كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

كين
الكَيْنُ لحمةُ داخلِ فرجِ المرأَة ابن سيده الكَيْنُ لخم باطنِ الفرج والرَّكَب ظاهره قال جرير غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يا فَرَزْدَقُ كَيْنَها غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغانِغَ المَعْذُورِ يعني عمرانَ بن مرة المِنْقَريّ وكان أَسَرَ جِعْثِنَ أُخت الفرزدق يوم السيِّدان وفي ذلك يقول جرير أَيضاً هُمُ ترَكوها بعدما طالت السُّرى عَواناً ورَدُّوا حُمْرةَ الكَيْنِ أَسودا وفي ذلك يقول جرير أَيضاً يُفَرِّجُ عِمْرانُ مُرَّةَ كَيْنَها ويَنْزُو نُزاءَ العَيْر أَعْلَقَ حائلُهْ وقيل الكَيْنُ الغُدَدُ التي هي داخل قُبُل المرأَة مثلُ أَطراف النَّوى والجمع كُيون والكَيْنُ البَظْرُ عن اللحياني وكَيْنُ المرأَة بُظارتها وأَنشد اللحياني يَكْوينَ أَطرافَ الأُيورِ بالكَيْن إذا وَجَدْنَ حَرَّةً تَنَزَّيْن قال ابن سيده فهذا يجوز أَن يفسر بجميع ما ذكرناه واسْتَكانَ الرجل خَضَعَ وذَلّ جعله أَبو علي استفعل من هذا الباب وغيره يجعله افتعل من المَسْكَنة ولكل من ذلك تعليل مذكور في بابه وباتَ فلانٌ بكِينةِ سَوْءٍ بالكسر أَي بحالة سَوْءِ أَبو سعيد يقال أَكانَه الله يُكِينُه إكانةً أَي أَخضعه حتى اسْتَكان وأَدخل عليه من الذل ما أَكانه وأَنشد لعَمْرُك ما يَشْفي جِراحٌ تُكينُه ولكِنْ شِفائي أَن تَئِيمَ حَلائِلُهْ قال الأَزهري وفي التنزيل العزيز فما اسْتَكانوا لربهم من هذا أَي ما خَضَعُوا لربهم وقال ابن الأَنباري في قولهم اسْتَكانَ أَي خضع فيه قولان أَحدهما أَنه من السَّكِينة وكان في الأَصل اسْتَكَنوا افتعل من سَكَن فمُدَّتْ فتحة الكاف بالأَلف كما يمدُّون الضمة بالواو والكسرة بالياء واحتج بقوله فأَنْظُورُ أَي فأَنظُرُ وشِيمال في موضع الشِّمال والقول الثاني أَنه استفعال من كان يكون ثعلب عن ابن الأَعرابي الكَيْنةُ النَّبِقةُ والكَيْنة الكَفالة والمُكْتانُ الكَفِيلُ وكائِنْ معناها معنى كم في الخبر والاستفهام وفيها لغتان كَأيٍّ مثْلُ كَعَيِّنْ وكائِنْ مثل كاعِنْ قال أُبَيُّ بن كَعْبٍ لزِرِّ بن حُبَيْش كَأَيِّنْ تَعُدُّون سورة الأَحزاب أَي كم تَعُدُّونها آيةً وتستعمل في الخبر والاستفهام مثل كم قال ابن الأَثير وأَشهر لغاتها كأَيٍّ بالتشديد وتقول في الخبر كأَيٍّ من رجل قد رأَيت تريد به التكثيرَ فتخفض النكرة بعدها بمن وإدخالُ من بعد كأَيٍّ أَكثرُ من النصب بها وأَجود قال ذو الرمة وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحٍ بلادُ العِدَى ليست له ببلادِ قال ابن بري بعد انقضاء كلام الجوهري ظاهر كلامه أَن كائن عنده بمنزلة بائع وسائر ونحو ذلك مما وَزْنُه فاعل وذلك غلط وإنما الأَصل فيها كأَيٍّ الكاف للتشبيه دخلت على أَيٍّ ثم قُدِّمت الياء المشددة ثم خففت فصارت كَيِيءٍ ثم أُبدلت الياء أَلفاً فقالوا كاءٍ كما قالوا في طَيِّءٍ طاءٍ وفي التنزيل العزيز وكأَيِّنْ من نَبيٍّ قال الأَزهري أَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال كأَيّ بمعنى كم وكم بمعنى الكثرة وتعمل عمل رب في معنى القِلَّة قال وفي كَأَيٍّ ثلاث لغات كأَيٍّ بوزن كَعَيِّنْ الأَصل أَيٌّ أُدخلت عليها كاف التشبيه وكائِنْ بوزن كاعِنْ واللغة الثالثة كايِنْ بوزن ماينْ لا همز فيه وأَنشد كايِنْ رَأَبْتُ وهايا صَدْع أَعْظُمِه ورُبَّهُ عَطِباً أَنَْقَذْتُ مِ العَطَبِ يريد من العطب وقوله وكايِنْ بوزن فاعل من كِئْتُ أَكِيُّ أَي جبُنْتُ قال ومن قال كَأْي لم يَمُدَّها ولم يحرِّك همزتها التي هي أَول أَيٍّ فكأَنها لغة وكلها بمعنى كم وقال الزجاج في كائن لغتان جَيِّدتان يُقْرَأُ كَأَيّ بتشديد الياء ويقرأُ كائِنْ على وزن فاعل قال وأَكثر ما جاء في الشعر على هذه اللغة وقرأَ ابن كثير وكائِن بوزن كاعن وقرأَ سائر القراء وكأَيِّنْ الهمزة بين الكاف والياء قال وأَصل كائن كأَيٍّ مثل كََعَيٍّ فقدّمت الياء على الهمزة ثم خففت فصارت بوزن كَيْعٍ ثم قلبت الياء أَلفاً وفيها لغات أَشهرها كأَيٍّ بالتشديد والله أَعلم

لبن
اللَّبَنُ معروف اسم جنس الليث اللَّبَنُ خُلاصُ الجَسَدِ ومُسْتَخْلَصُه من بين الفرث والدم وهو كالعَرق يجري في العُروق والجمع أَلْبان والطائفة القليلة لَبَنةٌ وفي الحديث أَن خديجة رضوان الله عليها بَكَتْ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ما يُبْكِيكِ ؟ فقالت دَرَّت لَبَنةُ القاسم فذَكَرْتُه وفي رواية لُبَيْنةُ القاسم فقال لها أَما تَرْضَيْنَ أَن تَكْفُلَهُ سارة في الجنة ؟ قالت لوَدِدْتُ أَني علمت ذلك فغضبَ النبي صلى الله عليه وسلم ومَدَّ إصْبَعَه فقال إن شئتِ دَعَوْتُ الله أَن يُرِيَك ذاك فقالت بَلى أُصَدِّقُ الله ورسوله اللَّبَنَةُ الطائفة من اللَّبَنِ واللُّبَيْنَةُ تصغيرها وفي الحديث إن لَبَنَ الفحل يُحَرِّمُ يريد بالفحل الرجلَ تكون له امرأَة ولدت منه ولداً ولها لَبَنٌ فكل من أَرضعته من الأَطفال بهذا فهو محرَّم على الزوج وإخوته وأَولاده منها ومن غيرها لأَن اللبن للزوج حيث هو سببه قال وهذا مذهب الجماعة وقال ابن المسيب والنَّخَعِيُّ لا يُحَرِّم ومنه حديث ابن عباس وسئل عن رجل له امرأَتان أَرْضَعَتْ إحداهما غلاماً والأُخرى جارية أَيَحِلُّ للغُلام أَن يتزوَّج بالجارية ؟ قال لا اللِّقاحُ واحدٌ وفي حديث عائشة رضي الله عنها واستأْذن عليها أَبو القُعَيْس أَن تأْذن له فقال أَنا عَمُّكِ أَرضَعَتْكِ امرأَة أَخي فأَبت عليه حتى ذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو عمكِ فلْيَلِجْ عليك وفي الحديث أَن رجلاً قتل آخر فقال خذ من أَخِيكَ اللُّبَّنَ أَي إبلا لها لَبَنٌيعني الدِّيَةَ وفي حديث أُميَّةَ بن خَلَفٍ لما رآهم يوم بدر يَقْتُلُونَ قال أَما لكم حاجةٌ في اللُّبَّنِ أَي تأْسِرُون فتأْخذون فِدَاءَهم إبلاً لها لَبَنٌ وقوله في الحديث سَيهْلِكُ من أُمتي أهلُ الكتابِ وأَهلُ اللَّبَن فسئل من أَهلُ اللَّبَنِ ؟ قال قوم يتبعون الشَّهَواتِ ويُضِيعُون الصلوات قال الحَرْبي أَظنه أَراد يتباعدون عن الأَمصار وعن صلاة الجماعة ويَطْلُبون مواضعَ اللبن في المراعي والبوادي وأَراد بأَهل الكتاب قوماً يتعلمون الكتاب ليجادلوا به الناسَ وفي حديث عبد الملك بن مَرْوان وُلِدَ له وَلدٌ فقيل له اسْقِه لَبَنَ اللَّبَنِ هو أَن يَسْقِيَ ظِئرَه اللَّبَنَ فيكونَ ما يَشْرَبُه لَبَناً متولداً عن اللَّبَنِ فقُصِرَتْ عليه ناقةٌ فقال لحالبها كيف تَحلُبُها أَخَنْفاً أَم مَصْراً أَم فَطْراً ؟ فالخَنْفُ الحَلْبُ بأَربع أَصابع يستعين معها بالإِبهام والمَصْرُ بثلاث والفَطْرُ بالإِصبعين وطرف الإبهام ولَبَنُ كلِّ شجرة ماؤها على التشبيه وشاةٌ لَبُونٌ ولَبِنةٌ ومُلْبِنَةٌ ومُلْبِنٌ صارت ذاتَ لَبَنٍ وكذلك الناقة إذا كانت ذاتَ لَبَنٍ أَو نزل اللَّبَنُ في ضرعها ولَبِنتِ الشاةُ أَي غَزُرَتْ ونافةٌ لَبِنةٌ غزيرة وناقة لَبُونٌ مُلْبِنٌ وقد أَلْبَنتِ الناقةُ إذا نزل لَبَنُها في ضَرْعها فهي مُلْبِنٌ قال الشاعر أَعْجَبها إذا أَلْبَنَتْ لِبانُه وإذا كانت ذاتَ لَبَنٍ في كل أَحايينها فهي لَبُونٌ وولدها في تلك الحال ابنُ لَبُونٍ وقيل اللَّبُونُ من الشاءِ والإبل ذاتُ اللَّبَنِ غزيرَةً كانت أَو بَكِيئةً وفي المحكم اللَّبُونُ ولم يُخَصِّصْ قال والجمع لِبانٌ ولِبْنٌ فأَما لِبْنٌ فاسم للجمع فإذا قَصَدُوا قَصْدَ الغزيرة قالوا لَبِنَة وجمعها لَبِنٌ ولِبانٌ الأَخيرة عن أَبي زيد وقد لَبِنَتْ لَبَناً قال اللحياني اللَّبُونُ واللَّبُونة ما كان بها لَبَنٌ فلم يَخُصَّ شاةً ولا ناقة قال والجمع لُبْنٌ ولَبائنُ قال ابن سيده وعندي أَن لُبْناً جمع لَبُون ولَبائن جمع لَبُونة وإن كان الأَول لا يمتنع أَن يجمع هذا الجمع وقوله من كان أَشْرَك في تَفَرُّق فالِجٍ فلَبُونُه جَرِبَتْ معاً وأَغَدَّتِ قال عندي أَنه وضع اللبون ههنا موضع اللُّبْن ولا يكون هنا واحداً لأَنه قال جَرِبَتْ معاً ومعاً إنما يقع على الجمع الأَصمعي يقال كم لُبْنُ شائك أَي كم منها ذاتُ لَبَنٍ وفي الصحاح عن يونس يقال كم لُبْنُ غَنَمِك ولِبْنُ غَنَمِك أَي ذَواتُ الدَّرِّ منها وقال الكسائي إنما سمع كم لِبْنُ غنمك أَي كم رِسْلُ غَنمك وقال الفراء شاءٌ لَبِنَةٌ وغَنم لِبانٌ ولِبْنٌ ولُبْنٌ قال وزعم يونس أَنه جمع وشاءٌ لِبْنٌ بمنزلة لُبْنٍ وأَنشد الكسائي رأيْتُكَ تَبْتاعُ الحِيالَ بِلُبْنِها وتأْوي بَطِيناً وابنُ عَمِّكَ ساغِبُ وقال واللُّبْنُ جمع اللَّبُونِ ابن السكيت الحَلُوبة ما احْتُلِب من النُّوق وهكذا الواحدة منهن حَلوبة واحدة وأَنشد ما إنْ رأَينا في الزمانِ ذي الكَلَبْ حَلُوبةً واحدةً فتُحْتَلَبْ وكذلك اللَّبُونة ما كان بها لَبَنٌ وكذلك الواحدة منهن أَيضاً فإذا قالوا حَلُوبٌ ورَكُوبٌ ولَبُونٌ لم يكن إلا جمعاً وقال الأَعشى لَبُون مُعَرَّاة أَصَبْنَ فأَصْبَحَتْ أَراد الجمع وعُشْبٌ مَلْبنَة بالفتح تَغْزُر عنه أَلبانُ الماشية وتَكْثُر وكذلك بَقْلٌ مَلْبنَة واللَّبْنُ مصدر لَبَنَ القومَ يَلْبِنُهُم لَبْناً سقاهم اللَّبَنَ الصحاح لَبَنْتُه أَلْبُنه وأَلْبِنُه سقيته اللَّبَنَ فأَنا لابِنٌ وفرس مَلْبُون سُقِيَ اللَّبَنَ وأَنشد مَلْبُونة شَدَّ المليكُ أَسْرَها وفرس مَلْبون ولَبِين رُبِّيَ باللَّبن مثل عَليف من العَلَف وقوم مَلْبونون أَصابهم من اللبن سَفَهٌ وسُكْرٌ وجَهْل وخُيَلاءُ كما يصيبهم من النبيذ وخصصه في الصحاح فقال قوم مَلْبونون إذا ظهر منهم سَفَةٌ يصيبهم من أَلبان الإبل ما يصيب أَصحاب النبيذ وفرس مَلْبُون يُغَذَّى باللبن قال لا يَحْمِلُ الفارسَ إلا المَلْبُونْ المَحْضُ من أَمامه ومن دُونْ قال الفارسي فعَدَّى المَلْبون لأَنه في معنى المسقِيِّ والمَلْبون الجمل السمين الكثير اللحم ورجل لَبِنٌ شَرِبَ اللَّبَن
( * قوله « ورجل لبن شرب اللبن الذي في التكملة واللبن الذي يحب اللبن ) وأَلْبَنَ القومُ فهم لابِنُون عن اللحياني كثُرَ لَبَنُهم قال ابن سيده وعندي أَنَّ لابِناً على النَّسَب كما تقول تامِرٌ وناعِلٌ التهذيب هؤلاء قوم مُلْبِنون إذا كثر لبنهم ويقال نحن نَلْبُِنُ جيراننا أَي نسقيهم وفي حديث جرير إذا سقَطَ كان دَرِيناً وإن أُكِلَ كان لَبِيناً أَي مُدِرّاً للَّبَن مُكْثِراً له يعني أَن النَّعَم إذا رعت الأَراك والسَّلَم غَزُرَتْ أَلبانُها وهو فعيل بمعنى فاعل كقدير وقادر كأَنه يعطيها اللَّبَنَ من لَبَنْتُ القومَ إذا سقيتهم اللبن وجاؤوا يَسْتَلْبِنون يطلبون اللَّبنَ الجوهري وجاء فلان يسْتَلْبِنُ أَي يطلب لبَناً لعياله أَو لضيفانه ورجل لابِنٌ ذو لَبَن وتامِرٌ ذو تمر قال الحطيئة وغَرَرْتَني وزَعَمْتَ أَنْ نَكَ لابنٌ بالصَّيْفِ تامِرْ
( * قوله « وغررتني إلخ » مثله في الصحاح وقال في التكملة الرواية أغررتني على الإنكار )
وبَناتُ اللَّبنِ مِعىً في البَطْن معروفة قال ابن سيده وبناتُ لَبنٍ الأَمعاءُ التي يكون فيها اللَّبن والمِلْبَنُ المِحْلَبُ وأَنشد ابن بري لمسعود بن وكيع ما يَحْمِلُ المِلْبنَ إلا الجُرْشُعُ المُكْرَبُ الأَوْظِفَةِ المُوَقَّعُ والمِلْبَنُ شيء يُصَفَّى به اللَّبنُ أَو يُحْقَنُ واللَّوابنُ الضُّروعُ عن ثعلب والألْتِبانُ الارتضاع عنه أَيضاً وهو أَخوه بلِبان أُمِّه بكسر اللام
( * قوله « بكسر اللام » حكى الصاغاني فيه ضم اللام أيضاً ) ولا يقال بلَبَنِ أُمِّه إنما اللَّبَنُ الذي يُشْرَب من ناقة أَو شاة أَو غيرهما من البهائم وأَنشد الأَزهري لأَبي الأَسْود فإن لا يَكُنْها أَو تَكُنْه فإنه أَخوها غَذَتْه أُمُّه بلِبانِها وأَنشد ابن سيده وأُرْضِعُ حاجةً بلِبانِ أُخرَى كذاكَ الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبانِ واللِّبانُ بالكسر كالرِّضاعِ قال الكميت يمدح مَخْلَد بن يزيد تَلْقَى النَّدَى ومَخْلَداً حَلِيفَينْ كانا معاً في مَهْدِه رَضِيعَينْ تَنازعا فيه لِبانَ الثَّدْيَينْ
( * قوله « تنازعا فيه إلخ » قال الصاغاني الرواية تنازعا منه ويروى رضاع مكان لبان )
وقال الأَعشى رَضِيعَيْ لِبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تحالَفا بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نتَفَرَّقُ وقال أَبو الأَسود غَذَته أُمُّه بلبانِها وقال آخر وما حَلَبٌ وافَى حَرَمْتُكَ صَعْرَةً عَلَيَّ ولا أُرْضِعْتَ لي بلِبانِ وابنُ لَبُون ولد الناقة إِذا كان في العام الثاني وصار لها لَبَنٌ الأَصمعي وحمزة يقال لولد الناقة إِذا استكمل سنتين وطعن في الثالثة ابنُ لَبُون والأُنثى ابنةُ لَبُونٍ والجماعات بناتُ لَبونٍ للذكر والأُنثى لأَن أُمَّه وضعت غيره فصار لها لبن وهو نكرة ويُعَرّف بالأَلف واللام قال جرير وابنُ اللَّبُونِ إِذا لُزَّ في قَرَنٍ لم يسْتَطِعْ صَوْلةَ البُزْلِ القَناعِيسِ وفي حديث الزكاة ذِكْرُ بنتِ اللَّبونِ وابن اللَّبون وهما من الإِبل ما أَتى عليه سنَتان ودخل في السنة الثالثة فصارت أُمه لبوناً أَي ذاتَ لَبَنٍ لأَنها تكون قد حملت حملاً آخر ووضعته قال ابن الأَثير وجاء في كثير من الروايات ابن لَبُون ذكَرٌ وقد علم أَن ابن اللبون لا يكون إِلا ذكراً وإِنما ذكره تأْكيداً كقوله ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادَى وشعبان وكقوله تعالى تلك عَشَرةٌ كاملة وقيل ذكر ذلك تنبيهاً لرب المال وعامل الزكاة فقال ابنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ لتَطِيبَ نفسُ رَبِّ المال بالزيادة المأْخوذة منه إِذا عَلِمَ أَنه قد شرع له من الحق وأَسقط عنه ما كان بإزائه من فَضْلِ الأُنوثة في الفريضة الواجبة عليه وليعلم العاملُ أَن سِنَّ الزكاة في هذا النوع مقبول من رب المال وهو أَمر نادر خارج عن العُرْف في باب الصدقات ولا يُنْكَرُ تكرار اللفظ للبيان وتقرير معرفته في النفوس مع الغرابة والنُّدُور وبَناتُ لَبُونٍ صِغارُ العُرْفُطِ تُشَبَّه ببناتِ لَبونٍ من الإِبل ولَبَّنَ الشيءَ رَبَّعَه واللَّبِنة واللبِّنْة التي يُبْنَى بها وهو المضروب من الطين مُرَبَّعاً والجمع لَبِنٌ ولِبْنٌ على فَعِلٍ وفِعْلٍ مثل فَخِذٍ وفِخْذ وكَرِش وكِرْشٍ قال الشاعر أَلَبِناً تُريد أَم أَروخا
( * قوله « أم أروخا » كذا بالأصل )
وأَنشد ابن سيده إِذ لا يَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ هَوْذَلةَ المِشْآةِ عن ضَرْسِ اللَّبِنْ قوله أَبِنْ أَبِنْ أَي نَحِّها والمِشْآةُ زَبيل يُخرَجُ به الطين والحَمْأَةُ من البئر وربما كان من أَدَمٍ والضَّرْسُ تَضْريسُ طَيّ البئر بالحجارة وإِنما أَراد الحجارة فاضطُرَّ وسماها لَبِناً احتِياجاً إِلى الرَّوِيّ والذي أَنشده الجوهري إِمّا يَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ دَلْْوَكَ عن حَدِّ الضُّروسِ واللَّبِنْ قال ابن بري هو لسالم بن دارة وقيل لابن مَيّادَة قال قاله ابن دريد وفي الحديث وأَنا مَوْضِعُ تلك اللَّبِنَة هي بفتح اللام وكسر الباء واحدة اللَّبِنِ التي يُبْنَى بها الجدار ويقال بكسر اللام
( * قوله « ويقال بكسر اللام إلخ » ويقال لبن بكسرتين نقله الصاغاني عن ابن عباد ثم قال واللبنة كفرحة حديدة عريضة توضع على العبد إذا هرب وألبنت المرأة اتخذت التلبينة واللبنة بالضم اللقمة ) وسكون الباء ولَبَّنَ اللَّبِنَ عَمِله قال الزجاج قوله تعالى قالوا أُوذينا من قبلِ أَن تأْتيَنا ومن بعد ما جئتنا يقال إِنهم كانوا يستعملون بني إسرائيل في تَلْبِين اللَّبِنِ فلما بُعث موسى عله السلام أَعْطَوْهم اللَّبِنَ يُلَبِّنونه ومنعوهم التِّبْنَ ليكون ذلك أَشق عليهم ولَبَّنَ الرجلُ تَلْبيناً إِذا اتخذ اللَّبِنَ والمِلْبَنُ قالَبُ اللَّبِنِ وفي المحكم والمِلْبَنُ الذي يُضْرَبُ به اللَّبِنُ أَبو العباس ثعلب المِلْبَنُ المِحْمَلُ قال وهو مطوَّل مُرَبَّع وكانت المحامل مُرَبَّعة فغيرها الحجاج لينام فيها ويتسع وكانت العرب تسميها المِحْمَلَ والمِلْبَنَ والسّابِلَ ابن سيده والمِلْبَنُ شِبْهُ المِحْمَل يُنْقَل فيه اللَّبِن ولَبِنَةُ القميص جِرِبّانُه وفي الحديث ولَبِنَتُها ديباجٌ وهي رُقعة تعمل موضِعَ جَيْب القميص والجُبَّة ابن سيده ولَبِنَةُ القميص ولِبْنَتُهُ بَنِيقَتُه وقال أَبو زيد لَبِنُ القميص ولَبِنَتُه ليس لَبِناً عنده جمعاً كنَبِقَة ونَبِقٍ ولكنه من باب سَلٍّ وسَلَّة وبَياض وبَياضة والتَّلْبِينُ حَساً يتخذ من ماء النُّخالة فيه لَبَنٌ وهو اسم كالتَّمْتينِ وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول التَّلْبِنة مَجَمَّةٌ لفؤاد المريض تُذْهِبُ بعض الحُزْن الأَصمعي التَّلْبينة حَساء يعمل من دقيق أَو نخالة ويجعل فيها عسل سميت تَلْبينة تشبهاً باللَّبَن لبياضها ورقتها وهي تسمية بالمَرَّة من التَّلبين مصدر لَبَنَ القومَ أَي سَقاهم اللَّبنَ وقوله مَجَمَّةٌ لفؤاد المريض أَي تَسْرُو عنه هَمَّه أَي تَكْشِفُه وقال الرِّياشي في حديث عائشة عليكم بالمَشْنِيئَة النافعةِ التَّلْبين قال يعني الحَسْوَ قال وسأَلت الأَصمعي عن المَشْنِيئَة فقال يعني البَغِيضة ثم فسر التَّلْبينة كما ذكرناه وفي حديث أُم كلثوم بنت عمرو ابن عقرب قالت سمعت عائشة رضي الله عنها تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالتَّلْبين البَغيض النافع والذي نفسي بيده إِنه ليَغْسِلُ بطنَ أَحدكم كما يغسل أَحدُكم وجهه بالماء من الوسخ وقالت كان إِذا اشتكى أَحدٌ من أَهله لا تزالُ البُرْمة على النار حتى يأْتي على أَحد طرفيه قال أَراد بقوله أَحد طرفيه يعني البُرْءَ أَو الموت قال عثمان التَّلْبينَة الذي يقال له السَّيُوساب
( * قوله « السيوساب » هو في الأصل بغير ضبط وهذا الضبط في هامش نسخة من النهاية معوّل عليها ) وفي حديث علي قال سُوَيْد بن غَفَلَةَ دخلتُ عليه فإِذا بين يديه صحفةٌ فيها خَطِيفة ومِلْبَنة قال ابن الأَثير هي بالكسر المِلْعَقة هكذا شرح قال وقال الزمخشري المِلْبَنة لَبَنٌ يوضع على النار ويُنَزِّلُ عليه دقيق قال والأَول أَشبه بالحديث واللَّبَانُ الصدر وقيل وسَطُه وقيل ما بين الثَّدْيَينِ ويكون للإِنسان وغيره أَنشد ثعلب في صفة رجل فلمّا وَضَعْناها أَمامَ لَبَانِه تبَسَّمَ عن مَكْروهةِ الرِّيقِ عاصبِ وأَشد أَيضاً يَحُكُّ كُدُوحَ القَمْلِ تحت لَبَانِه ودَفَّيْهِ منها دامِياتٌ وجالِبُ وقيل اللَّبانُ الصَّدْرُ من ذي الحافرخاصَّةً وفي الصحاح اللَّبانُ بالفتح ما جرى عليه اللَّبَبُ من الصدرِ وفي حديث الاستسقاء أَتَيْناكَ والعَذْراءُ يَدْمَى لَبانُها أَي يَدْمَى صَدْرُها لامْتِهانِها نفْسَها في الخدمة حيث لا تَجِدُ ما تُعْطيه من يَخْدُمها من الجَدْبِ وشدَّة الزمان وأَصلُ اللَّبان في الفرس موضعُ اللَّبَبِ ثم استعير للناس وفي قصيد كعب رضي الله عنه تَرْمي اللَّبَانَ بكفَّيْها ومِدْرَعِها وفي بيت آخر منها ويُزْلِقُه منها لَبانٌ ولَبَنَه يَلْبِنُه لَبْناً ضَرَبَ لَبانَه واللَّبَنُ وجَعُ العُنق من الوِسادَة وفي المحكم وجَعُ العُنق حتى لا يَقْدِرَ أَن يَلْتَفِت وقد لَبِنَ بالكسر لَبَناً وقال الفراء اللَّبِنُ الذي اشتكى عُنُقَه من وِسادٍ أَو غيره أَبو عمرو اللَّبْنُ ا لأَكل الكثير ولَبَنَ من الطعام لَبْناً صالحاً أَكثر وقوله أَنشده ثعلب ونحنُ أَثافي القِدْرِ والأَكلُ سِتَّةٌ جَرَاضِمَةٌ جُوفٌ وأَكْلَتُنا اللَّبْنُ يقول نحن ثلاثة ونأْكل أَكل ستة واللَّبْنُ الضربُ الشديد ولَبَنَه بالعصا يَلْبِنُه بالكسر لَبْناً إِذا ضربه بها يقال لَبَنَه ثلاث لَبَناتٍ ولَبَنه بصخرةٍ ضربه بها قال الأَزهري وقع لأَبي عمرو اللَّبْنُ بالنون في الأَكل الشديد والضرب الشديد قال والصواب اللَّبْزُ بالزاي والنون تصحيف واللَّبْنُ الاسْتِلابُ قال ابن سيده هذا تفسيره قال ويجوز أَن يكون مما تقدم ابن الأَعرابي المِلْبَنةُ المِلْعَقةُ واللُّبْنَى المَيْعَة واللُّبْنَى واللُّبْنُ شجر واللُّبانُ ضرب من الصَّمْغ قال أَبو حنيفة اللُّبانُ شُجَيْرة شَوِكَة لا تَسْمُو أَكثر من ذراعين ولها ورقة مثل ورقة الآس وثمرة مثل ثمرته وله حَرارة في الفم واللُّبانُ الصَّنَوْبَرُ حكاه السُّكَّرِيُّ وابن الأَعرابي وبه فسر السُّكَّرِيُّ قولَ امرئ القيس لها عُنُق كسَحُوقِ اللُّبانْ فيمن رواه كذلك قال ابن سيده ولا يتجه على غيره لأَن شجرة اللُّبانِ من الصَّمْغ إِنما هي قَدْرُ قَعْدَةِ إِنسان وعُنُقُ الفرس أَطولُ من ذلك ابن الأَعرابي اللُّبانُ شجر الصَّنَوْبَر في قوله وسالِفَة كسَحُوقِ اللُّبانْ التهذيب اللُّبْنَى شجرة لها لَبَنٌ كالعسل يقال له عَسَلُ لُبْنَى قال الجوهري وربما يُتَبَخَّر به قال امرؤُ القيس وباناً وأُلْوِيّاً من الهِنْدِ ذاكِياً ورَنْداً ولُبْنَى والكِباءَ المُقَتَّرا واللُّبانُ الكُنْدرُ واللُّبانة الحاجة من غير فاقة ولكن من هِمَّةٍ يقال قَضَى فلان لُبانته والجمع لُبانٌ كحاجةٍ وحاجٍ قال ذو الرمة غَداةَ امْتَرَتْ ماءَ العُيونِ ونغَّصتْ لُباناً من الحاجِ الخُدُورُ الرَّوافِعُ ومَجْلِسٌ لَبِنٌ تُقْضى فيه اللُّبانة وهو على النسب قال الحرث بن خالد بن العاصي إِذا اجتَمعْنا هَجرْنا كلَّ فاحِشةٍ عند اللِّقاء وذاكُمْ مَجْلِسٌ لَبِنُ والتَّلَبُّنُ التَّلَدُّنُ والتَّمَكُّثُ والتَّلبُّثُ قال ابن بري شاهده قول الراجز قال لها إِيّاكِ أَن تَوَكَّني في جَلْسةٍ عِنديَ أَو تَلَبَّني وتَلَبَّنَ تمكَّثَ وقوله رؤبة
( * قوله « وقول رؤبة فهل إلخ » عجزه كما في التكملة راجعة عهداً من التأسن )
فهل لُبَيْنَى من هَوَى التَّلبُّن قال أَبو عمرو التَّلبُّن من اللُّبانة يقال لي لُبانةٌ أَتَلبَّنُ عليها أَي أَتمكَّثُ وتَلبَّنْتُ تَلبُّناً وتَلدَّنْتُ تَلدُّناً كلاهما بمعنى تَلبَّثْتُ وتمكَّثْتُ الجوهري والمُلَبَّنُ بالتشديد الفَلانَج قال وأَظنه مولَّداً وأَبو لُبَيْنٍ الذكر قال ابن بري قال ابن حمزة ويُكَنَّى الذكر أَبا لُبَيْنٍ قال وقد كناه به المُفَجَّع فقال فلما غابَ فيه رَفَعْتُ صَوْتي أُنادي يا لِثاراتِ الحُسَيْنِ ونادَتْ غلْمَتي يا خَيْلَ رَبِّي أَمامَكِ وابْشِرِي بالجَنَّتَيْنِ وأَفْزَعَه تَجاسُرُنا فأَقْعَى وقد أَثْفَرْتُه بأَبي لُبَيْنِ ولُبْنٌ ولُبْنَى ولُبْنانٌ جبال وقول الراعي سيَكْفِيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا قال ابن سيده يجوز أَن يكون ترخيمَ لُبْنانٍ في غير النداء اضطراراً وأَن تكون لُبْنٌ أَرضاً بعينها قال أَبو قِلابةَ الهُذَليُّ يا دارُ أَعْرِفُها وَحْشاً مَنازِلُها بَينَ القَوائِم من رَهْطٍ فأَلْبانِ قال ابن الأَعرابي قال رجل من العرب لرجل آخر لي إِليك حُوَيِّجَة قال لا أَقْضِيها حتى تكونَ لُبْنانِيَّة أَي عظيمة مثل لُبْنانٍ وهو اسم جبل قال ولُبْنانٌ فُعْلانٌ ينصرف ولُبْنَى اسم امرأَة ولُبَيْنَى اسم ابنة إِبليس واسمُ ابنه لاقِيسُ وبها كُنِيَ أَبا لُبَيْنَى وقول الشاعر أَقْفَرَ منها يَلْبَنٌ فأَفْلُس قال هما موضعان

لثن
روى الأَزهري قال سمعت محمد بن إِسحق السَّعْدي يقول سمعت عليَّ بن حرْبِ المَوْصِليَّ يقول شيءلَثِنٌ أَي حُلْوٌ بلغة أَهل اليمن قال الأَزهري لم أَسمعه لغيرعليّ بن حربٍ وهو ثَبَت وفي حديث المَبْعَث بُغْضُكُمُ عندنا مُرٌّ مَذاقَتُه وبُغْضُنا عندَكم يا قوْمَنا لَثِنُ

لجن
لَجَنَ الورَقَ يَلْجُنُه لَجْناً فهو مَلْجُونٌ ولَجِينٌ خبَطه وخلَطه بدقيق أَو شعير وكلُّ ما حِيسَ في الماء فقد لُجِنَ وتَلجَّنَ الشيءُ تَلزَّجَ وتلجَّنَ رأْسُه اتَّسَخَ وهو منه وتلجَّنَ ورقُ السِّدْرِ إِذا لُجِنَ مدقوقاً وأَنشد الشمّاخ وماءٍ قد ورَدْتُ لوَصْلِ أَرْوَى عليه الطَّيْرُ كالوَرَقِ اللَّجينِ وهو ورقُ الخِطْمِيِّ إِذا أُوخِفَ أَبوعبيدة لَجَّنْتُ الخِطْمِيّ ونحوه تَلْجيناً وأَوخَفْتُه إِذا ضربته بيدك ليَثْخُنَ وقيل تلجَّنَ الشيءُ إِذا غُسِلَ فلم يَنتَقِ من وسَخه وشيء لَجِنٌ وسِخ قال ابن مقبل يَعْلونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ ضاحِيةً على سَعابيب ماء الضّالةِ اللَّجِنِ الليث اللَّجينُ ورقُ الشَّجر يُخْبَطُ ثم يُخْلطُ بدقيق أَو شعير فيُعْلفُ للإبل وكل ورق أَو نحوه فهومَلْجُون لجِينٌ حتى آسُ الغِسْلَةِ الجوهري واللَّجِينُ الخَبَطُ وهو ما سقط من الورق عند الخَبْطِ وأَنشد بيت الشمّاخ وتَلجَّنَ القومُ إِذا أَخذوا الورقَ ودقوه وخلطوه بالنوى للإِبل وفي حديث جرير إِذا أَخْلَفَ كان لَجِيناً اللَّجينُ بفتح اللام وكسر الجيم الخَبَطُ وذلك أَن ورق الأَراك والسَّلَم يُخْبَطُ حتى يسقُط ويَجِفَّ ثم يُدَقُّ
( * قوله « حتى يسقط ويجف ثم يدق إلخ » كذا بالأصل والنهاية وكتب بهامشها هذا لا يصح فإنه لا يتلزج إلا إذا كان رطباً اه أي فالصواب حذف يجف ) حتى يتَلجَّن أَي يتلزج ويصيركالخِطْمِي وكل شيء تلزج فقد تَلجَّنَ وهو فعيل بمعنى مفعول وناقة لَجُون حَرُون قال أَوس ولقد أَرِبْتُ على الهُمومِ بجَسْرَةٍ عَيْرانةٍ بالرِّدْفِ غير لَجُونِ قال ابن سيده اللِّجانُ في الإِبل كالحِرَانِ في الخيل وقد لَجَنَ لِجاناً ولُجوناً وهي ناقة لَجُونٌ وناقة لَجُون أَيضاً ثقيلة المشي وفي الصحاح ثقيلة في السير وجمَلٌ لَجُونٌ كذلك قال بعضهم لا يقال وجمَلٌ لَجُونٌ إِنما تُخَصُّ به الإِناثُ وقيل اللِّجانُ واللُّجُون في جميع الدواب كالحِرَانِ في ذوات الحافر منها غيره الحِرانُ في الحافر خاصةً والخِلاء في الإِبل وقد لَجَنت تَلْجُنُ لُجُوناً ولِجاناً واللُّجَيْنُ الفضة لا مكبرله جاء مُصغَّراً مثل الثُّرَيّا والكُمَيْتِ قال ابن جني ينبغي أَن يكون إِنما أَلزموا التحقير هذا الاسم لاستصغار معناه ما دام في تُرابِ مَعْدِنه فلزمه التخليص وفي حديث العِرْباض بِعْتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم بَكْراً فأَتيته أَتقاضاه ثمَنَه فقال لا أَقضيكها إََِلا لُجَيْنِيَّةً قال ابن الأَثير الضمير في أَقضيكها إِلى الدراهم واللُّجَيْنِيَّة منسوبة إِلى اللُّجَينِ وهو الفضة واللَّجِينُ زَبَدُ أَفواه الإِبل قال أَبو وجزة كأَنَّ الناصعاتِ الغُرَّ منها إِذا صَرَفَتْ وقَطَّعَتِ اللَّجِينا شبَّه لُغامها بلَجِين الخَطْمِيّ وأَراد بالناصعات الغر أَنيابها

لحن
اللَّحْن من الأَصوات المصوغة الموضوعة وجمعه أَلْحانٌ ولُحون ولَحَّنَ في قراءته إِذا غرَّد وطرَّبَ فيها بأَلْحان وفي الحديث اقرؤُوا القرآن بلُحون العرب وهو أَلْحَنُ الناس إِذا كان أَحسنهم قراءة أَو غناء واللَّحْنُ واللَّحَنُ واللَّحَانةُ واللَّحانِيَة تركُ الصواب في القراءة والنشيد ونحو ذلك لَحَنَ يَلْحَنُ لَحْناً ولَحَناً ولُحوناً الأَخيرة عن أَبي زيد قال فُزْتُ بقِدْحَيْ مُعْرِب لم يَلْحَنِ ورجل لاحِنٌ ولَحّان ولَحّانة ولُحَنَة يُخْطِئ وفي المحكم كثير اللَّحْن ولَحَّنه نسبه إِلى اللَّحْن واللُّحَنَةُ الذي يُلحَّنُ والتَّلْحِينُ التَّخْطِئة ولَحَنَ الرجلُ يَلْحَنُ لَحْناً تكلم بلغته ولَحَنَ له يَلْحَنُ لَحْناً قال له قولاً يفهمه عنه ويَخْفى على غيره لأَنه يُميلُه بالتَّوْرية عن الواضح المفهوم ومنه قولهم لَحِنَ الرجلُ فهو لَحِنٌ إِذا فَهمَ وفَطِنَ لما لا يَفْطنُ له غيره ولَحِنَه هو عني بالكسر يَلْحَنُه لَحْناً أَي فَهمَه وقول الطرماح وأَدَّتْ إِليَّ القوْلِ عنهُنَّ زَوْلةٌ تُلاحِنُ أَو ترْنُو لقولِ المُلاحِنِ أَي تَكلَّمُ بمعنى كلام لا يُفْطنُ له ويَخْفى على الناس غيري وأَلْحَنَ في كلامه أَي أَخطأَ وأَلْحَنه القولَ أَفهمه إيِاه فلَحِنَه لَحْناً فهِمَه ولَحَنه عن لَحْناً عن كراع فهِمَه قال ابن سيده وهي قليلة والأَول أَعرف ورجل لَحِنٌ عارفٌ بعواقب الكلام ظريفٌ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِنكم تَخْتصِمُون إِليَّ ولعلَّ بعضَكم أَن يكونَ أَلْحَنَ بحجَّته من بعض أَي أَفْطنَ لها وأَجْدَل فمن قَضَيْتُ له بشيء من حق أَخيه فإِنما أَقطعُ له قِطْعةً من النار قال ابن الأَثير اللَّحْنُ الميل عن جهة الاستقامة يقال لَحَنَ فلانٌ في كلامه إِذا مال عن صحيح المَنْطِق وأَراد أَن بعضكم يكون أَعرفَ بالحجة وأَفْطَنَ لها من غيره واللَّحَنُ بفتح الحاء الفِطْنة قال ابن الأَعراب اللَّحْنُ بالسكون الفِطْنة والخطأُ سواء قال وعامّة أَهل اللغة في هذا على خلافه قالوا الفِطْنة بالفتح والخطأ بالسكون قال ابن الأَعرابي واللَّحَنُ أَيضاً بالتحريك اللغة وقد روي أَن القرآن نزَل بلَحَنِ قريش أَي بلغتهم وفي حديث عمر رضي الله عنه تعلَّمُوا الفرائضَ والسُّنَّةَ واللَّحَن بالتحريك أَي اللغة قال الزمخشري تعلموا الغَريبَ واللَّحَنَ لأَن في ذلك عِلْم غَرِيب القرآن ومَعانيه ومعاني الحديث والسنَّة ومن لم يعْرِفْه لم يعرف أَكثرَ كتاب الله ومعانيه ولم يعرف أَكثر السُّنن وقال أَبو عبيد في قول عمر رضي الله عنه تعلَّمُوا اللَّحْنَ أَي الخطأَ في الكلام لتحترزوا منه وفي حديث معاويه أَنه سأَل عن أَبي زيادٍ فقيل إِنه ظريف على أَنه يَلْحَنُ فقال أَوَليْسَ ذلك أَظرف له ؟ قال القُتَيْبيُّ ذهب معاويةُ إِلى اللَّحَن الذي هو الفِطنة محرَّك الحاء وقال غيره إِنما أَراد اللَّحْنَ ضد الإِعراب وهو يُسْتَمْلَحُ في الكلام إِذا قَلَّ ويُسْتَثْقَلُ الإِعرابُ والتشَدُّقُ ولَحِنَ لَحَناً فَطِنَ لحجته وانتبه لها ولاحَنَ الناس فاطَنَهم وقوله مالك بن أَسماء بن خارجةَ الفَزاريّ وحديثٍ أَلَذُّه هو مما يَنْعَتُ النَّاعِتُون يُوزَنُ وَزْنا مَنْطِقٌ رائِعٌ وتَلْحَنُ أَحْيا ناً وخيرُ الحديثِ ما كانَ لَحْنا يريد أَنها تتكلم بشيء وهي تريد غيره وتُعَرِّضُ في حديثها فتزيلُه عن جهته من فِطنتِها كما قال عز وجل ولَتَعْرِفنَّهُمْ في لَحن القول أَي في فَحْْواهُ ومعناه وقال القَتَّال الكلابيُّ ولقد لَحَنْتُ لكم لِكَيْما تَفْهمُوا ولَحَنْتُ لَحْناً لَحْناً ليس بالمُرْتابِ وكأَنَّ اللَّحْنَ في العربية راجعٌ إِلى هذا لأَنه من العُدول عن الصواب وقال عمر بن عبد العزيز عَجِبْتُ لمن لاحَنَ الناسَ ولاحَنُوه كيفَ لا يعرفُ جَوامعَ الكَلِم أَي فاطَنَهم وفاطَنُوه وجادَلَهم ومنه قيل رجل لَحِنٌ إِذا كان فَطِناً قال لبيد مُتَعوِّذٌ لَحِنٌ يُعِيدُ بكَفِّه قَلَماً على عُسُبٍ ذَبُلْنَ وبانِ وأَما قول عمر رضي الله عنه تعلموا اللَّحْنَ والفرائضَ فهو بتسكين الحاء وهو الخطأُ في الكلام وفي حديث أَبي العالية قال كنتُ أَطُوفُ مع ابن عباسٍ وهو يُعلِّمني لَحْنَ الكلامِ قال أَبو عبيد وإِنما سماه لَحْناً لأَنه إِذا بَصَّره بالصواب فقد بَصَّره اللَّحْنَ قال شمر قال أَبو عدنان سأَلت الكِلابيينَ عن قول عمر تعلموا اللحن في القرآن كما تَعَلَّمُونه فقالوا كُتِبَ هذا عن قوم لس لهم لَغْوٌ كلَغْوِنا قلت ما اللَّغْوُ ؟ فقال الفاسد من الكلام وقال الكلابيُّون اللَّحْنُ اللغةُ فالمعنى في قول عمر تعلموا اللّحْنَ فيه يقول تعلموا كيف لغة العرب فيه الذين نزل القرآنُ بلغتهم قال أَبو عدنان وأَنشدتْني الكَلْبيَّة وقوْمٌ لهم لَحْنٌ سِوَى لَحْنِ قومِنا وشَكلٌ وبيتِ اللهِ لسنا نُشاكِلُهْ قال وقال عُبيد بن أَيوب وللهِ دَرُّ الغُولِ أَيُّ رَفِيقَةٍ لِصاحِبِ قَفْرٍ خائفٍ يتَقَتَّرُ فلما رأَتْ أَن لا أُهَالَ وأَنني شُجاعٌ إِذا هُزَّ الجَبَانُ المُطيَّرُ أَتَتني بلحْنٍ بعد لَحْنٍ وأَوقدَتْ حَوَالَيَّ نِيراناً تَبُوخُ وتَزْهَرُ ورجل لاحِنٌ لا غير إِذا صَرَفَ كلامَه عن جِهَته ولا يقال لَحّانٌ الليث قول الناسِ قد لَحَنَ فلانٌ تأْويلُه قد أَخذ في ناحية عن الصواب أَي عَدَل عن الصواب إِليها وأَنشد قول مالك بن أَسماء مَنْطِقٌ صائِبٌ وتَلْحَنُ أَحْيا ناً وخيرُ الحديثِ ما كانَ لَحْناً قال تأْويله وخير الحديث من مثل هذه الجارية ما كان لا يعرفه كلُّ أَحد إِنما يُعرفُ أَمرها في أَنحاء قولها وقيل معنى قوله وتلحن أَحياناً أَنها تخطئ في الإِعراب وذلك أَنه يُسْتملَحُ من الجواري ذلك إِذا كان خفيفاً ويُستثقل منهن لُزوم حاقِّ الإِعراب وعُرِف ذلك في لَحْن كلامه أَي فيما يميل إِليه الأَزهري اللَّحْنُ ما تَلْحَنُ إِليه بلسانك أَي تميلُ إِليه بقولك ومنه قوله عز وجل ولَتَعْرِفَنَّهُم في لَحْنِ القول أَي نَحْوِ القول دَلَّ بهذا أَن قولَ القائل وفِعْلَه يَدُلاَّنِ على نيته وما في ضميره وقيل في لَحْنِ القول أَي في فَحْواه ومعناه ولَحَن إِليه يَلْحَنُ لَحْناً أَي نَواه ومال إِليه قال ابن بري وغيره للَّحْنِ ستة مَعان الخطأُ في الإِعراب واللغةُ والغِناءُ والفِطْنةُ والتَّعْريضُ والمَعْنى فاللَّحْنُ الذي هو الخطأُ في الإِعراب يقال منه لَحَنَ في كلامه بفتح الحاء يَلْحَنُ لَحْناً فهو لَحَّانٌ ولَحّانة وقد فسر به بيتُ مالك بن أَسماء بن خارجة الفَزَاري كما تقدم واللَّحْنُ الذي هو اللغة كقول عمر رضي الله عنه تعلموا الفرائضَ والسُّنَنَ واللَّحْنَ كما تعلَّمُون القرآنَ يريد اللغة وجاء في رواية تعلموا اللَّحْنَ في القرآن كما تتعلمونه يريد تعلموا لغَةَ العرب بإِعرابها وقال الأَزهري معناه تعلموا لغة العرب في القرآن واعرفُوا معانيه كقوله تعالى ولتَعْرِفَنَّهم في لَحْنِ القول أَي معناه وفَحْواه فقول عمر رضي الله عنه تعلموا اللَّحْن يريد اللغة وكقوله أَيضاً أُبَيٌّ أَقْرَؤُنا وإِنَّا لنَرْغَبُ عن كثير من لَحْنِه أَي من لُغَتِه وكان يَقْرأُ التابُوه ومنه قول أَبي مَيْسَرَة في قوله تعالى فأَرْسَلْنا عليهم سَيْلَ العَرِمِ قال العَرِمُ المُسَنَّاةُ بلَحْنِ اليمن أَي بلغة اليمن ومنه قول أَبي مَهْديٍّ ليس هذا من لَحْني ولا لَحْنِ قومي واللَّحْنُ الذي هو الغِناء وتَرْجيعُ الصوت والتَّطْريبُ شاهدُه قول يزيد ابن النعمان لقد تَرَكَتْ فُؤادَكَ مُسْتَجَنَّا مُطَوَّقَةٌ على فَنَنٍ تَغَنَّى يَمِيلُ بها وتَرْكَبُه بلَحْنٍ إِذا ما عَنَّ للمَحْزُون أَنَّا فلا يَحْزُنْكَ أَيامٌ تَوَلَّى تَذَكّرُها ولا طَيْرٌ أَرَنَّا وقال آخر وهاتِفَينِ بشَجْوٍ بعدما سجَعَتْ وُرْقُ الحَمامِ بترجيعٍ وإِرْنانِ باتا على غُصْنِ بانٍ في ذُرَى فَننٍ يُرَدِّدانِ لُحوناً ذاتَ أَلْوانِ ويقال فلان لا يعرفُ لَحْنَ هذا الشعر أَي لا يعرف كيف يُغَنيه وقد لَحَّنَ في قراءته إِذا طَرَّب بها واللَّحْنُ الذي هو الفِطْنة يقال منه لَحَنْتُ لَحْناً إِذا فَهِمته وفَطِنته فَلَحَنَ هو عني لَحْناً أَي فَهمَ وفَطِنَ وقد حُمِلَ عليه قول مالك بن أَسماء وخير الحديث ما كان لحناً وقد تقدم قاله ابن الأَعرابي وجعله مُضارعَ لَحِنَ بالكسر ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لعَلَّ بعضَكم أَن يكون أَلْحَنَ بحجته أَي أَفْطَنَ لها وأَحسَنَ تصَرُّفاً واللَّحْنُ الذي هو التَّعْريض والإِيماء قال القتَّالُ الكلابي ولقد لَحَنْتُ لكم لِكَيما تَفْهَموا ووَحَيْتُ وَحْياً ليس بالمُرْتابِ ومنه قوله صلى الله عليه وسلم وقد بعث قوماً ليُخْبِرُوه خبَرَ قريش الْحَنُوا لي لَحْناً وهو ما روي أَنه بعث رجلين إِلى بعض الثُّغُور عَيْناً فقال لهما إِذا انصرفتما فالْحَنا لي لَحْناً أَي أَشيرا إِليَّ ولا تُفْصِحا وعَرِّضا بما رأَيتما أَمرهما بذلك لأَنهما ربما أَخبرا عن العَدُوِّ ببأْسٍ وقُوَّة فأَحَبَّ أَن لا يقفَ عليه المسلمون ويقال جعَلَ كذا لَحْناً لحاجته إِذا عَرَّضَ ولم يُُصَرِّح ومنه أَيضاً قول مالك بن أَسماء وقد تقدم شاهداً على أَن اللَّحْنَ الفِطنة والفعل منه لَحَنْتُ له لَحْناً على ما ذكره الجوهر عن أَبي زيد والبيت الذي لمالك مَنطِقٌ صائبٌ وتَلْحَنُ أَحيا ناً وخيرُ الحديثِ ما كان لَحْنا ومعنى صائب قاصد الصواب وإِن لم يُصِبْ وتَلْحَن أَحياناً أَي تُصيب وتَفْطُنُ وقيل تريدُ حديثَها عن جهته وقيل تُعَرِّض في حديثها والمعنى فيه متقاربٌ قال وكأَنَّ اللَّحْن في العربية راجع إِلى هذا لأَنه العُدول عن الصواب قال عثمان ابن جني مَنْطِقٌ صائب أَي تارة تورد القول صائباً مُسَدَّداً وأُخرى تتَحَرَّفُ فيه وتَلْحَنُ أَي تَعْدِلُه عن الجهة الواضحة متعمدة بذلك تلَعُّباً بالقول وهو من قوله ولعل بعضَكم أَن يكون أَلْحَنَ بحجته أَي أَنْهَضَ بها وأَحسَنَ تصَرُّفاً قال فصار تفسير اللَّحْنِ في البيت على ثلاثة أَوجه الفِطنة والفهم وهو قول أَبي زيد وابن الأَعرابي وإِن اختلفا في اللفظ والتعريضُ وهو قول ابن دريد والجوهري والخطأُ في الإِعراب على قول من قال تزيله عن جهته وتعدله عن الجهة الواضحة لأَن اللحن الذي هو الخطأُ في الإِعراب هو العدول عن الصواب واللَّحْن الذي هو المعنى والفَحْوَى كقوله تعالى ولَتَعْرِفنَّهُم في لَحْنِ القول أَي في فَحْواه ومعناه وروى المنذريُّ عن أَبي الهيثم أَنه قال العُنوان واللَّحْنُ واحد وهو العلامة تشير بها إِلى الإِنسان ليَفْطُنَ بها إِلى غيره تقول لَحَنَ لي فلانٌ بلَحْنٍ ففطِنْتُ وأَنشد وتَعْرِفُ في عُنوانِها بعضَ لَحْنِها وفي جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْكي الدَّواهيا قال ويقال للرجل الذي يُعَرِّضُ ولا يُصَرِّحُ قد جعل كذا وكذا لَحْناً لحاجته وعُنواناً وفي الحديث وكان القاسم رجلاً لُحْنَةً يروى بسكون الحاء وفتحها وهو الكثير اللَّحْنِ وقيل هو بالفتح الذي يُلَحِّنُ الناس أَي يُخَطِّئُهم والمعروف في هذا البناء أَنه الذي يَكْثُر منه الفعل كالهُمَزة واللُّمَزة والطُّلَعة والخُدَعة ونحو ذلك وقِدْحٌ لاحِنٌ إِذا لم يكن صافيَ الصوت عند الإِفاضة وكذلك قوس لاحنة إِذا أُنْبِضَتْ وسهمٌ لاحِنٌ عند التَّنْفير إِذا لم يكن حَنَّاناً عند الإِدامةِ على الإِصبع والمُعْرِبُ من جميع ذلك على ضِدِّه ومَلاحِنُ العُودِ ضُروبُ دَسْتاناته يقال هذا لَحْنُ فلانٍ العَوَّاد وهو الوجه الذي يَضْرِبُ به وفي الحديث اقرؤُوا القرآنَ بلُحُونِ العرب وأَصواتها وإِياكم ولُحُونَ أَهل العِشْق اللَّحنُ التطريب وترجيع الصوت وتحسين القراءة والشِّعْرِ والغِناءِ قال ويشبه أَن يكون أَراد هذا الذي يفعله قُرَّاء الزمان من اللُّحون التي يقرؤون بها النظائر في المحافل فإِن اليهود والنصارى يقرؤون كتُبَهم نحْواً من ذلك

