كتاب : لسان العرب
المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور

دكم
دَكَمَ الشيءَ يَدْكُمُه دَكْماً كَسر بعضَه في إثر بعض وقيل الدَّكْمُ دَوْسُ بعضِه على بعضٍ الجوهري دَكَمَ الشيء دَكْماً جمع بعضه على بعض ودَكَمَ فاه دَكْماً دَقَّهُ ودَكَمَه دَكْماً زحمه ودَكَمَهُ دَكْماً ودَقَمَه دَقْماً إذا دفع في صدره وزعم يعقوب أن كافه بدل من قاف دَقَمَ وانْدَكَمَ علينا فلانٌ وانْدَقَمَ إذا انقحم ورأَيتهم يَتَداكَمُون أي يتدافعون

دلم
الأَدلَمُ الشديد السواد من الرجال والأُسْدِ والحمير والجبال والصَّخرِ في ملوسة وقيل هو الآدَمُ وقد دَلِمَ دَلَماً التهذيب الأَدْلَمُ من الرجال الطويلُ الأَسْودُ ومن الجبل كذلك في مُلُوسَةِ الصَّخْر غير جِدّ شديد السواد قال رؤبة يصف فيلاً كان دَمْخاً ذا الهِضابِ الأَدْلَمَا وقال ابن الأَعرابي الأَدْلَمُ من الألوان الأَدْغَمُ وقال شمر رجل أَدْلَمُ وجبل أَدْلَمُ وقد دَلِمَ دَلَماً وقد ادْلامَّ الرجلُ والحمار ادْلِيماماً وقول عنترة ولقد هَمَمْتُ بِغارةٍ في ليلةٍ سَوْداءَ حالِكةٍ كلَوْنِ الأَدْلَمِ قالوا الأَدْلَمُِ ههنا الأَرَنْدَجُ ويقال للحية الأسود أَدْلَمُ ويقال الأَدْلامُ أَولاد الحيّات واحدها دُلْمٌ ومن أَمثالهم أشدُّ من دَلَمٍ يقال إنه يشبه الحيَّة يكون بناحية الحجاز الدَّلَمُ يشبه الطَّبُّوعَ وليس بالحية والدَّلْماءُ ليلة ثلاثين من الشهر لسوادها والدَّلامُ السواد عن السيرافي والدَّلامُ الأسود قال وإياه عنى سيبويه بقوله انْعَتْ دَلاماً

دلثم
الدَّلْثَمُ والدَّلاثِمُ السريع

دلخم
نوم دِلَّخْمٌ خفيف وقيل طويل والدِّلَّخم الداء الشديد وكل ثقيل دِلَّخْمٌ يقال رماه الله بالدِّلَّخْم ابن شميل القِلَّخْمُ والدِّلَّخْمُ اللام منهما شديدة وهما الجليل من الجِمال الضَّخمُ العظيمُ وأَنشد دِلَّخْمَ تِسْعِ حَجِيجٍ دَلَهْمَسَا
( * هذا الشطر مختلّ الوزن )

دلظم
الدَّلْظَمُ والدَّلَظْمُ الهَرِمَةُ الفانيةُ وقيل الدِّلَظْمُ الجمل القوي ورجل دِلَظْمٌ شديد قوي

دلعثم
الدَّلَعْثَمُ البطيء من الإبل وربما قالوا دِلِعْثام

دلقم
امرأَة دِلْقِمٌ هَرِمَةٌ وهي من النُّوق التي تكسرت أَسنانها فهي تمجُّ الماء مثل الدَّلُوقِ واستعمله بعضهم في المذكر فقال أَقْمَرُ نَهَّامٌ يُنَزِّي وفْرَتِجْ لا دِلْقِمُ الأَسنان بل جَلدٌ فَتِجْ قال الأصمعي الدِّلْقِمُ الناقة التي انكسر فُوها وسال مَرْغُها ويقال الدِّلْقِمُ التي أكلت أسنانها من الكِبَرِ والميم زائدة وقد ذكرت في القاف دلهم المُدْلَهِمُّ الأسود وادْلَهَمَّ الليلُ والظلام كَثُفَ واسْودّ وليلة مُدْلَهِمَّة أي مظلمة وأسود مُدْلَهِمّ مُبالَغٌ به عن اللحياني وفلاة مُدْلَهِمَّةٌ لا أَعْلام فيها ودَلْهَمٌ اسم رجل

