كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

( روي ) قال ابن سيده في معتل الأَلف رُواوةُ موضع من قِبَل بلاد بني مُزَيْنةَ قال كثير عزة وغَيَّرَ آياتٍ بِبُرْقِ رُواوةٍ تَنائِي اللَّيالي والمَدَى المُتَطاوِلُ وقال في معتل الياء رَوِيَ من الماء بالكسر ومن اللَّبَن يَرْوَى رَيّاً ورِوىً أَيضاً مثل رِضاً وتَرَوَّى وارْتَوَى كله بمعنى والاسم الرِّيُّ أَيضاً وقد أَرْواني ويقال للناقة الغزيرة هي تُرْوِي الصَّبِيَّ لأَنه يَنام أَول الليلِ فأَراد أَنّ دِرَّتها تَعْجَلُ قبلَ نَوْمِه والرَّيَّانُ ضدّ العَطْشان ورجل رَيّانُ وامرأَة رَيَّا مِن قوم رِواءٍ قال ابن سيده وأَمّا رَيَّا التي يُظنّ بها أَنها من أَسماء النساء فإِنه صفة على نحو الحَرث والعَباسِ وإِن لم يكن فيها اللام اتخذوا صحة الياء بدلاً من اللام ولو كانت على نحو زيد من العلمية لكانت رَوَّى من رَوِيت وكان أَصلها رَوْيا فقلبت الياء واواً لأَن فَعْلى إِذا كانت اسماً وأَلفها ياء قلبت إِلى الواو كتَقْوَى وشرْوَى وإِن كانت صفة صحت الياء فيها كصَدْيا وخَزْيا قال ابن سيده هذا كلام سيبويه وزدته بياناً الجوهري المرأَة رَيَّا ولم تُبدل من الياء واو لأَنها صفة وإِنما يُبدلون الياء في فَعْلَى إِذا كانت اسماً والياء موضع اللام كقولك شَرْوَى هذا الثوبِ وإِنما هو من شَرَيْت وتَقْوَى وإِنما هو من التَّقِيَّة وإِن كانت صفة تركوها على أَصلها قالوا امرأَة خَزْيا ورَيَّا ولو كانت اسماً لكانت رَوَّى لأَنك كنت تبدل الأَلف واواً موضع اللام وتترك الواو التي هي عين فَعْلَى على الأَصل وقول أَبي النجم واهاً لِرَيَّا ثُمَّ واهاً واها إِنما أَخرجه على الصفة ويقال شَرِبْت شُرْباً رَوِيّاً ابن سيده ورَوِيَ النَّبْتُ وتَرَوَّى تَنَعَّم ونَبْتٌ رَيّانُ وشَجر رِواءٌ قال الأَعشى طَرِيقٌ وجَبّارٌ رِواءٌ أُصولُه عَلَيْهِ أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْرِ تَنْعَبُ وماء رَوِيٌّ ورِوىً ورَواءٌ كثير مُرْوٍ قال تَبَشّرِي بالرِّفْهِ والماءِ الرِّوَى وفَرَجٍ مِنْكِ قَرِيب قد أَتَى وقال الحطيئة أَرَى إِبِلِي بِجَوْفِ الماءِ حَنَّتْ وأَعْوَزَها بِه الماءُ الرَّواءُ وماءٌ رَواء ممدود مفتوح الراء أَي عَذْبٌ وأَنشد ابن بري لشاعر مَنْ يَكُ ذا شَكّ فهذا فَلْجُ ماءٌ رَواءٌ وطَرِيقٌ نَهْجُ وفي حديث عائشة تصف أَباها رضي الله عنهما واجْتَهَرَ دُفُنَ الرَّواء وهو بالفتح والمد الماء الكثير وقيل العَذْب الذي فيه للوارِدين رِيٌّ وماء رِوىً مقصور بالكسر إِذا كان يَصْدُر
( * قوله « إذا كان يصدر إلخ » كذا بالأصل ولعله إذا كان لا يصدر كما يقتضيه السياق ) من يَرِدُه عن غير رِيٍّ قال ولا يكون هذا إِلا صفة لأَعْداد المياه التي تَنْزَحُ ولا يَنقطع ماؤها وقال الزَّفيان السعدي يا إبلي ما ذامُه فَتَأْبَيْهْ
( * قوله « فتأبيه إلخ » هو بسكون الياء والهاء في الصحاح والتكملة ووقع لنا في مادة حول وذام وأبي من اللسان بفتح الياء وسكون الهاء )
ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيْهْ هذا مَقامٌ لَكِ حَتَّى تِيَبَيْهْ إِذا كسرت الراء قصرته وكتبته بالياء فقلت ماء رِوىً ويقال هو الذي فيه للوارِدةِ رِيٌّ قال ابن بري شاهده قول العجاج فصَبِّحا عَيْناً رِوىً وفَلْجا وقال الجُمَيْحُ بن سُدَيْدٍ التغلبي مُسْحَنْفِرٌ يَهْدِي إِلى ماء رِوَى طامِي الجِمام لَمْ تَمَخَّجْه الدِّلا المُسْحَنْفِرُ الطريق الواضح والماء الرِّوَى الكثير والجِمامُ جمع جَمَّة أَي هذا الطريق يَهْدِي إِلى ماء كثير ورَوَّيْتُ رأْسِي بالدُّهْن ورَوَّيْت الثَّرِيدَ بالدَّسم ابن سيده والراويةُ المَزادة فيها الماء ويسمى البعير راوية على تسمية الشيء باسم غيره لقربه منه قال لبيد فتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ كَروايا الطَّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ ويقال للضَّعيف الوادِع ما يَرُدُّ الراوية أَي أَنه يَضْعُف عن ردِّها على ثِقَلها لما عليها من الماء والراوية هو البعير أَو البغل أَو الحمار الذي يُستقى عليه الماء والرَّجل المستقي أَيضاً راوية قال والعامة تسمي المَزادة راوية وذلك جائز على الاستعارة والأَصل الأَول قال أَبو النجم تَمْشِي مِنَ الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّلِ مَشْيَ الرَّوايا بالمَزادِ الأَثْقَلِ
( * قوله « الاثقل » هو هكذا في الأصل والجوهري هنا ومادة ردد ووقع في اللسان في ردد المثقل )
قال ابن بري شاه الراوية البعير قول أَبي طالب ويَنْهَضُ قَوْمٌ في الحَدِيد إِلَيْكُمُ نُهُوضَ الرَّوايا تحتَ ذاتَ الصَّلاصِلِ فالروايا جمع راوية للبعير وشاهد الراوية للمَزادة قول عمرو بن مِلْقَط ذاكَ سِنانٌ مُحْلِبٌ نَصْرُه كالجَمَلِ الأَوْطَفِ بالرَّاوِيَةْ ويقال رَوَيْتُ على أَهلي أَرْوِي رَيَّةً قال والوعاء الذي يكون فيه الماء إِنما هي المَزادة سميت راويةً لمكان البعير الذي يحملها وقال ابن السكيت يقال رَوَيْتُ القومَ أَرْوِيهم إِذا استَقَيْت لهم ويقال من أَيْنَ رَيَّتُكم أَي من أَين تَرْتَوُون الماء وقال غيره الرِّواء الحَبْل الذي يُرْوَى به على الراوية إِذا عُكِمَتِ المزادتانِ يقال رَوَيْت على الراَّوية أَرْوِي رَيّاً فأَنا راوٍ إِذا شدَدْتَ عليهما الرِّواء قال وأَنشدني أَعرابي وهو يُعاكِمُني رَيَّاً تَمِيميّاً على المزايدِ ويجمع الرِّواءُ أَرْوِيةً ويقال له المِرْوَى وجمعه مَراوٍ ومَراوَى ورجل رَوَّاء إِذا كان الاستقاءُ بالرّاوية له صِناعةً يقال جاء رَوّاءُ القوم وفي الحديث أَنهُ عليه الصلاة والسلام سَمَّى السَّحابَ رَوايا البِلادِ الرَّوايا من الإِبلِ الحَوامِلُ للماء واحدتها راوِيةٌ فشبَّهها بها وبه سميت المزادةُ راويةً وقيل بالعكس وفي حديث بَدْرٍ فإِذا هو برَوايا قُرَيْشٍ أَي إِبِلِهِم التي كانوا يستقون عليها وتَرَوَّى القومُ ورَوَّوْا تزوّدوا بالماء ويَوْم التّرْوِية يوْمٌ قبل يومِ عَرَفَةَ وهو الثامن من ذي الحِجّة سمي به لأَن الحُجّاج يتَرَوَّوْنَ فيه من الماء وينهَضُون إِلى مِنىً ولا ماء فيتزوَّدون رِِيَّهم من الماء أَي يَسْقُون ويَسْتَقُون وفي حديث ابن عمر كان يُلبِّي بالحَجِّ يومَ التَّرْوِيَةِ ورَوَيْت على أَهلي ولأَهلي رَيّاً أَتيتُهم بالماء يقال من أَيْن رَيَّتُكم أَي من أَين تَرْتَوُون الماء ورَوَيْتُ على البَعير رَيّاً اسْتَقَيْتُ عليه وقوله ولنا رَوايا يَحْمِلون لنا أَثْقالَنا إِذ يُكْرَهُ الحَمْلُ إِنما يعني به الرجال الذين يحْمِلون لهم الدِّياتِ فجعلهم كروايا الماء التهذيب ابن الأَعرابي يقال لسادةِ القوم الرَّوايا قال أَبو منصور وهي جمع راوِيةٍ شَبّه السيِّد الذي تحَمَّل الدِّيات عن الحي بالبَعير الراوية ومنه قول الرَّاعي إِذا نُدِيَتْ روايا الثِّقْلِ يَوْماً كَفَيْنا المُضْلِعاتِ لِمَنْ يَلِينا أَراد بروايا الثِّقْل حَوامِل ثِقْل الدِّيات والمُضْلِعات التي تُثْقِلُ مَنْ حَِمَلَها يقول إِذا نُدِبَ للدِّيات المُضْلِعةِ حَمَّالوها كنا نحن المُجِيبين لحمْلِها عمَّن يَلِينا من دوننا غيره الرَّوايا الذين يحْمِلون الحمالات وأَنشدني ابن بري لحاتم اغْزُوا بني ثُعَل والغَزْوُ جَدُّكُم جَدُّ الرِّوايا ولا تَبْكُوا الذي قُتِلا وقال رجل من بني تميم وذكر قوماً أَغاروا عليهم لقيناهم فقَتَلْنا الرَّوايا وأَبَحْنا الزَّوايا أَي قَتَلْنا السادةَ وأَبَحْنا البُيوت وهي الزَّوايا الجوهري وقال يعقوب ورَوَيْتُ القومَ أَرْويهم إِذا استقيت لهم الماء وقوم رِواء من الماء بالكسر والمدّ قال عُمر بن لجَإِ تَمْشي إِلى رِواءِ عاطِناتِها تحَبُّسَ العانِسِ في رَيْطاتِها وتَرَّوت مفاصِلْه اعتدلت وغَلُظَتْ وارْتَوت مفاصل الرجل كذلك الليث ارْتَوَتْ مفاصل الدابة إِذا اعْتَدَلت وغَلُظت وارْتَوَت النخلة إِذا غُرست في قَفْر ثم سُقِيَت في أَصلها وارْتوى الحَبْلُ إِذا كثر قُواه وغَلُظ في شِدَّة فَتْلٍ قال ابن أَحمر يذكر قطاةً وفَرْخَها تَرْوي لَقىً أُلْقِيَ في صَفْصَفٍ تَصْهَرُه الشَّمس فما يَنْصَهِرْ تَرْوي معناه تَسْتقي يقال قد رَوى معناه اسْتَقى على الرَّاوية وفرس رَيّانُ الظهر إِذا سمِنَ مَتْناهُ وفرس ظمآن الشَّوى إِذا كان مُعَرَّق القوائم وإِنَّ مفاصِله لظِماء إِذا كان كذلك وأَنشد رِواء أَعالِيهِ ظِماء مفاصِلُهْ والرِّيُّ المَنْظرُ الحسَنُ فيمن لم يعتقد الهمز قال الفارسي وهو حسن لمكان النَّعْمة وأَنه خلاف أَثَرِ الجَهْد والعَطش والذُّبول وفي التنزيل العزيز أَحسَنُ أَثاثاً ورِيّاً قال الفراء أَهل المدينة يقرؤونها رِيّاً بغير همز قال وهو وجه جيد من رأَيت لأَنه مع آيات لسْنَ مهموزات الأَواخر وذكر بعضهم أَنه ذهب بالرِّيّ إِلى رَوَيْت إِذا لم يهمز ونحو ذلك قال الزجاج من قرأَ رِيّاً بغير همز فله تفسيران أَحدهما أَنّ مَنْظَرَهم مُرْتَوٍ من النَّعْمة كأَن النعيم بيِّنٌ فيهم ويكون على ترك الهمز من رأَيت ورَوى الحَبْلَ رَيّاً فارْتَوى فتَلَه وقيل أَنْعم فَتْله وقيل أَنْعم فَتْله والرِّواء بالكسر والمدّ حبل من حِبال الخِباء وقد يُشدُّ به الحِمْل والمَتاع على البعير وقال أَبو حنيفة الرِّواءُ أَغْلَظُ الأَرْشيةِ والجمع الأَرْوِية وانشد ابن بري لشاعر إِنِّي إِذا ما القَوْمُ كانوا أَنْجِيَهْ وشُدَّ فوْقَ بَعْضِهِمْ بالأَرْويَهْ هُناك أَوْصيني ولا تُوصِي بَيَهْ وفي الحديث ومَعِي إِداوةٌ عليها خِرْقةٌ قد روَّأْتها قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية بالهمز والصواب بغير همز أَي شَدَدتها بها وَرَبَطْتها عليها يقال رَوَيْت البعير مخفف الواو إِذا شَدَدْت عليه بالرِّواء وارْتَوى الحبْلُ غلُظَت قواه وقد رَوى عليه رَيّاً وأَرْوى ورَوى على الرَّجل شدَّه بالرِّواءِ لئلا يسقُط عن البعير من النوم قال الراجز إِنِّي على ما كانَ مِنْ تَخَدُّدي ودِقَّةٍ في عَظْمِ ساقي ويَدِي أَرْوي على ذي العُكَنِ الضَّفَنْدَدِ وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه كان يأْخذ مع كل فريضةٍ عِقالاً ورِواءً الرِّواء ممدود وهو حبل فإِذا جاءت إِلى المدينة باعَها ثم تَصدَّق بتلك العُقُل والأَرْوِيِة قال أَبو عبيد الرِّواء الحَبْلُ الذي يُقْرَن به البعيرانِ قال أَبو منصور الرِّواء الحَبْل الذي يُرْوى به على البعير أَي يُشدّ به المتاع عليه وأَما الحَبْلُ الذي يُقْرَنُ به البعِيرانِ فهو القَرَنُ والقِرانُ ابن الأَعرابي الرَّوِيُّ الساقي والرَّوِيُّ الضَّعيفُ والسَّوِيُّ الصَّحِيحُ البَدَنِ والعقلِ و

روى
الحديثَ والشِّعْرَ يرْويه رِواية وتَرَوَّاه وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنها قالت تَرَوَّوْا شِعْر حُجَيَّة بن المُضَرِّبِ فإِنه يُعِينُ على البِرِّ وقد رَوَّاني إِياه ورجل راوٍ وقال الفرزدق أَما كان في مَعْدانَ والفيلِ شاغِلٌ لِعَنْبَسةَ الرَّاوي عليَّ القَصائدا ؟ وراوِيةٌ كذلك إِذا كثرت روايتُه والهاء للمبالغة في صفته بالرِّواية ويقال روَّى فلان فلاناً شعراً إِذا رواه له حتى حَفِظه للرِّواية عنه قال الجوهري رَوَيْتُ الحديث والشِّعر رِواية فأَنا راوٍ في الماء والشِّعر من قوم رُواة ورَوَّيْتُه الشِّعر تَرْويةً أَي حملته على رِوايتِه وأَرْوَيْتُه أَيضاً وتقول أَنشد القصيدةَ يا هذا ولا تقل ارْوِها إِلا أَن تأْمره بروايتها أَي باستظهارها ورج له رُواء بالضم أَي منظرٌ وفي حديث قيلة إِذا رأَيتُ رجلاً ذا رُواء طمح بصري إِليه الرُّواء بالضم والمد المنظرُ الحسن قال ابن الأَثير ذكره أَبو موسى في الراء والواو وقال هو من الرِّيِّ والارْتِواء قال وقد يكون من المَرأَى والمنظر فيكون في الراء والهمزة والرَّويُّ حرف القافية قال الشاعر لو قد حَداهُنَّ أَبو الجُوديِّ بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّويِّ مُسْتَوِياتٍ كنَوى البَرْنيِّ ويقال قصيدتان على رَويّ واحد قال الأَخفش الرَّويُّ الحرف الذي تُبْنى عليه القصيدة ويلزم في كل بيت منها في موضع واحد نحو قول الشاعر إِذا قلَّ مالُ المَرْءِ قلَّ صديقُه وأَوْمَتْ إِليه بالعُيوبِ الأَصابعُ قال فالعين حرف الرَّويّ وهو لازم في كل بيت قال المتأَمل لقوله هذا غير مقْنعٍ في حرف الرَّويّ أَلا ترى أَن قول الأَعشى رحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَجْمالَها غَضْبى عليكَ فما تقولُ بدا لها تجد فيه أَربعة أَحرف لوازم غير مختلفة المواضع وهي الأَلف قبل اللام ثم اللام والهاء والأَلف فيما بعد قال فليت شعري إِذا أَخذ المبتدي في معرفة الرَّويّ بقول الأَخفش هكذا مجرداً كيف يصح له ؟ قال الأَخفش وجميع حروف المعجم تكون رَوِيّاً إِلا الأَلف والياء والواو اللَّواتي يكُنَّ للإِطلاق قال ابن جني قوله اللواتي يكنَّ للإِطلاق فيه أَيضاً مسامحة في التحديد وذلك أَنه إِنما يعلم أَن الأَلف والياء والواو للإطلاق إِذا عَلِمَ أَن ما قبلها هو الرويّ فقد استغنى بمعرفته إِياه عن تعريفه بشيء آخر ولم يبقَ بعد معرفته ههنا غرضٌ مطلوب لأَن هذا موضع تحديده ليُعرف فإِذا عُرف وعُلم أَن ما بعده إِنما هو للإطلاق فما الذي يُلتَمس فيما بعد ؟ قال ولكن أَحْوَطُ ما يقال في حرف الرويّ أَن جميع حروف المعجم تكون رَويّاً إِلا الأَلف والياء والواو الزوائد في أَواخر الكلم في بعض الأَحوال غير مَبْنِيَّات في أَنْفُس الكلم بناء الأُصول نحو أَلف الجَرَعا من قوله يا دارَ عَفْراء مِن مُحْتَلِّها الجَرعَا وياء الأَيَّامي من قوله هَيْهاتَ منزِلُنا بنَعْفِ سُوَيْقةٍ كانتْ مباركةً من الأَيَّامِ وواو الخِيامُو من قوله متى كان الخِيامُ بذي طُلُوحٍ سُقيتِ الغَيْثَ أَيتها الخِيامُ وإِلاَّ هاءي التأْنيث والإِضمار إِذا تحرك ما قبلهما نحو طَلْحَهْ وضرَبَهْ وكذلك الهاء التي تُبَيَّنُ بها الحركة نحو ارْمِهْ واغْزُهْ وفِيمَهْ ولِمَهْ وكذلك التنوين اللاحق آخر الكلم للصرف كان أَو لغير نحو زيداً وصَهٍ وغاقٍ ويومئذٍ وقوله أَقِلِّي اللَّوْمَ عاذِلَ والعِتابَنْ وقول الآخر دايَنْتُ أَرْوى والدُّيونُ تُقْضَيَنْ وقال الآخر يا أَبَتا علَّك أَو عَساكَنْ وقول الآخر يَحْسَبُه الجاهلُ ما لم يَعْلَمَنْ وقول الأَعشى ولا تَعْبُدِ الشيطانَ واللهَ فاعْبُدَنْ وكذلك الأَلفات التي تبدل من هذه النونات نحو قد رابني حَفْصٌ فحَرِّكْ حَفْصا وكذلك قول الآخر يَحْسَبُه الجاهلُ ما لم يَعْلَما وكذلك الهمزة التي يبدلها قوم من الأَلف في الوقف نحو رأَيت رَجُلأْ وهذه حُبْلأْ ويريد أَن يضربَهأْ وكذلك الأَلف والياء والواو التي تلحق الضمير نحو رأَيتها ومررت بهي وضربتهو وهذا غلامهو ومررت بهما ومررت بهمي وكلمتهمو والجمع رَوِيَّات حكاه ابن جني قال ابن سيده وأَظن ذلك تسمحاً منه ولم يسمعه من العرب والرَّوِيَّةُ في الأَمر أَن تَنْظُر ولا تَعْجَل ورَوَّيْت في الأَمر لغة في رَوَّأَْت ورَوَّى في الأَمر لغة في رَوَّأَ نظر فيه وتَعقّبه وتَفَكَّر يهمز ولا يهمز والرَّوِيَّة التَّفَكُّر في الأَمر جرت في كلامهم غير مهموزة وفي حديث عبد الله شَرُّ الرَّوايا رَوايا الكَذِب قال ابن الأَثير هي جمع رَوِيّة وهو ما يروِّي الإِنسانُ في نفسه من القول والفعل أَي يُزَوِّرُ ويُفَكِّرُ وأَصلها الهمز يقال رَوَّأْتُ في الأَمر وقيل هي جمع راويةٍ للرجل الكثير الرِّواية والهاء للمبالغة وقيل جمع راوية أَي الذين يَرْوُون الكذب أَو تكثر رواياتُهم فيه والرَّوُّ الخِصْبُ أَبو عبيد يقال لنا عند فلان رَوِيَّةٌ وأَشْكَلةٌ وهما الحاجةُ ولنا قِبَله صارَّة مثله قال وقال أَبو زيد بقيت منه رَوِيَّةٌ أَي بقية مثل التَّلِيَّة وهي البقية من الشيء والرَّوِيَّةُ البقيِّة من الدِّين ونحوه والرَّاوي الذي يقومُ على الخيل والرَّيَّا الرِّيحُ الطيبة قال تطلَّعُ رَيَّاها من الكَفِرات الكَفِراتُ الجبال العاليةُ العظام ويقال للمرأَة إِنها لطيبة الرَّيَّا إِذا كانت عطرة الجهرْم ورَيَّا كل شيء طِيبُ رائحتهِ ومنه قوله
( * هو امرؤ القيس وصدر البيت إِذا قامتا تَضَوّعَ المِسكُ منهما )
نَسِيمَ الصَّبا جاءتْ برَيَّا القَرَنْفُلِ وقال المتلمس يصف جارية فلو أَن مَحْمُوماً بخَيْبَر مُدْنَفاً تَنَشَّقَ رَيَّاها لأَقْلَعَ صالِبُهْ والرَّوِيُّ سحابة عظيمة القَطر شديدة الوقع مثل السَّقِيّ وعين رَيَّةٌ كثيرة الماء قال الأَعشى فأَوْرَدَها عَيْناً من السِّيفِ رَيَّةً به بُرَأٌ مِثْلُ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ
( * قوله « به برأ » كذا بالأصل تبعاً للجوهري قال الصاغاني والرواية بها وقد أورده الجوهري في برأ على الصحة وقوله « المكمم » ضبط في الأصل والصحاح بصيغة اسم المفعول كما ترى وضبط في التكملة بكسر الميم أي بصيغة اسم الفاعل يقال كمم إذا أخرج الكمام وكممه غطاه )
وحكى ابن بري من أَين رَيَّةُ أَهْلِك أَي من أَينَ يَرْتَوُون قال ابن بري أَما رِيَّةً في بيت الطرماح وهو كظَهْرِ اللأَى لو تَبْتَغي رِيَّةً بها نهاراً لَعَيَّت في بُطُونِ الشَّواجِنِ قال فهي ما يُورَى به النارُ قال وأَصله وِرْيةٌ مثل وِعْدةٍ ثم قدموا الراء على الواو فصار رِيَّةً والرَّاءُ شجر قالت الخنساء يَطْعُنُ الطَّعْنةَ لا يَنْفَعُها ثَمَرُ الرّاء ولا عَصْبُ الخُمُر ورَيَّا موضع وبنو رُوَيَّة بطن
( * قوله « وبنو روية إلخ » هو بهذا الضبط في الأصل وشرح القاموس )
والأُرْوِيَّةُ والإِرْوِيَّةُ الكسر عن اللحياني الأُنثى من الوُعول وثلاثُ أَراويّ على أَفاعيلَ إِلى العشر فإِذا كثرت فهي الأَرْوَى على أَفْعَل على غير قياس قال ابن سيده وذهب أَبو العباس إِلى أَنها فََعْلَى والصحيح أَنها أَفْعَل لكون أُرْوِيَّةٍ أُفْعُولةً قال والذي حكيته من أَنّ أَراويَّ لأَدنى العدد وأَرْوَى للكثير قول أَهل اللغة قال والصحيح عندي أَن أَراوِيَّ تكسير أُرْوِيَّةٍ كأُرْجُوحةٍ وأَراجِيحَ والأَرْوَى اسم للجمع ونظيره ما حكاه الفارسي من أَنّ الأَعَمَّ الجماعة وأَنشد عن أَبي زيد ثمَّ رَماني لأَكُونَنْ ذَبِيحةً وقد كثُرَتْ بينَ الأَعَمِّ المَضائِضُ
( * قوله « ثم إلخ » كذا بالأصل هنا والمحكم في عمم بدون ألف بعد اللام ألف ولعله لا أكونن بلا النافية كما يقتضيه الوزن والمعنى )
قال ابن جني ذكرها محمد بن الحسن يعني ابن دريد في باب أَرو قال فقلت لأَبي علي من أَين له أَن اللام واو وما يؤمنه أَن تكون ياء فتكون من باب التَّقْوَى والرَّعْوَى قال فجَنَح إِلى الأَخذ بالظاهر قال وهو القول يعني أَنه الصواب قال ابن بري أَرْوَى تنوّن ولا تنوّن فمن نوّنها احتمل أَن يكون أَفْعَلاً مثل أَرْنَبٍ وأَن يكون فَعَلى مثل أَرْطى ملحق بجَعْفر فعلى هذا القول يكون أُرْوِيَّةٌ أُفْعُولةً وعلى القول الثاني فُعْلِيَّة وتصغير أَرْوَى إِذا جعلت وزنها أَفْعَلاٌ أُرَيْوٍ على من قال أُسَيْوِدٌ وأُحَيْوٍ وأُرَيٍّ على من قال أُسَيِّدٌ وأُحَيٍّ ومن قال أُحَيٍّ قال أُرَيٍّ فيكون منقوصاً عن محذوف اللام بمنزلة قاضٍ إِنما حُذفت لامها لسكونها وسكون التنوين وأَما أَرْوَى فيمن لم ينوّن فوزنها فَعْلى وتصغيرها أُرَيَّا ومن نوَّنها وجعل وزنها فَعْلى مثل أَرْطى فتصغيرها أُرَيٌّ وأَما تصغير أُرْوِيَّةٍ إِذا جعلتها أُفْعُولةً فأُرْيَوِيَّةٌ على من قال أُسَيْوِدٌ ووزنها أُفَيعِيلةٌ وأُرَيَّةٌ على من قال أُسَيِّدٌ ووزنها أُفَيْعةٌ وأَصلها أُرَيَيْيِيَةٌ فالياء الأُولى ياء التصغير والثانية عين الفعل والثالثة واو أُفعولة والرابعة لام الكلمة فحَذَفْت منها اثنتين ومن جعل أُرْوِيَّة فُعْلِيَّةً فتصغيرها أُرَيَّةٌ ووزنها فُعَيْلة وحذفت الياء المشدّدة قال وكون أَرْوَى أَفْعَلَ أَقيسُ لكثرة زيادة الهمزة أَولاً وهو مذهب سيبويه لأَنه جعل أُرْوِيَّةً أُفْعُولةً قال أَبو زيد يقال للأُنثى أُرْوِيَّة وللذكر أُرْوِيَّة وهي تُيُوس الجَبل ويقال للأُنثى عَنْزٌ وللذكر وَعِلٌ بكسر العين وهو من الشاء لا من البقر وفي الحديث أَنه أُهْدِيَ له أَرْوَى وهو مُحْرِمٌ فرَدَّها قال الأَرْوَى جمع كثرة للأُرْوِيَّة ويجمع على أَراوِيّ وهي الأَيايِلُ وقيل غَنَمُ الجبَل ومنه حديث عَوْن أَنه ذكَرَ رجلاً تكلم فأَسقَط فقال جمَع بين الأَرْوَى والنَّعامِ يريد أَنه جمع بين كلمتين مُتناقِضتين لأَن الأَرْوَى تسكن شَعَف الجِبال والنَّعامُ يسكن الفَيافيَ وفي المثل لا تَجْمَعْ بين الأَرْوَى والنَّعامِ وفيه لَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ من الحجاز مَعْقِلَ الأُرْوِيَّةِ من رأْسِ الجَبلِ الجوهري الأُرْوِيَّةُ الأُنثى من الوُعُول قال وبها سميت المرأَة وهي أُفْعُولة في الأَصل إِلا أَنهم قلبوا الواو الثانية ياء وأَدغموها في التي بعدها وكسروا الأُولى لتسلم الياء والأَرْوَى مؤنثة قال النابغة بتَكَلُّمٍ لو تَسْتَطِيعُ كَلامَه لَدَنَتْ له أَرْوَى الهِضابِ الصُّخَّدِ وقال الفرزدق وإِلى سُلَيْمَانَ الذي سَكَنَتْ أَرْوَى الهِضابِ له مِنَ الذُّعْرِ وأَرْوَى اسم امرأَة والمَرْوَى موضع بالبادية ورَيَّانُ اسم جبل ببلاد بني عامر قال لبيد فمَدافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُها خَلَقاً كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها

ريا
الرايةُ العَلَم لا تهمزها العرب والجمع راياتٌ ورايٌ وأَصلها الهمز وحكى سيبويه عن أَبي الخطاب راءةً بالهمز شبه أَلف راية وإِن كانت بدلاً من العين بالأَلف الزائدة فهمز اللام كما يهمزها بعد الزائدة في نحو سِقاء وشِفاء ورَيَّيْتُها عَمِلْتها كغَيَّيْتُها عن ثعلب وفي حديث خيبر سأُعْطِي الرايةَ غداً رجُلاً يُحِبُّه اللهُ ورسولُه الرايةُ ههنا العَلَمُ يقال رَيَّيْتُ الرّايةَ أَي رَكَزْتها ابنُ سيده وأَرْأَيْتُ الرايةَ رَكَزْتها عن اللحياني قال وهمزه عندي على غير قياس إِنما حكمه أَرْيَيْتُها التهذيب يقال رأَيْت رايةً أَي رَكَزْتُها وبعضهم يقول أَرْأَيْتُها وهما لغتان والرايةُ التي توضََع في عُنقِ الغلام الآبِق وفي الحديث الدَّيْنُ رايةُ الله في الأَرضِ يَجْعَلُها في عُنُقِ من أَذَلَّه قال ابن الأَثير الرايةُ حديدة مستديرة على قَدر العُنُق تُجعل فيه ومنه حديث قتادةَ في العبد الآبِق كَرِهَ له الرايةَ ورَخَّصَ في القيد الليث الرايةُ من راياتِ الأَعْلامِ وكذلك الرايةُ التي تُجعل في العُنق قال وهما من تأْلِيف ياءين وراء وتصغير الراية رُيَيَّةٌ والفعل رَيَيْتُ رَيّاً ورَيَّيْتُ تَرِيَّةً والأَمر بالتخفيف ارْيِهْ والتشديد رَيِّهْ وعَلَمٌ مَرِيٌّ بالتخفيف وإِن شئت بَيَّنْت الياءَات فقلت مَرْيِيٌّ ببيان الياءَات ورايةُ بلد من بلاد هذيل والرَّيُّ من بلاد فارس النسبُ إِليه رازِيٌّ على غير قياس والراء حرف هجاء وهو حرف مَجْهور مكرّر يكون أَصلاً لا بدلاً ولا زائداً قال ابن جني وأَما قوله تَخُطُّ لامَ أَلِف مَوْصُولِ والزايَ والرَّا أَيَّما تَهْلِيلِ فإِنما أَراد والراء ممدودة فلم يمكنه ذلك لئلا ينكسر الوزن فحذف الهمزة من الراء وكان أَصل هذا والزاي والراء أَيَّما تَهْلِيل فلما اتفقت الحركتان حذفت الأُولى من الهمزتين ورَيَّيْتُ راءً عَمِلْتها قال ابن سيده وأَما أَبو علي فقال أَلف الراء وأَخواتها منقلبة عن واو والهمزة بعدها في حكم ما انقلبتْ عن ياء لتكون الكلمةُ بعد التَّكمِلةِ والصَّنعة الإِعرابية من باب شَوَيْتُ وطَوَيْتُ وحَوَيْت قال ابن جني فقلت له أَلسنا قد علمنا أَن الأَلف في الراء هي الأَلف في ياء وباء وثاء إِذا تهجيت وأَنت تقول إِن تلك الأَلف غير منقلبة من ياء أَو واو لأَنها بمنزلة أَلف ما ولا ؟ فقال لما نُقِلت إِلى الاسمية دخلها الحُكْم الذي يدخل الأَسماء من الانقلاب والتَّصَرُّف أَلا ترى أَننا إِذا سمينا رجلاً بضَرَبَ أَعربناه لأَنه قد صار في حَيِّز ما يدخله الإِعراب وهو الأسماء وإِن كنا نعلم أَنه قبل أَن يُسمى به لا يُعْرَبُ لأَنه فعل ماض ولم تَمْنَعْنا مَعْرِفَتُنا بذلك من أَن نَقْضِيَ عليه بحكم ما صار منه وإِليه فكذلك أَيضاً لا يَمْنَعُنا عِلْمُنا بأَن را با تا ثا غير منقلبة ما دامت حروف هجاء من أَن نقضي عليها إِذا زدنا عليها أَلفاً أُخرى ثمَّ همزنا تلك المزيدة بأَنها الآن منقلبة عن واو وأَن الهمزة منقلبة عن الياء إِذا صارت إِلى حكم الاسمية التي تَقْضي عليها بهذا ونحوه قال ويؤكد عندك أَنهم لا يجوِّزون را با تا ثا حا خا ونحوها ما دامت مقصورة مُتَهَجَّاةً فإِذا قلت هذه راء حسنة ونظرت إِلى هاء مشقوقة جاز أَن تمثل ذلك فتقول وزنه فَعَلٌ كما تقول في داء وماء وشاء إِنه فَعَلٌ قال فقال لأَبي علي بعضُ حاضري المجلس أَفتجمع على الكلمة إِعلال العين واللام ؟ فقال قد جاء من ذلك أَحرف صالحة فيكون هذا منها ومحمولاً عليها ورايةُ مكان قال قيس بن عَيْزارَة رِجالٌ ونِسْوانٌ بأَكْنافِ رايةٍ إِلى حُثُنٍ تلكَ العُيونُ الدَّوامعُ والله أَعلم

( زأي ) ابن الأَعرابي زأَى إِذا تكَبَّر

( زبي ) الزُّبْيةُ الرابِيةُ التي لا يعلوها الماء وفي المثل قد بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى وكتبَ عثمانُ إِلى علي رضي الله عنه لما حُوصِر أَمَّا بعد فقد بلغَ السَّيْلُ الزُّبَى وجاوَزَ الحِزامُ الطُّبْيَيْنِ فإِذا أَتاك كِتابي هذا فأَقْبِلْ إِليَّ عليَّ كنتَ أَمْ لي يضرب مثلاً للأَمر يتَفاقَمُ أَو يتَجاوَزُ الحدَّ حتى لا يُتَلافَى والزُّبَى جمع زُبْية وهي الرابية لا يعلوها الماء قال وهي من الأَضداد وقيل إِنما أَراد الحفرة التي تُحْفَرُ للأَسد ولا تحفرُ إِلا في مكان عالٍ من الأَرض لئلا يبلغها السيل فتَنْطَمَّ والزُّبْيةُ حُفرة بتَزَبََّى فيها الرجل للصيد وتُحْتَفَرُ للذئب فيُصْطاد فيها ابن سيده الزُّبْية حُفْرة يَستتر فيها الصائد والزُّبْية حَفِيرة يُشْتَوىَ فيها ويُخْتَبَزُ وزَبَّى اللحمَ وغيره طَرَحه فيها قال طارَ جَرادي بََعْدَما زَبَّيْتُه لو كانَ رأْسي حَجراً رَمَيْتُه والزُّبْية بئر أَو حُفْرة تُحْفَر للأَسد وقد زَباها وتَزَبَّاها قال فكانَ والأَمرَ الذي قَد كِيدا كاللَّذْ تَزَبَّى زُبْيةً فاصْطِيدا وتَزَبَّى فيها كتَزَبَّاها وقال علقمة تَزَبَّى بذي الأَرْطى لها ووراءَها رِجالٌ فَبدَّتْ نَبْلَهم وكَلِيبُ ويروى وأَرادها رجال وقال الفراء سميت زُبْيةُ الأَسدِ زُبْية لارتفاعها عن المَسِيل وقيل سميت بذلك لأَنهم كانوا يحْفِرونها في موضع عالٍ ويقال قد تَزَبَّيْت زُبْيةً قال الطرماح يا طَيِّءَ السَّهْلِ والأَجْبالِ مَوْعِدُكم كمُبْتَغى الصَّيدِ أَعْلى زُبْيةِ الأَسَدِ والزُّبْيةُ أَيضاً حُفْرة النمل والنملُ لا تفعل ذلك إِلا في موضع مرتفع وفي الحديث أَنه نَهَى عن مَزابي القُبُور قال ابن الأَثير هي ما يُنْدَبُ به الميتُ ويُناحُ عليه به من قولهم ما زَباهُم إِلى هذا أَي ما دَعاهم وقيل هي جمع مِزْباةٍ من الزُّبْيةِ وهي الحُفْرة قال كأَنه والله أَعلم كَرِهَ أَن يُشَقَّ القَبرُ ضريحاً كالزُّبْية ولا يُلْحَد قال ويُعَضِّدُه قوله اللَّحْدُ لنا والشَّقُّ لغيرنا قال وقد صَحِّفَه بعضُهم فقال نَهى عن مَراثي القُبور وفي حديث علي كرم الله وجهَه أَنه سئل عن زُبْيةٍ أَصْبَحَ الناسُ يتدافَعُون فيها فَهَوَى فيها رجل فتَعَلَّقَ بآخر وتعلق الثاني بثالث والثالثُ برابع فوَقَعُوا أَربعَتُهم فيها فخدَشَهم الأَسد فماتوا فقال على حافِرِها الدّيةُ للأَول ربعها وللثاني ثلاثة أَرباعها وللثالث نصفها وللرابع جميع الدية فأُخْبِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فأَجاز قضاءه الزُّبْيةُ حُفَيْرَةٌ تُحْفَر للأَسَدِ والصَّيْدِ ويُغَطَّى رأْسُها بما يسترها لِيَقَع فيها قال وقد رُوِي الحُكم فيها بغير هذا الوجه والزابِيانِ نَهَرانِ بناحية الفُرات وقيل في سافِلة الفُرات ويسمى ما حَولَهما
( * قوله « ويسمى ما حولهما إلخ » عبارة التكملة وربما سموهما مع ما حواليهما من الانهاء الزوابي ) من الأَنهار الزَّوابي وربما حذفوا الياء فقالوا الزّابانِ والزّابُ كما قالوا في البازي بازٌ والأُزْبِيُّ السُّرْعةُ والنَّشاطُ في السير على أُفْعول واستثقل التشديد على الواو وقيل الأُزْبِيُّ العَجَبُ من السير والنَّشاط قال منظور بن حَبَّةَ بِشَمَجَى المَشْيِ عَجُولِ الوَثْبِ أَرْأَمْتُها الأَنْساعَ قَبْلَ السَّقْبِ حتى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ والأُزبيُّ ضَرْبٌ من سير الإِبل والأَزَابِيُّ ضُروب مختلفة من السَّير واحدها أُزْبِيٌّ وحكى ابن بري عن ابن جني قال مَرَّ بنا فلان وله أَزابِيُّ منكرة أَي عَدْوةٌ شديد وهو مُشْتَقٌ من الزُّبْية والأُزْبِيُّ الصَّوْت قال صخر الغيّ كأَنَّ أُزْبِيَّها إِذا رُدِمَتْ هَزْمُ بُغاةٍ في إِثْرِ ما فَقَدُوا وزَبَى الشّيءَ يَزْبِيهِ ساقَه قال تِلْكَ اسْتَفِدْها وأَعْطِ الحُكْمَ والِيَهَا فَإِنَّها بَعْضُ ما تَزْبي لَكَ الرَّقِمُ وفي حديث كعب بن مالك جَرَتْ بينه وبين رَجل مُحاوَرةٌ قال كعب فقلت له كَلِمةً أُزْبِيهِ بها أَي أُزْعِجُه وأُقْلِقُه من قولهم أَزْبَيْتُ الشَّيءَ أُزْبِيه إِذا حَمَلْتَه ويقال فيه زَبَيْتُه لأَن الشَّيءَ إِذا حُمِل أُزْعِجَ وأُزِيلَ عن مكانه وزَبَى الشَّيءَ حمله قال الكميت أَهَمْدانُ مَهْلاً لا تُصَبِّحْ بُيُوتَكُمْ بِجَهْلِكُمْ أُمُّ الدُّهَيْمِ وما تَزْبي يُضرب الدُّهَيْمُ وما تَزْبي للدّاهِية إِذا عَظُمَت وتَفَاقَمَتْ وزَبَيْتُ الشَّيءَ أَزْبِيه زَبْياً حَمَلْتُه وازْدَباهُ كزَباه وتَزابى عنه تَكَبَّر هذه عن ابن الأَعرابي قال وأَنشدني المفضل يا إِبِلي ما ذامُه فَتِيبَيْهْْ
( * قوله « يا إبلي إلخ » هكذا ضبطت القوافي في التهذيب والتكملة والصحاح ووقع لنا ضبطه في عدة مواضع من اللسان تبعاً للأصل بخلاف ما هنا )
ماءٌ رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَِيْهْ هَذا بأَفْواهِك حتَّى تَأْبَيْهْ حتى تُرُوحِي أُصُلاً تَزابَيْهْ تَزابيَ العانةِ فَوْقَ الزَّازَيْهْ قال تَزابَيْه تَرَفَّعي عنه تكبراً أَي تكَبَّرِين عنه فلا تُريدينَه ولا تَعْرِضِينَ له لأَنكِ قد سَمِنْتِ وقوله فوق الزَّازَيْهْ المكانُ المرتفع أَراد على الزَّيْزاءَةِ فغيَّره والتَّزابي أَيضاً مِشْيَةٌ فيها تَمَدُّد وبُطْءٌ قل رؤْبة إِذَا تَزَابى مِشيةً أَزائِبَا أَراد بالأَزائِبِ الأَزَابيَّ وهو النَّشاطُ ويقال أَزَبَتْه أَزْبَةٌ وأَزَمَتْه أَزْمة أَي سَنَة ويقال لَقِيتُ منه الأَزابيَّ واحدُها أُزْبيٌّ وهو الشرُّ والأَمرُ العظيم

زجا
زَجَا الشَّيءُ يَزْجُو زَجْواً وزُجُوّاً وزَحاءً تَيَسَّر واسْتقام وزَجا الخرَاجُ يَزْجُو زَجاءً هو تيَسُّر جِبايتِه والتَّزْجِيةُ دَفْعُ الشيء كما تُزَجِّي البَقَرةُ ولَدَها أَي تَسُوقُه وأَنشد وصاحِبٍ ذِي غِمْرةٍ داجَيْتُهُ زَجَّيْتُه بالقَوْلِ وازْدَجَيْتُه ويقال أَزْجَيْتُ الشيءَ إِزْجاءً أَي دافَعْت بقليله ويقال أَزْجَيْتُ أَيامي وزَجَّيْتُها أَي دافَعْتها بقُوتٍ قليل قال الأَزهري وسمعت أَعرابيّاً من بني فزارة يقول أَنتم معاشِرَ الحاضِرَة قَبِلْتُم دُنْياكُم بِقُبْلانٍ
( * قوله « قبلتم دنياكم بقبلان » هكذا في الأصل وضبط في التهذيب بهذا الضبط ) ونحن نُزَجِّيها زَجاةً أَي نَتَبَلَّغ بقليل القُوت فنَجْتَزِئُ به ويقال زَجَّيْت الشَّيءَ تَزْجِيةً إِذا دفَعته بِرِفْقٍ يقال كيف تُزَجِّي الأَيَّامَ أَي كيف تُدافِعُها ؟ ورجل مُزَجٍّ أَي مُزَلِّج وتزَجَّيت بكذا اكتفيت به وقال تَزَجَّ من دُنْياكَ بالبَلاغِ وزَجَّى الشيءَ وأَزجاه ساقَه ودَفَعه والرِّيحُ تُزجِي السَّحابَ أَي تَسُوقُه سَوْقاً رفيقاً وفي التنزيل العزيز أَلم ترَ أَنَّ الله يُزْجي سَحاباً وقال الأَعشى إِلى ذَوْدَة الوَهَّابِ أُزْجِي مَطِيَّتي أُرَجِّي عَطاءً فاضِلاً من نَوالِكا
( * قوله « إلى ذودة إلخ » هكذا في الأصل والذي في المحكم إلى هوذة )
وقيل زَجَّاهُ وأَزْجاهُ ساقَه سَوْقاً لَيِّناً وبه فسَّر بعضُهم قولَالنَّابغة تُزْجِي الشَّمالُ عليه جامِدَ البَرَد وأَزْجَيْتُ الإِبلَ سُقْتها قال ابن الرِّقاعِ تُزْجِي أَغَنَّ كأَنَّ إِبْرةَ رَوْقِه قَلَمٌ أَصابَ مِن الدَّواةِ مِدادَها ورجُل مِزْجاءٌ للمَطِيّ كثير الإِزجاءِ لها يُزْجيها ويرسلها قال وإِنِّي لَمِزْجاءُ المَطِيِّ على الوَجَى وإِنِّي لَتَرَّاكُ الفِراشِ المُمَهَّدِ وفي الحديث كان يَتخلَّف في السير فيُزْجِي الضَّعيف أَي يَسُوقُه لِيُلْحِقه بالرِّفاق وفي حديث علي رضي الله عنه ما زالَتْ تُزْجِيني حتى دخلتُ عليه أَي تَسُوقُني وتَدْفَعُني وفي حديث جابر أَعْيا ناضِحِي فجَعَلْت أُزْجيه أَي أُسُوقُه والزَّجاءُ النَّفاذُ في الأَمر يقال فلان أَزْجَى بهذا الأَمر من فلان أَي أَشَدُّ نَفاذاً فيه منه والمُزْجَى القَلِيل وبضاعةٌ مُزْجاةٌ قليلة وفي التنزيل العزيز وجِئْنا ببِضاعةٍ مُزجاةٍ وقال ثعلب بِضاعةٌ مُزجاةٌ فيها إِغْماضٌ لم يَتِمَّ صلاحُها وقيل يسيرة قليلة وأَنشد وحاجة غيرْ مُزْجاةٍ مِنَ الحاجِ وروي عن أَبي صالح في قوله مُزْجاةٍ قال كانت حَبَّةَ الخضراءِ والصَّنوْبَرِ وقال إِبراهيم النخعي ما أُراها إِلاَّ القليلة وقيل كانت مَتاعَ الأَعراب الصُّوفَ والسَّمْنَ وقال سعيد بن جبير هي دراهم سَوْء وقال عكرمة هي الناقِصةُ وقال عطاء قليل يَزْجُو خير من كثير لا يَزْجُو وقوله فتصدَّقْ علينا أَي بفَضْلِ ما بين الجَيِّد والرَّدِيء ويقال هذا أَمر قد زَجَوْنا عليه نَزْجُو وفي الحديث لا تَزْجُو صلاةٌ لا يُقْرأُ فيها بفاتحة الكتاب هو من أَزْجَيتُ الشَّيءَ فَزَحا إِذا رَوَّجْته فَراجَ وتيسَّر المعنى لا تُجزِئ وتصحُّ صلاةٌ إِلاَّ بالفاتحة وضَحِكَ حتى زَجَا أَي انقَطع ضَحِكُه والمُزَجَّى من كل شيء الذي ليس بِتامِّ الشَّرف ولا غيره من الخِلال المحمودة قال فذاكَ الفَتى كلُّ الفَتى كانَ بَيْنه وبينَ المُزَجَّى نَفْنَفٌ مُتَباعِدُ قال ابن سيده الحكاية عن ابن الأَعرابي والإِنشاد لغيره وقيل إِنَّ المُزَجَّى هنا كان ابن عم لأُهْبانَ هذا المرثي وقد قيل إِنه المَسْبُوق إِلى الكَرَم على كُرْهٍ

زخا
الزَّواخِي مواضع قال ابن سيده وزعم قوم أَن في شعر هذيل رُحَيّات وفسروه بأَنه موضع قال وهذا تصحيف إِنما هو زُخَيّات بالزاي والخاء

زدا
الزَّدْوُ كالسَّدْوِ وفي التهذيب لغة في السَّدْوِ وهو من لَعِب الصبيان بالجوز والمِزْداة موضع ذلك والغالب عليه الزاي يَسْدُونه في الحَفِيرة وزَدا الصَّبِيُّ الجَوْزَ وبالجَوْزِ يَزْدُو زَدْواً أَي لَعِب ورَمَى به في الحَفِيرة وتلك الحفيرة هي المِزْداةُ يقال أَبْعِدِ المَدَى وازْدُهْ قال ابن بري قال يعقوب الزَّدَى الزيادة من قولك أَزْدَى على كذا أَي زادَ عليه قال كثير له عَهْدُ وُدٍّ لَمْ يُكَدَّرْ يَزِينُه زَدَى قَوْلِ مَعْروفٍ حديثٍ ومُزْمِنِ أَبو عبيد الزَّدْو لغة في السَّدْو وهو مَدُّ اليَدِ نحوَ الشيء كما تَسْدُو الإِبلُ في سَيْرِها بأَيْدِيها

( زري ) زَرَيْتُ عليه وزَرَى عليه بالفتح زَرْياً وزِرايةً ومَزْرِيةً ومَزْراةً وزَرَياناً عابه وعاتَبه قال الشاعر يا أَيُّها الزَّارِي على عُمَرٍ قد قُلْتَ فيه غَيْرَ ما تَعْلَمْ وتَزَرَّيْتُ عليه إذا عتَبْتَ عليهك وقال الشاعر وإِنِّي على لَيْلَى لَزارٍ وإِنَّنِي على ذاكَ فيما بيننا مُسْتَدِيمُها أَي عاتِبٌ ساخِطٌ غير راضٍ وزَرَى عليه عَمَلَه إِذا عابَه وعَنَّفَه قال الليث وإِذا أَدخل على أَخيه عيباً فقد أَزْرَى به وهو مُزْرىً به ابن الأَعرابي زارَى فُلانٌ فلاناً إِذا عاتَبَه قال ابن سيده وأَزْرَى عليه قليلة وأَزْرَى به بالأَلف إِزْراءً قَصَّرَ به وحَقَّرَه وهَوَّنه وقال أَبو عمرو الزَّارِي على الإِنسان الذي لا يَعُدُّه شيئاً ويُنْكِر عليه فِعْلَه والإِزراء التَّهاوُن بالشيء يقال أَزْرَيْت به إِذا قَصَّرْتََ به وتَهاوَنْتَ وازْدَرَيْته أَي حَقَّرته وفي الحديث فهو أَجْدَرُ أَن لا تُزْدَرَى نِعْمةُ اللهِ عَلَيْكُم الازْدِراء الاحْتِقارُ والانْتِقاصُ والعَيْبُ وهو افْتِعالٌ من زَرَيْت عليه زِرايةً إِذا عِبْتَه قال وأَصل ازْدَرَيْتُ ازْتَرَيْتُ وهو افْتَعَلْتُ منه فقُلِبت التاء دالاً لأَجل الزاي وأَزْرَى بِعِلْمِي وزَرَى قال ابن سيده حكاه اللحياني ولم يفسره قال وعندي أَنه قَصَّرَ به وأَزْرَى به أَدْخَلَ عليه أَمْراً يُريد أَن يُلَبِّسَ عليه ورَجل مِزْراءٌ يُزْرِي على الناس وسِقاءٌ زَرِيٌّ بين الصغير والكبير

زعا
ابن الأَعرابي زَعا إِذا عَدَل وسعَى إِذا هَرَبَ وقَعا إِذا ذَلَّ وفَعا إِذا فَتَّتَ شيئاً وتعى إِذا عدا

زغا
الزَّغاوةُ جِنْسٌ من السُّودان والنّسْبةُ إِليهم زَغاوِيٌّ ابن الأَعرابي الزُّغَى رائحة الحَبَشيّ والزغى القَصْد
( * قوله « والزغى القصد » كذا بالأصل هنا والذي في التهذيب والغزى بتقديم الغين مضمومة والذي فيما بأيدينا من مادة غزو الغزو القصد ) ابن سيده زُغاوةُ قبيلة من السودان حكاها أَبو حنيفة وأَنشد أَحَمُّ زُغاوِي النِّجارِ كأَنَّما يُلاثُ بِلِيتَيْه نُحاسٌ وحِمْحِمُ