لخن
اللَّخَنُ نتْنُ الريح عامّةً وقيل اللَّخَنُ نتْنٌ يكون في أَرْفاغ الإِنسان وأَكثر ما يكون في السُّودان وقد لَخِنَ لَخَناً وهو أَلْخَنُ ولَخِنَ السقاء لَخَناً فهو لَخِنٌ وأَلْخَنُ تغير طعمه ورائحته وكذلك الجلد في الدِّباغ إِذا فسد فلم يصلح قال رؤبة والسَّبُّ تَخْريقُ الأَديمِ الأَلْخَنِ الليث لَخِنَ السقاء بالكسر يَلْخَنُ لَخَناً أَي أَنْتَنَ وفي التهذيب إِذا أُدِيمَ فيه صَبُّ اللَّبَن فلم يغسل وصار فيه تَحْبيبٌ أَبيضُ قِطعٌ صغارٌ مثلُ السِّمْسِمِ وأَكبر منه متغيرُ الريح والطعم ومنه قولهم أَمة لَخْناءُ ولَخِنَ الجوْزُ لَخَناً تغيرت رائحته وفسد واللَّخَنُ قُبْح ريح الفرج وامرأَة لَخْناء ويقال اللَّخْناء التي لم تُخْتَنْ وفي حديث ابن عمر يا ابن اللَّخْناء هي التي لم تُخْنَن وقيل اللَّخَنُ النَّتْنُ والأَلْخَنُ الذي لم يُخْتن وقيل هو الذي يُرَى في قُلفَته قبل الخِتان بياضٌ عند انقلاب الجِلدة واللَّخْنُ البياضُ الذي
( * قوله « البياض الذي إلخ » وكذلك البياض الذي على قلفة الصبي قبل الختان كما في التهذيب ) على جُرْدان الحمار وهو الحَلَقُ أَبو عمرو اللَّخَنُ القبيح من الكلام

لدن
اللَّدْنُ اللّيِّنُ من كل شيء من عُودٍ أَو حبل أَو خُلُقٍ والأُنثى لَدْنة والجمع لِدانٌ ولُدْن وقد لَدُنَ لَدانةً ولُدُونةً ولَدَّنه هو لَيَّنه وقناة لَدْنة ليِّنة المهَزَّةِ ورمح لَدْنٌ ورِماحٌ لُدْنٌ بالضم وامرأَة لَدْنة ريّا الشّبابِ ناعمةٌ وكلُّ رَطْبٍ مأْدٍ لَدْنٌ وتَلدَّنَ في الأَمر تَلبَّثَ وتمكَّثَ ولدَّنه هو وفي الحديث أَن رجلاً من الأَنصار أَناخَ ناضِحاً فركبه ثم بعثه فتَلَدَّنَ عليه بعضَ التَّلدُّن فقال شَأْ لعَنك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تَصْحبْنا بملعون التَّلدُّن التَّمكُّثُ معنى قوله تَلدَّنَ أَي تَلَكَّأَ وتمكَّثَ وتَلبَّثَ ولم يَثُرْ ولم يَنبَعِث يقال تَلدَّنَ عليه إِذا تَلكَّأَ عليه قال أَبو عمرو تَلدَّنْتُ تَلدُّناً وتَلبَّثْتُ تَلبُّثاً وتمكَّثْتُ وفي حديث عائشة فأَرسلَ إِليَّ ناقةً مُحَرَّمةً فتَلدَّنتْ عليَّ فلعنتها ولَدُنْ ولُدْنٌ ولَدْنٌ ولَدِنٌ ولَدُ محذوفة منها ولَدَى مُحَوَّلة كله ظرف زماني ومكاني معناه عند قال سيبويه لَدُنْ جُزمَتْ ولم تجعل كعِنْدَ لأَنها لم تَمَكَّنْ في الكلام تَمَكُّنَ عند واعْتَقَبَ النونُ وحرفُ العلة على هذه اللفظة لاماً كما اعتقبَ الهاءُ والواو في سنَةٍ لاماً وكما اعتقبت في عِضاهٍ قال أَبو إِسحق لَدُنْ لا تَمَكَّنُ تَمَكُّنَ عند لأَنك تقول هذا القول عندي صوابٌ ولا تقول هو لَدُني صواب وتقول عندي مال عظيم والمال غائب عنك ولَدُنْ لما يليك لا غير قال أَبو علي نظير لَدُنْ ولَدَى ولَدُ في استعمال اللام تارة نوناً وتارة حرف علة وتارة محذوفة دَدَنْ ودَدَى ودَدٌ وهو مذكور في موضعه ووقع في تذكرة أَبي علي لَدَى في معنى هل عن المفضَّل وأَنشد لَدَى من شبابٍ يُشْترَى بمَشِيبِ ؟ وكيف شَبابُ المرْء بعدَ دَبيبِ ؟ وقوله تعالى قد بَلَغْتَ من لَدُنِّي عُذْراً قال الزجاج وقرئ من لَدُني بتخفيف النون ويجوز من لَدْني بتسكين الدال وأَجودها بتشديد النون لأَن أَصل لَدُنْ الإِسكانُ فإِذا أَضفتها إِلى نفسك زِدْتَ نوناً ليَسْلَم سكونُ النونِ الأُولى تقول من لَدُنْ زيد فتسكن النون ثم تضيف إِلى نفسك فتقول لَدْني كما تقول عن زيد وعني ومن حذف النونَ فلأَنَّ لَدُنْ اسم غير متمكن والدليل على أَن الأَسماء يجوز فيها حذف النون قولهم قَدْني في معنى حَسْبي ويجوز قَدِي بحذف النون لأَن قد اسم غير متمكن قال الشاعر قَدْنَي من نصْرِ الخُبَيْبَينِ قَدِي فجاء باللغتين قال وأَما إِسكان دال لَدُنٍ فهو كقولهم في عَضُدٍ عَضْد فيحذفون الضمة وحكى أَبو عمرو عن أَحمد بن يحيى والمبرّد أَنهما قالا العرب تقول لَدُنْ غُدْوَةٌ ولَدُنْ غُدْوَةً ولَدُنْ غُدْوَةٍ فمن رفع أَراد لَدُنْ كانت غُدْوةٌ ومن نصب أَراد لَدُنْ كان الوقتُ غُدْوةً ومن خفض أَراد من عِنْد غُدْوةِ وقال ابنُ كيسانَ لَدُنْ حرف يَخْفِضُ وربما نُصِبَ بها قال وحكى البصريون أَنها تنصب غُدْوة خاصّةً من بين الكلام وأَنشدوا ما زالَ مُهْري مَزْجَرَ الكلبِ منهمُ لَدُنْ غُدْوَةً حتى دَنَتْ لغُروبِ وأَجاز الفراء في غُدْوةٍ الرفع والنصب والخفض قال ابن كيسانَ من خفض بها أَجراها مُجْرَى من وعن ومن رفع أَجراها مُجْرى مذ ومن نصب جعلها وقتاً وجعل ما بعدها ترجمة عنها وإِن شئت أَضمرت كان كما قال مُذْ لَدُ شَوْلاً وإِلى إِتْلائِها أَراد أَن كانت شَوْلاً وقال الليث لَدُنْ في معنى من عند تقول وقف الناسُ له من لَدُنْ كذا إِلى المسجد ونحو ذلك إِذا اتصل ما بين الشيئين وكذلك في الزمان من لَدُنْ طلوع الشمس إِلى غروبها أَي من حين وفي حديث الصَّدَقة عليهما جُنَّتانِ من حديد من لَدُنْ ثُدِيِّهما إِلى ترَاقيهما لَدُنْ ظرف مكان بمعنى عند إِلا أَنه أَقرب مكاناً من عند وأَخصُّ منه فإِن عند تقع على المكان وغيره تقول لي عند فلانٍ مال أَي في ذمته ولا يقال ذلك في لَدُنْ أَبو زيد عن الكلابيين أَجمعين هذا من لَدُنِهِ ضموا الدال وفتحوا اللام وكسروا النون الجوهري لَدُنْ الموضع الذي هو الغاية وهو ظرف غير متمكن بمنزلة عند وقد أَدخلوا عليها من وحدها من حروف الجرّ قال تعالى من لَدُنَّا وجاءت مضافة تخفض ما بعدها وأَنشد في لَدُ لغَيْلانَ بن حُرَيث يَسْتَوْعِبُ النَّوْعينِ من خَريرِه من لَدُ لَحْيَيْه إِلى مُنْخُورِه قال ابن بري وأَنشده سيبويه إِلى مَنْخُوره أَي مَنْخَره قال قال وقد حمل حذف النون بعضهم إِلى أَن قال لَدُنْ غُدْوَةً فنصب غدوة بالتنوين قال ذو الرمة لَدُنْ غُدْوَةً حتى إِذا امتَدَّتِ الضُّحَى وحَثَّ القَطِينَ الشَّحْشحانُ المُكَلَّفُ لأَنه توهم أَن هذه النون زائدة تقوم مقام التنوين فنصب كما تقول ضارِبٌ زيداً قال ولم يُعْمِلوا لَدُنْ إِلا في غُدْوة خاصة قال ابن بري ذكر أَبو علي في لَدُنْ بالنون أَربع لغات لَدُنْ ولَدْنٌ بإِسكان الدال حذف الضمة منها كحذفها من عَضُد ولُدْنُ بإِلقاء ضمة الدال على اللام ولَدَنْ بحذف الضمة من الدال فلما التقى ساكنان فتحت الدال لالتقاء الساكنين ولم يذكر أَبوعلي تحريك النون بكسر ولا فتح فيمن أَسكن الدال قال وينبغي أَن تكون مكسورة قال وكذا حكاها الحَوْفيُّ لَدْنِ ولم يذكر لُدْن التي حكاها أَبوعلي والقياس يوجب أَن تكون لَدْنِ ولَدْنِ على حدِّ لم يَلْدَهُ أَبوان وحكى ابن خالويه في البديع وهَبْ لنا من لدُنك بضم الدال قال ابن بري ويقال لي إِليه لُدُنَّةٌ أَي حاجة والله أَعلم

لذن
اللاَّذَنُ واللاَّذَنةُ من العُلُوك وقيل هو دواء بالفارسية وقيل هو نَدىً يسقُط على الغنم في بعض جزائر البحر

لزن
لَزَنَ القومُ يَلْزُنُونَ لَزْناً ولَزَناً ولَزِنوا وتَلازَنوا تزاحموا الليث اللَّزَنُ بالتحريك اجتماع القوم على البئر للاستقاء حتى ضاقت بهم وعجزت عنهم قال الجوهري وكذلك في كل أَمر ويقال ماء مَلْزُون وأَنشد في مَشْرَبٍ لا كَدِرٍ ولا لَزِنْ وأَنشد غيره ومَعاذِراً كَذِباً ووَجْهاً باسِراً وتَشَكِّياً عَضَّ الزمانِ الأَلْزَنِ ومَشْرَبٌ لَزِنٌ ولَزْنٌ ومَلْزُون مُزْدَحَمٌ عليه عن ابن الأَعرابي واللَّزْنُ الشدَّة وعَيْشٌ لَزْنٌ أَي ضيق وليلة لَزْنة ولِزْنة ضيَِّقة من جوع كان أَو بَرْدٍ أَو خوف عن ابن الأَعرابي أَيضاً وروي بيت الأَعشى ويُقْبِلُ ذو البَثِّ والرَّاغِبو نَ في لَيْلةٍ هي إِحْدَى اللَّزَنْ وأَنشده اللَّزَنْ بفتح اللام والمعروف في شعره اللَّزَن بكسر اللام فكأَنه أَراد هي إِحدى ليالي اللِّزَن وأَصابهم لَزْنٌ من العيش أَي ضيق واللَّزْنُ جمع لَزْنة وهي السنة الشديدة ابن سيده اللِّزْنة السنة الشديدة الضيقة واللَّزْنَة الشِّدَّة والضيق وجمعها لِزَنٌ قال ومما يدل على صحة ذلك إِضافة إِحدى إِليها وإِحدى لا تضاف إِلى مفرد ونظير لَزْنة ولِزَنٍ حَلْقَة وحِلَقٌ وفَلْكَة وفِلَكٌ وقد قيل في الواحد لِزْنة بالكسر أَيضاً وهي الشِّدَّة فأَما إِذا وصفت بها فقلت ليلة لَزْنة فبالفتح لا غير وتقول العرب في الدعاء على الإنسان ما لَه سُقِيَ في لَزْنٍ ضاحٍ أَي في ضيق مع حَرِّ الشمس لأَن الضّاحِيَ من الأَرض البارِزُ الذي ليس يستره شيء عن الشمس وماء لَزْنٌ ضَيِّق لا يُنال إِلا بعد مَشَقَّة

لسن
اللِّسانُ جارحة الكلام وقد يُكْنَى بها عن الكلمة فيؤنث حينئذ قال أَعشى باهلة إِنِّي أَتَتْني لسانٌ لا أُسَرُّ بها من عَلْوَ لا عَجَبٌ منها ولا سَخَرُ قال ابن بري اللِّسان هنا الرِّسالة والمقالة ومثله أَتَتْني لسانُ بني عامِرٍ أَحاديثُها بَعْد قوْلٍ نُكُرْ قال وقد يُذَكَّر على معنى الكلام قال الحطيئة نَدِمْتُ على لسانٍ فاتَ مِنِّي فلَيْتَ بأَنه في جَوْفِ عَكْمِ وشاهد أَلْسِنَةٍ الجمع فيمن ذَكَّرَ قوله تعالى واختِلافُ أَلسِنَتِكم وأَلوانكم وشاهدُ أَلْسُنٍ الجمع فيمن أَنث قول العجاج أَو تَلْحَجُ الأَلْسُنُ فينا مَلْحَجا ابن سيده واللِّسانُ المِقْوَلُ يذكر ويؤنث والجمع أَلْسِنة فيمن ذكر مثل حِمار وأَحْمرة وأَلْسُن فيمن أَنث مثل ذراع وأَذْرُع لأَن ذلك قياس ما جاء على فِعالٍ من المذكر والمؤنث وإِن أَردت باللسان اللغة أَنثت يقال فلان يتكلم بلِسانِ قومه قال اللحياني اللسان في الكلام يذكر ويؤنث يقال إِن لسانَ الناس عليك لَحَسنة وحَسَنٌ أَي ثناؤُهم قال ابن سيده هذا نص قوله واللسان الثناء وقوله عز وجل واجْعَلْ لي لسانَ صِدْقٍ في الآخرين معناه اجعل لي ثَناءً حَسناً باقياً إِلى آخر الدهر وقال كثير نَمَتْ لأَبي بكرٍ لسانٌ تتابعتْ بعارفةٍ منه فخَضَّتْ وعَمَّتِ وقال قَسَاس الكِنْدِيُّ أَلا أَبْلغْ لَدَيْكَ أَبا هُنَيٍّ أَلا تَنْهَى لسانَك عن رَداها فأَنثها ويقولون إِن شَفَةَ الناس عليك لَحسَنة وقوله عز وجل وما أَرسلنا من رسول إِلا بلسانِ قومه أَي بلغة قومه ومنه قول الشاعر أَتَتْني لسانُ بني عامِرٍ وقد تقدَّم ذهب بها إِلى الكلمة فأَنثها وقال أَعشى باهلة إِنِّي أَتاني لسانٌ لا أُسَرُّ به ذهب إِلى الخبر فذكره ابن سيده واللسان اللغة مؤنثة لا غير واللِّسْنُ بكسر اللام اللُّغة واللِّسانُ الرسالة وحكى أَبو عمرو لكل قوم لِسْنٌ أَي لُغَة يتكلمون بها ويقال رجل لَسِنٌ بَيِّنُ اللَّسَن إِذا كان ذا بيان وفصاحة والإِلْسان إِبلاغ الرسالة وأَلْسَنَه ما يقول أَي أَبلغه وأَلْسَنَ عنه بَلَّغ ويقال أَلْسِنِّي فلاناً وأَلْسِنْ لي فلاناً كذا وكذا أَي أَبْلغْ لي وكذلك أَلِكْني إِلى فلان أَي أَلِكْ لي وقال عديُّ بن زيد بل أَلسِنوا لي سَراةَ العَمّ أَنكمُ لسْتُمْ من المُلْكِ والأَبدال أَغْمار أَي أَبْلِغوا لي وعني واللِّسْنُ الكلام واللُّغة ولاسَنه ناطَقه ولَسَنه يَلْسُنه لَسْناً كان أَجودَ لساناً منه ولَسَنه لَسْناً أَخذه بلسانه قال طرفة وإِذا تَلْسُنُني أَلْسُنُها إِنني لستُ بموْهُونٍ فَقِرْ ولَسَنه أَيضاً كلمه وفي حديث عمر رضي الله عنه وذكَر امرأَةً فقال إِن دخلت عليك
( * قوله « ان دخلت عليك إلخ » هكذا في الأصل والذي في النهاية إن دخلت عليها لسنتك وفي هامشها وان غبت عنها لم تأمنها )
لَسَنتْكَ أَي أَخذَتكَ بلسانها يصفها بالسَّلاطة وكثرة الكلام والبَذَاءِ واللَّسَنُ بالتحريك الفصاحة وقد لَسِنَ بالكسر فهو لَسِنٌ وأَلسَنُ وقوم لُسْنٌ واللَّسنُ جَوْدَة اللسان وسَلاطَتُه لَسِنَ لسَناً فهو لَسِنٌ وقوله عز وجل وهذا كتابٌ مُصَدِّقٌ لساناً عربيّاً أَي مُصَدِّقٌ للتوراة وعربيّاً منصوب على الحال المعنى مُصَدِّقٌ عربيّاً وذكَرَ لساناً توكيداً كما تقول جاءني زيد رجلاً صالحاً ويجوز أَن يكون لساناً مفعولاً بمصدق المعنى مصدّق النبي صلى الله عليه وسلم أَي مصدق ذا لسان عربي واللَّسِنُ والمُلَسَّنُ ما جُعِلَ طَرَفُه كطرف اللسان ولَسَّنَ النعلَ خَرَط صدرَها ودَقَّقها من أَعلاها ونعل مُلسَّنة إِذا جُعلَ طَرفُ مُقَدَّمها كطرف اللسان غيره والمُلسَّنُ من النِّعال الذي فيه طُول ولَطافة على هيئة اللسان قال كثير لهم أُزُرٌ حُمْرُ الحواشي يَطَوْنَها بأَقدامِهم في الحَضرَميِّ المِلسَّنِ وكذلك امرأَة مُلسَّنةُ القَدَمين وفي الحديث إِن نعله كانت مُلسَّنة أَي كانت دقيقة على شكل اللسان وقيل هي التي جُعلَ لها لسانٌ ولسانُها الهَنَةُ الناتئة في مُقَدَّمها ولسانُ القوم المتكلم عنهم وقوله في الحديث لصاحب الحقِّ اليَدُ واللسانُ اليَدُ اللُّزوم واللسانُ التَّقاضي ولسانُ الميزان عَذَبَتُه أَنشد ثعلب ولقد رأَيتُ لسانَ أَعْدلِ حاكمٍ يُقْضَى الصَّوابُ به ولا يتَكَلَّمُ يعني بأَعدلِ حاكم الميزان ولسانُ النار ما يتشَكلُ منها على شكل اللسان وأَلسَنه فَصيلاً أَعاره إِياه ليُلْقيه على ناقته فتَدِرَّ عليه فإِذا دَرَّتْ حلبها فكأَنه أَعاره لسانَ فَصيله وتَلسَّنَ الفَصيلَ فعَلَ به ذلك حكاه ثعلب وأَنشد ابن أَحمر يصف بَكْراً صغيراً أَعطاه بعضهم في حَمالة فلم يَرْضَه تَلسَّنَ أَهْلُهُ رُبَعاً عليه رِماثاً تحتَ مِقْلاةٍ نَيُوبِ
( * قوله « ربعاً » كذا في الأصل والمحكم والذي في التكملة عاماً قال والرماث جمع رمثة بالضم وهي البقية تبقى في الضرع من اللبن )
قال ابن سيده قال يعقوب هذا معنى غريب قلَّ من يعرفه ابن الأَعرابي الخَلِيَّةُ من الإِبل يقال لها المُتلسِّنة قال والخَلِيَّة أَن تَلِدَ الناقةُ فيُنْحَرَ ولدُها عَمْداً ليدوم لبنها وتُسْتَدَرَّ بحُوَارِ غيرها فإِذا أَدَرَّها الحُوارُ نَحَّوْه عنها واحْتَلبوها وربما خَلَّوْا ثلاثَ خَلايا أَو أَربعاً على حُوارٍ واحد وهو التَّلسُّن ويقال لَسَنتُ اللّيفَ إِذا مَشَنتَه ثم جعلته فتائلَ مُهَيَّأَةً للفَتْل ويسمى ذلك التَّلسِينَ ابن سيده والمَلْْسُونُ الكذاب قال الأَزهري لا أَعرفه وتَلسَّنَ عليه كذَبَ ورجل مَلسون حُلْوُ اللسانِ بعيدُ الفِعال ولسانُ الحمَل ولسانُ الثَّوْر نبات سمي بذلك تشبيهاً باللسان واللُّسَّانُ عُشْبة من الجَنْبةِ لها ورق متفَرِّشٌ أَخشنُ كأَنه المساحي كخُشونة لسانِ الثور يَسْمُو من وسطها قضيبٌ كالذراع طُولاً في رأْسه نَوْرة كَحْلاءُ وهي دواء من أَوجاع اللسانِ أَلسِنةِ الناس وأَلسِنة الإِبل والمِلْسَنُ حجرٌ يجعلونه في أَعلى بابِ بيتٍ يَبْنونه من حجارة ويجعلون لُحْمَةَ السَّبُع في مُؤخَّره فإِذا دخل السبع فتناول اللُّحمة سقط الحجر على الباب فسَدَّه

لطن
اللاَّطُونُ الأَصْفَرُ من الصُّفْر

لعن
أَبيتَ اللَّعْنَ كلمةٌ كانت العرب تُحَيِّي بها مُلوكها في الجاهلية تقول للملِك أَبَيْتَ اللَّعْنَ معناه أَبيْتَ أَيُّها الملِك أَن تأْتي ما تُلْعَنُ عليه واللَّعْنُ الإِبْعادُ والطَّرْد من الخير وقيل الطَّرْد والإِبعادُ من الله ومن الخَلْق السَّبُّ والدُّعاء واللَّعْنةُ الاسم والجمع لِعانٌ ولَعَناتٌ ولَعَنه يَلْعَنه لَعْناً طَرَدَه وأَبعده ورجل لَعِينٌ ومَلْعُونٌ والجمع مَلاعِين عن سيبويه قال إِنما أَذكُرُ
( * قوله « قال إنما اذكر إلخ » القائل هو ابن سيده وعبارته عن سيبويه قال ابن سيده إنما إلخ ) مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن يُجْمَع بالواو والنون في المذكر وبالأَلف والتاء في المؤنث لكنهم كَسَّرُوه تشبيهاً بما جاء من الأَسماء على هذا الوزن وقوله تعالى بل لعَنَهم الله بكُفرهم أَي أَبعَدهم وقوله تعالى ويَلْعَنُهم اللاَّعِنُون قال ابن عباس اللاَّعِنُونَ كلُّ شيء في الأَرض إِلا الثَّقَلَيْن ويروى عن ابن مسعود أَنه قال اللاَّعِنون الاثنان إِذا تَلاعَنَا لَحِقَتِ اللعْنة بمُسْتَحِقها منهما فإِن لم يَسْتَحقها واحدٌ رَجَعت على اليهود وقيل اللاَّعِنُون كلُّ من آمن بالله من الإِنس والجن والملائكة واللِّعَانُ والمُلاعَنة اللَّعْنُ بين اثنين فصاعداً واللُّعَنة الكثير اللَّعْن للناس واللُّعْنة الذي لا يزال يُلْعَنُ لشَرارته والأَوّل فاعل وهو اللُّعَنة والثاني مفعول وهو اللُّعْنة وجمعه اللُّعَن قال والضَّيْفَ أَكْرِمْه فإِنَّ مَبِيتَه حَقٌّ ولا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ ويطرد عليهما باب وحكى اللحياني لا تَكُ لُعْنةً على أَهل بيتك أَي لا يُسَبَّنَّ أَهل بيتك بسببك وامرأَة لَعِين بغير هاء فإِذا لم تذكر الموصوفة فبالهاء واللَّعِين الذي يَلْعَنه كل أَحد قال الأَزهري اللَّعِينُ المَشْتُوم المُسَبَّبُ واللَّعِينُ المَطْرود قال الشماخ ذَعَرْتُ به القَطَا ونَفَيْتُ عنه مَقامَ الذئبِ كالرَّجُلِ اللَّعينِ أَراد مقام الذئب اللَّعِين الطَّرِيد كالرجل ويقال أَراد مقام الذي هو كالرجل اللعين وهو المَنْفِيّ والرجل اللعين لا يزال مُنْتَبِذاً عن الناس شبَّه الذئبَ به وكلُّ من لعنه الله فقد أَبعده عن رحمته واستحق العذابَ فصار هالكاً واللَّعْنُ التعذيب ومن أَبعده الله لم تلحقه رحمته وخُلِّدَ في العذاب واللعينُ الشيطان صفة غالبة لأَنه طرد من السماء وقيل لأَنه أُبْعِدَ من رحمة الله واللَّعْنَة الدعاء عليه وحكى اللحياني أَصابته لَعْنَةٌ من السماء ولُعْنَةٌ والْتَعَنَ الرجلُ أَنصف في الدعاء على نفسه ورجل مُلَعَّنٌ إِذا كان يُلْعَنُ كثيراً قال الليث المُلَعَّنُ المُعَذَّبُ وبيت زهير يدل على غير ما قال الليث ومُرَهَّقُ الضِّيفانِ يُحْمَدُ في ال لأْواءٍ غيرُ مَلَعَّن القِدْرِ أَراد أَن قدره لا تُلْعن لأَنه يكثر لحمها وشحمها وتَلاعَنَ القومُ لَعَنَ بعضهم بعضاً ولاعَنَ امرأَته في الحُكم مُلاعنة ولِعاناً ولاعَنَ الحاكمُ بينهما لِعاناً حكم والمُلاعَنَة بين الزوجين إِذا قَذَفَ الرجلُ امرأَته أَو رماها برجل أَنه زنى بها فالإمام يُلاعِنُ بينهما ويبدأُ بالرجل ويَقِفُه حتى يقول أَشهد بالله أَنها زنت بفلان وإِنه لصادق فيما رماها به فإِذا قال ذلك أَربع مرات قال في الخامسة وعليه لعنة الله إِن كان من الكاذبين فيما رماها به ثم تُقامُ المرأَة فتقول أَيضاً أَربع مرات أَشهد بالله أَنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا ثم تقول في الخامسة وعليَّ غَضَبُ الله إِن كان من الصادقين فإِذا فرغت من ذلك بانت منه ولم تحل له أَبداً وإِن كانت حاملاً فجاءت بولد فهو ولدها ولا يلحق بالزوج لأَن السُّنَّة نَفته عنه سمي ذلك كله لِعاناً لقول الزوج عليه لَعْنة الله إِن كان من الكاذبين وقول المرأَة عليها غضب الله إِن كان من الصادقين وجائز أَن يقال للزوجين إِذا فعلا ذلك قد تَلاعنا ولاعَنا والْتَعنا وجائز أَن يقال للزوج قد الْتَعَنَ ولم تَلْتَعِنِ المرأَةُ وقد الْتَعَنتْ هي ولم يَلْتَعِنِ الزوجُ وفي الحديث فالْتَعَنَ هو افتعل من اللَّعْن أَي لَعَنَ نفسه والتَّلاعُنُ كالتَّشاتُم في اللفظ غير أَن التشاتم يستعمل في وقوع فعل كل واحد منهما بصاحبه والتَّلاعُن ربما استعمل في فعل أَحدهما والتَّلاعُن أَن يقع فعل كل واحد منهما بنفسه واللَّعْنَة في القرآن العذابُ ولَعَنه الله يَلْعَنه لَعْناً عذبه وقوله تعالى والشجرةَ المَلْعونة في القرآن قال ثعلب يعني شجرة الزَّقُّوم قيل أَراد المَلْعُون آكلُها واللَّعِينُ المَمْسُوخ وقال الفراء اللَّعْنُ المَسْخُ أَيضاً قال الله عز وجل أَو نَلْعَنَهم كما لَعَنَّا أَصحاب السَّبْت أَي نَمْسَخَهم قال واللَّعينُ المُخْزَى المُهْلَك قال الأَزهري وسمعت العرب تقول فلان يَتلاعَنُ علينا إِذا كان يتَماجَنُ ولا يَرْتَدِعُ عن سَوْءٍ ويفعل ما يستحِقّ به اللَّعْنَ والمُلاعَنة واللِّعانُ المُباهَلَةُ والمَلاعِنُ مواضع التَّبَرُّز وقضاء الحاجة والمَلْعَنة قارعة الطريق ومَنْزِل الناس وفي الحديث اتَّقُوا المَلاعِنَ وأَعِدُّوا النَّبْلَ المَلاعِنُ جَوَادُّ الطريق وظِلالُ الشجر ينزِلُها الناسُ نَهَى أَن يُتَغوَّطَ تحتها فتتَأَذَّى السّابلة بأَقذارها ويَلْعَنُون من جَلَسَ للغائط عليها قال ابن الأَثير وفي الحديث اتَّقُوا المَلاعِنَ الثلاثَ قال هي جمع مَلْعَنة وهي الفَعْلة التي يُلْعَنُ بها فاعلها كأَنها مَظِنَّة للَّعْنِ ومحلٌّ له وهو أَن يتَغوَّط الإِنسان على قارعة الطريق أَو ظل الشجرة أَو جانب النهر فإِذا مر بها الناس لعنوا فاعله وفي الحديث اتقوا اللاَّعِنَيْن أَي الأَمرين الجالبين اللَّعْنَ الباعِثَيْن للناسِ عليه فإِنه سبب لِلَعْنِ من فعله في هذه المواضع وليس ذا في كل ظلٍّ وإِنما هو الظل الذي يستظل به الناس ويتخذونه مَقِيلاً ومُناخاً واللاعِن اسم فاعل من لَعَنَ فسميت هذه الأَماكنُ لاعِنةً لأَنها سبب اللَّعْن وفي الحديث ثلاثٌ لَعِيناتٌ اللَّعِينة اسم المَلْعون كالرَّهِينة في المَرْهُون أَو هي بمعنى اللَّعْن كالشَّتِيمةِ من الشَّتْم ولا بُدَّ على هذا الثاني من تقدير مضاف محذوف ومنه حديثُ المرأَة التي لَعَنَتْ ناقَتها في السفر فقال ضَعُوا عنها فإِنها مَلْعُونة قيل إِنما فعل ذلك لأَنه استجيب دعاؤُها فيها وقيل فعَلهُ عُقوبةً لصاحبتها لئلا تعود إِلى مثلها وليعتبر بها غيرها واللَّعِينُ ما يُتخذ في المزارع كهيئة الرجل أَو الخيال تُذْعَرُ به السباعُ والطيور قال الجوهري والرجل اللَّعِينُ شيء يُنْصَبُ وسَطَ الزرع تُسْتَطْرَدُ به الوحوش وأَنشد بيت الشماخ كالرجل اللَّعِين قال شمر أَقْرَأَنا ابنُ الأَعرابي لعنترة هل تُبْلِغَنِّي دارَها شَدَنِيَّةٌ لُعِنَتْ بمحرومِ الشَّرابِ مُصرَّمِ وفسره فقال سُبَّتْ بذلك فقيل أَخزاها الله فما لها دَرٌّ ولا بها لبن قال ورواه أَبو عدنان عن الأَصمعي لُعِنَتْ لمحروم الشراب وقال يريد بقوله لمحروم الشراب أَي قُذِفَت بضرع لا لبن فيه مُصَرَّم واللَّعِينُ المِنْقَرِيّ
( * قوله « واللعين المنقري إلخ » اسمه منازل بضم الميم وكسر الزاي ابن زمعة محركاً وكنيته أبو الا كيدر اه تكملة ) من فُرسانهم وشُعرائهم

لغن
اللُّغْنُ الوَتَرة التي عند باطن الأُذن إِذا اسْتَقاءَ الإِنسانُ تَمَدَّدَتْ وقيل هي ناحية من اللَّهاةِ مُشْرِفَة على الحَلْق والجمع أَلغانٌ وهو اللُّغْنُون أَبو عبيد النَّغانِغ لَحمات تكون عند اللَّهَوات واحدها نُغْنُغ وهي اللَّغانينُ واحدها لُغْنُون واللَّغانِين لحم بين النُّكْفَتين واللسانِ من باطن ويقال لها من ظاهرٍ لَغادِيدُ ووَدَجٌ ولُغْنُونٌ ويقال جِئتَ بلُغْنِ غيرك إِذا أَنكَرتَ ما تَكلَّمَ به من اللغة وفي بعض الأَخبار إِنك لتتَكَلَّمُ بلُغْنِ ضالٍّ مُضِلٍّ وفي الحديث ( ) ( قوله « وفي الحديث إلخ » عبارة التكملة وفي الاحاديث التي لا طرق لها ان إلخ اه ولغن ضال فيها بالإضافة لكن في نسختين من النهاية تنوين لغن ) أَن رجلاً قال لفلان إِنك لتُفْتي بلُغْنِ ضالٍّ مُضِلٍّ اللُّغْنُ ما تعَلَّقَ من لحم اللَّحْيَيْن وجمعه لَغانينُ كلُغْدٍ ولَغاديد وأَرض مُلْغَانَّة والْغِينانُها كثرة كَلَئِها واللُّغْنُون أَيضاً الخَيْشُوم عن ابن الأَعرابي والغانَّ النَّبتُ طال والتَفَّ فهو مُلْغانٌّ ولَغَنَّ لغة في لَعَلَّ وبعض بني تميم يقول لَغَنَّكَ بمعنى لَعَلَّك قال الفرزدق قِفَا يا صاحِبَيَّ بنا لَغَنَّا نرَى العَرَصاتِ أَو أَثرَ الخِيامِ
( * قوله « قفا يا صاحبي إلخ » مثله في الصحاح قال الصاغاني الرواية ألستم عائدين بنا لغنا وزاد اللغن بفتح فسكون شرّة الشباب )
واللُّغْنُونُ لغة في اللُّغْدُودِ والجمع اللَّغانين

لغثن
التهذيب عن ابن الأَعرابي اللَّغاثينُ الخَياشِيمُ واحدها لُغْثون قال هكذا سمعناه

لقن
اللَّقْنُ مصدر لَقِنَ الشيءَ يَلْقَنُه لَقْناً وكذلك الكلامَ وتَلَقَّنه فَهِمه ولَقَّنَه إِياه فَهَّمه وتَلَقَّنته أَخذته لَقانِيَةً وقد لَقَّنَني فلانٌ كلاماً تَلْقِيناً أَي فهَّمَني منه ما لم أَفْهَم والتَّلْقِين كالتَّفْهِيم وغلامٌ لَقِنٌ سريعُ الفهم وفي حديث الهجرة ويَبيتُ عندهما عبدُ الله بن أَبي بكر وهو شابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ أَي فَهِمٌ حسَنُ التَّلْقِين لما يسْمَعه وفي حديث الأُخْدُود انظروا لي غلاماً فَطِناً لَقِناً وفي حديث علي رضوان الله عليه إِنَّ ههنا عِلْماً وأَشار إِلى صدره لو أَصَبْتُ له حَمَلَةً بَلَى أُصِيبُ لَقِناً غير مأْمون أَي فَهِماً غيرَ ثقة وفي المحكم بَلى أَجد لَقِناً غير مأْمون يستعمل آلةَ الدِّينِ في طَلَبِ الدنيا والاسم اللَّقانَةُ واللَّقانِيَة اللحياني اللَّقانة واللَّقانية واللَّحَانة واللَّحانية والتَّبانة والتَّبانيَة والطَّبانة والطبَّانية معنى هذه الحروف واحد واللَّقَنُ إِعرابُ لَكَنٍ شِبْه طَسْتٍ من صُفْر ومَلْقَنٌ موضع

لكن
اللُّكْنَة عُجْمة في اللسان وعِيٌّ يقال رجل أَلْكَنُ بيِّنُ اللَّكَن ابن سيده الأَلْكَنُ الذي لا يُقِيمُ العربية من عجمة في لسانه لَكِنَ لَكَناً ولُكْنَة ولُكُونة ويقال به لُكْنة شديدة ولُكُونةٌ ولُكْنُونة ولُكانٌ اسم موضع قال زهير ولا لُكانٌ إِلى وادي الغِمارِ ولا شَرْقيُّ سَلمى ولا فيْدٌ ولا رِهَمُ
( * قوله « إلى وادي الغمار » كذا بالأصل ونسخة من المحكم والذي في ياقوت ولا وادي الغمار وقوله « ولا رهم » الذي في ياقوت ولا رمم وضبطه كعنب وسبب اسم موضع ولم نجد رهم بالهاء اسم موضع )
قال ابن سيده كذا رواه ثعلب وخطَّأَ من روى فالآلُكانُ قال وكذلك رواية الطُّوسيِّ أَيضاً المُبرّد الُّكْنَةُ أَن تَعْترِضَ على كلام المتكلم اللغةُ الأَعجمية يقال فلان يَرْتَضِخُ لُكْنَةً روميةً أَو حبشية أَو سِنْدِية أَو ما كانت من لغات العجم الفراء للعرب في لَكِنَّ لغتان بتشديد النون مفتوحة وإسكانها خفيفة فمن شدَّدها نصب بها الأَسماء ولم يَلِها فَعَل ولا يَفْعَلُ ومن خفف نونها وأَسكنها لم يعملها في شيء اسم ولا فعل وكان الذي يعمل في الاسم الذي بعدها ما معه مما ينصبه أَو يرفعه أَو يخفضه من ذلك قول الله ولكنِ الناسُ أَنفُسَهم يَظْلِمُونَ ولكِنِ اللهُ رمى ولكن الشياطينُ كَفَرُوا رُفِعَتْ هذه الأَحرفُ بالأَفاعيل التي بعدها وأَما قوله ما كان محمدٌ أَبا أَحَد من رجالكم ولكن رسُولَ اللهِ فإنك أَضمرت كان بعد ولكن فنصبت بها ولو رفعته على أَن تُضْمِرَ هو فتريد ولكن هو رسولُ الله كان صواباً ومثله وما كان هذا القرآنُ أَن يُفْتَرى من دون الله ولكن تَصْديقُ وتصديقَ فإذا أُلقِيَت من لكن الواوُ في أَولها آثرت العرب تخفيف نونها وإذا أَدخلوا الواو آثروا تشديدها وإنما فعلوا ذلك لأَنها رجوع عما أَصابَ أَول الكلام فشبهت ببل إذ كانت رجوعاً مثلها أَلا ترى أَنك تقول لم يقم أَخوك بل أَبوك ثم تقول لم يقم أَخوك لكن أَبوك فتراهما في معنى واحد والواو لا تصلح في بل فإذا قالوا ولكن فأَدخلوا الواو تباعدت من بل إذ لم تصلح في بل الواو فآثروا فيها تشديد النون وجعلوا الواو كأَنها دخلت لعطف لا بمعنى بل وإنما نصبت العرب بها إذا شددت نونها لأَن أَصلها إن عبد الله قائم زيدت على إنَّ لام وكاف فصارتا جميعاً حرفاً واحداً قال الجوهري بعض النحويين يقول أَصله إن واللام والكاف زوائد قال يدل على ذلك أَن العرب تدخل اللام في خبرها وأنشد الفراء ولَكِنَّني من حُبِّها لَعَمِيدُ فلم يدخل اللام إلا أَن معناها إنَّ ولا تجوز الإمالة في لكن وصورة اللفظ بها لاكنّ وكتبت في المصاحف بغير أَلف وأَلفها غير ممالة قال الكسائي حرفان من الاستثناء لا يقعان أَكثر ما يقعان إلا مع الجحد وهما بل ولكن والعرب تجعلهما مثل واو النسق ابن سيده ولكن ولكنّ حرف يُثْبَتُ به بعد النفي قال ابن جني القول في أَلف لكنّ ولكنْ أَن يكونا أَصلين لأَن الكلمة حرفان ولا ينبغي أَن توجد الزيادة في الحروف قال فإن سميت بهما ونقلتهما إلى حكم الأَسماء حكمت بزيادة الأَلف وكان وزن المثقلة فاعِلاً ووزن المخففة فاعِلاً وأَما قراءتهم لكنَّا هو اللهُ هو ربي فأَصلها لكن أَنا فلما حذفت الهمزة للتخفيف وأُلقيت حركتها على نون لكن صار التقدير لكننا فلما اجتمع حرفان مثلان كره ذلك كما كره شدد وجلل فأَسكنوا النون الأُولى وأَدغموها في الثانية فصارت لكنَّا كما أَسكنوا الحرف الأَول من شدد وجلل فأَدغموه في الثاني فقالوا جَلَّ وشَدَّ فاعْتَدُّوا بالحركة وإن كانت غير لازمة وقيل في قوله لَكنَّا هو اللهُ ربي يقال أَصله لكنْ أَنا فحذفت الأَلف فالتقت نونان فجاء التشديد لذلك وقوله ولَسْتُ بآتيه ولا أَسْتَطِيعُه ولاكِ اسْقِني إن كان ماؤُكَ ذا فَضْلِ إنما أَراد ولكن اسقني فحذفت النون للضرورة وهو قبيح وشبهها بما يحذف من حروف اللين لالتقاء الساكنين للمشاكلة التي بين النون الساكنة وحرف العلة وقال ابن جني حَذْفُ النون لالتقاء الساكنين البَتَّةَ وهو مع ذلك أَقبح من حذف نون من في قوله غيرُ الذي قد يقالُ مِ الكَذِبِ من قِبَلِ أَن أَصل لكن المخففة لكنّ المشددة فحذفت إحدى النونين تخفيفاً فإذا ذهبت تحذف النون الثانية أَيضاً أَجحفت بالكلمة قال الجوهري لكن خفيفةً وثقيلةً حرفُ عطف للاستدراك والتحقيق يُوجَبُ بها بعد نفي إلا أَن الثقيلة تَعْمَلُ عَمَلَ إنّ تنصب الإسم وترفع الخبر ويستدرك بها بعد النفي والإبجاب تقول ما جاءني زيد لكنَّ عمراً قد جاء وما تكلم زيدٌ لكنَّ عمراً قد تكلم والخفيفة لا تعمل لأَنها تقع على الأَسماء والأَفعال وتقع أَيضاً بعد النفي إذا ابتدأَت بما بعدها تقول جاءني القوم لكن عمرو لم يجئ فترفع ولا يجوز أَن تقول لكن عمرو وتسكت حتى تاتي بجملة تامة فأَما إن كانت عاطفة اسماً مفرداً على اسم لم يجز أَن تقع إلا بعد نفي وتُلْزِم الثاني مثل إعراب الأَول تقول ما رأَيتُ زيداً لكنْ عمراً وما جاءني زيد لكنْ عمرو

لن
لن حرف ناصب للأَفعال وهو نَفْيٌ لقولك سيفعل وأَصلها عند الخليل لا أَنْ فكثر إِستعمالها فحذفت الهمزة تخفيفاً فالتقت أَلف لا ونون أَن وهما ساكنان فحذفت الأَلف من لا لسكونها وسكون النون بعدها فخلطت اللام بالنون وصار لهما بالإمتزاج والتركيب الذي وقع فيهما حكم آخر يدلك على ذلك قول العرب زيداً لن أَضرب فلو كان حكم لن المحذوفة الهمزة مُبَقّىً بعد حذفها وتركيب النون مع لام لا قبلها كما كان قبل الحذف والتركيب لما جاز لزيد أَن يتقدم على أَن لأَنه كان يكون في التقدير من صلة أَن المحذوفة الهمزة ولو كان من صلتها لما جاز تقدمه عليها على وجه فهذا يدلك أَن الشيئين إذا خُلِطا حدَثَ لهما حكمٌ ومعنىً لم يكن لهما قل أَن يتمزجا أَلا ترى أَن لولا مركبة من لو ولا ومعنى لو امتناع الشيء لامتناع غيره ومعنى لا النفي والنهي فلما ركبا معاً حدث معنى آخر وهو امتناع الشيء لوقوع غيره ؟ فهذا في أَن بمنزلة قولنا كأَنَّ ومصحح له ومُؤَنَّسٌ به ورادٌّ على سيبويه ما أَلزمه الخليل من أَنه لو كان الأَصل لا أَن لما جاز زيداً لن أَضرب لامتناع جواز تقدم الصلة على الموصول وحِجاج الخليل في هذا ما قَدَّمنا ذكره لأَن الحرفين حدث لهما بالتركيب نحوٌ لم يكن لهما مع الانفراد الجوهري لن حرف لنفي الاستقبال وتنصب به تقول لن يقوم زيد التهذيب قال النحويون لن تنصب المستقبل واختلفوا في علة نصبه إياه فقال أَبو إسحق النحوي روي عن الخليل فيه قولان أَحدهما أَنها نصبت كما نصبت أَن وليس ما بعدها بصلة لها لأَن لن تَفْعَلَ نَفْيُ سيفعل فيقدم ما بعدها عليها نحو قولك زيداً لن أَضرب كما تقول زيداً لم أَضرب وروى سيبويه عن بعض أَصحاب الخليل أَنه قال الأَصل في لن لا أَن ولكن الحذف وقع استخفافاً وزعم سيبويه أَن هذا ليس بجيد ولو كان كذلك لم يجز زيداً لن أَضرب وهذا جائز على مذهب سيبويه وجميع النحويين البصريين وحكى هشام عن الكسائي في لن مثل هذا القول الشاذ عن الخليل ولم يأْخذ به سيبويه ولا أَصحابه وقال الليث زعم الخليل في لن أَنه لا أَن فوُصِلَتْ لكثرتها في الكلام أَلا ترى أَنها تشبه في المعنى لا ولكنها أَو كد ؟ تقول لن يُكْرِمَك زيد معناه كأَنه كان يطمع في إكرامه فنفيت ذلك ووَكَّدْتَ النفي بلن فكانت أَوجب من لا وقال الفراء الأَصل في لن ولم لا فأَبدلوا من أَلف لا نوناً وجحدوا بها المستقبل من الأَفعال ونصبوه بها وأَبدلوا من أَلف لا ميماً وجحدوا بها المستقبل الذي تأْويله المُضِيُّ وجزموه بها قال أَبو بكر وقال بعضهم في قوله تعالى فلا يُؤْمِنُوا حتى يَرَوُا العذابَ الأَليمَ فلَنْ يُؤْمنوا فأُبدلت الأَلف من النون الخفيفة قال وهذا خطأٌ لأَن لن فرع للا إذ كانت لا تَجْحَدُ الماضيَ والمستقبلَ والدائم والأَسماءَ ولن لا تجحد إلا المستقبل وحده

لهن
اللُّهْنة ما تُهْدِيه للرجل إذا قَدِمَ من سفر واللهْنة السُّلْفَة وهو الطعام الذي يُتَعَلَّل به قبل الغداء وفي الصحاح هو ما يتَعَلَّلُ به الإنسانُ قبل إدراك الطعام قال عطية الدُّبيريّ طَعامُها اللُّهنةُ أَو أَقلّ وقد لَهَّنَهم ولَهَّنَ لهم وسَلَّفَ لهم ويقال سَلَّفْتُ القومَ أَيضاً وقد تَلَهَّنت تَلَهُّناً الجوهري لَهَّنته تَلْهيناً فتَلَهَّنَ أَي سَلَّفْتُه ويقال أَلْهَنْتُه إذا أَهْدَيْتَ له شيئاً عند قدومه من سفر وبنو لَهانٍ حيٌّ
( * قوله « وبنو لهان حي » كذا بالأصل والمحكم بلام مفتوحة أوله والذي في التكملة وبنو ألهان بالفتح حي من العرب عن ابن دريد ) وهم إخوة هَمْدَان الجوهري وقولهم لَهِنَّك بفتح اللام وكسر الهاء فكلمة تستعمل عند التوكيد وأَصله لإنَّك فأُبدلت الهمزة هاء كما قالوا في إياك هِيّاك وإنما جاز أَن يجمع بين اللام وإنَّ وكلاهما للتوكيد لأَنه لما أُبدلت الهمزة هاء زال لفظ إنّ فصار كأَنه شيء آخر قال الشاعر لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمةٌ على كاذبٍ من وعْدِها ضَوْءُ صادقِ اللام الأُولى للتوكيد والثانية لام إن وأَنشد الكسائي وبي من تَباريحِ الصَّبابة لَوْعةٌ قَتِيلةُ أَشواقي وشَوْقي قَتيلُها لَهِنِّكِ من عَبْسيَّةٍ لَوَسيمةٌ على هَنَواتٍ كاذبٍ مَنْ يَقُولُها وقال أَراد لله إنك عن عَبْسِيَّة فحذف اللام الأُولى من لله والأَلف من إنك كما قال الآخر لاهِ ابنُ عَمِّكَ والنَّوَى تعْدُو أَراد للهِ ابنُ عمك أَي والله والقولُ الأَول أَصح قال ابن بري ذكر الجوهري لَهِنَّك في فصل لَهَنَ وليس منه لأَن اللام ليست بأَصل وإنما هي لام الابتداء والهاء بدل من همزة إن وإنما ذكره هنا لمجيئه على مثاله في اللفظ ومنه قول محمد بن مَسلمة أَلا ياسَنا بَرْقٍ على قُلَلِ الحِمَى لَهِنَّك من بَرْقٍ عَلَيَّ كَريمُ لمَعْتَ اقْتِذاءَ الطيرِ والقوْمُ هُجَّعٌ فهَيَّجْتَ أَسْقاماً وأَنتَ سَلِيمُ واقْتِذاءُ الطائرِ هو أَن يفتح عينيه ثم يُغْمِضَهما إغْماضَةً

لون
اللَّوْنُ هيئةٌ كالسَّوَاد والحُمْرة ولَوَّنْتُه فتَلَوَّنَ ولَوْنُ كلِّ شيء ما فَصَلَ بينه وبين غيره والجمع أَلْوَان وقد تَلَوَّنَ ولَوَّنَ ولَوَّنه والأَلْوانُ الضُّروبُ واللَّوْنُ النوع وفلان مُتَلَوِّنٌ إذا كان لا يَثْبُتُ على خُلُقٍ واحد واللَّوْنُ الدَّقْلُ وهو ضَرْب من النخل قال الأَخفش هو جماعة واحدتها لِينَة ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت الواو ياء ومنه قوله تعالى ما قطَعْتُمْ من لِينَةٍ قال وتمرُها سَمِينُ العَجْوة ابن سيده الأَلْوانُ الدِّقَلُ واحدها لَوْنٌ واللِّينَةُ واللُّونَة كل ضربٍ من النخل ما لم يكن عجوة أو بَرْنيّاً قال الفراء كل شيء من النخل سوى العجوة فهو من الليِّنِ واحدته لِينَةٌ وقيل هي الأَلْوانُ الواحدة لُونَة فقيل لِينَةٌ بالياء لانكسار اللام قال ابن سيده والجمع لِينٌ ولُونٌ ولِيَانٌ قال تَسْأَلُني الليِّنَ وهَمِّي في الليِّنْ واللِّينُ لا يَنْبُتُ إلاَّ في الطينْ وقال امرؤ القيس وسالفةٍ كسَحوقِ اللِّيَا نِ أَضْرَمَ فيها الغَوِيُّ السُّعُرْ قال ابن بري صوابه وسالفةٌ بالرفع وقبله لها ذَنَبٌ مثل ذيْلِ العَرُوسِ تَسُدُّ به فَرْجَها من دُبُرْ ورواه قوم من أَهل الكوفة كسَحُوق اللُّبَان قال وهو غلط لأَن شجر اللُّبان الكُنْدُرِ لا يطول فيصير سَحُوقاً والسَّحُوق النخلة الطويلة والليَّانُ بالفتح مصدر لَيِّنٌ بيِّنُ اللِّينَةِ واللَّيانِ وقال الأَصمعي في قول حُميدٍ الأَرْقط حتى إذا أَغْسَتْ دُجَى الدُّجُونِ وشُبِّه الأَلْوانُ بالتَّلْوينِ يقال كيف تركتم النخل ؟ فيقال حين لَوَّنَ وذلك من حين أَخذ شيئاً من لَوْنِه الذي يصير إليه فشبه أَلْوانَ الظلام بعد المغرب يكون أَولاً أَصفر ثم يحمرُّ ثم يسودُّ بتلوين البُسْرِ يصفرُّ ويحمرّ ثم يسودّ ولَوَّنَ البُسْرُ تَلْويناً إذا بدا فيه أَثَرُ النُّضج وفي حديث جابر وغُرَمائه اجْعَلِ اللَّوْنَ على حِدَته قال ابن الأَثير اللَّوْنُ نوع من النخل قيل هو الدَّقَلُ وقيل النخل كله ما خلا البَرْنِيَّ والعجوةَ تسميه أَهل المدينة الأَلوانَ واحدته لِينَة وأَصله لِوْنَة فقُلبت الواو ياء لكسرة اللام وفي حديث ابن عبد العزيز أَنه كتب في صدقة التمر أَن يؤْخذ في البَرْنِيِّ من البَرْنِيِّ وفي اللَّوْنِ من اللَّوْنِ وقد تكرر في الحديث ولُوَيْنٌ اسم