دلهم
المُدْلَهِمُّ الأسود وادْلَهَمَّ الليلُ والظلام كَثُفَ واسْودّ وليلة مُدْلَهِمَّة أي مظلمة وأسود مُدْلَهِمّ مُبالَغٌ به عن اللحياني وفلاة مُدْلَهِمَّةٌ لا أَعْلام فيها ودَلْهَمٌ اسم رجل

دمم
دَمَّ الشيءَ يَدُمُّه دَمّاً طلاه والدَّمُّ والدِّمامُ ما دُمَّ به ودُمَّ الشيءُ إذا طُليَ والدِّمامُ بالكسر دواء تُطْلى به جبهةُ الصبي وظاهرُ عينيه وكل شيء طُليَ به فهو دِمامٌ وقال يصف سَهْماً وخَلَّقْتُهُ حتى إذا تَمَّ واسْتَوَى كمُخَّةِ ساقٍ أو كمتْنِ إمامِ قَرَنْتُ بحِقْوَيْهِ ثلاثاً فلم يَزِغْ عن القَصْدِ حتى بُصِّرَتْ بدِمامِ يعني بالدِّمامِ الغِراءَ الذي يُلَزَقُ به ريشُ السهم وعَنى بالثلاث الريشات الثلاث التي تُرَكَّبُ على السهم ويعني بالحِقْو مُسْتَدَقَّ السهم مما يلي الريش وبُصِّرَتْ يعني ريش السهم طُلِيَتْ بالبَصِيرةِ وهي الدم والدِّمامُ الطِّلاءُ بحمرة أو غيرها قال ابن بري وقوله في البيت الأول وخَلَّقته مَلَّسْته والإمامُ الخيط الذ يُمَدُّ عليه البناءُ وقال الطِّرِمَّاح في الدِّمامِ الطِّلاءِ أيضاً كلّ مَشْكُوكٍ عَصافِيره قانئ اللَّوْنِ حَديث الدِّمام وقال آخر من كل حَنْكَلةٍ كأَنَّ جَبِينها كَبِدٌ تَهَيَّأَ للبِرامِ دِماما وفي كلام الشافعي رضي الله عنه وتَطْلي المُعْتَدَّةُ وجهها بالدِّمامِ وتمسحه نهاراً والدِّمامُ الطلاء ومنه دَمَمْتُ الثوبَ إذا طليته بالصِّبْغِ ودَمَّ النبتَ طَيَّنَهُ ودَمَّ الشيءَ يَدُمُّهُ دَمّاً طلاه وجَصَّصَهُ الجوهري دَمَمْتُ الشيءَ أَدُمُّهُ بالضم كذا طليته بأَيّ صِبْغٍ كان والمَدْمُومُ الأحمر وقِدْرٌ دَمِيمٌ ومَدْمومةٌ ودمِيمةٌ الأخيرة عن اللحياني مَطْلِيَّةٌ بالطِّحالِ أو الكَبدِ أو الدَّمِ وقال اللحياني دَمَمْتُ القِدْرَ أَدُمُّها دَمّاً إذا طليتها بالدم أو بالطِّحال بعد الجَبْرِ وقد دُمَّت القدر دَمّاً أي طُيِّنت وجُصِّصَتْ ابن الأعرابي الدَّم نبات والدُّمُّ القُدور المَطْلِيَّةُ والدُّمُّ القرابة والدِّمَمُ التي تُسَد بها خَصاصاتُ البِرامِ من دَمٍ أو لِبَإٍ ودَمَّ العينَ الوَجِعةَ يَدُمُّها دَمّاً ودَمَّمها الأخيرة عن كراع طلى ظاهرها بدمامٍ ودَمَّتِ المرأَة ما حول عينها تَدُمُّهُ دَمّاً إذا طَلَتْه بصبر أو زَعْفران التهذيب الدَّمُّ الفعل من الدِّمامِ وهو كل دواء يُلْطَخُ على ظاهر العين وقول الشاعر تَجْلُو بقادِمَتَيْ حَمامَةِ أَيْكَةٍ بَرَداً تُعَلُّ لِثاتُهُ بدِمامِ يعني النَّؤُور وقد طُلِيَتْ به حتى رشح والمَدْمُومُ الممتلئ شَحْماً من البعير ونحوه وقد دُمَّ بالشَّحم أي أُوقِرَ وأَنشد ابن بري للأَخضر بن هُبَيْرَةَ حتى إذا دُمَّتْ بِنِيٍّ مُرْتَكِمْ والمدْموم المتناهي السمن الممتلئ شحماً كأَنه طلي بالشحم قال ذو الرمة يصف الحمار حتى انْجَلى البَرْدُ عنه وهو مْحْتَفِرٌ عَرْضَ اللِّوَى زَلِقُ المَتْنَيْنِ مَدْمُومُ ودُمَّ وجهُهُ حُسْناً كأَنه طُليَ بذلك يكون ذلك في المرأَة والرجل والحمار والثَّوْرِ والشاة وسائر الدوابِّ ويقال للشيء السمين كأَنَّما دُمَّ بالشحم دَمّاً وقال عَلْقَمَةُ كأَنه من دَمِ الأَجْواف مَدْمُومُ ودُمَّ البعير دَمّاً إذا كثر شحمه ولحمه حتى لا يجد اللامِسُ مَسَّ حَجْم عظم فيه ودَمَّ السفينة يَدُمُّها دَمّاً طلاها بالقار ودَمَّ الصَّدْعَ بالدم والشعر المُحْرَقِ يَدُمُّه دَمّاً ودَمَّمَهُ بهما كلاهما جُمِعا ثم طلي بهما على الصَّدْعِ والدِّمَّةُ مَرْبِضُ الغنم كأَنه دُمَّ بالبول والبعر أي طُليَ به ومنه حديث إبراهيم النخعي لا بأْس بالصلاة في دِمَّةِ الغنم قال بعضهم أراد في دِمْنَةِ الغنم فحذف النون وشدد الميم وفي النهاية فقلب النون ميماً لوقوعها بعد الميم ثم أَدغم قال أبو عبيد هكذا سمعت الفَزاريّ يُحَدِّثه وإنما هو في الكلام الدِّمْنَةُ بالنون وقيل دِمَّةُ الغنم مَربضُها كأَنه دُمَّ بالبول والبعر أي أُلْبِسَ وطُليَ ودَمَّ الأرضَ يَدُمُّها دَمّاً سوّاها والمِدَمَّةُ خشبة ذات أسنان تُدَمُّ بها الأرضُ بعد الكِرابِ ويقال لليَرْبُوعِ إذا سَدَّ فا جُحْرِهِ بنَبِثته قد دَمَّه يَدُمُّه دَمّاً واسم الجُحْرِ الدَّمَّاء ممدود والدُّمَّاءُ والدُّمَّةُ والدُّمَمَةُ قال ابن الأَعرابي ويقال الدُّمَماءُ والقُصَعاء في جُحْر اليَرْبوع الجوهري والدَّامَّاء إحدى جِحَرَةِ اليَرْبوع مثل الرَّاهِطاء قال ابن بري أَسماء جِحَرَة اليربوع سبعة القاصِعاءُ والنافِقاءُ والراهِطاءُ والدَّامَّاءُ والعانِقاءُ والحاثِياءُ واللُّغَزُ والجمع دَوامُّ على فَواعِل وكذلك الدُّمَّةُ والدُّمَمَةُ أيضاً على وزن الحُمَمَةِ ودَمَّ اليربوعُ جُحْرَهُ أي كنسه قال الكسائي لم أسمع أحداً يُثَقِّلُ الدَّمَ ويقال منه قد دَمِيَ الرجلُ أو أُدْمِيَ ابن سيده ودَمَّ اليَرْبوعُ الجُحْر يَدُمُّهُ دَمّاً غطَّاه وسوَّاه والدُّمَمَةُ والدّامَّاءُ تراب يجمعه اليربوع ويُخْرِجُهُ من الجُحْر فَيَدُمُّ به بابه أي يسويه وقيل هو تراب يَدُمُّ به بعض جِحَرَتهِ كما تُدَمُّ العينُ بالدِّمامِ أي تُطْلى ودَمَّ يَدُمُّ دَمّاً أسرع والدِّمّةُ القَمْلَةُ الصغيرة أو النَّمْلةُ والدِّمَّةُ الرجل الحقير القصير كأنه مشتق من ذلك ورجل دَمِيمٌ قبيح وقيل حقير وقوم دِمامٌ والأُنثى دَمِيمةٌ وجمعها دَمائِمُ ودِمامٌ أَيضاً وما كان دَمِيماً ولقد دَمَّ وهو يَدِمُّ دَمامةً وقال الكسائي دَمَمْتَ بعدي تَدُمُّ دَمامَةً قال ابن الأَعرابي الدَّمِيمُ بالدال في قَدِّه والذَّمِيمُ في أخلاقه وقوله كضَرائرِ الحَسْناءِ قُلْنَ لِوجهِها حَسَداً وبَغْياً إنَّه لدَمِيمُ إنما يعني به القبيح ورواه ثعلب لذَميم بالذال من الذَّمِّ الذي هو خلاف المدح فرُدَّ ذلك عليه وقد دَمَمْتَ تَدِمُّ وتَدُمُّ ودَمِمْتَ ودُمِمْتَ دَمامة في كل ذلك أَسْأْتَ وأَدْمَمْتَ أي أَقْبَحْت الفعْلَ الليث يقال أَساء فلان وأَدَمَّ أي أقبح والفعل اللازم دَمَّ يَدِمُّ والدميم القبيح وقد قيل دَمَمْتَ يا فلان تَدُمُّ قال وليس في المضاعف مثله الجوهري دَمَمْتَ يا فلان تَدِمُّ وتَدُمُّ دَمامة