كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

وشع
وشَعَ القُطْنَ وغيرَه وَوشَّعَه كِلاهما لَفَّه والوَشِيعةُ ما وُشِّعَ منه أَو من الغَزْل والوَشِيعةُ كُبَّةُ الغَزْلِ والوَشِيعُ خشَبةُ الحائِكِ التي يُسَمِّيها الناسُ الحَفَّ وهي عند العرب الحِلْوُ إِذا كانت صغيرة والوَشِيعُ إِذا كانت كبيرة والوَّشِيعةُ خشَبةٌ أَو قصَبةٌ يُلَفُّ عليها الغَزْلُ وقيل قصبة يَجْعلُ فيها الحائِك لُحْمةَ الثوبِ للنسْجِ والجمع وَشِيعٌ ووَشائِعُ قال ذو الرمة به مَلْعَبٌ من مُعْصِفاتٍ نَسَجْنَه كَنَسْجِ اليَماني بُرْدَه بالوَشائِعِ والتوْشِيعُ لَفُّ القُطْنِ بعد النَّدْفِ وكلُّ لَفِيفةٍ منه وَشِيعةٌ قال رؤْبة فانْصاعَ يَكْسُوها الغُبارَ الأَصْيَعا نَدْفَ القِياسِ القُطنَ المُوَشَّعا الأَصْيَعُ الغُبارُ الذي يجيءُ ويذهب يَتَصَيَّع ويَنْصاعُ مرة ههنا ومرة ههنا وقال الأَزهري هي قصبة يُلْوى عليها الغزلُ من أَلوان شَتى من الوَشْيِ وغير أَلوان الوشي ومن هناك سميت قصَبةُ الحائِكِ الوَشِيعة وجمعها وشائع لأَن الغزل يُوشَّعُ فيها ووَشَّعَتِ المرأَةُ قُطنها إِذا قَرَضَتْه وهَيَّأَتْه للندْفِ بعد الحَلْجِ وهو التَّزبِيدُ والتَّسْيِيحُ ويقال لما كسا الغازِلُ المَغْزُولَ وشِيعةٌ ووَلِيعةٌ وسَلِيخةٌ ونَضْلةٌ ويقال وَشْعٌ من خير ووُشُوعٌ ووَشْمٌ ووُشُومٌ وشَمْعٌ وشُموعٌ والوَشِيعُ عَلَمُ الثوْبِ ووَشَّعَ الثوبَ رَقَمَه بعَلَم ونحوه والوشِيعةُ الطريقةُ في البُرْدِ وتَوَشَّعَ بالكذِبِ تَحَسَّنَ وتَكَثَّرَ وقوله وما جَلْسُ أَبْكارٍ أَطاعَ لِسَرْحِها جَنى ثَمَرٍ بالوادِيَيْنِ وشُوعُ قيل وشوع كثيرٌ وقيل إِن الواو للعطف والشُّوعُ شجر البان الواحدة شُوعةٌ ويروى وُشُوعُ بضم الواو فمن رواه بفتح الواو وَشوع فلواو واو النسَق ومن رواه وُشوعُ فهو جمع وَشْعٍ وهو زَهْر البُقول والوَشْعُ شجر البانِ والجمع الوُشوعُ والتَّوشِيعُ دخولُ الشيء في الشيء وتوَشَّعَ الشيءُ تفَرَّقَ والوَشوعُ المتفرّقة ووُشوعُ البقْل أَزاهِيرُه وقيل هو ما اجتمع على أَطرافه منها واحدها وَشْعٌ وأَوشَعَ الشجرُ والبقلُ أَخرج زهْرَه أَو اجتمع على أَطرافه قال الأَزهري وشَعَتِ البقلةُ إِذا انفَرَجَت زَهْرتُها والوَشِيعةُ والوَشِيعُ حظِيرةُ الشجر حول الكَرْم والبُستان وجمعها وشائِعُ ووَشَّعُوا على كرمهم وبستانهم حَظَرُوا والوَشِيعُ كَرْمٌ لا يكون له حائط فيجعلُ حولَه الشوكُ لِيَمْنَعَ مَن يدخل إِليه ووَشَّعَ كرمَه جعل له وَشِيعاً وهو أَن يَبْنِيَ جَدارَه بقَصَبٍ أَو سعَف يُشَبِّكُ الجِدارَ به وهو التَّوشِيعُ والمُوَشَّعُ سَعَفٌ يُجْعَلُ مثل الحظيرة على الجَوْخانِ يُنْسَجُ نَسْجاً وقول العجاج صافي النّحاسِ لم يُوشَّعْ بكَدَرْ وقيل في تفسيره لم يُوَشَّعْ لم يُخْلَط وهو مما تقدم ومعناه لم يُلبس بكدر لأَنَّ السّعَف الذي يسمى النَّسِيجةَ منه المُوَشَّع يُلبس به الجَوخان والوَشيع الخُضُّ وقيل الوَشِيعُ شَريجةٌ من السعَف تُلْقى على خَشباتِ السقْفِ قال وربما أُقِيمَ كالخص وسُدَّ خَصاصُها بالثُّمامِ والجمع وشائِعُ ومنه الحديث والمسجِدُ يومئذٍ وشِيعٌ بسَعَف وخشب قال كثيِّر دِيارٌ عَفَتْ مِنْ عَزَّةَ الصَّيْفَ بَعْدَما تُجِدُّ عَلَيْهِنَّ الوَشِعَ المُثَمَّما أَي تُجِدُّ عزةُ يعني تجعلُه جديداً قال ابن بري ومثله لابن هَرْمةَ بِلِوى سُوَيْقةَ أَو بِبُرْقةِ أَخْزَمٍ خِيمٌ على آلائِهِنَّ وَشِيعُ وقال قال السكري الوَشِيعُ الثُّمامُ وغيره والوَشِيعُ سقف البيت والوَشِيعُ عَريشٌ يُبْنى للرئيس في العسكر يُشْرِفُ منه على عسكره ومنه الحديث كان أَبو بكر رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوَشِيعِ يوم بَدْرٍ أَي في العْريش والوَشْعُ النَّبْذُ من طَلْع النخل والوَشْعُ الشيء القليلُ من النبْت في الجبل والوُشُوعُ الضُّرُوبُ عن أَبي حنيفة ووَشَعَ الجبلَ ووشعَ فيه يَشَعُ بالفتح وَشْعاً ووُشوعاً وتوَشَّعه علاه وتوَشَّعَتِ الغنمُ في الجبل إِذا ارْتَقَتْ فيه ترْعاه وإِنه لوَشوعٌ فيه مُتَوَقِّلٌ له عن ابن الأَعرابي قال وكذلك الأُنثى وأَنشد ويْلُمِّها لِقْحةُ شَيْخٍ قد نَحَلْ حَوْساءُ في السَّهْلِ وَشوعٌ في الجبَلْ وتَوَشَّعَ فلان في الجبل إِذا صَعَّدَ فيه ووشَعَه الشيءُ أَي عَلاه وتَوَشَّعَ الشيْبُ رأْسَه إِذا علاه يقال وشَع فيه القَتِيرُ ووَشَّعَ وأَتْلَعَ فيه القتير وسَبَّل فيه الشيْبُ ونَصَلَ بمعنى واحد والوَشُوعُ الوَجُورُ يُوجَرُه الصبيُّ مثل النَّشُوع والوَشِيعُ جِذْعٌ أَو غيره على رأْس البئر إِذا كانت واسعة يقوم عليه الساقي والوَشِيعةُ خشبة غليظة توضع على رأْس البئر يقوم عليها الساقي قال الطرماح يصف صائداً فأَزَلَّ السَّهْمَ عنها كما زَلَّ بالساقي وشِيعُ المَقام ابن شميل تَوَزَّعَ بنو فلان ضُيُوفَهم وتوَشَّعُوا سواء أَي ذهَبوا بهم إِلى بيوتهم كلُّ رجل منهم بطائفة والوَشِيعُ ووَشِيعٌ كلاهما ماءٌ معروف وقول عنترة شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأَصْبَحَتْ زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حِياضِ الدَّ يْلَمِ إِنما هو دُحْرُضٌ ووَشِيعٌ ماءَان معروفان فقال الدُّحْرُضَينِ اضْطِراراً وقد ذكر ذلك في وسيع بالسين المهملة أَيضاً

وصع
الوَصْعُ والوَصَعُ والوَصِيعُ الصغير من العَصافِير وقيل الصغير من أَولاد العصافير وقيل هو طائر كالعُصفور وقيل يشبه العصفور الصغير في صغر جسمه وقيل أَصغر من العصفور وفي الحديث إِن العرش على مَنْكِبِ إِسْرافِيلَ وإِنه لَيَتَواضَعُ لله حتى يصير مثل الوَصع يروى بفتح الصاد وسكونها والجمع وِصْعانٌ والوَصِيعُ صوْتُ العصفور وقيل الوَصْعُ والصَّعْوُ واحد كجَذْبٍ وجَبْذٍ قال شمر لم أَسمع الوضْع في شيء من كلامهم إِلا أَني سمعت بيتاً لا أَدري من قائله وليس من الوصع الطائر في شيء أَناخَ فنِعْمَ ما اقْلَوْلى وخَوَّى على خَمْسٍ يَصَعْنَ حصى الجَبُوبِ قال يَصَعْنَ الحَصى يُغَيِّبْبَه في الأَرض قال الأَزهري الصواب عندي يَصُعْنَ حصى الجَبوب أَي يُفَرِّقْنَها يعني الثَّفِناتِ الخَمْسَ قال الأَزهري في هذه الترجمة وأَما عِيصُو فهو ابن إِسحقَ أَخي يعقوب وهو أَبو الروم

وضع
الوَضْعُ ضدّ الرفع وضَعَه يَضَعُه وَضْعاً ومَوْضُوعاً وأَنشد ثعلب بيتين فيهما مَوْضُوعُ جُودِكَ ومَرْفوعُه عنى بالموضوع ما أَضمره ولم يتكلم به والمرفوع ما أَظهره وتكلم به والمواضِعُ معروفة واحدها مَوْضِعٌ واسم المكان المَوْضِعُ والمضَعُ بالفتح الأَخير نادر لأَنه ليس في الكلام مَفْعَلٌ مما فاؤه واوٌ اسماً لا مَصْدراً إِلا هذا فأَما مَوْهَبٌ ومَوْرَقٌ فللعلمية وأَما ادْخُلُوا مَوْحَدَ مَوْحدَ ففتحوه إِذ كان اسماً موضوعاً ليس بمصدر ولا مكان وإِنما هو معدول عن واحد كما أَن عُمر معدول عن عامر هذا كله قول سيبويه والموضَعةُ لغة في الموْضِعِ حكاه اللحياني عن العرب قال يقال ارْزُنْ في مَوضِعِكَ ومَوْضَعَتِكَ والموضِعُ مصدر قولك وَضَعْتُ الشيء من يدي وَضْعاً وموضوعاً وهو مثل المَعْقُولِ ومَوْضَعاً وإِنه لحَسَنُ الوِضْعةِ أَي الوَضْعِ والوَضْعُ أَيضاً الموضوعُ سمي بالمصدر وله نَظائِرُ منها ما تقدم ومنها ما سيأْتي إِن شاء الله تعالى والجمعُ أَوضاعٌ والوَضِيعُ البُسْرُ الذي لم يَبْلُغْ كلُّه فهو في جُؤَنٍ أَو جِرارٍ والوَضِيعُ أَن يُوضَعَ التمرُ قبل أَن يَجِفَّ فيُوضَعَ في الجَرِينِ أَو في الجِرارِ وفي الحديث من رَفَعَ السِّلاحَ ثم وَضَعَه فدَمُه هَدَرٌ يعني في الفِتْنةِ وهو مثل قوله ليسَ في الهَيْشاتِ قَوَدٌ أَراد الفِتْنةَ وقال بعضهم في قوله ثم وضَعَه أَي ضرَبَ به وليس معناه أَنه وضعَه من يده وفي رواية من شَهَرَ سيفَه ثم وضَعَه أَي قاتَلَ به يعني في الفِتْنةِ يقال وضَعَ الشيءَ من يده يَضَعُه وَضْعاً إِذا أَلقاه فكأَنه أَلقاه في الضَّرِيبةِ قال سُدَيْفٌ فَضَعِ السَّيْفَ وارْفَعِ السَّوْطَ حتى لا تَرى فوْقَ ظَهْرِها أُمَوِيّا معناه ضَعِ السيفَ في المَضْرُوبِ به وارفع السوْطَ لتَضْرِب به ويقال وضَعَ يدَه في الطعام إِذا أَكله وقوله تعالى فليسَ عليهن جُناح أَن يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غير مُتَبَرِجاتٍ بزينة قال الزجاج قال ابن مسعود معناه أَن يَضَعْنَ المِلْحَفةَ والرِّداءَ والوَضِيعةُ الحَطِيطةُ وقد اسْتَوْضَعَ منه إِذا اسْتَحَطَّ قال جرير كانوا كَمُشْتَرِكِينَ لَمّا بايَعُوا خَسِرُوا وشَفَّ عليهِمُ واستَوْضَعُوا ووَضعَ عنه الدَّيْنَ والدمَ وجميع أَنواعِ الجِنايةِ يَضَعُه وَضْعاً أَسْقَطَه عنه ودَيْنٌ وضِيعٌ مَوْضُوعٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد لجميل فإِنْ غَلَبَتْكِ النَّفْسُ إِلاَّ وُرُودَه فَدَيْني إِذاً يا بُثْنُ عَنْكِ وضِيعُ وفي الحديث يَنْزِل عيسى بنُ مريمَ فيَضَعُ الجِزْيةَ أَي يَحْمِل الناسَ على دينِ الإِسلامِ فلا يبقى ذِمِّيٌّ تَجْري عليه الجِزيةُ وقيل أَراد أَنه لا يبقى فقير مُحْتاجٌ لاسْتِغْناءِ الناسِ بكثرة الأَمْوالِ فتُوضَعُ الجِزيةُ وتسقط لأَنها إِنما شُرِعَت اتزيد في مَصالِحِ المسلمين وتَقْوِيةً لهم فإِذا لم يَبْقَ محتاجٌ لم تؤخذ قلت هذا فيه نظر فإِن الفرائِضَ لا تُعَلَّلُ ويطرد على ما قاله الزكاةُ أَيضاً وفي هذا جُرْأَةٌ على وَضْعِ الفَرائِضِ والتَّعَبُّداتِ وفي الحديث ويَضَعُ العِلْمَ
( * قوله « ويضع العلم » كذا ضبط بالأصل وفي النهاية أيضاً بكسر أوله ) أَي يَهْدِمُه يُلْصِقُه بالأَرض والحديث الآخر إِن كنتَ وضَعْتَ الحَرْبَ بيننا وبينه أَي أَسْقَطْتَها وفي الحديث من أَنْظرَ مُعْسِراً أَو وَضَعَ له أَي حَطَّ عنه من أَصْلِ الدَّيْنِ شيئاً وفي الحديث وإِذا أَحدهما يَسْتَوْضِعُ الآخرَ ويَسْتَرْفِقُه أَي يَسْتَحِطُّه من دَيْنِه وأَما الذي في حديث سعد إِنْ كان أَحدُنا ليَضَعُ كما تَضَعُ الشاةُ أَراد أَنَّ نَجْوَهُم كان يخرج بَعَراً ليُبْسِه من أَكْلِهِم ورَقَ السَّمُرِ وعدمِ الغِذاء المَأْلُوفِ وإِذا عاكَمَ الرجلُ صاحِبَه الأَعْدالَ بقولْ أَحدهما لصاحِبه واضِعْ أي أَمِلِ العِدْلَ على المِرْبَعةِ التي يحملان العِدْلَ بها فإِذا أَمره بالرفع قال رابِعْ قال الأَزهري وهذا من كلام العرب إِذا اعْتَكَمُوا ووضَعَ الشيءَ وَضْعاً اخْتَلَقَه وتَواضَعَ القومُ على الشيء اتَّفَقُوا عليه وأَوْضَعْتُه في الأَمر إِذا وافَقْتَه فيه على شيء والضَّعةُ والضِّعةُ خِلاف الرِّفْعةِ في القَدْرِ والأَصل وِضْعةٌ حذفوا الفاء على القياس كما حذفت من عِدة وزنِه ثم إِنهم عدلوا بها عن فِعلة فأَقروا الحذف على حاله وإِن زالت الكسرة التي كانت موجبة له فقالوا الضَّعة فتدرَّجوا بالضَّعةِ إِلى الضَّعةِ وهي وَضْعةٌ كجَفْنةٍ وقَصْعةٍ لا لأَن الفاء فتحت لأجل الحرف الحلقي كما ذهب إِليه محمد بن يزيد ورجل وَضِيعٌ وَضُعَ يَوْضُعُ وضاعةً وضَعةً وضِعةً صاروَضِيعاً فهو وَضِيعٌ وهو ضِدُّ الشريف واتَّضَعَ ووَضَعَه ووَضْعَه وقصر ابن الأَعرابي الضِّعةَ بالكسر على الحسَب والضَّعةَ بالفتح على الشجرِ والنباتِ الذي ذكره في مكانه ووَضَعَ الرجلُ نفسَه يَضَعُها وَضْعاً ووُضوعاً وضَعةً وضِعةً قبيحة عن اللحياني ووَضَعَ منه فلان أَي حَطَّ من درَجته والوَضِيعُ الدَّنِيءُ من الناس يقال في حسبَه ضَعةٌ وضِعةٌ والهاء عوض من الواو حكى ابن بري عن سيبويه وقالوا الضِّعةَ كما قالوا الرِّفْعةَ أَي حملوه على نقيضه فكسروا أَوَّله وذكر ابن الأَثير في ترجمة ضعه قال في الحديث ذكر الضَّعةِ الضَّعةُ الذّلُّ والهَوانُ والدَّناءةُ قال والهاء فيها عِوَضٌ من الواو المحذوفة والتَّواضُعُ التَّذَلُّلُ وتَواضَعَ الرجلُ ذَلَّ ويقال دخل فلان أَمْراً فَوَضَعَه دُخُولُه فيه فاتَّضَعَ وتَواضَعَتِ الأَرضُ انخفضت عما يليها وأَراه على المثل ويقال إِنَّ بلدكم لمُتَواضِعٌ وقال الأَصمعي هو المُتَخاشِعُ من بُعْدِه تراهُ من بَعيدٍ لاصِقاً بالأرض وتَواضَعَ ما بيننا أَي بَعُدَ ويقال في فلان تَوْضِيعٌ أَي تَخْنِيثٌ وفي الحديث أَن رجلاً من خُزاعةَ يقال له هِيثٌ كان فيه تَوْضِعٌ أو تخْنيتٌ وفلان مُوَضَّعٌ إِذا كان مُخَنَّثاً ووضِعَ في تِجارتِه ضَعةً وضِعةً ووَضِيعةً فهو مَوْضُوعٌ فيها وأُوضِعَ ووَضِعَ وَضَعاً غُبِنَ وخَسِرَ فيها وصِيغةُ ما لم يسم فاعله أَكثر قال فكان ما رَبِحْت وَسْطَ العَيْثَرَهْ وفي الزِّحامِ أَنْ وُضِعْت عَشَرَهْ ويروى وَضِعْت ويقال وُضِعْت في مالي وأُوضِعْتُ ووُكِسْتُ وأُوكِسْتُ وفي حديث شريح الوَضِيعةُ على المال والريح على ما اصطلحا عليه الوَضِيعةُ الخَسارة وقد وُضِعَ في البَيْعِ يُوضَعُ وَضِيعةً يعني أضنَّ الخَسارةَ من رأْس المال قال الفراء في قلبي مَوْضِعةٌ وموْقِعةٌ أَي مَحَبّةٌ والوَضْعُ أَهْوَنُ سَيْرِ الدوابِّ والإِبل وقيل هو ضَرْبٌ من سير الإِبل دون الشدّ وقيل هو فَوْقَ الخَبَب وضَعَتْ وَضْعاً وموْضُوعاً قال ابنُ مُقْبِلٍ فاستعاره للسّراب وهَلْ عَلِمْت إِذا لاذَ الظِّباءِ وقَدْ ظَلَّ السَّرابُ على حِزَّانهِ يَضَعُ ؟ قال الأَزهري ويقال وَضَعَ الرجلُ إِذا عَدا يَضَعُ وَضْعاً وأَنشد لدريد بن الصّمة في يوم هَوازِنَ يا لَيْتَني فيها جذَعْ أَخُبُّ فيها وأَضَعْ أَقُودُ وَطْفاءَ الزَّمَعْ كأَنها شاةٌ صَدَعْ أَخُبُّ من الخَبَبِ وأَضَعُ أَعْدُو من الوَضْعِ وبعير حَسَنُ الموضوعِ قال طرَفةُ مَرْفُوعُها زَوْلٌ ومَوْضُوعُها كَمَرِّ غَيْثٍ لَجِبٍ وَسْطَ رِيح وأَوْضَعَها هو وأَنشد أَبو عمرو إِنَّ دُلَيْماً قد أَلاحَ من أَبي فقال أَنْزِلْني فلا إِيضاعَ بي أَي لا أَقْدِرُ على أَن أَسير قال الأَزهري وضَعَتِ الناقةُ وهو نحو الرَّقَصانِ وأَوْضَعْتُها أَنا قال وقال ابن شميل عن أَبي زيد وَضَعَ البعير إِذا عَدا وأَوْضَعْتُه أنا إِذا حملته عليه وقال الليث الدابّةُ تَضَعُ السير وَضْعاً وهو سير دُونٌ ومنه قوله تعالى لأَوضَعُوا خِلالَكم وأَنشد بماذا تَرُدِّينَ امْراً جاءَ لا يَرَى كَوُدِّكِ وُدًّا قد أَكَلَّ وأَوْضَعا ؟ قال الأَزهري قول الليث الوَضْعُ سَير دُونٌ ليس بصحيح والوَضْعُ هو العَدْوُ واعتبر الليثُ اللفظَ ولم يعرف كلام العرب وأَما قوله تعالى ولأَوْضَعُوا خِلالَكم يَبْغُونَم الفتنةَ فإِنَّ الفراء قال الإِيضاعُ السير بين القوم وقال العرب تقول أَوْضَعَ الراكِبُ ووَضَعَتِ الناقةُ وربما قالوا للراكب وَضَعَ وأَنشد أَلْفَيْتَني مُحْتَمَلاً بِذِي أَضَعْ وقيل لأَوْضَعُوا خِلالَكم أَي أَوْضَعُوا مَراكِبَهم خِلالَكم وقال الأَخفش يقال أَوْضَعْتُ وجئت مُوضِعاً ولا يوقِعُه على شيء ويقال من أَيْنَ أوْضَعَ ومن أَين أَوْضَحَ الراكِبُ هذا الكلام الجيّدفقال أَبو الهيثم وقولهم إِذا طرأَ عليهم راكب قالوا من أَين أَوْضَحَ الراكِبُ فمعناه من أَين أَنشأَ وليس من الإِيضاعِ في شيء قال الأَزهريّ وكلام العرب على ما قال أَبو الهيثم وقد سمعتُ نحواً مما قال من العرب وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم أَفاض من عَرفةَ وعليه السكينةُ وأَوْضَعَ في وادِي مُحَسِّرٍ قال أَبو عبيد الإِيضاعُ سَيْرٌ مثل الخَبَبِ وأَنشد إِذا أُعْطِيتُ راحِلةً ورَحْلاً ولم أُوضِعْ فقامَ عليَّ ناعِي وضَعَ البعيرُ وأَوْضَعه راكِبُه إِذا حَملَه على سُرْعةِ السيْرِ قال الأَزهري الإِيضاعُ أَن يُعْدِيَ بعيرَه ويَحْمِلَه على العَدْوِ الحَثِيثِ وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم دَفَعَ عن عرفات وهو يَسِيرُ العَنَقَ فإِذا وجَدَ فَجْوةً نَصَّ فالنصُّ التحريك حتى يُسْتَخْرَجَ من الدابة أَقْصَى سيْرِها وكذلك الإِيضاعُ ومنه حديث عمرو رضي الله عنه إِنك واللهِ سَقَعْتَ الحاجِب وأَوْضَعْتَ بالراكِب أَي حملْته على أَن يُوضِعَ مَرْكُوبَه وفي حديث حذيفة بن أُسَيْدٍ شَرُّ الناسِ في الفتنةِ الراكِبُ المُوضِعُ أي المُسْرِعُ فيها قال وقد يقول بعض قيس أَوْضَعْتُ بعِيري فلا يكون لَحْناً وروى المنذريُّ عن أَبي الهيثم أَنه سمعه يقول بعدما عُرِضَ عليه كلامُ الأَخفش هذا فقال يقال وضَعَ البعيرُ يَضَعُ وَضْعاً إِذا عَدا وأَسرَعَ فهو واضِعٌ وأَوْضَعْتُه أَنا أُوضِعُه إِيضاعاً ويقال وضَعَ البعيرُ حَكَمَته إِذا طامَنَ رأْسَه وأَسرعَ ويراد بِحَكَمَتِه لَحْياه قال ابن مقبل فَهنّ سَمامٌ واضِعٌ حَكَماتِه مُخَوِّنةٌ أَعْجازُه وكَراكِرُه ووَضَعَ الشيءَ في المكانِ أَثْبَتَه فيه وتقول في الحَجَرِ واللَّبِنِ إِذا بُنِيَ به ضَعْه غيرَ هذه الوَضْعةِ والوِضْعةِ والضِّعةِ كله بمعنًى والهاء في الضِّعةِ عِوَضٌ من الواو ووَضَّعَ الحائِطُ القُطْنَ على الثوب والباني الحجرَ توْضِيعاً نَضَّدَ بعضَه على بعض والتوْضِيعُ خِياطةُ الجُبَّةِ بعد وَضْعِ القُطن قال ابن بري والأَوضع مثل الأَرْسَحِ وأَنشد حتى تَرُوحُوا ساقِطِي المَآزِرِ وُضْعَ الفِقاحِ نُشَّزَ الخَواصِرِ والوضيعةٌ قوم من الجند يُوضَعُون في كُورةٍ لا يَغْزُون منها والوَضائِعُ والوَضِيعةُ قوم كان كِسْرى ينقلهم من أَرضهم فَيُسْكِنُهم أَرضاً أُخرى حتى يصيروا بها وَضِيعةً أَبداً وهم الشِّحْنُ والمَسالِحُ قال الأَزهري والوَضِيعةُ الوَضائِعُ الذين وضَعَهم فهم شبه الرَّهائِنِ كان يَرْتَهِنُهم وينزلهم بعض بلاده والوَضِيعةُ حِنْطةٌ تُدَقُّ ثم يُصَبُّ عليها سمن فتؤكل والوَضائعُ ما يأْخذه السلطان من الخَراج والعُشور والوَضائِعُ الوَظائِفُ وفي حديث طَهْفَةَ لكم يا بَني نَهْدٍ ودائِعُ الشِّرْكِ ووضائِعُ المِلْكِ والوَضائِعُ جمع وَضيعةٍ وهي الوَظِيفةُ التي تكون على المِلك وهي ما يلزم الناسَ في أَموالهم من الصدَقةِ والزكاةِ أَي لكم الوظائِفُ التي تلزم المسلمين لا نَتجاوزها معكم ولا نَزِيدُ عليكم فيها شيئاً وقيل معناه ما كان ملوك الجاهليةُ يُوَظِّفُون على رعيتهم ويستأْثرون به في الحروب وغيرها من المَغْنَمِ أَي لا نأْخذ منكم ما كان ملوككم وضفوه عليكم بل هو لكم والوَضائِعُ كُتُبٌ يُكْتَبُ فيها الحِكمةُ وفي الحديث أَنه نبيّ وأَن اسْمه وصورَتَه في الوَضائِعِ ولم أَسمع لهاتين الأَخيرتين بواحد حكاهما الهروي في الغريبين والوَضِيعةُ واحدة الوَضائع وهي أَثقالُ القوم يقال أَين خَلَّفُوا وضائِعَهم وتقول وضَعْتُ عند فلان وَضِيعةً وفي التهذيب وَضِيعاً أَي اسْتَوْدَعْتُه ودِيعةً ويقال للوَدِيعةِ وضِيعٌ وأَما الذي في الحديث إِنّ الملائكةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتها لطالب العلم أَي تَفْرُشُها لتكون تحت أَقدامه إِذا مشى وفي الحديث إِن الله واضِعٌ يده لِمُسيء الليلِ لِيَتُوبَ بالنهارِ ولمُسِيء النهار ليتوب بالليل أَراد بالوَضْعِ ههنا البَسْطَ وقد صرح به في الرواية الأُخرى إِن الله باسِطٌ يده لمسيء الليل وهو مجاز في البسط واليد كوضع أَجنحة الملائكة وقيل أَراد بالوضع الإِمْهالَ وتَرْكَ المُعاجَلةِ بالعُقوبة يقال وضَعَ يده عن فلان إِذا كفّ عنه وتكون اللام بمعنى عن أَي يَضَعُها عنه أَو لام الأَجل أَي يكفّها لأَجله والمعنى في الحديث أَنه يَتَقاضَى المذنبين بالتوبة ليَقْبَلَها منهم وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه وضَعَ يدَه في كُشْيةِ ضَبٍّ وقال إِن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُحَرِّمه وضعُ اليد كناية عن الأَخذ في أَكله والمُوَضِّعُ الذي تَزِلُّ رِجْلهُ ويُفْرَشُ وظِيفُه ثم يَتْبَعُ ذلك ما فوقه من خلفه وخصّ أَبو عبيد بذلك الفرس وقال هو عيب واتَّضَعَ بعيرَه أَخذ برأْسه وخَفَّضَه إِذا كان قائماً لِيَضَعَ قدمه على عنقه فيركبه قال رؤبة أَعانَكَ اللهُ فَخَفَّ أَثْقَلُهْ عليكَ مأْجُوراً وأَنْتَ جَملُهْ قُمْتَ به لم يَتَّضِحْكَ أَجْلَلُهْ وقال الكميت أَصْبَحْتَ فَرْعا قداد نابك اتَّضَعَتْ زيْدٌ مراكِبَها في المَجْدِ إِذ رَكِبوا
( * هكذا ورد هذا البيت في الأصل )
فجعل اتَّضَعَ متعدّياً وقد يكون لازماً يقال وضَعْتُه فاتَّضَعَ وأَنشد للكميت إِذا ما اتَّضَعْنَا كارِهِينَ لبَيْعةٍ أَناخُوا لأُخْرَى والأَزِمّةُ تُجْذَبُ ووَضَّعتِ النَّعامةُ بَيْضَها إِذا رَثَدَتْه ووضَعَتْ بعضَه فوق بعض وهو بيضٌ مُوَضَّعٌ منضُودٌ وأَما الذي في حديثِ فاطمةَ بنت قيسٍ لا يَضَع عَصاه عن عاتِقِه أَي أَنه ضَرّاب للنساء وقيل هو كنايةٌ عن كثرة أَسْفارِه لأَنّ المسافر يحمل عَصاه في سفَرِه والوُضْعُ والتُّضْعُ على البدل كلاهما الحَمْل على حيْضٍ وكذلك التُّضُعُ وقيل هو الحَمْلُ في مُقْتَبَلِ الحَيْضِ قال تقولُ والجُرْدانُ فيها مُكْتَنِعْ أَمَا تَخافُ حَبَلاً على تُضُعْ ؟ وقال ابن الأَعرابي الوُضْعُ الحمْل قبل الحيض والتُّضْعُ في آخره قالت أُم تَأبَّطَ شرّراً والله ما حمَلْتُه وُضْعاً ولا وَضَعْتُه يَتْناً ولا أَرْضَعْتُه غَيْلاً ولا أَبَتُّه تَئِقاً ويقال مَئِقاً وهو أَجود الكلام فالوُضْعُ ما تقدّم ذكره واليَتْنُ أَن تخرج رجلاه قبل رأْسه والتّئِقُ الغَضْبانُ والمَئِقُ من المأَقة في البكاء وزاد ابن الأَعرابي في قول أُم تأَبط شرّاً ولا سَقَيْتُه هُدَبِداً ولا أَنَمْتُه ثَئِداً ولا أَطْعَمْتُه قبل رِئةٍ كَبِداً الهُدَبِدُ اللبن الثَّخِينُ المُتَكَبِّدُ وهو يثقل عليه فيمنعه من الطعام والشراب وثَئِداً أَي على موضِعٍ نَكِدٍ والكَبِدُ ثقيلة فانْتَقَتْ من إِطْعامِها إِيَّاه كَبِداً ووضَعَتِ الحامِلُ الوَلَدَ تَضَعُه وَضْعاً بالفتح وتُضْعاً وهي واضِعٌ ولدَتْه ووضَعَت وُضْعاً بالضم حَمَلَتْ في آخِر طُهْرِها في مُقْبَلِ الحَيْضةِ ووضَعَتِ المرأةُ خِمارَها وهي واضِعٌ بغير هاء خَلَعَتْه وامرأَةٌ واضِعٌ أَي لا خمار عليها والضَّعةُ شجر من الحَمْضِ هذا إِذا جَعَلْتَ الهاء عوضاً من الواو الذّاهبة من أَوّله فأَما إِن كانت من آخره فهو من باب المعتل وقال ابن الأَعرابي الحَمْضُ يقال له الوضِيعةُ والجمع وضائِعُ وهؤلاء أَصحابُ الوَضِيعةِ أَي أَصحابُ حَمْضٍ مقيمون فيه لا يخرجون منه وناقةٌ واضِعٌ وواضِعةٌ ونُوقٌ واضِعاتٌ تَرْعَى الحمضَ حولَ الماء وأَنشد ابن بري قول الشاعر رأَى صاحِبي في العادِياتِ نَجِيبةً وأَمْثالَها في الواضِعاتِ القَوامِسِ وقد وَضَعَتْ تَضَعُ وَضِيعةً ووضَعَه أَلْزَمَها المَرْعى وإِبِلٌ واضِعةٌ أَي مقيمةٌ في الحمض ويقال وضَعَت الإِبلُ تَضَعُ إِذا رعت الحمض وقال أَبو زيد إِذا رعت الإِبلُ الحَمض حول الماء فلم تبرح قيل وضَعَت تَضَعُ وضِيعةً ووضَعْتُها أَنا فهي مَوْضُوعةٌ قال الجوهريّ يتعدّى ولا يتهدّى ابن الأَعرابي تقول العرب أَوْضِعْ بنا وأَمْلِكْ الإِيضاعُ بالحَمْضِ والإِمْلاكُ في الخُلَّةِ وأَنشد وضَعَها قَيْسٌ وهِيْ نَزائِعُ فَطَرَحَتْ أَولادها الوَضائِعُ نَزائِعُ إِلى الخُلَّةِ وقومٌ ذَوُو وَضِيعةٍ ترْعى إِبلُهم الحمضَ والمُواضَعةُ مُتاركةُ البيع والمُواضَعةُ المُناظَرة في الأَمر والمُواضَعةُ أَن تُواضِعَ صاحبك أَمراً تناظره فيه والمُواضَعةُ المُراهَنةُ وبينهم وِضاعٌ أَي مُراهنةٌ عن ابن الأَعرابي ووضَع أَكثرَه شعَراً ضرَب عنُقَه عن اللحياني والواضِعةُ الرَّوْضةُ ولِوَى الوَضِيعةِ رَمْلةٌ معروفةٌ ومَوْضُوعٌ موْضِعٌ ودارةُ موضوعٍ هنالك ورجلٌ مُوَضَّعٌ أَي مُطَرَّحٌ ليس بِمُسْتَحْكِم الخَلْقِ

وعع
خطِيبٌ وَعْوَعٌ مُحْسِنٌ قالت الخَنساءُ هو القَرْمُ والَّسِنُ الوَعْوَعُ وربما سمي الجَبانُ وَعْوَعاً قال الأَزهري تقول خَطِيبٌ وَعْوَعٌ نَعْت حسَن ورجلٌ مِهْذارٌ وَعْواعٌ نعت قبيح قال نِكْسٌ من القوْمِ ووَعْواعٌ وَعَيُّ والوَعْوعةُ من أَصواتِ الكلابِ وبنات آوى ووَعْوَع الكلبُ والذئبُ وَعْوَعةً ووَعْواعاً عَوَى وصَوَّتَ ولا يجوز كسر الواو في وَعْواعٍ كَراهِيةً للكسرة فيها وقد يقال ذلك في غير الكلب والذئب وحكى الأَزهريّ عن الليث قال يُضاعَفُ في الحكاية فيقال وَعْوَعَ الكلبُ وَعْوَعةً والمصدر الوَعْوَعة والوَعْواعُ قال ولا يُكْسَرُ واوُ الوَعْواع كما يُكْسَر الزاي من الزِّلْزالِ ونحوه كراهيةَ الكسر في الواو قال وكذلك حكايةُ اليَعْيَعةِ واليَعْياعِ من فِعالِ الصبيان إِذا رمى أَحدُهم الشيءَ إِلى صبيّ آخر لأَن الياء خِلْقَتُها الكسر فيَسْتَقْبِحُون الواوَ بين كسرتين والواوُ خلقتها الضم فيستقبحون التقاء كسرة وضمة فلا تجدهما في كلام العرب أَصل البناء والوَعْواعُ الصوتُ والجَلَبةُ قال الشاعر تسْمَعُ للمَرْءِ وَعْواعا وقال المسيب يأْتي على القوْمِ الكَثيرِ سِلاحُهُمْ فيَبِيتُ منه القوْمُ في وَعْواعِ والوَعْواعُ الدَّيْدَبانُ يكون واحداً وجمعاً الأَصمعي الدَّيْدَبانُ يقال له الوَعْوَعُ والوَعاوِعُ الأَشِدّاءُ وأَوّلُ مَنْ يُغِيثُ قال ابن سيده والوَعْواعُ أَوّلُ من يُغِيثُ من المُقاتِلةِ وقيل الوَعْواعُ الجماعة من الناس قال أَبو زُبَيْد يصف الأَسد وعاثَ في كَبّةِ الوَعْواعِ والعيرِ ونسب الأَزهري هذا الشعر لأَبي ذؤيب وفي حديث علي وأَنتم تَنْفرُون عنه نُفُور المِعْزَى من وَعْوَعة الأَسَدِ أَي صوْتِه ووَعْواعُ الناس ضَجَّتُهم الأَزهريُّ الوَعاوِعُ الأَجْرِياءُ قال أَبو كبير لا يُجُفِلُونَ عن المُضافِ إِذا رَأَوْا أُولى الوَعاوِع كالغَطاطِ المُقْبِلِ قال ابن سيده أَراد وَعاوِيعَ فحذف الياء للضرورة كقوله قد أَنْكَرَتْ ساداتُها الرَّوائِسا والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا والوَعْوعُ الرجل الضعيفُ وحكى ابن سيده عن الأَصمعي الوَعاوِعُ أَصواتُ الناسِ إِذا حملوا ويقال للقوم ِذا وَعْوَعُوا وَعاوِعُ أَيضاً وقال ساعدة الهُذَليّ ستَنْصُرُ أَفناءُ عَمْرٍو وكاهِلٍ إِذا غَزَا منهم غَزِيٌّ وَعاوِعُ قوله « ستنصر إلخ » كذا بالأصل وبهامشه صواب انشاده
ستنصرني عمرو وأفناء كاهل ... إذا ما غزا منهم مطيّ وعاوع
والوَعْوَعُ والوَعْواعُ ابن آوَى والوَعْواعُ موضعٌ

وفع
الوَفْعةُ الغِلافُ وجمعها وِفاعٌ قال ابن بري والوَفْعُ المُرْتَفِعُ من الأَرض وجمعه أَوْفاعٌ قال ابن الرِّقاعِ فما تَرَكَتْ أَركانُه من سَوادِه ولا من بَياضٍ مُسْتَراداً ولا وَفْعا والوَفِيعةُ هَنةٌ تُتَّخَذُ من العَراجِين والخُوص مثل السَّلّةِ ولا تقله بالقاف وحكى ابن بري قال قال ابن خالَوَيْه الوَفِيعةُ بالفاء والقَاف جميعاً القُفَّة من الخوص قال وقال الحامِضُ وابن الأَنباري هي بالقاف لا غير وقال غيرهما بالفاء لا غير ويقال للخرْقة التي يَمْسح بها الكاتبُ قَلَمَه من المِدادِ الوَفِيعةُ والوَفِيعةُ خِرْقةُ الحائِض ابن الأَعرابي قال الرَّبَذةُ والوَفِيعةُ والطليةُ صوفة تُطْلى بها الإِبل الجَرْبَى والوَفِيعةُ والوِفاعُ صِمامُ القارُورةِ وغلام وفَعةٌ وأَفَعةٌ كَيَفعةٍ