لين
اللِّينُ ضِدُّ الخُشونة يقال في فِعْل الشيء اللَّيِّن لانَ الشيءُ يَلِينُ لِيْناً ولَيَاناً وتَلَيَّن وشيءٌ لَيِّنٌ ولَيْنٌ مخفف منه والجمع أَلْيِناءُ وفي الحديث يَتْلُونَ كتابَ الله لَيِّناً أَي سَهْلا على أَلسنتهم ويروى لَيْناً بالتخفيف لغة فيه وأَلانه هو ولَيَّنه وأَلْيَنه صَيَّرَه لَيِّناً ويقال أَلَنْتُه وأَلْيَنتُه على النقْصان والتمام مثل أَطَلْته وأَطْوَلْتُه واستلانه عَدَّه ليِّناً وفي المحكم رآه ليِّناً وقيل وجده ليِّناً على ما يغلب عليه في هذا النحو وفي حديث عليّ عليه السلام في ذكر العلماء الأَتقياء فباشَرُوا رُوحَ اليقين واسْتلانُوا ما اسْتَخْشنَ المُترَفُون واستَوْحَشُوا مما أَنِسَ به الجاهلون وتلَيَّنَ له تملَّقَ واللَّيانُ نَعْمَةُ العيْشِ وأَنشد الأَزهري بيضاءُ باكرَها النَّعِيمُ فصاغَها بلَيَانِه فأَدَقَّها وأَجَلَّها يقول أَدَقَّ خَصْرَها وأَجَلَّ كفَلَها أَي وَفَّرَه واللَّيانُ بالفتح المصدر من اللِّين وهو في لَيانٍ من العيش أَي رَخاء ونعيم وخفْضٍ وإنه لذو مَلْينَةٍ أَي ليِّنُ الجانب ورجل هَيْنٌ لَيْنٌ وهَيِّنٌ ليِّنٌ العرب تقوله وحديث عثمان بن زائدةَ قال قالت جدّة سفيان لسفيان بُنَيَّ إنَّ البِرَّ شيءٌ هَيِّنُ المَفْرَشُ اللَّيِّنُ والطُّعَيِّمُ ومَنْطِقٌ إذا نطَقْتَ ليِّنُ قال يأْتون بالميم مع النون في القافية وأَنشده أَبو زيد بُنَيَّ إنَّ البِرَّ شيءٌ هَيْنُ المَفْرَشُ اللَّيِّنُ والطُّعَيْمُ ومَنْطِقٌ إذا نطَقْتَ لَْيْنُ وقال الكميت هَيْنُونَ لَيْنُونَ في بُيوتِهم سِنْخُ التُّقَى والفَضائلُ الرُّتَبُ وقوم لَيْنُون وأَلْيِناءُ إنما هو جمع لَيِّن مشدداً وهو فَيْعِل لأَن فَعْلاً لا يُجْمع على أَفْعلاء وحكى اللحياني إنهم قوم أَلْيِناءُ قال وهو شاذ واللِّيانُ بالكسر المُلايَنة ولايَنَ الرجلَ مُلايَنة ولِياناً لانَ له وقول ابن عمر في حديثه خيارُكم أَلايِنُكم مَناكِبَ في الصلاةِ هي جمع أَلْيَنَ وهو بمعنى السُّكُون والوَقار والخُشوع واللَّيْنَةُ كالمِسْوَرةِ يُتَوَسَّدُ بها قال ابن سيده أَرى ذلك للِينِها ووَثارَتها وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عَرَّس بليل توَسَّدَ لَيْنةً وإذا عَرَّسَ عند الصُّبح نصَبَ ساعدَه قال اللَّيْنة كالمِسْوَرة أَو الرِّفادة سميت لَيْنةً للينها وقول الشاعر قطَعْتَ عَليَّ الدَّهرَ سوفَ وعَلَّهُ ولانَ وزُرْنا وانْتَظرْنا وأَبْشِرِ غَدٌ عِلَّةٌ لليوم واليومُ عِلَّةٌ لأَمْسِ فلا يُقْضَى وليس بمُنْظَرِ أَراد أَلانَ فترك الهمز وقوله في التنزيل العزيز ما قطَعْتُم من لِينَةٍ قال كلُّ شيء من النخل سوى العجوة فهو من اللِّينِ واحدته لِينةٌ وقال أَبو إسحق هي الأَلوان الواحدة لُونَةٌ فقيل لِينة بالياء لانكسار اللام وحروف اللِّينِ الأَلفُ والياء والواو كانت حركة ما قبلها منها أَو لم تكن فالذي حركة ما قبله منه كنار ودار وفيل وقيلٍ وحُول وغُول والذي ليس حركة ما قبله منه إنما هو في الياء والواو كبَيْتٍ وثَوْبٍ فأَما الأَلف فلا يكون ما قبلها إلا منها ولِينة ماء لبني أَسد احْتَفره سليمان بن داود عليهما السلام وذلك أَنه كان في بعض أَسفاره فشكا جُنْدُه العَطش فنَظر إلى سِبَطْرٍ فوجده يضحك فقال ما أَضحك ؟ فقال أَضحكني أَن العطش قد أَضَرَّ بكم والماء تحت أَقدامكم فاحتَفَر لِينةَ حكاه ثعلب عن ابن الأَعرابي وقد يقال لها اللِّينة قال أَبو منصور ولِينَة موضع بالبادية عن يسار المُصْعِدِ في طريق مكة بحذاء الهَبِير ذكره زهير فقال من ماءِ لِينَةَ لا طَرْقاً ولا رَنَقا قال وبها رَكايا عَذْبة حُفِرَت في حَجَرٍ رخْوٍ والله أََعلم

مأن
المَأْنُ والمَأْنةُ الطِّفْطِفَةُ والجمع مأْناتٌ ومُؤُونٌ أَيضاً على فُعُول مثل بَدْرَة وبُدُور على غير قياس وأَنشد أَبو زيد إذا ما كنتِ مُهْدِيةً فأَهْدِي من المَأْناتِ أَو قِطَع السَّنامِ وقيل هي شَحْمة لازقة بالصِّفاق من باطنه مُطِيفتُه كلَّه وقيل هي السُّرَّة وما حولها وقيل هي لحمة تحت السُّرَّة إلى العانة وقيل المأْنة من الفرس السُّرَّة وما حولها ومن البقر الطِّفْطِفة والمأْنَةُ شَحْمةُ قَصِّ الصدر وقيل هي باطنُ الكِرْكِرة قال سيبويه المأنةُ تحت الكِرْكِرة كذا قال تحت الكِرْكِرة ولم يقل ما تحت والجمع مَأْناتٌ ومُؤُونٌ وأَنشد يُشَبَّهْنَ السَّفِينَ وهُنَّ بُخْتٌ عِراضاتُ الأَباهِرِ والمُؤُونِ ومَأَنه يَمْأَنُه مَأْناً أَصابَ مأْنَتَه وهو ما بين سُرَّته وعانته وشُرْسُوفه وقيل مَأْنة الصدر لحمةٌ سمينةٌ أَسفلَ الصَّدْرِ كأَنها لحمةٌ فَضْلٌ قال وكذلك مَأْنةُ الطِّفْطِفة وجاءه أَمرٌ ما مأَنَ له أَي لم يشعر به وما مأَنَ مأْنَه عن ابن الأَعرابي أَي ما شعرَ به وأَتاني أمرٌ ما مأَنْتُ مأْنه وما مأَلْتُ مأْلَه ولا شأَنْتُ شأْنه أَي ما تهيَّأْتُ له عن يعقوب وزعم أَن اللام مبدلة من النون قال اللحياني أَتاني ذلك وما مأنْتُ مأنه أَي ما علِمْتُ عِلْمَه وقال بعضهم ما انتبهت له ولا شعرْتُ به ولا تهَيَّأتُ له ولا أَخذْتُ أُهْبته ولا احتَفلْتُ به ويقال من ذلك ولا هُؤْتُ هَوْأَهُ ولا رَبَأْتُ رَبْأَه ويقال هو يَمْأَنُه أَي يَعْلمه الفراء أَتاني وما مأَنْتُ مأْنه أَي لم أَكترِثُ له وقيل من غير أَن تَهيَّأْتُ له ولا أَعدَدْتُ ولا عَمِلْتُ فيه وقال أَعرابي من سُلَيْم أَي ما علمت بذلك والتَّمْئِنَةُ الإعلام والمَئِنَّةُ العَلامة قال ابن بري قال الأَزهري الميم في مئِنَّة زائدة لأَن وزنها مَفْعِلة وأَما الميم في تَمْئِنة فأَصْل لأَنها من مأَنْتُ أَي تهيأْت فعلى هذا تكون التَّمئنة التَّهيئة وقال أَبو زيد هذا أَمر مأَنْتُ له أَي لم أَشعُرْ به أَبو سعيد امْأَنْ مأْنَك أَي اعمَلْ ما تُحْسِنُ ويقال أَنا أَمأَنُه أَي أُحْسنه وكذلك اشْأَنْ شأْنَك وأَنشد إذا ما عَلِمتُ الأَمر أَقرَرْتُ عِلْمَه ولا أَدَّعي ما لستُ أَمْأَنُه جَهْلا كفى بامرئٍ يوماً يقول بعِلْمِه ويسكت عما ليس يََعْلَمُه فَضْلا الأَصمعي ما أَنْتُ في هذا الأَمر على وزن ماعَنْت أَي رَوَّأْتُ والمَؤُونة القُوتُ مأَنَ القومَ ومانهم قام عليهم وقول الهذَليَّ رُوَيدَ عِليّاً جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهِمْ إلينا ولكنْ وُدُّهم مُتَمائنُ معناه قديم وهو من قولهم جاءني الأَمر وما مأَنْتُ فيه مأْنةً أَي ما طلبته ولا أَطلتُ التعبَ فيه والتقاؤهما إذاً في معنى الطُّول والبُعد وهذا معنى القِدَم وقد روي مُتَمايِن بغير همز فهو حينئذ من المَيْن وهو الكذب ويروى مُتَيامِنٌ أَي مائل إلى اليمن الفراء أَتاني وما مأَنْتُ مأْنَه أَي من غير أَن تهيَّأْتُ ولا أَعدَدْتُ ولا عَمِلْتُ فيه ونحو ذلك قال أَبو منصور وهذا يدل على أَن المؤُونة في الأَصل مهموزة وقيل المَؤُونة فَعُولة من مُنْتُه أَمُونُه موْناً وهمزةُ مَؤُونة لانضمام واوها قال وهذا حسن وقال الليث المائِنة اسمُ ما يُمَوَّنُ أَي يُتكَلَّفُ من المَؤُونة الجوهري المَؤونة تهمز ولا تهمز وهي فَعُولة وقال الفراء هي مَفعُلة من الأَيْن وهو التعب والشِّدَّة ويقال هو مَفعُلةٌ من الأَوْن وهو الخُرْجُ والعِدْلُ لأَنه ثِقْلٌ على الإنسان قال الخليل ولو كان مَفعُلة لكان مَئِينةً مثل معِيشة قال وعند الأَخفش يجوز أَن تكون مَفعُلة ومأَنْتُ القومَ أَمأَنُهم مأْناً إذا احتملت مَؤُونتَهم ومن ترك الهمز قال مُنْتُهم أَمُونهم قال ابن بري إن جَعلْتَ المَؤُونة من مانَهم يَمُونهم لم تهمز وإن جعلتها من مأَنْتُ همزتها قال والذي نقله الجوهري من مذهب الفراء أَن مَؤُونة من الأَيْن وهو التعب والشِّدَّة صحيح إلا أَنه أَسقط تمام الكلام وتمامه والمعنى أَنه عظيم التعب في الإنفاق على من يَعُول وقوله ويقال هو مَفعُلة من الأَوْنِ وهو الخُرْج والعِدْل هو قول المازني إلا أَنه غيَّر بعضَ الكلام فأَما الذي غيَّره فهو قوله إن الأَوْنَ الخُرْجُ وليس هو الخُرْجَ وإِنما قال والأَوْنانِ جانبا الخُرْجِ وهو الصحيح لأَن أَوْنَ الخرج جانبه وليس إِياه وكذا ذكره الجوهري أَيضاً في فصل أَون وقال المازني لأَنها ثِقْل على الإِنسان يعني المؤُونة فغيَّره الجوهري فقال لأَنه فذكَّر الضمير وأَعاده على الخُرْج وأَما الذي أَسقطه فهو قوله بعده ويقال للأَتان إِذا أَقْرَبَتْ وعَظُمَ بطنُها قد أَوَّنتْ وإِذا أَكل الإِنسانُ وامتلأَ بطنُه وانتفخت خاصِرَتاه قيل أَوَّنَ تأْوِيناً قال رؤبة سِرّاً وقد أَوَّنَ تأْوِينَ العُقُقْ انقضى كلام المازني قال ابن بري وأَما قول الجوهري قال الخليل لو كان مَفْعُلة لكان مَئينةً قال صوابه أَن يقول لو كان مَفْعُلة من الأَيْن دون الأَوْن لأَن قياسها من الأَيْنِ مَئينة ومن الأَوْن مَؤُونة وعلى قياس مذهب الأَخفش أَنَّ مَفْعُلة من الأَيْنِ مَؤُونة خلاف قول الخليل وأَصلها على مذهب الأَخفش مأْيُنَة فنقلت حركة الياء إِلى الهمزة فصارت مَؤويْنَة فانقلبت الياء واواً لسكونها وانضمام ما قبلها قال وهذا مذهب الأَخفش وإِنه لَمَئِنَّة من كذا أَي خَلِيقٌ ومأَنْتُ فلاناً تَمْئِنَة
( * قوله « ومأنت فلاناً تمئنة » كذا بضبط الأصل مأنت بالتخفيف ومثله ضبط في نسخة من الصحاح بشكل القلم وعليه فتمئنة مصدر جارٍ على غير فعله ) أَي أَعْلَمته وأَنشد الأَصمعي للمَرَّار الفَقْعسيّ فتهامَسُوا شيئاً فقالوا عرّسُوا من غيرِ تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرَّسِ أَي من غير تعريف ولا هو في موضع التَّعْريسِ قال ابن بري الذي في شعر المَرَّار فتَناءَمُوا أَي تكلموا من النَّئِيم وهو الصوت قال وكذا رواه ابن حبيب وفسر ابنُ حبيب التَّمْئِنة بالطُّمَأْنينة يقول عَرّسوا بغير موضع طُمَأْنينة وقيل يجوز أَن يكون مَفْعِلة من المَئِنَّة التي هي الموضع المَخْلَقُ للنزول أَي في غير موضع تَعْريسٍ ولا علامة تدلهم عليه وقال ابن الأَعرابي تَمْئِنة تَهْيِئة ولا فِكْر ولا نظر وقال ابن الأَعرابي هو تَفْعِلة من المَؤُونة التي هي القُوتُ وعلى ذلك استشهد بالقوت وقد ذكرنا أَنه مَفْعِلة فهو على هذا ثنائي والمَئنَّةُ العلامة وفي حديث ابن مسعود إِنَّ طولَ الصلاة وقِصَرَ الخُطْبة مَئِنَّة من فِقه الرجل أَي أَن ذلك مما يعرف به فِقْه الرجل قال ابن الأَثير وكلُّ شيء دَلَّ على شيء فهو مَئِنَّة له كالمَخْلَقة والمَجْدرة قال ابن الأَثير وحقيقتها أَنها مَفْعِلة من معنى إِنَّ التي للتحقيق والتأْكيد غير مشتقة من لفظها لأَن الحروف لا يشتق منها وإِنما ضُمِّنَتْ حروفَها دلالةً على أَن معناها فيها قال ولو قيل إِنها اشتقت من لفظها بعدما جعلت اسماً لكان قولاً قال ومن أَغرب ما قيل فيها أَن الهمزة بدل من ظاء المَظِنَّة والميم في ذلك كله زائدة قال الأَصمعي سأَلني شعبة عن هذا فقلت مَئِنَّة أَي علامة لذلك وخَلِيقٌ لذلك قال الراجز إِنَّ اكْتِحالاً بالنَّقِيِّ الأَبْلَجِ ونَظَراً في الحاجِبِ المُزَجَّجِ مَئِنَّةٌ من الفَعالِ الأَعْوَجِ قال وهذا الحرف هكذا يروى في الحديث والشعر بتشديد النون قال وحقه عندي أَن يقال مَئِينة مثال مَعِينة على فَعِيلة لأَن الميم أَصلية إِلا أَن يكون أَصلُ هذا الحرف من غير هذا الباب فيكون مَئِنَّة مَفْعِلة من إِنَّ المكسورة المشدَّدة كما يقال هو مَعْساةٌ من كذا أَي مَجْدَرة ومَظِنَّة وهو مبني من عسى وكان أَبو زيد يقول مَئِتَّة بالتاء أَي مَخْلَقة لذلك ومَجْدَرة ومَحْراة ونحو ذلك وهو مَفْعِلة من أَتَّه يَؤُتُّه أَتّاً إِذا غلبه بالحجة وجعل أَبو عبيد الميم فيه أَصلية وهي ميم مَفْعِلة قال ابن بري المَئِنَّة على قول الأَزهري كان يجب أَن تذكر في فصل أَنن وكذا قال أَبو علي في التذكرة وفسره في الرجز الذي أَنشده الجوهري إِنَّ اكتحالاً بالنقيِّ الأَبلج قال والنقيّ الثَّغْر ومَئِنَّة مَخْلَقة وقوله من الفَعالِ الأَعوج أَي هو حرام لا ينبغي والمأْنُ الخشبة في رأْسها حديدة تثار بها الأَرض عن أَبي عمرو وابن الأَعرابي

متن
المَتْنُ من كل شيء ما صَلُبَ ظَهْرُه والجمع مُتُون ومِتَانٌ قال الحرث بن حِلِّزة أَنَّى اهتَدَيْتِ وكُنتِ غيرَ رَجِيلةٍ والقومُ قد قطَعُوا مِتَانَ السَّجْسج أَراد مِتانَ السَّجاسِج فوضع الواحد موضع الجمع وقد يجوز أَن يريد مَتْنَ السَّجْسَجِ فجمع على أَنه جعل كلَّ جزء منه مَتْناً ومَتْنُ كل شيء ما ظهر منه ومَتْنُ المَزادة وجهُها البارزُ والمَتْنُ ما ارتفع من الأَرض واستوَى وقيل ما ارتفع وصَلُبَ والجمع كالجمع أَبو عمرو المُتُونُ جوانب الأَرض في إِشْراف ويقال مَتْنُ الأَرض جَلَدُها وقال أَبو زيد طَرَّقوا بينهم تَطْريقاً ومَتَّنُوا بينهم تمتيناً والتَّمْتِين أَن يجعلوا بين الطرائق مُتُناً من شَعَر واحدها مِتانٌ ومَتَّنُوا بينهم جعلوا بين الطرائق مُتُناً من شعر لئلا تُخرّقه أَطرافُ الأَعمدة والمَتْنُ والمِتانُ ما بين كل عمودين والجمع مُتُنٌ والتَّمْتِينُ والتِّمْتِين والتِّمْتانُ الخَيْط
( * قوله « والتمتان الخيط » ضبطه المجد بكسر التاء والصاغاني بفتحها ) الذي يُضَرَّبُ به الفُسْطاطُ قال ابن بري التَّمْتِينُ على وزن تَفْعِيل خُيوط تُشدُّ بها أَوْصالُ الخِيام ابن الأَعرابي التَّمْتِينُ تَضريبُ المَظَالِّ والفَساطِيطِ بالخُيوطِ يقال مَتِّنْها تمتِيناً ويقال مَتِّنْ خِباءَكَ تمتيناً أَي أَجِدْ مَدَّ أَطْنابه قال وهذا غير معنى الأَول وقال الحِرْمازي التَّمْتِين أَن تقول لمن سابقك تقَدَّمني إِلى موضع كذا وكذا ثم أَلْحَقك فذلك التَّمتين يقال مَتَّنَ فلانٌ لفلان كذا وكذا ذراعاً ثم لَحِقَه والمَتْنُ الظَّهْرُ يذكر ويؤنث عن اللحياني والجمع مُتونٌ وقيل المَتْنُ والمَتْنةُ لغتان يذكر ويؤنث لَحمتان مَعصُوبتان بينهما صُلْبُ الظهر مَعْلُوَّتان بعَقَب الجوهري مَتْنا الظهر مُكتَنَفا الصُّلْبِ عن يمين وشمال من عَصَبٍ ولحم يذكر ويؤنث وقيل المَتْنانِ والمَتْنَتانِ جَنَبَتا الظهر وجمعُهما مُتُون فمَتْنٌ ومُتُون كظهْرٍ وظُهُور ومَتْنَة ومُتُونٌ كمَأْنةٍ ومُؤُون قال امرؤ القيس يصف الفرس في لغة من قال مَتْنة لها مَتْنَتانِ خَظَاتا كما أَكَبَّ على ساعِدَيْهِ النَّمِرْ ومَتَنه مَتْناً ضَرب مَتْنه التهذيب مَتَنْتُ الرجل مَتْناً إِذا ضربته ومَتَنه مَتْناً إِذا مَدَّه ومَتَنَ به مَتْناً إِذا مضى به يومه أَجمع وهو يَمْتُنُ به ومَتْنُ الرُّمح والسهم وسطُهُما وقيل هو من السهم ما دون الزَّافِرة إِلى وسطه وقيل ما دون الريش إِلى وسطه والمَتْنُ الوَتر ومَتَنه بالسَّوْط مَتْناً ضربه به أَيَّ موضع كان منه وقيل ضربه به ضرباً شديداً وجِلْدٌ له مَتْنٌ أَي صَلابة وأَكْلٌ وقُوَّة ورجل مَتْنٌ قَوِيٌّ صُلْب ووَتَرٌ مَتِين شديد وشيء متين صُلْب وقوله عز وجل إِن الله هو الرَّزَّاقُ ذو القُوَّة المَتِين معناه ذو الاقتدار والشِّدَّة القراءة بالرفع والمَتِينُ صفة لقوله ذو القُوَّة وهو الله تبارك وتقَدَّس ومعنى ذو القُوَّة المَتِينُ ذو الاقتدار الشديد والمَتِينُ في صفة الله القَوِيُّ قال ابن الأَثير هو القوي الشديد الذي لا يلحقه في أَفعاله مشقةٌ ولا كُلْفة ولا تعَبٌ والمَتانةُ الشِّدَّة والقُوَّة فهو من حيث أَنه بالغ القدرة تامُّها قَوِيّ ومن حيث أَنه شديد القُوَّة متِينٌ قال ابن سيده وقرئ المَتينِ بالخفض على النعت للقُوَّة لأَن تأْنيث القُوَّة كتأْنيث الموعظة من قوله تعالى فمن جاءه مَوْعِظَة أَي وَعْظٌ والقوّة اقْتدارٌ والمَتِينُ من كل شيء القَوِيُّ ومَتُنَ الشيء بالضم مَتَانةً فهو مَتِين أَي صُلْبٌ قال ابن سيده وقد مَتُنَ مَتانة ومَتَّنه هو والمُماتَنة المُباعدة في الغاية وسير مُماتِنٌ بعيد وسار سيراً مُماتِناً أَي بعيداً وفي الصحاح أَي شديداً ومَتَن به مَتْناً سار به يومه أَجمع وفي الحديث مَتَنَ بالناس يوم كذا أَي سار بهم يومه أَجمع ومَتَنَ في الأَرض إِذا ذهب وتَمْتِينُ القَوْس بالعَقَب والسقاء بالرُّبِّ شَدُّه وإِصلاحُه بذلك ومَتَنَ أُنْثَيَي الدابة والشاة يَمْتُنُهما مَتْناً شَقَّ الصَّفْنَ عنهما فسلَّهما بعروقهما وخصَّ أَبو عبيد به التَّيسَ الجوهري ومَتَنْتُ الكَبشَ شققت صَفْنه واستخرجت بيضته بعروقها أَبو زيد إِذا شققتَ الصَّفَنَ وهو جلدة الخُصْيَتين فأَخرجتهما بعروقهما فذلك المَتْنُ وهو مَمْتُون ورواه شمر الصَّفْن ورواه ابن جَبَلة الصَّفَن والمَتْنُ أَن تُرَضَّ خُصْيتا الكبش حتى تسترخيا وماتَنَ الرجلَ فعَلَ به مثل ما يفعل به وهي المُطاولة والمُماطَلة وماتَنه ماطَله الأُمَوِيّ مَثَنْته بالأَمر مَثْناً بالثاء أَي غَتَتُّه به غَتّاً قال شمر لم أَسمع مَثَنْته بهذا المعنى لغير الأُموي قال أَبو منصور أَظنه مَتَنْته مَتْناً بالتاء لا بالثاء مأْخوذ من الشيء المَتينِ وهو القوي الشديد ومن المُماتنة في السير ويقال ماتَنَ فلانٌ فلاناً إِذا عارضه في جَدَلٍ أَو خصومة قال ابن بري والمُماتَنة والمِتانُ هو أَن تُباقيه
( * قوله تباقيه هكذا في الأصل ولم نجد فعل باقى في المعاجم التي بين أيدينا ) في الجَرْي والعطية وقال الطرماح أَبَوْا لِشَقائِهم إِلاّ انْبِعاثي ومِثْلي ذو العُلالةِ والمِتانِ ومَتَنَ بالمكان مُتُوناً أَقام ومَتَنَ المرأَةَ نكحها والله أَعلم

مثن
المَثانة مُسْتَقَرُّ البول وموضعه من الرجل والمرأَة معروفة ومَثِنَ بالكسر مَثَناً فهو مَثِنٌ وأَمْثَنُ والأُنثى مَثْناء اشتكى مَثانته ومُثِنَ مَثْناً فهو مَمْثُون ومَثِين كذلك وفي حديث عمّار بن ياسر أَنه صلى في تُبّانٍ فقال إِني مَمْثُون قال الكسائي وغيره الممثون الذي يشتكي مَثانته وهي العُِضْوُ الذي يجتمع فيه البول داخل الجوف يقال منه رجل مَثِنٌ وممْثُون فإِذا كان لا يُمْسِكُ بولَه فهو أَمْثَن ومَثِنَ الرجل بالكسر فهو أَمْثَن بَيِّنُ المَثَنِ إِذا كان لا يستمسك بوله قال ابن بري يقال في فعله مَثِنَ ومُثِنَ فمن قال مَثِنَ فالاسم منه مَثِنٌ ومن قال مُثِن فالاسم منه مَمْثُون ابن سيده المَثنُ وجع المَثانة وهو أَيضاً أَن لا يستمسك البولُ فيها أَبو زيد الأَمْثَنُ الذي لا يستمسك بولُه في مثانته والمرأَة مَثْناء ممدود ابن الأَعرابي يقال لمَهْبِل المرأَة المَحْمل والمُسْتَوْدَعُ وهو المثانة أَيضاً وأَنشد وحاملةٍ مَحْمولةٍ مُسْتَكِنَّةٍ لها كلُّ حافٍ في البِلادِ وناعِلِ يعني المَثانة التي هي المُسْتودَع قال الأَزهري هذا لفظه قال والمَثانة عند عوام الناس موضع البول وهي عنده موضع الولد من الأُنثى والمَثِنُ الذي يَحْبِسُ بولَه وقالت امرأَة من العرب لزوجها إِنك لمَثِنٌ خبيث قيل لها وما المَثِنُ ؟ قالت الذي يجامع عند السَّحَر عند اجتماع البول في مَثانته قال والأَمْثَنُ مثل المَثِنِ في حَبْسِ البول أَبو بكر الأَنباري المَثْناءُ بالمد المرأَةُ إِذا اشتكت مَثانتها ومَثَنه يَمْثُنه بالضم
( * قوله « ومثنه يمثنه بالضم » نقل الصاغاني عن أبي عبيد الكسر أيضاً ) مَثْناً ومُثُوناً أَصابَ مَثانته الأَزهري ومَثَنه بالأَمرِ مَثْناً غَتَّه به غَتّاً قال شمر لم أَسمع مثَنْتُه بهذا المعنى لغير الأُموي قال الأَزهري أَظنه مَتَنْتُه مَتْناً بالتاء لا بالثاء مأْخوذ من المَتِين وقد تقدم في ترجمة متن والله أَعلم

مجن
مَجَنَ الشيءُ يَمْجُنُ مُجُوناً إِذا صَلُبَ وغَلُظَ ومنه اشتقاقُ الماجِن لصلابة وجهه وقلة استحيائه والمِجَنُّ التُّرْسُ منه على ما ذهب إِليه سيبويه من أَن وزنه فِعَلٌّ وقد ذكر في ترجمة جنن وورد ذكر المجَنِّ والمِجانِّ في الحديث وهو التُّرْسُ والتِّرَسَة والميم زائدة لأَنه من الجُنَّةِ السُّتْرة التهذيب الماجِنُ والماجِنَةُ معروفان والمَجانَةُ أَن لا يُباليَ ما صَنَع وما قيل له وفي حديث عائشة تمثَّلَتْ بشعر لبيد يتَحَدّثونَ مَخانةً ومَلاذةً المَخانة مصدر من الخيانة والميم زائدة قال وذكره أَبو موسى في الجيم من المُجُون فتكون الميم أَصلية والله أَعلم والماجِنُ عند العرب الذي يرتكب المَقابح المُرْدية والفضائح المُخْزِية ولا يَمُضُّه عَذْلُ عاذِلِه ولا تَقْريعُ من يُقَرِّعُه والمَجْنُ خَلْطُ الجِدِّ بالهزل يقال قد مَجَنْتَ فاسْكُتْ وكذلك المَسْنُ هو المُجُون أَيضاً وقد مَسَنَ والمُجون أَن لا يبالي الإِنسانُ بما صنع ابن سيده الماجِنُ من الرجال الذي لا يبالي بما قال ولا ما قيل له كأَنه من غلظ الوجه والصلابة قال ابن دريد أَحسَبُه دَخِيلاً والجمع مُجّانٌ مَجَنَ بالفتح يَمْجُنُ مُجوناً ومَجَانة ومُجْناً حكى الأَخيرة سيبويه قال وقالوا المُجْنُ كما قالوا الشُّغْلُ وهو ماجِنٌ قال الأَزهري سمعت أَعرابيّاً يقول لخادم له كان يَعْذِلُه كثيراً وهو لا يَرِيعُ إِلى قوله أَراك قد مَجَنْتَ على الكلام أَراد أَنه مَرَنَ عليه لا يَعْبأُ به ومثله مَرَدَ على الكلام وفي التنزيل العزيز مَرَدُوا على النفاق الليث المَجّانُ عطية الشيء بلا مِنَّة ولا ثمن قال أَبو العباس سمعت ابن الأَعرابي يقول المَجّان عند العرب الباطلُ وقالوا ماءٌ مَجّانٌ قال الأَزهري العرب تقول تمر مَجّانٌ وماء مَجّانٌ يريدون أَنه كثير كافٍ قال واستَطْعَمني أَعرابي تمراً فأَطعمته كُتْلةً واعتذرت إِليه من قِلَّته فقال هذا والله مَجّانٌ أَي كثير كافٍ وقولهم أَخذه مَجّاناً أَي بلا بدل وهو فَعّال لأَنه ينصرف ومَجَنَّةُ على أَميال من مكة قال ابن جني يحتمل أَن يكون من مَجَنَ وأَن يكون من جَنَّ وهو الأَسبق وقد ذكر ذلك في ترجمة جنن أَيضاً وفي حديث بلال وهل أَرِدَنْ يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ ؟ وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيلُ ؟ قال ابن الأَثير مَجَنَّة موضع بأَسفل مكة على أَميال وكان يُقام بها للعرب سُوق قال وبعضهم يكسر ميمها والفتح أَكثر وهي زائدة والمُماجِنُ من النوق التي يَنْزُو عليها غيرُ واحدٍ من الفُحولة فلا تكاد تَلْقَح وطريق مُمَجَّنٌ أَي ممدود والمِيجَنَة المِدَقَّة تذكر في وجن إِن شاء الله عز وجل

مجشن
ذكر ابن سيده في الرباع ما صورته الماجُِشُون اسم رجل حكاه ثعلب وابن الماجُِشُون الفقيه المعروفُ منه والله أَعلم

محن
المِحْنة الخِبْرة وقد امتَحنه وامتَحن القولَ نظر فه ودَبَّره التهذيب إِن عُتْبة بن عبدٍ السُّلَمي وكان من أَصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حَدَّث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القَتْلى ثلاثة رجل مؤمن جاهَدَ بنفسه وماله في سبيل الله حتى إِذا لقي العَدُوَّ قاتَلَهم حتى يُقْتَل فذلك الشهيد المُمْتَحَن في جنة الله تحت عرشه
( * قوله « في جنة الله تحت عرشه » الذي في نسخة التهذيب في خيمة الله ) لا يَفْضُله النبيون إِلا بدرجة النبوَّة قال شمر قوله فذلك الشهيد المُمْتحَن هو المُصفَّى المُهذَّب المخلَّصُ من مَحَنتُ الفضةَ إِذا صفيتها وخلصتها بالنار وروي عن مجاهد في قوله تعالى أُولئك الذين امتَحَنَ اللهُ قلوبَهم قال خَلَّصَ اللهُ قلوبهم وقال أَبو عبيدة امتَحنَ اللهُ قلوبهم صَفَّاها وهَذَّبها وقال غيره المُمْتحَنُ المُوَطَّأُ المُذَلَّلُ وقيل معنى قوله أُولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى شَرَحَ اللهُ قلوبهم كأَنَّ معناه وَسَّع الله قلوبَهم للتقوى ومَحَنْتُه وامتَحْنتُه بمنزلة خَبَرْتُه واختبرته وبَلَوْتُه وابتَلَيْتُه وأَصل المَحْنِ الضَّرْبُ بالسَّوْط وامتَحَنتُ الذهب والفضة إِذا أَذبتهما لتختبرهما حتى خَلَّصْتَ الذهب والفضة والاسم المِحْنة والمَحْنُ العطية وأَتيتُ فلاناً فما مَحَنَني شيئاً أَي ما أَعطاني والمِحْنة واحدة المِحَنِ التي يُمتَحَنُ بها الإِنسانُ من بلية نستجير بكرم الله منها وفي حديث الشَّعْبي المِحْنة بِدْعَة هي أَن يأْخذ السلطانُ الرجلَ فيَمْتحِنه ويقول فعلت كذا وفعلت كذا فلا يزال به حتى يقول ما لم يفعله أَو ما لا يجوز قوله يعني أَن هذا القول بدعة وقولُ مُليح الهُذَليِّ وحُبُّ ليلى ولا تَخْشى مَحُونتَه صَدْعٌ لنَفْسِكَ مما ليس يُنْتقَدُ قال ابن جني مَحُونته عاره وتِباعَتُه يجوز أَن يكون مشتقّاً من المِحْنَة لأَن العارَ من أَشدِّ المِحْن ويجوز أَن يكون مَفْعُلة من الحَيْنِ وذلك أَن العار كالقتل أَو أَشد الليث المِحْنة معنى الكلام الذي يُمتحَنُ به ليعرف بكلامه ضمير قلبه تقول امتحَنْتُه وامتَحنْتُ الكلمة أَي نظرت إِلى ما يَصِيرُ إِليه صَيُّورُها والمَحْنُ النكاح الشديد يقال مَحَنها ومَخَنها ومسَحَها إِذا نكحها ومَحَنه عشرين سَوْطاً ضربه ومحن السَّوْطَ لَيَّنَه المُفَضَّلُ مَحَنْتُ الثوبَ مَحْناً إِذا لبسته حتى تُخْلِقه ابن الأَعرابي مَحَنْته بالشَّدِّ والعَدْو وهو التليين بالطَّرْد والمُمْتحَن والمُمَحَّص واحد أَبو سعيد مَحَنْتُ الأَديم مَحْناً إِذا مددته حتى توسعه ابن الأَعرابي المَحْنُ اللَّيِّنُ من كل شيء ومَحْنت البئر مَحْناً إِذا أَخرجت تُرابها وطينها الأَزهري عن الفراء يقال مَحَنْتُه ومخنتُه بالحاء والخاء ومحجْتُه ونقَجته ونقَخته وجَلَهْته وجَحَشته ومَشَنْته وعَرَمْتُه وحسَفته وحسَلْته وخسَلْته ولَتَحْتُه كله بمعنى قَشَرْتُه وجلد مُمتحَنٌ مَقْشُور والله أَعلم

مخن
المَخْنُ والمَخِنُ والمِخَنُّ كله الطويل قال لما رآه جَسْرَباً مِخَنَّا أَقْصَر عن حَسْناء وارْثَعَنَّا وقد مَخَنَ مَخْناً ومُخُوناً الليث رجل مَخْنٌ وامرأَة مَخْنة إِلى القِصَر ما هو وفيه زَهْوٌ وخِفَّة قال أَبو منصور ما علمت أَحداً قال في المَخْن إِنه إِلى القِصَر ما هو غير الليث وقد روى أَبو عبيد عن الأَصمعي في باب الطِّوالِ من الناس ومنهم المَخْن واليَمْخُور والمُتماحِلُ وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال المَخْنُ الطُّولُ والمَخْنُ أَيضاً البُكاء والمَخْنُ نزْحُ البئر وأَنشد غيره قد أَمرَ القاضي بأَمرٍِ عَدْلِ أَنْ تَمْخَنُوها بثماني أَدْلِ والمِخَنَّةُ الفِناء قال ووَطِئْتَ مُعتَلِياً مِخَنَّتَنا والغَدْرُ منك عَلامةُ العَبْدِ ومَخَنَ المرأَة مَخْناً نكحها والمَخْنُ النَّزْعُ من البئر ومخَنَ الشيءَ مَخْناً كمَخَجَه قال قد أَمرَ القاض بأَمرٍ عَدْلِ أَنْ تَمْخَنُوها بثماني أَدْلِ ومخَنَ الأَديمَ قَشَره وفي المحكم مَخَنَ الأَديمَ والسَّوْطَ دَلَكه ومَرَنَه والحاء المهملة فيه لغة وطريق مُمَخَّنٌ وُطِيءَ حتى سَهُلَ وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنها تمثلت بشر لبيد يتَحَدَّثونَ مَخانةً ومَلاذَة قال المَخانَةُ مصدر من الخِيانة والميم زائدة قال وذكره أَبو موسى في الجيم من المُجون فتكون الميم أَصلية وقد تقدم

مدن
مَدَنَ بالمكان أَقام به فِعْلٌ مُمات ومنه المَدِينة وهي فَعِيلة وتجمع على مَدَائن بالهمز ومُدْنٍ ومُدُن بالتخفيف والتثقيل وفيه قول آخر أَنه مَفْعِلة من دِنْتُ أَي مُلِكْتُ قال ابن بري لو كانت الميم في مدينة زائدة لم يجز جمعها على مُدْنٍ وفلان مَدَّنَ المَدائنَ كما يقال مَصَّرَ الأَمصارَ قال وسئل أَبو عليّ الفَسَوِيُّ عن همزة مدائن فقال فيه قولان من جعله فَعِيلة من قولك مَدَنَ بالمكان أَي أَقام به همزه ومن جعله مَفْعِلة من قولك دِينَ أَي مُلِكَ لم يهمزه كما لا يهمز معايش والمَدِينة الحِصْنُ يبنى في أُصطُمَّةِ الأَرض مشتق من ذلك وكلُّ أَرض يبنى بها حِصْنٌ في أُصطُمَّتِها فهي مدينة والنسبة إِليها مَدِينّي والجمع مَدائنُ ومُدُنٌ قال ابن سيده ومن هنا حكم أَبو الحسن فيما حكاه الفارسي أَن مَدِينة فعيلة الفراء وغيره المدينة فعيلة تهمز في الفعائل لأَن الياء زائدة ولا تهمز ياء المعايش لأَن الياء أَصلية والمدينة اسم مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة غلبت عليها تفخيماً لها شرَّفها الله وصانها وإِذا نسبت إِلى المدينة فالرجل والثوب مَدَنيٌّ والطير ونحوه مَدِينّي لا يقال غير ذلك قال سيبويه فأَما قولهم مَدَائِني فإِنهم جعلوا هذا البناء اسماً للبلد وحمامةٌ مَدِينيَّة وجارية مَدِينيَّة ويقال للرجل العالم بالأَمر الفَطِنِ هو ابن بَجْدَتِها وابنُ مَدِينتها وابن بَلْدَتها وابن بُعْثُطها وابن سُرْسُورها قال الأَخطل رَبَتْ ورَبا في كَرْمِها ابنُ مَدِينةٍ يَظَلُّ على مِسْحاته يتَرَكَّلُ ابنُ مَدِينةٍ أَي العالم بأَمرها ويقال للأَمة مَدِينة أَي مملوكة والميم ميم مَفْعُول وذكر الأَحولُ أَنه يقال للأَمة ابنُ مَدِينة وأَنشد بيت الأَخطل قال وكذلك قال ابن الأَعرابي ابنُ مَدِينة ابنُ أَمة قال ابن خالويه يقال للعبد مَدِينٌ وللأَمة مَدِينة وقد فسر قوله تعالى إِنا لمَدِينُون أَي مملوكون بعد الموت والذي قاله أَهل التفسير لمَجْزِيُّون ومَدَنَ الرجلُ إِذا أَتى المدينة قال أَبو منصور هذا يدل على أَن الميم أَصلية قال وقال بعض من لا يوثق بعلمه مَدَن بالمكان أَي أَقام به قال ولا أَدري ما صحته وإِذا نسبت إِلى مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام قلت مَدَنيٌّ وإِلى مدينة المنصور مَدِينيّ وإِلى مدائن كِسْرَى مَدائِنيٌّ للفرق بين النسب لئلا يختلط ومَدْيَنُ اسم أَعجمي وإِن اشتققته من العربية فالياء زائدة وقد يكون مَفْعَلاً وهو أَظهر ومَدْيَنُ اسم قرية شعيب على نبينا وعليه أَفضل الصلاة والسلام والنسب إِليها مَدْيَنِيٌّ والمَدَانُ صنم وبَنُو المَدَانِ بطْنٌ على أَن الميم في المَدَان قد تكون زائدة وفي الحديث ذِكْرُ مَدَان بفتح الميم له ذكر في غزوة زيد بن حارثة بني جُذَام ويقال له فَيْفاءُ مَدَانَ قال وهو وادٍ في بلاد قُضاعَة

مذن
النهاية في حديث رافع بن خَدِيج كنا نَكْرِي الأَرض بما على الماذِيانات والسواقي قال هي جمع ماذِيانٍ وهو النهر الكبير قال وليست بعربية وهي سَوَاديَّة وتكرَّر في الحديث مفرداً ومجموعاً والله أَعلم

مرن
مَرَنَ يَمْرُنُ مَرَانةً ومُرُونةً وهو لِينٌ في صَلابة ومَرَّنْتُه أَلَنْتُه وصَلَّبْتُه ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا استمرّ وهو لَيِّنٌ في صلابة ومَرَنَتْ يَدُ فلانٍ على العمل أَي صَلُبتْ واستمَرَّتْ والمَرَانةُ اللِّينُ والتَّمْرينُ التَّلْيينُ ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا لانَ مثل جَرَنَ ورمْحٌ مارِنٌ صُلْبٌ لَيِّنٌ وكذلك الثوبُ والمُرّانُ بالضم وهو فُعّالٌ الرماح الصُّلْبة اللَّدْنةُ واحدتُها مُرَّانة وقال أَبو عبيد المُرّانُ نبات الرماح قال ابن سيده ولا أَدري ما عنى به المصدرَ أَم الجوهرَ النابت ابن الأَعرابي سُمِّي جماعةُ القَنَا المُرّانَ للينه ولذلك يقال قناة لَدْنَةٌ ورجل مُمَرَّنُ الوجه أَسِيلُه ومَرَنَ وجهُ الرجل على هذا الأَمر وإِنه لَمُمَرَّنُ الوجهِ أَي صُلْبُ الوجه قال رؤبة لِزَازُ خَصْمٍ مَعِلٍ مُمَرَّنِ قال ابن بري صوابه مَعِكٍ بالكاف يقال رجل مَعِكٌ أَي مماطل وبعده أَلْيَسَ مَلْوِيِّ المَلاوِي مِثْفَنِ والمصدر المُرُونة ومَرَدَ فلانٌ على الكلام ومَرَنَ إِذا استمَرّ فلم يَنْجَعْ فيه ومَرَنَ على الشيء يَمْرُن مُرُوناً ومَرَانة تعوَّده واستمرَّ عليه ابن سيده مَرَنَ على كذا يَمْرُنُ مُرُونة ومُرُوناً دَرَبَ قال قد أَكْنَبَتْ يَداك بَعدَ لِينِ وبعد دُهْنِ الْبانِ والمَضْنُونِ وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ ومَرَّنه عليه فتمَرَّن دَرَّبه فتدَرَّب ولا أَدري أَيُّ مَنْ مَرَّنَ الجِلْدَ هو أَي أَيُّ الوَرى هُوَ والمَرْنُ الأَديمُ المُلَيَّن المَدْلوك ومَرَنْتُ الجلدَ أَمرُنه مَرْناً ومَرَّنْتُه تمريناً وقد مَرَنَ الجِلدُ أَي لانَ وأَمرَنْتُ الرجلَ بالقول حتى مَرَنَ أَي لانَ وقد مَرَّنوه أَي لَيَّنُوه والمَرْنُ ضرب من الثياب قال ابن الأَعرابي هي ثيابٌ قُوهِيَّة وأَنشد للنمر خفيفاتُ الشُّخُوصِ وهُنَّ خُوصٌ كأَنَّ جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْنِ وقال الجوهري المَرْنُ الفِرَاء في قول النمر كأَن جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْنِ ومَرَنَ به الأَرضَ مَرْناً ومَرَّنَها ضربها به وما زالَ ذلك مَرِنَك أَي دَأْبَكَ قال أَبو عبيد يقال ما زال ذلك دِينَك ودَأْبَك ومَرِنَك ودَيْدَنَك أَي عادَتَك والقومُ على مَرِنٍ واحدٍ على خُلُقٍ مُسْتوٍ واسْتَوَتْ أَخلاقُهم قال ابن جني المَرِنُ مصدرٌ كالحَلِفِ والكَذِبِ والفعل منه مَرَنَ على الشيء إِذا أَلِفَه فدَرِبَ فيه ولانَ له وإِذا قال لأَضْرِبَنَّ فلاناً ولأَقْتُلنه قلت أَنت أَو مَرِناً ما أُخْرَى أَي عسى أَن يكون غير ما تقول أَو يكون أَجْرَأَ له عليك الجوهري والمَرِنُ بكسر الراء الحالُ والخُلُق يقال ما زال ذلك مَرِِني أَي حالي والمارِن الأَنف وقيل طَرفه وقيل المارِنُ ما لان من الأَنف وقيل ما لان من الأَنف مُنْحَدِراً عن العظم وفَضَلَ عن القصبة وما لان من الرُّمْح قال عُبيد يذكر ناقتَه هاتِيكَ تحْمِلُني وأَبْيضَ صارِماً ومُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْموس ومَرْنا الأَنفِ جانباه قال رؤبة لم يُدْمِ مَرْنَيْهِ خِشاشُ الزَّمِّ أَراد زَمَّ الخِشاش فقلب ويجوز أَن يكون خِشَاشُ ذي الزم فحذف وفي حديث النخعي في المارِنِ الدِّيَةُ المارِنُ من الأَنف ما دون القَصبة والمارنان المُنْخُران ومارَنَتِ الناقةُ ممارنةً ومِراناً وهي ممارِنٌ ظهر لهم أَنها قد لَقِحَت ولم يكن بها لِقاحٌ وقيل هي التي يُكْثرُ الفحلُ ضِرابَها ثم لا تَلْقَح وقيل هي التي لا تَلْقَح حتى يُكرَّر عليها الفحل وناقة مِمْرانٌ إِذا كانت لا تَلْقَح ومَرَنَ البعيرَ والناقةَ يمرُنهما مَرْناً دَهَنَ أَسفل خُفِّهما بدُهْنٍ من حَفىً به والتَّمْرين أَن يَحْفَى الدابةُ فيَرِقَّ حافرُه فتَدْهَنَه بدُهْنٍ أَو تَطْليه بأَخْثاء البقر وهي حارَّة وقال ابن مقبل يصف باطنَ مَنسِم البعير فرُحْنا بَرَى كلُّ أَيديهما سَريحاً تَخَدَّم بعدَ المُرُون وقال أَبو الهيثم المَرْنُ العمَل بما يُمَرِّنُها وهو أَن يَدْهَنَ خُفَّها بالوَدك وقال ابن حبيب المَرْنُ الحَفاءُ وجمعه أَمْرانٌ قال جرير رَفَّعْتُ مائِرَةَ الدُّفُوفِ أَمَلَّها طُولُ الوَجِيفِ على وَجَى الأَمْران وناقة مُمارِنٌ ذَلُولٌ مَرْكوبة قال الجوهري والمُمارِنُ من النُّوق مثلُ المُماجِنِ يقال مارَنَتِ الناقةُ إِذا ضُرِبَتْ فلم تَلْقَحْ والمَرَنُ عَصَبُ باطِن العَضُدَينِ من البعير وجمعه أَمرانٌ وأَنشد أَبو عبيد قول الجعدي فأَدَلَّ العَيْرُ حتى خِلْته قَفَصَ الأَمْرانِ يَعْدُو في شَكَلْ قال صَحْبي إِذْ رأَوْه مُقْبِلاً ما تَراه شَأْنَه ؟ قُلْتُ أَدَلْ قال أَدلّ من الإِدلال وأَنشد غيره لطَلْقِ بن عَدِي نَهْدُ التَّلِيل سالِمُ الأَمْرانِ الجوهري أَمرانُ الذراع عَصَبٌ يكون فيها وقول ابن مقبل يا دار سَلْمى خَلاء لا أُكَلِّفُها إِلا المَرانَةَ حتى تَعْرِفَ الدِّينا قال الفارسي المَرانَة اسم ناقته وهو أَجودُ ما فسِّرَ به وقيل هو موضع وقيل هي هَضْبة من هضَبات بني عَجْلانَ يريد لا أُكَلِّفها أَن تَبْرَحَ ذلك المكان وتذهب إِلى موضع آخر وقال الأَصمعي المرانة اسم ناقة كانت هادية بالطريق وقال الدِّينُ العَهْدُ والأَمرُ الذي كانت تعهده ويقال المَرانة السُّكوتُ الذي مَرَنَتْ عليه الدار وقيل المرانة مَعْرُِفتُها قال الجوهري أَراد المُرُون والعادَة أَي بكثرة وُقُوفي وسَلامي عليها لتَعْرِفَ طاعتي لها ومَرَّانُ شَنُوأَة موضع باليمن وبنو مَرِينا الذين ذكرهم امرؤ القيس فقال فلو في يوْمِ مَعْرَكَةٍ أُصِيبُوا ولكِنْ في دِيارِ بني مَرِينا هم قوم من أَهل الحِيرَة من العُبّاد وليس مَرِينا بكلمة عربية وأَبو مَرينا ضرب من السمك ومُرَيْنةُ اسم موضع قال الزاري تَعاطى كَباثاً من مُرَيْنةَ أَسْوَدا والمَرانة موضع لبني عَقِيلٍ قال لبيد لمن طَلَلٌ تَضَمَّنهُ أُثالُ فشَرْجَهُ فالمَرانةُ فالحِبالُ
( * قوله « فشرجه فالحبال » كذا بالأصل وهو ما صوّبه المجد تبعاً للصاغاني وقال الرواية فالحبال بكسر المهملة وبالباء الموحدة وشرجة بالشين المعجمة والجيم وقول الجوهري والخيال أرض لبني تغلب صحيح والكلام في رواية البيت )
وهو في الصحاح مَرَانة وأَنشد بيت لبيد ابن الأَعرابي يوْمُ مَرْنٍ إِذا كان ذا كِسْوَة وخِلَعٍ ويوم مَرْنٍ إِذا كان ذا فِرارٍ من العدوّ ومَرَّان بالفتح موضع على ليلتين من مكة شرفها الله تعالى على طريق البصرة وبه قبر تميم بن مُرٍّ قال جرير إِني إِذا الشاعِرُ المَغْرُورُ حَرَّبَني جارٌ لقَبْر على مَرّانَ مَرْمُوسِ أَي أَذُبُّ عنه الشعراء وقوله حَرَّبَني أَغضبني يقول تميم بن مُرّ جاري الذي أَعْتَزُّ به فتميم كلها تحميني فلا أُبالي بمن يُغْضِبُني من الشعراء لفخري بتميم وأَما قول منصور قَبْرٌ مَرَرْتُ به على مَرَّانِ فإِنما يعني قبر عمرو بن عُبَيد قال خَلاَّدٌ الأَرْقَطُ حدثني زَمِيلُ عمرو بن عُبيْد قال سمعته في الليلة التي مات فيها يقول اللهم إنك تَعْلم أَنه لم يَعْرِضْ لي أَمرانِ قَطّ أَحدُهما لك فيه رِضاً والآخرُ لي فيه هَوىً إِلاَّ قدَّمْتُ رضاك على هوايَ فاغْفِرْ لي ومر أَبو جعفر المنصورُ على قبره بمَرّان وهو موضع على أَميالٍ من مكة على طريق البصرة فقال صَلَّى الإِلهُ عليكَ من مُتَوَسِّدٍ قَبْراً مَرَرْتُ به على مَرَّانِ قَبْراً تضَمَّنِ مُؤْمِناً مُتخَشِّعاً عَبَدَ الإِلهَ ودانَ بالقُرْآنِ فإِذا الرجالُ تَنازَعوا في شُبْهةٍ فصَلَ الخِطابَ بحِكْمَةٍ وبَيانِ فلو انَّ هذا الدَّهْرَ أَبْقَى مُؤْمِناً أَبْقَى لنا عَمْراً أَبا عُثْمانِ قال وروى صلَّى الإِلهُ على شَخْصٍ تضَمَّنه قبرٌ مَرَرْتُ به على مَرَّانِ

