلُّ ناعي قال أَراد نائِعٌ أَي عطشانُ إِلى دَمِ صاحِبه فقَلب قال الأَصمعي هو على وجهه إِنما هو فاعِلٌ من نَعَيْتُ وذلك أَنهم يقولون يا لثاراتِ فلانٍ ولقد نَعَيْتُكَ يومَ حِرْمِ صَواِئقٍ بمعابِلٍ زُرْقٍ وأَبْيَضَ مِخْذَمِ أَي طَلَبْتُ دَمَك فلم أَزلْ أَضْرِبُ القومَ وأَطعنُهُم وأَنْعاكَ وأَبكيكَ حتى شفيت نفسي وأَخذْتُ بثأْري وأَنشد ابن بري لآخر إِذا اشْتَدَّ نُوعِي بالفَلاةِ ذَكَرْتُها فقامَ مَقامَ الرّيِّ عِنْدِي ادِّكارُها والنَّوْعةُ الفاكِهةُ الرَّطْبةُ الطرِيَّةُ قال أَبو عدنان قال لي أَعرابي في شيء سأَلته عنه ما أَدري على أَيِّ مِنْواعٍ هو وسُئِلَت هِنْدُ ابنة الخُسِّ ما أَشدُّ الأَشياء
( * قوله « ما اشد الاشياء إلخ » كذا بالأصل هنا وتقدم في مادة ضيع ما أحدّ شيء ؟ قالت ناب جائع يلقي في معى ضائع ) ؟ فقالت ضِرْسٌ جاِئعٌ يَقْذِفُ في مِعًى نائِعٍ ويقال للغصن إِذا حرَّكته الرياح فتحرك قد ناعَ يَنُوعُ نَوَعاناً وتَنَوَّعَ تَنَوُّعاً واستَناع اسْتِناعةً وقد نَوَّعَتْه الرياحُ تَنْويعاً إِذا ضَرَبَتْه وحرَّكَتْه وقال ابن دريد ناعَ يَنوعُ ويَنِيعُ إِذا تمايَلَ قال الأَزهري والخائِعُ اسم جبل يقابله جبل آخر يقال له نائِعٌ وأَنشد لأَبي وَجْزة السَّعْدي في ذكرهما والخائِعُ الجَوْنُ آتٍ عن شَمائِلِهمْ ونائِعُ النَّعْفِ عن أَيمانِهِمْ يَفَعُ قال ونُوَيعةُ اسم وادٍ بعَيْنِه قال الراعي بَنُوَيْعَتَيْنِ فشاطئ التَّسْريرِ واسْتَناعَ الشيءُ تمادى قال الطِّرمّاحُ قُلْ لِباكي الأَمواتِ لا تَبْكِ للنا سِ ولا يَسْتَنِعْ به فَنَدُهْ والاسْتِناعةُ التَّقَدُّم في السير قال القُطامِيّ يصف ناقَتَه وكانت ضَرْبةً من شَدْقَمِيٍّ إِذا ما احْتُثَّتِ الإِبلُ اسْتَناعا

نيع
ناعَ يَنِيعُ نَيْعاً واسْتَناعَ تقَدَّم كاسْتَنعى

هبع
: هَبَعَ يَهْبَعُ هُبوعاً و هَبَعَاناً : مَدَّ عُنُقَه وإِبل هُبَّعٌ قال العجاج : كَلَّفْتُها ذا هَبَّةٍ هَجَنَّعا عَوْجاً يَبُذُّ الذَّامِلاتِ الهُبَّعا أَي كلَّفْتُ هذه البَلدةَ جَملاً ذا نَشاطٍ والعَوْجُ : الذي فيه لِينٌ وتَعَطُّفٌ من قولك عاجَ إِذا انعطف ويروى غَوْجاً بغين معجمة وهو الواسع الصدْرِ . و هَبَعَ بعُنقه هَبْعاً و هُبوعاً فهو هابِعٌ و هَبُوعٌ : استعجل واستعان بعنقه وقوله أَنشده ابن الأَعرابي : وإِني لأَطْوِي الكَشْحَ من دُونِ ما انطَوَى وأَقْطَعُ بالخَرْقِ الهَبُوعِ المُراجِمِ إِنما أَراد : وأَقطع الخرقَ بالهَبوعِ فأَتبَعَ الجرّ الجرّ و اسْتَهْبَعَه : رامَ منه ذلك . و الهُبَعُ : الفَصِيلُ الذي يُنْتَجُ في الصيْفِ وقيل : هو الفصيل الذي فُصِلَ في آخر النِّتاجِ وقيل : هو الذي يُنْتَجُ في حَمَّارةِ القَيْظِ وسمي هُبَعاً لأَنه يَهْبَعُ إِذا مَشَى أَي يَمُدُّ عُنُقَه ويَتَكارَهُ ليُدْرِكَ أُمَّهُ والأُنثى هُبَعة والجمع هُبَعَاتٌ . قال ابن السكيت : العرب تقول ما لَه هُبَعٌ ولا رُبَعٌ فالرُّبَعُ ما نُتِجَ في أَوّلِ الربيع و الهُبَعُ ما نُتِجَ في الصيْفِ . قال الأَصمعي : حدثني عيسى بن عمر قال : سأَلت جَبْر بن حَبِيب عن الهبع لم سمِّي هبعاً قال : لأَن الرِّباعَ تُنْتَج في رِبعِيّةِ النِّتاجِ أَي في أَوّله ويُنْتِج الهبع في الصَّيْفِيَّةِ فَتَقْوى الرِّباعُ قبله فإِذا ماشاها أَبْطَرَتْه ذَرْعاً أَي حَمَلَتْه على ما لا يُطِيقُ لأَنها أَقْوى منه فهَبَعَ أَي استعان بعُنُقه في مَشْيهِ وقول عمرو بن جميل الأسدي : كأَنَّ أَوْبَ ضَبْعِهِ المَلاّذ ذَرْعُ اليَمانِينَ سَدَى المِشْواذِ يَسْتَهْبِعُ المُواهِقَ المُحاذِي عافِيه سَهْواً غيرَ ما إِجْراذِ أَعْلُو به الأَعرافَ ذا الأَلْواذِ يَسْتَهْبِعُ المُواهِق أَي يُبْطِرُ ذَرْعه فيحمله على أَن يَهْبَعَ والمُواهِقُ : المُبارِي واللَّوْذُ : جانِبُ الجَبَلِ وجَمْعُ الهُبَعِ هِباعٌ وقيل : لا جمع له وقيل : لا يجمع هُبَعٌ على هِباعٍ كما يجمع رُبَعٌ على رِباعٍ . و هَبَعَ الحِمارُ يَهْبَعُ هَبْعَاً و هُبُوعاً : مشَى مَشْياً بَلِيداً قال : فأَقْبَلَتْ حُمُرُهُمْ هَوابِعا في السِّكَّتَيْنِ تَحْمِلُ الأَلاكِعا وكلُّ مَشْيٍ يكون كذلك فهو هَبْعٌ . ويقال : إِنّ الحمر كلها تَهْبَعُ في مَشْيَتها أَي تمدُّ عنقها . و الهُبوعُ : أَن يُفاجئك القومُ من كلِّ جانِبٍ

هبركع
الهَبَرْكَعُ القصير

هبقع
رجل هَبْقَعٌ وهَبَنْقَعٌ وهُباقِعٌ قصيرٌ مُلَزَّزُ الخَلْقِ والنون زائدة والهَبَنْقَعُ المَزْهُوُّ الأَحْمَقُ الذي يُحِبّ مُحادَثَةَ النساء والأُنثى بالهاء والهَبَنْقَعةُ قُعُودُ الرجلِ على عُرْقُوبَيْه قائماً على أَطرافِ أَصابِعِه واهْبَنْقَعَ جَلَسَ الهَبَنْقَعةَ وهي جِلْسةُ المَزْهُوِّ قال الفرزدق ومُهُورُ نِسْوَتِهِمْ إِذا ما أَنْكَحُوا غَدَوِيُّ كلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِ والهَبَنْقَعَةُ أَنْ يَتَرَبّعَ ثم يمدّ رجله اليمنى في تربّعه وقيل هي جلْسةٌ في تربّع والهَبَنْقَعةُ قُعودُ الاستِلقاءِ إِلى خَلْفٍ والهَبَنْقَعُ الذي لا يستقم على أَمر في قول ولا فعل ولا يُوثَقُ به والأُنثى بالهاء والهَبَنْقَعُ الذي يجلس على عقبيه أَو على أَطراف أَصابعه يسأَل الناس وقيل هو الذي إِذا قَعَدَ في مكان لم يَكَدْ يَبْرَحُ قال ابن الأَعرابي رجل هَبَنْقَعٌ لازم بمكانه وصاحب نِسْوان قال أَرْسَلَها هَبَنْقَعٌ يَبْغِي الغَزَلْ أَخبر أَنه صاحب نساء وقال شمر هو الذي يأْتيك يلزم بابَك في طَلب ما عندك لا يبرح ورجل هَبَنْقَعٌ وامرأَة هَبَنْقَعةٌ وهو الأَحمق يُعرف حُمْقُه في جلوسه وأُموره وقال الأَصمعي قال الزِّبْرِقانُ ابنُ بَدْرٍ أَبْغَضُ كَنائِني التي تمشِي الدِّفِقَّى وتجلس الهَبَنْقَعَةَ الدِّفِقَّى مَشْيٌ واسع والهَبَنْقَعةُ أَن تَرَبَّعَ وتمدَّ إِحدى رجليها في تربعها وفي الحديث مرّ بامرأَة سوْداء تُرقِّصُ صبيّاً لها وتقول يَمْشِي الثَّطا ويَجلِسُ الهَبَنْقَعهْ هي أَن يُقْعِيَ ويَضُمَّ فخِذَيْه ويفتح رجليه

هبلع
الهِبْلَع مثال الدِّرْهم والهِبْلاعُ الواسِعُ الحُنْجُورِ العظيمُ اللَّقْمِ الأَكُولُ قال جرير وُضِعَ الخَزِيرُ فقيل أَين مُجاشِعٌ ؟ فَشَحا جَحافِلَه جُرافٌ هِبْلَعُ وفي شعر خُبَيْب بن عَدِيّ حجم نارٍ هِبْلَع الهِبْلَعُ الأَكُولُ قال ابن الأَثير وقيل إِن الهاء زائدة فيكون من البَلْع والهِبْلَعُ اللَّئِيمُ وعبد هِبْلَعٌ لا يُعْرَفُ أَبواه أَو لا يُعْرَفُ أَحدهما والهِبْلَعُ الكلبُ السَّلوقيُّ وهِبْلَعٌ اسم كلب وقيل هو من أَسماء الكلابِ السَّلُوقِيّةِ قال والشَّدُّ يُدْني لاحقاً وهِبْلَعا وقد قيل إِنَّ هِبْلَعٍ زائدة وليس بقويّ

هتع
هَتَعَ الرجلُ أَقْبل مُسْرعاً كَهَطَعَ

هجع
الهُجُوعُ النوْم ليْلاً هَجَعَ يَهْجَعُ هُجُوعاً نامَ وقيل نام بالليلِ خاصّة وقد يكون الهجُوعُ بغير نوم قال زهير بن أَبي سُلْمَى قَفْرٌ هَجَعْتُ بها ولَسْتُ بنائِمٍ وذِراعُ مُلْقِيةِ الجِرانِ وسادي وقوم هُجَّعٌ وهُجوعٌ ونساء هُجَّعٌ وهُجوعٌ وهَواجِعُ وهَواجِعاتٌ جمع الجمع والتَّهْجاعُ النومةُ الخفيفةُ قال أَبو قَيْسِ بن الأَسْلَتِ قد حَصَّتِ البَيْضةُ رَأْسِي فما أَطْعَمُ نَوْماً غيرَ تَهْجاعِ وهَجَّعَ القومُ تَهْجِيعاً أَي نَوَّمُوا ومَرَّ هَجِيعٌ من الليلِ أَي ساعةٌ مثل هَزِيع حكي عن ثعلب ويقال أَتيت فلاناً بعد هَجْعةٍ أَي بعد نَوْمةٍ خفيفةٍ من أَوّل الليل وفي حديث الثوري طَرَقَني بعد هَجْعٍ من الليلِ الهَجْعُ والهَجْعةُ والهَجِيعُ طائفةٌ من الليل والهِجْعةُ منه كالجِلْسةِ من الجلوس ابن الأَعرابي يقال للرجُلِ الأَحْمَقِ الغافِلِ عما يُرادُ به هِجْعٌ وهِجْعةٌ وهُجَعةٌ ومِهْجَعٌ وأَصله من الهُجُوعِ النوم ورجل هُجَعةٌ مِثلُ هُمَزةٍ وهُجَعٌ ومِهجَعٌ للغافِل الأَحمَقِ السَّرِيعِ الاسْتِنامةِ إِلى كلّ أَحَدٍ والهَجِعُ الأَحْمَقُ وهَجَعَ جُوعُه مثل هَجأَ إِذا انكسر ولم يشبع بعد وهَجَعَ غَرَثُه وهَجأَ إِذا سكن وأَهْجَعَ فلانٌ غَرَثَه إِذا سكَّن ضَرَمَه مثل أَهْجَأَ ومِهْجَعٌ اسم رجل

هجرع
الأَزهري الهِجْرَعُ من وَصْفِ الكلابِ السَّلُوقِيّةِ الخِفافِ والهِجْرَعُ الطويلُ الممْشُوقُ قال العجاج أَسْعَرَ ضَرْباً أَو طُوالاً هِجْرَعا ومثَّله الجوهريّ بدِرْهَمٍ قال الأَزهري ويقال للطويل هِجْرَعٌ وهَجْرَعٌ
( * قوله « وهجرع » بهامش الأصل صوابه وهرجع ) قال أَبو نصر سأَلت الفراء عنه فكسر الهاء وقال هو نادر وقال ابن الأَعرابي رجل هِجْرَعٌ بكسر الهاء وهَجْرَعٌ بفتحها طويل أَعْرَجُ ابن سيده هو الطويلُ لم يُقَيِّدْ بغير ذلك وقيل إِنَّ الهاء زائدة وليس بشيء وهَرْجَعٌ لغة فيه عن ابن الأَعرابي الأَزهري والهِجْرَعُ الأَحْمَقُ من الرِّجالِ وأَنشد ولأقْضِينَّ على يَزِيدَ أَمِيرِها بقَضاء لا رِخْوٍ ولَيْسَ بِهِجْرَعِ قال ابن سيده وقيل الشجاع والجَبانُ ابن بري الهِجْرَعُ الطَّويل عند الأَصمعي والأَحْمَقُ عند أَبي عبيدة والجَبانُ عند غيرهما

هجنع
الهَجَنَّعُ الشيْخُ الأَصْلَعُ والهَجَنَّعُ الظَّلِيمُ الأَقْرَعُ قال الراجز جُذْباً كَرَأْسِ الأَقْرَعِ الهَجَنَّعِ والهَجَنَّعُ الطَّوِيلُ وقيل هو الذكر الطويل من النعام عن يعقوب وأَنشد عَقْماً ورَقْماً وحارِيّاً تُضاعِفُه على قَلائِصَ أَمْثالِ الهَجانِيعِ
( * قوله « تضاعفه » هو في الأصل بالتاء وكذا في شرح القاموس وسبق فيه في مادة حير انشاده بالنون )
الأَزهري الظَّلِيمُ الأَقْرعُ وبه قوَّة هَجَنَّعٌ والنعامةُ هَجَنَّعةٌ والهَجَنَّعُ الطَّوِيل الأجْنأُ من الرجال وقيل هو الطَّوِيلُ الجافي وقيل الطويلُ الضَّخْم قال ذو الرمة يصف ظليماً كأَنَّه حَبَشِيٌّ يَبْتَغِي أَثَراً ومِنْ مَعاشِرَ في آذانِها الخُرَبُ هَجَنَّعٌ راحَ في سَوْداءَ مُخْمَلَةٍ مِنَ القَطائِفِ أَعْلى ثَوْبِه الهُدَبُ وقيل الهَجَنَّعُ العظيم الطويلُ والهَجَنَّعُ من أَولاد الإِبل ما نُتِجَ في حَمارَّةِ القَيْظِ وقَلَّما يسلم من قَرَعِ الرأْسِ والأُنثى من كل ذلك بالهاء والهَجَنَّعُ الأَسْوَدُ

هدع
الهَوْدَعُ النعامُ وهِدَعْ هِدَعْ بكسر الهاء وفتح الدال وتسكين العين كلمة يسكَّن بها صِغارُ الإِبل عند النِّفارِ ولا يقال ذلك لِجِلَّتِها ولا مَسانِّها وزعموا أَن رجلاً أَتى السوق ببَكْرٍ له يبيعه فساوَمَه رجل فقال بِكَمِ البكْرُ ؟ فقال إِنه جمل فقال هو بكر فبينما هو يُمارِيه إِذْ نَفَرَ البكر فقال صاحبه هِدَعْ هِدَعْ ليَسْكُنَ نِفارُه فقال المشتري صدَقَني سِنَّ بَكْرِه وإِنما يقال هِدَعْ للبكر ليَسْكُنَ وهَداعِ من زَجْرِ العُنُوقِ كدَهاعِ