وقع
وقَع على الشيء ومنه يَقَعُ وَقْعاً ووُقُوعاً سقَطَ ووَقَعَ الشيءُ من يدي كذلك وأَوْقَعَه غيرُه ووَقَعْتُ من كذا وعن كذا وَقْعاً ووَقَعَ المطرُ بالأَرض ولا يقال سَقَطَ هذا قول أَهل اللغة وقد حكاه سيبويه فقال سَقَط المطرُ مكانَ كذا فمكانَ كذا ومَواقِعُ الغيثِ مَساقِطُه ويقال وقَع الشيءُ مَوْقِعَه والعرب تقول وقَعَ رَبِيعٌ بالأرض يَقَعُ وُقُوعاً لأَوّلِ مطر يقع في الخَرِيفِ قال الجوهري ولا يقال سَقَطَ ويقال سمعت وَقْعَ المطرِ وهو شدّةُ ضَرْبِه الأَرضَ إِذا وَبَلَ ويقال سمعت لحَوافِرِ الدّوابِّ وقْعاً ووُقُوعاً وقول أَعْشَى باهِلةَ وأَلْجَأَ الكلبَ مَوْقُوعُ الصَّقِيعِ به وأَلْجَأَ الحَيَّ من تَنْفاخِها الحَجرُ إِنما هو مصدر كالمَجْلُودِ والمَعْقُول والمَوْقِعُ والمَوْقِعةُ موضِعُ الوُقُوع حكى الأَخيرةَ اللحياني وَوِقاعةُ السّترِ بالكسر مَوْقِعُه إِذا أُرسل وفي حديث أُم سلمةَ أَنها قالت لعائشة رضي الله عنهما اجْعَلي بَيْتَكِ حِصْنَكِ وَوِقاعةَ السِّتْرِ قَبْرَكِ حكاه الهرويّ في الغريبين وقال ابن الأَثير الوِقاعةُ بالكسر موضعُ وُقُوعِ طَرَفِ الستْرِ على الأَرض إِذا أُرْسِلَ وهي مَوْقِعُه ومَوْقِعَتُه ويروى بفتح الواو أَي ساحةَ الستْرِ والمِيقَعةُ داءٌ يأْخذ الفصيل كالحَصْبةِ فيَقَعُ فلا يكاد يقوم ووَقْعُ السيفِ ووَقْعَتُه ووُقُوعُه هِبَّتُه ونُزُولُه بالضَّرِيبة والفعل كالفعل ووَقَعَ به ماكر يَقَعُ وُقُوعاً ووَقِيعةً نزل وفي المثل الحِذارُ أَشدُّ من الوَقِيعةِ يضرب ذلك للرجل يَعْظُمُ في صَدْرِه الشيءُ فإِذا وقع فيه كان أَهْوَنَ مما ظنّ وأَوْقَعَ ظَنَّه على الشيء ووَقَّعَه كلاهما قَدَّرَه وأَنْزَلَه ووَقع بالأَمر أَحدثه وأَنزله ووَقَعَ القولُ والحكْمُ إِذا وجَب وقوله تعالى وإِذا وَقَعَ القولُ عليهم أَخرجنا لهم دابةً قال الزجاج معناه والله سبحانه أَعلم وإِذا وجب القول عليهم أَخرجنا لهم دابة من الأَرض وأَوْقَعَ به ما يَسُوءُهُ كذلك وقال عز وجل ولَمّا وقَع عليهم الرِّجْزُ معناه أَصابَهم ونزَلَ بهم ووَقَعَ منه الأَمْرُ مَوْقِعاً حسَناً أَو سَيِّئاً ثبت لديه وأَمّا ما ورد في الحديث اتَّقُوا النارَ ولو بِشِقّ تمرة فإِنها تَقَعُ من الجائِعِ مَوْقِعَها من الشبْعانِ فإِنه أَراد أَنَّ شقّ التمرةِ لا يَتَبَيَّنُ له كبيرُ مَوْقِعٍ من الجائع إِذا تناوَلَه كما لا يتبين على شِبَعِ الشبعانِ إِذا أَكله فلا تعْجِزُوا أَن تتصدّقوا به وقيل لأَنه يسأَل هذا شقَّ تمرة وذا شق تمرة وثالثاً ورابعاً فيجتمع له ما يَسُدُّ به جَوْعَتَه وأَوْقَعَ به الدهرُ سَطا وهو منه والوَقِعةُ الدّاهِيةُ والواقِعةُ النازِلةُ من صُرُوف الدهرِ والواقعةُ اسم من أَسماء يوم القيامة وقوله تعالى إِذا وقعَتِ الواقِعةُ ليس لِوَقْعَتِها كاذبةٌ يعني القيامةَ قال أَبو إِسحق يقال لكل آت يُتَوَقَّعُ قد وقَعَ الأَمْرُ كقولك قد جاء الأَمرُ قال والواقِعةُ ههنا الساعةُ والقيامةُ والوَقْعةُ والوَقِيعةُ الحْربُ والقِتالُ وقيل المَعْرَكةُ والجمع الوَقائِعُ وقد وقَعَ بهم وأَوْقَعَ بهم في الحرب والمعنى واحد وإِذا وقَعَ قومٌ بقوم قيل واقَعُوهم وأَوْقَعُوا بهم إِيقاعاً والوَقْعةُ والواقِعةُ صَدْمةُ الحرب وواقَعُوهم في القتالِ مُواقَعةً وَوِقاعاً وقال الليث الوقْعَةُ في الحرب صَدْمةٌ بعد صَدْمةٍ ووَقائِعُ العرب أَيّامُ حُرُوبِهم والوِقاعُ المُواقَعةُ في الحَرْبِ قال القطامي ومَنْ شَهِدَ المَلاحِمَ والوِقاعا والوَقْعةُ النَّوْمة في آخِرِ اليل والوَقْعةُ أَن يَقْضِيَ في كلّ يومٍ حاجةً إِلى مثل ذلك من الغَدِ وهو من ذلك وتَبَرَّزَ الوَقْعةَ أَي الغائِطَ مَرَّةً في اليوم قال ابن الأَعرابي ويعقوب سئل رجل عن سَيْرِه كيف كان سَيْرُكَ ؟ قال كنت آكُل الوجْبةَ وأَنْجو الوَقْعةَ وأُعَرِّسُ إِذا أَفْجَرْتُ وأَرْتَحِلُ إثذا أَسْفَرْتُ وأَسِيرُ المَلْعَ والخَبَبَ والوَضْعَ فأَتَيْتُكم لِمُسْيِ سَبْع الوَجْبةُ أَكْلة في اليوم إِلى مثلها من الغَدِ ابن الأَثير تفسيره الوَقْعةُ المرّةُ من الوُقُوعِ السُّقُوطِ وأَنْجُو من النَّجْو الحَدَثِ أَي آكُلُ مرَّةً واحدة وأُحْدِثُ مرة في كل يومٍ والمَلْعُ فوقَ المَشْيِ ودُونَ الخَبَبِ والوَضْعُ فوق الخبب وقوله لِمُسْي سبع أَي لِمَساء سبع الأَصمعي التوْقِيعُ في السير شبيه بالتلقيف وهو رفعه يدَه إِلى فوق ووَقَّعَ القومُ تَوْقِيعاً إِذا عَرَّسوا قال ذو الرمة إِذا وقَّعُوا وهْناً أَناخُوا مَطِيَّهُمْ وطائِرٌ واقِعٌ إِذا كان على شجر أَو مُوكِناً قال الأَخطل كأَنّما كانُوا غُراباً واقِعا فطارَ لَمّا أَبْصَرَ الصَّواعِقا
( * قوله « الصواعقا » كذا بالأصل هنا وتقدم في صقع الصواقعا شاهداً على أنها لغة لتميم في الصواعق )
ووَقَعَ الطائِرُ يَقَعُ وُقُوعاً والاسم الوَقْعةُ نزلَ عن طَيَرانِه فهو واقِعٌ وإِنه لَحَسَنُ الوِقْعةِ بالكسر وطير وُقَّعٌ ووُقُوعٌ واقِعةٌ وقوله فإِنَّك والتَّأْبِينَ عُرْوةَ بَعْدَما دَعاكَ وأَيْدِينا إِليه شَوارِعُ لَكَالرَّجُلِ الحادِي وقد تَلَعَ الضُّحَى وطَيْرُ المَنايا فوْقَهُنَّ أَواقِعُ إِنما أَراد وواقِعٌ جَمْعَ واقِعةٍ فهمز الواو الأُولى ووَقِيعةُ الطائِر ومَوْقَعَتُه بفتح القاف موضع وُقُوعه الذي يَقَعُ عليه ويَعْتادُ الطائِرُ إِتْيانَه وجمعها مَواقِعُ ومِيقَعةُ البازِي مكان يأْلَفُه فيقع عليه وأَنشد كأَنَّ مَتْنَيْهِ من النَّفِيّ مَواقِع الطَّيْرِ على الصُّفِيّ شبه ما انتشر من ماء الاستقاء بالدلو على متنيه بمواقع الطير على الصَّفا إِذا زَرَقَتْ عليه وقال الليث المَوْقِعُ موضع لكل واقِعٍ تقول إِنَّ هذا الشيء لَيَقَعُ من قلبِي مَوْقِعاً يكون ذلك في المَسرّةِ والمَساءةِ والنَّسْرُ الواقِعُ نَجْمٌ سمي بذلك كأَنه كاسِرٌ جناحَيْه من خلفه وقيل سمي واقِعاً لأَنّ بِحِذائِه النَّسْرَ الطائر فالنسرُ الواقِعُ شامِيٌّ والنَّسْرُ الطائرُ حَدّه ما بين النجوم الشامية واليمانية وهو مُعْتَرِضٌ غير مستطيل وهو نَيِّرٌ ومعه كوكبان غامِضان وهو بينهما وقّاف كأَنهما له كالجناحين قد بسَطَهما وكأَنه يكاد يطير وهو معهما مُعْتَرِضٌ مُصْطَفّ ولذلك جعلوه طائراً وأَمّا الواقِعُ فهو ثلاثةُ كواكِبُ كالأَثافي فكوكبان مختلفان ليسا على هيئة النسر الطائر فهما له كالجناحين ولكنهما منضمان إِليه كأَنه طائِرٌ وقَعَ وإِنه لواقِعُ الطيْرِ أَي ساكِنٌ لَيِّنٌ ووَقَعَتِ الدّوابُّ ووَقَّعَتْ رَبَضَتْ ووَقَعَتِ الإِبلُ ووَقَّعَتْ بَرَكَتْ وقيل وَقَّعَتْ مشدّدة اطمأَنت بالأَرض بعد الريّ أَنشد ابن الأَعرابي حتى إِذَا وَقَّعْنَ بالأَنْباتِ غيرَ خَفِيفاتِ ولا غِراثِ وإِنما قال غير خفيفات ولا غِراث لأَنها قد شَبِعَتْ ورَوِيَتْ فَثَقُلَتْ والوَقِيعةُ في الناس الغِيبةُ ووَقَعَ فيهم وُقُوعاً ووَقِيعةً اغْتابهم وقيل هو أَن يذكر في الإِنسان ما ليس فيه وهو رجل وَقّاعٌ ووَقّاعةٌ أَي يَغْتابُ الناسَ وقد أَظْهَرَ الوقِيعةَ في فلان إِذا عابَهُ وفي حديث ابن عمر فوَقَعَ بي أَبي أَي لامَنِي وعَنَّقَنِي يقال وقَعْت بفلان إِذا لُمْتَه ووَقَعْتُ فيه إِذا عِبْتَه وذَمَمْتَه ومنه حديث طارقٍ ذهَب رجل ليَقَعَ في خالد أَي يَذُمَّه ويَعِيبَه ويَغْتابَه ووَقاعِ دائِرةٌ على الجاعِرَتَيْن أَو حيثُما كانت عن كَيٍّ وقيل هي كَيّةٌ تكون بين القَرْنَيْن قَرْنَي الرأْسِ قال عوفُ بن الأَحوص وكتُ إِذا مُنِيتُ بخَصْمِ سَوْءٍ دَلَفْتُ له فأَكْوِيهِ وَقاعِ وهذا البيت نسبه الأَزهري لقيس بن زهير قال الكسائي كوَيْتُه وقاعِ قال ولا تكون إِلا دارةً حيث كانت يعني ليس لها موضع معلوم وقال شمر كَواهُ وَقاعِ إِذا كَوَى أُمّ رأْسِه يقال وَقَعْتُه أَقَعُه إِذا كَوَيْتَه تلك الكَيّةَ ووَقَعَ في العَمَلِ وُقُوعاً أَخذ وواقَعَ الأُمورَ مُواقَعةً ووِقاعاً داناها قال ابن سيده وأَرى قول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي ويُطْرِقُ إِطْراقَ الشُّجاعِ وعِنْدَه إِذا عُدَّتِ الهَيْجا وِقاعُ مُصادِفِ إِنما هو من هذا قال وأَما ابن الأَعرابي فلم يفسره والوِقاعُ مُواقَعةُ الرجلِ امرأَتَه إِذا باضَعَها وخالَطَها وواقَعَ المرأَة ووَقَعَ عليها جامَعَها قال ابن سيده وأَراهما عن ابن الأَعرابي والوَقائِعُ المنَاقِعُ أَنشد ابن بري رَشِيفَ الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائِعِ والوَقِيعُ مناقع الماء وقال أَبو حنيفة الوَقِيعُ من الأَرضِ الغليظُ الذي لا يُنَشِّفُ الماء ولا يُنْبِتُ بَيِّنُ الوَقاعةِ والجمع وُقُعٌ والوَقِيعةُ مكان صْلْبٌ يُمْسِكُ الماء وكذلك النُّقْرةُ في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ وجمعها وَقائِعُ قال إِذا ما اسْتَبالُوا الخيلَ كانتْ أَكُفُّهُمْ وَقائِعَ للأَبْوالِ والماءُ أَبْرَدُ يقول كانوا في فَلاةٍ فاسْتَبالُوا الخيلَ في أَكفهم فشربوا أَبواها من العطش وحكى ابن شميل أَرضٌ وَقِيعةٌ لا تكاد تُنَشِّفُ الماءَ من القِيعانِ وغيرها من القفافِ والجبالِ قال وأَمْكِنةٌ وُقُعٌ بَيِّنةُ الوَقاعةِ قال وسمعت يعقوب بن مَسْلَمَةَ الأَسدِيّ يقول أَوْقَعَتِ الروضةُ إِذا أَمْسَكَتِ الماءَ وأَنشدني فيه مُوقِعة جَثْجاثُها قد أَنْوَرا والوَقِيعةُ نُقْرةٌ في متن حجر في سَهْل أَو جبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ وهي تصغر وتعظم حتى تُجاوِزَ حَدَّ الوَقِيعةِ فتكون وَقِيطاً قال ابن أَحمر الزَّاجِرُ العِيسَ في الإِمْلِيسِ أَعْيُنُها مِثْلُ الوَقائِعِ في أَنْصافِها السَّمَلُ والوَقْعُ بالتسكين المكان المرتفع من الجبل وفي التهذيب الوَقْعُ المكان المرتفع وهو دون الجبل الحصَى الصِّغارُ واحدتها وَقْعةٌ والوَقْعُ بالتحريك الحجارةُ واحدتها وَقَعةٌ قال الذبياني بَرَى وَقَعُ الصَّوانِ حَدَّ نُسُورِها فَهُنَّ لِطافٌ كالصِّعادِ الذَّوائِدِ
( * قوله « الذوائد » بهامش الأصل صوابه الذوابل )
والتوْقِيعُ رَمْيٌ قريب لا تُباعِدُه كأَنك تريد أَن تُوقِعَه على شيء وكذلك توْقِيعُ الأَرْكانِ والتوْقِيعُ الإِصابة أَنشد ثعلب وقد جَعَلَتْ بَوائِقُ من أُمورٍ تُوَقِّعُ دُونَه وتَكُفُّ دُوني والتَّوَقُّعُ تَنَظُّرُ الأَمْرِ يقال تَوَقَّعْتُ مَجِيئَه وتَنَظَّرْتُه وتَوَقَّعَ الشيءَ واسْتَوْقَعَه تَنَظَّرَه وتَخَوَّفَه والتوْقِيعُ تَظَنِّي الشيءِ وتَوهُّمُه يقال وَقِّعْ أَي أَلْقِ ظَنَّكَ على شيء والتوْقِيعُ بالظنّ والكلام والرَّمْيِ يَعْتَمِدُه ليَقَعَ عليه وَهْمُه والوَقْعُ والوَقِيعُ الأَثَرُ الذي يخالفُ اللوْنَ والتوقيعُ سَحْجٌ في ظهر الدابةِ وقيل في أَطرافِ عظامِ الدّابّةِ من الركوب وربما انْحَصَّ عنه الشعَرُ ونَبَتَ أَبيضَ وهو من ذلك والتوْقِيعُ الدَّبَرُ وبعير مُوَقَّعُ الظهرِ به آثارُ الدَّبَرِ وقيل هو إِذا كان به الدَّبَرُ وأَنشد ابن الأَعرابي للحكم بن عَبْدَلٍ الأَسدِيّ مِثْل الحِمارِ المُوَقَّعِ الظَّهْرِ لا يُحْسِنُ مَشْياً إِلاَّ إِذا ضُرِبا وفي الحديث قَدِمَتْ عليه حلمةُ فشَكَتْ إِليه جَدْبَ البلادِ فلكم لها خديجةَ فَأَعْطَتْها أَربعين شاةً وبعيراً مُوَقَّعاً للظَّعِينةِ المُوَقَّعُ الذي بظَهْرِه آثار الدِّبر لكثرة ما حُمِلَ عليه ورُكِبَ فهو ذَلُولٌ مجرّبٌ والظَّعِينةُ الهُوْدَجُ ههنا ومنه حديث عمر رضي الله عنه مَنْ يَدُلُّني على نَسِيجِ وحْدِه ؟ قالوا ما نعلمه غيرَكَ فقال ما هي إِلا إِبلٌ مُوَقَّعٌ ظُهُورُها أَي أَنا مِثْلُ الإِبلِ المُوَقَّعةِ في العيْبِ بدَبَر ظهورها وأَنشد الأَزهري ولم يُوَقَّعْ بِرُكُوبٍ حَجَبُهْ والتوْقِيعُ إِصابةُ المَطر بعضَ الأَرضِ وإِخطاؤه بعضاً وقيل هو إِنباتُ بعضها دون بعض قال الليث إِذا أَصابَ الأَرضَ مطر متفرّق أَصاب وأَخْطأَ فذلك تَوْقِيعٌ في نَبْتِها والتوْقِيعُ في الكتابِ إِلْحاقُ شيء فيه بعد الفراغِ منه وقيل هو مُشْتَقٌّ من التوْقِيعِ الذي هو مخالفةُ الثاني للأَوّلِ قال الأَزهري تَوْقِيعُ الكاتِب في الكتاب المَكْتُوبِ أَن يُجْمِلَ بين تَضاعِيفِ سُطُوره مَقاصِدَ الحاجة ويَحْذِفَ الفُضُولَ وهو مأْخوذ من تَوْقِيعِ الدَّبَرِ ظهرَ البعير فكأَنّ المُوَقِّع في الكتاب يُؤَثِّر في الأَمر الذي كُتِبَ الكتابُ فيه ما يُؤَكِّدُه ويُوجبه والتوْقِيعُ ما يُوَقَّعُ في الكتابِ ويقال السُّرُورُ تَوْقِيع جائزٌ ووَقَعَ الحدِيدَ والمُدْيةَ والسيفَ والنصلَ يَقَعُها وَقْعاً أَحَدَّها وضَرَبَها قال الأَصمعي يقالُ ذلك إِذا فعلته بين حجرين قال أَبو وجزة العسدي حَرَّى مُوَقَّعة ماجَ البَنانُ بها على خِضَمٍّ يُسَقَّى الماءَ عجَّاجِ أَراد بالحَرَّى المِرْماةَ العَطْشَى ونَصْلٌ وقِيعٌ محدّد وكذلك الشَّفْرةُ بغير هاء قال عنترة وآخَرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِي وفي البَجْلِيّ مِعْبَلةٌ وقِيعُ هذا البيت رواه الأَصمعي وفي البَجَلِيّ فقال له أَعرابي كان بالمِرْبَدِ أَخْطَأْتَ
( * قوله « أخطأت إلخ » في مادة بجل من الصحاح وبجلة بطن من سليم والنسبة اليهم بجلي بالتسكين ومنه قول عنترة وفي البجلي إلخ ) يا شيخُ ما الذي يَجْمَعُ بين عَبْسٍ وبَجِيةَ ؟ والوَقِيعُ من السيوف ما شُحِذَ بالحجر وسكِّينٌ وقِيعٌ أَي حدِيدٌ وُقِعَ بالميقَعةِ يقال قَعْ حَدِيدك قال الشماخ يُباكِرْنَ العِضاه بمُقْنَعاتٍ نَواجِذُهُنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ ووَقَعْتُ السِّكِّينَ أَحْدَدْتُها وسكين مُوَقَّعٌ أَي مُحَدَّدٌ واسْتَوْقَعَ السيفُ احتاجَ إِلى الشَّحْذِ والمِيقَعةُ ما وُقِعَ به السيف وقيل المِيقَعةُ المِسَنُّ الطويل والتوْقِيعُ إِقْبالُ الصَّيْقَلِ على السيف بِمِيقَعَتِه يُحَدّده ومِرْماةٌ مُوَقَّعةٌ والمِيقَعُ والمِيقَعةُ كلاهما المِطْرَقةُ والوَقِيعةُ كالمِيقَعةِ شاذٌّ لأَنها آلة والآلةُ إِنما تأْتي على مِفْعل قال الهذلي رَأَى شَخْصَ مَسْعُودِ بن سَعْدٍ بكَفِّه حدِيدٌ حدِيثٌ بالوَقِيعةِ مُعْتَدِي وقول الشاعر دَلَفْتُ له بأَبْيَضَ مَشْرَفِيّ كأَنَ على مَواقِعِه غُبارا يعني به مَواقِعَ المِيقَعةِ وهي المِطْرَقةُ وأَنشد الجوهري لابن حِلِّزة أَنْمِي إِلى حَرْفٍ مُذَكَّرةٍ تَهِصُ الحَصى بمَواقِعٍ خْنْسِ ويروى بمنَاسِمٍ مُلْسِ وفي حديث ابن عباس نَزَل مع آدم عليه السلام المِيقَعةُ والسِّنْدانُ والكَلْتبانِ قال المِيقَعةُ المِطْرقةُ والجمع المَواقِع والميم زائدة والياء بدل من الواو قلبت لكسرة الميم والمِيقَعةُ خشبة القَصّارِ التي يَدُقُّ عليها يقال سيف وَقِيعٌ وربما وُقِّعَ بالحجارة وفي الحديث ابنُ أَخي وَقِعٌ أَي مريضٌ مُشْتَكٍ وأَصل الوَقَعِ الحجارةُ المحَددة والوَقَعُ الحَفاءُ قال رؤبة لا وَقَعٌ في نَعْلِه ولا عَسَمْ والوَقِعُ الذي يشتكي رجله من الحجارة والحجارةُ الوَقَعُ ووَقِعَ الرجلُ والفرسُ يَوْقَعُ وقَعاً فهو وَقِعٌ حَفِيَ من الحجارة أَو الشوْك واشتكى لحمَ قدميه زاد الأَزهري بعد غَسْلٍ من غِلَظِ الأَرض والحجارة وفي حديث أُبَيٍّ قال لرجل لو اشتريْتَ دابة تَقِيكَ الوَقَعَ هو بالتحريك أَن تُصيب الحجارةُ القَدَمَ فتُوهِنَها يقال وَقِعْتُ أَوْقَعُ وَقَعاً ومنه قول أَبي المِقْدامِ واسمه جَسّاسُ ابن قُطَيْبٍ يا لَيْتَ لي نَعْلَيْنِ من جِلْدِ الضَّبُعْ وشُرُكاً مِنَ اسْتِها لا تَنْقَطِعُ كلَّ الحِذاءِ يَحْتَذِي الحافي الوَقِعْ قال الأَزهري معناه أَنَّ الحاجةَ تَحْمِلُ صاحبَها على التعلق بكل شيء قَدَرَ عليه قال ونحوٌ منه قولهم الغَرِيقُ يتعلقُ بالطُّحْلُبِ ووقِعَتِ الدابةُ تَوْقَعُ إِذا أَصابها داء ووَجَعٌ في حافرها من وَطْء على غِلظٍ والغِلظ هو الذي يَبرِي حَدَّ نُسورِها وقد وَقَّعه الحجرُ تَوْقِيعاً كما يُسَنُّ الحديد بالحجارة ووَقَّعَتِ الحجارةُ الحافِرُ فقطعت سنابِكَه تَوْقِيعاً وحافر وَقِيعٌ وَقَعَتْه الحجارةُ فغَضَّتْ منه وحافر مَوْقوعٌ مثل وَقِيعٍ ومنه قول رؤْبة لأْم يَدُقُّ الحَجَرَ المُدَمْلَقا بكلِّ موْقُوعِ النُّسورِ أَخْلَقا
( * قوله « لأم إلخ » عكس الجوهري البيت في مادة دملق وتبعه المؤلف هناك )
وقدم موْقوعةٌ غليظةٌ شديدة وقال الليث في قول رؤبة يَرْكَبُ قَيْناه وقِيعاً ناعِلا الوقِيعُ الحافرُ المحَدَّد كأَنه شُحِذَ بالأَحجار كما يُوقَعُ السيفُ إِذا شُحِذ وقيل الوقِيعُ الحافرُ الصُّلْبُ والناعِلُ الذي لا يَحْفى كأَنَّ عليه نعْلاً ويقال طريق مُوَقَّعٌ مُذَلَّلٌ ورجل مُوَقَّعٌ مُنَجَّذٌ وقيل قد أَصابته البلايا هذه عن اللحياني وكذلك البعير قال الشاعر فما مِنْكُمُ أَفْناءَ بَكْرِ بنِ وائِلٍ بِغارَتِنا إِلا ذَلُولٌ مُوَقَّعُ أَبو زيد يقال لغِلافِ القارورةِ الوَقْعةُ والوِقاعُ والوِقْعةُ للمجمع والواقِعُ الذي يَنْفُرُ الرَّحى وهم الوَقَعةُ والوَقْعُ السحابُ الرَّقيق وأَهل الكوفة يسمون الفِعْل المتعدِّي واقِعاً والرِيقاعُ من إِيقاعِ اللحْنِ والغِناءِ وهو أَن يوقع الأَلحانَ ويبنيها وسمى الخليل رحمه الله كتاباً من كتبه في ذلك المعنى كتاب الإِيقاعِ والوَقَعةُ بَطْنٌ من العرب قال الأَزهري هم حيّ من بني سعد بن بكر وأَنشد الأَصمعي من عامِرٍ وسَلولٍ أَوْ مِنَ الوَقَعهْ ومَوْقوعٌ موضع أَو ماء وواقِعٌ فرسٌ لربيعة ابنِ جُشَمَ

وكع
وكعَتْه العَقْربُ بإِبرَتِها وَكْعاً ضربته ولدَغَتْه وكَوَتْه وأَنشد ابن بري للقطامي سَرَى في جَلِيدِ الليْلِ حتى كأَنَّما تَحَرَّمَ بالأَطْرافِ وكْعَ العَقارِبِ وقد يكون للأَسوَدِ من الحيّاتِ قال عروة بن مرة الهذلي ودافَعَ أُخْرى القومِ ضَرْبٌ خَرادِلٌ ورَمْيُ نِبالٍ مِثلُ وَكْعِ الأَساوِدِ
( * قوله « ودافع إلخ » في شرح القاموس ودافع اخرى القوم ضرباً خرادلاً )
أَورده الجوهري ورَمْيِ نِبالٍ مثلِ بالخفض قال ابن بري صوابه بالرفع ووَكَعَ البعيرُ سقط عن ابن الأَعرابي وأَنشد خِرْقٌ إِذا وَكَعَ المَطِيُّ من الوَجى لَمْ يَطْوِ دُونَ رَفيقِه ذا المِزْوَدِ ورواه غيره رَكَعَ أَي انْكَبَّ وانثَنى وذا المِزْودِ يعين الطعامَ لأَنه في المزود يكون الوَكَعُ مَيْل الأَصابع قِبَلَ لسبَّابةِ حتى تصير كالعُقْفة خِلْقة أَو عَرَضاً وقد يكون في إِبهام الرجل فيُقْبِلُ الإِبهامُ على السبَّابة حتى يُرى أَصلُها خارجاً كالعُقْدةِ وَكِعَ وَكَعاً وهو أَوْكَعُ وامرأَة وَكْعاء وقال الليث الوَكَعُ مَيَلانٌ في صَدْر القدَم نحو الخِنْصِر وربما كان في إِبهام اليد وأَكثر ما يكون ذلك للإِماء اللواتي يَكْددْنَ في العمَل وقيل الوَكَعُ ركوبُ الإِبهامِ على السبابة من الرِّجْل يقال يا ابن الوَكْعاء قال ابن بري قد جمعوه في الشعرعلى وكَعَةٍ قال الشاعر أَحْصَنُوا أُمَّهُمُ مِنْ عَبْدِهِمْ تِلْكَ أَفْعالُ القِزامِ الوَكَعهْ معنى أَحْصَنوا زَوَّجوا والأَوكَعُ الأَحْمَقُ الطويلُ ورجل أَوكَعُ بقول لا إِذا سئل عن أَبي العَمَيْثل الأَعرابي وربما قالوا عبدٌ أَوْكَعُ يريدون اللئيم وأُمةٌ وكْعاء أَي حَمْقاءُ ابن الأَعرابي في رُسْغِه وكَعٌ وكَوَع إِذا التوى كوعُه وقال أَبو زيد الوَكَعُ في الرجل انقِلابُها إِلى وَحْشِيِّها واللَّكاعةُ اللؤمُ والوَكاعةُ الشدَّةُ وفرسٌ وكِيعٌ صُلبٌ غلِيظ شديدٌ ودابّةٌ وكِيعٌ ووَكُعَ الفرسُ وَكاعةً فهو وكِيعٌ صَلُبَ إِهابُه واشتَدّ والأُنثى بالهاء وإِياها عنى الفرزدق بقوله ووَفْراءَ لَمْ تُحْرَزْ بسَيْرٍ وكِيعةٍ غَدوْتُ بها طَبّاً يَدِي بِرِشائِها ذَعَرْتُ بها سِرْباً نَقِيًّ جُلُودُه كَنَجْمِ الثُّرَيّا أَسْفَرَتْ مِنْ عَمائِها وفْراء أَي وافرة يعني فرساً أُنثى وكِيعة وثيقة الخَلْقِ شديدة ويقال قد أَسْمَنَ القومُ وأَوْكَعُوا إِذا سمنت إِبلهم وغَلُظَتْ من الشحم واشتدّن وكلُّ وثيق شديد فهو وَكِيعٌ والوَكِيعةُ من الإِبلِ الشديدةُ المَتِينةُ وسِقاءٌ وَكِيعٌ مَتِينٌ مُحكَمُ الجِلْدِ والخَرْز شديدُ المَخارِزِ لا يَنْضَحُ واسْتوْكَعَ السقاءُ إِذا مَتُنَ واشتدَّت مَخارِزُه
( * قوله « واشتدت مخارزه » كذا في الأصل بشين معجمة وفي القاموس واشتدت قال شارحة بالسين المهملة على الصواب وفي بعض النسخ بالمعجمة وهو خطأ ) بعدما شُرِّبَ ومَزادةٌ وَكِيعةٌ قُوِّرَ ما ضَعُفَ من أَديمها وأُلقي وخُرِزَ ما صَلُب منه وبقي وفَرْوٌ وكِيعٌ مَتِينٌ وقيل كل صلب وَكِيعٌ وقيل الوَكِيعُ من كل شيء الغليظ المتين وقد وكُعَ وكاعةَ وأَوْكَعَع غيره ومنه قول الشاعر على أَنَّ مَكْتُوبَ العِجالِ وكِيعُ يعني سقاء اللبن هذا وقل الجوهري قال ابن بري الشعر للطرمَّاح وصوابه بكماله تُنَشِّفُ أَوْشالَ النِّطافِ ودُونَها كُلَى عِجَلٍ مَكْتُوبُهُنَّ وكِيعُ قال والعِجَلُ جمع عِجْلةٍ وهو السِّقاءُ ومَكْتُوبها مَخْرُوزُها وفي حديث المَبْعَث قَلْبٌ وكِيعٌ واعٍ أَي مَتِينٌ مُحْكَم من قولهم سِقاءٌ َكِيعٌ إِذا كان مُحْكَمَ الخرْز واسْتَوْكَعَ واسْتَوْكَعَتْ مَعِدتُه اشْتَدَّتْ وقَوِيَتْ وقيل اسْتَوْكَعَتْ معدتُه أَي اشتدَّت طبيعته واسْتَوْكَعَتِ الفِراخُ غَلُظَتْ وسَمِنَتْ كاسْتَوْكَحَتْ ووَكُعَ الرجلُ وَكاعةً فهو وَكِيعٌ غَلُظَ وأَمْرٌ وكِيعٌ مُسْتَحْكِمٌ والمِيكَعُ الجُوالِقُ لأَنه يُحْكَمُ ويُشَدُّ قال جرير جُرَّتْ فَتاةُ مُجاشِعٍ في مِنْقَرٍ غيرَ المِراء كما يُجَرُّ المِيكَعُ وقيل المِيكَعُ المالَقةُ التي تُسَوَّى بها خُدَدُ الأَرض المَكْرُوبةِ والمِيكعةُ سِكَّةُ الحِراثةِ والجمع مِيكَعٌ وهو بالفارسية بَزَنْ والوَكْعُ الحَلْبُ وأَنشد أَبو عمرو لأَنْتُمْ بوَكْعِ الظأْنِ أَعْلَمُ مِنْكُمُ بقَرْعِ الكُماةِ حيثُ تُبْغَى الجَرائِمُ ووَكَعْتُ الشاةَ إِذا نَهَزْتَ ضَرْعَها عند الحلْب وباتَ الفَصِيلُ يَكَعُ أُمَّه الليلةَ ومن كلامهم قالت العَنْزُ احْلُبْ ودَعْ فإِنَّ لك ما تَدَعُ وقالت النعجة احلب وكَعْ فليسَ لك ما تَدَعُ أَي انْهزِ الضرْعَ واحْلُبْ كلَّ ما فيه ووَكَعَتِ الدَّجاجةُ إِذا خَضَعَتْ عند سِفادِ الدِّيكِ وأَوْكَعَ القومُ قلَّ خيرُهم ووَكِيعٌ اسم رجل

ولع
الوَلُوعُ العَلاقةُ من أُولِعْتُ وكذلك الوزُوعُ من أُوزِعْتُ وهما اسمان أُقيما مُقامَ المصدر الحقيقي وَلِعَ به وَلَعاً ووَلُوعاً الاسم والمصدر جميعاً بالفتح فهو وَلِعٌ ووَلُوعٌ ولاعةٌ وأُولِعَ به وَلُوعاً وإِيلاعاً إِذا لَجَّ وأَوْلَعَه به أَغْراه وفي الحديث أَوْلَعْتَ قُريشاً بعَمَّارٍ أَي صَيَّرْتَهم يُولَعون به قال جرير فأَوْلَعْ بالعِفاسِ بني نُمَيْرٍ كما أَوْلَعْتَ بالدَّبَرِ الغُرابا وهو مُولَعٌ به بفتح اللام أَي مُغْرًى به والوَلَعُ نفس الوَلُوعِ وفي الحديث أَعوذُ بك من الشرِّ وَلُوعاً ومنه الحديث أَنه كان مُلَعاً بالسِّواكِ وقال عرَّام يقال بفلان من حُبِّ فلانة الأَوْلَعُ والأَوْلَقُ وهو شِبْه الجنونِ وايْتَلَعَتْ فانةُ قلبي وفلانٌ مُوتَلَعُ القَلْبِ ومُوتَلَه القلب ومُتَّلَه القلب ومُنْتَزَعُ القلب بمعنى واحد ويقال وَلِعَ فلانٌ بفلانِ يَوْلَعُ به إِذا لَجَّ في أَمره وحَرَصَ على إِيذائِه وقال اللحياني وَلَعَ يَلعُ أَي اسْتخَفَّ وأَنشد فَتراهُنَّ على مُهْلَتِه يَخْتَلِينَ الأَرضَ والشاةُ يَلَعْ أَي يستخِفُّ عَدْواً وذَكَّر الشاةَ وقال المازني في قوله والشاةُ يَلَعُ َي لا يُجِدُّ في العَدْوِ فكأَنه يلعب قال الأَزهري هو من قولهم وَلَعَ يَلَعُ إِذا كَذَبَ في عَدْوِه ولم يُجِدّ رجل وُلَعةٌ يُولَعُ بما لا يَعْنِيهِ وهُلَعةٌ يَجْزَعُ سَرِيعاً ووَلَعَ يَلَعُ وَلْعاً وَوَلَعاناً إِذا كذب الفراء ولَعْتَ بالكذب تَلَعُ وَلْعاً والوَلْعُ بالتسكين الكَذِبُ قال كعبُ بن زهير لكِنَّها خُلَّةٌ قد سِيطَ من دَمِها فَجْعٌ ووَلْعٌ وإِخْلافُ وتَبْدِيلُ وقال ذُو الإِصْبَع العَدْوانيّ إِلاَّ بأَنْ تَكْذِبا عليَّ ولا أَمْلِكُ أَن تَكْذِبا وأَن تَلَعا وقال آخر لِخَلاَّبةِ العَيْنيْنِ كَذَّابةِ المُنى وهُنَّ من الإِخْلافِ والوَلَعانِ أَي من أَهل الخُلْفِ والكَذِبِ وجَعَلَهُنَّ من الإِخْلاف لمُلازمتهن له قال ومثله للبَعِيثِ وهُنَّ من الإِخْلافِ قَبْلَك والمَطْل قال ومثله لعتبة بن الوغْل التَّغْلَبيّ أَلا في سبيل اللهِ تَغْيِيرُ لِمَّتي ووَجْهِك مما في القَوارِيرِ أَصْفَرا ويقال وَلْعٌ والِعٌ كما يقال عَجَبٌ عاجِبٌ والوالِعُ الكَذَّابُ والجمع وَلَعةٌ مثل فاسِقٍ وفَسَقة وأَنشد ابن بري لَبي دُوادٍ الرُّؤاسيّ مَتى يَقُلْ تَنْفَعِ الأَقْوامَ قَولَتُه إِذا اضْمَحَلَّ حدِيثُ الكُذَّبِ الوَلَعَهْ ويقال قد وَلَعَ بحَقِّي وَلْعاً أَي ذهَب به والتوْلِيعُ التلْمِيعُ من البرَصِ وغيره وفرسٌ مُوَلَّعٌ تَلْمِيعُه مُستطيل وهو الذي في بَياضِ بلَقِه استِطالة وتَفَرُّقٌ أَنشد ابن بري لابن الرِّقاعِ يصف حمار وحش مُوَلَّعٌ بسوادٍ في أَسافِلِه منه اكْتَسى وبلَونٍ مِثْلِه اكْتحَلا والمُوَلَّع كالمُلَمَّعِ إِلاَّ أن التوليع استطالة البلَق قال رؤبة فيها خُطُوطٌ من سَوادٍ وبَلَقْ كأَنه في الجِلْدِ تَوْلِيعُ البَهَقْ قال أَبو عبيدة قلت لرؤبة إِن كانت الخطوط فقل كأَنها وإِن كان سواد وبياض فقل كأَنهما فقال كأَنَّ ذا وَيْلَكَ توليع البهق قال ابن بري ورواية الأَصمعي كأَنها أي كأَنَّ الخطوط وقال الأَصمعي فإِذا كان في الدابة ضُرُوبٌ من الأَلوان من غير بلَق فذلك التوْلِيعُ يقال بِرْذَوْن مُوَلَّعٌ وكذلك الشاةُ والبقرةُ الوَحْشِيّةُ والظَّبْيةُ قال أَبو ذؤيب مُوَلَّعة بالطُّرّتَيْنِ دَنا لها جَنى أَيْكةٍ تَضْفُو عليها قِصارُها وقال أَيضاً يَنْهَسْنَه ويَذُودُهُنَّ ويَحْتَمِي عَبْلُ الشَّوى بالطُّرَّتَيْنِ مُولَّعُ أَي مولَّع في طريته ورجل مولَّ أَبْرَصُ وأَنشد أَيضاً كأَنها في الجلد توليع البعق ويقال ولَّعَ اللهُ جسَدَه أَي بَرَّصَه والوَلِيعُ الطَّلْعُ وقيل الطلْعُ ما دام في قِيقائِه كأَنه نظم اللؤلؤ في شدة بياضه وقيل طَلْعُ الفُحّالِ وقيل هو الطلع قبل أَن يَتَفَتَّح قال ابن بري شاهده قول الشاعر يصف ثَغْر امرأَة وتَبْسِمُ عن نَيِّرٍ كالوَلِيعِ تُشَقِّقُ عنه الرُّقاةُ الجُفُوفا قال الرّقاةُ جمع راقٍ وهم الذين يَرْقَون إلى النخل والجُفُوفُ جمع جُفّ وهو وعاءُ الطلع وقال أَبو حنيفة الوَلِيعُ ما دامَ في الطَّلْعةِ أَبيضَ وقال ثعلب الوَلِيعُ ما في جوْفِ الطَّلْعةِ واحدته وَلِيعةٌ ووَلِيعةٌ اسم رجل وهو من ذلك وبنو وَلِيعةَ حَيٌّ من كنْدةَ وأَنشد ابن بري لعلي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أَبي العَبّاسُ قَرْمُ بَني قُصَيٍّ وأخْوالي المُلُوكُ بَنُو وَلِيعهْ هُمُ مَنَعُوا ذِماري يوم جاءتْ كَتائِبُ مُسْرِفٍ وبَنو اللَّكِيعهْ وكِنْدةُ مَعْدِنٌ للمُلْكِ قِدْماً يَزِينُ فِعالَهم عِظَمُ الدَّسِيعهْ وأُخِذَ ثوْبي وما أَدْري ما والِعَتُه وما وَلَع به أَي ذهَب به وفقدْنا غلاماً لنا ما أَدري ما وَلَعَه أَي ما حَبَسَه وما أَدري ما والِعَتُه بمعناه أَيضاً قال الأَزهري يقال وَلَعَ فلاناً والِعٌ ووَلَعَتْه والِعةٌ واتَّلَعَتْه والِعةٌ أَي خَفِيَ عليّ أَمرُه فلا أَدرِي أَحَيٌّ أَم مَيّت وإِن لا تدري بمن يُولِعُ هَرِمُك حكاه يعقوب ووَلِيعةُ قبيلة وقول الجَمُوحِ الهذليّ تمَنَّى ولم أَقْذِفْ لَدَيْه مُجَرَّباً لِقائِل سَوْءٍ يَسْتَجِيرُ الوَلائِعا إِنما أَراد الوَلِيعنين فجمعه على حَدّ المَهالِبِ والمَناذر

ومع
الأزهري عن ابن الأَعرابي الوَعْمة ظَبْيةُ الجبَلِ والوَمْعةُ الدُّفْعةُ من المعاء
( * قوله « الدفعة من المعاء » كذا بالأصل وعبارة القاموس مع شرحه الدفعة من الماء والوعمة ظبية الجبل هكذا في العباب وفي التكملة من الماء والذي في التهذيب من المعاء وهكذا نقله صاحب اللسان )

ونع
الوَنَعُ كلمة يُشارُ بها إِلى الشيءِ الحَقِيرِ يمانية قال ابن سيده وليس بثبت

يدع
الأَيدع صِبْغٌ أَحمر وقيل هو خَشَبُ البَقَّمِ وقيل هو دَمُ الأَخَوَيْنِ وقيل هو الزعفران وهو على تقدير أَفْعَلَ وقال الأَصمعي العَنْدَمُ دم الأَخوين ويقال هو الأَيدع أَيضاً قال أَبو ذؤيب الهذلي فَنَحا لَها بمُذَلَّقَيْنِ كأَنَّما بِهِما من النَّضْح المُجَدَّحِ أَيْدَعُ قال ابن بري وشجرَتُه يقال لها الحُرَيْفةُ وعودها الجَنْجَنةُ وغُصْنها الأكْرُوعُ وقال أَبو عمرو الأَيْدَعُ نبات وأَنشد إِذا رُحْنَ يَهْزُزْنَ الذُّيُولَ عَشِيّةً كهَزِّ الجَنُوبِ الهَيْفِ دَوْماً وأَيدَعا وقال أَبو حنيفة هو صَمْغٌ أَحمر يُؤتى به من سُقُطْرى جَزِيرةِ الصَّبِرِ السُّقُطْرِيّ وقد يَدَّعْتُه وأَيْدَعَ الحجَّ على نفسه أَوْجَبَه وذلك إِذا تَطيَّبَ لاإِحْرامِه قال جرير وربِّ الرّاقِصاتِ إِلى الثَّنايا بشُعْثٍ أَيْدَعُوا حَجّاً تماما وأَيْدَعَ الرجلُ إِذا أَوْجَبَ على نفسه حَجًّا وقول جرير أَيْدَعُوا أَي أَوْجَبُوا على أَنفسهم وأَنشد لكثيِّر كأَنَّ حُمُولَ القوْمِ حين تَحَمَّلُوا صَرِيمةُ نَخْلٍ أو صَرِيمةُ أَيْدَعِ قال الأَزهري هذا البيت يدل على أَنّ الأَيدَعَ هو البَقَّمُ لأَنه يُحْمل في السفُن من بلاد الهند وأَما قول رؤبة أَبَيْتُ مِنْ ذاكَ العَفافِ الأَوْدَعا كما اتَّقى مُحْرِمُ حَجٍّ أَيْدَعا أَيْنَ امْرُؤٌ ذُو مَرْأَة تَمَقَّعا أَي تَسَفَّه وجاء بما يُسْتَحْيا منه وقيل عنى بالأَيْدع الزعفرانَ لأَنَّ المحرم يَتَّقي الطِّيبَ وقيل أَراد أَوجب حجّاً على نفسه وهذا ينصرف فإِن سميت به رجلاً لم تصرفه في المعرفة للتعريف ووزن الفعل وصرفته في النكرة مثلَ أَفْكَل ابن الأَعرابي أَوْذَمْتُ يَميناً وأَيْدَعْتها أَي أَوْجَبتُها ويَدَّعْتُ الشيءَ أُيَدِّعُه تَيْدِيعاً صَبغْتُه بالزعفرانِ ومَيْدُوعٌ اسم فرَسِ عبدِ الحرثِ بن ضِرارِ ابن عمرو بن مالك الضَّبْيِّ وقال تَشَكَّى الغَزْوَ مَيْدُوعٌ وأَضْحَى كأَشْلاءِ اللِّحامِ به فُدُوحُ فلا تَجْزَعُ من الحِدْثانِ إِني أكُرُّ الغَزْوَ إِذْ جَلَبَ القُرُوحُ وفي الحديث ذكر يَدِيع بفتح الياء الأُولى وكسر الدال ناحية من فَدَك وخَيْبَر بها مياهٌ وعيون لبني فَزارةَ وغيرهم

يرع
اليَرَعُ أَوْلادُ بقر الوحش واليَراعُ القَصَبُ واحدته يَراعةٌ واليَراعةُ مِزْمارُ الرّاعي واليَراعةُ الأَجَمةُ قال أَبو ذؤيب يَصِفُ مزماراً شبَّه حَنِينَه بصوته سَبيٌّ من يَراعَتِه نَفاهُ أَتيٌّ مَدّه صُحَرٌ ولُوبُ سَبيٌّ مَسْبيٌّ يعني مزماراً قَصَبَتُه من أَرض غريبةٍ اقتلعتها السُّيُولُ فأَتت بها من مكان بعيد فكأَنه لذلك سبيّ وصُحَرٌ جمع صُحْرة وهي جَوْبةٌ تَنْجابُ وسْطَ الحرّة ويقال إِنه أَراد باليَراعةِ الأَجَمَةَ قال الأَزهريّ القَصبة التي يَنْفُخ فيها الراعي تسمى اليَراعةَ وأَنشد أَحِنُّ إِلى لَيْل وإِن شَطَّتِ النَّوى بِلَيْلى كما حَنَّ اليَراعُ المُثَقَّبُ وفي حديث ابن عمر كنتُ مع رسولِ لله صلى الله عليه وسلم فسمع صوتَ يَراعٍ أَي قَصَبَةٍ كان يُزْمَرُ بها واليَراعةُ واليَراعُ الجبانُ الذي لا عَقْلَ له ولا رَأْيَ مشتقّ من القصب أَنشد ابن بري لكعب الأمثال ولا تَكْ من أَخْدانِ كلّ يَراعةٍ هَواءً كَسَقْبِ البانِ جُوفٌ مَكاسِرُهْ وفي حديث خُزَيْمةَ وعادَ لَها اليَراعُ مُجْرَنْثِماً اليراع الضِّعافُ من الغَنَمِ وغيرها والأَصل في اليراعِ القَصَبُ ثم سمي به لجبانُ الضعِيفُ واليَراعُ كالبَعُوضِ يَغْشَى الوجه واحدته يَراعةٌ واليَراعُ جمع يَراعةٍ وهي ذباب يطير بالليل كأَنه نارٌ واليَراعُ فَراشةٌ إِذا طارت في الليل لم يَشُكَّ مَن يعرفها أَنها شَرارةٌ طارَتْ عن نار قال عمرو بن بَحْر نارُ اليَراعةِ قيل هي نارُ حُباحِب وهي شبيهة بنار البرق قال واليَراعةُ طائر صغير إِن طار بالنهار كان كبعض الطير وإِن طار بالليل كان كأَنه شِهاب قُذِفَ أَو مِصْباح يطير وأَنشد أَو طائِر يُدْعى اليَراعةَ إِذْ يُرَى في حِنْدِسٍ كَضِياءِ نارِ مُنَوِّر وحكى ابن بري عن أَبي عبيدة اليَراعُ الهَمَجُ بين البعوض والذِّبّانِ يركب الوجه والرأْس ولا يلذَع واليَراعةُ موضع بعينه قال المثقب على طُرُقٍ عند اليَراعةِ تارةً تُوازي شَرِيرَ البَحْرِ وهْوَ قَعِيدُها قال الأَزهري اليَرُوعُ لغة مَرْغُوب عنها لأَهل الشِّحْرِ كأَن تفسيرها الرُّعْبُ والفَزَعُ قال ابن بري واليَراعةُ النّعامةُ قال الرّاعي يَراعةً إِجْفِيلا

يسع
حكى الأَزهري في ترجمة عيس عن شمر قال تسمى الريحُ الجَنُوبُ بلغة هُذَيْلٍ النُّعامى وهي الأَزْيَبُ أضيضاً وبعضهم يسميها مِسْعاً وقال بعض أَهل الحجاز يُسْعٌ بضم الياء قال وأَما اسم النبي صلى الله عليه وسلم فاليَسَعُ وقرئ اللَّيْسَع

يعع
قال الأَزهري في ترجمة وعع ولا يكسر واو الوَعْواعِ كما يكسر الزاي من الزِّلْزالِ ونحوه كراهية الكسر في الواو قال وكذلك حكاية اليَعْيَعةِ واليَعْياعِ من فِعالِ الصِّبْيانِ إِذا رمى أَحدهم الشيء إِلى صبي آخَرَ لأَن الياء خلقتها الكسر فيستقبحون الواو بين كسرتين والواو خلقتها الضم فيستقبحون التقاء كسرة وضمة فلا تجدهما في كلام العرب في أَصل البناء وأَنشد أَمْسَتْ كَهامةِ يَعْياعٍ تَداولَها أَيْدِي الأَوازِعِ ما تُلْقَى وما تُذَرُ وقال ابن سيده اليَعْيَعةُ واليَعْياعُ من أَفعال الصبيان إِذا رمى أَحدهم الشيءَ إِلى الآخر وقال يَع وقيل اليَعْيَعةُ حكاية أَصوات القوم إِذا تَداعَوْا فقالوا ياع ياعْ

يفع
اليفاع المُشْرِفُ من الأَرض والجبل وقيل هو قطعة منهما فيها غِلَظٌ قال القطامي وأَصْبَحَ سَيْلُ ذلك قد تَرَقَّى إِلى مَنْ كانَ مَنْزِلُه يَفاعا وقيل هو التَّلُّ المشرف وقيل هو ما ارْتَفَعَ من الأَرض قال ابن بري وجاء في جمعه يُفُوعٌ قال المرّار بنَظْرَةِ أَزْرَقِ العَيْنَيْنِ بازٍ على عَلْياءَ يَطَّرِدُ اليُفُوعا والمَيْفَعُ المكانُ المُشْرِفُ وقول حميد بن ثور يَصِفُ ظَبْيةً وفي كلِّ نَشْزٍ لها مَيْفَع وفي كلِّ وجْهٍ لها مُرْتَعى ورواه ابن بري لها مُنْتَصَى فسره المفسر فقال مَيْفَعٌ كيَفاعٍ قال ابن سيده ولست أَدري كيف هذا لأَنّ الظاهر من مَيْفَع في البيت أَن يكون مصدراً وأَراه تَوَهَّمَ من اليَفاعِ فِعْلاً فجاء بمصدر عليه والتفسير الأَول خطأٌ ويقوي ما قلناه قوله وفي كلّ وجه لها مرتعى واليافِعُ ما أَشْرَفَ من الرَّمْل قال ذو الرمة يصف خِشْفاً تَنْفي الطَّوارِفَ عنه دِعْصَتا بَقَرٍ ويافِعٌ من فِرنْدَادَينِ مَلْمُومُ وجِبالٌ يَفَعاتٌ ويافِعاتٌ مُشْرِفاتٌ وكل شيء مُرْتَفِعٍ فهو يَفاعٌ وقيل كلُّ مرتفِعٍ يافِعٌ أَنشد ابن الأَعرابي لابن العارم الكلابي فأَشْعَرْته تحتَ الظَّلامِ وبَيْنَنا مِنَ الخَطَرِ المَنْضُودِ في العَينِ يافِعُ وقال ابن الأَعرابي في قول عَدِيّ ما رَجائي في اليافِعاتِ ذَواتِ ال هَيجِ أمْ ما صَيْري وكيفَ احْتِيالي ؟ قال اليافعاتُ من الأَمْرِ ما عَلا وغلَبَ منها وتَيَفَّعَ الرجلُ أوْقَدَ ناره في اليَفاعِ أَو اليافِعِ قال رُشَيْدُ بن رُمَيْضٍ الغَنَوِيّ إِذا حانَ منه مَنْزِلُ القَوْمِ أَوْقَدَتْ لأُخْراهُ أولاهُ سَنًى وتَيَفَّعُوا غلامٌ يافِعٌ ويَفَعةٌ وأَفَعَةٌ ويَفَعٌ شابّ وكذلك الجمع والمؤنث وربما كسِّر على الأَيْفاع فقيل غلمان أَيْقاعٌ ويَفَعةٌ أَيضاً وقال أَبو زيد سمعت يَفَعةً ووَفَعةً بالياء والواو وقد أَيْفَعَ أَي ارْتَفَعَ وهو يافع على غير قياس ولا يقال مُوفعٌ وهو من النوادر قال كراع ونظيره أَبْقَلَ الموْضِعُ وهو باقل كثر بقله وأَوْرَقَ النبت وهو وارِقٌ طلع ورَقُه وأَورَسَ وهو وارِسٌ كذلك وأقْرَبَ الرجلُ وهو قارِبٌ إِذا قَرُبَتْ إِبِلُه من الماء وهي ليلةُ القَرَبِ ونظير هذا أَعني مَجيءَ اسْمِ الفاعل على حذف الزوائد مَجيءُ اسم المفعول على حذفها أَيضاً نحو أَحَبَّه فهو محبوب وأضْأَدَه فهو مَضْؤُودٌ ونحوه قال الأَزهري والقياس مُوفِعٌ وجمعه أَيْفاعٌ وتَيَفَّعَ الغلام كأَيْفعَ وجاريةٌ يَفَعةٌ ويافِعة وقد أَيْفَعَتْ وتَيَفَّعَتْ أَيضاً وفي الحديث خرج عبد المطلب ومعَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد أَيْفَعَ أَو كَرَبَ قال ابن الأَثير أَيْفَعَ الغلامُ فهو يافِعٌ إِذا شارَفَ الاحْتِلامَ وقال من قال يافِعٌ ثَنَّى وجَمَعَ ومن قال يَفَعة لم يُثَنِّ ولم يجمع وفي حديث عمر قيل له إِنّ ههنا غلاماً يَفَاعاً لم يَحْتَلِمْ قال ابن الأَثير هكذا روي ويريد به اليافع قال واليَفاعُ المرتفع من كل شيء قال وفي إِطاق اليَفاعِ على الناس غرابةٌ ويافَعَ فلانٌ أَمةَ فلانٍ مُيافَعةً فَجَرَ لها وفي حديث الصادق لا يُحِبُّنا أهلَ البَيْتِ
( * هنا بياض بالأصل وعبارة النهاية لا يحبنا أهل البيت كذا وكذا ولا ولد الميافعة ) ولا ولَدُ المُيَافَعةِ أَي وَلدُ الزنا ويافِعٌ فرس والِبةَ بن سِدْرةَ

ينع
يَنَعَ الثَّمَرُ يَيْنَعُ ويَيْنِعُ يَنَعاً ويُنْعاً ويُنُوعاً فهو يانِعٌ من ثَمَرٍ يَنْعٍ وأَيْنَعَ يُونِعُ إِيناعاً كلاهما أَدْرَكَ ونَضِجَ قال الجوهري ولم تسقط الياء في المتقبل لتقويها بأُختها وفي حديث خَيّابٍ ومِنّا مَنْ أَيْنَعَتْ له ثمرته فهو يَهْدِبُها أَيْنَعَ يُونِعُ ويَنَعَ يَيْنِعُ أَدْرَكَ ونَضِجَ وأَيْنَعَ أَكثر استعمالاً وقرئ ويَنْعِه ويُنْعِه ويانِعِه قال الشاعر في قِبابٍ حَوْلَ دَسْكَرَةٍ حَوْلَها الزَّيْتُونُ قد يَنَعا قال ابن بري هو للأَحْوَصِ أَو يزيدَ معاوية أَو عبد الرحمن بن حسان وقال آخر لقد أَمَرَتْني أُمُّ أَوْفَى سَفاهةً لأَهْجُرَ هَجْراً حِينَ أَرطَبَ يانِعُهْ أَراد هَجَراً فسَكَّنَ ضَرورةً واليَنْعُ النضجُ وفي التنزيل انْظُرُوا إِلى ثَمَرِه إِذا أَثْمَرَ ويَنْعِه وثَمَرٌ يَنِيعٌ وأَيْنَعُ ويانِعٌ واليَنِيعُ واليانِعُ مثل النَّضِيجِ والناضِجِ قال عمرو بن معديكرب كأَنَّ على عَوارِضِهِنَّ راحاً يُفَضُّ عليه رُمّانٌ يَنِيعٌ وقال أَبو حَيّةَ النُّمَيْري له أَرَجٌ مِنْ طِيبِ ما يُلْتَقَى به لأَيْنَعَ يَنْدَى مِن أَراكٍ ومِن سِدْرِ وجمع اليانِعِ يَنْعٌ مثل صاحِبٍ وصَحْبٍ عن ابن كيسان ويقال أَيْنَعَ الثَّمَرُ فهو يانِعٌ ومُونِعٌ كما يقال أَيْفَعَ الغلامُ فهو يافِعٌ وقد يكنى بالإِيناعِ عن إِدْراكِ المَشْوِيِّ والمَطْبُوخِ ومنه قول أَبي سَمّالٍ للنجاشي هل لكَ في رُؤُوسِ جُذْعانٍ في كَرِشٍ من أَوّلِ الليلِ إِلى آخره قد أيْنَعَتْ وتَهَرَّأَتْ ؟ وكان ذلك في رمضان قال له النجاشي أَفي رمضان ؟ قال له أَبو السمّال ما شَوّالٌ ورمضانُ إِلا واحداً أَو قال نَعَمْ قال فما تَسْقيني عليها ؟ قال شراباً كالوَرْس يُطيِّبُ النفْس يُكَثِّر الطِّرْق ويُدِرُّ في العِرْق يَشُدُّ العِظام ويُسَهِّلُ للفَدْمِ الكلام قال فثنى رجله فلما أَكَلا وشَرِبا أَخذ فيهما الشراب فارتفعت أَصواتهما فَنَذِرَ بهما بعضُ الجيران فأَتَى عليَّ بن أَبي طالب كرم الله وجهه فقال هل لك في النَّجاشِيِّ وأَبي سمّال سَكْرانَيْنِ من الخمر ؟ فبعث إِليهما عليّ رحمه الله فأَما أَبو سمّال فسَقط إِلى جِيرانٍ له وأَما النجاشيُّ فأُخِذَ فأُتِيَ به عليُّ بن أَبي طالب رضي الله عنه فقال أَفي رمضانَ وصِبْيانُنا صِيامٌ ؟ فأَمر به فجلد ثمانين وزاده عشرين فقال أَبا حسن ما هذه العِلاوةُ ؟ فقال لِجُرْأَتِكَ على الله تعالى فجعل أَهل الكوفة يقولون ضَرطَ النجاشِيُّ فقال كلا إِنها يَمانِيةٌ ووِكاؤُها شَهْر كل ذلك حكاه ابن الأَعرابي وأَما قول الحجاج إِنِّي لأَرَى رُؤُوساً قد أَيْنَعَتْ وحانَ قِطافُها فإِنما أَراد قد قَرُبَ حِمامُها وحانَ انْصِرامُها شبه رؤُوسهم لاستحقاقهم القتل بثمار قد أَدركت وحان أَن تُقْطَفَ واليانِعُ الأَحمر من كمل شيء وثَمَرٌ يانِعٌ إِذا لَوَّنَ وامرأَة يانِعةُ الوَجْنَتَيْنِ وقال رَكَّاضٌ الدُّبَيْريّ ونَحْراً عليه الدُّرُّ تَزْهُو كُرومُه تَرائبَ لا شُقْراً ينَعْنَ ولا كُهْبا قال ابن بري واليُنُوعُ الحُمْرةُ من الدَّمِ قال المرّار وإِنْ رَعَفَتْ مَناسِمُها بِنَقْبٍ تَرَكْنَ جَنادِلاً منه يُنُوعا قال ابن الأَثير ودمٌ يانِعٌ مُحْمارٌّ واليَنَعةُ خَرَزَةٌ حَمْراء وفي حديث الملاعنة أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ابن الملاعنة إِنْ جاءتْ به أُمّه أُحَيْمِرَ مِثْلَ اليَنَعةِ فهو لأَبيه الذي انْتَفَى منه قيل اليَنَعةُ خَرَزة حَمْراء وجمعه يَنَعٌ واليَنَعةُ أَيضاً ضَرْبٌ من العَقِيق معروف وفي التهذيب اليَنَعُ بغير هاء ضرب من العقيق معروف والله أَعلم

غ
الغين من الحروف الحَلْقِيّة ومخرجها من الحلق وهي أَيضاً من الحروف المَجْهُورةِ والغينُ والخاء في حيز واحد

أبغ
عَيْنُ أُباغَ بالضم موضع بين الكوفة والرَّقَّةِ قالت امرأَة من بني شيبان وقالوا فارِساً مِنْكُمْ قَتَلْنا فَقلنا الرُّمْحُ يَكْلَف بالكَرِيمِ بِعَيْنِ أُباغَ قاسَمْنا المَنايا فكانَ قَسِيمُها خَيْرَ القَسِيمِ قال ابن بري الشعر لابنة المنذر تقوله بعد موه والذي قُتِلَ بأُباغ هو المنذر
( * قوله « هو المنذر إلخ » كذا بالأصل والذي في معجم ياقوت المنذر بن المنذر بن امرئ القيس اللخمي وفي شرح القاموس المنذر بن المنذر بن ماء السماء ) بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن عمرو بن عديّ بن نصر اللخميّ قتله الحرث بن أَبي شَمِرٍ الغسانيّ ومنه يوم عين أُباغ يومٌ من أَيام العرب قتل فيه المنذر بن ماء السماء

بدغ
بَدِغَ الرجل يَبْدَغُ بَدْغاً وبَدَغاً تَزَحَّفَ على الأَرض باسْتِه وتلطَّخ بخُرْئِه وبَدِغَ بعَذِرتِه تلَطَّخَ بها وكذلك إِذا تلطَّخ بالشرِّ قال رؤبة والمِلْغُ يَلْكَى بالكلامِ الأَمْلَغِ لولا دَبُوقاءُ اسْتِه لم يَبْدَغِ ويروى يَبْطَغِ وبَدِغَ بَدَغاً تَلَطَّخ بالشرِّ قال ابن بري والبَدِغُ والبِدْغُ البادِنُ السمينُ والبَدِغُ المَعِيبُ ومنه لُقِّبَ قيس بن عاصم البَدِغ لأُبْنةٍ كانت به زعموا ولذلك قال فيه مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ تَرَى ابنَ وُهَيْرٍ خَلْفَ قيْسٍ كأَنه حِمارٌ ودَى خَلْفَ سْتِ آخَرَ قائمِ
( * قوله « وهير » كذا بالأصل وفي شرح القاموس زبير )
والأَبْدَغُ
( * قوله « والابدغ إلخ » مثله للمجد حيث قال والابدغ موضع وعبارة ياقوت أبذغ بالفتح ثم السكون وفتح الذال المعجمة وغين معجمة أيضاً موضع في حسان أبي بكر بن دريد ) قال ابن دريد أَحسَبه موضعاً وزعم ابن الأَعرابي أَن بعض العرب عَذَرَ عَذْرة فسُمِيَ البَدِغَ مِثالَ التَّعِبِ والله أَعلم