مرجن
التهذيب في الرباعي في التنزيل العزيز يَخْرُجُ منهما اللؤْلؤُ والمَرْجانُ قال المفسرون المرجان صغار اللؤلؤ واللؤلؤ اسم جامع اللحبِّ الذي يخرج من الصدَفة والمَرْجانُ أَشدُّ بياضاً ولذلك خص الياقوت والمرجان فشبه الحور العين بهما قال أَبو الهيثم اختلفوا في المَرْجانِ فقال بعضهم هو البُسَّذُ وهو جوهر أَحمر يقال إِن الجن تُلْقيه في البحر وبيت الأَخطل حجة للقول الأَول كأَنما الفُطْرُ مَرْجان تساقِطُه إِذا عَلا الرَّوْحقَ والمَتْنَينِ والكَفَلا مرزبان في الحديث أَتيت الحِيرَة فرأَيتهم يسْجُدون لمَرْزُبانٍ لهم قال هو بضم الزاي أَحد مَرازبة الفُرْس وهو الفارس الشجاع المُقَدَّمُ على القوم دون المَلِك وهو مُعَرَّب

مرزبان
في الحديث أَتيت الحِيرَة فرأَيتهم يسْجُدون لمَرْزُبانٍ لهم قال هو بضم الزاي أَحد مَرازبة الفُرْس وهو الفارس الشجاع المُقَدَّمُ على القوم دون المَلِك وهو مُعَرَّب

مرفن
ذكر في الرباعي من حرف الراء المُرْفَئِنُّ الساكن بعد النِّفارِ

مزن
المَزْنُ الإِسراع في طلب الحاجة مَزَنَ يَمْزُنُ مَزْناً ومُزُوناً وتَمَزَّنَ مضى لوجهه وذهب ويقال هذا يومُ مَزْنٍ إِذا كان يوم فرار من العدوّ التهذيب قُطْرُبٌ التَّمَزُّنُ التَّظَرُّف وأَنشد بعد ارْقِدادِ العَزَب الجَمْوحِ في الجَهْلِ والتَّمَزُّنِ الرَّبِيحِ قال أَبو منصور التَّمَزُّنُ عندي ههنا تفَعُّل من مَزَن في الأَرض إِذا ذهب فيها كما يقال فلان شاطِرٌ وفلان عَيّارٌ قال رؤبة وكُنَّ بَعْدَ الضَّرْحِ والتَّمَزُّنِ يَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشَاشَ السِّنْسِنِ قال هو من المُزُونِ وهو البعد وتَمَزَّنَ على أَصحابه تفَضِّلَ وأَظهر أَكثر مما عنده وقيل التَّمَزُّنُ أَن ترى لنفسك فضلاً على غيرك ولست هناك قال رَكَّاضٌ الدُّبيريّ يا عُرْوَ إِنْ تَكْذِبْ عَليَّ تَمَزُّناً لما لم يَكُنْ فاكْذِبْ فلستُ بكاذِبِ قال المبرد مَزَّنْتُ الرجلَ تَمْزِيناً إِذا قَرَّظْته من ورائه عند خليفة أَو وال ومَزَنَهُ مَزْناً مدحه والمُزْنُ السحاب عامةٌ وقيل السحاب ذو الماء واحدته مُزْنةٌ وقيل المُزْنَةُ السحابة البيضاء والجمع مُزْنٌ والبَرَدُ حَبُّ المُزْنِ وتكرر في الحديث ذكر المزنِ قال ابن الأَثير المُزْنُ وهو الغيم والسحاب واحدته مُزْنَةٌ ومُزَيْنة تصغير مُزْنةٍ وهي السحابة البيضاء قال ويكون تصغير مَزْنَةٍ يقال مَزَنَ في الأَرض مَزْنَةً واحدة أَي سار عُقْبَةً واحدة وما أَحسن مُزْنَتَه وهو الاسم مثل حُسْوةٍ وحَسْوةٍ والمُزْنَةُ المَطْرَةُ قال أَوْسُ بن حجَرٍ أَلم تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مُزْنَةً وعُفْرُ الظِّباء في الكِناسِ تَقَمَّعُ ؟ وابن مُزْنةَ الهلال حكي ذلك عن ثعلب وأَنشد الجوهري لعمرو بن قَمِيئة كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانحاً فَسِيطٌ لدَى الأُفقِ من خِنْصِرِ ومُزْنُ اسم امرأَة وهو من ذلك والمازِنُ بيض النمل وأَنشد وتَرَى الذَّنِينَ على مَرَاسِنِهِمْ يوم الهِياج كمازِنِ الجَثْلِ ومازِنُ ومُزَيْنةُ حَيّان وقيل مازِن أَبو قبيلة من تميم وهو مازِنُ بن مالك بن عمرو بن تميم ومازِنُ في بني صَعْصَعة بن معاوية ومازِنُ في بني شيبان وقولهم مازِ رأْسَكَ والسيفَ إنما هو ترخيم مازِنٍ اسم رجل لأَنه لو كان صفة لم يجز ترخيمه وكان قد قتله بُجَيْرٌ وقال له هذا القول ثم كثر استعمالهم له فقالوه لكل من أَرادوا قتله يريدون به مُدَّ عنقك ومَزُون اسم من أَسماء عُمَان بالفارسية أَنشد ابن الأَعرابي فأَصْبَحَ العبدُ المَزُونِيُّ عَثِرْ الجوهري كانت العرب تسمِّي عُمَانَ المَزُونَ قال الكُميتُ فأَما الأَزْدُ أَزْدُ سَعِيدٍ فأَكْرَهُ أن أُسَمِّيها المَزُونَا قال الجوهري وهو أَبو سعيد المُهَلَّبُ المَزُونيُّ أَي أَكره أَن أَنْسُبَه إلى المَزُونِ وهي أَرض عُمَانَ يقول هم من مُضَرَ وقال أَبو عبيدة يعني بالمَزونِ المَلاَّحين وكان أَرْدَشِير بابْكان
( * قوله « أردشير بابكان » هكذا بالأصل والصحاح والذي في ياقوت اردشير بن بابك ) جعل الأَزْدَ مَلاَّحين بشِحْر عُمَان قبل الإسلام بستمائة سنة قال ابن بري أَزْدُ أَبي سعيد هم أَزد عُمَانَ وهم رَهْطُ المُهَلَّبِ بن أَبي صُفْرَةَ والمَزُونُ قرية من قرى عُمَان يسكنها اليهودُ والمَلاّحون ليس بها غيرهم وكانت الفرْسُ يسمونَ عُمَانَ المَزُونَ فقال الكميت إن أَزْدَ عُمَان يكرهون أَن يُسَمُّوا المَزُونَ وأَنا أَكره ذلك أَيضاً وقال جرير وأَطْفَأْتُ نِيرانَ المَزونِ وأَهْلِها وقد حاوَلُوها فِتْنةً أَن تُسَعَّرا قال أَبو منصور الجَواليقي المَرُونُ بفتح الميم لعُمان ولا نقل المُزُون بضم الميم قال وكذا وجدته في شعر البَعِيث بن عمرو بن مُرَّةَ بن وُدِّ بن زيد بن مُرَّةَ اليَشْكُرِيِّ يهجو المُهَلَّبَ بن أَبي صُفْرة لما قدم خُرَاسان تبَدَّلَتِ المَنابِرُ من قُرَيْشٍ مَزُونِيّاً بفَقْحَتِه الصَّلِيبُ فأَصْبَحَ قافِلاً كَرَمٌ ومَجْدٌ وأَصْبَحَ قادِماً كَذِبٌ وحُوبُ فلا تَعْجَبْ لكلِّ زمانِ سَوْءٍ رِجالٌ والنوائبُ قد تَنُوبُ قال وظاهر كلام أَبي عبيدة في هذا الفصل أَنها المُزُون بضم الميم لأَنه جعل المُزُون المَلاَّحين في أَصل التسمية ومُزَينة قبيلة من مُضَرَ وهو مُزَيْنة ابنُ أُدِّ بنِ طابخة بن إلْياس بن مُضَر والنسبة إليهم مُزَنِيٌّ وقال ابن بري عند قول الجوهري مُزَينة قبيلة من مُضَر قال مُزَيْنةُ بنتُ كَلْبِ بن وَبْرَةَ وهي أُم عثمانَ وأَوْسِ بن عمرو بن أُدِّ بن طابخة

مسن
أَبو عمرو المَسْنُ المُجون يقال مَسَنَ فلان ومَجَنَ بمعنى واحد والمَسْنُ الضرب بالسوط مسَنَه بالسوط يَمْسُنه مَسْناً ضربه وسياط مُسَّنٌ بالسين والشين منه وسيأْتي ذكره في الشين أَيضاً قال الأَزهري كذا رواه الليث وهو تصحيف وصوابه المُشَّنُ بالشين واحتج بقول رؤبة وفي أَخاديد السياط المُشَّنِ فرواه بالسين والرواة رووه بالشين قال وهو الصواب وسيأْتي ذكره ابن بري مَسَنَ الشيء من الشيءَ اسْتَلَّهُ وأَيضاً ضربه حتى يسقط والمَيْسَنانِيُّ ضرب من الثياب قال أَبو دُوادٍ ويَصُنَّ الوُجوهَ في المَيْسَنانيّ كما صانَ قَرْنَ شَمْسٍ غَمَامُ ومَيْسونُ اسم إمرأَة
( * قوله « وميسون اسم إمرأة » أصل الميسون الحسن القد والوجه عن أبي عمرو قاله في التكملة ) وهي مَيْسُونُ بنت بَحْدَلٍ الكلابية وهي القائلة لَلُبْسُ عَباءَة وتَقَرَّ عَيْني أَحبُّ إلىَّ من لُبْسِ الشُّفُوفِ لَبَيْتٌ تَخْفِقُ الأَرْواحُ فيه أَحبُّ إلىَّ من قَصْرٍ مُنيفِ لَكَلْبٌ يَنْبَحُ الأَضْيافَ وَهْناً أَحبُّ إليَّ من قِطٍّ أَلُوفِ لأَمْرَدُ من شَبابِ بني تميمٍ أَحَبُّ إليَّ من شيْخٍ عَفيفِ
( * قوله « من شيخ عفيف » كذا بالأصل ويروى علج عنيف وعجل عليف )
والمَيْسُونُ فرس ظُهَيْر بن رافع شهد عليه يوم السَّرْج
( * قوله « يوم السرج » كذا بالأصل بالجيم والذي في نسخة من التهذيب بالحاء محركاً )

مسكن
جاء في الخبر أَنه نهى عن بيع المُسْكانِ روي عن أَبي عمرو أَنه قال المَساكِين العَرَابين واحدها مُسْكان والمَساكِين الأَذلاَّء المقهورون وإن كانوا أَغنياء

مشن
المَشْنُ ضَرْب من الضرب بالسياط يقال مشَنَه ومَتَنه مَشَناتٍ أَي ضربات مَشَنه بالسوط يَمْشُنه مَشْناً ضربه كمَشَقه ابن الأَعرابي يقال مَشَقْتُه عشرين سوطاً ومَتَخْته ومَشَنْتُه وقال زَلَعْتُه بالعين وشَلَقْتُه ويقال مَشَنَ ما في ضرْعِ الناقة ومَشَقه إذا حلب أَبو تراب عن الكلابي امْتَشَلْتُ الناقة وامتَشَنْتُها إذا حلبتها ومَشَّنَتِ الناقةُ تَمْشِيناً دَرَّتْ كارهة والمَشْنُ الخَدْشُ ومَشَنَني الشيءُ سحَجَني وخَدَشني قال العجاج وفي أَخادِيدِ السِّياط المَشْنِ ونسبه ابن بري لرؤبة قال وصوابه وفي أَخادِيدِ السِّياطِ المُشَّنِ شافٍ لبَغْيِ الكَلِب المُشَيْطَنِ قال والمُشَّنُ جمع ماشن والمَشْنُ القَشْرُ يريد وفي الضرب بالسياط التي تَخُدُّ الجلد أَي تجعل فيه كالأَخاديد والكَلِبُ المُشَيْطَنُ المُتَشَيْطِن ابن الأَعرابي المَشْنُ مسح اليد بالشيء الخشن والعرب تقول كأَن وجهه مُشِنَ بقَتادةٍ أَي خُدِش بها وذلك في الكراهة والعُبوس والغضب ابن الأَعرابي مَرَّتْ بي غِرارَةٌ فمَشَنَتْني وأَصابتني مَشْنةٌ وهو الشيء له سعة ولا غَوْرَ له فمنه ما بَضَّ منه دم ومنه ما لم يجرح الجلد يقال منه مَشَنه بالسيف إذا ضربه فقشر الجلد قال أَبو منصور سمعت رجلاً من أَهل هَجَرَ يقول لآخر مَشِّنِ الليفَ أَي مَيِّشْه وانْفُشْه للتَّلْسين والتلسين أَن يُسَوَّى الليف قطعة قطعة ويضم بعضها إلى بعض ومَشَنَ المرأَة نكحها وامرأَة مِشَانٌ سليطةٌ مشاتِمَةٌ قال وهَبْتَه من سَلْفَعٍ مِشَانِ كذِئبَة تَنْبَحُ بالرُّكْبانِ أَي وهَبْتَ يا رب هذا الولد من امرأَة غير مرضية والمِشانُ من النساء السليطة المُشاتمة وتَماشَنا جِلْدَ الظَّرِبان إذا اسْتَبّا أَقْبح ما يكون من السِّباب حتى كأَنهما تنازعا جلد الظَّرِبان وتجاذباه عن ابن الأَعرابي أَبو تراب إن فلاناً ليَمْتَشُّ من فلان ويَمْتَشِنُ أَي يُصِيب منه ويقال امْتشِنْ منه ما مَشَنَ لك أَي خذ ما وجدت وامتَشَنَ ثوبه انتزعه وامتَشَنَ سيفه اخترطه وامتَشَنْتُ الشيء اقتطعته واخْتَلسته وامتَشَنَ الشيء اختطفه عن ابن الأَعرابي والمُِشَانُ نوع من التمر وروى الأَزهري بسنده عن عثمان بن عبد الوهاب الثَّقَفي قال اختلف أَبي وأَبو يوسف عند هرون فقال أَبو يوسف أَطْيَبُ الرُّطَبِ المُشانُ وقال أَبي أَطيب الرطب السُّكَّرُ فقال هرون يُحْضَرانِ فلما حَضَرا تناول أَبو يوسف السُّكَّرَ فقلت له ما هذا ؟ فقال لما رأَيت الحقَّ لم أَصبر عنه ومن أَمثال أَهل العراق بِعلَّةِ الوَرَشانِ تأْكُلُ الرُّطَبَ المُشانَ وفي الصحاح تأْكل رُطَبَ المُشانِ بالإضافة قال ولا تقل تأْكل الرُّطَبَ المُشانَ قال ابن بري المُشانُ نوع من الرطب إلى السواد دقيق وهو أَعجمي سماه أَهل الكوفة بهذا الاسم لأَن الفُرْسَ لما سمعت بأُمِّ جِرْذان وهي نخلة كريمة صفراء البُسْرِ والتمر ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لها مرتين فلما جاء الفُرْسُ قالوا أَين مُوشانُ ؟ والمُوشُ الجُرَذُ يريدون أَين أُم الجِرْذانِ وسميت بذلك لأَن الجِرْذان تأْكل من رطبها لأَنها تلقطه كثيراً والمِشَانُ اسم رجل والله أَعلم

مطن
مطَان موضع أَو
( * كذا بياض بالأصل ) وأَنشد كراع كما عادَ الزمانُ على مِطان قال ابن سيده ولم يفسره

مطرن
الماطِرُونُ والماطِرُونَ موضع قال الأَخطل ولها بالماطِرونِ إذا أَكَلَ النَّمْلُ الذي جَمَعا قال ابن جني ليست النون فيه بزيادة لأَنها تعرب

معن
مَعَنَ الفرسُ ونحوه يَمْعَنُ مَعْناً وأَمْعَنَ كلاهما تباعد عادياً وفي الحديث أَمْعَنْتُمْ في كذا أَي بالغتم وأَمْعَنُوا في بلد العدوّ وفي الطلب أَي جدُّوا وأَبعدوا وأَمْعَنَ الرجلُ هرب وتباعد قال عنترة ومُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزَالَه لا مُمْعِنٍ هَرَباً ولا مُسْتَسْلِم والماعُونُ الطاعة يقال ضرَبَ الناقة حتى أَعطت ماعونها وانقادت والمَعْنُ الإِقرار بالحق قال أَنس لمُصْعَب بن الزُّبَير أَنْشُدُكَ الله في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل عن فراشه وقعد على بساطه وتمعَّنَ عليه وقال أَمْرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرأْس والعين تَمَعَّنَ أَي تصاغر وتذلل انقياداً من قولهم أَمْعَنَ بحقي إذا أَذعن واعترف وقال الزمخشري هو من المَعانِ المكان يقال موضع كذا مَعَان من فلان أَي نزل عن دَسْتِه وتمكن على بساطه تواضعاً ويروى تَمَعَّكَ عليه أَي تقلب وتَمَرَّغ وحكى الأَخفش عن أَعرابي فصيح لو قد نزلنا لصنعت بناقتك صنيعاً تعطيك الماعونَ أَي تنقاد لك وتطيعك وأَمْعَنَ بحقي ذهب وأَمْعَنَ لي به أَقَرَّ بعد جَحْد والمَعْن الجحود والكفر للنعم والمَعْنُ الذل والمَعْنُ الشيء السهل الهين والمَعْنُ السهل اليسير قال النِّمِرُ بن توْلَب ولا ضَيَّعْتُه فأُلامَ فيه فإنَّ ضَياعَ مالِكَ غَيْرُ مَعْنِ أَي غير يسير ولا سهل وقال ابن الأَعرابي غير حَزْمٍ ولا كَيْسٍ من قوله أَمْعَن لي بحقي أَي أَقرّ به وانقاد وليس بقوي وفي التنزيل العزيز ويمنعون الماعُونَ روي عن علي رضوان الله عليه أَنه قال الماعون الزكاة وقال الفراء سمعت بعض العرب يقول الماعون هو الماء بعينه قال وأَنشدني فيه يَمُجُّ صَبِيرُهُ الماعونَ صَبّاً قال الزجاج من جعل الماعُونَ الزكاة فهو فاعولٌ من المَعْنِ وهو الشيء القليل فسميت الزكاة ماعُوناً بالشيء القليل لأَنه يؤخذ من المال ربع عشره وهو قليل من كثير والمَعْنُ والماعون المعروف كله لتيسره وسهولته لدَيْنا بافتراض الله تعالى إياه علينا قال ابن سيده والماعونُ الطاعة والزكاة وعليه العمل وهو من السهولة والقلة لأنها جزء من كل قال الراعي قوْمٌ على التَّنْزيِلِ لَمَّا يَمْنَعُوا ماعونَهم ويُبَدِّلُوا التَّنْزِيلا
( * قوله « على التنزيل » كذا بالأصل والذي في المحكم والتهذيب على الإسلام وفي التهذيب وحده ويبدلوا التنزيلا ويبدلوا تبديلا )
والماعون أَسقاط البيت كالدَّلوِ والفأْس والقِدْرِ والقَصْعة وهو منه أَيضاً لأَنه لا يكْرِثُ معطيه ولا يُعَنِّي كاسبَه وقال ثعلب الماعون ما يستعار من قَدُومٍ وسُفْرةٍ وشَفْرةٍ وفي الحديث وحُسْنُ مُواساتهم بالماعون قال هو اسم جامع لمنافع البيت كالقِدْرِ والفأْس وغيرهما مما جرت العادة بعارِيته قال الأَعشى بأَجْوَدَ منه بماعُونِه إذا ما سَمَاؤهم لم تَغِمْ ومن الناس من يقول الماعون أَصله مَعُونة والأَلف عوض من الهاء والماعون المَطَرُ لأَنه يأْتي من رحمة الله عَفْواً بغير علاج كما تُعالجُ الأَبآرُ ونحوها من فُرَض المَشارب وأَنشد أَيضاً أَقُولُ لصاحبي ببِراقِ نَجْدٍ تبَصَّرْ هَلْ تَرَى بَرْقاً أَراهُ ؟ يَمُجُّ صَبِيرُهُ الماعُونَ مَجّاً إذا نَسَمٌ من الهَيْفِ اعْتراهُ وزَهرٌ مَمْعُونٌ ممطور أُخذ من ذلك ابن الأَعرابي رَوْضٌ ممعون بالماء الجاري وقال عَدِيُّ بن زيد العَبّادي وذي تَنَاوِيرَ ممْعُونٍ له صَبَحٌ يَغْذُو أَوابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا وقول الحَذْلَمِيّ يُصْرَعْنَ أَو يُعْطِينَ بالماعُونِ فسره بعضهم فقال الماعون ما يَمْنَعْنَهُ منه وهو يطلبه منهن فكأَنه ضد والماعون في الجاهلية المنفعة والعطية وفي الإسلام الطاعة والزكاة والصدقة الواجبة وكله من السهولة والتَّيَسُّر وقال أَبو حنيفة المَعْنُ والماعُونُ كل ما انتفعت به قال ابن سيده وأُراه ما انْتُفِع به مما يأْتي عَفْواً وقوله تعالى وآوَيْناهما إلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ قال الفراء ذاتِ قَرارٍ أَرضٍ منبسطة ومَعِينٍ الماءُ الظاهر الجاري قال ولك أَن تجعل المَعِينَ مفْعولاً من العُيُون ولك أَن تجعله فَعِيلاً من الماعون يكون أَصله المَعْنَ والماعُونُ الفاعولُ وقال عُبيدٌ واهيةٌ أَو مَعِينٌ مُمْعِنٌ أَو هَضْبةٌ دونها لهُوبُ
( * قوله « واهية البيت » هو هكذا بهذا الضبط في التهذيب إلا أن فيه دونها الهبوب بدل لهوب )
والمَعْنُ والمَعِينُ الماء السائل وقيل الجاري على وجه الأَرض وقيل الماء العذب الغزير وكل ذلك من السُّهولة والمَعْنُ الماء الظاهر والجمع مُعُنٌ ومُعُناتٌ ومياهٌ مُعْنانٌ وماء مَعِينٌ أَي جارٍ ويقال هو مفْعول من عِنْتُ الماءَ إذا استنبطته وكَلأٌ مَمْعون جرى فيه الماءُ والمُعُناتُ والمُعْنانُ المَسايل والجوانب من السُّهولة أَيضاً والمُعْنانُ مَجاري الماء في الوادي ومَعَنَ الوادي كثر فيه الماء فسَهُلَ مُتَناوَلُه ومَعُنَ الماءُ مَعَنَ يَمْعَنُ مُعوناً وأَمْعَنَ سَهُلَ وسال وقيل جرى وأَمْعَنَه هو ومَعِنَ الموضعُ والنبتُ رَوِيَ من الماء قال تميم بن مُقْبل يَمُجُّ بَرَاعِيمَ من عَضْرَسٍ تَرَاوَحَه القَطْرُ حتى مَعِنْ أَبو زيد أَمْعَنَتِ الأَرضُ ومُعِنَتْ إذا رَوِيَتْ وقد مَعَنها المطرُ إذا تتابع عليها فأَرواها وفي هذا الأَمر مَعْنةٌ أَي إصلاح ومَرَمَّةٌ ومعَنَها يَمْعَنُها مَعْناً نكحها والمَعْنُ الأَديمُ والمَعْنُ الجلد الأَحمر يجعل على الأَسْفاط قال ابن مقبل بلا حِبٍ كمَقَدِّ المََعْنِ وَعَّسَه أَيدي المَراسِلِ في رَوْحاته خُنُفَا ويقال للذي لا مال له ما له سَعْنةٌ ولا مَعْنةٌ أَي قليل ولا كثير وقال اللحياني معناه ما له شيء ولا قوم وقال ابن بري قال القالي السَّعْنُ الكثير والمَعْنُ القليل قال وبذلك فسر ما له سَعْنةٌ ولا مَعْنةٌ قال الليث المَعْنُ المعروف والسَّعْنُ الوَدَكُ قال الأَزهري والمَعْنُ القليل والمَعْنُ الكثير والمَعْنُ القصير والمَعْنُ الطويل والمَعْنِيُّ القليل المال والمَعْنِيُّ الكثير المال وأَمْعَنَ الرجلُ إذا كثر ماله وأَمْعَنَ إذا قلَّ ماله وحكى ابن بري عن ابن دريد ماء مَعْنٌ ومَعِينٌ وقد مَعُنَ فهذا يدل على أَن الميم أَصل ووزنه فَعيل وعند الفراء وزنه مفْعول في الأَصل كمَنِيع وحكى الهَرَوِيُّ في فصل عين عن ثعلب أَنه قال عانَ الماءُ يَعِينُ إذا جرى ظاهراً وأَنشد للأَخطل حَبَسوا المَطِيَّ على قَدِيمٍ عَهْدُه طامٍ يَعِينُ وغائِرٌ مَسْدُومُ والمَعَانُ المَباءَةُ والمَنزل ومَعانُ القوم منزلهم يقال الكوفة مَعانٌ منَّا أَي منزل منا قال الأَزهري الميم من مَعانٍ ميم مَفْعَلٍ ومَعانٌ موضع بالشام ومَعِينٌ اسم مدينة باليمن قال ابن سيده ومَعِينٌ موضع قال عمرو بن مَعْديكرب دعانا من بَراقِشَ أَو مَعينٍ فأَسْمَعَ واتْلأَبَّ بنا مَلِيعُ وقد يكون مَعِين هنا مفعولاً من عِنْتُهُ وبنو مَعْنٍ بطن ومَعْنٌ فرس الخَمْخامِ بن جَمَلَةَ ورجل مَعْنٌ في حاجته وقولهم حَدِّثْ عن مَعْنٍ ولا حَرَجَ هو مَعْنُ بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مَطَر بن شَرِيكِ بن عمرو الشيباني وهو عم يزيدَ بن مِزْيَد بن زائدة الشيباني وكان مَعْنٌ أَجود العرب قال ابن بري قال الجوهري هو مَعْنُ بن زائدة بن مَطَرِ بن شَرِيك قال وصوابه مَعْنُ بن زائدة ابن عبد الله بن زائدة بن مَطر بن شريكٍ ونسخة الصحاح التي نقَلْتُ منها كانت كما ذكره ابن بري من الصواب فإما أَن تكون النسخة التي نقلْتُ منها صُحِّحتْ من الأَمالي وإما أَن يكون الشيخ ابن بري نقل من نسخة سقط منها جَدّان وفي الحديث ذكر بئر مَعُونةَ بفتح الميم وضم العين في أَرض بني سُليمٍ فيما بين مكة والمدينة وأَما بالغين المعجمة فموضع قريب من المدينة

مغن
بئرُ مَغُونَة بالغين المعجمة موضع قريب من المدينة وأَما بئر مَعُونة بالعين المهملة فقد تقدم آنفاً والله أََعلم

مغدن
مَغْدانُ اسم لبَغْدادَ مدينة السَّلام وقد تقدم ذكرها والاختلاف في اسمها في حرف الدال في ترجمة بغدد والله أَعلم

مكن
المَكْنُ والمَكِنُ بيضُ الضَّبَّةِ والجَرَادة ونحوهما قال أَبو الهِنْديّ واسمه عبد المؤمن بن عبد القُدُّوسِ ومَكْنُ الضِّبابِ طَعامُ العُرَيب ولا تشْتَهِيه نفُوسُ العَجَمْ واحدته مَكْنةٌ ومَكِنة بكسر الكاف وقد مَكِنَتِ الضَّبَّةُ وهي مَكُونٌ وأَمْكَنتْ وهي مُمْكِنٌ إذا جمعت البيض في جوفها والجَرادةُ مثلها الكسائي أَمْكَنَتِ الضَّبَّةُ جمعت بيضها في بطنها فهي مَكُونٌ وأَنشد ابن بري لرجل من بني عُقيل أَراد رَفِيقي أَنْ أَصيدَهُ ضَبَّةً مَكُوناً ومن خير الضِّباب مَكُونُها وفي حديث أَبي سعيد لقد كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يُهْدَى لأَحدنا الضَّبَّةُ المَكُونُ أَحَبُّ إليه من أَن يُهْدَى إليه دجاجةٌ سمينة المَكُونُ التي جمعت المَكْنَ وهو بيضها يقال ضبة مَكُونٌوضَبٌّ مَكُونٌ ومنه حديث أَبي رجاءٍ أَيُّما أَحبُّ إليك ضَبٌّمَكُون أَو كذا وكذا ؟ وقيل الضبَّةُ المَكُونُ التي على بيضها ويقال ضِبابٌ مِكانٌ قال الشاعر وقال تعَلَّمْ أَنها صَفَريَّةٌ مِكانٌ بما فيها الدَّبَى وجَنادِبُهْ الجوهري المَكِنَةُ بكسر الكاف واحدة المَكِنِ والمَكِناتِ وقوله صلى الله عليه وسلم أَقِرُّوا الطير على مَكِناتها ومَكُناتها بالضم قيل يعني بيضها على أَنه مستعار لها من الضبة لأَن المَكِنَ ليس للطير وقيل عَنى مَوَاضع الطير والمكنات في الأَصل بيض الضِّباب قال أَبو عبيد سأَلت عِدَّةً من الأَعراب عن مَكِناتِها فقالوا لا نعرف للطير مَكِناتٍ وإِنما هي وُكُنات إنما المَكِناتُ بيض الضِّبابِ قال أَبو عبيد وجائز في كلام العرب أَن يستعار مَكْنُ الضِّبابِ فيجعل للطير تشبيهاً بذلك كما قالوا مَشافر الحَبَشِ وإنما المَشافر للإبل وكقول زهير يصف الأَسد لدَى أَسَدٍ شاكي السِّلاح مُقَذَّفٍ له لِبَدٌ أَظفارُه لم تُقَلَّمِ وإنما له المَخالِبُ قال وقيل في تفسير قوله أَقِرُّوا الطير على مَكِناتها يريد على أَمْكِنتها ومعناه الطير التي يزجر بها يقول لا تَزْجُرُوا الطير ولا تلتفتوا إليها أَقِرُّوها على مواضعها التي جعلها الله لها أَي لا تضر ولا تنفع ولا تَعْدُوا ذلك إلى غيره وقال شمر الصحيح في قوله على مَكِناتِها أَنها جمع المَكِنَة والمَكِنةُ التمكن تقول العرب إن بني فلان لذوو مَكِنةٍ من السلطان أي تَمكُّنٍ فيقول أَقِرُّوا الطير على كل مَكِنةٍ ترَوْنَها عليها ودَعُوا التطير منها وهي مثل التَّبِعةِ مِنَ التَّتبُّعِ والطَّلِبةِ من التَّطلُّب قال الجوهري ويقال الناس على مَكِناتِهم أَي على استقامتهم قال ابن بري عند قول الجوهري في شرح هذا الحديث ويجوز أَن يراد به على أَمْكِنتها أَي على مواضعها التي جعلها الله تعالى لها قال لا يصح أَن يقال في المَكِنة إنه المكان إلا على التَّوَسُّعِ لأَن المَكِنة إنما هي بمعنى التَّمكُّنِ مثل الطَّلِبَة بمعنى التَّطَلُّبِ والتَّبِعَةِ بمعنى التَّتبُّع يقال إنَّ فلاناً لذو مَكِنةٍ من السلطان فسمي موضع الطير مَكِنةً لتمَكُّنه فيه يقول دَعُوا الطير على أَمْكِنتها ولا تَطَيَّرُوا بها قال الزمخشري ويروى مُكُناتها جمع مُكُنٍ ومُكُنٍ ومُكُنٌ جمع مَكانٍ كصُعُداتٍ في صُعُدٍ وحُمُراتٍ في حُمُرٍ وروى الأَزهري عن يونس قال قال لنا الشافعي في تفسير هذا الحديث قال كان الرجل في الجاهلية إذا أَراد الحاجة أَتى الطير َ ساقطاً أَو في وَكْرِه فنَفَّرَهُ فإن أَخذ ذات اليمين مضى لحاجته وإن أَخذ ذات الشمال رجع فنَهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال الأَزهري والقول في معنى الحديث ما قاله الشافعي وهو الصحيح وإليه كان يذهب ابن عُيَيْنةَ قال ابن الأَعرابي الناس على سَكِناتِهم ونَزِلاتِهم ومَكِناتِهم وكلُّ ذي ريشٍ وكلُّ أَجْرَدَ يبيض وما سواهما يلد وذو الريش كل طائر والأَجْرَدُ مثل الحيات والأَوْزاغ وغيرهما مما لا شعر عليه من الحشرات والمَكانةُ التُّؤدَةُ وقد تَمَكَّنَ ومَرَّ على مَكِينته أَي على تُؤدَتِه أَبو زيد يقال امْشِ على مَكِينتِكَ ومَكانتك وهِينَتِكَ قال قطرب يقال فلان يعمل على مَكِينتِه أَي على اتِّئاده وفي التنزيل العزيز اعْمَلُوا على مَكانَتِكم أَي على حيالِكم وناحيتكم وقيل معناه أَي على ما أَنتم عليه مستمكنون الفراء لي في قلبه مَكانَةٌ ومَوْقِعة ومَحِلَّةٌ أَبو زيد فلان مَكين عند فلان بَيِّنُ المَكانَةِ يعني المنزلة قال الجوهري وقولهم ما أَمكنه عند الأَمير شاذ قال ابن بري وقد جاء مَكُنَ يَمْكُنُ قال القُلاخُ حيث تَثَنَّى الماءُ فيه فمَكُنْ قال فعلى هذا يكون ما أَمْكَنَه على القياس ابن سيده والمَكانةُ المَنْزلة عند الملك والجمع مَكاناتٌ ولا يجمع جمع التكسير وقد مَكُنَ مَكانَةً فهو مَكِينٌ والجمع مُكَناء وتَمَكَّنَ كَمَكُنَ والمُتَمَكِّنُ من الأَسماء ما قَبِلَ الرفع والنصب والجر لفظاً كقولك زيدٌ وزيداً وزيدٍ وكذلك غير المنصرف كأَحمدَ وأَسْلَمَ قال الجوهري ومعنى قول النحويين في الاسم إنه متمكن أَي أَنه معرب كعمر وإبراهيم فإذا انصرف مع ذلك فهو المُتَمَكِّنُ الأَمْكَنُ كزيد وعمرو وغير المتمكن هو المبني ككَيْفَ وأَيْنَ قال ومعنى قولهم في الظرف إنه مُتَمَكِّنٌ أَنه يستعمل مرة ظرفاً ومرة اسماً كقولك جلست خلْفَكَ فتنصب ومجلسي خَلْفُكَ فترفع في موضع يصلح أَن يكون ظَرْفاً وغير المُتَمَكِّن هو الذي لا يستعمل في موضع يصلح أَن يكون ظَرْفاً إلا ظرفاً كقولك لقيته صباحاً وموعدك صباحاً فتنصب فيهما ولا يجوز الرفع إذا أَردت صباح يوم بعينه وليس ذلك لعلة توجب الفرق بينهما أَكثر من استعمال العرب لها كذلك وإنما يؤْخذ سماعاً عنهم وهي صباحٌ وذو صباحٍ ومَساء وذو مَساء وعَشِيّة وعِشاءٌ وضُحىً وضَحْوَة وسَحَرٌ وبُكَرٌ وبُكْرَةٌ وعَتَمَةٌ وذاتُ مَرَّةٍ وذاتُ يَوْمٍ وليلٌ ونهارٌ وبُعَيْداتُ بَيْنٍ هذا إذا عَنَيْتَ بهذه الأَوقات يوماً بعينه فأَما إذا كانت نكرة أَو أَدخلت عليها الأَلف واللام تكلمت بها رفعاً ونصباً وجرّاً قال سيبويه أَخبرنا بذلك يونس قال ابن بري كل ما عُرِّفَ من الظروف من غير جهة التعريف فإنه يلزم الظرفية لأَنه ضُمِّنَ ما ليس له في أَصل وضعه فلهذا لم يجز سِيَرَ عليه سَحَرٌ لأَنه معرفة من غير جهة التعريف فإن نكرته فقلت سير عليه سَحَرٌ جاز وكذلك إن عرَّفْتَه من غير جهة التعريف فقلت سِيَر عليه السَّحَرُ جاز وأَما غُدْوَةٌ وبُكْرَة فتعريفهما تعريف العَلميَّة فيجوز رفعهما كقولك سيرَ عليه غُدْوَةٌ وبُكْرَةٌ فأَما ذو صَباحٍ وذاتُ مرَّةٍ وقبلُ وبعدُ فليست في الأَصل من أَسماء الزمان وإنما جعلت اسماً له على توسع وتقدير حذف أَبو منصور المَكانُ والمَكانةُ واحد التهذيب الليث مكانٌ في أَصل تقدير الفعل مَفْعَلٌ لأَنه موضع لكَيْنونةِ الشيء فيه غير أَنه لما كثر أَجْرَوْهُ في التصريف مُجْرَى فَعال فقالوا مَكْناً له وقد تَمَكَّنَ وليس هذا بأَعْجَب من تَمَسْكَن من المَسْكَن قال والدليل على أَن المَكانَ مَفْعَل أَن العرب لا تقول في معنى هو منِّي مَكانَ كذا وكذا إلا مَفْعَلَ كذا وكذا بالنصب ابن سيده والمكانُ الموضع والجمع أَمْكِنة كقَذَال وأَقْذِلَةٍ وأَماكِنُ جمع الجمع قال ثعلب يَبْطُل أَن يكون مَكانٌ فَعالاً لأَن العرب تقول كُنْ مَكانَكَ وقُم مكانَكَ واقعد مَقْعَدَك فقد دل هذا على أَنه مصدر من كان أَو موضع منه قال وإنما جُمِعَ أَمْكِنَةً فعاملوا الميم الزائدة معاملة الأَصلية لأَن العرب تشَبِّه الحرف بالحرف كما قالوا مَنارة ومنائِر فشبهوها بفَعالةٍ وهي مَفْعَلة من النور وكان حكمه مَنَاوِر وكما قيل مَسِيل وأَمْسِلة ومُسُل ومُسْلان وإنما مَسيلٌ مَفْعِلٌ من السَّيْلِ فكان يَنبغي أَن لا يُتَجاوز فيه مسايل لكنهم جعلوا الميم الزائدة في حكم الأَصلية فصار معفْعِل في حكم فَعِيل فكُسِّر تكسيرَه وتَمَكَّنَ بالمكان وتَمَكَّنَه على حذف الوَسِيط وأَنشد سيبويه لما تَمَكَّنَ دُنْياهُمْ أَطاعَهُمُ في أَيّ نحْوٍ يُميلوا دِينَهُ يَمِلِ قال وقد يكون
( * قوله « قال وقد يكون إلخ » ضمير قال لابن سيده لأن هذه عبارته في المحكم ) تمكن دنياهم على أَن الفعل للدنيا فحذف التاء لأَنه تأْنيث غير حقيقي وقالوا مَكانَك تُحَذِّره شيئاً من خَلْفه الجوهري مَكَّنَه اللهُ من الشيءِ وأَمْكَنَه منه بمعنى وفلان لا يُمْكِنُه النُّهُوضُ أَي لا يقدر عليه ابن سيده وتَمَكَّنَ من الشيءِ واسْتَمْكَنَ ظَفِر والاسم من كل ذلك المكانَةُ قال أَبو منصور ويقال أَمْكَنني الأَمرُ يمْكِنُني فهو مُمْكِنٌ ولا يقال أَنا أُمْكِنُه بمعنى أَستطيعه ويقال لا يُمْكِنُكَ الصعود إلى هذا الجبل ولا يقال أَنت تُمْكِنُ الصعود إليه وأَبو مَكِينٍ رجلٌ والمَكْنانُ بالفتح والتسكين نبت ينبت على هيئة ورق الهِنْدِباء بعض ورقه فوق بعض وهو كثيف وزهرته صفراء ومَنْبتُه القِنانُ ولا صَيُّورَ له وهو أَبطأُ عُشْب الربيع وذلك لمكان لينه وهو عُشْبٌ ليس من البقل وقال أَبو حنيفة المَكْنانُ من العشب ورقته صفراء وهو لين كله وهو من خير العُشْبِ إذا أَكلته الماشية غَزُرَتْ عليه فكثرت أَلبانها وخَثُرتْ واحدته مَكْنانةٌ قال أَبو منصور المَكْنان من بُقُول الربيع قال ذو الرمة وبالرَّوْضِ مَكْنانٌ كأَنَّ حَدِيقَهُ زَرَابيُّ وَشَّتْها أَكُفُّ الصَّوانِعِ وأَمْكَنَ المكانُ أَنبت المَكْنانَ وقال ابن الأَعرابي في قول الشاعر رواه أَبو العباس عنه ومَجَرّ مُنْتَحَرِ الطَّليّ تَناوَحَتْ فيه الظِّباء ببطن وادٍ مُْمْكِنِ قال مُمْكِن يُنْبِت المَكْنانَ وهو نبت من أَحرار البقول قال الشاعر يصف ثوراً أَنشده ابن بري حتى غَدا خَرِماً طَأْى فَرائصَه يَرْعى شَقائقَ من مَرْعىً ومَكْنان
( * قوله « طأى فرائصه » هكذا في الأصل بهذا الضبط ولعله طيا فرائصه بمعنى مطوية )
وأَنشد ابن بري لأَبي وجزة يصف حماراً تَحَسَّرَ الماءُ عنه واسْتَجَنَّ به إلْفانِ جُنَّا من المَكْنانِ والقُطَبِ جُمادَيَيْنِ حُسُوماً لا يُعايِنُه رَعْيٌ من الناس في أَهْلٍ ولا غَرَبِ وقال الراجز وأَنت إن سَرَّحْتَها في مَكْنانْ وَجَدْتَها نِعْمَ غَبُوقُ الكَسْلانْ

