كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

نسل
النَّسْل الخلْق والنَّسْل الولد والذرِّية والجمع أَنسال وكذلك النَّسِيلة وقد نَسَل ينسُل نَسْلاً وأَنسَل وتَناسَلوا أَنسَل بعضُهم بعضاً وتناسَل بنو فلان إِذا كثر أَولادهم وتَناسَلوا أَي وُلد بعضهم من بعض ونَسَلَت الناقةُ بولد كثير تنسُل بالضم قال ابن بري يقال نَسَل الوالدُ ولدَه نَسْلاً وأَنسَل لغة فيه قال وفي الأَفعال لابن القطاع ونَسَلت الناقة بولد كثير الوَبر أَسقطته وفي حديث وفد عبد القيس إِنما كانت عندنا حَصْبة تُعْلَفُها الإِبل فنَسَلناها أَي استثْمَرْناها وأَخذنا نَسْلها قال وهو على حذف الجارّ أَي نَسَلْنا بها أَو منها نحو أَمرتُك الخيرَ أَي بالخير قال وإِن شدِّد كان مثل ولَّدناها يقال نَسَل الولد يَنْسُل ويَنْسِل ونَسَلت الناقة وأَنسَلت نَسْلاً كثيراً والنَّسُولة التي تُقْتَنى للنَّسْل وقال اللحياني هو أَنسَلُهم أَي أَبعدُهم من الجَدِّ الأَكبر ونَسَل الصوفُ والشعرُ والريشُ يَنْسُل نُسُولاً وأَنسَل سقَط وتقطَّع وقيل سقَط ثم نبَت ونَسَلَه هو نَسْلاً وفي التهذيب وأَنْسَله الطائرُ وأَنسَل البعيرُ وبَره أَبو زيد أَنسَل ريشُ الطائر إِذا سقط قال ونَسَلْته أَنا نَسْلاً واسمُ ما سقَط منه النَّسِيل والنُّسال بالضم واحدته نَسِيلة ونُسالة ويقال أَنسَلَت الناقةُ وبرَها إِذا أَلقته تَنْسِله وقد نَسَلت بولد كثيرٍ تَنْسُل ونُسالُ الطير ما سقَط من ريشها وهو النُّسالة ويقال نَسَل الطائرُ ريشَه يَنْسُل ويَنْسِل نَسْلاً ونَسَل الوبرُ وريش الطائر بنفسه يتعدَّى ولا يتعدّى وكذلك أَنسَل الطائر ريشَه وأَنسَل ريشُ الطائر يتعدّى ولا يتعدّى وأَنسَلَت الإِبلُ إِذا حان لها أَن تَنْسُل وبرَها ونسَل الثوبُ عن الرجل سقَط أَبو زيد النَّسُولة من الغنم ما يُتَّخَذ نسلُها ويقال ما لبني فلان نَسُولةٌ أَي ما يُطلَب نسلُه من ذوات الأَربع وأَنسَل الصِّلِّيانُ أَطرافَه أَبرَزَها ثم أَلقاها والنُّسالُ سُنْبُل الحَليِّ إِذا يَبس وطارَ عن أَبي حنيفة وقول أَبي ذؤيب
( * قوله « أبي ذؤيب » كذا في الأصل وشرح القاموس والذي في المحكم ابن ابي داود لأبيه ويوافقه ما نقدم للمؤلف في مادة بقل )
أَعاشَني بعدَكَ وادٍ مُبْقِلُ آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسِلُ ويروى وأُنسِل فمَن رواه وأَنسِل فمعناه سمِنت حتى سقط عني الشعر ومن رواه أُنسِل فمعناه تُنْسِل إِبلي وغنَمي والنَّسِيلة الذُّبالةُ وهي الفَتِيلة في بعض اللغات ونَسَل الماشي يَنْسِل ويَنْسُل نسْلاً ونَسَلاً ونَسَلاناً أَسرع قال عَسَلانَ الذئبِ أَمْسى قارِباً بَرَدَ الليلُ عليه فَنَسَلْ وأَنشد ابن الأَعرابي عَسٌّ أَمامَ القوم دائم النَّسَلْ وقيل أَصل النَّسلانِ للذئب ثم استعمِل في غير ذلك وأَنسَلْت القومَ إِذا تقدَّمتهم وأَنشد ابن بري لعَدِيِّ بن زيد أَنْسَل الدرعان غَرْبٌ خَذِمٌ وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم يُدَنْ
( * قوله « أنسل الدرعان إلخ » هكذا في الأصل )
وفي التنزيل العزيز فإِذا هُمْ من الأَجْداث إِلى ربهم يَنْسِلون قال أَبو إِسحق يخرجون بسرعة وقال الليث النَّسَلان مِشْية الذئب إِذا أَسرع وقد نسَل في العدْوِ يَنْسِل ويَنْسُل نَسْلاً ونَسَلاناً أَي أَسرع وفي الحديث أَنهم شكَوْا إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الضَّعْفَ فقال عليكم بالنَّسْل قال ابن الأَعرابي ببسط
( * قوله « ببسط » هو هكذا في الأصل بدون نقط ) وهو الإِسراع في المشي وفي حديث آخر أَنهم شكوا إِليه الإِعْياء فقال عليكم بالنَّسَلان وقيل فأَمرهم أَن يَنْسِلوا أَي يسرعوا في المشي وفي حديث لقمان وإِذا سَعى القوم نَسَل أَي إِذا عَدَوْا لغارة أَو مَخافة أَسرع هو قال والنَّسَلان دون السَّعْيِ والنَّسَل بالتحريك اللبن يخرج بنفْسه من الإِحليل والنَّسِيل العسل إِذا ذابَ وفارَق الشَّمَع المحكم والنَّسِيل والنَّسِيلةُ جميعاً العسل عن أَبي حنيفة ويقال لِلَّبن الذي يَسِيل من أَخضر التِّين النَّسَل بالنون ذكره أَبو منصور في أَثناء كلامه على نلس
( * قوله « على نلس » هكذا في الأصل بدون نقط )
واعتذر عنه أَنه أَغفله في بابه فأَثبته في هذا المكان ابن الأَعرابي يقال فلان يَنْسِل الوَدِيقة ويحمي الحقيقة

نشل
نَشَل الشيء يَنْشُله نَشْلاً أَسرع نَزْعَه ونَشَل اللحم يَنْشُله ويَنْشِله نَشْلاً وأَنشَله أَخرجه من القِدْر بيده من غير مِغْرفة ولحم نَشِيل مُنْتَشَل ويقال انْتَشَلْت من القدر نَشِيلاً فأَكلتُه ونَشَلْت اللحمَ من القدر أَنْشُله بالضم وانْتَشَلْته إِذا انتزَعته منها والمِنْشَل والمِنْشال حديدة في رأْسها عُقَّافَة يُنْشَل بها اللحم من القِدْر وربما
( * هنا بياض في الأصل قدر ثلاث كلمات )
مِنْشال من المَناشِل وأَنشد ولو أَنِّي أَشاءُ نَعِمْتُ بالاً وباكَرَني صَبُوحٌ أَو نَشِيلُ ونَشَل اللحمَ يَنْشُله ويَنْشِله نَشْلاً وانْتَشَله أَخذ بيده عُضْواً فتَناول ما عليه من اللحم بفِيه وهو النَّشِيل وفي الحديث ذُكِر له رجل فقيل هو من أَطول أَهل المدينة صَلاةً فأَتاه فأَخذ بعَضُده فنَشَله نَشَلاتٍ أَي جَذَبه جَذَبات كما يفعل من يَنْشِل اللحم من القدر وفي الحديث أَنه مَرَّ على قِدْرٍ فانْتَشَل منها عَظْماً أَي أَخذه قبل النُّضْجِ وهو النَّشِيل والنَّشِيل ما طبخ من اللحم بغير نابَِل والفِعْل كالفِعْل قال لقيط بن زرارة إِنَّ الشِّواءَ والنَّشِيلَ والرُّغُفْ والقَيْنَةَ الحَسْناء والكَأْسَ الأُنُفْ لِلضَّارِبِينَ الهامَ والخيلُ قُطُفْ الليث النِّشْل لحم يطبَخ بلا توابِل يخرج من المَرَق ويُنْشَل أَبو عمرو يقال نَشِّلوا ضيفَكم وسَوِّدُوه ولَوُّوه وسَلِّفُوه بمعنى واحد أَبو حاتم النَّشِيل ما انْتَشَلْت بيدِك من قِدْر اللحم بغير مِغْرَفة ولا يكون من الشِّواء نَشِيل إِنما هو من القَدِير وهو من اللبَن ساعة يحلَب والنَّشِيل اللبن ساعة بحلَب وهو صَرِيفٌ ورَغْوَته عليه قال عَلِقْت نَشِيلَ الضَّأْنِ أَهْلاً ومَرْحَباً بِخالي ولا يُهْدَى لِخالك مِحْلَبُ وقد نُشِل وعضُد مَنْشولة وناشِلة دقيقة وفخذ ناشِلة قليلة اللحم نَشَلَت تَنْشُل نُشولاً وكذلك السّاقُ وقال بعضهم إِنها لَمَنْشُولةُ اللحم وقال أَبو تراب سمعت بعض الأَعراب يقول فَخِذٌ ماشِلةٌ بهذا المعنى وقيل النُّشولُ ذهابُ لحم الساق والنَّشِيلُ السيفُ الخفيف الرقيقُ قال ابن سيده أَراه من ذلك قال لبيد نَشِيل من البِيضِ الصَّوارمِ بعدما تَقَضَّضَ عن سِيلانِه كلُّ قائِم قال أَبو منصور وسمعت الأَعراب يقولون للماء الذي يُسْتَخرَج من الركِيَّة قبل حَقْنِه في الأَسَاقي نَشِيل ويقال نَشِيلُ هذه الركيَّة طيِّبٌ فإِذا حُقِنَ في السقاء نَقَصَت عُذُوبَتُه ونَشَلَ المرأَة يَنْشُلها نَشْلاً نكحَها أَبو تراب عن خليفة نَشَلَتْه الحَيَّة ونَشَطَتْه بمعنى واحد والمَنْشَلة بالفتح ما تحت حَلْقة الخاتم من الإِصبع عن الزجاجي وفي الصحاح موضع الخاتم من الخِنْصِر ويقال تَفَقَّدِ المَنْشَلةَ إِذا توضَّأْتَ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه قال لرجل في وُضوئه عليك بالمَنْشلة يعني موضعَ الخاتم من الخنصِر سميت بذلك لأَنه إِذا أَراد غَسْلَه نَشَل الخاتمَ أَي اقْتلعه ثم غَسَله

نصل
التهذيب النَّصْلُ نصلُ السهم ونَصْلُ السيفِ والسِّكِّينِ والرمحِ ونَصْلُ البُهْمَى من النبات ونحوه إِذا خرجت نصالُها المحكم النَّصْلُ حديدةُ السهم والرمحِ وهو حديدة السيف ما لم يكن لها مَقْبَِض حكاها ابن جني قال فإِذا كان لها مَقْبَِض فهو سيف ولذلك أَضاف الشاعر النَّصْل إِلى السيف فقال قد عَلِمتْ جارية عُطْبول أَنِّي بنَصْل السيف خَنْشَلِيل ونَصْل السيف حديده وقال أَبو حنيفة قال أَبو زياد النصْل كل حديدة من حدائد السِّهام والجمع أَنصُل ونُصُول ونِصال والنَّصْلانِ النَّصْل والزُّجُّ قال أَعشى باهلة عِشْنا بذلك دَهْراً ثم فارَقَنا كذلك الرُّمْحُ ذُو النَّصْلَيْن ينكَسِر وقد سمِّي الزُّجُّ وحدَه نَصْلاً ابن شميل النَّصْل السهم العريضُ الطويلُ يكون قريباً من فِتْر والمِشْقَصُ على النصف من النَّصْل قال والسهم نفس النَّصْل فلو التقطْتَ نَصْلاً لقلْتُ ما هذا السهم معك ؟ ولو التقطتَ قِدْحاً لم أَقل ما هذا السهم معك وأَنْصَل السهمَ ونَصَّله جعل فيه النَّصْلَ وقيل أَنْصَله أَزال عنه النَّصْل ونَصَّله ركَّب فيه النَّصْل ونَصَل السهمُ فيه ثبت فلم يخرج ونَصَلْته أَنا ونَصَل خرج فهو من الأَضداد وأَنْصَلَه هو وكل ما أَخرجته فقد أَنْصَلته ابن الأَعرابي أَنْصَلْت الرمحَ ونَصَلْته جعلت له نَصْلاً وأَنْصَلْته نزعت نَصْلَه وفي حديث أَبي سفيان فَامَّرَطَ قُذَذُ السهم وانْتَصَل أَي سقط نَصْلُه ويقال أَنْصَلْت السهمَ فانْتَصَل أَي خرج نَصْلُه وفي حديث أَبي موسى وإِن كان لِرُمْحِك سِنان فأَنْصِلْه أَي انزعْه ويقال سهم ناصِل إِذا خرج منه نَصْلُه ومنه قولهم ما بَلِلْتُ من فلان بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَي ما ظفِرت منه بسهم انكسر فُوقُه وسقط نَصْلُه وسهم ناصِل ذو نَصْل جاء بمعنيين مُتضادَّين الجوهري ونَصَل السهمُ إِذا خرج منه النَّصْل ومنه قولهم رَماه بأَفْوَقَ ناصِلٍ قال ابن بري ومنه قول أَبي ذؤيب فَحُطَّ عليها والضُّلوعُ كأَنها من الخَوْفِ أَمثالُ السِّهام النَّواصِلِ وقال رَزِين بن لُعْط أَلا هل أَتى قُصْوَى الأَحابيشِ أَننا رَدَدْنا بني كَعْب بأَفْوَقَ ناصِلِ ؟ وفي حديث علي كرم الله وجهه ومَنْ رَمَى بكم فقد رَمَى بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَي بِسَهم منكسر الفُوق لا نَصْل فيه ويقال أَيضاً
( * قوله « ويقال أيضاً إلخ » هكذا في الأصل وعبارة النهاية ويقال نصل السهم إذا خرج منه النصل ونصل أيضاً إِذا ثبت نصله اه ففي الأصل سقط )
نَصَل السهم إِذا ثبت نصله في الشيء فلم يخرج وهو من الأَضداد ونَصَّلْت السهمَ تَنْصيلاً نزعت نَصْلَه وهو كقولهم قَرَّدْت البعيرَ وقَذَّيْت العينَ إِذا نزعت منها القُراد والقَذَى وكذلك إِذا ركَّبت عليه النَّصْل فهو من الأَضداد وكان يقال لِرَجَب مُنْصِل الأَلَّةِ ومُنْصِل الإِلال ومُنْصِل الأَلِّ لأَنهم كانوا يَنزِعون فيه أَسِنَّة الرِّماح وفي الحديث كانوا يسمون رَجَباً مُنْصِل الأَسِنَّة أَي مخرِج الأَسِنَّة من أَماكنها كانوا إِذا دخل رَجَبٌ نزَعوا أَسِنَّة الرِّماح ونِصالَ السِّهام إِبطالاً للقتال فيه وقطعاً لأَسباب الفِتَن لحُرْمته فلما كان سبباً لذلك سمِّي به المحكم مُنْصِلُ الأَلِّ رَجَبٌ سمي بذلك لأَنهم كانوا ينزِعون الأَسِنَّة فيه أَعْظاماً له ولا يَغْزُون ولا يُغِيرُ بعضهم على بعض قال الأَعشى تَدارَكَه في مُنْصِل الأَلِّ بعدما مضَى غير دَأْداءٍ وقد كادَ يَذْهَبُ أَي تَداركه في آخر ساعة من ساعاته الكسائي أَنْصَلْت السهمَ بالأَلف جعلت فيه نَصْلاً ولم يذكر الوجه الآخر أَن الإِنْصال بمعنى النَّزْع والإِخراج قال وهو صحيح ولذلك قيل لرجبٍ مُنْصِل الأَسِنَّة وقال ابن الأَعرابي النَّصْل القَهَوْباة بلا زِجاجٍ والقَهَوْبات السِّهامُ الصغارُ
( * ورد في مادة قهب أن القَهَوبات جمع وأنّ القَهُوبات السهام الصغار واحدها قَهُوبة ( راجع مادة قهب )
ونَصَل فيه السهم ثبت فلم يخرج وقيل نَصَلَ خرج وقال شمر لا أَعرف نَصَل بمعنى ثَبت قال ونَصَل عندي خرج ونَصْلُ الغَزْلِ ما يخرج من المِغْزَلِ ويقال للغزْل إِذا أُخْرج من المِغْزَل نَصَل ونَصَل من بين الجبال نُصولاً خرج وظهر ونَصَلَ فلان من الجبل إِلى موضع كذا وكذا علينا أَي خرج ونَصَل الطريقُ من موضع كذا خرج وفي الحديث مرت سحابة فقال تَنَصَّلَت هذه تَنْصُرُ بَني كعب أَي أَقبلت من قولهم نَصل علينا إِذا خرج من طريق أَو ظهر من حجاب ويروى تَنْصَلِتُ أَي تقصِد للمطر ونَصَل الحافرُ نُصولاً إِذا خرج من موضعه فسقط كما يَنْصُلُ الخِضابُ ونَصَلتِ اللحيةُ تَنْصُل نُصولاً ولحيةٌ ناصِل بغير هاء وتَنَصَّلت خرجت من الخِضاب وقوله كما اتَّبَعَتْ صَهْباءُ صِرْفٌ مُدامةٌ مُشاشَ المُرَوَّى ثم لَمَّا تَنَصَّلِ معناه لم تَخرج فيَصْحو شارِبُها ويروى ثم لمّا تَزَيَّل ونَصَل الشَّعَرُ يَنْصُل زال عنه الخِضاب ونَصَلتِ اللسعةُ والحُمَةُ تَنْصُل خرج سَمُّها وزال أَثَرُها وقوله ضَوْرِيةٌ أُولِعْتُ باشتِهارِها ناصِلة الحِقْوَينِ من إِزارِها إِنما عنى أَن حِقْوَيْها يَنْصُلان من إِزارِها لتسلُّطها وتَبَرُّجِها وقلَّة تثقُّفها في ملابسها لأَشَرِها وشَرَهِها ومِعْوَلٌ نَصْل نَصَل عنه نِصابُه أَي خرج وهو مما وصِف بالمصدر قال ذو الرمة شَرِيح كحُمَّاض الثَّماني عَلَتْ به على راجِفِ اللَّحْيَين كالمِعْوَل النَّصْل وتَنَصَّل فلان من ذنبه أَي تبرَّأَ والتَّنَصُّل شبه التبرُّؤ من جناية أَو ذنب وتنصَّل إِليه من الجناية خرج وتبرَّأَ وفي الحديث من تنصَّل إِليه أَخوه فلم يقبَل أَي انتفى من ذنبه واعتذر إِليه وتنصَّل الشيءَ أَخرجه وتنصَّله تَخَيَّره وتنصَّلوه أَخذوا كل شيء معه وتنصَّلْت الشيء واسْتَنْصَلْته إِذا استخرجته ومنه قول أَبي زبيد قَرْم تنصَّله من حاصِنٍ عُمَرُ والنَّصْل ما أَبْرَزتِ البُهْمَى ونَدَرتْ به من أَكِمَّتها والجمع أَنْصُل ونِصال والأُنْصولةُ نَوْرُ نَصْل البُهْمَى وقيل هو ما يُوبِسُه الحرُّ من البُهْمَى فيشتد على الأَكَلَة قال كأَنه واضِحُ الأَقْراب في لُقُحٍ أَسْمَى بهنَّ وعَزَّتْه الأَناصِيلُ أَي عزَّت عليه واسْتَنْصَل الحرُّ السَّفَا جعله أَناصِيل أَنشد ابن الأَعرابي إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْفُ السَّفَا بَرَّحَتْ به عِراقيَّةُ الأَقْياظِ نَجْدُ المَراتِع ويروى المَرابع عِراقيَّة الأَقْياظ أَي تطلُب الماء في القَيْظ قال غيره هي منسوبة إِلى العِراق الذي هو شاطئ الماء وقوله نَجْدُ المَراتِع أَراد جمع نَجْديٍّ فحذف ياء النسب في الجمع كما قالوا زَنْجِيّ وزَنْج ويقال اسْتَنْصَلَتِ الريحُ اليَبِيسَ إِذا اقتلَعَتْه من أَصله وبُرٌّ نَصِيلٌ نَقِيٌّ من الغَلَثِ والنَّصِيل حجر طويل قدْرُ ذِراع يُدقُّ به ابن شميل النَّصِيل حجر طويل رقيقٌ كهيئة الصفيحة المحدَّدة وجمعه النُّصُل وهو البِرْطِيلُ ويشبه به رأْس البعير وخُرْطومه إِذا رَجَف في سيره قال رؤبة يصف فحلاً عَرِيض أَرْآدِ النَّصِيل سَلْجَمُهْ ليس بلَحْيَيْه حِجامٌ يَحْجُمُهْ وقال الأَصمعي النَّصِيل ما سَفَل من عَيْنَيْه إِلى خَطْمه شبَّه بالحجر الطويل وقال أَبو خراش في النَّصِيل فجعله الحجَر ولا أَمْغَرُ السَّاقَيْن بات كأَنه على مُحْزَئِلاَّت الإِكام نَصِيلُ وفي حديث الخُدْرِيّ فقام النَّحَّامُ العَدَويّ يومئذ وقد أَقام على صُلْبه نَصِيلاً النَّصِيلُ حَجر طويل مُدَمْلَك قدر شبر أَو ذراع وجمعه نُصُل وفي حديث خَوَّاتٍ فأَصاب ساقَه نَصِيل حجَرٍ والنَّصِيل الحنَك على التشبيه بذلك والنَّصِيل مَفْصِل ما بين العنق والرأْس تحت اللَّحْيين زاد الليث من باطن من تحت اللَّحْيين والنَّصِيل الخَطْمُ ونَصِيلُ الرأْس ونَصْله أَعلاه والنَّصْلُ الرأْس بجميع ما فيه والنَّصْلُ طول الرأْس في الإِبل والخيل ولا يكون ذلك للإِنسان وقال الأَصمعي في قوله بِناصِلاتٍ تُحْسَبُ الفُؤُوسا
( * قوله « بناصلات إلخ » صدره وهو لرؤبة كما في التكملة والصهب تمطو الحلق المعكوسا )
قال الواحد نَصِيل وهو ما تحت العين إِلى الخَطْم فيقول تَحْسَبها فؤُوساً وقال ابن الأَعرابي النَّصِيل حيث تَصِل الجِباه والمُنْصُل بضم الميم والصاد والمُنْصَل السيف اسم له قال ابن سيده لا نعرف في الكلام اسماً على مُفْعُل ومُفْعَل إِلا هذا وقولهم مُنْخُل ومُنْخَل والنَّصِيل اسم موضع قال الأَفوه تُبَكِّيها الأَرامِلُ بالمآلي بِداراتِ الصَّفائِح والنَّصِيلِ

نضل
ناضَله مُناضَلةً ونِضالاً ونِيضالاً باراهُ في الرَّمْي قال الشاعر لا عَهْدَ لي بنِيضالْ أَصبحتُ كالشَّنِّ البالْ قال سيبويه فِيعالٌ في المصدر على لغة الذين قالوا تحمَّل تِحْمالاً وذلك أَنهم يُوَفِّرون الحروف ويجيئُون به على مثال
( * قوله « على مثال إلخ » هكذا في الأصل وفي نسختين من المحكم على مثال افعال وعلى مثال قولهم كلمته إلخ )
قولهم كلَّمْتُه كِلاَّماً وأَما ثعلب فقال إِنه أَشبع الكسرة فأَتبعها الياء كما قال الآخر
( * قوله « كما قال الآخر إلخ » في القاموس في مادة نظر
وانني حيثما يثني الهوى بصري ... من حيثما سلكوا ادنو فأنظور )
أَدْنُو فأَنْظُورُ أَتبع الضمة الواو اختياراً وهو على قول ثعلب
اضطراراً ونَضَلْته أَنْضُله نَضْلاً سبقته في الرِّماءِ وناضَلْت فلاناً فنَضَلْته إِذا غلبته الليث نَضَل فلان فلاناً إِذا نَضَله في مُراماةٍ فَغَلَبه وخرج القوم يَنْتضِلون إِذا اسْتَبَقوا في رَمْي الأَغْراض وفي الحديث أَنه مَرَّ بقومٍ يَنْتَضِلون أَي يَرْتَمُون بالسِّهام يقال انْتَضَل القوم وتَناضَلوا أَي رَمَوْا للسَّبْق وناضَلْت عنه نِضالاً دافَعْت وتَنَضَّلْت الشيءَ أَخرجته واجْتَلْت منهم جَوْلاً معناه الاختيار أَي اخترت وانْتَضَل سيفَه أَخرجه وانْتَضَلْت منهم نَضْلة اخْتَرْت وفلانٌ نَضِيلي وهو الذي يُرامِيه ويُسابِقه ويقال فلان يُناضِلُ عن فلان إِذا نَصَح عنه ودافع وتكلم عنه بعذره وحاجَجَ وفي الحديث بُعْداً لكُنّ وسُحْقاً فعَنْكُنّ كنتُ أُناضِل أَي أُجادل وأُخاصِمُ وأُدافِعُ ومنه شعر أَبي طالب يمدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كَذَبْتُم وبَيْتِ اللهِ يُبْزَى محمدٌ ولَمَّا نُطاعِنْ دونَه ونُناضِل
( * قوله « يبزى » في النهاية في مادة بزي ما نصه يبزى أي يقهر ويغلب أراد لا يبزى فحذف لا من جواب القسم وهي مرادة أي لا يقهر ولم نقاتل عنه وندافع )
وانْتضَل القومُ وتَناضَلوا أَي رَمَوْا للسَّبْق ومنه قيل انْتَضلوا بالكلام والأَشعارِ وانْتَضَلْت رجلاً من القوم وانْتَضَلْت سهماً من الكِنانة أَي اخْتَرْت والمُناضَلةُ المُفاخَرة قال الطرماح مَلِكٌ تَدِينُ له الملو ك ولا يُجاثِيه المُناضِل وانْتَضَل القومُ إِذا تفاخَروا قال لبيد فانْتَضَلْنا وابنُ سَلْمى قاعدٌ كعَتِيق الطيرِ يُغْضي ويُجَل ابن السكيت انْتَضى السيف من غِمْدِه وانْتَضَلَه بمعنى واحد وتَنَضَّلْتُ الشيءَ إِذا استخرجته وانْتِضال الإِبل رَمْيُها بأَيديها في السَّيْر ونَضِلَ البعيرُ والرجُل نَضْلاً هُزِل
( * قوله « نضلاً هزل » ضبط في الأصل بسكون الضاد في هذا المصدر وكذا في نسخة من المحكم والتهذيب وفي اخرى من المحكم نضلاً بالتحريك ) وأَعْيا وأَنْضَلَه هو ابن الأَعرابي النَّضَل والتَّبْدِيدُ التعبُ وقد نَضِلَ يَنْضَل نَضَلاً ونَضِلَت الدابة تعبت ونَضْلةُ اسم وهو نَضْلةُ بن هاشم ونَضْلة بنُ حِمار الجوهري وكان هاشم بن عبد مناف يُكْنى أَبا نَضْلةَ

نطل
النَّطْلُ ما على طُعْمِ العنب من القِشْر والنَّطْلُ ما يُرْفَع من نَقِيع الزبيب بعد السُّلاف وإِذا أَنْقَعْت الزبيب فأَوّل ما يُرْفَع من عُصارتِه هو السُّلاف فإِذا صُبَّ عليه الماء ثانيةً فهو النَّطْل وقال ابن مقبل يصف الخمر مما تُعَتَّق في الدِّنانِ كأَنها بِشفاهِ ناطِلِه ذَبِيحُ غَزالِ وقال ثعلب النَّأْطَل يُهْمز ولا يُهْمز القدَح الصغير الذي يُري الخمَّارُ فيه النَّمُوذَج ابن الأَعرابي والنَّطْلُ اللبن القليل والناطِلُ الجُرْعة من الماء واللبنِ والنبيذِ قال أَبو ذؤيب فلو أَنّ ما عندَ ابنِ بُجْرةَ عندَها من الخَمْرِ لم تَبْلُلْ لَهاتي بناطِل قوله من الخمر متصل بعند التي في الصلة وعندها الثانية خبر أَن التقدير فلو أَن ما عند ابن بجرة من الخمر عندها ففصل بين الصلة والموصول وقيل الناطِلُ الخمرُ عامَّة يقال ما بها طَلٌّ ولا ناطِلٌ فالناطلُ ما تقدم والطَّلُّ اللبَن والناطِلُ أَيضاً الفضلة تبقى في المِكْيال وفي حديث ابن المسيب كَرِه أَن يُجعل نَطْلُ النَّبيذ في النَّبيذ ليشتدَّ بالنَّطْل هو أَن يؤخذ سُلاف النَّبيذ وما صَفَا منه فإِذا لم يبق منه إِلاَّ العَكَر والدُّرْدِيُّ صبَّ عليه ماء وخُلِط بالنبيذ الطَّريِّ ليشتدَّ يقال ما في الدَّنِّ نَطْلة ناطِل أَي جُرْعة وبه سمي القدَح الصغير الذي يَعْرِض فيه الخمَّار أُنْموذَجَه ناطِلاً والناطِلُ والناطَلُ والنَّيْطَل والنَّأْطَل مكيال الشَّراب واللبن قال لبيد تكُرُّ علينا بالمِزاجِ النَّياطِلُ أَبو عمرو النَّياطِل مَكاييل الخمر واحدها نأْطَل وبعضهم يقول ناطِل بكسر الطاء غير مهموز والأَول مهموز الليث الناطِلُ مكيال يكال به اللبن ونحوه وجمعه النَّواطِل أَبو تراب يقال انتطَل فلان من الزِّقِّ نَطْلة وامتَطَل مَطْلة إِذا اصْطَبَّ منه شيئاً يسيراً الجوهري الناطِل بالكسر غير مهموز كوز كان يكال به الخمر والجمع النَّياطِل قال ابن بري قول الجوهري الجمع نَياطِل هو قول أَبي عمرو الشيباني قال والقياس منعُه لأَن فاعِلاً لا يجمع على فَياعِل قال والصواب أَن نَياطِل جمع نَيْطَل لغة في الناطَل والناطِل حكاها ابن الأَنباري عن أَبيه عن الطوسي ونَطَل الخَمر عصَرها والنِّطْل خُثارةُ الشراب والنَّيْطَل الدلو ما كانت قال ناهَبْتهم بِنَيْطَلٍ جَرُوفِ بِمَسْك عَنْزٍ من مُسُوك الرِّيفِ الفراء إِذا كانت الدلو كبيرة فهي النَّيْطَل ويقال نَطَل فلان نفسه بالماء نَطْلاً إِذا صبَّ عليه منه شيئاً بعد شيء يَتعالَج به والنِّئْطِلُ والنَّيْطلُ الداهية ورجل نَيْطَل داهٍ وما فيه ناطِلٌ أَي شيء الأَصمعي يقال جاء فلان بالنِّئْطِل والضِّئْبِل وهي الداهية قال ابن بري جمع النِّئْطِل نآطِل وأَنشد قد علم النآطِلُ الأَصْلالُ وعلماءُ الناسِ والجهَّالُ وَقْعي إِذا تَهافَتَ الرُّؤالُ قال وقال المتلمس في مفرده وعَلِمْتُ أَنِّي قد رُمِيتُ بِنِئْطِلٍ إِذْ قيلَ صارَ مِنَ آلِ دَوْفَنَ قَوْمَسُ دَوْفَن قبيلة وقَوْمَس أَمير ونطلْت رأْس العليل بالنَّطول وهو أَن تجعل الماء المطبوخ بالأَدْوية في كُوزٍ ثم تصبَّه على رأْسه قليلاً قليلاً وفي حديث ظبيان وسقوهم بِصَبِير النَّيْطَل النَّيْطَلُ الموتُ والهلاك والياء زائدة والصَّبِيرُ السحاب والله أَعلم

نعل
النَّعْل والنَّعْلةُ ما وَقَيْت به القدَم من الأَرض مؤنثة وفي الحديث أَن رجلاً شكا إِليه رجلاً من الأَنصار فقال يا خيرَ من يَمْشي بنَعْلٍ فرْدِ قال ابن الأَثير النَّعْل مؤنثة وهي التي تُلبَس في المَشْي تسمَّى الآن تاسُومة ووصفها بالفرد وهو مذكر لأَن تأْنيثها غير حقيقي والفَرْدُ هي التي لم تُخْصَف ولم تُطارَق وإِنما هي طاقٌ واحد والعرب تمدَح برقَّة النِّعال وتجعلها من لِباس المُلوك فأَما قول كثيِّر له نَعَلٌ لا تَطَّبِي الكَلْب رِيحُها وإِن وُضِعَتْ وَسْطَ المجَالس شُمَّت فإِنه حرَّك حرف الحلق لانفتاح ما قبله كما قال بعضهم يَغَدُو وهو مَحَمُوم في يَغْدو وهو مَحْموم وهذا لا يعدّ لغة إِنما هو مُتْبَع ما قبله ولو سئل رجل عن وزن يَغَدُو وهو مَحَموم لم يقل إِنه يَفَعَل ولا مَفَعُول والجمع نِعال ونَعِلَ يَنْعَل نَعَلاً وتَنَعَّل وانْتَعَل لبِس النَّعْل والتَّنْعِيل تَنْعِيلك حافرَ البِرْذَوْن بطَبَق من حديد تَقِيه الحجارة وكذلك تَنْعِيل خفِّ البعير بالجلد لئلا يَحفَى ونَعْل الدابة ما وُقِيَ به حافرُها وخفُّها قال الجوهري النَّعْل الحِذاء مؤنثة وتصغيرها نُعَيْلة قال ابن بري وفي المثل مَنْ يكن الحَذَّاء أَباه تَجُدْ نَعْلاه أَي من يكن ذا جِد يَبِنْ ذلك عليه ونعَلَ القومَ وهَب لهم نِعالاً عن اللحياني وأَنْعَلوا وهُمْ ناعِلون نادر كثُرتْ نِعالهم عنه أَيضاً قال وكذلك كل شيء من هذا إِذا أَردت أَطْعَمْتهم أَو وَهَبْت لهم قلت فَعَلْتهم بغير أَلف وإِذا أَردت أَن ذلك كثر عندهم قلت أَفْعَلوا وأَنْعَل الرجلُ دابَّتَه إِنْعالاً فهو مُنْعِل وقال ابن سيده أَنْعَل الدابةَ والبعيرَ ونَعَّلَهما ويقال أَنعلت الخيل بالهمزة وفي الحديث إِن غَسَّان تُنْعِل خيلَها ورجل ناعِل ومُنْعِل ذو نَعْل
( * قوله « ومنعل ذو نعل » هكذا ضبط في الأصل وفي القاموس ومنعل كمكرم ذو نعل ) وأَنشد ابن بري لابن مَيَّادة يُشَنْظِرُ بالقَوْمِ الكِرامِ ويَعْتَزي إِلى شَرِّ حافٍ في البِلادِ وناعِلِ وإِذا قلت مُنْتَعِل فمعناه لابسٌ نَعْلاً وامرأَة ناعِلة وفي المثل أَطِرِّي فإِنك ناعِلة أَراد أَدِلِّي على المشي فإِنك غليظةُ القدمين غير محتاجة إِلى النعلين وأَحال الأَزهري تفسير هذا المثل على موضعه في حرف الطاء وسنذكره في موضعه
( * قوله « وسنذكره في موضعه » هكذا في الأصل وقد تقدم له شرح هذا المثل في مادة طرر ) وحافر ناعلٌ صُلْب على المثَل قال يَرْكَب فَيْناهُ وقِيعاً ناعلا
( * قوله « يركب فيناه » هكذا في الأصل هنا بالفاء وتقدم في مادة وقع قيناه بالقاف )
الوَقِيعُ الذي قد ضُرب بالمِيقَعة أَي المِطْرقة يقول قد صَلُب من توقيع الحجارة حتى كأَنه مُنْتَعِل وفرس مُنْعَل شديدُ الحافر ويقال لحمار الوحش ناعل لصلابة حافره قال الجوهري وأَنْعَلْت خُفِّي ودابَّتي قال ولا يقال نَعَلْت وفرسٌ مُنْعَلُ يَدِ كذا أَو رجل كذا أَو اليدين أَو الرجلين إِذا كان البَياض في مآخِير أَرْساغِ رجليه أَو يديه ولم يَسْتَدِرْ وقيل إِذا جاوز البياضُ الخاتمَ وهو أَقلُّ وضَحِ القوائم فهو إِنْعال ما دام في مؤخَّر الرُّسْغ مما يَلي الحافرَ قال الأَزهري قال أَبو عبيدة من وَضَح الفَرس الإِنْعال وهو أَن يُحيط البياض بما فوق الحافر ما دام في موضع الرُّسغ يقال فرس مُنْعَل قال وقال أَبو خيرة هو بياض يَمَسُّ حَوافِرَه دون أَشاعِره قال الجوهري الإِنْعال أَن يكون البياض في مؤخَّر الرُّسْغ مما يَلي الحافر على الأَشْعَر لا يَعْدُوه ولا يَستدير وإِذا جاوز الأَشاعر وبعضَ الأَرْساغ واستدار فهو التَّخْدِيم وانْتَعَل الرجلُ الأَرض سافرَ راجلاً وقال الأَزهري انْتَعَل فلان الرَّمضاء إِذا سافَر فيها حافياً وانْتَعَلت المَطيُّ ظِلالها إِذا عَقَل الظلُّ نصف النهار ومنه قول الراجز وانْتَعَلَ الظِّلَّ فكان جَوْرَبا ويروى وانْتَعِلِ الظِّلَ قال الأَزهري وانْتَعل الرجلُ إِذا ركب صِلاب الأَرض وحِرارها ومنه قول الشاعر في كلّ آنٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتعِلُ ابن الأَعرابي النَّعْلُ من الأَرض والخفُّ والكُراعُ والضِّلَعُ كل هذه لا تكون إِلا من الحَرَّة فالنَّعْلُ منها شبيةٌ بالنَّعْل فيها ارتفاعٌ وصلابةٌ والخُفُّ أَطول من النَّعْل والكُراعُ أَطول من الخُفِّ والضِّلَعُ أَطول من الكُراعِ وهي مُلْتَوِية كأَنها ضِلَع قال ابن سيده النَّعْل من الأَرض القطعة الصُّلْبة الغليظة شبه الأَكَمة يَبْرق حَصاها ولا تنبت شيئاً وقيل هي قطعة تسيل من الحَرَّة مؤنثة قال فِدًى لامْرئٍ والنَّعْلُ يبني وبينه شَفَى غيْمَ نَفْسي من رؤوس الحَواثِرِ قال الأَزهري النَّعْل نَعْل الجبل والغَيْمُ الوَتْرُ والذَّحْلُ وأَصله العطش والحَواثِر من عبد القيس والجمع نِعال قال امرؤ القيس يصف قوماً منهزمين كأَنهم حَرْشَفٌ مبْثُوث بالحَرِّ إِذ تَبْرُقُ النِّعالُ
( * قوله « بالحر » تقدم في مادة حرشف بدله بالجو )
وأَنشد الفراء قَوْم إِذا اخضرَّتْ نِعالُهمُ يَتَناهَقُون تَناهُقَ الحُمُرِ ومنه الحديث إِذا ابْتَلَّت النِّعالُ فالصلاة في الرحال قال ابن الأَثير النِّعالُ جمع نَعْل وهو ما غلُظ من الأَرض في صَلابة وإِنما خصها بالذكر لأَن أَدنى بَلَلٍ يُنْدِّيها بخلاف الرِّخْوَة فإِنها تَنْشَف الماءَ قال الأَزهري يقول إِذا مُطِرت الأَرَضون الصِّلاب فَزَلِقَتْ بمن يمشي فيها فصلُّوا في مَنازلكم ولا عليكم أَن لا تشهدوا الصلاة في مساجد الجماعات والمَنْعَل والمَنْعلةُ الأَرض الغليظة اسمٌ وصفةٌ والنَّعْلُ من جَفْن السيف الحديدةُ التي في أَسفل قِرابه ونَعْل السيف حديدة في أَسفلِ غِمْده مؤنثة قال ذو الرمة إِلى مَلِكٍ لا تَنْصُفُ الساقَ نَعْلُهُ أَجَلْ لا وإِن كانت طِوالاً مَحامِلُهْ ويروى حَمائلُهْ وصفه بالطول وهو مدح ونَعْل السيف ما يكون في أَسفل جَفْنِه من حديدة أَو فضَّة وفي الحديث كان نَعْلُ سيفِ رسول الله صلى الله عليه وسلم من فِضَّة نعْلُ السيف الحديدة التي تكون في أَسفل القِراب وقال أَبو عمرو النَّعْل حديدة المِكْرب وبعضهم يسميه السِّنَّ والنَّعْلُ العَقَب الذي يُلْبَسه ظهر السِّيَة من القوس وقيل هي الجلدة التي على ظهر السِّيَةِ وقيل هي جلدتها التي على ظهرها كله والنَّعْل الرجل الذليل يُوطَأُ كما تُوطَأُ الأَرض وأَنشد للقُلاخ ولم أَكُنْ دارِجةً ونَعْلا
( * قوله « وأنشد للقلاخ إلخ » هكذا في الأصل والشطر في التهذيب غير منسوب وعبارة الصاغاني عن ابن دريد قال القلاخ
شر عبيد حسباً وأصلا ... دراجة موطوءة ونعلا
ويروى دارجة )
وبنو نُعَيْلة بطن قال الأَزهري إِذا قُطعت الوَدِيَّة من أُمِّها بِكَرَبها قيل ودِيَّة مُنْعَلة قال ابن بري هذا قول أَبي عبيد وأَنكره الطوسي وقال صوابه بكَرَبة يريد تقطع بكَرَبةٍ من الأُمّ أَي مع كَرَبة منها وذلك أَن الوَدِيَّة تكون في أَصل النَّخْلة مع أُمِّها وأَصلها في الأَرض وتكون في جذع أُمِّها فإِذا قُلِعت مع كَرَبةٍ من أُمِّها قيل وَدِيَّة مُنْعَلة أَبو زيد يقال رماه بالمُنْعِلات أَي بالدواهي وتركت بينهم المُنْعِلات قال ابن بري يقال لزوجة الرجل هي نَعْلُه ونَعْلَتُه وأَنشد للراجز شَرُّ قَرِينٍ للكبير نَعْلَتُهْ تُولِغُ كلْباً سُؤْرَه أَو تَكْفِتُهْ والعرب تكني عن المرأَة بالنَّعْل

نعثل
النَّعْثَلُ الشيخُ الأَحمقُ ويقال فيه نَعْثَلةٌ أَي حمق والنَّعْثَلُ الذِّيخُ وهو الذكَر من الضباع ونَعْثَلَ خَمَع والنَّعْثَلة أَن يمشِيَ الرجل مُفاجًّا ويَقْلِب قَدَمَيْه كأَنه يَغْرِفُ بهما وهو من التبختُر ونَعْثَل رجل من أَهل مِصْر كان طويل اللِّحْية قيل إِنه كان يُشْبِه عثمان رضي الله عنه هذا قول أَبي عبيد وشاتِمُو عثمان رضي الله عنه يسمونه نَعْثَلاً وفي حديث عثمان أَنه كان يخطب ذات يوم فقام رجل فنال منه فَوَذَأَهُ ابنُ سَلام فاتَّذَأَ فقال له رجل لا يَمْنَعَنَّك مكان ابن سلام أَن تَسُبَّ نَعْثَلاً فإِنه من شِيعته وكان أَعداءُ عثمان يسمونه نَعْثَلاً تشبيهاً بالرجل المِصْريّ المذكور آنفاً وفي حديث عائشة اقْتُلُوا نَعْثَلاً قَتَل اللهُ نَعْثَلاً تعني عثمان وكان هذا منها لما غاضَبَتْه وذهبتْ إِلى مكة وكان عثمان إِذا نِيلَ منه وعيب شبِّه بهذا الرجل المِصْريّ لطول لحيته ولم يكونوا يجدون فيه عيباً غير هذا والنَّعْثَلةُ مثل النَّقْثَلة وهي مِشْية الشيخ ابن الأَعرابي نَعْثَل الفرسُ في جريه إِذا كان يَقْعُد على رجليه من شدة العدْوِ وهو عيب وقال أَبو النجم كلّ مُكِبِّ الجَرْي أَو مُنَعْثِلهْ وفرس مُنَعْثِل يفرق قوائمه فإِذا رفعها فكأَنما يَنْزِعها من وَحَل يَخْفِق برأْسه ولا تتبعه رجلاه

نعدل
الأَصمعي
( * قوله « نعدل الأصمعي إلخ » هذه المادة في الأصل بالعين المهملة بعد النون وأتي بها في القاموس بالغين المعجمة بعد النون أيضاً لكن نبه شارحه على أنه بالعين المهملة والذي في الصاغاني هو ما ذكره المجد وأما الذي في التهذيب فهو معندلاً بالعين قبل النون ) مَرَّ فلان مُنَعْدِلاً ومُنَوْدِلاً إِذا مشى مسترخياً

نعظل
العَنْظَلة والنَّعْظلة كلاهما العَدْوُ البَطيءُ وقد ذكر في ترجمة عنظل

نغل
النَّغَل بالتحريك فساد الأَدِيم في دِباغه إِذا تَرَفَّت وتَفَتَّت ويقال لا خير في دَبْغة على نَغْلة نَغِل الأَديمُ بالكسر نَغَلاً فهو نَغِل فسد في الدباغ وأَنْغَله هو قال قيس بن خويلد بني كاهِلٍ لا تُنْغِلُنَّ أَدِيمَها ودَعْ عَنْك أَفْصَى ليس منها أُدِيمُها والاسم النَّعْلة ونَغِل الجُرْحُ نَغَلاً فسد وبَرئ الجُرْحُ وفيه شيء من نَغَلٍ أَي فسادٍ وفي الحديث ربما نَظَر الرجلُ نَظْرةً فَنَغِل قلبُه كما يَنْغَل الأَديمُ في الدِّباغ فَيَتَثقَّب ونَغِل الأَديمُ إِذا عفِن وتَهَرَّى في الدباغ فيفسد ويَهْلِك وجَوْزةٌ نَغِلةٌ متَغيِّرة ورجل نَغِل ونَغْل فاسد النسَب وقيل إِن العامة تقول نَغْل التهذيب يقال نَغُلَ المولودُ يَنْغُل نُغُولةً فهو نَغْل والنَّغْل ولد الزِّنْيَة والأُنثى نَغْلة والمصدرُ أَو اسمُ المصدر منه النِّغْلة والنَّغَلُ الإِفسادُ بين القوم والنَّميمةُ قال الأَعشى يذكر نبات الأَرض يَوماً تراها كَشِبْهِ أَرْدِيَةِ ال عَصْبِ ويوماً أَدِيمُها نَغِلا واستشهد الأَزهري بهذا البيت على قوله نَغِل وجهُ الأَرض إِذا تهشَّم من الجُدوبة وفيه نَغَلةٌ أَي نميمةٌ وأَنْغَلَهم حديثاً سمَعه نَمَّ إِليهم به ونَغِل قلبُه أَي ضَغِن يقال نَغِلتْ نِيَّاتُهم أَي فسدتْ

