كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

دلعك
الدَّلْعَكُ مثال الدَّلْعَس الناقة الضخمة الغليظة المسترخية الأَزهري هي البَلْعك والدَّلْعك الناقة الثقيلة

دمك
يقال للأَرنب السريعة العَدْوِ دَمُوك وقد دَمَكَتِ الأَرنب تعدْمُكُ دُمُوكاً والدَّمْك أَسرع ما يكون من عدوها وبَكْرة دَمُوك صلبة قال صَرَّافَة القَبِّ دَمُوكاً عاقِرا عاقر لا مثل لها ولا شبه وقيل بَكْرة دَمُوك ودَمَكوك سريعة المَرّ وكذلك كل شيء شريع المر وقيل هي البكرة العظيمة يستقى بها على السَّانية وفي التهذيب الدَّمُوك أَعظم من البكرة يستقى بها على السانية وجمع الدَّمُوك دُمُك ودَمَك الشيءَ يَدْمُكه دَمْكاً طحنه ورَحِّى دَمُوك سريعة الطحن وربما قالوا رَحًى دَمَكْمَك أَي شديدة الطحن ويقال أَصابتهم دامِكة من دَوامك الدهر أَي داهية والدَّامِكة الداهية وشهر دَمِيك تام كدَكيك كلاهما عن كراع ويقال أَقمت عنده شهراً دَمِيكاً أَي شهراً تامّاً قال كعب دابَ شهرين ثم شَهْراً دَميكا والمِدْماكُ السافُ من البناء أَنشد ثعلب تَدُكّ مِدْماكَ الطَّوِيِّ قَدَمُهْ يعني ما بني على رأس البئر الأَصمعي السافُ في البناء كل صف من اللبنِ وأَهل الحجاز يسمونه المِدْماك وروي عن محمد بن عمير قال كان بناء الكعبة في الجاهلية مِدْماك حجارة ومِدْماك عيدان من سفينة انكسرت وأَنشد الأَصمعي ألا يا ناقِضَ الميثا ق مِدْماكاً فمِدْماكا وفي حديث إبراهيم وإِسمعيل عليهما الصلاة والسلام كانا يبنيان البيت فيرفعان كل يوم مِدْماكاً قال الصف من اللبنِ أَو الحجارة في البناء عند أَهل الحجاز مِدماك وعند أَهل العِراق سافٌ وهو من الدَّمْك التوثيق والمِدْماك خيط البَنَّناء والنجَّار أَيضاً وقال شجاع دَمَكَت الشمسُ في الجَوِّ ودَلَكتْ إذا ارتفعت والدَّمُوك اسم فرس وقال أنا ابن عَمْروٍ وهي الدَّمُوكُ حَمْراء في حارِكها سُمُوكُ كأن فاها قَتَبٌ مَفْكُوكُ ودَمَك الشيءُ يَدْمُك دُموكاً أي صار أَملس والمِدْمَكُ المِطْمَلةُ وهو ما يوسع به الخبز وابن دُماكة رجل من سودان العرب والدَّمَكْمَك من الرجال والإِبل القوي الشديد قال ابن بري وجمع الدَّمَكْمَكِ دَمامِك أَنشد أَبو عليّ عن أَبي العباس رأَيتُكِ لا تُغْنينَ عنِّي فَتْلَةً إذا اخْتَلَفَتْ فيّ الهَراوى الدَّمامِكُ وذكره الأَزهري في الرباعي قال ابن جني الكاف الأُولى من دَمَكْمَك زائدة وذلك أنها فاصلة بين العينين والعينان متى اجتمعتا في كلمة واحدة مفصولاً بينهما فلا يكون الحرف الفاصل بينهما إلا زائداً نحو عَثَوْثَل وعَقَنْقَل وسُلالِم وخَفَيْدَد وقد ثبت أَن العين الأُولى هي الزائدة فثبت إذاً أَن الميم والكاف الأُوليين هما الزائدتان وأَن الميم والكاف الأُخريين هما الأَصلان فاعرف ذلك أَبو عمرو الدَّميك الثلج ويقال لزَوْرِ الناقة دامِك قال الأَعشى وزَوْراً تَرى في مِرْفَقَيْه تجانُفاً نبيلاً كبيت الصَّيْدَنانِيِّ دامِكا أَبو زيد دَمَك الرجلُ في مشيه إذا أَسرع ودَمَكت الإبل ليلتها

دملك
الدُّمْلوك الحجر الأَملس المستدير وحجر مُدَمْلَك مُدَمْلَق وقد تَدَمْلَكَ ثديُها ولا يقال تَدَمْلَقَ وسهم مُدَمْلَك وحجر مُدَمْلَك كلاهما مخَلَّق والمُدَمْلَك المفتول المعصوب وتَدَمْلَك ثدي المرأَة فَلَّك ونَهَد وأَنشد لم يَعْدُ ثَدْياها عن انْ تَفَلَّكا مُسْتَنْكِرانِ المَسّ قد تَدَمْلَكا ونصل مُدَمْلَك أَملس مدور وتقول منه دَمْلَكْتُ الشيء فتَدَمْلَك وحافر مُدَمْلَك مثل مُدَمْلق ومُدمْلّج والدُّمْلوك الحجر المدور

دنك
الدَّوْنَكانِ على لفظ التثنية موضع قال تميم ابن أبيّ بن مقبل يَكادانِ بين الدوَّْنَكَيْنِ وأَلْوَةٍ وذاتِ القَتَاد السُّمْرِ يَنْسَلخانِ قال الأزهري لم أَجد فيه غير الدَّوْنكِ وهو موضع ذكره ابن مقبل وأَنشد البيت وروى القافية يعْتلِجان قال وقال الحطيئة أَدارَ سُلَيْمى بالدَّوانِيك فالعُرَف

دهك
الدَّهكُ الطحن والدق عن كراع وقد رويت بالراء وقول رؤبة وإنْ أُنِيخَتْ رَهْبُ أَنْضاء عُرُكْ رَدَّتْ رَجيعاً بين أَرْحاءٍ دُهُكْ قال ابن سيده هو عندي جمع دَهُوك إما مَقولة وإما متوهمة وأَرحاؤُها أَنيابها وأَسنانها ودَهَك الشيءَ يَدْهَكُه دَهْكاً إذا طحنه وكسره

دهلك
دَهْلَك موضع أَعجمي معرب والدَّهالِكُ آكام سود معروفة قال كثِّير عَزة كان عَدَوْليّاً زُهاءَ حُمُولها غَدَتْ تَرْتَمي الدَّهْنا بها والدَّهالِكُ

دوك
الدَّوْكُ دق الشيء وسحقه وطحنه كما يَدُوك البعيرُ الشيء بكَلْكَلهِ وداكَ الطِّيبَ والشيءَ يَدُوكه دوْكاً ومَداكاً أَي سحقه والمِدْوَكُ على مِفْعَل حجر يسحق به الطيب وقيل هو ما سحقت به والمَداك حجر يسحق عليه الطيب قال سلامة بن جندل يَرْقى الدَّسيعُ إلى هادٍ له تَلَعٌ في جؤجُؤٍ كمَداك الطيِّب مَخْضوب وقال حميد بن ثور إذا أَنْتَ باكَرْتَ المَنيئة باكَرَتْ مَداكاً لها من زعفران وإثْمدا والدُّوك أيضاً صلاءة الطيب قال الأعشى وزُوْراً تَرى في مِرْفَقَيْهِ تَجانُفاً نبيلاً كدُوكِ الصَّيْدَنانِيِّ دامِكا ورواه ابن حبيب كبيت الصيدنانيّ والصيدنانيّ الملِك ودامِكاً مرتفعاً ومن جعل الصيدنانيّ العطَّار قال كدُوك الصيدنانيّ العطَّار قال كدُوك الصيدناني ومعنى دامِك أَملس والمَداك الصَّلايةُ التي يُداك عليها الطيب دَوْكاً وهي صَلاية العطر وفي حديث خيبر أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأُعطينَّ الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه فبات الناس يَدُوكون تلك الليلة فيمن يدفعها إليه قوله يَدُوكون أي يخوضون ويموجون ويختلفون فيه والدَّوْك الإختلاط وَقَعَ القوم في دَوْكَةٍ ودُوكة وبُوح أَي وقعوا في اختلاط من أَمرهم وخصومة وشر وجمع الدَّوْكةِ دِوَك ودِيَك ومن قال دُوكة قال دُوك في الجمع وباتوا يَدوكون دَوْكاً إذا باتوا في اختلاط ودَوران وتَداوَك القوم أَي تضايقوا في حرب أَو شر وداكَ الفرسُ الحِجْر علاها وداكَ الرجلُ المرأة يَدوكها دَوْكاً وباكَها بَوْكاً إذا جامعها وأَنشد فَداكَها دَوْكاً على الصِّراطِ ليس كدَوْكِ زوجها الوَطْواطِ والدَّوْك ضرب من محار البحر وروى أَبو تراب عن أَبي الربيع البكراوي دَاك القوم إذا مرضوا وهو في دُوكةٍ أَي مرض

ديك
الدِّيكُ ذكر الدجاج معروف وقوله وزَقَّت الدِّيكُ بصوت زَقّا إنما أَنثه على إرادة الدجاجة لأَن الدِّيكَ دجاجة أَيضاً والجمع القليل أَدْياك والكثير دُيوك ودِيَكة وأَرض مَداكَة ومَدِيكة كثيرة الدِّيَكةِ والدِّيكُ من الفرس العظم الشاخص خلف أُذنه وهو الخُشَشاء وحكى ابن بري عن ابن خالويه الدِّيكُ عظم خلف الأُذن ولم يخصصه بفرس ولا غيره المؤرج الدِّيكُ في كلام أَهل اليمن الرجل المُشْفق الرؤوم ومنه سمي الدِّيكُ دِيكاً قال والدِّيكُ الربيع في كلامهم والديك الأثافي الواحد والجمع سواء

ربك
قالت غَنِيَّة الكلابية أُم الحُمارس
( * قوله « الكلابية ام الحمارس » كذا بالأصل وشرح القاموس هنا وفي متن القاموس وأم الحمارس البكرية معروفة ) الربيكةُ الأَقط والتمر والسمن يعمل رخواً ليس كالحَيْس وقالت الدبيرية هو الدقيق والأقِطُ المطحون ثم يُلْبَكُ بالسمن المختلط بالرُّبّ وقيل هو الرُّبُّ والأَقِطُ بالسمن وربما كانت تمراً وأَقِطاً وقيل هو الرُّبُّ يخلط بدقيق أَو سويق وقيل هو شيء يطبخ من بُرٍّ وتمر وقيل هو تمر يعجن بسمن وأَقِطٍ فيؤكل قال ابن السكيت وربما صب عليه ماء فشُرِب شرباً والرَّبِيك لغة فيه قال أَبو الرهيم العنبري فإن تَجْزَعْ فغيرُ مَلُومِ فِعْلٍ وإن تَصْبِرْ فمن حُبُكِ الرَّبِيكِ ويضرب مثلاً للقوم يجتمعون من كلّ يقال منه رَبَكْتُه أَرْبُكه رَبْكاً خلطته فارْتَبَكَ أَي اختلط وارْتَبَك الرجلُ في الأمر أَي نشِب فيه ولم يَكَدْ يتخلص منه ورَبَك الرَّبِيكةَ يَرْبُكُها رَبْكاً عملها والرَّبْكُ إصلاح الثريد رَبَك الثريد يَرْبُكه رَبْكاً أَصلحه وخلطه بغيره وفي المثل غَرثانُ فارْبُكُوا له وأَصل هذا المثل أَن رجلاً قدم من سفر وهو جائع وقد ولدت امرأَته غلاماً فبُشِّرَ به فقال ما أَصنع به آكله أَم أَشربه ؟ فَفَطَنَتْ له امرأَته فقالت غَرْثانُ فارْبُكوا له فلما شَبع قال كيف الطَّلا وأُمُّه ؟ معنى المثل أَي أَنه غَرْثانُ جائع فسَوّوا له طعاماً يَهْجَأْ غَرثهُ ثم بَشَّروه بالمولود والرَّبْك أن تُلْقِيَ إنساناً في وحل فَيَرْتَبِكَ فيه ولا يستطيع الخروج منه وينشب فيه وفي حديث عليّ رضي الله عنه تحير في الظلمات وارْتَبكَ في الهلكات ارْتَبَكَ في الأَمر إذا وقع فيه ونشب ولم يتخلص ومنه ارْتَبَك الصيدُ في الحِبالة اضطرب وفي حديث ابن مسعود ارْتَبَكَ واللهِ الشيخ وقيل كل خلط رَبْكٌ وارْتَبَكَ الأمرُ اختلط والْتَبَكَ بمعنى واحد ورجل رُبَك ورَبِيك مختلط في أَمره كلاهما على النسب وارْتَبَك في كلامه تَتَعْتَعَ ورماه برَبِيكةٍ أَي بأَمر ارْتَبَك عليه ورَبَك الرجلُ وارْتَبَك إذا اختلط عليه أَمره ورجل رَبِكٌ ضعيف الحيلة وفي الحديث عن أَبي أُمامة في صفة أهل الجنة أَنهم يركبون الميَاثر على النوق الرُّمْك عليها الحَشايا قال شمر الرُّبْك والرُّمْك واحد والميم أعرف والأَرْمك والأَرْبك من الإبل أَسود وهو في ذلك مُشْرَبٌ كُدْرةً وهو شديد سواد الأُذنين والدُّفُوف وما عدا أُذني الأَرْمَكِ ودُفوفه مُشْرَبٌ كدرةً

رتك
الأَصمعي الراتِكةُ من النوق التي تمشي وكأن برجليها قَيْداً وتضرب بيديها ورَتَكانُ البعير مقاربة خطوه في رَمَلانِهِ لا يقال إلا للبعير وقد رَتَك يَرْتُك رتْكاً ورَتَكاً ورَتَكاناً ورَتَكَت الإبل ترْتِك رَتْكاً ورَتَكاناً وهي مشية فيها اهتزاز وقد يستعمل في غير الإبل وهي في الإبل أكثر ورَتَكَ البعيرُ وأَرْتَكْتُه أَنا إرْتاكاً إذا حملته على السير السريع وفي حديث قَيْلة يُرْتِكان بعيريهما أي يحملانها على السير السريع ويقال أَرْتَكْتُ الضِحِكَ وأَرْتَأْتُه إِذا ضحِكتَ ضَحِكاً في فُتور

ردك
غلام رَوْدَك ناعم وجارية روْدَكةٌ ومُرَوْدَكة حسناء في عُنْفَوانِ شبابهما وشباب رَوْدَك قال جارية شَبَّتْ شباباً رَوْدَكا لم يَعْدُ ثَدْيا نحْرِها أَنْ فَلَّكا وقيل المُرَوْدَكة من النساء الحسنة الخلق وقال اللحياني خُلُق مُرَوْدَكٌ وخَلْق مُرَوْدَك كلاهما حسن ورجل مُرَوْدَك وامرأَة مُرَوْدَكة أَي حسنة قال الأَزهري ومَرَوْدَك إن جعلت الميم أصلية فهو فَعَوْلَل وإن كانت الميم غير أَصلية فإني لا أعرف له في كلام العرب نظيراً قال وقد جاء مَرْدَك في الأسماء وما أَراه عربيّاً صحيحاً وعَوْد مُرَوْدِك كثير اللحم ثقيل وقيل مُرَوْدَك بفتح الدال وقال كراع وابن الأَعرابي إنما هو مَرَوْدَك بفتح الميم والدال جميعاً وإذا كان كذلك كان رباعيّاً

رشك
الرِّشك اسم رجل كان عالماً بالحساب وفي التهذيب اسم رجل كان يقال له يَزِيد الرِّشْك وكان أَحسب أَهل زمانه وكان الحسن البصري إذا سئل عن حساب فريضة قال علينا بيان السِّهام وعلى يَزِيد الرِّشْك الحساب قال الأزهري ما أدري الرِّشْكَ عربياً وأَراه لقباً قال ولا أَصل له في العربية عَلِمته

رضك
أَرْضَك عينيه غَمَّضهما وفتحهما قال الفرزدق كما مِنْ دِراكٍ فاعلمنَّ لنادمٍ وأَرْضَكَ عَيْنَيْهِ الحمارُ وَصَفَّقا

ركك
الرَّكِيكُ والرُّكاكةُ والأَرَكّ من الرجال الفَسْل الضعيف في عقله ورأْيه وقيل الرَّكِيكُ الضعيف فلم يقيد وقيل الذي لا يَغار ولا يَهابُه أهلُه وكله من الضعف وامرأَة رُكاكةً وركِيكة وجمعها ركاك وقد رَكّ يَرِكّ رَكاكةً واسْتَرَكَّه استضعفه ورَكَّ عقلُه ورأيُه وارْتَكَّ نقص وضعف والمُرْتَكّ الذي تَراه بليغاً وحده فإذا وقع في خصومة عَيِيَ وقد ارْتَكّ وسكران مُرْتَكّ إذا لم يبين كلامه والرَّكْرَكةُ الضعف في كل شيء ورَكّ الشيءُ أَي رقّ وضعف ومنه قولهم اقطعْه من حيث رَكّ والعامة تقول من حيث رَقّ وثوب رَكِيكُ النسج ويقال رَكّ الرجل المرأَة يرُكّها وبَكّها بَكّاً ودَكّها دَكّاً إذا جهدها في الجماع قالت خِرْنقِ بنت عَبْعَبَة تهجو عبد عمرو بن بشر ألا ثكِلَتْكَ أُمُّكَ عَبْدَ عَمْروٍ أَبا الخزياتِ آخَيْتَ المُلوكا هُمُ رَكُّوكَ للورِكَيْنِ رَكّاً ولو سَأَلوك أَعطيتَ البُرُوكا أَبو زيد رجل ركيك ورُكاكة إذا كان النساء يستضعفنهُ فلا يَهَبْنَه ولا يَغار عليهن واسْتَرْكَكْتُه إذا استضعفته قال القطامي يصف أَحوال الناس تَرَاهم يَغْمِزُون من اسْتَرَكّوا ويَجْتَنبون مَنْ صَدَقّ المِصاعا وفي الحديث أَنه لعن الرُّكاكةَ وهو الدَّيّوث الذي لا يغَار على أَهله سماه رُكاكةً على المبالغة في وصفه بالرَّكاكة وهو الضعف وفي الحديث إن الله يبغض السلطان الرُّكاكةَ أَي الضعيف وورد إنه يبغض الولاةَ الرَّكَكَة هو جمع رَكِيكٍ مثل ضَعِيف وضَعَفة والرِّكُّ والرَّكُّ المطر القليل وفي التهذيب مطر ضعيف وقيل هو فوق الرَّشِّ وقال ابن الأعرابي أَول المطر الرَّشّ ثم الطَّشّ ثم البَغْش ثم الرَّك بالكسر والجمع أَرْكاك ورِكاك وجمعه الشاعر رَكائك فقال توَضِّحْنَ في قَرْنِ الغَزالةِ بعدما تَرَشَّفْن ذَرَّاتِ اللذِّهاب الرَّكائِكِ والرَّكِيكةُ من المطر كالرَّكّ وقد أَرَكَّت السماء أَي جاءت بالركّ ورَكَّكَت السحابة وأَرض مُرَكٌّ عليها ورَكيكة ابن الأعرابي قيل لأعرابي ما مَطَرَة أرضِك ؟ فقال مركَّكَةٌ فيها ضروس وثَرْد يَذُرُّ بَقْلَه ولا يُقَرِّحُ قال والثَّرْدُ المطر الضعيف الليث الرَّكاكةُ مصدر الرَّكيكِ وهو الثقليل اللحياني أَرَكّت الأَرض تُرِكّ فهي مِرِكَّة وأُرِكَّتْ على ما لم يسم فاعله فهي مُرَكَّة إذا أَصابها الرِّكاكُ من الأمطار ابن شميل الرِّكّ المكان المضْعُوف الذي لم يمطر إلا قليلاً يقال أَرض رِكّ لم يصبها مطر إلاضعيف ومطر رِكّ قليل ضعيف وأَرض مُرَكَّكة ورَكِيكة أَصابها رِكّ وما بها مرتع إلا قليل قال شمر وكل شيء قليل دقيق من ماء ونبت وعلم فهو رَكيك وفي الحديث أَن المسلمين أَصابهم يوم حُنين رِكّ من مطر هو بالكسر والفتح المطر الضعيف ورجل رَكيك العلم قليله ورَكيك العقل قليله وقوله أنشده ابن الأَعرابي وقد جَعَل الرَّكُّ الضعيفُ يُسِيلني إِليك ويُشْريكَ القليلُ فتَغْلَقُ ومعناه أَنه إذا أَتاك عني شيء قليل غضبت وأَنا كذلك فمتى نتفق ؟ ورَكَّ الأَمرَ يَرُكُّه رَكّاً رد بعضه على بعض ورَكَكْتُ الشيء بعضَه على بعضٍ إذا طرحته ومنه قول رؤبة فنَجِّنا من حَبْس حاجاتٍ ورَكّْ فالذُّخْرُ منها عندنا والأَجْرُ لَكْ والرَّكْراكةُ المرأَة الكبيرة العجز والفخذين وقولهم في المثل شحمةُ الرُّكَّى على فُعْلى وهو الذي يذوب سريعاً يضرب لمن لا يُعِينُك في الحاجات وسقاء مَرْكوك قد عُولِج وأُصْلِح والرَّكَّاءُ الصيحة التي تُجيبك من الجبل كأَنها تردّ عليك صوتك وتحاكي ما به نطقتَ والرَّكّ إلزامُك الإنسانَ الشيء تقول رَكَكْتُ الحق في عنقه ورَكَّ هذا الأَمرَ في عنقه يَرُكُّه رَكّاً ورَكَّ الأغلالَ في أَعناقهم أَلزمها إياها ورَكَّت الأَغلالُ في أعناقهم ورَكَكْت الغُلَّ في عنقه أَرُكُّه رَكّاً إذا غللت يده إلى عنقه ورَكَكْتُ الذَّنْب في عنقه إذا أَلزمته إياها ورَكّ الشيءَ بيده فهو مَرْكوك ورَكِيكٌ غمزه ليعرف حجمه ومر يَرْتَكُّ أَي يَرْتَجُّ وزعم يعقوب أَنه بدل ابن الأعرابي ائتَزَرَ فلان إزْرَة عَكَّ وَكَّ وهو أَن يسبل طرفي إزاره وأَنشد إن زُرْتَه تجده عَكَّ وَكَّا مِشْيَتُه في الدار هاكَ رَكّا قال هاكَ رَكّ حكاية لتبختره وفي رواية إزْرَته تجده عَكّ وَكّا قال وكذا أَنشده الجوهري في ترجمة عكك وهذا الرجز ذكره ابن بري في أَماليه إن زُرْتَهُ تجده عَكَّ بَكّا وروى فيه إن زرته أَيضاً وقال العَكُّ الصلب والبَك دق العنق ورَكَكٌ ماء وزعم الأَصمعي أَنه رَكّ وأَن زهيراً لم تستقم له القافية بِرَكٍ فقال رَكَك حين قال ثم اسْتَمرُّوا وقالوا إنَّ مَوْعِدَكُم ماءٌ بشَرْقِيِّ سَلْمى فَيْدُ أَو رَكَكُ فأَظهر التضعيف ضرورة وقال مرة سأَلت أَعرابيّاً عن رَكَكٍ من قوله فَيْدُ أَو رَكَكُ فقال بلى قد كان هنالك ماء يقال له رَكّ ابن الأعرابي كَرْكَرَ إذا انهزم ورَكْرَكَ إذا جبن والله أَعلم

رمك
: الرَّمَكة : الفرس والبِرْذَوْنةُ التي تتخذ للنسل معرّب والجمع رَمَكٌ وأَرْماك جمع الجمع . الجوهري : الرَّمَكة الأُنثى من البراذين والجمع رماك و رَمَكات و أَرْماك عن الفراء مثل ثِمار وأَثمار وأَما قول رؤبة : ولا تَعْدِلِينِي بالرُّذالاتِ الحَمَكْ ولا شَظٍ فَدْمٍ ولا عَبْد فَلِكْ يَرْبِض في الروث كبِرْذَون الرَّمَكْ فإِن أَبا عمرو قال : الرَّمَك في بيت رؤبة أَصله بالفارسية رَمَهْ قال : وقول الناس رَمَكة خطأ . أَبو زيد : رَمَكَ الرجل إِذا أَوْطَنَ البلد فلم يبرح و رَمَكْتُ في المكان و أَرْمَكْتُ غيري . ابن الأَعرابي : رَمَكَ ودَمَك بالمكان ومَكد إِذا أَقام فيه . ابن سيده : الرَّامِكُ بكسر الميم المقيم في المكان لا يبرح مجهوداً كان أَو غير مجهود وخص به بعضهم المجهود رَمَك بالمكان يَرْمُك رُموكاً : أَقام به و أَرْمكه غيره . و رَمَكَت الإِبل تَرْمُك رُموكاً : حبست على الماء واخْتُليَ لها فعلفت عليه و أَرْمَكها راعيها . و رَمَك في الطعام يَرْمُكُ رُموكاً ورَجَن فيه يَرْجُنُ رُجوناً إِذا لم يَعَفْ منه شيئاً . و الرَّامِكُ بالكسر : الذي يسميه الناس الرامَك وهو شيء يصير في الطيب . ابن سيده : و الرامِكُ و الرامَكُ والكسر أَعلى شيء أَسود كالقار يخلط بالمسك فيجعل سُكًّا قال : إِن لك الفَضْلَ على صُحْبتي والمِسْك قد يسْتَصْحبُ الرَّامِكَا غيره : الرامِكُ تَتَضيَّق به المرأَة . و الرُّمْكة : لون الرماد وهي وُرْقة في سواد وقيل : الرُّمْكة دون الوُرْقة وقيل : الرُّمْكة في أَلوان الإِبل حمرة يخلِطها سواد عن كراع . الأَصمعي : إِذا اشتدت كُمْتَةُ البعير حتى يدخلها سواد فتلك الرُّمْكة وكل لون يخالط غُبرته سواد فهو أَرْمَك قال الشاعر : والخيل تَجْتابُ الغُبار الأَرْمَكَا وقد ارْمَكَّ البعيرُ ارْمِكاكاً وهو أَرْمَكُ وربما استعير ذلك للمرأَة . قال ثعلب : قيل لامرأَة أَيُّ النساءِ أَحب إِليكِ قالت : بيضاء وَسِيمة أَو رَمْكاء جَسِيمة هؤلاء أُمهات الرجال . الجوهري : و الرُّمْكة من أَلوان الإِبل ويقال : جمل أَرْمَكُ وناقة رَمْكاءُ . وفي حديث جابر : وأَنا على جمل أَرْمَكَ هو الذي في لونه كُدُورةٌ . وفي الحديث : اسم الأَرض العلياء الرَّمْكاءُ قال ابن الأَثير : هو تأْنيث الأَرْمَكِ قال : ومنه الرَّامِكُ وهو شيء أَسود يخلط بالطيب وقول الشاعر : يَجُرُّ مِن عَفَائه حَبِيَّا جَرَّ الأَسِيفِ الرُّمُكَ المَرْعِيَّا كذا رواه أَبو حنيفة قال ابن سيده : ولا أَدري ما هو إِلا أَن يكون جرّ الأَسيفِ الرَّمَكَ فأَما إِذا قال الرُّمُكَ بضمتين فإِنه لا يقول إِلا المرعية لأَن الرُّمُك بضمتين جمع مكَسر . ابن الأَعرابي : قال حنيف الحَناتم وكان من آبلِ العرب : الرَّمْكاء من النوق بُهْيَا والحَمْراء صُبْرى والخَوَّارة غُزْرَى والصَّهْباء سُرْعَى يعني أَنّها أَبْهَى وأَصْبر وأَغْزر وأَسْرع . و الأَرْمَكُ من الإِبل : أَسود وهو في ذلك مُشْرَبٌ كُدْرة وهو شديد سواد الأُذنين والدُّفوف وما عدا أُذني الأَرْمَك ودُفُوفه مشرب كدرة . و الرَّمَكان و اليَرْمُوك موضعان . الجوهري : يَرْمُوك موضع بناحية الشام ومنه يوم اليَرْمُوك كانت به وقعة عظيمة بين المسلمين والروم في زمن عمر بن الخطاب

رنك
: الرَّانِكِيَّةُ نسبة إِلى الرَّانِكِ وقال الأَزهري : لا أَعرف الرَّانِك

رهك
رَهَكه يَرْهَكه رَهْكاً جَشَّهُ بين حجرين والرَّهْكة الضعف يقال أَرى فيه رَهْكةً أَي ضعفاً ورجل رِهَكَةٌ ورَهَكَةٌ ضعيف لا خير فيه وناقة رَهَكة ضعيفة ليست بنجيبة والإرْتِهَاكُ استرخاء المفاصل في المشي قال حُيِّيتِ من هِرْكَوْلة ضِنَاكِ قامت تَهُزّ المشي في ارْتِهاكِ الارْتِهاك الضعف في المشي وفلان يَرْتَهك في مشيته ويمشي في ارْتِهَاكٍ والرَّهْوَكةُ كالارْتِهاكِ والتَّرَهْوُك مشيُ الذي كأنه يموج في مشيته وقد ترَهْوَك ويقال مرَّ الرجل يَتَرَهْوَكُ كأنه يموج في مشيته وفي حديث المتشاحنين ارْهَكْ هذين حتى يصطلحا أي كَلِّفْهما وأَلزِمْهما من رَهَكْتُ الدابة إذا حملت عليها في السير وجهدتها وفي النوادر أَرض رَهَكَة وهَيْلَة وهيْلاء وهارَةٌ وهَوْرةٌ وهَمِرَة وهَكَّة إذا كانت لينةً خَبَاراً

ريك
: الرِّيَكَتَانِ من الفرس : زَنَمتان خارجة أَطرافهما عن طرف الكَتَد وأُصولهما مثبتة في أَعلى الكَتَد كل واحدة منهما رِيَكَة حكي عن كراع وحده

زحك
بن سيده زَحَك زَحْكاً كزَحَف عن كراع قال الأزهري زَحَك فلان عني وزَحَل إذا تَنَحَّى قال رؤبة كأَنَّه إذْ عادَ فيها وزَحَك حُمَّى قَطِيفِ الخطّ أَو حُمَّى فَدَكْ كأنه يعني الهَمَّ إذ عاد إليّ أَو زَحَكَ أَي تنحى عني وزَحَك بالمكان أَقام عن ابن الأعرابي والزَّحْك الدنو وتَزَاحَكَ القومُ تدانَوْا وقيل تباعدوا كأَنه ضد وأَزْحَفَ الرجل وأَزْحَكَ إذا أعيت دابته الجوهري زَحَك بعيره أي أَعيا ومنه قول كثير وهل تَرَيَنِّي بعد أَن تُنْزَعَ البُرَى وقد أُبْنَ أَنْضَاءً وهُنَّ زَوَاحِكُ ؟ وقوله أيضاً فَأُبْنَ وما منهنّ من ذاتِ نَجْدةٍ ولو بَلَغَتْ إلاّ تُرَى وهي زَاحِكُ

زحلك
الزُّحْلُوكة المَزَلَّةُ كالزُحْلُوقة والتَّزَحْلُك كالتَّزَحْلُقِ وهي الزَّحَاليكُ والزَّحاليقُ والزَّحَاليف والزَّحاليل واحدة

زحمك
الزُّحْمُوك الكَشُوثَا وجمعه زَحامِيك

زرنك
الزُّرْنُوك الخشبة التي يقبض عليها الطاحن إذا أَدار الرَّحى وأَنشد وكأَنّ رُمْحَكَ إذ طعنتَ به العِدَى زُرْنُوكُ خادِمةٍ تَسوُق حِمارا

زعك
الأَزْعَكِيّ القصير اللئيم قال ذو الرمة على كل كَهْلٍ أَزْعَكِيٍّ ويافعٍ من اللُّؤْمِ سرْبالٌ جديدُ البَنَائق وقيل هو المُسِنّ وقيل هو الضاوي ورجل زُعْكُوك قصير مجتمع الخلق والزُّعْكوك من الإبل السَّمين والجمع زَعَاكِيك قال الشاعر زَعَاكِيك لا إنْ يَعْجَلُون لصَنْعةٍ إذا عَلِقَتْهم بالقُنِيّ الحَبائلُ وزَعَاكك أَيضاً وأَنشد القَنَانيُّ تسْتَنّ أَولادٌ لها زَعاكِكُ

زكك
المَشْيُ الزَّكِيكُ المُقَرْمَطُ زَكَّ الرجل يَزُكّ
( * قوله « زك الرجل يزك » كذا بضبط الأصل بضم عين المضارع وفي القاموس مضبوط بكسرها على القياس في اللازم المضاعف ) زَكّاً وزَكَكاً وزَكِيكاً مرَّ يقارب خطوه من ضعف وكذلك الفرخ قال عمر بن لَجإ فهو يَزُكّ دائم التَّزَغُّمِ مثل زَكِيكِ الناهض المُحَمِّم والتَّزَغُّم التغضب وزَكْزَك كَزكَّ وقيل الزَّكْزَكة أَن يقارب الرجل خطوه مع تحريك الجسد أَبو عمرو الزَّكيكُ مشي الفراخ والزَّوْكُ مشي الغراب الأَصمعي الزَّكِيكُ أَن يقارب الخطو ويسرع الرفع والوضع ويقال زَكَّت الدُّرَّاجَةُ كما يقال زافَت الحمامةُ أَبو زيد زَكْزَكَ زَكْزَكة وزَوْزَى زَوْزَاةً ووزْوَزَ وَزْوَزَةً وزَاك يَزُوك زَيْكاً كله مشى متقارب الخطر مع حركة الجسد وزّكُّ الفاختة فرخُها والزَّكّ المهزول قال منظور بن مَرْثَدٍ الأسدي يا حَبَّذَا جاريةٌ من عَكِّ تُعَقِّد المِرْط على مِدَكِّ مثلِ كثِيب الرمل غير زَكِّ كأَن بين فَكِّها والفَكّ فَأْرة مِسْكٍ ذبحت في سُكّ ابن الأعرابي زُكَّ إذا هَرِم وزُكَّ إذا ضعف من مرض ويقال أَخذ فلان زِكَّتَهُ أَي سِلاحه وقد تزَكَّكَ تَزَكُّكاً إذا أُخذ عُدَّتَهُ وفي النوادر رجل مُضِدّ ومُزِكّ ومُغِدّ أي غضبان وفلان مِزَكّ وزَاكّ ومِشَكّ وهو في زِكَّتِهِ وشِكَّتِهِ أي في سِلاحه ورجل زُكَازِكٌ أي دَمِيم قليل

زمك
الزَّمَكُ إدخال الشيء بعضه في بعض والزَّمِكَّى والزَّمِجَّى أَصل ذَنَب الطائر وقيل هو منبته وقيل هو ذنبه كله يمدّ ويقصر وقال الليث سمي الذَّنَبُ نفسه إذا قُصّ زِمِكّى والزَّمَكَةُ السريع الغضب وقد أزْمَأَكّ فلان يَزْمَئِكّ إذا اشتدَّ غضبه وقيل المُزمَئِكْ الغضبانُ كان سريع الغضب أَو بَطيئه وازْمَأَكّ الشيء لغة في اصْمَأَكّ ابن الأعرابي زَمَكْتُ القرْبة وزَمَجْتها إذا ملأْتها

زنك
الزَّنَكتانِ من الكَتَد زَنَمَتَانِ خارجتا الأطراف عن طرفها وأَصلاهما ثابتان في أَعلى الكَتَد وهما زائدتاها والزَّوَنَّكُ من الرجال القصير اللحيم الحَيَّاك في مِشْيَته وقال ابن الأعرابي هو المختال في مِشْيته الرافع نفسه فوق قدرها الناظر في عِطْفَيْه الرائي أن عنده خيراً وليس عنده ذلك وأَنشد تَرْكَ النساء العاجِزَ الزَّوَنَّكا ورجل زَوَنَّكٌ إذا كان غليظاً إلى القِصَر ما هو قال منظور الدُّبَيْري وبعلُها زَوَنَّك زَوَنْزَى يَخْضِفُ إِن فُزِّعَ بالضَّبَغْطَى ويروى بَلْ زَوْجُها ويروى زَوَنْزَكٌ وزَوَنَّك ويروى زَوَنْكى وزَوَنْزَى ويَخْضِفُ ويَفْرَقُ ويروى بالضَّبَغْطَى أَيضاً بالغين والعين كلٌّ يروى في هذا البيت باختلاف هذه الألفاظ على اختلاف الروايات ابن الأعرابي الزَّوَنَّزَُى ذو الأبَّهَةِ والكِبْر الجوهري والزَّوَنَّكُ القصير الدميم وربما قالوا الزَّوَنْزَكُ قالت امرأَة ترثي زوجها ولَسْتَ بوَكْوَاكٍ ولا بزَوَنَّكٍ مَكَانَكَ حتى يَبْعَثَ الخلقَ باعثُهْ ويروى ولا بزوَنْزَكٍ ابن بري قال الزُّبَيْدِي زَوَنَّك وزنه فَعَنَّلٌ وصرَّف له يعقوب فعلاً فقال زَاكَ يَزُوك زَوْكاً وزَوَكَاناً قال وحكى ابن السكيت الزَّوْك مشية الغراب قال حسان بن ثابت أَجْمَعْتُ أَنك أنت الأمُ من مَشَى في فُحْشِ زانيةٍ وزَوْكِ غُرابِ ومنه زَوَنَّكٌ وهو القصير قال ابن بري ووزنه عنده فَعَنَّلٌ قال الزبيدي لأنه جعله من زاك يزوك إذا قارب خَطْوَه وحَرَّك جسدَه قال فعلى هذا كان ينبغي أن يذكره الجوهري في فصل زوك لا فصل زنك قال ولا يجوز أن يكون وزنه فعَلَّلاً لأَنه لا يكون الواو أَصلاً في بنات الأَربعة فلم يبق إلا فَعَنَّلٌ ويقوّي قول الجوهري إنه من زنك قولهم زَوَنْزَكٌ لغة أخرى على فَوَعْلَلٍ مثل كَوَألَلٍ فالنون على هذا أَصل والواو زائدة فوزن زَوَنَّك على هذا فوعَّلٌ ويقوّي قول ابن السكيت قولهم زَوَنْكَى لغة ثالثة ووزنها فَعَنْلى وقال أَبو علي زَوَنَّك فَوَنْعَل الواو زائدة لأنها لا تكون زائدة في بنات الأربعة قال وأَما الزَّوَنْزَكُ فهو فَوَنْعَلٌ أَيضاً وهو من باب كوكَبٍ قال وقال ابن جني سألت أبا عليّ عن زَوَنَّكٍ فاستقرّ الأمر فيما بيننا جميعاً أن الواو فيه زائدة ووزنه فَوَعَّلٌ لا فَوَنْعَل قلت له فإن أَبا زيد قد ذكر عقيب هذا الحرف من كتابه الغرائب زَاكَ يزُوكُ زَوْكاً وهذا يدل على أن الواو أَصلية فقال هذا تفسير المعنى من غير اللفظ والنون مضاعفة حشو فلا تكون زائدة فقلت قد حكى ثعلبِ شنْقَمّ وقال هو من شَقَم فقال هذا ضعيف قال وهذا أيضاً يقوّي قول الجوهري إن الزَّوَنَّكَ من فصل زَنَكَ وأما الزَّوَنْزك فقد تقدم قول أبي عليّ فيه إن وزنه فَوَنْعَلٌ وهو من باب كَوْكَبٍ فيكون على هذا اشتقاقه من ززنك على حدّ ككب وقال ابن جني زَوَنْزَك فَوَنْعَلٌ ولا يجوز أن تجعل الواو أصلاً والزاي مكررة لأنه يصير فَعَنْفَلاً وهذا ما ليس له نظير وأيضاً فإنه من باب ددن مما تضاعفت الفاء والعين من مكان واحد فثبت أنه فَوَنْعَل والنون زائدة لأنها ثالثة ساكنة فيما زاد عدّته على أربعة كَشَرنْبَثِ وحَرَنْفشٍ والواو زائدة لأنها لا تكون أصلاً في بنات الأربعة فعلى قوله وقول أبي علي ينبغي أن يذكره الجوهري في فصل ززك

زهك
الزَّهْكُ مثل السَّهْك وهو الجَشُّ بين حجرين وزَهَكَتْه الريحُ تَزْهَكُه كَسَهكَتْه والسين أَعلى

زوك
الزَّوْكُ مشي الغراب وهو الخَطْوُ المتقارب في تحرّك جسد الإنسان الماشي وزَاكَ في مشْيتِه يَزُوكُ زَوْكاً وزَوَكاناً حَرَّكَ مَنكِبَيْهِ والْيَتَيْه وفَرّج بين رجليه قال أَجْمَعْتُ أنك أنت الأمُ من مَشَى في زَوْكِ فاسية وزَهْوِ غُرابِ وزَاكَ يَزُوكُ زَوْكاً وزَوَكاناً تبختر واختال وهو الزَّوَنَّكُ والزَّوْكُ مِشْيَةٌ في تقارب وفَحَجٍ وأَنشد رأيتُ رجالاً حين يَمْشُونَ فحَّجُوا وزَاكُوا وما كانوا يَزُوكُونَ من قبلُ وقد تقدم ما ذكره ابن بري وغيره من قول ابن السكيت وغيره في الزّوْك في زنك فلا حاجة لإعادته والزَّوَنَّكُ القصير لأنه يَزُوكُ في مِشْيته وقيل إنه رباعيّ قال ابن جني زَاكَ يَزُوكُ يدل على أَنه فَعَنَّلٌ قال الفراء رأَيتها مُوزكة وقد أَوْزَكَتْ وهو مشي قبيح من مشي القصيرة وأَنشد المنذري لأبي حرام تَزَاوَكَ مُضْطَبِيءٌ آرِمٌ إذا ائْتَبَّه الإِدُّ لا يَفْطَؤُهْ ابن السكيت التَّزاوُكُ الإستحياء والمُضْطَبئ المستَحِي آرم مُواصِل ائتبه تهيأ له لا يفطؤه لا يَقْهَرُه

زوزك
زَوْزَكَتِ المرأةُ حرََّكت أَلْيتَيها وجنبيها إذا مشت والزَّوْزَكُ القصير الحَيَّاك في مِشْيَتِه قال وزوْجُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَى قال ابن جني هو فَوَنْعَل

زيك
زاك يَزِيكُ زَيْكاً تبختر واختال

سبك
سَبَك الذهبَ والفضة ونحوه من الذائب يسبُكهُ ويسبِكُه سَبْكاً وسَبَّكه ذَوَبه وأفرغه في قالبٍ والسَّبِيكَةُ القِطْعة المُذوَّبة منه وقد انسبَكَ الليث السَّبْكُ تَسْبِيكُ السَّبيكَةِ من الذهب والفضة يُذابُ ويُفْرَغُ في مَسْبَكة من حديد كأَنها شِقُّ قَصَبَة والجمع السَّبائِكُ وفي حديث ابن عمر لو شِئْتُ لمَلأْت ُالرِّحابَ صَلائق وسبَائك أي ما سُبِكَ من الدّقيق ونُخِلَ فأُخذ خالصه يعني الحُوَّارى وكانوا يسمون الرُّقاقَ السَّبائك

سحك
المُسْحَنْكِكُ من كل شيء الشديد السواد قال سيبويه لا يستعمل إلا مزيداً وفي حديث خزيمة والعِضاه مُسْحَنْكِكاً واسْحَنْكك الليلُ إذا اشتدت ظلمته ويروى مُسْتَحْنِكاً أي مُنْقَلِعاً من أَصله وشعَر سُحْكوك أسود قال ابن سيده وأَرى هذا اللفظ على هذا البناء لم يستعمل إلا في الشعر قال تَضْحَكُ مني شَيْخةٌ ضَحُوكُ واسْتَنْوَكَتْ وللشَّبابِ نُوكُ وقد يَشِيبُ الشَّعَرُ السُّحْكوكُ قال ابن الأعرابي أسودُ سُحْكوك وحُلْكوكٌ قال الأزهري ومُسْحَنْكك مُفْعَنْلِلٌ من سَحَك واسْحَنْكَك الليلُ أَي أَظلم وفي حديث المُحْرَقِ إذا مت فاسْحَكوني أَو قال اسْحَقوني قال ابن الأثير هكذا جاء في رواية وهما بمعنى وقال بعضهم اسْهَكوني بالهاء وهو بمعناه الأَزهري أَصل هذا الحرف ثلاثي صار خماسيّاً بزيادة نون وكاف وكذلك ما أشبه من الأَفعال

سدك
سَدِكَ به بالكسر سَدْكاً وسَدَكاً فهو سَدِكٌ ولَكِيَ به لَكىً لزمه والسَّدِكُ المُولَعُ بالشيء طائية قال بعض محرِّمي الخمر على نفسه في الجاهلية ووَزَّعْتُ القِداحَ وقد أَراني بها سَدِكاً وإن كانَتْ حَراما أَراد بالقداح هنا جمع القَدَح المشروب به ورجل سَدِكٌ خفيف اليدين في العمل ورجل سَدكٌ بالرُّمح طَعَّان به رَفيف سريع قال الأَزهري وسمعت أَعرابيّاً يقول سَدَّك فلانٌ جِلالَ التمر تَسْديكاً إذا نَضَّدَ بعضَها فوق بعض فهي مُسَدَّكة سرك السَّرْوَكَةُ رداءة المشيء وإبطاء فيه من عَجَف أَو إعياء وقد سَرْوَكَ ابن الأَعرابي سَرِكَ الرجلُ إذا ضعف بدنه بعد قوَّة ابن السكيت تَسارَكْتُ في المشي وتَسَرْوَكْتُ وسَرْوَكْتُ وهما رداءة المشي من عَجَفٍ وإعياء

سرك
السَّرْوَكَةُ رداءة المشيء وإبطاء فيه من عَجَف أَو إعياء وقد سَرْوَكَ ابن الأَعرابي سَرِكَ الرجلُ إذا ضعف بدنه بعد قوَّة ابن السكيت تَسارَكْتُ في المشي وتَسَرْوَكْتُ وسَرْوَكْتُ وهما رداءة المشي من عَجَفٍ وإعياء

سفك
السَّفْكُ صَبُّ الدم ونَثْرُ الكلام وسَفَك الدمَ والدمعَ يَسْفِكُه سَفْكاً فهو مَسْفوك وسَفِيك صبه وهَراقَه وكأَنه بالدم أَخص وفي الحديث أَن يَسْفكُوا دماءَهم السَّفْك الإراقة والإجراء لكل مائع وقد انْسَفَك ورجل سَفَّاك للدماء سَفَّاك للكلام والسَّفَّاك السَّفَّاح وهو القادر على الكلام وسَفَكَ الكلام يَسْفِكه سَفْكاً نَثَره ورجل مِسْفَكَ كثير الكلام وخطيب سَفَّاك سَفَّاك بليغ كَسهَّاك كلاهما عن كراع ورجل سَفَّاك بالكلام وسَفْوك كذَّاب والسُّفْكَة ما يُقَدَّم إلى الضيف مثل اللُّمْجة يقال سَفِّكُوه ولَمَّجُوه ومن أسماء النفس السَّفُوك والجائشة والطَّموح