منن
مَنَّهُ يَمُنُّه مَنّاً قطعه والمَنِينُ الحبل الضعيف وحَبل مَنينٌ مقطوع وفي التهذيب حبل مَنينٌ إذا أخْلَقَ وتقطع والجمع أَمِنَّةٌ ومُنُنٌ وكل حبل نُزِحَ به أَو مُتِحَ مَنِينٌ ولا يقال للرِّشاءِ من الجلد مَنِينٌ والمَنِينُ الغبار وقيل الغبار الضعيف المنقطع ويقال للثوب الخَلَقِ والمَنُّ الإعْياء والفَتْرَةُ ومََنَنْتُ الناقة حَسَرْتُها ومَنَّ الناقة يَمُنُّها مَنّاً ومَنَّنَها ومَنَّن بها هزلها من السفر وقد يكون ذلك في الإنسان وفي الخبر أَن أَبا كبير غزا مع تأَبَّطَ شَرّاً فمَنَّنَ به ثلاثَ ليالٍ أَي أَجهده وأَتعبه والمُنَّةُ بالضم القوَّة وخص بعضهم به قوة القلب يقال هو ضعيف المُنَّة ويقال هو طويل الأُمَّة حَسَنُ السُّنَّة قوي المُنّة الأُمة القامة والسُّنّة الوجه والمُنّة القوة ورجل مَنِينٌ أَي ضعيف كأنَّ الدهر مَنَّه أَي ذهب بمُنَّته أَي بقوته قال ذو الرمة مَنَّهُ السير أَحْمقُ أَي أَضعفه السير والمَنينُ القوي وَالمَنِينُ الضعيف عن ابن الأَعرابي من الأَضداد وأَنشد يا ريَّها إن سَلِمَتْ يَميني وَسَلِمَ الساقي الذي يَلِيني ولم تَخُنِّي عُقَدُ المَنِينِ ومَنَّه السر يَمُنُّه مَنّاً أَضعفه وأَعياه ومَنَّه يَمُنُّه مَنّاً نقصه أَبو عمرو المَمْنون الضعيف والمَمْنون القويّ وقال ثعلب المَنينُ الحبل القوي وأَنشد لأَبي محمد الأَسدي إذا قَرَنْت أَرْبعاً بأَربعِ إلى اثنتين في مَنين شَرْجَعِ أَي أَربع آذان بأَربع وَذَماتٍ والاثنتان عرْقُوتا الدلو والمَنينُ الحبل القويّ الذي له مُنَّةٌ والمَنِينُ أَيضاً الضعيف وشَرْجَعٌ طويل والمَنُونُ الموت لأَنه يَمُنُّ كلَّ شيء يضعفه وينقصه ويقطعه وقيل المَنُون الدهر وجعله عَدِيُّ بن زيد جمعاً فقال مَنْ رَأَيْتَ المَنُونَ عَزَّيْنَ أَمْ مَنْ ذا عَلَيْه من أَنْ يُضامَ خَفِيرُ وهو يذكر ويؤنث فمن أَنث حمل على المنية ومن ذَكَّرَ حمل على الموت قال أَبو ذؤيب أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبه تَتَوَجَّعُ والدهرُ ليس بمُعْتِبٍ من يَجْزَعُ ؟ قال ابن سيده وقد روي ورَيْبها حملاً على المنِيَّة قال ويحتمل أَن يكون التأْنيث راجعاً إلى معنى الجنسية والكثرة وذلك لأَن الداهية توصف بالعموم والكثرة والانتشار قال الفارسي إنما ذكّره لأَنه ذهب به إلى معنى الجنس التهذيب من ذكّر المنون أَراد به الدهر وأَنشد بيت أَبي ذؤيب أَيضاً أَمِنَ المَنُون ورَيْبه تَتَوَجَّعُ وأَنشد الجوهري للأَعشى أَأَن رأَتْ رجلاً أَعْشى أَضرَّ به رَيْبُ المَنُونِ ودهْرٌ مُتبلٌ خبِل ابن الأَعرابي قال الشَّرْقِيّ بن القُطامِيِّ المَنايا الأحداث والحمام الأَجَلُ والحَتْفُ القَدَرُ والمَنُون الزمان قال أَبو العباس والمَنُونُ يُحْمَلُ معناه على المَنايا فيعبر بها عن الجمع وأَنشد بيت عَدِيّ بن زيد مَن رأَيْتَ المَنونَ عَزَّيْنَ أَراد المنايا فلذلك جمع الفعل والمَنُونُ المنية لأَنها تقطع المَدَدَ وتنقص العَدَد قال الفراء والمَنُون مؤنثة وتكون واحدة وجمعاً قال ابن بري المَنُون الدهر وهواسم مفرد وعليه قوله تعالى نَتَرَبَّصُ به رَيْبَ المَنُونِ أَي حوادث الدهر ومنه قول أَبي ذؤيب أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبِه تَتَوَجَّعُ قال أَي من الدهر وريبه ويدل على صحة ذلك قوله والدهرُ ليس بمُعْتِبٍ من يَجْزَعُ فأَما من قال وريبها فإنه أَنث على معنى الدهور ورده على عموم الجنس كقوله تعالى أَو الطِّفْل الذين لم يظهروا وكقول أَبي ذؤيب فالعَيْن بعدهُمُ كأَنَّ حِدَاقَها وكقوله عز وجل ثم اسْتَوى إلى السماء فسَوَّاهُنَّ وكقول الهُذَليِّ تَراها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رأْسا قال ويدلك على أَن المَنُون يرادُ بها الدُّهور قول الجَعْديّ وعِشْتِ تعيشين إنَّ المَنُو نَ كانَ المَعايشُ فيها خِساسا قال ابن بري فسر الأَصمعي المَنُون هنا بالزمان وأَراد به الأَزمنة قال ويدُلّك على ذلك قوله بعد البيت فَحِيناً أُصادِفُ غِرَّاتها وحيناً أُصادِفُ فيها شِماسا أَي أُصادف في هذه الأَزمنة قال ومثله ما أَنشده عبد الرحمن عن عمه الأَصمعي غلامُ وَغىً تَقَحّمها فأَبْلى فخان بلاءَه الدهرُ الخَؤُونُ فإن على الفَتى الإقْدامَ فيها وليس عليه ما جنت المَنُونُ قال والمَنُون يريد بها الدهور بدليل قوله في البيت قبله فخانَ بلاءَه الدَّهْرُ الخَؤُونُ قال ومن هذا قول كَعْب بن مالك الأَنصاري أَنسيتمُ عَهْدَ النبيّ إليكمُ ولقد أَلَظَّ وأَكَّدَ الأَيْمانا أَن لا تَزالوا ما تَغَرَّدَ طائرٌ أُخْرى المَنُونِ مَوالِياً إخْوانا أَي إِلى آخر الدهر قال وأَما قول النابغة وكل فَتىً وإِنْ أَمْشى وأَثْرَى سَتَخْلِجُه عن الدنيا المَنُونُ قال فالظاهر أَنه المنية قال وكذلك قول أَبي طالب أَيّ شيء دهاكَ أَو غال مَرْعا ك وهل أَقْدَمَتْ عليك المَنُون ؟ قال المَنُونُ هنا المنية لا غير وكذلك قول عمرو ابن حَسَّان تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيَوْمٍ أَنَى ولكلّ حاملةٍ تَمامُ وكذلك قول ابن أَحمر لَقُوا أُمَّ اللُّهَيْمِ فجَهَّزَتْهُمْ غَشُومَ الوِرْدِ نَكْنِيها المَنونا أُم اللُّهَيمِ اسم للمنية والمنونُ هنا المنية ومنه قول أَبي دُوَادٍ سُلِّطَ الموتُ والمَنُونُ عليهم فَهُمُ في صَدَى المَقابِرِ هامُ ومَنَّ عليه يَمُنُّ مَنّاً أَحسن وأَنعم والاسم المِنَّةُ ومَنَّ عليه وامْتَنَّ وتمَنَّنَ قَرَّعَه بِمِنَّةٍ أَنشد ثعلب أَعْطاكَ يا زَيْدُ الذي يُعْطي النِّعَمْ من غيرِ ما تمَنُّنٍ ولا عَدَمْ بَوائكاً لم تَنْتَجِعْ مع الغَنَم وفي المثل كَمَنِّ الغيثِ على العَرْفَجةِ وذلك أَنها سريعة الانتفاع بالغيث فإِذا أَصابها يابسةً اخضرَّت يقول أَتَمُنُّ عليَّ كمَنِّ الغيثِ على العرفجةِ ؟ وقالوا مَنَّ خَيْرَهُ َيمُنُّهُ مَنّاً فعَدَّوْه قال كأَني إِذْ مَنَنْتُ عليك خَيري مَنَنْتُ على مُقَطَّعَةِ النِّياطِ ومَنَّ يَمُنُّ مَنّاً اعتقد عليه مَنّاً وحسَبَهُ عليه وقوله عز وجل وإِنَّ لكَ لأَجْراً غيرَ مَمْنونِ جاء في التفسير غير محسوب وقيل معناهُ أَي لا يَمُنُّ الله عليهم
( * قوله « أي لا يمن الله عليهم إلخ » المناسب فيه وفيما بعده عليك بكاف الخطاب وكأنه انتقال نظر من تفسير آية وإن لك لأجراً إلى تفسير آية لهم أجر غير ممنون هذه العبارة من التهذيب أو المحكم فإن هذه المادة ساقطة من نسختيهما اللتين بأيدينا للمراجعة )
به فاخراً أَو مُعَظِّماً كما يفعل بخلاءُِ المُنْعِمِين وقيل غير مقطوع من قولهم حبل مَنِين إِذا انقطع وخَلَقَ وقيل أَي لا يُمَنُّ به عليهم الجوهري والمَنُّ القطع ويقال النقص قال لبيد غُبْساً كَوَاسبَ لا يُمَنُّ طَعامُها قال ابن بري وهذا الشعر في نسخة ابن القطاع من الصحاح حتى إِذا يَئِسَ الرُّماةُ وأَرْسَلوا غُبْساً كَواسِبَ لا يُمَنُّ طعامُها قال وهو غلط وإِنما هو في نسخة الجوهري عجز البيت لا غير قال وكمله ابن القطاع بصدر بيت ليس هذا عجُزَه وإِنما عجُزُهُ حتى إِذا يَئسَ الرُّماةُ وأَرسلوا غُضُفاً دَوَاجِنَ قافلاً أَعْصامُها قال وأَما صدر البيت الذي ذكره الجوهري فهو قوله لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تنازَعَ شِلْوَه غُبْسٌ كوَاسِبُ لا يُمَنُّ طعامُها قال وهكذا هو في شعر لبيد وإِنما غلط الجوهري في نصب قوله غُبْساً والله أَعلم والمِنِّينَى من المَنِّ الذي هو اعتقاد المَنِّ على الرجل وقال أَبو عبيد في بعض النسخ المِنَّينى من المَنِّ والامْتنانِ ورجل مَنُونَةٌ ومَنُونٌ كثير الامتنان الأَخيرة عن اللحياني وقال أَبو بكر في قوله تعالى مَنَّ اللهُ علينا يحتمل المَنُّ تأْويلين أَحدهما إِحسانُ المُحْسِن غيرَ مُعْتَدٍّ بالإِحسان يقال لَحِقَتْ فلاناً من فلان مِنَّةٌ إِذا لَحِقَتْْه نعمةٌ باستنقاذ من قتل أَو ما أَشبهه والثاني مَنَّ فلانٌ على فلان إِذا عَظَّمَ الإِحسان وفخَرَ به وأَبدأَ فيه وأَعاد حتى يُفْسده ويُبَغِّضه فالأَول حسن والثاني قبيح وفي أَسماء الله تعالى الحَنّانُ المَنّانُ أَي الذي يُنْعِمُ غيرَ فاخِرٍ بالإِنعام وأَنشد إِن الذين يَسُوغُ في أَحْلاقِهِمْ زادٌ يُمَنُّ عليهمُ لَلِئامُ وقال في موضع آخر في شرح المَنَّانِ قال معناه المُعْطِي ابتداء ولله المِنَّة على عباده ولا مِنَّة لأَحد منهم عليه تعالى الله علوّاً كبيراً وقال ابن الأَثير هو المنعم المُعْطي من المَنِّ في كلامهم بمعنى الإِحسان إِلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه والمَنّانُ من أَبنية المبالغة كالسَّفَّاكِ والوَهّابِ والمِنِّينى منه كالخِصَّيصَى وأَنشد ابن بري للقُطاميّ وما دَهْري بمِنِّينَى ولكنْ جَزَتْكم يا بَني جُشَمَ الجَوَازي ومَنَّ عليه مِنَّةً أَي امْتَنَّ عليه يقال المِنَّةُ تَهْدِمُ الصَّنيعة وفي الحديث ما أَحدٌ أَمَنَّ علينا من ابن أَبي قُحافَةَ أَي ما أَحدٌ أَجْوَدَ بماله وذات يده وقد تكرر في الحديث وقوله عز وجل لا تُبْطِلُوا صدقاتكم بالمَنِّ والأَذى المَنُّ ههنا أَن تَمُنَّ بما أَعطيت وتعتدّ به كأَنك إِنما تقصد به الاعتداد والأَذى أَن تُوَبِّخَ المعطَى فأَعلم الله أَن المَنَّ والأَذى يُبْطِلان الصدقة وقوله عز وجل ولا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ أَي لا تُعْطِ شيئاً مقدَّراً لتأْخذ بدله ما هو أَكثر منه وفي الحديث ثلاثة يشْنَؤُهُمُ الله منهم البخيل المَنّانُ وقد يقع المَنَّانُ على الذي لا يعطي شيئاً إِلاَّ مَنَّه واعتَدّ به على من أَعطاه وهو مذموم لأَن المِنَّة تُفْسِد الصنيعةَ والمَنُون من النساء التي تُزَوَّجُ لمالها فهي أَبداً تَمُنُّ على زوجها والمَنَّانةُ كالمَنُونِ وقال بعض العرب لا تتزَوَّجَنَّ حَنَّانةً ولا مَنَّانةً الجوهري المَنُّ كالطَّرَنْجَبينِ وفي الحديث الكَمْأَةُ من المَنِّ وماؤها شفاء للعين ابن سيده المَنُّ طَلٌّ ينزل من السماء وقيل هو شبه العسل كان ينزل على بني إِسرائيل وفي التنزيل العزيز وأَنزلنا عليهم المَنَّ والسَّلْوَى قال الليث المَنُّ كان يسقط على بني إِسرائيل من السماء إِذْ هُمْ في التِّيه وكان كالعسل الحامِسِ حلاوةً وقال الزجاج جملة المَنِّ في اللغة ما يَمُنُّ الله عز وجل به مما لا تعب فيه ولا نَصَبَ قال وأَهل التفسير يقولون إِن المَنَّ شيء كان يسقط على الشجر حُلْوٌ يُشرب ويقال إِنه التَّرَنْجَبينُ وقيل في قوله صلى الله عليه وسلم الكَمْأَةُ من المَنِّ إِنما شبهها بالمَنِّ الذي كان يسقط على بني إِسرائيل لأَنه كان ينزل عليهم من السماء عفواً بلا علاج إِنما يصبحون وهو بأَفْنِيَتهم فيتناولونه وكذلك الكَمْأَة لا مؤُونة فيها بَبَذْرٍ ولا سقي وقيل أَي هي مما منَّ الله به على عباده قال أَبو منصور فالمَنُّ الذي يسقط من السماء والمَنُّ الاعتداد والمَنُّ العطاء والمَنُّ القطع والمِنَّةُ العطية والمِنَّةُ الاعتدادُ والمَنُّ لغة في المَنَا الذي يوزن به الجوهري والمَنُّ المَنَا وهو رطلان والجمع أَمْنانٌ وجمع المَنا أَمْناءٌ ابن سيده المَنُّ كيل أَو ميزان والجمع أَمْنانٌ والمُمَنُّ الذي لم يَدَّعِه أَبٌ والمِنَنَةُ القنفذ التهذيب والمِنَنةُ العَنْكبوت ويقال له مَنُونةٌ قال ابن بري والمَنُّ أَيضاً الفَتْرَةُ قال قد يَنْشَطُ الفِتْيانُ بعد المَنِّ التهذيب عن الكسائي قال مَنْ تكون اسماً وتكون جَحْداً وتكون استفهاماً وتكون شرْطاً وتكون معرفة وتكون نكرة وتكون للواحد والاثنين والجمع وتكون خصوصاً وتكون للإِنْسِ والملائكة والجِنِّ وتكون للبهائم إِذا خلطتها بغيرها وأَنشد الفراء فيمن جعلها اسماً هذا البيت فَضَلُوا الأَنامَ ومَنْ بَرا عُبْدانَهُمْ وبَنَوْا بمَكَّةَ زَمْزَماً وحَطِيما قال موضع مَنْ خفض لأَنه قسم كأَنه قال فَضَلَ بنو هاشم سائر الناس والله الذي برأ عُبْدانَهُم قال أَبو منصور وهذه الوجوه التي ذكرها الكسائي في تفسير مَنْ موجودة في الكتاب أَما الاسم المعرفة فكقولك والسماء ومَنْ بناها معناه والذي بناها والجَحْدُ كقوله ومَنْ يَقْنَطُ من رحمة ربه إِلاَّ الضالُّون المعنى لا يَقْنَطُ والاستفهام كثير وهو كقولك من تَعْني بما تقول ؟ والشرط كقوله من يَعْمَلْ مثقال ذَرَّةٍ خيراً يره فهذا شرط وهو عام ومَنْ للجماعة كقوله تعالى ومَنْ عَمِلَ صالحاً فلأَنفسهم يَمْهدون وكقوله ومن الشياطين مَنْ يَغُوصون له وأَما في الواحد فكقوله تعالى ومنهم مَنْ يَسْتمِعُ إِليك فوَحَّدَ والاثنين كقوله تَعالَ فإِنْ عاهَدْتَني لا تَخُونني نَكُنْ مثلَ مَنْ يا ذِئبُ يَصْطحبانِ قال الفراء ثنَّى يَصْطَحِبان وهو فعل لمَنْ لأَنه نواه ونَفْسَه وقال في جمع النساء ومَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لله ورسوله الجوهري مَنْ اسم لمن يصلح أَن يخاطَبَ وهو مبهم غير متمكن وهو في اللفظ واحد ويكون في معنى الجماعة قال الأَعشى لسْنا كمَنْ حَلَّتْ إِيادٍ دارَها تَكْريتَ تَنْظُرُ حَبَّها أَن يُحْصَدا فأَنث فِعْلَ مَنْ لأَنه حمله على المعنى لا على اللفظ قال والبيت رديء لأَنه أَبدل من قبل أَن يتم الاسم قال ولها أَربعة مواضع الاستفهام نحو مَنْ عندك ؟ والخبر نحو رأَيت مَنْ عندك والجزاء نحو مَنْ يكرمْني أُكْرِمْهُ وتكون نكرة نحو مررت بمَنْ محسنٍ أَي بإِنسان محسن قال بشير بن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك الأَنصاري وكفَى بنا فَضْلاً على مَنْ غَيرِنا حُبُّ النَّبِيِّ محمدٍ إِيّانا خفض غير على الإِتباع لمَنْ ويجوز فيه الرفع على أَن تجعل مَنْ صلة بإِضمار هو وتحكى بها الأَعلام والكُنَى والنكرات في لغة أَهل الحجاز إِذا قال رأَيت زيداً قلت مَنْ زيداً وإِذا قال رأَيت رجلاً قلت مَنَا لأَنه نكرة وإِن قال جاءني رجل قلت مَنُو وإِن قال مررت برجل قلت مَنِي وإِن قال جاءني رجلان قلت مَنَانْ وإِن قال مررت برجلين قلت مَنَينْ بتسكين النون فيهما وكذلك في الجمع إِن قال جاءني رجال قلت مَنُونْ ومَنِينْ في النصب والجرّ ولا يحكى بها غير ذلك لو قال رأَيت الرجل قلت مَنِ الرجلُ بالرفع لأَنه ليس بعلم وإِن قال مررت بالأَمير قلت مَنِ الأَمِيرُ وإِن قال رأَيت ابن أَخيك قلت مَنِ ابنُ أَخيك بالرفع لا غير قال وكذلك إِن أَدخلت حرف العطف على مَنْ رفعت لا غير قلت فمَنْ زيدٌ ومَنْ زيدٌ وإِن وصلت حذفت الزيادات قلت مَنْ يا هذا قال وقد جاءت الزيادة في الشعر في حال الوصل قال الشاعر أَتَوْا ناري فقلتُ مَنُونَ أَنْتُمْ ؟ فقالوا الجِنُّ قلتُ عِمُوا ظَلاما وتقول في المرأَة مَنَهْ ومَنْتانْ ومَنَاتْ كله بالتسكين وإِن وصلت قلت مَنَةً يا هذا ومناتٍ يا هؤلاء قال ابن بري قال الجوهري وإِن وصلت قلت مَنةً يا هذا بالتنوين ومَناتٍ قال صوابه وإِن وصلت قلت مَنْ يا هذا في المفرد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث وإِن قال رأَيت رجلاً وحماراً قلت مَنْ وأَيَّا حذفت الزيادة من الأَول لأَنك وصلته وإِن قال مررت بحمار ورجل قلت أَيٍّ ومَنِي فقس عليه قال وغير أَهل الحجاز لا يرون الحكاية في شيء منه ويرفعون المعرفة بعد مَنْ اسماً كان أَو كنية أَو غير ذلك قال الجوهري والناس اليوم في ذلك على لغة أَهل الحجاز قال وإِذا جعلت مَنْ اسماً متمكناً شددته لأَنه على حرفين كقول خِطامٍ المُجاشِعيّ فرَحلُوها رِحْلَةً فيها رَعَنْ حتى أَنَخْناها إِلى مَنٍّ ومَنْ أَي أَبْرَكْناها إِلى رجل وأَيّ رجل يريد بذلك تعظيم شأْنه وإِذا سميت بمَنْ لم تشدّد فقلت هذا مَنٌ ومررت بمَنٍ قال ابن بري وإِذا سأَلت الرجل عن نسبه قلت المَنِّيُّ وإِن سأَلته عن بلده قلت الهَنِّيُّ وفي حديث سَطِيح يا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومَنْ قال ابن الأَثير هذا كما يقال أَعيا هذا الأَمر فلاناً وفلاناً عند المبالغة والتعظيم أَي أَعيت كلَّ مَنْ جَلَّ قَدْرُه فحذف يعني أَن ذلك مما تقصر العبارة عنه لعظمه كما حذفوها من قولهم بعد اللَّتَيّا والتي استعظاماً لشأْن المخلوق وقوله في الحديث مَنْ غَشَّنا فليس منا أَي ليس على سيرتنا ومذهبنا والتمسك بسُنَّتنا كما يقول الرجل أَنا منْك وإِليك يريد المتابعة و الموافقة ومنه الحديث ليس منّا من حَلَقَ وخَرَقَ وصَلَقَ وقد تكرر أَمثاله في الحديث بهذا المعنى وذهب بعضهم إِلى أَنه أَراد به النفي عن دين الإِسلام ولا يصح قال ابن سيده مَنْ اسم بمعنى الذي وتكون للشرط وهو اسم مُغْنٍ عن الكلام الكثير المتناهي في البِعادِ والطُّولِ وذلك أَنك إِذا قلت مَنْ يَقُمْ أَقُمْ معه كفاك ذلك من جميع الناس ولولا هو لاحتجت أَن تقول إِن يَقُمْ زيد أَو عمرو أَو جعفر أَو قاسم ونحو ذلك ثم تقف حسيراً مبهوراً ولَمّا تَجِدْ إِلى غرضك سبيلاً فإِذا قلت مَنْ عندك أَغناك ذلك عن ذكر الناس وتكون للاستفهام المحض وتثنى وتجمع في الحكاية كقولك مَنَانْ ومَنُونْ ومَنْتانْ ومَناتْ فإِذا وصلت فهو في جميع ذلك مفرد مذكر وأَما قول شمر بن الحرث الضَّبِّيِّ أَتَوْا ناري فقلتُ مَنُونَ ؟ قالوا سَرَاةُ الجِنِّ قلت عِمُوا ظَلاما قال فمن رواه هكذا فإِنه أَجرى الوصل مُجْرَى الوقف فإِن قلت فإِنه في الوقف إِنما يكون مَنُونْ ساكن النون وأَنت في البيت قد حركته فهو إِذاً ليس على نية الوصل ولا على نية الوقف ؟ فالجواب أَنه لما أَجراه في الوصل على حده في الوقف فأَثبت الواو والنون التقيا ساكنين فاضطر حينئذ إِلى أَن حرك النون لالتقاء الساكنين لإقامة الوزن فهذه الحركة إِذاً إِنما هي حركة مستحدثة لم تكن في الوقف وإِنما اضطر إِليها للوصل قال فأَما من رواه مَنُونَ أَنتم فأَمره مشكل وذلك أَنه شبَّه مَنْ بأَيٍّ فقال مَنُونَ أَنتم على قوله أَيُّونَ أَنتم وكما جُعِلَ أَحدهما عن الآخر هنا كذلك جمع بينهما في أَن جُرِّدَ من الاستفهام كلُّ واحدٍ منهما أَلا ترى أَن حكاية يونس عنهم ضَرَبَ مَنٌ مَناً كقولك ضرب رجل رجلاً ؟ فنظير هذا في التجريد له من معنى الاستفهام ما أَنشدناه من قوله الآخر وأَسْماءُ ما أَسْماءُ لَيْلةَ أَدْلَجَتْ إِليَّ وأَصحابي بأَيَّ وأَيْنَما فجعل أَيّاً اسماً للجهة فلما اجتمع فيها التعريف والتأْنيث منَعَها الصَّرْفَ وإِن شئت قلت كان تقديره مَنُون كالقول الأَول ثم قال أَنتم أَي أَنتم المقصودون بهذا الاستثبات كقول عَدِيٍّ أَرَوَاحٌ مَوَدّعٌ أَم بُكورُ أَنتَ فانْظُرْ لأَيِّ حالٍ تصيرُ إِذا أَردت أَنتَ الهالكُ وكذلك أَراد لأَي ذيْنِك وقولهم في جواب مَنْ قال رأَيت زيداً المَنِّيُّ يا هذا فالمَنِّيُّ صفة غير مفيدة وإِنما معناه الإِضافة إِلى مَنْ لا يُخَصُّ بذلك قبيلةٌ معروفة كما أَن مَن لا يَخُصُّ عيناً وكذلك تقول المَنِّيّانِ والمَنِّيُّون والمَنِّيَّة والمَنِّيَّتان والمَنِّيَّات فإِذا وصلت أَفردت على ما بينه سيبويه قال وتكون للاستفهام الذي فيه معنى التَّعَجُّب نحو ما حكاه سيبويه من قول العرب سبحان الله مَنْ هو وما هو وأَما قوله جادَتْ بكَفَّيْ كان مِنْ أَرْمى البَشَرْْ فقد روي مَنْ أَرمى البَشر بفتح ميم مَنْ أَي بكفَّيْ مَنْ هو أَرْمى البشرِ وكان على هذا زائدة ولو لم تكن فيه هذه الرواية لَمَا جاز القياس عليه لفُرُوده وشذوذه عما عليه عقد هذا الموضع أَلا تراك لا تقول مررت بوَجْهُه حسنٌ ولا نظرت إِلى غلامُهُ سعيدٌ ؟ قال هذا قول ابن جني وروايتنا كان مِنْ أَرْمى البشر أَي بكفَّيْ رجلٍ كان الفراء تكون مِنْ ابتداءَ غاية وتكون بعضاً وتكون صِلةً قال الله عز وجل وما يَعْزُبُ عن ربك من مثقال ذَرَّةٍ أَي ما يَعْزُبُ عن علمه وَزْنُ ذَرَّةٍ ولداية الأَحنف فيه والله لولا حَنَفٌ برجْلِهِ ما كان في فِتْيَانِكُمْ مِنْ مِثْلِهِ قال مِنْ صِلةٌ ههنا قال والعرب تُدْخِلُ مِنْ على جمع المَحالّ إِلا على اللام والباء وتدخل مِنْ على عن ولا تُدْخِلُ عن عليها لأَن عن اسم ومن من الحروف قال القطامي مِنْ عَنْ يمين الحُبَيّا نَظْرةٌ قَبَلُ قال أَبو عبيد والعرب تضَعُ مِن موضع مُذْ يقال ما رأَيته مِنْ سنةٍ أَي مُذْ سنةٍ قال زهير لِمَنِ الدِّيارُ بقُنَّةِ الحِجْرِ أَقْوَيْنَ من حِجَجٍ ومن دَهْرِ ؟ أَي مُذْ حِجَجٍ الجوهري تقول العرب ما رأَيته مِنْ سنةٍ أَي منذُ سنة وفي التنزيل العزيز أُسِّسَ على التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يوم قال وتكون مِنْ بمعنى على كقوله تعالى ونصرناه مِنَ القوم أَي على القوم قال ابن بري يقال نصرته مِنْ فلان أَي منعته منه لأَن الناصر لك مانع عدوّك فلما كان نصرته بمعنى منعته جاز أَن يتعدّى بمن ومثله فلْيَحْذَرِ الذين يُخالِفون عن أَمره فعدّى الفعل بمعَنْ حَمْلاً على معنى يَخْرُجون عن أَمره لأَن المخالفة خروج عن الطاعة وتكن مِنْ بعَنْ البدل كقول الله تعالى ولو نشاء لَجَعَلْنا منكم مَلائكةً معناه ولو نشاء لجعلنا بَدَلَكُم وتكون بمعنى اللام الزائدة كقوله أَمِنْ آلِ ليلى عَرَفْتَ الدِّيارا أَراد أَلآلِ ليْلى عرفت الديارا ومِنْ بالكسر حرف خافض لابتداء الغاية في الأَماكن وذلك قولك مِنْ مكان كذا وكذا إِلى مكان كذا وكذا وخرجت من بَغْداد إِلى الكوفة و تقول إِذا كتبت مِنْ فلانٍ إِلى فلان فهذه الأَسماء التي هي سوى الأَماكن بمنزلتها وتكون أَيضاً للتبعيض تقول هذا من الثوب وهذا الدِّرْهم من الدراهم وهذا منهم كأَنك قلت بعضه أَو بعضهم وتكون للجنس كقوله تعالى فإن طِبْنَ لكم عن شيء منه نَفْساً فإن قيل كيف يجوز أَن يقبل الرجلُ المَهْرَ كله وإِنما قال منه ؟ فالجواب في ذلك أَنَّ مِنْ هنا للجنس كما قال تعالى فاجتنبوا الرِّجْسَ من الأَوثان ولم نُؤْمَرْ باجتناب بعض الأَوثان ولكن المعنى فاجتنبوا الرِّجْسَ الذي هو وَثَنٌ وكُلُوا الشيء الذي هو مَهْرٌ وكذلك قوله عز وجل وعَدَ الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مَغْفرةً وأَجراً عظيماً قال وقد تدخل في موضعٍ لو لم تدخل فيه كان الكلام مستقيماً ولكنها توكيد بمنزلة ما إِلا أَنها تَجُرُّ لأَنها حرف إِضافة وذلك قولك ما أَتاني مِنْ رجلٍ وما رأَيت من أَحد لو أَخرجت مِنْ كان الكلام مستقيماً ولكنه أُكِّدَ بمِنْ لأَن هذا موضع تبعيض فأَراد أَنه لم يأْته بعض الرجال وكذلك ويْحَهُ من رجل إِنما أَراد أَن جعل التعجب من بعض وكذلك لي مِلْؤُهُ من عَسَل وهو أَفضل من زيد إِنما أَراد أَن يفضله على بعض ولا يعم وكذلك إِذا قلت أَخْزَى اللهُ الكاذِبَ مِنِّي ومِنْكَ إِلا أَن هذا وقولَكَ أَفضل منك لا يستغنى عن مِنْ فيهما لأَنها توصل الأَمر إِلى ما بعدها قال الجوهري وقد تدخل منْ توكيداً لَغْواً قال قال الأَخفش ومنه قوله تعالى وتَرَى الملائكةَ خافِّينَ من حَوْلِ العرش وقال ما جَعَلَ الله لِرَجُلٍ من قلبين في جوفه إِنما أَدْخلَ مِنْ توكيداً كما تقول رأَيت زيداً نفسه وقال ابن بري في استشهاده بقوله تعالى فاجتنبوا الرِّجْسَ من الأَوْثانِ قال مِنْ للبيان والتفسير وليست زائدة للتوكيد لأَنه لا يجوز إسقاطها بخلاف وَيْحَهُ من رجلٍ قال الجوهري وقد تكون مِنْ للبيان والتفسير كقولك لله دَرُّكَ مِنْ رجلٍ فتكون مِنْ مفسرةً للاسم المَكْنِيِّ في قولك دَرُّك وتَرْجَمةٌ عنه وقوله تعالى ويُنَزِّلُ من السماء من جبال فيها من بَرَدٍ فالأُولى لابتداء الغاية والثانية للتبعيض والثالثة للبيان ابن سيده قا ل سيبويه وأَما قولك رأَيته من ذلك الموضع فإِنك جعلتَه غاية رؤْيتك كما جعلته غاية حيث أَردت الابتداء والمُنْتَهى قال اللحياني فإِذا لَقِيَتِ النونُ أَلف الوصل فمنهم من يخفض النون فيقول مِنِ القوم ومِنِ ابْنِكَ وحكي عن طَيِّءٍ وكَلْبٍ اطْلُبُوا مِنِ الرحمن وبعضهم يفتح النون عند اللام وأَلف الوصل فيقول مِنَ القوم ومِنَ ابْنِكَ قال وأُراهم إِنما ذهبوا في فتحها إِلى الأَصل لأَن أَصلها إِنما هو مِنَا فلما جُعِلَتْ أَداةً حذفت الأَلف وبقيت النون مفتوحة قال وهي في قُضَاعَةَ وأَنشد الكسائي عن بعض قُضاعَةَ بَذَلْنا مارِنَ الخَطِِّّيِّ فيهِمْ وكُلَّ مُهَنَّدٍ ذَكَرٍ حُسَامِ مِنَا أَن ذَرَّ قَرْنُ الشمس حتى أَغاثَ شَرِيدَهمْ فَنَنُ الظلامِ قال ابن جني قال الكسائي أَراد مِنْ وأَصلُها عندهم مِنَا واحتاج إِليها فأَظهرها على الصحة هنا قال ابن جني يحتمل عندي أَن كون منَا فِعْلاً من مَنَى يَمْني إِذا قَدَّرَ كقوله حتى تُلاقي الذي يَمْني لك الماني أَي يُقَدِّرُ لك المُقَدِّرُ فكأَنه تقدير ذلك الوقتِ وموازنته أَي من أَول النهار لا يزيد ولا ينقص قال سيبويه قال مِنَ الله ومِنَ الرسول ومِنَ المؤْمنين ففتحوا وشبَّهوها بأَيْنَ وكَيْفَ عني أَنه قد كان حكمها أَن تُكْسَرَ لالتقاء الساكنين لكن فتحوا لما ذكر قال وزعموا أَن ناساً يقولون مِنِ اللهِ فيكسرونه ويُجْرُونه على القياس يعني أَن الأَصل في كل ذلك أَن تكسر لالتقاء الساكنين قال وقد اختلفت العرب في مِنْ إِذا كان بعدها أَلف وصل غير الأَلف واللام فكسره قوم على القياس وهي أَكثر في كلامهم وهي الجيدة ولم يَكْسِروا في أَلف اللام لأَنها مع أَلف اللام أَكثر إِذ الأَلف واللام كثيرة في الكلام تدخل في كل اسم نكرة ففتحوا استخفافاً فصار مِنِ الله بمنزلة الشاذ وكذلك قولك مِنِ ابنك ومِنِ امْرِئٍ قال وقد فتح قوم فصحاء فقالوا مِنَ ابْنكَ فأَجْرَوْها مُجْرى قولك مِنَ المسلمين قال أَبو إِسحق ويجوز حذف النون من مِنْ وعَنْ عند الأَلف واللام لالتقاء الساكنين وحذفها من مِنْ أَكثر من حذفها من عَنْ لأَن دخول مِن في الكلام أَكثر من دخول عَنْ وأَنشد أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مأْلُكَةً غَيْر الذي قَدْ يقال م الكَذِبِ قال ابن بري أَبو دَخْتَنُوس لَقِيطُ بنُ زُرَارَة ودَخْتَنُوسُ بنته ابن الأَعرابي يقال مِنَ الآن ومِ الآن يحذفون وأَنشد أَلا أَبْلغَ بَني عَوْفٍ رَسولاً فَمَامِ الآنَ في الطَّيْرِ اعتذارُ يقول لا أََعتذر بالتَّطَيُّرِ أَنا أُفارقكم على كل حال وقولهم في القَسَم مِنْ رَبِّي ما فعلت فمنْ حرف جر وضعت موضع الباء ههنا لأَن حروف الجر ينوب بعضها عن بعض إِذا لم يلتبس المعنى

منجنون
المَنْجَنُونُ الدولاب التي يُسْتَقَى عليها ابن سيده وغيره المَنْجَنُونُ أَداة السانية التي تدور جعلها مؤنثة أَنشد أَبو علي كأَنَّ عَيْنَيَّ وقد بانُوني غَرْبانِ في مَنْحاةِ مَنْجَنُونِ وذكره الأَزهري في الرباعي قال سيبويه المَنْجَنونُ بمنزلة عَرْطَلِيل يذهب إِلى أَنه خماسي وأَنه ليس في الكلام فَنْعَلُولٌ وأَن النون لا تزاد ثانية إِلا بثَبَتٍ قال اللحياني المَنْجَنُون التي تدور مؤنثة وقيل المَنْجَنُونُ البَكَرَةُ قال ابن السكيت هي المَحالة يُسْنَى عليها وهي مؤنثة على فَعْلَلُول والميم من نفس الحرف لما ذكر في مَنْجَنيق لأَنه يجمع على مَناجين وأَنشد الأَصمعي لعُمَارَة بن طارق اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ ومَنْجنُونٍ كالأَتانِ الفارِقِ من أَثْل ذاتِ العَرْضِ والمَضَايقِ ويروى ومَنْجَنِين وهما بمعنى وأَنشد ابن بري للمُتَلَمِّس في تأْنيث المَنْجَنُون هَلُمَّ إِليه قد أُبيثَتْ زُرُوعُهُ وعادَتْ عليه المَنْجَنُونُ تَكَدَّسُ وقال ابن مُفَرِّغ وإِذا المَنْجَنونُ بالليل حَنَّتْ حَنَّ قَلْبُ المُتَيَّمِ المَحْزونِ قال وقول الجوهري والميم من نفس الحرف لما قلناه في مَنْجنيق لأَنه جمع على مَناجين يحتاج إِلى بيان أَلا ترى أَنك تقول في جمع مَضْروب مَضارِيبُ ؟ فليس ثَباتُ الميم في مضاريب مما يُكَوِّنُها أَصلاً في مَضْروبٍ قال وإِنما اعتبر النحويون صحة كون الميم فيها أَصلاً بقولهم مَناجين لأَن مَناجين يشهد بصحة كون النون أَصلاٌ بخلاف النون في قولهم مَنْجَنِيق فإِنها زائدة بدليل قولهم مَجانيق وإذا ثبت أَن النون في مَنْجَنُون أَصل ثبت أَن الاسم رباعي وإِذا ثبت أَنه رباعي ثبت أَن الميم أَصل واستحال أَن تدخلَ عليه زائدةً من أَوَّله لأَن الأَسماء الرباعيةَ لا تدخلها الزيادة من أَوَّلها إِلا أَن تكون من الأَسماء الجارية على أَفعالها نحو مُدَحْرِج ومُقَرْطِس وذكره الجوهري في جنن قال ابن بري وحقه أَن يُذْكَرَ في منجن لأَنه رباعي ميمه أَصلية ونونه التي تلي الميم قال ووزنه فَعْللول مثل عَضْرَفُوطٍ وهي مؤنثة الأَزهري وأَما قول عمرو بن أَحمر ثَمِلٌ رَمَتْه المَنْجَنونُ بسهمها ورَمى بسَهمِ جَرمةٍ لم يَصْطَدِ فإِن أَبا الفضل حدَّث أَنه سمع أَبا سعيد يقول هو الدهر قال أَبو الفضل هو الدُّولاب التي يستقى عليها وقل هي المَنْجَنِين أَيضاً وهي أُنثى وأَنشد بيت عُمارة بن طارقٍ وقد تقدَّم

مهن
المَهْنَة والمِهْنَة والمَهَنَة والمَهِنَةُ كله الحِذْق بالخدمة والعمل ونحوه وأَنكر الأَصمعي الكسر وقد مَهَنَ يَمْهُنُ مَهْناً إِذا عمل في صنعته مَهَنَهُم يَمْهَنُهم ويَمْهُنُهم مَهْناً ومَهْنَةً ومِهْنَةً أَي خدمهم والماهِنُ العبد وفي الصحاح الخادم والأُنثى ماهِنَة وفي الحديث ما على أَحدِكم لو اشترى ثوبين ليوم جمعته سوى ثوبَيْ مَهْنَته قال ابن الأَثير أَي بِذْلَته وخِدْمته والرواية بفتح الميم وقد تكسر قال الزمخشري وهو عند الأَثبات خطأ قال الأَصمعي المَهْنة بفتح الميم هي الخِدْمة قال ولا يقال مِهْنة بالكسر قال وكان القياسُ لو قيل مثل جِلْسة وخِدْمة إِلا جاء على فَعْلةٍ واحدةٍ وأَمْهَنْتُه أَضعفته ومَهَنَ الإِبلَ يَمْهَنُها مَهْناً ومَهْنةً حلبها عند الصَّدَر وأَنشد شمر فقُلْتُ لماهِنَيَّ أَلا احْلُباها فقاما يَحلُبانِ ويَمْرِيانِ وأَمة حسنة المِهْنةِ والمَهْنَةِ أَي الحلب ويقال خَرْقاءُ لا تُحْسِنُ المِهْنَةَ أَي لا تحسن الخدمة قال الكسائي المَهْنَةُ الخدمة ومَهَنَهُم أَي خدمهم وأَنكر أَبو زيد المِهْنةَ بالكسر وفتَح الميم وامْتَهَنْتُ الشيء ابتذلته ويقال هو في مِهْنةِ أَهله وهي الخدمة والابتذال قال أَبو عدنان سمعت أَبا زيد يقول هو في مَهِنَةِ أَهله فتح الميم وكسَرَ الهاء وبعض العرب يقول المَهْنة بتسكين الهاء وقال الأَعشى يصف فرساً فَلأْياً بلأْي حَمَلْنَا الغُلا مَ كَرْهاً فأَرْسَلَه فامْتَهَنْ أَي أَخرج ما عنده من العَدْوِ وابتذله وفي حديث سلمان أَكره أَن أَجْمعَ على ماهِنِي مَهْنَتَينِ الماهِنُ الخادم أَي أَجْمَعَ على خادِمِي عملين في وقت واحد كالخَبْزِ والطَّحْن مثلاً ويقال امْتَهَنُوني أَي ابتذلوني في الخدمة وفي حديث عائشة كان الناسُ مُهّانَ أَنفُسِهم وفي حديث آخر كان الناس مَهَنَّةَ أَنفسهم هما جمع ماهِنٍ ككاتِبٍ وكُتَّابٍ وكَتَبةٍ وقال أَبو موسى في حديث عائشة هو مِهَانٌ بكسر الميم والتخفيف كصائم وصِيامٍ ثم قال ويجوز مُهَّانَ أَنفسهم قياساً ومَهَنَ الرجلُ مِهْنَتَه ومَهْنَتَه فرغ من ضَيْعَتِه وكل عمل في الضَّيْعَةِ مِهْنةٌ وامتَهَنه استعمله للمِهْنَةِ وامْتَهَنَ هو قَبِلَ ذلك وامْتهَنَ نفسَه ابتذلها وأَنشد وصاحِبُ الدُّنْيا عُبَيْدٌ مُمْتَهَنْ أَي مستخدَمٌ وفي حديث ابن المُسَيَّبِ السَّهْلُ يُوطَأُ ويُمْتَهَنُ أَي يداس ويبتذل من المِهْنةِ الخِدْمة قال أَبو زيد العِتْريفيُّ إِذا عجز الرجل قلنا هو يَطْلَغُ المِهْنةَ قال والطَّلَغانُ أَن يعيا الرجل ثم يعملَ على الإِعياء قال وهو التَّلَغُّبُ وقامت المرأَة بِمَهْنةِ بيتها أَي بإِصلاحه وكذلك الرجل وما مَهْنَتُك ههنا ومِهْنَتُكَ ومَهَنَتُكَ ومَهِنَتُكَ أَي عَمَلُكَ والمهين من الرجال وفي صفته صلى الله عليه وسلم ليس بالجافي ولا المَهينِ يروى بفتح الميم وضمها فالضم من الإِهانة أَي لا يُهينُ أَحداً من الناس فتكون الميم زائدة والفتح من المَهانة الحَقَارة والصُّغْر فتكون الميم أَصلية وفي التنزيل العزيز ولا تُطِعْ كلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ قال الفراء المَهِينُ ههنا الفاجر وقال أَبو إِسحق هو فَعيل من المَهانةِ وهي القِلَّة قال ومعناه ههنا القلة في الرأْي والتمييز ورجل مَهِينٌ من قوم مُهَناء أَي ضعيف وقوله عز وجل خُلِقَ من ماءٍ مَهينٍ أَي من ماء قليل ضعيف وفي التنزيل العزيز أَم أَنا خَيْرٌ من هذا الذي هو مَهِينٌ والجمع مُهَناء وقد مَهُنَ مَهانةً قال ابن بري المَهِينُ فِعْلُِه مَهُنَ بضم الهاء والمصدر المَهانةٌ وفحل مَهِينٌ لا يُلْقَحُ من مائه يكون في الإِبل والغنم والفعل كالفعل

مون
مانَهُ يَمُونه مَوْناً إِذا احتمل مؤونته وقام بكفايته فهو رجل مَمُونٌ عن ابن السكيت ومانَ الرجلُ أَهله يَمُونُهُمْ مَوْناً ومَؤُونةً كفاهم وأَنفق عليهم وعالهم ومِينَ فلانٌ يُمانُ فهو مَمُونٌ والاسم المائِنةُ والمَوُونة بغير همز على الأَصل ومن قال مَؤُونٌ قال مَؤُونةٌ قال ابن الأَعرابي التَّمَوُّنُ كثرة النفقة على العيال والتَّوَمُّنُ كثرة الأَولاد والمانُ الكَكُّ وهو السِّنُّ الذي يحرث به قال ابن سيده أُراه فارسيّاً وكذلك تفسيره فارسي أَيضاً كله عن أَبي حنيفة قال وأَلِفه واو لأَنها عين ابن الأَعرابي مانَ إِذا شق الأَرض للزرع وماوانُ وذو ماوانَ موضع وقد قيل ماوان من الماء قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا قال ابن بري ماوانُ اسم موضع قال الراجز يَشْرَبنَ من ماوانَ ماءَ مُرَّا قال ووزنه فاعال ولا يجوز أَن يهمز لأَنه كان يلزمه أَن يكون وزنه مَفْعالاً إِن جعلت الميم زائدة أَو فَعْوالاً إِن جعلت الواو زائدة قال وكلاهما ليس من أَوزان كلام العرب وكذلك المانُ السِّكَّة التي يحرث بها غير مهموزة

مين
المَيْنُ الكذب قال عديّ بن زيد فقَدَّدَتِ الأَدِيمَ لراهِشَيْهِ وأَلْفَى قولَها كذباً ومَيْنا قال ابن بري ومثل قوله كذباً ومينا قول الأَفْوه الأَوْدِيّ وفينا للقِرَى نارٌ يُرَى عن دها للضَّيْفِ رُحْبُ وسَعَه والرُّحْبُ والسَّعة واحد وكقول لبيد فأَصْبَِح طاوِياً حَرِصاً خَمِيصاً كنَصْلِ السيفِ حُودِثَ بالصِّقالِ وقال المُمزَّقُ العبدِيّ وهُنَّ على الرَّجائز واكِناتٌ طَويلاتُ الذَّوائبُ والقُرونِ والذوائب والقرون واحد ومثله في القرآن العزيز عَبَس وبسَرَ وفيه لا تَرَى فيها عِوَجاً ولا أَمْتاً وفيه فجاجاً سُبُلاً وفيه غرابيبُ سُودٌ وقوله فلا يخافُ ظُلْماً ولا هَضْماً وجمغُ المَيْنِ مُيُونٌ ومانَ يَمينُ مَيْناً كذب فهو مائن أَي كاذب ورجل مَيُونٌ ومَيّانٌ كذَّاب ووُدُّ فلانٍ مُتَمايِنٌ وفلانٌ مُتماينُ الوُدِّ إِذا كان غير صادق الخُلَّةِ ومنه قول الشاعر رُوَيْدَ عَلِيّاً جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهِمْ إِلينا ولكنْ وُدُّهم مُتَمايِنُ ويروى مُتيامِن أَي مائل إِلى اليَمن وفي حديث عليّ كرم الله وجهه في ذم الدنيا فهي الجامِحَةُ الحَرُونُ والمائنةُ الخَؤُون وفي حديث بعضهم خرَجْتُ مُرابِطاً ليلة مَحْرَسي إِلى المِيناء هو الموضع الذي تُرْفَأُ فيه السفنُ أَي تُجْمع وتُرْبَطُ قيل هو مِفْعال من الوَنْيِ الفُتُورِ لأَن الريحَ يَقِلُّ فيه هُبوبها وقد يقصر فيكون على مِفْعَل والميم زائدة

ميسن
التهذيب في الرباعي المَيْسُوسَنُ شراب وهو معرَّب وفي حديث ابن عمر رأَى في بيته المَيْسُوسَنَ فقال أَخْرِجُوه فإِنه رِجْسٌ هو شراب تجعله النساء في شعورهن وهو معرَّب وذكره الأَزهري في أَسن من ثلاثي المعتل وعاد أَخرجه في الرباعي

ميكايين
مِيكايين وميكاييل من أَسماء الملائكة

نتن
النَّتْنُ الرائحة الكريهة نقيضُ الفَوْحِ نَتَنَ نَتْناً ونَتُنَ نَتانَةً وأَنْتَنَ فهو مُنْتِنٌ ومِنْتِنٌ ومُنْتُنٌ ومِنْتِينٌ قال ابن جني أَما مُنْتِنٌ فهو الأَصل ثم يليه مِنْتِنٌ وأَقلها مُنْتُنٌ قال فأَما من قال إِنَّ مُنْتِنٌ من قولهم أَنْتَنَ ومِنْتِنٌ من قولهم نَتُنَ الشيءُ فإِن ذلك لُكْنة منه وقال كراع نَتُنَ فهو مُنْتِنٌ لم يأْت في الكلام فَعُلَ فهو مُفْعِلٌ إِلا هذا قال وليس ذلك بشيء قال الجوهري في مِنْتِن كسرت الميم إتباعاً للتاء لأَن مِفْعِلاً ليس من الأَبنية ونَتّنة غَيْرُه تَنْتِيناً أَي جعله مُنْتِناً قال ويقال قوم مَناتينُ قال ضَبُّ ابنُ نُعْرَة قالتْ سُليْمى لا أُحِبُّ الجَعْدِينْ ولا السِّباطَ إِنهم مَناتِينْ قال وقد قالوا ما أَنْتَنه وفي الحديث ما بالُ دَعْوَى الجاهلية دَعُوها فإِنها مُنْتِنة أَي مذمومة في الشرع مجتنبة مكروهة كما يُجْتَنَبُ الشيءُ المُنْتِنُ يريد قولهم يا لَفُلانٍ وفي حديث بَدْرٍ لو كان المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ حَيّاً فكلمني في هؤلاء النَّتْنَى لأَطْلَقْتُهم له يعني أُسارى بدر واحدهم نَتِنٌ كزَمِنٍ وزَمْنَى سماهم نَتْنَى لكفرهم كقوله تعالى إِنما المشركون نَجَسٌ أَبو عمرو يقال نتَنَ اللحم وغيره يَنْتِنُ وأَنْتَن يُنْتِنُ فمن قال نَتَنَ قال مِنْتِنٌ ومن قال أَنْتَنَ فهو مُنْتِنٌ بضم الميم وقيل مِنْتِنٌ كان في الأَصل مِنْتِينَ فحذفوا المدَّة ومثله مِنْخِر أَصله مِنْخِير والقياس أَن يقال نَتَنَ فهو ناتِنٌ فتركوا طريق الفاعل وبنوا منه نعتاً على مِفْعِيل ثم حذفوا المدَّة والنَّيْتُونُ شجر مُنْتِنٌ عن أَبي عبيدة قال ابن بري والنَّيْتُونُشجرة خبيثة مُنْتِنة قال جرير حَلُّوا الأَجارِعَ من نَجْدٍ وما نزَلُوا أَرْضاً بها يَنْبُتُ النَّيْتُونُ والسَّلَعُ قال ووزنه فَيْعُول

نثن
نَثَنَ اللحمُ نَثْناً ونَثَناً تغَيَّر

نحن
نحن ضمير يُعْنَى به الاثنانِ والجميع المُخْبرون عن أَنفسهم وهي مبنية على الضم لأَن نحن تدل على الجماعة وجماعةُ المضمرين تدل عليهم الميم أَو الواو نحو فعلوا وأَنتم والواو من جنس الضمة ولم يكن بُدٌّ من حركة نحن فحرَّكت بالضم لأَن الضم من الواو فأَما قراءة من قرأَ نحن نحيي ونميت فلا بد أَن تكون النون الأُولى مختلسة الضمة تخفيفاً وهي بمنزلة المتحركة فأَما أَن تكون ساكنة والحاء قبلها ساكنة فخطأٌ الجوهري نحن كلمة يعني بها جمع أَنا من غير لفظها وحرِّك آخره بالضم لالتقاء الساكنين لأَن الضمة من جنس الواو التي هي علامة الجمع ونحن كناية عنهم قال ابن بري لا يصح قول الجوهري إِن الحركة في نحن لالتقاء الساكنين لأَن اختلاف صيغ المضمرات يقوم مقام الإِعراب ولهذا بنيت على حركة من أَوّل الأَمر نحو هو وهي وأَنا فعلتُ كذا لكونها قد تنزلت منزلة ما الأَصلُ في التمكين قال وإِنما بنيت نحن على الضم لئلا يظن بها أَنها حركة التقاء ساكنين إِذ الفتح والكسر يحرك بهما ما التقى فيه ساكنان نحو ردّ ومدّ وشدّ

نرسن
التهذيب في الرباعي أَبو حاتم تمرة نِرْسِيانِية النون مكسورة والجمع نِرْسِيانٌ والله أَعلم

ننن
قال الأَزهري في أَواخر باب النون النَّنُّ الشعَر الضعيف

نون
: النُّونُ : الحوت والجمع أَنْوانٌ و نِينانٌ وأَصله نُونانٌ فقلبت الواو ياء لكسرة النون . وفي حديث علي عليه السلام : يعلم اختِلافَ النِّينانِ في البحار الغامِراتِ . وفي التنزيل العزيز : { ن والقلم } قال الفراء : لك أَن تدغم النون الأَخيرة وتظهرها وإِظهارها أَعجب إِليَّ لأَنها هجاء والهجاء كالموقوف عليه وإِن اتصل ومن أَخفاها بناها على الاتصال وقد قرأَ الفراء بالوجهين جميعاً وكان الأَعمش وحمزة يبينانها وبعضهم يترك البيان وقال النحويون : جاء في التفسير أَنَّ ن الحوتُ الذي دُحِيَت عليه سبعُ الأَرضين وجاء في التفسير أَنَّ ن الدَّواةُ ولم يجىء في التفسير كما فسرت حروف الهجاء فالإِدغام كانت من حروف الهجاء أَو لم تكن جائز والتبيين جائز والإِسكان لا يجوز أَن يكون إِلا وفيه حرف الهجاء قال الأَزهري : ن والقلم لا يجوز فيه غير الهجاء أَلا ترى أَن كُتَّاب المصحف كتبوه ن ولو أُريد به الدَّواةُ أَو الحوت لكتب نون . الحسنُ وقتادةُ في قوله ن والقلم قالا : الدواةُ والقلم . وما يسطرون قال : وما يكتبون . وروي عن ابن عباس أَنه قال : أَوَّلُ ما خَلَقَ اللَّهُ القَلَمُ فقال له : اكْتُبْ فقال : اي رَبِّ وما أَكتب قال : القَدَر قال : فكتب في ذلك اليوم ما هو كائن إِلى قيام الساعة ثم خلق النُّونَ ثم بسط الأَرضَ عليها فاضطربت النُّونُ فمادت الأَرض فخلق الجبال فأَثبتها بها ثم قرأَ ابن عباس : ن والقلم وما يسطرون قال ابن الأَنباري في باب إِخفاء النون وإِظهارها : النونُ مجهورة ذات غنة وهي تخفى مع حروف الفم خاصة وتبين مع حروف الحلق عامَّة وإِنما خفيت مع حروف الفم لقربها منها وبانت مع حروف الحلق لبعدها منها وكان أَبو عمرو يخفي النون عند الحروف التي تقاربها وذلك أَنها من حروف الفم كقولك : من قال ومن كان ومن جاء . قال اللَّه تعالى : { من جاء بالحسنة } على الإِخفاء فأَما بيانها عند حروف الحلق الستة فإِن هذه الستة تباعدت من مخرجها ولم تكن من قبيلها ولا من حيزها فلم تخفَ فيها كما أَنها لم تدغم فيها وكما أَنَّ حروف اللسان لا تدغم في حروف الحلق لبعدها منها وإِنما أُخفيت مع حروف الفم كما أُدغمت في اللام وأَخواتها كقولك : من أَجلك من هنا من خاف مَنْ حَرَّم زينةَ اللَّه من عليَّ من عليك . قال : من العرب من يجري الغين والخاء مجرى القاف والكاف في إِخفاء النون معهما وقد حكاه النضر عن الخليل قال : وإِليه ذهب سيبويه . قال اللَّه تعالى : { ولم خافَ مَقامَ ربه جنتان } إِن شئت أَخفيت وإِن شئت أَبنت . وقال الأَزهري في موضع آخر : النون حرف فيه نونان بينهما واو وهي مدّة ولو قيل في الشعر نن كان صواباً . وقرأَ أَبو عمرو نون جزماً وقرأَ أَبو إِسحق نونِ جراًّ وقال النحويون : النون تزاد في الأَسماء والأَفعال فأَما في الأَسماء فإِنها تزاد أَوَّلاً في نفعل إِذا سمي به وتزاد ثانياً في جُنْدبٍ وجَنَعْدَلٍ وتزاد ثالثة في حَبَنْطَى وسَرَنْدَى وما أَشبهه وتزاد رابعة في خَلْبَنٍ وضَيْفَنٍ وعَلْجَنٍ ورَعْشَنٍ وتزاد خامسة في مثل عثمان وسلطان وتزاد سادسة في زَعْفَران وكَيْذُبانٍ وتزاد سابعة في مثل عَبَيْثَران وتزاد علامة للصرف في كل اسم منصرف وتزاد في الأَفعال ثقيلة وخفيفة وتزاد في التثنية والجمع في الأَمر في جماعة النساء و النون حرف هجاء مَجْهُورٌ أَغَنُّ يكون أَصلاً وبدلاً وزائداً فالأَصل نحو نون نعم و نون جنب وأَما البدل فذهب بعضهم إِلى أَن النون في فَعْلان فَعْلَى بدل من همزة فَعْلاء وإِنما دعاهم إِلى القول بذلك أَشياء : منها أَن الوزن في الحركة والسكون في فَعْلانَ وفَعْلَى واحدٌ وأَن في آخر فَعْلان زائدتين زيدتا معاً والأُولى منهما أَلف ساكنة كما أَن فعلان كذلك ومنها أَن مؤنث فعلان على غير بنائها ومنها أَنَّ آخر فَعْلاء همزة التأْنيث كما أَن آخر فعلان نوناً تكون في فَعَلْنَ نحو قمن وقعدن علامةَ تأْنيث فلما أَشبهت الهمزة النون هذا الاشتباه وتقاربتا هذا التقارُبَ ولم يَخْلُ أَن تكونا أَصليتين كل واحدة منهما قائمة غير مبدلة من صاحبتها أَو تكون إِحداهما منقلبة عن الأُخرى فالذي يدل على أَنهما ليستا بأَصلين بل النون بدل من الهمزة قولهم في صَنْعاء وبَهْراء يدل على أَنها في باب فَعْلان فَعْلَى بدل همزة فَعْلأَ وقد ينضاف إِليه مقوِّياً له قولهم في جمع إِنسان أَناسِيّ وفي ظَرِبانَ ظَرابيّ فجرى هذا مجرى قولهم صَلْفاء وصَلافي وخَبْراء وخَبارِي فردُّهم النون في إِنسان وظَرِبانٍ ياء في ظَرابيّ وأَناسيّ وردُّهم همزة خَبْراء وصَلْفاء ياء يدل على أَن الموضع للهمزة وأَن النون داخلة عليها . الجوهري : النون حرف من المعجم وهو من حروف الزيادات وقد تكون للتأْكيد تلحق الفعل المستقبل بعد لام القسم كقولك : واللَّه لأَضربن زيداً وتلحق بعد ذلك الأَمر والنهي تقول : هل تضربن زيداً ولا تضربن عمراً وتلحق في الاستفهام تقول : هل تضربن زيداً وبعد الشرط كقولك : إِما تضربن زيداً أَضربه إِذ زدت على إِن ما زدت على فعل الشرط نون التوكيد . قال تعالى : { فإِما تَثْقَفَنَّهم في الحرب فشَرِّد بهم من خَلْفَهم } وتقول في فعل الاثنين لَتَضْرِبانِّ زيداً يا رجلان وفي فعل الجماعة يا رجالُ اضْرِبُنَّ زيداً بضم الباء ويا امرأَةُ اضْرِبِنَّ زيداً بكسر الباء ويا نسوة اضْرِبنانّ زيداً وأَصله اضربْنِنّ بثلاث نونات فتفصل بينهن بأَلف وتكسر النون تشبيهاً بنون التثنية قال وقد تكون نون التوكيد خفيفة كما تكون مشددة إِلا أَن الخفيفة إِذا استقبلها ساكن سقطت وإِذا وقفت عليها وقبلها فتحة أَبدلتها أَلفاً كما قال الأَعشى وذا النُّصُبِ المَنْصُوبَ لا تَنْسُكَنَّه ولا تَعْبُدَ الشَّيطانَ واللهَ فاعْبُدَا قال وربما حذفت في الوصل كقول طَرَفة اضْرِبَ عنك الهُمومَ طارقَها ضَرْبَكَ بالسَّوْطِ قَوْنسَ الفَرسِ قال ابن بري البيت مصنوع على طرفة والمخففة تصلح في مكان المشدَّدة إِلا في موضعين في فعل الاثنين يا رجلان اضْرِبانّ زيداً وفي فعل جماعة المؤنث يا نسوة اضْرِبْنانِّ زيداً فإِنه لا يصلح فيهما إِلا المشدّدة لئلا يلتبس بنون التثنية قال ويونس يجيز الخفيفة ههنا أَيضاً قال والأَول أَجود قال ابن بري إِنما لم يجز وقوع النون الخفيفة بعد الأَلف لأَجل اجتماع الساكنين على غير حَدِّه وجاز ذلك في المشددة لجواز اجتماع الساكنين إِذا كان الثاني مدغماً والأَول حرف لين والتَّنْوين والتَّنْوينة معروف ونوّن الاسم أَلحقه التنوين والتنوين أَن تنوّن الاسم إِذا أَجريته تقول نونت الاسم تنويناً والتنوين لا يكون إِلا في الأَسماء والنُّونة الكلمة من الصواب والنُّونة النُّقْبة في ذَقَن الصبي الصغير وفي حديث عثمان أَنه رأَى صبيّاً مليحاً فقال دَسِّمُوا نُونتَه أَي سَوِّدوها لئلا تصيبه العين قال حكاه الهروي في الغريبين الأَزهري هي الخُنْعُبة والنُّونة والثُّومةُ والهَزْمة والوَهْدَة والقَلْدَة والهَرْتَمَة والعَرْتَمَة والحَثْرَمة قال الليث الخُنْعُبة مَشَقُّ ما بين الشاربينِ بحِيال الوَتَرة الأَزهري قال أَبو تراب أَنشدني جماعة من فصحاء قيس وأَهلِ الصدْق منهم حامِلةٌ دَلْوُك لا مَحْمُولَهْ مَلأَى من الماء كعين النُّونَهْ فقلت لهم رواها الأَصمعي كعَيْن المُولَه فلم يعرفوها وقالوا النُّونة السمكة وقال أَبو عمرو المُولَهُ العنكبوت ويقال للسيف العريض المعطوف طَرَفَي الظُّبَةِ ذو النونين ومنه قوله قَرَيْتُك في الشَّرِيط إِذا التَقَينا وذو النُّونَيْنِ يومَ الحَرْبِ زَيْني الجوهري والنُّونُ شَفْرةُ السَّيْفِ قال الشاعر بذِي نُونينِ فَصَّالٍ مِقَطِّ والنون اسم سيف لبعض العرب وأَنشد سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مني وقال يقول سأَجعل هذا السيف الذي استفدته مكان ذلك السيف الآخر وذو النون سيفٌ كان لمالك ابن زُهَيْر أَخي قَيْس بن زهير فقتله حَمَلُ بنُ بَدْرٍ وأَخذ منه سيفَه ذا النون فلما كان يومُ الهَباءة قَتَلَ الحرثُ بن زهير حَمَلَ بن بدر وأَخذ منه ذا النون وفيه قول الحرث بن زهير ويُخْبرُهم مكانُ النُّونِ مِنِّي وما أُعْطِتُه عَرَقَ الخِلالِ أَي ما أُعطيته مكافأَة ولا مَوَدَّةً ولكني قتلت حَمَلاً وأَخذته منه قَسْراً قال ابن بري النون سيف حنَشِ بن عمرو وقيل هو سيف مالك بن زهير وكان حَمَلُ بن بَدْرٍ أَخذه من مالك يومَ قَتَلَه وأَخذه الحرثُ من حَمَل بن بدر يوم قتله وهو الحرث بن زهير العَبْسِيُّ وصواب إِنشاده ويخبرهم مكانَ النون مني لأَن قبله سَيُخْبرُ قومَه حَنَشُ بنُ عمرو بما لاقاهُمُ وابْنا بِلالِ
( * قوله « حنش بن عمرو » الذي في التكملة
سيخبر قومه حسن بن وهب ... إذا لاقاهم وابنا بلال )
وذو النون لقبُ يُونُسَ بن مَتَّى على نبينا وعليه أَفضل الصلاة
والسلام وفي التنزيل العزيز وذا النُّون إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً هو يونس النبي صلى الله عليه وسلم سماه الله ذا النون لأَنه حبسه في جوف الحُوت الذي التقمه والنُّون الحوتُ وفي حديث موسى والخضر خُذْ نُوناً مَيّتاً أَي حوتاً وفي حديث إِدام أَهل الجنة هو بالامٌ ونونٌ والله أَعلم

