كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

رتت
الرُّتَّة بالضم عَجَلة في الكلام وقِلَّة أَناةٍ وقيل هو أَن يقلب اللام ياء وقد رَتَّ رَتَّةً وهو أَرَتّ أَبو عمرو الرُّتَّة رَدَّة قبيحة في اللسان من العيب وقيل هي العُجْمة في الكلام والحُكْلة فيه ورجل أَرَتُّ بَيِّنُ الرَّتَتِ وفي لسان رُتَّة وأَرَتَّه اللهُ فَرَتَّ وفي حديث المِسْوَرِ أَنه رأَى رجلاً أَرَتَّ يؤُمُّ الناسَ فأَخَّرَه الأَرَتُّ الذي في لسان عُقْدة وحُبْسة ويَعْجَلُ في كلامه فلا يُطاوِعُه لسانُه التهذيب الغَمْغَمَةُ أَن تَسْمَعَ الصوتَ ولا يُبينُ لك تَقْطِيعُ الكلام وأَن يكون الكلامُ مُشْبِهاً لكلام العجم والرُّتَّة كالريح تمنع منه أَوَّلَ الكلام فإِذا جاء منه اتَّصَلَ به قال والرُّتَّةُ غريزة وهي تكثر في الأَشراف أَبو عمرو الرُّتَّى المرأَة اللَّثْغاء ابن الأَعرابي رَتْرَتَ الرجلُ إِذا تَعْتَع في التاء وغيرها والرَّتُّ الرئيسُ من الرجال في الشَّرَف والعطاء وجمعُه رُتوتٌ وهؤُلاء رُتوتُ البلدِ والرَّتُّ شيء يُشْبه الخنزير البَرِّيَّ وجمعه رُتوتٌ وقيل هي الخنازير الذكور قال ابن دريد وزعموا أَنه لم يجئ بها أَحدٌ غير الخليل أَبو عمرو الرَّتُّ الخنزير المُجَلِّحُ وجمعه رِتَتةٌ وإِياسُ بن الأَرَتِّ من شُعَرائهم وكرمائهم وخَبَّابُ بنُ الأَرَتِّ واللهُ أَعلم

رفت
رَفَتَ الشيءَ يَرْفُتُه ويَرْفِتُه رَفْتاً ورِفْتةً قبيحةً عن اللحياني وهو رُفاتٌ كَسَرَه ودَقَّه ويقال رَفَتُّ الشيءَ وحَطَمْتُه وكَسَرتُه والرُّفاتُ الحُطام من كل شيء تكَسَّر ورُفِتَ الشيءُ فهو مَرْفوتٌ ورَفَتَ عُنُقَه يَرْفُتُها ويَرْفِتُها رَفْتاً عن اللحياني ورَفَتَ العَظْمُ يَرْفِتُ رَفْتاً صار رُفاتاً وفي التنزيل العزيز أَئِذا كنَّا عِظاماً ورُفاتاً أَي دُقاقاً وفي حديث ابن الزبير لما أَراد هَدْمَ الكعبة وبناءَها بالوَرْسِ قيل له إِن الوَرْسَ يَتَفَتَّتُ ويَصير رُفاتاً والرُّفاتُ كل ما دُقَّ فكُسِرَ ويقال رَفَتَ عِظامَ الجَزور رَفْتاً إِذا كِسَرها ليَطْبُخَها ويَسْتَخْرِجَ إِهالَتَها ابن الأَعرابي الرُّفَتُ التِّينُ ويقال في مَثَلٍ أَنا أَغْنى عَنْكَ من التُّفَهِ عن الرُّفَتِ والتُّفَهُ عَناقُ الأَرض وهو ذُو ناب لا يَرْزَأَ التِّبْنَ والكَلأَ والتُّفَه يُكتب بالهاء والرُّفتُ بالتاء

زتت
زَتَّ المرأَة والعَرُوسَ زَتّاً زَيَّنَها وتَزَتَّتَتْ هي تَزَيَّنَتْ قال بني تَميمٍ زَهْنِعُوا فَتاتَكُمْ إِنَّ فَتاتَ الحَيِّ بالتَّزَتُّتِ أَبو عمرو الزَّتَّةُ تَزْيينُ العَروس ليلةَ الزِّفافِ وتَزَتَّتَ للسَّفَر تَهَيَّأَ له وأَخَذَ زَتَّته للسَّفَر أَي جِهازَه لم يستعمل الفعل من كل ذلك إِلاَّ مَزيداً أَعني أَنهم لم يقولوا زَتَّ قال شمر لا أَعرف الزاي مع التاء موصولة إِلاّ زتت فأَما أَن يكون الزايُ مَفْصُولاً من التاء فكثير

زرت
أَهمله الليث وقال غيره زَرَدَه وزَرَتَه إِذا خَنَقَه

زفت
الزِّفْتُ بالكسر كالقِيرِ وقيل الزِّفْتُ القَار وِعاءٌ مُزَفَّتٌ وجَرَّةُ مزَفَّتة مَطْلِيَّة بالزِّفْتِ ويقال لبعض أَوعية الخمر المُزَفَّتُ وهو المُقَيَّر ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الوِعاءِ المُزَفَّتِ أَن يُنْتَبذ فيه كما ورد في الحديث أَنه نهى عن المُزَفَّتِ من الأَوعية قال هو الإِناءُ الذي طُليَ بالزِّفْتِ وهو نوع من القار ثم انْتُبِذ فيه والزِّفْت غير القِيرِ الذي تُقَيَّر به السُّفُن إِنما هو شيء أَسْودُ أَيضاً تُمَتَّن به الزِّقاقُ للخمر والخل وقِيرُ السُّفُن يُيَبَّسُ عليه وزِفْتُ الحَمِيت لا يُيَبَّسُ والزِّفْتُ شيء يخرج من الأَرض يقع في الأَودية وليس هو ذلك الزفتَ المعروف التهذيب في النوادر زَفَتَ فلانٌ في أُذنِ الأَصَمّ الحديثَ زَفْتاً وكَتَّه كَتّاً بمعنًى

زكت
زَكَتَ الإِناءَ زَكْتاً وزَكَّتَه كلاهما مَلأَه وزَكَتَه الرَّبْوُ يَزْكُتُه مَلأَ جَوفَه الأَحمر زَكَّتُّ السِّقاءَ والقِربةَ تَزْكِيتاً مَلأْتُه والسقاءُ مَزْكُوتٌ ومُزَكَّتٌ ابن الأَعرابي زَكَّتَ فلانٌ فلاناً عَلَيَّ يُزَكِّتُه أَي أَسْخَطه وأَزْكَتَتِ المرأَةُ بغلام ولدته وقِربة مَزْكُوتة ومَوكُوتةٌ ومَزكُورةٌ ومَوكُورة بمعنى واحد مملوءة وفي النوادر زَفَتَ فلانٌ في أُذنِ الأَصَمِّ الحديثَ زَفْتاً وكَتَّه كَتَّاً وزَكَتَه بمعنى وفي صفة عليّ عليه السلام أَنه كان مَزْكُوتاً أَي مملوءاً علماً هو من زَكَتُّ الإِناءَ إِذا ملأْته وزَكَتَه الحديثَ زَكْتاً إِذا أَوعاه إِياه وقيل أَراد كان مَذّاءً من المَذْيِ

زمت
الزَّمِيتُ والزِّمِّيتُ الحليم الساكن القليل الكلام كالصِّمِّيتِ وقيل الساكتُ والاسم الزَّماتَةُ وقد تَزَمَّتَ وما أَشدَّ تَزَمُّتَه ورجل مُتَزَمِّتٌ وزِمِّيتٌ وفيه زَماتة ابن الأَعرابي رجل زَمِيتٌ وزِمِّيتٌ إِذا تَوَفَّر في مجلسه الجوهري الزِّمِّيتُ مثال الفِسِّيق أَوقَرُ من الزِّمِيتِ وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان من أَزْمَتِهم في المجلس أَي من أَرْزَنِهم وأَوْقَرِهم قال ابن الأَثير كذا ذكره الهروي في كتابه عن النبي صلى الله عليه وسلم والذي جاء في كتاب أَبي عبيد وغيره قال في حديث زيد بن ثابت كان من أَفْكه الناسِ إِذا خَلا مع أَهله وأَزْمَتِهم في المجلس قال ولعلهما حديثان وقال الشاعر في الزِّمِّيت بمعنى الساكن والقَبْرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّيتُ ليس لمَنْ ضُمِّنَه تَزْبِيتٌ والزُّمَّتُ طائر أَسود أَحمر الرجلين والمِنْقار يَتَلوَّن في الشمس أَلواناً دون الغُدافِ شيئاً ويَدْعُوه العامة أَبا قَلَمُونَ ويقال ازْمَأَتَّ يَزْمَئِتُّ ازْمِئْتاتاً فهو مُزْمَئِتٌّ إِذا تَلوَّن أَلواناً مُتَغايرة

زيت
ابن سيده الزَّيتُ معروف عُصارة الزَّيْتون والزَّيْتُون شجر معروف والزَّيْتُ دُهْنه واحدته زَيْتُونة هذا في قول من جعله فَعْلوتاً قال ابن جني هو مثالٌ فائتٌ ومن العَجب أَن يفوت الكتابَ وهو في القرآن العزيز وعلى أَفواه الناس قال الله عز وجل والتينِ والزيتونِ قال ابن عباس هو تِينُكم هذا وزَيْتُونكم هذا قال الفراء يقال إِنهما مسجدان بالشأْم وقيل الذي كلم الله تعالى عنده موسى عليه السلام وقيل الزيتون جبال الشأْم ويقال للشجرة نفسها زيتونة ولثَمرتها زيتونة والجمع الزَّيْتون وللدهن الذي يستخرج منه زيت ويقال للذي يبيع الزيت زَيَّاتٌ وللذي يَعْتَصِره زَيَّات وقال أَبو حنيفة الزيتون من العِضاءِ قال الأَصمعي حدثني عبد الملك بن صالح بن علي قال تَبْقَى الزيتونةُ ثلاثةَ آلافِ سنة قال وكلُّ زَيْتُونةٍ بفلَسْطِينَ من غَرْس أُمَم قبل الرُّوم يقال لهم اليُونانِيُّون وزِتُّ الثَّريدَ والطعامَ أَزِيتُه زَيْتاً فهو مَزِيتٌ على النَّقْصِ ومَزْيُوتٌ على التَّمام عَمِلْتُه بالزَّيت قال الفرزدق في النُّقصان يهجو ذا الأَهْدام ولم أَرَ سَوَّاقِينَ غُبْراً كَساقةٍ يَسُوقونَ أَعْدالاً يُدِلُّ بَعِيرُها جاؤُوا بِعِيرٍ لم تَكُنْ يَمَنِيَّةً ولا حِنْطة الشأْمِ المَزِيتِ خَميرُها هكذا أَنشده أَبو عليّ والرواية أَتَتْهم بِعِيرٍ لم تكنْ هَجَرِيَّةً لأَنه لما أَراد أَن يَنْفِي عن عِيرِ جعفرٍ أَن تَجْلِبَ إِليهم تمراً أَو حِنْطة إِنما ساقتْ إِليهم السلاحَ والرجالَ فقتلوهم أَلا تراه يقول قبل هذا ولم يأْتِ عِيرٌ قبلَها بالذي أَتتْ به جَعْفَراً يومَ الهُضَيْباتِ عِيرُها أَتَتْهم بعَمْرو والدُّهَيْمِ وتِسْعةٍ وعِشْرينَ أَعْدالاً تَمِيلُ أُيُورُها ؟ أَي لم تكن هذه الأَعْدالُ التي حَمَلَتْها العِيرُ من ثيابِ اليَمن ولا من حنطة الشام ومعنى يُدِلّ يَذْهَبُ سَنامُه لثِقَلِ حِمْلِه اللحياني زِتُّ الخُبْزَ والفَتُوتَ لتَتُّه بزَيْتٍ وزِتُّ رأْسي ورأْسَ فلانٍ دَهَنْتُه بالزيت وازَّتُّ به ادَّهَنْتُ وزِتُّ القَومَ حعلتُ أَديمهم الزَّيتَ وزَيَّتُّهم إِذا زَوَّدْتَهم الزيتَ وزاتَ القومَ يَزيتُهم زَيْتاً أَطعمهم الزيتَ هذه رواية عن اللحياني وأَزاتُوا كثُر عندهم الزيتُ عنه أَيضاً قال وكذلك كل شيء من هذا إِذا أَردت أَطعمتهم أَو وهبت لهم قُلْتَه فَعَلْتهم وإِذا أَردتَ أَنَّ ذلك قد كثُر عندهم قلتَ قد أَفْعَلُوا وازْداتَ فلانٌ إِذا ادَّهَنَ بالزَّيْتِ وهو مُزْداتٌ وتصغيره بتمامه مُزَيْتِيتٌ وجاؤوا يَسْتَزِيتون أَي يَسْتَوْهِبُون الزيتَ

سأت
سَأَتَه يَسْأَتُه سأْتاً خَنَقه بشدَّة وقيل إِذا خَنَقه حتى يقتله الفراء السَّأَتانِ جانبا الحُلْقوم حيث يقع فيهما اصبعا الخانق والواحد سأَتٌ بالفتح والهمز

سبت
السِّبْتُ بالكسر كلُّ جلدٍ مدبوغ وقيل هو المَدْبُوغ بالقَرَظِ خاصَّةً وخَصَّ بعضُهم به جُلودَ البَِقر مدبوغة كانت أَم غيرَ مدبوغة ونِعالٌ سِبْتِيَّة لا شعر عليها الجوهري السِّبْتُ بالكسر جلود البقر المدبوغةُ بالقَرَظ تُحْذَى منه النِّعالُ السِّبْتِيَّة وخرَج الحجاجُ يَتَوَذَّفُ في سِبْتِيَّتَيْنِ له وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسنلم رأَى رجلاً يمشي بين القبور في نَعْلَيْه فقال يا صاحب السِّبْتَيْنِ اخْلَعْ سِبْتَيْكَ قال الأَصمعي السِّبْتُ الجِلْدُ المدبوغُ قال فإِن كان عليه شعر أَو صوف أَو وَبَرٌ فهو مُصْحَبٌ وقال أَبو عمرو النعال السِّبْتِيَّة هي المدبوغة بالقَرَط قال الأَزهري وحديث النبي صلى الله عليه وسلم يَدُلّ على أَن السِّبْتَ ما لا شعر عليه وفي الحديث أَن عُبَيْدَ بن جُرَيْج قال لابن عمر رأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ فقال رأَيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ النِّعال التي ليس عليها شعر ويتوضأُ فيها فأَنا أُحِبُّ أَن أَلْبَسَها قال إِنما اعترض عليه لأَنها نعال أَهل النعْمة والسَّعَةِ قال الأَزهري كأَنها سُمِّيَتْ سِبْتِيَّةً لأَِنَّ شعرها قد سُبِتَ عنها أَي حُلِقَ وأُزِيلَ بعِلاج من الدباغ معلوم عند دَبَّاغِيها ابن الأَعرابي سميت النعال المدبوغة سِبْتِيَّة لأَِنها انْسَبَتَت بالدباغ أَي لانَتْ وفي تسمية النعل المُتَّخَذَة من السِّبْت سِبْتاً اتساعٌ مثل قولهم فلان يَلْبَسُ الصوفَ والقُطْنَ والإِبْرَيْسَمَ أَي الثياب المُتَّخَذَة منها ويروى السِّبْتِيَّتَيْنِ على النَّسب وإِنما أَمره بالخَلْع احْتراماً للمقابر لأَِنه يمشي بينها وقيل كان بها قَذَر أَو لاخْتياله في مَشْيِه والسَّبْتُ والسُّباتُ الدَّهْرُ وابْنا سُباتٍ الليل والنهار قال ابن أَحمر فكُنَّا وهم كابْنَيْ سُباتٍ تَفَرَّقا سِوًى ثم كانا مُنْجِداً وتِهامِيَا قال ابن بري ذكر أَبو جعفر محمد بن حبيب أَن ابْنَيْ سُباتٍ رجلانِ رأَى أَحدُهما صاحبَه في المنام ثم انْتَبَه وأَحدُهما بنَجْدٍ والآخر بِتهامة وقال غيره ابنا سُبات أَخوانِ مضى أَحدُهما إِلى مَشْرِقِ الشمسِ لِيَنْظُرَ من أَين تَطْلُعُ والآخر إِلى مَغْرِبِ الشمسِ لينظر أَين تَغْرُبُ والسَّبْتُ بُرْهةٌ من الدهر قال لبيد وغَنِيتُ سَبْتاً قبلَ مَجْرَى داحِسٍ لو كان للنَّفْسِ اللَّجُوجِ خُلودُ وأَقَمْتُ سَبْتاً وسَبْتَةً وسَنْبَتاً وسَنْبَتَةً أَي بُرْهةً والسَّبْتُ الراحةُ وسَبَتَ يَسْبُتُ سَبْتاً اسْتَراحَ وسَكَنَ والسُّباتُ نوم خَفِيّ كالغَشْيَةِ وقال ثعلب السُّباتُ ابتداءُ النوم في الرأْس حتى يبلغ إِلى القلب ورجل مَسْبُوتٌ من السُّباتِ وقد سُبِتَ على ابن الأَعرابي وأَنشد وتَرَكَتْ راعِيَها مَسْبوتا قد هَمَّ لما نام أَنْ يموتا التهذيب والسَّبْتُ السُّباتُ وأَنشد الأَصمعي يُصْبِحُ مَخْمُوراً ويُمْسِي سَبْتا أَي مَسْبُوتاً والمُسْبِتُ الذي لا يَتَحَرَّكُ وقد أَسْبَتَ ويقال سُبِتَ المريضُ فهو مَسْبُوت وأَسْبَتَ الحَيَّةُ إِسْباتاً إِذا أَطْرَقَ لا يَتَحَرَّكُ وقال أَصَمُّ أَعْمَى لا يُجِيب الرُّقَى من طُولِ إِطْرَاقٍ وإِسْباتِ والمَسْبُوتُ المَيِّتُ والمَغْشِيُّ عليه وكذلك العليل إِذا كان مُلْقىً كالنائم يُغَمِّضُ عينيه في أَكثر أَحواله مَسْبُوتٌ وفي حديث عمرو بن مسعود قال لمعاوية ما تَسْأَلُ عن شيخ نومُه سُباتٌ وليلُه هُباتٌ ؟ السُّباتُ نوم المريضِ والشيخِ المُسِنِّ وهو النَّومةُ الخَفيفة وأَصْلُه من السَّبْتِ الراحةِ والسُّكونِ أَو من القَطْع وتَرْكِ الأَعْمال والسُّباتُ النَّومُ وأَصْلُه الراحةُ تقول منه سَبَتَ يَسْبُتُ هذه بالضم وحدها ابن الأَعرابي في قوله عز وجل وجَعَلْنا نومَكم سُباتاً أَي قِطَعاً والسَّبْتُ القَطْع فكأَنه إِذا نام فقد انقطع عن الناس وقال الزجاج السُّباتُ أَن ينقطع عن الحركة والروحُ في بدنه أَي جعلنا نومكم راحة لكم والسَّبْتُ من أَيام الأُسبوع وإِنما سمي السابعُ من أَيام الأُسبوع سَبْتاً لأَن الله تعالى ابتدأَ الخلق فيه وقطع فيه بعضَ خَلْق الأَرض ويقال أَمر فيه بنو إِسرائيل بقطع الأَعمال وتركها وفي المحكم وإِنما سمي سَبْتاً لأَِن ابتداء الخلق كان من يوم الأَحد إِلى يوم الجمعة ولم يكن في السَّبْتِ شيء من الخلق قالوا فأَصبحتْ يومَ السَّبْتِ مُنْسَبِتَةً أَي قد تَمَّتْ وانْقَطَع العملُ فيها وقيل سمي بذلك لأَِن اليهود كانوا يَنْقَطِعون فيه عن العمل والتصرف والجمع أَسبُتٌ وسُبُوتٌ وقد سَبَتُوا يَسْبِتُون ويَسْبُتون وأَسْبَتُوا دخَلُوا في السَّبْتِ والإِسْباتُ الدخولُ في السَّبْتِ والسَّبْتُ قيامُ اليهود بأَمر سُنَّتِها قال تعالى ويوم لا يَسْبِتُون لا تأْتيهم وقوله تعالى وجعَلْنا الليلَ لباساً والنَّوْمَ سُباتاً قال قَطْعاً لأَعْمالكم قال وأَخطأَ من قال سُمِّيَ السَبْتَ لأَن الله أَمر بني إِسرائيل فيه بالاستراحة وخَلَق هو عز وجل السموات والأَرضَ في ستة أَيام آخرها يوم الجمعة ثم استراح وانقطع العمل فسمي السابعُ يوم السبت قال وهذا خطأٌ لأَنه لا يُعلم في كلام العرب سَبَتَ بمعنى اسْتَراح وإِنما معنى سَبَتَ قَطَعَ ولا يوصف الله تعالى وتَقَدَّس بالاستراحة لأَنه لا يَتْعَبُ والراحة لا تكون إِلا بعد تَعَبٍ وشَغَلٍ وكلاهما زائل عن الله تعالى قال واتفق أَهل العلم على أَن الله تعالى ابتدأَ الخلق يوم السَّبْت ولم يَخْلُقْ يومَ الجمعة سماء ولا أَرضاً قال الأَزهري والدليل على صحة ما قال ما روي عن عبد الله بن عمر قال خلق الله التُّربةً يومَ السَّبْت وخلق الحجارة يوم الأَحد وخلق السحاب يوم الاثنين وخَلَق الكُرومَ يوم الثلاثاء وخلق الملائكة يوم الأَربعاء وخلق الدواب يوم الخميس وخلق آدم يوم الجمعة فيما بين العصر وغروب الشمس وفي الحديث فما رأَينا الشمسَ سَبْتاً قيل أَراد أُسبوعاً من السَّبْت إِلى السَّبْت فأَطلق عليه اسم اليوم كما يقال عشرون خريفاً ويرادُ عشرون سنة وقيل أَراد بالسَّبْتِ مُدَّةً من الأَزمان قليلة كانت أَو كثيرة وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي لا تَكُ سَبْتِيًّا أَي ممن يصوم السَّبْتَ وحده وسَبَتَ عِلاوَتَه ضَرَبَ عُنُقَه والسَّبْتُ السير السريع وأَنشد لحميد بن ثور ومَطْوِيَّةِ الأَقْرَابِ أَما نَهارُها فسَبْتٌ وأَما ليلُها فزَمِيلُ وسَبَتَت الناقةُ تَسْبِتُ سَبْتاً وهي سَبُوتٌ والسَّبْت سَيْر فوق العَنَقِ وقيل هو ضَرْبٌ من السَّيْر وفي نسخة سير الإِبل قال رؤْبة يَمْشِي بها ذو المِرَّةِ السَّبُوتُ وهْوَ من الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ والسَّبْتُ أَيضاً السَّبْقُ في العَدْوِ وفرس سَبْتٌ إِذا كان جواداً كثير العَدْو والسَّبْت الحَلْقُ وفي الصحاح حلق الرأْس وسَبَتَ رأْسَهُ وشعرَه يسْبُتُه سَبْتاً وسَلَتَه وسَبَدَه حَلَقَه قال وسَبَدَه إِذا أَعْفَاه وهو من الأَضدادِ وسَبَتَ الشيءَ سَبْتاً وسَبَّتَه قَطَعَه وخَصَّ به اللحياني الأَعناقَ وسَبَتَت اللُّقْمةُ حَلْقي وسَبَتَّتْه قَطَعَتْه والتخفيف أَكثر والسَّبْتاء من الأَرض كالصَّحْراء وقيل أَرض سَبْتاء لا شجر فيها أَبو زيد السَّبْتاء الصحراء والجمع سَباتي وسباتى وأَرضٌ سَبْتاء مُستَوِية وانْسَبَتَتِ الرُّطَبة جَرَى فيها كلها الإِرْطابُ وانْسَبَتَ الرُّطَبُ عَمَّه كلَّه الإِرْطابُ ورُطَبٌ مُنسبِتٌ عَمَّه الإِرْطابُ وانْسَبَتَتِ الرُّطَبَةُ أَي لانَتْ ورُطَبةٌ مُنْسَبِتَةٌ أَي لَيِّنة وقال عنترة بَطَلٌ كأَنَّ ثِبابَه في سَرْحَةٍ يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ ليس بتَوأَمِ مدحه بأَربع خصال كرام إِحداها أَنه جعله بطلاً أَي شجاعاً الثانية أَنه جعله طويلاً شبهه بالسَّرْحة الثالثة أَنه جعله شريفاً للُبْسه نِعالَ السِّبْتِ الرابعة أَنه جعله تامَّ الخَلْق نامياً لأَِن التَّوْأَم يكون أَنْقَصَ خَلْقاً وقوَّة وعَقْلاً وخُلُقاً والسَّبْتُ إِرسال الشعر عن العَقْصِ والسُّبْتُ والسَّبْتُ نَبات شِبْه الخِطْمِيِّ الأَخيرة عن كراع أَنشد قُطْرُبٌ وأَرْضٍ يَحارُ بها المُدْلِجُونْ تَرَى السُّبْتَ فيها كرُكنِ الكَثِيبْ وقال أَبو حنيفة السِّبِتُ نبت معرَّب من شِبِتٍّ قال وزعم بعض الرواة أَنه السَّنُّوتُ والسَّبَنْتَى والسَّبَنْدَى الجَرِيء المُقْدِم مِن كل شيء والياء للإِلحاق لا للتأْنيث أَلا ترى أَن الهاء تلحقه والتنوين ويقال سَبَنْتاة وسَبَنْداة ؟ قال ابن أَحمر يصف رجلاً كأَنَّ الليلَ لا يَغْسُو عليه إِذا زَجَرَ السَّبَنْتَاةَ الأَمُونَا يعني الناقة والسَّبَنْتَى النَّمِرُ ويُشْبِهُ أَن يكونَ سمي به لجُرْأَتِه وقيل السَّبَنْتَى الأَسَدُ والأُنثى بالهاء قال الشماخ يرثي عمر بن الخطاب رضي الله عنه جَزَى اللهُ خيراً من إِمامٍ وباركَتْ يَدُ الله في ذاكَ الأَدِيمِ المُمَزَّقِ وما كنتُ أَخْشَى أَن تكونَ وفَاتُه بكَفَّيْ سَبَنْتَى أَزْرَقِ العَيْنِ مُطْرِقِ قال ابن بري البيت لمُزَرِّدٍ
( * قوله « البيت لمزرد » تبع في ذلك أَبا رياش قال الصاغاني وليس له أَيضاً وقال أَبو محمد الأَعرابي انه لجزء أَخي الشماخ وهو الصحيح وقيل ان الجن قد ناحت عليه بهذه الآيات ) أَخي الشَّماخ يقول ما كنتُ أَخْشَى أَن يقتله أَبو لؤلؤة وأَن يَجْتَرِئَ على قتله والأَزْرَقُ العَدُوُّ وهو أَيضاً الذي يكون أَزْرَقَ العين وذلك يكون في العَجَم والمُطْرِقُ المُسْتَرْخي العين وقيل السَّبَنْتَاة اللَّبُؤَةُ الجَريئة وقيل الناقة الجَريئة الصدر وليس هذا الأَخير بقوي وجمعها سَبانتُ ومن العرب من يجمعها سَباتَى ويقال للمرأَة السَّلِيطة سَبَنْتَاة ويقال هي سَبَنْتَاةٌ في جِلْدِ حَبَنْداة

سبخت
سُبُّخْتٌ لقب أَبي عبيدة أَنشد ثعلب فَخُذْ مِن سَلْح كَيْسانٍ ومِنْ أَظْفَارِ سُبُّخْتِ

سبرت
السُّبْرُوتُ الشيء القليل مالٌ سُبْرُوتٌ قليل والسُّبْرُتُ والسُّبْرُوتُ والسِّبْرِيتُ والسِّبْراتُ المحتاج المُقِلُّ وقيل الذي لا شيء له وهو السِّبْرِيتةُ والأُنثى سِبْرِيتة أَيضاً والسُّبْرُوتُ أَيضاً المُفْلِسُ وقال أَبو زيد رجل سُبْرُوتٌ وسِبْرِيتٌ وامرأَةٌ سُبْرُوتَةٌ وسِبْريتةٌ إِذا كانا فقيرين مِن رجال ونساء سَبارِيتَ وهم المساكين والمحتاجون الأَصمعي السُّبْرُوتُ الفقير والسُّبْرُوت الشيء التافه القَليلُ والسُّبْروت الغلام الأَمْرد والسُّبْرُوتُ الأَرض الصَّفْصَف وفي الصحاح الأَرضُ القَفْر والسُّبْرُوتُ القاع لا نَبات فيه وأَرْضٌ سِبْراتٌ وسِبْريتٌ وسُبْرُوتٌ لا نبات بها وقيل لا شيء فيها والجمع سَباريتُ وسَبارٍ الأَخيرة نادرة عن اللحياني وحكى اللحياني عن الأَصمعي أَرض بني فلان سُبرُوتٌ وسِبْريتٌ لا شيء فيها وحكى أَرضٌ سَباريتُ كأَنه جَعَلَ كلَّ جُزء منها سُبْرُوتاً أَو سِبْرِيتاً أَبو عبيد السَّباريتُ الفَلَواتُ التي لا شيء بها الأَصمعي السَّباريتُ الأَرض التي لا يَنْبُتُ فيها شيء ومنها سمي الرجل المُعْدِم سُبْرُوتاً قال الشاعر يا ابْنَةَ شَيْخٍ ما لَه سُبْرُوتُ والسُّبْرُوت الطويلُ

ستت
التهذيب الليث السِّتُّ والسِّتَّة في التأْسيس على غير لفظيهما وهما في الأَصل سِدْسٌ وسِدْسَةٌ ولكنهم أَرادوا إِدغام الدال في السين فالتقيا عند مَخْرَج التاء فغَلَبَتْ عليها كما غَلَبَتِ الحاءُ على الغين في لغة سَعْد فيقولون كنتُ محهم في معنى مَعَهُم وبيان ذلك أَنك تصغر ستة سُدَيْسةً وجميع تصغيرها على ذلك وكذلك الأَسداس ابن السكيت يقال جاءَ فلان خامساً وخامياً وسادساً وسادياً وساتّاً وأَنشد إِذا ما عُدَّ أَربعةٌ فِسالٌ فزَوْجُكِ خامِسٌ وأَبوكِ سادي قال فمن قال سادساً بناه على السِّدْسِ ومَن قال ساتّاً بناه على لفظ سِتَّة وسِتٍّ والأَصْلُ سِدْسَة فأَدغموا الدال في السين فصارت تاء مشددة ومن قال سادياً وخامِياً أَبدل من السين ياء وقد يبدلون بعض الحروف ياء كقولهم في إِما إِيما وفي تَسَنَّن تَسَنَّى وفي تَقَضَّضَ تَقَضَّى وفي تَلَعَّعَ تَلَعَّى وفي تَسَرَّرَ تَسَرَّى الكسائي كان القومُ ثلاثةً فرَبَعْتُهم أَي صِرْتُ رابعَهم وكانوا أَربعة فَخَمَسْتُهم وكذلك إِلى العشرة وكذلك إِذا أَخذتَ الثُّلُثَ من أَموالهم أَو السُّدُسَ قلتَ ثَلَثْتهم وفي الرُّبُع رَبَعْتُهم إِلى العُشْر فإِذا جئت إِلى يَفْعل قلت في العدد يَخْمِسُ ويَثْلِثُ إِلى العَشْر إِلاّ ثلاثة أَحرف فإِنها بالفتح في الحدّين جميعاً يَرْبَعُ ويَسْبَعُ ويَتْسَعُ وتقول في الأَموال يَثْلُث ويَخْمُس ويَسْدُسُ بالضم إِذا أَخذت ثُلُثَ أَموالهم أَو خُمْسَها أَو سُدْسَها وكذلك عَشَرَهُمْ يَعْشُرهم إِذا أَخَذ منهم العُشْرَ وعَشَرَهم يَعْشِرُهُمْ إِذا كان عاشِرَهم الأَصمعي إِذا أَلْقَى البَعِيرُ السِّنَّ التي بعد الرَّباعِيَةِ وذلك في السَّنةِ الثامنةِ فهو سَدَسٌ وسَديسٌ وهما في المذكر والمؤنث بغير هاء ابن السكيت تقول عندي سَتَّةُ رجالٍ وسِتُّ نِسْوةٍ وتقول عندي ستةُ رجالٍ ونِسْوةٍ أَي عندي ثلاثةٌ من هؤلاء وثلاثٌ من هؤلاء وإِن شئت قلت عندي ستةٌ رجال ونِسْوةٌ فَنَسَقْتَ بالنسوة على الستة أَي عندي ستةٌ من هؤلاء وعندي نسوةٌ وكذلك كلُّ عدد احتمل أَن يُفْرَدَ منه جمعانِ مثل السِّتِّ والسَّبْع وما فوقهما فلك فيه الوجهان فإِن كان عدد لا يحتمل أَن يفرد منه جمعان مثل الخَمْسِ والأَرْبَعِ والثلاثِ فالرفع لا غير تقول عندي خمسةُ رجال ونِسوةٌ ولا يكون الخَفْضُ وكذلك الأَربعة والثلاثة وهذا قول جميع النحويين والسِّتُّون عَقْدٌ بين عَقْدَي الخمسين والسبعين وهو مبني على غير لفظِ واحِده والأَصلُ فيه السِّتُّ تقول أَخذتُ منه ستين درهماً وفي الحديث أَن سَعْداً خَطَبَ امرأَةً بمكة فقيل له إِنها تَمْشِي على سِتٍّ إِذا أَقْبَلَتْ وعلى أَربع إِذا أَدْبَرَتْ يعني بالسِّتِّ يديها وثَدْيَيْها ورِجْلَيها أَي أَنها لعِظَم ثدييها ويديها كأَنها تَمْشِي مُكِبَّةً والأَربعُ رجلاها وأَليتاها وأَنهما كادتا تَمَسَّان الأَرضَ لعظمهما وهي بنتُ غَيْلانَ الثَّقَفِيَّةُ التي قيل فيها تُقْبِلُ بأَربع وتُدْبِرُ بثَمانٍ وكانت تحتَ عبد الرحمن بن عوف وقد ذكرنا معظم هذه الترجمة في ترجمة سدس ابن الأَعرابي السَّتُّ الكلامُ القبيحُ يقال سَتَّه وسَدَّه إِذا عابه والسَّدُّ العَيْبُ وأَما اسْتٌ فيذكر في باب الهاء لأَن أَصلها سَتَهٌ بالهاء والله أَعلم

سجست
سِجْسَتانُ وسَجِسْتانُ كُورَةٌ معروفة وهي فارسية ذكره ابن سيده في الرباعي

سحت
السُّحْتُ والسُّحُتُ كلُّ حرام قبيح الذِّكر وقيل هو ما خَبُثَ من المَكاسب وحَرُم فلَزِمَ عنه العارُ وقَبيحُ الذِّكْر كَثَمن الكلب والخمر والخنزير والجمعُ أَسْحاتٌ وإِذا وَقَع الرجلُ فيها قيل قد أَسْحَتَ الرجلُ والسُّحْتُ الحرامُ الذي لا يَحِلُّ كَسْبُه لأَنه يَسْحَتُ البركةَ أَي يُذْهِبُها وأَسْحَتَتْ تجارتُه خَبُثَتْ وحَرُمَتْ وسَحَتَ في تجارته وأَسْحَتَ اكْتَسَبَ السُّحْتَ وسَحَتَ الشيءَ يَسْحَتُه سَحْتاً قَشَره قليلاً قليلاً وسَحَتُّ الشَّحْمَ عن اللحم قَشَرْتُه عنه مثل سَحَفْتُه والسَحْتُ العذابُ وسَحَتْناهم بَلَغْنا مَجْهُودَهم في المَشَقَّة عليهم وأَسْحَتْناهم لغة وأَسْحَتَ الرجلَ اسْتَأْصَلَ ما عنده وقوله عز وجل فيُسْحِتَكُمْ بعذاب قرئ فيُسْحِتَكُم بعذاب ويَسْحَتَكم بفتح الباء والحاء ويُسْحِتُ أَكثر فيَسْحَتكم يَقْشِركم ويُسْحِتَكُمْ يَسْتَأْصِلكم وسَحَتَ الحَجَّامُ الخِتانَ سَحْتاً وأَسْحَتَه اسْتَأْصله وكذلك أَغْدَفَه يقال إِذا خَتَنْتَ فلا تُغْدِفْ ولا تُسْحِتْ وقال اللحياني سَحَتَ رأْسَه سَحْتاً وأَسْحَتَه اسْتَأْصَلَه حَلْقاً وأَسْحَتَ مالَه اسْتَأْصَلَه وأَفْسَدَه قال الفرزدق وعَضّ زمانٍ يا ابنَ مَرْوانَ لم يَدَعْ من المالِ إِلاَّ مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ قال والعرب تقول سَحَتَ وأَسْحَتَ ويروى إِلا مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّف ومَن رواه كذلك جعل معنى لم يَدَعْ لم يَتَقارَّ ومن رواه إِلا مُسْحَتاً جعل لم يَدَعْ بمعنى لم يَتْرُكْ ورفع قوله أَو مُجَلَّفٌ بإِضمارٍ كأَنه قال أَو هو مُجَلَّف قال الأَزهري وهذا هو قول الكسائي ومالٌ مَسْحُوتٌ ومُسْحَتٌ أَي مُذْهَبٌ والسَّحِيتَةُ من السَّحاب التي تَجْرُفُ ما مَرَّتْ به ويقال مالُ فلانٍ سُحْتٌ أَي لا شيء على من اسْتَهْلَكه ودَمُه سُحْتٌ أَي لا شيء على من سَفَكه واشتقاقُه من السَّحْتِ وهو الإِهلاكُ والاسْتئصال وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَحْمَى لجُرَشَ حِمًى وكَتَبَ لهم بذلك كتاباً فيه فمن رَعاه من الناس فمالُه سُحْتٌ أَي هَدَرٌ وقرئَ أَكَّالُون للسُّحُت مُثَقَّلاً ومخفَّفاً وتأْويلُه أَن الرُّشَى التي يأْكلونها يُعقِبُهم الله بها أَن يُسْحِتَهم بعذاب كما قال الله عز وجل لا تَفْتَرُوا على الله كذباً فيُسْحِتَكم بعذاب وفي حديث ابن رَواحة وخَرْصِ النَّخْل أَنه قال ليَهُودِ خَيْبَر لما أَرادوا أَن يَرْشُوه أَتُطْعِمُوني السُّحْتَ أَي الحرامَ سَمَّى الرَّشْوَةَ في الحكم سُحْتاً وفي الحديث يأْتي على الناس زمانٌ يُسْتَحَلُّ فيه كذا وكذا والسُّحْتُ الهَدِيَّة أَي الرَّشْوَةُ في الحكم والشهادة ونحوهما ويَرِدُ في الكلام على المكروه مَرَّةً وعلى الحرام أُخرى ويُسْتَدَلُّ عليه بالقرائن وقد تكرر في الحديث وأُسْحِتَ الرجلُ على صيغة فعل المفعول ذَهَبَ مالُه عن اللحياني والسَّحْتُ شِدَّةُ الأَكْل والشُّرْب ورجل سُحْتٌ وسَحِيتٌ ومَسْحُوتٌ رَغِيبٌ واسعُ الجوف لا يَشْبَعُ وفي الصحاح رجل مَسْحُوتُ الجَوْف لا يَشْبَعُ وقيل المَسْحوتُ الجائع والأُنثى مَسْحُوتة بالهاء وقال رؤبة يصف يونسَ صلواتُ الله علء نبينا وعليه والحُوتَ الذي الْتَهَمه يُدْفَعُ عنه جَوْفُه المَسْحُوتُ يقول نَحَّى اللهُ عز وجل جَوانِبَ جَوْفِ الحوتِ عن يونُس وجافاه عنه فلا يُصِيبه منه أَذًى ومَن رواه « يَدْفَعُ عنه جَوْفُه المَسْحُوتُ » يريد أَن جوفَ الحُوت صار وقايةً له من الغَرق وإِنما دَفَع اللهُ عنه قال ابن الفرج سمعتُ شُجاعاً السُّلَمِيَّ يقول بَرْدٌ بَحْتٌ وسَحْتٌ ولَحْتٌ أَي صادق مثل ساحةِ الدار وباحَتِها والسُّحْلُوتُ الماجِنَةُ

سخت
السُّخْتُ أَوّلُ ما يَخْرُجُ من بَطْنِ ذي الخُفِّ ساعةَ تَضَعُه أُمُّه قبل أَن يَأْكُلَ والعِقْيُ من الصبي ساعة يولَدُ وهو من الحافر الرَّدَجُ والسُّخْتُ من السَّلِيل بمنزلة الرَّدَج يَخْرُجُ أَصْفَر في عِظَم النَّعْل واسْخاتَّ الجُرْحُ اسْخِيتاتاً سَكَنَ ورَمُه وشيء سَخْتٌ وسِخْتِيتٌ صُلْبٌ دقيقٌ وأَصله فارسي والسِّخْتِيتُ دُقاقُ التراب وهو الغُبار الشديدُ الارتفاع أَنشد يعقوب جاءَتْ مَعاً واطَّرَقَتْ شَتِيتَا وهي تُثِيرُ الساطِعَ السِّخْتِيتَا ويروى الشِّخْتِيتَا وسيأْتي ذكره وقيل هو دُقاق السَّويق وقيل هو السَّويقُ الذي لا يُلَتُّ بالأُدْم الأَصمعي يسمى السَّويقُ الدُّقاقُ السِّخْتِيتَ وكذلك الدَّقِيقُ الحُوَّارى سِخْتِيتٌ وكَذِبٌ سِخْتِيتٌ خالص قال رؤْبة هل يُنْجِيَنِّي كَذِبٌ سِخْتِيتُ أَو فِضَّةٌ أَو ذَهَبٌ كِبْريتُ ؟ أَبو عمرو وابن الأَعرابي سِخْتِيتٌ بالكسر أَي شديد وأَنشد لرؤْبة هل يُنْجِيَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ قال أَبو علي سِخْتِيتٌ من السَّخْتِ كزِحْلِيلٍ من الزَّحْلِ والسَّخْتُ الشديد اللحياني يقال هذا حَرٌّ سَخْتٌ لَخْتٌ أَي شديد وهو معروف في كلام العرب وهم ربما استعملوا بعض كلام العجم كما قالوا للمِسْحِ بِلاسٌ أَبو عمرو السِّخْتِيتُ الدقيق من كل شيء وأَنشد ولو سَبَخْتَ الوَبَر العَمِيتَا وبِعْتَهم طَحِينَك السِّخْتِيتَا إِذَنْ رَجَوْنا لكَ أَن تَلُوتَا اللَّوْتُ الكِتمانُ والسَّبْخُ سَلُّ الصُّوفِ والقُطْنِ التهذيب في النوادر نَخَتَ فلانٌ لفلانٍ وسَخَتَ له إِذا اسْتَقْصَى في القول

سفت
سَفِتَ الماءَ والشَّرابَ بالكسر يَسْفَتُه سَفْتاً أَكثر منه فلم يَرْوَ وسَفِتُّ الماء أَسْفَتُه سَفْتاً كذلك وكذلك سَفِهْتُه وسَفِفْتُه وقال ابن دريد السَّفِتُ الطعامُ الذي لا برَكة فيه والسِّفْتُ لغة في الزفْت عن الزجاجي واسْتَفَتَ الشيءَ ذَهَب به عن ثعلب

سقت
سَقِتَ الطعامُ سَقْتاً وسَقَتاً فهو سَقِتٌ لم تكن له بَرَكة

سكت
السَّكْتُ والسُّكُوتُ خلافُ النُّطْقِ وقد سَكَتَ يَسْكُتُ سَكْتاً وسُكاتاً وسُكوتاً وأَسْكَتَ الليث يقال سَكَتَ الصائتُ يَسْكُتُ سُكوتاً إِذا صَمَت والاسم من سَكَت السَّكْتةُ والسُّكْتةُ عن اللحياني ويقال تَكَلَّم الرجلُ ثم سَكَت بغير أَلف فإِذا انقطع كلامُه فلم يَتَكَلَّمْ قيل أَسْكَتَ وأَنشد قد رابَني أَنَّ الكَرِيَّ أَسْكَتا لو كان مَعْنِيًّا بنَا لَهَيَّتا وقيل سَكَتَ تَعَمَّدَ السُّكُوتَ وأَسْكَتَ أَطْرَقَ من فِكْرة أَو داء أَو فَرَق وفي حديث أَبي أُمامة وأَسْكَتَ واسْتَغْضَبَ ومَكَثَ طويلاً أَي أَعْرَضَ ولم يتكلم ويقال ضَرَبْتُه حتى أَسْكَتَ وقد أَسْكَتَتْ حَرَكَتُه فإِن طالَ سُكوتُه من شَرْبة أَو داءٍ قيل به سُكات وساكَتَني فَسَكتُّ والسَّكْتَةُ بالفتح داء وأَخَذَهُ سَكْتٌ وسَكْتةٌ وسُكاتٌ وساكوتة ورجل ساكِتٌ وسَكُوتٌ وساكُوتٌ وسِكِّيتٌ وسِكْتِيتٌ كثير السُّكُوت ورجل سَكْتٌ بَيِّنُ السَّاكُوتةِ والسُّكُوتِ إِذا كان كثير السُّكُوت ورجل سَكِتٌ قليلُ الكلام فإِذا تكلم أَحسنَ ورجل سَكِتٌ وسِكِّيتٌ وساكوتُ وساكوتة إِذا كان قليل الكلام من غير عِيٍّ فإِذا تَكَلَّم أَحْسَنَ قال أَبو زيد سمعت رجلاً من قَيس يقول هذا رجل سِكْتِيتٌ بمعنى سِكِّيتٍ ورماه اللهُ بسُكاتةٍ وسُكاتٍ ولم يُفَسّروه قال ابن سيده وعندي أَن معناه بهَمٍّ يُسْكِتُه أَو بأَمْر يَسْكُت منه وأَصابَ فلاناً سُكاتٌ إِذا أَصابه داء منعه من الكلام أَبو زيد صَمَتَ الرجلُ وأَصْمَتَ وسَكَتَ وأَسْكتَ وأَسْكَتَه اللهُ وسَكَّته بمعنًى ورَمَيْتُه بسُكاته أَي بما أَسْكَتَه ابن سيده رماه بصُماته وسُكاته أَي بما صَمَتَ منه وسَكَتَ قال ابن سيده وإِنما ذكرتُ الصُّماتَ ههنا لأَنه قلما يُتَكَلَّم بسُكاته إِلاّ مع صُماته وسيأْتي ذكره في موضعه إِن شاء الله وفي حديث ماعزٍ فرمَيْناه بِجَلامِيدِ الحَرَّة حتى سَكَت أَي مات والسُّكْتة بالضم ما أُسْكِتَ به صبي أَو غيره وقال اللحياني ما له سِكْتة لِعيالِه وسُكْتة أَي ما يُطْعِمُهم فيُسْكتُهم به والسَّكُوتُ من الإِبل التي لا تَرْغُو عند الرَّحْلَة قال ابن سيده أَعني بالرَّحْلَةِ ههنا وَضْعَ الرَّحْلِ عليها وقد سَكَتَتْ سُكُوتاً وهُنَّ سُكُوتٌ أَنشد ابن الأَعرابي يَلْهَمْنَ بَرْدَ مائِهِ سُكُوتَا سَفَّ العَجُوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتَا قال وروايةُ أَبي العَلاء يَلْهَمْنَ بَرْدَ مائِه سُفُوتَا من قولك سَفِتَ الماءَ إِذا شَرِبَ منه كثيراً فلم يَرْوَ وأَراد باردَ مائِه فوضع المصدر موضع الصفة كما قال إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسَا تَأْكُلُ بعدَ الخُضْرَةِ اليَبيسا وحَيَّةٌ سَكُوتٌ وسُكاتٌ إِذا لم يَشعُرْ به الملسوع حتى يَلْسَعَه وأَنشد يذكر رجلاً داهية فما تَزْدَرِي من حَيَّةٍ جَبَلِيَّةٍ سُكاتٍ إِذا ما عَضَّ ليس بأَدْرَدا وذهب بالهاء إِلى تأْنيث لفظ الحية والسَّكْتَة في الصلاة أَن يَسْكُتَ بعد الافْتِتاح وهي تُسْتَحبُّ وكذلك السَّكْتَة بعد الفَراغ من الفاتحة التهذيب السَّكْتَتان في الصلاةِ تُسْتَحَبَّانِ أَن تَسْكُتَ بعد الافتتاح سَكْتةً ثم تَفتَتِح القراءة فإِذا فَرَغْتَ من القراءة سَكَتَّ أَيضاً سَكْتَةً ثم تَفْتَتح ما تيسر من القرآن وفي الحديث ما تقول في إِسْكاتَتِك ؟ قال ابن الأَثير هي إِفْعالة من السُّكوت معناها سُكوتٌ يقتضي بعده كلاماً أَو قراءَةً مع قِصَرِ المدَّة وقيل أَراد بهذا السُّكوتِ تَرْكَ رَفْعِ الصَّوْت بالكلام أَلا تراه قال ما تقول في إِسْكاتَتِك ؟ أَي سُكوتِكَ عن الجَهْر دون السُّكوت عن القراءَة والقول والسَّكْتُ من أَصوات الأَلحان شِبْهُ تَنَفُّسٍ بين نَغْمَتين وهو من السُّكوت التهذيب والسَّكْتُ من أُصول الأَلحان شِبْهُ تَنَفُّسٍ بين نَغْمَتين مِن غير تَنَفُّسٍ يُراد بذلك فصل ما بينهما وسَكَتَ الغَضَبُ مثل سَكَنَ فَتَر وفي التنزيل العزيز ولمَّا سَكَتَ عن موسى الغَضَبُ قال الزجاج معناه ولما سَكَنَ وقيل معناه ولما سَكَتَ موسَى عن الغَضَبِ على القَلب كما قالوا أَدْخَلْتُ القَلَنْسُوة في رأْسي والمعنى أَدْخَلْتُ رأْسي في القَلَنْسُوة قال والقول الأَوّل الذي معناه سَكَنَ هو قول أَهل العربية قال ويقال سَكَتَ الرجلُ يَسْكُتُ سَكْتاً إِذا سَكَنَ وسَكَتَ يَسْكُتُ سُكوتاً وسَكْتاً إِذا قَطَع الكلام وسَكَتَ الحَرُّ ورَكَدَت الريح وأَسْكَتَتْ حَرَكَتُه سَكَنَتْ وأَسْكَتَ عن الشيء أَعرَضَ والسُّكَيْتُ والسُّكَّيْتُ بالتشديد والتخفيف الذي يجيء في آخر الحَلْبة آخر الخيل الليث السُّكَيْتُ مثل الكُمَيْتِ خفيفٌ العاشرُ الذي يجيءُ في آخر الخيل إِذا أُجْرِيَتْ بَقِيَ مُسْكِتاً وفي الصحاح آخر ما يجيءُ من الخيل في الحَلْبة من العَشْر المعدودات وقد يشدّد فيقال السُّكَّيْتُ وهو القاسُور والفِسْكِلُ أَيضاً وما جاء بعده لا يُعْتَدُّ به قال سيبويه سُكَيْتٌ ترخيم سُكَّيتٍ يعني أَن تصغير سُكَّيْتٍ إِنما هو سُكَيْكيتٌ فإِذا رُخِّمَ حُذفت زائدتاه وسَكَتَ الفرسُ جاءَ سُكَيْتاً ورأَيتُ أَسْكاتاً من الناس أَي فِرَقاً متفرّقة عن ابن الأَعرابي ولم يذكر لها واحداً وقال اللحياني هم الأَوْباش وتقول كنت على سُكَاتِ هذه الحاجة أَي على شَرَفٍ من إِدراكها