برغ
البَرْغُ لغة في المَرْغِ وهو اللُّعاب ابن الأَعرابي بَرِغَ الرجل إِذا تَنَعَّمَ قال الأَزهري أَصل بَرِغَ رَبَغَ وعَيْش رابِغٌ أَي ناعم وهذا مقلوب

برزغ
شاب بُرْزُغٌ وبُرْزُغٌ وبِرْزاغٌ تارٌّ تامٌّ ممتلئٌ وأَنشد أَبو عبيدة لرجل بني سعد جاهليّ حَسْبُك بعضُ القَوْلِ لا تَمَدَّهي غَرَّكِ بِرْزاغُ الشَّبابِ المُزْدَهي قوله لا تَمَدَّهي يريد لا تمدَّحي وشبابٌ بُرْزُغٌ وبُرْزوغٌ وبِرْزاغٌ كذلك وأَنشد ابن بري لرؤبة بعد أَفانِينِ الشَّبابِ البُرْزُغِ والبُرْزُغُ نشاطُ الشَّباب وأَنشد هَيْهاتَ مِيعادُ الشَّبابِ البُرْزُغِ

بزغ
بَزَغَتِ الشمسُ تَبْزُغُ بَزْغاً وبُزُوغاً بدا منها طُلوعٌ أَو طَلَعَت وشَرَقَتْ وقال الزجاج ابتدأَت في الطُّلوع وفي التنزيل فلما رأَي القمر بازعاً وفي الحديث حين بَزَغَت الشمسُ أَي طَلَعَتْ ونجومٌ بَوازِغُ وبَزَغَ النَّجْمُ والقمَرُ ابتدَأَ طُلُوعُهما مأْخوذ من البَزْغِ وهو الشَّقُّ كأَنها تُشَقُّ بنورِه الظلمة شقًّا ومن هذا يقال بَزَغَ البَيْطارُ أَشاعِرَ الدابة وبضعها إِذا شق ذلك المكانَ منها بِمِبْضَعِهِ ويقال للسِّنِّ بازِغةٌ وبازِمَةٌ وبَزغَ نابٌ البعير طَلَعَ وقيل ابتدأَ في الطُّلوع وابْتَزَغَ الربيعُ أَي جاء أَوَّلُه والبَزْغُ والتَّبْزِيغُ التَّشْرِيطُ وقد بَزَّغَه واسمُ الآلة المِبْزَغُ وبَزَّغَ الحاجِمُ والبَيْطارُ أَي شَرَّط وفي الحديث إِن كان في شيء شِفاءٌ ففي بَزْغَةِ الحَجَّام البَزْغُ الشَّرّْطُ وبَزَغَ دَمَهُ أَي أَساله ومنه قول الطرماح يصف ثوراً طعن الكلابَ بِقَرْنيةِ وهُما سلاحه يَهُزُّ سِلاحاً لم يَرِثْها كَلالةً يَشُكُّ بها مِنْها أُصُولَ المَغابِنِ يُساقِطُها تَتْرَى بِكُلِّ خَمِيلَةٍ كبَزْغ البِيَطْر الثَّقْفِ رَهصَ الكَوادن وهذا البيت نسبه الجوهري للأَعشى وردَّ عليه ابن بري وقال هو للطِّرمّاحِ والرَّهْصُ جمع رَهْصةٍ وهي مثل الوَقْرَة وهي أَنْ يَدْوَى حافِرُ الدابةِ من حجر تَطَؤُه والكَوادِنُ البَراذِينُ ويقال للحديدة التي يُشْرَطُ بها مِبْزَغٌ ومِبْضَعٌ قال أَبو عدنان الوَخْزُ التَّبْزيغُ والتبزيغ والتَّغْزِيبُ واحد غَزَّبَ وبَزَّغَ يقال بَزَّغَ البَيْطارُ الحافر إِذا عَمَدَ إِلى أَشاعِرِهِ بِمبْضع فَوَخَزَه به وَخْزاً خَفِيًّا لا يبلُغ العَصَب فيكون دَواءً له وأَما فَصْد عروق الدابّةِ وإِخْراجُ الدمِ منه فيقال له التوديج يقال ودِّجْ فَرَسَكَ وقال الفراء يقال للبَرْكِ مِبْزَغَةٌ ومِيزَغةٌ وبَزِيغٌ اسم فرس معروف

بطغ
بَطِغَ بالعَذِرة يَبْطَغُ بَطَغاً تلطخ قال رؤبة لولا دَبوقاءُ اسْتِه لم يبطخِ وهو لغة في بَدِغَ ويروى لم يَبْدَغِ أَي لم يَتَلَطَّخْ بالعذرة وبَطِغَ بالشيء تَلَطَّخَ به وبَطِغَ بالأرض أَي تَمَسَّحَ بها وتَزَحَّفَ ابن الأَعرابي أَزْقَنَ زيدٌ عمراٍ إِذا أَعانَه على حِمْلِه لِيَنْهَضَ به ومثله أَبْطَغَه وأَبْدَغَه وعَدَّلَه ولَوَّنَه وأَسْمَعَه وأَنْآهُ ونَوَّاه وحَوَّلَه بمعنى أَعانَه

بغغ
البَغْبَغةُ والبَغْباغُ حكاية بعض الهَدِير قال برَجْسِ بَغْباغِ الهَدِيرِ البَهْبهِ
( * قوله « برجس » بهامش الأصل في نسخة بزجر )
والبُغَيْبِغُ على لفظ التصغير التَّيْسُ من الظِّباء إِذا كان سَمِيناً وبَغَّ الدمُ إِذا هاجَ ومَشْرَبٌ بُغَيْبِغٌ كثير الماءِ وماءٌ بُغَيْبِغٌ قَرِيبُ الرِّشاءِ والبُغَيْبِغُ البِئرُ القَرِيبُ الرّشاءِ ابن الأَعرابي بئْرٌ بُغْبُغٌ وبُغَيْبِغٌ قريب الرشاِ قال الشاعر سيا رُبَّ ماءٍ لَك بالأَجْبالِ أَجبالِ سَلْمَى الشُّمَّخِ الطِّوالِ بُغَيْبِغٍ يُنْزَعُ بالعِقالِ طامٍ عليه ورقُ الهدالِ لقرب رِشائه يعني أَنه يُنزع بالعِقال لقِصَر الماء لأَن العقال قصير وقال أَبو محمد الحَذْلَمِي فَصَيَّحَتْ بُغَيْبِغاً تُعادِيهْ ذا عَرْمَضٍ تَخْضَرُّ كَفُّ عافِيهْ عافِيه وارِدُه والبُغَيْبِغةُ ضَيْعةٌ بالمدينة لآل جعفر التهذيب وبُغَيْبِغةُ ماءٌ لآل روسل الله صلى الله عليه وسلم وهي عين كثيرة النخل غزيرة الماء والبَغْبَغةُ شُرْبُ الماء والمُبَغْبِغُ السرِيعُ العَجِلُ وأَنشد ابن بري لرؤبة يَشْتَقُّ بَعْدَ الطَّلَقِ المُبَغْبِغِ

بلغ
بَلغَ الشيءُ يَبْلُغُ بُلُوغاً وبَلاغاً وصَلَ وانْتَهَى وأَبْلَغَه هو إِبْلاغاً هو إِبْلاغاً وبَلَّغَه تَبْلِيغاً وقولُ أَبي قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ السُّلَمِيِّ قالَتْ ولَمْ تَقْصِدْ لِقِيلِ الخَنى مَهْلاً فقد أَبْلَغْتَ أَسْماعي إِنما هو من ذلك أَي قد انْتَهَيْتَ فيه وأَنْعَمْتَ وتَبَلَّغَ بالشيء وصَلَ إِلى مُرادِه وبَلَغَ مَبْلَغَ فلان ومَبْلَغَتَه وفي حديث الاسْتِسْقاء واجْعَلْ ما أَنزلتَ لنا قُوّةً وبلاغاً إِلى حين البَلاغُ ما يُتَبَلَّغُ به ويُتَوَصَّلُ إِلى الشيء المطلوب والبَلاغُ ما بَلَغَكَ والبَلاغُ الكِفايةُ ومنه قول الراجز تَزَجَّ مِنْ دُنْياكَ بالبَلاغِ وباكِرِ المِعْدةَ بالدِّباغِ وتقول له في هذا بَلاغٌ وبُلْغةٌ وتَبَلُّغٌ أَي كِفايةٌ وبَلَّغْتُ الرِّساةَ والبَلاغُ الإِبْلاغُ وفي التنزيل إِلاَّ بَلاغاً من الله ورسالاتِه أَي لا أَجِدُ مَنْحجى إِلا أَن أُبَلِّغَ عن اللهِ ما أُرْسِلْتُ به والإِبلاغُ الإِيصالُ وكذلك التبْلِيغُ والاسم منه البَلاغُ وبَلَّغْتُ الرِّسالَ التهذيب يقال بَلَّغْتُ القومَ بلاغاً اسم يقوم مقام التبْلِيغِ وفي الحديث كلُّ رافِعةٍ رَفَعَتْ عَنّا
( * قوله « رفعت عنا » كذا بالأصل والذي في القاموس علينا قال شارحة وكذا في العباب ) من البلاغ فَلْيُبَلِّغْ عَنّا يروى بفتح الباء وكسرها وقيل أَراد من المُبَلِّغِين وأَبْلغْتُه وبَلَّغْتُه بمعنى واحد وإِن كانت الرواية من البلاغ بفتح الباء فله وجهان أَحدهما أَن البَلاغَ ما بلغ من القرآن والسنن والوجهُ الآخر من ذوي البَلاغِ أي الذين بَلَّغُونا يعني ذوي التبليغ فأَقام الاسم مقام المصدر الحقيقي كما تقول أَعْطَيْتُه عَطاء وأَما الكسر فقال الهرويّ أُراه من المُبالِغين في التبْليغ بالَغَ يُبالِغُ مُبالَغةً وبِلاغاً إِذا اجْتَهد في الأَمر والمعنى في الحديث كلُّ جماعةٍ أَو نفس تُبَلِّغُ عنا وتُذِيعُ ما تقوله فَلْتُبَلِّغْ ولْتَحْكِ وأَما قوله عز وجل هذا بَلاغٌ للناس وليُنْذَرُوا به أَي أَنزلناه ليُنْذَر الناسُ به وبَلَّغَ الفارِسُ إِذا مَدَّ يدَه بِعِنانِ فرسه ليزيد في جَرْيِه وبَلَغَ الغُلامُ احْتَلَمَ كأَنه بَلَغَ وقت الكتابِ عليه والتكليفِ وكذلك بَلَغَتِ الجاريةُ التهذيب بلغ الصبيُّ والجارية إِذا أَدْركا وهما بالِغانِ وقال الشافعي في كتاب النكاح جارية بالِغٌ بغير هاء هكذا روى الأَزهريّ عن عبد الملك عن الربيع عنه قال الأَزهري والشافعي فَصِيحٌ حجة في اللغة قال وسمعت فُصَحاء العرب يقولون جارية بالغ وهكذا قولهم امرأَة عاشِقٌ ولِحيةٌ ناصِلٌ قال ولو قال قائل جارية بالغة لم يكن خطأً لأَنه الأَصل وبَلَغْتُ المكانَ بُلُوغاً وصلْتُ إِليه وكذلك إِذا شارَفْتَ عليه ومنه قوله تعالى فإِذا بَلَغْن أَجَلَهُنّ أَي قارَبْنَه وبَلَغَ النبْتُ انتهَى وتَبالَغ الدِّباغُ في الجلد انتهى فيه عن أَبي حنيفة وبَلَغتِ النخلةُ وغيرُها من الشجر حان إدْراكُ ثمرها عنه أَيضاً وشيءٌ بالغ أَي جيِّدٌ وقد بلَغَ في الجَوْدةِ مَبْلغاً ويقال أَمْرُ اللهِ بَلْغ بالفتح أَي بالِغٌ من وقوله تعالى إِن الله بالغ أَمره وأَمرٌ بالِغٌ وبَلْغٌ نافِذٌ يَبْلُغُ أَين أُرِيدَ به قال الحرث بن حِلِّزةَ فهَداهُمْ بالأَسْودَيْنِ وأَمْرُ الْ لَهِ بَلْغٌ بَشْقَى به الأَشْقِياءُ وجَيْشٌ بَلْغٌ كذلك ويقال اللهم سَمْعٌ لا بَلْغٌ وسِمْعٌ لا بِلْغٍ وقد ينصب كل ذلك فيقال سَمعاً لا بَلْغاً وسِمْعاً لا بِلْغاً وذلك إِذا سمعت أَمراً منكراً أَي يُسْمَعُ به ولا يَبْلُغُ والعرب تقول للخبر يبلغ واحدَهم ولا يحققونه سَمْعٌ لا بَلْغٌ أَي نسمعه ولا يَبْلُغنا وأَحْمَقُ بَلْغٌ وبِلْغٌ أَي هو من حَماقَتِه
( * قوله « من حماقته » عبارة القاموس مع حماقته ) يبلغ ما يريده وقيل بالغ في الحُمْقِ وأَتْبَعُوا فقالوا بِلْغٌ مِلْغٌ وقوله تعالى أَمْ لكم أَيمان علينا بالغةٌ قال ثعلب معناه مُوجَبَةٌ أَبداً قد حلفنا لكم أَن نَفِيَ بها وقال مرة أَي قد انتهت إِلى غايتها وقيل يمينٌ بالغة أَي مؤكَّدةٌ والمُبالَغةُ أَن تَبْلُغَ في الأَمر جُهْدَك ويقال بُلِغَ فلان أَي جُهِدَ قال الراجز إِنَّ الضِّبابَ خَضَعَتْ رِقابُها للسيفِ لَمَّا بُلِغَتْ أَحْسابُها أَي مَجْهودُها
( * قوله « أي مجهودها » كذا بالأصل ولعله جهدت ليطابق بلغت ) وأَحْسابُها شَجاعَتُها وقوّتُها ومَناقِبُها وأَمرٌ بالغ جيد والبَلاغةُ الفَصاحةُ والبَلْغُ والبِلْغُ البَلِيغُ من الرجال ورجل بَلِيغٌ وبِلْغٌ حسَنُ الكلام فَصِيحُه يبلغ بعبارة لسانه كُنْهَ ما في قلبه والجمعُ بُلَغاءُ وقد بَلُغَ بالضم بَلاغةً أَي صار بَلِيغاً وقولٌ بَلِيغٌ بالِغٌ وقد بَلُغَ والبَلاغاتْ كالوِشاياتِ والبِلَغْنُ البَلاغةُ عن السيرافي ومثَّل به سيبويه والبِلَغْنُ أَيضاً النّمَّام عن كراع والبلغن الذي يُبَلِّغُ للناسِ بعضِهم حدِيثَ بعض وتَبَلَّغَ به مرضُه اشتَّدّ وبَلَغَ به البِلَغِينَ بكسر الباء وفتح اللام وتخفيفها عن ابن الأَعرابي إِذا اسْتَقْصَى في شَتْمِه وأَذاهُ والبُلَغِينُ والبِلَغِينُ الدّاهيةُ وفي الحديث أَن عائشة قالت لأَمير المؤمنين عليّ عليه السلام حين أُخِذَتْ يومَ الجملِ قد بَلَغْتَ مِنّا البُِلَغِينَ معناه أَنَّ الحَرْبَ قد جَهَدَتْنا وبَلَغَتْ منا كل مَبْلَغٍ يروى بكسر الباء وضمها مع فتح اللام وهو مَثَلٌ معناه بَلَغْتَ منا كل مَبْلَغٍ وقال أَبو عبيد في قولها قد بَلَغْتَ منا البُِلَغِينَ إنه مثل قولهم لَقِيتَ منا البُرَحِينَ والأَقْوَرِينَ وكل هذا من الدَّواهِي قال ابن الأَثير والأَصل فيه كأَنه قيل خَطْبٌ بُلَغٌ وبِلَغٌ أَي بَلِيغٌ وأَمْرٌ بُرَحٌ وبِرَحٌ أَي مُبَرِّح ثم جمعا على السلامة إِيذاناً بأَنَّ الخطوب في شدّة نِكايَتِها بمنزلة العُقلاء الذين لهم قَصْد وتعمُّد وبالَغَ فلان في أَمْرِي إذا يُقَصِّر فيه والبُلْغَةُ ما يُتَبَلَّغُ به من العيش زاد الأَزهري ولا فَضْلَ فيه وتَبَلَّغ بكذا أَي اكتفَى به وبَلَّغَ الشيْبُ في رأْسه ظهر أَوّلَ ما يظهر وقد ذكرت في العين المهملة أَيضاً قال وزعم البصريون أَن ابن الأَعرابي صحّف في نوادِرِه فقال مكان بَلّعَ بَلَّغَ الشيبُ فلما قيل له إِنه تصحيف قال بَلَّعَ وبَلَّغَ قال أَبو بكر الصُّوليُّ وقرئ يوماً على أَبي العباس ثعلب وأَنا حاضر هذا فقال الذي أَكتب بَلَّغ كذا قال بالغين معجمة والبالِغاءُ الأَكارِعُ في لغة أَهل المدينة وهي بالفارسية بايْها والتَّبْلِغةُ سَيْر يُدْرج على السِّيَة حيث انتهى طرَفُ الوَتَر ثلاث مِرارٍ أَو أَربعاً لِكَيْ يَثْبُتَ الوتر حكاه أَبو حنيفة جعل التبلغة اسماً كالتَّوْدِيةِ والتَّنْهِيةِ ليس بمصدر فتفهَّمه

بوغ
البَوْغاءُ التراب عامة وقيل هي التُّرْبَةُ الرّخوة التي كأَنها ذَرِيرةٌ وأَنشد ابن بري لذي الرمة تَشُجُّ بها بَوْغاءَ قُفٍّ وتارةً تَسُنُّ عليها تُرْبَ آمِلةٍ عُفْرِ يعني كُثْبانَ رَمْلٍ قال وقال آخر لَعَمْرُكَ لولا أَرْبعٌ ما تَعَفَّرَتْ بِبَغدانَ في بَوْغائِها القَدَمانِ وقيل البَوْغاءُ التُّرابُ الهابي في الهَواء وقيل هو التراب الذي يطير من دقته إِذا مُسَّ وفي حديث سطيح تَلُفُّه في الرِّيحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ البَوْغاءُ التراب الناعِمُ والدِّمَنُ منه ما تَدَمَّنَ أَي تَجَمَّعَ وتَلَبَّدَ قال ابن الأَثير وهذا اللفظ كأَنه من المقلوب تلفه الريح في بوغاء الدمن قال وتشهد له الرواية الأُخرى تلفه الرِّيحُ ببوغاء الدمن ومنه الحديث في أَرض المدينة إِنما هي سِباخٌ وبَوْغاء وبَوْغاءُ الناسِ سَفِلَتُهم وحَمْقاهُم وطاشَتُهم والبَوْغُ الذي يكون في أَجْوافِ الفِقَعةِ وهو من ذلك وتَبَوَّغَ به الدمُ هاجَ كتَبَيَّغَ وتَبَوَّغَ الرجلُ بصاحبه فغلبه وتَبَوَّغَ الدمُّ بصاحبه فقتله وحكى بعض الأَعراب مَنْ هذا المُبَوَّغُ عليه ومَن هذا المُبَيَّغُ عليه ؟ معناه لا يُحْسَدُ وتَبَوَّغَ الشرُّ وتَبَوَّقَ إِذا اتَّسَعَ

بيغ
تَبَيَّغَ به الدمُ هاجَ به وذلك حين تَظْهَرُ حُمْرَتُه في البَدَن وهو في الشفة خاصّة البَيْغُ أَبو زيد تَبَيَّغَ به النوْمُ إِذا غَلَبَه وتبيَّغَ به الدمُ غَلبه وتبيَّغَ به المرضُ غلبه وقال شمر تبيَّغَ به الدمُ أَن يَغْلِيبَه حتى يَقْهَرَه وقال بعض العرب تبيَّغ به الدم أَي تَرَدَّدَ فيه الدم وتبيغَ الماءُ إذا تَرَدَّدَ فتَحَيَّرَ في مَجْراه مرّة كذا ومرّة كذا وكذلك تَبَوَّحَ به الدمُ
( * قوله « وكذلك تبوّح به الدم » كذا في الأصل بحاء مهملة ولعله بغين معجمة ) والبَيْعُك توَقُّدُ الدم حتى يظهرَ في العُروق قال شمر أَقْرأَني ابن الأَعرابي لرؤبة فاعْلَمْ وليس الرْأْيُ بالتَّبَيُّغِ وفسّر التبيُّغ من كل كتَبَيُّغِ الداءِ إذا أَخذ في جسده كله واستدّ وقوله أَنشده ثعلب وتَعْلَمْ نَزِيغاتُ الهَوَى أَنَّ وِدَّها تَبَيَّغَ مِنِّي كلَّ عَظْمٍ ومَفْصِلِ لم يفسره وهو يحتمل أَن يكون في معنى رَكِبَ فينتصب انتصاب المفعمل ويجوز أَن يكون في معنى هاج وثارَ فيكون التقدير على هذا ثارَ مني على كلِّ عَظْمٍ ومَفْصِلِ فحذف على وعدّى الفعل بعد حذف الحرف وتبَيَّغَ به الدم غَلَبه وقَهَرَه كأَنه مقلوب عن البغي أَي تَبَغَّى مثل جَذَبَ وجَبَذَ وما أَطْيَبَه وأَيْطَبَه عن اللحياني وإِنك عالِمٌ ولا تُبَغْ أَي لا تَبَيَّغُ بك العينُ فتصيبك كما يَتَبَيَّغُ الدمُ بصاحبه فيقتله وحكى بعض الأَعراب مَنْ هذا المُبَوَّغُ عليه ومَن هذا المُبَيَّغُ عليه ؟ معناه لا يُحْسَدُ وفي الحديث عليكم بالحجامة لا يَتَبَيَّغْ بأَحدِكم الدمُ فيَقْتُلَه أَي لا يَتَهَيَّجَ وقيل أَصله من البَغْي يريد تَبَغَّى فقدّم الياء وأَخَّر الغين وقال ابن الأَعرابي تَبَيَّغَ وتَبَوَّغَ بالواو والياء وأصله من البَوْغاء وهو الترابُ إِذا ثار فمعناه لا يَثُرْ بأَحدكم الدمُ وفي الحديث إذا تَبَيَّغَ بأَحدكم الدمُ فَلْيَحْتَجِمْ وفي حديث ابن عمر ابْغِني خادِماً لا يكونُ قَحْماً فانياً ولا صغيراً ضَرَعاً فقد تَبَيَّغَ بي الدمُ والله أَعلم

تسغ
التَّسْغُ لَطْخُ سَحابٍ رَقِيقٍ وليس بثبت

تغغ
التَّغْتَغةُ حكاية صَوْت الحَلْي وتكون حكاية بعض الصوت يقال سمعت لهذا الحلي تَغْتَغةً إذا أَصاب بعضُه بعضاً فسمعت صوته والتغْتَغةُ ثِقَلٌ في اللسان وقد تَغْتَغَ والتَّغْتَغةُ إِخفاءُ الضحك قال أَبو زيد تَغْتَغَ الضَّحِكَ تَغْتَغَةً إذا أَخْفاه قال الأَزهريّ قول الليث في التغتغة إِنه حكاية صوت الحلي تصحيف إِنما هو حكاية صوت الضَّحِك وتَغْتَغَ الشيخُ سقَطَتْ أَسْنانُه فلم يُفْهَمْ كلامهُ وتِغ تِِغ حكاية صوت الضحك قال الفراء تقول سمعت طاقِ طاقِ لصوت الضرب وتقول سمعت تِغ تِغ يريدون صوت الضحك وقال أَيضاً أَقبلوا تِغ تِغ وأَقبلوا قِه قِه إِذا قَرْقُروا بالضحك وقد اتَّغَوْا بالضحك واوْتَغَوْا

توغ
تاغَ هلك وأَتاغه الله وكأَنه مقلوب من وتَغَ

ثرغ
الثَّرْغُ مَصَبُّ الماء في الدَّلْو كالفّرْغِ وجمعه ثُرُوغٌ وحكى يعقوب أَن الثاء بدل من الفاء قال ابن سيده ولا يعجبني لأَنهم لا يكادون يتسعون في المبدل بجمع ولا غيره وثُرُوغُ الدلو وفُروغُها ما بين العَراقي واحدُها فَرْغٌ وثَرْغ

ثغغ
الثَّغْثَغةُ عَضُّ الصبي قبل أَن يَشْقَأَ ويَثَّغِرَ والمُثَغْثِغُ الذي يَبُكُّ برِيقِهِ ولا يؤثِّر
( * قوله « ولا يؤثر » زاد شارح القاموس فيما يعض لانه لا أسنان له قال الليث ) والثَّغْثَغة الكلام الذي لا نِظامَ له والمُثَغْثِغُ الذي إِذا تكَلَّم حَرَّك أَسْنانه في فِيِه واضْطَرَبَ اضْطِراباً شديداً فلم يُبَيِّنْ كلامَه قال رؤبة وعَضَّ عَضَّ الأَدْرَدِ المُثَغْثِغِ بَعْدَ أَفانِينِ الشَّبابِ البُرْزُغِ

ثلغ
ثَلَغَه يالعَصَا ضربه عن ابن الأَعرابي وثَلَغ الشيءَ يَثْلَغُه ثَلْغاً شدَخَه وثَلَغَ رأْسَه يَثْلَغُه ثَلْغاً هَشَمَه وشدَخَه وقيل الثَّلْغُ في الرَّطْبِ خاصَّة وفي الحديث إذاً يَثْلَغُوا رأْسي كما تُثْلَغُ الخُبْزةُ الثَّلْغُ الشَّدْخُ وقيل هو ضَرْبُك الشيءَ الرطبَ بالشيء اليابس حتى يَنْشَدِخَ وفي حديث الرؤْيا فإِذا هو يَهْوي بالصخرة فَيَثْلَغُ بها رأْسَه وقال رؤبة كالفَقْعِ إنْ يُهْمَزْْ بوَطْءِ يُثْلَغِ وقد انْثَلَغَ وانْشَدَخَ بمعنى واحد والمُثَلَّغُ من الرُّطَب ما سَقَطَ من النخلة فانشدخ وقيل المثلَّغ من البُسْرِ والرُّطَب الذي أَصابه المطر فأَسقطه من النخلة ودَقَّه وقد تناثرت الثِّمار فَثُلِّغَتْ تَثْلِيغاً والمُثَلَّغَةُ الرُّطَبةُ المُعَرَّقة وهي المَعْوة

ثمغ
الثَّمْغُ الكَسْر في الرِّطْب خاصّة ثَمَغَه يَثْمَغُه ثَمْغاً وثَمَغَ رأْسَه بالعَصا ثَمْغاً شدَخَه مثل ثَلَغَه والثَّمْغُ خَلْطُ البياضِ بالسواد قال رؤبة أَنْ لاحَ شَيْبُ الشَّْمَطِ المُثَمَّغِ وثَمَغ السوادُ والبياضُ اخْتَلَطا وثَمَغَ رأْسَه بالحِنَّاءِ والخَلُوقِ يَثّمَغُه غَمَسَه فأَكثر وثَمَغَ لِحْيَتَه في الخِضابِ أَي غَمَسَها وأَنشد ولِحْيةٍ تُثْمَغُ في خَلُوقِها وثَمَغَ الثوبَ يَثْمَغُه ثَمْغاً أَشْبَعَ صَبْغَه قال الشاعر تَرَكْتُ بَني الغُزَيِّلِ غير فَخْزٍ كأَنَّ لِحاهُمُ ثُمِغَتْ بِوَرْس قال ابن بري ويجوز ثَمَّغْتُ الثوب بالتشديد وكذلك ثَمَّغْتُ الشَّعَر بالحِنَّاء ويقال ثَمَّغَ رأْسَه بالدُّهْن أَو بِخَلُوقٍ بَلَّه وثَمَّغَ الشيءَ كَسَرَه وثَمْغٌ مال كان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فوقَفه وفي حديث صدَقةِ عمر إن حَدَثَ به حادِثٌ إنَّ ثَمْغاً وصِرْمةَ ابن الأَكْوَعِ وكذا وكذا جعله وقفاً هما مالان معروفان بالمدينة كانا لعمر بن الخطاب فوقَفهما وثَمَغَةُ الجبل أَعْلاه قال الفراء سمعت الكسائي يقول ثمغة الجبل بالثاء قال والذي سمعت أَنا نَمَغةُ بالنون

دبغ
دَبَغَ الجِلْد يَدْبَغُه ويَدْبُغُه الكسر عن اللحياني دَبْغاً ودِباغةً ودِباغاً والدَّبّاغُ محاول ذلك وحِرْفَتُه الدِّباغةُ وفي الحديث دِباغُها طَهُورُها والدِّبْغُ والدِّباغُ والدِّباغةُ والدِّبْغةُ بالكسر ما يُدْبَغُ به الأَدِيمُ الدِّباغةُ عن أَبي حنيفة والمصدر الدَّبْغُ يقال الجلد في الدِّباغ والمَدْبَغةُ موضع الدِّباغِ التهذيب والمَدْبَغةُ والمَنِيئةُ الجُلود التي ابْتُدِئَ بها في الدِّباغِ وأَدِيمٌ دَبِيغٌ مَدْبُوغٌ والدَّبْغةُ بالفتح المرّة الواحدة تقول دَبَغْتُ الجلد فانْدَبَغَ

دغغ
الدَّغْدَغةُ في البُضْعِ وغيره التحْرِيكُ ويقال للمَغْمُوزِ في حسَبه أَو نسَبه مُدَغْدَغٌ ويقال دَغْدَغَه بكلمة إذا طَعن عليه قال رؤبة علَيَّ إنِّي لَسْتُ بالمُدَغْدَغِ
( * قوله « عليّ إلخ » قبله واحذر أقاويل العداة النزغ )
أَي لا يُطْعَن في حَسبي

دفغ
الدَّفْغُ حُطامُ الذُّرةِ ونُسافَتُها قال الحرمازي دُونَكِ بَوْغاءَ رِياغَ الدَّفْغِ الرِّياغُ التراب المُدَقَّقُ والدَّفْغُ أَلأَمُ مَوْضع في الوادي وشرُّه تُراباً وهذا الحرف في كتاب النبات إنما الرَّفْغُ بالراءِ وأَنشد ابن بري هنا شعر الحِرْمازي وأَنشد مُسْتَشْهِداً على حُطام الذُّرة قول الشاعر ذلك خَيْرٌ من حُطامِ الدَّفْغِ

دمغ
الدِّماغُ حَشْوُ الرأْسِ والجمع أَدْمِغةٌ ودُمُغٌ وأُمّ الدِّماغِ الهامةُ وقيل الجلدة الرَّقِيقةُ المشتملة عليه والدَّمْغُ كسر الصَّاقُورةِ عن الدِّماغ دَمَغَه يَدْمَغُه دَمْغاً فهو مَدْموغٌ ودَمِيغٌ والجمع دَمْغى وكذلك مَرَةٌ دَمِيغٌ من نِسْوةٍ دَمْغى عن أَبي زيد وفي حديث عليّ عليه السلام رأَيت عَيْنَيْه عَيْنَيْ دَمِيغٍ رجل دَمِيغٌ ومَدْموغ خرج دِماغُه ودَمَغَه أَصابَ دِماغَه ودَمَغَه دَمْغاً شَجَّه حتى بَلَغَتِ الشجّةُ الدّماغ واسمها الدَّامِغةُ وفي حديث علي عليه السلام دامِغِ جَيْشاتِ الأَباطِيل أَي مُهْلِكِها يقال دَمَغَه دَمْغاً إذا أَصاب دِماغَه فقتله وفي حديث ذكر الشِّجاجِ الدامغةُ التي انتهت إلى الدماغ والدَّامِغةُ من الشجاج التي تَهْشِمُ الدّماغ حتى لا تُبْقي شيئاً والشجاج عشرة أَولها القاشرةُ وهي الحارِصةُ ثم الباضعةُ ثم الدّاميةُ ثم المُتَلاحِمةُ ثم السِّمْحاقُ ثم المُوضِحة ثم الهاشِمةُ ثم المُنَقِّلةُ ثم الآمّةُ ثم الدَّامِغة وزاد أَبو عبيد الدّامِغةُ بعين مهملة بعد الدامية ودَمَغَتْه الشمسُ دَمْغاً آلَمَتْ دِماغَه ودَمِيغُ الشيطان نَبْزُ رجل من العرب كان الشيطانُ دَمَغَه والدّامِغةُ حَدِيدةٌ تُشَدُّ بها آخرةُ الرَّحل الأَصمعي يقال للحديدة التي فوق مؤخَّرة الرحل الغاشِيةُ وقال بعضهم هي الدّامِغةُ وقال ذو الرمة فَرُحْنا وقُمْنا والدَّوامِغُ تَلْتَظي على العِيسِ من شَمْسٍ بَطِيءٍ زَوالُها قال ابن شميل الدَّوامِغُ على حاقِّ رُؤوس الأَحْناء من فوقها واحِدتُها دامِغة وربما كانت من خشب وتُؤْسَرُ بالقِدِّ أَسْراً شديداً وهي الخَذارِيفُ واحدها خُذْرُوف وقد دَمَغَتِ المرأَةُ حَوِيَّتَها تَدْمَغُ دَمْغاً قال الأَزهري الدّامغة إذا كانت من حديد عُرِّضَت فوق طرَفَي الحِنْوَيْنِ وسُمِّرَتْ بمِسْمارين والخذاريفُ تشدّ على رؤوس العَوارِضِ لئلا تتفَكَّكَ أَبو عمرو أَحْوَجْتُه إلى كذا وأَحْرَجْتُه وأَدْغَمْتُه وأَدْمَغْتُه وأَجْلَدْتُه وأَزْأَمْتُه بمعنًى واحد والدّامِغةُ طَلْعةٌ طَوِيلةٌ صُلْبة تخرج من بين شَظِيّاتِ قُلْبِ النَّخْلة فَتُفْسِدُها إِن تُرِكَتْ فإِذا عُلِم بها امْتُصِخَتْ والقَهْرُ والأَخْذُ من فوقُ دَمْغٌ كما يَدْمَغُ الحَقُّ الباطلَ ودَمَغَه يَدْمَغُه دَمْغاً غَلَبه وأَخذه من فوق وفي التنزيل بَل نَقْذِفُ بالحقِّ على الباطل فيَدْمَغُه أَي يَعْلوه ويغلبه ويُبْطِله قال الأَزهري فيَدْمَغُه فيذهب به ذَهابَ الصَّغارِ والذُّلِّ وأَدْمَغَ الرجلُ طَعامَه ابتلَعه بعد المَضْغ وقيل قَبْلَه وهو أَشبه ودَمَغَتِ الأَرضُ أَكَلتْ عن ابن الأَعرابي وحكى اللحياني دَمَغَهم بمُطْفِئةِ الرَّضْف يعني بمُطْفئة الرضْف الشاةَ المهْزولة ولم يفسر دمغهم إلا أَن يَعْني غَلَبَهم

دمرغ
الدُّمَّرِغُ الرجلُ الشديدُ الحُمْرة قال ابن سيده وأَرى اللحياني قال أَبْيَضُ دُمَّرِغٌ أَي شديد البياضِ شكَّ فيه الطوسِي

دنغ
الدَّنِغُ من سَفِلةِ الناس رجلٌ دَنِغٌ من قوم دَنِغَةٍ نادِرٌ لأَن فَعَلة جمعاً إِنما هو تكسير فاعِلٍ وهم السُّفّالُ الأَرْذالُ

دوغ
قال ابن الفرج سمعت سليمان الكلابي يقول داغَ القومُ وداكُوا إِذا عَمَّهم المرَضُ والقومُ في دَوْغةٍ من المرض ودَوكة إِذا عَمَّهم وآذاهُم وقال غيره أَصابَتْنا دَوْغةٌ أَي بَرْد وقال أَبو سعيد في فلان دوغة ودَوْكة أَي حُمْقٌ

ذلغ
ذَلِغَ الرجل ذَلغَاً تَشَقَّقَت شفتاه ورجل أَذْلَغُ وأَذْلَغِيٍّ غليظ الشفةِ وفي التهذيب غليظ الشفتين وقال رجل من العرب كان كُثَيِّرٌ أُذَيْلِغَ لا ينال خِلْفَ الناقة لِقصَره ورجل أَذْلَغُ مُتَقشِّر الشفةِ وفي نوادر الأَعراب دَلَعْتُ الطعامَ
( * قوله « دلعت الطعام إلخ » كذا بالأصل هنا وتبعه شارح القاموس فجعل دلع بالعين المهملة وفي مادة لغف دلغت الطعام وذلغته بغين معجمة فيهما ) وذَلَغْتُه أَي أَكلته ومثله اللَّغَف والأَذْلَغُ والأَذْلَغِيُّ الأَقْلَفُ قال النايغة الجعدي يهجو ليلى الأَخيلية دَعي عَنْكِ الرِّجال وأَقْبِلي على أَذلَغِيٍّ يَمْلأُ اسْتَكِ فَيْشَلا قال ابن بري وقيل الأَذلَغي منسوب إلى الأَذْلَغِ ابن شدَّاد من بني عُبادةَ بن عقيل وكان نَكّاحاً وذَلِغَتْ شفَتُه تَذْلَغُ ذَلَغاً إِذا انقلبت وهو الأذْلَغُ وذَلِغَ الذِّكَرُ يَذْلَغُ أَمْذى وذكَرٌ أَذلَغِيّ مَذَّاء وأَنشد ابن بري فَدَحَّها بأَذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ فصَرَخَتْ جُزْتَ أَقصى المسْلكِ ويقال للذكر أَذْلَغُ وأَذلِغِيّ وأَنشد أَبو عمرو واكْتَشَفَتْ لِناشِئٍ دَمَكْمَكِ عن وارِمٍ أَكْظارُه عَضَنَّكِ فَداسَها بأَذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ قال ويقال له مِذْلَغٌ أَيضاً قال ابن بري وقال الوزير الأَذْلَغ الأَيْرُ الأَقشرُ ويقال له أَيضاً مِذْلَغٌ وقال كثير المحاربي لم أَرَ فيهمْ كَسُوَيْدٍ رامِحا يَحْمِلُ عَرْداً كالمَصادِ زامِحا مُلَمْلَمَ الهامةِ يَضْحى قاسِحا لَمّا رَأَى السَّوْداءَ هَبَّ جانِحا فَشامَ فيها مِذْلَغاً صُمادِحا فصَرَخَتْ لقَد لَقِيتُ ناكِحا رَهْزاً دِراكاً يحْطِمُ الجَوانِحا قال الأَزهري الذكرى يسمى أَذْلَغَ إِذا اتْمَهَلَّ فصارت ثومَتُه مثل الشفة المنقلبة ابن بري ويقال قد تَذَلَّغَتِ الرُّطبةُ انقشر جلدها وتَذَلَّغَ ظهر الجمل من الحِمْل إِذا انقشر جلده وبنو الأَذلَغ حَيٌّ

ربغ
خذه بِرَبَغِه أَي بحدْثانِه ورُبّانِه وقيل بأَصله والرَّبْغُ التُّرابُ المدَقَّقُ كالرَّفْغِ والأَربَغُ الكثير من كل شيء وهي الرَّباغةُ ابن الأَعرابي الرَّبْغُ الرِّيُّ والإِرْباغُ إرْسال الإِبل على الماء كلما شاءت وَرَدَتْ بلا وقت هكذا رواه أَبو عبيد والصحيح الإِرْباعُ بالعين المهملة وقد تقدَّم وتقول منه أَرْبَغَها فهي مُرْبَغةٌ وقد ربَغَتْ هي ويقال تُرِكَتْ إِبلُها هَمَلاً مُرْبَغةً وفي التهذيب هَمَلاً مُرْبَغاً وفي حديث عمر رضي الله عنه هَلْ لك في ناقتين مُرْبَغَتَينِ سمينتين أَي مُخصِبَتين الإِرْباغُ إِرسال الإِبل على الماء تَرِدُه أَيَّ وقت شاءت أَراد ناقتين قد أَرْبَغَتا حتى أَخصَبت أَبْدانُهما وسَمِنتا وعَيشٌ رابِغٌ رافِغٌ أَي ناعِم ورَبَغَ القومُ في النعيم إِذا أَقاموا فيه وقال أَبو سعيد في قوله في الحديث إِنَّ الشيطانَ قد أَرْبَغَ في قلوبكم وعَشَّشَ أَي أَقام على فَساد اتَّسع له المُقامُ معه قال والرَّابِغُ الذي يُقيم على أَمْر ممْكِن له ابن بري ورابِغٌ وادٍ يَقْطَعُه الحاجُّ بين البَزْواءِ والجُحْفةِ دُون عَزْوَر قال كُثَيِّر أَقولُ وقدْ جاوَزْنَ مِنْ عَيْنِ رابِغٍ مَهامِهَ غُبْراً يَرْفَعُ الأُكْمَ آلُها وفي الحديث ذكر رابغ بكسر الباء بطن وادٍ عند الجحفة ويَرْبَغُ وأَرباغ موضعان قال الشَّنْفَرَى وأُصْبِحُ بالعَضْداءِ أَبْغِي سَراتَهم وأُسْلِكُ خِلاًّ بَيْنَ أَرْباغَ والسَّرْدِ

رثغ
الرَّثَغُ لغة في اللَّثَغِ

ردغ
الرَّدْغُ والرَّدَغةُ والرَّدْغةُ بالهاء الماء والطين والوَحَل الكثير الشديدُ الفتح عن كراع والجمع رِداغٌ ورَدَغٌ ومكان رَدِغٌ وَحِلٌ وارتَدغَ الرجلُ وقَعَ في الرِّداغِ أَو في الرَّدْغةِ وفي حديث شدَّاد بن أَوس أَنه تخلف عن الجمعة في يوم مطرٍ وقال مَنَعَا هذا الرِّداغُ عن الجمعة الرَّدَغةُ الطين ويروى بالزاي بدل الدال وهي بمعناه وقال أَبو زيد هي الرَّدَغةُ وقد جاء رَدْغة وفي مثل من المُعاياة قالوا ضَأْنٌ بذي تُناتِضَةَ يَقْطَعُ رَدْغةَ الماء بعَنَقٍ وإِرْخاء يسكنون دال الردْغة في هذه وحدها ولا يسكنونها في غيرها وفي الحديث إِذا كنتم في الرِّداغ أَو الثلْجِ وحضرتِ الصلاةُ فأَوْمِئوا إِيماء وفي الحديث مَنْ قال في مُؤمن ما ليس فيه حَبَسه اللهُ في رَدَغَةِ الخَبالِ جاء تفسيرها في الحديث أَنها عُصارةُ أَهلِ النار وقيل هو الطين والوَحَلُ الكثيرُ وفي حديث حسان بن عطيّةَ من قَفا مؤمناً بما ليس فيه وقَفَه الله في رَدْغةِ الخَبال وفي الحديث من شرِبَ الخمرَ سَقاه الله من رَدْغةِ الخَبال وفي الحديث خَطَبَنَا في يوْمٍ ذي رَدْغٍ ورَدَغَت السماءُ مثلُ رَزَغَتْ والرَّدِيغُ الأَحمق الضعيفُ والمَرْدَغةُ الرَّوْضةُ البَهِيَّةُ والمَرْدغةُ ما بين العُنقِ إلى التَّرْقُوةِ والجمعُ المَرادِغُ وقيل المَرْدَغَةُ من العنق اللحْمةُ التي تلي مؤخَّر الناهِضِ من وسَط العَضُدِ إلى المِرْفق ابن الأَعرابي المَرْدَغةُ اللحْمةُ التي بين وابِلةِ الكتفِ وجَناجِنِ الصدر وفي حديث الشعبي دخلْتُ على مُصْعَبِ بن الزبير فَدَنَوْتُ منه حتى وَقَعَتْ يدي على مَرادِغه هي ما بين العنق إلى الترقوة وقيل لحم الصدر الواحدة مَرْدَغةٌ وقيل المَرادِغُ البآدِلُ وهي أَسفل التَّرْقُوَتَيْنِ في جانِبي الصدْر قال ابن شميل إِذا سَمِنَ البعير كانت له مَرادِغُ في بطنه وعلى فُرُوعِ كتِفَيْه وذلك أَنّ الشحم يَتَراكَبُ عليها كالأَرانِبِ الجُثُومِ وإِذا لم تكن سَمِينةً فلا مَرْدَغَةَ هناك ويقال إنّ ناقتك ذاتُ مَرادِغَ وجملك ذو مَرادِغَ

رزغ
الرَّزْغُ الماءُ القليل في المَسايِلِ والثِّمادِ والحِساءِ ونحوها والرَّزَغةُ أَقل من الرَّدَغةِ وفي التهذيب أَشدَّ من الردغة والرَّزَغةُ بالفتح الطين الرقيق والوحَلُ وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة أَنه قال في يوم جمعة ما خطَبَ أَميرُكم اليومَ ؟ فقيل أَما جَمَّعْتَ ؟ فقال مَنَعَنا هذا الرَّزَغُ أَبو عمرو وغيره الرَّزَغُ الطين والرُّطوبةُ وقيل هو الماء والوحَلُ وأَرْزَغَتِ السماء في مُرْزِغةٌ وفي الحديث الآخر خَطَبَنَا في يومٍ ذي رَزَغٍ وروي الحديثان بالدال وقد تقدم وفي حديث خُفافِ بن نُدْبةَ إن تُرْزِغِ الأَمْطارُ غيثاً والرَّزِغُ والرَّازِغُ المُرْتَطِمُ فيها وأَرْزَغَت السماء وأَرزغَ المطرُ كان منه ما يَبُلُّ الأَرضَ وقيل أَرْزَغَ المطرُ الأَرضَ إِذا بلَّها وبالَغ ولم يَسِلْ قال طرفةُ يهجو وفي التهذيب يمدح رجلاً وأَنْتَ على الأَدْنى شَمالٌ عَرِيَّةٌ شَآمِيةٌ تَزْوي الوُجُوهَ بَلِيلُ وأَنْتَ على الأَقْصى صَباً غيرُ قَرّةٍ تَذاءَبُ منها مُرْزِغٌ ومُسِيلُ يقول أَنت للبُعداء كالصَّبا تَسوقُ السّحابَ من كل وجه فيكون منها مطر مُرْزِغ ومطر مُسِيل وهو الذي يُسِيلُ الأَوْدِيةَ والتِّلاعَ فمن رواه تذاءبَ بالفتح جعله للمُرْزِغِ ومن رفع جعله للصَّبا ثم قال منها مُرزغ ومنها مُسيل وأَوزَغَ الرجلَ لطَّخه بعَيْب وأَوْزَغَ فيه إرْزاغاً وأَغْمَز فيه إغمازاً اسْتَضْعَفه واحْتَقَره وعابَه قال رؤبة إذا المَنايا انْتَبْنَه لم يَصْدُغِ ثُمَّتَ أَعْطَى الذُّلَّ كَفَّ المُرْزِغِ فالحَرْبُ شَهْباءُ الكِباشِ الصُّلَّغِ وهذا الرجز أَورده الجوهريّ وأَعْطى الذِّلَّة قال ابن بري صوابه ثمت أَعطى الذلّ ويقال احْتَفَرَ القومُ حتى أَرْزَغوا أَي بلغوا الطينَ الرطْبَ

رسغ
الرَُّسْغُ مَفْصِلُ ما بين الكفّ والذِّراع وقيل الرُّسْغُ مُجْتَمَعُ الساقين والقدمين وقيل هو مَفْصِلُ ما بين الساعد والكفِّ والساقِ والقدمِ وقيل هو الموضع المُسْتَدِقُّ الذي بين الحافِر ومَوْصِلِ الوَظِيفِ من اليد والرجل وكذلك هو من كل دابّة وهو الرُّسُغُ بالتحريك أَيضاً مثل عُسْر وعُسُرٍ قال العجاج في رُسُغٍ لا يَتَشَكّى الحَوْشَبا مُسْتَبْطِناً مع الصَّمِيمِ عَصَبا والجمعُ أَرْساغٌ ورَسَغَ البعيرَ شدَّ رُسْغَ يديه بخيط والرُّسْغُ والرِّساغُ ما شُدَّ بهما وقيل الرُّسْغُ حبل يُشَدُّ به البعير شَدّاً شديداً فيمنعه أَن يَنْبَعِثَ في المَشْي وجمعه رِساغٌ التهذيب الرِّساغُ حبل يشدُّ في رُسْغَي البعير إذا قُيِّدَ به والرَّسَغُ اسْتِرْخاءٌ في قَوائِمِ البعير والرِّساغُ مُراسَعةُ الصَّرِيعين في الصِّراع إذا أَخذ أَرساغَهما ابن بُزُرْج ارْتَسَغَ فلان على عِيالِه إِذا وسَّعَ عليهم النَّفَقَةَ ويقال ارْتَسِغْ على عيالِك ولا تُقتِّرُ وإِنه مُرَسَّغٌ عليه في العيش أَي مُوَسَّعٌ عليه وعيشٌ رَسِيغٌ واسِعٌ وطعام رَسِيغٌ كثير وأَصابَ الأَرضَ مطر فَرَسَّغَ أَي بلغ الماءُ الرُّسْغَ أَو حفره حافر فبلغ الثَّرَى قَدْرَ رُسْغه وكذلك أَرْسَغَ عن ابن الأَعرابي وقيل رَسَّغَ المطرُ كثر حتى غاب فيه الرُّسْغُ قال ابن الأَعرابي أَصابَنا مطر مُرَسِّغٌ إذا ثَرَّى الأَرضَ حتى تَبْلُغَ يَدُ الحافِر عنه إلى أَرْساغِه

رصغ
الرُّصْغُ لغة في الرُّسْغ معروفة قال ابن السكيت هو الرسغ بالسين والرِّساغُ والرِّصاغُ حبل يشدُّ في رُسْغ الدابّة شديداً إلى وَتِد أَو غيره ويمنع البعير من الانْبعاث في المشي وهو بالصاد لغة العامة

رغغ
الرَّغِيغةُ طعام مثل الحَسا يُصْنَع بالتمر قال أَوْسُ بن حجر لقد عَلِمَتْ أَسَدٌ أَنَّنا لَهُمْ نُصُرٌ ولنِعْمَ النُّصُرْ فكَيْفَ وجَدْتُمْ وقد ذُقْتُمُ رَغِيغَتَكُمْ بَيْنَ حُلْوٍ ومُرّْ ؟ والرَّغِيغَةُ ما على الزُّبْدِ وهو ما يُسْلأُ من اللبن مثل الرَّغْوةِ وقيل الرَّغِيغةُ لبن يغلى ويُذَرُّ عليه دقيق يتخذ للنُّفَساء وقيل هو طعام يتخذ للنفساء ابن الأَعرابي الرغيغة لبن يُطْبخ وأَنشد بيت أَوس قال الأَصمعي كنى بالرغِيغةِ عن الوقْعةِ أَي ذُقْتم طَعْمَها فكيف وجدتموها والرَّغْرَغَةُ أَن تشرَبَ الإِبلُ الماء كلَّ يوم وقيل كل يوم متى شاءت وهو مثل الرَّفْهِ وقيل هي أَن تَرَدَّدَ على الماء في كل يوم مراراً وقيل هو أَن يسقِيَها يوماً بالغداة ويوماً بالعشيّ الأَصمعي في رَدَّ الإِبل قال إِذا رَدَّدَها على الماء في اليوم مِراراً فذلك الرَّغْرَغةُ وقال ابن الأَعرابي المَغْمَغةُ أَن تَرِدَ الماء كلما شاءت يعني الإِبل والرَّغْرَغةُ هو أَن يسقيها سقياً ليس بتامٍّ ولا كافٍ ورَغْرَغَ أَمْراً أَخْفاه والرّغرغةُ رَفاغةُ العيشِ وأَنشد ابن بري لبشر بن النّكْث حَلا غُثاءُ الرَّاسِياتِ فَهَدَرْ رَغْرَغةً رَفْهاً إذا الوِردُ حَضَرْ الفراء إذا كان العجين رقيقاً فهو الضَّغِيغةُ والرِّغِيغةُ ابن بري الرَّغِيغةُ عُشْبٌ ناعِمٌ والمُرَغْرَغُ غَزْل لم يُبْرَمْ