نغبل
النُّغْبول والغُنْبُول طائر قال ابن دريد وليس بثبت

نفل
النَّفَل بالتحريك الغنيمةُ والهبةُ قال لبيد إِنَّ تَقْوَى رَبِّنا خيرُ نَفَلْ وبإِذْنِ اللهِ رَيْثي والعَجَلْ والجمع أَنْفال ونِفال قالت جَنُوب أُخت عَمْرو دي الكَلْب وقد عَلِمَتْ فَهْمُ عند اللِّقاء بأَنهمُ لك كانوا نِفالا نَفَّله نَفَلاً وأَنْفَله إِيَّاه ونَفَله بالتخفيف ونفَّلْت فلاناً تنفيلاً أَعطيته نَفَلاً وغُنْماً وقال شمر أَنفَلْت فلاناً ونَفَلْته أَي أَعطيته نافِلة من المعروف ونَفَّلْته سوَّغت له ما غَنِم وأَنشد لَمَّا رأَيت سنة جَمادَى أَخَذْتُ فَأْسي أَقْطَعُ القَتادا رَجَاءَ أَن أُنفِلَ أَو أَزْدادَا قال أَنشدَتْه العُقَيْليَّة فقيل لها ما الإِنْفال ؟ فقالت الإِنْفال أَخذُ الفأْس يقطع القَتادَ لإِبِله لأَن يَنْجُوَ من السَّنَة فيكون له فَضْل على مَنْ لم يقطع القَتاد لإِبله ونَفَّل الإِمامُ الجُنْدَ جعل لهم ما غَنِمُوا والنافِلةُ الغنيمة قال أَبو ذؤيب فإِنْ تَكُ أُنْثَى من مَعَدٍّ كريمةً علينا فقد أَعطيت نافِلة الفَضْل وفي التنزيل العزيز يَسأَلونك عن الأَنْفال يقال الغَنائم واحدُها نَفَل وإِنما سأَلوا عنها لأَنها كانت حراماً على مَن كان قبلهم فأَحلَّها الله لهم وقيل أَيضاً إِنه صلى الله عليه وسلم نَفَّل في السَّرايا فكَرِهُوا ذلك في تأْويله كما أَخْرَجَك رَبُّك من بيتك بالحَقِّ وإِنَّ فريقاً من المؤمنين لَكارِهُون كذلك تُنَفِّل مَنْ رأَيتَ وإِن كَرِهُوا وكان سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلَ لكلِّ مَنْ أَتَى بأَسِير شيئاً فقال بعضُ الصحابة يبقى آخرُ الناس بغير شيء قال أَبو منصور وجِماعُ معنى النَّفَل والنافِلة ما كان زيادة على الأَصل سمِّيت الغنائمُ أَنْفالاً لأَن المسلمين فُضِّلوا بها على سائر الأُمَمِ الذين لم تحلَّ لهم الغَنائم وصلاةُ التطوُّع نافِلةٌ لأَنها زيادة أَجْرٍ لهم على ما كُتِبَ لهم من ثواب ما فرض عليهم وفي الحديث ونَفَّلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم السَّرَايا في البَدْأَةِ الرُّبُعَ وفي القَفْلة الثُّلُثَ تفضيلاً لهم على غيرهم من أَهل العسكر بما عانَوْا من أَمر العَدُوِّ وقاسَوْهُ من الدُّؤُوب والتَّعَبِ وباشروه من القِتال والخوف وكلُّ عطيَّةٍ تَبَرَّع بها مُعطيها من صدقةٍ أَو عملِ خير فهي نافِلةٌ ابن الأَعرابي النَّفَل الغنائمُ والنَّفَل الهبة والنَّفَل التطوُّع ابن السكيت تنفَّل فلان على أَصحابه إِذا أَخذ أَكثر مما أَخذوا عند الغنيمة وقال أَبو سعيد نَفَّلْت فلاناً على فلان أَي فضَّلته والنَّفَل بالتحريك الغنيمة والنَّفْل بالسكون وقد يحرّك الزيادة وفي الحديث أَنه بَعَثَ بَعْثاً قِبَل نَجْد فبلغتْ سُهْمانُهم اثني عشر بعيراً ونَفَّلَهم بعيراً بعيراً أَي زادهم على سِهامهم ويكون من خُمْس الخُمْسِ وفي حديث ابن عباس لا نَفَل في غَنيمةٍ حتى يُقسَم جَفَّةً كلها أَي لا ينفِّل منها الأَمير أَحداً من المُقاتِلة بعد إِحْرازها حتى يقسم كلها ثم ينفِّله إِن شاء من الخمس فأَما قبل القِسْمة فلا وقد تكرر ذكر النَّفَل والأَنْفال في الحديث وبه سمِّيت النَّوافِل في العِبادات لأَنها زائدة على الفَرائض وفي الحديث لا يزال العَبْد يتقرَّب إِليّ بالنوافِل وفي حديث قِيامِ رمضان لو نَفَّلْتنا بقيَّة ليلتِنا هذه أَي زِدْتنا من صلاة النافلة وفي حديث آخر إِنّ المَغانِمَ كانت محرَّمة على الأُمَمِ فنفَّلها الله تعالى هذه الأُمة أَي زادها والنافِلةُ العطيَّة عن يدٍ والنَّفْل والنافِلةُ ما يفعله الإِنسان مما لا يجب عليه وفي التنزيل العزيز فتهجَّدْ به نافِلةً لك النَّفْل والنافلةُ عطية التطوُّع من حيث لا يجب ومنه نافِلةُ الصلاة والتَّنَفُّل التطوُّع قال الفراء ليست لأَحد نافلة إِلاَّ للنبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأَخَّر فعمَلُه نافِلةٌ وقال الزجاج هذه نافِلةٌ زيادة للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة ليست لأَحد لأَن الله تعالى أَمره أَن يزداد في عبادته على ما أَمرَ به الخلْق أَجمعين لأَنه فضَّله عليهم ثم وعده أَن يبعَثَه مَقاماً محموداً وصحَّ أَنه الشفاعة ورجل كثير النَّوافِل أَي كثيرُ العَطايا والفَواضِل قال لبيد لله نافِلةُ الأَجَلِّ الأَفْضَلِ قال شمر يريد فَضْل ما ينفِّل من شيء ونَفَّل غيرَه يُنَفِّل أَي فضَّله على غيره والنافِلةُ ولدُ الولدِ وهو من ذلك لأَن الأَصلَ كان الولد فصار ولدُ الولدِ زيادةً على الأَصل قال الله عز وجل في قصة إِبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام ووهبنا له إِسحقَ ويعقوبَ نافلةً كأَنه قال وهبنا لإِبراهيم إِسحقَ فكان كالفَرْضِ له ثم قال ويعقوب نافلةً فالنافِلةُ ليعقوبَ خاصةً لأَنه ولدُ الولد أَي وهبنا له زيادةً على الفَرْض له وذلك أَن إِسحقَ وُهِبَ له بدُعائه وزِيدَ يعقوب تفضُّلاً والنَّوْفَلُ العطية والنَّوْفَل السيِّدُ المِعْطاءُ يشبَّهان بالبحر قال ابن سيده فدل هذا على أَن النَّوْفَل البَحْرُ ولا نصَّ لهم على ذلك أَعني أَنهم لم يصرِّحوا بذلك بأَن يقولوا النَّوْفَل البحر أَبو عمرو هو اليَمُّ والقَلَمَّسُ والنَّوْفَلُ والمُهْرُقانُ والدَّأْمَاءُ وخُضَارَةُ والأَخْضَرُ والعُلَيْم
( * قوله « والعليم » هكذا في الأصل مضبوطاً والذي في القاموس العليم أي كحيدر )
والخَسِيفُ والنَّوْفَلُ البحر
( * قوله « والنوفل البحر » كذا في الأصل وهو مستغنى عنه )
التهذيب ويقال للرجل الكثير النَّوافِل وهي العَطايا نَوْفَل قال الكميت يمدح رجلاً غِياثُ المَضُوعِ رِئَابُ الصُّدُو ع لأْمَتُكَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ يعني المذكور ضاعَني أَي أَفْزَعَني قال شمر الزُّفَر القَويّ على الحَمالات والنَّوْفل الكثير النَّوافِل وقوم نَوْفَلون والنَّوْفَلُ العطية تشبَّه بالبحر والنَّوْفَل الرجل الكثيرُ العطاء وأَنشد لأَعشى باهلة أَخُو رَغائبَ يُعْطِيها ويَسْأَلُها يأْبَى الظُّلامَةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ قال ابن الأَعرابي قوله منه النَّوْفَل الزُّفَر النَّوْفَل مَنْ ينفي عنه الظلْمَ من قومه أَي يَدْفعه والنَّوْفَلة المَمْحَلةُ وفي التهذيب المَمْلَحةُ قال أَبو منصور لا أَعرف النَّوْفلة بهذا المعنى وانْتَفَلَ من الشيء انْتَفى وتبرَّأَ منه أَبو عبيد انْتَفلْت من الشيء وانْتَفَيْت منه بمعنى واحد كأَنه إِبدال منه قال الأَعشى لئن مُنِيتَ بنا عن جَدِّ مَعْرَكة لا تُلْفِنا عن دِماءِ القوم نَنْتَفِلُ وفي حديث ابن عمر أَنَّ فلاناً انْتَفَل من وَلَده أَي تبرَّأَ منه قال الليث قال لي فلان قولاً فانْتَفَلْت منه أَي أَنكرت أَن أَكون فَعَلْته وأَنشد للمتَلَمِّس أَمُنْتَفِلاً من نصر بُهْثَةَ دائباً ؟ وتَنْفُلُني من آلِ زيد فَبِئْسما قال أَبو عمرو تَنْفُلُني تَنْفِيني والنافِلُ النافي ويقال انْتَفَل فلان إِذا اعتذر وانْتَفَل صَلَّى النَّوافِل ويقال نفَّلْت عن فلان ما قيل فيه تَنْفِيلاً إِذا نَضَحْت عنه ودَفَعْتَه وفي حديث القَسامة قال لأَولِياء المَقْتول أَتَرْضَوْن بِنَفْل خَمْسين من اليهود ما قَتَلُوه ؟ يقال نَفَّلْته فنَفَل أَي حلَّفته فحلَف ونَفَل وانْتَفَل إِذا حلَف وأَصل النَّفْل النَّفْي يقال نَفَلْت الرجلَ عن نسَبه وانْفُلْ عن نفسك إِن كنت صادقاً أَي انْفِ ما قيل فيك وسميت اليمين في القسامة نَفْلاً لأَنَّ القِصاص يُنْفَى بها ومنه حديث عليّ كرم الله وجهه لَوَدِدْتُ أَنَّ بني أُمَيَّة رَضُوا ونَفَّلْناهم خمسين رجلاً من بني هاشم يَحْلِفُون ما قَتَلْنا عثمان ولا نعلم له قاتِلاً يريد نَفَّلْنا لهم وأَتَيْتُ أَتَنَفَّله أَي أَطلبه عن ثعلب وأَنْفَل له حلَف والنَّفَل ضرْب من دِقِّ النبات وهو من أَحْرار البُقول تنبُت مُتَسَطِّحةً ولها حَسَك يَرْعاه القَطا وهي مثل القَثِّ لها نَوْرةٌ صفراءُ طيبةُ الريح واحدته نَفَلةٌ قال وبالنَّفَل سمي الرجل نُفَيْلاً الجوهري النَّفَل نبت في قول الشاعر هو القطامي ثم استمرَّ بها الحادِي وجَنَّبها بَطْنَ التي نَبْتُها الحَوْذانُ والنَّفَلُ والعرب تقول في ليالي الشهر ثلاث غُرَر وذلك أَول ما يَهِلُّ الهلال سمِّين غُرَراً لأَن بياضَها قليل كغرَّة الفرس وهي أَقل ما فيه من بياض وجهه ويقال لثلاث ليال بعد الغُرَر نُفَل لأَن الغُرَر كانت الأَصل وصارت زيادة النُّفَل زيادة على الأَصل والليالي النُّفَل هي الليلة الرابعة والخامسة والسادسة من الشهر والنَّوْفَليَّة ضرْب من الامتِشاط حكاه ابن جني عن الفارسي وأَنشد لجِران العَوْد أَلا لا تَغُرَّنَّ امْرَأً نَوْفَلِيَّةٌ على الرأْسِ بَعْدِي والترائبُ وُضَّحُ ولا فاحِمٌ يُسْقى الدِّهانَ كأَنه أَساوِدُ يَزْهاها مع الليل أَبْطَحُ وكذلك روي يَغُرَّنَّ بلفظ التذكير وهو أَعذر من قولهم حضر القاضيَ امرأَةٌ لأَن تأْنيث المِشْطة غير حقيقي التهذيب والنَّوْفلِيَّة شيء يتَّخذه نساءُ الأَعراب من صوف يكون في غلظ أَقل من الساعِد ثم يُحْشى ويعطف فتضعه المرأَة على رأْسها ثم تختمر عليه وأَنشد قول جِران العَوْد وفي حديث أَبي الدَّرْداء إِياكم والخَيْلَ المنَفِّلة التي إِن لَقِبَتْ فَرَّتْ وإِن غَنِمت غَلَّتْ قال ابن الأَثير كأَنه من النَّفَل الغنيمةِ أَي الذين قصدُهم من الغَزْو الغنيمةُ والمالُ دون غيره أَو من النَّفْل وهم المُطَّوِّعة المتبرِّعون بالغَزْوِ الذين لا اسمَ لهم في الدِّيوان فلا يقاتِلون قِتالَ مَنْ له سَهْم قال هكذا جاء في كتاب أَبي موسى من حديث أَبي الدرداء قال والذي جاء في مسند أَحمد من رواية أَبي هريرة أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إِياكم والخيلَ المُنَفِّلة فإِنها إِن تَلْقَ تَفِر وإِن تَغْنَم تَغْلُلْ قال ولعلهما حديثان ونَوْفَل ونُفَيْل اسمان

نقل
النَّقْلُ تحويلُ الشيء من موضع إِلى موضع نَقَله يَنْقُله نَقْلاً فانتَقَل والتَّنَقُّل التحوُّل ونَقَّله تَنْقِيلاً إِذا أَكثر نقله وفي حديث أُم زرع لا سَمِين فيَنْتَقِل أَي ينقُله الناس إِلى بيوتهم فيأْكلونه والنُّقْلة الاسم من انتِقال القوم من موضع إِلى موضع وهمزة النَّقْل التي تَنْقُل غير المتعدِّي إِلى المتعدِّي كقولك قام وأَقَمْتُه وكذلك تشديدُ النَّقْل هو التضعيفُ الذي يَنْقُل غير المتعدي إِلى المتعدي كقولك غَرِم وغَرَّمْتُه وفَرِح وفَرَّحْته والنُّقْلة الانتِقال والنُّقْلة النمِيمةُ تنْقُلها والناقِلةُ من نَواقِل الدهر التي تنقُل قوماً من حال إِلى حال والنَّواقِلُ من الخَراج ما يُنْقَل من قرية إِلى أُخرى والنواقِلُ قَبائل تَنتَقِل من قوم إِلى قوم والناقِلةُ من الناس خلافُ القُطَّان والناقِلةُ قبيلةٌ تنتقل إِلى أُخرى التهذيب نَواقِل العرب من انتقَل من قبيلة إِلى قبيلة أُخرى فانتَمى إِليها والنَّقلُ سرعة نَقْل القوائم وفرس مِنْقَل أَي ذو نَقَل وذو نِقال وفرس مِنْقَل ونَقَّال ومُناقِل سريع نَقْل القوائم وإِنه لذو نَقِيل والتَّنْقِيل مثل النَّقَل قال كعب لهنّ من بعدُ إِرْقالٌ وتَنْقِيلُ والنَّقِيلُ ضرب من السير وهو المُداومة عليه ويقال انتَقَل سار سيراً سريعاً قال الراجز لو طَلَبونا وجَدُونا نَنْتَقِلْ مثلَ انْتِقال نَفَرٍ على إِبِلْ وقد ناقَلَ مُناقلةً ونِقالاً وقيل النِّقالُ الرَّدَيان وهو بين العدْو والخَبَبِ والفرس يُناقِل في جَرْيه إِذا اتَّقى في عَدْوه الحجارة ومُناقَلةُ الفرس أَن يضع يدَه ورجله على غير حجَر لحسْن نَقْلِه في الحجارة قال جرير من كل مُشْتَرِفٍ وإِن بَعُدَ المَدى ضَرِمِ الرَّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ وأَرض جَرِلةٌ ذاتُ جَراوِل وغِلظ وحجارة والمُنَقِّلة بكسر القاف من الشِّجاج التي تُنَقِّل العظم أَي تكسره حتى يخرج منها فَراشُ العِظام وهي قُشور تكون على العَظْم دون اللحم ابن الأَعرابي شَجَّة مُنَقِّلة بَيِّنة التَّنْقيل وهي التي تخرج منها كِسَرُ العِظام وورد ذكرها في الحديث قال وهي التي يخرج منها صِغار العِظام وتنتَقِل عن أَماكنها وقيل هي التي تُنَقِّل العظم أَي تكسره وقال عبد الوهاب بن جَنْبة المنقِّلة التي تُوضِح العظم من أَحد الجانبين ولا توضِحه من الجانب الآخر وسميت منقِّلة لأَنها تَنْقُل جانِبَها الذي أَوْضَحَتْ عظمَه بالمِرْوَد والتَّنْقِيل أَن ينقل بالمِرْوَد ليسمع صوت العظم لأَنه خفي فإِذا سمع صوت العظم كان أَكثر لنَذْرِها وكانت مثلَ نصف المُوضِحة قال الأَزهري وكلام الفقهاء هو أَول ما ذكرناه من أَنها التي تنقِّل فَراشَ العِظام وهو حكاية أَبي عبيد عن الأَصمعي وهو الصواب قال ابن بري المشهور الأَكثر عند أَهل اللغة المنقلة بفتح القاف والمَنْقَلةُ المَرْحلة من مَراحل السفر والمَناقِل المَراحِل والمَنْقَلُ الطريق في الجبل والمَنْقَل طريق مختصَر والنَّقْل الطريق المختصر والنَّقَل الحجارة كالأَثافِيِّ والأَفْهار وقيل هي الحجارة الصِّغار وقيل هو ما يبقى من الحجر إِذا اقتُلِع وقيل هو ما بقي من الحجارة إِذا قُلِع جبَل ونحوه وقيل هو ما يبقى من حجَر الحِصْن أَو البيت إِذا هُدِم وقيل هو الحجارة مع الشجر وفي الحديث كان على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّقَل هو بفتحتين صِغار الحجارة أَشباه الأَثافيّ فَعَلٌ بمعنى مفعول أَي مَنْقول ونَقِلَتْ أَرضُنا فهي نَقِلة كثر نَقَلُها قال مَشْيَ الجُمَعْلِيلةِ بالحَرْفِ النَّقِلْ ويروى بالجُرْف بالجيم وأَرضَ مَنْقَلة ذاتُ نَقَل ومكان نَقِلٌ بالكسر على النسب أَي حَزْنٌ وأَرض نَقِلةٌ فيها حجارة والحجارةُ التي تَنْقُلُها قوائمُ الدابة من موضع إِلى موضع نَقِيلٌ قال جرير يُناقِلْنَ النَّقِيلَ وهُنّ خُوصٌ بغُبْر البِيد خاشعةِ الخُرومِ وقيل يَنْقُلْن نَقِيلَهنّ أَي نِعالَهنّ والنَّقْلةُ والنَّقْلُ والنِّقْلُ والنَّقَلُ النعل الخَلَقُ أَو الخفُّ والجمع أَنْقال ونِقال قال فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ يعني نباتاً مُتهَدِّلاً من نَعْمته شبَّهه في تَهَدُّله بالنعْل الخَلَق التي يجرُّها لابسها والمَنْقَلةُ كالنَّقْلِ والنَّقائلُ رِقاعُ النَّعل والخُفِّ واحدتها نَقِيلة والنَّقِيلة أَيضاً الرُّقْعة التي يُنْقَل بها خفُّ البعير من أَسفله إِذا حَفِيَ ويُرْقَع والجمع نَقائِل ونَقِيلٌ وقد نَقَلَه وأَنْقَل الخُفَّ والنعلَ ونَقَله ونَقَّله أَصلحه ونعل مُنَقَّلة قال الأَصمعي فإِن كانت النعل خلَقاً قيل نِقْل وجمعه أَنْقال وقال شمر يقال نَقَلٌ ونِقْلٌ وقال أَبو الهيثم نعل نَقْلٌ وفي حديث ابن مسعود ما مِنْ مُصَلًّى لامرأَة أَفضَل من أَشدّ مكاناً في بيتها ظُلمةً إِلاَّ امرأَة قد يَئِسَتْ من البُعُولة فهي في مَنْقَلِها قال الأُموي المَنْقَل الخفّ وأَنشد للكميت وكان الأَباطِحُ مِثْلَ الأَرِينِ وشُبِّه بالحِفْوَةِ المَنْقَلُ أَي يُصيب صاحبَ الخُفِّ ما يُصيب الحافي من الرَّمْضاءِ قال أَبو عبيد ولولا أَن الرواية في الحديث والشعر اتَّفقا على فتح الميم ما كان وجه الكلام في المَنْقَل إِلاَّ كسر الميم وقال ابنُ بُزُرْج المَنْقَلُ في شعر لبيد الثَّنِيَّة قال وكل طريق مَنْقَل وأَنشد كَلاَّ ولا ثم انْتَعَلْنا المَنْقَلا قِتْلَيْن منها ناقةً وجَمَلا عَيْرانةً وماطِلِيّاً أَفْتَلا قال ويقال للخفين المَنْقَلان وللنَّعْلين المَنْقَلان ابن الأَعرابي يقال للخف المَنْدَل والمِنْقَل بكسر الميم قال ابن بري في كتاب الرَّمَكِيِّ بخط أَبي سهل الهرَوي في نص حديث ابن مسعود من أَشد مكانٍ بالخفض وهو الصحيح الفراء نَعْلٌ مُنَقَّلة مطرَّقة فالمُنَقَّلة المرقوعة والمُطَرَّقة التي أُطبق عليها أُخرى وقال نُصير لأَعرابي ارْقَع نَقْلَيْك أَي نَعْلَيْك الجوهري يقال جاء في نَقْلَيْن له ونِقْلَيْن له ونَقَل الثوبَ نَقْلاً رَقَعه والنِّقْلة المرأَة تُتْرَك فلا تخطب لكِبَرها والنَّقِيلُ الغريب في القوم إِن رافَقهم أَو جاوَرهم والأُنثى نَقِيلة ونَقِيل قال وزعموا أَنه للخنساء تركْتَني وَسْطَ بَني عَلَّةٍ كأَنَّني بعْدَك فيهم نَقِيلْ ويقال رجل نَقِيل إِذا كان في قوم ليس منهم ويقال للرجل إِنه ابن نَقِيلة ليست من القوم أَي غريبة ونَقَلةُ الوادي صوتُ سَيْله يقال سمعت نَقَلة الوادي وهو صوت السيل والنَّقيل الأَتيُّ وهو السيل الذي يجيء من أَرض مُطِرَت إِلى أَرض لم تمطَر حكاه أَبو حنيفة والنَّقَل في البعير داء يصيب خفَّه فيتخَرَّق والنَّقِيلُ الطريق وكل طريق نَقِيل قال ابن بري وأَنشد أَبو عمرو لمَّا رأَيت بسُحْرة إِلْحاحها أَلْزَمْتها ثَكَمَ النَّقِيل اللاحِب النَّقِيلُ الطريق وثَكَمُه وسطُه وإِلْحاحُ الدابة وقوفُها على أَهلها لا تبرح والنَّقَلُ مراجعة الكلام في صَخَب قال لبيد ولقد يعلَم صحْبي كلُّهم بِعَِدانِ السَّيفِ صَبْري ونَقَلْ أَبو عبيد النَّقَل المُناقَلة في المنطِق وناقَلْتَ فلاناً الحديثَ إِذا حدَّثته وحدَّثك ورجل نَقِلٌ حاضر المنطِق والجواب وأَنشد للبيد هذا البيت أَيضاً صَبْرِي ونَقَلْ وقد ناقَله وتَناقل القومُ الكلامَ بينهم تنازَعوه فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول الشاعر كانت إِذا غَضِبتْ عليَّ تطلَّمتْ وإِذا طَلَبْتُ كلامَها لم تَنْقَل
( * قوله « تطلمت » هكذا في الأصل والمحكم بالطاء المهملة )
قال ابن سيده فقد يكون من النَّقَل الذي هو حضور المنطِق والجواب قال غير أَنَّا لم نسمع نَقِل الرجل إِذا جاوَب وإِنما نَقِلٌ عندنا على النسب لا على الفعل إِلاَّ أَن نجهل ما علم غيرُنا فقد يجوز أَن تكون العرب قالت ذلك إِلاَّ أَنه لم يبلغنا نحن قال وقد يكون تَنْقَل تَنْفَعِل من القَوْل كقولك لم تَنْقَد من الانقياد غير أَنَّا لم نسمعهم قالوا انْقالَ الرجلُ على شَكْل انْقادَ قال وعسى أَن يكون ذلك مَقُولاً أَيضاً إِلاَّ أَنه لم يصل إِلينا قال والأَسبق إِليَّ أَنه من النَّقَل الذي هو الجواب لأَن ابن الأَعرابي لمَّا فسره قال معناه لم تُجاوِبني والنَّقْل ما يَعْبَث به الشارب على شَرابه وروى الأَزهري عن المنذري عن أَبي العباس أَنه قال النَّقْل الذي يُتَنَقَّل به على الشَّراب لا يقال إِلاّ بفتح النون الجوهري والنُّقْل بالضم ما يُتَنَقَّل به على الشراب وفي بقيَّة النسخ النَّقْل بالفتح وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال النَّقْل بفتح النون الانْتقال على النبيذ والعامة تضمُّه وقال ابن دريد النَّقَل بفتح النون والقاف الذي يُتنقَّل به على الشراب والنَّقَل المُجادلة وأَرض ذات نَقَل أَي ذات حجارة قال ومنه قول القَتَّال الكلابي بَكْرِيُّه يَعْثُرُ في النِّقال وقول الأَعشى غَدَوْتُ عليها قُبَيْلَ الشُّرو قِ إِمَّا نِقالاً وإِمَّا اغْتِمارا قال بعضهم النِّقال مُناقَلة الأَقْداح يقال شَهِدت نِقالَ بني فلان أَي مجلِس شَرابهم وناقَلْت فلاناً أَي نازعته الشرابَ والنِّقال نصالٌ عريضة قصيرة من نِصال السهام واحدتها نَقْلة يمانية والنَّقَل بالتحريك من رِيشات السهام ما كان على سهم آخر الجوهري النَّقَل بالتحريك الريشُ يُنْقَل من سهم فيجعل على سهم آخر يقال لا تَرِشْ سهمي بِنَقَل بفتح القاف قال الكميت يصف صائداً وسهامه وأَقدُحٌ كالظُّبَات أَنْصُلُها لا نَقَلٌ رِيشُها ولا لَغَبُ الجوهري والأَنْقِلاءُ ضرب من التمر بالشام والنِّقالُ أَيضاً أَن تشرَب الإِبل نَهَلاً وعَلَلاً بنفسها من غير أَحد يقال فرس مِنْقَل وقد نَقَلْتها أَنا وقال عدي بن زيد يصف فرساً فَنَقَلْنا صَنْعَه حتى شَتَا ناعِمَ البال لَجُوجاً في السَّنَنْ صَنْعه حُسْن القيام عليه والسَّنَن اسْتِنانُه ونَشاطُه

نقثل
النَّقْثَلةُ مِشْية تُثير الترابَ وقد نَقْثَل الجوهري النَّقْثلة مِشية الشيخ يُثير التراب إِذا مَشى وقال صخر بن عمير قارَبْتُ أَمشِي القَعْولي والفَنْجَلَهْ وتارةً أَنبُت نَبْثَ النَّقْثَلَهْ

نكل
نَكَلَ عنه يَنْكِل
( * قوله « نكل عنه ينكل إلخ » عبارة القاموس نكل عنه كضرب ونصر وعلم نكولاً نكص وجبن ) ويَنْكُل نُكولاً ونَكِلَ نَكَصَ يقال نَكَل عن العدوّ وعن اليمين يَنْكُل بالضم أَي جَبُنَ ونَكَّله عن الشيء صرفه عنه ويقال نكَل الرجل عن الأَمر يَنْكُل نُكولاً إِذا جَبُنَ عنه ولغة أُخرى نَكِل بالكسر يَنْكَل والأُولى أَجود الليث النّكل
( * قوله « الليث النكل إلخ » عبارة التهذيب الليث النكال اسم إلخ )
اسم لما جعلْته نَكالاً لغيره إِذا رآه خاف أَن يعمل عمله الجوهري نَكَّل به تَنْكِيلاً إِذا جعله نَكالاً وعِبْرة لغيره ويقال نَكَّلْت بفلان إِذا عاقبته في جُرْم أَجرمه عُقوبةُ تَنَكِّل غيره عن ارتكاب مثله وأَنْكَلْت الرجلَ عن حاجته إِنْكالاً إِذا دفعته عنها وقوله تعالى فجعلناهما نَكالاً لما بين يَدَيْها وما خَلْفها قال الزجاج أَي جعلنا هذه الفَعلة عِبرةً يَنْكُل أَن يفعل مثلَها فاعلٌ فَيناله مثل الذي نال اليهود المُعْتَدِين في السَّبْت وفي حديث وِصالِ الصوم لو تأَخَّر لزدْتُكُم كالتَّنْكِيل لهم أَي عُقوبة لهم المحكم ونَكَل بفلان إِذا صنع به صَنِيعاً يحذَر غيره منه إِذا رآه وقيل نَكَله نحَّاه عما قِبَلَه والنَّكال والنُّكْلة والمَنْكَل ما نَكَلْت به غيرك كائناً ما كان الجوهري المَنْكَل الذي يُنَكِّل بالإِنسان ونَكِل الرجل قَبِلَ النَّكَالَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد فاتَّقُوا اللهَ وخَلُّوا بيننا نَبْلغِ الثَّأْر ويَنْكَلْ مَنْ نَكِلْ وإِنه لَنِكْلُ شَرٍّ أَي يُنَكَّل به أَعداؤه حكاه يعقوب في المنطق وفي بعض النسخ يُنْكَل به أَعداؤه التهذيب وفلان نِكْلُ شَرٍّ أَي قويّ عليه ويكون نِكْل شرّ أَي يُنَكِّل في الشر ورجل نِكْل ونَكَلٌ إِذا نُكِّل به أَعداؤه أَي دُفِعوا وأُذِلُّوا ورَماه الله بِنُكْلة أَي بما يُنَكِّله به والنِّكْلُ بالكسر القيد الشديد من أَي شيء كان والجمع أَنْكال وفي التنزيل العزيز إِنَّ لدينا أَنْكالاً وجَحِيماً قيل هي قيود من نارٍ وفي الحديث يؤتى بقوم في النُّكُول بمعنى القُيود الواحد نِكْل ويجمع أَيضاً على أَنْكال وسميت القيود أَنْكالاً لأَنها يُنْكَل بها أَي يُمنع والناكِلُ الجَبانُ الضعيفُ والنِّكْلُ ضرْب من اللُّجُم وقيل هو لِجام البَرِيدِ قيل له نِكْل لأَنه يُنْكَل به المُلْجَم أَي يُدفَع كما سميت حَكَمة الدابة حَكَمَة لأَنها تمنع الدابة عن الصُّعوبة شمر النِّكْل الذي يغلب قِرْنَه والنِّكْل اللِّجام والنِّكْل القيد والنِّكْل حديدة اللجام والنَّكَلُ عِناجُ الدَّلْوِ وأَنشد ابن بري تشدُّ عَقْدَ نَكَلٍ وأَكْراب ورجل نَكَل قويٌّ مجرَّب شجاع وكذلك الفرَس وفي الحديث إِن الله يحب النَّكَل على النَّكَل بالتحريك قيل له وما النَّكَل على النَّكَل ؟ قال الرجل القويُّ المجرَّب المبدئ المعيدُ أَي الذي أَبدأَ في غَزْوِه وأَعاد على مثله من الخيل وفي الصحاح النَّكَل على النَّكَل يعني الرجل القويَّ المجرَّب على الفرس القوي المجرَّب وأَنشد ابن بري للراجز ضرْباً بكفَّيْ نَكَلٍ لم يُنْكَل قال ابن الأَثير النَّكَل بالتحريك من التَّنْكِيل وهو المنع والتنحية عما يريد ومنه النُّكول في اليمين وهو الامتناع منها وترك الإِقدام عليها ومنه الحديث مُضَرُ صَخْرة اللهِ التي لا تُنكل أَي لا تُدْفَع عمَّا سُلِّطت عليه لثبوتها في الأَرض يقال أَنْكَلْت الرجل عن حاجته إِذا دَفَعْتَه عنها ومنه حديث ماعِزٍ لأَنْكُلَنَّه عنهنَّ أَي لأَمنَعنَّه وفي حديث عليّ غير نِكْلٍ في قَدَمٍ ولا واهناً في عزم أَي بغير جُبن ولا إِحْجام في الإِقدام وقد يكون القَدَم بمعنى التقدم الفراء يقال رجل نِكْل ونَكَل كأَنه تُنْكَل به أَعداؤه ومعناه قريب من التفسير الذي في الحديث قال ويقال أَيضاً رجل بِدْل وبَدَل ومِثْل ومَثَل وشِبْه وشَبَه قال ولم نسمع في فِعْل وفَعَل بمعنى واحد غير هذه الأَربعة الأَحرف والمَنْكَلُ اسم الصخر هذلية قال فارْمِ على أَقْفائهم بِمَنْكَل بصخرةٍ أَو عَرْض جَيشٍ جَحْفَل وأَنْكَلْت الحجَر عن مكانه إِذا دفعته عنه

نلل
التهذيب في الثنائي المضاعف ابن الأَعرابي النُّلْنُلُ الشيخ الضعيف

نمل
النَّمْلُ معروف واحدته نَمْلة ونَمُلة وقد قرئ به فَعَلَّله الفارسي بأَن أَصل نَمْلة نَمُلة ثم وقع التخفيف وغلب وقوله عز وجل قالت نَمْلة يا أَيُّها النَّمْلُ ادْخُلوا مَساكِنَكم جاء لفظ ادخلوا في النَّمْل وهي لا تعقِل كلفظ ما يعقِل لأَنه قال قالت والقول لا يكون إِلا للحيِّ الناطق فأُجريت مُجراه والجمع نِمَال قال الأَخطل دَبِيب نِمال في نَقاً يَتَهيَّل وأَرض نَمِلةٌ كثيرة النَّمْل وطعام مَنْمُول أَصابه النَّمْل وذكر الأَزهري في ترجمة نحل في حديث ابن عباس أَن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النَّحْلة والنَّمْلة والصُّرَد والهُدْهُد وروي عن إِبراهيم الحربي قال إِنما نهى عن قتلهنَّ لأَنهنّ لا يؤذين الناسَ وهي أَقل الطيور والدوابِّ ضرراً على الناس ليس مثل ما يتأَذى الناسُ به من الطيور الغُرابِ وغيره قيل له فالنَّمْلة إِذا عضَّت تُقتَل ؟ قال النملة لا تَعَض إِنما يَعَضّ الذَّرُّ قيل له إِذا عَضَّت الذرَّة تُقتل ؟ قال إِذا آذتْك فاقْتُلْها قال والنَّمْلة هي التي لها قوائم تكون في البَراري والخَرابات وهذه التي يتأَذى الناس بها هي الذرُّ وهي الصغار ثم قال والنَّمْل ثلاثة أَصْناف النَّمْل وفازِر وعُقيفان قال والنمل يسكن البراري والخَرابات ولا يؤذي الناس والذرُّ يؤذي وقيل أَراد بالنهي نوعاً خاصّاً وهو الكبار ذوات الأَرْجُل الطوال وقال الحربي النَّمْل ما كان له قوائم فأَما الصغار فهو الذرُّ وروي عن قتادة في قوله عُلِّمْنا مَنْطِق الطير قال النَّمْلة من الطير وقال أَبو خيرة نملة حَمراء
( * قوله « وقال ابو خيرة نملة حمراء إلخ » هكذا في الأصل هنا وعبارته في مادة حوأ أبو خيرة الحوّ من النمل نمل حمر يقال لها نمل سليمان فلعل ما هنا فيه سقط ) يقال لها سُليمان يقال لهنّ الحوّ بالواو قال والذَّرُّ داخِل في النَّمْل ويشبَّه فِرِنْد السيف بالذرّ والنمل وقال ابن شميل النَّمْل الذي له رِيش يقال نَمْل ذو ريش والنَّمْل العُظَّام الفراء يقال نَمِّل ثوبَك والقُطْه أَي ارْفَأْهُ والنُّمْلةُ والنَّمْلةُ والنِّمْلةُ والنَّمِيلةُ كل ذلك النمِيمة رجل نَمِل ونامِل ومُنْمِل ومِنْمَل ونَمَّال كله نَمَّام وكذلك الإِنمال قال ابن بري شاهد النُّمْلة قول أَبي الورد الجعدي أَلا لَعَنَ اللهُ التي رَزَمَتْ به فقد ولَدت ذا نُمْلةٍ وغَوائِل وجمعها نُمْل وقد نَمِل ونَمَل يَنْمُل نَمْلاً وأَنْمَل قال الكميت ولا أُزْعِجُ الكَلِمَ المُحْفِظا ت للأَقْرَبِين ولا أُنْمِلُ وفيه نَمْلةٌ أَي كذب وامرأَة مُنَمَّلة ونَمْلى لا تستقر في مكان وفرس نَمِلٌ كذلك وهو أَيضاً من نعت الغلظ وفرس نَمِل القوائم لا يستقر وفرس ذو نُمْلة بالضم أَي كثير الحركة ورجل مُؤَنْمَلُ الأَصابع إِذا كان غليظ أَطرافِها في قِصَر ورجل نَمِل أَي حاذِق وغلام نَمِل أَي عَبِثٌ ونَمِلَ في الشجر يَنْمَل نَمَلاً إِذا صَعِد فيها الفراء نَمَل في الشجر يَنْمُل نُمولاً إِذا صَعِد فيها والنَّمِل الرجل الذي لا ينظر إِلى شيء إِلا عَمِله ورجل نَمِل الأَصابع إِذا كان كثير العَبَث بها أَو كان خفيفَ الأَصابع في العمل ابن سيده ورجل نَمِل خفيف الأَصابع لا يَرى شيئاً إِلا عمِله يقال رجل نَمِل الأَصابع أَي خفيفها في العمل وتَنَمَّلَ القومُ تحرَّكوا ودخل بعضُهم في بعض ونَمِلَتْ يدُه خُدِرت والنُّمْلة بالضم البقيَّة من الماء تبقى في الحوض حكاه كراع في باب النون والأَنْمُلة بالفتح
( * قوله « والانملة بالفتح إلخ » عبارة القاموس والانملة بتثليث الميم والهمزة تسع لغات التي فيها الظفر الجمع أنامل وأنملات ) المَفْصِل الأَعْلى الذي فيه الظفر من الإِصبع والجمع أَنامِل وأَنمُلات وهي رؤوس الأَصابع وهو أَحد ما كسِّر وسَلِم بالتاء قال ابن سيده وإِنما قلت هذا لأَنهم قد يستغنون بالتكسير عن جمع السلامة وبجمع السلامة عن التكسير وربما جمع الشيء بالوجهين جميعاً كنحو بُوَانٍ وبُون وبُونات هذا كله قول سيبويه والنَّمْلة شَقٌّ في حافِر الدابة والنَّمْلة عيب من عُيوب الخيل التهذيب والنَّمْلة في حافر الدابة شَقّ أَبو عبيدة النَّمْلة شَقٌّ في الحافر من الأَشعر إِلى طرف السُّنْبك وفي الصحاح إِلى المَقَطِّ قال ابن بري الأَشعَر ما أَحاط بالحافر من الشعر ومَقَطُّ الفرس مُنْقَطَع أَضلاعه والنَّمْلة شيء في الجسد كالقرْح وجمعها نَمْل وقيل النَّمْل والنَّمْلة قُروح في الجنب وغيره ودَواؤه أَن يُرْقى بريقِ ابن المَجوسيِّ من أُخته تقول المَجوس ذلك قال ولا عَيْبَ فينا غير نَسْل لِمَعْشرٍ كِرامٍ وأَنَّا لا نَخُطُّ على النَّمْل أَي لَسْنا بمَجُوس ننكِح الأَخوات قال أَبو العباس وأَنشدنا ابن الأَعرابي هذا البيت وأَنَّا لا نَحُطُّ على النَّمْل وفسره أَنَّا كِرام ولا نأْتي بُيوت النمْل في الجَدْب لنحفِر على ما جمَع لنأْكلُه وقيل النَّمْلة بَثْر يخرج بجسد الإِنسان الجوهري النمل بُثور صغار مع وَرَمٍ يسير ثم يتقَرَّح فيسعى ويتَّسع ويسميها الأَطباءُ الذُّباب وتقول المجوس إِن ولد الرجل إِذا كان من أُخته ثم خَطَّ على النَّمْلة شُفِيَ صاحبُها وفي الحديث لا رُقْية إِلا في ثلاث النَّمْلة والحُمَةِ والنَّفْس النَّمْلة قُروح تخرُج في الجنْب وقال أَبو عبيد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لِلشَّفّاء عَلِّمِي حَفْصةَ رُقْية النَّمْلة قال ابن الأَثير شيء كانت تستعمِله النساء يَعْلَم كلُّ مَنْ سمِعه أَنه كلام لا يضرّ ولا ينفَع ورُقْية النَّملة التي كانت تُعْرَف بينهنّ أَن يُقال العَرُوس تحْتَفِل وتخْتضب وتَكْتَحِلْ وكلَّ شيء تَفْتَعِلْ غير أَن لا تَعْصِي الرجل قال ويروى عوض تحْتَفِل تنتعِل وعوض تَخْتَضِب تَقْتال فأَراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المقال تأْنِيبَ حفصةَ لأَنه أَلقى إِليها سرًّا فأَفشَتْه وكتا مُنَمَّل مكتوب هذلية ابن سيده وكتابٌ مُنْمَل متقارِب الخطّ قال أَبو العيال الهذلي والمَرْءُ عمراً فأْتِهِ بنَصِيحةٍ مِنِّي يَلوح بها كتابٌ مُنْمَلُ ومُنَمَّل كمُنْمَل ونَمَلى موضع والنَّأْمَلةُ مِشية المقيد وهو يُنَأْمِل في قعيْده نَأْمَلةً وقول الشاعر فإِنِّي ولا كُفْران لله آيةً لِنَفْسي لقد طالَبْت غير مُنَمَّل قال أَبو نصر أَراد غير مَذْعور وقال غير مُرْهَق ولا مُعْجَل عما أُريد

نهل
النَّهْل أَوَّل الشُّرْب تقول أَنهَلْتُ الإِبلَ وهو أَول سقيها ونَهِلَتْ هي إِذا شربت في أَوَّل الوِرْد نَهِلَتِ الإبلُ نَهَلاً وإِبل نواهِل ونِهال ونَهَلٌ ونُهُول ونَهِلة ونَهْلى يقال إِبِل نَهْلى وعَلَّى لِلتي تشرَب النَّهَل والعَلَل قال عاهانُ بن كعب تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلى ودون ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيمُ أَي ينام صاحبها إِذا حصلت إِبله في مكان أَمين واراد ونَهْلاها فاجتزأَ من ذلك بإِضافة عَلاَّها وأَراد ودون موضع ذِيادها فحذف المضاف قال ابن سيده وإِنما قلنا هذا لأَن الذِّياد الذي هو العَرَض لا يمنع منه العطَن إِذ العطَن جوهر والجواهر لا تحول دون الأَعراض فتفَّهمه وكذلك غيرها من الماشية والناس والنَّهَل الرِّيُّ والعَطَش ضِدُّ والفعل كالفعل والمَنْهَل المشرَب ثم كثر ذلك حتى سميت مَنازل السُّفَّار على المِياه مَناهِل وفي حديث الدجال أَنه يَرِد كلَّ مَنْهَل وقال ثعلب المَنْهَل الموضع الذي فيه المشرَب والمَنْهَل الشُّرْب قال وهذا الأَخير يتجه أَن يكون مصدر نَهِل وقد كان ينبغي أَن لا يذكره لأَنه مُطَّرد والناهِلة المختلِفة إِلى المَنْهَل وكذلك النازِلة وأَنشد ولم تُراقِب هناك ناهِلَةَ ال واشِينَ لَمَّا اجْرَهَدَّ ناهِلُها قال أَبو مالك المَنازِل والمَناهِل واحد وهي المَنازِل على الماء وأَنْهَل القومُ نَهِلَت إِبِلُهم ورجل مِنْهال كثير الإِنْهال قال خالد بن جنبة الغنوي وغيره المَنْهَل كل ما يَطَؤه الطريقُ مثل الرُّحَيل والحفِير قال وما بين المَناهِل مَراحِل والمَنْهَل من المياه كلُّ ما يَطَؤه الطريق وما كان على غير الطريق لا يُدْعَى مَنْهَلاً ولكن يضاف إِلى موضعه أَو إِلى من هو مختصٌّ به فيقال مَنْهَل بني فلان أَي مَشْرَبهم وموضع نَهَلهم وفي قصيد كعب بن زهير كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلول أَي مَسْقِيٌّ بالراحِ يقال أَنْهَلْته فهو مُنْهَل بضم الميم وفي حديث معاوية النُّهُل الشُّروع هو جمع ناهِل وشارع أَي الإِبل العِطاش الشارِعة في الماء ويقال من أَين نَهِلْت اليوم ؟ فتقول بماء بني فلان وبمَنْهَل بني فلان وقوله أَين نَهِلت أَي شَرِبت فَرَوِيت وأَنشد ما زال منها ناهِلٌ ونائِب قال الناهِلُ الذي روي فاعتزَل والنائبُ الذي يَنُوب عَوداً بعد شُرْبها لأَنها لم تُنْضَح رِيّاً الجوهري المَنْهَل المَوْرِد وهو عين ماءٍ تَرِدُه الإِبِل في المَراعي وتسمّى المَنازل التي في المَفاوِز على طريق السُّفَّار مَناهِل لأَن فيها ماءً الجوهري وغيره الناهِل في كلام العرب العَطْشان والناهِل الذي قد شرِب حتى روِي والأُنثى ناهِلة والناهِل العَطْشان والناهِل الرَّيَّان وهو من الأَضداد وقال النابغة الطاعِن الطَّعْنة يوم الوَغَى يَنْهَل منها الأَسَلُ الناهِلُ جعل الرِّماح كأَنها تعطَش إِلى الدَّمِ فإِذا شرعت فيه رَوِيتْ وقال أَبو عبيد هو ههنا الشارِب وإِن شئت العَطْشان أَي يروى منه العطشان وقال أَبو الوليد يَنْهَل يشرب منه الأَسَلُ الشارِب قال الأَزهري
( * قوله « قال الأزهري إلخ » نسب المؤلف الشطر الأخير في مادة جبى إلى الأخطل )
وقول جرير يدل على أَن العِطاش تسمَّى نِهالاً وهو قوله وأَخُوهُما السَّفَّاحُ ظَمَّأَ خَيْلَه حتى وَرَدْنَ جِبَا الكُلابِ نِهالا قال وقال عمرة
( * قوله « وقال عمرة » عبارة التهذيب عميرة ) بن طارق في مثله فما ذُقْت طَعْم النَّوْم حتى رأَيتُني أُعارِضُهم وِرْدَ الخماسِ النَّواهِل قال أَبو الهيثم ناهِل ونَهَل مثل خادِم وخَدَم وغائب وغَيَب وحارِس وحَرَس وقاعِد وقَعَد وفي حديث لقيط الا فيطَّلِعون عن حَوْض الرسول لا يَظْمأ والله ناهِلُه يقول من رَوِي منه لم يعطَش بعد ذلك أَبداً وجمع الناهِل نَهَل مثل طالِب وطَلَب وجمع النَّهَل نِهال مثل جَبَل وجِبال قال الراجز إِنَّك لن تُثَأْثِئَ النِّهالا بمِثْل أَنْ تُدارِك السِّجالا قال ابن بري وشاهد النِّهال بمعنى العِطاش قول ابن مقبل يذُودُ الأَوابِدَ فيها السَّمُوم ذِيادَ المُحِرِّ المَخاضَ النِّهالا وقال آخر منه تُرَوِّي الأَسَل النَّواهِلا والنَّهَل الشُّرْب الأَوّل وقد نَهِل بالكسر وأَنْهَلتْه أَنا لأَنَّ الإِبل تسقى في أَوّل الوِرْد فتردُّ إِلى العَطَن ثم تسقى الثانية وهي العَلَل فتردّ إِلى المرعَى وأَنشد ابن بري شاهداً على نَهِل قول الشاعر وقد نَهِلَتْ مِنَّا الرِّماحُ وعَلَّتِ وقال آخر في أَنْهَلَتْ أَعَلَلاً ونحن مُنْهِلونَهْ قال الأَصمعي إِذا أَوْرد إِبله الماء فالسقيةُ الأُولى النَّهَل والثانية العَلَل واستعمل بعض الأَغْفال النَّهَل في الدعاء فقال ثم انْثَنى من بعدِ ذا فصَلَّى على النبيِّ نَهَلاً وعَلاَّ والنَّهَلُ ما أُكِل من الطَّعامِ وأَنْهَل الرجلَ أَغضبه والمِنْهال أَرض والمِنْهال اسم رجل ومِنْهال اسم رجل
( * قوله « ومنهال اسم رجل » هذه عبارة المحكم وقد اقتصر على ما قبل هذا وذكر البيت بعده فلعلها زيادة من الناسخ ) قال لقد كَفَّنَ المِنْهالُ تحتَ رِدائِه فَتىً غيرَ مِبْطانِ العَشِيَّة أَرْوَعا ونُهَيْل اسم والمِنْهال القَبْر والمِنْهال الغاية في السخاء والمِنْهال الكَثِيب العالي الذي لا يَتماسَك انْهِياراً

نهبل
هَنْبَل الرجلُ ظَلَع ومَشَى مِشْية الضَّبُع العَرْجاء ونَهْبَل كذلك والنَّهْبَل الشَّيْخ ونَهْبَل أَسَنَّ وشيخٌ نَهْبَل وعجوز نَهْبَلة قال أَبو زُبيد مَأْوَى اليتيمِ ومَأْوى كلِّ نَهْبَلةٍ تَأْوي إِلى نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفُوفِ والنَّهْبَلة الناقة الضخمة

نهشل
النَّهْشَل المُسِنُّ المضطَرب من الكِبَر وقيل هو الذي أَسنَّ وفيه بقيَّة والأُنثى نَهْشَلة وقد نَهْشَل الأَزهري عن الأَصمعي نَهْشَل مشتقٌّ من النَّهْشَلة وهي الكِبَر والاضطرابُ وقد نَهْشَل الرجل إِذا كَبِر ونَهْشَل من أَسماء الذئب ونَهْشَل اسم رجل وهي أَيضاً قبيلة معروفة قال الأَخطل حَلا أَنّ حَيًّا مَنْ قُرَيْشٍ تَفاضَلوا على الناس أَو أَنَّ الأَكارِم نَهْشَلا
( * نصب نهشلا على انها بدل من الأكارم وخبر انّ محذوف )
نونها أَصليَّة لأَنها بإِزاء سِينِ سَلْهَب ونَهْشَل اسم رجل قال سيبويه هو ينصرف لأَنه فَعْلَل وإِذا كان في الكلام مثل جَعْفَر لم يمكن الحكم بزيادة النون وكان لَقِيطُ بنُ زُرارةَ التَّمِيمِيُّ يكنى أَبا نَهْشَل والنَّهْشَل الذئب والنَّهْشَل الصَّقْر الأَزهري نَهْشَل إِذا عضَّ إِنساناً تَجْميشاً ونَهْشَل إِذا أَكل أَكْل الجائع

نهضل
النَّهْضَل المُسِنُّ من الرجال مثَّل به سيبويه وفسَّره السيرافي والأُنثى بالهاء