سلت
سَلَتَ المِعَى يَسْلِتُه سَلْتاً أَخرجه بيده والسُّلاتةُ ما سُلِتَ منه وفي حديث أَهل النار فيَنْفُذ الحَمِيم إِلى جوفه فَيَسْلِتُ ما فيه أَي يَقْطَعُه ويستأْصله والسَّلْتُ قَبْضُكَ على الشيء أَصابه قَذَر ولَطْخٌ فَتَسْلِتُه عنه سَلْتاً وانْسَلَتَ عنَّا انْسَلَّ مِن غير أَن يُعْلَم به وذهب مني الأَمْرُ فَلْتَةً وسَلْتَةً أَي سَبَقَني وفاتَني وسَلَتَ أَنْفَه بالسيف وفي المحكم وسَلَتَ أَنْفَه يَسْلِتُه ويَسْلُته سَلْتاً جَدَعَه والرجل أَسْلَتُ إِذا أُوعِبَ جَدْعُ أَنفه والأَسْلَتُ الأَجْدَع وبه سمِّي الرجل وأَبو قَيْس بن الأَسْلَتِ الشاعرُ وفي حديث سلمان أَن عمر قال مَن يأْخذها بما فيها ؟ يعني الخلافة فقال سلمان مَن سَلَتَ اللهُ أَنفَه أَي جَدَعَه وقَطَعَه وفي حديث حذيفة وأَزْدِ عُمانَ سَلَتَ اللهُ أَقدامَها أَي قَطَعَها وسَلَتَ يدَه بالسيف قَطَعَها يقال سَلَتَ فلانٌ أَنف فلانٍ بالسيف سَلْتاً إِذا قطَعَه كُلَّه وهو من الجُدْعانِ أَسْلَتُ وسَلَتُّه مائةَ سَوْطٍ أَي جَلَدْتُهُ مثلُ حَلَتُّه وسَلَتَ دَمَ البدنة قَشَره بالسكين عن اللحياني هكذا حكاه قال ابن سيده وعندي أَنه قَشَر جِلْدَها بالسكين حتى أَظْهَر دَمها وسَلَتَ شَعرَه حَلَقه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه لَعَنَ السَّلْتاء والمَرْهاء السَّلْتاء من النساء التي لا تَخْتَضِبُ وسَلَتَتِ المرأَةُ الخِضاب عن يَدها إِذا مَسَحَتْهُ وأَلْقَتْه وفي الصحاح إِذا أَلْقَتْ عنها العُصْمَ والعُصْمُ بقيةُ كلّ شيء وأَثَرُه مِن القَطِرانِ والخِضابِ ونحوه وفي حديث عائشة رضي الله عنها وسُئِلَتْ عن الخِضاب فقالت اسْلِتيه وأَرْغِمِيه وفي الحديث ثم سَلَتَ الدمَ عنها أَي أَماطَهُ وفي حديث عمر رضي الله عنه فكان يَحْمِلُه على عاتِقه ويَسْلُتُ خَشَمَه أَي مُخاطَه عن أَنفه قال ابن الأَثير هكذا جاء في الحديث مرويّاً عن عمر وأَنه كان يَحْمِل ابنَ أَمَته مَرْجانةَ وأَخرجه الهروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان يَحْمِل الحُسَيْنَ على عاتقه ويَسْلِتُ خَشَمه قال ولعله حديث آخر قال وأَصلُ السَّلْتِ القَطْعُ وسَلَتَ رأْسَه أَي حَلَقه ورأْس مَسْلوتٌ ومَحَلْوُتٌ ومَحْلُوقٌ بمعنى واحد وسَلَتَ الحَلاَّقُ رأْسه سَلْتاً وسَبَتَه سَبْتاً إِذا حَلَقَه وسَلَتُّ القَصعةَ من الثريد إِذا مَسَحْتَه والسُّلاتةُ ما يُؤْخَذُ بالإِصبع من جوانب القَصْعة لتَنْظُق يقال سَلَتُّ القصعة أَسْلُتها سَلْتاً وفي الحديث أُمِرْنا أَن نَسْلُتَ الصَّحْفَة أَي نَتَتَبَّعَ ما بقي فيها من الطعام ونَمْسَحَها بالأَصابِع ومَرَةٌ سَلْتاء لا تَعَهَّدُ يَدَيها بالخِضابِ وقيل هي التي لا تَخْتَضِبُ البتَّةَ والسُّلْتُ بالضم ضرب من الشعير وقيل هو الشعير بعينه وقيل هو الشعير الحامض وقال الليث السُّلْتُ شعير لا قِشْرَ له أَجْرَدُ زاد الجوهري كأَنه الحنطة يكون بالغَوْر والحجاز يَتَبَرَّدون بسَويقه في الصَّيْف وفي الحديث أَنه سئل عن بيع البَيْضاء بالسُّلْتِ هو ضرب من الشعير أَبيضُ لا قشر له وقيل هو نوع من الحِنْطة والأَوّل أَصح لأَن البيضاء الحنطة

سلحت
السُّلْحُوتُ الماجِنَةُ قال أَدْرَكْتُها تأْفِرُ دونَ العُنْتُوتْ تلك الخَرِيعُ والهَلُوكُ السُّلْحوتْ

سلكت
السُّلْكُوتُ طائر

سمت
السَّمْتُ حُسْنُ النَّحْو في مَذْهَبِ الدِّينِ والفعلُ سَمَتَ يَسْمُِتُ سَمْتاً وإِنه لحَسَنُ السَّمْت أَي حَسَنُ القَصْدِ والمَذْهَب في دينه ودنْياه قال الفراء يقال سَمَتَ لهم يَسْمِتُ سَمْتاً إِذا هَيَّأَ لهم وَجْهَ العَمَل ووَجْهَ الكلام والرأْي وهو يَسْمِتُ سَمْتَه أَي يَنْحُو نَحْوَه وفي حديث حذيفة ما أَعْلَم أَحداً أَشْبَهَ سَمْتاً وهَدْياً ودلأً برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أُمِّ عَبْدٍ يعني ابن مسعود قال خالد بنُ جَنْبةَ السَّمْتُ اتِّباعُ الحَقِّ والهَدْيِ وحُسْنُ الجِوارِ وقِلةُ الأَذِيَّةِ قال ودَلَّ الرَّجلُ حَسُنَ حديثُه ومَزْحُه عند أَهله والسَّمْتُ الطريقُ يقال الْزَمْ هذا السَّمْتَ وقال ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرَّتَيْن قَطَعْتُه بالسَّمْتِ لا بالسَّمْتَيْن معناه قَطَعْتُه على طريق واحدٍ لا على طَريقَين وقال قَطَعْتُه ولم يقل قطَعْتُهما لأَِنه عنى البلَد وسَمْتُ الطريقِ قَصْدُه والسَّمْتُ السَّيْرُ على الطَّريق بالظَّنّ وقيل هو السَّيْرُ بالحَدْس والظن على غير طريق قال الشاعر ليس بها رِيعٌ لِسَمْتِ السَّامِتِ وقال أَعرابيّ من قَيْسٍ سوف تَجوبِين بغَير نَعْتِ تَعَسُّفاً أَو هكذا بالسَّمْتِ السَّمْتُ القَصْدُ والتَّعَسُّفُ السَّير على غير عِلْم ولا أَثَرٍ وسَمَتَ يَسْمُتُ بالضم أَي قَصَدَ وقال الأَصمعي يقال تعمَّده تعمُّداً وتَسَمَّتَه تَسَمُّتاً إِذا قَصَدَ نَحْوَه وقال شمر السَّمْتُ تَنَسُّمُ القَصْدِ وفي حديث عوف بن مالك فانطلقت لا أَدري أَين أَذهَبُ إِلاّ أَنني أُسَمِّتُ أَي أَلْزَمُ سَمْتَ الطريق يعني قَصْدَه وقيل هو بمعنى أَدْعُو اللهَ له والتَّسْمِيتُ ذِكْرُ الله على الشيءِ وقيل التَسْمِيتُ ذكر الله عز وجل على كل حال والتَّسْمِيتُ الدُّعاء للعاطِس وهو قولك له يَرْحَمُكَ الله وقيل معناه هَدَاك اللهُ إِلى السَّمْت وذلك لما في العاطس من الانزِعاج والقَلَق هذا قول الفارسي وقد سَمَّتَه إِذا عَطَسَ فقال له يَرْحَمُك اللهُ أُخِذَ من السَّمْتِ إِلى الطريقِ والقَصْدِ كأَنه قَصَدَه بذلك الدعاء أَي جَعَلَكَ اللهُ على سَمْتٍ حَسَنٍ وقد يجعلون السين شيناً كسَمَّر السفينة وشَمَّرها إِذا أَرْساها قال النَّضْرُ بن شُمَيْل التَّسْميتُ الدعاء بالبَركة يقول بارك الله فيه قال أَبو العباس يقال سَمَّتَ العاطِسَ تَسْميتاً وشَمَّتَه تَشْميتاً إِذا دعا له بالهَدْيِ وقَصْدِ السَّمْتِ المستقيم والأَصل فيه السين فقُلِبَتْ شيناً قال ثعلب والاختيار بالسين لأَنه مأْخوذ من السَّمْتِ وهو القَّسْدُ والمَحَجَّة وقال أَبو عبيد الشين أَعلة في كلامهم وأَكثر وفي حديث الأَكل سَمُّوا اللهَ ودَنُّوا وسَمِّتُوا أَي إِذا فَرَغْتم فادْعُوا بالبركة لِمَن طَعِمْتُم عنده والسَّمْتُ الدُّعاء والسَّمْتُ هيئة أَهل الخير يقال ما أَحْسَنَ سَمْتَه أَي هَدْيه وفي حديث عمر رضي الله عنه فينظرون إِلى سَمْتِه وهَدْيه أَي حُسْنِ هيئته ومَنْظَرِه في الدين وليس من الحُسْنِ والجمال وقيل هو من السَّمْتِ الطريق

سمرت
ابن السكيت في الأَلفاظ السُّمْرُوتُ الرجلُ الطويل

سنت
رجلٌ سَنِتٌ قليل الخَير ابن سيده رجلٌ سَنِتُ الخَيرِ قليلُه والجمع سَنِتُونَ ولا يُكَسَّر وأَسْنَتُوا فهم مُسْنِتُون أَصابَتْهم سَنَةٌ وقَحْطٌ وأَجْدَبُوا ومنه قول ابن الزِّبَعْرَى عَمْرُو العُلا هَشَمَ الثَّريدَ لِقَوْمِه ورِجالُ مَكَّةَ مُسْنِتونَ عِجافُ وهي عند سيبويه على بدل التاء من الياء ولا نظير له إِلا قولهم ثِنْتانِ حكى ذلك أَبو عليّ وفي الصحاح أَصله من السَّنَةِ قَلَبُوا الواو تاء ليَفْرُقُوا بينه وبين قولهم أَسْنى القومُ إِذا أَقاموا سَنَةً في موضع وقال الفراء تَوَهَّمُوا أَن الهاء أَصلية إِذ وَجَدُوها ثالثةً فقلبوها تاء تقول منه أَصابَهم السَّنة بالتاء وفي الحديث وكان القومُ مُسْنِتِين أَي مُجْدِبينَ أَصتبَتْهم ابَتْهم السنَةُ وهي القَحْطُ والجَدْبُ وأَسْنَتَ فهو مُسْنِتٌ إِذا أَجْدَبَ وفي حديث أَبي تَمِيمةَ اللهُ الذي إِذا أَسْنَتَّ أَنْبَتَ لك أَي إِذا أَجْدَبْتَ أَخْصَبَكَ ويقال تَسَِنَّتَ فلانٌ كريمةَ آلِ فلانٍ إِذا تَزَوَّجَها في سَنَة القَحْط وفي الصحاح يقال تَسَنَّتَها إِذا تَزَوَّجَ رجلٌ لَئِيمٌ امرأَة كريمةً لقلة مالها وكثرة ماله والسَّنِتَةُ والمُسْنِتَةُ الأَرضُ التي لم يُصِبْها مَطَرٌ فلم تُنْبِتْ عن أَبي حنيفة قال فإِن كان بها يَبِيسٌ من يَبِيسِ عامٍ أَوَّلَ فلَيْسَتْ بمُسْنِتةٍ ولا تكون مُسْنِتَةً حتى لا يكون بها شيء وقال يقال أَرض سَنِتَةٌ ومُسْنِتَةٌ قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا إِلاّ أَن يَخُصَّ الأَقَلَّ بالأَقلِّ حُروفاً والأَكثر بالأَكثر حروفاً وقال عامٌ سَنِيتٌ ومُسْنِتٌ جَدْبٌ وسانَتُوا الأَرضَ تَتبَّعُوا نَباتَها ورجل سَنُوتٌ سَيّءُ الخُلُق والسَّنُّوتُ الرُّبُّ وقيل العَسَل وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال عليكم بالسَّنا والسَّنُّوتِ قيل هو العَسَلُ وقيل الرُّبُّ وقيل الكَمُّون يمانية قال ابن الأَثير ويروى بضم السين والفتح أَفصح وفي الحديث الآخر لو كان شيء يُنْجِي من الموت لكانَ السَّنَا والسِّنَّوْت وقيل هو نبت يُشْبِه الكَمُّونَ وقيل الرَّازِيانِجُ وقيل الشِّبِثُّ وفيها لغة أُخرى السَّنُّوتُ بفتح السين ويقال سَنَّتُّ القِدْرَ تَسْنيتاً إِذا طَرَحْتَ فيها الكَمُّونَ وقول الحُصَيْن بن القَعْقاعِ جَزَى اللهُ عَنِّي بُحْتُرِيّاً ورَهْطَهُ بَني عَبْدِ عَمْرٍو ما أَعَفَّ وأَمْجَدا هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ لا أَلْسَ بينهم وهُمْ يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن يُقَرَّدا فسره يعقوب بأَنه الكَمُّونُ وفسره ابن الأَعرابي بأَنه نَبْتٌ يُشْبه الكَمُّون والسِّنَّوْتُ مِثالُ السِّنَّوْرِ لغة فيه عن كراع ويُقَرَّدُ يُذَلَّلُ وأَصله من تَقْريدِ البعِير وهو أَن يُنَقَّى قُرادُه فيَسْتَكِينَ والأَلْسُ الخيانة ويروى لا أَلْسَ فيهم ابن الأَعرابي أَسْتَنَ الرَّجُلُ وأَسْنَتَ إِذا دَخَلَ في السنة

سنبت
التهذيب في الرباعي ابن الأَعرابي السِّنْبِتُ السَّيِّءُ الخُلُق

شأت
الشَّئِيتُ من الخيل العَثُورُ وليس له فعل يتصرف وقيل هو الذي يَقْصُر حافِرا رَجْلَيْه عن حافِرَيْ يَدَيْه قال عَديُّ بنُ خَرْشَةَ الخَطْميُّ وقيل هو لرجل من الأَنصار وأَقْدَر مُشْرِف الصَّهَواتِ سَاطٍ كُمَيْت لا أَحَقُّ ولا شَئِيتُ الشَّئِيتُ كما فَسَّرْنا والأَقْدَرُ بعكس ذلك وروايةُ ابن دريد بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيْل نَهْدٍ جَوادٍ لا أَحَقُّ ولا شَئِيتُ ابن الأَعرابي الأَحَقُّ الذي يَضَعُ رجله في موضع يده والجمع شُؤُوتٌ قال الأَزهري كذلك قال ابن الأَعرابي وأَبو عبيدة وقال أَبو عمرو الشَّئِيتُ من الخيل العَثُور قال والصحيح ما قاله ابن الأَعرابي وأَبو عبيدة لا ما قاله أَبو عمرو قال ابن بري وقد شرح الأَصمعي بيتَ عَدِيِّ بن خَرْشة فقال الأَقْدَرُ الذي يجوز حافرا رجليه حافري يديه والشَّئِيتُ الذي يَقْصُر حافرا رجليه عن حافري يديه والأَحَقّ الذي يُطَبِّقُ حافرا رجليه حافري يديه

شبت
الشِّبِتُّ نبت عن أَبي حنيفة وزعم أَنَّ الشِّبِتَّ معرّب عنه

شتت
الشَّتُّ الافتراق والتَّفْريقُ شَتَّ شَعْبُهم يَشِتُّ شَتًّا وشَتاتاً وانْشَتَّ وتَشَتَّتَ أَي تَفَرَّقَ جمعُه قال الطرماح شَتَّ شَعْبُ الحَيِّ بعد التِئامِ وشَجاكَ الرَّبْعُ رَبْعُ المُقامِ وشَتَّته اللهُ وأَشَتَّه وشَعْبٌ شَتِيتٌ مُشَتَّتٌ قال وقد يَجْمَعُ اللهُ الشَّتِيتَينِ بعدما يَظُنَّانِ كلَّ الظَّنِّ أَنْ لا تَلاقِيا وفي التنزيل العزيز يومئذ يَصْدُر الناسُ أَشْتاتاً قال أَبو إِسحق أَي يَصْدُرُونَ متفرِّقين منهم مَن عَمِلَ صالحاً ومِنهم مَن عمل شرّاً الأَصمعي شَّتَّ بقلبي كذا وكذا أَي فَرَّقه ويقال أَشَتَّ بي قومي أَي فَرَّقُوا أَمْري ويقال شَتُّوا أَمْرَهم أَي فَرَّقوه وقد اسْتَشَتَّ وتَشَتَّتَ إِذا انْتَشَر ويقال جاء القوم أَشْتاتاً وشَتاتَ شَتاتَ ويقال وقعوا في أَمْرٍ شَتٍّ وشَتَّى ويقال إِني أَخافُ عليكم الشَّتاتَ أَي الفُرْقة وثَغْرٌ شَتِيتٌ مُفَرَّقٌ مُفَلَّج قال طرفة عن شَتِيتٍ كأَقاحِ الرَّمْلِ غُرّ وأَمْرٌ شَتُّ أَي مَتَفَرِّقٌ وشَتَّ الأَمْرُ يَشِتُّ شَتًّا وشَتاتاً تَفَرَّقَ واسْتَشَتَّ مثلُه وكذلك التَّشَتُّتُ وشَتَّته تَشْتِيتاً فَرَّقه والشَّتِيتُ المُتَفَرِّقُ قال رؤْبة يصف إِبلاً جاءَتْ مَعاً واطَّرَقَتْ شَتِيتا وهي تُثِيرُ السَّاطِعَ السِّخْتِيتا وقومٌ شَتَّى مُتَفَرِّقون وأَشياء شَتَّى وفي الحديث يَهْلِكُون مَهْلَكاً واحداً ويَصْدُرونَ مَصادِرَ شَتَّى وفي الحديث في الأَنبياء وأُمهاتُهُم شَتَّى أَي دينُهم واحدٌ وشرائعُهم مختلفة وقيل أَراد اختلاف أَزمانهم وجاءَ القَوْم أَشْتاتاً مُتَفَرِّقين واحدُهم شَتَّ والحمد لله الذي جمعنا من شَتٍّ أَي تَفْرقةٍ وإِنَّ المجلس لَيَجْمَعُ شُتُوتاً من الناس وشَتَّى أَي فِرَقاً وقيل يجمع ناساً ليسوا من قبيلة واحدة وشَتَّانَ ما زيدٌ وعمرٌو وشَتَّانَ ما بينهما أَي بَعُدَ ما بينهما وأَبَى الأَصمَعيُّ شَتَّانَ ما بينهما قال أَبو حاتم فأَنشدته قولَ ربيعةَ الرَّقِّيِّ لَشَتَّانَ ما بين اليَزِيدَينِ في النَّدَى يَزيدِ سُلَيْمٍ والأَغَرَّ بنِ حاتِم
( * قوله « يزيد سليم » كذا في التهذيب والذي في المحكم يزيد أَسيد اه وضُبطا بالتصغير )
فقال ليس بفصيح يُلْتَفَتُ إِليه وقال في التهذيب ليس بحجة إِنما هو مولَّد والجة الجَيِّدُ قولُ الأَعشى شَتَّانَ ما يَوْمِي على كُورِها ويَوْمُ حَيَّانَ أَخي جابِرِ معناه تَباعَدَ الذي بينهما التهذيب يقال شَتَّانَ ما هما وقال الأَصْمَعي لا أَقول شَتَّانَ ما بينهما قال ابن بري في بيت ربيعة الرَّقِّيِّ إِنه يمدح يزيدَ ابنَ حاتِم بن قَبِيصة بن المُهَلَّبِ ويهجُو يزيدَ ابنَ أُسَيْدٍ السُّلَمِيّ وبعده فَهَمُّ الفَتى الأَزْدِيّ إِتْلافُ مالِه وهَمُّ الفَتى القَيْسِيِّ جمعُ الدَّراهِمِ فلا يَحْسَبُ التِّمْتامُ أَني هَجَوْتُه ولكَنَّني فَضَّلْتُ أَهلَ المكارِمِ قال ابن بري وقول الأَصمعي لا أَقول شَتَّانَ ما بينهما ليس بشيءٍ لأَِنَّ ذلك قد جاء في أَشعار الفُصَحاء من العرب من ذلك قول أَبي الأَسْوَدِ الدُّؤَليِّ فإِنْ أَعَفُ يوماً عن ذُنُوبٍ وتَعْتَدِي فإِنَّ العَصا كانتْ لغيرك تُقْرَعُ وشَتَّانَ ما بيني وبينَكَ إِنَّني على كلِّ حالٍ أَسْتَقِيمُ وتَظْلَعُ قال ومثله قولُ البَعِيثِ وشَتَّانَ ما بيني وبين ابنِ خالدٍ أُمَيَّةَ في الرِّزْق الذي يَتَقَسَّمُ وقال آخر شَتَّانَ ما بيني وبين رُعاتِها إِذا صَرْصَرَ العُصْفُورُ في الرُّطَبِ الثَّعْدِ وقال الأَحْوَصُ شَتَّانَ حينَ يَنُِثُّ الناسُ فِعْلَهُما ما بين ذِي الذَّمِّ والمحمودِ إِن حُمِدا قال ويقال شَتَّانَ بينهما مِن غير ذكر ما قال حَسَّان بن ثابت وشَتَّانَ بينكما في النَّدَى وفي البأْسِ والخُبْرِ والمَنظَرِ وقال آخر أُخاطِبُ جَهْراً إِذ لَهُنَّ تَخافُتٌ وشَتَّانَ بين الجَهْرِ والمَنْطِقِ الخَفْتِ وقال جميل أُرِيدُ صَلاحَها وتُريد قَتْلي وشَتَّا بين قَتْلي والصَّلاحِ فحذف نون شتان لضرورة الشعر وشَتَّانَ مصروفة عن شَتُتَ فالفتحة التي في النون هي الفتحة التي كانت في التاء وتلك الفتحة تدل على أَنه مصروف عن الفعل الماضي وكذلك وَشْكانَ وسَرْعانَ مصروف من وَشُكَ وسَرُعَ تقول وَشْكانَ ذا خُروجاً وسَرْعانَ ذا خُروجاً وأَصله وَشُكَ ذا خُروجاً وسَرُع ذا خُروجاً روى ذلك كله ابن السكيت عن الأَصمعي أَبو زيد شَتَّانَ منصوب على كل حال لأَِنه ليس له واحد وقال في قوله شَتَّانَ بَيْنُهُما في كلِّ مَنْزِلةٍ هذا يُخافُ وهذا يُرْتَجى أَبدا فرفع البين لأَن المعنى وقَع له قال ومن العرب من ينصب بينهما في مثل هذا الموضع فيقول شَتَّانَ بينَهما ويُضْمِر ما كأَنه يقول شَتَّ الذي بينهما كقوله تعالى لقد تَقَطَّع بَيْنَكم قال أَبو بكر شَتَّانَ أَخوك وأَبوك وشَتَّانَ ما أَخوك وأَبوك وشَتَّانَ ما بين أَخيك وأَبيك فمن قال شَتَّانَ رفع الأَخَ بشَتَّانَ ونَسَقَ الأَبَ على الأَخ وفتح النون من شَتَّان لاجتماع الساكنين وشبههما بالأَدوات ومن قال شَتَّانَ ما أَخوك وأَبوك رَفَعَ الأَخ بشتان ونَسَقَ الأَبَ عليه ودَخَلَ ما صِلَةً ويجوز على هذا الوجه شَتَّانِ بكسر النون على أَنه تثنية شَتٍّ والشَّتُّ المُتَفَرِّق وتثنيته شَتَّانِ وجمعه أَشْتاتٌ ومن قال شَتَّانَ ما بين أَخيك وأَبيك رفع ما بشتان على أَنها بمعنى الذي وبين صلة ما والمعنى شَتَّانَ الذي بين أَخيك وأَبيك ولا يجوز في هذا الوجه كسر النون لأَنها رفعت اسماً واحداً قال ابن جني شَتَّانَ وشَتَّى كسَرْعانَ وسَكْرى يعني أَن شَتَّى ليس مؤنثَ شَتَّان كَسَكْرانَ وسَكْرى وإِنما هما اسمان تواردا وتقابلا في عُرْضِ اللغة من غير قَصْدٍ ولا إِيثارٍ لتَقاوُدِهما

شخت
الشَّخْتُ الدقيق من الأَصْل لا من الهُزال وقيل هو الدقيق من كل شيءٍ حتى إِنه يقال للدقيق العُنُقِ والقوائم شَخْتٌ والأُنثى شَخْتة وجمعها شِخاتٌ وقد شَخُتَ بالضم شُخُوتةً فهو شَخْتٌ وشَخِيتٌ ومنهم من يُحَرِّكُ الخاءَ وأَنشد أَقاسيمُ جَزَّأَها صانِعٌ فمنها النَّبيلُ ومنها الشَّخَتْ وفي حديث عمر رضي الله عنه قال للجني إِني أَراك ضَئيلاً شَخِيتاً الشَّخْتُ والشَّخِيتُ النَحيفُ الجسمِ الدقيقُه ويقال للحَطب الدقيق شَخْتٌ ويقال إِنه لَشَخْتُ الجُزارة إِذا كان دقيقَ القَوائم قال ذو الرمة شَخْتُ الجُزارةِ مثلُ البيتِ سائرُه من المُسُوح خِدَبٌّ شَوْقَبٌ خَشِبُ وإِنه لَشَخْتُ العَطاءِ أَي قليل العطاء والشَّخِيتُ والشِّخْتِيتُ الغُبارُ الساطِعُ فِعْلِيلٌ من الشَّخْتِ الذي هو الضاويُّ الدقيقُ وقيل هو فارسي مُعَرَّب أَنشد ابن الأَعرابي وهي تُثِيرُ الساطع الشِّخْتِيتا والذي رواه يعقوب السِّخِّيتا والسِّخْتِيتا لأَن العجم تقول سَخْتٌ

شرت
الشَرَنْتى طائر

شمت
الشَّماتة فَرَحُ العدوّ وقيل الفَرَحُ بِبلِيَّة العَدُوِّ وقيل الفَرَحُ ببليَّة تنزل بمن تعاديه والفعل منهما شَمِتَ به بالكسر يَشْمَتُ شَماتةً وشَماتاً وأَشْمَتَه اللهُ به وفي التنزيل العزيز فلا تُشَمِتْ بي الأَعْداءَ وقال الفراءُ هو من الشَّمْتِ ورُوي عن مجاهد أَنه قرأَ فلا تُشَمِّتْ بي الأَعْداءَ قال الفراءُ لم نسمعها من العرب فقال الكسائي لا أَدري لعلهم أَرادوا فلا تُشْمِتْ بي الأَعْداءَ فإِن تكن صحيحة فلها نظائر العرب تقول فَرِغْتُ وفَرَغْتُ فمن قال فَرِغْتُ قال أَفْرَغُ ومن قال فَرَغْتُ قال أَفْرُغُ وفي حديث الدعاءِ أَعوذُ بك من شَماتة الأَعداءِ قال شَماتةُ الأَعداء فَرَح العَدُوِّ ببليَّةٍ تنزل بِمَن يعاديه ورَجَعُوا شَماتى أَي خائبين عن ابن الأَعرابي قال ابن سيده ولا أَعْرِفُ ما واحدُ الشَّماتى وشَمَّتَه اللهُ خَيَّبه عنه أَيضاً وأَنشد للشَّنْفَرى وباضِعةٍ حُمْرِ القِسِيِّ بَعَثْتُها ومن يَغْزُ يَغْنَمْ مَرَّةً ويُشَمَّتِ ويقال خَرَجَ القوم في غَزاة فقَفَلوا شَماتى ومتَشَمّتين قال والتَّشَمُّتُ أَن يَرجِعُوا خائبين لم يَغْنَموا يقال رجع القوم شِماتاً من مُتُوَجِّههم بالكسر أَي خائبين وهو في شعر ساعدة قال ابن بري ليس هو في شعر ساعدة كما ذكر الجوهري وإِنما هو في شعر المُعَطَّل الهُذَليِّ وهو فأُبْنا لنا مَجْدُ العَلاءِ وذِكْرُه وآبوا عليهم فَلُّها وشِماتُها ويروى لنا رِيحُ العَلاءِ وذِكْرُه والرِّيحُ الدّوْلَة هنا ومنه قوله تعالى وتَذْهَبَ رِيحُكم ويروى لنا مَجْدُ الحياةِ وذِكْرُها والفَلُّ الهَزيمةُ والشِّماتُ الخَيْبة واسم الفاعل شامِتٌ وجمعُ شامِتٍ شُمَّاتٌ ويقال شُمَّتَ الرجلُ إِذا نُسِبَ إِلى الخَيْبة والشَّوامِتُ قوائم الدابةِ وهو اسم لها واحدتُها شامِتةٌ قال أَبو عمرو يقال لا تَرَك اللهُ لَهُ شامتَةً أَي قائمةً قال النابغة فارْتاعَ من صَوْتِ كَلاَّبٍ فباتَ لَهُ طَوْعَ الشَّوامِتِ من خَوْفٍ ومن صَرَدِ ويروى طَوْعُ الشَّوامِتِ بالرفع يعني باتَ له ما شَمِتَ به من أَجله شُمَّاتُه قال ابن سيده وفي بعض نسخ المُصَنَّفِ بات له ما شَمِتَ به شُمَّاتُه قال ابن السكيت في قوله فباتَ له طَوْعُ الشَّوامِتِ يقول باتً له ما أَطاعَ شامِتَه من البَرْدِ والخَوْف أَي باتَ له ما تشْتَهي شَوامِتُه قال وسُرورُها به هو طَوْعُها ومن ذلك يقال اللهم لا تُطِيعَنَّ بي شامِتاً أَي لا تَفْعَلْ بي ما يُحِبُّ فتكون كأَنك أَطَعْتَهُ وقال أَبو عبيدة من رَفَع طَوْعُ أَراد باتَ له ما يَسُرُّ الشَّوامِتَ اللَّواتي شَمَتْنَ به ومن رواه بالنصب أَراد بالشَّوامِتِ القَوائمَ واسمُها الشَّوامِتُ الواحدة شامِتَةٌ يقول فباتَ له الثَّوْرُ طَوْعَ شَوامِتِه أَي قَوائمه أَي باتَ قائماً وبات فلانٌ بليلةِ الشَّوامِت أَي بليلةٍ تُشْمِتُ الشَّوامِتَ وتَشْمِيتُ العاطسِ الدُّعاءُ له ابن سيده شَمَّتَ العاطِسَ وسَمَّتَ عليه دَعا له أَن لا يكون في حال يُشْمَتُ به فيها والسين لغة عن يعقوب وكل داعٍ لأَحدٍ بخير فهو مُشَمِّت له ومُسَمِّتٌ بالشين والسين والشينُ أَعلى وأَفْشَى في كلامهم التهذيب كلُّ دعاءٍ بخيرٍ فهو تَشْمِيتٌ وفي حديث زواج فاطمة لعليّ رضي الله عنهما فأَتاهما فدعا لهما وشَمَّتَ عليهما ثم خَرجَ وحكي عن ثعلب أَنه قال الأَصل فيها السين من السَّمْتِ وهو القَصْدُ والهَدْيُ وفي حديث العُطاسِ فشَمَّتَ أَحدَهما ولم يُشَمِّت الآخرَ التَّشْمِيتُ والتَّسْميتُ الدعاءُ بالخير والبركة والمعجمةُ أَعلاها شَمَّته وشَمَّتَ عليه وهو من الشَّوامِتِ القوائم كأَنه دُعاءٌ للعاطس بالثبات على طاعة الله وقيل معناه أَبْعَدَك الله عن الشَّماتةِ وجَنَّبك ما يُشْمَتُ به عليك والاشْتِماتُ أَوّلُ السِّمَنِ أَنشد ابن الأَعرابي أَرى إِبلي بعد اشْتِماتٍ كأَنما تُصِيَتُ بسَجْعٍ آخرَ الليلِ نِيبُها وإِبل مُشْتَمِتة إِذا كانتْ كذلك

شيت
الشِّيْتانُ من الجَرادِ جماعةٌ غير كثيرة عن أَبي حنيفة وأَنشد وخَيْلٍ كشَيْتانِ الجَرادِ وزَعْتُها بطَعْنٍ على اللَّبَّاتِ ذِي نَفَيانِ

صتت
الصَّتُّ شَبْه الصَّدْم والدَّفْعِ بقَهْرٍ وقيل هو الضَّرْبُ باليد أَو الدَّفْعُ وصَتَّه بالعصا صَتّاً ضَرَبَه قال رؤبة طَأْطَأَ مَن شَيطانه التَعَتِّي صَكِّي عَرانِينَ العِدى وصَتِّي طَأْطَأَ خَفَّضَ من أَمره والتَعَتِّي أَن يَعْتُوَ أَي صَكِّي طأْطأَ منه العَرانينُ وهي الأُنوفُ وصَتِّي من الضَّربِ يقال صَتَّه صَتّاً إِذا ضَرَبه والصَّتِيتُ الفِرْقة من الناس في جَلَبة ونحوها وتركتهم صَتِيتَيْنِ أَي فِرْقَتَيْن وفي حديث ابن عباس أَن بني إِسرائيل لما أُمروا أَن يقتلوا أَنفسهم قاموا صِتَّيْنِ وأَخرجه الهروي عن قتادة أَن بني إِسرائيل قاموا صَتِيتَيْن قال أَبو عبيد أَي جَماعَتَيْن ويقال صاتَّ القومُ وقال أَبو عمرو ما زِلْتُ أُصاتُّه وأُعاتُّه صِتاتاً وعِتاتاً وهي الخصومة أَبو عمرو الصُّتَّةُ الجماعة من الناس وقيل هو الصَّفُّ منهم والصَّتِيتُ الصَّوْتُ والجَلَبة قال الهذلي تُيوساً خيرُها تَيسٌ شآمٍ له بسَوائلِ المَرْعى صَتِيتُ أَي صوتٌ وصاتَّهُ مُصاتَّةَ وصِتاتاً نازَعه وخاصَمه ورجل مِصْتِيتٌ ماضٍ مُنْكَمِشٌ وهو بصَتَتِ كذا أَي بصَدَدِه

صعت
قال ابن شميل جَمَلٌ صَعْتُ الرُّبَة إِذا كان لطيف الجُفْرةِ أَنشد ابن الأَعرابي هل لَكِ يا خَدْلةُ في صَعْتِ الرُّبَهْ مُعْرَنْزِمٍ هامَتُه كالجُبْجُبَهْ ؟ وقال الرُّبَةُ العُقْدة وهي ههنا الكَوسَلة وهي الحَشَفةُ

صفت
رجل صِفْتِيتٌ وصِفْتاتٌ قويٌّ جسيم ابن سيده الصِّفْتاتُ من الرجال التارُّ اللَّحْمِ المجتَمِع الخَلْق الشديدُ المُكْتَنِز والأُنثى صِفْتاتٌ وصِفْتاتةٌ وقيل لا تُنْعَتُ المرأَة بالصِّفْتاتِ واختلفوا في ذلك والصَّفِتَّانُ كالصِّفْتاتِ ورجل صِفِتَّان عِفِتَّان يكثر الكلام والجمع صِفْتانٌ وعِفْتانٌ وفي حديث الحسن قال المُفَضَّلُ بنُ ذالانَ سأَلته عن الذي يستيقظ فيَجِدُ بَلَّة فقال أَما أَنت فاغْتَسِلْ ورآني صِفْتاتاً وهو الكثير اللحم المُكْتَنِزُه

صلت
الصَّلْتُ البارِزُ المُسْتَوي وسيفٌ صَلْتٌ ومُنْصَلِتٌ وإِصْلِيتٌ مُنْجَرِدٌ ماضٍ في الضَّريبة وبعضٌ يقول لا يقال الصَّلْتُ إِلا لما كان فيه طُولٌ ويقال أَصْلَتُّ السيفَ أَي جَرَّدْتُه وربما اشْتَقُّوا نَعْتَ أَفْعَلَ من إِفْعيلٍ مثل إِبْلِيسَ لأَن الله عز وجل أَبْلَسَه وسيف إِصْلِيتٌ أَي صَقِيلٌ ويجوز أَن يكون في مَعْنى مُصْلَتٍ وفي حديث غَوْرَثٍ فاخْتَرَط السيفَ وهو في يده صَلْتاً أَي مُجَرَّداً ابن سيده أَصْلَتَ السيفَ جَرَّده من غِمْده فهو مُصْلَتٌ وضَرَبه بالسيف صَلْتاً وصُلْتاً أَي ضَرَبه به وهو مُصْلَتٌ والصَّلْتُ والصُّلْتُ السِكِّينُ المُصْلَتة وقيل هي الكبيرة والجمع أَصْلاتٌ أَبو عمرو سكِّينٌ صَلْتٌ وسيف صَلْتٌ ومِخْيَطٌ صَلْتٌ إِذا لم يكن له غِلافٌ وقيل انْجَرَدَ من غِمْدِه ورُوي عن العُكْليّ أَو غيره وجاؤُوا بصَلْتٍ مثل كَتِفِ الناقة أَي بشَفْرة عظيمة وانْصَلَتَ في الأَمر انْجَرَدَ أَبو عبيد انْصَلَتَ يَعْدُو وانْكَدَرَ يَعْدُو وانْجَرَدَ إِذا أَسْرَعَ بعضَ الإِسْراع والصَّلْتُ الأَمْلَسُ ورجل صَلْتُ الوجه والخَدِّ تقول منه صَلُتَ بالضم صُلُوتةً ورجل صَلْتُ الجَبين واضحُه وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان صَلْتَ الجبين قال خالدُ بن جَنْبَةَ الصَّلْتُ الجبينِ الواسعُ الجَبينِ الأَبيضُ الجَبينِ الواضحُ وقيل الصَّلْتُ الأَمْلَس وقيل البارزُ يقال أَصْبَحَ صَلْتَ الجَبين يَبْرُقُ قال فلا يكون الأَسْوَدُ صَلْتاً ابن الأَعرابي صَلْتُ الجَبين صُلْبٌ صحيحة قال رؤْبة وخُشْنَتي بعدَ الشَّبابِ الصَّلْتِ وكلُّ ما انْجَرَدَ وبَرَزَ فهو صَلْتٌ وقال أَبو عبيد الصَلْتُ الجبينِ المُسْتَوي وقال ابن شميل الصَّلْتُ الواسعُ المُسْتَوي الجميل وفي حديث آخر كان سَهْلَ الخَدَّيْنِ صَلْتَهما ورجل صَلْتٌ وأَصْلَتِيٌّ ومُنْصَلِتٌ صُلْبٌ ماضٍ في الحوائج خفيفُ اللباس الجوهري رجل مِصْلَتٌ بكسر الميم إِذا كان ماضياً في الأُمور وكذلك أَصْلَتيٌّ ومُنْصَلِتٌ وصَلْتٌ ومِصْلات قال عامر بن الطُّفَيْل وإِنَّا المَصالِيتُ يَوْمَ الوَغَى إِذا ما المَغاويرُ لم تَقْدَمِ والمُنْصَلِتُ المُسْرِعُ من كل شيءٍ ونَهْر مُنْصَلِتٌ شديد الجِرْية قال ذو الرمة يَسْتَلُّها جَدْولٌ كالسَّيفِ مُنْصَلِتٌ بينَ الأَشاءِ تَسامى حَوْلَه العُشُبُ والصَّلَتانُ من الرجال والحُمُر الشديد الصُّلْبُ والجمع صِلْتانٌ عن كراع وقال الأَصمعي الصَّلَتانُ من الحمير المُنْجَرِدُ القَصير الشعر من قولك هو مِصْلاتُ العُنُق أَي بارزه مُنْجَرِدُه الأَحْمرُ والفَرَّاءُ الصَّلَتانُ والفَلَتانُ والبَزَوانُ والصَّمَيانُ كل هذا من التَّقَلُّبِ والوَثْبِ ونحوه وقال الجوهري الصَّلَتانُ من الحُمر الشديدُ النَّشِيطُ ومن الخيل الحَديدُ الفؤاد وجاءَ بمَرق يَصْلِتُ ولَبَنٍ يَصْلِتُ إِذا كان قليل الدَّسَم كثيرَ الماءِ قال ويجوز يَصْلِد بهذا المعنى وصَلَتُّ ما في القَدَح إِذا صَبَبْتَه وصَلَتُّ الفَرس إِذا رَكَضْتَه وانْصَلَتَ في سَيره أَي مَضَى وسَبق وفي الحديث مَرَّتْ سَحابةٌ فقال تَنْصَلِتُ أَي تَقْصد للمطر يقال انْصَلَتَ يَنْصَلِتُ إِذا تَجَرّدَ وإِذا أَسْرَع في السير ويُروى تَنَصَّلَتْ بمعنى أَقْبَلَتْ والصَّلْتُ اسم رجل والله أَعلم

صمت
صَمَتَ يَّسْمُتُ صَمْتاً وصُمْتاً
( * قوله « صمتاً وصمتاً » الأول بفتح فسكون متفق عليه والثاني بضم فسكون بضبط الأصل والمحكم وأَهمله المجد وغيره قال الشارح والضم نقله ابن منظور في اللسان وعياض في المشارق ) وصُمُوتاً وصُماتاً وأَصْمَتَ أَطالَ السكوتَ والتَّصْميتُ التَّسْكِيت والتَّصْميتُ أَيضاً السكوتُ ورجل صِمِّيتٌ أَي سِكِّيتٌ والاسم من صَمَتَ الصُّمْتةُ وأَصْمَتَه هو وصَمَّتَه وقيل الصَّمْتُ المصدر وما سِوى ذلك فهو اسْمٌ والصُّمْتةُ بالضم مثل السُّكْتةِ ابن سيده والصُّمْتة والصِّمْتةُ ما أُصْمِتَ به وصُمْتةُ الصبيّ ما أُسْكِتَ به ومنه قول بعضِ مُفَضِّلي التمْر على الزبيب وما له صُمْتةٌ لعِيالِه وصِمْتَةٌ جميعاً عن اللحياني أَي ما يُطْعِمُهم فيُصْمِتُهم به والصُّمْتةُ ما يُصْمَتُ به الصبيُّ من تمر أَو شيء طريفٍ وفي الحديث في صفة التمرة صُمْتةُ الصغيرِ يريد أَنه إِذا بَكَى أُصْمِتَ وأُسْكِتََ بها وهي السُّكْتة لما يُسْكَتُ به الصبي ويقال ما ذُقْتُ صُماتاً أَي ما ذُقْتُ شيئاً ويقال لم يُصْمِتْه ذاك أَي لم يَكفِه وأَصلُه في النَّفْي وإِنما يقال ذلك فيما يُؤْكل أَو يُشْرَب ورماه بصُماتِه أَي بما صَمَتَ منه الجوهري عن أَبي زيد رَمَيْتُه بصُماتِه وسُكاتِه أَي بما صَمَتَ به وسكَتَ الكسائي والعرب تقول لا صَمْتَ يوماً إِلى الليل ولا صَمْتَ يومٌ إِلى الليل ولا صَمْتَ يومٍ إِلى الليل فمَن نصب أَراد لا نَصْمُتْ يوماً إِلى الليل ومَن رفع أَراد لا يُصْمَتُ يومٌ إِلى الليل ومَن خفض فلا سؤال فيه وفي حديث علي عليه السلام أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا رَضاع بعد فِصالٍ ولا يُتْم بعد الحُلُم ولا صَمْتَ يوماً إِلى الليل الليث الصَّمْتُ السكوتُ وقد أَخَذه الصُّماتُ ويقال للرجل إِذا اعْتَقَلَ لسانُه فلم يتكلم أَصْمَتَ فهو مُصْمِتٌ وأَنشد أَبو عمرو ما إِنْ رأَيتُ من مُعَنَّياتِ ذَواتِ آذانٍ وجُمْجُماتِ أَصْبَر منهنَّ على الصُّماتِ قال الصُّماتُ السكوتُ ورواه الأَصمعي من مُغَنِّياتِ أَراد من صَرِيفهِن قال والصُّماتُ العَطَشُ ههنا وفي حديث أُسامة بن زيد قال لما ثَقُلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هَبَطْنا وهَبَطَ الناسُ يعني إِلى المدينة فدخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ أَصْمَتَ فلا يتكلم فجعل يَرْفَع يَده إِلى السماء ثم يَصُبُّها عليَّ أَعْرِفُ أَنه يَدْعُو لي قال الأَزهري قوله يومَ أَصْمَتَ معناه ليس بيني وبينه أَحد قال أَبو منصور يحتمل أَن تكون الرواية يوم أَصْمَتَ يقال أَصْمَتَ العليلُ فهو مُصْمِتٌ إِذا اعْتَقَل لسانُه وفي الحديث أَصْمَتَتْ أُمامة بنتُ العاص أَي اعْتَقَل لسانُها قال وهذا هو الصحيح عندي لأَِن في الحديث يومَ أَصْمَتَ فلا يتكلم قال محمد بن المكرم عطا الله عنه وفي الحديث أَيضاً دليل أَظهر من هذا وهو قوله يرفع يده إِلى السماء ثم يَصُبُّها عليَّ أَعرف أَنه يدعو لي وإِنما عَرَفَ أَنه يدعو له بالإِشارة لا بالكلام والعبارة لكنه لم يصح عنه أَنه صلى الله عليه وسلم في مرضه اعْتَقَلَ يوماً فلم يتكلم والله أَعلم وفي الحديث أَنَّ امرأَة من أَحْمَسَ حَجَّتْ مُصْمِتة أَي ساكتةَ لا تتكلم ولقيته ببلدة إِصْمِتَ وهي القَفْر التي لا أَحدَ بها قال أَبو زيد وقَطَع بعضهم الأَلفَ من إِصْمِتَ ونَصَبَ التاءَ فقال بوَحْشِ الإِصْمِتَيْن له ذُنابُ وقال كراع إِنما هو ببلدة إِصْمِتَ قال ابن سيده والأَولُ هو المعروف وتَرَكْتُه بصحراءَ إِصْمِتَ أَي حيثُ لا يُدْرى أَينَ هو وتَرَكْتُه بوحش إِصْمِتَ الأَلف مقطوعة مكسورة ابن سيده تركتُه بوَحْشِ إِصْمِتَ وإِصْمِتةَ عن اللحياني ولم يفسره قال ابن سيده وعندي أَنه الفَلاةُ قال الراعي أَشْلى سَلُوقِيَّةً باتَت وباتَ لهَا بوَحْشِ إِصْمِتَ في أَصْلابها أَوَدُ ولقيته ببلدة إِصْمِتَ إِذا لقيته بمكانٍ قَفْرٍ لا أَنيسَ به وهو غيرُ مُجْرًى وما لَه صامتٌ ولا ناطقٌ الصامِتُ الذَّهب والفضة والناطقُ الحيوانُ الإِبلُ والغنم أَي ليس له شيء وفي الحديث على رقَبَتِه صامِتٌ يعني الذهب والفضة خلاف الناطق وهو الحيوان ابن الأَعرابي جاء بما صاءَ وصَمَتَ قال ما صاءَ يعني الشاءَ والإِبلَ وما صَمَتَ يعني الذهب والفضةَ والصَّمُوتُ من الدُّروع اللَّيِّنةُ المَسّ ليست بخَشِنةٍ ولا صَدِئَةٍ ولا يكون لها إِذا صُبَّتْ صَوْتٌ وقال النابغة وكلُّ صَمُوتِ نَثْلةٍ تُبَّعِيَّةٍ ونَسْجُ سُلَيْمٍ كلّ قَضَّاء ذائِلِ قال والسيفُ أَيضاً يقال له صَمُوتٌ لرُسُوبه في الضَّرِيبة وإِذا كان كذلك قَلَّ صَوتُ خُروجِ الدَّم وقال الزبير بن عبد المطلب ويَنْفِي الجاهِلَ المُخْتالَ عَنِّي رُقاقُ الحَدِّ وَقْعَتُه صَمُوتُ وضَرْبةٌ صَمُوتٌ تمرُّ في العِظام لا تَنْبُو عن عَظْمٍ فتُصَوِّتُ وأَنشد ثعلب بيتَ الزبير أَيضاً على هذه الصورة ويُذْهِبُ نَخْوةَ المُخْتالِ عَنِّي رَقيقُ الحَدِّ ضَرْبَتُه صَمُوتُ وصَمَّتَ الرجلَ شَكَا إِليه فنَزَع إِليه من شِكايتِه قال إِنكَ لا تَشْكُو إِلى مُصَمِّتِ فاصْبِرْ على الحِمْلِ الثَّقيلِ أَو مُتِ التهذيب ومن أَمثالهم إِنك لا تَشْكُو إِلى مُصَمِّتٍ أَي لا تَشْكُو إِلى من يَعْبَأُ بشَكْواكَ وجارية صَمُوتُ الخَلْخالَيْن إِذا كانت غَليظةَ الساقَين لا يُسْمَعُ لِخَلْخالِها صوتٌ لغُموضه في رجليها والحروف المُصْمَتة غيرُ حروف الذَّلاقةِ سميت بذلك لأَنه صُمِتَ عنها أَن يُبْنَى منها كلمة رباعية أَو خماسية مُعَوَّاة من حروف الذلاقة وهو بصِماتِه إِذا أَشْرَفَ على قَصْدِه ويقال باتَ فلانٌ على صِماتِ أَمْره إِذا كان مُعْتَزِماً عليه قال أَبو مالك الصِّماتُ القَصْدُ وأَنا على صِماتِ حاجتي أَي على شَرَفٍ من قضائها يقال فلان على صِماتِ الأَمْر إِذا أَشْرَف على قضائه قال وحاجةٍ بِتُّ على صِماتِها أَي على شَرَف قضائها ويروى بَتاتِها وباتَ من القوم على صِماتٍ أَي بمَرأى ومَسْمَع في القُرْبِ والمُصْمَتُ الذي لا جَوفَ له وأَصْمَتُّه أَنا وبابٌ مُصْمَتٌ وقُفْلٌ مُصْمَتٌ مُبْهَم قد أُبْهِمَ إِغْلاقُه وأَنشد ومن دونِ لَيْلى مُصْمَتاتُ المَقاصِرِ وثوب مُصْمَتٌ لونُه لونٌ واحدٌ لا يُخالطه لونٌ آخَرُ وفي حديث العباس إِنما نَهَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الثَّوبِ المُصْمَتِ من خَزٍّ هو الذي جميعه ابْرَيْسَمٌ لا يُخالطه قُطْنٌ ولا غيره ويقال للَونِ البَهيم مُصْمَتٌ وفرس مُصْمَتٌ وخيل مُصْمَتاتٌ إِذا لم يكن فيها شِيَةٌ وكانت بُهْماً وأَدْهَمُ مُصْمَتٌ لا يخالطُه لونٌ غير الدُّهْمةِ الجوهري المُصْمَتُ من الخيل البَهيمُ أَيَّ لونٍ كان لا يُخالِطُ لونَه لونٌ آخَر وحَلْيٌ مُصْمَتٌ إِذا كان لا يخالطه غيرُه قال أَحمد بن عبيد حَلْيٌ مُصْمَتٌ معناه قد نَشِبَ على لابسه فما يَتحرَّكُ ولا يَتَزَعْزَعُ مثلُ الدُّمْلُج والحَجْل وما أَشبههما ابن السكيت أَعطيتُ فلاناً أَلفاً كاملاً وأَلفاً مُصْمَتاً وأَلفاً أَقْرَعَ بمعنىً واحد وأَلفٌ مُصَمَّتٌ مُتَمَّمٌ كمُصَتَّمٍ والصُّماتُ سُرعةُ العطش في الناس والدواب والتصامتُ من اللبن الحائرُ والصَمُوت اسم فرس المُثَلَّم بن عمرو التَّنُوخيّ وفيه يقول حتى أَرى فارسَ الصَّمُوتِ على أَكْساءِ خَيْلٍ كأَنَّها الإِبِلُ معناه حتى يَهْزِمَ أَعداءَه فيَسُوقَهم من ورائهم ويَطْرُدَهم كما تُساق الإِبل

صمعت
الأَزهري الصَّمْعَتُوتُ
( * قوله « الصمعتوت » كذا بالأصل بمثناة فوقية قبل الواو والذي في القاموس والتكملة بخط الصاغاني مؤلفها الصمعيوت بمثناة تحتية قبل الواو ولولا معارضة الشارح للمجد بما في اللسان لجزمنا بما في القاموس لموافقته ما في التكملة ) الحديدُ الرأْس

صنت
الصِّنْتِيتُ الصِّنْديدُ وهو السيد الكريم الأَصمعي الصِّنْتِيتُ السيد الشريف ابن الأَعرابي الصُّنْتُوتُ الفَرْدُ الحَريدُ