( زفي ) الزَّفَيانُ شدّة هُبوب الريحِ والرِّيحُ تَزْفِي الغُبارَ والسَّحابَ وكلَّ شيء إِذا رفَعَتْه وطَرَدَتْه على وجه الأَرض كما تَزْفِي الأَمْواجُ السَّفِينةَ قال العجاج يَزْفِيهِ والمُفَزَّعُ المَزْفِيُّ من الجَنُوبِ سَنَنٌ رَمْلِيُّ وزَفَتِ الرِّيحُ السَّحابَ والتُّرابَ ونَحْوَهما زَفْياً وزَفَياناً طَرَدَتْه واسْتَخَفَّتْه والزَّفَيانُ الخِفّةُ وبه سمي الرجل وجعله سيبويه صفة وقوله كالحِدإِ الزَّافِي أَمامَ الرَّعْدِ إِنما هو الخفيف السريع وزَفَتِ القَوْسُ زَفَياناً صوَّتت وزَفاه السَّرابُ يَزْفِيه رَفَعَه كزَهاهُ يقال زَفَى السَّرابُ الآلَ يَزْفِيه وزَهاهُ وحَزاه إِذا رَفَعَه وأَنشد وتَحْتَ رَحْلِي زَفَيانٌ مَيْلَعُ وناقةٌ زَفيانٌ سَرِيعةٌ قال ابن بري ومنه قول الشاعر يا لَيْتَ شِعْري والمُنَى لا تَنْفَعُ هَلْ أَغْدُوَنْ يَوْماً وأَمْري مُجْمَعُ وتحت رحلي زَفَيان مَيْلَعُ ؟ وقوس زَفَيانٌ سَرِيعةُ الإِرسال للسَّهم وزَفَى الظَّلِيمُ زَفْياً إِذا نَشر جناحيه قال أَبو العباس الزَّفَيانُ يكون ميزانه فَعَيالٌ فيُصْرَفُ في حالَيْهِ مِن زَفَنَ إِذا نَزا قال وإِذا أَخذته من الزَّفْيِ وهو تحريك الريح للقصب والتراب فاصرفه في النكرة وامنعه الصرف في المعرفة وهو فَعَلانُ حينئذ ابن الأَعرابي أَزْفَى إِذا نقَل شيئاً من مكان إِلى مكان ومنه أَزْفَيْتُ العَرُوسَ إِذا نَقَلْتَها من بيت أَبَوَيْها إِلي بيتِ زَوْجِها قال أَبو سعيد هو يَزْفِي بِنَفْسِه أَي يَجُود بها وزَفَيانُ اسم شاعر أَو لَقَبُه

زقا
الزَّقْوُ والزَّقْيُ مصدر زَقا الدِّيكُ والطائرُ والمُكَّاء والصَّدَى والهامةُ ونحوُها يَزْقُو ويَزْقِي زَقْواً وزُقاء وزُقُوّاً وزَقْياً وزُقِيّاً وزِقِيّاً صاحَ وكذلك الصبيُّ إِذا اشتدَّ بُكاؤه وقد أَزْقاه هو وكلُّ صائحٍ زاقٍ وأَنشد ابن بري فهْوَ يَزْقُو مِثْلِ ما يَزْقُو الضُّوَعْ وقد تَعَدَّوْا ذلك إِلى ما لا يُحِسُّ فقالوا زَقَتِ البَكرةُ أَنشد ابن الأََعرابي وعَلَقٌ يَزْقُو زُقاء الهامَهْ العَلَقُ الحَبْلُ المُعَلَّق بالبكرة وقيل الحَبْل الذي في أَعلاها قال لما كانت الهامةُ معلقة في الحَبْل جُعِل الزُّقاء لها وإِنما الزُّقاء في الحقيقة للبكرة قال بعض الأَغفال يصف راهبة تَضْربُ بالنَّاقُوسِ وَسْطَ الدَّيْر قَبْلَ الدّجاجِ وزُقاء الطَّيْر أَراد قبل صُراخ الدّجاج وزُقاء الطير ليصح له عطف العَرَض على العَرَض والعرب تقول فلان أَثقل من الزَّواقِي وهي الدِّيَكةُ تَزْقُو وقت السَّحَر فَتُفَرِّق بين المُتحابِّين لأَنهم كانوا يَسْمُرون فإِذا صاحت الدِّيَكة تفرَّقوا وفي حديث هشام أَنْتَ أَثْقَلُ من الزَّواقِي هي الدِّيَكةُ واحدها زاقٍ يريد أَنها إِذا زَقَت سَحَراً تفرّق السُّمَّار والأَحبابُ ويروى أَثْقَلُ من الزَّاوُوق وإِذا قالوا أَثْقَلُ من الزاوُوق فهو الزِّئْبَقُ وأَزْقى الشيءَ جعله يَزْقُو قال فإِن تَكُ هامةٌ بَهراةَ تَزْقُو فقد أَزْقَيْت بالمَرْوَيْنِ هاما والزَّقْيةُ الصَّيْحةُ وروي عن ابن مسعود أَنه كان يقرأ إِن كانت إِلاَّ زَقْيةً واحدة في موضع صيحةً ويقال أَزْقَيْت هامةَ فلان أَي قتلته وأَنشد ابن بري فإِن تكُ هامةٌ بَهراةَ تَزْقُو ويقال زَقَوْتَ يا ديكُ وزَقَيْتَ وزَقْيةُ موضع قال أَبو ذؤيب يقولوا قد رَأَيْنا خيرَ طِرْفٍ بزَقْيةَ لا يُهَدُّ ولا يَخِيبُ

زكا
الزَّكاء ممدود النَّماء والرَّيْعُ زَكا يَزْكو زَكاء وزُكُوّاً وفي حديث علي كرم الله وجهه المالُ تنقُصه النَّفقة والعِلم يَزْكُو على الإِنْفاقِ فاستعار له الزَّكاء وإِن لم يك ذا جِرْمٍ وقد زَكَّاه اللهُ وأَزْكاه والزَّكاء ما أَخرجه الله من الثمر وأَرضٌ زَكِيَّةٌ طيِّبةٌ سمينة حكاه أَبو حنيفة زكا والزَّرع يَزْكو زَكاء ممدود أَي نما وأَزْكاه الله وكلُّ شيء يزداد ويَنْمي فهو يَزْكو زكاء وتقول هذا الأَمر لا يَزْكو بفلان زَكاء أَي لا يليق به وأَنشد والمالُ يَزْكو بك مُسْتَكْبراً يَخْتال قد أَشرق للناظرِ
( * قوله « اشرق » كذا في الأصل بالقاف وفي التهذيب بالفاء )
ابن الأَنْباري في قوله تعالى وحَناناً من لَدُنَّا وزَكاةً معناه وفعلنا ذلك رحمةً لأَبويه وتَزْكِيةً له قال الأَزهري أَقام الاسم مُقامَ المصدر الحقيقي والزَّكاةُ الصلاحُ ورجل تقيٌّ زَكِيٌّ أَي زاكٍ من قوم أَتْقياء أَزْكِياء وقد زَكا زَكاء وزُكُوّاً وزَكِيَ وتَزَكَّى وزَكَّاه الله وزَكَّى نفسَه تَزْكِيةً مدَحها وفي حديث زينبَ كان اسمُها بَرَّةَ فغَّيره وقال تُزَكِّي نفسَها وزَكَّى الرجل نفسَه إِذا وصفها وأَثنى عليها والزَّكاةُ زَكاةُ المال معروفة وهو تطهيره والفعل منه زَكَّى يُزَكِّي تَزْكِيةً إِذا أَدّى عن ماله زَكاته غيره الزَّكاة ما أَخرجته من مالك لتهطره به وقد زَكَّى المالَ وقوله تعالى وتُزَكِّيهم بها قالوا تُطهِّرُهم قال أَبو علي الزَّكاةُ صفوةُ الشيء وزَكَّاه إِذا أَخذ زَكاتَه وتَزَكَّى أَي تصدَّق وفي التنزيل العزيز والذين هم للزَّكاةِ فاعِلُون قال بعضُهم الذين هم للزكاة مُؤْتُون وقال آخرون الذين هم للعمل الصالح فاعِلُون وقال تعالى خيراً منه زَكاةً أَي خيراً منه عملاً صالحاً وقال الفراء زَكاةً صلاحاً وكذلك قوله عز وجل وحناناً من لدُنَّا وزَكاةً قال صلاحاً أَبو زيد النحوي في قوله عز وجل ولولا فضل الله عليكم ورحمتُه ما زَكا منكم من أَحد أَبداً ولكن الله يُزَكِّي من يشاء وقرئ ما زَكَّى منكم فمن قرأَ ما زَكا فمعناه ما صلح منكم ومن قرأَ ما زَكَّى فمعناه ما أَصلح ولكن الله يُزَكِّي من يشاء أَي يُصلح وقيل لما يُخْرَج من المال للمساكين من حقوقهم زَكاةٌ لأَنه تطهيرٌ للمال وتَثْميرٌ وإِصْلاحٌ ونماء كل ذلك قيل وقد تكرر ذكر الزكاةِ والتَّزْكِيةِ في الحديث قال وأَصل الزكاة في اللغة الطهارة والنَّماء والبَركةُ والمَدْح وكله قد استعمل في القرآن والحديث ووزنها فَعَلةٌ كالصَّدَقة فلما تحرَّكت الواو وانفتحُ ما قبلها انقلبت أَلفاً وهي من الأَسماء المشتركة بين المُخْرَج والفعل فيطلق على العين وهي الطائفة من المال المُزَكَّى بها وعلى المَعنى وهي التَّزْكِيَة قال ومن الجهل بهذا البيان أَتى من ظلم نفسَه بالطعن على قوله تعالى والذي هم للزَّكاةِ فاعلون ذاهباً إِلى العين وإِنما المراد المعنى الذي هو التَّزْكِيةُ فالزَّكاة طُهرةٌ للأَموال وزَكاةُ الفِطْرِ طهرةٌ للأَبدان وفي حديث الباقر أَنه قال زَكاةُ الأَرض يُبْسُها يريد طَهارَتَها من النجاسة كالبول وأَشباهه بأَن يجف ويذهب أَثرُه والزَّكا مقصور الشَّفْعُ من العدد الجوهري وزَكاً الشَّفْعُ يقال خساً أَو زَكاً والعرب تقول للفرد خَساً وللزوجين اثنين زَكاً وقيل لهما زَكاً لأَن اثنين أَزْكى من واحد قال العجاج عن قبْضِ من لاقى أَخاسٍ أَمْ زَكا ابن السكيت الأَخاسي جمع خَساً وهو الفرد اللحياني زَِكِيَ الرجل يَزْكى وزَكا يَزْكو زُكوّاً وزَكاءً وقد زَكَوْتَ وزَكِيتَ أَي صرت زاكياً ابن الأَنباري الزَّكاءُ الزِّيادة من قولك زَكا يَزْكو زكاءً وهذا ممدود وزكاً مقصورٌ الزوجان ويجوز خَساً وزكاً باللإجْراء ومن لم يُجْرِهما جعلهما بمنزلة مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ ومن أَجراهما جعلهما نكرتين وقال أَحمد بن عبيد خَسا وزَكا لا ينوَّنان ولا تدخلهما الأَلف واللام لأَنهما على مذهب فَعَل وهي وعَفا وأَنشد للكميت لادى خَسا أَو زَكا من سِنِيك إلى أَربعٍ فيقول انتظارا
( * قوله « لادى » وضع له في الأصل علامة وقفة ولم نجده في غيره والرسم قابل أن يكون لادّى من التأدية فاللام مفتوحة ولأن يكون أدنى من الدنوّ فاللام مكسورة )
وقال الفراء يكتب خَسا بالأَلف لأَنه من خَسأَ مهموز وزكا يكتب بالأَلف لأَنه من يزكو والعرب تقول للزوج زَكاً وللفرد خَساً فتلحقه بباب فتىً ومنهم من يقول زَكا وخَسا فيلحقه بباب زُفَرَ ويقال هو يُخَسِّي ويُزَكِّي إذا قبض على شيء في كفه وقال أَزَكا أَم خَسا وهو مهموز الأَصمعي رجل زُكأَةٌ أَي موسر اللحياني إنه لمَلِيءٌ زُكأَةٌ أَي حاضر النَّقْد عاجِله ويقال قد زَكأَه إذا عجَّل نقده وفي حديث معاوية أَنه قدِم المدينة بمال فسأل عن الحسن بن علي فقيل إنه بمكة فأَزْكى المالَ ومضى فلحِق الحسن فقال قدِمْتُ بمال فلما بلغني شُخُوصُك أَزْكَيْتُه وها هوذا قال كأَنه يريد أَوْعَيْتُه وزَكا الرجلُ يَزْكو زُكوّاً تَنَعَّم وكان في خِصْب وزَكِيَ يَزْكى عَطِشَ قال ابن سيده أَثبته في الواو لعدم ز ك ي ووجود ز ك و قاله ثعلب وأَنشد كصاحِبِ الخَمْرِ يَزْكى كُلَّما نَفِدَتْ عنه وإنْ ذاقَ شِرْباً هَشَّ لِلعَلَلِ

زنا
الزِّنا يمد ويقصر زَنَى الرجلُ يَزْني زِنىً مقصور وزناءً ممدود وكذلك المرأَة وزانى مُزاناةً وزَنَّى كَزَنى ومنه قول الأَعشى إمَّا نِكاحاً وإِمَّا أُزَنُّ يريد أُزَنِّي وحكى ذلك بعض المفسرين للشعر وزانى مُزاناةً وزِناء بالمد عن اللحياني وكذلك المرأَة أَيضاً وأَنشد أَما الزّناء فإنِّي لستُ قارِبَه والمالُ بَيْني وبَيْنَ الخَمْرِ نصْفانِ والمرأَة تُزانِي مُزاناةً وزِناء أَي تُباغِي قال اللحياني الزِّنى مقصور لغة أَهل الحجاز قال الله تعالى ولا تَقْرَبُوا الزِّنى بالقصر والنسبة إلى المقصور زِنَوِيٌّ والزناء ممدود لغة بني تميم وفي الصحاح المدّ لأَهل نجد قال الفرزدق أَبا حاضِرٍ مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤُه ومَنْ يَشْرَبِ الخُرْطُوم يُصْبِحْ مُسَكَّرا ومثله للجعدي كانت فَرِيضة ما تقولُ كما كانَ الزِّناء فَريضةَ الرَّجْم والنسبة إلى الممدود زِنائِيٌّ وزَنَّاهُ تزْنِيةً نسبه إلى الزِّنا وقال له يا زاني وفي الحديث ذِكر قُسْطَنْطِينيَّةَ الزانية يريد الزاني أَهلُها كقوله تعالى وكَمْ قصَمْنا من قَرْيةٍ كانت ظالمة أَي ظالمة الأَهْل وقد زانى المرأَة مُزناةً وزناءً وقال اللحياني قيل لابنةِ الخُسِّ ما أَزْناكِ ؟ قالت قُرْبُ الوِسادِ وطُولُ السِّوادِ فكأَنَّ قوله ما أَزْناكِ ما حَمَلَكِ على الزِّنا قال ولم يسمع هذا إلا في حديث ابنةِ الخُسِّ وهو ابنُ زَنْيةٍ وزِنْيةٍ والفتح أَعلى أَي ابن زِناً وهو نقِيضُ قولك لِرِشدةٍ ورَشْدة قال الفراء في كتاب المصادر هو لِغَيَّةٍ ولِزَنْيةٍ وهو لغَيْر رَشْدةٍ كلُّه بالفتح قال وقال الكسائي ويجوز رَشْدة وزِنْية بالفتح والكسر فأَما غَيَّة فهو بالفتح لا غير وفي الحديث أَنه وفد عليه مالك بن ثعلبة فقال من أَنتم ؟ فقالوا نحن بنو الزَّنْية فقال بل أَنتم بنو الرِّشْدةِ والزنْية بالفتح والكسر آخِرُ وَلدِ الرجل والمرأَة كالعجْزة وبنو مَلِكٍ يُسَمَّوْنَ بَني الزَّنْية والزِّنْية لذلك وإنما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم بل أَنتم بنو الرِّشْدةِ نَفْياً لهم عما يوهمه لفظ الزنْية من الزِّنا والرَّشْدةُ أَفصح اللغتين ويقال للولد إذا كان من زِناً هو لِزَنْية وقد زَنَّاه من التَّزْنِية أَي قَذَفَه وفي المثل لا حِصْنُها حِصْنٌ ولا الزِّنا زِنا قال أَبو زيد يضرب مثلاً للذي يكُفُّ عن الخَيْر ثم يُفَرِّط ولا يَدومُ على طريقة وتسمَّى القِرْدة زنَّاءةً والزَّناءُ القصيرُ قال أَبو ذؤيب وتُولِجُ في الظِّلِّ الزَّناءِ رؤُوسها وتَحْسِبُها هِيماً وهُنَّ صَحائحُ وأَصل الزَّناء الضيقُ ومنه الحديث لا يُصَلِّيَنَّ أَحدُكم وهو زَناءٌ أَي مُدافِعٌ للِبَوْل وعليه قول الأَخطل وإذا بَصُرْتَ إلى زَناءٍ قَعْرُها غَبْراءَ مُظْلِمَةٍ من الأَحْفارِ وزَنا الموضعُ يَزْنُو ضاق لغة في يَزْنأُ وفي الحديث كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم لا يُحِبُّ من الدُّنْيا إلا أَزْنَأَها أَي أَضيقها ووِعاءٌ زَنِيٌّ ضيِّق كذا رواه ابن الأَعرابي بغير همز والزَّنْءُ الزُّنُوُّ في الجَبَل وزَنَّى عليه ضَيَّق قال لاهُمَّ إنَّ الحَرِثَ بنَ جَبَلَهْ زَنَّى على أَبِيهِ ثم قَتَلَهْ قال وهذا يدل على أَن همزة الزناء ياءٌ وبَنُو زِنْيَة حَيٌّ

زها
الزَّهْوُ الكِبْرُ والتِّيهُ والفَخْرُ والعَظَمَةُ قال أَبو المُثَلَّمِ الهذلي مَتى ما أَشَأْ غَيْر زَهْوِ المُلُو كِ أَجْعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ ورجل مَزْهُُوٌّ بنفسه أَي مُعْجَبٌ وبفُلان زَهْوٌ أَي كِبْرٌ ولا يقال زَها وزُهِيَ فُلانٌ فهو مَزْهُوٌّ إذا أَُعْجِبَ بنفسه وتَكَبَّر قال ابن سيده وقد زُهِيَ على لفظ ما لم يُسَمَّ فاعلُه جَزَمَ به أَبو زيد وأَحمد بن يحيى وحكى ابن السكيت زُِهِيتُ وزَهَوْتُ وللعرب أَحرف لا يتكلمون بها إلا على سبيل المَفْعول به وإن كان بمعنى الفاعل مثل زُهِيَ الرجُلُ وعُنِيَ بالأَمْر ونُتِجَتِ الشاةُ والناقة وأَشباهها فإذا أَمَرْت به قلت لِتُزْهَ يا رجلُ وكذلك الأَمْر من كل فِعْل لم يُسمّ فاعله لأَنك إذا أَمَرْتَ منه فإنما تأْمر في التحصيل غير الذي تُخاطِبه أَن يُوقِع به وأَمْرُ الغائبِ لا يكون إلا باللام كقولك ليَقُمْ زَيد قال وفيه لغة أُخرى حكاها ابن دريد زَها يَزْهُو زَهْواً أَي تَكَبَّر ومنه قولهم ما أَزْهاهُ وليس هذا من زُهِيَ لأَن ما لم يُسم فاعله لا يُتَعَجَّبُ منه قال الأَحمر النحوي يهجو العُتْبِيَّ والفَيْضَ بن عبد الحميد لنا صاحِبٌ مُولَعٌ بالخِلافْ كثيرُ الخَطاء قليلُ الصَّوابْ أَلَجُّ لجاجاً من الخُنْفُساءْ وأَزْهى إذا ما مَشى منْ غُرابْ قال الجوهري قلت لأَعرابي من بني سليم ما معنى زُهِيَ الرجلُ ؟ قال أَُعجِبَ بنفسِه فقلت أَتقول زَهى إذا افْتَخَر ؟ قال أَمّا نحن فلا نتكلم به وقال خالد بن جَنبة زَها فلان إذا أُعجب بنفسه قال ابن الأَعرابي زَهاه الكِبْر ولا يقال زَها الرَّجل ولا أَزْهيتُه ولكنْ زَهَوْتُه وفي الحديث من اتَّخَذَ الخَيْلَ زُهاءً ونِواءً على أَهْل الإسْلام فهي عليه وِزْرٌ الزُّهاء بالمدّ والزَّهْوُ الكِبْرُ والفَخْر يقال زُهِيَ الرجل فهو مَزْهُوٌّ هكذا يتكلَّم به على سبيل المفعول وإن كان بمعنى الفاعل وفي الحديث إنّ الله لا يَنْظر إلى العامل المَزْهُوِّ ومنه حديث عائشة رضي الله عنها إن جاريتي تُزْهَى أَن تَلْبَسَه في البيت أَي تَتَرَفَّعُ عنه ولا تَرْضاه تعني درْعاً كان لها وأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول الشاعر جَزَى اللهُ البَراقِعَ مِنْ ثِيابٍ عن الفِتْيانِ شَرّاً ما بَقِينا يُوارِينَ الحِسانَ فلا نَراهُم ويَزْهَيْنَ القِباحَ فيَزْدَهِينا فإنما حُكْمه ويَزْهُونَ القِباحَ لأَنه قد حكي زَهَوْتُه فلا معنى ليَزْهَيْنَ لأَنه لم يجئ زَهَيْته وهكذا أَنشد ثعلب ويَزْهُون قال ابن سيده وقد وهم ابن الأَعرابي في الرواية اللهم إلا أَن يكون زَهَيْتُه لغة في زَهَوْتُه قال ولم تُرْوَ لنا عن أَحد ومن كلامهم هي أَزْهَى مِن غُرابٍ وفي المثل المعروفِ زَهْوَ الغُرابِ بالنصب أَي زُهِيتَ زَهْوَ الغرابِ وقال ثعلب في النوادر زُهِيَ الرجل وما أَزْهاهُ فوضَعُوا التعجب على صيغة المفعول قال وهذا شاذٌّ إنما يَقع التعجب من صيغة فِعْلِ الفاعل قال ولها نظائر قد حكاها سيبويه وقال رجُلٌ إنْزَهْوٌ وامرأَة إنْزَهْوَةٌ وقوم إنْزَهْوُون ذَوو زَهْوٍ ذهبوا إلى أَن الأَلف والنون زائدتان كزيادتهما في إنْقَحْلٍ وذلك إذا كانوا ذَوِي كِبْر والزَّهْو الكَذِب والباطلُ قال ابن أَحمر ولا تَقُولَنَّ زَهْواً ما تُخَبِّرُني لم يَتْرُكِ الشَّيْبُ لي زَهْواً ولا العَوَرُ
( * قوله « ولا العور » أنشده في الصحاح ولا الكبر وقال في التكملة والرواية ولا العور )
الزَّهْو الكِبْرُ والزَّهْوُ الظُّلْمُ والزَّهْو الاسْتِخْفافُ وزَها فلاناً كلامُك زَِهْواً وازْدهاه فازْدَهَى اسْتَخَفَّه فخفّ ومنه قولهم فلان لا يُزْدَهَى بخَديعَة وازْدَهَيْت فلاناً أَي تَهاوَنْت به وازْدَهَى فلان فلاناً إذا اسْتَخَفَّه وقال اليريدي ازْدَهاهُ وازْدَفاهُ رذا اسْتَخَفَّه وزَهاهُ وازْدَهاهُ اسْتَخَفَّه وتهاون به قال عمر بن أَبي ربيعة فلما تَواقَفْنا وسَلَّمْتُ أَقْبَلَتْ وجُوهٌ زَهاها الحُسْنُ أَنْ تَتَقَنَّعا قال ابن بري ويروى ولما تَنَازَعْنا الحَديثَ وأَشْرَقَت قال ومثله قول الأَخطل يا قاتَلَ اللهُ وصْلَ الغانِيات إذا أَيْقَنَّ أَنَّك مِمَّنْ قد زَها الكِبَرُ وازْدَهاهُ الطَّرَب والوَعيدُ اسْتَخَفَّه ورجل مُزْدَهىً أَخَذَتْه خِفَّةٌ من الزَّهْوِ أَو غيره وازْدَهاهُ على الأَمْرِ أَجْبَرَه وزَها السَّرابُ الشيءَ يَزْهاهُ رَفَعَه بالأَلف لا غير والسراب يَزْهى القُور والحُمُول كأَنه يَرْفَعُها وزَهَت الأَمْواجُ السفينة كذلك وزَهَت الريحُ أَي هَبَّت قال عبيد ولَنِعْم أَيْسارُ الجَزورِ إذا زَهَتْ رِيحُ الشِّتَا وتَأَلَّفَ الجِيرانُ وزَهَت الريحُ النباتَ تَزْهاهُ هَزَّتْه غِبَّ النَّدَى وأَنشد ابن بري فأَرْسَلَها رَهْواً رِعالاً كأَنَّها جَرادٌ زَهَتْه رِيحُ نَجْدٍ فأَتْهَمَا قال رَهْواً هنا أَي سِرَاعاً والرَّهْوُ من الأَضداد وزَهَتْه ساقَتْه والريحُ تَزْهَى النباتَ إذا هَزَّتْه بعد غِبِّ المَطَر قال أَبو النجم في أُقْحُوانٍ بَلَّهُ طَلُّ الضُّحَى ثُمَّ زَهَتْهُ ريحُ غَيمٍ فَازْدَهَى قال الجوهري ورُبَّما قالوا زَهَت الريحُ الشَّجَر تَزْهاه إذا هَزَّتْه والزَّهْوُ النَّبات الناضرُ والمَنْظَرُ الحَسَن يقال زُهي الشيءُ لِعَيْنِكَ والزَّهْوُ نَوْرُ النَّبْتِ وزَهْرُهُ وإشْراقُه يكون للْعَرَضِ والجَوْهَرِ وزَها النَّبْتُ يَزْهَى زَهْواً وزُهُوّاً وزَهاءً حَسُنَ والزَّهْوُ البُسْرُ المُلَوَّنُ يقال إذا ظَهَرت الحُمْرة والصفرة في النَّخْل فقد ظَهَرَ فيه الزَّهْوُ والزَّهْوُ والزُّهْوُ البُسْرُ إذا ظَهَرَت فيه الحُمْرة وقيل إذا لَوَّنَ واحدته زَهْوة وقال أَبو حنيفة زُهْوٌ وهي لغة أَهل الحجاز بالضَّمِّ جمعُ زَهْوٍ كقولك فَرَسٌ وَرْدٌ وأَفراس وُرْدٌ فأُجْرِيَ الاسم في التَّكْسير مُجْرَى الصفة وأَزْهَى النَّخْلُ وزَهَا زُهُوّاً تلوَّن بِحُمْرَةٍ وصُفْرةٍ وروى أَنس من مالك أَن النبي صلى الله عليه وسلم نَهَى عن بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يَزْهو قيل لأَنس وما زَهْوُه ؟ قال أَن يحمرّ أَو يصفر وفي رواية ابن عمر نهَى عن بَيْع النَّخْلِ حتى يُزْهِيَ ابن الأَعرابي زَها النبتُ يَزْهُو إذا نَبَت ثَمَرُه وأَزْهَى يُزْهِي إذا احْمَرَّ أَو اصفر وقيل هما بمعنى الاحمرار والاصفرار ومنهم من أَنْكَر يَزْهو ومنهم مَن أَنكر يُزْهي وزَهَا النَّبْتُ طالَ واكْتَهَلَ وأَنشد أَرَى الحُبَّ يَزْهَى لِي سَلامَةَ كالَّذِي زَهَى الطلُّ نَوْراً واجَهَتْه المَشارِقُ يريد يزيدُها حسناً في عَيْني أَبو الخطاب قال لا يقال للنخل إلاَّ يُزْهى وهو أَن يَحْمَرَّ أَو يصفرّ قال ولا يقال يَزْهُو والإزْهاءُ أَنْ يَحْمَرَّ أَو يصفر وقال الأَصمعي إذا ظَهَرت فيه الحُمْرة قيل أَزْهَى ابن بُزُرج قالوا زُها الدُّنْيا زِينَتُها وإيناقُها قال ومثله في المعنى قولهم ورَهَجُها وقال ما لِرَأّْيِكَ بُذْمٌ ولا فَرِيق
( * قوله « ولا فريق » هكذا في الأصل ) أَي صَرِيمَة وقالوا طَعامٌ طيِّبُ الخَلْف أَي طَيّب آخر الطعم وقال خالد بن جنبة زُهِيَ لَنَا حَمْل النَّخْلِ فنَحْسِبُه أَكثَرَ ممّا هو الأَصمعي إذا ظَهَرتْ في النَّخْل الحُمْرة قيل أَزْهَى يُزْهِي ابن الأَعرابي زَهَا البُسْر وأَزْهَى وزَهَّى وشَقَّحَ وأَشْقَحَ وأَفْضَحَ لا غير أَبو زيد زَكا الزرع وَزَها إذا نَما خالد ابن جنبة الزَّهْوُ من البُسْرِ حين يصفرّ ويحمرُّ ويحل جَرْمُه قال وجَرْمه للشِّرَاء والبَيْع قال وأَحْسَنُ ما يكون النخلُ إذ ذاك الأَزهري جَرْمه خَرْصُه للبيع وزَها بالسيف لمَعَ به وزَهَا السراجَ أَضاءَه وزَهَا هو نفسُه وزُهاءُ الشيءِ وزِهَاؤُه قَدْرُه يقال هُمْ زُهَاءُ مائِةٍ وزِهاءُ مِائةٍ أَي قدرها وهُم قومٌ ذَوُو زُهاءٍ أَي ذَوُو عَدَدٍ كثير وأَنشد تَقَلَّدْتَ إبْريقاً وعَلَّقْتَ جَعْبة لِتُهْلِكَ حَيّاً ذَا زِهاءٍ وجَامِلِ الإبريق السيف ويقال قوس فيها تلاميع وزُهاءُ الشيء شخصُه وزَهَوْت فلاناً بكذا أَزْهاهُ أَي حَزَرْته وزَهَوْته بالخشبة ضربتُه بها وكم زُهاؤُهم أَي قدرُهم وحزْرُهم وأَنشد للعجاج كأَنما زُهاؤُهم لمن جَهَرْ وقولُهم زُهاءُ مائَة أَي قدر مائةٍ وفي حديث قيل له كم كانوا ؟ قال زُهاءَ ثلَثمائة أَي قدر ثلثمائة من زَهَوْت القومَ إذا حَزَرْتَهم وفي الحديث إذا سَمِعتم بناسٍ يأْتون من قِبَلِ المَشرق أولي زُهاءٍ يَعجَبُ الناس من زيِّهِمْ فقد أَظَلَّت الساعةُ قوله أُُولي زُهاءٍ أُولي عددٍ كثيرٍ وزَهَوْتُ الشيءَ إذا خَرَصْتَه وعلِمتَ ما زُهاؤُه والزُّهاءُ الشخصُ واحده كجمعِه ومنه قول بعض الرُّوَّاد مَداحي سَيْل وزُهاءُ ليل يصف نباتاً أَي شخصُه كشخص الليل في سوادِه وكَثْرِته أَنشد ابن الأَعرابي دُهْماً كأَن الليلَ في زُهائِها زُهاؤُها شُخوصُها يصف نَخْلاً يعني أَن اجتماعها يُري شُخوصَها سوداً كالليل وزَهَتِ الإبلُ تَزْهو زَهْواً شربَت الماءَ ثم سارت بعد الوِرْد ليلةً أَو أَكثر ولم تَرْعَ حول الماء وزَهَوْتُها أَنا زَهْواً يَتَعَدَّى ولا يتعدى وزَهَتْ زَهْواً مرَّت في طلب المَرْعى بعد أَن شرِبت ولم تَرْعَ حول الماء قال الشاعر وأَنتِ استعرتِ الظَّبيَ جيداً ومُقْلَةً من المُؤلِفات الزِّهْوَ غيرِ الأَوارِك وزَها المُرَوِّحُ المِرْوَحة وزَهَّاها إذا حَرَّكها وقال مزاحمٌ يصف ذنب البعير كمِرْوَحَةِ الدَّارِيّ ظَلَّ يَكُرُّها بكَفِّ المُزَهِّي سَكْرَةَ الرِّيحِ عُودُها فالمُزَهِّي المُحَرِّك يقول هذه المروحة بكفِّ المُزَهِّي المحرِّك لسُكونِ الريح والزَاهيَةُ من الإبل التي لا تَرْعى الحَمْض قال ابن الأَعرابي الإبلُ إبلانِ إبلٌ زاهِيَة زالَّة الأَحْناك لا تقرَب العِضاهَ وهي الزَّواهي وإبلٌ عاضِهةٌ تَرْعى العِضاهَ وهي أَحْمَدُها وخيرها وأَما الزَّاهِيَة الزَّالَّةُ الأَحْناك فهي صاحبة الحَمْضِ ولا يُشْبِعها دُون الحَمْضِ شيء وزَهَتِ الشاةُ تَزْهُو زُهاءً وزُهُوّاً أَضْرَعت ودَنا وِلادُها وأَزْهى النخلُ وزَها طالَ وزَها النبت غَلا وعلا وزَها الغلام شَبَّ هذه الثلاث عن ابن الأَعرابي

( زوي ) الزَّيُّ مصدر زَوى الشيءَ يَزْويه زَيّاً وزُوِيّاً فانْزَوى نَحَّاه فتَنَحَّى وزَواهُ قبضه وزَوَيْت الشيءَ جمعته وقبضته وفي الحديث إن الله تعالى زَوى لي الأَرضَ فأُريتُ مشارقَها ومغاربَها زُوِيَتْ لي الأرض جُمِعَت ومنه دُعاءُ السفر وازْوِ لَنا البعيد أَي اجْمَعْه واطْوِه وزَوى ما بين عينيه فانْزَوى جمَعه فاجتمع وقبضه قال الأَعشى يَزيدُ يغُضُّ الطَّرْفَ عندي كأَنما زَوى بين عينيه عليَّ المَحاجِمُ
( * قوله « عندي » في الصحاح دوني )
فلا يَنْبَسِطْ من بين عينيك ما انْزَوى ولا تَلْقَني إلاَّ وأَنفُك راغِمُ وانْزَوى القوم بعضُهم إلى بعض إذا تدانوْا وتضامُّوا والزَّاوية واحدة الزَّوايا وفي حديث ابن عمر كان له أَرْضٌ زَوَتْها أَرضٌ أُخرى أَي قرُبت منها فضيَّقتْها وقيل أَحاطت بها وانْزَوَت الجِلدة في النار تَقَبَّضَت واجتمعَت وفي الحديث إن المسجدِ ليَنْزَوي من النُّخامة كما تَنْزَوي الجلدة في النار أَي ينضمُّ ويتقبَّضُ وقيل أَراد أهل المسجد وهم الملائكة ومنه الحديث أَعطاني رَيحانَتَيْن وزَوى عني واحدةً وفي حديث الدعاء وما زَوَيْتَ عني أَي صرفتَه عني وقبضْتَه وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الإيمان بدأَ غريباً وسيعود كما بدأَ فطوبى للغرباء إذا فسد الناسُ والذي نَفْسُ أَبي القاسم بيده لَيُزْوَأَنَّ الإيمانُ بين هذين المَسْجِدَيْن كما تأْرِزُ الحية في جحرها قال شمر لم أَسمعْ زَوَأت بالهمز والصواب ليُزْوَيَنَّ أَي ليُجْمعنَّ وليُضَمَّنَّ من زَوَيت الشيء إذا جمعته وكذلك ليَأْرِزَنَّ أَي ليَنْضَمَّنَّ قال أَبو الهيثم كلُّ شيء تام فهو مربَّع كالبيت والأَرض والدار والبساط له حدود أَربع فإذا نقصَت منها ناحيةٌ فهو أَزْوَرُ مُزَوّىً قال وأَما الزَّوْءُ بالهمز فإن الأَصمعي يقول زَوْءُ المَنِيّة ما يحدث من هلاك المنيّة والزَّوْءُ الهَلاك وقال ثعلب زَوُّ المِنيَّة أَحْداثُها هكذا عبَّر بالواحد عن الجمع قال من ابن مامَةَ كَعْبٍ ثُمَّ عَيَّ به زَوجُ المِنيَّة إلا حَرَّة وقَدى وهذا البيت أورده الأَزهري والجوهري مستشهداً به على قول ابن الأَعرابي الزوُّ القدر يقال قُضِي علينا وقُدِّرَ وحُمَّ وزُيَّ وزِيَّ وصورة إيراده ولا ابنُ مامَةَ كَعْب حين عَيَّ به قال ابن بري والصواب ما ذكرناه أَولاً من ابنِ مامَةَ كعبٍ ثم عيَ به قال والبيت لِمَامَة الإيادي أَبي كعب كذا ذكره السيرافي وقبله ما كان من سُوقَةٍ أَسْقَى على ظَمإ خَمْراً بماءٍ إذا ناجُودُها بَرَدا وقوله وقدى مثل جَمَزَى أَي تتوقَّد وأَنشد ابن بري أَيضاً للأَسود بن يََعْفُر فيا لهف نفسي على مالِكٍ وهل ينفع اللهفُ زَوَّ القَدَرْ ؟ وأَنشد أَيضاً لمُتَمِّم بن نُوَيْرة أَفبعدَ من ولدتْ بُسَيْبَة أَشْتَكي زَوَّ المَنِيَّة أَو أُرى أَتَوَجَّع ؟
( * قوله « بسيبة » هكذا في الأصل )
ويروى زَوَّ الحوادث ورواه ابن الأَعرابي بغير همز وهمزه الأَصمعي وزَواهُم الدَّهرُ أَي ذهب بهم قال بشر فقد كانت لنا ولهُنَّ حتى زَوَتْها الحربُ أَيامٌ قِصارُ قال زَوَتها رَدَّتها وقد زَوَوْهم أَي رَدُّوهم وزَوى اللهُ عني الشرَّ أَي صَرَفه وزَوَيْت الشيء عن فلان أَي نحَّيته وفي حديث أَبي هريرة أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أَراد سفراً أَمال براحِلَتِه ومدَّ إصْبَعَه وقال اللهم أَنتَ الصاحبُ في السَّفَرِ والخَلِيفَةُ في الأَهْلِ اللهم اصْحَبْنا بنُصْحٍ واقْلِبْنا بذِمَّة اللهم زَوِّلَنا الأَرضَ وهَوِّنْ علينا السفَرَ اللهم إني أَعوذُ بكَ من وَعْثاء السَّفَر وكَآبةِ المُنْقَلَبِ ابن الأَعرابي زَوَى إذا عَدَلَ كقولك زَوَى عنه كذا أَي عَدَلَه وصَرَفَه عنه وزَوَى إذا قَبَض وزَوَى جمَعْ ومصدَرُه كلُّه الزَّيُّ وقال الزُّوِيُّ العدولُ من شيء إلى شيء والزَّيُّ في حالِ التَّنْحيَة وفي حال القَبْض وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم عَجِبْت لما زَوَى اللهُ عنكَ من الدنيا قال الحربي معناه لِمَا نُحِّيَ عنكَ وبُوعِدَ منك وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ فيا لِقُصَيٍّ ما زَوَى اللهُ عنكُم ؟ المعنى أَيُّ شيءٍ نَحَّى اللهُ عنكم من الخير والفَضْل وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم أَعطاني ربي اثنتين وزَوَى عنِّي واحدةً أَي نَحَّاها ولم يُجِبْني إليها وزَوَى عنه سِرََّهُ طواه وزاوِيَة البيت رُكْنُه والجمع الزَّوايا وتَزَوَّى صار فيها وتقول زَوَى فلان المالَ عن وارِثِه زَيّاً والزَّوُّ القَرِينانِ من السُّفُنِ وغيرِها وجاء زوّاً إذا جاء هو وصاحِبُه والعرب تقول لكل مفرَدٍ تَوٌّ ولكل زوجٍ زَوٌّ وأَزْوَى الرجلُ إذا جاء ومعه آخَرُ وزَوْزَيْته وزَوْزَيْت به إذا طَرَدْته الليث الزَّوْزاةُ شِبْهُ الطَّرْدِ والشَّلِّ تقول زَوْزَى به أَبو عبيد الزَّوْزاةُ مصدرُ قولك زَوْزَى الرجلُ يُزَوْزِي زَوْزاةً وهو أَن ينصِب ظهْرَه ويُسْرع ويُقارِبَ الخَطْوَ قال ابن بري ومنه قول رؤبة ناجٍ وقد زَوْزَى بنا زِيزاءَه وقال آخر مُزَوْزِياً لَمّا رآها زَوْزَتِ يعني نعامةً ورَأْلَها يقول إذا رآها أَسْرَعَتْ أَسْرَع معها وزَوْزَى نصَبَ ظَهْرَه وقارَب خَطْوَه في سُرْعة واسْتَوْزَى كزَوْزَى قال ابن مقبل ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزِياً شَكِيرُ جَحافِلِه قد كَتِنْ وقول ابن كَثْوة أَنشده ابن جني وَلَّى نَعامُ بَني صَفْوانَ زَوْزَأَةً لمَّا رأَى أَسداً في الغابِ قد وَثَبا إنما أَراد زَوْزاةً فأَبدل الهمزةَ من الأَلف اضطراراً ورجل زُوازٍ وزُوازِيَة وزَوَنْزَى قصيرٌ غَليظٌ وفي التهذيب غليظ إلى القِصَر ما هو قال الراجز وبَعْلُها زَوَنَّكٌ زَوَنْزَى وقال آخر إذا الزَّوَنْزَى منهُم ذو البُرْدَيْن رَماهُ سَوَّارُ الكَرَى في العَيْنَين والزَّوَنْزى الذي يَرى لنفْسِه ما لا يَراهُ غيرُه له وقال رجلٌ زَوَنْزى ذو أُبَّهَةٍ وكِبْرٍ وحكى ابن جني زَوَزَّى وقال هو فَعَلَّل من مُضاعَفِ الواو أَبو تراب زَوَّرْتُ الكلامَ وزَوّيْتُه أَي هَيَّأْتُه في نفسي وفي حديث عمر رضي الله عنه كنْتُ زَوَّيْتُ في نفْسي كلاماً أَي جَمَعت والرواية زَوَّرْتُ بالراء وقد تقدم ذكره في موضعه والزاوية موضع بالبصرة والزّايُ حرف هجاء قال ابن جني ينبغي أَن تكون منقلبة عن واو ولامُه ياءٌ فهو من لفظ زَوَيْت إلا أَن عينه اعتلَّت وسلمت لامه ولحق بباب غايٍ وطايٍ ورايٍ وثايٍ وآيٍ في الشذوذ لاعتلال عينه وصحة لامه واعتلالُها أَنها متى أُعربت فقيل هذه زايٌ حسَنة وكتَبْت زاياً صغيرةً أَو نحو ذلك فإنها بعد ذلك ملحقة في الإعلال بباب رايٍ وغاي لأَنه ما دام حرفَ هجاءٍ فأَلِفه غير مُنْقلبة قال ولهذا كان عندي قولُهم في التَّهجِّي زايٌ أَحْسَن من غايٍ وطايٍ لأَنه ما دام حرفاً فهو غيرُِ مُتصرّف وأَلِفُه غيرُ مَقْضِيٍّ عليها بانقلاب وغايٌ وبابُه يتَصرف بالانْقلاب وإعلالُ العينِ وتصحيحُ اللامِ جارٍ عليه مَعْروفٌ فيه ولو اشْتَقَقْت منها فعَّلْت لقُلْت زَوَّيْت قال وهذا مذهب أَبي علي ومن أَمالَها قال زَيَّيْت زاياً فإن كسَّرْتها على أَفْعالٍ قلتَ أَزْواءٌ وعلى قول غيره أَزْياء إن صَحَّت إمالتُها وإن كسَّرتَها على أَفْعُلٍ قلت أَزْوٍ وأَزْيٍ على المذهبين وقال الليث الزاي والزاء لغتان وأَلفها ترجع في التصريف إلى الياء وتصغيرها زُيَيَّةٌ ويقال زَوَّيْت زاياً في لغة من يقول الزايَ ومن قال الزّاءَ قال زَيَّيْت كما يقال يَيَّيْت ياءً ونظير زَوَّيْت كَوَّفْت كافاً الجوهري الزاي حرفٌ يُمَدُّ ويُقْصَرُ ولا يكتب إلا بياءٍ بعد الأَلف قال ابن بري قوله يقصر أَي يقال زَيْ مثل كَيْ ويُمَدُّ زاي بالأَلف وتقول هي زايٌفزَيِّها وقال زيد بن ثابت في قوله عز وجل ثم نُنْشِزُها قال هي زايٌ فزَيِّها أَي اقْرَأْها بالزاي والزِّيُّ اللِّباسُ والهَيْئَة وأَصله زِوْيٌ تقول منه زَيَّيْته والقياس زَوَّيْتُه ويقال الزِّيُّ الشارَةُ والهَيْئَةُ قال الراجز ما أَنا بالبَصْرة بالبَصْرِيِّ ولا شبِيه زِيُّهُم بِزِيِّي وقرئ قوله تعالى هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وزِيّاً بالزاي والراء قال الفراء من قَرأ وزِيّاً فالزِّيُّ الهيئة والمَنْظر والعرب تقول قد زَيَّيْتُ الجاريةَ أَي زَيَّنتُها وهَيَّأْتها وقال الليث يقال تَزَيّاً فلان بزِيٍّ حسن وقد زَيَّيْته تَزِيَّةً قال ابن بُزُرْج قالوا من الزِّيِّ ازْدَيَيْت افْتَعَلْت وتَفَعَّلْت تَزَيَّيْت وفَعِلْت زَيِيت مثلُ رَضِيت قال والعرب لا تقول فيها فَعِلْت إلا شاذَّةً قال حكيم الدِّيلي فلَمّا رآني زَوَى وَجْهَهُ وقَرَّبَ من حاجِبٍ حاجِبا فلا بَرِحَ الزِّيُّ منْ وجْهِه ولا زالَ رائِدُه جادِبا الأُمَويّ قِدْرٌ زُوَازِيَةٌ وهي التي تضم الجَزُورَ الأَصمعي يقال قِدْرٌ زُوَزِيَةٌ وزُوَازِيَةٌ مثال عُلَبِطَةٍ وعُلابِطَةٍ للعَظِيمة التي تضُمُّ الجَزُور قال ابن بري الذي ذكره أَبو عبيد والقَزّازُ زُؤَزِئَةٌ بهمزَتَين الجوهري وزَوٌّ اسمُ جَبل بالعراق قال ابن بري ليس بالعراق جبل يسمى زَوّاً وإنما هو سَمِعَ في شعر البحتري قَوْلَه يمدح المُعْتَزَّ بالله حين جَمَعَ مَرْكَبَيْنِ وشَحَنَهُما بالحَطَبِ وأَوْقَد فيهما نَاراً ويُسمَّى ذلك بالعراق زَوّاً في عَِيدِ الفُرْسِ يسمى الصّدق ( ) ( قوله « الصدق » هكذا في الأصل وفي القاموس في سذق السذق محركة ليلة الوقود معرّب سذه ) فقال ولا جَبَلاً كالزَّوِّ

زيا
الزِّيُّ الهَيْئة من الناس والجمع أَزْياءٌ وقد تَزَيَّا الرَّجلُ وزَيَّيْته تَزِيَّةً وجعله ابن جني من زَوَى وأَصله عنده تَزَوْيا فقلبت الواو ياءً لتقدّمها بالسكون وأُدغمت وقد ذكرناه قبلها والزِّيُّ والزَّايُ حرف سكونٍ وهو حرف مهموس يكون أَصلاً وبدلاً أَنشد ابن الأَعرابي يُخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصولِ والزَّيَّ والرَّا أَيَّمَا تَهْلِيلِ قال سيبويه ومن العرب مَنْ يَقُول زَيْ بمَنْزِلة كَيْ ومنهم من يقول زَاي فجعَلُها بزِنَةِ واو فهي على هذا من زَوَى قال ابن جني من قال زَيْ وأَجْراها مِجْرى كَيْ فإنه لو اشتقَّ منها فَعَلْت كمَّلَها اسماً فزاد على الياء ياءً أُخرى كما أَنه إذا سمَّى رجُلاً بكَيْ ثَقَّل الياءَ فقال هذا كَيٌّ فكذلك تقول أَيضاً زَيٌّ ثم تقول زَيَّيْت كما تقول من حَيْت
( * قوله « من حيت » هكذا في الأصل ) حَيَّيْت قال ابن سيده فإن قلت إذا كانت الياءُ من زَيْ في موضع العين فَهلاَّ زَعَمْت أَن الأَلف من زَايٍ ياءٌ لوجودك العين من زَيْ ياءً ؟ فالجواب أَنَّ ارتكاب هذا خطأٌ من قِبَل أَنك لو ذهبت إلى هذا لحكمت بأَنَّ زَيْ محذوفةٌ من زايٍ والحذف ضرب من التصرف وهذه الحروف جوامد لا تصرّف في شيءٍ منها وأَيضاً فلو كانت الأَلف من زاي هي الياء في زي لكانت منقلبة والإنقلاب في الحروف مفقود غير موجود

( سأي ) سَأَيْت الثوبَ والجلدَ أَسْآهُ سَأْياً مَدَدْته فانشقَّ وسَأَوْته كذلك والسَّأْيُ داءٌ في طَرَف خِلْفِ الناقة وسِئَةُ القوس وسُؤَتُها طَرَفها المعطوف المُعَرْقَب وأَسْأَيْت القوسَ جَعَلْت لها سِئَة وجمع سِئَةٍ سِئات وأَنشد ابن بري قياسُ نَبْعٍ عاجَ مِن سِئَاتها وترك الهمز في سِئَةِ القوس أَعْلى وهو الأَكثر قال ابن خالويه لم يهمزها إلا رؤبة بن العجاج والسَّأْوُ الوَطَن قال ذو الرمة كأَنَّنِي من هَوَى خَرْقاءَ مُطَّرَفٌ دَامِي الأَظَلِّ بعيد السَّأْوِ مَهْيُوم والسَّأْوُ الهِمَّة يقال فلان بَعيد السَّأوِ أَي بَعِيدُ الهِمَّةِ وأَنشد أَيضاً بيت ذي الرمة قال وفسره فقال يَعني هَمَّه الذي تُنازِعُه نفسُه إليه ويروى هذا البيت بالشين المعجمة من الشَّأْوِ وهو الغاية والسَّأْوُ بُعدُ الهَمِّ والنِّزاع يقال إنكَ لذُو سَأْوٍ بعيد أَي لَبَعيد الهَمِّ والسَّأْوُ النِّيَّة والطِّيَّة وسَأَوْتُ بين القوم سَأواً أَي أَفْسَدت وسآه الأَمْرُ كَساءَه مقلوب عن ساءَه حكاه سيبويه وأَنشد لكعب بن مالك لقد لَقِيَت قُرَيْظَة ما سَآها وحَلَّ بدارِها ذُلٌّ ذَليل وأَكْرَهُ مسائِيَكَ قال وإنما جُمِعَت المَساءَة ثم قُلِبت فكأَنه جمع مَسْآة مثل مَسْعاة ويقال سَأَوته بمعنى سُؤْته

( سبي ) السَّبْيُ والسِّباءُ الأَسْر معروف سَبَى العدوَّ وغيرَه سَبْياً وسِباءً إذا أَسَرَه فهو سَبِيٌّ وكذلك الأُنثى بغير هاءٍ من نِسْوة سَبايا الجوهري السَّبِيَّة المرأَةُ تُسْبى ابن الأَعرابي سَبَى غير مهموز إذا مَلَك وسَبَى إذا تمَتَّع بجاريته شَبابَها كلَّه وسَبَى إذا استَخْفَى واسْتَباهُ كَسَباه والسَّبْيُ المَسْبِيُّ والجمع سُبِيٌّ قال وأَفَأْنا السُّبِيَّ من كلِّ حَيٍّ وأَقَمْنا كَراكِراً وكُروشَا والسِّباءُ والسَّبْيُ الإسم وتَسابَى القومُ إذا سَبَى بعضهم يبعضاً يقال هؤُلاء سَبْيٌ كثير وقد سَبَيْتهم سَبْياً وسِباءً وقد تكرر في الحديث ذكر السَّبْيِ والسَّبِيَّة والسَّبايا فالسَّبْيُ النَّهْبُ وأَخْذُ الناسِ عَبيداً وإماءً والسَّبِيَّة المرأَة المَنْهوبة فعيلة بمعنى مفعولة والعرب تقول إنَّ الليلَ لَطويلٌ
( * قوله « إن الليل لطويل إلخ » عبارة الأساس ويقولون طال عليَّ الليل ولا أُسب له ولا أسبي له دعاء لنفسه بأن لا يقاسي فيه من الشدة ما يكون بسببه مثل المسبي لليل ) ولا أُسْبَ له ولا أُسْبِيَ له الأَخيرة عن اللحياني قال ومعناه الدُّعاءُ أَي أَنه كالسَّبيِ له وجُزِمَ على مذهب الدعاء وقال اللحياني لا أُسْبَ له لا أَكونُ سَبْياً لبَلائِه وسَبَى الخَمْرَ يَسْبِيها سَبْياً وسِباءً واسْتَباها حَمَلَها من بلد إلى بلد وجاءَ بها من أَرض إلى أَرض فهي سَبِيَّة قال أَبو ذؤَيب فما إنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجا رُ مِنْ أَذْرِعاتٍ فَوادِي جَدَرْ وأَما إذا اشْتَرَيْتَها لتَشْربَها فتقولُ سَبَأْت بالهمز وقد تقدم في الهمز وأَما قول أَبي ذُؤَيب فما الرَّاحُ الشَّامِ جاءَت سَبِيَّة وما أَشبهه فإن لم تهمز كان المعنى فيه الجَلْبَ وإن همزت كان المعنى فيه الشِّراءَ وسَبَيْت قلْبَه واسْتَبَيْته فَتَنْته والجاريةُ تَسْبي قَلْبَ الفَتى وتَسْتَبِيهِ والمرأَةُ تَسْبي قلبَ الرجلِ وفي نوادر الأَعراب تَسَبَّى فلان لفلان ففَعل به كذا يعني التَّحَبُّبَ والاستِمالةِ والسَّبْيُ يقع على النساء خاصَّة إمَّا لأَنَّهنَّ يَسْبِينَ الأَفْئدَةَ وإمَّا لأَنَّهنَّ يُسْبَيْنَ فيُمْلَكْنَ ولا يقال ذلك للرجال ويقال سبَى طيبه
( * قوله «