سكك
السَّكَكُ الصَّمَمُ وقيل السَّكَك صِغَر الأُذن ولزوقها بالرأْس وقِلََّة إشرافها وقيل قِصَرها ولصوقها بالخُشَشاء وقيل هو صِغر فوق الأُذن وضيقُ الصِّماخ وقد وصف به الصَّمَمُ يكون ذلك في الآدميين وغيرهم وقد سَكَّ سَكَكاً وهو أَسَكُّ قال الراجز ليلةُ حَكٍّ ليس فيها شَكُّ أَحُكُ حتى ساعِدي مُنْفَكُّ أَسْهَرَنِي الأسَيْوِدُ الأسَكُّ يعني البراغيث وأَفرده على إرادة الجنس والنَّعامُ كلُّها سُكٌّ وكذلك القطا ابن الأَعرابي يقال للقطاة حَذَّاءُ لِقصَر ذنبها وسَكَّاءُ لأَنه لا أُذن لها وأَصل السَّكَك الصَّمَمُ وأَنشد حَذَّاءُ مُدْبِرَةً سَكَّاءُ مُقْبِلَةً للماء في النحر منها نَوْطَةٌ عَجَبُ وقوله إنَّ بَني وَقْدانَ قومٌ سُكُّ مثلُ النِّعامِ والنعامُ صُكُّ سُكٌّ أَي صُمُّ الليث يقال ظليم أَسَكُّ لأنه لا يسمع قال زهير أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنينِ أَجْنَى له بالسِّيّ تَنُّومٌ وآءُ
( * وروي في ديوان زهير أصكّ بدل أسكُّ )
واسْتَكَّتْ مسامعه إذا صَمَّ ويقال ما اسْتَكَّ في مَسامِعي مثلُه أَي ما دَخَلَ وأُذن سَكَّاء أي صغيرة وحكى ابن الأَعرابي رجل سُكاكة لصغير الأُذن قال والمعروف أَسَكّ ابن سيده والسُّكاكة الصغير الأذنين أَنشد ابن الأَعرابي يا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافى واسِجِ سُكاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ ويقال كلُّ سَكَّاءَ تَبِيضُ وكل شَرْفاء تَلِدُ فالسَّكَّاء التي لا أُذن لها والشَّرْفاء التي لها أُذن وإن كانت مشقوقة ويقال سَكَّة يَسُكّه إذا اصطَلم أُذنيه وفي الحديث أَنه مَرَّ بِجَدي أَسَكَّ أَي مُصْطَلِم الأُذنين مقطوعهما واسْتَكَّتْ مَسامِعُه أَي صَمَّت وضاقت ومنه قول النابغة الذبياني أَتاني أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَنك لُمْتَني وتِلْكَ التي تَسْتَكُّ منها المَسامِعُ وقال عَبيدُ بن الأَبرص دَعا معَاشِرَ فاسْتَكَّتْ مَسامِعُهم يا لَهْفَ نفْسيَ لو يَدْعُو بني أَسَدِ وفي حديث الخُدْرِي أنه وضَع يديه على أُذنيه وقال اسْتَكَّتا إن لم أَكن سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الذهبُ بالذهب أَي صَمَّتا والاسْتِكاكُ الصَّمَمُ وذهاب السمع وسَكَّ الشيءَ يَسُكُّه سَكّاً فاسْتَكَّ سَدَّه فانسَدَّ وطريق سُكُّ ضَيِّق مُنْسَدّ عن اللحياني وبئر سَكٌّ وسُكُّ ضيقة الخرق وقيل الضيقة المَحْفرِ من أَولها إلى آخرها أَنشد ابن الأَعرابي ماذا أُخَشَّى من قَلِيبٍ سُكِّ يَأْسَنُ فيه الوَرَلُ المُذَكِّي ؟ وجمعها سِكَاكٌ وبئر سَكُوك كَسُكٍّ الأَصمعي إذا ضاقت البئر فهي سُكُّ وأَنشد يُجْبَى لَها على قَلِيبٍ سُكِّ الفراء حفروا قليباً سُكّاً وهي التي أُحْكِم طَيُّها في ضيق والسُّكُّ من الرَّكايا المستويةُ الجِرَاب والطيّ والسُّكُّ بالضم البئر الضيقة من أَعلاها إلى أَسفلها عن أَبي زيد والسُّكُّ جُحْر العقرب وجُحْرُ العنكبوت لضيقه واسْتَكَّ النبتُ أَي التف وانْسَدَّ خَصاصُه الأَصمعي اسْتَكَّتِ الرياضُ إذا التفّت قال الطرماح يصف عَيْراً صُنْتُعُ الحاجِبَيْنِ خَرَّطَه البَقْ لُ بَديّاً قَبْل اسْتِكاكِ الريِّاضِ والسَّكُّ تَضْبِيبُك البابَ أَو الخشبَ بالحديد وهو السَّكِّيُّ والسَّكُّ والسَّكِّيّ المسمارُ قال الأَعشى ولا بُدَّ من جارٍ يُجِيرُ سَبِيلَها كما سَلَكَ السَّكِّيَّ في البابِ فيَتْقُ ويروى السَّكِّيّ بالكسرِ وقيل هو المسمار وقيل الدينار وقيل البَرِيدُ والفَيْتَقُ النَّجَّارُ وقيل الحَدَّاد وقيل البَّواب وقيل المَلِكُ وفي حديث عليّ رضي الله عنه أَنه خطب الناس على منبر الكوفة وهو غير مَسْكُوك أَي غير مُسمَّرٍ بمسامير الحديد ويروى بالشين وهو المشدود وقال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة يصف درعاً بَيْضَاءُ لا تُرْتَدَى إلاّ إلى فَزَعٍ من نَسْجِ داودَ فيها السَّكُّ مَقْتُورُ والمَقْتُور المُقَدَّر وجمعه سُكُوكِ وسِكَاك والسُّكُّ الدِّرع الضيقة الحَلَقِ ودِرْعٌ سُكُّ وسَكَّاءٌ ضيقة الحَلعق والسِّكَّةُ حديدة قد كتب عليها يضرب عليها الدراهم وهي المنقوشة وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نهى عن كَسْرِ سِكَّةِ المسلمين الجائزة بينهم إلاَّ من بأس أَراد بالسِّكَّة الدينارَ والدرهمَ المضروبين سمي كل واحد منهما سِكَّة لأَنه طبع بالحديدة المُعَلِّمة له ويقال له السَّكُّ وكل مسار عند العرب سَكٌّ قال امرؤُ القيس يصف درعاً ومَشْدُودَةَ السَّكِّ مَوْضُونَةً تَضَاءَلُ في الطَّيِّ كالمِبْرَدِ قوله ومشدودة منصوب لأنه معطوف على قوله وأَعْدَدتُ للحرب وَثّابةً جَوادَ المَحَثَّةِ والمِرْوَدِ وسِكَّةُ الحَرَّاثِ حديدةُ الفَدَّانِ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما دَخَلتِ السِّكَّةُ دارَ قوم إلاَّ ذَلُّوا والسَّكَّة في هذا الحديث الحديدة التي يحرث بها الأرض وهي السِّنُّ واللُّؤمَةُ وإنما قال صلى الله عليه وسلم إنها لا تدخل دار قوم إلا ذلوا كراهة اشتغال المهاجرين والمسلمين عن مجاهدة العدوّ بالزراعة والخفض وإنهم إذا فعلوا ذلك طولبوا بما يلزمهم من مال الفَيْء فَيَلْقَوْنَ عَنَتاً من عُمَّال الخراج وذلاً من الإلزامات وقد عَلِمَ عليه السلام ما يلقاه أصحاب الضِّيَاعِ والمزارع من عَسْفِ السلطان وإِيجابه عليهم بالمطالبات وماينالهم من الذلِّ عند تغير الأحوال بعده وقريب من هذا الحديث قوله في الحديث الآخر العِزُّ في نواصي الخيل والذل في أَذناب البقر وقد ذكرت السِّكَّة في ثلاثة أَحاديث بثلاثة معان مختلفة والسِّكَّةُ والسِّنَّةُ المَأنُ الذي تحرث به الأرض ابن الأعرابي السُّكُّ لُؤمُ الطبع يقال هو بسُكَّ طَبْعِه يفعل ذلك وسَكَّ إذا ضَيَّق وسَكَّ إذا لَؤُمَ والسِّكَّة السطر المصطف من الشجر والنخيل ومنه الحديثُ المأثورُ خير المال سِكَّةٌ مأبُورَةٌ ومُهْرَةٌ مأمُورة المأبورة المُصْلَحة المُلْقَحَة من النخل والمأمورة الكثيرة النِّتاجِ والنسل وقيل السِّكَّة المأبورة هي الطريق المستوية المصطفة من النخل والسَّة الزُّقاقُ وقيل إنما سميت الأزِقَّةُ سِكَكاً لاصطفاف الدُّور فيها كطرائق النخل وقال أبو حنيفة كان الأصمعي يذهب في السِّكَّةِ المأبورة إلى الزرع ويجعل السكة هنا سكة الحرَّاث كأَنه كنى بالسكة عن الأرض المحروثة ومعنى هذا الكلام خير المال نتاج أو زرع والسِّكَّة أَوسع من الزُّقاقِ سميت بذلك لاصطفاف الدور فيها على التشبيه بالسِّكَّةِ من النخل والسِّكَّةُ الطريق المستوي وبه سميت سِكَكُ البَرِيدِ قال الشَّمَّاخ حَنَّتْ على سِكَّةِ السَّارِي فَجاوَبها حمامةٌ من حمامٍ ذاتُ أَطواقِ أََي على طريق الساري وهو موضع قال العجاج نَضْرِبُهم إذ أَخذُوا السَّكائِكا الأَزهري سمعت أَعرابيّاً يصف دَحْلاً دَحلَه فقال ذهب فمه سَكّاً في الأرض عَشْرَ قِيَمٍ ثم سَرَبَ يميناً أَراد بقوله سَكّاً أَي مستقيماً لا عِوَجَ فيه والسِّكَّةُ الطريقة المُصْطَقَّة من النخل وضربوا بيوتَهم سكاكاً أي صفّاً واحداً عن ثعلب ويُقال بالشين المعجمة عن ابن الأَعرابي وأدرك الأمْرَ بِسِكَّتِهِ أَي في حين إمكانه واللُّوحُ والسُّكاكُ والسُّكاكَةُ الهواءُ بين السماء والأرض وقيل الذي لا يلاقي أعْنان السماء ومنه قولهم لا أفعل ذلك ولو نَزَوْتَ في السُّكاكِ أَي في السماء وفي حديث الصبية المفقودة قالت فحملني على خَافِيَةٍ من خَوافِيه ثم دَوَّمَ بي في السُّكاكِ السُّكاك والسُّكاكة الجَوُّ وهو ما بين السماء والأرض ومنه حديث علي عليه السلام شَقَّ الأَرجاءَ وسَكائِكَ الهواء السكائك جمع السُّكاكَةِ وهي السُّكاكُ كذاؤبة وذوائب والسُّكُكُ القُلُصُ الزَّرَّاقَةُ يعني الحُبَاريَات ابن شميل سَلْقَى بناءَه أي جعله مُسْتَلْقِياً ولم يجعله سَكَكاً قال والسَّكُّ المستقيم من البناء والحَفْرِ كهيئة الحائط والسُّكَاكَةُ من الرجال المسْتَبِدُّ برأيه وهو الذي يُمْضِي رأيه ولا يشاور أَحداً ولايبالي كيف وقع رأيه والجمع سُكاكَاتٌ ولا يُكَسِّر والسُّكُّ ضرب من الطيب يُرَكَّبُ من مِسْك ورَامَكٍ عربيٌّ وفي حديث عائشة كنا نُضَمِّدُ جِباهَنابالسُّكِّ المُطَيَّب عند الإحرام هو طيب معروف يضاف إلى غيره من الطيب ويستعمل وسَكِّ النعامُ سَكّاً أَلقى ما في بطنه كَسجٍّ وسَكَّ بسْلْحِه سَكّاً رماه رقيقاً يقال سَكٌّ بسَلْحه وسَجَّ وهَكَّ إذا حذَف به الأصمعي هو يَسُكُّ سَكّاً ويَسّجُّ سَجّاً إذا رَقَّ ما يجيء من سَلْحه أَبو عمرو زَكَّ بسَلْحه وسَكَّ أي رمى به يزُكُّ ويَسُكُّ وأخذه ليلَته سَكُّ إذا قعد مَقاعِدَ رِقاقاً وقال يعقوب أَخذه سَكٌّ في بطنه وسَجٌّ إذا لانَ بطنُه وزعم أنه مبدل ولم يعلم أَيُّهما أَبدل من صاحبه وهو يَسُكُّ سَكّاً إذا رق ما يجيء به من الغائط وسكاء اسم قرية قال الراعي يصف إبلاً له فلا رَدَّها رَبِّي إلى مَرْجِ راهِطٍ ولا بَرِحَتْ تَمْشي بسَكَّاءَ في رَحل والسَّكْسَكَةُ الضَّعْفُ وسَكْسَكُ بنُ أَشْرَشَ من أَقْيال اليمن والسَّكاسِكُ والسَّكاسِكَةُ حَيٌّ من اليمن أَبوهم ذلك الرجلُ والسَّكاسِكُ أَبو قبيلة من اليمن وهو السَّكاسِكُ بنُ وائلَة بنِ حِمْيَر بن سَبَأ والنسبة إِليهم سَكْسَكِيٌّ

سكرك
أَبو عبيد ومن الأَشربة السُّكُرْكَةُ قال أَبو موسى الأَشعري في حديثِ السُّكُرْكَةِ هو خمر الحبشة وهو من الذرة يُسْكِرُ وهي لفظة حبشية وقد عرّبت فقيل السُّقُرْقُع وفي الحديث أنه سئل عن الغُبَيْراء فقال لا خير فيها ونهى عنها قال مالك فسألت زيد بن أسلم ما الغبيراء ؟ فقال هي السُّكُرْكَةُ بضم السين والكاف وسكون الراء نوع من الخمور يتخذ من الذرة

سلك
السُّلُوك مصدر سَلَكَ طريقاً وسَلَكَ المكانَ يَسْلُكُه سَلْكاً وسُلُوكاً وسَلَكَه غَيْرَه وفيه وأَسْلكه إياه وفيه وعليه قال عبد مناف بن رِبْعٍ الهُذَلِيُّ حتى إذا أَسْلَكُوهُمْ في قُتائِدَةٍ شَلاًّ كما تَطْرُدُ الجَمَّالةُ الشُّرُدَا وقال ساعِدَة بنُ العَجْلان وهمْ مَنَعُوا الطريق وأَسْلَكوهُمْ على شَمَّاءَ مَهْواها بَعيدُ والسَّلْكُ بالفتح مصدر سَلَكْتُ الشيء في الشيء فانْسَِلَك أَي أَدخلته فيه فدخل ومنه قول زهير تَعَلَّماها لَعَمْرُ الله ذا قَسَما وافْصِدْ بِذَرْعِكَ وانظرُ أَين تَنْسَلِكُ وقال عديُّ بن زيد وكنتُ لِزازَ خَصْمِكَ لم أُعَرّدْ وهمْ سَلَكُوكَ في أَمْرٍ عَصِيبِ وفي التنزيل العزيز كذلك سَلَكْناه في قلوب المجرمين وفيه لغة أخرى أَسْلَكْتُهُ فيه والله يُسْلِكُ الكفَّارَ في جهنم أي يدخلهم فيها وأنشد بيت عبد مناف بن رِبْعٍ وقد تقدّم وفي التزيل العزيز أَلم تر أَن الله أَنزل من السماء ماءً فسَلَكَه يَنابِيعَ في الأرض أي أَدخله ينابيع في الأرض يقال سَلَكْتُ الخَيْطَ في المِخْيَطِ أَي أَدخلته فيه أَبو عبيد عن أصحابه سلَكْتُه في المَكانِ وأَسْلَكْتُه بمعنى واحد ابن الأَعرابي سَلَكْتُ الطريقَ وسَلَكْتُه غَيْري قال ويجوز أَسْلَكْتُه غيري وسَلَكَ يَدَه في الجَيْب والسِّقاء ونحوهما يَسْلُكها وأسْلَكَها أَدخلها فيهما والسَّلْكَةُ الخَيْطُ الذي يُخاط به الثوبُ وجمعه سِلْكٌ وأَسْلاكٌ وسُلُوكٌ كلاهما جمع الجمع والمَسْلَكُ الطريق والسَّلْكُ إِدخالُ شيء تَسْلُكه فيه كما تَطْعُنُ الطاعنَ فتَسْلُكُ الرمح فيه إذا طعنته تِلْقاءَ وجهه على سَجيحته وأَنشد قول امرئ القيس نَطْعُنُهُمْ سُلْكى ومَخْلُوجَةً كَرَّكَ ّلأمَيْنِ على نابِلِ وروي كرَّ كلامَيْنِ قال وصَفَه بسرعة الطعن وشبهه بمن يدفع الريشة إلى النَّبَّال في السرعة وإنما يحتاج إليه في السرعة والخفة لأن الغِراء إذا بَرَدَ لم يَلْزَقْ فيستعمل حارًّاً والسُّلْكى الطعنةُ المستقيمة تلقاءَ وجهه والمَخْلوجَةُ التي في جانب وروي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال ذهب من كان يُحْسِنُ هذا الكلام يعني سُلْكى ومَخْلُوجَةً ابن السكيت يقال الرأيُ مَخْلُوجةٌ وليس بسُلْكى أَي ليس بمستقيم وأَمْرُهُمْ سُلْكى على طريقة واحدة وقولُ قيس بن عَيْزارَةَ غَداةَ تَنادَوْا ثم قامُوا فأَجْمَعُوا بقَتْلِيَ سُلْكى ليس فيها تنَازُعُ أَراد عزيمة قوية لا تنازع فيها ورجل مُسَلَّكٌ نحيف وكذلك الفرس والسُّلَكُ فرخُ القَطا وقيل فَرْخُ الحَجَلِ وجمعهِ سِلْكانٌ لا يكسر على غير ذلك مثل صُرَدٍ وصِرْدانٍ والأُنثى سُلَكَةٌ وسِلْكانةٌ الأَخيرة قليلة قال الشاعر تَظَلُّ به الكُدْرُسِلْكانُها والسُّلَكَةُ والسُّلَيْكَةُ اسمان وسُليْكٌ اسم رجل وهو سُلَيْكٌ السَّعْدِيّ وهو من العَدَّائين كان يقال لهُ سلَيْك المقانِبِ واسم أمه سُلَكَةُ وقال قرّان الأَسدي لَخُطَّابُ ليْلى يالَ بُرْثُنَ مِنْكُمُ على الهَوْلِ أَمْضى من سُلَيْك المَقانِبِ

سمك
السَّمَكُ الحُوتُ من خُلْق الماء واحدته سَمَكَة وجمعُ السَّمَكِ سِماكٌ وسُمُوكٌ والسَّمَكَةُ بُرْجٌ في السماء من بُرُوج الفَلَك قال ابن سيده أَراد على التشبيه لأنه بُرْجٌ ماوِيٌّ ويقال له الحُوتُ وسَمَكَ الشيء يَسْمُكُه سَمْكاً فَسَمَكَ رَفَعَهُ فارتفع والسَّمَاكُ ما سُمِكَ به الشيءُ والجمع سُمُكٌ التهذيب والسِّماكُ ما سَمَكْتَ حائطاً أَو سَقْفاً والسِّماكانِ نجمان نَيِّرانِ أحدهما السِّماك الأَعْزَل والآخر السِّماكُ الرامِحُ ويقال إنهما رجلا الأسد والذي هو من منازل القمر الأَعْزَلُ وبه ينزل القمر وهو شَآمٍ وسمي أَعزلَ لأنه لا شيء بين يديه من الكواكب كالأعْزَل الذي لارمح معه ويقال سمي أعزل لأنه إذا طلع لا يكون في أَيامه ريح ولا برد وهو أَعزل منها والرامح وليس هو من المنازل وفي حديث ابن عمر أنه نظر فإذا بالسِّماكِ فقال قد دنا طُلُوعُ الفجر فأوتر بركعة السِّماكُ نجم معروف وهما سِماكانِ رامح وأعزل والرامح لا نَؤْءَ له وهو إلى جهة الشَّمالِ والأعْزَلُ من كواكبِ الأَنْواءِ وهو إلى جهة الجَنُوبِ وهما في برج الميزان وطلوعُ السِّماكِ الأَعزل مع الفجر يكون في تَشْرِين الأَول وسَمْكُ البيت سَقْفُه والسَّمْكُ السَّقْف وقيل هو من أَعلى البيت إلى أَسفله والسَّمْكُ القامَة من كل شيء بعيد طويل السَّمْكِ وقال ذو الرمة نَجائِبَ من نِتاجِ بني عُزَيْرٍ طَِوالَ السَّمْكِ مُفْرِعةً نِبالا وفي الحديث عن عليّ رضوان الله عليه أنه كان يقول في دعائه اللهم رَبَّ المُسْمَكاتِ السبْع ورَبَّ المَدْحِيَّاتِ السبع وهي المَسْمُوكاتُ والمَدْحوَّاتُ في قول العامّة وقول عليّ رضي الله عنه صواب والسَّمْك يجيء في مواضع بمعنى السقف والسماء مَسْمُوكة أي مرفوعة كالسَّمْكِ وجاء في حديث علي رضي الله عنه أيضاً اللهم بارئَ المَسْمُوكاتِ السبع ورَبَّ المَدْحُوَّاتِ فالمسموكات السموات السبع والمَدْحُوَّات الأَرَضُون وروي عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول وسَمَكَ الله السماء سَمْكاً رفعها وسَمَكَ الشيء سُمُوكاً ارتفع والسَّامِكُ العالي المرتفع وبيت مُسْتَمِكٌ ومُنْسَمِكٌ طويل السَّمْك قال رؤبة صَعَّدَكم في بَيْتِ مَجْدٍ مُسْتَمِكْ ويروى مُنْسَمِك وسنَام سامِكٌ وتامِكٌ تارٌّ مرْتفع عالٍ وسَمَكَ يَسْمُك سُمُوكاً صَعِدَ ويقال اسْمُكْ في الرَّيْم أَي اصعد في الدَّرَجةِ والسُّمَيْكاء الحُساسُ والحُساسُ هي الأرَضَةُ والمِسْماكُ عمود من أَعمدة الخباء وفي المحكم يكون في الخباء يُسْمَك به البيت قال ذو الرمة كأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْماكانِ من عُشَرٍ سَقْبانِ لم يَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُ عنى بالرجلين الساقين وفي الصحاح صقبان بالصاد وصقبان بدل من مسماكين

سنك
ابن الأَعرابي السُّنُكُ المَحاجُّ اللينة
( * قوله « المحاج اللينة » كذا في الأصل باللام والذي في القاموس البينة بالباء قال شارحه هوكذا في العباب ) قال الأَزهري لم أَسمع السُّنُكَ لغير ابن الأَعرابي وهو ثقة

سنبك
السُّنْبُك طرَفُ الحافِرِ وجانباه من قُدُمٍ وجمعهُ سنَابِكُ وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه تُخْرِجُكم الرُّومُ منها كَفْراً كَفْراً إلى سُنْبُكٍ من الأرض قيل وما ذاك السُّنْبُكُ ؟ قال حِسْمَى جُذامَ وأَصله من سُنْبُكِ الحافر فشبه الأرض التي يخرجون إليها بالسُّنْبُك في غِلَظه وقلة خيره وفي الحديث أَنه كره أَن يُطْلَب الرزقُ في سنَابك الأرض أَي أَطرافها كأنه كره أن يسافر السفر الطويل في طلب المال وسُنْبُكُ السيف طَرَفُ حِلْيته وفي التهذيب طرف نعله والسُّنْبُك ضرب من العَدْو قال ساعدة بن جُؤيَّةَ يصف أُرْوِيَّةً وظَلَّتْ تَعَدَّى من سَرِيعٍ وسُنْبُك تَصَدَّى بأَجْوازِ اللُّهُوبِ وتَرْكُدُ والسُّنْبُك حِسْمَى جُذامَ وسُنْبُكُ كل شيء أَوّلُه يقال كان ذلك على سُنْبُك فلانٍ أي على عهد ولايته وأَوَّلها وأَصابنا سُنْبُكُ السماء أَوَّلُ غَيْثَتها قال الأسود بن يَعفُرَ ولقد أُرَجِّل لِمَّتي بعَشِيَّةٍ للشَّرْبِ قبل سَنابِكِ المُرْتادِ ابن الأَعرابي السُّنْبُكُ الخراجُ

سهك
السَّهَكُ ريح كريهة تجدها من الإنسان إذا عَرِقَ تقول إنه لَسَهِكُ الريح وقد سَهِكَ سَهَكاً وهو سَهِكٌ قال النابغة سهَكِينَ من صَدَإِ الحديد كأنهم تَحْتَ السَّنَوَّرِ جِنَّةُ البَقَّارِ
( * قوله « جنة البقار » تقدم انشاده في س ن ر جبة البقاربالباء بدل النون وبضم الجيم بدل كسرها وهو تحريف والصواب ما هنا جمع جنِّي والبقار اسم موضع كما في الديوان وفي ياقوت وقنة البقار بضم القاف جبيل لبني أسد وينشد تحت السنور قنة البقار ورواية البيت هنا تتفق وروايته في ديوان النابغة )
ولولا لبسهم الدروع التي صَدِئَتْ ما وصفهم بالسَّهَكِ والسَّهْكُ والسَّهَكَةُ قبحُ رائحة اللحم إذا خَنِزَ وسَهكَتِ الريحُ وسَهَكَتِ الدابةُ سُهُوكاً جَوَتْ جَرْياً خفيفاً وقيل سمعوكُها استِنانِها يميناً وشمالاً وأساهيكها ضُروب جريها واستِنانُها يميناً وشمالاً وأساهيكها ضُروب جديها واستِنانِها أَنشد ثعلب أَذْرَى أَساهِيكَ عَتِيقٍ أَلَّ أَراد ذي أَلٍّ وهو السرعة وإن شئت قلت إنه وصفه بالمصدر والمَسْهكُ مَمَرُّ الريح وفرس مَسْهَكٌ أي سريع الجري الجوهري والسَّهَكُ بالتحريك ريح السمك وصَدَأ الحديد يقال يدي من السمك وصَدَإ الحديد سَهِكة كما يقال يدي من اللبن والزُّبْد وَضِرةٌ ومن اللحم غَمِرة وسَهْوَكْتُه فَتَسَهْوَك أَي أَدبر وهلك وسَهَكه يَسْهَكه لغة في سَحقَه وسَهَك الشيء يَسْهَكه سَهْكاً سَحقه وقيل السَّهْك الكَسْر والسَّحْق بعد السَّهْك وسَهَكَتِ الريحُ الترابَ عن وجه الأَرض تَسْهَكه سَهْكاً كسحقته وذلك التراب سَيْهَكٌ ويقال سَهَكَتِ الريحُ إذا أَطارتْ ترابَها قال الكُمَيْت رَماداً أَطارَتْهُ السَّواهِكُ رِمْدَدا وريح ساهِكة وسَهُوك وسَيْهَكٌ وسَيْهُوكٌ وسَهُوج وسَيْهجٌ وسَيْهُوجٌ ومَسْهَكة عاصف قاشرة شديدة المرور وأَنشد بساهكاتِ دُقَقٍ وجَلْجال وقال النَّمِر بن تَوْلَبٍ وبَوارحُ الأَرْواحِ كلَّ عَشِيَّةٍ هَيْفٌ تَرُوحُ وسَيْهَكٌ تَجْرِي وسَهَكَتِ الريح أَي مَرَّتْ مَرّاً شديداً والمَسْهكةُ مَمَرُّها قال أَبو كَبير الهُذَليّ ومَعابِلاً صُلْعَ الظُّباتِ كأَنها جَمْرٌ بمَسْهَكَةٍ تُشَبُّ لمُصْطَلي وفي الصحاح بمعابل صلع الظباتِ وبعَيْنِه ساهكٌ مثلُ العائر أَي رَمَد وحكة ولا فعل له إنما هو من باب الكاهل والغارب وخَطيب سَهَّاك بليغ عن كراع والسَّهُوكُ العُقابُ والسَّهْوَكَة الصَّرْعُ وقد تَسَهْوَكَ وفي النوادر يقال سُهاكَةٌ من خَبَرٍ وَلُهاوَة أَي تَعِلَّة كالكَذِب وتقول سَهَكْتُ العِطْرَ ثم سَحَقْتُه فالسَّهْكُ كسرك إياه بالفِهْر ثم تَسْحَقه وقول الأَعشى وحَثَثْنَ الجِمالَ يَسْهَكن بالبا غِزِ والأُرْجُوانِ خَمْلَ القَطيفِ أَراد أَنهن يطأن خَمْلَ القطائف حتى يَتَحات الخَمْلُ

سوك
السَّوْكُ فِعلُك بالسِّواك والمِسْواكِ وساك الشيءَ سَوكاً دَلَكه وساك فَمَه بالعُود يَسُوكه سَوْكاً قال عدِيُّ بن الرِّقاع وكأَنَّ طَعْمَ الزَّنْجَبيلِ وَلَذَّةً صَهْباءَ ساكَ بها المُسَحِّرُ فاها ساكَ وسَوَّك واحدٌ والمُسَحِّرُ الذي يَأتيها بسَحُورها واسْتاكَ مشتق من ساكَ وإذا قلت اسْتاك أَو تَسَوَّك فلا تذكر الفم واسمُ العُود المِسْواكُ يذكر ويؤنث وقيل السِّواك تؤنثه العرب وفي الحديث السِّواكُ مطْهَرَة للفم بالكسر أَي يُطَهِّرُ الفمَ قال أَبو منصور ما سمعت أَن السواك يؤنث قال وهو عندي من غُدَدِ الليث والسواك مذكر وقوله مَطْهَرة كقولهم الولدُ مَجْبَنة مَجْهَلَة مَبْخَلة وقولهم الكفر مَخْبَثَة قال والسِّواك ما يُدْلَكُ به الفم من العيدان والسِّواكُ كالمِسْواك والجمع سُوُكٌ وأَخرجه الشاعر على الأصل فقال عبد الرحمن بن حسان أَغَرُّ الثَّنايا أَحَمُّ اللِّثا تِ تَمْنَحُه سُوُك الإسْحِلِ وقال أَبو حنيفة ربما همز فقيل سُؤك وقال أبو زيد بجمع السِّواكَ سُوُكٌ على فُعُلٍ مثل كتاب وكتب وأَنشد الخليل بيت عبد الرحمن بن حسان سُؤك الإسحل بالهمز قال ابن سيده وهذا لا يلزم همزه قال ابن بري ومثله لعديّ بن زيد وفي الأَكُفِّ اللامِعاتِ سُوُرْ التهذيب رجل قَؤُول من قوم قُوُلٍ وقُوْلٍ مثل سُوُك وسُوْكٍ وسَوَّك فاه تَسْويكاً والسِّواكُ والتَّسَاوُكُ السير الضعيف وقيل رَداءة المشي من إبطاء أَو عَجَفٍ قال عبيد الله بن الحُرِّ الجُعْفِي إلى الله أَشْكُو ما أَرَى بجيادِنا تَسَاوَكُ هَزْلَى مُخُّهُنَّ قلِيلُ قال ابن بري قال الآمديّ البيت لعبيدة بن هلال اليشكري قال ومثله لكعب بن زهير حَرْفٌ تَوارَثها السِّفَارُ فجِسْمُها عارٍ تَساوَك والفُؤادُ خَطِيفُ وجاءت الإبل وفي المحكم وجاءت الغنم ما تَساوَكُ أَي ما تُحَرِّك رؤوسَها من الهزال قال الأَزهري تقول العرب جاءَت الغنم هَزْلَى تَساوَكُ أي تَتمايل من الهزال في مشيها قال وهكذا رواه ابن جَبَلة عن أبي عبيد وفي حديث أم معبد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ارتحل عنها جاء زوجها أَبو معبد يَسُوق أَعْنُزاً عِجافاً ما تَساوَكُ هُزالاً ابن السكيت تَساوَكت في المشي وتَسَرْوكَت وهما رَداءَة المشي والبُطْءُ فيه من عَجَفٍ أَو إعياء ويقال تَساوكَت الإبل إذا اضطربت أعناقها من الهُزال أَراد أَنها تتمايل من ضعفها وروي حديث أم معبد فجاء زوجها يسوق أعنزاً عجافاً تَساوَك هُزالاً

شبك
الشَّبْكُ من قولك شَبَكْتُ أَصابعي بعضها في بعض فاشْتَبكت وشَبَّكْتُها فتَشَبْكَّتْ على التكثير والشِّبْكُ الخلط والتداخل ومنه تشبيك الأصابع وفي الحديث إذا مضى أحدُكم إلى الصلاة فلا يُشَبِّكَنَّ بين أَصابعه فإنه في صلاة وهو إدخال الأصابع بعضها في بعض قيل كره ذلك كما كره عَقْصُ الشعر واشْتِمالُ الصَّمَّاء والاخْتِباءُ وقيل التشبيك والإحتباء مما يَجْلُبُ النوم فنهى عن التعرُّض لما ينقض الطهارة وتأوّله بعضهم أن تشبيك اليد كناية عن ملابسة الخصومات والخوض فيها واحتج بقول صلى الله عليه وسلم حين ذكر الفتن فَشَبَّك بين أصابعه وقال اختلفوا فكانوا هكذا ابن سيده شَبَكَ الشيء يَشْبِكُه شَبْكاً فاشْتَبك وشَبَّكَه فتَشَبَّكَ أَنْشَبَ بعضه في بعض وأَدخله وتَشَبَّكَتِ الأُمورُ وتَشابَكت واشْتَبكت التبست واختلطت واشْتَبك السَّراب دخل بعضه في بعض وطريق شابِكٌ متداخل مُلْتَبس مختلط شَرَكُه بعضها ببعض والشَّابِكُ من أسماء الأَسد وأَسدٌ شَابِكٌ مُشْتَبِكُ الأَنياب مختلفها قال البُرَيْق الهُذَلِيُّ وما إنْ شابِكٌ من أُسْدِ تَرْجٍ أَبو شِبْلَيْنِ قد مَنَع الخُدارا وبعير شابك الأَنياب كذلك وشَبَكَتِ النجومُ واشْتَبكت وتَشابَكَتْ دخل بعضها في بعض واختلطت وكذلك الظلام التهذيب والشُّبَّاك القُنَّاصُ الذين يَجْلُبون الشِّباكَ وهي المَصايد للصيد وكل شيء جعلت بعضه في بعض فهو مُشْتَبِك وفي حديث مواقيت الصلاة إذا اشْتَبكت النجومُ أي ظهرت جميعها واختلط بعضها ببعض لكثرة ما ظهر منها واشْتبك الظلام إذا اختلط والشُّبَّاكُ اسم لكل شيء كالقَصَب المُحَبَّكة التي تجعل على صَنْعة البَواري والشُّبَّاكةُ واحدة الشبابيك وهي المُشَبَّكَةُ من الحديد والشُّبَّاك ما وضع من القصب ونحوه على صنعة البواري فكل طائفة منها شُبَّاكةٌ وكذلك ما بين أَحناء المَحامِل من تَشْبِيك القِدّ والشَّبَكَةُ الرأس وجمعها شَبْك والشَّبَكةُ المِصْيَدة في الماء وغيره والشَّبَكةُ شَرَكةُ الصائد التي يصيد بها في البر والماء والجمع شَبَكٌ وشِبَاك والشُّبَّاك كالشَّبَكةِ قال الراعي أَو رَعْلَة من قَطا فَيْحان حَلأَها من ماءِ يَثْرِبةَ الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ والشَّبَكُ أَسنان المُشْطِ والشَّبَكةُ الآبار المُتقاربة وقيل هي الرَّكايا الظاهرة وهي الشِّبَاك وقيل هي الأرض الكثيرة الآبار وقيل الشَّبَكة بئر على رأس جبل والشَّبَكةُ جُحْرُ الجُرَذ والجمعِ شِباكٌ وفي الحديث أنه وقعت يد بعيره في شَبَكَة جِرذانٍ أَي أَنْقابها وجِحَرتها تكون مُتقاربة بعضها من بعض والشِّباك من الأرضين مواضع ليست بسِباخ ولا منبتة كشِباك البصرة قال وربما سَمَّوا الآبار شِباكاً إذا كثرت في الأرض وتقاربت قال الأزهري شِباكُ البصرة رَكايا كثيرة فُتِح بعضها في بعض قال طَلْقُ بن عَدِيّ في مُسْتَوى السَّهْلِ وفي الدَّكْداك وفي صِمادِ البِيدِ والشِّبَاكِ وأَشْبَكَ المكانُ إذا أكثر الناسُ احْتِفار الركايا فيه وفي حديث الهِرْماس بن حَبيب عن أَبيه عن جده أَنه الْتَقَط شَبَكَةً بقُلَّةِ الحَزْنِ أَيامَ عمر فأَتى عمَر فقال له يا أمير المؤمنين اسْقِني شَبَكةً بقُلَّة الحَزْن فقال عمر من ترَكْتَ عليها من الشاربة ؟ قال كذا وكذا فقال الزبير إنك يا أخا تميم تسأل خيراً قليلاً فقال عمر رضي الله عنه لا بل خير كثير قِرْبَتانِ قِرْبةٌ من ماء وقربة من لبن تُغادِيانِ أهلَ بيت من مُضَر بقُلَّةِ الحَزْن قد أَسْقاكه الله قال القُتَيبي الشَّبَكة آبار متقاربة قريبة الماء يفضي بعضها إلى بعض وقوله التقطتها أي هجمت عليها وأنا لا أشعر بها يقال وردتُ الماء التِقاطاً وقوله اسقنيها أَي أَقْطِعْنيها واجعلها لي سُقْياً وأَراد بقوله قربتان قربة من ماء وقربة من لبن أَن هذه الشَّبكة ترد عليهم إبلهم وترعى بها غنمهم فيأتيهم اللبن والماء كل يوم بقلة الحزن وفي حديث عمر أَن رجلاً من بني تميم الْتَقط شَبَكةً على ظهر جَلاَّلٍ هو من ذلك والجمع شِباك ولا واحد لها من لفظها ورجل شابك الرُّمح إذا رأيته من ثَقافَتِه يَطْعنُ به في جميع الوجوه كلها وأَنشد كَمِيٌّ تَرَى رُمْحَة شابِكا والشُّبْكة القرابة والرحم قال وأَرى كراعاً حكى فيه الشَّبَكَةَ واشتباكُ الرحم وغيرها اتصال بعضها ببعض والرَّحِمُ مُشْتَبِكة وقال أَبو عبيد الرحم المُشْتَبِكة المتصلة ويقال بيني وبينه شُبْكة رحم وبين الرجلين شُبْكَةُ نسب أَي قرابة ويقال دِرْع شُبَّاك قال طفيل لهن لشُبَّاكِ الدُّروعِ تَقاذُفٌ وتَشابكت السباغُ نَزَتْ أَو أَرادت النُّزاءَ عن ابن الأَعرابي والشِّباك والشُّبَيْكة موضعان والشُّبَيْكَةُ ماء أَو موضع بطريق الحجاز قال مالك بن الرَّيْبِ المازني فإنَّ بأَطرافِ الشُّبَيْكةِ نِسْوَةً عَزيزٌ عليهن العَشِيَّةَ ما بِيَا وفي حديث أَبي رُهْمٍ الذين لهم بشَبَكة جَِرْحٍ هي موضع بالحجاز في ديار غِفار والشُّبَيْك نبت الدَّلَبُوث إلاَّ أَنه أَعذب منه عن أَبي حنيفة وبنو شِبْك بَطُن

شحك
شَحَك الجَدْيَ شَحْكاً منعه من الرَّضاع والشِّحاك والشَّحْكُ عُود يُعَرّض في فمه ليمنعه ذلك كالحِشاك ويقال للعود الذي يدخل في الفصيل لئلا يرضع أُمه شِحاك وحِناك وشِبَام وشِجار

شرك
الشِّرْكَةُ والشَّرِكة سواء مخالطة الشريكين يقال اشترَكنا بمعنى تَشارَكنا وقد اشترك الرجلان وتَشارَكا وشارَك أَحدُهما الآخر فأَما قوله عَلى كُلِّ نَهْدِ العَصْرَيَيْنِ مُقَلِّصٌ وجَرْداءَ يَأْبى رَبُّها أَن يُشارَكا فمعناه أَنه يغزو على فرسه ولا يدفعه إلى غيره ويُشارَك يعني يشاركه في الغنيمة والشَّريكُ المُشارِك والشِّرْكُ كالشَّريك قال المُسَيِّب أَو غيره شِرْكاً بماء الذَّوْبِ يَجْمَعهُ في طَوْد أَيْمَنَ في قُرى قَسْرِ والجمع أَشْراك وشُرَكاء قال لبيد تَطيرُ عَدائدُ الأشراكِ شَفْعاً ووِتْراً والزَّعامَةُ للغُلامِ قال الأَزهري يقال شَريك وأَشْراك كما يقال يتيم وأَيتام ونصير وأَنصار وهو مثل شريف وأَشراف وشُرفاء والمرأة شَريكة والنساء شَرائك وشاركت فلاناً صرت شريكه واشْتركنا وتَشاركنا في كذا وشَرِكْتُه في البيع والميراث أَشْرَكُه شَرِكةً والإسم الشِّرْك قال الجعدي وشارَكْنا قُرَيْشاً في تُقاها وفي أَحْسابها شِرْكَ العِنان والجمع أَشْراك مثل شِبْر وأَشبار وأَنشد بيت لبيد وفي الحديث من أَعتق شِرْكاً له في عبد أَي حصة ونصيباً وفي حديث معاذ أَنه أَجاز بين أَهل اليمن الشِّرْكَ أَي الإشتراكَ في الأرض وهو أن يدفعها صاحبها إلى آخر بالنصف أو الثلث أو نحو ذلك وفي حديث عمر بن عبد العزيز إن الشِّركَ جائز هو من ذلك قال والأشْراكُ أَيضاً جمع الشِّرْك وهو النصيب كما يقال قِسْمٌ وأقسام فإن شئت جعلت الأَشْراك في بيت لبيد جمع شريك وإن شئت جعلته جمع شِرْك وهو النصيب ويقال هذه شَرِيكَتي وماء ليس فيه أَشْراك أَي ليس فيه شُركاء واحدهما شِرْك قال ورأَيت فلاناً مُشتركاً إذا كان يُحَدِّث نفسه أن رأيه مُشْتَرَك ليس بواحد وفي الصحاح رأيت فلاناً مُشْتَرَكاً إذا كان يحدِّث نفسه كالمهموم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال الناسُ شُرَكاء في ثلاث الكَلإ والماء والنار قال أَبو منصور ومعنى النار الحَطَبُ الذي يُستوقد به فيقلع من عَفْوِ البلاد وكذلك الماء الذي يَنْبُع والكلأُ الذي مَنْبته غير مملوك والناس فيه مُسْتَوُون قال ابن الأثير أَراد بالماء ماء السماء والعيون والأَنهار الذي لا مالك له وأراد بالكلإِ المباحَ الذي لا يُخَصُّ به أَحد وأَراد بالنار الشجَر الذي يحتطبه الناس من المباح فيوقدونه وذهب قوم إلى أن الماء لا يملك ولا يصح بيعه مطلقاً وذهب آخرون إلى العمل بظاهر الحديث في الثلاثة والصحيح الأول وفي حديث أم معبد تَشارَكْنَ هَزْلى مُخُّهنَّ قَليلُ أَي عَمَّهنَّ الهُزال فاشتركن فيه وفَريضة مُشتَرَكة يستوي فيها المقتسمون وهي زوج وأُم وأَخوان لأم وأخوان لأَب وأُم للزوج النصف وللأم السدس وللأخوين للأم الثلث ويَشْرَكُهم بنو الأب والأُم لأن الأَب لما سقط سقط حكمه وكان كمن لم يكن وصاروا بني أم معاً وهذا قول زيد وكان عمر رضي الله عنه حكم فيها بأن جعل الثلث للإخوة للأُم ولم يجعل للإخوة للأَب والأُم شيئاً فراجعه الإخوة للأَب والأُم وقالوا له هب أَن أَبانا كان حماراً فأَشْرِكْنا بقرابة أُمنا فأَشَرَكَ بينهم فسميت الفريضةُ مُشَرَّكةً ومُشَرَّكةً وقال الليث هي المُشْتَرَكة وطريق مُشْتَرَك يستوي فيه الناس واسم مُشْتَرَك تشترك فيه معان كثيرة كالعين ونحوها فإنه يجمع معاني كثيرة وقوله أنشده ابن الأَعرابي ولا يَسْتَوِي المَرْآنِ هذا ابنُ حُرَّةٍ وهذا ابنُ أُخُرى ظَهْرُها مُتَشَرَّكُ فسره فقال معناه مُشْتَرَك وأَشْرَك بالله جعل له شَريكاً في ملكه تعالى الله عن ذلك والإسم الشِّرْكُ قال الله تعالى حكاية عن عبده لقمان أنه قال لإبنه يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بالله إن الشِّرْكَ لَظُلم عظيم والشِّرْكُ أَن يجعل لله شريكاً في رُبوبيته تعالى الله عن الشُّرَكاء والأنداد وإِنما دخلت التاء في قوله لا تشرك بالله لأن معناه لا تَعْدِلْ به غيره فتجعله شريكاً له وكذلك قوله تعالى وأَن تُشْرِكوا بالله ما لم يُنَزِّل به سُلْطاناً لأن معناه عَدَلُوا به ومن عَدَلَ به شيئاً من خَلقه فهو كافرّ مُشرِك لأن الله وحده لا شريكَ له ولا نِدَّ له ولا نَديدَ وقال أَبو العباس في قوله تعالى والذين هم مُشْرِكون معناه الذين هم صاروا مشركين بطاعتهم للشيطان وليس المعنى أنهم آمنوا بالله وأَشركوا بالشيطان ولكن عبدوا الله وعبدوا معه الشيطان فصاروا بذلك مُشْركين ليس أَنهم أَشركوا بالشيطان وآمنوا بالله وحده رواه عنه أَبو عُمر الزاهد قال وعَرَضَه على المُبرِّد فقال مُتْلَئِبٌّ صحيح الجوهري الشِّرْك الكفر وقد أَشرك فلان بالله فهو مُشْرِك ومُشْرِكيٌّ مثل دَوٍّ ودَوِّيٍّ وسَكٍّ وسَكِّيّ وقَعْسَرٍ قَعْسَريّ بمعنى واحد قال الراجز ومُشْرِكِيٍّ كافرٍ بالفُرْقِ أَي بالفُرقان وفي الحديث الشّرْك أَخْفَى في أُمتي من دبيب النمل قال ابن الأثير يريد به الرياء في العمل فكأنه أشرك في عمله غير الله ومنه قوله تعالى ولا يُشْرِكْ بعبادة ربه أَحداً وفي الحديث من حلف بغير الله فقد أَشْرَك حيث جعل ما لا يُحْلَفُ به محلوفاً به كاسم الله الذي به يكون القَسَم وفي الحديث الطِّيَرةُ شِرْكٌ ولكنّ الله يذهبه بالتوكل جعل التَطَيُّرَ شِرْكاً به في اعتقاد جلب النفع ودفع الضرر وليس الكفرَ بالله لأنه لو كان كفراً لما ذهب بالتوكل وفي حديث تَلْبية الجاهلية لبيك لا شريك لك إلاَّ شريك هُوَ لك تملكه وما مَلكَ يَعْنون بالشريك الصنم يريدون أَن الصنم وما يملكه ويختص به من الآلات التي تكون عنده وحوله والنذور التي كانوا يتقرّبون بها إليه كلها ملك لله عز وجل فذلك معنى قوله تملكه وما ملك قال محمد بن المكرم اللهم إنا نسألك صحة التوحيد والإخلاص في الإيمان أنظر إلى هؤلاء لم ينفعهم طوافهم ولا تلبيتهم ولا قولهم عن الصنم هُوَلَكَ ولا قولهم تملك وما مع تسميتهم الصنم شريكاً بل حَبِطَ عَمَلهُم بهذه التسمية ولم يصح لهم التوحيد مع الإستثناء ولا نفعتهم معذرتهم بقولهم إلا ليقرّبونا إلى الله زُلْفى وقوله تعالى وأَشْرِكْهُ في أَمْري أَي اجعله شريكي فيه ويقال في المُصاهرة رَغِبْنا في شِرككم وصِهْرِكم أَي مُشاركتكم في النسب قال الأَزهري وسمعت بعض العرب يقول فلان شريك فلان إذا كان متزوجاً بابنته أَو بأُخته وهو الذي تسميه الناس الخَتَنَ قال وامرأة الرجل شَرِيكَتُه وهي جارته وزوجها جارُها وهذا يدل على أَن الشريك جار وأَنه أَقرب الجيران وقد شَرِكه في الأَمر بالتحريك يَشْرَكُه إذا دخل معه فيه وأَشْرَكه معه فيه وأَشْرَك فلانٌ فلاناً في البيع إذا أَدخله مع نفسه فيه واشْتَرَكَ الأَمرُ التبس والشَّرَكُ حبائل الصائد وكذلك ما ينصب للطير واحدته شَرَكَة وجمعها شُرُكٌ وهي قليلة نادرة وشَرَكُ الصائد حبالَتَه يَرْتَبِك فيها الصيد وفي الحديث أَعوذ بك من شر الشيطان وشِرْكِه أي ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى ويروى بفتح الشين والراء أَي حَبائله ومَصايده واحدتها شَرَكَة وفي حديث عمر رضي الله عنه كالطير الحَذِر يَرى أَن له في كل طريق شَرَكاً وشَرَكُ الطريق جَوادُّه وقيل هي الطُّرُقُ التي لا تخفى عليك ولا تَسْتَجْمِعُ لك فأنت تراها وربما انقطعت غير أَنها لا تخفى عليك وقيل هي الطُّرق التي تخْتَلجُ والمعنيان متقاربان واحدته شَرَكَة الأصمعي الْزَمْ شَرَك الطريق وهي أَنْساع الطريق الواحدة شَرَكَة وقال غيره هي أَخاديد الطريق ومعناهما واحد وهي ما حَفَرَت الدوابُّ بقوائمها في متن الطريق شَرَكَة ههنا وأُخرى بجانبها شمر أُمُّ الطريق مَعْظَمُه وبُنَيَّاتُه أَشْراكُه صِغارٌ تتشعب عنه ثم تنقطع الجوهري الشَّرَكة معظم الطريق ووسطه والجمع شَرَك قال ابن بري شاهده قول الشَّمَّاخ إذا شَرَكُ الطريقِ تَوَسَّمَتْهُ بخَوْصاوَيْنِ في لُحُجٍ كَنِينِ وقال رؤبة بالعِيسِ فَوْقَ الشَّرَكِ الرِّفاضِ والكلأُ في بني فلان شُرُكٌ أَي طرائق واحدها شِراك وقال أَبو حنيفة إذا لم يكن المرعى متصلاً وكان طرائق فهو شُرُكٌ والشِّراكُ سير النعل والجمعُ شُرُك وأَشْركَ النعلَ وشَرَّكها جعل لها شِراكاً والتَّشْرِيك مثله ابن بُزُرْج شَرِكَت النعلُ وشَسِعَتْ وزَمَّتْ إذا انقطع كل ذلك منها وفي الحديث أَنه صلى الظهر حين زالت الشمس وكان الفَيْءُ بقدر الشِّراكِ هو أَحد سُيور النعل التي تكون على وجهها قال ابن الأَثير وقدره ههنا ليس على معنى التحديد ولكن زوال الشمس لا يبين إلا بأقل ما يُرى من الظل وكان حينئد بمكة هذا القَدْر والظل يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة وإنما يبين ذلك في مثل مكة من البلاد التي يَقِلّ فيها الظل فإذا كان أَطول النهار واستوت الشمس فوق الكعبة لم يُرَ لشيء من جوانبها ظلّ فكل بلد يكون أقرب إلى خط الاستواء ومُعْتَدل النهار يكون الظل فيه أَقصر وكلما بَعُدَ عنهما إلى جهة الشَّمال يكون الظل فيه أَطول ولطْمٌ شُرَكِيّ متتابع يقال لطمه لطْماً شُرَكِيّاً بضم الشين وفتح الراء أَي سريعاً متتابعاً كلَطْمِ المُنْتَقِشِ من البعير قال أَوس بن حَجَر وما أنا إلا مُسْتَعِدٌّ كما تَرى أَخُو شُرَكيّ الوِرْدِ غَيْرُ مُعَتِّمِ أَي وِرْد بعد وِرْدٍ متتابع يقول أَغْشاك بما تكره غير مُبْطِئ بذلك ولطمه لطمَ المُنْتَفِش وهو البعير تدخل في يده الشوكة فيضرب بها الأرض ضرباً شديداً فهو مُنْتَقِش والشُّرَكِيّ والشُّرَّكِيُّ بتخفيف الراء وتشديدها السريع من السير وشِرْكٌ اسم موضع قال حسان بن ثابت إذا عَضَلٌ سِيقَت إلينا كأنَّهم جِدايَةُ شِرْكٍ مُعْلَماتُ الحَواجِب ابن بري وشَرْكٌ اسم موضع قال عُمارة هل تَذكُرون غَداةَ شَرْك وأَنتُمُ مثل الرَّعيل من النَّعامِ النَّافِرِ ؟ وبنو شُرَيْك بطنٌ وشَريك اسم رجل