صوت
الصَّوتُ الجَرْسُ معروف مذكر فأَما قول رُوَيْشِدِ بن كَثيرٍ الطائي يا أَيُّها الراكبُ المُزْجِي مَطِيَّتَه سائلْ بَني أَسَدٍ ما هذه الصَّوْتُ ؟ فإِنَّما أَنثه لأَنه أَراد به الضَّوضاءَ والجَلَبة على معنى الصَّيْحةِ أَو الاستغاثة قال ابن سيده وهذا قبيح من الضرورة أَعني تأْنيث المذكر لأَنه خروجٌ عن أَصلٍ إِلى فَرْعٍ وإِنما المُسْتَجاز من ذلك رَدُّ التأْنيث إِلى التذكير لأَن التذكير هو الأَصْلُ بدلالة أَن الشيء مذكر وهو يقع على المذكر والمؤنث فعُلم بهذا عُمومُ التذكير وأَنه هو الأَصل الذي لا يُنْكَر ونظير هذا في الشذوذ قوله وهو من أَبيات الكتاب إِذا بَعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا كفَى الأَيتامَ فَقْدُ أَبي اليَتيم قال وهذا أَسهل من تأْنيثِ الصوتِ لأَن بعضَ السنين سنة وهي مؤَنثة وهي من لفظ السنين وليس الصوتُ بعضَ الاستغاثة ولا مِن لفظها والجمعُ أَصْواتٌ وقد صاتَ يَصُوتَ ويَصاتُ صَوتاً وأَصاتَ وصَوَّتَ به كلُّه نادَى ويقال صَوَّتَ يُصَوِّتُ تصْويتاً فهو مُصَوِّتٌ وذلك إِذا صَوَّت بإِنسانٍ فدعاه ويقال صاتَ يَصُوتُ صَوتاً فهو صائت معناه صائح ابن السكين الصوتُ صوتُ الإِنسان وغيره والصائتُ الصائح ابن بُزُرْجَ أَصاتَ الرجلُ بالرجل إِذا شَهَّره بأَمر لا يَشْتَهيه وانْصاتَ الزمانُ به انْصِياتاً إِذا اشْتَهر وفي الحديث فَصْلُ ما بين الحلال والحرام الصَّوتُ والدُّفُّ يريد إِعلانَ النكاح وذَهابَ الصَّوتِ والذِّكرَ به في الناس يقال له صَوتٌ وصِيتٌ أَي ذِكْرٌ والدُّفُّ الذي يُطََّبَلُ به ويُفتح ويضم وفي الحديث أَنهم كانوا يكرهون الصَّوتَ عند القتال هو أَن يُناديَ بعضُهم بعضاً أَو يفعل أَحدُهم فِعْلاً له أَثر فيَصِيحَ ويُعَرِّفَ بنفسه على طريق الفَخْر والعُجْب وفي الحديث كان العباس رجلاً صَيِّتاً أَي شديدَ الصوت عاليه يقال هو طيِّتٌ وصائِتٌ كمَيِّتٍ ومائِتٍ وأَصله الواو وبناؤُه فَيْعِلٌ فقلب وأُدغم ورجل صَيِّتٌّ وصاتٌ وحمارٌ صاتٌ شديدُ الصَّوتِ قال ابن سيده يجوز أَن يكون صاتٌ فاعلاً ذَهَبَتْ عينه وأَن يكون فَعِلاً مكسور العين قال النَّظَّارُ الفَقْعَسِيّ كأَنَّني فوقَ أَقَبّ سَهْوَقٍ جَأْبٍ إِذا عَشَّرَ صاتِ الإِرْنانْ قال الجوهري وهذا مَثَلٌ كقولهم رجلٌ مالٌ كثيرُ المال ورجلٌ نالٌ كثير النَّوال وكبشٌ صافٌ ويوم طانٌ وبئر ماهةٌ ورجل هاعٌ لاعٌ ورجل خَافٌ قال وأَصل هذه الأَوصافِ كلِّها فَعِل بكسر العين والعرب تقول أَسمعُ صَوتاً وأَرى فَوتاً أَي أَسْمَعُ صَوتاً ولا أَرى فِعلاً ومثله إِذا كنتَ تَسمعُ بالشيء ثم لا تَرى تَحْقِيقاً يقال ذِكْرٌ ولا حِساسَ ينصب على التبرئة ومنهم من يقول لا حِساسٌ ومنهم من يقول لا حِساسٍ ومنهم من يقول ذِكْرٌ ولا حَسِيسَ فينصب بغير نون ويرفع بنون ومن أَمثالهم في هذا المعنى لا خيرَ في رَزَمَة لا دِرَّة معها أَي لا خير في قول ولا فِعْلَ معه وكلُّ ضَرْبٍ من الغِناء صوتٌ والجمع الأَصْوات وقوله عز وجل واسْتَفْزِزْ من اسْتَطَعْتَ منهم بصَوتِك قيل بأَصوات الغِناء والمَزامير وأَصاتَ القَوسَ جَعَلَها تُصَوِّتُ والصِّيتُ الذِّكْرُ يقال ذَهَب صِيتُه في الناس أَي ذِكْرُه والصِّيتُ والصَّاتُ الذِّكْرُ الحَسَنُ الجوهري الصِّيتُ الذِّكْر الجميلُ الذي يَنْتَشِرُ في الناس دون القبيح يقال ذهب صِيتُه في الناس وأَصله من الواو وإِنما انقلبت ياء لانكسار ما قبلها كما قالوا رِيحٌ من الرُّوحِ كأَنهم بَنَوه على فِعْلٍ بكسر الفاء للفرق بين الصَّوتِ المسموع وبين الذِّكْر المعلوم وربما قالوا انْتَشَرَ صَوتُه في الناس بمعنى الصِّيتِ قال ابن سيده والصَّوْتُ لغةٌ في الصِّيتِ وفي الحديث ما من عبدٍ إِلاّ له صِيتٌ في السماء أَي ذِكْرٌ وشُهْرة وعِرفان قال ويكون في الخير والشر والصِّيتَةُ بالهاء مثلُ الصِّيتِ قال لبيد وكم مُشْتَرٍ من مالهِ حُسنَ صِيتةٍ لآبائِهِ في كلِّ مَبْدًى ومَحْضَرِ وانْصاتَ للأَمْر إِذا اسْتَقَامَ وقولُهم دُعيَ فانْصاتَ أَي أَجابَ وأَقْبل وهو انْفَعلَ مِن الصَّوْت والمُنْصاتُ القَويم القامة وقد انْصاتَ الرجلُ إِذا اسْتَوَتْ قامَتُهُ بعد انْحنَاءٍ كأَنه اقْتَبَل شَبابُهُ قال سلمة بن الخُرْشُبِ الأَنْبارِيُّ ونَصْرُ بنُ دَهْمانَ الهُنَيْدةَ عاشَها وتِسْعِينَ حَوْلاً ثُمَّ قُوِّمَ فانْصاتَا وعادَ سوادُ الرأْسِ بعد ابْيضاضِه وراجَعهُ شَرْخُ الشَّبابِ الذي فاتَا وراجَعَ أَيْداً بعد ضَعفٍ وقُوَّةٍ ولكنه من بعدِ ذا كلِه ماتَا

ضغت
الضَّغْتُ اللَّوْكُ بالأَنْياب والنَّواجِذِ

ضهت
ضَهَتَهُ يَضْهَتُه ضَهْتاً وطِئه وطْئاً شديداً

ضوت
ضَوتٌ اسم موضع

طست
الطَّسْتُ من آنية الصُّفْر أُنثى وقد تُذَكَّر الجوهري الطَّسْتُ الطَّسُّ بلغة طَيِّئٍ أُبدل من إِحدى السينين تاء للاستثقال فإِذا جَمَعْتَ أَو صَغَّرْتَ رددتَ السين لأَِنك فصَلْتَ بينهما بأَلف أَو ياء فقلت طِساسٌ وطُسَيْسٌ

عبت
الصحاح في الحواشي عَبَتَ يَدَه عَبْتاً لواها فهو عابتٌ واليدُ مَعْبُوتة

عتت
العَتُّ غَطُّ الرجلِ بالكلامِ وغيره وعَتَّه يَعُتُّه عَتًّا رَدَّدَ عليه الكلامَ مرَّة بعد مرَّة وكذلك عاتَّه وفي حديث الحسن أَن رجلاً حَلَف أَيماناً فجعلوا يُعاتُّونَه فقال عليه كفَّارة أَي يُرادُّونه في القول ويُلِحُّونَ عليه فيه فيُكَرِّرُ الحَلِف وعتَّه بالمسأَلة إِذا أَلَحَّ عليه وعَتَّه بالكلام يَعُتُّه عَتًّا وَبَّخَه ووَقَمَه والمعنيان متقاربان وقد قيل بالثاء وما زِلْتُ أُعاتُّه مُعاتَّةً وعُِتاتاً وهي الخُصُومة أَبو عمرو ما زِلْتُ أُعاتُّه وأُصاتُّه عِتاتاً وصِتاتاً وهي الخُصومة وتَعَتَّتَ في كلامه تَعَتُّتاً تَردَّد فيه ولم يَسْتَمِرَّ في كلامه والعَتَتُ شبيه بغِلَظٍ في كلامٍ أَو غيره والعُتْعُتُ الطويلُ التامُّ من الرجال وقيل هو الطويل المُضْطَرِبُ أَبو عمرو يقال للشابِّ القويِّ الشديد عُتْعُتٌ وأَنشد لما رأَتْهُ مُودَناً عِظْيَرَّا قالت أُرِيدُ العُتْعُتَ الذِّفِرَّا فلا سَقاها الوابلَ الجوَرَّا إِلهُها ولا وَقاها العَرَّا والعُتْعُتُ الجَدْي وقيل العَتْعَتُ بالفتح وقال ابن الأَعرابي هو العُتْعُتُ والعُطْعُطُ والعَريضُ والإِمَّرُ والهِلَّعُ والطَّلِيُّ واليَعْرُ واليَعْمورُ والرَّعَّامُ والقَرَّامُ والرَّغَّالُ واللَّسادُ وعَتْعَتَ الراعي بالجَدْي زَجَرَه وقيل عَتْعَتَ به دعاه وقال له عَتْعَتْ وقرأَ ابن مسْعود عَتَّى حينٍ في معنى حَتَّى حين

عرت
عَرِتَ الرُّمْحُ يَعْرَتُ عَرْتاً صَلُبَ ورُمْحٌ عَرَّاتٌ وعَرَّاصُ شديد الاضطراب وقد عَرِتَ يَعْرَتُ وعَرِصَ يَعْرَصُ وعَرِتَ الرُّمْحُ إِذا اضْطَرَب وكذلك البَرْقُ إِذا لَمع واضْطَرَب ويقال بَرْقٌ عَرَّاتٌ قال الأَزهري في ترجمة عتر قد صح عَتَر وعَرَتَ ودلَّ اختلاف بنائهما على أَن كل واحدٍ منهما غيرُ الآخر ولم أَره ترجم في كتابه على عرت والعَرْتُ الدَّلْكُ وعَرَتَ أَنْفَه يَعْرُتُه ويَعْرِتُه عَرْتاً تناوَلَه بيده فَدَلَكه

عفت
العَفْتُ واللَّفْتُ اللَّيُّ الشديد عَفَتَه يَعْفِتُه عَفْتاً لواه وكل شيء ثَنَيْته فقد عَفَتَّه تَعْفِتُه عَفْتاً وإِنك لتَعْفِتُني عن حاجتي أَي تَثْنِيني عنها وعَفَتَ يَدَه يَعْفِتُها عَفْتاً لَواها ليَكْسِرها وعَفَتَه يَعْفِتُه عَفْتاً كسَرَه وقيل كسَرَه كَسْراً ليس فيه ارْفِضَاضٌ يكون في الرَّطْبِ واليابس وعَفَتَ عُنْقَه كذلك عن اللحياني وعَفَتَ كلامَه يَعْفِتُه عَفْتاً وهو أَن يَلْفِتَه ويَكْسِرَه من اللُّكْنة وهي عربية كعربية الأَعجمي ونحوه إِذا تكلَّفَ العربية والعَفْتُ اللُّكْنة ورجل عَفَّاتٌ ألْكَنُ وعَفَتَ فلانٌ عَظْمَ فلان يَعْفِتُه عَفْتاً إِذا كسَره والأَعْفَتُ في بعض اللغات الأَعْسَرُ قيل هي لغة تميم والأَلْفَتُ أَيضاً الأَعْسَرُ والأَعْفَتُ الكثير التَّكَشُّفِ إِذا جلس وفي حديث ابن الزبير أَنه كان أَعْفَتَ حكاه الهَرَوِيُّ في الغريبين وهو مرويّ بالتاء وقيل الأَعْفَتُ والعَفتُ الأَحْمَقُ والأُنثى من الأَعْفَت عَفْتاء ومن العَفِتِ عَفِتَةٌ ابن الأَعرابي امرأَة عَفْتَاءُ وعَفْكاء ولَفْتَاءُ ورجل أَعْفَتُ أَعْفَكُ أَلْفَتُ وهو الأَخْرَقُ ورجل عِفِّتَانٌ وعِفِتَّانٌ جافٍ جَلْدٌ قَوِيٌّ قال الشاعر
( * قوله « قال الشاعر » صدره كما في التكملة حتى يظل كالخفاء المنجئث والأزابي النشاط والغلث ككتف الشديد العلاج والمنجئث المصروع )
بَعْدَ أَزابِيِّ العِفِتَّانِ الغَلِثْ ويروى بعد أَزَابي العِفِّتَانيِّ قال الأَزهري ومثال عِفِّتَانٍ في كلام العرب سِلِّجَانٌ يقال أَلقاه في سِلِّجانِه أَي في حَلْقِه قال ابن سيده رجل عِفِتَّانٌ وعِفِّتَانٌ جافٍ قوِيٌّ جَلْد وجمع الأَخيرة عِفْتانٌ على حَدِّ دِلاصٍ وهِجَانٍ لا حَدِّ جُنُبٍ لأَِنهم قد قالوا عِفْتانانِ فتَفَهَّمه ويقال للعصيدة عَفِيتَةٌ ولَفِيتةٌ

علفت
في الرباعي العِلْفِتانُ الضَّخْم مِن الرجال الشديد وأَنشد يَضْحَكُ مني مَنْ يَرَى تَكَرْكُسِي مِنْ فَرَقي من عِلْفِتانٍ أَدْبَسِ أَخْبَثِ خَلْقِ اللهِ عِنْدَ المَحْمِس التَّكَرْكُسُ التَّلَوُّثُ والتَّرَدُّدُ والمَحْمِسُ موضِع القِتالِ والله أَعلم

عمت
عَمَتَ الصُّوفُ والوَبَرَ يَعْمِتُه عَمْتاً لَفَّ بعضه على بعض مستطيلاً ومستديراً حَلْقةً فغزله وقال الأَزهري كما يفعله الغَزَّالُ الذي يَغْزِلُ الصُّوفَ فيُلْقيه في يده قال والاسم العَمِيتُ وأَنشد يَظَّلُّ في الشَّاءِ يَرْعاها ويَحْلُبها ويَعْمِتُ الدَّهْرَ إِلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِدُ ويقال عَمَّتَ العَمِيتَ يُعَمِّته تَعْمِيتاً قال الشاعر فَظَّلَ يَعْمِتُ في قَوْطٍ وراجلةٍ ويَكْفِتُ الدَّهْرَ إِلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِدُ قال يَعْمِتُ يَغْزِلُ من العَميتَة وهي القِطْعة من الصُّوف ويَكْفِتُ يَجْمَع ويَحْرِصُ إِلا ساعةَ يَقْعُد يَطْبُخُ الهَبِيدَ والراجلة كَبْشُ الراعي يَحْمِلُ عليه مَتاعَه وقال أَبو الهيثم عَمَتَ فلانٌ الصوفَ يَعْمِتُه عَمْتاً إِذا جَمَعه بعدما يَطْرُقُه ويَنْفِشُه ثم يَعْمِتُه ليَلْوِيَه على يده ويَغْزِلَه بالمَدَرة قال وهي العَمِيتة والعَمائتُ جماعةٌ والعَمْتُ والعَمِيتةُ ما غُزِلَ فجعل بعضه على بعض والجمع أَعْمِتَةٌ وعُمُتٌ هذه حكاية أَهل اللغة قال ابن سيده والذي عندي أَن أَعْمِتَةً جمعُ عَميتٍ الذي هو جمعُ عَمِيتةٍ لأَن فَعِيلةً لا تُكَسَّرُ على أَفْعِلةٍ والعَمِيتةُ من الوبر كالقَليلة من الشعر ويقال عَمِيتةٌ من وَبَر أَو صُوفٍ كما يقال سَبِيخَةٌ من قُطْنٍ وسَليلةٌ من شَعَر وعَمَتَ الرجلُ حَبْلَ القَتِّ فهو مَعْموتٌ وعَمِيتٌ قَتَلَه ولَوَاه وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وقِطَعاً من وَبَرٍ عَمِيتا يجوز أَن يكون عَمِيتاً حالاً مِن وَبَر وأَن يكون جمع عَمِيتةٍ فيكون نعتاً لقِطَع ورجلٌ عَمِيتٌ ظَريفٌ جَريء وقال الأَزهري العَمِيتُ الحافظ العالم الفَطِنُ قال ولا تَبَغَّ الدَّهْرَ ما كُفِيتا ولا تُمارِ الفَطِنَ العَمِيتا قال والعِمِّيتُ بالتشديد الرَّقيبُ الظريفُ ويقال الجاهل الضعيف قال الشاعر كالخُرْسِ العَمامِيت والعِمِّيتُ أَيضاً الذي لا يَهْتَدي لجهةٍ وفلانٌ يَعْمِتُ أَقرانه إِذا كان يَقْهَرْهم ويَلُفُّهم يقال ذلك في الحَرْب وجَودة الرأي والعلم بأَمر العَدُوِّ وإِثْخَانِه ومن ذلك يقال للفَائف الصُّوف عُمُتٌ لأَِنها تُعْمَتُ أَي تُلَفُّ

عنت
العَنَتُ دُخُولُ المَشَقَّةِ على الإِنسان ولقاءُ الشدَّةِ يقال أَعْنَتَ فلانٌ فلاناً إِعناتاً إِذا أَدْخَل عليه عَنَتاً أَي مَشَقَّةً وفي الحديث الباغُونَ البُرَآءَ العَنَتَ قال ابن الأَثير العَنَتُ المَشَقَّةُ والفساد والهلاكُ والإِثم والغَلَطُ والخَطَأُ والزنا كلُّ ذلك قد جاء وأُطْلِقَ العَنَتُ عليه والحديثُ يَحْتَمِلُ كلَّها والبُرَآء جمع بَريءٍ وهو والعَنَتُ منصوبان مفعولان للباغين يقال بَغَيْتُ فلاناً خيراً وبَغَيْتُك الشيءَ طلبتُه لك وبَغَيتُ الشيءَ طَلَبْتُه ومنه الحديث فيُعنِتُوا عليكم دينَكم أَي يُدْخِلوا عليكم الضَّرَر في دينكم والحديث الآخر حتى تُعْنِتَه أَي تشُقَّ عليه وفي الحديث أَيُّما طَبيب تَطَبَّبَ ولم يَعْرفْ بالطِّبِّ فأَعْنَتَ فهو ضامِنٌ أَي أَضَرَّ المريضَ وأَفسده وأَعْنَتَه وتَعَنَّته تَعَنُّتاً سأَله عن شيء أَراد به اللَّبْسَ عليه والمَشَقَّةَ وفي حديث عمر أَرَدْتَ أَن تُعْنِتَني أَي تَطْلُبَ عَنَتِي وتُسْقِطَني والعَنَتُ الهَلاكُ وأَعْنَتَه أَوْقَعَه في الهَلَكة وقوله عز وجل واعْلَمُوا أَن فيكم رسولَ الله لو يُطِيعُكم في كثير من الأَمرِ لَعَنِتُّم أَي لو أَطاعَ مثلَ المُخْبِرِ الذي أَخْبَره بما لا أَصلَ له وقد كانَ سَعَى بقوم من العرب إِلى النبي صلى الله عليه وسلم أَمنهم ارْتَدُّوا لوقَعْتُم في عَنَتٍ أَي في فَساد وهلاك وهو قول الله عز وجل يا أَيها الذين آمنوا إِنْ جاءكم فاسقٌ بنَبإٍ فَتَبَيَنُوا أَن تُصِيبُوا قوماً بجهالة فتُصْبِحوا على ما فَعَلْتُم نادمين واعْلَمُوا أَن فيكم رسولَ الله لو يُطيعُكم في كثير من الأَمر لَعَنِتُّم وفي التنزيل ولو شاء اللهُ لأَعْنَتَكم معناه لو شاء لَشَدَّد عليكم وتَعَبَّدكم بما يَصْعُبُ عليكم أَداؤُه كما فَعَل بمن كان قَبْلَكُمْ وقد يُوضَع العَنَتُ موضعَ الهَلاكِ فيجوز أَن يكون معناه لو شاء اللهُ لأَعْنَتَكُم أَي لأَهْلَككم بحُكْمٍ يكون فيه غيرَ ظَالم قال ابن الأَنباري أَصلُ التَّعَنُّتِ التشديد فإِذا قالت العربُ فلان يتعَنَّتُ فلاناً ويُعْنِتُه فمرادهم يُشَدِّدُ عليه ويُلزِمُه بما يَصعُب عليه أَداؤُه قال ثم نُقِلَتْ إِلى معنى الهلاك والأَصل ما وَصَفْنا قال ابن الأَعرابي الإِعْناتُ تَكْلِيفُ غيرِ الطاقةِ والعَنَت الزنا وفي التنزيل ذلك لمن خَشِيَ العَنَتَ منكم يعني الفُجُورَ والزنا وقال الأَزهري نزلت هذه الآية فيمن لم يَسْتَطِع طَوْلاً أَي فَضْلَ مالٍ يَنْكِحُ به حُرَّةً فله أَن يَنْكِحَ أَمَةً ثم قال ذلك لمن خَشِي العَنَتَ منكم وهذا يُوجِبُ أَن من لم يَخْشَ العَنَتَ ولم يجد طَوْلاً لحُرَّة أَنه لا يحل له أَن ينكح أَمة قال واخْتَلَفَ الناسُ في تفسير هذه الآية فقال بعضهم معناه ذلك لمن خاف أَن يَحْمِلَه شدّةُ الشَّبَق والغُلْمةِ على الزنا فيَلْقى العذابَ العظيم في الآخرة والحَدَّ في الدنيا وقال بعضهم معناه أَن يَعْشِقَ أَمَةً وليس في الآية ذِكْرُ عِشْقٍ ولكنّ ذا العِشْقِ يَلْقَى عَنَتاً وقال أَبو العباس محمد بن يزيد الثُّمَاليّ العَنَتُ ههنا الهلاك وقيل الهلاك في الزنا وأَنشد أُحاولُ إِعْنَاتي بما قالَ أَو رَجا أَراد أُحاولُ إِهلاكي وروى المُنْذِرِيُّ عن أَبي الهَيْثَم أَنه قال العَنَتُ في كلام العرب الجَوْرُ والإِثم والأَذى قال فقلت له التَّعَنُّتُ من هذا ؟ قال نعم يقال تَعَنَّتَ فلانٌ فلاناً إِذا أَدخَلَ عليه الأَذى وقال أَبو إِسحق الزجاج العَنَتُ في اللغة المَشَقَّة الشديدة والعَنَتُ الوُقوع في أَمرٍ شاقٍّ وقد عَنِتَ وأَعْنَتَه غيرهُ قال الأَزهري هذا الذي قاله أَبو إِسحق صحيح فإِذا شَقَّ على الرجل العُزْبة وغَلَبَتْه الغُلْمَة ولم يجد ما يتزوّج به حُرَّة فله أَن ينكح أَمة لأَِنَّ غَلَبَة الشهْوَة واجتماعَ الماء في الصُّلْب ربما أَدَّى إِلى العلَّة الصَّعبة والله أَعلم قال الجوهري العَنَتُ الإِثم وقد عَنِتَ الرجلُ قال تعالى عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم قال الأَزهري معناه عزيز عليه عَنَتُكم وهو لقاءُ الشِّدَّة والمَشَقَّة وقال بعضهم معناه عزيز أَي شديدٌ ما أَعْنَتَكم أَي أَوْرَدَكم العَنَتَ والمَشَقَّة ويقال أَكَمةٌ عَنُوتٌ طويلةٌ شاقَّةُ المَصْعَد وهي العُنْتُوتُ أَيضاً قال الأَزهري والعَنَتُ الكسرُ وقد عَنِتَتْ يَدُه أَو رجْلُه أَي انْكَسرتْ وكذلك كلُّ عَظْم قال الشاعر فَداوِ بها أَضْلاعَ جَنْبَيْكَ بَعْدما عَنِتنَ وأَعْيَتْكَ الجَبائرُ مِنْ عَلُ ويقال عَنِتَ العظمُ عَنَتاً فهو عَنِتٌ وَهَى وانكسر قال رؤْبة فأَرْغَمَ اللهُ الأُنُوفَ الرُّغَّما مَجْدُوعَها والعَنِتَ المُخَشَّما وقال الليث الوَثْءُ ليس بعَنَتٍ لا يكون العَنَتُ إِلاَّ الكَسْرَ والوَثْءُ الضَّرْبُ حتى يَرْهَصَ الجِلدَ واللحمَ ويَصِلَ الضربُ إِلى العظم من غير أَن ينكسر ويقال أَعْنَتَ الجابرُ الكَسِيرَ إِذا لم يَرْفُقْ به فزاد الكَسْرَ فَساداً وكذلك راكبُ الدابة إِذا حَمَلَه على ما لا يَحْتَمِلُه من العُنْفِ حتى يَظْلَع فقد أَعْنَته وقد عَنِتَت الدابةُ وجملةُ العَنَت الضَّرَرُ الشاقُّ المُؤْذي وفي حديث الزهريّ في رجل أَنْعَلَ دابَّةً فَعَنِتَتْ هكذا جاء في رواية أَي عَرِجَتْ وسماه عَنَتاً لأَنه ضَرَرٌ وفَساد والرواية فَعَتِبَتْ بتاء فوقها نقطتان ثم باء تحتها نقطة قال القتيبي والأَوَّلُ أَحَبُّ الوجهين إِليَّ ويقال للعظم المجبور إِذا أَصابه شيء فَهاضَه قد أَعْنَتَه فهو عَنِتٌ ومُعْنِتٌ قال الأَزهري معناه أَنه يَهِيضُه وهو كَسْرٌ بعدَ انْجِبارٍ وذلك أَشَدُّ من الكَسر الأَوّلِ وعَنِتَ عَنَتاً اكتسب مَأْثَماً وجاءَني فلانٌ مُتَعَنِّتاً إِذا جاءَ يَطْلُب زَلَّتَكَ والعُنْتُوتُ جُبَيْلٌ مُسْتَدِقٌّ في السماء وقيل دُوَيْنَ الحَرَّة قال أَدْرَكْتُها تَأْفِرُ دونَ العُنْتُوتْ تِلْكَ الهَلُوكُ والخَريعُ السُّلْحُوتْ الأَفْرُ سَيْرٌ سريع والعُنْتُوتُ الحَزّ في القَوْس قال الأَزهري عُنْتُوتُ القَوْس هو الحزُّ الذي تُدْخَلُ فيه الغانةُ والغانةُ حَلْقةُ رأْس الوتر

عهت
روى أَبو الوازع عن بعض الأَعراب فلان مُتَعَهِّتٌ ذو نِيقَةٍ وتَخَيُّرٍ كأَنه مقلوب عن المُتَعَتِّهِ

غتت
غَتَّ الضَّحِكَ يَغُتُّه غَتًّا وَضَع يدَه أَو ثوبه على فيه ليُخْفِيَهُ وغَتَّ في الماء يَغُتُّ غَتّاً وهو ما بين النَّفَسين من الشُّرْب والإِناءُ على فيه أَبو زيد غَتَّ الشاربُ يَغُتُّ غَتّاً وهو أَن يَتَنَفَّسَ من الشَّراب والإِناءُ على فيه وأَنشد بيت الهذلي شَدَّ الضُّحَى فغَتَتْنَ غَيْرَ بَواضِعٍ غَتَّ الغَطَاطِ مَعاً على إِعْجالِ أَي شَرِبْنَ أَنْفاساً غير بَواضِعٍ أَي غَيْرَ رِواءٍ وفي حديث المَبْعَثِ فأَخَذَني جبريلُ فغَتَّني الغَتُّ والغَطُّ سواء كأَنه أَراد عَصَرني عَصْراً شديداً حتى وَجَدْتُ منه المَشَقَّةَ كما يَجِدُ من يُغْمَسُ في الماء قَهْراً وغَتَّهُ خَنِقاً يَغُتُّه غَتّاً عَصَر حَلْقَه نفَساً أَو نَفَسين أَو أَكثر من ذلك وغَتَّه في الماءِ يَغُتُّه غَتّاً غَطَّه وكذلك إِذا أَكرهه على الشيء حتى يَكْرُبَه ويقال غَتَّه الكلامَ غَتّاً إِذا بَكَّتَه تَبْكيتاً وفي حديث الدُّعاء يا مَنْ لا يَغُتُّه دعاءُ الداعِينَ أَي يَغْلِبُه ويَقْهَرُه وفي حديث ثَوْبانَ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنا عِنْدَ عُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ الناس عنه لأَهل اليَمن أَي لأَذُودَهم بعَصايَ حتى يَرْفَضُّوا عنه وإِنه ليَغُتُّ فيه ميزابانِ من الجنة أَحدُهما من وَرِقٍ والآخرُ من ذهبٍ طولُه ما بين مُقامِي إِلى عُمانَ قال الليث الغَتُّ كالغَطِّ وروي في حديث ثوبان أَيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحَوْض يَغُتُّ فيه ميزابانِ مِدادُهما من الجنة قال الأَزهري هكذا سمعته من محمد بن إِسحق يَغُتُّ بضم الغين قال ومعنى يَغُتُّ يَجْري جَرْياً له صَوْتٌ وخَريرٌ وقيل يَغُطُّ قال ولا أَدري ممن حَفِظَ هذا التفسير قال الأَزهري ولو كان كما قال لقيل يَغُتُّ ويَغِطُّ بكسر الغين ومعنى يَغُتُّ يُتابعُ الدَّفْقَ في الحوض لا يَنْقَطِعُ مأْخوذ من غَتَّ الشاربُ الماءَ جَرْعاً بعد جَرْع ونَفَساً بعد نَفَس من غير إِبانةِ الإِناء عن فيه قال فقوله يَغُتُّ فيه مِيزابانِ أَي يَدْفُقانِ فيه الماءَ دَفْقاً مُتتابعاً دائماً مِن غير أَن يَنْقَطِعَ كما يَغُتُّ الشاربُ الماءَ ويَغُتُّ مُتَعَدٍّ ههنا لأَن المُضاعف إِذا جاء على فَعَلَ يَفْعُل فهو متعدّ وإِذا جاء على فَعَلَ يَفْعِلُ فهو لازم إِلا ما شَذَّ عنه قال ذلك الفراء وغيره وقال شمر غُتَّ فهو مَغْتُوتٌ وغُمَّ فهو مَغْمومٌ قال رؤْبة يذكر يونس والحُوتَ وجَوْشَنُ الحُوتِ له مَبيتُ يُدْفَع عنه جوفُه المَسْحُوتُ كِلاهُما مُغْتَمِسٌ مَغْتُوتُ والليلُ فَوْقَ الماء مُسْتَمِيتُ
( * قوله « المسحوت » أَي الذي لا يشبع وقوله مستميت أَي خاشع خاضع )
قال والمَغْتُوت المَغْموم وغَتَّ الدابةَ طَلَقاً أَو طَلَقَيْن يَغُتُّها رَكَضَها وجَهَدَها وأَتْعَبها وغَتَّهم اللهُ بالعذاب غَتّاً كذلك وغَتَّ القَوْلَ بالقَوْل والشُّربَ بالشُّرْب يَغُّتُّه غَتّاً أَتْبَعَ بَعْضَه بعضاً وغَتَّه بالأَمْر كَدَّه وفي الحديث يَغُتُّهم اللهُ في العذاب أَي يَغْمِسُهم فيه غَمْساً مُتَتابعاً قال والغَتُّ أَن تُتْبِعَ القولَ القَوْلَ أَو الشُّرْبَ الشُّرْبَ وأَنشد فغَتَتْنَ غير بَواضِعٍ أَنفاسَها غَتَّ الغَطاطِ مَعاً على إِعْجالِ وفي حديث أُم زَرْعٍ في بعض الروايات ولا تُغَتِّتْ طَعامَنا تَغْتيتاً قال أَبو بكر أَي لا تُفْسده يقال غَتَّ الطعامُ يَغُّتُّ وأَغْتَتُّه أَنا وغَتَّ الكلامُ فَسَدَ قال قَبْسُ بن الخَطيم ولا يَغُتُّ الحديثُ إِذْ نَطَقَتْ وهو بفِيها ذو لَذَّةٍ طَرَبُ

غلت
الغَلَتُ والغَلَطُ سواء وقد غَلِتَ ورجل غَلُوتٌ في الحساب كثيرُ الغَلَط قال رؤْبة إِذا اسْتَدار البَرِمُ الغَلُوتُ وقال بعضهم الغَلَتُ في الحساب والغَلَطُ في سوى ذلك وقيل الغَلَطُ في القول وهو أَن يريد أَن يتكلم بكلمة فيَغْلَطَ فيتكلم بغيرها وفي حديث ابن مسعود لا غَلَتَ في الإِسلام قال الليث غَلِتَ في الحساب غَلَتاً ويقال غَلِتَ في معنى غَلِطَ وقال أَبو عمرو الغَلَط في المَنْطِق والغَلَتُ في الحساب وقيل هما لغتان وجعل الزمخشري الحديث عن ابن عباس وقال رؤْبة إِذا اسْتَدَرَّ البَرِمُ الغَلُوتُ والغَلوت الكثير الغَلَط قال واسْتِدْراره كثرةُ كلامه وفي حديث شُرَيْح كان لا يجيز الغَلَتَ قال هو أَن يقول الرجل اشتريت هذا الثوب بمائة ثم تجده اشتراه بأَقل فيَرجِعُ إِلى الحق ويَتْرُكُ الغَلَتَ وفي حديث النَخَعِيّ لا يجوز التَغَلُّتُ هو تَفَعُّلٌ من الغَلَتِ تقول تَغَلَّتُّه أَي طَلَبْتُ غَلَته وتَغَلَّتني فلانٌ واغتَلَتني إِذا أَخذه على غِرَّةٍ والغَلْتُ الإِقالة في الشراء والبيع وغَلْتَةُ الليلِ أَوّله قال وجِئْ غَلْتةً في ظُلْمةِ الليلِ وارْتَحِلْ بيومِ مُحَاقِ الشَّهْرِ والدَّبَرانِ واغْلَنْتَى القومُ على فلانٍ اغْلِنْتاءً عَلَوْه بالشَّتْم والضَّرْب والقَهْر مثل الاغْرِنْداء

غمت
الغَمَتُ والفَقَمُ التُّخَمة غَمَته الطعامُ يَغْمِتُه غَمْتاً أَكله دَسِماً فغَلَبَ على قلبه وثَقُلَ واتَّخَم وقال الأَزهري هو أَن يَسْتَكْثِرَ منه حتى يَتَّخِم وقال شمر غَمَتَه الوَدَكُ يَغْمِتُه إِذا صَيَّره كالسَّكْرانِ وغَمَتَه إِذا غَطَّاه وغَمَتَه في الماس يَغْمِته غَمْتاً غَطَّه فيه

فأت
افْتَأَتَ عليَّ ما لم أَقُلْ اخْتَلَقه أَبو زيد افْتَأَتَ الرجلُ عَليَّ افتِئاتاً وهو رجل مُفْتَئِتٌ وذلك إِذا قال عليك الباطلَ وقال ابن شميل في كتاب المَنْطِق افْتَأَتَ فلانٌ علينا يَفْتَئِتُ إِذا اسْتَبَدَّ علينا برأْيه جاء به في باب الهمز وقال ابن السكيت افْتَأَتَ بأَمره ورأْيه إِذا اسْتَبَدَّ به وانفرد قال الأَزهري قد صح الهمز عن ابن شميل وابن السكيت في هذا الحرف قال وما علمت الهمز فيه أَصليّاً وقال الجوهري هذا الحرف سمع مهموزاً ذكره أَبو عمرو وأَبو زيد وابن السكيت وغيرهم فلا يخلو إِما أَن يكونوا قد همزوا ما ليس بمهموز كما قالوا حَلأْتُ السَّويقَ ولَبَّأْتُ بالحج ورَثَأْتُ الميتَ أَو يكون أَصل هذه الكلمة من غير الفَوْت

فتت
فَتَّ الشيءَ يَفُتُّه فَتّاً وفَتَّتَه دَقَّه وقيل فَتَّه كَسَره وقيل كسره بأَصابعه قال الليث الفَتُّ أَن تأْخذ الشيء بإِصبعك فَتُصَيِّرَه فُتاتاً أَي دُقاقاً فهو مَفْتُوتٌ وفَتِيتٌ وفي المثل كَفّاً مُطْلَقةً تَفُتُّ اليَرْمَعَ اليَرْمَع حجارة بيض تُفَتُّ باليد وقد انْفَتَّ وتَفَتَّتَ والفُتاتُ ما تَفَتَّت وفُتاتُ الشيء ما تكسر منه قال زهير كأَنَّ فُتاتَ العِهْنِ في كُلِّ مَنْزِلٍ نَزَلْنَ به حَبُّ الفَنَا لم يُحَطَّمِ قال أَبو منصور وفُتاتُ العِهْنِ والصوف ما تساقط منه والفَتُّ والتَّتُّ الشَّقُّ في الصَّخْرة وهي الفُتُوتُ والثُّتُوتُ والتَفَتُّتُ التَّكَسُّر والانْفِتاتُ الانكسار والفَتِيتُ والفَتُوتُ الشيءُ المَفْتُوتُ وقد غَلَبَ على ما فُتَّ من الخُبْز وفي التهذيب إِلا أَنهم خَصُّوا الخُبْز المَفْتُوتَ بالفَتِيتِ والفَتِيتُ الشيءُ يَسْقُطُ فيَتَقَطَّعُ ويَتَفَتَّتُ وكلَّمه بشيءٍ ففَتَّ في ساعده أَي أَضْعَفَه وأَوْهَنَه ويقال فَتَّ فلانٌ في عَضُدِي وهَدَّ رُكْني وفَتَّ فلانٌ في عَضُدِ فلانٍ وعَضُدُه أَهلُ بيتِه إِذا رام إِضْرارَه بتَخَوُّنِه إِياهم والفُتَّة الكُتْلةُ من التمر الفراء أُولئك أَهلُ بيتٍ فَتٍّ وفُتٍّ وفِتٍّ إِذا كانوا مُنْتَشرين غير مجتمعين ابن الأَعرابي فَتْفَتَ الراعي إِبلَه إِذا رَدَّها عن الماء ولم يَقْصَعْ صَوَّارها والفُتَّة بَعْرة أَو رَوْثة مَفْتوتة تُوضَع تحتَ الزَّنْدِ عند القَدْح الجوهري الفُتَّةُ ما يُفَتُّ ويوضَع تحت الزَّنْدِ

فخت
الفاخِتةُ واحدة الفَواخِتِ وهي ضَرْبٌ من الحَمام المُطَوَّق قال ابن بري ذكر ابن الجَوالِيقيِّ أَن الفاختة مشتقة من الفَخْتِ الذي هو ظِلُّ القَمَر وفَخَّتَتِ الفاختةُ صَوَّتَتْ وتَفَخَّتَت المرأَةُ مَشَتْ مِشْية الفاختة الليث إِذا مشَت المرأَة مُجْنِحةً قيل تَفَخَّتَتْ تَفَخُّتاً قال أَظنُّ ذلك مُشْتَقّاً من مَشْي الفاختة وجمع الفاخِتةِ فَواخِتُ قوله مُجْنِحةً إِذا تَوَسَّعَتْ في مَشْيِها وفرَّجَتْ يَدَيْها من إِبْطَيْها والفَخْتُ ضَوْءُ القمر أَوَّلَ ما يَبْدُو وعَمَّ به بعضُهم يقال جَلَسْنا في الفَخْت وقال شمر لم أَسمع الفَخْتَ إِلاّ ههنا قال أَبو إِسحق قال بعض أَهل اللغة الفَخْتُ لا أَدْرِي اسْمُ ضَوْئه أَم اسمُ ظُلْمته واسمُ ظُلْمة ظِلِّه على الحقيقة السَّمَر ولهذا قيل للمتحدّثين ليلاً سُمَّار قال أَبو العباس الصواب فيه ظِلُّ القمر قال بعضهم الصواب ما قاله لأَن الفاخِتَةَ بلَوْنِ الظِّلِّ أَشْبَهُ منها بلَوْنِ الضَّوْء وفَخَتَ رأْسَه بالسيف فَخْتاً قَطَعَه وفَخَتَ الإِناءَ فَخْتاً كَشَفَه والفَخْتُ نَشْلُ الطَّبَّاخ الفِدْرة من القِدْر ويقال هو يَتَفَخَّتُ أَي يَتَعَجَّبُ فيقول ما أَحْسَنَه

فرت
الفُراتُ أَشَدُّ الماء عُذوبةً وفي التنزيل العزيز هذا عَذْبٌ فُراتٌ وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وقد فَرُتَ الماءُ يَفْرُتُ فُروتةً إِذا عَذُبَ فهو فُراتٌ وقال ابن الأَعرابي فَرِتَ الرجلُ بكسر الراء إِذا ضَعُفَ عقلُه بعد مُسْكَةٍ والفُراتانِ الفُراتُ ودُجَيْلٌ وقول أَبي ذؤَيب فَجاءَ بها ما شِئْتَ من لَطَمِيَّةٍ يَدُومُ الفُراتُ فَوْقَها ويَمُوجُ ليس هنالك فُراتٌ لأَن الدُّرَّ لا يكون في الماء العذب وإِنما يكون في البحر وقوله ما شئت في موضع الحال أَي جاء بها كاملة الحُسْن أَو بالغةَ الحُسْن وقد تكون في موضع جَرّ على البدل من الهاء أَي فجاء بما شِئْتَ من لَطَمِيَّة ومياهٌ فِرْتانٌ وفُراتٌ كالواحدِ والاسم الفُروتَةُ والفُراتُ اسم نهر الكوفة معروف وفَرْتَنى المرأَةُ الفاجرةُ ذهب ابن جني فيه إِلى أَن نونه زائدة وحكى فَرَتَ الرجلُ يَفْرُتُ فَرْتاً فَجر وأَما سيبويه فجعله رباعياً والفِرْتُ لغةٌ في الفِتْر عن ابن جني كأَنه مقلوب عنه

فلت
أَفْلَتَني الشيءُ وتَفَلَّت مني وانْفَلَت وأَفْلَتَ فلانٌ فلاناً خَلَّصه وأَفْلَتَ الشيءُ وتَفَلَّتَ وانْفَلَتَ بمعنى وأَفْلَتَه غيرُه وفي الحديث تَدارَسُوا القرآنَ فَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتاً مِن الإِبل من عُقُلِها التَّفَلُّتُ والإِفْلاتُ والانْفِلاتُ التَّخَلُّص من الشيء فَجْأَةً من غير تَمَكُّثٍ ومنه الحديث أَن عِفْريتاً من الجن تَفَلَّتَ عليّ البارحةَ أَي تَعَرَّضَ لي في صَلاتي فَجْأَة وفي الحديث أَن رجلاً شرب خمراً فسَكِرَ فانْطُلِقَ به إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما حاذى دار العباس انْفَلَتَ فدخل عليه فذَكَر ذلك له فضحِكَ وقال أَفَعَلَها ؟ ولم يأْمر فيه بشيء ومنه الحديث فأَنا آخُذُ بحُجَزكم وأَنتم تَفَلَّتُونَ من يدي أَي تَتَفَلَّتُونَ فحذف إِحدى التاءَين تخفيفاً ويقال أَفْلَتَ فلانٌ بِجُرَيْعة الذَّقَن يُضْرَبُ مثلاً للرجل يُشْرِفُ على هَلَكة ثم يُفْلِتُ كأَنه جَرَع الموتَ جَرْعاً ثم أَفْلَتَ منه والإِفْلاتُ يكون بمعنى الانْفِلاتِ لازماً وقد يكون واقعاً يقال أَفْلَتُّه من الهَلَكة أَي خَلَّصْتُه وأَنشد ابن السكيت وأَفْلَتَني منها حِماري وجُبَّتي جَزى اللهُ خيراً جُبَّتي وحِماريا أَبو زيد من أَمثالهم في إِفْلاتِ الجَبانِ أَفْلَتَني جُرَيْعةَ الذَّقَنِ إِذا كان قريباً كقُرْبِ الجُرْعةِ من الذَّقَن ثم أَفْلَتَه قال أَبو منصور معنى أَفْلَتَني أَي انْفَلَت مني ابن شميل يقال ليس لك من هذا الأَمر فَلْتٌ أَي لا تَنْفَلِتُ منه وقد أَفْلَتَ فلانٌ من فلان وانْفَلَتَ ومرَّ بنا بعيرٌ مُنْفَلِتٌ ولا يقال مُفْلِتٌ وفي الحديث عن أَبي موسى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إِن الله يُمْلي للظالم حتى إِذا أَخَذَه لم يُفْلِتْه ثم قرأَ وكذلك أَخْذُ رَبّك إِذا أَخَذَ القُرى وهي ظالمة قوله لم يُفْلِتْه أَي لم يَنْفَلتْ منه ويكون معنى لم يُفْلِتْه لم يُفْلتْه أَحدٌ أَي لم يُخَلِّصْه شيءٌ وتَفَلَّتَ إِلى الشيءِ وأَفْلَتَ نازع والفَلَتانُ المُتَفَلِّتُ إِلى الشرِّ وقيل الكثير اللحم والفَلَتانُ السريعُ والجمع فِلْتانٌ عن كراع وفرس فَلَتانٌ أَي نَشيطٌ حديد الفؤَاد مثلُ الصَّلَتانِ التهذيب الفَلَتانُ والصَّلَتان من التَّفَلُّتِ والانْفِلاتِ يقال ذلك للرجل الشديد الصُّلْبِ ورجل فَلَتانٌ نَشِيطٌ حديد الفؤَاد ورجل فَلَتانٌ أَي جريءٌ وامرأَة فَلَتانَةٌ وافْتَلَتَ الشيءَ أَخَذَه في سُرْعة قال قيس ابن ذُرَيْح إِذا افْتَلَتَتْ منك النَّوى ذا مَوَدَّةٍ حَبيباً بتَصْداعٍ من البَيْنِ ذي شَعْبِ أَذاقَتْكَ مُرَّ العَيْشِ أَو مُتَّ حَسْرَةً كما ماتَ مَسْقِيُّ الضَّياحِ على الأَلْب وكان ذلك فَلْتةً أَي فَجْأَة يقال كان ذلك الأَمرُ فَلْتةً أَي فَجأَة إِذا لم يكن عن تَدَبُّر ولا تَرَدُّدٍ والفَلْتة الأَمر يقع من غير إِحكام وفي حديث عمر أَنَّ بيعة أَبي بكر كانت فَلْتةً وَقى اللهُ شَرَّها قال ابن سيده قال أَبو عبيد أَراد فجأَة وكانت كذلك لأَنها لم يُنْتَظَرْ بها العوامُّ إِنما ابْتَدَرَها أَكابرُ أَصحاب سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين وعامّة الأَنصار إِلا تلك الطِّيرةَ التي كانت من بعضهم ثم أَصْفَقَ الكلُّ له بمعرفتهم أَن ليس لأَبي بكر رضي الله عنه مُنازع ولا شريك في الفضل ولم يكن يحتاج في أَمره إِلى نظر ولا مُشاورة وقال الأَزهري إِنما معنى فَلْتةً البَغْتَة قال وإِنما عُوجل بها مُبادَرةً لانْتشارِ الأَمر حتى لا يَطْمَعَ فيها من ليس لها بموضع وقال حُصَيبٌ الهُذَليُّ كانوا خَبيئةَ نَفْسي فافْتُلِتُّهمُ وكلُّ زادٍ خَبيءٍ قَصْرُه النَّفَدُ قال افْتُلِتُّهم أُخِذوا مني فَلْتة زادٌ خبيءٌ يُضَنُّ به وقال ابن الأَثير في تفسير حديث عمر رضي الله عنه قال أَراد بالفَلْتةِ الفَجْأَة ومثلُ هذه البَيْعةِ جَديرةٌ بأَن تكونَ مُهَيِّجةً للشرِّ والفِتنة فعَصَم اللهُ تعالى من ذلك ووَقى قال والفَلْتةُ كل شيءٍ فُعِلَ من غير رَوِيَّةٍ وإِنما بوُدِرَ بها خَوْفَ انتشار الأَمر وقيل أَراد بالفَلْتة الخَلْسةَ أَي أَن الإِمامة يوم السَّقيفةِ مالَت الأَنْفُسُ إِلى تَوَلِّيها ولذلك كَثُرَ فيها التشاجُر فما قُلِّدَها أَبو بكر إِلا انْتِزاعاً من الأَيْدي واختِلاساً وقيل الفَلْتَةُ هنا مشتقة من الفَلْتة آخر ليلةٍ من الأَشْهُر الحُرُم فيَخْتَلِفون فيها أَمِنَ الحِلِّ هي أَم من الحَرَم ؟ فيُسارِعُ المَوْتُور إِلى دَرْكِ الثأْر فيكثر الفساد وتُسْفَكُ الدماءُ فشبَّه أَيام النبي صلى الله عليه وسلم بالأَشهر الحرم ويوم موته بالفَلْتة في وُقوع الشَّرّ من ارتداد العرب وتوقف الأَنصار عن الطاعة ومَنْع من منع الزكاة والجَرْي على عادة العرب في أَن لا يَسُودَ القبيلةَ إِلا رجلٌ منها والفَلْتة آخرُ ليلةٍ من الشهر وفي الصحاح آخر ليلة من كل شهر وقيل الفَلْتة آخر يوم من الشهر الذي بعده الشهرُ الحرام كآخر يوم من جُمادى الآخرة وذلك أَن يَرى فيه الرجل ثأْرَه فربما تَوانَى فيه فإِذا كان الغَدُ دَخَلَ الشهرُ الحرامُ ففاتَه قال أَبو الهيثم كان للعرب في الجاهلية ساعة يقال لها الفَلْتة يُغِيرون فيها وهي آخر ساعة من آخر يوم من أَيام جُمادى الآخرة يُغيرون تلك الساعة وإِن كان هلالُ رَجَب قد طَلَع تلك الساعةَ لأَن تلك الساعة من آخر جُمادى الآخرة ما لم تَغِبِ الشَّمسُ وأَنشد والخيلُ ساهِمةُ الوُجُوهِ كأَنما يَقْمُصْنَ مِلْحا صادَفْنَ مُنْصُلَ أَلَّةٍ في فَلْتَةٍ فَحَوَيْنَ سَرْحا وقيل ليلةٌ فَلْتة هي التي يَنْقُصُ بها الشهرُ ويَتم فرما رأَى قومٌ الهلالَ ولم يُبْصِرْه آخرون فيُغِير هؤُلاءِ على أُولئك وهم غارُّونَ وذلك في الشهر وسميت فَلْتةً لأَنها كالشيءِ المُنْفَلِتِ بعد وَثاق أَنشد ابن الأَعرابي وغارة بينَ اليَوْم والليلِ فَلْتَة تَدارَكْتُها رَكْضاً بسِيدٍ عَمَرَّدِ شبه فرسه بالذِّئب وقال الكميت بفَلْتةٍ بين إِظلامٍ وإِسْفار والجمع فَلَتاتٌ لا يُتَجاوَزُ بها جمع السلامة وفي حديث صفةِ مَجْلِس النبي صلى الله عليه وسلم ولا تُنْثى فلَتاتُه أَي زَلاَّتُه الفَلَتاتُ الزَّلاَّتُ والمعنى أَنه صلى اللهُ عليه وسلم لم يكن في مجلسه فَلَتاتٌ أَي زَلاَّتٌ فَتُنْثى أَي تُذْكَرَ أَو تُحْفَظَ وتُحْكى لأَن مجلسه كان مَصُوناً عن السَّقَطاتِ واللَّغْو وإِنما كان مَجْلِسَ ذِكْرٍ حَسَنٍ وحِكَمٍ بالغةٍ وكلامٍ لا فُضُولَ فيه وافْتُلِتَتْ نَفْسُه ماتَ فَلْتةً ابن الأَعرابي يقال للموت الفَجْأَةِ الموتُ الأَبْيضُ والجارفُ واللافِتُ والفاتِلُ يقال لَفَته الموتُ وفَتَله وافْتَلَتَه وهو الموتُ الفَوات والفُوات وهو أَخْذةُ الأَسف وهو الوَحيُّ والموتُ الأَحْمر القتلُ بالسيف والموتُ الأَسْود هو الغَرَقُ والشَّرَقُ وافْتُلِتَ فلانٌ على ما لم يُسَمَّ فاعلهُ أَي مات فجْأَةً وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَن رجلاً أَتاه فقال يا رسول الله إِن أُمي افْتُلِتَتْ نَفْسُها فماتَتْ ولم تُوصِ أَفأَتَصَدَّقُ عنها ؟ فقال نعم قال أَبو عبيد افْتُلِتَتْ نفسُها يعني ماتَتْ فجأَة ولم تَمْرَضْ فتُوصِيَ ولكنها أُخِذَتْ نَفْسُها فَلْتةً يقال افْتَلَتَه إِذا اسْتَلَبه وافْتُلِتَ فلانٌ بكذا أَي فوجِئَ به قبل أَن يَسْتَعِدَّ له ويروى بنصب النفس ورفعها فمعنى النصب افْتَلَتها اللهُ نَفْسها يتعدّى إِلى مفعولين كما تقول اخْتَلَسه الشيءَ واسْتَلَبَه إِياه ثم بُني الفعل لِما لم يسمَّ فاعله فتحوّل المفعول الأَول مضمراً وبقي الثاني منصوباً وتكون التاءُ الأَخيرة ضمير الأُم أَي افْتُلِتَتْ هي نَفْسَها وأَما الرفع فيكون متعدّياً إِلى مفعول واحد أَقامه مقام الفاعل وتكون التاءُ للنفس أَي أُخِذَتْ نفسُها فَلْتةً وكلُّ أَمر فُعِلَ على غيرِ تَلَبُّثٍ وتَمَكُّثٍ فقد افْتُلِتَ والاسم الفَلْتة وكِساءٌ فَلُوت لا ينضم طرفاه على لابسه من صغره وثوب فَلوت لا ينضم طرفاه في اليد وقول مُتَمِّم في أَخيه مالك عليه الشَّمْلةُ الفَلُوتُ يعني التي لا تَنْضَمُّ بين المَزادتين وفي حديث ابن عمر أَنه شهد فتح مكة ومعه جَمَل جَزورٌ وبُرْدة فَلُوتٌ قال أَبو عبيد أَراد أَنها صغيرة لا ينضم طرفاها فهي تُفْلِتُ من يده إِذا اشتمل بها ابن الأَعرابي الفَلُوتُ الثوبُ الذي لا يثبت على صاحبه للِينه أَو خُشُونته وفي الحديث وهو في بُرْدةٍ له فَلْتةٍ أَي ضيقة صغيرى لا ينضم طرفاها فهي تَفَلَّتُ من يده إِذا اشتمل بها فسماها بالمَرَّة من الانْفلات يقال بُرْد فَلْتة وفَلُوتٌ وافْتَلَتَ الكلامَ واقْتَرحه إِذا ارْتَجله وافْتَلَتَ عليه قضَى الأَمْر دونَه والفَلَتان طائر زعموا أَنه يصيد القِرَدة وأَفْلَتُ وفُلَيْتٌ اسمان

فوت
الفَوْتُ الفَواتُ فاتَني كذا أَي سَبَقَني وفُتُّه أَنا وقال أَعرابي الحمد لله الذي لا يُفات ولا يُلاتُ وفاتَني الأَمرُ فَوْتاً وفَواتاً ذهَب عني وفاتَه الشيءُ وأَفاتَه إِياه غيره وقول أَبي ذؤَيب إِذا أَرَنَّ عليها طارِداً نَزِقَتْ والفَوْتُ إِن فاتَ هادي الصَّدْرِ والكَتَدُ يقول إِن فاتَتْه لم تَفُتْه إِلا بقَدْرِ صَدْرها ومَنكِبها فالفَوْتُ في معنى الفائت وليس عنده فَوْتٌ ولا فَواتٌ عن اللحياني وتَفَوَّتَ الشيءُ وتَفاوَتَ تَفاوُتاً وتَفاوَتاً وتَفاوِتاً حكاهما ابن السكيت وفي التنزيل العزيز ما تَرَى في خَلْقِ الرحمن من تَفاوُتٍ المعنى ما تَرى في خَلْقِه تعالى السماءَ اختِلافاً ولا اضْطراباً وقد قال سيبويه ليس في المصادر تَفاعَلٌ ولا تَفاعِلٌ وتَفاوَتَ الشيئان أَي تَباعد ما بينهما تَفاوُتاً بضم الواو وقال الكلابيون في مصدره تَفاوَتاً ففتحوا الواو وقال العنبري تَفاوِِتاً بكسر الواو وهو على غير قياس لأَن المصدر من تَفاعل يَتَفاعَلُ تَفاعُلٌ مضموم العين إِلاَّ ما روي من هذا الحرف الليث فاتَ يَفُوتُ فَوْتاً فهو فائتٌ كما يقولون بَوْنٌ بائنٌ وبينهم تَفاوُتٌ وتَفَوُّتٌ وقرئَ ما ترى في خلقِ الرحمن من تَفاوُتٍ وتَفَوُّتٍ فالأُولى قراءَة أَبي عمرو قال قتادة المعنى من اخْتلافٍ وقال السُّدِّيُّ مِن تَفَوُّتٍ مِن عَيْبٍ فيقول الناظر لو كان كذا وكذا كان أَحسنَ وقال الفراءُ هما بمعنى واحد وبينهما فَوْتٌ فائتٌ كما يقال بَوْنٌ بائنٌ وهذا الأَمْرُ لا يُفْتاتُ أَي لا يَفُوتُ وافْتاتَ عليه في الأَمْرِ حكَمَ وكلُّ من أَحدَثَ دونك شيئاً فقد فاتَكَ به وافْتاتَ عليك فيه قال مَعْنُ بن أَوْسٍ يُعاتِبُ امرأَته فإِنَّ الصُّبْحَ مُنْتَظَرٌ قَريبٌ وإِنَّكِ بالمَلامة لنْ تُفاتي أَي لا أَفُوتُك ولا يَفوتُك مَلامي إِذا أَصْبَحْت فدَعِيني ونَومي إِلى أَن نُصْبِحَ وفلان لا يُفْتاتُ عليه أَي لا يُعْمَلُ شيءٌ دون أَمره وزَوَّجَتْ عائشةُ ابنةَ أَخيها عبد الرحمن بن أَبي بكر وهو غائب مِن المنذر بن الزُّبير فلما رجع من غَيبته قال أَمِثْلي يُفْتاتُ عليه في أَمْر بناتِه ؟ أَي يُفْعَلُ في شَأْنهن شيءٌ بغير أَمره نَقِمَ عليها نكاحَها ابْنَته دونه ويقال لكل من أَحْدَثَ شيئاً في أَمْرِكَ دونك قد افْتاتَ عليك فيه وروى الأَصمعي بيت ابن مقبل يا حُرُّ أَمْسَيْتُ شيخاً قد وَهَى بَصَري وافْتِيتَ ما دون يومِ البَعْثِ من عُمُري قال الأَصمعي هو من الفَوْتِ قال والافْتِيات الفَراغ يقال افْتاتَ بأَمره أَي مَضى عليه ولم يَسْتَشِرْ أَحداً لم يهمزه الأَصمعي وروي عن ابن شميل وابن السكيت افْتَأَت فلانٌ بأَمره بالهمز إِذا اسْتَبَدَّ به قال الأَزهري قد صح الهمز عنهما في هذا الحرف وما علمت الهمز فيه أَصليّاً وقد ذكرته في الهمز أَيضاً الجوهري الافْتِياتُ افْتِعالٌ من الفَوْت وهو السَّبْقُ إِلى الشيءِ دون ائْتِمار من يُؤْتَمر تقول افْتاتَ عليه بأَمر كذا أَي فاتَه به وتَفَوَّتَ عليه في ماله أَي فاته به وقوله في الحديث إِنَّ رجلاً تَفَوَّتَ على أَبيه في ماله فأَتى أَبوه النبيَّ صلى الله عليه وسلم فذَكَر له ذلك فقال ارْدُدْ على ابنك مالَه فإِنما هو سَهْمُ من كِنانَتِك قوله تَفَوَّتَ مأْخوذٌ من الفَوْت تَفَعَّلَ منه ومعناه أَنَّ الابنَ لم يَسْتَشِرْ أَباه ولم يستأْذنه في هبة مال نفسه فأَتى الأَبُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأَخبره فقال ارْتَجِعْه من المَوْهُوب له وارْدُدْه على ابْنِكَ فإِنه وما في يده تحت يدك وفي مَلَكَتِك فليس له أَن يَسْتَبِدَّ بأَمْرٍ دُونَكَ فَضَرَب كونَه سَهماً من كنانته مَثَلاً لكونه بعضَ كسبه وأَعلمه أَنه ليس للابن أَن يَفتات على أَبيه بماله وهو من الفَوْت السَّبقِ تقول تَفَوَّتَ فلانٌ على فلان في كذا وافتاتَ عليه إِذا انْفَرَدَ برأْيه دونه في التصرف فيه ولمَّا ضُمِّنَ معنى التَّغَلُّبِ عُدِّيَ بعلى ورجل فُوَيْتٌ مُنْفَرِدٌ برأْيه وكذلك الأُنثى وزَعَمُوا أَنَّ رجلاً خرج من أَهله فلما رَجَع قالت له امرأَتُه لو شَهِدْتَنا لأَخْبَرناك وحَدَّثْناك بما كان فقال لها لن تُفاتي فهاتي والفَوْتُ الخَلَل والفُرْجَةُ بين الأَصابع والجمع أَفْواتٌ وهو مِنِّي فَوْتَ اليدِ أَي قَدْرَ ما يَفُوتُ يدي حكاها سيبويه في الظروف المخصوصة وقال أَعرابي لصاحبه ادْنُ دُونَك فلما أَبطَأَ قال له جَعَلَ الله رِزْقكَ فَوْتَ فمِكَ أَي تَنْظُر إِليه قَدْرَ ما يَفوتُ فَمَكَ ولا تَقْدِرُ عليه وتقول هو مني فَوْتَ الرُّمْحِ أَي حَيْثُ لا يَبْلُغه ومَوْتُ الفَواتِ مَوْتُ الفَجْأَةِ وفي حديث أَبي هريرة قال مَرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم تحتَ جِدارٍ مائِلٍ فأَسْرَعَ المَشْيَ فقيل يا رسول الله أَسْرَعْتَ المَشْيَ فقال إِني أَكْرَه موتَ الفَواتِ يعني مَوْتَ الفُجاءَة وفي رواية أَخافُ موتَ الفَواتِ هو مِن قولك فاتني فلان بكذا أَي سَبَقَني به ابن الأَعرابي يقال لِمَوتِ الفَجْأَةِ المَوتُ الأَبْيضُ والجارِفُ واللاَّفِتُ والفاتِلُ وهو المَوْتُ الفَواتُ والفُوَاتُ وهو أَخْذَةُ الأَسَفِ وهو الوَحِيّ ويقال مات فلانٌ مَوْتَ الفَواتِ أَي فُوجِئَ

قتت
القَتُّ الكَذِبُ المُهَيَّأُ والنميمة قَتَّ يَقُتُّ قَتًّا وقَتَّ بينهم قَتًّا نَمَّ وفي الحديث لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ هو النَّمَّام والقِتِّيتَى مثالُ الهِجِّيرَى تَتَبُّعُ النَّمائم وهي النميمة ورجل قَتُوتٌ وقَتَّاتٌ وقِتِّيتى نَمَّام يَقُتُّ الأَحاديثَ قَتًّا أَي يَنِمُّها نَمّاً وقيل هو الذي يَسْتَمِعُ أَحاديثَ الناس مِن حيثُ لا يعلمون نَمَّها أَو لم يَنُمَّها وقال خالد بن جَنْبة القَتَّاتُ الذي يَتَسَمَّعُ أَحاديثَ الناس فيُخْبر أَعداءهم وقيل هو الذي يكون مع القوم يَتَحَدَّثون فَيَنِمُّ عليهم وقيل هو الذي يَتَسَمَّع على القوم وهم لا يعلمون فيَنِمُّ عليهم وامرأَة قَتَّاتةٌ وقَتُوتٌ نَمُومٌ والقَسَّاسُ الذي يَسْأَلُ عن الأَخْبار ثم يَنِمُّها وقولٌ مَقْتُوتٌ مكذوبٌ قال رؤبة قُلْتُ وقَوْلي عِنْدهُمْ مَقْتُوتُ أَي كَذِبٌ وقيل مقْتُوتٌ مَوْشِيٌّ به مَنْقُولٌ وقيل معناه أَنَّ أَمْري عندهم زَرِيٌّ كالنَّميمة والكَذِب أَبو زيد يقال هو حَسَنُ القَدِّ وحَسَنُ القَتِّ بمعنى واحد وأَنشد كأَنَّ ثَدْيَيْها إِذا ما ابْرَنْتى حُقَّانِ من عاجٍ أُجِيدا قَتَّا قوله إِذا ما ابْرَنْتَى أَي انْتَصَبَ جَعَلَه فعلاً للثَّدْيِ وقَتَّ أَثَرَهُ يَقُتُّه قَتًّا قَصَّه وتَقَتَّتَ الحديثَ تَتَبَّعه وتَسَمَّعَه وقيل إِن القَتَّ الذي هو النميمةُ مُشْتَقٌّ منه وقَتَّ الشَّيءَ يَقُتُّهُ قَتًّا هَيَّأَه وقَتَّه جَمَعَه قليلاً قليلاً وقَتَّه قَلَّلَه واقْتَتَّهُ اسْتَأْصَلَه قال ذو الرمة سِوَى أَنْ تَرى سَوداءَ من غيرِ خِلْقةٍ تَخاطأَها واقْتَتَّ جاراتِها النَّغَلْ والقَتُّ الفِصْفِصَةُ وخَصَّ بعضُهم به اليابسةَ منها وهو جمع عند سيبويه واحدتُه قَتَّةٌ قال الأَعشى ونَأْمُرُ للمَحْمُومِ كلَّ عَشِيَّةٍ بِقَتٍّ وتَعْليقٍ فقد كان يَسسْنَقُ وفي التهذيب القَتُّ الفِسْفِسةَ بالسين والقَتُّ يَكون رطباً ويكون يابساً الواحدة قَتَّةٌ مثال تَمْرة وتَمْر وفي حديث ابن سلام فإِن أَهْدى إِليك حِمْلَ تِبْنٍ أَو حِملَ قَتٍّ فإِنه رباً القَتُّ الفِصْفِصةُ وهي الرَّطْبةُ من عَلَف الدَّواب ودُهْنٌ مُقَتَّتٌ مُطَيَّبٌ مطبوخ بالرياحين وقال ثعلب مَخْلُوطٌ بغيره من الأَدهان المُطَيَّبة وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه ادَّهَنَ بزَيْتٍ غيرِ مُقَتَّتٍ وهو مُحْرِمٌ قوله غير مُقَتَّت أَي غَيْر مُطَيَّبٍ وقيل المُقَتَّتُ الذي فيه الرَّياحين يُطْبَخُ بها الزَّيْتُ بَحْتاً لا يُخالِطُه طِيبٌ وقيل هو الذي تُطْبَخُ فيه الرياحينُ حتى تَطِيبَ ريحُه ويُتَعالَجُ به للرِّياح والمُقَتَّتُ من الزيت الذي أُغْلِيَ بالنار ومعه أَفواهُ الطِّيبِ ومُقَتَّتُ المدينة لا يُوفي به شيءٌ أَي لا يَغلُو بشيء والتَّقتِيتُ جمعُ الأَفاويه كُلِّها في القِدْر وطَبْخُها ولا يقال قُتِّتَ إِلاّ الزَّيتُ على هذه الصفة وقال يُنَشُّ بالنار كما يُنَشُّ الشَّحمُ والزُّبْدُ قال والأَفْواه من الطِّيبِ كثيرةٌ وقَتَّةُ اسمُ أُمِّ سُلَيْمان بن قَتَّةَ نُسِبَ إِلى أُمه

قرت
قَرَتَ الدَّمُ يَقْرِتُ ويَقْرُتُ قَرْتاً وقُرُوتاً وقَرِتَ يَبِسَ بعضُه على بعض أَو ماتَ في الجُرْحِ وأَنشد الأَصمعي للنمر بن تَوْلَب يُشَنُّ عليها الزَّعْفرانُ كأَنه دَمٌ قارِتٌ تُعْلى به ثم تُغْسَلُ ودم قارِتٌ قد يَبسَ بين الجِلدِ واللحم وقَرِتَ الظُّفْرُ ماتَ فيه الدَّمُ وقَرِتَ جِلدُه اخْضَرَّ عن الضَّرْبِ ومِسْك قارِتٌ وقَرَّاتٌ وهو أَجَفُّ المِسْك وأَجْوَدُه قال يُعَلُّ بقَرَّاتٍ من المِسْكِ فاتِقِ أَي مَفْتوقٍ أَو ذي فَتْقٍ وقَرِتَ وجهُه تغير وقَرَتَ قُرُوتاً سَكَتَ ومنه قول تُمَاضِرَ امرأَةِ زُهَيْر بن جَذيمَة لأَخيها الحرث إِنه لَيَريبُني اكتِباناتُكَ
( * هكذا في الأَصل ولعلها إِكبانك من أَكبن لسانه عنه كفه ) وقُرُوتُكَ

قربت
القَرَبُوتُ القَرَبُوسُ عن اللحياني قال ابن سيده وأَرى التاء بدلاً من السين في قَرَبُوسِ السَّرْج

قلت
القَلْتُ بإِسكان اللام النُّقْرةُ في الجَبَل تُمْسكُ الماءَ وفي التهذيب كالنُّقْرة تكون في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ والوَقْبُ نحوٌ منه كذلك كلُّ نُقْرة في أَرضٍ أَو بَدَنٍ أُنثى والجمع قِلاتٌ قال أَبو منصور وقِلاتُ الصَّمَّانِ نُقَرٌ في رؤوس قِفافِها يَملأُها ماءُ السماء في الشتاء قال وقد وَردْتُها وهي مُفْعَمةٌ فوجدتُ القَلْتةَ منها تأْخُذُ مِلْءَ مائةِ راوية وأَقلَّ وأَكثَرَ وهي حُفَرٌ خَلَقَها الله في الصُّخور الصُّمِّ والقَلْتُ حُفْرَة يَحْفِرها ماءٌ واشلٌ يَقْطُرُ من سَقْفِ كَهْفٍ على حَجَرٍ لَيِّنٍ فيُوَقِّبُ على مَرِّ الأَحْقابِ فيه وَقْبةً مستديرةً وكذلك إِن كان في الأَرض الصُّلْبة فهو قَلْتٌ كقَلْتِ العين وهو وَقْبَتُها وفي الحديث ذِكْرُ قِلاتِ السَّيْل هي جمع قَلْتٍ وهو النُّقْرة في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ إِذا انْصَبَّ السَّيْلُ وقال أَبو زيد القَلْت المطمئنُّ في الخاصرة والقَلْتُ ما بين التَّرْقُوَة والعُنُق وقَلْتُ العين نُقْرَتُها وقَلْتُ الكَفِّ ما بين عَصَبة الإِبهام والسَّبَّابة وهي البُهْرة التي بينهما وكذلك نُقْرة التَّرقُوة قَلْتٌ وعينُ الرُّكْبَة قَلْتٌ وقَلْتُ الفَرسِ ما بين لَهَواتِه إِلى مُحَنَّكِه وقَلْتُ الثَّريدةِ الوَقْبةُ وهي أُنْقُوعَتُها وقَلْتُ الإِبهام النُّقْرَةُ التي في أَسفلها وقَلْتُ الصُّدْغِ والقَلَتُ بالتحريك الهلاك قَلِتَ بالكسر يَقْلَتُ قَلَتاً وأَقْلَتَهُ اللهُ وتقول ما انْفَلَتُوا ولكن قَلَتُوا وقال أَعرابيٌّ إِن المسافر ومَتاعَه لَعَلى قَلَتٍ إِلاَّ ما وَقَى اللهُ وأَقْلَتَه فلانٌ أَهْلَكه ابن سيده أَقْلَتَ فلانٌ فلاناً عَرَّضَه للهَلَكة والمَقْلَتة المَهْلَكة والمكانُ المَخُوفُ وفي حديث أَبي مِجْلَز لو قُلْتَ لرجل وهو على مَقْلَتَةٍ اتَّقِ اللهَ فَصُرِعَ غَرِمْتَه أَي على مَهْلَكةٍ فهَلَك غَرِمْتَ دِيَتَه وأَصبح على قَلَتٍ أَي على شَرَفِ هَلاكٍ أَو خَوْفِ شيء يَغِرُهُ بشَرٍّ وأَمْسَى على قَلَتٍ أَي على خَوْفٍ وأَقْلَتَتِ المرأَةُ إِقْلاتاً فهي مُقْلِتٌ ومِقْلاتٌ إِذا لم يَبْقَ لها ولدٌ قال بِشْرُ بن أَبي خازم تَظَلُّ مَقالِيتُ النساءِ يَطَأْنَه يَقُلْنَ أَلا يُلْقَى على المَرءِ مِئْزَرُ ؟ وكانت العربُ تزعم أَن المِقْلاتَ إِذا وَطِئَتْ رجلاً كريماً قُتِلَ غَدْراً عاشَ ولَدُها والمِقْلاتُ التي لا يعيش لها ولد وقد أَقْلَتَتْ وقيل هي التي تَلِدُ واحداً ثم لا تَلِدُ بعد ذلك وكذلك الناقة ولا يقال ذلك للرجل قال اللحياني وكذلك كلُّ أُنثى إِذا لم يَبْقَ لها ولَدٌ ويُقَوِّي ذلك قولُ كُثَيِّرٍ أَو غيره بُغاثُ الطيرِ أَكثرُها فِراخاً وأُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاتٌ نَزُورُ فاستعمله في الطير كأَنه أَشْعَر أَنه يُسْتَعْمَلُ في كلِّ شيء والاسم القَلَتُ الليث ناقةٌ بها قَلَتٌ أَي هي مِقْلاتٌ وقد أَقْلَتَتْ وهو أَن تَضَعَ واحداً ثم تَقْلَتُ رَحِمُها فلا تَحْمِلُ وأَنشد لَنا أُمٌّ بها قَلَتٌ ونَزْرٌ كأُمِّ الأُسْدِ كاتِمَةُ الشَّكاةِ قال وامرأَةٌ مِقْلاتٌ وهي التي ليس لها إِلا ولد واحد وأَنشد وَجْدِي بها وَجْدُ مِقْلاتٍ بواحِدها وليس يَقْوَى مُحِبٌّ فوقَ ما أَجِدُ وأَقْلَتَتِ المرأَةُ إِذا هَلَك ولدها وفي حديث ابن عباس تكون المرأَة مِقْلاتاً فتَجْعَلُ على نَفْسِها إِن عاشَ لها ولد أَن تُهَوِّدَه لم يفسره ابن الأَثير بغير قوله ما تَزْعُم العربُ من وَطْئها الرجلَ الكريم المقتولَ غَدْراً وفي الحديث أَن الحَزاءَة يشتريها أَكائسُ النساء للخافية والإِقْلاتِ الخافِيةُ الجنُّ التهذيب والقَلَتُ مؤنثة تصغيرها قُلَيْتةٌ وأَقْلَتَهُ فقَلِتَ أَي أَفْسَدَه ففَسَدَ ورجل قَلْتٌ وقَلِتٌ قليل اللحم عن اللحياني ودارةُ القَلْتَيْن موضعٌ قال بشر بن أَبي خازم سمعتُ بدارةِ القَلْتَيْنِ صَوْتاً لحَنْتَمَةَ الفُؤادُ به مَضُوعُ والخُنْعُبة والنُّونةُ والثُّومةُ والهَزْمة والوَهْدة والقَلْتةُ مَشَقُّ ما بين الشاربَيْن بحِيالِ الوَتَرة والله أَعلم

قلعت
اقْلَعَتَّ الشَّعَرُ كاقْلَعَدَّ جَعُدَ

قلهت
قَلْهَتٌ وقِلْهاتٌ موضعان كذا حكاه أَهل اللغة في الرباعي قال ابن سيده وأُراه وَهَماً ليس في الكلام فِعْلالٌ إِلا مُضاعَفاً غير الخِزْعالِ

قنت
القُنوتُ الإِمساكُ عن الكلام وقيل الدعاءُ في الصلاة والقُنُوتُ الخُشُوعُ والإِقرارُ بالعُبودية والقيامُ بالطاعة التي ليس معها مَعْصِيَةٌ وقيل القيامُ وزعم ثعلبٌ أَنه الأَصل وقيل إِطالةُ القيام وفي التنزيل العزيز وقُوموا للهِ قانِتين قال زيدُ بنُ أَرْقَم كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلتْ وقوموا لله قانتين فأُمِرْنا بالسُّكوتِ ونُهِينا عن الكلام فأَمْسَكنا عن الكلام فالقُنوتُ ههنا الإِمساك عن الكلام في الصلاة ورُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قَنَتَ شهراً في صلاةِ الصبح بعد الركوع يَدْعُو على رِعْلٍ وذَكْوانَ وقال أَبو عبيد أَصلُ القُنوت في أَشياء فمنها القيام وبهذا جاءَت الأَحاديثُ في قُنوت الصلاة لأَِنه إِنما يَدْعُو قائماً وأَبْيَنُ من ذلك حديثُ جابر قال سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أَيُّ الصلاة أَفْضلُ ؟ قال طُولُ القُنوتِ يريد طُولَ القيام ويقال للمصلي قانِتٌ وفي الحديث مَثَلُ المُجاهدِ في سبيل الله كَمَثلِ القانِتِ الصائم أَي المُصَلِّي وفي الحديث تَفَكُّرُ ساعةٍ خيرٌ من قُنوتِ ليلةٍ وقد تكرر ذكره في الحديث ويَرِدُ بمعانٍ متعدِّدة كالطاعةِ والخُشوع والصلاة والدعاء والعبادة والقيام وطول القيام والسكوت فيُصْرَفُ في كل واحد من هذه المعاني إِلى ما يَحتَملُه لفظُ الحديث الوارد فيه وقال ابن الأَنباري القُنوتُ على أَربعةِ أَقسام الصلاة وطول القيام وإِقامة الطاعة والسكوت ابن سيده القُنوتُ الطاعةُ هذا هو الأَصل ومنه قوله تعالى والقانتينَ والقانتاتِ ثم سُمِّيَ القيامُ في الصلاة قُنوتاً ومنه قُنوتُ الوِتْر وقَنَت اللهَ يَقْنُتُه أَطاعه وقوله تعالى كلٌّ له قانتونَ أَي مُطيعون ومعنى الطاعة ههنا أَن من في السموات مَخلُوقون كإِرادة الله تعالى لا يَقْدرُ أَحدٌ على تغيير الخِلْقةِ ولا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ فآثارُ الصَّنْعَة والخِلْقةِ تَدُلُّ على الطاعة وليس يُعْنى بها طاعة العبادة لأَنَّ فيهما مُطيعاً وغَيرَ مُطيع وإسما هي طاعة الإِرادة والمشيئة والقانتُ المُطيع والقانِتُ الذاكر لله تعالى كما قال عز وجل أَمَّنْ هو قانِتٌ آناءَ الليلِ ساجداً وقائماً ؟ وقيل القانِتُ العابدُ والقانِتُ في قوله عز وجل وكانتْ من القانتين أَي من العابدين والمشهورُ في اللغة أَن القُنوتَ الدعاءُ وحقيقة القانتِ أَنه القائمُ بأَمر الله فالداعي إِذا كان قائماً خُصَّ بأَن يقالَ له قانتٌ لأَنه ذاكر لله تعالى وهو قائم على رجليه فحقيقةُ القُنوتِ العبادةُ والدعاءُ لله عز وجل في حال القيام ويجوز أَن يقع في سائر الطاعة لأَنه إِن لم يكن قيامٌ بالرِّجلين فهو قيام بالشيءِ بالنية ابن سيده والقانتُ القائمُ بجميع أَمْرِ الله تعالى وجمعُ القانتِ من ذلك كُلِّه قُنَّتٌ قال العجاج رَبُّ البِلادِ والعِبادِ القُنَّتِ وقَنَتَ له ذَلَّ وقَنَتَتِ المرأَةُ لبَعْلها أَقَرَّتْ
( * أَي سكنت وانقادت ) والاقْتِناتُ الانْقِيادُ وامرأَةٌ قَنِيتٌ بَيِّنةُ القناتة قليلةُ الطَّعْم كقَتِينٍ

قنعت
رجل قِنْعاتٌ كثير شَعَر الوجه والجَسَد

قوت
القُوتُ ما يُمْسِكُ الرَّمَقَ من الرًِّزْق ابن سيده القُوتُ والقِيتُ والقِيتَةُ والقائِتُ المُسْكة من الرزق وفي الصحاح هو ما يَقُوم به بَدَنُ الإِنسان من الطعام يقال ما عنده قُوتُ ليلةٍ وقِيتُ ليلةٍ وقِيتَةُ ليلةٍ فلما كُسِرتِ القافُ صارت الواو ياء وهي البُلْغة وما عليه قُوتٌ ولا قُواتٌ هذانِ عن اللحياني قال ابن سيده ولم يفسره وعندي أَنه من القُوت والقَوْتُ مصدرُ قاتَ يَقُوتُ قَوْتاً وقِياتَةً وقال ابن سيده قاتَه ذلك قَوْتاً وقُوتاً الأَخيرة عن سيبويه وتَقَوَّتَ بالشيء واقْتاتَ به واقْتاتَهُ جَعَلَه قُوتَهُ وحكى ابنُ الأَعرابي أَن الاقْتِياتَ هو القُوتُ جعله اسماً له قال ابن سيده ولا أَدري كيفَ ذلك قال وقول طُفَيلٍ يَقْتاتُ فَضْلَ سَنامِها الرَّحْلُ قال عندي أَنَّ يَقْتاته هنا يأْكله فيجعله قُوتاً لنفسه وأَما ابن الأَعرابي فقال معناه يَذْهَبُ به شيئاً بعد شيء قال ولم أَسمع هذا الذي حكاه ابن الأَعرابي إِلاّ في هذا البيت وحده فلا أَدْري أَتَأَوُّلٌ منه أَم سماعٌ سمعه قال ابن الأَعرابي وحَلَفَ العُقَيْليُّ يوماً فقال لا وَقائتِ نَفَسِي القَصير قال هو من قوله يَقْتاتُ فَضْلَ سَنامِها الرَّحْلُ قال والاقْتِياتُ والقَوتُ واحدٌ قال أَبو منصور لا وقائِتِ نَفَسِي أَراد بنَفَسِه روحَه والمعنى أَنه يَقْبِضُ رُوحَه نَفَساً بعد نَفَسٍ حتى يَتَوفَّاه كلَّه وقوله يَقْتاتُ فَضْلَ سَنامِها الرَّحْلُ أَي يأْخذ الرحلُ وأَنا راكبُه شَحْمَ سَنام الناقةِ قليلاً قليلاً حتى لا يَبْقَى منه شيءٌ لأَنه يُنْضِيها وأَنا أَقُوتُه أَي أَعُولُه برزقٍ قليلٍ وقُتُّه فاقتاتَ كما تقول رَزَقْتُه فارْتَزَقَ وهو في قائِتٍ من العَيْش أَي في كِفايةٍ واسْتَقاتَه سأَله القُوتَ وفلانٌ يَتَقَوَّتُ بكذا وفي الحديث اللهم اجْعَلْ رِزْقَ آلِ محمدٍ قُوتاً أَي بقَدْرِ ما يُمْسِكُ الرَّمَقَ من المَطْعَم وفي حديث الدُّعاء وجَعَلَ لكل منهم قِيتَةً مَقْسومةً من رِزْقِه هي فِعْلَة من القَوْتِ كمِيتَة من المَوتِ ونَفَخَ في النار نَفْخاً قُوتاً واقْتاتَ لها كلاهما رَفَقَ بها واقْتَتْ لنارِك قِيتةً أَي أَطْعِمْها قال ذو الرمة فقلتُ له خُذْها إِليكَ وأَحْيِها بروحِكَ واقْتَتْه لها قِيتةً قَدْرا وإِذا نَفَخَّ نافخٌ في النار قيل له انْفُخْ نَفْخاً قُوتاً واقْتْ لها نَفْخَك قِيتةً يأْمُرُه بالرِّفْقِ والنَّفْخِ القليل وأَقاتَ الشيءَ وأَقاتَ عليه أَطاقَه أَنشد ابن الأَعرابي وبِما أَسْتَفِيدُ ثم أُقِيتُ ال مالَ إِني امْرُؤٌ مُقِيتٌ مُفِيدُ وفي أَسماء الله تعالى المُقِيتُ هو الحَفِيظ وقيل المُقْتَدِرٌ وقيل هو الذي يُعْطِي أَقْواتَ الخلائق وهو مِن أَقاتَه يُقِيتُه إِذا أَعطاه قُوتَه وأَقاته أَيضاً إِذا حَفِظَه وفي التنزيل العزيز وكان اللهُ على كلِّ شيء مُقِيتاً الفراء المُقِيتُ المُقْتَدِرُ والمُقَدِّرُ كالذي يُعْطِي كلَّ شيءٍ قوتَه وقال الزجاجُ المُقِيتُ القَديرُ وقيل الحفيظ قال وهو بالحفيظ أَشبه لأَنه مُشْتَقُّ من القُوتِ يقال قُتُّ الرجلَ أَقُوتُه قَوْتاً إِذا حَفِظْتَ نَفْسَه بما يَقُوته والقُوتُ اسمُ الشيء الذي يَحْفَظُ نَفْسَه ولا فَضْلَ فيه على قَدْرِ الحِفْظِ فمعنى المُقِيتِ الحفيظُ الذي يُعْطِي الشيءَ قَدْرَ الحاجة من الحِفْظِ وقال الفراس المُقِيتُ المُقْتَدِرُ كالذي يُعْطِي كلَّ رَجُلٍ قُوتَه ويقال المُقِيتُ الحافِظُ للشيء والشاهِدُ له وأَنشد ثعلب للسَّمَوْأَل بن عادِياء رُبَّ شَتْمٍ سَمِعْتُه وتَصامَمْ تُ وعِيٍّ تَرَكْتُه فكُفِيتُ لَيتَ شِعْري وأَشْعُرَنَّ إِذا ما قَرَّبُوها مَنْشُورةً ودُعِيتُ أَلِيَ الفَضْلُ أَمْ عَليَّ إِذا حُو سِبْتُ ؟ إِني عَلى الحِسابِ مُقِيتُ أَي أَعْرِفُ ما عَمِلْتُ من السُّوء لأَن الإِنسان على نفسه بصيرة حكى ابن بري عن أَبي سعيد السيرافي قال الصحيح رواية من رَوَى رَبِّي على الحِسابِ مُقِيتُ قال لأَن الخاضعَ لربِّه لا يَصِفُ نفسَه بهذه الصفة قال ابن بري الذي حَمَلَ السيرافيَّ على تصحيح هذه الرواية أَنه بَنَى على أَن مُقِيتاً بمعنى مُقْتَدِرٍ ولو ذَهَبَ مَذْهَبَ من يقول إِنه الحافظ للشيء والشاهد له كما ذكر الجوهري لم يُنْكِر الروايةَ الأَوَّلَة وقال أَبو إِسحق الزجاج إِن المُقِيتَ بمعنى الحافظ والحفيظ لأَنه مشتق من القَوتِ أَي مأْخوذ من قولهم قُتُّ الرجلَ أَقُوتُه إِذا حَفِظْتَ نفسه بما يَقُوتُه والقُوتُ اسمُ الشيء الذي يَحْفَظُ نَفْسَه قال فمعنى المُقِيت على هذا الحفيظُ الذي يُعْطِي الشيءَ على قدر الحاجة مِن الحِفْظ قال وعلى هذا فُسِّرَ قولُه عز وجل وكان اللهُ على كل شيء مُقِيتاً أَي حفيظاً وقيل في تفسير بيت السَّمَوأَل إِني على الحِسابِ مُقِيتُ أَي مَوقوفٌ على الحساب وقال آخر ثم بَعْدَ المَماتِ يَنشُرني مَن هُو على النَّشْرِ يا بُنَيَّ مُقِيتُ أَي مُقْتَدِرٌ وقال أَبو عبيدة المُقِيتُ عند العرب المَوقُوفُ على الشيء وأَقاتَ على الشيء اقْتَدَرَ عليه قال أَبو قَيْسِ بن رِفاعة وقد رُوِيَ أَنه للزبَير بن عبد المطلب عَمَّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَنشده الفراء وذي ضِغْنٍ كَفَفْتُ النَّفْسَ عنه وكنتُ على مَساءَتِه مُقِيتا
( * قوله « على مساءته مقيتا » تبع الجوهري وقال في التكملة الرواية أُقيت أَي بضم الهمزة قال والقافية مضمومة وبعده
يبيت الليل مرتفقاً ثقيلاً ... على فرش القناة وما
أَبيت
تعن إلي منه مؤذيات ... كما تبري الجذامير البروت
والبروت جمع برت فاعل تبري كترمي والجذامير مفعوله على حسب ضبطه )
وقوله في الحديث كفَى بالمرء إِثماً أَن يُضَيِّعَ من يَقُوتُ أَراد من يَلْزَمُهُ نَفَقَتُه من أَهله وعياله وعبيده ويروى من يَقِيتُ على اللغة الأُخْرى وقوله في الحديث قُوتوا طعامَكم يُبارَك لكم فيه سئِلَ الأَوزاعِيُّ عنه فقال هو صِغَرُ الأَرغِفَةِ وقال غيره هو مثل قوله كِيلُوا طعامَكم

كبت
الكَبْتُ الصَّرْعُ كَبَتَه يَكْبِتُه كَبْتاً فانْكَبَتَ وقيل الكَبْتُ صَرْعُ الشيء لوجهه وفي الحديث أَن الله كَبَتَ الكافرَ أَي صَرَعَه وخَيَّبَه وكَبَتَه اللهُ لوجْهه كَبْتاً أَي صَرَعَه اللهُ لوجهه فلم يَظْفَرْ وفي التنزيل العزيز كُبِتُوا كما كُبِتَ الذين من قبلهم وفيه أَو يَكْبِتَهُمْ فيَنْقَلِبُوا خائبين قال أَبو إِسحق معنى كُبِتُوا أُذِلُّوا وأُخِذُوا بالعذاب بأَن غُلِبُوا كما نزلَ بمن كان قبلَهم ممن حادَّ اللهَ وقال الفراء كُبِتُوا أَي غِيظُوا وأُحْزنُوا يوم الخَنْدَقِ كما كُبِتَ مَن قاتَلَ الأَنبياءَ قبلهم قال الأَزهري وقال من احْتَجَّ للفراء أَصلُ الكَبْتِ الكَبْدُ فقلبت الدال تاء أُخذ من الكَبِدِ وهو مَعْدِنُ الغَيْظ والأَحْقادِ فكأَن الغَيْظَ لما بَلَغَ بهم مَبْلَغه أَصابَ أَكبادَهم فأَحْرَقَها ولهذا قيل للأَعداء هم سُودُ الأَكْباد وفي الحديث أَنه رأَى كلحةً حَزيناً مَكْبُوتاً أَي شديدَ الحُزْن قيل الأَصل فيه مَكْبُودٌ بالدال أَي أَصابَ الحُزْنُ كَبِدَه فقلب الدال تاء الجوهري الكَبْتُ الصَرْفُ والإِذْلال يقال كَبَتَ اللهُ العدُوَّ أَي صَرَفَه وأَذَلَّه وكَبَتَه أَي صَرَعَه لوجهه والكَبْتُ كَسْرُ الرجُلِ وإِخزاؤُه وكَبَتَ اللهُ العَدُوَّ كَبْتاً رَدَّه بغيظِه

كبرت
الكِبْريتُ من الحجارة المُوقَد بها قال ابن دريد لا أَحسبه عربيّاً صحيحاً الليث الكِبْريت عَينٌ تجْري فإِذا جَمَدَ ماؤُها صارَ كِبْريتاً أَبيضَ وأَصفَرَ وأَكْدَرَ قال أَبو منصور يقال كَبْرَتَ فلانٌ بعيرَه إِذا طَلاه بالكِبْريتِ مَخلُوطاً بالدَّسم التهذيب والكِبْريتُ الأَحمرُ يقال هو من الجَوْهر ومَعْدِنُه خَلْفَ بلادِ التُّبَّتِ وادي النمل الذي مَرَّ به سليمان على نبينا وعليه الصلاة والسلام ويقال في كل شيء كِبْريتٌ وهو يُبْسُه ما خلا الذَّهَبَ والفضة فإِنه لا ينكسر فإِذا صُعِّدَ أَي أُذِيبَ ذهَبَ كِبْريتُه والكِبْريتُ الياقوتُ الأَحمرُ والكِبْريتُ الذهبُ الأَحمر قال رؤبة هَلْ يَعْصِمَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ أَو فِضَّةٌ أَو ذَهَبٌ كِبْريتُ ؟ قال ابن الأَعرابي ظَنَّ رؤبةُ أَن الكِبْريتَ ذهبٌ

كتت
كَتَّتِ القِدْرُ والجَرَّةُ ونحوُهما تَكِتُّ كَتِيتاً إِذا غَلَتْ وهو صوتُ الغَلَيان وقيل هو صوتُها إِذا قَلَّ ماؤُها وهو أَقَلُّ صَوْتاً وأَخْفَضُ حالاً من غَلَيانها إِذا كثُر ماؤُها كأَنها تقول كَتْ كَتْ وكذلك الجَرَّة الحديدُ إِذا صُبَّ فيها الماءُ وكَتَّ النبيذُ وغيرُه كَتّاً وكَتِيتاً ابْتَدأَ غَلَيانُه قبل أَن يَشْتَدَّ والكَتِيتُ صوتُ البَكْرِ وهو فوق الكَشِيشِ وكَتَّ البَكْرُ يَكِتُّ كَتّاً وكَتِيتاً إِذا صاحَ صِياحاً لَيِّناً وهو صَوتٌ بين الكَشِيشِ والهَديرِ وقيل الكَتِيتُ ارتفاع البَكْرِ عن الكَشِيشِ وهو أَوَّل هَديره الأَصمعي إِذا بلغ الذَّكَرُ من الإِبل الهَدير فأَوّله الكَشِيشُ فإِذا ارْتَفع قليلاً فهو الكَتِيتُ قال الليث يَكِتُّ ثم يَكِشُّ ثم يَهْدِرُ قال الأَزهري والصواب ما قال الأَصمعي والكَتِيتُ صوتٌ في صَدْر الرجل يُشْبِهُ صوتَ البَكارة من شدَّةِ الغَيْظ وكَتَّ الرجُلُ من الغَضَب وفي حديث وَحْشِيٍّ ومَقْتلِ حمزة وهو مُكَبِّسٌ له كَتِيتٌ أَي هديرٌ وغَطيط وفي حديث أَبي قتادة فتَكاتَّ الناسُ على المِيضَأَة فقال أَحْسِنُوا المَلْءَ فكُلُّكُمْ سَيَرْوَى التَّكاتُّ التَّزاحُمُ مع صَوتٍ وهو من الكَتِيتِ الهَدير والغَطِيط قال ابن الأَثير هكذا رواه الزمخشري وشرحه والمحفوظُ تَكابَّ بالباء الموحدة وقد مضى ذكره وكَتَّ القومَ يَكُتُّهم كَتّاً عَدَّهم وأَحْصاهم وأَكثرُ ما يستعملونه في النفي يقال أَتانا في جَيشٍ ما يُكَتُّ أَي ما يُعْلَمُ عَدَدُهم ولا يُحْصَى قال إِلاَّ بِجَيْشٍ ما يُكَتُّ عَدِيدُه سُودِ الجُلُودِ من الحديدِ غِضابِ وفي المثل لا تَكُتُّه أَو تَكُتُّ النجومَ أَي لا تَعُدُّه ولا تُحْصِيه ابن الأَعرابي جَيْشٌ لا يُكَتُّ أَي لا يُحْصَى ولا يُسْهَى أَي لا يُحْزَرُ ولا يُنْكَفُ أَي لا يُقْطَعُ وفي حديث حُنَين قد جاء جيش لا يُكَتُّ ولا يُنْكَفُ أَي لا يُحْصى ولا يُبْلَغُ آخِرُه والكَتُّ الإِحْصاءُ وفَعَل به ما كَتَّه أَي ما ساءَه ورجل كَتٌّ قليلُ اللحم ومَرْأَةٌ كَتٌّ بغير هاء ورجل كَتِيتٌ بخيل قال عمرو بن هُمَيْل اللحياني تَعَلَّمْ أَنَّ شَرَّ فَتَى أُناسٍ وأَوضَعَه خُزاعِيٌّ كَتِيتُ إِذا شَرِبَ المُرِضَّةَ قال أَوكي على ما في سِقائِكِ قد رَوِيتُ وفي التهذيب هو الكَتِيتة واللَّوِيَّة والمَعْصُودة والضَّويطَة والكَتِيتُ الرجلُ البخيلُ السيّء الخُلُق المُغْتاظُ وأَورد هذين البيتين ونسبهما لبعض شعراء هُذَيل ولم يُسَمِّه ويقال إِنه لكَتِيتُ اليَدَين أَي بخيلٌ قال ابن جني أَصلُ ذلك من الكَتيتِ الذي هو صَوتُ غَلَيانِ القِدْرِ وكَتَّ الكلامَ في أُذنه يَكُتُّه كَتّا سارَّه به كقولك قَرَّ الكلامَ في أُذُنِه ويقال كُتَّني الحديثَ وأَكِتَّنِيه وقُرَّني وأَقِرَّنِيه أَي أَخْبرْنِيه كما سمعتَه ومِثْله فِرَّني وأَفِرَّنِيه وقُذَّنِيه وتقول اقْتَرَّه مني يا فلانُ واقْتَذَّه واكْتَتَّه أَي اسمعه مني كما سمِعتُه التهذيب عن اللحياني عن أَعرابي فصيح قال له ما تَصْنَعُ بي ؟ قال ما كَتَّكَ وعَظاكَ وأَوْرَمَك وأَرْغَمكَ بمعنى واحد والكَتْكَتةُ صَوْتُ الحُبَارَى ورجل كَتْكاتٌ كثير الكلام يُسْرِعُ الكلامَ ويُتْبِعُ بعضَه بعضاً والكَتِيتُ والكَتْكَتَةُ المَشْيُ رُوَيْداً والكَتِيتُ والكَتْكَتة تَقَارُبُ الخَطْوِ في سُرْعةٍ وإِنه لكَتْكاتٌ وقد تَكَتْكَتَ والكَتْكَتةُ في الضحك دون القَهْقَهة وكَتْكَتَ الرجلُ ضَحِكَ ضَحِكاً دُوناً قال ثعلب وهو مثلُ الخَنين الأَحمر كَتْكَتَ فلانٌ بالضك كَتْكَتَةً وهو مثل الخَنينِ الفراء الكُتَّة شَرَطُ المال وقَزَمُه وهو رُذالُه وفي الحديث ذِكْرُ كُتاتَة وهي بضم الكاف وتخفيف التاء الأُولى ناحية من أَعراض المدينة لآل جَعْفر بن أَبي طالب عليه وعليهم السلام

كرت
سَنَة كَرِيتٌ وحَوْلُ كَريتٌ أَي تامُّ العددِ وكذلك اليومُ والشهرُ وتَكْريتُ أَرضٌ قال لَسْنا كَمَنْ حَلَّتْ إِيادٌ دارَها تكريتَ تَرْقُبُ حَبَّها أَن يُحْصَدا قال ابن جني تقدير لسنا كمَنْ حَلَّتْ إِيادٌ دارها أَي كإِيادٍ التي حَلَّتْ ثم فَلَّتْ من بَعْد أَنْ حَلَّت دارَها فَدَلَّ حَلَّتْ في الصلة على حَلَّتْ هذه التي نَصَبَتْ دارَها وقيل تَكْريتُ موضع

كست
الكُسْتُ الذي يُتَبَخَّر به لغة في الكُسْطِ والقُسْطِ كلُّ ذلك عن كراع وفي حديث غُسْل الحيضِ نُبْذَةٌ من كُسْتِ أَظْفارٍ هو القُسْطُ الهِنْدِيّ عُقَارٌ معروف وفي رواية كُسْطٍ بالطاء وهو هو والكاف والقاف يبدل أَحدهما من الآخر

كعت
الكُعَيْتُ البُلْبُل مبني على التصغير كما تَرَى والجمع كِعْتانٌ وقد ورد في الحديث ذِكْرُ الكُعَيْت قال ابن الأَثير هو عُصْفُور وأَهل المدينة يسمونه النُّغَرَ وقيل هو البُلْبُلُ وأَبو مُكْعِتٍ على مثال مُلْجِمٍ شاعرٌ معروف قال ابن سيده ولا أَعرف له فعلاً أَبو زيد رجل كَعْتٌ وامرأَة كَعْتة وهما القصيران ورأَيت في حواشي بعض نسخ الصحاح الموثوق بها والكُعْتةُ طَبَقُ القارُورةِ

