كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

صدل
الصِّيْدَلانُ موضع معروف وأَنشد سيبويه ضَبابِيَّةً مُرِّيَّةً حابسِيَّةً مُنِيفاً بنَعْفِ الصَّيْدَلَيْن وَضيعُها والصَّيْدَلانِيُّ معروف فارسي مُعَرَّب والجمع صَيادِلة

صطبل
قال ابن بري لم يذكر الجوهري الإِصْطَبْل لأَنه أَعجمي وقد تكلمت به العرب قال أَبو نُخَيلة لوْلا أَبو الفَضْلِ ولوْلا فَضْلُه لسُدَّ بابٌ لا يُسَنَّى قُفْلُه ومِنْ صَلاح راشِدٍ إِصْطَبْلُه

صطفل
في حديث معاوية كَتَب إِلى مَلِك الرُّوم ولأَنْزِعَنَّك من المُلْك نَزْعَ الإِصْطَفْلِينة أَي الجَزَرة قال وذكرها الزمخشري في الهمزة وغيره في الصاد على أَصلية الهمزة وزيادتها وفي حديث القاسم بن مُخَيْمَرة إِنَّ الوالي ليَنْحِتُ أَقاربُه أَمانَتَه كما تَنْحِتُ القَدُوم الإِصْطَفْلِينة حتى تَخْلُص إِلى قَلْبها قال ابن الأَثير ليست اللفظة بعربية محضة لأَن الصاد والطاء لا يكادان يجتمعان إِلا قليلاً

صعل
الصَّعْلة من النَّخْل التي فيها عَوَجٌ وهي جَرْداء أُصولِ السَّعَف حكاه أَبو حنيفة عن أَبي عمرو وأَنشد لا تَرْجُوَنَّ بذي الآطامِ حامِلَةً ما لم تَكُن صَعْلَةً صَعْباً مَراقِيها ويقال للنخلة إِذا دَقَّتْ صَعْلة قال ابن بري والصَّعْلة من النخل الطويلة قال وهي مذمومة لأَنها إِذا طالت ربما تَعْوَجُّ قال ذَكْوان العِجْلي بعِيدة بيْن الزَّرْع لا ذات حُشْوَةٍ صِغارٍ ولا صَعْلٍ سَريعٍ ذَهابُها قال والجَمْع صَعْلٌ والصَّعْلُ والأَصْعَلُ الدَّقيق الرأْس والعنق والأُنثى صَعْلة وصَعْلاء يكون في الناس والنعام والنخل وقد صَعِلَ صَعَلاً واصْعالَّ قال العجاج يصفُ دَقَل السفينة وهو الذي يُنْصَب في وَسَطه الشِّراع ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبيُّ صَعْلٌ من السَّاجِ ورُبَّانِيُّ أَراد بالصَّعْل الطَّوِيل وإِنما يصف مع طوله استواء أَعلاه بوسطه ولم يَصِفْه بدِقَّة الرأْس رأَيت في حاشية نسخة من التهذيب على قوله صَعْل من الساج قال صوابه من السَّامِ بالميم شجر يُتَّخَذُ منه دَقَلُ السُّفُن وفي حديث عليٍّ اسْتَكْثِروا من الطَّواف بهذا البيت قبل أَن يَحُولَ بينكم وبينه من الحَبَشة رَجُلٌ أَصْعَلُ أَصْمَع وفي حديث آخر له كأَنِّي برَجُلٍ من الحَبَشة أَصْعَلَ أَصْمَعَ قاعدٍ عليها وهي تُهْدَم قال الأَصمعي قوله أَصْعَل هكذا يروى فأَما كلام العرب فهو صَعْلٌ بغير أَلف وهو الصغير الرأْس وقد ورد في حديث آخر في هَدْم الكعبة كأَنِّي به صَعْلٌ يَهْدِم الكعبةَ وأَصحاب الحديث يَرْوونه أَصْعَل وفي حديث أُمِّ مَعْبَد في صفة النبي صلى الله عليه وسلم لم تُزْرِ به صَعْلةٌ قال أَبو عبيد الصَّعْلة صِغَرُ الرأْس ويقال هي أَيضاً الدِّقّة والنُّحول والخِفَّة في البدن قال الشاعر يصف عَيْراً نَفى عنها المَصِيفَ وصارَ صَعْلاً يقول خَفَّ جِسْمُه وضَمُر وقال الراجز جاريَةٌ لاقتْ غُلاماً عَزَبا أَزَلَّ صَعْلَ النَّسَوَيْن أَرْقَبا وفي صفة الأَحْنف كان صَعْلَ الرأْس وقال أَبو نصر الأَصْعَلُ الصغير الرأْس وقال غيره الصَّعَل الدِّقَّة في العُنُق والبدن كُلِّه قال ابن بري الذي ذكره الأَصمعي رجُلٌ صَعْلٌ وامرأَة صَعْلَةٌ لا غير قال وحَكى غيره وامرأَة صَعْلاءُ والرجل على هذا أَصْعَلُ ويقال رَجُلٌ صَعْلُ الرأْس إِذا كان صغير الرأْس ولذلك يقال للظَّلِيم صَعْلٌ لأَنه صغير الرأْس والصَّعْلة النَّعامة عن يعقوب ولم يعين أَيّ نعامة هي والصَّاعِل النَّعَامُ الخفيف وقال شَمِر الصَّعْل من الرِّجال الصغيرُ الرأْس الطويلُ العُنُق الدَّقِيقُهُما وحِمارٌ صَعْلٌ ذاهِبُ الوَبَر قال ذو الرمة بها كُلُّ خَوّارٍ إِلى كُلِّ صَعلةٍ ضَهُولٍ ورَفْضِ المُذْرِعاتِ القَرَاهِب وهذا البيت اسْتَشْهَدَ الجوهري بصدره كما ذكرناه على قوله وحِمَار صَعْلٌ ذاهب الوَبَر قال ابن بري الصَّعْلة في بيته النَّعَامة والخَوَّارُ الثَّورُ الوحشي الذي له خُوَارٌ وهو صوته وضَهُول تَذْهَب وتَرْجَع والمُذْرِعات من البقر التي معها أَولادُها يقال ذَرَعٌ وجَمْعُه ذِرْعانٌ والصَّعَلُ الدِّقَّة قال الكميت رَهْطٌ من الهِنْدِ في أَيدِيهِمُ صَعَلُ
( * قوله « في أيديهم » كذا أنشده الجوهري قال في التكملة والرواية في أبدانهم وصدر البيت كأنها وهي سطع للمشبهها )

صعقل
في ترجمة صعفق قال ابن بري رأَيت بخطِّ أَبي سَهْل الهَرَوي على حاشية كتاب جاء على فَعْلُول صَعْفُوق وصَعْقُول لضَرْبٍ من الكَمْأَة قال ابن بري في أَثناء كلامه أَما الصَّعْقُول لضَرْبٍ من الكَمْأَة فليس بمعروف ولو كان معروفاً لذَكَره أَبو حنيفة في كتاب النبات قال وأَظُنُّه نَبَطِيًّا أَو أَعجميّاً

صغل
الصَّغِلُ لغةٌ في السَّغِل وهو السَّيِّءُ الغِذاء والسين فيه أَكثر من الصاد والصِّيَّغْل التمر الذي يَلْتَزِق بعضه ببعض ويَكْتَنِز فإِذا فُلِق أَو قُلِع رؤي فيه كالخيوط وقَلَّما يكون ذلك في غَيْرِ البَرْنِيِّ قال يُغَذَّى بصِيَّغْلٍ كَنِيزٍ مُتارِزٍ ومَحْضٍ من الأَلْبان غَيْرِ مَخِيض قال وليس في الكلام اسمٌ على فِيَّعْلٍ غيره وفي التهذيب الصِّيَّغْل الياء شديدة من التمر المُخْتَلِطُ الآخذُ بعضه ببعض أَخذاً شديداً وطينٌ صِيَّغْلٌ أَيضاً

صغبل
صَغْبَلَ الطعامَ لغةٌ في سَغْبَلَهُ أَدَمه بالإِهَالة أَو السَّمْن قال ابن سيده وأُرى ذلك لمكان الغين

صفل
التهذيب أَصْفَل الرَّجلُ إِذا رَعَى إِبلَه الصِّفْصِلَّ

صفصل
الصِّفْصِلُّ نَبْتٌ أَو شجر قال رَعَيْتُها أَكْرَمَ عُودٍ عُودا الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدا وأَصْفَل الرَّجلُ رَعَى إِبلَه الصِّفْصِلَّ

صقل
الصَّقْلُ الجِلاءِ صَقَلَ الشيءَ يَصْقُلُه صَقْلاً وصِقَالاً فهو مَصْقُولٌ وصَقِيلٌ جَلاهُ والاسم الصِّقَالُ وهو صاقِلٌ والجمع صَقَلَةٌ وقال يزيد بن عمرو بن الصَّعِق نَحْنُ رؤوسُ القَوْمِ يومَ جَبَلَه يَوْمَ أَتَتْنا أَسَدٌ وحَنْظَله نَعْلُوهُمُ بقُضُبٍ مُنْتَخَله لم تَعْدُ أَنْ أَفْرَشَ عنها الصَّقَله والمِصْقَلة التي يُصْقَل بها السيف ونَحوُه والصَّيْقَل شَحَّاذُ السُّيوف وجَلاَّؤها والجمع صَيَاقِل وصياقِلةٌ دخلت فيه الهاء لغير علة من العلل الأَربع التي توجب دخول الهاء في هذا الضَّرْب من الجمع ولكن على حَدِّ دخولها في المَلائِكة والقَشَاعِمة والصَّقِيلُ السَّيْف وصِقَالُ الفَرَس صَنْعَتُه وصِيانَتُه يقال الفَرسُ في صِقَالِه أَي في صِوَانهِ وصَنْعَته ويقال جعَل فلان فَرَسَه في الصِّقَال أَي في الصِّوان والصَّنْعة قال أَبو النجم يَصِف فرساً حَتَّى إِذا أَثْنَى جَعَلنا نَصْقُلُه قال شَمِر نَصْقُله أَي نُضَمِّره ويقال نَصْقُله أَي نَصْنَعه بالجِلالِ والعَلَف والقِيَام عليه وهو صِقَالُ الخيل وفي حديث أُمِّ مَعْبد ولم تُزْرِ به صُقْلةٌ أَي دِقَّة ونُحُول وقال شمر في قولها لم تُزْرِ به صُقْلَةٌ تريد ضُمْره ودِقَّتَه وقال كثيِّر رَأَيْتُ بها العُوجَ اللَّهاميمَ تَغْتَلي وقد صُقِلَتْ صَقْلاً وشَلَّتْ لُحومُها أَبو عمرو صَقَلْتُ الناقةَ إِذا أَضمرْتَها وصَقَلَها السيرُ إِذا أَضْمَرها وشَلَّتْ أَي يَبِست قال والصُّقْلُ الخاصرة أُخِذَ من هذا وقال غيره أَرادت أَنه لم يكن مُنتفِخَ الخاصِرة جِدًّا ولا ناحِلاً جِدًّا ولكن رَجُلاً رَتَلاً ورواه بعضهم ولم تَعِبْه ثُجلةٌ ولم تُزْرِ به صَعْلةٌ فالثُّجْلة استرخاء البطن والصَّعْلة صِغَرُ الرأْس وبعضهم يَرْويه لم تَعِبْه نُحْلة ويروى بالسين على الإِبدال من الصاد سُقْلة ابن سيده والصُّقْلة والصُّقْل الخاصِرَة والصُّقْلانِ القُرْبانِ من الدَّاية وغيرها وفي التهذيب من كلّ دابَّة قال ذو الرمة خَلَّى لها سِرْبَ أُولاها وهَيَّجَها مِنْ خَلْفِها لاحِقُ الصُّقْلَيْن هِمْهِيمُ والصُّقْل الجَنْب والصَّقَلُ انهِضام الصُّقْل والصُّقْل الخفيف من الدواب قال الأَعشى نَفَى عنه المَصِيفَ وصارَ صُقْلاً وقد كَثُر التَّذَكُّر والفُقُودُ
( * قوله « نفى عنه » تقدم في صعل نفى عنها بضمير المؤنث )
ويروى وصارَ صَعْلاً وقَلَّمَا طالت صُقْلَة فَرَسٍ إِلا قَصْرَ جَنْباهُ وذلك عَيْبٌ ويقال فرس صَقِلٌ بَيِّنُ الصَّقَل إِذا كان طَوِيل الصُّقْلَيْن أَبو عبيدة فرس صَقِلٌ إِذا طالت صُقْلَتُه وقَصُرَ جنباه وأَنشد لَيْسَ بأَسْفَى ولا أَقنَى ولا صَقِل ورواه غيره ولا سَغِل والأُنثى صَقِلَةٌ والجمع صِقَالٌ وهو الطويل الصُّقْلة وهي الطُّفْطَفة والعرب تُسَمِّي اللَّبَن الذي عليه دُوَايةٌ رقيقة مَصْقول الكِساء ويقول أَحَدُهُم لصاحبه هَلْ لك في مَصْقُولِ الكِساء ؟ أَي في لَبَنٍ قد دَوَّى قال الراجز فَهْو إِذا اهْتَافَ أَو تَهَيَّفا يَنْفِي الدُّوَاياتِ إِذا تَرَشَّفا عن كُلِّ مَصْقُول الكِساءِ قد صَفَا اهْتَاف أَي جاع وعَطِش وأَنشد الأَصمعي فباتَ دونَ الصَّبَا وهي قَرَّةٌ لِحَافٌ ومَصْقُولُ الكِساءِ رَقيقُ أَي بات له لِباسٌ وطعامٌ هذا قول الأَصمعي وقال ابن الأَعرابي أَراد بمَصْقُول الكساء مِلْحَفةً تحت الكساء حمراء فقيل له إِن الأَصمعي يقول أَراد به رَغْوَةَ اللَّبَن فقال إِنه لَمَّا قاله اسْتَحَى أَن يرجع عنه أَبو تراب عن الفراء أَنت في صُقْعٍ خالٍ وصُقْل خالٍ أَي في ناحية خالية قال وسَمِعْت شُجاعاً يقول صَقَعه بالعصا وصَقَلَه وصَقَع به الأَرضَ وصَقَل به الأَرضَ أَي ضَرَب به الأَرضَ ومَصْقَلةُ اسمُ رجل قال الأَخطل دَعِ المُغَمَّرَ لا تَسْأَلْ بمَصْرَعِه واسْأَلْ بمَصْقَلَة البَكْريِّ ما فَعَلا وهو مَصْقَلة بن هُبَيْرة من بني ثعلبة بن شيبان
( * قوله « شيبان » هكذا في الأصل وفي المحكم سفيان ) والصَّقْلاء موضع وقوله أَنشده ثعلب إِذا هُمُ ثاروا وإِنْ هُمْ أَقْبلوا أَقْبَلَ مِسْماحٌ أَرِيبٌ مِصْقَلُ فَسَّره فقال إِنما أَراد مِصْلَق فقَلَب وهو الخطيب البليغ وقد ذكر في موضعه

صقعل
الصِّقْعَلُ على وزن السِّبَحْل التمر اليابس يُنْقَع في المَخْض وأَنشد تَرَى لَهُم حَوْلَ الصِّقْعَلِ عِثْيَره

صلل
صَلَّ يَصِلُّ صَلِيلاً وصَلْصَلَ صَلْصَلَ صَلْصَلَةً ومُصَلْصَلاً قال كأَنَّ صَوْتَ الصَّنْجِ في مُصَلْصَلِه ويجوز أَن يكون موضعاً للصَّلْصَّلة وصَلَّ اللِّجامُ امتدّ صوتُه فإِن تَوَهَّمْت تَرْجيعَ صوت قلت صَلْصَلَ وتَصَلْصَلَ الليث يقال صَلَّ اللِّجامُ إِذا توهمت في صوته حكاية صَوْت صَلْ فإِن تَوَهَّمْت تَرْجيعاً قلت صَلْصَلَ اللِّجامُ وكذلك كل يابس يُصَلْصِلُ وصَلْصَلَةُ اللِّجامُ صوتُه إِذا ضُوعِف وحِمَارٌ صُلْصُلٌ وصُلاصِلٌ وصَلْصالٌ ومُصَلْصِلٌ مُصَوِّت قال الأَعشى عَنْترِيسٌ تَعْدُو إِذا مَسَّها الصَّوْ تُ كَعَدْوِ المُصَلْصِلِ الجَوَّال وفَرس صَلْصَالٌ حادّ الصوت دَقيقُه وفي الحديث أَتُحِبُّون أَن تكونوا مثل الحَمِير الصَّالَّة ؟ قال أَبو أَحمد العسكري هو بالصاد المهملة فَرَوَوْه بالمعجمة وهو خطأٌ يقال للحِمار الوحشي الحادّ الصوت صالٌّ وصَلْصَالٌ كأَنه يريد الصحيحة الأَجساد الشديدة الأَصوات لقُوَّتِها ونَشاطها والصَّلْصَلَةُ صَفاءُ صَوْت الرَّعْد وقد صَلْصَلَ وتَصَلْصَلَ الحَلْيُ أَي صَوَّت وفي صفة الوحي كأَنَّه صَلْصلةٌ على صَفْوانٍ الصَّلْصلةُ صَوْت الحديد إِذا حُرِّك يقال صَلَّ الحديدُ وصَلْصَلَ والصَّلْصلة أَشدُّ من الصَّلِيل وفي حديث حُنَين أَنَّهم سمعوا صَلْصَلَةً بين السماء والأَرض والصَّلْصالُ من الطِّين ما لم يُجْعَل خَزَفاً سُمِّي به لتَصَلْصُله وكلُّ ما جَفَّ من طين أَو فَخَّار فقد صَلَّ صَلِيلاً وطِينٌ صلاَّل ومِصْلالٌ أَي يُصَوِّت كما يصوِّت الخَزَفُ الجديد وقال النابغة الجعدي فإِنَّ صَخْرَتَنا أَعْيَتْ أَباكَ فلا يَأْلُوها ما اسْتَطاعَ الدَّهْرَ إِخْبالا
( * قوله « فلا يألولها » في التكملة فلن يألوها )
رَدَّتْ مَعَاوِلَهُ خُثْماً مُفَلَّلةً وصادَفَتْ أَخْضَرَ الجالَيْن صَلاَّلا يقول صادَفَتْ
( * قوله « يقول صادفت إلخ » قال الصاغاني في التكملة والضمير في صادفت للمعلول لا للناقة وتفسير الجوهري خطأ ) ناقتي الحَوْضَ يابساً وقيل أَراد صَخْرَةً في ماء قد اخْضَرَّ جانباها منه وعَنى بالصَّخرة مَجْدَهم وشَرَفَهم فَضَرَبَ الصخرةَ مَثَلاً وجاءَت الخيلُ تَصِلُّ عَطَشاً وذلك إِذا سمعت لأَجوافها صَلِيلاً أَي صوتاً أَبو إِسحق الصَلْصالُ الطين اليابس الذي يَصِلُّ من يُبْسِه أَي يُصَوِّت وفي التنزيل العزيز من صَلْصالٍ كالفَخَّار قال هو صَلْصَالٌ ما لم تُصِبْه النارُ فإِذا مَسَّته النارُ فهو حينئذ فَخَّار وقال الأَخفش نحوَه وقال كُلُّ شيءٍ له صوت فهو صَلْصالٌ من غير الطين وفي حديث ابن عباس في تفسير الصَّلْصال هو الصَّالُّ الماء الذي يقع على الأَرض فَتَنْشَقُّ فيَجِفُّ فيصير له صوت فذلك الصَّلْصال وقال مجاهد الصَّلْصالُ حَمَأٌ مَسْنون قال الأَزهري جَعَله حَمأ مسنوناً لأَنه جَعَله تفسيراً للصَّلْصَال ذَهَب إِلى صَلَّ أَي أَنْتَن قال وصَدَرَتْ مُخْلِقُها جَدِيدُ وكُلُّ صَلاّلٍ لها رَثِيدُ يقول عَطِشَتْ فصارت كالأَسْقِيَة البالية وصَدَرَتْ رِواءً جُدُداً وقوله وكُلُّ صَلاَّلٍ لها رَثِيد أَي صَدَقَت الأَكلَ بعد الرِّيِّ فصار كل صَلاَّلٍ في كَرِشها رَثِيداً بما أَصابت من النبات وأَكَلَت الجوهري الصَّلْصالُ الطين الحُرُّ خُلِط بالرمل فصار يَتَصَلْصَل إِذا جَفَّ فإِذا طُبِخ بالنار فهو الفَخَّار وصَلَّ البَيْضُ صَلِيلاً سَمِعت له طَنِيناً عند مُقَارَعة السُّيوف الأَصمعي سَمِعت صَلِيلَ الحديد يعني صوتَه وصَلَّ المِسْمارُ يَصِلُّ صَلِيلاً إِذا ضُرِب فأُكْرِه أَن يَدْخل في شيء وفي التهذيب أَن يدخل في القَتِير فأَنت تَسْمع له صوتاً قال لبيد أَحْكَمَ الجُنْثِيّ من عَوْرَاتِها كُلَّ حِرْباءٍ إِذا أُكْرِهَ صَلّ
( * قوله « عوراتها » هي عبارة التهذيب وفي المحكم صنعتها )
الجُنْثِيّ بالرفع والنصب فمن قال الجُنْثِيُّ بالرفع جَعَله الحَدَّاد أَو الزَّرَّاد أَي أَحْكَمَ صَنْعَة هذه الدِّرْع ومن قال الجُنْثِيَّ بالنصب جَعَله السيفَ يقول هذه الدِّرْعُ لجَوْدة صنعتها تَمْنَع السيفَ أَن يَمْضي فيها وأَحْكَم هنا رَدَّ وقال خالد ابن كلثوم في قول ابن مقبل لِيَبْكِ بَنُو عُثْمانَ ما دَامَ جِذْمُهم عليه بأَصْلالٍ تُعَرَّى وتُخُشَب الأَصْلالُ السُّيوفُ القاطعة الواحد صِلُّ وصَلَّت الإِبل تَصِلُّ صَلِيلاً يَبِست أَمْعاؤها من العَطَش فَسمِعْت لها صوتاً عند الشُّرب قال الراعي فَسَقَوْا صَوادِيَ يَسْمعون عَشيَّةً لِلْماء في أَجْوافِهِنَّ صَلِيلاً التهذيب سَمِعت لجوفه صَلِيلاً من العطش وجاءت الإِبل تَصِلُّ عَطَشاً وذلك إِذا سمعت لأَجوافها صَوْتاً كالبُحَّة وقال مُزاحِم العُقَيْلي يصف القَطَا غَدَتْ مِنْ عَلَيْه بَعْدَما تَمَّ ظِمْؤُها تَصِلُّ وعن قَيْضٍ بزَيْزاءَ مَجْهَل قال ابن السكيت في قوله مِنْ عَلَيْه مِنْ فَوْقِه يعني مِنْ فوق الفَرْخ قال ومعنى تَصِلُّ أَي هي يابسة من العطش وقال أَبو عبيدة معنى قوله مِنْ عَلَيْه مَنْ عند فَرْخها وصَلَّ السِّقاءُ صَليلاً يَبِس والصَّلَّة الجِلُد اليابس قبل الدِّباغ والصَّلَّة الأَرضُ اليابسة وقيل هي الأَرض التي لم تُمْطَر
( * قوله « وقيل هي الارض التي لم تمطر إلخ » هذه عبارة المحكم وفي التكملة وقال ابن دريد الصلة الارض الممطورة بين أرضين لم يمطرن ) بين أَرضيْن مَمْطورتين وذلك لأَنها يابسة مُصَوِّتة وقيل هي الأَرض ما كانت كالسَّاهِرة والجمع صلالٌ أَبو عبيد قَبَرَهُ في الصَّلَّة وهي الأَرض وخُفٌّ جَيِّد الصَّلَّة أَي جَيّد الجلد وقيل أَي جيّد النَّعْل سُمِّي باسم الأَرض لأَن النّعل لا تُسمّى صَلَّةً ابن سيده وعندي أَن النَّعْل تُسَمّى صَلَّة ليُبْسها وتصويتها عند الوطء وقد صَلَلْتُ الخُفَّ والصِّلالة بِطانة الخُفِّ والصَّلَّة المَطْرة المتفرقة القليلة والجمع صِلالٌ ويقال وقَع بالأَرض صِلالٌ من مطر الواحدة صَلَّة وهي القِطَعُ من الأَمطار المتفرقة يقع منها الشيءُ بعد الشيء قال الشاعر سَيَكْفِيك الإِلهُ بمُسْنَماتٍ كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّردُ الصِّلالا وقال ابن الأَعرابي في قوله كجندَل لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا قال أَراد الصَّلاصِلَ وهي بَقايا تَبْقى من الماء قال أَبو الهيثم وغَلِطَ إِنما هي صَلَّة وصِلالٌ وهي مَواقع المطر فيها نبات فالإِبل تتبعها وترعاها والصَّلَّة أَيضاً القِطْعة المتفرقة من العشب سُمِّي باسم المطر والجمع كالجمع وصَلَّ اللحمُ يَصِلُّ بالكسر صُلولاً وأَصَلَّ أَنتنَ مطبوخاً كان أَو نيئاً قال الحطيئة ذاك فَتىً يَبْذُل ذا قِدْرِهِ لا يُفْسِدُ اللحمَ لديه الصُّلول وأَصَلَّ مثله وقيل لا يستعمل ذلك إِلا في النِّيء قال ابن بري أَما قول الحطيئة الصُّلول فإِنه قد يمكن أَن يقال الصُّلُّول ولا يقال صَلَّ كما يقال العَطاء من أَعْطى والقُلوع من أَقلَعَتِ الحُمَّى قال الشماخ كأَنَّ نَطاةَ خَيْبَر زَوَّدَتْه بَكُورَ الوِرْدِ رَيِّثَةَ القُلوع وصَلَّلْت اللِّجامَ شُدِّد للكثرة وقال الزَّجّاج أَصَلَّ اللحمُ ولا يقال صَلَّ وفي التنزيل العزيز وقالوا أَئذا صَلَلْنا في الأَرض قال أَبو إِسحق مَنْ قرأَ صَلَلنا بالصاد المهملة فهو على ضربين أَحدهما أَنْتَنَّا وتَغَيَّرْنا وتَغَيَّرَت صُوَرُنا من صَلَّ اللحمُ وأَصَلَّ إِذا أَنتن وتغَير والضرب الثاني صَلَلْنا يَبِسْنا من الصَّلَّة وهي الأَرض اليابسة وقال الأَصمعي يقال ما يَرْفَعه من الصَّلَّة مِنْ هوانه عليه يعني من الأَرض وفي الحديث كلْ ما رَدَّت عليك قوسُك ما لم يَصِلَّ أَي ما لم يُنْتِنْ وهذا على سبيل الاستحباب فإِنه يجوز أَكل اللحم المتغير الريح إِذا كان ذكِيًّا وقول زهير تُلَجْلِجُ مُضْغةً فيها أَنِيضٌ أَصَلَّتْ فهْيَ تحتَ الكَشْحِ داءُ قيل معناه أَنتنَتْ قال ابن سيده فهذا يدل على أَنه يستعمل في الطبيخ والشِّواء وقيل أَصَلَّتْ هنا أَثقَلَتْ وصَلَّ الماءُ أَجَنَ وماءٌ صَلاَّلٌ آجِنٌ وأَصَلَّه القِدَمُ غَيَّره والصُّلْصَلةُ والصُّلْصُلةُ والصُّلْصُل بَقِيّة الماء في الإِدارة وغيرها من الآنية أَو في الغدير والصَّلاصِل بَقايا الماء قال أَبو وَجزة ولم يَكُنْ مَلَكٌ للقَوْمِ يُنْزِلُهم إِلا صَلاصِلُ لا تُلْوى على حَسَب وكذلك البقيّة من الدُّهْن والزَّيت قال العجّاج كأَنَّ عَيْنَيه من الغُؤُورِ قَلْتانِ في لَحْدَيْ صَفاً منقور صِفْرانِ أَو حَوْجَلَتا قارُورِ غَيَّرَتا بالنَّضْحِ والتَّصْبير صَلاصِلَ الزَّيْتِ إِلى الشُّطور وأَنشده الجوهري صَلاصِلُ قال ابن بري صوابه صَلاصِلَ بالفتح لأَنه مفعول لغَيَّرَتا قال ولم يُشَبِّههما بالجِرار وإِنما شَبَّههما بالقارورتَين قال ابن سيده شَبَّه أَعيُنَها حين غارَتْ بالجِرار فيها الزيتُ إِلى أَنصافها والصُّلْصُل ناصية الفرس وقيل بياض في شعر مَعْرَفة الفرس أَبو عمرو هي الجُمَّة والصُّلْصُلة للوَفْرة ابن الأَعرابي صَلْصَلَ إِذا أَوْعَد وصَلْصَل إِذا قَتَل سَيِّدَ العسكر وقال الأَصمعي الصُّلْصُل القَدَح الصغير المحكم والصُّلْصُل من الأَقداح مثل الغُمَر هذه عن أَبي حنيفة ابن الأَعرابي الصُّلْصُل الراعي الحاذِق وقال الليث الصُّلْصُل طائر تسميه العجم الفاخِتة ويقال بل هو الذي يُشْبهها قال الأَزهري هذا الذي يقال له موسحة
( * قوله « موسحة » كذا في الأصل من غير نقط ) ابن الأَعرابي الصَّلاصِلُ الفَواخِتُ واحدها صُلْصُل وقال في موضع آخر الصُّلصُلة والعِكْرِمة والسَّعْدانةُ الحَمامة المحكم والصُّلصُل طائر صغير ابن الأعرابي المُصَلِّلُ الأَسْكَفُ وهو الإِسكافُ عند العامّة والمُصَلِّل أَيضاً الخالصُ الكَرَم والنَّسَب والمُصَلِّل المطر الجَوْد الفراء الصَّلَّة بَقِيّة الماء في الحوض والصَّلَّة المطرة الواسعة والصَّلَّة الجِلِد المنتن والصَّلَّة الأَرض الصُّلبة والصَّلَّة صوتُ المسمار إِذا أُكْرِه ابن الأَعرابي الصَّلَّة المطْرة الخفيفة والصَّلَّة قُوارةُ الخُفِّ الصُّلبة والصِّلُّ الحيّة التي تَقْتُل إِذا نَهَشتْ من ساعتها غيره والصِّلُّ بالكسر الحية التي لا تنفع فيها الرُّقْية ويقال إِنها لَصِلُّ صُفِيٍّ إِذا كانت مُنْكَرة مثل الأَفعى ويقال للرجل إِذا كان داهِياً مُنْكَراً إِنه لصِلُّ أَصْلالٍ أَي حَيّة من الحيّات معناه أَي داهٍ مُنْكَرٌ في الخصومة وقيل هو الداهي المُنْكَر في الخصومة وغيرها قال ابن بري ومنه قول الشاعر إِن كُنْتَ داهَيةً تُخْشى بَوائقُها فقد لَقِيتَ صُمُلاًّ صِلَّ أَصْلالِ ابن سيده والصِّلُّ والصّالَّة الداهية وصَلَّتْهم الصّالَّة تَصُلُّهم بالضم أَي أَصابتهم الداهية أَبو زيد يقال إِنه لصِلُّ أَصْلالٍ وإِنه لهِتْرُ أَهْتارٍ يقال ذلك للرجل ذي الدَّهاء والإِرْب وأَصْلُ الصِّلِّ من الحيّات يُشَبَّه الرجل به إِذا كان داهية وقال النابغة الذبياني ماذا رُزِئْنا به من حَيَّةٍ ذَكَرٍ نَضْناضةٍ بالرَّزايا صِلِّ أَصْلال وصَلَّ الشَّرابَ يصُلُّه صَلاًّ صَفَّاه والمِصَلَّة الإِناء الذي يُصَفَّى فيه يَمانِية وهما صِلاَّنِ أَي مِثْلان عن كراع والصِّلُّ واليَعْضِيدُ والصِّفْصِلُّ شجر والصِّلُّ نبْتٌ قال رَعَيْتُها أَكْرَمَ عُودٍ عُودا الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدا والصِّلِّيانُ شجر قال أَبو حنيفة الصِّلِّيانُ من الطَّريفة وهو يَنْبُت صُعُداً وأَضْخَمهُ أَعجازُه وأُصولُه على قدر نَبْت الحَليِّ ومَنابتُه السُّهول والرِّياضُ قال وقال أَبو عمرو الصِّلِّيانُ من الجَنْبة لغِلَظه وبقائه واحدته صِلِّيانةٌ ومن أَمثال العرب تقول للرجل يُقْدم على اليَمين الكاذبة ولا يَتَتَعْتَعُ فيها جَذَّها جَذَّ العَيْرِ الصِّلِّيانة وذلك أَن العَيْر إِذا كَدَمَها بِفِيه اجْتَثَّها بأَصلها إِذا ارْتَعَاها والتشديد فيها على اللام والياءُ خفيفة فهي فِعْلِيانة من الصَّلْيِ مثل حِرْصِيانَةٍ من الحَرْص ويجوز أَن يكون من الصِّلِّ والياءُ والنون زائدتان التهذيب والضِّلِّيانُ من أَطيب الكَلإِ وله جِعْثِنةٌ ووَرَقُه رقيق ودارَةُ صُلْصُل موضع عن كراع

صمل
الصَّمْلُ اليُبْسُ والشِّدَّة والصُّمُلُّ الشديد الخَلْق من الناسِ والإِبلِ والجِبال والأُنثى صُمُلَّةٌ وقد صَمَلَ يَصْمُلُ صُمولاً إِذا صَلُب واشْتَدَّ واكْتَنَزَ يوصف به الجَمَل والجَبَل والرَّجُل وقال رؤبة عن صامِل عاسٍ إِذا ما اصْلَخْمَما يَصِف الجَبَل والصُّمُلُّ الشديد الخَلْق العظيم واصْمَأَلَّ الشيءُ بالهمز اصْمِئْلالاً أَي اشْتَدَّ وفي الحديث أَنت رجُلٌ صُمُلٌّ بالضم والتشديد أَي شديد الخَلْق واصْمَأَلَّ النباتُ إِذا الْتَفَّ وَصَمَلَ الشجرُ إِذا عَطِشَ فخَشُن ويَبِسَ ومنه حديث معاوية إِنها صَمِيلةٌ أَي في ساقها يُبْس وخُشُونة وصَمَلَ السِّقاءُ والشجرُ صَمْلاً فهو صَمِيلٌ وصامِلٌ يَبِسَ وقيل صَمَل إِذا لم يَجِدْ رِيّاً فخَشُن قال العُجَير السَّلُولي ويروي لزينب أُخت يَزِيد بن الطَّثَرِيَّةِ تَرى جازِرَيْه يُرْعَدانِ وناره عليها عَدامِيلُ الهَشِيمِ وصامِلُه والعُدْمُول القديم يقول على النار حَطَب يابسٌ وأَنشد ابن بري لأَبي السوداء الهِجْلي ويَظَلُّ ضَيْفُك يا ابن رَمْلَةَ صامِلاً ما إِنْ يَذُوقُ سِوى الشَّراب عَلُوسا الليث الصَّمِيل السِّقاء اليابسُ والصامِل الخَلَق وأَنشد إِذا ذَادَ عن ماء الفُراتِ فَلَن تَرى أَخا قِرْبةٍ يَسْقي أَخاً بصَمِيل ويقال صَمَلَ بدنُه وبَطْنُه وأَصْمَله الصِّيامُ أَي أَيْبَسَه أَبو عمرو صَمَلَه بالعَصا صَمْلاً إِذا ضَرَبَه وأَنشد هِراوةٌ فيها شِفاء العَرِّ صَمَلْتُ عُقْفانَ بها في الجَرِّ فبُجْتُه وأَهْلَه بشرِّ الجَرُّ سَفْحُ الجَبَل بُجْتُه أَصَبْتُه به السُّلَمي صَقَلَه بالعَصا وصَمَلَه إِذا ضَرَبَه بها والصِّمْلِيلُ الضَّعِيف البِنْيَة والصِّمليل ضَرْبٌ من النَّبْت قال ابن دريد لا أَقفُ على حَدِّه ولم أَسمعه إِلا من رجل من جَرْمٍ قَدِيماً والمُصْمَئِلُّ المنتفخ من الغَضَب أَبو زيد المُصْمَئِلُّ الشديد ويقال للداهية مُصْمَئِلَّة وأَنشد للكميت ولم تَتَكَأّدْهُمُ المُعْضِلات ولا مُصْمَئِلَّتُها الضِّئْبِلُ والمُصْمَئِلَّةُ الداهيةُ والصَّوْمَلُ شجرة بالعالية

صنبل
الصُّنْبُل والصِّنْبِل الخَبِيثُ المُنْكَر وصِنْبِلٌ اسم قال مُهَلْهِل لَمَّا تَوَقَّلَ في الكُراعِ هَجِينُهُم هَلْهَلْتُ أَثْأَرُ مالِكاً أَو صِنْبِلا
( * قوله « لما توقل » هكذا في المحكم وفي القاموس توغل بالغين المعجمة وفي التكملة توعر بالمهملة والراء )
وابن صِنْبِلٍ رَجُلٌ من أَهل البصرة أَحْرَقَ جاريةُ ابن قُدامةَ وهو من أَصحاب عليّ عليه السلام خمسين رجلاً من أَهل البصرة في داره

صنتل
التهذيب الصِّنْتِل الناقة الضَّخْمة على فِعْلِل بكسر أَوّله وثالثه قال رَوى هذا الحرفَ الفراءُ قال ولا أَدري أَصحيح أَم لا وهو صِنْتِلُ الهادي أَي طويلُه قال وقرأْته في نوادر أَبي عمرو

صندل
الصَّنْدَل خَشَبٌ أَحمر ومنه الأَصفر وقيل الصَّنْدَل شجر طَيِّب الريح وحِمارٌ صَنْدَلٌ وصُنادِلٌ عظيمٌ شديدٌ ضَخْم الرأْس وكذلك البعير وصَنْدَلَ البعيرُ ضَخُم رَأْسُه التهذيب الصَّنْدَلُ من الحُمُر الشديد الخَلْق الصِّخْم الرأْس قال رؤبة أَنْعَتُ عَيْراً صَنْدَلاً صُنادِلا الجوهري الصَّنْدَل البعير الضَّخْم الرأْس قال الراجز رأَت لِعَمْروٍ وابْنِه الشَّرِيسِ عَنادِلاً صَنادِلَ الرُّؤُوس والصَّيْدَلانيُّ لغة في الصَّيْدَناني قال ابن بري الصَّيْدَلانيُّ والصَّيْدنَانيُّ العَطَّار منسوب إِلى الصَّيْدَل والصَّيْدَن والأَصل فيهما حجارة الفِضَّة فشُبِّه بها حجارة العَقاقِير وعليه قول الأَعشى يصف ناقة شَبَّه زَوْرَها بصَلاءة العَطَّار وزَوْراً تَرى في مِرْفَقَيه تَجانُفاً نَبِيلاً كَدوْكِ الصَّيْدَنانيِّ دامِكا ويروى الصَّيْدَلانيِّ دامكا والدُّوكُ الصَّلاءةُ ويقال للحَجَر الذي يُطْحَن به الطِّيب والدَّامِكُ المُرْتفع

صنطل
المُصَنْطِل الذي يَمْشي ويُطأْطِيء رأْسه

صهل
الصَّهَلُ حِدَّةُ الصوت مع بَحَح كالصَّحَل يقال في صوته صَهَلٌ وصَحَلٌ وهو بُحَّة في الصوت والصَّهِيلُ للخيل قال الجوهري الصَّهِيل والصُّهال صوت الفرس مثل النَّهِيق والنُّهاق وفي حديث أُمِّ زَرْع فَجَعَلَني في أَهْل صَهِيلٍ وأَطِيطٍ تريد أَنها كانت في أَهل قِلَّة فَنَقَلها إِلى أَهل كَثْرة وثَرْوة لأَن أَهل الخيل والإِبل أَكثر من أَهل الغَنم ابن سيده الصَّهِيل من أَصوات الخيل صَهَلَ الفرسُ يَصْهَل ويَصْهِلُ صَهِيلاً وفَرَس صَهَّالٌ كثير الصَّهِيل وفي حديث أُمِّ مَعْبَد في صوته صَهَلٌ حِدَّةٌ وصَلابة من صَهِيلِ الخيل وهو صوتها ورجُل ذُو صاهِل شديد الصِّياح والهِياج والصاهِلُ من الإِبل الذي يَخْبِط بيده ورجله وتسمع لجَوْفه دَوِيّاً من عِزَّة نفسه النضر الصَّاهل من الإِبل الذي يَخْبِط ويَعَضُّ ولا يَرْغُو بواحدة من عِزَّة نفسه يقال جَمَلٌ صاهِلٌ وذو صاهِلٍ وناقةٌ ذاتُ صاهل وأَنشد وذو صاهِلٍ لا يَأْمَن الخَبْطَ قائدُه وجعل ابنُ مُقْبل الذِّبَّانَ صَواهِلَ في العُشْب يُريد عُنَّةَ طَيرانها وصَوْتَه فقال كأَنَّ صَواهِلَ ذِبَّانِه قُبَيْلَ الصَّباحِ صَهيلُ الحُصُن وجعل أَبو زُبَيدٍ الطائي أَصواتِ المَساحِي صَواهلَ فقال لها صَواهِلُ في صُمِّ السِّلام كما صاح القَسِيَّاتُ في أَيدي الصَّيارِيف والصَّواهِلُ جمع الصاهِلة مصدر على فاعِلَة بمعنى الصَّهِيل وهو الصوت كقولك سَمِعْتُ رواغِيَ الإِبل وصاهِلَةُ اسمٌ وبَنُو صاهِلةَ بطنٌ

صول
صالَ على قِرْنِه صَوْلاً وصِيالاً وصُؤُولاً وصَوَلاناً وصالاً ومَصالةً سَطا قال ولم يَخْشَوْا مَصالَتَهُ عليهم وتَحْتَ الرَّغْوَةِ اللَّبَنُ الصَّريحُ والصَّؤُول من الرجال الذي يَضْرب الناسَ ويَتَطاول عليهم قال الأَزهري الأَصل فيه ترك الهمز وكأَنه هُمِز لانضمام الواو وقد هَمَزَ بعض القُرَّاء وإِن تَلْؤُوا بالهمز أَو تُعْرِضوا لانضمام الواو وصالَ عليه إِذا اسْتطال وصالَ عليه وَثَبَ صَوْلاً وصَوْلةً يقال رُبَّ قَوْلٍ أَشَدّ من صَوْل والمُصاوَلَةُ المُواثَبة وكذلك الصِّيالُ والصِّيالة والفَحْلان يَتَصاولانِ أَي يَتَواثَبانِ الليث صالَ الجَمَلُ يَصُولُ صِيالاً وصُوالاً وهو جَمَلٌ صَؤولٌ وهو الذي يأْكل راعَيه ويُواثِبُ الناسَ فيأْكلهم وفي حديث الدعاء بك أَصُول وفي رواية أُصاوِل أَي أَسْطُو وأَقْهَر والصَّولة الوَثْبة وصالَ الفَحْلُ على الإِبل صَوْلاً فهو صَؤُول قاتَلَها وقَدَّمَها أَبو زيد صَؤُل البعير يَصْؤُل بالهمز صآلةً إِذا صار يَشُلُّ الناس ويَعْدُو عليهم فهو صَؤول وصِيلَ لهم كذا أَي أُتِيح لهم قال خُفاف بن نُدْبَة فَصِيلَ لهُم قَرْمٌ كأَنَّ بكَفِّه شِهاباً بدا في ظُلْمة اللَّيل يَلْمَع وصالَ العَيْرُ على العانةِ شَلَّها وحَمَلَ عليها وفي الحديث إِنَّ هؤلاء الحَيَّيْنِ من الأَوْس والخَزْرج كانا يتصاوَلانِ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تَصاوُلَ الفَحْلين أَي لا يفعل أَحدُهما معه شيئاً إِلا فعل الآخر مثله وفي حديث عثمان فَصامِتٌ صَمْتُه أَنْفَذُ من صَوْلِ غيره أَي إِمْساكُه أَشَدُّ من تَطاوُل غيره وقوله أَنشده ابن الأَعرابي لا خَيْرَ فيه غَيْر أَن لا يَهْتَدي وأَنَّه ذُو صَوْلَةٍ في المِزْوَدِ وأَنَّه غيرُ ثَقِيل في اليَدِ قوله ذُو صَوْلة في المِزْوَد يقول إِنه ذو صَوْلةٍ على الطعام يأْكله ويَنْهَكه ويُبالِغ فيه فكأَنه إِنما يَصُولُ على حَيَوان مَّا أَو يَصُول على أَكِيله لذَوْدِه إِيَّاهم ومُدافَعَته لهم وقوله وأَنه غير ثقيلٍ في اليد يقول إِذا بَلِلْتَ به لم يَصِرْ في يدك منه خَيْر تَثْقُل به يَدُك لأَنه لا خير عنده ابن الأَعرابي المِصْوَلة المِكْنَسة التي يُكْنَس بها نواحي البَيْدَر أَبو زيد المِصْوَل شيء يُنْقَع فيه الحَنْظَل لتَذْهَب مَرارتُه والصِّيلة بالكسر عُقْدة العَذَبة وصُولٌ اسم موضع قال حُنْدُج ابن حُنْدُج المُرِّي في لَيْلِ صُولٍ تَناهى العَرْضُ والطُّولُ كأَنما لَيْلُه باللَّيل مَوْصولُ لِساهِرٍ طالَ في صُولٍ تَمَلْمُلُه كأَنه حَيَّة بالسَّوْط مَقْتولُ

ضأل
الضَّئِيلُ الصغير الدَّقيق الحَقير والضِّئِيل النَّحيف والجمع ضُؤَلاء وضِئالٌ قال النابغة الجعدي لا ضِئالٌ ولا عَواوِيرُ حَمَّا لُون يَوْمَ الخِطابِ للأَثقال والأُنثى ضَئيلةٌ وقد ضَؤُلَ ضَآلةً وتَضاءَل قال أَبو خِراش وما بَعْدَ أَنْ قد هَدَّني الدَّهْرُ هَدَّةً تَضالَ لها جِسْمي ورَقَّ لها عَظْمي أَراد تَضاءَل فحذف وروى أَبو عمرو تَضاءلْ لها بالإِدْغام
( * قوله « بالادغام » زاد في المحكم وهذا بعيد لأَنه لا يلتقي في شعر ساكنان )
والمُضْطَئلُ الضَّئيل قال رأَيتُك يا ابنَ قُرْمَةَ حين تَسْمو مع القَرِمَيْن تَضْطئِل المَقاما أَراد تَضْطَئِل للمَقام فحدف وأَوْصَل وفي التهذيب مُضْطَئِل المقام وضاءَل شَخْصَه صَغَّره قال زهير فبَيْنا نَذُودُ الوَحْشَ جاء غُلامُنا يَدِبُّ ويُخْفي شَخْصَه ويُضائِلُه وتَضاءَلَ الرجلُ أَخْفى شخصَه قاعداً وتَصاغَر وفي الحديث إِن العَرْش على مَنْكِب إسْرافِيل وإِنَّه لَيَتَضاءَلُ من خشية الله حتى يَصير مثل الوَصَع يريد يَتَصاغر ويَدِقُّ تواضُعاً أَبو زيد ضَؤُلَ رأْيُه ضَآلةً إِذا صَغُر وفالَ رَأْيُه ورجل مُتضائلٌ أَي شَخْتٌ وقال العُجَير السَّلولي وقيل زينب أُخت يزيد بن الطَّثَرِيَّة فَتىً قُدَّ السَّيفِ لا مُتضائلٌ ولا رَهِلٌ لَبَّاتُه وبآدِلُهْ وقال مالك بن نُوَيرة نُعِدُّ الجِيادَ الحُوَّ والكُمْتَ كالقَنا وكُلَّ دِلاصٍ نَسْجُها مُتضائلُ أَي دَقيقٌ ورَجُل ضُؤَلةٌ أَي نحيف وتَضاءَلَ الشيءُ إِذا تَقَبَّضَ وانضمَّ بعضُه إِلى بعض وفي حديث عمر قال للجِنِّيِّ إِني أَراك ضَئيلاً شَخيتاً وفي حديث الأَحْنَف إِنَّك لضَئيلٌ أَي نحيف ضعيف واستعمل أَبو حنيفة التَّضاؤل في البَقْل فقال إِن الكُرُنْبَ إِذا كان إِلى جَنْب الحَبَلة تَضاءَل منها وذَلَّ وساءت حالُه وهو عليه ضُؤْلانٌ أَي كَلٌّ وحسَبُه عليه ضُؤْلانٌ إِذا عِيب به وأَنشد ابن جني أَنا أَبو المِنْهالِ بَعْضَ الأَحْيان ليسَ عَلَيَّ حَسَبي بضُؤْلان أَراد بضئيل أَي القائم مقامَه والمُغْنِي غَناءَه وأَعْمَل في الظرف معنى التشبيه أَي أُشْبِهُ أَبا المنهال في بعض الأَحيان وأَنا مثل أَبي المِنْهال أَبو منصور ضَؤُلَ الرجل يضْؤُل ضَآلةً وضُؤُولةً إِذا قالَ رَأْيُه وضَؤُل ضَآلةً إِذا صَغُر وقال الليث الضَّئيل نعت للشيء في ضَعْفه وصِغَره ودِقَّته وجَمْعه ضُؤَلاءُ وضَئيلُون والأُنثى ضَئيلة والضُّؤُولة الهُزال الجوهري رَجُلٌ ضَئيل الجسم إِذا كان صغير الجسم نحيفاً والضَّئيلة الحَيَّة الدقيقة المحكم الضَّئيلة حَيَّة كأَنها أَفْعَى والضَّئيلة اللَّهاة عن ثعلب

ضأبل
الأَزهري في الثلاثي الصحيح قال أَهمله الليث قال وفيه حرف زائد وذكر أَبو عبيد عن الأَصمعي جاء فلان بالضِّئْبِل والنِّئْطِل وهُما الداهية قال الكميت أَلا يَفْزَعُ الأَقْوامُ مِمّا أَظَلَّهُم ولَمَّا تَجِئْهم ذاتُ وَدْقَينِ ضِئْبِلُ ؟ قال وإِن كانت الهمزة أَصلية فالكلمة رُباعِيَّة ابن سيده الضِّئْبِل بالكسر والهمز مثل الزِّنْبِر والضِّئْبلُ الداهية حكى الأَخيرة ابن جني والأَكثر ما بَدَأْنا به بالكسر قال زِيادٌ المِلْقَطِيُّ تَلَمَّسُ أَنْ تُهْدِي لجارِك ضِئْبِلا وتُلْفَى لَئِيماً لِلْوِعاءَيْن صامِلا قال ولغة بني ضَبَّة الصِّئْبِل بالصاد والضادُ أَعرف قال الجوهري وربما جاءَ ضَمُّ الباء في الضِّئْبُل والزِّئبُر قال ثعلب لا نعلم في الكلام فِعْلُل فإِن كان هذان الحرفان مسموعين بضم الباء فيهما فهو من النوادر وقال ابن كيسان هذا إِذا جاء على هذا المثال شَهِد للهمزة بأَنها زائدة وإِذا وقعت حروف الزيادة في الكلمة جاز أَن تخرج عن بناء الأُصول فلهذا ما جاءت هكذا قال الكميت ولم تَتَكَأْدْهُمُ المُعْضِلات ولا مُصْمَئِلَّتُها الضِّئْبِلُ وزاد ابن بري على هاتين الكلمتين نِئْدُل وقال هو الكابوس

ضحل
الضَّحْلُ القريبُ القَعْر والضَّحْل الماءُ الرقيق على وجه الأَرض ليس له عَمْقٌ وقيل هو كالضَّحْضاح إِلاَّ أَن الضَّحْضاح أَعمُّ منه لأَنه فيما قَلَّ أَو كثُر وقيل الضَّحْل الماء القليل يكون في العين والبئر والجُمَّة ونحوها وقيل هو الماء القليل يكون في الغَدِير ونحوه أَنشد ابن بري لابن مقبل وأَظْهَرَ في غُلاَّنِ رَقْدٍ وسَيْلُه عَلاجِيمُ لا ضَحلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ والعُلْجُوم هنا الماء الكثير والجمع أَضْحال وضُحُولٌ الجوهري الضَّحْلُ الماء القليل ومنه أَتَانُ الضَّحْل لأَنه لا يَغْمُرها لقِلَّته قال الأَزهري أَتانُ الضَّحْل الصَّخْرةُ بعضها غَمَره الماءُ وبعضها ظاهر قال شمر وغَدِيرٌ ضاحِلٌ إِذا رَقَّ ماؤه فذهب وفي الحديث في كتابه لأُكَيْدِرِ دومَةَ ولنا الضّاحِيةُ من الضَّحْل هو بالسكون القليل من الماء وقيل الماء القريب المكان وبالتحريك مكان الضَّحْل ويروى الضاحية من البَعْل والمَضْحَلُ مكانٌ يَقِلُّ فيه الماء من الضَّحْل وبه يُشَبَه السَّراب قال ابن سيده المَضْحَلُ مكان الضَّحْل قال العَجّاج حَسِبْتُ يوماً غَيْر قَرٍّ شامِلا يَنْسُج غُدْراناً على مَضاحِلا
( * قوله « حسبت » هكذا في المحكم وفي التكملة كأن )
يصف السَّرابَ شبهه بالغُدُر وضَحَلَتِ الغُدُرُ قَلَّ ماؤها ويقال إِنَّ خَيْرَكَ لضَحْلٌ أَي قليل وما أَضْحَل خَيرَكَ أَي ما أَقَلَّه واضْمَحَلَّ السحابُ تقَشَّعَ واضْمَحَلَّ الشيءُ أَي ذهب وفي لغة الكِلابيِّين امْضَحَلَّ بتقديم الميم حكاها أَبو زيد

ضرزل
أَبو خَيْرَة رَجُل ضِرْزِلٌ أَي شَحِيحٌ

ضعل
ابن الأَعرابي الضاعِلُ الجَمَل القَوِيُّ والطاعِلُ السَّهم المُقَوَّم قال أَبو العباس ولم أَسمع هذين الحرفين إِلاّ له قال والضَّعَل دِقَّة البدن من تَقارُب النَّسَب

ضغل
الضَّغِيل صوت فم الحَجّام إِذا مَصَّ من مِحْجَمه يقال ضَغَلَ يَضْعَلُ ضَغِيلاً صَوَّت عند الحِجامة قاله أَبو عمرو وغيره