شكك
الشَّكُّ نقيض اليقين وجمعه شُكُوك وقد شَكَكْتُ في كذا وتَشَكَّكْتُ وشَكَّ في الأَمر يَشُكُّ شَكّاً وشَكَّكَه فيه غيرهُ أَنشد ثعلب من كان يزعمُ أَن سيَكتُم حبَّه حتى يُشَكِّكَ فيه فهو كَذُوبُ أَراد حتى يُشَكِّك فيه غيره وفي الحديث أَنا أَولى بالشَّكِّ من إبراهيم لما نزل قوله أَوَلم تؤمن قال بلى قال قوم لما سمعوا الآية شَكَّ إبراهيمُ ولم يَشُكَّ نبينا فقال عليه السلام تواضعاً منه وتقديماً لإبراهيم على نفسه أَنا أَحق بالشك من إبراهيم أَي أَنا لم أَشُكَّ وأَنا دونه فكيف يَشُكُّ هو ؟ وهذا كحديثه الآخر لا تفضلوني على يونس بن متَّى قال محمد بن المكرم نقلت هذا الكلام على نَصّه وفي قلمي نَبْوَةٌ عن قوله وأَنا دونه ولقد كان في قوله أَنا لم أَشك فكيف يشك هو كفاية وغنى عن قوله وأَنا دونه وليس في ذلك مناسبة لقوله لا تفضلوني على يونس بن متى فليس هذا مما يدل على أن يونس بن متى أَفضل منه ولكنه يعطي معنى التأَدب مع الأنبياء صلوات الله عليهم أَي وإن كنت أفضل منه فلا تفضلوني عليه تواضعاً منه وشَرَفَ أَخلاقٍ صلوات الله عليه وقولهم صمت الشهر الذي شَكَّه الناسُ يريدون شك فيه الناس والشَّكُوكُ الناقة يُشَكُّ في سنامها أَبه طِرْق أَم لا لكثرة وبرها فيُلْمَسُ سنامُها والجمع شُكٌّ وشَكَّه بالرمح والسهم ونحوهما يشُكُّه شَكّاً انتظمه وقيل لا يكون الإنتظام شكّاً إلا أَن يجمع بين شيئين بسهم أَو رمح أَو نحوه وشَككْتُه بالرمح إذا خزقته وانتظمته قال طرفة حِفافَيْه شُكَّا في العَسِيب بمِسْرَدِ وقال عنترة وشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابَه ليس الكريمُ على القَنا بمُحَرَّمِ وفي حديث الخُدْريّ أن رجلاً دخل بيته فوجد حية فشَكَّها بالرمح أَي خزقها وانتظمها به والشِّكَّةُ السلاح وقيل الشِّكَّةُ ما يلبس من السلاح ومن ثم قيل شاكٌّ في سلاحه أي داخل فيه وكل شيء أَدخلته في شيء فقد شَكَكْته والشِّكَّةُ خشبة عريضة تجعل في خُرْت الفأس ونحوه يُضيَّقُ بها ويقال رجل شاكُّ السلاح وشاكٌّ في السلاح والشَّاكُّ في السلاح وهو اللابس السلاح التامّ وقوم شُكَّاكٌ في الحديد وفي الحديث فِداء عَيَّاش بن أَبي ربيعة فأَبى النبيّ أَنْ يَفديَه إلا بِشِكَّةِ أَبيه أَي بسلاحه وفي حديث مُحَلَّم بن جَثَّامَة فقام رجل عليه شِكَّةٌ وشَكَّ في السلاح دخل ويقال هو شاكٌّ في السلاح وقد خفف فقيل شاكِ السلاح وشاكُ السلاح وتفسيره في المعتلّ وقد شَكّ فيه فهو يشُكُّ شَكّاً أَي لبسه تامّاً فلم يَدَعْ منه شيئاً فهو شاكٌّ فيه أَبو عبيد فلان شاك السلاح مأخوذ من الشِّكَّةِ أَي تامّ السلاح والشَّاكي بالتخفيف والشائِكُ جميعاً ذو الشَّوكة والحَدِّ في سلاحه ابن الأَعرابي شُكَّ إذا أُلْحِقَ بنسب غيره وشَكَّ إذا ظَلَع وغَمَزَ أَبو الجرَّاح واحد الشَّواكِّ شاكٌّ وقال غيره شاكَّةٌ وهو ورم يكون في الحلق وأَكثر ما يكون في الصبيان والشَّكائكُ من الهوادج ما شُكَّ من عيدانها التي بقيت بها بعضها في بعض قال ذو الرمة وما خِفْتُ بين الحيّ حتى تَصَدَّعَتْ على أَوجُهٍ شَتَّى حُدوجُ الشَّكائِكِ والشَّكُّ لُزوقُ العَضُدِ بالجَنْب وقيل هو أَيسر من الظَّلَع وشكَّ يشُكُّ شَكّاً وبعير شاكُّ أَصابه ذلك والشَّكُّ اللُّزومُ واللُّصوق قال أَبو دَهْبَل الجُمَحيّ دِرْعي دِلاصٌ شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ وجَوْبُها القاتِرُ من سَيْرِ اليَلَبْ وفي حديث الغامدية أَنه أَمر بها فشُكَّتْ عليها ثيابُها ثم رُجمت أَي جُمعت عليها ولُفَّت لئلا تنكشف كأَنها نُظمت وزُرَّت عليها بِشَوكة أَو خِلال وقيل معناه أُرسلت عليها ثيابها والشَّكُّ الإتصالُ واللُّصوقُ وشَكَّ البعيرُ يشُكُّ شكّاً أَي ظَلَع ظَلْعاً خفيفاً ومنه قول ذي الرمة يصف ناقته وشَّبهها بحماروحش وثْبَ المُسَحَّجِ من عاناتِ مَعْقُلَةٍ كأَنه مُسْتَبانُ الشَّكِّ أَو جَنِبُ يقول تَثِبُ هذه الناقةُ وثْبَ الحمار الذي هو في تمايله في المشي من النشاط كالجَنِبِ الذي يشتكي جنْبَه والشَّكِيكَةُ الفرقة من الناس والشكائك الفِرَقُ من الناس ودَعْه على شَكِيكَته أَي طريقته والجمع شَكائك على القياس وشُكَكٌ نادرة ورجل مختلف الشَّكَّةِ والشِّكَّةِ متفاوت الأخلاق ابن الأَعرابي الشُّكَكُ الأدعياءُ والشُّكَكُ الجماعاتُ من العساكر يكونون فرقاً قول ابن مُقْبِل يصف الخيل بكُلِّ أَشَقَّ مَقْصوصِ الذُّنابي بشَكِّيَّات فارِسَ قد شُجِينا يعني اللُّجُم والشِّكُّ الحُلَّة التي تُلْبَسُ ظهورَ السَّبَتينِ التهذيب يقال شَكَّ القومُ بيوتَهم يشُكُّونها شَكّاً إذا جعلوها على طريقة واحدة ونظم واحد وهي الشِّكاكُ للبيوت المصطفَّة قال الفرزدق فإني كما قالت نَوارُ إن اجْتَلَتْ على رجُلٍ ما شَكَّ كَفّي خَليلُها
( * في ديوان الفرزدق ما سَدَّ كفي بدل ما شكَّ )
أَي ما قارنَ ورحمٌ شاكَّة أَي قريبة وقد شَكَّت إذا اتصلت وضربوا بيوتَهم شِكاكاً أَي صفّاً واحداً وقال ثعلب إنما هو سِكاكٌ يشتقه من السِّكَّةِ وهو الزُّقاق الواسع أَبو سعيد كل شيء إذا ضممته إلى شيء فقد شَكَكْتَه قال الأعشى أَو اسْفَنْطَ عانةَ بعدَ الرُّقا دِ شَكَّ الرِّصافُ إليها الغَديرا ومنه قول لبيد جُماناً ومَرْجاناً يشُكُّ المَفاصِلا أَراد بالمفاصل ضُروبَ ما في العِقْدِ من الجواهر المنظومة وفي حديث عليّ خَطَبهم على مِنبر الكوفة وهو غير مَشْكوك أَي غير مشدود ومنه قصيد كعب بيضٌ سَوابغُ قد شُكَّتْ لها حَلَقٌ كأَنها حَلَقُ القَفْعاء مَجْدُولُ ويروى بالسين المهملة من السَّكَك وهو الضِّيقُ وقد تقدم

شوك
الشَّوْكُ من النبات معروف واحدته شَوْكة والطاقةُ منها شَوْكَة وقول أَبي كبير فإذا دعاني الدَّاعِيانِ تَأَيَّدا وإذا أُحاوِلُ شَوْكَتي لم أُبْصِر إنما أَراد شوكة تدخل في بعض جسده ولا يبصرها لضعف بصره من الكبر وأَرضٌ شاكَةٌ كثيرة الشَّوْك وشجرة شاكَةٌ وشَوِكَةٌ وشائكَةٌ ومُشيكة فيها شَوْكٌ وشجر شائك أَي ذو شَوْك وقد أَشْوَكَتِ النخلة أَي كثر شَوْكُها وقد شَوَّكَتْ وأَشْوكَتْ وقد شاكَتْ إِصبَعه شَوْكةٌ إذا دخلت فيها وشاكته الشَّوْكةُ تَشُوكه دخلت في جسمه وشُكْتُه أَنا أَدخلت الشَّوْك في جسمه وشاك يَشاكُ وقع في الشَّوْك وشاكَ الشَّوْكة يَشاكُها خالطها عن ابن الأعرابي وشِكْتُ الشَّوْكَ أَشاكه إذا دخلت فيه فإذا أردت أَنه أَصابك قلت شاكني الشَّوْكُ يَشوُكُني شَوْكاً الجوهري وقد شِكْتُ فأَنا أَشاك شاكَةً وشِيكةً بالكسرِ إذا وقعت في الشَّوْك قال ابن بري شِكْتُ فأَنا أَشاكُ أَصله شَوِكْتُ فعمل به ما عملَ بقِيلَ وصِيغَ وما أَشاكه شَوْكةً ولا شاكَه بها أَي ما أَصابه قال بعضهم شاكَتْه الشوكة تَشُوكه أَصابته وتقول ما أشَكْتُه أَنا شَوْكَةً ولا شكْتُه بها فهذا معناه أَي لم أُوذِهِ بها قال لا تَنْقُشَنَّ برجل غيرِكَ شَوْكَةً فَتقِي برجلِكَ رجلَ من قد شاكَها شاكها من شِكْتُ الشَّوْك أَشاكُه برجل غيرك أَي من رجل غيرك الكسائي شُكْتُ الرجلَ أَشُوكه إذا أَدخلت الشوكة في رجله قال أَبو منصور كأَنه جعله متعدياً إلى مفعولين ومنه قول أَبي وجزة شاكَت رُغامَى قَذوفِ الطَّرفِ خائفةٌ هَوْل الجَنانِ نَزوُر غير مخداجِ حَرَّى مُوَقَّعَةٌ ماجَ البَنَانُ بها على خِضَمٍّ يُسَقَّى الماءَ عَجَّاجِ يصف قوساً رمى عليها فشاكت القوسُ رُغامى طائر مِرْماةٌ مُوقَّعَةٌ مَسنونةٌ والرُّغامى زيادة الكَبَد والحَرَّى المِرْماة العَطشى وشِيكَ الرجلُ على ما لم يُسَمَّ فاعلُه يُشاكُ شَوكاً وشِكْتُ الشَّوكَ أَشاكُه شاكةً وشِيكَةً بالكسر إذا وقعت فيه وشَوَّكَ الحائطَ جعل عليه الشوكَ وأَشوَكتِ الأَرضُ كثر فيها الشَّوْكُ وشجرة مُشْوِكةٌ وأَرض مُشوِكَة فيها السِّحاءُ والقَتاد والهَراسُ وذلك لأن هذا كله شاكٌ وشَوَّك الزرعُ وأَشوَك طالت أَنيابه وشَوَّك تَشويكاً مثله ومنه إبل شُوَيْكِيَّةٌ قال ذو الرمة على مُسْتَظِلاَّتِ العُيونِ سَواهِمٍ شُوَيْكِيَة يَكْسو بُراها لُغامُها وشوكةُ العقرب إِبرته وشَوْكةُ الحائك التي تُسَوَّى بها السَّداةُ واللُّحْمةُ وهي الصِّيصة وشَوَّك الفرخُ تَشْويكاً خرجت رؤوسُ ريشه وشَوَّكَ شاربُ الغلام خشُن لَمْسُه وشَوَّكَ ثديُ الجارية تحدَّد طرَفُه التهذيب شاك ثديُ المرأة يشاك إذا تهيأَ للنُّهود وشَوَّك ثدياها إذا تهيَّآ للخروج تَشويكاً وشَوَّك الرأسُ بعد الحلق أَي نبت شعره وحُلَّة شَوْكاءُ قال أَبو عبيدة عليها خشونة الجِدَّة وقال الأصمعي لا أَدري ما هي قال المتنخل الهذلي وأَكسو الحُلَّةَ الشَّوْكاءَ خِدْني وبعضُ القَوْمِ في حُزَنٍ وراطِ وهذا البيت أَورده ابن بري وأَكسو الحلة الشوكاء خَدِّي إذا ضَنَّت يَدُ اللَّحِزِ اللِّطاطِ والشَّوْكةُ السلاح وقيل حِدَّةُ السلاح ورجل شاكي السلاح وشائكُ السلاح أَبو عبيد الشَّاكي والشائك جميعاً ذو الشَّوْكة والحدّ في سلاحه أَبو زيد هو شاكٍ في السلاح وشائك قال وإنما يقال شاكٍ إذا أَردت معنى فاعل فإذا أَردت معنى فعِلٍ قلت هو شاكٌ للرجل وقيل رجل شاكي السلاح حديدُ السِّنانِ والنَّصْل ونحوهما وقال الفراء رجل شاكي السلاح وشاكُ السلاح برفع الكاف مثل جُرُفٍ هارٍ وهارٌ قال مَرْحَبٌ اليهودي حين بارز عليّاً عليه السلام قد علمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شاكُ السلاح بَطَلٌ مُجَرَّبُ أَبو الهيثم الشاكي من السلاح أصله شائكٌ من الشَّوْكِ ثم نقلت فتجعل من بنات الأربعة فيقال هو شاكي ومن قال شاكُ السلاح بحذف الياء فهو كما يقال رجل مالٌ ونالٌ من المال والنَّوال وإنما هو مائل ونائل وشَوِكُ السلاح يمانية حديدهُ والشَّوْكة شدة البأس والحدُّ في السلاح وقد شاك الرجلُ يَشَاك شَوْكاً أي ظهرت شَوْكتُه وحِدَّته فهو شائك السلاح وشَوْكة القتال شدّة بأسه وشَوْكة المُقاتل شدّة بأسه وفي التنزيل العزيز وتَوَدُّونَ أن غير ذاتِ الشَّْوْكةِ تكونُ لكم قيل معناه حدّةُ السلاح وقيل شدّة الكِفاحِ وفلان ذو شَوْكة أَي ذو نِكاية في العدوّ وفي حديث أنس قال لعمر رضي الله عنه حين قدم عليه بالهُرْمُزانِ تركتُ بعدي عدوّاً كثيراً وشَوْكةً شديدة أَي قتالاً شديداً وقوَّة ظاهرة ومنه الحديث هلُمَّ إلى جهاد لا شَوْكَة فيه يعني الحجَّ والشَّوْكةُ داء كالطاعون والشَّوْكةُ حُمْرة تَرْقَى الجسدَ فتُرْقَى وقد شيكَ الرجل أَصابته هذه العلة الليث الشَّوْكة حمرة تظهر في الوجه وغيره من الجسد فتُسَكَّن بالرُّقَى ورجل مَشُوك وفي الحديث أَنه كوى سعد بن زُرارة من الشَّوْكة وهي حمرة تعلو الوجه والجسد يقال قد شيكَ فهو مَشُوك وكذلك إذا دخل في جسمه شَوْكة وفي الحديث وإذاشِيكَ فلا انْتَقَشَ أَي إذا شاكته شَوْكةٌ فلا يقدر على انتقاشها وهو إخراجها بالمِنْقاش ومنه ولا يُشاكُ المؤمن ومنه الحديث الآخر حتى الشَّوْكةُ يُشاكُها والشَّوْكة طينة تُدارُ رَطْبةً ويُغْمَزُ أَعلاها حتى تنبسط ثم يجعل في أَعلاها سُلاَّء النخل ليُخَلَّص بها الكتَّانُ وتسمى شُوَاكة الكتان وفي التهذيب شَوْكة الكتان والشُّوَيْكةُ ضرب من الإبل وشَوْكة بنت عمرو بن شأس ولها يقول أَلم تَعْلَمي يا شَوْكُ أَن رُبَّ هالِكٍ ولو كَبُرَتْ رُزءاً عَليَّ وجَلَّتِ والشُّوَيْكة وشُوكٌ وشَوْكانُ والشَّوْكان مواضع أَنشد ابن الأَعرابي صَوادِرٌ عن شُوكَ أَو أَضايحا
( * وقوله « أو أضايحا » كذا بالأصل ولم نجده في ياقوت ولا في غيره )
وقال كالنَّخْلِ من شَوْكانَ ذاتِ صرام

صأك
الصَّأكةُ مجزومة الرائحةُ تجدها من الخشبة إذ نَدِيَتْ فتغير ريحها ومن الرجل ذا عَرِقَ فهاجت منه ريح مُنْتِنة وقد صئكَ يَصْأكُ صأَكاً إذا عرق فهاجت منه ريح منتنة من ذَفَر أَو غيره وصَئِك به الشيء لَزِقَ والصائِكُ الواكِفُ إذا كانت فيه تلك الريح والفعلُ صَئِكَتِ الخشبة وهي تَصْأك صَأكاً قال صاحب العين ومنه قول الأعشى ومثلكِ مُعْجِبةٍ بالشبا ب صاك العبيرُ بأَثوابها أَراد به صِئِكَ فخفف ولَيَّن فقال صاك قال ابن سيده وليس عندي على ما ذهب إليه بل لفظه على موضوعه وإنما يذهب إلى هذا الضرب من التخفيف البدليّ إذا لم يحتمل الشيء وجهاً غيره وفي النوادر رجل صِئكٌ وهو الشديد من الرجال

صطك
المُصْطُكَى من العُلُوك روميّ وهو دخيل في كلام العرب قال فشامَ فيها مثلَ مِحراث الغَضَا تَقْذِفُ عيناه بمثلِ المُصْطُكَى ودواء مُمَصْطَكٌ خلط بالمُصْطُكَى ابن الأنباري مَصْطَكاء بالمد عن الفراء وثَرْمداءُ موضع قال وهي على مثال فَعْلَلاء وقد قصره الأغلب ضرورة
( * قوله « وقد قصره الأغلب ضرورة » في القاموس أن المقصور فيه الفتح والضم والممدود فيه الفتح فقط أه وعليه فلا ضرورة ) في قوله تَقذِفُ عيناه بِعلْك المَصْطَكَا

صعلك
الصُّعْلُوك الفقير الذي لا مال له زاد الأزهري ولا اعتماد وقد تَصَعْلَكَ الرجل إذا كان كذلك قال حاتم طيِّء غَنِينَا زَماناً بالتَّصَعْلُكِ والغِنى فكُلاًّ سقاناه بكَأسَيْهما الدهرُ فما زادنا بَغْياً على ذي قرابةٍ غِنانا ولا أَزْرَى بأَحْسابنا الفَقْرُ
( * رواية ديوان حاتم لهذين البيتين تختلف عن الرواية التي هنا )
أَي عِشنا زماناً وتَصَعْلَكت الإبل خرجت أَوبارها وانجردت وطَرحتها ورجل مُصَعْلَكُ الرأس مدوّره ورجل مُصَعْلَك الرأس صغيره وأَنشد يُخَيِّلُ في المَرْعَى لهنَّ بشخصه مُصَعْلَكُ أَعلى قُلَّة الرأسِ نِقْنِقُ وقال شمر المُصَعْلَكُ من الأَسْنمة الذي كأنما حَدْرَجْتَ أَعلاه حدْرجةً كأَنما صَعْلَكْتَ أَسفله بيدك ثم مَطَلْتَه صُعُداً أَي رفعته على تلك الدَّمْلَكة وتلك الإستدارة وقال الأصمعي في قول أبي دُواد يصف خيلاً قد تَصَعْلَكْن في الربيع وقد قرْ رَعَ جَلْدَ الفرائضِ الأَقدامُ قال تَصَعْلَكْن دَقَقْن وطار عِفاؤها عنها والفريضة موضع قدم الفارس وقال شمر تَصَعْلَكَتِ الإبل إذا دَقَّت قوائمها من السِّمن وصَعْلَكَها البقلُ وصَعْلَك الثريدةَ جعل لها رأساً وقيل رفع رأسها والتَّصَعْلُكُ وصَعاليكُ العرب ذُؤبانُها وكان عُرْوة بن الوَرْد يسمى عروة الصعاليك لأنه كان يجمع الفقراء في حظيرة فيَرْزُقُهم مما يَغْنَمُه

صكك
الصَّكُّ الضرب الشديد بالشيء العريض وقيل هو الضرب عامة بأيّ شيء كان صَكَّه يَصُكُّه صَكّاً الأصمعي صَكَمْته ولكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْتُه ولكَكْتُه كأنه إذا دفعته وصَكَّه أَي ضربه قال مُدْرِك بن حِصْن يا كَرَواناً صُكَّ فاكْيَأَنَّا فشَنَّ بالسَّلْحِ فلما شَنَّا ومنه قوله تعالى فَصكّتْ وجهها وفي حديث ابن الأَكوع فأَصُكّ سهماً في رجْله أَي أضربه بسهم ومنه الحديث فاصْطَكُّوا بالسيوف أَي تضاربوا بها وهو افْتَعلوا من الصَّكِّ قلبت التاء طاء لأجل الصاد وفيه ذكر الصَّكيكِ وهو الضعيف فعيل بمعنى مفعول من الصَّكِّ الضرب أي يُضْرب كثيراً لاستضعافه وبعير مَصْكوك ومُصَكَّكٌ مضروب باللحم
( * قوله « مضروب باللحم » قال شارح القاموس كأن اللحم صك فيه صكاً أي شك ) واصْطَكَّ الجِرْمانِ صَكَّ أَحدهُما الآخر والصَّكَكُ اضطراب الرُّكبتين والعُرقوبين من الإنسان وغيره والنعت رجل أَصَكُّ صَكَّ يَصَكُّ صَكَكاً فهو أَصَكُّ ومِصَكّ وقد صَكِكْتَ يا رجل أَبو عمرو كل ما جاء على فَعِلَتْ ساكنة التاء من ذوات التضعيف فهو مدغم نحو صَمَّتِ المرأة وأَشباهه إلا أَحرفاً جاءت نوادر في إظهار التضعيف وهو لَحِحَتْ عينه إذا التصقت وقد مَشِشَت الدابة وصَكِكتْ وقد ضَبِبَ البلدُ إذا كثر ضِبابُه وأَلِلَ السِّقاء إذا تغيرت ريحه وقد قَطِطَ شعره ابن الأعرابي في قدميه قَبَلٌ ثم حَنَفٌ ثم فَحَجٌ وفي ركبتيه صَكَكٌ وفي فخذيه فَجًى والمِصَكُّ القويُّ الشديد من الناس والإبل والحمير وأَنشد يعقوب ترى المِصَكَّ يَطْرُد العَواشِيا جِلَّتَها والأُخَرَ الحَواشِيا ورجل مِصَكّ قوي شديد وفي الحديث على جمل مِصَكّ بكسر الميم وتشديد الكاف هو القوي الجسيم الشديد الخَلْق وقيل هو من الصَّكِّ احتكاكِ العُرقوبين والأصَكُّ كالمِصَكّ قال الفرزدق قَبَحَ الإلهُ خُصاكُما إذ أَنتما رِدْفانِ فوق أَصَكَّ كاليَعْفورِ قال سيبويه والأُنثى مِصَكَّة وهو عزيز عنده لأن مِفْعَلاً مِفْعَالاً قلما تدخل الهاء في مؤنثه والصَّكَّةُ شدَّة الهاجرة يقال لقيته صَكَّةَ عُمَيٍّ وصَكَّةَ أَعْمَى وهو أَشد الهاجرة حرّاً قال بعضهم عُمَيٌّ اسم رجل من العماليق أَغار على قوم في وقت الظهيرة فاجتاحهم فجرى به المثل أَنشد ابن الأَعرابي صَكَّ بها عين الظهيرة غائراً عُمَيٌّ ولم يَنْعَلْنَ إلاّ ظِلالَها ويقال هو تصغير أَعمى مرخماً وفي الحديث كان يُسْتظل بظل جَفْنة عبد الله بن جُدْعانَ صَكَّةَ عُمَيٍّ يريد في الهاجرة والأصل فيها أَن عميّاً مصغَّراً مرخم كأنه تصغير أعمى وقيل إن عميّاً اسم رجل من عَدَوانَ كان يُفيض بالحج عند الهاجرة وشدة الحر وقيل إنه أَغار على قومه في حرّ الظهيرة فضرب به المثل فيمن يخرج في شدة الحر يقال لقيته صَكَّةَ عُمَيٍّ وهذه الجَفْنة كانت لابن جدعان في الجاهلية يُطعم فيها الناس وكان يأكل منها القائم والراكب لعظمها وكان له منادٍ ينادي هَلُمَّ إلى الفالوذِ وربما حضر طعامَه سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وظَليم أَصَكُّ لتقارب ركبتيه يُصيب بعضُها بعضاً إذا عدا قال الشاعر إنَّ بَني وَقْدانَ قومٌ سُكُّ مثْلُ النَّعامِ والنَّعامُ صُكُّ الجوهري ظَليم أَصَكُّ لأنه أَرَحُّ طويل الرجلين ربما أَصاب لتَقاربِ ركبتيه بعضُها بعضاً إذا مشى وفي الحديث مَرَّ بجَدْيٍ أَصَكَّ ميِّتٍ الصَّكَكُ أَن تضرب إحدى الركبتين الأُخرى عند العدْو فتؤثر فيها أثراً كأَنه لما رآه ميتاً قد تقلَّصت ركبتاه وصفه بذلك أَو كأَنَّ شعر ركبتيه قد ذهب من الاصْطكاك وانْجَرَدَ فعرَّفه به ويروى بالسين ومنه كتاب عبد الملك إلى الحجاج قاتلك الله أُخَيْفِشَ العينين أَصَكٌّ وصُكُوكٌ وصِكَاك قال أَبو منصور والصك الذي يُكتبُ للعُهدة معرَّب أَصله حَكَّ ويُجمَعُ صِكَاكاً وصُكوكاً وكانت الأرزاق تسمى صِكاكاً لأنها كانت تُخْرَجُ مكتوبة ومنه الحديث في النهي عن شراء الصِّكاك والقُطُوط وفي حديث أَبي هريرة قال لمَرْوانَ أَحْلَلْتَ بيع الصِّكاك هي جمع صَكٍّ وهو الكتاب وذلك أَن الأُمراء كانوا يكتبون للناس بأرزاقهم وأَعْطياتهم كتباً فيبيعون ما فيها قبل أن يقبضوها مُعَجَّلاً ويُعطُون المشتري الصَّكَّ ليمضي ويقبضه فنُهوا عن ذلك لأنه بيع ما لم يُقْبَض وصَكَّ البابَ صَكّاً أَغلقه وصَكَكْتُه أَطبقته والمِصَكُّ المغلاق والصَّكِيكُ الضعيف عن ابن الأنباري حكاه الهرويّ في الغريبين أَبو عمرو كان عبد الصمد بن عليّ قُعْدُداً وكانت فيه خَصْلة لم تكن في هاشميّ كانت أَسنانه وأَضراسه كلها ملتصقة قال وهذا يسمى أَصَكَّ قال الأَزهري ويقال له الأَلَصُّ أَيضاً

صمك
الصَّمكيكُ والصَّمَكُوكُ الغليظ من الرجال الجافي وقيل الجاهل السريع إلى الشر والغَواية قال ابن بري شاهدُ الصَّمَكُوك قول زياد المِلْقَطِيّ فقلتُ ولم أَمْلِكْ أَغوْثَ بنَ طَيِّءٍ على صَمَكوكِ الرأسِ حَشْرِ القَوادمِ قال وقال آخر في الصَّمَكِيكِ وصَمَكيكٍ صَمَيَانٍ صِلِّ والصَّمَكُوكُ والصَّمَكِيك القويّ الشديد وهو الشيءُ اللَّزِج والصَّمَكْمَكُ القوي وقد اصْمَاكِّ وأَنشد شمر وصَمَكيكٍ صَمَيانٍ صِلِّ ابن عجوزٍ لم يزل في ظِلِّ هاج بعِرْسٍ حَوْقَلٍ قِثْوَلِّ والصَّمَكِيك التارُّ الغليظ من الرجال وغيرهم وقال الليث الصَّمَكِيك الأَهوج الشديد وهو الصَّمَكُوكُ المُصْمَئِكُّ الأَهوجُ الشديد الجيِّدُ الجسم القوي واصْمَأَكَّ الرجل وازْمَأَكَّ واهْمَأَكَّ إذا غضب والمُصْمَئِكُّ الغضبان أَبو الهذيل السماءُ مُصْمَئِكَّة أَي مستوية خَليقة للمطر وروى شمر عنه أَصبحت الأرض مُصْمَئِكَّةً عن المطر أَي مبتلَّة وجمل صَمَكَةٌ أَي قويّ وكذلك عبد صَمَكَةٌ واصْمَأَكَّتِ الأرض فهي مُصْمَئِكَّة وهي النَّدِيَّة الممطورة وهذه ذكرها الأَزهري في الرباعي وقال أَصل هذه الكلمة وما أَشْبهها ثلاثي والهمزة فيها مجْتَلبة واصْماكَّ اللبنُ خَثُرَ جِدّاً حتى يصير كالجُبن ابن السكيت لبن صَمَكيكٌ وصَمَكُوك وهو اللَّزِج واصْماكَّ الرجلُ غضبَ والهمز فيهما لغة واصْمأَكَّ الجُرْح مهموز انتفخ والصَّمَكِيكُ من اللبن الخاثِرُ جدّاً وهو حامض ابن سيده وصَمَكِيكٌ موضع زعموا

صملك
الصُّمَّلِكُ
( * قوله « الصملك إلخ » كذا بضبط الأصل وفي القاموس وشرحه الصملك كعملس أي بفتحات مشدد اللام وضبطه بعضهم بضم الصاد وتشديد الميم المفتوحة وكسر اللام ) القوي الشديد البَضْعَةِ والقوَّة قال والجمع الصَّمالِكُ

صهك
أَبو عمرو الصُّهْكُ الجواري السُّود

صوك
صاكَ به الدمُ والزعفران وغيرهِما يَصوُك صَوْكاً لزق وأَنشد سَقى الله طِفْلاً خَوْدةً ذاتَ بَهْجَةٍ يَصُوكُ بكَفَّيْها الخِضابُ ويَلْبَقُ يَصُوك يَلْزَقُ والياء فيه لغة وسنذكرها أَبوعمرو الصائك اللازق وقد صاكَ يصِيك وظَلَّ يُصايكُني منذ اليوم ويُحايِكُني ولقيته أَوَّلَ صَوْكٍ وبوْكٍ أَي أَوَّل شيء وافْعله أَوَّلَ كلِّ صَوْكٍ وبَوْكٍ والصَّوْكُ ماء الرجل عن كراع وثعلب وتَصَوَّك في عذرته التطخ بها كَتَضَوَّك وسنذكره في الضاد المعجمة والصائِكُ الدم اللازق ويقال الصائك دم الجَوْف

صيك
صاك الشيُّ صَيْكاً لَزِقَ وصاكَ الدمُ يَبِسَ وهو من ذلك لأنه إذا يبس لزق وصاكَ به الطيبخ يَصِيكُ أَي لَصِقَ به ومنه قول الأَعشى ومِثْلكِ مُعْجَبة بالشَّبا بِ صاكَ العَبِيرُ بأَجْلادِها
( * قوله « بأجلادها » أنشده في ص أَك بأجسادها وأنشده الصحاح بأثوابها )

ضأك
رجل مَضْؤُوك
( * قوله « رجل مضؤوك » وقد كعني كما في القاموس )
مَزْكُوم

ضبك
ضَبَكَ الرجلَ وضَبَّكه غمز يديه يمانية والضَّبِيك أَوّل مصة يمصها الصبي من ثدي أُمه واضْبَأَكَّتِ الأرضُ واضْمَأَكَّتْ خرج نباتها بالضاد وهو الصحيح وقيل إذا اخضرت وطلع نباتها وزرع مُضْبَئِكٌّ أَخضر عن كراع

ضبرك
الضِّبْراكُ والضُّبارِك الشديد الطولِ الضَّخْمُ الثقيل وقد يقال ذلك للثقيل الكثير الأَهل قال الفرزدق ورَدُوا أُراقَ بجَحْفَلٍ من تَغْلِبٍ لَجِبِ العَشِيِّ ضُبارِكِ الأَركانِ ابن السكيت يقال للأَسد ضُبارِمٌ وضُبارك وهما من الرجال الشجاع الجوهري رجل ضِبْراكٌ أَي ضخم وكذلك الضُّبارِك قال الراجز أَعْدَدْتُ فيها بازلاً ضُبارِكا يَقْصُر يَمْشي ويَطُولُ بارِكا قال والجمع الضَّبارِكُ بالفتح

ضحك
الضَّحِكُ معروف ضَحِكَ يَضْحَك ضَحْكاً وضِحْكاً وضَحِكاً أَربع لغات قال الأزهري ولو قيل ضَحَكاً لكان قياساً لأن مصدر فَعِلَ فَعَلٌ قال الأزهري وقد جاءت أَحرف من المصادر على فَعَل منها ضَحِكَ ضَحِكاً وخَنَقَه خَنِقاً وخَضَفَ خَضِفاً وضَرطَ ضَرِطاً وسَرَقَ سَرِقاً والضَّحْكَة المرَّة الواحدة ومنه قول كُثَيِّر غَمْر الرِّداء إذا تبسم ضاحكاً غَلِقَتْ لضَحْكَتِهِ رقابُ المالِ وفي الحديث يبعث الله السحابَ فيَضْحَكُ أَحسنَ الضَّحِكِ جعل انجلاءه عن البرق ضَحِكاً استعارة ومجازاً كما يفْتَرُّ الضاحِكُ عن الثَّغْر وكقولهم ضَحِكَتِ الأرضُ إذا أَخرجت نباتها وزَهْرَتها وتضَحَّك وتَضاحَك فهو ضاحك وضَحَّاك وضَحُوك وضُحَكة كثير الضَّحِك وضُحْكة بالتسكين يُضْحَك منه يطَّرد على هذا باب الليث الضُّحْكة الشيء الذي يُضْحك منه والضُّحَكة الرجل الكثير الضَّحِك يُعاب عليه ورجل ضَحَّاك نعت على فَعَّال وضَحِكْتُ به ومنه بمعنىً وتَضاحك الرجل واسْتَضْحَك بمعنى وأَضْحَكه اللهُ عز وجل والأُضْحُوكة ما يُضْحك به وامرأة مِضْحاك كثيرة الضَّحِك قال ابن الأَعرابي الضَّاحِك من السحاب مثل العارِضِ إلا أنه إذا بَرَق قيل ضَحِك والضَّحَّاك مَدْح والضُّحَكَة دَمٌّ والضُّحْكَة أَذَمُّ وقد أَضْحكني الأَمرُ وهم يَتَضاحكون وقالوا ضَحِكَ الزَّهْرُ على المَثَل لأن الزَّهْر لا يَضْحَك حقيقة والضَّاحِكَة كل سِنٍّ من مُقَدَّمِ الأضراس مما يَنْدُر عند الضحك والضَّاحِكَة السُِّّ التي بين الأَنياب والأَضراس وهي أَربع ضَواحِكَ وفي الحديث ما أَوْضَحُوا بضاحِكة أَي ما تبسموا والضَّواحِكُ الأَسنان التي تظهر عند التبسم أَبو زيد للرجل أَربع ثنايا وأَربع رَباعِيَات وأَربع ضَواحِك والواحد ضاحِك وثنتا عشرة رَحًى وفي كل شِقٍّ ستٌّ وهي الطَّواحين ثم النَّواجِذ بعدها وهي أَقصى الأَضراس والضَّحِكُ ظهور الثنايا من الفرح والضَّحْكُ العَجَب وهو قريب مما تقدَّم والضَّحْك الثَّغر الأبيض والضَّحْك العسل شبه بالثَّغْر لشدة بياضه قال أَبو ذؤيب فجاء بِمَزْجٍ لم ير الناسُ مِثْلَهُ هو الضَّحْك إلا أَنه عَمَلُ النَّحْلِ وقيل الضَّحْك هنا الشَّهْد وقيل الزُّبْدُ وقيل الثَّلْج والضَّحْكُ أَيضاً طَلْعُ النَّخْل حين يَنْشَقُّ وقال ثعلب هو ما في جوف الطَّلْعة وضَحِكَتِ النخلةُ وأَضْحَكَتْ أَخرجت الضَّحْكَ أَبوعمرو الضَّحْكُ والضَّحَّاك وَلِيعُ الطَّلْعة الذي يؤكل والضَّحْك النَّوْرُ والضَّحْك المَحَجَّة وضَحِكَتِ المرأةُ حاضت وبه فسر بعضهم قوله تعالى فضَحِكَتْ فبشرناها بإسحق وقد فسر على معنى العَجَب أَي عَجِبَتْ من فزع إبراهيم عليه السلام وروى الأزهري عن الفراء في تفسير هذه الآية لما قا ل رسول الله عز وجل لعبده ولخليله إبراهيم لا تخف ضَحِكتْ عند ذلك امرأَته وكانت قائمة عليهم وهو قاعد فَضَحِكت فبُشرت بعد الضَّحِك بإسحق وإنما ضحكت سروراً بالأمن لأنها خافت كما خاف إبراهيم وقال بعضهم هذا مقدَّم ومؤخر المعنى فيه عندهم فبشرناها بإسحق فضحكت بالبشارة قال الفراء وهو ما يحتمله الكلام والله أعلم بصوابه قال الفراء وأما قولهم فضحكت حاضت فلم أسمعه من ثقة قال أَبو عمرو وسمعت أبا موسى الحامض يسأل أبا العباس عن قوله فضحكت أي حاضت وقال إنه قد جاء في التفسير فقال ليس في كلام العرب والتفسير مسلم لأهل التفسير فقال له فأنت أنشدتنا تَضْحَكُ الضَّبْعُ لقَتْلى هُذَيْلٍ وتَرى الذئبَ بها يَسْتَهِلّ فقال أَبو العباس تضحك ههنا تَكْشِرُ وذلك أن الذئب ينازعها على القتيل فتَكْشِر في وجهه وَعيداً فيتركها مع لحم القتيل ويمرّ قال ابن سيده وضَحِكَت الأَرنبُ ضِحْكاً حاضت قال وضِحْك الأَرانبِ فَوْقَ الصَّفا كمثلِ دَمِ الجَوْفِ يوم اللِّقا يعني الحيضَ فيمازعم بعضهم قال ابن الأَعرابي في قول تأبط شرّاً تضحك الضبع لقتلى هذيل أَي أَن الضبع إذا أَكلت لحوم الناس أَو شربت دماءهم طَمِثَتْ وقد أَضْحكها الدمُ قال الكُمَيْت وأَضْحَكَتِ الضِّباعَ سُيوفُ سَعْدٍ لقَتْلى ما دُفِنَّ ولا وُدِينا وكان ابن دريد يردّ هذا ويقول من شاهد الضِّباعَ عند حيضها فيعلم أَنها تحيض ؟ وإنما أَراد الشاعر أَنها تَكْشِرُ لأَكل اللحوم وهذا سهو منه فجعل كَشْرَها ضَحِكاً وقيل معناه أَنها تستبشر بالقتلى إذا أكلتهم فيَهِرُّ بعضُها على بعض فجعل هَرِيرها ضَحِكاً لأن الضحك إنما يكون منه كتسمية العنب خمراً ويسْتَهِلُّ يصيح ويَسْتَعْوِي الذئابَ قال أَبو طالب وقال بعضهم في قوله فضحكت حاضت إن أَصله من ضَحَّاك الطَّلْعة
( * قوله « من ضحاك الطلعة » كذا بالأصل والإضافة بيانية لأن الضحاك كشداد طلع النخلة إذا انشق عنه كمامه ) إذا انشقت قال وقال الأَخطل فهي بمعنى الحيض تَضْحَكُ الضَّبْعُ من دِماءِ سُلَيْمٍ إذ رَأَتْها على الحِداب تَمُورُ وكان ابن عباس يقول ضَحِكَتْ عَجِبَت من فزع إبراهيم وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل وامْرأَته قائمةٌ فضَحِكَتْ يروي أَنها ضحكت لأَنها كانت قالت لإبراهيم اضْمُمْ لُوطاً ابن أَخيك إليك فإني أَعلم أنه سينزل بهؤلاء القوم عذاب فضحِكَتْ سُروراً لما أَتى الأمر على ما توهمت قال فأما من قال في تفسير ضحكت حاضت فليس بشيء وأَضْحَكَ حَوْضَه ملأه حتى فاض وكأَنَّ المعنى قريبٌ بعضُه من بعض لأنه شيء يمتلئ ثم يفيض وكذلك الحيض والضَّحُوكُ من الطُّرُق ما وَضَح واستبان قال على ضَحُوكِ النَّقْبِ مُجْرَهِدِّ أَي مستقيم والضَّاحِكُ حجر أبيض يبدو في الجبل والضَّحُوك الطريق الواسع وطريق ضَحَّاك مُسْتبين وقال الفرزدق إذا هِيَ بالرَّكْبِ العِجالِ تَرَدَّفَتْ نَحائزَ ضَحَّاكِ المَطالِعِ في نَقْبِ نحائز الطرق جَوادُّها أَبو سعيد ضَحِكاتُ القلوب من الأموال والأَولاد خِيارُها تَضْحَك القلوب إليها وضَحِكاتُ كل شيء خِيارُه ورأيٌ ضاحِكُ ظاهر غير ملتبس ويقال إن رأيك ليُضاحِكُ المشكلات أَي تظهر عنده المشكلات حتى تُعْرف ويقال القِرد يَضْحَك إذا صوّت وبُرْقَةُ ضاحِكٍ في ديار تميم ورَوْضة ضاحِك بالصَّمَّان معروفة والضَّحَّاك بن عَدْنان زعم ابن دَأبٍ المَدني أنه الذي ملك الأرض وهو الذي يقال له المُذْهَب وكانت أمه من الجن فلَحِقَ بالجن وسدا القرا
( * قوله « وسدا القرا » كذا بالأصل بدون نقط ولعله محرف عن وبيداء القرى أي ولحق ببيداء القرى )
وتقول العجم إنه لما عمل السحر وأظهر الفساد أخذ فشُدََّ في جبل دُنْباوَنْدَ ويقال إن الذي شدَّه أفْرِيدون الذي كان مَسَح الدنيا فبلغت أربعة وعشرين ألف فرسخ قال الأزهري وهذا كله باطل لا يؤمن بمثله إلا أحمق لا عقل له

ضرك
الضَّرِيكُ الفقير اليابس الهالك سُوءَ حالٍ والأنثى ضَرِيكة وقلَّما يقال ذلك في النساء وقد ضَرُكَ ضَراكَةً وقلَّما يقال للمرأة ضَرِيكة الأَصمعي الضَّرِيك الضَّرِير وهو أيضاً الفقير الجائع ولا يُصَرَّف له فِعْل لا يقولون ضرَكه في معنى ضَرَّه والجمع ضرائك وضُرائك وضُرَكاء قال الكميت يمدح مَسْلَمة بن هشام فغَيْثٌ أَنتَ للضُّرَكاءِ منّا بسَيْبِك حين تُنْجِدُ أَو تَغُورُ وقال أيضاً إذ لا تَبِضُّ إلى التَّرا ئك والضَّرائِكِ كَفُّ جازِرْ وفي قصة ذي الرُّمة ورؤبة عالَمُهُ ضَرائك جمع ضَرِيك وهو الفقير السيء الحال وقيل الهزيل والضَّرِيكُ النَّسْرُ الذكر قال وضُراك من أسماء الأسد وهو الغليظ الشديدُ عَصَب الخَلْق في جِسْم والفعل ضَرُكَ يَضْرُك ضَراكة

ضكك
ضَكَّه يَضُكُه وضَكْضَكه غَمزَه غَمْزاً شديداً وضَغَطه وضَكَّه بالحُجة قَهَره وضَكَّه الأَمْرُ كَرَبه والضَّكُّ الضيِّقُ والضَّكْضَكة ضرب من المشي فيه سرعة وقيل هي سرعة المشي والضَّكْضاك والضُّكاضِكُ من الرجال القصير المُكْتَنِز وامرأة ضَكْضاكة كذلك وقيل امرأة ضَكْضاكة مكتنزة اللحم صُلْبة وفي النوادر ضُكْضِكَتِ الأرضُ وفُضْفِضَتْ بمطر ورُقْرِقَتْ ومُصْمِصَتْ ومُضْمِضَتْ كل هذا إذا غسلها المطر

ضمك
اضْمَأَكَّت الأرضُ اضمِئْكاكاً كاضْبأَكَّتْ إذا خرج نبتها والمُضْمَئِكُّ الزرع الأَخضر كالمُضْبَئِكّ عن كراع أبو زيد اضمأكَّ النبت إذا رَوِيَ واخْضَرَّ واضْمَأَكَّ السحاب لم يُشَك في مطره هذه عن أبي حنيفة

ضنك
الضَّنْكُ الضِّيقُ من كل شيء الذكر والأُنثى فيه سواء ومعيشة ضَنْكٌ ضَيِّقة وكل عيش من غيرِ حلِّ ضَنْك وإن كان واسعاً وفي التنزيل العزيز ومن أَعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضَنْكاً أي غير حَلال قال أبو إسحق الضَّنْك أَصله في اللغة الضِّيقُ والشدَّة ومعناه والله أعلم أن هذه المعيشة الضَّنْك في نار جهنم قال وأكثر ما جاء في التفسير أنه عذاب القبر وقال قَتادة معيشةً ضَنْكاً جهنم وقال الضحاك الكسب الحرام وقال الليث في تفسيره أَكلُ ما لم يكن من حلال فهو ضَنْكٌ وإن كان مُوَسَّعاً عليه وقد ضَنُك عيشُه والضَّنْك ضَيق العيش وكلُّ ما ضاق فهو ضنْك والضَّنيكُ العيش الضَّيِّقُ والضَّنيك المقطوع وقال أَبو زيد يقال للضعيف في بدنه ورأيه ضَنِيك والضَّنِيك التابع الذي يَعْمَل بخُبْزِه وضَنُك الشيءُ ضَنْكاً وضَنَاكة وضُنُوكة ضاق وضَنُك الرجلُ ضناكة فهو ضنيك ضَعُف في جسمه ونفسه ورأيه وعقله والضُّنْكَة والضُّنَاك بالضم الزُّكام وقد ضُنِكَ على صيغة ما لم يسم فاعله فهو مَضْنُوك إذا زُكِمَ والله أَضْنَكه وأَزْكِمه وفي الحديث أَنه عَطَسَ عنده رجل فشَمَّته رجل ثم عَطَس فشَمَّته رجل ثم عَطَس فأَراد أَن يُشَمِّته فقال دَعْه فإنه مَضْنُوك أَي مزْكوم قال ابن الأثير والقياس أَن يقال فهو مُضْنَك ومُزْكَم ولكنه جاء على أُضْنِك وأُزْكِم وفي الحديث أَيضاً فإنك مَضْنُوك وقال العجاج يصف جارية فهي ضِنَاكٌ كالكَثِيبه المُنْهالْ عَزَّزَ منه وهو مُعْطي الإسْهالْ ضَرْبُ السَّواري مَتْنَه بالتَّهْتالْ الضِّنَاكُ الضَّخْمة كالثيب الذي ينهال عزز منه أَي سَدَّد من الكثيب ضَرْبُ السواري أَي أَمطار الليل فلزم بعضُه بعضاً شبه خلقها بالكثيب وقد أَصابه المطر وهو معْطي الإِسْهال أَي يعطيك سُهولة ما شئت والضِّنَاك المُوَثَّقُ الخَلْق الشديد يكون ذلك في الناس والإبل الذكر والأُنثى فيه سواء والضِّنَاك المرأة الضَّخمة وقال الليث الضَّنَاك التّارَّة المُكْتَنزة الصُّلْبة الللحم وامرأَة ضِناك ثقيلة العجيزة ضَخْمة أَنشد ثعلب وقد أُناغي الرَّشأَ المُحَبَّبَا خَوْداً ضِناكاً لا تَمُدُّ العُقبَا
( * قوله « لا تمد العقبا » مد في السير مضى والعقب جمع عقبة كغرفة وغرف وأنشده شارح القاموس في ع ق ب لا تسير بدل لا تمد )
خَوْداً هنا إما بدل وإما حال أَراد أَنها لا تسير مع الرجال وناقة ضِنَاك غليظة المؤخر وكذلك هي من النخل والشجر وفي كتابه لوائل بن حُجْر في التِّيعة شاةٌ لا مُقَوَّرةُ الألْياطِ ولا ضِناكٌ الضِّناك بالكسر الكثير اللحم ويقال للذكر والأنثى بغير هاء قال ابن بري قال الجوهري الضِّنَاك بالفتح المرأة المكتنزة قال وصابه الضَّناك بالكسر ورجل ضُنأَكُ على فُعْلَلٍ مهموز الألف وهو الصُّلْب المعصوب اللحم والمرأة بعينها على هذا اللفظ ضُنْأَكَة

ضوك
تَضَوَّكَ في عَذِرته تَضَوُّكاً تلطخ بها قال يعقوب رواها اللحياني عن أبي زياد بالضاد المعجمة وعن الأصمعي بالصاد المهملة قال وقال أَبو الهيثم العُقَيلي توَرَّك فيه تَوَرُّكاً إذا تَلَطَّخ وروى أَبو تراب عن عَرَّام رأَيت ضُوَاكَةً من الناس وضَوِيكَة أَي جماعة وكذلك من سائر الحيوان ويقال اضْطَوَكُوا على الشيء واعْتَلَجُوا وادَّوَّسُوا
( * قوله « وادوسوا » وهكذا في الأصل ) إذا تنازعوه بشدة

ضيك
ضاكتِ الناقة تَضِيك ضَيكاً تَفاجَّتْ من شدة الحر فلم تقدر أَن تضم فخذيها على ضَرْعها وهي ضائك من نُوق ضُيَّك عن ابن الأَعرابي وأَنشد ألا تَراها كالهِضابِ بُيَّكَا مَتالِياً جَنْبَى وعُوذاً ضُيَّكا ؟ أَبو زيد الضَّيَكانُ والحَيَكانُ في مشي الإنسان أَن يحرِّك فيه منكبيه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم

عبك
العَبْكُ خَلْطُكَ الشيءَ عَبَك الشيء بالشيء يَعْبُكُه عَبْكاً لَبَكه وعَبَكه به أيضاً خَلَطه والعَبَكة القطعة من الشيء يقال ما ذُقْتُ عَبَكةً ولا لَبَكة وقيل العَبَكة الكف من السَّويق أَو القطعةُ من الحَيْس وقيل الكِسْرة وما أَغْنَى عني عَبَكةً أَي ما يتعلق في السقاء من الوَضَر ويقال ذلك للشيء الهين وقيل العَبَكة مثلُ الحَبَكة وهي الحبة من السويق واللَّبَكةَ قطعة ثريد أو لقمة منه وما في النِّحْيِ عَبَكة أَي شيء من السمن مثل عَبَقَة ومنه قولهم ما أُباليه عَبَكةً قال ابن بري ورجل عَبَكةٌ أَي بغيض هِلْيَاجة