نين
: نَيَّانُ : موضع قال أَنشده يعقوب في الأَلفاظ : قَرَّبَها ولم تَكَدْ تُقَرَّبُ من أَهلِ نَيَّانَ وَسِيقُ أَحْدَبُ وأَما قول عَطَّاف بن أَبي شَعْفَرة الكلبي : فما ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ حتى كأَنهم بذي الرِّمْثِ من نَيَّا نَعامٌ نَوافِرُ فإِنما أَراد من نَيّانَ فحذف . و نِينَوَى : اسم قرية معروفة بِحذاء كَرْبلاء . ابن بري : النِّينَةُ من أَسماء الدُّبُر واللَّه أَعلم

هأن
المُهْوَأَنُّ المكانُ البعيد وهو مثال لم يذكره سيبويه قال ابن بري لم يذكر الجوهري ترجمة هأَن وقد جاء منه مُهْوَأَنٌّ للصحراء الواسعة ووزنه مُفْوَعَلٌّ قال وذكره الجوهري في فصل هوأَ وهو غلط شمر يقال مُهْوَئِنّ ومُهْوَأَنّ وأَنشد في مُهْوَأَنّ بالدَّبى مَدْبُوشِ قال الأَزهري والوَهْدَةُ مُهْوَأَنّ قال وهي بطون الأَرض وقَرارُها ولا تُعَدُّ الشِّعابُ والمِيْثُ من المُهْوَأَنّ ولا يكون المُهْوَِأَنُّ في الجبال ولا في القِفافِ ولا في الرمال ليس المُهْوَئِنّ إِلا من جَلَد الأَرض وبطونها والمُهْوَأَنّ والخَبْتُ واحد وخُبُوت الأَرضِ بطونُها قال الكميت لما تَحَرّمَ عنه الناسُ رَبْرَبه بالمُهْوَئِنِّ فَمَرْمِيٌّ ومُحْتَبَلُ وقال المُهْوَأَنُّ ما اطْمَأَنَّ من الأَرض واتسع واهْوَأَنَّتِ المغازةُ إِذا اطمأَنت في سَعة قال رؤبة ما زالَ سَوْءُ الرَّعْيِ والنَّتاجِ بمُهْوَأَنٍّ غير ذي لَمَاجِ وطُولُ زَجْرٍ بِحَلٍ وعاجِ والله أَعلم

هبن
أَبو عمرو الهَبُونُ العنكبوت ويقال الهَبُورُ بالراء العنكبوت

هتن
هَتَنَتِ السماء تَهْتِنُ هَتْناً وهتوناً وهَتناناً وتَهْتاناً وتَهاتَنَتْ صَبَّتْ وقيل هو من المطر فوق الهَطْلِ وقيل الهَتَنان المطر الضعيف الدائم ومطر هَتُون هَطُولٌ وسحابة هَتُون وسحاب هاتنٌ وسحاب هَتُون والجمع هُتُن مثل عَمُود وعُمُد قال ابن بري صوابه مثل صَبُور وصُبُر لأَن عَمُوداً اسم وهَتُوناً صفة وسحائب هُتُنٌ وهُتَّنٌ وكأَنَّ هُتَّناً على هاتِنٍ أَو هاتِنَة لأَن فُعَّلاً لا يكون جمع فَعُول والتَّهْتانُ نحو من الدِّيمةِ وأَنشد أَبو زيد يا حَبَّذا نَضْحُكَ بالمَشافِرِ كأَنه تَهْتانُ يومٍ ماطِرِ وقال النضر التَّهْتانُ مطرُ ساعةٍ ثم يفتر ثم يعود وأَنشد للشماخ أَرْسلَ يوماً دِيمةً تَهْتانا سَيْلَ المِتانِ يَمْلأُ القُرْيانا ويقال هَتَنَ المطرُ والدمع يَهْتِنُ هَتْناً وهُتُوناً وتَهْتاناً قَطر وعين هَتُونُ الدَّمْع

هجن
الهُجْنة من الكلام ما يَعِيبُك والهَجِينُ العربيّ ابنُ الأَمة لأَنه مَعِيبٌ وقيل هو ابن الأَمة الراعية ما لم تُحَصَّنْ فإِذا حُصِّنَتْ فليس الولد بهَجينٍ والجمع هُجُنٌ وهُجَناء وهُجْنانٌ ومَهاجِينُ ومَهاجِنَةٌ قال حسان مَهاجِنةٌ إِذا نُسِبوا عَبيدٌ عَضَارِيطٌ مَغالِثةُ الزِّنادِ أَي مُؤْتَشِبُو الزناد وقيل رِخْوُو الزناد قال ابن سيده وإِنما قلت في مَهاجِن ومَهاجنة إِنهما جمع هَجِينُ مسامحةً وحقيقته أَنه من باب مَحاسِنَ ومَلامح والأُنثى هَجينة من نسوة هُجْن وهَجائنَ وهِجانٍ وقد هَجُنا هُجْنة وهَجانة وهِجانة وهُجُونة أَبو العباس أَحمد ابن يحيى قال الهَجِين الذي أَبوه خير من أُمه قال أَبو منصور وهذا هو الصحيح قال المبرد قيل لولد العربيّ من غير العَربية هَجين لأَن الغالب على أَلوان العرب الأُدْمة وكانت العرب تسمي العجمَ الحمراءَ ورقابَ المَزاوِد لغلبة البياض على أَلوانهم ويقولون لمن علا لونَه البياضُ أَحمرُ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة يا حُمَيراء لغلبة البياض على لونها رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم بُعِثْتُ إِلى الأَحمر والأَسود فأَسودهم العرب وأَحمرهم العجم وقالت العرب لأَولادها من العجميات اللاتي يغلب على أَلوانهن البياض هُجْنٌ وهُجَناء لغلبة البياض على أَلوانهم وإِشباههم أُمهاتهم وفرس هَجِين بَيّنُ الهُجْنة إِذا لم يكن عتيقاً وبِرْذَوْنَة هَجِين بغير هاء الأَزهري الهجين من الخيل الذي ولدته بِرْذَوْنة من حِصَانٍ عربي وخيل هُجْنٌ والهِجانُ من الإِبل البيضُ الكرام قال عمرو بن كُلْثوم ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بِكْرٍ هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرأْ جَنينا قال ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع يقال بعير هِجانٌ وناقة هِجانٌ وربما قالوا هَجائِنُ قال ابن أَحمر كأَنَّ على الجِمالِ أَوانَ خَفَّتْ هَجائِنَ من نِعاجِ أُوارَعِينا ابن سيده والهِجانُ من الإِبل البيضاءُ الخالصةُ اللونِ والعِتْقِ من نوق هُجُنٍ وهَجائن وهِجانٍ فمنهم من يجعله من باب جُنُب ورِضاً ومنهم من يجعله تكسيراً وهو مذهب سيبويه وذلك أَن الأَلف في هِجانٍ الواحد بمنزلة أَلِفِ ناقةٍ كِنَازٍ ومرأَةٍ ضِنَاك والأَلفُ في هِجانٍ في الجمع بمنزلة أَلِفِ ظِرافٍ وشِرافٍ وذلك لأَن العرب كَسَّرَتْ فِعَالاً على فِعَالٍ كما كسرت فَعِيلاً على فِعَالٍ وعُذْرُها في ذلك أَن فعيلاً أُخت فِعَالٍ أَلا ترى أَن كل واحد منهما ثلاثي الأَصل وثالثه حرف لين ؟ وقد اعْتَقَبا أَيضاً على المعنى الواحد نحو كَلِيبٍ وكِلابٍ وعَبِيدٍ وعِبادٍ فلما كانا كذلك وإِنما بينهما اختلافٌ في حرف اللين لا غير قال ومعلوم ٌمع ذلك قربُ الياء من الأَلف وأَنها إِلى الياء أَقرب منها إِلى الواو كُسِّرَ أَحدهما على ما كسر عليه صاحبه فقيل ناقة هِجانٌ وأَيْنُقٌ هِجانٌ كما قيل ظريف وظِراف وشريف وشِرَاف فأَما قوله هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ سُرْبِلَتْ من الحُسْنِ سِرْبالاً عَتِيقَ البَنائِق فقد تكونُ النَّقِيَّةَ وقد تكون البيضاء وأَهْجَنَ الرجلُ إِذا كثر هِجانُ إِبله وهي كِرامها وقال في قول كعب حَرْفٌ أَخوها من مُهَجَّنةٍ وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْليلُ قال أَراد بمُهَجَّنة أَنها ممنوعة من فحول الناس إِلا من فحول بلادها لعِتْقِها وكرمها وقيل حُمِلَ عليها في صِغَرها وقيل أَراد بالمُهَجَّنةِ أَنها من إِبل كرام يقال امرأَة هِجانٌ وناقةِ هِجانٌ أَي كريمة وقال الأَزهري هذه ناقة ضربها أَبوها ليس أَخوها فجاءَت بذكر ثم ضربها ثانية فجاءت بذكر آخر فالولدان ابناها لأَنهما ولدا منها وهما أَخواها أَيضاً لأَبيها لأَنهما ولدا أَبيها ثم ضرب أَحدُ الأَخوين الأُمَّ فجاءت الأُم بهذه الناقة وهي الحرف فأَبوها أَخوها لأُمها لأَنه ولد من أُمها والأَخ الآخر الذي لم يَضْرِب عمُّها لأَنه أَخو أَبيها وهو خالها لأَنه أَخو أُمها لأَبيها لأَنه من أَبيها وأَبوه نزا على أُمه وقال ثعلب أَنشدني أَبو نصر عن الأَصمعي بيت كعب وقال في تفسيره إِنها ناقة كريمة مُداخَلة النسب لشرفها قال ثعلب عَرَضْتُ هذا القول على ابن الأَعرابي فخطَّأَ الأَصمعي وقال تداخُل النسب يُضْوِي الولدَ قال وقال المفضل هذا جمل نزا على أُمه ولها ابن آخر هو أَخو هذا الجمل فوضعت ناقة فهذه الناقة الثانية هي الموصوفة فصار أَحدهما أَباها لأَنه وطئ أُمها وصار هو أَخاها لأَن أُمها وضعته وصار الآخر عمها لأَنه أَخو أَبيها وصار هو خالها
( * قوله « وصار هو خالها » كذا في الأصل والتهذيب وهذا لا يتم على كلا م المفضل إلا أن روعي أن جملاً نزا على ابنته فخلف منها هذين الجملين إلخ كما في عبارة التهذيب السابقة ) لأَنه أَخو أُمها وقال ثعلب وهذا هو القول والهِجانُ الخيار وامرأَة هجان كريمة من نسوة هَجائنَ وهي الكريمة الحَسَبِ التي لم تُعَرِّق فيها الإِماء تَعْرِيقاً أَبو زيد رجل هَجِينٌ بَيّنُ الهُجُونة من قوم هُجَناءَ وهُجْنٍ وامرأَة هِجان أَي كريمة وتكون البيضاء من نسوة هُجْنٍ بَيِّنات الهجانة ورجل هِجانٌ كريمُ الحَسَبِ نَقِيُّه وبعير هِجانٌ كريم وقال الأَصمعي في قول علي كرم الله وجهه هذا جَنايَ وهِجانُه فيه إِذ كلّ جانٍ يَدُه إِلى فيه يعني خياره وخالصه اليزيديُّ هو هِجانٌ بَيِّنُ الهِجَانة ورجل هَجِينَ بَيِّنُ الهُجْنةِ والهُجْنةُ في الناس والخيل إِنما تكون من قبل الأُم فإِذا كان الأَب عتيقاً والأُم ليست كذلك كان الولد هجيناً قال الراجز العبدُ والهَجِينُ والفَلَنْقَسُ ثلاثةٌ فأَيَّهُم تَلَمَّسُ والإِقْرافُ من قِبَلِ الأَب الأَزهري روى الرواةُ أَن رَوْح بن زِنْباع كان تزوَّج هندَ بنت النعمان بن بَشِير فقالت وكانت شاعرة وهل هِنْدُ إلا مُهْرَةٌ عربيةٌ سَلِيلةُ أَفراسٍ تَجَلَّلَها بغْلُ فإن نُتِجَتْ مُهْراً كريماً فبالحَرَى وإِن يَكُ إقرافٌ فمن قِبَلِ الفَحْلِ
( * قوله « فمن قبل الفحل » كذا في التهذيب بكسر اللام وعليه ففيه أقواء وفي رواية أخرى وإن يك إقرافٌ فجاء به الفَحلُ وهكذا ينتفي الأقواء )
قال والإقْرافُ مُداناةُ الهُجْنة من قِبَلِ الأَب قال ابن حمزة الهَجِينْ مأْخوذ من الهُجْنَة وهي الغِلَظُ والهِجانُ الكريم مأْخوذ من الهِجَانِ وهو الأَبيض والهِجان البِيضُ وهو أَحسنُ البياض وأَعتقه في الإبل والرجال والنساء ويقال خِيارُ كلِّ شيء هِجانُه قال وإِنما أُخذ ذلك من الإبل وأَصلُ الهِجانِ البِيضُ وكلُّ هِجان أَبيضُ والهِجانُ من كل شيء الخالصُ وأَنشد وإذا قيل مَنْ هِجانُ قُرَيْشٍ ؟ كنتَ أَنتَ الفَتى وأَنتَ الهِجانُ والعربُ تَعُدُّ البياضَ من الأَلوان هِجاناً وكَرَماً وفي المثل جَلَّتِ الهاجِنُ عن الوَلد أَي صَغُرَتْ يضرب مثلاً للصغير يتزين بزينة الكبير وجَلَّتِ الهاجِنُ عن الرِّفْدِ وهو القَدَح الضخم وقال ابن الأَعرابي جَلَّتِ العُلْبَة عن الهاجن أَي كَبُرَتْ قال وهي بنتُ اللبون يُحْمَلُ عليها فتَلْقَحُ ثم تُنْتَجُ وهي حِقَّة قال ولا تصلح أَن يفعل بها ذلك ابن شميل الهاجِنُ القَلُوصُ يضرب بها الجَمَلُ وهي إبنة لَبُونٍ فتَلْقَحُ وتُنْتَجُ وهي حِقَّةٌ ولا تفعل ذلك إلا في سنة مُخْصِبَةٍ فتلك الهاجنُ وقد هَجَنَتْ تَهْجُنُ هِجاناً وقد أَهْجَنَها الجملُ إذا ضربها فأَلقحها وأَنشد ابْنُوا على ذي صِهْركم وأَحْسِنُوا أَلم تَرَوْا صُغْرَى اللِّقاحِ تَهْجُنُ ؟
( * قوله « صغرى اللقاح » الذي في التهذيب صغرى القلاص )
قال رجل لأَهل إمرأَته واعْتَلُّوا عليه بصغرها عن الوطء وقال هَجَنَتْ بأَكبرهم ولَمَّا تُقْطَبِ يقال قُطِبَتِ الجارية أَي خُفِضَت ابن بُزُرْج غِلْمَةٌ أُهَيْجنة وذلك أَن أَهلهم أَهْجَنُوهم أَي زَوَّجُوهم صغاراً يُزَوِّجُ الغلامُ الصغير الجاريةَ الصغيرة فيقال أَهْجَنَهم أَهْلُهم قال والهاجِنُ على مَيْسُورها ابنة الحِقَّة والهاجِنُ على مَعْسُورها ابنة اللَّبُون وناقة مُهَجَّنة وهي المُعْتَسَرَة ويقال للقوم الكرام إِنهم لمن سَرَاةِ الهِجَانِ وقال الشماخ ومِثْل سَرَاةِ قَوْمِك لم يُجارَوْا إلى الرُّبُعِ الهِجانِ ولا الثَّمينِ الأَزهري وأُخْبرْتُ عن أَبي الهيثم أَنه قال الرواية الصحيحة في هذا البيت إلى رُبُعِ الرِّهانِ ولا الثمين يقول لم يُجارَوْا إلى رُبُع رِهانِهم ولا ثُمُنِه قال والرِّهانُ الغاية التي يُسْتَبَقُ إليها يقول مثلُ سَراةِ قومك لم يُجارَوْا إلى رُبُع غايتهم التي بلغوها ونالوها من المجد والشرف ولا إلى ثُمُنها وقول الشاعر من سَراةِ الهِجانِ صَلَّبَها العُضْ ضُ وُرَعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيالِ قال الهِجانُ الخِيارُ من كل شيء والهِجانُ من الإِبل الناقة الأَدْماء وهي الخالصة اللون والعِتْقِ من نُوق هِجانٍ وهُجُن والهِجَانةُ البياضُ ومنه قيل إبل هِجانٌ أَي بيض وهي أَكرم الإبل وقال لبيد كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ وفي الأَقْرانِ أَصْوِرَةُ الرَّغامِ مُتأَبِّضاتٍ معقولاتٍ بالإباضِ وهو العِقالُ وفي الحديث في ذكر الدجال أَزْهَرُ هِجانٌ الهجانُ الأَبيض ويقال هَجَّنه أَي جعله هجيناً والمُهَجَّنة الناقة أَوَّلَ ما تحمل وأَنشد ابن بري لأَوس حَرْفٌ أَخوها أَبوها من مُهَجَّنةٍ وعَمُّها خالُها وَجْناءُ مِئْشِيرُ وفي حديث الهُجرة مَرَّا بعبد يرعى غنماً فاستسقياه من اللبن فقال والله ما لي شاةٌ تحْلَبُ غَيْرَ عَناق حملت أَوَّل الشتاء فما بها لبنٌ وقد اهْتُجِنَتْ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتنا بها اهُتجِنَتْ أَي تَبَيَّنَ حملُها والهاجنُ التي حملت قبل وقت حملها والهُجْنة في الكلام ما يَلْزَمُك منه العيبُ تقول لا تفعل كذا فيكون عليك هُجْنةً وقالوا إن للعلم نَكَداً وآفة وهُجنة يعنون بالهُجْنَة ههنا الإضاعة وقول الأَعلم ولَعَمْرُ مَحْبِلك الهَجينِ على رَحْبِ المَباءَةِ مُنْتِنِ الجِرْمِ عنى بالهَجِين هنا اللئيم والهاجِنُ الزَّنْدُ الذي لا يُورِي بقَدحةٍ واحدة يقال هَجَنَتْ زَنْدَةُ فلان وإنَّ لها لهُجْنَةً شديدة وقال بشر لعَمْرُك لو كانتْ زِنادُكَ هُجْنةً لأَوْرَيْتَ إذ خَدِّي لخَدِّكَ ضارِعُ وقال آخر مَهاجِنة مَغالثة الزِّنادِ وتَهْجينُ الأَمر تقبيحُه وأَرض هِجانٌ بيضاء لينة التُّرْبِ مِرَبٌّ قال بأَرْضٍ هِجانِ اللَّوْنِ وَسْمِيَّةِ الثَّرَى عَذَاةٍ نأَتْ عنها المُؤُوجةُ والبَحْرُ ويروى المُلُوحة والهاجِنُ العَناق التي تحمل قبل أَن تبلغ أَوانَ السِّفَادِ والجمع الهِواجِنُ قال ولم أَسمع له فعلاً وعم بعضهم به إناثَ نوعي الغنم وقال ثعلب الهاجن التي حُمل عليها قبل أَن تبلغ فلم يَخُصَّ بها شيئاً من شيء والهاجِنَةُ والمُهْتَجِنَةُ من النخل التي تحمل صغيرة قال شمر وكذلك الهاجنُ ويقال للجارية الصغيرة هاجن وقد اهتُجِنَت الجارية إذا افتُرِعَتْ قبل أَوانها واهْتُجِنَتِ الجارية إذا وُطِئت وهي صغيرة والمُهْتَجِنة النخلة أَوَّل ما تُلْقَح ابن سيده الهاجِنُ
( * قوله « ابن سيده الهاجن إلخ » كذا بالأصل والمؤلف التزم من مؤلفات ابن سيده المحكم وليست فيه هذه العبارة فلعل قوله ابن سيده محرف عن ابن دريد مثلاً بدليل قوله وفي المحكم ) والمُهْتَجِنة الصبية وفي المحكم المرأَة التي تتزوّج قبل أَن تبلغ وكذلك الصغيرة من البهائم فأَما قول العرب جَلَّتِ الهاجِنُ عن الولد فعلى التفاؤل

هدن
الأَزهري عن الهَوَازنيّ الهُدْنَة انتقاضُ عَزْم الرجل بخبر يأْتيه فيَهْدِنُه عما كان عليه فيقال انْهَدَنَ عن ذلك وهَدَنَه خَبَرٌ أَتاه هَدْناً شديداً ابن سيده الهُدْنة والهِدَانَةُ المصالحة بعد الحرب قال أُسامة الهذلي فسامونا الهِدانَةَ من قريبٍ وهُنَّ معاً قيامٌ كالشُّجُوبِ والمَهْدُون الذي يُْطْمَعُ منه في الصلح قال الراجز ولم يَعَوَّدْ نَوْمَةَ المَهْدُونِ وهَدَنَ يَهْدِنُ هُدُوناً سَكَنَ وهِدَنَِ أَي سكَّنه يتعدَّى ولا يتعدَّى وهادَنه مُهادنَةً صالحه والاسم منهما الهُدْنَة وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الفتَنَ فقال يكون بعدها هُدْنَةٌ على دَخَنٍ وجماعةٌ على أَقْذاءٍ وتفسيره في الحديث لا ترجع قلوبُ قوم على ما كانت عليه وأَصل الهُدْنةِ السكونُ بعد الهَيْج ويقال للصلح بعد القتال والمُوادعة بين المسلمين والكفار وبين كل متحاربين هُدْنَةٌ وربما جعلت للهُدْنة مُدّة معلومة فإذا انقضت المدة عادوا إلى القتال والدَّخَنُ قد مضى تفسيره وقوله هُدْنَة على دَخَنٍ أَي سكونٌ على غِلّ وفي حديث علي عليه السلام عُمْياناً في غَيْبِ الهُدْنة أَي لا يعرفون ما في الفتنة من الشر ولا ما في السكون من الخير وفي حديث سلمان مَلْغاةُ أَوّل الليل مَهْدَنَةٌ لآخره معناه إذا سَهِر أَوّلَ الليل ولَغا في الحديث لم يستيقظ في آخره للتهجد والصلاة أَي نومه في آخر الليل بسبب سهره في أَوّله والمَلْغاة والمَهْدَنة مَفْعَلة من اللَّغْو والهُدُونُ السكون أَي مَظِنّة لهما
( * قوله « لهما » هكذا في الأصل والنهاية ) والهُدْنَة والهُدُون والمَهْدَنة الدَّعة والسكون هَدَنَ يَهْدِنُ هُدُوناً سَكَنَ الليث المَهْدَنة من الهُدْنة وهو السكون يقال منه هَدَنْتُ أَهْدِنُ هُدُوناً إذا سَكَنْتَ فلم تتحرّك شَمِرٌ هَدَّنْتُ الرجلَ سَكَّنته وخَدَعْتُه كما يُهْدَن الصبي قال رؤبة ثُقِّفْتَ تَثْقِيفَ امْرِئٍ لم يُهْدَنِ أَي لم يُخْدَعْ ولم يُسَكَّنْ فيطمع فيه وهادَنَ القومَ وادَعهم وهَدَنَهم يَهْدِنُهم هَدْناً رَبَّثَهم بكلام وأَعطاهم عهداً لا ينوي أَن يَفِيَ به قال يَظَلُّ نَهارُ الوالِهين صَبابةً وتَهْدِنُهم في النائمين المَضاجعُ وهو من التسكين وهَدَنَ الصبيَّ وغيره يَهْدِنه وهَدَّنه سكَّنه وأَرضاه وهُدِنَ عنك فلانٌ أَرضاه منك الشيءُ اليسير ويقال هَدَّنتِ المرأَةُ صبيَّها إذا أَهْدَأَته لينام فهو مُهَدَّنٌ وقال ابن الأَعرابي هَدَنَ عَدُوَّه إذا كافَّه وهَدَنَ إذا حَمُقَ وتَهْدِينُ المرأَة ولدها تسكينها له بكلام إذا أَرادت إنامته والتَّهْدِينُ البُطْءُ وتَهادَنت الأُمورُ استقامت والهَوْدَناتُ النُّوقُ ورجل هِدانٌ وفي التهذيب مَهْدُونٌ بليد يرضيه الكلام والاسم الهَدْنُ والهُدْنةُ ويقال قد هَدَنوه بالقول دون الفعل والهِدانُ الأَحمقُ الجافي الوَخِمُ الثقيل في الحرب والجمع الهُدونُ قال رؤبة قد يَجْمَعُ المالَ الهِدانُ الجافي من غير ما عَقْلٍ ولا اصْطِرافِ وفي حديث عثمان جَباناً هِداناً الهِدانُ الأَحمقُ الثقيل وقيل الهِدان والمَهْدُون النَّوَّام الذي لا يُصَلِّي ولا يُبَكِّر في حاجة عن ابن الأَعرابي وأَنشد هِدَانٌ كشحم الأُرْنةِ المُتَرَجْرِج وقد تَهَدَّنَ ويقال هو مَهْدُونٌ وقال ولم يُعَوَّدْ نومةَ المَهْدُونِ والاسم من كل ذلك الهَدْنُ وأَنشد الأَزهري في المَهْدُون إنَّ العَواويرَ مأْكولٌ حظُوظَتُها وذو الكَهامةِ بالأَقْوالِ مَهْدُونُ والهَدِنُ المُسْتَرْخِي وإنَّه عنك لَهَيْدانٌ إذا كانَ يهابه أَبو عبيد في النوادر الهَيْدانُ والهِدَانُ واحد قال والأَصل الهِدانُ فزادوا الياء قال الأَزهري وهو فَيْعالٌ مثل عَيْدانِ النخل النون أَصلية والياء زائدة والهَدْنَةُ القليل الضعيف من المطر عن ابن الأَعرابي وقال هو الرَّكُّ والمعروف الدَّهْنَةُ

هرن
الأَزهري أَما هرن فإِني لا أَحفظ فيه شيئاً وإسم هَرُون مُعَرَّب لا اشتقاق له في العربية وقال القتيبي الهَيْرُون ضرب من التمر جيد لعمل السِّلِّ ابن سيده الهَرْنَوَى نبت قال لا أَعرف هذه الكلمة ولم أَرها في النبات وأَنكرها جماعة من أَهل اللغة قال ولستُ أَدري الهَرْنَوَى مقصور أَم الهَرْنَوِيُّ على لفظ النسب

هرشن
بعير هِرْشِنٌ واسع الشِّدْقَيْنِ قال ابن سيده قال ابن دريد لا أَدري ما صحته

هزن
هَوْزَنُ إسم طائر قال الأَزهري جمعه هَوْزَنٍ بطنٌ من ذي الكُلاع وروى الأَزهري عن الأَصمعي في كتاب الأَسماء قال هَوَازِنُ جمع هَوْزَنٍ وهو حَيّ من اليمن يقال لهم هَوْزَن قال وأَبو عامر الهَوْزَنيُّ منهم وهَوازِنُ قبيلة من قيس وهو هَوَازِنُ بن منصور بن عِكرمة بن حَفْصةَ بن قيس عَيْلانَ قال الأَزهري هَوَازِنُ لا أَدري مِمَّ اشْتقاقُه والنسب إلى هَوازِنَ القبيلة هَوازِنيٌّ لأَنه قد صار اسماً للحيّ ولو قيل هَوْزَنِيٌّ لكان وجهاً وأَنشد ثعلب إنَّ أَباك فَرَّ يومَ صِفِّينْ لما رأَى عَكّاً والأَشْعَرِيِّينْ وحابِساً يَسْتَنُّ بالطَّائِيِّينْ وقَيْسِ عَيْلانَ الهَوَازِنِيّينْ

هفن
أَهمله الليث وقال ابن الأَعرابي الهَفْنُ المطر الشديد

هكن
تَهَكَّنَ الرجل تَنَدَّمَ

هلن
الهِلْيَوْنُ نَبْتٌ

همن
المُهَيْمِنُ والمُهَيْمَنُ اسم من أَسماء الله تعالى في الكتب القديمة وفي التنزيل ومُهَيْمِناً عليه قال بعضهم معناه الشاهد يعني وشاهِداً عليه والمُهَيْمِنُ الشاهد وهو من آمن غيرَه من الخوف وأَصله أَأْمَنَ فهو مُؤَأْمِنٌ بهمزتين قلبت الهمزة الثانية ياء كراهة اجتماعهما فصار مُؤَيْمِنٌ ثم صُيِّرت الأُولى هاء كما قالوا هَراق وأَراق وقال بعضهم مُهَيْمِنٌ معنى مُؤَيْمِن والهاء بدل من الهمزة كما قالوا هَرَقْتُ وأَرَقْتُ وكما قالوا إيَّاك وهِيَّاكَ قال الأَزهري وهذا على قياس العربية صحيح مع ما جاء في التفسير أَنه بمعنى الأَمين وقيل بمعنى مُؤتَمَن وأَما قول عباس بن عبد المطلب في شعره يمدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى احْتَوَى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ من خِنْدِفَ عَلْياءَ تحتَها النُّطُقُ فإِن القتيبي قال معناه حتى احتويتَ يا مُهَيْمِنُ من خِنْدِفَ علياء يريد به النبي صلى الله عليه وسلم فأَقام البيت مقامه لأَن البيت إذا حَلَّ بهذا المكان فقد حَلَّ به صاحبُه قال الأَزهري وأَراد ببيته شَرَفَه والمهيمن من نعته كأَنه قال حتى احْتَوى شَرَفُك الشاهدُ على فضلك علياءَ الشَّرَفِ من نسب ذوي خِنْدِف أَي ذِرْوَةَ الشَّرَف من نسبهم التي تحتها النُّطُقُ وهي أَوساطُ الجبال العالية جعل خِنْدِفَ نُطُقاً له قال ابن بري في تفسير قوله بيتُك المهيمنُ قال أَي بيتُك الشاهدُ بشرفك وقيل أَراد بالبيت نفسه لأَن البيت إذا حَلَّ فقد حلَّ به صاحبه وفي حديث عكرمة كان عليّ عليه السلام أَعْلَم بالمُهَيْمِناتِ أَي القَضايا من الهَيْمنَة وهي القيام على الشيء جعل الفعل لها وهو لأَربابها القوّامين بالأُمور وروي عن عمر أَنه قال يوماً إنِّي داعٍ فَهَيْمِنُوا أَي إني أَدْعُو الله فأَمِّنُوا قلب أَحد حرفي التشديد في أَمِّنُوا ياء فصار أَيْمِنُوا ثم قلب الهمزة هاء وإحدى الميمين ياء فقال هَيْمِنُوا قال ابن الأَثير أَي اشْهَدُوا والعرب تقول أَمَّا زيد فحسن ويقولون أَيْما بمعنى أَمَّا وأَنشد المبرد في قول جَمِيل على نَبْعةٍ زَوْراءَ أَيْما خِطامُها فَمَتْنٌ وأَيْما عُودُها فعَتِيقُ قال إنما يريد أَمَّا فاستثقل التضعيف فأَبدل من إحدى الميمين ياء كما فعلوا بقِيراطٍ ودِينارٍ ودِيوانٍ وقال ابن الأَنباري في قوله ومُهَيْمِناً عليه قال المُهَيْمِنُ القائم على خلقه وأَنشد أَلا إنَّ خير الناسِ بعد نَبِيِّهِ مُهَيْمِنُه التالِيه في العُرْفِ والنُّكْرِ قال معناه القائم على الناس بعده وقيل القائم بأُمور الخلق قال وفي المُهَيْمِن خمسة أَقوال قال ابن عباس المُهَيْمِن المُؤْتَمَنُ وقال الكسائي المُهَيْمِنُ الشهيد وقال غيره هو الرقيب يقال هَيْمَن يُهَيْمِنُ هَيْمنَة إذا كان رقيباً على الشيء وقال أَبو مَعْشَرٍ ومُهَيْمِناً عليه معناه وقَبَّاناً عليه وقيل وقائماً على الكُتُب وقيل مُهَيْمِنٌ في الأَصل مُؤيْمِنٌ وهو مُفَيْعِلٌ من الأَمانة وفي حديث وُهَيْبٍ إذا وقع العَبْدُ في أُلْهانِيَّةِ الرَّبِّ ومُهَيْمِنِيَّةِ الصِّدِّيقين لم يَجِدْ أَحَداً يأْخذُ بقَلْبه المُهَيْمِنِيَّة منسوب إلى المُهَيْمِن يريد أَمانة الصدِّيقين يعني إدا حَصَلَ العبدُ في هذه الدرجة لم يعجبه أَحد ولم يُحِبَّ إلا الله عز وجل والهِمْيانُ التِّكَّة وقيل للمِنْطَقَةِ هِمْيانٌ ويقال للذي يجعل فيه النفقة ويشدّ على الوسط هِمْيان قال والهِمْيان دخيل معرّب والعرب قد تكلموا به قديماً فأَعربوه وفي حديث النعمان بن مُقَرّنٍ يَومَ نهاوَنْدَ أَلا إنِّي هازٌّ لكم الرايةَ الثانية فَلْيَثِب الرجالُ وليَشُدُّوا هَمَايِنَهم على أَحْقائهم يعني مَناطِقَهم ليَسْتَعِدُّوا على الحملة وفي النهاية في حديث النُّعمان يوم نَهَاوَنْدَ تَعاهدُوا هَمايِنكم في أَحْقِيكُم وأَشْساعَكم في نعالكم قال الهَماينُ جمع هِمْيانٍ وهي المِنْطَقة والتِّكَّة والأَحْقِي جمع حِقْوٍ وهي موضع شَدِّ الإزار وأَورد ابن الأَثير حديثاً آخر عن يوسف الصديق عليه السلام مستشهداً به على أَن الهِمْيَان تِكَّةُ السراويل لم أَستحسن إيرادَه غفر الله لنا وله بكرمه

هنن
الهانَّةُ والهُنانَة الشحمة في باطن العين تحت المُقْلة وبعير ما به هانَّةٌ ولا هُنانة أَي طِرْق قال أَبو حاتم حضرتُ الأَصمعي وسأَله إنسان عن قوله ما ببعيري هَانَّة ولا هُنانَةٌ فقال إنما هو هُتَاتة بتاءين قال أَبو حاتم قلت إنما هو هانَّة وهُنانة وبجنبه أَعرابي فسأَله فقال ما الهُتاتة ؟ فقال لعلك تريد الهُنَانَة فرجع إلى الصواب قال الأَزهري وهكذا سمعته من العرب الهُنَانَةُ بالنون الشحم وكل شحمة هُنَانة والهُنَانة أَيضاً بقية المخ وما به هانَّة أَي شيء من خير وهو على المثل وما بالبعير هُنَانة بالضم أَي ما به طِرْقٌ قال الفرزدق أَيُفايِشُونَكَ والعِظَامُ رقيقةٌ والمُخُّ مُمْتَخَرُ الهُنانة رارُ ؟ وأَورد ابن بري عجز هذا البيت ونسبه لجرير وأَهَنَّه اللهُ فهو مَهْنُونٌ والهِنَنَةُ ضرب من القنافذ وهَنّ يَهِنُّ بكى بكاء مثل الحنين قال لما رأَى الدارَ خَلاءً هَنَّا وكادَ أَن يُظْهِرَ ما أَجَنَّا والهَنِينُ مثل الأَنين يقال أَنَّ وهَنَّ بمعنى واحد وهَنَّ يَهِنُّ هنِيناً أَي حَنَّ قال الشاعر حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ وأَنِّي لكِ مَقْرُوعُ
( * قوله « حنت ولات هنت » كذا بالأصل والصحاح هنا وفي مادة قرع أيضاً بواو بعد حنت والذي في التكملة بحذفها وهي أوثق الأصول التي بأيدينا وعليها يتخرج هذا الشطر من الهزج وقد دخله الخرم والحذف )
قال وقد تكون بمعنى بكى التهذيب هَنَّ وحَنَّ وأَنَّ وهو الهَنِينُ والأَنينُ والحَنينُ قريبٌ بعضها من بعض وأَنشد لما رأَى الدارَ خَلاءً هَنَّا أَي حَنَّ وأَنَّ ويقال الحَنِين أَرفعُ من الأَنين وقال آخر لاتَنْكِحَنَّ أَبداً هَنَّانَهْ عُجَيِّزاً كأَنَّها شَيْطَانَهْ يريد بالهَنّانة التي تبكي وتَئِنّ وقول الراعي أَفي أَثَرِ الأَظْعانِ عَيْنُكَ تَلْمَحُ ؟ أَجَلْ لاتَ هَنَّا إنَّ قلبَك متْيَحُ يقول ليس الأَمر حيث ذهبتَ وقولهم يا هَناه أَي يا رجل ولا يستعمل إلا في النداء قال امرؤ القيس وقد رابَني قولُها يا هَنا هُ وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بشَرّ

هنزمن
الهِنْزَمْرُ والهِنْزَمْنُ والهِيْزَمْنُ كلُّها عيدٌ من أَعياد النصارى أَو سائر العجم وهي أَعجمية قال الأَعشى إذا كان هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما

هون
الهُونُ الخِزْيُ وفي التنزيل العزيز فأَخَذَتْهُمْ صاعقةُ العذاب الهُونِ أَي ذي الخزي والهُونُ بالضم الهَوَانُ والهُونُ والهَوانُ نقيض العِزِّ هانَ يَهُونُ هَواناً وهو هَيْنٌ وأَهْوَنُ وفي التنزيل العزيز وهو أَهْوَنُ عليه أَي كل ذلك هَيِّنٌ على الله وليست للمفاضلة لأَنه ليس شيءٌ أَيْسَرَ عليه من غيره وقيل الهاء هنا راجعة إلى الإنسان ومعناه أَن البعث أَهونُ على الإنسان من إنشائه لأَنه يقاسي في النَّشْءِ ما لا يقاسيه في الإعادة والبعث ومثل ذلك قول الشاعر لَعَمْرُك ما أَدْري وإني لأَوْجَلُ على أَيِّنا تَعْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ وأَهانه وهَوَّنه واسْتَهانَ به وتَهاوَنَ بهِ استخفَّ به والاسم الهَوَانُ والمَهانة ورجل فيه مَهانة أَي ذُلٍّ وضعف قال ابن بري المَهانةُ من الهَوانِ مَفْعَلة منه وميمها زائدة والمَهانة من الحَقارة فَعالة مصدر مَهُنَ مَهانة إذا كان حقيراً وفي الحديث ليس بالجافي ولا المَهين يروى بفتح الميم وضمها فالفتح من المَهانة وقد تقدَّم في مَهَنَ والضم من الإِهانة الاستخفافِ بالشيء والاستحقار والاسم الهَوانُ وهذا موضعه واسْتَهانَ به وتَهاوَنَ به استحقره وقوله ولا تُهِينَ الفقيرَ عَلَّكَ أَن تَرْكَعَ يوماً والدَّهْرُ قد رَفَعَهْ أَراد لا تُهِينَنْ فحذف النونَ الخفيفة لما استقبلها ساكنٌ والهَوْنُ مصدر هانَ عليه الشيءُ أَي خَفَّ وهَوَّنه الله عليه أَي سهَّله وخففه وشيءٌ هَيِّنٌ على فَيْعِلٍ أَي سهل وهَيْنٌ مخفف والجمع أَهْوِناءُ كما قالوا شيءٌ وأَشيئاءُ على أَفْعِلاءَ قال ابن بري أَشيئاء لم تنطق بها العرب وإنما نطقت بأَشياء فقال بعضهم أَصله أَشيئاء فحذفت الهمزة تخفيفاً وقال الخليل أَصله شَيْئاء في فَعْلاء ثم قدِّمت الهمزة التي هي لام فصارت أَشياء ووزنها الآن لَفْعاء وقال بعضهم الهَوْنُ والهُونُ واحد وقيل الهُونُ الهَوانُ والهَوْنُ الرِّفق وأَنشد مررتُ على الوَدِيعةِ ذاتَ يومٍ تَهادَى في رِداء المِرْطِ هَوْنا وقال امرؤ القيس تَمِيلُ عليه هُونَةٌ غيرُ مِعْطالِ قال هُونة ضعيفة من خِلْقتها لا تكون غليظة كأَنها رجل وروى غيره هَوْنة أَي مُطاوعة وقال جَنْدَلٌ الطُّهَويّ داوَيْتُهم من زَمَنٍ إلى زَمَنْ دَواءَ بُقْيا بالرُّقَى وبالهُوَنْ وبالهُوَيْنا دائباً فلم أُوَنْ بالهْوَن يريد بالتسكين والصلح ابن الأَعرابي هَيِّنٌ بَيِّنُ الهُونِ ابن شميل إنه ليَهُونُ عليَّ هَوْناً وهَواناً الفراء في قوله تعالى أَيُمْسِكُه على هُون قال الهُونُ في لغة قريش الهَوان قال وبعض بني تميم يجعل الهُونَ مصدراً للشيء الهَيِّنِ قال وقال الكسائي سمعت العرب تقول إن كُنْت لقليل هَوْنِ المؤُونة مُذ اليوم قال وقد سمعت الهَوانَ في مثل هذا المعنى قال رجل من العرب لبعير له ما به بأْسٌ غيرُ هَوانِه يقول إنه خفيف الثمن وإذا قالت العرب أَقْبَلَ يَمْشي على هَوْنِه لم يقولوه إلا بالفتح قال الله عز وجل الذين يَمْشُون على الأَرض هَوْناً قال عكرمة ومجاهد بالسكينة والوقار وقال الكميت شُمٌّ مَهاوِينُ أَبْدانِ الجَزُورِ مَخا مِيصُ العَشيّات لا خُورٌ ولا قُزُمُ قال ابن سيده يجوز أَن يكون مهاوين جمع مهْوَنٍ ومذهب سيبويه أَنه جمع مِهْوانٍ ورجل هَيِّنٌ وهَيْنٌ والجمع أَهْوِناءٌ وشيءٌ هَوْنٌ حقير قال ابن بري الهَوْن هَوانُ الشيءِ الحقير الهَيِّنِ الذي لا كرامة له وتقول أَهَنْتُ فلاناً وتَهاوَنْتُ به واستَهْنتُ به والهُونُ الهَوانُ والشِّدَّة أَصابه هُونٌ شديد أَي شدة ومضَرَّة وعَوَزٌ قالت الخنساء تُهِينُ النفوسَ وهُون النُّفوسْ تريد إهانة النفوس ابن بري الهُون بالضم الهَوان قال ذو الإصبع اذهَبْ إليك فما أُمِّي براعِيةٍ ترْعَى المَخاضَ ولا أُغضِي على الهُونِ ويقال إنه لَهَوْنٌ من الخيل والأُنثى هَوْنة إذا كان مِطْواعاً سَلِساً والهَوْنُ والهُوَيْنا التُّؤَدة والرِّفْق والسكينة والوقار رجل هَيِّن وهَيْن والجمع هَيْنونَ ومنه قوم هَيْنُونَ لَيْنُونَ قال ابن سيده وتسليمه يشهد أَنه فَيْعِلٌ وفلان يمشي على الأَرض هََوْناً الهَوْن مصدر الهَيِّن في معنى السكينة والوقار قال ابن بري الهَوْنُ الرِّفق قال الشاعر هَوْنَكُما لايَرُدُّ الدَّهْرُ ما فاتا لا تَهْلِكا أَسَفاً في إثْرِ من ماتا وفي صفته صلى الله عليه وسلم يَمْشي هَوْناً الهَوْن الرِّفْق واللِّين والتثبت وفي رواية كان يمشي الهُوَيْنا تصغير الهُونَى تأنيث الأَهْوَن وهو من الأَّوَّل وفرَق بعضُهم بين الهَيِّن والهَيْن فقال الهَيِّن من الهِوان والهَيْنُ من اللِّين وامرأَة هَوْنة وهُونة الأَخيرة عن أَبي عبيدة مُتَّئِدَة أَنشد ثعلب تَنُوءُ بمَتْنَيها الرَّوابي وهَوْنَةٌ على الأَرضِ جَمَّاءُ العظامِ لَعُوبُ وتَكَلَّم علي هِينَتِه أَي رِسْله وفي الحديث أَنه سار على هِينَتِه أَي على عادته في السُّكون والرِّفق يقال امش على هينتك أَي على رِسْلك وجاء عن على عليه السلام أَحْبِبْ حَبيبك هَوْناً مّا أَي حبّاً مُقْتَصِداً لا إفراط فيه وإضافة ما إليه تُفيدُ التقليل يعني لا تُسْرِف في الحُبّ والبُغْض فعسى أَن يصيرَ الحبيب بَغيضاً والبَغِيض حبيباً فلا تكون قد أَسرفت في الحُب فتندمَ ولا في البُغْض فتستَحْيي وتقول تكَلَّمْ على هِينَتك ورجل هَيِّن لَيِّن وهَيْن لَيْن شمر الهَوْن الرِّفْق والدَّعَة وقال في تفسير حديث علي عليه السلام يقول لا تُفْرِطْ في حُبّه ولا في بغضه ويقال أَخذ أَمرَه بالهُونى تأنيث الأَهْون وأَخذ فيه بالهُوَيْنا وإنك لَتَعْمِد للهُوَيْنا من أَمرك لأَهْونه وإنه ليَأْخذ في أَمره بالهَوْن أَي بالأَهْوَن ابن الأَعرابي العرب تمدح بالهَيْن اللَّيْن مخفف وتذم بالهَيّن اللَّيّن مثقل وقال النبي صلى الله عليه وسلم المُسلِمُون هَيْنُونَ لَيْنُونَ جعله مدحاً لهم وقال غير ابن الأَعرابي هَيِّن وهَيْن ولَيِّن ولَيْن بمعنى واحد والأَصل هَيِّن فخفف فقيل هَيْن وهَيّن فَيْعِل من الهَوْن وهو السكينة والوقار والسهولة وعينه واو وشيءٌ هَيِّن وهَيْن أَي سهل وفي حديث عمر رضي الله عنه النساء ثلاث فهَيْنة لَيْنة عفِيفة وفي النوادر هُنْ عندي اليومَ واخْفِض عندي اليومَ وأَرِحْ عندي وارْفَهْ عندي واستَرْفِهْ عندي ورَفِّهْ عندي وأَنْفِهْ عندي واسْتَنفِهْ عندي وتفسيره أَقم عندي واسترح واسْتَجِمَّ هُنْ من الهَوْن وهو الرفق والدَّعة والسكون وأَهُوَنُ اسمُ يومِ الاثنين في الجاهلية قال بعض شعراء الجاهلية أُؤَمِّلُ أَن أَعِيشَ وأَنَّ يَوْمِي بأَوَّلَ أَو بأَهْونَ أَو جُبارِ أَو التالي دُبارٍ أَم فيوْمي بمُؤنِسٍ أَو عَروُبة أَو شِيارِ قال ابن بري ويقال ليوم الاثنين أَيضاً أَوْهَدُ من الوَهْدة وهي الانحطاط لانخفاض العدد من الأَول إلى الثاني والأَهْوَنُ اسم رجل وما أَدري أَيُّ الهُون هو أَي أَيُّ الخلق قال ابن سيده والزاي أأَوالهُونُ أَبو قبيلة وهو الهُونُ بن خزيمة بن مُدْرِكة ابن إلْياس بن مُضَرَ أَخو القارة وقال أَبو طالب الهَوْنُ والهُونُ جميعاً ابن خُزيمة بن مدركة بن ذات القارة أَتْيَغَ بنِ الهُون بن خزيمة
( * قوله « مدركة بن ذات القارة أتيغ بن الهون إلخ » هكذا في الأصل )
سموا قارَة لأَن هَرير بن الحرث قال لغوثِ بن كعب حين أَراد أَن يُفَرِّقَ بين أَتْيغ دَعْنا قارةً واحدةً فمن يومئذ سُمُّوا قارة ابن الكلبي أَراد يَعْمَرُ الشَّدَّاخُ أَن يُفَرِّقَ بُطونَ الهُون في بُطون كنانة فقال رجل من الهُون دَعُونا قارةً لا تُنْفِرُونا فنَجْفُلَ مثلَما جفَلَ الظَّليمُ
( * قوله « فنجفل مثل ما جفل الظليم » هكذا في الأصل والذي أورده المصنف وصاحب الصحاح في مادة قول وكذا الميداني في مجمع الأمثال فنجفل مثل إجفال الظليم )
المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ القارة بنو الهُون والهاوَن
( * قوله « والهاون إلخ » عبارة التكملة ابن دريد الهاوون أي بواوين الأولى مضمومة الذي يدق به عربي صحيح ولا يقال هاون أي بفتح الواو لأنه ليس في كلام العرب إسم على فاعل بعد الألف واو قال ابو زيد في الهاوون إنه سمعه من أناس ولم يجئ به غيره وقال الفراء في كتابه البهي وتقول لهذا الهاون الذي يدق به الهاوون بواوين ) والهاوُنُ والهاوُون فارسي معرب هذا الذي يُدَقُّ فيه قيل كان أَصله هاوُون لأَن جمعه هَوَاوينُ مثل قانون وقَوَانين فحذفوا منه الواو الثانية استثقالاً وفتحوا الأُولى لأَنه ليس في كلامهم فاعُلٌ بضم العين والمُهْوَئِنُّ الوَطِيءُ من الأَرض نحو الهَجْلِ والغائط والوادي وجمعه مُهْوَئِنَّاتٌ

هين
هانَ يَهِينُ مثل لانَ يَلِين وفي المثل إذا عَزَّ أَخوك فهِنْ وما هَيَانُ هذا الأَمرِ أَي شأنُه وهَيّانُ بن بَيّانَ لا يُعْرَفُ ولا يُعْرَف أَبوه وقد ذكر أَن نونه زائدة والله أَعلم

هيزمن
الهِنْزَمْرُ والهِنْزَمْنُ والهِيْزَمْنُ كلها عيد من أَعياد النصارى أَو سائر العجم وهي أَعجمية والله أَعلم

وأن
رجل وَأْنٌ أَحمق كثير اللحم ثقيل وامرأَة وَأْنَةٌ غليظة والوَأْنَة الحَمْقاء وامرأَةٌ وَأْنَة إذا كانت مُفاربة الخَلْق وقال أَبو منصور هي وَأْبة بالباء وقال الليث الوَأْنة سواءٌ فيه الرجلُ والمرأَة يعني المُقْتَدِرَ الخَلْق ابن الأَعرابي التَّوْأَنُ ضَعْف البَدَنِ والرَّأْيِ أَيّ ذلك كان قال أَبو منصور التَّوْأَن مأْخوذ من قولهم رجل وَأْنٌ وهو الأَحمق ويقال للرجل الأَحمق وأْنٌ مِلْدَمٌ خُجَأَةٌ ضَوْكَعَةٌ

وبن
اللحياني يقال ما في الدار وابِرٌ ولا وابِنٌ أَي ما فيها أَحدٌ ابن الأَعرابي الوَبْنَةُ الأَذى والوَبْنة الجَوْعَةُ