ضكل
الأَضْكَلُ والضَّيْكَل الرجُل العُرْيانُ والضَّيْكَل الفقير وقال الشاعر فأَمّا آلُ ذَيّالٍ فإِنَّا تَرَكْناهمْ ضَياكِلَةً عَيامى والجمع ضَياكِلُ وضَياكِلةٌ والضَّيْكَل العظيمُ الضَّخْم عن ثعلب الأَزهري في الرباعي إِذا جاء الرجلُ عُرْياناً فهو البُهْصُل والضَّيْكَل

ضلل
الضَّلالُ والضَّلالةُ ضدُّ الهُدَى والرَّشاد ضَلَلْتَ تَضِلُّ هذه اللغة الفصيحة وضَلِلْتَ تَضَلُّ ضَلالاً وضَلالةً وقال كراع وبنو تميم يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ وضَلِلْتُ أَضِلُّ وقال اللحياني أَهل الحجاز يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ وأَهل نجد يقولون ضَلَلْت أَضِلُّ قال وقد قرئ بهما جميعاً قوله عز وجل قُلْ إِن ضَلَلْتُ فإِنما أَضِلُّ على نفسي وأَهل العالية يقولون ضَلِلْتُ بالكسر أَضَلُّ وهو ضالٌّ تالٌّ وهي الضَّلالة والتَّلالة وقال الجوهري لغة نجد هي الفصيحة قال ابن سيده وكان يحيى بن وَثَّاب يقرأ كلَّ شيء في القرآن ضَلِلْت وضَلِلْنا بكسر اللام ورَجُلٌ ضالٌّ قال وأَما قراءة من قرأَ ولا الضّأَلِّينَ بهمز الأَلف فإِنه كَرِه التقاء الساكنين الأَلف واللام فحرَّك الأَلف لالتقائهما فانقلبت همزة لأَن الأَلف حرف ضعيف واسع المَخْرَج لا يَتَحمَّل الحركة فإِذا اضْطُرُّوا إِلى تحريكه قلبوه إِلى أَقرب الحروف إِليه وهو الهمزة قال وعلى ذلك ما حكاه أَبو زيد من قولهم شأَبَّة ومَأَدَّة وأَنشدوا يا عَجَبا لقد رأَيْتُ عَجَبا حِمَار قَبّانٍ يَسُوق أَرْنَبا خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهَبا يريد زَامَّها وحكى أَبو العباس عن أَبي عثمان عن أَبي زيد قال سمعت عمرو بن عبيد يقرأُ فيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عن ذَنْبهِ إِنْسٌ ولا جأَنٌّ بهمز جانٍّ فظَنَنْتُه قد لَحَن حتى سمعت العرب تقول شأَبَّة ومأَدَّة قال أَبو العباس فقلت لأَبي عثمان أَتَقِيس ذلك ؟ قال لا ولا أَقبله وضَلُولٌ كضَالٍّ قال لقد زَعَمَتْ أُمامَةُ أَن مالي بَنِيَّ وأَنَّني رَجُلٌ ضَلُولُ وأَضَلَّه جعله ضَالاًّ وقوله تعالى إِنْ تَحْرِصْ على هُداهم فإِنَّ الله لا يَهْدي مَنْ يُضِلُّ وقرئت لا يُهْدى من يُضِلُّ قال الزَّجّاج هو كما قال تعالى من يُضْلِلِ اللهُ فلا هادِيَ له قال أَبو منصور والإِضْلالُ في كلام العرب ضِدُّ الهداية والإِرْشاد يقال أَضْلَلْت فلاناً إِذا وَجَّهْتَه للضَّلال عن الطريق وإِياه أَراد لبيد مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخيرِ اهْتَدَى ناعِمَ البالِ ومن شاءَ أَضَلّ قال لبيد هذا في جاهِلِيَّته فوافق قوله التنزيل العزيز يُضِلُّ من يشاء ويَهْدِي من يشاء قال أَبو منصور والأَصل في كلام العرب وجه آخر يقال أَضْلَلْت الشيءَ إِذا غَيَّبْتَه وأَضْلَلْت المَيِّتَ دَفَنْته وفي الحديث سيكُون عليكم أُمَّةٌ إِنْ عَصَيْتُموهم ضَلَلْتم يريد بمعصيتهم الخروجَ عليهم وشَقَّ عَصَا المسلمين وقد يقع أَضَلَّهم في غير هذا الموضع على الحَمْل على الضَّلال والدُّخول فيه وقوله في التنزيل العزيز رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كثيراً من الناس أَي ضَلُّوا بسببها لأَن الأَصنام لا تفعل شيئاً ولا تَعْقِل وهذا كما تقول قد أَفْتَنَتْني هذه الدارُ أَي افْتَتَنتُ بسببها وأَحْبَبتُها وقول أَبي ذؤيب رآها الفُؤَادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُه نِيَافاً من البِيضِ الكِرامِ العَطَابِل قال السُّكَّري طُلِبَ منه أَن يَضِلَّ فَضَلَّ كما يقال جُنَّ جُنونُه ونِيافاً أَي طويلة وهو مصدر نافَ نِيَافاً وإِن لم يُسْتعمل والمستعمل أَناف وقال ابن جني نِيافاً مفعول ثان لرآها لأَن الرؤية ههنا رؤية القلب لقوله رآها الفُؤَاد ويقال ضَلَّ ضَلاله كما يقال جُنَّ جُنونُه قال أُمية لوْلا وَثَاقُ اللهِ ضَلَّ ضَلالُنا ولَسَرَّنا أَنَّا نُتَلُّ فَنُوأَدُ وقال أَوس بن حَجَر إِذا ناقةٌ شُدَّتْ برَحْل ونُمْرُقٍ إِلى حَكَمٍ بَعْدي فضَلَّ ضَلالُها وضَلَلْت المَسْجدَ والدارَ إِذا لم تعرف موضعهما وضَلَلْت الدارَ والمَسْجدَ والطريقَ وكلَّ شيء مقيم ثابت لا تَهْتَدي له وضَلَّ هو عَنِّي ضَلالاً وضَلالةً قال ابن بري قال أَبو عمرو بن العلاء إِذا لم تعرف المكانَ قلت ضَلَلْتُه وإِذا سَقَط من يَدِك شيءٌ قلت أَضْلَلْته قال يعني أَن المكان لا يَضِلُّ وإِنما أَنت تَضِلُّ عنه وإِذا سَقَطَت الدراهمُ عنك فقد ضَلَّت عنك تقول للشيء الزائل عن موضعه قد أَضْلَلْته وللشيء الثابت في موضعه إِلا أَنك لم تَهْتَدِ إِليه ضَلَلْته قال الفرزدق ولقد ضَلَلْت أَباك يَدْعُو دارِماً كضَلالِ مُلْتَمِسٍ طَريقَ وَبارِ وفي الحديث ضالَّة المؤمن قال ابن الأَثير وهي الضائعة من كل ما يُقْتَنَى من الحيوان وغيره الجوهري الضّالَّة ما ضَلَّ من البهائم للذكر والأُنثى يقال ضَلَّ الشيءُ إِذا ضاع وضَلَّ عن الطريق إِذا جار قال وهي في الأَصل فاعِلةٌ ثم اتُّسِعَ فيها فصارت من الصفات الغالبة وتقع على الذكر والأُنثى والاثنين والجمع وتُجْمَع على ضَوالَّ قال والمراد بها في هذا الحديث الضَّالَّةُ من الإِبل والبقر مما يَحْمِي نفسَه ويقدر على الإِبْعاد في طلب المَرْعَى والماء بخلاف الغنم والضّالَّة من الإِبل التي بمَضْيَعَةٍ لا يُعْرَفُ لها رَبٌّ الذكر والأُنثى في ذلك سواء وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ضَوالِّ الإِبل فقال ضالَّةُ المؤمن حَرَقُ النار وخَرَجَ جوابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على سؤَال السائل لأَنه سأَله عن ضَوالِّ الإِبل فنهاه عن أَخذها وحَذَّره النارَ إِنْ تَعَرَّضَ لها ثم قال عليه السلام ما لَكَ ولَها مَعها حِذاؤُها وسِقاؤها تَرِدُ الماءَ وتأْكل الشَّجَرَ أَراد أَنها بعيدة المَذهَب في الأَرض طويلة الظَّمَإِ تَرِدُ الماءَ وتَرْعى دون راعٍ يحفظها فلا تَعَرَّضْ لها ودَعْها حتى يأْتيها رَبُّها قال وقد تطلق الضَّالَّة على المعاني ومنه الكلمة الحكيمةُ ضالَّةُ المؤمن وفي رواية ضالَّةُ كل حكيم أَي لا يزال يَتَطَلَّبها كما يتطلب الرجُلُ ضالَّته وضَلَّ الشيءُ خَفِيَ وغاب وفي الحديث ذَرُّوني في الرِّيح لَعَلِّي أَضِلُّ الله يريد أَضِلُّ عنه أَي أَفُوتُه ويَخْفَى عليه مكاني وقيل لَعَلِّي أَغيب عن عذابه يقال ضَلَلْت الشيءَ وضَلِلْته إِذا جعلتَه في مكان ولم تَدْرِ أَين هو وأَضْلَلْته إِذا ضَيَّعْته وضَلَّ الناسي إِذا غاب عنه حفظُ الشيء ويقال أَضْلَلْت الشيء إِذا وَجَدتَه ضالاًّ كما تقول أَحْمَدْته وأَبْخَلْته إِذا وجدتَه محموداً وبَخيلاً ومنه الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَتى قومَه فأَضَلَّهم أَي وجدهم ضُلاَّلاً غير مُهْتدِين إِلى الحَقِّ ومعنى الحديث من قوله تعالى أََإِذا ضَلَلْنا في الأَرض أَي خَفِينا وغِبْنا وقال ابن قتيبة في معنى الحديث أَي أَفُوتُه وكذلك في قوله لا يَضِلُّ ربي لا يَفُوتُه والمُضِلُّ السَّراب قال الشاعر أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ فَقِيدةٍ أُنُفٍ كلائحة المُضِلِّ جَرُور وأَضَلَّه اللهُ فَضَلَّ تقول إِنَّك لتَهْدِي الضالَّ ولا تَهْدِي المُتَضالَّ ويقال ضَلَّني فلانٌ فلم أَقْدِر عليه أَي ذَهَب عَني وأَنشد والسّائلُ المُبْتَغِي كَرائمها يَعْلَم أَني تَضِلُّني عِلَلي
( * قوله « المبتغي » هكذا في الأصل والتهذيب وفي شرح القاموس المعتري وكذا في التكملة مصلحاً عن المبتغي مرموزا له بعلامة الصحة )
أَي تذهب عني ويقال أَضْلَلْت الدابّةَ والدراهمَ وكلَّ شيء ليس بثابت قائم مما يزول ولا يَثْبُت وقوله في التنزيل العزيز لا يَضِلُّ رَبي ولا يَنْسى أَي لا يَضِلُّه ربي ولا ينساه وقيل معناه لا يَغِيب عن شيء ولا يَغِيب عنه شيء ويقال أَضْلَلْت الشيءَ إِذا ضاع منك مثل الدابّة والناقة وما أَشبهها إِذا انفَلَت منك وإِذا أَخْطَأْتَ موضعَ الشيء الثابت مثل الدار والمكان قلت ضَلِلْته وضَلَلْته ولا تقل أَضْلَلْته قال محمد بن سَلام سمعت حَمَّاد بن سَلَمة يقرأُ في كتاب لا يُضِلُّ ربي ولا يَنْسى فسأَلت عنها يونس فقال يَضِلُّ جَيِّدةٌ يقال ضَلَّ فلان بَعيرَه أَي أَضَلَّه قال أَبو منصور خالفهم يونس في هذا وفي الحديث لولا أَن الله لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمل ما رَزَأْناكم عِقالاً قال ابن الأَثير أَي بُطْلانَ العمل وضَياعَه مأْخوذ من الضَّلال الضياع ومنه قوله تعالى ضَلَّ سَعْيُهم في الحياة الدنيا وأَضَلَّه أَي أَضاعه وأَهلكه وفي التنزيل العزيز إِنَّ المجرمين في ضَلالٍ وسُعُرٍ أَي في هلاك والضَّلال النِّسْيان وفي التنزيل العزيز مِمَّنْ تَرْضَوْن من الشُّهَداء أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر إِحداهما الأُخرى أَي تَغِيب عن حِفْظها أَو يَغيب حِفْظها عنها وقرئ إِنْ تَضِلَّ بالكسر فمن كَسَر إِنْ قال كلام على لفظ الجزاء ومعناه قال الزجاج المعنى في إِنْ تَضِلَّ إِنْ تَنْسَ إِحداهما تُذَكِّرْها الأُخرى الذاكرة قال وتُذْكِر وتُذَكِّر رَفْعٌ مع كسر إِنْ
( * قوله « وتذكر وتذكر رفع مع كسر ان » كذا في الأصل ومثله في التهذيب وعبارة الكشاف والخطيب وقرأ حمزة وحده ان تضل احداهما بكسر ان على الشرط فتذكر بالرفع والتشديد فلعل التخفيف مع كسر ان قراءة اخرى ) لا غير ومن قرأَ أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر وهي قراءة أَكثر الناس قال وذكر الخليل وسيبويه أَن المعنى اسْتَشْهِدوا امرأَتين لأَن تُذَكِّرَ إِحداهما الأُخرى ومِنْ أَجل أَن تُذَكِّرَها قال سيبويه فإِن قال إِنسان فَلِمَ جاز أَن تَضِلَّ وإِنما أُعِدَّ هذا للإِذكار ؟ فالجواب عنه أَنَّ الإِذكار لما كان سببه الإِضلال جاز أَن يُذْكَر أَن تَضِلَّ لأَن الإِضلال هو السبب الذي به وَجَب الإِذكارُ قال ومثله أَعْدَدْتُ هذا أَن يَميل الحائطُ فأَدْعَمَه وإِنما أَعْدَدْته للدَّعم لا للميل ولكن الميل ذُكِر لأَنه سبب الدَّعْم كما ذُكِرَ الإِضلال لأَنه سبب الإِذكار فهذا هو البَيِّن إِن شاء الله ومنه قوله تعالى قال فَعَلْتُها إِذاً وأَنا من الضّالِّين وضَلَلْت الشيءَ أُنْسِيتُه وقوله تعالى وما كَيْدُ الكافرين إِلا في ضَلالٍ أَي يَذْهب كيدُهم باطلاً ويَحِيق بهم ما يريده الله تعالى وأَضَلَّ البعيرَ والفرسَ ذهَبا عنه أَبو عمرو أَضْلَلْت بعيري إِذا كان معقولاً فلم تَهْتَدِ لمكانه وأَضْلَلْته إِضْلالاً إِذا كان مُطْلَقاً فذهب ولا تدري أَين أَخَذَ وكلُّ ما جاء من الضَّلال من قِبَلِك قلت ضَلَلْته وما جاء من المفعول به قلت أَضْلَلْته قال أَبو عمرو وأَصل الضَّلالِ الغَيْبوبة يقال ضَلَّ الماءُ في اللبن إِذا غاب وضَلَّ الكافرُ إِذا غاب عن الحُجَّة وضَلَّ الناسي إِذا غابَ عنه حِفْظه وأَضْلَلْت بَعيري وغيرَه إِذا ذهَب منك وقوله تعالى أَضَلَّ أَعمالهم قال أَبو إِسحق معناه لم يُجازِهم على ما عَمِلوا من خير وهذا كما تقول للذي عمِل عَمَلاً لم يَعُدْ عليه نفعُه قد ضَلَّ سَعْيُك ابن سيده وإِذا كان الحيوان مقيماً قلت قد ضَلَلْته كما يقال في غير الحيوان من الأَشياء الثابتة التي لا تَبْرَح أَنشد ابن الأَعرابي ضَلَّ أَباه فادَّعى الضَّلالا وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً ضاع وتَضْلِيل الرجل أَن تَنْسُبَه إِلى الضَّلال والتضليل تصيير الإِنسان إِلى الضَّلال قال الراعي وما أَتَيْتُ نُجَيدةَ بْنَ عُوَيْمِرٍ أَبْغي الهُدى فيَزِيدني تَضْليلا قال ابن سيده هكذا قاله الراعي بالوَقْص وهو حذف التاء من مُتَفاعِلُن فكَرِهت الرُّواةُ ذلك ورَوَته ولمَا أَتيتُ على الكمال والتَّضْلالُ كالتَّضْلِيل وضَلَّ فلان عن القَصْد إِذا جار ووقع في وادي تُضُلِّلَ وتُضَلِّلَ أَي الباطل قال الجوهري وقَع في وادي تُضُلِّلَ مثل تُخُيِّبَ وتُهُلِّك كله لا ينصرف ويقال للباطل ضُلٌّ بتَضْلال قال عمرو بن شاس الأَسدي تَذَكَّرْت ليلى لاتَ حينَ ادِّكارِها وقد حُنِيَ الأَضْلاعُ ضُلٌّ بتَضْلال قال ابن بري حكاه أَبو علي عن أَبي زيد ضُلاًّ بالنصب قال ومثله للعَجَّاج يَنْشُدُ أَجْمالاً وما مِنْ أَجمال يُبْغَيْنَ إِلاَّ ضُلَّة بتَضْلال والضَّلْضَلةُ الضَّلالُ وأَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَضَلَّةٌ يُضَلّ فيها ولا يُهْتَدى فيها للطريق وفلان يَلومُني ضَلَّةً إِذا لم يُوَفَّق للرشاد في عَذْله وفتنة مَضَلَّة تُضِلُّ الناسَ وكذلك طريق مَضَلٌّ الأَصمعي المَضَلُّ والمَضِلُّ الأَرض المَتِيهةُ غيره أَرض مَضَلٌّ تَضِلُّ الناس فيها والمَجْهَلُ كذلك يقال أَخَذْت أَرضاً مَضِلَّةً ومَضَلَّة وأَخذْت أَرضاً مَجْهَلاً مَضَلاًّ وأَنشد أَلا طَرَقَتْ صَحْبي عُميرَةُ إِنها لَنا بالمَرَوْراةِ المَضَلِّ طَروق وقال بعضهم أَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَزِلَّة وهو اسم ولو كان نعتاً كان بغير الهاء ويقال فَلاةٌ مَضَلَّةٌ وخَرْقٌ مَضَلَّةٌ الذَّكر والأُنثى والجمع سواء كما قالوا الولد مَبْخَلةٌ وقيل أَرضٌ مَضَلَّةٌ ومَضِلَّة وأَرَضون مَضَلاَّت ومَضِلاَّتٌ أَبو زيد أَرض مَتِيهةٌ ومَضِلَّةٌ ومَزِلَّة مِن الزَّلَق ابن السكيت قولهم أَضَلَّ الله ضَلالَك أَي ضَلَّ عنك فذَهب فلا تَضِلُّ قال وقولهم مَلَّ مَلالُك أَي ذهَب عنك حتى لا تَمَلَّ ورجل ضِلِّيل كثير الضَّلال ومُضَلَّلٌ لا يُوَفَّق لخير أَي ضالٌّ جدّاً وقيل صاحب غَواياتٍ وبَطالاتٍ وهو الكثير التتبُّع للضَّلال والضِّلِّيلُ الذي لا يُقْلِع عن الضَّلالة وكان امرؤ القيس يُسَمَّى الملِكَ الضِّلِّيل والمُضلَّل وفي حديث عليٍّ وقد سُئل عن أَشعر الشعراء فقال إِنْ كان ولا بُدَّ فالملِك الضِّلِّيل يعني امْرَأَ القيس كان يُلَقَّب به والضِّلِّيل بوزن القِنْدِيل المُبالِغ في الضَّلال والكثيرُ التَّتبُّع له والأُضْلُولةُ الضَّلال قال كعب بن زهير كانت مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلاً وما مَواعِيدُها إِلا الأَضالِيلُ وفلان صاحب أَضَالِيلَ واحدتها أُضْلُولةٌ قال الكميت وسُؤَالُ الظِّباءِ عَنْ ذِي غَدِ الأَمْ رِ أَضَالِيلُ من فُنُون الضَّلال الفراء الضُّلَّة بالضم الحَذَاقة بالدَّلالة في السَّفَر والضَّلَّة الغَيْبوبةُ في خير أَو شَرٍّ والضِّلَّة الضَّلالُ وقال ابن الأَعرابي أَضَلَّني أَمْرُ كذا وكذا أَي لم أَقْدِرْ عليه وأَنشد إِنِّي إِذا خُلَّةٌ تَضَيَّفَني يُريدُ مالي أَضَلَّني عَلِلي أَي فارَقَتْني فلم أَقْدِرْ عليها ويقال للدَّلِيل الحاذق الضُّلاضِل والضُّلَضِلة
( * قوله « ويقال للدليل الى قوله الضلضلة » هكذا في الأصل وعبارة القاموس وشرحه وعلبطة عن ابن الاعرابي والصواب وعلبط كما هو نص الباب اه لكن في التهذيب والتكملة مثل ما في القاموس )
قاله ابن الأَعرابي وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً أَي ضاع وهَلَك والاسم الضُّلُّ بالضم ومنه قولهم فلان ضُلُّ بن ضُلٍّ أَي مُنْهَمِكٌ في الضَّلال وقيل هو الذي لا يُعْرَف ولا يُعْرَف أَبوه وقيل هو الذي لا خير فيه وقيل إِذا لم يُدْرَ مَنْ هو ومِمَّنْ هو وهو الضَّلالُ بْنُ الأَلال والضَّلال بن فَهْلَل وابْنُ ثَهْلَل كُلُّه بهذا المعنى يقال فلان ضُِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ
( * قوله « ضل أضلال وصل أصلال » عبارة القاموس ضل أضلال بالضم والكسر واذا قيل بالصاد فليس فيه الا الكسر ) بالضاد والصاد إِذا كان داهية وفي المثل يا ضُلَّ ما تَجْرِي به العَصَا أَي يا فَقْدَه ويا تَلَفَه يقوله قَصِير ابن سعد لجَذِيمةَ الأَبْرَش حين صار معه إِلى الزَّبَّاء فلما صار في عَمَلِها نَدِمَ فقال له قَصِيرٌ ارْكَبْ فرسي هذا وانْجُ عليه فإِنه لا يُشَقُّ غُبَارُه وفعل ذلك ضِلَّةً أَي في ضَلال وهُو لِضِلَّةٍ أَي لغير رشْدةٍ عن أَبي زيد وذَهَب ضِلَّةً أَي لم يُدْرَ أَين ذَهَب وذَهَبَ دَمُه ضِلَّةً لم يُثْأَرْ به وفلانٌ تِبْعُ ضِلَّةٍ مضاف أَي لا خَير فيه ولا خير عنده عن ثعلب وكذلك رواه ابن الكوفي وقال ابن الأَعرابي إِنما هو تِبْعٌ ضِلَّةٌ على الوصف وفَسَّره بما فَسَّره به ثعلب وقال مُرَّة هو تِبْعُ ضِلَّة أَي داهيةٌ لا خير فيه وقيل تِبْعُ صِلَّةٍ بالصاد وضَلَّ الرَّجُلُ مات وصار تراباً فَضَلَّ فلم يَتَبَيَّنْ شيء من خَلْقه وفي التنزيل العزيز أَإِذا ضَلَلْنَا في الأَرض معناه أَإِذا مِتْنا وصِرْنا تراباً وعِظَاماً فَضَلَلْنا في الأَرض فلم يتبين شيء من خَلقنا وأَضْلَلْته دَفَنْته قال المُخَبَّل أَضَلَّتْ بَنُو قَيْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِيدَها وفارِسَها في الدَّهْر قَيْسَ بنَ عاصم وأُضِلَّ المَيِّتُ إِذا دُفِنَ وروي بيت النابغة الذُّبْياني يَرْثي النُّعمان بن الحرث بن أَبي شِمْر الغَسَّانيّ فإِنْ تَحْيَ لا أَمْلِكْ حَياتي وإِن تَمُتْ فما في حَياةٍ بَعْدَ مَوْتِك طائلُ فآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائلُ يريد بِمُضِلِّيه دافِنيه حين مات وقوله بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ أَي بخبرٍ صادقٍ أَنه مات والجَوْلانُ موضع بالشام أَي دُفِن بدَفْن النُّعمان الحَزْمُ والعطاءُ وأَضَلَّتْ به أُمُّه دَفَنتْه نادر عن ابن الأَعرابي وأَنشد فَتًى ما أَضَلَّتْ به أُمُّه من القَوْم لَيْلَة لا مُدَّعَم قوله لا مُدَّعَم أَي لا مَلْجَأَ ولا دِعَامَة والضَّلَلُ الماء الذي يَجرِي تحت الصَّخرة لا تصيبه الشمس يقال ماءٌ ضَلَلٌ وقيل هو الماء الذي يجري بين الشجر وضَلاضِلُ الماء بقاياه والصادُ لُغةٌ واحدتها ضُلْضُلَةٌ وصُلْصُلة وأَرضٌ ضُلَضِلة وضَلَضِلةٌ وضُلَضِلٌ وضَلَضِلٌ وضُلاضِلٌ غليظة الأَخيرة عن اللحياني وهي أَيضاً الحجارة التي يُقِلُّها الرجلُ وقال سيبويه الضَّلَضِلُ مقصور عن الضَّلاضِل التهذيب الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حجر قَدْر ما يُقِلُّه الرَّجُلُ أَو فوق ذلك أَملس يكون في بطون الأَودية قال وليس في باب التضعيف كلمة تشبهها الجوهري الضُّلَضِلة بضم الضاد وفتح اللام وكسر الضاد الثانية حَجَرٌ قَدْر ما يُقِلُّه الرجل قال وليس في الكلام المضاعف غيره وأَنشد الأَصمعي لصَخْر الغَيِّ أَلَسْت أَيَّامَ حَضَرْنا الأَعْزَلَه وبَعْدُ إِذْ نَحْنُ على الضُّلَضِله ؟ وقال الفراء مَكانٌ ضَلَضِلٌ وجَنَدِلٌ وهو الشديد ذو الحجارة قال أَرادوا ضَلَضِيل وجَنَدِيل على بناء حَمَصِيص وصَمَكِيك فحذفوا الياء الجوهري الضَّلَضِلُ والضَّلَضِلة الأَرض الغليظةُ عن الأَصمعي قال كأَنه قَصْر الضَّلاضِل ومُضَلَّل بفتح اللام اسم رجل من بني أَسد وقال الأَسود بن يعْفُر وقَبْليَ مات الخالِدَان كِلاهُما عَمِيدُ بَني جَحْوانَ وابْنُ المُضَلَّلِ قال ابن بري صواب إِنشاده فَقَبْلي بالفاء لأَن قبله فإِنْ يَكُ يَوْمِي قد دَنَا وإِخالُه كَوَارِدَةٍ يَوْماً إِلى ظِمْءِ مَنْهَل والخالِدَانِ هُمَا خالِدُ بْنُ نَضْلة وخالِدُ بن المُضَلَّل

ضمل
التهذيب أَهمله الليث وروى عمرو عن أَبيه أَنه قال الضَّمِيلة المرأَة الزَّمِنَة قال وخَطَبَ رجلٌ إِلى معاوية بِنْتاً له عَرْجاء فقال إِنَّها ضَمِيلةٌ فقال إِنِّي أَردت أَن أَتشَرَّف بمُصاهَرَتِك ولا أُريدها للسِّباق في الحَلْبة فَزوَّجه إِيَّاها الضَّمِيلُ الزَّمِن والضَّميلة الزَّمِنة قال الزمخشري إِن صحت الرواية فاللام بدل من النون من الضَّمَانة وإِلا فهي بالصاد المهملة قيل لها ذلك ليُبْسٍ وجُسُوءٍ في ساقها وكُلُّ يابسٍ ضامِلٌ وصَمِيلٌ

ضمحل
اضْمَحَلَّ الشيءُ واضْمَحَنَّ على البدل عن يعقوب وامْضَحَلَّ على القلب كُلُّ ذلك ذَهَب والدليل على القلب أَن المصدر إِنما هو على اضْمَحَلَّ دون امْضَحَلَّ وهو الاضْمِحْلال ولا يقولون امْضِحْلال

ضهل
ضَهَلَ اللَّبَنُ يَضْهَلُ ضُهُولاً اجتمع واسم اللبن الضَّهْل وقيل كُلُّ ما اجتمع منه شيء بعد شيء كان لَبناً أَو غيرَه فقد ضَهَلَ يَضْهَلُ ضَهْلاً وضُهُولاً حكاه ابن الأَعرابي وضَهَلَتِ الناقةُ والشاةُ فهي ضَهُولٌ قَلَّ لبَنُها والجمع ضُهُولٌ وشاةٌ ضَهُولٌ قليلة اللبن وناقةٌ ضَهُولٌ يخرج لبنها قليلاً قليلاً ويقال إِنَّها لضُهْلٌ بُهْلٌ ما يُشَدُّ لها صِرار ولا يَرْوَى لها حُوار قال ذو الرمة بها كلُّ خَوَّارٍ إِلى كلِّ صَعْلَةٍ ضَهُولٍ ورَفْضُ المُذْرِعاتِ القَراهِب الخَوَّار ثَوْرٌ يَجُوزُ أَي يَجْأَرُ والصَّعْلة النَّعامة ويقال ضَهَل الظِّلُّ إِذا رَجَع ضُهُولاً قال ذو الرمة أَفْياءً بَطِيئاً ضُهُولُها وقول ذي الرمة إِلى كلِّ صَعْلةٍ ضَهُولٍ ضَهُول من نعت النعامة أَنَّها ترجع إِلى بَيْضِها أَبو زيد الضَّهْلُ ما ضَهَلَ في السِّقاء من اللبن أَي اجتمع والضَّهْلُ الماء القليل مثل الضَّحْل وبِئْرٌ ضَهُولٌ قليلة الماء وعَيْنٌ ضاهِلةٌ نَزْرة الماء وكذلك حَمَّه ضاهِلَةٌ وقال رؤبة يَقْرُو بِهِنَّ الأَعْيُنَ الضَّواهِلا وضَهَلَ ماءُ البئر يَضْهَل ضَهْلاً إِذا اجتمع شيئاً بعد شيء وهو الضَّهْلُ والضَّهُول وضَهَلَه يَضْهَله أَي دفع إِليه شيئاً قليلاً من الماء الضَّهْل وعَطِيَّةٌ ضَهْلةٌ أَي نَزْرة ويقال هل ضَهَلَ إِليك خَيْرٌ أَي وَقَع وبئر ضَهُولٌ إِذا يخرج ماؤها قليلاً قليلاً وضَهَل الشَّرابُ قَلَّ وَرَقَّ ونَزُرَ وضَحَلَ صار كالضَّحْضاح وأَعطاه ضَحْلةً من مال أَي عَطِيَّةً نَزْرةً وضَهَلَه حقَّه نَقَصَه إِياه أَو أَبْطَلَه عليه من الضَّهْل وهو الماء القليل كما قالوا أَحْبَضَه إِذا نَقَصَه حَقَّه أَو أَبطله من قولهم حَبَضَ ماءُ الرَّكيَّة يَحْبِض إِذا نَقَصَ وقال يحيى بن يَعْمَر لرجل خاصَمَتْه امرأَتُه فماطَلَها في حَقِّها أَأَنْ سأَلَتْك ثَمَنَ شَكْرِها وشَبرِك أَنْشأْتَ تطُلُّها وتَضْهَلُها وروى الأَزهري في تفسير تَضْهَلُها قال تُمَصِّر عليها العَطاء أَصله من بئر ضَهُول إِذا كان ماؤُها يخرج من جَوانبها وغُرْزُ الماء إِذا نَبَع من قَرارِها وقال المبرد في قوله تَطُلُّها أَي تسعى في بطلان حقها أُخِذَ من الدَّمِ المَطْلول وشَكْرُها فَرْجُها قال الشاعر صَناعٌ بإِشْفاها حَصانٌ بشَكْرِها أَي عَفِيفة الفَرْج وقيل في قوله تَضْهَلُها تَرُدُّها إِلى أَهْلها وتخرجها من قولك ضَهَلْت إِلى فلان إِذا رَجَعت إِليه وهل ضَهَلَ إِليك من مالك شيءٌ أَي هل عاد وقيل تَضْهَلُها أَي تَعْطِيها شيئاً قليلاً وضَهْيَلَ الرجلُ إِذا طال سَفَره واستفاد مالاً قليلاً قال أَبو عمرو الضَّهْلُ المال القليل أَبو زيد يقال ما ضَهَلَ عندك من المال أَي ما اجتمع عندك منه اللحياني يقال قد أَضْهَلْت إِلى فلان مالاً أَي صَيَّرته إِليه وأَضْهَل النخلُ إِذا أَبصرت فيه الرُّطَب وأَضْهَلَ البُسْرُ إِذا بدا فيه الإِرْطاب وضَهَلَ إِليه يَضْهَل ضَهْلاً رَجَع وقيل هو أَن يرجع إِليه على غير وجه القِتال والمُغالَبة وفلان تَضْهَل إِليه الأُمورُ أَي تَرْجِع

ضيل
الضَّالُ السِّدْر البَرِّيُّ غير مهموز والضَّالُ من السَّدْر ما كان عِذْياً واحدته ضالَةٌ ومنه قول ابن مَيَّادة قَطَعْتُ بمِصْلالِ الخِشاشِ يَرُدُّها على الكُرْهِ منها ضالَةٌ وجَدِيلُ
( * قوله « قطعت الى قوله من الضال » هذه عبارة الجوهري قال الصاغاني وهي تصحيف والرواية ضانة بالنون وهي البرة )
يريد الخِشاشةَ المُتَّخذة من الضالِ وأَضْيَلَت الأَرْضُ وأَضالَتْ إِذا صار فيها الضَّالُ مثل أَغْيَلَتْ وأَغالَتْ وفي الحديث قال لجرير أَيْنَ مَنْزلُك ؟ قال بأَكناف بِيشَةَ بين نَخْلَةٍ وضالَةٍ الضالَة بتخفيف اللام واحدة الضَّالِ وهو شَجَر السِّدر من شجر الشَّوْكِ فإِذا نَبَت على شَطِّ الأَنهار قيل له العُبْرِيُّ وأَلفه منقلبة عن الياء وأَضْيَلَ المكانُ وأَضالَ أَنْبَتَ الضَّالَ عن أَبي حنيفة عن الفراء وإِليه ترك ابن جني ما وجده مضبوطاً بخط جَعْفر بن دِحْيةَ رَجُلٍ من أَصحاب ثعلب من الضَّأْل مهموزاً قال ابن جني وأَردت أَن أَحْمِله على الضَّئِيل الذي هو الشَّخْت لأَن الضَّالَ هو السِّدْر الجَبَلي والجَبَليُّ أَرَقُّ عوداً من النَّهْري حتى وجدت بخط أَبي إِسحق أَضْيَلَ المكانُ فاطَّرَحْتُ ما وجدته بخَطِّ جعفر قال أَبو حنيفة الضَّالُ يَنْبُت في السُّهُول والوُعُور وقَوْسُ الضَّالِ إِذا بُرِيَتْ بُرِيَتْ جَزْلةً ليكون أَقوى لها وإِنما يُحْتَمَل ذلك منها لخِفَّة عُودِها قال الأَعشى لاحَهُ الصَّيْفُ والغِيارُ وإِشْفا قٌ على سَقْبَةٍ كقَوْسِ الضَّالِ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة كَساها ضالةً ثُجْراً كأَنَّ ظُباتِها الوَرَقُ أَراد سِهاماً بُرِيَتْ من ضالَةٍ يَدُلُّ على ذلك قوله ثُجْراً وقال أَبو حنيفة أَيضاً الضَّالُ شجرة من الدِّقِّ تكون بأَطراف اليمن ترتفع قدر الذِّراع تَنْبُت نَبات السَّرْوِ ولَها بَرَمَةٌ صفراء ذَكِيَّة جِدّاً تأْتيك رِيحُها من قَبْل أَن تَصِل إِليها قال وليست بِضالِ السِّدْر هكذا حكاه الضَّالُ شجرة فإِما أَن يكون مما قيل بالهاء وغير الهاء كحالَةٍ وحالٍ وإِمّا أَن يريد بشجرة شجراً فوضع الواحد موضع الجمع التهذيب يقال خَرَج فلان بِضالَتِه أَي بسِلاحِه والضَّالَة السِّلاحُ أَجْمَعُ يقال إِنَّه لَكامل الضَّالَةِ والأَصل في الضالَةِ النِّبالُ والقِسِيُّ التي تُسَوَّى من الضَّالِ وقال بعض الأَنصار قال ابن بري وهو عاصم بن ثابت أَبُو سُلَيْمانَ وَصُنْعُ المُقْعَدِ وضالةٌ مِثْلُ الجَحِيمِ المُوقَدِ
( * قوله « وصنع » كذا في التهذيب والذي في التكملة ومثله في قعد من اللسان وريش )
أَراد بالضالةِ السِّهامَ شَبَّه نِصالَها في حِدَّتها بنارٍ مُوقَدَة قال ابن بري وقد يعبر بالضالَة عن النَّبْل لأَنها تُعْمَل منها قال ساعدة بن جُؤَيَّة أَجَرْت بمَخْشُوبٍ صَقِيلٍ وضالَةٍ مَباعِجَ ثُجْرٍ كُلُّها أَنت شائف وفي حديث أَبي هريرة قال له أَبان بن سعيد وَبْرٌ تَدَلَّى من رأْس ضالٍ هو بالتخفيف مكانٌ أَو جَبَلٌ بعينه يريد به تَوْهِين أَمره وتحقير قَدْره قال ابن الأَثير ويروى بالنون وهو أَيضاً جبل في أَرض دَوْسٍ وقيل أَراد به الضأْن من الغنم فتكون أَلفه همزة

طبل
الطَّبْلُ معروف الذي يُضْرَب به وهو ذو الوجه الواحد والوجهين والجمع أَطْبال وطُبُول والطَّبَّال صاحب الطَّبْل وفِعْله التَّطْبِيل وحِرْفته الطِّبالة وقد طَبَلَ يَطْبُل والطَّبْلة شيء من خَشَب تتخذه النساء والطَّبْل الرَّبْعة للطيِّب والطَّبْل سَلَّة الطعام الجوهري وطَبْلُ الدراهِم وغيرها معروفٌ والطَّبْلُ الخَلْق قال قد عَلِمُوا أَنَّا خِيارُ الطَّبْل وأَنَّنا أَهْلُ النَّدى والفَضْل وما أَدْري أَيُّ الطَّبْل هُو وأَيُّ الطَّبْن هُو أَي ما أَدري أَيُّ الناس قال لبيد
( * قوله « قال لبيد » قال الصاغاني ليس الرجز للبيد )
ثمَّ جَرَيْتُ لانْطِلاقِ رِسْلي سَتَعْلمون مَنْ خِيارُ الطَّبْل وقال البَعِيث وأَبْقى طَوالُ الدَّهْرِ من عَرَصاتِها بَقِيَّةَ أَرْمامٍ كأَرْدِيَة الطَّبْل والطَّبْل ضَرْب من الثياب وقيل هو وَشْيٌ يَمانٍ فيه كهيئة الطُّبُول التهذيب الطَّبْل ثياب عليها صورة الطَّبْل تُسمَّى الطَّبْلِيَّة ويقال لها أَرْدِية الطَّبْل تُحْمَل من مصر صانها الله تعالى قال أَبو النجم مِنْ ذِكْرِ أَيَّامٍ ورَسْمٍ ضاحي كالطَّبْلِ في مُخْتَلَف الرِّياح ابن الأَعرابي الطَّبْل الخَراج ومنه قولهم فلان يُحِبُّ الطَّبْلِيَّةَ أَي يُحِبُّ دراهم الخَراج بلا تعب والطَّبالة النَّعْجة وفي المحكم الطُّوبالةُ وجمعها طُوبالاتٌ ولا يقال للكبش طُوبالٌ قال طَرَفة أَو غيره نَعاني حَنانةُ طُوبالةً تُسَفُّ يَبِيساً من العِشْرِقِ نَصَب طُوبالةً على الذم له كأَنه قال أَعْني طُوبالةً

طبرزل
قال في ترجمة طَبَرْزَذُ السُّكَّر فارسيٌّ معرَّب وحكى الأَصمعي طَبَرْزَل وطَبَرْزَن قال يعقوب طَبَرْزُل وطبَرْزُن لهذا السُكَّر بالنون واللام قال وهو مثال لا أَعرفه قال ابن جني قولهم طَبَرْزَل وطَبَرْزَن لسْتَ بأَن تَجْعَل أَحدهما أَصلاً لصاحبه بأَولى منك بحَمْله على ضِدِّه لاستوائهما في الاستعمال

طحل
الطِّحالُ لَحْمة سوداء عَريضة في بطن الإِنسان وغيره عن اليسار لازِقةٌ بالجَنْب مُذَكَّر صَرَّحَ اللحياني بذلك والجمع طُحُلٌ لا يُكَسَّر على غير ذلك وطَحِلَ طَحَلاً عَظُم طِحالُه فهو طَحِلٌ وطُحِلَ طَحْلاً شَكا طِحالَه أَنشد ابن بري للحَرِث بن مُصَرِّف أَكْوِيه إِمَّا أَراد الكَيَّ مُعْتَرِضاً كَيَّ المُطَنِّي من النَّحْزِ الطَّني الطَّحِلا وطَحَلَه يَطْحَلُه طَحْلاً وطَحَلاً أَصاب طِحَالَه فهو مَطْحُول ويقال إِنّ الفرس لا طِحالَ له وهو مَثَلٌ لسرعته وجَرْيه كما يقال البعير لا مَرارة له أَي لا جَسارة له وطَحِلَ الماءُ طَحَلاً فهو طَحِلٌ فَسَدَ وتَغَيَّرت رائحتُه من حَمْأَته الأَزهري أَبو زيد ماء طَحِلٌ أَي كثير الطُّحْلُب وماء طَحِلٌ كَدِرٌ قال زهير يَخْرُجْنَ من شَرَباتٍ ماؤها طَحِلٌ على الجُذُوعِ يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقا والطَّحِلُ الغَضْبانُ والطَّحِلُ المَلآن وأَنشد ما إِنْ يَرُودُ ولا يَزالُ فِراغُه طَحِلاً ويَمْنَعُه من الأَعْيالِ وكِساءٌ أَطْحَلُ على لون الطِّحال ورَمادٌ أَطْحَل إِذا لم يكن صافياً ابن سيده الطُّحْلة لون بين الغُبْرة والبياض بسواد قليل كَلَوْن الرَّماد ذِئبٌ أَطْحَل وشاة طَحْلاء والفعل من ذلك كله طَحِل طَحَلاً وجعل أَبو عبيدة الأَطْحَل اسم اللون فقال هو لون الرماد وأُرى أَبا حنيفة حكى نَصْلٌ أَطْحَل وشَرابٌ طاحِلٌ إِذا لم يكن صافي اللَّون وكذلك غُبارٌ طاحل قال رؤبة وبَلْدة تُكْسى القَتَامَ الطَّاحِلا ابن الأَعرابي الطَّحِل الأَسْود ويقال فَرَس أَخضر أَطْحَل للذي يعلو خُضْرتَه قليل صُفرة الأَزهري ومن أَمثال العرب ضَيَّعْتَ البِكارَ على طِحالٍ يُضْرب مثلاً لمن طَلب حاجة إِلى من أَساء إِليه وأَصل ذلك أَن سُوَيد بن أَبي كاهِلٍ هَجا بَني غُبَر في رجز له فقال مَنْ سَرَّه النَّيْكُ بغير مالِ فالغُبَريَّاتُ على طِحالِ شَواغِراً يُلْمِعْنَ بالقُفّالِ ثم إِن سُوَيْداً أُسر فَطَلب إِلى بني غُبَر
( * قوله « بني غبر إلخ » ضبط في القاموس بالضم والتشديد ووزنه شارحه بسكر وفي معجم ياقوت والتكملة والتهذيب بالتخفيف ) أَن يُعينوه في فَكَاكِه فقالوا له ضَيَّعْتَ البِكَارَ على طِحالٍ والبِكارُ جمع بَكْر وهو الفَتِيُّ من الإِبل الأَزهري طِحال موضع وقد ذكره ابن مقبل فقال ليْتَ اللَّيالي يا كُبَيْشةُ لم تكُنْ إِلاَّ كَلَيْلتنا بحَزْمِ طِحال وقال الأَخطل فيه أَيضاً وعَلا البَسيطةَ فالشَّقِيقَ بِرَيِّقٍ فالضَّوْجَ بَيْنَ رُوَيَّةٍ فطِحالِ الجوهري وأَطْحَلَ جَبَلٌ بمَكَّة يُضاف إِليه ثَوْرُ ابن عبد مَناة بن أُدِّ بن طابخة يقال ثوْرُ أَطْحَل لأَنه نَزَله ابن سيده أَطْحَل اسم جَبل ولم يَخُصَّه بمكة ولا بغيرها وطِحال اسم كلب

طخمل
الأَزهري في ترجمة خرط قال قرأْت في نسخة من كتاب الليث عَجِبْتُ لخِرْطِيطٍ ورَقْمِ جَناحِه ورُمَّة طِخْمِيلٍ ورَعْثِ الضَّغادِر قال الطِّخْمِيل الدِّيك

طربل
الطِّرْبال عَلَمٌ يُبْنَى وقيل هو كل بناء عال وقيل هي كل قطعة من جبل أَو حائط مستطيلة في السماء وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِذا مَرَّ أَحدكم بِطِرْبالٍ مائل فليسرع المشي قال أَبو عبيدة هو شبيه بالمَنْظَرة من مَناظِر العجم كهيئة الصَّوْمعة والبناء المرتفع قال جرير أَلْوى بها شَذْبُ العُروق مُشَذَّبٌ فكأَنَّما وَكَنَتْ على طِرْبال قال الأَزهري ورأَيت أَهل النخل في بَيضاء بني جذيمة يَبْنون خِياماً من سَعَف النخل فوق نُقْيان الرَّمال يَتَظَلَّل بها نواطيرُهم ويُسَمُّونها الطَّرابيل والعرازيل وقال شمر الطَّرابيلُ الأَميال واحدها طِرْبال وقال ابن شميل هو بناءٌ يُبْنَى عَلَماً للخيل يُسْتَبَق إِليه ومنه ما هو مثل المنارة وبالمَنْجَشانِيَّة واحد منها بموضع قريب من البصرة قال دُكَين حتى إِذا كان دُوَيْنَ الطِّرْبال رَجَعْنَ منه بصَهِيلٍ صَلْصال مُطَهَّر الصُّورة مثل التِّمْثال
( * قوله « رجعن » هكذا في الأصل وفي التهذيب ومعجم ياقوت بشر وقوله « مطهر » كذا في الأصل ومعجم ياقوت بالراء وفي نسخة من التهذيب مطهم بالميم ) فُسِّر الطِّرْبالُ هنا بالمنارة الفراء الطِّرْبال الصَّوْمَعة وقال ابن الأَعرابي هو الهدف المُشْرِف وقال الجوهري الطِّرْبال القِطعة العالية من الجِدار والصخرةُ العظيمة المُشْرِفة من الجبل قال وطَرابيلُ الشام صَوامِعُها ورَجلٌ مُطَرْبِلٌ يَسحب ذُيوله وكَتَب أَبو مُحَلِّم إِلى رجل اشترِ لنا جَرَّةً ولْتَكُنْ غير قَعْراء ولا دَنَّاء ولا مُطَرْبَلة الجوانب قال ابن حَمُّويه سأَلت شمِراً عن الدَّنَّاء فقال القصيرة قال والمُطَرْبَلَة الطويلة ويقال طَرْبَل بَوْلَه إِذا مَدَّه إِلى فوق

طرجهل
الجوهري الطِّرْجِهالةُ كالفِنْجانة معروفة قال وربما قالوا طِرْجِهارَة بالراء قال الأَعشى ولَقَدْ شَرِبْتُ الخَمْرَ أُسْ قَى من إِناءِ الطِّرْجِهارَه

طرغل
التهذيب في كتاب شمر الأُطْرُغُلاّتُ هي الدَّباسِيُّ والقَمارِيُّ والصَّلاصلُ ذوات الأَطواق قال ولا أَدري أَمُعَرَّب هو أَم عربي

طرفل
التهذيب في الرباعي طَرْفَل دواء مُؤَلَّف وليس بعربي مَحْض

طسل
الطَّسْل الماء الجاري على وجه الأَرض والطَّسْل ضوء السَّراب والطَّسْل اضطراب السَّراب وطَسَلَ السرابُ اضطرب قال رؤبة تُقَنِّعُ المَوْماة طَسْلاً طاسِلا ويؤيد قول رؤبة قولُ هِمْيان بن قُحافة في الطَّسْل بَلْ بَلَدٍ يُكْسى القَتَامَ الطّاسِلا قالوا الطّاسِل المُلْبِس وقال بعضهم الطاسِل والسّاطِلُ من الغُبار المرتفع والطَّيْسَل السَّراب البَرّاق ولَيْل طَيْسَلٌ مُظْلِم والطَّيْسَل الرِّيح الشديدة والطَّيْسَل اللبن الكثير وقيل الكثير من كل شيء وطَيْسَلة اسم قال تَهْزَأُ مِنِّي أُخْتُ آلِ طَيْسَله قالت أَراهُ في الوَقارِ والعَلَه
( * قوله « في الوقار والعله » هكذا في المحكم وانشده في التكملة مبلطاً لا شيء له قال والمبلط المملق )
ويقال للماء الكثير طَيْسَلٌ وطَسْلٌ ابن الأَعرابي الطَّيْسَل الطَّسْتُ قال وطَيْسَلَ الرجُل إِذا سافر سفراً قريباً فكثُر مالُه وأَنشد أَبو عمرو تَرْفَع في كُلِّ زُقاقٍ قَسْطَلا فصَبَّحَتْ من شُبْرُمان مَنْهَلا أَخْضَرَ طَيْساً زَغْرَبِيٍّا طَيْسَلا يصف حَميراً وردت ماء قال والطَّيْسُ والطَّيْسَل والطَّرْطَبيس بمعنى واحد في الكثرة الجوهري ماء طَيْسَل ونَعَمٌ طَيْسَلٌ أَي كثير والطَّيْسَل الغُبار

طعل
ابن الأَعرابي الطاعِل السَّهْم المُقَوَّم والطَّعْل القَدْح في الأَنساب قال الأَزهري وهذان حرفان غريبان لم اسمعهما لغيره