عبنك
رجل عَبَنَّك صُلْب شديد وفي التهذيب جَمل عَبَنَّكٌ

عتك
عَتَكَ يَعْتِكُ عَتْكاً كَرَّ وفي التهذيب كرَّ في القتال وعَتَكَ عَتْكَةً مُنْكَرة إذا حمل وعَتَك الفرسُ حَمَل للعَضِّ قال نُتْبِعهُم خَيْلاً لنا عَواتِكَا في الحرب حُرْداً تَركَبُ المَهالكا أَي مُغْتاظة عليهم ويروى عَوانكا وعَتَك في الأرض يَعْتِك عُتُوكاً ذهب وحده وعَتَك عليه يضربه حَمَلَ عليه حَمْلةَ بَطْش وعَتَك عليه بخير أَو شرّ اعترض وعَتَك على يمين فاجرة أَقْدَم والعاتِك الراجع من حال إلى حال وعَتَكَ فلان بفلان يَعْتِك به إذا لزمه وعَتَكتِ المرأةُ على زوجها نَشَزَت وعَتَكَتْ على أَبيها عصته وغلبته وقال ثعلب إنما هو عَنَكت بالنون والتاء تصحيف وعَتَكَ القومُ إلى موضع كذا إذا عدلوا إليه قال جرير سارُوا فلستُ على أَني أُصِبْتُ بهم أَدْري على أَيِّ صَرْفَيْ نِيَّةٍ عَتَكوا ورجل عاتك لَجُوجٌ لا يَنْتَهي ولا يَنْثَني عن أَمر وأَنشد الأَزهري هنا نُتْبعهم خيلاً لنا عواتِكا وعَتَكَتِ القَوْسُ تَعْتِك عَتْكاً وعُتوكاً وهي عاتِك احْمَرَّت من القِدَم وطول العهد والعاتِكة القوس إذا قَدُمَتْ واحْمَرَّت وامرأة عاتكة مُحْمَرَّة من الطِّيب وقيل بها رَدْعُ طِيبٍ وسميت المرأَة عاتكة لصفائها وحُمْرتها وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم يوم حنين أَنا ابن العَواتك من سُلَيْم العواتك جمع عاتكة وأَصل العاتكة المُتَضَمِّخة بالطيب ونخلة عاتكة لا تأتَبِر أَي لا تقبل الإبار وهي الصَّلُودُ تحمل الشِّيصَ والعواتك من سُلَيم ثلاث يعني جداته صلى الله عليه وسلم وهنّ عاتكة بنت هِلال بن فالَج بن ذَكْوان أم عبد مناف بن قصيّ جدّ هاشم وعاتكة بنت مُرّة بن هلال بن فالَج بن ذكوان أُم هاشم بن عبد مناف وعاتكة بنت الأَوْقَص بن مُرَّة بن هلال بن فالَج بن ذكوان أُم وهب بن عبد مناف بن زُهْرة جد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَبي أُمه آمنة بنت وهب فالأُولى من العواتك
( * قوله « فالأولى من العواتك إلخ » عبارة النهاية فالأولى من العواتك عمة الثانية والثانية عمة الثالثة ) عَمَّةُ الوُسْطَى والوُسطى عمةُ الأُخرى وبنو سليم تَفْخَرُ بهذه الولادة ولبني سُلَيم مَفاخِر منها أَنها أَلَّفَتْ معه يوم فتح مكة أَي شهده منهم أَلفٌ وأَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَدَّم لواءَهم يومئذ على الألْوِية وكان أحمر ومنها أَن عمر كتب إلى أهل الكوفة والبصرة ومصر والشام أن ابعثوا إلي من كل بلد أَفضلَه رجلاً فبعث أَهل الكوفة عُتْبة بن فَرْقَدٍ السُّلَمي وبعث أَهل البصرة مُجاشِعَ بن مسعود السُّلَمي وبعث أهل مصر مَعْنَ بن يزيد السُّلَمِي وبعث أَهل الشام أَبا الأعْوَر السُّلَمِي وسائر العَواتك أُمهاتِ النبي صلى الله عليه وسلم من غير بني سُلَيْم قال ابن بَرِّي والعواتك اللاَّتي ولدنه صلى الله عليه وسلم اثنتا عشرة اثنتان من قريش وثلاث من سُليم هن اللواتي أسميناهن واثنتان من عَدْوان وكنانية وأسدية وهُذَلية وقُضاعية وأَزْدية وأَحمر عاتك شديد الحُمْرة والعَتِيك الأَحمَر من القِدَم وهو نعت وأَحمر عاتكٌ وأَحمر أَقْشَر إذا كان شديد الحُمْرة ولون عاتك خالص أَيّ لون كان والعاتك الخالص من كل شيءٍ ولون وعِرْقٌ عاتِك أَصفر وعَتَكَ اللبنُ والنبيذ يَعْتِكُ عُتوكاً اشتدت حُموضته ونبيذ عاتك إذا صفا أَبو عبيد في باب لُزوق الشيء عَسِقَ وعَبِقَ وعَتَكَ والعاتِك من اللبن الحازِرُ وعَتَكَ اللبنُ والشيءُ يَعْتِكُ عَتْكاً لَزِقَ وعَتَكَ به الطيبُ أَي لَزِقَ به وعَتَك البولُ على فخذ الناقة أَي يَبِسَ وكلُّ كريم عاتِك وأَقام عَتْكاً أَي دَهْراً عن اللحياني والمعروف عَنْكاً وعَتِيكٌ أَبو قبيلة من اليمن وقيل العَتِيك بالألف واللام فَخِذٌ من الأزد عن كراع والنسبة إليها عَتَكِيٌّ وعَتِيك حيٌّ من العرب والعَتْكُ اسم جبل قال ذو الرمة فَلَيْتَ ثَنايا العَتْكِ قبل احْتِمالِها شَواهِقُ يَبلُغْنَ السَّحابَ صِعابُ

عثك
كالعَثَكُ والعُثَكُ والعُثُكُ عِرْق النخل خاصةً

عدك
عَدَكَة يَعْدِكه عَدْكاً ضربه بالمِطْرَقة وهي المِعْدَكَة

عرك
عَرَكَ الأدِيمَ وغيره يَعْرُكه عَرْكاً دَلَكَه دَلْكاً وعَرَكْتُ القوم في الحرب عَرْكاً وعَرَك بجنبه ما كان من صاحبه يَعْرُكه كأنه حكه حتى عَفَّاه وهو من ذلك وفي الأَخبار أَن ابن عباس قال للحُطَيئة هلاً عَرَكْتَ بجَنْبك ما كان من الزِّبْرِقانِ قال إذا أَنتَ لم تَعْرُكْ بجَنْبك بعضَ ما يَرِيبُ من الأَدْنَى رماك الأَباعِدُ وأَنشد ابن الأَعرابي العَارِكِينَ مَظَالِمِي بجُنُوبِهم والمُلْبِسِيَّ فثَوْبُهم ليَ أَوْسَعُ أَي خيرهم عليَّ ضافٍ وعَرَكه الدَّهْر حَنَّكه وعَرَكَتْهم الحربُ تَعْرُكهم عَرْكاً دارت عليهم وكلاهما على المَثل قال زهير فتعْرُكُكم عَرْكَ الرَّحَى بِثفَالِها وتَلْقَحْ كِشافاً ثم تَحْمِلْ فتُتْئِمِ
( * في ديوان زهير تُنتَج بدل تحمِل الثِّفَالُ الجلدة تجعل حول الرحى تمسك الدقيق والعُراكة والعُلالة والدُّلاكة ما حلبتَ قبل الفِيقَةِ الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقَةُ الثانية والمَعْرَكة والمَعْرُكة بفتح الراء وضمها موضع القتال الذي يَعْتَرِكون فيه إذا الْتَقَوْا والجمع مَعَارِك وفي حديث ذمّ السوق فإنها مَعْركة الشيطان وبها ينصب رايته قال ابن الأثير المَعْرَكة والمُعْتَرك موضع القتال أَي مَوْطن الشيطان ومحله الذي يأوي إليه ويكثر منه لما يجري فيه من الحرام والكذب والرِّبا والغَصْب ولذلك قال وبها ينصب رايته كناية عن قوة طمعه في إغوائهم لأن الرايات في الحروب لاتنصب إلاّ مع قوَّة الطمع في الغلبة وإلاَّ فهي مع اليأس تُحَطُّ ولا ترفع والمُعارَكة القتال والمُعْتَرك موضع الحرب وكذلك المَعْرَك وعارَكهُ مُعارَكة وعِراكاً قاتَله وبه سُمِّيَ الرجل مُعاركاً ومُعْتَرَكُ المَنايا ما بين الستين إلى السبعين واعْترَك القوم في المَعْرَكة والخصومة اعْتَلَجُوا واعْتِراك الرجال في الحروب ازدحامهم وعَرْك بعضهم بعضاً واعْتَرَك القومُ ازْدَحموا وقيل ازدحموا في المُعْتَرَك والعِراكُ ازدحام الإبل على الماء واعْتَركت الإبل في الوِرد ازدحمت وماءٌ مَعْروكٌ أَي مُزْدَحم عليه قال سيبويه وقالوا أَرْسَلَها العِراكَ أَي أَوردها جميعاً الماء أَدخلوا الألف واللام على المصدر الذي في موضع الحال كأنه قال اعْتِراكاً أَي مُعْتَرِكةً وأَنشد قول لبيد يصف الحمار والأُتن فأَرْسَلَها العِراكَ ولم يَذدُها ولم يخشْفِقْ على نَغَصِ الدِّخال قال الجوهري أَوْرَدَ إِبله العِراكَ ونُصِبَ نَصْبَ المصادر أَي أَوردها عِراكاً ثم أَدخل عليه الألف واللام كما قالوا مررت بهم الجَمّاءَ الغَفِيرَ والحمدَ لله فيمن نصب ولم تغير الألف واللام المصدر عن حاله قال ابن بَرِّي العِراك والجمّاء الغَفِير منصوبان على الحال وأَما الحمد لله فعلى المصدر لا غير والعَرِكُ الشديد العلاج والبطش في الحرب وقد عَرِكَ عَرَكاً قال جرير قد جَرَّبَتْ عَرَكي في كلِّ مُعْترَكٍ غُلْبُ الأُسُودِ فما بالُ الضَّغابيسِ ؟ والمُعارِك كالعَرِك والعَرْكُ والحازّ واحد وهو حَزّ مِرْفَق البعير جَنْبَه حتى يُخلُصَ إلى اللحم ويقطع الجلد بحَزِّ الكِرْكِرة قال ليس بِذي عَرْكٍ ولا ذِي ضَبِّ وقال الشاعر يصف البعير بأنه بائن المِرْفَق قليلُ العَرْكِ يَهْجُرُ مِرْفَقاها وفي حديث عائشة رضي الله عنها تصف أباها عُرَكَةٌ للأذاة بجَنْبه أَي يحتمله ومنه عَرَك البعيرُ جَنْبه بمرفقه إذا دلكه فأَثر فيه والعَرَكْرَكُ كالعارِكِ وبعير عَرَكْرَك إذا كان به ذلك قال حَلْحَلَة بنُ قَيْسِ بن أَشْيَمَ وكان عبد الملك قد أَقعده ليُقادَ منه وقال له صَبْراً حَلْحَلُ فقال مجيباً له أَصْبَرُ من ذِي ضاغطٍ عَرَكْرَك أَلْقَى بَوانِي زَوْرهِ لِلمَبْرَكِ والعَرَكْركُ الجَمَلُ القوي الغليظ يقال بعير ضاغِطٌ عَرَكْرَكٌ وأَورد الجوهري هنا أيضاً رجز حَلْحلة المذكور قبله وبعض العرب يقول للناقة السمينة عَرَكْرَكَة وجمعها عَرَكْرَكات أَنشد أَعرابي من بني عُقَيْل يا صاحِبَيْ رحْلي بليلٍ قُوما وقَرِّبا عَرَكْرَكاتٍ كُوما فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي لرجل من عُكْلٍ يقوله لليلى الأَخيلية حَيَّاكة تَمْشِي بعُلْطَتينِ وقارِمٍ أَحْمَر ذي عَرْكَيْنِ فإنما يعني حِرَها واستعار لها العَرْك وأَصله في البعير وعَرِيكَةُ الجمل والناقة بقية سَنامها وقيل هوالسنام كله قال ذو الرمة خِفاف الخُطى مُطْلَنْفِئات العَرائِك وقيل إنما سمي بذلك لأن المشتري يَعْرُك ذلك الموضع ليعرف سمنه وقوّته والعَرِيكَة الطبيعية يقال لانَتْ عَرِيكَتُه إذا انكسرت نَخْوَتُه وفي صفته صلى الله عليه وسلم أَصْدَقُ الناس لَهْجَةً وأَلْيَنُهُمْ عَرِيكَةً العريكة الطبيعة يقال فلان لَيِّنُ العَريكة إذا كان سََلِساً مطاوعاً منْقاداً قليل الخلاف والنُّفُور ورجل لَيِّنُ العَرِيكة أي لَيِّنُ الخُلُق سَلِسُه وهو منه وشديد العريكة إذا كان شديد النفس أَبِيّاً والعَريكة النَّفْس يقال إنه لصَعْب العَرِيكة وسهل العَرِيكة أَي النفس وقول الأَخطل من اللَّواتي إذا لانَتْ عَرِيكَتُها كان لها بعدها آلٌ ومَجْلُودُ قيل في تفسيره عريكتها قوّتها وشدّتها ويجوز أَن تكون مما تقدّم لأَنها إذا جَهَدَتْ وأَعْيَتْ لانَتْ عَرِيكتها وانقادَتْ ورجل مَيْمُونُ العَرِيكة والحَرِيكة والسَّلِيقَة والنَّقِيبَة والنَّقِيمَةِ والنَّخِيجَةَ والطَّبِيعَةِ والجَّبِيلَةِ بمعنى واحد والعَرَكِيَّة المرأة الفاجرة قال ابن مُقْبل يهجو النجاشي وجاءتْ به حَيَّاكَةٌ عَرَكِيَّةٌ تَنَازَعَها في طُهْرِها رَجُلانِ وعَرَك ظهر الناقة وغيرها يَعْرُكُه عَرْكاً أَكثر جَسَّه ليعرف سمنها وناقة عَرُوك مثل الشَّكُوكِ لا يعرف سمنها إلا بذلك وقيل هي التي يشك في سَنامها أَبه شحم أَم لا والجمع عُرُكٌ وعَرَكْتُ السَّنام إذا لمسته تنظر أَبه طِرْق لا وعَرِيكة البعير سَنامُه إذا عَرَكه الحِمْلُ وجمعها العَرائك ولقيته عَرْكَةً أَو عَرْكَتَيْن أَي مرة أَو مرتين لا يستعمل إلا ظرفاً ولقيته عَرَكاتٍ أَي مرات وفي الحديث أَنه عاوَدَه كذا كذا عَرْكَةً أَي مرة يقال لقيته عَرْكَة بعد عَرْكة أي مرة بعد أُخرى وعَرَكه بشَرٍّ كرّره عليه وقال اللحياني عَرَكَه يَعْرُكه عَرْكاً إذا حمل الشر عليه وعَرَك الإبلَ في الحَمْضِ خَلاَّها فيه تنال منه حاجتها وعَرَكتِ الماشيةُ النبات أَكلته قال وما زلْت مثلَ النَّبْتِ يُعْرَكُ مَرَّةً فيُعْلَى ويُولَى مَرَّةً ويَثُوبُ يُعْرَكُ يؤكَلُ ويُولَى من الوَلْيِ والعَرْك من النبات ما وُطِئ وأُكل قال رؤُبة وإنْ رَعاها العَرْكَ أَو تَأنَّقا وأرض مَعْروكة عَركَتْها السائمةُ حتى أَجْدَبَتْ وقد عُرِكَتْ إذا جَرَدتْها الماشيةُ من المَرعى ورجل مَعْروك أُلِحَّ عليه في المسألة والعِراك المَحِيضُ عَرَكَتِ المرأَة تَعْرُك عَرْكاً وعِراكاً وعُرُوكاً الأُلى عن اللحياني وهي عارِكٌ وأَعْرَكَتْ وهي مُعْرِكٌ حاضت وخَصَّ اللحياني بالعَرْك الجاريةَ وفي الحديث أن بعض أَزواج النبي صلى الله عليه وسلم كانت مُحْرِمَة فَذَكَرَت العِراكَ قبل أن تُفِيضَ العِراك الحَيْضُ وفي حديث عائشة حتى إذا كنا بسَرِفَ عَرَكْتُ أَي حِضْتُ وأَنشد ابن بري لحُجْر بن جليلة فغَرْت لَدى النُّعْمانِ لَمَّا رأَيته كما فَغَرَتْ للحَيْضِ شَمْطاءُ عارِكُ ونساء عَواركُ أعي حُيَّض وأَنشد ابن بري أَيضاً أَفي السِّلْمِ أعْياراً جَفاءً وغِلْظَةً وفي الحَرْبِ أَمْثالَ النساءِ العوارِكِ ؟ وقالت الخَنْساء لا نَوْمَ أَو تَغسِلُوا عاراً أَظَلَّكُمُ غَسْلَ العوارِكِ حَيضاً بعد إطْهارِ والعَرْكُ خُرْءُ السباع والعَرَكِيُّ صَيَّادُ السمك وفي الحديث أن العَرَكِيّ سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الطُّهُور بماء البحر العَرَكِيُّ صَيَّادُ السمك وجمعه عَرَكٌ كَعَربِيٍّ وعَرَب وهم العُروك قال أُمية بن أَبي عائذ وفي غَمْرَةِ الآل خلْتُ الصُّوَى عُرُوكاً على رائسٍ يَقْسِمُونا رائس جبل في البحر وقيل رئيس منهم قال ابن الأَثير وفي كتابه إلى قوم من اليهود إن عليكم رُبْعَ ما أَخرَجَتْ نَخْلُكم ورُبْع ما صادَتْ عُرَوكُكُمْ ورُبُعَ المِغْزل قال العُرُوك جمع عَرَك بالتحريك وهم الذين يصيدون السمك وإنما قيل للملاحين عَرَك لأنهم يصيدون السمك وليس بأن العَرَك اسم لهم قال زهير يُغْشي الحُداةُ بهم حُرَّ الكَثيبِ كما يُغْشِي السفائنَ مَوْجَ اللُّجَّةِ العَرَكُ وقال الجوهري روى أَبو عبيدة موج بالرفع وجعل العَرِكَ نعتاً للموج يعني المتلاطم والعرَك الصوت وكذلك العَرِكُ بكسر الراء ورجل عَرِكٌ أي شديد صِرَّيعٌ لا يُطاق وقوم عَرِكُونَ أَي أَشدّاءُ صُرَّاع ورَمْلٌ عَرِيك ومُعْرَوْرِك متداخل والعَرَكْرَكُ الرَّكَبُ الضخم وقيده الأَزهري فقال من أَرْكابِ النساء وقال أَصله ثلاثي ولفظه خماسي والعَرَكْرَكَةُ على وزن فعَلْعَلَة من النساء الكثيرة اللحم القبيحة الرَّسْحاء قال الشاعر وما من هَوايَ ولا شِيمَتي عَرَكْرَكَةٌ ذاتُ لَحْمٍ زِيَمْ وعِرَاك ومُعارِكٌ ومِعْرَك ومِعْرَاك أسماء وذو مُعارِك موضع أَنشد ابن الأَعرابي تُليحُ من جَنْدَلِ ذي مَعارِكِ إلاحَةَ الرومِ من النَّيازِكِ أَي تُلِيح من حَجَر هذا الموضع ويروى من جندلَ ذي مَعارك جعل جندل اسماً للبقعة فلم يصرفه وذي مَعارِك بدل منها كأَنَّ الموضع يسمى بجنْدَلَ وذي مَعارك

عسك
عَسِكَ به عَسَكاً فهو عَسِكٌ لَصِق به ولَزِمَه وكذلك سَدِكَ وزعم يعقوب أن كاف عَسِك بدل من قاف عَسِقَ وتَعَسَّك الرجل في مشيه تَلَوَّى

عضنك
العَضَنَّكُ المرأةُ العَجْزاء اللَّفَّاءُ الكثيرة اللحم المُضْطَربة وقيل هي العظيمة الرَّكّب وقال ابن الأَعرابي هي العَضَنَّكة وقال الليث العَضَنَّكُ المرأة التي ضاق مُلْتَقَى فخذيها مع تَرارَتها وذلك لكثرة اللحم

عفك
رجل أَعْفَكُ لا يُحْسن العملَ بَيِّنُ العَفَك وقيل أَحمق لا يثبت على حديث واحد ولا يتم واحداً حتى يأخذ في آخر غيره وهو المُخَلَّع من الرجال أَيضاً وأَنشد الليث صاحِ أَلَمْ تَعْجَبْ لقوْلِ الضَّيْطَرِ الأَعْفَكِ الأَحْدَلِ ثم الأَعْسَرِ والأَعْفَكُ الأَعْسَرُ وقيل هو الأَحمق فقط وقد عَفِكَ وعَفْكاً فهو عَفِكٌ قال الراجز ما أَنتَ إلا أَعْفَكٌ بَلَنْدَمُ هَوْهَاءةٌ هِرْدَبَّةٌ مُزَرْدَمُ والعَفِيكُ اللَّفِيكُ المُشْبَعُ حُمْقاً وقال ابن الأَعرابي رجل عَفِكٌ لَفِكٌ عفِتٌ مَدِشٌ فَدِشٌ أَي خَرِقٌ وامرأة عَفْتاء وعَفْكاء ونَفْتاء إذا كانت خرْقاء والعَفَكُ والعَفَتُ يكون العُسْرَ والخُرْقَ وعَفَكَ الكلامَ يَعْفِكه عَفْكاً لم يُقِمْهُ وحكي عن بعض العرب أَنه قال هؤلاء الطَّمَاطِمة يَعْفِكون القول عَفْكاً ويَلْفِتُونه لَفْتاً والعََفَّاك الذي يَرْكَبُ بعضُهُ بعضاً من كل شيء عن كراع

عكك
العُكَّة والعِكَّة والعَكَّةُ والعَكَكُ والعَكيك شدة الحرّ مع سكون الريح والجمع عِكاك ويوم عَكٌّ وعَكِيكٌ شديد الحرّ بغير ريح قال ثعلب هو يوم عَكٌّ وعَكِيكٌ شديد الحرّ مع لَثَقٍ واحْتباسِ ريح حكاها في أَشياء إِتْباعيَّة فلا أَدري أَذَهَبَ بأَكٍّ إلى الإتباع أَم ذهب فيه إلى أنه الشديد الحرّ أَكَّةٌ كذلك وقد عَكَّ يومُنا يَعِكّ عَكّاً وقال الليث العَكَّة والعُكَّةُ فورة شديدة في القَيْظ وهو الوقت الذي تَرْكُد فيه الريح وفي لغة أُخرى أَكَّةٌ وقال ابن بري العَكِيكُ والعِكاكُ قال الطرماح تُرَجّي عِكاكَ الصَّيْفِ أَخْصامها العُلا وما نَزَلَتْ حَوْلَ المِقَرِّ على عَمْدِ ويومٌ عَكيكٌ وذوعكيك حارٌ وحَدٌّ عَكيكٌ شديد قال طرفة يصف جارية تطردُ القُرّ بِحَدٍّ صادقٍ وعليكَ القَيْظِ إن جاء بِقُدّ في الحديث حديث عُتْبة بن غَزْوانَ وبناء البَصْرة ثم نزلوا وكان يَوْم عِكاكٍ وقال العِكاكُ جمع عَكَّة وهي شدّة الحر والعُكَّة الرملة الحارّة وفي التهذيب العُكَّة رملة حميت عليها الشمس والجمع عِكاكٌ والعَكَّةُ عُرَوَاء الحُمَّى وقد عُكَّ أي حُمَّ وعكّتْه الحُمَّى عَكّاً لزمته وأَحَمَّتْه حتى تُضْنِيه وعُكَّ إذا غلى من الحرّ أَيضاً والعُكَّة للسَّمْن كالشَّوْكَة للبن وقيل العُكَّة أَصغر من القِرْبة للسمن وهو زُقَيْقٌ صغير وجمعها عُكَكٌ وعِكَاكٌ وفي الحديث أَن رجلاً كان يُهْدِي للنبي صلى الله عليه وسلم العُكَّةَ من السمن والعسل قال ابن الأثير في النهاية وهي وعاء من جلود مستدير يختص بهما وهو بالسمن أَخص قال أَبو القَمْقام الأَعرابي غبْتُ غَيْبة عن أَهلي فقَدِمْتُ فقَدَّمتْ إليّ امرأَتي عُكَّتين صغيرتين من سمن ثم قالت لي حَلِّني اكْسُني فقلت تَسْلأُ كلُّ حُرَّةٍ نِحْيَيْنِ وإنما سَلأْتِ عُكَّتَينِ ثم تقولي اشْتَرِ لي قُرْطَيْنِ قَرَّطَكِ اللهُ على الأُذْنَيْنِ عَقارِباً تَمْشِي وأَرْقَمَيْنِ وعَكَّه بشرّ كَرّره عليه هذه عن اللحياني وعَكَّ الرجلَ يَعُكّه عَكّاً حَدجَثه بحديث فاستعاده مرتين أو ثلاثاً وكذلك عَكَكْته الحديث وفي حواشي بعض التهذيب الموثوق بها عن ابن الأَعرابي أنه سئل عن شيء فقال سوف أَعُكُّه لك يريد أُفَسِّره وعَكَّه يَعُكُّه عَكّاً حبسه وإبل مَعْكُوكَة أَي محبوسة وعَكَّه عن حاجته يَعُكُّه عَكّاً عَقَله وصَرَفه مثل عَجَسَه وكذلك إذا مَطَلَه بحق وقال ابن الأَعرابي في قول رؤبة ماذَا تَرى رَأْيَ أَخٍ قد عَكَّا
( * قوله « ماذا ترى إلخ » صدره كما في شرح القاموس يا ابن الرفيع حسباً وبنكا )
قال عَكَّ الرجلُ إذا أَقام واحْتَبَس وعَكَّه بالحجة يَعُكُّه عَكّاً قهره وعَكَّني بالأمر عَكّاً إذا ردّده عليك حتى يُتْعِبَك وكذلك عَكَّه بالقول عَكّاً إذا ردّه عليه متعنتاً وعَكَّ عليه عَطَف كَعاكَ وفرس مِعَكٌّ يجري قليلاً ثم يحتاح إلى الضرب ورجل مِعَكٌّ إذا كان ذا لَدَد والتواء وخصومة وعَكَّه بالسوط ضربه وعَكٌّ قبيلة وقد غلب على الحيّ والعَكَوَّك القصير المُلَزَّزُ المُقْتَدِرُ الخَلْقِ وأَنشد لِدَلَمٍ أَبي زُعَيْبٍ العَبْشَمِيّ لما رأَيتُ رَجُلاً دِعْكايَهْ عَكَوَّكاً إذا مشى دِرْحايَه وقيل هو السمين وقيل الصُّلب الشديد قال نِجادٌ الخَيْبَري عَكَوَّك المِشْيَةِ كالقَفَنْدَرِ قال الجوهري عَكَوَّكٌ فَعَلَّع بتكرير العين وليس من المضاعف قال ابن بري عَكَوَّكٌ فَعَوَّلٌ وليس فعَلَّع كما ذكر الجوهري ومكان عَكَوَّك غليظ صُلْب وقيل سَهْل قال إذا هَبَطْنَ مَنْزِلاً عَكَوَّكا كأَنما يَطْحَنَّ فيه الدَّرْمَكا والهاء لغة وأَما قول العجاج عَكٌّ شَدِيدُ الأَمْرِ قُسْبُرِيُّ قال أَبو زيد العَكُّ الصلب الشديد المجتمع وعَكَوَّكٌ اسم رجل وعُكَّةُ العِشارِ أَيضاً لَوْنٌ يعلو النُّوق عند لِقاحها وقد أَعَكَّتِ الناقةُ العُشَراء تُعِكُّ إذا تبدَّلت لوناً غير لونها والإسم العُكّة وكذلك إذا سمنت فأخصبت وعَكُّ بن عَدْنان أَخو مَعَدٍّ وهو اليوم في اليمن هذا قول الليث وقال بعض النسابين إنما هو مَعَدُّ بن عدنان فأما عَكُّ فهو ابن عُدْثان بالثاء وعدثان بالثاء المثلثة من ولد قحطان وعدنان بالنون من ولد إسمعيل وقولهم ائتَزَرَ فلانٌ إزْرةَ عَكَّ وَكَّ وإزْرَة عَكَّى وهو أَن يُسْبِل طَرَفَيْ إزاره ويضم سائره وأَنشد ابن الأَعرابي إزْرَتُه تَجِدْهُ عَكَّ وَكَّا مِشْيَتُه في الدار هاكَ رَكَّا
( * قوله تَجِدْه بالجزم هكذا في الأصل )
قال وهاكَ رَكَّ حكاية تبختره وعَكَّةُ اسم بلد في الثُّغور وفي الحديث طُوبى لمن رأَى عَكَّةَ قال الفراء يقال هذه أَرضُ عُكَّةٍ بإضافة وغير إضافة إذا كانت حارّة وأَنشد بِبلدةِ عُكَّةٍ لَزِجٍ نَداها تَضَمَّنَتِ السَّمائمَ والذُّبابا والعُكَّةُ تكون مع الجَنُوب والصِّبا وقال ساجع العرب إذا طلعت العُذْرة لم يبق بعُمانَ بُسْرة ولا لأَكَّارٍ بُرَّة وكانت عُكَّةٌ نُكْرة على أَهل البصرة وفي حاشية التهذيب رواية الليث نكرة بالنون قال ثعلب والصحيح بكرة بالباء وفي الحاشية قال الجرجاني هذا الباب كله راجع إلى معنى واحد وهو تَرَدُّد الشيء وتكاتفه تقول ما زلتُ أَعُكُّهُ بالقول حتى غضب أَي أُردِّدُ عليه الكلام ومنه عَكَّتْه الحُمَّى ومنه عُكَّة السمن لأنه يُكْنَزَُ فيها كَنْزاً ويقال سمنت المرأة حتى صارت كالعُكَّة ومنه قيل لليوم الحار يوم عَكٌّ وعَكِيكٌ يريد شدَّة احْتِدامه وتكائفه قال وهذا قول المبرد

علك
: عَلَكَتِ الدابةُ اللجامَ تَعْلُكه عَلْكاً : لاكَتْه وحركته في فيها قال النابغة الذبياني : خَيْلُ صيامٌ وخيلٌ غيرُ صائمةٍ تحتَ العَجاجِ وأُخْرى تَعلُك اللُّجُما و عَلَكَ نابَيْه : حَرَقَ أَحدهما بالآخر فحدث بينهما صوت قال العُجَيرُ السَّلوليُّ : فجئتُ وخَصْمِي يَعْلُكونَ نُيوبَهم كما وُضِعَتْ تحتَ الشِّفارِ عَزُوزُ و عَلَكَ الشيءَ يَعْلُكه و يَعْلِكُه عَلْكاً : مَضَغه ولَجْلَجه . وطعام عالك و عَلِكٌ : مَتِينُ المَمْضغة . و العِلْكُ : ضرب من صمغ الشجر كاللُّبان يمضغ فلا يَنماع والجمع عُلوك و أَعْلاك وقد عَلَكه وبائعه عَلاَّك . وما ذُقْتُ عُلاكاً أَي ما يُعْلَك . وفي الحديث : أَنه مرّ برجل وبُرْمَتُه تَفور على النار فتَنَاوَل منها بَضْعَةً فلم يزل يَعْلُكُها حتى أَحرم في الصلاة أَي يَمْضَغُها . و عَلَّكَ القِرْبة بالتشديد : أَجاد دبغها عن أَبي حنيفة . و عَلَّكَ مالَه : أَحسن القيام عليه قال : وكائنْ من فَتىً سَوْءٍ تَراه يُعَلِّكُ هَجْمَةً : حُمْراً وجُونا وشيءٌ عَلِكٌ أَي لَزِجٌ . و عَلَّكَ يديه على ماله : شَدَّهما من بخله فلم يَقْرِ ضيفاً ولا أَعطى سائلاً . و العَلِكَةُ : شِقْشِقَةُ الجمل عند الهدير قال رؤبة : يَجْمَعْنَ رَاراً وهَدِيراً مَحْضاً في عَلِكاتٍ يَعْتَلِينَ النَّهْضا و العَلك و العُلاكُ : شجر ينبت بالحجاز قال أَبو حنيفة : هو شجر لم أَسمع له بِحِلْيةَ . وفي حديث لجرير بن عبد الله : أَن النبي سأَله عن منزله ببيشَةَ فوصفها جرير فقال : سَهْلٌ ودَكْداك وَسَلَمٌ وأَراك وحَمْضٌ و عَلاك العَلاك : شجر ينبت بناحية الحجاز ويروى بالنون وسنذكره في موضعه ويقال له العَلَكُ أَيضاً قال لبيد : لَتَبَقَّطَتْ عَلَكَ الحِجازِ مُقيمةً فَجُنوبَ ناصِفَةٍ لِقاحُ الحَوْأَبِ و العَوْلَكُ : عِرْق في رحم الشاة وهو أَيضاً عِرْق في الخيل والحُمُر والغنم يكون غامضاً في البُظارة داخلاً فيها والبُظارة بين الأَسْكَتَيْن وهما جانبا الحَياء واستعار بعضُ الرُّجَّاز ذلك للنساء فقال : يا صاحِ ما أَصْبَر ظَهْرَ غَنَّامْ خَشِيتُ أَن تَظْهَر فيه أَوْرامْ من عَوْلَكَينِ غَلَبا بالإِبْلامْ وذلك أَن امرأَتين كانتا ركبتا هذا البعير الذي يقال له غنَّام . وجمعُ العَوْلَكِ : عَوالِكُ . وفي الصحاح : العَوْلَكُ عرق في الرحم ولم يخصص ثم قال ما قلناه وذكر الرجز ونسبه إِلى العَدَبَّسِ الكِناني وقال : إِن البعير المركوب أَيضاً له . وشَعر مُعْلَنْكِكٌ : كثير متراكب . و اعْلَنْكَكَ أَي اعْلَنْكَدَ واجتمع . قال ابن بري : و المِعْلاك شيء كالسهم يرمى به

عنك
عَنَكَ الرَّمْلُ يَعْنُكُ عُنُوكاً وتَعَنَّكَ تعَقَّد وارتفع فلم يكن فيه طريق ورَملة عانِكٌ فيها تَعَقُّد لا يقدر البعير على المشي فيها إلا أَن يَحْبُوَ يقال قد أَعْنَك البعيرُ ومنه قول رؤبة أَوْدَيْتَ إن لم تَحْبُ حَبْوَ المُعْتَنِك يقول هلكتَ إن لم تحملْ حَمالَتي بجَهْد واعْتَنَك البعير واستَعْنَك حَبَا في العِانِكِ فلم يقدر على السير وأَعنَكَ الرجلُ وقع في العِنْكة واحدها عِنْك وهو الرمل الكثير وفي حديث أُم سلمة ما كان لك أَن تُعَنِّكيها التَّعْنيك المشقة والضيق والمنع من اعْتَنَك البعيرُ إذا ارْتَطَمَ في الرمل لا يقدر على الخلاص منه أَو من عَنَك البابَ وأَعْنَكَه إذا أَغلقه وقد روي ما كان لك أَن تُعَنِّقِيها بالقاف وقد تقدم ذكره وقد مر في ترجمة علك في وصف جرير منزله بِبيشَة وحُموض وعَلاك وقع هذا الحرف على رواية الطبراني وعَنَاك بالنون وفسر بالرمل والرواية باللام وقد تقدم ذكره وعَنَكَت المرأةُ على زوجها نَشَزت وعلى أَبيها عصته ورواه ابن الأَعرابي عَتَكَتْ بالتاء وعَنَكَ الفرسُ حَمَلَ وكرَّ قال نُتْبعُهم خَيْلاً لنا عَوانِكا ورواه ابن الأَعرابي بالتاء أَيضاً وقد تقدم والعَانِكُ اللازم والتاء أَعلى الليث والعَانِكُ الأَحمر يقال دم عانكٌ وعِرْق عانِك إذا كان في لونه صفرة وأَنشد أَو عانِكٍ كَدمِ الذبيح مُدامِ والعانِكُ من الرمل في لونه حمرة قال الأَزهري كل ما قاله الليث في العانك فهو خطأ وتصحيف والذي أَراد الليث من صفة الحمرة فهو عاتك بالتاء وقد تقدم وقال أَيضاً عن ابن الأَعرابي سمعت أَعرابيّاً يقول أَتانا بنبيذ عاتك يصيّر الناسك مثل الفَاتِك والعانِكُ من الرمال ما تَعَقَّد كما فسره الأَصمعي لا ما فيه حمرة وأَما استشهاده بقوله أَو عانك كدم الذبيح مدام فإن الرواة يروونه أَو عاتق قال وكذا الإيادي فيما رواه وإن كان قد وقع لليث بالكاف فهو عاتك كما رويته عن ابن الأَعرابي والعِنْكُ والعَنْكُ والعُنْكُ سُدْفَةٌ من الليل تكون من أَوّله إلى ثلثه وقيل قِطْعة مظلمة حكاه ثعلب قال والكسر أَفصح والجمع أَعْناك وقد تقدّمت في التاء قال الأَزهري روي لنا عن الأَصمعي أَتانا بعد عِنْك أَي بعد ساعة وهُدُوٍّ ويقال مكث عِنْكاً أَي عَصْراً وزماناً قال أَبو تُراب العِنْك الثلث الباقي من الليل قال الشاعر باتا يَجُوسانِ وقد تَجَرَّما ليلُ التَّمامِ غيرَ عِنْكٍ أَدْهَما وقيل هو الثلث الثاني قال ابن بري يقال عِنْك وعَنْك وعُنْك كما يقال عِنْدٌ وعَنْد وعُنْدٌ وعِنْكُ كل شيء ما عَظُم منه يقال جاءنا من السمك ومن الطعام بِعِنْكٍ أَي بشيء كثير منه والعِنْكُ الباب يَمانية وعَنَكَ البابَ وأَعْنكه أَغلقه يمانية وأَعْنَك الرجلُ إذا تَجَرَ في العُنُوك وهي الأَبواب يقال للباب العِنْك ولصانعه الفَيْتَق والمِعْنَك الغَلَق وعَنَك اللبنُ أَي خَثُرَ

عنفك
العَنْفَكُ الأَحمق وامرأة عَنْفَكٌ وهو عيب والعَنْفَك الثقيل الوَخِمُ

عهك
قال أَبو منصور قرأت في نوادر الأَعراب تركتهم في عَيْهَكَةٍ وعَوْهَكةٍ ومَعْوَكةٍ ومَحْوَكةٍ وعَويكة وقد تعاوَكوا إذا اقتتلوا

عوك
عاكَ عليه يَعُوك عَوْكاً عطف وكرَّ عليه وكذلك عَكَم يَعْكِمُ وعَتَكَ يعْتِكُ وعاكَتِ المرأة تَعُوك عَوْكاً رجعت إلى بيتها فأَكلت ما فيه وفي المثل إذا أَعْياكِ بيتُ جاراتِك فَعُوكِي على ذي بيتِك أَي فارجعي إلي بيتك فكلي ما فيه وقيل معناه كُرِّي على بيتك وعاك على الشيء أَقبل عليه والمَعَاكُ المذهب يقال ما له مَعاكٌ أَي مذهب وما به عَوْكٌ ولا بَوْكٌ أَي حركة ولقيته قبل كل عَوْكٍ وبَوْكٍ أَي قبل كل شيء ابن الأَعرابي لقيته عند أَول صَوْكٍ وبَوْكٍ وعَوْكٍ أَي عند أوّل كل شيء والعائك الكَسُوب عَاكَ مَعاشَه يَعُوكه عَوْكاً ومَعاكاً ابن الأَعرابي عُسْ مَعاشَك وعُكْ مَعاشكَ معاساً ومَعاكاً والعَوْسُ إصلاح المعيشة

عيك
قال ابن سيده عَاكَ عَيَكَاناً مشى وحَرَّكَ مَنْكِبَيْه كَحاكَ والعَيْكُ الشجر الملتف لغة في الأَيكِ واحدته عَيْكَة والعَيْكتانِ بفتح أَوّله على لفظ تثنية عَيْكة موضع في دِيارِ بَجيلة قال تأَبَّط شرّاً ليلةَ صاحُوا وأَغْرَوْا بي سِراعَهُمُ بالعَيْكَتَيْنِ لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرَّاقِ قال الأَخفش ويروى بالعَيْتَتَيْنِ

غسك
أَبو زيد الغَسَكُ لغة في الغَسَق وهو الظُّلْمة

فتك
الفَتْكُ ركوب ما هَمَّ من الأُمور ودَعَتْ إليه النفسُ فَتَك يَفْتِكُ ويَفْتُكُ فَتْكاً وفِتْكاً وفُتْكاً وفُتُوكاً والفَاتِكُ الجَريء الصَّدْرِ والجمع الفُتَّاك ورجل فاتِكٌ جريء وفَتَك بالرجل فَتْكاً وفُتْكاً وفِتْكاً انتهز منه غِرَّة فقتله أَو جرحه وقيل هو القتل أَو الجرح مُجاهَرة وكل من قتل رجلاً غارّاً فهو فاتك ومنه الحديث أَن رجلاً أَتى الزبير فقال له أَلا أَقتل لك عليّاً ؟ قال فكيف تقتله ؟ فقال أَفْتكُ به فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قَيَّد الإيمانُ الفَتْكَ لا يَفْتِكُ مؤمنٌ قال أَبو عبيد الفَتْك أَن يأْتي الرجل صاحبه وهو غارٌّ غافل حتى يَشُدُّ عليه فيقتله وإن لم يكن أَعطاه أَماناً قبل ذلك ولكن ينبغي له أَن يعلمه ذلك قال المُخَبَّل السعدي وإذْ فَتَك النُّعْمانُ بالناسِ مُحْرِماً فَمُلِّئَ من عَوْفِ بن كعبٍ سَلاسِله وكان النعمان بعث إلى بني عوف بن كعب جيشاً في الشهر الحرام وهم آمنون غارّون فقتل فيهم وسبى الجوهري فيه ثلاث لغات فَتْك وفُتْك وفِتْك مثل وَدٍّ ووُدٍّ ووِدٍّ وزَعْمٍ وزُعْم وزِِعْم وأَنشد ابن بري قلْ للغَواني أَما فيكنَّ فاتِكةٌ تَعْلُو اللئيم بضَرْبٍ فيه امْحاضُ ؟ الفراء الفَتْكُ والفُتْكُ الرجل يَفْتِك بالرجل يقتله مجاهرة وقال بعضهم الفِتْكُ وقال الفراء أيضاً فَتَك به وأَفْتَك وذكر عنه اللغات الثلاث ابن شميل تَفَتَّك فلان بأَمره أَي مضى عليه لا يُؤامر أَحداً الأَصمعي في قول رؤبة ليس امْرُؤٌ يَمْضِي به مَضَاؤهُ إلا امْرُؤٌ من فَتْكهِ دَهاؤُهُ أَي مع فَتْكه كقوله الحياء من الإيمان أَي هو معه لا يفارقه قال ومَضاؤه نَفاذه وذهابه وفي النوادر فاتَكْتُ فلاناً مُفاتَكة أَي داوَمته واسْتَأكلته وإبل مُفاتِكَةٌ للحَمْض إذا داومت عليه مُسْتأكِلَة مُسْتَمْرئَةً قال أَبو منصور أَصل الفَتْك في اللغة ما ذكره أَبو عبيد ثم جعلواكل من هَجَمَ على الأُمور العظام فاتِكاً قال خَوَّات ابن جُبَير على سَمْتِها والفَتْكُ من فَعَلاتي والغيلة أَن يَخْدَع الرجلَ حتى يخرج به إلى موضع يَخْفى فيه أَمرُه ثم يقتله وفي مَثَل لا تنفع حِيلَة مع غِيلَة والمُفاتكة مواقعة الشيء بشدّة كالأكل والشرب ونحوه وفاتَكَ الأَمْر واقعه والإسم الفِتاكُ وفاتَكَتِ الإبلُ المرعى أَتت عليه بأَحْناكها وفاتكه أَعطاه ما استام ببيعه فإن ساومه ولم يعطه شيئاً قيل فاتَحَه وفَتَكَ فتْكاً لَجَّ وفتَّكَ القُطْنَ نَفَشه كَفَدَّكَه

فدك
فَدَّكَ القطنَ تَفْدِيكاً نفشه وهي لغة أَزْدية وفَدَكٌ وفَدَكِيٌّ اسمان وفُدَيْكٌ اسم عربي وفَدَكٌ موضع بالحجاز قال زهير لئنْ حَلَلْتُ بِجَوٍّ في بني أَسَدٍ في دِينِ عَمْرو وحالَتْ بيننا فَدَكُ الأَزهري فَدَكٌ قرية بخيبر وقيل بناحية الحجاز فيها عين ونخل أَفاءَها اللهُ على نبيه صلى الله عليه وسلم وكان عليّ والعباس عليهما السلام يتنازعانها وسلمها عمر رضي الله عنه إليهما فذكر عليّ رضي الله عنه أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان جعلها في حياته لفاطمة رضي الله عنها وولدها وأَبى العباس ذلك وأَبو فُدَيْكٍ رجل والفُدَيْكاتُ قوم من الخوارج نسبوا إلى أَبي فُدَيْكٍ الخارجي

فرك
الفَرْك دَلْكُ الشيء حتى ينقلع قِشْرُه عن لبِّه كالجَوْز فَرَكه يَفْرُكه فَرْكاً فانْفَرَك والفَرِكُ المُتَفَرِّك قشره واسْتَفْرَك الحبُّ في السُّنْبُلة سَمِنَ واشتدّ وبُرٌّ فرِيكٌ وهو الذي فُرِكَ ونُقِّي وأَفْرَك الحبُّ حان له أَن يُفْرك والفَرِيك طعام يُفْرك ثم يُلَتّ بسمن أَو غيره وفَرَكْتُ الثوب والسنبل بيدي فَرْكاً وأَفْرَكَ السنبلُ أَي صار فَرِيكاً وهو حين يَصْلُح أَن يُفْرَك فيؤكل ويقال للنبت أَوَّلَ ما يَطْلُع نجَمَ ثم فَرَّخَ وقَصَّبَ ثم أَعْصَفَ ثم أَسْبَلَ ثم سَنْبَل ثم أَحَبَّ وأَلَبَّ ثم أسْفى ثم أَفْرَكَ ثم أَحْصَدَ وفي الحديث نهى عن بيع الحَب حتى يُفْرِكَ أَي يَشْتَدَّ وينتهي يقال أَفْرَكَ الزرعُ إذا بلغ أَن يُفْرَك باليد وفَرَكْته وهو مفروك وفَرِيك ومن رواه بفتح الراء فمعناه حتى يخرج من قشره وثوب مَفْرُوك بالزعفران وغيره صبغ به صبغاً شديداً والفَرَكُ بالتحريك استرخاء أَصل الأُذن يقال أُذن فَرْكاء وفَرِكَةٌ وقيل الفَرْكاء التي فيها رَخاوة وهي أَشدّ أَصلاً من الخَذْواء وقد فَرِكَتْ فيهما فَرَكاً والإنْفِراكُ استرخاء المَنْكِب وانْفَرَك المَنْكِبُ زالت وابِلَتُه من العَضدُ عن صَدَفة الكتف فإن كان ذلك في وابلة الفخذ والورك قيل حُرق الليث إذا زالت الوابلة من العضد عن صدفة الكتف فاسترخى المنكب قيل قد انْفرك منكبه وانْفَركت وابلتُه وإن كان ذلك في وابلة الفخذ والورك لا يقال انْفرك ولكن يقال حُرِقَ فهو مَحْرُوق النضر بعير مَفْرُوك وهو الأَفَكُّ الذي ينخرم منكبه وتَنْفَكُّ العصبةُ التي في جوف الأخْرَم وتَفَرَّك المخنثُ في كلامه ومِشْيَته تَكَسَّرَ والفِرْكُ بالكسر البغْضَةُ عامّة وقيل الفِرْك بغْضَةُ الرجل لامرأَته أَو بغْضة امرأة له وهو أَشهر وقد فَرِكَتْه تَفْرَكُه فِرْكاً وفَرْكاً وفُروكاً أَبغضته وحكى اللحياني فَرَكَتْه تَفْرُكه فُروكاً وليس بمعروف ويقال للرجل أَيضاً فَرِكَها فَرْكاً وفِرْكاً أَي أَبغضها قال رؤبة فَعفَّ عن اسْرارِها بعد الغَسَقْ ولم يُضِعْها بين فِرْكٍ وعَشَقْ وامرأة فاركٌ وفَرُوكٌ قال القطامِيّ لها رَوْضَةٌ في القَلْبِ لم يَرْعَ مِثْلَها فَرُوكٌ ولا المُسْتَعْبِرات الصَّلائِفُ وجمعها فَوارِكُ ورجل مُفَرَّك لا يَحْظى عند النساء وفي التهذيب تُبْغِضهُ النساء وكان امرؤ القيس مُفَرَّكاً وامرأَة مُفَرَّكة لا تحظى عند الرجال أَنشد ابن الأَعرابي مُفَرَّكَة أَزْرى بها عند زَوْجِها ولو لَوَّطَتْه هَيَّبانٌ مُخالِفُ أَي مخالف عن الجَوْدة يقول لو لَطَّخته بالطيب ما كانت إلا مُفَرَّكة لسُوءِ مَخْبُرَتِها كأَنه يقول أَزرى بها عند زوجها مَنْظَرٌ هَيَّبانٌ يَهابُ ويَفْزَع من دنا منه أَي أَن مَنْظَر هذه المرأة شيءٌ يُتحامى فهو يُفْزِع ويروى عند أَهلها وقيل إنما الهَيَّبانُ المخالفُ هنا ابنُه منها إذا نظر إلى ولده منها أَبغضها ولو لطخته بالطيب وفي حديث ابن مسعود أَن رجلاً أَتاه فقاله له إني تزوَّجت امرأة شابة أَخاف أَن تَفْرُكَني فقال عبد الله إن الحُب من الله والفَرْك من الشيطان فإذا دخلت عليك فصلّ ركعتين ثم ادْعُ بكذا وكذا قال أَبو عبيد الفَرْك والفِرْك أَن تُبْغضَ المرأَة زوجها قال وهذا حرف مخصوص به المرأَة والزوجُ قال ولم أَسمع هذا الحرف في غير الزوجين وفي الحديث لا يَفْرُك مؤمنٌ مؤمنةً أَي لا يُبْغِضها كأَنه حث على حسن العشرة والصحبة وقال ذو الرمة يصف إبلاً إذا الليلُ عن نَشْزٍ تَجَلَّى رَمَيْنَهُ بأَمْثالِ أَبْصارِ النِّساء الفَوارِكِ يصف إبلاً شبهها بالنساء الفوارك لأَنهن يَطْمَحْن إلى الرجال ولسن بقاصرات الطرف على الأزواج يقول فهذه الإبل تُصْبِح وقد سَرَتْ ليلها كله فكلما أَشرف لهن نَشَزٌ رمينه بأَبصارهن من النَّشاط والقوَّة على السير ابن الأَعرابي أَولادُ الفِرْك فيهم نجابة لأنهم أَشبه بآبائهم وذلك إذا واقع امرأَته وهي فاركٌ لم يشبهها ولده منها وإذا أَبغض الزوج المرأَة قيل أَصْلَفَها وصَلِفَتْ عنده قال أَبو عبيدة خرج أَعرابي وكانت امرأَته تَفْرُكُه وكان يُصْلِفُها فأَتْبَعَتْه نواةً وقالت شَطَّتْ نواك ثم أَتبعته رَوْثَةً وقالت رَثَيْتُك وراثَ خَبَرُك ثم أَتبعتَه حَصاةً وقالت حاصَ رِزْقُك وحُصَّ أَثَرُك وأَنشد وقد أُخْبِرْتُ أَنكِ تَفْرُكيني وأُصْلِفُكِ الغَداةَ فلا أُبالي وفارَك الرجلُ صاحِبَهُ مفاركة وتارَكة مُتاركَةً بمعنى واحد الفراء المُفَرَّكُ المتروك المُبْغَضُ يقال فارَك فلانٌ فلاناً تاركه وفَرَك بلدَه ووطَنَه قال أَبو الرُّبَيْسِ التغلبي مُراجِع نَجْدٍ بعد فِرْكٍوبِغْضَةٍ مُطَلِّق بُصْرى أَصْمَع القَلْبِ جافِله والفِرِكَّانُ البِغْضَةُ عن السيرافي وفُرُكَّان أَرض زعموا ابن بري وفِرِكَّان اسم أَرض وكذلك فِرِكٌ قال هل تَعْرِفُ الدارَ بأَدْنى ذي فِرِكْ