نول
الليث النائِل ما نِلْت من معروف إِنسان وكذلك النَّوَال وأَنالَهُ معروفه ونَوَّلَه أَعطاه معروفه قال الشاعر إِنْ تُنَولْهُ فقد تَمْنَعُهُ وتُرِيهِ النَّجْمَ يَجْرِي بالظُّهُرْ والنّالُ والمَنالةُ والمَنالُ مصدر نِلْت أَنال ويقال نُلْت له بشيء أَي جُدْت وما نُلْتُه شيئاً أَي ما أَعطيته ويقال نالَني بالخير يَنُولُني نَوالاً ونَوْلاً ونَيْلاً وأَنالَني بخير إِنالةً ويقال في الأَمر من نِلْت أَنالُ للواحد نَلْ وللاثنين نالا وللجمع نالُوا ونُلْتُه معروفاً ونَوَّلْته الجوهري النَّوَال العَطاء والنائِل مثله ابن سيده النّالُ والنَّوالُ معروف ونُلْتُه ونُلْت له ونُلْتُه به أَنُولُه به نَوْلاً قال العُجير السَّلُولي فعَضَّ يَدَيْهِ أُصْبُعاً ثم أُصْبُعاً وقال لعلَّ الله سَوْفَ يَنِيل أَي يَنُول بخير فحذف وأَنَلْته به وأَنَلْته إِيّاه ونَوَّلْته ونَوَّلْت عليه بقليل كله أَعطيته الكسائي لقد تَنَوَّل علينا فلان بشيء يسير أَي أَعطانا شيئاً يسيراً وتَطَوَّل مثلها وقال أَبو محجن التَّنَوُّل لا يكون إِلا في الخير والتطوُّل قد يكون في الخير والشر جميعاً الجوهري يقال نُلْت له بالعطيَّة أَنُول نَوْلاً ونُلْتُه العطيَّة ونَوَّلْته أَعطينه نَوالاً قال وَضّاح اليَمن إِذا قلتُ يوماً نَوِِّّلِيني تبسَّمتْ وقالت مَعاذ الله من نَيْل ما حَرُمْ فما نَوَّلتْ حتى تضرَّعْت عندَها وأَنْبَأْتُها ما رَخَّص اللهُ في اللَّمَمْ يعني التقبيلَ قال ابن بري وشاهد نُلْت له بالعطيَّة قول الشاعر تَنُول بمعروف الحديثِ وإِن تُرِدْ سِوَى ذاكَ تُذْعَرْ منك وهي ذَعُورُ وقال الغنوي ومن لا يَنُلْ حتى تسدَّ خِلالُه يجِدْ شَهوات النفْس غير قليلِ وفي حديث موسى والخضر عليهما السلام حَمَلُوهما في السفينة بغير نَوْلٍ أَي بغير أَجْرٍ ولا جُعْل وهو مصدر ناله يَنُوله إِذا أَعطاه وإِنه لَيَتَنَوَّل بالخير وهو قبل ذلك لا خير فيه ورجل نالٌ بوزْن بالٍ جَوَاد وهي في الأَصل نائل قال ابن سيده يجوز أَن يكون فَعْلاً وأَن يكون فاعِلاً ذهبت عينه وقيل كثير النائِل ونالَ ينال نائلاً ونَيْلاً صار نالاً وما أَنْوَله أَي ما أَكثر نائله وما أَصَبْتُ منه نَوْلةً أَي نَيْلاً وشيء مُنَوَّل ومَنِيل عن سيبويه ابن السكيت رجل نالٌ كثير النَّوال ورجلان نالان وقوم أَنْوال وقول لبيد وقَفْتُ بهنَّ حتى قال صحْبي جَزِعْتَ وليس ذلك بالنَّوال أَي بالصواب ونالَتِ المرأَة بالحديث والحاجة نَوالاً سَمَحَتْ أَو هَمَّت قال الشاعر تَنُولُ بمعروف الحديث وإِن تُرِدْ سوى ذاك تُذْعَر منك وهي ذَعورُ وقيل النَّوْلة القُبْلة وناوَلْت فلاناً شيئاً مُناولة إِذا عاطَيْته وتناوَلْت من يده شيئاً إِذا تَعاطيته وناوَلْته الشيء فتناوله ابن سيده تناول الأَمرَ أَخذه قال سيبويه أَما نَوْل فتقول نَوْلُك أَن تفعل كذا أَي ينبغي لك فِعْل كذا وفي الصحاح أَي حقُّك أَن تفعل كذا وأَصله من التناوُل كأَنه يقول تناوُلك كذا وكذا قال العجاج هاجَتْ ومثلي نَوْلُه أَن يَرْبَعا حمامةٌ ناجت حماماً سُجَّعا أَي حقُّه أَين يكُفَّ وقيل الرجز لرؤبة وإِذا قال لا نَوْلُك فكأَنه يقول أَقْصِر ولكنه صار فيه معنى ينبغي لك وقال في موضع لا نَوْلُك أَن تفعل جعلوه بدلاً من ينبغي مُعاقِباً له قال أَبو الحسن ولذلك وقعت المعرفة هنا غير مكرَّرة وقالوا ما نَوْلُك أَن تفعل كذا أَي ما ينبغي لك أَن تَناله روى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه قال في قولهم للرجل ما كان نَوْلُكَ أَن تفعل كذا قال النَّوْل من النَّوال يقول ما كان فعلُك هذا حظًّا لك الفراء يقال أَلمْ يَأْنِ وأَلم يَأْنِ لك وأَلم يَنَلْ لك وأَلم يُنِلْ لك قال وأَجْوَدُهنّ التي نزل بها القرآن العزيز يعني قوله أَلم يَأْنِ للذين آمنوا ويقال أَنَّى لك أَن تفعل كذا ونالَ لك وأَنال لك وأآن لك بمعنى واحد وفي الحديث ما نَوْل امرئٍ مسلم أَن يقول غير الصواب أَو أَن يقول ما لا يعلم أَي ما ينبغي له وما حظُّه أَن يقول ومنه قولهم ما نَوْلُك أَن تفعل كذا الأَزهري في قوله قولهم ولا يَنالون من عدوٍّ نَيْلاً قال النَّيْل من ذوات الواو صُيِّر واوها ياء لأَن أَصله نَيْوِل فأَدغموا الواو في الياء فقالوا نَيّل ثم خفَّفوا فقال نَيْل ومثله مَيِّت ومَيْت قال ولا ينالون من عدوٍّ نَيْلاً هو من نِلْت أَنالُ لا من نُلْت أَنُول والنَّوْل الوادي السائل خثعمية عن كراع والنَّوْل خشبةُ الحائك التي يلفُّ عليها الثوب والجمع أَنْوال والمِنْوَلُ والمِنْوال كالنَّوْل الليث المِنْوال الحائك الذي يَنْسُِج الوَسائد ونحوَها نفسُه ذهب
( * قوله « نفسه ذهب إلخ » عبارة الصاغاني بعد قوله ونحوها وقال ابن الاعرابي المنوال الحائك نفسه ذهب إلخ ) إِلى أَنه يَنْسِج بالنَّوْل وهو مِنْسَج يُنسَج به وأَداتُه المنصوبة تسمى أَيضاً مِنْوالاً وأَنشد كُمَيْتاً كأَنها هِراوَةُ مِنْوالِ وقال أَراد بالمِنْوال النَّسّاج وإِذا استوتْ أَخلاقُ القوم قيل هم على مِنْوالٍ واحد وكذلك رَمَوْا على مِنْوالٍ واحد أَي على رِشْقٍ واحد وكذلك ات ذا اسْتَووا في النِّضال ويقال لا أَدري على أَي مِنْوالٍ هو أَي على أَيِّ وجه هو والنّالةُ ما حول الحرَم قال ابن سيده وإِنما قضينا على أَلِفها أَنها واو لأَن انقلاب الأَلف عن الواو عيناً أَعرف من انقلابها عن الياء وقال ابن جني أَلِفها ياء لأَنها من النَّيْل أَي من كان فيها لم تَنَله اليد قال ولا يعجبني وأَنالَ بالله حلف بالله قال ساعدة بن جؤبة يُنِيلانِ بالله المجيدِ لقد ثَوَى لدى حيث لاقَى رينُها ونَصِيرُها
( * قوله « رينها ونصيرها » هكذا في الأصل )
ونَوَّال ومُنَوِّل اسمان

نيل
نِلت الشيء نَيْلاً ونالاً ونالةً وأَنَلْته إِيّاه وأَنَلْتُ له ونِلْته ابن الأَعرابي نِلْته معروفاً وأَنشد لجرير إِني سأَشكُر ما أُوليت من حَسَن وخيرُ مَنْ نِلْت معروفاً ذَوو الشكر ويقال أَنَلْتُك نائلاً ونِلْتكَ وتَنَوَّلْتُ لك ونَوَّلْتك وقال أَبو النجم يذكر نساء لا يَتَنَوَّلْنَ من النَّوَالِ لِمَنْ تعرَّضْنَ من الرِّجالِ إِنْ لم يكن من نائلٍ حَلالِ أَي لا يُعْطِين الرجال إِلا حلالاً بتزويج ويجوز أَن يقال نَوَّلَني فَتَوَّلْت أَي أَخذْت وعلى هذا التفسير لا يأْخُذْن إِلاَّ مهراً حلالاً ويقال ليس لك هذا بالنَّوَال قال أَبو سعيد النَّوَال ههنا الصواب وفي حديث أَبي جُحيفة فحرج بلالٌ بفَضْل وَضوء النبي صلى الله عليه وسلم فَبَيْن ناضِحٍ ونائلٍ أَي مصيبٍ منه وآخِذٍ وفي حديث ابن عباس في رَجُل له أَربعُ نِسوةٍ فطلَّق إِحداهنّ ولم يَدْر أَيَّتَهُنَّ طلَّق فقال يَنالُهُن من الطلاق ما يَنالهنّ من الميراث أَي أَن المِيراث يكون بينهن لا تسقط منهن واحدة حتى تُعرَف بعينها وكذلك إِذا طلَّقها وهو حيٌّ فإِنه يعتزلهنّ جميعاً إِذا كان الطلاق ثلاثاً يقول كما أُورِّثُهنَّ جميعاً آمرُ باعتزالهنَّ جميعاً وقوله عزَّ وجل وهَمُّوا بما لم يَنالوا قال ثعلب معناه هَمُّوا بما لم يُدْرِكوه والنَّيْل والنائِل ما نِلْته وما أَصاب منه نَيْلاً ولا نَيْلةً ولا نُولة وقوله تعالى لَن ينَالَ اللهَ لُحومُها ولا دِماؤها أَراد لن يَصِل إِليه لحومُها ولا دماؤها وإِنما يصِل إِليه التَّقْوَى وذكَّر لأَن معناه لن ينال الله شيءٌ من لُحومِها ولا دِمائِها ونظيره قوله عز وجل لا يَحِلُّ لك النساءُ من بعدُ أَي شيء من النساء وهو مذكور في موضعه وفي التنزيل العزيز ولا يَنالون من عدوٍّ نَيْلاً قال الأَزهري روى المنذري عن بعضهم أَنه قال النَّيْل من ذوات الواو وقد ذكرناه في نول وفلان يَنالُ من عِرْضِ فلان إِذا سَبَّه وهو يَنال من ماله ويَنال من عدوِّه إِذا وَتَرَه في مالٍ أَو شيء كل ذلك من نِلْت أَنالُ أَي أَصَبْت ويقال نالَني من فلان معروف يَنالُني أَي وَصَل إِليّ منه معروف ومنه قوله تعالى لن يَنال اللهَ لُحومُها ولا دِماؤها ولكن يَناله التَّقوَى منكم أَي لن يصِل إِليه ما يُعدُّ لكم به ثَوابه غير التقوَى دون اللُّحوم والدِّماء وفي الحديث أَن رجُلاً كان يَنال من الصحابة يعني الوقيعة فيهم يقال منه نال يَنال نَيْلاً إِذا أَصاب فهو نائل وفي حديث أَبي بكر قد نالَ الرحيلُ أَي حانَ ودَنا وفي حديث الحسن ما نالَ لهم أَن يَفْقَهوا أَي لم يقرُبْ ولم يَدْن الجوهري نالَ خيراً يَنال نَيْلاً قال وأَصله نَيِل يَنْيَل مثال تعِب يتعَب وأَناله غيره والأَمرُ منه نَلْ بفتح النون وإِذا أَخبرت عن نفسك كسرته ونالةُ الدار قاعَتُها لأَنها تُنال ابن الأَعرابي باحةُ الدار ونالَتُها وقاعَتُها واحد قال ابن مقبل يُسقَى بأَجْدادِ عادٍ هُمَّلاً رَغَداً مثل الظِّباء التي في نالَةِ الحَرَم قال الأَصمعي نالةُ الحرَم ساحتها وباحتُها والنِّيل نهر مصر حماها الله وصانها وفي الصحاح فيض مصر ونِيل نهر بالكوفة وحكى الأَزهري قال رأَيت في سواد الكوفة قرية يقال لها النِّيل يَخْرِقُها خَلِيج كبير يَتَخَلَّج من الفُرَات الكبير قال وقد نزلت بهذه القرية وقال لبيد ما جاوَزَ النِّيلُ يوماً أَهل إِبْلِيلاً وجعل أُمية بن أَبي عائذ السَّحاب نِيلاً فقال أَناخُ بأَعْجازٍ وجاشَتْ بِحارُه ومَدَّ له نِيلُ السماء المنزَّلُ ونُيَال موضع قال السُّلَيك بن السُّلَكة أَلَمَّ خَيالٌ من أُميَّة بالرَّكْبِ وهُنَّ عِجالٌ من نُيَالٍ وعن نَقْبِ ونائِلةُ امرأَة ونائلةُ صنم كانت لقريش والله أَعلم

هبل
: الهَبِلة : الثَّكِلة . و الهُبلة : القُبلة . و الهَبَل : الثُّكل هَبِلَته أُمُّه : ثكِلَتْه . الجوهري : الهَبَل بالتحريك مصدر قولك هَبِلَتْه أُمُّه . و الإِهْبال : الإِثْكال . و الهَبُول من النساء : الثَّكُول . قال أَبو الهيثم : فَعِل إِذا كان مجاوِزاً فمصدره فَعْل إِلاَّ ثلاثة أَحرف : هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلاً وعَمِلْتُ الشيء عَمَلاً وزَكِنْت الخبرَ زَكَناً . و المُهَبَّل : الذي يقال له : هَبِلَتْك أُمُّك وامرأَة هابل و هَبُول . وفي الدعاء : هَبِلْتَ ولا يقال هُبِلْت عن ابن الأَعرابي قال ثعلب : القياس هُبِلْت بالضم لأَنه إِنما يدعو عليه بأَن تَهْبَله أُمُّه أَي تَثْكَله . وفي حديث عمر رضي الله عنه حين فَضَّل الوادِعِيُّ سُهْمان الخَيْل على المَقارِيف فأَعْجَبه فقال : هَبِلَتِ الوادِعِيَّ أُمُّه لقد أَذْكَرَتْ به هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلاً بالتحريك : ثَكِلَتْه قال : هذا هو الأَصل ثم يستعمل في معنى المَدْح والإِعْجاب يعني ما أَعْلَمه وما أَصْوَب رأْيه كقوله عليه السلام : وَيْلُمِّهِ مِسْعَر حَرْب وقول الشاعر : هَوَتْ أُمُّه ما يَبْعَثُ الصُّبْحُ غادِياً وماذا يُرى في الليل حين يَؤوبُ وقوله أَذْكَرَتْ به أَي ولَدَت ذكراً من الرجال شَهْماً . وفي حديث آخر : لأُمِّك هَبَل أَي ثَكَل . وفي حديث الشعبي : فقيل لأُمِّك الهَبَل . وفي حديث أُمِّ حارثة بن سراقة : وَيْحَكِ أَو هَبِلْتِ هو بفتح الهاء وكسر الباء وقد استعاره ههنا لفَقْد المَيْز والعَقْل مما أَصابها من الثَّكَل بولدِها كأَنه قال : أَفَقدْت عَقْلك بفقد ابنك حتى جعلت الجِنان جنَّة واحدة وفي حديث عليَ : هَبِلَتهم الهَبُول أَي ثَكِلَتهم الثَّكُول وهي بفتح الهاء من النساء التي لا يبقى لها ولد . و المَهْبِل : الرَّحِمُ وقيل : هو أَقصى الرَّحِم وقيل : هو مَسْلكَ الذكَر من الرحِم وقيل : هو فَمُه وقيل : هو طريق الولد وهو ما بين الظَّبْية والرَّحِم قال الكميت : إِذا طَرَّق الأَمْرُ بالمُعْضِلا ت يَتْناً وضاق به المَهْبِلُ وقيل : هو موضع الولَد من الرحِم قال الهذلي : لا تَقِهِ المَوْتَ وقِيَّاتُه خُطَّ له ذلك في المَهبِلِ وقيل : هو موقِع الولد من الأَرض . وفي الحديث : الخير والشر خُطَّا لابن آدم وهو في المَهْبِل هو بكسر الباء موضع الولد في الرحِم وقيل : أَقصاه قيل : وهو البَهْوُ بَيْنَ الوَرِكَيْنِ حيث يَجْثُمُ الولد شبِّه بمَهْبِل الجَبل وهو الهوَّة الذاهبة في الأَرض . وقال بعضهم : المَهْبِل ما بين الغَلَفَيْن أَحدهما فَمُ الرَّحِم والآخر موضع العُذْرة . و المَهْبِل : الاسْت . و المَهْبِل : الهَواء من رأْس الجبل إِلى الشِّعْب . وفي حديث الدجال : فتحمِلهم فتطْرَحهم بالمَهْبل هو الهُوَّة الذاهبةُ في الأَرض وقال أَوس في مَهْبِل الجبل : فأَبْصَرَ أَلْهاباً من الطَّوْدِ دونه يرى بين رأْسَيْ كلِّ نِيقَيْنِ مَهْبِلا قال أَبو زياد : المَهْبِل حيث يَنْطُفُ فيه أَبو عُمَيْرٍ بِأَرونِه وأَنشد بيت الهُذلي . وقال الأَزهري في أَثناء كلامه في بهل : اهتبل الرجل إِذا كذَب و اهْتَبل إِذا غَنِم و اهْتَبَل إِذا ثَكِل . وسمع كلمةً فاهْتَبَلَها أَي اغْتَنَمها . و الاهْتِبال : الاغْتِنام والاحْتيال والاقْتِصاص . ويقال : اهْتَبَلْت غَفلته قال الكُميت : وعاثَ في غابر منها بعَثْعَثةٍ نَحْرَ المُكافىء والمَكْثُورُ يَهْتَبِلُ وفي الحديث : من اهْتَبَل جَوْعةَ مؤمنٍ كان له كَيْت وكَيْت أَي تَحَيَّنَها واغْتَنَمها من الهُبالة الغَنيمة . وفي حديث أَبي ذرَ في ليلة القدر : فاهْتَبَلْت غَفْلته وافْتَرَصْتها واحتلْت له حتى وجدتها كالرجُل يطلب الفُرْصة في الشيء قال الكميت : وقالت ليَ النَّفسُ : اشعَبِ الصَّدْعَ واهْتَبِلْ لإِحْدى الهَناتِ المُضْلِعاتِ اهْتِبالَها أَي استعدَّ لها واحْتَلْ . ورجل مُهْتَبِل و هَبَّال و هَبَّل لأَهله و تَهَبَّل و اهْتَبَل : تكسَّب . و اهْتَبَل الصيد : بَغاه وتكسَّبه . والصَّياد يَهْتَبِل الصيدَ أَي يَغْتَنِمُه ويغترُّه . و الهَبَّال : الكاسِب المُخْتال قال ذو الرمة : أَو مُطْعَمُ الصَّيْدِ هَبَّالُ لبُغْيَتِه أَلفى أَباهُ بذاك الكَسْب يكتسِبُ وما له هابِلٌ ولا آبل الهابل هنا : الكاسِب وقيل المُحْتال والآبِل : الذي يُحْسِن القيامَ على الإِبل والرِّعْيةَ لها وإِنما هو الأَبِل بالقصر فمدّه ليُطابِق الهابِل قال ابن سيده : هذا قول بعضهم قال : والصحيح أَنه فاعِل من قولهم أَبَل الإِبِلَ يأْبُلها ويأْبِلُها حذَق مصلحتها : وذئب هِبِلٌّ أَي مُحْتال . و الهَبَالةُ : اسم ناقةٍ لأَسماء بن خارجة وقال : فَلأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً أَوْساً أُوَيْسُ من الهَبالَهْ و الهِبِلُّ : الضَّخْم من الرجال والنَّعام والإِبل . و الهِبَلُّ مثال الهِجَفِّ : الثقيل المُسِنُّ الكبير من الناس والإِبل وأَنشد ابن بري لسُحَيم عبد بني الحَسحاس : هِبَلُّ كمِرِّيخِ المَغالِي هَجَنَّعٌ له عُنُق مثل السِّطاعِ قَوِيمُ وأَنشد ابن الأَعرابي : أَنا أَبو نَعامة الشيخُ الهِبَلّ أَنا الذي وُلِدْت في أُخْرى الإِبِلْ يعني أَنه لم يولد على تَنْعيم أَي أَنه أَخشنُ شديد غليظ لا يَهُوله شيء . و الهِبلُّ : الرجل العظيم وقيل : الطويل والأُنثى بالهاء . و المُهَبَّل : الكثير اللحم المُوَرَّم الوجْه . وقد هَبَّله اللحم إِذا كثُر عليه وركب بعضُه بعضاً و أَهْبَله قال أَبو كبير : مِمَّن حَمَلْنَ به وهُنَّ عواقِدٌ حُبُكَ النِّطاقِ فَشبَّ غير مُهَبَّلِ ويقال هو المُلَعَّن . وقالت عائشة في حديث الإِفْك : والنِّساء يومئذ لم يُهَبِّلْهنَّ اللحمُ معناه لم يكثر عليهن اللحم والشَّحمُ . و الهابِلُ : الكثير اللحم والشحْم . ويقال للمُهَبَّج المُرَبَّل : مُهَبَّل كأَنَّ به ورَماً من سِمَنه . يقال : أَصبح فلان مُهبَّلاً وهو المُهَبَّجُ الذي كأَنه تورَّم من انْتِفاخه . و هَبُلتِ المرأَة : عَبُلت . و اهْتَبِل هَبَلَك أَي اشتغِل بشأْنِك عن ابن الأَعرابي و المُهْتَبِل : الكذاب حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد : يا قاتَل اللَّهُ هذا كيف يَهْتَبِلُ و المِهْبَل : الخفيف عن خالد وروى بيت تأَبَّط شرّاً : ولستُ بِراعي صِرْمةٍ كان عَبْدُها طويلَ العَصا مِئْناثةَ الصَّقْبِ مِهْبَلِ و الاهْتِبال من السير : مرفوعه عن الهجري وأَنشد : أَلا إِنَّ نَصَّ العِيسِ يُدْني من الهَوَى ويَجْمَع بين الهائمينَ اهْتِبالُها و الهَبال : شجر تُعمَل منه السِّهام واحدته هَبالة قال أَسماء بن خارجة : فَلأَحْشأَنَّك مِشْقَصاً أَوساً أُوَيْسُ من الهَبالهْ و ابنُ الهَبُولة و ابن هَبُولَة جميعاً : ملِك . و بَنُو هُبَل : بَطْن من كلْب يقال لهم الهُبَلات . و هُبَل : اسم صَنَم كان في الكعبة لقريش . وفي حديث أَبي سفيان : قال يوم أُحُد : اعْلُ هُبَل هو الصنَم الذي كانوا يعبدونه . و هُبَل : اسم رجل مَعْدول عن هابِل معرفة . وبنو هُبَل : بطْن من العرب من كلْب يقال لهم الهُبَلات . وبنو هَبِيل : بطن . و الهَيْبَلِيُّ والأَيْبُليُّ : الراهب

هبركل
التهذيب في الخماسي أَبو تراب غلام هَبَرْكَل قويّ وأَنشدت أُمُّ بُهْلول يا رُبَّ بَيْضاء بِوَعْثِ الأَرْمُلِ قد شُغِفَتْ بناشِئٍ هَبَرْكَلِ
( * قوله « يا رب بيضاء إلخ » سقط بين المشطورين ثلاثة مشاطير وهي شبيهة العين بعين المغزل فيها طماح عن خليل حنكل وهي تداري ذاك بالتجمل قد شغفت إلخ )

هتل
التَّهْتالُ مثل التَّهْتان وسحائبُ هُتَّل وهُتَّن هُطَّل وقيل مُتتابعة المطر قال العجاج عَزَّزَ منه وهو مُعْطِي الأَسْهالْ ضرْبُ السَّوارِي مَتْنَه بالتَّهْتال أَي عَزَّزَ مَتْنَ هذا الكثيب ومعنى عَزَّزه صلَّبه هَتَلَتِ السماءُ وهَتَنَت تَهْتِل هَتْلاً وهُتولاً وتَهْتالاً وهَتَلاناً هَطَلت وقيل هو فوق الهَطْل وهو الهَتَلان والهَتَنان وقيل الهَتَلان المطرُ الضعيف الدائم والهَتْلى ضرْب من النبت وليس بثبت والهَتِيلُ موضع

هتمل
الهَتْمَلةُ الكلام الخفيُّ والهَتْملة كالهَتْملة وقد هَتْمَل قال الكميت ولا أَشْهَدُ الهُجْرَ والقائِلِيهِ إِذا هُمْ بِهَيْنَمةٍ هَتْمَلوا وهَتْمل الرجلان تكلَّما بكلام يُسِرَّانه عن غيرهما وهي الهَتْمَلة وجمعها هَتامِل أَنشد ابن الأَعرابي تسمَعُ للجِنِّ به زِيْ زِيْ زَما هَتامِلاً من رِزِّها وهَيْنَما وقال ابن أَحمر فَسِرْ قصْدَ سَيري يا ابن سَمْراء إِنني صَبورٌ على تلك الرُّقَى والهَتامِل
( * قوله « يا ابن سمراء » في شرح القاموس يا ابن حمراء )
والمُهَتْمِل النَّمَّام
( * ومما يستدرك عليه ما ذكره في التهذيب ونصه وقال ابو زيد المتمهل المعتدل وقد اتمهل سنام البعير واتمأل إذا انتصب واستقام فهو متمهل ومتمئل )

هثمل
الهَثْملة الفساد والاختلاط هجل الهَجْل المطمئن من الأَرض نحو الغائط الأَزهري الهَجْل الغائط يكون منفرجاً بين الجبال مطمئنّاً مَوْطِئه صُلْب والجمع أَهْجال وهِجال وهُجول قال أَبو زُبيد تحنُّ للظِّمْءِ مما قد أَلَمَّ بها بالهَجْل منها كأَصْوات الزَّنابير قال ابن بري والذي في شعره الزَّنانِير بالنون وهي الحصى الصِّغار فأَما قوله لها هَجَلاتٌ سَهْلة ونِجادُها دَكادِكُ لا تُؤْبي بهنّ المَراتِعُ فزعم أَبو حنيفة أَنه جمع هَجْل قال ابن سيده وردّ عليه ذلك بعض اللغويين وقال إِنما هو جمع هَجْلة قال يقال هَجْل وهَجْلة كما يقال سَلّ وسَلَّة وكَوٌّ وكَوَّة وأَنا لا أَثِق بهَجْلة ولا أَتَيَقَّنها وإِنما هَجْل وهَجَلات عندي من باب سُرادِق وسُرادِقات وحَمَّام وحمَّامات وغير ذلك من المذكر المجموع بالتاء والهَجِيل من الأَرض كالهَجْل قال ابن الأَعرابي الهَجْل ما اتسع من الأَرض وغَمَضَ قال أَبو النجم والخيلُ يَرْدِين بهَجْل هاجِلِ فَوارِطاً قُدَّام زَحْفٍ رافِلِ والهَجْل والهَبْرُ مطمئن يُنْبِت وما حَوْله أَشدّ ارتفاعاً وجمعه هُجول وهُبور وأَهْجَل القومُ فهُم مُهْجِلون والهَجِيلُ الحوْض الذي لم يحكم عمَله والهَجُول البَغِيُّ من النساء والهَجُول من النساء الواسعة وقيل الفاجِرة وقوله أَنشده ثعلب عُيون زَهاها الكُحْل أَما ضَمِيرُها فعَفٌّ وأَما طَرْفُها فهَجُول قال ابن سيده عندي أَنه الفاجِر وقال ثعلب هنا إِنه المطمئن من الأَرض وهو منه خطأ والهَوْجَل من النساء
( * قوله « والهوجل من النساء إلخ » قال في شرح القاموس وشدده الشاعر للضرورة ) كالهَجُول قلت تعلَّق فَيْلَقاً هَوْجَلاَّ والهَوْجَل المفازة الذاهبة في سيرها والهَوْجَل المفازة البعيدة التي ليست بها أَعلام والهَوْجَل الأَرض التي لا مَعالم بها وقال يحيى بن نُجيم الهَوْجل الطريق الذي لا علم به وأَنشد إِليك أَميرَ المؤمنين رَمَتْ بنا هُمومُ المُنَى والهَوْجَل المُتَعَسِّف ويقال فَلاةٌ هَوْجَل إِذا لم يهتدوا بها وقال في ترجمة قسا وهَجْلٍ من قَساً ذَفِرِ الخُزامى تهادى الجِرْبِياءُ به الحَنِينا
( * قوله « وهجل من قساً إلخ » تقدم في مادة ذفر بلفظ
بهجل من قساً ذفر الخزامى ... تداعى الجربياء به حنينا )
وقال الهَجْل المطمئن من الأَرض والهَوْجَل الأَرض التي لا نبت فيها
وقال ابن مقبل وجَرْداءَ خَرْقاءِ المَسارِح هَوْجَلٍ بها لاسْتِداء الشَّعْشَعانات مَسْبَحُ والهَوْجَل الأَرض تأْخذ مرَّة هكذا ومرّة هكذا وفي المحكم أَرض هَوْجَل تأْخذ مرّة كذا ومرّة كذا والهَوْجَل الناقة السريعة الذاهبة في سيرها وقيل هي الناقة التي كأْنَّ بها هَوَجاً من سرعتها قال الكميت وبعد إِشارتهم بالسِّيا طِ هَوْجاء ليلتَها هَوْجَل
( * قوله « وبعد اشارتهم » في التكملة وقبل اشارتهم )
أَي في ليلتها وناقة هَوْجَل للسريعة الوَسْاع وأَرض هَوْجَل مشتق منه قال جندل والآلُ في كلِّ مُرادٍ هَوْجَلِ كأَنَّه بالصَّحْصَحان الأَنْجَلِ قُطْنٌ سُخام بأَيادِي غُزَّلِ والهَوْجَل الدليل الحاذِق والهَوْجَل البطيء المُتَواني الثقيلُ الوَخِم وقيل هو الأَحمق والهَوْجَل الرجل الذاهِب في حُمْقِه ومشيٌ هَوْجَل مُسْترخ قال العجاج في صَلَبٍ لَدْنٍ ومَشْيٍ هَوْجَلِ وهَجَّلْت بالرجل أَسمعته القبيحَ وشتَمْته أَبو زيد هَجَّلْت الرجلَ وبالرجل تَهْجِيلاً وسَمَّعْت به تسميعاً إِذا أَسمعته القبيح وشتمته ابن بُزُرْج لا تَهَجَّلنّ في أَعراض الناس أَي لا تَقَعَنّ فيهم والهَوْجَل الرجل الأَهْوَج وقال أَبو كبير فأَتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً سُهُداً إِذا ما نام لَيلُ الهَوجلِ والمُهْجَل المُهْمَل ومالٌ مُهْجَل ومُسْجَل إِذا كان مُضَيَّعاً مُخَلّى وهَجَلَتِ المرأَة بعينها ورَمَشَت وغَيَّقَت ورَأْرَأَتْ إِذا أَدارتها بغَمْزِ الرجل والهَوْجَل أَنْجَر السفينة والهَوْجَل بَقايا النُّعاس ابن الأَعرابي هَوْجَلَ الرجلُ إِذا نام نومة خفيفة وأَنشد إِلاَّ بقايا هَوْجَل النعاسِ والهاجِلُ النائم والهاجِلُ الكثير السفَر وهَجَل بالقَصَبَة وغيرها إِذا رمى بها وأَما الذي في الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وإِذا فِتْية من الأَنصار يَذْرَعون المسجد بقصَبة فأَخذ القَصَبَة فهَجَل بها أَي رمى بها قال أَبو منصور لا أَعرف هَجَل بمعنى رمى ولكن يقال نَجَل وزَجَل بالشيء رمى به وهَجْنْجَل اسم وقد كنوا بأَبي الهَجَنْجَل قال ظلَّت وظَلَّ يومُها حَوْبَ حَلِ وظَلَّ يومٌ لأَبي الهَجَنْجَلِ أَي وظلَّ يومُها مقولاً فيه حَوْبَ حَلِ قال ابن جني دخول لام التعريف في الهَجَنْجَل مع العلمية يدل أَنه في الأَصل صفة كالحرث والعباس
( * ومما يستدرك عليه ما في التهذيب ونصه وامرأَة مهجلة وهي التي افضى قبلها ودبرها وقال الشاعر
ما كان اهلاً اين يكذب منطقي ... سعد بن مهجلة
العجان فليق )

هجل
الهَجْل المطمئن من الأَرض نحو الغائط الأَزهري الهَجْل الغائط يكون منفرجاً بين الجبال مطمئنّاً مَوْطِئه صُلْب والجمع أَهْجال وهِجال وهُجول قال أَبو زُبيد تحنُّ للظِّمْءِ مما قد أَلَمَّ بها بالهَجْل منها كأَصْوات الزَّنابير قال ابن بري والذي في شعره الزَّنانِير بالنون وهي الحصى الصِّغار فأَما قوله لها هَجَلاتٌ سَهْلة ونِجادُها دَكادِكُ لا تُؤْبي بهنّ المَراتِعُ فزعم أَبو حنيفة أَنه جمع هَجْل قال ابن سيده وردّ عليه ذلك بعض اللغويين وقال إِنما هو جمع هَجْلة قال يقال هَجْل وهَجْلة كما يقال سَلّ وسَلَّة وكَوٌّ وكَوَّة وأَنا لا أَثِق بهَجْلة ولا أَتَيَقَّنها وإِنما هَجْل وهَجَلات عندي من باب سُرادِق وسُرادِقات وحَمَّام وحمَّامات وغير ذلك من المذكر المجموع بالتاء والهَجِيل من الأَرض كالهَجْل قال ابن الأَعرابي الهَجْل ما اتسع من الأَرض وغَمَضَ قال أَبو النجم والخيلُ يَرْدِين بهَجْل هاجِلِ فَوارِطاً قُدَّام زَحْفٍ رافِلِ والهَجْل والهَبْرُ مطمئن يُنْبِت وما حَوْله أَشدّ ارتفاعاً وجمعه هُجول وهُبور وأَهْجَل القومُ فهُم مُهْجِلون والهَجِيلُ الحوْض الذي لم يحكم عمَله والهَجُول البَغِيُّ من النساء والهَجُول من النساء الواسعة وقيل الفاجِرة وقوله أَنشده ثعلب عُيون زَهاها الكُحْل أَما ضَمِيرُها فعَفٌّ وأَما طَرْفُها فهَجُول قال ابن سيده عندي أَنه الفاجِر وقال ثعلب هنا إِنه المطمئن من الأَرض وهو منه خطأ والهَوْجَل من النساء
( * قوله « والهوجل من النساء إلخ » قال في شرح القاموس وشدده الشاعر للضرورة ) كالهَجُول قلت تعلَّق فَيْلَقاً هَوْجَلاَّ والهَوْجَل المفازة الذاهبة في سيرها والهَوْجَل المفازة البعيدة التي ليست بها أَعلام والهَوْجَل الأَرض التي لا مَعالم بها وقال يحيى بن نُجيم الهَوْجل الطريق الذي لا علم به وأَنشد إِليك أَميرَ المؤمنين رَمَتْ بنا هُمومُ المُنَى والهَوْجَل المُتَعَسِّف ويقال فَلاةٌ هَوْجَل إِذا لم يهتدوا بها وقال في ترجمة قسا وهَجْلٍ من قَساً ذَفِرِ الخُزامى تهادى الجِرْبِياءُ به الحَنِينا
( * قوله « وهجل من قساً إلخ » تقدم في مادة ذفر بلفظ
بهجل من قساً ذفر الخزامى ... تداعى الجربياء به حنينا )
وقال الهَجْل المطمئن من الأَرض والهَوْجَل الأَرض التي لا نبت فيها
وقال ابن مقبل وجَرْداءَ خَرْقاءِ المَسارِح هَوْجَلٍ بها لاسْتِداء الشَّعْشَعانات مَسْبَحُ والهَوْجَل الأَرض تأْخذ مرَّة هكذا ومرّة هكذا وفي المحكم أَرض هَوْجَل تأْخذ مرّة كذا ومرّة كذا والهَوْجَل الناقة السريعة الذاهبة في سيرها وقيل هي الناقة التي كأْنَّ بها هَوَجاً من سرعتها قال الكميت وبعد إِشارتهم بالسِّيا طِ هَوْجاء ليلتَها هَوْجَل
( * قوله « وبعد اشارتهم » في التكملة وقبل اشارتهم )
أَي في ليلتها وناقة هَوْجَل للسريعة الوَسْاع وأَرض هَوْجَل مشتق منه قال جندل والآلُ في كلِّ مُرادٍ هَوْجَلِ كأَنَّه بالصَّحْصَحان الأَنْجَلِ قُطْنٌ سُخام بأَيادِي غُزَّلِ والهَوْجَل الدليل الحاذِق والهَوْجَل البطيء المُتَواني الثقيلُ الوَخِم وقيل هو الأَحمق والهَوْجَل الرجل الذاهِب في حُمْقِه ومشيٌ هَوْجَل مُسْترخ قال العجاج في صَلَبٍ لَدْنٍ ومَشْيٍ هَوْجَلِ وهَجَّلْت بالرجل أَسمعته القبيحَ وشتَمْته أَبو زيد هَجَّلْت الرجلَ وبالرجل تَهْجِيلاً وسَمَّعْت به تسميعاً إِذا أَسمعته القبيح وشتمته ابن بُزُرْج لا تَهَجَّلنّ في أَعراض الناس أَي لا تَقَعَنّ فيهم والهَوْجَل الرجل الأَهْوَج وقال أَبو كبير فأَتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً سُهُداً إِذا ما نام لَيلُ الهَوجلِ والمُهْجَل المُهْمَل ومالٌ مُهْجَل ومُسْجَل إِذا كان مُضَيَّعاً مُخَلّى وهَجَلَتِ المرأَة بعينها ورَمَشَت وغَيَّقَت ورَأْرَأَتْ إِذا أَدارتها بغَمْزِ الرجل والهَوْجَل أَنْجَر السفينة والهَوْجَل بَقايا النُّعاس ابن الأَعرابي هَوْجَلَ الرجلُ إِذا نام نومة خفيفة وأَنشد إِلاَّ بقايا هَوْجَل النعاسِ والهاجِلُ النائم والهاجِلُ الكثير السفَر وهَجَل بالقَصَبَة وغيرها إِذا رمى بها وأَما الذي في الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وإِذا فِتْية من الأَنصار يَذْرَعون المسجد بقصَبة فأَخذ القَصَبَة فهَجَل بها أَي رمى بها قال أَبو منصور لا أَعرف هَجَل بمعنى رمى ولكن يقال نَجَل وزَجَل بالشيء رمى به وهَجْنْجَل اسم وقد كنوا بأَبي الهَجَنْجَل قال ظلَّت وظَلَّ يومُها حَوْبَ حَلِ وظَلَّ يومٌ لأَبي الهَجَنْجَلِ أَي وظلَّ يومُها مقولاً فيه حَوْبَ حَلِ قال ابن جني دخول لام التعريف في الهَجَنْجَل مع العلمية يدل أَنه في الأَصل صفة كالحرث والعباس
( * ومما يستدرك عليه ما في التهذيب ونصه وامرأَة مهجلة وهي التي افضى قبلها ودبرها وقال الشاعر
ما كان اهلاً اين يكذب منطقي ... سعد بن مهجلة
العجان فليق )

هدل
الأَزهري هَدَر الغلامُ وهَدَل إِذا صوَّت قال ذو الرمة طَوى البَطْنَ زَيَّامٌ كأَنَّ سَحِيلَه عليهنَّ إِذْ وَلَّى هَدِيلُ غُلام أَي غِناءُ غُلام ابن سيده الهَدِيل صوتُ الحمام وخصَّ بعضهم به وحْشِيَّتها كالدَّباسِيِّ والقَمارِيِّ ونحوها هَدَل القُمْرِيُّ وفي المحكم هَدَل يَهْدِل هَدِيلاً قال ذو الرمة إِذا ناقَتي عند المُحَصَّب شاقَها رَواحُ اليَماني والهَدِيلُ المُرَجَّعُ
( * قوله « إذا ناقتي » في الصحاح ارى ناقتي )
وأَنشد ابن بري ما هاجَ شَوْقَك من هَدِيلِ حمامةٍ تَدْعُو على فَنَنِ الغُصُون حَماما قال ابن بري وقد جاء الهَدِيل في صوت الهُدْهُد قال الراعي كَهُداهِدٍ كسَرَ الرُّماةُ جَناحَهُ يَدْعُو بِقارِعِه الطريقِ هَدِيلا قال وهذا تصغير هُدْهُد أُبْدِلت من يائه أَلف قال ومثله دُوابَّةٌ حكاهما أَبو عمرو ولم يُعْرَف لهما ثالث وهَدَلت الحمامة تَهْدِل هَدِيلاً وقيل الهَدِيل ذكَرُ الحمام وقيل هو فَرْخها قال جِرانُ العَوْد كأَنّ الهَدِيل الظَّالِعَ الرِّجْل وَسْطَها من البَغْي شِرِّيبٌ يُغَرِّد مُنْزَفُ وقال بعضهم تزعم الأَعراب في الهَدِيل أَنه فرْخ كانَ غلى عهد نوح عليه السلام فمات ضَيْعةً وعطَشاً فيقولون إِنه ليس من حمامة إِلاَّ وهي تبكي عليه قال نُصيب
( * قوله « قال نصيب إلخ » في المحكم قال نصيب ولم يذكر خلافاً وفي التهذيب قال الاموي وأنشدني ابن أبي وجزة السعدي لنصيب ) وقيل هو لأَبي وجزة فقلت أَتبكي ذاتُ طَوْقٍ تذكَّرتْ هَدِيلاً وقد أَوْدى وما كان تُبَّعُ ؟ يقول ولم يخلق تُبَّع بعدُ قال ويقال صادَ الهَدِيلَ جارِحٌ من جَوارِح الطير وأَنشد الكميت الأَسدي وما مَنْ تَهْتِفِينَ به لِنَصْرٍ بأَسْرَعَ جابةً لكِ من هَدِيلِ فمرّة يجعلونه الطائرَ نفسَه ومرَّة يجعلونه الصَّوْت والهَدِيلُ أَيضاً الرجل الكثير الشعَر وقيل هو الأَشْعَث الذي لا يسرِّح رأْسه ولا يدهنه أَنشد أَبو زيد هِدانٌ أَخُو وَطْبٍ وصاحِبُ عُلْبة هَدِيلٌ لِرَثَّاثِ النِّقالِ جَرُورُ النِّقال النِّعالُ الخُلْقان ورجل هَدِيل ثقيل وتَهَدَّلتِ الثِّمارُ وأَغصان الشجرة أَي تدلَّت فهي مُتَهَدِّلة وفي حديث قُسّ وروضةٍ قد تَهَدَّلت أَغصانها أَي تدلَّت واسترختْ لثِقَلها بالثمر وفي حديث الأَحْنف من ثِمارٍ مُتَهَدِّلةٍ وهَدَل الشيءَ يَهْدِله هَدْلاً أَرسله إِلى أَسفل وأَرخاه والهَدَل استرخاه المِشْفَر الأَسفل هَدِل هَدَلاً ومِشْفَر هادِلٌ وأَهْدَل وشَفة هَدْلاء مُنْقَلِبة عن الذَّقَن وهدِل البعير يَهْدَل هَدَلاً فهو أَهْدَل أَخذته القرحة فهَدِل مِشْفَره وطال وهَدِل يَهْدَل هَدلاً فهو هَدِل طال مِشْفره وبعير هَدِل منه وبعير أَهْدَل وذلك مما يمدح به قال أَبو محمد الحَذْلَمي يُبادِر الحَوْضَ إِذا الحَوْضُ شُغِلْ بكلِّ شَعشاعٍ صُهابيٍّ هَدِلْ
( * قوله « يبادر الحوض إلخ » هكذا في الأصل وانشده للعجاج في شعشع بلفظ
تبادر الحوض إذا الحوض شغل ... بشعشعانيّ صهابيّ
هدل والشطر الثاني في المحكم والتهذيب مثل ما هنا )
وقد تَهَدَّلتْ شَفَته أَي استرختْ وقيل الهَدَل في الشفة عِظَمُها واسترخاؤها وذلك للبعير وإِنما يقال رجل أَهْدَل وامرأَة هَدْلاء مستعاراً من البعير وفي حديث ابن عباس أَعْطِهم صَدَقَتك وإِن أَتاك أَهْدَل الشفتين الأَهْدَلُ المسترخي الشفة السفلى الغليظها أَي وإِن كان الآخذ أَسود حَبَشيّاً أَو زِنْجيّاً والضمير في أَعْطِهم للوُلاة وأُولي الأَمْرِ وفي حديث زياد أَهْدَبُ أَهْدَلُ والسحاب إِذا تدلَّى هَيْدَبُه فهو أَهدَل قال الكميت بِتَهْتانِ دِيمَتِهِ الأَهْدَلِ ويقال شِدْق أَهدَل قال الراجز يُلْقِيه في طُرْقٍ أَتتها من عَلِ قُذْف لها جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِ
( * قوله « يلقيه في طرق إلخ » هكذا في الأصل مضبوطاً )
والتَّهَدُّل استرخاء جلدة الخُصْية ونحو ذلك قال كأَنَّ خُصْيَيْهِ من التَّهَدُّلِ ظَرْفُ عَجُوز فيه ثِنْتا حَنْظَلِ ويروى من التَّدَلْدُل والهَدال ما تَهَدَّل من الأَغصان قال الأَعشى ظَبْيَةٌ من ظِباء وَجْرَة أَدْما ءُ تَسُفُّ الكَباثَ تحت الهَدالِ الجوهري والهَدالُ ما تَدَلَّى من الغصن وقال يَدْعُو الهَدِيلُ وساقُ حُرٍّ فَوْقَه أُصُلاً بأَوديةٍ ذَواتِ هدالِ وأَنشد ابن بري طامٍ عليه وَرَقُ الهَدالِ والهَدالةُ شجرة تنبت في السَّمُر ليست منه وتنبت في اللَّوْز والرمّان وفي كل شجرة
( * قوله « وفي كل شجرة » كذا في الأصل والمحكم وفي الصاغاني وفي كل الشجر ) وثمرتها بيضاء وقيل الهَدالة كلُّ غصن نبت مستقيماً في طَلْحة أَو أَراكة وهو مما يُشْفَى به المَطْبوب والجمع هَدَالٌ ويقال كل غصن ينبت في أَراكة أَو طَلْحة مستقيمة فهي هَدالةٌ كأَنها مخالفة لسائرها من الأَغصان وربما دَاوَوْا به من السِّحْر والجُنون والهَدَال ضرْب من الشجر والهَدَال شجر بالحجاز له ورَق عِراض أَمثال الدَّراهِم الضِّخام لا ينبت إِلاَّ مع أَشجار السَّلَع والسَّمُر يَسْحَقه أَهلُ اليمن ويطبُخُونه وقال أَبو حنيفة لَبَن هِدْلٌ لغة في إِدْلٍ لا يُطاق حَمَضاً قال ابن سيده وأُراه على البدَل

هدمل
الهِدْمِل بالكسر الثوب الخلَق قال تأَبَّط شرّاً ومَرْقَبةٍ يا أُمَّ عَمْروٍ طِمِرَّةٍ مُذَبْذَبةٍ فَوقَ المَراقِب عَيْطَل نَهَضَت إِليها من جُثُومٍ كأَنها عَجُوز عليها هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَل من جُثوم أَي من نصف الليل قال ابن بري جُثوم جمع جاثِم أَي نهضت من بين جماعة جُثوم والهِدَمْلة على وزن السِّبَحْلة الرَّمْلة المُشْرِفةُ الكثيرة الشجر قال الشاعر جرير حَيِّ الهِدَمْلة مِن ذاتِ المَواعِيس وجمعها الهِدَمْلات قال ذو الرمة ودِمْنة هَيَّجَتْ شَوْقي مَعالِمُها كأَنها بالهِدَمْلاتِ الرَّوَاسِيمُ والهِدَمْلةُ موضع مَثَّلَ به سيبويه وفسره السيرافي والهِدَمْلةُ الدهر الذي لا يوقف عليه لطول التَّقادُم ويضرب مثلاً للذي فات يقول بعضُهم لبعض كان هذا أَيام الهِدَمْلة قال كثيِّر كأَنْ لم يُدَمِّنها أَنِيسٌ ولم يكنْ لها بعد أَيّام الهِدَمْلةِ عامِرُ

هذل
هَوْذَلَ في مَشْيهِ هَوْذَلةً أَسرع وقيل الهَوْذلة أَن يضْطَرِب في عَدْوِه وهَوْذَل السقاءُ تَمَخَّضَ من ذلك وهَوْذَل السقاءُ إِذا أَخرج زُبْدَتهُ وهَوْذَل الرجلُ اضطرب في عَدْوه وكذلك الدَّلْوُ قال هَوْذَلَةَ المِشْآةِ في الطَّوِيِّ وفي نسخة في قَعْرِ الطَّوِيِّ قال ابن بري المِشْآة الزَّبِيلُ الذي يُخرج به تراب البئر قال ومثله لابن هَرْمة إِمَّا يَزالُ قائِلٌ أَبِنْ أَبِنْ هَوْذَلَة المِشْآةِ عن ضِرسِ اللَّبِنْ الليث الهَوْذَلة القَذْف بالبَوْلِ وهَوْذَل إِذا قاء وهَوْذَل إِذا رمَى بالعُرْبُونِ وهو الغائط والعَذِرة وذهب بَوْلُه هَذَالِيلَ إِذا انقطع وهَوْذَل البعير ببوله إِذا اختزَّ بَوْلُه وتحرَّك وهَوْذَل ببَوْله نَزَّاه وقَذَفه ورمى به قال لَوْ لمْ يُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ في صَدْره مثل قَفَا الكَبْشِ الأَجَمّْ وهَوْذَلَ الفحلُ من الإِبل ببوْلِه إِذا اهتزَّ وتحرَّك والهاذِلُ بالذال وسَط الليل وأَهْذَبَ في مشيه وأَهْذَل إِذا أَسرع وجاء مُهْذِباً مُهْذِلاً والهُذْلول الرجلُ الخفيف والسهمُ الخفيف ابن بري والهَوْذلُ ولد القِرد قال الشاعر يُدِيرُ النَّهارَ بِحَشْرٍ له كما دارَ بالمَنَّةِ الهَوْذَلُ المَنَّة القِرْدة والهَوْذَل ابنها والنَّهار فَرْخ الحُبارَى يصف صبيّاً يُديرُ نهاراً في يده بحَشْرٍ وهو سهم خفيف والهُذْلولُ التلُّ الصغير المرتفع من الأَرض والجمع الهَذالِيل قال الراجز يَعْلو الهَذالِيلَ ويَعْلو القَرْدَدا وقيل الهُذْلول الرَّمْلة الطويلة المُسْتَدِقَّة المشرِفة وكذلك السَّحابة المُسْتَدِقَّة وهَذالِيلُ الخيل خِفافُها وقال الليث الهُذْلولُ ما ارتفع من الأَرض من تِلال صغار قال ابن شميل الهُذْلول المكان الوطيءُ في الصحراء لا يشعُر به الإِنسان حتى يُشرِف عليه قال جرير كأَنَّ دِياراً بين أَسْنِمةِ النَّقا وبين هَذالِيلِ البُحَيْرة مُصْحَفُ قال وبُعْده نحو القامةِ يَنْقاد ليلة أَو يوماً وعُرْضُهُ قِيدُ رُمْحٍ أَو أَنْفس له سَنَدٌ ولا حروف له قال أَبو نصر الهَذالِيلُ رِمال دِقاق صِغار وقال غيره الهُذْلولُ ما سَفَتِ الريحُ من أَعالي الأَنْقاء إِلى أَسافِلها وهو مثل الخَنْدَق في الأَرض وقال أَبو عمرو الهَذالِيلُ مَسايِل صِغار من الماء وهي الثُّعْبان وذهب ثوبُه هَذالِيلَ أَي قِطعاً ابن سيده الهُذْلولُ السريع الخفيف وربما سمي الذئب هُذْلولاً وهُذْلول فَرَس عَجْلان بن بَكْرة
( * قوله « ابن بكرة » كذا في الأصل والمحكم بالباء وفي القاموس والتكملة بالنون بدلها وكتب عليه فيها علامة التصحيح ) التيميّ وهُذْلول أَيضاً فرس جابر بن عُقَيل ابن الكلبيّ الهُذْلول اسم سيف كان لبعض بني مَخْزوم وهو القائل فيه وكم من كَمِيٍّ قد سَلَبْت سِلاحَه وغادَرَهُ الهُذْلولُ يكْبُو مُجَدَّلا وقوله أَنشده ابن الأَعرابي قلتُ لِقَوْمٍ خرجوا هَذالِيلْ نَوْكَى ولا يُقَطِّع النَّوْكَى القِيلْ
( * قوله « ولا يقطع النوكى » في التهذيب ولا ينفع للنوكى )
فسره فقال الهَذالِيل المتقطِّعون وقيل هم المسرِعون يتبع بعضُهم بعضاً وهُذَيْل اسم رجل وهُذَيْل قبيلة النسبة إِليها هُذَيْلِيّ وهُذَلِيٌّ قياس ونادر والنادر فيه أَكثر على أَلسِنتهم وهُذَيْل حيّ من مُضَر وهو هُذيْل ابن مُدْرِكَة بنِ إِلياسَ بنِ مُضَرَ وقيل هُذَيْل قبيلة من خِنْدِف أَعْرَقَتْ في الشِّعْر