طفل
الطِّفْلُ البَنان الرَّخْص المحكم الطَّفْل بالفتح الرَّخْص الناعم والجمع طِفالٌ وطُفول قال عمرو بن قَمِيئة إِلى كَفَلٍ مِثْلِ دِعْصِ النَّقا وكَفٍّ تُقَلِّبُ بِيضاً طِفالا وقال ابن هَرْمة مَتى ما يَغْفُلِ الواشون تومِئْ بأَطْرافٍ مُنَعَّمةٍ طُفول والأُنثى طَفْلة قال الأَعشى رَخْصَةٌ طَفْلَةُ الأَنامل تَرْتَبْ بُ سُخاماً تَكُفُّه بخِلال وقد طَفُل طَفالةً وطُفولةً ويقال جارية طَفْلةٌ إِذا كانت رَخْصةً والطِّفْلُ والطِّفْلة الصغيران والطِّفْل الصغير من كل شيء بَيِّن الطَّفَل والطَّفالة والطُّفولة والطُّفولية ولا فِعْل له واستعمله صخر الغَيِّ في الوَعِل فقال بها كان طِفْلاً ثم أَسدَسَ واستَوى فأَصْبَح لِهْماً في لُهوم قَراهِب وقول أَبي ذؤيب ثَلاثاً فلما اسْتُحِيلَ الجَها مُ واستَجْمَعَ الطِّفْلُ فيها رُشوحا عنى بالطِّفْل السَّحابَ الصِّغار أَي جَمَعتها الريح وضمَّتها واستعار لها الرُّشوحَ حين جعلها طِفْلاً وقول أَبي كبير أَزُهَيْرُ إِن يُصْبِحْ أَبوك مُقَصِّراً طِفْلاً يَنُوءُ إِذا مَشى للكَلْكَل أَراد أَنه يُقَصِّر عما كان عليه ويَضْعُف من الكِبَر ويرجع إِلى حَدِّ الصِّبا والطُّفولة والجمع أَطفال لا يُكَسَّر على غير ذلك وقال أَبو الهيثم الصَّبيُّ يُدْعى طِفْلاً حين يسقط من بطن أُمه إِلى أَن يَحتلم وفي حديث الاستسقاء وقد شُغِلَتْ أُمُّ الصَّبيِّ عن الطِّفْل أَي شُغِلَت بنفسها عن ولدها بما هي فيه من الجَدْب ومنه قوله تعالى تَذْهَل كلُّ مُرْضِعة عما أَرْضَعَت وقولهم وَقَع فلان في أَمر لا يُنادى وَلِيدُه وقوله عز وجل ثم يُخْرِجُكم طِفْلاً قال الزجاج طِفْلاً هنا في موضع أَطفال يَدُلُّ على ذلك ذكرُ الجماعة وكأَنَّ معناه ثم يُخْرِج كلَّ واحد منكم طِفْلاً وقال تعالى أَو الطِّفْلِ الذين لم يَظْهَروا على عَوْراتِ النساء والعرب تقول جارية طِفْلَةٌ وطِفْلٌ وجاريتان طِفْلٌ وجَوارٍ طِفْلٌ وغُلام طِفْلٌ وغِلْمان طِفْلٌ ويقال طِفْلٌ وطِفْلَةٌ وطِفْلانِ وأَطْفالٌ وطِفْلَتانِ وطِفْلاتٌ في القياس والطِّفْل المولود وولَدُ كلِّ وحْشِيَّة أَيضاً طِفْلٌ ويكون الطِّفْل واحداً وجمعاً مثل الجُنُب وغُلام طَفْلٌ إِذا كان رَخْص القَدَمين واليدين وامرأَة طَفْلة البَنان رَخْصَتُها في بياض بَيِّنة الطُّفولة وقد طَفُل طَفالةً أَيضاً وبَنانٌ طَفْلٌ وإِنما جاز أَن يوصف البَنانُ وهو جمعٌ بالطَّفْل وهو واحد لأَن كل جمع ليس بينه وبين واحده إِلاَّ الهاء فإِنه يُوَحَّد ويُذَكَّر ولهذا قال حميد فَلَمَّا كَشَفْنَ اللِّبْسَ عنه مَسَحْنَه بأَطراف طَفْلٍ زان غَيْلاً مُوَشَّما أَراد بأَطراف بَنان طَفْلٍ فجعله بدلاً عنه قال والطِّفْل الصغير من أَولاد الناس والدواب وأَطْفَلَتِ المرأَةُ والظَّبْيَة والنَّعَم إِذا كان معها ولدٌ طِفْلٌ وقال لبيد فعَلا فُروعَ الأَيْهَقان وأَطْفَلَتْ بالجَلْهَتَيْن ظِباؤها ونَعامُها قال ابن سيده وأَما قول لبيد وأَطْفَلَتْ بالجَلْهَتَيْن فإِنه أَراد وباضَ نَعامُها ولكنه على قوله شَرَّابُ أَلبانٍ وتَمْرٍ وأَقِط وقوله تعالى فأَجْمِعوا أَمركم وشركاءكم فسيبويه يَطْرُده والأَخفش يَقِفُه أَبو عبيد ناقة مُطْفِلٌ ونوق مَطافِلُ ومَطافِيلُ بالإِشباع معها أَولادها وفي الحديث سارت قُرَيْشٌ بالعُوذ المطافِيل أَي الإِبل مع أَولادها والعُوذ الإِبل التي وَضَعَت أَولادها حَدِيثاً ويقال أَطْفَلَتْ فهي مُطْفِلٌ ومُطْفِلة يريد أَنهم جاؤوا بأَجمعهم كبارهم وصغارهم وفي حديث علي عليه السلام فأَقْبَلْتم إِليّ إِقبالَ العُوذ المَطافِل فجمع بغير إِشباع والمُطْفِل ذات الطِّفْل من الإِنسان والوحش معها طِفْلُها وهي قريبة عهد بالنَّتاج وكذلك الناقة والجمع مَطافِيل ومَطافِلُ قال أَبو ذؤيب وإِنَّ حَديثاً مِنْكِ لو تَبْذُلِينَه جَنَى النَّحْل في أَلبانِ عُوذٍ مَطافِل مَطافِيلَ أَبكارٍ حديثٍ نَتاجُها تُشاب بماءٍ مِثْل ماء المِفاصِل وطَفَّلَتِ الناقةُ رَشَّحَتْ طِفْلَها قال الأَخطل إِذا زَعْزَعَتَه الرِّيحُ جَرَّ ذُيولَه كما رَجَّعَتْ عُوذٌ ثِقالٌ تُطَفِّل وليلة مُطْفِلٌ تَقْتُل الأَطفال ببَرْدِها والطِّفْل الحاجة وأَطْفالُ الحوائج صِغارُها والطِّفْل الشمسُ عند غروبها والطِّفْل الليل ويقال للنار ساعة تُقْدَح طِفْلٌ وطِفْلة ابن سيده والطِّفْلُ سَقْطُ النار والجمع أَطفال وكل ذلك قد فسر به قول زهير لأَرْتَحِلَنْ بالفَجْرِ ثم لأَدْأَبَنْ إِلى اللَّيْل إِلاَّ أَنْ يُعَرِّجَني طِفْلُ يعني حاجة يسيرة مثل قَدْح نار أَو نزولٍ للبول وما أَشبهه وكلُّ جُزْء من ذلك طِفْلٌ كان عَيْنَاً أَو حَدَثاً والجمع كالجمع ومن هنا قالوا طِفْل الهَمِّ والحُبِّ قال يَضُمُّ إِليّ اللَّيْلُ أَطفالَ حُبِّها كما ضَمَّ أَزْرارَ القَميص البَنائقُ والتَّطْفيلُ السير الرُّوَيْد يقال طَفَّلْتُها تطفيلاً يعني الإِبل وذلك إِذا كان معها أَولادها فَرَفَقْتَ بها في السير ليَلْحَقَها أَولادها الأَطفالُ فأَما قول كَهْدَلٍ الراجز با ربِّ لا تَرْدُدْ إِلينا طِفْيَلا فإِما أَن يكون طِفْيَل بناء وَضْعِيّاً كرجُل طِرْيَم وهو الطويل ويَعْنِي به طِفْلاً وإِما أَن يكون أَراد طُفَيْلاً يُصَغِّره بذلك ويُحَقِّره فلَمَّا لم يستقم له الوزن غَيَّر بناء التصغير وهو يريده وهذا مذهب ابن الأَعرابي والقياس ما بدأْنا به وطَفَلُ العَشيِّ آخرُه عند غروب الشمس واصفرارها يقال أَتيته طَفَلاً وعِشاءً طَفَلاً فإِما أَن يكون صفة وإِما أَن يكون بدلاً وطَفَلَت الشمسُ تَطْفُلُ طُفولاٍ وطَفَّلَتْ تطفيلاً هَمَّت بالوجوب ودَنَتْ للغروب وتَطْفيلُ الشمس مَيْلُها للغروب الأَزْهري طَفَلَتْ فهي تَطْفُل طَفْلاً ويقال طَفَّلَت تَطْفيلاً إِذا وقع الطَّفَل في الهواء وعلى الأَرض وذلك بالعَشيِّ وأَنشد باكَرْتُها طَفَلَ الغَداة بِغارةٍ والمُبْتَغُون خِطارَ ذاك قليلُ وقال لبيد وعلى الأَرْضِ غَياباتُ الطَّفَل وقال ابن بُزُرْج يقال أَتيته طَفَلاً أَي مُمْسِياً وذلك بعدما تدنو الشمس للغروب وأَتيته طَفَلاً وذلك بعد طلوع الشمس أُخِذ من الطِّفْل الصغير وأَنشد ولا مُتَلافِياً والشَّمْسُ طِفْلٌ بِبَعْض نَواشِغ الوادي حُمولا
( * قوله « ولا متلافيا إلخ » لعل تخريج هذا هنا من الناسخ فان محله تقدم عند قوله والطفل الشمس عند غروبها كما صنع شارح القاموس )
وفي حديث ابن عمر أَنه كَرِه الصلاة على الجنازة إِذا طَفَلَتِ الشمسُ للغروب أَي دنت منه واسم تلك الساعة الطَّفَلُ وجارية طِفْلَةٌ إِذا كانت صغيرة وجارية طَفْلة إِذا كانت رقيقة البَشَرة ناعمةً الأَصمعي الطَّفْلة الجارية الرَّخْصة الناعمة وكذلك البَنانُ الطَّفْل والطِّفْلة الحديثة السِّنِّ والذَّكَرُ طِفْلٌ وطَفَّل اللَّيْلُ دَنا وأَقْبَل بظلامه وأَنشد ابن الأَعرابي وطَيِّبةٍ نَفْساً بتأْبين هالكٍ تَذَكَّرُ أَخْداناً إِذا اللَّيْلُ طَفَّلا قوله طَيِّبة نَفْساً أَي أَنها لم تُعْطَ أَجراً على نَوْح هالِكٍ إِنما تنوح لشَجْو أُخرى تبكي على ابنها أَو غيره وطَفَلْنا وأَطْفَلْنا دخلنا في الطَّفَل والطَّفَلُ طَفَلُ الغَداة وطفَلُ العَشيّ من لَدُنْ أَن تَهُمَّ الشمسُ بالذُّرُور إِلى أَن يَسْتَمْكِنَ الضَّحُّ من الأَرض وقال ابن سيده طَفَلُ الغَداة من لَدُنْ ذُرور الشمس إِلى استكمالها في الأَرض الجوهري والطَّفَل بالتحريك بعد العصر إِذا طَفَلت الشمسُ للغروب والطَّفَل أَيضاً مَطَرٌ قال الشاعر لِوَهْدٍ جادَهُ طَفَلُ الثُّرَيَّا وطُفَيْلٌ شاعر معروف وطُفَيْلُ الأَعراس وطُفَيْل العرائس رجُلٌ من أَهل الكوفة من بني عبد الله بن غَطَفان كان يأْتي الولائم دون أَن يُدْعى إِليها وكان يقول وَدِدْتُ أَن الكوفة كُلَّها بِرْكة مُصَهْرَجَةٌ فلا يَخْفى عليَّ منها شيء ثم سُمِّي كل راشِنٍ طُفَيْلِيّاً وصَرَّفوا منه فعلاً فقالوا طَفَّل ورجُلٌ طِفْليلٌ يدخل مع القوم فيأْكل طَعامَهم من غير أَن يُدْعى ابن السكيت وفي قولهم فلان طُفَيْليٌّ للذي يدخل الوليمة والمآدبَ ولم يُدْعَ إِليها وقد تَطَفَّل وهو منسوب إِلى طُفَيْل المذكور والعرب تُسَمِّي الطُّفَيْليَّ الرَّاشِنَ والوارِش وحكى ابن بري عن ابن خالويه الطُّفَيْليّ والوارِش والواغِل والأَرْشم والزَّلاَّل والقَسْقاس والنتيل والدَّامِر والدَّامِق والزَّامِجُ واللَّعمَظ واللَّعْمُوظ والمَكْزَم والطُّفال والطَّفال الطِّين اليابس يَمانيةٌ وطَفِيلٌ بفتح الطاء اسم جبل وقيل موضع قال وهَلْ أَرِدَنْ يوماً مِياه مَجَنَّة ؟ وهَلْ يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيل ؟ قال ابن الأَثير وفي شعر بلال وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيل ؟ قال قيل هما جبلان بنواحي مكة وقيل عينانِ وقال الليث التَّطْفِيل من كلام أَهل العراق ويقال هو يَتَطَفَّل في الأَعراس وقال أَبو طالب قولهم الطُّفَيْليُّ قال الأَصمعي هو الذي يدخل على القوم من غير أَن يَدْعُوه نأْخوذ من الطَّفَل وهو إِقبال الليل على النهار بظُلْمته وقال أَبو عمرو الطَّفَلُ الظُّلمة نفسُها وأَنشد لابن هَرْمة وقد عَرانيَ من لَوْنِ الدُّجَى طَفَلُ أَراد أَنه يُظْلِمُ على القوم أَمرُه فلا يدرون مَن دَعاه ولا كيف دَخَل عليهم قال وقال أَبو عبيدة نسب إِلى طُفَيْل بن زَلاَّلٍ رجل من أَهل الكوفة وريحٌ طِفْلٌ إِذا كانت ليِّنة الهبوب وعُشْبٌ طِفْلٌ لم يَطُلْ وطَفْلٌ أَي ناعمٌ

طفأل
الطِّفْئل الماء الرَّنْق الكَدِرُ يَبْقى في الحوض واحدته طِفْئلةٌ يعني بالواحدة الطائفة

طفنشل
التهذيب في الرباعي عن الأُموي الطَّفَنْشَأُ مقصور مهموز الضعيفُ من الرجال وقال شمر الطَّفَنْشَلُ باللام وأَنشد لمَّا رأَتْ بُعَيْلَها زِنْجِيلا طَفَنْشَلاً لا يَمْنَعُ الفَصِيلا قالت له مقالةً تَفْصِيلا ليْتَكَ كُنْت حَيْضةً تَمْصيلا قال أَنشَدَنيه الإِيادِيُّ كذلك

طلل
الطَّلُّ المَطَرُ الصِّغارُ القَطر الدائمُ وهو أَرْسخُ المطر نَدًى ابن سيده الطَّلُّ أَخَفُّ المطر وأَضعفه ثم الرَّذاذُ ثم البَغْش وقيل هو النَّدى وقيل فوق النَّدى ودون المطر وجمعه طِلالٌ فأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي مثل النَّقا لبَّدَه ضَرْبُ الطَّلَل فإِنه أَراد ضرْب الطَّلِّ ففَكَّ المُدْغَم ثم حرَّكه ورواه غيره ضربُ الطِّلل أَراد ضرب الطِّلال فحذف أَلف الجمع ويومٌ طَلٌّ ذو طَلٍّ وطُلَّت الأَرضُ طَلاًّ أَصابها الطَّلُّ وطلَّت فهي طَلّةٌ ندِيَتْ وطلَّها النَّدى فهي مطلولةٌ وقالوا في الدعاء طُلَّتْ بلادُك وطَلَّتْ فطُلَّت أُمْطِرت وطَلَّت نديَتْ وقال أَبو إِسحق طُلَّتْ بالضم لا غير يقال رحُبَتْ بلادُك وطُلَّتْ بالضم ولا يقال طَلَّتْ لأَن الطَّلَّ لا يكون منها إِنما هي مفعولة وكل ندٍ طَلٌّ وقال الأَصمعي أَرضٌ طلَّة نديَةٌ وأَرضٌ مطلولة من الطَّلِّ وطلَّت السماءُ اشْتَدَّ وقعُها والمُطَلِّل الضَّباب ويقال للنَّدى الذي تخرجه عروق الشجر إِلى غصونها طَلٌّ وفي حديث أَشراط الساعة ثم يُرْسِل الله مطراً كأَنه الطَّلُّ الطَّلُّ الذي ينزل من السماء في الصَّحْو والطَّلُّ أَيضاً أَضعف المطر والطَّلُّ قِلَّة لَبن الناقة وقيل هو اللبن قَلَّ أَو كَثُر والمطلول اللَّبَن المَحْضُ فوقه رغْوة مصبوبٌ عليه ماءٌ فتَحْسبُه طَيِّباً وهو لا خير فيه قال الراعي وبحَسْب قَوْمِك إِن شَتَوْا مطلولةٌ شَرَع النَّهار ومَذْقةٌ أَحياناً وقيل المَطْلولة هنا جِلدة موْدُونة بلبن مَحْضٍ يأْكلونها وقالوا ما بها طَلٌّ ولا ناطِلٌ فالطَّلُّ اللبن والنَّاطِلُ الخمر وما بها طَلٌّ أَي طِرْقٌ ويقال ما بالناقة طَلٌّ أَي ما بها لبن والطُّلَّى الشَّرْبة من الماء والطَّلُّ هَدْرُ الدَّم وقيل هو أَن لا يُثْأَر به أَو تُقْبَل ديَتُه وقد ظلَّ الدمُ نفسُه طلاًّ وطَلَلْتُه أَنا قال أَبو حيَّة النُّميري ولكنْ وبَيْتِ اللهِ ما طلَّ مُسْلِماً كغُرِّ الثَّنايا واضحاتِ المَلاغِم وقد طُلَّ طَلاًّ وطُلولاً فهو مطلولٌ وطَليلٌ وأُطِلَّ وأَطَلَّه اللهُ الجوهري طَلَّه اللهُ وأَطَلَّه أَي أَهدره أَبو زيد طُلَّ دَمُه فهو مطلولٌ قال الشاعر دِماؤُهُم ليس لها طالِبٌ مطلولةٌ مثل دَمِ العُذْرَه أَبو زيد طُلَّ دَمُه وأَطَلَّه اللهُ ولا يقال طَلَّ دَمُه بالفتح وأَبو عبيدة والكسائي يقولانه ويقال أُطِلَّ دَمُه أَبو عبيدة فيه ثلاث لغات طَلَّ دَمُه وطُلَّ دَمُه وأُطِلَّ دَمُه والطُّلاَّءُ الدَّمُ المطلول قال الفارسي همزته منقلبة عن ياء مُبْدَلةٍ من لام وهو عنده من مُحَوّل التضعيف كما قالوا لا أَمْلاه يريدون لا أَمَلُّه وفي الحديث أَن رجلاً عَضَّ يَدَ رجل فانتزع يَدَه من فيه فسَقَطَتْ ثَناياه فطَلَّها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَي أَهْدَرَها وأَبطلها قال ابن الأَثير هكذا يروى طَلَّها بالفتح وإِنما يقال طُلَّ دَمُه وأُطِلَّ وأَطَلَّه اللهُ وأَجاز الأَوَّلَ الكسائي قال ومنه الحديث مَنْ لا أَكَل ولا شَربَ ولا اسْتَهَلَّ ومثل ذلك يُطَلُّ وطَلَّه حقَّه يَطُلُّه نقَصَه إِيَّاه وأَبْطَله خالد بن جَنْبة طَلَّ بنو فلان فلاناً حقَّه يَطْلُّونه إِذا منعوه إِياه وحبسوه منه وقال غيره طَلَّه أَي مَطَله ومنه حديث يحيى بن يَعْمَر لزوج المرأَة التي حاكَمَتْه إِليه طالبةً مَهْرَها أَنْشَأْتَ تَطُلُّها وتَضَهَلُها تَطُلُّها أَي تَمْطُلها طَلَّ فلان غَرِيمَه يَطُلُّه إِذا مَطَله وقيل يَطُلُّها يَسْعَى في بطلان حقِّها كأَنه من الدَّم المَطلول ورَجُلٌ طَلٌّ كبير السِّنِّ عن كراع والطَّلَّةُ الخَمْر اللَّذيذة وخَمْرةٌ طَلَّة أَي لَذيذةٌ قال حُمَيْد بن ثَوْر أَظَلُّ كأَنِّي شارِبٌ لِمُدامةٍ لها في عِظامِ الشَّارِبِينَ دَبيبُ رَكُودِ الحُمَيَّا طَلَّةٍ شابَ ماءَها بها من عَقاراءِ الكُرُومِ زَبِيبُ أَراد من كُرُومِ العَقاراء فَقَلب ورائحةٌ طَلَّة لذيذة أَنشد ثعلب تَجِيءُ بِرَيّا من عُثَيْلَة طَلَّةٍ يَهَشُّ لها القَلْبُ الدَّوِي فيُثِيبُ وأَنشد أَبو حنيفة بِرِيحِ خُزامَى طَلَّةٍ من ثيابها ومن أَرَجٍ من جَيِّدِ المِسْك ثاقِب وحديثٌ طَلٌّ أَي حَسَنٌ الفراء الطُّلَّة الشَّرْبة من اللَّبَن والطَّلَّة النَّعْمة والطَّلَّة الخمْرة السَّلِسة والطِّلَّة الحُصْر قال يعقوب وحكي عن أَبي عمرو ما بالناقة طُلٌّ بالضم أَي بها لَبَنٌ وطَلَّةُ الرجُل امرأَتُه وكذلك حَنَّتُه قال عمرو بن حَسَّان أَفي نابَيْنِ نالَهُما إِسافٌ تأَوَّهُ طَلَّتي ما إِنْ تَنامُ ؟ والنَّابُ الشَّارِف من النُّوق وإِسافٌ اسم رَجُل وأَنشد ابن بري لشاعر وإِنِّي لَمُحْتاجٌ إِلى مَوْتِ طَلَّتي ولكنْ قَرِينُ السُّوءِ باقٍ مُعَمَّرُ وقول أَبي صَخْر الهُذَلي كمور السُّقَى في حائِرٍ غَدِقِ الثَّرَى عِذاب اللَّمَى بحنين طَلَّ المَناسِب
( * قوله « كمور السقى » كذا ضبط في الأصل ولم ينقط فيه لفظ بحنين )
قال السُّكَّري معناه أَحْسَن المَناسِب قال أَبو الحسن وهو يعود إِلى معنى اللَّذَّة وكذلك قول أَبي صخر أَيضاً قَطَعْت بهنَّ العَيشَ والدَّهْرَ كُلَّه فَحَبِّرْ ولو طَلَّتْ إِليك المَناسِبُ أَي حَسُنَتْ وأَعْجَبَتْ والطَّلل ما شَخَص من آثار الديار والرَّسْمُ ما كان لاصِقاً بالأرض وقيل طَلَلُ كل شيء شَخْصُه وجمع كل ذلك أَطْلالٌ وطُلول والطَّلالةُ كالطَّلَل التهذيب وطَلَلُ الدار يقال إِنه موضع من صَحْنِها يُهَيَّأُ لمجلس أَهلها وطَلَلُ الدار كالدُّكَّانةِ يُجْلَس عليها أَبو الدُّقَيْش كان يكون بفِناءِ كل بَيْتٍ دُكَّانٌ عليه المَشْرَبُ والمَأْكَلُ فذلك الطَّلَلُ ويقال حيَّا الله طُلَلَك وأَطْلالَك أَي ما شَخَصَ من جَسدَك وحيَّا اللهُ طَلَلك وطَلالَتك أَي شَخْصَك ويقال فرس حَسَنُ الطَّلالة وهو ما ارتفع من خَلْقه والإِطْلال الإِشْرافُ على الشيء ويقال رأَيت نساءً يَتَطالَلْنَ من السُّطُوح أَي يَتَشَوَّفْنَ وتَطالَلْت تَطاوَلْت فنَظَرْت أَبو العَمَيْثَل تَطالَلْت للشيء وتَطاوَلْت بمعنى واحد وتَطالَّ أَي مدّ عُنُقَه ينظر إِلى الشيء يَبْعُد عنه وقال طَهْمانُ بن عمرو كَفَى حَزَناً أَنِّي تَطالَلْتُ كَيْ أَرى ذُرَى قُلَّتَيْ دَمْخٍ فما تُرَيانِ أَلا حَبَّذا واللهِ لو تَعْلَمانِه ظِلالُكُما يا أَيُّها العَلَمانِ وماؤكُما العَذْب الذي لو شَرِبْتُه وبي نافِضُ الحُمَّى إِذاً لشَفائي أَبو عمرو التَّطالُّ الاطِّلاع من فَوْق المكان أَو من السِّتْر وأَطَلَّ عليه أَي أَشْرَف قال جرير أَنا البازِي المُطِلُّ على نُمَيْرٍ أُتِيحَ من السماء لها انْصبابا وتقول هذا أَمرٌ مُطِلٌّ أَي ليس بمُسْفِرٍ وفي حديث صَفِيَّة بنت عبد المُطَّلب فأَطَلَّ علينا يهوديٌّ أَي أَشرف قال وحقيقته أَوْفَى علينا بطَلَله أَي شخصه وتَطاوَلَ على الشيء واسْتَطَلَّ أَشْرَف قال ساعدة بن جُؤَيَّة ومنْه يَمانٍ مُسْتَطِلٌّ وجالسٌ لعَرْضِ السَّراة مُكْفَهِرًّا صَبِيرُها وطَلَلُ السفينة جِلالُها والجمع الأَطلال والطَّلِيلُ الحَصير المحكم الطَّلِيل حَصيرٌ منسوجٌ من دَوْمٍ وقيل هو الذي يُعْمَل من السَّعَف أَو من قُشور السَّعَف وجمعه أَطِلَّةٌ وطُلُلٌ التهذيب أَبو عمرو الطَّلِيلة البُورِياءُ وقال الأَصمعي الباريُّ لا غير أَبو عمرو الطِّلُّ الحيَّة وقال ابن الأَعرابي هو الطِّلُّ بالفتح للحَيَّة ويقال أَطَلَّ فلان على فلان بالأَذى إِذا دام على إِيذائه وقولهم ليست لفلان طَلالةٌ قال ابن الأَعرابي ليست له حالٌ حَسَنة وهيئة حسنة وهو من النبات المَطلولِ وقال أَبو عمرو ليست له طَلالة قال الطَّلالة الفرح والسرور وأَنشد فلمّا أَنْ وَبِهْتُ ولم أُصادِفْ سِوى رَحْلي بَقِيتُ بلا طَلاله معناه بغير فرح ولا سُرور وقال الأَصمعي الطَّلالة الحُسْنُ والماء وخَطَبَ فلان خُطْبةً طَلِيلة أَي حسنة وعلى مَنْطِقه طَلالةُ الحُسْن أَي بَهْجتُه وقال فقلتُ أَلم تَعْلَمِي أَنَّه جَمِيل الطَّلالة حُسَّانُها ؟ وفي حديث أَبي بكر أَنه كان يُصَلي على أَطلال السفينة هي جمع طَلَلٍ ويريد بها شراعها وأَطلال اسم ناقةٍ وقيل اسم فرَس يزْعم الناس أَنها تكلمت لما هَرَبَت فارسُ يوم القادِسيَّة وذلك أَن المسلمين تَبِعوهم فانتهوا إِلى نَهَرٍ قد قُطِع جِسْرُه فقال فارسها ثبِي أَطْلالُ فقالت وَثَبْتُ وسُورةِ البقَرة وإِياها عنى الشَّمّاخ بقوله لقد غابَ عن خَيْلٍ بمُوقانَ أُحْجِرَتْ بُكَيرُ بَني الشَّدَّاخِ فارِسُ أَطلال وبُكَيرٌ هو اسم فارسها وذو طِلالٍ اسم فرس قال غُوَيَّة بن سُلْمى بن رَبيعة ومنهم من يقول عُوَيَّة بعين مهملة أَلا نادَتْ أُمامَةُ باحْتِمالِ لتَحْزُنَني فَلا بِكِ لا أُبالي فَسِيري ما بَدا لكِ أَو أَقيمي فأَيًّا مَّا أَتَيْتِ فعن يقال وكيفَ تَروعُني امرأَةٌ بِبَيْنٍ حَياتيَ بَعْدَ فارس ذي طِلال قال ابن بري ويقال هو موضع ببلاد بني مُرَّة وقيل هناك قبرُ المُرِّي
( * قوله « قبر المري » عبارة ياقوت وفيه قبر تميم بن مر بن اد بن طابخة )
والأَشهر أَن ذا طِلال اسم فرس لبعض المقتولين من أَصحاب غُوَيَّة أَلا تراه يقول بعد هذا وبَعْدَ أَبي ربيعةَ عَبدِ عَمْرٍو ومَسْعُودٍ وبعدَ أَبي هِلالِ والطُّلَطِلةُ والطُّلاطِلة كلتاهما الداهية وقيل الطُّلاطِلة والطُّلاطِل داء يأْخُذ الحُمُر في أَصلابها فيَقْطَع ظُهورهَا والطُّلاطِلةُ والطُّلاطِل الموت وقيل هو الداء العُضال وقالوا رماه الله بالطُّلاطِلة والحُمَّى المماطِلة وهو وَجَعٌ في الظَّهْر وقيل رماه الله بالطُّلاطِلة هو الداء العُضال الذي لا يُقدَر له على حيلة ولا دواء ولا يَعرِف المُعالِج موضعه وقال أَبو حاتم الطُّلاطِلة الذِّبْحةُ التي تُعْجِله والحُمّى المماطِلة الرِّبْعُ تماطِل صاحبَها أَي تُطاوِله قال والطُّلاطِلة سُقوط اللَّهاة حتى لا يُسِيغ طعاماً ولا شراباً وزاد ابن بري في ذلك قال رماه اللهُ بالطُّلاطِلة والحُمّى المماطلة فإِنه إِسْبٌ من الرجال والإِسْبُ اللئيم والطُّلاطِلة لحمة في الحَلْق قال الأَصمعي الطُّلاطِلة هي اللَّحْمة السائلة على طَرَف المُسْترَط ويقال وَقعَتْ طُلاطِلتُه يعني لهَاتَه إِذا سقَطتْ والطُّلْطُل المرض الدائم وذو طَلالٍ ماءٌ قريب من الرَّبَذة وقيل هو واد بالشَّرَبَّة لغَطَفان قال عُرْوة بن الوَرْد وأَيَّ الناس آمَنُ بَعْدَ بَلْجٍ وقُرَّة صاحِبَيَّ بذي طَلال ؟

طمل
الطَّمْلُ السَّير العنيف طَمَلَ الإِبلَ يَطمُلها طَمْلاً وطَمَلْت الناقةَ طَمْلاً سيَّرْتها سيراً فسيحاً والطِّمْلُ من الرجال الفاحشُ البَذيُّ الذي لا يُبالي ما صنَع وما أَتى وما قيل له وإِنه لَمِلْطٌ طِمْلٌ والجمع طُمولٌ وقال لبيد أَطاعوا في الغَوايةِ كُلَّ طِمْلٍ يَجُرُّ المُخْزِيات ولا يُبالي والاسم الطُّمولة ورجُلٌ طَمِيلٌ خَفِيُّ الشأْن والطِّمْل والطِّمْلِيل اللصُّ وقيل اللص الفاسق وعَمَّ بعضهم به كلَّ لِصٍّ وانطَمَلَ فلان إِذا شارك اللُّصوص والطِّمْلالُ اللصُّ والطِّملال الذئب والطِّمْلُ والطِّمِلُّ والطِّمْلالُ الذئب الأَطلَسُ الخفِيُّ الشخص والطِّمْلُ والطِّمْلال والطِّمْلِيل والطُّمْلول الفقير السيْءُ الحال القَشِف القبيح الهيئة الأَغبر وقيل هو العاري من الثياب وأَكثر ما يوصف به القانص والطَّمْلة والطَّمَلة الحمْأَة والطينُ وقيل ما بقي في أَسفل الحوض من الماء الكَدِر والطِّمْلُ الماء الكَدِر الفراء يقال صار الماء دَكَلة وطَمَلة وثُرْمُطةً كله الطين الرقيق واطُّمِلَ ما في الحوض أُخرِج فلم يُترك فيه قَطْرة وهو افْتُعِل منه والطِّمْل الثوب الذي أُشبِع صَبْغُه والطِّمْل النَّصِيب والسَّهم الطَّمِيل والمَطْمُول المُلَطَّخ بالدم قال أَبو خِراش يصف سهماً كأَنَّ النَّضِيَّ بعدما طاش مارِقاً وراء يَديه بالخَلاءِ طَمِيلُ وطَمَلَ الدَّمُ السهمَ وغيرَه طَمْلاً فهو مَطمولٌ وطَمِيلٌ لطَّخَه وقد طَمِلَ هو وقيل كلُّ ما لُطِّخ فقد طُمِل ووَقع في طَمْلة إِذا وقع في أَمر قبيح والتَطَخ به ورجلٌ مَطمول وطَمِيل مَلْطوخ بدم أَو بقبيح أَو بغيره وقول الشاعر فكَيفَ أَبِيتُ الليلَ وابنَهُ مالكٍ بِزينتها لَمَّا يُقَطَّعْ طَمِيلُها ؟ يقول أَبوها مالِكٌ ثَأْري أَي قَتَل حَمِيماً فأَنا أَطلبه بدمه فيقول كيف يأْخذني النومُ ولم تُسْبَ هي ولم يؤخذ أَبوها ولم تُقَطَّع قِلادَتُها وهي طَميلها ؟ وإِنما سُمِّيت القِلادة طَمِيلاً لأَنها تُطْمَل بالطِّيب أَي تُلَطَّخ والمطمل مكتب تباب
( * قوله « والمطمل مكتب تباب إلخ » هكذا رسم في الأصل من غير ضبط ) العرائس بالذهب والمِطْمَلة ما تُوَسَّع به الخُبزة وطمَلْت الخبزة وَسَّعْتها وقد طَمَلَ الحصِيرَ فهو مَطْمولٌ وطَمِيلٌ رَمَله وجعَلَ فيه الخُيوط والطَّمِيل والطَّمِيلة الجدْيُ والعَناق لأَنهما يُطْمَلان أَي يُشَدَّان

طهل
طَهِلَ الماءُ طَهَلاً فهو طَهِلٌ وطاهِلٌ أَجِن وطَهِلَ بالكسر فَسَدَ وتَغَيَّرت رائحتُه وفي الأَرض طُهْلةٌ من كَلإٍ أَي شيءٌ يسيرٌ منه وليس بالكثير وذلك في أَول نباتها وقد أَطْهَلَتِ الأَرضُ والطَّهْلة القليل الضعيف من الكَلإِ حكاه أَبو حنيفة والطِّهْلِئة الماء الرَّنْقُ الكَدِر في الحوض وقال الليث الطِّهْلِئة الطين في الحوض وهو ما انْحَتَّ فيه من الحوض بَعْدَما لِيطَ تقول أَخْرِجْ هذه الطِّهْلِئة من حَوْضِك وطَهْيَل الرَّجلُ إِذا أَكَل الطُّهْلة وهي بَقْلة ناعمة والطِّهْلِئة القِطعة من الغَيْم على وجه السماء مأْخوذة من طَهِلَ الماءُ إِذا تَغَيَّر وعَلاه الطُّحْلُب وما في السماء طِهْلِئة أَي سحابة وفي الصحاح أَي شيء من غَيْم وهو فِعْلِئةٌ وهمزته زائدة كهمزة الكِرْفِئة والغِرْقئ والطِّهْلِيَةُ من الناس الأَحمقُ الذي لا خير فيه كلاهما غير مهموز وهو المُدَفَّع قال ويقال للرَّاشِن ابن الأَعرابي يقال بَقِيَت من أَموالهم طُهْلةٌ أَي بَقِيَّة وقال ههنا طُهْلَةُ الماء ونُضَاضَتُه وبُراضَتُه بَقِيَّةٌ منه التهذيب وتَهَطْلأَت وتَطَهْلأَت أَي وقَعَتْ

طهفل
التهذيب ابن الأَعرابي طَهْفَلَ إِذا أَكَل خُبْزَ الذُّرَة وداوَمَ عليه وفي أَمالي ابن بري لعَدَمِ غيره

طهمل
الطَّهْمَل الجَسِيم القبيحُ الخِلْقة والمرأَة طَهْمَلةٌ وفي الحديث وَقَفَت امرأَةٌ على عمر رضي الله عنه فقالت إِنِّي امرأَة طَهْمَلةٌ هي الجسيمة القبيحة وقيل الدقيقة والطَّمْهَل الذي لا يوجَد له حَجْمٌ إِذا مُسَّ والطَّهْمَلَةُ والطِّهْمِلة الأَخيرة عن كراع من النساء السوداءُ القبيحةُ الخَلْق قال العجَّاج يُمْسِينَ عن قَسِّ الأَذى غَوافِلا لا جَعْبَرِيَّاتٍ ولا طَهامِلا يعْني قِباحَ الخِلْقة والطَّهامِل الضِّخام

طول
الطُّولُ نقيض القِصَر في الناس وغيرهِم من الحيوان والمَوات ويقال للشيء الطَّويلِ طالَ يَطُولُ طُولاً فهو طَويلٌ وطُوالٌ قال النحويون أَصْلُ طالَ فَعُلَ استدلالاً بالاسم منه إِذا جاء على فَعِيل نحو طَويل حَمْلاً على شَرُفَ فهو شَرِيف وكَرُمَ فهو كَريم وجَمْعُهُما طِوال قال سيبويه صَحَّت الواو في طِوال لصِحَّتها في طَويل فصار طِوال من طَويل كجِوار من جاوَرْت قال ووافَقَ الذين قالوا فَعِيل الذين قالوا فُعال لأَنهما أُخْتان فجَمَعوه جَمْعه وحكى اللُّغويون طِيال ولا يوجبه القياس لأَن الواو قد صَحَّت في الواحد فحكمها أَن تصح في الجمع قال ابن جني لم تقلب إِلا في بيت شاذ وهو قوله تَبَيَّنَ لي أَنَّ القَماءةَ ذِلَّةٌ وأَنَّ أَعِزَّاء الرجالِ طِيالُها والأُنثى طَويلةٌ وطُوالةٌ والجمع كالجمع ولا يمتنع شيء من ذلك من التسليم ويقال للرجل إِذا كان أَهْوَج الطُّول طُوَال وطُوَّال وامرأَة طُوالة وطُوَّالة الكسائي في باب المُغالَبة طاوَلَني فَطُلْتُه من الطُّول والطَّوْل جميعاً وقال سيبويه يقال طُلْتُ على فَعُلْتُ لأَنك تقول طَويل وطُوال كما قُلْتَ قَبُحَ وقَبيح قال ولا يكون طُلْته كما لا يكون فَعُلْتُه في شيء قال المازني طُلْتُ فعُلْتُ أَصْلٌ واعْتَلَّت من فعُلْت غيرَ مُحَوَّلة الدليلُ على ذلك طَوِيلٌ وطُوال قال وأَما طاوَلْته فطُلْتُه فهي مُحَوَّلة كما حُوِّلَت قُلْتُ وفاعلها طائلٌ لا يقال فيه طَويلٌ كما لا يقال في قائل قَويل قال ولم يؤْخذ هذا إِلا عن الثِّقات قال وقُلْتُ مُحَوَّلةٌ من فَعَلْت إِلى فَعُلْت كما أَن بِعْتُ مُحَوَّلة من فَعَلْت إِلى فَعِلْت وكانت فعِلْتُ أَولى بها لأَن الكسرة من الياء كما كان فَعُلْت أَولى بقُلْت لأَن الضمة من الواو وطالَ الشيءُ طُولاً وأَطَلْته إِطالةً والسَّبْع الطُّوَلُ من سُور القرآن سَبْعُ سُوَر وهي سورة البقرة وسورة آل عمران والنساء والمائدة والأَنعام والأَعراف فهذه ست سور متوالياتٌ واختلفوا في السابعة فمنهم من قال السابعة الأَنفال وبراءَة وعدّهما سورة واحدة ومنهم من جعل السابعة سورة يونس والطُّوَل جمع طُولى يقال هي السّورة الطُّولى وهُنَّ الطُّوَل قال ابن بري ومنه قرأْت السَّبْع الطُّوَل وقال الشاعر سَكَّنْته بعدَما طارَتْ نَعامتُه بسورة الطُّورِ لمَّا فاتَني الطُّوَلُ وفي الحديث أُوتِيتُ السَّبْعَ الطُّوَل هي بالضم جمع الطُّولى وهذا البناء يلزمه الأَلف واللام أَو الإِضافة وفي حديث أُمِّ سَلَمَة أَنه كان يقرأَ في المغرب بطُولى الطُّولَيَيْن هي تثنية الطُّولى ومُذَكَّرُها الأَطْوَل أَي أَنه كان يقرأُ فيها بأَطْول السورتين الطويلتين تَعْني الأَنعام والأَعراف والطويل من الشِّعْر جنس من العَرُوض وهي كلمة مُوَلَّدة سمي بذلك لأَنه أَطْوَلُ الشِّعْر كُلِّه وذلك أَن أَصله ثمانية وأَربعون حرفاً وأَكثر حروف الشعر من غير دائرته اثنان وأَربعون حرفاً ولأَن أَوتاده مبتدأ بها فالطُّول لمتقدم أَجزائه لازم أَبداً لأَن أَول أَجزائه أَوتاد والزوائد أَبداً يتقدم أَسبابَها ما أَوَّلُه وَتِدٌ والطُّوال بالضم المُفْرِط الطُّول وأَنشد ابن بري قول طُفَيل طُوال السَّاعِدَيْن يَهُزُّ لَدْناً يَلُوحُ سِنانُه مِثْلَ الشِّهاب قال ولا يُكَسَّر
( * قوله « قال ولا يكسر إلخ » هكذا في الأصل وعبارة القاموس وشرحه والطوال كرمان المفرط الطول ولا يكسر انما يجمع جمع السلامة اه وبهذا يعلم ما لعله سقط هنا فقد تقدم في صدر المادة أَن طوالاً كغراب يجمع على طوال بالكسر )
إِنما يُجْمع جمع السلامة وطاوَلَني فَطُلْتُه أَي كنت أَشَدَّ طُولاً منه قال إِنَّ الفَرَزْدَقَ صَخْرَةٌ عادِيَّةٌ طالَتْ فَلَيْسَ تَنالُها الأَوْعال وطالَ فلان فلاناً أَي فاقه في الطُّول وأَنشد تَخُطُّ بِقَرْنَيْها بَرِيرَ أَراكةٍ وتَعْطُو بِظِلْفَيْها إِذا الغُصْنُ طالها أَي طاوَلَها فلم تَنَلْه والأَطْوَل نقيضُ الأَقْصر وتأْنيث الأَطْوَل الطُّولى وجمعها الطُّوَل الجوهري الطُّوَال بالضم الطَّوِيلُ يقال طَوِيلٌ وطُوَالٌ فإِذا أَفرَط في الطُّول قيل طُوّال بالتشديد والطِّوال بالكسر جمع طَويل والطَّوَالُ بالفتح من قولك لا أُكَلِّمه طَوَالَ الدَّهْر وطُولَ الدَّهْر بمعنى ويقال قَلانِسُ طِيَالٌ وطِوَالٌ بمعنى والرِّجال الأَطاوِل جمع الأَطْوَل والطُّولىَ تأْنيث الأَطْوَل والجمع الطُّوَل مثل الكُبْرَى والكُبَر وأَطَالَتِ المرأَةُ إِذا وَلَدَتْ طِوَالاً وفي الحديث إِن القَصِيرة قد تُطِيل الجوهري والطُّولُ خِلاف العَرْض وطالَ الشيءُ أَي امتدَّ قال وطُلْتُ أَصله طَوُلْتُ بضم الواو لأَنك تقول طَويل فنقلت الضمة إِلى الطاء وسقطت الواو لاجتماع الساكنين قال ولا يجوز أَن تقول منه طُلْتُه وأَما قولك طَاولَني فطُلْتُه فإِنما تَعْني بذلك كنت أَطْولَ منه من الطُّول والطَّوْل جميعاً وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم ما مَشَى مع طِوَالٍ إِلا طالَهُم فهذ من الطُّول قال ابن بري وعلى ذلك قول سُبَيح بن رِياح الزِّنْجي ويقال رياح بن سبيح حين غَضِبَ لما قال جَرِيرٌ في الفَرَزْدَق لا تَطْلُبَنَّ خُؤُولةً في تَغْلِبٍ فالزِّنْجُ أَكْرَمُ منهمُ أَخْوَالا فقال سبيح أَو رياح لما سَمِع هذا البيت الزِّنْجُ لو لاقَيْتَهم في صَفِّهِمْ لاقَيْتَ ثمَّ جَحَاجِحاً أَبْطَالاً ما بالُ كَلْبِ بَني كُلَيْبٍ سَبَّنا أَنْ لم يُوازِنْ حاجِباً وعِقَالا ؟ إِنَّ الفَرَزْدَق صَخْرَةٌ عادِيَّةٌ طالَتْ فليس تَنالُها الأَوْعالا
( * قوله « الاوعالا » تقدم إيراده قريباً الأوعال بالرفع )
وقالت الخنساء وما بَلَغَتْ كَفُّ امرئٍ مُتَناوِلٍ من المَجْدِ إِلاَّ والذي نِلْتَ أَطْوَلُ وفي حديث استسقاء عمر رضي الله عنه فطالَ العَباسُ عمرَ أَي غَلَبَه في طُولِ القامة وكان عمر طَويلاً من الرجال وكان العباس أَشدَّ طُولاً منه وروي أَن امرأَة قالت رأَيت عَبّاساً يطوف بالبيت كأَنه فُسْطاطٌ أَبيض وكانت رأَت عَلِيَّ بن عبد الله بن العباس وقد فَرَعَ الناسَ كأَنه راكب مع مُشَاةٍ فقالت مَنْ هذا ؟ فأُعْلِمَتْ فقالت إِنّ الناسَ ليَرْذُلون وكان رأْس علي بن عبد الله إِلى مَنْكِب أَبيه عبد الله ورأْسُ عبد الله إِلى مَنْكِب العباس ورأْسُ العباس إِلى مَنْكِب عبد المُطَّلِب وأَطَلْتُ الشيءَ وأَطْوَلْت على النقصان والتمام بمعنى المحكم وأَطال الشيءَ وطَوَّلَه وأَطْوَلَه جعله طَويلاً وكأَن الذين قالوا ذلك إِنما أَرادوا أَن ينبهوا على أَصل الباب قال فلا يقاس هذا إِنما يأْتي للتنبيه على الأَصل وأَنشد سيبويه صَدَدْتِ فأَطْوَلْتِ الصُّدودَ وقَلَّما وِصالٌ على طُولِ الصُّدود يَدُومُ وكلُّ ما امتدَّ من زَمَن أَو لَزِمَ من هِمٍّ ونحوِه فقد طالَ كقولك طالَ الهَمُّ وطال الليلُ وقالوا إِنَّ الليل طَويلٌ فلا يَطُلْ إِلاَّ بخير عن اللحياني قال ومعناه الدُّعاء وأَطال الله طِيلَتَه أَي عُمْرَه وطالَ طِوَلُك وطِيَلُك أَي عُمْرك ويقال غَيْبتك قال القطامي إِنّا مُحَيُّوكَ فاسْلَمْ أَيُّها الطَّلَلُ وإِن بَلِيتَ وإِن طالَتْ بك الطِّوَلُ يروى الطِّيَل جمع طِيلة والطِّوَل جمع طِوَلة فاعْتَلَّ الطِّيَل وانقلبت ياؤه واواً لاعتلالها في الواحد فأَما طِوَلة وطِوَل فمن باب عِنَبة وعِنَب وطالَ طُوَلُك بضم الطاء وفتح الواو وطالَ طَوَالُك بالفتح وطِيَالُك بالكسر كل ذلك حكاه الجوهري عن ابن السكيت وجملٌ أَطْوَلُ إِذا طالتْ شَفَتُه العُليا قال ابن سيده والطَّوَل طُولٌ في مِشْفَر البعير الأَعلى على الأَسفل بعير أَطْوَل وبه طَوَلٌ والمُطاوَلة في الأَمر هو التطويل والتَّطاوُلُ في مَعْنًى هو الاسْتِطالة على الناس إِذا هو رَفَع رأْسَه ورأَى أَنّ له عليهم فَضْلاً في القَدْر قال وهو في معنى آخر أَن يقوم قائماً ثم يَتَطاوَل في قيامه ثم يَرْفَع رأْسَه ويَمُدّ قوامَه للنظر إِلى الشيء وطاوَلْته في الأَمر أَي ماطَلْته وطَوَّل له تَطْويلاً أَي أَمْهَله واسْتَطالَ عليه أَي تَطَاوَلَ يقال اسْتَطالوا عليهم أَي قَتَلوا منهم أَكثرَ مما كانوا قَتَلوا قال وقد يكون اسْتَطالَ بمعنى طالَ وتَطاوَلْت بمعنى تَطالَلْت وفي الحديث إِن هذين الحَيَّين من الأَوس والخَزْرَج كانا يتَطاوَلانِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم تَطاوُلَ الفَحْلَين أَي يَسْتَطِيلانِ على عَدُوِّه ويتباريانِ في ذلك ليكون كل واحد منهما أَبلغ في نصرته من صاحبه فشُبِّه ذلك التَّباري والتغالُب بتَطاوُلِ الفحلين على الإِبل يَذُبُّ كلُّ واحد منهما الفُحولَ عن إِبله ليظهر أَيُّهما أَكثرُ ذَبًّا وفي حديث عثمان فتَفَرَّق الناسُ فِرَقاً ثلاثاً فصامِتٌ صَمْتُه أَنْفَذُ من طَوْلِ غيره ويروى من صَوْل غيره أَي إِمْساكُه أَشدُّ من تَطاوُل غيره ويقال طالَ عليه واستطالَ وتَطاوَلَ إِذا علاه وتَرَفَّع عليه وفي الحديث أَرْبى الرِّبا الاستطالةُ في عِرْضِ الناس أَي اسْتِحْقارُهم والتَّرَفُّعُ عليهم والوَقِيعةُ فيهم وتَطاوَلَ تمدَّدَ إِلى الشيء ينظر نحوه قال تَطاوَلْتُ كي يَبدو الحَصِيرُ فما بَدَا لِعَيْني ويا لَيْتَ الحَصِيرَ بَدا لِيا واسْتَطالَ الشَّقُّ في الحائط امتدَّ وارتفع حكاه ثعلب وهو كاسْتَطار والطِّوَلُ الحَبْلُ الطويلُ جدًّا قال طرفة لَعَمْرُكَ إِنَّ الموتَ ما أَخْطَأَ الفَتَى لَكَالطِّوَلِ المُرْخَى وثِنْياهُ باليَدِ والطِّوَلُ والطِّيَلُ والطَّويلة والتِّطْوَلُ كُلُّه حَبْلٌ طويل تُشَدُّ به قائمةُ الدابة وقيل هو الحبل تُشَدُّ به ويُمْسِك صاحبُه بطَرَفه ويُرْسِلها تَرْعى قال مُزاحِم وسَلْهَبةٍ قَوْداءَ قُلِّصَ لَحْمُها كسِعْلاةِ بِيدٍ في خِلالٍ وتِطْوَل وقد طَوَّلَ لها والطِّوَل الحبل الذي يُطَوَّل للدابة فترعى فيه وكانت العرب تتكلم به
( * قوله « وكانت العرب تتكلم به » كذا في الأصل وعبارة التهذيب وقال الليث الطويلة اسم حبل يشد به قائمة الدابة ثم ترسل في المرعى وكانت العرب تتكلم به اه ) يقال طَوِّل لفرسك يا فلان أَي أَرْخِ له حَبْلَه في مَرْعاه الجوهري طَوِّلْ فرَسك أَي أَرْخِ طَويلتَه في المَرْعى قال أَبو منصور لم أَسمع الطَّويلةَ بهذا المعنى من العرب ورأيتهم يُسَمُّونه الطِّوَل فلم نسمعه إِلاَّ بكسر الأَول وفتح الثاني غيره يقال أَرْخ للفَرَس من طِوَلِه وهو الحَبْل الذي يُطَوَّل للدابة فترعى فيه وأَنشد بيت طرفة لَكَالطِّوَل المُرْخَى قال وهي الطَّويلة أَيضاً وقوله ما أَخْطَأَ الفَتَى أَي في إِخطائه الفَتى وقد شَدَّد الراجزُ الطِّوَلَّ للضرورة فقال مَنْظور بن مَرْثَد الأَسَدي تَعَرَّضَتْ لي بمَكَانٍ حِلِّ تَعَرُّضاً لم تَأْلُ عن قَتْلِلِّي تَعَرُّضَ المُهْرَة في الطِّوَلِّ ويروى عن قَتْلاً لي على الحكاية أَي عن قَوْلِها قَتْلاً له قال الجوهري وقد يفعلون مثل ذلك في الشِّعر كثيراً ويزيدون في الحرف من بعض حروفه قال ذُهْل بن قريع ويقال قارب بن سالم المُرِّي كأَنَّ مَجْرَى دَمْعِها المُسْتَنِّ قُطْنُنَّةً من أَجْوَدِ القُطْنُنِّ وأَنشده غيره قُطُنَّةٌ من أَجْوَدِ القُطُنِّ قال ابن بري وهذا هو صواب إِنشاده وفي الحديث ورجُلٌ طَوَّل لها في مَرْجٍ فقَطَعَتْ طِوَلها وفي آخر فأَطالَ لها فقَطَعَتْ طِيَلَها الطِّوَلُ والطِّيَلُ بالكسر هو الحبل الطويل يُشَدُّ أَحد طَرَفيه في وَتِدٍ أَو غيره والآخر في يد الفرس ليَدُور فيه ويرعى ولا يذهب لوجهه وطَوَّلَ وأَطالَ بمعنىً أَي شَدَّها في الحبل ومنه الحديث لِطِوَل الفَرَس حمًى أَي لصاحب الفرس أَن يَحْمِي الموضع الذي يَدُور فيه فرسُه المشدودُ في الطِّوَل إِذا كان مُباحاً لا مالك له وفي الحديث لا حِمى إِلاَّ في ثلاث طِوَلِ الفرس وثَلَّةِ البئرِ وحَلْقةِ القوم قوله لا حِمى يعني إِذا نزل رجل في عسكر على موضع له أَن يمنع غيرَه طَوِلَ فرسه وكذلك إِذا حَفَر بئراً له أَن يمنع غيرَه مقدارَ ما يكون حَرِيماً له ومَطَاوِلُ الخيل أَرسانُها واحدها مِطْوَلٌ والطِّوَلُ التمادي في الأَمر والتراخي يقال طالَ طِوَلُك وطِيَلُك وطِيلُك وطُولُك ساكنة الياء والواو عن كراع إِذا طال مُكْثُه وتمادِيه في أَمر أَو تَرَاخِيه عنه قال طفيل أَتانا فلم نَدْفَعْه إِذ جاء طارِقاً وقلنا له قد طالَ طُولُك فانْزِلِ أَي أَمرُك الذي أَنت فيه من طُول السفر ومُكابدة السير ويروى قد طال طِيلُك وأَنشد ابن بري أَما تَعْرِف الأَطلالَ قد طالَ طِيلُها والطَّوَالُ مَدَى الدهرِ يقال لا آتِيك طَوَال الدَّهْر والطَّوْل والطائل والطائلة الفَضْل والقُدْرة والغى والسَّعَة والعُلُوُّ قال أَبو ذؤَيب ويَأْشِبُني فيها الذينَ يَلُونَها ولو عَلِموا لم يَأْشِبُوني بطائل وأَنشد ثعلب في صفة ذئب وإِن أَغارَ فلم يَحْلُلْ بطائلةٍ في لَيْلةٍ من جُمَيْر ساوَرَ الفُطُما
( * قوله « وإن أغار إلخ » سبق إنشاده في ترجمة جمر
وإن أطاف ولم يظفر بطائلة ... في ظلمة ابن جمير ساوَر
الفطما )
كذا أَنشده جُمَيْر على لفظ التصغير وقد تَطَوَّل عليهم وفي التنزيل العزيز ومَنْ لم يَسْتَطِعْ منكم طَوْلاً ( الآية ) قال الزجاج معناه من لم يقدر منكم على مَهْرِ الحُرَّة قال والطَّوْلُ القدرة على المَهْر وقوله عز وجل ذي الطَّوْل لا إِله إِلا هو أَي ذي القُدْرة وقيل الطَّوْل الغِنى والطَّوْلُ الفَضْل يقال لفلان على فلان طَوْلٌ أَي فَضْلٌ ويقال إِنه لَيَتَطَوَّل على الناس بفضله وخيره والطَّوْل بالفتح المَنُّ يقال منه طالَ عليه وتَطوَّلَ عليه إِذا امْتَنَّ عليه وفي الحديث اللهمَّ بك أُحاوِل وبك أُطاوِل مُفاعَلة من الطَّوْل بالفتح وهو الفَضْلُ والعُلُوُّ على الأَعداء ومنه الحديث تَطَاوَلَ عليهم الرَّبُّ بفضله أَي تَطَوَّل وهو من باب طارَقْتَ النَّعْلَ في إِطلاقها على الواحد ومنه الحديث قال لأَزواجه أَوَّلُكُنَّ لحُوقاً بي أَطْوَلُكُنَّ يداً فاجْتَمَعْن يتَطاوَلْنَ فطالَتْهُنَّ سَوْدةُ فماتت زينبُ أَوَّلَهنَّ أَراد أَمَدُّكُنَّ يداً بالعطاء من الطَّوْل فظَنَنَّه من الطُّول وكانت زينب تَعْمَل بيدها وتتصدق قال أَبو منصور والتَّطَوُّل عند العرب محمود يوضع موضع المَحاسِن والتطاوُلُ مذموم وكذلك الاستطالة يوضَعانِ موضع التكبر ابن سيده التَّطاوُلُ والاسْتِطالة التَّفَضُّل ورَفْعُ النفس واشتقاق الطائل من الطُّول ويقال للشيء الخَسِيس الدُّون هو بطائل الذَّكَرُ والأُنثى في ذلك سواءٌ وأَنشد لقد كَلَّفوني خُطَّة غيرَ طائل الجوهري هذا أَمر لا طائلَ فيه إِذا لم يكن فيه غَنَاءٌ ومَزِيّة يقال ذلك في التذكير والتأْنيث ولم يَحْلَ منه بِطائلٍ لا يُتَكَلَّم به إِلاَّ في الجَحْد وفي الحديث أَنه ذكر رجلاً من أَصحابه قُبِضَ فكُفِّن في كَفَنٍ غير طائلٍ أَي غير رَفيعٍ ولا نفيس وأَصل الطائل النفع والفائدة وفي حديث ابن مسعود في قتل أَبي جهل ضَرَبْته بسيف غير طائل أَي غير ماضٍ ولا قاطع كأَنه كان سيفاً دُوناً بين السيوف والطَّوائل الأَوتار والذُّحُول واحدتها طائلة يقال فلان يَطْلُب بني فلان بطائلةٍ أَي بوَتْرٍ كأَن له فيهم ثأْراً فهو يطلبه بِدَمِ قتيله وبيْنَهم طائلةٌ أَي عداوة وتِرَةٌ وقول ذي الرمة يصف ناقته مَوَّارة الضَّبعِ مِثلُ الحَيْدِ حارِكُها كأَنَّها طالةٌ في دَفِّها بَلَق قال الطَّالة الأَتان قال أَبو منصور ولا أَعرفه فلينظر في شعر ذي الرمة والطُّوَّل بالتشديد طائر وطَيِّلَةُ الرِّيح نَيِّحتُها وطُوالة موضع وقيل بئر قال الشَّمَّاخ كِلا يَوْمَيْ طُوالةَ وَصْلُ أَرْوى ظَنُونٌ آنَ مُطَّرَحُ الظَّنُون قال أَبو منصور ورأَيت بالصَّمَّان روضة واسعة يقال لها الطَّوِيلة وكان عَرْضُها قدرَ مِيلٍ في طُول ثلاثة أَميال وفيها مَساكٌ لماء السماء إِذا امتلأَ شَرِبوا منه الشهرَ والشهرين وقال في موضع آخر تكون ثلاثة أَميال في مثلها وأَنشد عادَ قَلْبي من الطَّوِيلة عِيدُ وبَنُو الأَطْوَل بطن