فرتك
فَرْتَك عَمَله أَفسده يكون ذلك في النسج وغيره وفي النوادر بَرْتَكْتُ الشيءَ بَرْتَكَةً وفَرْتَكْتُه فَرْتَكَةً وكَرْنَفْتُه إذا قطَعْته مثل الذرّ

فرسك
الفِرْسِكُ الخَوْخ يمانية وقيل هو مثل الخَوْخ في القَدْرِ وهو أَجْرَدُ أَحمر وأَصفر قال شمر سمعت حِميْرِيَّة فصيحة سألتها عن بلادها فقالت النخل قُلٌّ ولكن عيشتنا امْقَمْحُ امْفِرْسِكُ امْعِنَبُ امْحَماطُ طُوبٌ أَي طَيِّبٌ فقلت لها ما الفِرْسِكُ ؟ فقالت هو امْتِينُ عندكم قال الأَغلب كَمُزْلَعِبّ الفِرْسِكِ المهالب
( * قوله « المهالب » كذا بالأَصل )
الجوهري الفِرْسِكُ ضرب من الخَوْخ ليس يَتَفَلَّق عن نواه وفي حديث عمر رضي الله عنه كتب إليه سفيانُ بن عبد الله الثَّقَفي وكان عاملاً له على الطائف إنَّ قِبَلَنا حِيطاناً فيها من الفِرْسِكِ هو الخَوْخ وقيل هو مثل الخوخ من شجر العِضاه وهو أَجْرَدُ أَمْلَس أَحمر وأَصفر وطَعْمُه كطعم الخوخ ويقال له الفِرْسِقُ أَيضاً

فكك
الليث يقال فَكَكْتُ الشيء فانْفَكَّ بمنزلة الكتاب المختوم تَفُكُّ خاتَمه كما تَفُكُّ الحَنَكيْنِ تَفْصِل بينهما وفَكَكْتُ الشيء خَلَّصْته وكل مشتبكين فصلتهما فقد فَكَكْتَهما وكذلك التَّفْكِيك ابن سيده فَكَّ الشيءَ يفُكُّه فَكّاً فانْفَكَّ فصله وفَكَّ الرهنَ يَفُكُّه فَكّاً وافْتَكَّه بمعنى خَلَّصه وفَكاكُ الرهن وفِكاكُه بالكسر ما فُكَّ به الأَصمعي الفَكُّ أَن تَفُكَّ الخَلْخال والرَّقَبة وفَكَّ يدَه فَكّاً إذا أزال المَفْصِلَ يقال أَصابه فَكَكٌ قال رؤبة هاجَكَ من أَرْوَى كَمُنْهاضِ الفَكَكْ وفَكُّ الرقبة تخليصُها من إسار الرِّق وفَكُّ الرهن وفَكاكُه تخليصه من غَلَق الرهن ويقال هَلُمَّ فَكاكَ وفِكاكَ رَهْنِك وكل شيء أَطلقته فقد فَكَكْتَه وفلان يسعى في فِكاكِ رَقبته وانْفَكَّت رقبته من الرق وفَكَّ الرقبةَ يفُكُّها فَكّاً أَعتقها وهو من ذلك لأَنها فصلت من الرق وفي الحديث أَعْتِق النَّسَمَة وفُكَّ الرقبة تفسيره في الحديث أَن عتق النسمة أَن ينفرد بعتقها وفَكّ الرقبةِ أَن يُعِينَ في عتقها وأَصل الفَك الفصلُ بين الشيئين وتخليص بعضهما من بعض وفَكَّ الأَسيرَ فَكّاً وفَكاكَةً فصله من الأَسْر والفِكاكُ والفَكاكُ ما فُكَّ به وفي الحديث عُودُوا المريض وفُكُّوا العانيَ أَي أَطْلقُوا الأَسير ويجوز أَن يريد به العتق وفَكَكْتُ يدَه فَكّاً وفَكَّ يدَه فتحها عما فيها والفَكُّ في اليد دون الكسر وسقط فلان فانْفَكَّتْ قدمُه أَو إِصبعه إذا انفرجت وزالت والفَكَكُ انفساخ القَدَم وأَنشد قول رؤبة كمنهاض الفكك قال الأَصمعي إنما هو الفَكُّ من قولك فَكه يَفُكُّه فَكّاً فأَظهر التضعيف ضرورة وفي الحديث أَنه ركب فرساً فصَرَعه على جِذْم نخلةٍ فانْفَكَّتْ قَدَمُه الانْفِكاكُ ضرب من الوَهْنِ والخَلْع وهو أَن يَنْفَكَّ بعضُ أَجزائها عن بعض والفَكَكُ وفي المحكم والفَكُّ انفراجُ المَنْكِب عن مفصله استرخاء وضعفاً وأَنشد الليث أَبَدُّ يَمْشِي مِشْيَةَ الأَفَكِّ ويقال في فلان فَكَّة أَي استرخاء في رأيه قال أَبو قَيْسِ بنُ الأَسْلَتِ الحَزْمُ والقُوَّةُ خيرٌ من ال إشْفاقِ والفَكَّةِ والهاعِ ورجل أَفَكُّ المَنْكِب وفيه فَكَّة أَي استرخاء وضعف في رأيه والأَفَكُّ الذي انفرج منكبه عن مفصله ضعفاً واسترخاء تقول منه ما كنتَ أَفَكَّ ولقد فَكِكْتَ تَفَكُّ فَكَكاً والفَكَّة أيضاً الحُمْق مع استرخاء ورجل فاكٌّ أَحمق بالغ الحُمْق ويُتْبَع فيقال فاكٌّ تاكٌّ والجمع فِكَكَة وفِكاكٌ عن ابن الأعَرابي وقد فَكُكْتَ وفَكِكْتَ وقد حَمُقْتَ وفَكُكْتَ وبعضهم يقول فَكِكْتَ ويقال ما كنت فاكّاً ولقد فَكِكْتَ بالكسر تَفَكُّ فَكَّةً وفلان يتَفَكَّكُ إذا لم يكن به تماسك من حُمْقٍ وقال النضر الفاكُّ المُعْيي هُزالاً ناقة فاكَّة وجمل فاكّ والفاكُّ الهَرِمُ من الإبل والناس فَكَّ يَفُكّ فَكّاً وفُكُوكاً وشيخ فاكّ إذا انفرج لَحْياه من الهَرَم ويقال للشيخ الكبير قد فَكَّ وفَرَّجَ يريدُ فَرَّجَ لَحْيَيْهِ وذلك في الكبر إذا هَرِم وفكَكْتُ الصبيَّ جعلت الدواء في فيه وحكى يعقوب شيخ فاكٌّ وتاكّ جعله بدلاً ولم يجعله إتباعاً قال وقال الحُصَيْني أَحمق فاكُّ وهاكّ وهو الذ ي يتكلم بما يَدْري وخطؤه أكثر من صوابه وهو فَكَّاكٌ هَكَّاك والفَكُّ اللَّحْيُ والفَكَّان اللِّحْيانِ وقيل مجتمع اللحيين عند الصُّدغ من أَعلى وأَسفل يكون من الإنسان والدابة قال أَكْثَمُ بن صَيْفِيّ مَقْتَلُ الرجل بين فَكَّيْهِ يعني لسانه وفي التهذيب الفَكَّان ملتقى الشِّدْقين من الجانبين والفَكُّ مجتمع الخَطْم والأَفَكُّ هو مَجْمع الخَطْم وهو مَجْمع الفَكَّيْنِ على تقدير أَفعل وفي النوادر أَفَكَّ الظبيُ من الحبالة إذا وقع فيها تم انفلت ومثله أَفْسَحَ الظبيُ من الحبالة والفَكَكُ انكسار الفَكِّ أَو زواله ورجل أَفَكُّ مكسور الفَكِّ وانكسر أَحدُ فَكّيْهِ أي لَحْييه وأَنشد كأَنَّ بَيْنَ فَكِّها والفَكِّ فَأرَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ في سُكِّ والفَكَّةُ نجوم مستديرة بحِيال بنات نَعْش خلف السماك الرَّامِح تسميها الصبيان قصعة المساكين وسميت قَصْعة المساكين لأَن في جانبها ثُلْمَةً وكذلك تلك الكواكب المجتمعة في جانب منها فضاء ويقال ناقة مُتَفَكِّكةٌ إذا أَقْرَبَتْ فاسترخى صَلَواها وعَظُم ضَرْعُها ودنا نِتاجها شبهت بالشيء يُفَكّ فَيَتَفَكَّك أَي يَتَزايل وينفرج وكذلك ناقة مُفِكَّة قد أَفَكَّتْ وناقة مُفْكِهَةٌ ومُفْكِةٌ بمعناها قال وذهب بعضهم بتَفَكُّكِ الناقة إلى شدة ضَبعَتها وروى الأَصمعي أَرْغَثَتْهُمْ ضَرْعَها الدن يا وقامَتْ تَتَفَكَّكْ انفِشاحَ النَّابِ للسَّق ب متى ما يَدْنُ تحْشِك أَبو عبيد المُتَفَكِّكةُ من الخيل الوَدِيقُ التي لا تمتنع عن الفحل وما انْفَكَّ فلان قائماً أَي ما زال قائماً وقوله عز وجل لم يَكُنِ الذين كفروا من أَهل الكتاب والمشركين مُنْفَكِّينَ حتى تأتيهم البيِّنةُ قال الزجاج المشركين في موضع نسق على أَهل الكتاب المعنى لم يكن الذين كفروا من أَهل الكتاب ومن المشركين وقوله مُنْفَكِّين حتى تأتيهم البينة أَي لم يكونوا مُنْفَكِّين حتى تأتيهم البينة أَي لم يكونوا مُنْفَكِّينَ من كفرهم أَي منتهين عن كفرهم وهو قول مجاهد وقال الأَخفش مُنْفَكِّينَ زائلين عن كفرهم وقال مجاهد لم يكونوا ليؤمنوا حتى تبيَّن لهم الحقُّ وقال أَبو عبد الله نفطويه معنى قوله مُنْفَكِّين يقول لم يكونوا مفارقين الدنيا حتى أتتهم البينة التي أُبِينَتْ لهم في التوارة من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونبوّته وتأتيهم لفظه لفظ المضارع ومعناه الماضي وأَكد ذلك فقال تعالى وما تَفَرَّق الذين أُوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة ومعناه أَن فِرَقَ أَهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا مُقرِّين قبل مَبْعَث محمد صلى الله عليه وسلم أَنه مَبعوث وكانوا مجتمعين على ذلك فلما بُعث تفرقوا فِرْقتين كل فرقة تنكره وقيل معنى وما تفرّق الذين أُوتُوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة أَنه لم يكن بينهم اختلاف في أمده فلما بعث آمن به بعضهم وجحد الباقون وحَرَّفُوا في أَمره فلما بُعثَ آمن به بعضهم وجَحَد الباقون وحَرَّفُوا وبَدَّلوا ما في كتابهم من صفته ونبوّته قال الفراء قد يكون الانْفِكاكُ على جهة يَزالُ ويكون على الانْفِكاكُ الذي نعرفه فإذا كان على جهة يَزالُ فلا بدَّ لها من فِعْلٍ وأَن يكون معناها جَحْداً فتقول ما انْفَكَكْتُ أَذكركَ تريد ما زِلْتُ أَذكرك وإذا كانت على غير جهة يَزالُ قلت قد انْفَكَكْتُ منك وانْفَكَّ الشيءُّ من الشيء فتكون بلا جَحْدٍ وبلا فِعْل قال ذو الرمة قَلائِص لا تَنْفَكُّ إلا مُناخَةً على الخَسْفِ أَو نَرْمِي بها بلداً قَفْرا فلم يدخل فيها إلاّ إلاّ وهو ينوي به التمام وخلافَ يَزال لأَنك لا تقول ما زِلْت إلا قائماً وأَنشد الجوهري هذا البيت حَرَاجِيج ما تَنْفكُّ وقال يريد ما تَنْفكّ مناخه فزاد إلا قال ابن بري الصواب أَن يكون خبر تَنْفَكُّ قوله على الخَسْف وتكون إلا مُناخةً نصباً على الحال تقديره ما تَنْفَكُّ على الخسف والإِهانة إلا في حال الإناخة فإنها تستريح قال الأَزهري وقول الله تعالى مُنْفَكِّين ليس من باب ما انْفَكَّ وما زَالَ إنما هو من انْفِكاك الشيء من الشيء إذا انفصل عنه وفارقه كما فسره ابن عرفة والله أَعلم وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال فُكَّ فلانٌأَي خُلّص وأُريح من الشيء ومنه قوله مُنْفَكِّين قال معناه لم يكونوا مستريحين حتى جاءهم البيان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاءهم ما عَرَفوا كفروا به

فلك
الفَلَك مَدارُ النجوم والجمع أَفْلاك والفَلَكُ واحد أَفْلاك النجوم قال ويجوز أَن يجمع على فُعْل مثل أَسَدٍ وأُسْدٍ وخَشَب وخُشْب وفَلَكُ كل شيء مُسْتداره ومُعْظمه وفَلَكُ البحر مَوْجُه المسْتَدير المترَدّد وفي حديث عبد الله بن مسعود أَن رجلاً أَتى رجلاً وهو جالس عنده فقال إني تَرَكْتُ فَرَسَك كأنه يدورفي فَلَكٍ قال أَبو عبيد قوله في فَلَكٍ فيه قولان فأَما الذي تعرفه العامّة فإنه شبهه بفَلَكِ السماء الذي تدور عليه النجوم وهو الذي يقال له القُطْب شُبِّه بقُطْب الرَّحى قال وقال بعض العرب الفَلَكُ هو الموج إذا ماج في البحر فاضطرب وجاء وذهب فشبَّه الفرس في اضطرابه بذلك وإنما كانت عَيْناً أَصابته قال وهو الصحيح والفَلَكُ موج البحر والفَلَكُ جاء في الحديث أَنه دَورَانُ السماء وهو اسم للدوَران خاصةً والمنجمون يقولون سبعة أَطْواقٍ دون السماء قد رُكِّبَت فيها النجوم السبعة في كل طَوْقٍ منها نجم وبعضها أَرفع من بعض يَدُور فيها بإذن الله تعالى الفراء الفَلَكُ استدارة السماء الزجاج في قوله كلٌّ في فَلَك يَسْبحون لكل واحد وترتفع عما حولها الواحدة فَلَكةٌ بفتح اللام قال الراعي إذا خِفْنَ هَوْل بُطونِ البِلاد تَضَمَّنها فَلَكٌ مُزْهِرُ يقول إذا خافت الأدغالَ وبُطونَ الأَرض ظهرتِ الفَلَكُ والفَلْكةُ بسكون اللام المستدير من الأَرض في غلظ أَو سهولة وهي كالرَّحى والفَلََكُ اسم للجمع قال سيبويه وليس بجمع والجمع فلاكٌ كصحفة وصِحاف والفَلَكُ من الرمال أَجْوِية غلاظ مستديرة كالكَذَّانِ يحتفرها الظباءُ ابن الأَعرابي الأَفْلَكُ الذي يدور حول الفَلَك وهو التَّل من الرمل حوله فضاء ابن شميل الفَلْكَةُ أَصاغِر الآكام وإنما فَلَّكها اجتماعُ رأسها كأَنه فَلْكَةُ مِغْزَل لا يُنْبت شيئاً والفَلْكَة طويلة قدر رُمْحين أَو رمح ونصف وأَنشد يَظَلاَّنِ النهارَ برأسِ قُفٍّ كُمَيْتِ اللَّوْنِ ذي فَلَكٍ رَفيعِ الجوهري والفَلْكة قطعة من الأَرض تستدير وترتفع على ما حولها قال الشاعر خِوانُهم فَلْكَةٌ لَمِغْزَلهم يحَارُ فيه لحُسْنِه البَصَرُ والجمع فَلْكٌ قال الكميت فلا تَبْكِ العِراصَ ودِمْنَتَيْها بناظِرةٍ ولا فَلْكَ الأَميلِ قال ابن بري وفي غريب المصنف فَلَكةٌ وفَلَك بالتحريك وفي كتاب سيبويه فَلْكَة وفَلَكٌ مثل حَلْقة وحَلَقٍ ونَشْفَة ونَشَفٍ ومنه قيل فَلَّكَ ثديُ الجارية تَفْليكاً وتَفَلَّك استدار والفَلْكة من البعير مَوْصِل ما بين الفَقْرتين وفَلْكة اللسان الهَنَةُ الناتئة على رأس أَصل اللسان وفَلْكةُ الزَّوْر جانِبُه وما استدارمنه وفَلْكة المِغْزَلِ معروفة سميت لاستدارتها وكلُّ مستدير فَلْكة والجمع من ذلك كله فِلَكٌ إلا الفَلْكَة من الأَرض وفَلَّك الفصيلَ عمل له من الهُلْبِ مثل فَلْكَة المغزل ثم شق لسانه فجعلها فيه لئلا يَرْضَع قال ابن مُقبل فيه رُبَيِّبٌ لم تُفَلِّكْهُ الرّعاءُ ولم يَقْصُرْ بحَومَلَ أَدْنى شُرْبه ورَعُ أَي كَفٌّ التهذيب أَبو عمرو والتَّفْلِيك أَن يجعل الراعي من الهُلْب مثلَ فَلْكة المِغْزل ثم يثقب لسان الفصيل فيجعله فيه لئلا يرضع أُمه الليث فَلَّكْتُ الجَدْيَ وهو قَضِيب يُدارعلى لسانه لئلا يرضع قال الأَزهري والصواب في التَّفْليك ما قال أَبوعمرو والثُّدِيُّ الفَوالك دون النَّواهِد وفَلَكَ ثديُها وفَلَّكَ وأَفْلَكَ وهو دون النهود الأَخيرة عن ثعلب وفَلَّكَتِ الجارية تَفْلِيكاً وهي مُفَلِّكٌ وفَلَّكَتْ وهي فالك إذا تَفَلَّكَ ثديُها أَي صار كالفَلْكة وأَنشد جاريةٌ شَبَّتْ شباباً هَبْرَكا لم يَعْدُ ثَدْيا نَحْرِها أَن فَلَّكا مُسْتَفْكِرانِ المَسَّ قَدْ تَدَمْلَكا والفُلْكُ بالضم السفينة تذكر وتؤنث وتقع على الواحد والاثنين والجمع فإن شئت جعلته من باب جُنُبٍ وإن شئت من بابِ دلاصٍ وهِجانٍ وهذا الوجه الأَخير هو مذهب سيبويه أَعني أَن تكون ضمة الفاء من الواحد بمنزلة ضمة باء بُرْد وخاء خُرْج وضمة الفاء في الجمع بمنزل ضمة حاءُ حُمْر وصاد صُفْر جمع أَحمر وأَصفر قال الله في التوحيد والتذكير في الفُلْك المشحون فذكَّر الفُلْك وجاء به مُوَحّداً ويجوز أَن يؤنث واحده كقول الله تعالى جاءتها ريح عاصف فقال جاءتها فأنث وقال وترى الفُلْك فيه مواخر فجمع وقال تعالى والفُلْكِ التي تجري في البحر فأَنث ويحتمل أَن يكون واحداً وجمعاً وقال تعالى حتى إذا كنتم في الفُلْكِ وجَرَيْنَ بهم فجع وأَنث فكأَنه يُذْهب بها إذا كانت واحدة إلى المَرْكَب فيذكر وإلى السفينة فيؤنث وقال الجوهري وكان سيبويه يقول الفُلْكُ التي هي جمع تكسير للفُلْك التي هي واحد وقال ابن بري هنا صوابه الفُلْكُ الذي هو واحد قال الجوهري وليس هو مثل الجُِنُبِ الذي هو واحد وجمع والطِّفْلِ وما أَشبههما من الأَسماء لأَن فُعْلاً وفَعَلاً يشتركان في الشيء الواحد مثل العُرْب والعَرَب والعُجْم والعَجَم والرُّهْب والرَّهَب ثم جاز أَن يجمع فَعَل على فُعْل مثل أَسَدٍ وأُسْدٍ ولم يمتنع أَن يجمع فُعْل على فُعْلٍ قال ابن بري إذا جعلت الفلك واحداً فهو مذكر لا غير وإن جعلته جمعاً فهو مؤنث لا غير وقد قيل إن الفلك يؤنث وإن كان واحداً قال الله تعالى قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وفَلَّكَ الرجلُ في الأَمر وأَفْلَك لَجَّ ورجل فَلِكٌ جافي المَفاصِل وهو أَيضاً العظيم الأَلْيتين قال رؤبة ولا شَظٍ فَدْمٍ ولا عَبْدٍ فَلِكْ يَرْبِضُ في الرَّوْثِ كبِرْذَوْنٍ رَمَكْ قال أَبو عمرو الفَلِكُ العبد الذي له أَلية على خلقة الفَلْكَة وأَلْياتُ الزِّنْج مُدوَّرة والإفْلِيكانِ لَحْمتانِ تكتنفان اللَّهاةَ ابن الأَعرابي الفَيْلَكُون الشُّوْبَقُ قال أَبو منصور وهو مُعَرَّب عندي والفَيْلَكُونُ البَرْدِيّ

فنك
الفَنْكُ العَجَبُ والفَنْك الكذب والفَنْكُ التَّعَدِّي والفَنْكُ اللَّحاج وفَنَك بالمكان يَفْنُكُ فُنُوكاً وأَرَكَ أُرُوكاً إذا أَقام به وفَنَكَ فُنُوكاً وأَفْنَكَ واظب على الشيء وفَنَك في الطعام يَفْنُك فُنُوكاً إذا استمرّ على أَكله ولم يَعَفْ منه شيئاً وفيه لغة أُخرى فَنِكَ في الطعام بالكسر فُنُوكاً وفَنَك في أَمره ابْتَزَّه ولَجَّ فيه وغَلَبَ عليه قال عَبِيدُ بن الأَبْرَص ودِّعْ لَمِيسَ ودَاعَ الصَّارِمِ اللاَّحِي إذ فَنَكَتْ في فسادٍ بعدَ إصْلاحِ وفَنَكَ فُنُوكاً وأَفْنَك كذبَ وفَنَكَ في الكذب مَضى ولَجَّ فيه قال لما رأَيتُ أَنها في خُطِّي وفَنَكَتْ في كَذِبٍ ولَطِّ أَخَذْتُ منها بقُرونٍ شُمْطِ وقال أَبو طالب فَانَكَ في الكذب والشر وفَنَكَ وفَنَّكَ ولا يقال في الخير ومعناه لَجَّ فيه ومَحَكَ وهو مثل التَتايُع لا يكون إلا في الشر الجوهري الفُنُوك اللَّجاجُ عن الكسائي وأَبو عبيدة مثله وقد فَنَك في هذا الأَمر يَفْنُك فُنوكاً أَي لَجَّ فيه وزعم يعقوب أَنه مقلوب من فَكَنَ الفراء قال فَنَكْتَ في لَوْمِي وأَفْنَكْتَ إذا مَهَرْتَ ذلك وأَكثرت فيه فَنَكْتَ تَفْنُك فَنْكاً وفُنوكاً والفَنِيكُ من الإنسان مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْنِ في وَسط الذَّقَنِ وقيل هو طرف اللحيين عند العَنْفَقة ويقال هو الإفْنِيكُ قال ولم يعرف الكسائي الإفْنِيكَ وقىل الفَنيك عظم ينتهي إليه حلق الرأس وقيل الفَنِيكان من كل ذي لَحْيَيْنِ الطرفان اللذان يتحرَّكان في المَاضِغِ دون الصُّدْغَين وقيل هما من عن يمين العنفقة وشمالها ومَن جعل الفَنِيكَ واحداً في الإنسان فهو مجمع اللحيين في وسط الذقن وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمرني جبريل أَن أَتعاهد فَنِيكَيَّ بالماء عند الوضوء وفي حديث عبد الرحمن بن سَابِطٍ إذا توضأتَ فلا تَنْسَ الفَنِيكَيْن يعني جانبي العنفقة عن يمين وشمال وهما المَغْفَلَة وقيل أَراد به تخليل أُصول شعر اللحية شمر الفَنِيكان طرفا اللَّحْيَين العظمان الدقيقان الناشزان أَسفل من الأُذنين بين الصُّدْغ والوَجْنة والصَّبِيَّان مُلْتَقى اللحيين الأَسفلين والفَنِيكان من الحمامة عُظَيمان مُلزَقانِ بقَطَنِها إذا كسرا لم يستمسك بيضها في بطنها وأَخْدَجَتْها وقيل الفَنِيك والإفْنِيكُ زِمِكَّى الطائر قال ابن دريد ولا أَحقه أَبو عمرو الفَنِيك عَجْبُ الذنب ابن سيده والفَنْكُ العَجَبُ أَنشد ابن الأَعرابي ولافَنْكَ إلا سَعْيُ عَمْروٍ ورَهْطِه بما اخْتَشَبُوا من مِعْضَدٍ ودَدانِ اخُتَشَبُوا اتخذوه خَشِيباً وهو السيف الذي لم يُتَأنَّق في صُنْعه وقال آخر جاءتْ بفَنْكٍ أُختُ بنت عَمْرِو والفَنَكُ كالفَنْكِ ومضى فِنْكٌ من الليل وفُنْكٌ أَي ساعة حكي ذلك عن ثعلب والفَنَكُ جلد يلبس معرَّب قال ابن دريد لا أَحسبه عربيّاً وقال كراع الفَنَكُ دابة يُفْتَرى جلدُها أَي يلبس جلدها فَرْواً أَبو عبيد قيل لأَعرابي إن فلاناً بَطَّنَ سراويله بفَنَك فقال الْتَقى الثَّرَيانِ يعني وبر الفَنَك وشعر استه وأَنشد ابن بري لشاعر يصف ديَكة كأنما لَبِسَتْ أَو أُلْبِسَتْ فَنَكاً فقَلَّصَتْ من حَواشِيه عن السُّوقِ

فهك
امرأة فَيْهَك على مثال صَيْرَقٍ حمقاء عن كراع

كذاك
هذه كلمة اخترت إيرادها في هذا المكان لأَنه قد قيل إنها استعملت كلها استعمال الإسم الواحد فوضعتها هنا وسأذكرها أَيضاً في موضعها قال الأَزهري في ترجمة دَرْمَكَ الدَّرْمَكُ النَّقِيُّ الحُوَّارى قال وخَطَبَ بعضُ الحَمْقَى إلى بعض الرؤساء كريمةً له فردَّه وقال امْسَحْ من الدَّرْمَكِ عني فاكا إني أَراكَ خاطِباً كَذاكا قال والعرب تقول فلان كَذاكَ أَي سَفِلَةٌ من الناس يقال رجل كذاك أَي خسيس واشْتَرِ لي غلاماً ولا تَشْتَرِه كذاك أَي دَنِيّاً قال وقيل حقيقة كذاك أَي مثل ذاك قال ومعناه الْزَمْ ما أنت عليه ولا تتجاوزه والكاف الأُولى منصوبة بالفعل المضمر

كرك
كالكَرِكُ الأَحمر ثوب كَرِكٌ وخَوْخ كَرِكٌ وأَنشد الإِيادِيُّ لأَبي دُواد كَرِكٌ كلَوْنِ التِّين أَحْوى يانِعٌ مُتَراكبُ الأَكمامِ غير صَوادِي والكُرْكِيُّ طائر والجمع الكَراكِيّ والكَرْك جبل والكُرَّك الكُرَّجُ الذي يلعب به قال أَبو عمر الزاهد الكاروكَةُ القَوَّادَةُ قال لاحَظَّ في الدينارِ للكارُوكَه قال وقال يونس كَرَّكت الدجاجة وهي كُرُكَّة ورأَيت في بعض حواشي أَمالي ابن بري أَكْرَكَت الدجاجة وهي كُرُكَّة ونسب إلى الصاغاني

كشك
الكَشْكُ ماء الشعير

كعك
الكَعْك الخُبْز اليابس وقيل الكَعْك خبز فارسي معرَّب قال الليث أَظنه معرَّباً وأَنشد يا حَبَّذا الكَعْكُ بلَحْمٍ مَثْرودْ وخشْكُنانٌ بسَويقٍ مَقْنُودْ

كوك
ابن شميل الكَيْكاء والكَوْكَى هما السَّرَطانُ أَي من لا خير فيه من الرجال شمر رجل كُواكِيَة وزُوازِيَة أَي قصير وماء عُرانية شديد الجِرْية شمر رجل كَوْكاةٌ وهو القصير قال ورأَيت فلاناً مُكَوْكياً وهو الاهتزاز في المِشْية والسُّرْعة وهو من عَدْو القِصار قال الشاعر دَعَوْتُ كَوْكاةً بغَرْبٍ مِرْجَسِ فجاء يَسْعَى حاسِراً لم يَلْبَسِ

كيك
ابن سيده الكَيْكَة البيضة وجمعها كَياكي وقال الفراء أَصلها كَيْكِيَةٌ مثل اللَّيْلَةِ أَصلها لَيْلِيَة ولذلك جُمِعتا كَياكِيَ ولَيالِيَ ابن شميل الكَيْكاء والكَوْكى هما السَّرَطانُ أَي من لا خير فيه من الرجال

لأك
المَلأَكُ والمَلأَكَةُ الرسالة وأَلِكْني إلى فلان أَبْلِغْه عني أَصله أَلْئِكْني فحذفت الهمزة وأُلقيت حركتها على ما قبلها وحكى اللحياني آلَكْتُه إليه في الرسالة أُلِيكه إلاكَةً وهذا إنما هو على إبدال الهمزة إبدالاً صحيحاً ومن روى بيت زهير إلى الظَّهيرةِ أَمْرٌ بينهم لِيَكُ فإنه أَراد لِئَكٌ وهي الرسائل فسره بذلك ثعلب ولم يهمز لأَنه حجازي والمَلأَكُ المَلَكُ لأَنه يبلغ الرسالة عن الله عز وجل فحذفت الهمزة وأُلقيت حركتها على الساكن قبلها والجمع ملائكة جمعوه مُتَمَّماً وزادوا الهاء للتأنيث وقوله عز وجل والمَلَكُ على أَرجائها إنما عَنى به الجنس وفي المحكم لابن سيده ترجمة أَلك مقدَّمة على ترجمة لأَك وقال في كتابه ما نصه إنما قدَّمت باب مألَكة على باب مَلأكة لأَن مأْلكة أَصل وملأَكة فرع مقلوب عنها ألا ترى أَن سيبويه قدَّم مألكة على ملأَكة فقال وقالوا مَألَكة ومَلأكة ؟ فلم يكن سيبويه على ما هو به من التقدُّم والفضل ليبدأ بالفرع على الأَصل هذا مع قولهم الأَلوكُ قال فلذلك قدَّمناه وإلاّ فقد كان الحكم أَن نقدِّم مَلأَكة على مَألكة لتقدُّم اللام في هذه الرتبة على الهمزة وهذا هو ترتيبه في كتابه قال وأَما قول رُوَيْشِدٍ فأَبْلِغْ مَالَكاً أَنَّا خَطَبْنا فإنا لم نُلايِمْ بَعْدُ أَهلا قال فإنه ظن مَلَك الموت من م ل ك فصاغ مالَكاً من ذلك وهو غلط منه وقد غلط بذلك في غير موضع من شعره كقوله غَدا مالَكٌ يَبْغِي نسائي كأنما نِسائي لسَهْمَيْ مالَكٍ غَرَضانِ وقوله فيا رَبِّ فاتْرُكْ لي جُهَيْنَةَ أَعْصُراً فمالَكُ مَوْتٍ بالفِراق دَهاني وذلك أَنه رآهم يقولون مَلَكٌ بغير همزة وهم يريدون مَلأَك فتوهم أَن الميم أَصل وأَن مثال مَلَك فَعَلٌ كفَلَكٍ وسَمَكٍ وإنما مثالهِ مَلأَكٌمَفْعَلٌ والعين محذوفة أُلزمت التخفيف إلا في الشاذ وهو قوله فلسْتَ لإنْسِيٍّ ولكن لمَلأَكٍ تََنَزَّلَ من جَوِّ السماء يَصُوبُ ومثل غلط رُوَيْشد كثير في شعر الأَعراب الجُفاة واسْتَلأَكَ له ذهب برسالته عن أَبي علي وفي ترجمة ملك أَشياء كثيرة تتعلق بهذا الحرف فليتأَمل هناك

لبك
اللَّبْكُ الخَلْطُ لَبَكْتُ الأَمْرَ أَلْبُكُه لَبْكاً اللَّبْكُ واللَّبْكَةُ الشيء المخلوط لَبَكَه يَلْبُكه لَبْكاً خلطه ولَبِكَ الأَمْرُ لَبَكاً وسأَل الحسنَ رجلٌ عن مسألة ثم أَعاد عليه فغيَّر مسألته فقال له الحسن لَبَكْتَ عليّ أَي خلطت عليّ ويروى بَكَلْتَ والتَبَكَ الأَمْرُ اختلط والتبس وأَمر مُلْتَبِكٌ ملتبس على النسب قال زهير رَدَّ القِيانُ جِمالَ الحيّ فاحْتَمَلُوا إلى الظَّهِيرَةِ أَمْرٌ بينهم لَبِكُ أَي ملتبس لا يستقيم رأيهم على شيء واحد وأَمر لَبِيكٌ أَي مختلط ولَبَكْتُ السَّوِيقَ بالعسل خلطته وقال أُمَيّة بن أَبي الصَّلْتِ الثَقَفيّ إلى رُدُحٍ من الشِّيزَى مِلاء لُبابَ البُرّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ أَي من لباب البريعني الفالُوذَ واللَّبِيكَةُ من الغَنَم كالبَكِيلَة ابن السكيت عن الكلابيّ قال أَقول لَبِبيكة من غنم وقد لَبَكُوا بين الشاء أَي خلطوا بينها وهو مثل البَكِيلةَ وقال عَرَّام رأَيت لُباكةً من الناس ولَبِيكة أَي جماعة واللَّبِيكة أَقِطٌ ودقيقٌ أَو تمر ودقيق يخلط ويصب السمن عليه أو الزيت ولا يطبخ واللَّبْكُ جمعك الثريد لتأكله واللَّبَكَةُ بالتحريك اللقمة من الثريد وقيل القطعة من الثريد أَو الحَيْس وما ذقت عنده عَبَكَةً ولا لَبَكَةً العَبَكَةُ الحَبُّ من السويق ونحوه واللَّبَكَةُ ما تقدم ويقال لَبَكَ وبَكَلَ بمعنى كَجَذَب وجَبَذ وكذلك البَكِيلة واللَّبِيكة

لحك
لَحَكَه لَحْكاً أَوْجَره الدواء واللَّحْكُ والمُلاحَكَةُ شدَّةُ التِئَامِ الشَّيءِ بالشَّيء وقد لُوحِكَ فَتَلاحَكَ وربما قيل لَحِكَ لَحَكاً وهي مُمَاتَةٌ واللَّحْكُ مُداخلة الشيء في الشيء والتزاقه به يقال لُوحِك فَقارُ ظهره إذا دخل بعضها في بعض ومُلاحَكة البُنْيان ونحوه وتَلاحُكه تلاؤمه قال الأَعشى ودأياً لَوَاحِك مِثْلَ الفْؤُو سِ لاءَمَ منها السَّلِيلُ الفَقارا وشيء مُتَلاحِكٌ أَي متداخل وفي صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ فكأنَّ وجهه المرِآة وكأَنّ الجُدُرَ تُلاحِكُ وجهَه المُلاحَكةُ شِدَّة المُلاءَمة أَي لإضاءة وجهه صلى الله عليه وسلم يُرى شخصُ الجُدُر في وجهه فكأنها قد داخلت وجهه أَبو عبيد المُتَلاحِكة الناقة الشديدة الخَلْق واللُّحَكَة دُويْبَّة قال أَظنها مقلوبة من الحُلَكة وقال ابن السكيت هي دويبة شبيهة بالعَظايَة تَبْرُق زَرْقاء وليس لها ذَنَب طويل مثل ذنب العَظاية وقوائمها خفية

لدك
اللَّدَكُ لُزوق الشيء بالشيء كاللَّكَدِ ورواه الأَزهري عن الليث وقال إن صح ما قال الليث فإن الأَصل فيه لكِدَ أَي لَصِقَ ثم قلب فقيل لَدِكَ لَدَكاً كما قالوا جَذَب وجَبَذ

لزك
لَزِكَ الجُرْحُ لَزَكاً تم استواء لحمه ولم يبرأ بعدُ قال أَبو منصور لم أَسمع لَزِكَ بهذا المعنى ولا بغيره إلا لليث قال وما أَراه تصحيفاً والصواب بهذا المعنى الذي ذهب إليه لليث أَرَكَ الجُرْحُ يأرِكُ ويأْرُك أُروكاً إذا صَلَح وتَماثَلَ وقال شمر هو أَن تسقطُ جُلْبَتُه ويُنْبت لحماً

لفك
رجل أَلْفَكُ أَخْرَقُ كألْفَت عن ابن الأَعرابي وقيل الأَلْفَكُ والأَلْفَتُ الأَعْسَرُ وقيل الأَلْفَتُ الأَحْمقُ أَبو عمرو العَفِيك واللَّفِيك المُشْبَعُ حُمْقاً

لكك
لَكَّ الرجلَ يَلُكُّه لَكّاً ضربه بجُمْعه في قفاه وقيل هو إذا ضربه ودفعه وقيل لَكَّه ضربه مثل صَكّه الأَصمعي صَكَمْته ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْنُه ولَكَكْتُه كُلُّه إذا دفعته واللِّكاكُ الزِّحامُ والْتَكَّ الوِرْدُ التِكاكاً إذا ازْدَحم وضرب بعضه بعضاً قال رؤبة ما وَجَدُوا عند التِكاكِ الدَّوْسِ ومنه قول الراجز يذكر قَلِيباً صَبَّحْنَ من وَشْحى قَلِيباً سُكّاً يَطْمُو إذا الوِرْدُ عليه الْتَكَّا وَشْحى اسم بئر والسُّكُّ الضَّيِّقة وعسكر لَكِيكٌ مُتَضامٌّ متداخل وقد التَكَّ وجاءنا سكرانَ مُلْتَكّاً كقولك مُلْتَخّاً أَي يابساً من السُّكْر والتَكَّ الرجل في كلامه أَخطأَ والتَكَّ في حُجته أَبطأَ واللُّكُّ واللَّكِيكُ الصُّلْب المُكْتَنِزُ من اللحم مثل الدَّخيس واللَّدِيم قال وهو المَرمِيُّ باللحم والجمع اللِّكاكُ وفرس لَكَِيكُ اللحم والخَلْق مجتمعه وعسكر لَكِيك وقد التَكَّتْ جماعتهم لِكاكاً أَي ازدحمت ازدحاماً والتَكَّ القوم ازدحموا ورجل لُكِّيٌّ مكتنز اللحم وناقةٌ لُكِّيَّة ولِكاكٌ شديدة اللحم مَرْمية به رمياً وجمل لِكاكٌ كذلك وجمعها لُكُكٌ ولِكاكٌ على لفظ الواحد وإن اختلفَ التأويلان واللُّكالِكُ من الإبل كاللِّكاكِ قال أَرْسَلْتُ فيها قَطِماً لُكالِكا من الذَّرِيحيَّات جَعْداً آرِكا يَقْصُر مَشْياً ويَطُولُ بارِكا كأَنه مُجَلَّلٌ دَرانِكا ويروى يقصر يمشي أَراد يقصر ماشياً فوضع الفعل موضع الإسم وقال أَبو علي الفارسي يقصر إذا مشى لانخفاض بطنه وضِخَمِه وتقاربه من الأَرض فإذا برك رأيته طويلاً لارتفاع سنامه فهو باركاً أَطول منه قائماً يقول إنه عظيم البطن فإذا قام قَصُرَ وإذا برك طالَ والذَّرِيحِيَّات الحُمْرُ وآرِك يعني يرعى الأَراك أَبو عبيد اللُّكالِك العظيم من الجمال حكاه عن الفراء وجمل لُكَالِكٌ أَي ضخم ولُكَّتْ به قُذِفت قال الأَعلم عَنَّتْ له شَفْعاءُ لُكْ كَتْ بالبَضِيع لها الجَنائِب ولُكَّ لحمه لَكّاً فهو مَلْكُوك وأَنشد واللَّكَكُ الضَّغْطُ يقال لَكَكْتُه لَكّاً ولَكَّ اللحمَ يَلُكُّه لَكّاً فَصَله عن عظامه الليث اللَّكُّ صِبْغ أحمر يصبغ به جلودُ المِعْزَى للخِفاف وغيرها هو معروف واللُّكّ بالضم ثُفْلُه يُرَكَّب به النَّصْلُ في النِّصاب قال ابن سيده واللُّكَّة واللُّكُّ بضمهما عُصارته التي يصبغ بها قال الراعي يصف رَقْمَ هَوادج الأَعراب بأَحمَر من لُكِّ العِراقِ وأصْفَرا قال ابن بري وقيل لا يسمى لُكّاً بالضم إلا إذا طبخ واستخرج صِبْغه وجلد مَلْكُوك مصبوغ باللُّكِّ واللَّكَّاء الجلود المصبوغة باللُّكِّ اسم للجمع كالشَّجْراء واللُّكُّ واللَّكُّ ما يُنْحَت من الجلود المَلْكوكة فتشد به نُصُبُ السكاكين واللَّكِيك اسم موضع قال الراعي إذا هَبَطَتْ بطنَ اللَّكِيك تَجاوَبَتْ به واطَّبَاهَا رَوْضُه وأَبارِقُه ورواه ابن جَبَلَةَ اللَّكاك وهو أَيضاً موضع

لمك
الليث لَمَكُ أَبو نوح ولامَكُ جدُّه ويقال نوح بن لَمَك ويقال ابن لامَك وقولهم ما ذاق لماًكأ أي ماذاق شيئاً لا يستعمل إلا في النفي ابن السكيت يقال ما تَلَمَّجَ عندنا بلَماجٍ ولا تَلَمَّكَ عندنا بلَماكٍ وما ذاق لَماكاً ولا لَماجاً قال المُفَضَّل التَّلَمُّكُ تحرّك اللَّحْيين بالكلام أَو الطعام قال والتَّلَمُّكُ مثل التلمظ وتَلَمَّكَ البعيرُ إذا لَوَى لَحْيَيه وأَنشد الفراء فلما رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ تَلَمَّكَ لو يُجْدِي عليه التَّلَمُّكُ ابن الاعرابي اللُّماكُ واللَّمْكُ الجِلاء يكحل به العين أَبو عمرو اللَّميكُ المكحول العينين وفي النوادر اليَلْمَكُ الشاب الشديد ولا يكون إلى في الرجال

لوك
اللَّوْكُ أَهْوَن المَضْغِ وقيل هو مضغ الشيء الصُّلْبِ المَمْضَغة تديره في فيك قال الشاعر ولَوْكُهُمُ جَدْلَ الحَصَى بشفاهِهم كأَنَّ على أَكْتافِهم فِلَقاً صَخْرا وقد لاكه يَلُوكه لَوْكاً وما ذاقَ لَواكاً أي ما يُلاك ويقال ما لُكْتُ عنده لوَاكاً أي مَضاغاً ولُكْتُ الشيءَ في فمي أَلُوكُه إذا عَلَكْتَه وقد لاكَ الفرسُ اللجام وفلان يلوك أَعراض الناس أي يقع فيهم وفي الحديث فإذا هي في فيه يَلُوكُها أي يَمْضَغُها واللَّوْكُ إدارة الشيء في الفم الجوهري في هذه الترجمة وقول الشعراء أَلِكْني إلى فلان يُريدون كُنْ رسولي وتَحَمَّلْ رسالتي إليه وقد أكثروا في هذا اللفظ قال عبد بني الحَسْحاسِ أَلِكْني إليها عَمْرَكَ الله يا فَتَى بآيةِ ما جاءتْ إلينا تَهادِيا وقال أَبو ذؤيب الهذلي أَلِكْني إليها وخَيْرُ الرَّسُو لِ أَعْلَمُهم بنواحي الخَبَرْ قال وقياسه أن يقال أَلاكه يُلِيكه إلاكةً قال وقد حكي هذا عن أبي زيد وهو إن كان من الأَلُوكِ في المعنى وهو الرسالة فليس منه في اللفظ لأن الأَلُوك فَعُول والهمزة فاء الفعل إلا أن يكون مقلوباً أو على التوهم قال ابن بري وأَلكني من آلَكَ إذا أَرسل وأَصله أَأْلِكْني ثم أُخرت الهمزة بعد اللام فصار أَلْئِكْني ثم خففت الهمزة بأَن نقلت حركتها على اللام وحذفت كما فعل بمَلَكٍ وأَصله مأْلَكٌ ثم مَلأَكٌ ثم مَلَك قال وحق هذا أَن يكون في فصل ألك لا فصل لوك وقد ذكرنا نحن هناك أَكثر هذا الباب

متك
في التنزيل العزيز وأَعْتَدَتْ لهنّ مُتَّكَأَ قرأَ أَبو رَجاء العُطارِدِيّ وأَعتدت لهن مُتْكاً على فعُل رواه الأعمش عنه وقال الفراء واحدة المُتْكِ مُتْكَة مثل بُسْرٍ وبُسْرة وهو الأُتْرُجُّ وكذا روي عن ابن عباس وروى أَبو رَوْق عن الضحاك وأَعتدت لهن مُتْكاً قال بَزْماوَرْدَ
( * قوله « بزماورد » في القاموس الزماورد بالضم طعام من البيض واللحم معرب والعامة يقولون بزماورد ) ابن سيده المُتْك الأُتْرُجُّ وقيل الزُّماوَرْدُ قال الجوهري وأَصل المُتْكِ الزُّماوَرْدُ قال الفراء حدثني شيخ من ثقات أَهل البصرة أنه الزُّماوَرْدُ وقال بعضهم هو الأُترج حكاه الأَخفش وقال غيره المَتْكُ والبَتْكُ القطع وسميت الأُتْرُجَّة مُتْكاً لأنها تقطع ابن سيده والمَتْكُ والمُتْكُ أَنف الذُّباب وقيل ذكره والمَتْكُ والمُتْكُ من كل شيء طرَفُ الزُّبِّ والمَتْكُ من الإنسان عِرْق أَسفلَ الكَمَرة وقيل بل الجلدة من الإحليل إلى باطن الحُوك وهو العرق الذي في باطن الذكر عند أَسفل حُوقِه وهو الذي إذا ختن الصبي لم يَكَدْ يبرأ سريعاً قال وأَرى أَن كراعاً حكى فيه المُتُكَّ غيره والمُتْكُ من الإنسان وتَرَتُه أمام الإحْليل والمُتْكُ عرق في غُرْمُول الرجل قال ثعلب زعموا أَنه مخرج المني والمَتْكُ والمُتْكُ من المرأَة عرق البَظْر وقيل هو ما تبقيه الخاتنة وامرأَة مَتْكاء بَظْراء وقيل المَتْكاء من النساء التي لم تخفض ولذلك قيل في السَّب يا ابن المَتْكاء أي عظيمة ذلك وفي حديث عمرو بن العاص أنه كان في سفر فرفع عَقِيرتَه بالغناء فاجتمع الناسُ عليه فقرأَ القرآن فتفرّقوا فقال يا بني المَتْكاء هو من ذلك وقيل أَراد يا بني البَظْراء وقيل هي المُفْضاة وقيل التي لا تُمْسِك البول والمَتْك بفتح الميم وسكون التاء نبات تَجْمُد عُصارته

محك
المَحْكُ المُشارَّة والمُنازعة في الكلام والمَحْكُ التمادي في اللَّجاجَة عند المُساوَمة والغَضب ونحو ذلك والمُماحَكَة المُلاجَّة وقد مَحَكَ يَمْحَكُ ومَحِكَ مَحْكاً ومَحَكاً فهو ماحِك ومَحِك وأَمْحَكَه غيرهُ وقول غَيْلانَ كل أَغَرَّ مَحِكٍ وغَرَّا إنما أراد الذي يَلِجُّ في عَدْوِه وسيره وتَماحك البَيِّعان والخَصْمان تَلاجَّا قال الفرزذق يا ابنَ المَراغَةِ والهِجاء إذا التَقَتْ أعناقُه وتَماحَك الخَصْمانِ ورجل مَحِكٌ ومُماحِك ومَحْكانُ إذا كان لَجُوجاً عَسِر الخُلق وفي حديث علي كرم الله وجهه لا تَضِيق به الأُمورُ ولا تُمْحِكُه الخُصومُ المَحْكُ اللَّجاج وفي النوادر رجل مُمْتحِكٌ ورجل مُسْتَلْحِك ومُتَلاحِك في الغضب وقد أَمْحَكَ وأَلْكَدَ يكون ذلك في الغضب وفي البخل وابن مَحْكان التَّيْمِيّ السَّعْدِى من شعرائهم