هذمل
الهَذْمَلةُ كالهَذْلَمةِ وهي مِشْية فيها قَرْمَطة وفي الصحاح الهَذْمَلة ضرْب من المشي

هرجل
الهَرْجَلة الاختلاط في المشي وقد هَرْجَل وهَرْجَلت الناقة كذلك ابن الفرَج الهَراجِيبُ والهَراجِيلُ من الإِبل الضِّخام قال جِرَان العَوْد حتى إِذا مُنِعَتْ والشمسُ حامِيةٌ مَدَّتْ سَوالِفَها الصُّهْبُ الهَراجِيلُ

هردل
النهاية
( * قوله « ( هردل ) النهاية إلخ » هكذا في الأصل بالدال المهملة وفي نسخ النهاية التي بأَيدينا بالذال المعجمة ) في الحديث فأَقْبَلَتْ تُهَرْدِلُ أَي تسترخي في مَشْيها

هرطل
الجوهري الهِرْطالُ الطويلُ وأَنشد ابن بري للبولاني قد مُنِيَتْ بِناشِيءٍ هِرْطالِ فازْدالَها وأَيَّما ازْدِيالِ ويقال للرجل الطويل العظيم الجسيم هِرْطالٌ وهِرْدَبَّةٌ وهَقَوَّرٌ وقَنَوَّرٌ

هرقل
هِرْقِلُ من ملوك الروم وهِرْقِلُ على وزن خِنْدِف ملك الروم ويقال هِرَقْل على وزن دِمَشق وهو أَول من ضرَب الدنانيرَ وأَول من أَحدث البَيعَة قال لبيد غَلَب اللَّيالي خَلْفَ آلِ محرِّقٍ وكما فَعَلْنَ بِتُبَّعٍ وبِهِرْقَلِ أَراد هِرَقْلاً فاضطرَّ فغيَّر وأَنشد ابن بري لجرير وأَرْضَ هِرَقْلٍ قد قَهَرْت وداهِراً ويَسْعَى لكم من آلِ كسْرَى النَّواصِفُ وأَنشد لِمُزاحِم العقيليّ يراتب جما في أَسِيلٍ ومُقْلةٍ كما شافَ دِينارَ الهِرَقْليِّ شائفُ
( * قوله « يراتب » هكذا في الأصل من غير نقط )
وفي حديث عبد الرحمن بن أَبي بكر لما أُريد على بَيْعة يزيدَ بنِ مُعاوية في حياة أَبيه قال جئتم بها هِرَقْلِيَّةً وقُوقِيَّة أَراد أَن البَيعة لأَولاد الملوك سُنَّة ملوك الرُّوم والعَجم والهِرْقِلُ المُنْخُل وأَما دَيْرُ الهِزْقِل فهو بالزاي

هركل
الهَرْكَلةُ والهُرَكِلةُ والهِرْكَوْلةُ والهِرَّكْلة الحسَنة الجسم والخلْق والمِشْية قال هِرَّكْلةٌ فُنُقٌ نِيافٌ طَلَّةٌ لم تعدُ عن عَشْرٍ وحَوْلٍ خَرْعَبُ والهَرْكَلةُ ضرْب من المشي فيه اخْتيالٌ وبُطْءٌ وأَنشد قامَتْ تَهادَى مَشْيَها الهِرْكَلاَّ بين فِناءِ البَيْتِ والمُصَلَّى
( * قوله « وأنشد قامت تهادى إلخ » عبارة شرح القاموس ومما يستدرك عليه الهركلّ مثال قثولّ نوع من المشي قال قامت تهادى إلخ )
وحكى ابن بري عن قطرب الهَرْكلةُ المشي الحسن وحكى بعضهم أَنه رأَى أَبا عبيدة محموماً يَهْذِي يقول دينار كذا وكذا فقلنا للطبيب سَلْه عن الهِرْكَوْلةِ فقال يا أَبا عبيدة فقال ما لك ؟ قال ما الهِرْكَوْلة ؟ قال الضَّخْمة الأَوْراك وقد قيل إِن الهاء في هِرْكَوْلة زائدة وليس بقويٍّ امرأَة هِرْكَولة ذات فخذين وجسم وعَجُز الأَصمعي الهِرْكَولة من النساء العظيمة الوَرِكين وجمل هُرَاكِل جسيم ضخم ورجل هُراكِل كذلك والهِرْكَوْلة على وزن البِرْذَونة الجارية الضخمة المُرْتَجَّة الأَرْداف والهَراكِلةُ من ماء البحر حيث تكثر فيه الأَمْواج قال ابن أَحمر يصف دُرَّة رأَى من دونها الغَوَّاصُ هَوْلاً هَراكِلةً وحِيتاناً ونُونا التهذيب الهَراكِلة كِلابُ الماء أَنشد أَبو عبيدة
( * قوله « أنشد أبو عبيدة إلخ » عبارة القاموس وشرحه والهركلة مشي في اختيال وبطء حكاه ابو عبيدة وأنشد ولا تزال ورش إلخ )
فلا تَزالُ وُرَّشٌ تأْتِينا مُهَرْكِلاتٌ ومُهَرْكِلِينا وُرَّش جمع وارِش وهو الطفيليّ

هرمل
هَرْمَلَت العجوزُ بَلِيَتْ من الكِبَر والهُرْمُولةُ مثل الرُّعْبُولة تَنْشَقُّ من أَسفل القميص ودَنادِنِ القميص والهُرْمُولُ قطعة من الشَّعَر تبقى في نواحي الرأْس وكذلك من الرِّيش والوَبَر قال الشماخ هَيْق هِزَفّ وزَفَّانِيَّة مَرَطَى زَعْراء ريش ذُناباها هَراميلُ وشَعر هَراميل إِذا سقط وهَرْمَل الشعرَ وغيرَه قطعه ونتَفه قال ذو الرمة رَدُّوا لأَحْداجِهِمْ بُزْلاً مُخَيَّسةً قد هَرْمَل الصيفُ عن أَعْناقها الوَبَرا وهَرْمَل عمله أَفسده وهَرْمَلَهُ أَي نتف شَعرَه وهَرْمَل شعره إِذا زَبَقَه

هرول
الهَرْولة بين العَدْوِ والمشي وقيل الهَرْولة بعد العَنَق وقيل الهَرْولة الإِسراع الجوهري الهرولة ضرْب من العَدْو وهو بين المشي والعَدْو وفي الحديث مَن أَتاني يمشي أَتَيْته هَرْوَلة وهو كناية عن سرعة إِجابة الله عز وجل وقبول توبة العبد ولُطْفه ورحمته هَرْوَل الرجل هَرْولة بين المشي والعَدْو وقيل الهَرْولة فوق المشي ودون الخبب والخَبَبُ دون العَدْو

هزل
الهَزْل نقيض الجِدّ هَزَل يَهْزِلُ هَزْلاً قال الكميت أَرانا على حُبِّ الحياةِ وطُولِها تَجِدُّ بنا في كل يوم ونَهْزِلُ قال ابن بري الذي في شعره يُجَدُّ بنا قال وهو الصحيح وهَزِل في اللعب هَزَلاً الأَخيرة عن اللحياني وهَزَل الرجلُ في الأَمر إِذا لم يجدَّ وهازَلني قال ذو الجِدِّ إِنْ جدَّ الرجال به ومُهازِلٌ إِن كان في هَزْل ورجل هِزِّيلٌ كثير الهَزْل وأَهْزلهُ وجَدَه لَعَّاباً حكى ابن بري عن ابن خالويه قال كلُّ الناس يقولون هَزَل يَهْزِل مثل ضرَب يضرِب إِلا أَن أَبا الجراح العقيلي قال هَزِل يَهْزَل من الهَزْل ضدّ الجِدّ وفي الحديث كان تحت الهَيْزَلةِ قيل هي الرَّايةُ لأَن الريحَ تَلْعَب بها كأَنها تَهْزِل معها والهَزْل واللَّعِب من وادٍ واحِد والياء زائدة وفي حديث عُمر وأَهل خيبر إِنما كانت هُزَيْلة من أَبي القاسم تصغير هَزْلة وهي المرَّة الواحدة من الهَزْل ضد الجِدّ وقولٌ هَزْل هُذاءٌ وفي التنزيل وما هو بالهَزْل قال ثعلب أَي ليس بِهَذَيان وفي التهذيب أَي ما هو باللَّعِب وفلان يَهْزِل في كلامه إِذا لم يكن جادًّا تقول أَجادٌّ أَنت أَم هازِل ؟ والمُشَعْوِذُ إِذا خفَّت يداه بالتَّخاييل الكاذبة ففِعْله يقال له الهُزَيْلى
( * قوله « يقال له الهزيلى » هكذا ضبط في الأصل وفي التهذيب ضبط بتشديد الزاي كقبيطي ) لأَنها هَزْل لا جِدَّ فيها والهُزَالة الفُكاهة ابن الأَعرابي الهَزْل استرخاء الكلام وتَفْنينه والهُزال نقيض السِّمَن وقد هُزِل الرجل والدابَّة هزالاً على ما لم يُسمَّ فاعله وهَزَل هو هَزْلاً وهُزْلاً وقوله أَنشده أَبو إِسحق واللهِ لولا حَنَفٌ بِرِجْلِه ودِقَّةٌ في ساقِه من هُزْلِه ما كان في فِتْيانِكم مِنْ مِثْله وهَزَلَتْه أَنا أَهْزِلُه هَزْلاً فهو مَهْزُول قال ابن بري كل ضُرٍّ هُزال قال الشاعر أَمِنْ حَذَرِ الهُزال نَكَحْتِ عبداً ؟ وعَبْدُ السَّوْءِ أَدْنى لِلهُزال ابن الأَعرابي قال والهَزْل يكون لازماً ومتعدياً يقال هَزَل الفرسُ وهَزَله صاحبه وأَهْزَله وهَزَّله وهَزَل الرجلُ يَهْزِل هَزْلاً مَوَّتَتْ ماشِيَتُه وأَهْزَل يُهْزِل إِذا هُزِلت ماشيته زاد ابن سيده ولم تَمُت قال يا أُمَّ عبدِ الله لا تَسْتَعْجِلي ورَفِّعِي ذَلاذِلَ المُرَجَّلِ إِنِّي إِذا مُرُّ زَمانٍ مُعْضِلِ يُهْزِلْ ومَنْ يُهْزِل ومن لا يُهْزَلِ يَعِهْ وكلٌّ يَبْتَلِيهِ مُبْتَلي يُهْزِل موضعه رَفْعٌ ولكنه أُسكن للضرورة وهو فعل للزمان ويَعِهْ كان في الأَصل يَعِيه فلما سقطت الياء انجزمت الهاء ويَعِه تُصِبْ ماشِيَتَه العاهةُ وأَهزَل القومُ أَصابتْ مَواشيهم سَنة فهُزِلتْ وأَهزَل الرجلُ إِذا هُزلتْ دابَّته وتقول هَزَلْتها فعَجِفَت وفي حديث مازِن فأَذهَبْنا الأَموالَ وأَهزَلْنا الذَّراريّ والعِيالَ أَي أَضعفناهم وهي لغة في هَزَل وليست بالعالية والهَزْل موت مواشي الرجل وإِذا ماتت قيل هَزَل الرجلُ يَهْزِل هَزْلاً فهو هازِل أَي افتقر وفي الهُزال يقال هُزِل الرجل يُهْزَل فهو مَهْزول وقال اللحياني يقال هَزَلْت الدابة أَهْزُلُها هَزْلاً وهُزالاً وهَزَلهم الزمان يَهْزِلهم وقال بعضهم هَزَل القومُ وأَهزَلوا هُزِلت أَموالهم والهَزيلة اسم مشتق من الهُزال كالشَّتِيمة من الشتْم ثم فَشَتِ الهَزيلة في الإِبل قال حتى إِذا نَوَّرَ الجَرْجارُ وارْتَفَعَتْ عنها هَزيلَتُها والفحلُ قد ضَرَبا والجمع هَزائِل وهَزْلى والهَزْل الفَقْر والمَهازل الجُدُوب وأَهزَل القومُ حبَسوا أَموالهم عن شدة وتضييق واستعمل أَبو حنيفة الهَزْل في الجَراد فقال يجيء في الشتاء أَحمر هَزْلاً لا يَدَع رطْباً ولا يابساً إِلاَّ أَكله وأَرض مَهْزولة رقيقة عنه أَيضاً واستعمل الأَخفش المَهْزول في الشعر فقال الرَّمَل كل شِعر مَهْزُول ليس بمؤتلف البناء كقوله أَقْفَرَ من أَهْلِه مَلْحُوبُ فالقُطَبِيَّات فالذَّنُوبُ
( * قوله « فالقطبيات » هكذا ضبط في الأصل والمحكم ويوافقه ما في القاموس في مادة قطب وضبطه ياقوت بتشديد الطاء والياء في عدة مواضع واستشهد بالبيت على المشدد )
وهذا نادر الأَزهري العرب تقول للحيَّات الهَزْلى على فَعْلى جاء في أَشعارهم ولا يعرَف لها واحد قال وأَرْسال شِبْثانٍ وهَزْلى تَسَرَّبُ وهَزَّال وهُزَيْل اسمان

هزبل
ما في النِّحْيِ هَزْبَلِيلةٌ أَي شيء لا يتكلَّم به إِلاَّ في الجَحْد وفي بعض النسخ ما فيه هَزْبَليّة إِذا لم يكن فيه شيء الأَزهري الهَزْبلِيلُ الشيء التافِه اليسير وهَزْبَل إِذا افتقر فقراً مُدْقِعاً

هزقل
قال في ترجمة هرقل وأَما دَيْرُ الهِزْقِل فهو بالزاي

هشل
ابن سيده الهَشِيلةُ مثل فَعِيلة عن كراع كلُّ ما ركِبْت من غير إِذن صاحبه الجوهري الهَشِيلة من الإِبل وغيرها الذي يأْخذه الرجل من غير إِذن صاحبه يبلغ عليه حيث يريد ثم يردّه وقال وكلُّ هَشِيلةٍ ما دُمْتُ حَيّاً عَلَيَّ محرَّم إِلاَّ الجِمال والهَيْشَلة من الإِبل وغيرها ما اعْتَصَب قال أَبو منصور هذا حرف وقع فيه الخطأ من جهتين إِحداهما في نفس الكلمة والأُخرى في تفسيرها والصواب الهَشِيلة من الإِبل وغيرها ما اغتُصِب لا ما اعْتَصب قال وأُثبت لنا عن ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال يقول مُفاخِر العرب منَّا من يُهْشِل أَي منا من يعطي الهَشِيلة وهو أَن يأْتي الرجل ذو الحاجة إِلى مُراح الإِبل فيأْخذ بعيراً فيركبه فإِذا قضى حاجته ردَّه وأَما الهَيْشَلة على فَيْعَلة فإِن شمراً وغيره قالوا هي الناقة المُسِنَّة السمينة والله أَعلم

هضل
الهَضْل الكثير قال المرَّار الفقعسي أُصُلاً قُبَيْلَ الليلِ أَو غادَيْتُها بَكراً غُدَيَّةَ في النَّدى الهَضْلِ وامرأَة هَضْلاء طويلة الثَّدْيَين وهي أَيضاً التي ارتفع حَيْضها الجوهري الهَيْضَلة من النساء الضَّخْمة النَّصَفُ ومن النوق الغَزيرة والهَيْضَل والهَيْضَلةُ جماعة متسلِّحة أَمْرُهم في الحرب واحد قال أَبو كبير أَزُهَيرُ إِنْ يَشِبِ القَذالُ فإِنَّني رُبْ هَيْضَلٍ لَجِبٍ لفَفْت بِهَيْضَلِ قال الليث الهَيْضَل جماعة فإِذا جعل اسماً قيل هَيْضَلة وقيل الهَيْضَلة الجماعة يُغْزى بهم ليسوا بالكثير والهَيْضَل الرَّجَّالة وقيل الجَيْش وقيل الجماعة من الناس وجمل هَيْضَل ضخم طويل عظيم وناقة هَيْضَلة كذلك والهَيْضَلة من الإِبل الغريزة وهي من النساء الضَّخْمة النَّصَف وقيل الهَيْضَلة من النساء والإِبل والشاء هي المسِنَّة ولا يقال بعير هَيْضَل والهَيْضَلة أَصوات الناس قال وهَيْضَلُها الخَشْخاش إِذ نزَلوا والهَيْضَل الجيش الكثير واحدهم هَيْضلة قال الكميت وحَوْلَ سَرِيرِكَ من غالِبٍ ثُبى العِزِّ والعَرَبُ الهَيْضَلُ وقال آخر فيوْماً بِهَضَّاءٍ ويوماً بِسُرْنة ويوماً بخَشْخاش من الرَّجْل هَيْضل وقال الكميت في حَوْمَةِ الفَيْلَقِ الجأْواءِ إِذ نَزَلَتْ قَيس وهَيْضَلُها الخَشخاش إِذ نَزلُوا وقال حاجز السَّرَوي ولا رَعِشاً إِنْ جَرى ساقُه إِذا بادَر الحَمْلَة الهَيْضَلا قال ابن بري ويقال عَنْز هَيْضلة عريضة الخاصِرتين قال الشاعر بِهَيْضَلةٍ إِذا دُعِيَتْ أَجابَتْ مَصُورٌ قَرْنُها نَقَدٌ قَديمُ وقال ابن الفرج هو يَهْضِل بالكلام وبالشعْر ويَهْضِب به إِذا كان يَسُحُّ سَحّاً وأَنشد كأَنهنّ بِجِمادِ الأَجْبالْ وقد سَمِعْنَ صوتَ حادٍ جَلْجالْ من آخِر الليل عليها هَضَّالْ عِقْبانُ دَجْنٍ ومَراريخُ الغالْ قيل له هَضَّال لأَنه يَهْضل عليها بالشعْر إِذا حَدا

هطل
الهَطل والهَطَلان المطَر المتفرِّق
( * قوله « المطر المتفرق » عبارة المحكم تتابع المطر المتفرق وقوله « وهو مطر » عبارة المحكم وقيل هو مطر ) العظيم القطْر وهو مطَر دائم مع سكون وضعف وفي التهذيب الهَطَلان تتابع القطر المتفرِّق العِظام والهَطْل تَتابع المطر والدَّمْع وسيلانُه وهَطَلَت السماء تَهْطِل هَطْلاً وهَطَلاناً وتهْطالاً وهَطَل المطر يَهْطِل هَطْلاً وهَطَلاناً وتَهْطالاً ودِيمةٌ هُطْلٌ وهَطْلاء فَعْلاء لا أَفْعَلَ لها ومَطر هَطِل وهَطَّال قال أَلَحَّ عليها كلُّ أَسْحَم هَطَّالِ والهَطْل المطر الضعيف الدائم وقيل هو الدائم ما كان الأَصمعي الديمةُ مَطر يَدُوم مع سكون والضَّرْب فوق ذلك والهَطْل فوقه أَو مثل ذلك قال امرؤ القيس دِيمةٌ هَطْلاءُ فيها وَطَفٌ طَبَقُ الأَرضِ تَحَرَّى وتَدُرُّ قال أَبو الهيثم في قول الأَعشى مُسْبِل هَطِل هذا نادر وإِنما يقال هَطَلت السماء تَهْطِل هَطْلاً فهي هاطِلة فقال الأَعشى هَطِل بغير أَلف الجوهري وغيره سَحاب هَطِل ومطر هَطِل كثير الهَطَلان وسحائب هُطَّل جمع هاطِل وديمة هَطْلاء قال النحويون ولا يقال سحاب أَهْطَل ولا مطر أَهْطَل وقولهم هَطْلاء جاء على غير قياس وهذا كقولهم فرس رَوْعاء وهي الذَّكِيَّة ولا يقال للذكر أَرْوَع وامرأَة حَسْناء ولم يقولوا رجل أَحْسَن والسحاب يَهْطِل بالدموع
( * قوله « والسحاب يهطل بالدموع » هكذا في الأصل وعبارة التهذيب والسحاب يهطل والعين تهطل بالدموع ) وهَطَل الدَّمْعُ ودمعٌ هاطِل وهَطَلت العين بالدمع تَهُْطِل وفي الحديث اللهم ارْزُقْني عَيْنَيْنِ هَطَّالتين ذَرَّافَتَيْن للدموع من هَطَل المطر يَهْطِل إِذا تتابع وهَطَل يَهْطِل هَطَلاناً مضى لوجهه مشياً وناقة هَطْلى تمشي رُوَيْداً وأَنشد أَبو النجم يصف فرساً يَهْطِلُها الرَّكْضُ بطَيْسٍ تَهْطِلُهْ
( * قوله « يهطلها الركض » في الصاغاني يعصرها الركض وقوله « بطيس » في التكملة والتهذيب بطشّ )
أَبو عبيد هَطَل الجريُ الفرسَ هَطْلاً إِذا أَخرج عَرَقه شيئاً بعد شيء قال ويَهْطِلها الركضُ يُخرج عَرَقها والهَطَّال اسم فرس زيد الخيل قال أُقَرِّبُ مَرْبَط الهَطَّالِ إِني أَرى حَرْباً تَلَقَّحُ عن حِيالِ والهَطَّال اسم جبل وقال على هَطَّالهم منهم بُيوتٌ كأَنَّ العَنْكَبوت هو ابْتَناها والهَطْلى من الإِبل التي تمشي رُوَيْداً قال أَبابيل هَطْلى من مُراحٍ ومُهْمَلِ ومشت الظِّباء هَطْلى أَي رُوَيْداً وأَنشد تَمَشَّى بها الأَرْآمُ هَطْلى كأَنها كَواعِبُ ما صِيغتْ لهنّ عُقودُ والهَطْلى المهملة وجاءت الإِبل هَطْلى وهَطَلى أَي متقطعة وقيل هَطْلى مطلَقة ليس معها سائق أَبو عبيدة جاءت الخيل هَطْلى أَي خَناطِيل جماعات في تفرقة ليس لها واحد وهَطَلَت الناقة تَهْطِل هَطْلاً إِذا سارت سيراً ضعيفاً وقال ذو الرمة جَعَلْت له من ذِكْرِ مَيٍّ تَعِلَّةً وخَرْقاءَ فوق الناعِجاتِ الهَواطِل
( * قوله « فوق الناعجات » هكذا في الأصل والتهذيب وفي التكملة للصاغاني فوق الواسجات )
والهِطْل المُعْيي وخص بعضهم به البعير المُعْيي والهَطْل الإِعياء ابن الأَعرابي الهِطْل الذئب والهِطْل اللصُّ والهِطْل الرجل الأَحمق والهَيْطَل والهَياطِل والهَياطِلة جنس من التُّرْك أَو الهِنْد قال حَمَلْتُهم فيها مع الهَياطِلَهْ أَثْقِلْ بهم من تِسْعَةٍ في قافِلَهْ والهَيْطَل الجماعة يغزى بهم لَيْسُوا بالكثير ويقال الهَياطِلة جِيلٌ من الناس كانت لهم شَوْكة وكانت لهم بلاد
( * قوله « وكانت لهم بلاد إلخ » هكذا في الأصل والذي في الصحاح واتراك خلخ إلخ وفي شرح القاموس طخارستان واتراك خلج والخنجية من بقاياهم اه وفي ياقوت ان طخارستان وطخيرستان لغتان في اسم البلدة وفيه خلج آخره جيم اسم بلد وأما خلخ وخزلخ آخره خاء وخنجينة فلم يذكرهما ) طَخَيْرِسْتان وأَتراك خزلخ وخنجينة من بقاياهم وفي حديث الأَحنف أَن الهَياطِلة لما نزلت به بَعِلَ بهم قال هم قوم من الهِنْد والياء زائدة كأَنه جمع هَيْطَل والهاء لتأْكيد الجمع والهَيْطَل يقال هو الثعْلب الأَزهري قال الليث الهَيْطَلة آنية من صُفْر يطبخ فيها قال الأَزهري هو معرب ليس بعربي صحيح أَصله باتِيلَهْ التهذيب وتَهَطْلأْتُ وتَطَهْلأْتُ أَي وقَعْتُ
( * قوله « اي وقعت » في التكملة برأت من المرض )
الأَزهري في ترجمة هلط عن ابن الأَعرابي الهالِطُ المسترخي البطن والهاطِل الزرع الملتفُّ

هطمل
التهذيب في الرباعي الهَطمْليّ
( * قوله « الهطملي إلخ » هكذا في الأصل والذي في التهذيب والقاموس الطهملي بتقديم الطاء ) الأَسود القصير

هقل
الهِقْلُ الفتيُّ من النَّعام وأَنشد ابن بري وإِنْ ضُرِبَتْ على العِلاَّت أَجَّتْ أَجِيجَ الهَقْلِ من خَيْطِ النَّعامِ وقال بعضهم الهِقْل الظليم ولم يعيّن الفتيَّ والأُنثى هِقْلة والهَيْقَل كالهِقْل وقال مالك بن خالد والله ما هِقْلةٌ حَصَّاد عَنَّ لها جَوْن السَّراةِ هِزَفٌّ لحمُه زِيَمُ

هكل
تَهاكلَ القومُ تنازعوا في الأَمر والهَيْكَلُ الضخمُ من كل شيء والهَيْكَلَةُ من النساء العظيمة عن اللحياني والهَيْكَلُ من الخيل الكثيف العَبْلُ اللِّينُ قال امرؤ القيس بِمُنْجَردٍ قَيْدِ الأَوابِدِ هَيْكَلِ
( * قوله « بمنجرد قيد الأوابد إلخ » هكذا في الأصل وعبارة المحكم بعد الشطر وقيل هو الطويل عُلُوّاً وعداء وقيل هو التام قال أبو النجم فاستعاره للنبات في حبة جرف وحمض هيكل والنبت لا يوصف الى آخر ما هنا )
والنبت لا يوصف بالضَّخَم لكنه أَراد الكثرة فأَقام الضِّخَم مقامها الليث الهَيْكَلُ الفرس الطويل عُلُوًّا وعدْواً ابن شميل الهَيْكَلُ الضخم من كل الحيوان الأَزهري الهَيْكل البِناء المرتفع يشبه به الفرس الطويل والهَيْكَلُ الفرس الطويل الضَّخْم قال ابن بري كانت الدَّهْناء بنت مِسحل زوجة العجاج رفعته إِلى الوالي وكانت رمته بالتَّعْنين فقال أَظَنَّت الدَّهْنا وظنَّ مِسْحَلُ أَنَّ الأَمِيرَ بالقَضاء يَعْجَلُ عن كَسِلاتي والحصانُ يُكْسِلُ عن السِّفاد وهو طِرْفٌ هَيْكَلُ ؟ أَبو حنيفة الهَيْكَل النبت الذي طال وعظُم وبلَغ وكذلك الشجر واحدته هَيْكَله وهَيْكَل الزرع نَما وطال والهَيْكَل بيت للنصارى فيه صنم على خلْقة مريم فيما يزعمون وأَنشد مَشْيَ النَّصارى حَوْلَ بَيتِ الهَيْكَلِ وفي المحكم الهَيْكَل بيت للنصارى فيه صورة مريم وعيسى عليهما السلام قال الأَعشى وما أَيْبُلِيٌّ على هَيْكَلٍ بَناه وصَلَّب فيه وصارا وربما سمي به دَيْرُهم الهَيْكَلُ البناء المُشرف والهَيْكَلُ بيت الأَصنام

هلل
هَلَّ السحابُ بالمطر وهَلَّ المطر هَلاًّ وانْهَلَّ بالمطر انْهِلالاً واسْتَهَلَّ وهو شدَّة انصبابه وفي حديث الاستسقاء فأَلَّف الله السحاب وهَلَّتنا قال ابن الأَثير كذا جاء في رواية لمسلم يقال هَلَّ السحاب إِذا أَمطر بشدَّة والهِلالُ الدفعة منه وقيل هو أَوَّل ما يصيبك منه والجمع أَهِلَّة على القياس وأَهاليلُ نادرة وانْهَلَّ المطر انْهِلالاً سال بشدَّة واستهلَّت السماءُ في أَوَّل المطر والاسم الهِلالُ وقال غيره هَلَّ السحاب إِذا قَطَر قَطْراً له صوْت وأَهَلَّه الله ومنه انْهِلالُ الدَّمْع وانْهِلالُ المطر قال أَبو نصر الأَهالِيل الأَمْطار ولا واحد لها في قول ابن مقبل وغَيْثٍ مَرِيع لم يُجدَّع نَباتُهُ ولتْه أَهالِيلُ السِّماكَيْنِ مُعْشِب وقال ابن بُزُرْج هِلال وهَلالُهُ
( * قوله « هلال وهلاله إلخ » عبارة الصاغاني والتهذيب وقال ابن بزرج هلال المطر وهلاله إلخ ) وما أَصابنا هِلالٌ ولا بِلالٌ ولا طِلالٌ قال وقالوا الهِلَلُ الأَمطار واحدها هِلَّة وأَنشد من مَنْعِجٍ جادت رَوابِيهِ الهِلَلْ وانهلَّت السماءُ إِذا صبَّت واستهلَّت إِذا ارتفع صوتُ وقعها وكأَنَّ استِهْلالَ الصبيّ منه وفي حديث النابغة الجعديّ قال فنَيَّف على المائة وكأَنَّ فاهُ البَرَدُ المُنْهَلُّ كل شيء انصبَّ فقد انْهَلَّ يقال انهلَّ السماء بالمطر ينهلُّ انْهِلالاً وهو شدة انْصِبابه قال ويقال هلَّ السماء بالمطر هَلَلاً ويقال للمطر هَلَلٌ وأُهْلول والهَلَلُ أَول المطر يقال استهلَّت السماء وذلك في أَول مطرها ويقال هو صوت وَقْعِه واستهلَّ الصبيُّ بالبُكاء رفع صوتَه وصاح عند الوِلادة وكل شيء ارتفع صوتُه فقد استهلَّ والإِهْلالُ بالحج رفعُ الصوت بالتَّلْبية وكلُّ متكلم رفع صوته أَو خفضه فقد أَهَلَّ واستهلَّ وفي الحديث الصبيُّ إِذا وُلِد لم يُورَث ولم يَرِثْ حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً وفي حديث الجَنِين كيف نَدِي مَن لا أَكَل ولا شَرِبَ ولا اسْتَهَلَّ ؟ وقال الراجز يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها كما يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ وأَصله رَفْعُ الصوَّت وأَهَلَّ الرجل واستهلَّ إِذا رفع صوتَه وأَهَلَّ المُعْتَمِرُ إِذا رفع صوتَه بالتَّلْبية وتكرر في الحديث ذكر الإِهْلال وهو رفعُ الصوت بالتَّلْبِية أَهَلَّ المحرِمُ بالحج يُهِلُّ إِهْلالاً إِذا لَبَّى ورفَع صوتَه والمُهَلُّ بضم الميم موضعُ الإِهْلال وهو الميقات الذي يُحْرِمون منه ويقع على الزمان والمصدر الليث المُحرِمُ يُهِلُّ بالإِحْرام إِذا أَوجب الحُرْم على نفسه تقول أَهَلَّ بحجَّة أَو بعُمْرة في معنى أَحْرَم بها وإِنما قيل للإِحرامِ إِهْلال لرفع المحرِم صوته بالتَّلْبية والإِهْلال التلبية وأَصل الإِهْلال رفعُ الصوتِ وكل رافِعٍ صوتَه فهو مُهِلّ وكذلك قوله عز وجل وما أُهِلَّ لغير الله به هو ما ذُبِحَ للآلهة وذلك لأَن الذابح كان يسمِّيها عند الذبح فذلك هو الإِهْلال قال النابغة يذكر دُرَّةً أَخرجها غَوَّاصُها من البحر أَو دُرَّة صَدَفِيَّة غَوَّاصُها بَهِجٌ متى يَره يُهِلَّ ويَسْجُدِ يعني بإِهْلالِه رفعَه صوتَه بالدعاء والحمد لله إِذا رآها قال أَبو عبيد وكذلك الحديث في اسْتِهْلال الصبيِّ أَنه إِذا وُلد لم يَرِثْ ولم يُورَثْ حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً وذلك أَنه يُستدَل على أَنه وُلد حيًّا بصوته وقال أَبو الخطاب كلّ متكلم رافعِ الصوت أَو خافضِه فهو مُهلّ ومُسْتَهِلّ وأَنشد وأَلْفَيْت الخُصوم وهُمْ لَدَيْهِ مُبَرْسمَة أَهلُّوا ينظُرونا وقال غير يَعفور أَهَلَّ به جاب دَفَّيْه عن القلب
( * قوله « غير يعفور إلخ » هو هكذا في الأصل والتهذيب )
قيل في الإِهْلال إِنه شيء يعتريه في ذلك الوقت يخرج من جوفه شبيه بالعُواء الخفيف وهو بين العُواء والأَنين وذلك من حاقِّ الحِرْص وشدّة الطلب وخوف الفَوْت وانهلَّت السماء منه يعني كلب الصيد إِذا أُرسل على الظَّبْي فأَخذه قال الأَزهري ومما يدل على صحة ما قاله أَبو عبيد وحكاه عن أَصحابه قول الساجع عند سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قَضى في الجَنين ( قوله « حين قضى في الجنين إلخ » عبارة التهذيب حين قضى في الجنين الذي أسقطته أمه ميتاً بغرة إلخ ) إِذا سقَط ميتاً بغُرَّة فقال أَرأَيت مَن لا شرب ولا أَكَلْ ولا صاح فاسْتَهَلّْ ومثل دَمِه يُطَلُّ فجعله مُسْتَهِلاًّ برفعِه صوته عند الوِلادة وانهلَّت عينُه وتَهَلَّلتْ سالت بالدمع وتَهَلَّلتْ دموعُه سالت واستهلَّت العين دمَعت قال أَوس لا تَسْتَهِلُّ من الفِراق شُؤوني وكذلك انْهَلَّتِ العَيْن قال أَو سُنْبُلاً كُحِلَتْ به فانْهَلَّتِ والهَليلةُ الأَرض التي استهلَّ بها المطر وقيل الهَلِيلةُ الأَرض المَمْطورة وما حَوالَيْها غيرُ مَمطور وتَهَلَّل السحابُ بالبَرْق تَلأْلأَ وتهلَّل وجهه فَرَحاً أَشْرَق واستهلَّ وفي حديث فاطمة عليها السلام فلما رآها استبشَر وتهلَّل وجهُه أَي استنار وظهرت عليه أَمارات السرور الأَزهري تَهَلَّل الرجل فرحاً وأَنشد
( * هذا البيت لزهير بن ابي سلمى من قصيدة له )
تَراه إِذا ما جئتَه مُتَهَلِّلاً كأَنك تُعطيه الذي أَنت سائلُهْ واهْتَلَّ كتَهلَّل قال ولنا أَسامٍ ما تَليقُ بغيرِنا ومَشاهِدٌ تَهْتَلُّ حين تَرانا وما جاء بِهِلَّة ولا بِلَّة الهِلَّة من الفرح والاستهلال والبِلَّة أَدنى بَللٍ من الخير وحكاهما كراع جميعاً بالفتح ويقال ما أَصاب عنده هِلَّة ولا بِلَّة أَي شيئاً ابن الأَعرابي هَلَّ يَهِلُّ إِذا فرح وهَلَّ يَهِلُّ إِذا صاح والهِلالُ غرة القمر حين يُهِلُّه الناسُ في غرة الشهر وقيل يسمى هِلالاً لليلتين من الشهر ثم لا يسمَّى به إِلى أَن يعود في الشهر الثاني وقيل يسمى به ثلاث ليال ثم يسمى قمراً وقيل يسماه حتى يُحَجِّر وقيل يسمى هِلالاً إِلى أَن يَبْهَرَ ضوءُه سواد الليل وهذا لا يكون إِلا في الليلة السابعة قال أَبو إِسحق والذي عندي وما عليه الأَكثر أَن يسمَّى هِلالاً ابنَ ليلتين فإِنه في الثالثة يتبين ضوءُه والجمع أَهِلَّة قال يُسيلُ الرُّبى واهِي الكُلَى عَرِضُ الذُّرَى أَهِلَّةُ نضّاخِ النَّدَى سابِغ القَطْرِ أَهلَّة نضّاخ النَّدَى كقوله تلقّى نَوْءُهُنّ سِرَارَ شَهْرٍ وخيرُ النَّوْءِ ما لَقِيَ السِّرَارا التهذيب عن أَبي الهيثم يسمَّى القمر لليلتين من أَول الشهر هِلالاً ولليلتين من آخر الشهر ستٍّ وعشرين وسبعٍ وعشرين هِلالاً ويسمى ما بين ذلك قمراً وأَهَلَّ الرجلُ نظر إِلى الهِلال وأَهْلَلْنا هِلال شهر كذا واسْتَهْللناه رأَيناه وأَهْلَلْنا الشهر واسْتَهْللناه رأَينا هِلالَه المحكم وأَهَلَّ الشهر واستَهلَّ ظهر هِلالُه وتبيَّن وفي الصحاح ولا يقال أَهَلَّ قال ابن بري وقد قاله غيره المحكم أَيضاً وهَلَّ الشهر ولا يقال أَهَلَّ وهَلَّ الهِلالُ وأَهَلَّ وأُهِلَّ واستُهِلَّ على ما لم يسم فاعله ظهَر والعرب تقول عند ذلك الحمدُلله إِهْلالَك إِلى سِرارِك ينصبون إِهْلالَك على الظرف وهي من المصادر التي تكون أَحياناً لسعة الكلام كخُفوق النجم الليث تقول أُهِلَّ القمر ولا يقال أُهِلَّ الهِلالُ قال الأَزهري هذا غلط وكلام العرب أُهِلَّ الهِلالُ روى أَبو عبيد عن أَبي عمرو أُهِلَّ الهلالُ واستُهِلَّ لا غير وروي عن ابن الأَعرابي أُهِلَّ الهلالُ واستُهِلَّ قال واسْتَهَلَّ أَيضاً وشهر مُسْتَهل وأَنشد وشهر مُسْتَهل بعد شهرٍ ويومٌ بعده يومٌ جَدِيدُ قال أَبو العباس وسمي الهلالُ هِلالاً لأَن الناس يرفعون أَصواتهم بالإِخبار عنه وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن ناساً قالوا له إِنَّا بين الجِبال لا نُهِلُّ هِلالاً إِذا أَهَلَّه الناس أَي لا نُبْصِره إِذا أَبصره الناس لأَجل الجبال ابن شميل انطَلِقْ بنا حتى نُهِلَّ الهِلال أَي نَنْظُر أَنَراه وأَتَيْتُك عند هِلَّةِ الشهر وهِلِّه وإِهْلاله أَي اسْتِهلاله وهالَّ الأَجيرَ مُهالّةً وهِلالاً استأْجره كل شهر من الهِلال إِلى الهِلال بشيء عن اللحياني وهالِلْ أَجيرَك كذا حكاه اللحياني عن العرب قال ابن سيده فلا أَدري أَهكذا سمعه منهم أَم هو الذي اختار التضعيف فأَما ما أَنشده أَبو زيد من قوله تَخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصُولِ والزايَ والرَّا أَيَّما تَهْلِيلِ فإِنه أَراد تَضَعُها على شكْلِ الهِلال وذلك لأَن معنى قوله تَخُطُّ تُهَلِّلُ فكأَنه قال تُهَلِّل لام أَلِفٍ مَوْصولٍ تَهْلِيلاً أَيَّما تَهْليل والمُهَلِّلةُ بكسر اللام من الإِبل التي قد ضَمَرت وتقوَّست وحاجِبٌ مُهَلَّلٌ مشبَّه بالهلال وبعير مُهَلَّل بفتح اللام مقوَّس والهِلالُ الجمَل الذي قد ضرَب حتى أَدَّاه ذلك إِلى الهُزال والتقوُّس الليث يقال للبعير إِذا اسْتَقْوَس وحَنا ظهرُه والتزق بطنه هُزالاً وإِحْناقاً قد هُلِّل البعير تهليلاً قال ذو الرمة إِذا ارْفَضَّ أَطرافُ السِّياطِ وهُلِّلتْ جُرُومُ المَطايا عَذَّبَتْهُنّ صَيْدَحُ ومعنى هُلِّلتْ أَي انحنتْ كأَنه الأَهلَّة دِقَّةً وضُمْراً وهِلالُ البعير ما استقوس منه عند ضُمْره قال ابن هرمة وطارِقِ هَمٍّ قد قَرَيْتُ هِلالَهُ يَخُبُّ إِذا اعْتَلَّ المَطِيُّ ويَرْسُِمُ أَراد أَنه قَرَى الهَمَّ الطارقَ سيْر هذا البعير والهلالُ الجمل المهزول من ضِراب أَو سير والهِلال حديدة يُعَرْقَب بها الصيد والهِلالُ الحديدة التي تضمُّ ما بين حِنْوَيِ الرَّحْل من حديد أَو خشب والجمع الأُهِلَّة أَبو زيد يقال للحدائد التي تضمُّ ما بين أَحْناءِ الرِّحال أَهِلَّة وقال غيره هلالُ النُّؤْي ما استقْوَس منه والهِلالُ الحيَّة ما كان وقيل هو الذكَر من الحيّات ومنه قول ذي الرمة إِلَيك ابْتَذَلْنا كلَّ وَهْمٍ كأَنه هِلالٌ بدَا في رَمْضةٍ يَتَقَلَّب يعني حيَّة والهِلال الحيَّة إِذا سُلِخَت قال الشاعر تَرَى الوَشْيَ لَمَّاعاً عليها كأَنه قَشيبُ هِلال لم تقطَّع شَبَارِقُهْ وأَنشد ابن الأَعرابي يصف درعاً شبهها في صَفائها بسَلْخ الحيَّة في نَثْلةٍ تَهْزَأُ بالنِّصالِ كأَنها من خِلَعِ الهِلالِ وهُزْؤُها بالنِّصال ردُّها إِياها والهِلالُ الحجارة المَرْصوف بعضُها إِلى بعضٍ والهِلالُ نِصْف الرَّحَى والهلالُ الرَّحَى ومنه قول الراجز ويَطْحَنُ الأَبْطالَ والقَتِيرا طَحْنَ الهِلالِ البُرَّ والشَّعِيرَا والهِلالُ طرف الرَّحَى إِذا انكسر منه والهِلالُ البياض الذي يظهر في أُصول الأَظْفار والهِلالُ الغُبار وقيل الهِلالُ قطعة من الغُبار وهِلالُ الإِصبعِ المُطيفُ بالظفر والهِلالُ بقيَّة الماء في الحوض ابن الأَعرابي والهِلالُ ما يبقى في الحوض من الماء الصافي قال الأَزهري وقيل له هِلالٌ لأَن الغدير عند امتلائه من الماء يستدير وإِذا قلَّ ماؤه ذهبت الاستدارةُ وصار الماء في ناحية منه الليث الهُلاهِلُ من وصف الماء الكثير الصافي والهِلالُ الغلام الحسَن الوجه قال ويقال للرَّحى هِلال إِذا انكسرت والهِلالُ شيء تُعرقَبُ به الحميرُ وهِلالُ النعل ذُؤابَتُها والهَلَلُ الفَزَع والفَرَقُ قال ومُتَّ مِنِّي هَلَلاً إِنما مَوْتُك لو وارَدْت وُرَّادِيَهْ يقال هَلَكَ فلان هَلَلاً وهَلاًّ أَي فَرَقاً وحَمل عليه فما كذَّب ولا هَلَّلَ أَي ما فَزِع وما جبُن يقال حَمَل فما هَلَّل أَي ضرب قِرْنه ويقال أَحجم عنَّا هَلَلاً وهَلاًّ قاله أَبو زيد والتَّهْليل الفِرارُ والنُّكوصُ قال كعب بن زهير لا يقَعُ الطَّعْنُ إِلا في نُحورِهِمُ وما لهمْ عن حِياضِ المَوْتِ تَهْليلُ أَي نُكوصٌ وتأَخُّرٌ يقال هَلَّل عن الأَمر إِذا ولَّى عنه ونَكَص وهَلَّل عن الشيء نَكَل وما هَلَّل عن شتمي أَي ما تأَخر قال أَبو الهيثم ليس شيء أَجْرأَ من النمر ويقال إِنّ الأَسد يُهَلِّل ويُكَلِّل وإِنَّ النَّمِر يُكَلِّل ولا يُهَلِّل قال والمُهَلِّل الذي يحمل على قِرْنه ثم يجبُن فَيَنْثَني ويرجع ويقال حَمَل ثم هَلَّل والمُكَلِّل الذي يحمل فلا يرجع حتى يقع بقِرْنه وقال قَوْمي على الإِسْلام لمَّا يَمْنَعُوا ماعُونَهُمْ ويُضَيِّعُوا التَّهْلِيلا
( * قوله « ويضيعوا التهليلا » وروي ويهللوا التهليلا كما في التهذيب )
أَي لمَّا يرجعوا عمَّا هم عليه من الإِسلام من قولهم هَلَّل عن قِرْنه وكَلَّس قال الأَزهري أَراد ولمَّا يُضَيِّعوا شهادة أَن لا إِله إِلا الله وهو رفع الصوت بالشهادة وهذا على رواية من رواه ويُضَيِّعوا التَّهْليلا وقال الليث التَّهْليل قول لا إِله إِلا الله قال الأَزهري ولا أَراه مأْخوذاً إِلا من رفع قائله به صوته وقوله أَنشده ثعلب وليس بها رِيحٌ ولكن وَدِيقَةٌ يَظَلُّ بها السَّامي يُهِلُّ ويَنْقَعُ فسره فقال مرَّة يذهب رِيقُه يعني يُهِلُّ ومرة يَجيء يعني يَنْقَع والسامي الذي يصطاد ويكون في رجله جَوْرَبان وفي التهذيب في تفسير هذا البيت السامي الذي يطلب الصيد في الرَّمْضاء يلبس مِسْمَاتَيْه ويُثير الظِّباء من مَكانِسِها فإِذا رَمِضت تشقَّقت أَظْلافها ويُدْرِكها السامي فيأْخذها بيده وجمعه السُّمَاة وقال الباهلي في قوله يُهِلُّ هو أَن يرفع العطشان لسانه إِلى لَهاته فيجمع الريق يقال جاء فلان يُهِلُّ من العطش والنَّقْعُ جمع الريق تحت اللسان وتَهْلَلُ من أَسماء الباطل كَثَهْلَل جعلوه اسماً له علماً وهو نادر وقال بعض النحويين ذهبوا في تَهْلَل إِلى أَنه تَفْعَل لمَّا لم يجدوا في الكلام « ت ه ل » معروفة ووجدوا « ه ل ل » وجاز التضعيف فيه لأَنه علم والأَعلام تغير كثيراً ومثله عندهم تَحْبَب وذهب في هِلِيَّانٍ وبذي هِلِيَّانٍ أَي حيث لا يدرَى أَيْنَ هو وامرأَة هِلٌّ متفصِّلة في ثوب واحدٍ قال أَناةٌ تَزِينُ البَيْتَ إِمَّا تلَبَّسَتْ وإِن قَعَدَتْ هِلاًّ فأَحْسنْ بها هِلاَّ والهَلَلُ نَسْجُ العنكبوت ويقال لنسج العنكبوت الهَلَل والهَلْهَلُ وهَلَّلَ الرجلُ أَي قال لا إِله إِلا الله وقد هَيْلَلَ الرجلُ إِذا قال لا إِله إِلا الله وقد أَخذنا في الهَيْلَلَة إِذا أَخذنا في التَّهْليل وهو مثل قولهم حَوْلَقَ الرجل وحَوْقَلَ إِذا قال لا حول ولا قوة إِلا بالله وأَنشد فِداكَ من الأَقْوام كُلُّ مُبَخَّل يُحَوْلِقُ إِمَّا سالهُ العُرْفَ سائلُ الخليل حَيْعَل الرجل إِذا قال حيّ على الصلاة قال والعرب تفعل هذا إِذا كثر استعمالهم للكلمتين ضموا بعض حروف إِحداهما إِلى بعض حروف الأُخرى منه قولهم لا تُبَرْقِل علينا والبَرْقَلة كلام لا يَتْبَعه فعل مأْخوذ من البَرْق الذي لا مطر معه قال أَبو العباس الحَوْلَقة والبَسْملة والسَّبْحَلة والهَيْلَلة قال هذه الأَربعة أَحرف جاءت هكذا قيل له فالْحَمدلة ؟ قال ولا أنكره
( * قوله « قال ولا أنكره » عبارة الازهري فقال لا وأنكره )
وأَهَلَّ بالتسمية على الذبيحة وقوله تعلى وما أُهِلَّ به لغير الله أَي نودِيَ عليه بغير اسم الله ويقال أَهْلَلْنا عن ليلة كذا ولا يقال أَهْلَلْناه فهَلَّ كما يقال أَدخلناه فدَخَل وهو قياسه وثوب هَلٌّ وهَلْهَلٌ وهَلْهالٌ وهُلاهِل ومُهَلْهَل رقيق سَخيفُ النَّسْج وقد هَلْهَل النَّسَّاج الثوبَ إِذا أَرقّ نَسْجه وخفَّفه والهَلْهَلةُ سُخْفُ النسْج وقال ابن الأَعرابي هَلْهَله بالنَّسْج خاصة وثوب هَلْهَل رَديء النسْج وفيه من اللغات جميع ما تقدم في الرقيق قال النابغة أَتاك بقولٍ هَلْهَلِ النَّسْجِ كاذبٍ ولم يأْتِ بالحقّ الذي هو ناصِعُ ويروى لَهْلَه ويقال أَنْهَجَ الثوبُ هَلْهالاً والمُهَلْهَلة من الدُّروع أَرْدَؤها نسْجاً شمر يقال ثوب مُلَهْلَةٌ ومُهَلْهَل ومُنَهْنَةٌ وأَنشد ومَدَّ قُصَيٌّ وأَبْناؤه عليك الظِّلالَ فما هَلْهَلُوا وقال شمر في كتاب السلاح المُهَلْهَلة من الدُّروع قال بعضهم هي الحَسنة النسْج ليست بصفيقة قال ويقال هي الواسعة الحَلَق قال ابن الأَعرابي ثوب لَهْلَهُ النسج أَي رقيق ليس بكثيف ويقال هَلْهَلْت الطحين أَي نخلته بشيء سَخيف وأَنشد لأُمية
( * قوله « وأنشد لامية إلخ » عبارة التكملة لامية بن ابي الصلت يصف
الرياح أذعن به جوافل معصفات ... كما تذري المهلهلة
الطحينابه اي بذي قضين وهو موضع )
كما تَذْرِي المُهَلْهِلةُ الطَّحِينا وشعر هَلْهل رقيقٌ ومُهَلْهِل اسم شاعر سمي بذلك لِرَداءة شعْره وقيل لأَنه أَوَّل من أَرقَّ الشعْر وهو امرؤ القيس ابن ربيعة
( * قوله وهو امرؤ القيس بن ربيعة هكذا في الأصل والمشهور أنه ابو ليلى عَدِيّ بن ربيعة ) أَخو كُليب وائل وقيل سمي مهلهِلاً بقوله لزهير بن جَناب لمَّا تَوَعَّرَ في الكُراعِ هَجِينُهُمْ هَلْهَلْتُ أَثْأَرُ جابراً أَو صِنْبِلا ويقال هَلهَلْت أُدرِكه كما يقال كِدْت أُدْرِكُه وهَلْهَلَ يُدْركه أَي كان يُدركه وهذا البيت أَنشده الجوهري لما تَوَغَّلَ في الكُراع هَجِينُهم قال ابن بري والذي في شعره لما توعَّر كما أَوردْناه عن غيره وقوله لما توَعَّر أَي أَخذ في مكان وعْر ويقال هَلْهَل فلان شعْره إِذا لم ينَقِّحه وأَرسله كما حضَره ولذلك سمي الشاعر مُهَلهِلاً والهَلْهَل السَّمُّ القاتِل وهو معرَّب قال الأَزهري ليس كل سَمّ قاتل يسمَّى هَلهَلاً ولكن الهَلهَلُ سَمٌّ من السُّموم بعينه قاتِلٌ قال وليس بعربيّ وأَراه هنْدِيّاً وهَلهَلَ الصوْتَ رجَّعه وماءٌ هُلاهِلٌ صافٍ كثير وهَلْهَل عن الشيء رجَع والهُلاهِلُ الماء الكثير الصافي والهَلْهَلةُ الانتظار والتأَني وقال الأَصمعي في قول حَرملة بن حَكيم هَلهِلْ بكَعْبٍ بعدما وَقَعَتْ فوق الجَبِين بساعِدٍ فَعْمِ ويروى هَلِّلْ ومعناهما جميعاً انتظر به ما يكون من حاله من هذه الضرْبة وقال الأَصمعي هَلْهِلْ بكَعْب أَي أَمْهِله بعدما وقعت به شَجَّة على جبينه وقال شمر هَلْهَلْت تَلَبَّثت وتنظَّرت التهذيب ويقال أَهَلَّ السيفُ بفلان إِذا قطع فيه ومنه قول ابن أَحمر وَيْلُ آمِّ خِرْقٍ أَهَلَّ المَشْرَفِيُّ به على الهَباءَة لا نِكْسٌ ولا وَرَع وذو هُلاهِلٍ قَيْلٌ من أَقْيال حِمْير وهَلْ حرف استفهام فإِذا جعلته اسماً شددته قال ابن سيده هل كلمة استفهام هذا هو المعروف قال وتكون بمنزلة أَم للاستفهام وتكون بمنزلة بَلْ وتكون بمنزلة قَدْ كقوله عز وجل يَوْمَ نقولُ لجهنَّم هَلِ امْتَلأْتِ وتقولُ هَلْ مِنْ مزيدٍ ؟ قالوا معناه قد امْتَلأْت قال ابن جني هذا تفسير على المعنى دون اللفظ وهل مُبقاة على استفهامها وقولها هَلْ مِن مزيد أَي أَتعلم يا ربَّنا أَن عندي مزيداً فجواب هذا منه عزَّ اسمه لا أَي فكَما تعلم أَن لا مَزيدَ فحسبي ما عندي وتكون بمعنى الجزاء وتكون بمعنى الجَحْد وتكون بمعنى الأَمر قال الفراء سمعت أَعرابيّاً يقول هل أَنت ساكت ؟ بمعنى اسكت قال ابن سيده هذا كله قول ثعلب وروايته الأَزهري قال الفراء هَلْ قد تكون جَحْداً وتكون خبَراً قال وقول الله عز وجل هَلْ أَتى على الإِنسان حينٌ من الدهر قال معناه قد أَتى على الإِنسان معناه الخبر قال والجَحْدُ أَن تقول وهل يقدِر أَحد على مثل هذا قال ومن الخبَر قولك للرجل هل وعَظْتك هل أَعْطَيتك تقرَّره بأَنك قد وعَظْته وأَعطيته قال الفراء وقال الكسائي هل تأْتي استفهاماً وهو بابُها وتأْتي جَحْداً مثل قوله أَلا هَلْ أَخو عَيْشٍ لذيذٍ بدائم معناه أَلا ما أَخو عيشٍ قال وتأْتي شرْطاً وتأْتي بمعنى قد وتأْتي تَوْبيخاً وتأْتي أَمراً وتأْتي تنبيهاً قال فإِذا زدت فيها أَلِفاً كانت بمعنى التسكين وهو معنى قوله إِذا ذُكِر الصالحون فحَيَّهَلاً بعُمَر قال معنى حَيّ أَسرِعْ بذكره ومعنى هَلاً أَي اسْكُن عند ذكره حتى تنقضي فضائله وأَنشد وأَيّ حَصانٍ لا يُقال لَها هَلاً أَي اسْكُني للزوج قال فإِن شَدَّدْت لامَها صارت بمعنى اللوْم والحضِّ اللومُ على ما مضى من الزمان والحَضُّ على ما يأْتي من الزمان قال ومن الأَمر قوله فهَلْ أَنتُم مُنْتَهون وهَلاً زجْر للخيل وهالٍ مثله أَي اقرُبي وقولهم هَلاً استعجال وحث وفي حديث جابر هَلاَّ بكْراً تُلاعِبُها وتُلاعِبُك هَلاَّ بالتشديد حرف معناه الحثُّ والتحضيضُ يقال حيّ هَلا الثريدَ ومعناه هَلُمَّ إِلى الثريد فُتحت ياؤه لاجتماع الساكنين وبُنِيَت حَيّ وهَلْ اسماً واحداً مثل خمسة عشر وسمِّي به الفعل ويستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث وإِذا وقفت عليه قلت حَيَّهَلا والأَلف لبيان الحركة كالهاء في قوله كِتابِيَهْ وحِسابِيَهْ لأَنَّ الأَلِف من مخرج الهاء وفي الحديث إِذا ذكِرَ الصالحون فحَيَّهَلَ بعُمَرَ بفتح اللام مثل خمسة عشر أَي فأَقْبِلْ به وأَسرِع وهي كلمتان جعلتا كلمة واحدة فحَيَّ بمعنى أَقبِلْ وهَلا بمعنى أَسرِعْ وقيل معناه عليك بعُمَر أَي أَنه من هذه الصفة ويجوز فحَيَّهَلاً بالتنوين يجعل نكرة وأَما حَيَّهَلا بلا تنوين فإِنما يجوز في الوقف فأَما في الإِدراج فهي لغة رديئة قال ابن بري قد عرَّفت العرب حَيَّهَلْ وأَنشد فيه ثعلب وقد غَدَوْت قبل رَفْعِ الحَيَّهَلْ أَسوقُ نابَيْنِ وناباً مِلإِبِلْ وقال الحَيَّهَل الأَذان والنابانِ عَجُوزان وقد عُرِّف بالإِضافة أَيضاً في قول الآخر وهَيَّجَ الحَيَّ من دارٍ فظلَّ لهم يومٌ كثير تَنادِيه وحَيَّهَلُهْ قال وأَنشد الجوهري عجزه في آخر الفصل هَيْهاؤُه وحَيْهَلُهْ وقال أَبو حنيفة الحَيْهَل نبت من دِقّ الحَمْض واحدته حَيْهَلة سميت بذلك لسُرعة نباتها كما يقال في السرعة والحَثّ حَيَّهَل وأَنشد لحميد بن ثور بِمِيثٍ بَثاءٍ نَصِيفِيَّةٍ دَمِيثٍ بها الرِّمْثُ والحَيْهَلُ
( * قوله « بها الرمث والحيهل » هكذا ضبط في الأصل وضبط في القاموس في مادة حيهل بتشديد الياء وضم الهاء وسكون اللام وقال بعد ان ذكر الشطر الثاني نقل حركة اللام الى الهاء )
وأَما قول لبيد يذكر صاحِباً له في السفر كان أَمَرَه بالرَّحِيل يَتمارَى في الذي قلتُ له ولقد يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّهَلْ فإِنما سكنه للقافية وقد يقولون حَيَّ من غير أَن يقولو هَلْ من ذلك قولهم في الأَذان حَيَّ على الصلاة حَيَّ على الفَلاح إِنما هو دعاء إِلى الصَّلاةِ والفَلاحِ قال ابن أَحمر أَنْشَأْتُ أَسأَلهُ ما بالُ رُفْقَتِهِ حَيَّ الحُمولَ فإِنَّ الركْبَ قد ذهَبا قال أَنْشَأَ يسأَل غلامه كيف أَخذ الركب وحكى سيبويه عن أَبي الخطاب أَن بعض العرب يقول حَيَّهَلا الصلاة يصل بهَلا كما يوصل بعَلَى فيقال حَيَّهَلا الصلاة ومعناه ائتوا الصلاة واقربُوا من الصلاة وهَلُمُّوا إِلى الصلاة قال ابن بري الذي حكاه سيبويه عن أَبي الخطاب حَيَّهَلَ الصلاةَ بنصب الصلاة لا غير قال ومثله قولهم حَيَّهَلَ الثريدَ بالنصب لا غير وقد حَيْعَلَ المؤَذن كما يقال حَوْلَقَ وتَعَبْشَمَ مُرَكَّباً من كلمتين قال الشاعر أَلا رُبَّ طَيْفٍ منكِ باتَ مُعانِقي إِلى أَن دَعَا داعي الصَّباح فَحَيْعَلا وقال آخر أَقولُ لها ودمعُ العينِ جارٍ أَلمْ تُحْزِنْك حَيْعَلةُ المُنادِي ؟ وربما أَلحقوا به الكاف فقالوا حَيَّهَلَك كما يقال رُوَيْدَك والكاف للخطاب فقط ولا موضع لها من الإِعراب لأَنها ليست باسم قال أَبو عبيدة سمع أَبو مَهْدِيَّة الأَعرابي رجلاً يدعو بالفارسية رجلاً يقول له زُوذْ فقال ما يقول ؟ قلنا يقول عَجِّل فقال أَلا يقول حَيَّهَلك أَي هَلُمَّ وتَعَال وقول الشاعر هَيْهاؤه وحَيْهَلُهْ فإِنما جعله اسماً ولم يأْمر به أَحداً الأَزهري عن ثعلب أَنه قال حيهل أَي أَقبل إِليَّ وربما حذف فقيل هَلا إِليَّ وجعل أَبو الدقيش هَل التي للاستفهام اسماً فأَعربه وأَدخل عليه الأَلف واللام وذلك أَنه قال له الخليل هَلْ لك في زُبدٍ وتمر ؟ فقال أَبو الدقيش أَشَدُّ الهَلِّ وأَوْحاهُ فجعله اسماً كما ترى وعرَّفه بالأَلف واللام وزاد في الاحتياط بأَن شدَّده غير مضطر لتتكمَّل له عدّةُ حروف الأُصول وهي الثلاثة وسمعه أَبو نُوَاس فتلاه فقال للفضل بن الربيع هَلْ لكَ والهَلُّ خِيَرْ فيمَنْ إِذا غِبْتَ حَضَرْ ؟ ويقال كلُّ حرف أَداة إِذا جعلت فيه أَلِفاً ولاماً صار اسمً فقوِّي وثقِّل كقوله إِنَّ لَيْتاً وإِنَّ لَوًّا عَناءُ قال الخليل إِذا جاءت الحروف الليِّنة في كلمة نحو لَوْ وأَشباهها ثقِّلت لأَن الحرف الليِّن خَوَّار أَجْوَف لا بدَّ له من حَشْوٍ يقوَّى به إِذا جُعل اسماً قال والحروف الصِّحاح القويَّة مستغنية بجُرُوسِها لا تحتاج إِلى حَشْو فنترك على حاله والذي حكاه الجوهري في حكاية أَبي الدقيش عن الخليل قال قلت لأَبي الدُّقيْش هل لك في ثريدةٍ كأَنَّ ودَكَها عُيُونُ الضَّيَاوِن ؟ فقال أَشدُّ الهَلِّ قال ابن بري قال ابن حمزة روى أَهل الضبط عن الخليل أَنه قال لأَبي الدقيش أَو غيره هل لك في تَمْرٍ وزُبْدٍ ؟ فقال أَشَدُّ الهَلِّ وأَوْحاه وفي رواية أَنه قال له هل لك في الرُّطَب ؟ قال أَسْرعُ هَلٍّ وأَوْحاه وأَنشد هَلْ لك والهَلُّ خِيَرْ في ماجدٍ ثبْتِ الغَدَرْ ؟ وقال شَبيب بن عمرو الطائي هَلْ لك أَن تدخُل في جَهَنَّمِ ؟ قلتُ لها لا والجليلِ الأَعْظَمِ ما ليَ هَلٍّ ولا تكلُّمِ قال ابن سلامة سأَلت سيبويه عن قوله عز وجل فلولا كانت قريةٌ آمَنَتْ فنفَعها إِيمانُها إِلاَّ قَوْمَ يونُسَ على أَي شيء نصب ؟ قال إِذا كان معنى إِلاَّ لكنّ نصب وقال الفراء في قراءة أُبيّ فهَلاَّ وفي مصحفنا فلولا قال ومعناها أَنهم لم يؤمنوا ثم استثنى قوم يونس بالنصب على الانقطاع مما قبله كأَنَّ قوم يونس كانوا منقطِعين من قوم غيره وقال الفراء أَيضاً لولا إِذا كانت مع الأَسماء فهي شرط وإِذا كانت مع الأَفعال فهي بمعنى هَلاَّ لَوْمٌ على ما مضى وتحضيضٌ على ما يأْتي وقال الزجاج في قوله تعالى لولا أَخَّرْتَني إِلى أَجلٍ قريب معناه هَلاَّ وهَلْ قد تكون بمعنى ما قالت ابنة الحُمارِس هَلْ هي إِلاَّ حِظَةٌ أَو تَطْلِيقْ أَو صَلَفٌ من بين ذاك تَعْلِيقْ أَي ما هي ولهذا أُدخلت لها إِلا وحكي عن الكسائي أَنه قال هَلْ زِلْت تقوله بمعنى ما زِلْتَ تقوله قال فيستعملون هَلْ بمعنى ما ويقال متى زِلْت تقول ذلك وكيف زِلْت وأَنشد وهَلْ زِلْتُمُ تأْوِي العَشِيرةُ فيكُم وتنبتُ في أَكناف أَبلَجَ خِضْرِمِ ؟ وقوله وإِنَّ شِفائي عَبْرَةٌ مُهَرَاقَة فهَل عند رَسْمٍ دارسٍ من مُعَوَّل ؟ قال ابن جني هذا ظاهره استفهام لنفسه ومعناه التحضيض لها على البكاء كما تقول أَحسنت إِليّ فهل أَشْكُرك أَي فَلأَشْكُرَنَّك وقد زُرْتَني فهل أُكافِئَنَّك أَي فَلأُكافِئَنَّك وقوله هل أَتَى على الإِنسان ؟ قال أَبو عبيدة معناه قد أَتَى قال ابن جني يمكن عندي أَن تكون مُبْقاةً في هذا الموضع على ما بها من الاستفهام فكأَنه قال والله أَعلم وهل أَتَى على الإِنسان هذا فلا بدّ في جَوابهم من نَعَمْ ملفوظاً بها أَو مقدرة أَي فكما أَن ذلك كذلك فينبغي للإِنسان أَن يحتقر نفسه ولا يُباهي بما فتح له وكما تقول لمن تريد الاحتجاج عليه بالله هل سأَلتني فأَعطيتك أَم هل زُرْتَني فأَكرمتك أَي فكما أَن ذلك كذلك فيجب أَن تعرِف حقي عليك وإِحْساني إِليك قال الزجاج إِذا جعلنا معنى هل أَتى قد أَتى فهو بمعنى أَلَمْ يأْتِ على الإِنسان حينٌ من الدَّهْر قال ابن جني ورَوَيْنا عن قطرب عن أَبي عبيدة أَنهم يقولون أَلْفَعَلْت يريدون هَلْ فَعَلْت الأَزهري ابن السكيت إِذا قيل هل لك في كذا وكذا ؟ قلت لي فيه وإِن لي فيه وما لي فيه ولا تقل إِن لي فيه هَلاًّ والتأْويل هَلْ لك فيه حاجة فحذفت الحاجة لمَّا عُرف المعنى وحذف الرادُّ ذِكْر الحاجة كما حذفها السائل وقال الليث هَلْ حقيقة استفهام تقول هل كان كذا وكذا وهَلْ لك في كذا وكذا قال وقول زهير أَهل أَنت واصله اضطرار لأَن هَلْ حرف استفهام وكذلك الأَلف ولا يستفهم بحَرْفي استفهام ابن سيده هَلاَّ كلمة تحضيض مركبة من هَلْ ولا وبنو هلال قبيلة من العرب وهِلال حيٌّ من هَوازن والهلالُ الماء القليل في أَسفل الرُّكيّ والهِلال السِّنانُ الذي له شُعْبتان يصاد به الوَحْش