كفت
الكَفْتُ صَرْفُكَ الشيءَ عن وَجْهه كَفَته يَكْفِتُه كَفْتاً فانْكَفَتَ أَي رَجَعَ راجعاً وكَفَتَه عن وَجْهه أَي صَرَفه وفي حديث عبد الله بن عمر صلاةُ الأَوَّابين ما بين أَن يَنْكَفِتَ أَهلُ المَغْرب إِلى أَن يَثُوبَ أَهلُ العُشَراء أَي يَنْصرِفوا إِلى مَنازلهم وكَفَتَ يَكْفِتُ كَفْتاً وكَفَتاناً وكِفاتاً أَسْرَع في العَدْوِ والطَّيَرانِ وتَقَبَّضَ فيه والكَفَتانُ من العَدْوِ والطيران كالحَيَدانِ في شِدَّة وفرسٌ كَفْتٌ سريع وفَرَسٌ كَفِيتٌ وقَبيضٌ وعَدْوٌ كَفيتٌ أَي سَريع قال رؤْبة تَكادُ أَيْديها تَهاوى في الزَّهَقْ من كَفْتِها شَدًّا كإِضْرامِ الحَرَقْ قال الأَزهري والكَفْتُ في عَدْوِ ذي الحافر سُرْعةُ قَبْضِ اليَدِ الجوهري الكَفْتُ السَّوْقُ الشَّديد ورجل كَفْتٌ وكَفِيتٌ سريع خفيفٌ دَقيقٌ مثلُ كَمْشٍ وكَمِيشٍ وعَدْوٌ كَفِيتٌ وكِفاتٌ سريعٌ ومَرُّ كَفِيتٌ وكِفاتٌ سريعٌ قال زهير مَرًّا كِفاتاً إِذا ما الماءُ أَسْهَلَها حتى إِذا ضُرِبَتْ بالسَّوْطِ تَبْتَرِكُ وكافَتَهُ سابَقَهُ والكَفِيتُ الصاحب الذي يُكافِتُكَ أَي يُسابِقُك والكَفِيتُ القُوتُ من العَيْش وقيل ما يُقِيمُ العَيْشَ والكَفِيتُ القُوَّةُ على النكاح وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال حُبِّبَ إِليّ النساءُ والطِّيبُ ورُزِقْتُ الكَفِيتَ أَي ما أَكْفِتُ به مَعِيشَتي أَي أَضُمُّها وأُصْلِحُها وقيل في تفسير رُزِقْتُ الكَفِيتَ أَي القُوَّة على الجماع وقال بعضهم في قوله رُزِقْتُ الكَفِيتَ إِنها قِدْرٌ أُنزلت له من السماء فأَكل منها وقَوِيَ على الجماع كما يروى في الحديث الآخر الذي يروي أَنه قال أَتاني جبريلُ بقِدْرٍ يقالُ لها الكَفِيتُ فوَجَدْتُ قوَّة أَرْبَعِينَ رجلاً في الجماع والكِفْتُ بالكسر القِدْرُ الصغيرة على ما سنذكره في هذا الفصل ومنه حديث جابر أُعْطِيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الكَفِيتَ قيل للحَسَنِ وما الكَفِيتُ ؟ قال البِضَاعُ الأَصمعي إِنه ليَكْفِتُني عن حاجَتي ويَعْفِتُني عنها أَي يَحْبِسُني عنها وكَفَتَ الشيءَ يَكْفِتُه كَفْتاً وكَفَّتَه ضَمَّه وقَبَضَه قال أَبو ذؤَيب أَتَوْها بِريحٍ حاوَلَتْهُ فأَصْبَحَتْ تُكَفَّتُ قد حَلَّتْ وساغَ شَرابُها ويقال كَفَتَه اللهُ أَي قَبَضه اللهُ والكِفاتُ الموضعُ الذي يُضَمُّ فيه الشيءُ ويُقْبَضُ وفي التنزيل العزيز أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرضَ كِفاتاً أَحْياءَ وأَمواتاً قال ابن سيده هذا قول أَهل اللغة قال وعندي أَن الكِفاتَ هنا مصدر من كَفَتَ إِذا ضَمَّ وقَبَضَ وأَنَّ أَحْياءً وأَمواتاً مُنْتَّصَبٌ به أَي ذاتَ كِفاتٍ للأَحياء والأَموات وكِفاتُ الأَرضِ ظَهْرُها للأَحْياءِ وبَطْنُها للأَمْواتِ ومنه قولهم للمنازل كِفاتُ الأَحياء وللمقابر كِفاتُ الأَمْواتِ التهذيب يُريد تَكْفِتُهم أَحياءً على ظَهْرها في دُورهم ومَنازلهم وتَكْفِتُهم أَمواتاً في بَطْنها أَي تَحْفَظُهم وتُحْرِزهم ونَصَبَ أَحياءً وأَمواتاً بوُقُوع الكِفاتِ عليه كأَنك قلت أَلم نجعل الأَرضَ كِفاتَ أَحياءٍ وأَمواتٍ ؟ فإِذا نَوَّنْتَ نَصَبْتَ وفي الحديث يقول الله عز وجل للكرام الكاتبين إِذا مَرِضَ عَبْدي فاكْتُبوا له مِثْل ما كان يَعْمَلُ في صِحَّتهِ حتى أُعافِيَه أَو أَكْفِتَه أَي أَضُمَّه إِلى القبر ومنه الحديث الآخر حتى أُطْلِقَه من وَثاقي أَو أَكْفِتَه إِليّ وفي حديث الشعبي أَنه كان بظَهْر الكُوفةِ فالْتَفَتَ إِلى بُيوتها فقال هذه كِفاتُ الأَحْياء ثم الْتَفَتَ إِلى المَقْبُرة فقال وهذه كِفاتُ الأَموات يريد تأْويلَ قوله عز وجل أَلم نَجْعل الأَرضَ كِفاتاً أَحياءً وأَمواتاً وبَقِيعُ الغَرْقَد يسمى كَفْتة لأَنه يُدْفَنُ فيه فيَقْبِضُ ويَضُمُّ وكافِتٌ غارٌ كان في جبل يَأْوِي إِليه اللُّصوصُ يَكْفِتُون فيه المتاعَ أَي يَضُمُّونه عن ثعلب صفةٌ غالبة وقال جاءَ رجالٌ إِلى إِبراهيم بن المُهاجِرِ العَرَبيّ فقالوا إِننا نَشْكو إِليك كافِتاً يَعْنُونَ هذا الغارَ وكَفَتُّ الشيءَ أَكْفِتُه كَفْتاً إِذا ضَمَمْته إِلى نفسك وفي الحديث نُهِينا أَن نَكْفِتَ الثِّيابَ في الصلاة أَي نَضُمَّها ونَجْمَعَها من الانتشار يريد جمعَ الثَّوْب باليدين عند الركوع والسجود وهذا جِرابٌ كَفِيتٌ إِذا كان لا يُضَيِّعُ شيئاً مما يُجْعَل فيه وجِرابٌ كِفْتٌ مثله وتَكَفَّتَ ثوبي إِذا تَشَمَّر وقَلَصَ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال اكْفِتُوا صبيانَكم فإِن للشيطان خَطْفةً قال أَبو عبيد يعني ضُمُّوهم إِليكم واحْبِسُوهم في البيوت يريد عند انْتِشار الظلام وكَفَتَ الدِّرْعَ بالسيف يَكْفِتُها وكَفَّتها عَلَّقَها به فضَّمَها إِليه قال زهير خَدْباءُ يَكْفِتُها نِجادُ مُهَنَّدِ وكلُّ شيء ضَمَمْتَه إِليكَ فقد كَفَتَّه قال زهير ومُقاضةٍ كالنِّهْيِ تَنْسُجُه الصَّبا بَيْضاءَ كُفِّتَ فَضْلُها بمُهَنَّدِ يَّصِفُ دِرْعاً عَلَّق لابسُها بالسيف فُضُولَ أَسافِلها فضَمَّها إِليه وشَدَّده للمبالغة قال الأَزهري المُكْفِتُ الذي يَلْبَسُ دِرْعاً طويلة فيَضُمُّ ذَيْلَها بمعاليقَ إِلى عُرًى في وَسَطها لتَشَمَّرَ عن لابسها والمُكْفِتُ الذي يَلْبَسُ دِرْعَين بينهما ثوبٌ والكَفْتُ تَقَلُّبُ الشيء ظَهْراً لبَطْنٍ وبَطْناً لظَهْر وانْكَفَتُوا إِلى منازلهم انْقَلَبُوا والكَفْتُ المَوْتُ يقال وقَعَ في الناس كَفْتٌ شديد أَي موت والكِفْتُ بالكسر القِدْر الصغيرة أَبو الهيثم في الأَمثال لأَبي عبيد قال أَبو عبيدة من أَمثالهم فيمن يظلم إِنساناً ويُحَمِّلُه مكروهاً ثم يَزيدُه كِفْتٌ إِلى وَئِيَّةٍ أَي بَلِيَّةٌ إِلى جَنْبِها أُخْرَى قال والكِفْتُ في الأَصل هي القِدْر الصغيرة والوَئِيَّةُ هي الكبيرة من القُدور قال الأَزهري هكذا رواه كِفْتٌ بكسر الكاف وقاله الفراء كَفْتٌ بفتح الكاف للقِدْر قال أَبو منصور وهما لغتان كَفْتٌ وكِفْتٌ والكَفِيتُ فرسُ حَسَّانَ بن قَتادة

كلت
كَلَتَ الشيءَ كَلْتاً جَمَعَه كَكَلَده وامرأَةٌ كَلُوتٌ جَمُوعٌ والكَلِيتُ الحَجر الذي يُسَدُّ به وجارُ الضَّبُع ثم يُحْفَرُ عنها وقيل هو حَجَر مُسْتَطيل كالبِرْطِيل يُسْتَرُ به وجارُ الضَّبُع كالكِلِّيتِ حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد وصاحبٍ صاحَبْتُه زِمِّيتِ مُنْصَلِتٍ بالقَوْم كالكِلِّيتِ والكُلْتةُ النَّصِيبُ من الطعام وغيره الثعلبي فَرَسٌ فُلَّتٌ كُلَّتٌ وفُلَتٌ كَلَتٌ إِذا كان سريعاً وفي نوادر الأَعراب إِنه لكُلَتةٌ فُلَتةٌ كُفَتَةٌ أَي يَثِبُ جميعاً فلا يُسْتَمْكَنُ منه لاجْتماع وَثْبه الفراء يقال خُذْ هذا الإِناءَ فاقْمَعْه في فمه ثم اكْلِتْه في فيه فإِنه يَكْتَلِتُه وذلك أَنه وصف رجلاً يشرب النبيذَ يَكْلِتُه كَلْتاً ويَكْتَلِتُه والكالِتُ الصَّابُّ والمُكْتَلِتُ الشاربُ قال وسمعت أَعرابيّاً يقول أَخَذْتُ قَدَحاً من لبن فكَلَتُّه في آخر أَبو مِحْجَنٍ وغيرُه صَلَتُّ الفرسَ وكَلَتُّه إِذا رَكَضْتَه قال وصَبَبْتُه مثلهُ ورجل مِصْلَتٌ مِكْلَت إِذا كان ماضياً في الأُمور قال الأَزهري في هذه الترجمة قال أَبو بكر الأَنباريُّ كِلْتا لا تُمال لأَن أَلفها أَلف تثنية كأَلف غلاما وذوا قال وواحد كِلْتَا كِلْتٌ ثم قال ومن وقف على كِلْتَا بالإِمالة قال كِلْتَى اسم واحد عُبِّر به عن التثنية بمنزلة شِعْرَى وذِكْرَى وقال أَيضاً في هذه الترجمة ابن السكيت رجل وُكَلة تُكَلَة إِذا كان عاجزاً يَكِلُ أَمْرَه إِلى غيره ويَتَّكِلُ عليه قال الأَزهري والتاء في تُكَلَةٍ أَصلها الواو قلبت تاء وكذلك التُكْلانُ أَصله وُكْلانٌ

كمت
الكُمَيْتُ لونٌ ليس بأَشْقَر ولا أَدْهَم وكذلك الكُمَيْتُ من أَسماء الخمر فيها حُمرة وسواد والمصدر الكُمْتَة ابن سيده الكُمْتةُ لونٌ بين السَّوادِ والحُمْرة يكون في الخيل والإِبل وغيرهما وقال ابن الأَعرابي الكُمْتةُ كُمْتَتانِ كُمْتةُ صُفْرةٍ وكُمْتَة حُمْرةٍ وقد كَمُتَ كَمْتاً وكُمْتةً وكَماتَةً واكْماتَّ والكُمَيْتُ من الخيل يَسْتَوي فيه المذكر والمؤَنث ولَوْنُه الكُمْتَة وهي حُمْرة يَدْخُلُها قُنُوءٌ تقول منه اكْمَتَّ الفرسُ اكْمِتاتاً واكْماتَّ اكْمِيتاتاً مثلُه وفرس كُمَيْتٌ وبعير كُمَيْتٌ وكذلك الأُنثى بغير هاء قال الكَلْحبةُ كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ ولكِنْ كَلَوْنِ الصَّرْفِ عُلَّ به الأَديمُ يعني أَنها خالصة اللون لا يُحْلَفُ عليها أَنها ليست كذلك قال ثعلب يقول هذه الفرس بَيِّنٌ أَنها إِلى الحُمْرة لا إِلى السَّواد قال سيبويه سأَلت الخليل عن كُمَيْتٍ فقال هو بمنزلة جُمَيلٍ يعني الذي هو البُلْبُلُ وقال إِنما هي حُمْرة يُخالِطُها سوادٌ ولم تَخْلُصْ وإِنما حَقَّروها لأَنها بين السواد والحمرة ولم تَخْلُصْ لواحد منهما فيقالَ له أَسْوَدُ أَو أَحمر فأَرادوا بالتصغير أَنه منهما قريب وإِنما هذا كقولك هو دُوَيْنُ ذاك انتهى كلام سيبويه قال ابن سيده وقد يُوصَفُ به المَواتُ قال ابن مقبل يَظَلاَّنِ النهارَ برأْسِ قُفٍّ كُمَيْتِ اللَّوْنِ ذي فَلَكٍ رفيعِ قال واستعمله أَبو حنيفة في التِّين فقال في صفة بعض التِّين هو أَكْبَر تِينٍ رآه الناسُ أَحْمَرُ كُمَيْتٌ والجمع كُمْتٌ كَسَّروه على مُكَبَّره المُتَوَهَّم وإِن لم يُلْفَظ به لأَن المُلَوَّنة يَغْلِبُ عليها هذا البِناء الأَحْمَرُ والأَشْقر قال طُفَيْل وكُمْتاً مُدَمَّاةً كأَنَّ مُتُونَها جَرَى فَوْقَها واسْتَشْعَرَتْ لَوْنَ مُذْهَبِ قال أَبو عبيدة فَرْقُ ما بين الكُمَيْتِ والأَشْقَر في الخيل بالعُرْفِ والذَّنَبِ فإِن كانا أَحْمَرَين فهو أَشْقَرُ وإِن كانا أَسودين فهو كُمَيْتٌ قال والوَرْدُ بينهما والكُمَيْتُ للذكر والأُنثى سواء يقال مُهْرة كُمَيْتٌ جاء عن العرب مُصَغَّراً كما تَرى قال الأَصمعي في أَلوان الإِبل بعير أَحمر إِذا لم يُخالِطْ حُمْرتَه شيء فإِن خَالَطَ حُمْرَتَه قُنوءٌ فهو كُمَيْتٌ وناقة كُمَيْتٌ فإِن اشْتَدَّت الكُمْتَةُ حتى يدخلَها سوادٌ فتلك الرُّمْكَة وبعير أَرْمَكُ فإِن كان شديدَ الحمرة يَخْلِطُ حُمْرَتَه سوادٌ ليس بخالصٍ فتِلْكَ الكُلْفَة وهو أَكلَفُ وناقة كَلْفاء والعَرَب تقول الكُمَيْتُ أَقْوَى الخيل وأَشَدُّها حوافِرَ وقوله فلو تَرَى فيهنَّ سِرَ العِتْقِ بَيْنَ كَماتِيٍّ وحُوٍّ بُلْقِ جمعه على كَمْتاءَ وإِن لم يُلْفَظْ به بعد أَن جعله اسماً كصَحْراء والكُمَيْتُ فرس المُعْجَبِ بن سُفْيان صفةٌ غالبة والكُمَيْتُ من أسماء الخمر لما فيها من سواد وحُمْرة وفي المحكم الكُمَيْتُ الخمر التي فيها سَواد وحُمْرة والمصْدَر الكُمْتَةُ وقال أَبو حنيفة هو اسم لها كالعَلَم يريد أَنه قد غَلَب عليها غَلَبةَ الاسمِ العَلَمِ وإِن كان في أَصله صفةً وقد كُمِّتَتْ صُيِّرتْ بالصَّنْعة كُمَيْتاً قال كثير عزة إِذا ما لَوَى صِنْعٌ به عَرَبِيَّةً كَلَوْنِ الدِّهانِ وَرْدَةً لم تُكَمَّتِ قال أَبو منصور ويقال تَمْرة كُمَيْتٌ في لونها وهي من أَصلَبِ التُّمْرانِ لِحاءً وأَطْيَبِها مَمْضَغَةً قال الشاعر
( * قوله « قال الشاعر » هو الاسود بن يعفر وصدره كما في التكملة « وكنت إِذا ما قرّب الزاد مولعاً » ومعنى لم توسف لم تقشر )
بكُلِّ كُمَيْتٍ جَلْدَةٍ لم تُوَسَّفِ ابن الأَعرابي الكَمِيتُ الطويلُ التامّ من الشهور والأَعْوام والكُمَيْتُ بنُ مَعْروفٍ شاعر مَعْروف

كنبت
( * قوله « كنبت » أَثبتها بالتاء المثناة من فوق ولا أَصل لها بل هي بالمثلثة في رباعي المحكم والمجد والتكملة والتهذيب ولم يذكر هنا مادة ك ن ت وذكرها في ك و ن مخالفاً للجماعة ) ابن دريد رجل كُنْبُتٌ وكُنابِتٌ مُنْقَبض بَخِيل قال وتَكَنْبَتَ الرجلُ إِذا تَقَبَّض ورجل كُنْبُتٌ وهو الصُّلْبُ الشديد

كنعت
الكَنْعَتُ ضَرْبٌ من سَمَك البحر كالكَنْعَد وأُرى تاءَه بدَلاً

كوت
الكُوتِيُّ القصير

كيت
التَّكْيِيتُ تَيْسِيرُ الجَِهازِ وكَيَّتَ الجَهازَ يَسَّرَهُ وتقول كَيِّتْ جَِهازَكَ قال كَيِّت جَهازَكَ إِمَّا كُنْتَ مُرْتَحِلاً إِني أَخافُ على أَذوادِكَ السَّبُعا وكان من الأَمر كَيْتَ وكَيْتَ وإِن شئت كسرت التاء وهي كناية عن القِصَّة أَو الأُحْدوثة حكاها سيبويه قال الليث تقول العرب كانَ من الأَمر كَيْتَ وكَيْتَ قال وهذه التاء في الأَصل هاء مثل ذَيْتَ وأَصلها كَيَّه وَذيَّه بالتشديد فصارت تاء في الوصل وفي الحديث بئسما لأَحدِكم أَن يقولَ نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ قال ابن الأَثير هي كناية عن الأَمر نحو كذا وكذا وفي النوادر كَيَّتَ الوِكاءَ تَكْييتاً وحَشاه بمعنى واحدٍ

لبت
لَبَتَ يَدَه لَبْتاً لَواها واللَّبْتُ أَيضاً ضَرْبُ الصَّدْرِ والبَطْنِ والأَقرابِ بالعَصا الأَزهري في ترجمة بأَس إِذا قال الرجل لِعَدُوِّه لا بَأْسَ عليك فقد أَمَّنه لأَنه نَفى البأْس عنه وهو في لغة حِمْيَر لَباتِ أَي لا بأْسَ قال شاعرهم شَرِبنا اليَومَ إِذ عَصَبَتْ غَلابِ بتَسْهِيدٍ وعَقْدٍ غَيْرِ بَيْنِ تَنادَوا عِنْدَ غَدْرِهمُ لَباتِ وقد بَرَدَتْ مَعاذِرُ ذِي رُعَيْنِ ولَباتِ بلغتهم لا بأْسَ قال كذا وجدته في كتاب شمر

لتت
لَتَّ السَّوِيقَ والأَقِطَ ونحوَهما يَلُتُّه لَتًّا جَدَحَه وقيل بَسَّه بالماء ونحوه أَنشد ابن الأَعرابي سَفَّ العَجوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتا واللُّتَاتُ ما لُتَّ به الليث اللَّتُّ بَلُّ السَّوِيق والبَسُّ أَشَدُّ منه يقال لَتَّ السَّوِيقَ أَي بَلَّه ولَتَّ الشيءَ يلُتُّهُ إِذا شَدَّه وأَوثَقَه وقد لُتَّ فلاَنٌ بفلانٍ إِذا لُزَّ به وقُرِنَ معه واللاَّتُّ فيما زَعَمَ قومٌ من أَهل اللغة صخرة كان عندها رجلٌ يَلُتُّ السَّويقَ للحاجِّ فلما مات عُبِدَتْ قال ابن سيده ولا أَدري ما صحة ذلك وسيأْتي ذِكْرُ اللاَّتِ بالتخفيف في موضعه الليث اللَّتُّ الفِعْلُ من اللُّتاتِ وكلُّ شيء يُلَتُّ به سَوِيقٌ أَو غيره نحو السَّمْن ودُهْنِ الأَلْيَةِ وفي حديث مجاهدٍ في قوله تعالى أَفَرَأَيْتُم اللاَّتَّ والعُزَّى ؟ قال كان رجلٌ يَلُتُّ السويقَ لهم وقرأَ أَفرأَيتم اللاَّتَّ والعُزَّى ؟ بالتشديد قال الفراء والقراءة اللاَّتَ بتخفيف التاء قال وأَصلُه اللاتَّ بالتشديد لأَن الصنم إِنما سمي باسم اللاَّتِّ الذي كان يَلُتُّ عند هذه الأَصنام لها السويقَ أَي يَخْلِطُه فخفف وجعل اسماً للصنم قال ابن الأَثير وذكر أَن التاء في الأَصل مخففة للتأْنيث وليس هذا بابها وكان الكسائي يقف على اللاَّه بالهاءِ قال أَبو إِسحق وهذا قياسٌ والأَجْوَدُ اتِّباعُ المصحف والوقوف عليها بالتاء قال أَبو منصور وقول الكسائي يوقف عليها بالهاء يدل على أَنه لم يجعلها من اللَّتِّ وكان المشركون الذين عبدوها عارَضُوا باسمها اسم الله تعالى اللهُ عُلُوًّا كبيراً عن إِفكهم ومُعارضتهم وإِلْحادهم في اسمه العظيم واللُّتَاتُ ما فُتَّ من قُشور الخَشَب ابن الأَعرابي اللَّتُّ الفَتّ قال امرؤ القيس يصف الحُمُر تَلُتُّ الحَصَى لَتّاً بسُمْرٍ رَزينةٍ مَوارِنَ لا كُزْمٍ ولا مَعِراتِ قال تَلُتُّ أَي تَدُقُّ والسبُّمْرُ الحَوافِرُ والكُزْمُ القِصارُ وقال هِمْيانُ في اللَّتِّ بمعنى الدَّقِّ حَطْماً على الأَنْفِ ووَسْماً عَلْبا وبالعَصَا لَتّاً وخَنْقاً سَأْبا قال أَبو منصور وهذا حرف صحيح ورُوِي عن الشافعي رضي الله عنه أَنه قال في باب التيمم ولا يجوز التيمم بلُتَاتِ الشجر وهو ما فُتَّ من قِشْره اليابس الأَعْلى قال الأَزهري لا أَدري لُتاتٌ أَم لِتاتٌ وفي الحديث ما أَبْقَى مني إِلا لُتاتاً اللُّتاتُ ما فُتَّ من قُشُور الشجر كأَنه قال ما أَبْقَى مني المرضُ إِلا جِلْداً يابساً كقِشْرَةِ الشجرة

لحت
لَحَته لَحْتاً بَشَره وقَشَرَه كنَحَتَه نَحْتاً عن ابن الأَعرابي وقال هذا رجل لا يَضِيرُك عليه نَحْتاً ولَحْتاً أَي ما يَزيدُك عليه نَحْتاً للشِّعْر ولَحْتاً له الأَزهري بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتُ أَي بَرْدٌ صادق ولَحَتَ فلانٌ عَصاه لَحْتاً إِذا قَشَرها ولَحَتَهُ بالعَذْلِ لَحْتاً مثلُه وفي الحديث إِن هذا الأَمْرَ لا يزالُ فيكم وأََنتم وُلاتُه ما لم تُحْدِثُوا أَعمالاً فإِذا فَعَلْتم كذا بَعَثَ اللهُ عليكم شَرَّ خَلقِه فلَحَتُوكم كما يُلْحَتُ القَضِيبُ اللَّحْتُ القَشرُ ولَحَتَ العَصا إِذا قَشَرها ولَحَته إِذا أَخَذَ ما عنده ولم يَدَعْ له شيئاً واللَّحْتُ واللَّتْحُ واحدٌ مقلوب وفي رواية فالْتَحَوكُم كما يُلْتَحى القضيبُ يقال الْتَحَيْتُ القَضيبَ ولَحَوْتُه إِذا أَخَذْتَ لِحاءَه

لخت
يقال حَرٌّ سَخْتٌ لَخْتٌ شديدٌ الليث اللَّخْتُ العظيمُ الجسْمِ قال ابن سيده وأُراه مُعَرَّباً والله أَعلم

لصت
اللَّصْتُ بفتح اللام اللِّصُّ في لغة طَيّئ وجمعه لُصُوت وهم الذين يقولون للطَّسِّ طَسْتٌ وأَنشد أَبو عبيد فَتَرَكْنَ نَهْداً عَيِّلاَ أَبناؤُهُمْ وبَنِي كِنانةَ كاللُّصُوتِ المُرَّدِ وقال الزبير بن عبد المطلب ولكنَّا خُلِقْنا إِذْ خُلِقْنا لَنا الحِبَراتُ والمِسْكُ الفَتِيتُ وصَبْرٌ في المَواطنِ كلَّ يَوْمٍ إِذا خَفَّتْ من الفَزَع البُيوتُ فأَفْسَدَ بَطْنَ مكةَ بعد أُنْسٍ قَراضِبةٌ كأَنه اللُّصُوتُ

لفت
لَفَتَ وجهَه عن القوم صَرَفَه والْتَفَتَ التِفاتاً والتَّلَفُّتُ أَكثرُ منه وتَلَفَّتَ إِلى الشيء والْتَفَتَ إِليه صَرَفَ وجْهَه إِليه قال أَرَى المَوْتَ بَيْنَ السَّيْفِ والنِّطْع كامِناً يُلاحِظُنِي من حيثُ ما أَتَلَفَّتُ وقال فلما أَعادَتْ من بعيدٍ بنَظْرةٍ إِليَّ الْتِفاتاً أَسْلَمَتْها المَحاجِرُ وقوله تعالى ولا يَلْتَفِتْ منكم أَحَدٌ إِلاّ امرأَتَك أُمِرَ بتَرْكِ الالْتِفاتِ لئلا يرى عظيمَ ما يَنْزلُ بهم من العذاب وفي الحديث في صفته صلى الله عليه وسلم فإِذا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جميعاً أَراد أَنه لا يُسارِقُ النَّظَرَ وقيل أَراد لا يَلْوي عُنُقَه يَمْنةً ويَسْرةً إِذا نظَر إِلى الشيءِ وإِنما يَفْعَلُ ذلك الطائشُ الخَفيفُ ولكن كان يُقْبِلُ جميعاً ويُدْبِرُ جميعاً وفي الحديث فكانتْ مِنِّي لَفْتةٌ هي المَرَّة الواحدة من الالْتِفاتِ واللَّفْتُ اللَّيُّ ولَفَتَه يَلْفِتُه لَفْتاً لواه على غير جهته وقيل اللَّيُّ هو أَن تَرْمِيَ به إِلى جانبك ولَفَتَه عن الشيء يَلْفِتُه لَفْتاً صَرفه الفراء في قوله عز وجل أَجِئْتَنا لتَلْفِتَنا عمَّا وَجَدْنا عليه آباءَنا ؟ اللَّفْتُ الصَّرْفُ يقال ما لَفَتَك عن فلانٍ أَي ما صَرَفَك عنه ؟ واللَّفْتُ لَيُّ الشيءِ عن جهتِه كما تَقْبِضُ على عُنُق إِنسانٍ فتَلْفِتُه وأَنشد ولفَتْنَ لَفْتاتٍ لَهُنَّ خَضادُ ولَفَتُّ فلاناً عن رأْيه أَي صَرَفْتُه عنه ومنه الالْتِفاتُ وفي حديث حُذيفة إِنَّ مِن أَقْرَإِ الناسِ للقرآن مُنافِقاً لا يَدَعُ منه واواً ولا أَلِفاً يَلْفِتهُ بلسانه كما تَلْفِتُ البَقرةُ الخَلى بلسانها اللَّفْتُ اللَّيُّ ولَفَتَ الشيءَ وفَتَلَه إِذا لواه وهذا مقلوب يقال فلان يَلْفِتُ الكلامَ لَفْتاً أَي يُرْسِلُه ولا يُبالي كيف جاء والمعنى أَنه يَقْرَأَه من غير رَوِيَّةٍ ولا تَبَصُّرٍ وتعَمُّدٍ للمأْمور به غيرَ مُبالٍ بِمَتْلُوِّه كيف جاء كما تَفْعَلُ البقرةُ بالحَشيش إِذا أَكَلَتْه وأَصلُ اللَّفْتِ لَيُّ الشيء عن الطريقة المستقيمة وفي الحديث إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ البَليغَ من الرجال الذي يَلْفِتُ الكلامَ كما تَلْفِتُ البقرةُ الخَلى بلسانها يقال لَفَتَه يَلْفِتُه إِذا لواه وفَتَلَه ولَفَتَ عُنُقَه لواها اللحياني ولِفْتُ الشيءِ شِقُّه ولِفْتاه شِقَّاه واللِّفْتُ الشِّقُّ وقد أَلْفَته وتَلَفَّته ولِفْتُه مَعَك أَي صَغْوُه وقولهم لا يُلْتَفَتُ لِفْتُ فلانٍ أَي لا يُنْظَرُ إِليه واللَّفُوتُ من النساء التي تُكْثِرُ التَّلَفُّتَ وقيل هي التي يموت زوجها أَو يطلقها ويَدَعُ عليها صِبْياناً فهي تُكثِر التَّلَفُّتَ إِلى صِبْيانها وقيل هي التي لها زوج ولها ولد من غيره فهي تَلَفَّتُ إِلى ولَدها وفي الحديث لا تَتَزَوَّجَنَّ لَفُوتاً هي التي لها ولد من زوج آخر فهي لا تزال تَلْتَفِتُ إِليه وتَشْتَغِلُ به عن الزَّوْج وفي حديث الحجاج أَنه قال لامرأَة إِنكِ كَتُونٌ لفوتٌ أَي كثيرة التَّلَفُّتِ إِلى الأَشياء وقال ثعلب اللَّفُوتُ هي التي عَيْنُها لا تَثْبُتُ في موضع واحد إِنما هَمُّها أَن تَغْفُلَ عنها فتَغْمِز غيركَ وقيل هي التي فيها الْتِواءٌ وانْقِباضٌ وقال عبد الملك بن عُمَيْر اللَّفُوتُ التي إِذا سمعتْ كلامَ الرجُل التَفَتَتْ إِليه ابن الأَعرابي قال قال رجل لابْنِه إِيَّاكَ والرَّقُوبَ الغَضُوبَ القَطُوبَ اللَّفُوتَ الرَّقُوبُ التي تُراقِبُه أَن يموتَ فَترِثَه وفي حديث عمر رضي الله عنه حين وصَفَ نَفْسَه بالسياسة فقال إِني لأُرْبِعُ وأُشْبِعُ وأَنْهَزُ اللَّفُوتَ
( * قوله « وأَنهز اللفوت » الذي في النهاية وأَردَّ اللفوت وكتب بهامشها وفي رواية وأَنهز اللفوت ) وأَضُمُّ العَنُودَ وأُلْحِقَ العَطُوفَ وأَزْجُرُ العَرُوضَ قال أَبو جَميلٍ الكِلابيّ اللَّفُوتُ الناقةُ الضَّجُورُ عند الحَلَبِ تَلْتَفِتُ إِلى الحالِبِ فتَعَضُّه فيَنْهَزُها بيده فَتَدِرُّ وذلك لتَفْتَدِيَ باللَّبن من النَّهْزِ وهو الضَّرْبُ فَضَرَبها مثلاً للذي يَسْتَعْصِي ويَخْرُج عن الطاعَة والمُتَلَفَّتَةُ أَعْلى عَظْمِ العاتِقِ مما يَلي الرَّأْسَ والأَلْفَتُ القَوِيُّ اليَدِ الذي يَلْفِتُ مَنْ عالجَه أَي يَلْويه والأَلْفَتُ والأَلْفَكُ في كلام تَميم الأَعْسَرُ سمي بذلك لأَنه يَعْملُ بجانِبه الأَمْيَل وفي كلام قيس الأَحْمَقُ مِثْلُ الأَعْفَتِ والأُنْثَى لَفْتاءُ وكُّلُّ ما رَمَيْتَهُ لِجانِبكَ فقدْ لَفَتَّه واللَّفاتُ أَيضاً الأَحْمَقُ واللَّفُوتُ العَسِرُ الخُلُق الجوهري واللَّفاتُ الأَحْمَقُ العَسِرُ الخُلُق ولَفَتَ الشيءَ يَلْفِتهُ لَفْتاً عَصَدَه كما يُلْفَتُ الدقيقُ بالسَّمْن وغيره واللَّفِيتَةُ أَن يُصَفَّى ماءُ الحَنْظَلِ الأَبْيَضِ ثم تُنْصَبَ به البُرْمةُ ثم يُطْبَخَ حتى يَنْضَجَ ويَخْثُر ثم يُذَرَّ عليه دقيقٌ عن أَبي حنيفة واللَّفِيتَةُ العَصِيدة المُغَلَّظةُ وقيل هي مَرَقة تُشْبهُ الحَيْسَ وقيل اللَّفْتُ كالفَتْلِ وبه سميت العصيدة لَفِيتَةً لأَنها تُلْفَتُ أَي تُفْتَلُ وتُلْوَى وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه ذَكَرَ أَمره في الجاهلية وأَن أُمه اتَّخَذتْ لهم لَفِيتَةً من الهَبِيدِ قال أَبو عبيد اللَّفِيتَةُ العَصِيدة المُغَلَّظةُ وقيل هي ضَرْبٌ من الطَّبيخ لا أَقِفُ على حَدِّه وقال أُراه الحِساءَ ونحْوَه والهَبِيدُ الحَنْظَلُ وتَيْسٌ أَلْفَتُ مُعْوَجُّ القَرْنَيْن الليث والأَلْفَتُ من التُّيوسِ الذي اعْوَجَّ قَرْناه والتَوَيا وتَيْسٌ أَلْفَتُ بَيِّن اللَّفَتِ إِذا كان مُلْتَوِيَ أَحَدِ القَرْنَيْنِ على الآخر ابن سيده واللِّفْتُ بالكسر السَّلْجم الأَزهري السَّلْجَمُ يقال له اللِّفْتُ قال ولا أَدْرِي أَعَرَبيٌّ هو أَم لا ؟ ولَفَتَ اللِّحَاءَ عن الشَّجر لَفْتاً وحكى ابن الأَعرابي عن العُقَيْلي وعَدْتَني طَيْلَساناً ثم لَفَتَّ به فلاناً أَي أَعْطَيْتَه إِياه ولِفْتٌ موضع قال مَعْقِلُ بن خُوَيْلدٍ نَزِيعاً مُحْلِباً من آلِ لِفْتٍ لحَيٍّ بين أَثْلَة فالنِّجَامِ وفي الحديث ذِكرُ ثَنِيَّةِ لِفْتٍ وهي بين مكة والمدينة قال ابن الأَثير واخْتُلِفَ في ضَبْطه الفاء فسُكِّنَتْ وفُتِحَتْ ومنهم من كسر اللام مع السكون

لكت
اللَّكَتُ
( * قوله « اللكت » أَي بالمثناة الفوقية محركاً أَثبته ابن سيده وحده في المحكم وأَهمله المجد وأثبته بالمثلثة تبعاً للصاغاني والتهذيب ) تَشَقُّقٌ في مِشْفَرِ البعير

لوت
لاتَه يَلُوتُه لَوْتاً نَقَصَه حَقَّه وسنذكر ذلك في ليت ولاتَ كلمةٌ معناها ليس تَقَعُ على لفظ الحِينِ خاصَّةً عند سيبويه فتنصبه وقد يُجَرُّ بها ويُرْفَعُ إِلا أَنك إِذا لم تُعْمِلْها في الحين خاصَّةً لم تُعْمِلها فيما سواه وزَعَمُوا أَنها لا زِيدتْ عليها التاء والله أَعلم

ليت
لاتَه حَقَّه يَليتُه لَيْتاً وأَلاتَه نَقَصه والأُولى أَعلى وفي التنزيل العزيز وإِن تُطيعُوا اللهَ ورَسُولَه لا يَلِتْكُمْ من أَعمالكم شيئاً قال الفراء معناه لا يَنْقُصْكم ولا يَظْلِمْكم من أَعمالكم شيئاً وهو من لاتَ يَلِيتُ قال والقُرَّاءُ مجتمعون عليها قال الزجاج لاتَه يَلِيتُه وأَلاتَه يُلِيتُه وأَلَته يَأْلِتُه إِذا نَقَصَه وقُرئ قوله تعالى وما لِتْناهم بكسر اللام مِن عَمَلِهمْ مِن شيء قال لاتَه عن وَجْهه أَي حَبَسَه يقول لا نُقْصانَ ولا زيادة وقيل في قوله وما أَلَتْناهم قال يجوز أَن يكون من أَلَتَ ومن أَلاتَ قال ويكون لاتَه يَلِيتُه إِذا صَرَفه عن الشيء وقال عُرْوة بن الوَرْد ومُحْسِبةٍ ما أَخْطَأَ الحَقُّ غَيْرَها تَنَفَّسَ عنْها حَيْنُها فهي كالشَّوي فأَعْجَبَنِي إِدامُها وسَنامُها فبِتُّ أُلِيتُ الحَقَّ والحَقُّ مُبْتَلِي أَنشده شمر وقال أُلِيتُ الحقَّ أُحِيلُه وأَصْرِفُه ولاتَه عن أَمْره لَيْتاً وأَلاتَهُ صَرَفه ابن الأَعرابي سمعت بعضهم يقول الحمد لله الذي لا يُفاتُ ولا يُلاتُ ولا تَشْتَبهُ عليه الأَصوات يُلاتُ من أَلاتَ يُلِيتُ لغة في لاتَ يَلِيتُ إِذا نَقَصَ ومعناه لا يُنْقَصُ ولا يُحْبسُ عنه الدُّعاء وقال خالد بنُ جَنْبةَ لا يُلاتُ أَي لا يَأْخُذُ فيه قولُ قائل أَي لا يُطيعُ أَحَداً قال وقيل للأَسدِيَّة ما المُداخَلَةُ ؟ فقالت أَن تُلِيتَ الإِنسانَ شيئاً قد عَمِلَهُ أَي تَكْتُمَه وتأْتي بِخَبرٍ سواه ولاتَه لَيْتاً أَخْبَرَه بالشيء على غير وجهه وقيل هو أَن يُعَمِّيَ عليه الخَبَر فيُخْبرَه بغير ما سأَله عنه قال الأَصمعي إِذا عَمَّى عليه الخَبَر قيل قد لاتَه يَليتُه لَيْتاً ويقال ما أَلاتَه من عَمَله شيئاً أَي ما نَقَصَه مثل أَلَته عنه وأَنشد لعَدِيّ بن زيد ويَاْكُلْنَ ما أَعْنَى الوَلِيُّ فلم يُلِتْ كأَنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزَارِعَا قوله أَعْنَى أَنْبَتَ والوَلِيُّ المَطَرُ تَقَدَّمه مطَرٌ والضمير في يَأْكُلْنَ يَعُودُ على حُمُرٍ ذكرها قبل البيت وقوله تعالى ولاتَ حِينَ مَنَاصٍ قال الأَخْفَش شَبَّهوا لاتَ بلَيْسَ وأَضمروا فيها اسمَ الفاعل قال ولا يكون لاتَ إِلاَّ مع حِينَ قال ابن بري هذا القول نسبه الجوهري للأَخفش وهو لسيبويه لأَنه يرى أَنها عاملة عمل ليس وأَما الأَخفش فكان لا يُعْمِلُها ويَرْفَعُ ما بعدها بالابتداء إِن كان مرفوعاً وينصبه بإِضمار فعلٍ إِن كان منصوباً قال وقد جاء حذف حين من الشعر
( * قوله « من الشعر » كذا قال الجوهري أيضاً وقال في المحكم انه ليس بشعر ( قال مازنُ بن مالك حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ وأَنَّى لَكَ مَقْرُوع فحذف الحين وهو يريده وقرأَ بعضهم ولاتَ حِينُ مَنَاصٍ فرفع حين وأَضْمَر الخَبر وقال أَبو عبيد هي لا والتاء إِنما زِيدت في حين وكذلك في تَلانَ وأَوانَ كُتِبَتْ مفردة قال أَبو وَجْزة العاطِفُونَ تَحِينَ ما مِنْ عاطِفٍ والمُطْعِمُونَ زَمانَ أَينَ المُطْعِمُ ؟ قال ابن بري صواب إِنشاده العاطِفُونَ تَحِينَ ما مِنْ عاطِفٍ والمُنْعِمُونَ زَمانَ أَيْنَ المُنْعِمُ ؟ واللاَّحِفُونَ جِفانَهُمْ قَمْعَ الذُّرَى والمُطْعِمُونَ زَمانَ أَيْنَ المُطْعِمُ ؟ قال المُؤَرِّجُ زيدت التاء في لات كما زيدت في ثُمَّت ورُبَّت واللَّيتُ بالكسر صَفْحة العُنُق وقيل اللِّيتان صَفْحَتا العُنُق وقيل أَدْنَى صَفْحَتَي العُنُق من الرأْس عليهما يَنْحَدِرُ القُرْطَانِ وهما وراء لِهْزِمَتَي اللَّحْيَيْن وقيل هما موضع المِحْجَمَتَيْن وقيل هما ما تَحْتَ القُرْطِ من العُنُق والجمع أَلْياتٌ ولِيتَةٌ وفي الحديث يُنْفَخُ في الصور فلا يَسمَعُه أَحدٌ إِلا أَصْغَى لِيتاً أَي أَمَالَ صَفْحة عُنُقِه ولِيتُ الرَّمْلِ لُعْطُه وهو ما رَقَّ منه وطالَ أَكثر من الإِبطِ واللَّيتُ ضَربٌ من الخَزَمِ ولَيْتَ بفتح اللام كلمةُ تَمنٍّ تقول ليتني فَعَلْتُ كذا وكذا وهي من الحروف الناصبة تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الخبر مثل كأَنَّ وأَخواتها لأَِنها شابهت الأَفعال بقوَّة أَلفاظها واتصال أَكثر المضمرات بها وبمعانيها تقول ليت زيداً ذاهبٌ قال الشاعر يا لَيْتَ أَيامَ الصِّبا رَواجِعَا فإِنما أَراد يا لَيْتَ أَيام الصِّبا لنا رواجع نصبه على الحال قال وحكى النحويون أَن بعض العرب يستعملها بمنزلة وَجَدْتُ فيُعَدِّيها إِلى مفعولين ويُجْريها مُجْرَى الأَفعال فيقول ليت زيداً شاخصاً فيكون البيت على هذه اللغة ويقال لَيْتي ولَيْتَنِي كما قالوا لعَلِّي ولَعَلَّنِي وإِنِّي وإِنَّنِي قال ابن سيده وقد جاء في الشعر لَيْتي أَنشد سيبويه لزيدِ الخَيْلِ تَمَنَّى مِزْيَدٌ زَيْداً فلاقَى أَخاً ثِقَةً إِذا اخْتَلَفَ العَوَالي كمُنْيَةِ جابرٍ إِذ قال لَيْتِي أُصادِفُه وأُتْلِفُ جُلَّ مَالِي ولاتَهُ عن وَجْهِه يَلِيتُه ويَلُوتُه لَيْتاً أَي حَبَسه عن وَجْهه وصَرَفه قال الراجز وليلةٍ ذاتِ نَدًى سَرَيْتُ ولم يَلِتْنِي عن سُراها لَيْتُ وقيل معنى هذا لم يَلِتْني عن سُراها أَنْ أَتَنَدَّم فأَقول لَيْتَني ما سَرَيْتُها وقيل معناه لم يَصْرِفْني عن سُراها صارِفٌ إِن لم يَلِتْني لائِت فوضع المصدر موضع الاسم وفي التهذيب إِن لم يَثْنِني عنها نَقْصٌ ولا عَجْزٌ عنها وكذلك أَلاته عن وَجْهه فَعَلَ وأَفْعَلَ بمعنًى

متت
الليث متَّى اسم أَعجمي والمَتُّ كالمَدّ إِلا أَن المَتَّ يُوصَلُ بقَرابةٍ ودالةٍ يُمَتُّ بها وأَنشد إِن كنتَ في بَكْرٍ تَمُتُّ خُؤُولةً فأَنا المُقَابَلُ في ذُرَى الأَعْمامِ والمَاتَّة الحُرْمةُ والوَسِيلَةُ وجمْعُها مَوَاتُّ يقال فلان يَمُتُّ إِليك بقَرابةٍ والمَوَاتُّ الوسائلُ ابن سيده مَتَّ إِليه بالشيء يُمُتُّ متًّا تَوَسَّلَ فهو ماتٌّ أَنشد يعقوب تَمُتُّ بأَرْحامٍ إِليك وَشِيجَةٍ ولا قُرْبَ بالأَرْحَامِ ما لم تُقَرَّبِ والمَتَاتُ ما مُتَّ به ومَتَّه طَلَبَ إِليه المَتاتَ ابن الأَعرابي مَتْمَتَ الرجلُ إِذا تَقَرَّبَ بِمَوَدَّةٍ أَو قَرَابة قال النَّضْر مَتَتُّ إِليه برَحِمٍ أَي مَدَدْتُ إِليه وتَقَرَّبْتُ إِليه وبيننا رَحِمٌ ماتَّةٌ أَي قريبة وفي حديث علي كرم الله وجهه لا يُمُتَّانِ إِلى الله بِحَبْلٍ ولا يَمُدَّانِ إِليه بسبب المَتُّ التَّوَسُّلُ والتَّوصُّلُ بحُرْمةٍ أَو قرَابة أَو غير ذلك ومَتَّ في السَّير كمَدَّ والمَتُّ المَدُّ مَدُّ الحَبْل وغيره يقال مَتَّ ومَطَّ وقَطَلَ
( * قوله « وقطل » كذا بالأَصل والتهذيب ولعله محرف عن معط بالميم والعين المهملة ) ومَغَطَ وشبَحَ بمعنى واحد ومتَّ الشيءَ مَتًّا مدَّه وتَمَتَّى في الحَبْل اعْتَمَدَ فيه ليَقْطَعَه أَو يُمُدَّه وتَمَتَّى لغة كتَمَطَّى في بعض اللغات وأَصلُهما جميعاً تَمَتَّتَ فكرهوا تضعيفه فأُبْدلَتْ إِحدى التاءين ياء كما قالوا تَظَنَّى وأَصله تَظَنَّن غير أَنه سُمع تَظَنَّنَ ولم يُسْمع تمَتَّتَ في الحَبْل ومتٌّ اسم ومتَّى أَبو يونُسَ عليه السلام سُرْيانيّ وقيل إِنما سمي مَتْثَى وهو مذكور في موضعه من حرف الثاء الأَزهري يونس بنُ مَتَّى نبيٌّ كان أَبوه يسمى مَتَّى على فَعْلَى فُعِل ذلك لأَنهم لما لم يكن لهم في كلامهم في إِجراء الاسم بعد فتحه على بناء مَتَّى حملوا الياء على الفتحة التي قبلها فجعلوها أَلفاً كما يقولون من غَنَّيْتُ غَنَّى ومن تَغَنَّيْتُ تَغَنَّى وهي بلغة السريانية مَتَّى وأَنشد أَبو حاتم قول مُزاحم العُقَيْليِّ أَلم تَسْأَلِ الأَطْلالَ متَّى عُهودُها ؟ وهلْ تَنْطِقَنْ بَيْداءُ قَفْرٌ صَعِيدُها ؟ قال أَبو حاتم سأَلت الأَصمعي عن مَتَّى في هذا البيت فقال لا أَدري وقال أَبو حاتم ثَقَّلَها كما تُثَّقَّلُ رُبَّ وتخفف وهي مَتَى خفيفةً فثَقَّلَها قال أَبو حاتم وإِن كان يريد مصدر مَتَتُّ مَتًّا أَي طَويلاً أَو بعِيداً عُهودُها بالناس فلا أَدري والمَتُّ النَّزْعُ على غير بَكَرةٍ

محت
عَرَبيٌّ مَحْتٌ بَحْتٌ أَي خالص ويوم مَحْتٌ شديدُ الحَرِّ مثلُ حَمْتٍ وليلة مَحْتةٌ وقد مَحُتَا والمَحْتُ العاقل اللبيبُ وقيل المجتمعُ القلبِ الذَّكِيُّه وجَمْعُه مُحُوتٌ ومُحَتاء كأَنهم توهَّمُوا فيه مَحِيتاً كما قالوا سَمْحٌ وسُمَحَاءُ والمَحْتُ الشديد من كل شيء

مرت
المَرْتُ مفازة لا نبات فيها أَرْضٌ مَرْتٌ ومكان مَرتٌ قَفْرٌ لا نبات فيه وقيل الأَرضُ التي لا نَبْتَ فيها وقيل المَرْتُ الذي ليس به قليل ولا كثير وقيل هو الذي لا يَجفُّ ثَرَاه ولا يَنْبُت مَرْعاه وقيل المَرْتُ الأَرضُ التي لا كلأَ بها وإِن مُطِرَتْ والجمع أَمْراتٌ ومُرُوتٌ قال خِطامٌ المُجاشِعِيُّ ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرْتَيْنِ ظَهْرَاهُما مثلُ ظُهورِ التُّرْسَيْن جُبْتُهما بالنَّعْتِ لا بالنَّعْتَيْن والاسم المُروتةُ وحكى بعضهم أَرضٌ مَرُوتٌ كمَرْتٍ قال كثير وقَحَّمَ سَيْرَنا من قُورِ حِسْمَى مَرُوتُ الرِّعْيِ ضاحيةُ الظِّلالِ هكذا رواه أَبو سعيد السُّكَّري بالفتح وغيره يَرْوِيه مُرُوتُ الرِّعْيِ بالضم وقيل أَيضاً أَرضٌ مَمْرُوتةٌ قال ابن هَرْمَةَ كم قد طَوَيْنَ إِليك من مَمْرُوتَةٍ ومَناقِلٍ مَوْصُولةٍ بِمَناقِلِ وأَرضٌ مَرْتٌ ومَرُوتٌ فإِنْ مُطِرَتْ في الشتاء فإِنها لا يقال لها مَرْتٌ لأَِن بها حينئذ رَصَداً والرَّصَدُ الرَّجاءُ لها كما تُرْجَى الحاملة ويقال أَرضٌ مُرْصِدة وهي قد مُطِرَتْ وهي تُرْجَى لأَن تُنْبِتَ قال رؤْبة مَرْتٌ يُنَّاصِي خَرْقَها مَرُوتُ وقول ذي الرمة يَطْرَحْنَ بالمهَارِقِ الأَغْفَالِ كلَّ جَنِينٍ لَثِقِ السِّرْبالِ حَيِّ الشَّهِيقِ مَيِّتِ الأَوْصالِ مَرْتِ الحَجاجَيْنِ من الإِعْجالِ يصف إِبلاً أَجهَضَت أَولادَها قبلَ نَبات الوَبر عليها يقول لم يَنْبُتْ شَعَرُ حَجاجَيْهِ قال أَبو منصور كأَنَّ التاء مبدلة من المَرْثِ ورجلٌ مَرْتُ الحاجب إِذا لم يكن على حاجبه شعر وأَنشد بيت ذي الرمة مَرْتِ الحَجاجَينِ من الإِعْجالِ والمَرُّوتُ بلد لباهلةَ وعَزاه الفَرَزدَقُ والبَعِيثُ إِلى كُلَيْبٍ فقال الفرزدق تقول كليبٌ حينَ مَتَّتْ جُلُودُها وأَخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِها كلُّ جانِبِ وقال البَعِيثُ أَأَنْ أَخْصَبَتْ مِعْزَى عَطِيَّةَ وارْتَعَتْ تِلاعاً من المَرُّوتِ أَحْوَى جَمِيمُها إِلى أَبيات كثيرة نسبا فيها المَرُّوت إِلى كُلَيْبٍ الصحاح المَرُّوتُ بالتشديد اسم وادٍ قال أَوسٌ وما خَليجٌ من المَرُّوتِ ذو شُعَبٍ يَرْمِي الضَّريرَ بخُشْبِ الطَّلْحِ والضَّالِ ومنه يوم المَرُّوت بين بني قُشَيرٍ وتَميم ومَرَتَ الخُبْزَ في الماء كمَرَدَه حكاه يعقوب وفي المُصَنَّف مَرَثَه بالثاء والمَرْمَريتُ الداهيةُ وقال بعضهم إِنَّ التاءَ بدل من السين

مصت
مَصَتَ الرجلُ المرأَةَ مَصْتاً نَكَحَها كمَصَدَها غيره المَصْتُ لغة في المَصْدِ فإِذا جعلوا مكانَ السين صاداً جعلوا مكان الطاء تاء وهو أَن يُدْخِلَ يَدَه فيَقْبِضَ على الرَّحِم فيَمْصُتَ ما فيها مَصْتاً ابن سيده مَصَتَ الناقَةَ مَصْتاً قَبَضَ على رَحِمها وأَدخل يَده فاستخرجَ ماءَها والمَصْتُ خَرْطُ ما في المَعي بالأَصابع لإِخراج ما فيه

معت
مَعَتَ الأَدِيمَ يَمْعَتُه مَعْتاً دَلَكه وهو نحوٌ من الدَّلْكِ

مقت
المَقِيتُ الحافِظُ الأَزهري المُقِيتُ الميم فيه مضمومة وليست بأَصلية وهو في المعتلات ابن سيده المَقْتُ أَشَدُّ الإِبْغاضِ مَقُتَ مَقاتَةً ومَقَتَه مَقْتاً أَبْغضه فهو مَمْقُوتٌ ومَقِيتٌ ومَقَّتَه قال ومن يُكْثِرِ التَّسْآلَ يا حُرُّ لا يَزَلْ يُمَقَّتُ في عَينِ الصَّدِيقِ ويَصْفَحُ وما أَمْقَتَه عندي وأَمْقَتَني له قال سيبويه هو على معنيين إِذا قلت ما أَمْقَتَه عندي فإِنما تُخْبر أَنه ممقوت وإِذا قلتَ ما أَمْقَتَني له فإِنما تُخْبر أَنك ماقِتٌ وقال قتادة في قوله لمَقْتُ اللهِ أَكْبر من مَقْتِكم أَنْفُسَكم قال يقول لمَقْتُ اللهِ إِياكم حين دُعِيتُم إِلى الإِيمان فلم تؤْمنوا أَكبرُ من مَقْتكْم أَنفسَكم حين رأَيتم العذاب قال الليث المَقْتُ بُغْضٌ عن أَمر قبيح رَكِبَه فهو مَقِيتٌ وقد مَقُتَ إِلى الناس مَقاتةً الزجاج في قوله تعالى ولا تَنْكِحُوا ما نَكح آباؤُكم من النساء إِلاَّ ما قد سَلَف إِنه كان فاحشةً ومَقْتاً وساءَ سبيلاَّ قال المَقْتُ أَشدّ البُغْض المعنى أَنهم أُعْلِمُوا أَن ذلك في الجاهلية كان يقال له مَقْتٌ وكان المولود عليه يقال له المَقْتيُّ فأُعْلِمُوا أَن هذا الذي حُرّم عليهم من نكاح امرأَةِ الأَبِ لم يَزَلْ مُنْكَراً في قلوبهم مَمْقُوتاً عندهم ابن سيده المَقْتِيُّ الذي يتزوج امرأَة أَبيه وهو من فعل الجاهلية وتَزويجُ المَقْتِ فِعْلُ ذلك وفي الحديث لم يُصِبْنا عيبٌ من عُيوب الجاهلية في نكاحها ومَقْتها المَقْتُ في الأَصل أَشدُّ البُغْض ونكاحُ المَقْتِ أَن يَتَزَوَّجَ الرجلُ امرأَةَ أَبيه إِذا طَلَّقها أَو ماتَ عنها وكان يُفْعل في الجاهلية وحَرَّمه الإِسلامُ