هدلع
الهُنْدَلِعُ بقلة قيل إِنها عربية فإِذا صح أَنه من كلامهم وجب أَن تكون نونه زائدة لأَنه لا أَصل بإِزائها فيقابلها ومثال الكلمة على هذا فُنْعَلِلٌ وهو بناء فائت

هذلع
الهُذْلُوعُ الغَلِيظُ الشَّفةِ

هرع
الهَرَعُ والهُراعُ والإِهْراعُ شدَّة السَّوْقِ وسُرْعةُ العَدْو قال الشاعر أَورده ابن بري كأَنَّ حُمُولَهم مُتتابِعاتٍ رَعِيلٌ يُهْرَعُونَ إِلى رَعيلِ وقد هُرِعُوا وأُهْرِعُوا واسْتُهْرِعَتِ الإِبلُ أَسْرَعَتْ إِلى الحوضِ وأْهْرِعَ الرجلُ على ما لم يسم فاعله خَفَّ وأُرْعِدَ من سُرْعةٍ أَو خوْفٍ أَو حِرْصٍ أَو غَضَبٍ أَو حُمَّى وفي النزيل وجاءه قومه يُهْرَعُون إِليه قال أَبو عبيدة يُسْتَحَثُّون إِليه كأَنه يَحُثُّ بعضهم بعضاً وتَهَرَّعَ إِليه عَجِلَ قال أَبو العباس الإِهْراعُ إِسْراعٌ في طُمَأْنِينةٍ ثم قيل له إِسْراعٌ في فَزَعٍ فقال نعم وقال الكسائي الإِهْراعُ إِسْراعٌ في رِعْدَةٍ وقال المهلهل فجاؤُوا يُهْرَعُونَ وهُمْ أُسارَى يَقُودُهُمُ على رَغمِ الأُنُوفِ قال الليث يُهْرَعُون وهم أُسارى يُساقُون ويُعْجَلُون يقال هُرِعُوا وأُهْرِعُوا أَبو عبيد أُهْرِع الرجلُ إِهْراعاً إِذا أَتاكَ وهو يُرْعَدُ من البَرْدِ وقد يكون الرجل مُهْرَعاً من الحمى والغضب وهو حين يُرْعَدُ والمُهْرَعُ أَيضاً كالحريص وذكر ذلك كله أَبو عبيد في باب ما جاء في لفظ مفعول بمعنى فاعل وقوله تعالى وهم على آثارِهم يُهْرَعُونَ أَي يَسْعَوْن عِجالاً والعرب تقول أُهْرِعُوا وهُرِعُوا فهم مُهْرَعُون ومَهْرُوعُون أَنشد شمر لابن أَحمر يصف الريح أَرَبَّتْ عليها كلُّ هَوْجاءَ سَهْوةٍ زَفُوفِ التَّوالي رَحْبةِ المُتَنَسَّمِ إِبارِيّةٍ هَوْجاء مَوْعِدُها الضُّحَى إِذا أَرْزَمَتْ جاءَتْ بِوِرْدٍ غَشَمْشَمِ زَفُوفٍ نِيافٍ هَيْرَعٍ عَجْرَفِيَّةٍ تَرَى البِيدَ مِنْ إِعْصافِها الجَرْيَ تَرْتَمي أَراد بالوِرْد المَطَرَ ورجُل هَرِعٌ سَرِيعُ المَشْي وهَرِعٌ أَيضاً سَرِيعُ البُكاءِ والهَرِعُ الجاري وهَرِعَ الشيءُ هَرَعاً فهو هَرِعٌ وهَمَعَ سال وقيل تَتابَعَ في سَيَلانِه قال الشماخ عُذَافِرة كأَنَّ بِذِفْرَيَيْها كُحَيْلاً بَضَّ من هَرِعٍ هَمُوعِ ودم هَرِعٌ أَي جارٍ بَيِّنُ الهَرَعِ وقد هَرِعَ والهَرِعةُ من النساء المرأَةُ التي تُنْزِلُ حين يخالِطُها الرجل قبله شَبَقاً وحرْصاً على الرجال والمَهْرُوعُ المجنونُ الذي يُصْرَعُ يقال هو مَهْرُوعٌ مَخْفُوعٌ مَمْسُوسٌ وقال أَبو عمرو المَهْرُوعُ المَصْرُوعُ من الجَهْدِ والهَيْرَعُ الذي لا يتَماسَكُ وهو أَيضاً الجَبانُ الضعيفُ الجَزُوعُ قال ابن أَحمر ولَسْتُ بِهَيْرَعٍ خَفِقٍ حَشاه إِذا ما طَيَّرَتْه الرِّيحُ طارَا والهَيْرَعُ والهَيْلَعُ الضعيفُ وإِذا أَشْرَعَ القومُ رِماحَهم ثم مَضَوْا بها قيل هَرَّعُوا بها وتَهَرَّعَتِ الرِّماحُ إِذا أَقْبَلَتْ شَوارِعَ وأَنشد عِنْدَ البَدِيهةِ والرِّماحُ تَهَرَّعُ وهَرَّعَ القومُ الرماحَ وأَهْرَعُوها أَشْرَعُوها ومضوا بها وتَهَرَّعَتْ هي أَقْبَلَتْ شَوارِعَ والهَيْرَعَةُ الغُولُ كالعَيْهَرةِ ورِيحٌ هَيْرَعٌ سَرِيعةُ الهُبُوب وقيل تَسْفِي الترابَ وريح هَيْرَعَةٌ قَصِفةٌ تأْتي بالتُّرابِ والهَيْرَعةُ القَصَبة التي يَزْمِرُ فيها الرَّاعِي وربما سميت يَراعةً أَيضاً والهَرْعةُ والفَرْعةُ القَمْلة الصغيرة وقيل الضَّخْمة والهُرْنُوعُ أَكثر وقيل الفَرْعةُ والهَرْعةُ والهَيْرعَةُ والخَيْضَعةُ معناها واحِدٌ والهِرْياعُ سَفِيرُ ورَق الشجر والهَرِيعةُ شُجَيرة دَقِيقةُ الأَغْصان ويَهْرَعُ موضع

هربع
الأَزهري لِصٌّ هُرْبُعٌ وذِئْبٌ هُرْبُعٌ خفيفٌ قال أَبو النجم وفي الصَّفِيحِ ذِئْبُ صَيْدٍ هُرْبُعُ في كَفِّه ذاتُ خِطامٍ مُمْتِعُ

هرجع
هَرْجَعٌ لغة في هَجْرَعٍ عن ابن الأَعرابي وقد تقدَّم

هرمع
الهَرَمَّعُ السُّرْعةُ والخِفَّةُ في المَشْي وقد اهْرَمَّعَ الرجل أَي أَسْرَعَ في مَشْيَتِه وكذلك إِذا كان سَرِيعَ البُكاءِ والدُّمُوعِ واهْرَمَّعَتِ العين بالدَّمْعِ كذلك ورجل هَرَمَّعٌ سَرِيعُ البُكاء واهْرَمَّعَ إِليه تبَاكى إِليه قال ابن سيده وأَظن الميم زائدة ابن الأَعرابي نَشَأَتْ سَحابةٌ فاهْرَمَّعَ قَطْرُها إِذا كان جَوْداً ابن الأَعرابي وذكر غيثاً قال فاهْرَمَّعَ مَطَرُه حتى رأَينا ما نَرَى عين السماءِ مِن الماء اهْرَمَّعَ أَي سالَ بكثرة ماء وأَنشد وقَصَباً رأَيته عُرْهُوما
( * قوله « وقصباً إلخ » كذا بالأصل وأورده في مادة عفهم وعرهم وقصباً عفاهما عرهوما )
وقال الليث اهْرَمَّعَ الرجلُ في مَنْطِقِه وحَدِيثِه إِذا انهمَل فيه والنعت مُهْرَمِّعٌ قال والعين تَهْرَمِّعُ إِذا أَذْرَتِ الدَّمْعَ سَرِيعاً قال ابن بري اهْرَمَّعَ بمنزلة احْرَنْجَمَ ووزنه افْعَنْلَلَ وأَصله اهْرَنْمَعَ فأُدغمت النون في الميم وهذا في الأَربعة نظير امَّحَى من باب الثلاثة الأَصل فيه انْمَحَى فأُدغمت نونه في الميم وذلك لعدم اللبس

هرنع
الهُرْنُع أَصْغَرُ القَملِ وقيل هو القمل عامَّةً والأُنثى هِرْنِعةٌ والهُرْنُوعُ والهِرْنِعةُ كلاهما القملة الضخمة وقيل الصغيرة وأَنشد نهر الهَرانِع عقده عِنْد الخصا بأَذَلَّ حيثُ يكونُ مَنْ يَتَذلَّلُ
( * قوله « نهر الهرانع إلخ » هكذا بالأصل )
الأَزهري الهَرانِعُ أُصولُ نباتٍ تُشْبِهُ الطَّراثِيثَ

هزع
هَزَعَه يَهْزَعه هَزْعاً وهَزَّعه تَهْزِيعاً كَسَّرَه فانْهَزَعَ أَي انْكَسرَ وانْدَقَّ وهَزَّعَه دَقَّ عُنُقَه وانْهَزَعَ عَظْمُه انْهِزاعاً إِذا انْكَسَرَ وقُدَّ وأَنشد لَفْتاً وتَهْزِيعاً سَواءَ اللَّفْتِ أَي سَويَّ اللَّفتِ ورجل مِهْزَعٌ وأَسدٌ مِهْزَعٌ من ذلك وهَزَّعْتُ الشيءَ فَرَّقْتُهُ وفي حديث علي كرم الله وجهه إِياكم وتَهْزِيعَ الأَخْلاقِ وتَصَرُّفَها من قولهم هَزَّعْتُ الشيءَ تَهْزِيعاً كَسَّرْتُه وفَرَّقْتُه والهَزِيعُ صَدْرٌ من الليل وفي الحديث حتى مَضَى هَزِيعٌ من الليل أَي طائِفةٌ منه نحو ثلثه وربعه والجمع هُزُعٌ ومضى هَزِيعٌ من الليل كقولك مضى جَرْسٌ وَجَوْشٌ وهَدِيءٌ كله بمعنى واحد والتَّهَزُّعُ شِبْه العُبُوس والتَّنَكُّر يقال تَهَزَّعَ فلان لفلان واشْتِقاقُه من هَزيعِ الليل وتلك ساعةٌ وحْشِيَّةٌ والهَزَعُ والتَّهَزُّع الاضْطِرابُ تَهَزَّعَ الرُّمْحُ اضْطَرَبَ واهْتَزَّ واهْتِزاعُ القَناةِ والسَّيْفِ اهْتِزازُهما إِذا هُزَّا وتَهَزَّعَتِ المرأَةُ اضْطَرَبَتْ في مَشْيَتِها قال إِذا مَشَتْ سالَتْ ولم تَقَرْصَعِ هَزَّ القَناةِ لَدْنةِ التَّهَزُّعِ قَرْصَعَتْ في مَشْيَتِها إِذا قَرْمَطَتْ خُطاها ومَرَّ يَهْزَعُ ويَهْتَزِعُ أَي يَتَنَفَّضُ وسيف مُهْتَزِعٌ جيِّدُ الاهْتِزازِ إِذا هُزَّ وأَنشد الأَصمعي لأَبي محمد الفَقْعَسي إِنَّا إِذا قَلَّتْ طخَارِيرُ القَزَعْ وصَدَرَ الشَّارِبُ منها عن جُرَعْ نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ من كلِّ عَرَّاصٍ إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ مِثْلِ قُدامَى النَّسْرِ ما مَسَّ بَضَعْ أَراد بالعَرَّاصِ السيفَ البَرَّاقَ المضطَرِبَ واهْتَزَعَ اضْطَرَبَ ومَرَّ فلان يَهْزَعُ أَي يُسْرِع مثل يَمْزَع وهَزَعَ واهْتَزَعَ وتَهَزَّعَ كله بمعنى أَسْرَعَ وفرس مُهْتَزِعٌ سرِيعُ العَدْوِ وهَزَعَ الفرسُ يَهْزَعُ أَسْرَعَ وكذلك الناقة وهَزَعَ الظَّبْيُ يَهْزَعُ هَزْعاً عَدا عَدْواً شَدِيداً ومَرَّ فلان يَهْزَعُ ويَقْزَعُ أَي يَعْرُجُ وهو أَيضاً أن يَعْدُوَ عَدْواً شديداً قال رؤبة يصف الثور والكلاب وإِن دَنَتْ من أَرْضِه تَهَزَّعا أَراد أَن الكِلابَ إِذا دنت من قَوائِمِ الثور تَهَزَّعَ أَي أَسْرَعَ في عَدْوِه والأَهْزَعُ من السِّهامِ الذي يبقى في الكِنانة وحده وهو أَرْدَؤُها ويقال له سهم هِزاعٌ وقيل الأَهْزَعُ خير السِّهامِ وأَفضلُها تَدَّخِرُه لشَديدة وقيل هو آخر ما يَبْقَى من السهام في الكنانة جيِّداً كان أَو رديئاً وقيل إِنما يتكلم به في النفي فيقال ما في جَفِيرِه أَهْزَعُ وما في كنانته أَهْزَعُ وقد يأْتي به الشاعر في غير النفي للضرورة فإِنَّ النَّمِر ابنَ تَوْلَبٍ أَتى به مع غير الجَحْد فقال فأَرْسلَ سَهْماً له أَهْزَعا فَشَكَّ نواهِقَه والفَما قال ابن بري وقد جاءَ أَيضاً لغير النمر قال رَيَّانُ بن حُوَيْصٍ كَبِرْتُ ورَقَّ العَظْمُ مِني كأَنَّما رَمَى الدَّهْرُ مِني كلَّ عِرْقٍ بأَهْزَعا وربما قيل رُمِيتُ بأَهْزَعَ قال العجاج لا تَكُ كالرامِي بغيرِ أَهْزَعا يعني كمن ليس في كِنانته أَهْزَعُ ولا غيره وهو الذي يتكلف الرَّمْيَ ولا سَهْمَ معه ويقال ما في الجَعْبَةِ إِلاَّ سَهْمٌ هِزاعٌ أَي وحده وأَنشد وبَقِيتُ بعْدَهُمُ كَسَهْمِ هِزاعِ وما بَقِيَ في سَنامِ بَعِيرِك أَهْزَعُ أَي بَقِيَّةُ شَحْمٍ وقولهم ما في الدارِ أَهْزَعُ أَي ما فيها أَحَدٌ وظَلَّ يَهْزَعُ في الحشِيشِ أَي يَرْعى وهُزَيْعٌ ومِهْزَعٌ اسْمانِ والمِهْزَعُ المِدَقُّ وقال يصف أَسداً كأَنَّهُمُ يَخْشَوْن مِنْكَ مُدَرَّباً بحَلْيَةَ مَشْبُوحَ الذِّراعَيْنِ مِهْزَعا

هزلع
الهِزْلاعُ الخفِيفُ والهِزْلاعُ السِّمْعُ الأَزَلُّ وهَزْلَعَتُه انْسِلالُه ومُضِيُّه وأَنشد ابن بري لعبد الله بن سمعان واغْتَالَها مُهَفْهَفٌ هَزَلَّعُ وهِزْلاعٌ اسم

هزنع
الهُزْنُوعُ أَصل نبات يُشْبِهُ الطُّرْثُوثَ

هسع
هُسَعُ وهَيْسُوعٌ اسمان لا يعرف اشتقاقهما

هطع
هَطَعَ يَهْطَعُ هُطُوعاً وأَهْطَعَ أَقْبَلَ على الشيء ببصره فلم يرفعه عنه وفي التنزيل مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رؤوسهم وقيل المُهْطِعُ الذي يَنْظُرُ في ذُلٍّ وخُشوعٍ والمُقْنِعُ الذي يَرْفَع رأْسَه ينظر في ذلٍّ وهَطَعَ وأَهْطَعَ أَقبل مُسْرِعاً خائفاً لا يكون إِلا مع خوف وقيل نظرَ بخُضُوعٍ عن ثعلب وقيل مَدَّ عنقه وصَوَّبَ رأْسه وقال بعض المفسرين في قوله مُهْطِعِين مُحَمِّجِين والتَّحْمِيجُ إِدامةُ النظر مع فتح العيْنَيْنِ وإِلى هذا مال أَبو العباس وقال الليث بعير مُهْطِعٌ في عُنُقِه تصوِيبٌ خِلْقة يقال للرجل إِذا أَقَرَّ وذَلَّ أَرْيَخَ وأَهْطَعَ وأَنشد تَعَبَّدَنِي نِمْرُ بن سَعْدٍ وقد أُرَى ونِمْرُ بن سَعْدٍ لي مُطِيعٌ ومُهْطِعُ وقوله مُهْطِعِين إِلى الداعِ فسر بالوجهين جميعاً وأَنشد بِدَجْلةَ أَهلُها ولقدْ أَراهُمْ بدَجْلةَ مُهْطِعِينَ إِلى السَّماعِ أَي مُسْرِعِين وفي حديث علي عليه السلام سِراعاً إِلى أَمره مُهْطِعِين إِلى مَعادِه الإِهْطاعُ الإِسْراعُ في العَدْوِ وأَهْطَعَ البعيرُ في سيْرِه واسْتَهْطَعَ إِذا أَسْرَعَ وناقة هَطْعَى سريعةٌ والهَيْطَعُ الطريق الواسع وطريقٌ هَيْطَعٌ واسِعٌ وهَطْعَى وهَوْطَعٌ اسمان وقال شمر لم أَسمع هاطِعاً إِلا لطُفَيْلٍ وهو الناكِسُ وقيل المُهْطِعُ الساكِتُ المنطلق إِلى الهُتافِ إِذا هَتَفَ هاتِفٌ والإِقْناعُ رَفْعُ الرأْسِ في اعْوِجاجٍ في جانِبٍ مِثْلِ الجانِفِ والجانِفُ الذي يَعْدِلُ في مَشْيَتِه فأَما رَفْعُه في استِقامةٍ فليس عندهم بإِقْناعٍ