سبى
طيبه » هكذا في الأصل ) إذا طابَ مِلْكُه وحَلَّ وسَباه الله يَسْبِيه سَبْياً لَعَنَه وغَرَّبَه وأَبْعَدَه الله كما تقول لعنه اللهُ ويقال ما لَه سباهُ الله أَي غَرَّبه وسَباهُ إذا لعنه ومنه قول امرئ القيس فقالت سَبَاكَ اللهُ إنَّكَ فاضِحي أَي أَبْعَدَك وغَرَّبك ومنه قول الآخر يَفُضُّ الطِّلْحَ والشِّرْيانَ هَضّاً وعُودَ النَّبْعِ مُجْتَلَباً سَبِيَّا ومنه السَّبْيُ لأَنه يُغَرَّب عن وَطَنِه والمعنى متَقارِب لأَن اللَّعْن إبْعاد شمر يقال سَلَّط اللهُ عَلَيكَ من يَسْبِيكَ ويكون أَخَذَكَ الله وجَاءَ السيلُ بعُودٍ سَبِيٍّ إذا احْتَمَلَه من بلد إلى بلد وقيل جاء به من مكانٍ غريب فكأَنه غَرِيب قال أَبو ذؤيب يصف يراعاً سَبِيٌّ من يَرَاعَتِهِ نَفَاه أَتِيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ ابن الأَعرابي السَّبَاءُ العُودُ الذي تَحْمِلُه من بلد إلى بلد قال ومنه السِّبَا يُمَدُّ ويُقْصر والسَّابِياءُ الماءُ الكثيرُ الذي يخرج على رَأْسِ الوَلَدِ لأَن الشيءَ قد يُسَمَّى بما يكون مِنه والسَّابِياءُ ترابٌ رَقِيقٌ يُخْرِجُه اليَرْبُوع من جُحْرِه يُشَبَّه بِسابِياء الناقَةِ لرِقَّتِه وقال أَبو العباس المبرد هو من جِحَرَتِهِ
( * قوله « هو من جحرته » أي هو بعض جحرته وسيأتي بيان المقام بعد ) قال ابن سيده وقد رُدّ ذلك عليه وفي الحديث تسعة أعْشِرَاءِ البَرَكة في التجارة وعشرٌ في السَّابِياءِ والجمع السَّوابي يريد بالحديث النّتاجَ في المواشي وكثْرَتَها يقال إن لِبَنِي فلان سَابِياءَ أَي مَوَاشِيَ كثيرةً وهي في الأَصل الجلدة التي يَخْرُجُ فيها الولد وقيل هي المَشِيمة وفي حديث عمر رضي الله عنه قال لِظَبْيانَ ما مَالُكَ ؟ قال عَطائي أَلْفان قال اتّخِذْ من هَذا الحَرْث والسَّابِيَاءَ قبلَ أَن تَلِيَكِ غِلْمَةٌ من قُرَيْشٍ لا تَعُدُّ العَطاءَ معَهُم مالاً يريد الزِّراعة والنِّتاجَ وقال الأَصمعي والأَحمر السابياءُ هو الماءُ الذي يَخْرُج على رأس الولَدِ إذا وُلِد وقيل السَّابِياءُ المَشِيمة التي تَخْرُج مَعَ الولد وقال هُشَيم مَعَنَى السابياء في الحديث النّتاج قال أَبو عبيد الأَصل في السَّابِياء ما قال الأَصمعي والمعنى يرجع إلى ما قال هُشَيْم قال أَبو منصور إنه قيل للنّتاج السَّابِياءُ لِمَا يخرُج منَ الماء عند النّتاج على رَأْس المولود وقال الليث إذا كثر نَسلُ الغَنَم سُمِّيَت السابِياءَ فيقعُ اسمُ السابياءِ على المال الكثير والعدد الكثير وأَنشد أَلَمْ تَرَ أَنَّ بَنِي السَّابِياء إذا قارَعُوا نَهْنَهُوا الجُهَّلا ؟ وبنو فلان تروح عليهم سابياءُ من مَالِهِم وقال أَبو زيد يقال إنّه لَذُو سابِياءَ وهي الإبلُ وكثرة المال والرجال وقال في تفسير هذا البيت إنه وصفهم بكثرة العدد والسَّبِيُّ جِلْد الحَيّة الذي تَسْلُخُه قال كثير يُجَرِّدُ سِرْبالاً عَلَيه كأَنَّه سَبِيُّ هِلالٍ لم تُفَتّق بنَائِقُهْ وفي رواية لم تُقَطَّعْ شَرانِقُهْ وأَراد بالشَّرانِقِ ما انْسَلَخَ من جِلْدِهِ والإسْبَة
( * قوله « والاسبة إلخ » هكذا في الأصل ) والإسْباءَةُ الطَّرِيقَةُ من الدَّمِ والأَسابيُّ الطُّرق من الدَّمِ وأَسَابيُّ الدماء طَرائِقُها وأَنشد ابن بري فقامَ يَجُرُّ من عَجَلٍ إلَيْنا أَسابِيَّ النُّعاسِ مع الإزارِ وقال سَلامة بن جَنْدَل يذكر الخيل والعادِياتِ أَسابِيُّ الدِّماءِ بها كأَنَّ أَعْناقَها أنْصابُ تَرْجيبِ وفي رواية أَسابِيُّ الدِّياتِ قوله أَنصاب يحتمل أَن يريد به جَمعَ النُّصُب الذي كانوا يعبدونه ويُرَجِّبُونَ له العَتائِرَ ويحتمل أَن يريد به ما نُصِبَ من العُود والنَّخْلة الرُّجَبِيَّة وقيل واحدتُها أسْبِيَّة والإسْباءَة أَيضاً خيطٌ من الشَّعر مُمْتَدٌّ وأَسابِيُّ الطريق شَوْكُه قال ابن بري والسابِياءُ أَيضاً بيتُ اليَرْبُوع فيما ذكره أَبو العباس المبرّد قال وهو مستعار من السابِياءِ الذي يخرُج فيه المولود وهو جُلَيْدَة رقيقة لأَن اليربوع لا يُنْفِذُه بل يُبْقِي منه هَنَةً لا تَنْفُذ قال وهذا مما غَلَّط الناسُ فيه قَدِيماً أَبا العباس وعَلِمُوا من أَينَ أُتِيَ فيه وهو أَنَّ الفَرّاء ذكر بعدَ جِحَرَة اليَرْبوع السابِياءَ في كتاب المقصور والممدود فظَنَّ أَن الفراء جَعَل السابياءَ منها ولم يُرِدْ ذلك قال وأَيضاً فليس السابياء الذي يخرُج فيه المولود وإنما ذلك الغِرْس وأَما السابِياءُ فَرِجْرِجَة فيها ماء ولو كان فيها المولودُ لَغَرَّقَه الماءُ وسَبَى الماءَ حَفَر حتى أَدركه قال رؤبة حتى اسْتفاضَ الماءُ يَسْبِيه السابْ وسَبَأُ حيٌّ من اليَمَن يُجْعَل اسماً للحَيِّ فيُصرفُ واسماً للقَبيلة فلا يُصْرف وقالوا للمُتَفَرِّقينَ ذَهَبُوا أَيْدِي سَبَأَ وأَيادِي سَبَأَ أَي مُتَفَرِّقينَ وهما اسمان جُعِلا اسماً واحداً مثل مَعدي كرب وهو مصروف لأَنه لا يقع إلا حالاً أَضَفْتَ أَو لم تُضِفْ قال ابن بري وشاهد الإضافة قول ذي الرمة فيا لَكِ من دارٍ تَحَمَّلَ أَهْلُها أيادِي سَبَا بَعْدِي وطالَ اجْتِنابُها قال وقوله وهو مصروف لأَنه لا يقع إلاّ حالاً أَضفت أَو لم تضف كلام متناقض لأَنه إذا لم تُضِفْه فهو مركّب وإذا كان مُرَكباً لم ينَوّن وكان مبنياً عند سيبويه مثل شَغَرَ بَغَرَ وبَيْتَ بَيْتَ من الأَسماء المركبة المبنية مثل خَمْسةَ عَشَر وليس بمَنْزِلَة مَعْدِي كَرِبَ لأَن هذا الصنف من المركب المُعْرَب فإن جعلته مثلَ مَعْدِي كَرِبَ وحَضْرَمَوْت فهو مُعْرَب إلا أَنه غير مصروف للتركيب والتعريف قال وقوله أَيضاً في إيجاب صرفه إنه حال ليس بصحيح لأَن الاسْمَين جميعاً في موضع الحال وليس كون الاسم المركب إذا جعل حالاً مما يُوجِبُ له الصَّرْفَ الأَزهري والسَّبِيَّة اسمُ رَمْلَةٍ بالدَّهناء والسَّبِيَّة دُرَّة يُخْرِجُها الغَوَّاص من البحر وقال مزاحم بَدَتْ حُسَّراً لم تَحْتَجِبْ أَو سَبِيَّة من البحر بَزَّ القُفْلَ عنها مُفِيدُها

( ستي ) سَدى الثَّوْبَ يَسْديه وسَتاه يَسْتِيه قال الشاعر على عَلاةِ الأَمَةِ العَطُورِ تُصْبِحُ بعد العَرَق المَعْصُورِ
( * قوله « العطور » هكذا في الأصل ولعله العظور بالظاء المعجمة )
كَدْراءَ مثلَ كُدْرَةِ اليَعْفُورِ يقول قطرْاها لقطْرٍ سِيري ويدُها للرِّجْلِ منها سُوري بهذه اسْتي وبهذي نِيري ويقال ما أَنت بلُحْمةٍ ولا سَداةٍ ولا سَتاةٍ يضرب لمن لا يضُر ولا ينفع الأَصمعي الأسْديُّ والأسْتيُّ سعدى الثوب ابن شميل أَسْتى وأَسْدى ضدُّ أَلحَمَ أَبو الهيثم الأُسْتيُّ الثوب المُسَدَّى وقال غيره الأُسْتيُّ الذي يسميه النَّسَّاجون السَّتى هو الذي يُرْفع ثم تُدْخل الخيوطُ بين الخيوطِ وذلك الأُسْتيُّ والنِّيرُ وقول الحطَيئْة مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتيِّ إذ جعلتْ قال وهذا مثل قولِ الراعي كأنه مُسْحَلٌ بالنِّيرِ مَنْشُورُ وقال ابن شميل أَسْتَيْتُ الثوبَ بسَتاهُ وأَسْدَيْتُه وقال الحُطَيئة يذكر طريقاً مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتيّ قد جَعلتْ أَيدي المَطيِّ به عادِيَّةً رُكُبا وقال الشماخ على أَن للْمَيْلاءِ أَطْلالَ دِمْنةٍ بأسْقُفَ تُسْتِيها الصَّبا وتُنِيرُها وقال ابن سيده السَّتى والأُسْتيُّ خلاف لُحْمةِ الثوب كالسَّدى والأُسْديّ وسَتَيْته كسَديْتُه أَلف كل ذلك ياءٌ قال الجوهري السَّتى قصرٌ لغة في سَدى الثوب قال الراجز رُبَّ خليل لي مَليحٍ رِدْيَتُهْ عليه سِرْبالٌ شديدٌ صُفْرَتُهْ سَتاهُ قزٌّ وحريرٌِ لْحْمتُهْ أَبو زيد سَتاهُ الثوبِ وسَداةُ العرب بمعنى أَبو عبيدة اسْتاتَتِ الناقةُ اسْتِيتاءً إذا اسْتَرْخَت من الضَّبعة قال ابن بري وليس هذا من هذا الفصل وحقُّه أَن يُذْكر في فصل أَتى لأَن وزنه اسْتَفْعَلت والأَصل فيه الهمز فترك الهمز ويقوِّي أَنه من أَتى رواية من روى الهمز فيها فقال اسْتأْتَت استِئتاءً قال ولو كان افتَعلَت من السَّتى لقال في فعلها استَتَتِ الناقةُ وفي مصدرها اسْتِتاءً والسَّتى والسَّدى البلح ابن الأَعرابي يقال سَتى وسَدى للبعير إذا أَسرع قال وقد مضى تفسير الاسْتِ في باب الهاء وبيَّن عِلَلَها ابن الأَعرابي يقال ساتاهُ إذا لعب معه الشّفَلّقَة وتاساهُ إذا آذاه واسْتَخَفّ به

سجا
قال الله تعالى والضُّحى والليل إذا سجا معناه سَكَن ودام وقال الفراء إذا أَظلم ورَكَد في طُوله كما يقال بحرٌ ساجٍ إذا ركد وأَظلم ومعنى رَكَدَ سكن ابن الأَعرابي سَجا امْتَدَّ بظلامِهِ ومنه البحر الساجي قال الأعشى فما ذَنْبُنا أَن جاشَ بحرُ ابن عَمِّكُمْ وبحرُك ساجٍ لا يواري الدَّعامِصا ؟ وفي حديث علي عليه السلام ولا ليل داجٍ ولا بحْر ساج أَي ساكن الزجاج سَجا سَكَنَ وأَنشد للحارثي يا حبَّذا القمراءُ والليلُ الساجْ وطُرُقٌ مثلُ مُلاء النَّسَّاجْ وأَنشد ابن بري لآخر أَلا اسْلَمي اليومَ ذاتَ الطَّوْقِ والعاجِ والجِيدِ والنَّظَرِ المُسْتأْنِسِ السَّاّجي معمر والليل إذا سَجا إذا سَكن بالناسِ وقال الحسن إذا لَبِسَ الناسَ إذا جاءَ الأَصمعي سُجُوّ الليل تغطيته للنهار مثل ما يُسَجَّى الرجل بالثوب وسَجا البحرُ وأَسْجى إذا سكَنَ وسَجا الليلُ وغيرُه يَسْجُو سُجُوّاً وسَجْواً سكَن ودام وليلةٌ ساجيةٌ إذا كانت ساكِنَة البرْدِ والرِّيحِ والسَّحاب غير مُظّلِمَة وسَجا البحرُ سَجْواً سكَن تموُّجُه وامرأَةٌ ساجِيةٌ فاتِرَة الطَّرْفِ الليث عينٌ ساجيةٌ فاتِرَةُ النظر يَعْتَري الحُسْنَ في النساء
( * قوله يعتري الحسن في النساء هكذا في الأصل ) وامرأَةٌ سَجْواءُ الطّرْفِ وساجيةُ الطرف فاتِرة الطّرفِ ساكِنَته وطرْفٌ ساجٍ أَي ساكِنٌ وناقة سَجْواءُ ساكنِةٌ عند الحَلْبِ قال فما بَرِحَتْ سَجْواءَ حتى كأَنما تُغادِرُ بالزِّيزاءِ بُرْساً مُقَطَّعا شبّه ما تساقطَ من اللين عن الإناء به وقيل ناقةٌ سَجْواءُ مطمئنَّة الوبَر وناقة سَجْواءُ إذا حُلِبَت سَكَنَت وكذلك السَّجْواءُ في النظر والطرْفِ وشاةٌ سَجْواءُ مطمئنة الصُّوفِ وسَجَى الميتَ غَطَّاه وسَجَّيْت الميت تسجيَةً إذا مدَدْت عليه ثوباً وفي الحديث لما مات عليه السلام سُجِّيَ ببُرْدِ حِبَرَةٍ أَي غُطّيَ والمتَسَجِّي المتغطِّي من الليل الساجي لأَنه يغطِّي بظلامه وسكونه وفي حديث موسى والخضر على نبينا محمد وعليهما الصلاة والسلام فرأَى رجلاً مُسَجّىً بثوب ابن الأَعرابي سَجا يَسْجُو سَجْواً وسَجِّى يُسَجّي وأَسْجى يُسْجي كله غطَّى شيئاً ما والتَّسْجِيَةُ أَن يُسَجَّى الميتُ بثوب أي يُغَطّى به وأنشد في صفة الريح وإن سَجَت أَعْقَبَها صَباها أَي سكنت أَبوزيد أََتانا بطعام فما ساجَيْناه أََي ما مَسِسْناه ويقال هل تُساجي ضَيْعةً ؟ أَي هل تُعالِجُها ؟ والسَّجيَّة الطبيعة والخُلقُ وفي الحديث كانَ خُلُقُه سَجِيَّة أَي طبيعةً من غير تكلف ابن بُزُرج ما كانت البِئرُ سَجْواء ولقد أَسْجَتْ وكذلك الناقةُ أَسْجَتْ في الغَزارة في اللَّبنِ وما كانت البئرُ عَضُوضاً ولقد أَعَضَّتْ وسَجا موضع أَنشد ابن الأَعرابي قد لَحِقَتْ أُمُّ جَميلٍ بسَجَا خَوْدٌ ترَوّي بالخَلوقِ الدُّمْلُجا وقيل سَجا بالسين والجيم اسم بئرٍ ذكرها الأَزهري في ترجمة شحا قال ابن بري وسَجا اسم ماءَةٍ عن ابن الأَعرابي وأَنشد ساقي سَجا يَمِيدُ مَيْدَ المَخْمُورْ ليسَ عليها عاجزٌ بمَعْذُورْ ولا أَخو جَلادَةٍ بمَذْكُورْ
( * قوله « المخمور » هكذا في الأصل وفي ياقوت المحمور وفسره بأنه الذي قد أصابه لحمر بالتحريك وهو داء يصيب الخيل من أكل الشعير وقوله « بمعذور » هكذا في الأصل أيضاً والذي في ياقوت بمذعور )

سحا
سَحَوْتُ الطِّينَ عن وجْهِ الأَرض وسَحَيْته إذا جَرَفْته وسَحا الطِّينَ بالمِسْحاة عن الأرض يَسْحُوه ويَسْحِيه ويَسْحاه سَحْواً وسَحْياً قَشَره وأَنا أَسحاه وأَسْحُوه وأَسْحِيه ثلاثُ لغات ولم يذكر أَبو زيد أَسْحِيه والمِسْحاة الآلة التي يُسْحَى بها ومُتَّخِذ المَساحي السَحَّاءُ وحِرْفَتُه السِّحايَةُ واستعاره رؤبة لحوافر الحُمُر فقال سَوَّى مَساحِيهِنَّ تَقْطِيطَ الحُقَقْ فسمّى سَنابكَ الحُمُر مَساحِيَ لأَنها يُسْحَى بها الأَرضُ والمِسْحاة المِجْرَفة إلاّ أَنها من حديد وفي حديث خيبر فخرجوا بمسَاحِيهِم المَساحي جمع مِسْحاة وهي المِجرفة من الحديد والميم زائدة لأَنه من السَّحْو الكَشْف والإزالة وسَحَى القِرْطاس والشَّحْمَ واستَحى اللحمَ قَشَرة عن ابن الأَعرابي وكلُّ ما قُشِرَ عن شيء سِحايَةٌ وسَحْوُ الشَّحمِ عن الإهاب قَشْرُه وما قُشِرَ عنه سِحاءَة كسِحاءَةِ النَّواةِ وسِحاءَة القرطاس والسّحا والسَّحاة والسِّحاءَةُ والسِّحاية ما انْقَشَر من الشيء كسِحاءَةِ النَّواة والقرطاس وسيلٌ ساحِيةٌ يَقْشِرُ كلُّ شيء ويجرُفه الهاء للمبالغة قال ابن سيده وأُرى اللحياني حكى سَحَيْت الجَمْرَ جَرَفْته والمعروف سخَيْت بالخاء وما في السماء سِحاءَةٌ من سحاب أَي قِشْرة على التشبيه أَي غَيمٌ رقيق وسِحايَة القِرْطاس وسِحاءته ممدود وسَحاتُه ما أُخِذَ منه الأَخيرة عن اللحياني وسَحا من القِرْطاس أَخذ منه شيئاً وسَحَا القِرْطاسَ سَحْواً وسَحّاه أَخذ منه سِحاءَةً أَو شدَّة بها وسَحا الكتابَ وسَحّاهُ وأَسْحاه شَدَّه بسِحاءة يقال منه سَحَوْته وسَحَيْته واسم تلك القشرة سِحايَة وسِحاءَةٌ وسَحاةٌ وسَحَّيْت الكتاب تَسْحِية لشدِّه بالسحاءة ويقال بالسِّحاية الجوهري وسِحاءُ الكتاب مكسور ممدود الواحدة سِحاءَة والجمع أَسحِيةٌ وسَحَوْت القِرطاسَ وسَحَيْته أَسْحاهُ إذا قَشَرْته وأَسْحَى الرجلُ إذا كثرت عنده الأَسْحِيةُ وإذا شَدَدْت الكتابَ بسِحاءَةٍ قلت سَحَّيته تَسْحِية بالتشديد وسَحَيْته أَيضاً بالتخفيف وانْسَحَت اللِّيطة عن السَّهم زالت عنه والأُسْحِيَّة كلُّ قِشْرة تكون على مَضائِغِ اللّحم من الجِلْدِ وسِحاءة أُمِّ الرأْس التي يكون فيها الدماغ وسحاةُ كلِّ شيء أَيضاً قِشرُه والجمع سَحاً وفي حديث أمِّ حكيم أَتَتْه بكَتِفٍ تسْحاها أَي تَقْشِرُها وتكشِطُ عنها اللَّحم ومنه الحديث فإذا عُرْضُ وَجهِه عليه السلام مُنْسَحٍ أَي مُنْقَشِرٌ وسَحى شعرَه واستحاه حَلَقَه حتى كأَنه قَشَرَه واسْتَحى اللحمَ قَشَرَه أُخِذَ من سِحاءة القرطاس عن ابن الأَعرابي وسِحاءتا اللسان ناحِيَتاه ورجلٌ أُسْحُوان جميلٌ طويلٌ والأُسْحُوان بالضم الكثيرُ الأَكل والسَّحاءَة والسَّحاءُ من الفرس عِرْقٌ في أَسفل لسانه والساحية المَطْرة التي تَقْشِر الأَرض وهي المطرة الشديدة الوَقْع وأَنشد بساحِيَةٍ وأَتْبَعَها طِلالا والسِّحاء نبتٌ تأْكله النَّحلُ فيطيب عسلُها عليه واحدته سِحاءَة وكتب الحجاج إلى عاملٍ له أنِ ابْعثْ إليّ بعَسلٍ من عَسلِ النَّدْغِ والسِّحاء أَخضَر في الإناء النَّدْغُ والنِّدْغُ بالفتح والكسر السَّعتر البَرِّي وقيل شجرة خضراء لها ثمرة بيضاءُ والسِّحاء بالمدّ والكسر شجرة صغيرة مثل الكف لها شوك وزهرة حمراء في بياض تُسمَّى زَهرتها البَهْرَمة قال وإنما خصَّ هذين النبتين لأَن النحلَ إذا أَكلتهما طاب عسلُها وجادَ والسَّحاة بفتح السين وبالقصر شجرة شاكةٌ وثمرتها بيضاءٌ وهي عُشبة من عُشب الربيع ما دامت خضراء فإذا يبست في القيظ فهي شجرة وقيل السِّحاءُ والسَّحاةُ نبتٌ يأْكله الضَّبُّ وضبَّ ساحٍ حابِلٌ إذا رَعى السِّحاءَ والحُبْلَة والسَّحاة الخُفّاشُ وهي السَّحا والسِّحاء إذا فُتِحَ قُصِرَ وإذا كُسِرَ مُدَّ الجوهري السَّحا الخُفّاشُ الواحدة سَحاةٌ مفتوحانِ مقصوران عن النضر إبن شميل وسَحَوْت الجَمْر إذا جَرَفْته والمعروف سَخَوْت بالخاء والسَّحاة الناحية كالساحةِ يقال لا أَرَيَنَّك بسَحْسَحي وسَحاتي وأَما قول أَبي زُبَيْد كأَنَّ أَوْبَ مَساحي القومِ فَوْقَهُمُ طَيرٌ تَعِيفُ على جُونٍ مَزاحِيفِ شبَّه رَجْع أَيدي القوم بالمَساحي المُعْوَجَّة التي يقال لها بالفارسية كَنَنْد في حفر قبرِ عثمان رضي الله عنه بطير تَعِيف على جُونٍ مَزاحِيف قال ابن بري والذي في شعر أَبي زُبيد كأَنَّهُنَّ بأَيدي القوم في كَبَدٍ

سخا
السَّخاوة والسَّخاءُ الجُودُ والسَّخِيُّ الجَوَادُ والجمع أسْخِياء وسُخَواءُ الأَخيرة عن اللحياني وابن الأَعرابي وامرأَة سَخيَّة من نِسْوة سَخِيّاتٍ وسَخايا وقد سَخا يَسْخى ويَسْخُو سخاءً وسَخِيَ يَسْخى سَخاً وسُخُوَّةً وسَخُوَ الرجلُ يَسْخُو سَخاءً وسُخُوّاً وسَخاوَةً أَي صار سَخِيّاً وأَما اللحياني فقال سَخا يَسْخُو سَخاءً ممدود وسُخُوّاً وسَخِيَ سَخاءً ممدو أَيضاً وسُخُوَّةً وسَخَّى نفْسَه عنه وبنَفْسِه تركه وسَخَّيْتُ نفسي عنه تَركته ولم تنازعني نفسي إليه وفلان يتَسَخَّى على أَصحابه أَي يتكَلّف السَّخاء وإنه لسَخِيُّ النَّفْس عنه الجوهري وقول عمرو بن كُلْثوم مُشَعْشَعَةً كأَنَّ الحُصَّ فيها إذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا أَي جُدْنا بأَموالِنا قال وقول من قال سَخِينا من السُّخُونةِ نصبٌ على الحال فليس بشيءٍ قال ابن بري قال ابن القطاع الصواب ما أَنكره الجوهري من ذلك ويقال إن السَّخاء مأْخوذ من السَّخْو وهو الموضِعُ الذي يُوَسَّعُ تحت القِدْرِ ليتمكن الوَقُودُ لأَنّ الصدرَ أَيضاً يتّسِعُ للعَطّية قال قال ذلك أَبو عمرو الشيباني وسَخُوْت النارَ وسَخا النارَ يَسْخُوها ويَسْخاها سَخْواً وسَخْياً جعَلَ لها مَذْهباً تحت القِدْر وذلك إذا أَوْقَدْتَ فاجتمعَ الجَمْرُ والرَّمادُ ففَرَّجْتَه أَبو عمرو سَخَوْت النارَ أَسْخُوها سَخْواً وسَخِيتها أَسْخاها سَخْياً مثال لَبِثْتُ أَلْبَثُ لَبْثاً الغَنَوي سَخى النارَ وصَخاها إذا فتَحَ عيْنَها وسَخا القِدْرَ سَخْواً وسَخاها سَخْياً جعلَ للنارِ تحتبا مَذْهَباً وسَخى القِدْرَ سَخْياً فرَّجَ الجَمرَ تحتها وسَخاها سَخْواً أَيضاً نَحّي الجَمرَ من تحتها ويقال اسْخَ نارَكَ أي اجعلْ لها مكاناً تُوقد عليه قال ويُرْزِمُ أَن يَرَى المَعْجُونَ يُلْقى بسَخْيِ النارِ إرْزامَ الفَصيلِ ويروي بسَخْوِ النار إرْزامَ الفَصيل أَي بمَسْخى النارِ فوضَعَ المصدرَ موضع الاسم ويُرْزِمُ أَي يُصَوِّتُ يصف رجُلاً نَهِماً إذا رأَى الدقيق المَعْجونَ يُلْقى عل سَخْي النارِ أَي موضعِ إيقادِها يُرْزِمُ إرْزامَ الفَصيل قال ابن بري وفي كتاب الأفعال سَخَوْت النارَ وسخَيْتها وسَخِيتها وأَسخَيْتها بمعنى والسَّخاةُ بَقْلة رَبيعيَّة والجمع سَخاً وقال أَبو حنيفة السَّخاءَةُ بَقلةُ ترْتَفِعُ على ساقٍ لها كهيئةِ السُّنْبُلة وفيها حب كحب اليَنْبُوت ولُبابُ حَبِّها دواء للجروح قال وقد يقال لها الصَّخاءَة أَيضاً بالصاد ممدود وجمع السَّخاءَة سخاءٌ وهمزة السَّخاءَةِ ياءٌ لأنها لامٌ واللام ياءً أَكثر منها واواً وسَخا يَسْخُو سَخْواً سَكَنَ من حركته والسَّخاويُّ الأَرضُ اللَّيِّنة الترابِ مع بُعدٍ واحدتُه سَخاوِيَّةٌ قال ابن سيده كذا قال أَبو عبيد الأَرض والصواب الأَرَضون وقيل سَخاويُّها سَعَتُها ومكان سَخاوهيُّ قال ابن بري قال ابن خالويه السَّخاوِيُّ من الأَرض الواسِعة البعيدة الأَطراف والسَّخاوِيُّ ما بَعُد غَوْلُه وأَنشد تَنْضُو المَطِيُّ إذا جَفَّتْ ثَمِيلتُها في مهْمَهٍ ذي سخاوِيٍّ وغيطانِ والسَّخْواءُ الأَرض السَّهْلة الواسعة والجمع السَّخاوي والسَّخاوى مثل الصَّحاري والصَّحارى وقال النابغة الذبياني أَتاني وعِيدٌ والتَّنائِفُ بينَنا سخاوِيُّها والغائِطُ المُتَصوِّبُ أَبو عمرو السَّخاويُّ من الأَرض التي لا شيء فيها وهي سَخاويَّة وقال الجعدي سَخاوِيٌّ يَطْفُو آلُها ثم يَرْسُبُ والسَّخا مقصورٌ ظَلْعٌ يصيبُ البعيرَ أَو الفصيلَ بأَنْ يَثِب بالحِمْل الثقيل فتَعترِضَ الريحُ بين الجِلد والكَتِفِ يقال سَخِيَ البعيرُ بالكسر يَسْخى سَخاً فهو سَخٍ مقصور مثل عَمٍ حكاه يعقوب

سدا
السَّدْوُ مَدُّ اليَدِ نحوَ الشيء كما تَسْدُو الإبلُ في سيرِها بأَيديها وكما يَسدو الصِّبيانُ إذا لعِبُوا بالجَوْزِ فرَمَوْا به في الحَفيرة والزَّدْوُ لغة كما قالوا للأَسْدِ أَزْدٌ وللسَّرَّادِ زَرّادٌ وسَدا يديه سَدْواً واسْتَدَى مَدّ بهما قال سَدَى بيدَيه ثم أَجَّ بسَيره كأَجَّ الظَّلِيمِ من قَنِْيصٍ وكالِب وأَنشد ابن الأَعرابي ناجٍ يُغَنيِّهنَّ بالإبْعاطِ إذا استَدى نَوَّهْنَ بالسِّياطِ يقول إذا سَدا هذا البعير حَملَ سَدْوُه هؤلاء القومَ على أَن يضربوا إبلَهم فكأَنهنّ نوَّهْنَ بالسِّياطِ لمّا حمَلْنَهم على ذلك وقال ثعلب الرواية يُعَنِّيهنَّ
( * قوله « وقال ثعلب الرواية يعنيهن » هكذا في الأصل هنا وتقدم لنا في مادة بعط في اللسان كالمحكم نسبة رواية الغين لثعلب )
وقوله يا رَبّ سَلِّم سَدْوَهُنّ اللَّيلهْ وليلةً أُخرى وكلَّ ليلهْ إنما أَراد سَلِّمْهُنَّ وقَوّهِنَّ لكن أَوْقعَ الفعلَ على السَّدْوِ لأنّ السَّدْوَ إذا سَلِمَ فقد سَلِمَ السَّادي الجوهري وسَدَت الناقةُ تَسْدُو وهو تَذَرُّعُها في المَشيِ واتساعُ خَطْوِها يقال ما أَحسن سَدْوَ رِجلَيها وأَتْوَ يَدَيْها قال ابن بري قال علي بن حمزة السّدْوُ السِّيرُ اللّيِّن قال القُطامي وكلُّ ذلك منها كلَّما رَفَقتْ مِنها المُكَرِّي ومنها اللّيِّنُ السادي قال ابن بري قول الجوهري وهو تَذَرُّعها في المشي واتساعُ خطوها ليس فيه طعن لأَن السَّدْوَ اتساعُ خَطْوِ الناقة قد يكون ذلك مع رِفْقٍ أَلا ترى إلى قوله منها المُكَرّي يريد البطيءَ منها ومنها السادي الذي فيه اتساعُ خطْوٍ مع لينٍ وناقة سَدُوٌّ تمد يديها في سَدْوِا وتَطْرَحُهما قال وأَنشد مائِرَةُ الرِّجْلِ سَدُوُّ باليَدِ ونوقٌ سَوادٍ والعرب تسمي أَيديَ الإبلِ السواديَ لِسَدْوِها بها ثم صار ذلك اسماً لها قال ذو الرمة كأَنّا على حُقْبٍ خِفافٍ إذا خَدَتْ سَوادِيهِما بالواخِداتِ الرَّواحِلِ أَراد إذا خَدَتْ أَيديها وأَرجُلُها أَبو عمرو السادي والزادي الحَسَن السَّير من الإبل قال الشاعر يتْبَعنَ سَدْوَ رَسْلَةٍ تَبَدَّحُ
( * قوله « سدو رسلة » تقدم في مادة بدح شدو بالشين المعجمة والصواب ما هنا )
أَي تَمُدُّ ضَبْعَيْها والسَّدْوُ رُكُوبُ الرَّأْسِ في السَّيرِ يكون في الإبلِ والخيلِ وسَدْوُ الصِّبيانِ بالجَوْزِ واستِداؤُهُم لعِبُهُمُ به وسَدا الصّبيُّ بالجوزة رماها من علوٍ إلى سُفْلٍ وسَدا سَدْوَ كذا نَحا نحْوَه وفلان يَسْدُو سَدْوَ كذا يَنْحُو نَحْوَه وخطب الأَمير فما زال على سَدْوٍ واحدٍ أَي على نَحْوٍ واحدٍ من السَّجْع حكاه ابن الأَعرابي وقول ساعدة بن جؤية الهذلي يصف سحاباً سادٍ تَجرَّمَ في البَضِيعِ ثمانِياً يُلْوي بعَيْقاتِ البحار ويُجْنَب قال ابن سيده قيل معنى سادٍ هُنا مُهْمَلٌ لا يُرَدُّ عن شُرْبٍ وقيل هو من الإسْآدِ الذي هو سيرُ الليل كله قال وهذا لا يجوز إلا أَن يكون على القلب كأَنه سائدٌ أَي ذو إسْآد ثم قلب فقيل سادِئ ثم أَبدل الهمز إبدالاً صحيحاً فقال سادِي ثم أعلّه كما أُعِلَّ قاضٍ ورامٍ وتَسَدَّى الشيءَ رَكِبَه وعلاهُ قال ابن مقبل بسَرْوِ حِمْيَرَ أَبْوالُ البغالِ به أَنّى تَسَدّيْتِ وهْناً ذلك البِينا والسَّدى المعروف خلاف لُحْمة الثوب وقيل أَسفله وقيل ما مُدَّ منه واحدته سَداةٌ والأُسْدِيُّ كالسَّدى سَدى الثوب وقد سدَّاه لغيره وتسَدَّاه لنفسِه وهما سَدَيانِ والجمع أسْدِيةٌ تقو منه أَسْدَيْتُ الثوبَ وأَسْتَيْته وسَدى الثوبَ يَسْدِيه وسَتاهُ يَسْتيه ويقال ما أَنت بلُحْمة ولا سَداةٍ ولا سَتاةٍ يُضرَب مثلاً لمن لا يَضُر ولا ينفع وأَنشد شمر فما تأْتُوا يكنْ حسناً جميلاً وما تَسْدُوا لمَِكْرُمةٍ تُنيرُوا يقول إذا فعلتم أَمراً أَبْرَمْتُموه الأَصمعي الأُسْديُّ والأُسْتيُّ سَدى الثوب وقال ابن شميل أَسْدَيتُ الثوب بسَداهُ وقال الشاعر إذا أَنا أَسْدَيْتُ السَّداةَ فأَلْحِما ونِيرا فإنِّي سوف أَكْفِيكُما الدّما وإذا نَسَج إنسانٌ كلاماً أَو أَمراً بين قومٍ قيل سَدَّى بينهم والحائكُ يُسْدي الثوبَ ويَتَسَدّى لنفسه وأَما التسدية فهي له ولغيره وكذلك ما أَشبه هذا قال رؤبة يصف السراب كَفَلْكَةِ الطَّاوي أَدارَ الشّهْرَقا أَرسل غَزْلاً وتَسَدَّى خَشْتَقا وأَسْدى بينهم حديثاً نَسَجَه وهو على المثل والسَّدى الشهْدُ يُسَدِّيه النَّحْلُ على المثل أَيضاً والسَّدْى نَدى الليل وهو حياةُ الزَّرْعِ قال الكميت وجعله مثلاً للجود فأَنت النَّدى فيما يَنُوبُك والسَّدى إذا الخَوْدُ عَدَّتْ عُقْبَةَ القِدْره مالَهَا وسَدِيَت الأَرضُ إذا كثُر نَداها من السماء كان أَو من الأَرض فهي سَدِيَةٌ على فَعِلَة قال ابن بري وحكى بعض أَهل اللغة أَن رجلاً أَتى إلى الأَصمعي فقال له زعم أَبو زيد أَن النَّدى ما كان في الأَرض والسَّدى ما سقط من السماء فغضب الأَصمعي وقال مايَصْنع بقول الشاعر ولقد أَتيتُ البيتَ يُخْشى أَهلُه بعد الهُدُوِّ وبعدما سَقَطَ النَّدى أَفتَراه يسقُط من الأَرض إلى السماء ؟ وسَدِيَت الليلةُ فهي سَدِيَةٌ إذا كثر نَداها وأَنشد يَمْسُدُها القَفْرُ وليلٌ سَدي والسَّدى هو النَّدى القائم وقلَّما يوصف به النهارُ فيقال يومٌ سَدٍ إنما يوصَف به الليلُ وقيل السَّدى والنَّدى واحدٌ ومكانٌ سَدٍ كنَدٍ وأَنشد المازني لرؤبة ناجٍ يُعَنِّيهِنّ بالإبعاطِ والماءُ نَضَّاحٌ من الآباطِ إذا اسْتَدى نَوَّهْنَ بالسِّياطِ قال الإبْعاط والإفراط واحدٌ إذا استَدى إذا عَرِقَ وهو من السَّدى وهو النَّدى نَوِّهْنَ كأَنهن يَدْعُون به ليُضْرَبْن والمعنى أَنهن يكلَّفْنَ من أَصحابهن ذلك لأَن هذا الفرسَ يسبقهن فيَضْرب أَصحابُ الخيل خَيْلَهم لتلحقه والسَّدى المعروفُ وقد أَسْدى إليه سَدّىً وسَدَّاه عليه أبو عمرو أَزْدى إذا اصْطَنع معروفاً وأَسدى إذا أَصْلح بين اثنين وأَصدى إذا مات وأَصْدى إناءَه إذا مَلأَه
( * قوله « واصدى اناءه إذا ملأه » هكذا في الأصل ) وفي الحديث من أُسْدى إليكم معروفاً فكافِئُوه أَسْدى وأَوْلى وأَعْطَى بمعنًى يقال أَسْدَيْت إليه معروفاً أَسْدي إسْداءً شمر السَّدى والسَّداءُ ممدودٌ البلح بلُغة أَهل المدينة وقيل السَّدى البلح الأَخْضَر وقيل البلح الأَخضر بشماريخه يُمَدُّ ويُقْصَر يمانيةٌ واحدته سَداةٌ وسَداءَةٌ وبلحٌ سَدٍ مثال عَمٍ مُسْتَرْخي الثَّفارِيق نَدٍ وقد سَدِيَ البلحُ بالكسر وأَسدى والواحدة سَدِيةٌ والتّفْروق قِمَعُ البُسْرَة وكلُّ رطبٍ نَدٍ فهو سَدٍ حكاه أَبو حنيفة ومنه قول الشاعر مُكَمِّمٌ جبَّارُها والجَعْلُ يَنْحَتُّ منهنَّ السَّدى والحَصْلُ وأَسدى النخل إذا سَدي بُسْره قال ابن بري وحكى ابن الأَعرابي المَدَّ في السَّداء البلحِ قال وكذلك حكاه أَبو حنيفة وأَنشد وجارةٍ لي لا يُخافُ داؤُها عَظيمة جُمَّتُها فَنَّاؤُها يَعَجَلُ قبل بُسْرهِا سَداؤُها فجارةُ السَّوءِ لها فِداؤُها وقيل إن الرواية فَنْواؤُها والقياس فَنَّاؤُها ويقال طلبْت أَمْراً فأَسْدَيْتُه أَي أَصَبْتُه وإن لم تصبه قلت أغْمَسْته والسُّدى والسَّدى المهمل الواحد والجمع فيه سواء يقال إبلٌ سُدًى أَي مهملة وبعضهم يقول سَدًى وأَسْدَيْتها أَهْمَلْتها وأَنشد ابن بري للبيد فلم أُسْدِ ما أرْعَى وتَبْلٌ رَدَدْتُه فأَنْجَحْتُ بعد الله من خيرِ مَطْلَبِ وقوله عز وجل أَيَحْسبُ الإنسانُ أَن يُترَك سُدًى أي يُترك مُهْمَلاً غيرمأْمور وغير مَنْهيّ وقد أَسْداه وأَسْدَيْتُ إبِلي إسْداء إذا أَهْمَلْتها والاسم السُّدى ويقال تَسَدَّى فلان الأَمرَ إذا علاه وقَهَِرَه وتَسَدَّى فلان فلاناً إذا أَخذه من فَوْقِه وتَسَدّى الرجل جاريِتَه إذا علاها قال ابن مقبل أَنَّى تَسَدّيتِ وهْناً ذلك البِينا يصف جارية طرقه خيالها من بُعْدٍ فقال لها كيف علَوْت بعد وهْنٍ من الليل ذلك البَلَد ؟ قال ابن بري ومثله قول جرير وما ابنُ حِنَّاءَةَ بالرَّثّ الوانْ بوم تَسَدَّى الحَكَمُ بنُ مَرْوانْ
( * قوله « وما ابن حناءة إلخ » اورده في الأساس بلفظ وما أبو ضمرة )
وتَسدَّاه أَي عَلاه قال الشاعر فلما دَنَوْتُ تَسَدَّيْتُها فَثَوْباً لَبِسْتُ وثَوْباً أَجُر قال ابن بري المعروف سُدّى بالضم قال حُميد ابن ثور يصف إبله فجاء بها الوُرَّادُ يَسْعَوْنَ حَوُْلها سُدًى بيْنَ قَرْقارِ الهَدير وأعْجَما وفي الحديث أَنه كَتَب لِيَهُودِ تَيْماءَ أَنَّ لهم الذِّمَّة وعليهم الجِزْيةَ بِلا عَدَاء النهارُ مَدى والليلُ سُدَى السُّدى التَّخْلِيَةُ والمَدَى الغاية أَراد أَنّ لهم ذلك أَبداً ما دامَ الليلُ والنهارُ والسادِي السادِسُ في بعض اللغات قال الشاعر إذا ما عُدَّ أَربعةٌ فِسالٌ فَزَوْجُكِ خامسٌ وحَمُوكِ سادِي أَراد السادسَ فأبدَل من السين ياءً كما فُسّرَ في سِتّ والسادي الذي يَبِيتُ حيث أَمْسَى وأَنشد باتَ على الخَلِّ وما باتَتْ سُدَى وقال ويَأْمَنُ سادِينَا ويَنْساحُ سَرْحُنا إذا أَزَلَ السادِي وَهيت المطَالع
( * قوله « وهيت المطالع » هكذا في الأصل )