ظلل
ظَلَّ نهارَه يفعل كذا وكذا يَظَلُّ ظَلاًّ وظُلُولاً وظَلِلْتُ أَنا وظَلْتُ وظِلْتُ لا يقال ذلك إِلاَّ في النهار لكنه قد سمع في بعض الشعر ظَلَّ لَيْلَه وظَلِلْت أَعْمَلُ كذا بالكسر ظُلُولاً إِذا عَمِلْته بالنهار دون الليل ومنه قوله تعالى فَظَلْتم تَفَكَّهون وهو من شَواذِّ التخفيف الليث يقال ظَلَّ فلان نهارَه صائماً ولا تقول العرب ظَلَّ يَظَلُّ إِلا لكل عمل بالنهار كما لا يقولون بات يبيت إِلا بالليل قال ومن العرب من يحذف لام ظَلِلْت ونحوها حيث يظهران فإِن أَهل الحجاز يكسرون الظاء كسرة اللام التي أُلْقِيَتْ فيقولون ظِلْنا وظِلْتُم المصدر الظُّلُول والأَمر اظْلَلْ وظَلَّ قال تعالى ظَلْتَ عليه عاكفاً وقرئ ظِلْتَ فمن فَتَح فالأَصل فيه ظَلِلْت ولكن اللام حذفت لثِقَل التضعيف والكسر وبقيت الظاء على فتحها ومن قرأَ ظِلْتَ بالكسر حَوَّل كسرة اللام على الظاء ويجوز في غير المكسور نحو هَمْت بذلك أَي هَمَمْت وأَحَسْنت بذلك أَي أَحْسَسْت قال وهذا قول حُذَّاق النحويين قال ابن سيده قال سيبويه أَمَّا ظِلْتُ فأَصله ظَلِلْتُ إِلاَّ أَنهم حذفوا فأَلقوا الحركة على الفاء كما قالوا خِفْت وهذا النَّحْوُ شاذٌّ قال والأَصل فيه عربي كثير قال وأَما ظَلْت فإِنها مُشَبَّهة بِلَسْت وأَما ما أَنشده أَبو زيد لرجل من بني عقيل أَلَمْ تَعْلَمِي ما ظِلْتُ بالقوم واقفاً على طَلَلٍ أَضْحَتْ مَعارِفُه قَفْرا قال ابن جني قال كسروا الظاء في إِنشادهم وليس من لغتهم وظِلُّ النهارِ لونُه إِذا غَلَبَتْه الشمسُ والظِّلُّ نقيض الضَّحِّ وبعضهم يجعل الظِّلَّ الفَيْء قال رؤبة كلُّ موضع يكون فيه الشمس فتزول عنه فهو ظِلٌّ وفَيْء وقيل الفيء بالعَشِيِّ والظِّلُّ بالغداة فالظِّلُّ ما كان قبل الشمس والفيء ما فاء بعد وقالوا ظِلُّ الجَنَّة ولا يقال فَيْؤها لأَن الشمس لا تُعاقِب ظِلَّها فيكون هنالك فيء إِنما هي أَبداً ظِلٌّ ولذلك قال عز وجل أُكُلُها دائمٌ وظِلُّها أَراد وظِلُّها دائم أَيضاً وجمع الظِّلِّ أَظلالٌ وظِلال وظُلُولٌ وقد جعل بعضهم للجنة فَيْئاً غير أَنه قَيَّده بالظِّلِّ فقال يصف حال أَهل الجنة وهو النابغة الجعدي فَسلامُ الإِلهِ يَغْدُو عليهم وفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتُ الظِّلال وقال كثير لقد سِرْتُ شَرْقيَّ البِلادِ وغَرْبَها وقد ضَرَبَتْني شَمْسُها وظُلُولُها ويروى لقد سِرْتُ غَوْرِيَّ البِلادِ وجَلْسَها والظِّلَّة الظِّلال والظِّلال ظِلال الجَنَّة وقال العباس بن عبد المطلب مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال وفي مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ أَراد ظِلال الجنات التي لا شمس فيها والظِّلال ما أَظَلَّكَ من سَحابٍ ونحوه وظِلُّ الليلِ سَوادُه يقال أَتانا في ظِلِّ الليل قال ذو الرُّمَّة قد أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهولَ مَعْسِفُه في ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَهُ البُومُ وهو استعارة لأَن الظِّلَّ في الحقيقة إِنما هو ضوء شُعاع الشمس دون الشُّعاع فإِذا لم يكن ضَوْءٌ فهو ظُلْمة وليس بظِلٍّ والظُّلَّةُ أَيضاً
( * قوله « والظلة أيضاً إلخ » هذه بقية عبارة للجوهري ستأتي وهي قوله والظلة بالضم كهيئة الصفة الى أن قال والظلة أيضاً الى آخر ما هنا ) أَوّل سحابة تُظِلُّ عن أَبي زيد وقوله تعالى يَتَفَيَّأُ ظِلاله عن اليمين قال أَبو الهيثم الظِّلُّ كلُّ ما لم تَطْلُع عليه الشمسُ فهو ظِلٌّ قال والفَيْء لا يُدْعى فَيْئاً إِلا بعد الزوال إِذا فاءت الشمسُ أَي رَجَعَتْ إِلى الجانب الغَرْبيِّ فما فاءت منه الشمسُ وبَقِيَ ظِلاًّ فهو فَيْء والفَيْءُ شرقيٌّ والظِّلُّ غَرْبيٌّ وإِنما يُدْعى الظِّلُّ ظِلاًّ من أَوَّل النهار إِلى الزوال ثم يُدْعى فيئاً بعد الزوال إِلى الليل وأَنشد فلا الظِّلَّ من بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُه ولا الفَيْءَ من بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوق قال وسَوادُ اللَّيلِ كلِّه ظِلٌّ وقال غيره يقال أَظَلَّ يومُنا هذا إِذا كان ذا سحاب أَو غيره وصار ذا ظِلٍّ فهو مُظِلٌّ والعرب تقول ليس شيء أَظَلَّ من حَجَر ولا أَدْفأَ من شَجَر ولا أَشَدَّ سَواداً من ظِلّ وكلُّ ما كان أَرْفع سَمْكاً كان مَسْقَطُ الشَّمس أَبْعَد وكلُّ ما كان أَكثر عَرْضا وأَشَد اكتنازاً كان أَشد لسَوادِ ظِلِّه وظِلُّ الليل جُنْحُه وقيل هو الليل نفسه ويزعم المنجِّمون أَن الليل ظِلٌّ وإِنما اسْوَدَّ جدّاً لأَنه ظِلُّ كُرَة الأَرض وبِقَدْر ما زاد بَدَنُها في العِظَم ازداد سواد ظِلِّها وأَظَلَّتْني الشجرةُ وغيرُها واسْتَظَلَّ بالشجرة اسْتَذْرى بها وفي الحديث إِنَّ في الجنة شَجَرةً يَسِير الراكبُ في ظِلِّها مائةَ عامٍ أَي في ذَراها وناحيتها وفي قول العباس مِنْ قَبْلِها طِبْتَ في الظِّلال أَراد ظِلال الجنة أَي كنتَ طَيِّباً في صُلْب آدم حيث كان في الجنة وقوله من قبلها أَي من قبل نزولك إِلى الأَرض فكَنى عنها ولم يتقدم ذكرها لبيان المعنى وقوله عز وجل ولله يَسْجُد مَنْ في السموات والأَرض طَوْعاً وكَرْهاً وظِلالُهُم بالغُدُوِّ والآصال أَي ويَسْجُد ظِلالُهم وجاء في التفسير أَن الكافر يَسْجُدُ لغير الله وظِلُّه يسجد لله وقيل ظِلالُهم أَي أَشخاصهم وهذا مخالف للتفسير وفي حديث ابن عباس الكافر يَسْجُد لغير الله وظِلُّه يَسْجُد لله قالوا معناه يَسْجُد له جِسْمُه الذي عنه الظِّلُّ ويقال للمَيِّت قد ضَحَا ظِلُّه وقوله عز وجل ولا الظِّلُّ ولا الحَزورُ قال ثعلب قيل الظِّلُّ هنا الجنة والحَرور النار قال وأَنا أَقول الظِّلُّ الظِّلُّ بعينه والحَرُور الحَرُّ بعينه واسْتَظَلَّ الرجلُ اكْتَنَّ بالظِّلِّ واسْتَظَلَّ بالظِّلِّ مال إِليه وقَعَد فيه ومكان ظَلِيلٌ ذو ظِلٍّ وقيل الدائم الظِّلِّ قد دامت ظِلالَتُه وقولهم ظِلٌّ ظَلِيل يكون من هذا وقد يكون على المبالغة كقولهم شِعْر شاعر وفي التنزيل العزيز ونُدْخِلهم ظِلاًّ ظَلِيلاً وقول أُحَيْحَة بن الجُلاح يَصِف النَّخْل هِيَ الظِّلُّ في الحَرِّ حَقُّ الظَّلِي لِ والمَنْظَرُ الأَحْسَنُ الأَجْمَلُ قال ابن سيده المعنى عندي هي الشيء الظَّلِيل فوضع المصدر موضع الاسم وقوله عز وجل وظَلَّلْنا عليكم الغَمامَ قيل سَخَّر اللهُ لهم السحابَ يُظِلُّهم حتى خرجوا إِلى الأَرض المقدَّسة وأَنزل عليهم المَنَّ والسَّلْوى والاسم الظَّلالة أَبو زيد يقال كان ذلك في ظِلِّ الشتاء أَي في أَوَّل ما جاء الشتاء وفَعَلَ ذلك في ظِلِّ القَيْظ أَي في شِدَّة الحَرِّ وأَنشد الأَصمعي غَلَّسْتُه قبل القَطا وفُرَّطِه في ظِلِّ أَجَّاج المَقيظ مُغْبِطِه
( * قوله « غلسته إلخ » كذا في الأصل والاساس وفي التكملة تقدم العجز على الصدر )
وقولهم مَرَّ بنا كأَنَّه ظِلُّ ذئب أَي مَرَّ بنا سريعاً كَسُرْعَة الذِّئب وظِلُّ الشيءِ كِنُّه وظِلُّ السحاب ما وَارَى الشمسَ منه وظِلُّه سَوادُه والشمسُ مُسْتَظِلَّة أَي هي في السحاب وكُلُّ شيء أَظَلَّك فهو ظُلَّة ويقال ظِلٌّ وظِلالٌ وظُلَّة وظُلَل مثل قُلَّة وقُلَل وفي التنزيل العزيز أَلم تَرَ إِلى رَبِّك كيف مَدَّ الظِّلَّ وظِلُّ كلِّ شيء شَخْصُه لمكان سواده وأَظَلَّني الشيءُ غَشِيَني والاسم منه الظِّلُّ وبه فسر ثعلب قوله تعالى إِلى ظِلٍّ ذي ثَلاث شُعَب قال معناه أَن النار غَشِيَتْهم ليس كظِلِّ الدنيا والظُّلَّة الغاشيةُ والظُّلَّة البُرْطُلَّة وفي التهذيب والمِظَلَّة البُرْطُلَّة قال والظُّلَّة والمِظَلَّة سواءٌ وهو ما يُسْتَظَلُّ به من الشمس والظُّلَّة الشيء يُسْتَتر به من الحَرِّ والبرد وهي كالصُّفَّة والظُّلَّة الصَّيْحة والظُّلَّة بالضم كهيئة الصُّفَّة وقرئ في ظُلَلٍ على الأَرائك مُتَّكئون وفي التنزيل العزيز فأَخَذَهُم عذابُ يَوْمِ الظُّلَّة والجمع ظُلَلٌ وظِلال والظُّلَّة ما سَتَرك من فوق وقيل في عذاب يوم
( * قوله « وقيل في عذاب يوم إلخ » كذا في الأصل ) الظُّلَّة قيل يوم الصُّفَّة وقيل له يوم الظُّلَّة لأَن الله تعالى بعث غَمامة حارّة فأَطْبَقَتْ عليهم وهَلَكوا تحتها وكُلُّ ما أَطْبَقَ عليك فهو ظُلَّة وكذلك كل ما أَظَلَّك الجوهري عذابُ يوم الظُّلَّة قالوا غَيْمٌ تحته سَمُومٌ وقوله عز وجل لهم مِنْ فوقِهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ قال ابن الأَعرابي هي ظُلَلٌ لمَنْ تحتهم وهي أَرض لهم وذلك أَن جهنم أَدْرَاكٌ وأَطباق فبِساطُ هذه ظُلَّةٌ لمَنْ تحتَه ثم هَلُمَّ جَرًّا حتى ينتهوا إِلى القَعْر وفي الحديث أَنه ذكر فِتَناً كأَنَّها الظُّلَل قل هي كُلُّ ما أَظَلَّك واحدتها ظُلَّة أَراد كأَنَّها الجِبال أَو السُّحُب قال الكميت فكَيْفَ تَقُولُ العَنْكَبُوتُ وبَيتُها إِذا ما عَلَتْ مَوْجاً من البَحْرِ كالظُّلَل ؟ وظِلالُ البحر أَمواجُه لأَنها تُرْفَع فتُظِلُّ السفينةَ ومن فيها ومنه عذاب يوم الظُّلَّة وهي سحابة أَظَلَّتْهم فَلَجؤوا إِلى ظِلِّها من شِدَّة الحرّ فأَطْبَقَتْ عليهم وأَهْلَكَتْهم وفي الحديث رأَيت كأَنَّ ظُلَّةً تَنْطِف السَّمْنَ والعَسَل أَي شِبْهَ السَّحَابة يَقْطُرُ منها السَّمْنُ والعسلُ ومنه البقرةُ وآلُ عمران كأَنَّهما ظُلَّتانِ أَو غَمامتان وقوله وَيْحَكَ يا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ هَلْ لَكَ في اللَّواقِح الحَرَائزِ وفي اتِّباعِ الظُّلَل الأَوَارِزِ ؟ قيل يَعْني بُيوتَ السَّجْن والمِظَلَّة والمَظَلَّة بيوت الأَخبية وقيل المِظَلَّة لا تكون إِلا من الثياب وهي كبيرة ذات رُواقٍ وربما كانت شُقَّة وشُقَّتين وثلاثاً وربما كان لها كِفَاءٌ وهو مؤخَّرها قال ابن الأَعرابي وإِنما جاز فيها فتح الميم لأَنها تُنْقل بمنزلة البيت وقال ثعلب المِظَلَّة من الشعر خاصة ابن الأَعرابي الخَيْمة تكون من أَعواد تُسْقَف بالثُّمام فلا تكون الخيمة من ثياب وأَما المَظَلَّة فمن ثياب رواه بفتح الميم وقال أَبو زيد من بيوت الأَعراب المَظَلَّة وهي أَعظم ما يكون من بيوت الشعر ثم الوَسُوط نعت المَظَلَّة ثم الخِباء وهو أَصغر بيوت الشَّعَر والمِظَلَّة بالكسر البيت الكبير من الشَّعَر قال أَلْجَأَني اللَّيْلُ وَرِيحٌ بَلَّه إِلى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّه وسَكَنٍ تُوقَد في مِظَلَّه وعَرْشٌ مُظَلَّل من الظِّلِّ وقال أَبو مالك المِظَلَّة والخباء يكون صغيراً وكبيراً قال ويقال للبيت العظيم مِظَلَّة مَطْحُوَّة ومَطْحِيَّة وطاحِيَة وهو الضَّخْم ومَظَلَّة ومِظَلَّة دَوْحة
( * قوله « ومظلة دوحة » كذا في الأصل والتهذيب )
ومن أَمثال العرب عِلَّةٌ ما عِلَّه أَوْتادٌ وأَخِلَّه وعَمَدُ المِظَلَّه أَبْرِزُوا لصِهْرِكم ظُلَّه قالته جارية زُوِّجَتْ رَجُلاً فأَبطأَ بها أَهْلُها على زوجها وجَعَلُوا يَعْتَلُّون بجمع أَدوات البيت فقالت ذلك اسْتِحْثاثاً لهم وقول أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهذلي ولَيْلٍ كأَنَّ أَفانِينَه صَراصِرُ جُلِّلْنَ دُهْمَ المَظالي إِنما أَراد المَظالَّ فخَفَّف اللام فإِمَّا حَذَفها وإِمَّا أَبْدَلَها ياءً لاجتماع المثلين لا سيما إِن كان اعتقد إِظهار التضعيف فإِنه يزداد ثِقَلاً ويَنْكَسِر الأَول من المثلين فتدعو الكسرةُ إِلى الياء فيجب على هذا القول أَن يُكْتب المَظالي بالياء ومثْلُهُ سَواءً ما أَنشده سيبويه لعِمْران بن حِطَّان قد كُنْتُ عِنْدَك حَوْلاً لا يُرَوَّعُني فيه رَوَائعُ من إِنْس ولا جانِ وإِبدالُ الحرف أَسهلُ من حذفه وكُلُّ ما أَكَنَّك فقد أَظَلَّكَ واسْتَظَلَّ من الشيء وبه وتَظَلَّل وظَلَّله عليه وفي التنزيل العزيز وظَلَّلنا عليهم الغَمامَ والإِظْلالُ الدُّنُوُّ يقال أَظَلَّك فلان أَي كأَنه أَلْقى عليك ظِلَّه من قُرْبه وأَظَلَّك شهرُ رمضان أَي دَنا منك وأَظَلَّك فلان دَنا منك كأَنه أَلْقى عليك ظِلَّه ثم قيل أَظَلَّك أَمرٌ وفي الحديث أَنه خطب آخر يوم من شعبان فقال أَيها الناس قد أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عظيم أَي أَقْبَل عليكم ودَنا منكم كأَنه أَلْقى عليكم ظِلَّه وفي حديث كعب ابن مالك فلما أَظَلَّ قادماً حَضَرَني بَثِّي وفي الحديث الجنَّةُ تحت ظِلالِ السيوف هو كناية عن الدُّنُوِّ من الضِّرب في الجهاد في سبيل الله حتى يَعْلُوَه السيفُ ويَصِيرَ ظِلُّه عليه والظِّلُّ الفَيْءُ الحاصل من الحاجز بينك وبين الشمس أَيَّ شيء كان وقيل هو مخصوص بما كان منه إِلى الزوال وما كان بعده فهو الفيء وفي الحديث سَبْعَةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّ العرش أَي في ظِلِّ رحمته وفي الحديث الآخر السُّلْطانُ ظِلُّ الله في الأَرض لأَنه يَدْفَع الأَذى عن الناس كما يَدْفَع الظِّلُّ أَذى حَرِّ الشمس قال وقد يُكْنى بالظِّلِّ عن الكَنَف والناحية وأَظَلَّك الشيء دَنا منك حتى أَلقى عليك ظِلُّه من قربه والظِّلُّ الخَيال من الجِنِّ وغيرها يُرى وفي التهذيب شِبْه الخيال من الجِنِّ ويقال لا يُجاوِزْ ظِلِّي ظِلَّك ومُلاعِب ظِلَّه طائرٌ سمي بذلك وهما مُلاعِبا ظِلِّهما ومُلاعِباتُ ظِلِّهن كل هذ في لغة فإِذا جَعَلته نكرة أَخْرَجْتَ الظِّلَّ على العِدَّةِ فقلت هُنَّ مُلاعِباتٌ أَظْلالَهُنَّ وقول عنترة ولقد أَبِيتُ على الطَّوى وأَظَلُّه حتى أَنالَ به كَرِيمَ المأْكَل أَراد وأَظَلُّ عليه وقولهم في المثل لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ ظَبْيٍ ظِلَّه معناه كما تَرَكَ ظَبْيٌ ظِله الأَزهري وفي أَمثال العرب تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه يُضْرَب للرجل النَّفُور لأَن الظَّبْي إِذا نَفَر من شيء لا يعود إِليه أَبداً وذلك إِذا نَفَر والأَصل في ذلك أَن الظَّبْيَ يَكْنِس في الحَرّ فيأْتيه السامي فيُثِيره ولا يعود إِلى كِناسِه فيقال تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه ثم صار مثلاً لكل نافر من شيء لا يعود إِليه الأَزهري ومن أَمثالهم أَتيته حين شَدَّ الظََّّبْيُ ظِلَّه وذلك إِذا كَنَس نِصْف النهار فلا يَبْرَح مَكْنِسَه ويقال أَتيته حين يَنْشُدُ الظَّبْيُ ظِلَّه أَي حين يشتدُّ الحَرُّ فيطلب كِناساً يَكْتَنُّ فيه من شدة الحر ويقال انْتَعَلَتِ المَطايا ظِلالها إِذا انتصف النهار في القَيْظ فلم يكُن لها ظِلٌّ قال الراجز قد وَرَدَتْ تَمْشِي على ظِلالِها وذابَت الشَّمْس على قِلالها وقال آخر في مثله وانْتَعَلَ الظِّلَّ فكان جَوْرَبا والظِّلُّ العِزُّ والمَنَعة ويقال فلان في ظِلِّ فلان أَي في ذَراه وكَنَفه وفلان يعيش في ظِلِّ فلان أَي في كَنَفه واسْتَظَلَّ الكَرْمُ التَفَّتْ نَوامِيه وأَظَلُّ الإِنسان بُطونُ أَصابعه وهو مما يلي صدر القَدَم من أَصل الإِبهام إِلى أَصل الخِنْصَرِ وهو من الإِبل باطن المَنْسِم هكذا عَبَّروا عنه ببطون قال ابن سيده والصواب عندي أَن الأَظَلَّ بطن الأُصبع وقال ذو الرُّمَّة في مَنْسِم البعير دامي الأَظلِّ بَعِيد الشَّأْوِ مَهْيُوم قال الأَزهري سمعت أَعرابيّاً من طَيِّءٍ يقول لِلَحْمٍ رقيقٍ لازقٍ بباطن المَنْسِم من البعير هو المُسْتَظِلاَّتُ وليس في لحم البعير مُضْغة أَرَقُّ ولا أَنعم منها غير أَنه لا دَسَم فيه وقال أَبو عبيد في باب سوء المشاركة في اهتمام الرجل بشأْن أَخيه قال أَبو عبيدة إِذا أَراد المَشْكُوُّ إِليه أَنه في نَحْوٍ مما فيه صاحبُه الشَّاكي قال له إِن يَدْمَ أَظَلُّكَ فقد نَقِبَ خُفِّي يقول إِنه في مثل حالك قال لبيد بنَكِيبٍ مَعِرٍ دامي الأَظَلّ قال والمَنْسِمُ للبعير كالظُّفُر للإِنسان ويقال للدم الذي في الجوف مُسْتَظِلُّ أَيضاً ومنه قوله مِنْ عَلَق الجَوْفِ الذي كان اسْتَظَلّ ويقال اسْتَظَلَّت العينُ إِذا غارت قال ذو الرمة على مُسْتَظِلاَّتِ العُيونِ سَوَاهِمٍ شُوَيْكِيَةٍ يَكْسُو بُرَاها لُغَامُها ومنه قول الراجز كأَنَّما وَجْهُكَ ظِلٌّ من حَجَر قال بعضهم أَراد الوَقاحة وقيل إِنه أَراد أَنه أَسودُ الوجه غيره الأَظَلُّ ما تحت مَنْسِم البعير قال العَجَّاج تَشْكو الوَجَى من أَظْلَلٍ وأَظْلَل مِنْ طُولِ إِمْلالٍ وظَهْرٍ أَمْلَل إِنما أَظهر التضعيف ضرورة واحتاج إِلى فَكِّ الإِدغام كقول قَعْنَب بن أُمِّ صاحب مَهْلاً أَعاذِلَ قد جَرَّبْتِ منْ خُلُقِي أَنِّي أَجُودُ لأَقوامٍ وإِنْ ضَنِنُوا والجمع الظُّلُّ عاملوا الوصف
( * قوله « عاملوا الوصف » هكذا في الأصل وفي شرح القاموس عاملوه معاملة الوصف ) أَو جمعوه جمعاً شاذّاً قال ابن سيده وهذا أَسبق لأَني لا أَعرف كيف يكون صفة وقولهم في المثل لَكِنْ على الأَثَلاثِ لَحْمٌ لا يُظَلَّل قاله بَيْهَسٌ في إِخوته المقتولين لما قالوا ظَلِّلوا لَحْمَ جَزُورِكم والظَّلِيلة مُسْتَنْقَع الماء في أَسفل مَسِيل الوادي والظَّلِيلة الرَّوْضة الكثيرة الحَرَجات وفي التهذيب الظَّلِيلة مُسْتَنْقَع ماءٍ قليلٍ في مَسِيل ونحوه والجمع الظَّلائل وهي شبه حُفْرة في بطنِ مَسِيل ماءٍ فينقطع السيل ويبقى ذلك الماء فيها قال رؤبة غادَرَهُنَّ السَّيْلُ في ظَلائلا
( * قوله « غادرهن السيل » صدره كما في التكملة بخصرات تنقع الغلائلا )
ابن الأَعرابي الظُّلْظُل السُّفُن وهي المَظَلَّة والظِّلُّ اسم فَرَس مَسْلمة بن عبد المَلِك وظَلِيلاء موضع والله أَعلم

عبل
العَبْلُ الضَّخْم من كل شيء وفي صفة سعد بن معاذ كان عَبْلاً من الرِّجال أَي ضَخْماً والأُنثى عَبْلة وجمعها عِبالٌ وقد عَبُلَ بالضم عَبالةً فهو أَعْبَلُ غَلُظ وابْيَضَّ وأَصله في الذراعين وجارية عَبْلة والجمع عَبْلاتٌ لأَنها نَعْتٌ ورَجُل عَبْلُ الذِّراعين أَي ضَخْمُهما وفَرَسٌ عَبْلُ الشَّوَى أَي غليظ القوائم وامرأَة عَبْلة أَي تامَّة الخَلْق والجمع عَبْلاتٌ وعِبالٌ مثل ضَخْماتٍ وضِخام الأَصمعي الأَعْبَل والعَبْلاء حجارة بِيضٌ وأَنشد في صفة ناب الذئب يَبْرُق نابُه كالأَعْبَل أَي كحَجر أَبيض من حجارة المَرْو قال ابن بري قال الجوهري الأَعبَل حجارة بِيضٌ وصوابه الأَعبل حَجر أَبيض لأَن أَفْعَل من صفة الواحد المذَكَّر قال أَبو كبير لَوْنُ السَّحابِ بها كلَوْن الأَعبَل قال ويجوز أَن يريد بالأَعبَل الجنس كما قال والضَّرْبُ في أَقْبالِ مَلْمُومةٍ كأَنَّما لأْمَتُها الأَعْبَل وأَقبال جمع قَبَلٍ لما قابَلك من جَبَل ونحوه وجمع الأَعْبَل أَعْبِلةٌ على غير الواحد وفي الحديث أَن المسلمين وَجَدوا أَعْبِلةً في الخَنْدَق والعَبْلاء الطَّريدة في سَواء الأَرض حِجارتها بِيضٌ كأَنها حجارة القدَّاح وربما قدَحوا ببعضها وليس بالمَرْوِ كأَنها البِلَّوْر والأَعْبَلُ حَجرٌ أَخشن غليظ يكون أَحمر ويكون أَبيض ويكون أَسود كلٌّ يكون جَبلٌ غليظ
( * قوله « جبل غليظ » هكذا في الأصل والتهذيب والتكملة وعبارة القاموس والاعبل الجبل الأبيض الحجارة أو حجر اخش غليظ يكون أحمر وأبيض وأسود ) في السماء وجبَلٌ أَعْبَل وصخرة عَبْلاء بيضاء صُلْبة وقيل العَبْلاء الصخرة من غير أَن تُخَصّ بصفة فأَما ثعلب فقال لا يكون الأَعْبَل والعَبْلاء إِلاّ أَبيَضين وقول أَبي كبير الهُذَلي صَدْيانَ أُجْري الطِّرْفَ في مَلمومةٍ لَوْنُ السَّحابِ بها كَلوْن الأَعْبَل عَنى بالأَعْبل المكان ذا الحجارة البيض والعَبَنْبَل الضَّخْم الشديد مشتقٌّ من ذلك قالت امرأَة كُنْتُ أُحِبُّ ناشِئاً عَبَنْبَلا يَهْوَى النِّساءَ ويُحِبُّ الغَزَلا وغُلامٌ عابِلٌ سَمين وجمعه عُبَّل وامرأَة عَبُول ثَكُولٌ وجمعها عُبُل والعَبَل بالتحريك الهَدَبُ وهو كل ورق مفتول غير مُنْبَسط كوَرق الأَرْطى والأَثْل والطَّرْفاء وأَشباه ذلك ومنه قول الراجز أَوْدَى بلَيْلى كُلُّ نَيَّافٍ شَوِل صاحبِ عَلْقى ومُضاضٍ وعَبَل وقيل هو ثمر الأَرْطى وقيل هو هَدَبه إِذا غَلُظ في القَيْظ واحْمَرَّ وصَلَحَ أَن يُدْبغ به قال ابن السكيت أَعْبَلَ الأَرْطى إِذا غَلُظ هَدَبُه في القيظ وقيل العَبَل الوَرق الدقيق وقيل العَبَل مثل الوَرَق وليس بوَرق والعَبَل الوَرق الساقط والطالعُ ضِدٌّ وقد أَعْبَل فيهما قال الأَزهري سمعت غير واحد من العرب يقول غَضاً مُعْبِلٌ وأَرْطى مُعْبِلٌ إِذا طَلَع ورَقُه قال وهذا هو الصحيح ومنه قول ذي الرمة إِذا ذابَتِ الشَّمْس اتَّقى صقَراتِها بأَفنانِ مَرْبوعِ الصَّرِيمة مُعْبِل وإِنما يَتَّقي الوَحْشيُّ حَرَّ الشمس فأَفنان الأَرطاة التي طَلَع وَرقُها وذلك حين يَكْنِس في حَمْراء القَيْظ وإِنما يسقُط ورقها إِذا بَرَد الزمانُ ولا يَكْنِس الوحشُ حينئذ ولا يتَّقي حرَّ الشمس وقال النضر أَعبَلَت الأَرْطاةُ إِذا نبَت ورَقُها وأَعبلت إِذا سقط ورقُها فهي مُعْبِلٌ قال الأَزهري جعَل ابنُ شُميل أَعْبَلَت الشجرة من الأَضداد ولو لم يحفظه عن العرب ما قاله لأَنه ثقة مأْمون وحكى ابن سيده عن أَبي حنيفة أَعْبَل الشجرُ إِذا خرج ثمره قال وقال لم أَجد ذلك معروفاً وقال الأَزهري عَبَلَ الشجرُ إِذا طَلَع ورَقُه وعَبل الشجرَ يَعْبِله عَبْلاً حَتَّ عنه ورقَه وأَلقى عليه عَبالَّته بالتشديد أَي ثِقْله والتخفيف فيها لغة عن اللحياني وفي الحديث أَن ابن عمر رضي الله عنه قال لرجل إِذا أَتيت مِنىً فانتهيت إِلى موضع كذا وكذا فإِنَّ هناك سَرْحةً لم تُعْبَل ولم تُجْرَد ولم تُسْرَف سُرَّ تحتها سبعون نبيًّا فانزِلْ تحتها قال أَبو عبيد لم تُعْبَل لم يَسْقُط ورقُها والسَّرْو والنَّخْل لا يُعْبَلان وكل شجر نبت ورقه شتاء وصيفاً فهو لا يُعْبَل وقوله لم تُجْرَد أَي لم يأْكلها الجراد والمِعْبَلة نَصْلٌ طويل عريض والجمع مَعابل وقال عنترة وفي البَجْلِيّ مِعْبَلةٌ وَقِيعُ وقال الأَصمعي من النِّصال المِعْبَلة وهو أَن يُعَرَّض النَّصْل ويُطَوَّل وقال أَبو حنيفة هي حديدة مُصَفَّحة لا عَيَر لها وعَبَلَ السَّهْمَ جعل فيه مِعْبَلةً ومنه حديث عليّ رضوان الله عليه تَكَنَّفَتْكم غَوائلُه وأَقْصَدَتْكم مَعابِلُه وفي حديث عاصم بن ثابت تَزِلُّ عن صَفْحَتَي المَعابِل والعَبُولُ المَنِيَّة وعَبَلَتْه عَبول كقولهم غالَتْه غُولٌ قال المَرَّار الفَقْعسِيُّ وإِنَّ المالَ مُقْتَسَمٌ وإِنِّي ببَعْضِ الأَرْضِ عابِلَتي عَبُول ويقال للرجل إِذا مات عَبَلَتْه عَبُول مثل اشْتَعَبَتْه شَعُوب قال الأَزهري وأَصل العَبْل القطعُ المستأْصِل وأَنشد عابلتي عَبُول وما عَبَلَكَ أَي ما شَغَلَك وحَبَسَك والعَبالُ الجَبَليُّ من الوَرْدِ وهو يَغْلُظ ويَعْظُم حتى تُقْطَع منه العِصيُّ حكاه أَبو حنيفة قال ويزعمون أَن عصا موسى عليه السلام كانت منه وبَنو عَبِيل قبيلةٌ قد انقرضوا وعَبْلةُ اسم وقال الجوهري اسم جارية والعَبَلاتُ بالتحريك بطن من بني أُمية الصُّغْرى من قريش نَسِبوا إِلى أُمهم عَبْلة إِحدى نساء بني تميم حرَّكوا ثانيه
( * قوله « حركوا ثانيه إلخ » لا يخفى ان عبلة الوصف يجمع على عبلات بتسكين الثاني كما تقدم فلما نقل من الوصفية الى الاسمية وجب في جمعه اتباع عينه لغائه لقوله في الخلاصة والساكن العين الثلاثي اسماً إلخ وبهذا النقل اشبه حارثاً ) على من قال في التسمية حارث قال سيبويه النَّسَب إِليه عَبْليٌّ بالسكون على ما يجب في الجمع الذي له واحد من لفظه قال الجوهري تردُّه إِلى الواحد لأَن أُمَّهم اسمها عَبْلة وفي حديث الحديبية وجاء عامر برَجُلٍ من العَبَلات أَبو عمرو العَبْلاء مَعْدِن الصُّفر في بلاد قيس والعَبْلاء موضع وعَوْبَل اسم ويقال عَبَلْتُه إِذا رَدَدْته وأَنشد ها إِنَّ رَمْيِ عَنْهُمُ لمَعْبُول فلا صَرِيخَ اليومَ إِلاَّ المَصْقول كان يَرْمي عَدُوَّه فلا يُغْني الرَّمْيُ شيئاً فقاتل بالسيف وقال هذا الرجز والمَعْبول المردود

عبقل
العَباقِيلُ بَقايا المرضِ والحُبِّ عن اللحياني كالعَقَابِيل

عبهل
في كتاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لوائل بن حُجْر ولقومه مِنْ مُحَمَّدٍ رسولِ الله إِلى الأَقْيال العَباهِلة من أَهل حَضْرَ مَوْتَ قال أَبو عبيد العَبَاهِلة هم الذين أُقِرُّوا على مُلْكِهِم لا يُزَالون عنه وكذلك كلُّ شيء أَهْمَلْته فكان مُهْمَلاً لا يُمْنَع مما يريد ولا يُضْرَب على يديه فهو مُعَبْهَل وقد عَبْهَلْته الجوهري عَبَاهِلَةُ اليَمَن ملوكُهم الذين أُقِرُّوا على مُلْكهم والمُتَعَبْهِل الممتنع الذي لا يُمْنَع وقال تأَبَّط شرًّا مَتى تَبْغني ما دُمْتُ حَيًّا مُسَلَّماً تَجِدْني مع المُسْتَرْعِل المُتَعَبْهِل وعَبْهَل الإِبلَ أَهملها وإِبل عَباهِل ومُعَبْهَلة مهمَلة لا راعي لها ولا حافظ قال الراجز يذكر الإِبل أَنها قد أُرْسِلت على الماء تَرِدُه كيف شاءت عَبَاهِلٍ عَبْهَلَها الوُرَّادُ
( * قوله « عباهل إلخ » كذا في الصحاح قال في التكملة والرواية عرامس عبهلها الذوّاد جمع ذائد وقبله
أفرغ لجوف وردها أفراد ... عباهل عبهلها الورّاد )
ابن الأَعرابي المُعَبْهَل والمُعَزْهَل المُهْمَل وعَبْهَلْت الإِبلَ
إِذا تركتها تَرِدُ مَتى شاءت وواحد العَبَاهِلة عَبْهَل والتاء لتأْكيد الجمع كقَشْعَم وقَشاعِمَة ويجوز أَن يكون الأَصل عَباهِيل جمع عُبْهُول أَو عِبْهال فحذفت الياء وعُوِّض منها الهاء كما قيل فرازنة في فَرَازِين والأَول أَشبه والعَبَاهِلة المُطْلَقون الليث مَلِكٌ مُعَبْهَل لا يُرَدُّ أَمْرُه في شيء وعَبْهَل الإِبلَ أَي أَهملها مثل أَبْهَلَها والعين مبدلة من الهمزة وعَبْهَل اسم رجل

عتل
العَتَلةُ حَدِيدة كأَنَّها رأْس فأْس عَرِيضةٌ في أَسْفلها خَشَبةٌ يُحْفَر بها الأَرْضُ والحِيطانُ ليست بمُعَقَّفَة كالفأْس ولكنها مستقيمة مع الخشبة وقيل العَتَلة العَصا الضَّخْمة من حَدِيد لها رأْس مُفَلْطَحٌ كقَبِيعة السَّيْف تكون مع البَنَّاء يَهْدِم بها الحيطانَ والعَتَلة أَيضاً الهِراوة الغليظة من الخشب وقيل هي المِجْثاث وهي الحديدة التي يُقْطَع بها فَسِيلُ النخل وقُضُبُ الكَرْم وقيل هي بَيْرَمُ النَّجَّارِ والمُجْتَابِ والجمع عَتَلٌ والعَتَلة المَدَرة الكبيرة تَتَقَلَّع من الأَرض إِذا أُثِيرت وفي الحديث أَنه قال لعُتْبة بن عَبْدٍ ما اسْمُكَ ؟ قال عَتَلة
( * قوله « ما اسمك قال عتلة » قال الصاغاني وقيل كان اسمه نشبة ) قال بل أَنت عُتْبة قيل في تفسيره كأَنه كَرِه العَتَلة لِمَا فيها من الغِلْظة والشِّدَّة وهي عَمودُ حدِيدٍ يُهْدَمُ به الحِيطانُ وقيل حديدة كبيرة يُقْلَع بها الشجرُ والحجرُ وفي حديث هَدْم الكعبة فأَخذ ابنُ مُطِيعٍ العَتَلة ومنه اشْتُقَّ العُتُلُّ وهو الشديد الجافي والفَظُّ الغَلِيظ من الناس والعُتُلُّ الشديد وقيل الأَكُول المَنُوع وقيل هو الجافي الغليظ وقيل هو الجافي الخُلُق اللئيم الضَّرِيبة وقيل هو الشديد من الرجال والدواب وفي التنزيل عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ قيل هو الشديد الخُصومَةِ وقيل هو ما تقدم والعَتَلة واحدة العَتَل وهي القِسِيُّ الفارسيَّة قال أُميَّة يَرْمُونَ عن عَتَلٍ كأَنَّها غُبُطٌ بِزَمْخَرٍ يُعْجِلُ المَرْمِيَّ إِعْجالا وعَتَلَه يعتِلُه ويَعْتُله عَتْلاً فانْعَتَل جَرَّه جَرًّا عَنِيفاً وجَذَبَه فحَمَله وفي التنزيل خُذُوه فاعْتِلُوه إِلى سَواءِ الجحيم قرأَ عاصم وحمزة والكسائي وأَبو عمرو فاعْتِلُوه بكسر التاء وقرأَ ابن كثير ونافعٌ وابن عامر ويعقوبُ فاعْتُلوه بضم التاء قال الأَزهري وهما لغتان فصيحتان ومعناه خُذُوه فاقْصِفُوه كما يُقْصَف الحَطَبُ والعَتْلُ الدَّفْع والإِرْهاقُ بالسَّوْق العَنِيف ابن السكيت عَتَلْته إِلى السِّجْن وعَتَنْتُه أَعْتِلُه وأَعْتُله وأَعْتِنُه وأَعْتُنُه إِذا دَفَعْته دَفْعاً عنيفاً ابن السكيت عَتَلَه وعَتَنَه باللام والنون جميعاً وقيل العَتْلُ أَن تأْخُذَ بتَلْبيبِ الرَّجُل فتَعْتِله أَي تَجُرّه إِليك وتَذْهَب به إِلى حَبس أَو بَلِيَّة ورَجُلٌ مِعْتَلٌ بالكسر قَوِيٌّ على ذلك قال أَبو النجم يَصف فرساً طارَ عن المُهْرِ نَسِيلٌ يَنْسُلُه عن مُفْرَع الكَتِفَيْن حُرٍّ عَطَلُه نَفْرَعُه فَرْعاً ولَسْنَا نَعْتِلُه وأَخَذَ فلان بِزمَام الناقة فَعَتَلَها إِذا قادَها قَوْداً عنِيفاً ويقال لا أَتَعَتَّلُ مَعَك ولا أَنْعَتِلُ معك شِبْراً أَي لا أَبْرَح مكاني ولا أَجيء معك وإِنَّه لَعَتِلٌ إِلى الشرِّ أَي سريع وعَتِلَ إِلى الشَّرِّ عَتَلاً فهو عَتِلٌ سَرُعَ قال وعَتِلٍ داوَيْتُه من العَتَل والعَاتِل الجِلْوازُ وجمعه عُتُل وداء عَتِيل شديد والعَتِيلُ الخادمُ وجَبَلٌ عُتُلٌّ صُلْبٌ شديد أَنشد ابن الأَعرابي ثلاثةٌ أَشْرَفْنَ في طَوْدٍ عُتُلّ والعَتِيل الأَجيرُ بلُغَةِ جَدِيلة طَيِّءٍ والجمع عُتُلٌ وعُتَلاء والعَتَلة التي لا تُلْقَح فهي أَبداً قَوِيَّةٌ والعُتُلُّ الرُّمْح الغليظ والعُنْتُل والعُنْتَل البَظْر عن اللحياني والمعروف العُنْبُل وأَنشد بَدَا عُنْبُلٌ لو تُوضَعُ الفَأْسُ فَوْقه مُذَكَّرةً لانْفَلَّ عنها غُرابُها

عثل
العَثَلُ والعَثِلُ الكثير من كل شيء قال الأَعْشَى إِنِّي لَعَمْرُ الذي حَطَّتْ مَناسِمُها تَهْوِي وسِيقَ إِليه الباقِرُ العَثَلُ وقد عَثِلَ عَثَلاً والعِثْوَلُّ من الرجال الجافي الغليظُ والعِثْوَلُّ والعَثَوْثَلُ الكثيرُ اللحم الرِّخْوُ ونَخْلة عَثُولٌ جافيةٌ غليظةٌ ورَجُلٌ عِثْوَلٌّ أَي عَيٌّ فَدْمٌ ثَقِيلٌ مُسْتَرْخٍ مثل القِثْوَلِّ وأَنشد ابن بري للراجز هاجَ بعِرْس حَوْقَلٍ عِثْوَلِّ قال أَبو الهيثم قال لي أَعرابي ولصاحب لي كان يَسْتَثْقِله وكُنَّا معاً نختلف إِليه فقال لي أَنت قُلْقُلٌ بُلْبُلٌ وصاحبُك هذا عِثْوَلٌّ قِثْوَلٌّ والعَثُولُ الأَحْمق وجمعه عُثُلٌ والعِثْوَلُّ الكثيرُ شَعَر الجسد والرأْس ولِحْيَةٌ عِثْوَلَّة ضَخْمة قال وأَنْتَ في الحَيِّ قَلِيلُ العِلَّه ذو سَبَلاتٍ ولِحىً عِثْوَلَّه الفراء عَثَمَتْ يدُه وعَثَلَتْ تَعْثُل إِذا جَبَرتْ على غير استواء وأَنشد تَرَى مُهَجَ الرِّجالِ على يَدَيْه كأَنَّ عِظامَهُ عَثَلَتْ بجَبْر وقد رُوي حديثٌ للنخعي في الأَعضاء إِذا انْجَبَرَت على غير عَثْلٍ صُلْحٌ
( * قوله « إذا انجبرت على غير عثل صلح » أورده ابن الأثير في حرف الميم على رواية عثم بالميم وتمامه وإذا انجبرت على عثم الدية ) باللام وأَصله عثْم بالميم والعَثَل ثَرْبُ الشاة وهو الخِلْمُ والسِّمْحاق قال الجوهري
( * قوله « قال الجوهري » أي ناقلاً من كتاب سيبويه كما هي عبارته ) ويقال للضَّبُع أُمُّ عِثْيَل قال ابن بري الذي في كتاب سيبويه أُمُّ عَنْثَل ويقال للضَّبُع عَنْثَل وكذا ذكره أَهل اللغة أُمُّ عَنْثَل لا غير وقال قد وسع القَزَّاز في هذا الفصل

عثجل
العَثْجَل الواسع الضَّخْم من الأَوْعِيَة والأَسْقِية ونحوها والعَثْجَل والعُثاجِل العظيم البطن مثل الأَثْجَل وعَثْجَل الرجُلُ ثَقُل عليه النُّهُوض من هَرَمٍ أَو عِلَّة

عثكل
العِثْكالُ والعُثْكول والعُثْكُولة العِذْق وعِذْقٌ مُعَثْكَلٌ ومُتَعَثْكِلٌ ذو عَثاكِيل والعُثْكُولُ والعُثْكُولة ما عُلِّق من عِهْنٍ أَو صُوف أَو زِينة فَتَذَبْذَب في الهواء وأَنشد تَرى الوَدْعَ فيها والرَّجائزَ زِينةً بأَعْناقِها مَعْقُودةً كالعَثاكل وعَثْكَلَه زَيَّنه بذلك والعَثْكَلة الثَّقِيل من العَدْو والعُثْكُول والعِثْكال الشِّمْراخ وهو ما عليه البُسْرُ من عِيدانِ الكِباسة وهو في النخل بمنزلة العُنْقود من الكَرْم وقول الراجز لو أَبْصَرَتْ سُعْدى بها كَتائِلي طَوِيلَة الأَقْناءِ والأَثاكِلِ أَراد العَثاكِلَ فَقَلَبَ العين همزة وتَعَثْكل العِذْقُ أَي كَثُرَتْ شَمارِيخُه وعُثْكِلَ الهَوْدَجُ أَي زُيِّن وفي الحديث أَن سَعْد بن عُبادة جاء برجل في الحَيِّ مُخَدَّج إِلى النبي صلى الله عليه وسلم وُجِد على أَمَةٍ يَخْبُث بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم خُذُوا له عِثْكالاً فيه مائة شِمْراخٍ فاضْرِبُوه بها ضَرْبةً العِثْكالُ العذْق من أَعْذاق النخل الذي يكون فيه الرُّطَب ويقال إِثْكالٌ وأُثْكُول وأَنشد الأَزهري لامرئ القيس أَثِيثٍ كقِنْوِ النَّخلة المُتَعَثْكِل والقِنْوُ العِثْكال أَيضاً وشَمارِيخُ العِثْكال أَغْصانُه واحدها شِمْراخ