همل
الهَمْل بالتسكين مصدر قولك هَمَلتْ عينُه تَهْمُل وتَهْمِل هَمْلاً وهُمُولاً وهَمَلاناً وانْهَمَلتْ فاضت وسالت وهَمَلتِ السماءُ هَمْلاً وهَمَلاناً وانْهَمَلَتْ دام مطرُها مع سكونٍ وضعفٍ وهَمَل دمعُه فهو مُنْهَمِل والهَمَل السُّدى المتروك ليلاً أَو نهاراً وما ترك الله الناس هَمَلاً أَي سُدىً بلا ثوابٍ ولا عِقاب وقيل لم يتركهم سُدى بلا أَمر ولا نهي ولا بيان لما يحتاجون إِليه وهَمَلتِ الإِبل تَهْمُل وبعيرٌ هامِل من إِبل هَوامِل وهُمَّل وهَمَل وهو اسم الجمع كرائح ورَوَح لأَن فاعلاً ليس مما يكسَّر على فَعَلٍ وقد أَهْمَلها ولا يكون ذلك في الغنم ابن الأَعرابي إِبِل هَمْلى مُهْمَلة وإِبِل هَوامِل مُسَيَّبة لا راعي لها وأَمر مُهْمَل متروك قال إِنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ خيراً من التَّأْنانِ والمَسائلِ أَراد إِنَّا وجدنا طَرَدَ الإِبل المُهْملة وسَوْقَها سلاَّ وسَرِقة أَهْون علينا من مسألة الناس والتَّباكي إِليهم وفي حديث الحوض فلا يَخْلُص منهم إِلاَّ مثل هَمَل النَّعَم الهَمَل ضَوالُّ الإِبلِ واحدها هامِلٌ أَي أَنَّ الناجي منهم قليل في قلَّة النَّعَم الضالَّة وفي حديث طهفة ولنا نَعَم هَمَل أَي مهمَلة لا رِعاءَ لها ولا فيها من يُصلحها ويَهديها فهي كالضَّالة ومنه حديثُ سراقة أَتيته يوم حُنَين فسأَلته عن الهَمَل وفي حديث قَطَن بن حارثة عليهم في الهَمُولة الراعية في كل خمسين ناقةٌ هي التي أُهْمِلت ترعى بأَنفسها ولا يستعمل فَعولة بمعنى مَفْعولة وأَهْمَل أَمرَه لم يُحْكِمْه والهَمَل بالتحريك الإِبلُ بلا راعٍ مثل النَّفَش إِلاَّ أَن الهَمَل بالنهار
( * قوله « الا ان الهمل بالنهار إلخ » مثله في التهذيب وعبارة الصحاح الا أن النفش لا يكون الا ليلاً والهمل يكون ليلاً ونهاراً اه ويوافقه ما يأتي للمؤلف بعد )
والنَّفَش لا يكون إِلاَّ ليلاً يقال إِبِل هَمَل وهامِلة وهُمَّال وهَوامِل وتركْتها هَمَلاً أَي سُدىً إِذا أَرسلتها ترعى ليلاً بلا راعٍ وفي المثل اختلطَ المَرْعيُّ بالهَمَل والمَرْعيُّ الذي له راعٍ وفي الحديث فسأَلته عن الهَمَل يعني الضَّوالَّ من النَّعَم واحدها هامِل مثل حارِس وحَرَس وطالب وَطَلَب وفي الحديث في الهَمُولة الراعِية كذا من الصدَقة يعني التي قد أُهْمِلت ترعى والهَمَل أَيضاً الماء الذي لا مانع له وأَهْمَلْت الشيء خلَّيت بينه وبين نفسه والمُهْمَل من الكلام خلاف المستعمَل والهَمَلُّ البيت الصغير عن أَبي عمرو وأَنشد لأَبي حبيب الشيباني دخلتُ عليها في الهَمَلّ فأَسْمَحَتْ باَّقْمَرَ في الحِقْوَيْن جَأْبٍ مُدَوَّرِ والأَقْمرُ الأَبيض وثوب هَمالِيل مخرَّق وكِساءٌ هِمِلٌّ خَلَق والهِمِلُّ الكبير السِّنِّ والهَمَل اللِّيف المتنزع واحدته هَمَلة حكاه أَبو حنيفة وهُمَيل وهَمَّال اسمان وأَرض هُمَّال بين الناس قد تَحامَتْها الحُروب فلا يَعْمُرها أَحد وشيء هُمَّال رِخْوٌ واهْتَمَل الرجلُ إِذا دَمْدَمَ بكلام لا يُفُهم قال الأَزهري والمعروف بهذا المعنى هَتْمَل وهو رباعي

همرجل
الهَمَرْجَلُ الجَواد السريع وعَمَّ به السيرافي كل خفيف سريع قال الجوهري والميم زائدة وناقة هَمَرْجلة سريعة وتكون من نعت السير أَيضاً والهَمَرْجَلة من النوق النَّجيبة وتجمع الهَمَرْجَلةُ هَمَرْجَلات والهَمَرْجَل من الإِبل السريع وجمل هَمَرْجَل سريع وأَنشد يَسُفْن عِطْفَيْ سَنِمٍ هَمَرْجَل ونَجَاء هَمَرْجَل قال ذو الرمة إِذا جَدَّ فيهنَّ النَّجَاءُ الهَمَرْجَلُ ابن الأَعرابي الهَمَرْجَل الجمل الضخم ومثله الشَّمرْذل

هنبل
الهَنْبَلة بزيادة النون مشْية الضَّبُع العَرْجاء وقيل هي من مَشْي الضباع وهَنْبَل الرجل ظَلَع ومشى مِشْية الضَّبُع العَرْجاء ونَهْبَل كذلك وجاء مُهَنْبلاً وأَنشد مثل الضِّباع إِذا راحت مُهَنْبِلةً أَدنى مآوِبِها الغِيرانُ واللَّجَفُ وأَنشد ابن بري خَزْعَلة الضِّبْعان راحَ الهَنْبَلَهْ

هنتل
هَنْتَلٌ موضع

هنجل
الهُنْجُل الثقيل

هندل
الهَنْدَويلُ الضخم مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي التهذيب أَبو عمرو الهَنْدَويل الضعيف الذي فيه استرخاء ونُوكٌ

هول
الهَوْلُ المخافة من الأَمر لا يَدْرى ما يَهْجِم عليه منه كَهَوْل الليل وهَوْل البحر والجمع أَهْوال وهُؤُول والهُؤُول جمع هَوْل وأَنشد أَبو زيد رَحَلْنا من بلاد بني تميم إِليك ولم تَكَاءَدْنا الهُؤُولُ يهمزون الواو لانضمامها والهِيلَة الهَوْلُ وهالَنِي الأَمرُ يَهُولُني هَوْلاً أَفزَعَني وقوله وَيْهاً فِدَاءً لك يا فَضالَهْ أَجِرَّهُ الرُّمْحَ ولا تُهالَهْ فتح اللام لسكون الهاء وسكون الأَلف قبلها واختاروا الفتحة لأَنها من جنس الأَلف التي قبلها فلما تحرَّكت اللام لم يلتق ساكنان فتحذف الأَلف لالتقائهما قال ابن سيده فأَما قول الآخر إِضْرِبَ عنكَ الهُمُومَ طارِقَها ضَرْبَك بالسَّوْطِ قَوْنَسَ الفَرَس فإِنَّ ابن جني قال هو مَدْفوع مصنوع عند عامة أَصحابنا ولا رواية تثبُت به وأَيضاً فإِنه ضعيف ساقط في القياس وذلك لأَن التأْكيد من مواضع الإِطْناب والإِسْهاب فلا يَليق به الحَذْف والاختصار فإِذا كان السماعُ والقياسُ يدفعان هذا التأْويل وَجَب إِلغاؤه والعُدول إِلى غيره مما كثر استعماله وصحَّ قياسه وهَوْلٌ هائلٌ ومَهُول وكَرِهَها بعضهم وقد جاء في الشعر الفصيح والتَّهْوِيل التفريع الأَزهري أَمر هائل ولا يقال مَهُول إِلا أَن الشاعر قد قال ومَهُولٍ منَ المَناهِل وَحْشٍ ذي عَراقيبَ آجِنٍ مِدْفانِ وتفسير المَهُول أَي فيه هَوْل والعرب إِذا كان الشيء هُوَ لَهُ أَخرجوه على فاعِل مثل دارِع لذي الدِّرْع وإِن كان فيه أَو عليه أَخرجوه على مَفْعول كقولك مَجْنون فيه ذاك ومَدْيون عليه ذاك ومكان مَهِيل أَي مَخُوف قال رؤبة مَهِيلُ أَفْيافٍ لها فُيُوفُ
( * قوله « قال رؤبة إلخ » نقل الصاغاني مثله عن الجوهري ثم قال هذا تصحيف وصوابه مهبل بسكون الهاء وكسر الباء المعجمة بواحدة والمهبل المنقطع بين أرضين )
وكذلك مكان مَهالٌ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي أَلا يا لَقَوْمي لِطَيفِ الخَيا لِ أَرَّقَ من نازِحٍ ذي دَلالِ أَجازَ إِلينا على بُعْده مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالِ ويقال اسْتَهال فلان كذا يَسْتَهِيله ويقال يَسْتَهْوِله والجيِّد يَسْتَهِيله وهُلْته فاهْتال أَفزعته ففزع وقد هَوَّل عليه والتَّهْوِيل والتَّهاوِيلُ ما هُوِّلَ به قال على تَهاوِيلَ لها تَهْوِيلُ التهذيب التَّهاوِيلُ جماعة التَّهْوِيل وهو ما هالك من شيء وهَوَّل القومُ على الرجل وفي حديث أَبي سفيان أَن محمداً لم يُناكِرْ أَحداً قطُّ إِلا كانت معه الأَهْوال هي جمع هَوْل وهو الخوف والأَمرُ الشديد وفي حديث أَبي ذرٍّ لا أَهُولَنَّك أَي لا أُخِيفُك فلا تَخَفْ مني وفي حديث الوحْيِ فهُلْت أَي خِفْت ورُعِبْت كقُلْتُ من القَوْل وهَوَّل الأَمرَ شنَّعه والهُولةُ من النساء التي تَهُول الناظرَ من حسنها قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي بَيْضاءُ صافِيةُ المَدامِعَ هُولةٌ للناظرين كدُرَّة الغَوَّاصِ ووَجْهُه هُولةٌ من الهُوَلِ أَي عَجَب أَبو عمرو يقال ما هو إِلاَّ هُولةٌ من الهُوَل إِذا كان كَرِيهَ المنظَر والهُولةُ ما يفزَّع به الصبي وكل ما هالك يسمَّى هُولةً قال الكميت كَهُولَة ما أَوْقَدَ المُحْلِفُون لَدى الحالِفِينَ وما هَوَّلُوا وهَوَّل على الرجل حَمل وناقة خِولُ الجَنان حديدةٌ وتَهَوَّل للناقة تَهَوُّلاً تشبَّه لها بالسبُع ليكون أَرْأَمَ لها على الذي تُرْأَم عليه وهو مثل تَذَأَّبت لها تَذَؤُّباً إِذا لبست لها لباساً تَتَشبَّه بالذئب قال وهو أَن تستخْفي لها إِذا ظَأَرْتها على ولد غيرها فتَشَبَّهت لها بالسبع فيكون أَرْأَم لها عليه والتَّهاوِيل زينة التَّصاوِير والنُّقوش والوَشْي والسلاح والثياب والحَلْي واحدها تَهْويل والتَّهاوِيل الأَلوان المختلفة من الأَصْفر والأَحْمر وهَوَّلت المرأَة تزينت بزينة اللِّباس والحَلْيِ قال وهَوَّلتْ من رَيْطِها تَهاوِلا والتَّهاويل ما على الهَوادِج من الصوف الأَحمر والأَخضر والأَصفر ويقال للرِّياض إِذا تزيَّنَت بِنَوْرها وأَزاهِيرها من بين أَصفر وأَحمر وأَبيض وأَخضر قد علاها تَهْوِيلُها وقال عبد المسيح بن عَسَلة فيما أَخرجه الزرعُ من الأَلوان وفي المحكم يصِف نباتاً وعازِبٍ قد عَلا التَّهْويلُ جَنْبَتَهُ لا تنفعُ النَّعْل في رَقْراقِهِ الحافِي ومثله لعدي حتى تَعاوَنَ مُسْتَكٌّ له زَهَرٌ من التَّهاوِيل شَكْل العِهْن في التُّوَمِ وروى الأَزهري بإِسناده عن ابن مسعود في قوله عز وجل ولقد رآه نَزْلةً أُخرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأَيت لجبريل عليه الصلاة والسلام سِتَّمائة جَناح ينتَشِرُ من ريشه التَّهاوِيلُ والدرُّ والياقوتُ أَي الأَشياء المختلفة الأَلْوان أَراد بالتَّهاوِيل تَزايينَ ريشه وما فيه من صفرة وحمرة وبياض وخضرة مثل تَهاوِيلِ الرياض ويقال لما يخرج من أَلوان الزَّهْر في الرياض التَّهاوِيل واحدها تَهْوال وأَصلها ما يَهُول الإِنسانَ ويحيره والتَّهْوِيلُ شيء كان يفعل في الجاهليَّة كانوا إِذا أَرادوا أَن يستحلِفوا الرجل أَوْقَدُوا ناراً وأَلْقَوْا فيها مِلْحاً والمُهَوِّل المحلِّف وكان في الجاهلية لكل قوم نار وعليها سَدَنةٌ فكان إِذا وقع بين الرجلين خُصومة جاءَا إِلى النار فيحلَّف عندها
( * قوله يحلِّف عندها أي الخصم ) وكان السَّدَنة يطرَحون فيها مِلْحاً من حيث لا يشعُر يُهَوِّلون بها عليه واسم تلك النار الهُولَةُ بالضم التهذيب كانت الهُولَةُ ناراً يُوقِدونها عند الحَلِف ويُلْقون فيها مِلْحاً فيَتَفَقَّع يُهَوِّلون بها وكذلك إِذا استحلفوا رجلاً قال أَوس بن حجر يصف حمار وحش إِذا اسْتَقْبَلَتْه الشمسُ صَدَّ بِوَجْهِه كما صَدَّ عن نارِ المُهَوِّل حالِفُ وهِيلَ السكران يُهالُ إِذا رأَى تَهاوِيل في سكره فيفزع لها وقال ابن أَحمر يصف خمراً وشاربها تَمَشَّى في مَفاصِلِه وتَغْشى سَناسِنَ صُلْبِه حتى يُهالا ورجل هَوَلْوَلٌ خفيف حكاه ابن الأَعرابي وهو فَعَلْعَل وأَنشد هَوَلْوَلٌ إِذا ونَى القومُ نَزَلْ والمعروف حَوَلْوَل والهَالُ فُوهٌ من أَفْواهِ الطِّيبِ والهَالةُ دارةُ القمر وهَالةُ الشمْسُ معرفة أَنشد ابن الأَعرابي ومُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالةَ أُمُّهُ سَبَاهِي الفُؤادِ ما يَعِيش بمَعْقُول ويروى أُمَّه يريد أَنه فَرس كريم كأَنما نُتِجَته الشمسُ ومُنْتَخَب حذِر كأَنه من ذَكاء قلْبه وشُهومته فزِعٌ وسَباهِي الفُؤاد مُدَلَّهه غافِلهُ إِلا من المَرَح وهو مدكور في موضعه وهَالةُ اسم امرأَة عبد المطلب وهَالٌ من زجر الخيل

هيل
هَالَ عليه التُّرابَ هَيْلاً وأَهالَه فانْهالَ وهَيَّله فتَهَيَّل ويذمّ الرجل فيقال جُرْفٌ مُنْهالٌ
( * قوله « فيقال جرف منهال إلخ » عبارة المحكم فيقال جرف منهال وسحاب منجال أَما جرف منهال فانما يعني إلى آخر ما هنا ) فإِنما يعني أَنه ليس له حَزْم ولا عَقْل وأَما قولهم سحاب مُنْجال فمعناه أَنه لا يُطْمَع في خيره كأَنه مقلوب من مُنْجَلٍ والهَيْل ما لم ترفع به يدك والحَثْيُ ما رفعت به يَدَك وهالَ الرملَ دفعه فانْهال وكذلك هَيَّلَه فَتَهَيَّل والهَيْل والهَائل من الرمل الذي لا يثبت مكانَه حتى يَنْهال فيسقط وهِلْتُه أَنا وأَنشد هَيْلٌ مَهِيلٌ من مَهِيلِ الأَهْيَلِ وفي حديث الخندَق فعادت كثيباً أَهْيَلَ أَي رَمْلاً سائلاً والهَيْل والهَيَال والهَيْلانُ ما انْهال منه قال مزاحم بكل نَقاً وَعْثٍ إِذا ما عَلَوْتَه جرى نَصَفاً هَيْلانُه المُتَساوِقُ ورمل أَهْيَل مُنْهال لا يثبت وجاء بالهَيْل والهَيْلَمَان والهَيْلُمان أَي جاء بالمال الكثير الأَخيرة عن ثعلب وضعوا الهَيْل الذي هو المصدر موضع الاسم أَي بالمَهِيل شبه بالرّمل في كثرته فالميم على هذا في الهَيْلَمان زائدة كزيادتها في زُرْقُم قال أَبو عبيد أَي بالرمل والريح فالهَيْل من قوله تعالى وكانت الجبالُ كَثيباً مَهِيلاً وقال ساعدة بن جُؤيَّة الهذلي يصف ضبُعاً نَبَشت قبراً فذَاحَتْ بالوَتائر ثم بَدَّت يدَيْها عند جانِبِه تَهيلُ والهَيْلَمان فَيْعَلان والياء زائدة بدليل قولهم هَلْمان فسقطت الياء وضعوا الهَيْل الذي هو المصدر موضع الاسم أَي بالمَهِيل شبه بالرمل في كثرته فالميم على هذا في الهَيْلَمان زائدة كزيادتها في زُرْقُم الأَلف والنون زائدتان فالوزن على هذا فعْلَمان وانْهال عليه القوم تتابعوا عليه وعَلَوْه بالشتم والضرب والقَهر والأَهْيل موضع قال المتنخل الهذلي هل تَعرِف المنزلَ بالأَهْيَل كالوَشْمِ في المِعْصَمِ لم يَخْمُل والهَيُول الهَبارُ المنبتُّ وهو ما تراه في البيت من ضَوْء الشمس يدخل في الكُوَّةِ عبرانية أَو رومية معرَّبة والهالةُ دارة القمر قال في هالَةٍ هِلالُها كالإِكْليلْ قال ابن سيده وإِنما قضينا على عينها أَنها ياء لأَن فيه معنى الهَيُول الذي هو ضوء الشمس فإِن قلت إِن الهَيُول رومية والهَالة عربية كانت الواو أَولى به لأَنّ انقلاب الأَلف عن الواو وهي عين أَكثر من انقلابها عن الياء كما ذهب إِليه سيبويه والجمع هالاتٌ الجوهري هِلْتُ الدقيق في الجِراب صَبَبْته من غير كَيْل وكل شيء أَرسلته إِرْسالاً من رمل أَو تراب أَو طعام أَو نحوه قلت هِلْتُه أَهِيلهُ هَيْلاً فانْهال أَي جرى وانصبَّ وهو طعام مَهِيلٌ وفي الحديث أَن قوماً شكَوْا إِليه سرعة فَناء طعامهم فقال أَتَكِيلون أَم تَهِيلون ؟ فقالوا نَهِيلُ فقال كِيلو ولا تَهِيلوا فإِنَّ البركة في الكَيْل وفي المثل أَراكِ مُحْسنَةً فَهِيلي قال ابن بري يُضرب مثلاً للرجل يُسيء في فعله فيؤمر بذلك على الهُزْء به وفي حديث العَلاء أَوْصَى عند موته هِيلُوا عليَّ هذا الكثيبَ ولا تحفِروا لي وتَهَيَّل تصبَّب وأَهَلْتُ الدقيق لغة في هِلْت فهو مُهَال ومَهِيل وهَيْلانُ في شعر الجعدي حي من اليمن ويقال هو مكان قال ابن بري بيت الجعدي هو قوله كأَنَّ فاهَا إِذا تَوَسَّنُ من طِيبِ مِشَمٍّ وحُسْن مُبْتَسَم يُسَنُّ بالضَّرْوِ من بَرَاقِش أَو هَيْلانَ أَو ناضِرٍ من العُتُم والضرْوُ شجر طيب الرائحة والعُتُم الزيتون وقيل نبت يشبهه وقال أَبو عمرو بَراقِش وهَيْلان واديان باليمن وهَالةُ أُم حمزة بن عبد المطلب

وأل
وَأَلَ إِليه وَأْلاً ووُؤُولاً وَوَئيلاً ووَاءَلَ مُواءَلَةً ووِئالاً لجأَ والْوَأْلُ والمَوْئِلُ الملجأُ وكذلك المَوْأَلَةُ مثال المَهْلَكة وقد وأَلَ إِليه يَئِلُ وَأْلاً ووُؤُولاً على فُعول أَي لجأَ ووَاءل منه على فاعَل أَي طلب النجاة ووَاءَلَ إِلى المكان مُوَاءَلَةً ووِئالاً بادر وفي حديث عليّ عليه السلام أَن دِرْعَه كانت صَدْراً بلا ظَهْر فقيل له لو احترزتَ من ظَهْرِك فقال إِذا أَمْكَنْت من ظهري فلا وَأَلْتُ أَي لا نجوْت وقد وَأَلَ يَئِلُ فهو وائِلٌ إذا التجأَ إِلى موضع ونَجا ومنه حديث البَراء بن مالك فكأَنَّ نفسي جاشَتْ فقلت لا وَأَلْتِ أَفِراراً أَوَّل النهار وجُبْناً آخره ؟ وفي حديث قَيْلة فوَأَلْنا إِلى حِواءٍ أَي لجَأْنا إِليه والحِواء البيوتُ المجتمِعة الليث المَآلُ والمَوْئلُ المَلْجأُ يقال من المَوْئل وأَلْتُ مثل وَعَلْت ومن المآل أُلْتُ مثل عُلْت مآلاً بوزن مَعَالاً وأَنشد لا يَسْتَطيعُ مآلاً من حَبائِلهِ طيرُ السماء ولا عُصْم الذُّرَى الوَدِقِ وقال الله تعالى لن يَجِدوا من دونه مَوْئلاً قال الفراء الموْئل المَنْجَى وهو المَلْجأُ والعرب تقول إِنه لَيُوائل إِلى موضعه يريدون يذهب إِلى موضعه وحرزه وأَنشد لا واءَلَتْ نفسُك خلَّيتها للعامِرِيَّيْن ولم تُكْلَم يريد لا نَجَتْ نفسُك وقال أَبو الهيثم يقال وَأَلَ يَئلُ وأْلاً ووَأْلةً وواءَل يُوائل مُواءلةً ووِئالاً قال ذو الرمة حتى إِذا لم يَجِدْ وَأْلاً ونَجْنَجَها مَخافةَ الرَّمْي حتى كلُّها هِيمُ يروى وَعْلاً ويروى وَغْلاً فالوَأْل المَوْئل والوَغْل المَلْجَأُ يَغِل فيه أَي يدخل فيه يقال وغَل يَغِل فهو واغِل وكل ملجاءٍ يُلجأ إِليه وَغْل ومَوْغِل ومَن رواه وَغْلاً فهو مثل الوَأْل سواءً قُلبت الهمزة عيناً ونَجْنَجَها أَي حَرَّكها وردَّدها مخافة صائد أَن يرميها الليث الوَأْلُ والوَعْل الملجأ التهذيب شمر قال أَبو عدنان قال لي مَن لا أُحْصِي من أَعْراب قيسٍ وتميم أَيلةُ الرجل بنو عمه الأَدْنون وقال بعضهم مَن أَطاف بالرجل وحلَّ معه من قَرابته وعشيرته فهو إِيلَتُه وقال العكلي هو من إِيلَتِنا أَي من عشيرتِنا ابن بُزُرْج إِلَةُ فلان الذين يَئِلُ إِليهم وهم أَهله دِنْياً وهؤلاء إِلَتُك وهم إِلَتي الذين وأَلْت إِليهم وقالوا رَدَدْته إِلى إِيلَته أَي إِلى أَصله وأَنشد ولم يكن في إِلَتي غوالي يريد أَهلَ بيته وهذا من نوادره قال أَبو منصور أَمّا إِلَةُ الرجل فهم أَهلُ بيتِه الذين يَئِلُ إِليهم أَي يَلجَأُ إِليهم من وَأَلَ يئل وإِلَةُ حرف ناقص أَصله وِئْلةٌ مثل صِلةٍ وزِنةٍ أَصلهما وِصْلة ووِزْنة وأَما إِيلةُ الرجل فهم أَصله الذين يَؤُولُ إِليهم وكان أَصلُه إِوْلةٌ فقلبت الواو ياء التهذيب وأَيْلة قرية عربيَّة كأَنها سميت أَيلة لأَن أَهلها يَؤُولون إِليها وأَمَّا إِلْيةُ الرجل فقَراباته وكذلك لِيَتُه والمَوْئل الموضع الذي يستقِرُّ فيه السَّيْل والأَوَّل المتقدّم وهو نقيض الآخِر وقول أَبي ذؤيب أَدانَ وأَنْبَأَهُ الأَوَّلونَ بأَنَّ المُدَانَ مَلِيٌّ وفِيّ الأَوَّلون الناس الأَوَّلون والمَشْيخة يقول قالوا له إِنَّ الذي بايعته مَلِيٌّ وفِيٌّ فاطمئِن والأُنثى الأُولى والجمع الأُوَل مثل أُخْرى وأُخَر قال وكذلك لجماعة الرجال من حيث التأْنيث قال بَشير ابن النِّكْث عَوْدٌ على عَوْدٍ لأَقوامٍ أُوَلْ يَموتُ بالتَّرْكِ ويَحْيا بالعَمَلْ يعني ناقة مسنَّة على طريق قَديم وإِن شئت قلت الأَوَّلون وفي حديث الإِفك وأَمْرُنا أَمْرُ العرب الأُوَل يروى بضم الهمزة وفتح الواو جمع الأُولى ويكون صفة للعَرب ويروى أَيضاً بفتح الهمزة وتشديد الواو صفة للأَمر وقيل هو الوجه وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه وأَضيافِهِ بسم الله الأُولى للشيطان يعني الحالة التي غضب فيها وحلَف أَن لا يأْكل وقيل أَراد اللُّقْمة الأُولى التي أَحنثَ بها نفسَه وأَكَلَ ومنه الصلاةُ الأُولى فمن قال صلاة الأُولى فهو من إِضافة الشيء إِلى نفسه أَو على أَنه أَراد صلاةَ الساعةِ الأُولى من الزَّوال وقوله عز وجل تَبَرُّجَ الجاهِلِيّة الأُولى قال الزجاج قيل الجاهلية الأُولى مَن كان من لَدُن آدم إِلى زمن نوح عليهما السلام وقيل مُنْذ زمن نوح عليه السلام إِلى زمن إِدريس عليه السلام وقيل مُنْذ زمن عيسى إِلى زمن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهذا أَجود الأَقوال لأَنهم الجاهلية المعروفون وهم أَوَّل من أُمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يتَّخِذون البَغايا يُغْلِلْن لهم قال وأَما قول عَبيد بن الأَبرص فاتَّبَعْنا ذاتَ أُولانا الأُولى الْ مُوقِدِي الحرْب ومُوفٍ بالحِبال فإِنه أَراد الأُوَل فقلَب وأَراد ومنهم مُوفٍ بالحِبال أَي العهود فأَما ما أَنشده ابن جني من قول الأَسْود ابن يَعْفُرَ فأَلْحَقْتُ أُخْراهُمْ طَريقَ أُلاهُمُ فإِنه أَراد أُولاهم فحذف استخفافاً كما تحذف الحركة لذلك في قوله وقَدْ بَدا هَنْكِ من المِئْزَرِ ونحوه وهم الأَوائل أَجْرَوْه مُجْرى الأَسماء قال بعض النحويين أَما قولهم أَوائل بالهمز فأَصله أَواوِل ولكن لما اكتنفت الأَلفَ واوانِ ووَلِيَت الأَخيرةُ منهما الطرَفَ فضعفت وكانت الكلمة جمعاً والجمع مستثقل قلبت الأَخيرة منهما همزة وقلبوه فقالوا الأَوالي أَنشد يعقوب لذي الرمة تَكادُ أَوالِيها تُفَرِّي جُلودَها ويَكْتَحِل التالي بِمُورٍ وحاصِبِ أَراد أَوائلَها والجمع الأُوَل التهذيب الليث الأَوائل من الأُول فمنهم من يقول أَوَّلُ تأسيسِ بِنائِه من همزة وواوٍ ولامٍ ومنهم مَن يقول تأْسيسُه من واوين بعدهما لامٌ ولكلٍّ حجة وقال في قوله جَهام تَحُثُّ الوائلاتِ أَواخِرُهْ قال ورواه أَبو الدُّقَيش الأَوَّلاتِ قال والأَول والأُولى بمنزلة أَفعَل وفُعْلى قال وجمع أَوَّل أَوَّلون وجمع أُولى أُولَيات قال أَبو منصور وقد جمع أَوَّل على أُوَل مثل أَكْبَر وكُبَر وكذلك الأُولى ومنهم من شدَّد الواوَ من أَوَّل مجموعاً الليث من قال تأْليف أَوَّل من همزة وواو ولام فينبغي أَن يكون أَفعَل منه أَأْوَل بهمزتين لأَنك تقول من آبَ يَؤُوب أَأْوَب واحتج قائل هذا القول أَنَّ الأَصل كان أَأْوَل فقلبت إِحدى الهمزتين واواً ثم أُدغمت في الواو الأُخرى فقيل أَوَّل ومَن قال إِنَّ أَصلَ تأْسيسِه واوانِ ولام جعل الهمزة أَلف أَفْعَل وأَدغم إِحدى الواوين في الأُخرى وشدَّدهما قال الجوهري أَصل أَوَّل أَوْأَل على أَفعَل مهموزَ الأَوْسط قلبت الهمزة واواً وأُدغم يدلُّ على ذلك قولهم هذا أَوَّل منك والجمع الأَوائل والأَوالي أَيضاً على القَلْب قال وقال قومٌ أَصله وَوَّل على فَوْعَل فقلبت الواو الأُولى همزة قال الشيخ أَبو محمد بن بري رحمه الله قوله أَصْل أَوَّل أَوْأَل هو قول مَرْغوبٌ عنه لأَنه كان يجِب على هذا إِذا خفِّفت همزته أَن يقال فيه أَوَل لأَن تخفيف الهمزة إِذ سكَن ما قبلها أَن تحذَف وتلقى حركتُها على ما قبلها قال ولا يصح أَيضاً أَن يكون أَصله وَوْأَل على فَوْعَل لأَنه يجب على هذا صَرْفه إِذْ فَوْعَل مصروف وأَوَّل غير مصروف في قولك مررت برجل أَوَّلَ ولا يصح قلب الهمزة واواً في وَوْأَل على ما قدَّمت ذكرَه في الوجه الأَوَّل فثبت أَن الصحيح فيها أَنها أَفْعَل من وَوَل فهي من باب دَوْدَن
( * قوله « انها أفعل من وول فهي من باب دودن إلخ » هكذا في الأصل ) وكَوْكَب مما جاء فاؤه وعينُه من موضع واحد قال وهذا مذهب سيبويه وأَصحابه قال الجوهري وإِنما لم يُجمع على أَواوِل لاستثقالهم اجتماعَ الواوين بينهما أَلفُ الجمع قال وهو إِذا جعلته صفةً لم تصرفه تقول لَقِيتُه عاماً أَوَّلَ وإِذا لم تجعله صفة صرفته تقول لقيتُه عاماً أَوَّلاً قال ابن بري هذا غلط في التمثيل لأَنه صفة لعام في هذا الوجه أَيضاً وصوابه أَن يمثِّله غير صفة في اللفظ كما مثَّله غيره وذلك كقولهم ما رأَيت له أَوَّلاً ولا آخِراً أَي قديماً ولا حديثاً قال الجوهري قال ابن السكيت ولا تَقُلْ عامَ الأَوَّلِ وتقول ما رأَيته مُذْ عامٌ أَوَّلُ ومُذْ عامٍ أَوَّلَ فمَنْ رفع الأَوَّل جعله صفةً لعامٍ كأَنه قال أَوَّلُ من عامِنا ومنْ نصبه جعله كالظرْف كأَنه قال مذ عامٍ قبل عامِنا وإِذا قلت ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ ضَمَمْته على الغاية كقولك افْعَلْه قبلُ وإِن أَظهرت المحذوف نصَبت قلت ابْدَأْ به أَوَّلَ فِعْلك كما تقول قبلَ فِعْلِك وتقول ما رأَيته مُذْ أَمْسِ فإِنْ لم تَره يوماً قبل أَمْس قلت ما رأَيته مُذْ أَوَّلُ من أَمْس فإِنْ لم تَره مُذْ يومين قبلَ أَمْس قلت ما رأَيته مُذْ أَوَّلَ من أَوَّلَ من أَمْس ولم تُجاوِز ذلك قال ابن سيده ولقيته عاماً أَوَّلَ جرى مَجْرى الاسم فجاء بغير أَلف ولام وحكى ابن الأَعرابي لقيته عامٍ الأَوَّلِ بإِضافة العامِ إِلى الأَوَّلِ ومنه قول أَبي العارم الكلابي يذكر بنتَه وامرأَته فأَبْكل لهم بَكِيلةً فأَكلوا ورَمَوْا بأَنفسهم فكأَنما ماتوا عامَ الأَوَّلِ وحكى اللحياني أَتيْتُك عامَ الأَوَّلِ والعامَ الأَوَّلَ ومضى عامُ الأَوَّلِ على إِضافة الشيء إِلى نفسه والعامُ الأَوَّلُ وعامٌ أَوَّلٌ مصروف وعامُ أَوَّلَ وهو من إِضافة الشيء إِلى نفسه أَيضاً وحكى سيبويه ما لقيته مُذْ عامٌ أَوَّلَ نصبه على الظرْف أَراد مُذْ عامٌ وقَع أَوَّل وقوله يا لَيْتَها كانت لأَهْلي إِبِلا أَو هُزِلَتْ في جَدْب عامٍ أَوَّلا يكون على الوصف وعلى الظرفِ كما قال تعالى والرَّكْبُ أَسْفَلَ منكم قال سيبويه وإِذا قلت عامٌ أَوَّلُ فإِنما جاز هذا الكلام لأَنك تعلم أَنك تعني العامَ الذي يَلِيه عامُك كما أَنك إِذا قلت أَوَّل من أَمْس وبعد غد فإِنما تعني به الذي يليه أَمْس والذي يَلِيه غَد التهذيب يقال رأَيته عاماً أَوَّل لأَن أَوَّل على بناء أَفْعَل قال الليث ومَنْ نَوَّن حمله على النكرة ومَنْ لم ينوِّن فهو بابه ابن السكيت لَقِيته أَوَّل ذي يَدَيْنِ أَي ساعة غَدَوْت واعْمَل كذا أَوَّل ذات يَدَيْنِ أَي أَوَّل كل شيء تعمَله وقال ابن دريد أَوَّل فَوْعَل قال وكان في الأَصل ووَّل فقلبت الواوُ الأُولى همزة وأُدغمت إِحدى الواوين في الأُخْرى فقيل أَوَّل أَبو زيد لقيته عامَ الأَوَّل ويومَ الأَوَّل جَرَّ آخِرَه قال وهو كقولك أَتيت مسجدَ الجامِعِ من إِضافة الشيء إِلى نعتِه أَبو زيد يقال جاء في أَوَّلِيَّة الناس إِذا جاء في أَولهم التهذيب قال المبرّد في كتاب المقتضب أَوَّل يكون على ضَرْبين يكون اسماً ويكون نعتاً موصولاً به من كذا فأَما كونه نعتاً فقولك هذا رجل أَوَّلُ منك وجاءني زيد أَوَّلَ من مجيئك وجئتك أَوَّلَ من أَمس وأَما كونه اسماً فقولك ما تركت أَوَّلاً ولا آخِراً كما تقول ما تركت له قديماً ولا حديثاً وعلى أَيِّ الوجهين سميْت به رجلاً انصرف في النكرة لأَنه في باب الأَسماء بمنزلة أَفْكل وفي باب النعوت بمنزلة أَحْمَر وقال أَبو الهيثم تقول العرب أَوَّلُ ما أَطْلَع ضَبٌّ ذنَبَه يقال ذلك للرجل يصنع الخير ولم يكن صنعه قبل ذلك قال والعرب ترفع أَوَّل وتنصب ذنَبَه على معنى أَوَّل ما أَطْلَع ذنبَه ومنهم من يرفع أَوَّل ويرفع ذنبَه على معنى أَوّلُ شيء أَطلعه ذنَبُه قال ومنهم مَنْ ينصب أَوَّل وينصب ذَنَبَه على أَن يجعل أَوّل صفة ومنهم مَنْ ينصب أَوّل ويرفع ذنَبَه على معنى في أَول ما أَطلع ضَبٌّ ذنَبُهُ أَي ذنبُهُ في أَوّل ذلك وقال الزجاج في قول الله عز وجل إِن أَوّل بيت وُضِعَ للناس لَلَّذي بِبَكَّة قال أَوَّل في اللغة على الحقيقة ابتداءُ الشيء قال وجائز أَن يكون المبتدأ له آخِر وجائز أَن لا يكون له آخر فالواحدُ أَوَّل العَدَدِ والعَدد غير متناهٍ ونعيمُ الجنة له أَوَّل وهو غير منقطع وقولك هذا أَوَّلُ مال كسَبته جائز أَن لا يكون بعده كَسْب ولكن أَراد بل هذا ابتداء كَسْبي قال فلو قال قائل أَوَّلُ عبدٍ أَملكهُ حُرٌّ فملك عبداً لَعَتَقَ ذلك العبدُ لأَنه قد ابتدأَ الملك فجائز أَن يكون قول الله تعالى إِنَّ أَوَّلَ بيتٍ وُضِعَ للناس هو البيت الذي لم يكن الحجُّ إِلى غيره قال أَبو منصور ولم يبيّن أَصْل أَوَّل واشتقاقه من اللغة قال وقيل تفسير الأَوَّل في صفة الله عز وجل أَنه الأَوَّل ليس قبله شيء والآخِر ليس بعده شيء قال وجاء هذا في الخبر عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز أَن نَعْدُوَ في تفسير هذين الاسْمين ما رُوي عنه صلى الله عليه وسلم قال وأَقرب ما يَحْضُرني في اشتقاقِ الأَوَّل أَنه أَفْعَل من آل يؤول وأُولى فُعْلى منه قال وكان أَوَّل في الأَصل أَأْوَل فقلبت الهمزة الثانية واواً وأُدغمت في الواو الأُخرى فقيل أَوَّل قال وأُراه قول سيبويه وكأَنه من قولهم آل يَؤُولُ إِذا نجا وسبق ومثله وأَلَ يَئِل بمعناه قال ابن سيده وأَما قولهم ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ فإِنما يريدون أَوَّلَ من كذا ولكنه حذف لكثرته في كلامهم وبُنِيَ على الحركة لأَنه من المتمكِّن الذي جعل في موضع بمنزلة غير المتمكِّن قال وقالوا ادخُلُوا الأَوَّلَ فالأَوَّلَ وهي من المَعارف الموضوعة موضع الحال وهو شاذ والرفع جائز على المعنى أَي ليَدْخُل الأَوَّلُ فالأَوَّلُ وحكي عن الخليل ما ترَك أَوَّلاً ولا آخِراً أَي قديماً ولا حديثاً جعله اسماً فنكَّر وصرَف وحكى ثعلب هنَّ الأَوَّلاتُ دُخولاً والآخِراتُ خروجاً واحدتها الأَوَّلة والآخرة ثم قال ليس هذا أَصل الباب وإِنما أَصل الباب الأَوَّل والأُولى كالأَطْوَل والطُّولى وحكى اللحياني أَما أُولَى بأُولى فإِنِّي أَحمَد الله لم يزدْ على ذلك وتقول هذا أَوَّلُ بَيّنُ الأَوَّلِيَّة قال الشاعر ماحَ البِلادَ لنا في أَوْلِيَّتِنا على حَسُود الأَعادي مائحٌ قُثَمُ وقول ذي الرمة وما فَخْرُ مَن لَيْسَتْ له أَوَّلِيَّةٌ تُعَدُّ إِذا عُدَّ القَديمُ ولا ذِكْرُ يعني مَفاخِر آبائه وأَوَّلُ معرفةً الأَحَدُ في التَّسمية الأُولى قال أُؤَمِّلُ أَنْ أَعِيشَ وأَنَّ يَوْمي بأَوَّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَارِ وأَهْوَن وجُبَار الاثنين والثلاثاء وكل منهما مذكور في موضعه وقوله في الحديث الرُّؤْيا لأَوَّلِ عابِرٍ أَي إِذا عَبَرها بَرٌّ صادقٌ عالم بأُصولها وفُروعها واجتهدَ فيها وقعتْ له دون غيره ممن فَسَّره بعدَه والوَأْلَةُ مثل الوَعْلة الدِّمْنةُ والسِّرْجِينُ وفي المحكم أَبْعارُ الغنم والإِبلِ جميعاً تجتمع وتَتَلَبَّد وقيل هي أَبوالُ الإِبل وأَبْعارُها فقط يقال إِن بَني فلان وَقُودُهم الوَأْلة الأَصمعي أَوْأَلَتِ الماشيةُ في المكان على أَفْعَلَتْ أَثَّرت فيه بأَبْوالها وأَبْعارها واسْتَوْأَلَتِ الإِبلُ اجتمعت وفي حديث عليّ عليه السلام قال لرجل أَنت من بَني فلان ؟ قال نَعَم قال فأَنت من وَأْلةَ إِذاً قُمْ فلا تقرَبَنِّي قيل هي قبيلة خسيسةٌ سميت بالوَأْلةِ وهي البعرة لخسَّتها وقد أَوْأَل المكانُ فهو مُوئِل وهو الوَأْلُ والوَأْلةُ وأَوْأَلَهُ هو قال في صفة ماء أَجْنٍ ومُصْفَرِّ الجِمامِ مُوئِل وهذا البيت أَنشده الجوهري أَجْنٌ ومُصْفَرُّ الجِمامِ مُوأَلُ قال ابن بري صواب إِنشاده كما أَنشده أَبو عبيد في الغريب المصنَّف أَجْنٍ وقبله بأَبيات بمَنْهَلٍ تَجْبِينه عن مَنْهَلِ ووَائل اسم رجل غلَب على حيٍّ معروف وقد يُجْعَل اسماً للقبيلة فلا يُصرف وهو وائل بنُ قاسِط بن هِنْب بنِ أَفْصَى بنِ دُعْمِيٍّ ومَوْأَلةُ اسم أَيضاً قال سيبويه جاء على مَفْعَل لأَنه ليس على الفعل إِذ لو كان على الفعل لكان مَفْعِلاً وأَيضاً فإِن الأَسماءَ الأَعْلامَ قد يكون فيها ما لا يكون في غيرها وقال ابن جني إِنما ذلك فيمن أَخذه من وَأَلَ فأَما من أَخذه من قولهم ما مأَلْت مَأْلَةً فإِنما هو حينئذ فَوْعَلة وقد تقدم ومَوْأَلةُ بن مالك من هذا الفصل ابن سيده وبنُو مَوْأَلةَ بطْن قال خالد ابنُ قَيْس بنِ مُنْقِذ بن طريف لمالك بن بُحَبره
( * قوله « لمالك بن بحبره » هكذا في الأصل من غير نقط ) ورَهَنَته بَنُو مَوْأَلَة بن مالك في دِيةٍ ورَجَوْا أَن يقتلوه فلم يَفْعَلوا وكان مالك يحمَّق فقال خالد لَيْتَك إِذ رُهِنْتَ آلَ مَوْأَلَهْ حَزُّوا بنَصلِ السيفِ عند السَّبَلهْ وحَلَّقت بك العُقابُ القَيْعَلهْ قال ابن جني إِن كان مَوْأَلَة من وَأَل فهو مُغَيَّر عن مَوْئلة للعلميَّة لأَن ما فاؤه واوٌ إِنما يجيء أَبداً على مَفْعِل بكسر العين نحو مَوْضِع ومَوْقِع وقد ذكر بعض ذلك في مأَل