مرتك
المَرْتَكُ فارسي معرّب
( * قوله المرتك فارسي معرّب هكذا في الأصل غير مفْسر وفي القاموس المرتَك المُردَاسَنجُ وأَراد الآنك أي الرصاص أسودَه أو أبيضَه

مسك
المَسْكُ بالفتح وسكون السين الجلد وخَصَّ بعضهم به جلد السَّخْلة قال ثم كثر حتى صار كل جلد مَسْكاً والجمع مُسُكٌ ومُسُوك قال سلامة بن جَنْدل فاقْنَيْ لعلَّكِ أن تَحْظَيْ وتَحْتَبِلي في سَحْبَلٍ من مُسُوك الضأْن مَنْجُوب ومنه قولهم أنا في مَسْكِك إن لم أفعل كذا وكذا وفي حديث خيبر أَين مَسْكُ حُيَيِّ بن أَخْطَب كان فيه ذخيرة من صامِتٍ وحُليّ قُوِّمت بعشرة آلاف دينار كانت أَوَّلاً في مَسْك جَمَل ثم مَسْك ثور ثم مَسْك جَمَل وفي حديث علي رضي الله عنه ما كان على فِراشي إلاّ مَسْكُ كَبْشٍ أي جلده ابن الأعرابي والعرب تقول نحن في مُسُوك الثعالب إذا كانوا خائفين وأنشد المُفَضَّل فيوماً تَرانا في مُسُوك جِيادنا ويوماً تَرانا في مُسُوك الثعالِبِ قال في مسوك جيادنا معناه أنَّا أُسِرْنا فكُتِّفْنا في قُدودٍ من مُسُوك خيولنا المذبوحة وقيل في مُسُوك أي على مسوك جيادنا أي ترانا فرساناً نُغِير على أَعدائنا ثم يوماً ترانا خائفين وفي المثل لا يَعْجِزُ مَسْكُ السَّوْءِ عن عَرْفِ السَّوْءِ أي لا يَعْدَم رائحة خبيثة يضرب للرجل اللئيم يكتم لؤمه جُهْدَه فيظهر في أفعاله والمَسَكُ الذَّبْلُ والمَسَكُ الأَسْوِرَة والخلاخيل من الذَّبْلِ والقرون والعاج واحدته مَسَكة الجوهري المَسَك بالتحريك أَسْوِرة من ذَبْلٍ أو عاج قال جرير تَرَى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْباً بكُوعِها لها مسَكاً من غير عاجٍ ولا ذَبْلِ وفي حديث أبي عمرو النَّخَعيّ رأَيت النعمان بن المنذر وعليه قُرْطان ودُمْلُجانِ ومَسَكتَان وحديث عائشة رضي الله عنها شيء ذَفِيفٌ يُرْبَطُ به المَسَكُ وفي حديث بدر قال ابن عوف ومعه أُمية بن خلف فأحاط بنا الأنصار حتى جعلونا في مثل المَسَكَةِ أي جعلونا في حَلْقةٍ كالسِّوارِ وأحدقوا بنا واستعاره أَبو وَجْزَة فجعل ما تُدخِلُ فيه الأُتُنُ أَرجلَها من الماء مَسَكاً فقال حتى سَلَكْنَ الشَّوى منهنَّ في مَسَكٍ من نَسْلِ جدَّابةِ الآفاقِ مِهْداجِ التهذيب المَسَكُ الذَّبْلُ من العاج كهيئة السِّوار تجعله المرأَة في يديها فذلك المَسَكُ والذَّبْلُ القُرون فإن كان من عاج فهو مَسَك وعاج ووَقْفٌ وإذا كان من ذَبْلٍ فهو مَسَكٌ لا غير وقال أَبو عمرو المَسَكُ مثل الأَسْوِرة من قُرون أو عاج قال جرير ترى العبس الحوليّ جوناً بكوعها لها مسكاً من غير عاج ولا ذبل وفي الحديث أنه رأى على عائشة رضي الله عنها مَسَكَتَيْن من فضة المَسَكةُ بالتحريك الوسار من الذَّبْلِ وهي قُرون الأَوْعال وقيل جلود دابة بحرية والجمع مَسَكٌ الليث المِسْكُ معروف إلا أَنه ليس بعربي محض ابن سيده والمِسْكُ ضرب من الطيب مذكر وقد أَنثه بعضهم على أنه جمع واحدته مِسْكة ابن الأعرابي وأصله مِسَكٌ محرّكة قال الجوهري وأما قول جِرانِ العَوْدِ لقد عاجَلَتْني بالسِّبابِ وثوبُها جديدٌ ومن أَرْدانها المِسْكُ تَنْفَحُ فإنما أَنثه لأنه ذهب به إلى ريح المسك وثوب مُمَسَّك مصبوغ به وقول رؤبة إن تُشْفَ نَفْسي من ذُباباتِ الحَسَكْ أَحْرِ بها أَطْيَبَ من ريحِ المِسِكْ فإنه على إرادة الوقف كما قال شُرْبَ النبيذ واعْتِقالاً بالرِّجِلْ ورواه الأصمعي أَحْرِ بها أَطيب من ريح المِسَك وقال هو جمع مِسْكة ودواء مُمَسَّك فيه مِسك أَبو العباس في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الحيض خُذِي فِرْصةً فَتَمَسَّكي بها وفي رواية خذي فَرِصَة مُمَسّكة فَتَطَيَّبي بها الفِرصَةُ القِطْعة يريد قطعة من المسك وفي رواية أُخرى خذي فِرْصَةً من مِسْكٍ فتطيبي بها قال بعضهم تَمَسَّكي تَطَيَّبي من المِسْك وقالت طائفة هو من التَّمَسُّك باليد وقيل مُمَسَّكة أي مُتَحَمَّلة يعني تحتملينها معك وأَصل الفِرْصة في الأصل القطعة من الصوف والقطن ونحو ذلك قال الزمخشري المُمَسَّكة الخَلَقُ التي اُمْسِكَتْ كثيراً قال كأنه أراد أن لا يستعمل الجديد من القطن والصوف للارْتِفاق به في الغزل وغيره ولأن الخَلَقَ أصلح لذلك وأَوفق قال ابن الأثير وهذه الأقوال أكثرها مُتَكَلَّفَة والذي عليه الفقهاء أنا الحائض عند الاغتسال من الحيض يستحب لها أن تأْخذ شيئاً يسيراً من المِسْك تتطيب به أو فِرصةً مطيَّبة من المسك وقال الجوهري المِسْك من الطيب فارسي معرب قال وكانت العرب تسميه المَشْمُومَ ومِسْكُ البَرِّ نبت أطيب من الخُزامى ونباتها نبات القَفْعاء ولها زَهْرة مثل زهرة المَرْوِ حكاه أَبو حنيفة وقال مرة هو نبات مثل العُسْلُج سواء ومَسَكَ بالشيءِ وأَمْسَكَ به وتَمَسَّكَ وتَماسك واسْتمسك ومَسَّك كُلُّه احْتَبَس وفي التنزيل والذي يُمَسِّكون بالكتاب قال خالد بن زهير فكُنْ مَعْقِلاً في قَوْمِكَ ابنَ خُوَيْلدٍ ومَسِّكْ بأَسْبابٍ أَضاعَ رُعاتُها التهذيب في قوله تعالى والذين يُمْسِكُون بالكتاب بسكون وسائر القراء يُمَسِّكون بالتشديد وأَما قوله تعالى ولا تُمَسِّكوا بعِصَم الكوافر فإن أَبا عمرو وابن عامر ويعقوب الحَضْرَمِيَّ قرؤُوا ولا تُمَسِّكوا بتشديدها وخففها الباقون ومعنى قوله تعالى والذي يُمَسِّكون بالكتاب أي يؤْمنون به ويحكمون بما فيه الجوهري أَمْسَكْت بالشيء وتَمَسَّكتُ به واسْتَمْسَكت به وامْتَسَكْتُ كُلُّه بمعنى اعتصمت وكذلك مَسَّكت به تَمْسِيكاً وقرئَ ولا تُمَسِّكوا بعِصَمِ الكَوافرِ وفي التنزيل فقد اسْتمسكَ بالعُرْوَة الوُثْقى وقال زهير بأَيِّ حَبْلِ جِوارٍ كُنْتُ أَمْتَسِكُ ولي فيه مُسْكة أي ما أَتَمَسَّكُ به والتَّمَسُّك اسْتِمْساكك بالشيء وتقول أَيضاً امْتَسَكْت به قال العباس صَبَحْتُ بها القومَ حتى امْتَسكْ تُ بالأرْضِ أَعْدِلُها أَن تَمِيلا وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يُمْسِكَنَّ الناسُ عليَّ بشيءِ فإني لا أُحِلُّ إلا ما أَحَلَّ الله ولا أُحرِّم إلاّ ما حَرَّم الله قال الشافعي معناه إن صحَّ أنَّ الله تعالى أَحل للنبي صلى الله عليه وسلم أَشياء حَظَرَها على غيره من عدد النساء والموهوبة وغير ذلك وفرض عليه أَشياء خففها عن غيره فقال لا يُمْسِكَنَّ الناسُ عليَّ بشيء يعني بما خصِّصْتُ به دونهم فإن نكاحي أَكثر من أَربع لا يحل لهم أَن يبلغوه لأنه انتهى بهم إلى أَربع ولا يجب عليهم ما وجب عليَّ من تخيير نسائهم لأنه ليس بفرض عليهم وأَمْسَكْتُ عن الكلام أي سكت وما تَماسَكَ أن قال ذلك أي ما تمالك وفي الحديث من مَسَّك من هذا الفَيْءِ بشيءٍ أي أَمسَك والمُسْكُ والمُسْكةُ ما يُمْسِكُ الأبدانَ من الطعام والشراب وقيل ما يتبلغ به منهما وتقول أَمْسَك يُمْسِكُ إمْساكاً وفي حديث ابن أَبي هالَة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم بادنٌ مُتَماسك أراد أَنه مع بدانته مُتَماسك اللحم ليس بمسترخيه ولا مُنْفَضِجه أي أنه معتدل الخلق كأَن أعضاءَه يُمْسِك بعضها بعضاً ورجل ذو مُسْكةٍ ومُسْكٍ أي رأْي وعقل يرجع إليه وهو من ذلك وفلان لا مِسُكة له أي لا عقل له ويقال ما بفلان مُسْكة أي ما به قوَّة ولا عقل ويقال فيه مُسْكَةٌ من خير بالضم أي بقية وأَمْسَكَ الشيءَ حبسه والمَسَكُ والمَسَاكُ الموضع الذي يُمْسِك الماءَ عن ابن الأعرابي ورجل مَسِيكٌ ومُسَكَةٌ أي بخيل والمِسِّيك البخيل وكذلك المُسُك بضم الميم والسين وفي حديث هند بنت عُتْبة أن أَبا سفيان رجل مَسِيكٌ أي بخيل يُمْسِكُ ما في يديه لا يعطيه أَحداً وهو مثل البخيل وزناً ومعنى وقال أَبو موسى إنه مِسِّيكٌ بالكسر والتشديد بوزن الخِمَّير والسِّكِّير أي شديد الإمْساك لماله وهو من أَبنية المبالغة قال وقيل المِسِّيك البخيل إلاَّ أن المحفوظ الأول ورجل مُسَكَةٌ مثل هُمَزَة أي بخيل ويقال هو الذي لا يَعْلَقُ بشيء فيتخلص منه ولا يُنازِله مُنازِلٌ فيُفْلِتَ والجمع مُسَكٌ بضم الميم وفتح السين فيهما قال ابن بري التفسير الثاني هو الصحيح وهذا البناء أعني مُسَكة يختص بمن يكثر منه الشيء مثل الضُّحكة والهُمَزَة وفي حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه حين قال له ابن عُرَانَةَ أَما هذا الحَيُّ من بَلْحرث بن كعب فَحَسَكٌ أَمْراسٌ ومُسَكٌ أَحْماس تَتَلَظَّى المَنايا في رِماحِهِم فوصفهم بالقوَّة والمَنَعةِ وأَنهم لِمَنْ رامهم كالشوك الحادِّ الصُّلْب وهو الحَسَك وإذا نازَلوا أَحداً لم يُفْلِتْ منهم ولم يتخلص وأما قول ابن حِلِّزة ولما أَن رأَيتُ سَراةَ قَوْمِي مَسَاكَى لا يَثُوبُ لهم زَعِيمُ قال ابن سيده يجوز أَن يكون مساكى في بيته اسماً لجمع مَسِيك ويجوز أن يتوهم في الواحد مَسْكان فيكون من باب سَكَارَى وحَيَارَى وفيه مُسْكةٌ ومُسُكةٌ عن اللحياني ومَسَاكٌ ومِساك ومَسَاكة وإمْساك كل ذلك من البخل والتَّمَسُّكِ بما لديه ضَنّاً به قال ابن بري المِسَاك الاسم من الإمْساك قال جرير عَمِرَتْ مُكَرَّمةَ المَساكِ وفارَقَتْ ما شَفَّها صَلَفٌ ولا إقْتارُ والعرب تقول فلان حَسَكة مَسَكة أي شجاع كأَنه حَسَكٌ في حَلْق عدوِّه ويقال بيننا ماسِكة رحِم كقولك ماسَّة رحم وواشِجَة رحم وفرس مُمْسَك الأَيامِن مُطْلَقُ الأياسر مُحَجَّلُ الرجل واليد من الشِّقِّ الأيمن وهم يكرهونه فإن كان مُحَجَّل الرجل واليد من الشِّقِّ الأيسر قالوا هو مُمْسَكُ الأياسر مُطْلَق الأيامن وهم يستحبون ذلك وكل قائمة فيها بياض فهي مُمْسَكة لأنها أُمسِكت بالبياض وقوم يجعلون الإمْسَاك أن لا يكون في القائمة بياض التهذيب والمُطْلَق كل قائمة ليس بها وَضَحٌ قال وقوم يجعلون البياض إطلاقاً والذي لا بياض فيه إمساكاً وأَنشد وجانب أُطْلِقَ بالبَياضِ وجانب أُمْسك لا بَياض وقال وفيه من الاختلاف على القلب كما وصف في الإمْساك والمَسَكةُ والمَاسِكة قِشْرة تكون على وجه الصبي أَو المُهْر وقيل هي كالسَّلى يكونان فيها وقال أَبو عبيدة المَاسِكة الجلدة التي تكون على رأْس الولد وعلى أطراف يديه فإذا خرج الولد من الماسِكة والسَّلى فهو بَقِير وإذا خرج الولد بلا ماسِكة ولا سَلىً فهو السَّلِيل وبلغ مَسَكة البئر ومُسْكَتَها إذا حفر فبلغ مكاناً صُلْباً ابن شميل المَسَكُ الواحد مَسَكة وهو أن تَحْفِر البئر فتبلغ مَسَكةً صُلْبةً وإن بِئارَ بني فلان في مَسَك قال الشاعر اللهُ أَرْواكَ وعَبْدُ الجَبَّارْ تَرَسُّمُ الشَّيخِ وضَرْبُ المِنْقارْ في مَسَكٍ لا مُجْبِلٍ ولا هارْ الجوهري المُسْكَةُ من البئر الصُّلْبةُ التي لا تحتاج إلى طَيّ ومَسَك بالنار فَحَصَ لها في الأرض ثم غطاها بالرماد والبعر ودفنها أبو زيد مَسَّكْتُ بالنار تَمْسِيكاً وثَقَّبْتُ بها تَثْقْيباً وذلك إذا فَحَصت لها في الأَرض ثم جعلت عليها بعراً أو خشباً أو دفنتها في التراب والمُسْكان العُرْبانُ ويجمع مَساكينَ ويقال أَعطه المُسْكان وفي الحديث أنه نهى عن بيع المُسْكانِ وهو بالضم بيع العُرْبانِ والعَرَبُونِ وهو أن يشتري السِّلعة ويدفع إلى صاحبها شيئاً على أنه إن أَمضى البيع حُسب من الثمن وإن لم يمض كان لصاحب السلعة ولم يرتجعه المشتري وقد ذكر في موضعه ابن شميل الأرض مَسَكٌ وطرائق فَمَسَكة كَذَّانَةٌ ومَسَكة مُشاشَة ومَسَكة حجارة ومَسَكة لينة وإنما الأرض طرائق فكل طريقة مَسَكة والعرب تقول للتَّناهي التي تُمْسِك ماء السماء مَساك ومَساكة ومَساكاتٌ كل ذلك مسموع منهم وسقاءٌ مَسِيك كثير الأخذ للماء وقد مَسَك بفتح السين مَساكة رواه أَبو حنيفة أبو زيد المَسِيك من الأَساقي التي تحبس الماء فلا يَنْضَحُ وأرض مَسِيكة لا تُنَشِّفُ الماءَ لصلابتها وأَرض مَساك أيضاً ويقال للرجل يكون مع القوم يخوضون في الباطل إن فيه لَمُسْكةً عما هم فيه وماسِكٌ اسم وفي الحديث ذكر مَسْك
( * قوله « ذكر مسك إلخ » كذا بالأصل والنهاية وفي ياقوت ان الموضع الذي قتل به مصعب والذي كانت به وقعة الحجاج مسكن بالنون آخره كمسجد وهو المناسب لقول الأصل وكسر الكاف وليس فيه ولا في القاموس مسك ) هو بفتح الميم وكسر الكاف صُقْع بالعراق قتل فيه مُصْعَب ابن الزبير وموضع بدُجَيْل الأهْواز حيث كانت وقعة الحجاج وابن الأشعث

مصطك
الأزهري في الثلاثي وأما المَصْطَكا العِلْكُ الرومي فليس بعربي والميم أَصلية والحرف رباعي ابن الأنباري المَصْطَكاءُ قال ومثله ثَرْمَداءُ على بناء فَعْلَلاء

معك
المَعْكُ الدَّلْكُ مَعكه في التراب يَمْعَكُه مَعْكاً تَلَكَه ومعَّكه تَمْعِيكاً مَرَّغه فيه والتَّمَعُّك التقلب فيه وفي الحديث فَتَمَعَّك فيه أي تَمرَّغ في ترابه قال زهير أُرْدُدْ يَساراً ولا تَعنُف عليه ولا تَمْعَكْ بِعِرْضِك إنَّ الغادِر المَعِكُ ومَعَكْتُ الأَدِيمَ أَمْعكه مَعْكاً إذا دَلَكْتَهُ دَلْكاً شديداً ومَعَكه بالحرب والقتال والخصومة لَواه ورجل مَعِكٌ شديد الخصومة ومَعَكَه دَيْنَه مَعْكاً وماعَكه لواه ورجل مَعِكٌ ومِمْعكٌ ومُماعِكٌ مَطُولٌ والمَعْكُ المِطالُ واللَّيُّ بالدين يقال مَعَكه بِدَيْنه يَمْعَكه مَعْكاً إذا مَطَله ودافعه وماعَكه ودَالَكه ما طَلَه وفي حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لو كان المَعْكُ رجلاً لكان رَجُلَ سَوْءٍ وفي حديث شُرَيْح المَعْكُ طرف من الظُّلْم والحمارُ يَتَمَعَّكُ ويَتَمَرَّغُ في التراب والمَعْكاءُ الإبل الغِلاظ السِّمان وأَنشد ابن بري للنابغة الواهِب المائة المَعْكاءَ زَيَّنَها سَعْدانُ تُوضِحَ في أَوْبارِها اللِّبَدِ والمَعِكُ الأَحْمق وقد مَعُكَ مَعاكة أَنشد ثعلب وطاوَعْتُماني داعِكاً ذا مَعاكَةٍ لعمْري لقد أوْدى وما خِلْتُهُ يُودي ومَعَكْتُ الرجلَ أَمْعَكُه إذا ذَلَّلْته وأَهنته وإبلٌ مَعْكَى كثيرة ووقعوا في مَعْكُوكاء أي في غُبار وجَلَبة وشرّ على وزن فَعْلُولاء حكاه يعقوب في البدل كأَنَّ ميم مَعْكُوكاء بدل من باء بَعْكُوكاء أو بضدّ ذلك

مكك
مَكَّ الفصيلُ ما في ضرع أُمه يَمُكُّه مَكّاً وامْتَكَّه وتَمَكَّكَه ومَكْمَكَهُ امْتَصَّ جميع ما فيه وشربه كله وكذلك الضبي إذا استقصى ثدي أُمه بالمص وقال ابن جني أَما ما حكاه الأصمعي من قولهم امْتَكَّ الفصيلُ ما في ضرع أُمه وتَمَكَّكَ وامْتَقَّ وتَمَقَّقَ فالأظهر فيه أن تكون القاف بدلاً من الكاف ومَكَّ العظمَ مَكّاً وامْتَكَّه وتَمَكَّكَهُ وتَمَكْمَكه امتص ما فيه من المخ واسم ذلك الشيء المُكاكة والمُكاكُ التهذيب مَكَكْتُ المُخِّ مَكّاً وتَمَكَّكْتُه وتَمَخَّخْتُهُ وتَمَخَّيْتُه إذا استخرجت مُخَّهُ فأَكلته ومَكَكْتُ الشيء مَصِصْتُهُ ورجل مَكَّانُ مثل مَصَّان ومَلْجان وهو الذي يَرْضَعُ الغنم من لؤمه ولا يَحْلُب والمَكُّ مَصُّ الثدي ويقال للرجل اللئيم يَرْضَع الشاة من لؤمه مَكَّانُ ومَلْجانُ ابن شميل تقول العرب قَبَحَ اللهُ اسْتَ مَكَّانَ وذلك إذا أَخطأَ إنسان أو فعل فعلاً قبيحاً يدعى بهذا والمَكُّ الازدحام كالبَكِّ ومَكَّهُ يَمُكُّه مَكّاً أَهلكه ومَكَّةُ معروفة البلد الحرام قيل سميت بذلك لقلة مائها وذلك أَنهم كانوا يَمْتَكُّون الماء فيها أي يستخرجونه وقيل سميت مكة لأنها كانت تَمُكُّ من ظَلَم فيها وأَلْحَدَ أي تهلكه قال الراجز يا مَكَّة الفاجِرَ مُكِّي مَكَّا ولا تَمُكِّي مَذْحِجاً وعَكَّا وقال يعقوب مكةُ الحرَمُ كله فأَما بَكَّةُ فهو ما بين الجبلين حكاه في البدل قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا لأنه قد فرق بين مكة وبين بكة في المعنى وبَيِّنٌ أن معنى البدل والمبدل منه سواء وتَمَكَكَ على الغريم أَلَحَّ عليه في اقتضاء الدين وغيره وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تُمَكِّكوا على غرمائكم يقول لا تُلِحُّوا عليهم إلحاحاً يضر بمعايشهم ولا تأْخذوهم على عُسْرَة وارْفُقُوا بهم في الاقتضاء والأَخذ وأَنْظِروُهم إلى مَيْسَرة ولا تَسْتَقْصُوا وأصله مأْخوذ من مَكَّ الفصيلُ ما في ضَرْع أُمه وامْتَكَّه إذا لم يُبْق فيه من اللبن شيئاً إلا مَصَّهُ قال الأزهري سمعت كلابِيّاً يقول لرجل عَنَّتَهُ قد مَكَكْتَ رُوحِي أراد أنه أَحْرَجه بلَجاجِه فيما أشكاه والمَكْمَكَةُ التَّدَحْرُج في المَشْيِ والمَكُّوكُ طاسٌ يشرب به وفي المحكم طاس يشرب فيه أَعلاه ضيق ووسطه واسع والمَكُّوكُ مكيال معروف لأهل العراق والجمع مَكاكِيكُ ومَكاكِيّ على البدل كراهية التضعيف وهو صاع ونصف وهو ثلاث كَيْلَجات والكَيْلَجَة مَناً وسبعة أَثمان مَناً والمَنا رطلان والرطل اثنتا عشرة أُوقِيَّةً والأُوقِيَّةُ إسْتار وثلثا إِسْتار والإسْتار أَربعة مثاقيل ونصف والمثقال درهم وثلاثة أَسباع درهم والدرهم ستة دوانِىقَ والدَّانِقُ قيراطان والقيراطُ طَسُّوجانِ والطَّسُّوجُ حَبَّتان والحبة سدس ثمن درهم وهو جزء من ثمانية وأَربعين جزءاً من درهم زاد ابن بري الكُرُّ ستون قفيزاً والقفيز ثمانية مَكاكيك والمَكُّوكُ صاع ونصف وهو ثلاث كَيْلَجات وفي حديث أَنس أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأُ بمَكُّوكٍ ويغتسل بخمسة مَكاكِيكَ وفي رواية بخَمْسةِ مَكاكِيَّ أراد بالمَكُّوك المُدَّ وقيل الصاع والأول أشبه لأنه جاء في حديث آخر مفسراً بالمدّ والمَكاكِيُّ جمع مَكُّوكٍ على إبدال الياء من الكاف الأخيرة قال والمَكُّوكُ اسم للمكيال قال ويختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلاد وفي حديث ابن عباس في تفسير قوله صُوَاعَ المَلِك قال كهيئة المَكُّوك وكان للعباس مثله في الجاهلية يشرب به وضَرَبَ مَكُّوكَ رأْسه على التشبيه وامرأَة مَكْماكَةٌ ومُتَمَكْمِكَةٌ ككَمْكامَة ورجل مَكْماكٌ كذلك الأزهري في هذه الترجمة والمُكَّاءُ طائر وجمعه مَكاكِيُّ قال وليس المُكَّاءُ من المضاعف ولكنه من المعتل بالواو من مَكا يَمْكُو إذا صَفَر وسيأْتي ذكره في موضعه إن شاء الله

ملك
الليث المَلِكُ هو الله تعالى ونقدّس مَلِكُ المُلُوك له المُلْكُ وهو مالك يوم الدين وهو مَلِيكُ الخلق أي ربهم ومالكهم وفي التنزيل مالك يوم الدين قرأ ابن كثير ونافع وأَبو عمرو وابن عامر وحمزة مَلِك يوم الدين بغير أَلف وقرأَ عاصم والكسائي ويعقوب مالك بأَلف وروى عبد الوارث عن أَبي عمرو مَلْكِ يوم الدين ساكنة اللام وهذا من اختلاس أبي عَمرو وروى المنذر عن أَبي العباس أَنه اختار مالك يوم الدين وقال كل من يَمْلِك فهو مالك لأنه بتأْويل الفعل مالك الدراهم ومال الثوب ومالكُ يوم الدين يَمْلِكُ إقامة يوم الدين ومنه قوله تعالى مالِكُ المُلْكِ قال وأما مَلِكُ الناس وسيد الناس ورب الناس فإنه أَراد أَفضل من هؤلاء ولم يريد أَنه يملك هؤلاء وقد قال تعالى مالِكُ المُلْك أَلا ترى أنه جعل مالكاً لكل شيءٍ فهذا يدل على الفعل ذكر هذا بعقب قول أَبي عبيد واختاره والمُلْكُ معروف وهو يذكر ويؤنث كالسُّلْطان ومُلْكُ الله تعالى ومَلَكُوته سلطانه وعظمته ولفلان مَلَكُوتُ العراق أي عزه وسلطانه ومُلْكه عن اللحياني والمَلَكُوت من المُلْكِ كالرَّهَبُوتِ من الرَّهْبَةِ ويقال للمَلَكُوت مَلْكُوَةٌ يقال له مَلَكُوت العراق ومَلْكُوةُ العراق أَيضاً مثال التَّرْقُوَةِ وهو المُلْكُ والعِزُّ وفي حديث أَبي سفيان هذا مُلْكُ هذه الأُمة قد ظهر يروى بضم الميم وسكون اللام وبفتحها وكسر اللام وفي الحديث هل كان في آبائه مَنْ مَلَكَ ؟ يروى بفتح الميمين واللام وبكسر الميم الأُولى وكسر اللام والْمَلْكُ والمَلِكُ والمَلِيكُ والمالِكُ ذو المُلْكِ ومَلْك ومَلِكٌ مثال فَخْذٍ وفَخِذٍ كأن المَلْكَ مخفف من مَلِك والمَلِك مقصور من مالك أو مَلِيك وجمع المَلْكِ مُلوك وجمع المَلِك أَمْلاك وجمع المَلِيك مُلَكاء وجمع المالِكِ مُلَّكٌ ومُلاَّك والأُمْلُوك اسم للجمع ورجل مَلِكٌ وثلاثة أَمْلاك إلى العشرة والكثير مُلُوكٌ والاسم المُلْكُ والموضع مَمْلَكَةٌ وتَمَلَّكه أي مَلَكه قهراً ومَلَّكَ القومُ فلاناً على أَنفسهم وأَمْلَكُوه صَيَّروه مَلِكاً عن اللحياني ويقال مَلَّكَه المالَ والمُلْك فهو مُمَلَّكٌ قال الفرزدق في خال هشام بن عبد الملك وما مثلُه في الناس إلاّ مُمَلَّكاً أَبو أُمِّه حَيٌّ أَبوه يُقارِبُه يقول ما مثله في الناس حي يقاربه إلا مملَّك أَبو أُم ذلك المُمَلَّكِ أَبوه ونصب مُمَلَّكاً لأنه استثناء مقدّم وخال هشام هو إبراهيم بن إسماعيل المخزومي وقال بعضهم المَلِكُ والمَلِيكُ لله وغيره والمَلْكُ لغير الله والمَلِكُ من مُلوك الأرض ويقال له مَلْكٌ بالتخفيف والجمع مُلُوك وأَمْلاك والمَلْكُ ما ملكت اليد من مال وخَوَل والمَلَكة مُلْكُكَ والمَمْلَكة سلطانُ المَلِك في رعيته ويقال طالت مَمْلَكَتُه وساءت مَمْلَكَتُه وحَسُنَت مَمْلَكَتُه وعَظُم مُلِكه وكَثُر مُلِكُه أَبو إسحق في قوله عزّ وجل فسبحان الذي بيده مَلَكُوتُ كل شيء مَعناه تنزيه الله عن أن يوصف بغير القدرة قال وقوله تعالى ملكوت كل شيء أي القدرة على كل شيء وإليه ترجعون أي يبعثكم بعد موتكم ويقال ما لفلان مَولَى مِلاكَةٍ دون الله أي لم يملكه إلا الله تعالى ابن سيده المَلْكُ والمُلْكُ والمِلْك احتواء الشيء والقدرة على الاستبداد به مَلَكه يَمْلِكه مَلْكاً ومِلْكاً ومُلْكاً وتَمَلُّكاً الأخيرة عن اللحياني لم يحكها غيره ومَلَكَةً ومَمْلَكَة ومَمْلُكة ومَمْلِكة كذلك وما له مَلْكٌ ومِلْكٌ ومُلْكٌ ومُلُكٌ أي شيء يملكه كل ذلك عن اللحياني وحكي عن الكسائي ارْحَمُوا هذا الشيخ الذي ليس له مُلْكٌ ولا بَصَرٌ أي ليس له شيء بهذا فسره اللحياني وقال ليس له شيء يملكه وأَمْلَكه الشيءَ ومَلَّكه إياه تَمْليكاً جعله مِلْكاً له يَمْلِكُه وحكى اللحياني مَلِّكْ ذا أَمْرٍ أَمْرَه كقولك مَلِّك المالَ رَبَّه وإن كان أَحمق قال هذا نص قوله ولي في هذا الوادي مَلْكٌ وملْك ومُلْك ومَلَكٌ يعني مَرْعًى ومَشْرباً ومالاً وغير ذلك مما تَمْلِكه وقيل هي البئر تحفرها وتنفرد بها وجاء في التهذيب بصورة النفي حكي عن ابن الأعرابي قال ما له مَلْكٌ ولا نَفْرٌ بالراء غير معجمة ولا مِلْكٌ ولا مُلْك ولا مَلَكٌ يريد بئراً وماء أي ما له ماء ابن بُزُرْج مياهنا مُلُوكنا ومات فلانٌ عن مُلُوك كثيرة وقالوا الماء مَلَكُ أَمْرٍ أي إذا كان مع القوم ماء مَلَكُوا أَمْرَهم أي يقوم به الأمر قال أَبو وَجْزَة السَّعْدي ولم يكن مَلَكٌ للقوم يُنْزِلُهم إلا صَلاصِلُ لا تُلْوَى على حَسَبِ أي يُقْسَم بينهم بالسوية لا يُؤثَرُ به أَحدٌ الأُمَوِيُّ ومن أَمثالهم الماءُ مَلَكُ أَمْرِه أي أن الماء مِلاكُ الأشياء يضرب للشيء الذي به كمال الأمر وقال ثعلب يقال ليس لهم مِلْك ولا مَلْكٌ ولا مُلْكٌ إذا لم يكن لهم ماء ومَلَكَنا الماءُ أرْوانا فقَوِينا على مَلْكِ أَمْرِنا وهذا مِلْك يَميني ومَلْكُها ومُلْكُها أي ما أَملكه قال الجوهري والفتح أفصح وفي الحديث كان آخر كلامه الصلاة وما مَلَكَتْ أَيمانكم يريد الإحسانَ إلى الرقيق والتخفيفَ عنهم وقيل أَراد حقوق الزكاة وإخراجها من الأموال التي تملكها الأَيْدي كأَنه علم بما يكون من أَهل الردة وإنكارهم وجوب الزكاة وامتناعهم من أَدائها إلى القائم بعده فقطع حجتهم بأن جعل آخر كلامه الوصية بالصلاة والزكاة فعقل أَبو بكر رضي الله عنه هذا المعنى حين قال لأَقْتُلَنَّ من فَرَّق بين الصلاة والزكاة وأَعطاني من مَلْكِه ومُلْكِه عن ثعلب أي مما يقدر عليه ابن السكيت المَلْكُ ما مُلِكَ يقال هذا مَلْكُ يدي ومِلْكُ يدي وما لأَحدٍ في هذا مَلْكٌ غيري ومِلْكٌ وقولهم ما في مِلْكِه شيء ومَلْكِه شيء أي لا يملك شيئاً وفيه لغة ثالثة ما في مَلَكَته شيء بالتحريك عن ابن الأَعرابي ومَلْكُ الوَليِّ المرأَةَ ومِلْكُه ومُلْكه حَظْرُه إياها ومِلْكُه لها والمَمْلُوك العبد ويقال هو عَبْدُ مَمْلَكَةٍ ومَمْلُكة ومَمْلِكة الأخيرة عن ابن الأعرابي إذا مُلِكَ ولم يُمْلَكْ أَبواه وفي التهذيب الذي سُبيَ ولم يُمْلَكْ أَبواه ابن سيده ونحن عَبِيدُ مَمْلَكَةٍ لا قِنٍّ أي أَننا سُبِينا ولم نُمْلَكْ قبلُ ويقال هم عبِيدُ مَمْلُكة وهو أَن يُغْلَبَ عليهم ويُستْعبدوا وهم أَحرار والعَبْدُ القنّ الذي مُلِك هو وأَبواه ويقال القِنُّ المُشْتَرَى وفي الحديث أن الأَشْعَثَ بن قَيْسٍ خاصم أَهل نَجْرانَ إلى عمر في رِقابهم وكان قد استعبدهم في الجاهلية فلما أَسلموا أَبَوْا عليه فقالوا يا أَمير المؤمنين إنا إنما كنا عبيد مَمْلُكة ولم نكن عبيدَ قِنٍّ المَمْلُكة بضم اللام وفتحها أَن يَغْلِبَ عليهم فيستعبدَهم وهم في الأصل أَحرار وطال مَمْلَكَتُهم الناسَ ومَمْلِكَتُهم إياهم أي مِلْكهم إياهم الأخيرة نادرة لأن مَفْعِلاً ومَفْعِلَةً قلما يكونان مصدراً وطال مِلْكُه ومُلْكه ومَلْكه ومَلَكَتُه عن اللحياني أَي رِقُّه ويقال إنه حسن المِلْكَةِ والمِلْكِ عنه أَيضاً وأَقرّ بالمَلَكَةِ والمُلُوكةِ أي المِلْكِ وفي الحديث لا يدخل الجنةَ سَيءُ المَلَكَةِ متحرّك أي الذي يُسيءُ صُحْبة المماليك ويقال فلان حَسَنُ المَلَكة إذا كان حسن الصُّنْع إلى مماليكه وفي الحديث حُسْنُ المَلَكة نماء هو من ذلك ومُلُوك النحْل يَعاسيبها التي يزعمون أنها تقتادها على التشبيه واحدها مَلِيكٌ قال أَبو ذؤيب الهذلي وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يأْوي مَلِيكُها إلى طَنَفٍ أََعْيَا بِراقٍ ونازِلِ يريد يَعْسُوبَها ويَعْسُوبُ النحل أَميره والمَمْلَكة والمُمْلُكة سلطانُ المَلِكِ وعَبيدُه وقول ابن أَحمر بَنَّتْ عليه المُلْكُ أَطْنابها كأْسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفًٌ طِمِرّ قال ابن الأَعرابي المُلْكُ هنا الكأْس والطِّرْف الطِّمِرُّ ولذلك رفع الملك والكأْس معاً بجعل الكأْس بدلاً من الملك وأَنشد غيره بنَّتُ عليه المُلْكَ أَطنابَها فنصب الملك على أنه مصدر موضوع موضع الحال كأَنه قال مُمَلَّكاً وليس بحال ولذلك ثبتت فيه الألف واللام وهذا كقوله فأَرْسَلَها العِرَاكَ أي مُعْتَرِكةً وكأْسٌ حينئذ رفع ببنَّت ورواه ثعلب بنت عليه الملك مخفف النون ورواه بعضهم مدَّتْ عليه الملكُ وكل هذا من المِلْكِ لأَن المُلْكَ مِلْكٌ وإنما ضموا الميم تفخيماً له ومَلَّكَ النَّبْعَةَ صَلَّبَها وذلك إذا يَبَّسَها في الشمس مع قشرها وتَمالَكَ عن الشيء مَلَكَ نَفْسَه وفي الحديث امْلِكْ عليك لسانَك أي لا تُجْرِه إلا بما يكون لك لا عليك وليس له مِلاكٌ أي لا يَتَمالك وما تَمالَك أن قال ذلك أي ما تَماسَك ولا يَتَماسَك وما تَمالَكَ فلان أن وقع في كذا إذا لم يستطع أَن يحبس نفسه قال الشاعر فلا تَمَلَك عن أَرضٍ لها عَمَدُوا ويقال نفسي لا تُمالِكُني لأن أَفعلَ كذا أَي لا تُطاوعني وفلان ما له مَلاكٌ بالفتح أي تَماسُكٌ وفي حديث آدم فلما رآه أَجْوَفَ عَرَفَ أَنه خَلق لا يَتَمالَك أي لا يَتَماسَك وإذا وصف الإنسان بالخفة والطَّيْش قيل إنه لا يَتَمالَكُ ومِلاكُ الأمر ومَلاكُه قِوامُه الذي يُمْلَكُ به وصَلاحُه وفي التهذيب ومِلاكُ الأمر الذي يُعْتَمَدُ عليه ومَلاكُ الأمر ومِلاكُه ما يقوم به وفي الحديث مِلاكُ الدين الورع الملاك بالكسر والفتح قِوامُ الشيء ونِظامُه وما يُعْتَمَد عليه فيه وقالوا لأَذْهَبَنَّ فإما هُلْكاً وإما مُلْكاً ومَلْكاً ومِلْكاً أي إما أن أَهْلِكَ وإما أن أَمْلِكَ والإمْلاك التزويج ويقال للرجل إذا تزوّج قد مَلَكَ فلانٌ يَمْلِكُ مَلْكاً ومُلْكاً ومِلْكاً وشَهِدْنا إمْلاك فلان ومِلاكَه ومَلاكه الأخيرتان عن اللحياني أي عقده مع امرأته وأَمْلكه إياها حتى مَلَكَها يَمْلِكها مُلْكاً ومَلْكاً ومِلْكاً زوَّجه إياها عن اللحياني وأُمْلِكَ فلانُ يُمْلَكُ إمْلاكاً إذا زُوِّج عنه أَيضاً وقد أَمْلَكْنا فلاناً فلانَة إذا زَوَّجناه إياها وجئنا من إمْلاكه ولا تقل من مِلاكِه وفي الحديث من شَهِدَ مِلاكَ امرئ مسلم نقل ابن الأثير المِلاكُ والإمْلاكُ التزويجُ وعقد النكاح وقال الجوهري لا يقال مِلاك ولا يقال مَلَك بها
( * قوله « ولا يقال ملك بها إلخ » نقل شارح القاموس عن شيخه ابن الطيب أن عليه أكثر أهل اللغة حتى كاد أن يكون اجماعاً منهم وجعلوه من اللحن القبيح ولكن جوزه صاحب المصباح والنووي محافظة على تصحيح كلام الفقهاء ) ولا أُمْلِك بها ومَلَكْتُ المرأَة أي تزوّجتها وأُمْلِكَتْ فلانةُ أَمرها طُلّقَتْ عن اللحياني وقيل جُعِل أَمر طلاقها بيدها قال أَبو منصور مُلِّكَتْ فلانةُ أَمرها بالتشديد أكثر من أُمْلِكَت والقلب مِلاكُ الجسد ومَلَك العجينَ يَمْلِكُه مَلْكاً وأَمْلَكَه عجنه فأَنْعَمَ عجنه وأَجاده وفي حديث عمر أَمْلِكُوا العجين فإِنه أَحد الرَّيْعَينِ أَي الزيادتين أَراد أَن خُبْزه يزيد بما يحتمله من الماء لجَوْدة العجْن ومَلَكَ العجينَ يَمْلِكه مَلْكاً قَوِيَ عليه الجوهري ومَلَكْتُ العجين أَمْلِكُه مَلْكاً بالفتح إِذا شَدَدْتَ عجنه قال قَيْسُ بن الخطيم يصف طعنة مَلَكْتُ بها كَفِّي فأَنْهَرْتُ فَتْقَها يَرى قائمٌ مِنْ دُونها ما وَراءَها يعني شَدَدْتُ بالطعنة ويقال عجَنَت المرأَة فأَمْلَكَتْ إِذا بلغت مِلاكَتَهُ وأَجادت عجنه حتى يأْخذ بعضه بعضاً وقد مَلَكَتْه تَمْلِكُه مَلْكاً إِذا أَنعمت عَجنه وقال أَوْسُ بن حَجَر يصف قوساً فَمَلَّك بالليِّطِ التي تَحْتَ قِشْرِها كغِرْقِئ بيضٍ كَنَّهُ القَيْضُ من عَلُ قال مَلَّكَ كما تُمَلِّكُ المرأَةُ العجينَ تَشُدُّ عجنه أَي ترك من القشر شيئاً تَتمالك القوسُ به يَكُنُّها لئلا يبدو قلب القوس فيتشقق وهو يجعلون عليها عَقَباً إِذا لم يكن عليها قشر يدلك على ذلك تمثيله إِياه بالقَيْض للغِرْقِئ الفراء عن الدُّبَيْرِيَّة يقال للعجين إِذا كان متماسكاً متيناً مَمْلُوكٌ ومُمْلَكٌ ومُمَلَّكٌ ويروى فمن لك والأَول أَجود أَلا ترى إِلى قول الشماخ يصف نَبْعَةً فَمَصَّعَها شهرين ماءَ لِحائها وينْظُرُ منها أَيَّها هو غامِزُ والتَّمْصِيع أَن يترك عليها قشرها حتى يَجِفَّ عليها لِيطُها وذلك أَصلب لها قال ابن بري ويروى فمظَّعَها وهو أَن يبقي قشرها عليها حتى يجف ومَلَكَ الخِشْفُ أُمَّه إِذا قَوِيَ وقدَر أَن يَتْبَعها عن ابن الأَعرابي وناقةٌ مِلاكُ الإِبل إِذا كانت تتبعها عنه أَيضاً ومَلْكُ الطريق ومِلْكُه ومُلْكه وسطه ومعظمه وقيل حدّه عن اللحياني ومِلْكُ الوادي ومَلْكه ومُلْكه وسطه وحَدّه عنه أَيضاً ويقال خَلِّ عن مِلْكِ الطريق ومِلْكِ الوادي ومَلْكِه ومُلْكه أَي حَدِّه ووسطه ويقال الْزَمْ مَلْكَ الطريق أَي وسطه قال الطِّرمّاح إِذا ما انْتَحتْ أُمَّ الطريقِ توَسَّمَتْ رَتِيمَ الحَصى من مَلْكِها المُتَوَضِّحِ وفي حديث أَنس البَصْرةُ إِحْدى المؤتفكات فانْزلْ في ضَواحيها وإِياك والمَمْلُكَةَ قال شمر أَراد بالمَمُلُكة وَسَطَها ومَلْكُ ا لطريق ومَمْلُكَتُه مُعْظمه ووسطه قال الشاعر أَقامَتْ على مَلْكِ الطريقِ فمَلْكُه لها ولِمَنْكُوبِ المَطايا جَوانِبُهْ ومُلُك الدابة بضم الميم واللام قوائمه وهاديه قال ابن سيده وعليه أُوَجِّه ما حكاه اللحياني عن الكسائي من قول الأَعرابي ارْحَمُوا هذا الشيخ الذي ليس له مُلُكٌ ولا بَصَرٌ أَي يدان ولا رجلان ولا بَصَرٌ وأَصله من قوائم الدابة فاستعاره الشيخ لنفسه أَبو عبيد جاءنا تَقُودُه مُلُكُه يعني قوائمه وهاديه وقوام كل دابة مُلُكُه ذكره عن الكسائي في كتاب الخيل وقال شمر لم أَسمعه لغيره يعني المُلُك بمعنى القوائم والمُلَيْكَةُ الصحيفة والأُمْلُوك قوم من العرب من حِمْيَرَ وفي التهذيب مَقاوِلُ من حمير كتب إِليهم النبي صلى الله عليه وسلم إِلى أُمْلُوك رَدْمانَ ورَدْمانُ موضع باليمن والأُمْلُوك دُوَيبَّة تكون في الرمل تشبه العَظاءة ومُلَيْكٌ ومُلَيْكَةُ ومالك ومُوَيْلِك ومُمَلَّكٌ ومِلْكانُ كلها أَسماء قال ابن سيده ورأَيت في بعض الأَشعار مالَكَ الموتِ في مَلَكِ الموت وهو قوله غدا مالَكٌ يبغي نِسائي كأَنما نسائي لسَهْمَيْ مالَكٍ غرَضانِ قال وهذا عندي خطأ وقد يجوز أَن يكون من جفاء الأَعراب وجهلهم لأَن مَلَك الموت مخفف عن مَلأَك الليث المَلَكُ واحد الملائكة إِنما هو تخفيف المَلأَك واجتمعوا على حذف همزه وهو مَفْعَلٌ من الأَلُوكِ وقد ذكرناه في المعتل والمَلَكُ من الملائكة واحد وجمع قال الكسائي أَصله مَأْلَكٌ بتقديم الهمزة من الأَلُوكِ وهي الرسالة ثم قلبت وقدمت اللام فقيل مَلأَكٌ وأَنشد أَبو عبيدة لرجل من عبد القَيْس جاهليّ يمدح بعض الملوك قيل هو النعمان وقال ابن السيرافي هو لأَبي وَجْزة يمدح به عبد الله بن الزبير فَلَسْتَ لإِِنْسِيٍّ ولكن لِمَلأَكٍ تَنَزَّلَ من جَوِّ السَّماءِ يَصُوبُ ثم تركت همزته لكثرة الاستعمال فقيل مَلَكٌ فلما جمعوه رَدُّوها إِليه فقالوا مَلائكة ومَلائك أَيضاً قال أُمية بن أَبي الصَّلْتِ وكأَنَّ بِرْقِعَ والملائكَ حَوْلَه سَدِرٌ تَواكَلَهُ القوائمُ أَجْرَبُ قال ابن بري صوابه أَجْرَدُ بالدال لأَن القصيدة دالية وقبله فأَتَمَّ سِتّاًّ فاسْتَوَتْ أَطباقُها وأَتى بِسابعةٍ فأَنَّى تُورَدُ وفيها يقول في صفة الهلال لا نَقْصَ فيه غير أَن خَبِيئَه قَمَرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ وفي الحديث لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة قال ابن الأَثير أَراد الملائكة السَّيَّاحِينَ غير الحفظة والحاضرين عند الموت وفي الحديث لقد حَكَمْت بحكم المَلِكِ يريد الله تعالى ويروى بفتح اللام يعني جبريل عليه السلام ونزوله بالوحي قال ابن بري مَلأَكٌ مقلوب من مَأْلَكٍ ومَأْلَكٌ وزنه مَفْعَل في الأَصل من الأَلوك قال وحقه أَن يذكر في فصل أَلك لا في فصل ملك ومالِكٌ الحَزينُ اسم طائر من طير الماء والمالِكان مالك بن زيد ومالك بن حنظلة ابن الأَعرابي أَبو مالك كنية الكِبَر والسِّنّ كُنِيَ به لأَنه مَلَكه وغلبه قال الشاعر أَبا مالِكٍ إِنَّ الغَواني هَجَرْنَني أَبا مالِك إِني أَظُنُّكَ دائبا ويقال للهَرَمِ أَبو مالك وقال آخر بئسَ قرينُ اليَفَنِ الهالِكِ أُمُّ عُبَيْدٍ وأَبو مالِكِ وأَبو مالك كنية الجُوعِ قال الشاعر أَبو مالكٍ يَعْتادُنا في الظهائرِ يَجيءُ فيُلْقِي رَحْلَه عند عامِرِ ومِلْكانُ جبل بالطائف وحكى ابن الأَنباري عن أَبيه عن شيوخه قال كل ما في العرب مِلْكان بكسر الميم إِلاَّ مَلْكان بن حزم بن زَبَّانَ فإِنه بفتحها ومالك اسم رمل قال ذو الرمة
لعَمْرُك إِني يومَ جَرْعاءِ مالِك ... لَذو عَبْرةٍ كَلاً تَفِيضُ وتخْنُقُ

مهك
مَهْكَةُ الشَّبابِ ومُهْكَتُه نَفْخَته وامتِلاؤه وارْتِواؤه وماؤه يقال شابٌّ مُمَهَّكٌ ومُهْكَتُه بالضم أَعلى والمُمَهَّكُ أَيضاً الطويل ومَهَكَ الشيء يَمْهَكُِه مَهْكاً ومَهَّكَه سحقه فبالغ ويقال مَهَكْتُ الشيء إِذا مَلَّسْتَه قال النابغة إِلى الملكِ النُّعْمانِ حين لَقِيتُه وقد مُهِكَتْ أَصلابُها والجناجِنُ قال مُهِكَتْ مُلِّسَتْ ومَهَكْتُ السهم مَلَّسْتُه