سرا
السَّرْوُ المُروءَةُ والشَّرَفُ سَرُوَ يَسْرُو سَراوَةً وسَرْواً أَي صار سَرِياً الأَخيرة عن سيبويه واللحياني الجوهري السَّروُ سَخاءٌ في مُرُوءَةٍ وسَرَا يَسْرو سَرْواً وسَرِيَ بالكسر يَسْرَى سَرًى وسَرَاءً وسَرْواً إذا شَرُفَ ولم يحك اللحياني مصدر سَرَا إلا ممدوداً الجوهري يقال سَرَا يَسْرُو وسَريَ بالكسر يَسْرَى سَرْواً فيهما وسَرُوَ يَسْرُو سَراوةً أي صارَ سَرياً قال ابن بري في سَرا ثلاث لغات فَعَل وفَعِلَ وفَعُلَ وكذلك سَخِي وسَخا وسَخُو ومن الصحيح كَمَل وكَدَر وخَثَر في كل منها ثلاث لغات ورجل سَريٌّ من قوم أَسْرِياءَ وسُرَوَاءَ كلاهما عن اللحياني والسَّرَاةُ اسم للجمع وليس بجمع عند سيبويه قال ودليل ذلك قولهم سَرَواتٌ قال الشاعر تَلْقَى السَّرِيَّ من الرجال بِنفسه وابنُ السَّرِيِّ إذا سَرَا أَسْراهُما أَي أَشْرَفُهما وقولهم قومٌ سراةٌ جمعُ سَرِيٍّ جاء على غير قياس أَن يُجْمَع فَعِيلٌ على فَعَلَة قال ولا يُعرَف غيره والقياس سُراةٌ مثل قُضاةٍ ورُعاةٍ وعُراةٍ وقيل جَمعه سَراةٌ بالفتح على غير قياس قال وقد تضم السين والاسم منه السَّرْو وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه مَرَّ بالنَّخَع فقال أَرَى السَّرْوَ فيكم متَرَبًِّعاً أَي أَرى الشَّرَف فيكم مُتَمَكِّناً قال ابن بري موضوع سَراةٍ عند سيبويه اسمٌ مفردٌ للجمع كنَفَرٍ وليس بجمع مكَسَّر وقد جمِعَ فَعِيلٌ المعتلّ على فُعَلاءَ في لَفْظَتَيْن وهما تَقيٌّ وتُقَواء وسَريٌّ وسُرَواء وأَسرياء
( * قوله « وأسرياء » هكذا في الأصل ) قال حكى ذلك السيرا في تفسير فَعِيلٍ من الصفات في باب تكسير ما كان من الصفات عدّته أَربعةُ أَحرف أَبو العباس السَّرِيُّ الرَّفيع في كلام العرب ومعنى سَرُوَ الرجلُ يَسْرو أَي ارْتَفَع يَرْتَفِع فهو رَفِيعٌ مأْخوذ من سَرَاةِ كلِّ شيء ما ارْتَفَع منه وعَلا وجمعُ السَّراةِ سَرَواتٌ وتَسَرَّى أَي تَكَلَّف السَّرْوَ وتَسَرَّى الجاريةَ أَيضاً من السُّرِّيَّة وقال يعقوب أَصله تَسَرَّر من السُّرور فأَبدلوا من إحدى الراءات ياء كما قالوا تقضَّى من تَقَضّضَ وفي الحديث حديث أُمّ زرع فَنَكَحْتُ بعدَهُ سَرِيّاً أَي نَفِيساً شَريفاً وقيل سَخِياً ذا مُرُوءَة ويروى هذا البيت أَتَوْا نارِي فَقُلْتُ مَنُونَ ؟ قالوا سَراة الجِنِّ قلتُ عِمُوا ظَلامَا ويروى سُراةُ وقد ورد هذا البيت بمعنى آخر وسنذكره في أَثناء هذه الترجمة ورجلٌ مَسْرَوانٌ وامرأَة مَسْرَوانَةٌ سَرِيّانِ عن أَبي العَمَيْثل الأَعرابي وامرأَة سَريَّة من نِسْوة سَرِيّات وسَرَايا وسَرَاةُ المالِ خِيارُه الواحد سَرِيُّ يقال بعيرٌ سَرِيٌّ وناقة سَرِيَّة وقال مِنْ سَرَاةِ الهِجانِ صَلَّبَها العُضْ ضُ ورِعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيالِ واسْتَرَيْتُ الشيءَ واسْتَرْتُهُ الأَخيرةُ على القَلبِ اخْترْته قال الأَعشى فقد أَطَّبِي الكاعِبِ المُسْتَرا ةَ منْ خِدْرِها وأشِيعُ القِمارَا وفي رواية وقد أُخْرِجُ الكاعِبَ المُسْتَراةَ قال ابن بري اسْتَرَيْته اخْتَرْته سَرِّياً ومنه قول سجَعَة العرب وذكَرَ ضروبَ الأَزْنادِ فقال ومن اقْتدَح المَرْخَ والعَفار فقد اخْتارَ واسْتارْ وأَخَذْت سَراتَه أَي خِيارَه واسْتَرَيْت الإبلَ والغَنَمَ والناسَ اخْتَرْتهم وهي سَرِيُّ إبِلِهِ وسَراةُ مالِهِ واسْتَرَى الموتُ بني فلان أي اخْتارَ سَراتَهم وتَسَرَّيْته أَخَذْت أَسراه قال حميد ابن ثور لقد تَسَرَّيْت إذا الْهَمُّ وَلَجْ واجْْتَمَع الهَمُّ هُموماً واعْتَلَجْ جُنادِفَ المِرْفَقِ مَبْنِيَّ الثَّبَجْ والسَّرِيُّ المُخْتار والسُّرْوة والسَّرْوة الأَخيرة عن كراع سَهْم صغير قصير وقيل سهم عريض النصل طويلُهُ وقيل هو المُدَوَّر المُدَمْلَك الذي لا عَرْض له فأَما العَريضُ الطويل فهو المِعْبَلَة والسَّرْية نصلٌ صغير قَصير مُدَوَّر مُدَمْلَك لا عَرْض له قال ابن سيده وقد تكون هذه الياء واواً لأَنهم قالوا السَّرْوة فقبلوها ياءً لقربها من الكسرة وقال ثعلب السِّرْوة والسُّرْوة أَدقُّ ما يكون من نصال السهام يدخل في الدروع وقال أبو حنيفة السِّرْوة نصلٌ كأَنه مِخْيَط أَو مِسَلَّة والجمع السِّرَاء قال ابن بري قال القزاز والجمع سِرىً وسُرىً قال النمر وقد رَمَى بِسُراهُ اليومَ مُعْتَمِداً في المَنْكِبَيْنِ وفي الساقَيْن والرَّقَبَهْ وقال آخر كيف تَراهُنَّ بِذي أُراطِ وهُنَّ أَمثالُ السُّرَى المِراطِ ؟ ابن الأَعرابي السُّرى نِصالٌ دِقاقٌ ويقال قِصارٌ يُرْمى بها الهَدَفُ وقال الأَسدي السِّرْوةُ تدعى الدِّرْعِيَّة وذلك أَنها تدخل في الدرع ونصالُها مُنْسَلكَة كالمِخْيطِ وقال ابن أَبي الحُقَيقِ يصف الدروع تَنْفي السُّرى وجِيادَ النَّبْل تَتْرُكُهُ مِنْ بَيْنُ مُنْقَصِفٍ كَسْراً ومَفْلُولِ وفي حديث أَبي ذر كانَ إذا الْتاثَتْ راحِلَة أَحدِنا طَعَن بالسِّرْوةَ في ضَبْعِها يعني في ضَبْع النَّاقة السِّرْية والسِّرْوة وهي النِّصال الصغار والسُّرْوة أَيضاً وفي الحديث أَنَّ الوَليدَ بنَ المُغيرة مَرَّ به فأَشار إلى قَدَمِه فأَصابَتْه سِرْوَةٌ فجَعَلَ يَضْرِبُ ساقه حتَّى ماتَ وسَراةُ كُلِّ شيءٍ أَعْلاه وظَهْرُه ووسَطه وأَنشد ابن بري لحميد بن ثور سَراةَ الضُّحى ما رِمْنَ حتَّى تَفَصَّدَتْ جِباهُ العَذارى زَعْفَراناً وعَنْدَما ومنه الحديث فَمَسَحَ سَراةَ البَعِير وذِفْراهُ وسَراةُ النهارِ وغيرهِ ارْتِفاعُه وقيل وَسَطُه قال البُرَيق الهذلي مُقِيماً عِندَ قَبْر أَبي سِباعٍ سَراةَ الليلِ عندَكَ والنَّهارِ فجعل لليل سَراةً والجمع سَرَوات ولا يكَسَّر التهذيب وسَراةُ النهارِ وقتُ ارتِفاعِ الشمس في السماء يقال أَتَيْته سَراةَ الضُّحى وسَراةَ النهار وسَراةُ الطريق مَتْنُه ومُعْظَمُه وفي الحديث ليس للنساء سَرَواتُ الطَّريق يعني ظُهورَ الطريق ومُعظَمَه ووَسَطَه ولكِنَّهنَّ يَمْشِينَ في الجَوانِبِ وسَراة الفرس أَعلى مَتْنِه وقوله صَرِيفٌ ثمَّ تَكْلِيفُ الفَيافي كأَنَّ سَراةَ جِلَّتِها الشُّفُوفُ أَراد كأَنَّ سَرواتِهِنَّ الشُّفوفُ فوضَعَ الواحدَ موضِعَ الجَمْع أَلا تراه قال قبل هذا وقوفٌ فوقَ عِيسٍ قد أُمِلَّتْ براهُنَّ الإناخَةُ والوَجيفُ وسَرا ثَوْبَه عنه سَرْواً وسَرَّاه نَزَعه التشديد فيه للمبالغة قال بعض الأَغفال حَتَّى إذا أَنْفُ العُجَيْرِ جَلَّى بُرْقُعَه ولم يُسَرِّ الجُلاَّ وسَرى متاعَه يَسْري أَلْقاه عن ظهر دابَّته وسَرى عنه الثوبَ سَرْياً كَشَفه والواو أَعلى وكذلك سَرى الجُلَّ عن ظَهْر الفَرَس قال الكميت فَسَرَوْنا عنه الجلالَ كما سُلْ لَ لِبَيْعِ اللَّطِيمةَ الدَّخْدارُ والسَّرِيُّ النَّهْر عن ثعلب وقيل الجَدْول وقيل النَّهْر الصغير كالجَدْول يجري إلى النَّخْل والجمع أَسْرِيَة وسُرْيانٌ حكاها سيبويه مثل أَجْرِبة وجُرْبانٍ قال ولم يُسْمع فيه بأَسْرِياءَ وقوله عز وجل قد جَعَل رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً روي عن الحسن أَنه كان يقول كان والله سَرِيّاً من الرجال يعني عيسى عليه السلام فقيل له إن من العرب من يسمي النهر سَرِيّاً فرجع إلى هذا القول وروي عن ابن عباس أَنه قال السَّريُّ الجَدْول وهو قول أَهل اللغة وأَنشد أَبو عبيد قول لبيد يصف نخلاً نابتاً على ماء النهر سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسَرِيُّهُ عُمٌّ نَواعِمُ بَيْنَهُنَّ كُرومُ وفي حديث مالك بن أَنس يَشتَرطُ صاحبُ الأَرضِ على المُساقي خَمَّ العَيْنِ وسَرْوَ الشِّرْبِ قال القتيبي يريد تَنْقِيةَ أَنْهارِ الشِّرْبِ وسَواقيه وهو من قولك سَرَوْت الشيء إذا نَزَعْته قال وسأَلت الحجازيين عنه فقالوا هي تَنْقِية الشَّرَبات والشَّرَبة كالحَوْض في أَصل النَّخْلة منه تَشْرب قال وأَحسِبه من سَرَوْت الشيء إذا نَزَعتْه وكَشَفْت عنه وخَمُّ العَيْنِ كَسْحُها والسَّراةُ الظَّهْرُ قال شَوْقَبٌ شَرْحَبٌ كأَنَّ قَناةً حَمَلَتْه وفي السَّراةِ دُمُوجُ والجمع سَرَوات ولا يُكَسَّر وسُرِّيَ عنه تَجلَّى هَمُّه وانْسَرى عنه الهَمُّ انْكَشف وسُرِّيَ عنه مثله والسَّرْوُ ما ارْتَفع من الوادي وانْحَدَر عن غَلْظِ الجَبَل وقيل السَّرْوُ من الجَبَل ما ارْتَفَع عن موضع السَّيلْ وانْحَدَر عن غَلْظ الجبَل وفي الحديث سَرْوُ حِمْيَر وهو النَّعْفُ والخَيْفُ وقيل سَرْوُ حِمْيَر مَحَلَّتها وفي حديث عمر رضي الله عنه لئِنْ بَقِيت إلى قابِلٍ ليَأْتِيَنَّ الراعِيَ بِسَرْو حِمْيَر حَقُّه لم يَعْرَقْ جَبِينهُ فيه وفي رواية ليَأْتِيَنَّ الراعِيَ بسَروَات حمْيَرَ والمعروف في واحدة سَرَواتٍ سَراة وسَراة الطريقِ ظَهْرهُ ومُعْظَمهُ ومنه حديث رِياحِ بنِ الحرثِ فصَعِدوا سَرْواً أَي مُنْحَدراً من الجَبل والسَّرْوُ شجر واحدته سَرْوةَ والسَّراءُ شجر واحدته سَراءة قال ابن مقبل رآها فُؤَادي أُمَّ خِشْفٍ خَلالها بقُور الوِراقَيْن السَّراءُ المُصَنَّفُ قال أَبو عبيدة هو من كِبار الشجر ينبت في الجبال وربما اتُّخِذَ منها القِسِيُّ العَرَبيَّة وقال أَبو حنيفة وتُتَّخذ القِسِيُّ من السَّراءِ وهو من عُتْقِ العيدان وشَجَرِ الجِبال قال لبيد تَشِينُ صِحاحَ البِيدِ كُلَّ عَشِيَّةٍ بعُودِ السَّراء عِنْدَ بابٍ مُحَجَّب يقول إنهم حضروا باب الملك وهم مُتنَكِّبو قسِيَّهِمْ فتفاخروا فكلما ذكر منهم رجل مأْثَرة خط لها في الأرض خطّاً فأَيّهم وُجِدَ أََكثر خُطوطاً كان أكثر مآثِرَ فذلك شَيْنُهم صحاح البِيد وقال في موضع آخر والسَّراءُ ضَرْب من شَجر القِسِيِّ الواحدة سَراءَةٌ قال الجوهري السَّراءُ بالفتح ممدود شجر تُتَّخذ منه القسيّ قال زُهَيْرٌ يصفُ وَحْشاً ثلاثٌ كأَقْواسِ السَّراء وناشِطٌ قد انحَصَّ من لَسِّ الغَمِير جحافِلُهْ والسَّرْوةُ دودَةٌ تقع في النبات فتأْكلُه والجمع سَرْوٌ وأَرضٌ مَسْرُوَّة من السَّرْوةِ والسِّرْوُ الجَرادُ أََولَ ما يَنْبُتُ حين يخرُجُ من بَيْضِه الجوهري والسِّرْوةُ الجَرادة أولَ ما تكونُ وهي دُودَةٌ وأَصله الهمز والسِّرْيَةُ لغة فيها وأَرض مَسْرُوَّة ذاتُ سِرْوةٍ وقد أَنكر علي بن حمزة السِّرْوة في الجَرادة وقال إنما هي السِّرْأَةُ بالهمز لا غيرُ من سَرَأَت الجرادةُ سَرْأً إذا باضت ويقال جَرادةٌ سَرُوٌّ والجمع سِرَاءٌ وسَراةُ اليَمَنِ معروفة والجمع سَرَوات حكاه ابن سيده عن أَبي حنيفة فقال وبالسَّرَة شجر جوز لا يربى والسُّرَى سَيرُ الليلِ عامَّتهِ وقيل السُّرَى سيرُ الليلِ كلِّه تُذَكِّرهُ العرب وتؤَنِّثهُ قال ولم يعرف اللحياني إلا التأْنيث وقول لبيد قلتُ هَجِّدْنا فقد طال السُّرَى وقَدَرْنا إنْ خَنى الليلِ غَفَل قد يكون على لغة من ذكَّر قال وقد يجوز أَن يُريد طالَتِ السُّرَى فحذَفَ علامة التأْنيث لأَنه ليس بمؤنث حقيقي وقد سَرَى سُرىً وسَرْيَةً وسُرْيَةً فهو سارٍ قال أَتَوْا ناري فقلْتُ مَنُونَ ؟ قالوا سُرَاةُ الجِنِّ قلتُ عِمُوا صَباحا وسَرَيْت سُرىً ومَسْرىً وأَسْرَيْت بمعنى إذا سِرْت ليلاً بالأَلف لغة أَهل الحجاز وجاءَ القرآنُ العزيزُ بهما جميعاً ويقال سَرَيْنا سَرْيةً واحدة والاسم السُّرْيةُ بالضم والسُّرَى وأَسْراهُ وأَسْرَى به وفي المثل ذهبوا إسْراءَ قُنْفُذَةٍ وذلك أن القُنْفُذَ يسري ليلَه كلَّه لا ينام قال حسان بن ثابت حَيِّ النَّضِيرَةَ رَبَّةَ الخِدْرِ أَسْرَتْ إليكَ ولم تكُنْ تُسْري
( * عجز البيت تُزجي الشمالُ عليه وابل البَردَ )
قال ابن بري رأَيت بخط الوزير ابن المغربي حَيِّ النصِيرة وقال النابغة أَسْرَتْ إليهِ من الجَوْزاءِ سارِيَةٌ ويروى سَرَت وقال لبيد فباتَ وأَسْرَى القومُ آخرَ ليْلِهِمْ وما كان وقَّافاً بغيرِ مُعَصَّرِ
( * قوله « وما كان وقافاً بغير معصر » هكذا في الأصل وتقدم في مادة عصر بدار معصر )
وفي حديث جابر قال له ما السُّرَى يا جابِرُ السُّرَى السَّيرُ بالليل أَراد ما أَوْجبَ مَجيئَك في هذا الوقت واسْتَرَى كأَسْرَى قال الهذلي وخَفُّوا فأَمّا الجامِلُ الجَوْنُ فاسْترَى بلَيلٍ وأَمّا الحَيُّ بعدُ فأَصْبَحُوا وأَنشد ابن الأَعرابي قولَ كثير أَرُوحُ وأَغْدُو من هَواكِ وأَسْتَرِي وفي النَّفْسِ مما قَدْ عَلِمْتِ عَلاقِمُ وقد سَرَى به وأَسْرَى والسَّرَّاءُ الكثِيرُ السُّرى بالليلِ وفي التنزيل العزيز سبحانَ الذي أَسْرَى بعَبْدهِ ليلاً وفيه أَيضاً والليل إذا يَسْرِ فنزَل القرآن العزيز باللغتين وقال أَبو عبيد عن أَصحابه سَرَيْت بالليل وأَسْرَيْت فجاء باللغتين وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل سبحان الذي أَسْرَى بعبده قال معناه سَيَّرَ عَبْدَه يقال أَسْرَيْت وسَرَيْت إذا سِرْتَ ليلاً وأَسْراهُ وأَسْرَى به مثلُ أَخَذَ الخِطامَ وأَخَذَ بالخِطامِ وإنما قال سبحانه سبحان الذي أَسْرى بعبدهِ ليلاً ون كان السُّرَى لا يكون إلا بالليل للتأْكيد كقولهم سِرْت أَمسِ نهاراً والبارِحةَ ليلاً والسِّرايَةُ سُرَى الليل وهو مصدر ويَقلّ في المصادر أَن تجيء على هذا البناء لأَنه من أَبنية الجمع يدل على صحة ذلك أَنَّ بعض العرب يؤنث السُّرَى والهُدى وهم بنو أَسد توهُّماً أَنهما جمعُ سُرْيَةٍ وهُدْيَةٍ قال ابن بري شاهد هذا أَي تأْنيث السُّرى قول جرير هُمُ رَجَعُوها بعدَما طالتِ السُّرى عَواناً ورَدُّوا حُمْرةَ الكَيْنِ أَسْودا وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل والليلِ إذا يَسْرِ معنى يَسْرِ يمضي قال سَرى يَسْري إذا مَضى قال وحذفت الياء من يسري لأَنها رأْس آية وقال غيره قوله والليل إذا يَسْرِ إذا يُسْرى فيه كما قالوا ليل نائمٌ أَي يُنامُ فيه وقال فإذا عَزَم الأَمرُ أَي عُزِمَ عليه والسارية من السحاب التي تجيءُ ليلاً وفي مكان آخر السارِية السحابة التي تَسْري ليلاً وجمعها السَّواري ومنه قول النابغة سَرَتْ عليه من الجَوْزاءِ سارِيَةٌ تُزْجِي الشَّمالُ عليه جامِدَ البرَد ابن سيده والسارِيَة السحابة التي بين الغادِيَة والرائحة وقال اللحياني السارِيَة المَطْرة التي تكون بالليل قول الشاعر رأَيتُكَ تَغْشَى السارِياتِ ولم تكن لتَرْكَبَ إلاَّ ذا الرّسُوم المُوقَّعا قيل يعني بالساريات الحُمُرَ لأَنها تَرْعى ليلاً وتَنَفَّسُ ولا تقرّ بالليل وتَغْشى أَي تركب هذا قول ابن الأَعرابي قال ابن سيده وعندي أَنه عنى بغِشْيانِها نِكاحَها لأَن البيت للفرزدق يهجو جريراً وكأَنه يعيبه بذلك واستعار بعضُهم السُّرى للدَّواهي والحُرُوبِ والهُمُومِ فقال في صفة الحرب أَنشده ثعلب للحرث بن وعلة ولكنَّها تَسْري إذا نام أَهلُها فتأْتي على ما ليس يَخْطُر في الوَهْمِ وفي حديث موسى عليه السلام والسبعين من قومه ثم تَبْرُزُونَ صَبيحَةَ سارِيةٍ أي صَبيحةَ ليلةٍ فيها مَطَر والسارية السحابة تُمْطِر ليلاً فاعِلة من السُّرى سَيرِ الليلِ وهي من الصفات الغالبة ومنه قول كعب بن زهير تَنْفي الرياح القَذَى عنه وأَفْرَطَه من صَوْبِ ساريةٍ بيضٌ يَعالِيلُ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحَساء إنه يَرْتُو فؤادَ الحَزِين ويَسْرُو عن فؤاد السَّقيم قال الأَصمعي يَرْتو بمعنى يَشُدُّه ويقوِّيه وأما يَسْرُو فمعناه يكشِفُ عن فؤادِه الأَلم ويُزيلُه ولهذا قيل سَرَوْت الثوب وغيره عني سَرْواً وسَرَيتُه وسَرَّيته إذا أَلقَيته عنك ونَضَوْتَه قال ابن هرمة سرى ثوْبَه عنك الصِّبا المُتَخايلُ ووَدَّعَ لِلْبَينِ الخَلِيطُ المُزايِلُ أَي كشَف وسَرَوْت عنيِ درعي بالواو لا غير وفي الحديث فإذا مَطرَتْ يعني السَّحابةَ سُرِّي عنه أَي كُشِف عنه الخَوْفُ وقد تكرَّر ذكر هذه اللفظة في الحديث وخاصَّةً في ذكر نُزول الوَحْي عليه وكلُّها بمعنى الكشْفِ والإزالة والسَّرِيَّةُ ما بين خمسة أَنفسٍ إلى ثلثمائة وقيل هي من الخيل نحو أَربِعمائةٍ ولامُها ياءٌ والسَّرِيَّة قطعة من الجيش يقال خيرُ السَّريا أَرْبعُمائةِ رجلٍ التهذيب وأَما السَّرِيَّة من سَرايا الجيوشِ فإنها فَعِيلة بمعى فاعِلَة سُمِّيت سريَّةً لأَنها تَسْري ليلاً في خُفْيةً لئلاَّ يَنْذَرَ بهم العدوُّ فيَحْذَروا أَو يمتنعوا يقال سرَّى قائِدُ الجيشِ سَرِيَّةً إلى العدوِّ إذا جرَّدَها وبعثها إليهم وهو التَّسْرِيةُ وفي الحديث يَردُّ مُتَسَرِّيهِم على قاعدِهم المُتَسَرِّي الذي يخرج في السَّرِيَّة وهي طائفة من الجيش يبلُغ أَقصاها أَربعمائةٍ وجمعُها السَّرايا سُمُّوا بذلك لأَنهم يكونون خُلاصة العسكر وخِيارَهم من الشيء السَّرِيِّ النَّفيس وقيل سُمُّوا بذلك لأَنهم يُنَفَّذون سرّاً وخُفْيةٌ وليس بالوجه لأَن لام السِّر راءٌ وهذه ياءٌ ومعنى الحديث أَن الإمامَ أَو أَمير الجيشِ يبعثُهم وهو خارجٌ إلى بلاد العدوِّ فإذا غنِموا شيئاً كان بينهم وبين الجيش عامَّة لأَنهم رِدْءٌ لهم وفِئَةٌ فأَما إذا بعثهم وهو مقيم فإن القاعدين معه لا يُشارِكونهم في المغْنَم وإن كان جعل لهم نَفَلاً من الغنِيمة لم يَشْرَكْهم غيرُهم في شيء منه على الوجهين معاً وفي حديث سعدٍ لا يَسِىرُ بالسَّرِيَّة أَي لا يَخرُج بنفسهِ مع السَّرِيَّة في الغَزْوِ وقيل معناه لا يَسير فينا بالسِّيرَةَ النَّفيسة ومنه الحديث أَنه قال لأَصحابه يوم أُحُدٍ اليومَ تُسَرَّوْنَ أي يُقتل سَريُّكُمْ فقُتِل حمزَةُ رضوان الله عليه وفي الحديث لما حضر بني شيانَ وكلَّم سَراتَهم ومنهم المُثَنىَّ بنُ حارِثَة أََي أشرافَهم قال ويجمع السَّراةُ على سَرَوات ومنه حديث الأَنصار افتَرَقَ ملَؤُهُم وقُتِلَت سَرَواتُهم أَي أَشْرافُهم وسرى عرقُ الشَّجَرة يَسْري في الأَرض سَرْياً دَبَّ تحت الأَرض والسَّاريَةُ الأُسْطُوانَة وقيل أُسْطُوانة من حِجارة أَو آجُرٍّ وجمعها السَّواري وفي الحديث أَنه نهى أَن يُصَلَّى بين السَّواري يريد إذا كان في صلاة الجماعة لأَجل انقطاع الصَّفِّ أَبو عمرو يقال هو يُسَرِّي العَرَق عن نفْسِه إذا كان يَنْضَحُه وأَنشد يَنْضَحْنَ ماءَ البدنِ المُسَرَّى ويقال فلان يُساري إبِلَ جارِه إذا طَرَقَها ليَحْتلِبَها دون صاحِبِها قال أَبو وجزة فإني لا وأُمِّكَ لا أُساري لِقاحَ الجارِ ما سَمَر السَّمِيرُ والسَّراةُ جبل بناحِية الطائف قال ابن السكيت الطَّوْدُ الجَبل المُشْرف على عرَفَة يَنْقاد إلى صَنْعاءَ يقال له السَّرَاةُ فأَوَّله سراة ثَقيفٍ ثم سَراةُ فَهمٍ وعدْوانَ ثم الأَزْدِ ثم الحَرَّةِ آخر ذلك الجوهري وإسرائيل اسمٌ ويقال هو مضاف إلى إيل قال الأَخفش هو يُهْمز ولا يهمز قال ويقال في لغةٍ إسرائين بالنون كما قالوا جبرين وإسماعين والله أَعلم

سطا
السَّطْوُ القهر بالبطش والسَّطْوة المرَّة الواحدة والجمع السَّطَوات وسَطا عليه وبه سَطْواً وسَطْوةً صالَ وسَطا الفحلُ كذلك وقوله تعالى يكادُونَ يسْطونَ بالذين يَتْلُون عليهم آياتِنا فسره ثعلب فقال معناه يبْسُطون أَيديَهُم إلينا قال الفراء يعني أَهل مكة كانوا إذا سمعوا الرجل من المسلمين يتلو القرآن كادوا يبطشون به ابن شميل فلان يسْطُو على فلان أَي يتطاول عليه ابن بري سَطا عليه وأَسْطى عليه قال أَوس ففاؤُوا ولو أَسْطَوْا على أُمِّ بعضِهم أَصاخَ فلم يَنْطِقْ ولم يَتكلَّمِ وأَميرٌ ذو سَطْوةٍ والسَّطْوةُ شِدَّةُ البَطْش وإنما سُمِّي الفرَس ساطِياً لأَنه يَسْطو على سائِر الخيل ويقوم على رجليه ويسْطُو بيديه والفحل يَسْطو على طَرُوقَته ويقال اتَّقِ سَطْوَتَه أَي أَخْذَتَه ابن الأَعرابي ساطى فلان وفلاناً إذا شدَّد عليه وطاساه إذا رفَقَ به أَبو سعيدٍ سَطا الرجل المرأَة وسَطَأَها إذا وطِئَها وسَطا الماءُ كثُر وسَطا الراعي على الناقة والفرس سَطْواً وسُطُوّاً أَدخل يدهَ في رَحِمِها فاستخرج ماءَ الفحل منها وذلك إذا نَزا عليها فحلٌ لئِيمٌ أَو كان الماءُ فاسداً لا يُلْقَحُ عنه وإذا لم يخرُج لم تَلْقَح الناقة أَبو زيد السَّطْوُ أَن يُدْخِلَ الرجلُ اليدَ في الرَّحم فيستخرِجَ الولد والمَسْطُ أَن يُدْخِل اليدَ في الرحم فيستخرج الوَثْرَ وهو ماءُ الفحل قال رؤبة إن كنتَ من أَمرِك في مَسْماسِ فاسْطُ على أُمِّكَ سَطْوَ الماسي قال الليث وقد يُسْطى على المرأَة إذا نشِبَ ولدُها في بطنها ميِّتاً فيُسْتَخْرَج وسَطا على الحامل وساطَ مقلوبٌ إذا أَخرج ولدَها أَبو عمرو الساطي الذي يَغْتَلِم فيخرجُ من إبلٍ إلى إبلٍ وقال زياد الطَّمَّاحي قامَ إلى عذْراءَ بالغُطاطِ يَمْشي بمثْلِ قائِمِ الفُسْطاطِ بمُكْفَهِرِّ اللَّوْنِ ذي حَطاطِ هامَتُه مثلُ الفَنِىقِ الساطي قال الأَصمعي الساطي من الخيل البعيدُ الشَّحْوَة وهي الخَطوة وسَطا الفرسُ أي أَبْعَدَ الخَطْوَ وفرسٌ ساطٍ يَسْطُو على الخيل وسَطا على المَرأَة أَخْرجَ الوَلدَ مَيِّتاً ابن شميل الأَيْدِي السَّواطِي التي تَتَناوَلُ الشَّيءَ وأَنشد تَلَذُّ بأَخْذِها الأَيْدي السَّواطِي
( * قوله « تلذ إلخ » هو عجز بيت وصدره كما في الأساس ركود فيالاناء لها حميا )
وحكى أَبو عُبيد السَّطْو في المرأَةِ قال وفي حديث الحَسَن رحمه الله لا بأْسَ أَن يَسْطُوَ الرَّجُلُ على المرأَةِ إذا لَمْ تُوجَدِ امرأَةٌ تُعالِجُها وخِيفَ عَلَيها يعني إذا نَشِبَ وَلَدُها في بَطْنها ميِّتاً فلَهُ معَ عدَمِ القابلَة أَن يُدخِلَ يَدَه في فَرْجِهَا ويَسْتَخْرِج الوَلَدَ وذلك الفِعلُ السَّطْوُ وأَصله القَهْرُ والبَطْشِ وفرسٌ ساطٍ بعيدُ الشَّحْوة وقيل هو الرَّافِعُ ذَنَبَه في عَدْوِه وهو مَحْمود وقد سَطَا يَسْطُو سَطْواً وقال رؤْبة عَمّ اليَدَيْنِ بالجِرَاءِ سَاطِي
( * قوله « عم اليدين إلخ » هو هكذا في الأصل ولعله غمر )
وقال الشاعر وأَقْدَر مُشْرِف الصَّهَواتِ سَاطٍ كُمَيْت لا أَحَقّ ولا شَئِيتُ وسَطَا سَطْواً عاقَب وقيل سَطَا الفَرَسُ سَطْواً ركِبَ رأْسَه في السِّيْر

سعا
ابن سيده مَضَى سَعْوٌ من الليل وسِعْوٌ وسِعْواءُ وسُعْواءُ ممدود وسَعْوةٌ وسِعْوةٌ أَي قطعة قال ابن بزرج السِّعْواءُ مُذكَّر وقال بعضهم السِّعْواءُ فوقَ الساعَة من الليلِ وكذلك السِّعْواءُ من النهار ويقال كُنَّا عندَه سِعْواتٍ من الليل
( * قوله « سعوات من الليل إلخ » هكذا في نسخ اللسان التي بأَيدينا وفي بعض الأصول سعواوات )
والنهارِ ابن الأَعرابي السِّعْوة الساعة من الليلِ والأَسْعاءُ ساعاتُ الليل والسَّعْو الشَّمَع في بعض اللغات والسَّعْوة الشَّمعة ويقال للمرأَة البَذِيَّة الجالِعةَ سِعْوَةٌ وعِلْقَةٌ وسِلْقَةٌ والسَّعْيُ عدْوٌ دون الشَّدِّ سَعَى يَسْعَى سَعْياً وفي الحديث إذا أَتيتم الصَّلاةَ فلا تَأْتُوها وأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ ولكن ائْتُوها وعَلَيكُمُ السَّكِينَة فما أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وما فَاتَكُمْ فأَتِمُّوا فالسَّعْيُ هنا العَدْوُ سَعَى إذا عَدَا وسَعَى إذا مَشَى وسَعَى إذا عَمِلَ وسَعَى إذا قَصَد وإذا كان بمعنى المُضِيِّ عُدِّيَ بإلى وإذا كان بمعنى العَمَل عُدِّي باللام والسَّعيُ القَصْدُ وبذلك فُسِّرَ قوله تعالى فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ الله وليسَ من السَّعْي الذي هو العَدْوُ وقرأَ ابن مسعود فامْضُوا إلى ذِكْرِ اللهِ وقال لو كانَتْ من السَّعْي لَسَعَيْتُ حتّى يَسْقُط رِدَائِي قال الزجاج السَّعْيُ والذَّهابُ بمعنى واحدٍ لأَنّك تقولُ للرجل هو يَسْعَى في الأَرض وليس هذا باشْتِدادٍ وقال الزجاج أَصلُ السَّعْيِ في كلام العرب التصرُّف فيكل عَمَلٍ ومنه قوله تعالى وأَنْ ليس للإنسانِ إلاَّ ما سَعَى معناه إلاَّ مَا عَمِلَ ومعنى قوله فاسْعَوْا إلى ذِكْرِ الله فاقْصِدُوا والسَّعْيُ الكَسْبُ وكلُّ عملٍ من خير أَو شرٍّ سَعْي والفعلُ كالفِعْلِ وفي التنزيل لِتُجْزَى كلُّ نَفْسٍ بما تَسْعَى وسَعَى لهم وعليهم عَمِلَ لهم وكَسَبَ وأَسْعَى غيرهَ جَعَلَه يَسْعَى وقد روي بيتُ أَبي خِراش أَبْلِغْ عَلِيّاً أَطالَ اللهُ ذُلَّهُمُ أَنَّ البُكَيْرَ الذي أَسْعَوْا به هَمَلُ أَسْعَوْا وأَشْعَوْا وقوله تعالى فلما بَلَغَ معَه السَّعْيَ أَي أَدْرَك مَعَه العَمَل وقال الفراء أَطاقَ أَنْ يُعِينَه على عَمَله قال وكان إسمعيلُ يومئذٍ ابن ثلاث عشْرةَ سنةً قال الزجاج يقال إنه قد بَلَغ في ذلك الوقتِ ثلاث عشرة سنةً ولم يُسَمِّه وفي حديث عليّ كرم الله وجهه في ذَمّ الدنيا من ساعاها فاتَتْهُ أَي سابَقَها وهي مُفاعَلَة من السَّعُيِ كأَنها تَسْعَى ذاهِبةً عنه وهو يَسْعَى مُجِدّاً في طَلَبِها فكلُّ منهما يطلُبُ الغَلَبة في السَّعْي والسَّعاةُ التَّصَرُّفُ ونَظير السَّعاةِ في الكلامِ النَّجاة من نجَا ينجو والفَلاةُ من فَلاهُ يَفْلُوه إذا قَطَعَه عن الرضاع وعَصاهُ يَعْصُوه عَصاةً والغَراةُ من قولك غَرِيتُ به أَي أُولِعْتُ به غَراةً وفَعَلْت ذلك رَجاةَ كذا وكذا وتَرَكْت الأَمرَ خَشاةَ الإثْمِ وأَغْرَيْتُه إغْراءً وغَراةً وأَذِيَ أَذىً وأَذَاةً وغديت غدوة
( * قوله « وغديت غدوة إلخ » هكذا في الأصل ) وغَداةً حكى الأَزهري ذلك كلَّه عن خالد بن يزيد والسَّعْيُ يكون في الصلاحِ ويكون في الفساد قال الله عز وجل إنما جزاءُ الذين يُحارِبون اللهَ ورسولَه ويَسْعَوْنَ في الأَرض فَساداً نصبَ قوله فساداً لأَنه مفعولٌ له أَراد يَسْعَوْن في الأَرضِ للفساد وكانت العرب تُسَمِّي أَصحابَ الحَمالاتِ لِحَقْنِ الدِّماءِ وإطْفاءِ النَّائِرةِ سُعاةً لسَعْيِهِم في صَلاحِ ذاتِ البَيْنِ ومنه قول زهير سَعَى ساعِيَا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بعدما تَبَزَّلَ ما بَيْنَ العَشيرَةِ بالدَّمِ أَي سَعَيَا في الصلحِ وجمعِ ما تَحَمَّلا من دِياتِ القَتْلى والعرب تُسَمِّي مآثر أَهلِ الشَّرَف والفضل مَساعِيَ واحدتُها مَسْعاةٌ لسَعْيِهِم فيها كأَنها مَكاسِبُهُم وأَعمالُهم التي أَعْنَوْا فيها أَنفسَهم والسَّعاةُ اسمٌ من ذلك ومن أَمثال العرب شَغَلَتْ سَعاتي جَدْوايَ قال أَبو عُبَيْد يُضْرَب هذا مثلاً للرجل تكونُ شِيمَتُه الكَرَم غير أَنه مُعْدِمٌ يقول شَغَلَتْني أُمُوري عن الناسِ والإفْضالِ عليهم والمَسْعاةُ المَكْرُمَة والمَعْلاةُ في أَنْواعِ المَجْدِ والجُودِ سَاعاهُ فسَعاهُ يَسْعِيهِ أي كان أَسْعَى منه ومن أَمثالهم في هذا بالساعِدِ تَبْطِشُ اليَدُ وقال الأَزهري كأَنه أَرادَ بالسَّعاةِ الكَسْبَ على نفسهِ والتَّصَرُّفَ في معاشهِ ومنه قولُهم المَرْءُ يَسْعى لِغارَيْه أَي يَكْسِبُ لبَطْنِهِ وفَرْجِهِ ويقال لِعامِل الصَّدَقاتِ ساعٍ وجَمْعُه سُعاةٌ وسَعى المُصَدِّقُ يَسْعَى سِعايةً إذا عَمِلَ على الصَّدقاتِ وأَخذها من أَغْنِيائِها وردّها في فُقَرائِها وسَعَى سِعايةً أَيضاً مَشى لأَخْذِ الصدقة فقَبَضَها من المُصَدِّق والسُّعاةُ وُلاةُ الصدقة قال عمرو بن العَدَّاء الكَلْبي سَعَى عِقالاً فلَمْ يَتْرُكْ لنا سَبَداً فكَيْفَ لَوْ قد سَعَى عَمْروٌ عِقالَينِ ؟ وفي حديث وائل بن حُجْر إنَّ وائِلاً يُسْتَسْعَى ويَتَرَفَّلُ على الأَقْوالِ أَي يُسْتَعْمَلُ على الصدقات ويَتَولَّى اسْتِخْراجَها من أَرْبابها وبه سُمِّيَ عامِلُ الزكاةِ الساعِيَ ومنه قولهُ ولَتُدْرَكَنَّ القِلاصُ فلا يُسْعَى عليها أَي تُتْرَكُ زكاتُها فلا يكون لها ساعٍ وسَعَى عليها كعَمِل عليها والساعي الذي يقومُ بأَمرِ أَصحابهِ عند السُّلْطانِ والجمعُ السُّعاةُ قال ويقال إنه ليَقوم أَهلَه أَي يقومُ بأَمرِهِم ويقال فلان يَسْعَى على عِياله أَي يَتَصَرَّف لهم كما قال الشاعرْ أَسْعَى عَلى جُلِّ بَنِي مالِكٍ كُلُّ امْرِئٍ في شَأْنهِ سَاعِي وسَعَى به سِعايَةً إلى الوَالي وَشَى وفي حديث ابن عباس أَنَّه قال السَّاعِي لغَيْرِ رِشْدَةٍ أَراد بالسَّاعِي الذي يَسْعَى بصاحبه إلى سُلطانهِ فيَمْحَلُ به ليُؤْذِيَه أَي أَنَّه ليسَ ثابتَ النَّسَبِ من أَبيه الذي يَنْتَمِي إليه ولا هُوَ وَلَدُ حَلالٍ وفي حديث كعب السَّاعِي مُثَلِّثٌ تأْويلُه أَنه يُهْلِك ثلاثةَ نَفَرٍ بسِعايتهِ أَحَدُهم المَسْعِيُّ به والثاني السُّلْطانُ الذي سَعَى بصاحبهِ إليه حتى أَهْلَكَه والثالث هو السَّاعِي نفسهُ سُمِّيَ مُثَلِّثاً لإهْلاكهِ ثلاثَةَ نَفَرٍ ومما يُحَقّق ذلك الخبرُ الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ فالقَتَّاتُ والساعِي والماحِلُ واحدٌ واسْتَسْعَى العبْدَ كَلَّفَه من العَمَل ما يُؤَدِّي به عن نَفْسهِ إذا أُعْتِقَ بَعضهُ لِيعْتِقَ به ما بَقِيَ والسِّعايَةُ ما كُلِّفَ من ذلِك وسَعَى المُكاتَبُ في عِتْقِ رَقَبَتهِ سِعايَةً واسْتَسْعَيْت العَبْدَ في قِيمَته وفي حديث العِتْقِ إذا أُعْتِقَ بعضُ العَبْدِ فإن لم يَكُنْ له مالٌ اسْتُسْعِيَ غيرَ مَشْقُوقٍ عليه اسْتِسْعاءُ العَبْدِ إذا عَتَقَ بَعْضهُ ورَقَّ بعضهُ هو أَنْ يَسْعَى في فَكاكِ ما بَقي من رِقِّه فيَعْمَلَ ويكسِبَ ويَصْرِفَ ثَمَنه إلى مولاه فسُمِّي تصرُّفه في كَسْبه سِعايِةً وغيرَ مَشْقوق عليه أَي لا يكلِّفهُ فوق طاقَتهِ وقيل معناه اسْتُسْعِيَ العبدُ لسَيّده أَي يَسْتَخْدِمُه مالِكُ باقِيه بقَدْرِ ما فيه من الرِّقِّ ولا يُحَمِّلُه ما لا يَقْدِرُ عليه وقال الخطَّابي قوله اسْتُسْعِيَ غيرَ مَشْقُوقٍ عليه لا يُثْبِتُه أَكثر أَهل النَّقْل مُسْنَداً عن النبي صلى الله عليه وسلم ويزعمون أَنه من قول قتادة وسَعَتِ الأََمَة بَغَتْ وسَاعَى الأَمَةَ طَلَبَها لِلْبِغَاء وعَمّ ثعلبٌ به الأَمة والحرّة وأَنشد للأَعشى ومِثْلِكِ خَوْدٍ بادِنٍ قد طَلَبْتُها وساعَيْتُ مَعْصِيّاً إليها وُشاتُها قال أَبو الهيثم المُساعاةُ مُساعاةُ الأَمَة إذا ساعى بها مالِكُها فضَرَب عليها ضَريبَةً تُؤَدِّيها بالزِّنا وقيل لا تكون المُساعاةُ إلاَّ في الإماء وخُصِّصْنَ بالمُساعاةِ دونَ الحرائِر لأَنُهنَّ كنَّ يَسْعَيْنَ على مَواليهِنَّ فيَكْسِبْنَ لهم بضَرائِب كانت عليهِنَّ ونقول زَنى الرجلُ وعَهَرَ فهذا قد يكون بالحُرَّةِ والأَمَة ولا تكون المُساعاةُ إلا في الإماءِ خاصَّة وفي الحديث إماءٌ ساعَيْنَ في الجاهِليَّةِ وأُتِيَ عُمَرُ برجل ساعى أَمَةً وفي الحديث لا مُساعاةَ في الإسْلامِ ومن ساعى في الجاهِلِيَّةِ فقد لَحِقَ بِعَصَبَتهِ المُساعاةُ الزِّنا يقال ساعَت الأَمَةُ إذا فَجَرَت وساعاها فلان إذا فَجَرَ بها وهو مُفاعَلَةٌ من السَّعْيِ كأَنَّ كلّ واحد منهما يَسْعى لصاحِبه في حصول غَرَضهِ فأَبْطَلَ الإسلامُ شرَّفه الله ذلِك ولم يُلْحِقِ النَّسبَ بها وعَفا عَمَّا كان منها في الجاهلية ممن أُلحِقَ بها وفي حديث عمرَ أَنه أُتِيَ في نساءٍ أَو إماءٍ ساعَيْنَ في الجاهِلِيَّة فأَمَرَ بأَوْلادِهِنَّ أن يُقَوَّموا على آبائهم ولا يُسْتَرَقُّوا معنى التقويم أَن تكون قيمَتُهم على الزانينَ لمِوالي الإماء ويكونوا أَحراراً لاحِقي الأَنْسابِ بآبائِهِم الزُّناةِ وكانَ عُمَرُ رضي الله عنه يُلْحِقُ أَولادَ الجاهِليَّة بمن ادَّعاهُمْ في الإسْلامِ على شَرْطِ التَّقويم وإذا كان الوَطْءُ والدَّعْوى جميعاً في الإسلام فدَعْواهُ باطِلَة والوَلَد مملوكٌ لأَنه عاهِرٌ قال ابن الأَثير وأَهلُ العلم من الأَئِمَّة على خلاف ذلك ولهذا أَنكروا بأَجمَعِهم على مُعاوية في استلحاقه زياداً وكان الوَطْءُ في الجاهِلية والدَّعْوى في الإسلام قال أَبو عبيد أَخبرني الأَصمعي أَنه سَمِعَ ابن عَوْنٍ يَذكُر هذا الحديث فقال إن المُساعاةَ لا تكونُ في الحَرائِرِ إنما تكون في الإماء قال الأَزهري من هُنا أُخِذ اسْتِسْعاءُ العَبْدِ إذا عَتَقَ بعضه ورَقَّ بَعْضُه وذلك أَنه يَسْعى في فَكاكِ ما رَقَّ من رَقَبَتهِ فيعمَلُ فيه ويَتَصَرَّف في كسْبهِ حتى يَعْتِق ويسمى تصرفه في كَسبه سعايَةً لأَنه يَعْمل فيه ومنه يقال اسْتُسُعِيَ العَبْدُ في رَقَبَتهِ وسُوعِيَ في غَلَّتهِ فالمُسْتَسْعى الذي يُعْتِقُه مالكُه عند مَوْتهِ وليسَ له مالٌ غيرهُ فيَعْتِقُ ثُلُثُه ويُسْتَسْعى في ثُلُثَيْ رقبته والمُساعاة أن يُساعِيَه في حياتهِ في ضريبَتهِ وساعي اليَهود والنَّصارى هو رئيسُهُم الذي يَصْدرون عن رَأْيِهِ ولا يَقْضونَ أَمْراً دونَه وهو الذي ذكَرَه حُذَيْفَةُ في الأَمانَةِ فقال إن كان يَهودِيّاً أو نَصْرانِيّاً لَيَرُدّنَّهُ عَلَيَّ ساعيهِ وقيل أَراد بالسَّاعي الوالِيَ عليه من المُسْلِمينَ وهو العامِل يقول يُنْصِفُني منه وكلّ من وليَ أَمر قوم فهو ساعٍ عليهم وأَكثر ما يُقال في وُلاةِ الصَّدَقة يقال سَعى علَيها أَي عَمِلَ عَليها وسَعْيَا مقصور اسم مَوْضع أَنشد ابن بري لأُخْتِ عمروٍ ذي الكَلْب ترثيه من قصيدة أولها كُلُّ امْرئٍ بطوال العَيْشِ مَكْذوبُ وكلُّ مَنْ غالَبَ الأَيّامَ مَغْلوبُ أَبْلِغْ بَني كاهِلٍ عَنّي مُغَلْغَلَةً والقَوْمُ من دونِهِم سَعْيَا ومَرْكُوبُ قال ابن جني سَعْيَا من الشَّاذِّ عندي عن قياسِ نظائره وقياسه سَعْوى وذلك أَن فَعْلى إذا كانت اسماً مما لامُه ياءٌ فإنَّ ياءَهُ تُقلَب واواً للفرق بين الاسم والصفة وذلك نحو الشَّرْوَى والبَقْوى والتَّقْوى فسَعْيَا إذاً شاذَّةٌ في خُروجِها عن الأَصل كما شَذَّت القُصْوى وحُزْوى وقولهم خُذِ الحُلْوى وأَعْطِهِ المُرّى على أَنه قد يجوز أَن يكون سَعْيَا فَعْلَلاً من سَعَيْت إلاَّ أَنَّه لم يَصْرِفه لأَنه علَّقه على المَوْضِع عَلَماً مؤنَّثاً وسَعْيَا لغةٌ في شَعْيَا وهو اسمُ نَبِيٍّ من أَنبِياء بَني إسرائيل

سفا
السَّفَا الخِفَّةُ في كلّ شيء وهو الجَهْلُ والسَّفَا مَقصورٌ خِفَّة شَعَر الناصِيَة زاد الجوهري في الخَيْل وليس بمَحْمود وقيل قِصَرُها وقِلَّتُها يقال ناصِيَةٌ فيها سَفاً وفرسٌ أَسْفى إذا كان خَفيفَ الناصِيَة وأَنشد أَبو عبيد لسلامة بن جندل ليس بأَسْفى ولا أَقْنى ولا سَغِلٍ يُسْقى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ والأُنْثى سَفْواء وقال ثعلب هو السَّفاءُ ممدود وأَنشد قلائِصُ في أَلْبانِهِنّ سَفاءُ أَي في عُقُولِهِنَّ خِفَّةٌ استعاره للبن أَي فيه خِفَّةٌ ابن الأَعرابي سَفا إذا ضَعُفَ عَقْلُه وسَفا إذا خَفَّ رُوحُه وسَفا إذا تَعَبَّد وتواضع لله وسِفا إذا رَقَّ شَعْرهُ وجَلِحَ لُغة طَيّءٍ الجوهري الأَصمعي الأَسْفى من الخيل القليل الناصيَة والأَسْفى من البغالِ السريعُ قال ولا يقال لشيءٍ أَسْفى لخِفَّةِ ناصِيتهِ إلا للفرس قال ابن بري الصحيح عن الأَصمعي أَنه قال الأَسْفَى من الخيل الخفيفُ الناصية ولا يقال للأُنثى سَفْواءُ والسَّفْواءُ في البغالِ السريعة ولا يقال للذكرِ أَسْفَى قال وقول الجوهري في حكايته عن الأَصمعي الأَسْفى من البغالِ السريعُ ليس بصحيحٍ قال ومما يشهد بأَنه يقال للفرس الخفيفة الناصيةِ سفواءُ قول الشاعر بل ذات أكْروُمَةٍ تَكَنَّفها ال أَحْجارُ مَشْهورةٌ مَواسِمُها ليست بشامِيَّةِ النِّحاسِ ولا سَفْواءَ مَضْبُوحةٍ مَعاصِمُها وبَغْلَةٌ سَفْواءُ خفيفةٌ سريعةٌ مُقْتَدرة الخَلْقِ مُلَزَّزَة الظَّهْرِ وكذلك الأَتانُ الوَحْشِيَّة قال دُكَينُ بنُ رَجاءٍ الفُقَيْمي في عمر بنِ هُبَيرة وكان على بغلةٍ مُعْتَجِراً ببُرْدٍ رفيعٍ فقال على البديهة جاءت به مُعْتَجِراً ببُرْدِهِ سَفْواءُ تَرْديُ بنَسِيجِ وَحْدِهِ مُسْتَقْبِلاً حَدَّ الصَّبا بحَدِّهِ كالسَّيْفِ سُلَّ نَصْلُه من غِمْدِه خَيْرَ أَميرٍ جاءَ من مَعَدِّه مِنْ قَبْلِه أَو رافِدٍ من بَعْدِه فكلُّ قيسٍ قادِحٌ من زَنْدِه يَرْجُونَ رَفْعَ جَدِّهِم بجَدِّه فإنْ ثَوَى ثوَى النَّدى في لَحْدِه واخْتَشَعَتْ أُمَّتُه لِفَقْدهِ قال أَبو عبيدة في قوله سَفْواءُ في البيت إنها الخفيفة الناصية وذلك مما تُمْدَح به البغال وأَنكر هذا الأَصمعي وقال سَفْواء هنا بمعنى سريعة لا غير وقال في موضع آخر ويُسْتَحَبُّ السَّفا في البغال ويكره في الخيل والأَسْفى الذي تَنْزِعهُ شَعْرةٌ بيضاءُ كُمَيْتاً كان أَو غيرَ ذلك عن ابن الأَعرابي وخَصَّ مرّةً به السَّفا الذي هو بياضُ الشَّعَرِ الأَدْهم والأَشْقَرِ والصِّفة كالصِّفة في الذكر والأُنثى وسَفا في مَشْيهِ وطَيَرانهِ يَسْفُو سُفُوّاً أَسرَع وسَفَت الريحُ التُّرابَ تَسْفِيه سَفْياً ذَرَتْه وقيل حمَلَتْه فهو سَفِيٌّ وتَسْفي الوَرَق اليبسَ سَفْياً وتُرابٌ سافٍ مَسْفِيٌّ على النسب أَو يكون فاعلاً في معنى مفعولٍ وحكى ابن الأَعرابي سَفَتِ الريحُ وأَسْفَتْ فلم يُعَدِّ واحداً منهما والسافِياءُ الريحُ التي تَحْمِلُ تراباً كثيراً على وجه الأَرض تَهْجُمُه على الناس قال أَبو دُواد ونُؤْي أَضَرَّ به السافِياء كدَرْسٍ من النُّونِ حينَ امَّحَى قال والسَّفى هو اسمُ كلِّ ما سَفَتِ الريحُ من كلِّ ما ذكرت ويقال السافِياءُ الترابُ يذهَبُ مع الريح وقيل السافِياءُ الغُبارُ فقط أَبو عمرو السَّفَى اسمُ الترابِ وإنْ لم تَسْفِه الريح والسَّفاةُ أَخصُّ منه وأَنشد ابن بري فلا تَلْمِسِ الأَفْعى يَداكَ تُرِيدُها ودَعْها إذا ما غَيَّبَتها سَفاتُها وفي حديث كعب قال لأَبي عثمان النَّهْدي إلى جانِبِكم جبلٌ مُشْرِفٌ على البَصْرَة يُقالُ له سَنامٌ قال نَعَم قال فهل إلى جانِبِه ماءٌ كثيرُ السافي ؟ قال نعم قال فإنه أَوَّلُ ما يَرِدهُ الدَّجّالُ من مِياهِ العَرب السافي الريحُ التي تَسْفي الترابَ وقيل للتُّراب الذي تَسْفِيه الريحُ أَيضاً سافٍ أَي مَسْفِيٌّ كماءٍ دافقٍ أَي مدفوقٍ والماءُ السافي الذي ذكَرَه هو سَفَوانُ وهو على مَرْحَلة من باب المِرْبَد بالبَصْرة قال غيره سَفَوانُ بالتحريك موضع قُرْبَ البَصْرة قال نافعُ بنُ لَقِيطٍ وقيل هو لمَنْظُورِ ابنِ مَرْثَدٍ جارية بسَفَوانَ دارُها تَمْشي الهُوَيْنا ساقِطاً خِمارُها قد أَعْصَرتْ أَو قد دَنا إعْصارُها والسَّفى الترابُ وخصَّ ابن الأَعرابي به الترابَ المُخْرَج من البئرِ أَو القَبْر أَنشد ثعلب لكثير وحالَ السَّفى بيني وبينَك والعِدا ورَهْنُ السَّفا غَمْرُ النَّقيبَةِ ماجِدُ قال السَّفى هنا ترابُ القبر والعِدَا الحجارة والصُّخور تُجْعَلُ على القبر وقال أَبو ذؤيب الهذلي يصف القَبْرَ وحُفَّاره وقد أَرْسَلوا فُرّاطَهُم فتَأَثَّلوا قَلِيباً سَفاهَا كالإماءِ القَواعِدِ قوله سَفاها الهاءُ فيه للقليب أَراد أَيضاً ترابَ القبر شبَّهه بالإماء القَواعِد ووجه ذلك أَن الأَمة تقعد مستوفزة للعمل والحرة تقعد مطمئنَّة متربِّعة وقيل شبَّه التراب في لينه بالإماء القواعد وهُنَّ اللَّواتي قعدنَ عن الوَلَد فاجتَمَع عليهِنّ ذِلَّة الرِّق والقُعودِ فلِنَّ وذَلَلْن واحدتُه سَفاةٌ ابن السِّكِّيت السَّفى جمعُ سَفاةٍ وهي ترابُ القُبورِ والبئرِ والسَّفى ما سَفَتِ الريحُ عليكَ من التراب وفِعْلُ الريح السَّفْيُ والسَّوافي من الرِّياحِ اللَّواتي يَسْفِين الترابَ والسَّفى السَّحاب والسَّفى شَوْكُ البُهْمَى والسُّنْبُلِ وكلِّ شيء له شَوْك وقال ثعلب هي أَطراف البُهْمَى والواحدة من كل ذلك سَفاة وأَسْفَتِ البُهْمَى سَقَط سَفاها وسَفِيَ الرجلُ سَفىً مثل سَفِهَ سَفَهاً وسَفاءً مثلُ سَفِهَ سَفاهاً أَنشد ثعلب لها مَنْطِقٌ لا هِذْرِيانٌ طَمى به سَفاءٌ ولا بادي الجَفاءِ جَشيبُ والسَّفِيُّ كالسَّفيه وأَسْفى الرجلُ إذا أَخَذَ السَّفى وهو شَوْكُ البُهْمى وأَسْفى إذا نَقَل السَّفى وهو التُّرابُ وأَسْفى إذا صارَ سَفِيّاً أَي سَفيهاً وقال اللحياني يقال للسَّفيه سَفِيٌّ بَيِّنُ السَّفاء ممدود وسافاهُ مسافاةً وسِفاءً إذا سافَهَه وقال إنْ كنتَ سافِيَّ أَخا تَميمِ فَجِيءْ بِعِلْجَيْنِ ذَوَيْ وَزيمِ بِفارِسّيٍ وأَخٍ للرُّومِ كِلاهما كالجَمَلِ المَخْزومِ ويروى المَحْجوم قال ابن بري ويروى إن سَرَّكَ الرِّيُّ أَخا تَميمِ والوَزيمُ اكْتِنازُ اللَّحْم وأَسْفى الزرعُ إذا خَشُنَ أَطْرافُ سُنْبُلهِ والسَّفاءُ بالمدِّ الطَّيْشُ والخِفَّة قال ابن الأَعرابي السَّفاءُ من السَّفى كالشَّقاء من الشَّقى قال الشاعر فَيا بُعْدَ ذاك الوَصْلِ إنْ لم تُدانِهِ قَلائِصُ في آباطِهِنَّ سَفاءُ وأَسْفاهُ الأَمْرُ حَمَلَهُ على الطَّيْشِ والخِفَّةِ وأَنشد لعمرو بن قَميئة يا رُبَّ من أَسْفاهُ أَحْلامُهُ إنْ قيلَ يَوماً إنَّ عَمْراً سَكورْ أَي أَطاشَه حلْمُه فغَرَّه وجَرّأَه وأَسْفى الرجلُ بصاحِبهِ أَساءَ إليه ولعلَّه من هذا الذي هو الطَّيْش والخِفَّة قال ذو الرُّمة عَفَتْ وعُهودُها مُتَقادِماتٌ وقد يُسْفي بِك العَهْدُ القديمُ كذا رواه أَبو عمرو يُسْفي بك وغيرهُ يَروْيه يَبْقى لك والسَّفاءُ انْقِطاعُ لَبَنِ الناقةِ قال وما هي إلاَّ أَنْ تُقَرِّبَ وَصْلَها قَلائِصُ في أَلبانِهِنَّ سَفاءُ وسِفْيانُ وسَفْيانُ وسُفْيانُ اسمُ رجل يُكْسر ويفتح ويضم