هطلع
الهَطَلَّعُ الجماعةُ من الناس وجَيْشٌ هَطَلَّعٌ كثير الأَزهري بُؤْسٌ هَطَلَّعٌ كثير اين سيده قيل هو الكثير من كل شيء والهَطَلَّعُ الجَسِيمُ المضطَرِبُ الطُّولِ قال الجوهري الهَطَلَّعُ الطويلُ الجسمِ مثل الهَجَنَّعِ

هعع
هَعَّ يَهُعُّ هعّاً وهَعَّةً لغة في هاعَ يَهُوعُ أَي قاءَ

هقع
الهَقْعةُ دائرةٌ في وسط زَوْرِ الفرس أَو عُرْضِ زوْرِه وهي دائرةُ الحزم تستحب وقيل هي دائرة تكون بجنب بعض الدّوابّ يُتَشاءَمُ بها وتُكْرَه ويقال إِن المَهْقُوعَ لا يَسْبِقُ أَبداً وقد هُقِعَ هَقْعاً فهو مَهْقُوعٌ قال إِذا عَرِقَ المَهْقُوعُ بالمَرْءِ أَنْعَظَتْ حَلِيلَتُه وازْدادَ حَرّاً عِجانُها فأَجابه مُجِيبٌ قد يَرْكَبُ المَهْقُوعَ مَنْ لَسْتَ مِثْلَه وقد يَرْكَبُ المَهْقُوعَ زَوْجُ حَصانِ والهَقْعةُ ثلاثةُ كواكِبَ نَيِّرةٌ قريب بعضها من بعض فوق مَنْكِبِ الجَوْزاءِ وقيل هي رأْس الجوزاء كأَنها أَثافِّ وهي مَنْزِلٌ من مَنارِلِ القمر وبها شبهت الدائرة التي تكون بجنب بعض الدوابّ في معَدِّه ومَرْكَلِه وفي حديث ابن عباس طَلِّقْ أَلفاً يكفيك منها هَقْعةُ الجوزاء أَي يكفيك من التطليق ثلاثُ تَطْليقاتٍ والهُقَعةُ مثال الهُمَزةِ الكثير الاتِّكاء والاضْطِجاعِ بين القوم وحكى ذلك الأُمَوِيُّ فيمن حكاه وأَنكره شمر وصححه أَبو منصور وروي عن الفراء أَنه قال يقال للأَحمقِ الذي إِذا جلس لم يَكَدْ يَبْرَحُ إِنه لَهُكَعةٌ نُكَعةٌ وحكي عن بعض الأَعراب أَنه يقال اهْتَكَعه عِرْقُ سَوْءٍ واهْتَقَعَه واهْتَنَعَه واخْتَضَعَه وارْتَكَسَه إِذا تَعَقَّلَه وأَقْعَدَه عن بُلُوغِ الشرف والخير وروي عن الفراء أَنه قال الهَكِعةُ الناقةُ التي اسْتَرْخَتْ من الضَّبَعةِ ويقال هَكِعَتْ هكَعاً وقال أَبو عبيد هَقِعَتِ الناقةُ هَقْعاً فهي هَقِعةٌ وهي التي إِذا أَرادت الفحل وقَعَتْ من شدّةِ الضَّبَعةِ قال أَبو منصور فقد استبان لك أَن القاف والكاف لغتان في الهَقِعةِ والهَكِعةِ وأَنّ ما قاله الأُمَوِيّ صحيح وإِن أَنكره شمر ويقال قَشَطَ فلان عن فرسه الجُلَّ وكَشَطَه وهو القُسْطُ والكُسْطُ لهذا العُود وقد تَعاقَبَ القاف والكاف في حروف كثيرة ليس هذا موضع ذكرها والاهْتِقاعُ مسانّةُ الفحْلِ الناقةَ التي لم تَضْبَع يقال سانّ الفحلُ الناقةَ حتى اهْتَقعَها يَتَقَوَّعُها ثم يَعِيسُهَا واهْتَقَعَ الفحلُ الناقةَ أَبْرَكها وقيل أَبركها ثم تَسَدَّلَها
( * قوله « تسدّلها » كذا بالأصل والذي في القاموس هنا تسدّاها ونصه أيضا في مادة سدي وتسدّاه ركبه وعلاه وفي الصحاح فيها وتسدّاه أي علاه قال الشاعر
فلما دنوت تسدّيتها ... فثوباً نسيت وثوباً أجر )
وعَلاها وتَهَقَّعَتْ هي بركت وناقة هَقِعةٌ إِذا رمت بنفسها بين يدي
الفحل من الضَّبَعةِ كَهكِعةٍ وتَهَقَّعَتِ الضأْنُ اسْتَحْرَمَتْ كلها وتَهَقَّعُوا وِرْداً جاؤوا كلهم وتهَقَّعَ فلان علينا وتَتَرَّعَ وتَطَبَّخَ بمعنى واحد أَي تكَبَّرَ وقال رؤبة إِذا امْرُؤٌ ذو سَوْءةٍ تَهَقَّعا والاهْتِقاعُ في الحُمَّى أَن تَدَعَ المَحْمُومَ يوماً ثم تَهْتَقِعَه أَي تُعاودَه وتُثْخِنَه وكلُّ شيءٍ عاوَدَكَ فقد اهْتَقَعَكَ والهَيْقَعةُ ضرْبُ الشيء اليابِسِ على مثله نحو الحديد وهي أَيضاً حكاية لصوت الضرب والوقْعِ وقيل صوت السيوف في مَعْرَكةِ القِتالِ وقيل هوأَن تضرب بالحدّ من فوق قال عبد مناف بن زِبْعٍ الهذلي فالطَّعْنُ شَغْشَغةٌ والضَّرْبُ هَيْقعةٌ ضَرْبَ المُعَوِّلِ تَحْتَ الدِّيمةِ العَضَدا شَبَّهَ صوْتَ الضَّرّابِ بالسُّيوفِ بضَرْبِ العَضّادِ الشجَرَ بفَأْسِه لبِناءِ عالةٍ يَسْتَكِنُّ بها من المطر والشَّغْشَغَةُ حكاية صوتِ الطعْنِ والمُعَوِّلُ الذي يَبْنِي العالةَ وهو شجر يقطعه الراعي فيجعله على شجرتين فيستظلُّ تحته من المطر والعَضَدُ ما عُضِدَ من الشجَر أَي قُطِعَ واهْتُقِعَ لونُه تَغَيَّر من خوْفٍ أَو فَزَعٍ لا يجيء إِلا على صيغة ما لم يسمَّ فاعله والهُقاعُ غَفْلةٌ تصيب الإِنسان من هَمّ أَو مرَض

هكع
هَكَعَ يَهْكَعُ هُكُوعاً سَكَنَ واطْمأَنَّ والبقرةُ تَهْكَعُ في كِناسِها إِذا اشتدّ حرّ النهار والهُكُوعُ نَوْمُ البقرة تحت السِّدْرَةِ وهَكَعَتِ البقرُ تحت الشجر تَهْكَعُ فهنّ هُكُوعٌ اسْتَظَلَّت تحته في شدَّة الحرّ قال الطرمّاحُ تَرَى العِينَ فيها مِن لَدُنْ مَتَعَ الضُّحَى إِلى اللَّيْلِ في الغَيْضاتِ وهْيَ هُكُوعُْ ويروى في الغَيْضا وهُنَّ هُكُوعُ أَي نِيامٌ وقيل مُكِبَّاتٌ على الأرض وقيل ساكِناتٌ مُطْمَئِنَّاتٌ والمعنى واحد وهَكِعَ هَكَعاً وهو شبيه بالجَزَعِ والإِطْراقِ من حُزْنٍ أَو غَضَبٍ وهَكَعَ هَكْعاً نام قاعِداً والهُكاعُ النومُ بعد التعبِ وقال أَعرابي مَرَرْتُ بِإِراخٍ هُكَّعٍ في مِئْرانِها أَي نِيامٍ مَأْواها والهَكَعُ شَهْوةُ الناقةِ للضِّرابِ وهَكِعَتِ الناقةُ هَكَعاً فهي هَكِعةٌ اسْتَرْخَتْ من شدَّةِ الضَّبَعةِ وقيل هو أَن لا تَسْتَقِرَّ في مكانٍ من شدَّة الضَّبَعة ِ والهُكاعِيُّ مأْخُوذٌ من الهُكاعِ وهو شهوةُ الجِماعِ والهَكعةُ والهُكَعَةُ الأَحْمَقُ الذي إِذا جلس لم يَكَدْ يَبْرَحُ وقيل الأَحمق ولم يُقَيَّدْ والهُكاعُ السُّعالُ وهَكَعَ البيعرُ والناقةُ يَهْكَعُ هَكْعاً وهُكاعاً سَعَلَ قال أَبو كبير وتبَوَّأ الأَبْطالُ بَعْدَ حَزاحِزٍ هَكْعَ النَّواحِزِ في مُناخِ المَوْحِفِ الحَزاحِزُ الحَركاتُ ومعناه أَنهم تَبَوَّأُوا مَراكِزَهم في الحرب بعد حَزاحِزَ كانت لهم حتى هَكَعُوا بعد ذلك وهُكوعُهم بُرُوكُهم للقتال كما تَهْكَعُ النواحِز من الإِبل في مبَارِكها أَي تسكن وتطمئن وهَكَعَ عَظْمُه إِذا انكسر بعدما انجبر وهَكَعَ الرجلُ إِلى القوْمِ إِذا نَزَل بهم بعدما يُمْسِي وأَنشد وإِنْ هَكَعَ الأَضْيافُ تَحْتَ عشِيّةٍ مُصَدّقةِ الشَّفَّانِ كاذِبةِ القَطْرِ وهَكَعَ الليلُ هُكُوعاً إِذا أَرْخَى سُدُولَه ولَيْلٌ هاكِعٌ قال بِشْرُ بن أَبي خازم قَطَعْتُ إِلى مَعْرُوفِها مُنْكَراتِها بِعَيْهَمةٍ تَنْسَلُّ والليلُ هاكِعُ والليلُ هاكِعٌ أَي بارِكٌ مُنِيخٌ ورأَيتُ فلاناً هاكِعاً أَي مُكِبّاً وقد هَكَعَ إِلى الأَرض إِذا أَكَبَّ وذهَب فلان فما أَدري أَين سَكَعَ وهَكَعَ أَي أَين ذهَب وأَين توجَّه وأَين أَقام

هلع
الهَلَعُ الحِرْصُ وقيل الجَزَعُ وقِلّةُ الصبرِ وقيل هو أَسْوأُ الجَزَعِ وأَفْحَشُه هَلِعَ يَهْلَعُ هَلَعاً وهُلوعاً فهو هَلِعٌ وهَلُوعٌ ومنه قول هشام بن عبد الملك لِشَبَّةَ بن عَقَّالٍ حين أَراد أَن يقبِّل يده مَهْلاً يا شبَّةُ فإِن العرب لا تفعل هذا إِلا هُلُوعاً وإِن العَجَم لم تفعله إِلا خُضوعاً والهِلاعُ والهُلاعُ كالهُلُوعِ ورجلٌ هَلِعٌ وهالِعٌ وهَلُوعٌ وهِلْواعٌ وهِلْواعةٌ جَزُوعٌ حرِيصٌ والهَلَعُ الحُزْنُ تميميَّة والهَلِعُ الحَزِينُ وشُحٌّ هالِعٌ مُحْزِنٌ وفي التنزيل إِنّ الإِنسان خُلِقَ هَلُوعاً قال معمر والحسن هو الشَّرِهُ وقال الفراء الهَلُوعُ الضَّجُورُ وصفته كما قال تعالى إِذا مَسَّه الشر جَزُوعاً وإِذا مسه الخيرُ مَنُوعاً فهذه صفته والهَلُوعُ الذي يَفْزَعُ ويَجْزَعُ من الشرّ قال ابن بري قال أَبو العباس المبرد رجلٌ هَلُوعٌ إِذا كان لا يصبر على خير ولا شرّ حتى يفعل في كل واحد منهما غير الحق وأَورد الآية وقال بعدها قال الشاعر ولي قَلْبٌ سَقِيمٌ ليس يَصْخُو ونَفْسٌ ما تُفِيقُ من الهُلاعِ وفي الحديث من شَرِّ ما أُعْطِيَ المَرءُ شُحٌّ هالِعٌ وجُبْنٌ خالِعٌ أَي يَجْزَعُ فيه العبدُ ويَحْزَنُ كما يقال يومٌ عاصِفٌ ولَيْلٌ نائِمٌ ويحتمل أَيضاً أَن يقول هالِعٌ للازدواج مع خالِع والخالِعُ الذي كأَنه يَخْلَعُ فُؤادَه لشِدَّتِه وهَلِعَ هَلَعاً جاعَ والهَلَعُ والهُلاعُ والهَلَعانُ الجُبْنُ عند اللِّقاءِ وحكى يعقوب رجل هُلَعةٌ مثل هُمَزةٍ إِذا كان يَهْلَعُ ويَجْزَعُ ويَسْتَجِيعُ سَرِيعاً وفي ترجمة هَرع قال أَبو عمرو الهَيْرَعُ والهَيْلَعُ الضعيف ابن الأَعرابي الهَوْلَعُ الجَزِعُ وذئبٌ هَلَعٌ بُلَعٌ الهُلَعُ من الحِرْصِ أَي الحَرِيصُ على الشيء والبُلَعُ من الابْتِلاعِ ورجل هَمَلَّعٌ وهَوَلَّعٌ وهو من السرْعةِ وناقة هِلْواعٌ وهِلْواعةٌ سَرِيعةٌ شَهْمةُ الفُؤادِ تخافُ السَّوْط وفي حديث هشام إِنها لَمِسْياعٌ هِلْواعٌ هي التي فيها خفَّة وحِدَّةٌ وقيل سَرِيعةٌ شديدةٌ مِذْعانٌ أَنشد ثعلب للطرمّاح قد تَبَطَّنْتُ بِهِلْواعةٍ غُبْر أَسْفرٍ كَتُومِ البُغام وقيل هي التي تَضْجَرُ فَتُسْرِعُ في السير وقد هَلْوَعَتْ هَلْوَعةٍ أَي أَسْرَعَتْ ومَضَتْ وجَدَّت والهَوالِعُ من النّعامِ والهالِعُ النعامُ السَّرِيعُ في مُضِيِّهِ ونَعَامةٌ هالِعٌ وهالِعةٌ نافرةٌ وقيل حَدِيدةٌ في مُضِيِّها وأَنشد الباهِليّ للمُسَيَّب بن عَلَسٍ يصف ناقة شبهها بالنعامة صَكَّاء ذِعْلِبة إِذا اسْتَدْبَرْتَها حَرَج إِذا اسْتَقْبَلْتَها هِلْواع وناقة هِلْواعٌ فيها نَزَقٌ وخِفَّةٌ وقيل هي النَّفُورُ وقال الباهلي قوله صَكَّاءُ شبهها بالنعامة ثم وصف النعامةَ بالصَّكَكِ وليس الصَّكَّاءُ من وصْفِ الناقةِ وهَلْوَعْتُ مَضَيْتُ نافِراً وقيل مَضَيْتُ فأَسْرَعْتُ والهُلائِعُ اللَّئيمُ و ما له هِلَّعٌ ولا هِلَّعةٌ أَي ما لَه شيء قليل وقيل ما له هِلَّعٌ ولا هِلَّعةٌ أَي ما له جَدْيٌ ولا عَناقٌ قال اللحياني الهِلَّع الجدي والهِلَّعة العناق فَفَصَّلَها

هلبع
رجل هُلابِعٌ حَرِصٌ على الأَكل والهُلَبِعُ والهُلابِعُ الذِّئب لذلك صفة غالبة والهُلابِعُ الكُرَّزِيُّ اللَّئِيمُ الجَسِيمُ وأَنشد عَبْدَ بَنِي عائِشةَ الهُلابِعا والهُلابِعُ الاسم