أَي صِرْت دَميماً وأَنشد ابن بري لشاعر وإني على ما تَزْدَري من دَمَامتَي إذا قيسَ ذَرعي بالرِّجال أَطُولُ قال وقال عثمان بن جني دَمِيمٌ من دَمُمْتَ على فَعُلْتَ مثل لَبُبْتَ فأَنت لَبِيبٌ وفي الحديث كان بأُسامة دَمامَةٌ فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد أَحْسَنَ بنا إذ لم يكن جارِيةً الدَّمامةُ بالفتح القِصَرُ والقُبْحُ ومنه حديث المُتْعَةِ هو قريب من الدَّمامةِ وفي حديث عمر لا يُزَوِّجَنَّ أَحدُكم ابْنَتَهُ بدَميم ودَمَّ رأْسَه يَدُمُّهُ دَمّاً ضربه فَشَدَخه وشَجَّهُ وقال اللحياني هو أن تضربه فتَشْدَخَهُ أو لا تَشْدَخهُ ودَمَمْتُ ظهره بآجُرَّةٍ أَدُمُّهُ دَمّاً ضَرَبته ودمَّ الرجل فلاناً إذا عَذَّبه عذاباً تامّاً ودَمْدَمَ إِذا عذب عذاباً نامًّا والدَّيْمومةُ المفازة لا ماء بها وأَنشد ابن بري لذي الرُّمَّةِ إذا التَخَّ الدَّياميمُ والدَّيْمُومُ والدَّيْمومةُ الفلاة الواسعة ودَمْدَمْتُ الشيء إذا أَلْزَقْتَهُ بالأرض وطحْطحْته ودَمَّهُمْ يَدُمُّهُمْ دَمّاً طحنهم فأهلكهم وكذلك دَمْدَمَهُمْ ودَمْدَمَ عليهم وفي التنزيل العزيز فدَمْدَمَ عليهم رَبُّهُمْ بذَنْبهم أي أَهلكهم قال دَمْدَمَ أَرْجَفَ وقال ابن الأنباري دَمْدَمَ أي غَضِب وتَدَمْدَمَ الجرحُ برأَ قال نصيب وإن هَواها في فؤادي لقُرْحَةٌ دَوىً مُنذُ كانت قد أَبَتْ ما تَدَمدَمُ الدَّمْدَمَةُ الغَضَب ودَمْدَمَ عليه كَلَّمَه مُغْضَباً قال وتكون الدَّمْدَمَةُ الكلام الذي يُزْعج الرجلَ إلاَّ أن أكثر المفسرين قالوا في دَمْدَمَ عليهم أي أَرْجَفَ الأرضَ بهم وقال أَبو إسحق معنى دَمْدَمَ عليهم أي أَطبق عليهم العذاب يقال دَمَمْتُ على الشيء
( * قوله « دممت على الشيء إلخ » كذا بالأصل والذي في التهذيب دمدمت على الشيء ودمدمت عليه القبر وفي التكملة ان دمم ودمدم بمعنى واحد ) أي أطبقت عليه وكذلك دَمَمْت عليه القبر وما أَشبهه ويقال للشيء يُدْفَنُ قد دَمْدَمْتُ عليه أي سوَّيت عليه وكذلك يقال ناقة مَدْمُومة أي قد أُلبِسَها الشحمُ فإذا كرّرتَ الإطْباقَ قلت دَمْدَمْتُ عليه والدَّمْدامَةُ عُشْبة لها ورقة خضراء مُدَوّرة صغيرة ولها عِرْق وأَصل مثل الجَزَرة أَبيض شديد الحلاوة يأْكله الناس ويرتفع من وسطها قَصَبة قدر الشبر في رأْسها بُرْعُومةٌ مثل بُرْعومة البصل فيها حب وجمعها دَمْدامٌ حكى ذلك أبو حنيفة والدُّمادِمُ شيء يشبه القَطِرانَ يسيل من السَّلَمِ والسَّمُرِ أَحمرُ الواحد دُمَدِمٌ وهو حَيْضَةُ أُمِّ أَسْلَمَ يعني شجرَةً وقال أبو عمرو الدِّمْدِمُ أُصول الصِّلِّيانِ المُحِيل في لغة بني أَسَد وهو في لغة بني تميم الدِّنْدِنُ شمر أُمُّ الدَّيْدَمِ هي الظبية وأنشد غَرَّاء بَيْضاء كأُمِّ الدَّيْدَمِ والدُّمَّةُ لُعْبَةٌ والدُّمَّةُ الطريقة والدِّمَّةُ بالكسر البعرة والدُّمادِم من الأرض روابٍ سهلةٌ والمُدَمَّمُ المطوي من الكِرارِ قال الشاعر تَرَبَّعُ بالفَأْوَيْنِ ثم مَصِيرُها إلى كلِّ كَرٍّ من لَصاف مُدَمَّمِ