مكت
مَكَتَ بالمكان أَقام كمَكَدَ الأَزهري في آخر ترجمة مكت ابن الأَعرابي يقال اسْتَمْكَتَ العُدُّ فافتَحْه والعُدُّ البَثْرة واسْتِمْكاتُها أَن تَمْتلئَ قَيحاً وفَتْحُها شَقُّها وكَسْرُها

ملت
ابن سيده مَلَته يَمْلِته مَلْتاً كمَتَله أَي زَعْزَعَه أَو حَرَّكه قال الأَزهري لا أَحفظ لأَحد من الأَثمة في مَلَت شيئاً وقد قال ابن دريد في كتابه مَلَتُّ الشيءَ مَلْتاً ومَتَلْتُه مَتْلاً إِذا زَعْزَعْته وحَرَّكته قال ولا أَدري ما صحته

موت
الأَزهري عن الليث المَوْتُ خَلْقٌ من خَلق اللهِ تعالى غيره المَوْتُ والمَوَتانُ ضِدُّ الحياة والمُواتُ بالضم المَوْتُ ماتَ يَمُوتُ مَوْتاً ويَمات الأَيرة طائيَّة قال بُنَيَّ يا سَيِّدةَ البَناتِ عِيشي ولا يُؤْمَنُ أَن تَماتي
( * قوله « بني يا سيدة إلخ » الذي في الصحاح بنيتي سيدة إلخ ولا نأمن إلخ )
وقالوا مِتَّ تَموتُ قال ابن سيده ولا نظير لها من المعتل قال سيبويه اعْتَلَّتْ من فَعِلَ يَفْعُلُ ولم تُحَوَّلْ كما يُحَوَّلُ قال ونظيرها من الصحيح فَضِلَ يَفْضُل ولم يجئ على ما كَثُر واطَّرَدَ في فَعِل قال كراع ماتَ يَمُوتُ والأَصْلُ فيه مَوِتَ بالكسر يَمُوتُ ونظيره دِمْتَ تَدومُ إِنما هو دَوِمَ والاسم من كل ذلك المَيْتةُ ورجل مَيِّتٌّ ومَيْتٌ وقيل المَيْتُ الذي ماتَ والمَيِّتُ والمائِتُ الذي لم يَمُتْ بَعْدُ وحكى الجوهريُّ عن الفراء يقال لمنْ لم يَمُتْ إِنه مائِتٌ عن قليل ومَيِّتٌ ولا يقولون لمن ماتَ هذا مائِتٌ قيل وهذا خطأٌ وإِنما مَيِّتٌ يصلح لِما قد ماتَ ولِما سَيَمُوتُ قال الله تعالى إِنك مَيِّتٌ وإِنهم مَيِّتُونَ وجمع بين اللغتين عَدِيُّ بنُ الرَّعْلاء فقال ليس مَن مات فاسْتراحَ بمَيْتٍ إِنما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ إِنما المَيْتُ مَن يَعِيشُ شَقِيّاً كاسِفاً بالُه قليلَ الرَّجاءِ فأُناسٌ يُمَصَّصُونَ ثِماداً وأُناسٌ حُلُوقُهمْ في الماءِ فجعلَ المَيْتَ كالمَيِّتِ وقومٌ مَوتى وأَمواتٌ ومَيِّتُون ومَيْتون وقال سيبويه كان بابُه الجمع بالواو والنون لأَن الهاء تدخل في أُنثاه كثيراً لكنَّ فَيْعِلاً لمَّا طابَقَ فاعلاً في العِدَّة والحركة والسكون كَسَّرُوه على ما قد يكسر عليه فأُعِلَّ كشاهدٍ وأَشهاد والقولُ في مَيْتٍ كالقول في مَيِّتٍ لأَنه مخفف منه والأُنثى مَيِّتة ومَيْتَة ومَيْتٌ والجمع كالجمع قال سيبويه وافق المذكر كما وافقه في بعض ما مَضى قال كأَنه كُسِّرَ مَيْتٌ وفي التنزيل العزيز لِنُحْيِيَ به بَلدةً مَيْتاً قال الزجاج قال مَيْتاً لأَن معنى البلدة والبلد واحد وقد أَماتَه اللهُ التهذيب قال أَهل التصريف مَيِّتٌ كأَنَّ تصحيحَه مَيْوِتٌ على فَيْعِل ثم أَدغموا الواو في الياء قال فَرُدَّ عليهم وقيل إِن كان كما قلتم فينبغي أَن يكون مَيِّتٌ على فَعِّلٍ فقالوا قد علمنا أَن قياسه هذا ولكنا تركنا فيه القياسَ مَخافَة الاشتباه فرددناه إِلى لفظ فَيْعِلٍ لأَن مَيِّت على لفظ فَيعِل وقال آخرون إِنما كان في الأَصل مَوْيِت مثل سَيِّد سَوْيدٍ فأَدغمنا الياء في الواو ونقلناه فقلنا مُيِّتٌ وقال بعضهم قيل مَيْت ولم يقولوا مَيِّتٌ لأَن أَبنية ذوات العلة تخالف أَبنية السالم وقال الزجاج المَيْتُ المَيِّتُ بالتشديد إِلاَّ أَنه يخفف يقال مَيْتٌ ومَيِّتٌ والمعنى واحد ويستوي فيه المذكر والمؤَنث قال تعالى لنُحْييَ به بلدةً مَيْتاً ولم يقل مَيْتةً وقوله تعالى ويأْتيه الموتُ من كلِّ مكان وما هو بمَيِّت إِنما معناه والله أَعلم أَسباب الموت إِذ لو جاءَه الموتُ نفسُه لماتَ به لا مَحالَة وموتُ مائتٌ كقولك ليلٌ لائلٌ يؤْخذ له من لفظه ما يُؤَكَّدُ به وفي الحديث كان شِعارُنا يا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ هو أَمر بالموت والمُراد به التَّفاؤُل بالنَّصر بعد الأَمر بالإِماتة مع حصول الغَرضِ للشِّعار فإِنهم جعلوا هذه الكلمة علامة يَتعارفُون بها لأَجل ظلمة الليل وفي حديث الثُّؤْم والبَصلِ من أَكلَهما فلْيُمِتْهما طَبْخاً أَي فلْيُبالغ في طبخهما لتذهب حِدَّتُهما ورائحتهما وقوله تعالى فلا تَموتُنَّ إِلاَّ وأَنتم مسلمون قال أَبو إِسحق إِن قال قائل كيف ينهاهم عن الموت وهم إِنما يُماتون ؟ قيل إِنما وقع هذا على سعة الكلام وما تُكْثِرُ العربُ استعمالَه قال والمعنى الزَمُوا الإِسلام فإِذا أَدْرَكَكم الموتُ صادفكم مسلمين والمِيتَةُ ضَرْبٌ من المَوْت غيره والمِيتةُ الحال من أَحوال المَوْت كالجِلْسة والرِّكْبة يقال ماتَ فلانٌ مِيتةً حَسَنةً وفي حديث الفتن فقد ماتَ مِيتةً جاهليةً هي بالكسر حالةُ الموتِ أَي كما يموتُ أَهل الجاهلية من الضلال والفُرقة وجمعُها مِيَتٌ أَبو عمرو ماتَ الرجلُ وهَمَدَ وهَوَّم إِذا نامَ والمَيْتةُ ما لم تُدْرَكْ تَذْكيته والمَوْتُ السُّكونُ وكلُّ ما سَكنَ فقد ماتَ وهو على المَثَل وماتَتِ النارُ مَوتاً بَرَدَ رَمادُها فلم يَبْقَ من الجمر شيء وماتَ الحَرُّ والبَرْدُ باخَ وماتَت الريحُ رَكَدَتْ وسَكَنَتْ قال إِني لأَرْجُو أَن تَموتَ الريحُ فأَسْكُنَ اليومَ وأَسْتَريحُ ويروى فأَقْعُدَ اليوم وناقَضُوا بها فقالوا حَيِيَتْ وماتَت الخَمْرُ سكن غَلَيانُها عن أَبي حنيفة وماتَ الماءُ بهذا المكان إِذا نَشَّفَتْه الأَرضُ وكل ذلك على المثل وفي حديث دُعاء الانتباهِ الحمدُ لله الذي أَحيانا بعدما أَماتنا وإِليه النُّشُور سمي النومُ مَوْتاً لأَنه يَزولُ معه العَقْلُ والحركةُ تمثيلاً وتَشْبيهاً لا تحقيقاً وقيل المَوتُ في كلام العرب يُطْلَقُ على السُّكون يقال ماتت الريحُ أَي سَكَنَتْ قال والمَوْتُ يقع على أَنواع بحسب أَنواع الحياة فمنها ما هو بإِزاء القوَّة النامية الموجودةِ في الحَيوانِ والنبات كقوله تعالى يُحْيي الأَرضَ بعد موتها ومنها زوالُ القُوَّة الحِسِّيَّة كقوله تعالى يا ليتني مِتُّ قبل هذا ومنها زوالُ القُوَّة العاقلة وهي الجهالة كقوله تعالى أَوَمَنْ كان مَيْتاً فأَحييناه وإِنك لا تُسْمِعُ المَوْتَى ومنها الحُزْنُ والخوف المُكَدِّر للحياة كقوله تعالى ويأْتيه الموتُ من كلِّ مكان وما هو بمَيِّتٍ ومنها المَنام كقوله تعالى والتي لم تَمُتْ في مَنامها وقد قيل المَنام الموتُ الخفيفُ والموتُ النوم الثقيل وقد يُستعار الموتُ للأَحوال الشَّاقَّةِ كالفَقْر والذُّلِّ والسُّؤَالِ والهَرَم والمعصية وغير ذلك ومنه الحديث أَوّلُ من ماتَ إِبليس لأَنه أَوّل من عصى وفي حديث موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام قيل له إِن هامان قد ماتَ فلَقِيَه فسأَل رَبَّه فقال له أَما تعلم أَن من أَفْقَرْتُه فقد أَمَتُّه ؟ وقول عمر رضي الله عنه في الحديث اللَّبَنُ لا يموتُ أَراد أَن الصبي إِذا رَضَع امرأَةً مَيِّتةً حَرُمَ عليه من ولدها وقرابتها ما يَحْرُم عليه منهم لو كانت حَيَّةً وقد رَضِعَها وقيل معناه إِذا فُصِلَ اللبنُ من الثَّدْي وأُسْقِيه الصبيُّ فإِنه يحرم به ما يحرم بالرضاع ولا يَبْطُل عملُه بمفارقة الثَّدْي فإِنَّ كلَّ ما انْفَصل من الحَيّ مَيِّتٌ إِلا اللبنَ والشَّعَر والصُّوفَ لضرورة الاستعمال وفي حديث البحر الحِلُّ مَيْتَتُه هو بالفتح اسم ما مات فيه من حيوانه ولا تكسر الميم والمُواتُ والمُوتانُ والمَوْتانُ كلُّه المَوْتُ يقع في المال والماشية الفراء وَقَع في المال مَوْتانٌ ومُواتٌ وهو الموتُ وفي الحديث يكونُ في الناس مُوتانٌ كقُعاصِ الغنم المُوتانُ بوزن البُطْلانِ الموتُ الكثير الوقوع وأَماتَه اللهُ ومَوَّتَه شُدِّد للمبالغة قال الشاعر فعُرْوةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً فها أَنا ذا أُمَوَّتُ كلَّ يَوْمِ ومَوَّتَت الدوابُّ كثُر فيها الموتُ وأَماتَ الرجلُ ماتَ وَلَدُه وفي الصحاح إِذا مات له ابنٌ أَو بَنُونَ ومَرَةٌ مُمِيتٌ ومُمِيتةٌ ماتَ ولدُها أَو بَعْلُها وكذلك الناقةُ إِذا مات ولدُها والجمع مَمَاويتُ والمَوَتانُ من الأَرض ما لم يُسْتَخْرج ولا اعْتُمِر على المَثل وأَرضٌ مَيِّتةٌ ومَواتٌ من ذلك وفي الحديث مَوَتانُ الأَرضِ لله ولرسوله فمن أَحيا منها شيئاً فهو له المَواتُ من الأَرضِ مثلُ المَوَتانِ يعني مَواتَها الذي ليس مِلْكاً لأَحَدٍ وفيه لغتان سكون الواو وفتحها مع فتح الميم والمَوَتانُ ضِدُّ الحَيَوانِ وفي الحديث من أَحيا مَواتاً فهو أَحق به المَواتُ الأَرض التي لم تُزْرَعْ ولم تُعْمَرْ ولا جَرى عليها مِلكُ أَحد وإِحْياؤُها مُباشَرة عِمارتِها وتأْثير شيء فيها ويقال اشْتَرِ المَوَتانَ ولا تشْتَرِ الحَيَوانَ أَي اشتر الأَرضين والدُّورَ ولا تشتر الرقيق والدوابَّ وقال الفراء المَوَتانُ من الأَرض التي لم تُحيَ بعْد ورجل يبيع المَوَتانَ وهو الذي يبيع المتاع وكلَّ شيء غير ذي روح وما كان ذا روح فهو الحيوان والمَوات بالفتح ما لا رُوح فيه والمَواتُ أَيضاً الأَرض التي لا مالك لها من الآدميين ولا يَنْتَفِع بها أَحدٌ ورجل مَوْتانُ الفؤَاد غير ذَكِيٍّ ولا فَهِمٍ كأَن حرارةَ فَهْمه بَرَدَتْ فماتَتْ والأُنثى مَوْتانةُ الفؤَادِ وقولهم ما أَمْوَتَه إِنما يُراد به ما أَمْوَتَ قَلْبَه لأَن كلَّ فِعْلٍ لا يَتَزَيَّدُ لا يُتَعَجَّبُ منه والمُوتةُ بالضم جنس من الجُنُونِ والصَّرَع يَعْتَري الإِنسانَ فإِذا أَفاقَ عاد إِليه عَقْلُه كالنائم والسكران والمُوتة الغَشْيُ والمُوتةُ الجُنونُ لأَنه يَحْدُثُ عنه سُكوتٌ كالمَوْتِ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كانَّ يتَعوَّذُ بالله من الشيطان وهَمْزه ونَفْثِه ونَفْخِه فقيل له ما هَمْزُه ؟ قال المُوتةُ قال أَبو عبيد المُوتَةُ الجُنونُ يسمى هَمْزاً لأَنه جَعَله من النَّخْس والغَمْزِ وكلُّ شيءٍ دفَعْتَه فقد هَمَزْتَه وقال ابن شميل المُوتةُ الذي يُصْرَعُ من الجُنونِ أَو غيره ثم يُفِيقُ وقال اللحياني المُوتةُ شِبْهُ الغَشْية وماتَ الرجلُ إِذا خَضَعَ للحَقِّ واسْتَماتَ الرجلُ إِذا طابَ نَفْساً بالموت والمُسْتَمِيتُ الذي يَتَجانُّ وليس بمَجْنون والمُسْتَميتُ الذي يَتَخاشَعُ ويَتواضَعُ لهذا حتى يُطْعمه ولهذا حتى يُطْعِمه فإِذا شَبِعَ كفَر النعمة ويقال ضَرَبْتُه فتَماوَتَ إِذا أَرى أَنه مَيِّتٌ وهو حيٌّ والمُتَماوِتُ من صفةِ الناسِك المُرائي وقال نُعَيْم ابن حَمَّاد سمعت ابنَ المُبارك يقول المُتماوتُونَ المُراؤُونَ ويقال اسْتَمِيتُوا صَيْدَكم أَي انْظُروا أَماتَ أَم لا ؟ وذلك إِذا أُصِيبَ فَشُكَّ في مَوْته وقال ابن المبارك المُسْتَمِيتُ الذي يُرى من نَفْسِه السُّكونَ والخَيْرَ وليس كذلك وفي حديث أَبي سلمَة لم يكن أَصحابُ محمد صلى الله عليه وسلم مُتَحَزِّقينَ ولا مُتَماوِتين يقال تَماوَتَ الرجلُ إِذا أَظْهَر من نَفْسِه التَّخافُتَ والتَّضاعُفَ مِن العبادة والزهد والصوم ومنه حديث عمر رضي الله عنه رأَى رجُلاً مُطأْطِئاً رأْسَه فقال ارْفَعْ رأْسَك فإِنَّ الإِسلام ليس بمريض ورأَى رجلاً مُتَماوِتاً فقال لا تُمِتْ علينا ديننا أَماتكَ اللهُ وفي حديث عائشة رضي الله عنها نَظَرَتْ إِلى رجل كادً يموت تَخافُتاً فقالت ما لهذا ؟ قيل إِنه من القُرَّاءِ فقالت كان عُمر سَيِّدَ القُرَّاءِ وكان إِذا مشى أَسْرَعَ وإِذا قال أَسْمَعَ وإِذا ضَرَبَ أَوْجَع والمُسْتَمِيتُ الشُّجاع الطالبُ للموت على حدِّ ما يجيءُ عليه بعضُ هذا النحو واسْتماتَ الرجلُ ذهب في طلب الشيءِ كلَّ مَذْهَب قال وإِذْ لم أُعَطِّلْ قَوْسَ وُدِّي ولم أُضِعْ سِهامَ الصِّبا للمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَجِ يعني الذي قد اسْتَماتَ في طلب الصِّبا واللَّهْو والنساءِ كل ذلك عن ابن الأَعرابي وقال اسْتَماتَ الشيءُ في اللِّين والصَّلابة ذهب فيهما كلَّ مَذْهَب قال قامَتْ تُرِيكَ بَشَراً مَكْنُونا كغِرْقِئِ البَيْضِ اسْتَماتَ لِينا أَي ذَهَبَ في اللِّينِ كلَّ مَذْهَب والمُسْتَميتُ للأَمْر المُسْتَرْسِلُ له قال رؤْبة وزَبَدُ البحرِ له كَتِيتُ والليلُ فوقَ الماءِ مُسْتَمِيتُ ويقال اسْتماتَ الثَّوبُ ونامَ إِذا بَليَ والمُسْتَمِيتُ المُسْتَقْتِلُ الذي لا يُبالي في الحرب الموتَ وفي حديث بَدْرٍ أَرى القومَ مُسْتَمِيتين أَي مُسْتَقْتِلين وهم الذي يُقاتِلون على الموت والاسْتِماتُ السِّمَنُ بعد الهُزال عنه أَيضاً وأَنشد أَرى إِبِلي بَعْدَ اسْتماتٍ ورَتْعَةٍ تُصِيتُ بسَجْعٍ آخِرَ الليلِ نِيبُها جاءَ به على حذف الهاءِ مع الإِعلال كقوله تعالى وإِقامَ الصلاةِ ومُؤْتة بالهمز اسم أَرْضٍ وقُتِلَ جعفر بن أَبي طالب رضوان الله عليه بموضع يقال له مُوتة من بلاد الشام وفي الحديث غَزْوة مُؤْتة بالهمز وشيءٌ مَوْمُوتٌ معروف وقد ذكر في ترجمة أَمَتَ

ميت
داري بِميتاءِ داره أَي بِحذائِها ويقال لم أَدْرِ ما مِيداءُ الطريق ومِيتاؤُه أَي لم أَدْرِ ما قَدْرُ جانبيه وبُعْدِه وأَنشد إِذا اضْطَمَّ مِيتاءُ الطريقِ عليهما مَضَتْ قُدُماً مَوْجُ الجبالِ زَهُوقُ ويروى مِيداءُ الطريق والزَّهُوقُ المُتَقَدِّمَةُ من النُّوقِ وفي حديث أَبي ثَعْلبة الخُشَنِيّ أَنه اسْتَفْتَى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في اللُّقَطة قال ما وَجَدْتَ في طَريقٍ مِيتاءٍ فَعَرِّفْه سَنَةً قال شمر مِيتاءُ الطريق ومِيداؤُه ومَحَجَّتُه واحدٌ وهو ظاهره المسلوكُ وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابنه إِبراهيم وهو يَجود بنَفْسه لولا أَنه طَريقٌ مِيتاءٌ لَحَزِنَّا عليك أَكثر مما حَزِنَّا أَراد أَنه طريق مسلوك وهو مِفْعال من الإِتْيان فإِن قلتَ طريقٌ مَأْتِيٌّ فهو مفعول من أَتَيْتُه

نأت
نَأَتَ يَنْئِتُ ويَنْأَت نأْتاً ونَئِيتاً وأَنَّ يَئِنُّ أَنِيناً بمعنًى واحدٍ غير أَن النَّئيتَ أَجْهَرُ من الأَنين ونَأَتَ إِذا أَنَّ مثل نَهَتَ ورجل نَأْآتٌ مثل نَهَّاتٍ ونَأَتَ نَأْتاً سَعى سَعْياً بطِيئاً

نبت
النَّبْتُ النَّباتُ الليث كلُّ ما أَنْبَتَ الله في الأَرض فهو نَبْتٌ والنَّباتُ فِعْلُه ويَجري مُجْرى اسمِه يقال أَنْبَتَ اللهُ النَّبات إِنْباتاً ونحو ذلك قال الفرَّاءُ إِنَّ النَّبات اسم يقوم مقامَ المَصْدَر قال اللهُ تعالى وأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً ابن سيده نَبَتَ الشيءُ يَنْبُت نَبْتاً ونَباتاً وتَنَبَّتَ قال مَنْ كان أَشْرَكَ في تَفَرُّقِ فالِجٍ فَلُبونُه جَرِبَتْ معاً وأَغَدَّتِ إِلاَّ كناشِرَةِ الذي ضَيَّعْتُمُ كالغُصْنِ في غُلَوائِه المُتَنَبِّتِ وقيل المُتَنَبِّتُ هنا المُتَأَصِّلُ وقوله إِلاَّ كناشِرة أَراد إِلاّ ناشِرة فزاد الكاف كما قال رؤْبة لواحِقُ الأَقْرابِ فيه كالمَقَقْ أَراد فيها المَقَقُ وهو مذكور في موضعه واختار بعضهم أَنْبَتَ بمعنى نَبَتَ وأَنكره الأَصمعي وأَجازه أَبو عبيدة واحتج بقول زهير حتى إِذا أَنْبَتَ البَقْلُ أَي نَبَتَ وفي التنزيل العزيز وشجرةً تخرجُ من طُورسَيْناءَ تَنْبُتُ بالدُّهْن قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو الحَضْرَميُّ تُنْبِتُ بالضم في التاء وكسر الباء وقرأَ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر تَنْبُتُ بفتح التاءِ وقال الفراءُ هما لغتان نَبَتَتِ الأَرضُ وأَنْبَتَتْ قال ابن سيده أَما تُنْبِتُ فذهبَ كثير من الناس إِلى أَن معناه تُنْبِتُ الدُّهْنَ أَي شَجرَ الدُّهْن أَو حَبَّ الدُّهْن وأَن الباءَ فيه زائدة وكذلك قول عنترة شَرِبَِتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْن فأَصْبَحَتْ زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حِياضِ الدَّيْلَمِ قالوا أَراد شَرِبَتْ ماءَ الدُّحْرُضَيْن قال وهذا عند حُذَّاقِ أَصحابنا على غير وجه الزيادة وإِنما تأْويله والله أَعلم تُنْبِتُ ما تُنْبِتُه والدُّهْنُ فيها كما تقول خرج زيدٌ بثيابه أَي وثيابُه عليه ورَكِبَ الأَمير بسيفه أَي وسيفه معه كما أَنشد الأَصمعي ومُسْتَنَّةٍ كاسْتِنانِ الخَروفِ قد قَطَّعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ أَي قَطَع الحَبْلَ ومِرْوَدُه فيه ونحو هذا قول أَبي ذُؤَيْب يصف الحمير يَعْثُرْنَ في حَدِّ الظُّباةِ كأَنما كُسِبَتْ بُرودَ بني تَزيدَ الأَذْرُعُ أَي يَعْثُرْنَ وهُنَّ مع ذلك قد نَشِبْنَ في حَدِّ الظُّباة وكذلك قوله شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَين إِنما الباء في معنى في كما تقولا شربت بالبصرة وبالكوفة أَي في البصرة وفي الكوفة أَي شَرِبَتْ وهي بماءِ الدُّحْرُضَين كما تقول ورَدْنا صَدْآءَ ووافَينا شَحاةَ ونَزَلْنا بواقِصَةَ ونَبَت البَقْلُ وأَنْبَتَ بمعنى وأَنشد لزهير بن أَبي سُلْمَى إِذا السنةُ الشَهْباءُ بالناس أَجْحَفَتْ ونال كرامَ النَّاسِ في الجَحْرةِ الأَكلُ رأَيتَ ذوي الحاجاتِ حَوْلَ بُيوتِهم قَطِيناً لهم حتى إِذا أَنْبَتَ البَقْلُ أَي نَبَتَ يعني بالشهباء البيضاءَ من الجَدْبِ لأَنها تَبْيَضُّ بالثلج أَو عدم النبات والجَحْرَةُ السَّنةُ الشديدة التي تَحْجُرُ الناسَ في بيوتهم فيَنْحَرُون كرائمَ إِبلهم ليأْكلوها والقَطينُ الحَشَمُ وسُكَّانُ الدار وأَجْحَفَتْ أَضَرَّتْ بهم وأَهلكت أَموالهم قال ونَبَتَ وأَنْبَتَ مثل قولهم مَطَرَت السماءُ وأَمْطَرَتْ وكلهم يقول أَنْبَتَ اللهُ البَقْلَ والصَّبيَّ نَباتاً قال اللهُ عز وجل وأَنْبتها نَباتاً حَسَناً قال الزجاج معنى أَنْبتها نَباتاً حَسَناً أَي جَعَلَ نَشْوَها نَشْواً حَسَناً وجاءَ نَباتاً على لفظ نَبَتَ على معنى نَبَتَتْ نَباتاً حَسَناً ابن سيده وأَنبَته الله وفي التنزيل العزيز والله أَنْبَتَكم من الأَرض نَباتاً جاءَ المصدر فيه على غير وزن الفعل وله نظائر والمَنْبِتُ موضعُ النبات وهو أَحد ما شَذَّ من هذا الضَّرْب وقياسُه المَنْبَتُ وقد قيل حكى أَبو حنيفة ما أَنْبَتَ هذه الأَرضَ فتَعَحَّبَ منه بطرح الزائد والمَنْبِتُ الأَصْلُ والنِّبْتة شَكْلُ النباتِ وحالتُه التي يَنْبُتُ عليها والنِّبْتة الواحدةُ من النَّبات حكاه أَبو حنيفة فقال العُقَيْفاءُ نِبْتَةٌ ورَقُها مثل وَرَق السَّذاب وقال في موضع آخر إِنما قدَّمناها لئلا يحتاج إِلى تكرير ذلك عند ذكر كل نَبْتٍ أَراد عندكل نوع من النَّبْت ونَبَّتَ فلانٌ الحَبَّ وفي المحكم نَبَّتَ الزرعَ والشَجر تَنْبِيتاً إِذا غَرَسَه وزَرَعه ونَبَّتُّ الشجرَ تَنْبيتاً غَرَسْتُه والنَّابتُ من كل شيءٍ الطَّريُّ حين يَنْبُتُ صغيراً وما أَحْسَنَ نابتةَ بني فلان أَي ما يَنْبُتُ عليه أَموالُهم وأَولادُهم ونَبَتَتْ لهم نابتةٌ إِذا نَشأَ لهم نَشءٌ صغارٌ وإِنَّ بني فلان لنابتةُ شَرٍّ والنوابتُ من الأَحداثِ الأَغْمارُ وفي حديث أَبي ثعلبة قال أَتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نُوَيْبِتةُ فقلتُ يا رسول الله نُوَيْبتةُ خير أَو نُوَيْبتة شَرٍّ ؟ النُّوَيْبِتة تصغيرُ نابتةٍ يقال نَبَتَتْ لهم نابتة أَي نَشأَ فيهم صغارٌ لَحِقوا الكِبار وصاروا زيادة في العدد وفي حديث الأَحْنَفِ أَن معاوية قال لمن ببابه لا تَتَكَلَّموا بحوائجكم فقال لولا عزْمةُ أَمير المؤْمنين لأَخْبَرْتُه أَنَّ دافَّةً دَفَّتْ وأَنَّ نابتة لَحِقَتْ وأَنْبَتَ الغلامُ راهقَ واسْتَبانَ شَعَرُ عانتِه ونَبَتَ وفي حديث بني قُرَيْظةَ فكلُّ من أَنْبَتَ منهم قُتل أَراد نباتَ شعر العانة فجعله علامة للبلوغ وليس ذلك حَدّاً عند أَكثر أَهل العلم إِلا في أَهل الشرك لأَنه لا يُوقَفُ على بلوغهم من جهة السن ولا يمكن الرجوع إِلى أَقوالهم للتُّهمة في دفع القتل وأَداءِ الجزية وقال أَحمد الإِنبات حدّ معتبر تقام به الحُدود على من أَنْبَتَ من المسلمين ويُحْكى مثلُه عن مالك ونَبَّتَ الجاريةَ غَذَّاها وأَحْسنَ القيام عليها رجاءَ فضل رِبحها ونَبَّتُّ الصَّبيَّ تَنْبيتاً رَبَّيته يقال نَبِّتْ أَجَلَك بين عينيك والتَّنْبِيتُ أَوَّل خروج النبات والتنبيت أَيضاً ما نَبَتَ على الأَرض من النَّبات من دِقِّ الشجر وكِباره قال بَيْداءُ لم يَنْبُتْ بها تَنْبِيتُ والتَّنْبِيتُ لغةٌ في التَّبْتيتِ وهو قِطَعُ السَّنام والتَّنْبِيتُ ما شُذِّب على النخلة من شوكها وسَعَفها للتخفيف عنها عزاها أَبو حنيفة إِلى عيسى ابن عمر والنَّبائتُ أَعْضادُ الفُلْجان واحدتها نَبيتة واليَنْبُوتُ شجر الخَشخاش وقيل هي شجرة شاكةٌ لها أَغْصان وورقٌ وثمرتها جِرْوٌ أَي مُدَوَّرة وتُدْعى نَعْمان الغافِ واحدتُها يَنْبوتة قال أَبو حنيفة اليَنْبوت ضربان أَحدهما هذا الضَّوكُ القِصارُ الذي يسمى الخَرُّوبَ له ثمرة كأَنها تفاحة فيها حب أَحمر وهي عَقُولٌ للبَطْنِ يُتَداوى بها قال وهي التي ذكرها النابغة فقال يَمُدُّه كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ فيه حُطامٌ من اليَنْبوتِ والخَضَدِ والضَّرْبُ الآخر شجرٌ عظام قال ابن سيده أَخبرني بعضُ أَعراب ربيعة قال تكون اليَنْبوتةُ مثل شجرة التفاح العظيمة وورقها أَصغر من ورق التفاح ولها ثمرة أَصغر من الزُّعْرور شديدة السَّواد شديدة الحلاوة ولها عَجَم يوضع في الموازين والنَّبيتُ أَبو حي وفي الصحاح حَيّ من اليَمن ونُباتةُ ونَبْتٌ ونابِتٌ أَسماء اللحياني رجل خَبيتٌ نَبِيتٌ إِذا كان خسيساً فقيراً وكذلك شيء خبيثٌ نَبيثٌ ويقال إِنه لَحسَنُ النِّبْتة أَي الحالة التي يَنْبُتُ عليها وإِنه لفي مَنْبِتِ صِدْقٍ أَي في أَصلِ صِدْقٍ جاء عن العرب بكسر الباء والقياس مَنْبَتٌ لأَنه من نَبَتَ يَنْبُتُ قال ومثله أَحرف معدودة جاءت بالكسر منها المسجِد والمَطْلِع والمَشْرِقُ والمَغْرِبُ والمَسْكِنُ والمَنْسِك وفي حديث عليّ عليه السلام أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقوم من العرب أَنتم أَهلُ بَيْتٍ أَو نَبْتٍ ؟ فقالوا نحن أَهلُ بَيتٍ وأَهلُ نَبْتٍ أَي نحن في الشرف نهاية وفي النَّبْتِ نهاية أَي يَنْبُتُ المال على أَيدينا فأَسْلَموا ونُباتَى موضع قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ فالسِّدْرُ مُخْتَلِجٌ فَغُودِرَ طافِياً ما بَيْنَ عَيْنَ إِلى نُباتى الأَثْأَبِ ويروى نَباةَ كحَصاةٍ عن أَبي الحسن الأخفش

نتت
نَتَّ مُنْخُره من الغضب انْتَفَخ أَبو تُراب عن عَرَّام ظَلَّ لبَطْنه نَتِيتٌ ونَفِيتٌ بمعنى واحد ابن الأَعرابي نَتْنَتَ الرجلُ إِذا تَقَذَّر بعدَ نَظافة

نثت
نَثِتَ اللحمُ تغير وكذلك الجُرْحُ ولِثةٌ نَثِتةٌ مُسْتَرْخِية دامية وكذلك الشَّفَةُ

نحت
النَّحْتُ النَّشْرُ والقَشْر والنَّحْتُ نَحْتُ النَّجَّارِ الخَشَبَ نَحَت الخشبةَ ونحوَها يَنْحِتُها ويَنْحَتُها نَحْتاً فانْتَحَتَتْ والنُّحاتة ما نُحِتَ من الخَشَب ونَحَتَ الجبلَ يَنْحِتُه قَطَعَه وهو من ذلك وفي التنزيل العزيز وتَنْحِتُونَ من الجبال بيوتاً آمنين والنَّحائِتُ آبار معروفة صفة غالبة لأَنها نُحِتَتْ أَي قُطِعَتْ قال زهير قَفْراً بِمُنْدَفَع النَّحائِت من صَفَوَا أُولاتِ الضالِ والسِّدْرِ ويروى من ضَفَوى ونَحَتَ السَّفَرُ البعيرَ والإِنسانَ نَقَصه وأَرَقَّه على التَّشْبِيه وجَمَل نَحِيتٌ انْتُحِتَتْ مَناسِمُه قال وهو من الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ والنَّحِيتةُ جِذْمُ شجرةٍ يُنْحَتُ فيُجَوَّفُ كهيئة الحُبِّ للنَّحْلِ والجمع نُحُتٌ الجوهري نَحَتَه يَنْحِتُه بالكسر نَحْتاً أَي بَراه والنُّحاتَةُ البُرايةُ والمِنْحَتُ ما يُنْحَتُ به والنَّحِيتُ الدَّخِيلُ في القوم قالت الخِرْنِقُ أُخْتُ طَرَفةَ الضارِبِينَ لَدَى أَعِنَّتِهم والطاعِنِينَ وخَيْلُهم تَجْرِي الخالِطينَ نَحِيتَهم بنُضارِهِمْ وذَوي الغِنى منهم بِذي الفَقْرِ هذا ثَنائِي ما بَقِيتُ لهم فإِذا هَلَكْتُ أَجَنَّني قَبْري قال ابن بري صوابه والخالطين بالواو والنُّضارُ الخالصُ النَّسَب وأَرادت بالبيت الثالث أَنها قد قام عُذْرُها في تركها الثناء عليهم إِذا ماتت فهذا ما وُضِعَ فيه السببُ موضعَ المُسَبَّب لأَن المعنى فإِذا هَلَكْتُ انقطع ثنائي وإِنما قالت أَجَنَّنِي قبري لأَن موتها سبب انقطاع الثناء ويروى بيت الاستشهاد لحاتم طَيِّئ وهو البيت الثاني والحافرُ النَّحِيتُ الذي ذَهَبَتْ حُروفه والنَّحِيتة الطبيعة التي نُحِتَ عليها الإِنسانُ أَي قُطِعَ وقال اللحياني هي الطبيعة والأَصل والكَرَمُ من نَحْتِه أَي أَصلِه الذي قُطِعَ منه أَبو زيد إِنه لكَريمُ الطَّبيعة والنَّحِيتة والغَريزة بمعنى واحد وقال اللحياني الكَرَمُ من نَحْتِه ونِحاسِه وقد نُحِتَ على الكَرَم وطُبِعَ عليه ونَحَتَه بلسانه يَنْحِتُه ويَنْحَتُهُ نَحْتاً لامه وشَتَمه والنَّحِيتُ الرَّديءُ من كل شيء ونَحَته بالعصا يَنْحِتُه نَحْتاً ضَرَبه بها ونَحَتَ يَنْحِتُ نَحِيتاً زحَرَ ونَحَتَ المرأَةَ يَنْحِتُها نكَحَها والأَعْرَفُ لَحَتَها

نخت
التهذيب في النوادر نَخَتَ فلان بفلان وسَخَتَ له إِذا اسْتَقْصَى في القول وفي حديث أُبَيّ ولا نَخْتة نَمْلةٍ إِلا بذَنْبٍ قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية والنَّخْتُ والنَّتْفُ واحد يريد قَرْصة نملة ويروى بالباء الموحدة وبالجيم وقد ذكر

نصت
نَصَتَ الرجلُ يَنْصِتُ نَصْتاً وأَنْصَتَ وهي أَعْلى وانْتَصَتَ سكَتَ وقال الطرماح في الانْتِصاتِ يُخافِتْنَ بعضَ المَضْغِ من خَشْيةِ الرَّدَى ويُنْصِتْنَ للسَّمْعِ انْتِصاتَ القَناقِنِ يُنْصِتْنَ للسمع أَي يَسْكُتْنَ لكي يَسْمَعْنَ وفي التنزيل العزيز وإِذا قُرئ القرآنُ فاسْتَمِعُوا له وأَنْصِتُوا قال ثعلب معناه إِذا قرأَ الإِمام فاستمعوا إِلى قراءَته ولا تتكلموا والنُّصْتةُ الاسم من الإِنْصاتِ ومنه قول عثمان لأُم سلمة رضي الله عنهما لكِ عليَّ حَقُّ النُصْتةِ وأَنْصَتَه وأَنْصَتَ له مثل نَصَحَه ونَصَحَ له وأَنْصَتُّه ونَصَتُّ له مثل نَصَحْتُه ونَصَحْتُ له والإِنْصاتُ هو السكوتُ والاسْتِماعُ للحديث يقول أَنْصِتُوه وأَنْصِتُوا له وأَنشد أَبو علي لوُشَيْمِ بن طارقٍ ويقال للُحَيْمِ بن صَعْبٍ إِذا قالت حَذامِ فأَنْصِتُوها فإِنَّ القولَ ما قالَتْ حَذامِ ويروى فَصَدِّقُوها بدل فأَنْصِتوها وحَذامِ اسم امرأَة الشاعر وهي بنتُ العَتِيكِ بن أَسْلَم بن يَذْكُرَ بن عَنزَة ويقال أَنْصَتَ إِذا سَكَتَ وأَنْصَتَ غيرَه إِذا أَسْكَتَه شمر أَنْصَتُّ الرجل إِذا سَكَتَّ له وأَنْصَتُّه إِذا أَسْكَتَّه جعله من الأَضداد وأَنشد للكميت صَهٍ أَنْصِتُونا بالتَّحاوُرِ واسْمَعُوا تَشَهُّدَها من خُطْبةٍ وارْتِجالِها أَراد أَنْصِتُوا لنا وقال آخر في المعنى الثاني أَبوكَ الذي أَجْدَى عَليَّ بنَصْرِه فأَنْصَتَ عَنِّي بعدَه كُلَّ قائل قال الأَصمعي يريد فأَسْكَتَ عني وفي حديث الجمعة وأَنْصَتَ ولم يَلْغُ أَنْصَتَ يُنْصِتُ إِنْصاتاً إِذا سَكَتَ سُكوتَ مُسْتَمع وقد أَنْصَتَ وأَنْصَتَه إِذا أَسْكَته فهو لازم ومُتَعَدٍّ وفي حديث طلحة قال له رجل بالبصرة أَنْشُدُك اللهَ لا تكن أَوَّلَ من غَدَر فقال طلحة أَنْصِتُوني أَنْصِتُوني قال الزمخشري أَنْصِتُوني من الإِنْصاتِ قال وتَعَدِّيه بإِلى فحذفه أَي اسْتَمِعُوا إِليَّ وأَنْصَتَ الرجلُ للَّهْو مالَ عن ابن الأَعرابي

نعت
النَّعْتُ وَصْفُكَ الشيءَ تَنْعَتُه بما فيه وتُبالِغُ في وَصْفه والنَّعْتُ ما نُعِتَ به نَعَته يَنْعَتُه نَعْتاً وصفه ورجل ناعِتٌ مِن قَوم نُعَّاتٍ قال الشاعر أَنْعَتُها إِنِّيَ من نُعَّاتِها ونَعَتُّ الشيءَ وتَنَعَّتُّه إِذا وصَفْته قال واسْتَنْعَتُّه أَي اسْتَوْصَفْتُه واسْتَنْعَتَه اسْتَوْصَفه وجمعُ النَّعْتِ نُعُوت قال ابن سيده لا يُكَسَّر على غير ذلك والنَّعْتُ من كل شيء جَيِّدُه وكل شيء كان بالغاً تقول هذا نَعْتٌ أَي جَيِّدٌ قال والفَرَسُ النَّعْتُ هو الذي يكون غايةً في العِتْقِ وما كان نَعْتاً ولقد نَعُتَ يَنْعُتُ نَعاتةً فإِذا أَرَدْتَ أَنه تَكَلَّف فِعْلَه قلت نَعِتَ يقال فرس نَعْتٌ ونَعْتة ونَعِيتة ونَعِيتٌ عَتيقةٌ وقد نَعُتَتْ نَعاتَةً وفرس نَعْتٌ ومُنْتَعِتٌ إِذا كان موصوفاً بالعِتْقِ والجَوْدَةِ والسَّبْقِ قال الأَخْطل إِذا غَرَّقَ الآلُ الإِكامَ عَلَوْنَهُ بمُنْتَعِتاتٍ لا بِغالٍ ولا حُمُرْ والمُنْتَعِتُ من الدواب والناس الموصوفُ بما يَفْضِّلُه على غيره من جنسه وهو مُفْتَعِل من النَّعْتِ يقال نَعَتُّه فانْتَعَتَ كما يقال وَصَفْتُه فاتَّصَفَ ومنه قول أَبي دُوادٍ الإِيادِيّ جارٌ كجارِ الحُذاقِيِّ الذي اتَّصَفا قال ابن الأَعرابي أَنْعَتَ إِذا حَسُنَ وَجْهُه حتى يُنْعَتَ وفي صفته صلى الله عليه وسلم يقول ناعتُه لم أَرَ قبله ولا بعده مثله قال ابن الأَثير النَّعْتُ وَصْفُ الشيء بما فيه من حُسْن ولا يقال في القبيح إِلا أَن يَتَكَلَّف مُتَكَلِّف فيقول نَعْتَ سَوْءٍ والوَصْفُ يقال في الحَسَن والقَبيح وناعِتون وناعِتينَ جميعاً موضع وقول الراعي حَيِّ الدِّيارَ دِيارَ أُمِّ بَشِيرِ بِنُوَيْعِتِينَ فَشاطِئِ التَّسْريرِ إِنما أَراد ناعِتينَ
( * قوله « إِنما أراد ناعتين إلخ » كذا قال في المحكم وجرى ياقوت في معجمه على أَنه مثنى نويعة مصغراً موضع بعينه )
فَصَغَّره

نفت
نَفَتَ الرجلُ يَنفِتُ نَفْتاً ونَفِيتاً ونُفاتاً ونَفَتاناً غَضِبَ وقيل النَّفَتانُ شبيه بالسُّعالِ والنَّفخ عند الغضب ويقال إِنه لَيَنْفِتُ عليه غضباً ويَنْفِطُ كقولك يَغْلي عليه غَضباً ونَفَتَتِ القِدْرُ تَنْفِتُ نَفْتاً ونَفَتاناً ونَفِيتاً إِذا كانتْ تَرْمِي بمثل السهام من الغَليِ وقيل نَفَتَتِ القِدْرُ إِذا غَلى المَرقُ فيها فلَزِقَ بجَوانب القِدْر ما يَبِسَ عليه فذلك النَّفْتُ قال وانصمامه النَّفَتان
( * قوله « وانصمامه النفتان » كذا بالأصل ) حتى تَهِمَّ القِدْرُ بالغَلَيان والقِدْرُ تَنافَتُ وتَنافَطُ ومِرْجَل نَفُوتٌ ونَفَتَ الدقيقُ ونحوُه يَنْفِتُ نَفْتاً إِذا صُبَّ عليه الماءُ فتَنَفَّخَ والنَّفِيتةُ الحَريقَة وهي أَن يُذَرَّ الدقيقُ على ماء أَو لبن حليبٍ حتى تَنْفِتَ ويُتَحَسَّى من نَفْتِها وهي أَغلظ من السَّخِينة يَتَوسَّعُ بها صاحبُ العيالِ لعياله إِذا غَلَب عليه الدَّهْرُ وإِنما يأْكلون النَّفِيتةَ والسَّخِينةَ في شِدَّة الدَّهْر وغَلاء السِّعْر وعَجَفِ المال وقال الأَزهري في ترجمة حذرق السَّخِينةُ دَقِيقٌ يُلْقَى على ماء أَو لَبن فيُطْبَخُ ثم يؤْكل بتمر أَو بحَساءٍ وهو الحَساءُ قال وهي السَّخُونة أَيضاً والنَّفِيتةُ والحُدْرُقَّة والخَزيرة والحريرةُ أَرَقُّ منها والنَّفِيتةُ حَساءٌ بين الغَليظة والرَّقيقةِ

نقت
الأَزهري أَهمله الليث وروى أَبو تراب عن أَبي العَمَيْثل يقال نُقِتَ العظمُ ونُكِتَ إِذا أُخْرجَ مُخُّه وأَنشد وكأَنها في السِّبِّ مُخَّةُ آدِبٍ بيضاءُ أُدِّبَ بَدْؤُها المَنْقُوتُ الجوهري نَقَتُّ المُخَّ أَنْقُته نَقْتاً لغة في نَقَوْتُه إِذا استَخرجته كأَنهم أَبدلوا الواو تاء

نكت
الليث النَّكْتُ أَن تَنْكُتَ بقَضيبٍ في الأَرْضِ فتُؤَثِّرَ بطَرَفهِ فيها وفي الحديث فَجَعَلَ يَنْكُتُ بقَضيبٍ أَي يضرب الأَرض بطَرَفه ابن سيده النَّكْتُ قَرْعُكَ الأَرضَ بعُود أَو بإِصْبَع وفي الحديث بينا هو يَنْكُت إِذ انْتَبه أَي يُفَكِّرُ ويُحَدِّثُ نفسَه وأَصلُه من النَّكْتِ بالحَصى ونَكَتَ الأَرضَ بالقضيب وهو أَن يؤَثر فيها بطرفه فِعْلَ المُفَكِّر المهموم وفي حديث عمر رضي الله عنه دَخَلْتُ المسجدَ فإِذا الناسُ يَنْكُتُونَ بالحصى أَي يضربون به الأَرضَ والنَّاكتُ أَن يَحُزَّ مِرْفَقُ البَعير في جَنْبِهِ العَدَبَّس الكنانيُّ النَّاكتُ أَن يَنْحَرِفَ المِرْفَقُ حتى يَقَع في الجَنْب فيَخْرِقَه ابن الأَعرابي قال إِذا أَثَّرَ فيه قيل به ناكتٌ فإِذا حَزَّ فيه قيل به حازٌّ الليث الناكِتُ بالبعير شِبْهُ الناحِز وهو أَنْ يَنْكُتَ مِرْفَقُه حَرْفَ كِرْكِرَته تقول به ناكتٌ وقال غيره النَّكَّاتُ الطَّعَّانُ في الناس مثل النَّزَّاك والنَّكَّازِ والنَّكِيتُ المَطْعُون فيه الأَصمعي طَعَنَه فنَكَتَه إِذا أَلقاه على رأْسه وأَنشد مُنْتَكِتُ الرأْسِ فيه جائفةٌ جَيَّاشةٌ لا تَرُدُّها الفُتُلُ الجوهري يقال طَعَنه فنكَتَه أَي أَلْقاه على رأْسه فانْتَكَتَ هو ومَرَّ الفرسُ يَنْكُتُ وهو أَن يَنْبُوَ عن الأَرض وفي حديث أَبي هريرة ثم لأَنْكُتَنَّ بك الأَرض أَي أَطْرَحكَ على رأْسك وفي حديث ابن مسعود أَنه ذَرَقَ على رأْسه عُصْفور فنَكَتَه بيده أَي رماه عن رأْسه إِلى الأَرض ويقال للعَظْمِ المَطْبوخ فيه المُخُّ فيُضْرَبُ بطَرَفه رغيفٌ أَو شيءٌ ليَخْرُجَ مُخُّه قد نُكِتَ فهو مَنْكُوتٌ وكُلُّ نَقْط في شيء خالف لَوْنَه نَكْتٌ ونَكَتَ في العلم بموافقة فلان أَو مُخالفة فلان أَشار ومنه قول بعض العلماء في قول أَبي الحسن الأَخفش قد نَكَتَ فيه بخلاف الخليل والنُّكْتَة كالنُّقْطَة وفي حديث الجمعة فإِذا فيها نُكْتة سَوْداء أَي أَثرقليل كالنُّقْطة شِبْهُ الوَسَخ في المرآة والسيف ونحوهما والنُّكْتةُ شِبْهُ وَقْرة في العين والنُّكْتة أَيضاً شِبْه وسَخٍ في المِرْآة ونُقْطَةٌ سوداءُ في شيء صافٍ والظَّلِفَةُ المُنْتَكِتَة هي طَرَفُ الحِنْوِ من القَتب والإِكافِ إِذا كانتْ قصيرة فنَكَتَتْ جَنْبَ البعير إِذا عَقَرَتْه ورُطَبَةٌ مُنَكِّتَةٌ إِذا بدا فيها الإِرْطاب

نمت
النَّمْتُ ضَرْب من النَّبْتِ له ثَمر يؤْكل

نهت
النَّهِيتُ والنُّهاتُ الصيَاح وقيل هو مثل الزَّحير والطَّحِير وقيل هو الصوت من الصدر عند المَشَقَّة وفي الحديث أُرِيتُ الشيطانَ فرأَيته يَنْهِتُ كما يَنْهِتُ القِرْدُ أَي يُصَوِّتُ والنَّهِيتُ أَيضاً صَوْتُ الأَسدِ دون الزئير نَهَتَ الأَسدُ في زئيره يَنْهِتُ بالكسر وأَسَدٌ نَهَّاتٌ ومُنَهِّتٌ قال ولأَحْمِلَنْكَ على نَهابِرَ إِنْ تَثِبْ فيها وإِنْ كنْتَ المُنَهِّتَ تَعْطَبِ أَي وإِن كنتَ الأَسدَ في القوَّة والشِّدَّة وقد اسْتُعِيرَ للحمار حمار نَهَّاتٌ أَي نَهَّاقٌ ورجل نَهَّاتٌ أَي زَحَّارٌ

نوت
ناتَ الرجلُ نَوْتاً تَمايلَ وهو أَيضاً في نيت والنُّوتِيُّ المَلاَّحُ الجوهري النَّواتِيُّ الملاَّحُونَ في البحر وهو من كلام أَهل الشام واحدُهم نُوتيٌّ وفي حديث عليّ كرم الله وجهه كأَنه قِلَعُ دارِيٍّ عَنَجَه نُوتِيُّه النُّوتِيُّ المَلاَّحُ الذي يُدَبِّرُ السفينة في البحر وقد ناتَ يَنُوتُ إِذا تَمايلَ من النُّعاس كأَنَّ النُّوتِيَّ يُمِيلُ السفينة من جانب إِلى جانب وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى تَرَى أَعْيُنَهم تَفِيضُ من الدَّمْع إِنهم كانوا نَوَّاتِينَ أَي مَلاَّحين تفسيره في الحديث وأَما قول عِلْباء بن أَرْقَم يا قَبَّحَ اللهُ بَني السِّعلاةِ عَمْرو بنَ يَرْبُوع شِرارَ النَّاتِ ليسُوا أَعِفَّاءَ ولا أَكْياتِ فإِنما يريد الناس وأَكياس فقلب السين تاء وهي لغة لبعض العرب عن أَبي زيد