رفغ
الرَّفْغُ والرُّفْغُ أُصُولُ الفَخِذيْنِ من باطن وهما ما اكْتَنَفَا أَعالي جانِبَي العانةِ عند مُلْتَقَى أَعالي بَواطِنِ الفخذين وأَعلى البطن وهما أَيْضاً أُصول الإبْطَيْنِ وقيل الرُّفْغ من باطن الفَخذِ عند الأُرْبِيَّةِ والجمع أَرْفُغٌ وأَرْفاغٌ ورِفاغٌ قال الشاعر قد زَوَّجُوني جَيْأَلاً فيها حَدَبْ دَقِيقةَ الأَرْفاغِ ضَخْماءَ الرُّكَبْ وناقةٌ رَفْغاءُ واسِعةُ الرُّفْغِ وناقة رفِغةٌ قَرِحةُ الرفْغَيْنِ والرَّفْغاءُ من النساء الدَّقِيقةُ الفَخِذيْن المُعِيقةُ
( * قوله « المعيقة » كذا ضبط بالأَصل وهو في القاموس بلا ضبط وبهامش شارحه ما نصه قوله المعيقة يظهر أن الميم من زيادة الناسخ في المتن وحقه العيقة كضيقة بتشديد الياء على فيعلة من عوق وفي اللسان عيق اتباع لضيق أي بشد الياء فيهما في ضيقة تعويق للرجل عن حاجته قاله نصر ) الرّفْغَيْنِ الصغيرة المَتاعِ وقال ابن الأَعرابي المَرافِغُ أُصول اليدين والفخذين لا واحد لها من لفظها والأَرْفاغُ المَغابنُ من الآباط وأُصولِ الفخذين والحوالِبِ وغيرها من مَطاوِي الأَعْضاء وما يجتمع فيه الوَسَخُ والعَرَقُ والمَرْفُوغةُ التي التَزَقَ خِتانُها صغيرة فلا يصل إِليها الرِّجال والرُّفْغُ وسَخُ الظفُر وقيل الوسخ الذي بين الأُنْملة والظُّفْرِ وقيل الرُّفْغ كل موضع يجتمع فيه الوسخ كالإبْط والعُكْنةِ ونحوهما وفي الحديث أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى فأَوْهَم في صلاتِه فقيل له يا رسولَ الله كأَنك قد أَوْهَمْتَ قال وكيف لا أُوهِمُ ورُفْغُ أَحدِكم بين ظُفُرِه وأُنْمُلَتِه ؟ قال الأَصمعي جمْع الرُّفْغ أَرْفاغٌ وهي الآباطُ والمَغابِنُ من الجسد يكون ذلك في الإبلِ والناسِ قال أَبو عبيد ومعناه في هذا الحديث ما بين الأُنثيين وأُصول الفخذين وهي المَغابِنُ ومما يُبَيِّنُ ذلك حديث عمر إِذا التقى الرُّفْغانِ فقد وجَبَ الغُسْلُ يريد إذا التقى ذلك من الرجلِ والمرأَةِ ولا يكون هذا إلاَّ بعد التقاء الخِتانَيْنِ قال ومعنى الحديث الأَوَّل أَنَّ أَحدهم يحك ذلك المَوْضِعَ من جسده فيَعْلَقُ دَرَنه ووسَخُه بأَصابعه فيبقى بين الظفر والأُنملة وإِنما أَنْكَرَ من هذا طُولَ الأَظفار وتركَ قَصِّها حتى تطولَ وأَراد بالرُّفْغ ههنا وسَخَ الظفر كأَنه قال ووسَخُ رُفْغ أَحدِكم والمعنى أَنكم لا تُقَلِّمُونَ أَظْفاركم ثم تحكون أَرْفاغَكم فيَعْلَقُ بها ما فيها من الوَسخ والله أَعلم قلت وقوله في تفسير الحديث لا يكون التقاء الرُّفْغَيْنِ من الرجل والمرأَة إلاَّ بعد التقاء الخِتانَيْن فيه نظر لأَنه قد يمكن أَن يلتقي الرفغان ولا يلتقي الخِتانان ولكنه أَراد الغالب من هذه الحالة والله أَعلم والرُّفْغان أَصْلا الفخذين وفي الحديث عشر من السنة كذا وكذا ونَتْفُ الرُّفْغَيْن أَي الإِبْطين وجعل الفراء الرفغين الإِبطين في قوله في الحديث عشر من السنة منها تقليم الأَظْفار ونَتْفُ الرُّفْغَيْنِ وهو في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ونَتْفُ الإِبْطِ وهو مروي عن أَبي هريرة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال خمس من الفِطْرةِ الاسْتِحْدادُ والخِتانُ وقَصُّ الشارِب ونتفُ الإِبْطِ وتَقْلِيمُ الأَظفارِ ابن شميل والرُّفْغُ من المرأَة ما حولَ فرجها وقال أَعرابي تَرَفَّغَ الرجلُ المرأَةَ إذا قعد بين فخذيها لِيَطأَها وفي موضع آخر رَفَغَ الرجلُ المرأَةَ إِذا قعد بين فخذيها ويقال تَرَفَّغَ فلان فوق البعير إِذا خشي أَن يَرْمِيَ به فلَفَّ رجْلَيه عند ثِيلِ البعير والرَّفْغُ تِبْنُ الذُّرةِ قال الشاعر دُونكِ بوغاءَ تُرابَ الرَّفْغِ والرَّفْغُ أَسفلُ الفلاةِ وأَسفلُ الوادِي والرَّفْغُ أَيضاً المكان الجَدْبُ الرَّقِيقُ المُقارِبُ والرَّفْغُ الأَرضُ الكثيرةُ التُّراب وجاءَ فلان بمال كرَفْغِ التراب في كثرته وتراب رَفْغٌ وطعامٌ رَفْغٌ لَيِّن قال بعضهم أَصل الرَّفْغِ اللِّينُ والسُّهولةُ والرَّفْغُ الناحيةُ عن الأَخفش وقول أَبي ذؤَيب أَتى قَرْيةً كانَتْ كثيراً طَعامُها كرَفْغِ التُّرابِ كلُّ شيءٍ يَميرُها يُفَسَّر بجميع ذلك أَو بعامَّتِه ابن الأَعرابي يقال هو في رَفْغٍ من قومه وفي رَفْغٍ من القريةِ إذا كان في ناحيةٍ منها وليس في وسَط قومه والرَّفْغُ السِّقاءُ الرَّقِيقُ المُقارِبُ والرَّفْغُ أَلأَيامُ موْضِعٍ في الوادِي وشَرُّه تُراباً وأَرْفاغُ الناسِ أَلائمهُم وسُفَّالُهم الواحد رَفْغٌ وقال أَبو حنيفة أَرْفاغ الوادِي جَوانِبُه والرَّفْغ الأَرضُ السَّهْلة وجمعها رِفاغٌ والرَّفْغُ والرَّفاغةُ والرَّفاغِيةُ سَعةُ العَيْشِ والخِصْبُ والسَّعةُ وعيشٌ أَرْفَغ ورافِغٌ ورفِيغٌ خصيبٌ واسِعٌ طيِّب ورَفُغَ عيشُه بالضم رَفاغةً اتَّسَعَ وتَرَفَّغَ الرجلُ تَوَسَّعَ لفي وإنه رَفاغةٍ ورَفاغِيةٍ من العيش مثل ثمانية وأَنشد تحتَ دُجُنَّاتِ الأَرْفَغِ والرُّفَغْنِيةُ والرُّفَهْنِيةُ سعة العيش وفي حديث عليّ أَرْفَغَ لكم المَعاشَ أَي أَوْسَعَ وفي حديثه النَّعَم الرَّوافِغُ جمع رافِغةٍ والأَرْفَغُ موضِعٌ

رمغ
رَمَغَ الشيءَ يَرْمَغُه رَمْغاً دَلَكَه بيدِه كما تَدْلُك الأَدِيمَ ونحوَه ورُماغٌ ورِماغٌ موضعٌ

روغ
راغَ يرُوغُ رَوْغاً ورَوَغاناً حادَ وراغ إلى كذا أَي مالَ إليه سِرّاً وحادَ وفلان يُراوِغ فلاناً إذا كان يَحِيدُ عما يُدِيرُه عليه ويُحايِصُه وأراغَه هو وراوَغَه خادَعَه وراغَ الصْيدُ ذهَب ههُنا وههنا وراغَ الثعْلَبُ وفي المثل رُوغِي جَعارِ وانْظُرِي أَين المَفَرُّ وجَعارِ اسم الضَّبُعِ ولا تَقُلْ رُوغِي إلاَّ للمؤَنث والاسم منه الرَّواغُ بالفتح وأَراغَ وارْتاغَ بمعنى طَلَب وأَراد تقول أَرَغْتُ الصَيْدَ وماذا تُرِيغُ أَي ما تريد وتطلب ويقال أَرِيغُوني إِراغَتَكم أَي اطْلُبوني طَلِبَتَكم التهذيب فلان يُرِيغُ كذا وكذا ويُلِيصُه أَي يَطْلُبُه ويديره وأَنشد الليث يُدِيرونني عن سالِمٍ وأُرِيغُه وجِلْدةُ بَيْن العَيْنِ والأَنْفِ سالِمُ وتقول للرجل يَحومُ حَوْلَكَ ما تُرِيغُ أَي ما تَطْلُب وفلان يُدِيرُني على أَمر وأَنا أُرِيغُه ومنه قوله يُرِيغُ سَوادَ عَيْنَيْهِ الغُرابُ أَي يَطْلُبُه وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه سمع بكاء صبيّ فسأَل أُمه فقالت إني أُرِيغُه على الطعام أَي أُدِيرُه عليه وأَُرِيده منه ويقال فلان يُرِيغُني على أَمرٍ وعن أَمرٍ أَي يُراوِدُني ويطلبه مني ومنه حديث قيس خرجت أُرِيغُ بعيراً شرَدَ مني أَي أَطلبه بكل طريق ومنه رَوَغانُ الثعلبِ وفلان يُراوِغُ في الأَمرِ مُراوَغةً وتَراوَغَ القومُ أَي راوَغَ بعضُهم بعضاً والرَّوَّاغُ الثعلب وهو أَرْوَغُ من ثَعْلب وراغَ إليه يُسارُّه أَو يَضْرِبُه أَقْبَلَ وراغَ فلان أَي مال إِليه سرّاً ومنه قوله تعالى فراغَ إلى أَهْلِه فجاء بِعِجْل سَمِين وقال تعالى فراغَ عليهم ضَرْباً باليَمينِ كلُّ ذلك انحراف في اسْتخفاء وقيل أَقْبَلَ وقال الفراء في قوله فراغَ إلى أَهلِه معناه رجَع إلى أَهلِه في حال إِخْفاء منه لرُجُوعِه ولا يقال للذي رجَع قد راغَ إلاَّ أَن يكون مُخْفِياً لرُجوعه وقال في قوله فراغَ عليهم مالَ عليهم وكأَنَّ الرَّوْغَ ههنا أَي أَنه اعْتَلَّ عليهم رَوْغاً لِيَفْعَلَ بآلِهتِهِم ما فَعَل وطريق رائِغٌ مائِلٌ وفي حديث الأَحنف فعَدَلْتُ إلى رائِغةٍ من رَوائِغِ المدينةِ أَي طريقٍ يَعْدِلُ ويَمِيلُ عن الطريقِ الأَعْظَمِ قال ومنه قوله تعالى فراغَ عليهم ضرباً أَي مالَ وأَقْبَلَ ورِواغةُ القومِ ورِياغَتُهم حيث يَصْطَرِعُون ويقال هذه رياغةُ بني فلان ورِواغَتُهم أَي حيث يَصْطَرِعُون وأَصله رِواغةٌ صارت الواو ياء للكسرة قبلها والمُراوَغةُ المُصارَعةُ ورَوَّغَ لُقْمَتَه في الدَّسَم غَمَسَها فيه كَرَوَّلَها وفي الحديث إذا كَفَى أَحدَكم خادِمُه حَرَّ طعامِه فلْيُقْعِدْْه معه وإلاَّ فَلْيُرَوِّغْ له لُقْمةً أَي يُطْعِمْه لُقْمة مُشَرَّبةً من دَسَمِ الطَّعامِ يقال رَوَّغَ فلان طَعامَه ومَرَّغه وسَغْبَلَه إِذا رَوَّاه دَسَماً وتُرَوَّغُ الدابةُ في التراب تُمَرَّغُ
( * قوله « تروّغ وتمرّغ » كذا ضبط في الأَصل بصيغة المبني للمفعول وفي القاموس تروّغ الدابة تمرغت بالبناء للفاعل قال شارحه صوابه تروغت )

ريغ
الرِّياغُ الترابُ وقيل التراب المُدَقَّقُ شمر الرِّياغُ الرَّهَجُ والتراب قال رؤبة يصف عَيْراً وأُتُنَه وإنْ أَثارَتْ من رِياغٍ سَمْلَقا تَهْوِي حَوامِيها به مُدَقَّقا قال الأَزهري وأَحسَب الموضِع الذي يَتَمَرَّغُ فيه الدوابُّ سُمِّي مَراغاً من الرِّياغِ وهو الغُبارُ

زغغ
الكسائي زَغْزَغَ الرجلُ فما أَحْجَمَ أَي حَمَلَ فلم يَنْكُصْ ولَقِيتُه فما زَغْزَغَ أَي فما أَحْجَمَ قال الأَزهريّ ولا أَدري أَصحيح هو أَم لا وزَغْزَغَ بالرجل هَزِئَ به وسَخِرَ منه ومنه قول رؤبة عليّ إنِّي لَسْتُ بالمُزَغْزَغِ أَي بالذي يُسْخَرُ منه والزَّغْزغةُ أَن يَخْبَأَ الشيءَ ويُخفِيَه ابن بري الزَّغْزَغَ المَغْمُوزُ في حَسَبِه ونسَبِه والزَّغْزَغَةُ الخِفّةُ والنَّزَقُ ورجلٌ زَغْزَغٌ منه والزُّغْزُغُ ضَرْبٌ من الطير وزَغْزَغٌ موضع بالشام وذكره ابن بري معرّفاً بالأَلف واللام الزَّغْزغ ويقال كلمته بالزُّغْزُغِيَّةِ وهي لغة لبعض العجم والله أَعلم

زلغ
زَلَغَه بالعصا ضربه عن ابن الأَعرابي الأَزهري أَما زَلَغَ فهو عندي مهمل قال وذكر الليث أَنه مستعمل وقال تَزَلَّغَتْ رجْلي إذا تَشَقَّقَتْ والتَّزَلُّغُ الشقاق
( * قوله « والتزلغ » كذا بالأَصل ولعله الانشقاق أو التشقق ) قال الأَزهري والمعروف تَزَلَّعَتْ يده ورِجله إذا تَشَقَّقَتْ بالعين غير معجمة ومن قال تَزَلَّغَتْ بالغين المعجمة فقد صحَّف

زوغ
زاغَ الطريق زَوْغاً وزَيْغاً عَدَلَ والياء أَفصح أَنشد ابن جني في الواو صَحا قَلْبي وأَقْصَرَ واعِظايَهْ وعُلِّقَ وصْلَ أَزْوَغَ مِنَ عَظايَهْ جعل الزَّيَغانَ للعَظايةِ ويقال زاغَ في كلّ ما جرى في المَنْطِقِ يَزُوغُ زَوَغاناً وتقول أَنت أَزَغْتَه في كلّ ما جرى في المَنْطِقِ وأَنا أُزِيغُه إزاغةً وزاوَغْتُه مُزاوَغَةً وزِواغاً وزُغْتُ به زَوَغاناً

زيغ
الزَّيْغُ المَيْلُ زاغَ يَزِيغُ زَيْغاً وزَيَغاناً وزُيُوغاً وزَيْغُوغةً وأَزَغْتُه أَنا إزاغةً وهو زائِغٌ من قوم زاغةٍ مالَ وقومٌ زاغةٌ عن الشيء أَي زائغون وقوله تعالى رَبَّنا لا تُزِغْ قلوبَنا بعد إِذْ هَدَيْتَنا أَي لا تُمِلْنا عن الهُدَى والقَصْدِ ولا تُضِلَّنا وقيل لا تُزِغْ قلوبَنا لا تَتَعَبَّدْنا بما يكون سبباً لزيغ قلوبِنا والواوُ لغة وفي حديث الدعاء اللهم لا تُزِغْ قَلْبي أَي لا تُمَيِّلْه عن الإِيمانِ يقال زاغَ عن الطريق يَزِيغُ إذا عدَلَ عنه وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه أَخافُ إِن تَرَكْتُ شيئاً من أَمرِه أَن أَزِيغَ أَي أَجُورَ وأَعْدِلَ عن الحقّ وحديث عائشة وإذْ زاغت الأَبصار أَي مالَتْ عن مكانها كما يَعْرِضُ للإِنسان عند الخوف وأَزاغه عن الطريق أَي أَمالَه وزاغتِ الشمسُ تَزِيغُ زَيُوغاً فهي زائِغةٌ مالَتْ وزاغَتْ وكذلك إِذا فاءَ الفيءُ قال الله تعالى فلمَّا زاغُوا أزاغَ الله قلوبَهم وزاغَ البصرُ أَي كَلَّ والتَّزايُغُ التَّمايُلُ وخصَّ بعضُّهم به التَّمايُلَ في الأَسْنانِ أَبو سعيد زَيَّغْتُ فلاناً تَزَيِيغاً إذا أَقَمْتَ زَيْغَه قال وهو مثل قولهم تَظَلَّمَ فلان من فلان فَظَلَّمَه تَظْليماً والزَّاغُ هذا الطائر وجمعه الزِّيغانُ قال الأَزهري ولا أَدري أَعربيّ أَم معرّب وفي حديث الحَكَمِ أَنه رخَّصَ في الزَّاغِ قال هو نوع من الغِرْبانِ صغير وتَزَيَّغَتِ المرأَةُ تَزَيُّغاً مثل تَزَيْقَتْ تَزَيُّقاً إِذا تَزَيَّنَتْ وتَبَرَّجَتْ وتَلَبَّسَتْ كَتَزَيَّنَتْ عن ابن الأَعرابي

سبغ
شيء سابغٌ أَي كامِلٌ وافٍ وسَبَغَ الشيءُ يَسْبُغُ سُبُوغاً طالَ إلى الأَرض واتَّسَعَ وأَسْبَغَه هو وسَبَغَ الشعرُ سُبُوغاً وسَبَغَتِ الدِّرْعُ وكلُّ شيءٍ طالَ إلى الأَرض فهو سابِغٌ وقد أَسْبَغَ فلان ثَوْبَه أَي أَوسَعَه وسَبَغَتِ النِّعْمةُ تَسْبُغُ بالضم سُبُوغاً اتسعت وإِسْباغُ الوُضوءِ المُبالَغة فيه وإتْمامُه ونعمة سابِغةٌ وأَسْبَغَ الله عليه النِّعْمةَ أَكْمَلَها وأَتَمَّها ووسَّعَها وإنهم لفي سَبْغةٍ من العَيْشِ أَي سَعةٍ ودَلْوٌ سابِغةٌ طويلة قال دَلْوُكَ دَلْوٌ يا دُلَيْحُ سابِغهْ في كلِّ أَرْجاءِ القَلِيبِ والِغهْ ومطرٌ سابغٌ وسَبَغَ المطرُ دَنا إلى الأَرض وامتدّ قال يُسِيلُ الرُّبا واهِي الكُلَى عَرِصُ الذُّرى أَهِلَّةُ نَضّاخِ النَّدَى سابغِ القَطْرِ وذنَبٌ سابِغٌ أَي وافٍ وفي حديث المُلاعَنةِ إن جاءت به سابِغَ الأَلْيَتَيْنِ أَي عظِيمهما من سُبُوغِ الثوب والنِّعْمةِ والسابِغةُ الدِّرْعُ الواسِعةُ ورجل مُسْبِغٌ عليه دِرعٌ سابِغةٌ والدِّرْعُ السابِغةُ التي تَجُرُّها في الأَرض أَو على كَعْبَيْكَ طُولاً وسَعةً وأَنشد شمر لعبد الله بن الزبير الأَسدي وسابِغةٍ تَغْشَى البنانَ كأَنَّها أَضاةٌ بِضحْضاحٍ من الماء ظاهِرِ وتَسْبِغةُ البَيْضةِ ما تُوصَلُ به البَيْضةُ من حَلَقِ الدُّرُوعِ فَتَسْتُرُ العُنُقَ لأَن البيضةَ به تَسْبُغُ ولوْلاه لكان بينها وبين جَيْبِ الدِّرْع خَلَلٌ وعوْرة قال الأَصمعي يقال بيضةٌ لها سابِغٌ وقال النضر تَسْبِغةُ البيض رُفُوفُها
( * قوله « رفوفها » الذي في شرح القاموس رفرفها براءين وفي الاساس وسالت تسبغته على سابغته وهي رفرف البيضة )
من الزَّرَدِ أَسفَل البيضة يَقِي بها الرجلُ عُنقه ويقال لذلك المِغْفَر أَيضاً وقال أَبو وَجْزةَ في التَّسْبِغةِ وتَسْبِغة يَغْشَى المَناكِبَ رَيْعُها لِدوادَ كانَتْ نَسْجُها لَمْ يُهَلْهَلِ وفي حديث قَتْلِ أُبَيِّ بن خَلَفٍ زَجَلَه بالحربة فتَقَعُ في تَرْقُوَتهِ تحت تَسْبِغةِ البيضة التَّسْبِغةُ شيء من حَلَق الدُّرُوع والزَّرَدِ يَعْلُقُ بالخُوذةِ دائراً معها ليسْتُر الرقبةَ وجَيْبَ الدِّرْع وفي حديث أَبي عبيدة رضي الله عنه إنَّ زَرَدَتَيْنِ من زَرَدِ التَّسْبِغةِ نَشِبَتا في خَدّ النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد وهي تَفْعِلة مصدر سَبَّغَ من السُّبُوغ الشُّمُولِ ومنه الحديث كان اسم دِرْعِ النبي صلى الله عليه وسلم ذا السُّبُوغِ لِتَمامِها وسَعَتِها وفي حديث شريح أَسْبِغُوا لليتِيم في النفَقةِ أَي أَنفِقوا عليه تمام ما يحتاج إليه ووسّعوا عليه فيها وفحْلٌ سابِغٌ أَي طويلُ الجُرْدانِ وضدّه الكَمْشُ وناقة سابِغةُ الضُّلُوع وعجِيزةٌ سابِغةٌ وأَلْيَةٌ سابِغةٌ والمُسَبَّغُ من الرَّمَل ما زِيدَ على جزئه حرف نحو فاعِلاتانْ من قوله يا خَلِيلَيَّ ارْبَعا فاسْ تَنْطِقا رَسْماً بِعُسْفانْ فقوله مَن بعُسْفانْ فاعِلاتانْ قال أَبو إِسحق معنى قولهم مُسَبَّغاً كأَنَّه جُعِلَ سابغاً والفرق بين المُسَبَّغِ والمُذَيَّلِ أَن المُسَبَّغَ زيد على ما يُزاحَفُ مِثْلُه وهو أَقلّ متحركات من المُذَيَّلِ وهو زيادة على سبب والمُذَيَّلُ على وَتِدٍ قال أَبو إسحق سُمِّي مُسبَّغاً لوُفُورِ سُبُوغِه لأَن فاعلاتن إذا تامّاً فهو سابغ فإِذا زِدْتَ على السابغ فهو مَسَبَّغ كما أَنك تقول لذي الفَضْل فاضِلٌ وتقول للذي يكثر فضله فَضّالٌ ومُفَضَّلٌ وسَبَّغَتِ الناقةُ تَسْبِيغاً فهي مُسَبِّغٌ أَلْقَتْ ولدها لغير تمام وقيل أَلقته وقد أَشْعَر وإذا كان ذلك عادةً فهي مِسْباغٌ قال ابن دريد وليس بمعروف وقال صاحب العين التسْبِيغُ في جميع الحَوامل مثلُه في الناقة والمُسَبَّغُ الذي رمت به أُمُّه بعدما نُفِخَ فيه الرُّوح عن كراع التهذيب وسبَّغَتِ الناقة تَسْبيغاً فهي مُسَبَِّغ إذا كانت كلما نَبَت على ولدها في بطنها الوَبَرُ أَجْهَضَتْه وكذلك من الحوامِلِ كلِّها أَبو عمرو سَبَّطَت الإِبلُ أَوْلادَها وسَبَّغَتْ إذا أَلقَتْها

سرغ
ابن الأَعرابي سُرُوغُ الكَرْمِ قُضْبانُه الرَّطْبةُ الواحد سَرْغٌ وسَرِغَ الرجل إذا أَكلَ القُطُوفَ من العنب بأُصُولها وقال الليث هي السُّروع بالعين وقد تقدَّمت وسَرْغٌ موضع من الشام قيل إنه وادي تَبُوكَ وقيل بقرب تبوك وفي حديث عمر رضي الله عنه وفي حديث الطاعونِ أَنه لما خرج إلى الشام حتى إذا كان بِسَرْغ لقِيَه الناسُ فأُخْبِرَ أَنَّ الوباءَ قد وقع بالشام هي بسكون الراء وفتحها قَرْية بِوادي تَبوك من طريق الشام وقيل هي على ثلاث عشرة مَرْحَلةً من المدينة وقيل هو موضع يَقْربُ من رِيفِ الشام

سغسغ
سَغْسَغَ الدُّهْنَ في رأْسه سَغْسَغةً وسِغْساغاً أَدْخله تحتَ شعره وسَغْسَغَ رأْسَه بالدُّهْنِ رَوَّاه ووضَعَ عليه الدهنَ بكفيه وعصره لِيَتَشَرَّبَ وأَنشد الليث إنْ لَمْ يَعُقْني عائِقُ التَّسَغْسُغِ أَراد الإِيغالَ في الأَرض قال وأَصله سَغَّغْتُه بثلاث غينات إلاَّ أَنهم أَبدلوا من الغين الوسطى سيناً فرقاً بين فَعْلَلَ وفَعَّل وإِنما أَرادوا السين دون سائر الحروف لأَن في الحرف سيناً وكذلك القول في جميع ما أَشبهه من المضاعف مثل لَقْلَقَ وعَثْعَثَ وكَعْكَعَ وفي حديث ابن عباس في طيب المُحْرِمِ أَما أَنا فأُسَغْسِغُه في رأْسي أَي أُرَوِّيهِ ويروى بالصاد وسيجيء وسَغْسَغ الطعامَ سَغْسَغَة أَوْسَعَه دَسَماً وقد حكيت بالصاد وفي حديث واثلةَ وصَنَعَ منه ثَريدةً ثم سَغْسَغَها بالسين والغين أَي رَوَّاها بالدُّهْن والسَّمْنِ ويروى بالشين وسَغْسَغَ الشيءَ في التراب دَحْرَجَه ودَسَّسَه فيه وسَغْسَغَ الشيءَ حرَّكَه من موضعه مثل الوتدِ وما أَشبهه وسَغْسَغَتْ ثَنِيَّتُه تحرَّكت وتَسَغْسَغَ من الأَمرِ تَخَلَّصَ منه وتَسَغْسَغَ في الأَرض أَي دخل قال رؤْبة إليكَ أَرْجُو مِن نَداكَ الأَسْبَغِ إنْ لَمْ يَعُقْني عائِقُ التَّسَغْسُغِ في الأَرضِ فارْقُبْني وعَجْمَ المُضَّغِ قال يعني الموت وقيل أَراد الإيغال في الأَرض كما تقدّم

سقغ
أَنشد ابن جني قُبِّحْتِ من سالِفةٍ ومِنْ صُدُغْ كأَنَّها كُشْيةُ ضَبٍّ في سُقُغْ كذا رواه يونس عن أبي عمرو وقال أَبو عمرو ليونس وقد رأَى منه ما يدل على التوحش من هذا لولا ذاك لم أَرْوِهما

سلغ
سَلَغَت الشاةُ والبقرةُ تَسْلَغُ سُلُوغاً وهي سالِغٌ تَمَّ سِمَنُها وأَما ما حكي من قولهم صالِغٌ فعلى المُضارعةِ وقيل هي عَنْبَرِية على أَنَّ الأَصمعي قال هي بالصاد لا غير وغنم سُلَّغٌ كَصُلَّغٍ وسَلَغَ الحِمارُ قَرِحَ وسَلَغَتِ البقرةُ والشاةُ تَسْلَغُ سَلُوغاً إذا أَسْقَطَتِ السِّنَّ التي خَلْفَ السَّدِيسِ فهي يسالِغٌ وصَلَغَتْ فهي صالِغٌ الأُنثى بغير هاءَ وذلك في السنة السادسة والسُّلوغُ في ذَوات الأَظْلافِ بمنزلة البُزُولِ في ذَواتِ الأَخْفافِ لأَنهما أَقصى أَسنانهما لأَنَّ ولد البقرة أَوَّلَ سنةٍ عِجْلٌ ثم تَبِيعٌ ثم جَذَعٌ ثم ثَنِيٌّ ثم رَباعٌ ثم سَدِيسٌ ثم سالِغُ سَنةٍ وسالِغُ سَنَتَيْنِ إلى ما زاد وولد الشاةِ أَوّلَ حَمَلٌ أَو جَدْي ثم جَذَعٌ ثَنِيٌّ ثم رَباعٌ ثم سَدِيسٌ ثم سالِغٌ قال ابن بري عند قول الجوهري لأَنَّ ولد البقرة أَول سنة عِجْل ثم تَبيع ثم جذَع قال صوابه أَولَ سنة عجل وتَبيعٌ لأَنَّ التبيع لأَوّل سنةٍ والجذَع للثانية فيكون السالغ هو السادس وقد ذكر الجوهري في ترجمة تبع أَنّ التبيع لأَول سنة فيكون الجذَع على هذا للسنة الثانية وسَلَغتِ الشاةُ إذا طَلع نابُها وسَلَغَ رأْسَه لغة في ثََلَغَه وأَحْمرُ أَسْلَغُ شديد الحُمْرةِ بالَغُوا به كما قالوا أَحمر قانئ ابن الأَعرابي رأَيته كاذِباً ماتِعاً أَسْلَغَ مُنْسَلِخاً كلُّه الشديد الحُمْرةِ ولَحْمٌ أَسْلَغُ بَيِّنُ السَّلَغِ نيءٌ أَحمر وقال الفراء يُطْبَخُ ولا يُنْضَجُ ويقال للأَبْرَصِ أَسْلَغُ وأَسْلَعُ بالغين والعين

سمغ
سَمَّغَه أَطْعَمَه وجَرَّعَه كَسَغَّمَه عن كراع والسَّامِغانِ جامعا الفم تحت طَرَفَي الشارِبِ من عن يمين وشمال

سملغ
السَّمَلَّغُ الغين أَخيرة كالسَّلْغَمِ الطويلُ سوغ ساغَ الشرابُ في الحَلْقِ يَسُوُغُ سَوْغاً وسَواغاً سَهُلَ مَدْخَلهُ في الحلقِ وساغَ الطعامُ سَوْغاً نزل في الحلقِ وأَساغَه هو وساغَه يَسُوغُه ويَسِيغُه سَوْغاً وسَيْغاً وأَساغَه الله إِيّاه ويقال أَساغَ فلانٌ الطعامَ والشرابَ يُسِيغُه وسَوَّغَه ما أَصابَ هَنَّأَه وقيل تَرَكَه له خالصاً وسِغْتُه أَسِيغُه وسُغْتُه أَسُوغُه يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى والأَجْوَدُ أَسَغْتُه إِساغةً يقال أَسِغْ لي غُصَّتي أَي أَمْهِلْنِي ولا تُعْجِلْني وقال تعالى يَتَجَرَّعُه ولا يَكادُ يَسِيغُه والسِّواغُ يكسر السين ما أَسَغْتَ به غُصَّتَكَ يقال الماء سِواغُ الغُصَص ومنه قول الكميت وكانَتْ سِواغاً أَنْ جَئِزْت بِغُصَّةٍ وشرابٌ سائِغُ وأَسْوَغُ عَذْبٌ وطَعامٌ أَسْوَغُ سَيِّغٌ يَسُوغُ في الحَلْقِ وقوْلُ عبد الله بن مسلم الهُذَليِّ قدْ ساغَ فيه لها وَجْهُ النهارِ كما ساغَ الشَّرابُ لِعَطْشانٍ إذا شَرِبا أَرادَ سَهُلَ فاستعمله في النهار على المثل وساغ له ما فَعَلَ أَي جازَ له ذلك وأَنا سَوَّغْتُه له أَي جَوَّزْتُه قال ابن بزرج أَساغَ فلانٌ بفلان أَي به تَمَّ أَمرُه وبه كان قضاءُ حاجتِه وذلك أَنه يريد عِدَّةَ رجالٍ أَو عِدَّةَ دَراهِمَ فيبقى واحد به يَتِمُّ الأَمرُ فإِذا أَصابَه قيل أَساغَ به وإن كان أَكثر من ذلك قيل أَساغُوا بهم وسَوْغُ الرجلِ الذي يولد على أَثره إن لم يك أَخاه وسَوْغُه أَخوه لأَبيه وأُمه وذلك إذا ولد بعده على أَثره ليس بينهما ولد قال الفراء سمعت رجلين من بني تميم قال أَحدهما سَوْغُه وقال الآخر سَوْغَتُه معناه يتلوه وقال المفضل هو سَوْغُه وسَيْغُه بالواو والياء ويقال هو أَخوه سَوْغُه وهي أُخته سَوْغُه إذا لم يكن بينهما ولد الجوهري ويقال هذا سَوْغُ هذا وَسَيْغُ هذا للذي ولد بعده ولم يولد بينهما وسوغه وسَوْغَتُه أُخته التي ولدت على أَثره وأَسْواغُه الذين وُلِدُوا في بطن واحد بعده ليس بينه وبينهم بطن سواهم والصاد فيه لغة وأَسْوَغَ الرجلُ أَخاه إسْواغاً إذا ولد معه وقد سَاغَتْ به الأَرضُ سَوْغاً مثل ساخت سواء وفي حديث أَبي أَيوب إذا شئت فارْكَبْ ثم سُغْ في الأَرض ما وجدْتَ مَساغاً أَي ادخل فيها ما وجدْت مدخلاً

سوغ
ساغَ الشرابُ في الحَلْقِ يَسُوُغُ سَوْغاً وسَواغاً سَهُلَ مَدْخَلهُ في الحلقِ وساغَ الطعامُ سَوْغاً نزل في الحلقِ وأَساغَه هو وساغَه يَسُوغُه ويَسِيغُه سَوْغاً وسَيْغاً وأَساغَه الله إِيّاه ويقال أَساغَ فلانٌ الطعامَ والشرابَ يُسِيغُه وسَوَّغَه ما أَصابَ هَنَّأَه وقيل تَرَكَه له خالصاً وسِغْتُه أَسِيغُه وسُغْتُه أَسُوغُه يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى والأَجْوَدُ أَسَغْتُه إِساغةً يقال أَسِغْ لي غُصَّتي أَي أَمْهِلْنِي ولا تُعْجِلْني وقال تعالى يَتَجَرَّعُه ولا يَكادُ يَسِيغُه والسِّواغُ يكسر السين ما أَسَغْتَ به غُصَّتَكَ يقال الماء سِواغُ الغُصَص ومنه قول الكميت وكانَتْ سِواغاً أَنْ جَئِزْت بِغُصَّةٍ وشرابٌ سائِغُ وأَسْوَغُ عَذْبٌ وطَعامٌ أَسْوَغُ سَيِّغٌ يَسُوغُ في الحَلْقِ وقوْلُ عبد الله بن مسلم الهُذَليِّ قدْ ساغَ فيه لها وَجْهُ النهارِ كما ساغَ الشَّرابُ لِعَطْشانٍ إذا شَرِبا أَرادَ سَهُلَ فاستعمله في النهار على المثل وساغ له ما فَعَلَ أَي جازَ له ذلك وأَنا سَوَّغْتُه له أَي جَوَّزْتُه قال ابن بزرج أَساغَ فلانٌ بفلان أَي به تَمَّ أَمرُه وبه كان قضاءُ حاجتِه وذلك أَنه يريد عِدَّةَ رجالٍ أَو عِدَّةَ دَراهِمَ فيبقى واحد به يَتِمُّ الأَمرُ فإِذا أَصابَه قيل أَساغَ به وإن كان أَكثر من ذلك قيل أَساغُوا بهم وسَوْغُ الرجلِ الذي يولد على أَثره إن لم يك أَخاه وسَوْغُه أَخوه لأَبيه وأُمه وذلك إذا ولد بعده على أَثره ليس بينهما ولد قال الفراء سمعت رجلين من بني تميم قال أَحدهما سَوْغُه وقال الآخر سَوْغَتُه معناه يتلوه وقال المفضل هو سَوْغُه وسَيْغُه بالواو والياء ويقال هو أَخوه سَوْغُه وهي أُخته سَوْغُه إذا لم يكن بينهما ولد الجوهري ويقال هذا سَوْغُ هذا وَسَيْغُ هذا للذي ولد بعده ولم يولد بينهما وسوغه وسَوْغَتُه أُخته التي ولدت على أَثره وأَسْواغُه الذين وُلِدُوا في بطن واحد بعده ليس بينه وبينهم بطن سواهم والصاد فيه لغة وأَسْوَغَ الرجلُ أَخاه إسْواغاً إذا ولد معه وقد سَاغَتْ به الأَرضُ سَوْغاً مثل ساخت سواء وفي حديث أَبي أَيوب إذا شئت فارْكَبْ ثم سُغْ في الأَرض ما وجدْتَ مَساغاً أَي ادخل فيها ما وجدْت مدخلاً

سيغ
هذا سَيْغُ هذا إذا كان على قَدْرِه

شتغ
شَتَغَ الشيءَ يَشْتَغُه شَتْغاً وَطِئَه وذَلَّلَه والمَشاتِغُ المَهالِكُ

شرغ
الشَّرْغُ والشَّرْغُ الضِّفْدَعُ الصغير والجمع شُرُوغٌ الليث الشَّرْغُ يُخَفَّفُ ويثقَّل الضفدع الصغير ويقال له الشُّرَيْرِيغُ والشِّرِّيغُ وأَنشد تَرَى الشُّرَيْرِيغَ يَطْفُو فوقَ طاحِرةٍ مُسْحَنْطِراً ناظِراً نحوَ الشَّناغِيبِ يقال للغُصْنِ الناعِمِ شُنْغُْوبٌ وشُغْنُوبٌ

شرفغ
الشُّرْفُوغُ الضِّفْدع الصغير يمانية

شغغ
الشَّغْشَغةُ التصْرِيدُ في الشُّرْبِ وشَغْشَغَ الشيءَ أَدْخَله وأَخرجه والشَّغْشَغةُ تحريك اللِّجام في الفم يقال شَغْشَغَ المُلْجِمُ اللِّجامَ في فم الدابَّة إِذا امتنع عليه فردّده في فيه تأْدِيباً قال أَبو كبير الهُذَلي ذُو غَيِّثٍ بَسْرٌ يَبُذُّ قَذالَه إن كان شَغْشَغه سِوارُ المُلْجِمِ قال الأَزهري من رواه إن كان فتح سِوارَ قال والرفع أَجود وشَغْشَغَ السِّنانَ في الطَّعْنة حركه ليتمكن في المَطْعونِ وهو الشَّغْشَغةُ وقيل هو أَن يُدْخلَه ويُخْرِجَه والشَّغْشَغةُ صوت الطَّعْنِ قال عبد مَنافِ بن رِبْعٍ الهذلي الطَّعْنُ شَغْشَغَةٌ والضَّرْبُ هَيْقَعةٌ ضَرْبَ المُعَوِّلِ تحتَ الدِّيمةِ العَضَدا المُعَوِّلُ الذي يَبْني العالةَ وهي شبه الظُّلّةِ لِيَسْتَتِرَ بها من المطر والشَّغْشَغةُ ضَرْبٌ من الهَدِيرِ وشَغْشَغَ الإِناءَ صبَّ فيه الماء أَو غيره ليَمْلأَه وشَغْشَغَ البئر إذا كَدَّرها قال الأَزهري كأَنه مقلوب من التَّغْشِيشِ والغَشَشِ وهو الكَدِرُ وللشَّغْشَغَةِ معنًى آخر وهو حِكاية صوتِ الطَّعْنةِ إذا ردّدها الطاعِنُ في جَوْفِ المَطْعُونِ كما تقدم وفي التهذيب الشَّغْشَغةُ التَّصْرِيدُ في الشُّرْب وهو التقليل قال رؤبة لو كنتُ أَسْطِيعُكَ لم تُشَغْشِغِ شِرْبي وما المَشْغُولُ مِثْلَ الأَفْرَغِ قال الأَزهري معنى قوله لم تشغشغ شِرْبي أَي لم تُكَدِّرُه

شلغ
شَلَغَ رأْسَه شَلْغاً شَدَخَه كَثَلَغه وفَلَغَه وفَدَغَه مثله

صبغ
الصَّبْغُ والصِّباغُ ما يُصْطَبَغُ به من الإِدامِ ومنه قوله تعالى في الزَّيْتُون تَنْبَتُ بالدُّهْنِ وصِبْغٍ للآكِلِين يعني دُهْنَه وقال الفراء يقول الآكلونَ يَصْطَبِغُون بالزَّيت فجعل الصِّبْغَ الزيت نفسَه وقال الزجاج أَراد بالصَّبْغ الزيتونَ قال الأَزهري وهذا أَجود القولين لأَنه قد ذكر الدُّهن قبله قال وقوله تَنْبُتُ بالدُّهْن أَي تنبت وفيها دُهْن ومعها دُهْن كقولك جاءني زيد بالسيف أَي جاءني ومعه السيف وصَبَغَ اللقمةَ يَصْبُغُها صَبْغاً دَهَنها وغمَسها وكلُّ ما غُمِسَ فقد صُبِغَ والجمع صِباغٌ قال الراجز تَزَجَّ مِنْ دُنْياكَ باليَلاغِ وباكِرِ المِعْدَةَ بالدِّباغِ بالمِلْحِ أَو ما خَفَّ من صِباغِ ويقال صَبَغَتِ الناقةُ مَشافِرَها في الماء إذا غَمَسَتْها وصَبَغَ يدَه في الماء قال الراجز قد صَبَغَتْ مَشافِراً كالأَشْبارْ تُرْبِي على ما قُدَّ يَفْرِيهِ الفَارْ مَسْكَ شَبُوبَينِ لها بأَصْبارْ قال الأَزهري وسمَّتِ النصارى غَمْسَهم أَوْلادَهم في الماء صَبْغاً لغَمْسِهم إياهم فيه والصَّبْغُ الغَمْسُ وصَبَغَ الثوبَ والشَّيْبَ ونحوَهما يَصْبَغُه ويَصْبُغُه ويَصْبِغُه ثلاتُ لغاتٍ الكسر عن اللحياني صَبْغاً وصِبْغاً وصِبَغةً التثقيل عن أَبي حنيفة قال أَبو حاتم سمعت الأَصمعي وأَبا زيد يقولان صَبَغْتُ الثوبَ أَصْبَغُه وأَصْبُغُه صِبَغاً حسناً الصاد مكسورة والباء متحركة والذي يصبغ به الصِّبْغُ بسكون الباء مثل الشِّبَعِ والشِّبْع وأَنشد واصْبَغْ ثِيابي صِبَغاً تَحْقِيقا مِن جَيِّدِ العُصْفُرِ لا تَشْرِيقا قال والتَّشْرِيقُ الصَّبْغُ الخفيفُ والصِّبْغُ والصِّباغُ والصِّبْغةُ ما يُصْبَغُ به وتُلَوَّنُ به الثياب والصَّبْغُ المصدر والجمع أَصْباغٌ وأَصْبِغةٌ واصْطَبَغَ اتَّخَذَ الصِّبْغَ والصِّباغُ مُعالِجُ الصّبْغِ وحِرْفته الصِّباغةُ وثيابٌ مُصَبَّغةٌ إِذا صُبِغَتْ شُدِّدَ للكثرة وفي حديث علي في الحج فوجَد فاطمة لَبِسَتْ ثياباً صَبِيغاً أَي مَصْبوغة غير بيض وهي فَعِيل بمعنى مَفْعول وفي الحديث فَيُصْبَغُ في النار صَبْغةً أَي يُغْمَسُ كما يُغْمَسُ الثوبُ في الصِّبْغ وفي حديث آخر اصْبُغُوه في النار وفي الحديث أَكْذَبُ الناسِ الصبّاغُون والصَّوّاغُون هم صَبّاغو الثياب وصاغةُ الحُلِيِّ لأَنهم يَمْطُلُون بالمَواعِيد وأَصله الصَّبْغُ التغيير وفي حديث أَبي هريرة رأَى قوماً يَتَعادَوْنَ فقال ما لهم ؟ فقالوا خرج الدَّجّالُ فقال كَذِبةٌ كَذَبَها الصّباغُون وروي الصوَّاغون وقولهم قد صَبَغُوني في عَيْنِكَ يقال معناه غَيَّروني عندك وأَخبروا أَني قد تغيرت عما كنت عليه قال والصَّبْغُ في كلام العرب التَّغْيِيرُ ومنه صُبِغَ الثوبُ إذا غُيِّرَ لَونُه وأُزِيلَ عن حاله إلى حالِ سَوادٍ أَو حُمْرةٍ أَو صُفْرةٍ قال وقيل هو مأْخوذ من قولهم صَبَغُوني في عينك وصَبغوني عندك أَي أَشارُوا إليك بأَني موضع لما قَصَدْتَني به من قوْلِ العرب صَبَغْتُ الرجلَ بعيني ويدي أَي أَشَرْتُ إليه قال الأَزهري هذا غلط إذا أَرادت بإشارةٍ أَو غيرها قالوا صَبَعْت بالعين المهملة قال أَبو زيد وصِبْغةُ الله دِينُه ويقال أَصلُه والصِّبغةُ الشرِيعةُ والخِلقةُ وقيل هي كل ما تُقُرِّبَ به وفي التنزيل صِبْغةَ الله ومَنْ أَحْسَنُ من اللهِ صِبْغةً وهي مشتقٌّ من ذلك ومنه صَبْغُ النصارى أَولادهم في ماء لهم قال الفراء إنما قيل صِبْغةَ لأَن بعض النصارى كانوا إذا وُلِدَ المولود جعلوه في ماءٍ لهم كالتطهير فيقولون هذا تطهير له كالخِتانة قال الله عز وجل قل صبغة الله يأْمر بها محمداً صلى الله عليه وسلم وهي الخِتانةُ اخْتَتَنَ إِبراهيم وهي الصِّبْغَةُ فجرت الصِّبْغة على الخِتانة لصَبْغهم الغِلْمانَ في الماء ونصب صبغةَ الله لأَنه رَدَّها على قوله بل مِلَّةَ إبراهيم أَي بل نَتَّبِع مِلَّة إبراعهيم ونتَّبِع صبغةَ الله وقال غير الفراء أَضمر لها فعلاً اعْرِفُوا صِبْغة الله وتدبَّرُوا صبغة الله وشبه ذلك ويقال صبغةُ الله دِينُ الله وفِطْرته وحكي عن أَبي عمرو أَنه قال كل ما تُقُرِّبَ به إلى الله فهو الصبغة وتَصَبَّغَ فلان في الدين تَصَبُّغاً وصِبغةً حَسَنةً عن اللحياني وصَبَغَ الذَّمِّيُّ ولدَه في اليهوديّة أَو النصرانية صِبْغةً قبيحة أَدخلها فيها وقال بعضهم كانت النصارى تَغْمِسُ أَبناءها في ماء يُنَصِّرونهم بذلك قال وهذا ضعيف والصَّبَغُ في الفرس أَن تَبْيَضَّ الثُّنّةُ كلُّها ولا يَتَّصلَ بياضُها ببَياضِ التَّحْجِِيلِ والصَّبَغُ أَيضاً أَن يَبْيَضَّ الذنَبُ كله والناصيةُ كلها وهو أَصْبَغُ والصَّبَغُ أَيضاً أَخَفُّ من الشَّعَل وهو أَن تكون في طرَف ذنَبه شَعرات بِيض يقال من ذلك فرس أَصْبَغُ قال أَبو عبيدة إذا شابت ناصية الفرس فهو أَسْعَفُ فإِذا ابيضت كلها فهو أَصْبَغُ قال والشَّعَلُ بَياض في عُرْضِ الذنَب فإِن ابيض كله أَو أَطْرافُه فهو أَصْبَغُ قال والكَسَعُ أَن تبيضَّ أَطْرافُ الثُّنَنِ فإِن ابيضت الثنن كلها في يد أَو رجل ولم تتصل ببياض التحجيل فهو أَصْبَغُ والصَّبْغاءُ من الضأْن البيضاءُ طرَفِ الذنب وسائرُها أَسود والاسم الصُّبْغةُ أَبو زيد إِذا ابيض طَرَفُ ذنَب النعجةِ فهي صَبْغاء وقيل الأَصبغُ من الخيل الذي ابيضت ناصِيته أَو ابيضت أَطراف ذنبه والأَصْبَغُ من الطير ما ابيض أَعلى ذنبه وقيل ما ابيض ذنَبُه وفي حديث أَبي قتادة قال أَبو بكر كلاَّ لا يُعْطِيهِ أُصَيْبِغَ قُريش يصفه بالعَجْزِ والضَّعْفِ والهَوان فشبه بالأَصبغ وهو نوع من الطيور ضعيف وقيل شَبَّهه بالصَّبْغاءِ النَّباتِ وسيجيء ويروى بالضاد المعجمة والعين المهملة تصغير ضَبُع على غير قياس تَحْقيراً له وصَبَغَ الثوبُ يَصْبُغُ صُبوغاً اتَّسَعَ وطالَ لغة في سَبَغَ وصَبَّغَتِ الناقةُ أَلْقَتْ ولدَها لغة في سَبَّغَتْ الأَصمعي إذا أَلقت الناقةُ ولدَها وقد أَشْعَرَ قيل سَبَّغْتْ فهي مُسبِّغٌ قال الأَزهري ومن العرب من يقول صَبَّغَتْ فهي مُصَبِّغٌ بالصاد والسينُ أَكثر ويقال ناقة صابِغٌ إذا امْتَلأَ ضَرْعُها وحَسُنَ لونه وقد صَبُغَ ضَرعُها صُبوغاً وهي أَجْوَدُها مَحْلبة وأَحَبُّها إلى الناسِ وصَبَغَتْ عَضَلةُ فلان أَي طالتْ تَصْبُغ وبالسين أَيضاً وصَبَغَتِ الإِبلُ في الرعْي تَصْبُغُ فهي صابغةٌ وقال جندل يصف إِبلاً قَطَعْتُها بِرُجَّعٍ أَبْلاءِ إذا اغْتَمَسْنَ مَلَثَ الظَّلْماءِ بالقَوْمِ لم يَصْبُغْنَ في عَشاءِ ويروى لم يَصْبُؤْنَ في عَشاء يقال صَبأَ في الطعام إذا وضَعَ فيه رأْسَه وقال أَبو زيد يقال ما تَرَكْتُه بِصِبْغ الثَّمَنِ أَي لم أَتركه بثَمَنِه الذي هو ثمنه وما أَخذته بِصِبْغ الثمن أَي لم آخذه بثمنه الذي هو ثمنه ولكني أَخذته بِغلاَءٍ ويقال أَصْبَغَتِ النخلةُ فهي مُصْبِغٌ إذا ظَهر في بُسْرِها النُّضْجُ والبُسْرةُ التي قد نَضِجَ بعضها هي الصُّبْغةُ تقول نَزَعْتُ منها صُبْغةً أَو صُبْغَتَينِ والصاد في هذا أَكثر وصَبَّغَت الرُّطَبةُ مثل ذنَّبَتْ والصَّبْغاءُ ضَرْبٌ من نبات القُفِّ وقال أَبو حنيفة الصَّبْغاء شجرة شبيهة بالضَّعةِ تأْلَفُها الظِّباء بيضاء الثمرة قال وعن الأَعراب الصَّبْغاءُ مثل الثُّمامِ قال الأَزهري الصَّبْغاءُ نبت معروف وجاء في الحديث هل رأَيتم الصَّبْغاء ما يَلي الظلَّ منها أَصفرُ وأَبيضُ ؟ وروي عن عطاء بن يسار عن أَبي سعيد الخُدْري أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فَيَنْبُتُونَ كما تَنْبُتُُ الحِبَّةُ في حَمِيل السيْلِ أَلم تَرَوْها ما يَلِي الظلَّ منها أُصَيْفِرُ أَو أَبيضُ وما يلي الشمسَ منها أُخَيْضِرُ ؟ وإذا كانت كذلك فهي صَبْغاءُ وقال إِنَّ الطاقَةَ الغَضَّةَ من الصبْغاء حين تَطْلُعُ الشمسُ يكون ما يلي الشمسَ من أَعالِيها أَبيضَ وما يلي الظلَّ أَخضر كأَنها شبهت بالنعجة الصبغاء قال ابن قتيبة شَبَّه نَباتَ لحومهم بعد إحْراقِها بنبات الطاقة من النبت حين تطلُع وذلك أَنها حين تطلُع تكون صَبْغاء فما يلي الشمسَ من أَعالِيها أَخضرُ وما يلي الظلَّ أَبيضُ وبنو صَبْغاء قوم وقال أَبو نصر الصَّبْغاء شجرة بيضاء الثمرةِ وصُبَيْغٌ وأَصْبَغُ وصبِيغٌ أَسماء وصِبْغٌ اسم رجل كان يَتَعَنَّتُ الناسَ بسُؤالات في مُشْكِل القرآن فأَمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بضربه ونفاه إلى البَصرة ونَهى عن مُجالَسَتِه