دنم
الدِّنَّامَةُ والدِّنَّمَةُ القصير مثل الدِّنَّابَة والدِّنَّبة أَنشد يعقوب لأعرابي يهجو امرأَة كأَنَّها غُصْنٌ ذَوَى من يَنَمَهْ تُنْمَى إلى كلِّ دَنيءٍ دِنَّمَهْ

دندم
الدِّنْدِمُ النبت القديم المسودّ كالدِّنْدِنِ بلغة بني أَسَد قال ابن سيده ولولا أنه قال بلغة بني أَسد لجَعَلْتُ ميم الدِّنْدِمِ بدلاً من نون الدِّنْدِنِ

دهم
الدُّهْمَةُ السواد والأَدْهَمُ الأَسْود يكون في الخيل والإبل وغيرهما فَرس أَدْهَمُ وبعير أَدْهَمُ قال أَبو ذؤيب أمِنْكِ البَرْقُ أرْقُبُهُ فهَاجَا فبتُّ إخالُهُ دُهْماً خِلاجَا ؟ والعرب تقول ملوك الخيل دُهْمُها وقد ادْهامَّ وبه دُهْمَةٌ شديدة الجوهري ادْهَمَّ الفرسُ إدْهِماماً أي صار أَدْهَمَ وادْهامَّ الشيء ادْهيماماً أي اسوادّ وادْهامَّ الزَّرْعُ عَلاه السواد رِيّاً وحديقةٌ دَهْماءُ مُدْهامَّةٌ خضراء تَضْرِب إلى السواد من نَعْمَتِها ورِيِّها وفي التنزيل العزيز مُدْهامَّتان أي سوداوان من شدة الخضرة من الريِّ يقول خَضْراوانِ إلى السواد من الرِّيّ وقال الزجاج يعني أنهما خَضْراوان تَضْرِب خُضْرتُهما إلى السواد وكل نبت أَخضر فتَمامُ خِصْبِهِ ورِيِّهِ أن يَضْرِبَ إلى السواد والدُّهْمةُ عند العرب السواد وإنما قيل للجَنَّة مُدْهامَّة لشدة خضرتها يقال اسودَّت الخضرة أي اشتدَّت وفي حديث قُسٍّ ورَوْضة مُدْهامَّة أي شديدة الخضرة المتناهية فيها كأَنها سوداء لشدة خضرتها والعرب تقول لكل أَخضر أسْودُ وسميت قُرَى العراق سواداً لكثرة خضرتها وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة نخل دُهْماً كأَنَّ الليل في زُهَائِها لا تَرْهَبُ الذِّئْبَ على أَطْلائها يعني أنها خُضْرٌ إلى السواد من الرِّيّ وأن اجتماعها يُرِي شُخوصَها سوداً وزُهاؤها شخوصها وأَطلاؤها أولادها يعني فُسْلانَها لأنها نخل لا إبِلٌ والأدْهَمُ القيد لسواده وهي الأَداهِمُ كسَّروه تكسير الأَسماء وإن كان في الأَصل صفة لأَنه غلب غَلَبةَ الاسم قال جرير هو القَيْنُ وابن القَيْنِ لا