عجل
العَجَلُ والعَجَلة السرْعة خلاف البُطْء ورجُلٌ عَجِلٌ وعَجُلٌ وعَجْلانُ وعاجِلٌ وعَجِيلٌ من قوم عَجالى وعُجالى وعِجالٍ وهذا كلُّه جمع عَجْلان وأَما عَجِلٌ وعَجْلٌ فلا يُكَسَّر عند سيبويه وعَجِلٌ أَقرب إِلى حَدِّ التكسير منه لأَن فَعِلاً في الصفة أَكثر من فَعُلٍ على أَنَّ السلامة في فَعِلٍ أَكثر أَيضاً لقِلَّته وإِن زاد على فَعُلٍ ولا يجمع عَجْلانُ بالواو والنون لأَن مؤنثه لا تلحقه الهاء وامرأَة عَجْلى مثال رَجْلى ونِسْوة عَجالى كما قالوا رَجالى وعِجالٌ أَيضاً كما قالوا رِجال والاسْتِعْجال والإِعْجال والتَّعَجُّل واحد بمعنى الاسْتِحْثاث وطَلَبِ العَجَلة وأَعَجَله وعَجَّله تعجيلاً إِذا اسْتَحَثَّه وقد عَجِلَ عَجَلاً وعَجَّل وتَعجَّل واسْتَعْجَل الرجلَ حَثَّه وأَمره أَن يَعْجَل في الأَمر ومَرَّ يَسْتَعْجِل أَي مَرَّ طالباً ذلك من نفسه مُتَكَلِّفاً إِياه حكاه سيبويه ووَضَع فيه الضمير المنفصل مكان المتصل وقوله تعالى وما أَعْجَلك عن قَومِك أَي كيف سَبَقْتَهم يقال أَعْجَلَني فَعَجَلْتُ له واسْتَعْجَلْته أَي تقدَّمته فَحَمَلتْه على العَجَلة واسْتَعْجَلْته طَلَبْت عَجَلَته قال القطاميّ فاسْتَعْجَلُونا وكانوا من صَحابَتِنا كما تَعَجَّل فُرَّاطٌ لِوُرَّاد وعاجَلَه بذَنْبه إِذا أَخَذَه به ولم يُمْهِلْه والعَجْلانُ شَعْبانُ لسُرْعَة نفاد أَيَّامه قال ابن سيده وهذا القول ليس بقَوِيٍّ لأَن شَعْبان إِن كان في زمن طُول الأَيام فأَيَّامُه طِوالٌ وإِن كان في زمن قِصَر الأَيام فأَيَّامُه قِصارٌ وهذا الذي انْتَقَدَه ابنُ سيده ليس بشيء لأَن شعبان قد ثبت في الأَذهان أَنه شهر قصير سريع الانقضاء في أَيِّ زمان كان لأن الصومَ يَفْجَأُ في آخره فلذلك سُمِّي العَجْلان والله أَعلم وقَوْسٌ عَجْلى سرعة السَّهْم حكاه أَبو حنيفة والعاجِلُ والعاجِلةُ نقيض الآجل والآجلة عامٌّ في كل شيء وقوله عز وجلَّ من كان يُريد العاجِلَةَ عَجَّلْنا له فيها ما نشاء العاجِلةُ الدنيا والآجلة الآخرة وعَجِلَه سَبَقَه وأَعْجَلَه اسْتَعْجَلَه وفي التنزيل العزيز أَعَجِلْتُم أَمْرَ رَبِّكم أَي أَسْبَقْتُم قال الفراء تقول عَجِلْتُ الشيءَ أَي سَبَقْتُه وأَعْجَلْته اسْتَحْثَثْته وأَما قوله عز وجل ولو يُعَجِّل اللهُ للناس الشَّرَّ اسْتِعْجالَهم بالخير لقُضي إِليهم أَجَلُهُم فمعناه لَوْ أُجِيبَ الناسُ في دعاء أَحدهم على ابنه وشبيهه في قوله لَعَنَك اللهُ وأَخْزاك اللهُ وشِبْهه لَهَلَكوا قال ونُصِب قولُه اسْتِعْجالَهم بوقوع الفعل وهو يُعَجِّل وقيل نُصِب اسْتِعْجالَهم على معنى مِثْلَ اسْتِعْجالهم على نعتِ مصدرٍ محذوف والمعنى ولو يُعَجِّل اللهُ للناس الشر تعجيلاً مثل استعجالهم وقيل معناه لو عَجَّل الله للناس والشَّرَّ إِذا دَعَوْا به على أَنفسهم عند الغضب وعلى أَهليهم وأَولادهم واسْتَعْجلوا به كما يَسْتَعْجلون بالخير فَيَسْأَلونه الخَيْرَ والرَّحْمَةَ لقُضي إِليهم أَجَلُهم أَي ماتوا وقال الأَزهري معناه ولو يُعَجِّل اللهُ للناس الشَّرَّ في الدعاء كتعجيله اسْتِعْجالَهم بالخير إِذا دَعَوْه بالخير لَهَلَكُوا وأَعْجَلَتِ الناقةُ أَلْقَتْ وَلَدَها لغير تمام وقوله أَنشده ثعلب قِياماً عَجِلْنَ عليه النَّبا ت يَنْسِفْنَه بالظُّلوف انْتِسافا عَجِلْن عليه على هذا الموضع يَنْسِفْنَه يَنْسِفْن هذا النَّبات يَقْلَعْنه بأَرجلهن وقوله فَوَرَدَتْ تَعْجَل عن أَحْلامِها معناه تَذْهَب عُقولُها وعَدَّى تَعْجَل بعن لأَنها في معنى تَزِيغُ وتَزِيغُ متعدِّية بعَنْ والمُعْجِل والمُعَجِّل والمِعْجال من الإِبل التي تُنْتَج قبل أَن تَسْتَكْمِلَ الحول فَيَعِيش ولَدُها والوَلَدُ مُعْجَلٌ قال الأَخطل إِذا مُعْجَلاً غادَرْنَه عند مَنْزِلٍ أُتِيحَ لجَوَّابِ الفَلاةِ كَسُوب يعني الذئب والمِعْجال من الحوامل التي تضع ولدَها قبل إِناه وقد أَعْجَلَتْ فهي مُعْجِلةٌ والوَلَدُ مُعْجَلٌ والإِعْجال في السَّيْر أَن يَثِبَ البعيرُ إِذا رَكِبه الراكب قبل استوائه عليه والمِعْجال التي إِذا أَلْقى الرَّجُلُ رِجْلَه في غَرْزِها قامت ووَثَبَتْ يقال جَمَلٌ مِعْجالٌ وناقة مِعْجالٌ ولَقِي أَبو عمرو بن العَلاء ذا الرُّمَّة فقال أَنشِدْني ما بالُ عينِك منها الماءُ يَنْسَكِبُ فأَنشده حتى انتهى إِلى قوله حتى إِذا ما اسْتَوَى في غَرْزِها تَثِبُ فقال له عَمُّك الراعي أَحْسَنُ منك وَصْفاً حين يقول وهْيَ إِذا قامَ في غَرْزِها كَمِثْل السَّفِينة أَو أَوْقَرُ ولا تُعْجِلُ المَرْءَ عند الوُرُو كِ وهي برُكْبتِه أَبْصَرُ
( * قوله « عند الوروك » الذي في المحكم وتقدم في ورك قبل الوروك )
فقال وصَفَ بذلك ناقَةَ مَلِكٍ وأَنا أَصِفُ لك ناقةَ سُوقةٍ ونَخْلة مِعْجالٌ مُدْرِكةٌ في أَول الحَمْل والمُعَجِّل والمُتَعَجِّل الذي يأْتي أَهله بالإِعْجالةِ والمُعَجِّل
( * قوله « والمعجل إِلى قوله وذلك اللبن الاعجالة » هي عبارة المحكم وتمامها والعجالة والعجالة أي بالكسر والضم وقيل الاعجالة أن يعجل الراعي إلى آخر ما هنا ) من الرِّعاء الذي يَحْلُب الإِبلَ حَلْبةً وهي في الرَّعْي كأَنه يُعْجِلُها عن إِتمام الرَّعْي فيأْتي بها أَهلَه وذلك اللَّبن الإِعجالةُ والإِعجالةُ ما يُعَجِّله الراعي من اللبن إِلى أَهله قبل الحَلْب قال ارمؤ القيس يصف سَيَلانَ الدَّمْع كأَنَّهُما مَزَادَتَا مُتَعَجِّلٍ فَرِيّانِ لمّا تُسْلَقا بِدِهَانِ والعُجَالةُ وقيل الإِعْجالةُ أَن يُعَجِّل الراعي بلبن إِبله إِذا صَدَرَتْ عن الماء قال وجمعها الإِعْجالاتُ قال الكميت أَتَتْكُمْ بإِعْجالاتِها وهْيَ حُفَّلٌ تَمُجُّ لكم قبل احْتِلابٍ ثُمَالَها يخاطِب اليَمَنَ يقول أَتَتْكُم مَوَدَّةُ مَعَدٍّ بإِعْجالاتها والثُّمالُ الرَّغْوَة يقول لكم عندنا الصَّرِيحُ لا الرَّغْوة والذي يجيء بالإِعْجالة من الإِبل من العَزيب يقال له المُعَجِّل قال الكميت لم يَقْتَعِدْها المُعَجِّلون ولم يَمْسَخْ مَطاها الوُسُوق والحَقَبُ وفي حديث خزيمة ويَحْمِل الراعي العُجالة قال ابن الأَثير هي لَبَنٌ يَحْمِله الراعي من المَرْعى إِلى أَصحاب الغنم قبل أَن تَرُوحَ عليهم والعُجّال جُمّاع الكَفِّ من الحَيْس والتَّمر يستعجلُ أَكْلهُ والعُجَّال والعِجَّوْل تمر يُعْجَن بسَوِيق فيُتَعَجَّلُ أَكْلُه والعَجَاجِيل هَنَاتٌ من الأَقِط يجعلونها طِوَالاً بِغَلَظِ الكَفِّ وطُولِها مثل عَجَاجِيل التَّمْر والحَيْس والواحدة عُجَّال ويقال أَتانا بِعُجَّال وعِجَّوْل أَي بجُمْعَةٍ من التَّمْر قد عُجِنَ بالسَّوِيق أَو بالأَقِط وقال ثعلب العُجَّال والعِجَّوْل ما اسْتَعْجِل به قبل الغِذاء كاللُّهنة والعُجَالةُ والعَجَل ما اسْتُعْجِل به من طَعَام فقُدِّم قبل إِدراك الغِذاء وأَنشد إِنْ لم تُغِثْني أَكُنْ يا ذا النَّدَى عَجَلاً كَلُقْمَةٍ وَقَعَتْ في شِدْقِ غَرْثان والعُجَالةُ ما تعَجَّلْته من شيء وعُجَالة الراكبِ تَمْر بسَوِيق والعُجَالة ما تَزَوَّدَه الراكبُ مما لا يُتْعِبُه أَكْلُه كالتمر والسَّوِيق لأَنه يَسْتَعجِله أَو لأَن السفر يُعْجِله عما سوى ذلك من الطعام المُعالَج والتمرُ عُجَالة الراكب يقال عجَّلْتم كما يقال لَهَّنْتُم وفي المثل الثَّيِّبُ عُجَالة الراكب والعُجَيْلة والعُجَيْلى ضَرْبانِ من المشيء في عَجَلٍ وسرعة قال الشاعر تَمْشِي العُجَيْلى من مخافة شَدْقَمٍ يَمْشي الدِّفِقَّى والخَنِيفُ ويَضْبِرُ وذَكَره ابن وَلاَّد العُجَّيْلى بالتشديد وعَجَّلْت اللحم طَبَخْته على عَجَلة والعَجُول من النساء والإِبل الوالِه التي فَقَدَتْ وَلَدَها الثَّكْلَى لَعَجَلِتها في جَيْئَتِها وذَهَابها جَزَعاً قالت الخنساء فما عجُولٌ على بَوٍّ تُطِيفُ به لها حَنِينانِ إِعْلانٌ وإِسرار والجمع عُجُل وعَجائل ومَعاجِيل الأَخيرة على غير قياس قال الأَعشى يَدْفَع بالرَّاح عنه نِسْوَةٌ عُجُلُ
( * قوله « يدفع بالراح إلخ » صدره كما في التكملة حتى يظل عميد الحي مرتفقا )
والعَجُول المَنِيَّة عن أَبي عمرو لأَنها تُعْجِل من نَزَلَتْ به عن إِدراك أَمَله قال المرّار الفَقْعسي ونرجو أَن تَخَاطَأَكَ المَنايا ونخشى أَن تَعَجِّلَك العَجُولُ
( * قوله « تعجلك » كذا في المحكم وبهامشه في نسخة تعاجلك )
وقوله تعالى خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَل قال الفراء خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَلٍ وعلى عَجَلٍ كأَنك قلت رُكِّبَ على العَجَلة بِنْيَتُه العَجَلةُ وخِلْقَتُه العَجَلةُ وعلى العَجَلة ونحو ذلك قال أَبو إِسحق خوطب العرب بما تَعْقِل والعرب تقول للذي يُكْثِر الشيءَ خُلِقْتَ منه كما تقول خُلِقْتَ من لعِبٍ إِذا بُولغ في وصفه باللَّعِب وخُلِقَ فلان من الكَيْس إِذا بُولغ في صفته بالكَيْس وقال أَبو حاتم في قوله خُلِق الإِنسان من عَجَل أَي لو يعلمون ما استعجلوا والجواب مضمر قيل إِن آدم صلوات الله على نبينا وعليه لما بَلَغَ منه الرُّوحُ الركبتين هَمَّ بالنُّهُوض قبل أَن تبلغ القَدَمين فقال الله عز وجل خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَل فأَوْرَثَنا آدَمُ عليه السلام العَجَلة وقال ثعلب معناه خُلِقَت العَجَلةُ من الإِنسان قال ابن جني
( * قوله « قال ابن جني إلخ » عبارة المحكم قال ابن جني الأحسن أن يكون تقديره خلق الانسان من عجل وجاز هذا وإن كان الانسان جوهراً والعجلة عرضاً والجوهر لا يكون من العرض لكثرة فعله إلى آخر ما هنا ) الأَحسن أَن يكون تقديره خُلِقَ الإِنسان من عَجَلٍ لكثرة فعله إِياه واعتياده له وهذا أَقوى معنىً من أَن يكون أَراد خُلِقَ العَجَل من الإِنسان لأَنه أَمرٌ قد اطّرَد واتَّسَع وحَمْلُه على القَلْب يَبْعُد في الصنعة ويُصَغِّر المعنى وكأَن هذا الموضع لمَّا خَفِيَ على بعضهم قال إِن العَجَل ههنا الطِّين قال ولعمري إِنه في اللغة لكَما ذَكَر غير أَنه في هذا الموضع لا يراد به إِلاَّ نفس العَجَلة والسرعة أَلا تراه عَزَّ اسْمُه كيف قال عَقيبة سأُرِيكم آياتي فلا تسْتَعْجِلونِ ؟ فنظيره قوله تعالى وكان الإِنسان عَجُولاً وخُلِق الإِنسان ضعيفاً لأَن العَجَل ضَرْبٌ من الضعف لِمَا يؤذن به من الضرورة والحاجة فهذا وجه القول فيه وقيل العَجَل ههنا الطين والحَمْأَة وهو العَجَلة أَيضاً قال الشاعر والنَّبْعُ في الصَّخْرة الصَّمَّاءِ مَنْبِتُه والنَّخْلُ يَنْبُتُ بينَ الماءِ والعَجَل قال الأَزهري وليس عندي في هذا حكاية عمن يُرْجَع إِليه في علم اللغة وتعَجَّلْتُ من الكِراءِ كذا وكذا وعجَّلْت له من الثَّمن كذا أَي قَدَّمْت والمَعَاجِيلُ مُخْتَصَرات الطُّرُق يقال خُذْ مَعاجِيلَ الطَّرِيق فإِنها أَقرب وفي النوادر أَخْذْتُ مُسْتَعْجِلة
( * قوله « أخذت مستعجلة إلخ » ضبط في التكملة والتهذيب بكسر الجيم وفي القاموس بالفتح ) من الطريق وهذه مُسْتَعْجِلاتُ الطريق وهذه خُدْعة من الطريق ومَخْدَع ونَفَذٌ ونَسَمٌ ونَبَقٌ وأَنْباقٌ كلُّه بمعنى القُرْبة والخُصْرة ومن أَمثال العرب لقد عَجِلَت بأَيِّمِك العَجول أَي عَجِل بها الزواجُ والعَجَلة كارَةُ الثَّوب والجمع عِجَالٌ وأَعْجالٌ على طرح الزائد والعَجَلة الدَّوْلاب وقيل المَحَالة وقيل الخَشَبة المُعْترِضة على النَّعَامَتين والجمع عَجَلٌ والغَرْبُ مُعَلَّق بالعَجَلة والعِجْلة الإِداوة الصغيرة والعِجْلة المَزَادة وقيل قِرْبة الماء والجمع عِجَلٌ مثل قِرْبة وقِرَب قال الأَعشى والساحباتِ ذُيُولَ الخَزِّ آوِنةً والرَّافِلاتِ عى أَعْجازِها العِجَلُ قال ثعلب شَبَّه أَعْجازَهُنَّ بالعِجَل المملوءة وعِجَال أَيضاً والعِجْلة السِّقَاء أَيضاً قال الشاعر يصف فرساً قَانَى له في الصَّيْف ظِلٌّ بارِدٌ ونَصِيُّ ناعِجَةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ حتى إِذا نَبَحَ الظِّباءُ بَدَا له عَجِلٌ كأَحْمِرة الصَّريمة أَرْبَعُ قَانَى له أَي دَامَ له وقوله نَبَحَ الظِّباء لأَن الظَّبْيَ إِذا أَسَنَّ وبدت في قَرْنِه عُقَدٌ وحُيُودٌ نَبَح عند طلوع الفجر كما يَنْبَح الكلب أَورد ابن بري ويَنْبَحُ بين الشِّعْب نَبْحاً تَخالُه نُباحَ الكِلابِ أَبْصَرَتْ ما يَرِيبُها وقوله كأَحْمِرة الصَّرِيمة يعني الصُّخُور المُلْس لأَن الصخرة المُلَمْلَمة يقال لها أَتانٌ فإِذا كانت في الماء الضَّحْضاح فهي أَتانُ الضَّحْل فلَمّا لم يمكنه أَن يقول كأُتُنِ الصَّرِيمة وضَع الأَحْمِرة مَوْضِعَها إِذ كان معناهما واحداً فهو يقول هذا الفرس كريم على صاحبه فهو يسقيه اللبن وقد أَعَدَّ له أَربعَ أَسْقِية مملوءَة لَبناً كالصُّخُور المُلْس في اكتنازها تُقَدَّم إِليه في أَول الصبح وتجمع على عِجَالٍ أَيضاً مثل رِهْمة ورِهامٍ وذِهْبةٍ وذِهاب قال الطِّرمّاح تُنَشِّفُ أَوْشالَ النِّطافِ بطَبْخِها على أَن مكتوبَ العِجال وَكِيع
( * قوله « تنشف إلخ » تقدم في ترجمة وكع وقال ابن بري صوابه
تنشف أوشال النطاف ودونها ... كلى عجل مكتوبهن وكيع )
والعَجَلة بالتحريك التي يَجُرُّها الثور والجمع عَجَلٌ وأَعْجالٌ
والعَجَلة المَنْجَنُون يُسْقَى عليه والجمع عَجَلٌ والعِجْلُ وَلدُ البقرة والجمع عِجَلة وهو العِجَّوْل والأُنثى عِجْلة وعِجَّوْلة وبقرة مُعْجِل ذات عِجْلٍ قال أَبو خيرة هو عِجْلٌ حين تضَعُه أُمُّه إِلى شهر ثم بَرْغَزٌ وبُرْغُزٌ نحواً من شهرين ونصف ثم هو الفَرْقَد والجمع العَجَاجيلُ وقال ابن بري يقال ثلاثة أَعْجِلة وهي الأَعْجال والعِجْلة ضَرْب من النَّبْت وقيل هي بَقْلة تستطيل مع الأَرض قال عليك سرْداحاً من السِّرْداحِ ذا عِجْلة وذا نَصِيٍّ ضاحي وقيل هي شجر ذات وَرَق وكعُوب وقُضُب ليِّنة مستطيلة لها ثمرَة مثل رِجْلِ الدَّجاجة مُتقَبِّضة فإِذا يَبِسَتْ تفَتَّحت وليس لها زَهْرة وقيل العِجْلة شجرة ذات قُضُب ووَرَقٍ كوَرَقِ الثُّدّاء والعَجْلاء ممدود موضع وكذلك عَجْلان أَنشد ثعلب فهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوَى بين عالِجٍ وعَجْلانَ تَصْرِيف الأَدِيبِ المُذَلَّل وبنو عِجْل حَيٌّ وكذلك بنو العَجْلان وعِجْلٌ قبيلة من رَبيعة وهو عِجْل بن لُجَيم بن صَعْب بن عليّ بن بكْر بن وائل وقوله عَلَّمَنا أَخْوالُنا بَنُو عِجِلْ شُرْبَ النَّبيذ واعْتِقالاً بالرِّجِلْ إِنما حَرَّك الجيم فيهما ضرورة لأَنه يجوز تحريك الساكن في القافية بحركة ما قبله كا قال عبد مناف بن رِبْع الهُذَلي إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قامَنا مَعَهُ ضَرْباً أَلِيماً بسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا وعَجْلَى اسمُ ناقةٍ قال أَقولُ لِنَاقَتي عَجْلَى وحَنَّتْ إِلى الوَقَبَى ونحن على الثِّمادِ أَتاحَ اللهُ يا عَجْلَى بلاداً هَواكِ بها مُرِبّاتِ العِهَاد أَراد لِبلادٍ فحذف وأَوْصَل وعَجْلى فرس دُرَيد ابن الصِّمَّة وعَجْلى أَيضاً فرس ثَعْلبة بن أُمِّ حَزْنة وأُمُّ عَجْلان طائر وعَجْلان اسم رَجُل وفي الحديث حديث عبد الله بن أُنَيْس فأَسْنَدُوا إِليه في عَجَلة من نَخْل قال القتيبي العَجَلة دَرَجة من النَّخل نحو النَّقِير أَراد أَن النَّقِير سُوِّيَ عَجَلة يُتَوَصَّل بها إِلى الموضع قال ابن الأَثير هو أَن يُنْقَر الجِذْع ويُجْعل فيه شِبْه الدَّرَج لِيُصْعَدَ فيه إِلى الغُرَف وغيرها وأَصله الخشبة المُعْترِضة على البئر

عدل
العَدْل ما قام في النفوس أَنه مُسْتقيم وهو ضِدُّ الجَوْر عَدَل الحاكِمُ في الحكم يَعْدِلُ عَدْلاً وهو عادِلٌ من قوم عُدُولٍ وعَدْلٍ الأَخيرة اسم للجمع كتَجْرِ وشَرْبٍ وعَدَل عليه في القضيَّة فهو عادِلٌ وبَسَطَ الوالي عَدْلَه ومَعْدِلَته وفي أَسماء الله سبحانه العَدْل هو الذي لا يَمِيلُ به الهوى فيَجورَ في الحكم وهو في الأَصل مصدر سُمِّي به فوُضِعَ مَوْضِعَ العادِلِ وهو أَبلغ منه لأَنه جُعِلَ المُسَمَّى نفسُه عَدْلاً وفلان من أَهل المَعْدِلة أَي من أَهل العَدْلِ والعَدْلُ الحُكْم بالحق يقال هو يَقْضي بالحق ويَعْدِلُ وهو حَكَمٌ عادِلٌ ذو مَعْدَلة في حكمه والعَدْلُ من الناس المَرْضِيُّ قولُه وحُكْمُه وقال الباهلي رجل عَدْلٌ وعادِلٌ جائز الشهادة ورَجُلٌ عَدْلٌ رِضاً ومَقْنَعٌ في الشهادة قال ابن بري ومنه قول كثير وبايَعْتُ لَيْلى في الخَلاء ولم يَكُنْ شُهودٌ على لَيْلى عُدُولٌ مَقَانِعُ ورَجُلٌ عَدْلٌ بيِّن العَدْلِ والعَدَالة وُصِف بالمصدر معناه ذو عَدْلٍ قال في موضعين وأَشْهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم وقال يَحْكُم به ذَوَا عَدْلٍ منكم ويقال رجل عَدْلٌ ورَجُلانِ عَدْلٌ ورِجالٌ عَدْلٌ وامرأَة عَدْلٌ ونِسْوةٌ عَدْلٌ كلُّ ذلك على معنى رجالٌ ذَوُو عَدْلٍ ونِسوةٌ ذوات عَدْلٍ فهو لا يُثَنَّى ولا يجمع ولا يُؤَنَّث فإِن رأَيته مجموعاً أَو مثنى أَو مؤَنثاً فعلى أَنه قد أُجْرِي مُجْرى الوصف الذي ليس بمصدر وقد حكى ابن جني امرأَة عَدْلة أَنَّثوا المصدر لما جرى وصفاً على المؤنث وإِن لم يكن على صورة اسم الفاعل ولا هو الفاعل في الحقيقة وإِنما اسْتَهْواه لذلك جَرْيُها وصفاً على المؤنث وقال ابن جني قولهم رجل عَدْلٌ وامرأَة عَدْل إِنما اجتمعا في الصفة المُذَكَّرة لأَن التذكير إِنما أَتاها من قِبَل المصدرية فإِذا قيل رجل عَدْلٌ فكأَنه وصف بجميع الجنس مبالغةً كما تقول استَوْلى على الفَضْل وحاز جميعَ الرِّياسة والنُّبْل ونحو ذلك فوُصِف بالجنس أَجمع تمكيناً لهذا الموضع وتوكيداً وجُعِل الإِفراد والتذكير أَمارةً للمصدر المذكور وكذلك القول في خَصْمٍ ونحوه مما وُصِف به من المصادر قال فإِن قلت فإِن لفظ المصدر قد جاء مؤنثاً نحو الزِّيادة والعِيادة والضُّؤُولة والجُهومة والمَحْمِيَة والمَوْجِدة والطَّلاقة والسَّباطة ونحو ذلك فإِذا كان نفس المصدر قد جاء مؤَنثاً فما هو في معناه ومحمول بالتأْويل عليه أَحْجى بتأْنيثه قيل الأَصل لقُوَّته أَحْمَلُ لهذا المعنى من الفرع لضعفه وذلك أَن الزِّيادة والعيادة والجُهومة والطَّلاقة ونحو ذلك مصادر غير مشكوك فيها فلحاقُ التاء لها لا يُخْرِجها عما ثبت في النفس من مَصدَرِيَّتها وليس كذلك الصفة لأَنها ليست في الحقيقة مصدراً وإِنما هي مُتَأَوَّلة عليه ومردودة بالصَّنْعة إِليه ولو قيل رجُلٌ عَدْلٌ وامرأَة عَدْلة وقد جَرَت صفة كما ترى لم يُؤْمَنْ أَن يُظَنَّ بها أَنها صفة حقيقية كصَعْبة من صَعْبٍ ونَدْبة من نَدْبٍ وفَخْمة من فَخْمٍ فلم يكن فيها من قُوَّة الدلالة على المصدرية ما في نفس المصدر نحو الجُهومة والشُّهومة والخَلاقة فالأُصول لقُوَّتها يُتَصَرَّف فيها والفروع لضعفها يُتَوَقَّف بها ويُقْتَصر على بعض ما تُسَوِّغه القُوَّةُ لأُصولها فإِن قيل فقد قالوا رجل عَدْل وامرأَة عَدْلة وفرسٌ طَوْعة القِياد وقول أُميَّة والحَيَّةُ الحَتْفَةُ الرَّقْشاءُ أَخْرَجَهَا من بيتِها آمِناتُ اللهِ والكَلِمُ قيل هذا قد خَرَجَ على صورة الصفة لأَنهم لم يُؤْثِروا أَن يَبْعُدوا كلَّ البُعْد عن أَصل الوصف الذي بابه أَن يَقع الفَرْقُ فيه بين مُذَكره ومؤَنَّثه فجرى هذا في حفظ الأُصول والتَّلَفُّت إِليها للمُباقاة لها والتنبيه عليها مَجْرى إِخراج بعض المُعْتَلِّ على أَصله نحو استَحْوَذَ وضَنِنُوا ومَجرى إِعمال صُغْتُه وعُدْتُه وإِن كان قد نُقِل إِلى فَعُلْت لما كان أَصله فَعَلْت وعلى ذلك أَنَّث بعضُهم فقال خَصْمة وضَيْفة وجَمَع فقال يا عَيْنُ هَلاَّ بَكَيْتِ أَرْبَدَ إِذ قُمْنا وقامَ الخُصومُ في كَبَد ؟ وعليه قول الآخر إِذا نزَلَ الأَضْيافُ كان عَذَوَّراً على الحَيِّ حتى تَسْتَقِلَّ مَراجِلُه والعَدالة والعُدولة والمَعْدِلةُ والمَعْدَلةُ كلُّه العَدْل وتعديل الشهود أَن تقول إِنهم عُدُولٌ وعَدَّلَ الحُكْمَ أَقامه وعَدَّلَ الرجلَ زَكَّاه والعَدَلةُ والعُدَلةُ المُزَكُّون الأَخيرة عن ابن الأَعرابي قال القُرْمُليُّ سأَلت عن فلان العُدَلة أَي الذين يُعَدِّلونه وقال أَبو زيد يقال رجل عُدَلة وقوم عُدَلة أَيضاً وهم الذين يُزَكُّون الشهودَ وهم عُدُولٌ وقد عَدُلَ الرجلُ بالضم عَدالةً وقوله تعالى وأَشهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم قال سعيد بن المسيب ذَوَيْ عَقْل وقال إِبراهيم العَدْلُ الذي لم تَظْهَر منه رِيبةٌ وكَتَب عبدُ الملك إِلى سعيد بن جُبَير يسأَله عن العَدْل فأَجابه إِنَّ العَدْلَ على أَربعة أَنحاء العَدْل في الحكم قال الله تعالى وإِن حَكَمْتَ
( * قوله « قال الله تعالى وان حكمت إلخ » هكذا في الأصل ومثله في التهذيب والتلاوة بالقسط ) فاحْكُمْ بينهم بالعَدْل والعَدْلُ في القول قال الله تعالى وإِذا قُلْتُم فاعْدِلوا والعَدْل الفِدْية قال الله عز وجل لا يُقْبَل منها عَدْلٌ والعَدْل في الإِشْراك قال الله عز وجل ثم الذين كفروا برَبِّهم يَعْدِلون أَي يُشْرِكون وأَما قوله تعالى ولن تَسْتَطِيعوا أَن تَعْدِلوا بين النساء ولو حَرَصْتُم قال عبيدة السَّلماني والضَّحَّاك في الحُبِّ والجِماع وفلان يَعْدِل فلاناً أَي يُساوِيه ويقال ما يَعْدِلك عندنا شيءٌ أَي ما يقَع عندنا شيءٌ مَوْقِعَك وعَدَّلَ المَوازِينَ والمَكاييلَ سَوَّاها وعَدَلَ الشيءَ يَعْدِلُه عَدْلاً وعادَله وازَنَه وعادَلْتُ بين الشيئين وعَدَلْت فلاناً بفلان إِذا سَوَّيْت بينهما وتَعْدِيلُ الشيء تقويمُه وقيل العَدْلُ تَقويمُك الشيءَ بالشيءِ من غير جنسه حتى تجعله له مِثْلاً والعَدْلُ والعِدْلُ والعَدِيلُ سَواءٌ أَي النَّظِير والمَثِيل وقيل هو المِثْلُ وليس بالنَّظِير عَيْنه وفي التنزيل أَو عَدْلُ ذلك صِياماً قال مُهَلْهِل على أَنْ ليْسَ عِدْلاً من كُلَيْبٍ إِذا بَرَزَتْ مُخَبَّأَةُ الخُدُور والعَدْلُ بالفتح أَصله مصدر قولك عَدَلْت بهذا عَدْلاً حَسَنًا تجعله اسماً للمِثْل لِتَفْرُق بينه وبين عِدْل المَتاع كما قالوا امرأَة رَزانٌ وعَجُزٌ رَزِينٌ للفَرْق والعَدِيلُ الذي يُعادِلك في الوَزْن والقَدر قال ابن بري لم يشترط الجوهري في العَدِيل أَن يكون إِنساناً مثله وفَرَق سيبويه بين العَدِيل والعِدْل فقال العَدِيلُ من عادَلَك من الناس والعِدْلُ لا يكون إِلاَّ للمتاع خاصَّة فبَيَّن أَنَّ عَدِيل الإِنسان لا يكون إِلاَّ إِنساناً مثله وأَنَّ العِدْل لا يكون إِلاَّ للمتاع وأَجاز غيرُه أَن يقال عندي عِدْلُ غُلامِك أَي مِثْله وعَدْلُه بالفتح لا غير قيمتُه وفي حديث قارئ القرآن
( * قوله « وفي حديث قارئ القرآن إلخ » صدره كما في هامش النهاية فقال رجل يا رسول الله أرأيتك النجدة تكون في الرجل ؟ فقال ليست إلخ وبهذا يعلم مرجع الضمير في ليست وقوله قال ابن الاثير إلخ عبارته في النهاية قد تكرر ذكر العدل والعدل بالكسر والفتح في الحديث وهما بمعنى المثل وقيل هو بالفتح الى آخر ما هنا )
وصاحب الصَّدَقة فقال ليْسَتْ لهما بعَدْل هو المِثْل قال ابن الأَثير هو بالفتح ما عادَله من جنسه وبالكسر ما ليس من جنسه وقيل بالعكس وقول الأَعلم مَتى ما تَلْقَني ومَعي سِلاحِي تُلاقِ المَوْتَ لَيْس له عَدِيلُ يقول كأَنَّ عَدِيلَ الموت فَجْأَتُه يريد لا مَنْجَى منه والجمع أَعْدالٌ وعُدَلاءُ وعَدَل الرجلَ في المَحْمِل وعَادَلَهُ رَكِب معه وفي حديث جابر إِذا جاءت عَمَّتي بأَبي وخالي مَقْتولَيْنِ عادَلْتُهما على ناضِحٍ أَي شَدَدْتُهما على جَنْبَي البَعير كالعِدْلَيْن وعَدِيلُك المُعادِلُ لك والعِدْل نِصْف الحِمْل يكون على أَحد جنبي البعير وقال الأَزهري العِدْل اسم حِمْل مَعْدُولٍ بحِمْلٍ أَي مُسَوًّى به والجمع أَعْدالٌ وعُدُولٌ عن سيبويه وقال الفراء في قوله تعالى أَو عَدْل ذلك صياماً قال العَدْلُ ما عادَلَ الشيءَ من غير جنسه ومعناه أَي فِداءُ ذلك والعِدْلُ المِثْل مِثْل الحِمْل وذلك أَن تقول عندي عِدْلُ غُلامِك وعِدْلُ شاتك إِذا كانت شاةٌ تَعْدِل شاةً أَو غلامٌ يَعْدِل غلاماً فإِذا أَردت قيمته من غير جنسه نَصَبْت العَيْن فقلت عَدْل وربما كَسَرها بعضُ العرب قال بعض العرب عِدْله وكأَنَّه منهم غلطٌ لتَقارُب معنى العَدْل من العِدْل وقد أَجمعوا على أَن واحد الأَعدال عِدْل قال ونُصِب قوله صياماً على التفسير كأَنَّه عَدْلُ ذلك من الصِّيام وكذلك قوله مِلْء الأَرضِ ذَهباً وقال الزجاج العَدْلُ والعِدْلُ واحد في معنى المِثْل قال والمعنى واحد كان المِثْلُ من الجنس أَو من غير الجنس قال أَبو إِسحق ولم يقولوا إِن العرب غَلِطَت وليس إِذا أَخطأَ مُخْطِئٌ وجَب أَن يقول إِنَّ بعض العرب غَلِط وقرأَ ابن عامر أَو عِدْلُ ذلك صِياماً بكسر العين وقرأَها الكسائي وأَهل المدينة بالفتح وشَرِبَ حتى عَدَّل أَي صار بطنه كالعِدْل وامْتَلأ قال الأَزهري وكذلك عَدَّنَ وأَوَّنَ بمعناه ووقع المُصْطَرِعانِ عِدْلَيْ بعيرٍ أَي وَقَعا مَعاً ولم يَصْرَع أَحدُهما الآخر والعَدِيلتان الغِرَارتانِ لأَن كل واحدة منهما تُعادِل صاحبتَها الأَصمعي يقال عَدَلْت الجُوالِقَ على البعير أَعْدِله عَدْلاً يُحْمَل على جَنْب البعير ويُعْدَل بآخر ابن الأَعرابي العَدَلُ محرّكٌ تسوية الأَوْنَيْن وهما العِدْلانِ ويقال عَدَلْت أَمتعةَ البيت إِذا جَعَلْتها أَعدالاً مستوية للاعْتِكام يومَ الظَّعْن والعدِيل الذي يُعادِلُك في المَحْمِل والاعْتِدالُ تَوَسُّطُ حالٍ بين حالَيْن في كَمٍّ أَو كَيْفٍ كقولهم جِسْمٌ مُعْتَدِلٌ بين الطُّول والقِصَر وماء مُعْتَدِلٌ بين البارد والحارِّ ويوم مُعْتَدِلٌ طيِّب الهواء ضدُّ مُعْتَذِل بالذال المعجمة وكلُّ ما تَناسَبَ فقد اعْتَدَل وكلُّ ما أَقَمْته فقد عَدَلْته وزعموا أَن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال الحمد لله الذي جَعَلَني في قَوْمٍ إِذا مِلْتُ عَدَلُوني كما يُعْدَل السَّهْم في الثِّقافِ أَي قَوَّمُوني قال صَبَحْتُ بها القَوْمَ حتى امْتَسَكْ تُ بالأَرض أَعْدِلُها أَن تَمِيلا وعَدَّلَه كعَدَلَه وإِذا مالَ شيءٌ قلت عَدَلته أَي أَقمته فاعْتَدَل أَي استقام ومن قرأَ قول الله عز وجل خَلَقَكَ فَسوّاك فَعَدَلك بالتخفيف في أَيِّ صورةٍ ما شاء قال الفراءُ من خَفَّف فَوجْهُه والله أَعلم فَصَرَفك إِلى أَيِّ صورة ما شاء إِمَّا حَسَنٍ وإِمَّا قبيح وإِمَّا طَويل وإِمَّا قَصير وهي قراءة عاصم والأَخفش وقيل أَراد عَدَلك من الكفر إِلى الإِيمان وهي نِعْمة
( * قوله « وهي نعمة » كذا في الأصل وعبارة التهذيب وهما نعمتان ) ومن قرأَ فعَدَّلك فشَدَّد قال الأَزهري وهو أَعجبُ الوجهين إِلى الفراء وأَجودُهما في العربية فمعناه قَوَّمك وجَعَلَك مُعْتدلاً مُعَدَّل الخَلْق وهي قراءة نافع وأَهل الحجاز قال واخْتَرْت عَدَّلك لأَنَّ المطلوب الإثنتين التركيب أَقوى في العربية من أَن تكون في العَدْل لأَنك تقول عَدَلْتك إِلى كذا وصَرَفتك إِلى كذا وهذا أَجودُ في العربية من أَن تقول عَدَلْتك فيه وصَرَفْتك فيه وقد قال غير الفراء في قراءة من قرأَ فَعَدَلك بالتخفيف إِنه بمعنى فَسَوّاك وقَوَّمك من قولك عَدَلْت الشيء فاعْتَدل أَي سَوّيْته فاسْتَوَى ومنه قوله وعَدَلْنا مَيْلَ بَدْر فاعْتَدَل أَي قَوَّمْناه فاستقام وكلُّ مُثَقَّفٍ مُعْتَدِلٌ وعَدَلْت الشيءَ بالشيء أَعْدِلُه عُدولاً إِذا ساويته به قال شَمِر وأَما قول الشاعر أَفَذاكَ أَمْ هِي في النَّجا ءِ لِمَنْ يُقارِبُ أَو يُعادِل ؟ يعني يُعادِلُ بي ناقته والثَّوْر واعْتَدَل الشِّعْرُ اتَّزَنَ واستقام وعَدَّلْته أَنا ومنه قول أَبي علي الفارسي لأَن المُرَاعى في الشِّعْر إِنما هو تعديل الأَجزاء وعَدَّل القَسَّامُ الأَنْصِباءَ للقَسْمِ بين الشُّركاء إِذا سَوّاها على القِيَم وفي الحديث العِلْم ثلاثة منها فَرِيضةٌ عادِلَةٌ أَراد العَدْل في القِسْمة أَي مُعَدَّلة على السِّهام المذكورة في الكتاب والسُّنَّة من غير جَوْر ويحتمل أَن يريد أَنها مُسْتَنْبَطة من الكتاب والسُّنَّة فتكون هذه الفَريضة تُعْدَل بما أُخِذ عنهما وقولهم لا يُقْبَل له صَرْفٌ ولا عَدْلٌ قيل العَدْل الفِداء ومنه قوله تعالى وإِنْ تَعْدِلْ كلَّ عَدْلٍ لا يؤخَذْ منها أَي تَفْدِ كُلَّ فِداء وكان أَبو عبيدة يقول وإِنْ تُقْسِطْ كلَّ إِقْساط لا يُقْبَلْ منها قال الأَزهري وهذا غلط فاحش وإِقدام من أَبي عبيدة على كتاب الله تعالى والمعنى فيه لو تَفْتدي بكل فداء لا يُقْبَل منها الفِداءُ يومئذ ومثله قوله تعالى يَوَدُّ المُجْرِمُ لو يَفْتَدي من عذاب يَوْمئذٍ ببَنِيه ( الآية ) أَي لا يُقْبَل ذلك منه ولا يُنْجيه وقيل العَدْل الكَيْل وقيل العَدْل المِثْل وأَصله في الدِّية يقال لم يَقْبَلوا منهم عَدْلاً ولا صَرْفاً أَي لم يأْخذوا منهم دية ولم يقتلوا بقتيلهم رجلاً واحداً أَي طلبوا منهم أَكثر من ذلك وقيل العَدْل الجزاء وقيل الفريضة وقيل النافلة وقال ابن الأَعرابي العَدْل الاستقامة وسيذكر الصَّرْف في موضعه وفي الحديث من شَرِبَ الخَمْر لم يَقْبَل اللهُ منه صَرْفاً ولا عَدْلاً أَربعين ليلة قيل الصَّرْف الحِيلة والعَدْل الفدْية وقيل الصَّرْف الدِّية والعَدْلُ السَّوِيَّة وقيل العَدْل الفريضة والصَّرْف التطَوُّع وروى أَبو عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر المدينة فقال من أَحْدَثَ فيها حَدَثاً أَو آوى مُحْدِثاً لم يقبلِ الله منه صَرْفاً ولا عَدْلاً روي عن مكحول أَنه قال الصَّرْف التَّوبة والعَدْل الفِدْية قال أَبو عبيد وقوله من أَحْدَثَ فيها حَدَثاً الحَدَثُ كلُّ حَدٍّ يجب لله على صاحبه أَن يقام عليه والعَدْل القِيمة يقال خُذْ عَدْلَه منه كذا وكذا أَي قيمتَه ويقال لكل من لم يكن مستقيماً حَدَل وضِدُّه عَدَل يقال هذا قضاءٌ حَدْلٌ غير عَدْلٍ وعَدَلَ عن الشيء يَعْدِلُ عَدْلاً وعُدولاً حاد وعن الطريق جار وعَدَلَ إِليه عُدُولاً رجع وما لَه مَعْدِلٌ ولا مَعْدولٌ أَي مَصْرِفٌ وعَدَلَ الطريقُ مال ويقال أَخَذَ الرجلُ في مَعْدِل الحق ومَعْدِل الباطل أَي في طريقه ومَذْهَبه ويقال انْظُروا إِلى سُوء مَعادِله ومذموم مَداخِله أَي إِلى سوء مَذَاهِبه ومَسالِكه وقال زهير وأَقْصرت عمَّا تَعلمينَ وسُدِّدَتْ عليَّ سِوى قَصْدِ الطّريق مَعادِلُه وفي الحديث لا تُعْدَل سارِحتُكم أَي لا تُصْرَف ماشيتكم وتُمال عن المَرْعى ولا تُمنَع وقول أَبي خِراش على أَنَّني إِذا ذَكَرْتُ فِراقَهُم تَضِيقُ عليَّ الأَرضُ ذاتُ المَعادِل أَراد ذاتَ السَّعة يُعْدَل فيها يميناً وشمالاً من سَعَتها والعَدْل أَن تَعْدِل الشيءَ عن وجهه تقول عَدَلْت فلاناً عن طريقه وعَدَلْتُ الدابَّةَ إِلى موضع كذا فإِذا أَراد الاعْوِجاجَ نفسَه قيل هو يَنْعَدِل أَي يَعْوَجُّ وانْعَدَل عنه وعادَلَ اعْوَجَّ قال ذو الرُّمة وإِني لأُنْحي الطَّرْفَ من نَحْوِ غَيْرِها حَياءً ولو طاوَعْتُه لم يُعادِل
( * قوله « واني لانحي » كذا ضبط في المحكم بضم الهمزة وكسر الحاء وفي القاموس وأنحاء عنه عدله )
قال معناه لم يَنْعَدِلْ وقيل معنى قوله لم يُعادِل أَي لم يَعْدِل بنحو أَرضها أَي بقَصْدِها نحواً قال ولا يكون يُعادِل بمعنى يَنْعَدِل والعِدال أَن يَعْرِض لك أَمْرانِ فلا تَدْرِي إِلى أَيِّهما تَصيرُ فأَنت تَرَوَّى في ذلك عن ابن الأَعرابي وأَنشد وذُو الهَمِّ تُعْدِيه صَرِيمةُ أَمْرِه إِذا لم تُميِّتْه الرُّقى ويُعَادِلُ يقول يُعادِل بين الأَمرين أَيَّهما يَرْكَب تُميِّتْه تُذَلِّله المَشورات وقولُ الناس أَين تَذْهَب والمُعادَلَةُ الشَّكُّ في أَمرين يقال أَنا في عِدالٍ من هذا الأَمر أَي في شكٍّ منه أَأَمضي عليه أَم أَتركه وقد عادلْت بين أَمرين أَيَّهما آتي أَي مَيَّلْت وقول ذي الرمة إِلى ابن العامِرِيِّ إِلى بِلالٍ قَطَعْتُ بنَعْفِ مَعْقُلَة العِدالا قال الأَزهري العرب تقول قَطَعْتُ العِدالَ في أَمري ومَضَبْت على عَزْمي وذلك إِذا مَيَّلَ بين أَمرين أَيَّهُما يأْتي ثم استقام له الرأْيُ فعَزَم على أَوْلاهما عنده وفي حديث المعراج أُتِيتُ بإِناءَيْن فَعَدَّلْتُ بينهما يقال هو يُعَدِّل أَمرَه ويُعادِلهُ إِذا تَوَقَّف بين أَمرين أَيَّهُما يأْتي يريد أَنهما كانا عنده مستويَيْنِ لا يقدر على اختيار أَحدهما ولا يترجح عنده وهو من قولهم عَدَل عنه يَعْدِلُ عُدولاً إِذا مال كأَنه يميل من الواحد إِلى الآخر وقال المَرَّار فلما أَن صَرَمْتُ وكان أَمْري قَوِيماً لا يَمِيلُ به العُدولُ قال عَدَلَ عَنِّي يَعْدِلُ عُدُولاً لا يميل به عن طريقه المَيْلُ وقال الآخر إِذا الهَمُّ أَمْسى وهو داءٌ فأَمْضِه ولَسْتَ بمُمْضيه وأَنْتَ تُعادِلُه قال معناه وأَنتَ تَشُكُّ فيه ويقال فلان يعادِل أَمرَه عِدالاً ويُقَسِّمُه أَي يَميل بين أَمرين أَيَّهُما يأْتي قال ابن الرِّقاع فإِن يَكُ في مَناسِمها رَجاءٌ فقد لَقِيَتْ مناسِمُها العِدالا أَتَتْ عَمْراً فلاقَتْ من نَداه سِجالَ الخير إِنَّ له سِجالا والعِدالُ أَن يقول واحدٌ فيها بقيةٌ ويقولَ آخرُ ليس فيها بقيةٌ وفرسٌ مُعْتَدِلُ الغُرَّةِ إِذا توَسَّطَتْ غُرَّتُه جبهتَهُ فلم تُصِب واحدةً من العينين ولم تَمِلْ على واحدٍ من الخدَّين قاله أَبو عبيدة وعَدَلَ الفحلَ عن الضِّراب فانْعَدَلَ نحَّاه فتنحَّى قال أَبو النجم وانْعَدلَ الفحلُ ولَمَّا يُعْدَل وعَدَلَ الفحلُ عن الإِبل إِذا تَرَك الضِّراب وعَدَلَ بالله يَعْدِلْ أَشْرَك والعادل المُشْرِكُ الذي يَعْدِلُ بربِّه ومنه قول المرأَة للحَجَّاج إِنك لقاسطٌ عادِلٌ قال الأَحمر عَدَلَ الكافرُ بربِّه عَدْلاً وعُدُولاً إِذا سَوَّى به غيرَه فعبَدَهُ ومنه حديثُ ابن عباس رضي الله عنه قالوا ما يُغْني عنا الإِسلامُ وقد عَدَلْنا بالله أَي أَشْرَكْنا به وجَعَلْنا له مِثْلاً ومنه حديث عليّ رضي الله عنه كَذَبَ العادِلون بك إِذ شَبَّهوك بأَصنامهم وقولُهم للشيء إِذا يُئِسَ منه وُضِعَ على يَدَيْ عَدْلٍ هو العَدْلُ بنُ جَزْء بن سَعْدِ العَشِيرة وكان وَليَ شُرَطَ تُبَّع فكان تُبَّعٌ إِذا أَراد قتل رجل دفَعَه إِليه فقال الناس وُضِعَ على يَدَي عَدْلٍ ثم قيل ذلك لكل شيء يُئِسَ منه وعَدَوْلى قريةٌ بالبحرين وقد نَفَى سيبويه فَعَولى فاحتُجَّ عليه بعَدَوْلى فقال الفارسي أَصلها عَدَوْلاً وإِنما تُرك صرفُه لأَنه جُعل اسماً للبُقْعة ولم نسمع نحن في أَشعارهم عَدَوْلاً مصروفاً والعَدَوْلِيَّةُ في شعر طَرَفَةَ سُفُنٌ منسوبة إِلى عَدَوْلى فأَما قول نَهْشَل بن حَرِّيّ فلا تأْمَنِ النَّوْكَى وإِن كان دارهُمُ وراءَ عَدَوْلاتٍ وكُنْتَ بقَيْصَرا فزعم بعضهم أَنه بالهاء ضرورة وهذا يُؤَنِّس بقول الفارسي وأَما ابن الأَعرابي فقال هي موضع وذهب إِلى أَن الهاء فيها وضْعٌ لا أَنه أَراد عَدَوْلى ونظيره قولهم قَهَوْباةُ للنَّصْل العريض قال الأَصمعي العَدَوْلِيُّ من السُّفُن منسوب إِلى قرية بالبحرين يقال لها عَدَوْلى قال والخُلُجُ سُفُنٌ دون العَدَوْلِيَّة وقال ابن الأَعرابي في قول طَرَفة عَدَوْلِيَّة أَو من سَفين ابن نَبْتَل
( * قوله « نبتل » كذا في الأصل والتهذيب والذي في التكملة يا من وتمامه يجوز بها الملاح طورا ويهتدي )
قال نسبها إِلى ضِخَم وقِدَم يقول هي قديمة أَو ضَخْمة وقيل العَدَوْليَّة نُسبَتْ إِلى موضع كان يسمى عَدَوْلاة وهي بوزن فَعَوْلاة وذكر عن ابن الكلبي أَنه قال عَدَوْلى ليسوا من ربيعةَ ولا مُضر ولا ممن يُعْرَفُ من اليمن إِنما هم أُمَّةٌ على حِدَة قال الأَزهري والقولُ في العَدَوْليَّ ما قاله الأَصمعي وشجر عَدَوْلِيٌّ قديمٌ واحدته عَدَوْلِيَّة قال أَبو حنيفة العَدَوْليُّ القديمُ من كل شيء وأَنشد غيره عليها عَدَوْلِيُّ الهَشِيم وصامِلُه ويروى عَدامِيل الهَشيم يعني القديمَ أَيضاً وفي خبر أَبي العارم فآخُذُ في أَرْطًى عَدَوْلِيٍّ عُدْمُلِيٍّ والعَدَوْلِيُّ المَلاَّح ابن الأَعرابي يقال لزوايا البيت المُعَدَّلات والدَّراقِيع والمُرَوَّيات والأَخْصام والثَّفِنات وروى الأَزهري عن الليث المُعْتَدِلةُ من النوق الحَسَنة المُثَقَّفَة الأَعضاء بعضها ببعض قال وروى شَمِر عن مُحارِب قال المُعْتَدِلة مِن النوق وجَعَله رُباعيّاً من باب عَندَل قال الأَزهري والصواب المعتدلة بالتاء وروى شمر عن أَبي عدنانَ الكناني أَنشده وعَدَلَ الفحلُ وإِن لم يُعْدَلِ واعْتَدَلَتْ ذاتُ السَّنام الأَمْيَلِ قال اعتدالُ ذات السَّنامِ الأَمْيلِ استقامةُ سَنامها من السِّمَن بعدما كان مائلاً قال الأَزهري وهذا يدل على أَن الحرف الذي رواه شمر عن محارب في المُعَنْدِلة غيرُ صحيح وأَن الصوابَ المُعْتَدِلة لأَن الناقة إِذا سَمِنَت اعْتَدَلَتْ أَعضاؤها كلُّها من السَّنام وغيره ومُعَنْدِلة من العَنْدَل وهو الصُّلْبُ الرأْس وسيأْتي ذكره في موضعه لأَن عَنْدَل رُباعيٌّ خالص

عدمل
العُدْمُلُ والعُدْمُلِيُّ والعُدامِلُ والعُدامِليُّ كلُّ مُسِنٍّ قديمٍ
( * قوله « كل مسنّ قديم إلخ » عبارة المحكم كل مسن قديم وقيل هو القديم وقيل هو القديم الضخم إلخ ) وقيل هو القديم الضَّخْم من الضِّباب قيل ذلك له لِقِدَمِه والأُنثى عُدْمُلِيَّة وزعم أَبو الدُّقَيْش أَنه يُعَمَّر عُمْرَ الإِنسان حتى يَهْرَم فيُسَمى عُدْمُلِيّاً عند ذلك قال الراجز في عُدْمُلِيِّ الحَسَب القَدِيم وخصَّ بعضُهم به الشجرَ القديم ومنه قول أَبي عارم الكلابي وآخُذُ في أَرْطىً عَدَوْلِيٍّ عُدْمُلِيٍّ وغُدُرٌ عَدامِل قديمة قال لبيد يُباكِرْنَ من غَوْلٍ مِياهاً رَوِيَّةً ومن مَنْعجٍ زُرْقَ المُتُونِ عَدامِلا الأَزهري وأَكثر ما يقال على جهة النسبة رَكِيَّةٌ عُدْمُلِيَّة أَي عاديَّة قديمةٌ والجمع العَدامِل والعُدْمُول الضِّفْدِعُ عن كراع وليس ذلك بمعروف إِنما هو العُلْجُوم وأَنشد ابن بري لجِران العَوْد على أَن العُدْمُول الضِّفْدع ماشحون قليلاً من مُسَوَّمةٍ من آجِنٍ رَكَضَتْ فيه العَدامِيلُ
( * قوله « ماشحون إلخ » هكذا رسم في الأصل )
العُدْمُلُ الشيء القديم وكذلك العُدْمُول وقالت زينب أُخت يزيد بن الطَّثَريَّة تَرى جازِرَيْه يُرْعَدان ونارُه عليها عَدامِيلُ الهَشِيم وصامِلُه وأَنشد ابن بري في العُدْمُلِيِّ من مَعْدِنِ الصِّيران عُدْمُلِيِّ

عدهل
العَيْدَهُولُ الناقة السريعة

عذل
العَذْلُ اللَّومُ والعَذُل مثلُه عَذَلَهُ يَعْذِله
( * قوله « عذله يعذله » هو من بابي ضرب وقتل كما في المصباح ) عَذْلاً وعَذَّله فاعْتَذَل وتَعَذَّلَ لامَهُ فَقَبِلَ منه وأَعْتَبَ والاسم العَذَلُ وهم العَذَلةُ والعُذَّالُ والعُذَّلُ والعواذِل من النساء جمع العاذِلة ويجوز العاذِلات ابن الأَعرابي العَذْلُ الإِحْراق فكأَنَّ اللائم يُحْرِق بعَذْله قلبَ المَعْذول وأَنشد الأَصمعي لوَّامةٌ لامَتْ بلَوْمٍ شِهَبِ وقال الشِّهَب أَراد الشِّهاب كأَنَّ لَوْمها يُحْرِقُه ورجُلٌ عَذَّالٌ وامرأَة عَذَّالةٌ كثيرة العَذْل قال غَدَتْ عَذَّالتايَ فَقُلْتُ مَهْلاً أَفي وَجْدٍ بسَلْمى تَعْذِلاني ؟ ورجُلٌ عُذَلةٌ يَعْذِلُ الناس كثيراً مثل ضُحَكة وهُزَأَة وفي المثل أَنا عُذَله وأَخي خُذَله وكلانا ليس بابْنِ أَمَه قال أَبو الحسن إِنما ذَكَرْتُ هذا للمَثَل وإِلاَّ فلا وجه له لأَن فُعَلة مُطَّرد في كل فِعْلٍ ثُلاثي يقول أَنا أَعْذِل أَخي وهو يَخْذُلني وأَيامٌ مُعْتَذِلاتٌ
( * قوله « وأيام معتذلات » ويقال لها أيضاً عذب بوزن كتب كما في التهذيب ) شديدة الحَرِّ كأَنَّ بعضَها يَعْذِلُ بعضاً فيقول اليومُ منها لصاحبه أَنا أَشَدُّ حَرًّا منك ولِمَ لا يكون حَرُّك كَحرِّي ؟ قال ابن بري ومُعْتذِلاتُ سُهَيْلٍ أَيامٌ شديداتُ الحَرِّ تجيء قبل طلوعه أَو بعده ويقال مُعْتَدِلاتٌ بدال غير معجمة أَي أَنَّهُنَّ قد اسْتَوَيْن في شدة الحَرِّ ومن رواه بالذال أَي أَنهن يَتَعاذَلْن ويأْمر بعضُهن بعضاً إِمَّا بشِدَّة الحَرِّ وإِما بالكَفِّ عنه والعاذِلُ اسم العِرْق الذي يَسِيلُ منه دَمُ المستحاضة وفي بعض الحديث تلك عاذِلٌ تَغْذُو يعني تَسيلُ ورُبما سُمِّي ذلك العِرْق عاذِراً بالراء وقد تقدم وأُنِّث على معنى العِرْقَةِ وجمع العاذِلِ العرقِ عُذُلٌ مثل شارِف وشُرُف وفي حديث ابن عباس أَنه سُئل عن دم الاستحاضة فقال ذلك العاذِلُ يَغْذو لِتَسْتَثْفِرْ بِثَوبٍ ولْتُصَلِّ وقد حَمَل سيبويه قولهم اسْتأْصَلَ اللهُ عِرْقاتِهم على تَوَهُّم عِرْقة في الواحد وقولهم في المثل سَبَق السَّيْفُ العَذَلَ يضرب لما قد فات وأَصل ذلك أَن الحرث بن ظالم ضَرَب رجُلاً فَقَتَله فأُخْبر بعُذْره فقال سَبَق السَّيْفُ العَذَل قال ابن السكيت سمعت الكلابي يقول رَمى فلان فأَخْطأَ ثم اعْتَذَلَ أَي رَمَى ثانيةً ورجُلٌ مُعَذَّلٌ أَي يُعَذَّل لإِفراطه في الجُود شُدِّد للكثرة وعاذِلٌ شَعْبان وقيل عاذِلٌ شَوَّالٌ وجمعه عَواذِل قال المُفَضَّل الضَّبِّي كانت العرب تقول في الجاهلية لشعبان عاذِلٌ ولرمضان ناتِق ولشَوَّال وَعْلٌ ولذي القَعْدة وَرْنَة ولذي الحِجَّة بُرَك ولمُحَرَّم مُؤْتَمِر ولصَفَر ناجِرٌ ولربيعٍ الأَوّلِ خَوّان ولرَبيعٍ الآخِر وَبْصانُ ولجُمادَى الأُولى رُنَّى ولجُمادَى الآخرة حَنِين ولرَجَب الأَصَمُّ