همع
هَمَعَ الدمْعُ والماءُ ونحوهما يَهْمَعُ ويَهْمُعُ هَمْعاً وهَمَعاً وهُمُوعاً وهَمَعَاناً وأَهْمَعَ سالَ وكذلك الطَّلُّ إثذا سَقَطَ على الشجر ثم تَهَمَّعَ أَي سالَ قال رُؤْبةُ بادَرَ مِنْ لَيْلٍ وطَلٍّ أَهْمَعا أَجْوَفَ بهَّى بَهْوَه فاسْتَوْسَعا وهو في الصحاح وطَلٍّ هَمَعا بغير أَلف وهَمَعَتْ عينُه إِذا سالت دموعها قال اللحياني زعموا أَنَّ هَمِعَتْ لغة وتَهَمَّعَ الرجل بَكَى وقيل تَباكَى وعين هَمِعةٌ لا تزال تَدْمَعُ بُنِيَتْ على صيغة الداء كَرَمِدَت فهي رَمِدةٌ وسَحاب هَمِعٌ ماطر بنَوْئِه على صيغة هَطِلٍ قال ابن سيده ولا تَلتفت للهِمْيَعِ بالعين فإِنه بالغين وإِن كان قد حكاه بالعين قوم وبالعين والغين قوم آخرون وفي التهذيب قال الليث الهَيْمَعُ بالياء والميم قبل العين المَوْتُ الوَحِيُّ قال وذَبَحَه ذَبْحاً هَيْمَعاً أَي سَرِيعاً قال أَبو منصور هكذا قال الليث الهَيْمَعُ بالعين والياء قبل الميم وقال أَبو عبيد سمعت الأَصمعيّ يوقل الهِمْيَعُ الموْتُ وأَنشد للهذلي مِنَ المُرْبَعِينَ ومِنْ آزِلٍ إِذا جَنَّه الليْلُ كالنّاحِطِ إِذا وَرَدُوا مِصْرَهُم عُوجِلُوا مِنَ المَوْتِ بالهِمْيَعِ الذاعِطِ هكذا روي بكسر الهاء والياء بعد الميم قال أَبو منصور وهو الصواب والهَيْمَعُ عند البُصَراء تصحيف واهْتُمِعَ لَوْنهُ وامتُقِعَ لونه بمعنى واحد قاله الكسائي وغيره وقال أَبو زيد هَمَعَ رأْسَه فهو مَهْمُوعٌ إِذا شَجَّه

همسع
الهَمَيْسَعُ القَوِيُّ الذي لا يُصْرَعُ جَنْبُه من الرجال والهَمَيْسَعُ اسم رجل قال الأَزهري هو جدّ عدنان بن أُدَد قال ابن دريد أَحسبه بالسُّرْيانية قال وقد سمى حِمْير ابنه هَمَيْسَعاً

همقع
الهُمَقِعُ والهُمَّقِعُ ضرب من ثمر العِضاه وخص بعضهم به جَنَى التَّنْضُبِ وهو شجر معروف قال ابن سيده وهو من العضاه وواحدته هُمَّقِعةٌ عن ثعلب حكاه عن أَبي الجرّاح وقال كراع هو التَّنْضُب بعينه وحكى الفرّاء عن أَبي شَبِيب الأَعْرابي أَن الهُمَّقِعَ والهُمَّقِعةَ الأَحْمَقُ والحَمْقاء قال وهذا لا يطابق مذهب سيبويه لأَنّ الهُمَّقِعَ عنده اسم وهو على قول أَبي شبيب صفة ولا نظير للهُمَّقِع إِلاَّ رجُل زُمَّلِقٌ للذي يَقْضِي شَهْوتَه قبل أَن يُفْضِيَ إِلى المرأَة

هملع
رجل هَمَلَّعٌ مُتَخَطْرِفٌ خفيف الوَطْءِ يُوَقِّعُ وطْأَهُ تَوْقِيعاً شَدِيداً من خِفّةِ وطْئِه وأَنشد رأَيْتُ الهَمَلَّعَ ذَا اللَّعْوَتَيْ نِ لَيس بآبٍ ولا ضَهْيَدِ وقال ضَهْيَد كلمة مولَّدة وليس في كلام العرب فَعْيَلٌ وقيل هو الخفيف السريع من كل شيء وفي ترجمة هلع رجل هَمَلَّعٌ وهَوَلَّعٌ وهو من السُرْعةِ والهَمَلَّعُ والسَّمَلَّعُ الذئب الخفيف وربما سمي الذئب هَملَّعاً ولامه مشدّدة قال ابن سيده وأَظنها زائدة قال لا تأْمُرِينِي ببَناتِ أَسْفَعِ فالشاةُ لا تَمْشِي مع الهَمَلَّعِ أَسْفَعُ فَحْلٌ من الغنم وقوله لا تمشي مع الهَمَلّع أَي لا تكثر مع الذئب وقيل وقوله تمشي يكثر نسلها والهَمَلَّعُ الجمل السريع وكذلك الناقة قال والهَمَلَّعُ السير السريع قال جاوَزْتُ أَهْوالاً وتَحْتِيَ شَيْقَبٌ تَغْدُو بِرَحْلِي كالفَنِيقِ هَمَلَّعُ وقيل الهَمَلَّع من الرجال الذي لا وَفاء له ولا يدوم على إِخاءِ أَحد

هنع
الهَنَع تَطامن والتِواء في العُنُق وقيل في عُنق البعير والمَنْكِبِ وقِصَرٌ وقيل الهَنَع تطامن العُنُق من وسَطِها الذكر أَهْنَع والأُنثى هَنْعاء وقد هَنِع بالكسر يهنَع هنَعاً والهَنَع في العُفْر من الظِّباء خاصة دون الأُدم لأَن في أَعناق العُفْر قِصَراً وظلِيم أَهْنَع ونَعامة هَنْعاء وهي التِواء في عُنُقها حتى يَقْصُر لذلك كما يفعل الطائر الطويل العنق من بَنات الماء والبَرّ وأَكمَةٌ هَنْعاء أَي قصيرة وهي ضد سَطْعاء وفيه هَنَع أَي جَنَأٌ عن ابن الأَعرابي وفي الحديث أَن عمر قال لرجل شَكَا إِليه خالداً هل يعلم ذلك أَحدٌ من أَصحاب خالدففقال نَعَم رجُل طويل فيه هَنَع قال ابن الأَثير أَي انْحِناء قليل وقيل هو تطامن العنق قال رؤبة والجنّ والإِنس إِلينا هُنَّع أَي خُضوع والهَنْعاء من الإِبل التي انحدرَت قَصَرَتُها وارتفع رأْسها وأَشْرَف حارِكُها وقيل التي في عُنقِها تطامن خِلْقةً وقال بعض العرب ندعو البعير القابل بعنقه إِلى الأَرض أَهْنَع وهو عَيب والهُناع داء يصيب الإِنسان في عنقه والهَنْعة والهنَعة جميعاً سِمة من سِماتِ الإِبل في مُنْخَفِضِ العنق يقال بعير مهنوع وقد هُنِع هَنْعاً والهَنْعة مَنْكِب الجوزاء الأَيْسَر وهو من منازل القمر وقيل هما كوكبان أَبيضان بينهما قِيدُ سوط على أَثر الهَقْعة في المَجَرّة قال وإِنما ينزل القمر بالتَّحايِي وهي ثلاثة كواكبَ حِذاء الهَنْعة واحدتها تِحْياة وقال بعضهم الهَنْعة قوس الجوزاء يُرْمى بها ذراعُ الأَسد وهي ثمانيةُ أَنْجمٍ في صورة قوس في مَقْبِضِ القوس النجمان اللذان يقال لهما الهنعة وهي من أَنْواء الجوزاء وقال أَبو حنيفة تقول العرب إِذا طلعت الهنْعةُ أَرطَبَ النخل بالحجاز وهي خمسة أَنجُم مططفّة ينزلها القمر

هنبع
الهُنْبُعُ شِبْه مِقْنَعة قد خِيطَ تَلْبَسُه الجَوارِي الأَزهري الهُنْبُع ما صغُر منها والخُنْبُع ما اتسع منها حتى يَبْلغ اليَدين ويُغَطِّيهما والعرب تقول ما له هُنْبُع ولا خُنْبُع

هوع
هاع يَهُوع ويَهاع هَوْعاً وهُواعاً تَهَوَّع وقاءَ وقيل قاء بلا كُلْفة وإِذا تكلف ذلك قيل تَهَوَّعَ وما خرج من حَلْقه هُواعة ويقال تهوَّع نفْسَه إِذا قاءَ بنفْسه كأَنه يخرجها قال رؤْبة يصف ثوراً طعن كلاباً يَنْهَى به سَوَّارَهُنَّ الأَشْجَعا حتّى إِذا ناهَزَها تَهَوَّعا قال بعضهم تَهَوَّع أَي قاءَ الدم ويقال قاءَ نفْسَه فأَخْرَجَها وحى اللحياني هاعَ هَيْعُوعةً في بنات الواو تهوّع ولا يتوجه اللهم إِلا أَن يكون محذوفاً وتهوَّع تَكَلَّف القَيءَ وهَوَّعَه قَيّأَه والتهوّع التقيؤُ يقال لأُهَوِّعَنَّه ما أَكَلَ أَي لأُقَيِّئَنَّه ولأَسْتَخْرِجَنَّه من حَلْقه وفي الحديث كان إِذا تسوَّك قال أُعْ أُعْ كأَنه يَتَهوَّع أَي يَتَقَيّأُ والهُواعُ القيءُ ومنه حديث علقمة الصائمُ إِذا ذَرَعَه القيءُ فليُتِمَّ صومَه وإِذا تَهَوَّع فَعَلَيْه القضاء أَي إِذا اسْتَقاءَ وهاعَ القومُ بعضُهم إِلى بعض أَي هَمُّوا بالوُثوب والهُواعةُ ما هاعَ به ورجُل هاعٌ لاعٌ جَزُوعٌ وامرأَة هاعةٌ لاعةٌ قال ابن جني تقديره عندنا فَعِلٌ مكسور العين وهُواعٌ ذو القَعْدة أَنشد ابن الأَعرابي وقَوْمِي لَدَى الهَيْجاءِ أَكْرَمُ مَوْقِفاً إِذا كانَ يومٌ من هُواعٍ عَصِيبُ

هيع
هاعَ يَهاعُ ويَهيع هَيْعاً وهاعاً وهُيُوعاً وهَيْعةً وهَيَعاناً وهَيْعوعة جَبُنَ وفَزِع وقيل استخف عند الجَزَع قال الطرماح أَنا ابن حُماةِ المَجْدِ من آلِ مالكٍ إِذا جَعَلَتْ خُورُ الرجالِ تَهِيع ورجل هائِعٌ لائِعٌ وهاعٌ لاعٌ وهاعٍ لاعٍ على القَلْب كلُّ ذلك إِتباع أَي جبان ضعيف جَزُوع وامرأَة هاعَةٌ لاعة ابن الأَعرابي الهاعُ الجَزوعُ واللاعُ المُوجَع وقول أَبي العيال الهذلي أَرجِعْ مَنِيحَتَكَ التي أَتْبَعْتَها هَوْعاً وحَدَّ مُذَلَّقٍ مَسْنُون يقول رُدَّها فقد جَزِعَتْ نفسُك في أَثَرِها وقيل الهَوْع العَداوةُ وقيل شِدَّة الحِرْصِ ويقال هاعَتْ نفسُه هَوْعاً أَي ازْدَادَتْ حِرْصاً وفي النوادر فلان مُنْهاع إِليَّ ومُتَهيِّع وتَيِّع ومُتَتَيِّع وتَرْعانُ وتَرِعٌ أَي سَرِيعٌ إِلى الشرّ والهَيْعةُ صوتُ الصَّارِخ للفَزَع وقيل الهَيعة الصوت الذي تَفْزَعُ منه وتخافُه من عدوّ وبه فسر قوله صلى الله عليه وسلم خير الناس رجُلٌ مُمْسِكٌ بِعِنان فرَسِه في سبيل الله كلَّما سَمِعَ هَيْعة طارَ إِليها قال وأَصل هذا الجَزَعُ ومنه الحديث كنتُ عند عمر فسَمِع الهائعة فقال ما هذا ؟ فقيل انْصَرَف الناسُ من الوتر يعني الصياحَ والضجَّةَ أَبو عمرو الهائِعة والواعِية الصوت الشديد قال وهِعْت أَهاعُ ولِعْتُ أَلاعُ هَيَعاناً ولَيَعاناً إِذا ضَجِرْت وهاعَ الرجُل يَهِيعُ ويَهاعُ هَيْعاً وهَيَعاناً وهاعاً وهَيْعة الأَخيرة عن اللحياني جاعَ فَجَزِعَ وشَكَا وقيل الهاع التجَرُّع على الجُوعِ وغيره والهاعُ سوءُ الحِرْصِ مع الضعف والفعلُ كالفِعْل يقال هاعَ يَهاعُ هَيْعةً وهاعاً قال أَبو قيس بن الأَسلت الكَيْسُ والقُوَّةُ خَيْرٌ من ال إِشفاقِ والفَهَّةِ والهاعِ ورجل هاعٌ وامْرأَة هاعةٌ والهَيْعة كالحَيْرة ورجل مُتَهَيِّعٌ مُتَحَيِّرٌ والهائعةُ الصوتُ الشَّديد والهَيْعةُ كلُّ ما أَفْزَعك من صَوْت أَو فاحِشة تُشاعُ قال قَعْنَب بن أُم صاحب إِنْ يَسْمَعوا هَيْعةً طارُوا بها فَرَحاً مِني وما سَمِعُوا من صالِحٍ دَفَنُوا قال ابن بزرج هِعْت أَهاعُ هَيْعاً من الحُبِّ والحُزْنِ وأَرض هَيْعةٌ واسعةٌ مَبْسوطة وهاع الشيءُ يَهِيع هِياعاً اتَّسَعَ وانْتَشَر وطريق مَهْيَعٌ واضِحٌ واسِعٌ بَيِّنٌ وجَمْعُه مَهايِعُ وأَنشد بالغَوْر يهْدِيها طرِيقٌ مَهْيَعُ وأَنشد ابن بري إِنَ الصَّنيعةَ لا تكونُ صَنِيعةً حتى يُصابَ بها طرِيقٌ مَهْيَع وبلَد مَهْيَعٌ واسعٌ شذَّ عن القياس فصَحَّ وكان الحكم أَن يعْتل لأَنه مَفْعَل مما اعْتَلَّت عينُه وتَهَيَّعَ السرابُ وانْهاعَ انْهِياعاً انبَسَطَ على الأَرض والهَيْعةُ سيَلانُ الشيء المصْبوبِ على وجه الأَرض مثل المَيْعة وقد هاع يَهِيعُ هَيْعاً وماءٌ هائِعٌ وهاعَ الشيءُ يهيعُ هَيْعاناً ذابَ وخَصَّ بعضُهم به ذَوَبان الرَّصاصِ والرَّصاصُ يَهِيعُ في المَذْوَب يقال رَصاصٌ هائِعٌ في المَذْوَب وهاعَتِ الإِبلُ إِلى الماءِ تَهِيعُ إِذا أَرادته فهي هائعة ومَهْيَعٌ ومَهْيَعةُ كلاهما موضع قريب من الجُحْفةِ وقيل المَهْيعة هي الجحفةُ وذكر ابن الأَثير في ترجمة مهع وفي الحديث وانْقُل حُمَّاها إِلى مَهْيَعةَ مهيعةُ اسم الجُحْفة وهي ميقاتُ أَهلِ الشام وبها غَدِيرُ خُمٍّ وهي شديدة الوَخَم قال الأَصمعي لم يولد بغَدِيرِ خُمٍّ أَحد فعاش إِلى أَن يحتلم إِلاَّ أَن يُحَوَّلَ منها قال وفي حديث عليّ رضي الله عنه اتقول البِدَعَ والزَمُوا المَهْيع هو الطريق الواسع المنبسط قال والميم زائدة وهو مَفْعَل من التهيُّع وهو الانبساط قال الأَزهري ومن قال مَهْيَعٌ فَعْيَلٌ فقد أَخطَأَ لأَنه لا فَعْيل في كلامهم بفتح أَوله

وبع
الوَبَّاعةُ الاسْت كذَبَت وَبَّاعَتُه أَي اسْتُه ووَبَّاغَتُه ونَبَّاعَتُه ونَبَّاغَتُه وعَفَّاقَتُه ومِخْذَفَتُه كلُّه أَي رَدَمَ وأَنْبَقَ الرجُلُ إِذا خرَجَت وريحُه ضعيفةً فإِن زاد عليها قيل عَفَقَ بها ووبَّعَ بها قال ويقال لرَمَّاعةِ الصبيِّ الوَبَّاعةُ والغادِيةُ ووَبِعانُ على مِثالِ ظَرِبان موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد لأَبي مُزاحِمٍ السعْدِيِّ إِنَّ بأَجْزاعِ البُرَيْراءِ فالحَشَى فَوَكْدٍ إِلى النَّقْعَيْنِ من وَبِعانِ