نبك
النَّبَكَة أَكَمة مُحَدَّدة الرأْس وربما كانت حمراء ولا تخلو من الحجارة وقيل هي الأَرض فيها صَعُود وهَبُوط والجمع نَبَك بالتحريك ونِباكٌ الأَزهري شمر فيما قرأَ بخطه هي رَوابٍ من طين واحدتها نَبَكَة قال وقال ابن شميل النَّبْكة مثل الفَلْكة أَي أَن الفَلْكة أَعلاها مُدوَّر مجتمع والنَّبْكَة رأْسها محدَّد كأَنه سِنان رمح وهما مُصْعِدَتانِ وقال الأَصمعي النَّبْكُ ما ارتفع من الأَرض قال طرفه تَتَّقِي الأَرضَ بِرُجٍّ وُقَّحٍ وَرُقٍ تَقْعَرُ أَنْباكَ الأَكَمْ قال أَبو منصور والذي سمعته من العرب في النَّبَكَة وشاهدتهم يُومِئُون إِليها كل رابية من روابي الرمال كانت مُسَلَّكَة ا لرأْس ومحَدَّدته الجوهري النِّباكُ التِّلال الصغار ومكان نابِكٌ أَي مرتفع ومنه قول ذي الرمة وقد خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ وغَرَّقَتْ جَوارِيه جُذْعانَ الهِضابِ النَّوابِك ونَبْكٌ ونُبُوكٌ ونُباكة مواضع وتَنْبُوكُ اسم موضع قال ابن سيده وإِنما قضينا على تائه بالزيادة وإِن لم نقض على التاء إِذا كانت أَوَّلاً بالزياة إِلاَّ بدليل لأَنها لو كانت أصلاً لكان وَزْنُ الحرف فَعْلولاً وهذا البناء خارج عن كلامهم إِلاَّ ما حكاه سيبويه من قولهم بنو صَعْفُوقٍ قال رؤبة بشِعْبِ تَنْبُوكَ وشِعْبِ العَوْثَبِ

نتك
النَّتْكَ شبيه بالنَّتْف يمانية نَتَكَ يَنْتِكُ نَتْكاً الليث النَّتْكُ جَذْبُ الشيء تَقْبِضُ عليه ثم تكسره إِليك بجَفْوَةٍ قال أَبو منصور وهو النَّتْرُ أَيضاً يقال نَتَر ذكره ونَتَكه إِذا استبرأَ بعدما بال

نزك
النِّزْكُ بالكسر ذكَر الوَرَل والضَّبِّ وله نِزْكانِ على ما تزعم العرب ويقال نِزْكانِ أَي قضِيبان ومنهم من يقول نَيْزكانِ وللأُنثى قُرْنتان قال الأَزهري وأَنشدني غلام من بني كُلَيْبٍ تَفَرَّقْتُمُ لا زِلْتُمُ قَرْنَ واحدٍ تَفَرُّقَ نِزْكِ الضَّبِّ والأَصلُ واحدُ وقال أَبو الحجاج يصف ضبّاً وقال ابن بري هو لحُمْرانَ ذِي الغُصَّة وكان قد أَهدى ضِباباً لخالد ين عبد الله القَسْرِيّ فقال فيها جَبَى العامَ عُمَّالُ الخَراجِ وحِبْوَتي مُحَلَّقَةُ الأَذْناب صُفْرُ الشَّواكِلِ رَعَيْن الدَّبى والنَّقْدَ حتى كأَنَّما كَساهُنَّ سُلْطانٌ ثيابَ المَراجِلِ تَرى كُلَّ ذيَّالٍ إِذا الشمسُ عارَضَتْ سَما بين عِرْسَيْه سُمُوَّ المُخاتِلِ سِبَحْلٌ له نِزْكانِ كانا فَضِيلَةً على كل حافٍ في الأَنام وناعِلِ وحكى ابن القَطَّاع فيه النَّزْكَ بالفتح أَيضاً قال أَبو زياد الضب له نِزْكانِ وكذلك الوَرَل والحِرْباء والطُّحَنُ وجمعه طِحْنانٌ وللضَّبَعة والوَرَلَةِ رَحِمانِ أَنشد أَبو عثمان عمرو بن بَحْرٍ الجاحظ لامرأَة وقد لامها ابنها في زوجها وَدِدْتُ لو انه ضَبًّ وأَني ضُبَيْبِةُ كُذْيَةٍ وَحَداً خَلاءَا أَرادت بأَنه له أَيْرَيْنِ وأَن لها رَحِمين شَبَقاً وغُلمةً ورأَيت في حواشي أَمالي ابن بري بخط فاضل أَن المُفَجَّعَ أَنشد في التَّرْجُمان عن الكسائي تفرَّقتمُ لا زلتمُ قَرْنَ واحدٍ تفرُّقَ أَيْرِ الضَّبِّ والأصلُ واحدُ قال رماهم بالقِلَّة والذِّلَّة والقطيعة والتفرُّق قال ويقال إِن أَير الضب له رأْسان والأَصل واحد على خلقة لسان الحية ولكل ضبة مَسْلَكانِ والنَّزْكُ الطعن بالنَّيْزَك والنَّيْزَكُ الرمح الصغير وقيل هو نحو المِزْراقِ وقيل هو أَقصر من الرمح فارس معرب وقد تكلمت به الفصحاء ومنه قول العجاج مُطَرَّرٌ كالنَّيْزَكِ المُطْرُور وفي الحديث أَن عيسى عليه السلام يقتل الدجال بالنَّيْزَكِ والجمع النَّيازِكُ قال ذو الرمة أَلا من لِقَلْبٍ لا يَزالُ كأَنه من الوَجْدِ شَكَّتْه صُدور النَّيازِكِ ؟ وفي حديث ابن ذي يَزَنٍ لا يَضْجَرُونَ وإِنْ كَلَّتْ نَيازِكُهم هي جمع نَيْزَك للرمح القصير وحقيقته تصغير الرمح بالفارسية ورمح نَيْزَك قصير لا يُلْحَقُ حكاه ثعلب وبه يقتل عيسى عليه السلام الدجال ونَزَكَه نَزْكاً طعنه بالنَّيْزَك وكذلك إِذا نَزَعَه وطَعَن فيه بالقول والنَّيْزَكُ ذو سِنانٍ وزُجٍّ والعُكاز زُجٌّ ولا سنان له والنَّزْكُ سُوءُ القول في الإِنسان ورَمْيُك الإِنسان بغير الحق وتقول نَزَكَه بغير ما رأَى منه ورجل نُزَكٌ طَعَّان في الناس وفي الصحاح ورجل نَزَّاك أَي عَيَّاب أَبو زيد نَزَكْتُ الرجل إِذا خَرَّقْتَه وفي حديث أَبي الدرداء ذَكَر الأَبْدَال فقال ليسوا بنَزَّاكين ولا مَعْجِبِينَ ولا مُتَماوِتِينَ النَّزَّاك الذي يَعِيبُ الناس يقال نَزَكْتُ الرجلَ إِذا عِبْتَه كما يقالُ طَعَنْتُ عليه وفيه وأَصله من النَّيْزَكِ للرُّمْح القصير وفي حديث ابن عَوْنٍ وذُكِرَ عنده شَهْرُ بن حَوْشَبٍ فقال إِن شَهْراً نَزَكُوه أَي طعنوا عليه وعابوه

نسك
النُّسْكُ والنُّسُك العبادة والطاعة وكل ما تُقُرب به إِلى الله تعالى وقيل لثعلب هل يسمى الصوم نُسُكاً ؟ فقال كل حق لله عزَّ وجل يسمى نُسُكاً نَسَك لله تعالى يَنْسُكُ نَسْكاً ونِسْكاً ونَسُكَ الضم عن اللحياني وتَنَسَّك ورجل ناسِك عابد وقد نَسَك وتَنَسَّكَ أَي تعبد ونَسُك بالضم نَساكة أَي صار ناسكاً والجمع نُسَّاك والنُسّكُ والنِّسِيكة الذبيحة وقيل النُّسُك الدم والنَّسِيكة الذبيحة تقول من فعل كذا وكذا فعليه نُسُك أَي دم يُهَرِيقُه بمكة شرفها الله تعالى واسم تلك الذبيحة النَّسِيكَة والجمع نُسُك ونَسَائِكُ والنُّسُك ما أَمرت به الشريعةُ والوَرَع ما نَهَتْ عنه والمَنْسَك والمَنْسِكُ شِرْعة النَّسْك وفي التنزيل وأَرِنا مَنَاسِكَنا أَي مُتَعَبَّداتِنا وقيل المَنْسَكُ النَّسْك نفسه والمَنْسِكُ الموضع الذي تذبح فيه النَّسِيكة والنَّسائك النضر نَسَك الرجلُ إِلى طريقة جميلة أَي داوم عليها ويَنْسُكون البيتَ يأْتونه وقال الفراء المَنْسَكُ المَنْسِكُ في كلام العرب الموضع المعتاد الذي تعتاده ويقال إِنَّ لفلان مَنْسِكاً يعتاده في خير كان أَو غيره وبه سميت المَناسِكُ وقال أَبو إِسحق قرئً لكل أُمة جعلنا مَنْسَكاً ومَنْسِكاً قال والنَّسْكُ في هذا الموضع يدل على معنى النَّحْر كأَنه قال جعلنا لكل أُمة أَن تَتَقربَ بأَن تذبح الذبائح لله فمن قال مَنْسِك فمعناه مكان نَسْك مثل مَجلِس مكان جلوس ومن قال مَنْسَك فمعناه المصدر نحو النُّسُك والنُّسُوك غيره والمَنْسَك والمَنْسِك الموضع الذي تذبح فيه النُّسُك وقرئَ بهما قوله تعالى جعلنا مَنْسَكاً هم ناسِكوه ابن الأَثير قد تكرر ذكر المَناسِك والنُّسُك والنَّسِيكة في الحديث فالمَنَاسك جمع مَنْسَك ومَنْسِك بفتح السين وكسرها وهو المُتَعَبَّد ويقع على المصدر والزمان والمكان ثم سميت أُمور الحج كلها مَناسك والمَنْسَك والمَنْسِك المَذْبَحُ وقد نَسَكَ يَنْسُك نَسْكاً إِذا ذبح ونَسَك الثوب غسله بالماء وطهره فهو مَنْسوك قال ولا يُنْبِتُ المَرْعَى سِباخُ عُراعِرٍ ولو نُسِكَتْ بالماء سِتَّةَ أَشْهُرِ وأَرض ناسِكة خضراء حديثة المطر فاعلة بمعنى مفعولة والنَّسِيك الذهب والنَّسِيك الفضة عن ثعلب والنَّسِيكة القطعة الغليظة منه ابن الأَعرابي النُّسُك سَبائك الفضة كلُّ سَبِيكة منها نسيكة وقيل للمتعبد ناسِكٌ لأَنه خَلَّص نفسه وصفاها لله تعالى من دَنَسِالآثام كالسَّبيكة المُخَلَّصة من الخَبَثِ وسئل ثعلب عن الناسك ما هو فقال هو مأْخوذ من النَّسِيكة وهو سَبِيكة الفِضة المُصَفَّاة كأَنه خَلَّص نفسه وصفاها لله عز وجل والنُّسَك بضم النون وفتح السين طائر عن كراع

نطك
التهذيب في الثلاثي أَنطَاكِيَةُ اسم مدينة قال وأُراها رُومية

نفك
الليث النَّفَكَة لغة في النَّكَفَة وهي الغُدَّة

نكك
روى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي نَكْنَكَ غريمه إِذا تشدَّدَ عليه

نلك
النُّلْك والنِّلْكُ شجر الدُّبِّ واحدتها نُلْكَة ونِلْكَة وهي شجرة حَمْلُها زُعْرُورٌ أَصْفَرُ وقال أَبو حنيفة النُّلْكُ بضم النون شجرة الزُّعْرُورِ واحدته نُلْكة ونِلكة قال ويقال لها شجرة الدُّبِّ قال ولم أَجد ذلك معروفاً

نهك
النَّهْكُ التَّنَقُّضُ ونَهَكَتْه الحُمَّى نَهْكاً ونَهَكاً ونَهاكةً ونَهْكَةً جَهَدَتْه وأَضْنَتْه ونَقَصَتْ لَحْمَه فهو مَنْهُوك رُؤِيَ أَثَر الهُزالِ عليه منها وهو من التنقص أَيضاً وفيه لغة أُخرى نَهِكَتْه الحمى بالكسر تَنْهَكُه نَهَكاً وقد نُهِكَ أَي دَنِف وضَنِيَ ويقال بانت عليه نَهْكَةُ المرض بالفتح وبَدَتْ فيه نَهْكَةٌ ونَهَكَتِ الإِبلُ ماءَ الحوض إِذا ربت جميع ما فيه قال ابن مقبل يصف إِبلاً نَواهِكُ بَيُّوتِ الحِياض إِذا غَدَتْ عليه وقد ضَمَّ الضَّرِيبُ الأَفاعِيَا ونَهَكْت الناقةَ حَلْباً أَنْهَكُها إِذا نقَصْتها فلم يبق في ضرعها لبن وفي حديث ابن عباس غير مُضِرٍّ بنَسْلٍ ولا ناهِكٍ في حَلَبٍ أَي غير مبالغ فيه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال للخافضة أَشِمِّي ولا تَنُهَكي أَي لا تُبالغي في استقصاء الختان ولا في إِسْحاتِ مَخفِضِ الجارية ولكن اخْفِضِي طُرَيفَه والمَنْهوك من الرجز والمنْسرح ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه كقوله في الرجز يا ليتني فيها جَذَعْ وقوله في المنسرح وَيْلُ امّه سَعْدٍ سعْدَا وإِنما سمي بذلك لأَنك حذفت ثلثيه فَنَهَكْتَه بالحذف أَي بالغت في إمراضه والإِجحاف به والنَّهْك المبالغة في كل شيء والنّاهِك والنَّهِيكُ المبالغ في جميع الأَشياء الأَصمعي النَّهْك أَن تبالغ في العمل فإِن شَتَمْتَ وبالغتَ في شَتْم العِرْض قيل انْتَهَكَ عِرْضَه والنَّهِيكُ والنِّهُوكُمن الرجال الشجاعُ وذلك لمبالغته وثَباته لأَنه يَنْهَك عَدُوَّه فيَبْلُغ منه وهو نَهِيكٌ بَيِّنُ النَّهاكة في الشجاعة وهو من الإِبل الصَّؤُولُ القويّ الشديد وقول أَبي ذؤيب فلو نُبِزُوا بأَبي ماعِزٍ نَهِيكِ السلاحِ حَدِيدِ البَصَرْ أَراد أَن سلاحه مبالِغٌ في نَهْك عدوه وقد نَهُكَ بالضم يَنْهُكُ نَهاكَةً إِذا وُصِفَ بالشجاعة وصار شجاعاً وفي حديث محمد بن مسلمة كان من أَنْهَكِ أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي من أَشجعهم ورجل نَهِيكٌ أَي شجاع وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي وأَعْلم أَنَّ الموتَ لا بُدّ مُدْرِكٌ نَهِيكٌ على أَهلِ الرُّقَى والتَّمائمِ فسره فقال نَهِيكٌ قويّ مُقْدِم مبالغ ورجل مَنْهُوك إِذا رأَيته قد بَلَغ منه المرض ومَنْهوكُ البدن بَيِّنُالنَّهْكَة في المرض ونَهَك في الطعام أَكل منه أَكلاً شديداً فبالغ فيه يقال ما ينفك فلان يَنْهَك الطعام إِذا ما أَكل يشتد أَكلُه ونَهَكْتُ من الطعام أَيضاً بالَغْتُ في أَكله ويقال انْهَك من هذا الطعام وكذلك عِرْضَه أَي بالِغْ في شتمه الأَزهري عن الليث يقال ما يَنْهَكُ فلان يصنع كذا وكذا أَي ما ينفك وأَنشد لم يَنْهَكُوا صَقْعاً إِذا أَرَمُّوا أَي ضَرْباً إِذا سكتوا قال الأَزهري ما أَعرف ما قاله الليث ولا أَدري ما هو لم أَسمع لأَحد ما يَنْهَكُ يصنع كذا أَي ما ينفك لغير الليث ولا أَحقُّه وقال الليث مررت برجل ناهيكَ من رجل أَي كافيك وهو غير مُشْكل ورجل يَنْهَكُ في العدُوّ أَي يبالغ فيهم ونَهَكه عُقوبةً بالغ فيها يَنْهَكه نَهْكاً ويقال انْهَكْهُ عقوبةً أَي بْلُغْ في عقوبته ونَهَكَ الشيءَ وانْتَهَكَه جَهده وفي الحديث لِيَنْهَكِ الرجلُ ما بين أَصابعه أَو لَتَنتَهِكَنَّها النارُ أَي ليُقْبِل على غسلها إِقبالاً شديداً ويبالغ في غسل ما بين أصابعه في الوضوء مبالغة حتى يُنْعِمَ تنظيفَها أَو لَتُبالِغَنَّ النارُ في إِحراقه وفي الحديث أَيضاً انْهَكُوا الأَعقابَ أَو لتَنْهَكَنَّها النارُأَي بالغوا في غسلها وتنظيفها في ا لوضوء وكذلك يقال في الحث على القتال وفي حديث يزيد بن شجرةَ حين حَضَّ المؤمنين الذين كانوا معه في غزاة وهو قائدهم على قتال المشركين انْهَكوا وجُوهَ القوم يعني اجْهَدُوهم أَي ابْلُغُوا جُهْدَكم في قتالهم وحديث الخَلُوق اذْهَبْ فانْهَكْه قاله ثلاثاً أَي بالغْ في غسله ونَهَكْتُ الثوبَ بالفتح أَنْهَكُه نَهْكاً لبسته حتى خَلَقَ والأَسَدُ نَهِيكٌ وسيف نَهيكٌ أَي قاطع ماض ونَهَكَ الرجلَ يَنْهكُه نَهْكةً ونَهاكةً غلبه والنَّهِيك من السيوف القاطع الماضي وانْتِهاكُ الحُرْمة تناُلُها بما لا يحل وقد انْتَهَكها وفي حديث ابن عباس أَن قوماً قَتَلُوا فأَكثروا وزَنَوْا وانْتَهَكُوا أَي بالغوا في خَرْق محارم الشرع وإِتيانها وفي حديث أَبي هريرة يَنْتَهِكُ ذِمّةَ الله وذمّة رسوله يريد نقض العهد والغدر بالمُعاهد والنَّهِيكُ البَئِيسُ والنُّهَيْكُ الحُرْقُوصُ وعَضَّ الحُرْقُوصُ فرجَ أَعرابية فقال زوجها وما أَنا للحُرْقوصِ إِن عَضَّ عَضَّةً ِمَا بين رجليها بجِدٍّ عَقُورُ
( * قوله بجدّ عقورُ هكذا في الأصل والوزن مختلّ وإذا قيل هي بجدّ عقورِ صحّ الوزن وكان في البيت إقواء )
تُطَيِّبُ نَفْسِي بعدما تَسْتَفِزُّني مَقالَتُها إِنَّ النِّهيكَ صَغيرُ وفي النوادر النُّهَيْكةُ دابة سُوَيْداءٌ مُدارَةٌ تدخُل مَدَاخِل الحراقِيصِ

نوك
النُّوكُ بالضم
( * قوله النوك بالضم ويفتح أَيضاً كما في القاموس ) الحُمْق قال قيس بن الخَطِيم وما بَعْضُ الإِقامةِ في دِيارٍ يُهانُ بها الفتى إِلا بلاءُ فقل للمُتَّقِي غَرَضَ المَنايا تَوَقَّ فليس يَنْفَعُك اتِّقاءُ ولا يُعطَى الحريصُ غِنىً لحِرْصٍ وقد يُنْمَى لِذِي الجُودِ الثَّراءُ غَنِيُّ النَّفْسِ ما اسْتَغْنَت غَنيٌّ وفَقْرُ النَّفْسِ ما عَمِرَتْ شَقاءُ ودَاءُ الجِسْمِ مُلْتَمِسٌ شِفاءً وداء النُّوكِ ليسَ له دَواءُ والأَنْوَك الأَحْمَقُ وجمعه النَّوْكَى قال ويجوز في الشعر قوم نُوكٌ والنَّوَاكة الحماقة ورجل أَنْوَكُ ومُسْتَنْوِك أَي أَحمق وقوم نَوْكَى ونُوكٌ أَيضاً على القياس مثل أَهْوَج وهَوج قال الراجز تَضْحَكُ مني شَيْخَةٌ ضَحُوكُ واسْتَنْوَكَت وللشَّبابِ نُوكُ وقد نَوِكَ نَوَكاً ونُوكاً ونَواكَةً حَمُقَ وهو أَنْوَكُ والجمع نَوْكَى قال سيبويه أُجْرِيَ مُجْرَى هَلْكَى لأَنه شيء أُصيبوا به في عقولهم وفي حديث الضحاك إِن قُصّاصَكم نَوْكَى أَي حَمْقى واسْتَنَوكَ الرجلُ صار أَنْوَكَ وأَنْوَكَه صادفه أَنْوكَ واسْتَنْوَكتُ فلاناً أَي استحمقته وقالوا ما أَنْوَكَه ولم يقولوا أَنْوِكْ به وهو قياس عن ابن السَّرَّاج وقال سيبويه وقع التعجب فيه بما أَفْعَلَه وإِن كان كالخِلَقِ لأَنه ليس بلون في الجسد ولا بخلْقةٍ فيه وإِنما هو من نقصان العقل قال أَبو بكر في قولهم فلان أَنْوَكُ قال الأَصمعي الأَنْوَكُ العاجز الجاهل والنُّوكُ عند العرب العَجْزُ والجهل وقال الأَصمعي الأَنْوَكُالعَييُّ في كلامه وأَنشد فكُنْ أَنْوَكَ النَّوْكَى إِذا ما لَقِيتَهُمْ

نيك
النَّيْكُ معروف والفاعل نائِكٌ والمفعول به مَنِيكٌ ومَنْيُوكٌ والأَنثى مَنْيُوكة وقد ناكَها يَنيكها نَيْكاً والنَّيّاك الكثير النَّيْك شدد للكثرة وفي المثل قال من يَنِكِ العَيْرَ يَنِكْ نَيّاكا وتَنَايَكَ القوْمُ غلبهم النُّعاسُ وتَنايَكَتِ الأَجْفانُ انطبق بعضها على بعض الأَزهري في ترجمة نكح ناكَ المطرُ الأَرضَ وناكَ النعاسُ عينه إِذا غلب عليها

هبرك
الهَبْرَكَةُ الجارية الناعمة وشباب هَبْرَكٌ تامٌ قال جارية شَبَّتْ شَباباً هَبْرَكا لم يَعْدُ ثَدْيا نَحْرِها أَن فَلَّكَا وشَبابٌ هَبْرَكٌ وهُبارِك كذلك

هبنك
الهَبَنَّكُ الكثير الحُمْق وقال ثعلب هو الأَحمق فلم يقيده بقلة ولا بكثرة والأُنثى هَبَنَّكة

هتك
الهَتْكُ خَرْقُ السِّتْر عما وراءه والاسم الهُتْكة بالضم والهَتِيكةُ الفضيحة وفي حديث عائشة رضي الله عنها فَهَتَك العِرْضَ حتى وقع بالأَرض والهَتْكُ أَن تَجْذِبَ سِتْراً فتقطعه من موضعه أَو تَشُقَّ منه طائفةً يُرَى ما وراءه ولذلك يقال هَتَكَ الله سِتْرَ الفاجر ورجل مَهْنُوك السِّتْر مُتَهَتِّكُه وتَهَتَّك أَي افْتَضَح ابن سيده هَتَكَ السِّتْرَ والثَّوْبَ يَهْتِكُه هَتْكاً فانْهَتَكَ وتَهَتَّكَ جذبه فقطعه من موضعه أَو شق منه جزءاً فبدا ما وراءه ومنه قولهم في الدعاء والخبر هَتَكَ اللهُ سِتْرَ فلان وهَتَّكَ الأَسْتارَ شدِّد للكثرة ورجل مُنْهَتِكٌ ومُتَهَتِّكٌ ومُسْتَهْتِك لا يُبالي أَن يُهْتَك سِتْرُه عن عورته وكل ما انشق كذلك فقد انْهَتَك وتَهَتَّك قال يصف كلأ مُتَهَتِّكُ الشَّعْران نَضّاحُ العَذَبْ أَبو عمرو الهُتْكُ وسط الليل وفي حديث نَوْفٍ البِكَالّي كنت أَبيتُ على باب دار عليّ فلما مَضَتْ هُتْكة من الليل قُلْتُ كذا الهُتْكةُ طائفة من الليل يقال سِرْنا هُتْكةً من الليل كأَنه جعل الليل حجاباً فلما مضى منه ساعةٌ فقد هُتِكَ بها طائفةٌ منه والهُتْكَة ساعة من الليل للقوم إِذا ساروا يقال سِرْنا هُتْكةً منها وقد هاتَكْناها سِرنا في دُجاها قال هاتَكْتُه حتى انْجَلتْ أَكْراؤُه عَنِّي وعن مَلْمُوسةٍ أَحْناؤُه يصف الليل والبعير والهِتَكُ قِطَعُ الغِرْس تتمزق عن الولد الواحدة هِتَكَة وثوب هَتِكٌ قال مُزاحِمٌ جَلا هَتِكاً كالرَّيْطِ عنه فبَيَّنَتْ مَشابِههُ حُدْبَ العِظامِ كَواسِيَا أَي استبانتْ مَشابِهُ أَبيه فيه

هفك
الأَزهري امرأَة هَيْفَكٌ أَي حمقاء وقال عُجَيْرٌ السَّلُولُّي يصف مَزَادَةً زَمَّتهما هَيْفَكٌ حَمقْاءُ مُصْبِيَةٌ لا يتبعُ العين أَشْقاها إِذا وَغَلا ويقال فلان مِهَفَّكٌ ومُؤَفَّكٌ ومُفَنِّنٌ ومُتَهَفِّكٌ إِذا كان كثير الخطإِ والاختلاط وفي الحديث قل لأُمَّتك فلْتَهْفِكْه في القبور أَيِلِتُلْقِه فيها وقد هَفَكه إِذا أَلقاه والتَّهَفُّك الاضطراب والاسترخاء في المشي

هكك
الأَزهري أَهمل الليث هك وهو مستعمل في حروف كثيرة منها ما قال أَبو عمرو في نوادره هَكَّ بسَلْحِه وسَكَّ به إِذا رمى به قال وَهَكَّ وسَجَّ وتَرّ إِذا حذَفَ بسَلْحِه وهَكَّ الطائرُ هَكّاًّ حذَفَ بذَرْقِه وهَكَّ النَّعامُ سَلَح وهَكّ الشيءَ يَهُكُّه هَكّاًّ فهو مَهْكُوك وهَكِيكٌ سَحَقَه وهَكّ اللبنَ هَكّاًّ استخرجه ونَهَكَه أَنشد ابن الأَعرابي إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثِيئَة هاجَرٌ وهَكَّ الخَلايا لم تَرِقِّ عُيُونُها هاجَرُ قبيلة يقول شُرْبُ الرَّثِيئة مَجْدُهم أَي هم رُعاة لا صَنِيعة لهم غير شرب هذا اللبن الذي يسمى الرثيئة وقوله لم ترقَّ عيونها أَي لم تستح وهَكَّ الرجلُ المرأَة يَهُكُّها هَكاًّ نكحها وأَنشد يا ضَبُعاً أَلْفَتْ أَباها قد رَقَدْ فَنَفَرَتْ في رأْسِه تَبْغِي الوَلَدْ فقامَ وَسْنانَ بِعَرْدٍ ذي عُقَدْ فهَكَّها سُخْناً به حتى بَرَدْ والهَكُّ الجماع الكثير وهَكَّها إِذا أَكثر جماعها أَبو عمرو الهَكِيكُ المُخَنَّثُ ويقال هَكَّ فلاناً النبيذُ إِذا بلغ منه مثل تَكَّهُ فانْهَكَّ ويقال هُكَّ إِذا أُسْقِط والهَكُّ تَهَوَّر البئر والهَكُّ المطر الشديد والهَكُّ مُداركة الطعن بالرماح وهَكَّه بالسيف ضربه والهَكَوَّكُ المكان الصُّلْبُ الغليظ وقيل السَّهْل قال إِذا بَرَكْنَ مَبْرَكاً هَكَوَّكا كأَنما يَطْحَنَّ فيه الدَّرْمَكا أَوْشَكْنَ أَن يَتْرُكْنَ ذاك المَبْرَكا تَرْكَ النساءِ العاجِزَ الزَّوَنَّكا ويورى مَبْرَكاً عَكَوَّكا وهو السَّهْل أَيضاً يريد أَنهم على سفر ورحْلة والزَّوَنَّكُ المختال في مشيه الرافع نفسه فوق قدرها الأَزهري وعَكَوَّكٌ على بناء هَكَوَّك وهو السمين وانْهَكَّ صَلا المرأَة انْهِكاكاً إِذا انفرج في الولادة ابن شميل تَهَكَّكَتِ الناقةُ وهو تَوَخِّي صَلَوَيْها ودُبُرها وهو أَن يُرَى كأَنه سِقاء يمتخض قال الأَزهري وتَفَكَّكَتِ الأُنثى إِذا أَقْرَبَتْ فاسْتَرْخَى صَلَوَاها وعَظُم ضَرْعها ودنا نتاجُها شبهت بالشيء الذي يتزايل ويتفتح بعد انعقاده وارْتِتاقِه

هلك
لهَلْكُ الهلاك قال أَبو عبيد يقال الهَلْك والهُلْكُ اوالمُلْكُ والمَلْكُ هَلَكَ يَهْلِكُ هُلْكاً وهَلْكاً وهَلاكاً مات ابن جني ومن الشاذ قراءة من قرأَ ويَهْلَكُ الحَرْثُ والنَّسْلُ قال هو من باب رَكَنَ يَرْكَنُ وقَنَطَ يَقْنَطُ وكل ذلك عند أَبي بكر لغات مختلطة قال وقد يجوز أَن يكون ماضي يَهْلكُ هَلِك كعَطِبَ فاستغنى عنه بهَلَكَ وبقيت يَهْلَك دليلاً عليها واستعمل أَبو حنيفة الهَلَكَة في جُفُوف النبات وبَيُوده فقال يصف النبات من لَدُنِ ابتدائه إِلى تمامه ثم تَوَلِّيه وإِدباره إِلى هَلَكَتِه وبَيُوده ورجل هالِكٌ من قوم هُلَّكٍ وهُلاَّك وهَلْكَى وهَوَالِكَ الأَخيرة شاذة وقال الخليل إِنما قالوا هَلْكَى وزَمْنَى ومَرْضَى لأَنها أَشياء ضُرِبُوا بها وأُدْخِلوا فيها وهم لها كارهون الأَزهري قومٌ هَلْكَى وهالِكُون الجوهري وقد يجمع هالِك على هَلْكَى وهُلاَّك قال زيادُ بن مُنْقِذ تَرَى الأَرامِلَ والهُلاَّكَ تَتْبَعُه يَسْتَنُّ منه عليهم وابِلٌ رَزِمُ يعني به الفقراء وهَلَكَ الشيءَ وهَلَّكه وأَهْلَكَه قال العجاج ومَهْمَهٍ هالِكِ مَنْ تَعَرَّجا هائلةٍ أَهْوالُه مَنْ أَدْلَجا يعني مُهْلِك لغة تميم كما يقال ليل غاضٍ أَي مُغْضٍ وقال الأَصمعي في قوله هالِكِ من تَعَرَّجا أَي هالكِ المُتَعَرِّجين إِن لم يُهَذِّبوا في السير أَي من تعرَّض فيه هَلَكَ وأَنشد ثعلب قالت سُلَيْمى هَلِّكوا يَسارا الجوهري هَلَكَ الشيءُ يَهْلِكُ هَلاكاً وهُلوكاً ومَهْلَكاً ومَهْلِكاً ومَهْلُكاً وتَهْلُكَةً والاسم الهُلْكُ بالضم قال اليزيدي التَّهْلُكة من نوادر المصادر ليست مما يجري على القياس قال ابن بري وكذلك التُّهْلوك الهَلاكُ قال وأَنشد أَبو نخَيْلة لشَبِيبِ بن شَبَّةَ شَبيبُ عادى اللهُ من يَجْفُوكا وسَبَّبَ اللهُ له تُهْلوكا وأَهْلكه غيره واسْتَهْلَكه وفي الحديث عن أَبي هريرة إِذا قال الرجلُ هَلَكَ الناسُ فهو أَهْلَكهم يروى بفتح الكاف وضمها فمن فتحها كانت فعلاً ماضياً ومعناه أَن الغالِين الذين يُؤيِسُون الناسَ من رحمة ا لله تعالى يقولون هَلَك الناسُ أَي استوجبوا النار والخلود فيها بسوء أَعمالهم فإِذا قال الرجل ذلك فهو الذي أَوجبه لهم لا الله تعالى أَو هو الذي لما قال لهم ذلك وأَيأَسهم حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي فهو الذي أَوقعهم في الهلاك وأَما الضم فمعناه أَنه إِذا قال ذلك لهم فهو أَهْلَكهم أَي أَكثرهم هَلاكاً وهو الرجلُ يُولَعُ بعيب الناس ويَذْهبُ بنفسه عُجْباً ويرى له عليهم فضلاً وقال مالك في قوله أَهلكهم أَي أَبْسَلُهم وفي الحديث ما خالَطتِ الصدقةُ مالاً إِلاَّ أَهْلَكَتْه قيل هو حضٌّ على تعجيل الزكاة من قبل أَن تختلط بالمال بعد وجوبها فيه فتذهب به وقيل أَراد تحذير العُمَّال عن اخْتِزال شيء منها وخلطهم إِياه بها وقيل أَن يأْخذ الزكاة وهو غنّي عنها وفي حديث عمر رضي الله عنه أَتاه سائل فقال له هَلَكْتُ وأَهْلَكْتُ أَي أَهلكت عيالي وفي التنزيل وتلك القُرى أَهْلَكْناهم لما ظلموا وقال أَبو عبيدة أَخبرني رُؤْبة أَنه يقول هَلَكْتَني بمعنى أَهْلَكتني قال وليست بلغتي أَبو عبيدة تميم تقول هَلَكَه يَهْلِكُه هَلْكاً بمعنى أَهْلَكه وفي المثل فلان هالِكٌ في الهوالك وأَنشد أَبو عمرو لابن جذْلِ الطِّعانِ تَجاوَزْتُ هِنْداً رَغْبَةً عن قِتالِه إِلى مالِكٍ أَعْشُو إِلى ذكْرِ مالكِ فأَيْقَنْتُ أَني ثائِرُ ابن مُكَدَّمٍ غَداةَ إِذٍ أَو هالِكٌ في الهَوالِكِ قال وهذا شاذ على ما فسر في فوارس قال ابن بري يجوز أَن يريد هالك في الأُمم الهَوالِك فيكون جمع هالكة على القياس وإِنما جاز فوارس لأَنه مخصوص بالرجال فلا لبس فيه قال وصواب إنشاد البيت فأَيقنت أَني عند ذلك ثائر والهَلَكَة الهَلاكُ ومنه قولهم هي الهَلَكَة الهَلْكاءُ وهو توكيد لها كما يقال هَمَجٌ هامجٌ أبو عبيدة يقال وقع فلان في الهَلَكَةِ الهَلْكى والسَّوْأَة السَّوْأى وقوله عز وجل وجعلنا لمَهْلِكهِم مَوعِداً أي لوقت هِلاكِهم أجَلاً ومن قرأ لمَهْلَكِهم فمعناه لإهلاكهم وفي حديث أم زرع وهو إمامُ القَوْم في المَهالِك أرادت في الحروب وأنه لثِقَته بشجاعته يتقدَّم ولا يتخلف وقيل إنه لعلمه بالطُّرق يتقدَّم القومَ فيهديهم وهم على أثره واسْتَهْلَكَ المالَ أنفقه وأنفده أنشد سيبويه تقولُ إذا اسْتَهْلَكْتُ مالاً للَذَّةٍ فُكَيْهَةُ هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِقُ قال سيبويه يريد هل شيء فأدغم اللام في الشين وليس ذلك بواجب كوجوب إدغام الشم والشراب ولا جميعهم يدغم هل شيء وأهْلَكَ المالَ باعه في بعض أخبار هذيل أن حَبيباً الهُذَليّ قال لمَعْقِلِ ابن خُوَيْلِد ارجِعْ إلى قومك قال كيف أصنع بإيلي ؟ قال أهْلِكْها أي بعْها والمَهْلَكة والمَهلِكة والمَهْلُكة المَفازة لأنه يهلك فيها كثيراً ومفازة هالكةٌ من سَلَكها أي هالكة للسالكين وفي حديث التوبة وتَرْكُها مَهْلِكة أي موضع لهَلاكِ نفْسه وجمعها مَهالِكُ وتفتح لامها وتكسر أيضاً للمفازة والهَلَكُونُ الأَرض الجَدْبة وإن كان فيها ماء ابن بُزُرج يقال هذه أرض آرمَةٌ هَلَكُونٌ وأرض هَلَكون إذا لم يكن فيها شيء يقال هَلَكونُ نبات أرضين ويقال ترَكها آرِمَةً هَلَكِينَ إذا لم يصبها الغَيْثُ منذ دهر طويل يقال مررت بأرض هَلَكِينَ بفتح الهاء واللام
( * قوله « هَلَكينَ بفتح النون دون تنوين » هكذا في الأصل وفي القاموس أرضٌ هَلَكِينٌ وأرضٌ هَلكونٌ بتنوين الضمّ )
والهَلَكُ والهَلَكاتُ السِّنُونَ لأنها مهلكة عن ابن الأعرابي وأنشد لأسْودَ بن يَعْفُرَ قالت له أمُّ صَمْعا إذ تُؤَامِرُه ألا تَرَى لِذَوي الأَموالِ والهَلَكِ ؟ الواحدة هَلَكة بفتح اللام أيضاً والهَلاكُ الجَهْدُ المُهْلِكُ وهَلاكٌ مُهْتَلِكٌ على المبالغة قال رؤبة من السِّنينَ والهَلاكِ المِهْتَلِكْ ولأَذْهَبَنَّ فإما هُلْكٌ وإما مُلْكٌ والفتح فيهما لغة أي لأَذْهَبَنَّ فإما أن أهْلِكَ وإما أن أمْلِكَ وهالِكُ أهْلٍ الذي يَهْلِكُ في أهْله قال الأَعشى وهالِك أهْلٍ يَعودُونه وآخَرُ في قَفْزةٍ لم يُجَنْ قال ويكون وهالك أهلٍ الذي يُهْلِك أهْلَه والهَلَكُ جِيفَةُ الشيء الهالِك والهَلَكُ مَشْرَفَةُ المَهْواةِ من جَوِّ السُّكاكِ لأنها مَهْلَكة وقيل الهَلَكُ ما بين كل أرض إلى التي تحتها إلى الأرض السابعة وهو من ذلك فأما قول الشاعر الموتُ تأتي لميقاتٍ خَواطِفُه وليس يُعْجِزُهُ هَلْكٌ ولا لُوح فإنه سكن للضرورة وهو مذهب كوفي وقد حجر عليه سيبويه إلا في المكسور والمضموم وقيل الهَلَكُ ما بين أعلى الجبل وأسفله ثم يستعار لهواء ما بين كل شيئين وكله من الهَلاك وقيل الهَلَكُ المَهْواة بين الجبلين وأنشد لامرئ القيس أرى ناقَةَ القَيْسِ قد أصْبَحَتْ على الأَيْنِ ذاتَ هِبابٍ نِوارا رأتْ هَلَكاً بنِجاف الغَبِيط فكادَتْ تَجُدُّ الحُقِيّ الهِجارا ويروى تَجُدّ لذاك الهِجارا قوله هِباب نَشاط ونِواراً نِفاراً وتجدّ تقطع الحبل نُفوراً من المَهْواةِ والهِجار حبل يشدّ في رسغ البعير والهَلَكُ المَهْواة بين الجبلين وقال ذو الرمة يصف امرأة جَيْداء تَرى قُرْطَها في واضِحِ اللَّيتِ مُشْرِفاً على هَلَكٍ في نَفْنَفٍ يَتَطَوّحُ والهَلَكُ بالتحريك الشيء الذي يَهْوي ويسقُط والتَّهْلُكَةُ الهلاك وفي التنزيل العزيز ولا تُلْقوا بأيديكم إلى التَّهْلُكة وقيل التَّهْلُكة كل شيء تصير عاقبته إلى الهَلاك والتُّهْلُوك الهَلاك وأنشد بيت شَبيبٍ وسَبَّبَ الله له تُهْلوكا ووقع في وادي تُهْلِّكَ بضم التاء والهاء واللامُ مشددة وهو غير مصروف مثل تُخيبَ أي في الباطل والهلاك كأنهم سَمَّوْه بالفعل والاهْتِلاكُ والانْهِلاكُ رمي الإنسان بنفسه في تَهْلُكة والقَطاة تَهْتَلِكُ من خوف البازي أي ترمي بنفسها في المَهالك ويقال تَهْتَلِكُ تجتهد في طيرانها ويقال منه اهْتَلَكتِ القَطاةُ والمِهْتَلِكُ الذي ليس له همٌّ إلا أن يَتَضَيَّفه الناسُ يَظَلُّ نهارَه فإذا جاء الليل أسرعَ إلى من يَكْفُله خَوْفَ الهَلاكِ لا يتمالك دونَه قال أبو خِراشٍ إلى بَيْتِه يأوي الغريبُ إذا شَتا ومُهتَلِكٌ بالي الدَّريسَيْنِ عائِلُ والهُلاّكُ الصَّعاليك الذين يَنْتابون الناسَ ابتغاء معروفهم من سوء حالهم وقيل الهُلاّك المُنْتَجِعون الذين قد ضلوا الطريق وكله من ذلك أنشد ثعلب لجَمِيل أبِيتُ مع الهُلاّكِ ضَيْفاً لأهْلِها وأهْلي قريبٌ مُوسِعُون ذوو فَضْلِ وكذلك المُتَهَلِّكُون أنشد ثعلب للمُتَنَخِّل الهُذَليّ لو أنه جاءني جَوْعانُ مُهْتَلِكٌ من بُؤَّس الناس عنه الخيْرُ مَحْجُوزُ وافْعَلْ ذلك إما هَلَكَتْ هُلُكُ أي على كل حال بضم الهاء واللام غير مصروف قال ابن سيده وبعضهم لا يصرفه أي على ما خَيَّلَتْ نَفْسُك ولو هَلَكْتَ والعامَّة تقول إن هَلَكَ الهُلُكُ قال ابن بري حكى أبو علي عن الكسائي هَلَكَتْ هُلُكُ مصروفاً وغير مصروف وفي حديث الدجال وذكر صفته ثم قال ولكن الهُلْكُ كلُّ الهُلْكِ أن ربكم ليس بأعور وفي رواية فإما هَلَكَتْ هُلَّكُ فإن ربكم ليس بأعور الهُلْكُ الهَلاك ومعنى الرواية الأولى الهَلاكُ كلُّ الهَلاك للدجال لأنه وإن ادّعى الربوبية ولَبَّس على الناس بما لا يقدر عليه الشر فإنه لا يقدر على إزالة العَور لأن الله منزه عن النقائص والعيوب وأما الثانية فهُلَّكٌ بالضم والتشديد جمع هالك أي فإن هَلَكَ به ناس جاهلون وضلُّوا فاعلموا أن الله ليس بأعور ولو روي فإما هَلَكَتْ هُلُك على قول العرب افعل كذا إما هَلَكَتْ هُلَّكُ وهُلُكٌ بالتخفيف منوَّناً وغير منوّن لكان وجهاً قويّاً ومُجْراه مُجْرى قولهم افْعَلْ ذلك على ما خَيَّلَتْ أي على كل حال وهُلُكٌ صفة مفردة بمعنى هالكة كناقة سُرُحٌ وامرأة عُطُلٌ فكأنه قال فكيفما كان الأمر فإن ربكم ليس بأعور وفي رواية فإما هَلَكَ الهُلُكُ فإن ربكم ليس بأعور قال الفراء العرب تقول افعل ذلك إما هَلَكَتْ هُلُكُ وهُلُكٌ بإجراءٍ وغير إجراء وبعضهم يُضيفه إما هَلَكتْ هُلُكُه أي على ما خَيَّلَتْ أي على كل حال وقيل في تفسير الحديث إن شَبَّه عليكم بكل معنىً وعلى كل حال فلا يُشَبِّهَنَّ عليكم أنَّ ربكم ليس بأعور وقوله على ما خَيَّلَتْ أي أرَتْ وشَبَّهَتْ وروى بعضهم حديث الدجال وخزيه وبيان كذبه في عوره والهَلُوك من النساء الفاجرة الشَّبِقَةُ المتساقطة على الرجال سميت بذلك لأنها تَتهالك أي تَتَمايل وتنثني عند جماعها ولا يوصف الرجل الزاني بذلك فلا يقال رجل هَلُوكٌ وقال بعضهم الهَلُوك الحَسَنة التَّبَعُّلِ لزوجها وفي حديث مازِنٍ إني مُولَعٌ بالخمر والهَلُوكِ من النساء وفي الحديث فتهالَكْتُ عليه فسألته أي سقطت عليه ورميت بنفسي فوقه وتَهالك الرجلُ على المتاع والفِراشِ سقط عليه وتَهالَكَتِ المرأةُ في مشيها من ذلك والهالِكِيُّ الحدَّادُ وقيل الصَّيْقَل قال ابن الكلبي أوّل من عَمِلَ الحديدَ من العرب الهالكُ بن عمرو بن أسَد بن خُزيْمة وكان حدّاداً نسب إليه الحدّاد فقيل الهالِكيُّ ولذلك قيل لبني أسد القُيونُ وقال لبيد جُنوحَ الهالِكِيِّ على يدَيْهِ مُكِبّاً يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ أراد بالهالِكيّ الحداد وقال آخر ولا تَكُ مِثلَ الهالِكيِّ وعِرْسِه سَقَتْه على لَوْحٍ سِمامَ الذَّرارِحِ فقالت شَرابٌ بارِدٌ قد جَدَحْتُه ولم يَدْر ما خاضَتْ له بالمَجادِحِ أي خلطته بالسويق قال عرّام في حديثه كنت أتَهَلَّكُ في مَفاوز أي كنت أدور فيها شِبْهَ المتحير وأنشد كأنها قَطرةٌ جاد السحابُ بها بين السماء وبين الأرْضِ تَهْتَلِكُ واسْتَهْلَكَ الرجلُ في كذا إذا جَهَدَ نَفْسَه واهْتَلَكَ معه وقال الراعي لهنَّ حديثٌ فاتِنٌ يَتْرُك الفَتى خفيفَ الحشا مُسْتَهْلِكَ الرِّبْح طامِعا أي يَجْهَدُ قَلْبَه في إثرها وطريق مُسْتَهْلِكُ الوِرْد أي يُجْهِدُ من سَلَكَه قال الحُطَيئة يصف الطريق مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتيِّ قد جعَلَتْ أيدي المَطيِّ به عاديَّةً رُكُبا الأُسْتِيُّ والأُسْديُّ يعني به السَّدى والسَّتى شبَّه شَرَك الطريق بسَدَى الثوب وفلان هِلْكَةٌ من الهِلَكِ أي ساقطة من السواقط أي هالِكٌ والهَلْكى الشَّرِهُونَ من النساء والرجال يقال رجال هَلْكى ونساء هَلْكى الواحد هالِكٌ وهالكة ابن الأَعرابي الهالِكَة النفس الشَّرِهَة يقال هَلَكَ يَهْلِكُ هَلاكاً إذا شَرِهَ ومنه قوله ولم أهلِكْ إلى اللَّبَنِ
( * تمامه كما في شرح القاموس
جللته السيف إذا مالت كوارته ... تحت العجاج ولم اهلك إلى
اللبن )
أي لم أشْرَهْ ويقال للمُزاحِمِ على الموائد المُتَهالِكُ والمُلاهسُ والوارش والحاضِرُ
( * قوله « والحاضر » كذا بالأصل والذي في مادّة حضر رجل حضر ككتف وندس يتحين طعام الناس ليحضره ) واللَّعْوُ فإذا أكل بيد ومنع بيد فهو جَرْدَبانُ وأنشد شمر إنَّ سَدى خَيْرٍ إلى غيرِ أهْلِه كَهالِكَةٍ من السحابِ المُصَوِّبِ قال هو السحاب الذي يَصُوبُ المَطَر ثم يُقلِعُ فلا يكون له مطر فذلك هَلاكه

همك
هَمَكه في الأمر فانْهَمَك لَجَّجَه فَلَجَّ وانْهَمكَ الرجل في الأمر أي جَدَّ ولَجَّ وتَمادَى فيه وكذلك تَهَمَّك في الأمر وتقول ما الذي هَمَكه فيه وفي حديث خالد بن الوليد أن الناس انهمكوا في الخمر الانْهماكُ التَّمادي في الشيء واللَّجاجُ فيه ويقال فرس مَهْموك المَعَدَّيْنِ أي مُرْسَلُ المَعَدَّينِ وقال أبو دُواد سَلِطُ السُّنْبُكِ لأمٌ فَصُّه مُكْرَبُ الأَرْساغِ مَهْموكُ المَعَدّ واهْمَأكَّ فلان يَهْمَئِكُّ فهو مُهْمَئِكٌّ ومُزْمَئِكٌّ ومُصْمَئِكٌّ إذا امتلأ غضباً

هنك
قال الأزهري قرأت في نسخة من كتاب الليث الهَنَكُ حبٌّ يُطْبَخُ أغبر أَكدَر ويقال له القُفْص قال الأَزهري وما أراه عربياً

هنبك
الأَزهري في النوادر هَنْبَكةٌ من دَهْرٍ وسَنْبةٌ من دهر بمعنى

هندك
رجل هِنْدِكيٌّ من أهل الهِنْدِ وليس من لفظه لأن الكاف ليست من حروف الزيادة والجمع هَنادِكُ قال كثيِّر عزة مُقْرَبَةٌ دُهْمٌ وكُمْتٌ كأنها طَماطِمُ يوفُونَ الوِفارَ هَنادِكُ وقال الأحوص فالهِنْدِكيُّ عَدا عَجْلانَ في هَدَمِ وقال أبو طالب بَني أمَةٍ مَجْنونةٍ هِنْدِكيَّةٍ بَني جُمَحٍ عَبِيد قَيْسِ بن عاقل قال الجوهري الهِنادِكَةُ الهنود والكاف زائدة نُسبوا إلى الهند على غير قياس الأَزهري سيوف هِنْدِكيَّة أي هِنْدية والكاف زائدة يقال سيف هِنْدِكيٌّ ورجل هِنْدِكيّ