صدغ
الصُّدْغُ ما انحدر من الرأْس إلى مَرْكَبِ اللَّحيين وقيل هو ما بين العين والأُذن وقيل الصدغان ما بين لِحاظَي العينين إلى أَصل الأُذن قال قُبِّحْتِ من سالِفةٍ ومِنْ صُدُغْ كأَنها كُشْيةُ ضَبٍّ في صُقُعْ
( * في مادة « سقغ » يوجد سقغ بدل صُقُعْ )
أَراد قبحتِ يا سالفةُ من سالفة وقبِّحتَ يا صُدُغُ من صدغ فحذف لعلم المخاطب بما في قوة كلامه وحرَّك الصدُغَ قال ابن سيده فلا أَدري أَللشعر فَعَل ذلك أَم هو في موضوع الكلام وكذلك صُقُع فلا أَدري أَصُقُع لغة أَم حرّكه تحريكاً مُعْتَبطاً وقال صُدُغ وصُقُع فجمع بين الغين والعين لأَنهما مجانِسانِ إذْ هما حرفا حلق ويروى صُقُغْ فلا أَدري هل صُقُغْ لغة في صُقُع أَم احتاج إليه للقافية فحوَّل العين غيناً لأَنهما جميعاً من حروف الحلق والجمع أََصْداغٌ وأَصْدُغٌ ويسمى أَيضاً الشعَرُ المتدلي عليه صُدْغاً ويقال صُدْغٌ مُعَقْرَبٌ قال الشاعر عاضَها اللهُ غُلاماً بَعْدَها شابَتِ الأَصداغُ والضِّرْسُ نَقِدْ وقال أَبو زيد الصُّدْغانِ هما مَوْصِلُ ما بين اللِّحية والرأْس إلى أَسفَل من القَرْنَيْنِ وفيه الدُّوّارة الواو ثقيلة والدال مرفوعة وهي التي في وسط الرأْس يدعونها الدائرة وإليها يَنتَهي فَروُ الرأْسِ والقَرنانِ حرفا جانِبَيِ الرأْس قال وربما قالوا السُّدْغُ بالسين قال محمد بن المُسْتَنِير قُطْرُب إِنَّ قوماً من بني تميم يقال لهم بَلْعَنْبَر يقلبون السين صاداً عند أَربعة أَحرف عند الطاء والقاف والغين والخاء إِذا كُنَّ بعد السين ولا يُبالون أَثانيةً كُنَّ أَم ثالثةً أَم رابعة بعد أَن يَكُنَّ بعدها يقولون سِراط وصِراط وبَسْطة وبصطة وسَيْقل وصيقل وسَرَقْت وصرقت ومَسْغَبة ومَصغبة ومِسْدَغة ومِصدغة وسخَّر لكم وصخَّر لكم والسَّخَبُ والصَّخَبُ وصَدَغَه يَصْدَغُه صَدْغاً ضرب صُدْغَه أَو حاذى صُدْغَه بصُدْغِه في المشي وصُدِغَ صَدَغاً اشتكى صُدْغَه والمِصْدغةُ المِخَدّةُ التي توضَعُ تحت الصُّدْغ وقالوا مِزْدغة بالزاي والأَصْدغانِ عرقان تحت الصُّدْغين هما يضربان من كل أَحد في الدنيا أَبداً ولا واحد لهما يعرف كما قالوا المذْرَوان لناحِيَتَي الرأْس ولا يقال مِذْرى للواحد والمعروف الأَصْدرانِ والصِّداغُ سِمةٌ في موضع الصُّدْغِ طُولاً وبعير مَصْدوغٌ وإِبلُ مُصَدَّغةٌ إِذا وُسِمَتْ بالصَّداغ والصَّدِيغُ الولد قبل اسْتِمتامه سبعةَ أَيامِ سُمِّي بذلك لأَنه لا يشتَدُّ صُدغاه إلا إلى سبعة أَيام وفي حديث قتادة كان أَهل الجاهلية لا يُورّثون الصبي يقولون ما شأْن هذا الصَّدِيغِ الذي لا يحْتَرِفُ ولا يَنْفَع نجعل له نصيباً في الميراث ؟ الصديغ الضعيف وقيل هو فَعِيلٌ بمعنى مَفْعول من صَدَغه عن الشيء إذا صرفه وما يَصْدَغُ نملةً من ضَعْفِه أَي ما يقتل نملة وصَدُغَ بالضم يَصْدَغُ صَداغةً أَي ضَعُف قال ابن بري شاهده قول رؤبة إِذا المَنايا انْتَبْنَه لم يَصْدُغ أَي لم يَضْعُفْ وصَدَغَ إلى الشيء يَصْدُغ صُدوغاً وصَدَغاً مالَ وصَدَغ عن طريقة مال ولأُقِيمَنَّ صَدَغَك أَي مَيْلَك وصَدَغَه أَقام صَدَغَه وصَدَغَه عن الأَمر يَصْدَغُه صَدْغاً صرَفَه يقال ما صَدَغك عن هذا الأَمر أَي ما صَرَفَك وردَّك ؟ قال ابن السكيت ويقال للفرس أَو البعير إِذا مرَّ مُنْفَلِتاً يَعْدو فأُتبِعَ لِيُرَدّ اتَّبَعَ فلان بعيره فما صَدَغَه أَي فما ثناه وما ردَّه وذلك إذا نَدَّ وروى أَصحاب أبي عبيد هذا الحرف عنه بالعين والصواب بالغين كما قال ابن الأَعرابي وغيره

صغصغ
صَغْصَغَ رأْسَه بالدُّهْن صَغْصَةً وصَغْصاغاً لغة في سَغْسَغَه حكاها قُطْرُبٍ وهي مُضارِعةٌ وصَغْصَغَ ثَريدَه رَوَّاه دَسَماً ومثله سَغسَغَه وفي حديث ابن عباس سُئل عن الطِّيبِ للمحرم فقال أَمّا أَنا فأُصَغْصِغُه في رأْسي قال ابن الأَثير هكذا روي وقال الحربي إِنما هو أُسَغْسِغُه أَي أُرَوِّيه به والسين والصاد يتعاقبان مع الخاء والغين والقاف والطاء كما تقدم ذكره في ترجمة صدغ وقيل صَغْصَغَ شعرَه إِذا رجَّلَه

صفغ
الصَّفْغ القَمْحُ باليد عربي معروف صَفَغَ الشيءَ يَصْفَغُه صَفْغاً وأَصْفَغَه فَمَه وأَنشد أَبو مالك دُونَكِ بَوْغاءَ تُرابَ الرَّفْغِ فأَصْفِغيهِ فاكِ أَيَّ صَفْغِ وإِن تَرَيْ كَفََّكِ نَفْعِ شَفَيْتِها بالنَّفْثِ أَو بالمَرْغِ أَراد أَيّ إصفاغ فلم يمكنه ويقال قَمَحْتُ الشيء وصَفَغْتُه أَصْفَغُه صَفْغاً قال أَبو منصور هذا حرف صحيح رواه عَمْرو بن كِرْكِرةَ وهو ثقة قال والرَّفْعُ تِبْنُ الذُّرة والرَّفْعُ أَسفل الوادي والنَّفْغُ التَّنَفُّطُ والمَرْغ الرِّيق

صقغ
الصُّقْغُ لغة في الصُّقْع وقد تقدم قال قُبِّحَتِ من سالِفةٍ ومن صُدُغْ كأَنها كُشْيةُ ضَبٍّ في صُقُغْ
( * راجع هذا البيت في فصل السين سقغ وفصل الصاد صدغ )
هكذا رواية يونس عن أَبي عمرو وقال له أَبو عمرو لولا ذلك لم أَروهما كأَنه آنَسَ من يونس تَوَحُّشاً من هذا

صلغ
الصَّلْغةُ السفينة الكبيرة والصُّلوغُ في ذوات الأظْلاف مثل السُّلوغِ وصَلَغَت الشاةُ والبقرة تَصْلَغُ صُلوغاً وسَلَغَتْ وهي صالِغٌ بغير هاء تمت أَسْنانها وهي تَصْلَغُ بالخامس والسادس وزعم سيبويه أَن الأَصل السين والصادُ مُضارِعة لمكان الغين وغنم صُلَّغٌ سَوالِغُ قال رؤبة والحرْبُ شَهْباءُ الكِباشِ الصُّلَّغِ الكِباشُ الأَبْطال والصّالِغُ كالقارِحِ من الخيل قال أَبو عبيد ليس بعد الصالِغِ في الظِّلْف سِنٌّ وقد تقدم ترتيب الأَسْنان في ترجمة سَلَغَ أَبو زيد الشاةُ تَصْلَغُ في السنةِ السادسةِ وقال الأَصمعي صالِغٌ بالصاد قال وتَصْلَغُ الشاةُ في السنة الخامسة وكذلك البقرة قال وليس بعد الصُّلوغِ سِنٌّ ابن الأَعرابي المِعْزى سُلَّغٌ وصُلَّغ وسَوالِغُ وصَوالِغُ لتمام خمس سنين وفي الحديث عليهم فيه الصالِغُ والقارِحُ قال هو من البقر والغنم الذي كَمَل وانتهى سِنُّه وذلك في السنة السادسة ويقال بالسين

صمغ
الصَّمْغُ واحد صُموغ الأَشجار ابن سيده الصَّمْغُ والصَّمَغُ شيء يَنْضَحُه الشجر ويَسيل منها واحدته صَمْغة وصَمَغة وكسَّر أَبو حنيفة الصَّمْغة أَو الصمَغة على صُموغ فقال ومن الصموغ المُقْلُ قال وهذا ليس معروفاً وأَنواع الصمغ كثيرة وأَما الذي يقال له الصمغ العربي فصمغ الطَّلْحِ وفي حديث ابن عباس في اليتيم إِذا كان مَجْدُوراً كأَنه صَمَغةٌ يريد حين يَبْيَضُّ الجُدَرِيُّ على يديه فيصير كالصمغ وفي حديث الحجاج لأَقْلَعَنَّكَ قَلْعَ الصَّمغة أَي لأَسْتَأْصِلَنَّكَ والصمغ إذا قُلِعَ انقَلع كله من الشجرة ولم يبق له أَثر وربما أَخَذ معه بعضَ لِحائِها وفي المثل تَرَكْتُه على مِثْل مَقْرِِفِ الصمغة وذلك إِذا لم يترك له شيئاً لأَنها تُقْتَلَعُ من شجرتها حتى لا تُبقى عُلْقة وحِبْرٌ مُصَمَّغٌ أَي متخذ منه قال الجوهري وهذا الحرف لا أَدري ممن سمعته والصِّمْغانِ مُلْتَقى الشفتين مما يلي الشِّدْقين والصِّمْغتان والصامِغانِ والصِّماغان جانِبا الفم وقيل هما مؤخَّر الفم وقيل هما مُجْتَمَعُ الريق من الشفتين الذي يمسحه الإِنسان وفي التهذيب مجتمع الريق في جانب الشفة ويسميهما العامّةُ الصِّوارَين وفي حديث بعض القرشيين حتى عَرِقْتَ وزَبَّبَ صِماغاكَ أَي طلع زَبَدُهما وفي حديث عليّ عليه السلام نَظِّفوا الصِّماغَيْن فإِنهما مَقْعَدا المَلَكَين وهذا حض على السّواك قال الراجز قدْ شانَ أَبْناءَ بَني عَتَّابِ نَتْفُ الصَّاغَيْنِ على الأَبوابِ قال والصَّماغانِ والصامِغان من الفرس منتهى الشِّدْقين في الرأْس واسْتَصْمَغْت الصابَ وذلك أَن تَشْرُط شجره ليخرج منه شيء مرٌّ فينعقد كالصّبر عن أَبي الغوث الأَزهري في ترجمة صمخ أَبو عبيد الشاةُ إِذا حُلبت عند ولادها فوُجِدَ في أَحالِيلِ ضَرْعِها شيء يابس يسمى الصَّمْخَ والصَّمْغَ الواحدة صَمْخةٌ وصَمْغة فإِذا فُطِر ذلك أَفصح لبنها بعد ذلك واحْلَولى

صوغ
الصَّوْغُ مصدر صاغَ الشيءَ يَصُوغُه صَوْغاً وصِياغةً وصُغْتُه أَصوغُه صِياغةً وصِيغةً وصَيْغُوغةً الأَخيرة عن اللحياني سَبكَهُ ومثله كان كَيْنُونةً ودام دَيْمُومةً وساد سَيْدُودةً قال وقال الكسائي كان أَصلُه كَوْنُونةً وسَوْدُودةً ودَوْمُومةً فقُلبت الواوُ ياء طلبَ الخِفَّةِ وكل ذلك عند سيبويه فَعْلُولةً كانت من ذوات الياء أَو من ذوات الواو ورجل صائِغٌ وصَوَّاغٌ وصَيَّاغٌ مُعاقِبةٌ في لغة أَهل الحجاز وفي حديث علي واعَدْتُ صَوَّاغاً من بني قَيْنُقاعَ هو صَوَّاغُ الحَلْي قال ابن جني إنما قال بعضهم صَيّاغٌ لأَنهم كرهوا التقاء الواوين لا سَّيما فيما كثر استعماله فأَبدلوا الأُولى من العينين ياء كما قالوا في أَمَّا أَيْما ونحو ذلك فصار تقديره الصَّيْواغُ فلما التقت الواو والياء على هذا أَبدلوا الواو للياء قبلها فقالوا الصيَّاغ فإبدالهم العين الأُولى من الصوَّاغِ دليل على أَنها هي الزائدة لأَن الإِعْلال بالزائد أَولى منه بالأصل قال ابن سيده فإِن قلت فقد قلبْتَ العين الثانية أَيضاً فقلتَ صَيَّاغ فلسنا نراك إلا وقد أَعللت العينين جميعاً فمن جعلك بأَن تجعل الأُولى هي الزائدة دون الأَخيرة وقد انقلبتا جميعاً ؟ قيل قلب الثانية لا يستنكر لأَنه عن وجوب وذلك لوقوع الياء ساكنة قبلها فهذا غير تَعَدٍّ ولا يُعْتَذَر منه لكن قلبُ الأُولى وليس هناك علة يُضْطَر إلى إبدالها أَكثر من الاستخفاف مجرداً هو التَّعَدِّي المستنكر ولكنه المعوّل عليه المحتج به فلذلك اعتمدناه وعَملُه الصِّياغةُ والشيءُ مَصُوغٌ والصَّوْغُ ما صِيغَ وقد قرئ قالوا نَفْقِدُ صَوْغَ الملك ورجل صَوَّاغٌ يَصُوغُ الكلامَ ويُزَوِّرُهُ وربما قالوا فلان يَصوغُ الكذب وهو استعارة وصاغَ فلان زُوراً وكذباً إِذا اختلقه وهذا شيء حسَنُ الصِّيغةِ أَي حسَنُ العَملِ وفي الحديث أَكْذَبُ الناس الصَّبَّاغُون والصَّوَّاغُون هم صَبَّاغُو الثيابِ وصاغةُ الحُلِيّ لأَنهم يَمْطُلُونَ بالمواعِيدِ الكاذبة وقيل أَراد الذين يرتِّبُون الحديث ويَصُوغُون الكذب يقال صاغ شعراً وكلاماً أَي وضعه ورتَّبَه ويروى الصيَّاغون بالياء وروي عن أَبي رافع الصائغ قال كان عمر يُمازِحُني يقول أَكْذَبُ الناس الصَّوَّاغُ يقول اليوم وغَداً وقيل أَراد الذين يَصْبُغون الكلام ويَصُوغُونه أَي يُغَيِّرُونه ويَخْرُصُونه وأَصل الصَّبْغِ التغْيير وفي حديث أَبي هريرة رأَى قوماً يَتَعادَوْنَ فقال ما لهم ؟ فقالوا خرج الدَّجَّالُ فقال كَذِبَةٌ كَذَبَها الصيَّاغون وروي الصوَّاغون أَي اخْتلقها الكذابون وهذا صَوْغُ هذا أَي على قدره وغُلامانِ صَوْغانِ على لِدةٍ واحدةٍ وهما صَوْغانِ أَي سِيَّانِ قال ابن بزرج هو سَوْغُ أَخيه طَرِيدُه وُلِدَ في إِثره قال الفراء بنو سُليم وهَوازِنُ وأَهلُ العالِيةِ وهُذَيْلٌ يقولون هو أَخوه صَوْغُه بالصاد قال وأَكثر الكلام بالسين سوغُه وفلان حسَنُ الصِّيغةِ أَي حسَنُ الخِلْقةِ والقَدِّ وصاغَه اللهُ صِيغةً حَسَنةً أَي خَلَقَه وصِيغَ على صِيغَتِه أَي خُلِقَ خِلْقَتَه وصاغَ اللهُ الخلقَ يَصُوغُها ابن شميل صاغَ الأُدْمُ في الطعام يَصُوغُ أَي رَسَبَ وصاغَ الماءُ في الأَرض رَسَبَ فيها وفي حديث بكير
( * قوله « بكير » كذا في الأصل والذي في النهاية بكر ) المزني في الطعام يدخل صَوْغاً ويخرج سُرُحاً أَي الأَطْعِمةُ المَصُوغةُ أَلواناً المهيأَة بعضها إِلى بعض والصِّيغةُ السِّهامُ التي من عمل رجل واحد وهو من ذلك قال العجاج وصِيغة قَدْ راشَها ورَكَّبا وسِهامٌ صِيغةٌ من ذلك أَي من عَمَلِ رجُل واحدٍ وهو من الواوِ إِلا أَنها انقلبت ياء لكسرة ما قبلها قال ابن بري شاهده قول حميد الأَرقط شَرْيانة تمنع بَعْدَ اللِّينِ وصِيغة ضُرِّجْنَ بالبَشْنِينِ

صيغ
صَيَّغَ فلان طَعاماً أَي أَنْقَعَه في الأُدْمِ حتى تَرَوَّغَ وقد رَيَّغَه بالسمْن ورَوَّغَه وصَيَّغَه بمعنى واحد وقال ابن الأَعرابي في قول رؤبة يُعْطين من فَضْلِ الإِلهِ الأَسْبَغِ آذِيَّ دَفَّاعٍ كَسَيْلِ الأَصْيَغِ فالأَصْيَغُ الماء العامُّ الكثير ويقال الأَصْيَغُ وادٍ ويقال نهر وفي حديث الحجاج رَمَيْتَ بكذا وكذا صِيغةً من كثب
( * قوله « من كثب » كذا بالأَصل والنهاية أيضاً بلا ضبط ولعله يريد من شجر كثب جمع الكثيب )
في عَدُوّك يريد سِهاماً رَمَى بها فيه يقال هذه سِهامٌ صِيغةٌ أي مُسْتوية من عمل رجل واحد وأَصلها الواو فانقلبت ياء لكسرة ما قبلها ويقال صِيغةُ الأَمرِ كذا وكذا أَي هيئته التي بني عليها

ضغغ
الضَّغِيغةُ الرَّوْضةُ الناضِرةُ المُتَخَلِّيةُ أَبو عمرو الرَّوْضةُ الضَّغِيغةُ والمَرْغَدةُ والمَغْمَغةُ والمَخْجَلةُ والمَرغةُ والحَدِيقةُ قال أَبو حنيفة يقال هم في ضغِيغةٍ من الضَّغاضِغِ إذا كانوا في خِصْبٍ وسَعَةٍ وكَلإٍ كثير وأَقمنا عند فلان في ضَغِيغٍ أَي خِصْبٍ وقال أَبو عمرو الضَّغِيغةُ الروضة وقال أَبو صاعد الكلابي ضَغِيغةٌ من بَقْل ومن عُشْبٍ إِذا كانت الروضة ناضرة وأَقمت عنده في ضَغِيغِ دَهْرِه أَي قدر تَمامِه والضَّغْضَغةُ لَوْكُ الدرْداءِ يقال ضَغْضَغَتِ العَجُوزُ إِذا لاكَتْ شيئاً بين الحنكين ولا سِنّ لها وضَغْضَغَ اللحْمَ في فيه لم يُحْكِم مَضْغَه وضَغْضَغَ الكلامَ لم يُبَيِّنْه والضَّغيغةُ العجين الرقيق الفراء إذا كان العجين رقيقاً فهو الضَّغِيغةُ والرَّغِيغةُ

ضمغ
أَضْمَغَ شِدْقَه كَثَّرَ لُعابَه قال وأَضْمَغَ شِدْقَه يَبْكي عليها يُسِيلُ على عَوارِضِه البُطاقا قال لم يحكها إلا صاحب العين

طلغ
الأَزهري أَهمله الليث قال وأَخبرني الثقة من أَصحابنا عن محمد بن عيسى بن جبلة عن شمر عن الكلابي يقال فلان يَطْلَغُ المِهْنةَ قال والطَّلَغانُ أَن يَعْيا فَيَعْمَلَ على الكَلالِ قال الأَزهري لم يكن هذا الحرف عند أَصحابنا عن شمر فأَفادَنِيه أَبو طاهر بن الفضل وهو ثقة عن محمد بن عيسى وقال أَبو عدنان قال العتريفي
( * قوله « العتريفي » كذا في الأصل بعين مهملة وفي القاموس بغين معجمة ) إِذا عجز الرجل قُلْنا هو يَطْلَغُ المِهْنةَ والطَّلَغانُ أَن يَعْيا الرجل ثم يَعْمَلَ على الإِعْياء وهو التَّلَغُّبُ

طوغ
الطاغوتُ ما عُبِدَ من دون الله عز وجل وكلُّ رأْسٍ في الضلالِ طاغوتٌ وقيل الطاغوتُ الأَصْنامُ وقيل الشيطانُ وقيل الكَهَنةُ وقيل مَرَدةُ أَهل الكتاب وقوله تعالى يؤمنون بالجِبْتِ والطاغوتِ قال أَبو الحسن قيل الجِبْتُ والطاغوتُ ههنا حُيَيُّ بن أَخْطَبَ وكَعْبُ بن الأَشْرَف اليهوديّان لأَنهم إِذا اتبعوا أَمَرهما فقد أَطاعُوهما من دون الله تعالى وقوله تعالى يريدون أَن يَتَحاكمُوا إِلى الطاغوت أَي إلى الكُهّانِ والشيطانِ يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث وزنه فَلَعُوت لأَنه من طَغَوْت قال ابن سيده وإِنما آثَرْتُ طَوَغُوتاً في التقدير على طَيَغُوتٍ لأَن قلب الواو عن موضعها أَكثر من قلب الياء في كلامهم نحو شجر شاكٍ ولاثٍ وهارٍ وقد يكسَّر على طَواغِيتَ وطَواغٍ الأَخيرة عن اللحياني

ظربغ
التهذيب في الخماسي الظَّرْبَعانةُ بالظاء والغين الحَيّةُ

غوغ
الغاغُ الحَبَقُ واحدته غاغةٌ والغاغةُ نبات يشبه الهربُون
( * قوله « الهربون » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس الهرنوي ) وفي حديث عمر قال له ابن عوف يَحْضُرُكَ غَوْغاءُ الناسِ أَصل الغَوْغاءِ الجَرادُ حين يَخِفُّ للطَّيرانِ ثم استعير للسَّفِلةِ من الناسِ والمُتَسَرِّعين إلى الشرِّ ويجوز أَن يكون من الغَوْغاءِ الصوتِ والجَلَبةِ لكثرة لَغَطِهم وصِياحِهِم

فتغ
فَتَغَ الشيءَ يَفْتَغُه فَتْغَاً إِذا وَطِئَه حتى يَتَشَدَّخَ وهو مثل الفَدْغِ

فدغ
الفَدْغُ شَدْخُ شيء أَجْوَفَ مثل حبة عنب ونحوه وفي الحديث أَنه دعا على عُتْبةَ بن أَبي لَهَب فَضَغَمه الأَسَدُ ضَغْمةً فَدَغَه قال ابن الأَثير الفَدْغُ الشدْخُ والشقُّ اليسير غيره الفَدْغُ كسر الشيء الرَّطْب والأَجْوَفِ وشَدَخَه فَدَغَه يَفْدَغُه فَدْغاً وفي بعض الأَخبار في الذبح بالحجر إِن لم يَفْدَغِ الحُلْقُومَ فكُلْ أَي لم يُثَرِّدْه لأَن الذبح بالحجر يَشْدَخُ الجِلْدَ وربما لا يَقْطَعُ الأَوْداجَ فيكون كالمَوْقُوذِ ومنه حديث ابن سيرين سئل عن الذبيحة بالعُود فقال كُلْ ما لم يَفْدَغْ يريد ما قَتَلَ بحدِّه فكله وما قَتَلَ بِثِقَلِه فلا تأْكله وفي حديث آخر إذاً تَفْدَغُ قُرَيْشٌ الرأْسَ أَي تَشْدَخُ ويقال فَدَغَ رأْسَه وثَدَغَه إِذا رَضّه وشَدَخَه ويقال رجل مِفْدَغٌ كما يقال مِدَقٌّ قال رؤبة مِنِّي مَقاذِيف مِدَقٍّ مِفْدَغِ

فرغ
الفَراغُ الخَلاءُ فَرَغَ يَفْرَغُ ويَفْرُغُ فَراغاً وفُروغاً وفَرِغَ يَفْرَغُ وفي التنزيل وأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ موسى فارِغاً أَي خالياً من الصبر وقرئ فُرُغاً أَي مُفَرَّغاً وفَرَّغَ المكانَ أَخلاه وقد قرئ حتى إِذا فُرِّغَ عن قلوبِهم وفسر فَرَّغَ قلوبَهم من الفَزَعِ وتَفْرِيغُ الظُّرُوفِ إِخْلاؤها وفَرَغْتُ من الشُّغُلِ أَفْرُغُ فُروغاً وفَراغاً وتَفَرَّغْتُ لكذا واستَفْرَغْتُ مَجْهُودِي في كذا أَي بذلتُه يقال اسْتَفْرَغَ فلان مَجْهُودَه إِذا لم يُبْق من جُهْدِه وطاقتِه شيئاً وفَرَغَ الرجلُ ماتَ مثل قَضَى على المثَل لأَن جسمه خَلا من رُوحِه وإِناءٌ فُرُغٌ مُفَرَّغٌ قال ابن الأَعرابي قال أَعرابي تَبَصَّرُوا الشَّيِّفانَ فإِنه يَصُوكُ على شَعَفةِ المَصادِ كأَنه قِرْشامٌ على فَرْغِ صَقْرٍ يَصُوك أَي يَلْزَمُ والمَصادُ الجبل والقِرْشامُ القُرادُ والفَرْغُ الإِناء الذي يكون فيه الصَّقْرُ وهو الدُّوشابُ وقَوْسٌ فُرُغٌ وفِراغٌ بغير وَتَرٍ وقيل بغير سَهْمٍ وناقة فِراغٌ بغير سِمةٍ والفِراغُ من الإِبل الصَّفِيُّ الغَزِيرةُ الواسِعةُ جِرابِ الضَّرْعِ والفَرْغُ السَّعةُ والسَّيَلانُ الأَصمعي الفِراغُ حَوْضٌ من أَدَمٍ واسِعٌ ضَخْمٌ قال أَبو النجم طافَ به جَنْبَيْ فِراغٍ عَثْجَل ويقال عنى بالفِراغِ ضَرْعها أَنه قد جَفَّ ما فيه من اللَّبَن فَتَغَضَّنَ وقال امرؤُ القيس ونَحَتْ له عن أَرزِ تالئة فِلْقٍ فِراغٍ مَعابِلٍ طُحْل أَراد بالفِراغِ ههنا نِصالاً عَرِضةً وأَراد بالأَرْزِ القَوْسَ نفسَها شبَّهها بالشجرة التي يقال لها الأَرْزةُ والمِعْبَلةُ العَرِيضُ من النِّصالِ وطَعْنةٌ فَرْغاءُ وذاتُ فَرْغٍ واسِعةٌ يَسِيلُ دَمُها وكذلك ضَرْبة فرِيغةٌ وفَرِيغٌ والطعنةُ الفَرْغاءُ ذات الفَرْغ وهو السَّعةُ وطرِيقٌ فرِيغٌ واسِعٌ وقيل هو الذي قد أُثِّرَ فيه لكثرة ما وُطِئَ قال أَبو كبير فأَجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَه نَهْجاً أَبانَ بِذِي فَرِيغٍ مَخْرَفِ والفَرِيغُ العرِيضُ قال الطرمّاح يصف سِهاماً فِراغٌ عَوارِي اللِّيطِ تُكْسَى ظُباتُها سَبائِبَ منها جاسِدٌ ونَجِيعُ وقوله تعالى سَنَفْرُغُ لكم أَيُّها الثَّقَلانِ قال ابن الأَعرابي أَي سَنَعْمِد واحتج بقول جرير ولَمَّا اتَّقَى القَيْنُ العَراقيَ بِاسْتِه فَرَغْتُ إلى العَبْدِ المُقَيَّدِ في الحِجْلِ قال معنى فَرَغْتُ أَي عَمَدْتُ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه افْرُغْ إلى أَضْيافِك أَي اعْمِدْ واقْصِدْ ويجوز أَن يكون بمعنى التخَلّي والفَراغِ لتَتَوَفَّرَ على قِراهم والاشتِغالِ بهم وسَهْمٌ فَرِيغٌ حَدِيدٌ قال النَّمِر بن تَوْلَبٍ فَرِيغَ الغِرارِ على قدره فَشَكَّ نَواهِقَه والفَما وسِكِّينٌ فَرِيغٌ كذلك وكذلك رجل فَرِيغٌ حديد اللِّسانِ وفرس فَرِيغٌ واسِعُ المَشْي وقيل جَوادٌ بِعِيدٌ الشَّحْوةِ قال ويَكادُ يَهْلِكُ في تَنُوفَتِه شأْوُ الفَرِيغِ وعَقْبُ ذي العَقْبِ وقد فَرُغَ الفرسُ فَراغَةً وهِمْلاجٌ فَرِيغٌ سريع أَيضاً عن كراع والمَعْنَيانِ مُقْتَرِبانِ وفرس فَرِيغُ المَشْي هِمْلاجٌ وَساعٌ وفرس مُسْتَفْرِغٌ لا يَدَّخِرُ من حُضْرِه شيئاً ورجل فِراغٌ سريع المشي واسعُ الخِطاءِ ودابّة فِراغُ السَّيْرِ كذلك وفي الحديث أَن رجلاً من الأَنصار قال حَمَلْنا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم على حِمارٍ لنا قَطُوفٍ فنزل عنه فإِذا هو فِراغٌ لا يُسايَرُ أَي سَرِيعُ المَشْي واسعُ الخَطْوةِ
( * قوله « الخطوة » كذا بالأَصل وشرح القاموس والذي في النهاية سريع الخطو ) والإِفراغُ الصَّبُّ وفَرَغَ عليه الماءَ وأَفْرَغَه صَبَّه حكى الأَوَّل ثعلب وأَنشد فَرَغْنَ الهَوى في القَلْبِ ثم سَقَيْنَه صُباباتِ ماءِ الحُزْنِ بالأَعْيُنِ النُّجْلِ وفي التنزيل رَبَّنا أَفْرِغْ علينا صَبْراً أَي اصْبُبْ وقيل أَي أَنْزِلْ علينا صبراً يشتمل علينا وهو على المثل وافْتَرَغَ أَفْرَغَ على نفسه الماء وصَبَّه عليه وفَرِغَ الماءُ بالكسر يَفْرَغُ فَراغاً مثال سَمِعَ يَسْمَعُ سَماعاً أَي انْصَبَّ وأَفرغته أَنا وفي حديث الغسل كان يُفْرِغُ على رأْسِه ثلاث إفراغاتٍ وهي المرة الواحدة من الإِفراغِ يقال أَفْرَغْتُ الإِناءَ إِفرْاغاً وفَرَّغْتُه تَفْرِيغاً إِذا قَلَبْتَ ما فيه وأَفْرَغْتُ الدِّماءَ أَرَقتُها وُفَرَّغْتُه تَفْرِيغاً أَي صببته ويقال ذَهَب دمُه فَرْغاً وفِرْغاً أَي باطِلاً هَدَراً لم يُطْلَبْ به وأَنشد فإنْ تَكُ أَذْوادٌ أُخِذْنَ ونِسْوةٌ فَلَنْ تَذْهَبُوا فَرْغاً بِقَتْلِ حِبالِ والفُراغة ماء الرجل وهو النُّطْفةُ وأَفْرَغَ عند الجماع صَبَّ ماءَه وأَفْرَغَ الذهبَ والفِضَّةَ وغيرهما من الجواهر الذائبة صَبَّها في قالَبٍ وحَلْقة مُفْرَغةٌ مُصْمَتةُ الجَوانِب غيرُ مَقْطُوعةٍ ودِرْهم مُفْرَغٌ مَصْبُوب في قالب ليس بمضروب والفَرْغُ مَفْرَغُ الدَّلْو وهو خَرْقُه الذي يأْخذ الماء ومَفْرَغُ الدلوِ ما يلي مُقَدَّم الحَوْضِ والمَفْرَغُ والفَرْغُ والثَّرْغُ مَخْرَجُ الماء من بين عَراقي الدلو والجمع فُرُوغٌ وثُرُوغٌ وفِراغُ الدلو ناحِيَتها التي يُصَبُّ منها الماء وأَنشد تسْقي به ذات فِراغٍ عَثْجَلا وقال كأَنَّ شِدْقَيْه إذا تَهَكَّما فَرْغانِ مِنْ غَرْبَيْن قَدْ تخَرَّما قال وفَرْغُه سَعةُ خَرْقِه ومن ذلك سمي الفَرْغانِ والفَرْغُ نجم من مَنازِلِ القمر وهما فَرْغانِ مَنزِلان في بُرْج الدلو فَرْغُ الدلو المُقَدَّمُ وفرغ الدلو المُؤَخَّرُ وكل واحد منهما كَوْكَبانِ نَيّرانِ بين كل كوكبين قدر خمس أَذرع في رأْي العين والفِراغُ الإِناء بعينه عن ابن الأَعرابي التهذيب وأَما الفِراغُ فكل إناءِ عند العرب فِراغٌ والفَرْغانُ الإِناءُ الواسِعُ والفِراغُ الأَوْدِية عن ابن الأَعرابي ولم يذكر لها واحداً ولا اشْتَقَّها قال ابن بري الفَرْغُ الأَرض المُجْدِبةُ قال مالك العليمي أُنْجُ نجاءً من غَرِيمٍ مَكْبُولْ يُلْقى عليه النَّيْدُلانُ والغُولْ واتَّقِ أَجْساداً بِفَرْغٍ مَجْهُولْ ويَزِيدُ بن مُفَرِّغ بكسر الراء شاعرٌ من حِمْيَر

فشغ
الفَشْغُ والانْفِشاغُ اتِّساعُ الشيءِ وانْتِشارُه وتَفَشَّغَ فيه الشيبُ وتَفَشَّغَه الأَخيرة عن ابن الأَعرابي كثر فيه وانْتَشَرَ وفَشَغَه أَي علاه حتى غَطَّاه ابن الأَعرابي تَفَشَّغَه الشيبُ وتَشَيَّعَه وتَشَيَّمَه وتَسَنَّمَه بمعنى واحد والفاشِغةُ الغُرّةُ المُنْتَشِرةُ المُغَطِّية للعين وتَفَشَّغَتِ الغُرَّة كثرت وانتشرت وفَشَغَتِ الناصِيةُ والقُصّةُ حتى تُغَطِّي عين الفرس قال عِدِيّ بن زيد يصف فرساً له قُصّةٌ فَشَغَتْ حاجِبَيْ ه والعَيْنُ تُبْصِرُ ما في الظُّلَمْ والناصيةُ الفَشْغاءُ المُنْتَشِرةُ وفَشَغَه بالسوط فَشْغاً أَي عَلاه به وكذلك أَفْشَغَه به إِذا ضربه وتَفَشَّغَ الولد كثُر وقال النجاشي لقريش حين أَتوه هل تَفَشَّغَ فيكم الولدُ فإنّ ذلك من علامات الخير ؟ قالوا نعم أَي هل كثُر قال ابن الأَثير أَي هل يكون للرجل منكم عشرة من الولد ذكور ؟ قالوا نعم وأَكثرُ قال وأَصله من الظُّهُورِ والعُلُوِّ والانتِشارِ وفي حديث الأَشْتَرِ أَنه قال لعلي عليه السلام إِنَّ هذا الأَمْرَ قد تَفَشَّغَ أَي فَشا وانْتَشَرَ وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما ما هذه الفُتْيا التي تَفَشَّغَتْ في الناس ؟ ويروى تَشَقَّقَتْ وتَشَغَّفَتْ وتَشَعَّبَتْ ويقال تَفَشَّغَ في بني فلان الخيرُ إذا كثر وفشا وتَفَشَّغَ له ولد كثر وتَفَشَّغَ فيه الدَّمُ أَي غلَبه وتَمَشَّى في بدنه ومنه قول طفيل الغَنَوِيّ وقد سَمِنَتْ حتى كأَنَّ مَخاضَها تَفَشَّغَها ظَلْعٌ وليْسَتْ بِظُلَّعِ وحكى ابن كيسان تَفَشَّغَ الرجلُ البُيوتَ دخل فيها وتَفَشَّغَ فلان في بيوت الحيِّ إذا غاب فيها فلم تره وتَفَشَّغَ المرأَةَ دخل بين رجْليها ووقَعَ عليها وافْتَرَعَهَا ويقال للرجل المَنُونِ القليلِ الخير مُفْشِغٌ وقد أَفْشَغَ الرجلُ ورجل أَفْشَغُ الثَّنِيّةِ ناتِئُها وفي حديث أَبي هريرة أَنه كان آدمَ ذا ضَفِيرَتين أَفْشَغَ الثَّنِيَّتَيْنِ أَي ناتِئَ الثَّنِيَّتَيْن خارجَتَيْن عن نَضَدِ الأَسنان الأَصمعي فَشَّغَه النومُ تَفْشِيغاً إِذا علاه رغلبه وكسَّلَه وأَنشد لأَبي دواد فإِذا غَزالٌ عاقِدٌ كالظَّبْي فَشَّغَه المَنام والتَّفَشُّغُ والفِشاغُ الكَسَلُ وقد فشَّغَه المَنامُ أَي كَسَّلَه والفُشَاغُ نبات يَتَفَشَّغُ ويَنْتَشِرُ على الشجر ويَلْتَوي عليه وروى ابن بري عن الأَزهري أَن الفُشاغ يثقَّل ويخفف والفَشْغَةُ قَصَبةٌ
( * قوله « قصبة في إلخ » كذا بالأصل والذي في القاموس قطنة في إلخ ) في جَوْفِ قَصبة والفَشْغةُ ما تَطايَرَ من جَوْفِ الصَّوْصَلاةِ وهو نبت يقال له صاصُلى وقيل هو حَشيشٌ يأْكل جَوْفَه صِبْيانُ العِراقِ وفَشَغَه بالسوْط يَفْشَغُه فَشْغاً وأَفْشَغَه به وأَفَشَغَه إيّاه ضرَبه به وفاشَغَ الناقةَ إِذا أَزاد أَن يَذْبَحَ وَلدها فجعلَ عليه ثوباً يُغَطِّي به رأْسَه وظَهْرَه كلَّه ما خَلا سَنامه فيَرْضَعُها يوماً أَو يومين ثم يُوثَقُ وتُنَحَّى عنه أُمه حيث تراه ثم يؤخَذُ عنه الثوبُ فيجعلُ على حُوار آخَرَ فترى أَنه ابنُها ويُنْطَلقُ بالآخر فيذبح التهذيب المُفاشَغةُ أَن يُجَرَّ ولدُ الناقةِ من تحتها فيُنْحَرَ وتُعْطَفَ على ولد آخر يُجَرُّ إليها فيُلْقَى تحتها فَتَرْأَمُه يقال فاشَغَ بينهما وقد فُوشِغَ بها وقال ابن حِلِّزة بَطَلٌ يُجَرِّرُه ولا يَرْثي له جَرَّ المُفاشِغِ هَمَّ بالإِرْآمِ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن وَفْدَ البَصْرةِ أَتَوْه وقد تَفَشَّغُوا فقال ما هذه الهيئة ؟ فقالوا تركنا الثِّيابَ في العِيابِ وجِئْناكَ وقال الْبَسُوا وأَمِيطُوا الخُيَلاء قال شمر تَفَشَّغُوا أَي لَبِسُوا أَخْشَنَ ثيابهم ولم يَتَهَيَّؤُوا للقائه قال الزمخشري وأَنا لا آمن أَن يكون مصحَّفاً من تَقَشَّفُوا والتَّقَشُّفُ أَن لا يتعهد الرجل نفسه والفَشاغُ في المَهْر نحو القِرافِ

فضغ
فَضَغَ العودَ يَفْضَغَه فَضْغاً هَشَمَه ورجل مِفْضَغٌ يَتَشَدَّقُ ويَلْحَنُ كأَنه يَفْضَغُ الكلامَ والله أَعلم

فلغ
الفَلْغُ الشَّدْخُ فَلَغَ رأْسَه زاد في التهذيب بالعصا يَفْلَغُه فَلْغاً وفي الحديث إِنَّي إِنْ آتِهِمْ يُفْلَغْ رأَسِي كما تُفْلَغُ العِترةُ أَي يُكسَر وأَصل الفَلْغِ الشقُّ والعِتْرةُ نَبْتٌ قال وفَلَغَه مثل ثَلَغَه إِذا شَدَخَه حكاه يعقوب في البدل أَي أَنَّ فاء فَلَغَ بدل من ثاء ثَلَغَ يقال للقَفِيز بالسريانية فالِغا وأَعْرَبته العربُ فقالت فِلْجٌ

فوغ
فَوْغةُ الطيبِ كفَوْعَتِه حكاها كراع وقال فَوْغةُ بإعْجام الغين ولم يقلها أَحد غيره قال ولست منها على ثقة قال شمر وفَوْغةٌ من الفاغية قال الأَزهري كأَنه مقلوب عنده وفي الحديث احْبِسُوا صِبيانَكم حتى تذهَبَ فَوْعةُ العِشاءْ أَي أَوَّله كفَوْرتِه وفَوْعةُ الطِّيبِ أَوّلُ ما يَفُوحُ منه قال ابن الأثير ويروى بالغين لغة فيه

لتغ
اللَّتْغُ الضرب باليد لَتَغَه بيده لَتْغاً ضربه قال ابن دريد وليس بثبت

لثغ
اللُّثْغةُ أَن تَعْدِلَ الحرْفَ إِلى حرف غيره والأَلْثَغُ الذي لا يستطيع أَن يتكلم بالراء وقيل هو الذي يجعل الراء غيناً أَو لاماً أَو يجعل الراء في طرَف لسانه أَو يجعل الصاد فاء وقيل هو الذي يَتَحَوَّلُ لسانه عن السين إلى الثاء وقيل هو الذي لا يَتِمُّ رَفْعُ لسانه في الكلام وفيه ثقل وقيل هو الذي لا يُبَيِّنُ الكلامَ وقيل هو الذي قَصُرَ لسانه عن موضع الحرف ولَحِقَ مَوْضِعَ أَقْرَبِ الحروف من الحرف الذي يَعْثُر لسانه عنه والمصدر اللَّثَغُ ولَثَغَ لسانَ فلان إِذا صَيَّرَه أَلْثَغَ لَثِغَ بالكسر يَلْثَغُ لَثَغاً والاسم اللُّثْغةُ والمرأَة لَثْغاء وفي النوادر ما أَشدَّ لَثَغَته وما أَقبح لُثْغَتَه فاللَّثَغَةُ الفَمُ واللُّثْغةُ ثِقَلُ اللسانِ بالكلام وهو أَلْثَغُ بيِّنُ اللُّثْغةِ ولا يقال بَيِّنُ اللَّثَغةِ والله أَعلم

لدغ
اللَّدْغُ عَضُّ الحَيّةِ والعقرب وقيل اللَّدْغُ بالفم واللَّسْعُ بالذَّنَب قال الليث اللَّدْغُ بالناب وفي بعض اللغات تَلْدَغُ العَقْرَبُ وقال أَبو وجْزةَ اللَّدْغةُ جامِعةٌ لكل هامّةٍ تَلْدَغُ لَدْغاً يقال لَدَغَتْه تَلْدَغُه لَدْغاً وتَلْداغاً ورجل مَلْدُوغ ولَدِيغٌ وكذل الأُنثى والجمع لَدْغَى ولُدَغاءُ ولا يجمع جمع السلامة لأَن مؤنثه لا يدخله الهاء والسَّلِيمُ اللَّدِيغُ ويقال أَلْدَغْتُ الرجلَ إِذا أَرْسَلْتَ إِليه حَيّةً تَلْدَغُه وفي الحديث وأَعوذُُ بكَ أَن أَمُوتَ لَدِيغاً اللَّدِيغُ المَلْدُوغُ فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُولٍ ولَدَغَه بكلمة يَلْدَغُه لَدْغاً نَزَغَه بها ورجل مِلْدَغٌ يفعل ذلك بالناس وأَصابه منه ذُبابٌ لادِغٌ أَي شرًّ عن ابن الأَعرابي وهو على المثل

لصغ
لَصَغَ الجِلْدُ يَلْصَغُ لُصُوغاً إِذا يَبِسَ على العظْم عَجَفاً

لغلغ
لَغْلَغَ الطعامَ أَدَمَه بالسمن والوَدَك عن كراع أَبو عمرو لَغْلَغَ ثَرِيدَه وسَغْسَغَه ورَوَّغَه رَوّاه من الأُدْمِ ويقال في كلامه لَغْلغةٌ ولَخْلخةٌ أَي عُجْمة التهذيب واللَّغْلَغُ طائر معروف غيره اللَّغْلَغُ طائر معروف قال ابن دريد لا أَحسبه عربيّاً

لمغ
الْتُمِغُ لَوْنُه ذهَب كالتُمِع حكاه الهروي

لوغ
لاغَ الشيءَ لَوْغاً أَدارَه في فيه ثم لَفَظَه ابن الأَعرابي لاغَ يَلُغُ لَوْغاً إِذا لَزِمَ الشيءَ قال ابن بري اللَّوْغُ السَّوادُ الذي حَوْلَ الحَلَمِة وأَنشد ثعلب كذَبْتَ لَمْ تَغْذُه سَوْداءُ مُقْرِفةٌ بِلَوْغِ ثَدْيٍ كأَنْفِ الكَلْبِ دَمّاعِ وقالتْ خالةُ امرئ القيس له إن أُمك تَرَكَتْكَ صغيراً فأَرْضَعْتُكَ كلْبةً مُجْرِيةً فَقَبِلْتَ لَوْغَها

ليغ
الأَلْيَغُ الذي يَرْجِع كلامُه ولسانُه إلى الياء وقيل هو الذي لا يُبَيِّنُ الكلامَ والاسم اللَّيَغُ واللِّياغةُ وامرأَة لَيْغاءُ واللِّياغةُ الأَحْمَقُ الكسر عن ابن الأَعرابي والفتح عن ثعلب ابن الأَعرابي رجل أَلْيَغُ وامْرأَة لَيْغاء إذا كانا أَحمقين قال واللَّيَغُ الحُمْقُ الجيّد وطَعام سَيِّغٌ لَيِّغٌ وسائِغٌ لائِغٌ إِتْباع أَي يَسُوغُ في الحلق ولاغَ الشيءَ لَيْغاً راوَدَه لِيَنْتَزِعَه

مرغ
المَرْغُ المُخاطُ وقيل اللُّعابُ قال الحِرْمازِيّ دُونَكِ بَوْغاءَ تُرابَ الدَّفْغِ فأَصْفِغِيه فاكِ أَيَّ صَفْغِ ذلِك خَيْرٌ من حُطامِ الرَّفْغِ وإنْ تَرَيْ كَفَّكِ ذاتَ نَفْغِ شَفَيْتِها بالنَّفْثِ بَعْدَ المَرْغِ والمَرْغُ الرِّيقُ وقيل المَرْغُ لُعاب الشاء وهو في الإنسان مُسْتَعارٌ كقولهم أَحْمَقُ ما يَجْأَى مَرْغَه أَي لا يَسْتر لُعابَه وجَأَيْتُ الشيءَ أَي ستَرْتُه وعَمَّ به بعضهم وقصره ابن الأَعرابي على الإِنسان فقال المَرْغُ للإنسان والرُّوالُ غير مهموز للخيل واللُّغامُ للإِبل وأَمْرَغَ أَي سالَ لُعابُه وأَمْرَغَ نامَ فسالَ مَرْغُه من ناحيتي فيه وتَمرَّغَ إِذا رَشَّه من فيه قال الكُمَيْتُ يُعاتِبُ قُرَيْشاً فَلمْ أَرْغُ ممّا كان بَيْني وبَيْنَها ولم أَتمَرَّغْ أَنْ تَجَنَّى غَضُوبُها قوله فلم أَرْغُ من رُغاء البعير والأَمْرَغُ الذي يَسِيل مَرْغُه والمَرْغةُ الروْضةُ والعرب تقول تَمَرَّغْنا أَي تَنَزَّهْنا والمَرْغُ الرَّوْضةُ الكثيرة النبات وقد تَمَرَّغَ المالُ إذا أطال الرَّعْي فيها وقال أَبو عمرو مَرَغَ العَيْرُ في العُشْبِ إذا أَقام فيه يَرْعَى وأَنشد لرِبْعِيّ الدُّبَيري إني رَأَيْتُ العَيْرَ في العُشْبِ مَرَغْ فجِئْتُ أَمْشِي مُسْتَطاراً في الرَّزَغْ ويقال تَمَرَّغْتُ على فلان أَي تَلَبَّثْتُ وتمكَّثْتُ وأَمْرَغَ إِذا أَكثر الكلامَ في غير صَواب والمَرْغُ الإِشْباعُ بالدُّهْن ورجل أَمْرَغُ وشعَر مَرِغٌ ذو قَبُولٍ للدُّهْن والمُتَمَرِّغُ الذي يَصْنَعُ نفسَه بالدِّهانِ والتَّزَلُّقِ وأَمْرَغَ العَجينَ أَكثر ماءَه حتى رَقَّ لغة في أَمْرَخَه فلم يَقْدِر أَن يُيَبِّسه ومَرِغَ عِرْضُه دَنِسَ وأَمْرَغَه هو ومَرَّغَه دَنَّسَه والمُجاوِزُ من فِعْله الإِمْراغ ومَرَّغَه في التراب تمريغاً فتَمرَّغ أَي مَعَّكه فَتَمَعَّك ومارَغه كلاهما أَلْزَقَه به والاسم المَراغةُ والموضع مَتَمَرَّغٌ ومَراغٌ ومَراغةٌ وفي صفة الجنة مَراغُ دَوابِّها المِسْكُ أَي الموضع الذي يُتَمَرَّغُ فيه من تُرابها والتمَرُّغُ التَّقَلُّبُ في التراب وفي حديث عَمّار أَجْنَبْنا في سففَر وليس عندنا ماء فتمَرَّغْنا في التراب ظَنَّ أَنَّ الجُنُبَ يحتاج أَن يُوَصِّلَ الترابَ إِلى جميع جسَده كالماء ومَراغةُ الإِبل مُتَمَرَّغها والمَرْغُ المَصِيرُ الذي يجتمع فيه بَعْرُ الشاة والمَراغةُ الأَتانُ وقيل الأَتانُ التي لا تَمْتَنِعُ من الفُحول وبذلك لقَّب الأَخطلُ أُمَّ جَريرٍ فسمّاه ابن المَراغةِ أَي يَتَمرَّغ عليها الرِّجال وقيل لأَن كليباً كانت أَصحابَ حُمُرٍ والمَرْغُ أَكلُ السائِمة العُشبَ ومَرَغَتِ السائمةُ والإبل العُشْبَ تَمْرَغُه مَرْغاً أَكلته عن أَبي حنيفة ومَراغُ الإِبلِ مُتَمَرَّغُها قال الشاعر يَجْفِلُها كلُّ سَنامٍ مِجْفَلِ لأَياً بِلأْيٍ في المَراغِ المُسْهِلِ والمِمْرَغةُ المِعَى الأَعْوَرُ لأَنه يُرْمى به وسمّي أَعْورَ لأَنه كالكيس لا مَنْفَذَ له

مزغ
قال ابن بري التمَزُّغُ التَّوَثُّبُ قال رؤبة بالوَثْبِ في السَّوْآتِ والتمَزُّغِ

مشغ
المَشْغُ ضَرْب من الأَكل ليس بالشديد وقيل هو كأَكْلِكَ القِثَّاءَة ومَشَغَ عِرْضَه ومَشَّغَه عابَه قال رؤبة واحْذَرْ أَقاوِيلَ العُداةِ النُّزَّغِ عَليَّ إني لَسْتُ بالمُزَغْزَغِ أَغْدُو وعِرْضِي ليسَ بالمُمَشَّغِ أَي ليس بالمُكَدَّرِ ولا المُلَطَّخ والمِشْغةُ طين يُجْمَعُ ويُغْرَزُ فيه شوْكٌ ويُترك حتى يَجِفَّ ثم يُضْرَب عليه الكَتّانُ حتى يَتَسرَّح ابن الأَعرابي ثوب ممَشَّغٌ مَصْبوغ بالمِشْغ قال الأَزهري أَراد بالمِشْغِ المِشْقَ وهو الطين الأَحمر وروى أَبو تراب عن بعض العرب مَشْغَه مائةَ سَوْطٍ ومَشَقَه إِذا ضربه أَبو عمرو المِشْغة قِطعة الثوب أَو الكساء الخَلَق وأَنشد لأَبي بدر السلمي كأَنَّه مِشْغةُ شَيْخ مُلْقاهْ