وجع
الوَجَع اسم جامِعٌ لكل مَرَضٍ مُؤْلِمٍ والجمع أَوْجاعٌ وقد وَجِعَ فلان يَوْجَعُ ويَيْجَعُ وياجَعُ فهو وجِعٌ من قوم وَجْعَى ووَجاعَى ووَجِعِينَ ووِجاعٍ وأَوجاعٍ ونِسْوةٌ وَجاعى ووَجِعاتٌ وبنو أَسَد يقولون يِيجَعُ بكسر الياء وهم لا يقولون يِعْلَمُ اسْتِثْقالاً للكسرة على الياء فلما اجتمعت الياءَان قَوِيَتا واحْتَمَلَتْ ما لم تحتمله المفردة وينشد لمتمم بن نويرة على هذه اللغة قَعِيدَكِ أَن لا تُسْمِعِيني مَلامةً ولا تَنْكَئِي قَرْحَ الفُؤادِ فَيِيجَعا ومنهم من يقول أَنا إِيجَعُ وأَنت تِيجَعُ قال ابن بري الأَصل في يِيجَعُ يَوْجَعُ فلما أَرادوا قلب الواو ياء كسروا الياء التي هي حرف المضارعة لتنقلب الواو ياء قلباً صححياً ومن قال يَيْجلُ ويَيْجَعُ فإِنه قلب الواو ياء قلباً ساذَجاً بخلاف القلب الأَول لأَنَّ الواو الساكنة إِنما تَقْلِبُها إِلى الياء الكسرةُ قبلها قال الأَزهري ولُغةٌ قبيحةٌ من يقول وَجِعَ يَجِعُ قال ويقول أَنا أَوْجَعُ رأْسي ويَوْجَعُني رأْسي وأَوْجَعْتُه أَنا ووَجِعَ عُضْوُه أَلِمَ وأَوْجَعَهُ هو الفراء يقال للرجل وَجِعْتَ بَطْنَكَ مثل سَفِهْتَ رأْيَكَ ورَشِدْتَ أَمرَك قال وهذا من المعرفة التي كالنكرة لأَن قولك بَطْنَكَ مُفَسِّرٌ وكذلك غُبِنْتَ رأْيَك والأَصل فيه وَجِعَ رأْسُك وأَلم بَطْنُكَ وسَفِهَ رأْيُك ونَفْسُك فلما حُوِّلَ الفعلُ خرج قولك وَجِعْتَ بطنَك وما أَشبهه مَفَسِّراً قال وجاء هذا نادراً في أَحرف معدودة وقال غيره إِنما نصبوا وَجِعْتَ بطنَك بنزع الخافض منه كأَنه قال وَجِعْت من بطنك وكذلك سفهت في رأْيك وهذا قول البصريين لأَن المُفَسِّراتِ لا تكون إِلا نكرات وحكى ابن الأَعرابي أَمَضَّني الجُرْحُ فَوَجِعْتُه قال الأَزهري وقد وَجِعَ فلانٌ رأْسَه وبطنَه وأَوْجَعْتُ فلاناً ضَرْباً وجِيعاً وضَرْبٌ وجِيعٌ أَي مُوجِعٌ وهو أَحد ما جاء على فَعِيلٍ من أَفْعَلَ كما يقال عذاب أَلِيمٌ بمعنى مؤلم وقيل ضربٌ وجِيعٌ وأَلِيمٌ ذو أَلَمٍ وفلان يَوْجَعُ رأْسَه نصبْتَ الرأْسَ فإِن جئت بالهاء قلت يَوْجَعُه رأْسُه وأَنا أَيْجَع رأْسي ويَوْجَعُني رأْسي ولا تقل يُوجِعني رأْسي والعامة تقوله قال صِمّة بن عبد الله القشيري تَلَفَّتُّ نحوَ الحَيِّ حتى وجَدْتُني وجِعْتُ من الإِصْغاءِ لِيتاً وأَخْدَعا والإِيجاعُ الإِيلامُ وأَوْجَعَ في العَدُوّ أَثْخَنَ وتَوَجَّعَ تَشَكَّى الوجَعَ وتوجَّعَ له مما نزل به رَثى له من مكروه نازل والوجْعاءُ السافِلةُ وهي الدُّبُر ممدودة قال أَنسُ ابن مُدْرِكةَ الخَثْعَمِي غَضِبتُ للمَرْءِ إِذْ نِيكَتْ حَلِيلَتُه وإِذْ يُشَدُّ على وَجْعائِها الثَّفَرُ أَغْشَى الحُزوبَ وسِرْبالي مُضاعَفةٌ تَغْشَى البَنانَ وسَيْفي صارِمٌ ذَكَرُ إِني وقَتْلي سُلَيْكاً ثم أَعْقِلَه كالثَّوْرِ يُضْرَبُ لَمَّا عافَتِ البَقَرُ يعني أَنها بُوضِعَتْ وجمعُ الوَجْعاءِ وَجْعاواتٌ والسبب في هذا الشعْرِ أَنَّ سُلَيْكاً مَرَّ في بعض غَزَواتِه ببيت من خَثْعَمَ وأَهله خُلوفٌ فَرأَى فيهنَّ امرأَة بَضَّةً شابةً فَعلاها فأُخْبر أَنس بذلك فأَدْركه فقتله وفي الحديث لا تَحِلُّ المسأَلةُ إِلا لذي دَمٍ مُوجِعٍ هو أَنْ يتحمل دِيةً فيسعى بها حتى يُؤَدِّيَها إِلى أَولياءِ المقتول فإِن لم يؤدِّها قُتِل المُتَحَمَّلُ عنه فَيُوجِعُه قَتْلُه وفي الحديث مُري بَنِيكِ يقلموا أَظْفارَهم أَن يُوجِعُوا الضُّرُوعَ أَي لئلا يُوجِعُوها إِذا حَلَبُوها بأَظْفارِهم وذكر الجوهري في هذه الترجمة الجِعةَ فقال والجِعةُ نَبِيذُ الشعير عن أَبي عبيد قال ولست أَدري ما نُقْصانُه قال ابن بري الجِعةُ لامها واو من جَعَوْت أَي جَمَعْتُ كأَنها سميت بذلك لكونها تَجْعُو الناسَ على شُرْبِها أَي تجمعهم وذكر الأَزهري هذا الحرف في المعتل وسنذكره هناك وأُمُّ وجَعِ الكَبدِ نبتة تنفع من وجَعِها