نيت
ناتَ نَيْتاً تَمايلَ

هبت
الهَبْتُ الضَّرْبُ والهَبْتُ حُمْقٌ وتَدْلِيهٌ وفيه هَبْتةٌ أَي ضَرْبةُ حُمْقٍ وقيل فيه هَبْتةٌ للذي فيه كالغَفْلة وليس بِمُسْتَحْكِم العَقْل وفي الصحاح الهَبِيتُ الجَبانُ الذاهبُ العَقْلِ وقد هُبِتَ الرجلُ أَي نُحِبَ فهو مَهْبُوتٌ وهَبيتٌ لا عَقْلَ له قال طَرَفة فالهَبِيتُ لا قُؤَادَ له والثَّبِيتُ قَلْبُه قِيَمُهْ وقوله أَنشده ثعلب تُرِيكَ قَذًى بها إِن كان فيها بُعَيْدَ النَّوْم نَشْوَتُها هَبِيتُ قال ابن سيده لم يفسره وعندي أَنه فَعِيلٌ في معنى فاعل أَي نَشْوَتُها شيء يَهْبِتُ أَي يُحمِّقُ ويُحَيِّر ويُسَكِّنُ ويُنَوِّمُ ورجل مَهْبُوتُ الفُؤَادِ في عقله هَبْتة أَي ضَعْفٌ وهَبَتَهُ يَهْبِتُه هَبْتاً أَي ضَرَبه والمَهْبُوتُ المَحْطُوكُ وهَبَتَ الرجلَ يَهْبِتُه هَبْتاً ذَلَّلَهُ وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن عثمان بنَ مَظْعُون لمَّا مات على فراشهِ هَبَتَه الموتُ عندي مَنْزلةً حيث لم يَمُتْ شهيداً فلما مات سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على فراشه وأَبو بكر رضي الله عنه على فراشه علمتُ أَنَّ مَوْتَ الأَخْيارِ على فُرُشهم قال الفراء هَبَتَه الموتُ عندي منزلةً يعني طَأْطَأَه ذلك وحَطَّ من قَدْره عندي وكلُّ مَحْطُوطٍ شيئاً فقد هُبِتَ به فهو مَهْبُوتٌ قال وأَنشدني أَبو الجَرَّاح وأَخْرَقَ مَهْبُوتِ التَّراقي مُصَعَّدِ الْ بلاعِيمِ رِخْوِ المَنْكِبَيْنِ عُنَابِ قال والمَهْبُوتُ التَّراقي المَحْطُوطُها الناقِصُها وهَبَتَ وهَبَطَ أَخوانِ والهَبِيتُ الذي به الخَوْلَعُ وهو الفَزَعُ والتَلَبُّد وقال عبد الرحمن بن عوف في أُمَيَّة بن خَلَفٍ وابنه فَهَبَتُوهُما حة فَرَغُوا منهما يعني المسلمين يوم بَدْرٍ أَي ضَرَبُوهُما بالسيف حتى قتلوهما وقال شمر الهَبْتُ الضَّرْبُ بالسيف فكأَنَّ معنى قوله فَهَبَتُوهما بالسيف أَي ضربوهما حتى وَقَذُوهما يقال هَبَتَه بالسيف وغيره يَهْبِتُه هَبْتاً وفي حديث معاوية نَوْمُه سُباتٌ وليليه هُباتٌ هو من الهَبْتِ اللِّين والاسْتِرخاء يقال في فلان هَبْتةٌ أَي ضَعْف والمَهْبُوت الطائر يُرْسَلُ على غير هِداية قال ابن دريد وأَحسبها مولَّدة

هتت
هَتَّ الشيءَ يَهُتُّه هَتًّا فهو مَهْتُوتٌ وهَتِيتٌ وهَتْهَتَه وَطِئَه وَطْأً شديداً فكسَّره وتركهم هَتًّا بَتًّا أَي كَسَّرهم وقيل قَطَّعهم والهَتُّ كَسْرُ الشيء حتى يصير رُفاتاً وفي الحديث أَقْلِعُوا عن المعاصي قبل أَن يَأْخُذَكم الله فيدَعَكُمْ هَتًّا بَتًّا الهَتُّ الكَسْر وهَتَّ ورَقَ الشَّجر إِذا أَخذه والبَتُّ القطْعُ أَي قبل أَن يَدَعَكُمْ هَلْكى مَطْرُوحِينَ مَقْطُوعين وهَتُّ قوائِم البعير صَوْتُ وَقْعِها وهَتَّ البَكْرُ يَهِتُّ هَتِيتاً الهَتُّ شِبْهُ العَصْر للصَّوْت الأَزهري يقال للبَكْرِ يَهِتُّ هَتِيتاً ثم يَكِشُّ كَشِيشاً ثم يَهْدِرُ إِذا بَزَلَ هَدِيراً وهَتَّ الهَمْزةَ يَهُتُّها هَتًّا تَكَلَّمَ بها قال الخليل الهَمْزَةُ صَوْتٌ مَهْتُوتٌ في أَقصى الحَلْق يصير همزة فإِذا رُفِّهَ عن الهمز كان نَفَساً يُحَوِّل إِلى مَخْرج الهاء فلذلك اسْتَخَفَّتِ العربُ إِدخال الهاء على الأَلف المقطوعة نحو أَراق وهَرَاق وأَيْهاتَ وهيهاتَ وأَشباه ذلك كثيرٌ قال سيبويه من الحروف المَهْتُوتُ وهو الهاء وذلك لِما فيها من الضعف والخفاء وفي حديث إِراقة الخمر فَهَتَّها في البطْحاء أَي صبَّها على الأَرض حتى سُمِعَ لها هَتِيتٌ أَي صَوْتٌ ورجل هَتَّاتٌ ومِهَتٌّ وهَتْهَاتٌ خفيف كثير الكلام وهَتَّ القرآنَ هتًّا سَرَدَهُ سَرْداً وفلانٌ يَهُتُّ الحديث هَتًّا إِذا سَرَدَه وتابَعه وفي الحديث كان عمرو بن شُعَيْب وفلانٌ يَهُتَّانِ الكلامَ ويقال للرجل إِذا كان جَيِّدَ السِّياق للحديث هو يَسْرُدُه سرْداً ويَهُتُّه هَتًّا والسَّحابة تَهُتُّ المَطَر إِذا تابَعتْ صَبَّه والهَتُّ الصَبُّ هَتَّ المَزادة وبَعَّها إِذا صَبَّها وهَتَّ الشيءَ يَهُتٍّه هَتّاً صَبَّ بعضه في إِثْر بَعْض وهَتَّتِ المرأَةُ غَزْلَها تَهُتُّه هَتًّا غَزَلَتْ بعضَه في إِثر بعض الأَزهري المرأَةُ تَهُتُّ الغََّزْل إِذا تابعته قال ذو الرمة سُقُيَا مُجَلِّلَةٍ يَنْهَلُّ رَيِّقُها مِنْ باكِرٍ مُرْثَعِنِّ الوَدْق مَهْتُوتِ ابن الأَعرابي الهَتُّ تَمْزِيقُ الثَّوْبِ والعِرْضِ والهَتُّ حَطُّ المَرْتَبَة في الإِكرام ابن الأَعرابي قولُهم أَسْرَعُ من المُهَتْهِتة يقال هَتَّ في كلامه وهَتْهَتَ إِذا أَسْرَعَ ومن أَمثالهم إِذا وقَفْتَ العَيْرَ على الرَّدْهةِ فلا تَقُلْ لَه هَتْ وبعضهم يقول فلا تُهَتْهِتْ به قال أَبو الهيثم الهَتْهَتةُ أَن تَزْجُرَه عند الشُّرْب قال ومعنى المثل إِذا أَرَيْتَ الرجلَ رُشْدَه فلا تُلِحَّ عليه فإِنَّ الإِلحاحَ في النصحية يَهْجِم بك على الظِّنَّة والهَتْهَتةُ من الصوت مثل الهَتِيتِ الأَزهري الهَتْهَتَةُ والتَّهْتَهَةُ أَيضاً في التِواء اللِّسان عند الكلام وقال الحسن البصري في بعض كلامه والله ما كانوا بالهَتَّاتين ولكنهم كانوا يَجْمَعُون الكلامَ ليُعْقَلَ عنهم يقال رجلٌ مِهَتٌّ وهَتَّاتٌ إِذا كان مِهْذاراً كثير الكلام

هرت
هَرَتَ عِرْضَه وهَرَطَه وهَرَدَه ابن سيده هَرَتَ عِرضَه وثَوْبه يَهْرُته ويَهْرِتُه هَرْتاً فهو هريتٌ مَزَّقه وطَعَنَ فيه لغاتٌ كلها الأَزهري هَرَتَ ثوبَه هَرْتاً إِذا شَقَّه ويقال للخطيب من الرجال أَهْرَتُ الشِّقْشِقةِ ومنه قول ابن مُقْبل هُرْت الشَّقَاشِق ظَلاَّمُونَ للجُزُرِ والهَرَتُ سَعَةُ الشِّدْقِ والهَرِيتُ الواسعُ الشِّدْقَيْن وقد هَرِتَ بالكسر وهو أَهْرَتُ الشِّدْقِ وهَرِيتُه وفي حديث رَجاء بن حَيْوة لا تُحَدِّثْنا عن مُتهارِتٍ أَي مُتَشَدِّقٍ مُتَكاثِر مِن هَرَتِ الشِّدْقِ وهو سَعَتُه ورجل أَهْرَتُ وفرس هَرِيتٌ وأَهْرَتُ متَّسِعُ مَشَقِّ الفَمِ وجَمَلٌ هَريتٌ كذلك وحيَّة هَرِيتُ الشِّدْقِ ومَهْرُوتَتُه أَنشد يعقوب في صفة حية مَهْرُوتَةُ الشِّدْقَيْن حَولاءُ النَّظَرْ والهَرَتُ مصدرُ الأَهْرَتِ الشِّدْق وأَسَدٌ أَهْرَتُ بَيِّنُ الهَرَتِ وهَريتٌ ومُنْهَرِتٌ الأَزهري أَسَدٌ هَرِيتُ الشِّدْقِ أَي مَهْرُوتٌ ومُنْهَرِتٌ وهو مَهرُوتُ الفم وكلابٌ مُهَرَّتةُ الأَشْداقِ والهَرْتُ شَقُّك الشيءَ لتُوَسِّعَه وهو أَيضا جَذْبُك الشِّدْقَ نحوَ الأُذن وفي التهذيب الهَرْتُ هَرْتُكَ الشِّدْقَ نحوَ الأُذن وامرأَة هَرِيتٌ وأَتُومٌ مُفْضاةٌ ورجل هَريتٌ لا يَكْتُم سِرًّا وقيل لا يَكتُم سِرًّا ويتكلم مع ذلك بالقبيح وهَرَتَ اللحمَ أَنْضَجَه وطَبَخَه حتى تَهرَّى وفي الحديث أَنه أَكلَ كَتِفاً مُهَرَّتةً ومَسَح يَدَه فَصَلَّى لَحْمٌ مُهَرَّتٌ ومُهَرَّدٌ إِذا نَضِجَ أَراد قد تَقَطَّعَتْ من نُضْجِها وقيل إِنها مُهَرَّدَة بالدال وهاروتُ اسم مَلَك أَو مَلِك والأَعْرَف أَنه اسم مَلَك

هرمت
هَراميتُ آبارٌ مجتمعة بناحية الدَّهْناء زَعموا أَن لقمان بن عاد احْتفَرَها الأَصمعي عن يسارِ ضَريَّة وهي قريةٌ رَكايا يقال لها هَراميتُ وحولَها جِفار وأَنشد بَقايا جِفَّارِ من هَرامِيتَ نُزَّحِ
( * وقوله « بقايا جفار » الذي في ياقوت بقايا نطاف ويوم الهراميت كان بين الضباب وجعفر بن كلام كان القتال بسبب بئر أَراد أَحدهما أَن يحتفرها )
النَّضْرُ هي رَكايا خاصَّةٌ

هفت
هَفَتَ يَهْفِتُ هَفْتاً دقَّ والهَفْتُ تساقطُ الشيء قِطْعَةً بعد قِطْعَةٍ كما يَهْفِتُ الثَّلْجُ والرَّذَاذُ ونحوهما قال العجاج كأَنَّ هَفْتَ القِطْقِطِ المَنْثُورِ بَعْدَ رَذاذِ الدِّيمةِ الدَّيْجورِ على قَراهُ فِلَقُ الشُّذورِ والقِطْقِطُ أَصغَرُ المطر وقَراه ظَهْره يعني الثور والشُّذور جمع شَذْر وهو الصغير من اللؤلؤ وقد تَهافَتَ وفي الحديث يَتَهافَتُون في النار أَي يَتَساقَطُون مِن الهَفْتِ وهو السقوط وأَكثر ما يُستعمل التَّهافُتُ في الشَّرِّ وفي حديث كَعْب بن عُجْرة والقملُ يَتَهافَت على وجْهي أَي يَتَساقَطُ وتهافتَ الثوب تَهافُتاً إِذا تَساقَطَ وَبَلِيَ وهَفَتَ الشيءُ هَفْتاً وهُفَاتاً أَي تَطايرَ لخفته وكلُّ شيء انْخَفَضَ واتَّضعَ فقد هَفَتَ وانْهَفَتَ الأَزهري والهَفْتُ من الأَرض مِثْلُ الهَجْل وهو الجَوُّ المُتَطامِنُ في سَعةٍ قال وسمعت أَعرابيّاً يقول رأَيتُ جِمَالاً يَتَهادَرْنَ في ذلك الهَفْتِ والهَفْتُ من المَطر الذي يُسْرِعُ انْهلالهُ وكلامٌ هَفْتٌ إِذا كَثُرَ بلا رَوِيَّةٍ فيه والتَّهافُتُ التَّسَاقُطُ قِطْعَةً قِطْعَةً وتهافَتَ الفَراشُ في النار تَساقَط قال الراجز يصف فحلاً يَهْفِتُ عَنهُ زَبَداً وبَلْغَما وتَهافَتَ القَوْمُ تَهافتاً إِذا تَساقطُوا مَوْتاً وتَهافَتُوا عليه تتابعوا الليث حَبٌّ هَفُوتٌ إِذا صار إِلى أَسْفَلِ القِدْر وانْتَفَخ سريعاً ابن الأَعرابي الهَفْتُ الحُمْقُ الجَيِّدُ والهَفَاتُ الأَحْمَقُ ويقال ورَدَتْ هَفِيتةٌ من الناس للذين أَقْحَمَتْهم السَّنَةُ

هلت
هَلَتَ دَمَ البَدَنة إِذا خَدَشَ جِلْدَها بسكِّينٍ حتى يَظْهَر الدمُ عن اللحياني وقال ابن الفَرج سمعتُ واقعاً يقول انْهَلَتَ يَعْدُو وانْسَلَتَ يَعْدو وقال الفراء سَلَتَه وهَلَتَهُ وقال اللحياني سَلَتَ الدمَ وهَلَته أَي قَشَره بالسكين والهَلْتَى على فَعْلَى نبت إِذا يَبِسَ صارَ أَحْمر وإِذا أُكل ونَبَتَ سُمِّي الجَمِيمَ وقال الأَزهري هَلْتَى على فَعْلَى شجرة وهو كنَباتِ الصِّلِّيانِ إِلا أَن لونه إِلى الحُمْرة ابن سيده الهَلْتَى نبت قال أَبو حنيفة قال أَبو زياد من الطَريفة الهَلْتَى وهو نَبت أَحْمَر يَنْبُتُ نَباتَ الصِّلِّيان والنَّصِيِّ ولونُه أَحْمَر في رطُوبته ويزداد حُمْرَة إِذا يَبِس وهو مائيّ لا تَكادُ الماشيةُ تَأْكُلُه ما وجَدت شيئاً من الكلإِ يَشْغَلُها عنه والهِلْتاءَةُ الجماعة من الناس يُقِيمون ويَظْعَنون هذه رواية أَبي زيد ورواها ابن السكيت بالثاء

هوت
الهَوْتَةُ والهُوتة بالفتح والضم ما انخفض من الأَرض واطْمَأَنَّ وفي الدُّعاء صَبَّ الله عليه هَوْتَةً ومَوْتَةً قال ابن سيده ولا أَدْرِي ما هَوْتة هنا ومضَى هِيتَاءٌ من الليل أَي وَقْتٌ منه قال أَبو علي هو عندي فِعْلاء مُلْحق بِسرْداح وهو مأْخوذ من الهَوْتة وهو الوَهْدَةُ وما انْخَفَضَ عن صَفْحة المُسْتَوَى وقيل لأُم هِشامٍ البَلَوِيَّة أَين مَنْزِلُك ؟ فقالت بهاتَا الهُوتَةِ قيل وما الهُوتة ؟ قالتْ بهاتَا الوَكْرةِ قيل وما الوَكْرَةُ ؟ قالت بهاتَا الصُّدَّاد قيل وما الصُّدَّاد ؟ قالت بهاتا المَوْرِدَة قال ابن الأَعرابي وهذا كلُّه الطريقُ المُنْحَدِرُ إِلى الماء وروي عن عثمان أَنه قال وَدِدْتُ أَنَّ بيننا وبين العَدُوِّ هَوْتَةً لا يُدْرَكُ قَعْرُها إِلى يوم القيامة الهَوْتَة بالفتح والضم الهُوَّةُ من الأَرض وهي الوَهْدة العَمِيقةُ قال ذلك حِرْصاً على سلامة المسلمين وحَذَراً من القتال وهو مِثْلُ قول عمر رضي الله عنه وَدِدْتُ أَن ما وَراء الدَّرب جَمْرةٌ واحدةٌ ونارٌ تَوَقَّدُ تأْكلونَ ما وَراءه وتأْكلُ ما دُونه

هيت
هَيْتَ تَعَجُّبٌ تقول العرب هَيْتَ للحِلْم وهَيْتَ لك وهِيتَ لكَ أَي أَقْبِلْ وقال الله عز وجل حكاية عن زَلِيخا أَنها قالت لما راوَدَت يوسفَ عليه السلام عن نَفْسه وقالت هِيتَ لكَ أَي هَلُمَّ وقد قيل هَيْتُ لَكَ وهَيْتِ بضم التاء وكسرها قال الزجاج وأَكثرها هَيْتَ لك بفتح الهاء والتاء قال ورُوِيَتْ عن عليّ عليه السلام هِيتُ لكَ قال ورُوِيَتْ عن ابن عباس رضي الله عنهما هِئْتُ لَكَ بالهمز وكسر الهاء من الهَيئة كأَنها قالت تَهَيَّأْتُ لك قال فأَما الفتح من هَيْتَ فلأَنها بمنزلة الأَصوات ليس لها فِعْل يَتَصَرَّفُ منها وفتحت التاء لسكونها وسكون الياء واخْتِير الفتح لأَني قبلها ياء كما فَعَلُوا في أَيْنَ ومَن كسر التاء فلأَن أَصل التقاء الساكنين حركة الكسر ومَن قال هَيْتُ ضمَّها لأَنها في معنى الغايات كأَنها قالت دُعائي لكَ فلما حذفت الإِضافة وتضمنت هَيْتُ معناها بنيت على الضم كما بنيت حيث وقراءةُ عليّ عليه السلام هِيتُ لك بمنزلة هَيْتُ لك والحجة فيهما واحدة الفراء في هَيْتَ لك يقال إِنها لغة لأَهل حَوْرانَ سَقَطَتْ إِلى مكة فتكلموا بها قال وأَهلُ المدينة يقرؤُون هِيتَ لكَ يكسرون الهاء ولا يهمزون قال وذُكِرَ عن عليّ وابن عباس رضي الله عنهما أَنهما قرآ هِئْتُ لك يراد به في المعنى تَهَيَّأْتُ لك وأَنشد الفراء في القراءة الأُولى لشاعر في أَمير المؤمنين علي بن أَبي طالب عليه السلام أَبْلِغْ أَميرَ المُؤمِنِي نَ أَخا العراقِ إِذا أَتَيْتا إِنَّ العِراقَ وأَهْلَهُ سِلْمٌ إِليكَ فهَيْتَ هَيْتا ومعناه هَلُمَّ هَلُمَّ وهَلُمَّ وتَعالَ يستوي فيه الواحدُ والجمع والمؤَنث والمذكر إِلاّ أَن العدد فيما بعده تقول هَيْتَ لكما وهَيْتَ لكنَّ قال ابن بري وُجِدَ الشعرُ بخط الجوهري إِن العراق بكسر إِنَّ ويروى بفتحها ويروى عُنُقٌ إِليك بمعنى مائلون إِليك قال وذكر ابن جني أَن هَيْتَ في البيت بمعنى أَسْرِعْ قال وفيه أَربع لغات هَيْتَ بفتح الهاء والتاء وهِيتَ بكسر الهاء وفتح التاء وهَيْتُ بفتح الهاء َ وضم التاء وهِيتُ بكسر الهاء وضم التاء الفراء في المصادر مَن قرأَ هَيْتَ لكَ هَلُمَّ لكَ قال ولا مصدر لِهَيْتَ ولا يُصَرَّفُ الأَخفش هَيْتَ لكَ مفتوحة معناها هَلُمَّ لكَ قال وكَسَرَ بعضُهم التاء وهي لغة فقال هَيْتِ لك ورفع بعضٌ التاء فقال هَيْتُ لك وكسر بعضهم الهاء وفتح التاء فقال هِيتَ لك كلُّ ذلك بمعنى واحد وروى الأَزهري عن أَبي زيد قال هَيْتَ لكَ بالعِبرانية هَيْتالَجْ أَي تعالَ أَعربه القرآن وهَيَّتَ بالرجل وهَوَّتَ به صَوَّتَ به وصاح ودعاه فقال له هَيْتَ هَيْتَ قال قد رابَني أَنَّ الكَرِيَّ أَسْكَتا لو كان مَعْنِيّاً بها لَهَيَّتَا وقال آخر تَرْمِي الأَماعِيزَ بمُجْمَراتِ وأَرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ يَحْدُو بها كلُّ فَتًى هَيَّاتِ وفي الحديث أَنه لما نزل قوله تعالى وأَنْذِرْ عشيرتَكَ الأَقرَبينَ باتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُفَخِّذُ عَشيرتَه فقال المشركون لقد باتَ يُهَوِّتُ أَي يُنادي عَشيرتَه والتَهْييتُ الصوتُ بالناس وهو فيما قال أَبو زيد أَن يقول يا هَياه ويقال هَيَّتَ بالقوم تَهْييتاً وهَوَّتَ بهم تَهْويتاً إِذا ناداهم وهَيَّتَ النذيرُ والأَصلُ فيه حكايةُ الصوت كأَنهم حَكَوْا في هَوَّتَ هَوْتَ هَوْتَ وفي هَيَّتَ هَيْتَ هَيْتَ يقال هَوَّتَ بهم وهَيَّتَ بهم إِذا ناداهم والأَصل فيه حكاية الصوت وقيل هو أَن يقول ياهْ ياهْ وهو نداءُ الراعي لصاحبه من بعيد ويَهْيَهْتُ بالإِبل إِذا قلتَ لها ياهْ ياهْ والعربُ تقول للكلب إِذا أَغْرَوْه بالصيد هَيْتاهْ هَيْتاهْ قال الراجز يذكر الذئب جاءَ يُدِلُّ كَرشاءِ الغَرْبِ وقُلْتُ هَيْتاهُ فَتاه كَلْبي ابن الأَعرابي يقال للمَهْواة هَوْتة وهُوَّة وهُوتَةٌ وجمع الهُوتةِ هُوتٌ ويقال هاتِ يا رجل بكسر التاء أَي أَعطني وللإثنين هاتِيا مثل آلآتِيا وللجمع هاتُوا وللمرأَة هاتي بالياء وللمرأَتين هاتِيا وللنساء هاتِينَ مثل عاطِينَ وتقول هات لا هاتَيْتَ وهاتِ إِن كانت بك مُهاتاةٌ وما أُهاتِيك كما تقول ما أُعاطِيكَ ولا يقال منه هاتَيْتُ ولا يُنْهى بها قال الخليل أَصل هاتِ مِن آتَى يُؤَاتِي فقلبت الأَلف هاء والهِيتُ الهُوةُ القَعِرةُ من الأَرض وهِيتُ بالكسر بلد على شاطئ الفُرات أَصلها من الهُوَّة قال طِرْ بجنَاحَيْكَ فقد دُهِيتا حَرَّانَ حَرَّانَ فهِيتاً هِيتا وقيل معناه اذْهَبْ في الأَرض قال أَبو علي ياء هِيتَ التي هي أَرضٌ واوٌ وقد ذكرت التهذيب هِيتٌ موضع على شاطئ الفُرات قال رؤْبة والحُوتُ في هِيتَ رَداها هِيتُ قال الأَزهري وإِنما قال رؤبة وصاحبُ الحُوتِ وأَينَ الحُوتُ ؟ في ظُلُماتٍ تَحْتَهُنَّ هِيتُ ابن الأَعرابي هِيتُ أَي هُوَّة من الأَرض قال ويقال لها الهُوتَةُ وقال بعض الناس سميت هِيتَ لأَنها في هُوَّة من الأَرض انقلبت الواو إِلى الياء لكسرة الهاء والذي جاء في الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم نفى مُخَنَّثَيْن أَحدهما هِيتٌ والآخر ماتِعٌ إِنما هو هِنْبٌ فصحَّفه أَصحاب الحديث قال الأَزهري رواه الشافعي وغيره هِيتٌ قال وأَظُنُّه صواباً

وبت
وَبَتَ بالمكان وَبْتاً أَقام

وتت
أَبو عمرو الوَتُّ والوَتَّةُ صياحُ الوَرَشان وأَوْتى إِذا صاحَ صِياحَ الوَرَشانِ قاله ابن الأَعرابي

وحت
طعام وَحْتٌ لا خير فيه

وقت
الوَقْتُ مقدارٌ من الزمانِ وكلُّ شيء قَدَّرْتَ له حِيناً فهو مُؤَقَّتٌ وكذلك ما قَدَّرْتَ غايتَه فهو مُؤَقَتٌ ابن سيده الوَقْتُ مقدار من الدهر معروف وأَكثر ما يُستعمل في الماضي وقد اسْتُعْمِلَ في المستقبل واسْتَعْمَلَ سيبويه لفظ الوَقْتِ في المكان تشبيهاً بالوقت في الزمان لأَنه مقدار مثله فقال ويَتَعَدَّى إِلى ما كان وقتاً في المكان كمِيلٍ وفَرْسخ وبَرِيد والجمع أَوْقاتٌ وهو المِيقاتُ ووَقْتٌ مَوْقُوتٌ ومُوَقَّتٌ مَحْدُود وفي التنزيل العزيز إِنَّ الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً مَوْقُوتاً أَي مُؤَقَّتاً مُقَدَّراً وقيل أَي كُتِبَتْ عليهم في أَوقاتٍ مُوَقَّتة وفي الصحاح أَي مَفْروضات في الأَوْقات وقد يكون وَقَّتَ بمعنى أَوْجَبَ عليهم الإِحرامَ في الحد والصلاة عند دخول وقْتِها والمِيقاتُ الوَقْتُ المضْروبُ للفعل والموضع يقال هذا مِيقاتُ أَهلِ الشأْم للموضع الذي يُحْرِمُون منه وفي الحديث أَنه وَقَّتَ لأَهل المدينة ذا الحُلَيْفة قال ابن الأَثير وقد تكرر التَّوْقيت والمِيقاتُ قال فالتَّوْقِيتُ والتَّأْقِيتُ أَن يُجْعَل للشيءِ وَقْتٌ يختض به وهو بيانُ مقدار المُدَّة وتقول وقَّتَ الشيءَ يُوَقِّته ووَقَتَهُ يَقِتُه إِذا بَيَّنَ حَدَّه ثم اتُّسِعَ فيه فأُطْلِقَ على المكان فقيل للموضع مِيقاتٌ وهو مِفْعال منه وأَصله مِوْقاتٌ فقُلبت الواو ياء لكسرة الميم وفي حديث ابن عباس لم يَقِتْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الخمر حَدًّا أَي لم يُقَدِّرْ ولم يَحُدَّه بعدد مخصوص والمِيقاتُ مصدر الوَقْتِ والآخرةُ مِيقاتُ الخلق ومواضعُ الإِحرام مواقيتُ الحاجِّ والهلالُ ميقاتُ الشهر ونحو ذلك كذلك وتقول وَقَتَه فهو مَوْقُوت إِذا بَيَّن للفعل وَقْتاً يُفْعَلُ فيه والتَّوْقيت تحديدُ الأَوقات وتقول وَقَّتُّه ليوم كذا مثل أَجَّلْته والمَوْقِتُ مَفْعِلٌ مِن الوَقْت قال العجاج والجامعُ الناسِ ليوم المَوْقِتِ وقوله تعالى وإِذا الرسلُ أُقِّتَتْ قال الزجاج جُعل لها وَقْتٌ واحد للفَصْل في القضاء بين الأُمة وقال الفراء جُمِعَتْ لوقتها يوم القيامة واجْتَمع القُرّاء على همزها وهي في قراءة عبد الله وُقِّتَتْ وقرأَها أَبو جعفر المَدَنيُّ وُقِتَتْ خفيفة بالواو وإِنما همزت لأَن الواو إِذا كانت أَولَ حرف وضُمَّتْ هُمِزت يقال هذه أُجُوهٌ حسانٌ بالهمز وذلك لأَن ضمة الواو ثقيلة وأُقِّتَتْ لغة مثل وُجُوه وأُجُوه

وكت
الوَكْتُ الأَثر اليسير في الشيء والوَكْتَةُ شبه النُّقطة في العين ابن سيده الوَكْتَةُ في العين نقطة حمراء في بياضها قيل فإِن غُفِلَ عنها صارت وَدْقةً وقيل هي نُقْطة بيضاء في سوادها وعين مَوْكُوتةٌ فيها وَكْتة إِذا كان في سوادها نُقْطةُ بياضٍ غيره الوَكْتة كالنقطة في الشيء يقال في عينه وَكْتة وفي الحديث لا يحلف أَحدٌ ولو على مِثل جَناحِ بَعوضة إِلاَّ كانت وكْتةً في قلبه الوَكْتة الأثَرُ في الشيء كالنُّقْطة من غير لونه والجمع وَكْتٌ ومنه قيل للبُسْر إِذا وقعت فيه نُقْطة من الإِرْطاب قد وَكَتَ ومنه حديث حذيفة ويَظلُّ أَثَرُها كأَثَر الوَكْتِ وَوَكَتَ الكتابَ وَكْتاً نَقَطَه والوَكْتة والوَكْتُ في الرُّطَبة نُقْطة تَظْهَر فيها من الإِرْطاب وفي التهذيب إِذا بدا من الرُّطَب نُقَط من الإِرْطاب قيل قد وَكَّتَ فإِذا أَتاها التَّوْكيتُ من قِبَلِ ذَنَبها فهي مُذَنِّبَةٌ المحكم ووَكَّتَتِ البُسْرة تَوْكِيتاً صار فيها نُقَطٌ من الإِرْطابِ وهي بُسْرة مُوَكَّتة ومُوَكَّتٌ الأَخيرة عن السيرافي وَوكَتَتِ الدابةُ وَكْتاً أَسْرَعَتْ رفْع قوائمها ووَضْعَها وَوكتَ المَشْيَ وَكْتاً ووَكَتاناً وهو تَقارُبُ الخَطْو في ثِقَل وقُبْحِ مَشْيٍ قال ومَشْيٍ كهَزِّ الرُّمْحِ بادٍ جَمالُه إِذا وَكَتَ المَشْيَ القِصارُ الدَّحادِحُ وَوكَّتَ في سَيْره وهو صِنْفٌ منه ورجل وَكَّاتٌ هذه عن كراع قال ابن سيده وعندي أَن وَكَّاتاً على وَكَتَ المَشْيَ ولو كان على ما حكاه كراع لكان مُوَكَّتاً شمر الوَكْتُ في المَشْي هي القَرْمَطَةُ والشيء اليسير وقِرْبَةٌ مَوْكُوتة مملوءة عن اللحياني قال ابن سيده والمعروف مَزكُوتة الفراء وَكَتَ القَدَحَ ووَكَّته وزَكَتَه وزَكَّتَه إِذا ملأَه

ولت
ولَتَه حَقَّه وَلْتاً نَقَصَه وفي حديث الشُّورَى وتُولِتُوا أَعْمالكم أَي تَنْقُصوها يقال لاتَ يَلِيتُ وأَلَتَ يَأْلِتُ وهو في الحديث من أَوْلَتَ يُولِتُ أَو من آلَتَ يُؤْلِتُ إِن كان مهموزاً قال القتيبي ولم أَسمع هذه اللغة إِلا من هذا الحديث

وهت
وَهَتَ الشيءَ وَهْتاً داسَه دَوساً شديداً والوَهْتةُ الهَبْطَةُ من الأَرض وجمعها وَهْتٌ وقد وَهَتَه يَهِتُه وَهْتاً إِذا ضَغَطَه فهو مَوْهُوت وأَوْهَتَ اللحمُ يُوهِتُ لغة في أَيْهَتَ أَنْتَنَ وإِنما صارت الياء في يُوهِتُ واواً لضم ما قبلها الأُمَوِيُّ المُوهِتُ اللحم المُنْتنُ وقد أَيْهَتَ إِيهاتاً والله أَعلم

يقت
الجوهري الياقُوتُ يقال فارسيٌّ معرّب وهو فاعُول الواحدة ياقوتة والجمع اليواقيت

ينبت
التهذيب في الرباعي أَبو زيد ومن العِضِّ اليَنْبُوت والواحدة يَنْبوتة وهي شجرة شاكة ذاتُ غِصَنَةٍ ووَرَقٍ وثمرُها جَرْوٌ والجَرْوُ وِعاء بَذْرِ الكَعابير التي في رؤوس العيدان ولا يكون في غير الرؤوس إِلا في مُحَقَّراتِ الشجر وإِنما سمي جَرْواً لأَنه مُدَحْرَجٌ وهو من الشِّرْسِ والعِضِّ وليس من العِضاهِ

يهت
أَيْهَتَ الجُرْحُ يُوهِتُ وكذلك اللحم أَنْتَنَ

ث
الثاء من الحروف اللِّثَوِيَّة وهي من الحروف المهموسة وهي والظاء والذال في حيز واحد
أبث
أَبَثَ على الرجل يَأْبِثُ أَبْثاً سَبَّه عند السلطان خاصة التهذيب الأَبْثُ الفَقْر وقد أَبَثَ يَأْبِثُ أَبْثاً الجوهري الأَبِثُ الأَشِرُ النَّشِيطُ قال أَبو زُرارة النصري أَصْبَحَ عَمَّارٌ نَشِيطاً أَبِثا يَأْكُلُ لَحْماً بائِتاً قد كَبِثا كَبِثَ أَنْتَنَ وأَرْوَحَ وقال أَبو عمرو أَبِثَ الرجلُ بالكسر يَأْبَثُ وهو أَن يَشْرَبَ اللبَن حتى ينتفخ ويأْخذَه كهيئة السُّكْر قال ولا يكون ذلك إِلا من أَلبان الإِبل

أثث
الأَثاثُ والأَثاثةُ والأُثوثُ الكثرة والعِظَمُ من كل شيء أَثَ يَأَثُّ ويَئِثُّ ويَؤُثُّ أَثًّا وأَثاثةً فهو أَثٌّ مقصور قال ابن سيده عندي أَنه فَعْلٌ وكذلك أَثِيثٌ والأُنثى أَثِيثة والجمع أَثائِثُ وأَثايِثُ ويقال أَثَّ النباتُ يَئِثُّ أَثاثةً أَي كثُر والتَفَّ وهو أَثِيثٌ ويوصف به الشَّعَر الكثير والنباتُ المُلْتف قال امرؤ القيس أَثِيثٌ كَقِنْوِ النَّخْلة المُتَعَثْكِلِ وشَعَر أَثِيثٌ غزير طويل وكذلك النبات والفعل كالفعل ولِحْية أَثَّة كَثَّة أَثِيثة وأَثَّتِ المرأَةُ تَئِثُّ أَثًّا عَظُمَتْ عجيزتُها قال الطِّرِمَّاح إِذا أَدْبَرَتْ أَثَّتْ وإِنْ هي أَقْبَلَتْ فَرُؤْدُ الأَعالي شَخْتةُ المُتَوَشَّحِ وامرأَةٌ أَثِيثةٌ أَثِيرة كثيرة اللحم والجمع إِثاثٌ وأَثائثٌ قال رؤبة ومن هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائثُ تُمِيلُها أَعجازُها الأَواعِثُ وأَثَّثَ الشيءَ وَطَّأَه ووثَّرَه والأَثاثُ الكثير من المال وقيل كثرةُ المال وقيل المالُ كلُّه والمتاعُ ما كان من لِباسٍ أَو حَشْوٍ لفراشٍ أَو دِثارٍ واحدتُه أَثاثةٌ واشتقه ابن دريد من الشيء المُؤَثَّثِ أَي المُوَثَّر وفي التنزيل العزيز أَثاثاً ورِئْياً الفراء الأَثاثُ المَتاع وكذلك قال أَبو زيد والأَثاثُ المالُ أَجمع الإِبل والغنم والعبيد والمتاع وقال الفراء الأَثاثُ لا واحد لها كما أَن المَتاع لا واحدَ له قال ولو جمعتَ الأَثاثَ لقلت ثلاثةُ آثَّةٍ وأُثُتٌ كثيرة والأَثاثُ أَنواعُ المَتاع من متاع البيت ونحوه وتأَثَّثَ الرجلُ أَصابَ خيراً وفي الصحاح أَصابَ رِياشاً وأَثاثةُ اسم رجل بالضم قال ابن دريد أَحسِبُ أَن اشتقاقه من هذا

أرث
أَرَّثَ بين القوم أَفْسَدَ والتَّأْرِيثٌ الإِغْراء بين القوم والتَّأْرِيثُ أَيضاً إِيقادُ النار وأَرَّثَ النارَ أَوْقَدها قال عديّ بن زيد ولها ظَبْيٌ يُؤَرِّثُها عاقِدٌ في الجِيدِ تِقْصارا وتَأَرَّثَتْ هي اتَّقَدَتْ قال فإِنَّ بأَعْلى ذِي المَجازة سَرْحةً طَويلاً على أَهل المَجازة عارُها ولو ضَرَبُوها بالفُؤُوسِ وحَرَّقُوا على أَصْلِها حَتَّى تَأَرَّثَ نارُها وفي حديث أَسلم قال كنت مع عمر رضي الله عنه وإِذا نارٌ تُؤَرَّثُ بصِرارٍ التأْريثُ إِيقادُ النار وإِذْكاؤُها والإِراثُ والأَرِيثُ النارُ وصِرارٌ بالصاد المهملة موضع قريب من المدينة والإِراثُ ما أُعِدَّ للنار من حُراقةٍ ونحوها وقيل هي النارُ نفْسُها قال مُحَجَّلُ رِجْلَيْنِ طَلْقُ اليَدَيْن له غُرَّةٌ مثلُ ضَوْءِ الإِراثِ ويقال أَرَّثَ فلانٌ بينهم الشَّرَّ والحَرْبَ تَأْرِيثاً وأَرَّجَ تَأْرِيجاً إِذا أَغرى بعضهم ببعض وهو إِيقادُها وأَنشد أَبو عبيد لعدِيِّ بن زيد ولها ظَبْيٌ يُؤَرِّثُها والأُرْثةُ بالضم عُودٌ أَو سِرْجِينٌ يُدْفَنُ في الرَّماد ويوضع عنده ليكون ثُقوباً للنار عُدَّةً لها إِذا احْتِيج إِليها والإِراثُ الرَّماد قال ساعدة بن جُؤية عفا غيْرَ إِرْثٍ من رَماد كأَنه حَمامٌ بأَلبادِ القِطارِ جُثُومُ قال السُّكَّرِيُّ أَلباد القِطار ما لَبَّدَهُ القَطْر والإِرْثُ الأَصلُ قال ابن الأَعرابي الإِرْثُ في الحَسَب والوِرثُ في المال وحكى يعقوب إِنه لفي إِرْثِ مَجْدٍ وإِرْفِ مَجْدٍ على البدل الجوهري الإِرْثُ المِيراثُ وأَصل الهمزة فيه واو يقال هو في إِرْثِ صِدْقٍ أَي في أَصلِ صِدْقٍ وهو على إِرثٍ من كذا أَي على أَمر قديم تَوارَثه الآخِرُ عن الأَوَّل وفي حديث الحج إِنكم على إِرْثٍ من إِرث أَبيكم إِبراهيم يريد به ميراثَهم مِلَّته ومن ههنا للتبيين مثلها في قوله فاجْتَنِبُوا الرَّجْسَ من الأَوْثان وأَصلُ همزته واو لأَنه من وَرِثَ يَرِثُ والإِرْثُ من الشيء البقية من أَصله والجمع إِراث قال كثير عزة فأَوْرَدَهُنَّ من الدَّوْنَكَيْن حَشارِجَ يَحْفِرْنَ منها إِراثا والأُرْثة سوادٌ وبياض كبشٌ آرَثُ ونعجة أَرْثاء وهي الرَّقْطاء فيها سواد وبياض والأُرَثُ والأُرَفُ الحُدودُ بين الأَرضين واحدتها أُرْثة وأُرْفة ابن سيده والأُرْثة الحَدُّ بين الأَرْضَين وأَرَّثَ الأَرْضَيْن جعل بينهما أُرْثة قال أَبو حنيفة الأُرْثَة المكانُ ذو الأَراضَة السَّهْلُ قال والأُرْثُ شبيه بالكُعْر إِلاَّ أَن الكُْعرَ أَبْسَطُ منه قال وله قَضِيبٌ واحدٌ في وسطه وفي رأْسه مثلُ الفِهْر المُصَعْنَب غير أَن لا شَوْك فيه فإِذا جَفَّ تطايرَ ليس في جوفه شيء وهو مَرْعًى للإِبل خاصة تَسْمَنُ عليه غير أَنه يُورِثُها الجَرَبَ ومنابتُه غَلْظُ الأَرض والأُرْثة الأَكَمَةُ الحمراء

أنث
الأُنْثى خلافُ الذكر من كل شيء والجمع إِناثٌ وأُنُثٌ جمع إِناث كحمار وحُمُر وفي التنزيل العزيز إِن يَدْعُون من دونه إِلا إِناثاً وقرئ إِلا أُنُثاً جمع إِناث مثل تِمارٍ وتُمُر ومَن قرأَ إِلا إِناثاً قيل أَراد إِلا مَواتاً مثل الحَجَر والخَشَب والشجر والمَوات كلُّها يخبر عنها كما يُخْبر عن المُؤَنث ويقال للمَوات الذي هو خلاف الحَيوان الإِناثُ الفراء تقول العرب اللاَّتُ والعُزَّى وأَشباهُها من الآلهة المؤَنثة وقرأَ ابن عباس إِن يَدْعون من دونه إِلا أُثُناً قال الفراءُ هو جمع الوَثَنْ فضم الواو وهمزها كما قالوا وإِذا الرسل أُقِّتَتْ والمُؤَنَّث ذَكَرٌ في خَلْق أُنْثى والإِناثُ جماعة الأُنْثى ويجيءُ في الشعر أَناثى وإِذا قلت للشيءِ تُؤَنِّثه فالنَّعْتُ بالهاء مثل المرأَة فإِذا قلت يُؤَنث فالنعت مثل الرجل بغير هاءٍ كقولك مؤَنثة ومؤَنث ويقال للرجل أَنَّثْتُ تَأْنيثاً أَي لِنْتَ له ولم تَتَشَدَّد وبعضهم يقول تَأَنَّثَ في أَمره وتَخَنَّثَ والأَنِيثُ من الرجال المُخَنَّثُ شِبْه المرأَة وقال الكميت في الرجل الأَنيثِ وشَذَّبْتَ عنهم شَوْكَ كلِّ قَتادةٍ بفارسَ يَخْشاها الأَنِيثُ المُغَمَّزُ والتأْنِيثُ خلافُ التذكير وهي الأَناثةُ ويقال هذه امرأَة أُنثى إِذا مُدِحَتْ بأَنها كاملة من النساء كما يقال رجل ذَكَر إِذا وُصِفَ بالكمال ابن السكيت يقال هذا طائرٌ وأُنْثاه ولا يقال وأُنْثاتُه وتأْنيثُ الاسم خلافُ تذكيره وقد أَنَّثْته فتَأَنَّثَ والأُنثَيان الخُصْيتانِ وهما أَيضاً الأُذُنانِ يمانية وأَنشد الأَزهري لذي الرمة وكُنَّا إِذا القَيْسيُّ نَبَّ عَتُودُه ضَرَبْناه فوقَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ قال ابن سيده وقول الفرزدق وكنّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّر خَدَّه ضَرَبْناه تحتَ الأُنْثَيينِ على الكَرْد قال يعني الأُذُنَيْن لأَنَّ الأُذُنَ أُنثى وأَورد الجوهري هذا البيت على ما أَورده الأَزهري لذي الرمة ولم يَنْسُبْه لأَحد قال ابن بري البيت للفرزدق قال والمشهور في الرواية وكنا إِذا الجَبَّار صَعَّرَ خَدَّه كما أَورده ابن سيده والكَرْدُ أَصل العُنق وقول العجاج وكلُّ أُنْثى حَمَلَتْ أَحجارا يعني المِنْجَنيقَ لأَنها مؤَنثة وقولها
( * هكذا وردت مؤنثةً ) في صفة فرس تَمَطَّقَتْ أُنْثَياها بالعَرَقْ تَمَطُّقَ الشَّيْخِ العَجُوزِ بالمَرَقْ عَنَتْ بأُنْثَييها رَبَلَتَيْ فَخِذَيْها والأُنْثَيان من أَحياءِ العرب بَجيلة وقُضاعة عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي وأَنشد للكميت فيا عَجَبا للأُنْثَيَيْن تَهادَنا أَذانيَ إِبْراقَ البَغايا إِلى الشَّرْبِ وآنَثَتِ المرأَةُ وهي مُؤْنِثٌ وَلَدَتِ الإِناثَ فإِن كان ذلك لها عادةً فهي مِئْناثٌ والرجلُ مِئْناثٌ أَيضا لأَنهما يستويان في مِفْعال وفي حديث المُغيرةِ فُضُلٌ مِئْناثٌ المئْناثُ التي تَلِدُ الإِناثَ كثيراً كالمِذْكارِ التي تَلِدُ الذكور وأَرض مِئْناثٌ وأَنيثةٌ سَهْلة مُنْبِتة خَلِيقةٌ بالنَّبات ليست بغليظة وفي الصحاح تُنْبتُ البَقْلَ سَهْلةٌ وبلدٌ أَنِيثٌ لَيِّنٌ سَهْل حكاه ابن الأَعرابي ومكانٌ أَنِيثٌ إِذا أَسْرَع نباتُه وكَثُر قال امرؤ القيس بمَيْثٍ أَنيثٍ في رياضٍ دَمِيثةٍ يُحيلُ سَوافِيها بماءِ فَضِيضِ ومن كلامهم بلد دَمِيثٌ أَنِيثٌ طَيِّبُ الرَّيْعةِ مَرْتُ العُودِ وزعم ابن الأَعرابي أَني المرأَة إِنما سميت أُنثى من البلد الأنيث قال لأَن المرأَة أَلْيَنُ من الرجل وسميت أُنثى للينها قال ابن سيده فأَصْلُ هذا الباب على قوله إِنما هو الأَنيثُ الذي هو اللَّيِّنُ قال الأَزهري وأَنشدني أَبو الهيثم كأَنَّ حِصانا وفِضُّها التينُ حُرَّةً على حيثُ تَدْمى بالفِناءِ حَصيرُها قال يقوله الشماخ والحَصانُ ههنا الدُّرَّة من البحر في صَدَفَتِها تُدْعَى التِّينَ والحَصِيرُ موضعُ الحَصِير الذي يُجْلَس عليه شَبَّه الجاريةَ بالدُّرَّة والأَنِيثُ ما كان من الحَديد غيرَ ذَكَر وحديدٌ أَنيثٌ غير ذَكِير والأَنيثُ من السُّيوف الذي من حديدٍ غير ذَكَر وقيل هو نحوٌ من الكَهام قال صَخْرُ الغَيِّ فيُعْلِمهُ بأَنَّ العَقْل عِنْدي جُرازٌ لا أَفَلُّ ولا أَنِيثُ أَي لا أُعْطِيهِ إِلا السَّيْفَ القاطعَ ولا أُعْطيه الدِّيةَ والمُؤَنَّثُ كالأَنِيث أَنشد ثعلب وما يَسْتَوي سَيْفانِ سَيْفٌ مُؤَنَّثٌ وسَيْفٌ إِذا ما عَضَّ بالعَظْمِ صَمَّما وسيفٌ أَنِيثٌ وهو الذي ليس بقاطع وسيف مِئْناثٌ ومِئناثة بالهاءِ عن اللحياني إِذا كانت حَديدتُه لَيِّنة بالهاء تأْنِيثُه على إِرادة الشَّفْرة أَو الحديدة أَو السلاح الأَصمعي الذَّكَرُ من السُّيوف شَفْرَتُه حديد ذَكَرٌ ومَتْناه أَنيثٌ يقول الناسُ إِنها من عَمَل الجن وروى إِبراهيم النحعي أَنه قال كانوا يَكْرَهُون المُؤَنَّثَ من الطِّيب ولا يَرَوْنَ بذُكُورته بأْساً قال شمر أَراد بالمُؤَنَّثِ طِيبَ النساءِ مثل الخَلُوق والزَّعْفران وما يُلَوِّنُ الثيابَ وأَما ذُكورةُ الطِّيبِ فما لا لَوْنَ له مثلُ الغالية والكافور والمِسْكِ والعُود والعَنْبَر ونحوها من الأَدهان التي لا تُؤَثِّرُ

بثث
بَثَّ الشيءَ والخَبَرَ يَبُثُّه ويَبِثُّه بَثّاً وأَبَثَّه بمعنًى فانْبَثَّ فَرَّقه فتَفَرَّقَ ونَشَره وكذلك بَثَّ الخيلَ في الغارة يَبُثُّها بَثّاً فانْبَثَّتْ وبَثَّ الصيادُ كلابَه يَبُثُّها بَثّاً وانْبَثَّ الجَرادُ في الأَرض انْتَشَر وخَلَقَ اللهُ الخلْقَ فبَثَّهم في الأَرض وفي التنزيل العزيز وبَثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساء أَي نَشَر وكَثَّر وفي حديث أُم زَرْع زَوْجي لا أَبُثُّ خَبَره أَي لا أَنْشُره لقُبْح آثاره وبُثَّت البُسُطُ إِذا بُسِطَتْ قال الله عز وجل وزَرابيُّ مَبْثُوثَةٌ قال الفراءُ مَبْثُوثة كثيرة وقوله عز وجل فكانتْ هَباءً مُنْبَثّاً أَي غُباراً مُنتَشِراً وتَمْرٌ بَثٌّ إِذا لم يُجَوَّدْ كَنْزُه فتَفَرَّقَ وقيل هو المنْتَثِرُ الذي ليس في جِرابٍ ولا وٍعاءَ كَفَثٍّ وهو كقولهم ماءٌ غَوْرٌ قال الأَصمعي تَمْرٌ بَثٌّ إِذا كان منْثُوراً مُتَفَرِّقاً بعضُه من بعض وبَثْبَثَ الترابَ اسْتَثاره وكَشَفَه عما تَحْتَه وفي حديث عبد الله فلما حَضَرَ اليهوديَّ المَوْتُ قال بَثْبِثُوه أَي كَشِّفُوه حكاه الهروي في الغريبين وهو من البَثِّ إِظهارِ الحديث والأَصلُ فيه بَثِّثُوه فأُبدل من الثاء الوسطى باء تخفيفاً كما قالوا في حَثَّثْتُ حَثْحَثْتُ وأَبَثَّه الحديثَ أَطْلَعه عليه قال أَبو كبير ثم انْصَرَفْتُ ولا أَبُثُّكَ حِيبَتي رَعِشَ البَنانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ أَراد ولا أُخْبِرُك بكل سُوء حالتي والبَثُّ الحالُ والحُزْنُ يقال أَبْثَثْتُك أَي أَظْهَرْتُ لك بَثِّي وفي حديث أُم زرع لا تَبُثُّ حديثَنا تَبْثيثاً ويروى تَنُثُّ بالنون بمعناه واسْتَبَثَّه إِياه طَلَبَ إِليه أَن يَبُثَّه إِياه والبَثُّ الحُزْنُ والغَمُّ الذي تُفْضِي به إِلى صاحبك وفي حديث أُم زرع لا يُولِجُ الكَفَّ ليَعْلَم البَثَّ قال البَثُّ في الأَصل شدَّة الحُزْن والمرضُ الشديدُ كأَنه من شدَته يَبُثُّه صاحبَه المعنى أَنه كان بجسدها عَيْبٌ أَو داء فكان لا يُدْخِلُ يَدَه في ثوبها فيَمَسَّه لعِلْمِه أَن ذلك يُؤْذيها تَصِفُه باللُّطْفِ وقيل إِن ذلك ذَمٌّ له أَي لا يَتَفَقَّد أُمورَها ومصالحَها كقولهم ما أُدْخِلُ يدي في هذا الأَمْر أَي لا أَتَفَقَّدُه وفي حديث كعب بن مالك فلما تَوَجَّه قافِلاً من تبوكَ حَضَرني بَثِّي أَي اشْتَدَّ حُزْني ويقال أَبْثَثْتُ فلاناً سِرِّي بالأَلف إِبْثاثاً أَي أَطْلَعْتُه عليه وأَظْهَرْته له وبَثَّثْتُ الخَبر شُدِّد للمبالغة فانْبَثَّ أَي انْتَشَر وبَثْبَثْتُ الأَمْرَ إِذا فَتَّشْتَ عنه وتَخَبَرْته وبَثْبَثْتُ الخَبَر بَثْبَثةً نَشَرْتُه والغُبارَ هَيَّجتُه