وبل
الوَبْلُ والوابِلُ المطر الشديد الضَّخْم القطْرِ قال جرير يَضْرِبْنَ بالأَكْبادِ وَبْلاً وابِلا وقد وَبَلَتِ السماءُ تَبِل وَبْلاً ووَبَلتِ السماءُ الأَرضَ وَبْلاً فأَما قوله وأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ بها الإِعْصار بعدَ الوابِلِينا فإِن شئت جعلت الوَابِلِين الرجالَ المَمْدُوحينَ يصفهم بالوَبْل لسَعةِ عَطاياهم وإِن شئت جعلته وَبْلاً بعدَ وَبْل فكان جمعاً لم يقصد به قصد كَثْرةٍ ولا قِلَّة وأَرض مَوْبُولةٌ من الوابِل الليث سَحاب وابِل والمطر هو الوَبْلُ كما يقال وَدْقٌ وادِق وفي حديث الاستسقاء فأَلَّفَ اللهُ بين السحابِ فأُبِلْنا أَي مُطِرْنا وَبْلاً وهو المطر الكثير القطر والهمزة فيه بدَل من الواو مثل أَكَّد ووَكَّدَ وجاء في بعض الروايات فَوُبِلْنا جاء به على الأَصل والوَبِيلُ من المَرعَى الوخيم وَبُلَ المَرْتَع وَبالةً ووَبالاً ووَبَلاً وأَرض وَبِيلةٌ وَخيمةُ المَرتَع وجمعها وُبُلٌ قال ابن سيده وهذا نادر لأَن حكمه أَن يكون وَبائل يقال رعينا كلأً وَبِيلاً ووَبُلَت عليهم الأَرضُ وُبُولاً صارت وَبِيلةً واسْتَوْبَل الأَرضَ إِذا لم تُوَافِقْه في بدَنه وإِن كان مُحِبّاً لها واسْتَوْبَلْت الأَرضَ والبلدَ اسْتَوْخَمْتها وقال أَبو زيد اسْتَوْبَلْت الأَرض إِذا لم يسْتَمْرِئْ بها الطعامَ ولم تُوافِقْه في مَطْعَمه وإِن كان مُحِبًّا لها قال واجْتَوَيْتُها إِذا كره المُقامَ بها وإِن كان في نِعمة وفي حديث العُرَنِيِّين فاسْتَوْبَلوا المدينة أَي استوخَموها ولم توافق أَبدانَهم يقال هذه أَرض وَبِلَةٌ أَي وبِئة وخِمة وفي الحديث أَنَّ بني قُرَيظة نزلوا أَرضاً غَمِلةً وَبِلةً والوَبِيلُ الذي لا يُسْتَمْرَأُ وماءٌ وَبِيلٌ ووبيءٌ وَخِيم إِذا كان غير مَرِيءٍ وقيل هو الثقيلُ الغليظُ جدًّا ومن هذا قيل للمطر الغليظ وابِل ووَبَلةُ الطعامِ تُخَمَتُه وكذلك أَبَلَتُه على الإِبْدال وفي حديث يحيى
( * قوله « وفي حديث يحيى إلخ » هكذا في الأصل وعبارة النهاية وفي حديث يحيى بن يعمر كل مال أديت زكاته فقد ذهبت وبلته أي ذهبت مضرته وإثمه وهو من الوبال ويروى بالهمز على القلب وقد تقدم ) بن يَعْمَر أَيُّما مالٍ أَدَّيْتَ زَكاتَه فقد ذهبتْ أَبَلَتُه أَي وَبَلَتُه فقلبت الواو همزة أَي ذهبت مَضَرَّتُه وإِثْمُه وهو من الوَبال ويروى بالهمز على القلب ويروى وَبَلَتُه والوَبالُ الفسادُ اشتقاقه من الوَبِيل قال شمر معناه شَرُّه ومَضَرَّته الجوهري الوَبَلةُ بالتحريك الثَّقَل والوَخَامة مثل الأَبَلةِ والوَبالُ الشدة والثِّقَل وفي الحديث كل بِناءٍ وبَالٌ على صاحِبه الوَبالُ في الأَصل الثِّقَل والمكروه ويريد به في الحديث العذاب في الآخرة وفي التنزيل العزيز فَذاقَتْ وَبالَ أَمرِها وأَخَذْناه أَخْذاً وَبِيلاً أَي شديداً وضَرْبٌ وَبِيلٌ أَي شديد ووَبَلَ الصيدَ وَبْلاً وهو الغَتُّ وشدَّةُ الطَّرْد وعَذابٌ وَبِيلٌ كذلك والوَبِيلةُ العَصَا ما كانت عن ابن الأَعرابي والوَبِيلُ والمَوْبِلُ بكسر الباء العصا الغليظةُ الضخمةُ قال الشاعر أَما والذي مَسَّحْتُ أَرْكانَ بَيْتِه طَماعِيةً أَن يَغْفِر الذنبَ غافِرُه لو آصْبَحَ في يُمْنَى يَدَيَّ زِمامُها وفي كَفِّيَ الأُخْرى وَبيلٌ تُحاذِرُهْ لجاءتْ على مَشْي التي قد تُنُصِّيت وذَلَّتْ وأَعْطتْ حَبْلها لا تُعاسِرُهْ يقول لو تشدَّدْت عليها وأَعْدَدْت لها ما تكْرَه لَجاءَتْ كأَنها ناقة قد تُنُضِّيتْ أَي أُتْعِبت بالسير وركبت حتى هُزِلت وصارت نِضْوةً والنِّضْوُ البعيرُ المهزول وأَعْطَت حَبْلها أَي انقادَت لمن يَسوقُها ولم تُتْعبه لذُلِّها والمعنى في ذلك أَنه جعل ما ذكره كناية عن امرأَة واللفظ للناقة وأَنشد الجوهري في المَوْبِلِ العَصَا الضخمة زَعَمَتْ جُؤَيَّةُ أَنَّني عَبْدٌ لها أَسْعَى بمَوْبِلِها وأُكْسِبُها الخَنا وقال أَبو خراش يَظَلُّ على البَوْرِ اليَفَاعِ كأَنه من الغارِ والخَوْفِ المُحِمِّ وَبيلُ يقول ضَمَر من الغَيْرة والخوفِ حتى صار كالعَصا وقال ساعدة بن جُؤَيَّة فقام تُرْعَدُ كَفَّاهُ بِمِيبَلِه قد عادَ رَهْباً رَذيّاً طائشَ القَدَمِ قال ابن سيده قال ابن جني مِيبل مِفْعَل من الوَبيل تقول العرب رأَيت وَبِيلاً على وبِيلٍ
( * قوله « رأيت وبيلاً على وبيل » عبارة القاموس وأبيل على وبيل شيخ على عصاً ) أَي شيخاً على عَصاً وجمع المِيبَل مَوابِل عادت الواوُ لِزَوالِ الكسرة والوَبِيلُ القضيب الذي فيه لِينٌ وبه فسر ثعلب قول الراجز إِمّا تَرَيْني كالوَبِيلِ الأَعْصَلِ والوَبِيلُ خشَبة القصَّار التي يدقُّ بها الثياب بعد الغسل والوَبِيلُ خشبة يضرب بها الناقوسُ ووَبَله بالعَصا والسَّوْط وَبْلاً ضرَبه وقيل تابع عليه الضرْب ووَبَلْتُ الفرسَ بالسَّوْطِ أَبِلُه وَبْلاً قال طرَفة فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالةٌ عَقِيلةُ شَيْخٍ كالوَبِيلِ يَلَنْدَدِ والوَبِيلُ والوَبِيلةُ والإِبَالةُ الحزْمة من الحطب التهذيب والمَوْبِلة أَيضاً الحُزْمة
( * قول « والموبلة أيضاً الحزمة إلخ » وقوله « أسعى بموبلها إلخ » هكذا في الأصل ) من الحطب وأَنشد أَسعَى بمَوْبِلِها وأُكسِبُها الخَنا ويقال بالشّاةِ وَبَلةٌ شديدة أَي شهوة للفَحْل وقد اسْتَوْبَلَتِ الغنم والوابِلةُ طرَف رأْس العَضُدِ والفَخِذ وقيل هو طرف الكَتِف وقيل هي لحمة الكتف وقيل هو عظم في مَفْصِل الرُّكْبة وقيل الوابِلتان ما الْتَفَّ من لحم الفَخِذين في الوَرِكَيْن وقال أَبو الهيثم هي الحَسَنُ وهو طرَف عظْم العَضُدِ الذي يَلي المَنْكِب سمي حَسَناً لكثرة لحمه وأَنشد كأَنه جَيْأَلٌ عَرْفاءُ عارَضَها كَلْبٌ ووَابِلَةٌ دَسْماءُ في فِيها وقال شمر الوَابِلةُ رأْس العضُد في حُقِّ الكتِف وفي حديث عليّ عليه السلام أَهْدَى رجل للحسن والحُسين عليهما السلام ولم يُهْد لابن الحَنفيَّة فأَوْمَأَ عليٌّ عليه السلام إِلى وابِلَةِ محمدٍ ثم تَمَثَّل وما شَرُّ الثلاثةِ أُمَّ عَمْرو بصاحِبك الذي لا تُصْبِحِينا الوَابِلةُ طرفُ العضُد في الكتِف وطرف الفَخِذ في الوَرِك وجمعها أَوابِل والوَابِلة نَسْل الإِبل والغنم ووَبَال فرَس ضَمْرةَ بنِ جابر ووَبَال اسم ماءٍ لبني أَسَد قال ابن بري ومنه قول جرير تِلْك المَكارم يا فَرَزْدَقُ فاعْترف لا سَوْق بَكْرِك يَوْمَ جُرفِ وَبالِ

وتل
التهذيب ابن الأَعربي الوُتُلُ
( * قوله « الوتل » قال في القاموس بضمتين وضبط في التكملة كقفل وهو القياس ) من الرجال الذين مَلَؤُوا بطونهم من الشراب الواحد أَوْتَل والكُتَّام بالتاء المالئوها من الطعام

وثل
وَثَّل الشيءَ أَصَّله ومكَّنه لغة في أَثَّله وبه سمي الرجل وَثَّالاً ووَثَّل مالاً جمعه لغة في أَثَّل والوَثِيلُ الضعيف والوَثِيلُ كل خَلَق من الشجر والوَثْلُ اللِّيفُ نفسه والوَثِيل الخَلَق من حِبال اللِّيف والوَثِيل اللِّيف والوَثيل الحبل منه وقيل الوَثَلُ بالتحريك والوَثِيلُ جميعاً الحبل من اللِّيف وقيل الوَثِيل الحبل من القِنَّب ابن الأَعرابي الوَثَل وسَخ الأَديم الذي يلقى منه وهو الحَمُّ والتِّحْلِئ وواثِلةُ من الأَسماء مأْخوذ من الوَثِيل ووَثْل ووثالَة ووثَّال أَسماء وواثلة والوَثِيل موضعان وسُحَيم بن وَثِيل

وجل
: الوَجَل : الفزع والخوف وَجِلَ وَجَلاً بالفتح . وفي الحديث : وَعَظَنا مَوْعِظة وَجِلَتْ منها القلوب و وَجِلْتَ تَوْجَل وفي لغة تَيْجَل ويقال : تَاجَل قال سيبويه : وَجِلَ يَاجَلُ و يِيجَل أَبدلوا الواو أَلفاً كراهية الواو مع الياء وقلبوها في يِيجَل ياءً لقربها من الياء وكسروا الياء إِشْعاراً بوجل وهو شاذ الجوهري : في المستقبَل منه أَربع لغات يَوْجَل و ياجَل و يَيْجل و يِيجَل بكسر الياء قال : وكذلك فيما أَشبهه من باب المثال إِذا كان لازماً فمن قال ياجَل جعل الواو أَلفاً لفتحة ما قبلها ومن قال يِيجَل بكسر الياء فهي على لغة بني أَسد فإِنهم يقولون أَنا إِيجَل ونحن نِيجَل وأَنت تِيجَل كلها بالكسر وهم لا يكسرون الياء في يَعْلَم لاستثقالهم الكسر على الياء وإِنما يكسرون في يِيجَل لتقوَّى إِحدى الياءين بالأُخرى ومن قال يَيْجَل بناه على هذه اللغة ولكنه فتح الياء كما فتحوها في يَعْلم والأَمر منه إِيْجَلْ صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها . قال ابن بري : إِنما كسرت الياء من يِيجَلُ ليكون قلب الواو ياءً بوجه صحيح فأَما يَيْجَل بفتح الياء فإِنَّ قلب الواو فيه على غير قياس صحيحٍ وتقول منه : إِنِّي لأَوْجَل ورجلٌ أَوْجَلُ و وَجِلٌ قال الشاعر مَعْن بنُ أَوْس المُزَني : لعَمْرُكَ ما أَدرِي وإِنِّي لأَوْجَلُ على أَيِّنا تَغْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ وكان لها جارَانِ لا يَخْفُرانِها أَبو جَعْدة العادِي وعَرْفاءُ جَيْأَلُ أَبو جَعْدة : الذئب وعَرْفاء : الضبُع وإِذا وقع الذئب والضبعُ في غنم مَنَعَ كلُّ واحد منهما صاحبَه . وقال سيبويه في قوله : اللهمَّ ضَبُعاً وذِئباً أَي اجْمَعْهُما وإِذا اجتمعا سَلِمَت الغنم وجمعه وِجَالٌ قالت جنوب أُخت عَمْرو ذي الكَلْب تَرْثِيه : وكُلُّ قَتِيلٍ وإِن لم تكن أَرَدْتَهُمُ منك باتوا وِجالا والأُنثى وَجِلة ولا يقال وَجْلاء وقومٌ وَجِلون و وِجالٌ . و واجَلَهُ فوَجَلَه : كان أَشدَّ وَجَلاً منه . وهذا مَوْجِله بالكسر : للموضع . و الوَجِيل و المَوْجِل : حفرة يستنقع فيها الماء يمانية

وحل
الوَحَل بالتحريك الطينُ الرَّقيق الذي ترتَطِمُ فيه الدوابّ والوَحْل بالتسكين لغة رديَّة والجمع أَوْحالٌ ووُحُولٌ والمَوْحَل بالفتح المصدر وبالكسر المكان واسْتَوْحَل المكان صار فيه الوَحَل ووَحِل بالكسر يَوْحَل وَحَلاً فهو وَحِلٌ وقع في الوَحَل قال لبيد فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ وأَوْحَله غيرُه إِذا أَوقعَه فيه وفي حديث سُراقة فوَحِل بي فَرَسي وإِنني لَفي جَلَدٍ من الأَرض أَي أَوقعني في الوَحَل يريد كأَنه يسِير بي في طِينٍ وأَنا في صُلْب من الأَرض وفي حديث أَسْرِ عُقْبة بن أَبي مُعَيْط فوَحِل به فرسُه في جَدَدٍ من الأَرض والجَدَدُ ما استوى من الأَرض وواحَلَني فوحَلته أَحِلُه كنتُ أَخْوَضَ للوَحَل منه وواحَلَه فوَحَلَه والمَوْحِل الموضع الذي فيه الوَحَل قال المتنخل الهُذلي فأَصْبَحَ العِينُ رُكوداً على ال أَوْشاذِ أَن يَرْسَخْنَ في المَوْحَلِ يروى بالفتح والكسر من المصدر والمكان يقول وقفتْ بقَرُ الوَحْش على الرَّوابي مَخافة الوَحَل لكثرة الأَمطار وأَوْحَل فلانٌ فلاناً شرّاً أَثقله به ومَوْحَل موضع
( * قوله « وموحل موضع » كذا في الأصل مضبوطاً )
قال من قُلَلِ الشِّحْرِ فجَنْبَيْ مَوْحَل

ودل
وَدَل السِّقاءَ وَدْلاً مخَضه

وذل
الوَذِيلةُ والوَذِلةُ والوَذَلةُ من النساء النشيطة الرَّشيقة ابن بُزرْج الوَذلةُ الخفيفة من الناس والإِبل وغيرها يقال خادِم وَذَلةٌ ورجل وَذَل ووَذِل خفيف سريع فيما أَخَذ فيه والوَذِيلةُ المِرآة طائية قال أَبو عمرو قال الهذلي الوذِيلة المِرآة في لغتِنا والوَذيلة السَّبيكة من الفِضَّة عن أَبي عمرو والوَذِيلةُ القطعة من الفضّة وقيل من الفضّة المَجْلُوَّة خاصّة والجمع وَذِيلٌ ووَذائِل قال ابن بري وقول الطرِمَّاح بِخُدودٍ كالوَذائِلِ لم يُخْتَزَنْ عنها وَرِيُّ السَّنامِ الوَرِيُّ السمين والوَذائِل جمع وَذِيلة المرآة وقيل صَفيحة الفضة وقال أَبو كبير الهذلي وبَياض وَجْهٍ لم تَحُلْ أَسْرارُهُ مِثْل الوَذِيلَة أَو كَشَنْفِ الأَنضُرِ الأَنضُر جمع نَضْر وهو الذهب وفي حديث عمرو قال لمعاوية ما زِلْت أَرُمُّ أَمرَك بوَذائِله قال هي جمع وَذِيلة وهي السَّبيكة من الفضة يريد أَنه زَيَّنه وحسَّنه قال الزمخشري أَراد بالوَذائل جمع وَذِيلة وهي المِرآة بلغة هذيل مثّل بها آراءه التي كان يَراها لمعاوية وأَنها أَشباه المَرايا يرى فيها وُجوه صَلاح أَمره واستقامة مُلْكه أَي ما زِلت أَرُمُّ أَمرك بالآراء الصائبة والتدابير التي يستصلح المُلْك بمثلها والوَذِيلةُ القطعة من شحم السَّنام والأَلْية على التشبيه بصفيحة الفضة قال هَلْ في دَجُبِ الحُرَّة المَخِيطِ وَذِيلةٌ تَشْفِي من الأَطِيطِ ؟ الدَّجُوبُ الغِرارة والوَذالةُ ما يقطَع الجزَّار من اللحم بغير قَسْم يقال لقد توَذَّلوا منه

ورل
الوَرَلُ دابَّةٌ على خِلقة الضَّبِّ إِلاّ أَنه أَعظم منه يكون في الرِّمال والصَّحارِي والجمع أَوْرالٌ في العدد ووِرْلانٌ وأَرْؤُل بالهمز قال ابن بري أَرْؤُل مقلوب من أَوْرُل وقلبت الواو همزة لانضمامها وقال امرؤ القيس في الجمع على أَوْرال تُطْعِم فَرْخاً لها قَرْقَمَهُ الجوعُ والإِحْثالُ قُلوبَ خِزَّانٍ ذَوِي أَورال كما تُرزَقُ العِيال
( * قوله « تطعم فرخاً إلخ » هكذا في الأصل بهذا الضبط وبصورة بيتين وعبارة الأصل في حثل وأحثلت الصبي إذا أسأت غذاءه ثم قال قال امرؤ
القيس تطعم فرخاً لها ساغباً ... أزرى به الجوع
والاحثالوفي التكملة وشرح القاموس في ورل أورال موضع قال امرؤ القيس يصف عقاباً
تخطف خزان الانيعم بالضحى ... وقد جحرت منه ثعالب اورال )
وقال ابن الرقاع في الواحد
عن لِسانٍ كجُثَّة الوَرَلِ الأَصفر مَجَّ النَّدَى عليه العَرارُ والأُنثى وَرْلةٌ قال أَبو منصور الوَرَلُ سَبِط الخلْق طويل الذنَب كأَنَّ ذنَبه ذنبُ حيَّة قال ورُبَّ وَرَل
( * قوله « ورب ورل إلخ » لعله ورب ذنب ورل إلخ ) يَرْبو طولُه على ذِراعين قال وأَما ذنب الضَّبِّ فهو عَقِد وأَطول ما يكون قدْر شِبر والعرب تستخبِث الوَرَل وتستقذِره فلا تأْكله وأَما الضبُّ فإِنهم يحرِصون على صيده وأَكله والضبُّ أَحْرَشُ لذنب خَشِنه مُفَقَّره ولونه إِلى الصُّحْمة وهي غُبْرة مُشْرَبة سَواداً وإِذا سَمِن اصْفَرَّ صدره ولا يأْكل إِلاَّ الجَنادِب والدُّبَّاء والعُشْب ولا يأْكل الهوامَّ وأَما الوَرَل فإِنه يأْكل العَقارب والحيَّات والحَرابي والخَنافس ولحمه دِرْياق والنساء يتسمَّنَّ بلحمه وأُرُلٌ موضع يجوز أَن تكون همزته مبدلة من واو وأَن تكون وضعاً قال ابن سيده وأَن تكون وضعاً أَولى لأَنا لم نسمع وُرُلاً البتَّة

ورنتل
وَرَنْتَلٌ الشرُّ والأَمرُ العظيم مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي قال وإِنما قضينا على الواو أَنها أَصل لأَنها لا تزاد أَولاً البتة والنون ثالثة وهو موضع زيادتها إِلاَّ أَن يجيء ثبت بخلاف ذلك وقال بعض النحويين النون في وَرَنْتَلٍ زائدة كنون جَحَنْفَل ولا تكون الواو هنا زائدة لأَنها أَول والواو لا تزاد أَولاً البتة

وسل
الوَسِيلةُ المَنْزِلة عند المَلِك والوَسِيلة الدَّرَجة والوَسِيلة القُرْبة ووَسَّل فلانٌ إِلى الله وسِيلةً إِذا عَمِل عملاً تقرَّب به إِليه والواسِل الراغِبُ إِلى الله قال لبيد أَرى الناسَ لا يَدْرونَ ما قَدْرُ أَمرِهم بَلى كلُّ ذي رَأْيٍ إِلى الله واسِلُ وتوَسَّل إِليه بوَسيلةٍ إِذ تقرَّب إِليه بعَمَل وتوَسَّل إِليه بكذا تقرَّب إِليه بحُرْمَةِ آصِرةٍ تُعْطفه عليه والوَسِيلةُ الوُصْلة والقُرْبى وجمعها الوسائل قال الله تعالى أُولئك الذين يَدْعون يَبْتَغون إِلى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ الجوهري الوَسِيلةُ ما يُتَقَرَّبُ به إِلى الغَيْر والجمع الوُسُلُ والوسائلُ والتَّوْسيلُ والتَّوسُّلُ واحد وفي حديث الأَذان اللهمَّ آتِ محمداً الوَسِيلَة هي في الأَصل ما يُتَوَصَّل به إِلى الشيء ويُتَقَرَّب به والمراد به في الحديث القُرْبُ من الله تعالى وقيل هي الشفاعةُ يوم القيامة وقيل هي منزلة من مَنازِل الجنة كما جاء في الحديث وشيء واسِلٌ واجبٌ قال رؤبة وأَنت لا تَنْهَرُ حَظًّا واسِلا والتَّوَسُّل أَيضاً السَّرِقة يقال أَخذ فلان إِبِلي تَوَسُّلاً أَي سَرقة ومُوَيْسِلٌ ماءٌ لِطَيّءٍ قال واقِدُ بن الغِطْرِيف الطائي وكان قد مَرِضَ فَحُمِيَ الماء واللبن لَئنْ لَبَنُ المِعْزَى بِماءِ مُوَيْسِل بَغانِيَ داءً إِنَّني لَسَقيمُ

وشل
الوَشَل بالتحريك الماءُ القليل يَتَحَلَّب من جبل أَو صخْرة يقطُر منه قليلاً قليلاً لا يَتَّصِلُ قطْره وقيل لا يكون ذلك إِلا من أَعلى الجَبل وقيل هو ماء يخرُج من بين الصخْر قليلاً قليلاً والجمع أَوْشال ووَشَل يَشِل وَشْلاً ووَشْلاناً سال أَو قَطَر وجَبَلٌ واشِلٌ يقطُر منه الماء وفي المحكم لا يَزال يتحلَّب منه الماءُ قد قيل الوَشَلُ الماء الكثير فهو على هذا من الأَضداد التهذيب ماءٌ واشِلٌ يَشِلُ منه وَشْلاً أَبو عبيد الوَشَلُ ما قطَر من الماء وقد وَشَل يَشِل قال أَبو منصور ورأَيت في البادية جبَلاً يقطُر في لَجَفٍ منه من سَقْفه ماء فيجتَمِع في أَسفله يقال له الوَشَل ابن الأَعرابي عن الدُّبَيْرية يسمى الماء الذي يقطُر من الجبل المَذْعَ والفَزِيرَ والوَشَلَ وناقة وَشُول كثيرة اللبن يَشِل لبنُها من كثرته أَي يَسيل ويقطُر من الوَشَلان وناقة وَشُول دائمة على مَحْلَبها عن ابن الأَعرابي وكذلك الوَشَل من الدمع يكون القليلَ والكثيرَ وبالكثير فسر بعضهم قوله إِنَّ الذين غَدَوْا بِلُبِّك غادَرُوا وَشَلاً بِعَيْنِك ما يَزال مَعِينا والأَوْشالُ مياهٌ تَسيلُ من أَعْراض الجِبال فتجتَمع ثم تُساق إِلى المَزارع رواه أَبو حنيفة وفي المثل وهَلْ بالرِّمَالِ أَوْشال ؟ وفي حديث علي عليه السلام رِمالٌ دَمِثَة وعُيون وَشِلَة الوَشَل الماء القليل وفي حديث الحجاج قال لِحَفَّار حَفَر له بئراً أَخَسَفْتَ أَمْ أَوْشَلْت ؟ أَي أَنْبَطْت ماءً كثيراً أَم قليلاً وأَوْشَلَ حظَّه أَقَلَّه وأَخَسَّه أَنشد ابن جني لبعض الرُّجَّاز وحُسَّدٍ أَوْشَلْتُ من حِظاظِها على أَحاسِي الغَيْظِ واكْتِظاظِها وقوله أَنشده ابن الأَعرابي أَلْقَتْ إِليه على جَهْدٍ كَلاكِلها سعدُ بن بكْر ومن عثمان مَنْ وَشَلا فسره فقال وَشَل وُشُولاً احتاج وضعُف وافتقَر وقَلَّ غَناؤه ابن السكيت سمعت أَبا عمرو يقول الوُشُول قِلَّة الغَناء والضَّعْفُ والنُّقْصان وأَنشده إِذا ضَمَّ قَوْمَكُمُ مَأْزِقٌ وَشَلْتُمْ وُشُولَ يَدَ الأَجْذم ويقال وَشَل فلان إِلى فلان إِذا ضَرَع إِليه فهو واشِلٌ إِليه ورأْيٌ واشِلٌ ورجل واشِلُ الرأْيِ ضعيفُه وفلان واشِلُ الحظِّ أَي ناقصُه لا جِدَّ له وأَوْشَلْت حظَّ فلان أَي أَقْلَلْته والوُشُولُ قِلَّة الغَناء والضَّعْفُ وأَنشد ابن بري لأَبي صُحَار يمدح عُبيد الله بن العباس وَدَّعَ منها ابن عباس وشَيَّعَه مَجْدٌ يُصاحِبُه إِنْ سارَ أَو نزَلا أَلْقَتِ إِليه على جَهْدٍ كَلاكِلَها سَعْدُ بن بكر ومِنْ عثمان مَنْ وَشَلا أَي احتاج والوَشَل موضع قال أَبو القَمْقام الأَسَدي إِقْرَأْ على الوَشَلِ السَّلامَ وقُلْ لَهُ كلُّ المَشارِبِ مُذْ هُجِرْتَ ذَمِيمُ وقيل هو اسم جبل عظيم بناحية تهامة وفيه مِياهٌ عَذْبة وجاء القومُ أَوْشالاً أَي يَتْبع بعضُهم بعضاً والمَواشِلُ معروفة
( * قوله « والمواشل معروفة » عبارة المحكم والمواشل مواضع معروفة ) من اليمامة قال ابن دريد لا أَدري ما حقيقته

وصل
وَصَلْت الشيء وَصْلاً وَصِلةً والوَصْلُ ضِدُّ الهِجْران ابن سيده الوَصْل خلاف الفَصْل وَصَل الشيء بالشيء يَصِلُه وَصْلاً وَصِلةً وصُلَةً الأَخيرة عن ابن جني قال لا أَدري أَمُطَّرِدٌ هو أَم غير مطَّرد قال وأَظنه مُطَّرِداً كأَنهم يجعلون الضمة مُشْعِرة بأَن المحذوف إِنما هي الفاء التي هي الواو وقال أَبو علي الضمَّة في الصُّلَة ضمة الواو المحذوفة من الوُصْلة والحذف والنقل في الضمة شاذ كشذوذ حذف الواو في يَجُدُ ووَصَّلَهُ كلاهما لأَمَهُ وفي التنزيل العزيز ولقد وَصَّلْنا لَهُمُ القَوْلَ أَي وَصَّلْنا ذِكْرَ الأَنْبياء وأَقاصِيصَ من مَضَى بعضها ببعض لعلهم يَعْتَبرون واتَّصَلَ الشيءُ بالشيء لم ينقطع وقوله أَنشده ابن جني قامَ بها يُنْشِدُ كلّ مُنْشِدِ وايتَصَلَتْ بمِثْلِ ضَوْءِ الفَرْقَدِ إِنما أَراد اتَّصَلَتْ فأَبدل من التاء الأُولى ياء كراهة للتشديد وقوله أَنشده ابن الأَعرابي سُحَيْراً وأَعْناقُ المَطِيِّ كأَنَّها مَدافِعُ ثِغْبانٍ أَضَرَّ بها الوصْلُ معناه أَضَرَّ بها فِقْدان الوَصْل وذلك أَن ينقطِع الثَّغَب فلا يَجْري ولا يَتَّصِل والثَّغَبُ مَسِيلٌ دَقيقٌ شَبَّه الإِبِل في مَدِّها أَعناقها إِذا جَهَدَها السير بالثَّغَب الذي يَخُدُّه السَّيْلُ في الوادي ووَصَلَ الشيءُ إِلى الشيء وُصُولاً وتَوَصَّل إِليه انتهى إِليه وبَلَغه قال أَبو ذؤيب تَوَصَلُ بالرُّكْبان حيناً وتُؤْلِفُ ال جِوارَ ويُغْشِيها الأَمانَ رِبابُها ووَصَّله إِليه وأَوْصَله أَنهاهُ إِليه وأَبْلَغَهُ إِياه وفي حديث النعمان بن مُقَرِّن أَنه لما حمَل على العدُوِّ ما وَصَلْنا كَتِفَيْه حتى ضرَب في القوم أَي لم نَتَّصِل به ولم نَقْرُب منه حتى حمَل عليهم من السُّرْعة وفي الحديث رأَيت سَبَباً واصِلاً من السماء إِلى الأَرض أَي مَوْصولاً فاعل بمعنى مفعول كماءٍ دافِقٍ قال ابن الأَثير كذا شرح قال ولو جعل على بابه لم يَبْعُد وفي حديث عليّ عليه السلام صِلوا السيوفَ بالخُطى والرِّماحَ بالنَّبْل قال ابن الأَثير أَي إِذا قَصُرت السيوف عن الضَّريبة فتقدَّموا تَلْحَقوا وإِذا لم تَلحَقْهم الرماحُ فارْمُوهم بالنَّبْل قال ومن أَحسن وأَبلغ ما قيل في هذا المعنى قول زهير يَطعَنُهُمْ ما ارْتَمَوْا حتى إِذا طَعَنُوا ضارَبَهُمْ فإِذا ما ضارَبُوا اعْتَنَقا وفي الحديث كان اسمُ نَبْلِه عليه السلام المُوتَصِلة سميت بها تفاؤلاً بوُصولها إِلى العدوِّ والمُوتَصِلة لغة قريش فإِنها لا تُدْغم هذه الواو وأَشباهها في التاء فتقول مُوتَصِل ومُوتَفِق ومُوتَعِد ونحو ذلك وغيرهم يُدْغم فيقول مُتَّصِل ومُتَّفِق ومُتَّعِد وأَوْصَله غيرُه ووَصَلَ بمعنى اتَّصَل أَي دَعا دعْوى الجاهلية وهو أَن يقول يالَ فلان وفي التنزيل العزيز إِلاَّ الذين يَصِلون إِلى قوم بينكم وبينهم ميثاقٌ أَي يَتَّصِلون المعنى اقتُلوهم ولا تَتَّخِذوا منهم أَولياء إِلاَّ مَنِ اتَّصَل بقوم بينكم وبينهم مِيثاق واعْتَزَوْا إِليهم واتَّصَلَ الرجلُ انتسَب وهو من ذلك قال الأَعشى إِذا اتَّصَلَتْ قالتْ لِبَكْرِ بنِ وائِلٍ وبَكْرٌ سَبَتْها والأُنُوفُ رَواغِمُ
( * قوله « قالت لبكر » في المحكم والتهذيب قالت أَبكر إلخ )
أَي إِذا انتَسَبَتْ وقال ابن الأَعرابي في قوله إِلا الذين يَصِلون إِلى قوم أَي يَنتَسِبون قال الأَزهري والاتِّصال أَيضاً الاعْتزاءُ المنهيّ عنه إِذا قال يالَ بني فلان ابن السكيت الاتِّصال أَن يقول يا لَفُلان والاعتزاءُ أَن يقول أَنا ابنُ فلان وقال أَبو عمرو الاتصالُ دُعاء الرجل رَهْطه دِنْياً والاعْتزاءُ عند شيء يعجبُه فيقول أَنا ابن فلان وفي الحديث مَنِ اتَّصَلَ فأَعِضُّوه أَي مَنِ ادَّعى دَعْوى الجاهلية وهي قولهم يالَ فلان فأَعِضُّوه أَي قولوا له اعْضَضْ أَيْرَ أَبيك يقال وَصَل إِليه واتَّصَل إِذا انتَمى وفي حديث أُبَيٍّ أَنه أَعَضَّ إِنساناً اتَّصَل والواصِلة من النساء التي تَصِل شعَرَها بشعَر غيرها والمُسْتَوْصِلة الطالِبة لذلك وهي التي يُفْعَل بها ذلك وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم لعَنَ الواصِلةَ والمُسْتَوْصِلة قال أَبو عبيد هذا في الشعَر وذلك أَن تَصِل المرأَة شعَرها بشَعَرٍ آخر زُوراً وروي في حديث آخر أَيُّما امرأَةٍ وَصَلت شعَرها بشعر آخر كان زُوراً قال وقد رَخَّصَت الفقهاء في القَرامِل وكلِّ شيء وُصِل به الشعر وما لم يكن الوَصْل
( * قوله « وما لم يكن الوصل » أي الموصول به شعراً إلخ ) شعراً فلا بأْس به وروي عن عائشة أَنها قالت ليست الواصِلةُ بالتي تَعْنون ولا بأْسَ أَنْ تَعْرَى المرأَةُ عن الشعَر فتَصُِل قَرْناً من قرُونها بصُوفٍ أَسوَد وإِنما الواصِلة التي تكون بغيّاً في شَبيبَتِها فإِذا أَسَنَّتْ وصَلَتْها بالقِيادة قال ابن الأَثير قال أَحمد بن حنبل لمَّا ذُكِر ذلك له ما سمعت بأَعْجَب من ذلك ووَصَله وَصْلاً وصِلة وواصَلَهُ مُواصَلةً ووِصالاً كلاهما يكون في عَفاف الحبّ ودَعارَتِه وكذلك وَصَل حَبْله وَصْلاً وصِلةً قال أَبو ذؤيب فإِن وَصَلَتْ حَبْلَ الصَّفاء فَدُمْ لها وإِن صَرَمَتْه فانْصَرِف عن تَجامُل وواصَلَ حَبْله كوَصَله والوُصْلة الاتِّصال والوُصْلة ما اتَّصل بالشيء قال الليث كلُّ شيء اتَّصَل بشيء فما بينهما وُصْلة والجمع وُصَل ويقال وَصَل فلان رَحِمَه يَصِلها صِلةً وبينهما وُصْلة أَي اتِّصال وذَرِيعة ووَصَل كتابُه إِليّ وبِرُّه يَصِل وُصولاً وهذا غير واقع ووَصَّله تَوْصيلاً إِذا أَكثر من الوَصْل وواصَله مُواصَلةً ووِصالاً ومنه المُواصَلةُ بالصوم وغيره وواصَلْت الصِّيام وِصالاً إِذا لم تُفْطِر أَياماً تِباعاً وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوِصال في الصوم وهو أَن لا يُفْطِر يومين أَو أَياماً وفيه النهي عن المُواصَلة في الصَّلاة وقال إِنَّ امْرَأً واصَلَ في الصلاة خرج منها صِفْراً قال عبد الله بن أَحمد بن حنبل ما كُنَّا نَدْري ما المُواصَلة في الصلاة حتى قَدِم علينا الشافعيُّ فمضى إِليه أَبي فسأَله عن أَشياء وكان فيما سأَله عن المُواصَلة في الصلاة فقال الشافعي هي في مواضع منها أَن يقول الإِمامُ ولا الضّالِّين فيقول مَن خلفه آمين معاً أَي يقولها بعد أَن يسكُت الإِمام ومنها أَن يَصِل القراءة بالتكبير ومنها السلامُ عليكم ورحمةُ الله فيَصِلها بالتسليمة الثانية الأُولى فرض والثانية سُنَّة فلا يُجْمَع بينهما ومنها إِذا كبَّر الإِمام فلا يُكَبِّر معه حتى يسبقه ولو بواو وتَوَصَّلْت إِلى فلان بوُصْلة وسبب توَصُّلاً إِذا تسبَّبت إِليه بحُرْمة وتوصَّل إِليه أَي تلطَّف في الوُصول إِليه وفي حديث عُتْبة والمقدام أَنهما كانا أَسْلَما فَتَوَصَّلا بالمشركين حتى خَرجا إِلى عُبيدة بن الحرث أَي أَرَياهم أَنهما مَعَهم حتى خرجا إِلى المسلمين وتوصَّلا بمعنى توسَّلا وتقرَّبا والوَصْل ضد الهجران والتَّواصُل ضد التَّصارُم وفي الحديث مَن أَراد أَن يَطول عُمْره فَلْيَصِلْ رَحِمَه تكرّر في الحديث ذكر صِلة الرَّحِم قال ابن الأَثير وهي كِناية عن الإِحسان إِلى الأَقرَبين من ذوي النسَب والأَصْهار والعَطف عليهم والرِّفْق بهم والرِّعاية لأَحْوالهم وكذلك إِن بَعُدُوا أَو أَساؤوا وقَطْع الرَّحِم ضدُّ ذلك كلِّه يقال وَصَل رَحِمَه يَصِلُها وَصْلاً وصِلةً والهاء فيها عِوَض من الواو المحذوفة فكأَنه بالإِحسان إِليهم قد وَصَل ما بينه وبينهم من عَلاقة القَرابة والصِّهْر وفي حديث جابرٍ إِنه اشترى مِنِّي بَعيراً وأَعطاني وَصْلاً من ذهَب أَي صِلةً وهِبةً كأَنه ما يَتَّصِل به أَو يَتَوَصَّل في مَعاشه ووَصَله إِذا أَعطاه مالاً والصِّلة الجائزة والعطيَّة والوَصْل وَصْل الثوب والخُفّ ويقال هذا وَصْل هذا أَي مثله والمَوْصِل ما يُوصَل من الحبل ابن سيده والمَوْصِل مَعْقِد الحبْل في الحَبْل ويقال للرجُلين يُذكران بِفِعال وقد مات أَحدهما فَعَل كذا ولا يُوصَل حَيٌّ بميت وليس له بِوَصِيل أَي لا يَتْبَعُه قال الغَنَوِي كمَلْقَى عِقالٍ أَو كمَهْلِك سالِمٍ ولسْتَ لِمَيْتٍ هالك بِوَصِيلِ ويروى وليس لِحَيٍّ هالِك بِوَصِيل وهو معنى قول المتنَخِّل الهذلي ليسَ لِمَيْتٍ بِوَصِيلٍ وقد عُلِّقَ فيه طَرَفُ المَوْصِلِ دُعاء لرجل أَي لا وُصِل هذا الحيّ بهذا المَيت أَي لا ماتَ معه ولا وُصِل بالميت ثم قال وقد عُلِّقَ فيه طَرَفٌ من الموت أَي سيَمُوت ويَتَّصِل به قال هذا قول ابن السكيت قال ابن سيده والمعنى فيه عندي على غير الدُّعاء إِنما يُريد ليس هو ما دام حَيًّا بِوَصِيلٍ للميت على أَنه قد عُلِّق فيه طَرَف المَوْصِل أَي أَنه سيَمُوت لا محالة فيَتَّصِل به وإِن كان الآن حَيًّا وقال الباهلي يقول بان الميت فلا يُواصِله الحيُّ وقد عُلِّق في الحي السَّبَب الذي يُوَصِّله إِلى ما وَصَل إِليه الميت وأَنشد ابن الأَعرابي إِنْ وَصَلْت الكِتابَ صِرْتَ إِلى اللهِ ومَن يُلْفَ واصِلاً فهو مُودِي قال أَبو العباس يعني لَوْح المَقابر يُنْقر ويُتْرَك فيه موضع للميت
( * قوله « موضع للميت » لعله موضع لاسم الميت ) بَياضاً فإِذا مات الإِنسانُ وُصِل ذلك الموضع باسمه والأَوْصال المَفاصِل وفي صِفته صلى الله عليه وسلم أَنه كان فَعْمَ الأَوْصالِ أَي ممْتَلئَ الأَعضاء الواحدُ وِصْل والمَوْصِل المَفْصِل ومَوْصِل البعير ما بين العَجُز والفَخِذ قال أَبو النجم ترى يَبِيسَ الماءِ دون المَوْصِلِ منه بِعجْزٍ كصَفاةِ الجَيْحَلِ الجَيْحَل الصُّلْب الضَّخْم والوِصْلانِ العَجُز والفَخِذ وقيل طَبَق الظهر والوِصْل والوُصْل كلُّ عظم على حِدَة لا يكسَر ولا يُخْلط بغيره ولا يُوصَل به غيره وهو الكَِسْرُ والجَِدْلُ بالدال والجمع أَوْصال وجُدُول وقيل الأَوْصال مجتَمَع العظام وكلّه من الوَصْل ويقال هذا رجل وَصِيلُ هذا أَي مثله والوَصِيل بُرود اليمن الواحدة وَصِيلة وفي الحديث أَن أَوَّل من كَسَا الكعبة كسْوةً كامِلةً تُبَّعٌ كَسَاها الأَنْطاعَ ثم كساها الوَصائل أَي حِبَر اليَمَن وفي حديث عمرو قال لمعاوية ما زلت أَرُمُّ أَمْرَك بِوَذائله وأَصِلُهُ بوَصائله القتيبي الوَصائل ثياب يمانية وقيل ثياب حُمْرُ مُخَطَّطة يمانية ضَرَبَ هذا مثلاً لإِحكامه إِياه ويجوز أَن يكون أَراد بالوَصائل الصِّلاب والوَذِيلة قطعة من الفضة ويقال للمِرآة الوَذيلةُ والعِنَاسُ والمَذِيَّةُ قال ابن الأَثير أَراد بالوَصائل ما يُوصَل به الشيء يقول ما زِلْت أُدَبِّر أَمْرك بما يَجِب أَن يُوصَل به من الأُمور التي لا غِنَى به عنها أَو أَراد أَنه زَيَّن أَمْرَه وحَسَّنه كأَنه أَلْبَسَه الوَصائل وقوله عز وجل ما جَعَل اللهُ من بَحِيرةٍ ولا سائبةٍ ولا وَصِيلةٍ قال المفسرون الوَصِيلةُ كانت في الشاء خاصة كانت الشاة إِذا وَلَدَتْ أُنثى فهي لهم وإِذا وَلَدَتْ ذكَراً جعلوه لآلهتهم فإِذا وَلَدَتْ ذكَراً وأُنثى قالوا وَصَلَتْ أَخاها فلم يَذْبَحوا الذكَر لآلهتهم والوَصِيلة التي كانت في الجاهلية الناقةُ التي وَصَلَتْ بين عشرة أَبْطُن وهي من الشاء التي وَلَدَتْ سبعة أَبْطُن عَناقَيْن عَناقَيْن فإِن وَلَدَت في السابع عَناقاً قيل وَصَلتْ أَخاها فلا يشرَب لَبَنَ الأُمِّ إِلاَّ الرِّجال دون النساء وتَجْري مَجْرَى السائبة وقال أَبو عرفة وغيره الوَصِيلة من الغنم كانوا إِذا وَلَدَتِ الشاةُ ستة أَبْطُن نَظَرُوا فإِن كان السابعُ ذكَراً ذُبِحَ وأَكَل منه الرجال والنساء وإِن كانت أُنثى تُرِكتْ في الغنم وإِن كانت أُنثى وذكَراً قالوا وَصَلتْ أَخاها فلم يُذْبَح وكان لَحْمُها
( * قوله « وكان لحمها » في نسخة لبنها ) حَراماً على النساء وفي الصحاح الوَصِيلةُ التي كانت في الجاهلية هي الشاة تَلِدُ سبعة أَبْطُن عَناقَيْن عَناقَيْن فإِن وَلَدَتْ في الثامنة جَدْياً وعَناقاً قالوا وَصَلَتْ أَخاها فلا يذبَحُون أَخاها من أَجلها ولا يشرَب لبَنها النساء وكان للرجال وجرَتْ مَجْرَى السائبة وروي عن الشافعي قال الوَصِيلة الشاة تُنْتَجُ الأَبْطُن فإِذا وَلَدَتْ آخَرَ بعد الأَبْطُن التي وَقَّتوا لها قيل وَصَلتْ أَخاها وزاد بعضهم تُنْتَجُ الأَبْطُن الخمسة عَناقَيْن عَناقَيْن في بَطْن فيقال هذه وُصْلةٌ تَصِلُ كلَّ ذي بطن بأَخٍ له معه وزاد بعضهم فقال قد يَصِلونها في ثلاثة أَبْطُن ويُوصِلونها في خمسة وفي سبعة والوَصِيلةُ الأَرض الواسعة البعيدة كأَنها وُصِلَتْ بأُخْرى ويقال قطعنا وَصِيلة بعيدة وروي عن ابن مسعود أَنه قال إِذا كنت في الوَصِيلة فأَعْطِ راحِلتَكَ حَظَّها قال لم يُرِد بالوَصِيلة ههنا الأَرض البعيدة ولكنه أَراد أَرضاً مُكْلِئة تَتَّصل بأُخرى ذاتِ كَلأٍ قال وفي الأُولى يقول لبيد ولقد قَطَعْت وَصِيلةً مَجْرُودةً يَبْكي الصَّدَى فيها لِشَجْوِ البُومِ والوَصِيلة العِمَارة والخِصْب سمِّيت بذلك
( * قوله « سميت بذلك إلخ » عبارة المحكم سميت بذلك لاتصالها واتصال الناس فيها والوصائل ثياب يمانية مخططة بيض وحمر على التشبيه بذلك واحدتها وصيلة ) واحدتها وَصِيلة وحَرْفُ الوَصْل هو الذي بعد الرَّوِيِّ وهو على ضربين أَحدهما ما كان بعده خروج كقوله عفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها والثاني أَن لا يكون بعده خروجٌ كقوله أَلا طالَ هذا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ وأَرَّقَني أَن لا حَليلٌ أُلاعِبُهْ قال الأَخفش يلزم بعد الرَّوِيِّ الوَصْل ولا يكون إِلا ياءً أَو واواً أَو أَلِفاً كل واحدة منهنّ ساكنة في الشعر المُطْلَق قال ويكون الوَصْل أَيضاً هاءً الإِضْمار وذلك هاءُ التأْنيث التي في حَمْزة ونحوها وهاءُ للمُذكَّر والمؤَنث متحرِّكة كانت أَو ساكنة نحو غُلامِه وغُلامِها والهاء التي تُبَيَّن بها الحركة نحو عَلَيَّهْ وعَمَّهْ واقْضِهِ وادْعُهُ يريد عَلَيَّ وعَمَّ واقضِ وادعُ فأُدخلت الهاء لتُبَيَّن بها حركة الحروف قال ابن جني فقول الأَخفش يلزم بعد الرَّوِيِّ الوَصْل لا يريد به أَنه لا بُدَّ مع كل رَويّ أَن يَتْبَعه الوَصْل أَلا ترى أَن قول العجاج قد جَبَر الدِّينَ الإِلَهُ فجَبَرْ لا وَصْل معه وأَن قول الآخر يا صاحِبَيَّ فَدَتْ نفْسي نُفوسَكما وحيْثُما كُنْتُما لاقَيْتُما رَشَدَا إِنما فيه وَصْل لا غير ولكن الأَخفش إِنما يريد أَنه مما يجوز أَن يأْتي بعد الرَّوِيٍّ فإِذا أَتَى لَزِم فلم يكن منه بُدٌّ فأَجْمَل القَوْلَ وهو يعتقد تفصِيله وجمعه ابن جني على وُصُول وقياسُه أَن لا يُجْمَع والصِّلةُ كالوَصْل الذي هو الحرف الذي بعد الرَّوِيّ وقد وَصَل به وليلة الوَصْل آخر ليلة من الشهر لاتِّصالها بالشهر الآخَرَ والمَوْصِل أَرض بين العِراق والجزيرة وفي التهذيب ومَوْصِل كُورة معروفة وقول الشاعر وبَصْرَة الأَزْدِ مِنَّا والعِراقُ لنا والمَوْصِلانِ ومِنَّا المِصْرُ والحَرَمُ يريد المَوْصِل والجزيرة والمَوْصولُ دابَّة على شكل الدَّبْرِ أَسْوَد وأَحْمَر تَلْسَع الناسَ والمَوْصول من الدوابّ الذي لم يَنْزُ على أُمِّه غيرُ أَبيه عن ابن الأَعرابي وأَنشد هذا فَصِيلٌ ليس بالمَوْصولِ لكِنْ لِفَحْلٍ طرقة فَحِيلِ ووَاصِل اسم رجل والجمع أَواصِل بقلْب الواو همزة كراهة اجتماع الواوين ومَوْصول اسم رجل أَنشد ابن الأَعرابي أَغَرَّكَ يا مَوْصولُ منها ثُمالةٌ وبَقْلٌ بأَكْنافِ الغَرِيفِ تُؤانُ ؟ أَراد تُؤام فأَبدل واليَأْصُول الأَصْلُ قال أَبو وجزة يَهُزُّ رَوْقَيْ رِماليٍّ كأَنَّهما عُودَا مَدَاوِسَ يَأْصولٌ ويأْصولُ يريد أَصْلٌ وأَصْلٌ