مضغ
مَضَغَ يَمْضَغُ ويَمْضُغُ مَضْغاً لاكَ وأَمْضَغَه الشيءَ ومَضَّغَه أَلاكَه إِياه قال أُمْضِغُ مَن شاحَنَ عُوداً مُرّا شاحَن عادَى وقال هاعٍ يُمَضِّغُني ويُصْبِحُ سادِراً سلكاً بِلَحْمِي ذِئْبُه لا يَشْبَعُ ومَضَغَ الطعامَ يَمْضَغه مَضْغاً والمَضاغ بالفتح ما يُمْضَغُ وفي التهذيب كلُّ طعام يُمْضَغ وما ذُقْتُ مَضاغاً ولا لَواكاً أَي ما ذُقتُ ما يُمْضَغ ويقال ما عندنا مَضاغٌ وهذه كِسرة لَيِّنة المَضاغِ وفي حديث أَبي هريرة أَكلَ حَشَفةً من تمراتٍ قال فكانت أَعْجَبَهُنّ إِليَّ لأَنها شَدَّتْ في مَضاغي المضاغ بالفتح الطعام يُمْضَغُ وقيل هو المَضْغُ نفسُه يقال لُقمةٌ ليِّنةُ المضاغ وشديدة المَضاغِ أَراد أَنها كان فيها فوِّة عند مَضْغِها وكَلأٌ مَضِغٌ بَلَغ أَن تمَضَغَه الرّاعِيةُ ومنه قول أَبي فَقْعَسٍ في صفة الكلإِ خَضِعٌ مَضِع ضافٍ رَتِع أَراد مَضِغ فحوَّل الغين عيناً لِما قبله من خَضِع ولما بعده من رَتِع والمُضاغةُ بالضم ما مُضِغَ والمُضاغةُ ما يَبْقى في الفَم من آخر ما مَضَغْتَه والمَواضِغُ الأَضْراسُ لمَضْغِها صفة غالبة والماضِغانِ والماضِغتانِ والمَضِيغتان الحَنَكانِ لمضْغِهما المأْكولَ وقيل هما رُوذا الحَنَكَيْن
( * قوله « روذا الحنكين » كذا بالأصل ولعلهما رؤدا اللحيين بالهمز ففي مادة رأد من اللسان والرأد والرؤد أيضاَ رأد اللحي وهو اصل اللحي التاتئ تحت الاذن وقيل أَصل الاضراس في اللحي وقيل الرأدان طرفا اللحيين الدقيقان اللذان في اعلاهما ) لذلك وقيل هما عِرْقان في اللِّحْيَين وقيل هما أَصْلا اللَّحْيَين عند مَنْبِت الأَضراس بِحياله وقيل هما ما شَخَصَ عند المَضْغِ والمَضِيغةُ كل عَصبةٍ ذاتِ لحْم فإِما أَن تكون مما يُمْضَغُ وإِما أَن تشبه بذلك إن كان مما لا يؤكل والمَضِيغَةُ لحم باطِن العَضُد لذلك أَيضاً وقال ابن شميل كل لحم على عظم مَضِيغةٌ والجمع مَضِيغٌ ومَضائِغُ وقال الليث كل لحمَة يَفْصِلُ بينها وبين غيرها عِرْقٌ فهي مَضِيغةٌ قال واللِّهْزِمةُ مَضِيغةٌ والعَضَلةُ مَضِيغة والمَضائِغ من وَظيفَي الفرس رؤوسُ الشّظايتين
( * قوله « الشظايتي » كذا بالأصل والذي في القاموس الشظئ عظيم لازق بالركبة أَو بالذراع أو بالوظيف أو عصب صفار فيه ) لأَن آكِلَها من الوحش يَمْضَغُها وقد تكون على التشبيه كما تقدم لمَكان المضغ أَيضاً والمَضِغة ما بُلَّ وشُدَّ على طرَف سِيةِ القَوْسِ من العَقَب لأَنه يُمْضَغُ وقيل هي العَقَبةُ التي على طرَف السِّيةِ الأَصمعي المَضائِغُ العَقَباتُ اللَّواتي على طرَفِ السِّيَتَيْن والمُضْغةُ القِطْعةُ من اللَّحم لمكان المضغ أَيضاً التهذيب المُضْغة قِطعة لحم وقيل تكون المُضغة غيرَ اللحم يقال أَطْيَبُ مُضْغةٍ أَكَلَها الناسُ صَيْحانِيّةٌ مَصْلِيَّةٌ وقال خالد بن جَنْبةَ المُضْغةُ من اللحمَ قدْرُ ما يُلْقي الإِنسانُ في فيه ومنه قيل في الإِنسان مُضغتانِ إِذا صَلَحَتا صَلَحَ البَدَنُ القلْبُ واللِّسانُ والجمع مُضَغٌ وقلْب الإِنسان مُضْغة من جسَده التهذيب إِذا صارت العَلَقة التي خُلِقَ منها الإِنسان لَحْمة فهي مُضغة وفي الحديث إن خلق أَحدكم يجمع في بطن أُمه أَربعين يوماً نطفة ثم أَربعين يوماً عَلَقَة ثم أَربعين يوماً مضغة ثم يبعث الله إليه الملَك وفي الحديث إن في ابن آدم مُضْغةً إِذا صَلَحَت صلَحَ الجسدُ كله يعني القَلْبَ لأَنه قِطْعةُ لحم من الجسد والمَضَّاغةُ الأَحْمَقُ والمُضَغُ من الجِراحِ صِغارُها وقول عمر رضي الله عنه إنّا لا نتَعاقَلُ المُضَغَ بَيْنَنا أَراد الجراحات والمُضَغُ جمع مُضْغةٍ وهي القطْعة من اللحم قدر ما يُمْضَغُ وسمّاها مُضَغاً على التشبيه بمُضْغةِ الإِنسان في خلْقه يَذْهبُ بذلك إلى تَصْغيرها وتَقْليلها والمُضَغُ ما ليس له أَرْشٌ مُقَدَّرٌ معلوم من الجِراحِ والشِّجاج شُبِّهَت بمُضْغةِ الخَلْقِ قبل نَفْث الرُّوحِ وبالمُضْغةِ الواحدة شُبِّهت اللُّقْمة تُمْضَغُ وقيل شبهها بالمضغة من اللحم لقلتها في جنب ما عَظُمَ من الجِناياتِ وقال أَحمد لإِسحق ما الذي لا تَعْقِلُ العاقِلةُ ؟ قال ما دون الثلُث وقال ابن راهويه لا تَعْقِلُ العاقلةُ ما دُونَ المُوضِحةِ إنما فيها حُكومةٌ وتَحْمِلُ العاقِلةُ المُوضِحةَ فما فوقَها وقالا معاً لا تعقل المرأَة والصبي مع العاقلة وأَمْضَغَ التمرُ حان أَن يُمْضَغَ وتْمرٌ ذُو مَضْغةٍ صُلْبٌ متِين يُمْضَغُ كثيراً وهَجاه هِجاءً ذا مَمْضَغةٍ يصفه بالجَوْدةِ والصَّلابة كالتمر ذي المَمْضَغةِ وإِنه لذو مُضْغةٍ إذا كان من سُوسِهِ اللحمُ ومُضَغُ الأُمورِ صِغارُها وكلاهما من المَضْغِ وماضَغَه القِتالَ والخُصومةَ طاوَلَه إيّاهُما

مغمغ
المَغْمغةُ الاخْتِلاطُ قال رؤبة ما مِنْكَ خَلْطُ الخُلُقِ المُمَغْمِغِ فانْفَحْ بِسَجْلٍ مِنْ نَدىً مُبلِّغ وتَمَغْمَغَ المالُ إِذا جرى فيه السِّمَنُ ومَغْمَغَ اللحمَ لم يُحْكِمْ مَضْغَه ومَغْمَغَ الكلامَ لم يَبَيِّنْه والمَغْمَغةُ أَن تَرِدَ الإِبلُ الماء كلَّما شاءتْ عن ابن الأَعرابي والذي حكاه أَبو عبيد الرَّغْرَغةُ وقد تقدَّم ومَغْمَغَ طَعامَه أَكثر أُدْمَه والمعروف صَغْصَغَ أَبو عمرو إذا رَوَّى الثَّرِيدَ دَسَماً قيل مَغْمَغَه ورَوَّْغَه وسَغْسَغَه وصَغْصَغَه

ملغ
: المِلْغُ : بالكسر : المُتَمَلِّقُ وقيل الشَاطِرُ وقيل الأَحْمَقُ الذي يَتَكَلَّمُ بالفُحْشِ وقيل الدي لا يُبالي ما قال ولا ما قيلَ له والجمع أَمْلاغٌ . ومُلِغَ في كلامِه و تَمَلَّغَ : تَحَمَّقَ . وكلامٌ مِلْغٌ و أَمْلَغُ : لا خَيْرَ فيه . و المِلْغُ : الأَحْمَقُ الوَقْسُ اللفْظِ قال رؤبة : أَوْهى أَدِيماً حَلِما لم يُدْبَغِ والمِلْغُ يَلْكى بالكَلام الأَمْلَغِ التهذيب في هذا المكان : وقال رؤبةُ : يُمارِسُ الأَغْصانَ بالتَمَلُّغِ هو تَفَعُّلٌ منه . ويقال : مَلْغٌ مُتَمَلَّغٌ وقالوا : بِلْغٌ مِلْغٌ . فبلْغٌ أَحْمَقُ بالِغٌ في حُمْقِه أَو بالغ ما يريد مع حُمْقه و مِلْغٌ إِتْباع وقيل إِنه يفرد فلا يكون إِتباعاً وأَورد بيت رؤبة : و المِلْغُ يَلْكى وقال : فدل أَنه ليس بإِتباع قال ابن بري : وقال رؤبة في المِلْغ أيضاً : غَيَّرَ آَلِي وأَطالَ ذَبَّي غَثِيثَةُ المِلْغِ بقَوْلٍ خِبِّ

موغ
ماغَتِ السِّنَّوْرةُ تمُوغُ مُواغاً ومَوْغاً مثل ماءَتْ

نبغ
نَبَغَ الدَّقِيقُ من خَصاصِ المُنْخُلِ يَنْبُغُ خَرَجَ وتقول أَنْبَغْتُه فَنَبَغَ ونَبَغَ الوِعاءُ بالدَّقِيقِ إذا كان دَقِيقاً فَتَطايَرَ من خَصاصِ ما رَقَّ منه ونَبَغَ الماءُ ونَبَعَ بمعنى واحد ونَبَغَ الرجل يَنْبَغُ ويَنْبُغُ ويَنْبِغُ نَبْغاً لم يكن في إرْثِه الشِّعْرُ ثم قال وأَجادَ ومنه سمي النَّوابِغ من الشُّعراء نحو الجَعْديّ والذُّبْياني وغيرهما وقالت ليلى الأَخْيَلِيّة أَنابِغَ لمْ تَنْبَغْ ولم تَكُ أَوّلا وكنتَ صُنَيّاً بَيْنَ صَدَّيْن مَجْهَلا
( * قوله « مجهلا » تقدم في مادة صدد ضبطه بضم الميم تبعاً لما في غير موضع من الصحاح )
ونَبَغَ منه شاعِرٌ خَرَجَ ونَبَغَ الشيءُ ظَهَرَ ونَبَغَ فيهم النِّفاقُ إذا ظهر بعدما كانوا يُخْفونه منه ونَبَغَت المَزادةُ إِذا كانت كتُوماً فصارت سَرِبةً وفي حديث عائشة في أَبيها رضي الله عنهما غاضَ نَبْغَ النِّفاقِ والرِّدَّةِ أَي نَقَصه وأَهْلَكَه وأَذْهَبَه والنابغةُ الشاعرُ المعْروف سمي بذلك لظهوره وقيل سماه به زيادُ بن معاوية لقوله وحَلَّتْ في بَني القَيْنِ بن جَسْرٍ وقد نَبَغَتْ لَنا مِنْهُمْ شُؤُونُ والهاء للمبالغة وقد قالوا نابغة قال الشاعر ونابِغةُ الجَعْدِيُّ بالرَّمْلِ بَيْتُه عليه صَفِيحٌ من تُرابٍ مُوَضَّع قال سيبويه أَخْرَجَ الأَلف واللام وجُعِلَ كواسِط التهذيب وقيل إن زياداً قال الشعر على كِبَرِ سنه ونَبَغَ فسمي النابغةَ وقول الشاعر ومَهْمَهةٍ صَخِبٍ هامُها نَوابِغُها ضَحْوةً تَضْبَحُ قيل النوابِغُ إناثُ الثَّعالِب قال الأَزهري ولا أَعْرِفُ الشِّعْر ويقال نَبَغَ فلان بِتُوسِه إِذا خرَجَ بطَبْعِه ويقال لهِبْرِيةِ الرأْس نُبّاغُه ونُبّاغَتُه قال وقول ليلى أَنابِغَ لم تَنْبُغْ ولم تَكُ أَوّلا هو من قولهم نَبَغَ فلان بِتُوسِه إِذا أَظْهَرَ خُلُقَه وترك التَّخَلُّقَ فكان مَعْناها أَنه ظهر لُؤْمُكَ الذي كنت تكْتُمُه ولم يَنْفَعْك تَخَلُّقُكَ بغير خُلُقِكَ الذي طُبِعْتَ عليه وتَنَبَّغَتْ بَناتُ الأَوْبَرِ إذا يَبِسَتْ فخرج منها مثلُ الدقيق

نتغ
نَتَغَ الرجلَ يَنْتِغُه ويَنْتُغُه نَتْغاً عابه ونَتَغْتُه وأَنْتَغْتُه عِبْتُه وقلتُ فيه ما ليس فيه ورجل مِنْتَغٌ عَيّابٌ مُعْتادٌ لذلك وقد نَتَغَه وأَنشد بعضهم غَمَزَتْ بِشَيْبي تِرْبَها فَتَعَجَّبَتْ وسَمِعْتُ خَلْفَ قِرامِها إنتاغَها وكذاك ما هِيَ إنْ تَراخَى غَمْزُها شَبَّهْتُ جَعْدَ عُموقِها أَصْداغَها وقال ابن دريد النَّتْغُ والفَدْخُ الشَّدْخُ وأَنْتَغَ إِنْتاغاً ضَحِكَ ضَحْكاً خَفِيًّا كَضَحْكِ المُسْتَهْزِئ وأَنشد لَمّا رَأَيْتُ المُنْتِغِينَ أَنْتَغُوا ابن الأَعرابي الإِنْتاغُ أَن يُخْفِي ضَحِكَه ويُظْهِرَ بعضَه قال ابن بري ونَتَغَ ضَحِكَ ضَحِكَ المُسْتَهْزِئ

ندغ
النَّدْغُ شبه النَّخْس نَدَغَه يَنْدَغُه نَدْغاً طعَنَه ونَخَسه بإصْبَعِه ودَغْدَغَه شِبْه المُغازَلةِ وهي المُناذَغةُ قال رُؤبة لَذَّتْ أَحادِيثُ الغَوِيِّ المِنْدَغِ والنَّدْغُ أَيضاً الطَّعْنُ بالرُّمحِ وبالكلام أَيضاً وانْتَدَغَ الرجلُ أَخْفَى الضَّحْكَ وهو أَخْفَى ما يكون منه ونَدَغَه بكلمة يَنْدَغُه نَدْغاً سَبَعَه ورجل مِنْدَغٌ قال قَوْلاً كتَحْدِيثِ الهَلُوكِ الهَيْنَغِ مالَتِ لأَقْوالِ الغَوِيّ المِنْدَغِ فَهْيَ تُرِي الأَعْلاقَ ذاتَ النُّغْنُغِ يريد بالأَعلاقِ الحُلِيِّ التي عليها والنُّغْنُغُ الحركة والمِنْدَغُ بكسر الميم الذي من عادته النَّدْغُ والنِّدْغُ والنَّدْغُ والنَّدَغُ بالغين المعجمة كلها قال ابن سيده والأَخيرة أَراها عن ثعلب ولا أَحقها كلُّه الصَّعْتَرُ البَرّي وهو مما تَرْعاه النَّحْلُ وتُعَسِّلُ عليه وعَسَلُه أَطْيَبُ العَسَلِ ولَعَسَلِه جَلْوتانِ جَلْوةُ الصيف وهي التي تكون في الرَّبِيع وهي أَكثر الشِّيارَيْنِ وجَلوة الصَّفَرِية وهي دونها وفي حديث سُلَيْمان بن عبد الملك دخل الطائفَ فوجد رائحة الصَّعْتَرِ فقال بِواديكم هذا نَدْغةٌ وقال الفراء النَّدْغُ الصعتر البَرّيّ والسِّحاء نَبْت آخر وكلاهما من مَراعي النحل وكتب الحجاج إلى عامله بالطائِف أَن يُرْسِلَ إليه بعسل أَخْضَرَ في السِّقاء أَبيض في الإناء من عسل النَّدْغِ والسِّحاء والأَطبَّاءُ يزْعُمون أَنّ عسل الصعتر أَمْتَنُ العَسَل وأَشَدُّه لُزُوجةً وحَرارةً وقيل النَّدغ شجر أَخضر له ثمر أَبيض واحدته ندغة قال أَبو حنيفة الندغ مما ينبت في الجبال وورقه مثل ورق الحَوْكِ ولا يرعاه شيء وله زهر صغير شديد البياض وكذلك عسله أَبيض كأَنه زُبْدُ الضأْن وهو ذَفِرٌ كرِيهُ الريح واحدته نَدْغة ونِدْغة ويقال للبَرْك المِنْدغةُ والمِنْسغةُ

نزغ
النَّزْغُ أَن تَنْزِغَ بين قوم فتَحْمِلَ بعضهم على بعض بفسادٍ بينهم ونَزَغَ بينهم يَنْزَغُ ويَنْزِغُ نَزْغاً أَغْرَى وأَفْسَدَ وحمل بعضَهم على بعض والنزْغُ الكلام الذي يُغْرِي بين الناس ونَزَغَه حرَّكه أَدنى حركة ونزَغ الشيطانُ بينهم يَنزَغُ ويَنزِغُ نَزْغاً أَي أَفسد وأَغرى وقوله تعالى وإمّا يَنْزَغَنَّكَ من الشيطان نَزْغٌ فاسْتَعِذْ بالله نَزْغُ الشيطانِ وسَاوِسُه ونَخْسُه في القلب بما يُسَوِّلُ للإِنسان مِن المَعاصي يعني يُلْقِي في قلبه ما يُفْسِدُه على أَصحابه وقال الزجاج معناه إن نالَك من الشيطان أَدْنى نَزْغٍ ووَسْوسةٍ وتَحْرِيك يَصْرِفُك عن الاحتمال فاستعذ بالله من شرّه وامْضِ على حكمك أَبو زيد نَزَغْتُ بين القوم ونَزَأْتُ ومَأَسْتُ كل هذا من الإِفسادِ بينهم وكذلك دَحَسْتُ وآسَدْتُ وأَرَّشْتُ وفي حديث علي رضي الله عنه ولم تَرْمِ الشُّكُوكُ بَنَوازِغِها عَزِيمةَ إِيمانِهم النّوازِغُ جمع نازِغةٍ من النزْغ وهو الطعْنُ والفَسادُ وفي الحديث صِياحُ المولود حين يَقَع نَزْغةٌ من الشيطانِ أَي نَخْسةٌ وطَعْنةٌ ونَزَغَ الرجلَ يَنْزَغُه نَزْغاً ذكره بقبيح ورجل مِنْزَغٌ ومِنْزَغةٌ ونَزّاغٌ يَنْزَغُ الناسَ والنَّزْغُ شبه الوَخْز والطعْن ونَزَغَه بكلمة نَزْغاً نخَسَه وطَعَن فيه مثل نَسَغَه ونَدَغَه ونَزَغَه نَزْغاً طَعَنه بيد أَو رُمْح وفي حديث ابن الزبير فنزَغَه إنسان من أَهل المسجد بِنزيغةٍ أَي رماه بكلمة سيئة وأَدْرَكَ الأَمْرَ بِنَزَغِه أَي بِحِدْثانِه عن ثعلب ويقال للبَرْك المِنْزَغةُ والمِنْسْغةُ والمِيزغةُ والمِبْزغةُ والمِنْدغةُ

نسغ
نَسَغَت الواشِمةُ بالإِبرة نَسْغاً غَرَزَتْ بها والنسْغُ تَغْرِيزُ الإِبرة وذلك أَنّ الواشِمةَ إذا وشَمَتْ يدها ضَبَّرَتْ عِدَّة إبر فَنَسَغَتْ بها يدها ثم أَسَفَّتْه النَّؤُورَ فإِذا بَرَأَ قُلِعَ قِرْفُه عن سَواد قد رَصُنَ ونَسَغَ الخبزة نَسْغاً غَرَزَها ابن الأَعرابي المِنْسغةُ والمِبْزغةُ البَرْكُ الذي يُغْرَزُ به الخُبْزُ والمِنْسغةُ إِضْبارةٌ من ريشِ الطائر أَو ذنَبه يَنْسَغُ بها الخَبَّازُ الخُبْزَ وكذلك إذا كان من حديد والنَّسْغُ مثل النخس ونَسَغَه بيد أَو رُمْحٍ أَو سوط نَسْغاً ونَسَّغَه طعنه وكذلك أَنْسَغَه ونَسَغَه بكلمة مثل نَزَغه ورجل ناسِغٌ من قوم نُسَّغٍ حاذقٌ بالطعن قال إِنِّي على نَسْغِ الرِّجالِ النُّسَّغِ ونَسَغَ البعيرُ ضَرَبَ مَوْضِعَ لَسْعةِ الذُّبابِ بخُفّه وأَنْسَغَتِ الفَسيلةُ ونَسَّغَتْ أَخْرَجَتْ قُلْبَها وقيل أَخرجت سعفاً فوق سعَف وأَنْسَغتِ الشجرة نبتت بعد القطع وكذلك الكرمُ وانْتَسَغَ الرجلُ تَحَرّى ونَسَغ في الأَرض نَسْغاً ذهب ونَسَغَتْ ثَنِيَّتُه تَحَرَّكَتْ ورَجَعَتْ والنَّسِيغُ العَرَقُ وانْتَسَعَتِ الإِبلُ وانْتَسَغَتِ انْتِساغاً بالعين والغين إِذا تَفَرَّقَتْ في مَراعِيها وتَباعَدَتْ وقال الأَخطل رجَِنَّ بِحَيْثُ تَنْتَسِغُ المَطَايا فلا بَقًّا تَخافُ ولا ذُبابَا
( * في ديوان الأخطل دجنّ بدل رجنّ والمعنى واحد )

نشغ
النَّشُوغُ الوَجُورُ والسَّعُوطُ وهو بالعين المهملة أَيضاً وهو أَعلى وقد نُشِغَ الصبيُّ نُشُوغاً قال ذو الرمة إذا مَرْئِيَّةٌ ولَدَتْ غُلاماً فَأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِغَ المَحارا وروي نُشِعَ بالعين المهملة وهو إيجارُك الصبي الدَّواءَ وقد تَقَدّم نَشغَه ونَشَعه إِذا أَوْجَره ابن الأَعرابي نُشِعَ الصبي ونشِغَ بالعين والغين إذا أُوجِرَ في الأَنف الليث نَشَغْتُ الصبيَّ وَجُوراً فانْتَشَغَه جُرْعةً بعد جُرْعةٍ وفي الحديث فإِذا هو يَنْشَغُ أَي يَمَصُّ بِفِيه والمِنْشَغةُ المُسْعُطُ أَو الصَّدَفةُ يُسْعَطُ بها قال الشاعر سَأَنْشَغُه حتى يَلِينَ شَرِيسُه بِِمِنْشغةٍ فيها سِمامٌ وعَلْقَمُ والنَّشَغُ التَّلْقِينُ وربما قالوا نَشَغْته الكلام نَشْغاً أَي لقَّنْتُه وعَلَّمته وهو على التشبيه ويقال نَشَغْتُه الكلامَ ونَسَغْتُه الكلامَ بالشين والسين ونَشَغَه يَنْشَغُه نَشْغاً وأَنْشَغَه فَنَشَغَ وتَنَشَّغَ وانْتَشَغَ وناشَغَ قال أَهْوى وقد ناشَغَ شِرْباً واغِلا والنَّشْغُ الشَّهِيقُ حتى يَكاد يَبْلُغُ به الغَشْيَ وفي حديث أُمِّ إسماعيل فإِذا الصبي يَنْشَغُ للموت وقيل معناه يَمْتَصُّ بِفيه من نَشَغْتُ الصبيّ دَواء فانْتَشَغَه ونَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغاً شَهِقَ حتى كاد يُغْشى عليه وإِنما ذلك من شَوْقِه وفي حديث أَبي هريرة أَنه ذكرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَشَغَ نَشْغَةً أَي شَهِقَ وغُشِيَ عليه قال أَبو عبيد وإنما يفعل ذلك الإنسان شَوْقاً إلى صاحبه أَو إِلى شيء فائتٍ وأَسَفاً عليه وحُبًّا للِقائه قال وهذا نَشْغٌ بالغين لا اختلاف فيه قال رؤبة يمدحُ رجلاً ويذكر شَوْقَه إليه عَرَفْتُ أَني ناشِغٌ في النُّشَّغِ إِلَيْكَ أَرْجُو من نَداكَ الأُسْبَغِ والنَّشْغةُ تَنَفُّسةُ من تَنَفُّسِ الصُّعَداء يقال منه نَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغاً والنَّشْغُ جُعْلُ الكاهِنِ وقد نَشَفَه والعينُ المهملة أَعْلى ونُشِغَ به نَشْغاً أُولِعَ والعين المهملة لغة أَبو عمرو نُشِغَ به ونُشِعَ به وشُغِفَ به أَي أُولِعَ به وإنه لنَشُوغٌ بأَكل اللحم ومَنْشُوغٌ به أَي مُولَعٌ والنَّاشِغانِ الواهِنَتانِ وهما ضِلَعانِ من كل جانب ضِلَعٌ الفراء النَّواشِغُ مَجاري الماء في الوادي وأَنشد للمرَّار بن سَعِيد ولا مُتلاقِياً والشمسُ طِفْلٌ ببَعْضِ نَواشِغِ الوادي حُمولا والناشِغةُ مَجْرى الماء إلى الوادي وخَصَّ ابن الأَعرابي بها الشُّعْبةَ المَسِيلةَ أَو الشَعْبَ المَسِيلَ قال أَبو حنيفة النَّواشِغُ أَضْخَمُ من الشِّحاحِ والنَّشَغاتُ فُواقاتٌ خَفِيِّاتٌ جِدّاً عند الموت واحدتها نَشْغةٌ وقد نَشَغَ وتَنَشَّغَ وفي الحديث لا تَعْجَلُوا بِتَغْطيةِ وجْهِ الميت حتى يَنْشَغَ أَو يَتَنَشَّغَ حكاه الهَرَويُّ في الغريبين ابن الأَعرابي أَنْشَغَ الرجل تَنَحَّى ونَشَغَه بالرُّمْحِ طَعَنَه قال الأَخطل تنَقَّلَتِ الدِّيارُ بها فَحلَّتْ بِحَزَّةَ حَيْثُ يَنْتَشِغُ البَعِيرُ وانْتِشاغُ البَعير أَن يَضْرِبَ بخُفِّه مَوْضِعَ لَذْعِ الذُّبابِ قال أَبو زبيد شَأْسُ الهَبُوطِ زَناءُ الحامِيَيْنِ متى تَنْشَغْ بِوارِدةٍ يَحْدُثْ لها فَزَعُ يصف طريقاً تَنْشَغُ بِوارِدةٍ أَي يصير فيه الناس فَتَتضايقُ الطَّريقُ بالوارِدةِ كما يَنْشَغُ بالشيء إذا غَصَّ به وفي حديث النجاشيّ هل تَنَشَّغَ فيكم الوَلَدُ ؟ أَي اتَّسَعَ وكَثُرَ هكذا جاء في رواية والمشهور تَفَشَّغَ بالفاء والله أَعلم

نغغ
النُّغْنُغُ بالضم والنغْنُغةُ مَوْضِعٌ بين اللَّهاةِ وشَوارِبِ الحُنْجُورِ فإِذا عَرَضَ فيه داء قيل نُعْنِغَ فلانٌ وقيل النَّغانِغُ لَحماتٌ تكون في الحلق عند اللهاة واحدها نُغْنُغٌ وهي اللَّغانينُ واحدها لُغْنُونٌ قال جرير غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يا فَرَزْدَقُ كَينَها غَمْزَ الطَّبِيبِ نَانِغَ المَعْذُورِ قال ابن بري واحدةُ النَّغانِغِ نُغْنُغةٌ وهي لحم أُصولِ الآذانِ من داخل الحَلْق تُصِيبُها العُذْرةُ ونُغْنِغَ أَصابَه داء في النَّغانِغِ وكلُّ وَرَمٍ فيه اسْتِرْخاء نُغْنُغةٌ والنَّعْنَغةُ بالفتح غُدَّة تكون في الحَلْقِ والنُّغْنُغةُ والنُّغْنُغُ لحم مُتَدَلٍّ في بطون الأُذُنَينِ ابن بري والنُّغْنُغُ الحَرَكَةُ قال رؤبة فهي تُري الأَعْلاقَ ذاتَ النُّغْنُغِ

نفغ
النَّفَغُ التَّنَفُّطُ نَفِغَتْ يدُه تَنْفَغُ نَفَغاً ونَفَغَتْ تَنْفَغُ نَفْغاً ونُفُوغاً نَفِطَتْ قال الشاعر وإنْ تَرَيْ كَفَّكِ ذاتَ النَّفْغِ

نمغ
التَّنْمِيغُ مَجْمَجةٌ بسواد وحمرة وبياض ورجل مُنْمَّغٌ مُخْتَلِفُ اللَّوْنِ والنَّمَغةُ والنَّمَّاغةُ ما تَحَرَّكَ من الرَّمَّاعة والنَّمَغَةُ ما تَحَرَّك من رأْس الصبي المولود فإذا اشتدّ ذهب ذلك منه والنمّاغةُ أَعلى الرأْس والنَّمَغةُ رأْسُ الجبل ونَمْغةُ الجبل ونَمَغَتُه وثَمَغَتُه وأَسُه وأَعلاه والمعروف عن الفراء الفتح والجمع نَمَغٌ وقال المفضل هي من رأْس الصبي الرَّمَّاعةُ ابن الأَعرابي يقال لرأْس الصبي قبل أَن يشتَدّ يافوخُه النَّمَغةُ والغاذَّةُ والغاذِيةُ ونَمَغةُ القومِ خيارُهمْ

هبغ
الهُبوغ النوم وأَنشد هَبَغْنا بَيْنَ أَذْرُعِهِنّ حتى تَبَخْبَخَ حَرُّذي رَمْضاء حامِي هَبَغَ يَهْبَغُ هَبْغاً وهُبُوغاً أَي نامَ وقيل رَقَدَ رَقْدةً من النهار وقيل رَقَدَ بالنهار أَيَّ قَدْرٍ كان رَقْدةً أَو أَكثر وقيل الهُبُوغُ المُبالَغةُ القليلة من النومِ أَيّ حينٍ كان وخَبَطَ مثل هَبَغَ والاسم الهَبْغةُ وامرأَة هَبَيَّغةٌ وهَبَيَّغٌ فاجِرةٌ أَي لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ الأَخيرة عن اللحياني ونهر هَبَيَّغٌ ووادٍ هَبَيَّغٌ عظيمان حكاهما السيرافي عن الفراء والهَبَيَّغ وادٍ بعينه الأَزهري عن الخليل بن أَحمد لا توجد الهاء مع الغين إلا في هذه الأَحرف وهي الأَهْيَغُ والغَيْهَقُ والهَبَيَّغُ والهِلْياغُ والغَيْهَبُ والهِمْيَغُ وكل منها سيذكر في موضعه

هدغ
الأَزهري في نوادر الأَعراب انْهَدَغَتِ الرُّطَبةُ وانْثَدَغَتْ وانثَمَغَت أَي انْفَضَخَت حين سقطت وقال غيره انْهَمَغَت كذلك

هدلغ
الهُدْلُوغةُ الرجل الأَحْمَقُ القَبيحُ الخَلْقِ

هرنغ
الليث الهُرْنوغُ شبه الطُّرْثوثِ يؤْكل

هغغ
هَغَّ حكاية التَّغَرْغُرِ ولا يصرف منه فعل لثقله على اللسان وقبحه في المَنْطِق إلا أَن يُضْطَرَّ شاعر

هفغ
هَفَغَ يَهْفَغُ هَفْغاً وهُفُوغاً إذا ضَعُفَ من جوع أو مرض

هلغ
الليث الهِلْياغُ المرأَة المُمانِعة المُضاحِكةُ المُلاعِبةُ والهِلْياغُ من صِغار ِ السِّباعِ

همغ
الهِمْيَغُ الموت وقيل الموت الوَحِيُّ المعجل قال أُسامة بن حبيب الهذلي يصف قوماً منهزمين إذا بَلَغُوا مِصْرَهمْ عُوجِلُوا من المَوْتِ بالهِمْيَغِ الذَّاعِطِ يعني الذابح قال هذا هو الصحيح وحكاه الليث الهِمْيَع بالعين المهملة وهو تصحيف وقد ذكرناه في العين المهملة وكان الخليل يقواه بعين غير معجمة وخالفه الناس قال شمر يقال هَمَغَ رأْسَه وثَدَغَه وثَمَغَه إذا شدَخَه وفي ترجمة هدغ انْهَدَغَتٍ الرُّطَبَة وانْهَمَغَتْ كذلك وقد تقدم

هنغ
الهَنْغُ إِخْفاءُ الصوْتِ من الرجل والمرأَةِ عند الغَزَلِ وهانَغَها أَخْفَى كلُّ واحد منهما صوتَه وهانَغْتُ المرأَة غازَلْتُها وأَنشد قَوْلاً كَتَحْدِيثِ الهَلُوكِ الهَيْنَغِ أَبو زيد خاضَنْتُ المرأَة إِذا غازَلْتَها وكذلك هانَغْتُها والهَيْنَغُ أَيضاً المرأَةُ المغازِلة لزوجها وقيل المرأَة المغازلة الضَّحُوكُ والهَيْنَغُ التى تُظْهِرُ سِرَّها إلى كل أَحد الأَزهري قرأَت بخط شمر لأَبي مالك امرأَة هَيْنغٌ فاجِرةٌ وهَنَغَتْ إذا فَجَرَتْ

هنبغ
الهنْبُغُ شِدَّةُ الجُوعِ ويُوصَف به فيقال جُوعٌ هُنْبُوغٌ أَبو عمرو جُوعٌ هُنْبُغٌ وهِنْباغٌ وهِلَّقْسٌ وهلَّقْبٌ أَي شدِيدٌ والهُنْبُغُ المرأَةُ الفاجِرةُ والهِنْبِغُ لغة فيه عن كراع والهُنْبُغُ العَجاجُ الذي يَطفُو من رِقَّتِه ودِقَّتِه قال رؤبة وبَعْدَ إيغافِ العَجاجِ الهُنْبُغِ وقيل الهُنْبُغُ من العَجاج الذي يَجيءُ ويذهب ابن الأَعرابي يقال للقملة الصغيرة الهُنْبُغُ والهُنْبُوغُ والقَهْبَلِسُ والهُنْبُوغُ شبه الطُّرْثوثِ يُؤْكلُ والهَبَيْنَغُ الأَحْمَقُ والهُنْبُوغُ طائر

هوغ
الهَوْغُ الشيء الكثير وليس باللغة المستعملة

هيغ
الأَهْيَغُ الماء الكثير والأَهْيَغُ أَرْغَدُ العَيْشِ وأَخْصَبُه وتَرَكَه في الأَهْيَغَينِ أَي الطعام والشراب وقيل في الشرْبِ والنكاح وقيل في الأَكل والنكاح وقال رؤبة يَغْمِسْنَ مَنْ غَمَسْنَه في الأَهْيَغِ ووقع فلان في الأَهْيَغَينِ أَي في الأَكل والشرب ويقال إنهم لفي الأَهْيَغينِ أَي الخِصْب وحُسْنِ الحال وعامٌ أهْيَغُ إذا كان مُخْصِباً كثير العشب والخِصب وهَيَّغْتُ الثَّريدةَ إذا أَكثرت وَدَكَها

وبغ
وَبَغَ الرجلَ عابَه وطَعَنَ عليه قال الأَزهري ولا أَعرفه والوَبَغُ داء يأْخذ الإِبل فيُرَى فَسادُه في أَوْبارِها وقيل الوَبَغُ هِبْرِيةُ الرأْس ونُبَّاغَتُه التي تَتَناثر منه والأَوْبَغُ موضع والوَبّاغةُ الاسْتُ بالغين والعين جميعاً يقال كذَبَتْ وَبّاغَتُكَ ووبّاعَتُكَ إذا ضَرطَ

وتغ
الوَتَغُ بالتحريك الهَلاكُ وَتِغَ يَوْتَغُ وتَغاً فسَدَ وهلَكَ وأَثِمَ وأَوْتَغَه هو والمَوْتَغةُ المَْلَكَةُ وفي حديث الإٍِمارةِ حتى يكونَ عَمَلُه هو الذي يُطْلِقُه أَو يُوتِغُه أَي يُهْلِكُه وفي الحديث فإِنه لا يُوتِغُ إلا نَفْسَه ووَتِغَ وَتَغاً وجِعَ وأَوْتَغَه أَوْجَعَه والوَتَغُ الوَجَعُ تقول والله لأُوتِغَنَّكَ أَي لأُوجِعَنَّكَ وأَتْغاه يُتْغِيه بمعنى أَوْتَغَه وأَوْتَغَه الله أَي أَهْلَكَه ووَتِغَ في حُجَّته وتَغاً أَخْطأَ والاسم الوَتِيغةُ وأَوْتَغَه عند السلطان لَقَّنه ما يكون عليه لا له والوَتَغُ الإِثمُ وفَسادُ الدِّين وقد أَوْتَغَ دِينَه بالإِثْمِ وقَوْله وقيل الوَتَغُ قلة العقل في الكلام يقال أَوْتَغْتُ القولَ وأَنشد يا أُمَّتَا لا تَغْضَبي إِن شِئْتِ ولا تَقُولي وَتَغاً إنْ فِئْتِ الكسائي وَتِغَ الرجلُ يَوْتَغُ وَتَغاً وهو الهلاك في الدين والدنيا وأَنتَ أَوْتَغْتَه ووَتِغَتِ المرأَةُ تَيْتَغُ وَتَغاً فهي وَتِغةٌ ضَيَّعَتْ نفسها في فرجها ووَتِغَ الرجل كذلك

وثغ
الوَثِيغةُ الدُّرْجةُ التي تُتَّخَذُ للناقة تُدْخَلُ في حَيائها إِذا أَرادوا أَن يَظْأَرُوها على ولد غيرها وقد وَثَغَها الظائِرُ يَثِغُها وَثْغاً أَي اتَّخَذَ لها وَثِيغةً وفي النوادر يقال لما اخْتَلَطَ والتفَّ من أَجناس العُشْبِ الغَضِّ وثِيغةٌ ووَثِيخةٌ بالغين والخاء

وزغ
الوَزَغُ دُوَيْبَّةٌ التهذيب الوَزَغُ سَوامُّ أَبْرَصَ ابن سيده الوَزَغةُ سامُّ أَبرصَ والجمع وَزَغٌ وأَوْزاغٌ ووِزْغانٌ ووُزْغانٌ وإزْغانٌ على البدل أَنشد ابن الأًعرابي فلمّا تَجاذَبْنا تَفَرْقَعَ ظَهْرُهُ كما تُنْقِضُ الوِزْغانُ زُرْقاً عُيُونُها وفي الحديث أَنه أَمر بقتل الأَوْزاغِ وفي حديث عائشة رضي الله عنها لما احترق بيت المَقْدِسِ كانت الأَوْزاغُ تَنْفُخُه وفي حديث أُم شَرِيك أَنها استأْمَرَتِ النبي صلى الله عليه وسلم في قتل الوِزْغانِ فأَمرها بذلك قال ابن سيده وعندي أَن الوِزْغانَ إِنما هو جمع وَزَغ الذي هو جمع وزَغَة كوَرَلٍ ووِرْلانٍ لأَن الجمع إذا طابق الواحد في البناء وكان ذلك الجمع مما يجمع جُمِعَ على ما جمع عليه ذلك الواحد وليس بجمع وزَغةٍ لأَن ما فيه الهاء لا يجمع على فِعْلانِ ووُزِّغَ الجَنِينُ تَوْزِيغاً صُوِّرَ في البطن فتَبَيَّنَت صُورَتُه وتحرَّك أَبو عبيدة إِذا تبينت صورة المُهْر في بطن أُمه فقد وُزِّغَ تَوْزِيغاً والإِيزاغُ إِخْراجُ البولِ دُفْعةً دُفْعةً وأَوزَغَت الناقةُ ببَوْلها وأَزْغَلَت به قَطَّعَتْه دُفَعاً دُفَعاً قال ذو الرمة إِذا ما دَعاها أَوْزَغَتْ بَكَراتُها كإِيزاغِ آثارِ المُدى في التَّرائِبِ وكذلك الفرسُ والدلْوُ أَنشد ثعلب قد أَنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ تُوزِغُ مِنْ مَلْءٍ كإيزاغِ الفَرَسْ يعني أَنها تَفِيضُ من المَلْءِ فيَجْري ذلك الماء والحوامِلُ من الإِبل تُوزِغُ بأَبْوالِها والطَّعْنةُ تُوزِعُ بالدّم وقال مالك بن زُغْبةَ بِضَرْبٍ كآذانِ الفِراء فُضُولُه وطَعنٍ كإيزاغِ المخَاضِ تَبُورُها أَي تبورُها وتَخْتَبِرُها ابن بري عن ابن خالويه الوَزَغُ الارْتِعاشُ والرِّعْدةُ ويقال بفلان وَزَغٌ إِذا كان يَرْتَعِشُ كقولك به رِعْشةٌ وفي الحديث عن هِنْدِ بن خديجةَ زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال مَرّ النبي صلى الله عليه وسلم بالحكَمِ أَبي مَرْوان قال فجعل الحكَمُ يَغْمِزُ بالنبي صلى الله عليه وسلم بإِصْبَعهِ فالتَفَتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اجعل به وَزَغاً قال فرَجَفَ مكانَه وارْتَعَشَ وجاء في حديث آخر أَن الحكَم ابن أَبي العاص حاكَى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم من خَلْفِه فَعَلِمَ بذلك وقال كذا فَلْتَكن فأَصابه وَزْغٌ لم يُفارِقْه أَي رِعْشةٌ وهي ساكنة الزاي قال والوَزْغُ الارْتِعاشُ

وشغ
الوَشُوغُ ما يجعل من الدّواء في الفّم وقد أَوْشَغَه وشيء وَشْغ بالتسكين أَي قليل وَتْحٌ والوَشِيغُ القليل كالوَتْحِ وقد أَوْشَغَ عَطِيَّتَه أَي أَوْتَحَها قال رؤبة ليْسَ كإِيشاغِ القَلِيلِ المُوشَغِ بِمَدفَقِ الغَرْبِ رَحيبِ المَفْرَغِ والوَشْغُ الكثير من كل شيء عن كراع وجمعه وَشُوغٌ وتَوَشَّغَ فلان بالسَّوء إذا تَلَطَّخَ به قال القُلاخُ إني امْرُؤٌ لم أَتَوَشَّغْ بالكَذِبْ ابن الأَعرابي أَوْشَغَتِ الناقةُ ببَولها وأَوْزَغَتْ وأَزْغَلَتْ إذا قَطَّعَتْه فَرمت به زُغْلَة واسْتَوْشَغَ فلان إذا اسْتَقى بِدَلْوٍ واهِيةٍ وهو الاسْتِنْشاغُ

ولغ
الوَلْغُ شُرْبُ السَّباغ بأَلْسِنتها ولَغَ السبُعُ والكلبُ وكلُّ خَطْمٍ ووَلِغَ يَلَغُ فيهما وَلْغاً شَرِبَ ماءً أَو دماً وأَنشد ابن برِّيّ لحاجز الأَزْدِيّ اللِّصِّ بِغَزْوٍ مِثْلِ الذِّئْب حَتى يَثُوبَ بِصاحِبي ثأْرٌ مُنِيمُ وقال آخر بِغَزْوٍ كَولْغِ الذئب غادٍ وَرائحٍ وسَيْرٍ كَنَصْل السَّيْفِ لا يَتَعَرَّجُ ولْغُ الذئب نَسَقٌ لا يَفْصِلُ بينهما
( * قوله « لا يفصل بينهما » كذا بالأَصل ) فترة كعَدِّ الحاسب قال وولَغَ الكلب في الإِناءِ يَلَغُ وَلُوغاً أَي شرب فيه بأَطراف لسانه وحكى أَبو زيد وَلَغَ الكلبُ بِشَرابِنا وفي شرابنا ومن شرابنا ويقال أَوْلَغَتُ الكلبَ إِذا جعلتَ له ماء أَو شيئاً يَوْلَغُ فيه وفي الحديث إذا ولَغَ الكلبُ في إِناء أَحدكم فَلْيَغْسِلْه سَبْع مرَّات أَي شَرِبَ منه بلسانه وأَكثر ما يكون الوُلُوغُ في السِّباع قال الشاعر قال ابن بري هو ابن هَرْمةَ ونسبه الجوهريّ لأَبي زُبَيْد الطائي مُرْضِعُ شِبْلَيْن في مَغارِهما قد نَهَزا لِلْفِطامِ أَوْ فُطِما ما مرَّ يَوْمٌ إلا وعِنْدهما لَحْمُ رِجالٍ أَو يُولَغانِ دَما وفي التهذيب وبعض العرب يقول يالَغُ أَرادوا بيان الواو فجعلوا مكانها أَلفاً قال ابن الرُّقَيَّاتِ ما مرّ يومٌ إلا وعندهما لحمُ رجال أَو يلَغانِ دما اللحياني يقال وَلَغَ الكلب وَوَلِغَ يَلِغُ في اللغتين معاً ومن العرب من يقول وَلِغَ يَوْلَغُ مثلُ وجِلَ يَوْجَلُ ويقال ليس شيء من الطيور يَلَغُ غيرَ الذُّبابِ والمِيلغُ والمِيلغةُ الإِناء الذي يَلَغُ فيه الكلب وفي الصحاح والمِيلغُ الإِناء الذي يَلِغُ فيه في الدم وفي حديث علي رضي الله عنه أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَه لِيَدِيَ قوماً قَتَلهم خالِد بن الوليد فأَعطاهم مِيلَغَة الكلب هي الإِناء الذي يَلَغُ فيه الكلب يعني أَعطاهم قِيمةَ كلِّ ما ذهب لهم حتى قيمَةَ المِيلغةِ ورجل مُسْتَوْلِغٌ يُبالي ذَمَّاً ولا عاراً وأَنشد ابن بري لرؤبة فلا تَقِسْني بامْرِئٍ مُسْتَولِغ واسْتعار بعضهم الوُلُوغَ للدَّلُو فقال دَلْوُكَ دَلْوٌ يا دُلَيْحُ سابِغَهْ في كلِّ أَرْجاء القَلِيبِ والِغَهْ والوَلْغةُ الدَّلْو الصَّغيرة قال شَرُّ الدِّلاء الوَلْغةُ المُلازِمهْ والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصائِمهْ يعني التي لا تَدُورُ وإِنما كانت مُلازِمةً لأَنك لا تَقْضِي حاجَتك بالاستقاء بها لضغرها

ومغ
ثعلب عن ابن الأَعرابي الوَمْغَةُ الشعرةُ الطويلة

ف
الفاء من الحروف المَهْمُوسةِ ومن الحروف الشَّفَوِية

أثف
الأُثْفِيَّةُ والإثْفِيّةُ الحجر الذي تُوضَعُ عليه القِدْرُ وجمعها أَثافيُّ وأَثافٍ قال الأَخفش اعْتَزَمت العرب أَثافيَ أَي أَنهم لم يتكلموا بها إلامخففة وفي حديث جابر والبُرْمة بينَ الأَثافي هي جمع أُثْفِيّة وقد تخفف الياء في الجمع وهي الحجارة التي تُنْصَبُ وتجعل القِدْرُ عليها يقال أَثْفَيْتُ القِدْرَ إذا جعلتَ لها الأَثافي وثَفَّيْتُها إذا وضعتها عليها والهمزة فيها زائدة ورأَيت حاشية بخط بعض الأَفاضل قال أَبو القاسم الزمخشَري الأُثْفِيّةُ ذات وجهين تكون فُعْلُويةً وأُفْعُولةً تقول أَثَّفْتُ القِدْرُ وثَفَّيْتُها وتأَثَّفَتِ القِدْرُ الجوهري أَثَّفْتُ القِدْرَ تأْثِيفاً لغة في ثَفَّيْتُها تَثْفِيةً إذا وضعتَها على الأَثافي وقولهم رماه اللّه بثالثة الأَثافي قال ثعلب أَي رماه اللّه بالجبل أَي بِداهيةٍ مثلِ الجبل والمعنى أَنهم إذا لم يجدوا ثالثة من الأَثافي أَسْنَدُوا قُدُورَهم إلى الجبل وقد آثَفَها وأَثَّفَها وأَثْفاها وقِدْرٌ مُؤَثْفاةٌ قال وصالياتٍ كَكما يُؤَثْفَيْنْ
( * قوله ككما يُؤثْفَينْ هكذا في الأصل )
وتأَثَّفْناه صرنا حَوالَيْه كالأُثْفِيةِ ومرَةٌ مؤَثَّفةٌ لزوجها امرأَتان سِواها وهي ثالثتهما شبهت بأَثافي القِدْر ومنه قول المخزومية إني أَنا المُؤَثَّفة المُكَثَّفةُ حكاه ابن الأَعرابي ولم يفسر واحدة منهما والإثْفِيّةُ بالكسر العَدَدُ والجماعةُ من الناس قال ابن الأَعرابي في حديث له إن في الحِرْمازِ اليومَ لَثَفِنةً إثْفِيَّةً من أَثافي الناس صُلْبةً نَصَب إثْفِيّة على البدل ولا تكون صفة لأَنها اسم وتأَثَّفوا بالمكان أَقاموا فلم يبرحوا وتأَثَّفوا على الأَمر تَعاوَنُوا وأَثَفْتُه آثِفُه أَثْفاً تَبِعْتُه والآثِفُ التَّابِعُ وقد أَثَفَه يأْثِفُه مثال كسَرَه يكْسِرُه أَي تَبِعَه الجوهري أَبو زيد تأَثَّفَ الرجلُ المكانَ إذا لم يَبْرَحْه ويقال تأَثَّفُوه أَي تَكَنَّفُوه ومنه قول النابغة لا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لا كِفاء له وإنْ تأَثَّفَك الأَعْداءُ بالرِّفَدِ أَي لا تَرْمِني منكَ برُكْنٍ لا مِثْلَ له وإِن تأَثَّفَك الأَعْداء واحْتَوَشُوكَ مُتَوازِرِينَ أَي مُتعاوِنِين والرِّفَدُ جمع رِفْدةٍ

أدف
الأُدافُ الذَّكَرُ قال الراجز أَوْلَجَ في كَعْثَبِها الأُدافا مِثْلَ للذِّراعِ يَمْتَطِي النِّطافا وفي حديث الدِّياتِ في الأُدافِ الدِّيةُ يعني الذكر إذا قُطِعَ وهمزته بدل من الواو من ودَفَ الإناءُ إذا قَطَر ودَفَتِ الشَّحْمةُ إذ قَطَرَتْ دُهْناً ويروى بالذال المعجمة