( سقي ) السَّقْيُ معروف والاسم السُّقْيا بالضم وسَقاهُ اللهُ الغيثَ وأَسْقاهُ وقد جَمَعَهما لَبيدٌ في قوله سَقى قَوْمي بني مَجْدٍ وأَسْقى نُمَيْراً والقبائِلَ من هِلالِ ويقال سَقَيْته لشَفَتِه وأَسْقَيْته لِماشيَتهِ وأَرْضِهِ والاسْمُ السِّقْيُ بالكسر والجمعُ الأَسْقِيَةُ قال أَبو ذؤيب يَصِفُ مُشْتارَ عَسَل فجاءَ بمَزْجٍ لم يَرَ الناسُ مِثْلَهُ هو الضَّحْكُ إلاَّ أَنه عَمَلُ النَّحْلِ يَمانيةٍ أَجْبى لها مَظَّ مائِدٍ وآلِ قُراسٍ صَوْبُ أَسْقِيَةٍ كُحْلِ قال الجوهري هذا قول الأَصمعي ويرويه أَبو عبيدة صوبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ وهما بمعنىً قال ابن بري والمَزْجُ العَسَل والضَّحْكُ الثَّغْرُ شبَّه العَسَل به في بياضهِ ويمانِيةٍ يريدُ به العَسَلَ والمَظُّ رمّانُ البَرِّ والأَسْقِيةُ جمع سِقْيٍ وهي السَّحابة وكُحْلٍ سودٍ أَي سحائبَ سودٍ يقول أَجْبى نَبْتَ هذا الموضِعِ صَوْبُ هذه السحائب ابن سيده سَقاهُ سََقْياً وسَقَّاهُ وأَسْقاه وقيل سَقاه بالشَّفَة وأَسْقاهُ دَلَّهُ على موضعِ الماء سيبويه سَقاهُ وأَسْقاهُ جَعَل له ماءً أو سِقْياً فسَقاه ككسَاه وأَسْقى كأَلْبَس أَبو الحسن يذهَبُ إلى التسوية بين فَعَلْت وأَفْعَلْت وأَنَّ أَفْعَلْت غيرُ مَنْقولَة من فَعَلْت لضَرْب من المَعاني كنَقْل أَدخلت والسَّقْيُ مصدرُ سَقَيْتُ سَقْياً وفي الدعاء سَقْياً له ورَعْياً وسَقَّاهُ ورَعّاه قال له سَقْياً ورَعْياً وسَقَّيْت فلاناً وأَسْقَيْته إذا قُلت له سَقاكَ اللهُ قال ذو الرُّمة وقَفْتُ على رَبْعٍ لِمَيَّةَ ناقَتي فما زِلْتُ أُسْقي رَبْعَها وأُخاطِبُهْ وأُسْقيهِ حتى كادَ ممَّا أُبِثُّه تُكَلِّمُني أَحْجارُهُ ومَلاعِبُهْ قال ابن بري والمعروف في شعره فما زِلْتُ أَبْكي عندهَ وأُخاطِبُهْ والسِّقْيُ ما أَسْقاهُ إيّاهُ والسِّقْيُ الحَظّ من الشُّرْبِ يقال كَمْ سِقْيُ أَرْضِكَ أَي كَمْ حَظُّها من الشُّرْبِ ؟ وأَنشد أَبو عبيد لعبد الله بن رواحة هُنالِكَ لا أُبالي نَخْلَ سِقْيٍ لا بَعْلٍ وإنْ عَظُمَ الأَتاءُ ويقال سَقْيٌ وسِقْيٌ فالسَّقْيُ بالفتح الفعْل والسِّقْيُ بالكسر الشِّرْب وقد أَسْقاه على رَكِيَّته وأَسْقاهُ نهراً جعله له سِقْياً وفي حديث عمر رضي الله عنه أنَّ رجلاً من بني تَميم قال له يا أَمير المؤْمنين أَسْقِني شَبَكَةً على ظَهْرِ جَلاّل الشَّبَكة بِئارٌ مُجْتَمِعة أَي أَجْعَلْها لي سِقْياً وأَقْطِعْنيها تكون لي خاصَّة التهذيب وأَسْقَيْتُ فلاناً رَكِيَّتي إذا جَعَلْتها له وأَسْقَيْته جَدْولاً من نَهْري إذاجَعَلْت له منه مَسْقىٌ وأَشْعَبْتَ له منه وسَقَّيْته الماءَ شُدِّدَ للكثرة وتساقى القَوْمُ سَقى كلُّ واحدٍ صاحِبَه بِجِمام الإناءِ الذي يَسْقيان فيه قال طَرَفة بن العبد وتَساقى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً وعلى الخَيْلِ دِماءٌ كالشَّقِرْ وقول المتنخل الهذلي مُجَدَّلٌ يَتَسَقَّى جِلْدُهُ دَمَه كما تَقَطَّر جِذعُ الدَّومَةِ القُطُلُ أَي يتَشَرَِّبه ويروى يَتَكَسَّى من الكِسْوة قال ابن بري صواب إنشاده مُجَدَّلاً لأَن قبله التارك القِرْنِ مُصْفَرّاً أَنامِلُهُ كأَنَّهُ منْ عُقارٍ قَهْوَةٍ ثَمِلُ وفي الحديث أَعْجَلْتُهم أَنْ يَشْربوا سِقْيَهُم هو بالكسر اسم للشّيْءِ المُسْتَقى والمِسْقاة والمَسْقاة والسِّقاية موضعُ السَّقْي وفي حديث عثمان أَبلَغْتُ الرَّاتِعَ مَسْقاتَهُ المَسْقاةُ بالفتح موضع الشُّرْب وقيل هو بالكسر آلةُ الشُّرْب والميم زائدة قال ابن الأَثير
( * قوله « قال ابن الأثير إلخ » عبارة النهاية يريد إنه رفق برعيته ولان لهم في السياسة كمن خلى المال إلخ ) أَراد أَنه جمع له بين الأَكل والشُّرْبِ ضربه مثلاً لرِفْقِه برَعِيَّتهِ ولان لهم في السياسة كمن خَلَّى المالَ يَرْعى حيث شاء ثم يُبلِغُه الوِرْد في رِفْقٍ ومن كسر الميم جعلها كالآلة التي هي مِسْفاةُ الديك والمَسْقى وقتُ السَّقْيِ والمِسْقاةُ ما يُتَّخذ للجِرار والكيزان تُعَلَّق عليه والساقية من سواقي الزَّرع نُهَيْر صغيرٌ الأَصمعي السَّقِيُّ والرَّمِيُّ على فعيل سَحابَتان عظيمتا القَطْر شَدِيدتا الوقع والجمع أَسْقِيةٌ والسِّقايةُ الإناءُ يُسْقى به وقال ثعلب السِّقايةُ هو الصاع والصُّواع بعينه والسِّقايةُ الموضع الذي يُتَّخذ فيه الشَّراب في المواسم وغيرها والسِّقاية في القرآن الصُّواع الذي كان يَشْرَب فيه الملِك وهو قوله تعالى فلما جَهَّزَهم بجَهازِهم جَعل السِّقاية في رَحْل أَخيه وكان إناءً من فِضَّةٍ كانوا يَكيلون الطعام به ويقال للبيت الذي يُتَّخذ مَجْمَعاً للماء ويُسْقى منه الناسُ السِّقاية وسِقاية الحاجِّ سَقْيُهم الشراب وفي حديث معاوية أَنه باعَ سِقايةً من ذهب بأَكثر من وزْنِها السِّقايةُ إناءٌ يُشرب فيه وسِقاية الماء معروفة وقال الفراء في قوله تعالى وإن لكم في الأَنعامِ لعِبْرةً نُسْقِيكُم مما في بُطونهِ وقال في موضع آخر ونُسْقِيَه مما خلقْنا أَنعاماً العرب تقول لكل ما كان من بطون الأَنعام ومن السماء أَو نهَر يَجْري لقوم أَسْقَيْت فإذا سَقاكَ ماءً لشَفَتِك قالوا سَقاهُ ولم يقولوا أَسْقاهُ كما قال تعالى وسَقاهم ربهم شراباً طَهُوراً وقال والذي هو يُطْعِمُني ويَسْقِينِ وربما قالوا لِما في بطون الأَنْعام ولِماءٍ السماء سَقى وأَسْقى كما قال لبيد سَقى قومي بَني مَجْدٍ وأَسْقى نُمَيْراً والقَبائِلَ من هِلالِ وقال الليث الإسْقاءُ من قولك أَسْقَيْتُ فلاناً نهَراً أَو ماءً إذا جعلت له سِقْىاً وفي القرآن ونَسْقيه مما خَلقْنا أَنْعاماً من سَقى ونُسقيه من أَسْقى وهما لغتان بمعنى واحد أَبو زيد اللهم أَسْقِنا إسْقاءً إرْواءً وفي الحديث كلُّ مأْثَرةٍ من مآثِر الجاهلية تحت قدميَّ إلا سِقايةَ الحاجِّ وسِدانةَ البيت هي ما كانت قريش تَسْقِيه الحُجَّاج من الزَّبيب المُنْبُوذِ في الماء وكانَ يليها العباسُ بن عبد المطلب في الجاهلية والإسلام وفي الحديث أَنه تَفَلَ في فمِ عبد الله بن عامر وقال أَرجو أَن تكون سِقاءً أَي لا تعطَش والسِّقاءُ جلدُ السَّخْلة إذ أَجْذَعَ ولا يكون إلاَّ للماء أَنشد ابن الأَعرابي يَجُبْن بنا عَرْضَ الفَلاةِ وما لنا عليهنَّ إلاَّ وخْدَهُنَّ سِقاءُ الوَخْدُ سَيْرٌ سهلٌ أَي لا نحتاج إلى سِقاءٍ للماء لأَنهنّ يَرِدْنَ بنا الماءَ وقتَ حاجتِنا إليه وقبل ذلك والجمع أََسِْقيةٌ وأَسْقِيات وأَساقٍ جمع الجمع وأَسْقاهُ سِقاءً وهَبَه له وأَسْقاهُ إهاباً أَعطاه إيَّاه ليَدْبُغَه ويتَّخِذ منه سِقاءً وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للذي اسْتَفْتاه في ظَبْيٍ رماه فقتله وهو مُحْرِم فقال خُذْ شاةً من الغنم فتصدَّقْ بلحمِها وأَسْقِ إهابَها أَي أَعْطِ إهابها مَن يتخذهُ سِقاءً ابن السكيت السِّقاءُ يكون للِّبن والماء والجمع القليل أَسْقِيَةٌ وأَسْقِياتٌ قال أَبو النجم ضُرُوعُها بالدَّوِّ أَسْقِياتُهُ والكثير أَساقٍ والوَطْبُ للبَنِ خاصَّة والنِّحْيُ للسَّمن والقِرْبَةُ للماءِ والسِّقاءُ ظَرْفُ الماءِ من الجلد ويُجمع على أَسْقِيةٍ وقيل السِّقاءُ القِرْبةُ للماء واللَّبَن ورجلٌ ساقٍ من قوم سُقَّاءٍ وسَقَّائِينَ
( * قوله « من قوم سقاء وسقائين » هكذا في الأصل وهي عبارة المحكم ونصه ورجل ساق من قوم

سقى
أي بضم السين وتشديد القاف منوناً وسقاء بضم السين وتشديد القاف وسقاء بالفتح والتشديد على التكثير من قوم سقائين ) والأُنثى سَقَّاءَة وسَقَّاية الهمْزُ على التذكير والياءُ على التأْنيث كشقاءٍ وشَقاوةٍ وفي المثل اسقِ رَقاشِ إنها سَقَّايهْ ويروى سَقَّاءَهْ وسَقَّايةٌ على التكثير والمعنى واحد وهذا المثل يضرب للمحسن أَي أَحْسِنوا إليه لإحْسانهِ عن أَبي عبيد واسْتَقى الرجلَ واسْتَسْقاه طَلب منه السَّقْيَ وفي الحديث خرج يَسْتَسْقي فقلب رِداءَه وتكرر ذكر الاسْتِسْقاء في الحديث وهو اسْتِفْعال من طَلب السُّقْيا أَي إنْزال الغَيْثِ على البلادِ والعِبادِ يقال اسْتَسْقى وسَقى اللهُ عبادَه الغَيْثَ وأَسْقاهم والاسم السُّقْيا بالضم واسْتَسْقَيْت فلاناً إذا طلبت منه أَن يَسقِيَك واستَقى من النهَر والبئرِ والرَّكِيَّة والدَّحْل استِقاءً أَخذ من مائها وأَسْقَيْت في القِرْبة وسَقَيْتُ فيها أَيضاً قال ذو الرمة وما شَنَّتا خَرْقاءَ واهِيتَا الكُلى سَقى فيهما ساقٍ ولمَّا تَبَلّلا بأَضْيَعَ من عينيك للدّمع كلّما تعرّفْتَ داراً أَو توهَّمتَ منزِلا وهذا الشعر أَنشده الجوهري وما شَنَّتا خَرْقاءَ واهٍ كُلاهُما سَقَى فيهما مستعجِلٌ لم تَبلّلا والصواب ما أوردناه وقول القائل فجعلوا المُرّان أَرْشِيةَ المَوْت فاستَقَوْا بها أَرواحَهُم إنما استعارهَ وإن لم يكن هناك ماءٌ ولا رِشاءٌ ولا استِقاءٌ وتَسَقَّى الشيءُ قَبِلَ السَّقْيَ وقيل ثَرِيَ أَنشد ثعلب للمَرّار الفَقْعَسي هنيئاً لخُوطٍ من بَشامٍ تَرُفُّه إلى بَرَدٍ شُهْدٌ بهنَّ مَشُوبُ بما قد تَسَقَّى من سُلافٍ وضَمَّهُ بَنانٌ كهُدَّابِ الدِّمَقْسِ خَضيبُ وزرعٌ سِقْيٌ ونخلٌ سِقْيٌ للذي لا يعيش بالأَعْذاءِ إنما يُسقى والسَّقيُ المصدر وزرع سِقيٌ يُسْقى بالماء والمَسقَويُّ كالسِّقْى حكاه أَبو عبيد كأَنه نسبهَ إلى مَسقىً كَمرْمىً ولا يكون منسوباً إلى مَسقيٍّ لأَنه لو كان كذلك لكانَ مَسْقيٌّ وقد صرح سيبويه بذلك وزرع مَسْقَويٌّ إذا كان يُسقى ومَظْمَئِيٌّ إذا كان عِذْياً قال ذلك أَبو عبيد وأَنكره أَبو سعيد الجوهري المَسْقَوِيُّ من الزرع ما يُسقى بالسَّيْح والمَظْمَئيُّ ما تَسقِيه السماء وهو بالفاء تصحيف وفي حديث معاذ في الخراج وإن كان نَشْرُ أَرضٍ يُسلِمُ عليها صاحِبُها فإنهُ يخرج منها ما أُعطي نَشْرُها رُبْعَ المَسقَويِّ وعشر المَظْمَئِيِّ المَسْقَوِيُّ بالفتح وتشديد الياء من الزرع ما يُسقى بالسَّيْح والمَظَمئيُّ ما تسقيه السماءُ وهما في الأَصل مصدرا أَسقى وأَظْمأَ أَو سَقى وظمِئَ منسوباً إليهما والسَّقِيُّ المَسْقِيُّ والسَّقيُّ البَرْدِيُّ واحدته سَقِيَّةٌ وهي لا يفوتُها الماءُ وسمِّيَ بذلك لنَباته في الماء أَو قريباً منه قال امرؤ القيس وكَشْح لطِيف كالجَديلِ مُخَصَّر وساق كأُنبُوب السَّقِيِّ المُذَلَّلِ وقال بعضهم أَراد بالأُنبُوبِ أُنبُوبَ القصب النابت بين ظَهرانَيْ نخل مَسْقِيٍّ فكأَنه قال كأَُنبوب النخل السَّقِيِّ أَي كقصب النخل أَضافه إليه لأَنه نبَت بين ظَهْرانَيه وقيل السَّقِيُّ البرْديٌّ الناعمُ وأَصله العُنْقَرُ يشبَّه به ساقُ الجارية ومنه قوله على خَبَندى قصبٍ مَمْكورِ كعُنْقُران الحائِر المسْكُورِ والواحدة سَقِيَّةٌ قال عبد الله بن عَجْلان النَّهدي جديدة سِرْبالِ الشَّبابِ كأَنها سَقِيَّةُ بَردِيٍّ نَمَتْها غُيولُها والسَّقِيُّ أَيضاً النخل وفي الحديث أَنه كان إمام قومه فمرَّ فتىً بناضِحِه يريدُ سَقِيّاً وفي رواية يريد سَقِيَّة السَّقِيُّ والسَّقِيَّةُ النخل الذي يُسقى بالسَّواني أَي الدوالي والسَّقْيُ والسِّقْيُ ماءٌ يقع في البطن وأَنكر بعضهم الكسر وقد سَقى بطنهُ واستَسْقي وأَسْقاه الله والسِّقيُ ماءٌ أَصفر يقع في البطن يقال سَقى بطنهُ يَسْقي سَقْياً أَبو زيد استَسْقى بطنهُ استِسْقاءً أي اجتمع فيه ماءٌ أَصفر والاسم السِّقْيُ بالكسر وقال شمر السَّقْيُ المصدر والسِّقْيُ الاسم وهو السَّلى كما قالوا رَعْيٌ ورِعْيٌ وفي حديث عمران بن حصين أَنه سُقِيَ بطنهُ ثلاثين سنة يقال سُقِي بطنهُ وسَقى بطنُه واستَسْقى بطنهُ أَي حصل فيه الماء الأَصفر وقال أَبو عبيدة السِّقْيُ الماءُ الذي يكون في المَشِيمَة يخرج على رأْس الولد والسِّقْيُ جلدة فيها ماءٌ أَصفر تنشَقُّ عن رأْس الولد عند خروجه التهذيب والسِّقْيُ ما يكون في نفافيخَ بيض في شحم البطن وسَقى العِرْقُ أَمَدَّ فلم ينقطع وأَسقى الرجلَ إسْقاءً اغتابَه قال ابن أَحمر ولا عِلم لي ما نَوْطةٌ مُسْتَكِنَّةٌ ولا أَيُّ من فارَقْتُ أَسقى سقائيا قال شمر لا أَعرف قول أَبي عبيد أَسقى سِقائياً بمعنى اغتَبْتُه قال وسمعت ابن الأَعرابي يقول معناه لا أَدري من أَوعى فِيَّ الدَّاءَ قال ابن الأًعرابي يقال سَقَى زيدٌ عمراً وأَسْقاهُ إذا اغتابه غَيْبةً خبيثةً الجوهري أَسْقَيْته إذا عِبْته واغتبْته وسُقيَ قلبهُ عدواةً أُشْرِب ويقال للرجل إذا كرِّر عليه ما يكرههُ مراراً سُقِّيَ قلبهُ بالعدواة تَسْقية وسَقى الثوبَ وسَقَّاهُ أَشربه صِبغاً ويقال للثوب إذا صبغته سَقَيته مَنّاً من عُصْفُرٍ ونحو ذلك واستقى الرجل واستَسْقى تَقَيَّأَ قال رؤبة وكنتَ من دائك ذا أَقْلاسِ فاستَسْقِيَنْ بثمر القَسْقاسِ والمُساقاة في النخيل والكروم على الثُّلُثِ والرُّبُع وما أَشبهه يقال ساقى فلان فلاناً نخله أو كرْمَه إذا دفعه إليه واستعمله فيه على أَن يَعْمُرَه ويَسقِيَه ويقومَ بمصلحته من الإبارِ وغيره فما أَخرج الله منه فللعامل سهمٌ من كذا وكذا سَهْماً مما تُغِلُّه والباقي لمالِكِ النخل وأَهل العراق يُسَمُّونَها المُعاملة وفي حديث الحج وهو قائلٌ السُّقْىا السُّقيا منزلٌ بين مكة والمدينة قيل هي على يومين من المدينة ومنه الحديث أَنه كان يَسْتَعدِبُ الماءَ من بيوت السقيا

سكا
ابن الأَعرابي ساكاهُ إذا ضيَّق عليه في المطالبة وسكا إذا صغُر جسمه

سلا
سَلاهُ وسَلا عنه وسَلِيَه سَلْواً وسُلُوّاً وسُلِيّاً وسِلِيّاً وسُلْواناً نَسِيَه وأَسْلاهُ عنه وسَلاَّه فتَسَلَّى قال أَبو ذؤيب على أَن الفتى الخُثَمِيَّ سَلَّى بنَصْل السيفِ غَيْبة من يَغِيب أَراد عن غَيْبة من يَغِيب فحذف وأَوْصل وهي السَّلْوة الأَصمعي سَلَوْتُ عنه فأَنا أَسْلُو سُلُوّاً وسَلِىتُ عنه أَسْلى سُلِيّاً بمعنى سَلَوْت قال رؤبة مسْلم لا أَنْساك ما حَييتُ لو أَشرَبُ السُّلْوان ما سَلِيتُ ما بي غِنىً عنك وإن غَنِيتُ الجوهري وسَلاَّني من همِّي تَسلِيةً وأَسْلاني أَي كشَفَه عني وانْسَلَى عن الهَمُّ وتَسَلَّى يمعنًى أَي انكشَف وقال أَبو زيد معنى سَلَوْت إذا نَسِيَ ذكْره وذَهِلَ عنه وقال ابن شميل سَلِيت فلاناً أَي أَبْغَضْته وتركْته وحكى محمد بن حيان قال حضرْت الأَصمعي ونُصَيْرُ بنُ أَبي نُصَيرٍ يَعْرِض عليه بالرَّيِّ فأَجرى هذا البيت فيما عرض عليه فقال لنُصَير ما السُّلْوانُ ؟ فقال يقال إنه خَرَزةٌ تُسْحَق ويُشرَب ماؤُها فيورِث شارِبَه سَلْوةً فقال اسكُتْ لا يَسخَرْ منك هؤلاء إنما السُّلْوانُ مصدر قولك سَلَوْت أَسْلُو سُلْواناً فقال لو أَشْرب السُلْوان أَي السُّلُوَّ شُرْباً ما سَلَوْتُ ويقال أَسْلاني عنك كذا وكذا وسَلاَّني أَبو زيد يقال ما سَلِيتُ أَن أَقولَ ذلك أَي لم أَنْسَ ولكن ترَكْتهُ عَمْداً ولا يقال سَلِيتُ أَن أَقوله إلاَّ في معنى ما سَلِيت أَن أَقوله ابن الأَعرابي السُّلْوانَة خََرزَةٌ للبُغْضِ بعد المَحبَّة ابن سيده والسَّلْوَة والسُّلْوانة بالضم كلاهما خَرَزة شَفَّافَة إذا دَفَنُتها في الرمل ثم بَحَثْت عنها رأَيْتها سوداء يُسْقاها الإنسانُ فتُسْلِىه وقال اللحياني السُّلْوانةُ والسُّلْوانُ خَرَزة شفَّافة إذا دفَنْتها في الرمل ثم بَحَثْت عنها تُؤَخِّذُ بها النِّساءُ الرجالَ وقال أَبو عمرو السَّعْدي السُّلْوانة خَرَزة تُسْحَق ويُشْرَبُ ماؤُها فيَسْلُو شارِبُ ذلك الماءِ عن حُبِّ من ابْتُلِيَ بحُبِّه والسُّلْوانُ مايُشْرَبُ فيُسَلِّي وقال اللحياني السُّلْوانُ والسُّلْوانةُ شيءٌ يُسْقاهُ العاشِقُ ليَسْلُوَ عن المرأَة قال وقال بعضهم هو أَن يُؤْخَذَ من ترابِ قَبرِ مَيِّتٍ فيُذَرَّ على الماء فيُسْقاهُ العاشِقُ ليَسْلوَ عن المرأَة فيَموتَ حُبُّه وأَنشد يا لَيتَ أَنَّ لِقَلْبي من يُعَلِّلُه أَو ساقِياً فسَقاني عنكِ سُلْوانا وقال بعضهم السُّلْوانة بالهاء حصاةٌ يُسْقَى عليها العاشِقُ الماءَ فيَسْلُو وأَنشد شَرِبْتُ على سُلْوانةٍ ماءَ مُزْنَةٍ فلا وَجَدِيدِ العَيْشِ يا مَيُّ ما أَسْلو الجوهري السُّلْوانة بالضم خرزة كانوا يقولون إذا صُبَّ عليها ماءُ المطَرِ فشَرِبه العاشِقُ سَلا واسم ذلك الماء السُّلْوانُ قال الأَصمعي يقول الرجلُ لصاحبه سقيتني سَلْوَةً وسُلْواناً أي طيبت نفسيَ عنك وأَنشد ابن بري جعَلْتُ لعَرّافِ اليَمامةِ حُكْمَهُ وعَرّافِ نجْدٍ إنْ هُما شَفَياني فما ترَكا من رُقْيَةٍ يَعْلَمانِها ولا سَلْوَةٍ إلا بها سَقَياني وقال بعضهم السُّلْوان دواءٌ يُسْقاهُ الحزِينُ فيَسْلو والأَطِبَّاءُ يُسَمُّونه المُفَرِّحَ وفي التنزيل العزيز وأَنزَلْنا عليكمُ المَنَّ والسَّلْوى السَّلْوى طائِرٌ وقيل طائرٌ أَبيُ مثلاُ السُّمانَى واحدتُه سَلْواةٌ قال الشاعر كما انْتَفَضَ السَّلْواةُ من بَلَلِ القَطْرِ قال الأَخفش لم أَسمعْ له بواحدٍ قال وهو شَبيه أَن يكونَ واحِدهُ سَلْوى مثل جَماعتهِ كما قالوا دِفْلَى للواحِدِ والجماعةِ وفي التهذيب السَّلْوى طائرٌ وهو في غير القرآن العسل قال أَبو بكر قال المفسرون المَنُّ التَّرَنْجَبِينُ والسَّلْوى السُّمانَى قال والسَّلْوى عند العرب العَسل وأَنشد لوْ أُطْعِمُوا المَنَّ والسَّلْوى مَكانَهمُ ما أَبْصَرَ الناسُ طُعْماً فيهِمُ نَجَعا ويقال هو في سَلْوَة من العَيْش أَي في رَخاءٍ وغَفْلة قال الراعي أَخْو سَلْوَة مَسَّى به الليلُ أَمْلَحُ ابن السكيت السُّلْوة والسَّلْوة رَخاءُ العيش ابن سيده والسَّلْوى العَسل قال خالد بن زهير وقاسَمَها باللهِ جَهْداً لأَنْتُمُ أَلَذُّ من السَّلْوى إذا ما نَشُورُها أَي نأْخُذُها من خَلِيَّتِها يعني العسلَ قال الزجاج أَخْطأَ خالد إنما السَّلْوى طائرٌ قال الفارسي السَّلوى كل ما سَلاّكَ وقيل للعسل سَلْوى لأَنه يُسْلِيك بحلاوتهِ وتأَتِّيه عن غيره مما تَلْحَقُك فيه مَؤُونَة الطَّبْخ وغيرهِ من أَنواع الصِّناعة يَرُدُّ بذلك على أَبي إسحق وبنُو مُسْلِية حيٌّ من بَلْحرِثِ بن كَعْبٍ بطن والسُّلِيُّ والسُّلَيُّ واد قال الأَعشى وكأَنما تَبِعَ الصِّوارَ بشَخْصِها عَجْزاءُ تَرْزُقُ بالسُّلِيِّ عِيالَها ويروى بالسُّلَيِّ وكتابه بالأَلف
( * قوله « وكتابه بالألف » هكذا في الأصل ) والسَّلَى الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الوَلد يكون ذلك للناس والخيل والإبلِ والجمع أَسْلاءٌ وقال أَبو زيد السَّلَى لِفافَةُ الوَلد من الدَّوابِّ والإبل وهو من الناس المَشِيمةُ وسَلَيْتُ الناقة أَي أَخذْت سَلاها ابن السكيت السَّلى سَلى الشاةِ يُكْتبُ بالياء وإذا وصَفْت قلت شاةٌ سَلْياء وسَلِيَت الشاةُ تدَلَّى ذلك منها وهي إن نُزِعتْ عن وجهِ الفصِيل ساعةَ يُولَد وإلا قتَلتْه وكذلك إذا انقَطَع السَّلى في البَطْنِ فإذا خرجَ السَّلى سَلِمت الناقة وسَلِمَ الوَلد وإن انْقطعَ في بطنِها هَلَكتْ وهَلَك الوَلد وفي الحديث أَن المُشْرِكين جاؤُوا بسَلى جَزُورٍ قطَرَحُوه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يُصلِّي قيل في تفسيره السَّلى الجِلدُ الرقيقُ الذي يَخرَّجُ فيه الوَلد من بطْنِ أُمِّه مَلْفوفاً فيه وقيل هو في الماشية السَّلى وفي الناسِ المَشِيمة والأَوَّل أَشْبَه لأَنّ المَشِيمة تخرُج بعد الوَلد ولا يكون الولد فيها حين يخرج وفي المَثل وقَع القومُ في سَلى جَمَلٍ ووقع في سَلى جَمَلٍ أَي في أَمرٍ لا مَخْرَج له لأَن الجَمل لا سَلى له وإنما يكون للناقةِ وهذا كقولهم أَعَزُّ من الأَبْلَقِ العَقوقِ وبَيْضِ الأَنُوق وأَنشد ابن بري لجَحْل بن نضلة
( * قوله « ابن نضلة » هكذا في الأصل وفي القاموس وجحل ابن حنظلة شاعر )
لمَّا رأَتْ ماءَ السَّلَى مَشْروُبَها والفَرْثَ يُعْصَرُ في الإناءِ أَرَنَّتِ قال ومثل هذا الشعر في العروض قول ابن الخَرِعِ يا قُرَّةََ بنَ هُبَيْرةَ بن قُشَيِّرٍ يا سَيِّدَ السَّلَماتِ إنكَ تَظْلمُ وسَلِيَت الشاةُ سَلىً فهي سَلْياءُ انقطعَ سَلاها وسَلاها سَلْياً نزَعَ سَلاها وقال اللحياني سَلَيْت الناقة مددت سَلاها بعد الرَّحم وفي التهذيب سَلَيْت الناقة أَخذْت سَلاها وأَخْرَجْته الجوهري وسَلَّيْت الناقة أُسَلِّيها تَسْلِية إذا نزَعْت سَلاها فهي سَلْياءُ وقوله الآكِل الأَسْلاءِ لا يَحْفِلُ ضَوْءَ القَمَرِ ليس بالسَّلَى الذي تقدم ذكرهُ وإنما كَنَى به عن الأَفعال الخسيسة لخِسَّة السَّلَى وقوله لا يَحْفِلُ ضَوءَ القمرِ أَي لا يُبالي الشُّهَرَ لأَن القمر يَفْضَح المُكْتَتَم وفي حديث عمر رضي الله عنه لا يَدْخُلَنّ رجلٌ على مُغِيبَةٍ يقولُ ما سَلَيْتُمُ العامَ وما نَتَجْتُمُ العام أَي ما أَخَذْتُم منْ سَلَى ماشِيَتِكم وما وُلِدَ لكم ؟ وقيل يحتمل أَن يكون أَصله ما سَلأْتُمْ بالهمز من السِّلاءِ وهو السَّمْنُ فترك الهمز فصارت أَلِفاً ثم قُلبت الأَلفُ ياءً ويقال للأَمْرِ إذا فاتَ قدِ انقطع السَّلَى يُضْرب مثلاً للأَمْر يفوت وينقطِع الجوهري يقال انقطع السَّلَى في البطن إذا ذَهَبَت الحيلة كما يقال بَلَغَ السِّكِّينُ العظمَ ويقال هو في سَلْوةٍ من العيش أَي في رَغَد عن أَبي زيد وفي حديث ابن عمرو وتكون لكم سَلْوَةٌ من اليعش أَي نَعْمة ورفاهية ورَغَد يُسَلّيكم عن الهَمِّ والسُّلَيُّ وادٍ بالقرب من النِّباجِ فيه طَلْحٌ لبني عَبْسٍ قال كعب بن زهير في باب المراتي من الحماسة لعَمْرُك ما خَشِيتُ على أُبَيٍّ مَصارِعَ بين قَوٍّ فالسُّلَيِّ ولكنّي خَشِيتُ على أُبَيٍّ جَرِيرَةَ رُمْحِه في كلِّ حيِّ

سما
السُّمُوُّ الارْتِفاعُ والعُلُوُّ تقول منه سَمَوتُ وسَمَيْتُ مثل عَلَوْت وعَلَيْت وسَلَوْت وسَلَيْت عن ثعلب وسَمَا الشيءُ يَسْمُو سُمُوّاً فهو سامٍ ارْتَفَع وسَمَا به وأَسْماهُ أَعلاهُ ويقال للحَسيب وللشريف قد سَما وإذا رَفَعْتَ بَصَرك إلى الشيء قلت سَما إليه بصري وإذا رُفِعَ لك شيءٌ من بعيدٍ فاسْتَبَنْتَه قلت سَما لِي شيءٌ وسَما لِي شخصُ فلان ارْتَفَع حتى اسْتَثْبَتّه وسَما بصرهُ علا وتقول رَدَدْت من سامي طَرْفه إذا قَصَّرْتَ إليه نفسَه وأَزَلْت نَخْوته ويقال ذَهَبَ صيتهُ في الناس وسُماهُ أي صوته في الخير لا في الشر وقوله أَنشده ثعلب إلى جِذْمِ مالٍ قد نَهَكْنا سَوامَه وأَخْلاقُنا فيه سَوامٍ طَوامِحُ فسره فقال سَوامٍ تَسْمُو إلى كَرائِمِها فتَنْحَرُها للأَضيْاف وساماهُ عالاه وفلان لا يُسامَى وقد علا مَنْ صاماهُ وتَسامَوْا أَي تَبارَوْا وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ وإن صَمَتَ سَما وعلاهُ البَهاءُ أَي ارْتَفَع وعلا على جُلَسائه وفي حديث ابن زِمْلٍ رَجُل طُوال إذا تكلم يَسْمُو أَي يَعْلُو برأْسِه ويديه إذا تكلمَ وفلان يَسْمُو إلى المَعالِي إذا تَطاوَلَ إليها وفي حديث عائشة الذي رُوِيَ في أَهلِ الإفْكِ إنه لم يكن في نِساءِ النبيّ صلى الله عليه وسلم امرأَةٌ تُسامِيها غيرُ زَيْنَبَ فَعَصَمها الله تعالى ومعنى تُسامِيها أَي تُبارِيها وتُفاخِرُها وقال أَبو عمرو المُساماةُ المُفاخَرَةُ وفي الحديث قالت زينبُ يا رسولَ الله أَحْمِي سَمْعي وبَصَري وهي التي كانت تُسامِينِي منهنّ أَي تُعاليني وتفاخِرُني وهي مُفاعَلة من السُّموّ أَي تُطاوِلُنِي في الحُظْوة عنده ومنه حديث أَهلِ أُحُدٍ أَنهم خرَجُوا بسيُوفِهم يَتسامَوْنَ كأَنهمُ الفُحول أي يَتبارَوْنَ ويَتفاخَرُون ويجوز أَن يكون يَتداعَوْن بأَسمائهم وقوله أَنشده ثعلب باتَ ابنُ أَدْماءَ يُساوِي الأَنْدَرا سامَى طَعامَ الحَيِّ حينَ نَوَّرا فسره فقال سامَى ارتَفع وصَعِد قال ابن سيده وعندي أَنه أَراد كلَّما سَما الزرعُ بالنبات سَمَا هو إليه حتى أَدرَك فحَصده وسرَقه وقوله أَنشده ثعلب فارْفَعْ يَدَيْك ثُم سامِ الحَنْجَرا فسره فقال سامِ الحَنْجَر ارفع يدَيْك إلى حَلْقهِ وسماءُ كلِّ شيء أَعلاهُ مذكَّر والسَّماءُ سقفُ كلِّ شيء وكلِّ بيتٍ والسمواتُ السبعُ سمَاءٌ والسمواتُ السبْع أَطباقُ الأَرَضِينَ وتُجْمَع سَماءً وسَمَواتٍ وقال الزجاج السماءُ في اللغة يقال لكلّ ما ارتَفع وعَلا قَدْ سَما يَسْمُو وكلُّ سقفٍ فهو سَماءٌ ومن هذا قيل للسحاب السماءُ لأَنها عاليةٌ والسماءُ كلُّ ما عَلاكَ فأَظَلَّكَ ومنه قيل لسَقْفِ البيت سماءٌ والسماءُ التي تُظِلُّ الأَرضَ أُنثى عند العرب لأَنها جمعُ سَماءةٍ وسبق الجمعُ الوُحْدانَ فيها والسماءةُ أَصلُها سَماوةٌ وإذا ذُكِّرَت السماءُ عَنَوْا به السقفَ ومنه قول الله تعالى السماءُ مُنْفَطِرٌ به ولم يقل مُنْفَطِرة الجوهري السماءُ تذكَّر وتؤنَّث أَيضاً وأَنشد ابن بري في التذكير فلَوْ رفَعَ السماءُ إليه قَوْماً لَحِقْنا بالسماءِ مَعَ السَّحابِ وقال آخر وقالَتْ سَماءُ البَيْتِ فَوْقَك مُخْلقٌ ولَمَّا تَيَسَّرَ اجْتِلاءُ الرَّكائب
( * عجز البيت مختلّ الوزن )
والجمع أَسْمِيةٌ وسُمِيٌّ وسَمواتٌ وسَماءٌ وقولُ أُمَيَّةَ بنِ أَبي الصَّلْتِ له ما رأَتْ عَيْنُ البَصِير وفَوْقَه سَماءُ الإلَهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمائِيا
( * قوله « سبع سمائيا » قال الصاغاني الرواية فوق ست سمائيا والسابعة هي التي فوق الست )
قال الجوهري جَمعَه على فَعائل كما تُجْمَعُ سَحابة على سحائب ثم ردَّه إلى الأَصل ولم يُنَوِّنْ كما يُنَوَّنُ جوارٍ ثم نصَبَ الياء الأَخيرةَ لأَنه جعله بمنزلة الصحيح الذي لا يَنْصَرف كما تقول مررت بصحائفَ وقد بسط ابن سيده القولَ في ذلك وقال قال أَبو علي جاء هذا خارجاً عن الأَصل الذي عليه الاستعمال من ثلاثة أَوجه أَحدها أَن يكون جمَعَ سماءً على فعائل حيث كان واحداً مؤَنَّثاً فكأَنَّ الشاعرَ شَبَّهه بشِمالٍ وشَمائل وعَجُوز وعَجائز ونحو هذه الآحادِ المؤنَّثة التي كُسِّرت على فَعائل حيث كان واحداً مؤنثاً والجمعُ المستعملُ فيه فُعولٌ دون فَعائل كما قالوا عَناقٌ وعُنوقٌ فجمْعُه على فُعول إذا كان على مِثالِ عَناقٍ في التأْنيثِ هو المستعمل فجاء به هذا الشعر في سَمائِيَا على غير المستعمل والآخر أَنه قال سَمائي وكان القياس الذي غلب عليه الاستعمال سَمايا فجاء به هذا الشاعر لما اضطرَّ على القياس المتروك فقال سَمائي على وزن سَحائبَ فوقعَت في الطرَف ياءٌ مكسورٌ ما قبلها فلزم أَن تُقلَب أَلفاً إذ قُلِبَت فيما ليس فيه حرفُ اعتِلالٍ في هذا الجمع وذلك قولهم مَداري وحروف الاعتلال في سَمائي أَكثر منها في مَداري فإذا قُلِبت في مَداري وجب أَن تلزم هذا الضرب فيقال سماءَا
( * بياض بأصله ) الهمزة بين أَلفين وهي قريبة من الأَلف فتجتمع حروف متشابهة يُسْتَثقَلُ اجتماعُهُنَّ كما كُره اجتماعُ المثلين والمُتقاربَي المَخارج فأُدْغِما فأُبدِل من الهمزة ياءٌ فصار سَمايا وهذا الإبدال إنما يكون في الهمزة إذا كانت معترِضَة في الجمع مثل جمع سَماءٍ ومَطِيَّةٍ ورَكِيَّةٍ فكان جمع سَماءٍ إذا جُمع مكسَّراً على فعائل أَن يكون كما ذكرنا من نحو مَطايا ورَكايا لكن هذا القائل جعله بمنزلة ما لامُهُ صحيح وثبتت قبلَه في الجمع الهمزة فقال سَماءٍ كما قال جوارٍ فهذا وجهٌ آخرُ من الإخراج عن الأَصل المستعمَل والردِّ إلى القِياس المَتروكِ الاستعمالِ ثم حرَّك الياءَ بالفتح في موضع الجر كما تُحَرَّكُ من جَوارٍ ومَوالٍ فصار مثل مَواليَ وقوله أَبِيتُ على مَعاريَ واضِحاتٍ فهذا أَيضاً وجه ثالث من الإخراج عن الأَصل المستعمل وإنما لم يأْتِ بالجمع في وجهه أََعني أَن يقولَ فوق سبع سَمايا لأَنه كان يصير إلى الضرب الثالث من الطويل وإنما مَبْنى هذا الشِّعرِ على الضرب الثاني الذي هو مَفاعِلن لا على الثالث الذي هو فعولن وقوله عز وجل ثم استوى إلى السَّماءِ قال أَبو إسحق لفظُه لفظُ الواحد ومعناهُ مَعنى الجمع قال والدليل على ذلك قوله فسَوَّاهُنَّ سبْعَ سَمَواتٍ فيجب أَن تكون السماءُ جمعاً كالسموات كأَن الواحدَ سَماءَةٌ وسَماوَة وزعم الأَخفش أَن السماءَ جائزٌ أَن يكون واحداً كما تقولُ كثُر الدينارُ والدرهم بأَيْدي الناس والسماء السَّحابُ والسماءُ المطرُ مذكَّر يقال ما زِلنا نَطأُ السماءَ حتى أَتَيْناكُم أَي المطر ومنهم من يُؤنِّثُه وإن كان بمَعنى المطر كما تذكَّر السماءُ وإن كانت مؤَنَّثة كقوله تعالى السماءُ مُنفَطِرٌ به قال مُعَوِّدُ الحُكماءِ معاويةُ بنُ مالِكٍ إذا سَقَط السماءُ بأَرضِ قوْمٍ رعَيْناه وإن كانوا غِضابا
( * وفي رواية إذا نَزَلَ السماءُ إلخ )
وسُمِّيَ مُعَوِّدَ الحُكَماء لقوله في هذه القصيدة أُعَوِّدُ مِثْلَها الحُكَماءَ بعْدي إذا ما الحقُّ في الحدَثانِ نابا ويجمع على أَسمِيَة وسُمِيٍّ على فُعُولٍ قال رؤبة تَلُفُّه الأَرْواحُ والسُّمِيُّ في دِفْءِ أَرْطاةٍ لها حَنيُّ وهذا الرجز أَورده الجوهري تلُفُّه الرِّياحُ والسُّمِيُّ والصواب ما أَوردناه وأَنشد ابن بري للطرمَّاح ومَحاهُ تَهْطالُ أَسمِيَةٍ كلَّ يومٍ وليلةٍ تَرِدُهْ ويُسَمَّى العشبُ أَيضاً سَماءً لأَنه يكون عن السماء الذي هو المطر كما سَمَّوا النبات ندَى لأَنه يكون عن النَّدى الذي هو المطر ويسمَّى الشحمُ ندىً لأَنه يكون عن النبات قال الشاعر فلما رأَى أَن السماءَ سَماؤُهم أَتى خُطَّةً كان الخُضُوع نَكيرها أَي رأَى أَن العُشبَ عُشبُهم فخضع لهم ليرعى إبِلَه فيه وفي الحديث صلى بنا إثْرَ سَماءٍ من الليل أَي إثْر مطرٍ وسمِّي المطر سَماءً لأَنه يَنزِلُ من السماء وقالوا هاجَتْ بهم سَماء جَوْد فأَنَّثوه لتعَلُّقِه بالسماء التي تُظِلُّ الأَرض والسماءُ أَيضاً المطَرة الجديدة
( * قوله « الجديدة » هكذا في الأصل وفي القاموس الجيدة ) يقال أَصابتهم سَماءٌ وسُمِيٌّ كثيرةٌ وثلاثُ سُمِيٍّ وقال الجمع الكثيرُ سُمِيٌّ والسماءُ ظَهْرُ الفَرس لعُلُوِّه وقال طُفَيْل الغَنَوي وأَحْمَر كالدِّيباجِ أَما سَماؤُه فرَيَّا وأَما أَرْضُه فمُحُول وسَماءُ النَّعْلِ أَعلاها التي تقع عليها القدم وسَماوةُ البيتِ سَقْفُه وقال علقمة سَماوَتُه من أَتْحَمِيٍّ مُعَصَّب قال ابن بري صواب إنشاده بكماله سَماوتُه أَسمالُ بُرْدٍ مُحَبَّرٍ وصَهْوَتُه من أَتْحَمِيٍّ مُعَصَّب قال والبيت لطفيل وسَماءُ البيت رُواقُه وهي الشُّقة التي دونَ العُليا أُنثى وقد تذكَّر وسَماوَتُه كسمائِه وسَماوةُ كلِّ شيءٍ شخْصُه وطلْعتُه والجمع من كلِّ ذلك سَماءٌ وسَماوٌ وحكى الأَخيرة الكسائيُّ غيرَ مُعْتَلَّة وأَنشد ذو الرمة وأَقسَمَ سَيَّارٌ مع الرَّكْبِ لم يَدَعْ تَراوُحُ حافاتِ السَّماوِ له صَدْرا هكذا أَنشده بتصحيح الواو واسْتماهُ نظر إلى سَماوَتِه وسَماوَةُ الهِلالِ شَخْصه إذا ارْتَفَع عن الأُفُق شيئاً وأَنشد للعجاج ناجٍ طَواهُ الأَيْنُ هَمّاً وجَفا طَيَّ الليالي زُلَفاً فزُلَفا سَماوةَ الهلالِ حتى احقَوْقَفا والصائدُ يَسْمُو الوحشَ ويَسْتَمِيها يَتَعَيَّن شخوصَها ويطلُبُها والسُّماةُ الصَّيادُونَ صفة غالبة مثل الرُّماةِ وقيل صَيَّادُو النهارِ خاصَّة وأَنشد سيبويه وجَدَّاء لا يُرْجى بها ذُو قرابةٍ لعَطْفٍ ولا يَخْشى السُّماةَ رَبيبُها والسُّماةُ جمعُ سامٍ والسَّامي هو الذي يلبَسُ جَوْرَبَيْ شعَرٍ ويعدُو خلْف الصيدِ نصف النهارِ قال الشاعر أَتَتْ سِدْرَةً منْ سِدْرِ حِرْمِلَ فابْتَنَتْ بِه بَيْتَها فَلا تُحَاذِرُ سامِيَا
( * قوله « حرمل » هو هكذا بهذا الضبط في الأصل ولعله حومل أو جومل )
قال ابن سيده والسُّماةُ الصَّيَّادُون المُتَجَوْرِبُونَ واحِدُهْم سَامٍ أَنشد ثعلب ولَيسَ بهَا ريحٌ ولكِنْ ودِيقَةٌ قليلٌ بهَا السَّامِي يُهِلُّ ويَنْقع
( * قوله « قليل إلخ » تقدم في مادة هلل بلفظ يظل )
والاسْتِماءُ أَيضاً أَن يَتَجَوْرَبَ الصائِدُ لصَيْدِ الظِّباء وذلك في الحَرّ واسْتَماهُ اسْتَعارَ منه جَوْرَباً لذلك واسْمُ الجَوْرَبِ المِسْماةُ وهو يَلْبَسُه الصيَّادُ ليقيه حرَّ الرَّمْضاءِ إذا أَراد أَن يَتَرَبَّصَ الظباءَ نصفَ النهار وقد سَمَوْا واسْتَمَوْا إذا خرجوا للصَّيْدِ وقال ثعلب اسْتَمانَا أَصادنَا اسْتَمَى تَصَيَّد وأَنشد ثعلب عَوَى ثمَّ نَادَى هَلْ أَحَصْتُمْ قِلاصَنَا وُسِمْنَ على الأَفْخاذِ بالأَمْسِ أَرْبَعَا غُلامٌ أَضَلَّتْه النُّبُوحُ فلم يَجِدْ لَهُ بَيْنَ خَبْتٍ والهَباءَةِ أَجْمَعَا أُناساً سِوانا فاسْتمانَا فلا تَرَى أَخا دَلَجٍ أَهْدَى بلَيْلٍ وأَسْمََعا أَي يطْلُب الصيَّادُ الظِّبَاءَ
( * قوله « أي يطلب الصياد الظباء إلخ » هكذا في الأصل بعد الأبيات ويظهر أنه ليس تفسيراً لاستمانا الذي في البيت وعبارة القاموس مع شرحه واستمى الصياد الظباء إذا طلبها من غير أنها عند مطلع سهيل عن ابن الأَعرابي ) في غيرانِهنَّ عندَ مَطْلَعِ سُهَيْلٍ عن ابن الأَعرابي يعني بالغِيرانِ الكُنُسَ وإذا خرج القومُ للصيدِ في قِفارِ الأَرضِ وصَحارِيها قلت سَمَوْا وهُم السُّماةُ أَي الصَّيادون أَبو عبيد خرج فلانٌ يَسْتَمِي الوَحْشَ أَي يَطْلُبها قال ابن بري وغلَّط ثعلب من يقول خرج فلانٌ يَسْتَمي إذا خرج للصيد قال وإنما يَسْتَمِي من المِسْمَاةِ وهو الجَوْرَب من الصُّوف يَلْبَسُه الصائد ويخرُج إلى الظباء نصْفَ النَّهار فتخرُج من أَكْنِسَتِهَا ويَلُدُّها حَتَّى تَقِفَ فيأْخذَها والقُرُومُ السَّوامِي الفُحول الرافعة رؤُوسها وسَمَا الفحل سَماوةً تَطاولَ على شُوَّلِهِ وسطَا وسَماوَتُه شَخصه وأَنشد كأَنَّ على أَشْباتِهَا حِينَ آنَسَتْ سَماوَتُهُ قيّاً من الطَّيْرِ وُقَّعَا
( * قوله « كأن على أشباتها إلخ » هو هكذا في الأصل )
وإنَّ أَمامي ما أُسامِي إذا خِفْتَ من أَمَامِكَ أَمراً مّا عن ابن الأَعرابي قال ابن سيده وعندي أَنَّ معناه لا أُطِيقُ مُسامَاتَه ولا مُطاوَلَته والسَّماوَةُ ماءٌ بالبَادِية وأَسْمَى الرجلُ إذا أَتَى السَّماوة أَو أَخذ ناحِيَتَها وكانت أُمُّ النعمانِ سُمِّيَتْ بها فكان اسْمُها ماءَ السَّماوَةِ فسمَّتْها العَرَبُ ماءَ السَّماءِ وفي حديث هاجَرَ تلْكَ أُمُّكُمْ يا بَني ماءِ السَّماء قال يريد العَرَب لأَنَّهُمْ يَعِيشُونَ بماءٍ المَطَرِ ويَتْبَعُون مَساقِطَ المَطَرِ والسَّماوَةُ موضِع بالبادِية ناحِيةَ العواصِمِ قال ابن سيده كانت أُمُّ النُّعْمانِ تُسَمَّى ماء السَّماء قال ابن الأَعرابي ماءُ السَّماءِ أُمُّ بَني ماء السماءِ لم يكن اسمها غير ذلك والبَكْرَةُ من الإبل تُسْتَمَى بعد أَربع عشرةَ ليلةً أَو بعد إحدى وعشرين أَي تُخْتَبرُ أَلاقِحٌ هي أَم قال لا ابن سيده حكاه ابن الأَعرابي وأَنكر ثعلب وقال إنما هي تُسْتَمْنَى من المُنْية وهي العدَّة التي تعرف بانتهائها أَلاقح هي أَم لا واسم الشيءِ وسَمُه وسِمُه وسُمُه وسَماهُ علامَتُه التهذيب والإسم أَلفُه أَلفُ وصلٍ والدليل على ذلك أَنَّك إذا صَغَّرْت الإسمَ قلت سُمَيٌّ والعرب تقول هذا اسمٌ موصول وهذا أُسْمٌ وقال الزجاج معنى قولنا اسمٌ هو مُشْتَق من السُّموِّ وهو الرِّفْعَة قال والأَصل فيه سِمْوٌ مثلُ قِنْوٍ وأَقْناءِ الجوهري والإسمُ مُشْتَقٌّ من سَموْتُ لأَنه تَنْويهٌ ورِفْعَةٌ وتقديرُه إفْعٌ والذاهب منه الواو لأَنَّ جمعَه أَسماءٌ وتصغيره سُمَيٌّ واخْتُلف في تقدير أَصله فقال بعضهم فِعْلٌ وقال بعضهم فُعْلٌ وأَسماءٌ يكونُ جَمْعاً لهذا الوَزْن وهو مثلُ جِذْعٍ وأَجْذاع وقُفْل وأَقْفال وهذا لا يُدْرَي صِيغتهُ إلاَّ بالسمعِ وفيه أَربعُ لُغاتٍ إسمٌ وأُسْمٌ بالضم وسِمٌ وسُمٌ ويُنْشَد واللهُ أَسْماكَ سُماً مُبارَكَا آثَرَكَ اللهُ به إيثارَكا وقال آخر وعامُنا أَعْجَبَنا مُقَدِّمُهْ يُدْعَى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سِمُهُ مُبْتَرِكاً لكلِّ عَظْمٍ يَلْحُمُهْ سُمُه وسِمُه بالضم والكسر جميعاً وأَلِفُه أَلفُ وصْلٍ وربما جَعَلَها الشاعر أَلِفَ قَطْعٍ للضرورة كقول الأَحْوص وما أَنا بالمَخْسُوسٍ في جِذْمِ مالِكٍ ولا مَنْ تَسَمَّى ثم يَلْتَزِمُ الإسْما قال ابن بري وأَنشد أَبو زيد لرجل من كَلْب أَرْسَلَ فيها بازِلاً يُقَرِّمُهْ وهْوَ بها يَنْحُو طَريقاً يَعْلَمُهْ باسْمِ الذي في كل سُورةٍ سِمُهْ وإذا نَسَبْت إلى الاسم قلت سِمَوِيّ وسُموِيّ وإنْ شئت اسْمِيٌّ تَرَكْته على حاله وجَمعُ الأَسْماءِ أَسامٍ وقال أَبو العباس الاسْمُ رَسْمٌ وسِمَة تُوضَعُ على الشيء تُعرف به قال ابن سيده والاسمُ اللفظُ الموضوعُ على الجوهَرِ أَو العَرَض لتَفْصِل به بعضَه من بعضٍ كقولِك مُبْتَدِئاً اسمُ هذا كذا وإن شئتَ قلت أُسْمُ هذا كذا وكذلك سِمُه وسُمُه قال اللحياني إسْمُه فلان كلامُ العرب وحُكِيَ عن بني عَمْرو بن تَميمٍ أُسْمه فلان بالضم وقال الضمُّ في قُضاعة كثيرٌ وأَما سِمٌ فعلى لغة من قال إسمٌ بالكسر فطرحَ الأَلف وأَلقى حَرَكَتها على السين أَيضاً قال الكسائي عن بني قُضاعة باسْمِ الذي في كلِّ سورةٍ سُمُهْ بالضم وأُنْشِد عن غير قُضاعة سِمُهْ بالكسر قال أَبو إسحق إنما جُعِلَ الإسمُ تَنْوِيهاً بالدَّلالةِ على المعنى لأَنَّ المعنى تحت الإسْمِ التهذيب ومن قال إنَّ إسْماً مأْخوذٌ من وَسَمْت فهو غلط لأَنه لو كان اسمٌ من سمته لكان تصغيرُهُ وسَيْماً مثلَ تَصْغير عِدَةٍ وَصِلَةٍ وما أَشبههما والجمع أَسْماءٌ وفي التنزيل وعَلَّمَ آدمَ الأَسْماءَ كلَّها قيل معناه علَّمَ آدمَ أَسْماءَ جميعِ المخلوقات بجميع اللغات العربيةِ والفارسية والسُّرْيانِيَّة والعِبْرانيَّة والروميَّة وغيرِ ذلك من سائرِ اللغات فكان آدمُ على نبيِّنا محمدٍ وعليه أَفضل الصلاة والسلام وولدُه يتكَلَّمون بها ثم إنَّ ولدَه تفرَّقوا في الدنيا وعَلِقَ كلٌّ منهم بلغة من تلك اللغات ثم ضَلَّت عنه ما سِواها لبُعْدِ عَهْدِهم بها وجمع الأَسماءِ أَساميُّ وأَسامٍ قال ولنا أَسامٍ ما تَلِيقُ بغَيْرِنا ومَشاهِدٌ تَهْتَلُّ حِينَ تَرانا وحكى اللحياني في جمعِ الإسم أَسْماواتٌ وحكى له الكسائي عن بعضهم سأَلتُك بأَسماواتِ الله وحكى الفراء أُعِيذُكَ بأَسماواتِ الله وأَشْبَه ذلك أَن تكونَ أَسماواتٌ جمع أَسماءِ وإلا فلا وجه له وفي حديث شُريح أَقتَضِي مالي مُسَمّىً أَي باسمي وقد سَمَّيْته فلاناً وأَسْمَيته إياه وأَسْمَيته وسَمَّيته به الجوهري سَمَّيت فلاناً زيداً وسَمَّيْته بزيدٍ بمعنىً وأَسْمَيته مثلُه فتسَمَّى به قال سيبويه الأَصل الباء لأَنه كقولك عرَّفْته بهذه العلامة وأَوضحته بها قال اللحياني يقال سَمَّيته فلاناً وهو الكلام وقال يقال أَسْمَيته فلاناً وأَنشد واللهُ أَسْماكَ سُماً مُبارَكا وحكى ثعلب سَمَّوْته لم يَحْكِها غيرُه وسئل أَبو العباس عن الاسمِ أَهُو المُسَمَّى أَو غيرُ المُسمى ؟ فقال قال أَبو عبيدة الاسمُ هو المُسَمَّى وقال سيبويه الاسم غير المُسَمَّى فقيل له فما قولُك ؟ قال ليس فيه لي قول قال أَبو العباس السُّمَا مقصور سُمَا الرجلِ بُعْدُ ذهابِ اسْمِه وأَنشد فدَعْ عنكَ ذِكْرَ اللَّهْوِ واعْمِدْ بمِدْحةٍ لِخَيْرِ مَعَدٍّ كُلِّها حيْثُما انْتَمَى لأَْعْظَمِها قَدْراً وأَكْرَمِها أَباً وأَحْسَنِها وجْهاً وأَعْلَنِها سُمَا يعني الصِّيتَ قال ويروى لأَوْضَحِها وجْهاً وأَكْرَمِها أَباً وأَسْمَحِها كَفّاً وأَبعَدِها سُمَا قال والأَول أَصح وقال آخر أَنا الحُبابُ الذي يَكْفي سُمِي نَسَبي إذا القَمِيصُ تَعدَّى وَسْمَه النَّسَبُ وفي الحديث لما نزَلَتْ فسَبِّحْ باسْمِ ربِّكَ العظيم قال إجْعَلُوها في رُكوعِكم قال الإسمُ ههنا صلةٌ وزيادةٌ بدليل أَنه كان يقول في ركوعه سبحانَ رَبيَ العظيم فحُذف الاسمُ قال وعلى هذا قول من زَعم أَن الاسمَ هو المُسَمَّى ومن قال إنه غيرُه لم يَجْعَلْه صِلةً وسَمِيُّكَ المُسمَّى باسْمِك تقول هو سَمِيُّ فلان إذا وافَق اسمُه اسمَه كما تقول هو كَنِيُّه وفي التنزيل العزيز لم نَجْعلْ له مِن قَبْلُ سَمِيّاً قال ابن عباس لم يُسَمَّ قبلَه أَحدٌ بيَحْيى وقيل معنى لم نَجْعلْ له من قبلُ سَمِيّاً أَي نَظِيراً ومِثلاً وقيل سُمِّيَ بيَحْيى لأَنه حَيِيَ بالعِلْمِ والحكْمة وقوله عز وجل هل تَعْلَمُ له سَمِيّاً أَي نَظِيراً يستَحِقُّ مثلَ اسمِه ويقال مُسامِياً يُسامِيه قال ابن سيده ويقال هل تَعْلَمُ له مِثْلاً وجاء أَيضاً لم يُسَمَّ بالرَّحْمنِ إلا اللهُ وتأْويلُه والله أَعلم هلْ تعلمُ سَمِيّاً يستَحِق أٍَن يقال له خالِقٌ وقادِرٌ وعالِمٌ لِما كان ويكون فكذلك ليس إلا من صفات الله عز وجل قال وكمْ مِنْ سَمِيٍّ ليسَ مِثْلَ سَمِيِّهِ مِنَ الدَّهرِ إلا اعْتادَ عَيْنيَّ واشِلُ وقوله عليه الصلاة والسلام سَمُّوا وسَمِّتوا ودَنُّوا أَي كُلَّما أَكَلْتُم بينَ لُقْمَتين فسَمُّوا الله عز وجل وقد تسَمَّى به وتسَمَّى ببني فلان والاهُمُ النَّسَبَ والسماء فرَسُ صَخْرٍ أَخي الخنساء وسُمْيٌ اسم بلد قال الهذلي تَرَكْنا ضُبْعَ سُمْيَ إذا اسْتباءَتْ كأَنَّ عَجِيجَهُنَّ عَجِيجُ نِيبِ ويروى إذا اسسات
( * قوله « اسسات » هي هكذا بهذه الصورة في الأصل ) وقال ابن جني لا أَعرفُ في الكلام س م ي غير هذه قال على أَنه قد يجوز أَن يكونَ من سَمَوْت ثم لَحِقه التَّغْييرُ للعَلَمِية كحيوة وماسَى فلانٌ إذا سَخِرَ منه وساماه إذا فاخَرَه والله أَعلم