ودع
الوَدْعُ والوَدَعُ والوَدَعاتُ مناقِيفُ صِغارٌ تخرج من البحر تُزَيَّنُ بها العَثاكِيلُ وهي خَرَزٌ بيضٌ جُوفٌ في بطونها شَقٌّ كَشَقِّ النواةِ تتفاوت في الصغر والكبر وقيل هي جُوفٌ في جَوْفها دُوَيْبّةٌ كالحَلَمةِ قال عَقِيلُ بن عُلَّفَة ولا أُلْقِي لِذي الوَدَعاتِ سَوْطِي لأَخْدَعَه وغِرَّتَه أُرِيدُ قال ابن بري صواب إِنشاده أُلاعِبُه وزَلَّتَه أُرِيدُ واحدتها ودْعةٌ وودَعةٌ ووَدَّعَ الصبيَّ وضَعَ في عنُقهِ الوَدَع وودَّعَ الكلبَ قَلَّدَه الودَعَ قال يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ مِنَ المُطْعِماتِ اللَّحْمَ غيرَ الشَّواحِنِ أَي يُقَلِّدُها وَدَعَ الأَمْراسِ وذُو الودْعِ الصبيُّ لأَنه يُقَلَّدُها ما دامَ صغيراً قال جميل أَلَمْ تَعْلَمِي يا أُمَّ ذِي الوَدْعِ أَنَّني أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ وأَنْتِ صَلُودُ ؟ ويروى أَهَشُّ لِذِكْراكُمْ ومنه الحديث من تَعَلَّقَ ودَعةً لا وَدَعَ الله له وإِنما نَهَى عنها لأَنهم كانوا يُعَلِّقُونَها مَخافةَ العين وقوله لا ودَعَ اللهُ له أَي لا جعله في دَعةٍ وسُكُونٍ وهو لفظ مبنيّ من الودعة أَي لا خَفَّفَ الله عنه ما يَخافُه وهو يَمْرُدُني الوَدْعَ ويَمْرُثُني أَي يَخْدَعُني كما يُخْدَعُ الصبيّ بالودع فَيُخَلَّى يَمْرُثُها ويقال للأَحمق هو يَمْرُدُ الوْدَع يشبه بالصبي قال الشاعر والحِلْمُ حِلْم صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ قال ابن بري أَنشد الأَصمعي هذا البيت في الأَصمعيات لرجل من تميم بكماله السِّنُّ من جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خلَقٍ والعَقْلُ عَقْلُ صَبيٍّ يَمْرُسُ الوَدَعَهْ قال وتقول خرج زيد فَوَدَّعَ أَباه وابنَه وكلبَه وفرسَه ودِرْعَه أَي ودَّع أَباه عند سفره من التوْدِيعِ ووَدَّع ابنه جعل الوَدعَ في عُنُقه وكلبَه قَلَّدَه الودع وفرسَه رَفَّهَه وهو فرس مُوَدَّعُ ومَوْدُوع على غير قِياسٍ ودِرْعَه والشيءَ صانَه في صِوانِه والدَّعةُ والتُّدْعةُ
( * قوله « والتدعة » أي بالسكون وكهمزة أفاده المجد ) على البدل الخَفْضُ في العَيْشِ والراحةُ والهاء عِوَضٌ من الواو والوَديعُ الرجل الهادئ الساكِنُ ذو التُّدَعةِ ويقال ذو وَداعةٍ وَدُعَ يَوْدُعُ دَعةً ووَداعةً زاد ابن بري ووَدَعَه فهو وَديعٌ ووادِعٌ أَي ساكِن وأَنشد شمر قول عُبَيْدٍ الراعي ثَناءٌ تُشْرِقُ الأَحْسابُ منه به تَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونا أي تَقِيه وتَصُونه وقيل أَي تُقِرُّه على صَوْنِه وادِعاً ويقال وَدَعَ الرجلُ يَدَعُ إِذا صار إِلى الدَّعةِ والسُّكونِ ومنه قول سويد بن كراع أَرَّقَ العينَ خَيالٌ لم يَدَعْ لِسُلَيْمى ففُؤادِي مُنْتَزَعْ أَي لم يَبْقَ ولم يَقِرَّ ويقال نال فلان المَكارِمَ وادِعاً أَي من غير أَن يَتَكَلَّفَ فيها مَشَقّة وتوَدَّعَ واتَّدعَ تُدْعةً وتُدَعةً وودَّعَه رَفَّهَه والاسم المَوْدوعُ ورجل مُتَّدِعٌ أَي صاحبُ دَعَةٍ وراحةٍ فأَما قول خُفافِ بن نُدْبة إِذا ما اسْتَحَمَّتْ أَرضُه من سَمائِه جَرى وهو موْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَق فكأَنه مفعول من الدَّعةِ أَي أَنه ينال مُتَّدَعاً من الجرْيِ متروكاً لا يُضْرَبُ ولا يْزْجَرُ ما يسْبِقُ به وبيت خفاف بن ندبة هذا أَورده الجوهري وفسره فقال أَي متروك لا يضرب ولا يزجر قال ابن بري مَوْدوعٌ ههنا من الدَّعةِ التي هي السكون لا من الترك كما ذكر الجوهري أي أَنه جرى ولم يَجْهَدْ كما أَوردناه وقال ابن بزرج فرَسٌ ودِيعٌ وموْدوعٌ ومُودَعٌ وقال ذو الإِصبَع العَدواني أُقْصِرُ من قَيْدِه وأُودِعُه حتى إِذا السِّرْبُ رِيعَ أَو فَزِعا والدَّعةُ من وَقارِ الرجُلِ الوَدِيعِ وقولهم عليكَ بالمَوْدوع أَي بالسكِينة والوقار فإِن قلت فإِنه لفظ مفْعولٍ ولا فِعْل له إِذا لم يقولوا ودَعْتُه في هذا المعنى قيل قد تجيء الصفة ولا فعل لها كما حُكي من قولهم رجل مَفْؤودٌ للجَبانِ ومُدَرْهَمٌ للكثير الدِّرهم ولم يقولوا فُئِدَ ولا دُرْهِمَ وقالوا أَسْعَده الله فهو مَسْعودٌ ولا يقال سُعِدَ إِلا في لغة شاذة وإِذا أَمَرْتَ الرجل بالسكينةِ والوَقارِ قلت له تَوَدَّعْ واتَّدِعْ قال الأزهري وعليك بالموْدوعِ من غير أَن تجعل له فعلاً ولا فاعاً مِثْل المَعْسورِ والمَيْسورِ قال الجوهري وقولهم عليك بالمودوع أَي بالسكينةِ والوقار قال لا يقال منه ودَعه كما لا يقال من المَعْسور والمَيْسور عَسَرَه ويَسَرَه ووَدَعَ الشيءُ يَدَعُ واتَّدَعَ كلاهما سكَن وعليه أَنشد بعضهم بيت الفرزدق وعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوانَ لم يَدَعْ من المال إِلاّ مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ فمعنى لم يَدَعْ لم يَتَّدِعْ ولم يَثْبُتْ والجملة بعد زمان في موضع جرّ لكونها صفة له والعائد منها إِليه محذوف للعلم بموضعه والتقدير فيه لم يَدَعْ فيه أَو لأَجْلِه من المال إِلا مُسحَتٌ أَو مُجَلَّف فيرتفع مُسْحت بفعله ومجَلَّفُ عطف عليه وقيل معنى قوله لم يدع لم يَبْقَ ولم يَقِرَّ وقيل لم يستقر وأَنشده سلمةُ إِلا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ أَي لم يترك من المال إِلاَّ شيئاً مُسْتأْصَلاً هالِكاً أَو مجلف كذلك ونحو ذلك رواه الكسائي وفسره قال وهو كقولك ضربت زيداً وعمروٌ تريد وعمْرٌو مضروب فلما لم يظهر له الفعل رفع وأَنشد ابن بري لسويد بن أَبي كاهل أَرَّقَ العَيْنَ خَيالٌ لم يَدَعْ من سُلَيْمى فَفُؤادي مُنْتَزَعْ أَي لم يَسْتَقِرّ وأَودَعَ الثوبَ ووَدَّعَه صانَه قال الأَزهري والتوْدِيعُ أَن تُوَدِّعَ ثوباً في صِوانٍ لا يصل إِليه غُبارٌ ولا رِيحٌ وودَعْتُ الثوبَ بالثوب وأَنا أَدَعُه مخفف وقال أَبو زيد المِيدَعُ كل ثوب جعلته مِيدَعاً لثوب جديد تُوَدِّعُه به أَي تَصُونه به ويقال مِيداعةٌ وجمع المِيدَعِ مَوادِعُ وأَصله الواو لأَنك ودَّعْتَ به ثوبَك أَي رفَّهْتَه به قال ذو الرمة هِيَ الشمْسُ إِشْراقاً إِذا ما تَزَيَّنَتْ وشِبْهُ النَّقا مُقْتَرَّةً في المَوادِعِ وقال الأَصمعي المِيدَعُ الثوبُ الذي تَبْتَذِلُه وتُودِّعُ به ثيابَ الحُقوق ليوم الحَفْل وإِنما يُتَّخَذ المِيدعُ لِيودَعَ به المَصونُ وتودَّعَ فلان فلاناً إِذا ابتذله في حاجته وتودَّع ثيابَ صَونِه إِذا ابتذلها وفي الحديث صَلى معه عبدُ الله ابن أُنَيْسٍ وعليه ثوب مُتَمَزِّقٌ فلما انصرف دعا له بثوب فقال تَوَدَّعْه بخَلَقِكَ هذا أَي تَصَوَّنْه به يريد الْبَسْ هذا الذي دفعته إِليك في أَوقات الاحتفال والتزَيُّن والتَّوديعُ أَن يجعل ثوباً وقايةَ ثوب آخر والمِيدَعُ والميدعةُ والمِيداعةُ ما ودَّعَه به وثوبٌ مِيدعٌ صفة قال الضبي أُقَدِّمُه قُدَّامَ نَفْسي وأَتَّقِي به الموتَ إِنَّ الصُّوفَ للخَزِّ مِيدَعُ وقد يُضاف والمِيدع أَيضاً الثوب الذي تَبْتَذِله المرأَة في بيتها يقال هذا مِبْذَلُ المرأَة ومِيدعُها ومِيدَعَتُها التي تُوَدِّعُ بها ثيابها ويقال للثوب الذي يُبْتَذَل مِبْذَلٌ ومِيدَعٌ ومِعْوز ومِفْضل والمِيدعُ والمِيدَعةُ الثوب الخَلَقُ قال شمر أَنشد ابن أَبي عدْنان في الكَفِّ مِنِّي مَجَلاتٌ أَرْبَعُ مُبْتَذَلاتٌ ما لَهُنَّ مِيدَعُ قال ما لهنَّ مِيدع أَي ما لهن من يَكْفيهنَّ العَمَل فيَدَعُهُنَّ أَي يصونهُنَّ عن العَمَل وكلامٌ مِيدَعٌ إِذا كان يُحْزِنُ وذلك إِذا كان كلاماً يُحْتَشَمُ منه ولا يستحسن والمِيداعةُ الرجل الذي يُحب الدَّعةَ عن الفراء وفي الحديث إِذا لم يُنْكِر الناسُ المُنْكَرَ فقد تُوُدِّعَ منهم أَي أُهْمِلو وتُرِكوا وما يَرْتَكِبونَ من المَعاصي حتى يُكثِروا منها ولم يهدوا لرشدهم حتى يستوجبوا العقوبة فيعاقبهم الله وأَصله من التوْدِيع وهو الترك قال وهو من المجاز لأَن المُعْتَنيَ بإِصْلاحِ شأْن الرجل إِذا يَئِسَ من صلاحِه تركه واسْتراحَ من مُعاناةِ النَّصَب معه ويجوز أَن يكون من قولهم تَوَدَّعْتُ الشيءَ أَي صُنْتُه في مِيدَعٍ يعني قد صاروا بحيث يتحفظ منهم ويُتَصَوَّن كما يُتَوَقَّى شرار الناس وفي حديث علي كرم الله وجهه إِذا مََشَتْ هذه الأُمّةُ السُّمَّيْهاءَ فقد تُوُدِّعَ منها ومنه الحديث اركبوا هذه الدوابَّ سالمةً وابْتَدِعُوها سالمة أَي اتْرُكُوها ورَفِّهُوا عنها إِذا لم تَحْتاجُوا إِلى رُكُوبها وهو افْتَعَلَ من وَدُعَ بالضم ودَاعةً ودَعةً أَي سَكَنَ وتَرَفَّهَ وايْتَدَعَ فهو مُتَّدِعٌ أَي صاحب دَعةٍ أَو من وَدَعَ إِذا تَرَكَ يقال اتهَدَعَ وابْتَدَعَ على القلب والإِدغام والإِظهار وقولهم دَعْ هذا أَي اتْرُكْه ووَدَعَه يَدَعُه تركه وهي شاذة وكلام العرب دَعْني وذَرْني ويَدَعُ ويَذَرُ ولا يقولون ودَعْتُكَ ولا وَذَرْتُكَ استغنوا عنهما بتَرَكْتُكَ والمصدر فيهما تركاً ولا يقال ودْعاً ولا وَذْراً وحكاهما بعضهم ولا وادِعٌ وقد جاء في بيت أَنشده الفارسي في البصريات فأَيُّهُما ما أَتْبَعَنَّ فإِنَّني حَزِينٌ على تَرْكِ الذي أَنا وادِعُ قال ابن بري وقد جاء وادِعٌ في شعر مَعْنِ بن أَوْسٍ عليه شَرِيبٌ لَيِّنٌ وادِعُ العَصا يُساجِلُها حمَّاته وتُساجِلُه وفي التنزيل ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى أَي لم يَقْطَعِ اللهُ الوحيَ عنك ولا أَبْغَضَكَ وذلك أَنه صلى الله عليه وسلم اسْتأَخر الوحْيُ عنه فقال ناس من الناس إِن محمداً قد ودّعه ربه وقَلاه فأَنزل الله تعالى ما ودعك ربك وما قلى المعنى وما قَلاكَ وسائر القُرّاء قرؤوه ودّعك بالتشديد وقرأَ عروة بن الزبير ما وَدَعَك ربك بالتخفيف والمعنى فيهما واحد أَي ما تركك ربك قال وكان ما قَدَّمُوا لأَنْفُسِهم أَكْثَرَ نَفْعاً مِنَ الذي وَدَعُوا وقال ابن جني إِنما هذا على الضرورة لأَنّ الشاعر إذا اضْطُرَّ جاز له أَن ينطق بما يُنْتِجُه القِياسُ وإِن لم يَرِدْ به سَماعٌ وأَنشد قولَ أَبي الأَسودِ الدُّؤلي لَيْتَ شِعْرِي عن خَلِيلي ما الذي غالَه في الحُبِّ حتى وَدَعَهْ ؟ وعليه قرأَ بعضهم ما وَدَعَكَ رَبُّكَ وما قَلى لأَن الترْكَ ضَرْبٌ من القِلى قال فهذا أَحسن من أَن يُعَلَّ باب اسْتَحْوَذَ واسْتَنْوَقَ الجَمَلُ لأَنّ اسْتِعْمالَ ودَعَ مُراجعةُ أَصل وإِعلالُ استحوذ واستنوق ونحوهما من المصحح تركُ أَصل وبين مراجعة الأُصول وتركها ما لا خَفاء به وهذا بيت روى الأَزهري عن ابن أَخي الأَصمعي أَن عمه أَنشده لأَنس بن زُنَيْمٍ الليثي لَيْتَ شِعْرِي عن أَمِيري ما الذي غالَه في الحبّ حتى ودَعْه ؟ لا يَكُنْ بَرْقُك بَرْقاً خُلَّباً إِنَّ خَيْرَ البَرْقِ ما الغَيْثُ مَعَهْ قال ابن بري وقد رُوِيَ البيتان للمذكورين وقال الليث العرب لا تقول ودَعْتُهُ فأَنا وادعٌ أَي تركته ولكن يقولون في الغابر يَدَعُ وفي الأَمر دَعْه وفي النهي لا تَدَعْه وأَنشد أَكْثَرَ نَفْعاً من الذي ودَعُوا يعني تركوا وفي حديث ابن عباس أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لَيَنْتَهيَنَّ أَقوامٌ عن وَدْعِهم الجُمُعاتِ أَو ليُخْتَمَنَّ على قلوبهم أَي عن تَرْكهم إِيّاها والتَّخَلُّفِ عنها من وَدَعَ الشيءَ يَدَعُه وَدْعاً إِذا تركه وزعمت النحويةُ أَنّ العرب أَماتُوا مصدر يَدَعُ ويَذَرُ واسْتَغْنَوْا عنه بتَرْكٍ والنبي صلى الله عليه وسلم أَفصح العرب وقد رويت عنه هذه الكلمة قال ابن الأَثير وإِنما يُحْمل قولهم على قلة استعماله فهو شاذٌّ في الاستعمال صحيح في القياس وقد جاء في غير حديث حتى قرئ به قوله تعالى ما وَدَعَك ربك وما قَلى بالتخفيف وأَنشد ابن بري لسُوَيْدِ بن أَبي كاهِلٍ سَلْ أَمِيري ما الذي غَيَّرَه عن وِصالي اليوَْمَ حتى وَدَعَه ؟ وأَنشد لآخر فَسَعَى مَسْعاتَه في قَوْمِه ثم لَمْ يُدْركْ ولا عَجْزاً وَدَعْ وقالوا لم يُدَعْ ولم يُذَرْ شاذٌّ والأَعرف لم يُودَعْ ولم يُوذَرْ وهو القياس والوَداعُ بالفتح التَّرْكُ وقد ودَّعَه ووَادَعَه ووَدَعَه ووادَعَه دُعاءٌ له من ذلك قال فهاجَ جَوًى في القَلْبِ ضُمِّنَه الهَوَى بِبَيْنُونةٍ يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ وقيل في قول ابن مُفَرِّغٍ دَعيني مِنَ اللَّوْم بَعْضَ الدَّعَهْ أي اتْرُكِيني بعضَ الترْك وقال ابن هانئ في المرريه
( * قوله « في المرريه » كذا بالأصل ) الذي يَتَصَنَّعُ في الأَمر ولا يُعْتَمَدُ منه على ثِقةٍ دَعْني من هِنْدَ فلا جَدِيدَها ودَعَتْ ولا خَلَقَها رَقَعَتْ وفي حديث الخَرْصِ إِذا خَرَصْتُم فخُذُوا ودَعُوا الثلث فإِن لم تَدَعُوا الثلث فدَعوا الرُّبعَ قال الخطابي ذهب بعض أَهل العلم إِلى أَنه يُتْرَكُ لهم من عُرْضِ المالِ تَوْسِعةً عليهم لأَنه إِن أُخِذَ الحقُّ منهم مُسْتَوْفًى أَضَرَّ بهم فإِنه يكون منها الساقِطةُ والهالِكةُ وما يأْكله الطير والناس وكان عمر رضي الله عنه يأْمر الخُرّاصَ بذلك وقال بعض العلماء لا يُترك لهم شيءٌ شائِعٌ في جملة النخل بل يُفْرَدُ لهم نَخلاتٌ مَعْدودةٌ قد عُلِمَ مِقْدارُ ثمرها بالخَرْصِ وقيل معناه أَنهم إِذا لم يرضوا بِخَرْصِكُم فدَعوا لهم الثلث أَو الربع ليتصرفوا فيه ويضمنوا حقّه ويتركوا الباقي إِلى أَن يَجِفَّ ويُؤخذ حَقُّه لا أَنه يترك لهم بلا عوض ولا اخراج ومنه الحديث دَعْ داعِيَ اللَّبنِ أَي اتْرُكْ منه في الضَّرْع شيئاً يَسْتَنْزِلُ اللَّبَنَ ولا تَسْتَقْصِ حَلْبَه والوَداعُ تَوْدِيعُ الناس بعضهم بعضاً في المَسِيرِ وتَوْدِيعُ المُسافِرِ أَهلَه إِذا أَراد سفراً تخليفُه إِيّاهم خافِضِينَ وادِعِينَ وهم يُوَدِّعُونه إِذا سافر تفاؤُلاً بالدَّعةِ التي يصير إِليها إِذا قَفَلَ ويقال ودَعْتُ بالتخفيف فَوَوَدَعَ وأَنشد ابن الأَعرابي وسِرْتُ المَطِيّةَ مَوْدُوعةً تُضَحّي رُوَيْداً وتُمْسي زُرَيْقا وهو من قولهم فرَسٌ ودِيعٌ ومَوْدُوعٌ وموَدَّعٌ وتَوَدَّعَ القومُ وتَوادَعُوا وَدَّعَ بعضهم بعضاً والتوْدِيعُ عند الرَّحِيل والاسم الوَادع بالفتح قال شمر والتوْدِيعُ يكون للحيّ والميت وأَنشد بيت لبيد فَوَدِّعْ بالسَّلام أَبا حُرَيْزٍ وقَلَّ وداعُ أَرْبَدَ بالسلامِ وقال القطامي قِفي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يا ضُباعا ولا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْك الوَداعا أَراد ولا يَكُ مِنْكِ مَوْقِفَ الوَداعِ وليكن موقف غِبْطةٍ وإِقامة لأَنَّ موقف الوداع يكون لِلفِراقِ ويكون مُنَغَّصاً بما يتلوه من التبارِيحِ والشوْقِ قال الأَزهريّ والتوْدِيعُ وإِن كان أَصلُه تَخْليفَ المُسافِرِ أَهْله وذَوِيه وادِعينَ فإِنّ العرب تضعه موضع التحيةِ والسلام لأَنه إِذا خَلَّفَ دعا لهم بالسلامة والبقاء ودَعوْا بمثْلِ ذلك أَلا ترى أَن لبيداً قال في أخيه وقد مات فَوَدِّعْ بالسلام أَبا حُرَيْزٍ أَراد الدعاء له بالسلام بعد موته وقد رثاه لبيد بهذا الشعر وودَّعَه تَوْدِيعَ الحيّ إِذا سافر وجائز أَن يكون التوْدِيعُ تَرْكَه إِياه في الخفْضِ والدَّعةِ وفي نوادر الأَعراب تُوُدِّعَ مِنِّي أَي سُلِّمَ عَلَيَّ قال الأَزهري فمعنى تُوُدِّعَ منهم أَي سُلِّمَ عليهم للتوديع وأَنشد ابن السكيت قول مالك بن نويرة وذكر ناقته قاظَتْ أُثالَ إِلى المَلا وتَرَبَّعَتْ بالحَزْنِ عازِبةً تُسَنُّ وتُودَعُ قال تُودَعُ أَي تُوَدَّعُ تُسَنُّ أَي تُصْقَلُ بالرَّعْي يقال سَنَّ إِبلَه إِذا أَحْسَنَ القِيامَ عليها وصَقَلَها وكذلك صَقَلَ فَرَسَه إِذا أَراد أَن يَبْلُغَ من ضُمْرِه ما يبلغ الصَّيْقَلُ من السيف وهذا مثل وروى شمر عن محارب ودَّعْتُ فلاناً من وادِع السلام ووَدَّعْتُ فلاناً أَي هَجَرْتُه والوَداعُ القِلى والمُوادَعةُ والتَّوادُعُ شِبْهُ المُصالحةِ والتَّصالُحِ والوَدِيعُ العَهْدُ وفي حديث طَهْفةَ قال عليه السلام لكم يا بني نهْدٍ ودائِعُ الشِّرْكِ ووضائعُ المال ودائِعُ الشرْكِ أَي العُهودُ والمَواثِيقُ يقال أَعْطَيْتُه وَدِيعاً أَي عَهْداً قال ابن الأَثير وقيل يحتمل أَن يريدوا بها ما كانوا اسْتُودِعُوه من أَمْوالِ الكفار الذين لم يدخلوا في الإِسلام أَراد إِحْلالَها لهم لأَنها مال كافر قُدِرَ عليه من غير عَهْدٍ ولا شرْطٍ ويدل عليه قوله في الحديث ما لم يكن عَهْدٌ ولا مَوْعِدٌ وفي الحديث أَنه وادَعَ بَني فلان أَي صالَحَهم وسالَمَهم على ترك الحرب والأَذى وحقيقة المُوادعةِ المُتاركةُ أَي يَدَعُ كل واحد منهما ما هو فيه ومنه الحديث وكان كعب القُرَظِيُّ مُوادِعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حديث الطعام غَيْرَ مَكْفُورٍ ولا مُوَدَّعٍ لا مُسْتَغْنًى عنه رَبّنا أَي غير مَتْرُوكِ الطاعةِ وقيل هو من الوَداعِ وإِليه يَرْجِعُ وتَوادَعَ القوم أَعْطى بعضُهم بعضاً عَهْداً وكله من المصالحة حكاه الهرويّ في الغريبين وقال الأَزهري تَوادَعَ الفَريقانِ إِذا أَعْطى كل منهم الآخرِينَ عهداً أَن لا يَغْزُوَهُم تقول وادَعْتُ العَدُوَّ إِذا هادَنْتَه مُوادَعةً وهي الهُدْنةُ والمُوادعةُ وناقة مُوَدَّعةٌ لا تُرْكَب ولا تُحْلَب وتَوْدِيعُ الفَحلِ اقْتِناؤُه للفِحْلةِ واسْتَوْدَعه مالاً وأَوْدَعَه إِياه دَفَعَه إِليه ليكون عنده ودِيعةً وأَوْدَعَه قَبِلَ منه الوَدِيعة جاء به الكسائي في باب الأَضداد قال الشاعر اسْتُودِعَ العِلْمَ قِرْطاسٌ فَضَيَّعَهُ فبِئْسَ مُسْتَودَعُ العِلْمِ القَراطِيسُ وقال أَبو حاتم لا أَعرف أَوْدَعْتُه قَبِلْتُ وَدِيعَته وأَنكره شمر إِلا أَنه حكى عن بعضهم اسْتَوْدَعَني فُلانٌ بعيراً فأَبَيْتُ أَن أُودِعَه أَي أَقْبَلَه قال الأَزهري قاله ابن شميل في كتاب المَنْطِقِ والكسائِيُّ لا يحكي عن العرب شيئاً إِلا وقد ضَبَطَه وحفِظه ويقال أَوْدَعْتُ الرجل مالاً واسْتَوْدَعْتُه مالاً وأَنشد يا ابنَ أَبي ويا بُنَيَّ أُمِّيَهْ أَوْدَعْتُكَ اللهَ الذي هُو حَسْبِيَهْ وأَنشد ابن الأَعرابي حتى إِذا ضَرَبَ القُسُوس عَصاهُمُ ودَنا منَ المُتَنَسِّكينَ رُكُوعُ أَوْدَعْتَنا أَشْياءَ واسْتَوْدعْتَنا أَشْياءَ ليْسَ يُضِيعُهُنَّ مُضِيعُ وأَنشد أَيضاً إِنْ سَرَّكَ الرّيُّ قُبَيْلَ النَّاسِ فَوَدِّعِ الغَرْبَ بِوَهْمٍ شاسِ ودِّعِ الغَرْبَ أَي اجعله ودِيعةً لهذا الجَمَل أَي أَلْزِمْه الغَرْبَ والوَدِيعةُ واحدة الوَدائِعِ وهي ما اسْتُودِعَ وقوله تعالى فمُسْتَقَرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ المُسْتَوْدَعُ ما في الأَرحام واسْتَعاره علي رضي الله عنه للحِكْمة والحُجّة فقال بهم يَحفظ اللهُ حُجَجَه حتى يودِعوها نُظراءَهُم ويَزرَعُوها في قُلوبِ أَشباهِهِم وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو فمستقِرّ بكسر القاف وقرأَ الكوفيون ونافع وابن عامر بالفتح وكلهم قال فَمُسْتَقِرّ في الرحم ومستودع في صلب الأَب روي ذلك عن ابن مسعود ومجاهد والضحاك وقال الزجاج فَلَكُم في الأَرْحامِ مُسْتَقَرٌّ ولكم في الأَصْلاب مُسْتَوْدَعٌ ومن قرأَ فمستقِرّ بالكسر فمعناه فمنكم مُسْتَقِرٌّ في الأَحياء ومنكم مُسْتَوْدَعٌ في الثَّرى وقال ابن مسعود في قوله ويعلم مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعها أَي مُستَقَرَّها في الأَرحام ومُسْتَوْدَعَها في الأَرض وقال قتادة في قوله عز وجل ودَعْ أَذاهُم وتَوَكَّلْ على الله يقول اصْبِرْ على أَذاهم وقال مجاهد ودع أَذاهم أَي أَعْرِضْ عنهم وفي شعر العباس يمدح النبي صلى الله عليه وسلم مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلالِ وفي مُسْتَوْدَعٍ حيثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ المُسْتَوْدَعُ المَكانُ الذي تجعل فيه الوديعة يقال اسْتَوْدَعْتُه ودِيعةً إِذا اسْتَحْفَظْتَه إَيّاها وأَراد به الموضع الذي كان به آدمُ وحوّاء من الجنة وقيل أَراد به الرَّحِمَ وطائِرٌ أَوْدَعُ تحتَ حنَكِه بياض والوَدْعُ والوَدَعُ اليَرْبُوعُ والأَوْدَع أَيضاً من أَسماء اليربوع والوَدْعُ الغَرَضُ يُرْمَى فيه والوَدْعُ وثَنٌ وذاتُ الوَدْعِ وثَنٌ أَيضاً وذات الوَدْعِ سفينة نوح عليه السلام كانت العرب تُقْسِمُ بها فتقول بِذاتِ الودْع قال عَدِيّ بن زيد العبّادِي كَلاّ يَمِيناً بذاتِ الوَدْعِ لَوْ حَدَثَتْ فيكم وقابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزّارا يريد سفينةَ نوح عليه السلام يَحْلِفُ بها ويعني بالماجِدِ النُّعمانَ بنَ المنذِرِ والزَّارُ أَراد الزارة بالجزيرة وكان النعمان مَرِضَ هنالك وقال أَبو نصر ذاتُ الودْعِ مكةُ لأَنها كان يعلق عليها في سُتُورِها الوَدْعُ ويقال أَراد بذات الوَدْعِ الأَوْثانَ أَبو عمرو الوَدِيعُ المَقْبُرةُ والودْعُ بسكون الدال جائِرٌ يُحاطُ عليه حائطٌ يَدْفِنُ فيه القومُ موتاهم حكاه ابن الأَعرابي عن المَسْرُوحِيّ وأَنشد لَعَمْرِي لقد أَوْفى ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً على ظَهْرِ وَدْعٍ أَتْقَنَ الرَّصْفَ صانِعُهْ وفي الوَدْعِ لو يَدْري ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً غِنى الدهْرِ أَو حَتْفٌ لِمَنْ هو طالِعُهْ قال المسروحيّ سمعت رجلاً من بني رويبة بن قُصَيْبةَ بن نصر بن سعد بن بكر يقول أَوْفَى رجل منا على ظهر وَدْعٍ بالجُمْهُورةِ وهي حرة لبني سعد بن بكر قال فسمعت قائلاً يقول ما أَنْشَدْناه قال فخرج ذلك الرجل حتى أَتى قريشاً فأَخبر بها رجلاً من قريش فأَرسل معه بضعة عشر رجلاً فقال احْفِرُوه واقرؤوا القرآن عنده واقْلَعُوه فأَتوه فقلعوا منه فمات ستة منهم أَو سبعة وانصرف الباقون ذاهبة عقولهم فَزَعاً فأَخبروا صاحبهم فكَفُّوا عنه قال ولم يَعُدْ له بعد ذلك أَحد كلّ ذلك حكاه ابن الأَعرابي عن المسروحيّ وجمع الوَدْعِ وُدُوعٌ عن المسروحي أَيضاً والوَداعُ وادٍ بمكةَ وثَنِيّةُ الوَداعِ منسوبة إِليه ولما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح استقبله إِماءُ مكةَ يُصَفِّقْنَ ويَقُلْن طَلَعَ البَدْرُ علينا من ثَنيّاتِ الوداعِ وجَبَ الشكْرُ علينا ما دَعا للهِ داعِ ووَدْعانُ اسم موضع وأَنشد الليث ببيْض وَدْعانَ بِساطٌ سِيُّ ووادِعةُ قبيلة إِما أَن تكون من هَمْدانَ وإِمّا أَن تكون هَمْدانُ منها وموْدُوعٌ اسم فرس هَرِمِ بن ضَمْضَمٍ المُرّي وكان هَرِمٌ قُتِلَ في حَرْبِ داحِسٍ وفيه تقول نائحتُه يا لَهْفَ نَفْسِي لَهَفَ المَفْجُوعِ أَنْ لا أَرَى هَرِماً على مَوْدُوعِ