وتن
الوَتِينُ عِرْقٌ في القلب إذا انقطع مات صاحبه ومنه حديث غسل النبي صلى الله عليه وسلم والفَضْل يقول أَرِحْني قَطَعْتَ وَتِيني أَرى شيئاً يَنْزِلُ عليَّ ابن سيده الوَتِينُ عِرقٌ لاصِقٌ بالصُّلب من باطنه أَجمع يَسْقي العُروقَ كلَّها الدمَ ويَسْقي اللَّحْمَ وهو نَهْرُ الجَسد وقيل هو عرق أَبيضُ مُسْتَبْطِنُ الفَقار وقيل الوتين يَستَقي من الفُؤاد وفيه الدم والوَتينُ الخِلْبُ وقيل هو نياطُ القلب وقيل هو عرق أَبيض غليظ كأَنه قصبة والجمع أوْتِنَةٌ ووُتْنٌ ووَتَنَه وتْناً أَصاب وَتِينَه قال حُميدٌ الأَرْقطُ شِرْيانَةٌ تَمْنَعُ بعدَ اللِّينِ وصِيغَةٌ ضُرِّجْنَ بالتَّسْنينِ من عَلَقِ المَكْليِّ والمَوْتونِ ووُتِنَ شكا وَتِينَه وفي التنزيل العزيز ثم لَقَطعْنا منه الوَتينَ قال أَبو إسحق عرْق يَسْتَبْطِنُ الصُّلبَ يجتمع إليه البَطْنُ وإليه تضم العروق ( ) ( قوله « وإليه تضم العروق » الذي في التهذيب وإليه تضرب العروق ) ووَتَنَ بالمكانَ وتْناً ووُتُوناً ثبت وأَقام به والواتِنُ الماءُ المَعينُ الدائم الذي لا يذهب عن أَبي زيد وفي الحديث أَمّا تَيْماءُ فعينٌ جاريةٌ وأَما خَيْبر فماءٌ واتِنٌ أَي دائم والواتِنُ الثابت والماءُ الواتِن الدائم أَعني الذي لا يجري وقيل الذي لا ينقطع أَبو زيد الواتِنُ من المياه الدائمُ المَعينُ الذي لا يذهب الليث الواتِنُ والواثِنُ لغتان وهو الشيء المقيم الدائم الراكد في مكانه قال رؤبة أَمْطَرَ في أَكْنافِ غَيْنٍ مُغْيِنِ على أَخِلاَّءِ الصَّفاء الوُتَّنِ قال يروى بالثاء والتاء ومعناهما الدَّوْمُ على العَهْد وأَنشد ابن بري لكعب بن زهير وهو التَّرِيكَةُ بالمِكَرِّ وحارثٍ فَقْعَ القَراقِر بالمكانِ الواتِنِ قال ابن بري وقال أَبو عمرو يقال وَتَنَ وأَتَنَ إذا ثَبَتَ في المكان وأَنشد لأَبَّاق الدُّبَيْرِي أَتَنْتُ لها فلم أَزَلْ في خِبائِها مقيماً إلى أَن أَنْجَزَتْ خِلَّتي وَعْدِي وقد وَتَنَ ووَثَنَ بمعنى واحد قال أَبو منصور المعروف وَتَنَ يَتِنُ بالتاء وُتُوناً والوَتِينُ منه مأْخوذ والمُواتَنة المُلازمة وفي الصحاح المُلازَمة في قلة التفرّق قال أَبو منصور ولم أَسمع وَثَنَ بالثاء بهذا المعنى لغير الليث قال ولا أَدري أَحفِظَه عن العرب أَم لا الجوهري وَتَنَ الماءُ وغيره وُتُوناً وتِنَةً أَي دامَ ولم ينقطع ووَاتَنَ القومُ دارَهم أَطالوا الإقامة فيها ووَاتَنَ الرجلَ مُوَاتَنَةً ووِتاناً فعل ما يفعل وهي أَيضاً المُطاولة والمُماطلة والوَتْنُ أَن تَخْرُجَ رجلا المولود قَبْل رأْسه لغة في اليَتْنِ وقيل الوَتْنُ الذي وُلِدَ منكوساً فهو مَرَّةً اسم للوِلادِ ومَرَّةً اسم للولد وأُوْتَنَتِ المرأَةُ ولدت وَتْناً كأَيْتَنَتْ إذا ولدت يَتْناً ابن الأَعرابي امرأَة مَوْتُونة إذا كانت أَدِيبةً وإن لم تكن حَسْناء والوَتْنَةُ مُلازمةُ الغريم والوَتْنَة المخالفة هاتان بالتاء والوَثْنة بالثاء الكَفْرَةُ

وثن
الوَثْنُ والوَاثِنُ المقيم الراكد الثابت الدائم وقد وَثَنَ قال ابن دريد وليس بثَبْتٍ قال والذي حكاه أَبو عبيد الواتن وقد حكى ابن الأَعرابي وَثَنَ بالمكان قال ولا أَدري من أَين أَنكره ابن دريد الليث الواثن والواتن لغتان وهو الشيء المقيم الراكد في مكانه قال رؤبة على أَخِلاَّءِ الصَّفاء الوُثَّنِ قال الليث يروى بالثاء والتاء ومعناهما الدّوْمُ على العهد وقد وَتَنَ ووَثَنَ بمعنى واحد قال أَبو منصور المعروف وَتَنَ يَتِنُ بالتاء وُتُوناً ولم أَسمع وَثَنَ بالثاء بهذا المعنى لغير الليث قال ولا أَدري أَحفظه عن العرب أَم لا والوَثْنة بالثاء الكَفْرَةُ والمَوْثُونة بالثاء المرأَةُ الذليلة وامرأَة موثونة بالثاء إذا كانت أَديبةً وإن لم تكن حَسْناء والوَثَنُ الصنم ما كان وقيل الصنم الصغير وفي الحديث شاربُ الخمر كعابدِ وَثَنٍ قال ابن الأَثير الفرق بين الوَثَنِ والصَّنَم أَن الوَثَنَ كل ما له جُثَّةٌ معمولة من جواهر الأَرض أَو من الخشب والحجارة كصورة الآدمي تُعمَلُ وتُنْصَبُ فتُعْبَدُ والصَّنَمُ الصورة بلا جُثَّةٍ ومنهم من لم يفرق بينهما وأَطلقهما على المعنيين قال وقد يطلق الوَثَنُ على غير الصورة والجمع أَوْثانٌ ووُثُنٌ ووُثْنٌ وأُثُنٌ على إبدال الهمزة من الواو وقد قرئ إنْ يَدْعُونَ من دونه إلا أُثُناً حكاه سيبويه قال الفراء وهو جمع الوَثَنِ فضم الواو وهمزها كما قال وإذا الرسلُ أُقِّتَتْ الأَزهري قال شمر فيما قرأْت بخطه أَصل الأَوْثانِ عند العرب كل تِمْثالٍ من خشب أَو حجارة أَو ذهب أَو فضة أَو نحاس أَو نحوها وكانت العرب تنصبها وتعبدها وكانت النصارى نصبت الصَّليب وهو كالتِّمْثال تُعَظِّمُه وتعبده ولذلك سماه الأَعشى وَثَناً وقال تَطُوفُ العُفاةُ بأَبْوابِه كطَوْفِ النَّصارى ببَيْتِ الوَثَنْ أَراد بالوَثَنِ الصليب قال وقال عَدِيُّ بن حاتم قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وفي عُنُقِي صَليب من ذهب فقال لي أَلْقِ هذا الوَثَنَ عنك أَراد به الصليب كما سماه الأَعشى وَثَناً ووُثِنَتِ الأَرض مُطِرَتْ عن ابن الأَعرابي وأَرض مَضْبوطةٌ ممطورة وقد ضُبِطَتْ ووُثِنَتْ بالماء ونُصِرَتْ أَي مُطِرَتْ واسْتَوْثَنَت الإِبلُ نشأَت أَولادُها معها واسْتَوْثَنَ النَّحْلُ صار فرقتين كباراً وصغاراً واسْتَوْثَنَ المالُ كثر واسْتَوثَنَ من المال استكثر منه مثل اسْتَوثَجَ واسْتَوثَرَ والله أَعلم

وجن
الوَجْنَةُ ما ارتفع من الخَدَّيْنِ للشِّدْق والمَحْجِرِ ابن سيده الوَجْنةُ والوِجْنَةُ والوُجْنةُ والوَجَنةُ والأُجْنة والأَجْنةُ الأَخيرة عن يعقوب حكاه في المبدل ما انحدر من المَحْجِرِ ونتأَ من الوجه وقيل ما نتأَ من لحم الخدين بين الصُّدْغين وكَنَفَي الأَنف وقيل هو فَرَقُ ما بين الخَدَّيْنِ والمَدْمَعِ من العظم الشاخص في الوجه إِذا وَضَعْتَ عليه يَدَك وجدت حَجْمَه وحكى اللحياني إِنه لَحَسَن الوَجَناتِ كأَنه جعل كل جزء منها وَجْنةً ثم جمع على هذا ورجل أَوْجَنُ ومُوَجَّنٌ عظيم الوَجَنات والمُوَجَّنُ الكثير اللحم ابن الأَعرابي إِنما سميت الوَجْنَةُ وَجْنَةً لنُتُوئها وغلظها وفي حديث الأَحْنَفِ كان ناتئَ الوَجْنةِ هي أَعلى الخدّ والوَجْنُ والوَجَنُ والوَجين والوَاجِنُ الأَخير كالكاهِل والغارِبِ أَرض صُلْبةٌ ذات حجارة وقيل هو العارض من الأَرض ينقاد ويرتفع قليلاً وهو غليظ وقيل الوَجِين الحجارة وفي حديث سَطِيحٍ تَرْفَعُني وَجْناً وتَهْوِي بي وَجَنْ هي الأَرض الغليظة الصُّلْبة ويروى وُجْناً بالضم جمع وَجِينٍ وناقة وَجْناءُ تامة الخَلْق غليظة لحم الوَجْنةِ صُلْبة شديدة مشتقة من الوَجِين الي هي الأَرض الصلبة أَو الحجارة وقال قوم هي العظيمة الوَجْنَتَين والأَوْجَنُ من الجمال والوَجْناء من النُّوق ذات الوَجْنةِ الضخمة وقلما يقال جَمَلٌ أَوْجَنُ ويقال الوَجْناء الضخمة شبهت بالوَجِين العارض من الأَرض وهو مَتْنٌ ذو حجارة صغيرة وقال ابن شميل الوَجْناءُ تشبه بالوجين وهي العظيمةُ وفي قصيد كَعْب بن زُهَيْر وَجْناء في حُرَّتَيْها للبَصِير بها وفيها أَيضاً غَلْباء وَجْناء عُلكوم مُذَكَّرَة الوَجْناءُ الغليظة الصُّلْبة وفي حديث سَواد بن مُطَرِّف وَأْدَ الذِّعْلِب الوَجْناءِ أَي صوت وطئها على الأَرض ابن الأَعرابي الأَوْجَنُ الأَفْعَلُ من الوَجِين في قول رؤبة أَعْيَسَ نَهَّاضٍَ كحَيْدِ الأَوْجَنِ
( * قوله « أعيس نهاض إلخ » صدره في خدر مياس الدمى معرجن والمعرجن المصفر أي في خدر معرجن أي مصفر بالعهون )
قال والأَوْجَنُ الجبَلُ الغليظ ابن شميل الوَجِينُ قُبُل الجبل وسَنَده ولا يكون الوَجينُ إِلا لواد وَطِيءٍ تعارض فيه الوادي الداخل في الأَرض الذي له أَجْرافٌ كأَنها جُدُرٌ فتلك الوُجُنُ والأَسْنادُ والوَجينُ شَطُّ الوادي ووَجَنَ به الأَرضَ ضربها به وما أَدري أَي من وَجَّنَ الجلدَ هو حكاه يعقوب ولم يفسره وقال في التهذيب وغيره أَي أَيُّ الناس هو والوَجْنُ الدَّقُّ والمِيجَنةُ مِدَقَّةُ القَصّارِ والجمع مَواجِنُ ومَياجِنُ على المعاقبة قال عامر بن عُقَيْلٍ السَّعديّ رِقابٌ كالمَوَاجِن خاظِياتٌ وأَسْتاهٌ على الأَكْوار كُومُ قوله خاظيات بالظاء من قولهم خَظاً بَظاً قال ابن بري اسم هذا الشاعر في نوادر أَبي زيد عليُّ بن طُفيل السعدي وقبل البيت وأَهْلَكَني لكُمْ في كل يومٍ تَعَوُّجُكُمْ عَلَيَّ وأَسْتَقِيمُ وفي حديث عليّ كرم الله وجهه ما شَبَّهْتُ وَقْعَ السيوف على الهامِ إِلا بوَقْعِ البَيازِرِ على المَوَاجِنِ جمع مِيجَنةٍ وهي المِدَقَّةُ يقال وَجَنَ القصّارُ الثوب يَجِنُه وَجْناً دَقَّه والميم زائدة وهي مِفْعَلةٌ بالكسر وقال أَبو القاسم الزجاجي جمع مِيجَنةٍ على لفظها مَياجن وعلى أَصلها مَوَاجن اللحياني المِيجَنةُ التي يُوجَّنُ بها الأَديمُ أَي يُدَقُّ ليلين عند دباغه وقال النابغة الجعدي ولم أَرَ فيمَنْ وَجَّنَ الجِلدَ نِسْوةً أَسَبَّ لأَضْيافٍ وأَقْبَحَ مَحْجِرا ابن الأَعرابي والتَّوَجُّنُ الذل والخضوع وامرأَة مَوْجُونةٌ وهي الخَجِلَةُ من كثرة الذنوب

وحن
الحِنَةُ الحِقْدُ وَحَنَ عليه حِنَةً مثل وَعَدَ عِدَةً وقال اللحياني وَحِنَ عليهم بالكسر حِنةً كذلك التهذيب ابن الأَعرابي التَّوَحُّنُ عِظَم البطن والتَّحَوُّنُ الذُّل والهلاك والوَحْنةُ الطين المُزْلقُ

وخن
ابن الأَعرابي التَّوَخُّنُ القصد إِلى خير أَو شر قال والوَخْنةُ الفساد والنَّوْخَةُ الإِقامة

ودن
ودَنَ الشيءَ يَدِنُه وَدْناً ووِداناً فهو مَوْدون ووَدِينٌ أَي منقوع فاتَّدَنَ بَلَّهُ فابْتَلَّ قال الكميت وراجٍ لِينَ تَغْلِبَ عن شِظَافٍ كمُتَّدِنِ الصَّفا حتى يَلِينا
( * قوله « حتى يلينا » الذي في التهذيب والصحاح كيما يلينا )
أَي يَبُلُّ الصَّفا لكي يلين قال ابن سيده هذا قول أَبي عبيد قال وعندي أَنه إِنما فَسَّرَ على المعنى وحقيقته أَن المعنى كمثل الصَّفا كأَن الصفا جُعلَتْ فيه إِرادةٌ لذلك وقول الطِّرمّاح عَقائل رَمْلَةٍ نازَعْنَ منها دُفُوفَ أَقاحِ مَعْهودٍ وَدينِ قال أَبو منصور أَراد دُفوفَ رمل أَو كَثيب أَقاح مَعْهودٍ أَي ممطور أَصابه عَهْدٌ من المطر بعد مطر وقوله وَدِين أَي مَوْدُونٍ مبلول من وَدَنْتُه أَدِنُه وَدْناً إِذا بللته وحكى الأَزهري في ترجمة دين قال قال الليث الدِّينُ من الأَمطار ما تعاهد موضعاً لا يزال يَرُبُّ به ويصيبه وأَنشد دُفُوف أَقاحِ مَعْهُودٍ ودِينِ وقال هذا خطأٌ والواو في وَدِين فاء الفعل وهي أَصلية وليست بواو العطف قال ولا يعرف الدِّينُ في باب الأَمطار قال وهذا تصحيف من الليث أَو ممن زاد في كتابه وقد ذكرنا ذلك في موضعه الأَزهري سمعت العرب تقول وَدَنْتُ الجلد إِذا دفنته تحت الثَّرَى ليلين فهو مَوْدون وكل شيء بللته فقد ودَنْتَه ووَدنتُ الثوب أَدِنُه وَدْناً إِذا بللته وجاء قوم إِلى بنت الخُسِّ بحجر وقالوا أَحْذي لنا من هذا نعلاً فقالت دِنُوهُ قال ابن بري أَي رَطِّبُوه يقال جاء مطر ودَنَ الصخرَ واتَّدَنَ الشيءُ أَي ابتلّ واتَّدَنه أَيضاً بمعنى بلَّهُ وفي حديث مُصْعَبِ بن عُمير وعليه قطعة نَمِرَةٍ قد وصلها بإِهاب قد وَدَنه أَي بله بماء ليخضع ويلين يقال وَدَنْتُ القِدَّ والجلد أَدِنُه إِذا بللته وَدْناً ووِداناً فهو مَوْدون وفي حديث ظَبْيانَ أَن وَجّاً كان لبني إِسرائيل غرسوا وِدانه أَراد بالوِدانِ مواضع النَّدَى والماء التي تصلح للغِراس ووَدَنُوه بالعصا لينوه كما يُودَنُ الأَديمُ قال وحدَّث رجل من بني عقيل ابنه فنَذِر به إِخوته فأَخذوه فوَدَنُوه بالعصا حتى ما يشتكي أَي حتى ما يشكو من الضعف لأَنه لا كلام وروى ابن الأَعرابي أَن رجلاً من الأَعراب دخل أَبيات قوم فوَدَنُوه بالعصا كأَنَّ معناه دَقُّوه بالعصا ابن الأَعرابي التَّوَدُّنُ لينُ الجلد إِذا دبغ وقوله ولقد عَجِبتُ لكاعِبٍ مَوْدُونةٍ أَطْرافُها بالحَلْيِ والحِنَّاءِ مَوْدُونةٍ مُرَطَّبةٍ ودنُوه رَطَّبوه والوَدْنَةُ العَرْكَةُ بكلام أَو ضرب والوَدْنُ والوِدانُ حُسْن القيام على العَرُوس وقد ودَنَوها ابن الأَعرابي أَخذوا في وِدَانِ العروس إِذا عَلَّلُوها بالسَّوِيق والتَّرَفُّه للسِّمَنِ يقال وَدنوه وأَخذوا في وِدَانهِ وأَنشد بئس الوِدانُ للفَتى العَرُوسِ ضَرْبُكَ بالمِنْقار والفُؤُوسِ ووَدَنْتُ العَرُوس والفرسَ وِداناً أَي أَحسنت القيام عليهما التهذيب في ترجمة ورن ابن الأَعرابي التَّوَرُّنُ كثرة التَّدَهُّن والنعيم قال أَبو منصور التَّوَدُّنُ بالدال أَشبه بهذا المعنى ووَدَنَ الشيءَ وَدْناً وأَوْدَنَه ووَدَّنَه قصره وودَنْتُه وأَودَنْتُه نَقَّصته وصَغَّرته وأَنشد ابن الأَعرابي مَعي صاحبٌ غيرُ هِلواعَةٍ ولا إِمَّعِيّ الهَوَى مُودَن وقال آخر لما رأَته مُودَناً عِظْيَرَّا قالت أُرِيدُ العُتْعُتَ الذِّفَرَّا العُتْعُت الرجل الطويل والمُودَنُ والمَوْدُون القصير العُنُقِ الضَّيِّقُ المَنْكِبين الناقص الخلق قال بعضهم مع قصر أَلواح اليدين وفي التهذيب مع قصر الأَلواح واليدين وامرأَةٌ مَوْدُونة قصيرة صغيرة وفي حديث ذي الثُّدَيَّةِ أَنه كان مَوْدُونَ اليد وفي رواية مُودَنَ اليد وفي أُخرى إِنه لَمُودَنُ اليد أَي ناقص اليد صغيرها قال الكسائي وغيره المُودَنُ اليد القصير اليد يقال أَوْدَنْتُ الشيء قصرته قال أَبو عبيد وفيه لغة أُخرى وَدَنْتُه فهو مَوْدونٌ قال حسان بن ثابت يذم رجلاً وأُمُّكَ سَوْداءُ مَوْدُونَةٌ كأَنَّ أَنامِلَها الحُنْظُبُ وأَورد الجوهري هذا البيت شاهداً على قوله وَدَنَتِ المرأَةُ وأَوْدَنَتْ إِذا ولدت ولداً ضاوِيّاً والولد مَوْدونٌ ومُودَنٌ وأَنشد البيت وقال آخر وقد طُلِقَتْ ليلةً كُلَّها فجاءت به مُودَناً خَنْفَقِيقا أَي لئيماً ويقال وَدَنَتِ المرأَة وأَوْدَنَتْ ولدت ولداً قصير العنق واليدين ضيق المنكبين وربما كان مع ذلك ضاوِيّاً وقيل المُودَنُ القصير ويقال وَدَنْت الشيءَ أَي دققته فهو مَوْدونٌ أَي مَدْقوق والمَوْدُونَةُ دُخَّلَةٌ من الدَّخاخيل قصيرة العنق دقيقة الجُثَّة ومَوْدُون اسم فرسِ مِسْمَع بن شهاب وقيل فرس شَيْبان بن شِهاب قال ذو الرمة ونَحْنُ غَدَاةَ بَطْنِ الجِزْعِ فِئْنَا بمَوْدُونٍ وفارِسِه جهارَا

وذن
التهذيب ابن الأَعرابي التَّذَوُّنُ النَّعْمةُ والتَّوَذُّنُ الضَّرْبُ
( * قوله « والتوذن الضرب » كذا بالأصل والذي في القاموس الصرف بالصاد المهملة والفاء وقال شارحه وفي بعض النسخ الضرب ) والتَّوَذُّنُ أَيضاً الإِعْجابُ والله أَعلم

ورن
: وَرْنَةُ : ذو القَعْدةِ قال ابن سيده : أَرى ذلك في الجاهلية وجمعها وَرْناتٌ وقال ثعلب : هو جمادى الآخرة وأَنشدوا : فأَعْدَدْتُ مَصْقُولاً لأَيَّامِ وَرْنَةٍ إِذا لم يَكُنْ للرَّمْيِ والطَّعْنِ مَسْلَكُ قال ثعلب : ويقال له أَيضاً رِنَةُ غير مصروف . قال ابن الأَعرابي : أَخبرني أَبي عن بعض شيوخه قال كانت العرب تسمي جمادى الآخرة رُنَّى وذا القَعْدة وَرْنَةَ وذا الحِجَّة بُرَكَ . قال ابن الأَعرابي : التَّوَرُّنُ كثرة التَّدَهُّن والنعيم . قال أَبو منصور : التَّوَدُّنُ بالدال أَشبه بهذا المعنى وقد ذكرناه في موضعه

وزن
الوَزْنُ رَوْزُ الثِّقَلِ والخِفَّةِ الليث الوَزْنُ ثَقْلُ شيء بشيء مثلِه كأَوزان الدراهم ومثله الرَّزْنُ وَزَنَ الشيءَ وَزْناً وزِنَةً قال سيبويه اتَّزَنَ يكون على الاتخاذ وعلى المُطاوعة وإِنه لحَسَنُ الوِزْنَةِ أَي الوَزْنِ جاؤوا به على الأَصل ولم يُعِلُّوه لأَنه ليس بمصدر إِنما هو هيئة الحال وقالوا هذا درهم وَزْناً ووَزْنٌ النصب على المصدر الموضوع في موضع الحال والرفع على الصفة كأَنك قلت موزون أَو وازِنٌ قال أَبو منصور ورأَيت العرب يسمون الأَوْزانَ التي يُوزَنُ بها التمر وغيره المُسَوَّاةَ من ا لحجارة والحديد المَوَازِينَ واحدها مِيزان وهي المَثَاقِيلُ واحدها مِثْقال ويقال للآلة التي يُوزَنُ بها الأَشياء مِيزانٌ أَيضاً قال الجوهري أَصله مِوْزانٌ انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها وجمعه مَوَازين وجائز أَن تقول للمِيزانِ الواحد بأَوْزانِه مَوازِينُ قال الله تعالى ونَضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ يريد نَضَعُ المِيزانَ القِسْطَ وفي التنزيل العزيز والوَزْنُ يومئِذٍ الحَقُّ فمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُه فأُولئك هم المفلحون وقوله تعالى فأَمّا من ثَقُلَتْ مَوَازِينُه وأَما مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُه قال ثعلب إِنما أَرادَ مَنْ ثَقُلَ وَزْنُه أَو خَفّ وَزْنُه فوضع الاسم الذي هو الميزان موضع المصدر قال الزجاج اختلف الناس في ذكر الميزان في القيامة فجاء في التفسير أَنه مِيزانٌ له كِفَّتانِ وأَن المِيزانَ أُنزل في الدنيا ليتعامل الناس بالعَدْل وتُوزَنَ به الأَعمالُ وروى جُوَيْبر عن الضَّحَّاك أَن الميزان العَدْلُ قال وذهب إِلى قوله هذا وَزْنُ هذا وإِن لم يكن ما يُوزَنُ وتأْويله أَنه قد قام في النفس مساوياً لغيره كما يقوم الوَزْنُ في مَرْآةِ العين وقال بعضهم الميزانُ الكتاب الذي فيه أَعمال الخَلْق قال ابن سيده وهذا كله في باب اللغة والاحتجاج سائغٌ إِلا أَن الأَولى أَن يُتَّبَعَ ما جاء بالأَسانيد الصحاح فإِن جاء في الخبر أَنه مِيزانٌ له كِفَّتانِ من حيث يَنْقُلُ أَهلُ الثِّقَة فينبغي أَن يُقْبل ذلك وقوله تعالى فلا نُقِيمُ لهم يوم القيامة وَزْناً قال أَبو العباس قال ابن الأَعرابي العرب تقول ما لفلان عندي وَزْنٌ أَي قَدْرٌ لخسته وقال غيره معناه خِفّةُ مَوَازينهم من الحَسَنات ويقال وَزَنَ فلانٌ الدراهمَ وَزْناً بالميزان وإِذا كاله فقد وَزَنَه أَيضاً ويقال وَزَنَ الشيء إِذا قدَّره ووزن ثمر النخل إِذا خَرَصَه وفي حديث ابن عباس وسئل عن السلف في النخل فقال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بَيْعِ النخل حتى يؤكل منه وحتى يُوزَنَ قلت وما يُوزَنُ ؟ فقال رجل عنده حتى يُحْزَرَ قال أَبو منصور جعل الحَزْر وَزْناً لأَنه تقدير وخَرْصٌ وفي طريق أُخرى نهى عن بيع الثمار قبل أَن توزن وفي رواية حتى تُوزَنَ أَي تُحْزَرَ وتُخْرَصَ قال ابن الأَثير سماه وَزْناً لأَن الخارص يَحْزُرُها ويُقَدِّرُها فيكون كالوزن لها قال ووجه النهي أَمران أَحدهما تحصين الأَموال
( * قوله « تحصين الأموال » وذلك أنها في الغالب لا تأمن العاهة إلا بعد الادراك وذلك أوان الخرص ) والثاني أَنه إِذا باعها قبل ظهور الصَّلاح بشرط القطع وقبل الخَرْص سقط حقوق الفقراء منها لأَن الله تعالى أَوجب إِخراجها وقت الحصاد والله أَعلم وقوله تعالى وإِذا كالُوهُمْ أَو وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ المعنى وإِذا كالوا لهم أَو وَزَنُوا لهم يقال وَزَنْتُ فلاناً ووَزَنْتُ لفلان وهذا يَزِنُ درهماً ودرهمٌ وازِنٌ وقال قَعْنَبُ بن أُمِّ صاحب مثْل العَصافير أَحْلاماً ومَقْدُرَةً لو يُوزَنُون بِزِفّ الرِيش ما وَزَنُوا جَهْلاً علينا وجُبْناً عن عَدُوِّهِم لبِئْست الخَلَّتانِ الجَهْلُ والجُبُنُ قال ابن بري الذي في شعره شبه العصافير ووازَنْتُ بين الشيئين مُوَازَنَةً ووِزاناً وهذا يُوازِنُ هذا إِذا كان على زِنَتِه أَو كان مُحاذِيَهُ ويقال وَزَنع المُعْطِي واتَّزَنَ الآخِذُ كما تقول نَقَدَ المُعْطِي وانْتَقَد الآخذُ وهو افتعل قلبوا الواو تاء فأَدغموا وقوله عز وجل وأَنبتنا فيها من كل شيء مَوْزونٍ جرى على وَزَنَ مَنْ قَدّر اللهُ لا يجاوز ما قدَّره الله عليه لا يستطيع خَلْقٌ زيادةٌ فيه ولا نقصاناً وقيل من كل شيء مَوْزونٍ أَي من كل شيء يوزن نحو الحديد والرَّصاص والنحاس والزِّرْنيخ هذا قول الزجاج وفي النهاية فَسَّرَ المَوْزونَ على وجهين أَحدهما أَن هذه الجواهر كلَّها مما يوزَنُ مثل الرصاص والحديد والنُّحاس والثَّمَنَيْنِ أَعني الذهب والفضة كأَنه قصد كل شيء يُوزَنُ ولا يكال وقيل معنى قوله من كل شيء مَوْزُونٍ أَنه القَدْرُ المعلوم وَزْنُه وقَدْرُه عند الله تعالى والمِيزانُ المِقْدار أَنشد ثعلب قد كُنْتُ قبل لقائِكُمْ ذا مِرَّةٍ عِنْدي لكل مُخاصِمٍ ميزانُه وقام مِيزانُ النهار أَي انتصف وفي الحديث سبحان الله عَدَدَ خَلْقِه وزِنَةَ عَرْشِه أَي بوَزْن عَرْشِه في عظم قَدْره من وَزَنَ يَزِنُ وَزْناً وزِنَةً كوَعَدَ عِدَةً وأَصل الكلمة الواو والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة من أَولها وامرأَة مَوْزونةٌ قصيرة عاقلة والوَزْنَةُ المرأَة القصيرة الليث جارية موزونة فيها قِصَرٌ وقال أَبو زيد أَكل فلان وَزْمَةً ووَزْنَةً أَي وَجْبةً وأَوْزانُ العربِ ما بَنَتْ عليه أَشعارها واحدها وَزْنٌ وقد وَزَنَ الشِّعْرَ وَزْناً فاتَّزَنَ كلُّ ذلك عن أَبي إِسحق وهذا القول أَوْزَنُ من هذا أَي أَقوى وأَمكنُ قال أَبو العباس كان عُمارة يقرأُ ولا الليلُ سابقُ النهارَ بالنصب قال أَبو العباس ما أَرَدْتَ ؟ فقال سابقٌ النهارَ فقلت فهَلاَّ قلته قال لو قُلْتُهُ لكان أَوْزَنَ والمِيزانُ العَدْلُ ووازَنَه عادله وقابله وهو وَزْنَهُ وزِنَتَهُ ووِزانَهُ وبوِزانه أَي قُبَالَتَه وقولهم هو وَزْنَ الجبل أَي ناحيةً منه وهو زِنَةَ الجبل أَي حِذاءَه قال سيبويه نُصِبا على الظرف قال ابن سيده وهو وَزْنَ الجبل وزِنَتَه أَي حِذاءَه وهي أَحد الظروف التي عزلها سيبويه ليفسر معانيها ولأَنها غرائب قال أَعني وَزْنَ الجبلِ قال وقياس ما كان من هذا النحو أَن يكون منصوباً كما ذكرناه بدليل ما أَومأَ إِليه سيبويه هنا وأَما أَبو عبيد فقال هو وِزانُه بالرفع والوَزْنُ المثقال والجمع أَوْزانٌ وقالوا درهم وَزْنٌ فوصفوه بالمصدر وفلان أَوْزَنُ بني فلانٍ أَي أَوْجَهُهُمْ ورجل وَزِينُ الرأْي أَصيله وفي الصحاح رَزينُه ووَزَنَ الشيءُ رَجَحَ ويروى بيتُ الأَعشى وإِن يُسْتَضافُوا إِلى حُكْمِه يُضافُوا إِلى عادِلٍ قد وَزَنْ وقد وَزُنَ وَزَانةً إِذا كان متثبتاً وقال أَبو سعيد أَوْزَمَ نفسَه على الأَمر وأَوْزَنَها إذا وَطَّنَ نفسه عليه والوَزْنُ الفِدْرة من التمر لا يكاد الرجل يرفعها بيديه تكون ثلثَ الجُلَّةِ من جِلال هَجَرَ أَو نصْفَها وجمعه وُزُونٌ حكاه أَبو حنيفة وأَنشد وكنا تَزَوَّدْنا وُزُوناً كثيرةً فأَفْنَيْنَها لما عَلَوْنا سَبَنْسَبا والوَزِينُ الحَنْظَلُ المطحون وفي المحكم الوَزينُ حَبّ الحنظل المطحون يُبَلُّ باللبن فيؤكل قال إِذا قَلَّ العُثَانُ وصار يوماً خَبِيئةَ بيت ذي الشَّرَفِ الوَزينُ أَراد صار الوَزينُ يوماً خبيئة بيت ذي الشرف وكانت العرب تتخذ طعاماً من هَبِيدِ الحنظل يَبُلُّونه باللبن فيأْكلونه ويسمونه الوَزينَ ووَزْنُ سَبْعةٍ لَقَبٌ والوَزْنُ نَجْم يطلُع قبل سُهَيْل فيُظَنُّ إِياه وهو أَحد الكَوْكبين المُحْلِفَيْن تقول العرب حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ وهما نجمان يطلُعان قبل سُهَيْلٍ وأَنشد ابن بري أَرَى نارَ لَيْلى بالعَقيقِ كأَنها حَضَارِ إِذا ما أَقْبَلَتْ ووَزِينُها ومَوْزَنٌ بالفتح اسم موضع وهو شاذ مثل مَوْحَدٍ ومَوْهَبٍ وقال كُثَيّر كأَنَّهُمُ قَصْراً مَصَابيحُ رَاهبٍ بمَوْزَنَ رَوَّى بالسَّلِيط ذُبالُها
( * قوله « روّى بالسليط ذبالها » كذا بالأَصل مضبوطاً كنسخة الصحاح الخط هنا وفي مادة قصر من الصحاح أَيضاً برفع ذبالها وشمالها ووقع في مادة قصر من اللسان مايخالف هذا الضبط )
هُمُ أَهْلُ أَلواحِ السَّرِير ويمنه قَرابينُ أَرْدافٌ لها وشِمالُها وقال كُثَيّرُ عَزَّةَ بالخَيْر أَبْلَجُ من سِقاية راهِبٍ تُجْلى بمَوْزَنَ مُشْرِقاً تِمْثالُها

وسن
قال الله تعالى لا تأْخذه سِنَةٌ ولا نوم أَي لا يأْخذه نُعاسٌ ولا نوم وتأْويله أَنه لا يَغْفُل عن تدبير أَمر الخلق تعالى وتَقَدَّسَ والسِّنَةُ النُّعَاس من غير نوم ورجل وَسْنانُ ونَعْسانُ بمعنى واحد والسِّنَةُ نُعاسً يبدأْ في الرأْس فإِذا صار إِلى القلب فهو نوم وفي الحديث وتُوقِظ الوَسْنانَ أَي النائم الذي ليس بمُسْتَغْرِقٍ في نومه والوَسَنُ أَول النوم والهاء في السِّنَةِ عوض من الواو المحذوف ابن سيده السِّنَةُ والوَسْنَةُ والوَسَنُ ثَقْلَةُ النوم وقيل النُّعاس وهو أَول النوم وَسِنَ يَوْسَنُ وَسَناً فهو وَسِنٌ ووَسْنانُ ومِيسانٌ والأَنثى وَسِنَةٌ ووَسْنَى ومِيسانٌ قال الطِّرْمَّاحُ كلّ مِكْسالٍ رَقُودِ الضُّحَى وَعْثةٍ مِيسانِ ليلِ التِّمام واستْتَوْسَنَ مثله وامرأَة مِيسان بكسر الميم كأَن بها سِنَةً من رَزَانَتِها ووَسِنَ فلان إِذا أَخذته سِنَةُ النُّعاس ووَسِنَ الرجلُ فهو وَسِنٌ أَي غُشِيَ عليه من نَتْنِ البئر مثل أَسِنَ وأَوْسَنته البئرُ وهي رَكِيَّةٌ مُوسِنَةٌ عن أَبي زيد يَوْسَنُ فيها الإِنسانُ وَسَناً وهو غَشْيٌ يأْخذه وامرأَة وَسْنَى ووَسْنانةٌ فاترة الطَّرْفِ شبهت بالمرأَة الوَسْنَى من النوم وقال ابن الرِّقاعِ وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعَاسُ فَرنَّقَتْ في عَيْنهِ سِنَةٌ وليس بنائِمِ ففرق بين السِّنَةِ والنوم كما ترى ووَسِنَ الرجلُ يَوْسَنُ وَسَناً وسِنَةً إِذا نام نومة خفيفة فهو وسِنٌ قال أَبو منصور إِذا قالت العرب امرأَة وَسْنَى فالمعنى أَنها كَسْلَى من النَّعْمة وقال ابن الأَعرابي امرأَة مَوْسُونةٌ وهي الكَسْلَى وقال في موضع آخر المرأَة الكسلانة ورُزِقَ فلانٌ ما لم يَحْلُمْ به في وسَنِهِ وتوَسَّنَ فلان فلاناً إِذا أَتاه عند النوم وقيل جاءه حين اختلط به الوَسَنُ قال الطرمّاحُ أَذاك أَم ناشِطٌ تَوَسَّنَهُ جاري رَذاذٍ يَسْتَنُّ مُنْجرِدُهْ ؟ واوْسَنْ يا رجلُ ليلتك والأَلف أَلف وصل وتَوَسَّن المرأَة أَتاها وهي نائمة وفي حديث عمر رضي الله عنه أَن رجلاً تَوسَّنَ جارية فجَلَدَهُ وهَمَّ بجَلْدها فشهدنا أَنها مكرهة أَي تغشَّاها وهي وَسْنَى قهراً أَي نائمة وتوَسَّنَ الفحلُ الناقةَ تسَنَّمَها وقولهم توَسَّنَها أَي أَتاها وهي نائمة يريدون به إِتيان الفحل الناقة وفي التهذيب توَسَّنَ الناقة إِذا أَتاها باركة فضربها وقال الشاعر يصف سحاباً بِكْر توَسَّن بالخَمِيلَةِ عُوناً استعار التَّوَسُّنَ للسحاب وقول أَبي دُوَاد وغَيْث توَسَّنَ منه الرِّيا حُ جُوناً عِشاراً وعُوناً ثِقالاً جعل الرِّياحَ تُلْقِحُ السحابَ فضرب الجُونَ والعُون لها مثلاً والجُونُ جمع الجُونةِ والعُونُ جمع العَوَانِ وما لم هَمٌّ ولا وَسَنٌ إِلا ذاك مثل ما له حَمٌّ ولا سَمٌّ ووَسْنَى اسم امرأَة قال الراعي أَمِنْ آلِ وَسْنَى آخرَ الليلِ زائرُ ووادي الغُوَيْر دوننا فالسَّواجِرُ ؟ ومَيْسانُ بالفتح موضع

وشن
الوَشْنُ ما ارتفع من الأَرض وبعير وَشْنٌ غليظ والأَوْشَنُ الذي يُزَيِّنُ الرجلَ
( * قوله « يزين الرجل » كذا بالأصل والمحكم والذي في القاموس يأتي الرجل ) ويقعد معه على مائدته يأْكل طعامه والوَشْنان لغة في الأُشنانِ وهو من الحَمْضِ وزعم يعقوب أَن وُشْناناً وأُشْناناً على البدل التهذيب ابن الأَعرابي التَّوَشُّنُ قلة الماء

وصن
ابن الأَعرابي الوَصْنَةُ الخِرْقَةُ الصغيرة والصِّنْوةُ الفَسِيلَةُ والصَّوْنَةُ العَتِيدةُ والله أَعلم

وضن
وَضَنَ الشيءَ وَضْناً فهو مَوْضُونٌ ووضِينٌ ثنى بعضه على بعض وضاعَفَهُ ويقال وَضَنَ فلانٌ الحَجر والآجُرَّ بعضه على بعض إِذا أَشْرَجَه فهو مَوْضونٌ والوَضْنُ نسْجُ السريرِ وأَشباهه بالجوهر والثياب وهو مَوْضونٌ شمر المَوْضُونةُ الدِّرْع المنسوجة وقال بعضهم دِرْعٌ مَوْضونةٌ مُقارَبَةٌ في النسج مثل مَرْضُونةِ مُداخَلَةُ الحِلَقِ بعضها في بعض وقال رجل من العرب لامرأَته ضِنِيه يعني متاعَ البيت أَي قاربي بعضه من بعض وقيل الوَضْنُ النَّضْدُ وسرير مَوْضونٌ مضاعَفُ النسج وفي التنزيل العزيز على سُرُرٍ مَوْضونةٍ المَوْضونةُ المنسوجة أَي منسوجة بالدُّرِّ والجوهر بعضها مُداخَلٌ في بعض ودرع مَوْضونةٌ مضاعفة النسج قال الأَعشى ومن نَسْجِ داودَ مَوْضونَة يُساقُ بها الحَيُّ عِيراً فَعِيرا والمَوْضونَةُ الدِّرْعُ المنسوجة ويقال المنسوجة بالجواهر تُوضَنُ حِلَقُ الدِّرْعِ بعضها في بعض مُضاعَفةً والوَضْنَةُ الكُرْسي المنسوج والوَضِينُ بِطَانٌ عريض منسوج من سيور أَو شعر التهذيب إِنما سمت العرب وَضِينَ الناقةِ وَضِيناً لأَنه منسوج قال حُمَيد على مُصْلَخِمٍّ ما يكاد جَسِيمُهُ يَمُدُّ بِعِطْفَيْهِ الوَضِينَ المُسَمَّما والمُسَمَّمُ المزين بالسُّموم وهي خَرَز الجوهري الوَضِينُ للهَوْدج بمنزلة البِطانِ للقَتَب والتَّصْدِير للرَّحْل والحِزام للسَّرْج وهما كالنَّسْع إِلاَّ أَنهما من السيور إِذا نُسج نِساجةَ بعضها على بعض والجمع وُضُنٌ وقال المُثَقِّب العَبديُّ تَقولُ إِذا دَرَأْتُ لها وَضِيني أَهذا دَأْبُهُ أَبداً ودِينِي ؟ قال أَبو عبيدة وَضِينٌ في موضع مَوْضونٍ مثل قَتِيلٍ في موضع مَقْتولٍ تقول منه وَضَنْتُ النِّسْعَ أَضِنُهُ وَضْناً إِذا نسجته وفي حديث علي عليه السلام إِنَّكَ لَقَلِقُ الوَضِينِ الوَضِين بِطانٌ منسوج بعضه على بعض يُشَدُّ به الرَّحْلُ على البعير أَراد أَنه سريع الحركة يصفه بالخفة وقلة الثبات كالحزام إِذا كان رِخْواً وقال ابن جَبَلَةَ لا يكون الوَضينُ إِلا من جِلْدٍ وإِن لم يكن من جلد فهو غُرْضَةٌ وقيل الوَضِينُ يصلح للرَّحْل والهَوْدَجِ والبِطانُ للقَتَبِ خاصَّةَ ابن الأَعرابي التَّوَضُّن التَّحَبُّبُ والتَّوَضُّنُ التذلل ابن بري أَنشد أَبو عبيدة شاهداً على أَن الوَضِينَ بمعنى المَوْضونِ قوله إِليك تَعْدُو قَلِقاً وَضِينُها مُعْتَرِضاً في بطنها جَنِينُها مخالفاً دينَ النَّصارى دِينُها أَراد دينه لأَن الناقة لا دين لها قال وهذه الأَبيات يروى أَن ابن عمر أَنشدها لما انْدَفَع من جَمْعٍ ووردت في حديثه أَراد أَنها قد هزلت ودَقَّتْ للسير عليها قال ابن الأَثير أَخرجه الهروي والزمخشري عن ابن عمر وأَخرجه الطبراني في المعجم عن سالم عن أَبيه أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَفاض من عَرَفاتٍ وهو يقول إليك تعدو قَلِقاً وَضِينُها والمِيضَنَةُ كالجُوَالِق تتخذ من خُوصٍ والجمع مَوَاضين

وطن
الوَطَنُ المَنْزِلُ تقيم به وهو مَوْطِنُ الإنسان ومحله وقد خففه رؤبة في قوله أَوْطَنْتُ وَطْناً لم يكن من وَطَني لو لم تَكُنْ عاملَها لم أَسْكُنِ بها ولم أَرْجُنْ بها في الرُّجَّنِ قال ابن بري الذي في شعر رؤبة كَيْما تَرَى أَهلُ العِراقِ أَنني أَوْطَنْتُ أَرضاً لم تكن من وَطَني وقد ذكر في موضعه والجمع أَوْطان وأَوْطانُ الغنم والبقر مَرَابِضُها وأَماكنها التي تأْوي إليها قال الأَخْطَلُ كُرُّوا إلى حَرَّتَيْكُمْ تَعْمُرُونَهُمَا كما تَكُرُّ إلى أَوْطانها البَقَرُ ومَوَاطِنُ مكة مَوَافقها وهو من ذلك وَطَنَ بالمكان وأَوْطَنَ أَقام الأَخيرة أَعلى وأَوْطَنَهُ اتخذه وَطَناً يقال أَوْطَنَ فلانٌ أَرض كذا وكذا أَي اتخذها محلاً ومُسْكَناً يقيم فيها والمِيطانُ الموضع الذي يُوَطَّنُ لترسل منه الخيل في السِّباق وهو أَول الغاية والمِيتاء والمِيداء آخر الغاية الأَصمعي هو المَيْدانُ والمِيطانُ بفتح الميم من الأول وكسرها من الثاني وروى عمرو عن أَبيه قال المَيَاطِينُ المَيادين يقال من أَين مِيطانك أَي غايتك وفي صفته صلى الله عليه وسلم كان لا يُوطِنُ الأَماكن أََي لا يتخذ لنفسه مجلساً يُعْرَفُ به والمَوْطِنُ مَفْعِلٌ منه ويسمى به المَشْهَدُ من مشَاهد الحرب وجمعه مَوَاطن والمَوْطِنُ المَشْهَدُ من مَشَاهد الحرب وفي التنزيل العزيز لقد نصَركُمُ اللهُ في مَوَاطن كثيرة وقال طَرَفَةُ على مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عنده الرَّدَى متى تَعْتَرِكْ فيه الفَرائصُ تُرْعَدِ وأَوطَنْتُ الأَرض ووَطَّنْتُها تَوطِيناً واسْتَوْطَنْتُها أَي اتخذتها وَطَناً وكذلك الاتِّطانُ وهو افْتِعال منه غيره أَما المَوَاطِنُ فكل مَقام قام به الإنسان لأَمر فهو مَوْطِنٌ له كقولك إذا أَتيت فوقفت في تلك المَوَاطِنِ فادْعُ الله لي ولإخواني وفي الحديث أَنه نَهَى عن نَقْرَة الغُراب وأَن يُوطِنَ الرجلُ في المكان بالمسجد كما يُوطِنُ البعيرُ قيل معناه أَن يأْلف الرجل مكاناً معلوماً من المسجد مخصوصاً به يصلي فيه كالبعير لا يأْوي من عَطَنٍ إلا إلى مَبْرَكٍ دَمِثٍ قد أَوْطَنَه واتخذه مُناخاً وقيل معناه أَن يَبْرُكَ على ركبتيه قبل يديه إذا أَراد السجودَ مثلَ بُرُوكِ البعير ومنه الحديث أَنه نَهَى عن إيطان المساجد أَي اتخاذها وَطَناً وواطنَهُ على الأَمر أَضمر فعله معه فإن أَراد معنى وافقه قال واطأَه تقول واطنْتُ فلاناً على هذا الأَمر إذا جعلتما في أَنفسكما أَن تفعلاه وتَوْطِينُ النفس على الشيء كالتمهيد ابن سيده وَطَّنَ نفسَهُ على الشيء وله فتَوَطَّنَتْ حملها عليه فتحَمَّلَتْ وذَلَّتْ له وقيل وَطَّنَ نفسه على الشيء وله فتَوَطَّنَت حملها عليه قال كُثَيِّرٌ فقُلْتُ لها يا عَزَّ كلُّ مُصيبةٍ إذا وُطِّنتْ يوماً لها النَّفْسُ ذَلَّتِ

وعن
ابن دريد الوِعانُ خُطوط في الجبال شبيهة بالشُؤُون والوَعْنَةُ الأَرض الصُّلْبَةُ والوَعْنُ والوَعْنَةُ بياض في الأَرض لا يُنْبِتُ شيئاً والجمع وِعانٌ وقيل الوَعْنةُ بياض تراه على الأَرض تعلم أَنه كان وادي نَمْلٍ لا ينبت شيئاً أَبو عمرو قرية النمل إذا خَرِبَتْ فانتقل النمل إلى غيرها وبقيت آثاره فهي الوِعانُ واحدها وَعْنٌ قال الشاعر كالوِعان رُسُومُها وتَوَعَّنَتِ الغنم والإبلُ والدوابُّ فهي متَوَعِّنة بلغت غاية السِّمَنِ وقيل بدا فيهنّ السمن وقال أَبو زيد تَوَعَّنت سَمِنَتْ من غير أَن يَحُدَّ غايةً والغنم إذا سمنت أَيام الربيع فقد تَوَعَّنَتْ والتَّوْعين السِّمَنُ والوَعْنُ الملجأُ كالوَعْلِ

وغن
ابن الأَعرابي التَّوَغنُ الإقْدامُ في الحرب والوَغْنَةُ الجُبُّ
( * قوله « والوغنة الجب » كذا بالأصل الجب بالجيم ومثله في التهذيب والتكملة وفي القاموس الحب بالحاء المهملة ) الواسع قال والتَّغَوُّنْ الإصرار على المعاصي

وفن
جئت على وَفَنِهِ أَي أَثره قال ابن دريد وليس بِثَبَتٍ ابن الأَعرابي الوَفْنَةُ القلة في كل شيء والتَّوَفُّنُ النقص في كل شيء

وقن
التهذيب أَبو عبيد الأُقْنَةُ والوُقْنَةُ موضع الطائر في الجَبَلِ والجمع الأُقْناتُ والوُقْنات والوُكْنات ابن بري وُقْنة الطائر مَحْضِنُه ابن الأَعرابي أَوْقَنَ الرجلُ إذا اصطاد الطير من وُقْنَتِه وهي مَحْضِنُه وكذلك تَوَقَّنَ إذا اصطاد الحمام من مَحَاضِنِها في رؤوس الجبال والتَّوَقُّنُ التَّوَقُّل في الجبل وهو الصُعود فيه

وكن
الوَكْنُ بالفتح عُشّ الطائر زاد الجوهري في جبل أَو جدار والجمع أَوْكُنٌ ووُكُنٌ ووُكْنٌ ووُكونٌ وهو الوَكْنَةُ والوِكْنَةُ والوُكْنَةُ والوُكُنَةُ والمَوْكِنُ والمَوْكِنَةُ ابن الأَعرابي الوُكْنَةُ موضع يقع عليه الطائر للراحة ولا يثبت فيه ابن الأَعرابي مَوْقَعَةُ الطائر أُقْنَتُه وجمعُها أُقَنٌ وأُكْنَتُه موضع عُشِّه قال أَبو عبيدة هي الأُكْنة والوُكْنَة والوُقْنَة والأُقْنةُ الأَصمعي الوَكْرُ والوَكْنُ جميعاً المكان الذي يدخل فيه الطائر قال الأَزهري وقد يقال لمَوْقَعَةِ الطائر مَوْكِنٌ ومنه قوله تراه كالبازي انْتَمَى في المَوْكِنِ الأَصمعي الوَكْنُ مَأْوَى الطائر في غير عُشٍّ قال أَبو عمرو الوُكْنة والأُكْنة بالضم مَواقِعُ الطير حيثما وَقَعَتْ والجمع وُكُنات ووُكَناتٌ ووُكْناتٌ ووُكَنٌ كما قلناه في جمع رُكْبَةٍ ووَكَنَ الطائرُ وكْناً ووُكُوناً دخل في الوَكْنِ ووَكَنَ وَكْناً ووُكوناً أَيضاً حَضَنَ البيضَ ووَكَنَ الطائرُِ بيضَه يَكِنُه وَكْناً أَي حضنه وطائر واكِنٌ يَحْضُنُ بيضَه والجمع وُكُونٌ وهُنَّ وُكُونٌ ما لم يخرجن من الوَكْنِ كما أَنهنّ وُكُورٌ ما لم يخرجن من الوَكْر قال الشاعر تُذَكِّرُني سَلْمَى وقد حِيلَ بيننا حَمامٌ على بيضاتِهنَّ وُكُونُ والمَوْكِنُ هو الموضع الذي تَكِنُ فيه على البيض والوُكْنة اسم لكل وَكْرٍ وعُشّ والجمع الوُكُناتُ واستعاره عمرو بن شاس للنساء فقال ومن ظُعنٍ كالدَّوْمِ أَشْرَفَ فَوقَها ظِباءُ السُّلَيِّ وَاكِناتٍ على الخَمْلِ أَي جالسات على الطنافس التي وُطِّئتْ بها الهوادج والسُّلَيُّ اسم موضع ونصب واكنات على الحال أَبو عمرو الوَاكِنُ من الطير الواقعُ حيثما وقع على حائط أَو عُود أَو شَجر والتَّوَكُّنُ حُسْنُ الاتِّكاء في المجلس قال الشاعر قلتُ لها إيَّاكِ أَن تَوَكَّنِي في جِلْسةٍ عنديَ أَو تَلَبَّني أَي تَرَبَّعي في جِلْسَتِك وتَوَكَّنَ أَي تَمَكَّنَ والواكِنُ الجالس وقال المُمَزَّقُ العَبْدِي وهُنَّ على الرَّجائز واكِناتٌ طَويلاتُ الذوائبِ والقُرُونِ وفي الحديث أَقِرُّوا الطير على وُكُناتِها الوُكُنات بضم الكاف وفتحها وسكونها جمع وُكْنة بالسكون وهي عُشُّ الطائر ووَكْرُه وقيل الوَكْنُ ما كان في عُشٍّ والوَكْرُ ما كان في غير عُشٍ وسَيْرٌ وَكْنٌ شديد قال إني سأُودِيك بسَيْرٍ وكَنْ أَي شديد وقال شمر لا أَعرفه

ولن
التهذيب في أَثناء ترجمة نول قال ابن الأَعرابي التَّوَلُّنُ رَفْعُ الصِّياح عند المصائب نعوذ بمعافاة الله من عقوبته

ومن
ابن الأَعرابي التَّمَوُّنُ كَثْرة النفقة على العيال والتَّوَمُّن كثرة الأَولاد والله أَعلم

ونن
الوَنُّ الصَّنْجُ الذي يُضْرَب بالأَصابع وهو الوَنَجُ كلاهما دَخيل مشتق من كلام العجم والوَنُّ الضعف والله أَعلم