أذف
قال في ترجمة أَدف عن الذكر وما شرحه فيه ويروى بالذال المعجمة

أرف
الأُرْفةُ الحَدُّ وفَصْلُ ما بين الدُّورِ والضِّياع وزعم يعقوب أَن فاء أُرْفةٍ بدل من ثاء أُرْثةٍ وأَرَّفَ الدارَ والأَرض قسَمَها وحَدَّها وفي حديث عثمان والأُرَفُ تَقْطَعُ الشُّفْعةَ الأُرَفُ المَعالِمُ والحُدُودُ وهذا كلام أَهل الحجاز وكانوا لا يَرَوْنَ الشفعة للجار وفي الحديث أَيُّ مال اقْتُسِمَ وأُرِّفَ عليه فلا شُفعة فيه أَي حُدَّ وأُعْلِم وفي حديث عمر فقَسَمُوها على عَدَد السِّهامِ وأَعْلَمُوا أُرَفَها الأُرَفُ جمع أُرْفة وهي الحُدُودُ والمَعالِمُ ويقال بالثاء المثلثة أَيضاً وفي حديث عبد اللّه بن سلام ما أَجِدُ لهذه الأُمَّة من أُرْفةِ أَجلٍ بعد السبعينَ أَي من حَدٍّ يَنْتَهي إليه ويقال أَرَّفْتُ الدارَ والأَرضَ تأْرِيفاً إذا قَسَمْتَها وحَدَّدْتَها اللحياني الأُرَفُ والأُرَثُ الحُدُودُ بين الأَرضين وفي الصحاح مَعالِمُ الحدود بين الأَرضين والأُرْفةُ المُسَنَّاةُ بين قَراحَيْنِ عن ثعلب وجمعه أُرَفٌ كدُخْنةٍ ودُخَنٍ قال وقالت امرأَة من العرب جَعَل عليَّ زوجي أُرْفةً لا أَخُورُها أَي عَلامةً وإنه لفي إرْفِ مَجْدٍ كإِرْثِ مجد حكاه يعقوب في المبدل الأَصمعي الآرِفُ الذي يأْتي قَرْناه على وجْهِه قال والأَرْفَحُ الذي يذهَبُ قرناه قِبَلَ أُذُنَيْه في تَباعُدٍ بينهما والأَفْشَغُ الذي احْلاحَّ
( * قوله احلاحّ هكذا في الأصل ولا أثر لمادة حلح في المعاجم )
وذهب قرناه كذا وكذا والأَحمص المُنْتَصِبُ أَحدهما المنخفض الآخَر والأَفْشَق الذي تَباعَدَ ما بين قَرْنَيْه والأُرْفيُّ اللَّبَنُ المَحْض وفي حديث المغيرة لَحَديثٌ مِنْ في العاقِلِ أَشْهى إليَّ مِنَ الشُّهدِ بماء رَصَفَةٍ بمَحْضِ الأُرْفيِّ قال هو اللبن المحْضُ الطَّيِّبُ قال ابن الأَثير كذا قاله الهروي عند شرحه للرَّصفة في حرف الراء

أزف
أَزِفَ يأْزَفُ أَزَفاً وأُزُوفاً اقْتَرَبَ وكلُّ شيء اقْتَرَبَ فقد أَزِفَ أَزَفاً أَي دَنا وأَفِدَ والآزِفةُ القيامة لقُرْبِها وإن اسْتَبْعَدَ الناسُ مَداها قال اللّه تعالى أَزِفَتِ الآزِفةُ يعني القيامة أَي دَنَتِ القيامةُ وأَزِفَ الرجل أَي عَجِلَ فهو آزِفٌ على فاعِل وفي الحديث قد أَزِفَ الوقتُ وحانَ الأَجَلُ أَي دنا وقَرُبَ والآزِفُ المُسْتَعْجِلُ والمُتَآزِفُ من الرجال القَصِير وهو المُتَداني وقيل هو الضَّعيفُ الجَبان قال العُجَيْرُ فَتىً قُدَّ قَدَّ السيفِ لا مُتَآزِفٌ ولا رَهِلٌ لَبّاتُه وبَآدِلُهْ قال ابن بري قلت لأَعْرابي ما المُحْبَنْطِئُ ؟ قال المُتَكَأْكِئُ قلت ما المُتَكَأْكِئُ ؟ قال المُتآزِفُ قلت ما المُتَآزِفُ ؟ قال أَنت أَحمقُ وتَرَكَني ومرَّ والمُتآزِفُ الخَطوُ المُتقارِبُ ومَكانٌ مُتَآزِفٌ ضَيِّقٌ ابن بري
( * قوله « ابن بري » كذا بالأصل وبهامشه صوابه أَبو زيد ) المأْزَفةُ العَذِرةُ وجمعها مآزِفُ أَنشد أَبو عمرو للهَيْثَمِ ابن حَسَّانَ التَّغْلبيّ كأَنَّ رِداءَيْه إذا ما ارْتَداهما على جُعَلٍ يَغْشى المآزِفَ بالنُّخَرْ النُّخَرُ جمع نُخْرة الأَنْفِ

أسف
الأَسَفُ المُبالغةُ في الحُزْنِ والغَضَبِ وأَسِفَ أَسَفاً فهو أَسِفٌ وأَسْفان وآسِفٌ وأَسُوفٌ وأَسِيفٌ والجمع أُسَفاء وقد أَسِفَ على ما فاتَه وتأَسَّفَ أَي تَلَهَّفَ وأَسِفَ عليه أَسَفاً أَي غَضِبَ وآسَفَه أَغْضَبَه وفي التنزيل العزيز فلما آسَفُونا انْتَقَمْنا منهم معنى آسفُونا أَغْضَبُونا وكذلك قوله عز وجل إلى قومه غَضْبانَ أَسِفاً والأَسِيفُ والآسِف الغَضْبانُ قال الأَعشى رحمه اللّه تعالى أَرَى رَجُلاً منهم أَسِيفاً كأَنَّمَا يَضُمُّ إلى كَشْحَيْه كَفّاً مُخَضَّبا يقول كأَنَّ يدَه قُطِعَتْ فاخْتَضَبَتْ بِدَمِها ويقال لِمَوْتِ الفَجْأَةِ أَخذةُ أَسَفٍ وقال المبرد في قول الأَعشى أَرى رجلاً منهم أَسِيفاً هو من التَّأَسُّفِ لقطع يده وقيل هو أَسيرٌ قد غُلَّت يدُه فجَرحَ الغُلُّ يَدَه قال والقولُ الأَوَّلُ هو المجتمَع عليه ابن الأَنباري أَسِفَ فلان على كذا وكذا وتأَسَّفَ وهو مُتَأَسِّفٌ على ما فاته فيه قولان أَحدهما أَن يكون المعنى حَزِن على ما فاته لأَن الأَسف عند العرب الحزن وقيل أَشدُّ الحزن وقال الضحاك في قوله تعالى إن لم يُؤمِنوا بهذا الحديث أَسَفاً معناه حُزْناً والقولُ الآخرُ أَن يكون معنى أَسِفَ على كذا وكذا أَي جَزِعَ على ما فاته وقال مجاهد أَسفاً أَي جَزَعاً وقال قتادة أَسفاً غَضَباً وقوله عز وجل يا أَسفي على يوسف أَسي يا جَزَعاه والأَسِيفُ والأَسُوفُ السريعُ الحُزْنِ الرَّقِيقُ قال وقد يكون الأَسِيفُ الغضْبانَ مع الحزن وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها أَنها قالت للنبيّ صلى اللّه عليه وسلم حين أَمر أَبا بكر بالصلاة في مرضه إن أَبا بكر رجلُ أَسِيفٌ فمَتَى ما يقُمْ مَقامَك يَغْلِبْه البكاء أَي سريعُ البكاء والحزن وقيل هو الرقيق قال أَبو عبيد الأَسِيفُ السريع الحزن والكآبة في حديث عائشة قال وهو الأَسُوفُ والأَسِيفُ قال وأَما الأَسِفُ فهو الغَضْبانُ المُتَلَهِّفُ على الشيء ومنه قوله تعالى غَضْبانَ أَسِفاً الليث الأَسَفُ في حال الحزن وفي حال الغَضَب إذا جاءك أَمرٌ ممن هو دونَك فأَنت أَسِفٌ أَي غَضْبانُ وقد آسَفَك إذا جاءك أَمر فَحَزِنْتَ له ولم تُطِقْه فأَنت أَسِفٌ أَي حزين ومُتَأَسِّفٌ أَيضاً وفي حديث مَوتُ الفَجْأَةِ راحةٌ للمُؤمِن وأَخْذةُ أَسَفٍ للكافر أَي أَخْذةُ غَضَبٍ أَو غَضْبانَ يقال أَسِفَ يأْسَفُ أَسَفاً فهو أَسِفٌ إذا غَضِبَ وفي حديث النخعي إن كانوا ليَكْرَهُون أَخْذةً كأَخْذةِ الأَسَفِ ومنه الحديث آسَفُ كما يَأْسَفُون ومنه حديث مُعاوِية بن الحكم فأَسِفْتُ عليها وقد آسَفَه وتأَسَّفَ عليه والأَسِيفُ العبد والأَجيرُ ونحو ذلك لِذُلِّهِم وبُعْدِهم والجمع كالجمع والأُنثى أَسِيفَةٌ وقيل العسِيفُ الأَجير وفي الحديث لا تقتلوا عَسِيفاً ولا أَسيفاً الأَسِيفُ الشيخ الفاني وقيل العبد وقيل الأَسير والجمع الأُسفاء وأَنشد ابن بري تَرَى صُواهُ قُيَّماً وجُلَّسا كما رأَيتَ الأُسَفاءَ البُؤَّسا قال أَبو عمرو الأُسَفاء الأُجراء والأَسِيفُ المُتَلَهِّفُ على ما فاتَ والاسم من كل ذلك الأَسافةُ يقال إنه لأَسِيفٌ بَيِّنُ الأَسافَةِ والأَسيفُ والأَسِيفَةُ والأُسافَةُ والأَسافةُ كلُّه البَلَدُ الذي لا يُنْبِتُ شيئاً والأُسافةُ الأَرض الرَّقِيقةُ عن أَبي حنيفة والأَسافَةُ رِقَّةُ الأَرض وأَنشد الفراء تَحُفُّها أَسافَةٌ وجَمْعَرُ وقيل أَرضٌ أَسِيفَةٌ رقيقةٌ لا تكاد تُنْبِتُ شيئاً وتَأَسَّفَتْ يدُه تَشَعَّثَتْ وأَسافٌ وإسافٌ اسم صنم لقريش الجوهري وغيره إسافٌ ونائلةُ صَنَمانِ كانا لقريش وضَعَهما عَمْرو بن لُحَيٍّ على الصَّفا والمَرْوةِ وكان يُذبحُ عليهما تُجاه الكعبَةِ وزعم بعضهم أَنهما كانا من جُرْهُم إسافُ بن عمرو ونائلةُ بنت سَهْل فَفَجرا في الكعبة فَمُسِخا حجرين عَبَدَتْهما قريش وقيل كانا رجلاً وامرأَة دخلا البيت فوجدا خَلْوَةً فوثب إسافٌ على نائلة وقيل فأَحْدثا فَمَسَخهما اللّه حجرين وقد وردا في حديث أَبي ذرّ قال ابن الأَثير وإساف بكسر الهمزة وقد تفتح وإسافٌ اسم اليمّ الذي غَرِقَ فيه فِرْعَوْنُ وجنودُه عن الزجاج قال وهو بناحية مصر الفراء يُوسُفُ ويوسَفُ ويوسِفُ ثلاث لغات وحكي فيها الهمز أَيضاً

أشف
الجوهري الإشْفَى للإسْكافِ وهو فِعْلى والجمع الأَشافي قال ابن بري عند قول الجوهريّ وهو فِعْلَى قال صوابه إفْعَلٌ والهمزة زائدة وهو منوَّن غيرُ مصروف

أصف
الأَصَفُ لغة في اللَّصَفِ قال ابن سيده ولا أَعرف في هذا الباب غيره في كلام العرب الفراء هو اللَّصَفُ وهو شيء يَنْبُتُ في أَصْل الكَبَرِ ولم يَعْرِف الأَصَفَ وقال أَبو عمرو الأَصَفُ الكَبَر وأَما الذي ينبت في أَصله مثل الخيار فهو اللَّصَفُ

أفف
الأُفُّ الوَسَخُ الذي حَوْلَ الظُّفُرِ والتُّفُّ الذي فيه وقيل الأُفُّ وسَخ الأُذن والتُّفُّ وسَخ الأَظفار يقال ذلك عند اسْتِقْذارِ الشيء ثم استعمل ذلك عند كل شيء يُضْجَرُ منه ويُتَأَذَّى به والأَفَفُ الضَّجَرُ وقيل الأُفُّ والأَفَف القِلة والتُّفُّ منسوق على أُفّ ومعناه كمعناه وسنذكره في فصل التاء وأُفّ كلمة تَضَجُّرٍ وفيها عشرة أَوجه أُفَّ له وأُفِّ وأُفُّ وأُفّاً وأُفٍّ وأُفٌّ وفي التنزيل العزيز ولا تَقُلْ لهما أُفٍّ ولا تَنْهَرْهُما وأُفِّي مُمالٌ وأُفَّى وأُفَّةٌ وأُفْ خفيفةً من أُفّ المشددة وقد جَمَعَ جمالُ الدِّين بن مالك هذه العشر لغات في بيت واحد وهو قوله فأُفَّ ثَلِّثْ ونَوِّنْ إن أَرَدْتَ وقُل أُفَّى وأُفِّي وأُفْ وأُفَّةً تُصِبِ ابن جني أَما أُفّ ونحوه من أَسماء الفِعْلِ كَهَيْهاتَ في الجَرّ فَمَحْمُولٌ على أَفعال الأَمر وكان الموضع في ذلك إنما هو لِصَهْ ومَهْ ورُوَيْد ونحو ذلك ثم حمل عليه باب أُف ونحوها من حيث كان اسماً سمي به الفعل وكان كل واحد من لفظ الأَمر والخبر قد يَقَعُ مَوْقِع صاحبِه صار كل واحد منهما هو صاحبه فكأَنْ لا خِلافَ هنالك في لفظ ولا معنًى وأَفَّفَه وأَفَّفَ به قال له أُف وتأَفَّفَ الرجلُ قال أُفَّةً وليس بفعل موضوع على أَفَّ عند سيبويه ولكنه من باب سَبَّحَ وهَلَّلَ إذا قال سبحان اللّه ولا إله إلا اللّه
( * هنا بياض بالأصل ) إذا مَثَّلَ نَصْبَ أُفَّة وتُفّة لم يُمَثِّلْه بفعل من لفظه كما يفعل ذلك بسَقْياً ورَعْياً ونحوهما ولكنه مثَّله بقوله
( * هنا بياض بالأصل ) إذ لم نجد له فعلاً من لفظه الجوهري يقال أُفّاً له وأُفَّةً له أَي قَذَراً له والتنوين للتنكير وأُفَّةً وتُفَّةً وقد أَفَّفَ تأْفِيفاً إذا قال أُف ويقال أُفّاً وتُفّاً وهو إتباعٌ له وحكى ابن بري عن ابن القطاعِ زيادةً على ذلك أَفَّةً وإفَّةً التهذيب قال الفراء ولا تقل في أُفَّة إلا الرفع والنصب وقال في قوله ولا تقل لهما أُفّ قرئ أُفِّ بالكسر بغير تنوين وأُفٍّ بالتنوين فمن خفض ونوَّن ذهب إلى أَنها صوت لا يعرف معناه إلا بالنطق به فخَفَضُوه كما تُخْفَضُ الأَصواتُ ونَوَّنُوه كما قالت العرب سمعت طاقٍ طاقِ لصوت الضرب ويقولون سمعت تِغٍ تِغٍ لصوت الضحك والذين لم يُنَوِّنُوا وخَفَضُوا قالوا أُفِّ على ثلاثة أَحرف وأَكثر الأَصوات على حرفين مثل صَهٍ وتِغٍ ومَهٍ فذلك الذي يخفض وينون لأَنه متحرك الأَوّل قال ولسنا مضطرين إلى حركة الثاني من الأَدوات وأَشباهها فخفض بالنون وشبهت أُف بقولهم مُدّ ورُدّ إذا كانت على ثلاثة أَحرف قال والعرب تقول جعل فلان يَتَأَفَّفُ من ريح وجدها معناه يقول أُف أُف وحكي عن العرب لا تقولَنَّ له أُفًّا ولا تُفًّا وقال ابن الأَنباري من قال أُفّاً لك نصبه على مذهب الدعاء كما يقال وَيْلاً للكافرين ومن قال أُفٌّ لك رفعه باللام كما يقال وَيْلٌ للكافرين ومن قال أُفٍّ لك خفضه على التشبيه بالأَصوات كما يقال صَهٍ ومَهٍ ومن قال أُفِّي لك أَضافه إلى نفسه ومن قال أُفْ لك شبهه بالأَدوات بمَنْ وكَمْ وبل وهل وقال أَبو طالب أُيفٌّ لك وتُفٌّ وأُفَّةٌ وتُفّةٌ وقيل أُفٌّ معناه قلة وتُفٌّ إتباعٌ مأْخوذ من الأَفَفِ وهو الشيء القليل وقال القتيبي في قوله عز وجل ولا تقل لهما أُفّ أَي لا تَسْتَثْقِلْ شيئاً من أَمرهما وتَضِقْ صدراً به ولا تُغْلِظْ لهما قال والناس يقولون لما يكرهون ويستثقلون أُف له وأَصل هذا نَفْخُكَ للشيء يسقط عليكَ من تُراب أَو رَماد وللمكان تريد إماطةَ أَذًى عنه فقِيلَتْ لكل مُسْتَثْقَلٍ وقال الزجاج معنى أُف النَّتْنُ ومعنى الآية لا تقل لهما ما فيه أَدنى تَبَرُّمٍ إذا كَبِرَا أَو أَسَنّا بل تَوَلَّ خَدْمَتَهما وفي الحديث فأَلقى طرَفَ ثَوْبه على أَنْفِه وقال أُف أُف قال ابن الأَثير معناه الاسْتِقْذارُ لما شَمَّ وقيسل معناه الاحْتِقارُ والاسْتِقْلالُ وهو صوتٌ إذا صوّتَ به الإنسانُ عُلِم أَنه متضجر مُتَكَرِّه وقيل أَصل الأَفف من وسَخِ الأُذن والإصْبع إذا فُتِلَ وأَفَّفْتُ بفلان تَأْفِيفاً إِذا قلت له أُفّ لك وتأَفَّفَ به كأَفَّفَه وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها أَنها لما قتل أَخوها محمد بن أَبي بكر رضي اللّه عنهم أَرْسلت عبدَ الرحمن أَخاها فجاء بابْنِه القاسِم وبنته من مصر فلما جاء بهما أَخَذَتْهُما عائشةُ فَرَبَّتْهما إلى أَن اسْتَقَلاَّ ثم دعت عبد الرحمن فقالت يا عبد الرحمن لا تَجِد في نفسك من أَخْذِ بني أَخِيك دُونكَ لأَنهم كانوا صِبياناً فخشيت أَن تتأَفَّفَ بهم نِساؤك فكنت أَلْطَف بهم وأَصْبَرَ عليهم فخذهم إليك وكن لهم كما قال حُجَيَّةُ بن المُضَرِّب لبني أَخيه سَعْدانَ وأَنشدته الأَبيات التي أَوَّلها لجَجْنا ولَجَّتْ هذه في التَّغَضُّبِ ورجل أَفَّافٌ كثير التَّأَفُّفِ وقد أَفَّ يَئِفُّ ويَؤُفُّ أَفّاً قال ابن دُريد هو أَن يقول أُفّ من كَرْبٍ أَو ضَجَر ويقال كان فلان أُفُوفةً وهو الذي لا يزال يقولُ لبعض أَمره أُفّ لك فذلك الأُفُوفةُ وقولهم كان ذلك على إفِّ ذلك وإفَّانه بكسرهما أَي حِينه وأَوانه وجاء على تَئِفَّةِ ذلك مثل تَعِفَّةِ ذلك وهو تَفْعِلَةٌ وحكى ابن بري قال في أَبنيةِ الكتاب تَئِفَّةٌ فَعِلَّةٌ قال والظاهر مع الجوهري بدليل قولهم على إفِّ ذلك وإفّانِه قال أَبو علي الصحيح عندي أَنها تَفْعِلةٌ والصحيح فيه عن سيبويه ذلك على ما حكاه أَبو بكر أَنه في بعض نسخ الكتاب في باب زيادة التاء قال أَبو عليّ والدليل على زيادتها ما رويناه عن أَحمد عن ابن الأَعرابي قال يقال أَتاني في إفّانِ ذلك وأُفّان ذلك وأَفَفِ ذلك وتَئِفَّةِ ذلك وأَتانا على إفِّ ذلك وإفَّتِهِ وأَفَفِه وإفَّانِه وتَئِفَّتِه وعِدَّانهِ أي على إبَّانِه ووَقْته يجعل تَئِفَّةً فَعِلَّةً والفارسيّ يَرُدُّ ذلك عليه بالاشتقاق ويحتج بما تقدَّم وفي حديث أَبي الدرداء نعم الفارسُ عَوَيْمِرٌ غيرَ أُفَّةٍ جاء تفسيره في الحديث غيرَ جَبانٍ أَو غيرَ ثَقِيلٍ قال ابن الأَثير قال الخطابي أَرى الأَصل فيه الأقَف وهو الضَّجَرُ قال وقال بعض أَهل اللغة معنى الأُفّةِ المُعْدِمُ المُقِلُّ من الأَفَفِ وهو الشيء القليل واليأْفُوفُ الخفِيفُ السريع وقال هُوجاً يَآفِيفَ صِغاراً زُعْرا واليأْفُوفُ الأَحمقُ الخفِيفُ الرأْي واليأْفُوفُ الرّاعي صفة كاليَّحْضُور واليَحْمُوم كأَنه مُتَهَيِّءٌ لرِعايته عارِفٌ بأَوْقاتِها من قولهم جاء على إفَّانِ ذلك وتَئِفَّتِه واليأْفُوفُ الخفيف السَّرِيعُ وقيل الضَّعِيفُ الأَحمقُ واليأْفُوفَةُ الفراشةُ ورأَيت حاشية بخط الشيخ رَضِيِّ الدين الشاطبيّ قال في حديث عمرو بن معديكرب أَنه قال في بعض كلامه فلان أَخَفُّ من يأْفُوفَةٍ قال اليأْفُوفَةُ الفَراشةُ وقال الشاعر أَرى كلَّ يأْفُوفٍ وكلَّ حَزَنْبَلٍ وشِهْذارةٍ تِرْعابةٍ قد تَضَلَّعا والتِّرْعابةُ الفَرُوقةُ واليأْفُوفُ العَييُّ الخَوَّار قال الرَّاعي مُغَمَّرُ العَيْشِ يأْفُوفٌ شَمائِلُه تأْبَى المَوَدَّةَ لا يُعْطِي ولا يَسَلُ قوله مُغَمَّر العَيْشِ أَي لا يكادُ يُصِيبُ من العَيْشِ إلا قليلاً أُخِذَ من الغَمَر وقيل هو المُغَفَّلُ عن كلِّ عَيْش

أكف
الإكافُ والأُكاف من المراكب شبه الرِّحالِ والأَقْتابِ وزعم يعقوب أَن همزته بدل من واو وُكافٍ ووِكافٍ والجمع آكِفةٌ وأُكُفٌ كإزارٍ وآزِرةٍ وأُزُرٍ غيره أُكافُ الحمار وإكافُه ووِكافُه ووُكافه والجمع أُكُفٌ وقيل في جمعه وَكُفٌ وأَنشد في الأُكِافِ لراجز إنَّ لَنا أَحْمِرةً عِجافا يأْكُلْنَ كلَّ لَيْلةٍ أُكِافا أَي يأْكلن ثَمَنَ أُكافٍ أَي يُباعُ أُكِافٌ ويُطْعَم بثمنه ومثله نُطْعِمُها إذا شَتَتْ أَولادَها أَي ثمن أَولادها ومنه المَثَل تَجُوعُ الحُرَّةُ ولا تأْكلُ ثَدْيَيْها أَي أُجرة ثَدْيَيْها وآكَفَ الدابّةَ وضع عليها الإكاف كأَوْكَفَها أَي شدَّ عليها الإكاف قال اللحياني آكَفَ البغلَ لغة بني تميم وأَوْكَفَه لغة أَهل الحجاز وأَكَّفَ أُكافاً وإكافاً عَمِلَه

ألف
الأَلْفُ من العَدَد معروف مذكر والجمع آلُفٌ قال بُكَيْر أَصَمّ بني الحرث بن عباد عَرَباً ثَلاثَة آلُفٍ وكَتِيبةً أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ من بَني الفَدّامِ وآلافٌ وأُلُوفٌ يقال ثلاثةُ آلاف إلى العشرة ثم أُلُوفٌ جمع الجمع قال اللّه عز وجل وهم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فأَما قول الشاعر وكان حامِلُكُم مِنّا ورافِدُكُمْ وحامِلُ المِينَ بعد المِينَ والأَلَفِ إنما أَراد الآلافَ فحذف للضرورة وكذلك أَراد المِئِين فحذف الهمزة ويقال أَلْفٌ أَقْرَعُ لأَن العرب تُذَكِّرُ الأَلفَ وإن أُنّث على أَنه جمع فهو جائز وكلام العرب فيه التذكير قال الأَزهري وهذا قول جميع النحويين ويقال هذا أَلف واحد ولا يقال واحدة وهذا أَلف أَقْرَعُ أَي تامٌّ ولا يقال قَرْعاءُ قال ابن السكيت ولو قلت هذه أَلف بمعنى هذه الدراهمُ أَلف لجاز وأَنشد ابن بري في التذكير فإنْ يَكُ حَقِّي صادِقاً وهو صادِقي نَقُدْ نَحْوَكُمْ أَلْفاً من الخَيْلِ أَقْرَعا قال وقال آخر ولو طَلَبُوني بالعَقُوقِ أَتَيْتُهُمْ بأَلْفٍ أُؤَدِّيهِ إلى القَوْمِ أَقْرَعا وأَلَّفَ العَدَدَ وآلَفَه جعله أَلْفاً وآلَفُوا صاروا أَلفاً وفي الحديث أَوَّلُ حَيّ آلَفَ مع رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بنو فلان قال أَبو عبيد يقال كان القوم تِسْعَمائة وتِسْعةً وتسعين فآلفْتُهم مَمْدُود وآلَفُوا هم إذا صاروا أَلفاً وكذلك أَمْأَيْتُهم فأَمْأَوْا إذا صاروا مائةً الجوهري آلَفْتُ القومَ إيلافاً أَي كَمَّلْتُهم أَلفاً وكذلك آلَفْتُ الدراهِمَ وآلَفَتْ هي ويقال أَلْفٌ مؤَلَّفَةٌ أَي مُكَمَّلةٌ وأَلَفَه يأْلِفُه بالكسر أَي أَعْطاه أَلفاً قال الشاعر وكَريمةٍ مِنْ آلِ قَيْسَ أَلَفْتُه حتى تَبَذَّخَ فارْتَقى الأَعْلامِ أَي ورُبَّ كَريمةٍ والهاء للمبالغة وارْتَقى إلى الأعْلام فحَذَف إلى وهو يُريده وشارَطَه مُؤَالَفةً أَي على أَلف عن ابن الأعرابي وألِفَ الشيءَ أَلْفاً وإلافاً ووِلافاً الأَخيرة شاذّةٌ وأَلَفانا وأَلَفَه لَزمه وآلَفَه إيّاه أَلْزَمَه وفلان قد أَلِفَ هذا الموْضِعَ بالكسر يأْلَفُه أَلفاً وآلَفَه إيّاه غيرُه ويقال أَيضاً آلَفْتُ الموضع أُولِفُه إيلافاً وكذلك آلَفْتُ الموضِعَ أُؤالِفُه مُؤَالَفة وإلافاً فصارت صُورةُ أَفْعَلَ وفاعَلَ في الماضي واحدة وأَلَّفْتُ بين الشيئين تأْلِيفاً فتأَلَّفا وأْتَلَفا وفي التنزيل العزيز لإيلافِ قُريش إيلافِهم رِحْلةَ الشِّتاء والصَّيْفِ فيمن جعل الهاء مفعولاً ورحلةَ مفعولاً ثانياً وقد يجوز أَن يكون المفعول هنا واحداً على قولك آلَفْتُ الشيء كأَلِفْتُه وتكون الهاء والميم في موضع الفاعل كما تقول عجبت من ضَرْبِ زيدٍ عمراً وقال أَبو إسحَق في لإيلافِ قريس ثلاثة أَوجه لإيلاف ولإِلاف ووجه ثالث لإلْفِ قُرَيْشٍ قال وقد قُرئ بالوجهين الأَولين أَبو عبيد أَلِفْتُ الشيء وآلَفْتُه بمعنى واحد لزمته فهو مُؤْلَفٌ ومأْلُوفٌ وآلَفَتِ الظّباءُ الرَّمْلَ إذا أَلِفَتْه قال ذو الرمة مِنَ المُؤْلِفاتِ الرَّمْلِ أَدْماءُ حُرَّةٌ شُعاعُ الضُّحَى في مَتْنِها يَتَوَضَّحُّ أَبو زيد أَلِفْتُ الشيءَ وأَلِفْتُ فلاناً إذا أَنِسْتَ به وأَلَّفْتُ بينهم تأْلِيفاً إذا جَمَعْتَ بينهم بعد تَفَرُّقٍ وأَلَّفْتُ الشيء تأْلِيفاً إذا وصلْت بعضه ببعض ومنه تأْلِيفُ الكتب وأَلَّفْتُ الشيءَ أَي وصَلْتُه وآلَفْتُ فلاناً الشيء إذا أَلزمته إياه أُولِفُه إيلافاً والمعنى في قوله تعالى لإِيلافِ قُرَيْشٍ لِتُؤْلَفَ قُريش الرِّحْلَتَيْن فتتصلا ولا تَنْقَطِعا فاللام متصلة بالسورة التي قبلها أَي أَهلكَ اللّه أَصحابَ الفِيلِ لِتُؤْلَفَ قريشٌ رِحْلَتَيْها آمِنِين ابن الأَعرابي أَصحاب الإيلافِ أَربعةُ إخوةٍ هاشمٌ وعبد شمس والمطلب ونوفل بنو عبد مناف وكانوا يُؤَلِّفُون الجِوارَ يُتْبِعُون بعضَه بعضاً يُجِيرون قريشاً بمِيَرِهِم وكانوا يُسَمَّوْنَ المُجِيرينَ فأَمّا هاشم فإنه أَخذ حَبْلاً من ملك الروم وأَخذ نَوْفَلٌ حَبْلاً من كِسْرى وأَخذ عبد شمس حبلاً من النجاشي وأَخذ المطلب حبلاً من ملوك حِمْير قال فكان تُجّار قريش يختلفون إلى هذه الأَمصار بحِبال هؤُلاء الإخوة فلا يُتَعَرَّضُ لهم قال ابن الأَنباري من قرأَ لإِلافِهم وإلْفِهِم فهما من أَلِفَ يأْلَف ومن قرأَ لإيلافهم فهو من آلَفَ يُؤْلِفُ قال ومعنى يُؤَلِّفُون يُهَيِّئوُن ويُجَهِّزُون قال أَبو منصور وهو على قول ابن الأَعرابي بمعنى يُجِيرُون والإلْفُ والإلافُ بمعنى وأَنشد حبيب بن أَوس في باب الهجاء لمُساور بن هند يهجو بني أَسد زَعَمْتُمْ أَن إخْوَتَكم قُرَيْشٌ لَهُمْ إلْفٌ وليس لَكُمْ إلافُ وقال الفراء من قرأَ إلْفِهِمْ فقد يكون من يُؤَلِّفُون قال وأَجود من ذلك أَن يُجْعَلَ من يأْلَفون رِحْلةَ الشتاء والصيف والإيلافُ من يُؤْلِفُون أَي يُهَيِّئُونَ ويُجَهِّزُون قال ابن الأَعرابي كان هاشمٌ يُؤَلِّفُ إلى الشام وعبدُ شمس يُؤَلِّف إلى الحَبَشةِ والمطلبُ إلى اليَمن ونَوْفَلٌ إلى فارِسَ قال ويتأَلَّفُون أَي يَسْتَجِيرون قال الأَزهري ومنه قول أَبي ذؤيب تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِيناً وتُؤْلِفُ ال جِوارَ ويُغْشِيها الأَمانَ ذِمامُها وفي حديث ابن عباس وقد عَلِمَتْ قريش أَن أَول من أَخَذ لها الإيلافَ لَهاشِمٌ الإيلافُ العَهْدُ والذِّمامُ كان هاشم بن عبد مناف أَخذه من الملوك لقريش وقيل في قوله تعالى لإيلاف قريش يقول تعالى أَهلكت أَصحاب الفيل لأُولِف قريشاً مكة ولِتُؤَلِّف قريش رحلة الشتاء والصيف أَي تَجْمَعَ بينهما إذا فرغوا من ذه أَخذوا في ذه وهو كما تقول ضربته لكذا لكذا بحذف الواو وهي الأُلْفةُ وأْتَلَفَ الشيءُ أَلِفَ بعضُه بعضاً وأَلَّفَه جمع بعضه إلى بعض وتَأَلَّفَ تَنَظَّمَ والإلْف الأَلِيفُ يقال حَنَّتِ الإلْفُ إلى الإلْفِ وجمع الأَلِيف أَلائِفُ مثل تَبِيعٍ وتَبائِعَ وأَفِيلٍ وأَفائِلَ قال ذو الرمة فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من أَلائِفِه يَرْتادُ أَحْلِيةٍ اعْجازُها شَذَبُ والأُلاَّفِ جمع آلِفٍ مثل كافِرٍ وكُفّارٍ وتأَلَّفَه على الإسْلام ومنه المؤَلَّفة قلوبُهم التهذيب في قوله تعالى لو أَنْفَقْتَ ما في الأَرض جميعاً ما أَلَّفْت بين قلوبهم قال نزلت هذه الآية في المُتَحابِّينَ في اللّه قال والمؤَلَّفةُ قلوبهم في آية الصَّدَقات قومٌ من سادات العرب أَمر اللّه تعالى نبيه صلى اللّه عليه وسلم في أَول الإسلام بتَأَلُّفِهم أَي بمُقارَبَتِهم وإعْطائهم ليُرَغِّبوا مَن وراءهم في الإسلام فلا تَحْمِلهم الحَمِيَّةُ مع ضَعْف نِيّاتِهم على أَن يكونوا إلْباً مع الكفار على المسلمين وقد نَفَّلهم النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم حُنَيْن بمائتين من الإبل تأَلُّفاً لهم منهم الأَقْرَعُ بن حابِسٍ التميمي والعباسُ بن مِرْداسٍ السُّلَمِيّ وعُيَيْنةُ بن حِصْن الفَزارِيُّ وأَبو سفيانَ بن حَرْبٍ وقد قال بعض أَهل العلم إن النبي صلى اللّه عليه وسلم تأَلَّفَ في وقتٍ بعض سادةِ الكفار فلما دخل الناس في دين اللّه أَفْواجاً وظهر أَهلُ دين اللّه على جميع أَهل المِلَل أَغنى اللّه تعالى وله الحمد عن أَن يُتَأَلَّف كافرٌ اليومَ بمال يُعْطى لظهور أَهل دينه على جميع الكفار والحمد للّه رب العالمين وأَنشد بعضهم إلافُ اللّه ما غَطَّيْت بَيْتاً دَعائِمهُ الخِلافةُ والنُّسُورُ قيل إلافُ اللّه أَمانُ اللّه وقيل منزِلةٌ من اللّه وفي حديث حنين إني أُعْطِي رجالاً حدِيثي عهد بكُفْرٍ أَتأَلَّفُهم التأَلُّفُ المُداراةُ والإيناسُ ليَثْبُتُوا على الإسلام رَغْبةً فيما يَصِلُ إليهم من المال ومنه حديثُ الزكاةِ سَهْمٌ للمؤلَّفة قلوبهم والإلْفُ الذي تأْلَفُه والجمع آلافٌ وحكى بعضهم في جمع إلْفٍ اُُلُوفٌ قال ابن سيده وعندي أَنه جمع آلِفٍ كشاهِدٍ وشُهودٍ وهو الأَلِيفُ وجمعه أُلَفاءُ والأُنثى آلِفةٌ وإلْفٌ قال وحَوْراء المَدامِعِ إلْف صَخْر وقال قَفْرُ فَيافٍ تَرى ثَوْرَ النِّعاجِ بها يَروحُ فَرْداً وتَبْقى إلْفُه طاوِيهْ وهذا من شاذ البسيط لأَن قوله طاوِيهْ فاعِلُنْ وضربُ البسيط لا يأْتي على فاعلن والذي حكاه أَبو إسحَق وعزاه إلى الأَخفش أن أَعرابيّاً سئل أَن يصنع بيتاً تامّاً من البسيط فصنع هذا البيت وهذا ليس بحُجة فيُعْتَدَّ بفاعلن ضرباً في البسيط إنما هو في موضوع الدائرة فأَمّا المستعمل فهو فعِلن وفَعْلن ويقال فلان أَلِيفي وإلْفي وهم أُلاَّفي وقد نَزَعَ البعير إلى أُلاَّفه وقول ذي الرمة أَكُنْ مِثْلَ ذي الأُلاَّف لُزَّتْ كُراعُه إلى أُخْتِها الأُخْرى ووَلَّى صَواحِبُهْ يجوزُ الأُلاَّف وهو جمع آلِف والآلاف جمع إلْفٍ وقد ائتَلَفَ القومُ ائتِلافاً وأَلَّفَ اللّه بينهم تأْليفاً وأَوالِفُ الطير التي قد أَلِفَتْ مكةَ والحرمَ شرفهما اللّه تعالى وأَوالِفُ الحمام دَواجِنُها التي تأْلَفُ البيوتَ قال العجاج أَوالِفاً مكةَ من وُرْقِ الحِمى أَراد الحَمام فلم يستقم له الوزن فقال الحِمى وأَما قول رؤبة تاللّهِ لو كنت من الأَلاَّفِ قال ابن الأعرابي أَراد بالأُلاَّف الذين يأْلَفُون الأَمْصارَ واحدهم آلِفٌ وآلَفَ الرجلُ تَجِرَ وأَلَّفَ القومُ إلى كذا وتَأَلَّفُوا استجاروا والأَلِفُ والأَلِيفُ حرف هجاء قال اللحياني قال الكسائي الأَلف من حروف المعجم مؤنثة وكذلك سائر الحروف هذا كلام العرب وإن ذكَّرت جاز قال سيبوبه حروف المعجم كلها تذكر وتؤنث كما أَنَّ الإنسان يذكّر ويؤنث وقوله عز وجل أَلم ذلك الكتاب وأَلمص وأَلمر قال الزجاج الذي اخترنا في تفسيرها قول ابن عباس إن أَلم أَنا اللّه أَعلم وأَلمص أَنا اللّه أَعلم وأَفْصِلُ وأَلمر أَنا اللّه أَعلم وأرى قال بعض النحويين موضع هذه الحروف رفع بما بعدها قال أَلمص كتاب فكتاب مرتفع بأَلمص وكأَنّ معناه أَلمص حروف كتاب أُنزل إليك قال وهذا لو كان كما وصف لكان بعد هذه الحروف أَبداً ذكر الكتاب فقوله أَلم اللّه لا إله إلا هو الحيّ القيوم يدل على أَن الأَمر مرافع لها على قوله وكذلك يس والقرآن الحكيم وقد ذكرنا هذا الفصل مستوفى في صدر الكتاب عند تفسير الحروف المُقَطَّعةِ من كتاب اللّه عز وجل

أنف
الأَنْفُ المَنْخَرُ معروف والجمع آنُفُ وآنافٌ وأُنُوفٌ أَنشد ابن الأَعرابي بِيضُ الوُجُوهِ كَريمةٌ أَحْسابُهُمْ في كلِّ نائِبَةٍ عِزازُ الآنُفِ وقال الأَعشى إذا رَوَّحَ الرَاعي اللِّقاحَ مُعَزِّباً وأَمْسَتْ على آنافِها غَبَراتُها وقال حسان بن ثابت بِيضُ الوُجُوهِ كَرِيمةٌ أَحْسابُهُم شُمُّ الأَنُوفِ من الطِّرازِ الأَوَّلِ والعرب تسمي الأَنْفَ أَنْفين قال ابن أَحمر يَسُوفُ بأَنْفَيْهِ النِّقاعَ كأَنه عن الرَّوْضِ من فَرْطِ النَّشاطِ كَعِيمُ الجوهري الأَنْفُ للإنسان وغيره وفي حديث سَبْقِ الحَدَثِ في الصلاة فليَأْخُذْ بأَنفِه ويَخْرُجْ قال ابن الأَثير إنما أَمَره بذلك ليُوهِمَ المُصَلِّين أَن به رُعافاً قال وهو نوع من الأَدب في سَتْرِ العَوْرَة وإخْفاء القَبيحِ والكنايةِ بالأَحْسَن عن الأَقْبح قال ولا يدخل في باب الكذب والرياء وإنما هو من باب التَّجَمُّل والحَياء وطلَبِ السلامة من الناس وأَنَفَه يَأْنُفُه ويأْنِفُه أَنْفاً أَصابَ أَنْفَه ورجل أُنافيٌّ عَظِيم الأَنْفِ وعُضادِيٌّ عظيم العَضُد وأُذانيٌّ عظيم الأُذن والأنُوفُ المرأَةُ الطَّيِّبَةُ رِيحِ الأَنْفِ ابن سيده امرأَة أَنُوفٌ طيبة رِيحِ الأَنف وقال ابن الأَعرابي هي التي يُعْجِبُك شَمُّك لها قال وقيل لأَعرابي تَزَوَّج امرأَة كيف رأَيتها ؟ فقال وجَدْتها رَصُوفاً رَشْوفاً أَنُوفاً وكل ذلك مذكور في موضعه وبعير مأَْنُوفٌ يُساقُ بأَنْفِه فهو أَنِفٌ وأَنِفَ البعير شكا أَنْفَه من البُرة وفي الحديث إن المؤمن كالبعير الأَنِفِ والآنِف أَي أَنه لا يَرِيمُ التَّشَكِّي
( * قوله « لا يريم التشكي » أي يديم التشكي مما به إلى مولاه لا إلى سواه ) وفي رواية المُسْلِمون هَيِّنُون لَيِّنُون كالجمل الأَنِفِ أَي المأْنُوفِ إن قِيدَ انْقادَ وإن أُنِيخَ على صَخْرةٍ اسْتَناخَ والبعير أَنِفٌ مثل تَعِبَ فهو تَعِبٌ وقيل الأَنِفُ الذي عَقَره الخِطامُ وإن كان من خِشاشٍ أَو بُرةٍ أَو خِزامةٍ في أَنفه فمعناه أَنه ليس يمتنع على قائده في شيء للوجع فهو ذَلُولٌ منقاد وكان الأَصل في هذا أَن يقال مأْنُوف لأَنه مَفْعول به كما يقال مصدورٌ وأَنَفَه جعله يَشْتَكي أَنْفَه وأَضاعَ مَطْلَبَ أَنْفِه أَي الرَّحِمَ التي خرج منها عن ثعلب وأَنشد وإذا الكَرِيمُ أَضاعَ مَوْضِع أَنْفِه أَو عِرْضَه بِكَرِيهَةٍ لم يَغْضَبِ وبعير مأْنُوفٌ كما يقال مَبطونٌ ومَصْدورٌ ومَفْؤُودٌ للذي يَشْتَكي بطنَه أَو صَدْرَه أَو فُؤَادَه وجميع ما في الجسد على هذا ولكن هذا الحرف جاء شاذًّا عنهم وقال بعضهم الجملُ الأَنِفُ الذَّلُولُ وقال أَبو سعيد الجمل الأَنِف الذّليل المؤاتي الذي يأْنَفُ من الزَّجْر ومن الضرب ويُعطي ما عنده من السير عَفْواً سَهْلاً كذلك المؤمن لا يحتاج إلى زجر ولا عِتاب وما لزمه من حقّ صبرَ عليه وقام به وأَنَفْتُ الرجل ضربت أَنْفَه وآنَفْتُه أَنا إينافاً إذا جعلته يشتكي أَنْفَه وأَنَفَه الماءُ إذا بلغ أَنْفَه زاد الجوهري وذلك إذا نزل في النهر وقال بعض الكِلابِيِّينَ أَنِفَتِ الإبلُ إذا وقَع الذُّبابُ على أُنُوفِها وطَلَبَتْ أَماكِنَ لم تكن تَطْلُبها قبل ذلك وهو الأَنَفُ والأَنَفُ يُؤْذِيها بالنهار وقال مَعْقِل بن رَيْحانَ وقَرَّبُوا كلَّ مَهْرِيٍّ ودَوْسَرَةٍ كالفَحْلِ يَقْدَعُها التَّفْقِيرُ والأَنَفُ والتَّأْنِيفُ تَحْدِيدُ طرَفِ الشيء وأَنْفا القَوْس الحَدَّانِ اللذان في بَواطِن السِّيَتَيْن وأَنْف النعْلِ أَسَلَتُها وأَنْفُ كلِّ شيء طرَفُه وأَوَّله وأَنشد ابن بري للحطيئة ويَحْرُمُ سِرُّ جارَتِهِمْ عليهمْ ويأْكلُ جارُهُمْ أَنْفَ القِصاعِ قال ابن سيده ويكون في الأَزْمِنَةِ واستعمله أَبو خراش في اللِّحْيَةِ فقال تُخاصِمُ قَوْماً لا تَلَقَّى جوابَهُمْ وقد أَخَذَتْ من أَنْفِ لِحْيَتِكَ اليَدُ سمى مُقَدَّمَها أَنْفاً يقول فطالتْ لِحْيَتُكَ حتى قبضْتَ عليها ولا عَقْلَ لك مَثَلٌ وأَنْفُ النَّابِ طَرَفُه حين يطْلُعُ وأَنْفُ النَّابِ حَرْفُه وطَرَفُه حين يطلع وأَنْفُ البَرْدِ أَشَدُّه وجاءَ يَعْدُو وأَنْفَ الشَّدِّ والعَدْوِ أَي أَشدَّه يقال هذا أَنْفُ الشدّ وهو أَوّلُ العَدْوِ وأَنْفُ البردِ أَوّله وأَشدُّه وأَنْف المطر أَوّل ما أَنبت قال امرؤ القيس قد غَدا يَحْمِلُني في أَنْفِه لاحِقُ الأَيْطَلِ مَحْبُوكٌ مُمَرّ وهذا أَنْفُ عَمَلِ فلان أَي أَوّل ما أَخذ فيه وأَنف خُفّ البعير طرَفُ مَنْسِمِهِ وفي الحديث لكل شيء أُنْفةٌ وأُنْفَةُ الصلاةِ التكبيرة الأُولى أُنفة الشيء ابتداؤه قال ابن الأَثير هكذا روي بضم الهمزة قال وقال الهروي الصحيح بالفتح وأَنْفُ الجَبَل نادرٌ يَشْخَصُ ويَنْدُر منه والمُؤَنَّفُ المُحَدَّدُ من كل شيء والمُؤَنَّفُ المُسَوَّى وسيرٌ مُؤَنَّفٌ مَقْدودٌ على قَدْرٍ واسْتِواء ومنه قول الأَعرابي يصف فرساً لُهِزَ لَهْزَ العَيْرِ وأُنِّفَ تأْنِيف السَّيْرِ أَي قُدّ حتى استوى كما يستوي السير المقدود ورَوْضةٌ أُنُفٌ بالضم لم يَرْعَها أَحد وفي المحكم لم تُوطَأْ واحتاج أَبو النجم إليه فسكنه فقال أُنْفٌ تَرَى ذِبّانَها تُعَلِّلُهْ وكَلأٌ أُنُفٌ إذا كان بحاله لم يَرْعَه أَحد وكأْسٌ أُنُفٌ مَلأَى وكذلك المَنْهَلُ والأُنُفُ الخَمر التي لم يُسْتَخْرَجْ من دَنِّها شيء قبلها قال عَبْدَةُ بن الطَبِيب ثم اصْطَبَحْنا كُمَيْتاً قَرْقَفاً أُنُفاً من طَيِّبِ الرَّاحِ واللَّذَّاتُ تَعْلِيلُ وأَرض أُنُفٌ وأَنيقةٌ مُنْبِتَةٌ وفي التهذيب بَكَّرَ نباتُها وهي آنَفُ بلاد اللّه أَي أَسْرَعُها نباتاً وأَرض أَنِيفةُ النبْتِ إذا أَسْرَعتِ النباتَ وأَنَف وَطِئَ كَلأً أُنُفاً وأَنَفَتِ الإبلُ إذا وطِئَت كلأً أُنُفاً وهو الذي لم يُزعَ وآنَفْتُها أَنا فهي مُؤْنَفَةٌ إذا انْتَهَيْتَ بها أَنْفَ المَرْعَى يقال روضةٌ أُنُف وكأْسٌ أُنُف لم يُشرب بها قبل ذلك كأَنه اسْتُؤْنِفَ شربها مثل روْضةٍ أُنف ويقال أَنَّفَ فلان مالَه تأْنيفاً وآنفها إينافاً إذا رعّاها أُنُف الكلإِ وأَنشد لَسْتُ بِذي ثَلَّةٍ مُؤَنَّفَةٍ آقِطُ أَلبانَها وأَسْلَؤُها
( * قوله « آقط البانها إلخ » تقدم في شكر
تضرب دراتها إذا شكرت ... بأقطها والرخاف تسلؤها
وسيأتي في رخف تضرب ضراتها إذا اشتكرت نافطها إلخ ويظهر أن الصواب تأقطها مضارع أقط )
وقال حميد ضَرائرٌ لَيْسَ لَهُنَّ مَهْرُ تأْنِيفُهُنَّ نَقَلٌ وأَفْرُ أَي رَعْيُهُنَّ الكلأَ الأُنُف هذان الضرْبانِ من العَدْو والسير وفي حديث أَبي مسلم الخَوْلانيّ ووضَعَها في أُنُفٍ من الكلإِ وصَفْوٍ من الماء الأُنُفُ بضم الهمزة والنون الكلأَ الذي لم يُرْعَ ولم تَطَأْه الماشية واسْتَأْنَفَ الشيءَ وأْتَنَفَه أَخذ أَوّله وابتدأَه وقيل اسْتَقْبَلَه وأَنا آتَنِفُه ائْتِنافاً وهو افْتعِالٌ من أَنْفِ الشيء وفي حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما إنما الأَمْرُ أُنُفٌ أَي يُسْتَأْنَفُ استئنافاً من غير أَن يَسْبِقَ به سابِقُ قضاء وتقدير وإنما هو على اخْتِيارِك ودخولك فيه استأْنفت الشيء إذا ابتدأْته وفعلت الشيء آنِفاً أَي في أَول وقت يقرُب مني واسْتَأْنَفَه بوعْد ابتدأَه من غير أَن يسأَله إيّاه أَنشد ثعلب وأَنتِ المُنَى لو كُنْتِ تَسْتَأْنِفيننا بوَعْدٍ ولكِنْ مُعْتَفاكِ جَدِيبُ أَي لو كنت تَعِديننا الوَصْل وأَنْفُ الشيء أَوّله ومُسْتَأْنَفُه والمُؤْنَفَةُ والمُؤَنَّفةُ من الإبل التي يُتَّبَعُ بها أَنْفُ المَرْعى أَي أَوَّله وفي كتاب علي بن حمزة أَنْفُ الرِّعْي ورجل مِئْنافٌ يَسْتَأْنِفُ المَراعي والمَنازل ويُرَعِّي ماله أُنُفَ الكلإِ والمؤَنَّفَةُّ من النساء التي اسْتُؤْنِفَت بالنكاح أَوّلاً ويقال امرأَة مُكَثّفةٌ مؤَنَّفة وسيأْتي ذكر المُكَثَّفةِ في موضعه ويقال للمرأَةِ إذا حَمَلَتْ فاشْتَدَّ وحَمُها وتَشَهَّتْ على أَهلها الشيء بعد الشيء إنها لتَتَأَنَّفُ الشَّهواتِ تأَنُّفاً ويقال للحَدِيدِ اللَّيِّن أَنِيفٌ وأَنِيثٌ بالفاء والثاء قال الأَزهري حكاه أَبو تراب وجاؤوا آنِفاً أَي قُبَيْلاً الليث أَتَيْتُ فلاناً أُنُفاً كما تقول من ذي قُبُلٍ ويقال آتِيكَ من ذي أُنُفٍ كما تقول من ذي قُبُلٍ أَي فيما يُسْتَقْبَلُ وفعله بآنِفةٍ وآنفاً عن ابن الأَعرابي ولم يفسره قال ابن سيده وعندي أَنه مثل قولهم فعَلَه آنفاً وقال الزجاج في قوله تعالى ماذا قال آنفاً أي ماذا قال الساعةَ في أَوّل وقت يَقْرُبُ مِنّا ومعنى آنفاً من قولك استأْنَفَ الشيءَ إذا ابتدأَه وقال ابن الأَعرابي ماذا قال آنفاً أَي مُذْ ساعة وقال الزجاج نزلتْ في المنافقين يستمعون خُطبة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فإذا خرجوا سأَلوا أَصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اسْتِهزاء وإعلاماً أَنهم لم يلتفتوا إلى ما قال فقالوا ماذا قال آنفاً ؟ أَي ماذا قال الساعة وقلت كذا آنِفاً وسالفاً وفي الحديث أُنزلت عليَّ سورة آنِفاً أَي الآن والاسْتِئنافُ الابتداء وكذلك الائْتِنافُ ورجل حَمِيُّ الأَنْف إذا كان أَنِفاً يأْنَفُ أَن يُضامَ وأَنِفَ من الشيء يأْنَفُ أَنَفاً وأَنَفةً حَمِيَ وقيل اسْتَنْكَف يقال ما رأَيت أَحْمَى أَنْفاً ولا آنَفَ من فلان وأَنِفَ الطعامَ وغيره أَنَفاً كَرِهَه وقد أَنِفَ البعيرُ الكَلأَ إذا أَجَمَه وكذلك المرأَةُ والناقةُ والفرسُ تأْنَفُ فَحْلَها إذا تبَيَّنَ حملُها فكَرِهَتْه وهو الأَنَفُ قال رؤبة حتى إذا ما أَنِفَ التَّنُّوما وخَبَطَ العِهْنَةَ والقَيْصُوما وقال ابن الأَعرابي أَنِفَ أَجَمَ ونَئِفَ إذا كَرِه قال وقال أَعرابي أَنِفَتْ فرَسِي هذه هذا البلَد أَي اجْتَوَتْه وكَرِهَتْه فهُزِلَتْ وقال أَبو زيد أَنِفْتُ من قولك لي أَشَدَّ الأَنَفِ أَي كرِهتُ ما قلت لي وفي حديث مَعْقِل بن يسار فَحَمِيَ من ذلك أَنَفاً أَنِفَ من الشيء يأْنَفُ أَنَفاً إذا كرهه وشَرُفَتْ عنه نفسُه وأَراد به ههنا أَخذته الحَمِيّةُ من الغَيْرَة والغَضَبِ قال ابن الأَثير وقيل هو أَنْفاً بسكون النون للعُضْوِ أَي اشتدَّ غضبُه وغَيْظُه من طريق الكناية كما يقال للمُتَغَيِّظ وَرِمَ أَنْفُه وفي حديث أَبي بكر في عَهْده إلى عمر رضي اللّه عنهما بالخلافة فكلُّكم ورِمَ أَنْفُه أَي اغْتاظَ من ذلك وهو من أَحسن الكنايات لأَن المُغْتاظَ يَرِمُ أَنفُه ويَحْمَرُّ ومنه حديثه الآخر أَما إنك لو فَعَلْتَ ذلك لجَعَلْتَ أَنْفكَ في قَفَاكَ يريد أَعْرَضْتَ عن الحَقِّ وأَقْبَلْتَ على الباطل وقيل أَراد أَنك تُقْبِلُ بوجهك على مَن وراءكَ من أَشْياعِكَ فتُؤْثِرَهُم بِبِرِّك ورجل أَنُوفٌ شديدُ الأَنَفَةِ والجمع أُنُفٌ وآنَفَه جعلَه يأْنَفُ وقول ذي الرمة رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيماً وبُسْرَةً وصَمْعاء حتى آنَفَتْها نِصالُها أَي صَيَّرت النِّصالُ هذه الإبلَ إلى هذه الحالة تأْنفُ رَعْيَ ما رَعَتْه أَي تأْجِمُه وقال ابن سيده يجوز أَن يكون آنَفَتْها جعلتها تَشْتَكي أُنوفَها قال وإن شئتَ قلت إنه فاعَلَتْها من الأَنْف وقال عُمارةُ آنَفَتْها جعلتها تأْنَفُ منها كما يأْنَفُ الإنسانُ فقيل له إن الأَصمعي يقول كذا وإن أَبا عَمْرٍو يقول كذا فقال الأَصمعي عاضٌّ كذا من أُمِّه وأَبو عمرو ماصٌّ كذا من أُمه أَقول ويقولان فأَخبر الراوية ابن الأَعرابي بهذا فقال صَدَقَ وأَنتَ عَرَّضْتَهما له وقال شمر في قوله آنَفَتْها نِصالُها قال لم يقل أَنَفَتْها لأَن العرب تقول أَنَفَه وظَهَرَه إذا ضرب أَنْفَه وظهْره وإنما مدّه لأَنه أراد جعلتها النِّصالُ تَشْتَكي أُنُوفَها يعني نِصال البُهْمى وهو شَوْكُها والجَمِيم الذي قد ارْتفع ولم يَتِمّ ذلك التمامَ وبُسْرةً وهي الغَضّةُ وصَمْعاء إذا امْتلأَ كِمامُها ولم تَتَفَقَّأْ ويقال هاجَ البُهْمى حتى آنَفَتِ الرّاعِيةَ نِصالُها وذلك أَن يَيْبَسَ سَفاها فلا ترْعاها الإبل ولا غيرها وذلك في آخر الحرّ فكأَنَّها جعلتها تأْنَفُ رَعْيها أَي تكرهه ابن الأَعرابي الأَنْفُ السيِّد وقولهم فلان يتتبع أَنفه إذا كان يَتَشَمَّمُ الرائحة فيَتْبَعُها وأَنْفٌ بلْدةٌ قال عبد مناف بن رِبْع الهذَليّ مِنَ الأَسَى أَهْلُ أَنْفٍ يَوْمَ جاءَهُمُ جَيْشُ الحِمارِ فكانُوا عارِضاً بَرِدا وإذا نَسَبُوا إلى بني أَنْفِ الناقةِ وهم بَطْنٌ من بني سَعْدِ بن زيد مَناة قالوا فلانٌ الأَنْفِيُّ سُمُّوا أَنْفِيِّينَ لقول الحُطَيْئةِ فيهم قَوْمٌ هُمُ الأَنْفُ والأَذْنابُ غَيْرُهُمُ ومَنْ يُسَوِّي بأَنْفِ الناقةِ الذَّنَبا ؟