وذع
قال الأَزهريّ في آخر ترجمة عذاً قال ابن السكيت فيما قرأْت له من الأَلفاظ إِن صح له وذَعَ الماءُ يَذَعُ وهَمَى يَهْمِي إِذا سال قال والواذِعُ المَعِينُ قال وكلُّ ماءٍ جرَى على صَفاةٍ فهو واذِعٌ قال الأَزهري هذا حرف منكر وما رأَيته إِلا في هذا الكتاب وينبغي أَن يفتش عنه

ورع
الوَرَعُ التَّحَرُّجُ تَوَرَّعَ عن كذا أَي تحرَّج والوَرِعُ بكسر الراء الرجل التقي المُتَحَرِّجُ وهو وَرِعٌ بيِّن الورَعِ وقد ورِعَ من ذلك يَرِعُ ويَوْرَعُ الأَخيرة عن اللحياني رِعةً وورَعاً ورْعاً حكاها سيبويه وورُعَ ورُوعاً ووراعة وتَوَرَّعَ والاسم الرِّعةُ والرِّيعةُ الأَخِيرةُ على القلب ويقال فلان سَيءُ الرِّعةِ أَي قليل الورَعِ وفي الحديث مِلاكُ الدِّينِ الورَعُ الورَعُ في الأَصل الكَفّ عن المَحارِمِ والتحَرُّجُ منه وتَوَرَّعَ من كذا ثم استعير للكف عن المباح والحلال الأَصمعي الرِّعةُ الهَدْيُ وحُسْنُ الهيئةِ أَو سُوء الهيئة يقال قوم حَسَنةٌ رِعَتُهم أَي شأْنُهم وأَمْرُهم وأَدَبُهم وأَصله من الوَرَعِ وهو الكَفّ عن القبيح وفي حديث الحسن رضي الله عنه ازْدَحَمُوا عليه فرأَى منهم رِعةً سيِّئةً فقال اللهمّ إِلَيْكَ يريد بالرِّعةِ ههنا الاحْتِشامَ والكَفَّ عن سُوءِ الأَدَبِ أَي لم يُحْسِنُوا ذلك يقال وَرِعَ يَرِعُ رِعةً مثل وَثِقَ يَثِقُ ثِقَةً وفي حديث الدّعاء وأَعِذْني من سُوءِ الرِّعةِ أَي من سُوءِ الكفِّ عما لا يَنْبَغِي وفي حديث ابن عوف وبِنَهْيه يَرِعُون أَي يَكُفُّونَ وفي حديث قيس بن عاصم فلا يُوَرَّعُ رجل عن جمَل يَختطمه أَي يُكَفُّ ويُمْنعُ وروي يُوزَعُ بالزاي وسنذكره بعدها والوَرَعُ بالتحريك الجَبانُ سمي بذلك لإِحْجامِه ونُكُوصه قال ابن السكيت وأَصحابنا يذهبون بالورع إِلى الجبان وليس كذلك وإِنما الورع الصغير الضعيف الذي لا غَناءَ عنده يقال إِنما مال فلان أَوْراع أَي صغار وقيل هو الصغير الضعيف من المال وغيره والجمع أَوْراعٌ والأُنثى من كل ذلكَ وَرَعةٌ وقد وَرُعَ بالضم يَوْرُعُ وُرْعاً بالضم ساكنة الراء وَوُرُوعاً ووُرْعةً ووَراعةً ووَراعاً ووَرِعَ بكسر الراء يَرِعُ وَرَعاً حكاها ثعلب عن يعقوب ووَراعةً وأَرى يَرَعُ بالفتح لغة كَيَدَعُ وتَوَرَّعَ كل ذلك إِذا جَبُنَ أَو صغُر والورَع الضعيف في رأْيه وعقله وبدنه وقوله أَنشده ثعلب رِعةُ الأَحْمَقِ يَرْضَى ما صَنَعْ فسّره فقال رِعةُ الأَحمقِ حالَتُه التي يَرْضَى بها وحكى ابن دُريد رجل وَرَعٌ بَيِّنُ الوُرُوعة ويشهد بصحة قوله قول الراجز لا هَيِّبانٌ قَلْبُه مَنَّانُ ولا نَخِيبٌ ورَعٌ جَبانُ قال وهذه كلها من صفات الجبانِ ويقال الوَرَعُ على العموم الضعيف من المال وغيره وورَّعه عن الشيء تَوْرِيعاً كفَّه وفي حديث عمر رضي الله عنه وَرِّعِ اللِّصَّ ولا تُراعِه فسّره ثعلب فقال يقول إِذا شَعَرْتَ به ورأَيْتَه في مَنْزِلِكَ فادْفَعْه واكْفُفْه عن أَخذ متاعِك وقوله ولا تُراعِه أَي لا تُشْهِدْ عليه وقيل معناه رُدَّه بتعرُّض له أَو تَنْبيه ولا تَنتَظِر ما يكون من أَمره وكل شيء تنتظره فأَنت تراعيه وتَرْعاه ومنه تقول هو يَرْعَى الشمسَ أَي يَنتَظِرُ وُجُوبَها قال والشاعر يَرْعَى النجوم وقال أَبو عبيد ادْفَعْه واكْفُفْ بما اسْتَطَعْتَ ولا تنتظر فيه شيئاً وكل شيء كَفَفْتَه فقد ورعْتَه وقال أَبو زبيد وورَّعْتُ ما يكني الوُجُوهَ رِعايةً ليَحْضُرَ خَيرٌ أَو ليَقْصُرَ مُنْكَرُ يقول ورَّعْتُ عنكم ما يَكْني وجوهكم تَمَنَّنَ بذلك عليهم وفي حديث عمر أَيضاً أَنه قال للسائب وَرِّعْ عني في الدِّرْهَمِ والدِّرهمين أَي كُفَّ عني الخُصومَ بأَن تَقْضِيَ بينهم وتَنُوبَ عني في ذلك وفي حديثه الآخر وإِذا أَشْفَى وَرِعَ أَي إذا أَشْرَفَ على معصية كَفَّ وأَوْرَعَه أَيضاً لغة في وَرَّعَه عن ابن الأَعرابي والأُولى أَعْلى ووَرَّعَ الإِبلَ عن الحَوْضِ رِدَّها فارْتَدَّتْ قال الراعي وقال الذي يَرْجُو العُلالةَ وَرِّعوا عن الماء لا يُطْرَقْ وَهُنَّ طَوارِقُهْ ووَرَّعَ الفرَسَ حَبَسَه بلجامه ووَرَّعَ بينهما وأَوْرَعَ حَجَزَ والتوْرِيعُ الكَفُّ والمَنْعُ وقال أبو دواد فَبَيْنا نُوَرِّعُهُ باللِّجام نُرِيدُ به قَنَصاً أَو غِوارا أَي نَكُفُّه ومنه الوَرَعُ التحرُّجُ وما وَرَّعَ أَن فَعَلَ كذا وكذا أَي ما كَذَّب والمُوارَعةُ المُناطَقةُ والمُكالَمَةُ ووارَعَه ناطَقَه وفي الحديث كان أَبو بكر وعمر رضي الله عنهما يُوارِعانِه يعني علّياً رضي الله عنه أَي يَسْتَشِيرانِه هو من المُناطَقةِ والمُكالَمَةِ قال حسان نَشَدْتُ بَني النَّجَّارِ أَفْعالَ والِدي إِذا العان لم يُوجَدْ له مَنْ يُوارِعُهْ ويروى يُوازِعُه ومُوَرِّعٌ وورِيعةُ اسمان والوَرِيعةُ اسم فرس مالك بن نُوَيْرَةَ وأَنشد المازني في الوَرِيعةِ ورَدَّ خَلِيلَنا بعَطاءِ صِدْقٍ وأَعْقَبَه الوَرِيعةَ من نِصابِ وقال الوَرِيعةُ اسم فرس قال ونِصابٌ اسم فرس كان لمالك بن نويرة وإِنما يريد أَعْقَبَه الوَرِيعةَ من نسل نِصابٍ والوَرِيعةُ موضع قال جرير أَحَقًّا رأَيْتَ الظَّاعِنِينَ تَحَمَّلُوا منَ الجَزْعِ أَو واري الودِيعةِ ذي الأَثْلِ ؟ وقيل هو وادٍ معروف فيه شجر كثير قال الراعي يذكر الهَوادِجَ يُخَيَّلْنَ من أَثْلِ الوَرِيعةِ وانْتَحَى لها القَيْنُ يَعْقُوبٌ بفَأْسٍ ومِبْرَدِ