عذفل
في شعر جرير العِذَفْلُ
( * قوله « عذفل في شعر جرير العذفل إلخ » كذا في الأصل ولم نجد هذه الترجمة بالعين المهملة والذال المعجمة في الصحاح والقاموس والمحكم والتهذيب والتكملة بل الموجود فيها غدفل بالمعجمة فالمهملة وهناك استشهدوا بشعر جرير وهو قوله رعثات عنبلها الغدفل الارغل ) العَرِيض الواسعُ

عرجل
العَرْجَلة القِطْعة من الخيل وقيل الجماعة منها والعَرْجَلة الجماعة من الناس وقيل جماعة الرَّجّالة وخَرَجَ القومُ عَرَاجِلَةً أَي مُشاةً والعَرْجَلة الجماعةُ من المَعَز عن كراع والعَرْجَلةُ من الخيل القَطيعُ وهي بلُغَة تميم الحَرْجَلةُ والعَرْجَلة الذين يَمْشون على أَقدامهم قال ولا يقال عَرْجَلة حتى يكونوا جماعةً مُشاةً وأَنشد وعَرْجَلةٍ شُعْثِ الرؤوس كأَنهم بَنُو الجِنِّ لم تُطْبَخْ بنارٍ قُدورُها قال ابن بري الذي وقع في الشعر بَنَو الجنِّ لم تُطْبَخْ بقدْرٍ جَزورُها قال وأَنشد أَبو عبيدة في جمع العَرْجَلَةِ الرَّجّالةِ أَيضاً راحُوا يُماشُونَ القَلُوصَ عَشِيَّةً عَرَاجِلةً من بَيْنِ حافٍ وناعِل وأَنشد الأَزهري في ترجمة عرضن تَعْدُو العِرْضْنَى خَيلُهم حَرَاجِلا وقال حَرَاجِل وعَرَاجِل جماعات قال ويقال للرَّجّالة عَرَاجِلُ أَيضاً

عردل
العَرْدَلُ الصُّلْب الشديد والعَرَنْدَلُ مثلُه والنون زائدة

عرزل
العِرْزالُ عِرِّيسةُ الأَسَد وقيل هو مأْوَى الأَسَد وقيل هو ما يَجْمعه الأَسدُ في مأْواه لأَشْبالِه من شيء يَمْهَده ويُهَذِّبه كالعُشِّ والعِرْزالُ موضع يتَّخِذُه النّاطِر فوق أَطْراف النَّخْل والشجر يكون فيه فِرَاراً وخوْفاً من الأَسد والعِرْزالُ سَقِيفة النَّاطُور والعِرْزَال البَقِيَّة من اللَّحْم وقيل هو مِثْل الجُوَالِق يُجْمع فيه المتاع قال شمر بقايا المَتاعِ عِرْزالٌ وعِرْزالُ الصائد خِرَقُه وأَهْدامُه يَمْتَهِدُها ويَضْطَجِع عليها في القُتْرة وقيل هو ما يجمعه الصائد من القَدِيد في قُتْرته والعِرْزال ما يُخْبَأُ للرجل
( * قوله « ما يخبأ للرجل » الذي في التهذيب ما يخبأ للرجل من اللحم )
والعِرْزالُ فَمُ المَزَادة والعِرْزَالُ بيت صغير يُتَّخَذُ للمَلك إِذا قاتَلَ وقد يكون لمُجْتَني الكَمْأَة حكاه أَبو حنيفة وأَنشد لقد ساءَني والناسُ لا يَعْلَمونَه عَرَازِيلُ كَمَّاءٍ بِهِنَّ مُقِيم وقيل هو بيت صغير لم يُحَلَّ بأَكثرَ مِنْ هذا وعِرْزَالُ الحَيَّة جُحْرُها قال أَبو النجم وكَرِهَتْ أَحْناشُها العَرَازِلا يقول جاء الصَّيْفُ فَخَرَجَتْ من جِحَرَتِها وأَنشد الإِيادِيُّ تَحْكِي له القَرْناءُ في عِرْزالِها أُمَّ الرَّحَى تَجْري على ثِفَالِها أَراد بالقَرْناء الحَيَّة وأَورد ابن بري هذا للأَعشى وتَتِمَّته تَحَكُّكَ الجَرْباء في عِقَالِها
( * قوله « تحكك الجرباء » زاد في التكملة قبله تحتك جنباها إلى قتالها )
وعِرْزالُ الرَّجُل حانُوته واحْتَمَلَ عِرْزالَه أَي متاعَه القليلَ عن ابن الأَعرابي والعِرْزالُ غُصْن الشجرة وعَرازِيلُ الثُّمَامِ عِيدَانُه كلاهما عنه أَيضاً وأَنشد إِنْ وَرَدَتْ يوماً شديداً شَبَمُه لا تَرِدُ الماءَ بعَظْمٍ تَعْجُمه ولا عَرَازِيلِ ثُمَامٍ تَكْدُمُه والعِرْزالُ الفِرْقةُ من الناس والعَرَازِيلُ المُجَمَّعة من الناس وقوم عَرازيلُ مجتمعون قال ابن سيده وأُرَى أَنهم مجتمعون في لُصُوصِيَّةٍ أَو خِرَابة قال قُلْتُ لقومٍ خَرَجُوا هَذَالِيل نَوْكَى ولا يَنْفَعُ للنَّوْكى القِيل احْتَذِروا لا تَلْقَكُمْ طَمالِيل قَلِيلةٌ أَموالُهُم عَرَازِيل هَذَالِيلُ مُتَقَطِّعون والعَرَازِيلُ عند العرب مَظَالُّ ذَلِيلةٌ فيها مُتَيّعٌ خفي
( * قوله « مُتَيّع هكذا في الأصل ولم نجد هذه اللفظة في المعاجم حتى في اللسان نفسه ) والعِرْزالُ الثِّقَلُ وأَلْقَى عليه عِرْزالَه أَي ثِقَله وكذلك أَلْقَى عليه عَرَازِيلَه

عرطل
العَرْطَلُ الفاحش الطُّول المُضْطرب من كل شيء قال أَبو النجم في سَرْطَم هادٍ وعُنْقٍ عَرْطَل والعَرْطَلِيلُ الطويل وقيل الغليظ عن السيرافي قال ابن بري وذكر سيبويه عَرْطَلِيلاً فقال الزبيدي لم نُلْفِ تفسيره قال وقد قيل إِنه الطَّوِيل واستدلَّ على صحة ذلك بقولهم عَرْطَلٌ للطويل والعَرْطَويلُ والعَرْطَلُ الشابُّ الحَسَن والعَرْطَل الضَّخْم وعَمَّ به الأَزهريُّ فقال العَرْطَلُ الطويل من كل شيء

عرقل
عَرْقَلَ الرَّجُلُ إِذا جار عن القَصْد والعَرْقَلَةُ التَّعْويج وعَرْقَلَ عليه كلامَه عَوَّجَه وعَرْقَلَ فلان على فلان وحَوَّقَ معناه قد عَوََّّجَ عليه الكلامَ والفِعْلَ وأَدار عليه كلاماً ليس بمستقيم قال وحَوَّقَ مأْخوذ من حُوقِ الكَمَرة وهو ما دار حَوْل الكَمَرة قال ومن العَرْقَلَة سُمِّي عَرْقَل بن الخَطِيم رجل معروف وهو منه والعِرْقِيلُ صُفْرَة البَيْض وأَنشد طَفْلَةٌ تُحْسَبُ المَجَاسِدُ منها زَعْفَراناً يُدافُ أَو عِرْقِيلا وقيل الغِرْقِيل بياض البَيْض بالغين والعَرْقَلَى مِشْيَة تَبخْتُرٍ ورَجُلٌ عِرْقالٌ لا يستقيم على رُشْدِه والعَرَاقِيل الدَّوَاهي وعَرَاقِيلُ الأُمُورِ وعراقِيبُها صِعابُها

عركل
عَرْكَلٌ اسم

عرهل
قال ابن بري العُرَاهِلُ الكاملُ الخَلْق قال الراجز يَتْبَعْنَ نَيَّافَ الضُّحَى عُرَاهلا والعِرْهَلُّ الشديد قال وأَعْطَاه عِرْهَلاًّ من الصُّهْبِ دَوْسَرا

عزل
عَزَلَ الشيءَ يَعْزِلُه عَزْلاً وعَزَّلَهُ فاعْتَزَلَ وانْعَزَلَ وتَعَزَّلَ نَحَّاه جانِباً فَتَنَحَّى وقوله تعالى إِنَّهُم عن السَّمْع لَمَعْزولون معناه أَنَّهم لَمَّا رُمُوا بالنجوم مُنِعوا من السَّمْع واعْتَزَلَ الشيءَ وتَعَزَّلَه ويتعديان بعَنْ تَنَحَّى عنه وقوله تعالى فإِنْ لم تُؤْمِنوا لِي فاعْتَزِلونِ أَراد إِن لم تؤمنوا بي فلا تكونوا عَليَّ ولا مَعِي وقول الأَخوص يا بَيْتَ عاتِكةَ الَّذي أَتَعَزَّلُ حَذَرَ العِدى وبه الفُؤادُ مُوكَّلُ يكون على الوجهين
( * قوله « يكون على الوجهين » فلعلهما تعدي أتعزل فيه بنفسه وبعن كما هو ظاهر )
وتَعَاَزَلَ القومُ انْعَزَلَ بَعْضُهم عن بَعَض والعُزْلةُ الانْعِزال نفسُه يقال العُزْلةُ عِبادة وكُنْتُ بمَعْزِلٍ عن كذا وكذا أَي كُنْتُ بموْضع عُزْلةٍ منه واعْتَزَلْتُ القومَ أَي فارَقْتهم وتَنَحَّيت عنهم قال تأَبَّط شَرًّا ولَسْتُ بِجُلْبٍ جُلْب ريحٍ وقِرَّةٍ ولا بصَفاً صَلْدٍ عن الخير مَعْزِل وقَوْمٌ من القَدَرِيَّةِ يُلَقَّبون المُعْتَزِلة زعموا أَنهم اعْتَزَلوا فِئَتي الضلالة عندهم يَعْنُون أَهلَ السُّنَّة والجماعةِ والخَوَارجَ الذين يَسْتَعْرِضون الناسَ قَتْلاً ومَرَّ قَتادةُ بعمرو بن عُبَيْد بن بابٍ فقال ما هذه المُعْتَزِلة ؟ فسُمُّوا المُعْتَزِلةَ وفي عمرو بن عبيد هذا يقول القائل بَرئْتُ من الخَوَارج لَسْتُ منهم مِنَ العُزَّالِ منهم وابنِ باب
( * قوله « من العزال » قال شارح القاموس والعزال كرمان المعتزلة وانشد البيت )
وعَزَل عن المرأَة واعْتَزَلَها لنم يُرِدْ ولَدها وفي الحديث سأَله رجلٌ من الأَنصار عن العَزْلِ يعني عَزْلَ الماء عن النساء حَذَرَ الحَمْل قال الأَزهري العَزْلُ عَزْلُ الرجل الماءَ عن جاريته إِذا جامعها لئلا تَحْمِل وفي حديث أَبي سعيد الخُدْري أَنه قال بينا أَنا جالسٌ عند سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء رجل من الأَنصار فقال يا رسول الله إِنَّا نُصِيبُ سَبْياً فنُحِبُّ الأَثمان فكيف تَرَى في العَزْل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عَلَيْكم أَن لا تَفْعَلوا ذلك فإِنَّها ما مِنْ نَسَمةٍ كَتَب اللهُ أَن تخْرُجَ إِلا وهي خارجة وفي حديث آخر ما عَلَيْكُم أَن لا تَفْعَلوا قال من رواه لا عَلَيْكُم أَن لا تَفْعَلوا فمعناه عند النحويين لا بأْس عليكم أَن لا تفعلوا حُذِف منه بأْس لمعرفة المخاطب به ومن رواه ما عليكم أَن لا تَفْعَلوا فمعناه أَيُّ شيءٍ عليكم أَن لا تفعلوا كأَنه كَرِه لهم العَزْلَ ولم يُحَرِّمه قال وفي قوله نُصِيب سَبْياً فنُحِبُّ الأَثمانَ فكيف تَرَى في العَزْل كالدَّلالة على أَن أُمّ الولد لا تُباع وفي الحديث أَنه كان يَكْره عَشْرَ خِلالٍ منها عَزْلُ الماء لغير مَحَلِّه أَي يَعْزِله عن إقراره في فَرْج المرأَة وهو مَحَلُّه وفي قوله لغير مَحَلِّه تعريض بإِتيان الدُّبُر ويقال اعْزِلْ عنك ما يَشِينُك أَي نحِّهِ عنك والمِعْزَال الذي يَنْزِل ناحيةً من السَّفْر يَنْزِل وَحْدَه وهو ذَمٌّ عند العرب بهذا المعنى والمِعْزال الراعي المنفرد قال الأَعشى تُخْرِج الشَّيْخَ عن بَنِيه وتَلْوي بِلَبُون المِعْزَابَةِ المِعْزَال وهذا المعني ليس بذَمٍّ عندهم لأَن هذا من فِعْل الشُّجْعان وذَوِي البَأْس والنَّجْدة من الرجال ويَكُون المِعْزَال الذي يَسْتَبدُّ برأْيه في رَعْي أُنُف الكَلإِ ويَتَتَبَّع مَساقِطَ الغيث ويَعْزُب فيها فيقال له مِعْزابة ومِعْزَال وأَنشد الأَصمعي إِذا الهَدَفُ المِعْزَالُ صَوَّبَ رأْسه وأَعْجَبَه ضَفْوٌ من الثَّلَّة الخُطْلِ ويروى المِعْزاب وهو الذي قد عَزَبَ بإِبِله والهَدَف الثَّقِيل الوَخِمُ والضَّفْوُ كثرة المال واتِّساعه والجمع المَعازيل قال عَبْدة بنالطبيب إِذ أَشْرَفَ الدِّيكُ يَدْعو بعض أُسْرتِه إِِلى الصَّباحِ وهم قَوْمٌ مَعازِيلُ
( * قوله « الى الصباح » قال الصاغاني في التكملة كذا وقع في نسخ الصحاح والرواية لدى الصباح وهو الصواب )
قال ابن بري المَعازِيلُ هنا الَّذين لا سِلاح معهم وأَراد بقوله وهم قوم الدَّجاجَ والأَعْزَلُ الرَّمْل المنفرد المنقطع المُنْعَزِل والعَزَلُ في ذَنَب الدابَّة أَن يَعْزِل ذَنَبه في أَحد الجانبين وذلك عادة لا خِلْقة وهو عيب ودابَّة أَعْزَلُ مائل الذَّنَب عن الدُّبُرِ عادةً لا خِلْقة وقيل هو الذي يَعْزِل ذَنَبه في شِقٍّ وقد عَزِلَ عَزَلاً وكُلُّه من التَّنَحِّي والتنحية ومنه قول امرئ القيس بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بأَعْزَل وقال النضر الكَشَف أَن تَرَى ذَنَبه زائلاً عن دُبُره وهو العَزَلُ ويقال لِسَائق الحِمَار اقْرَعْ عَزَلَ حِمارك أَي مُؤَخَّره والعَزَلة الحَرْقَفة والأَعْزَلُ الناقص إِحدى الحَرْقَفَتين وأَنشد قد أَعْجَلَت ساقَتُها قَرْعَ العَزَل والعُزُل والأَعْزَلُ الذي لا سِلاحَ معه فهو يَعْتَزِل الحَرْبَ حكى الأَوَّلَ الهروي في الغريبين وربما خُصَّ به الذي لا رمح معه وأَنشد أَبو عبيد وأَرَى المَدينَة حين كُنْتَ أَميرَها أَمِنَ البَرِيءُ بها ونام الأَعْزَلُ وجَمْعهما أَعْزَالٌ وعُزْلٌ وعُزْلانٌ وعُزَّلٌ قال أَبو كبير الهذلي سُجَرَاءَ نَفْسِي غَيْرَ جَمْعِ أُشابةٍ حُشُداً ولا هُلْكِ المَفارِشِ عُزَّلِ
( * قوله « سجراء » تقدم البيت في حشد وضبط فيه سجراء بفتح السين وسكون الجيم وهو خطأ والصواب ما هنا )
وقال الأَعشى غَيْر مِيلٍ ولا عَوَاوِيرَ في الهَيْ جا ولا عُزَّلٍ ولا أَكفال قال أَبو منصور الأَعْزال جمع العُزُل على فُعُل كما يقال جُنُبٌ وأَجْنَاب ومِيَاهٌ أَسدامٌ جمع سُدُم وفي حديث سَلَمة رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحُدَيْبِية عُزُلاً أَي ليس معي سلاح وفي الحديث مَنْ رأَى مَقْتَل حَمْزة ؟ فقال رَجُلٌ أَعْزَلُ أَنا رأَيته ومنه حديث الحسن إِذا كان الرجل أَعْزَلَ فلا بأْس أَن يأْخُذَ من سلاح الغَنِيمة وفي حديث خَيْفان مَسَاعِيرُ غَير عُزْلٍ بالتسكين وفي قصيد كعب زَالُوا فما زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ عند اللِّقاء ولا مِيلٌ مَعازِيلُ أَي لَيْس معهم سِلاحٌ واحدهم مِعْزالٌ ويقال في جمعه أَيضاً مَعازِيلُ
( * قوله « ويقال في جمعه إلخ » هذا من جموع العزل بضمتين والاعزل المتقدمين في صدر العبارة وهو معطوف في عبارة ابن سيده على الجموع المتقدمة ) عن ابن جني والاسم من ذلك كله العَزَلُ والمَعازيلُ أَيضاً القومُ الذين لا رماحَ معهم قال الكميت ولكنَّكُم حَيٌّ مَعازيلُ حِشْوةٌ ولا يُمْنَع الجِيرانُ باللَّوْمِ والعَذْل وأَما قول أَبي خِراش الهُذلي فهل هو إِلا ثَوْبُه وسِلاحُه ؟ فما بِكُمُ عُرْيٌ إِليه ولا عَزْلُ فإِنما أَراد ولا أَنتم عَزَلٌ فَخَفَّف وإِن كان سيبويه قد نَفاه وقد جاءت له نظائر وروي ولا عُزْل أَراد ولا أَنتم عُزْل وقد يكون العُزْل لغةً في العَزَل كالشُّغْل والشَّغَل والبُخْل والبَخَل والسِّماكُ الأَعْزَل كوكبٌ على المَجرَّة سمي بذلك لعَزَله مما تَشَكَّل به السَّماك الرامحُ من شَكْل الرُّمْح قال الأَزهري وفي نجوم السماء سِما كان أَحدهما السِّماك الأَعْزَل والآخر السِّماك الرامح فأَما الأَعْزَل فهو من منازل القمر به يَنزِل وهو شَآمٍ وسمي أَعْزَل لأَنه لا شيء بين يديه من الكواكب كالأَعْزَل الذي لا سلاح معه كما كان مع الرامح ويقال سمي أَعْزَل لأَنه إِذا طَلَع لا يكون في أَيامه ريح ولا بَرْدٌ وقال أَوس بن حجَر كأَنَّ قُرونَ الشَّمْس عند ارتفاعها وقد صادَفَتْ قَرْناً من النَّجم أَعزَلا تَرَدَّدَ فيه ضَوْؤُها وشُعاعُها فأَحْصِنْ وأَزْيِنْ لامرئٍ إِن تَسْربلا
( * قوله « قرناً » كذا في الأصل تبعاً للتهذيب وفي التكملة طلقاً والطلق كما في القاموس الذي لا اذى فيه ولا حر وقوله « فأحصن » كذا في الأصل والتهذيب بالصاد وفي التكملة فأحسن بالسين )
أَراد إِن تَسَرْبَل بها يصف الدرع أَنك إِذا نظرْتَ إِليها وجَدْتها صافية بَرَّاقة كأَن شُعاع الشمس وقع عليها في أَيام طلوع الأَعْزَل والهواءُ صافٍ وقوله تَرَدَّدَ فيه يعني في الدِّرْع فذَكَّره للَّفظ
( * قوله « فذكره للفظ » اورد في التكملة البيت بضمير المؤنث فلعلهما روايتان )
والغالب عليها التأْنيث وقال الطِّرِمّاح مَحاهُنَّ صَيِّبُ نَوْء الرَّبِيع مِنَ الأَنْجُم العُزْلِ والرَّامِحَه وقوله رَأَيْتُ الفِتْيَةَ الأَعْزا لع مِثْلَ الأَينُق الرُّعْل إِنما الأَعزالُ فيه جمع الأَعزَل هكذا رواه علي بن حمزة بالعين والزاي والمعروف الأَرْعال والعِزال الضَّعْفُ ابن الأَعرابي الأَعْزَل من اللحم يكون نصيبَ الرجل الغائب والجمع عُزْلٌ والعَزْل ما يورِدُه بيتَ المال تَقْدِمةً غيرَ موزون ولا مُنْتَقَد إِلى محِلِّ النَّجْم والعَزْلاء مَصَبُّ الماء من الراوية والقِرْبةِ في أَسفلها حيث يُسْتَفْرَغ ما فيها من الماء سُميت عَزلاء لأَنها في أَحد خُصْمَي المَزادة لا في وَسَطها ولا هي كفَمِها الذي منه يُسْتَقى فيها والجمع العَزالي بكسر اللام وفي الحديث وأَرْسَلَت السَّماءُ عَزالِيَها كثُر مطَرُها على المثل وإِن شئت فتحت اللام مثل الصَّحاري والصَّحارى والعَذاري والعَذارى يقال للسحابة إِذا انهَمَرَتْ بالمَطر الجَوْد قد حَلَّت عَوالِيَها وأَرسَلتْ عَزالِيَها قال الكميت مَرَتْه الجَنوبُ فلمّا اكْفَه رَّ حَلَّتْ عَزالِيَه السَّمْأَلُ وفي حديث الاستسقاء دُفاقُ العَزائِل جَمُّ البُعاق
( * قوله « دفاق العزائل إلخ » صدر بيت وعجزه كما في حاشية نسخة من النهاية أغاث به الله عليا مضر )
العَزائل أَصله العَزالي مثل الشّائك والشّاكي والعَزالي جمع العَزْلاء وهو فَمُ المَزادة الأَسفل فشَبَّه اتِّساعَ المطر واندفاقَه بالذي يخرج من فم المزادة وفي حديث عائشة كُنَّا نَنْبِذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سِقاءٍ له عَزْلاء والأَعْزَل سحابٌ لا مطر فيه والعَزْلُ وعُزَيْلة موضعان والأَعْزَلةُ موضع والأَعازِل مواضع في بني يَرْبوع قال جرير تُرْوِي الأَجارِعَ والأَعازِلَ كُلَّها والنَّعْفَ حيثُ تَقابَلَ الأَحْجارُ والأَعْزَلانِ وادِيان لبني كُليب وبني العَدَوِيَّة يقال لأَحدهما الرَّيّان وللآخر الظَّمْآن وعَزَله عن العَمل أَي نحَّاه فعُزِل وعُزَيْل اسمٌ وعَزَله أَي أَفْرَزَه والمِعْزال الضَّعيف الأَحْمق والمِعْزال الذي يَعْتَزِل أَهلَ المَيْسِرِ لُؤماً وعازِلة اسم ضَيْعة كانت لأَبي نُخَيْلة الحِمّاني وهو القائل فيها عازِلةٌ عن كلِّ خَيْر تَعْزِلُ يابسةٌ بَطْحاؤُها تُفَلْفِلُ لِلْجِنِّ بين قارَتَيْها أَفْكَلُ أَقْبَلَ بالخَيْر عليها مُقْبِلُ مُقْبِل اسم جبل أَعْلى عازِلة

عزهل
العَزْهَل والعِزْهِل ذكَرُ الحَمام وقيل فَرْخُها وجمعه العَزاهِلُ وأَنشد إِذا سَعْدانَةُ الشَّعَفاتِ ناحَتْ عَزاهِلُها سَمِعْتَ لها عَرِينا
( * قوله « الشعفات » كذا في الأصل هنا بالشين المعجمة ومثله في التكملة وتقدم في ترجمة عرن بالمهملة )
قال ابن الأَعرابي العَرينُ الصَّوْت وقال ابن بري العِزْهِيلُ الذَّكَر من الحَمام الأَزهري رَجُلٌ عِزْهَلٌّ مشدَّد اللام إِذا كان فارغاً ويجمع على العَزاهل وأَنشد وقد أُرَى في الفِتْيِة العَزاهِلِ أَجرُّ من خَزِّ العِراقِ الذَّائلِ فَضْفاضةً تَضْفو على الأَنامِلِ وبعيرٌ عِزْهَلٌّ شديد وأَنشد وأَعْطاه عِزْهَلاًّ من الصُّهْبِ دَوسَراً أَخا الرُّبْع أَو قد كاد للبُزْل يُسدِسُ والعُزاهِلُ من الخَيْل الكاملُ الخَلْق وأَنشد يَتْبَعْنَ زَيَّافَ الضُّحى عُزاهِلا يَنْفَحُ ذا خَصائلٍ غُدافِلا كالبُرْد رَيَّانَ العَصا عَثاكِلا غُدافِل كثير سَبِيب الذَّنَب ابن الأَعرابي المُعَبْهَلُ والمُعَزْهَل المُهْمَل والعَزاهِيل
( * قوله « والعزاهيل إلخ » اورده الصاغاني في عرهل بالمهملة واستشهد ببيت الشماخ المذكور ثم قال والزاي في كل هذا التركيب لغة وتبعه صاحب القاموس ) الجماعة المُهْمَلة قال الشَّمَّاخ حتى اسْتَغاثَ بأَحْوَى فَوْقَه حُبُكٌ يَدْعُو هَدِيلاً به العُزْفُ العَزاهِيل معناه استغاث الحمارُ الوحشي بأَحوى وهو الماء فَوْقَه حُبُكٌ أَي طرائق يَدْعو هَدِيلاً وهو الفَرخ به العُزْف وهي الحَمام الطُّورانيَّة والعَزاهِيل الإِبل المُهْمَلة واحدها عُزْهولٌ والمُعَزْهَلُ الحَسنُ الغِذاء وعَزْهَلٌ اسم وعَزْهَل وعُزاهِل موضع
( * قوله « وعزهل وعزاهل موضع » أي كل منهما موضع كما هو مفاد القاموس )
وقال المُعَلْهَز الحَسَن الغِذاء كالمُعَزْهَل

عسل
قال الله عز وجل وأَنهارٌ من عَسَل مُصَفى العَسَلُ في الدنيا هو لُعاب النَّحْل وقد جعله الله تعالى بلطفه شِفاءً للناس والعرب تُذَكِّر العَسَل وتُؤنِّثه وتذكيره لغة معروفة والتأْنيث أَكثر قال الشماخ كأَنَّ عُيونَ الناظِرِين يَشُوقُها بها عَسَلٌ طابت يدا من يَشُورُها بها أَي بهذه المرأَة كأَنه قال يَشُوقُها بِشَوْقِها إِيَّاها عَسَلٌ الواحدة عَسَلةٌ جاؤوا بالهاء لإِرادة الطائفة كقولهم لَحْمة ولبَنَة وحكى أَبو حنيفة في جمعه أَعْسال وعُسُلٌ وعُسْلٌ وعُسُولٌ وعُسْلانٌ وذلك إِذا أَردت أَنواعه وأَنشد أَبو حنيفة بَيْضاءُ من عُسْلِ ذِرْوَةٍ ضَرَبٌ شِيبَتْ بماء القِلاتِ من عَرِم القِلاتُ جمع قَلْتٍ والعَرِمُ جمع عَرِمة وهي الصُّخور تُرْصَف ويُقْطَع بها الوادي عَرْضاً لتكون رَدّاً للسَّيْل وقد عَسَّلَتِ النَّحْل تعسيلاً والعَسَّالة الشُّورة التي تَتَّخِذ فيها النَّحْلُ العَسَلَ من راقُودٍ وغيره فتُعَسِّل فيه والعَسَّالة والعاسِلُ الذي يَشْتارُ العَسَلَ من موضعه ويأْخُذه من الخَلِيَّة قال لبيد بأَشْهَبَ من أَبكارِ مُزْنِ سَحابة وأَرْيِ دُبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ أَراد شارَه من النَّحْل فعدّى بحذف الوَسِيط كاخْتارَ مُوسى قومَه سَبْعِين رَجُلاً ومَكانٌ عاسِلٌ فيه عَسَلٌ وقول أَبي ذؤيب تَنَمَّى بها اليَعْسُوبُ حَتَّى أَقَرَّها إِلى مَأْلَفٍ رَحْبِ المَباءةِ عاسِلِ إِنما هو على النَّسَب أَي ذي عَسَلٍ والعرب تُسَمِّي صَمْغَ العُرْفُط عَسَلاً لحلاوته وتقول للحديث الحُلْو مَعْسُولٌ واستعار أَبو حنيفة العَسَلَ لِدِبْس الرُّطَب فقال الصَّقْرُ عَسَلُ الرُّطَب وهو ما سال من سُلافَتِه وهو حُلْوٌ بمَرَّةٍ وعَسَلُ النَّحْل هو المنفرد بالاسم دون ما سواه من الحُلْو المسمَّى به على التشبيه وعَسَلَ الشيءَ يَعْسِلُه ويَعْسُله عَسْلاً وعَسَّله خَلَطَه بالعَسَل وطَيّبه وحَلاَّه وعَسَّلْتُ الرجُلَ جَعَلْتُ أُدْمَه العَسَل واسْتَعْسَلَ القومُ اسْتَوْهَبوا العَسَل وعَسَّلْتُ القومَ زوَّدتهم إِيَّاه وعَسَلْتُ الطعامَ أَعْسِلُه وأَعْسُله أَي عمِلْته بالعَسَل وزَنْجَبِيل مُعَسَّل أَي مَعْمول بالعَسَل قال ابن بري ومنه قول الشاعر إِذا أَخَذَتْ مِسْواكَها مَنَحَتْ به رُضاباً كطَعْم الزَّنْجَبِيل المُعَسَّل وفي الحديث في الرجل يُطَلِّق امرأَته ثم تَنْكِح زوجاً غيره فإِن طَلَّقها الثاني لم تَحِلَّ للأَوَّل حتى يَذُوقَ من عُسَيْلَتِها وتَذُوقَ من عُسَيْلَته يعني الجِماع على المَثَل وقال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأَة رِفاعة القُرَظِيِّ وقد سأَلَتْه عن زوج تَزَوَّجَتْه لِتَرْجِع به إِلى زَوْجِها الأَوَّل الذي طَلَّقها فلم يَنْتَشِرْ ذَكَرُه للإِيلاج فقال له أَتُرِيدينَ أَن تَرْجِعي إِلى رِفاعة ؟ لا حَتَّى تَذُوقي عُسَيْلَتَه ويَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ يعني جِماعَها لأَن الجِماع هو المُسْتَحْلى من المرأَة شَبَّهَ لَذَّة الجماع بذَوْق العَسَل فاستعار لها ذَوْقاً وقالوا لكُلِّ ما اسْتَحْلَوْا عَسَلٌ ومَعْسول على أَنه يُسْتَحْلى اسْتِحْلاء العَسَل وقيل في قوله حتى تَذُوقي عُسَيْلَته ويَذوق عُسَيْلَتَك إِنَّ العُسَيْلة ماء الرجل والنُّطْفَةُ تُسَمَّى العُسَيْلة وقال الأَزهري العُسَيْلة في هذا الحديث كناية عن حَلاوة الجِماع الذي يكون بتغييب الحَشَفة في فرج المرأَة ولا يكون ذَواقُ العُسَيْلَتَيْن معاً إِلا بالتغييب وإِن لم يُنْزِلا ولذلك اشترط عُسَيْلَتهما وأَنَّثَ العُسَيْلة لأَنه شَبَّهها بقِطْعة من العَسَل قال ابن الأَثير ومن صَغَّرَه مؤنثاً قال عُسَيْلة كَقُوَيْسة وشُمَيْسة قال وإِنما صَغَّرَه إِشارة إِلى القدر القليل الذي يحصل به الحِلُّ ويقال عَسَلْت من طَعامه عَسَلاً أَي ذُقْت وعَسَلَ المرأَةَ يَعْسِلُها عَسْلاً نكَحها فإِمَّا أَن تكون مشتقَّة من قوله حتى تَذُوقي عُسَيْلته ويَذُوق عُسَيْلتك وإِمَّا أَن تكون لفظَةً مُرْتَجَلَة على حِدَة قال ابن سيده وعندي أَنها مشتقة والمَعْسُلة
( * قوله « والمعسلة » هكذا ضبط في الأصل وفي موضعين من المحكم بضم السين وعليه علامة الصحة ووزنه في القاموس بمرحلة ) الخَلِيَّة يقال قَطَفَ فلان مَعْسُلَتَه إِذا أَخذ ما هنالك من العَسَل وخَلِيَّة عاسِلةٌ والنَّحْل عَسَّالة وما أَعرف له مَضْرِبَ عَسَلة يعني أَعْراقَه ويقال ما لِفُلان مضرِبُ عَسَلَة يعني من النسب لا يستعملان إِلاَّ في النفي وقيل أَصل ذلك في شَوْر العَسَل ثم صار مثلاً للأَصل والنسب وعَسَلُ اللُّبْنى شيءٌ يَنْضَحُ من شَجَرِها يُشْبِه العَسَل لا حَلاوة له وعَسَلُ الرِّمْث شيء أَبيض يخرج منه كأَنَّه الجُمَان وعَسَلَ الرجُلَ طَيَّب الثناءَ عليه عن ابن الأَعرابي وهو من العَسَل لأَن سامِعَه يَلَذُّ بِطيبِ ذِكْرِه والعَسَلُ طِيبُ الثناء على الرجل وفي الحديث إِذا أَراد الله بعبد خيراً عَسَلَه في الناس أَي طَيَّب ثَناءه فيهم وروي أَنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما عَسَلَه ؟ فقال يَفْتَح له عَمَلاً صالحاً بين يَدَيْ موته حتى يَرْضى عنه مَنْ حَوْلَه أَي جَعَل له من العمل الصالح ثناء طَيِّباً شَبَّه ما رَزَقَه اللهُ من العمل الصالح الذي طاب به ذِكْرُه بين قومه بالعَسَل الذي يُجْعَل في الطعام فَيَحْلَوْلي به ويَطِيب وهذا مَثَلٌ أَي وفَّقَه الله لعمل صالح يُتْحِفه كما يُتْحِف الرجل أَخاه إِذا أَطعمه العَسَل ويقال لَبَنَهُ ولَحَمه وعَسَلَهُ إِذا أَطعمه اللبن واللحم والعَسَل والعُسُلُ الرجال الصالحون قال وهو جمع عاسِلٍ وعَسُول قال وهو مما جاء على لفظ فاعل وهو مفعول به قال الأَزهري كأَنه أَراد رجل عاسِلٌ ذو عَسَل أَي ذو عَمَلٍ صالِحٍ الثَّناء به عليه يُسْتَحْلى كالعَسَل وجارية مَعْسُولة الكلام إِذا كانت حُلْوة المَنْطِق مَلِيحة اللفظ طَيِّبة النَّغْمة وعَسَلَ الرُّمْحُ يَعْسِلُ عَسْلاً وعُسُولاً وعَسَلاناً اشْتَدَّ اهتزازُه واضْطَرَب ورُمْحٌ عَسَّالٌ وعَسُولٌ عاسِلٌ مُضْطَرِبٌ لَدْنٌ وهو العاتِرُ وقد عَتَرَ وعَسَلَ قال بكُلِّ عَسَّالٍ إِذا هُزَّ عَتَر وقال أَوس تَقاكَ بكَعْبٍ واحدٍ وتَلَذُّه يَداكَ إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ والعَسَلُ والعَسَلانُ أَن يَضْطَرِم الفرسُ في عَدْوِه فيَخْفِق برأْسه ويَطَّرِد مَتْنُه وعَسَل الذِّئْبُ والثعلبُ يَعْسِلُ عَسَلاً وعَسَلاناً مَضَى مُسْرِعاً واضْطَرب في عَدْوِه وهَزَّ رأْسَه قال واللهِ لولا وَجَعٌ في العُرْقُوب لكُنْتُ أَبْقَى عَسَلاً من الذِّيب استعاره للإِنسان وقال لبيد عَسَلانَ الذِّئْب أَمْسَى قارِباً بَرَدَ اللَّيْلُ عليه فنَسَل وقيل هو للنابغة الجعدي والذئب عاسِلٌ والجمع العُسَّل والعَواسِل وقول ساعدة بن جُؤَيَّة لَدْنٌ بِهَزِّ الكَفِّ يَعْسِلُ مَتْنُه فيه كما عَسَلَ الطَّريقَ الثَّعْلَبُ أَراد عَسَلَ في الطريق فحذف وأَوْصل كقولهم دَخَلْتُ البيت ويروى لَذٌّ والعَسَلُ حَبابُ الماء إِذا جَرَى من هُبوب الرِّيح وعَسَلَ الماءُ عَسَلاً وعَسَلاناً حَرَّكَتْه الريحُ فاضْطَرَب وارْتَفَعَتْ حُبُكُه أَنشد ثعلب قد صبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ ما زَحَل حَوْضاً كأَنَّ ماءه إِذا عَسَل من نافِضِ الرِّيحِ رُوَيْزِيٌّ سَمَل الرُّوَيْزِيُّ الطَّيْلَسانُ والسَّمَل الخَلَق وإِنما شَبَّه الماءَ في صَفائه بخُضْرة الطَّيْلَسان وجعله سَمَلاً لأَن الشيء إِذا أَخْلَق كان لونُه أَعْتَق وعَسَلَ الدَّليلُ بالمَفازة أَسرع والعَنْسَل الناقةُ السريعة ذهب سيبويه إِلى أَنه من العَسَلانِ وقال محمد بن حبيب قالوا للعَنْس عَنْسَل فذهب إِلى أَن اللام من عَنْسَل زائدة وأَن وزن الكلمة فَعْلَلٌ واللام الأَخيرة زائدة قال ابن جني وقد تَرَك في هذا القول مذهب سيبويه الذي عليه ينبغي أَن يكون العمل وذلك أَن عَنْسَل فَنْعَلٌ من العَسَلانِ الذي هو عَدْوُ الذئب والذي ذهب إِليه سيبويه هو القول لأَن زيادة النون ثانيةً أَكثر من زيادة اللام أَلا ترى إِلى كثرة باب قَنْبَر وعُنْصُل وقِنْفَخْرٍ وقِنْعاس وقلة باب ذلِك وأُولالِك ؟ قال الأَعشى وقد أَقْطَعُ الجَوْزَ جَوْزَ الفَلا ةِ بالحُرَّةِ البازِلِ العَنْسَل والنون زائدة ويقال فلان أَخْبَثُ من أَبي عِسْلة ومن أَبي رِعْلة ومن أَبي سِلْعامَة ومن أَبي مُعْطة كُلُّه الذِّئب ورَجُلٌ عَسِلٌ شديد الضَّرْب سَرِيعُ رَجْعِ اليد بالضَّرْب قال الشاعر تَمْشِي مُوالِيةً والنَّفْس تُنْذِرُها مع الوَبِيلِ بكَفِّ الأَهْوَجِ العَسِل والعَسِيلُ مِكْنَسة الطِّيب وهي مِكْنَسَة شَعَرٍ يَكْنِس بها العطَّارُ بَلاطَه من العِطْر قال فَرِشْني بخَيْرٍ لا أَكونُ ومِدْحَتي كَناحِتِ يوماً صَخْرةٍ بِعَسِيل فَصَلَ بين المضاف والمضاف إِليه بالظرف
( * قوله « فصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف » هذه عبارة المحكم وضبط صخرة فيه بالجر وقوله « أراد إلخ » هذه عبارة التهذيب وضبط صخرة فيه بالنصب وعليه يتم تمثيله ببيت أبي الأسود فهما روايتان في البيت كما لا يخفى وقوله بعد « وقيل أراد لا أكونن » لعله سقط قبل هذا ما يحسن العطف عليه وفي التهذيب والصحاح لا أكونن بنون التوكيد ) أَراد كناحِتٍ صَخْرةً يوماً بعَسِيلٍ هكذا أُنشد عن الفراء ومثله قول أَبي الأَسود فأَلْفَيْتُه غَيْرَ مُسْتَعْتِبٍ ولا ذاكِرِ اللهَ إِلا قليلا أَراد ولا ذاكِرٍ اللهَ وأَنشد الفراء أَيضاً رُبَّ ابْن عَمٍّ لسُلَيْمَى مُشْمَعِلْ طَبَّاخِ ساعاتِ الكَرَى زادَ الكَسِلْ وقيل أَراد لا أَكونَنْ ومِدْحَتي والعَسيل الرِّيشة التي تُقْلَع بها الغالِية وجمعها عُسُلٌ وإِنه لَعِسْلٌ من أَعْسالِ المالِ أَي حَسَنُ الرِّعية له يقال عِسْلُ مالٍ كقولك إِزاء مالٍ وخالُ مالٍ أَي مُصْلح مالٍ والعَسيل قَضيب الفيل وجمعه عُسُلٌ والعَسَلُ والعَسَلانُ الخبَب وفي حديث عمر أَنه قال لعمرو بن مَعْدِيكَرِب كَذَبَ عليْك العَسَلَ أَي عليْك بسُرْعة المَشْي هو من العَسَلان مَشْيِ الذئب واهتزاز الرمح وعَسَلَ بالشيء عُسُولاً ويقال بَسْلاً له وعَسْلاً وهو اللَّحْيُ في المَلام وعَسَلِيُّ اليهودِ علامَتُهم وابن عَسَلة من شعرائهم قال ابن الأَعرابي وهو عَبْدالمَسيح بن عَسَلة وعاسِلُ بن غُزَيَّة من شُعَراء هُذَيل وبَنُو عِسْلٍ قَبيلةٌ يزعمون أَن أُمَّهم السِّعْلاة وقال الأَزهري في ترجمة عسم قال وذكر أَعرابي
( * قوله « قال وذكر أعرابي » القائل هو النضر بن شميل كما يؤخذ من التهذيب ) أَمَةً فقال هي لنا وكُلُّ ضَرْبَةٍ لها من عَسَلةٍ قال العَسَلة النَّسْل

عسطل
العَسْطَلة والعَلْسَطة كلامٌ غيرُ ذي نِظامٍ وكلام مُعَلْسَطٌ
( * قوله « وكلام معلسط » هذه عبارة المحكم وعبارة التكملة يقال كلام معسطل ومعلسط )

عسقل
العَسْقَلة مكانٌ فيه صَلابةٌ وحجارةٌ بيضٌ والعَسْقَلُ والعُسْقُولُ والعُسْقولَة كُلُّه ضَرْبٌ من الكَمْأَة بِيضٌ تُشَبَّهُ في لونها بتلك الحجارة وقيل هي الكَمْأَةُ التي بين البياضِ والحُمْرة وقيل هو أَكبر من الفِقْع وأَشدُّ بياضاً واستِرْخاءً وقال الأَصمعي هي العَساقيل قال وأَنشد أَبو زيد ولقد جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَساقِلاً ولقد نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوْبَرِ الأَزهري القَعْبَلُ الفُطْرُ وهو العَسْقَل والعَسْقَلُ والعَسْقَلة والعَسقُول كُلُّه تَلمُّعُ السَّراب وتَرَيُّعُه وقيل عَساقِيلُ السّرابِ قِطَعُه لا واحد لها قال كعب بن زهير عَيْرانةٌ كأَتان الضَّحْل ناجِيةٌ إِذا تَرَقَّصَ بالقُورِ العَساقِيلُ قال ابن بري الذي في شعر كعب بن زهير كأَنَّ أَوْبَ ذِراعَيْها إِذا عَرِقَتْ وقد تَلَفَّعَّ بالقُورِ العَساقِيلُ والقُور الرُّبى أَي قد تَغَشَّاها السَّرابُ وغَطَّاها قال وهذا من المقلوب لأَن القُورَ هي التي تَلَفَّعَت بالعَساقيل وعَساقِل جمع عَسْقَلة وعَساقيل جمع عُسْقُول وقال ابن سيده أَراد وقد تَلَفَّعَتْ القُورُ بالعَساقيل فَقَلب وقيل العساقيل والعَساقِل السَّرابُ جُعِلا اسماً لواحد كما قالوا حَضاجِر قال الأَزهري وقِطَعُ السَّراب عساقِل قال رؤبة جَرَّدَ منها جُدَداً عَساقِلا تَجْرِيدَكَ المَصْقُولةَ السَّلائِلا يعني المِسْحَل جَرَّدَ أُتُناً أَنْسَلَتْ شَعرَها فَخَرجَتْ جُدداً بيضاً كأَنَّها عَساقِلُ السَّراب ويقال ضَرَب عَسْقَلانه وهو أَعلى رأْسه الجوهري العَساقِيلُ ضَرْبٌ من الكَمْأَة وهي الكَمْأَة الكِبار البِيضُ يقال لها شَحْمة الأَرض وأَنشد الجوهري وأَغْبَر فِلٍّ مُنِيفِ الرُّبى عليه العَساقِيلُ مِثلُ الشَّحَم ويقال في الواحد عَسْقَلة وعُسْقُول قال الراجز عَساقِلٌ وجَبَأٌ فيها قَضَض وعَسْقَلانُ مدينة وهي عَرُوس الشَّام وعَسْقَلان سُوقٌ تَحُجُّه النصارى في كل سنة أَنشد ثعلب كأَنَّ الوُحُوش به عَسْقَلا نُ صادَفَ في قَرْنِ حَجٍّ دِيافا شَبَّه ذلك المكانَ لكثرة الوُحوش بسُوقِ عَسْقَلان وقال الأَزهري عَسْقَلان من أَجناد الشام

عشل
العاشِلُ والعاشِنُ والعاكِلُ المُخَمَّن الذي يَظُنُّ فيُصِيب

عصل
العَصَلُ المِعى والجمع أَعْصالٌ قال الطِّرِمَّاح فهو خِلْوُ الأَعْصالِ إِلاَّ من الما ء ومَلْجُوذِ بارِضٍ ذي انْهِياض وأَنشد الأَصمعي لأَبي النجم يَرْمِي به الجَزْعُ إِلى أَعْصالِها والعَصَلُ الالْتواءُ في الشيء والعَصَلُ التواء في عَسِيب ذَنَب الفَرس حتى يُصِيب كاذَتَهُ وفائلَه وفَرَسٌ أَعْصَلُ مُلْتَوي العَسِيب حتى يَبْرز بعض باطنه الذي لا شَعَر عليه ويقال للسَّهْم الذي يَلْتوي إِذا رُمِي به مُعَصِّلٌ بالتشديد وحكى ابن بري عن علي بن حمزة قال هو المُعَضِّلُ بالضاد المعجمة من عَضَّلَتِ الدَّجاجةُ إِذا الْتَوَت البَيْضةُ في جوفه وعَصَّلَ السَّهمُ الْتَوى في الرَّمْيِ والعاصِلُ السَّهْم الصُّلْب وفي حديث عُمَر وجرير ومنها العَصِلُ الطائش أَي السَّهْم المُعْوَجُّ المَتْن وسِهامٌ عُصْلٌ مُعْوَجَّة قال لبيد فَرَمَيْتُ القَوْمَ رِشْقاً صائباً لَسْنَ بالعُصْلِ ولا بالمُقْتَعَل ويروى ليس وفي حديث عَليٍّ لا عِوَج لانتصابه ولا عَصَلَ في عُوده العَصَلُ الاعْوِجاج وكلُّ مُعْوَجٍّ فيه صَلابةٌ أَعْصَلُ وشَجَرة عَصِلة عَوْجاء لا يُقْدَر على استقامتها لصَلابتها والأَعْصَلُ أَيضاً السَّهْم القليل الرِّيش وعَصِلَ الشيءُ عَصَلاً وهو أَعْصَلُ وعَصِلٌ اعْوَجَّ وصَلُبَ قال ضَرُوس تَهُزُّ الناسَ أَنْيابُها عُصْلُ وقد كُسِّر على عِصال وهو نادر قال ابن سيده والذي عندي أَنَّ عِصالاً جمع عَصَل كوَجَعٍ ووِجاعٍ والعَصَلُ في الناب اعْوجاجُه ونابٌ أَعْصَلُ بَيِّن العَصَلِ وعَصِلٌ أَي مُعْوجٌّ شديد قال أَوس رأَيتُ لها ناباً من الشَّرِّ أَعْصَلا وقال آخر على شَناحٍ نابُه لم يَعْصَل وقال صخر أَبا المُثَلَّم أَقْصِرْ قَبْلَ باهِظَةٍ تأْتِيكَ منِّي ضَرُوسٍ نابُها عَصِلُ أَي هي قديمة وذلك أَن نابَ البعير إِنما يَعْصَل بعدما يُسِنُّ أَي شرّ عظيم والأَعْصَلُ من الرجال الذي عُصِبت ساقُه فاعْوَجَّت ويقال للرجل المُعْوَجِّ الساق أَعْصَلُ وعَصِلَ نابُه وأَعْصَلَ اشتدَّ ووَصَف رَجُلٌ جَملاً فقال إِذا عَصِلَ نابُه وطال قِرابُه فبِعْه بَيْعاً دَلِيقاً ولا تُحابِ به صَدِيقاً وقال أَبو صخر الهُذَلي أَفَحِينَ أَحْكَمَني المَشِيبُ فلا فَتًى غُمْرٌ ولا قَحْمٌ وأَعْصَلَ بازلي ؟ والمِعْصال مِحْجَنٌ يُتناوَلُ به أَغصانُ الشجر لاعْوِجاجه ويقال هو المِحْجَن والصَّوْلَجان والمِعْصِيل والمِعْصالُ والصَّاعُ والمِيجارُ والصولجان
( * قوله « والصولجان إلخ » هكذا في الأصل والتهذيب مكرراً )
والمِعْقَف قال الراجز إِنَّ لها رَبّاً كمِعْصالِ السَّلَم
( * قوله « ان لها رباً إلخ » في التكملة بعده انك لن ترويها فاذهب فنم )
وامرأَة عَصْلاء لا لَحْمَ عليها وعَصَلَ الرَّجُلُ وغيرُه بال وفي الحديث أَنه كان لرجل صَنَمٌ كان يأْتي بالجُبُنِّ والزُّبْد فيَضَعُه على رأْس صَنَمه ويقول اطْعَمْ فجاء ثُعْلُبان فأَكل الجُبُنَّ والزُّبْد ثم عَصَل على رأْس الصنم أَي بال الثُّعْلُبان ذَكَر الثَّعالب وفي كتاب الغَريبَيْن للهَرَوي فجاء ثَعْلَبان فأَكلا أَراد تثنية ثَعْلَب والعَصَلة شجرة تُسَلِّح الإِبِلَ إِذا أَكل البعيرُ منها سَلَّحَته والجمع العَصَلُ قال حسَّان تَخْرُج الأَضْياحُ من أَسْتاهِهِم كسُلاحِ النِّيبِ يأْكُلْنَ العَصَل الأَضْياح الأَلْبان المَمْذوقة وقال لبيد وقَبِيلٌ من عُقَيْلٍ صادقٌ كَلُيُوثٍ بين غابٍ وعَصَل وقيل هو شجر يُشْبِه الدِّفْلى تأْكله الإِبل وتشرب عليه الماء كل يوم وقيل هو حَمْضٌ يَنْبتُ على المياه والجمع عَصَلٌ وعَصَّلَ الرجلُ تَعْصيلاً وهو البُطْء أَي أَبْطأَ وأَنشد يأْلِبُها حُمْرانُ أَيَّ أَلْبِ وعَصَّلَ العَمْرِيُّ عَصْلَ الكَلْبِ
( * قوله « حمران » كذا في الأصل بالراء ومثله بهامش التكملة وفي صلبها حمدان بالدال )
والأَلْبُ السَّوْقُ الشديد والعَصَلُ الرَّمْلُ المُلْتوِي المُعْوَجُّ وفي حديث بدر يامِنُوا عن هذا العَصَل يعني الرمل المعوجَّ الملتوي أَي خُذُوا عنه يَمْنةً ورجُلٌ أَعْصَل يابس البدن وجمعه عُصْلٌ قال الراجز ورُبَّ خَيْرٍ في الرِّجال العُصْل والعَصْلاء المرأَة اليابسة التي لا لحم عليها قال الشاعر ليستْ بِعَصلاءَ تَذْمي الكَلْبَ نَكْهَتُها ولا بعَنْدَلةٍ يَصْطَكُّ ثَدْياها والمِعْصَلُ المتشدِّد على غَريمه والعُنْصُلُ والعُنْصَلُ والعُنْصُلاء والعُنْصَلاء ممدودان البَصَلُ البرِّيُّ والجمع العَناصِل وهو الذي تسميه الأَطباء الإِسْقال ويكون منه خَلٌّ عن ابن اسرافيون وقال ابن الأَعرابي هو نبت في البرارِيِّ وزعموا أَن الوَحَامى تَشْتهيه وتأْكله قال وزعموا أَنه البَصل البرِّي وقال أَبو حنيفة هو وَرَق مثل الكُرَّاث يظهر منبسطاً سَبْطاً وقال مُرَّة العُنْصُل شُجَيْرة سُهْلِيَّة تنبتُ في مواضع الماء والنَّدَى نبات المَوْزة ولها نَوْر كنَوْر السَّوْسَن الأَبيض تجْرُسه النحْلُ والبقر تأْكل وَرَقها في القُحُوط يُخْلَط لها بالعَلَف وقال كراع العُنْصُل بَقْلة ولم يُحَلِّها وطريقُ العُنْصَلَيْن بفتح الصاد وضمها موضع قال الفرزدق أَراد طَريق العُنْصَلَيْن فيامَنَتْ به العِيسُ في نائي الصُّوَى مُتَشائم
( * قوله « فيامنت » كذا في الأصل والذي في معجم ياقوت والمحكم فياسرت )
والعُنْصُل موضع وسَلَك طريق العُنْصُلَيْن يعني الباطل ويقال للرجل إِذا ضَلَّ أَخَذَ في طريق العُنصُلَيْن وطريق العُنْصُل هو طريق من اليمامة إِلى البصرة وعُصْلٌ موضع قال أَبو صخر عَفَتْ ذاتُ عِرْقٍ عُصْلُها فَرِئامُها فضَحْياؤها وَحْشٌ قدَ آجْلى سَوَامُها