سنا
سَنَت النارُ تَسْنُو سَناءً عَلا ضَوْءُها والسَّنا مقصورٌ ضوءُ النارِ والبرْقِ وفي التهذيب السَّنا مقصورٌ حَدُّ مُنْتَهى ضوْءِ البرْقِ وقد أَسْنَى البرْقُ إذا دَخلَ سَناهُ عليكَ بيتَك أَو وقَع على الأَرض أَو طار في السَّحابِ قال أَبو زيد سَنا البرْق ضَوْءُه من غير أَن ترَى البرْقَ أَو ترى مَخرَجَه في موْضِعه فإنما يكون السَّنا بالليل دون النهار وربما كان في غير سَحابٍ ابن السكيت السَّناءُ من المجد والشرف ممدود والسَّنا سَنا البرقِ وهو ضوْءُه يكتب بالأَلف ويثنى سَنَوَان ولم يَعرفِ الأَصمعي له فِعْلاً والسَّنا بالقصر الضَّوْءُ وفي التنزيل العزيز يكادُ سَنا بَرْقِه يَذْهَبُ بالأَبْصار وأَنشد سيبويه أَلم ترَ أَنِّي وابنَ أَسْوَدَ ليلةً لَنَسْري إلى نارَينِ يَعْلُو سَناهُما وسنَا البرْقُ أَضاءَ قال تميمُ بنُ مُقبل لِجَوْنِ شَآمِ كلما قلت قد وَنَى سنا والقَواري الخُضْرُ في الدَّجْنِ جُنَّحُ وأَسْنى النارَ رَفَعَ سَناها واسْتَناها نَظَر إلى سَناها عن ابن الأَعرابي وأَنشد ومُسْتَنْبَحٍ يَعْوي الصَّدى لِعُوائِه تنَوَّرَ ناري فاسْتَناها وأَوْمَضا أَوْمَضَ نظَرَ إلى وَمِيضِها وسَنا البرْقُ سطَع وسنا إلى مَعالي الأُمُورِ سَناءً ارتفع وسَنُوَ في حَسَبه سَناءً فهو سَنِيٌّ ارتفع ويقال إنّ فلاناً لسَنِيُّ الحَسَب وقد سَنُوَ يَسْنُو سَناءً ممدود والسَّناءُ من الرِّفْعة ممدود والسَّنِيُّ الرَّفيعُ وأَسْناهُ أَي رَفَعه وأَنشد ابن بري وهُمْ قومٌ كِرامُ الحَيِّ طرّاً لهم حَوْلٌ إذا ذُكِرَ السَّناءُ وفي الحديث بَشِّرْ أُمَّتي بالسَّناء أَي بارتفاع المنزلة والقدر عند الله وقد سَنِيَ يَسْنَى سَناءً أَي ارتفَع وأَما قراءة من قرأَ يكادُ سَناءُ بَرْقِه ممدود فليس السَّناءُ ممدوداً لغة في السَّنا المقصور ولكن إنما عنى به ارتفاعَ البرق ولُمُوعَه صُعُداً كما قالوا بَرْق رافِع وسَنَّاه أَي فتَحه وسَهَّله وقال وأَعْلَم عِلْماً ليس بالظن أَنه إذا اللهُ سَنَّى عَقْدَ شيءٍ تيَسَّرا قال ابن بري هذا البيت أَنشده أَبو القاسم الزجاجي في أَماليه فلا تَيْأَسا واسْتَغْوِرَا الله إنه إذا اللهُ سَنَّى عَقْدَ شيءٍ تيَسَّرا معنى قوله استَغْوِرَا اللهَ اطلبا منه الغِيرةَ وهي المِيرةُ وفي حديث معاوية أَنه أَنشد إذا اللهُ سَنَّى عَقْدَ شيءٍ تيَسَّرا يقال سَنَّيْتُ الشيءَ إذا فتحته وسهَّلْته وتسَنََّى لي كذا أَي تيَسَّر وتأَتَّى وتسَنَّى الشيءَ علاه قال ابن أَحمر تربى لها وهْوَ مَسْرُورٌ لغَفْلَتِِها طَوراً وطوراً تسَنَّاه فتَعْتَكِر
( * قوله « تربى إلخ » هو هكذا في الأصل بدون نقط ولا شكل )
وتَسَنَّى البعيرُ الناقةَ إذا تسَدَّاها وقاعَ عليها ليضربها الفراء يقال تَسَنَّى أَي تغَيَّر قال أَبو عمرو لم يتَسَنَّ لم يتغير من قوله تعالى من حَمإ مَسْنُون أَي متغير فأَبدل من إحدى النونات ياء مثل تقَضَّى من تقَضَّضَ والمُسَنَّاةُ العَرِمُ وسَنا سُنُوّاً وسِنايةً وسِناوةً سَقى والسانِيَةُ الغرْبُ وأَداته والسانية الناضحة وهي الناقة التي يُسْتَقى عليها وفي المثل سَيْرُ السَّواني سَفَرٌ لا ينقطِع الليث السانية وجمعها السَّواني ما يُسقى عليه الزرع والحيوان من بعير وغيره وقد سَنَتِ السانيةُ تسْنُو سُنُوّاً إذا اسْتَقت وسِنايةً وسِناوةً وسَنتِ الناقةُ تسْنُو إذا سقت الأَرض والسحابة تسْنُو الأَرضَ والقومُ يَسْنُون لأَنفسهم إذا اسْتَقوْا ويَسْتَنُون إذا سَنَوْا لأَنفسهم قال رؤبة بأَيِّ غَرْبٍ إذْ غَرفْنا نسْتَني وسَنِيَتِ الدابةُ وغيرُها تسْنَى إذا سُقِي عليها الماء أَبو زيد سَنَتِ السماءُ تسْنُو سُنُوّاً إذا مطَرَت وسَنَوْتُ الدَّلْوَ سِناوَةً إذا جَرَرْتَها من البئر أَبو عبيد الساني المُسْتَقي وقد سنا يَسْنُو وجمْعُ الساني سُناةٌ قال لبيد كأَنَّ دُمُوعَه غَرْبا سُناةٍ يُحِيلونَ السِّجالَ على السِّجال جعلَ السُّناةَ الرجالَ الذين يَسْقُون بالسَّواني ويُقْبِلون بالغروب فيُحِيلونها أَي يَدْفُقُون ماءها ويقال هذه رَكِيَّة مَسْنَوِيَّة إذا كانت بعيدة الرِّشاء لا يُسْتَقى منها إلا بالسانية من الإبل والسانية تقع على الجَمل والناقة بالهاء والساني بغير هاءٍ يقع على الجَمل والبقر والرَّجُلِ وربما جعلوا السانية مصدراً على فاعلة بمعنى الاسْتِقاء وأَنشد الفراء يا مَرْحباهُ بحِمارٍ ناهِيَهْ إذا دَنا قَرَّبْتُه للسانِيَهْ الفراء يقال سناها الغيثُ يَسْنُوها فهي مَسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ يعني سقاها قلبوا الواوَ ياءً كما قلبوها في قِنْية وفي حديث الزكاة ما سُقِيَ بالسَّواني ففيه نصف العُشْر السَّواني جمع سانِيةٍ وهي الناقة التي يُسْتقى عليها ومنه حديث البعيرِ الذي شكا إليه فقال أَهلُه إنّا كنا نَسْنُو عليه أَي نستَقي ومنه حديث فاطمة رضي الله عنها لقد سنَوْتُ حتى اشتكَيْتُ صدري وفي حديث العزل إنَّ لي جاريةً هي خادِمُنا وسانِيَتُنا في النخل كأَنها كانت تسقي لهم نخْلَهُم عِوَضَ البعير والمَسْنَوِيَّةُ البئرُ التي يُسْنى منها واسْتَنى لنفسِه والسحاب يَسْنُو المطر وسنَتِ السحابةُ بالمطر تسْنُو وتَسْني وأَرضٌ مسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ مَسْقِيَّة ولم يعرف سيبويه سَنيْتُها وأَما مَسْنِيَّةٌ عنده فعلى يَسْنوها وإنما قلبوا الواوَ ياء لخِفَّتِها وقُرْبِها من الطَّرَف وشُبِّهَت بمَسْنِيٍّ كما جعلوا عَظاءةً بمنزلة عَظاءٍ وساناه راضاه أَبو عمرو سانَيْتُ الرجلَ راضيْتُه وداريته وأَحسنت معاشرته ومنه قول لبيد وسانيْتُ مِنْ ذي بَهْجةٍ ورَقَيْتُه عليه السُّموطُ عائصٍ مُتَعصِّب وأَنشد الجوهري هذا البيت عابسٍ مُتعصِّب قال ابن بري قال ابن القطاع مُتعصب بالتاج وقيل يُعَصَّب برأْسِه أَمرُ الرَّعِيَّةِ قال والذي رواه ابن السكيت في الأَلفاظ في بابالمُساهَلة مُتَفضِّب قال وكذلك أَنشده أَبو عبيد في باب المُداراةِ والمُساناةُ الملاينةُ في المُطالَبة والمُساناةُ المُصانَعَة وهي المُداراة وكذلك المُصاداة والمُداجاةُ الفراء يقال أَخذتُه بسِنايَته وصِنايَتِه أَي أَخذه كلَّه والسُّنَةُ إذا قُلْته بالهاء وجعَلْت نقصانَه الواو فهو من هذا الباب تقول أَسْنَى القومُ يُسْنُونَ إسْناءً إذا لَبِثوا في موضعٍ سنَةً وأَسْنَتُوا إذا أَصابتهم الجُدوبةُ تُقلب الواوُ تاءً للفرق بينهما وقال المازني هذا شاذٌّ لا يقاس عليه وقيل التاءُ في أَسْنَتُوا بدلٌ من الياء التي كانت في الأَصل واواً ليكونَ الفِعْلُ رُباعِيّاً والسُّنَةُ من الزَّمَن من الواو ومن الهاء وتصريفها مذكور في حرف الهاء والجمع سَنَواتٌ وسِنُونَ وسَنَهاتٌ وسِنُونَ مذكور في الهاء وتعليلُ جمعِها بالواو والنونِ هناك وأَصابتهم السَّنَةُ يَعْنُونَ به السَّنَة المُجْدِبة وعلى هذا قالوا أَسْنَتُوا فأَبدَلوا التاءَ من الياءِ التي أَصلُها الواوُ ولا يُستعمل ذلك إلا في الجَدْبِ وضِدِّ الخِصْب وأَرضٌسَنَةٌ مُجْدِبةٌ على التشبيه بالسَّنَةِ من الزمان وجمعُها سِنُونَ وحكى اللحياني أَرضٌ سِنُونَ كأَنهم جعلوا كلّ جزءٍ منها أَرضاً سَنَةً ثم جمعُوه على هذا وأَسْنَى القومُ أَتَى عليهم العامُ وساناهُ مُساناةً وسِناءً استأْجَرَه السَّنَة وعامَلَه مُساناةً واستأْجره مُساناةً كقوله مُسانَهَةً التهذيب المُساناةُ المُسانَهةُ وهو الأَجَلُ إلى سَنَةٍ وأَصابتهم السَّنَة السَّنْواءُ الشدىدةُ وأَرضٌ سَنْهاءُ وسَنواءُ إذا أَصابتها السَّنَةُ والسَّنا نبتٌ يُتَداوي به قال ابن سيده والسَّنا والسَّناءُ نبتٌ يُكتَحَلُ به يمدُّ ويقصر واحدته سَناةٌ وسَناءَةٌ الأَخيرة قِياسٌ لا سَماع وقول النابغة الجعدي كأَنَّ تَبَسُّمَها مَوْهِناً سَنا المِسْكِ حينَ تُحِسُّ النُّعامى قال يجوز أَن يكون السَّنا ههنا هذا النَّباتَ كأَنه خالط المسك ويجوز أَن يكون من السَّنا الذي هو الضَّوْءُ لأَنَّ الفَوْحَ انْتِشارٌ أَيضاً وهذا كما قالوا سَطَعَت رائِحتُه أَي فاحَت ويروى كأَنَّ تَنَسُّمَها وهو الصحيح وقالت أَبو حنيفة السَّنا شُجَيْرَةٌ من الأَغْلاث تُخْلَط بالحِنَّاء فتكونُ شِباباً له وتُقَوِّي لَوْنَه وتُسَوِّدُه وله حمل أَبيضُ إذا يَبِس فحركَتْه الريحُ سَمِعْتَ له زَجَلاً قال حميد بن ثور صَوْتُ السَّنا هَبَّتْ به عُلْوِيَّةٌ هَزَّتْ أَعالِيَهُ بِسَهْبٍ مُقْفِرِ وتَثْنِيَتُه سَنَيانِ ويقال سَنَوانِ وفي الحديث عليكم بالسَّنا والسَّنُّوتِ وهو مقصور هو هذا النَّبْتُ وبعضهم يرويه بالمد وقال ابن الأَعرابي السَّنُّوتُ العَسل والسَّنُّوت الكمُّون والسَّنُّوتُ الشِّبِثُّ قال أَبو منصور وهو السَّنُّوت بفتح السين وفي الحديث عن أُمِّ خالدٍ بنتِ خالد أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بثياب فيها خَمِيصة سَوْداء فقال ائْتُوني بأُمِّ خالدٍ قالت فأُتِيَ بي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم محمولةً وأَنا صغيرَةٌ فأَخَذَ الخَمِيصَةَ بِيَدِهِ ثم أَلْبَسَنِيها ثم قال أَبْلي وأَخْلِقِي ثم نَظَر إلى عَلمٍ فيها أَصْفَرَ وأَخْضَرَ فجعل يقول يا أمَّ خالدٍ سَنا سَنا قيل سَنا بالحَبَشِيَّةِ حَسَنٌ وهي لغةٌ وتُخَفَّفُ نونُها وتشددُ وفي رواية سَنَهْ سَنَهْ وفي رواية أُخرى سَناهْ سَناهْ مخفَّفاً ومشدَّداً فيهما وقول العجاج يصف شبابه بعدما كَبِرَ وأَصْباهُ النِّساءُ وقَدْ يُسامِي جِنَّهُنَّ جِنِّي في غَيْطَلاتٍ من دُجى الدُّجُنِّ بمَنطقٍ لوْ أَنَّني أُسَنِّي حَيَّاتِ هَضْبٍ جِئْن أَوْ لوَ انِّي أَرْقِي به الأَرْوِي دَنَوْنَ منِّي مُلاوَةٌ مُلِّيتُها كأَنِّي ضارِبُ صَنْجَيْ نَشْوَةٍ مُغَنِّي شَرْبٍ بِبَيْسانَ من الأُرْدُنِّ بَيْنَ خَوابي قَرْقَفٍ ودَنِّ قوله لو أَنَّني أُسَنِّي أَي أَستَخْرج الحيَّات فأَرْقِيها وأَرفُقُ بها حتى تخرج إليَّ يقال سَنَّيْتُ وسانيْتُ وسَنَيْتُ البابَ وسَنَوْته إذا فتحته والمُسَنَّاة ضَفيرةٌ تُبْنى للسيل لترُدَّ الماء سُمّيت مُسَنَّاةً لأَن فيها مفاتحَ للماء بقدر ما تحتاج إليه مما لا يَغْلِب مأْخوذٌ من قولك سَنَّيْت الشيءَ والأَمر إذا فَتَحْت وجهه ابن الأَعرابي تَسَنَّى الرجلُ إذا تسَهَّل في أُموره قال الشاعر وقد تَسَنَّيْتُ له كلجَ التسَنِّي وكذلك تَسَنَّيْتُ فلاناً إذا تَرَضَّيْته

سها
السَّهوُ والسَّهْوةُ نِسْيانُ الشيء والغفلة عنه وذَهابُ القلب عنه إلى غيره سَها يَسْهُو سَهْواً وسُهُوّاً فهو ساهٍ وسَهْوانُ وإنَّهُ لساهٍ بَيِّنُ السَّهْوِ والسُّهُوِّ وفي المثل إن المُوَصَّيْنَ بنو سَهْوانَ قال زِرُّ بنُ أَوْفى الفُقَيْمي يصف إبِلاً لم يَثْنِها عن هَمِّها قَيْدانِ ولا المُوَصُّوْنِ من الرُّعْيانِ إنَّ المُوَصَّيْنَ بَنُو سَهْوانِ أَي أَن الذين يُوصَّوْنَ بَنُو من يَسْهُو عن الحاجة فأَنت لا تُوصَّى لأَنك لا تَسْهُو وذلك إذا وَصَّيْت ثِقةً عند الحاجة وقال الجوهري معناه أَنك لا تحتاج إلى أَن تُوَصِّيَ إلا من كان غافِلاً ساهِياً والسَّهْوُ في الصلاة الغفلة عن شيء منها سها الرجلُ في صلاتِه وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم سها في الصلاة قال ابن الأَثير السَّهْوُ في الشيء تَرْكُه عن غير عِلْمٍ والسَّهْوُ عنه تَرْكُه مع العِلْم ومنه قوله تعالى الذين هُمْ عن صلاتِهم ساهُونَ أَبو عمرو ساهاهُ غافَلَه وهاساهُ إذا سَخِرَ منه ومَشْيٌ سَهْوٌ ليِّنٌ والسَّهْوة من الإبل اللَّيِّنة السَّيْر الوَطِيئة قال زهير تُهَوِّنُ بُعْدَ الأَرضِ عَنِّي فَريدةٌ كِنازُ البَضِيعِ سَهْوةُ المَشْيِ بازِلُ وهي اللَّيِّنة السَّيْرِ لا تُتْعِبُ راكِبها كأَنها تُساهِيهِ وعَدَّى الشاعر تُهَوِّنُ بِعَنِّي لأَنَّ فيه معْنى تخَفِّفُ وتُسَكِّنُ وجمَلٌ سهْوٌ بيِّن السَّهاوةِ وطِيءٌ ويقال بعيرٌ ساهٍ راهٍ وجِمالٌسَواهٍ رَواهٍ لَواهٍ ومنه الحديث آتِيكَ به غَداً رَهْواً أَي ليِّناً ساكِناً وفي الحديث وإنَّ عَمَلَ أَهلِ النارِ سَهْلةٌ بسَهوةٍ السَّهْوةُ الأَرضُ اللَّيِّنة التُّرْبة شَبَّه المعصية في سُهولتِها على مُرْتَكِبِها بالأَرض السَّهْلةِ التي لا حُزُونة فيها وقيل كلُّ ليِّنٍ سَهْوٌ والأُنثى سَهْوٌ والسَّهْو السُّكونُ واللِّينُ والجمع سِهاءٌ مثلُ دَلْوٍ ودِلاءٍ قال الشاعر تَناوَحَتِ الرِّياحُ لِفَقْد عَمروٍ وكانتْ قَبْلَ مَهْلَكِه سِهاءَا أَي ساكنة ليِّنة الأَزهري والأَساهِيُّ والأَساهيج ضُروبٌ مختلفة من سير الإِبل وبَغْلةٌ سَهْوةُ السير وكذلك الناقةُ ولا يقال للبغل سَهْوٌ وروي عن سلْمان أَنه قال يُوشِكُ أَن يَكْثُرَ أَهلُها يعني الكوفة فتَمْلأَ ما بين النَّهْرين حتى يغْدُوَ الرجلُ على البَغْلةِ السَّهْوة فلا يُدْرِكَ أَقْصاها السَّهْوة الليِّنة السَّيْرِ لا تُتْعِبُ راكِبَها ويقال افعلْ ذلك سَهْواً رَهْواً أَي عَفواً بِلا تقَاض والسَّهْوُ السَّهْلُ من الناس والأُمور والحوائجِ وماءٌ سَهْوٌ سَهْلٌ يعني سَهْلاً في الحَلْقِ وقَوْسٌ سَهْوةٌ مُواتِيَةٌ قال ذو الرمة قليل نِصاب المالِ إلاَّ سِهامَهُ وإلاَّ زَجُوماً سَهْوةً في الأَصابِع التهذيب المُعَرَّسُ الذي عُمِلَ له عَرْسٌ وهو الحائِطُ يُجْعَل بين حائِطَي البيت لا يُبلَغ به أَقصاهُ ثم يُجْعَل الجائز من طرَف العَرْسِ الداخل إلى أَقصى البيت ويُسَقَّفُ البيت كلُّه فما كان بين الحائطَين فهو السَّهوَة وما كان تحت الجائز فهو المُخْدَع قال ابن سيده السَّهْوةُ حائطٌ صغيرٌ يُبنى بين حائطَي البيت ويُجعَلُ السقفُ على الجميع فما كان وسَط البيت فهو سَهْوةٌ وما كان داخِلَه فهو المُخْدَع وقيل هي صُفَّة بين بيتين أَو مُخْدَع بين بيتين تَسْتَترُ بها سُقاةُ الإبل من الحرِّ وقيل هي كالصُّفَّة بين يَدَي البيت وقيل هي شَبيهٌ بالرَّفِّ والطاقِ يوضع فيه الشيءُ وقيل هي بيت صغيرٌ منحَدِرٌ في الأَرض سَمْكُه موتَفِعٌ في السماء شبيهٌ بالخِزانة الصغيرة يكون فيها المَتاعُ وذكر أَبو عبيد أَنه سمِعَه من غير واحد من أَهل اليمن وقيل هي أَربعةُ أَعوادٍ أَو ثلاثةٌ يعارَضُ بعضُها على بعضٍ ثم يوضعُ عليه شيء من الأَمتعة والسَّهْوة الكُنْدُوجُ والسَّهوة الرَّوْشَنُ والسَّهْوة الكَوَّةُ بين الداريْن ابن الأَعرابي السَّهْوة الجَحَلةُ أَو مثل الحجلةِ والسَّهوةُ بيتٌ على الماءِ يستَظِلُّون به تَنْصِبه الأَعراب أَبو ليلى السَّهوة سُتْرَةٌ تكون قدَّامَ فِناء البيتِ ربما أَحاطت بالبيت شِبهَ سورٍ حوْلَ البيت وفي الحديث أَنه دخل على عائشة وفي البيت سَهْوةٌ عليها سِترٌ هو من ذلك وقيل هو شبيهٌ بالرَّفِّ أَو الطاقِ يوضع فيه الشيءُ والسَّهْوة الصخرةُ طائِيَّةٌ لا يسمون بذلك غير الصخرة وخصصه في التهذيب فقال الصخرة التي يقوم عليها الساقي وجمع ذلك كلِّه سِهاءٌ والمُساهاة حُسْن المُخالقة والعِشرة قال العجاج حُلْو المُساهاة وإن عادى أَمَرُّ وحُلْو المُساهاة أَي المُياسَرة والمُساهَلةِ والمُساهاةُ في العِشْرة تَرْكُ الاستِقصاءِ والسَّهْواءُ ساعة من الليل وصَدْرٌ منه وحَمَلتِ المرأَةُ سَهْواً إذا حَبِلَت على حَيْضٍ وعليه من المال ما لا يُسهَى وما لا يُنهى أَي ما لا تُبلغ غايَتُه وقيل معناه أَي لا يُعَدُّ كَثْرة وقيل معنى لا يُسْهى لا يُحْزَرُ وذهبَت تميمُ فما تُسْهى ولا تُنْهى أَي لا تُذْكَر والسُّها كُوَيكِبٌ صغير خَفِيٌّ الضَّوء في بنات نََعْش الكبرى والناس يَمْتَحِنون به أَبصارَهم يقال إنه الذي يُسَمَّى أَسْلَم مع الكوكبِ الأَوسط من بنات نعْشٍ وفي المثل أُرِيها السُّها وتُرِيني القمر وأَرْطاةُ بن سُهَيَّة من فُرْسانِهم وشعرائهم قال ابن سيده ولا نحمِلُه على الياء لعدم س ه ي والأَساهِيُّ الأَلوانُ لا واحد لها قال ذو الرمة إذا القوم قالوا لا عَرامَةَ عندها فسارُوا لقُوا منها أَساهيَّ عُرَّما