وزع
الوَزْعُ كَفُّ النفْسِ عن هَواها وزَعَه وبه يَزَعُ ويَزِعُ وزْعاً كفَّه فاتَّزَعَ هو أَي كَفَّ وكذلك ورِعْتُه والوازِعُ في الحرْبِ المُوَكَّلُ بالصُّفُوفِ يَزَعُ من تقدَّم منهم بغير أَمره ويقال وزَعْتُ الجَيْشَ إِذا حَبَسْتَ أَوَّلَهم على آخرهم وفي الحديث أَن إِبليس رأَى جبريلَ عليه السلام يوم بَدْرٍ يَزَعُ الملائكةَ أَي يُرتِّبُهم ويُسَوِّيهِم ويَصُفُّهم للحربِ فكأَنه يَكُفُّهم عن التفَرُّقِ والانْتِشارِ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه أَنّ المُغِيرَةَ رَجُلٌ وازِعٌ يريد أَنه صالح للتقدّم على الجيش وتدبيرِ أَمرهم وترتيبهم في قتالهم وفي التنزيل فهم يُوزَعُونَ أَي يُحْبَسُ أَوّلُهم على آخِرهم وقيل يُكَفُّونَ وفي الحديث مَن يَزَعُ السلطانُ أَكثرُ ممن يَزَعُ القرآنُ معناه أَنّ مَن يَكُفُّ عن ارتِكابِ العَظائِم مَخافةَ السلطانِ أَكثرُ ممن تَكُفُّه مخافةُ القرآنِ واللهِ تعالى فمن يكفُّه السلطانُ عن المعاصي أَكثر ممن يكفه القرآنُ بالأَمْرِ والنهيِ والإِنذار وقول خصيب الضَّمْرِيّ لما رأَيتُ بَني عَمْرٍو وَيازِعَهُم أَيْقَنْتُ أَنِّي لهم في هذه قَوَدُ أَراد وازِعَهم فقلب الواو ياء طلباً للخفة وأَيضاً فتَنَكَّبَ الجمع بين واوين واو العطف وياء الفاعل
( * قوله « وياء الفاعل » كذا بالأصل ) وقال السكري لغتهم جعل الواو ياء قال النابغة على حِينَ عاتَبْتُ المَشِيبَ على الصِّبا وقلتُ أَلَمّا أَصْحُ والشَّيبُ وازِعُف وفي حديث الحَسَنِ لما وَليَ القضاءَ قال لا بد للناس من وَزَعةٍ أَي أَعْوانٍ يَكُفُّونهم عن التعدي والشرِّ والفَسادِ وفي رواية من وازِعٍ أَي من سلطانٍ يَكُفُّهم ويَزَعُ بعضَهم عن بعضهم يعين السلطانَ وأَصحابَه وفي حديث جابر أَردت أَن أَكْشِفَ عن وجْهِ أَبي لمّا قُتِلَ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم ينظر إِلي فلا يَزَعُني أَي لا يَزْجُرُني ولا يَنْهاني ووازِعٌ وابنُ وازِعٍ كلاهما الكلب لأَنه يَزَعُ الذئب عن الغنم أَي يكُفُّه والوازِعُ الحابِسُ العسكرِ المُوَكَّلُ بالصفوفِ يتقدَّم الصف فيصلحه ويقدِّم ويؤَخر والجمع وزَعةٌ ووُزّاعٌ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه وقد شُكِيَ إِليه بعضُ عُمّالِه لِيَقْتَصَّ منه فقال أَنا أُقِيدُ من وزَعةِ اللهِ وهو جمع وازِعٍ أَراد أُقِيدُ من الذين يكفَّونَ الناسَ عن الإِقْدام على الشر وفي رواية أَن عمر قال لأَبي بكر أَقِصَّ هذا من هذا بأَنْفِه فقال أَنا لا أُقِصُّ من وزَعَةِ الله فأَمْسَكَ والوَزِيعُ اسم للجمْعِ كالغَزيِّ وأَوْزَعْتُه بالشيء أَغْرَيْتُه فأُوزِعَ به فهو مُوزَعٌ به أَي مُغْرًى به ومنه قول النابغة فَهابَ ضُمْرانُ منه حيثُ يُوزِعُه طَعْنَ المُعارِكِ عند المَحْجِرِ النَّجُدِ أَي يُغْرِيه وفاعل يُوزِعُه مضمر يعود على صاحبه أَي يُغْرِيه صاحبُه وطَعْنَ منصوب بهابَ والنَّجُدُ نعت المُعارِكِ ومعناه الشجاعُ وإِن جعلته نعتاً للمَحْجِر فهو من النَّجَدِ وهو العَرَقُ والاسم والمصدرُ جميعاً الوَزُوعُ بالفتح وفي الحديث أَنه كان مُوزَعاً بالسِّواكِ أَي مُولَعاً به وقد أُوزِعَ بالشيء يُوزَعُ إِذا اعتادَه وأَكثر منه وأُلْهِمَ والوَزُوعُ الوَلُوعُ وقد أُوزِعَ به وَزُوعاً وقد أُوزِعَ به وَزُوعاً كأُولِعَ به وُلُوعاً وحكى اللحياني إِنه لَوَلُوعٌ وَزُوعٌ قال وهو من الإتباع وأَوْزَعَه الشيءَ أَلْهَمه إِياه وفي التنزيل ربِّ أَوْزِعْني أَن أَشكر نِعْمَتَكَ التي أَنْعَمْتَ عليّ ومعنى أَوْزِعْني أَلْهِمْني وأَولِعْني به وتأْويلُه في اللغة كُفَّني عن الأَشياء إلا عن شكر نعمتك وكُفَّني عما يُباعِدُني عنك وحكى اللحياني لِتُوزَعْ بتقوى الله أَي لِتُلْهَمْ بتقوى الله قال ابن سيده هذا نص لفظه وعندي أَن معنى قولهم لِتُوزَعْ بتقوى الله من الوَزُوع الذي هو الوُلُوعُ وذلك لأَنه لا يقال في الإلهام أَوْزَعْتُه بالشيء إِنما يقال أَوْزَعْتُه الشيءَ وقد أَوْزَعَه الله إِذا أَلْهَمَه واسْتَوْزَعٌتُ الله شُكره فأَوْزَعَني أَي اسْتَلْهَمْتُه فأَلْهَمَني ويقال قد أَوْزَعْتُه بالشيء إِيزاعاً إِذا أَغْرَيته وإِنه لمُوزَعٌ بكذا وكذا أَي مُغْرًى به والاسم الوَزُوعُ وأُوزِعْتُ الشيءَ مثل أُلهِمْتُه وأُولِعْتُ به والتوْزِيعُ القِسْمَةُ والتَّفْرِيقُ ووَزَّعَ الشيء قَسَّمه وفَرَّقه وتوزعوه فيما بينهم أَي تَقَسَّموه يقال وزَّعْنا الجَزُورَ فيما بيننا وفي حديث الضحايا إلى غُنَيْمةٍ فَتَوَزَّعُوها أَي اقتسموها بينهم وفي الحديث أَنه حَلَقَ شعَره في الحج ووَزَّعَه بين الناس أَي فَرَّقه وقسَمه بينهم وَزَّعه يُوَزِّعُه تَوزِيعاً ومن هذا أُخِذَ الأَوزاعُ وهم الفِرَقُ من الناس يقال أَتَيْتُهم وهم أَوْزاعٌ أَي مُتَفَرِّقُون وفي حديث عمر أَنه خرج ليلة في شهر رمضان والناسُ أَوْزاعٌ أَي يصلون متفرقين غير مجتمعين على إِمام واحد أَراد أَنهم كانوا يتنفلون فيه بعد العشاء متفرقين وفي شعر حسان بضَرْبٍ كإِيزاعِ المَخاصِ مُشاشَه جعل الإِيزاعَ موضع التَّوْزِيعِ وهو التَفْريقُ وأَراد بالمُشاشِ ههنا البَوْلَ وقيل هو بالغين المعجمة وهو بمعناه وبها أَوزاعٌ من الناس وأَوْباشٌ أَي فِرَقٌ وجماعات وقيل هم الضُّرُوب المتفرَّقون ولا واحد لأَوزاع قال الشاعر يمدح رجلاً أَحْلَلْت بيتَك بالجَمِيعِ وبعضُهم مُتَفَرِّقٌ لِيَحِلَّ بالأَوْزاعِ الأَوْزاعُ ههنا بيوت منْتَبِذةٌ عن مُجْتَمَعِ الناسِ وأَوْزَعَ بينهما فرَّقَ وأَصْلَحَ والمتَّزِعُ الشديدُ النفْسِ وقول خصيب يذكر قُرْبَه من عَدُوٍّ له لمّا عَرَفْتُ بَني عَمْرٍو ويازِعَهُمْ أَيْقَنْتُ أَنِّي لهُمْ في هذه قَوَدُ قال يازِعُهم لغتهم يريدون وازِعَهم في هذه الوقعة أَي سَيَسْتَقِيدُون منا وأَوْزَعَتِ الناقةُ ببولها أَي رَمَتْ به رَمْياً وقطَّعَتْه قال الأصمعي ولا يكون ذلك إِلاَّ إِذا ضربها الفحل قال ابن بري وقع هذا الحرف في بعض النسخ مصحَّفاً والصواب أَوْزَغَتْ بالغين معجمة قال وكذلك ذكره الجوهري في فصل وزَغَ والأَوْزاعُ بطن من همْدانَ منهم الأَوْزاعِيُّ والأَوْزاعُ بطون من حِمْيَر سموا بهذا لأَنهم تفرَّقوا ووَزُوعُ اسم امرأَة وفي حديث قيس بن عاصم لا يُوزَعُ رجل عن جمل يَخْطِمُه
( * قوله « يخطمه » تقدم في ورع يختطمه والمؤلف في المحلين تابع للنهاية ) أَي لا يُكَفُّ ولا يُمْنع هكذا ذكره أَبو موسى في الواو مع الزاي وذكره الهروي في الواو مع الراء وقد تقدّم

وسع
في أَسْمائِه سبحانه وتعالى الواسِعُ هو الذي وَسِعَ رِزْقُه جميعَ خَلْقِه ووَسِعتْ رحمتُه كل شيء وغِناه كل فَقْرٍ وقال ابن الأَنباري الواسع من أَسماءِ الله الكثيرُ العطاءِ الذي يَسَعُ لما يُسْأَلُ قال وهذا قول أَبي عبيدة ويقال الواسِعُ المُحِيطُ بكل شيء من قوله وَسِعَ كل شيءٍ عِلْماً وقال أُعْطِيهِمُ الجَهْدَ مِني بَلْهَ ما أَسَعُ معناه فَدَعْ ما أُحِيطُ به وأَقْدِر عليه المعنى أُعطيهم ما لا أَجده إِلاَّ بالجَهْدِ فَدَعْ ما أُحيطُ به وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى فأَينما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجهُ الله إِنّ الله واسِع عليم يقول أَينما تولوا فاقصدوا وجه الله تَيَمُّمكم القِبْلة إِن الله واسع عليم يدل على أَنه تَوْسِعةٌ على الناسِ في شيء رَخَّصَ لهم قال الأَزهري أَراد التحري عند إِشْكالِ القبلة والسعة نقبض الضِّيق وقد وَسِعَه يَسَعُه ويَسِعُه سَعةً وهي قليلة أَعني فَعِيلَ يَفْعِلُ وإِنما فتحها حرف الحلق ولو كانت يَفْعَلُ ثبتت الواو وصحت إِلاَّ بحسَب ياجَلُ ووسُع بالضم وساعةً فهو وَسِيعٌ وشيءٌ وَسِيعٌ وأَسِيعٌ واسِعٌ وقوله تعالى للذين أَحسنوا في هذه الدنيا حسَنةٌ وأَرْضُ اللهِ واسعةٌ قال الزجاج إِنما ذُكِرَتْ سَعةُ الأَرضِ ههنا لمن كان مع من يعبد الأَصنام فأَمِرَ بالهجرة عن البلَد الذي يُكره فيه على عِبادَتِها كما قال تعالى أَلم تكن أَرضُ اللهِ واسِعةً فتُهاجِرُوا فيها وقد جرى ذِكْرُ الأَوْثانِ في قوله وجعل لله أَنداداً ليُضِلَّ عن سبيلِه واتَّسَعَ كَوَسِعَ وسمع الكسائي الطريق ياتَسِعُ أَرادوا يَوْتَسِعُ فأَبدلوا الواو أَلفاً طلباً للخفة كما قالوا ياجَلُ ونحوه ويَتَّسِعُ أَكثرُ وأَقْيَسُ واسْتَوْسَعَ الشيءَ وجده واسِعاً وطلبَه واسِعاً وأَوْسَعَه ووَسَّعَه صيَّره واسعاً وقوله تعالى والسماءَ بنيناها بأَيد وإِنا لَمُوسِعُون أَراد جعلنا بينها وبين الأَرض سَعةً جعل أَوْسَعَ بمعنى وَسَّعَ وقيل أَوْسَعَ الرجلُ صار ذا سَعةٍ وغِنًى وقوله وإنا لموسعون أَي أَغنِياءُ قادِرون ويقال أَوْسَعَ الله عليك أَي أَغناكَ ورجل مُوسِعٌ وهو المَلِيءُ وتَوَسَّعُوا في المجلس أَي تَفَسَّحُوا والسَّعةُ الغِنى والرفاهِيةُ على المثل ووَسِعَ ع عليه يَسَعُ سَعةً ووَسَّعَ كلاهما رَفَّهَه وأَغناه وفي النوادر اللهم سَعْ عليه أَي وسِّعْ عليه ورجل مُوَسَّعٌ عليه الدنيا مُتَّسعُ له فيها وأَوْسَعَه الشيءَ جعله يَسَعُه قال امرؤ القيس فَتُوسِعُ أَهْلَها أَقِطاً وسَمْناً وحَسْبُك من غِنًى شِبَعٌ ورِيُّ وقال ثعلب قيل لامرأَة أَيُّ النساءِ أَبْغَضُ إِليْكِ ؟ فقالت التي تأْكل لَمّاً وتُوسِعُ الحيَّ ذمّاً وفي الدعاء اللهم أَوْسِعْنا رَحْمَتَكَ أَي اجعلها تَسَعُنا ويقال ما أَسَعُ ذلك أَي ما أُطِيقُه ولا يَسَعُني هذا الأَمر مثله ويقال هل تَسَعُ ذلك أَي هل تُطِيقُه ؟ والوُسْعُ والوُسْعُ والسَّعةُ الجِدةُ والطاقةُ وقيل هو قَدْرُ جِدةِ الرجل وقَدْرُه ذاتُ اليد وفي الحديث إِنكم لن تَسَعُوا الناسَ بأَموالكم فَسَعُوهم بأَخْلاقِكم أَي لا تَتَّسِعُ أَمْوالُكم لعَطائِهم فوَسِّعُوا أَخْلاقَكم لِصُحْبتهم وفي حديث آخر قاله صلى الله عليه وسلم إِنكم لا تَسَعُونَ الناسَ بأَموالِكم فلْيَسَعْهم منكم بَسْطُ الوجه وقد أَوْسَعَ الرجلُ كثُرَ مالُه وفي التنزيل على المُوسِعِ قَدَرُه وعلى المُقْتِرِ قَدَرُه وقال تعالى ليُنفِقْ ذُو سَعةٍ من سَعَتِه أَي على قدر سعته والهاء عوض من الواو ويقال إِنه لفي سَعةٍ من عَيْشِه والسَّعةُ أَصلها وُسْعة فحذفت الواو ونقصت ويقال لِيَسَعْكَ بيتُك معناه القَرارُ ويقال هذا الكَيْلُ يَسَعُ ثلاثةَ أَمْناء وهذا الوِعاءُ يَسَعُ عشرين كيْلاً وهذا الوعاء يسعه عشرون كيلاً على مثال قولك أَنا أَسعُ هذا الأَمْرَ وهذا الأَمْرُ يَسَعُني والأَصل في هذا أَن تدخل في وعلى ولام لأَنَّ قولك هذا الوعاء يَسَعُ عشرين كيلاً أَي يتسع لذلك ومثله هذا الخُفُّ يَسَعُ رجلي أَي يَسَعُ لرجلي أَي يَتَّسِعُ لها وعليها وتقول هذا الوِعاءُ يَسَعُه عشرون كيلاً معناه يسع فيه عشرون كيلاً أَي يَتَّسِعُ فيه عشرون كيلاً والأَصل في هذه المسأَلة أَن يكون بِصفة غير أَنهم يَنْزِعُون الصفات من أَشياءَ كثيرة حتى يتصل الفعل إِلى ما يليه ويُفْضِيَ إِليه كأَنه مَفْعول به كقولك كِلْتُكَ واسْتَجَبْتك ومَكَّنْتُكَ أَي كِلْتُ لك واستجبت لك ومكنت لك ويقال وسِعَتْ رحْمتُهُ كلَّ شيء ولكلِّ شيء وعلى كلِّ شيء قال الله عز وجل وَسِعَ كُرْسِيُّه السمواتِ والأَرضَ أَي اتَّسَعَ لها ووَسِعَ الشيءَ الشيءَ لم يَضِقْ عنه ويقال لا يَسَعُني شيء ويَضِيقَ عنك أَي وأَن يَضِيقَ عنك يقول متى وَسِعَني شيءٌ وَسِعَكَ ويقال إِنه لَيَسَعُني ما وَسِعَك والتوْسِيعُ خلاف التضْيِيقِ ووسَّعْتُ البيتَ وغيره فاتَّسَعَ واسْتَوْسَعَ ووَسُعَ الفرسُ بالضم سَعةً ووَساعةً وهو وَساعٌ اتَّسَعَ في السير وفرس وَساعٌ إِذا كان جَواداً ذا سَعةٍ في خَطْوِه وذَرْعِه وناقةٌ وَساعٌ واسِعةُ الخَلْق أَنشد ابن الأَعرابي عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالقَتْ تِ وإِيضاعُها القَعُودَ الوَساعا القَعُودُ من الإِبل ما اقْتُعِد فَرُكِبَ وفي حديث جابر فضرب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَجُزَ جَملي وكان فيه قِطافٌ فانطلق أَوْسَعَ جملٍ رَكِبْتُه قَطُّ أَي أَعْجَلَ جمَلٍ سَيْراً يقال جمل وَساعٌ بالفتح أَي واسع الخَطْو سَرِيعُ السيْر وفي حديث هشام يصف ناقة إِنها لمِيساعٌ أَي واسعة الخَطْو وهو مِفْعالٌ بالكسر منه وسَيْرٌ وَسِيعٌ ووَساعٌ مُتَّسِعٌ واتَّسَعَ النهارُ وغيره امْتَدَّ وطالَ والوَساعُ الندْبُ لِسَعةِ خلقه وما لي عن ذاك مُتَّسَعٌ أَي مَصْرِفٌ وسَعْ زجْرٌ للإِبل كأَنهم قالوا سَعْ يا جملُ في معنى اتَّسِعْ في خَطْوكَ ومشيك واليَسَعُ اسم نبيّ هذا إِن كان عربيّاً قال الجوهري يَسَعُ اسم من أَسماءِ العجم وقد أُدخل عليه الأَلف واللام وهما لا يدخلان على نظائره نحو يَعْمَرَ ويَزيدَ ويَشْكُرَ إِلاَّ في ضرورة الشعر وأَنشد الفرَّاءُ لجرير وجَدْنا الوَلِيدَ بنَ اليَزِيدِ مُبارَكاً شدِيداً بأَعْباءِ الخِلافةِ كاهِلُهْ وقرئَ والْيَسَع واللَّيْسَع أَيضاً بلامين قال الأَزهري ووَسِيعٌ ماءٌ لبني سعْدٍ وقال غيره وَسِيعٌ ودُحْرُضٌ ماءَانِ بين سَعْدٍ وبني قُشَيْرٍ وهما الدُّحْرُضانِ اللذان في شعر عَنْتَرةَ إِذ يقول شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأَصْبَحَتْ زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حِياضِ الدَّيْلَمِ

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88