بحث
البَحْثُ طَلَبُكَ الشيءَ في التُّراب بَحَثَه يَبْحَثُه بَحْثاً وابْتَحَثَه وفي المثل كالباحِثِ عن الشَّفْرة وفي آخر كباحِثةٍ عن حَتْفها بظِلْفها وذلك أَن شاةً بَحَثَتْ عن سِكِّين في التراب بظِلْفِها ثم ذُبِحَتْ به الأَزهري البَحُوثُ من الإِبل التي إِذا سارتْ بحثت الترابَ بأَيديها أُخُراً أَي ترمِي إِلى خَلْفِها قاله أَبو عمرو والبَحوثُ الإِبلُ تَبْتَحثُ الترابَ بأَخْفافِها أُخُراً في سَيرها والبَحْثُ أَن تَسْأَل عن شيء وتَسْتَخْبر وبَحَثَ عن الخَبر وبَحَثَه يَبْحَثُه بَحْثاً سأَل وكذلك اسْتَبْحَثَه واسْتَبْحَثَ عنه الأَزهري اسْتَبْحَثْتُ وابْتَحَثْتُ وتَبَحَّثْتُ عن الشيء بمعنى واحد أَي فَتَّشْتُ عنه والبَحْث الحَيَّةُ العظيمة لأَنها تَبْحَثُ التُّرابَ وتَرَكْتُه بمباحِثِ البَقَر أَي بالمكان القَفْر يعني بحيثُ لا يُدْرى أَين هو والباحِثاء من جِحرَة اليرابيع تُرابٌ يُخَيَّلُ إِليكَ أَنه القاصِعاء وليس بها والجمعُ باحِثاواتُ وسُورةُ بَراءةَ كان يقال لها البُحُوثُ سمِّيت بذلك لأَنها بَحَثَتْ عن المنافقين وأَسرارهم أَي اسْتَثارتْها وفَتَشَتْ عنها وفي حديث المِقداد أَبَتْ علينا سُورةُ البُحوثِ انْفِرُوا خِفافاً وثِقالاً يعني سورةَ التوبة والبُحوثُ جمع بَحْثٍ قال ابن الأَثير ورأَيت في الفائق سورة البَحُوث بفتح الباء قال فإِن صحت فهي فَعُول من أَبنية المبالغة ويقع على الذكر والأُنثى كامرأَة صَبور ويكون في باب إِضافة الموصوف إِلى الصفة وقال ابن شميل البُحَّيْثى مثال خُلَّيْطَى لُعْبة يَلْعَبون بها بالتراب كالبُحْثَة وقال شمر جاء في الحديث أَن غُلامين كانا يَلْعَبانِ البُحْثَةَ
( * قوله « يلعبان البحثة » ضبطت البحثة بضم الموحدة بالأَصل كالنهاية وضبطت في القاموس كالتكملة والتهذيب بفتحها ) وهو لعبٌ بالتراب قال البَحْثُ المَعْدِنُ يُبْحَثُ فيه عن الذَّهَبِ والفِضَّةِ قال والبُحاثَة التُّراب الذي يُبْحَثُ عما يُطْلَبُ فيه

برث
البَرْثُ جبلٌ من رَمْلٍ سهل التراب لَيِّنه والبَرْثُ الأَرض السَّهْلة اللَّيِّنة والبَرْثُ أَسهلُ الأَرض وأَحسَنُها أَبو عمرو سمعت ابنَ الفَقْعَسِيِّ يقول وسأَلته عن نَجْد فقال إِذا جاوزتَ الرمل فصِرْتَ إِلى تلك البِراثِ كأَنها السَّنامُ المُشَقَّقُ الأَصمعي وابن الأَعرابي البَرْثُ أَرضٌ لينة مستوية تُنْبِتُ الشَّعَر وفي الحديث يَبْعَثُ الله منها سبعين أَلفاً لا حسابَ عليهم ولا عذابَ فيما بَيْنَ البَرْثِ الأَحْمَر وبين كذا البَرْثُ الأَرضُ اللَّيِّنة قال يريد به أَرضاً قريبةً من حِمْصٍ قُتِلَ بها جماعةٌ من الشهداء والصالحين ومنه الحديث الآخر بين الزَّيْتُونِ إِلى كذا بَرْثٌ أَحْمَرُ والبَرْثُ مكانٌ ليِّنٌ سهْلٌ يُنْبِتُ النَّجْمة والنَّصِيَّ والجمعُ من كل ذلك بِراثٌ وأَبْراثٌ وبُروثٌ فأَما قول رؤْبة أَقْفَرَتِ الوَعْساءُ فالعُثاعِثُ من أَهْلِها فالبُرَقُ البَرارِثُ فإِن الأَصمعي قال جعل واحدتها بَرْثِيةً ثم جَمَع وحذف الياء للضرورة قال أَحمد بن يحيى فلا أَدري ما هذا وفي التهذيب أَراد أَن يقول بِراث فقال بَرارِثُ وقال في الصحاح يقال إِنه خطأٌ قال ابن بري إِنما غَلِطَ رؤْبة في قوله فالبُرَقُ البَرارِثُ من جهة أَن بَرْثاً اسم ثلاثي قال ولا يجمع الثلاثيّ على ما جاء على زنة فَعالل قال ومن انتصر لرؤبة قال يجيءُ الجمع على غير واحده المستعمل كضَرَّة وضَرائر وحُرَّة وحَرائر وكَنَّة وكَنائِن وقالوا مَشابِهَ ومَذاكِر في جمع شِبْه وَذكر وإِنما جاء جمعاً لمُشْبِه ومِذْكار وإِن كانا لم يُستعملا وكذلك بَرارِثُ كأَنَّ واحدَه بُرَّثةٌ وبَرِّيثةٌ وإِن لم يُستعمل قال وشاهدُ البَرْثِ للواحد قولُ الجَعْديّ على جانِبَيْ حائِرٍ مُفْرَطٍ يبَرْثٍ تَبَوَّأْنه مُعْشِبِ والحائرٌ ما أَمْسَك الماءَ والمُفْرَطُ المَمْلُوء والبَرْثُ الأَرض البيضاء الرقيقة السَّهْلة السريعة النبات عن أَبي عمرو وجمعُها بِراثٌ وبِرَثَة وتَبَوَّأْنَه أَقَمْنَ به ويالضمير في تَبَوَّأْنَ يعود على نساء تقدم ذكرهن وقبله فلمَّا تَخَيَّمْنَ تَحْتَ الأَرا كِ والأَثْلِ من بَلَدٍ طَيِّبِ أَي ضَرَبْنَ خِيامَهُنَّ في الأَراك والوَعْساءُ الأَرض اللينة ذاتُ الرمل والعَثاعِثُ جمعُ عَثْعثَة وهي الأَرضُ اللينة البيضاء وقال أَبو حنيفة قال النضر البَرِثَة إِنما تكون بين سُهُولة الرَّمْل وحُزونة القُفِّ وقال أَرض بَرِثَة على مثال ما تقدم مَرِيعةٌ تكون في مَسَاقط الجبال ابن الأَعرابي البُرْثُ بالضم الرجلُ الدَّليلُ الحاذِقُ التهذيب في برت أَبو عمرو بَرِتَ الرجلُ إِذا تَحَيَّر وبَرِثَ بالثاء إِذا تَنَعَّم تَنَعُّماً واسعاً

برعث
البُرْعُثُ الاسْتُ كالبُعْثُطِ وبَرْعَثٌ مكانٌ

برغث
البَرْغَثَة لونٌ شبيه بالطُّحْلَة والبُرْغُوثُ دُوَيبَّة شِبْهُ الحُرْقُوص والبُرْغوثُ واحدُ البَراغيث

بعث
بَعَثَهُ يَبْعَثُه بَعْثاً أَرْسَلَهُ وَحْدَه وبَعَثَ به أَرسله مع غيره وابْتَعَثَه أَيضاً أَي أَرسله فانْبعَثَ وفي حديث عليّ يصف النبي صلى الله عليه وسلم شَهِيدُك يومَ الدين وبَعِيثُك نعْمة أَي مَبْعُوثك الذي بَعَثْته إِلى الخَلْق أَي أَرسلته فعيل بمعنى مفعول وفي حديث ابن زَمْعَة انْبَعَثَ أَشْقاها يقال انْبَعَثَ فلانٌ لشأْنه إِذا ثار ومَضَى ذاهباً لقضاء حاجَته والبَعْثُ الرسولُ والجمع بُعْثانٌ والبَعْثُ بَعْثُ الجُنْدِ إِلى الغَزْو والبَعَثُ القومُ المَبْعُوثُونَ المُشْخَصُونَ ويقال هم البَعْثُ بسكون العين وفي النوادر يقال ابْتَعَثْنا الشامَ عِيراً إِذا أَرسَلوا إِليها رُكَّاباً للميرة وفي حديث القيامة يا آدمُ ابْعَثْ بَعْثَ النار أَي المَبْعُوث إِليها من أَهلها وهو من باب تسمية المفعول بالمصدر وبَعَثَ الجُنْدَ يَبْعَثُهم بَعْثاً وجَّهَهُمْ وهو من ذلك وهو البَعْثُ والبَعِيثُ وجمع البَعْثِ بُعُوث قال ولكنَّ البُعُوثَ جَرَتْ علينا فَصِرْنا بينَ تَطْوِيحٍ وغُرْمِ وجمع البَعِيثِ بُعُثٌ والبَعْثُ يكون بَعْثاً للقوم يُبْعَثُون إِلى وَجْهٍ من الوجوه مثل السَّفْر والرَّكْب وقولهم كنتُ في بَعْثِ فلانٍ أَي في جيشه الذي بُعِثَ معه والبُعُوثُ الجُيوش وبَعَثَه على الشيء حمله على فِعْله وبَعَثَ عليهم البَلاء أَحَلَّه وفي التنزيل العزيز بَعَثْنا عليكم عِباداً لنا أُولي بأْس شديد وفي الخبر أَنَّ عبد المَلِك خَطَبَ فقال بَعَثْنا عليكم مُسلِمَ بن عُقْبة فَقَتلَكم يوم الحَرَّة وانْبَعَثَ الشيءُ وتَبَعَّثَ انْدَفَع وبَعَثَه من نَوْمه بَعَثاً فانْبَعَثَ أَيْقَظَه وأَهَبَّه وفي الحديث أَتاني الليلةَ آتِيانِ فابْتَعَثَاني أَي أَيقَظاني من نومي وتأْويلُ البَعْثِ إِزالةُ ما كان يَحْبِسُه عن التَّصَرُّف والانْبِعاثِ وانْبَعَثَ في السَّيْر أَي أَسْرَع ورجلٌ بَعِثٌ كثير الانْبِعاثِ من نومه ورجل بَعْثٌ وبَعِثٌ وبَعَثٌ لا تزال هُمُومه تؤَرِّقُه وتَبْعَثُه من نومه قال حُمَيْدُ بن ثَوْر تَعْدُو بأَشْعَثَ قد وَهَى سِرْبالُه بَعْثٍ تُؤَرِّقُه الهُمُوم فيَسْهَرُ والجمع أَبْعاث وفي التنزيل قالوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا من مَرْقَدِنا ؟ هذا وَقْفُ التَّمام وهو قول المشركين يوم النُّشور وقولُه عز وجل هذا ما وَعَدَ الرحمنُ وصَدَقَ المُرْسَلون قَوْلُ المؤْمِنين وهذا رَفْعٌ بالابتداء والخَبَرُ ما وَعَدَ الرحمنُ وقرئ يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا ؟ أَي مِن بَعْثِ الله إِيَّانا من مَرْقَدِنا والبَعْثُ في كلام العرب على وجهين أَحدهما الإِرْسال كقوله تعالى ثم بَعَثْنا من بعدهم موسى معناه أَرسلنا والبَعْثُ إِثارةُ باركٍ أَو قاعدٍ تقول بَعَثْتُ البعير فانبَعَثَ أَي أَثَرْتُه فَثار والبَعْثُ أَيضاً الإِحْياء منالله للمَوْتى ومنه قوله تعالى ثم بَعَثْناكم من بَعْدِ موتِكم أَي أَحييناكم وبَعَثَ اللمَوْتى نَشَرَهم ليوم البَعْثِ وبَعَثَ اللهُ الخَلْقَ يَبْعَثُهُم بَعْثاً نَشَرَهم من ذلك وفتح العين في البعث كله لغة ومن أَسمائه عز وجل الباعِثُ هو الذي يَبْعَثُ الخَلْقَ أَي يُحْييهم بعد الموت يوم القيامة وبَعَثَ البعيرَ فانْبَعَثَ حَلَّ عِقالَه فأَرسله أَو كان باركاً فَهاجَهُ وفي حديث حذيفة إِنَّ للفِتْنةِ بَعَثاتٍ ووَقَفاتٍ فمن اسْتَطاعَ أَن يَمُوتَ في وَقَفاتِها فَلْيَفعل قوله بَعَثات أَي إِثارات وتَهْييجات جمع بَعْثَةٍ وكلُّ شيء أَثَرْته فقد بَعَثْته ومنه حديث عائشة رضي الله عنها فبَعَثْنا البَعيرَ فإِذا العِقْدُ تحته والتَّبْعاثُ تَفْعال مِن ذلك أَنشد ابن الأَعرابيّ أَصْدَرها عن كَثْرَةِ الدَّآثِ صاحبُ لَيْلٍ حَرِشُ التَّبْعاثِ وتَبَعَّثَ مني الشِّعْرُ أَي انْبَعَثَ كأَنه سالَ ويومُ بُعاثٍ بضم الباء يوم معروف كان فيه حرب بين الأَوْسِ والخَزْرج في الجَاهلية ذكره الواقدي ومحمد بن إِسحق في كتابيهما قال الأَزهري وذكَرَ ابن المُظَفَّر هذا في كتاب العين فجعلَه يومَ بُغَاث وصَحَّفَه وما كان الخليلُ رحمه الله لِيَخفَى عليه يومُ بُعاثٍ لأَنه من مشاهير أَيام العرب وإِنما صحَّفه الليثُ وعزاه إِلى الخَليل نفسِه وهو لسانُه والله أَعلم وفي حديث عائشة رضي الله عنها وعندها جاريتان تُغَنِّيانِ بما قِيل يومَ بُعَاثٍ هو هذا اليوم وبُعاثٌ اسم حِصن للأَوْس وباعِثٌ وبَعِيثٌ اسمان والبَعِيثُ اسم شاعر معروف من بني تميم اسمه خِدَاشُ بن بَشيرٍ وكنيته أَبو مالك سمي بذلك قوله تَبَعَّثَ مني ما تَبَعَّثَ بعدما اسْ تَمرَّ فؤَادي واسْتَمَرَّ مَرِيري قال ابن بري وصواب إِنشاد هذا البيت على ما رواه ابن قُتَيْبة وعيره واستَمَرَّ عَزِيمي قال وهو الصحيح ومعنى هذا البيت أَنه قال الشعر بعدما أَسَنَّ وكَبِرَ وفي حديث عمر رضي الله عنه لما صالَحَ نصارَى الشام كتبوا له إِنَّا لا نُحْدِثُ كنيسةً ولا قَلِيَّة ولا نُخْرِج سَعانِينَ ولا باعوثاً الباعوثُ للنَّصارى كالاستسقاء للمسلمين وهو اسم سرياني وقيل هو بالغين المعجمة والتاء فوقها نقطتان وباعِيثا موضع معروف

بغث
البَغَثُ والبُغْثة بياضٌ يَضرِبُ إِلى الخُضرة وقيل بياض يَضرِبُ إلىِ الحُمْرة الذكر أَبْغَثُ والأُنثَى بَغْثاء والأَبغَثُ طائرٌ غَلَبَ عليه غَلَبَة الأَسماء وأَصلُه الصفةُ للونه التهذيب البُغَاثُ والأَبغَثُ من طير الماء كلون الرماد طويل العُنق والجمع البُغْثُ والأَبَاغِثُ قال أَبو منصور جَعَلَ الليثُ البُغاثَ والأَبغَثَ شيئاً واحداً وجعلهما معاً من طير الماء قال والبُغاثُ عندي غيرُ الأَبغَثِ فأَما الأَبغَثُ فهو من طير الماء معروف وسمي أَبْغَثَ لِبُغْثَتِه وهو بياض إِلى الخُضرة وأَما البُغاثُ فكلُّ طائر ليس من جوارح الطير يقال هو اسم للجنس من الطير الذي يُصادُ والأَبْغَثُ قريبٌ من الأَغْبَر ابن سيده وبَغاثُ الطير وبُغاثها أَلائِمها وشِرارُها وما لا يصيد منها واحدتُها بَغاثة بالفتح الذَّكر والأُنثى في ذلك سواء وقال بعضهم من جعل البَغاثَ واحداً فجمعه بِغْثانٌ مثل غَزال وغِزلانٍ ومنقال للذكر والأُنثى بَغاثة فجمعه بَغاثٌ مثل نَعامة ونَعام وتكون النعامة للذكر والأُنثى سيبويه بُغاثٌ بالضم وبِغثانٌ بالكسر وفي حديث جعفر بن عمرو رأَيت وَحْشِيّاً فإِذا شَيْخٌ مثلُ البَغَاثة هي الضعيف من الطير وجمعها بَغاثٌ وفي حديث عطاء في بُغَاثِ الطيرِ مُدٌّ أَي إِذا صادَه المحرم وفي حديث المُغِيرة يصف امرأَة كأَنها بَغاثٌ والبَغَاثُ طائرٌ أَبيض وقيل أَبْغَثُ إِلى الغُبْرى بطيءُ الطيرانِ صغير دُوَيْنَ الرَّخَمَة قال ابن بري قول الجوهري عن ابن السكين البَغاثُ طائرٌ أَبْغَثُ إِلى الغُبْرةِ دون الرَّخَمة بطيءُ الطيران قال هذا غلط من وجهين أَحدهما أَنَّ البَغَاثَ اسم جنس واحدته بَغاثة مثل حَمام وحَمامة وأَبْغَثُ صفة بدليل قولهم أَبْغَثُ بَيِّنُ البُغْثَة كما تقول أَحْمَر بَيِّنُ الحُمْرة وجمعه بُغْثٌ مثل أَحْمَر وحُمر قال وقد يجمع على أَباغِثَ لمَّا اسْتُعمِل استِعمالَ الأَسماء كما قالوا أَبْطَحُ وأَباطِحُ وأَجْرَعُ وأَجَارِعُ والوجه الثاني أَن البُغَاثَ ما لا يصيد من الطير وأَما الأَبْغَثُ من الطير فهو ما كان لونه أَغْبَر وقد يكون صائداً وغير صائد قال النضر بن شميل وأَما الصُّقورُ فمنها أَبْغَثُ وأَحْوَى وأَخْرَجُ وأَبيض وهو الذي يَصيدُ به الناسُ على كل لون فجَعَل الأَبْغَثَ صفة لِمَا كان صائداً أشو غير صائد بخلاف البَغاثِ الذي لا يكون منه شيءٌ صائداً وقيل البَغَاث أَولادُ الرَّخَم والغِرْبان وقال أَبو زيد البَغاثُ الرَّخَمُ واحدتُها بَغاثة قال وزعم يونس أَنه يقال له البِغاثُ والبُغاثُ بالكسر والضم الواحدة بِغاثة وبُغاثة والبُغاثُ طير مثلُ السَّوَادِقِ لا يصيد وفي التهذيب كالباشِقِ لا يَصِيدُ شيئاً من الطير الواحدة بُغاثة ويجمع على البِغْثان قال عباس بن مِرْداس بغاثُ الطَيْر أَكثَرُها فِراخاً وأُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاةٌ نَزُورُ وفي المثل إِنَّ البِغاثَ بأَرضنا يَسْتَنْسِرُ يُضربُ مثلاً للَّئيم يرتفع أَمره وقيل معناه أَي من جاوَرَنا عَزَّ بِنا قال الأَزهري سمعناه بكسر الباء قال ويقال بَغاث بفتح الباء قال والبَغاثُ الطير الذي يُصاد ويَسْتَنْسِرُ أَي يصير كالنَّسْر الذي يَصيدُ ولا يُصاد والبَغْثاءُ من الضأْن مثل الرَّقْطاء وهي التي فيها سواد وبياض وبياضها أَكثر من سوادها والبَغِيثُ الطعامُ المخلوطُ يُغَشُّ بالشَّعير كاللَّغِيثِ عن ثعلب وهو مذكور في موضعه قال الشاعر إِنَّ البَغِيثَ واللَّغيثَ سِيَّان والبَغْثاءُ أَخلاطُ الناس ودَخَلَ في بَغْثاءِ الناس وبَرْشاءِ الناس أَي جماعتهم وبُغاثٌ موضع عن ثعلب الليث يومُ بُغاثٍ يومُ وَقْعَةٍ كانت بين الأَوْس والخَزْرج قال الأَزهري إِنما هو بُعاث بالعين وقد مرَّ تفسيره وهو من مشاهير أَيام العرب ومن قال بُغاث فقد صحَّف والأَبْغَثُ مكانٌ ذو رمل وحجارة

بقث
بَقَثَ أَمرَه وحديثَه وطعامَه وغيره ذلك خَلَطَه

بلث
البَلِيثُ نبْتٌ قال رَعَيْنَ بَلِيثاً ساعةً ثم إِننا قَطَعْنا عليهنَّ الفِجاجَ الطَّوامِسَا

بلكث
البَلاكِثُ موضع قال بعض القُرَشِيِّيين
( * قوله « قال بعض القرشيين » قال في التكملة هو أَبو بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة في امرأته صالحة بنت أبي عبيدة ابن المنذر وبعد البيت خطرت خطرة على القلب من ذكراك وهناً فما استطعت مضيا قلت لبيك إذ دعاني لك الشوق وللحاديين كرّا المطيا ) بينما نحنُ بالبَلاكِثِ بِالقا عِ سِراعاً والعِيسُ تَهْوِي هُوِيَّا

بهث
البَهْثُ البِشْرُ وحُسْنُ اللقاء وقد بَهَثَ إِليه وتَبَاهَثَ وفلان لِبُهْثةٍ أَي لِزِنْيَةٍ والبُهْثةُ ابن البَغِيِّ قال ابن الأَعرابي قلت لأَبي المَكارم ما الأَزْيَب ؟ فقال البُهْثةُ قلت وما البُهْثةُ ؟ قال وَلَدُ المُعارَضةِ وهي المُيافعَة والمُساعاة وبنو بُهْثةَ بَطْنانِ بُهْثَةُ من بني سُلَيْم وبُهْثةُ من بني ضُبَيْعَةَ بن ربيعة الجوهري بُهْثَة بالضم أَبو حيّ من سُلَيم وهو بُهْثةُ بن سليم بن منصور قال عبد الشارق بن عبد العُزَّى الجُهَنيُّ تَنادَوْا يالَ بُهْثَةَ إِذ رأَوْنا فَقُلنا أَحْسِني مَلأً جُهَيْنا
( * قوله « تنادوا يال إلخ » قال في التكملة الرواية فنادوا بالفاء معطوف على ما قبله وهو
فجاؤوا عارضاً برداً وجئنا ... كمثل السيل نركب وازعينا )
والمَلأُ الخُلُق وفي الحديث أَحْسِنُوا أَمْلاءَكم أَي أَخلاقكم
والبُهْثةُ من البَهْثِ وهو البِشْرُ وحُسْنُ المَلْقَى والبُهْثةُ البقرة الوحشية قال كأَنها بُهْثةٌ تَرْعَى بأَقْرِيةٍ أَو شِقَّةٌ خَرجَتْ من جوف سَاهورِ

بهكث
البَهْكَثةُ السُّرْعة فيما أُخِذَ فيه من عمل

بوث
باثَ الشيءَ وغيره يَبُوثُهُ بََوْثاً وأَباثه بَحَثه وفي الصحاح بحث عَنْه وباثَ المَكانَ بَوْثاً حَفَر فيه وخَلَط فيه تُراباً وسنذكره أَيضاً في بيث لأَنها كلمة يائية وواوية وباثَ الترابَ يَبُوثُه بَوْثاً إِذا فَرَّقه وباثَ متاعَه يَبُوثُهُ بَوْثاً إِذا بَدَّدَ مَتاعَه ومالَه وحاثِ باثِ مبني على الكسر قُماشُ الناس وهو في الياء أَيضاً وتَرَكَهُم حَوْثاً بَوْثاً وجئْ به من حَوْثَ بَوْثَ أَي من حيثُ كان ولم يكن وجاءَ بحَوْثَ بَوْثَ إِذا جاء بالشيء الكثير ابن الأَعرابي يقال تَرَكَهُم حاثِ باثِ إِذا تَفَرَّقوا وقال أَبو منصور وبِثَة حرفٌ ناقصٌ كأَنَّ أَصله بِوْثَة من باثَ الريحُ الرمادَ يَبُوثه إِذا فَرَّقه كأَنَّ الرَّمادَ سُمِّي بِثَةً لأَن الريح يَسْفِيها

بيث
باثَ الترابَ بَيْثاً واسْتَباثَه استخرجه أَبو الجَرَّاح الاسْتِباثَةُ اسْتِخْراجُ النَّبيثةِ من البئر والاسْتِباثَة الاستخراج قال أَبو المُثَلَّم الهُذَلي وعزاه أَبو عبيد إِلى صَخْرِ الغَيِّ وهو سَهْو حكاه ابن سيده لَحَقُّ بني شِعارةَ أَنْ يَقُولُوا لِصَخْرِ الغَيِّ ماذا تَسْتَبِيثُ ؟ ومعنى تَسْتَبيثُ تَستَثِير ما عِنْدَ أَبي المُثَلَّم مِن هجاء ونحوه وباثَ وأَباثَ واسْتَباثَ ونَبَثَ بمعنًى واحد وباثَ المكانَ بَيْثاً إِذا حَفَر فيه وخَلَطَ فيه تراباً وحاثِ باثٍ مبني على الكسر قُماشُ الناسِ

بينيث
التهذيب في الرباعي ابن الأَعرابي البَيْنِيثُ ضَرْبٌ من سمك البحر قال أَبو منصور البَيْنيثُ بوزن فَيْعيل غير اليَنْبِيث قال ولا أَدري أَعربيٌّ هو أَم دَخِيل ؟

تفث
التَّفَثُ نَتْفُ الشَّعَر وقَصُّ الأَظْفار وتَنَكُّبُ كُلِّ ما يَحْرُم على المُحْرم وكأَنه الخُروجُ من الإِحرام إِلى الإِحْلال وفي التنزيل العزيز ثم لِيَقْضُوا تَفَثَهم ولْيُوفُوا نُذُورَهم قال الزجاج لا يَعْرِفُ أَهلُ اللغة التَّفَثَ إِلاَّ من التفسير ورُوي عن ابن عباس قال التَّفَثُ الحَلْق والتَّقْصير والأَخْذُ من اللحية والشارب والإِبط والذبحُ والرَّمْيُ وقال الفراء التَّفَثُ نَحْرُ البُدْنِ وغيرها من البقر والغنم وحَلْقُ الرأْس وتقليم الأَظفار وأَشباهه الجوهري التَّفَثُ في المناسك ما كان مِن نحو قَصِّ الأَظْفار والشارب وحَلْقِ الرأْسِ والعانة ورمي الجِمار ونَحْرِ البُدْن وأَشباه ذلك قال أَبو عبيدة ولم يجئْ فيه شِعْرٌ يُحْتَجُّ به وفي حديث الحج ذِكْرُ التَّفَثِ وهو ما يفعله المحرم بالحج إِذا حَلَّ كقَصِّ الشارب والأَظفار ونَتْف الإِبط وحَلْق العانة وقيل هو إِذْهابُ الشَّعَث والدَّرَن والوَسَخ مطلقاً والرجلُ تَفِثٌ وفي الحديث فتَفَّثَت الدماءُ مكانه أَي لَطَّخَتْه وهو مأْخوذ منه وقال ابن شميل التَّفَثُ النُّسُك مِن مناسك الحج ورجل تَفِثٌ أَي متغير شَعِثٌ لم يَدَّهِنْ ولم يَسْتَحِد قال أَبو منصور لم يفسر أَحدٌ من اللغويين التَّفَث كما فسره ابن شميل جَعَلَ التَّفَثَ التَّشَعُّثَ وجعلَ إِذْهابَ الشَّعَثِ بالحَلْق قَضاءً وما أَشْبهه وقال ابن الأَعرابي ثم ليَقْضُوا تَفَثَهم قال قَضاءُ حَوائجهمِ من الحَلْق والتَّنْظِيفِ

تلث
التَّلِيثُ من نَجِيل السِّباخ

توث
التُّوثُ الفِرْصادُ واحدتُه تُوثةٌ وقد تقدّم بتاءَين وكَفْرُتُوثا موضع

ثلث
الثَّلاثة مِن العدد في عدد المذكر معروف والمؤَنث ثلاث وثَلَثَ الاثنينِ يَثْلِثُهما ثَلْثاً صار لهما ثالثاً وفي التهذيب ثَلَثْتُ القومَ أَثْلِثُهم إِذا كنتَ ثالِثَهم وكَمَّلْتَهم ثلاثةً بنفسك وكذلك إِلى العشرة إِلاَّ أَنك تفتح أَرْبَعُهم وأَسْبَعُهم وأَتْسَعُهم فيها جميعاً لمكان العين وتقول كانوا تسعة وعشرين فثَلَثْتُهم أَي صِرْتُ بهم تمامَ ثلاثين وكانوا تسعة وثلاثين فربَعْتُهم مثل لفظ الثلاثة والأَربعة كذلك إِلى المائة وأَثْلَثَ القومُ صاروا ثلاثة وكانوا ثلاثة فأَرْبَعُوا كذلك إِلى العشرة ابن السكيت يقال هو ثالث ثلاثة مضاف إِلى العشرة ولا ينوّن فإِن اختلفا فإِن شئت نوَّنت وإِن شئت أَضفت قلت هو رابعُ ثلاثةٍ ورابعٌ ثلاثةً كما تقول ضاربُ زيدٍ وضاربٌ زيداً لأَن معناه الوقوع أَي كَمَّلَهم بنفسه أَربعة وإِذا اتفقا فالإِضافة لا غير لأَنه في مذهب الأَسماء لأَنك لم ترِد معنى الفعل وإِنما أَردت هو أَحد الثلاثة وبعضُ الثلاثة وهذا ما لا يكون إِلا مضافاً وتقول هذا ثالثُ اثنين وثالثٌ اثنين بمعنى هذا ثَلَّثَ اثنين أَي صَيَّرهما ثلاثة بنفسه وكذلك هو ثالثُ عَشَر وثالثَ عَشَرَ بالرفع والنصب إِلى تسعة عشر فمن رفع قال أَردتُ ثالثٌ ثلاثة عَشر فحذفتُ الثلاثة وتركتُ ثالثاً على إِعرابه ومن نصب قال أَردت ثالثٌ ثلاثةَ عَشَر فلما أَسقطتُ منها الثلاثة أَلزمت إِعرابها الأَوّل ليُعْلَم أَن ههنا شيئاً محذوفاً وتقول هذا الحادي عَشَرَ والثاني عَشَرَ إِلى العشرين مفتوح كله لِما ذكرناه وفي المؤَنث هذه الحاديةَ عَشْرَة وكذلك إِلى العشرين تدخل الهاء فيهما جميعاً وأَهل الحجاز يقولون أَتَوْني ثلاثَتَهم وأَرْبَعَتَهم إِلى العشرة فينصبون على كل حال وكذلك المؤنث أَتَيْنَني ثلاثَهنَّ وأَرْبَعَهنَّ وغيرُهم يُعْربه بالحركات الثلاث يجعله مثلَ كُلّهم فإِذا جاوزتَ العشرةَ لم يكن إِلا النصبَ تقول أَتوني أَحَدَ عَشرَهُم وتسعةَ عشرَهُم وللنساء أَتَيْنَني إِحدى عَشْرَتَهنَّ وثمانيَ عَشْرَتَهنَّ قال ابن بري رحمه الله قول الجوهري آنفاً هذا ثالثُ اثْنين وثالثٌ اثنين ويالمعنى هذا ثَلَّثَ اثنين أَي صَيَّرهما ثلاثةً بنفسه وقوله أَيضاً هذا ثالثُ عَشَر وثالثَ عَشَر بضم الثاء وفتحها إِلى تسعة عشر وَهَمٌ والصواب ثالثُ اثنينِ بالرفع وكذلك قوله ثَلَّثَ اثْنين وَهَمٌ وصوابه ثَلَثَ بتخفيف اللام وكذلك قوله هو ثالثُ عَشَر بضم الثاء وَهَمٌ لا يُجيزه البصريون إِلاَّ بالفتح لأَنه مركب وأَهل الكوفة يُجيزونه وهو عند البصريين غلط قال ابن سيده وأَما قول الشاعر يَفْديكِ يا زُرْعَ أَبي وخالي قد مَرَّ يومانِ وهذا الثالي وأَنتِ بالهِجْرانِ لا تُبالي فإِنه أَراد الثالث فأَبدل الياء من الثاء وأَثْلَثَ القومُ صاروا ثلاثة عن ثعلب وفي الحديث دِيةُ شِبْهِ العَمْد أَثلاثاً أَي ثلاثٌ وثلاثون حقةً وثلاثٌ وثلاثون جذعةً وأربعٌ وثلاثون ثَنِيَّةً وفي الحديث قل هو ا لله أَحد والذي نفسي بيده إِنها لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن جعلها تَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن لأَن القرآن العزيز لا يَتَجاوز ثلاثةَ أَقسام وهي الإِرْشاد إِلى معرفة ذات ا لله عز وجل وتقديسه أَو معرفة صفاته وأَسمائه أَو معرفة أَفعاله وسُنَّته في عباده ولما اشتملت سورة الإِخلاص على أَحد هذه الأَقسام الثلاثة وهو التقديس وازَنَها سيدُنا رسولُ ا لله صلى ا لله عليه وسلم بثُلُثِ القرآن لأَن مُنْتَهى التقديس أَن يكون واحداً في ثلاثة أُمور لا يكون حاصلاً منه من هو من نوعه وشِبْهه ودَلَّ عليه قولُه لم يلد ولا يكون هو حاصلاً ممن هو نظيره وشبهه ودلَّ عليه قوله ولم يولد ولا يكون في درجته وإِن لم يكن أَصلاً له ولا فرعاً مَن هو مثله ودل عليه قوله ولم يكن له كفواً أَحد ويجمع جميع ذلك قوله قل هو ا لله أَحد وجُمْلَتُه تفصيلُ قولك لا إِله إِلا الله فهذه أَسرار القرآن ولا تَتناهَى أَمثالُها فيه فلا رَطْب ولا يابس إِلا في كتاب مبين وقولهم فلان لا يَثْني ولا يَثْلِثُ أَي هو رجل كبير فإِذا أَراد النُّهوضَ لم يقدر في مرَّة ولا مرتين ولا في ثلاث والثلاثون من العدد ليس على تضعيف الثلاثة ولكن على تضعيف العشرة ولذلك إِذا سميت رجلاً ثلاثين لم تقل ثُلَيِّثُون ثُلَيْثُونَ عَلَّل ذلك سيبويه وقالوا كانوا تسعة وعشرين فثَلَثْتُهم أَثْلِثُهم أَي صِرْتُ لهم مَقام الثلاثين وأَثْلَثوا صاروا ثلاثين كل ذلك على لفظ الثلاثة وكذلك جميعُ العُقود إِلى المائة تصريفُ فعلها كتصريف الآحاد والثَّلاثاء من الأَيام كان حَقُّه الثالث ولكنَّه صيغ له هذا البناء ليَتَفَرَّد به كما فُعِلَ ذلك بالدَّبَرانِ وحكي عن ثعلب مَضَت الثَّلاثاءُ بما فيها فأَنَّث وكان أَبو الجرّاح يقول مَضَت الثلاثاءُ بما فيهن يُخْرِجُها مُخْرَج العدد والجمع ثَلاثاواتُ وأَثالِثُ حكى الأَخيرَة المُطَرِّزِيُّ عن ثعلب وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي لا تكن ثَلاثاوِيّاً أَي ممن يصوم الثَّلاثاءَ وحده التهذيب والثَّلاثاء لمَّا جُعِلَ اسماً جُعلت الهاء التي كانت في العدد مَدَّة فرقاً بين الحالين وكذلك الأَرْبِعاء من الأَرْبعة فهذه الأَسماء جُعلت بالمدّ توكيداً للاسم كما قالوا حَسَنةٌ وحَسْناء وقَصَبة وقَصْباء حيث أَلْزَمُوا النعتَ إِلزام الاسم وكذلك الشَّجْراء والطَّرْفاء والواحدُ من كل ذلك بوزن فعلة وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي قال ابن بري وهو لعبد ا لله بن الزبير يهجو طَيِّئاً فإِنْ تَثْلِثُوا نَرْبَعْ وإِن يَكُ خامِسٌ يكنْ سادِسٌ حتى يُبِيرَكم القَتْلُ أَراد بقوله تَثْلِثُوا أَي تَقْتُلوا ثالثاً وبعده وإِن تَسْبَعُوا نَثْمِنْ وإِن يَكُ تاسِعٌ يكنْ عاشرٌ حتى يكونَ لنا الفَضْلُ يقول إِن صرْتم ثلاثة صِرْنا أَربعة وإِن صِرْتم أَربعةً صِرْنا خمسة فلا نَبْرَحُ نَزيد عليكم أَبداً ويقال فلانٌ ثالثُ ثلاثةٍ مضاف وفي التنزيل العزيز لقد كفر الذين قالوا إِن ا لله ثالثُ ثلاثةٍ قال الفراء لا يكون إِلا مضافاً ولا يجوز ثلاثةٍ قال الفراء لا يكون إِلا مضافاً ولا يجوز التنوين في ثالث فتنصب الثلاثةَ وكذلك قوله ثانيَ اثْنَين لا يكون إِلا مضافاً لأَنه في مذهب الاسم كأَنك قلت واحد من اثنين وواحد من ثلاثة أَلا ترى أَنه لا يكون ثانياً لنفسه ولا ثالثاً لنفسه ؟ ولو قلت أَنت ثالثُ اثنين جاز أَن يقال ثالثٌ اثنين بالإِضافة والتنوين ونَصْب الاثنين وكذلك لو قلت أَنت رابعُ ثلاثةٍ ورابعٌ ثلاثةً جاز ذلك لأَنه فِعْلٌ واقع وقال الفراء كانوا اثنين فثَلَثْتُهما قال وهذا مما كان النحويون يَخْتارونه وكانوا أَحد عشر فثَنَيْتُهم ومعي عشرةٌ فأَحِّدْهُنَّ لِيَهْ واثْنِيهِنَّ واثْلِِثْهُنَّ هذا فيما بين اثني عشر إِلى العشرين ابن السكيت تقول هو ثالثُ ثلاثةٍ وهي ثالثةُ ثلاثٍ فإِذا كان فيه مذكر قلت هي ثالثُ ثلاثةٍ فيَغْلِبُ المذكرُ المؤَنثَ وتقول هو ثالثُ ثلاثةَ عَشَرَ يعني هو أَحدهم وقي المؤَنث هو ثالثُ ثلاثَ عَشْرَة لا غير الرفع في الأَوّل وأَرضٌ مُثَلَّثة لها ثلاثةُ أَطرافٍ فمنها المُثَلَّثُ الحادُّ ومنها المُثَلَّثُ القائم وشيء مُثَلَّثٌ موضوع على ثلاثِ طاقاتٍ ومَثْلُوثٌ مَفْتُولٌ على ثلاثِ قُوًى وكذلك في جميع ما بين الثلاثة إِلى العشرة إِلا الثمانية والعشرة الجوهري شيء مُثَلَّث أَي ذو أَركان ثلاثة الليث المُثَلَّثُ ما كان من الأَشياء على ثلاثةِ أَثْناءِ والمَثْلُوثُ من الحبال ما فُتِلَ على ثلاثِ قُوًى وكذلك ما يُنْسَجُ أَو يُضْفَر وإِذا أَرْسَلْتَ الخيلَ في الرِّهان فالأَوّل السابقُ والثاني المُصَلِّي ثم بعد ذلك ثِلْثٌ ورِبْعٌ وخِمْسٌ ابن سيده وثَلَّثَ الفرسُ جاء بعد المُصَّلِّي ثم رَبَّعَ ثم خَمَّسَ وقال علي بن أَبي طالب عليه السلام سَبَقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وثَنَّى أَبو بكر وثَلَّثَ عمرُ وخَبَطَتْنا فتنةٌ مما شاء الله قال أَبو عبيد ولم أَسمع في سوابق الخيل ممن يُوثَقُ بعلمه اسماً لشيء منها إِلاَّ الثانيَ والعاشِرَ فإِن الثانيَ اسمه المُصَلِّي والعاشرَ السُّكَيْتُ وما سوى ذَيْنِكَ إِنما يقال الثالثُ والرابعُ وكذلك إِلى التاسع وقال ابن الأَنباري أَسماءُ السُّبَّقِ من الخيل المُجَلِّي والمُصَلِّي والمُسَلِّي والتالي والحَظِيُّ والمُؤمِّلُ والمُرْتاحُ والعاطِفُ واللَّطِيمُ والسُّكَيْتُ قال أَبو منصور ولم أَحفظها عن ثقة وقد ذكرها ابن الأَنباري ولم ينسبها إِلى أَحد قال فلا أَدري أَحَفِظَها لِثِقةٍ أَم لا ؟ والتَّثْلِيثُ أَنْ تَسْقِيَ الزَّرْعَ سَقْيةً أُخْرى بعد الثُّنْيا والثِّلاثيُّ منسوب إِلى الثَّلاثة على غير قياس التهذيب الثُّلاثيُّ يُنْسَبُ إِلى ثلاثة أَشياء أَو كان طُولُه ثلاثةَ أَذْرُع ثوبٌ ثُلاثيٌّ ورُباعِيٌّ وكذلك الغلام يقال غلام خُماسِيٌّ ولا يقال سُداسِيٌّ لأَنه إِذا تَمَّتْ له خَمْسٌ صار رجلاً والحروفُ الثُّلاثيَّة التي اجتمع فيها ثلاثة أَحرف وناقة ثَلُوثٌ يَبِسَتْ ثلاثةٌ من أَخْلافها وذلك أَن تُكْوَى بنار حتى ينقطع خِلْفُها ويكون وَسْماً لها هذه عن ابن الأَعرابي ويقال رماه اللهُ بثالِثةِ الأَثافي وهي الداهيةُ العظيمة والأَمْرُ العظيم وأَصلُها أَن الرجل إِذا وَجَدَ أُثْفِيَّتَيْن لقِدْرهِ ولم يجد الثالثةَ جعل رُكْنَ الجبل ثالثةَ الأُثْفِيَّتَيْن وثالثةُ الأَثافي الحَيْدُ النادِرُ من الجبل يُجْمَعُ إِليه صَخْرتان ثم يُنْصَبُ عليها القِدْرُ والثَّلُوثُ من النُّوق التي تَمْلأُ ثلاثةَ أَقداح إِذا حُلِبَتْ ولا يكون أَكثر من ذلك عن ابن الأَعرابي يعني لا يكون المَلْءُ أَكثَر من ثلاثة ويقال للناقة التي صُرِمَ خِلْفٌ من أَخْلافها وتَحْلُب من ثلاثة أَخْلافٍ ثَلُوثٌ أَيضاً وأَنشد الهُذَلي أَلا قُولا لعَبدِ الجَهْل إِنَّ ال صَّحِيحةَ لا تُحالِبها الثَّلُوثُ وقال ابن الأَعرابي الصحيحة التي لها أَربعة أَخْلاف والثَّلُوث التي لها ثَلاثةُ أَخْلاف وقال ابن السكيت ناقة ثَلُوثُ إِذا أَصاب أَحد أَخْلافها شيءٌ فيَبِسَ وأَنشد بيت الهذلي أَيضاً والمُثَلَّثُ من الشراب الذي طُبِخَ حتى ذهب ثُلُثاه وكذلك أَيضاً ثَلَّثَ بناقته إِذا صَرَّ منها ثلاثةَ أَخْلاف فإِن صَرَّ خِلْفين قيل شَطَّرَ بها فإِن صَرَّ خِلْفاً واحداً قيل خَلَّفَ بها فإِن صَرَّ أَخلافَها جَمَعَ قيل أَجْمَعَ بناقته وأَكْمَش التهذيب الناقة إِذا يَبِسَ ثلاثةُ أَخلافٍ منها فهي ثَلُوثٌ وناقةٌ مُثَلَّثَة لها ثلاثة أَخْلافٍ قال الشاعر فتَقْنَعُ بالقليل تَراه غُنْماً وتَكْفيكَ المُثَلَّثَةُ الرَّغُوثُ ومَزادة مَثْلُوثة من ثلاثة آدِمةٍ الجوهري المَثْلُوثة مَزادة تكون من ثلاثة جلود ابن الأَعرابي إِذا مَلأَتِ الناقةُ ثلاثةً آنيةٍ فهي ثَلُوثٌ وجاؤُوا ثُلاثَ ثُلاثَ ومَثْلَثَ مَثْلَثَ أَي ثَلاثةً ثلاثةً والثُّلاثةُ بالضم الثَّلاثة عن ابن الأَعرابي وأَنشد فما حَلَبَتْ إِلاّ الثُّلاثةَ والثُّنَى ولا قُيِّلَتْ إِلاَّ قَريباً مَقالُها هكذا أَنشده بضم الثاء الثُّلاثة وفسره بأَنه ثَلاثةُ آنيةٍ وكذلك رواه قُيِّلَتْ بضم القاف ولم يفسره وقال ثعلب إِنما هو قَيَّلَتْ بفتحها وفسره بأَنها التي تُقَيِّلُ الناسَ أَي تَسْقيهم لبنَ القَيل وهو شُرْبُ النهار فالمفعول على هذا محذوف وقال الزجاج في قوله تعالى فانْكِحُوا ما طابَ لكم من النساء مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ معناه اثنين اثنين وثَلاثاً ثَلاثاً إِلا أَنه لم ينصرف لجهتين وذلك أَنه اجتمع علتان إِحداهما أَنه معدول عن اثنين اثنين وثَلاثٍ ثَلاثٍ والثانية أَنه عُدِلَ عن تأْنيثٍ الجوهري وثُلاثُ ومَثْلَثُ غير مصروف للعدل والصفة لأَنه عُدِلَ من ثلاثةٍ إِلى ثُلاثَ ومَثْلَث وهو صفة لأَنك تقول مررت بقوم مَثْنَى وثُلاثَ قال تعالى أُولي أَجْنِحةٍ مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ فوُصِفَ به وهذا قول سيبويه وقال غيره إِنما لم يَنْصرِفْ لتَكَرُّر العَدْل فيه في اللفظ والمعنى لأَنه عُدِلَ عن لفظ اثنين إِلى لفظ مَثْنى وثُناء عن معنى اثنين إِلى معنى اثنين اثنين إِذا قلت جاءت الخيلُ مَثْنَى فالمعنى اثنين اثنين أَي جاؤُوا مُزدَوجِين وكذلك جميعُ معدولِ العددِ فإِن صَغَّرته صَرَفْته فقلت أَحَيِّدٌ وثُنَيٌّ وثُلَيِّثٌ ورُبَيِّعٌ لأَنه مثلُ حَمَيِّرٍ فخرج إِلى مثال ما ينصرف وليس كذلك أَحمد وأَحْسَن لأَنه لا يخرج بالتصغير عن وزن الفعل لأَنهم قد قالوا في التعجب ما أُمَيْلِحَ زيداً وما أُحَيْسِنَهُ وفي الحديث لكن اشْرَبُوا مَثْنَى وثُلاثَ وسَمُّوا الله تعالى يقال فَعَلْتُ الشيء مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ غير مصروفات إِذا فعلته مرتين مرتين وثلاثاً ثلاثاً وأَربعاً أَربعاً والمُثَلِّثُ الساعي بأَخيه وفي حديث كعب أَنه قال لعمر أَنْبِئْني ما المُثَلِّثُ ؟ فقال وما المُثَلِّثُ ؟ لا أَبا لكَ فقال شَرُّ الناسِ المُثَلِّثُ يعني الساعي بأَخيه إِلى السلطان يُهْلِك ثلاثةً نفسَه وأَخاه وإِمامه بالسعي فيه إِليه وفي حديث أَبي هريرة دعاه عمرُ إِلى العمل بعد أَن كان عَزَلَه فقال إِني أَخاف ثلاثاً واثنتين قال أَفلا تقول خمساً ؟ قال أَخاف أَن أَقولَ بغير حُكم وأَقْضِيَ بغير عِلْم وأَخافُ أَن يُضْربَ ظَهْري وأَن يُشْتَمِ عِرْضي وأَن يُؤْخَذَ مالي الثَّلاثُ والاثنتان هذه الخلال التي ذكرها إِنما لم يقل خمساً لأَن الخَلَّتين الأَوَّلَتَين من الحقِّ عليه فخاف أَن يُضِيعَه والخِلالُ الثلاثُ من الحَقِّ له فَخاف أَن يُظْلَم فلذلك فَرَّقَها وثِلْثُ الناقةِ وَلدُها الثالثُ وأَطْرَده ثعلب في وَلَد كل أُنثى وقد أَثْلَثَتْ فهي مُثْلِثٌ ولا يقال ناقةٌ ثِلْث والثُّلُثُ والثَّلِيثُ من الأَجزاء معروف يَطَّرِدُ ذلك عند بعضهم في هذه الكسور وجمعُهما أَثلاثٌ الأَصمعي الثَّلِيثُ بمعنى الثُّلُثِ ولم يَعْرِفْه أَبو زيد وأَنشد شمر تُوفي الثَّلِيثَ إِذا ماكانَ في رَجَبٍ والحَيُّ في خائِرٍ منها وإِيقَاعِ قال ومَثْلَثَ مَثْلَثَ ومَوْحَدَ مَوْحَدَ ومَثْنَى مَثْنى مِثْلُ ثُلاثَ ثُلاثَ الجوهري الثُّلُثُ سهم من ثَلاثةٍ فإِذا فتحت الثاء زادت ياء فقلت ثَلِيث مثلُ ثَمِين وسَبيع وسَدِيسٍ وخَمِيسٍ ونَصِيفٍ وأَنكر أَبو زيد منها خَمِيساً وثَلِيثاً وثَلَثَهم يَثْلُثهم ثَلْثاً أَخَذَ ثُلُثَ أَموالِهم وكذلك جميعٌ الكسور إِلى العَشْرِ والمَثْلُوثُ ما أُخِذَ ثُلُثه وكلُّ مَثْلُوثٍ مَنْهُوك وقيل المَثْلُوثُ ما أُخِذَ ثُلُثه والمَنْهوكُ ما أُخِذَ ثُلُثاه وهو رَأْيُ العَروضِيِّين في الرجز والمنسرح والمَثْلُوثُ من الشعر الذي ذهب جُزْآنِ من ستة أَجزائه والمِثْلاثُ من الثُّلُثِ كالمِرْباع من الرُّبُع وأَثْلَثَ الكَرْمُ فَضَلَ ثُلُثُه وأُكِلَ ثُلُثاه وثَلَّثَ البُسْرُ أَرْطَبَ ثُلُثه وإِناءٌ ثَلْثانُ بَلَغ الكيلُ ثُلُثَه وكذلك هو في الشراب وغيره والثَّلِثانُ شجرة عِنبِ الثَّعْلب الفراء كِساءٌ مَثْلُوثُ مَنْسُوجٌ من صُوف وَوَبَرٍ وشَعَرٍ وأَنشد مَدْرَعَةٌ كِساؤُها مَثْلُوثُ ويقال لوَضِين البَعير ذو ثُلاثٍ قال وقد ضُمِّرَتْ حتى انْطَوَى ذو ثَلاثِها إِلى أَبْهَرَيْ دَرْماءِ شَعْبِ السَّناسِنِ ويقال ذو ثُلاثها بَطْنُها والجِلدتانِ العُلْيا والجِلدة التي تُقْشَر بعد السَّلْخ الجوهري والثِّلْثُ بالكسر من قولهم هو يَسْقِي نَخْله الثِّلْثَ ولا يُستعمل الثِّلْثُ إِلاَّ في هذا الموضع وليس في الوِرْدِ ثِلْثٌ لأَن أَقصَرَ الوِرْدِ الرِّفْهُ وهو أَن تَشْربَ الإِبلُ كلَّ يوم ثم الغِبُّ وهو أَن تَرِدَ يوماً وتَدعَ يوماً فإِذا ارْتَفَعَ من الغِبّ فالظِّمْءُ الرِّبْعُ ثم الخِمْسُ وكذلك إِلى العِشْر قاله الأَصمعي وتَثْلِيثُ اسم موضع وقيل تَثْلِيثُ وادٍ عظيمٌ مشهور قال الأَعشى كخَذُولٍ تَرْعَى التَّواصِفَ مِن تَثْ لِيثَ قَفْراً خَلا لَها الأَسْلاقُ

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88