سوا
سَواءُ الشيءِ مثلُه والجمعُ أَسْواءٌ أَنشد اللحياني تَرى القومَ أَسْواءً إذا جَلَسوا معاً وفي القومِ زَيْفٌ مثلُ زَيْفِ الدراهمِ وأَنشد ابنُ بري لرافِع بن هُرَيْمٍ هلاّ كوَصْلِ ابن عَمَّارٍ تُواصِلُني ليس الرِّجالُ وإن سُوُّوا بأَسْواء وقال آخر الناسُ أَسْواءٌ وشتَّى في الشِّيَمْ وقال جِرانُ العَوْدِ في صفة النساء ولسنَ بأَسواءٍ فمنهنَّ روْضةٌ تَهِيجُ الرِّياحُ غيرَها لا تُصَوِّحُ وفي ترجمة عددَ هذا عِدُّه وعديدُه وسِيُّه أَي مثله وسِوَى الشيءِ نفسُه وقال الأَعشى تَجانَفُ عن خلِّ اليمامةِ ناقَتي وما عَدَلتْ من أَهلها بِسِوائِكا
( * قوله « تجانف عن خل إلخ » سيأتي في هذه المادة إنشاده بلفظ تجانف عن جو اليمامة ناقتي )
ولِسِوائِكا يريدُ بك نفسِك وقال ابن مقبل أَرَدّاً وقد كان المَزارُ سِواهُما على دُبُرٍ من صادِرٍ قد تَبَدَّدا
( * قوله « اردّاً إلى قوله وقل اضطرابهما » هكذا هذه العبارة بحروفها في الأصل ووضع عليه بالهامش علامة وقفة )
قال ابن السكيت في قوله وقد كان المزادُ سِواهُما أَي وقع المَزادُ على المزادِ وعلى سِواهِما أَخطَأَهُما يصف مَزادَتَيْنِ إذا تَنَحَّى المزارُ عنهما استرختا ولو كان عليهما لرفعهما وقل اضطرابهما قال أَبو منصور وسِوى بالقصر يكون بمعنيين يكون بمعنى نفس الشيء ويكون بمعنى غيرٍ ابن سيده وسَواسِيَةٌ وسَواسٍ وسَواسِوَةٌ الأَخيرة نادرة كلُّها أَسماءُ جمعٍ قال وقال أَبو عليّ أَما قولهم سَواسِوَة فالقول فيه عندي أَنه من باب ذَلاذِلَ وهو جمعُ سَواءٍ من غير لفظِه قال وقد قالوا سَواسِيَةٌ قال فالياء في سَواسِيَة مُنْقلبة عن الواو ونظيرُه من الياء صَياصٍ جمع صِيصَةٍ وإنما صَحَّت الواوُ فيمن قال سَواسِوَة لأَنها لام أَصل وأَن الياء فيمن قال سَواسِيَةٌ مُنْقلِبة عنها وقد يكون السَّواءُ جمعاً وحكى ابن السكيت في باب رُذالِ الناسِ في الأَلفاظ قال أَبو عمرو يقال هم سَواسِيَة إذا استَوَوْا في اللُّؤْم والخِسَّةِ والشَّر وأَنشد وكيف تُرَجِّيها وقد حال دُونَهاسَواسِيَةٌ لا يغْفِرُونَ لها ذَنْبا ؟ وأَنشد ابن بري لشاعر سُودٌ سَواسِيَةٌ كأَن أُنُوفَهُمْ بَعْرٌ يُنَظِّمُه الوليدُ بمَلْعَبِ وأَنشد أَيضاً لذي الرمة لولا بَنُو ذُهْلٍ لقَرَّبْتُ منكُم إلى السَّوطِ أَشْياخاً سَواسِيَةً مُرْدا يقول لضربتكم وحلقت رؤُوسَكم ولِحاكم قال الفراء يقال هُمْ سَواسِيَةٌ وسَواسٍ وسُؤَاسِيَةٌ قال كثير سَواسٍ كأَسْنانِ الحِمارِ فما تَرى لِذي شَيبَةٍ مِنْهُمْ على ناشِيءٍ فَضْلا وقال آخر سَبَيْنا مِنْكُمُ سَبْعينَ خَوْداً سَواسٍ لَمح يُفَضَّ لها خِتامُ التهذيب ومن أَمثالِهم سَواسِيَة كأَسْنان الحِمارِ وقال آخر شَبابُهُمُ وشِيبُهُمُ سَواءٌ سَواسِيَةٌ كأَسْنانِ الحِمارِ قال وهذا مِثْلُ قولِهم في الحديث لا يزالُ الناسُ بخَيْرٍ ما تَبايَنوا وفي رواية ما تَفاضَلوا فإذا تَساوَوْا هَلكوا وأَصل هذا أَن الخَيْرَ في النادِرِ من الناسِ فإذا اسْتَوى النَّاسُ في الشَّرِّ ولم يكن فيهم ذُو خَيْرٍ كانوا من الهَلْكى قال ابن الأَثير معناه أَنهم إنما يتَساوَوْن إذا رَضُوا بالنَّقْصِ وتركوا التَّنافُس في طَلب الفضائل ودَرْكِ المَعالي قال وقد يكون ذلك خاصّاً في الجَهْل وذلك أَن الناسَ لا يَتساوَوْنَ في العِلْمِ وإنما يَتساوَوْن إذا كانوا جُهّالاً وقيل أَراد بالتَّساوي التحزُّبَ والتفرُّقَ وأَن لا يجتمعوا في إمامٍ ويَدَّعِيَ كلُّ واحدٍ منهم الحَقَّ لِنَفْسِه فَيَنْفَرِدَ برأْيِه وقال الفراء يقال هم سَواسِيَة يَسْتَوون في الشرِّ قال ولا أَقول في الخيرِ وليس له واحدٌ وحكي عن أَبي القَمْقامِ سَواسِيَة أَراد سَواء ثم قال سِيَة ورُوِي عن أَبي عمرو بن العلاءِ أَنه قال ما أَشدَّ ما هجا القائلُ وهو الفرزدق سَواسِيَةٌ كأَسْنانِ الحِمارِ وذلك أَن أَسنانَ الحمارِ مُسْتوية وقال ذو الرمة وأَمْثَلُ أَخْلاقِ امْرِئِ القَيْسِ أَنَّها صِلابٌ على عَضِّ الهَوانِ جُلودُها لَهُمْ مجْلِسٌ صُهْبُ السِّبالِ أَذِلَّةٌ سَواسِيَةٌ أَحْرارُها وعَبِيدُها ويقال أَلآمٌ سَواسِيَة وأَرْآدٌ سَواسِيَة ويقال هو لِئْمُه ورِئْدُهُ أَي مِثْلُه والجمعُ أَلآمٌ وأَرْآدٌ وقوله عز وجل سَواءٌ منْكُمْ مَنْ أَسَرَّ القَوْلَ ومَنْ جَهَرَ بِه معناه أَنَّ الله يعلَم ما غابَ وما شَهِدَ والظاهرَ في الطُّرُقاتِ والمُسْتَخْفِيَ في الظُّلُماتِ والجاهِرَ في نُطْقِه والمُضْمِرَ في نفْسِه عَلِمَ الله بهم جميعاً سواءً وسواءٌ تطلُبُ اثْنَيْنَ تقول سَواءٌ زيدٌ وعمْروٌ في معنى ذَوا سَواءٍ زيدٌ وعمروٌ لأَن سواءً مصدرٌ فلا يجوز أَن يُرْفع ما بعْدها إلاَّ على الحَذْفِ تقولُ عَدْلٌ زيدٌ وعمروٌ والمعنى ذَوا عَدْلٍ زيدٌ وعمروٌ لأَن المصادر ليست كأَسْماء الفاعلينَ وإنما يَرْفَعُ الأَسْماءَ أَوصافُها فأَما إذا رفعتها المصادر فهي على الحذف كما قالت الخنساء تَرْتَعُ ما غَفَلَتْ حتى إذا ادَّكَرَتْ فإنَّما هِيَ إقْبالٌ وإدْبارُ أَي ذاتُ إقْبالٍ وإدْبار هذا قول الزجاج فأَمّا سيبويه فجَعلها الإقبالَة والإدبارَة على سَعةِ الكلام وتَساوَتِ الأُمورُ واسْتَوَتْ وساوَيْتُ بينهما أَي سَوَّيْتُ واسْتَوى الشَّيْئَانِ وتَساوَيا تَماثَلا وسَوَّيْتُه به وساوَيْتُ بينهما وسَوَّيْتُ وساوَيْتُ الشيءَ وساوَيْتُ به وأَسْوَيْتُه به عن ابن الأَعرابي وأَنشد اللحياني للقناني أَبي الحَجْناء فإنَّ الذي يُسْويكَ يَوْماً بوِاحِدٍ مِنَ الناسِ أَعْمى القَلْبِ أَعْمى بَصائرهْ الليث الاسْتِواءُ فِعْلٌ لازِمٌ من قولك سَوَّيْتُه فاسْتَوى وقال أَبو الهيثم العرب تقول استوى الشيءُ مع كذا وكذا وبكذا إلا قولَهم للغلامِ إذا تَمَّ شَبابُه قد اسْتَوى قال ويقال اسْتَوى الماءُ والخَشَبةَ أَي مع الخَشَبةِ الواوُ بمعنى مَعْ ههنا وقال الليث يقال في البيع لا يُساوي أَي لا يكون هذا مَعَ هذا الثَّمَنِ سيَّيْنِ الفراء يقال لا يُساوي الثوبُ وغيرُه كذا وكذا ولَمْ يعْرفْ يَسْوى وقال الليث يَسْوى نادرة ولا يقال منه سَوِيَ ولا سَوى كما أَنَّ نَكْراءَ جاءَت نادرةً ولا يقال لِذَكَرِها أَنْكَرُ ويقولون نَكِرَ ولا يقولون يَنْكَرُ قال الأَزهري وقولُ الفراء صحيحٌ وقولهم لا يَسْوى أَحسِبُه لغة أَهلِ الحجاز وقد رُوَيَ عن الشافعي وأَما لا يُسْوى فليس بعربي صحيح وهذا لا يُساوي هذا أَي لا يعادِلُه ويقال ساوَيْتُ هذا بذاكَ إذا رَفَعْته حتى بلَغ قَدْره ومَبْلَغه وقال الله عزَّ وجل حتى إذا ساوى بينَ الصَّدَفَيْنِ أَي سَوَّى بينهما حين رفَع السَّدَّ بينَهُما ويقال ساوى الشيءُ الشيءَ إذا عادَلَه وساوَيْتُ بينَ الشَّيْئَيْنِ إذا عَدَّلْتَ بينَِهما وسَوَّيْت ويقال فلانٌ وفلانَ سواءٌ أَي مُتَساويان وقَوْمٌ سواءٌلأَنه مصدر لا يثَنى ولا يجمع قال الله تعالى لَيْسوا سَواءً أَي لَيْسوا مُسْتَوينَ الجوهري وهما في هذا الأَمرِ سواءٌ وإن شئتَ سَواءَانِ وهم سَواءٌ للجمع وهم أَسْواءٌ وهم سَواسِيَةٌ أَي أَشباهٌ مثلُ يمانِيةٍ على غيرِ قياسٍ قال الأَخفش ووزنه فَعَلْفِلَةُ
( * قوله « فعلفلة » وهكذا في الأصل ونسخة قديمة من الصحاح وشرح القاموس وفي نسخة من الصحاح المطبوع فعافلة ) ذهَب عنها الحَرْفُ الثالث وأَصله الياءُ قال فأَمَّا سَواسِيَة فإنَّ سواءً فَعالٌ وسِيَةٌ يجوز أَن يكون فِعَةً أَو فِعْلَةً
( * قوله « وسية يجوز أن يكون فعة أو فعلة » هكذا في الأصل ونسخة الصحاح الخط وشرح القاموس أيضاً وفي نسخة الصحاح المطبوعة فعة أو فلة ) إلا أَنَّ فِعَةً أَقيس لأَن أَكثر ما يُلْقونَ موضِعَ اللام وانْقَلَبَتِ الواوُ في سِيَة ياءً لكسرة ما قبلها لأَن أَصله سِوْيَة وقال ابن بري سَواسِيَةٌ جمعٌ لواحد لم يُنْطَقْ به وهو سَوْساةٌ قال ووزنه فَعْلَلةٌ مثل مَوْماةٍ وأَصلهُ سَوْسَوَة فَسواسِيَةٌ على هذا فَعالِلَةٌ كلمةٌ واحدة ويدل على صحة ذلك قولهم سَواسِوَة لغة في سَواسِية قال وقول الأَخفش ليس بشيءٍ قال وشاهِدُ تَثْنية سواءٍ قولُ قيس ابن مُعاذ أَيا رَبِّ إنْ لم تَقْسِمِ الحُبَّ بَيْننا سَواءَيْنِ فاجْعَلْني على حُبِّها جَلْدا وقال آخر تَعالَيْ نُسَمِّطْ حُبَّ دعْدٍ ونَغْتَدي سَواءَيْنِ والمَرْعى بأُمِّ دَرِينِ ويقال للأَرض المجدبة أُمُّ دَرِينٍ وإذا قلتَ سواءٌ علَيَّ احْتَجْتَ أَن تُتَرْجِم عنه بشَيْئَيْن تقول سواءٌ سأَلْتَني أَو سَكَتَّ عنِّي وسواءٌ أَحَرَمْتَني أَم أَعْطَيْتَني وإذا لحِقَ الرجلُ قِرْنَه في عِلْم أَو شَجاعَةٍ قيل ساواهُ وقال ابن بزُرْج يقال لئنْ فَعَلْتَ ذلك وأَنا سِواكَ ليَأتِيَنَّكَ مِنِّي ما تَكْرَهُ يريد وأَنا بأَرْضٍ سِوى أَرْضِكَ ويقال رجلٌ سواءُ البَطْنِ إذا كان بَطْنُه مُسْتَوِياً مع الصَّدْرِ ورجلٌ سواءُ القَدَمِ إذا لم يكن لها أَخْمَصٌ فسواءٌ في هذا المَعنى بمعْنى المُسْتَوِي وفي صِفَة النبيّ صلى الله عليه وسلم أَنه كان سَواءَ البَطْنِ والصَّدْرِ أَرادَ الواصِفُ أَنّ بَطْنَه كان غَيْرَ مُسْتَفِيضٍ فهو مُساوٍ لصَدْرِه وأَنَّ صَدْرَه عَرِيضٌ فهو مُساوٍ لبَطْنُِهِ وهما مُتَساوِيانِ لا ينْبُو أَحَدُهُما عن الآخرِ وسَواءُ الشَّيءِ وسَطُه لاسْتِواءِ المسافةِ إلَيْه من الأَطْرافِ وقوله عز وجل إذْ نُسَوِّيكُمْ برَبِّ العالمين أَي نَعْدِلُكُمْ فنَجْعَلُكمْ سَواءً في العِبادة قال الجوهري والسِّيُّ المِثْلُ قال ابن بري وأَصله سِوْيٌ وقال حديد النَّابِ لَيْسَ لكُمْ بِسِيِّ وسَوَّيْتُ الشيءَ فاسْتَوى وهُما سَوِيَّةٍ من هذا الأَمر أي على سَواء وقَسَمْت الشيءَ بينَهُما بالسَّوِيَّة وسِيَّانِ بمعنى سَواءٍ يقال هُما سِيَّانِ وهُمْ أَسْواءُ قال وقد يقال هُمْ سِيٌّ كما يقال هُمْ سَواءٌ قال الشاعر وهُمُ سِيٌّ إذا ما نُسِبُوا في سَناء المَجْدِ مِنْ عَبْدِ مَنافْ والسِّيَّان المِثْلان قال ابن سيده وهما سَواءَانِ وسِيَّان مِثْلان والواحِدُ سِيٌّ قال الحُطَيْئَة فإيَّاكُمْ وحَيَّةَ بَطْنِ وادٍ هَمُوزَ النَّابِ ليْسَ لَكُمْ بِسِيِّ يريد تَعظِيمه وفي حديث جُبَيْر بنِ مُطْعِمٍ قال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم إنَّما بنُو هاشِمٍ وبنو المُطّلِبِ سِيٌّ واحِدٌ قال ابن الأَثير هكذا رواه يحيى بنُ مَعِين أَي مِثْلٌ وسَواءٌ قال والرواية المشهورة شَيءٌ واحد بالشين المعجمة وقولهم لا سِيَّما كلمة يُسْتَثْنى بها وهو سِيٌّ ضُمَّ إليْه ما والإسمُ الذي بعد ما لَكَ فيه وجهان إنْ شِئْتَ جَعَلْتَ ما بمنزلة الذي وأَضْمَرْت ابْتِداءً ورَفَعْتَ الإسمَ الذي تَذْكُرُه بخَبرِ الإبْتداء تقول جاءَني القَومُ ولا سيِّما أَخُوكَ أَي ولا سِيَّ الذي هو أَخُوك وإن شِئْتَ جَرَرْتَ ما بعْدَه على أَن تَجْعَل ما زائِدةً وتجُرَّ الإسم بِسيٍّ لأَنَّ معنى سِيٍّ معنى مِثْلٍ ويُنشدُ قولُ امرئ القيس أَلا رُبَّ يومٍ لكَ مِنْهُنَّ صالِحٍ ولا سِيَّما يومٍ بِدَارةِ جُلْجُلِ مجروراً ومرفوعاً فمن رواه ولا سيَّما يومٍ أَراد وما مِثْلُ يومٍ وما صِلةٌ ومن رواه يومٌ أَراد ولا سِيَّ الذي هو يوم أَبو زيد عن العرب إنَّ فلاناً عالمٌ ولا سِيَّما أَخوه قال وما صلَةٌ ونصبُ سِيَّما بِلا الجَحْدِ وما زائدة كأَنك قلت ولا سِيَّ يَوْمٍ وتقول اضربن القومَ ولا سِيَّما أَخيك أَي ولا مثْلَ ضَرْبةِ أَخيك وإن قلت ولا سِيَّما أَخوك أَي ولا مِثْلَ الذي هو أَخوك تجعل ما بمعنى الذي وتضمر هو وتجعله ابتداء وأَخوك خبره قال سيبويه قولهم لا سِيَّما زيدٍ أَي لامثْلَ زيد وما لَغْوٌ وقال لا سِيَّما زيدٍ أَي لا مثْلَ زيد وما لَغْوٌ وقال لا سِيَّما زيدٌ كقولك دَعْ ما زَيْدٌ كقوله تعالى مَثَلاً مَّا بَعُوضةٌ وحكى اللحياني ما هو لكَ بسِيٍّ أَي بنظير وما هُمْ لك بأَسْواءٍ وكذلك المؤنث ما هيَ لكَ بِسِيٍّ قال يقولون لا سِيَّ لِمَا فُلانٌ ولا سِيَّكَ ما فُلانٌ ولا سِيَّ لمن فَعَل ذلك ولا سِيَّكَ إذا فَعَلْتَ ذلك وما هُنَّ لك بأَسْواءٍ وقول أَبي ذؤيب وكان سِيَّيْن أَن لا يَسْرَحُوا نَعَماً أَو يَسْرَحُوه بها وغْبَرَّتِ السُّوحُ معناه أَن لا يَسْرَحُوا نعَمَاً وأَن يَسْرَحُوه بها لأَن سَواءً وسِيَّانِ لا يستعملان إلا بالواو فوضع أَبو ذؤيب أَو ههنا موضع الواو ومثله قول الآخر فسِيَّان حَرْبٌ أَو تَبُوءَ بمثله وقد يَقْبَلُ الضَّيمَ الذَّليلُ المسَيَّرُ
( * قوله « أو تبوء إلخ » هكذا في الأصل وانظر هل الرواية تبوء بالافراد أو تبوءوا بالجمع ليوافق التفسير بعده )
أَي فَسِِيَّان حربٌ وبَواؤكم بمثله وإنما حمل أَبا ذؤيب على أَن قال أَو يَسْرَحوه بها كراهيةُ الخَبْن في مستفعلن ولو قال ويَسْرَحُوه لكان الجزء مخبوناً قال الأَخفش قولهم إن فلاناً كريم ولا سِيّما إن أَتيته قاعداً فإن ما ههنا زائدة لا تكون من الأَصل وحذف هنا الإضمار وصار ما عوضاً منها كأَنه قال ولا مِثْله إن أَتيته قاعداً ابن سيده مررت برجل سَواءٍ العَدَمُ وسُوىً والعَدَمُ أَي وجوده وعدمه سَواءٌ وحكى سيبويه سَواء هو والعَدَمُ وقالوا هذا درهم سَواءً وسَواءٌ النصب على المصدر كأَنك قلت استواءً والرفع على الصفة كأنك قلت مُسْتَوٍ وفي التنزيل العزيز في أَربعة أَيام سَواءً للسائلين قال وقد قرئ سَواءٍ على الصفة والسَّوِيَّةُ والسَّواءُ العَدْل والنَّصَفة قال تعالى قل يا أَهل الكتاب تَعالَوْا إلى كلمة سَواءٍ بيْننا وبينكم أَي عَدْلٍ قال زهير أَرُوني خُطَّةً لا عَيْبَ فيها يُسَوِّي بَيْننا فِيها السَّواءُ وقال تعالى فانْبِذْ إليهم على سَواءٍ وأَنشد ابن بري للبراء بن عازب الضَّبّي أَتَسْأَلُْني السَّوِيَّة وسْطَ زَيْدٍ ؟ أَلا إنَّ السُّوِيَّةَ أَنْ تُضامُوا وسَواءُ الشيءِ وسِواهُ وسُواهُ الأَخيرتان عن اللحياني وسطه قال الله تعالى في سَواءِ الجَحيم وقال حسان بن ثابت يا ويْجَ أَصحابِ النَّبيِّ ورَهْطِهِ بعَدَ المُغَيَّبِ في سَواءِ المُلْحَدِ وفي حديث أَبي بكرٍ والنسَّابةِ أَمْكَنْتَ مِن سَواء الثُّغْرَة أَي وَسَطِ ثُغْرَةِ النَّحْرِ ومنه حديث ابن مسعود يُوضَعُ الصِّراطُ على سَواءِ جهنم وفي حديث قُسٍّ فإذ أَنا بهِضْبةٍ في تَسْوائِها أَي في الموضع المُستوي منها والتاء زائدة للتَّفْعال وفي حديث علي رضي الله عنه كان يقول حَبَّذا أَرضُ الكوفة أَرضٌ سَواءٌ سَهْلة أَي مُستوية يقال مكان سَواءٌأَي مُتَوسِّطٌ بين المكانَين وإن كسَرْت السينَ فهي الأَرض التي تُرابُها كالرَّملِ وسَواءُ الشيء غيرُه وأَنشد الجوهري للأَعشى تَجانَفُ عن جَوِّ اليَمامةِ ناقتي وما عَدَلَتْ عن أَهلِها لسَوائِكا وفي الحديث سأَلْتُ رَبي أَن لا يُسَلِّطَ على أُمَّتي عَدُوّاً مِن سَواءِ أَنفسِهم فيسْتَبِيحَ بيْضتَهم أَي من غير أَهل دينهم سَواءٌ بالفتح والمدِّ مثل سِوَى بالقصرِ والكسرِ كالقِلا والقَلاء وسُوىً في معنى غير أَبو عبيد سُوى الشيء غيرُه كقولك رأَيتُ سُواكَ وأَما سيبويه فقال سِوىً وسَواءٌ ظرفان وإنما استعمل سَواءٌ اسماً في الشعر كقوله ولا يَنْطِقُ الفحشاءَ من كان منهمُ إذا جَلَسُوا مِنَّا ولا مِنْ سَوائِنا وكقول الأَعشى وما عَدَلَتْ عن أَهلِها لسَوائِكا قال ابن بري سواءٌ الممدودة التي بمعنى غيرٍ هي ظرْفُ مكان بمعنى بَدَلٍ كقول الجعدي لَوَى اللهُ علْمَ الغيبِ عَمَّْ سَواءَهُ ويَعْلَمُ منه ما مَضَى وتأَخَّرا وقال يزيد بنُ الحَكَم همُ البُحورُ وتَلْقى مَنْ سَواءَهُم ممن يُسَوَّدُ أثْماداً وأَوْشالا قال وسِوَى من الظروف التي ليست بمُتَمَكِّنةٍ قال الشاعر سَقاكِ اللهُ يا سَلْمى سَقاكِ ودارَكِ باللِّوَى دارَ الأَرَاكِ أَمَا والرَّاقِصات بكلِّ فَجٍّ ومَنْ صَلَّى بنَعْمانِ الأراكِ لقد أَضْمَرْتُ حُبِّكِ في فؤادي وما أَضْمَرْتُ حبّاً مِن سِواكِ أَطَعْتِ الآمِرِيك بقَطْع حَبْلِي مُرِيهِمْ في أَحِبَّتهم بذاكِ فإنْ هُمْ طاوَعُوكِ فطاوِعِيهم وإنْ عاصَوْكِ فاعْصِي مَنْ عَصاكِ ابن السكيت سَواءٌ ممدود بمعنى وسَط وحكى الأَصمعي عن عيسى بن عُمَر انْقَطَع سَوائي أَي وَسَطي قال وسِوىً وسُوىً بمعنى غيرٍ كقولك سَواءٌ قال الأَخفش سِوىً وسُوىً إذا كان بمعنى غيرٍ أَو بمعنى العدلِ يكون فيه ثلاثُ لغاتٍ إن ضمَمْتَ السين أَو كسَرْت قَصرْتَ فيهما جميعاً وإنْ فتحتَ مَددْتَ تقول مكان سِوىً وسُوىً وسَواءٌ أَي عَدْلٌ ووَسَطٌ فيما بين الفريقين قال موسى بن جابر وجَدْنا أَبانا كان حَلَّ ببَلْدَةٍ سِوىً بين قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلانَ والفِزْرِ وتقول مررت برجُلٍ سِواكَ وسُواكَ وسَوائِكَ أَي غيرك قال ابن بري ولم يأْت سواءٌ مكسورَ السين ممدوداً إلا في قولهم هو في سِواء رأْسِه وسِيِّ رأْسِه إذا كان في نَعْمة وخِصْبٍ قال فيكون سِواءٌ على هذا مصدَر ساوَى قال ابن بري وسِيٌّ بمعنى سَواءٍ قال وقولهم فلانٌ في سِيِّ رأسِه وفي سَواء رأْْسِه كلُّه من هذا الفصل وذكره الجوهري في فصل سَيا وفسِّره فقال قال الفراء يقال هو في سِيِّ رأْسه وفي سَواء رأْْسه إذا كان في النِّعمة قال أَبو عبيد وقد يفسرُ سِيّ رأْسه عَدَدَ شَعرَه من الخير قال ذو الرمة كأَنه خاضِبٌ بالسِّيِّ مَرْتَعُه أَبو ثَلاثينَ أَمْسَى وهو مُنْقَلِبُ
( * قوله « كأنه خاضب إلخ » قال الصاغاني الرواية أذاك أم خاضب إلخ يعني أذاك الثور الذي وصفته يشبه ناقتي في سرعتها أم ظليم هذه صفته )
ومكان سِوىً وسُوىً مُعْلَمٌ وقوله عز وجل مكاناً سِوىً وسُوىً قال الفراء وأَكثر كلام العرب بالفتح إذا كان في معنى نَصَفٍ وعَدْلٍ فتَحوه ومَدُّوه والكسْرُ والضمُّ معَ القَصْر عَرَبيّانِ وقد قرئ بهما قال الليث تصغيرُ سَواءٍ الممدودِ سُوَىُّ وقال أَبو إسحق مكاناً سِوىً ويُقْرَأُ بالضم ومعناه مَنْصَفاً أَي مكاناً يكون للنَّصَفِ فيما بينَنا وبينك وقد جاء في اللغة سَواءٌ بهذا المعنى تقول هذا مكان سَواءٌ أَي متوسط بين المكانين ولكن لم يُقْرَأُ إلا بالقَصْر سِوىً وسُوىً ولا يُساوي الثوبُ وغيرُه شيئاً ولا يقال يَسْوَى قال ابن سيده هذا قول أَبي عبيد قال وقد حكاه أَبو عبيدة واستَوى الشيءُ اعْتَدَلَ والإسم السَّواءُ يقال سَوَاءٌ عَليَّ قمتَ أَو قعدتَ واسْتَوَى الرجلُ بلغ أَشُدَّه وقيل بلغ أَربعين سنة وقوله عزَّ وجل هو الذي خَلَقَ لكمْ ما في الأَرضِ جميعاً ثم اسْتَوَى إلى السماء كما تقول قد بلغَ الأَميرُ من بلد كذا وكذا ثم اسْتَوَى إلى بلد كذا معناه قَصَد بالاسْتِواء إليه وقيل اسْتَوَى إلى السماء صَعِدَ أَمره إليها وفسره ثعلب فقال أَقْبَلَ إليها وقيل اسْتَوْلى الجوهري اسْتَوَى إلى السماء أَي قَصَدَ واسْتَوى أَي اسْتَوْلى وظَهَر وقال قَدِ اسْتَوى بِشْرٌ على العِرَاق من غَيرِ سَيْفٍ ودَمٍ مُهْراق الفراء الاسْتِواء في كلام العرب على وجهين أَحدهما أَن يَسْتَوي الرجلُ وينتهي شبابُه وقوَّته أَو يَسْتَوي عن اعوجاج فهذان وجهان ووجه ثالث أَن تقول كان فلان مُقْبِلاً علا فلانة ثم استَوَى عليَّ وإليَّ يَشاتِمُني على معنى أَقبل إليَّ وعلىَّ فهذا قوله عز وجل ثم اسْتَوى إلى السماء قال الفراء وقال ابن عباس ثم استَوى إلى السماء صعِدَ وهذا كقولك للرجل كان قائماً فاستَوى قاعداً وكان قاعداً فاستَوى قائماً قال وكلُّ في كلام العرب جائز وقول ابن عباس صَعِدَ إلى السماء أَي صعِد أَمره إلى السماء وقال أَحمد بن يحيى في قوله عز وجل الرحمنُ على العرش استَوى قال الاسْتِواءُ الإقبال على الشيء وقال الأَخفش استَوى أَي علا تقول استَوَيْتُ فوق الدابة وعلى ظهر البيت أَي علَوْتُه واستَوى على ظهر دابته أَي استَقَرَّ وقال الزجاج في قوله تعالى ثم استَوى إلى السماء عمَدَ وقصد إلى السماء كما تقول فَرغ الأَميرُ من بلد كذا وكذا ثم استَوى إلى بلد كذا وكذا معناه قصد بالاستواء إليه قال داود بنُ عليّ الأَصبهاني كنت عند ابن الأَعرابي فأَتاه رجلٌ فقال ما معنى قول الله عز وجل الرحمنُ على العرش استَوى ؟ فقال ابن الأَعرابي هو على عرشه كما أَخبَرَ فقال يا أَبا عبدِ الله إنما معناه استَوْلى فقال ابن الأَعرابي ما يُدْرِيك ؟ العرب لا تقول استَوْلى على الشيء حتى يكون له مُضادٌّفأَيهما غَلَب فقد اسْتَوْلى أَما سمعت قول النابغة إلاَّ لمِثْلِكَ أَو مَن أَنت سابِقُه سبْقَ الجوادِ إذا اسْتَوْلى على الأَمَدِ وسئل مالك بن أَنس استَوى كيف استَوى ؟ فقال الكيفُ غير معقولٍ والاستِواءُ غير مَجْهول والإيمانُ به واجبٌ والسؤالُ عنه بِدْعةٌ وقوله عز وجل ولما بلغ أَشُدَّه واسْتَوى قيل إن معنى استَوى ههنا بلغ الأَربعين قال أَبو منصور وكلام العرب أَن المجتمِعَ من الرجالِ والمُسْتَوِي الذي تم شَبابُه وذلك إذا تمَّتْ ثمان وعشرونَ سنةً فيكون مجتمِعاً ومُسْتَوِياً إلى أَن يَتِمَّ له ثلاثٌ وثلاثون سنةً ثم يدخل في حدَّ الكهولةِ ويحتمل أَن يكون بلوغُ الأَربعين غايةَ الاستِواء وكمالِ العقل ومكانٌ سَوِيٌّ وسِيٌّ مُسْتَوٍ وأَرضٌ سِيٌّ مسْتَوِية قال ذو الرمة رَهاء بَساط الأَرضِ سِيّ مَخُوفة والسِّيُّ المكان المُسْتَوِي وقال آخر بأَرض وَدْعانَ بِساطٌ سِيٌّ أَي سَواءٌ مستقيمٌ وسَوَّى الشيءَ وأَسْواهُ جعلَه سَوِيّاً وهذا المكان أَسْوى هذه الأَمكنةِ أَي أَشدُّها اسْتِواءً حكاه أَبو حنيفة وأَرض سَواءٌ مُسْتَويةٌ ودارٌ سَواءٌ مُسْتَويةُ المَرافِق وثوبٌ سَواءٌ مسْتَوٍ عرضُه وطولُه وطبقاتُه ولا يقال جملٌ سواءٌ ولا حمارٌ ولا رجلٌ سواءٌ واسْتَوَتْ به الأَرضُ وتسَوِّتْ وسُوَّيَتْ عليه كلُّه هَلك فيها وقوله تعالى لو تُسَوَّى بهمُ الأَرضُ فسره ثعلب فقال معناه يَصيرُون كالتراب وقيل لو تُسَوَّى بهم الأَرضُ أَي تَسْتَوي بهم وقوله طال على رَسْم مَهْدَدٍ أَبَدُهْ وعَفا واستَوى به بَلَدُهْ
( * قوله « مهدد » هو هكذا في الأصل وشرح القاموس )
فسره ثعلب فقال اسْتَوى به بلدُه صار كلُّه حَدَباً وهذا البيت مختلِفُ الوزنِ فالمِصراعُ الأَول من المنسرح
( * قوله « فالمصراع الأول من المنسرح » أي بحسب ظاهره وإلا فهو من الخفيف المخزوم بالزاي بحرفين أول المصراع وهما طا وحينئذ فلا يكون مختلفاً ) والثاني من الخفيف ورجلٌ سَويُّ الخَلْق والأُنثى سَويَّةٌ أَي مُسْتَوٍ وقد استَوى إذا كان خَلْقُه وولدُه سواءً قال ابن سيده هذا لفظ أَبي عبيد قال والصواب كان خَلْقُه وخَلْق ولده أَو كان هو وولدُه الفراء أَسْوى الرجلُ إذا كان خَلْق ولدِه سَوِيّاً وخَلْقُه أَيضاً واسْتَوى من إعوِجاجٍ وقوله تعالى بَشَراً سَوِيّاً وقال ثلاثَ ليالٍ سَوِيّاً قال الزجاج لما قال زكريّا لربّه اجعَلْ لي آيةً أَي علامَةً أَعلم بها وقوعَ ما بُشِّرْتُ به قال آيَتُكَ أَن لا تكلِّمَ الناسَ ثلاث ليالٍ سَوِيّاً أَي تُمْنَع الكلامُ وأَنت سَوِيٌّ لا أَخرسُ فتعلَم بذلك أَن الله قد وهبَ لك الوَلدَ قال وسَوِيّاً منصوبٌ على الحالِ قال وأَما قوله تعالى فأَرْسَلْنا إليها روحَنا فتمثَّل لها بَشَراً سَوِيّاً يعني جبريلَ تمثَّل لمرْيمَ وهي في غُرْفةٍ مُغْلَقٍ بابُها عليها محجوبةٌ عن الخَلْقِ فتمثَّل لها في صورة خَلْقِ بَشَرٍ سَويٍّ فقالت له إني أَعوذُ بالرَّحْمن منك إن كنت تَقِيّاً قال أَبو الهيثم السَّوِيُّ فَعيلٌ في معنى مُفْتَعلٍ أَي مُسْتَوٍ قال والمُستَوي التامُّ في كلام العرب الذي قد بلغ الغاية في شبابِه وتمامِ خَلْقِه وعقلِه واستَوى الرجل إذا انتهى شَبابه قال ولا يقال في شيءٍ من الأَشياء استَوى بنفسِه حتى يُضَمَّ إلى غيرِه فيقال استَوى فلانٌ وفلانٌ إلاَّ في معنى بلوغِ الرجل النهايةَ فيقال استَوى قال واجتمع مثلُه ويقال هما على سَويَّةٍ من الأَمر أَي على سَواءٍ أَي استِوءٍ والسَّويَّة قتَبٌ عجميٌّ للبعير والجمع السَّوايا الفراء السايَةُ فَعْلةٌ من التَّسْوِيَةِ وقولُ الناسِ ضَرَبَ لي سايةً أَي هيّأَ لي كلمةً سَوَّاها عليَّ ليَخْدَعَني ويقال كيف أَمْسَيْتُم ؟ فيقولون مُسْؤُونَ بالهمز صالحون وقيل لقوم كيف أَصبحتم ؟ قالوا مُسْوِينَ صالحين الجوهري يقال كيف أَصبحتم فيقولون مُسْؤُون صالحون أَي أَن أَولادَنا ومواشينا سويَّةٌ صالحة قال ابن بري قال ابن خالويه أَسْوى نسي
( * قوله « اسوى نسي إلى قوله اسوى القوم في السقي » هذه العبارة هكذا في الأصل ) وأَسْوى صلِعَ وأَسْوى بمعنى أَساءَ وأَسْوى استقام ويقال أَسْوى القوم في السَّقْي وأَسْوى الرجلُ أَحدث وأَسْوى خَزِيَ وأَسْوى في المرأَة أَوعب وأَسْوى حرفاً من القرآن أَو آيةً أَسْقطَ وروي عن أَبي عبد الرحمن السُّلَميّ أَنه قال ما رأَيت أَحداً أَقرأَ من عليّ صلَّيْنا خَلْفَه فأَسْوى بَرْزخاً ثم رجع إليه فقرأَه ثم عاد إلى الموضع الذي كان انتهى إليه قال الكسائي أَسْوى بمعنى أَسْقَط وأَغفَل يقال أَسوَيْتُ الشيءَ إذا تركتَه وأَغفَلْتَه قال الجوهري كذا حكاه أَبو عبيدة وأَنا أُرى أَن أَصل هذا الحرف مهموز قال أَبو منصور أُرى قول أَبي عبد الرحمن في علي رضي الله عنه أَسْوى برزخاً بمعنى أَسقَط أَصلُه من قولهم أَسْوى إذا أَحدث وأَصلُه من السَّوْأَةِ وهي الدُّبُر فتُرِكَ الهمزُ في الفعل قال محمد بن المكرم رحمَ الله الكسائيَّ فإنه ذكَرَ أَنْ أَسْوَى بمعنى أَسْقَطَ ولم يَذْكُر لذلك أَصلاً ولا تَعْليلاً ولقد كان ينبغي لأَبي منصورٍ سامَحَه الله أَن يَقْتدِي بالكِسائي ولا يذكُرَ لهذه اللَّفْظَة أَصلاً ولا اشتِقاقاً وليس ذلك بأَوَّل هَفَواتِه وقلة مبالاته بنُطْقه وقد تقدم في ترجمة ع م ر ما يُقاربُ هذا وقد أَجادَ ابنُ الأَثير العبارة أَيضاً في هذا فقال الإسْواءُ في القراءَةِ والحسابِ كالإشْواءِ في الرَّمْيِ أَي أَسْقَطَ وأَغْفَل والبَرْزَخُ ما بين الشيئين قال الهروي ويجوز أَشْوَى بالشين المعجمة بمعنى أَسقط والرواية بالسين وأَسْوَى إذا بَرِصَ وأَسْوَى إذا عُوفيَ بعد عِلةٍ ويقال نَزَلْنا في كَلإٍ سِيٍّ وأَنْبط ماءً سِيّاً أَي كثيراً واسعاً وقوله تعالى بَلَى قادِرين على أَن نُسَوِّيَ بَنانَه قال أَي نَجْعَلَها مُسْتَوِيةً كخُفِّ البعير ونحوه ونرفع منافعه بالأَصابع
( * قوله « ونرفع منافعه بالأصابع » عبارة الخطيب وقال ابن عباس وأكثر المفسرين على أن نسوّي بنانه أي نجعل أصابع يديه ورجليه شيئاً واحداً كخف البعير فلا يمكنه أن يعمل بها شيئاً ولكنا فرقنا أصابعه حتى يعمل بها ما شاء )
وسَواءُ الجَبَلِ ذرْوَتُه وسَواءُ النهارِ مُنْتَصَفُه وليلةُ السَّواء لَيلةُ أَربعَ عَشْرَة وقال الأَصمعي ليلةُ السواءِ ممدودٌ ليلةُ ثلاثَ عشْرةَ وفيها يَسْتَوِي القمر وهم في هذا الأَمر على سَوِيّةٍ أَي اسْتِواءٍ والسَّوِيَّةُ كِساء يُحْشَى بتُمامٍ أَو لِيفٍ أَو نحوِه ثم يُجعلُ على ظهْرِ البعيرِ وهو مِن مَراكبِ الإماء وأَهلِ الحاجةِ وقيل السَّوِِيَّةُ كِساءٌ يُحَوَّى حَوْلَ سَنام البعيرِ ثم يُرْكَبُ الجوهري السَّوِيَّةُ كِساءٌ مَحْشُوٌّ بثُامٍ ونحوِه كالبَرْذَعة وقال عبد الله بن عَنَمة الضَّبيّ والصَّحيحُ أَنه لسلام بن عوية الضَّبيّ فازْجُرْ حِمارَكَ لا تُنْزَعْ سَوِيَّتُهُ إذاً يُرَدُّ وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ قال والجَمع سَوايَا وكذلك الذي يُجْعَل على ظهر الإبِل إلا أَنه كالحَلْقَةِ لأَجل السنام ويُسَمَّى الحَوِيَّةَ وسوَى الشَّيءِ قَصْدُه وقَصَدْتُ سِوَى فُلانٍ أَي قَصَدْتُ قَصْدُه وقال ولأَصْرِفَنَّ سِوَى حُذَيْفَة مِدْحَتي لِفَتى العَشِيِّ وفارِسِ الأَحْزابِ وقالوا عَقْلُكَ سِواكَ أَي عَزَبَ عنكَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد للحطيئة لَنْ يَعْدَمُوا رابحاً من إرْثِ مَجْدِهِم ولا يَبِيتُ سِواهُم حِلْمُهُم عَزَبَا وأَما قوله تعالى فقد ضَلَّ سَواءَ السَّبيل فإنَّ سَلَمَة روى عن الفراءِ أَنه قال سَواءُ السَّبيلِ قَصْدُ السَّبيلِ وقد يكونُ سَواءٌ على مذهبِ غيرٍ كقولك أَتَيْتُ سَواءَكَ فَتَمُدُّ ووقَع فلانٌ في سِيِّ رأْسِه وسَواءِ رأْسِه أَي هو مَغْمُورٌ في النِّعْمَةِ وقيل في عددِ شَعْرِ رأْسِه وقيل معناه أَنَّ النِّعْمَةَ ساوتْ رأْسَه أَي كثُرَتْ عليه ووقَعَ من النِّعمة في سِواءٍ رأْسِه بكسر السين عن الكسائي قال ثعلب وهو القياس كأَنَّ النِّعمة ساوَتْ رأْسَه مُساواةً وسِواءً والسِّيُّ الفَلاةُ ابن الأَعرابي سَوَّى إذا اسْتَوَى وسَوَّى إذا حَسُنَ وَسِوَى موضع معروف والسِّيُّ موضع أَمْلَسُ بالبادِية وسايةُ وادٍ عظيم به أَكثرُ من سبعين نهْراً تجري تَنْزِلُه مُزَيْنَةُ وسُلَيْمٌ وسايةُ أَيضاً وادي أَمَجِ وأَهل أََمَجٍ خُزاعَة وقولُ أَبي ذؤَيب يصف الحمارَ والأُتُن فافْتَنَّهُنَّ من السَّواء وماؤهُ بَثْرٌ وعانَدَهُ طريقٌ مَهْيَعُ قيل السَّواء ههنا موضعٌ بعَيْنِه وقيل السَّوَاءُ الأَكَمَة أَيَّةً كانت وقيل الحَرَّةُ وقيل رأْس الحَرَّةِ وسُوَيَّةُ امرأَةٌ وقول خالد بن الوليد للهِ دَرُّ رافِعٍ أَنَّى اهْتَدَى فَوَّزَ من قُراقِرٍ إلى سُوَى خِمْساً إذا سارَ به الجِبْسُ بَكَى عِنْدَ الصَّباحِ يَحْمَدُ القَومُ السُّرَى وتَنْجلي عَنهُم غَيَاباتُ الكَرَى قُراقِرٌ وسُوىً ماءَانِ وأَنشد ابن بري لابن مفرّغ فدَيْرُ سُوىً فسَاتِيدَ فَبُصْرَى

سيا
سِيَةُ القَوْسِ طَرَفُ قابِها وقيل رأْسُها وقيل ما اعْوَجَّ من رأْسِها وهو بعدَ الطَّائِفِ والنَّسَبُ إليه سِيَوِيٌّ الأَصمعي سِيةُ القَوْسِ ما عُطِفَ من طَرَفَيْها ولها سِيَتَان وفي السِّية الكُظْرُ وهو الفَرْضُ الذي فيه الوَتَرُ وكان رؤبة ابن العجاج يهمز سِئَةَ القَوْسِ وسائرُ العَرب لا يهمِزونها والجمعَ سِيَاتٌ والهاء عوضٌمن الواو المحذوفةِ كعِدَةٍ وفي الحديث وفي يدِه قَوْسٌ آخِذٌ بِسِيَتِها ومنه حديث أَبي سفيان فَانْثَنَتْ عَلَيَّ سِيَتَاها يعني سِيَتَيِ القَوْسِ والسِّيةُ عِرِّيسَةُ الأَسَد والسَّايةُ الطريق عن أَبي علي وحكي ضَرَب عَلَيه سَايَتَه وهو ثِقَله على ما جاءَ في وَزْنِ آيةٍ والسِّيُّ غيرُ مهموزٍ بكسر السين أَرض في بلاد العَرَب مَعْروف قال زهير بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءُ

( شأي ) الشَّأْوُ الطَّلَقُ والشَّوْطُ والشَّأْوُ الغَايةُ والأَمَدُ وفي الحديث فَطَلَبْتُه أرْفَعُ فَرَسِي شَأواً وأَسِيرُ شَأْواً الشّأْوُ الشَّوْطُ والمَدَى ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال لخالد ابن صفوانَ صاحبِ ابنِ الزُّبَيْر وقد ذكَرَ سُنَّة العُمَرَيْن فقال تَرَكْتُمَا سُنَّتَهُما شَأْواً بَعيداً وفي رواية شأْواً مُغَرَّباً ومُغَرِّباً والمُغَرَّبُ والمُغَرِّبُ البَعِيدُ ويريد بقوله تَرَكْتُما خالداً وابْنَ الزُّبَيْر والشَّأْوُ السَّبْقُ شَأَوْتُ القَوْمَ شَأْواً سَبَقْتُهم وشَأَيْتُ القَوْمَ شَأْياً سبَقْتُهم قال امرؤ القيس فَكانَ تَنادِينَا وعَقْدَ عِذَارِه وقالَ صِحابي قَدْ شأَوْنَكَ فاطْلُبِ قال ابن بري الواو ههنا بمعنى مَعْ أَي مع عَقْدِ عذاره فأَغْنَتْ عن الخَبَر على حدِّ قولهم كُلُّ رجلٍ وضَيْعَتَه وأَنشد أَبو القاسم الزجاجي شَأَتْكَ المَنازِلُ بالأَبْرَقِ دَوارِسَ كالوَحْيِ في المُهْرَقِ أَي أَعْجَلَتْك من خَرابها إذ صارَتْ كالخَطِّ في الصحيفة وشَآني الشيءُ شَأْواً أَعْجَبَني وقيل حزَنَنِي قال الحَرِثُ بن خالد المخزومي مَرَّ الحُمُولُ فَمَا شَأَوْنَكَ نَقْرَةً ولَقَدْ أَراكَ تُشاءُ بالأَظْعانِ وقيل شآنِي طَرَّبَنِي وقيل شاقَنِي قال ساعدة حتَّى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ باتَتْ طِراباً وباتَ اللَّيْل لَمْ يَنَمِ شَآها أَي شاقَها وطَرَّبَها بوزن شَعاها الأَصمعي شَآنِي الأَمْرُ مثلُ شَعاني وشاءني مثل شاعَنِي إذا حَزَنَك وقد جاء الحَرِثُ بنُ خالد في بيته باللغتين جميعاً وشُؤْتُه أَشُوءُهُ أَي أَعْجَبْتُه ويقال شُؤتُ به أَي أُعْجِبْتُ به ابن سيده وشَآني الشيءُ شَأْياً حَزَنَني وشاقَني قال عَدِيُّ ابن زيد لَمْ أُغَمِّضْ له وشَأْيي به مَّا ذاكَ أَنِّي بصَوْبِهِ مَسْرورُ ويقال عَدا الفَرَسُ شَأْواً أَو شَأْوَيْنِ أَي طَلَقاً أَو طَلَقَيْن وشَآهُ شَأْواً إذا سَبَقَه ويقال تَشاءَى ما بينهم بوزن تَشاعى أَي تَباعَدَ قال ذو الرُّمَّة يمدح بِلالَ بنَ أَبي بُرْدَة أَبوكَ تَلافى الدِّينَ والناسَ بَعْدَما تَشاءَوْا وبَيْتُ الدِّينِ مُنْقَطِعُ الكِسْرِ فشَدَّ إصارَ الدِّينِ أَيّامَ أَذْرُحٍ ورَدَّ حروباً قد لَقِحْنَ إلى عُقْرِ ابن سيده وشاءَني الشيءُ سبَقَني وشاءَني حَزنَني مقْلوبٌ من شَآني قال والدليل على أَنَّهُ مقلوبٌ منه أَنه لا مصدَرَ له لم يقولوا شاءَني شَوْءاً كما قالوا شَآني شَأْواً وأَما ابن الأَعرابي فقال هما لغتان لأَنه لم يكن نحوِيّاً فيَضْبِط مثلَ هذا وقال الحَرِثُ بنُ خالد المخزومي فجاء بهما مَرَّ الحُمولُ فما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً ولَقَدْ أَراكَ تُشاءُ بالأَظْعانِ تَحْتَ الخُدورِ وما لَهُنَّ بَشاشَةٌ أُصُلاً خَوارِجَ مِنْ قَفا نَعْمانِ يقول مَرَّت الحُمول وهي الإبل عليها النساءُ فما هَيَّجْنَ شَوْقَك وكنتَ قبل ذلك يهيجُ وجْدُك بهِنَّ إذا عايَنْتَ الحُمولَ والأَظْعانُ الهَوادِجُ وفيها النِّساءُ والأُصُلُ جَمْعُ أَصيلٍ ونَعْمانُ مَوْضِعٌ معروفٌ والبشاشة السُّرورُ والابْتِهاج يريد أَنه لم يَبْتَهِجْ بهِنَّ إذ مَرَرن عليه لأَنه قد فارق شبابَه وعَزَفَتْ نفْسُه عن اللَّهْوِ فلم يَبْتَهِجْ لمُرورِهِنَّ به وقوله وما شأَوْنَكَ نَقْرَةً أَي لم يُحرِّكْنَ مِن قَلْبِكَ أَدْنى شيءٍ وشُؤْتُ بالرَّجُلِ شَوْءاً سُرِرْتُ وشاءَني الشيءُ يشوءُني ويشَيئُني شاقَني مَقْلوبٌ من شآني حكاه يعقوب وأَنشد لقد شاءَنا القومُ السِّراعُ فأَوعَبوا أَراد شآنا والدليلُ على أَنه مقلوبٌ أَنه لا مصدر له وشاءاهُ على فاعَلَه أَي سابقه وشاءَه مثل شآهُ على القلبِ أَي سَبَقَه ورجلٌ شيِّئانٌ بوزنِ شَيِّعان بعيدُ النظرِ ويُنْعَتُ به الفرس وهو يحتمل أَن يكون مقلوباً من شَأَى الذي هوسبق لأَن نظره يَسْبِقُ نَظَر غيره ويحتمل أَن يكون من مادَّةٍ على حِيالِها كشاءني الذي هو سَرَّني قال العجاج مُخْتَتِياً لِشَيِّئانٍ مِرْجَمِ وشيءٌ مُتَشاءٍ مختلِفٌ وقوله أَنشده ثعلب لَعَمْري لقد أَبْقَتْ وقيعةُ راهِطٍ لِمَرْوانَ صَدْعاً بَيِّناً مُتَشائِيا قال ابن سيده لم يُفَسِّره واشْتَأَى اسْتَمَع أَبو عبيد اشْتأََيْتُ اسْتَمَعْت وأَنشد للشماخ وحُرَّتَيْنِ هِجانٍ ليس بَيْنَهُما إذا هُما اشْتأَتا للسمع تَهْميلُ
( * قوله « تهميل » هكذا في نسخة بيدنا غير معول عليها وفي شرح القاموس تسهيل )
واشْتأَى اسْتَمَع وقال المُفَضَّل سَبَقَ ابن الأَعرابي الشَّأَى الفسادُ مثلُ الثَّأَى قال والشَّأَى التَّفْريقُ يقال تَشاءَى القَوْمُ إذا تَفَرَّقوا التهذيب في هذه الترجمة أَيضاً ومن أَمثالهم شرٌّ ما أَشاءَكَ إلى مُخَّةِ عُرْقوبٍ وشَرٌّ ما أَجاءَكَ أَي أَلجَأَكَ وقد أُشِئْتُ إلى فُلانٍ وأُجِئْتُ إليه أَي أُلْجِئْتُ إليه الليث المَشيئة مصدرُ شاءَ يَشاءُ مَشيئَةً وشَأْوُ الناقةِ بَعْرُها والسين أَعلى الليث شَأْوُ الناقةِ زِمامُها وشَأْوُها بَعْرُها قال الشماخ يصف عَيْراً وأَتانه إذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ هَوى لَهُ مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَيْنِ أَفْلَجُ وقال الأَصمعي أَصْلُ الشَّأْوِ زَبيلٌ من تُرابٍ يُخْرَجُ مِنَ البِئْر ويقال للزَّبيلِ المِشْآة فَشَبَّه ما يُلْقيهِ الحِمارُ والأَتانُ من رَوْثِهِما به وقال الشماخ في الشأْوِ بمعنى الزِّمام ما إن يَزالُ لها شَأْوٌ يُقَوِّمُها مُجَرّبٌ مثلُ طُوطِ العِرْقِ مَجْدولُ ويقال للرجل إذا تَرَكَ الشيءَ ونَأَى عنه ترَكَه شَأْواً مُغَرَّباً وهَيْهاتَ ذلك شَأْوٌ مُغَرَّبٌ قال الكميت أَعَهْدَكَ من أُولى الشَّبيبَةِ تَطْلُبُ على دُبُرٍ هَيْهاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ وقال المازني في قوله يُصْبِحْنَ بَعْدَ الطَّلَقِ التَّجْريدِ شَوائِياً للسَّائِقِ الغِرِّيدِ التجريد المتجرد الماضي والشَّوائي الشَّوائِقُ وقول الحرث بن خالد فَِما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً أَي ما شُقْنَكَ ولقد نَراك وأَنتَ تَشْتاق إلَيْهِن فقد كَبِرْتَ وصِرْتَ لا يَشُقْنَك إذا مَرَرْنَ والشَّأْوُ ما أُخْرِجَ من تُرابِ البِئْرِ بمِثْل المِشْآةِ وشَأَوْتُ البِئرَ شَأْواً نَقَّيْتُها وأَخْرَجْت تُرابَها واسمُ ذلك التراب الشَّأْوُ أَيضاً وحكى اللحياني شَأَوْتُ البِئْرَ أَخْرَجْت منها شَأْواً أو شَأْوَيْن من تراب والمِشْآةُ الشيءُ الذي تُخْرِجهُ به وقال غيره المِشْآةُ الزَّبيلُ يُخرَجُ به تُراب البئر وهو على وزن المِشْعاةِ والجَمْع المَشائي قال لولا الإلَهُ ما سَكنَّا خَضَّما ولا ظَلِلْنا بالمَشائي قُيَّما وقُيَّمٌ جمع قائمٍ مثل صُيَّمٍ قال وقياسه قُوَّم وصُوَّم وشَأَوْتُ من البئر إذا نزَعْتَ منها التُّراب اللحياني إنه لَبَعيدُ الشَّأْوِ أي الهِمَّة والمعْرُوفُ السين

شبا
شَباةُ كُلِّ شيءٍ حدُّ طَرَفِهِ وقيل حَدُّهُ وحَدُّ كلِّ شيءٍ شَباتهُ والجمْعُ شَبَواتٌ وشَباً وشَبا النَّعْلِ جانِبا أَسَلَتِها والشَّبا البَرَدُ قال الطرِمّاح ليلَة هاجَتْ جُمادِيَّة ذات صِرٍّ جِرْبياء البَشامْ
( * قوله « البشام » هكذا في الأصل المعتمد بيدنا هنا وفي مادة ج م د من اللسان التسام وفي التهذيب في مادة ج د م السنام )
ورْدَة أَدْلَجَ صِنَّبْرُها تحتَ شَفَّانِ شَباً ذي سِجامْ ورَدة حَمْراء أَي السَّنة الشديدة والشَّبا البَرَدُ وسِجام مَطر وفي حديث وائِل بنِ حُجْرٍ أَنه كتب لأَقْيالِ شَبْوَةَ بما كان لهم فيها من مِلْكٍ شَبْوَةُ اسمُ الناحِيةِ التي كانوا بها من اليَمَن وحَضْرَمَوتَ وفيه فما فَلُّوا له شَباةً الشَّباةُ طَرَفُ السَّيْفِ وحَدُّه وجَمْعُها شَباً والشَّباةُ العَقْرَبُ حين تَلِدُها أُمُّها وقيل هي العَقربُ الصَّفْراءُ وجمعها شَبَوات قال أَبو منصور والنَّحْوِيُّون يقولون شَبْوَةُ العَقْرَبُ مَعْرِفَةٌ لا تنصرف ولا تدخلها الأَلف واللام وقيل شَبْوَةُ هي العَقْرَبُ ما كانتْ غيرُ مُجْراةٍ قال قدْ جَعََلتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِرُّ تَكْسُو اسْتَها لحْماً وتَقْشَعِرُّ ويروى وتَقْمَطِرُّ يقول إذا لدَغَتْ صار اسْتُها في لَحْم الناسِ فذلك اللحْم كِسوَةٌ لها ثعلب عن ابن الأَعرابي من أَسماءِ العَقْرَبِ الشَّوْشَبُ والفِرْضِخُ وتَمْرَة
( * قوله « وتمرة » هكذا في الأصل والتهذيب ) لا تَنْصَرفُ قال وشَباةُ العَقْرب إبْرَتُها والشَّبْوُ الأَذى وجاريةٌ شَبْوَةٌ جريئة كثيرة الحركة فاحشةٌ وأَشْبى الرجلُ وُلِدَ لهُ ولدٌ كَيِّسٌ ذَكِيٌّ قال ابن هرْمَة هُمُو نبَتُوا فَرْعاً بكُلِّ شَرارَةٍ حَرامٍ فأَشْبى فَرْعُها وأُرُومُها ورجلٌ مُشْبىً إذا وُلِدَ له وَلدٌ ذكِيٌّ قال ابن سيده كذلك رواه ابن الأَعرابي مُشْبىً على صيغة المفعول ورَدَّ ذلك ثعلب فقال إنما هو مُشْبٍ قال وهو القياس والمعلوم اليزيدي المُشْبي الذي يُولد له وَلدٌ ذكيٌّ وقد أَشْبى وأَنشد شمِر قول ذي الإصْبَع العَدَواني وهُمْ إنْ وَلَدُوا أَشْبَوْا بِسِرِّ الحسَبِ المَحْضِ قال وأَشْبى إذا جاءَ بوَلدٍ مثل شَبا الحدِيد ابن الأَعرابي رجلٌ مُشْبٍ وَلَد الكِرام والمُشْبي المُشْفِقُ وهو المُشْبِلُ وأَشْبى فُلاناً وَلدهُ أَي أَشْبَهُوه وأَنشد ابن بري لعِمْرانَ بنِ حَطَّانَ يصف رجلاً من الخوارِج وأَنَّ أُمَّه قد أَنْجَبَتْ بولادَته قد أَنْجَبَتْهُ وأَشْبَتْه وأَعْجَبَها لو كان يُعجِبُها الإنجابُ والحَبَلُ قال أَبو عمرو الإشْباءُ الإعْطاء وأَنشد للقشيري إنَّ الطرِمَّاحَ الذي دَرْبَيْتِ دَحاكِ حَتَّى انْصَعْتِ قدْ أَمْنَيْتِ فكُلَّ خَيْرٍ أَنْتِ قد أَشْبَيْتِ تُوبي منَ الخِطْءِ فَقَدْ أَشْصَيْتِ وقال ثعلب أَشْبى أَشْفَقَ وأَنشد لرؤبة يُشْبي عليَّ والكَرِيمُ يُشْبي وامرأَة مُشْبِيَةٌ على ولدِها كمُشْبِلة والمُشْبى المُكْرَمُ عن ابن الأَعرابي والإشْباءُ الدفْعُ وأَشْبَيْتُ الرجلَ رفعْتُه وأَكْرَمْتُه وأَشْبَتِ الشَّجَرة ارْتَفَعت ويقال أَشْبى زيدٌ عمراً إذا أَلْقاه في بئرٍ أَو فيما يَكْرَهُ وأَنشد إعْلَوَّطا عمْراً ليُشْبِياهُ في كلِّ سُوءٍ ويُدَرْبِياهُ الفراء شَبا وجهُه إذا أَضاء بعد تَغٍيُّرٍ وأَشْبى الرجلُ
( * قوله « وأشبى الرجل » هكذا في الأصل وفي المحكم وأَشبى الشجر ) طال والتَفَّ من النَّعْمَة والغُضُوضَةِ والشَّبا الطُّحْلُب يمانية وشَبْوَة موضعٌ قال بشر بن أَبي خازم أَلا ظَعَنَ الخَلِيطُ غَداةَ رِيعُوا بشَبْوَةَ والمَطِيُّ بها خُضُوعُ والشَّبا وادٍ من أَوْدية المدينة فيه عينٌ لبني جعفر بن إبراهيمَ من بني جعفرِ بنِ أَبي طالبٍ رضوانُ الله عليهم

شتا
ابن السكيت السَّنة عند العرب اسمٌ لاثْنَي عشَر شهراً ثم قسموا السَّنة فجعلوها نصفين ستة أَشهر وستة أَشهر فبدؤوا بأَوَّل السنة أَول الشتاء لأَنه ذكَرٌ والصيف أُنثى ثم جعلوا الشتاء نصفين فالشَّتَويُّ أَوَّله والربيع آخره فصار الشَّتْويُّ ثلاثة أشهر والربيع ثلاثة أَشهر وجعلوا الصيف ثلاثة أشهر والقَيْظ ثلاثة أَشهر فذلك اثنا عشر شهراً غيره الشتاء معروف أَحد أَرباعِ السنة وهي الشَّتْوة وقيل الشِّتاءُ جمع شَتْوةٍ قال الجوهري وجمعُ الشِّتاء أَشْتْيِة قال ابن بري الشِّتاءُ اسمٌ مفرد لا جمعٌ بمنزلة الصيف لأَنه أَحد الفصول الأَربعة ويدلُّك على ذلك قولُ أَهلِ اللغة أَشْتيْنا دخَلْنا في الشِّتاء وأَصَفْنا دخَلْنا في الصيف وأَما الشَّتْوةَ فإنما هي مصدر شَتا بالمكان شَتْواً وشَتْوةً للمرة الواحدة كما تقولُ صافَ بالمكانَ صَيْفاً وصَيْفةً واحدةً والنسبة إلى الشتاء شَتْويٌّ على غير قياس وفي الصحاح النسبة إليها شَتْويٌّ وشَتَويٌّ مثل خَرْفيٍّ وخَرَفِيٍّ قال ابن سيده وقد يجوز أَن يكونوا نسَبوا إلى الشَّتْوَة ورَفضوا النَّسب إلى الشِّتاء وهو المَشْتَى والمَشْتاةُ وقد شَتا الشِّتاءُ يَشْتُو ويومٌ شاتٍ مثلُ يومٍ صائف وغداةٌ شاتيةٌ كذلك وأَشْتَوْا دَخلوا في الشِّتاء فإن أَقامُوهُ في موضع قيل شَتَوْا قال طَرَفة حيْثُما قاظُوا بنَجْدٍ وشَتَوْا عند ذاتِ الطَّلْحِ من ثِنْيَي وُقُرْ وتَشَتَّى المكانَ أَقامَ به في الشَّتْوةِ تقول العرب من قاظَ الشَّرَفَ وتَرَبَّعَ الحَزْنَ وتشَتَّى الصَّمّانَ فقد أَصابَ المَرْعى ويقال شَتَوْنا الصَّمّانَ أَي أَقَمْنا بها في الشَّتاء وتَشَتيَّنا الصَّمّان أَي رَعَيْناها في الشِّتاء وهذه مَشاتِينا ومَصايِفُنا ومَرابِعُنا أَي منَازِلُنا في الشِّتاء والصَّيْف والرَّبيعِ وشَتَوْتُ بموضِع كذا وتَشَتَّيْتُ أَقمتُ به الشِّتاءَ وهذا الذي يُشَتِّيني أَي يَكْفِيني لِشِتائي وقال يصف بَتّاً له مَنْ يَكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتِّي مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّي تَخِذْتُه مِن نَعَجاتٍ سِتِّ وحكى أَبو زيد تَشَتَّيْنا من الشِّتاء كتَصيَّفْنا من الصْيفِ والمُشْتي بتخفيف التاء من الإبل المُرْبِعُ والفَصيلُ شَتْوِيٌّ وشَتَوِيٌّ وشَتِيٌّ عن ابن الأَعرابي وفي الصحاح الشَّتِيُّ على فعيل والشَّتَوِيُّ مطَر الشتاء والشّتِيُّ مطَرُ الشتاءِ وفي التهذيب المَطَر الذي يقع في الشِّتاء قال النَّمِرُ بن توْلَبٍ يصف روضة عَزَبَتْ وباكَرَها الشَّتِيُّ بدِيمَةٍ وَطْفاءَ تَمْلَؤُها إلى أَصْبارِها قال ابن بري والشَّتْوِيُّ منسوبٌ إلى الشَّتْوَةِ قال ذو الرمة كأَنَّ النَّدى الشَّتْوِيَّ يَرْفَضُّ ماؤُهُ على أَشْنَبِ الأَنْيابِ مُتَّسِقِ الثَّغْرِ وعامَلَه مُشاتاةً من الشِّتاءِ غيرهُ وعامَله مُشاتاةً وشِتاءً وشِتاءَ ههنا منصوبٌ على المصدر لا على الظَّرْف وشَتا القومُ يَشْتُون أَجْدَبوا في الشِّتاءِ خاصَّة قال تَمَنَّى ابنُ كُوزٍ والسَّفاهَةُ كاسْمِها ليَنْكِحَ فِينا إنْ شَتَوْنا لَيالِيا قال أَبو منصور والعربُ تسمِّي القَحِطَ شِتاءً لأَنَّ المَجاعاتِ أَكثرُ ما تُصِيبهُم في الشِّتاء البارِدِ وقال الحُطَيْئة وجعل الشتاءَ قَحْطاً إذا نَزَلَ الشِّتاءُ بدارِ قَوْمٍ تَجَنَّبَ جارَ بَيْتِهِمُ الشِّتاءُ أَراد بالشتاءِ المَجاعَةَ وفي حديث أُمِّ معبد حينَ قَصَّتْ أَمْرَ النبي صلى الله عليه وسلم مارّاً بها قالت والناسُ مُرْمِلُون مُشْتُون المُشْتِي الذي أصابتْهُ المَجاعَة والأَصلُ في المُشْتِي الداخلُ في الشِّتاء كالمُرْبِعِ والمُصْيِفِ الداخِل في الرَّبِيعِ والصيَّفِ والعربُ تجعلُ الشِّتاءَ مَجاعةً لأَن الناسَ يلْتَزِمونَ فيه البُيوتَ ولا يَخرُجون للانْتِجاعِ وأَرادتْ أُمُّ معبد أَن الناسَ كانوا في أَزْمةٍ ومجاعة وقِلَّةِ لَبَنٍ قال ابن الأَثير والرواية المشهورة مُسْنِتِينَ بالسين المهملة والنون قبل التاء وهو مذكور في موضعه ويقال أَشْتَى القومُ فهم مُشْتُونَ إذا أَصابَتْهُم مَجاعةٌ ابن الأَعرابي الشَّتا المَوْضِعُ الخَشِنُ والشَّثا بالثاء صَدْرُ الوادي ابن بري قال أَبو عمرو الشَّتْيانُ جماعة الجَرادِ والخَيل والرُّكْبانِ وأَنشد لعنترة الطائي وخَيْلٍ كشَتْيانِ الجَرادِ وزَعْتُها بطَعْنٍ على اللَّبّاتِ ذي نَفَحانِ

شثا
ابن الأَعرابي الشَّثا بالثاء صَدرُ الوادي

شجا
الشَّجْوُ الهَمُّ والحُزْنُ وقد شَجاني يَشْجُوني شَجْواً إذا حَزَنَه وأَشجاني وقيل شَجاني طَرَّبَني وهَيَّجَني التهذيب شَجاني تَذَكُّرُ إلفِي أَي طَرَّبَني وهَيَّجَني وشَجاهُ الغِناءُ إذا هَيَّجَ أَحزانَه وشَوَّقَه الليث شَجاهُ الهَمُّ وفي لغة أَشْجاهُ وأَنشد إنِّي أَتاني خَبَرٌ فأَشْجانْ أَنَّ الغُواةَ قَتَلُوا ابنَ عَفّانْ ويقال بَكَى شَجْوَه ودَعَت الحَمامةُ شَجْوَها وأَشْجاني حَزَنَني وأَغْضَبني وأَشْجَيْتُ الرجُلَ أوْقَعْتهُ في حَزَنٍ وفي حديث عائشة تصِفُ أَباها رضي الله عنهما قالت شَجِيُّ النشِيجِ الشَّجْوُ الحُزْنُ والنَّشِيجُ الصَّوتُ الذي يترَدَّدُ في الحَلْقِ وأَشْجاهُ حَزَنَه الجوهري أَشْجاهُ يُشْجِيهِ إشْجاءً إذا أَغَصَّه
( * قوله « أغصه » هكذا في الأصل وفي المحكم أغضبه ) تقول منهما جميعاً شَجِيَ بالكسر وأَشْجاكَ قِرْنُك قَهَركَ وغَلَبَك حتى شَجِيتَ به شَجاً ومثله أَشْجاني العُودُ في الحَلْقِ حتى شَجِيتُ به شَجاً وأَشْجاهُ العَظْمُ إذا اعْتَرَض في حَلْقهِ والشَّجا ما اعْتَرَض في حَلْقِ الإنسانِ والدابَّةِ من عَظْمٍ أَو عُودٍ أَو غيرهما وأَنشد ويَرَاني كالشَّجا في حَلْقِهِ عَسِراً مَخْرَجُه ما يُنْتَزَعْ وقد شَجِيَ به بالكسر يَشْجى شَجاً قال المُسَيَّب بن زيد مَناةَ لا تُنْكِرُوا القَتْلَ وقد سُبِينا في حَلْقِكم عَظْمٌ وقد شَجِينا أَراد في خُلُوقِكم وقول عديِّ بن الرقاع فإذا تَجَلْجَلَ في الفُؤادِ خَيالُها شَرِقَ الجُفُونُ بعَبْرَةٍ تَشْجاها يجوز أَن يكون أَراد تَشْجَى بها فحذَفَ وعَدَّى ويجوز أَن يكون عَدَّى تَشْجَى نفْسَها دونَ واسِطةٍ والأَوَّل أَعْرَف وأَشْجَيْتُ فلاناً عنِّي إمّا غريمٌ وإما رجُلٌ سأَلك فأَعْطَيَتَه شيئاً أَرْضَيْتَه به فذَهب فقد أَشْجَيْتَه ويقال للغَرِيمِ شَجِيَ عنِّي يَشْجَى أي ذَهَب وأَشْجاه الشيءُ أَغصَّه ورجلٌ شَجٍ أَي حزين وامرأَةٌ شَجِيَةٌ على فَعِلَةٍ ورجلٌ شجٍ وفي مثَلٍ للعرب ويلٌ للشَّجِي من الخَلِي وقد تُشدد ياءُ الشَّجي فيما حكاه صاحب العين قال ابن سيده والأَول أَعرف الجوهري قال المبرد ياءُ الخَليِّ مشددةٌ وياءُ الشَّجي مخففة قال وقد شدِّد في الشعر وأَنشد نامَ الخَلِيُّون عن ليلِ الشَّجِيِّينا شَأْنُ السُّلاةِ سِوى شأْنِ المُحِبِّينا قال فإن جعَلْت الشَّجيَّ فعيلاً من شَجاهُ الحُزنُ فهو مَشْجُوٌّ وشَجِيٌّ بالتشديد لا غير قال والنسبة إلى شَجٍ شَجَويٌّ بفتح الجيم كما فُتِحت ميم نَمِرٍ فانقلبت الياء أَلفاً ثم قلبتَها واواً قال ابن بري قال أَبو جعفر أَحمد بن عبيد المعروف بأَبي عَصيدَة الصواب ويلُ الشَّجيِّ من الخَليِّ بتشديد الياء وأَما الشَّجي بالتخفيف فهو الذي أَصابَه الشَّجا وهو الغَصَصُ وأَما الحزينُ فهو الشَّجيُّ بتشديد الياء قال ولو كان المثلُ ويلُ الشِّجي بتخفيف الياء لكان ينْبغي أن يقال من المُسِيغِ لأَن الإساغَة ضدُّ الشَّجا كما أَن الفَرح ضدُّ الحُزنِ قال وقد رواه بعضهم ويلُ الشَّجي من الخَلي وهو غلط ممن رواه وصوابه الشَّجيّ بتشديد الياء وعليه قول أَبي الأَسود الدؤَلي ويلُ الشَّجيِّ من الخَليِّ فإنه نَصِبُ الفُؤاد لشَجْوهِ مَغْمُومُ قال ومنه قول أَبي دواد مَن لعَينٍ بدَمْعِها مَوْلِيَّهْ ولنَفْسٍ مما عناها شَجِيَّهْ قال ابن بري فإذا ثبت هذا من جهة السماع وجب أَن يُنْظَر توْجِيهُه من جهة القياس قال ووجهه أَن يكون المفعولَ من شَجَوْتُه أَشْجوه فهو مَشْجُوٌّ وشَجيٌّ كما تقول جرَحْته فهو مَجْروحٌ وجريحٌ وأَما شَجٍ بالتخفيف فهو اسمُ الفاعل من شَجيَ يَشْجى فهو شَجٍ قال أَبو زيد الشَّجي المشغول والخَلي الفارِغُ ابن السكيت الشَّجي مقصور والخَليُّ ممدود التهذيب هو الذي شَجيَ بعَظْمٍ غَصَّ به حلْقه يقال شَجي يَشْجى شَجاً فهو شَجٍ كما ترى وكذلك الذي شَجيَ بالهمِّ فلم يَجِدْ مخرجاً منه والذي شَجيَ بقِرْنهِ فلم يُقاوِمْه وكلُّ ذلك مقصور قال الأَزهري وهذا هو الكلام الفصيح فإن تجامَلَ إنسانٌ ومدَّ الشَّجيَّ فله مخارجُ من جهة العربية تُسَوِّغُ له مذْهَبَه وهو أَن تجعلَ الشَّجيَّ بمعنى المَشْجُوِّ فعيلاً من شجاه يَشْجوه والوجه الثاني أَن العرب تمدُّ فَعِلاَ بياءٍ فتقول فلان قَمِنٌ لكذا وقَمِين لكذا وسَمِجٌ وسَمِيجٌ وفلان كرٍ وكرِيٌّ للنائم وأَنشد ابن الأَعرابي متى تَبِتْ ببَطْنِ وادٍ أَو تَقِلْ تترُكْ به مثلَ الكَرِيِّ المُنَجدِلْ وقال المتنخل وما إن صوتُ نائحَةٍ شَجيُّ فشدَّ الياءَ والكلام صوتٌ شَجٍ والوجه الثالث أَن العرب توازِنُ اللفظ باللفظ ازْدِواجاً كقولهم إني لآتيه بالغَدايا والعَشايا وإنما تُجْمَع الغَداةُ غَدَواتٍ فقالوا غَدايا لازْدِواجهِ بالعَشايا ويقال له ما ساءَه وناءَهُ والأَصل أَناءَه وكذلك وازَنُوا الشَّجيَّ بالخَليِّ وقيل معنى قولهم ويلٌ للشَّجِيّ من الخَليّ ويل للمهموم من الفارِغِ قال وشَجِيَ إذا غصَّ أَبو العباس في الفصيح عن الأَصمعي ويلٌ للشَّجيّ من الخَليِّ بتثقيل الياء فيهما وأَنشد ويلُ الشَّجيّ من الخَليّ فإنه نَصِبُ الفُؤاد بحُزْنهِ مَهْمومُ والشَّجْوُ الحاجة ومَفازَةٌ شَجْواءُ صعبَةُ المَسْلَكِ مَهْمَةٌ أَبو عمرو بن العلاء جَمَّشَ فتيً من العرب حَضَرِيَّةً فتَشاجَتْ عليه فقال لها واللهِ ما لكِ مُلأَةُ الحُسْنِ ولا عَمودهُ ولا بُرْنُسهُ فما هذا الامتِناعُ ؟ قال مُلأَتُه بياضهُ وعَمودهُ طُولُه وبُرْنُسهُ شَعَرَهُ تشاجَت أَي تَمنَّعَت وتحازَنَت فقالت واحَزَنا حينَ يَتَعَرَّضُ جِلْفٌ لِمثلي قال عمرو بن بحر قلت لابن دَبُوقاءَ أَيُّ شيءٍ أَولُ التَّشاجي ؟ قال التَّباهُرُ والقَرْمَطة في المشي قال وتوصف مِشْية المرأَة بمِشْية القَطاةِ لتَقارُب الخَطْوة قال يَتَمَشَّيْنَ كما تَمْ شي قَطاً أَو بَقَرات والشَّجَوْجى الطويلُ الظَّهْرِ القصيرُ الرِّجْلِ وقيل هو المُفْرِطُ الطولِ الضَّخْمُ العِظامِ وقيل هو الطويلُ التامُّ وقيل هو الطويلُ الرِّجْلَينِ مثلُ الخَجَوْجى وفي المحكم يُمَدُّ ويُقْصَر وفَرَسٌ شَجَوْجىً ضَخْمٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد وكل شَجَوْجىً قُصَّ أَسفلُ ذَيْلِهِ فشَمَّرَ عن نَهْدٍ مَراكِلُه عَبْل وريحٌ شَجَوْجىً وشَجْوْجاةٌ دائمةُ الهُبوب والشَّجَوْجى العَقْعَق والأُنثى شَجَوْجاةٌ وفي حديث الحجاج أَن رُفْقَةً ماتَتْ بالشَّجي هو بكسر الجيم وسكون الياء مَنزِلٌ في طريق مكة شَرَّفها الله تعالى