وهن
الوَهْن الضَّعف في العمل والأَمر وكذلك في العَظْمِ ونحوه وفي التنزيل العزيز حمَلَتْه أُمُّه وَهْناً على وَهْنٍ جاء في تفسيره ضَعْفاً على ضعف أَي لَزِمَها بحملها إياه تَضْعُف مَرّةً بعد مرَّة وقيل وَهْناً على وَهْنٍ أَي جَهْداً على جَهْدٍ والوَهَنُ لغة فيه قال الشاعر
( * قوله « قال الشاعر » هو الأَعشى كما في التكملة وصدره وما إن على قلبه غمرة )
وما إنْ بعَظْمٍ له مِنْ وَهَنْ وقد وَهَنَ ووَهِن بالكسر يَهِنُ فيهما أَي ضَعُف ووَهَنَه هو وأَوْهَنَه قال جرير وَهَنَ الفَرَزْدَقَ يومَ جَرَّدَ سيفَه قَيْنٌ به حُمَمٌ وآمٍ أَرْبَعُ
( * قوله « وآم اربع » ضبطت آم في المحكم بالجر كما ترى فيكون جمع أمة )
وقال فلئن عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَلاً ولئن سَطَوْتُ لأُوهنَنْ عَظْمِي ورجُلٌ واهِنٌ في الأَمر والعمل ومَوْهُون في العَظْم والبدن وقد وَهَنَ العَظْمُ يَهِنُ وَهْناً وأَوهنَه يُوهِنُه ووَهَّنْته تَوْهيناً وفي حديث الطواف وقد وَهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِب أَي أَضعفتهم وفي حديث علي عليه السلام ولا واهِناً في عَزْمٍ أَي ضعيفاً في رأْي ويروى بالياء ولا واهِياً في عزم ورجل واهِنٌ ضعيف لا بَطْش عنده والأُنثى واهِنةٌ وهُنَّ وُهُنٌ قال قَعْنَب بن أُم صاحب الَّلائماتُ الفَتى في عُمْرهِ سَفَهاً وهُنَّ بَعدُ ضَعيفاتُ القُوَى وُهُنُ قال وقد يجوز أَن يكون وُهُن جمع وَهُونٍ لأَن تكسير فَعُول على فُعُل أَشْيَع وأَوسع من تكسير فاعِلة عليه وإنما فاعِلة وفُعْلٌ نادر ورجل مَوْهُون في جسمه وامرأَة وهْنانةٌ فيها فُتُورٌ عند القيام وأَناةٌ وقوله عز وجل فما وَهَنُوا لِما أَصابهم في سبيل الله أَي ما فَتَروا وما جَبُنُوا عن قتال عدوُِّهم ويقال للطائر إذا أُثْقِلَ من أَكْل الجِيَف فلم يقدر على النُّهوض قد توَهَّنَ توَهُّناً قال الجعدي تَوَهَّنَ فيه المَضْرَحِيَّةُ بَعْدَما رأَينَ نَجِيعاً مِنْ دَم الجَوْف أَحْمَرا والمَضْرَحِيَّةُ النُّسور ههنا أَبو عمرو الوَهْنانة من النساء الكَسْلى عن العمل تَنَعُّماً أَبو عبيد الوَهْنانة التي فيها فَتْرة الجوهري وَهَنَ الإنسانُ ووَهَنَه غيرُه يتعدَّى ولا يتعدَّى والوَهْنُ من الإبل الكَثِيفُ والواهِنَةُ ريح تأْخذ في المَنْكِبَين وقيل في الأَخْدَعَين عند الكِبَر والواهِنُ عِرْق مُسْتبطِنٌ حَبْلَ العاتق إلى الكتف وربما وَجِعَ صاحبُه وعَرَتْه الواهِنة فيقال هِنِي يا واهِنةُ اسكني يا واهِنة ويقال للذي أَصابه وجَعُ الواهِنة مَوْهونٌ وقد وُهِنَ قال طَرَفة وإذا تَلْسُنُني أَلْسُنُها إنَّني لَسْتُ بمَوْهُونٍ فَقِرْ يقال أَوْهَنه اللهُ فهو مَوْهون كما يقال أَحَمَّه اللهُ فهو مَحْمُوم وأَزْكَمه فهو مَزْكوم النضر الواهِنَتانِ عَظْمانِ في تَرْقُوَة البعير والتَّرْقُوَةُ من البعير الواهِنَةُ ويقال إنه لشديد الواهِنَتَيْن أَي شديد الصدر والمُقَدَّم وتسمى الواهِنَةُ من البعير الناحرة لأَنها ربما نحَرَت البعيرَ بأَن يُصْرع عليها فينكسر فيُنْحَر البعير ولا تدرك ذكاته ولذلك سُمِّيت ناحِرة ويقال كَوَيْناه من الواهِنَة والواهِنَةُ الوَجَعُ نفسه وإذا ضَرَبَ عليه عِرْقٌ في رأْس مَنكِبه قيل به واهِنة وإنه ليَشْتَكي واهِنَته والواهِنَتان أَطراف العِلْباءَيْن في فأْس القفا من جانبيه وقيل هما ضِلَعان في أَصل العنق من كل جانب واهنةٌ وهما أَوَّل جوانح الزَّوْر وقيل الواهِنَةُ القُصَيْرَى وقيل هي فَقْرة في القفا قال أَبو الهيثم التي من الواهِنة القُصَيرَى وهي أَعلى الأَضلاع عند التَّرْقُوَةَ وأَنشد لَيْسَتْ به واهِنَةٌ ولا نَسَا وفي الصحاح الواهِنَة القُصَيْرَِى وهي أَسفل الأَضلاع والواهِنَتانِ من الفرس أَوَّلُ جَوانح الصدر والواهِنَة العَضُدُ والواهِنَةُ الوَهْنُ والضَّعْفُ يكون مصدراً كالعافية قال ساعدة بن جُؤَيَّة في مَنْكِبَيْه وفي الأَرْساغِ واهِنةٌ وفي مَفاصِله غَمْزٌ من العَسَمِ الأَشجعي الواهِنَةُ مَرَضٌ يأْخذُ في عَضُد الرجل فتَضْرِبُها جاريةٌ بِكْرٌ بيدها سبع مرات وربما عُلِّق عليها جنس من الخَرَز يقال له خَرَزُ الواهِنة وربما ضربها الغلامُ ويقول يا واهِنَة تَحَوَّلي بالجارية وهي التي لا تأْخذ النساءَ إنما تأْخذ الرجال وروى الأَزهري عن أَبي أُمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن رجلاً دخل عليه وفي عَضُده حَلْقةٌ من صُفْرٍ وفي رواية خاتم من صُفْرٍ فقال ما هذا الخاتم ؟ فقال هذا من الواهِنة فقال أَمَا إنَّها لا تَزِيدُك إلاَّ وَهْناً وقال خالد بن جَنْبة الواهِنةُ عِرْقٌ يأْخذ في المَنْكِب وفي اليد كلها فيُرْقَى منها وهي داءٌ يأْخذ الرجال دون النساء وإنما نهاه صلى الله عليه وسلم عنها لأَنه إنما اتخذها على أَنها تَعْصِمه من الأَلم فكانت عنده في معنى التَّمائم المنهيِّ عنها وروى الأَزهري أَيضاً عن عمران بن حصين قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وفي عَضُدي حَلْقة من صُفْر فقال ما هذه ؟ فقلت هي من الواهنة فقال أَيَسُرُّك أَن تُوكَلَ إِليها ؟ انْبِذْها عنك أَبو نصر قال عِرْقُ الواهنة في العَضُد الفَلِيقُ وهو عِرْقٌ يجْري إلى نُغْضِ الكتِف وهي وَجَعٌ يقع في العَضُد ويقال له أَيضاً الجائف ويقال كان وكان وَهْنٌ بذي هَنَاتٍ إذا قال كلاماً باطلاً يتعلل فيه وفي حديث أَبي الأَحْوَصِ الجُشَمِيّ وتَهُنُّ هذه من حديث سنذكره في ه ن ا وإنما ذكر الهَرَويّعن الأَزهري أَنه أَنكر هذه اللفظة بالتشديد وقال إنما هو وتَهِنُ هذه أَي تُضْعِفُه من وَهَنْتُه فهو مَوْهُون وسنذكره والوَهْنُ والمَوْهِنُ نَحْوٌ من نصف الليل وقيل هو بعد ساعة منه وقيل هو حين يُدْبِر الليلُ وقيل الوَهْنُ ساعة تمضي من الليل وأَوْهَنَ الرجلُ صار في ذلك الوقت ويقال لَقِيتُه مَوْهِناً أَي بعد وَهْنٍ والوَهِينُ بلغة من يلي مصر من العرب وفي التهذيب بلغة أَهل مصر الرجل يكون مع الأَجير في العمل يَحُثُّه على العمل

وين
الوَيْنُ العَيْب عن كراع وقد حكى ابن الأَعرابي أَنه العنب الأَسود فهو على قول كراع عرض وعلى قول ابن الأَعرابي جوهر والوانةُ المرأَة القصيرة وكذلك الرجل وأَلفه ياء لوجود الوَيْنِ وعدم الوَوْن قال ابن بري الوَيْن العِنب الأَبيض عن ثعلب عن ابن الأَعرابي وأَنشد كأَنَّه الوَيْنُ إذا يُجْنَى الوَيْن وقال ابن خالويه الْوَيْنَةُ الزبيب الأَسود وقال في موضع آخر الْوَيْنُ العِنب الأَسود والطاهر والطهار العنَب الرَّازِقِيُّ
( * قوله « والطاهر والطهار العنب إلخ » لم نجده فيما بأيدينا من الكتب لا بالطاء ولا بالظاء ) وهو الأَبيض وكذلك المُلاَّحِيُّ والله أَعلم

يبن
في حديث أُسامةَ قال له النبي صلى الله عليه وسلم لما أَرسله إلى الروم أَغِرْ على أُبْنَى صَباحاً قال ابن الأَثير هي بضم الهمزة والقصر اسم موضع من فِلَسْطين بين عَسْقلانَ والرَّمْلة ويقال لها يُبْنَى بالياء والله أَعلم

يتن
اليَتْنُ الوِلادُ المنكوس ولدته أُمُّه
( * قوله الولاد المنكوس ولدته أمّه هكذا في الأصل ولعلّ في الكلام سقطاً ) تخرج رِجْلا المولودِ قَبْلَ رأْسه ويديه وتُكْرَهُ الولادةُ إذا كانت كذلك ووضعته أُمُّه يَتْناً وقال البَعِيثُ لَقىً حَمَلَتْه أُمُّه وهي ضَيْفةٌ فجاءت به يَتْنَ الضِّيافةِ أَرْشَما
( * قوله « فجاءت به يتن الضيافة » كذا في الأصل هنا والذي تقدّم للمؤلف في مادة ضيف فجاءت بيتن للضيافة وكذا هو في الصحاح في غير موضع )
ابن خالَوَيْهِ يَتْنٌ وأَتْنٌ ووَتْنٌ قال ولا نظير له في كلامهم إلا يَفَعٌ وأَيْفَعُ ووَفَعٌ قال ابن بري أَيْفَعُ الهمزة فيه زائدة وفي الأَتْنِ أَصلية فليست مثله وفي حديث عمرو ما وَلَدَتْني أُمي يَتْناً وقد أَيْتَنَت الأُمُّ إذا جاءت به يَتْناً وقد أَيْتَنَت المرأَةُ والناقةُ وهي مُوتِنٌ ومُوتِنَةٌ والولد مَيْتونٌ عن اللحياني وهذا نادر وقياسه مُوتَنٌ قال عيسى بن عمر سأَلت ذا الرُّمَّةِ عن مسأَلة قال أَتعرف اليَتْنَ ؟ قلت نعم قال فمسأَلتك هذه يَتْنٌ الأَزهري قد أَيْتَنَتْ أُمُّه وقالت أُمُّ تَأَبَّطَ شَرّاً والله ما حَمَلْتُه غَيْلاً ولا وَضَعْتُه يَتْناً قال وفيه لغات يقال وَضَعَتْه أُمُهُ يَتْناً وأَتْناً ووَتْناً وفي حديث ذي الثُّدَيَّةِ مُوتَنَ اليدِ هو من أَيْتَنَتِ المرأَةُ إذا جاءت بولدها يَتْناً فقلبت الياء واواً لضمة الميم والمشهور في الرواية مُودَنَ بالدال وفي الحديث إذا اغتسل أَحدكم من الجنابة فليُنْقِ الميتَنَيْنِ
( * قوله « الميتنين » كذا في بعض نسخ النهاية كالأصل بلا ضبط وفي بعضها بكسر الميم ) ولْيُمِرَّ على البَرَاجِمِ قال ابن الأَثير هي بواطن الأَفخاذ والبَرَاجم عَكْسُ الأَصابع
( * قوله « عكس الأصابع » هو بهذا الضبط في بعض نسخ النهاية وفي بعضها بضم ففتح ) قال ابن الأَثير قال الخطابي لست أَعرف هذا التأْويل قال وقد يحتمل أَن تكون الرواية بتقديم التاء على الياء وهو من أَسماء الدُّبُرِ يريد به غسل الفرجين وقال عبد الغافر يحتمل أَن يكون المَنْتَنَيْنِ بنون قبل التاء لأَنهما موضع النَّتْنِ والميم في جميع ذلك زائدة وروي عن الأَصمعي قال اليَتْنُون شجرة تشبه الرِّمْثَ وليست به

يرن
اليَرُونُ دماغ الفيل وقيل هو المَنِيُّ وفي التهذيب ماء الفحل وهو سُمٌّ وقيل هو كل سَمٍّ قال النابغة وأَنْتَ الغَيْثُ يَنْفَعُ ما يَلِيهِ وأَنْتَ السَّمُّ خالَطَه اليَرُونُ وهذا البيت في بعض النسخ فأَنت اللَّيْثُ يَمْنَعُ ما لَدَيْهِ ويَرْنا اسم رملة

يزن
ذو يَزَنَ مَلكٌ من ملوك حِمْير تنسب إليه الرماحُ اليَزَنِيَّةُ قال ويَزَنُ اسم موضع باليمن أُضيف إليه ذو ومثله ذو رُعَيْنٍ وذو جَدَنٍ أَي صاحب رُعَيْنٍ وصاحب جَدَن وهما قصران قال ابن جني ذو يَزَنَ غير مصروف وأَصله يَزْأَنُ بدليل قولهم رُمح يَزْأَنِيٌّ وأَزْأَنيُّ وقالوا أَيضاً أَيْزَنِيٌّ ووزنه عَيْفَلِيٌّ وقالوا آزَنِيٌّ ووزنه عافَلِيٌّ قال الفرزدق قَرَيْناهُمُ المَأْثُورةَ البِيضَ كُلَّها يَثُجُّ العُروقَ الأَيْزَنِيُّ المُثَقَّفُ وقال عَبْدُ بني الحَسْحاسِ فإنْ تَضْحَكِي مِنِّي فيا رُبَّ ليلةٍ تَرَكْتُكِ فيها كالقَباءِ مُفَرَّجا رَفَعْتُ برجليها وطامَنْتُ رأْسَها وسَبْسَبْتُ فيها اليَزْأَنِيَّ المُحَدْرَجا قال ابن الكلبي إنما سميت الرماح يَزَنيَّةً لأَن أَوَّل من عُمِلَتْ له ذو يَزَنَ كما سميت السِّياطُ أَصْبَحِيَّةً لأَن أَول من عُمِلَتْ له ذو أَصْبَحَ الحِمْيَرِيُّ قال سيبوية سأَلت الخليل فقلت إذا سميت رجلاً بذي مال هل تغيره ؟ قال لا أَلا تراهم قالوا ذو يَزَنٍ منصرفاً فلم يغيروه ؟ ويقال رمح يَزَنِيٌّ وأَزَنِيٌّ منسوب إلى ذي يَزَنٍ أحد ملوك الأَذْواءِ من اليمن وبعضهم يقول يَزْأَنِيّ وأَزأَنِيٌّ

يسن
روى الأَعمش عن شَقِيقٍ قال قال رجل يقال له سُهَيْلُ بن سِنَانٍ يا أَبا عبد الرحمن أَياءً تَجِدُ هذه الآية أَم أَلفاً من ماء غير آسن ؟ فقال عبدُ الله وقد عَلِمْتَ القرآن كلَّه غير هذه ؟ قال إني أَقرأُ المُفَصَّل في ركعة واحدة فقال عبدُ الله كهَذِّ الشِّعْرِ قال الشيخ أَراد غير آسِنٍ أَم ياسنٍ وهي لغة لبعض العرب

يسمن
الياسَمِينُ والياسِمِين معروف

يفن
اليَفَنُ الشيخ الكبير وفي كلام علي عليه السلام أَيُّها اليَفَنُ الذي قد لَهَزَهُ القَتِيرُ اليَفَنُ بالتحريك الشيخ الكبير والقَتِيرُ الشَّيْبُ واستعاره بعض العرب للثور المُسِنّ فقال يا ليتَ شَعْرِي هل أَتَى الحِسانا أَنِّي اتَّخَذْتُ اليَفَنَيْنِ شانا السِّلْبَ واللُّومَةَ والعِيانا ؟ حمل السِّلْبَ على المعنى قال وإن شئت كان بدلاً كأَنه قال إني اتخذت أَداة اليَفَنَيْنِ أَو شُوَار اليَفَنَيْنِ أَبو عبيد اليَفَنُ بفتح الياء والفاء وتخفيف النون الكبير قال الأَعشى وما إنْ أَرَى الدَّهْرَ فيما مَضَى يغادِرُ من شَارِفٍ أَو يَفَنْ
( * قوله « من شارف » كذا في الصحاح أيضاً وقال الصاغاني في التكملة والرواية من شارخ أي شاب )
قال ابن بري قال ابن القطاع واليَفَنُ الصغير أَيضاً وهو من الأَضداد ابن الأَعرابي من أَسماء البقرة اليَفَنةُ والعَجوزُ واللِّفْتُ والطَّغْيا الليث اليَفَنُ الشيخ الفاني قال والياء فيه أَصلية قال وقال بعضهم هو على تقدير يَفْعَل لأَن الدهر فَنَّه وأَبلاه وحكى ابن بري اليُفْنُ الثِّيرانُ الجِلَّةُ واحدها يَفَنٌ قال الراجز تَقول لي مائِلةُ العِطافِ ما لَك قدْ مُتَّ من القُحَافِ ؟ ذلك شَوْقُ اليُفْنِ والوِذَافِ ومَضْجَعٌ بالليل غيرُ دافي ويَفَنُ ماء بين مياه بني نمير بن عامر ويفن موضع والله أَعلم

يقن
اليَقِينُ العِلْم وإزاحة الشك وتحقيقُ الأَمر وقد أَيْقَنَ يُوقِنُ إيقاناً فهو مُوقِنٌ ويَقِنَ يَيْقَن يَقَناً فهو يَقنٌ واليَقِين نَقيض الشك والعلم نقيضُ الجهل تقول عَلِمْتُه يَقيناً وفي التنزيل العزيز وإنَّه لَحَقُّ اليَقِين أَضاف الحق إلى اليقين وليس هو من إضافة الشيء إلى نفسه لأَن الحق هو غير اليقين إنما هو خالصُه وأَصَحُّه فجرى مجرى إضافة البعض إلى الكل وقوله تعالى واعْبُدْ رَبَّك حتى يأْتيك اليَقِينُ أَي حتى يأْتيك الموتُ كما قال عيسى بن مريم على نبينا وعليه الصلاة والسلام وأَوْصانِي بالصَّلاة والزكاةِ ما دُمْتُ حَيَّاً وقال ما دُمْتُ حَيّاً وإن لم تكن عبَادَةٌ لغير حَيٍّ لأَن معناه اعْبُدْ ربَّك أَبداً واعْبُدْه إلى الممات وإذا أَمر بذلك فقد أَمر بالإقامة على العبادة ويَقِنْتُ الأَمْرَ بالكسر ابن سيده يَقِنَ الأَمرَ يَقْناً ويَقَناً وأَيْقَنَه وأَيْقَنَ به وتَيَقَّنه واسْتَيْقَنه واسْتَيْقَن به وتَيَقَّنْت بالأَمر واسْتَيْقَنْت به كله بمعنى واحد وأَنا على يَقين منه وإنما صارت الياء واواً في قولك مُوقِنٌ للضمة قبلها وإذا صَغَّرْته رددتَه إلى الأَصل وقلتَ مُيَيْقِنٌ وربما عبروا بالظن عن اليَقِين وباليَقِين عن الظن قال أَبو سِدْرَة الأَسدِيُّ ويقال الهُجَيْمِيُّ تَحَسَّبَ هَوّاسٌ وأَيْقَنَ أَنَّني بها مُفْتَدٍ من واحدٍ لا أُغامِرُه يقول تَشَمَّمَ الأَسدُ ناقتي يظن أَنني أَفتدي بها منه وأَسْتَحْمِي نفسي فأَتركها له ولا أَقتحم المهالك بمقاتلته وإنما سمي الأَسدُ هَوَّاساً لأَنه يَهُوس الفَريسة أَي يَدُقُّها ورجل يَقِنٌ ويَقَنٌ لا يسمع شيئاً إلا أَيْقَنَه كقولهم رجل أُذُنٌ ورجل يَقَنَةٌ بفتح الياء والقاف وبالهاء كيَقُنٍ عن كراع ورجل مِيقَانٌ كذلك عن اللحياني والأُنثى مِيقَانةٌ بالهاء وهو أَحد ما شذ من هذا الضرب وقال أَبو زيد رجل ذو يَقَنٍ لا يسمع شيئاً إلا أَيْقَنَ به أَبو زيد رجل أُذُنٌ يَقَنٌ وهما واحد وهو الذي لا يسمع بشيء إلا أَيْقَنَ به ورجل يَقَنٌ ويَقَنَةٌ مثل أُذُنٍ في المعنى أَي إذا سمع شيئاً أَيْقَنَ به ولم يُكَذِّبه الليث اليَقَنُ اليَقِينُ وأَنشد قول الأَعشى وما بالَّذي أَبْصَرَتْه العُيُو نُ مِنْ قَطْعِ يَأْسٍ ولا منْ يَقَنْ ابن الأَعرابي الممَوْقُونَةُ الجارية المَصُونة المُخدَّرة

يمن
اليُمْنُ البَركةُ وقد تكرر ذكره في الحديث واليُمْنُ خلاف الشُّؤم ضدّه يقال يُمِنَ فهو مَيْمُونٌ ويَمَنَهُم فهو يامِنٌ ابن سيده يَمُنَ الرجلُ يُمْناً ويَمِنَ وتَيَمَّنَ به واسْتَيْمَن وإنَّه لمَيْمونٌ عليهم ويقال فلان يُتَيَمَّنُ برأْيه أَي يُتَبَرَّك به وجمع المَيْمونِ مَيامِينُ وقد يَمَنَه اللهُ يُمْناً فهو مَيْمُونٌ والله الْيَامِنُ الجوهري يُمِن فلانٌ على قومه فهو مَيْمُونٌ إذا صار مُبارَكاً عليهم ويَمَنَهُم فهو يامِنٌ مثل شُئِمَ وشَأَم وتَيَمَّنْتُ به تَبَرَّكْتُ والأَيامِنُ خِلاف الأَشائم قال المُرَقِّش ويروى لخُزَزَ بن لَوْذَانَ لا يَمنَعَنَّكَ مِنْ بُغَا ءِ الخَيْرِ تَعْقَادُ التَّمائم وكَذَاك لا شَرٌّ ولا خَيْرٌ على أَحدٍ بِدَائم ولَقَدْ غَدَوْتُ وكنتُ لا أَغْدُو على وَاقٍ وحائم فإذَا الأَشائِمُ كالأَيا مِنِ والأَيامنُ كالاشائم وقول الكيمت ورَأَتْ قُضاعةُ في الأَيا مِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ يعني في انتسابها إلى اليَمَن كأَنه جمع اليَمَنَ على أَيْمُن ثم على أَيَامِنَ مثل زَمَنٍ وأَزْمُن ويقال يَمِينٌ وأَيْمُن وأَيمان ويُمُن قال زُهَير وحَقّ سلْمَى على أَركانِها اليُمُنِ ورجل أَيْمَنُ مَيْمُونٌ والجمع أَيامِنُ ويقال قَدِمَ فلان على أَيْمَنِ اليُمْن أَي على اليُمْن وفي الصحاح قدم فلان على أَيْمَن اليَمِين أَي اليُمْن والمَيْمنَةُ اليُمْنِ وقوله عز وجل أُولئك أَصحاب المَيْمَنةِ أَي أَصحاب اليُمْن على أَنفسهم أَي كانوا مَامِينَ على أَنفسهم غير مَشَائيم وجمع المَيْمَنة مَيَامِنُ واليَمِينُ يَمِينُ الإنسانِ وغيرِه وتصغير اليَمِين يُمَيِّن بالتشديد بلا هاء وقوله في الحديث إِنه كان يُحِبُّ التَّيَمُّنَ في جميع أَمره ما استطاع التَّيَمُّنُ الابتداءُ في الأَفعال باليد اليُمْنى والرِّجْلِ اليُمْنى والجانب الأَيمن وفي الحديث فأَمرهم أَن يَتَيَامَنُواعن الغَمِيم أَي يأْخذوا عنه يَمِيناً وفي حديث عَدِيٍّ فيَنْظُرُ أَيْمَنَ منه فلا يَرَى إلاَّ ما قَدَّم أَي عن يمينه ابن سيده اليَمينُ نَقِيضُ اليسار والجمع أَيْمانُ وأَيْمُنٌ ويَمَائنُ وروى سعيد بن جبير في تفسيره عن ابن عباس أَنه قال في كهيعص هو كافٍ هادٍ يَمِينٌ عَزِيزٌ صادِقٌ قال أَبو الهيثم فجعَل قولَه كاف أَوَّلَ اسم الله كافٍ وجعَلَ الهاء أَوَّلَ اسمه هادٍ وجعلَ الياء أَوَّل اسمه يَمِين من قولك يَمَنَ اللهُ الإنسانَ يَمينُه يَمْناً ويُمْناً فهو مَيْمون قال واليَمِينُ واليامِنُ يكونان بمعنى واحد كالقدير والقادر وأَنشد بَيْتُكَ في اليامِنِ بَيْتُ الأَيْمَنِ قال فجعَلَ اسم اليَمِين مشقّاً من اليُمْنِ وجعل العَيْنَ عزيزاً والصاد صادقاً والله أَعلم قال اليزيدي يَمَنْتُ أَصحابي أَدخلت عليهم اليَمِينَ وأَنا أَيْمُنُهم يُمْناً ويُمْنةً ويُمِنْتُ عليهم وأَنا مَيْمونٌ عليهم ويَمَنْتُهُم أَخَذْتُ على أَيْمانِهم وأَنا أَيْمَنُهُمْ يَمْناً ويَمْنةً وكذلك شَأَمْتُهُم وشأَمْتُهُم أَخَذتُ على شَمائلهم ويَسَرْتُهم أَخذْتُ على يَسارهم يَسْراً والعرب تقول أَخَذَ فلانٌ يَميناً وأَخذ يساراً وأَخذَ يَمْنَةً أَو يَسْرَةً ويامَنَ فلان أَخذَ ذاتَ اليَمِين وياسَرَ أَخذَ ذاتَ الشِّمال ابن السكيت يامِنْ بأَصحابك وشائِمْ بهم أَي خُذْ بهم يميناً وشمالاً ولا يقال تَيامَنْ بهم ولا تَياسَرْ بهم ويقال أَشْأَمَ الرجلُ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمين ويامَنَ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمَنَ واليَمْنةُ خلافُ اليَسْرة ويقال قَعَدَ فلان يَمْنَةً والأَيْمَنُ والمَيْمَنَة خلاف الأَيْسَر والمَيْسَرة وفي الحديث الحَجرُ الأَسودُ يَمينُ الله في الأَرض قال ابن الأَثير هذا كلام تمثيل وتخييل وأَصله أَن الملك إذا صافح رجلاً قَبَّلَ الرجلُ يده فكأنَّ الحجر الأَسود لله بمنزلة اليمين للملك حيث يُسْتلَم ويُلْثَم وفي الحديث الآخر وكِلْتا يديه يمينٌ أَي أَن يديه تبارك وتعالى بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما لأَن الشمال تنقص عن اليمين قال وكل ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد والأَيدي واليمين وغير ذلك من أَسماء الجوارح إلى الله عز وجل فإنما هو على سبيل المجاز والاستعارة والله منزَّه عن التشبيه والتجسيم وفي حديث صاحب القرآن يُعْطَى الملْكَ بِيَمِينه والخُلْدَ بشماله أَي يُجْعَلانِ في مَلَكَتِه فاستعار اليمين والشمال لأَن الأَخذ والقبض بهما وأَما قوله قَدْ جَرَتِ الطَّيرُ أَيامِنِينا قالتْ وكُنْتُ رجُلاً قَطِينا هذا لعَمْرُ اللهِ إسْرائينا قال ابن سيده عندي أَنه جمع يَميناً على أَيمانٍ ثم جمع أَيْماناً على أَيامِين ثم أَراد وراء ذلك جمعاً آخر فلم يجد جمعاً من جموع التكسير أَكثر من هذا لأَن باب أَفاعل وفواعل وفعائل ونحوها نهاية الجمع فرجع إلى الجمع بالواو والنون كقول الآخر فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتها لَمّا بلَغ نهاية الجمع التي هي حَدَائد فلم يجد بعد ذلك بناء من أَبنية الجمع المكسَّر جَمَعه بالأَلف والتاء وكقول الآخر جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرور جَمَع صارِياً على صُرَّاء ثم جَمع صُرَّاء على صَراريّ ثم جمعه على صراريين بالواو والنون قال وقد كان يجب لهذا الراجز أَن يقول أَيامينينا لأَن جمع أَفْعال كجمع إفْعال لكن لمَّا أَزمَع أَن يقول في النصف الثاني أَو البيت الثاني فطينا ووزنه فعولن أَراد أَن يبني قوله أَيامنينا على فعولن أَيضاً ليسوي بين الضربين أَو العروضين ونظير هذه التسوية قول الشاعر قد رَوِيَتْ غيرَ الدُّهَيْدِهينا قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرينا كان حكمه أَن يقول غير الدُّهَيْدِيهينا لأَن الأَلف في دَهْداهٍ رابعة وحكم حرف اللين إذا ثبت في الواحد رابعاً أَن يثبت في الجمع ياء كقولهم سِرْداح وسَراديح وقنديل وقناديل وبُهْلُول وبَهاليل لكن أَراد أَن يبني بين
( * قوله « يبني بين » كذا في بعض النسخ ولعل الأظهريسوي بين كما سبق ) دُهَيْدِهينا وبين أُبَيْكِرينا فجعل الضَّرْبَيْنِ جميعاً أو العَرُوضَيْن فَعُولُن قال وقد يجوز أَن يكون أَيامنينا جمعَ أَيامِنٍ الذي هو جمع أَيمُنٍ فلا يكون هنالك حذف وأَما قوله قالت وكنتُ رجُلاً فَطِينا فإن قالت هنا بمعنى ظنت فعدّاه إلى مفعولين كما تعَدَّى ظن إلى مفعولين وذلك في لغة بني سليم حكاه سيبويه عن الخطابي ولو أَراد قالت التي ليست في معنى الظن لرفع وليس أَحد من العرب ينصب بقال التي في معنى ظن إلاَّ بني سُلَيم وهي اليُمْنَى فلا تُكَسَّرُ
( * قوله « وهي اليمنى فلا تكسر » كذا بالأصل فانه سقط من نسخة الأصل المعول عليها من هذه المادة نحو الورقتين ونسختا المحكم والتهذيب اللتان بأيدينا ليس فيهما هذه المادة لنقصهما ) قال الجوهري وأَما قول عمر رضي الله عنه في حديثه حين ذكر ما كان فيه من القَشَفِ والفقر والقِلَّة في جاهليته وأَنه واخْتاً له خرجا يَرْعَيانِ ناضِحاً لهما قال أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها وزَوَّدَتْنا بيُمَيْنَتَيها من الهَبِيدِ كلَّ يومٍ فيقال إنه أَراد بيُمَيْنَتَيْها تصغير يُمْنَى فأَبدل من الياء الأُولى تاء إذ كانت للتأْنيث قال ابن بري الذي في الحديث وزوَّدتنا يُمَيْنَتَيْها مخففة وهي تصغير يَمْنَتَيْن تثنية يَمْنَة يقال أَعطاه يَمْنَة من الطعام أَي أَعطاه الطعام بيمينه ويده مبسوطة ويقال أَعطى يَمْنَةً ويَسْرَةً إذا أَعطاه بيده مبسوطة والأَصل في اليَمْنةِ أَن تكون مصدراً كاليَسْرَة ثم سمي الطعام يَمْنَةً لأَنه أُعْطِي يَمْنَةً أَي باليمين كما سَمَّوا الحَلِفَ يَميناً لأَنه يكون بأْخْذِ اليَمين قال ويجوز أَن يكون صَغَّر يَميناً تَصْغِيرَ الترخيم ثم ثنَّاه وقيل الصواب يَمَيِّنَيْها تصغير يمين قال وهذا معنى قول أَبي عبيد قال وقول الجوهري تصغير يُمْنى صوابه أَن يقول تصغير يُمْنَنَيْن تثنية يُمْنَى على ما ذكره من إبدال التاء من الياء الأُولى قال أَبو عبيد وجه الكلام يُمَيِّنَيها بالتشديد لأَنه تصغير يَمِينٍ قال وتصغير يَمِين يُمَيِّن بلا هاء قال ابن سيده وروي وزَوَّدتنا بيُمَيْنَيْها وقياسه يُمَيِّنَيْها لأَنه تصغير يَمِين لكن قال يُمَيْنَيْها على تصغير الترخيم وإنما قال يُمَيْنَيْها ولم يقل يديها ولا كفيها لأَنه لم يرد أَنها جمعت كفيها ثم أَعطتها بجميع الكفين ولكنه إنما أَراد أَنها أَعطت كل واحد كفّاً واحدة بيمينها فهاتان يمينان قال شمر وقال أَبو عبيد إنما هو يُمَيِّنَيْها قال وهكذا قال يزيد بن هرون قال شمر والذي آختاره بعد هذا يُمَيْنَتَيْها لأَن اليَمْنَةَ إنما هي فِعْل أَعطى يَمْنةً ويَسْرَة قال وسعت من لقيت في غطفانَ يتكلمون فيقولون إذا أهْوَيْتَ بيمينك مبسوطة إلى طعام أَو غيره فأَعطيت بها ما حَمَلَتْه مبسوطة فإنك تقول أَعطاه يَمْنَةً من الطعام فإن أَعطاه بها مقبوضة قلت أَعطاه قَبْضَةً من الطعام وإن حَشَى له بيده فهي الحَثْيَة والحَفْنَةُ قال وهذا هو الصحيح قال أَبو منصور والصواب عندي ما رواه أَبو عبيد يُمَيْنَتَيْها وهو صحيح كما روي وهو تصغير يَمْنَتَيْها أَراد أَنها أَعطت كل واحد منهما بيمينها يَمْنةً فصَغَّرَ اليَمْنَةَ ثم ثنَّاها فقال يُمَيْنَتَيْنِ قال وهذا أَحسن الوجوه مع السماع وأَيْمَنَ أَخَذَ يَميناً ويَمَنَ به ويامَنَ ويَمَّن وتَيامَنَ ذهب به ذاتَ اليمين وحكى سيبويه يَمَنَ يَيْمِنُ أَخذ ذاتَ اليمين قال وسَلَّمُوا لأَن الياء أَخف عليهم من الواو وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه وقول أَبي النَّجْم يَبْري لها من أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ ذو خِرَقٍ طُلْسٍ وشخصٍ مِذْأَلِ
( * قوله « يبري لها » في التكملة الرواية تبري له على التذكير أي للممدوح وبعده خوالج بأسعد أن أقبل والرجز للعجاج )
يقول يَعْرِض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال وذهب إلى معنى أَيْمُنِ الإبل وأَشْمُلِها فجمع لذلك وقال ثعلبة بن صُعَيْر فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بعدما أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها في كافِر يعني مالت بأَحد جانبيها إلى المغيب قال أَبو منصور اليَمينُ في كلام العرب على وُجوه يقال لليد اليُمْنَى يَمِينٌ واليَمِينُ القُوَّة والقُدْرة ومنه قول الشَّمّاخ رأَيتُ عَرابةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو إلى الخَيْراتِ مُنْقَطِعَ القَرينِ إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ تَلَقَّاها عَرابَةُ باليَمينِ أَي بالقوَّة وفي التنزيل العزيز لأَخَذْنا منه باليَمين قال الزجاج أَي بالقُدْرة وقيل باليد اليُمْنَى واليَمِينُ المَنْزِلة الأَصمعي هو عندنا باليَمِينِ أَي بمنزلة حسَنةٍ قال وقوله تلقَّاها عَرابة باليمين قيل أَراد باليد اليُمْنى وقيل أَراد بالقوَّة والحق وقوله عز وجل إنكم كنتم تَأْتونَنا عن اليَمين قال الزجاج هذا قول الكفار للذين أَضَلُّوهم أَي كنتم تَخْدَعُوننا بأَقوى الأَسباب فكنتم تأْتوننا من قِبَلِ الدِّين فتُرُوننا أَن الدينَ والحَقَّ ما تُضِلُّوننا به وتُزَيِّنُون لنا ضلالتنا كأَنه أَراد تأْتوننا عن المَأْتَى السَّهْل وقيل معناه كنتم تأْتوننا من قِبَلِ الشَّهْوة لأَن اليَمِينَ موضعُ الكبد والكبدُ مَظِنَّةُ الشهوة والإِرادةِ أَلا ترى أَن القلب لا شيء له من ذلك لأَنه من ناحية الشمال ؟ وكذلك قيل في قوله تعالى ثم لآتِيَنَّهم من بين أَيديهم ومن خَلْفهم وعن أَيمانهم وعن شَمائلهم قيل في قوله وعن أَيمانهم من قِبَلِ دينهم وقال بعضهم لآتينهم من بين أَيديهم أَي لأُغْوِيَنَّهم حتى يُكذِّبوا بما تقَدَّم من أُمور الأُمم السالفة ومن خلفهم حتى يكذبوا بأَمر البعث وعن أَيمانهم وعن شمائلهم لأُضلنَّهم بما يعملون لأَمْر الكَسْب حتى يقال فيه ذلك بما كسَبَتْ يداك وإن كانت اليدان لم تَجْنِيا شيئاً لأَن اليدين الأَصل في التصرف فجُعِلتا مثلاً لجميع ما عمل بغيرهما وأَما قوله تعالى فَراغَ عليهم ضَرْباً باليمين ففيه أَقاويل أَحدها بيمينه وقيل بالقوَّة وقيل بيمينه التي حلف حين قال وتالله لأَكِيدَنَّ أَصنامَكم بعدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرين والتَّيَمُّنُ الموت يقال تَيَمَّنَ فلانٌ تيَمُّناً إذا مات والأَصل فيه أَنه يُوَسَّدُ يَمينَه إذا مات في قبره قال الجَعْدِيّ
( * قوله « قال الجعدي » في التكملة قال أبو سحمة الأعرابي )
إذا ما رأَيْتَ المَرْءَ عَلْبَى وجِلْدَه كضَرْحٍ قديمٍ فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ
( * قوله « وجلده » ضبطه في التكملة بالرفع والنصب )
عَلْبَى اشْتَدَّ عِلْباؤُه وامْتَدَّ والضِّرْحُ الجِلدُ والتَّيَمُّن أَ يُوَسَّدَ يمِينَه في قبره ابن سيده التَّيَمُّن أَن يُوضعَ الرجل على جنبه الأَيْمن في القبر قال الشاعر إذا الشيخُ عَلْبى ثم أَصبَحَ جِلْدُه كرَحْضٍ غَسيلٍ فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ
( * لعل هذه رواية أخرى لبيت الجعدي الوارد في الصفحة السابقة )
وأَخذَ يَمْنةً ويَمَناً ويَسْرَةً ويَسَراً أَي ناحيةَ يمينٍ ويَسارٍ واليَمَنُ ما كان عن يمين القبلة من بلاد الغَوْرِ النَّسَبُ إليه يَمَنِيٌّ ويَمانٍ على نادر النسب وأَلفه عوض من الياء ولا تدل على ما تدل عليه الياء إذ ليس حكم العَقِيب أَن يدل على ما يدل عليه عَقيبه دائباً فإن سميت رجلاً بيَمَنٍ ثم أَضفت إليه فعلى القياس وكذلك جميع هذا الضرب وقد خصوا باليمن موضعاً وغَلَّبوه عليه وعلى هذا ذهب اليَمَنَ وإنما يجوز على اعتقاد العموم ونظيره الشأْم ويدل على أَن اليَمن جنسيّ غير علميّ أَنهم قالوا فيه اليَمْنة والمَيْمَنة وأَيْمَنَ القومُ ويَمَّنُوا أَتَوا اليَمن وقول أَبي كبير الهذلي تَعْوي الذئابُ من المَخافة حَوْلَه إهْلالَ رَكْبِ اليامِن المُتَطوِّفِ إمّا أَن يكون على النسب وإِما أَن يكون على الفعل قال ابن سيده ولا أََعرف له فعلاً ورجل أَيْمَنُ يصنع بيُمْناه وقال أَبو حنيفة يَمَنَ ويَمَّنَ جاء عن يمين واليَمِينُ الحَلِفُ والقَسَمُ أُنثى والجمع أَيْمُنٌ وأَيْمان وفي الحديث يَمِينُك على ما يُصَدِّقُك به صاحبُك أَي يجب عليك أَن تحلف له على ما يُصَدِّقك به إذا حلفت له الجوهري وأَيْمُنُ اسم وُضعَ للقسم هكذا بضم الميم والنون وأَلفه أَلف وصل عند أَكثر النحويين ولم يجئ في الأَسماء أَلف وصل مفتوحة غيرها قال وقد تدخل عليه اللام لتأْكيد الابتداء تقول لَيْمُنُ اللهِ فتذهب الأَلف في الوصل قال نُصَيْبٌ فقال فريقُ القومِ لما نشَدْتُهُمْ نَعَمْ وفريقٌ لَيْمُنُ اللهِ ما نَدْري وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف والتقدير لَيْمُنُ الله قَسَمِي ولَيْمُنُ الله ما أُقسم به وإذا خاطبت قلت لَيْمُنُك وفي حديث عروة بن الزبير أَنه قال لَيْمُنُك لَئِنْ كنت ابْتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ ولئن كنت سَلبْتَ لقد أَبقَيْتَ وربما حذفوا منه النون قالوا أَيْمُ الله وإيمُ الله أَيضاً بكسر الهمزة وربما حذفوا منه الياء قالوا أَمُ اللهِ وربما أَبْقَوُا الميم وحدها مضمومة قالوا مُ اللهِ ثم يكسرونَها لأَنها صارت حرفاً واحداً فيشبهونها بالباء فيقولون مِ اللهِ وربما قالوا مُنُ الله بضم الميم والنون ومَنَ الله بفتحها ومِنِ الله بكسرهما قال ابن الأَثير أَهل الكوفة يقولون أَيْمُن جمعُ يَمينِ القَسَمِ والأَلف فيها أَلف وصل تفتح وتكسر قال ابن سيده وقالوا أَيْمُنُ الله وأَيْمُ اللهِ وإيمُنُ اللهِ ومُ اللهِ فحذفوا ومَ اللهِ أُجري مُجْرَى مِ اللهِ قال سيبويه وقالوا لَيْمُ الله واستدل بذلك على أَن أَلفها أَلف وصل قال ابن جني أَما أَيْمُن في القسم ففُتِحت الهمزة منها وهي اسم من قبل أَن هذا اسم غير متمكن ولم يستعمل إلا في القسَم وحده فلما ضارع الحرف بقلة تمكنه فتح تشبيهاً بالهمزة اللاحقة بحرف التعريف وليس هذا فيه إلا دون بناء الاسم لمضارعته الحرف وأَيضاً فقد حكى يونس إيمُ الله بالكسر وقد جاء فيه الكسر أَيضاً كما ترى ويؤَكد عندك أَيضاً حال هذا الإسم في مضارعته الحرف أَنهم قد تلاعبوا به وأَضعفوه فقالوا مرة مُ الله ومرة مَ الله ومرة مِ الله فلما حذفوا هذا الحذف المفرط وأَصاروه من كونه على حرف إلى لفظ الحروف قوي شبه الحرف عليه ففتحوا همزته تشبيهاً بهمزة لام التعريف ومما يجيزه القياس غير أَنه لم يرد به الاستعمال ذكر خبر لَيْمُن من قولهم لَيْمُن الله لأَنطلقن فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر وأَصله لو خُرِّج خبره لَيْمُنُ الله ما أُقسم به لأَنطلقن فحذف الخبر وصار طول الكلام بجواب القسم عوضاً من الخبر واسْتَيْمَنْتُ الرجلَ استحلفته عن اللحياني وقال في حديث عروة بن الزبير لَيْمُنُكَ إنما هي يَمينٌ وهي كقولهم يمين الله كانوا يحلفون بها قال أَبو عبيد كانوا يحلفون باليمين يقولون يَمِينُ الله لا أَفعل وأَنشد لامرئ القيس فقلتُ يَمِينُ الله أَبْرَحُ قاعِداً ولو قَطَعُوا رأْسي لَدَيْكِ وأَوْصالي أَراد لا أَبرح فحذف لا وهو يريده ثم تُجْمَعُ اليمينُ أَيْمُناً كما قال زهير فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمْ بمُقْسَمةٍ تَمُورُ بها الدِّماءُ ثم يحلفون بأيْمُنِ الله فيقولون وأَيْمُنُ اللهِ لأَفْعَلَنَّ كذا وأَيْمُن الله لا أَفعلُ كذا وأَيْمُنْك يا رَبِّ إذا خاطب ربَّه فعلى هذا قال عروة لَيْمُنُكَ قال هذا هو الأَصل في أَيْمُن الله ثم كثر في كلامهم وخفَّ على أَلسنتهم حتى حذفوا النون كما حذفوا من لم يكن فقالوا لم يَكُ وكذلك قالوا أَيْمُ اللهِ قال الجوهري وإلى هذا ذهب ابن كيسان وابن درستويه فقالا أَلف أَيْمُنٍ أَلفُ قطع وهو جمع يمين وإنما خففت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها قال أَبو منصور لقد أَحسن أَبو عبيد في كل ما قال في هذا القول إلا أَنه لم يفسر قوله أَيْمُنك لمَ ضمَّت النون قال والعلة فيها كالعلة في قولهم لَعَمْرُك كأَنه أُضْمِرَ فيها يَمِينٌ ثانٍ فقيل وأَيْمُنك فلأَيْمُنك عظيمة وكذلك لَعَمْرُك فلَعَمْرُك عظيم قال قال ذلك الأَحمر والفراء وقال أَحمد بن يحيى في قوله تعالى الله لا إله إلا هو كأَنه قال واللهِ الذي لا إله إلا هو ليجمعنكم وقال غيره العرب تقول أَيْمُ الله وهَيْمُ الله الأَصل أَيْمُنُ الله وقلبت الهمزة فقيل هَيْمُ اللهِ وربما اكْتَفَوْا بالميم وحذفوا سائر الحروف فقالوا مُ الله ليفعلن كذا وهي لغات كلها والأَصل يَمِينُ الله وأَيْمُن الله قال الجوهري سميت اليمين بذلك لأَنهم كانوا إذا تحالفوا ضرب كل امرئ منهم يَمينَه على يمين صاحبه وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه لأَن الظروف لا تكاد تجمع لأَنها جهات وأَقطار مختلفة الأَلفاظ أَلا ترى أَن قُدَّام مُخالفٌ لخَلْفَ واليَمِين مخالف للشِّمال ؟ وقال بعضهم قيل للحَلِفِ يمينٌ باسم يمين اليد وكانوا يبسطون أَيمانهم إذا حلفوا وتحالفوا وتعاقدوا وتبايعوا ولذلك قال عمر لأَبي بكر رضي الله عنهما ابْسُطْ يَدَك أُبايِعْك قال أَبو منصور وهذا صحيح وإن صح أَن يميناً من أَسماء الله تعالى كما روى عن ابن عباس فهو الحَلِفُ بالله قال غير أَني لم أَسمع يميناً من أَسماء الله إلا ما رواه عطاء بن الشائب والله أَعلم واليُمْنةَ واليَمْنَةُ ضربٌ من بُرود اليمن قال واليُمْنَةَ المُعَصَّبا وفي الحديث أَنه عليه الصلاة والسلام كُفِّنَ في يُمْنة هي بضم الياء ضرب من برود اليمن وأَنشد ابن بري لأَبي فُرْدُودة يرثي ابن عَمَّار يا جَفْنَةً كإزاء الحَوْضِ قد كَفَأُوا ومَنْطِقاً مثلَ وَشْيِ اليُمْنَةِ الحِبَرَه وقال ربيعة الأَسدي إنَّ المَودَّةَ والهَوادَةَ بيننا خلَقٌ كسَحْقِ اليُمْنَةِ المُنْجابِ وفي هذه القصيدة إنْ يَقْتُلوكَ فقد هَتَكْتَ بُيوتَهم بعُتَيْبةَ بنِ الحرثِ بنِ شِهابِ وقيل لناحية اليَمنِ يَمَنٌ لأَنها تلي يَمينَ الكعبة كما قيل لناحية الشأْم شأْمٌ لأَنها عن شِمال الكعبة وقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو مُقْبِلٌ من تَبُوكَ الإيمانُ يَمانٍ والحكمة يَمانِيَة وقال أَبو عبيد إِنما قال ذلك لأَن الإيمان بدا من مكة لأَنها مولد النبي صلى الله عليه وسلم ومبعثه ثم هاجر إلى المدينة ويقال إن مكة من أَرض تِهامَةَ وتِهامَةُ من أَرض اليَمن ومن هذا يقال للكعبة يَمَانية ولهذا سمي ما وَلِيَ مكةَ من أَرض اليمن واتصل بها التَّهائمَ فمكة على هذا التفسير يَمَانية فقال الإيمانُ يَمَانٍ على هذا وفيه وجه آخر أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا القول وهو يومئذ بتَبُوك ومكّةُ والمدينةُ بينه وبين اليَمن فأَشار إلى ناحية اليَمن وهو يريد مكة والمدينة أَي هو من هذه الناحية ومثلُ هذا قولُ النابغة يذُمُّ يزيد بن الصَّعِق وهو رجل من قيس وكنتَ أَمِينَه لو لم تَخُنْهُ ولكن لا أَمانَةَ لليمَانِي وذلك أَنه كان مما يلي اليمن وقال ابن مقبل وهو رجل من قيس طافَ الخيالُ بنا رَكْباً يَمانِينا فنسب نفسه إلى اليمن لأَن الخيال طَرَقَه وهو يسير ناحيتها ولهذا قالوا سُهَيْلٌ اليَمانيّ لأَنه يُرى من ناحية اليمَنِ قال أَبو عبيد وذهب بعضهم إلى أَنه صلى الله عليه وسلم عنى بهذا القول الأَنصارَ لأَنهم يَمانُونَ وهم نصروا الإسلام والمؤْمنين وآوَوْهُم فنَسب الإيمانَ إليهم قال وهو أَحسن الوجوه قال ومما يبين ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لما وَفَدَ عليه وفْدُ اليمن أَتاكم أَهلُ اليَمن هم أَلْيَنُ قلوباً وأَرَقُّ أَفْئِدَة الإيمانُ يَمانٍ والحكمةُ يَمانِيةٌ وقولهم رجلٌ يمانٍ منسوب إلى اليمن كان في الأَصل يَمَنِيّ فزادوا أَلفاً وحذفوا ياء النسبة وكذلك قالوا رجل شَآمٍ كان في الأَصل شأْمِيّ فزادوا أَلفاً وحذفوا ياء النسبة وتِهامَةُ كان في الأَصل تَهَمَةَ فزادوا أَلفاً وقالوا تَهامٍ قال الأَزهري وهذا قول الخليل وسيبويه قال الجوهري اليَمَنُ بلادٌ للعرب والنسبة إليها يَمَنِيٌّ ويَمانٍ مخففة والأَلف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان قال سيبويه وبعضهم يقول يمانيّ بالتشديد قال أُميَّة ابن خَلَفٍ يَمانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً ويَنْفُخُ دائِماً لَهَبَ الشُّوَاظِ وقال آخر ويَهْماء يَسْتافُ الدليلُ تُرابَها وليس بها إلا اليَمانِيُّ مُحْلِفُ وقوم يَمانية ويَمانُون مثل ثمانية وثمانون وامرأَة يَمانية أَيضاً وأَيْمَن الرجلُ ويَمَّنَ ويامَنَ إذا أَتى اليمَنَ وكذلك إذا أَخذ في سيره يميناً يقال يامِنْ يا فلانُ بأَصحابك أَي خُذ بهم يَمْنةً ولا تقل تَيامَنْ بهم والعامة تقوله وتَيَمَّنَ تنَسَّبَ إلى اليمن ويامَنَ القومُ وأَيْمنوا إذا أَتَوُا اليَمن قال ابن الأَنباري العامة تَغْلَطُ في معنى تَيامَنَ فتظن أَنه أَخذ عن يمينه وليس كذلك معناه عند العرب إنما يقولون تَيامَنَ إذا أَخذ ناحية اليَمن وتَشاءَمَ إذا أَخذ ناحية الشأْم ويامَنَ إذا أَخذ عن يمينه وشاءمَ إذا أَخذ عن شماله قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا نشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌغُدَيْقَةٌ أَراد إذا ابتدأَتِ السحابة من ناحية البحر ثم أَخذت ناحيةَ الشأْم ويقال لناحية اليَمَنِ يَمِينٌ ويَمَنٌ وإذا نسبوا إلى اليمن قالوا يَمانٍ والتِّيمَنِيُّ أَبو اليَمن
( * قوله « والتيمني أبو اليمن » هكذا بالأصل بكسر التاء وفي الصحاح والقاموس والتَّيمني أفق اليمن ا ه أي بفتحها )
وإذا نسَبوا إلى التِّيمَنِ قالوا تِيمَنِيٌّ وأَيْمُنُ إسم رجل وأُمُّ أَيْمَن امرأة أَعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حاضنةُ أَولاده فزَوَّجَها من زيد فولدت له أُسامة وأَيْمَنُ موضع قال المُسَيَّبُ أَو غيره شِرْكاً بماءِ الذَّوْبِ تَجْمَعُه في طَوْدِ أَيْمَنَ من قُرَى قَسْرِ

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88