وعل
الوَعْلُ والوَعِلُ الأُرْوِيُّ قال ابن سيده الوَعِل والوُعِلُ جميعاً تَيْس الجبل الأَخيرة نادرة وفيه من اللغات ما يَطَّرِد في هذا النَّحْوِ قال الليث ولغة العرب وُعِلٌ بضم الواو وكسر العين من غير أَن يكون ذلك مطَّرِداً لأَنه لم يجئ في كلامهم فُعِلٌ اسماً إِلاَّ دُئلٌ وهو شاذ قال الأَزهري وأَما الوُعِلُ فما سمعته لغير الليث والجمع أَوْعالٌ ووُعُولٌ ووُعُلٌ ووَعِلةٌ الأَخيرة اسم للجمع والإِنثى وَعِلة بلفظ الجمع ومَوْعَلةٌ اسم جمع ونظيره مفْدَرةٌ وهي الوُعُولُ أَيضاً والأَوْعالُ والوُعُول الأَشرافُ والرؤُوس يشبَّهون بالأَوْعال التي لا تُرى إِلا في رؤوس الجبال وفي الحديث لا تَقومُ الساعةُ حتى تَهْلِك الأَوْعال يعني الأَشراف ويقال لأَشراف الناس الوُعُول ولأَراذِلِهم التُّحُوت وفي حديث أَبي هريرة لا تَقوم الساعة حتى تَعْلُوَ التُّحُوتُ وتَهْلِك الوُعُول وروي مرفوعاً مثله قال الجوهري أَي يَغْلب الضُّعَفاءُ من الناس أَقْوِياءَهم وقد اسْتَوْعَلتِ الأَوْعال إِذا ذهبَتْ في قُلَلِ الجبال قال ذو الرمة ولو كَلَّمَتْ مُسْتَوْعِلاً في عَمَايةٍ تَصَبَّاهُ من أَعْلَى عَمَايةَ قِيلُها يعني وَعِلاً مُسْتَوْعِلاً في قُلَّة عَمَايةَ وهو جبَل وفي الحديث في تفسير قولهِ ويَحْمِلُ عَرْشَ ربِّك فَوْقَهم يَومئذٍ ثمانيةٌ قيل ثمانيةُ أَوْعالٍ أَي ملائكة على صورة الأَوْعالِ وفي حديث ابن عباس في الوَعِل شاةٌ يعني إِذا قَتله المُحْرِم وما لي عنه وَعْلٌ ووَعْيٌ أَي ما لي منه بُدٌّ وقال الفراء ما لي عنه وَغْلٌ بالغين معجمةً أَي لَجَأٌ والوَعْلُ خفيف بمنزلة بُدّ وهمْ علينا وَعْلٌ واحد بالتسكين أَي ضِلَع واحد أَي مجتمِعون علينا بالعداوة والوَعْلُ المَلْجَأُ واسْتَوْعَل إِليه يقال ما وَجد وَعْلاً ولا وَغْلاً يَلْجَأُ إِليه أَي مَوْئلاً يَئِل إِليه قال ذو الرمة حتى إِذا لم يَجِدْ وَعْلاً ونَجْنَحَها مَخافةَ الرَّمْيِ حتى كُلُّها هِيمُ وقال الخليل معناه لم يَجِدْ بُدًّا وأَنشد الفراء هذا البيت بالغين المعجمة قال ابن بري الضمير في قوله حتى إِذا لم يَجِدْ وَعْلاً يعود على عَيْرٍ تقدم ذكره ومثله للقُلاخ إِني إِذا ما الأَمْرُ كان مَعْلا ولم أَجِدْ من دُونِ شَرٍّ وَعْلا وتَوَعَّلْت الجبل عَلَوْته مثل تَوَقَّلْت وذُو أَوْعالٍ وذات أَوْعالٍ كلاهما موضع وقيل هي هَضْبةٌ وأُمُّ أَوْعال موضع قال العجاج وأُمُّ أَوْعالٍ كَهَا أَو أَقْرَبَا ذاتَ اليَمِينِ غير ما إِنْ يَنْكَبَا سميت بذلك لاجتماع الوُعُول إِليها والوَعْلةُ الموضع المَنِيعُ من الجبل وقيل صخْرةٌ مُشْرِفةٌ على الجبل وقيل الصَّخْرة المشرِفة من الجبل ويقال لعُرْوة القميص الوَعْلةُ ولِزِرِّه الزِّيرُ ووَعْلةُ القَدَح عُرْوَتُه التي يُعَلَّق بها وكذلك الإِبْريق ووعْلةُ اسم شاعر من جَرْم قال ابن سيده ووَعْلة اسم رجل سمِّي بأَحد هذه الأَشياء ووَعْلٌ شعبانُ ووَعِل شَوّالٌ وقيل وَعِل شعبان وجمع ذلك كله أَوْعال ووِعْلانٌ ووُعَيْلة اسم ماء قال الراعي تَرَوَّح واسْتَنْعَى به من وُعِيْلةٍ مَوارِدُ منها مُسْتَقيمٌ وجائرُ ووُعالٌ اسم جبل قال الأَخطل لِمَنِ الدِّيارُ بِحائلٍ فَوُعَالِ دَرَسَتْ وغَيَّرها سنُون خَوَالي ؟ وقال النابغة أَمِنْ ظَلاَّمةَ الدِّمَنُ البَوَالي بمُرْفَضِّ الحُبَيِّ إِلى وُعَالِ ؟ الحُبَيُّ اسم موضع ويروى الحَنيّ بالنون وكلاهما مَسْموع

وغل
الوَغْلُ من الرجال النَّذْل والضعيف الساقط المقصِّر في الأَشياء والجمع أَوْغال وأَنشد وحاجِبٍ كَرْدَسَه في الحَبْلِ مِنَّا غُلامٌ كان غيرَ وَغْلِ حتى افتدى مِنَّا بمالٍ جِبْلِ والوَغْل والوَغِل المدَّعي نسَباً ليس منه والجمع أَوْغالٌ والوَغْلُ والوَغِلُ السَّيِّءُ الغِذاء وحكى سيبويه وَغِل على المضارعة والوَغْل والواغِلُ الأُولى عن كراع الذي يدخُل على القوم في طعامهم وشرابهم من غير أَن يَدْعُوه إِليه أَو يُنْفِق معهم مثل ما أَنفَقُوا قال الشاعر فمَتى واغِلٌ يَنُبْهُمْ يُحَيُّو هُ وتُعْطَفْ عليه كأْسُ الساقي ويروى وتَعْطِفْ عليه كفُّ الساقي وقال امرؤ القيس فاليومَ أُسقَى غيرَ مُسْتَحْقِبٍ إِثْماً من الله ولا واغِلِ وقيل الواغِلُ الداخِل على القوم في شَرابهم وقيل هو الداخِل عليهم في طعامهم وقال يعقوب الواغِلُ في الشراب كالوارِش في الطعام وقد وَغَلَ يَغِلُ وَغَلاناً ووَغْلاً إِذا دخل على القوم في شَرابهم فشَرِب معهم من غير أَن يُدْعى إِليه واسم ذلك الشراب الوَغْلُ قال عمرو بن قَمِيئة إِن أَكُ مِسْكِيراً فلا أَشرَب ال وَغْلَ ولا يَسلَمُ مِنِّي البَعير وشُربٌ واغِلٌ على النسَب قال الجعدي فشَرِبْنا غير شُرْبٍ واغِلٍ وعَلَلْنا عَلَلاً بعد نَهَلْ وفي حديث عليّ عليه السلام المتَعَلّق بها كالواغِل المُدَفَّع الواغِلُ الذي يَهْجُم على الشُّرَّاب ليشرب معهم وليس منهم فلا يَزال مُدَفَّعاً بينهم وفي حديث المقداد فلمّا أَن وَغَلَتْ في بَطني أَي دَخَلتْ ووَغَلَ في الشيء وُغولاً دخل فيه وتوارى به وقد خُصَّ ذلك بالشجَر فقيل وَغَل الرجل يَغِل وُغولاً ووَغْلاً أَي دخل في الشجر وتَوارى فيه ووَغَل ذهَب وأَبعَد قال الراعي قالت سُلَيمى أَتَنْوي اليومَ أَمْ تَغِلُ ؟ وقد يُنَسِّيكَ بعضَ الحاجةِ العَجَلُ وكذلك أَوْغَل في البلاد ونحوها وتوَغَّل في الأَرض ذهَب فأَبعَد فيها وكذلك أَوْغَل في العِلْم وفي الحديث إِن هذا الدين مَتِينٌ فأَوْغِلْ فيه بِرِفقٍ يُريد سِرْ فيه برِفق وابلُغِ الغاية القُصْوى منه بالرِّفق لا على سبيل التهافُتِ والخُرْق ولا تحمِل على نفسك وتكلِّفها ما لا تُطيقه فتَعجِزَ وتَترُك الدين والعَمل وفي حديث عِكْرمة مَن لم يغتسِل يوم الجمعة فَلْيَسْتَوْغِل أَي فَليغْسِل مَغابِنَه ومَعاطِفَ جسده وهو اسْتِفْعال من الوُغُول الدُّخول وكلُّ داخِل فهو واغِل وكلُّ داخِل في شيء دُخولَ مستعجِلٍ فقد أَوْغَل فيه قال أَبو زيد غَلَّ في البلاد وأَوغَل بمعنى واحد إِذا ذهب فيها أَوْغَل القومُ وتَوَغَّلوا إِذا أَمْعَنوا في السّير والوُغول الدخول في الشيء والإِيغالُ السَّير السريعُ وقيل الشديد والإِمْعانُ في السير قال الأَعشى مَرِحَتْ حُرَّة كقَنْطَرَةِ الرُّو مِيِّ تَفْرِي الهَجِير بالإِرْقال تقطَعُ الأَمعَزَ المُكَوكِب وخداً بِنَواجٍ سَرِيعةِ الإِيغال وأَوْغَل القوم إِذا أَمْعَنوا في سَيرِهم داخِلين بين ظَهْراني الجِبال أَو في أَرض العدُوِّ وكذلك توغَّلوا وتغَلْغَلوا وأَما الوُغول فإِنه الدُّخول في الشيء وإِن لم يُبعَد فيه وأَوْغَلَتْه الحاجةُ قال المتنخل الهذلي حتى يَجِيء وجُنْحُ الليل يُوغِلُه والشَّوْكُ في وَضحِ الرِّجْلين مَركوزُ وما لكَ عن ذلك وَغْلٌ أَي بُدٌّ وقيل أَي مَلجَأٌ والمعروف وَعْلٌ وقد تقدم وزعم يعقوب أَن غَيْنه بدَل من عين وَعْل وزعم الأَصمعي أَن الواغِل الذي هو الداخِلُ على القوم في شَرابهم ولم يُدْعَ إِنما اشتقَّ من هذا أَي ليس له مكان يلجَأُ إِليه قال ابن سيده فإِن كان هذا فخَليقٌ أَن لا يكون بدَلاً لأَنَّ المُبْدل لا يبلغ من القوة أَن يصرَّف هذا التصريف والوَغْلُ الشجر الملتفُّ أَنشد أَبو حنيفة فلمَّا رأَى أَنْ ليس دون سَوادِها ضَراءٌ ولا وَغْلٌ من الحَرَجات واسْتَوْغَل الرجلُ غَسَل مَغابِنَه وبَواطِن أَعضائه والله أَعلم

وفل
الوَفْلُ الشيء القليل

وقل
وَقَل في الجبل بالفتح يَقِلُ وَقْلاً ووُقولاً وتوَقَّل تَوَقُّلاً صَعَّد فيه وفرسٌ وَقِلٌ ووَقُلٌ ووَقَلٌ وكذلك الوَعِل قال ابن مُقْبِل عَوْداً أَحَمَّ القَرا إِزْمَوْلةً وَقَلا يأْتي تُراثَ أَبيه يَتْبَعُ القَذفا والواقِلُ الصاعِدُ بين حُزونةِ الجبال وكلُّ صاعِدٍ في شيء مُتَوَقِّلٌ وَقَل يَقِل وَقْلاً رَفَع رِجلاً وأَثبَت أُخرى قال الأَعشى وهِقْلٌ يَقِلُ المَشْيَ معَ الرَّبْداءِ والرَّأْلِ وقال أَبو حنيفة الوَقَلُ الكَرَبُ الذي لم يُسْتَقص فبقيتْ أُصوله بارِزة في الجِذْع فأَمكن المُرْتَقِيَ أَن يَرْتَقِيَ فيها وكلُّه من التَّوَقُّل الذي هو الصُّعود وفي المثل أَوْقَلُ من غُفْرٍ وهو وَلد الأُروِيَّة وفرس وَقِلٌ بالكسر إِذا أَحسن الدخول بين الجبال وفي حديث أُم زرع ليس بِلَبِدٍ فيُتَوَقَّل التَّوَقُّل الإِسراعُ في الصُّعود وفي حديث ظَبيان فتَوَقَّلَتْ بنا القِلاص وفي حديث عمر لمَّا كان يومُ أُحُد كنت أَتوَقَّل كما تَتَوَقَّل الأُرْوِيَّةُ أَي أَصعَد فيه كما تَصْعَد أُنثى الوُعول والوَقَلُ الحجارة والوَقْلُ بالتسكين شجر المُقْل واحدته وَقْلة وقد يقال الدَّوْمُ شجر المُقْل والوَقْلُ ثَمَره قال الأَزهري وسمعت غير واحدٍ من بني كلاب يقول الوَقْلُ ثمرة المُقْل ودل على صحته قول الجعدي وكأَنَّ عِيرَهُمُ تُحَثُّ غُدَيَّةً دَوْمٌ يَنُوءُ بيانِعِ الأَوْقال
( * قوله « بيانع » في التهذيب والتكملة بناعم )
فالدَّوْم شجر المُقْل وأَوْقاله ثمارُه وجمع الوَقْل أَوْقال قال الشاعر لم يَمْنَع الشُّرْبَ منها غيرُ أَن هَتَفَتْ حَمامةٌ في سَحُوقٍ ذاتِ أَوْقالِ والسَّحُوق ما طال من الدَّوْم وأَوْقاله ثمارُه والوَقْلةُ أَيضاً نَواتُه وجمعه وُقولٌ كبَدْرة وبُدورٍ وصَخْرة وصُخور والله أَعلم

وكل
في أَسماء الله تعالى الوَكِيلُ هو المقيم الكفيل بأَرزاق العباد وحقيقته أَنه يستقلُّ بأَمر المَوْكول إِليه وفي التنزيل العزيز أَن لا تَتَّخِذوا من دُوني وكِيلاً قال الفراء يقال رَبًّا ويقال كافِياً ابن الأَنباري وقيل الوَكِيلُ الحافظ وقال أَبو إِسحق الوَكِيلُ في صفة الله تعالى الذي توَكَّل بالقيام بجميع ما خَلَق وقال بعضهم الوَكِيلُ الكفيل ونِعْمَ الكَفِيل بأَرزاقِنا وقال في قولهم حَسْبُنا الله ونِعْم الوَكِيلُ كافِينا اللهُ ونِعْمَ الكافي كقولك رازقنا اللهُ ونِعْم الرازق وأَنشد أَبو الهيثم في الوَكِيل بمعنى الرَّبِّ وداخِلةٍ غَوْراً وبالغَوْرِ أُخرِجتْ وبالماء سِيقَتْ حين حانَ دُخولُها ثَوَتْ فيه حَوْلاً مُظلِماً جارياً لها فسُرَّتْ به حَقًّا وسُرَّ وَكِيلُها داخِلة غَوْراً يعني جَنِين الناقة غارَ في رَحِمِ الناقة وبالغَوْر أُخْرِجت بالرَّحِم أُخْرجت من البطن بالماء سِيقَتْ إِلى الرَّحم حين حَمَلتْه سُرَّت يعني الأُمّ بالجنين وسُرَّ وكيلُها يعني رَبَّ الناقة سَرَّه خُروجُ الجَنين والمُتَوَكِّل على الله الذي يعلم أَن الله كافِلٌ رزقه وأَمْرَه فيرْكَن إِليه وحْدَه ولا يتوَكَّل على غيره ابن سيده وَكِلَ بالله وتوَكَّل عليه واتَّكَل استَسْلم إِليه وتكرّر في الحديث ذكر التَّوكُّل يقال توكَّل بالأَمر إِذا ضَمِن القِيامَ به ووَكَلْت أَمري إِلى فلان أَي أَلجَأْتُه إِليه واعتمدت فيه عليه ووَكَّل فلانٌ فلاناً إِذا استَكْفاه أَمرَه ثِقةً بكِفايتِه أَو عَجْزاً عن القِيام بأَمر نفسه ووَكَل إِليه الأَمرَ سلَّمه ووَكَلَه إِلى رأْيه وَكْلاً ووُكُولاً تركه وأَنشد ابن بري لراجز لمَّا رأَيت أَنَّني راعِي غَنَمْ وإِنَّما وكْلٌ على بعضِ الخَدَمْ عَجْزٌ وتَعْذِيرٌ إِذا الأَمرُ أَزَمْ أَراد أَنَّ التوكُّل على بعض الخدَم عَجْزٌ ورجل وَكَلٌ بالتحريك ووُكَلة مثل هُمَزة وتُكَلة على البدَل ومُواكِل عاجِزٌ كثير الاتكال على غيره يقال وُكَلةٌ تُكَلةٌ أَي عاجز يَكِل أَمره إِلى غيره ويَتَّكِل عليه قالت امرأَة ولا تكونَنَّ كَهِلَّوْفٍ وَكَلْ الوَكَل الذي يَكِلُ أَمره إِلى غيره قال ابن بري وهذه المرأَة هي مَنْفوسة بنت زيد الخيل قال والرَّجَز إِنما هو لزوجها قيس بن عاصم وهو أَشْبِهْ أَبا أُمِّكَ أَو أَشبِهْ عَمَلْ ولا تَكونَنَّ كَهِلَّوْفٍ وَكَلْ يُصْبِحُ في مَضْجَعه قد انْجَدَلْ وارْقَ إِلى الخَيْرات زَنْأً في الجَبَلْ وأَما الذي قالته مَنْفوسة فإِنها قالته في ولدها حكيم أَشْبِهْ أَخي أَو أَشبِهَنْ أَباكا أَمّا أَبي فَلَنْ تَنال ذاكا تَقْصُر أَنْ تَنالَه يَداكا وقال أَبو المُثلم أَيضاً حامِي الحَقيقةِ لا وانٍ ولا وَكَل اللحياني رجل وَكَلٌ إِذا كان ضعيفاً ليس بنافِذٍ ويقال رجل مُواكِل أَي لا تجده خفيفاً بغير همز ويقال فيه وَكالٌ أَي بُطْءٌ وبَلادة وفي الحديث كان إِذا مشى عُرِف في مشيه أَنه غير غَرِضٍ ولا وَكَل الوَكَلُ والوَكِلُ البليدُ والجبان وقيل العاجز الذي يَكِلُ أَمره إِلى غيره وفي مَقْتَل الحسين عليه السلام قال سنان قاتلُه للحجَّاج وَلَّيْتُ رأْسَه
( * قوله « وليت رأسه » ضبط في الأصل والنهاية بفتح التاء والظاهر انه بضمها ) امْرَأً غير وَكَل وفي رواية وكَلْتُه إِلى غير وَكَل يعني نفسَه ويقال قد اتَّكَل عليك فلان وأَوْكَل عليك فلان بمعنى واحد ويقال قد أَوْكَلْت على أَخيك العمل أَي خلَّيته كلّه ورجل وُكَلةٌ إِذا كان يَكِلُ أَمرِه إِلى الناس وواكَلْت فلاناً مُواكلةً إِذا اتَّكَلْت عليه واتَّكَل هو عليك والوَكالُ الضعف قال أَبو الطَّمَحان القَيْنِيُّ إِذا واكَلْتَه لم يُواكِل وقال أَبو طالب وما تَرْكُ قَوْمٍ لا أَبا لكَ سَيِّداً يَحُوطُ الذِّمارَ غير ذَرْبٍ مُواكِل وواكَلَتِ الدابةُ وِكالاً أَساءت السيرَ وقيل المُواكِلُ من الدوابّ المُرْكِحُ إِلى التأَخُّر وتواكَلَ القوم مُواكَلةً ووِكالاً اتَّكَل بعضهم على بعض أَبو عمرو المُواكِلُ من الخيل الذي يَتَّكِل على صاحبه في العَدْو وفي حديث الفضل بن العباس وابن ربيعة أَتَياه يسأَلانه السِّقاية فتَواكَلا الكلامَ أَي اتَّكَل كلُّ واحد منهما على الآخر فيه يقال اسْتَعَنْت القومَ فتَواكَلوا أَي وكلَني بعضُهم إِلى بعض ومنه حديث ابن يَعْمَر فظننت أَنه سيَكِلُ الكلامَ إِليَّ ومنه حديث لُقْمان وإِذا كان الشأْنُ اتَّكَل أَي إِذا وقع الأَمر لا يَنْهَض فيه ويَكِله إِلى غيره وفي الحديث أَنه نهى عن المُواكلة قيل هو من الاتِّكال في الأُمور وأَن يَتَّكل كلُّ واحد منهما على الآخر يقال رجل وُكَلَةٌ إِذا كثُر منه الاتِّكال على غيره فنُهي عنه لما فيه من التَّنافُر والتقاطُع وأَن يَكِل صاحبه إِلى نفسه ولا يُعينه فيما يَنُوبُه وقيل إِنما هو مُفاعلة من الأَكْل والواو مُبْدَلة من الهمزة وقد تقدّم وفرس واكِلٌ يَتَّكِلُ على صاحبه في العَدْوِ ويحتاج إِلى الضرْب ويقال دابَّة فيها وِكالٌ شديد ووَكالٌ شديد بالفتح والكسر ووَكَلَتِ الدابةُ فَتَرَت قال القطامي وَكَلَتْ فقلْت لها النَّجاءَ تَناوَلي بِيَ حاجتَي وتَجَنَّبي هَمْدانا والوَكِيلُ الجَريءُ وقد يكون الوَكِيلُ للجمع وكذلك الأُنثى وقد وَكَّله على الأَمْر والاسم الوَكالة والوِكَالةُ ووَكِيلُ الرجل الذي يَقوم بأَمره سمِّي وَكِيلاً لأَن مُوَكِّله قد وَكَل إِليه القيامَ بأَمره فهو مَوْكولٌ إِليه الأَمرُ والوَكِيلُ على هذا القول فَعِيل بمعنى مفعول وتقول اللهم لا تَكِلْنا إِلى أَنفسنا وفي حديث الدعاء لا تَكِلْني إِلى نفسي طَرْفةَ عَيْنٍ فَأَهْلِكَ وفي الحديث ووَكَلَها إِلى الله أَي صَرَف أَمْرَها إِليه وفي الحديث مَنْ توَكَّل بما بين لَحْيَيْه ورِجْلَيْهِ توَكَّلْت له بالجنَّة قيل هو بمعنى تكَفَّل الجوهري الوَكِيلُ معروف يقال وَكَّلْته بأَمر كذا تَوْكِيلاً والتَّوَكُّل إِظْهارُ العَجْزِ والاعْتماد على غيرك والاسم التُّكْلان واتَّكَلْت على فلان في أَمري إِذا اعتمدته وأَصله اوْتَكَلْت قلبت الواوُ ياء لانكسار ما قبلها ثم أُبدلت منها التاء فأُدغمت في تاء الافتعال ثم بُنِيَت على هذا الإِدغام أَسماءٌ من المِثال وإِن لم تكن فيها تلك العلة توهُّماً أَن التاء أَصلية لأَن هذا الإِدغام لا يجوز إِظهاره في حال فمِنْ تلك الأَسماء التُّكَلة والتُّكْلان والتُّخَمة والتُّهَمة والتُّجاهُ والتُّراثُ والتَّقْوَى وإِذ صغَّرت قلت تُكَيْلةٌ وتُخَيْمة ولا تُعيد الواو لأَن هذه حروف أُلْزِمَت البدَل فبقيت في التصغير والجمعِ ووَكَلَه إِلى نفسه وَكْلاً ووُكُولاً وهذا الأَمر مَوْكولٌ إِلى رأْيِك وقوله
( * اي النابغة وعجز البيت وليلٍ أقاسِيهِ بَطِيء الكَواكب )
كِلِيني لَهمٍّ يا امَيْمةَ ناصِبِ أَي دَعِيني ومَوْكَل بالفتح اسم جبل وقال ثعلب هو اسم بيت كانت المُلوك تنزِله وغُرْفَةُ مَوْكَل موضع باليمن ذكره لبيد فقال يصف الليالي وغَلَبْنَ أَبْرَهَةَ الذي أَلْفَيْنَهُ قد كان خُلِّدَ فوق غُرْفةِ مَوْكَل وجاء مَوْكَل على مَفْعَل نادراً في بابه والقِياس مَوْكِلٌ قال الجوهري وهو شاذ مثل مَوْحَدٍ وأَنشد ابن بري للأَسود وأَسبابُه أَهْلَكْنَ عاداً وأَنزلت عَزِيزاً تغنَّى فوق غُرْفَةِ مَوْكَلِ

ولول
الوَلْوالُ البَلْبالُ ووَلْوَلَت المرأَةُ دَعَتْ بالوَيْل وأَعْوَلَتْ والاسم الوَلْوالُ قال العجاج كأَنَّ أَصْواتَ كِلابٍ تَهْتَرِشْ هاجَتْ بِوَلْوَالٍ ولَجَّتْ في حَرَشْ قال ابن بري قال ابن جني وَلْوَلتْ مأْخوذ من وَيْلٌ له على حدّ عَبَقْسِيٍّ وخربان
( * قوله « وخربان » هكذا في الأصل ) وفي حديث أَسماء جاءت أُمُّ جميل في يدها فِهْرٌ ولها وَلْوَلةٌ وفي حديث فاطمة عليها السلام فَسَمع توَلْوُلَها تُنادي يا حَسَنان يا حُسَينان الوَلْوَلةُ صوتٌ متتابع بالوَيْل والاستغاثة وقيل هي حكاية صوت النائحة وفي حديث أَبي ذرّ فانْطَلَقَتا تُوَلْوِلان ووَلْوَلتِ الفَرَسُ صوّتتْ والوَلْولُ الهامُ الذكَرُ وقيل ذكَرُ البُوم ووَلْولٌ اسمُ سيفِ عبد الرحمن بن عَتَّاب بن أَسِيدٍ وافْتَخر يوم الجَمَل وفي التهذيب سيف كان لعَتَّاب بن أَسِيد وابنه القائل يوم الجمل أَنا ابن عَتَّاب وسَيْفي وَلْوَلْ والمَوْتُ دون الجَمَل المُجَلَّلْ
( * قوله « انا ابن عتاب إلخ » هكذا ضبطت القافية في الأصل بالسكون وفي التكملة برفع ولول وجر المجلل وكتب عليه فيه إقواء )
وقيل سمي بذلك لأَنه كان يقتُل به الرجال فتُولْوِل نساؤُهم عليهم

وهل
وَهِل وَهَلاً ضعُف وفَزِعَ وجَبُن وهو وَهِلٌ ووَهَّله أَفزعه الجوهري الوَهَل بالتحريك الفزَع وقد وَهِلَ يَوْهَل فهو وَهِلٌ ومُسْتَوْهِل قال القطامي يصف إِبلاً وتَرى لِجَيْضَتهِنّ عند رَحِيلِنا وَهَلاً كأَنَّ بهنَّ جِنَّة أَوْلَق ووَهَلْت إِليه إِذا فَزعْت إِليه ووَهِلْت بالكسر إِذا فَزِعْت منه قال وشاهدُ مُسْتَوْهِلٍ قول أَبي دُواد كأَنه يَرْفَئِيُّ باتَ عن غَنَمٍ مُستَوْهِلٌ في سَواد الليل مَذْؤُوبُ وفي حديث قضاء الصَّلاة والنَّوم عنها فقُمْنا وَهِلِينَ أَي فَزِعِينَ والوَهِل والمُسْتَوْهِل الفَزِع النَّشِيط ووَهِلْت إِليه وَهَلاً فَزِعْت إِليه ووَهِلْت منه فَزِعْت منه والوَهْلةُ الفَزْعة ووَهَلْت إِليه بالفتح وأَنت تريد غيرَه مثل وَهَمْت وسَهَوْت ووَهَلْت فأَنا واهِل أَي سَهَوْت ووَهِل في الشيء وعنه وَهِلاً غَلِط فيه ونَسِيه وفي التهذيب وَهَلْت إِلى الشيء وعنه إِذا نَسِيته وغَلِطت فيه وتوَهَّلت فلاناً أَي عَرَّضته لأَن يَهِلَ ويَغْلَط ومنه الحديث كيف أَنت إِذا أَتاكَ مَلَكان فتَوَهَّلاك في قَبْرك ؟ أَبو سعيد أَبو زيد وهَلْت إِلى الشيء أَهِلُ وَهْلاً وهو أَن تُخْطِئ بالشيء فتَهِل إِليه وأَنت تريد غيرَه أَبو زيد وَهِلَ في الشيء وعن الشيء يَوْهَل وَهَلاً إِذا غلِط فيه وسَها ووَهَلْت إِليه بالفتح وأَنت تريد غيره مثل وَهَمْت ومنه الحديث رأَيت في المَنام أَني أُهاجِر من مَكَّة فذهَب وَهَلِي إِلى أَنها اليَمامةُ أَو هَجَرُ وهَلَ إِلى الشيء بالفتح يَهِل بالكسر وَهْلاً بالسكون ويَوْهَل إِذا ذهب وَهْمُه إِليه ومنه حديث عائشة رضي الله عنها وَهَلَ ابنُ عُمر أَي ذهب وَهْمُه إِلى ذلك قال ويجوز أَن يكون بمعنى سَها وغَلِط يقال منه وَهِل في الشيء وعن الشيء بالكسر يَوْهَل وَهَلاً بالتحريك ومنه قول ابن عمر وَهِلَ أَنَسٌ أَي غَلِط وكلَّمت فلاناً وما ذهَب وَهَلي إِلاَّ إِلى فلان أَي وَهْمِي ولَقِيته أَوَّل وَهْلةٍ ووَهَلة ووَاهِلةٍ أَي أَوَّل شيء وقيل هو أَوّل ما تراه وفي الحديث فلَقِيته أَوَّل وَهْلةٍ أَي أَوَّل شيء والوَهْلة المرَّة من الفزَع أَي لقيته أَوّل فزعة فَزِعتها بلقاء إِنسان

وهبل
وَهْبِيلُ حَيٌّ من النَّخَعِ قال ابن سيده وإِنما قضينا بأَن الواو أَصْل وإِن لم تكن من بَنات الأَربعة حَمْلاً له على وَرَنْتَلٍ إِذ لا نعرف لوَهْبِيلٍ اشتقاقاً كما لم نَعْرِفه لِوَرَنْتَل

ويل
وَيْلٌ كلمة مثل وَيْحٍ إِلاَّ أَنها كلمة عَذاب يقال وَيْلَهُ ووَيْلَكَ ووَيْلي وفي النُّدْبةِ وَيْلاهُ قال الأَعشى قالتْ هُرَيْرَةُ لمّا جئتُ زائرَها وَيْلي عليكَ ووَيْلي منكَ يا رَجُلُ وقد تدخل عليه الهاء فيقال وَيْلة قال مالك بن جَعْدة التغلبي لأُمِّك وَيْلةٌ وعليك أُخْرَى فلا شاةٌ تُنِيلُ ولا بَعِيرُ والوَيْل حُلولُ الشرِّ والوَيْلةُ الفضيحة والبَلِيَّة وقيل هو تَفَجُّع وإِذا قال القائل واوَيْلَتاه فإِنما يعني وافَضِيحَتاه وكذلك تفسير قوله تعالى يا وَيْلَتَنا ما لهذا الكتاب قال وقد تجمَع العرب الوَيْل بالوَيْلات ووَيَّلَه ووَيَّل له أَكثر من ذكْر الوَيْل وهما يَتوايَلان ووَيَّلَ هو دَعا بالوَيْل لما نزَل به قال النابغة الجعدي على مَوْطِنٍ أُغْشِي هَوازِن كلَّها أَخا الموت كَظًّا رَهْبةً وتوَيُّلا وقالوا له وَيْلٌ وئِلٌ ووَيْلٌ وئِيلٌ هَمَزوه على غير قياس قال ابن سيده وأَراها ليست بصحيحة ووَيْلٌ وائلٌ على النسَب والمُبالغة لأَنه لم يستعمَل منه فِعْل قال ابن جني امتنعوا من استعمال أَفعال الوَيْل والوَيْسِ والوَيْحِ والوَيْبِ لأَنَّ القياس نفَاه ومَنَع منه وذلك لأَنه لو صُرِّف الفعل من ذلك لوجب اعتلالُ فائه وعَيْنِه كوَعَد وباعَ فتَحامَوا استعماله لما كان يُعْقِب من اجتماع إِعْلالين قال ابن سيده قال سيبويه وَيْلٌ له ووَيْلاً له أَي قُبْحاً الرفع على الاسم والنصب على المصدر ولا فِعْل له وحكى ثعلب وَيْل به وأَنشد وَيْل بِزَيْد فَتَى شيخ أَلُوذُ به فلا أُعشِّي لَدَى زيد ولا أَرِدُ أَراد فلا أُعشِّي إِبلي وقيل أَراد فلا أَتَعَشَّى قال الجوهري تقول وَيْلٌ لزيدٍ ووَيْلاً لزيد فالنصب على إِضمار الفعل والرفع على الابتداء هذا إِذا لم تضِفْه فأَما إِذا أَضفْت فليس إِلا النصْب لأَنك لو رفعته لم يكن له خبر قال ابن بري شاهد الرفع قوله عز وجل وَيْلٌ لِلْممُطَفِّفِينَ وشاهد النصب قول جرير كَسَا اللُّؤْمُ تَيْماً خُضْرةً في جُلودِها فَوَيْلاً لِتَيْمٍ من سَرابِيلِها الخُضْرِ وفي حديث أَبي هريرة إِذا قرأَ ابنُ آدمُ السَّجْدةَ فسَجَدَ اعْتزَلَ الشيطانُ يَبْكي يقول يا وَيْلَه الوَيْلُ الحُزْن والهَلاك والمشقَّة من العَذاب وكلُّ مَن وَقع في هَلَكة دَعا بالوَيْل ومعنى النِّداءِ فيه يا حَزَني ويا هَلاكي ويا عَذابي احْضُر فهذا وقْتُك وأَوانك فكأَنه نادَى الوَيْل أَن يَحْضُره لِما عَرض له من الأَمر الفَظيع وهو النَّدَم على تَرْك السجود لآدمَ عليه السلام وأَضاف الوَيْلَ إِلى ضمير الغائب حَمْلاً على المعنى وعَدَلَ عن حكاية قَوْلِ إِبليس يا وَيْلي كَراهية أَن يُضيف الوَيْلَ إِلى نفسه قال وقد يَرِدُ الوَيْلُ بمعنى التَّعْجُّب ابن سيده ووَيْل كلمة عَذاب غيره وفي التنزيل العزيز وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِين ووَيْلٌ لكُلِّ هُمَزةٍ قال أَبو إِسحق وَيْلٌ رَفْعٌ بالابتداء والخبرُ لِلْمُطَفِّفين قال ولو كانت في غير القرآن لَجاز وَيْلاً على معنى جعل الله لهم وَيْلاً والرفع أَجْودُ في القرآن والكلام لأَن المعنى قد ثبَت لهم هذا والوَيْلُ كلمة تقال لكل مَن وَقع في عذاب أَو هَلَكةٍ قال وأَصْلُ الوَيْلِ في اللغة العَذاب والهَلاك والوَيْلُ الهَلاك يُدْعَى به لِمَنْ وقع في هَلَكة يَسْتَحِقُّها تقول وَيْلٌ لزيد ومنه وَيْلٌ للمُطَفِّفِين فإِن وَقع في هَلَكة لم يستَحِقَّها قلت وَيْح لزيد يكون فيه معنى التِّرَحُّم ومنه قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وَيْحُ ابنِ سُمَيَّة تَقْتُله الفِئةُ الباغِية ووَيْلٌ وادٍ في جهنَّم وقيل بابٌ من أَبوابها وفي الحديث عن أَبي سعيد الخُدْريّ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الوَيْلُ وادٍ في جهنم يَهْوِي فيه الكافِر أَربعين خَرِيفاً لو أُرسلت فيه الجبال لَمَاعَتْ من حَرِّه قبل أَن تبلغ قَعْرَه والصَّعُودُ جبَل من نار يَصَّعَّد فيه سبعين خَريفاً ثم يَهْوِي كذلك وقال سيبويه في قوله تعالى وَيْلٌ للمُطفِّفين وَيْلٌ للمُكَذِّبين قال لا ينبغي أَن يقال وَيْلٌ دعاء ههنا لأَنه قَبيح في اللفظ ولكن العباد كُلِّموا بكلامهم وجاء القُرآن على لغتهم على مِقدار فَهْمِهم فكأَنه قيل لهم وَيْلٌ للمُكَذِّبين أَي هؤلاء مِمَّن وجَب هذا القَوْلُ لهم ومثله قاتَلَهم اللهُ أُجْرِيَ هذا على كلام العرب وبه نزل القرآن قال المازني حفظت عن الأَصْمَعي الوَيْلُ قُبُوح والوَيْحُ تَرحُّم والوَيْسُ تصغيرهما أَي هي دونهما وقال أَبو زيد الوَيْل هَلَكة والوَيْح قُبُوحٌ والوَيْسُ ترحُّم وقال سيبويه الوَيْل يقال لِمَنْ وقَع في هَلَكة والوَيْحُ زَجْرٌ لمن أَشرف على هَلَكة ولم يذكر في الوَيْسِ شيئاً ويقال وَيْلاً له وائِلاً كقولك شُغْلاً شاغِلاً قال رؤبة والهامُ يَدْعُو البُومَ وَيْلاً وائلا
( * قوله « والهام إلخ » بعده كما في التكملة والبوم يدعو الهام ثكلاً ثاكلا )
قال ابن بري وإِذا قال الإِنسان يا وَيْلاهُ قلت قد تَوَيَّل قال الشاعر تَوَيَّلَ إِنْ مَدَدْت يَدي وكانت يَميني لا تُعَلّلُ بالقَلِيل وإِذا قالت المرأَة واوَيْلَها قلت وَلْوَلَتْ لأَنَّ ذلك يَتَحَوَّل إِلى حكايات الصَّوْت قال رؤبة كأَنَّما عَوْلَتُه من التَّأَقْ عَوْلةُ ثَكْلى ولْوَلَتْ بعد المَأَقْ وروى المنذري عن أَبي طالب النحوي أَنه قال قولهم وَيْلَه كان أَصلها وَيْ وُصِلَتْ بِلَهُ ومعنى وَيْ حُزْنٌ ومنه قولهم وايْه معناه حُزْنٌ أُخْرِجَ مُخْرَج النُّدْبَة قال والعَوْلُ البكاء في قوله وَيْلَه وعَوْلَه ونُصِبا على الذمِّ والدعاء وقال ابن الأَنباري وَيْلُ الشيطان وعَوْلُه في الوَيْل ثلاثة أَقوال قال ابن مسعود الوَيْلُ وادٍ في جهنم وقال الكلبي الوَيْل شِدَّة من العذاب وقال الفراء الأَصل وَيْ للشَّيطان أَي حُزْنٌ للشيطان من قولهم وَيْ لِمَ فعلْت كذا وكذا قال وفي قولهم وَيْل الشيطان ستة أَوجه وَيْلَ الشيطان بفتح اللام ووَيْلِ بالكسر ووَيْلُ بالضم ووَيْلاً ووَيْلٍ ووَيْلٌ فمن قال وَيْلِ الشيطان قال وَيْ معناه حُزْنٌ للشيطان فانكسرت اللام لأَنها لام خفض ومن قال وَيْلَ الشيطان قال أَصل اللام الكسر فلما كثر استعمالُها مع وَيْ صار معها حرفاً واحداً فاختاروا لها الفتحة كما قالوا يالَ ضَبَّةَ ففتحوا اللام وهي في الأَصل لام خفْض لأَنَّ الاستعمال فيها كثر مع يَا فجعلا حرفاً واحداً وقال بعض شعراء هذيل فَوَيْلٌ بِبَزّ جَرَّ شَعْلٌ على الحصى فَوُقِّرَ ما بَزٌّ هنالك ضائعُ
( * قوله « فويل ببز إلخ » تقدم في مادة بزز بلفظ
فويل ام بز جرّ شعل على الحصى ... ووقر بز ما هنالك ضائع
وشرحه هناك بما هو أوضح مما هنا )
شَعْلٌ لقَب تأَبَّط شرًّا وكان تأَبَّط قصيراً فلبس سيفَه فجرَّه على الحصى فوَقَّره جعل فيه وَقْرةً أَي فُلولاً قال وَيْل ببزّ فتعجَّب منه قال ابن بري ويقال وَيْبَك بمعنى وَيْلَك قال المُخَبَّل يا زِبْرِقان أَخا بني خَلَفٍ ما أَنت وَيْبَ أَبيك والفَخْر قال ويقال معنى ويْبَ التصغير والتحقير بمعنى وَيْس وقال اليزيدي وَيْح لزيد بمعنى وَيْل لزيد قال ابن بري ويقوِّيه عندي قول سيبويه تَبًّا له ووَيْحاً وويحٌ له وتَبٌّ وليس فيه معنى الترحُّم لأَن التَّبَّ الخَسار ورجلٌ وَيْلِمِّهِ ووَيْلُمِّهِ كقولهم في المُسْتجادِ وَيْلُمِّهِ يريدون وَيْلَ أُمِّه كما يقولون لابَ لك يريدون لا أَبَ لك فركَّبوه وجعلوه كالشيء الواحد ابن جني هذا خارج عن الحكاية أَي يقال له من دَهائه وَيْلِمِّهِ ثم أُلحقت الهاء للمبالغة كداهِيةٍ وفي الحديث في قوله لأَبي بعصِير وَيْلُمِّهِ مِسْعَر حَرْب تَعَجُّباً من شجاعته وجُرْأَتِه وإِقدامِه ومنه حديث علي وَيْلُمِّهِ كَيْلاً بغير ثمنٍ لو أَنَّ له وِعاً أَي يَكِيلُ العُلوم الجَمَّة بلا عِوَضٍ إِلا أَنه لا يُصادِفُ واعِياً وقيل وَيْ كلمة مُفردة ولأُمِّه مفردة وهي كلمة تفجُّع وتعجُّب وحذفت الهمزة من أُمِّه تخفيفاً وأُلقيت حركتُها على اللام وينصَب ما بعدها على التمييز والله أَعلم