عضل
العَضَلةُ والعَضِيلةُ كلُّ عَصَبةٍ معها لَحْم غليظ عَضِلَ عَضَلاً فهو عَضِلٌ وعُضُلٌّ إِذا كان كثير العَضَلات قال بعض الأَغفال لو تَنْطِحُ الكُنَادِرَ العُضُلاَّ فَضَّتْ شُؤُونَ رأْسِه فافْتَلاَّ وعَضَلْته ضرَبْت عَضَلتَه وفي صفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنه كان مُعَضَّلاً أَي مُوَثَّقَ الخَلْق وفي رواية مُقَصَّداً وهو أَثبت وقال الليث العَضَلة كل لَحْمة غليظة مُنْتَبِرة مثل لحم الساق والعَضُد وفي الصحاح كل لَحْمة غليظة في عَصَبة والجمع عَضَلٌ يقال ساقٌ عَضِلة ضَخْمة وفي حديث ماعز أَنه أَعْضَلُ قصيرٌ هو من ذلك ويجوز أَن يكون أَراد أَن عَضَلة ساقِه كبيرة وفي حديث حذيفة أَخذَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأَسْفلَ من عَضلةِ ساقِي وقال هذا موضع الإِزار والعَضِلةُ من النساء المُكْتنزة السَّمِجة وعَضَلَ المرأَةَ عن الزوج حَبَسها وعَضَلَ الرَّجُلُ أَيِّمَه يَعْضُلها ويَعْضِلُها عَضْلاً وعضَّلها مَنَعها الزَّوْج ظُلْماً قال الله تعالى فلا تَعْضُلوهُنَّ أَن يَنْكِحْن أَزواجهن نزلت في مَعْقِل بن يَسارٍ المُزَني وكان زَوَّج أُخْتَه رَجُلاً فطَلَّقها فلما انقضت عِدَّتُها خَطَبها فآلى أَن لا يُزَوِّجه إِياها ورَغِبتْ فيه أُخته فنزلت الآية وأَما قوله تعالى ولا تَعْضُلُوهنَّ لتَذْهَبوا ببعض ما آتيتموهن إِلا أَن يأْتِين بفاحشة مُبيِّنة فإِن العَضْلَ في هذه الآية من الزوج لامرأَته وهو أَن يُضارَّها ولا يُحْسِن عِشْرَتها ليضْطَرَّها بذلك إِلى الافتداء منه بمهرها الذي أَمهرها سَمَّاه اللهُ تعالى عَضْلاً لأَنه يَمْنعها حَقَّها من النفقة وحُسْن العِشْرة كما أَن الولي إِذا مَنع حُرْمته من التزويج فقد مَنعها الحَقَّ الذي أُبيح لها من النِّكاح إِذا دَعَتْ إِلى كُفْءٍ لها وقد قيل في الرجل يَطَّلِع من امرأَته على فاحشة قال لا بأْس أَن يُضارَّها حتى تَخْتَلِع منه قال الأَزهري فجعل الله سبحانه وتعالى اللَّواتي يأْتِين الفاحشة مُسْتَثْنَياتٍ من جملة النساء اللَّواتي نَهى الله أَزواجهن عن عَضْلِهِن ليَذْهبوا ببعض ما آتَوْهن من الصَّدَاق وفي حديث ابن عمرو قال له أَبوه زَوَّجْتُك امرأَةً فعَضَلْتها هو من العَضْلِ المَنْعِ أَراد إِنك لم تُعامِلْها معاملةَ الأَزواج لنسائهم ولم تتركها تتصرَّف في نفسها فكأَنك قد منعتها وعَضَّلَ عليه في أَمره تعضيلاً ضَيَّق من ذلك وحالَ بينه وبين ما يريد ظلماً وعَضَّلَ بهم المكانُ ضاق وعضَّلَتِ الأَرضُ بأَهلها إِذا ضاقت بهم لكثرتهم قال أَوس بن حَجر تَرى الأَرضَ مِنَّا بالفَضاءِ مَريضةً مُعَضِّلةً مِنَّا بِجَمْعٍ عَرَمْرَم وعَضَّل الشيءُ عن الشيء ضاق وعضَّلَتِ المرأَةُ بولدها تعضيلاً إِذا نَشِبَ الولدُ فخرَج بعضُه ولم يخرج بعضٌ فبقِيَ مُعْترِضاً وكان أَبو عبيدة يحمل هذا على إِعْضال الأَمر ويراه منه وأَعْضلَتْ وهي مُعْضِلٌ بلا هاء ومُعَضِّل عَسُر عليها وِلادُه وكذلك الدَّجاجة ببَيْضِها وكذلك الشاء والطير قال الكميت وإِذا الأُمورُ أَهَمَّ غِبُّ نِتاجِها يَسَّرْتَ كلَّ مُعضِّلٍ ومُطَرِّق وفي ترجمة عصل والمُعصِّلُ بالتشديد السهمُ الذي يَلْتوِي إِذا رُمِيَ به وحكى ابن بري عن علي بن حمزة قال هو المُعَضِّل بالضاد المعجمة من عَضَّلَتِ الدجاجةُ إِذا الْتَوَت البَيْضةُ في جوفها والمُعضِّلة أَيضاً التي يَعْسُرُ عليها ولدُها حتى يموتَ هذه عن اللحياني وقال الليث يقال للقَطَاة إِذا نَشِبَ بَيْضُها قَطاةٌ مُعَضِّل وقال الأَزهري كلام العرب قَطَاةٌ مُطَرِّقٌ وامرأَة مُعَضِّلٌ وقال أَبو مالك عَضَّلَتِ المرأَةُ بولدها إِذا غَصَّ في فَرْجها فلم يَخْرُج ولم يَدْخُل وفي حديث عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام أَنه مَرَّ بظَبْية قد عَضَّلها ولَدُها قال يقال عَضَّلَتِ الحاملُ وأَعْضَلَتْ إِذا صَعُب خروجُ ولدها وكان الوجه أَن يقول بظَبْية قد عَضَّلَتْ فقال عَضَّلَها ولدُها ومعناه أَن ولدها جَعَلَها مُعَضِّلة حيث نَشِبَ في بطنها ولم يخرج وأَصل العَضْل المَنْعُ والشِّدَّة يقال أَعْضَلَ بي الأَمر إِذا ضاقت عليك فيه الحِيَل وأَعْضَلَه الأَمرُ غَلَبَه وداء عُضالٌ شديدٌ مُعْيٍ غالبٌ قال لَيْلى شَفَاها مِنَ الدَّاءِ العُضالِ الَّذي بها غُلامٌ إِذا هَزَّ القَناةَ سَقَاها ويقال أَنْزَلَ بي القومُ أَمراً مُعْضِلاً لا أَقوم به وقال ذو الرمة ولم أَقْذِفْ لمؤمنةٍ حَصانٍ بإِذْنِ الله مُوجِبةً عُضالا وقال شمر الدَّاء العُضال المُنْكَر الذي يأْخُذُ مبادَهَة ثم لا يَلْبَث أَن يَقْتُل وهو الذي يُعْيي الأَطِبَّاءَ عِلاجُه يقال أَمْرٌ عُضالٌ ومُعْضِلٌ فأَوَّلُه عُضَالٌ فإِذا لَزِم فهو مُعْضِلٌ وفي حديث كعب لما أَراد عمرُ الخروجَ إِلى العراق قال له وبها الدَّاء العُضَال قال ابن الأَثير هو المرض الذي يُعْجِزُ الأَطباءَ فلا دواء له وتَعَضَّلَ الدَّاءُ الأَطِبَّاءَ وأَعْضَلَهم غَلَبَهم وحَلْفَةٌ عُضالٌ شديدةٌ غيرُ ذات مَثْنَوِيَّة قال إِنِّي حَلَفْتُ حَلْفَةً عُضالا وقال ابن الأَعرابي عُضالٌ هنا داهِيَة عجيبة أَي حَلَفْتُ يَمِيناً داهية شديدة وفلان عُضْلَةٌ وعِضْل شديد داهية الأَخيرة عن ابن الأَعرابي وفلان عُضْلةٌ من العُضَل أَي داهيةٌ من الدواهي والعُضْلة بالضم الداهيةُ وشيء عِضْلٌ ومُعْضِلٌ شديدُ القُبْح عنه أَيضاً وأَنشد ومِنْ حِفَافَيْ لِمَّةٍ لي عِضْلِ ويقال عَضَّلَتِ الناقةُ تَعْضِيلاً وبَدَّدت تَبْدِيداً وهو الإِعْياء من المشي والركوب وكُلِّ عَمَل وعَضَلَ بي الأَمرُ وأَعْضَلَ بي وأَعْضَلَني اشْتَدَّ وغَلُظَ واسْتَغْلَق وأَمْرٌ مُعْضِلٌ لا يُهْتَدى لوجهه والمُعْضِلاتُ الشدائد وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه قال أَعْضَلَ بي أَهْلُ الكوفة ما يَرْضَوْن بأَمير ولا يرضاهم أَمير قال الأُموي في قوله أَعْضَلَ بي هو من العُضال وهو الأَمر الشديد الذي لا يقوم به صاحبُه أَي ضاقت عَلَيَّ الحِيَلُ في أَمرهم وصَعُبَتْ عَلَيَّ مداراتُهم يقال قد أَعْضَلَ الأَمرُ فهو مُعْضِلٌ قال الشاعر واحدةٌ أَعْضَلَني داؤها فكَيْفَ لو قُمْتُ على أَرْبَع ؟ وأَنشد الأَصمعيُّ هذا البيتَ أَبا تَوْبة مَيْمونَ بن حَفْص مُؤَدِّبَ عمر بن سَعِيد بن سَلْم بحَضْرة سعيد ونَهَضَ الأَصْمَعي فدار على أَرْبَع يُلَبِّس بذلك على أَبي تَوْبة فأَجابه أَبو توبة بما يُشاكِلُ فِعْلَ الأَصمعي فضَحِكَ سَعيدٌ وقال لأَبي تَوْبة أَلم أَنْهَكَ عن مُجاراته في المَعاني ؟ هذه صِناعتُه وسُئل الشَّعْبي عن مسأَلة مُشْكِلة فقال زَبَّاءُ ذاتُ وَبَرٍ لو وَرَدَتْ على أَصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لَعَضَّلَتْ بهم عَضَّلَتْ بهم أَي ضاقت عليهم قال الأَزهري معناه أَنهم يَضِيقون بالجواب عنها ذَرْعاً لإِشْكالها وفي حديث عمر رضي الله عنه أَعوذ بالله من كل مُعْضِلة ليس لها أَبو حَسَن وروي مُعَضِّلة أَراد المسأَلة الصعبة أَو الخُطَّة الضَّيِّقة المَخارج من الإِعْضال أَو التعضيل ويريد بأَبي الحسن علي بن أَبي طالب كَرَّم اللهُ وجهَه وفي حديث معاوية وقد جاءته مسأَلة مشكلة فقال مُعْضِلَةٌ ولا أَبا حَسَن قال ابن الأَثير أَبو حَسَنٍ مَعْرفةٌ وُضِعَت موضع النكرة كأَنه قال ولا رَجُلَ لها كأَبي حَسَن لأَن لا النافية إِنما تدخل على النكرات دون المَعارِف وفي الحديث فأَعْضَلَتْ بالمَلَكَيْن فقالا يا رب إِن عَبْدك قد قال مَقالةً لا ندري كيف نكتبها واعْضَأََلَّت الشجرةُ كَثُرت أَغْصانُها واشْتدَّ الْتِفافُها قال كأَنَّ زِمامَها أَيْمٌ شُجاعٌ تَرَأَّدَ في غُصونٍ مُعْضَئِلَّه هَمَزَ على ثقولهم دَأَبَّة
( * قوله « همز على قولهم دأبة إلخ » كتب بحاشية نسخة المحكم التي بأيدينا معزوّاً لابن خلصة ما نصه هذا غلط ليست الهمزة في اعضأل مزيدة فيكون من باب الثلاثي ويكون وزنه حينئذ افعأل وإنما الهمزة أصلية على مذهب سيبويه رحمه الله تعالى وهو رباعي وزنه افعلل كاطمأن وشبهه هذا من نصوص سيبويه وليس في الأفعال افعأل ) وهي هُذَليَّة شاذَّة قال أَبو منصور الصواب
( * قوله « قال أبو منصور الصواب إلخ » أنشده الجوهري في عضل بالضاد كما رواه الليث وقوله معطئلة بالطاء أي مع اهمال العين كما هو ظاهر اقتصاره على تصويبه بالطاء ولكن وقع في التكملة نقط العين ونص عبارتها بعد عبارة الأزهري وصدق الأزهري فان أبا عبيد ذكر في الغريب المصنف في باب مفعلل المغطئل الراكب بعضه بعضاً ) مُعْطَئلَّة بالطاء وهي النَّاعمة ومنه قيل شجر عَيْطَلٌ أَي ناعم والعَضَلة شُجَيرةٌ مثل الدِّفْلى تأْكُلُه الإِبل فتشرب عليه كلَّ يوم الماء
( * هكذا في الأصل ولعل في الكلام سقطاً ) قال أَبو منصور أَحْسَبه
( * قوله « قال أبو منصور أحسبه إلخ » عبارته في التهذيب لا أدري أهي العضلة أم العصلة ولم يروها لنا الثقات عن أبي عمرو )
العَصَلة بالصاد المهملة فصحف والعَضَل بفتح الضاد والعين الجُرَذُ والجمع عِضْلانٌ ابن الأَعرابي العَضَلُ ذَكَر الفأْر والعَضَل موضع وقيل موضع بالبادية كثير الغِياض وعَضَلٌ حَيٌّ وبَنُو عُضَيْلة بطن وقال الليث بَنُو عَضَلٍ حَيٌّ من كِنانة وقال غيره عَضَلٌ والدِّيش حَيَّانِ يقال لهما القارَة وهُمْ من كِنانة وقال الجوهري عَضَل قبيلة وهو عَضَل بن الهُون بن خُزَيْمة أَخو الدِّيشِ وهما القارَة

عضبل
العَضْبَلُ الصُّلْب حكاه ابن دريد عن اللحياني قال وليس بِثَبتٍ

عضهل
عَضْهَلَ القارُورةَ وعَلْهَضَها صَمَّ رَأْسَه

عطل
عَطِلَتِ المرأَةُ تَعْطَل عَطَلاً وعُطولاً وتَعَطَّلَتْ إِذا لم يكن عليها حَلْيٌ ولم تَلْبَس الزينة وخَلا جِيدُها من القَلائد وامرأَةٌ عاطِلٌ بغير هاء من نِسْوَةٍ عَواطِلَ وعُطَّلٍ أَنشد القَناني ولو أَشْرَفَتْ من كُفَّةِ السِّتْرِ عاطِلاً لَقُلْتَ غَزالٌ ما عَلَيْهِ خَضَاضُ وامرأَة عُطُلٌ من نسوة أَعطال قال الشّماخ يا ظَبْيةً عُطُلاً حُسَّانةَ الجِيد فإِذا كان ذلك عادتها فهي مِعْطالٌ وقال ابن شميل المِعْطال من النساء الحَسْناء التي تُبالي أَن تَتَقَلَّد القِلادة لجمالها وتمامها ومَعاطِلُ المرأَة مَواقِعُ حَلْيِها قال الأَخطل زانَتْ مَعاطِلَها بالدُّرِّ والذَّهَب
( * قوله « زانت إلخ » صدره كما في التكملة من كل بيضاء مكسال برهرهة )
وامرأَة عَطْلاء لا حَلْيَ عليها وفي الحديث يا عَليُّ مُرْ نساءك لا يُصَلِّين عُطُلاً العَطَل فِقْدان الحليِ وفي حديث عائشة كَرِهَت أَن تُصلي المرأَةُ عُطُلاً ولو أَن تُعَلِّق في عُنُقها خيْطاً وجِيدٌ مِعْطالٌ لا حَليَ عليه وقيل العاطِل من النساء التي ليس في عُنُقها حَليٌ وإِن كان في يديها ورجليها والتَّعَطُّل ترك الحَلْي والأَعْطال من الخيل والإِبل التي لا قَلائد عليها ولا أَرْسان لها واحدها عُطُلٌ قال الأَعشى ومَرْسُونُ خَيْلٍ وأَعْطالُها وناقةٌ عُطُلٌ بلا سِمةٍ عن ثعلب والجمع كالجمع وقوله أَنشده ابن الأَعرابي في جلَّةٍ منها عَداميسَ عُطُل
( * قوله « عداميس » كذا في الأصل والمحكم بالدال ولعله بالراء جمع عرمس كزبرج وهي الناقة المكتنزة الصلبة )
يجوز أَن يكون جمع عاطِل كبازِل وبُزُل ويجوز أَن يكون العُطُل يقع على الواحد والجمع وقَوْسٌ عُطُلٌ لا وَتر عليها وقد عَطَّلها ورجل عُطُلٌ لا سَلاح له وجمعه أَعْطالٌ وكذلك الرَّعِيَّة
( * قوله « وكذلك الرعية إلخ » هي بقية عبارة الازهري الآتية ومحلها بعد قوله والمواشي إذا اهملت بلا راع فقد عطلت ) إِذا لم يكن لها والٍ يَسوسُها فهم مُعَطَّلون وقد عُطِّلوا أَي أُهْمِلوا وإِبلٌ مُعَطَّلة لا راعي لها والمُعَطَّل المَواتُ من الأَرض وإِذا تُرِك الثَّغْر بلا حامٍ يَحْمِيه فقد عُطَّل والمواشي إِذا أُهملت بلا راع فقد عُطِّلت والتعطيل التفريغ وعَطَّلَ الدارَ أَخلاها وكلُّ ما تُرِك ضَيَاعاً مُعَطَّلٌ ومُعْطَل ومن الشاذ قراءة من قرأَ وبئرٍ مُعْطَلة وبئرٌ مُعَطَّلةٌ لا يُسْتَقى منها ولا يُنْتَفَع بمائها وقيل بئر مُعَطَّلة لبُيود أَهلها وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها في امرأَة تُوُفِّيت فقالت عَطِّلوها أَي انزِعُوا حَلَيَها واجعلوها عاطلاً والعَطَلُ شَخْصُ الإِنسان وعمَّ به بعضُهم جميعَ الأَشخاص والجمع أَعطال والعَطَلُ الشخص مثل الطَّلَل يقال ما أَحسَنَ عطَله أَي شَطاطَه وتمامَه والعَطَلُ تمامُ الجسم وطوله وامرأَة حَسَنةُ العَطَل إِذا كانت حسنة الجُرْدة أَي المُجَرَّد وامرأَة عَطِلةٌ ذات عَطَل أَي حُسْن جسم وأَنشد أَبو عمرو وَرْهاء ذات عَطَلٍ وَسِيم وقد يُسْتَعمل العَطَلُ في الخُلُوِّ من الشيء وإِن كان أَصله في الحَلي يقال عَطِلَ الرجلُ من المال والأَدب فهو عُطْلٌ وعُطُلٌ مثل عُسْر وعُسُر وتعطيلُ الحُدود أَن لا تُقام على من وَجَبَتْ عليه وعُطِّلت الغَلاّتُ والمَزارِعُ إِذا لم تُعْمَر ولم تُحْرَث وفلان ذو عُطْلة إِذا لم تكن له ضَيْعة يُمارِسها ودَلوٌ عَطِلة إِذا انقَطَع وذَمُها فتعطَّلت من الاستقاء بها وفي حديث عائشة ووَصَفَتْ أَباها رَأَب الثَّأَى وأَوْذَم العَطِلة قال هي الدلو التي تُرِك العَمَل بها حيناً وعُطِّلَتْ وتقَطَّعتْ أَوذامُها وعُراها تريد أَنه أَعاد سُيورَها وعَمِلَ عُراها وأَعادها صالحةً للعَمَل وهو مَثَلٌ لِفعْله في الإِسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم أَي أَنه ردَّ الأُمور إِلى نِظامها وقَوَّى أَمْرَ الإِسلام بعد ارتداد الناس وأَوْهى أَمرَ الرِّدَّة حتى استقام له الناس وتعَطَّل الرجلُ إِذا بَقيَ لا عَمَل له والاسم العُطْلة والعَطِلة من الإِبل الحسَنة العَطَل إِذا كانت تامَّة الجسم والطول قال أَبو عبيد العَطِلات من الإِبل الحِسانُ فلم يَشتقَّه قال ابن سيده وعندي أَن العَطِلات على هذا إِنما هو على النسب والعطِلة أَيضاً الناقة الصَّفِيُّ أَنشد أَبو حنيفة لِلَبيد فلا نَتَجاوَزُ العَطِلاتِ منها إِلى البَكْرِ المُقارِبِ والكَزُوم ولكنّا نُعِضُّ السَّيْفَ منها بأَسْؤُقِ عافياتِ اللَّحْم كُوم والعَطَلُ العُنُق قال رؤبة أَوْقَصُ يُخْزي الأَقْرَبينَ عَطَلُه وشاةٌ عَطِلة يُعْرَف في عُنُقها أَنها مِغْزار وامرأَة عَيْطَلٌ طويلة وقيل طويلة العُنُق في حُسْن جسم وكذلك من النوق والخيل وقيل كلُّ ما طال عُنُقُه من البهائم عَيْطَلٌ والعَيْطَل الناقة الطويلة في حُسْن مَنْظَر وسِمَن قال ابن كُلثوم ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماء بِكْرٍ هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرَأْ جَنِينا وهذا البيت أَورده الجوهري ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماء بَكْرٍ تَرَبَّعَتِ الأَماعِزَ والمُتُونا وفي قصيد كعب شَدَّ النهارِ ذِراعَيْ عَيْطَلٍ نَصَفٍ قال ابن الأَثير العَيْطَلُ الناقةُ الطويلة والياء زائدة وهَضْبةٌ عَيْطَلٌ طويلة والعَطَلُ والعَيْطَلُ والعَطِيلُ شِمْراخٌ من طَلْع فُحَّال النخل يُؤَبَّر به قال الأَزهري سمعته من أَهل الأَحساء وأَما قول الراجز باتَ يُبارِي شَعْشَعاتٍ ذُبَّلا فهْيَ تُسمَّى زَمْزَماً وعَيْطَلا وقدْ حدَوْناها بهَيْدٍ وَهَلا
( * قوله « بات يباري » كذا في الأصل ونسختي الصحاح هنا وسيأتي في ترجمة زمم باتت تباري بضمير المؤنث )
فهما اسمان لناقة واحدة قال ابن بري الراجز هو غَيْلان بن حُرَيْث الربعي قال وصوابه بهَيْدٍ وحَلا لأَن هَلا زَجْرٌ للخيل وحَلا زَجْرٌ للإِبل والراجز إِنما وَصَف إِبلاً لا خيلاً وعَطالةُ اسم رجل وجَبل والمُعَطَّل من شعراء هُذَيْل قال الأَزهري ورأَيت بالسَّودة من دِيارات بني سَعْدٍ جَبَلاً مُنِيفاً يقال له عَطالة وهو الذي قال فيه القائل خَلِيليَّ قُوما في عَطالة فانْظُرا أَناراً تَرَى من ذي أَبانَيْنِ أَم بَرْقا ؟ وفي ترجمة عضل اعْضَأَلَّتِ الشجرةُ كَثُرت أَغصانها والْتَفَّتْ وأَنشد كأَنَّ زِمامَها أَيْمٌ شُجاعٌ تَرَأَّدَ في غُصونٍ مُعْضَئِلَّة قال أَبو منصور الصواب مُعْطَئِلَّة بالطاء وهي الناعمة ومنه قيل شجر عَيْطَلٌ أَي ناعم

عطبل
جاريةٌ عُطْبُلٌ وعُطْبُولٌ وعُطْبُولةٌ وعَيْطَبُولٌ جَمِيلة فَتِيَّةٌ ممتلئة طويلة العُنُق وقيل العَيْطَبُول الطويلة والعُطْبُل والعُطْبُول من الظباء والنساء الطويلةُ العُنُق وقوله أَنشده ثعلب بِمِثْل جيد الرِّئْمةِ العُطْبُلْ إِنما أَراد العُطْبُلَ فشَدَّد للضرورة والجمع العَطَابِيلُ والعَطَابِلُ قال الشاعر لو أَبْصَرَتْ سُعْدَى بها كَتائِلي مِثْلَ العَذَارَى الحُسَّرِ العَطَابِل والعُطْبُول الحَسَنة التامَّة وأَنشد الجوهري لعمر بن أَبي ربيعة إِنَّ مِنْ أَعْجَب العَجائِب عِنْدي قَتْلَ بَيْضاءَ حُرَّةٍ عُطْبُول قال ابن بري ولا يقال رَجُل عُطْبُول إِنما يقال رجل أَجْيَدُ إِذا كان طويل العُنُق ومثل العُطْبُول العَيْطاء والعَنْقاء هذا قول ابن بري وقد ذكر ابن الأَثير في غريب الحديث أَنه ورد في صفته صلى الله عليه وسلم أَنه لم يكن بعُطْبُولٍ ولا بقَصِير وفسَّرَه فقال العُطْبُول الممتدُّ القامة الطويل العُنُق وقيل هو الطويل الصُّلْب الأَملس قال ويوصف به الرجل والمرأَة

عظل
العِظَالُ المُلازَمة في السِّفَاد من الكِلابِ والسِّباعِ والجَراد وغيرِ ذلك مما يتَلازَمُ في السِّفَاد ويُنْشِبُ وعَظَلَتْ وعَظّلَتْ
( * قوله « وعظلت وعظلت » كذا ضبط الثاني مشدداً في الأصل والمحكم والذي في القاموس ان الفعل كنصر وسمع ) رَكِبَ بعضُها بعضاً وعاظَلَها فعَظَلَها يَعْظُلُها وعاظَلَتِ الكِلابُ مُعاظَلَةً وعِظَالاً وتَعَاظَلَتْ لَزِمَ بعضُها بعضاً في السِّفَاد وأَنشد كِلاب تَعَاظَلُ سُودُ الفِقا حِ لم تَحْمِ شَيئاً ولم تَصْطَد وقال أَبو زَحْفٍ الكَلْبي تَمَشِّيَ الكَلْبِ دَنَا للكَلْبةِ يَبْغِي العِظالَ مُصْحِراً بالسَّوْأَة وجَرَادٌ عاظلةٌ وعَظْلَى متعاظِلة لا تَبْرَح وأَنشد يا أُمَّ عمرٍو أَبشِري بالبُشْرَى مَوْتٌ ذَرِيعٌ وجَرَادٌ عَظْلى قال الأَزهري أَراد أَن يقول يا أُمَّ عامر فلم يستقم له البيت فقال يا أُمّ عمرٍو وأُمُّ عامر كُنْية الضَّبُع قال ابن سيده ومن كلامهم للضبع أَبْشِرِي بجَرَادٍ عَظْلى وكَمْ رِجالٍ قَتْلى وتَعاظَلَتِ الجَرادُ إِذا تَسافَدَتْ وقال ابن شميل يقال رأَيت الجَرَادَ رُدَافى ورُكَابى وعُظَالى إِذا اعْتَظَلَتْ وذلك أَن تَرَى أَربعة وخمسة قد ارْتَدَفَتْ ابن الأَعرابي سَفَدَ السَّبُع وعاظَلَ قال والسِّباع كلها تُعاظِلُ والجَرَادُ والعِظَاء يُعاظِل ويقال تعاظَلَت السِّباعُ وتشابَكتْ والعُظُلُ هم المَجْبُوسون مأْخوذ من المُعاظَلة والمَجْبُوس المأْبون وتعَظَّلوا عليه اجتمعوا وقيل ترَاكَبوا عليه ليَضْربوه وقال أَخذُوا قِسِيَّهُمُ بأَيْمُنِهِمْ يتَعَظَّلون تعَظُّلَ النَّمْل ومن أَيام العرب المعروفة يوْم العُظَالى وهو يوم بين بكر وتميم ويقال أَيضاً يوم العَظَالى سُمِّي اليوم به لركوب الناس فيه بعضهم بعضاً وقال الأَصمعي رَكِبَ فيه الثلاثةُ والاثنان الدَّابَّةَ الواحدة قال العَوَّام بن شَوْذَب الشَّيْباني فإِنْ يَكُ في يَوْمِ العُظَالى مَلامةٌ فيَوْمُ الغَبيطِ كان أُخْرَى وأَلْوَما وقيل سُمِّي يوم العُظَالى لأَنه تَعاظَلَ فيه على الرِّياسة بِسْطامُ بنُ قيس وهانئُ بن قَبِيصة ومَفْروقُ ابن عمرو والحَوْفَزَانُ والعِظَالُ في القَوَافي التضمين يقال فلان لا يُعاظِل بين القَوَافي وعاظَلَ الشاعرُ في القافية عِظَالاً ضَمَّن وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَنه قال لقوم من العرب أَشْعَرُ شُعَرائكم مَنْ لم يُعاظِل الكلامَ ولم يتَتَبَّع حُوشِيَّه قوله لم يُعاظِل الكلام أَي لم يَحْمِل بعضَه على بعض ولم يتكلم بالرَّجِيع من القول ولم يكرر اللفظ والمعنى وحُوشِيُّ الكلامِ وَحْشِيُّه وغريبُه وفي حديث عمر رضي الله عنه أَيضاً أَنه قال لابن عباس أَنْشِدْنا لشاعر الشُّعراء قال ومَنْ هو ؟ قال الذي لا يُعاظِل بين القول ولا يتَتَبَّع حُوشِيَّ الكلام قال ومَنْ هو ؟ قال زُهَيْر أَي لا يُعَقِّده ولا يُوالي بعضَه فوق بعض وكلُّ شيء رَكِب شيئاً فقد عاظَلَه والمُعْظِلُ والمُعْظَئِلُّ الموضع الكثير الشجر كلاهما عن كراع وقد تقدم في الضاد اعْضَأَلَّت كَثُرَت أَغصانُها

عفل
قال المُفَضَّل بن سَلَمة في قول العرب رَمَتْني بدائِها وانْسلَّتْ قال كان سبب ذلك أَن سعد بن زَيدِ مَنَاةَ كان تزَوَّج رُهْمَ بنتَ الخَزْرَج بنِ تَيْمِ الله وكانت من أَجمل النساء فولدت له مالك ابن سعد وكان ضَرَائرُها إِذا سابَبْنَها يَقُلْنَ لها يا عَفْلاء فقالت لها أُمُّها إِذا سابَبْنَكِ فابْدَئِيهنَّ بعَفَالِ سُبِيتِ فأَرْسَلَتْها مَثلاً فسابَّتْها بعد ذلك امرأَةٌ من ضرائرها فقالت لها رُهْم يا عَفْلاء فقالت ضرَّتها رَمَتْني بدائها وانْسَلَّتْ قال وبنو مالك بن سعد رَهْطُ العَجَّاج كان يقال لهم العُفَيْلى
( * قوله « يقال لهم العفيلى » كذا في الأصل ونسخة من التهذيب والذي في التكملة بنو العفيل مضبوطاً كزبير ومثله في القاموس ) ابن الأَعرابي العَفَلة بُظَارة المرأَة وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال العَفَل نبات لحم ينبت في قُبُل المرأَة وهو القَرَنُ وأَنشد ما في الدَّوائِرِ مِنْ رِجْلَيَّ مِنْ عَقَلٍ عِنْدَ الرِّهانِ وما أُكْوَى من العَفَل قال أَبو عمرو الشيباني القَرَن بالناقة مثل العَفَل بالمرأَة فيؤْخذ الرَّضْفُ فيُحْمَى ثم يُكْوَى به ذلك القَرَن قال والعَفَل شيءٌ مُدَوَّر يخرج بالفرج قال والعَفَل لا يكون في الأَبكار ولا يُصيب المرأَة إِلا بعدَما تَلِد وقال ابن دريد العَفَل في الرجال غِلَظٌ يَحْدُث في الدُّبُر وفي النساء غِلَظٌ في الرَّحِم قال وكذلك هو في الدواب قال الليث عَفِلَت المرأَةُ عَفَلاً فهي عَفْلاء وعَفِلَت الناقةُ والعَفَلة الاسم والعَفَلُ والعَفَلة بالتحريك فيهما شيء يخرج في قُبُل النساء وحَياء الناقة شِبْه الأُدْرة التي للرجال في الخُصْية وربما كان في الناس تَحْتَ الصَّفَن عَفِلَت عَفَلاً فهي عَفْلاء ومنه حديث ابن عباس أَرْبَعٌ لا يَجُزْنَ في البيع ولا النكاح المجنونة والمجذومة والبَرْصاء والعَفْلاء قال والتعفيل إِصلاح ذلك وفي حديث مكحول في امرأَة بها عَفَلٌ والعَفَلُ كثرة شَحْم
( * قوله « والعفل كثرة شحم إلخ » كذا في الأصل والمحكم بالتحريك وصنيع القاموس يقتضي أَنه مفتوح ) ما بين رِجْلي التَّيْس والثَّوْر ولا يكاد يُسْتَعْمَل إِلا في الخَصِيِّ منهما ولا يُسْتَعْمل في الأُنثى والعَفْل الخَطُّ الذي بين الذكر والدبر والعَفْلُ بإِسكان الفاء شَحْم خُصْيَي الكبش وما حَوْلَه قال بِشْرٌ يهجو رَجُلاً جَزِيزُ القفا شَبْعانُ يَرْبِضُ حَجْرَةً حَدِيثُ الخِصاءَ وارِمُ العَفْلِ مُعْبَرُ والعَفْلُ الموضع الذي يُجَسُّ من الكَبْش إِذا أَرادوا أَن يَعْرِفوا سِمَنه من غيره قال وهو قول بِشْر ومنه حديث عُمَير بن أَفصى كَبْشٌ حَوْليٌّ أَعْفَلُ أَي كثير شحم الخُصْية من السِّمَن وإِذا مَسَّ الرجلُ عَفْلَ الكبش لينظر سِمَنَه يقال جَسَّهُ وغَبَطَه وعَفَلَه والعَفَل مَجَسُّ الشاة بين رجليها لينظر سمنها من هُزالها ابن الأَعرابي العافِلُ الذي يَلْبَس ثِياباً قِصاراً فوق ثِياب طِوال

عفجل
العَفَنْجَلُ الثَّقيلُ الهَذِرُ الكثير فُضُول الكلام

عفشل
عجوز عَفْشَلِيلٌ مُسِنَّة مسترخية اللحم وكِساءٌ عَفْشَلِيل كثير الوَبَر ثقيلٌ جافٍ ورُبَّما سُمِّيت الضَّبُع عَفْشَلِيلاً به قال ساعدة بن جؤية كمَشْي الأَقْبَلِ الساري عليه عِفاء كالعَباءةِ عَفْشَلِيلُ الجوهري العَفْشَلِيل الرجلُ الجافي الغليظ والكِساء الغليظ الأَزهري رَجُلٌ عَفَنْشَلٌ ثقيلٌ وَخِمٌ

عفطل
عَفْطَلَ الشيءَ وعَلْفَطَه خَلَطَه بغيره

عفكل
العَفْكَلُ الأَحْمق

عقل
العَقْلُ الحِجْر والنُّهى ضِدُّ الحُمْق والجمع عُقولٌ وفي حديث عمرو بن العاص تِلْك عُقولٌ كادَها بارِئُها أَي أَرادها بسُوءٍ عَقَلَ يَعْقِل عَقْلاً ومَعْقُولاً وهو مصدر قال سيبويه هو صفة وكان يقول إِن المصدر لا يأْتي على وزن مفعول البَتَّةَ ويَتأَوَّل المَعْقُول فيقول كأَنه عُقِلَ له شيءٌ أَي حُبسَ عليه عَقْلُه وأُيِّد وشُدِّد قال ويُسْتَغْنى بهذا عن المَفْعَل الذي يكون مصدراً وأَنشد ابن بري فَقَدْ أَفادَتْ لَهُم حِلْماً ومَوْعِظَةً لِمَنْ يَكُون له إِرْبٌ ومَعْقول وعَقَل فهو عاقِلٌ وعَقُولٌ من قوم عُقَلاء ابن الأَنباري رَجُل عاقِلٌ وهو الجامع لأَمره ورَأْيه مأْخوذ من عَقَلْتُ البَعيرَ إِذا جَمَعْتَ قوائمه وقيل العاقِلُ الذي يَحْبِس نفسه ويَرُدُّها عن هَواها أُخِذَ من قولهم قد اعْتُقِل لِسانُه إِذا حُبِسَ ومُنِع الكلامَ والمَعْقُول ما تَعْقِله بقلبك والمَعْقُول العَقْلُ يقال ما لَهُ مَعْقُولٌ أَي عَقْلٌ وهو أَحد المصادر التي جاءت على مفعول كالمَيْسور والمَعْسُور وعاقَلَهُ فعَقَلَه يَعْقُلُه بالضم كان أَعْقَلَ منه والعَقْلُ التَّثَبُّت في الأُمور والعَقْلُ القَلْبُ والقَلْبُ العَقْلُ وسُمِّي العَقْلُ عَقْلاً لأَنه يَعْقِل صاحبَه عن التَّوَرُّط في المَهالِك أَي يَحْبِسه وقيل العَقْلُ هو التمييز الذي به يتميز الإِنسان من سائر الحيوان ويقال لِفُلان قَلْبٌ عَقُول ولِسانٌ سَؤُول وقَلْبٌ عَقُولٌ فَهِمٌ وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً فَهِمه ويقال أَعْقَلْتُ فلاناً أَي أَلْفَيْته عاقِلاً وعَقَّلْتُه أَي صَيَّرته عاقِلاً وتَعَقَّل تكَلَّف العَقْلَ كما يقال تَحَلَّم وتَكَيَّس وتَعاقَل أَظْهَر أَنه عاقِلٌ فَهِمٌ وليس بذاك وفي حديث الزِّبْرِقانِ أَحَبُّ صِبْيانِنا إِلينا الأَبْلَهُ العَقُول قال ابن الأَثير هو الذي يُظَنُّ به الحُمْقُ فإِذا فُتِّش وُجِد عاقلاً والعَقُول فَعُولٌ منه للمبالغة وعَقَلَ الدواءُ بَطْنَه يَعْقِلُه ويَعْقُلُه عَقْلاً أَمْسَكَه وقيل أَمسكه بعد اسْتِطْلاقِهِ واسْمُ الدواء العَقُولُ ابن الأَعرابي يقال عَقَلَ بطنُه واعْتَقَلَ ويقال أَعْطِيني عَقُولاً فيُعْطِيه ما يُمْسِك بطنَه ابن شميل إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُ الإِنسان ثم اسْتَمْسَك فقد عَقَلَ بطنُه وقد عَقَلَ الدواءُ بطنَه سواءً واعْتَقَلَ لِسانُه
( * قوله « واعتقل لسانه إلخ » عبارة المصباح واعتقل لسانه بالبناء للفاعل والمفعول إذا حبس عن الكلام أي منع فلم يقدر عليه )
امْتَسَكَ الأَصمعي مَرِضَ فلان فاعْتُقِل لسانُه إِذا لم يَقْدِرْ على الكلام قال ذو الرمة ومُعْتَقَل اللِّسانِ بغَيْر خَبْلٍ يَميد كأَنَّه رَجُلٌ أَمِيم واعْتُقِل حُبِس وعَقَلَه عن حاجته يَعْقِله وعَقَّله وتَعَقَّلَهُ واعتَقَلَه حَبَسَه وعَقَلَ البعيرَ يَعْقِلُه عَقْلاً وعَقَّلَه واعْتَقَله ثَنى وَظِيفَه مع ذراعه وشَدَّهما جميعاً في وسط الذراع وكذلك الناقة وذلك الحَبْلُ هو العِقالُ والجمع عُقُلٌ وعَقَّلْتُ الإِبلَ من العَقْل شُدِّد للكثرة وقال بُقَيْلة
( * قوله « وقال بقيلة » تقدم في ترجمة أزر رسمه بلفظ نفيلة بالنون والفاء والصواب ما هنا ) الأَكبر وكنيته أَبو المِنْهال يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدٌ شَيظَميٌّ وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَارِ وفي الحديث القُرْآنُ كالإِبِلِ المُعَقَّلة أَي المشدودة بالعِقال والتشديد فيه للتكثير وفي حديث عمر كُتِب إِليه أَبياتٌ في صحيفة منها فَما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ قَفا سَلْعٍ بمُخْتَلَفِ التِّجار
( * قوله « بمختلف التجار » كذا ضبط في التكملة بالتاء المثناة والجيم جمع تجر كسهم وسهام فما سبق في ترجمة أزر بلفظ النجار بالنون والجيم فهو خطأ )
يعني نِساءً مُعَقَّلات لأَزواجهن كما تُعَقَّل النوقُ عند الضِّراب ومن الأَبيات أَيضاً يُعَقِّلُهنَّ جَعْدَة من سُلَيْم أَراد أَنه يَتَعرَّض لهن فكَنى بالعَقْلِ عن الجماع أَي أَن أَزواجهن يُعَقِّلُونَهُنَّ وهو يُعَقِّلهن أَيضاً كأَنَّ البَدْء للأَزواج والإِعادة له وقد يُعْقَل العُرْقوبانِ والعِقالُ الرِّباط الذي يُعْقَل به وجمعه عُقُلٌ قال أَبو سعيد ويقال عَقَلَ فلان فلاناً وعَكَلَه إِذا أَقامه على إِحدى رجليه وهو مَعْقُولٌ مُنْذُ اليومِ وكل عَقْلٍ رَفْعٌ والعَقْلُ في العَروض إِسقاط الياء
( * قوله « اسقاط الياء » كذا في الأصل ومثله في المحكم والمشهور في العروض ان العقل اسقاط الخامس المحرك وهو اللام من مفاعلتن ) من مَفاعِيلُنْ بعد إِسكانها في مُفاعَلَتُنْ فيصير مَفاعِلُنْ وبيته مَنازِلٌ لفَرْتَنى قِفارٌ كأَنَّما رسُومُها سُطور والعَقْلُ الديَة وعَقَلَ القَتيلَ يَعْقِله عَقْلاً وَدَاهُ وعَقَل عنه أَدَّى جِنايَته وذلك إِذا لَزِمَتْه دِيةٌ فأَعطاها عنه وهذا هو الفرق
( * قوله « وهذا هو الفرق إلخ » هذه عبارة الجوهري بعد أن ذكر معنى عقله وعقل عنه وعقل له فلعل قوله الآتي وعقلت له دم فلان مع شاهده مؤخر عن محله فان الفرق المشار إليه لا يتم الا بذلك وهو بقية عبارة الجوهري )
بين عَقَلْته وعَقَلْت عنه وعَقَلْتُ له فأَما قوله فإِنْ كان عَقْل فاعْقِلا عن أَخيكما بَناتِ المَخاضِ والفِصَالَ المَقَاحِما فإِنما عَدَّاه لأَن في قوله اعْقِلوا
( * قوله « اعقلوا إلخ » كذا في الأصل تبعً للمحكم والذي في البيت اعقلات بأمر الاثنين ) معنى أَدُّوا وأَعْطُوا حتى كأَنه قال فأَدِّيا وأَعْطِيا عن أَخيكما ويقال اعْتَقَل فلان من دم صاحبه ومن طائلته إِذ أَخَذَ العَقْلَ وعَقَلْت له دمَ فلان إِذا تَرَكْت القَوَد للدِّية قالت كَبْشَة أُخت عمرو بن مَعْدِيكرِب وأَرْسَلَ عبدُ الله إِذْ حانَ يومُه إِلى قَوْمِه لا تَعْقِلُوا لَهُمُ دَمِي والمرأَة تُعاقِلُ الرجلَ إِلى ثلث الدية أَي تُوازِيه معناه أَن مُوضِحتها ومُوضِحته سواءٌ فإِذا بَلَغَ العَقْلُ إِلى ثلث الدية صارت دية المرأَة على النصف من دية الرجل وفي حديث ابن المسيب المرأَة تُعاقِل الرجل إِلى ثُلُث ديتها فإِن جاوزت الثلث رُدَّت إِلى نصف دية الرجل ومعناه أَن دية المرأَة في الأَصل على النصف من دية الرجل كما أَنها تَرِث نصف ما يَرِث ما يَرِث الذَّكَرُ فجَعَلَها سعيدُ بن المسيب تُساوي الرجلَ فيما يكون دون ثلث الدية تأْخذ كما يأْخذ الرجل إِذا جُني عليها فَلها في إِصبَع من أَصابعها عَشْرٌ من الإِبل كإِصبع الرجل وفي إِصْبَعَيْن من أَصابعها عشرون من الإِبل وفي ثلاث من أَصابعها ثلاثون كالرجل فإِن أُصِيب أَربعٌ من أَصابعها رُدَّت إِلى عشرين لأَنه جاوزت الثُّلُث فَرُدَّت إِلى النصف مما للرجل وأَما الشافعي وأَهل الكوفة فإِنهم جعلوا في إِصْبَع المرأَة خَمْساً من الإِبل وفي إِصبعين لها عشراً ولم يعتبروا الثلث كما فعله ابن المسيب وفي حديث جرير فاعْتَصَم ناس منهم بالسجود فأَسْرَع فيهم القتلَ فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأَمَر لهم بنصفِ العَقْل إِنما أَمر لهم بالنصف بعد علمه بإِسلامهم لأَنهم قد أَعانوا على أَنفسهم بمُقامهم بين ظَهْراني الكفار فكانوا كمن هَلَك بجناية نفسه وجناية غيره فتسقط حِصَّة جنايته من الدية وإِنما قيل للدية عَقْلٌ لأَنهم كانوا يأْتون بالإِبل فيَعْقِلونها بفِناء وَلِيِّ المقتول ثم كثُر ذلك حتى قيل لكل دية عَقْلٌ وإِن كانت دنانير أَو دراهم وفي الحديث إِن امرأَتين من هُذَيْل اقْتَتَلَتا فَرَمَتْ إِحداهما الأُخرى بحجر فأَصاب بطنَها فَقَتَلَها فقَضَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بديتها على عاقلة الأُخرى وفي الحديث قَضَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بدية شِبْه العَمْد والخَطإِ المَحْض على العاقِلة يُؤدُّونها في ثلاث سنين إِلى ورَثَة المقتول العاقلة هُم العَصَبة وهم القرابة من قِبَل الأَب الذين يُعْطُون دية قَتْل الخَطَإِ وهي صفةُ جماعة عاقلةٍ وأَصلها اسم فاعلةٍ من العَقْل وهي من الصفات الغالبة قال ومعرفة العاقِلة أَن يُنْظَر إِلى إِخوة الجاني من قِبَل الأَب فيُحَمَّلون ما تُحَمَّل العاقِلة فإِن حْتَمَلوها أَدَّوْها في ثلاث سنين وإِن لم يحتملوها رفِعَتْ إِلى بَني جدّه فإِن لم يحتملوها رُفِعت إِلى بني جَدِّ أَبيه فإِن لم يحتملوها رُفِعَتْ إِلى بني جَد أَبي جَدِّه ثم هكذا لا ترفع عن بَني أَب حتى يعجزوا قال ومَنْ في الدِّيوان ومن لا دِيوان له في العَقْل سواءٌ وقال أَهل العراق هم أَصحاب الدَّواوِين قال إِسحق بن منصور قلت لأَحمد بن حنبل مَنِ العاقِلَةُ ؟ فقال القَبِيلة إِلا أَنهم يُحَمَّلون بقدر ما يطيقون قال فإِن لم تكن عاقلة لم تُجْعََل في مال الجاني ولكن تُهْدَر عنه وقال إِسحق إِذا لم تكن العاقلة أَصْلاً فإِنه يكون في بيت المال ولا تُهْدَر الدية قال الأَزهري والعَقْل في كلام العرب الدِّيةُ سميت عَقْلاً لأَن الدية كانت عند العرب في الجاهلية إِبلاً لأَنها كانت أَموالَهم فسميت الدية عَقْلاً لأَن القاتل كان يُكَلَّف أَن يسوق الدية إِلى فِناء ورثة المقتول فَيَعْقِلُها بالعُقُل ويُسَلِّمها إِلى أَوليائه وأَصل العَقْل مصدر عَقَلْت البعير بالعِقال أَعْقِله عَقْلاً وهو حَبْلٌ تُثْنى به يد البعير إِلى ركبته فتُشَدُّ به قل ابن الأَثير وكان أَصل الدية الإِبل ثم قُوِّمَتْ بعد ذلك بالذهب والفضة والبقر والغنم وغيرها قال الأَزهري وقَضَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم في دية الخطإِ المَحْض وشِبْه العَمْد أَن يَغْرَمها عَصَبةُ القاتل ويخرج منها ولدُه وأَبوه فأَما دية الخطإِ المَحْض فإِنها تُقسم أَخماساً عشرين ابنة مَخَاض وعشرين ابنة لَبُون وعشرين ابن لَبُون وعشرين حِقَّة وعشرين جَذَعة وأَما دية شِبْه العَمْد فإِنها تُغَلَّظ وهي مائة بعير أَيضاً منها ثلاثون حِقَّة وثلاثون جَذَعة وأَربعون ما بين ثَنِيَّة إِلى بازلِ عامِها كُلُّها خَلِفَةٌ فعَصَبة القاتل إِن كان القتل خطأَ مَحْضاً غَرِموا الدية لأَولياء القتيل أَخماساً كما وصَفْتُ وإِن كان القتل شِبْه العَمْد غَرِموها مُغَلَّظَة كما وصَفْت في ثلاث سنين وهم العاقِلةُ ابن السكيت يقال عَقَلْت عن فلان إِذا أَعطيتَ عن القاتل الدية وقد عَقَلْت المقتولَ أَعْقِله عَقْلاً قال الأَصمعي وأَصله أَن يأْتوا بالإِبل فتُعْقَل بأَفْنِية البيوت ثم كَثُر استعمالُهم هذا الحرف حتى يقال عَقَلْت المقتولَ إِذا أَعطيت ديته دراهم أَو دنانير ويقال عَقَلْت فلاناً إِذا أَعطيت ديتَه وَرَثَتَه بعد قَتْله وعَقَلْت عن فلان إِذا لَزِمَتْه جنايةٌ فغَرِمْت ديتَها عنه وفي الحديث لا تَعقِل العاقِلةُ عمداً ولا عَبْداً ولا صُلْحاً ولا اعترافاً أَي أَن كل جناية عمد فإِنها في مال الجاني خاصة ولا يَلْزم العاقِلةَ منها شيء وكذلك ما اصطلحوا عليه من الجنايات في الخطإِ وكذلك إِذا اعترف الجاني بالجناية من غير بَيِّنة تقوم عليه وإِن ادعى أَنها خَطأٌ لا يقبل منه ولا يُلْزَم بها العاقلة وروي لا تَعْقِل العاقِلةُ العَمْدَ ولا العَبْدَ قال ابن الأَثير وأَما العبد فهو أَن يَجْنيَ على حُرٍّ فليس على عاقِلة مَوْلاه شيء من جناية عبده وإِنما جِنايته في رَقَبته وهو مذهب أَبي حنيفة وقيل هو أَن يجني حُرٌّ على عبد خَطَأً فليس على عاقِلة الجاني شيء إِنما جنايته في ماله خاصَّة وهو قول ابن أَبي ليلى وهو موافق لكلام العرب إِذ لو كان المعنى على الأَوّل لكان الكلامُ لا تَعْقِل العاقِلةُ على عبد ولم يكن لا تَعْقِل عَبْداً واختاره الأَصمعي وصوّبه وقال كلَّمت أَبا يوسف القاضي في ذلك بحضرة الرشيد فلم يَفْرُق بين عَقَلْتُه وعَقَلْتُ عنه حتى فَهَّمْته قال ولا يَعْقِلُ حاضرٌ على بادٍ يعني أَن القَتيل إِذا كان في القرية فإِن أَهلها يلتزمون بينهم الدّية ولا يُلْزِمون أَهلَ الحَضَر منها شيئاً وفي حديث عمر أَن رجلاً أَتاه فقال إِنَّ ابن عَمِّي شُجَّ مُوضِحةً فقال أَمِنْ أَهْلِ القُرى أَم من أَهل البادية ؟ فقال من أَهل البادية فقال عمر رضي الله عنه إِنَّا لا نَتَعاقَلُ المُضَغَ بيننا معناه أَن أَهل القُرى لا يَعْقِلون عن أَهل البادية ولا أَهلُ البادية عن أَهل القرى في مثل هذه الأَشياء والعاقلةُ لا تَحْمِل السِّنَّ والإِصْبَعَ والمُوضِحةَ وأَشباه ذلك ومعنى لا نَتَعاقَل المُضَغَ أَي لا نَعْقِل بيننا ما سَهُل من الشِّجاج بل نُلْزِمه الجاني وتَعاقَل القومُ دَمَ فلان عَقَلُوه بينهم والمَعْقُلة الدِّيَة يقال لَنا عند فلان ضَمَدٌ من مَعْقُلة أَي بَقِيَّةٌ من دية كانت عليه ودَمُه مَعْقُلةٌ على قومه أَي غُرْمٌ يؤدُّونه من أَموالهم وبَنُو فلان على مَعاقِلِهم الأُولى من الدية أَي على حال الدِّيات التي كانت في الجاهلية يُؤدُّونها كما كانوا يؤدُّونها في الجاهلية وعلى مَعاقِلهم أَيضاً أَي على مراتب آبائهم وأَصله من ذلك واحدتها مَعْقُلة وفي الحديث كتب بين قريش والأَنصار كتاباً فيه المُهاجِرون من قريش على رَباعَتِهم يَتَعاقَلُون بينهم مَعاقِلَهم الأُولى أَي يكونون على ما كانوا عليه من أَخذ الديات وإِعطائها وهو تَفاعُلٌ من العَقْل والمَعاقِل الدِّيات جمع مَعْقُلة والمَعاقِل حيث تُعْقَل الإِبِل ومَعاقِل الإِبل حيث تُعْقَل فيها وفلانٌ عِقالُ المِئِينَ وهو الرجل لشريف إِذا أُسِرَ فُدِيَ بمئينَ من الإِبل ويقال فلان قَيْدُ مائةٍ وعِقالُ مائةٍ إِذا كان فِداؤُه إِذا أُسِرَ مائة من الإِبل قال يزيد بن الصَّعِق أُساوِرَ بيضَ الدَّارِعِينَ وأَبْتَغِي عِقالَ المِئِينَ في الصاع وفي الدَّهْر
( * قوله « الصاع » هكذا في الأصل بدون نقط وفي نسخة من التهذيب الصباح )
واعْتَقَل رُمْحَه جَعَلَه بين ركابه وساقه وفي حديث أُمِّ زَرْع واعْتَقَل خَطِّيّاً اعْتِقالُ الرُّمْح أَن يجعله الراكب تحت فَخِذه ويَجُرَّ آخرَه على الأَرض وراءه واعْتَقل شاتَه وَضَعَ رجلها بين ساقه وفخذه فَحَلبها وفي حديث عمر من اعْتَقَل الشاةَ وحَلَبَها وأَكَلَ مع أَهله فقد بَرِئ من الكِبْر ويقال اعْتَقَل فلان الرَّحْل إِذا ثَنى رِجْله فَوَضَعها على المَوْرِك قال ذو الرمة أَطَلْتُ اعْتِقالَ الرَّحْل في مُدْلَهِمَّةٍ إِذا شَرَكُ المَوْماةِ أَوْدى نِظامُها أَي خَفِيَتْ آثارُ طُرُقها ويقال تَعَقَّل فلان قادِمة رَحْله بمعنى اعْتَقَلها ومنه قول النابغة
( * قوله « قول النابغة » قال الصاغاني هكذا أنشده الازهري والذي في شعره
فليأتينك قصائد وليدفعن ... جيش اليك قوادم الاكوار
وأورد فيه روايات اخر ثم قال وانما هو للمرار بن سعيد الفقعسي وصدره يا ابن الهذيم اليك اقبل صحبتي )
مُتَعَقِّلينَ قَوادِمَ الأَكْوار قال الأَزهري سمعت أَعرابياً يقول لآخر تَعَقَّلْ لي بكَفَّيْك حتى أَركب بعيري وذلك أَن البعير كان قائماً مُثْقَلاً ولو أَناخه لم يَنْهَضْ به وبحِمْله فجمع له يديه وشَبَّك بين أَصابعه حتى وَضَع فيهما رِجْله وركب والعَقَلُ اصْطِكاك الركبتين وقيل التواء في الرِّجْل وقيل هو أَن يُفْرِطَ الرَّوَحُ في الرِّجْلَين حتى يَصْطَكَّ العُرْقوبانِ وهو مذموم قال الجعدي يصف ناقة وحاجةٍ مِثْلِ حَرِّ النارِ داخِلةٍ سَلَّيْتُها بأَمُونٍ ذُمِّرَتْ جَمَلا مَطْوِيَّةِ الزَّوْر طَيَّ البئر دَوسَرةٍ مَفروشةِ الرِّجل فَرْشاً لم يَكُنْ عَقَلا وبعير أَعْقَلُ وناقة عَقْلاء بَيِّنة العَقَل وهو التواء في رجل البعير واتساعٌ وقد عَقِلَ والعُقَّال داء في رجل الدابة إِذا مشى ظَلَع ساعةً ثم انبسط وأَكْثَرُ ما يعتري في الشتاء وخَصَّ أَبو عبيد بالعُقَّال الفرسَ وفي الصحاح العُقَّال ظَلْعٌ يأْخذ في قوائم الدابة وقال أُحَيْحة بن الجُلاح يا بَنِيَّ التُّخُومَ لا تَظْلِموها إِنَّ ظلْم التُّخوم ذو عُقَّال وداءٌ ذو عُقَّالٍ لا يُبْرَأُ منه وذو العُقَّال فَحْلٌ من خيول العرب يُنْسَب إِليه قال حمزة عَمُّ النبي صلى الله عليه وسلم لَيْسَ عندي إِلاّ سِلاحٌ وَوَرْدٌ قارِحٌ من بَنات ذي العُقَّالِ أَتَّقِي دونه المَنايا بنَفْسِي وهْوَ دُوني يَغْشى صُدُورَ العَوالي قال وذو العُقَّال هو ابن أَعْوَج لصُلْبه ابن الدِّيناريِّ بن الهُجَيسِيِّ بن زاد الرَّكْب قال جرير إِنَّ الجِياد يَبِتْنَ حَوْلَ قِبابِنا من نَسْلِ أَعْوَجَ أَو لذي العُقَّال وفي الحديث أَنه كان النبي صلى الله عليه وسلم فَرَسٌ يُسمَّى ذا العُقَّال قال العُقَّال بالتشديد داء في رِجْل الدواب وقد يخفف سمي به لدفع عين السوء عنه وفي الصحاح وذو عُقَّال اسم فرس قال ابن بري والصحيح ذو العُقَّال بلام التعريف والعَقِيلة من النساء الكَريمةُ المُخَدَّرة واستعاره ابن مُقْبِل للبَقَرة فقال عَقيلة رَمْلٍ دافَعَتْ في حُقُوفِه رَخاخَ الثَّرى والأُقحُوان المُدَيَّما وعَقِيلةُ القومِ سَيِّدُهم وعَقِيلة كُلِّ شيء أَكْرَمُه وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه المختص بعَقائل كَراماتِه جمع عَقِيلة وهي في الأَصل المرأَة الكريمة النفيسة ثم اسْتُعْمِل في الكريم من كل شيء من الذوات والمعاني ومنه عَقائل الكلام وعَقائل البحر دُرَرُه واحدته عَقِيلة والدُّرَّة الكبيرةُ الصافيةُ عَقِيلةُ البحر قال ابن بري العَقِيلة الدُّرَّة في صَدَفتها وعَقائلُ الإِنسان كرائمُ ماله قال الأَزهري العَقيلة الكَريمة من النساء والإِبل وغيرهما والجمع العَقائلُ وعاقُولُ البحر مُعْظَمُه وقيل مَوْجه وعَواقيلُ الأَودِية دَراقِيعُها في مَعاطِفها واحدها عاقُولٌ وعَواقِيلُ الأُمور ما التَبَس منها وعاقُولُ النَّهر والوادي والرمل ما اعوَجَّ منه وكلُّ مَعطِفِ وادٍ عاقولٌ وهو أَيضاً ما التَبَسَ من الأُمور وأَرضٌ عاقولٌ لا يُهْتَدى لها والعَقَنْقَل ما ارْتَكَم من الرَّمل وتعَقَّل بعضُه ببعض ويُجْمَع عَقَنْقَلاتٍ وعَقاقِل وقيل هو الحَبل منه فيه حِقَفةٌ وجِرَفةٌ وتعَقُّدٌ قال سيبويه هو من التَّعْقِيل فهو عنده ثلاثي والعَقَنْقَل أَيضاً من الأَودية ما عَظُم واتسَع قال إِذا تَلَقَّتْه الدِّهاسُ خَطْرَفا وإِنْ تلَقَّته العَقاقِيلُ طَفا والعَقنْقَلُ الكثيب العظيم المتداخِلُ الرَّمْل والجمع عَقاقِل قال وربما سَمَّوْا مصارِينَ الضَّبِّ عَقَنْقَلاً وعَقنْقَلُ الضبّ قانِصَتُه وقيل كُشْيَته في بطنه وفي المثل أَطعِمْ أَخاك من عقَنْقَل الضبِّ يُضْرب هذا عند حَثِّك الرجلَ على المواساة وقيل إِن هذا مَوْضوع على الهُزْءِ والعَقْلُ ضرب من المَشط يقال عَقَلَتِ المرأَةُ شَعرَها عَقْلاً وقال أَنَخْنَ القُرونَ فعَقَّلْنَها كعَقْلِ العَسِيفِ غَرابيبَ مِيلا والقُرونُ خُصَل الشَّعَر والماشِطةُ يقال لها العاقِلة والعَقْل ضرْب من الوَشْي وفي المحكم من الوَشْيِ الأَحمر وقيل هو ثوب أَحمر يُجَلَّل به الهوْدَج قال علقمة عَقْلاً ورَقْماً تَكادُ الطيرُ تَخْطَفُه كأَنه مِنْ دَمِ الأَجوافِ مَدْمومُ ويقال هما ضربان من البُرود وعَقَلَ الرجلَ يَعْقِله عَقْلاً واعْتَقَله صَرَعه الشَّغْزَبِيَّةَ وهو أَن يَلْوي رِجله على رجله ولفلان عُقْلةٌ يَعْقِلُ بها الناس يعني أَنه إِذا صارَعهم عَقَلَ أَرْجُلَهم وهو الشَّغْزَبيَّة والاعْتِقال ويقال أَيضاً به عُقْلةٌ من السِّحر وقد عُمِلَت له نُشْرة والعِقالُ زَكاةُ عامٍ من الإِبل والغنم وفي حديث معاوية أَنه استعمل ابن أَخيه عَمرو بن عُتْبة بن أَبي سفيان على صَدَقاتِ كلْب فاعتَدى عليهم فقال عمرو بن العَدَّاء الكلبي سَعَى عِقالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً فكَيفَ لوْ قد سَعى عَمرٌو عِقالَينِ ؟ لأَصْبَحَ الحيُّ أَوْباداً ولم يَجِدُوا عِندَ التَّفَرُّقِ في الهَيْجا جِمالَينِ قال ابن الأَثير نصَب عِقالاً على الظرف أَراد مُدَّةَ عِقال وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه حين امتنعت العربُ عن أَداء الزكاة إِليه لو مَنَعوني عِقالاً كانوا يُؤَدُّونه إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتَلْتُهم عليه قال الكسائي العِقالُ صَدَقة عامٍ يقال أُخِذَ منهم عِقالُ هذا العام إِذا أُخِذَت منهم صدقتُه وقال بعضهم أَراد أَبو بكر رضي الله عنه بالعِقال الحَبل الذي كان يُعْقَل به الفَرِيضة التي كانت تؤخذ في الصدقة إِذا قبضها المُصَدِّق وذلك أَنه كان على صاحب الإِبل أَن يؤدي مع كل فريضة عِقالاً تُعْقَل به ورِواءً أَي حَبْلاً وقيل أَراد ما يساوي عِقالاً من حقوق الصدقة وقيل إِذا أَخذ المصَدِّقُ أَعيانَ الإِبل قيل أَخَذ عِقالاً وإِذا أَخذ أَثمانها قيل أَخَذ نَقْداً وقيل أَراد بالعِقال صدَقة العام يقال بُعِثَ فلان على عِقال بني فلان إِذا بُعِث على صَدَقاتهم واختاره أَبو عبيد وقال هو أَشبه عندي قال الخطابي إِنما يُضْرَب المثَل في مِثْل هذا بالأَقلِّ لا بالأَكثر وليس بسائرٍ في لسانهم أَنَّ العِقالَ صدقة عام وفي أَكثر الروايات لو مَنَعوني عَناقاً وفي أُخرى جَدْياً وقد جاء في الحديث ما يدل على القولين فمن الأَول حديثُ عمر أَنه كان يأْخذ مع كل فريضة عِقالاً ورِواءً فإِذا جاءت إِلى المدينة باعها ثمَّ تصَدَّق بها وحديثُ محمد بن مَسلمة أَنه كان يَعملَ على الصدقة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يأْمر الرجل إِذا جاء بفريضتين أَن يأْتي بعِقالَيهما وقِرانيهما ومن الثاني حديثُ عمر أَنه أَخَّر الصدقةَ عام الرَّمادة فلما أَحْيا الناسُ بعث عامله فقال اعْقِلْ عنهم عِقالَين فاقسِمْ فيهم عِقالاً وأْتِني بالآخر يريد صدقة عامَين وعلى بني فلان عِقالانِ أَي صدقةُ سنتين وعَقَلَ المصَدِّقُ الصدقةَ إِذا قَبَضها ويُكْرَه أَن تُشترى الصدقةُ حتى يَعْقِلها الساعي يقال لا تَشْتَرِ الصدقة حتى يَعْقِلها المصدِّق أَي يَقبِضَها والعِقالُ القَلوص الفَتِيَّة وعَقَلَ إِليه يَعْقِلُ عَقْلاً وعُقولاً لجأَ وفي حديث ظَبْيان إِنَّ مُلوك حِمْيَر مَلَكوا مَعاقِلَ الأَرض وقَرارها المَعاقِلُ الحُصون واحدها مَعْقِلٌ وفي الحديث ليَعْقِلَنَّ الدِّينُ من الحجاز مَعْقِلَ الأُرْوِيَّة من رأْس الجبل أَي ليَتحَصَّن ويَعتَصِم ويَلتَجئُ إِليه كما يَلْتجئ الوَعِلُ إِلى رأْس الجبل والعَقْلُ الملجأُ والعَقْلُ الحِصْن وجمعه عُقول قال أُحَيحة وقد أَعْدَدْت للحِدْثانِ عَقْلاً لوَ انَّ المرءَ يَنْفَعُهُ العُقولُ وهو المَعْقِلُ قال الأَزهري أُراه أَراد بالعُقول التَّحَصُّنَ في الجبل يقال وَعِلٌ عاقِلٌ إِذا تَحَصَّن بوَزَرِه عن الصَّيَّاد قال ولم أَسمع العَقْلَ بمعنى المَعْقِل لغير الليث وفلان مَعْقِلٌ لقومه أَي مَلجأ على المثل قال الكميت لَقَدْ عَلِمَ القومُ أَنَّا لَهُمْ إِزاءٌ وأَنَّا لَهُمْ مَعْقِلُ وعَقَلَ الوَعِلُ أَي امتنع في الجبل العالي يَعْقِلُ عُقولاً وبه سُمِّي الوعل عاقِلاً على حَدِّ التسمية بالصفة وعَقَل الظَّبْيُ يَعْقِلُ عَقلاً وعُقولاً صَعَّد وامتنع ومنه المَعْقِل وهو المَلْجأ وبه سُمِّي الرجُل ومَعْقِلُ بن يَسَارٍ من الصحابة رضي الله عنهم وهو من مُزَيْنةِ مُضَر ينسب إِليه نهرٌ بالبصرة والرُّطَب المَعْقِليّ وأَما مَعْقِلُ بن سِنَانٍ من الصحابة أَيضاً فهو من أَشْجَع وعَقَلَ الظِّلُّ يَعْقِل إِذا قام قائم الظَّهِيرة وأَعْقَلَ القومُ عَقَلَ بهم الظِّلُّ أَي لَجأَ وقَلَص عند انتصاف النهار وعَقَاقِيلُ الكَرْمِ ما غُرِسَ منه أَنشد ثعلب نَجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ من كلِّ جانب كَجَذِّ عَقَاقِيل الكُرُوم خَبِيرُها ولم يذكر لها واحداً وفي حديث الدجال ثم يأْتي الخِصب فيُعَقِّل الكَرْمُ يُعَقَّلُ الكَرْمُ معناه يُخْرِجُ العُقَّيْلي وهو الحِصْرِم ثم يُمَجِّج أَي يَطِيب طَعْمُه وعُقَّال الكَلإِ
( * قوله « وعقال الكلأ » ضبط في الأصل كرمان وكذا ضبطه شارح القاموس وضبط في المحكم ككتاب ) ثلاثُ بَقَلات يَبْقَيْنَ بعد انصِرَامه وهُنَّ السَّعْدَانة والحُلَّب والقُطْبَة وعِقَالٌ وعَقِيلٌ وعُقَيلٌ أَسماء وعاقِلٌ جَبل وثنَّاه الشاعرُ للضرورة فقال يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلَينِ أَيامِناً وجَعَلْنَ أَمْعَزَ رامَتَينِ شِمَالا قال الأَزهري وعاقِلٌ اسم جبل بعينه وهو في شعر زهير في قوله لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُه عَفَا الرَّسُّ منه فالرُّسَيْسُ فَعَاقِلُه ؟ وعُقَيْلٌ مصغر قبيلة ومَعْقُلةُ خَبْراء بالدَّهْناء تُمْسِكُ الماء حكاه الفارسي عن أَبي زيد قال الأَزهري وقد رأَيتها وفيها حَوَايا كثيرة تُمْسِك ماء السماء دَهْراً طويلاً وإِنما سُمِّيت مَعْقُلة لأَنها تُمْسِك الماء كما يَعْقِل الدواءُ البَطْنَ قال ذو الرمة حُزَاوِيَّةٍ أَو عَوْهَجٍ مَعْقُلِيّةٍ تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَرائر قال الجوهري وقولهم ما أَعْقِلُه عنك شيئاً أَي دَعْ عنك الشَّكَّ وهذا حرف رواه سيبويه في باب الابتداء يُضْمَر فيه ما بُنِيَ على الابتداء كأَنه قال ما أَعلمُ شيئاً مما تقول فدَعْ عنك الشك ويستدل بهذا على صحة الإِضمار في كلامهم للاختصار وكذلك قولهم خُذْ عَنْك وسِرْ عَنْك وقال بكر المازني سأَلت أَبا زيد والأَصمعي وأَبا مالك والأَخفش عن هذا الحرف فقالوا جميعاً ما ندري ما هو وقال الأَخفش أَنا مُنْذُ خُلِقْتُ أَسأَل عن هذا قال الشيخ ابن بري الذي رواه سيبويه ما أَغْفَلَه
( * قوله « ما أغفله » كذا ضبط في القاموس ولعله مضارع من أغفل الامر تركه وأهمله من غير نسيان ) عنك بالغين المعجمة والفاء والقاف تصحيف