شحا
شَحا فاهُ يَشْحوه ويَشْحاه شَحْواً فتَحه وشَحا فُوهُ يَشْحُو انفَتَحَ يَتعدَّى ولا يتَعدَّى ابن الأَعرابي شَحا فاهُ وشَحا فُوهُ وأَشْحى فاهُ وشَحَّى فُوه ولا يقال أَشْحى فُوهُ ويقال شَحا فاهُ يَشْحاهُ شَحْياً فتَحه وهو بالواو أَعرف واللجامُ يَشْحى فمَ الفرس شَحْياً وأَنشد كأَن فاها واللِّجامُ شاحِيهْ جَنْبا غَبِيطٍ سَلِسٍ نَواحِيهْ وجاءت الخيلُ شَواحِيَ وشاحِياتٍ فاتَحاتٍ أَفواهَها وشَحا الرجلُ يَشْحُو شَحْواً باعَد ما بينَ خُطاهُ والشَّحْوةُ الخَطْوةُ ويقال للفرس إذا كان واسِعَ الذَّرْعِ إنه لرَغِيب الشَّحْوةِ وفي حديث علي عليه السلام ذكرَ فِتْنةً فقال لعمّارٍ واللهِ لتَشْحُوَن فيها شَحْواً لا يُدْرِكُك الرجلُ السريعُ الشَّحْوُ سَعَةُ الخَطْوِ يريد بذلك تَسْعى فيها وتتَقَدَّم ومنه حديث كعب يصف فتنة قال ويَكونُ فيها فَتىً من قُرَيْشٍ يَشْحُو فيها شَحْواً كَثيراً أَي يُمْعِنُ فيها ويتَوسَّعُ ويقال ناقةٌ شَحْوى أَي واسِعَةُ الخَطْو ومنه أَنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم فرس يقال لها الشَّحَاءُ كذا رُوي بالمدِّ وفُسِّرَ بالواسِعِ الخَطْوَة وفرسٌ رَغِيبُ الشَّحْوةِ كثيرُ الأَخْذِ من الأَرض وفرسٌ بعيدُ الشَّحْوةِ أََي بعِيدُ الخَطْو وجاءَنا شاحِياً أَي في غير حاجة وشاحِياً خاطِياً من الخَطْوة وبيْرُ واسِعة الشَّحْوَة وضَيِّقَتُها أَي الفَمِ وتَشَحَّى الرجلُ في السَّوْمِ اسْتامَ بسِلْعَته وتَباعَدَ عن الحقِّ أَبو سعيد تَشَحَّى فلان على فلان إذا بَسَط لسانَهُ فيه وأَصله التَّوَسُّع في كلِّ شيءٍ وشَحاةُ ماءٌ وكذلك شَحا قال ساقي شَحا يميلُ مَيْلَ السَّكْرانْ وقد قيل إنما هو وَشْحى فاحتاج الشاعر فغَيَّره الأَزهري الفراء شَحا ماءَةٌ لبعض العرب يُكْتَب بالياء وإن شئتَ بالأَلف لأَنه يقال شَحَوْت وشحَيْت ولا تُجْرِيها تقول هذه شَحى فاعلم قال ابن الأَعرابي سَجا بالسين والجيم اسم بئرٍ قال وماءَةٌ أُخرى يقال لها وَشْحى بفتح الواو وتسكين الشين قال الراجز صَبَّحْنَ مِنْ وَشْحى قَلِيباً سُكَّا وقال ابن بري شَحى اسم بئرٍ وأَنشد ساقي شَحى يَميل مَيْلَ المَخْمُورْ قال وهذا قول الفراء قال وقال ابن جني سُميت شَحى لأَنها كفَمٍ مَشْحُوٍّ قال ابن بري وأَما ابن الأَعرابي فقال هي سَجا بالسين والجيم قال وهو الصحيح وقول الفراء غلط وأَشْحى اسم موضع قال معن بن أَوس قعْرِيَّة أَكَلَتْ أَشْحى ومَدْفَعُه أَكْنافُ أَشْحى ولم تُعْقَلْ بأَقْيادِ
( * قوله « قعرية إلخ » هكذا في الأصل والمحكم )

شخا
ابن الأَعرابي الخَشا الزرع الأَسْودُ من البَرْد قال والشَّخا السَّبَخةُ والله أَعلم

شدا
الشَّدْوُ كلُّ شيءٍ قليلٍ من كثيرٍ شَدا من العِلْمِ والغِناءِ وغيرهما شيئاً شَدْواً أَحْسَنَ منه طَرَفاً وشَدا بصوته شَدْواً مَدَّه بغِناءٍ أَو غيره وشدَوْتُ الإبِل شَدْواً سُقْتُها ابن الأَعرابي الشادي المُغَنِّي والشادي الذي تعَلَّم شيئاً من العِلْم والأَدَبِ والغِناءِ ونحوِ ذلك أَي أَخَذ طَرَفاً منه كأَنه ساقه وجَمَعَه وشَدَوْتُ إذا أَنشَدْتَ بيتاً أَو بيتين تمُدُّ بهما صوتَك كالغِناءِ ويقال للمغني الشادي وقد شَدا شِعْراً أَو غِناءً إذا غَنَّى أَو ترَنَّم به ويقال شَدَوْتُ منه بعضَ المعرفة إذا لم تعرفه معرفة جيِّدة قال الأَخطل فهُنَّ يَشْدُونَ مِنِّي بعضَ مَعْرِفةٍ وهُنَّ بالوَصْلِ لا بُخْلٌ ولا جُودُ عَهِدْنَه شابّاً حَسَناً ثم رأَيْتَه بعد كِبَرهِ فأَنكَرْنَ معرفته قال أَبو منصور وأَصل هذا من الشَّدا وهو البقيَّة وأَنشد ابن الأَعرابي فلو كانَ في ليْلى شَداً منْ خُصُومَةٍ أَي بَقىَّةٌ قال أَبو بكر الشدا حَدُّ كلِّ شيءٍ يكتَبُ بالأَلف قال والشَّدا من الأَذى وأَنشد فلو كان في لَيْلى شَداً من خُصومَةٍ لَلَوَّيْتُ أَعْناقَ المَطِيِّ المَلاوِيا وقال المَلاوي جمعُ مَلْوىً قال وهو مصدر أَنشده الفراء شَذا بالذالِ وأَنشده غيره بالدال وأَكثر الناس على أَنه بالدال وهو الحَدُّ وأَورده ابن بري بالدال شاهداً على قوله الشَّدا طَرَفٌ من الشيءِ قال ومنه قولُ المجْنُون وقال ابن خالَوَيْه الشَّدا البقيةُ وأَنشد هذا البيت ابن الأَعرابي شَدا إذا قَوِيَ في بَدَنهِ وشَدا إذا أَبْقى بقيةً وشدا تعلَّم شيئاً من خصومةٍ أَو عِلْمٍ ويقال للمريض إذا أَشْفى على الموتِ لم يَبق منه إلاَّ شَداً قال مصبح بن منظورٍ الأَسَدي ولو أَنَّ لَيْلى أَرْسَلَتْ بشفاعةٍ من الودِّ شيئاً لم نَجِدْ ما نَزِيدُها وما تَسْتَزيد الآن منْ حَجْمِ أَعْظُمٍ ونَفْسٍ شَداً لمْ يَبْقَ إلاْ شَدِيدُها وشدَوْتُ الرجلَ فلاناً شَبَّهْته إيِّاه والشَّدا بَقِيَّةُ الشيءِ عن ابن الأَعرابي وأَنشد وارْتَحَلَ الشيبُ شَداً كالفَلِّ والشَّدا أَيضاً الشيءُ القلِيلُ والمْعْنَيان مُقْتَرِبان وشدَوانُ موضع قال فَلَيْتَ لنا من ماءٍ زَمْزَم شَرْبةً مُبَرَّدَةً باتَتْ على شَدَوانِ

شذا
شَذا كلِّ شيءٍ حَدُّه والشَّذاةُ الحِدَّةُ وجمعها شَذَواتٌ وشَذاً التهذيب في ترجمة شَدا بالدال المهملة قال قال أَبو بكر الشَّدا حَدُّ كلِّ شيء يكتب بالأَلف قال والشَّذا من الأَذى وأَنشد فلوْ كان في ليْلى شَذاً من خُصومَةٍ للوَّيْتُ أَعْناقَ المطِيِّ المَلاويا وأَنشده الفراء شَداً بالدال وأَنشده غيره شَذاً بالذال المعجمة وأَكثر الناس على الدال وهو الحدُّ قال ابن بري ومنه قول أَوس أَقولُ فأَمَّا المُنْكَراتِ فأَتَّقي وأَمَّا الشَّذا عَنِّي المُلِمَّ فأَشْذِبُ وقال أَسماء بن خارجة يا ضَلَّ سَعْيُكَ ما صَنَعْتَ بما جَمَّعْتَ من شُبٍّ إلى دُبِّ ؟ فاعْمِدْ إلى أَهْلِ الوَقِير فَما يَخْشى شَذاك مُقَرْقَمُ الإزْبِ وضَرِمَ شَذاهُ اشتَدَّ جُوعُه يقال ذلك للجائِعِ قال الطرِمَّاح يَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذاهُ شَجٍ لخُصومَة الذِّئْبِ الشَّنُونِ والشَّذا مقصورٌ الأَذى والشرُّ والشَّذاةُ ذُبابٌ وقيل ذبابٌ أَزْرقُ عظيمٌ يقع على الدواب فيُؤْذِيها والجَمع شَذاً مقصور وقيل هو ذُبابٌ يعضّ الإبلَ وقيل الشَّذا ذُبابُ الكلْب وقيل كل ذُبابٍ شَذاً وأَنشد ابن بري ليزيد بن الحكم يصف قداحاً يقيها الشَّذا بالنَّجوِ طَوراً وتارةً يُقَلِّبها فيكفِّه ويَذوقُ يقول لا يترك الذباب يسقُطُ عليها وقال آخر عَرْكَ الجِمالِ جُنُوبَهنَّ من الشَّذا قال وقد يقع هذا الذُّبابُ على البعير الواحدة شذاةٌ وأَشْذى الرجلُ آذى ومنه قيل للرجل آذيْتَ وأَشْذيْتَ ابن الأَعرابي شَذا إذا آذى وشَذا إذا تطيَّبَ بالشَّذْوِ وهو المِسْكُ ويقال وهو رائحة المسك وفي حديث علي عليه السلام أَوْصَيْتُهم بما يجب عليهم من كفِّ الأَذى وصرف الشَّذا هو بالقصر الشَّرُّ والأَذى وكل شيءٍ يُؤْذي فهو شَذاً وأَنشد حَكَّ الجِمال جُنوبَهنَّ من الشَّذا ويقال إني لأَخشى شَذاة فلان أَي شَرَّه وقال الليث شَذاتهُ شدَّتهُ وجَرْأَته والشَّذاةُ بقية القوَّة والشِّدَّة قال الراجز فاطِمَ رُدِّي لي شَذاً من نَفْسي وما صَريمُ الأَمر مثلُ اللَّبْسِ والشَّذا كِسَر العود الصغار منه والشَّذا كِسَر العود الذي يُتَطيَّب به والشَّذا شِدَّةُ ذكاءِ الريح الطَّيِّبة وقيل شِدَّة ذكاءِ الريح قال ابن الإطْنابة إذا ما مَشَتْ نادى بما في ثِيابها ذكيُّ الشَّذا والمَنْدَليُّ المُطَيَّرُ قال ابن بري ويقال البيتُ للعُجَير السَّلولي ويروى إذا اتَّكأَتْ قال وقال ابن ولاَّد الشَّذا المِسك في بيت العُجَير والشَّذا المِسْك عن ابن جني وهو الشَّذْوُ عن ابن الأَعرابي وأَنشد إن لك الفَضلَ على صُحْبَتي والمِسكُ قد يَسْتَصحِبُ الرَّامِكا حتى يظلَّ الشَّذْوُ من لوْنهِ أَسْودَ مَضْنوناً به حالِكا وقال الأَصمعي الشَّذا من الطيب يكتَبُ بالأَلف وأَنشد ذكيُّ الشَّذا والمندليُّ المطيَّرُ قال وقال أَبو عمرو بن العلاء الشَّذْوُ لونُ المِسك وأَنشد حتى يظلِّ الشَّذْوُْ من لونهِ قال ابن بري والشِّذْيُ بكسر الشين لونُ المسك عن أَبي عمرو وعيسى بن عمر وأَنشد حتى يظلَّ الشِّذْيُ من لوْنهِ قال وذكره ابن ولاَّدٍ بفتح الشين وغُلِّط فيه وصحح ابن حمزة كسر الشين والشَّذا الجرب والشَّذاةُ القطْعة من الملحِ والجمع شَذاً والشَّذا شجرٌ ينبُت بالسَّراةِ يُتَّخذ منه المَساوِيك وله صمغٌ والشَّذا ضربٌ من السُّفن عن الزجاجي الواحدة شَذاةٌ قال أَبو منصور هذا معروف ولكنه ليس بعربي قال ابن بري الشَّذاةُ ضرْبٌ من السُّفُن والجمع شَذَواتٌ

( شري ) شَرى الشيءَ يَشْريه شِرىً وشِراءً واشْتَراه سَواءٌ وشَراهُ واشْتَراهُ باعَه قال الله تعالى ومن الناس من يَشْري نفسَه ابْتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ وقال تعالى وشَرَوْهُ بثمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدودةٍ أَي باعوه وقوله عز وجل أُولئكَ الذين اشْتَرَوُا الضلالة بالهُدى قال أَبو إسحق ليس هنا شِراءٌ ولا بيعٌ ولكن رغَبتُهم فيه بتَمَسُّكِهم به كرَغْبة المُشْتري بماله ما يَرغَبُ فيه والعرب تقول لكل من تَرك شيئاً وتمسَّكَ بغيره قد اشْتراهُ الجوهري في قوله تعالى اشْتَرَوُا الضلالةَ أَصلُه اشْتَرَيُوا فاسْتُثقِلت الضمة على الياء فحذفت فاجتمع ساكنان الياء والواو فحذفت الياء وحُرِّكت الواو بحركتِها لما اسْتَقبَلها ساكن قال ابن بري الصحيح في تعليله أَن الياء لما تحركت في اشْتَرَيُوا وانفتح ما قبلها قلبت أَلفاً ثم حذِفت لالتقاء الساكنين قال ويجمَع الشِّرى على أَشْرِبةٍ وهو شاذّ لأَن فِعَلاً لا يجمع على أَفعِلَة قال ابن بري ويجوز أَن يكون أَشْرِيَةٌ جمعاً للممدود كما قالوا أَقْفِية في جمع قَفاً لأَن منهم من يمُدُّه وشاراهُ مُشاراةً وشِراءً بايَعه وقيل شاراه من الشِّراءِ والبيع جميعاً وعلى هذا وجَّه بعضهم مَدَّ الشِّراءِ أَبو زيد شَرَيْتُ بعْتُ وشَرَيتُ أَي اشْتَرَيْتُ قال الله عز وجل ولَبِئْسَما شَرَوْا به أَنفسَهم قال الفراء بئْسَما باعُوا به أَنفسَهم وللعرب في شَرَوْا واشْتَرَوْا مَذْهبان فالأَكثر منهما أَن يكون شَرَوا باعُوا واشْتَرَوا ابْتاعوا وربما جعلُوهما بمَعنى باعوا الجوهري الشِّراءُ يمَدُّ ويُقْصَر شَرَيْتُ الشيءَ أَشْرِيه شِراءً إذا بعْتَه وإذا اشْتَرَيْتَه أَيضاً وهو من الأَضداد قال ابن بري شاهد الشِّراء بالمدّ قولهم في المثل لا تَغْتَرَّ بالحُرَّة عامَ هِدائِها ولا بالأَمَةِ عامَ شِرائِها قال وشاهِدُ شَرَيتُ بمعنى بعتُ قول يزيد بن مُفَرِّع شَرَيْتُ بُرْداً ولولا ما تكَنَّفَني من الحَوادِث ما فارَقْتُه أَبدا وقال أَيضاً وشَرَيْتُ بُرْداً لَيتَني من بَعدِ بُرْدٍ كنتُ هامَهْ وفي حديث الزبير قال لابْنهِ عبد الله واللهِ لا أَشْري عَملي بشيٍ وللدُّنيا أَهوَنُ عليّ من منحةٍ ساحَّةٍ لا أَشْري أَي لا أَبيعُ وشَرْوى الشيء مثلُه واوُه مُبْدَلةٌ من الياء لأَن الشيءَ إنما يُشْرى بمثلهِ ولكنها قُلِبَت ياءً كما قُلِبت في تَقْوَى ونحوها أَبو سعيد يقال هذا شَرْواه وشَرِيُّه أَي مِثْلُه وأَنشد وتَرَى هالِكاً يَقُول أَلا تب صر في مالِكٍ لهذا شَرِيَّا ؟ وكان شُرَيْحٌ يُضَمِّنُ القَصَّارَ شرْواهُ أَي مِثْلِ الثَّوبِ الذي أَخَذه وأَهْلَكَه ومنه حديث علي كرم الله وجهه ادْفَعُوا شَرْواها من الغنم أَي مِثْلَها وفي حديث عمر رضي الله عنه في الصدقة فلا يأْخذ إلاَّ تلك السِّنَّ مِن شَرْوَى إبلِه أَو قيمةَ عَدْلٍ أَي من مِثْلِ إبلهِ وفي حديث شريح قَضَى في رجلٍ نَزَع في قَوْسِ رجلٍ فكسَرها فقال له شَرْواها وفي حديث النخعي في الرجلِ يبيعُ الرجلَ ويشترط الخَلاصَ قال له الشَّرْوَى أَي المِثْلُ وفي حديث أُمِّ زرعٍ قال فَنَكَحْتُ بعده رجلاً سَرِيّاً رَكِبَ شَرِيّاً وأَخذَ خَطِّيّاً وأَراحَ عليَّ نَعَماً ثَريّاً قال أَبو عبيد أَرادت بقولِها رَكِبَ شَرِيّاً أَي فرساً يَسْتَشْرِي في سيرهِ أَي يَلِجُّ ويَمْضِي ويَجِدُّ فيه بلا فُتورٍ ولا انكسارٍ ومن هذا يقال للرجل إذا لَجَّ في الأَمر قد شَريَ فيه واسْتَشْرى قال أَبو عبيد معناه جادُّ الجَرْي يقال شَرِيَ الرجلُ في غَضَبِهِ واسْتَشْرَى وأَجَدَّ أَي جَدَّ وقال ابن السكيت رَكِبَ شَرِيّاً أي فرَساً خِياراً فائقاً وشَرَى المالِ وشَراتُه خيارهُ والشَّرَى بمنزلة الشَّوَى وهما رُذالُ المال فهو حرف من الأَضداد وأَشراءُ الحَرَمِ نواحِيه والواحِد شَرىً مقصور وشَرَى الفُراتِ ناحيتهُ قال القطامي لُعِنَ الكَواعِبُ بَعْدَ يومَ وصَلْتَني بِشَرَى الفُراتِ وبَعْدَ يَوْمِ الجَوْسَقِ وفي حديث ابن المسيب قال لرجلٍ انْزِلْ أَشْراءَ الحَرَمِ أَي نواحيَه وجَوانِبَه الواحدُ شَرىً وشَرِيَ زِمامُ الناقةِ اضطَربَ ويقال لزِمامِ الناقة إذا تتابَعَتْ حركاته لتحريكها رأْسَها في عَدْوِها قد شَرِيَ زمامُها يَشْرَى شَرىً إذا كثُر اضطرابهُ وشَرِيَ الشرُّ بينهم شَرىً اسْتَطارَ وشَرِيَ البرق بالكسر شَرىً لَمَع وتتابَع لمَعانُه وقيل اسْتَطارَ وتَفَرَّق في وجه الغَيْمِ قال أَصاحِ تَرَى البَرْقَ لَمْ يغْتَمِضْ يَمُوتُ فُواقاً ويَشْرَى فُواقَا وكذلك اسْتَشْرَى ومنه يقال للرجلِ إذا تمَادَى في غَيِّهِ وفسادِه شَرِيَ بَشْرَى شَرىً واسْتَشْرَى فُلانٌ في الشَّرِّ إذا لَجَّ فيه والمُشاراةُ المُلاجَّةُ يقال هو يُشارِي فلاناً أي يُلاجُّه وفي حديث عائشة في صفة أَبيها رضي الله عنهما ثمَّ اسْتَشْرَى في دِينه أي لَجَّ وتَمادَى وجَدَّ وقَوِيَ واهْتَمَّ به وقيل هو مِنْ شَريَ البرقُ واسْتَشْرَى إذا تتابَع لمَعانهُ ويقال شَرِيَتْ عينهُ بالدَّمْعِ إذا لَجَّت وتابَعَت الهَمَلان وشَرِيَ فلانٌ غَضَباً وشَرِيَ الرجل شَرىً واسْتَشرَى غَضِبَ ولَجَّ في الأَمْرِ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر باتَتْ عَلَيه ليلةٌ عَرْشِيَّةٌ شَرِبَت وباتَ عَلى نَقاً مُتَهَدِّمِ شَرِيَتْ لَجَّتْ وعَرْشِيَّةٌ منسوبة إلى عَرْشِ السِّماكِ ومُتَهَدِّم مُتهافِت لا يَتماسك والشُّراة الخَوارِجُ سُمُّوا بذلك لأَنَّهم غَضِبُوا ولَجُّوا وأَمّا هُمْ فقالوا نحن الشُّراةُ لقوله عز وجل ومِنَ الناسِ مَنْ يَشْرِي نفسَه ابتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ أَي يَبِيعُها ويبذُلُها في الجهاد وثَمَنُها الجنة وقوله تعالى إنَّ اللهَ اشْتَرَى من المؤْمنين أَنفَسَهم وأَموالَهم بأَنَّ لهُم الجنةَ ولذلك قال قَطَرِيُّ بن الفُجاءَة وهو خارجيٌّ رأْْت فِئةً باعُوا الإلهَ نفوسَهُم بِجَنَّاتِ عَدْنٍ عِندَهُ ونَعِيمِ التهذيب الشُّراةُ الخَوارِجُ سَمَّوْا أَنفسهم شُراةً لأَنهم أرادوا أنهم باعُوا أَنفسهم لله وقيل سُموا بذلك لقولهم إنَّا شَرَيْنا أَنفسنا في طاعةِ الله أَي بعناها بالجنة حين فارَقْنا الأَئِمَّةَ الجائِرة والواحد شارٍ ويقال منه تَشَرَّى الرجلُ وفي حديث ابن عمر أنه جمع بَنِيهِ حين أَشْرَى أَهلُ المدينةِ مع ابنِ الزُّبَيْر وخَلَعُوا بَيْعَةَ يزيدَ أَي صاروا كالشُّراةِ في فِعْلِهم وهُم الخَوارجُ وخُروجِهم عن طاعةِ الإمامِ قال وإنما لزمَهم هذا اللقَبُ لأَنهم زعموا أَنهم شَرَوْا دُنْياهم بالآخرةَ أَي باعُوها وشَرَى نفسَه شِرىً إذا باعَها قال الشاعر فلَئِنْ فَرَرْتُ مِن المَنِيَّةِ والشِّرَى والشِّرَى يكون بيعاً واشْتِراءً والشارِي المُشْتَرِي والشاري البائِعُ ابن الأَعرابي الشراء ممدودٌ ويُقْصَر فيقال الشرا قال أَهلُ نجدٍ يقصُرونه وأَهل تهامَة يَمُدُّونه قال وشَرَيْت بنفسي للقوم إذا تقدمت بين أَيديهم إلى عَدُوِّهم فقاتَلْتَهم أَو إلى السلطان فَتَكَلَّمْت عنهم وقد شَرَى بنفسه إذا جَعَل نفسه جُنَّةً لهم شمر أَشْرَيْتُ الرجلَ والشَّيءِ واشْتَرَيْتُه أَي اخْتَرْتُه وروي بيت الأَعشى شَراة الهِجانِ وقال الليث شَراةُ أَرضٌ والنَِّسبة إليها شَرَوِيّ قال أَبو تراب سمعت السُّلَمِيَّ يقول أَشْرَيْتُ بين القومِ وأَغْرَيْتُ وأَشْرَيْتهُ به فَشَرِيَ مثلُ أَغْرَيْتهُ به ففَرِيَ وشَرِيَ الفَرَسُ في سَيْره واسْتَشْرَى أَي لَجَّ فهو فَرَسٌ شَرِيٌّ علي فعيل ابن سيده وفَرَسٌ شَرِيٌّ يَسْتَشْرِي في جَرْيِهِ أَي يَلِجُّ وشاراهُ مُشاراةً لاجَّهُ وفي حديث السائب كان النبي صلى الله عليه وسلم شَريكي فكان خير شَريكٍ لا يُشارِي ولا يُمارِي ولا يُدارِي المُشاراةُ المُلاجَّةُ وقيل لا يشارِي من الشَّرِّ أَي لا يُشارِرُ فقلب إحدى الراءَيْن ياءً قال ابن الأَثير والأَول الوجه ومنه الحديث الآخر لا تُشارِ أَخاك في إحدى الروايتينِ وقال ثعلب في قوله لا يُشارِي لا يَستَشْري من الشَّرِّ ولا يُمارِي لا يُدافِعُ عن الحقِّ ولا يُرَدِّدُ الكلامَ قال وإني لأَسْتَبْقِي ابنَ عَمِّي وأَتَّقي مُشاراتََه كَيْ ما يَرِيعَ ويَعْقِلا قال ثعلب سأَلت ابن الأَعرابي عن قوله لا يُشارِي ولا يُمارِي ولا يُدارِي قال لا يُشارِي من الشَّرِّ قال ولا يُماري لا يخاصم في شيءٍ ليست له فيه منفعة ولا يُداري أَي لا يَدْفَعُ ذا الحَقِّ عن حَقِّه وقوله أَنشده ثعلب إذا أُوقِدَتْ نارٌ لَوى جِلْدَ أَنْفِه إلى النارِ يَسْتَشْري ذَرى كلِّ حاطِبِ ابن سيده لم يفسر يَسْتَشْري إلا أَن يكون يَلِجُّ في تأَمُّله ويقال لَحاه الله وشَراهُ وقال اللحياني شَراهُ الله وأَوْرَمَه وعَظاهُ وأَرْغَمَه والشَّرى شيءٌ يخرُجُ على الجَسَد أَحمَرُ كهيئةِ الدراهم وقيل هو شِبْهُ البَثْر يخرج في الجسد وقد شَرِيَ شَرىً فهو شَرٍ على فَعِلٍ وشَرِيَ جلْدُه شَرىً قال والشَّرى خُراج صغار لها لَذْعٌ شديد وتَشَرّى القومُ تَفَرَّقوا واستَشْرَتْ بينهم الأُمورُ عظُمت وتفاقَمَتْ وفي الحديث حتى شَرِيَ أَمرُهما أََي عظُم
( * قوله « حتى شري أمرهما أي عظم إلخ » عبارة النهاية ومنه حديث المبعث فشري الأمر بينه وبين الكفار حين سب الهتم أي عظم وتفاقم ولجو فيه والحديث الآخر حتى شري أمرهما وحديث أم زرع إلخ ) وتَفاقَمَ ولَجُّوا فيه وفَعَلَ به ما شراهُ أَي ساءَه وإبِلٌ شَراةٌ كسَراةٍ أَي خِيارٌ قال ذو الرمة يَذُبُّ القَضايا عن شَراةٍ كأَنَّها جَماهيرُ تَحْتَ المُدْجِناتِ الهَواضِبِ والشَّرى الناحية وخَصَّ بعضُهم به ناحية النهر وقد يُمَدُّ والقَصر أَعْلى والجمع أَشْراءٌ وأَشْراه ناحيةَ كذا أَمالَهُ قال أَللهُ يَعْلَمُ أَنَّا في تَلَفُّتِنا يومَ الفِراقِ إلى أَحْبابِنا صورُ وأَنَّني حَوْثُما يُشْري الهَوى بَصَري مِنْ حيثُ ما سَلَكوا أَثْني فأَنْظورُ
( * قوله حوثما لغة في حيثما )
يريد أَنظُرُ فأَشْبَع ضَمَّة الظاء فنشَأَت عنها واو والشَّرى الطريقُ مقصورٌ والجمع كالجمع والشَّرْيُ بالتسكين الحَنْظَلُ وقيل شجرُ الحنظل وقيل ورقُه واحدته شَرْيَةٌ قال رؤْبة في الزَّرْبِ لَوْ يَمْضُغُ شَرْياً ما بَصَقْ ويقال في فلان طَعْمانِ أَرْيٌ وشَرْيٌ قال والشَّرْيُ شجر الحنظل قال الأعلم الهذلي على حَتِّ البُرايةِ زَمْخِرِيِّ السَّ واعِدِ ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ وفي حديث أَنس في قوله تعالى كشجرة خَبيثة قال هو الشَّرْيان قال الزمخشري الشَّرْيانُ والشَّرْيُ الحنظل قال ونحوهُما الرَّهْوانُ والرَّهْوُ للمطمئِنِّ من الأَرض الواحدة شَرْيَةٌ وفي حديث لَقيط أَشْرَفْتُ عليها وهي شَرْية واحدة قال ابن الأَثير هكذا رواه بعضهم أَراد أن الأَرض اخضرت بالنَّبات فكأَنها حنظلة واحدة قال والرواية شَرْبة بالباء الموحدة وقال أَبوحنيفة يقال لمِثْلِ ما كان من شجر القِثَّاءِ والبِطِّيخِ شَرْيٌ كما يقال لشَجَرِ الحنظل وقد أَشْرَت الشجرة واسْتَشْرَتْ وقال أَبو حنيفة الشَّرْية النخلة التي تنبُت من النَّواةِ وتَزَوَّجَ في شَرِيَّةِ نِساءٍ أَي في نِساءٍ يَلِدْنَ الإناثَ والشَّرْيانُ والشِّرْيانُ بفتح الشين وكسرها شجرٌ من عِضاه الجبال يُعْمَلُ مِنْهُ القِسِيُّ واحدته شِرْيانةٌ وقال أَبو حنيفة نَبات الشِّرْيانِ نباتُ السِّدْر يَسْنو كما يَسْنو السِّدْر ويَتَّسِعُ وله أَيضاً نَبِقَةٌ صَفْراءُ حُلْوَةٌ قال وقال أَبو زيادٍ تُصْنَعُ القياسُ من الشِّرْيانِ قال وقَوْسُ الشِّرْيانِ جَيِّدَةٌ إلا أَنها سَوداءُ مُشْرَبَةٌ حُمْرةً وهو من عُتْقِ العيدانِ وزعموا أَن عوده لا يَكادُ يَعْوَجُّ وأَنشد ابن بري لذي الرمة وفي الشِّمالِ من الشِّرْيانِ مُطْعَمَةٌ كَبْداءُ وفي عودِها عَطْفٌ وتَقْويمُ وقال الآخر سَياحِفَ في الشِّرْيانِ يَأْمُلُ نَفْعَها صِحابي وأولي حَدَّها مَنْ تَعَرَّما المبرد النَّبْعُ والشَّوْحَطُ والشِّرْيانُ شجرةٌ واحدةٌ ولكِنَّها تَخْتَلِف أَسْماؤُها وتَكْرُمِ بِمَنابِتِها فما كان منها في قُلَّة جبَلٍ فهو النَّبْعُ وما كان في سَفْحِهِ فهو الشِّرْيان وما كان في الحَضيضِ فهُو الشَّوْحَطُ والشِّرْياناتُ عروقٌ دقاقٌ في جَسَدِ الإنسان وغَيره والشَّرْيانُ والشِّرْيانُ بالفتح والكسر واحد الشَّرايين وهي العُروقُ النَّابضَة ومَنْبِتُها من القَلْبِ ابن الأَعرابي الشِّريان الشَّقُّ وهو الثَّتُّ وجمعه ثُتُوتٌ وهو الشَّقُّ في الصَّخْرة وأَشْرى حوضَه مَلأَه وأَشْرى جِفانَه إذا مَلأَها وقيل مَلأَها للضِّيفانِ وأَنشد أَبو عمرو نَكُبُّ العِشارَ لأَذْقانِها ونُشْري الجِفانَ ونَقْري النَّزيلا والشَّرى موضعٌ تُنْسب إليه الأُسْدُ يقال للشُّجْعانِ ما هُمْ إلا أُسودُ الشَّرى قال بعضهم شَرى موضع بِعَيْنهِ تأَْوي إليه الأُسْدُ وقيل هو شَرى الفُراتِ وناحِيَتهُ وبه غِياضٌ وآجامٌ ومَأْسَدَةٌ قال الشاعر أُسودُ شَرىً لاقتْ أُسودَ خفِيَّةٍ والشَّرى طريقٌ في سَلْمى كثير الأُسْدِ والشَّراةُ موضِع وشِرْيانُ وادٍ قالت أُخت عمرو ذي الكلب بأَنَّ ذا الكَلْبِ عمراً خيرَهم حسَباًً ببَطْنِ شِرْيانَ يَعْويِ عِنْده الذِّيبُ وشَراءٌ وشَراءِ كَحذامِ موضعٌ قال النمر بن تولب تأَبَّدَ من أَطْلالِ جَمْرَةَ مَأْسَلُ فقد أَقْفَرَت منها شَراءٌ فيَذْبُلُ
( * قوله « أطلال جمرة » هو بالجيم في المحكم )
وفي الحديث ذكر الشَّراةِ هو بفتح الشين جبل شامخٌ من دونَ عُسْفانَ وصُقْعٌ بالشام قريب من دِمَشْق كان يسكنه علي بن عبد الله بن العباس وأَولاده إلى أَن أَتتهم الخلافة ابن سيده وشَراوَةُ موضعٌ قريب من تِرْيَمَ دونَ مَدْين قال كثير عزة تَرامى بِنا منها بحَزْنِ شَراوَةٍ مفَوِّزَةٍ أَيْدٍ إلَيْك وأَرْجُلُ وشَرَوْرى اسم جبل في البادية وهو فَعَوْعَل وفي المحكم شَرَوْرى جبل قال كذا حكاه أَبو عبيد وكان قياسه أَن يقول هَضْبة أَو أَرض لأَنه لم ينوّنه أَحد من العرب ولو كان اسم جبل لنوّنه لأَنه لا شيء يمنعه من الصرف

شسا
التهذيب في المعتل ابن الأَعرابي الشَّسا البُسْرُ اليابس

ششا
ثعلب عن ابن الأَعرابي الشَّشا الشِّيصُ

شصا
الفراء الشُّصُوُّ من العَيْن مثل الشُّخُوصِ يقال شَصا بصَرهُ فهو يَشْصُو شُصُوّاً وشَصَتْ عينهُ شُصُوّاً شَخَصَت حتى كأَنه ينظرُ إليك وإلى آخر قال يا رُبَّ مُهْرٍ شاصِ ورَبْرَبٍ خِماصِ يَنْظُرْنَ مِن خَصاصِ بأَعْيُنٍ شَواصِ كفِلَقِ الرِّصاصِ وشَصا بصَرُه يَشْصُو شُصُوّاً شَخَص وأَشْصاه صاحِبُه رفَعَه وشَصا الإنسانُ وغيرهُ شُصُوّاً قُطِعَت قَوائِمُه فارْتَفعتْ مَفاصِلُه قال والشاصي الذي إذا قُطِعتْ قوائمهُ ارْتَفعتْ مفاصِلُه أَبداً اللحياني شَصا الميِّتُ يَشْصُو شُصُوّاً انْتَفخَ وارْتَفعت يداهُ ورِجْلاه فهو شاصٍ وكذلك القرْبة إذا مُلِئتْ ماءً والزِّقُّ إذا مُلِئَ خَمْراً ونحوَها من السَّيّال فارْتفَعتْ قوائِمهُ وشالَتْ قال وطَعْنٍ كفَم الزِّقِّ شَصا والزِّقُّ مَلآنُ ويقال للزِّقاقِ المَمْلوءَةِ الشائِلةِ القَوائِمِ والقِرَبِ إذا كانت مَمْلوءَةً أَو نُفِخَ فيها فارْتَفعتْ قوائِمُها شاصِيَةٌ والجمع شَواصٍ وشاصِياتٌ أَنشد أَبو عمرو يا رَبَّنا لا تُخْفِضَنَّ عاصِيَهْ سَريعةَ المَشْي طَيُورَ الناصِيَةْ
( * قوله « لا تخفضن » هكذا في الأصل وتقدم لنا في مادة اصي لا تبقينّ )
تَخافُها أَهلُ البُيوتِ القاصِيَهْ تُسامرُ القوْمَ وتُضْحي شاصِيَهْ مِثْلَ الهَجينِ الأَحْمَرِ الجُراصِيَهْ والإثْرُ والصَّرْبُ معاً كالآصِيَهْ وقال الأَخطل يصف زقاق خمر أَناخُوا فَجَرُّوا شاصِياتٍ كأَنها رِجالٌ من السُّودانِ لم يتَسَرْبَلُوا قال وكذلك القِرَب والزِّقاقُ إذا كانت مَمْلوءَةً أو نُفِخَ فيها فارتفعتْ قوائِمُها وشالَتْ وكلُّ ما ارْتَفعَ فقد شصا اللحياني يقال للميت إذا انتفخ فارتفعت يداهُ ورجلاهُ قد شَصَى يَشْصِي
( * قوله « قد شصى يشصي إلخ » ضبط في المحكم والتهذيب والصحاح من باب رمى وفي القاموس شصي كرضي قال شارحه وقد ضبط الفعل مثل رمى يرمي على ما هو في النسخ وصحح عليه فقول المصنف كرضي محل تأْمل ) شُصِيّاً فهو شاصٍ حكاه عن الكسائي قال ابن سيده والمعروف يَشْصُو المحكم شَصا برِجْلِه شُصِيّاً رفَعها الأَزهري ويقال للشاصي شاظٍ بالظاء وقد شَظَى يَشْظي شُظِيّاً اللحياني شَطَى وشَظَى مثلُ ذلك
( * قوله « اللحياني شطى وشظى مثل ذلك » ضبطهما في القاموس كرضي وكتب عليهما شارحه بأنهما من حد رمى ) ومن أَمثال العرب إذا ارْجَحَنَّ شاصِياً فارْفَعْ يَدا معناه إذا أَلْقَى الرجُلُ لكَ نفْسَه وغَلَبْتَه فرَفَعَ رِجْلَيْهِ فاكْفُفْ يَدَك عنه قال ومعناه إذا سقَطَ ورفعَ رِجْليه فاكْفُفْ عنه الليث شَصَت السَّحابةُ تَشْصُو إذا ارْتفعت في نُشُوئِها وشَصا السحاب ابن الأَعرابي الشَّصْوُ السِّواكُ والشَّصْوُ الشِّدَّةُ والشاصِلَّى مثل الباقِلَّى
( * قوله « والشاصلى مثل الباقلى » هكذا في الأصل والصحاح وفي القاموس والشاصلى بضم الصاد وفتح اللام المشددة ) نبتٌ إذا شَدَّدْت قَصَرْت وإذا خفَّفْتَ مددْتَ ويقال له بالفارسية وكْرَاوَنْد

( شطي )

شطى
أَرضٌ وقيل شَطَى اسمُ قَرْيةٍ بناحيةِ مِصْرَ تُنسَبُ إليها الثيابُ الشَّطَوِيَّة وقول الشاعر تَجَلَّل بالشَّطِيَّ والحِبَراتِ يريد الشَّطَويَّ غيره الشَّطَوِيَّة ضرْبٌ من ثياب الكَتان تُصْنعُ في شَطَى وفي التهذيب يُعْمَلُ بأَرض يقال لها الشَّطاةُ قال وأَلف شطى ياءٌ لكونها لاماً واللامُ ياءً أَكثرُ منها واواً وفي النوادر ما شَطَّيْنا هذا الطعام أَي ما رَزَأْنا منه شيئاً وقد شَطَّيْنا الجَزُورَ أَي سَلَخْناه وفَرَّقْنا لَحْمَه

( شظي ) شَظَى الميِّتُ يَشْظِي شَظْياً وفي التهذيب شُظِيّاً انْتَفَخَ فارْتفَعتْ يَداهُ ورجْلاهُ كشَصا حكاه اللحياني الأَصمعي شَظَى السِّقاءُ يَشْظِي شُظِيّاً مثلُ شَصى وذلك إذا مُلِئَ فارْتفَعتْ قَوائِمُه والشَّظاةُ عُظَيْمٌ لازقٌ بالوَظيفِ وفي المحكم بالرُّكْبةِ وجمعُها شَظىً وقيل الشَّظَى عَصَبٌ صغارٌ في الوَظِيفِ وقيل الشَّظَى عُظَيْمٌ لازقٌ بالذِّراعِ فإذا زال قيل شَظِيَتْ عَصَبُ الدابة أَبو عبيدة في رؤُوسِ المِرْفَقْينِ إبْرَةٌ وهي شَظِيَّةٌ لاصِقَةٌ بالذِّراعِ ليستْ منها قال والشَّظَى عظمٌ لاصِقٌ بالرُّكْبةِ فإذا شَخَصَ قيل شَظِيَ الفرَسُ وتَحَرُّكُ الشَّظَى كانتِشارِ العَصَب غيرَ أَنَّ الفرَسَ لانتِشارِ العَصَبِ أَشدُّ احْتِمالاً منه لتَحَرُّكِ الشَّظَى وكذلك قال الأصمعي ابن الأعرابي الشَّظَى عَصَبةٌ دقِيقةٌ بين عَصَبَتي الوَظيف وقال غيره هو عُظَيْمٌ دقِيقٌ إذا زال عن موضعِهِ شَظِيَ الفَرسُ وشَظِيَ الفرَسُ شَظىً فهو شَظٍ فُلِقَ شَظاهُ والشَّظَى انْشِقاقُ العَصَبِ قال امرؤُ القيس ولم أَشْهَدِ الخَيْلَ المُغِيرَةَ بالضُّحى على هَيْكَلٍ نَهْدِ الجُزَارَةِ جَوَّالِ سَلِيمِ الشَّظى عَبْلِ الشَّوى شَنِجِ النَّسا له حَجباتٌ مُشْرِفاتٌ على الفالِ قال ابن بري ومثله للأَغلبَ العِجلي ليس بذي واهِنَةٍ ولا شَظى الأَصمعي الشَّظى عُظَيْمُ مُلزَقٌ بالذِّراعِ فإذا تحَرَّكَ من موضعِهِ قيل قد شَظِيَ الفرَسُ بالكسر وقد تشَظَّى وشَظَّاهُ هو والشَّظِيَّة عَظْمُ الساقِ وكلُّ فِلْقَةٍ من شيءٍ شظِيَّةٌ والشَّظِيَّة شِقّة من خَشبٍ أَو قَصَبٍ أَو قِضّةٍ أَو عَظْمٍ وفي الحديث إن الله عز وجل لمّا أَرادَ أَن يَخْلُق لإبْلِيسَ نَسْلاً وزَوْجةً أَلقى عليه الغَضَبَ فطارَتْ منه شَظِيّةٌ من نارٍ فخَلقَ منها امرأَتَه ومنه حديث ابن عباسٍ فطارَتْ منه شَظِيّةٌ ووَقعَتْ منه أُخرى من شِدَّةِ الغَضَب والشَّظِيَّة القوسُ وقال أَبو حنيفة الشّظِيَّةُ القَوسُ لأَنَّْ خشبَها شَظِيَتْ أَي فُلِقَتْ قال ابن سيده فأَما ما أَنشده ابن الأعرابي من قوله مَهاها السِّنانُ اليَعْمَليُّ فأَشْرَفَتْ سَناسِنُ منها والشَّظِيُّ لُزُوقُ قال فإنه قد زعم أَن الشَّظِيَّ جمع شَظىً قال وليس كذلك لأَن فَعَلاً ليس مما يُكسَّر على فَعِيلٍ إلاَّ أَن يكون اسماً للجمع فيكون من باب كِليبٍ وعَبيدٍ وأَيضاً فإنه إذا كان الشَّظِيُّ جمع شَظىً والشَّظى لا محالة جمع شَظاةٍ فإنما الشَّظيُّ جمعُ جمعٍ وليس بجمع وقد بيَّنَّا أَنه ليس كلُّ جمع يُجمعُ قال ابن سيده والذي عندي أَن الشَّظِيَّ جمع شَظِيَّةٍ التي هي عظمُ الساقِ كما أَن رَكِيّاً جمع رَكِيَّةٍ وتشَظَّى الشيءُ تفَرَّقَ وتشَقَّق وتَطايَر شَظايا قال يا من رأَى لي بُنَيَّ اللَّذَيْن هما كالدُّرَّتَيْن تشَظَّى عنهما الصَّدَفُ وشَظَّاهُ هو وتشَظَّى القومُ تفَرَّقوا قال فصَدّه عن لعْلَعٍ وبارِقِ ضرْبٌ يُشَظّيهمْ على الخَنادقِ أَي يفرِّقُهم ويَشُقُّ جمعَهم وشَظَّيتُ القومَ تشْظِيَةً أَي فرَّقُتهم فتشَظَّوْا أَي تفرَّقُوا وشَظِيَ القومُ إذا تفَرَّقُوا والشَّظى من الناس المَوالي والتِّباعُ وشَظى القومِ خلافُ صمِيمِهِمْ وهم الأَتْباعُ والدُّخلاءُ عليهم بالحِلْف وقال هَوْبَرٌ الحارثي أَلا هل أَتى التَّيْمَ بنَ عبدِ مَناءَةٍ على الشَّنْءِ فيما بيننا ابنِ تمِيمِ بمَصْرَعِنا النُّعمانَ يومَ تأَلَّبَتْ علينا تميمٌ من شَظىً وصَميمِ تَزَوَّد منَّا بين أُذْنَيهِ طَعنةً دَعَتْه إلى هابي الترابِ عَقيمِ قوله بمَصْرعِنا النُّعمانَ في موضع الفاعل بأَتى في البيت قبلَه والباءُ زائدةٌ ومثله قولُ امرئ القيس أَلا هل أَتاها والحوادثُ جَمَّةٌ بأَن امرأَ القيسِ بنَ تَملِكَ بَيْقَرا ؟ قال ومثله قول الآخر أَلمْ يأْتيكَ والأَنباءُ تَنْمي بما لاقتْ لَبُونُ بني زيادِ ؟ والشَّظى جبلٌ أَنشد ثعلب أَلمْ ترَ عُصْمَ رُؤوس الشَّظى إذا جاءَ قانِصُها تجْلبُ ؟ وهو الشَّظاءُ أَيضاً ممدودٌ قال عنترة كمُدِلَّةٍ عَجْزاءَ تَلْحَمُ ناهِضاً في الوَكْرِ مَوْقِعُها الشَّظاءُ الأَرْفعُ وأَما الحديث الذي جاء عن عقبة بن عامر أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعَجَّبَ رَبُّك من راعٍ في شَظِيَّة يؤذِّنُ ويقيمُ الصلاة يخافُ مني قد غَفَرْتُ لعَبدي وأَدخلتهُ الجنة فالشَّظِيَّةُ فِنْديرةٌ من فَناديرِ الجبالِ وهي قطعةٌ من رؤُوسها عن الأَزهري قال وهي الشِّنْظِيةُ أَيضاً وقيل الشَّظِيَّةُ قِطعَةٌ مرتفعةٌ في رأْس الجبل والشَّظِيَّةُ الفِلْقةُ من العصا ونحوِها والجمع الشَّظايا وهو من التَّشَظِّي التَّشَعُّبِ والتَّشَقُّقِ ومنه الحديث فانشَظَت رَباعيةُ رسوِل الله صلى الله عليه وسلم أَي انكسرت التهذيب شَواظي الجبال وشَناظِيها هي الكِسَر من رؤوس الجبال كأَنها شُرَفُ المسجد وقال كأَنها شَظِيَّةٌ انشَظَتْ ولم تَنْقَسِمْ أي انكسرت ولم تنْفرِجْ والشَّظِيَّة من الجبل قِطْعةٌ قُطِعَت منه مثل الدار ومثل البيت وجمعُها شَظايا وأَصغر منها وأَكبر كما تكون النَّضْرُ الشَّظى الدَّبْرَةُ على إثرِ الدِّبْرةِ في المزْرَعة حتى تبلُغَ أَقْصاها الواحِدُ شَظىً بدِبارِها والجماعةُ الأَشْظِيةُ قال والشَّظى ربما كانت عشْر دَبَراتٍ يُرْوى ذلك عن الشافعي

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88