يلل
اليَلَلُ قِصَر الأَسنان والتزاقُها وإِقبالُها على غارِ الفَمِ واختلافُ نِبْتَتِها وانعِطافُها إِلى داخِل الفم قال الجوهري اليَلَلُ قِصَرُ الأَسنان العُليا قال ابن بري هذا قول ابن السكيت وغلَّطه فيه ابن حمزة وقال اليَلَلُ قِصَرُ الأَسنان وهو ضدُّ الرَّوَقِ والرَّوَقُ طولها وقال سيبويه اليَلَلُ انثِناؤها إِلى داخِل الفَمِ وقال ابن الأَعرابي اليَلَلُ أَشدُّ من الكَسَسِ والأَلَلُ لغة على البدَل وقال اللحياني في أَسنانه يَلَلٌ وأَلَلٌ وهو أَن تُقْبِل الأَسنان على باطِن الفَم وقد يَلَّ ويَلِل يَلاًّ ويَلَلاً قال ولم نسمع من الأَلَلِ فِعلاً فدلَّ ذلك على أَنَّ همزة أَلَلٍ بدل من ياء يَلَلٍ ورجل أَيَلُّ والأُنثى يَلاّءُ التهذيب الأَيَلُّ القصير الأَسنان والجمع اليُلُّ وقال لبيد رَقَميَّات عليها ناهِضٌ تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأَيَلُّ أَي رميتهم بسهام ابن الأَعرابي الأَيَلُّ الطويلُ الأَسْنان والأَيَلُّ الصغير الأَسنان وهو من الأَضْداد وصَفاةٌ يَلاَّءُ بَيِّنةُ اليَلَلِ مَلْساء مستوية ويقال ما شيء أَعذبُ من ماءِ سَحابة غَرَّاء في صَفاة يَلاّء وعَبْدُ يالِيلَ اسمُ رجل جاهِليّ وزعم ابن الكلبي أَنّ كلَّ اسمٍ من كلام العرب آخره إِلٌّ أَو إِيلٌ كجِبْريل وشِهْمِيل وعَبد يالِيل مضاف إِلى أَيلٍ أَو إِلٍّ ما من أَسماء الله عز وجل قال وقد بيِّنا أَن هذا خطأ لأَنه لو كان ذلك لكان الآخر مجروراً فقلت جِبرِيلٍ وهو مذكور في موضعه ويَلْيَل اسمُ جبل معروف بالبادِية ويَلْيَل موضع وفي غزوة بدر يَلْيَل
( * قوله « وفي غزوة بدر يليل إلخ » عبارة ياقوت يليل اسم قرية قرب وادي الصفراء من اعمال المدينة وفيه عين كبيرة تخرج من جوف رمل الى ان قال وتصب في البحر عند ينبع ثم قال ووادي يليل يصب في البحر ثم قال وقال ابن اسحق في غزوة بدر مضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي خلف العقنقل ويليل بين بدر وبين العقنقل الكئيب الذي خلفه قريش والقليب ببدر من العدوة الدنيا من بطن يليل الى المدينة ) هو بفتح الياءين وسكون اللام الأُولى وادي يَنْبُع يَصُبُّ في غَيْقة قال جرير نَظَرَتْ إِليكَ بِمثْلِ عَيْنَيْ مُغْزِلِ قَطَعَتْ حَبائلَها بأَعْلى يَلْيَلِ قال ابن بري هو وادي الصَّفْراء دُوَيْن بَدْرٍ من يَثرِب قال ومثله قول حارثة بن بدر يا صاح إِنِّي لَسْتُ ناسٍ ليلةً منها نَزَلْت إِلى جَوانب يَلْيَلِ وقال مُسافِع بن عبد مناف عَمْرُو بنُ عَبْدٍ كان أَوَّل فارِسٍ جَزَعَ المَذادَ وكانَ فارس يَلْيَلِ

م
الميمُ من الحُروف الشَّفَوِيَّة ومن الحُروف المَجْهورة وكان الخليل يسمي الميم مُطْبقَة لأَنه يطبق إِذا لفظ بها

ابريسم
قال ابن الأَعرابي هو الإِبْرِيِسِم بكسر الراء وسنذكره في برسم إِن شاء الله تعالى

أتم
الأَتْمُ من الخُرَز أَن تُفْتَق خُرْزَتان فتَصِيرا واحدة والأتُومُ من النساء التي التَقى مَسْلَكاها عند الافْتِضاض وهي المُفْضاة وأَصلُه أَتَمَ يأْتِمُ إِذا جمع بين شيئين ومنه سمي المَأْتَمُ لاجتماع النساء فيه قال الجوهري وأَصله في السِّقاء تَنْفَتِق خُرْزَتان فَتَصيران واحدة وقال أَيا ابنَ نخّاسِىَّة أَتُومِ وقيل الأَتُومُ الصغيرة الفَرْج والمَأْتم كل مُجْتَمَعٍ من رجال أَو نساء في حُزْن أَو فَرَحٍ قال حتى تَراهُنَّ لَدَيْه قُيّما كما تَرى حَوْلَ الأَمِير المَأْتَما فالمَأْتَمُ هنا رِجالٌ لا مَحالةَ وخصَّ بعضهم به النساء يجتمعن في حُزْن أَو فرَح وفي الحديث فأَقاموا عليه مَأْتَماً المَأْتَمُ في الأَصل مُجْتَمَعُ الرجال والنساء في الغَمِّ والفَرَح ثم خصَّ به اجتماع النساء للموت وقيل هو الشَّوابُّ منهنَّ لا غير والميم زائدة الجوهري المَأْتم عند العرب النِّساء يجتمعن في الخير والشر وقال أَبو حَيَّة النُّمَيْرِيّ رِمَتْهُ أَناةٌ من رَبِيعةِ عامِرٍ نَؤُومُ الضُّحى في مَأْتَمٍ أَيّ مأْتَمِ فهذا لا مَحالة مَقام فَرَح وقال أَبو عطاء السِّنْدي عَشِيَّة قام النائحاتُ وشُقِّقت جُيوبٌ بأَيْدي مَأْتَمٍ وخُدُودُ أَي بأَيدي نِساءٍ فهذا لا مَحالة مَقام حُزْن ونَوْح قال ابن سيده وخصَّ بعضهم بالمَأْتَم الشوابَّ من النِّساء لا غير قال وليس كذلك وقال ابن مقبل في الفَرَح ومَأْتَمٍ كالدُّمى حور مَدامِعها لم تَيْأَس العَيْشَ أَبكاراً ولا عُونا
( * قوله « تيأس » كذا في التهذيب بمثناة تحتية )
قال أبو بكر والعامة تَغْلَط فتظنُّ أَن المأْتم النَّوْح والنياحة وإِنما المَأْتَمُ النساء المجتَمِعات في فَرَح أَو حُزْن وأَنشد بيت أَبي عَطاء السِّنْدي عَشِيَّة قام النائحاتُ وشُقِّقت جُيوبٌ بأَيْدي مَأْتَمٍ وخُدُودُ فجعل المأْتم النساء ولم يجعله النِّياحة قال وكان أَبو عطاء فصيحاً ثم ذكر بيت ابن مقبل ومَأْتمٍ كالدُّمى حور مَدامِعها لم تيْأَس العَيْشَ أَبكاراً ولا عُونا وقال أَراد ونِساء كالدُّمى وأَنشد الجوهري بيت أَبي حَيَّة النميري رَمَتْهُ أَناةٌ من رَبيعةِ عامِرٍ نَؤُومُ الضُّحى في مَأْتَمٍ أَيّ مَأْتَمِ يريد في نِساء أَي نِساء والجمع المَآتِم وهو عند العامَّة المُصيبة يقولون كنّا في مَأْتَمِ فلان والصواب أَن يقال كُنّا في مَناحة فلان قال ابن بري لا يمتنع أَن يقَع المَأْتَم بمعنى المَناحةِ والحزْن والنَّوْحِ والبُكاءِ لأَن النساء لذلك اجْتَمَعْنَ والحُزْن هو السبب الجامع وعلى ذلك قول التيمي في منصور بن زِياد والناسُ مَأْتَمُهُم عليه واحدٌ في كل دار رَنَّةٌ وزَفِيرُ وقال زيد الخيل أَفي كلِّ عامٍ مَأْتَمٌ تَبْعَثُونَه على مِحْمَرٍ ثَوَّبْتُموه وما رضَا وقال آخر أَضْحى بَناتُ النَّبِّي إِذْ قُتلوا في مَأْتَمٍ والسِّباعُ في عُرُسِ
( * قوله « النبي » كذا في الأصل والذي في شرح القاموس السبي )
أَي هُنَّ في حُزْن والسِّباع في سُرورٍ وقال الفرزدق فَما ابْنُكِ إِلا ابنٌ من الناس فاصْبِري فَلن يُرْجِع المَوْتَى حَنِينُ المَآتِمِ فهذا كله في الشرّ والحُزْن وبيت أَبي حية النميري في الخير قال ابن سيده وزعم بعضهم أَن المأْتَم مشتقٌّ من الأَتْمِ في الخُرْزَتَيْنِ ومن المرأَة الأَتُوم والتقاؤهما أَنَّ المَأْتَم النساء يجتمعن ويَتقابلن في الخير والشرِّ وما في سيره أَتَمٌ ويَتَمٌ أَي إِبطاء وخطب فما زال على
( * كذا بياض بالأصل المعول عليه قدر هذا ) شيء واحد والأُتُم شجر يشبه شجر الزيْتون ينبت بالسَّراة في الجبال وهو عِظام لا يحمل واحدته أُتُمة قال حكاها أَبو حنيفة والأَتْم موضع قال النابغة فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْمِ شُعْثاً يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإِ التُّؤامِ وقيل اسم واد قال ابن بري ومثله قول الآخر أُكَلَّفُ أَن تَحُلَّ بنو سُلَيم بطونَ الأَتْمِ ظُلْم عَبْقَريّ قال وقيل الأَتْمُ اسم جبل وعليه قول خُفاف ابن نُدْبة يصف غَيثاً عَلا الأَتْمَ منه وابلٌ بعد وابِلٍ فقد أُرْهقَتْ قِيعانُه كل مُرْهَق

أثم
الإِثْمُ الذَّنْبُ وقيل هو أَن يعمَل ما لا يَحِلُّ له وفي التنزيل العزيز والإِثْمَ والبَغْيَ بغير الحَقّ وقوله عز وجل فإِن عُثِر على أَنَّهما استَحقّا إثْماً أَي ما أُثِم فيه قال الفارسي سماه بالمصدر كما جعل سيبويه المَظْلِمة اسم ما أُخِذ منك وقد أَثِم يأْثَم قال لو قُلْتَ ما في قَوْمِها لم تِيثَمِ أَراد ما في قومها أَحد يفْضُلها وفي حديث سعيد بن زيد ولو شَهِدْتُ على العاشر لم إِيثَم هي لغة لبعض العرب في آثَم وذلك أَنهم يكسرون حَرْف المُضارَعة في نحو نِعْلَم وتِعْلَم فلما كسروا الهمزة في إِأْثَم انقلبت الهمزة الأَصلية ياء وتأَثَّم الرجل تابَ من الإِثْم واستغفر منه وهو على السَّلْب كأَنه سَلَب ذاته الإِثْم بالتوْبة والاستغفار أَو رامَ ذلك بهما وفي حديث مُعاذ فأَخْبر بها عند موتِه تَأَثُّماً أَي تَجَنُّباً للإِثْم يقال تأَثَّم فلانٌ إِذا فَعَل فِعْلاً خرَج به من الإِثْم كما يقال تَحَرَّج إِذا فعل ما يخرُج به عن الحَرج ومنه حديث الحسن ما عَلِمْنا أَحداً منهم تَرك الصلاة على أَحدٍ من أَهْل القِبْلة تأَثُّماً وقوله تعالى فيهما إِثْمٌ كَبِيرٌ ومَنافِعُ للناس وإِثْمُهُما أَكْبَرُ من نَفْعِهما قال ثعلب كانوا إِذا قامَرُوا فَقَمَروا أَطْعَمُوا منه وتصدَّقوا فالإطعام والصّدَقة مَنْفَعَة والإِثْم القِمارُ وهو أَن يُهْلِك الرجلُ ويذهِب مالَه وجمع الإِثْم آثامٌ لا يكسَّر على غير ذلك وأَثِم فلان بالكسر يأْثَم إثْماً ومَأْثَماً أَي وقع في الإِثْم فهو آثِم وأَثِيمٌ وأَثُومٌ أَيضاً وأَثَمَه الله في كذا يَأْثُمُه ويأْثِمُه أَي عدَّه عليه إِثْماً فهو مَأْثُومٌ ابن سيده أَثَمَه الله يَأْثُمُه عاقَبَه بالإِثْم وقال الفراء أَثَمَه الله يَأْثِمُه إِثْماً وأَثاماً إِذا جازاه جزاء الإِثْم فالعبد مأْثومٌ أَي مجزيّ جزاء إثْمه وأَنشد الفراء لنُصيب الأَسود قال ابن بري وليس بنُصيب الأَسود المَرواني ولا بنُصيب الأَبيض الهاشمي وهَلْ يَأْثِمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها وعَلَّلْتُ أَصحابي بها لَيْلة النفْرِ ؟ ورأَيت هنا حاشيةً صورتُها لم يقُل ابن السِّيرافي إِن الشِّعْر لنُصيب المرواني وإِنما الشعر لنُصيب بن رياح الأَسود الحُبَكي مولى بني الحُبَيك بن عبد مناة ابن كِنانة يعني هل يَجْزِيَنّي الله جزاء إِثْمِي بأَن ذكرت هذه المرأَة في غِنائي ويروى بكسر الثاء وضمها وقال في الحاشية المذكورة قال أَبو محمد السيرافي كثير من الناس يغلَط في هذا البيت يرويه النَّفَرْ بفتح الفاء وسكون الراء قال وليس كذلك وقيل هذا البيت من القصيد التي فيها أَما والذي نادَى من الطُّور عَبْدَه وعَلَّم آياتِ الذَّبائح والنَّحْر لقد زادني للجَفْر حبّاً وأَهِله ليالٍ أَقامَتْهُنَّ لَيْلى على الجَفْر وهل يَأْثِمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها وعَلَّلْتُ أَصحابي بها ليلة النَّفْر ؟ وطيَّرْت ما بي من نُعاسٍ ومن كَرىً وما بالمَطايا من كَلال ومن فَتْرِ والأَثامُ الإِثْم وفي التنزيل العزيز يَلْقَ أَثاماً أَراد مُجازاة الأَثام يعني العقوبة والأَثامُ والإِثامُ عُقوبة الإِثمِ الأَخيرة عن ثعلب وسأَل محمد بن سلام يونس عن قوله عز وجل يَلْفُ أَثاماً قال عُقوبةً وأَنشد قول بشر وكان مقامُنا نَدْعُو عليهم بأَبْطَح ذي المَجازِ له أَثامُ قال أَبو إسحق تأْويلُ الأَثامِ المُجازاةُ وقال أَبو عمرو الشيباني لَقِي فلان أَثامَ ذلك أَي جَزاء ذلك فإِنَّ الخليل وسيبويه يذهبان إِلى أَن معناه يَلْقَ جَزاء الأَثامِ وقول شافع الليثي في ذلك جَزى اللهُ ابنَ عُرْوةَ حيث أَمْسَى عَقُوقاً والعُقوقُ له أَثامُ أَي عُقوبة مُجازاة العُقُوق وهي قطيعة الرَّحِم وقال الليث الأَثامُ في جملة التفسير عُقوبة الإِثمِ وقيل في قوله تعالى يَلقَ أَثاماً قيل هو وادٍ في جهنم قال ابن سيده والصواب عندي أَن معناه يَلْقَ عِقابَ الأَثام وفي الحديث مَن عَضَّ على شِبذِعِه سَلِمَ من الأَثام الأَثامُ بالفتح الإِثمُ يقال أَثِمَ يَأْثَم أَثاماً وقيل هو جَزاء الإِثمِ وشِبْذِعُه لسانه وآثَمه بالمدّ أَوقعه في الإِثمِ عن الزجَّاج وقال العجاج بل قُلْت بَعْض القَوْمِ غير مُؤْثِمِ وأَثَّمه بالتشديد قال له أَثِمْت وتأَثَّم تحَرَّجَ من الإِثمِ وكَفَّ عنه وهو على السَّلْب كما أَن تَحَرَّجَ على السّلْب أَيضاً قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود تَجَنَّبْت هِجْرانَ الحَبيب تأَثُّماً إِلا إِنَّ هِجْرانَ الحَبيب هو الإِثمُ ورجل أَثَّامٌ من قوم آثمين وأَثِيمٌ من قوم أُثَماء وقوله عز وجل إِنَ شَجرَةَ الزَّقُّوم طَعامُ الأَثِيم قال الفراء الأَثِيمُ الفاجر وقال الزجاج عُنِيَ به هنا أَبو جهل بن هِشام وأَثُومٌ من قوْم أُثُمٍ التهذيب الأَثِيمُ في هذه الآية بمعنى الآثِم يقال آثَمَهُ اللهُ يُؤْثمه على أَفْعَله أَي جعله آثِماً وأَلفاه آثِماً وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أَنه كان يُلَقِّنُ رَجُلاً إِنَّ شَجرةَ الزَّقُّومِ طَعام الأَثِيم وهو فَعِيل من الإِثم والمَأْثَم الأَثامُ وجمعه المَآثِم وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال اللّهم إِني أَعوذ بك من المَأْثَمِ والمَغْرَمِ المَأْثَمُ الأَمرُ الذي يَأْثَمُ به الإِنسان أَو هو الإِثْمُ نفسهُ وَضْعاً للمصدر موضع الاسم وقوله تعالى لا لَغْوٌ فيها ولا تأْثِيمٌ يجوز أَن يكون مصدر أَثِمَ قال ابن سيده ولم أَسمع به قال ويجوز أَن يكون اسماً كما ذهب إِليه سيبويه في التَّنْبيت والتَّمْتين وقال أُمية بن أَبي الصلت فلا لَغْوٌ ولا تأْثيمَ فيها وما فاهُوا به لَهُمُ مُقِيمُ والإِثمُ عند بعضهم الخمر قال الشاعر شَرِبْتُ الإِثَمَ حتى ضَلَّ عَقْلي كذاكَ الإِثمُ تَذْهَبُ بالعُقولِ قال ابن سيده وعندي أَنه إِنما سمَّهاها إِثْماً لأَن شُرْبها إِثْم قال وقال رجل في مجلس أَبي العباس نَشْرَبُ الإِثمَ بالصُّواعِ جِهارا وتَرى المِسْكَ بيننا مُسْتَعارا أَي نَتَعاوَره بأَيدينا نشتمُّه قال والصُّواعُ الطِّرْجِهالةُ ويقال هو المَكُّوكُ الفارسيُّ الذي يَلْتَقِي طَرفاه ويقال هو إِناء كان يشرَب فيه المِلك قال أَبو بكر وليس الإِثمُ من أَسماء الخمر بمعروف ولم يصح فيه ثبت صحيح وأَثِمَتِ الناقة المشي تأْثَمُه إِثْماً أَبطأَت وهو معنى قول الأَعشى جُمالِيَّة تَغْتَلي بالرِّداف إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا يقال ناقة آثِمَةٌ ونوق آثِماتٌ أَي مُبْطِئات قال ابن بري قال ابن خالويه كذب ههنا خفيفة الذال قال وحقها أَن تكون مشدّدة قال ولم تجئ مخففة إِلا في هذا البيت قال والآثِمات اللاتي يُظنُّ أَنهنَّ يَقْوَيْن على الهَواجِر فإِذا أَخْلَفْنه فكأَنهنَّ أَثِمْنَ

أجم
أَجَمَ الطعامَ واللبَّنَ وغيرَهما يَأْجِمُه أَجْماً وأَجِمَهُ كَرِهَه ومَلَّه من المُداومةِ عليه وقد آجَمَهُ الكسائي وأَبو زيد ذكره سيبويه على فَعِل فقال أَجِمَ يَأْجَم فهو أَجِيمٌ وسَنِقَ فهو سَنِقٌ الليث أَكلْتُه حتى أَجِمْتُه وفي حديث معاوية قال له عَمْرو بن مسعود رضي الله عنهما ما تَسْأَل ُ عَمَّنْ سُحِلَتْ مَرِيرَتُه وأَجِمَ النساءَ أَي كَرِهَهُنَّ وأَنشد ابن بري لرؤبة فقال جادَتْ بمَطْحونٍ لها لا تَأْجِمُهْ تَطْبُخُه ضُروعُها وتَأْدِمُهْ يَمْسُد أَعْلى لَحْمِه ويَأْدِمُه يصف إِبلاً جادتْ لها المَراعي باللبَن الذي لا يحتاج إلى الطَّحْن كما يُطْحنُ الحبُّ وليس اللبَن مما يَحتاج إِلى الطَّحْن بل الضروع طَبَخَتْه ويريد بِتَأْدِمُه تخلط بأُدْمٍ وعَنى بالأُدْم ما فيه من الدَّسَم يريد أَن اللبَن يَشُدُّ لحمه ومعنى يأْدمه يشدُّه ويُقَوّيه يقال حَبْل مَأْدُومٌ إِذا أُحكم فَتْلُه يريد أَن شرْب اللبَن قد شدَّ لحمه ووثَّقَه وقال الراعي خَمِيص البَطْن قد أَجِمَ الحسارا
( * قوله « الحسارا » كذا في النسخ بحاء مهملة والحسار بالفتح عشبة خضراء تسطح على الأرض وتأكلها الماشية أكلاً شديداً كما تقدم في مادة حسر ) أَي كَرِهَه وتَأَجَّمَ النهارُ تَأَجُّماً اشتدَّ حَرُّه وتَأَجَّمَت النار ذَكَتْ مثال تأَجَّجَتْ وإِن لها لأَجيماً وأَجيجاً قال عبيد بن أَيوب العَنْبري ويَوْمٍ كتَنُّورِ الإِماء سَجَرْنَهُ حَمَلْنَ عليه الجِذْل حتى تَأَجّما رَمَيْت بنفْسي في أَجِيج سَمُومِه وبالعَنْسِ حتى جاش مَنْسِمُها دَما ويقال منه أَجِّمْ نارك وتأَجَّمَ عليه غَضِب من ذلك وفلان يَتأَجَّم على فلان يَتَأَطَّمُ إِذا اشتَدَّ غضبهُ عليه وتَلَهَّف وأَجَمَ الماءُ تَغَيَّرَ كأَجَِنَ وزعم يعقوب أَن ميمَها بدَلٌ من النون وأَنشد لعوف بن الخَرِع وتَشْرَبُ أَسْآرَ الحِياض تَسوفُهُ ولو وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرةِ آجِما
( * قوله « تسوفه » كذا في الأصل هنا وفي مادة مرر وفي التكلمة والتهذيب تسوفها )
هكذا أَنشده بالميم الأَصمعي ماءٌ آجِنٌ وآجِمٌ إِذا كان متغيِّراً وأَراد ابنُ الخَرِع آجِناً وقيل آجِمٌ بمعنى مَأْجومٍ أَي تَأْجِمُه وتَكْرَهه ويقال أَجَمْت الشيء إِذا لم يُوافِقْك فكَرِهته والأُجُمُ حِضْن بَناه أَهلُ المدينة من حجارة ابن سيده الأُجُمُ الحِصْن والجمع آجامٌ والأُجْمُ بسكون الجيم كل بيت مُرَبَّع مُسَطَّح عن يعقوب وحكى الجوهري عن يعقوب قال كلُّ بيت مربَّع مُسَطَّح أُجُم قال امرؤ القيس وتَيْماءَ لم يَتْرُكْ بها جِذْعَ نَخْلَةٍ ولا أُجُماً إِلاّ مَشِيداً بِجَنْدلِ
( * في معلَّقة امرئ القيس ولا أُطُماً بدل أُجماً )
قال وقال الأَصمعي هو يخفَّف ويثقَّل قال والجمع آجامٌ مثل عُنُق وأَعْناق والأَجَمُ موضع بالشام قُرْب الفَراديس التهذيب الأَجَمَة مَنْبت الشجر كالغَيْضة وهي الآجام والأُجُمُ القَصْر بلغة أَهل الحجاز وفي الحديث حتى تَوارَتْ بآجامِ المدينة أَي حُصونها واحدها أُجُم بضمتين ابن سيده والأَجَمَة الشجر الكثير الملتفُّ والجمع أُجْمٌ وأُجُمٌ وأُجَمٌ وآجامٌ وإِجامٌ قال وقد يجوز أَن تكون الآجام والإِجامُ جمع أَجَمٍ ونص اللحياني على أَن آجاماً جمع أَجَمٍ وتأَجّم الأَسدُ دخَل في أَجَمَتِه قال مَحَلاًّ كَوعْساءِ القَنافِذِ ضارِباً به كَنَفاً كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ الجوهري الأَجَمَةُ من القَصَب والجمع أَجَماتٌ وأُجَمٌ وإِجامٌ وآجامٌ وأُجُمٌ كما سنذكره
( * قوله « كما سنذكره إلخ » عبارة الجوهري كما قلناه في الاكمة ) في أَكَم إِن شاء الله تعالى

أدم
الأُدْمةُ القَرابةُ والوَسيلةُ إِلى الشيء يقال فلان أُدْمَتي إِليك أَي وَسيلَتي ويقال بينهما أُدْمةٌ ومُلْحة أَي خُلْطةٌ وقيل الأُدْمة الخُلْطة وقيل المُوافَقةُ والأُدْمُ الأُلْفَةُ والاتِّفاق وأَدَمَ الله بينهم يَأْدِمُ أَدْماً ويقال آدَم بينهما يُؤْدِمُ إِيداماً أَيضاً فَعَل وأَفْعَل بمعنى وأَنشد والبِيضُ لا يُؤْدِمْنَ إِلاَّ مُؤْدَما أَي لا يُحْبِبْنَ إِلاَّ مُحَبَّباً موضِعاً
( * قوله « الا محبباً موضعاً » الذي في التهذيب الا محبباً موضعاً لذلك ) وأَدَمَ لأَمَ وأَصْلَح وأَلَّفَّ ووفَّق وكذلك آدم يُؤْدِمُ بالمدّ وكل موافق إِدامٌ قالت غاية الدُّبَيْرِيَّة كانوا لِمَنْ خالَطَهُمْ إِداما وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال للمغيرة بن شُعبة وخَطَبَ امرأَة لو نَظَرْت إِليها فإِنه أَحْرى أَن يُؤْدَمَ بينكما قال الكسائي يُؤدَم بينكما يعني أَن تكون بينهما المحبَّة والاتِّفاق قال أَبو عبيد لا أَرى الأَصل فيه إِلا من أَدْمِ الطعام لأَن صَلاحَه وطِيبَه إِنما يكون بالإِدامِ ولذلك يقال طعام مَأْدُومٌ قال ابن الأَعرابي وإِدامُ اسم امرأَة من ذلك وأَنشد أَلا ظَعَنَتْ لِطِيَّتِها إِدامُ وكلُّ وِصالِ غانِيةٍ زِمامُ
( * قوله « زمام » كذا في الأصل وشرح القاموس بالزاي ولعله بالراء )
وأَدَمَهُ بأَهْلهِ أَدْماً خَلَطه وفلان أَدْمُ أَهْلِه وأَدْمَتُهم أَي أُسْوَتُهم وبه يُعْرَفون وأَدَمَهم يَأْدُمُهم أَدْماً كان لهم أَدَمَةٌ عن ابن الأَعرابي التهذيب فلان أَدَمَةُ بني فلان وقد أَدَمَهم يَأْدُمُهم وهو الذي عَرّفهم الناس الجوهري يقال جعلتُ فلاناً أَدَمَةَ أَهلي أَي أُسْوَتَهُم والإِدامُ معروف ما يُؤْتَدَمُ به مع الخبز وفي الحديث نِعْمَ الإِدام الخَلُّ الإِدام بالكسر والأُدْمُ بالضم ما يؤكل بالخبز أَيَّ شيء كان وفي الحديث سَيِّدُ إِدامِِ أَهْل الدُّنيا والآخرة اللحمُ جعل اللحم أُدْماً وبعض الفقهاء لا يجعله أُدْماً ويقول لو حَلَفَ أَن لا يَأْتَدِمَ ثم أَكل لَحْماً لم يحنَث والجمع آدِمةٌ وجمع الأُدْمِ آدامٌ وقد ائتَدَمَ به وأَدَمَ الخبز يَأْدِمُه بالكسر أَدْماً خلطه بالأُدْم وقال غيره أَدَمَ الخبزَ باللحم وأَنشد ابن بري إِذا ما الخُبْزُ تَأْدِمُه بلَحْمٍ فذاك أَمانَة الله الثَّريدُ وقال آخر تَطْبُخه ضُروعُها وتَأْدِمُهْ قال وشاهد الإِدامِ قولُ الشاعر الأَبْيَضانِ أَبْرَدا عِظامِي الماءُ والفَثُّ بلا إِدامِ وفي حديث أُمّ مَعْبَد أَنا رأَيت الشاةَ وإِنها لَتأْدُمُها وتَأْدُم صِرْمَتها
( * قوله « وانها لتأدمها وتأدم صرمتها » ضبط في الأصل والنهاية بضم الدال ) وفي حديث أَنس وعَصَرَتْ عليه أُمُّ سُلَيْم عُكَّةً لها فأَدَمَتْه أَي خَلَطته وجعلت فيه إِداماً يؤْكل يقال فيه بالمَدّ والقَصْر وروي بتشديد الدال على التكثير وفي الحديث أَنه مَرَّ بقوم فقال إِنَّكم تَأْتَدِمون على أَصحابكم فأَصْلِحوا رِحالَكم حتى تكونوا شامَةً في الناس أَي إِنَّ لكم من الغِنى ما يُصْلِحكم كالإِدامِ الذي يُصلِح الخُبز فإِذا أَصلَحتم حالكم كنْتُم في الناس كالشَّامة في الجسَد تَظْهرون للناظِرين قال ابن الأَثير هكذا جاء في بعض كتب الغريب مَرْوِيّاً مَشْروحاً والمعروف في الرواية إِنكم قادِمون على أَصحابكم فأَصْلِحوا رِحالَكم قال والظاهر والله أَعلم أَنه سَهْوٌ وفي حديث خديجة رضوان الله عليها فوالله إِنك لتَكْسِبُ المَعْدُوم وتُطْعِم المأْدوم وقول امرأَة دُرَيد بن الصِّمَّة حين طلَّقها أَبا فلان أَتُطَلِّقُني ؟ فوالله لقد أَبْثَثْتَك مَكْتُومي وأَطْعَمْتُك مَأْدُومي وجئتُك باهِلاً غير ذات صِرارٍ إِنما عَنَت بالمَأْدُومِ الخُلُق الحسَن وأَرادت أَنها لم تَمْنَع منه شيئاً كالناقة الباهِلة التي لم تُصَرَّ ويأْخُذ لبنَها مَن شاء وأَدَمَ القومَ أَدَمَ لهم خُبْزَهم أَنشد يعقوب في صفة كلاب الصيد فهي تُباري كلَّ سارٍ سَوْهَقِ وتُؤْدِمُ القوم إِذا لم تُغْبقِ
( * قوله « فهي تباري إلخ » هكذا في الأصل هنا وتقدم في مادة سهق عل غير هذا الوجه وأتى بمشطورين بين هذين المشطورين )
وقولهم سَمْنُهم في أَديمهم يعني طَعامَهم المَأْدُوم أَي خُبزهم راجع فيهم التهذيب من أَمثالهم سَمْنُكم هُرِيقَ في أَدِيمِكم أَي في مَأْدُومِكم ويقال في سِقائكم والأَدِيمُ الجِلْد ما كان وقيل الأَحْمَر وقيل هو المَدْبوغُ وقيل هو بعد الأَفيق وذلك إِذا تَمَّ واحْمَرَّ واستعاره بعضهم للحرب فقال أَنشده بعضهم للحرث بن وَعْلة وإِيَّاك والحَرْبَ التي لا أَدِيمها صحيحٌ وقد تُعْدَى الصِّحاحُ على السُّقْمِ إِنما أَراد لا أَدِيمَ لها وأَراد على ذَوات السُّقْم والجمع آدِمَةٌ وأُدُمٌ بضمتين عن اللحياني قال ابن سيده وعندي أَن من قال رُسْل فسكَّنَ قال أُدْمٌ هذا مطرد والأَدَمُ بنصب الدال اسم للجمع عند سيبويه مثل أَفِيقٍ وأَفَقٍ والآدامُ جمع أَدِيمٍ كَيَتيمٍ وأَيْتام وإِن كان هذا في الصفة أَكثر قال وقد يجوز أَن يكون جمع أَدَمٍ أَنشد ثعلب إِذا جَعَلْت الدَّلْوَ في خِطامِها حَمْراءَ من مكَّة أَو حَرَامِها أَو بعض ما يُبْتاع من آدامِها والأَدَمَةُ باطنُ الجلْد الذي يَلي اللحم والبَشَرةُ ظاهرها وقيل ظاهرهُ الذي عليه الشعَر وباطنه البَشَرة قال ابن سيده وقد يجوز أَن يكون الأَدَم جمعاً لهذا بل هو القياس إِلاَّ أَن سيبويه جعله اسماً للجمع ونَظَّره وأَفَيقٍ وهو الأَدِيمُ أَيضاً الأَصمعي يقال للجلد إِهابٌ والجمع أُهُبٌ وأَهَبٌ مؤنثة فأَما الأَدَمُ والأَفَقُ فمذكَّران إِلاّ أَن يقْصد قَصْد الجلودِ والآدِمَة فتقول هي الأَدَمُ والأَفَقُ ويقال أَدِيمٌ وآدِمَةٌ في الجمع الأَقلّ على أَفعِلة يقال ثلاثة آدِمةٌ وأَربعة آدِمةٍ وفي حديث عمر رضي الله عنه قال لرجل ما مالُكَ ؟ فقال أَقْرُنٌ وآدِمةٌ في المَنِيئةِ الآدِمةُ بالمدّ جمع أَديم مثل رَغِيف وأَرْغِفة قال والمشهور في جمعه أُدَم والمَنِيئةُ بالهمز الدِّباغ وآدَمَ الأَدِيمَ أَظهر أَدَمَتَهُ قال العجاج
( * قوله « قال العجاج » عبارة الجوهري في صلب والصلب بالتحريك لغة في الصلب من الظهر قال العجاج يصف امرأة
ريا العظام فخمة المخدّم ... في صَلَبٍ مثل العِنانِ
المُؤْدَمِ )
في صَلَبٍ مثل العِنانِ المُؤْدَمِ وأَدِيمُ كل شيء ظاهِرُ جلْدِه وأَدَمَةُ الأَرض وجهُها قال الجوهري وربما سمي وجْهُ الأَرض أَديماً قال الأَعشى يَوْماً تَراها كَشِبْه أَرْدِية ال عَصْب ويوماً أَدِيُمها نَغِلا ورجل مُؤْدَمٌ أَي مَحبْوب ورجل مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ حاذقٌ مُجَرَّب قد جمع لِيناً وشدَّةً مع المعرفة بالأُمور وأَصلُه من أَدَمَةِ الجلد وبَشَرَته فالبَشرةُ ظاهِرةُ وهو مَنْبتُ الشعَر والأَدَمةُ باطِنُه وهو الذي يَلي اللَّحْم فالذي يراد منه أَنه قد جَمع لينَ الأَدَمةِ وخُشونَة البَشرة وجرَّب الأُمورَ وقال ابن الأَعرابي معناه كريم الجلْدِ غلِيظُه جَيِّده وقال الأَصمعي فلان مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ أَي هو جامع يصلُح للشدَّة والرَّخاء وفي المثل إِنما يُعاتَبُ الأَدِيمُ ذو البَشرةِ أَي يُعادُ في الدِّباغِ ومعناه إِنما يُعاتَب من يُرْجَى وفيه مُسْكةٌ وقُوَّةٌ ويُراجَع مَن فيه مُراجَعٌ ويقال بَشَرْتُه وأَدَمْتُه ومَشَنْتُه أَي قَشَرْته والأدِيمُ إِذا نَغِلَتْ بَشَرَته فقد بَطَل ويقال آدَمْتُ الجلد بَشَرْتُ أَدَمَتَهُ وامرأَة مُؤدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ إِذا حسن مَنْظَرُها وصحَّ مَخْبَرُها وفي حديث نَجبَة ابنتُك المُؤْدَمَة المُبْشَرة يُقال للرجل الكامل إِنه لَمُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ أَي جمع لينَ الأَدَمِة ونُعُومَتَها وهي باطن الجِلْد وشدَّة البشرة وخُشونَتها وهي ظاهره قال ابن سيده وقد يقال رجل مُبْشَرٌ مُؤْدَمٌ وامرأَة مُبْشَرة مُؤْدَمَةٌ فيُقدِّمون المُبْشَر على المؤدَم قال والأَول أَعرف أَعني تقديم المُؤْدَمِ على المُبْشَر وقيل الأَدَمةُ ما ظهر من جلدة الرأْس وأَدَمَةُ الأَرض باطِنُها وأَدِيُمها وَجْهُها وأَدِيمُ الليل ظلمته عن ابن الأَعرابي وأَنشد قد أَغْتَدِي والليلُ في جَرِيمِه والصُّبْحُ قد نَشَّمَ في أَدِيمهِ وأَدِيمُ النهار بَياضُه حكى ابن الأَعرابي ما رأَيته في أَدِيمِ نَهارٍ ولا سَوادِ لَيْلٍ وقيل أَدِيمُ النهار عامَّته وحكى اللحياني جئتُك اديمَ الضُّحي أَي عند ارتفاع الضُّحى وأَديمُ السماء ما ظهَر منها وفلان بَرِيءُ الأَدِيمِ مما يُلْطخ به والأُدْمَةُ السُّمرةُ والآدَمُ من الناس الأَسْمَرُ ابن سيده الأُدْمةُ في الإِبل لَوْنٌ مُشْرَب سَواداً أَو بياضاً وقيل هو البياضُ الواضِحُ وقيل في الظِّباء لَوْنٌ مُشْرَبٌ بياضاً وفي الإِنسان السُّمرة قال أَبو حنيفة الأُدْمةُ البياضُ وقد أَدِمَ وأَدُمَ فهو آدمُ والجمع أُدْمٌ كسَّروه على فُعْل كما كسَّروا فَعُولاً على فُعُل نحو صَبور وصُبُرٍ لأَن أَفْعَل من الثلاثة
( * قوله « لأن أفعل من الثلاثة إلخ » هكذا في الأصل ولعله لان أفعل من ذي الثلاثة وفيه زيادة كما أن فعولا إلخ ) وفيه كما أَن فَعُولاً فيه زيادة وعدة حُروفه كعِدَّة حُروف فَعُول إِلاَّ أَنهم لا يثقِّلون العين في جمع أَفْعَل إِلاَّ أَن يُضطَرَّ شاعر وقد قالوا في جمعه أُدْمانٌ والأُنثى أَدْماءُ وجمعها أُدْمٌ ولا يجمع على فُعْلان وقول ذي الرمة والجِيدُ من أُدْمانَةٍ عَتُودُ عِيبَ عليه فقيل إِنما يقال هي أَدْماءُ والأُدْمان جمع كأَحْمَر وحُمْران وأَنت لا تقول حُمْرانة ولا صُفْرانة وكان أَبو عليّ يقول بُنَيَ من هذا الأَصل فُعْلانة كخُمْصانة والعرب تقول قُرَيْش الإِبلِ أُدْمُها وصُهْبَتُها يذهبون في ذلك إِلى تفضيلها على سائر الإِبلِ وقد أَوضحوا ذلك بقولهم خَيرُ الإِبل صُهْبُها وحُمْرُها فجعلوهما خيرَ أَنواع الإِبل كما أَنّ قُرَيْشاً خيرُ الناس وفي الحديث أَنه لمَّا خرج من مكة قال له رجل إِن كنتَ تُريد النساء البيضَ والنُّوقَ الأُدْمَ فعَلَيْكَ بَبَنِي مُدْلِجٍ قال ابن الأَثير الأُدْم جمع آدم كأَحْمَر وحُمْر والأُدْمة في الإِبل البياض مع سواد المُقْلَتَيْن قال وهي في الناس السُّمرة الشديدة وقيل هو من أُدْمة الأَرض وهو لَوْنُها قال وبه سمي آدم أَبو البَشَر على نبينا وعليه الصلاة والسلام الليث والأُدْمةُ في الناس شُرْبةٌ من سَواد وفي الإِبِل والظِّباء بَياض يقال ظَبْيَة أَدْماء قال ولم أَسمع أَحداً يقول للذُّكور من الظِّباء أُدْمٌ قال وإن قيل كان قياساً وقال الأَصمعي الآدَمُ من الإِبل الأَبْيض فإِن خالطته حُمْرة فهو أَصْهب فإِن خالَطَتِ الحُمْرة صَفاءً فهو مُدَمّىً قال والأُدْمُ من الظِّباء بيضٌ تَعْلوهُنّ جُدَدٌ فيهنَّ غُبْرة فإِن كانت خالصة البَياض فهي الآرامُ وروى الأَزهري بسنده عن أَحمد بن عبيد بن ناصح قال كُنّا نأْلَف مجلِس أَبي أَيوب بن أُخت الوزير فقال لنا يوماً وكان ابنُ السكيت حاضراً ما تَقولُْ في الأُدْمِ من الظِّباء ؟ فقال هي البيضُ البُطون السُّمْر الظُّهور يَفْصِل بين لَوْنِ ظُهورِها وبُطونها جُدَّتان مِسْكِيَّتان قال فالتفت إِليَّ وقال ما تقول يا أَبا جعفر ؟ فقلت ؟ الأُدْمُ على ضَرْبين أَما التي مَساكنها الجِبال في بِلاد قَيسْ فهي على ما وَصَف وأَما التي مَساكنها الرمْل في بلاد تَميم فهي الخَوالِص البَياض فأَنكر يعقوب واستأْذن ابنُ الأَعرابي على تَفِيئَةِ ذلك فقال أَبو أَيوب قد جاءكم مَن يفصِل بينكم فدَخَل فقال له أَبو أَيوب يا أَبا عبد الله ما تقول في الأُدْم من الظِّباء ؟ فتكلَّم كأَنما يَنْطِق عن لسان ابن السكِّيت فقلت يا أَبا عبد الله ما تقول في ذي الرمة ؟ قال شاعر قلت ما تقول في قصيدته صَيْدَح
( * قوله « في قصيدته صيدح » هكذا في الأصل والتهذيب وشرح القاموس ولعله في قصيدته في صيدح لأنه اسم لناقة ذي الرمة ويمكن أن يكون سمى القصيدة باسمها ) ؟ قال هو بها أَعرف منها به فأَنشدته من المُؤْلِفاتِ الرَّمْل أَدْماءُ حُرَّةٌ شُعاعُ الضُّحى في مَتْنِها يَتَوَضَّح فسكت ابنُ الأَعرابي وقال هي العرب تقول ما شاءت ابن سيده الأُدْمُ من الظِّباء ظِباء بيضٌ يَعْلوها جُدَدٌ فيها غُبْرة زاد غيره وتسكُن الجِبال قال وهي على أَلْوان الجبال يقال ظَبْية أَدْماء قال وقد جاء في شعر ذي الرمة أُدْمانة قال أَقُول للرَّكْب لمَّا أَعْرَضَتْ أُصُلاً أُدْمانةٌ لمْ تُرَبِّيها الأَجالِيدُ قال ابن بري الأَجاليد جمع أَجْلاد وأَجْلاد جمع جَلَد وهو ما صَلُب من الأَرض وأَنكر الأَصمعي أُدْمانة لأَن أُدْماناً جمعٌ مثل حُمْران وسُودان ولا تدخله الهاء وقال غيره أُدْمانةٌ وأُدْمان مثل خُمْصانة وخُمْصان فجعله مُفرداً لا جمعاً قال فعلى هذا يصح قوله الجوهري والأُدْمة في الإِبِلِ البياض الشديد يقال بعير آدَم وناقة أَدْماء والجمع أُدْمٌ قال الأَخْطل في كَعْب بن جُعَيْل فإِنْ أَهْجُهُ يَضْجَرْ كما ضَجْرَ بازِلٌ من الأُدْمِ دَبْرَت صَفْحَتاه وغارِبُهْ ويقال هو الأَبيضُ الأَسودُ المُقْلَتَيْن واختُلف في اشتِقاق اسم آدَم فقال بعضهم سُمِّيَ آدَم لأَنه خُلِق من أَدَمةِ الأَرض وقال بعضهم لأُدْمةٍ جعلَها الله تعالى فيه وقال الجوهري آدَمُ أَصله بهمزتين لأَنه أَفْعَل إِلا أَنهم لَيَّنُوا الثانية فإِذا احتَجْت إِلى تحريكها جعلتها واواً وقلت أَوادِم في الجمع لأَنه ليس لها أَصل في الياء معروف فَجُعِلَ الغالبُ عليها الواو عن الأَخفش قال ابن بري كل أَلِفق مجهولة لا يُعْرَف عَمَّاذا انْقِلابُها وكانت عن همزة بعد همزة يدعو أَمْرٌ إِلى تحريكها فإِنها تبدَل واواً حملاً على ضَوارب وضُوَيْرب فهذا حكمُها في كلام العرب إِلا أَن تكون طَرفاً رابعةً فحينئذ تبدل ياءً وقال الزجاج
( * قوله « وقال الزجاج إلخ » كذا في الأصل وعبارة التهذيب وقال الزجاج يقول أهل اللغة في آدم إن اشتقاقه من أديم الأرض لأنه خلق من تراب ) يقول أَهلُ اللغة إِنَّ اشْتِقاق آدم لأَنه خُلِق من تُراب وكذلك الأُدْمةُ إِنَّما هي مُشَبَّهة بلَوْن التُّراب وقوله سادُوا الملُوكَ فأَصْبَحوا في آدَمٍ بَلَغُوا بها غُرَّ الوُجوهِ فُحُولا جعل آدمَ اسْماً للقَبيلة لأَنه قال بَلَغوا بها فأَنّث وجمَع وصرف آدم ضرورة وقوله الناسُ أَخْيافٌ وشَتَّى في الشِّيَمْ وكلُّهم يَجْمَعُهم بيتُ الأَدَمْ قيل أَراد آدَم وقيل أَراد الأَرض قال الأَخفش لو جعلت في الشعر آدَم مع هاشم لجَاز قال ابن جني وهذا هو الوجه القويُّ لأَنه لا يحقِّق أَحدٌ همزةَ آدَم ولو كان تحقيقُها حَسَناً لكان التحقيقُ حَقيقاً بأَن يُسْمَع فيها وإِذا كان بَدلاً البتَّة وجَب أَن يُجْرى على ما أَجْرَتْه عليه العرب من مُراعاة لفظِه وتنزيل هذه الهمزة الأَخيرة منزلةَ الأَلفِ الزائدة التي لا حظَّ فيها للهمزة نحو عالم وصابر أَلا تَرهم لما كسّروا قالوا آدَم وأَوادِم كسالِم وسَوالِم ؟ والأَدَمانُ في النَّخْل كالدَّمانِ وهو العَفَن وسيأْتي ذكره وقيل الأَدَمانُ عَفَن وسَوادٌ في قلْب النَّخْلة وهو وَدِيُّه عن كُراع ولم يقل أَحَد في القَلْب إِنه الوَدِيُّ إِلاَّ هو والأَدَمان شجرة حكاها أَبو حنيفة قال ولم أَسمعها إِلا من شُبَيْل بن عزرة والإِيدامةُ الأَرضُ الصُّلْبة من غير حجارة مأْخوذة من أَديم الأَرض وهو وَجْهُها الجوهري الأَياديمُ مُتون الأَرض لا واحد لها قال ابن بري والمشهور عند أهل اللغة أَن واحدتها إِيدامة وهي فيعالة من أَدِيم الأَرض وكذا قال الشيباني واحدتها إِيدامةٌ في قول الشاعر كما رَجَا من لُعابِ الشمْسِ إِذَ وقَدَتْ عَطْشانُ رَبْعَ سَراب بالأَيادِيمِ الأَصمعي الإِيدامةُ أَرض مُسْتَوِية صُلْبة ليست بالغَليظة وجمعها الأَياديمُ قال أُخِذَتِ الإِيدامةُ من الأَديمِ قال ذو الرمَّة كأَنَّهُنَّ ذُرى هَدْيٍ محوبة عنها الجِلالُ إِذا ابْيَضَّ الأَياديمُ
( * قوله « كأنهن ذرى إلخ » الشطر الاول في الأصل من غير نقط وكتب في هامش الأصل وشرح القاموس كأنهن ذرى هدي بمجوبة ثم شرحه شارح القاموس بمثل ما هنا ولعل عنها في البيت بمعنى عليها كما يؤخذ من تفسيره )
وابْيِضاضُ الأَياديمِ للسَّراب يعني الإِبل التي أُهْدِيَتْ إِلى مكة جُلِّلَتْ بالجِلال وقال الإِيدامةُ الصُّلْبة من غير حجارة ابن شميل الإِيدامةُ من الأَرض السَّنَد الذي ليس بشديد الإشْراف ولا يكون إِلا في سُهول الأَرض وهي تنبت ولكن في نَبْتِها زُمَرٌ لِغِلَظِ مكانها وقِلَّة اسْتقْرار الماء فيها وأُدمى على فُعَلى والأُدَمى موضع وقيل الأُدَمى أَرض بظهر اليمامة وأَدام بلد قال صخر الغيّ لقد أَجْرى لِمَصْرَعِه تَلِيدٌ وساقَتْه المَنِيَّةُ من أداما وأُدَيْمَةُ موضع قال ساعدة بن جُؤَيَّة كأَن بَني عَمْرو يُرادُ بدارهم بِنَعْمانَ راعٍ في أُدَيْمَةَ مُعْزبُ يقول كأَنهم من امتناعِهم على مَن أَرادهم في جَبَل وإِن كانوا في السَّهْل

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88