عقبل
العَقَابِيلُ بَقايا العِلَّة والعَداوةِ والعِشْقِ وقيل هو الذي يخرج على الشَّفَتَينِ غِبَّ الحُمَّى الواحدة منهما جميعاً عُقْبُولة وعُقْبُول والجمع العَقَابِيل قال رؤبة منْ وِرْدِ حُمَّى أَسْأَرَتْ عَقابِلا أَي أَبْقَتْ وفي حديث عليٍّ كرم الله وجهه ثم قَرَنَ بسَعَتِها عَقَابِيلَ فاقَتِها قال ابن الأَثير العَقابِيلُ بقايا المرض وغيره ويقال لصاحب الشَّرِّ إِنه لذو عَقَابِيل ويقال لذو عَوَاقِيلَ والعَقابيلُ الشدائد من الأُمور والعَباقِيل بقايا المرض والحُبِّ عن اللحياني كالعَقابِيل الأَزهري رَماه الله بالعَقَابِيس والعَقابِيل وهي الدَّوَاهي الجوهري العُقْبُولة والعُقْبُول الحَلاءُ وهو قُروح صِغار تخرج بالشَّفَة من بقايا المرض والجمع العَقَابِيل

عقرطل
العَقَرْطَلُ اسم لأُنثى الفِيَلة

عكل
عَكَلَ الشيءَ يَعْكِلُه ويَعْكُله عَكْلاً جَمَعَه وعَكَلْتُ المَتاع أَعْكُله بالضم أَي نَضَدْت بعضَه على بعض وعَكَل السائقُ الخَيْلَ والإِبل يَعْكُلُها عَكْلاً حازَها وساقَها وضَمَّ قَواصِيَها وأَنشد للفرزدق وَهُمُ على صَدَفِ الأَمِيل تَدَارَكُوا نَعَماً تُشَلُّ إِلى الرَّئيسِ وتُعْكَل وعَكَلَ البعيرَ يَعْكُله ويَعْكِلُه عَكْلاً شَدَّ رُسْغَ يده إِلى عَضُده بحبل وفي الصحاح هو أَن يُعْقَل بحبل واسمُ ذلك الحبل العِكَالُ وإِبِلٌ مَعْكُولة أَي مَعْقُولة والمَعْكُول المحبوس عن يعقوب وعَكَلَه حَبَسه يقال عَكَلُوهم مَعْكَل سَوْءٍ والعَكَلُ من الإِبل كالعَكَر لغة والراء أَحسن والعِكْلُ والعُكْل اللئيم وخصصه الأَزهري فقال من الرجال والجمع أَعكال وعَكَل في الأَمر يَعْكُلُ عَكْلاً قال فيه برأْيه وعَكَل برأْيه يَعْكُلُ عَكْلاً مثل حَدَسَ يَحْدِسُ والعاكِلُ والمُعْكِلُ والغَيْذَانُ والمُخَمَّنُ الذي يَظُنُّ فيصيب وعَكَلَ عليه الأَمرُ وأَعْكَلَ واعتَكَلَ الْتَبسَ واشتبه وفي حديث عمرو بن مُرَّة عند اعْتِكال الضَّرَائر أَي عند اختلاط الأُمور ويروى بالراء وقد تقدم والعَوْكَلَة الأَرْنَب وقيل الأَرنب العَقُور والعَوْكَلُ ظهر الكَثِيب قال بكُلِّ عَقَنْقَلٍ أَو رَأْسِ بَرْثٍ وعَوْكَلِ كلِّ قَوْزٍ مُسْتَطِير وقيل هو الكَثِيب العظيم إِلاَّ أَنه دون العَقَنْقَل وقيل هو الكثيب المُترَاكِب المُتَداخِل وقيل عَوْكَلُ كلِّ رَمْلةٍ رأْسُها والعَوْكَلَة العظِيمة من الرَّمْل قال ذو الرمة وقد قابَلَتْه عَوْكَلاتٌ عوانِكٌ رُكَامٌ نَفَيْنَ النَّبْتَ غيرَ المَآزِر أَي ليس بها نبتٌ إِلاَّ ما حَوْلَها والعَوْكَل المرأَة الحَمْقاء والعَوْكَل الرَّجل القصير الأَفْحَج قال ليسَ براعي نَعَجاتٍ عَوْكَلِ أَحَلَّ يَمْشِي مِشْيَةَ المُحَجَّلِ ورَجلٌ عاكِلٌ وهو القصير البخيل المشؤُوم وجمعه عُكُلٌ وقَلَّدْتُه قَلائِدَ عَوْكَلٍ يعني الفَضائح عن كراع والعَوْكلانِ نجمان وعُكْلٌ وتَيْمٌ وَعدِيٌّ قبائل من الرَّباب وعُكْلٌ بلد وعُكْلٌ قبيلة فيهم غَباوةٌ وقِلَّةُ فَهْمٍ ولذلك يقال لكل مَنْ فيه غَفْلةٌ ويُسْتَحْمَق عُكْلِيٌّ قال جَاءتْ به عُجُزٌ مُقابَلَةٌ ما هُنَّ من جَرْمٍ ولا عُكْل قال ابن الكلبي
( * قوله « قال ابن الكلبي إلخ » كذا في الأصل وهي عبارة المحكم وعبارة ياقوت وعكل قبيلة من الرباب وهو اسم امرأة حضنت بني عوف بن وائل فغلبت عليهم وسموا باسمها ) هو أَبو بطن منهم حَضَنَتْه أَمَةٌ تُسمَّى عُكْل فسُمِّيت القبيلة بها وعَكَلَه صَرَعَه وعَكَلَ في الأَمر جَدَّ وعَكَلَ فلان مات واعْتَكَل الثَّوْرانِ تَناطَحا والاعْتِكالُ الاعْتِلاجُ والاصْطِراع قال البَوْلانيُّ واعْتَكَلا وأَيَّما اعْتِكالِ وعَكِلَت المِسْرَجَةُ بالكسر أَي اجتمع فيها الدُّرْدِيُّ مثل عَكِرَتْ وقد سموا عَكَّالاً وعاكِلاً وعُكَيْلاً وبَنُو عَوْكَلان بطن من العرب وعَوْكَلانُ موضع والعَوْكَلُ القصير

عكبل
العَكْبَل الشديد وعَكْبَل اسم

علل
العَلُّ والعَلَلُ الشَّرْبةُ الثانية وقيل الشُّرْب بعد الشرب تِباعاً يقال عَلَلٌ بعد نَهَلٍ وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه إِذا سقاه السَّقْيَة الثانية وعَلَّ بنفسه يَتعدَّى ولا يتعدَّى وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ عَلاًّ وعَلَلاً وعَلَّتِ الإِبِلُ تَعِلُّ وتَعُلُّ إِذا شَرِبت الشَّرْبةَ الثانية ابن الأَعرابي عَلَّ الرَّجلُ يَعِلُّ من المرض وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ من عَلَل الشَّراب قال ابن بري وقد يُسْتَعْمَل العَلَلُ والنَّهَل في الرِّضاع كما يُسْتَعْمل في الوِرْد قال ابن مقبل غَزَال خَلاء تَصَدَّى له فتُرْضِعُه دِرَّةً أَو عِلالا واستَعْمَل بعضُ الأَغْفال العَلَّ والنَّهَلَ في الدعاء والصلاة فقال ثُمَّ انْثَنى مِنْ بعد ذا فَصَلَّى على النَّبيّ نَهَلاً وعَلاَّ وعَلَّتِ الإِبِلُ والآتي كالآتي
( * قوله « والآتي كالآتي إلخ » هذه بقية عبارة ابن سيده وصدرها عل يعل ويعل علاً وعللاً إلى أن قال وعلت الابل والآتي إلخ ) والمصدر كالمصدر وقد يستعمل فَعْلى من العَلَل والنَّهَل وإِبِلٌ عَلَّى عَوَالُّ حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد لِعَاهَانَ بن كعب تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلاً ودُون ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيم تَسْكُن إِليه فيُنِيمُها ورواه ابن جني عَلاَّها ونَهْلى أَراد ونَهْلاها فحَذَف واكْتَفى بإِضافة عَلاَّها عن إِضافة نَهْلاها وعَلَّها يَعُلُّها ويَعِلُّها عَلاًّ وعَلَلاً وأَعَلَّها الأَصمعي إِذا وَرَدتِ الإِبلُ الماءَ فالسَّقْية الأُولى النَّهَل والثانية العَلَل وأَعْلَلْت الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتَها قبل رِيِّها وفي أَصحاب الاشتقاق مَنْ يقول هو بالغين المعجمة كأَنه من العَطَش والأَوَّل هو المسموع أَبو عبيد عن الأَصمعي أَعْلَلْت الإِبِلَ فهي إِبِلٌ عالَّةٌ إِذا أَصْدَرْتَها ولم تَرْوِها قال أَبو منصور هذا تصحيف والصواب أَغْلَلْت الإِبلَ بالغين وهي إِبل غالَّةٌ وروى الأَزهري عن نُصَير الرازي قال صَدَرَتِ الإِبلُ غالَّة وغَوَالَّ وقد أَغْلَلْتها من الغُلَّة والغَلِيل وهو حرارة العطش وأَما أَعْلَلْت الإِبلَ وعَلَلْتها فهما ضِدَّا أَغْلَلْتها لأَن معنى أَعْلَلتها وَعَلَلتها أَن تَسْقِيها الشَّرْبةَ الثانية ثم تُصْدِرَها رِواء وإِذا عَلَّتْ فقد رَوِيَتْ وقوله قِفِي تُخْبِرِينا أَو تَعُلِّي تَحِيَّةً لنا أَو تُثِيبي قَبْلَ إِحْدَى الصَّوافِق إِنَّما عَنى أَو تَرُدِّي تَحِيَّة كأَنَّ التَّحِيَّة لَمَّا كانت مردودة أَو مُراداً بها أَن تُرَدَّ صارت بمنزلة المَعْلُولة من الإِبل وفي حديث علي رضي الله عنه من جَزيل عَطائك المَعْلول يريد أَن عطاء الله مضاعَفٌ يَعُلُّ به عبادَه مَرَّةً بعد أُخرى ومنه قصيد كعب كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاح مَعْلُول وعَرَضَ عَلَيَّ سَوْمَ عالَّةٍ إِذا عَرَض عليك الطَّعامَ وأَنت مُسْتَغْنٍ عنه بمعنى قول العامَّة عَرْضٌ سابِرِيٌّ أَي لم يُبالِغْ لأَن العَالَّةَ لا يُعْرَضُ عليها الشُّربُ عَرْضاً يُبالَغ فيه كالعَرْضِ على الناهِلة وأَعَلَّ القومُ عَلَّتْ إِبِلُهم وشَرِبَت العَلَل واسْتَعْمَل بعضُ الشعراء العَلَّ في الإِطعام وعدّاه إِلى مفعولين أَنشد ابن الأَعرابي فباتُوا ناعِمِين بعَيْشِ صِدْقٍ يَعُلُّهُمُ السَّدِيفَ مع المَحال وأُرَى أَنَّ ما سَوَّغَ تَعْدِيَتَه إِلى مفعولين أَن عَلَلْت ههنا في معنى أَطْعَمْت فكما أَنَّ أَطعمت متعدِّية إِلى مفعولين كذلك عَلَلْت هنا متعدِّية إِلى مفعولين وقوله وأَنْ أُعَلَّ الرَّغْمَ عَلاًّ عَلاَّ جعَلَ الرَّغْمَ بمنزلة الشراب وإِن كان الرَّغْم عَرَضاً كما قالوا جَرَّعْته الذُّلَّ وعَدَّاه إِلى مفعولين وقد يكون هذا بحذف الوَسِيط كأَنه قال يَعُلُّهم بالسَّدِيف وأُعَلّ بالرَّغْم فلما حَذَف الباء أَوْصَلَ الفعل والتَّعْلِيل سَقْيٌ بعد سَقْيٍ وجَنْيُ الثَّمرة مَرَّةً بعد أُخرى وعَلَّ الضاربُ المضروبَ إِذا تابَع عليه الضربَ ومنه حديث عطاء أَو النخعي في رجل ضَرَب بالعَصا رجلاً فقَتَله قال إِذا عَلَّه ضَرْباً ففيه القَوَدُ أَي إِذا تابع عليه الضربَ مِنْ عَلَلِ الشُّرب والعَلَلُ من الطعام ما أُكِلَ منه عن كراع وطَعامٌ قد عُلَّ منه أَي أُكِل وقوله أَنشده أَبو حنيفة خَلِيلَيَّ هُبَّا عَلِّلانيَ وانْظُرا إِلى البرق ما يَفْرِي السَّنى كَيْفَ يَصْنَع فَسَّرَه فقال عَلَّلاني حَدَّثاني وأَراد انْظُرا إِلى البرق وانْظُرَا إِلى ما يَفرِي السَّنى وفَرْيُه عَمَلُه وكذلك قوله خَلِيلَيَّ هُبَّا عَلِّلانيَ وانْظُرَا إِلى البرق ما يَفْرِي سَنًى وتَبَسَّما وتَعَلَّلَ بالأَمر واعْتَلَّ تَشاغَل قال فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَة خِمْسٍ حَنَّان تَعْتلُّ فيه بِرَجِيع العِيدان أَي أَنَّها تَشاغَلُ بالرَّجِيع الذي هو الجِرَّة تُخْرِجها وتَمْضَغُها وعَلَّلَه بطعام وحديث ونحوهما شَغَلهُ بهما يقال فلان يُعَلِّل نفسَه بتَعِلَّةٍ وتَعَلَّل به أَي تَلَهَّى به وتَجَزَّأَ وعَلَّلتِ المرأَةُ صَبِيَّها بشيء من المَرَق ونحو ليَجْزأَ به عن اللَّبن قال جرير تُعَلِّل وهي ساغَبَةٌ بَنِيها بأَنفاسٍ من الشَّبِم القَراحِ يروى أَن جريراً لما أَنْشَدَ عبدَ الملك بن مَرْوان هذا البيتَ قال له لا أَرْوى الله عَيْمَتَها وتَعِلَّةُ الصبيِّ أَي ما يُعَلَّل به ليسكت وفي حديث أَبي حَثْمة يَصِف التَّمر تَعِلَّة الصَّبيِّ وقِرى الضيف والتَّعِلَّةُ والعُلالة ما يُتَعَلَّل به وفي الحديث أَنه أُتيَ بعُلالة الشاة فأَكَلَ منها أَي بَقِيَّة لحمها والعُلُل أَيضاً جمع العَلُول وهو ما يُعَلَّل به المريضُ من الطعام الخفيف فإِذا قَوي أَكلُه فهو الغُلُل جمع الغَلُول ويقال لبَقِيَّة اللبن في الضَّرْع وبَقيَّة قُوّة الشيخ عُلالة وقيل عُلالة الشاة ما يُتَعَلَّل به شيئاً بعد شيء من العَلَل الشُّرب بعد الشُّرْب ومنه حديث عَقِيل بن أَبي طالب قالوا فيه بَقِيَّةٌ من عُلالة أَي بَقِيَّة من قوة الشيخ والعُلالةُ والعُراكةُ والدُّلاكة ما حَلَبْتَ قبل الفِيقة الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقة الثانية عن ابن الأَعرابي ويقال لأَوَّل جَرْي الفرس بُداهَته وللذي يكون بعده عُلالته قال الأَعشى إِلاَّ بُداهة أَو عُلا لَة سابِحٍ نَهْدِ الجُزاره والعُلالة بَقِيَّة اللَّبَنِ وغيرِه حتى إِنَّهم لَيَقولون لبَقِيَّة جَرْي الفَرَس عُلالة ولبَقِيَّة السَّيْر عُلالة ويقال تَعالَلْت نفسي وَتَلوَّمْتها أَي استَزَدْتُها وتَعالَلْت الناقةَ إِذا اسْتَخْرَجْت ما عندها من السَّيْر وقال وقد تَعالَلْتُ ذَمِيل العَنْس وقيل العُلالة اللَّبَن بعد حَلْبِ الدِّرَّة تُنْزِله الناقةُ قال أَحْمِلُ أُمِّي وهِيَ الحَمَّاله تُرْضِعُني الدِّرَّةَ والعُلاله ولا يُجازى والدٌ فَعَالَه وقيل العُلالة أَن تُحْلَب الناقة أَوّل النهار وآخره وتُحْلَب وسط النهار فتلك الوُسْطى هي العُلالة وقد تُدْعى كُلُّهنَّ عُلالةً وقد عالَلْتُ الناقة والاسم العِلال وعالَلْتُ الناقة عِلالاً حَلَبتها صباحاً ومَساء ونِصْفَ النهار قال أَبو منصور العِلالُ الحَلْبُ بعد الحَلْب قبل استيجاب الضَّرْع للحَلْب بكثرة اللبن وقال بعض الأَعراب العَنْزُ تَعْلَمُ أَني لا أَكَرِّمُها عن العِلالِ ولا عن قِدْرِ أَضيافي والعُلالة بالضم ما تَعَلَّلت به أَي لَهَوْت به وتَعَلَّلْت بالمرأَة تَعَلُّلاً لَهَوْت بها والعَلُّ الذي يزور النساء والعَلُّ التَّيْس الضَّخْم العظيم قال وعَلْهَباً من التُّيوس عَلاً والعَلُّ القُراد الضَّخْم وجمعها عِلالٌ
( * قوله « وجمعها علال » كذا في الأصل وشرح القاموس وفي التهذيب أعلال ) وقيل هو القُراد المَهْزول وقيل هو الصغير الجسم والعَلُّ الكبير المُسِنُّ ورَجُلٌ عَلٌّ مُسِنٌّ نحيف ضعيف صغير الجُثَّة شُبِّه بالقُراد فيقال كأَنه عَلُّ قال المُتَنَخِّل الهذلي لَيْسَ بِعَلٍّ كبيرٍ لا شَبابَ له لَكِنْ أُثَيْلَةُ صافي الوَجْهِ مُقْتَبَل أَي مُسْتَأْنَف الشَّباب وقيل العَلُّ المُسِنُّ الدقيق الجسم من كل شيء والعَلَّة الضَّرَّة وبَنُو العَلاَّتِ بَنُو رَجل واحد من أُمهات شَتَّى سُمِّيَت بذلك لأَن الذي تَزَوَّجها على أُولى قد كانت قبلها ثم عَلَّ من هذه قال ابن بري وإِنما سُمِّيت عَلَّة لأَنها تُعَلُّ بعد صاحبتها من العَلَل قال عَلَيْها ابْنُ عَلاَّتٍ إِذا اجْتَشَّ مَنْزِلاً طَوَتْه نُجومُ اللَّيل وهي بَلاقِع
( * قوله « إذا اجتش » كذا في الأصل بالشين المعجمة وفي المحكم بالمهملة )
إِنَّما عَنى بابن عَلاَّتٍ أَن أُمَّهاته لَسْنَ بقَرائب ويقال هما أَخَوانِ من عَلَّةٍ وهما ابْنا عَلَّة أُمَّاهُما شَتَّى والأَب واحد وهم بَنُو العَلاَّت وهُمْ من عَلاَّتٍ وهم إِخُوةٌ من عَلَّةٍ وعَلاَّتٍ كُلُّ هذا من كلامهم ونحن أَخَوانِ مِنْ عَلَّةٍ وهو أَخي من عَلَّةٍ وهما أَخَوانِ من ضَرَّتَيْن ولم يقولوا من ضَرَّةٍ وقال ابن شميل هم بَنُو عَلَّةٍ وأَولاد عَلَّة وأَنشد وهُمْ لمُقِلِّ المالِ أَولادُ عَلَّةٍ وإِن كان مَحْضاً في العُمومةِ مُخْوِلا ابن شميل الأَخْيافُ اختلاف الآباء وأُمُّهُم واحدة وبَنُو الأَعيان الإِخْوة لأَب وأُمٍّ واحد وفي الحديث الأَنبياء أَولاد عَلاَّتٍ معناه أَنهم لأُمَّهات مختلفة ودِينُهم واحد كذا في التهذيب وفي النهاية لابن الأَثير أَراد أَن إِيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة ومنه حديث علي رضي الله عنه يَتَوارَثُ بَنُو الأَعيان من الإِخوة دون بني العَلاَّت أَي يتوارث الإِخوة للأُم والأَب وهم الأَعيان دون الإِخوة للأَب إِذا اجتمعوا معهم قال ابن بري يقال لبَني الضَّرائر بَنُو عَلاَّت ويقال لبني الأُم الواحدة بَنُو أُمٍّ ويصير هذا اللفظ يستعمل للجماعة المتفقين وأَبناء عَلاَّتٍ يستعمل في الجماعة المختلفين قال عبد المسيح والنَّاسُ أَبناء عَلاَّتٍ فَمَنْ عَلِمُوا أَنْ قَدْ أَقَلَّ فَمَجْفُوٌّ ومَحْقُور وهُمْ بَنُو أُمِّ مَنْ أَمْسى له نَشَبٌ فَذاك بالغَيْبِ مَحْفُوظٌ ومَنْصور وقال آخر أَفي الوَلائِم أَوْلاداً لِواحِدة وَفي المآتِم أَولاداً لَعِلاَّت ؟
( * في المحكم هنا ما نصبه وجمع العلة للضرة علائل قال رؤبة دوى بها لا يغدو العلائلا )
وقد اعْتَلَّ العَلِيلُ عِلَّةً صعبة والعِلَّة المَرَضُ عَلَّ يَعِلُّ واعتَلَّ أَي مَرِض فهو عَلِيلٌ وأَعَلَّه اللهُ ولا أَعَلَّك اللهُ أَي لا أَصابك بِعِلَّة واعْتَلَّ عليه بِعِلَّةٍ واعْتَلَّه إِذا اعتاقه عن أَمر واعْتَلَّه تَجَنَّى عليه والعِلَّةُ الحَدَث يَشْغَل صاحبَه عن حاجته كأَنَّ تلك العِلَّة صارت شُغْلاً ثانياً مَنَعَه عن شُغْله الأَول وفي حديث عاصم بن ثابت ما عِلَّتي وأَنا جَلْدٌ نابلٌ ؟ أَي ما عذْري في ترك الجهاد ومَعي أُهْبة القتال فوضع العِلَّة موضع العذر وفي المثل لا تَعْدَمُ خَرْقاءُ عِلَّةً يقال هذا لكل مُعْتَلٍّ ومعتذر وهو يَقْدِر والمُعَلِّل دافع جابي الخراج بالعِلَل وقد اعْتَلَّ الرجلُ وهذا عِلَّة لهذا أَي سبَب وفي حديث عائشة فكان عبد الرحمن يَضْرِب رِجْلي بِعِلَّة الراحلة أَي بسببها يُظْهِر أَنه يضرب جَنْب البعير برِجْله وإِنما يَضْرِبُ رِجْلي وقولُهم على عِلاَّتِه أَي على كل حال وقال وإِنْ ضُرِبَتْ على العِلاَّتِ أَجَّتْ أَجِيجَ الهِقْلِ من خَيْطِ النَّعام وقال زهير إِنَّ البَخِيلَ مَلُومٌ حيثُ كانَ ولَ كِنَّ الجَوَادَ على عِلاَّتِهِ هَرِم والعَلِيلة المرأَة المُطَيَّبة طِيباً بعد طِيب قال وهو من قوله ولا تُبْعِدِيني من جَنَاكِ المُعَلَّل أَي المُطَيَّب مرَّة بعد أُخرى ومن رواه المُعَلِّل فهو الذي يُعَلِّلُ مُتَرَشِّفَه بالريق وقال ابن الأَعرابي المُعَلِّل المُعِين بالبِرِّ بعد البرِّ وحروفُ العِلَّة والاعْتِلالِ الأَلفُ والياءُ والواوُ سُمِّيت بذلك لِلينها ومَوْتِها واستعمل أَبو إِسحق لفظة المَعْلول في المُتقارِب من العَروض فقال وإِذا كان بناء المُتَقارِب على فَعُولن فلا بُدَّ من أَن يَبْقى فيه سبب غير مَعْلُول وكذلك استعمله في المضارع فقال أُخِّر المضارِع في الدائرة الرابعة لأَنه وإِن كان في أَوَّله وَتِدٌ فهو مَعْلول الأَوَّل وليس في أَول الدائرة بيت مَعْلولُ الأَول وأَرى هذا إِنما هو على طرح الزائد كأَنه جاء على عُلَّ وإِن لم يُلْفَظ به وإِلا فلا وجه له والمتكلمون يستعملون لفظة المَعْلول في مثل هذا كثيراً قال ابن سيده وبالجملة فَلَسْتُ منها على ثِقَةٍ ولا على ثَلَجٍ لأَن المعروف إِنَّما هو أَعَلَّه الله فهو مُعَلٌّ اللهم إِلاَّ أَن يكون على ما ذهب إِليه سيبويه من قولهم مَجْنُون ومَسْلول من أَنه جاء على جَنَنْته وسَلَلْته وإِن لم يُسْتَعْملا في الكلام استُغْنِيَ عنهما بأَفْعَلْت قال وإِذا قالُوا جُنَّ وسُلَّ فإِنما يقولون جُعِلَ فيه الجُنُون والسِّلُّ كما قالوا حُزِنَ وفُسِلَ ومُعَلِّل يومٌ من أَيام العجوز السبعة التي تكون في آخر الشتاء لأَنه يُعَلِّل الناسَ بشيء من تخفيف البرد وهي صِنٌّ وصِنَّبْرٌ ووَبْرٌ ومُعَلَّلٌ ومُطْفيءُ الجَمْر وآمِرٌ ومُؤْتَمِر وقيل إِنما هو مُحَلِّل وقد قال فيه بعضُ الشعراء فقدَّم وأَخَّر لإِقامة وزن الشعر كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعةٍ غُبْر أَيّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْر فإِذا مَضَتْ أَيّامُ شَهْلَتِنا صِنٌّ وصِنْبرٌ مع الوَبْر وبآمرٍ وأَخِيه مُؤْتَمِر ومُعَلِّل وبمُطْفِئِ الجَمْر ذَهب الشِّتاءُ مولِّياً هَرَباً وأَتَتْكَ واقدةٌ من النَّجْر
( * قوله « واقدة » كذا هو بالقاف في نسختين من الصحاح ومثله في المحكم وسبق في ترجمة نجر وافدة بالفاء والصواب ما هنا )
ويروى مُحَلِّل مكان مُعَلِّل والنَّجْر الحَرُّ واليَعْلُول الغَدِير الأَبيض المُطَّرِد واليَعَالِيل حَبَابُ الماء واليَعْلُول الحَبَابة من الماء وهو أَيضاً السحاب المُطَّرِد وقيل القِطْعة البيضاء من السحاب واليَعَالِيل سحائب بعضها فوق بعض الواحد يَعْلُولٌ قال الكميت كأَنَّ جُمَاناً واهِيَ السِّلْكِ فَوْقَه كما انهلَّ مِنْ بِيضٍ يَعاليلَ تَسْكُب ومنه قول كعب مِنْ صَوْبِ ساريةٍ بِيضٌ يَعالِيل ويقال اليَعالِيلُ نُفَّاخاتٌ تكون فوق الماء من وَقْع المَطَر والياء زائدة واليَعْلُول المَطرُ بعد المطر وجمعه اليَعالِيل وصِبْغٌ يَعْلُولٌ عُلَّ مَرَّة بعد أُخرى ويقال للبعير ذي السَّنَامَيْنِ يَعْلُولٌ وقِرْعَوْسٌ وعُصْفُوريٌّ وتَعَلَّلَتِ المرأَةُ من نفاسها وتَعَالَّتْ خَرَجَتْ منه وطَهُرت وحَلَّ وَطْؤُها والعُلْعُل والعَلْعَل الفتح عن كراع اسمُ الذَّكر جميعاً وقيل هو الذَّكر إِذا أَنْعَظ وقيل هو الذي إِذا أَنْعَظَ ولم يَشْتَدّ وقال ابن خالويه العُلْعُل الجُرْدَان إِذا أَنْعَظَ والعُلْعُل رأْسُ الرَّهابَة من الفَرَس ويقال العُلْعُل طَرَف الضِّلَعِ الذي يُشْرِفُ على الرَّهابة وهي طرف المَعِدة والجمع عُلُلٌ وعُلُّ وعِلٌّ
( * قوله « والجمع علل وعل وعل » هكذا في الأصل وتبعه شارح القاموس وعبارة الازهري ويجمع على علل أي بضمتين وعلى علاعل وقال بعد هذا والعلل أَيضاً جمع العلول وهو ما يعلل به المريض إِلى آخر ما تقدم في صدر الترجمة ) وقيل العُلْعُل بالضم الرَّهابة التي تُشْرِف على البطن من العَظْم كأَنه لِسانٌ والعَلْعَل والعَلْعالُ الذَّكَر من القَنَابِر وفي الصحاح الذَّكر من القنافِذ والعُلْعُول الشَّرُّ الفراء إِنه لفي عُلْعُولِ شَرٍّ وزُلْزُولِ شَرٍّ أَي في قتال واضطراب والعِلِّيَّة بالكسر الغُرْفةُ والجمع العَلالِيُّ وهو يُذْكر أَيضاً في المُعْتَلِّ أَبو سعيد والعَرَب تقول أَنا عَلاَّنٌ بأَرض كذا وكذا أَي جاهل وامرأَة عَلاَّنةٌ جاهلة وهي لغة معروفة قال أَبو منصور لا أَعرف هذا الحرف ولا أَدري من رواه عن أَبي سعيد وتَعِلَّةُ اسمُ رجل قال أَلْبانُ إِبْلِ تَعِلَّةَ بنِ مُسافِرٍ ما دامَ يَمْلِكُها عَلَيَّ حَرَامُ وعَلْ عَلْ زَجْرٌ للغنم عن يعقوب الفراء العرب تقول للعاثر لَعاً لَكَ وتقول عَلْ ولَعَلْ وعَلَّكَ ولَعَلَّكَ بمعنىً واحد قال العَبْدي وإِذا يَعْثُرُ في تَجْمازِه أَقْبَلَتْ تَسْعَى وفَدَّتْه لَعل وأَنشد للفرزدق إِذا عَثَرَتْ بي قُلْتُ عَلَّكِ وانتهَى إِلى بابِ أَبْوابِ الوَلِيد كَلالُها وأَنشد الفراء فَهُنَّ على أَكْتافِها ورِمَاحُنا يقُلْنَ لِمَن أَدْرَكنَ تَعْساً ولا لَعَا شُدَّدت اللام في قولهم عَلَّك لأَنهم أَرادوا عَلْ لَك وكذلك لَعَلَّكَ إِنما هو لَعَلْ لَك قال الكسائي العرب تُصَيِّرُ لَعَلْ مكان لَعاً وتجعل لَعاً مكان لَعَلْ وأَنشد في ذلك البيتَ أَراد ولا لَعَلْ ومعناهما ارْتَفِعْ من العثْرَة وقال في قوله عَلِّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دَوْلاتِها يُدِلْنَنا اللَّمَّة من لَمَّاتِها معناه عاً لِصُروف الدهر فأَسْقَطَ اللام من لَعاً لِصُروف الدهر وصَيَّر نون لَعاً لاماً لقرب مخرج النون من اللام هذا على قول من كَسَر صروف ومن نصبها جعل عَلَّ بمعنى لَعَلَّ فَنَصَب صروفَ الدهر ومعنى لَعاً لك أَي ارتفاعاً قال ابن رُومان وسمعت الفراء يُنْشد عَلِّ صُروفِ الدهر فسأَلته لِمَ تَكْسِر عَلِّ صُروفِ ؟ فقال إِنما معناه لَعاً لِصُروف الدهر ودَوْلاتها فانخفضت صُروف باللام والدهر بإِضافة الصروف إِليها أَراد أَوْ لَعاً لِدَوْلاتها ليُدِلْنَنا من هذا التفرق الذي نحن فيه اجتماعاً ولَمَّة من اللمَّات قال دَعا لصروف الدهر ولدَوْلاتِها لأَنَّ لَعاً معناه ارتفاعاً وتخَلُّصاً من المكروه قال وأَو بمعنى الواو في قوله أَو دَوْلاتِها وقال يُدِلْنَنا فأَلقى اللام وهو يريدها كقوله لئن ذَهَبْتُ إِلى الحَجَّاج يقتُلني أَراد لَيَقْتُلني ولعَلَّ ولَعَلِّ طَمَعٌ وإِشْفاق ومعناهما التَّوَقُّع لمرجوّ أَو مَخُوف قال العجاج يا أَبَتا عَلَّك أَو عَساكا وهما كَعَلَّ قال بعض النحويين اللام زائدة مؤَكِّدة وإِنما هو عَلَّ وأَما سيبويه فجعلهما حرفاً واحداً غير مزيد وحكى أَبو زيد أَن لغة عُقَيْل لعَلِّ زيدٍ مُنْطَلِقٌ بكسر اللام من لَعَلِّ وجَرِّ زيد قال كعب بن سُوَيد الغَنَوي فقلت ادْعُ أُخرى وارْفَع الصَّوتَ ثانياً لَعَلِّ أَبي المِغْوارِ منك قَرِيب وقال الأَخفش ذكر أَبو عبيدة أَنه سمع لام لَعَلَّ مفتوحة في لغة من يَجُرُّ بها في قول الشاعر لَعَلَّ اللهِ يُمْكِنُني عليها جِهاراً من زُهَيرٍ أَو أَسيد وقوله تعالى لعَلَّه يَتَذَكَّر أَو يخشى قال سيبويه والعِلم قد أَتى من وراء ما يكون ولكِن اذْهَبا أَنتما على رَجائكما وطمَعِكما ومَبْلَغِكما من العِلم وليس لهما أَكثرُ مِنْ ذا ما لم يُعْلَما وقال ثعلب معناه كي يتَذَكَّر أَخبر محمد بن سَلاَم عن يونس أَنه سأَله عن قوله تعالى فلعَلَّك باخِعٌ نفْسَك ولعَلَّك تارِكٌ بعض ما يُوحى إِليك قال معناه كأَنك فاعِلٌ ذلك إِن لم يؤمنوا قال ولَعَلَّ لها مواضع في كلام العرب ومن ذلك قوله لعَلَّكم تَذَكَّرون ولعَلَّكم تَتَّقون ولعَلَّه يتَذَكَّر قال معناه كيْ تتَذَكَّروا كيْ تَتَّقُوا كقولك ابْعَثْ إِليَّ بدابَّتك لعَلِّي أَرْكَبُها بمعنى كي أَرْكَبَها وتقول انطَلِقْ بنا لعَلَّنا نتَحدَّث أَي كي نتحدَّث قال ابن الأَنباري لعَلَّ تكون تَرَجِّياً وتكون بمعنى كيْ على رأْي الكوفيين وينشدون فأَبْلُوني بَلِيَّتَكُمْ لَعَلِّي أُصالِحُكُم وأَسْتَدْرِجْ نُوَيّا
( * فسره الدسوقي فقال أبلوني أعطوني والبلية الناقة تعقل على قبر صاحبها الميت بلا طعام ولا شراب حتى تموت ونويّ بفتح الواو كهويّ وأَصله نواي كعصاي قلبت الالف ياء على لغة هذيل والشاعر منهم والنوى الجهة التي ينويها المسافر وقوله استدرج هكذا مجزومة في الأصل )
وتكون ظَنًّا كقولك لَعَلِّي أَحُجُّ العامَ ومعناه أَظُنُّني سأَحُجُّ كقول امرئ القيس لَعَلَّ مَنايانا تَبَدَّلْنَ أَبْؤُسا أَي أَظُنُّ منايانا تبدَّلنَ أَبؤُسا وكقول صخر الهذلي لعَلَّكَ هالِكٌ أَمَّا غُلامٌ تَبَوَّأَ مَنْ شَمَنْصِيرٍ مَقاما وتكون بمعنى عَسى كقولك لعَلَّ عبدَ الله يقوم معناه عَسى عبدُ الله وذلك بدليل دخول أَن في خبرها في نحو قول مُتَمِّم لعَلَّكَ يَوْماً أَن تُلِمَّ مُلِمَّةٌ عَلَيْك من اللاَّتي يَدَعْنَكَ أَجْدَعا وتكون بمعنى الاستفهام كقولك لَعَلَّك تَشْتُمُني فأُعاقِبَك ؟ معناه هل تشْتُمني وقد جاءت في التنزيل بمعنى كَيْ وفي حديث حاطب وما يُدْريك لعلَّ اللهَ قد اطَّلَع على أَهل بَدْرٍ فقال لهم اعْمَلوا ما شئتم فقد غَفَرْتُ لكم ظَنَّ بعضهم أَن معنى لَعَلَّ ههنا من جهة الظَّن والحِسْبان وليس كذلك وإِنما هي بمعني عَسى وعَسى ولعَلَّ من الله تحقيق ويقال عَلَّك تَفْعَل وعَلِّي أَفعَلُ ولَعَلِّي أَفعَلُ وربما قالوا عَلَّني ولَعَّنِي ولعَلَّني وأَنشد أَبو زيد أَرِيني جَوَاداً مات هُزْلاً لعَلَّني أَرى ما تَرَيْنَ أَو بَخِيلاً مُخَلَّدا قال ابن بري ذكر أَبو عبيدة أَن هذا البيت لحُطائط ابن يَعْفُر وذكر الحوفي أَنه لدُرَيد وهذا البيت في قصيدة لحاتم معروفة مشهورة وعَلَّ ولَعَلَّ لغتان بمعنىً مثل إِنَّ ولَيتَ وكأَنَّ ولكِنَّ إِلاَّ أَنها تعمل عمل الفعل لشبههنَّ به فتنصب الاسم وترفع الخبر كما تفعل كان وأَخواتها من الاًفعال وبعضهم يخفِض ما بعدها فيقول لعَلَّ زيدٍ قائمٌ سمعه أَبو زيد من عُقَيل وقالوا لَعَلَّتْ فأَنَّثُوا لعَلَّ بالتاء ولم يُبْدِلوها هاءً في الوقف كما لم يبدلوها في رُبَّتْ وثُمَّت ولاتَ لأَنه ليس للحرف قوَّةُ الاسم وتصَرُّفُه وقالوا لعَنَّك ولغَنَّك ورَعَنَّكَ ورَغَنَّك كل ذلك على البدل قال يعقوب قال عيسى بن عمر سمعت أَبا النجم يقول أُغْدُ لَعَلْنا في الرِّهان نُرْسِلُه أَراد لعَلَّنا وكذلك لأَنَّا ولأَنَّنا قال وسمعت أَبا الصِّقْر ينشد أَرِيني جَوَاداً مات هُزْلاً لأَنَّنِي أَرَى ما تَرَيْنَ أَو بَخِيلاً مُخَلَّدا وبعضهم يقول لَوَنَّني

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88