هوك
لأَهْوَكُ الأَحمق وفيه بقيَّةٌ والاسم الهَوَكُ وقد هَوِكَ هَوَكاً ورجل هَوَّاك ومُتَهَوِّك متحير أنشد ثعلب إذا تُرِكَ الكَعْبيُّ والقَوْلَ سادِراً تَهَوَّكَ حتى ما يَكادُ يَرِيعُ وقد هَوَّكه غيرُه والأَهْوَكُ والأَهوَجُ واحد والتَّهَوُّكُ السُّقوط في هُوَّة الرَّدى وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم إنا نسمع أحاديث من يَهُودَ تعجبنا أفَتَرى أن نكتبها ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم أمُتَهَوِّكونَ أنتم كما تَهَوَّكَتِ اليهودُ والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقِيَّةً
( * تمامه كما بهامش النهاية ولو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي ) قال أبو عبيدة معناه أمُتَحَيِّرونَ أنتم في الإسلام حتى تأخذوه من اليهود ؟ وقال ابن سيده يعني أمتحيرون ؟ وقيل معناه أمُتَرَدِّدُونَ ساقطون ؟ وإنه لمُتَهَوِّكٌ لما هو فيه أي يركب الذنوب والخطايا الجوهري التَّهَوُّكُ مثل التَّهَوُّر وهو الوقوع في الشيء بقلة مُبالاة وغير رَوِيَّةٍ والتَّهَوُّك التحيُّر ابن الأَعرابي الأَهْكاء المُتَحيرون وهاكاه إذا استصغر عقله والمُتَهَوِّك الذي يقع في كل أَمر وفي الحديث من طريق آخر أن عمر أتاه بصحيفة أخذها من بعض أهل الكتاب فغضب وقال أمُتَهَوِّكونَ فيها يا ابن الخطاب ؟

وتك
الأَوْتَكُ والأَوْتَكَى التمر الشِّهْرِيزُ وهو القُطَيْعاء وقيل السَّوادِيُّ قال باتوا يُعَشُّونَ القُطَيْعاءَ ضَيْفَهُمْ وعندهم البَرْنيُّ في حُلَلٍ دُسْمِ فما أطعَمونا الأَوْتَكَى عن سَماحةٍ ولا مَنَعوا البَرْنيَّ إلاّ من اللُّؤْمِ قال ابن سيده جعله كراع فَوْعَلى قال وزيادة الهمزة عندي أولى الأَزهري البَحرانِيُّونَ يسمونه أوتَكَى وقال قائلهم تُدِيمُ له في كل يومٍ إذا شَتا وراح عِشارُ الحيِّ من بَرْدِها صُعْرا مُصَلَّبةً من أوتَكَى القاعِ كلما زَهَتْها النُّعامَى خِلتَ من لَيِّنٍ صَخْرا قال وإذا بلغ الرُّطَب اليُبْسَ فذلك التَّصْليب وقد صَلَّب فهو مُصَلِّب وصَلَبَتْه الشمسُ تَصْلُبه فهو مَصْلوب وأوْتَكَى بوزن أجْفَلَى وقيل الأَوْتَكَى ضرب من التمر

ودك
الوَدَكُ الدسم معروف وقيل دَسَمُ اللحمِ وَدِكَتْ يدُه وَدَكاً ووَدَّك الشيءَ جعل فيه الوَدَك ولحم وَدِكٌ على النسب ذو وَدَك وفي حديث الأَضْاحي ويَحْمِلون منها الوَدَك هو دَسَم اللحم ودُهنه الذي يستخرج منه ووَدَّكْتُه تَوْدِيكاً وذلك إذا جعلته في شيء هو والشحم أو حِلابةُ السَّمْنِ وشيء وَدِيكٌ ووَدِكٌ والدِّكَة اسم من الوَدَك وقالت امرأة من العرب كنتُ وَحْمى لِلدِّكَة أي كنت مُشْتَهِيَةً للوَدَك ودجاجة وَدِيكة أي سمينة ودِيكٌ وَدِيكٌ ودجاجة وَدِيكٌ ووَدُوك ذات وَدَكٍ ورجل وادكٌ سمين ذو وَدَكٍ والوَدِيكة دقيق يُساط بشحم شبه الخَزيرة الفراء لقيت منه بناتِ أودَكَ وبنات بَرْحٍ وبنات بِئْسَ يعني الدَّواهي وقولهم ما كنت أدري أيّ أوْدَكٍ هو أي أيّ الناس هو ووادِكٌ ووَدُوك ووَدَّاكٌ أسماء والوَدْكاء رملة أو موضع قال ابن أحمر بانَ الشبابُ وأفْنى ضِعْفَه العُمُرُ لله دَرُّكَ أيَّ العَيْشِ تَنْتظِرُ ؟ هل أنتَ طالبُ شيء لَسْتَ مُدْرِكَه ؟ أم هل لقَلْبِكَ عن أُلاَّفِه وطَرُ ؟ أم كنتَ تَعْرِف آياتٍ ؟ فقد جَعَلَتْ أطْلالُ إلْفِك بالوَدْكاء تَعْتَذِرُ قوله تَعْتَذِرُ أي تَدْرُسُ

ورك
الوَرِكُ ما فوق الفَخذِ كالكتف فوق العضد أنثى ويخفف مثل فخِذٍ وفَخْذٍ قال الراجز جاريةٌ شَبَّتْ شَباباً غَضّاً تُصْبَحُ مَحْضاً وتُعَشَّى رَضّا ما بينَ دِرْكَيْها ذِراعٌ عَرْضَا لا تُحبسُ التقبيلَ إلاَّ عَضَّا والجمع أوْراكٌ لا يكسَّر على غير ذلك اسْتَغْنَوْا ببناء أدنى العَدَدَ قال ذو الرمة ورَمْل كأوْراكِ العَذارى قَطَعَْتُهُ إذا ألْبَسَتْه المُظْلِماتُ الحَنادِسُ شبَّه كُثْبان الأَنقاء بأعجاز النساء فجعل الفرع أصلاً والأصل فرعاً والعُرْف عكس ذلك وهذا كأنه يخرج مخرج المبالغة أي قد ثبت هذا المعنى لأعجاز النساء وصار كأنه الأصل فيه حتى شبهت به كثبان الأنقاء وحكى اللحياني إنه لعظيم الأوْراك كأنهم جعلوا كل جزء من الوَركَيْنِ وَرِكاً ثم جمع على هذا الليث الوَرِكان هما فوق الفخذين كالكتفين فوق العضدين والوَرَكُ عِظَمُ الوَركَيْنِ ورجل أوْرَكُ عظيم الوَركَيْنِ وفلان وَرَكَ على دابته وتَوَرَّكَ عليها إذا وضع عليها وَرْكَه فنزل بجزم الراء يقال منه وَرَكْتُ أركُ وثَنى وَرْكَه فنزل جعل رجلاً على رجل أو ثنى رجله كالمتربع ووَرَكَ وَرْكاً وتَوَرَّكَ وتَوارَك اعتمد على وَرِكه أنشد ابن الأَعرابي تَوارَكْتُ في شِقِّي له فانْتَهَزْتُه بفَتْخاءَ في شَدٍّ من الخَلْقِ لِينُها وفي الحديث لعلك من الذين يُصَلُّون على أوْراكهم فُسِّرَ بأنه الذي يسجد ولا يرتفع على الأرض ويُعْلي وَرِكَه لكنه يُفَرِّج ركبتيه فكأنه يعتمد على وَرِكه وفي حديث مجاهد كان لا يرى بأساً أن يَتَوَرَّك الرجل على رجله اليمنى في الأَرض المُسْتَحِيلة في الصلاة أي يضع وركه على رجله والمستحيلة غير المستوية قال أبو عيد التَّوَرُّك على اليمنى وضعُ الوَرك عليها وفي الصحاح وضع الورك في الصلاة على الرجل اليمنى وفي حديث إبراهيم أنه كان يكره التَّوَرُّكَ في الصلاة يعني وضع الأَلْيَتَيْن أو إحداهما على عَقِبَيْه وقال الجوهري هو وضع الألْيتين أو إحداهما على الأَرض قال أبو منصور التَّوَرُّك في الصلاة ضربان أحدهما سُنَّة والآخر مكروه فأما السنة فأنْ يُنْحِي رجليه في التشهد الأخير ويُلْزِقَ مقعَدته بالأرض كما جاء في الخبر وأما التَّوَرُّك المكروه فأن يضع يديه على وركيه في الصلاة وهو قائم وقد نهي عنه وقال أبو حاتم يقال ثَنى وَرِكَه فنزل ولا يجوز وَرْكه في ذا المعنى إنما هو مصدر وَرَكَ يَرِكُ وَرْكاً ويسمى ذلك الموضع من الرِّجل المَوْرِكَةَ لأن الإنسان يثني عليه رجله ثَنْياً كأنه يتربع ويضع رجلاً على رجل وأما الوَرِكُ نفسها فلا يستطيع أن يثنيها لأنها لا تنكسر وفي الوَرك لغات الوَرِكُ والوَرْكُ والوِرْك وفي حديث عبد الله أنه كره أن يسجد الرجل مُتَورِّكاً أو مضطجعاً قال أبو عبيد قوله متورِّكاً أي أن يرفع وَركيه إذا سجد حتى يُفْحِش في ذلك وقوله أو مضطجعاً يعني أن يتضامّ ويُلصِقَ صدره بالأرض ويَدَعَ التَّجافيَ في سجوده ولكن يكون بين ذلك قال ويقال التورُّك أن يُلْصق أليتيه بعقبيه في السجود قال الأَزهري معنى التورُّك في السجود أن يُوَرِّكَ يُسْراه فيجعلَها تحت يمناه كما يَتَوَرَّك الرجل في التشهد ولا يجوز ذلك في السجود قال وهذا هو الصواب قال بعضهم التَّوَرُّك أن يَسْدِلَ رجليه في جانب ثم يسجد وهو سابِلُهما والراكب إذا أعيا فيتورَّك فيثني رجليه حتى يجعلهما على مَعْرَفَة الدابة وأمِرَ النساءُ أن يتَوَرَّكن في الصلاة وهو سَدْلُ الرجلين في شِقِّ السجود ونُهيَ الرجال عن ذلك قال وأنكر التفسير الأول أن يرفع وَركه حتى يُفْحِشَ وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه يتورَّك المصلي في الرابعة ولا يتورك في الفجر ولا في صلاة الجمعة لأن فيها جلسة واحدة وكان يتورَّك في الفجر لأن التورّك إنما جعل من طول القعود ويَتَوَرَّك الرجل للرجل فيَصْرَعُه وهو ان يَعْتَقِلَه برجله ابن الأَعرابي ما أَحسن رِكَتَه ووُرْكَه من التَّوَرُّك ويقال وَرَكْتُ على السرج والرحل وَرْكاً ووَرَّكْتُ تَوْريكاً وثَنى وَرْكَه بجزم الراء وتَوَرَّكَ على الدابة أَي ثنى رجله ووضع إِحدى وَرِكَيْه في السرج وكذلك التَّوْرِيك قال الراعي ولا تُعْجِلِ المَرْءَ قَبْلَ الوُرُو كِ وهي بُركْبَتِه أَبْصَرُ وتَوَرَّكَتِ المرأَة الصبيَّ إِذا حملته على وَرِكها وفي الحديث جاءت فاطمة مُتَوَرِّكَةً الحَسَنَ أَي حاملته على وَرِكها وتَوَرَّك الصبيَّ جعله في وركه معتمداً عليها قال الشاعر تَبَيَّنَ أَنَّ أُمَّك لم تَوَرَّكْ ولم تُرْضِعْ أَميرَ المُؤْمِنينا ويروى تُؤَرَّك من الأَرِيكة وهي السرير وقد تقدَّم ونعل مَوْرِكٌ ومَوْرِكةٌ بتسكين الواو من حِيال الوَرِك وفي الصحاح إِذا كانت من الوَرِكِ يعني نَعْلَ الخفِّ وقال أَبو عبيدة المَوْرِكُ والمَوْرِكة الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه قُدَّام واسِطَةِ الرحْل إِذا مَلَّ من الركوب قال ابن سيده مَوْرِك الرَّحْل ومَوْرِكَته ووِراكُه الموضع الذي يضع فيه الراكب رجله وقيل الوراكُ ثوب يُزَيَّنُ به المَوْرِكُ وأَكثر ما يكون من الحِبَرة والجمع وُرُك وأَنشد إِلا القُتُود على الأَوْراكِ والوُرُك وقيل الوِراك اوالمَوْرَكة قادِمة الرحْل والمِوْرَكة كالمِصْدَغَة يتخذها الراكب تحت وَرِكِه وفي حديث عر رضي الله عنه أَنه كان يَنْهى أَن يُجْعل في وِراكٍ صَلِيبٌ الوراكُ ثوب ينسج وحده يزين به الرحل وقيل هو النُّمْرُقَةُ التي تُلْبَسُ مُقدّمَ الرحل ثم تُثْنى تحته أَبو عبيدة الوُراك رَقْم يُعْلى المِوْركَةَ ولها ذُؤابةُ عُهونٍ قال والمَوْرِكةُ حيث يَتَوَرَّك الراكب على تِيكَ التي كأَنها رفادَة من أَدَمٍ يقال لها مَوْرِكة ومَوْرِكٌ والمَوْرِكُ حبل يُحَف به الرحل قال والمِيْرَكة تكون بين يدي الرحل يضع الرجل رجله عليها إِذا أَعيا وهي المَوْرِكة وأَنشد إِذا حَرَّدَ الأَكتافَ مَوْرُ المَوارِك أَبو زيد الوِراكُ الذي يُلْبَسُ المَوْرِكَ ويقال هي خرقة مزينة صغيرة تُغَطِّي المَوْرِكَة ويقال وَرَك الرجلُ على المَوْرِكَة الجوهري الوِراكُ النُّمْرُقَةُ التي تُلْبَسُ مُقَدِّمَ الرَّحْلِ ثم تُثْنى تحته يزين بها والجمع وُرُك قال زهير مُقْوَرَّة تَتَبارَى لا شَوارَ لها إِلا القُطوعُ على الأَجْوازِ والوُرُك
( * في ديوان زهير مُقَوَّرة بدل مُقورَّة والأنساع بدل الأجواز )
وفي الحديث حتى إِن رأْس ناقته لتُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْله المَوْرِكُ المِرْفَقَة التي تكون عند قادِمةِ الرحل يَضعُ الراكب رجله عليها ليستريح من وضع رجله في الركاب أَراد أَنه قد بالغ في جذب رأْسها إِليه ليكفها عن السير ووَرَك الحَبْلَ وَرْكاً جعله حِيالَ وَرِكه وكذلك وَرَّكَه قال بعض الأَغْفال حتى إِذا وَرَّكْتُ من أُيَيْرِي سَوادَ ضِيفَيْهِ إِلى القُصَيْرِ رَأَتْ شُحوبي وبَذاذَ شَوْرِي وأَنشد الجوهري لزهير ووَرَّكْنَ بالسُّوبان يَعلونَ مَتْنَه عليهنَّ دَلُّ الناعِمِ المُتَنَعِّمِ ويقال وَرَّكْنَ أَي عَدَلْنَ وورَّكت الجبلَ توركاً إِذا جاوزته ووَرَكَ على الأَمر وُروكاً ووَرَّكَ وتَوَرَّك قَدَر عليه ووارَكَ الجبل جاوزه ووَرَّك الشيء أَوجبه والتَّوْرِيكُ تَوْرِيكُ الرجل ذنبه غيره كأَنه يُلْزِمُه إِياه ووَرَّكَ فلان ذنبه على غيره تَوْريكاً إِذا أَضافه إِليه وقَرَفَه به وإِنه لمُوَرِّكٌ في هذا الأَمر أَي ليس له فيه ذنب ووَرَّكَ الذنبَ عليه حَمَلَه واستعمله ساعدةُ في السيف فقال فَوَرَّكَ لَيْناً لا يُثَمْثَمُ نَصْلُه إِذا صابَ أَوساطَ العِظامِ صَميمُ أَراد نَصْلُه صميمٌ أَي يُصَمِّمُ في العظم ووَرَّكَ ليناً أَي أَماله للضرب حتى ضرب به يعني السيف وفي حديث النخعي في الرجل يُسْتَحْلَف قال إِن كان مظلوماً فَوَرَّكَ إِلى شيء جزى عنه التَّوْرِيك وإِن كان ظالماً لم يَجْز عنه التوريك كأَنَّ التوريكَ في اليمين نية ينويها الحالف غير ما ينويه مُسْتَحْلِفُه من وَرَّكْتُ في الوادي إِذا عدلت فيه وذهبت وقد وَرَكَ يَرِكُ وُروكاً أَي اضطجع كأَنه وضع وَرِكه على الأَرض ووَرَكَ بالمكان وُروكاً أَقام وكذلك تَوَرَّك به عن اللحياني قال وقال أَبو زياد التَّوَرُّك التّبَطُّؤُ عن الحاجة قال ابن سيده وأَرى اللحياني حكى عن أَبي الهيثم العُقَيْليّ تَوَرَّكَ في خُرْئِه كتَضَوَّكَ والوِرْكُ جانب القوس ومَجْرى الوَتَرِ منها عن ابن الأَعرابي وأَنشد هل وصَلُ غانيةٍ عَضَّ العَشيرُ بها كما يَعَضُّ بظَهْرِ الغارِبِ القَتَبُ إِلاَّ ظُنونٌ كوِرْكَ القَوْس إِن تُرِكت يوماً بلا وَتَرٍ فالوِرْكُ مُنْقَلبُ عَضَّ العشيرُ بها لزمها وقال أَبو حنيفة وَرِكُ الشجرة عَجُزها والوَرْكُ والوِرْك القَوْسُ المصنوعة من وَرِكها وأَنشد للهذلي بها مَحِصٌ غيرُ جافي القُوَى إِذا مُطْيَ حَنَّ بِوَرْكٍ حُدالْ أَراد مُطِيَ فأَسكن الحركة والوَرِكانِ بفتح الواو وكسر الراء ما يلي السِّنْخَ من النَّصْل وفي الحديث أَنه ذكر فتنة تكون فقال ثم يصطلح الناس على رجل كوَرِكٍ على ضِلع أَي يصطلحون على أَمر واهٍ لا نظام له ولا استقامة لأَن الوَرِكَ لا يستقيم على الضلع ولا يتركب عليه لاختلاف ما بينهما وبُعده

وزك
أَوْزَكَتِ المرأَةُ أَسرعت قال يا ابنَ بَراءٍ هل لكم إِليها إِذا الفَتاةُ أَوْزَكَتْ لَدَيْها ؟ أَوْزَكَتِ المرأَةُ في مِشْيتها وهي مِشْية قبيحة من مَشْيِ القِصارِ وأَنشد أَبو عمرو فأَوْزَكَتْ لِطَعْنه الدَّرَّاكِ عند الخِلاطِ أَيَّما إِيزاكِ يريد حركتها

وشك
الوَشِيك السريع أَمْرٌ وَشِيكٌ سريع وَشُكَ وَشاكةً ووَشَّكَ وأَوشَكَ وقال بعضهم يُوشِك أَن يكون كذا وكذا ويُوشِكُ أَن يكون الأَمرُ ويُوشِكُ الأَمرُ أَن يكون ولا يقال أُوشِكَ ولا يُوشَكُ وقال بعضهم أَوْشَكَ الأَمر أَن يكون أَنشد ثعلب ولو سُئِلَ الناسُ الترابُ لأَوْشَكُوا إِذا قيل هاتُوا أَن يَمَلُّوا ويَمْنَعُوا وقوله أَنشد ابن جني ما كنتُ أَخْشَى أَن يَبِيتُوا أُشْكَ ذا إِنما أَراد وُشْكَ ذا فأَبدل الهمزة من الواو ووُشْكانَ ما يكون ذلك ووَشْكانَ ووِشْكانَ والنون مفتوحة في كل وجه وكذلك سَرْعانَ ما يكون ذاك وسُرْعانَ وسِرْعانَ أَي سَرُعَ كلُّ ذلك اسم للفعل كهيهات التهذيب لَوُشْكان ما كان ذلك أَي لَسُرْعانَ وأَنشد أَتَقْتُلُهم طَوْراً وتَنْكِحُ فيهمُ ؟ لَوُشْكانَ هذا والدِّماءُ تَصَبَّبُ ومن أَمثالهم لوُشْكانَ ذا إِهالَةً يضرب مثلاً للشيء يأْتي قبل حِينهِ وَشْكانَ مصدر في هذا الموضع ووَشْكُ البَيْنِ سُرْعَةُ الفِراقِ ووُشْكُ الفِراق ووِشْكُه ووَشْكانُه ووُشْكانُه سرعته وقالوا وَشْكانَ ذا خروجاً أَي عَجْلانَ وأَنشد ابن بري أَوَشْكانَ ما عَنَّيْتُمُ وشَمِتُّمُ بإِخوانكم والعِزُّ لم يَتَجَمَّع وقد أَوْشَكَ الخروجُ وأَوْشَك فلانٌ خروجاً وقولهم وَشُك ذا خروجاً بالضم يَوْشُكُ وَشْكاً أَي سَرُعَ وعجبت من وَشْك ذلك الأَمر ووُشْك ذلك الأَمر بضم الواو ومن وَشْكانِ ذلك الأَمر ووُشْكانِ ذلك الأَمر أَي من سُرْعته عن يعقوب وخَرَجَ وَشِيكاً أَي سريعاً قال ابن بري ومنه قول حسان لتَسْمَعَنَّ وَشِيكاً في دِيارِهِمُ اللهُ أَكْبَرُ يا ثاراتِ عُثمانا وقد أَوْشَك فلان يُوشِكُ إِيشاكاً أَي أَسرع السير ومنه قولهم يُوشِك أَن يكون كذا قال جرير يهجو العباس بن يزيدَ الكِنْدِيِّ إِذا جَهِل الشَّقِيُّ ولم يُقَدِّرْ ببعضِ الأَمرِ أَوْشَك أَن يُصابا قال ابن بري ومنه قول الكَلْحَبةِ إِذا المَرْءُ لم يَغْشَ الكَرِيهةَ أَوْشَكَتْ حِبالُ الهُوَيْنا بالفَتَى أَن تَقَطَّعا قال وقد يأْتي بُوشِكُ مستعملاً بعدها الاسم والأَكثر أَن يكون الذي بعدها أَن والفعل وذلك نحو قول حسان من خمرِ بَيْسانَ تَخَيَّرْتُها تُرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ ويروى تُسْرِعُ فَتْرَ العظام وقد تكرّر في الحديث يُوشِكُ أَن يكون كذا وكذا أَي يَقْرُب ويدنو ويُسْرع ومنه حديث عائشة رضي الله عنها يُوشِكُ منه الفَيْئةَ أَي يُسْرِعُ الرجوعَ فيه والوَشِيكُ السريع والقريب والعامَّةُ تقول يُوشَك بفتح وهي لغة رديئة وقال أَبو يوسف واشَك يُواشِكُ وِشاكاً مثل أَوْشَك يقال إِنه مُواشِكٌ مستعجل أَي مُسارع وقال أَحمد بن يحيى ثَعْلَبٌ هذا يقال بهذا اللفظ ولا يقال منه واشَكَ وناقة مُواشِكة سريعة وقد أَوْشَكَتْ وهي الحَثَّةُ في العَدْو والسير والاسم الوِشاكُ أَبو عبيدة فرسٌ مُواشِكٌ والأُنثى مُواشِكةٌ والمُواشَكة سُرعة النَّجاء والخفّة قال عبد الله بن عَثْمَةَ يَرْثى بِسْطامَ بن قَيْس حَقِيبةُ سَرْجِه بَدَنٌ ودِرْعٌ وتَحْمِلُه مُواشِكةٌ دَؤُوكُ

وعك
ورد في الحديث ذكرُ الوَعْك وهو الحُمَّى وقيل أَلمها وقد وَعَكه المرض وَعْكاً ووُعِك فهو مَوْعُوك والوَعْكُ مَغْثُ المَرض وقيل أَذَى الحمى ووجعها في البدن ووَعَكَتْه وَعْكاً دَكَّتْه والوَعْكُ الأَلم يجده الإِنسانُ من شِدّة التعب ورجل وَعْك ووَعِكٌ مَوْعُوك وهذه الصيغة على توهم فَعِلَ كأَلِمَ أَو على النَّسَب كَطَعِمَ والمَوْعُوك المحموم وقد وَعَكَتْه الحمى تَعِكُه والمَمْغُوث والمَمْعُوك المحموم والوَعْكُ والوَعْكة سكون الريح وشدة الحر والوَعْكة المَعْركة قال الأَزهري والوَعْكة معركة الأَبطال إِذا أَخذ بعضهم بعضاً ووَعْكةُ الأَمر دَفْعَتُه وشدَّته والوَعْكة الوَقْعة الشديدة في الجرْي أَو السَّقْطَةُ فيه وفي التهذيب الدَّفْعة الشديدة في الجَرْي والوَعْكة ازْدِحام الإِبل في الوِرْدِ وقد أَوْعَكَتْ إِذا ازْدَحَمَتْ فركب بعضُها بعضاً عند الحوض قال أَبو زيد إِذا ازْدحمت الإِبل في الوِرْدِ واعْتَرَكَتْ فتلك الوَعْكةُ وقال أَبو عمرو وَعْكةُ الإِبل جَماعاتُها وأَنشد ابن بري لأَبي محمد الفَقْعَسِي قد جَعَلَت وَعْكَتُهُنَّ تَنْجَلي عني وعن مَبِيِتها المُوَصَّلِ ووَعَكَه في التراب مَعَكهُ قال الليث الكلابُ إِذا أَخذت الصيدَ أَوْعََكَتْه أَي مَرَّغَتْه

وكك
الوَكْوَكةُ في المشي مثل الزَّكِيكِ وقيل التٍّدَحْرُجُ وقد تَوَكْوكَ إِذا مشى كذلك ورجل وَكْواك مِشْيَتُه كذلك الأَصمعي رجل وَكْواك إِذا كان كأَنه يَتَدَحْرَجُ من قِصَره ووَكْوَكةُ الحَمامِ هَديرُها قال كَوكْوَكةِ الحَمائِم في الوُكُونِ ابن الأَعرابي الوَكُّ الدَّفْعُ والكَوُّ الكِنُّ وروي عن ابن الأَعرابي ائْتَزَرَ فلان إِزْرَةَ عَكَّ وَكَّ وهو أَن يُسْبِلَ طَرَفَيْ إِزاره وأَنشد إِنْ زُرْتَه تَجِدْه عَكَّ وَكَّا مِشْيَتُه في الدارِ هاكَ رَكَّا قال هاكَ رَكَّ حكاية لتَبَخْتُره الجوهري الوَكْواكُ الجَبانُ قالت امرأَة ترثي زوجها ولَسْتَ بوَكْواكٍ ولا بِزَوَنَّكٍ مَكانَكَ حتى يَبْعَثَ الخَلْقَ باعِثُه

ومك
ابن الأَعرابي الوَكْمَةُ الغَيْضَةُ المَسْبَعة والوَمْكةُ الفُسْحَة
( * زاد المجد ونك في قومه تمكن فيهم والوانك الواكن )

يكك
يَكّ بالفارسي واحدٌ قال رؤبة
( * قوله « قال رؤبة » صدره وقد أقاسي حجة الخصم المحك قال شارح القاموس يروى من يك بالكسر منوَّناً وبالفتح ممنوعاً أَيضاً أَي من واحد لواحد فلما لم يستقم له أَن يقول تحدي الفارسي قال تحدي الرومي ثم إِن الذي بالفارسية يك بتخفيف الكاف وإنما شدّده الراجز ضرورة فلا يقال يكك بكافين كما فعله الصاغاني وصاحب اللسان ويك بلد بالمغرب نسب إليه هجّاء العرب أَبو بكر يحيى بن سهل اليكي المتوفي سنة ؟ ؟ ويكك محركة موضع آخر في بلاد العرب )
تَحَدِّيَ الرُّوميَّ من يَكٍّ لِيَكْ

ل
اللام من الحروف المجهورة وهي من الحروف الذُّلْق وهي ثلاثة أَحرف الراء واللام والنون وهي في حيز واحد وقد ذكرنا في أَول حرف الباء كثرة دخول الحروف الذُّلْق والشَّفَوِيَّة في الكلام

أبل
الإِبِلُ والإِبْلُ الأَخيرة عن كراع معروف لا واحد له من لفظه قال الجوهري وهي مؤَنثة لأَن أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إِذا كانت لغير الآدميين فالتأْنيث لها لازم وإِذا صغرتها دخلتها التاء فقلت أُبَيلة وغُنَيْمة ونحو ذلك قال وربما قالوا للإِبِل إِبْل يسكِّنون الباء للتخفيف وحكى سيبويه إِبِلان قال لأَن إِبِلاً اسم لم يُكَسَّر عليه وإِنما يريدون قطيعين قال أَبو الحسن إنما ذهب سيبويه إِلى الإِيناس بتثنية الأَسْماء الدالة على الجمع فهو يوجهها إِلى لفظ الآحاد ولذلك قال إِنما يريدون قطيعين وقوله لم يُكَسَّر عليه لم يضمر في يُكَسَّر والعرب تقول إِنه ليروح على فلان إِبِلان إِذا راحت إِبل مع راعٍ وإِبل مع راعٍ آخر وأَقل ما يقع عليه اسم الإِبل الصِّرْمَةُ وهي التي جاوزت الذَّوْدَ إِلى الثلاثين ثم الهَجْمةُ أَوَّلها الأربعون إِلى ما زادت ثم هُنَيْدَةٌ مائة من الإِبل التهذيب ويجمع الإِبل آبالٌ وتأَبَّل إِبِلاً اتخذها قال أَبو زيد سمعتُ رَدَّاداً رجلاً من بني كلاب يقول تأَبَّل فلان إِبلاً وتَغَنَّم غنماً إذا اتخذ إِبلاً وغنماً واقتناها وأَبَّل الرجلُ بتشديد الباء وأَبَل كثرت إِبلُه
( * قوله « كثرت إبله » زاد في القاموس بهذا المعنى آبل الرجل إيبالاً بوزن أفعل إفعالاً )
وقال طُفيل في تشديد الباء فأَبَّلَ واسْتَرْخى به الخَطْبُ بعدَما أَسافَ ولولا سَعيُنا لم يُؤَبِّل قال ابن بري قال الفراء وابن فارس في المجمل إِن أَبَّل في البيت بمعنى كثرت إِبلُه قال وهذا هو الصحيح وأَساف هنا قَلَّ ماله وقوله استرخى به الخطب أَي حَسُنَت حاله وأُبِّلت الإِبل أَي اقتُنِيت فهي مأْبولة والنسبة إلى الإِبل إِبَليٌّ يفتحون الباء استيحاشاً لتوالي الكسرات ورجل آبِلٌ وأَبِل وإِبَليٌّ وإِبِليٌّ ذو إِبل وأَبَّال يرعى الإِبل وأَبِلَ يأْبَل أَبالة مثل شَكِس شَكاسة وأَبِلَ أَبَلاً فهو آبل وأَبِل حَذَق مصلحة الإِبل والشاء وزاد ابن بري ذلك إِيضاحاً فقال حكى القالي عن ابن السكيت أَنه قال رجل آبل بمد الهمزة على مثال فاعل إِذا كان حاذقاً برِعْية الإِبل ومصلحتها قال وحكى في فعله أَبِل أَبَلاً بكسر الباء في الفعل الماضي وفتحها في المستقبل قال وحكى أَبو نصر أَبَل يأْبُل أَبالةً قال وأَما سيبويه فذكر الإِبالة في فِعالة مما كان فيه معنى الوِلاية مثل الإِمارة والنِّكاية قال ومثلُ ذلك الإِيالةُ والعِياسةُ فعلى قول سيبويه تكون الإِبالة مكسورة لأَنها ولاية مثل الإِمارة وأَما من فتحها فتكون مصدراً على الأَصل قال ومن قال أَبَلَ بفتح الباء فاسم الفاعل منه آبل بالمد ومن قاله أَبِلَ بالكسر قال في الفاعل أَبِلٌ بالقصر قال وشاهد آبل بالمد على فاعل قول ابن الرِّفاع فَنَأَتْ وانْتَوى بها عن هَواها شَظِفُ العَيْشِ آبِلٌ سَيّارُ وشاهد أَبِلٍ بالقصر على فَعِلٍ قولُ الراعي صُهْبٌ مَهاريسُ أَشباهٌ مُذَكَّرةٌ فات العَزِيبَ بها تُرْعِيَّةٌ أَبِلُ وأَنشد للكميت أَيضاً تَذَكَّرَ مِنْ أَنَّى ومن أَيْنَ شُرْبُه يُؤامِرُ نَفْسَيْه كذي الهَجْمةِ الأَبِل وحكى سيبوبه هذا من آبَلِ الناس أَي أَشدِّهم تأَنُّقاً في رِعْيةِ الإِبل وأَعلَمِهم بها قال ولا فعل له وإِن فلاناً لا يأْتَبِلُ أَي لا يَثْبُت على رِعْيةِ الإِبل ولا يُحْسِنُ مهْنَتَها وقيل لا يثبت عليها راكباً وفي التهذيب لا يثبت على الإِبل ولا يقيم عليها وروى الأَصمعي عن معتمر بن سليمان قال رأَيت رجلاً من أَهل عُمَانَ ومعه أَب كبير يمشي فقلت له احمله فقال لا يأْتَبِلُ أَي لا يثبت على الإِبل إِذا ركبها قال أَبو منصور وهذا خلاف ما رواه أَبو عبيد أَن معنى لا يأْتبل لا يقيم عليها فيما يُصْلِحُها ورجل أَبِلٌ بالإِبل بيِّنُ الأَبَلةِ إِذا كان حاذقاً بالقيام عليها قال الراجز إِن لها لَرَاعِياً جَريّا أَبْلاً بما يَنْفَعُها قَوِيّا لم يَرْعَ مأْزُولاً ولا مَرْعِيّا حتى عَلا سَنامَها عُلِيّا قال ابن هاجك أَنشدني أَبو عبيدة للراعي يَسُنُّها آبِلٌ ما إِنْ يُجَزِّئُها جَزْءاً شَدِيداً وما إِنْ تَرْتَوي كَرَعا الفراء إِنه لأَبِلُ مالٍ على فَعِلٍ وتُرْعِيَّةُ مالٍ وإِزاءُ مالٍ إِذا كان قائماً عليها ويقال رَجُلٌ أَبِلُ مال بقصر الأَلْف وآبل مالٍ بوزن عابل من آله يؤُوله إِذا ساسه
( * قوله من آله يؤوله إذا ساسه هكذا في الأصل ولعل في الكلام سقطاً ) قال ولا أَعرف آبل بوزن عابل وتأْبيل الإِبل صَنْعَتُها وتسمينُها حكاه أَبو حنيفة عن أَبي زياد الكلابي وفي الحديث الناس كإِبلٍ مائةٍ لا تجد فيها راحلةً يعني أَن المَرْضِيّ المُنْتَخَبَ من الناس في عِزَّة وُجوده كالنِّجيب من الإِبل القويّ على الأَحمال والأَسفار الذي لا يوجد في كثير من الإِبل قال الأَزهري الذي عندي فيه أَن افيفي تعالى ذمَّ الدنيا وحذَّر العبادَ سوء مَغَبَّتها وضرب لهم فيها الأَمثال ليعتبروا ويحذروا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُحَذِّرهم ما حذرهم افيفي ويزهدهم فيها فَرَغِبَ أَصْحابُه بعده فيها وتنافسوا عليها حتى كان الزهد في النادر القليل منهم فقال تجدون الناس بعدي كإِبل مائة ليس فيها راحلة أَي أَن الكامل في الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة قليل كقلة الراحلة في الإِبل والراحلة هي البعير القوي على الأَسفار والأَحمال النجيب التام الخَلْق الحسن المَنْظَر قال ويقع على الذكر والأُنثى والهاء فيه للمبالغة وأَبَلَت الإِبلُ والوحشُ تأْبِلُ وتأْبُلُ أَبْلاً وأُبولاً وأَبِلَتْ وتأَبّلتْ جَزَأَتْ عن الماء بالرُّطْب ومنه قول لبيد وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزي أَجْمَرَتْ أَو قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ
( * قوله « وإذا حركت البيت » أورده الجوهري بلفظ وإذا حركت رجلي أرقلت بي تعدو عدو جون فد أبل )
الواحد آبلٌ والجمع أُبَّالٌ مثل كافر وكفَّار وقول الشاعر أَنشده أَبو عمرو أَوابِلُ كالأَوْزانِ حُوشٌ نُفُوسُها يُهَدِّر فيها فَحْلُها ويَرِيسُ يصف نُوقاً شبهها بالقُصور سِمَناً أَوابِلُ جَزَأَتْ بالرُّطْب وحُوشٌ مُحَرَّماتُ الظهور لعِزَّة أَنفسها وتأَبَّل الوحشيُّ إِذا اجتزأَ بالرُّطْب عن الماء وأَبَلَ الرجلُ عن امرأَته وتأَبَّل اجتَزأَ عنها وفي الصحاح وأَبَلَ الرجلُ عن امرأَته إِذا امتنع من غِشْيانِها وتأَبَّل وفي الحديث عن وهب أَبَلَ آدمُ عليه السلام على ابنه المقتول كذا وكذا عاماً لا يُصِيب حَوَّاء أَي امتنع من غشيانها ويروى لما قتل ابن آدم أخاه تأَبَّل آدمُ على حَوَّاء أَي ترك غِشْيانَ حواء حزناً على ولده وتَوَحَّشَ عنها وأَبَلَتِ الإِبل بالمكان أُبولاً أَقامت قال أَبو ذؤيب بها أَبَلَتْ شَهْرَيْ ربيعٍ كِلاهما فَقَدْ مارَ فيها نَسْؤُها واقْتِرارُها
( * قوله « كلاهما » كذا بأصله والذي في الصحاح بلفظ كليهما )
استعاره هنا للظبية وقيل أَبَلَتْ جَزَأَتْ بالرُّطْب عن الماء وإِبل أَوابِلُ وأُبَّلٌ وأُبَّالٌ ومؤَبَّلة كثيرة وقيل هي التي جُعِلَتْ قَطِيعاً قَطِيعاً وقيل هي المتخذة للقِنْية وفي حديث ضَوالِّ الإِبل أَنها كانت في زمن عُمَرَ أُبَّلاً مُؤَبَّلة لا يَمَسُّها أَحد قال إِذا كانت الإِبل مهملة قيل إِبِلٌ أُبَّلٌ فإِذا كانت للقِنْية قيل إِبل مُؤَبَّلة أَراد أَنها كانت لكثرتها مجتمعة حيث لا يُتَعَرَّض إِليها وأَما قول الحطيئة عَفَتْ بَعْدَ المُؤَبَّلِ فالشِّوِيِّ فإِنه ذَكَّر حملاً على القطيع أَو الجمع أَو النعم لأَن النعم يذكر ويؤنث أَنشد سيبوبه أَكُلَّ عامٍ نَعَماً تَحْوُونَه وقد يكون أَنه أَراد الواحد ولكن الجمع أَولى لقوله فالشَّوِيّ والشَّوِيُّ اسم للجمع وإِبل أَوابِلُ قد جَزَأَتْ بالرُّطْب عن الماء والإِبِلُ الأُبَّلُ المهملة قال ذو الرُّمّة وراحت في عَوازِبَ أُبَّلِ الجوهري وإِبِلٌ أُبَّلٌ مثالُ قُبَّرٍ أَي مهملة فإِن كانت لِلقِنْية فهي إِبل مُؤَبَّلة الأَصمعي قال أَبو عمرو بن العلاء من قرأَها أَفلا ينظرون إِلى الإِبْلِ كيف خُلِقت بالتخفيف يعني به البعير لأَنه من ذوات الأَربع يَبْرُك فيُحمل عليه الحمولة وغيره من ذوات الأَربع لا يُحْمَل عليه إِلا وهو قائم ومن قرأَها بالتثقيل قال الإِبِلُ السحابُ التي تحمل الماء للمطر وأَرض مَأْبَلة أَي ذات إِبل وأَبَلَت الإِبلُ هَمَلَت فهي آبلة تَتبعُ الأُبُلَ وهي الخِلْفَةُ تَنْبُت في الكَلإِ اليابس بعد عام وأَبِلَت أَبلاً وأُبولاً كَثُرَت وأَبَلَت تأْبِلُ تأَبَّدَت وأَبَل يأْبِلُ أَبْلاً غَلَب وامتنع عن كراع والمعروف أَبَّل ابن الأَعرابي الإِبَّوْلُ طائر ينفرد من الرَّفّ وهو السطر من الطير ابن سيده والإِبِّيلُ والإِبَّوْل والإِبَّالة القطعة من الطير والخيل والإِبل قال أَبابيل هَطْلَى من مُراحٍ ومُهْمَل وقيل الأَبابيلُ جماعةٌ في تَفْرِقة واحدها إِبِّيلٌ وإِبَّوْل وذهب أَبو عبيدة إِلى أَن الأَبابيل جمع لا واحد له بمنزلة عَبابِيدَ وشَماطِيطَ وشَعالِيلَ قال الجوهري وقال بعضهم إِبِّيل قال ولم أَجد العرب تعرف له واحداً وفي التنزيل العزيز وأَرسل عليهم طيراً أَبابيل وقيل إِبَّالة وأَبَابيل وإِبالة كأَنها جماعة وقيل إِبَّوْل وأَبابيل مثل عِجَّوْل وعَجاجيل قال ولم يقل أَحد منهم إِبِّيل على فِعِّيل لواحد أَبابيل وزَعم الرُّؤَاسي أَن واحدها إِبَّالة التهذيب أَيضاً ولو قيل واحد الأَبابيل إيبالة كان صواباً كما قالوا دينار ودنانير وقال الزجاج في قوله طير أَبابيل جماعات من ههنا وجماعات من ههنا وقيل طير أَبابيل يتبع بعضها بعضاً إِبِّيلاً إِبِّيلاً أَي قَطيعاً خَلْفَ قطيع قال الأَخفش يقال جاءت إِبلك أَبابيل أَي فِرَقاً وطير أَبابيل قال وهذا يجيء في معنى التكثير وهو من الجمع الذي لا واحد له وفي نوادر الأَعراب جاء فلان في أُبُلَّتِه وإِبالته أَي في قبيلته وأَبَّل الرجلَ كأَبَّنه عن ابن جني اللحياني أَبَّنْت الميت تأْبيناً وأَبَّلْته تأْبيلاً إذا أَثنيت عليه بعد وفاته والأَبِيلُ العصا والأَبِيل والأَبِيلةُ والإِبالة الحُزْمةُ من الحَشيش والحطب التهذيب والإِيبالة الحزمة من الحطب ومَثَلٌ يضرب ضِغْثٌ على إِيبالةٍ أَي زيادة على وِقْر قال الأَزهري وسمعت العرب تقول ضِغْثٌ على إِبَّالة غير ممدود ليس فيها ياء وكذلك أَورده الجوهري أَيضاً أَي بلية على أُخرى كانت قبلها قال الجوهري ولا تقل إِيبالة لأَن الاسم إِذا كان على فِعَّالة بالهاء لا يبدل من أَحد حر في تضعيفه ياء مثل صِنَّارة ودِنَّامة وإَنما يبدل إِذا كان بلا هاء مثل دينار وقيراط وبعضهم يقول إِبَالة مخففاً وينشد لأَسماء بن خارجة ليَ كُلَّ يومٍ من ذُؤَالَة ضِغْثٌ يَزيدُ على إِبَاله فَلأَحْشَأَنَّك مِشْقَصاً أَوْساً أُوَيْسُ من الهَبالَه والأَبِيلُ رئيس النصارى وقيل هو الراهب وقيل الراهب الرئيس وقيل صاحب الناقوس وهم الأَبيلون قال ابن عبد الجن
( * قوله « ابن عبد الجن » كذا بالأصل وفي شرح القاموس عمرو ابن عبد الحق )
أَما وَدِماءٍ مائِراتٍ تَخالُها على قُنَّةِ العُزَّى أَو النَّسْر عَنْدَما وما قَدَّسَ الرُّهْبانُ في كلِّ هَيْكَلٍ أَبِيلَ الأَبِيلِينَ المَسِيحَ بْنَ مَرْيَما لقد ذاق مِنَّا عامِرٌ يومَ لَعْلَعٍ حُساماً إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ صَمَّما قوله أَبيل الأَبيلين أَضافه إِليهم على التسنيع لقدره والتعظيم لخطره ويروى أَبِيلَ الأَبيليين عيسى بْنَ مريما على النسب وكانوا يسمون عيسى عليه السلام أَبِيلَ الأَبيليين وقيل هو الشيخ والجمع آبال وهذه الأَبيات أَوردها الجوهري وقال فيها على قنة العزى وبالنسر عَندما قال ابن بري الأَلف واللام في النسر زائدتان لأَنه اسم علم قال الله عز وجل ولا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْراً قال ومثله قوله الشاعر ولقد نَهَيْتُك عن بنات الأَوبر قال وما في قوله وما قدّس مصدريةٌ أَي وتسبيح الرهبان أَبيلَ الأَبيليين والأَيْبُليُّ الراهب فإِما أَن يكون أَعجميّاً وإِما أَن يكون قد غيرته ياء الإضافة وإما أَن يكون من بابِ انْقَحْلٍ وقد قال سيبوبه ليس في الكلام فَيْعِل وأَنشد الفارسي بيت الأَعشى وما أَيْبُليٌ على هَيْكَلٍ بَناهُ وصَلَّب فيه وَصارا ومنه الحديث كان عيسى بن مريم على نبينا وعليه الصلاة والسلام يسمى أَبِيلَ الأَبِيلِين الأَبيل بوزن الأَمير الراهب سمي به لتأَبله عن النساء وترك غشْيانهن والفعل منه أَبَلَ يأْبُلُ أَبَالة إِذا تَنَسَّك وتَرَهَّب أَبو الهيثم الأَيْبُليُّ والأَيْبُلُ صاحبُ الناقوس الذي يُنَقّسُ النصارى بناقوسه يدعوهم به إلى الصلاة وأَنشد وما صَكَّ ناقوسَ الصلاةِ أَبِيلُها وقيل هو راهب النصارى قال عدي بن زيد إِنَّني والله فاسْمَعْ حَلِفِي بِأَبِيلٍ كُلَّما صَلى جأَرَ وكانوا يعظمون الأَبيل فيحلفون به كما يحلفون بالله والأَبَلة بالتحريك الوَخامة والثِّقلُ من الطعام والأَبَلَةُ العاهةُ وفي الحديث لا تَبعِ الثمرة حتى تَأْمَنَ عليها الأَبلة قال ابن الأَثير الأُبْلةُ بوزن العُهْدة العاهة والآفة رأَيت نسخة من نسخ النهاية وفيها حاشية قال قول أَبي موسى الأُبلة بوزن العهدة وهم وصوابه الأَبَلة بفتح الهمزة والباء كما جاء في أَحاديث أُخر وفي حديث يحيى بن يَعْمَر كلُّ مال أَديت زكاته فقد ذهبت أَبَلَتُهُ أَي ذهبت مضرّته وشره ويروى وبَلَته قال الأَبَلةُ بفتح الهمزة والباء الثِّقَل والطَّلِبة وقيل هو من الوبال فإِن كان من الأَول فقد قلبت همزته في الرواية الثانية واواً وإِن كان من الثاني فقد قلبت واوه في الرواية الأُولى همزة كقولهم أَحَدٌ وأَصله وَحَدٌ وفي رواية أُخرى كل مال زكي فقد ذهبت عنه أَبَلَتُه أَي ثقله ووَخامته أَبو مالك إِن ذلك الأَمر ما عليك فيه أَبَلَةٌ ولا أَبْهٌ أَي لا عيب عليك فيه ويقال إِن فعلت ذلك فقد خرجت من أَبَلته أَي من تَبِعته ومذمته ابن بزرج ما لي إِليك أَبِلة أَي حاجة بوزن عَبِلة بكسر الباء وقوله في حديث الاستسقاء فأَلَّفَ الله بين السحاب فأُبِلْنا أَي مُطِرْنا وابِلاً وهو المطر الكثير القطر والهمزة فيه بدل من الواو مثل أََكد ووكد وقد جاء في بعض الروايات فأَلف الله بين السحاب فَوَبَلَتْنا جاء به على الأَصل والإِبْلة العداوة عن كراع ابن بري والأَبَلَةُ الحِقْد قال الطِّرِمَّاح وجاءَتْ لَتَقْضِي الحِقْد من أَبَلاتها فثَنَّتْ لها قَحْطانُ حِقْداً على حِقْد قال وقال ابن فارس أَبَلاتُها طَلِباتُها والأُبُلَّةُ بالضم والتشديد تمر يُرَضُّ بين حجرين ويحلب عله لبن وقيل هي الفِدْرة من التمر قال فَيأْكُلُ ما رُضَّ مِنْ زادنا ويَأْبى الأُبُلَّةَ لم تُرْضَضِ له ظَبْيَةٌ وله عُكَّةٌ إِذا أَنْفَضَ الناسُ لم يُنْفِضِ قال ابن بري والأُبُلَّة الأَخضر من حَمْل الأَراك فإِذا احْمَرَّ فكبَاثٌ ويقال الآبِلة على فاعلة والأُبُلَّة مكان بالبصرة وهي بضم الهمزة والباء وتشديد اللام البلد المعروف قرب البصرة من جانبها البحري قيل هو اسمٌ نَبَطِيّ الجوهري الأُبُلَّة مدينة إِلى جنب البصرة وأُبْلى موضع ورد في الحديث قال ابن الأَثير وهو بوزن حبلى موضع بأَرض بني سُليم بين مكة والمدينة بعث إِليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قوماً وأَنشد ابن بري قال قال زُنَيم بن حَرَجة في دريد فَسائِلْ بَني دُهْمانَ أَيُّ سَحابةٍ عَلاهُم بأُبْلى ودْقُها فاسْتَهَلَّتِ ؟ قال ابن سيده وأَنشده أَبو بكر محمد بن السويّ السرّاج سَرَى مِثلَ نَبْضِ العِرْقِ والليلُ دونَه وأَعلامُ أُبْلى كلُّها فالأَصالقُ ويروى وأَعْلام أُبْل وقال أَبو حنيفة رِحْلةُ أُبْلِيٍّ مشهورة وأَنشد دَعَا لُبَّها غَمْرٌ كأَنْ قد وَرَدْنَه برِحلَة أُبْلِيٍّ وإِن كان نائياً وفي الحديث ذكر آبِل وهو بالمد وكسر الباء موضع له ذكر في جيش أُسامة يقال له آبل الزَّيْتِ وأُبَيْلى اسم امرأَة قال رؤبة قالت أُبَيْلى لي ولم أَسُبَّه ما السِّنُّ إِلا غَفْلَةُ المُدَلَّه

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88