أوف
الآفةُ العاهةُ وفي المحكم عَرَضٌ مُفْسِدٌ لما أَصاب من شيء ويقال آفةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ وآفةُ العِلْمِ النِّسيانُ وطعامٌ مَؤُوفٌ أَصابته آفةٌ وفي غير المحكم طعام مَأْوُوفٌ وإيفَ الطعامُ فهو مَئِيفٌ مثلُ مَعِيفٍ قال وعِيهَ فهو مَعُوهٌ ومَعِيهٌ الجوهري وقد إيف الزرعُ على ما لم يُسَمَّ فاعله أَي أَصابته آفة فهو مؤوف مثل مَعُوفٍ وآفَ القومُ وأُوفوا وإِيفوا دخلت عليهم آفة وقال الليث إِفُوا الأَلف مُمالةٌ بينها وبين الفاء ساكن يُبَيِّنُه اللفظ لا الخط وآفَتِ البلادُ تَؤُوفُ أَوْفاً وآفةً وأُوُوفاً كقولك عُوُوفاً صارت فيها آفةٌ واللّه أَعلم

تأف
أَتَيْتُه على تَئِفّة ذلك كتَفِئّةٍ فَعِلَّةٌ عند سيبويه وتَفْعِلةٌ عند أَبي عليّ أَي حين ذلك لأَنَّ العرب تقول أَفَفْتُ عليه عَنْبرةَ الشتاء أَي أَتيته في ذلك الحين وأَتيته على إفَّان ذلك وتِئِفّانه أَي أَوَّلِه فهذا يَشْهَد بزيادتها قال أَبو منصور ليست التاء في تَفِئَّةٍ وتَئِفَّةٍ أَصليةً والتَّئفّانُ النَّشاطُ

تحف
التُّحْفةُ الطُرْفةُ من الفاكهة وغيرها من الرَّياحين والتُّحْفةُ ما أَتْحَفْتَ به الرجلَ من البِرِّ واللُّطْف والنَّغَص وكذلك التُّحَفة بفتح الحاء والجمع تُحَفٌ وقد أَتْحَفَه بها واتَّحَفَه قال ابن هَرْمةَ واسْتَيْقَنَتْ أَنها مُثابِرةٌ وأَنَّها بالنَّجاحِ مُتَّحِفَهْ قال صاحب العين تاؤه مبدلة من واو إلا أَنَّها لازمةٌ لجميع تَصارِيف فعلها إلا في يَتَفَعل يقال أَتْحَفْتُ الرجل تُحْفةً وهو يَتَوَحَّفُ وكأَنهم كرهوا لزوم البدل ههنا لاجتماع المِثْلين فردوه إلى الأَصل فإن كان على ما ذهب إليه فهو من وَحَفَ وقال الأَزهري أَصل التُّحْفةِ وُحْفةٌ وكذلك التُّهَمَةُ أَصلها وُهَمَةٌ وكذلك التُّخَمةُ ورجل تُكَلةٌ والأَصل وُكَلة وتُقاةٌ أَصلها وُقاةٌ وتُراثٌ أَصله وُراثٌ وفي الحديث تُحْفةُ الصائِم الدُّهْنُ والمِجْمَرُ يعني أَنه يُذْهِب عنه مَشَقَّةَ الصوْمِ وشِدَّتَه وفي حديث أَبي عَمْرةَ في صفة التمر تُحْفةُ الكَبير وصُمْتةُ الصغير وفي الحديث تُحْفةُ المؤمنِ الموتُ أَي ما يُصِيبُ المؤْمنَ في الدنيا من الأَذى وما له عند اللّه من الخير الذي لا يَصِلُ إليه إلا بالموتِ وأَنشد ابن الأَثير قد قُلْت إذ مَدَحُوا الحياةَ وأَسْرَفُوا في المَوْتِ أَلْفُ فَضِيلةٍ لا تُعْرَفُ مِنْها أَمانُ عَذابِه بِلقائِه وفِراقُ كلِّ مُعاشِرٍ لا يُنْصِفُ ويشبهه الحديث الآخر الموتُ راحةُ المؤمنِ

ترف
الترَفُ التَّنَعُّمُ والتُّرْفةُ النَّعْمةُ والتَّتْريفُ حُسْنُ الغِذاء وصبيٌّ مُتْرَفٌ إذا كان مُنَعَّمَ البدنِ مُدَلَّلاً والمُتْرَفُ الذي قد أَبْطَرَتْه النعمةُ وسَعة العيْشِ وأَتْرَفَتْه النَّعْمةُ أَي أَطْغَتْه وفي الحديث أَوْهِ لفِراخِ محمدٍ من خليفة يُسْتَخْلَفُ عِتْريفٍ مُتْرَفٍ المُتْرَفُ المُتَنَعِّمُ المُتَوَسِّعُ في مَلاذِّ الدنيا وشَهواتِها وفي الحديث أَنَّ إبراهيم عليه الصلاة والسلام فُرَّ به من جَبَّارٍ مُتْرَفٍ ورجل مُتْرَفٌ ومُتَرَّفٌ مُوَسَّعٌ عليه وتَرَّفَ الرجلَ وأَتْرَفَه دَلَّلَه ومَلَّكَه وقوله تعالى إلا قال مُتْرَفُوها أَي أُولو الترفةِ وأَراد رؤساءَها وقادةَ الشرّ منها والتُّرْفةُ بالضم الطعامُ الطيب وكل طُرْفة تُرْفةٌ وأَتْرَفَ الرجلَ أَعطاه شَهْوَتَه هذه عن اللحياني وتَرِفَ النباتُ تَرَوّى والتُّرْفة بالضم الهَنةُ الناتئةُ في وسط الشَّفةِ العليا خِلْقةً وصاحبها أَتْرَفُ والتُّرفة مِسْقاةٌ يُشْرَبُ بها

تفف
التُّفُّ وسَخُ الأَظْفارِ وفي المحكم وسَخ بين الظُّفُرِ والأَنْمُلةٍ وقيل هو ما يجتمع تحت الظفر من الوسَخ والأُفُّ وسخُ الأُذن والتَّتْفِيفُ من التُّفِّ كالتَّأْفِيف من الأُفِّ وقال أَبو طالب قولهم أُّفٌّ وأُّفَّةٌ وتُفٌّ وتُفّةٌ فالأُفُّ وسخُ الأُذن والتفّ وسخ الأَظْفار فكان ذلك يقال عند الشي يستقذر ثم كثر حتى صاروا يستعملونه عند كل ما يتَأَذَّوْنَ به وقيل أُفٌّ له معناه قلَّةٌ له وتُفٌّ إتباع مأْخوذ من الأَفَفِ وهو الشيء القليل ابن الأَعرابي تَفْتَفَ الرجلُ إذا تَقَذَّرَ بعد تَنْظِيفٍ ويقال أَفَّ يَؤُفُّ ويَئِفُّ إذا قال أُف ويقال أُفَّةٌ له وتُفَّةٌ أَي تَضَجُّر ويقال الأُفُّ بمعنى القلة من الأَفَفِ وهو القليل والتُفَّة دُوَيْبَّةٌ تشبه الفأْر وقال الأَصمعي هذا غلط إنما هي دُوَيْبَّةٌ على شَكْل جَرْو الكلب يقال لها عَناقُ الأَرض قال وقد رأَيته وفي المثل أَغْنى من التُّفّةِ عن الرُّفّة وفي المحكم استغنت التُّفّةُ عن الرُّفّةِ والرُّفّةُ دُقاقُ التِّبْن وقيل التبن عامّة وكلاهما بالتشديد والتخفيف والتُّفَفة دُودة صغيرة تؤثر في الجلد والتَّفَّافُ الوَضِيعُ وقيل هو الذي يسأل الناسَ شاةً أَو شاتين قال وصِرْمةٍ عشرين أَو ثلاثينْ يُغْنِينَنا عن مَكْسَبِ التَّفافِينْ

تلف
الليث التَّلَفُ الهَلاكُ والعَطَبُ في كل شيء تَلِفَ يَتْلَفُ تَلَفاً فهو تَلِفٌ هَلَكَ غيره تَلِفَ الشيءُ وأَتْلَفَه غيره وذهَبت نفسُ فلانٍ تَلَفاً وظَلَفاً بمعنى واحد أَي هَدَراً والعرب تقول إنّ من القَرَفِ التَّلَفَ والقَرَفُ مُداناةُ الوَباء والمَتالِف المَهالِكُ وأَتْلَف فلان مالَه إتْلافاً إذا أَفناه إسْرافاً قال الفرزدق وقَوْمٍ كِرامٍ قد نَقَلْنا إليهمُ قِراهُمْ فأَتْلَفْنا المَنايا وأَتْلَفُوا أَتْلَفْنا المَنايا أَي وجدْناها ذاتَ تَلَفٍ أَي ذاتَ إتْلافٍ ووجدُوها كذلك وقال ابن السكيت أَتْلَفْنا المنايا وأَتْلَفُوا أَي صَيَّرْنا المَنايا تَلَفاً لهم وصَيَّرُوها لنا تلَفاً قال ويقال معناه صادَفْناها تُتْلِفُنا وصادَفُوها تُتْلِفُهم ورجل مِتْلَفٌ ومِتْلافٌ يُتْلِفُ مالَه وقيل كثير الإتْلافِ والمَتْلَفَةُ مَهْواةٌ مُشْرِفةٌ على تَلَفٍ والمَتْلَفَة القَفْر قال طرفة أَو غيره بمَتْلَفةٍ ليْسَتْ بطَلْحٍ ولا حَمْضِ أَراد ليست بمَنْبِت طَلْحٍ ولا حَمْض لا يكون إلا على ذلك لأَن المَتْلَفة المَنْبِتُ والطَّلْح والحمض نَبْتانِ لا مَنْبِتانِ والمَتْلَفُ المَفازةُ وقول أَبي ذؤيب ومَتْلَفٍ مثْلِ فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُهُ مَطارِبٌ زَقَبٌ أَمْيالُها فِيحُ المَتْلفُ القَفْرُ سمي بذلك لأَنه يُتْلِفُ سالِكَه في الأَكثر والتَّلْفةُ الهَضْبةُ المَنِيعةُ التي يَغْشى مَن تعاطاها التَّلَفُ عن الهَجَريّ وأَنشد أَلا لَكُما فَرْخانِ في رأْس تَلْفَةٍ إذا رامَها الرّامي تَطاوَلَ نِيقُها

تنف
التَّنُوفةُ القَفْرُ من الأَرض وأَصل بِنائها التَّنَفُ وهي المَفازةُ والجمع تَنائفُ وقيل التَّنُوفةُ من الأَرض المُتباعِدةُ ما بين الأَطْرافِ وقيل التنوفة التي لا ماء بها من الفَلواتِ ولا أَنِيسَ وإن كانت مُعْشِبةً وقيل التَّنُوفةُ البعيدة وفيها مُجْتَمَعُ كلإِ ولكن لا يُقدَرُ على رعْيِه لبُعْدِها وفي الحديث أَنه سافر رجل بأَرضٍ تَنُوفةٍ التَنُوفةُ الأَرضُ القَفْرُ وقيل البعيدةُ الماء قال الجوهري التَّنُوفةُ المَفازةُ وكذلك التَّنُوفِيّةُ كما قالوا دَوٌّ ودَوِّيَّةٌ لأَنها أَرض مثلها فنُسِبت إليها قال ابن أَحمر كَمْ دَونَ لَيْلى مِنْ تَنُوفِيَّةٍ لَمَّاعةٍ تُنْذَرُ فيها النُّذُرْ وتَنُوفى موضعٌ قال امرؤ القيس كأَنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بِلَبُونِه عُقابُ تَنُوفى لا عُقابُ القَواعِلِ وهو من المُثُل التي لم يَذْكُرْها سيبويه قال ابن جني قلت مرّة لأَبي علي يجوز أَن تكون تَنُوفى مقصورة من تَنوفاء بمنزلة بَرُوكاء فسمع ذلك وتَقَبَّلَه قال ابن سيده وقد يجوز أَن يكون أَلف تَنُوفى إشباعاً للفتحة لا سيما وقد رويناه مفتوحاً وتكون هذه الأَلف ملحَقةً مع الإشباع لإقامة الوزن أَلا تراها مقابلة لياء مفاعيلن كما أَن الأَلف في قوله يَنْباعُ من ذِفْرى غَضُوبٍ جَسْرةٍ إنما هي إشْباعٌ للفتحة طلَباً لإِقامة الوزن أَلا ترى أَنه لو قال يَنْبَعُ من ذفرى لصح الوزن إلا أَن فيه زِحافاً وهو الخَزْلُ كما أَنه لو قال تَنُوفَ لكان الجزء مَقْبوضاً فالإشْباعُ إذاً في الموضعين إنما هو مخافةَ الزِّحاف الذي هو جائز

توف
ما في أَمرهم تَوِيفةٌ أَي تَوانٍ وفي نوادر الأَعراب ما فيه تُوفةٌ ولا تافةٌ أَي ما فيه عَيْبٌ أَبو تراب سمعت عَراماً يقول تاه بصر الرجل وتافَ إذا نظر إلى الشيء في دوام وأَنشد فما أَنْسَ مِ الأَشْياءِ لا أَنْسَ نَظْرتي بمكةَ أَنِّي تائفُ النَّظَراتِ وتافَ عني بصَرُكَ وتاهَ إذا تَخَطَّى

ثطف
أَهملها الليث واستعمل ابن الأَعرابي الثَّطَفَ قال هو النَّعْمةُ في المَطْعَمِ والمَشْرَبِ والمَنامِ وقال شمر الثَّطَفُ النَّعْمةُ

ثقف
ثَقِفَ الشيءَ ثَقْفاً وثِقافاً وثُقُوفةً حَذَقَه ورجل ثَقْفٌ
( * قوله « رجل ثقف » كضخم كما في الصحاح وضبط في القاموس بالكسر كحبر )
وثَقِفٌ وثَقُفٌ حاذِقٌ فَهِم وأَتبعوه فقالوا ثَقْفٌ لَقْفٌ وقال أَبو زيادٍ رجل ثَقْفٌ لَقفٌ رامٍ راوٍ اللحياني رجل ثَقْفٌ لَقْفٌ وثَقِفٌ لَقِفٌ وثَقِيفٌ لَقِيف بَيِّنُ الثَّقافةِ واللَّقافة ابن السكيت رجل ثَقْفٌ لَقْفٌ إذا كان ضابِطاً لما يَحْوِيه قائماً به ويقال ثَقِفَ الشيءَ وهو سُرعةُ التعلم ابن دريد ثَقِفْتُ الشيءَ حَذَقْتُه وثَقِفْتُه إذا ظَفِرْتَ به قال اللّه تعالى فإِمَّا تَثْقَفَنَّهم في الحرب وثَقُفَ الرجلُ ثَقافةً أي صار حاذِقاً خفيفاً مثل ضَخُم فهو ضَخْمٌ ومنه المُثاقَفةُ وثَقِفَ أَيضاً ثَقَفاً مثل تَعِبَ تَعَباً أَي صار حاذِقاً فَطِناً فهو ثَقِفٌ وثَقُفٌ مثل حَذِرٍ وحَذُرٍ ونَدِسٍ ونَدُسٍ ففي حديث الهِجْرةِ وهو غلام لَقِنٌ ثَقِفٌ أَي ذو فِطْنةٍ وذَكاء والمراد أَنه ثابت المعرفة بما يُحتاجُ إليه وفي حديث أُم حَكِيم بنت عبد المطلب إني حَصانٌ فما أُكَلَّم وثَقافٌ فما أُعَلَّم وثَقُفَ الخَلُّ ثَقافةً وثَقِفَ فهو ثَقِيفٌ وثِقِّيفٌ بالتشديد الأَخيرة على النسب حَذَقَ وحَمُضَ جِدًّا مثل بَصَلٍ حِرِّيفِ قال وليس بحَسَنٍ وثَقِف الرجلَ ظَفِرَ به وثَقِفْتُه ثَقْفاً مِثالُ بلِعْتُه بَلْعاً أَي صادَفْتُه وقال فإمّا تَثْقَفُوني فاقْتُلُوني فإن أَثْقَفْ فَسَوْفَ تَرَوْنَ بالي وثَقِفْنا فلاناً في موضع كذا أَي أَخَذْناه ومصدره الثِّقْفُ وفي التنزيل العزيز واقْتُلوهم حيثُ ثَقِفْتُموهم والثَّقاف والثِّقافةُ العمل بالسيف قال وكأَنَّ لَمْعَ بُرُوقِها في الجَوِّ أَسْيافُ المُثاقِفْ وفي الحديث إذا مَلَكَ اثْنا عَشَرَ من بني عمرو ابن كعب كان الثَّقَف
( * قوله « كان الثقف » ضبط في الأصل بفتح القاف وفي النهاية بكسرها )
والثِّقافُ إلى أَن تقوم الساعة يعني الخِصامَ والجِلادَ والثِّقافُ حديدة تكون مع القَوَّاسِ والرَّمّاحِ يُقَوِّمُ بها الشيءَ المُعْوَجَّ وقال أَبو حنيفة الثِّقافُ خشبة قَوية قدر الذِّراع في طرَفها خَرق يتسع للقَوْسِ وتُدْخَلُ فيه على شُحُوبتها ويُغْمَزُ منها حيث يُبْتَغَى أَن يُغْمَزَ حتى تصير إلى ما يراد منها ولا يُفعل ذلك بالقِسِيّ ولا بالرماح إلا مَد هُونةً ممْلُولةً أَو مَضْهوبةً على النار مُلوّحة والعَدَدُ أَثْقِفةٌ والجمع ثُقُفٌ والثِّقافُ ما تُسَوَّى به الرِّماحُ ومنه قول عمرو إذا عَضَّ الثِّقافُ با اشْمَأَزَّتْ تَشُجُّ قَفا المُثَقِّفِ والجَبِينا وتَثْقِيفُها تَسْوِيَتُها وفي المثل دَرْدَبَ لمَّا عَضَّه الثِّقافُ قال الثِّقاف خشبة تسوَّى بها الرماح وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها رضي اللّه عنهما وأَقامَ أَوَدَه بِثِقافِه الثِّقافُ ما تُقَوَّمُ به الرِّماحُ تريد أَنه سَوَّى عَوَج المسلمين وثَقِيفٌ حَيٌّ من قَيْس وقيل أَبو حَيٍّ من هَوازِنَ واسمه قَسِيٌّ قال وقد يكون ثقيف اسماً للقبيلة والأَول أَكثر قال سيبويه أَما قولهم هذه ثَقِيف فعلى إرادة الجماعة وإنما قال ذلك لغلبة التذكير عليه وهو مما لا يقال فيه من بني فلان وكذلك كل ما لا يقال من بني فلان التذكير فيه أَغلب كما ذكر في مَعَدّ وقُرَيْشٍ قال سيبويه النَّسَبُ إلى ثَقِيف ثَقَفِيٌّ على غير قياس

جأف
جَأَفَه جَأْفاً واجتَأَفَه صَرَعَه لغة في جَعَفَه قال وَلَّوْا تَكُبُّهُمُ الرِّماحُ كأَنهم نَحْلٌ جَأَفْتَ أُصُولَه أَو أَثْأَبُ وأَنشد ثعلب واسْتَمَعُوا قَوْلاً به يُكْوَى النَّطِفْ يَكادُ مَنْ يُتْلَى عليه يَجْتَئِفْ الليث الجأْف ضَرب من الفزَع والخوْفِ قال العجاج كأَنَّ تَحْتي ناشِطاً مُجَأْفا وجأَفَه بمعنى ذَعَرَه وانْجَأَفَتِ النخلةُ وانْجأَثَت كانْجَعَفَتْ إذا انْقَعَرَتْ وسَقَطَتْ وجُئِفَ الرجلُ جَأْفاً بسكون الهمزة في المصدر فَزِع وذُعِرَ فهو مَجْؤُوفٌ ومثله جُئِثَ فهو مَجْؤُوثٌ وفي الصحاح وقد جُئِفَ أَشدَّ الجَأْفِ فهو مَجْؤُوفٌ مثل مَجْعُوفٍ أَي خائف والاسم الجُؤَافُ ورجل مُجَأّفٌ لا فؤادَ له ورجل مَجْؤُوف مثل مَجْعُوف جائع وقد جُئِفَ وجأْآفٌ صَيّاحٌ

جترف
التهذيب جَتْرَفُ كُورة من كُوَرِ كِرْمانَ

جحف
جَحَفَ الشيءَ يَجْحَفُه جَحْفاً قَشَرَه والجَحْفُ والمُجاحَفَةُ أَخْذُ الشيء واجْتِرافُه والجَحْفُ شِدَّةُ الجَرْفِ إلاَّ أَن الجَرْفَ للشيء الكثير والجَحْفَ للماء والكُرَةِ ونحوهما تقول اجْتَحَفْنا ماء البئرِ إِلا جَحْفَةً واحدةً بالكَفِّ أَو بالإناء يقال جَحَفْتُ الكُرةَ من وجْهِ الأَرض واجْتَحَفْتُها وسَيْلٌ جُرافٌ وجُحافٌ يَجْرُفُ كلَّ شيء ويَذْهَبُ به قال ابن سيده وسيل جُحاف بالضم يذهب بكل شيء ويَجْحَفُه أَي يَقْشُرُه وقد اجْتَحَفَه وأَنشد الأَزهريّ لامرِئ القيس لَها كَفَلٌ كصَفاةِ المسي لِ أَبْرَزَ عنها جُحافٌ مُضِرُ وأَجْحَفَ به أَي ذَهَبَ به وأَجْحَفَ به أَي قاربه ودَنا منه وجاحَفَ به أَي زاحَمه وداناهُ ويقال مرَّ الشيء مُضِرًّا ومُجْحِفاً أَي مُقارِباً وفي حديث عَمّار أَنه دخل على أُمّ سَلَمَة وكان أَخاها من الرَّضاعةِ فاجْتَحَفَ ابْنَتَها زَيْنَبَ من حِجْرِها أَي اسْتَلَبَها والجُحْفَةُ موضع بالحجاز بين مكة والمدينة وفي الصحاح جُحْفَةُ بغير أَلف ولام وهي مِيقاتُ أَهلِ الشامِ زعم ابن الكلبي أَن العَمالِيقَ أَخرجوا بني عَبِيلٍ وهم إخْوة عادٍ من يَثْرِبَ فنزلوا الجُحفة وكان اسمها مَهْيَعَة فجاءَهم سَيْلٌ فاجْتَحَفَهم فسميت جُحْفةَ وقيل الجحفة قرية تقرُب من سِيفِ البحر أَجْحَفَ السيلُ بأَهْلِها فسميت جُحْفَة واجْتَحَفْنا ماء البئر نَزَفْناه بالكفّ أَو بالإناء والجُحْفَةُ ما اجْتُحِفَ منها أَو بقي فيها بعد الاجْتحاف والجَحْفَةُ والجُحْفَةُ بقيَّةُ الماء في جوانب الحَوْض الأَخيرة عن كراع والجَحْفُ أَكل الثَّرِيدِ والجَحْفُ الضرْبُ بالسيف وأَنشد ولا يَسْتَوِي الجَحْفانِ جَحْفُ ثَرِيدَةٍ وجَحْفُ حَرُورِيٍّ بأَبْيَضَ صارِمِ يعني أَكلَ الزُّبْدِ بالتمر والضَرْبَ بالسيفِ والجُحْفَةُ اليَسيرُ من الثريد يكون في الإناء ليس يملؤُه والجَحُوفُ الثّرِيدُ يَبْقَى في وسَطِ الجَفْنَةِ قال ابن سيده والجُحْفَةُ أَيضاً مِلءُ اليدِ وجمعها جُحَفٌ وجَحَفَ لهم غَرَفَ وتَجاحفُوا الكُرَةَ بينهم دَحْرَجُوها بالصَّوالجة وتَجاحُفُ القومِ في القِتال تناوُلُ بعضهم بعضاً بالعِصِيّ والسُّيُوفِ قال العجاج وكانَ ما اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجَا يعني ما كسره التَّجاحُفُ بينهم يريد به القتل وفي الحديث خذوا العطاء ما كان عَطاء فإذا تَجاحَفَتْ قُرَيْشٌ المُلْكَ بينهم فارْفُضُوه وقيل فاتركوا العَطاء أَي تَنَاوَلَ بعضهم بعضاً بالسيوف يريد إذا تَقاتَلُوا على الملك والجِحافُ مُزاحمةُ الحرْبِ والجَحُوفُ الدَّلْوُ التي تَجْحَفُ الماء أَي تأْخذه وتذهَب به والجِحافُ بالكسر أَن يَسْتَقِيَ الرجلُ فَتُصِيبَ الدَّلْوُ فمَ البئر فتَنْخَرِقَ ويَنْصَبّ ماؤها قال قد عَلِمَتْ دَلْوُ بني مَنافِ تَقْوِيمَ فَرْغَيْها عن الجِحافِ والجِحافُ المُزاولةُ في الأَمر وجاحَفَ عنه كجاحَشَ ومَوْتٌ جُحافٌ شَدِيد يذهب بكل شيء قال ذو الرمة وكائِنْ تَخَطَّتْ ناقَتي من مَفازةٍ وكمْ زَلَّ عنها من جُحافِ المَقادِرِ وقيل الجُحافُ الموتُ فجعلوه اسماً له والمُجاحَفةُ الدُّنوُّ ومنه قول الأَحْنف إنما أَنا لبني تَمِيمٍ كعُلْبةِ الرّاعي يُجاحِفُون بها يومَ الوِرْدِ وأَجْحَف بالطريق دَنا منه ولم يُخالِطْه وأَجْحفَ بالأَمْرِ قارَبَ الإخْلالَ به وسنةٌ مُجْحِفةٌ مُضِرَّةٌ بالمال وأَجْحَفَ بهم الدهرُ اسْتأْصَلَهم والسنة المُجْحِفَة التي تُجْحِفُ بالقوم قَتْلاً وإفساداً لَلأَمْوالِ وفي حديث عمر أَنه قال لعديّ إنما فَرَضْتُ لقوم أَجْحَفَتْ بهم الفاقةُ أَي أَذْهَبَت أَموالَهم وأَفْقَرتْهم الحاجةُ وقال بعض الحكماء مَن آثَرَ الدنيا أَجْحَفَتْ بآخِرته ويقال أَجْحفَ العَدُوُّ بهم أَو السماء أَو الغيث أَو السيلُ دَنا منهم وأَخْطَأَهُم والجُحْفَةُ النُّقْطَةُ من المَرْتَعِ في قَرْنِ الفَلاةِ وقَرْنُها رَأْسُها وقُلَّتُها التي تَشْتَبِهُ المياهُ من جوانبها جَمْعاء فلا يَدْرِي القارِبُ أَيُّ المياه منه أَقْربُ بطَرَفِها وجَحَفَ الشيءَ بِرِجْلِه يَجْحَفُه جَحْفاً إذا رَفَسَه حتى يرمي به والجُحافُ وجَعٌ في البَطْنِ يأْخذ من أَكلِ اللحم بَحتاً كالحُجاف وقد جُحِفَ والرجل مَجْحُوفٌ وفي التهذيب الجُحافُ مَشْيُ البَطْنُ عن تُخَمةٍ والرجل مَجْحُوفٌ قال الراجز أَرُفقةٌ تَشْكُو الجُحافَ والقَبَصْ جُلُودُهُمْ أَلْيَنُ من مَسِّ القُمُصْ الجُحافُ وجع يأْخذ عن أَكل اللحم بَحْتاً والقَبَص عن أَكل التمر وجَحّافٌ والجَحّافُ اسم رجل من العرب معروف وأَبو جُحَيْفةَ آخِرُ من ماتَ بالكُوفة من أَصحاب رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم

جخف
جَخَفَ الرجلُ يَجْخِفُ بالكسر جَخْفاً وجُخافاً وجَخِيفاً تَكَبَّرَ وقيل الجَخِيفُ أَن يَفْتَخِر الرجل بأَكثرَ مما عندَه قال عدي بن زيد أَراهُم بحَمْدِ اللّه بَعْدَ جَخِيفِهم غُرابُهم إذْ مَسَّه الفتر واقِعا
( * قوله « الفتر واقعا » كذا بالأصل وشرح القاموس وبعض نسخ الصحاح وفي المطبوع منه القتر واقع بالقاف ورفع واقع وفيه أيضاً القتر بالكسر ضرب من النصال نحو من المرماة وهو سهم الهدف )
ورجل جَخَّافٌ مثل جَفّاخٍ صاحبُ فخر وتكَبُّرٍ وغُلامٌ جُخافٌ كذلك عن يعقوب حكاه في المقلوب وفي حديث ابن عباس فالتَفَتَ إليَّ يعني الفاروقَ فقال جَخْفاً جَخْفاً أَي فخراً فخراً وشرفاً شرَفاً قال ابن الأَثير ويروى جفخاً بتقديم الفاء على القلب والجَخِيفُ العَقْلُ ووقع ذلك في جَخِيفي أَي رُوعِي والجَخِيفُ صَوت من الجَوْفِ أَشدُّ من الغَطِيطِ وجَخَفَ النائمُ جَخِيفاً نَفَخَ وفي حديث ابن عمر أَنه نامَ وهو جالِسٌ حتى سُمعَ جَخِيفُه ثم صلى ولم يتوضأْ أَي غَطِيطُه في النوم الجَخِيفُ الصَّوْتُ وقال أَبو عبيد ولم أَسمعه في الصوتِ إلا في هذا الحديث والجَخِيفُ الجَوْفُ والجَخِيفُ الكثير وامرأَة جَخْفَةٌ قَضيفَةٌ والجمع جِخافٌ ورجل جَخِيفٌ كذلك وقوم جُخُفٌ

جدف
جَدَفَ الطائِرُ يَجْدِفُ جُدُوفاً إذا كان مَقْصُوصَ الجناحين فرأَيته إذا طار كأَنه يَرُدُّهما إلى خَلْفه وأَنشد ابن بري للفرزدق ولو كنتُ أَخْشى خالداً أَنْ يَرُوعَني لَطِرْتُ بوافٍ ريشُه غيرِ جادِفِ وقيل هو أَن يَكْسِرَ من جناحه شيئاً ثم يَميلَ عند الفَرَقِ من الصَّقْر قال تُناقِضُ بالأَشْعارِ صَقْراً مُدَرَّباً وأَنتَ حُبارَى خِيفَةَ الصَّقْرِ تَجْدِفُ الكسائي والمصدرُ من جَدَفَ الطائرُ الجَدْفُ وجناحا الطائر مِجْدافاه ومنه سمي مِجْداف السَّفينة ومجداف السفينة بالدال والذال جميعاً لغتان فصيحتان ابن سيده مِجْداف السفينة خشبة في رأْسها لَوْحٌ عَرِيضٌ تُدْفَعُ بها مُشتَقٌ من جَدَفَ الطائرُ وقد جَدَفَ المَلاَّحُ السفينة يَجْدِفُ جَدْفاً أَبو عمرو جَدَف الطائرُ وجَدَفَ الملاَّحُ بالمِجْدافِ وهو المُرْدِيُّ والمِقْذَفُ والمِقْذافُ أَبو المِقْدامِ السُّلَمِيُّ جَدَفَتِ السماءُ بالثلج وجَذَفَتْ تَجْذِفُ إذا رَمَتْ به والأَجْدَفُ القَصِيرُ وأَنشد مُحِبٌّ لِصُغْراها بَصِيرٌ بنَسْلِها حَفِيظٌ لأُخْراها حُنَيِّفُ أَجْدَفُ والمِجْدافُ العُنُق على التشبيه قال بأَتْلَعِ المِجْدافِ ذَيّالِ الذَّنَبْ والمِجْدافُ السوطُ لغة نَجْرانِيَّة عن الأَصمعي قال المُثَقِّبُ العَبْدِيّ تَكادُ إن حُرِّكَ مِجْدافُها تَنْسَلُّ من مَثْناتِها واليد
( * قوله « واليد » كذا بالأصل وشرح القاموس والذي في عدة نسخ من الصحاح باليد )
ورجل مَجْدُوفُ اليدِ والقميصِ والإزارِ قصيرُها قال ساعدةُ بن جُؤيّةَ كحاشِيةِ المَجْدُوفِ زَيَّنَ لِيطَها من النَّبْعِ أَزْرٌ حاشِكٌ وكَتُومُ وجَدَفَتِ المرأَة تَجْدِفُ مَشَتْ مَشْيَ القِصارِ وجَدَفَ الرجل في مَشْيَتِه أَسْرَعَ بالدال عن الفارسيّ فأَما أَبو عبيد فذكرها مع جَدَفَ الطائرُ وجَدَفَ الإنسانُ فقال في الإنسان هذه بالذال وصرح الفارسي بخلافه كما أَرَيْتك فقال بالدال غير المعجمة والجَدْفُ القَطْعُ وجدَفَ الشيءَ جَدْفاً قَطَعَه قال الأَعشى قاعداً عندَه النَّدامى فما يَنْ فَكُّ يُؤْتى بمُوكَرٍ مَجْدُوفِ وإنه لَمَجْدُوفٌ
( * قوله « وانه لمجدوف إلخ » كذا بالأصل وعبارة القاموس وانه لمجدّف عليه العيش كمعظم مضيق ) عليه العَيْشُ أَي مُضَيَّقٌ عليه الأَزهري في ترجمة جذف قال والمجذوف الزِّقُّ وأَنشد بيت الأَعشى هذا وقال ومجدوف بالجيم وبالدال وبالذال قال ومعناهما المَقْطُوعُ قال ورواه أَبو عبيد مَنْدُوف قال وأَما محذوف فما رواه غير الليث والتَّجديفُ هو الكُفْرُ بالنِّعم يقال منه جَدَّفَ يُجَدِّفُ تَجْدِيفاً وجَدَّفَ الرجلُ بنعمة اللّه كفَرها ولم يَقْنَعْ بها وفي الحديث شَرُّ الحديثِ التَّجْديفُ قال أَبو عبيد يعني كفر النِّعْمة واسْتِقلال ما أَنعم اللّه عليك وأَنشد ولكِنِّي صَبَرْتُ ولم أُجَدِّفْ وكان الصَّبْرُ غاية أَوَّلينا وفي الحديث لا تُجَدِّفوا بنِعْمة اللّه أَي لا تَكْفُروها وتَسْتَقِلُّوها والجَدَفُ القَبْرُ والجمع أَجْدافٌ وكرهها بعضهم وقال لا جمع للجَدَفِ لأَنه قد ضَعُفَ بالإبْدال فلم يتصرّف الجوهري الجَدَفُ القبر وهو إبدال الجَدَثِ والعرب تُعَقِّبُ بين الفاء والثاء في اللغة فيقولون جَدَثٌ وجَدَفٌ وهي الأَجداثُ والأَجْدافُ والجَدَفُ من الشَّراب ما لم يُغَطَّ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه حين سأَل الرجل الذي كان الجنُّ اسْتَهْوَتْه ما كان طَعامُهم ؟ قال الفُولُ وما لم يُذْكَر اسْمُ اللّه عليه قال فما كان شَرابُهم ؟ قال الجَدَفُ وتفسيره في الحديث أَنه ما لا يُغَطَّى من الشراب قال أَبو عمرو الجدَف لم أَسمعه إلا في هذا الحديث وما جاء إلا وله أَصل ولكن ذهب من كان يعرفه ويتكلم به كما قد ذهب من كلامهم شيء كثير وقال بعضهم الجَدَفُ من الجَدْف وهو القَطْع كأَنه أَراد ما يُرْمى به من الشراب من زَبَد أَو رَغْوة أَو قَذًى كأَنه قُطِعَ من الشراب فَرُمِيَ به قال ابن الأَثير كذا حكاه الهرويّ عن القتيبي والذي جاء في صحاح الجوهري أَن القَطْع هو الجَذْفُ بالذال المعجمة ولم يذكره في المهملة وأَثبته الأَزهري فيهما وقد فُسِّرَ أَيضاً بالنبات الذي يكون باليمن لا يحتاج آكله إلى شُرْب ماء ابن سيده الجدَفُ نبات يكون باليمن تأْكله الإبل فتَجْزَأُ به عن الماء وقال كراع لا يُحْتاج مع أَكله إلى شرب ماء قال ابن بري وعليه قول جرير كانُوا إذا جعَلوا في صِيرِهِم بَصَلاً ثم اشْتَوَوْا كَنْعَداً من مالِحٍ جَدَفُوا والجُدافى مقصور الغنيمة أَبو عمرو الجَدافاةُ الغنيمة وأَنشد قَدْ أَتانا رامِعاً قِبِّراهْ لا يَعْرِفُ الحَقَّ وليْس يَهْواهْ كان لَنا لَمَّا أَتَى جَدافاهْ
( * قوله « قد أتانا » كذا في الأصل وشرح القاموس بدون حرف قبل قد وقوله كان لنا إلخ بهامش الأصل صوابه فكان لما جاءنا جدافاه )
ابن الأَعرابي الجَدافاءُ والغُنامى والغُنْمى والهُبالةُ والابالة والحُواسةُ والحُباسةُ

جذف
جَذَفَ الشيءَ جَذْفاً قَطَعَه قال الأَعشى قاعداً حَوْلَه النَّدامَى فما يَنْ فَكُّ يُؤْتَى بمُوكَرٍ مَجْذُوفِ أَراد بالمُوكَرِ السِّقاء المَلآنَ من الخمر والمَجْذوف الذي قُطِعت قوائمُه والمجْذوفُ والمجْدوفُ المقطوع وجَذَفَ الطائرُ يَجْذِفُ أَسْرَع تحريك جَناحَيْه وأَكثر ما يكون ذلك إنْ يُقَصَّ أَحد الجناحين لغة في جَدَفَ ومِجْذافُ السفينة لغة في مجدافها كلتاهما فصيحة وقد تقدم ذكره قال المثقَّب العبدي يصف ناقة تَكادُ إنْ حُرِّكَ مِجذافُها تَنْسَلُّ من مَثْناتِها واليَدِ قال الجوهري قلت لأَبي الغوث ما مِجْذافُها ؟ قال السوط جعله كالمجذاف لها وجَذَفَ الإنسانُ في مَشْيه جَذْفاً وتَجَذَّفَ أَسرع قال لَجَذْتَهُمُ حتى إذا سافَ مالُهُمْ أَتَيْتَهُمُ من قابِلٍ تَتَجَذَّفُ وجَذَفَ الشيءَ كَجَذَبَه حكاه نُصَير وروى بيتَ ذي الرمة إذا خافَ منها ضِغْنَ حَقْباء قِلْوةٍ حَداها بِحَلْحالِ من الصَّوْتِ جاذِفِ بالذال المعجمة والأَعرف الدال المهملة

جرف
الجَرْفُ اجْتِرافُك الشيءَ عن وجهِ الأَرض حتى يقال كانت المرأَةُ ذات لثةٍ فاجْتَرَفَها الطبيبُ أَي اسْتَحاها عن الأَسنان قَطْعاً والجَرْفُ الأَخْذُ الكثير جَرَفَ الشيءَ يَجْرُفُه بالضم جَرْفاً واجْتَرَفه أَخذه أَخذاً كثيراً والمِجْرَفُ والمِجْرَفةُ ما جُرِفَ به وجَرَفْت الشيءَ أَجْرُفه بالضم جَرْفاً أَي ذَهَبْتُ به كلِّه أَو جُلِّه وجَرَفْتُ الطّين كَسَحْتُه ومنه سُمّي المِجْرَفةُ وبَنانٌ مِجْرَفٌ كثير الأَخْذ من الطعام أَنشد ابن الأَعرابي أَعْدَدْت لِلَّقْمِ بَناناً مِجْرَفا ومِعْدةً تَغْلي وبَطْناً أَجْوَفا وجَرَفَ السيلُ الوادِيَ يَجْرُفه جرْفاً جَوّخَه الجوهري والجُرْفُ والجُرُفُ مثل عُسْرٍ وعُسُر ما تَجَرَّفَتْه السُّيول وأَكَلَتْه من الأَرض وقد جَرَّفَتْه السيول تَجْريفاً وتَجَرَّفَتْه قال رجل من طَيِّءٍ فإنْ تَكُنِ الحَوادِثُ جَرَّفَتْني فلم أَرَ هالِكاً كابْنَيْ زِيادِ ابن سيده والجُرُفُ ما أَكلَ السيلُ من أَسْفَل شِقِّ الوادي والنَّهر والجمع أَجْرافٌ وجُرُوف وجِرَفةٌ فإن لم يكن من شِقِّه فهو شَطٌّ وشاطئٌ وسيْلٌ جُرافٌ وجاروفٌ يَجْرُفُ ما مَرَّ به من كثرته يذهَب بكل شيء وغَيْثٌ جارفٌ كذلك وجُرْفُ الوادي ونحوِه من أَسنادِ المسايِل إذا نَخَج الماءُ في أَصْلِه فاحتَفَره فصار كالدَّحْلِ وأَشْرَفَ أَعلاه فإذا انصدع أَعلاه فهو هارٍ وقد جَرَف السيل أَسناده وفي التنزيل العزيز أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَه على شَفا جُرُفٍ هارٍ وقال أَبو خيرة الجُرْفُ عُرْضُ الجبل الأَمْلَسِ شمر يقال جُرْفٌ وأَجْراف وجِرَفةٌ وهي المَهْواة ابن الأَعرابي أَجْرَفَ الرجلُ إذا رَعَّى إبِلَه في الجَرْف وهو الخِصْبُ والكَلأُ المُلْتَفُّ وأَنشد في حبَّةٍ جَرْف وحَمْض هَيْكل والإبل تَسْمَنُ عليها سِمَناً مُكْتَنِزاً يعني على الحبّة وهو ما تَناثر من حُبوب البُقول واجتَمع معها ورَق يَبِيسِ البقل فتَسْمَنُ الإبل عليها وأَجْرَفت الأَرضُ أَصابَها سيلٌ جُرافٌ ابن الأَعرابي الجَرْفُ المالُ الكثير من الصّامِتِ والنّاطقِ والطاعونُ الجارِفُ الذي نزل بالبصرة كان ذَريعاً فسُمّي جارِفاً جَرَفَ الناسَ كجَرْفِ السيل الجوهري الجارِفُ طاعُونٌ كان في زمن ابن الزُّبير وورد ذكره في الحديث طاعون الجارِفِ وموْتٌ جُرافٌ منه والجارِفُ شُؤْمٌ أَو بَلِيَّةٌ تَجْتَرِف مالَ القَوْمِ الصحاح والجارِفُ الموتُ العامُّ يَجْرُفُ مالَ القومِ ورجل جُراف شَديد النكاح قال جرير يا شَبُّ ويْلَكَ ما لاقَتْ فَتاتُكُمُ والمِنْقَرِيُّ جُرافٌ غيرُ عِنِّينِ ؟ ورجل جُرافٌ يأْتي على الطعام كلِّه قال جرير وُضِعَ الخَنزيرُ فقيل أَيْنَ مُجاشِعٌ ؟ فشَحا جَحافِلَه جُرافٌ هِبْلَعُ ابن سيده رجل جُرافٌ شَديدُ الأَكل لا يبقي شيئاً ومُجَرِّفٌ ومُتَجَرِّفٌ مَهْزُول وكَبْشٌ مُتَجرِّفٌ ذهب عامّةُ سِمَنِه وجُرِفَ النّبات أُكِلَ عن آخره وجُرِفَ في مالِه جَرْفةً إذا ذهب منه شيء عن اللحياني ولم يرد بالجَرْفة ههنا المرة الواحدة إنما عَنى بها ما عُنِيَ بالجَرْفِ والمُجَرَّفُ والمُجارَفُ الفقير كالمُحارَفِ عن يعقوب وعدّه بدلاً وليس بشيء ورجل مُجَرَّفٌ قد جَرَّفَه الدهرُ أَي اجْتاح مالَه وأَفْقَرَه اللحياني رجل مُجارَفٌ ومُحارفٌ وهو الذي لا يَكْسِب خيراً ابن السكيت الجُرافُ مِكْيالٌ ضَخْم وقوله بالجُرافِ الأَكْبر يقال كان لهم من الهَواني
( * قوله والهواني هكذا في الأصل ولم نجد هذه اللفظة في المعاجم التي بين أيدينا ولعلها محرّفة عن خوابي ) مِكْيالاً ضَخْماً وافياً الجوهري ويقال لضَرْب من الكيل جُراف وجِراف قال الراجز كَيْلَ عِداءٍ بالجِرافِ القَنْقَلِ من صُبْرةٍ مِثْلِ الكَثِيبِ الأَهْيَلِ قوله عِداء أَي مُوالاةٍ وسَيْفٌ جُرافٌ يَجْرُف كل شيء والجَرْفةُ من
( * قوله « والجرفة من إلخ » هي بالفتح وقد تضم كما في القاموس ) سِماتِ الإبل أَن تُقْطَعَ جلدة من جسد البعير دون أَنفه من غير أَن تبين وقيل الجَرْفةُ في الفخذ خاصَّةً أَن تُقْطَعَ جِلدة من فخذه من غير بَيْنونة ثم تُجْمع ومثلها في الأَنف واللِّهْزِمةِ قال سيبويه بَنَوْه على فَعْلةٍ اسْتَغْنَوْا بالعمل عن الأَثر يعني أَنهم لو أَرادوا لفظ الأَثَرِ لقالوا الجُرْفَ أَو الجِراف كالمُشْطِ والخِباطِ فافهم غيره الجَرْفَ بالفتح سِمةٌ من سِماتِ الإبل وهي في الفخذ بمنزلة القرْمة
( * قوله « القرمة » بفتح القاف وضمها كما في القاموس ) في الأَنف تُقْطَعُ جلْدةٌ وتجمع في الفخذ كما تجمع على الأنف وقال أَبو علي في التذكرة الجُرْفةُ والجَرْفةُ أَن تُجْرَفَ لِهْزِمةُ البعير وهو أَن يُقْشر جلدُه فيُفْتَلَ ثم يُترك فيَجِفَّ فيكون جاسياً كأَنه بعرة قال ابن بري الجُرْفةُ وسْم باللهزمة تحت الأُذن قال مدرك يُعارِضُ مَجْرُوفاً ثَنَتْه خِزامةٌ كأَنَّ ابنَ حَشْرٍ تَحْتَ حالِبِه رَأْلُ وطَعْنٌ جَرْفٌ واسعٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد فأُبْنا جَدالى لم يُفَرَّقْ عَديدُنا وآبُوا بِطَعْنِ في كَواهِلِهِم جَرْفِ والجَرْفُ والجَريفُ يَبِيسُ الحَماط وقال أَبو حنيفة قال أَبو زياد الجَريف يَبيس الأَفاني خاصَّة والجُرَّافُ اسم رجل أَنشد سيبويه أَمِنَ عَملِ الجُرّافِ أَمْسِ وظُلْمِه وعُدْوانهِ أَعْتَبْتُمونا بِراسِمِ ؟ أَمِيرَيْ عَداءٍ إنْ حَبَسْنا عليهِما بَهائِمَ مالٍ أوْدَيا بالبَهائِم نصب أَميري عَداء على الذَّمِّ وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه أَنه مَرَّ يَستَعْرِضُ الناسَ بالجُرْف اسم موضع قريب من المدينة وأَصله ما تَجْرُفه السُّيول من الأَوْدِيةِ والجَرْفُ أَخذُك الشيء عن وجه الأَرض بالمِجْرفةِ ابن الأَثير وفي الحديث ليس لابن آدم إلا بَيْتٌ يُكِنُّه وثوب يُوارِيه وجِرَفُ الخُبز أَي كِسَرُه الواحدة جِرْفةٌ ويروى باللام بدل الراء ابن الأَعرابي الجَوْرَقُ الظليم قال أَبو العباس ومن قاله بالفاء جَوْرَفٌ فقد صحّف التهذيب قال بعضهم الجَوْرَفُ الظليم وأَنشد لكعب بن زهير المزني كأَنَّ رَحْلي وقد لانَتْ عَريكَتُها كَسَوْتُه جَوْرَفاً أَغصانه حصفا
( * قوله « أغصانه حصفا » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس هنا وفي حرف القاف أيضاً أقرابه خصفا )
قال الأزهري هذا تصحيف وصوابه الجَوْرَقُ بالقاف وسيأْتي ذكره التهذيب في ترجمة جرل مكانٌ جَرِلٌ فيه تَعادٍ واختِلافٌ وقال غيره من أَعراب قيس أَرضٌ جَرْفة مختلفة وقِدْحٌ جَرْفٌ ورجل جَرْفٌ كذلك

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88