قَيْنَ مثلُهُ لبَطْحِ المَساحي أو لِجَدْلِ الأَداهِمِ أبو عمرو إذا كان القَيدُ من خَشب فهو الأَدْهَمُ والفَلَقُ الجوهري يقال للقيد الأَدْهَمُ وقال أوعَدَني بالسِّجنِ والأَداهِمِ رِجْلي ورِجْلي شََثْنَةُ المَناسِمِ والدُّهْمَةُ من ألوان الإبل أن تشتد الوُرْقَةُ حتى يذهب البياضُ بَعِيرٌ أَدْهَمُ وناقة دَهْماءُ إذا اشتدت وُرْقَتُهُ حتى ذهب البياض الذي فيه فإن زاد على ذلك حتى اشتد السوادُ فهو جَوْنٌ وقيل الأَدْهمُ من الإبل نحو الأصفر إلا أنه أقلُّ سواداً وقالوا لا آتيك ما حَنَّت الدَّهْماء عن اللحياني وقال هي النَّاقة لم يزد على ذلك وقال ابن سيده وعندي أنه من الدُّهْمَةِ التي هي هذا اللون قال الأصمعي إذا اشتدت وُرْقَةُ البعير لا يخالطها شيء من البياض فهو أدْهَمُ وناقة دَهْماءُ وفرس أَدْهَمُ بَهِيمٌ إذا كان أَسود لا شِيَةَ فيه والوطأَةُ الدَّهْماءُ الجديدة والغَبْراءُ الدارِسَةُ قال ذو الرُّمَّة سِوَى وَطْأَةٍ دَهْماءَ من غير جَعْدَةٍ ثَنَى أُخْتَها عن غَرْزِ كَبْداء ضامِرِ أَراد غير جَعْدَة وقال الأصمعي أثَرٌ أدْهَمُ جَديد وأثر أَغْبرُ قَديم دارِسٌ وقال غيره أثرٌ أَدْهَمُ قديم دارِس قال الوَطْأَة الدَّهْماءُ القديمة والحمراء الجديدة فهو على هذا من الأضداد قال وفي كلِّ أَرْضٍ جِئْتَها أنت واجدٌ بها أَثَراً منها جَديداً وأَدْهَمَا والدَّهْماءُ ليلة تسع وعشرين والدُّهْمُ ثلاث ليال من الشهر لأنها دُهْمٌ وفي حديث عليّ عليه السلام لم يمنع ضَوْءَ نُورِها ادْهِمامُ سَجْفِ الليل المظلمِ الادْهِمامُ مصدر ادْهَمَّ أي اسودّ والادْهِيمامُ مصدر ادْهامَّ كالاحْمرار والاحْمِيرار في احْمَرَّ واحْمارَّ والدَّهْماء من الضأْنِ الحمراءُ الخالصة الحُمْرةِ الليث الدَّهْمُ الجماعة الكثيرة وقد دَهَمُونا أي جاؤونا بمرة جماعة ودَهَمَهُمْ أمرٌ إذا غشيهم فاشِياً وأنشد جِئْنا بدَهْمٍ يَدْهَمُ الدُّهُومَا وفي حديث بعض العرب وسَبَقَ إلى عرفات اللهم اغفر لي من قبل أن يَدْهَمَك الناسُ أي يكثروا عليك قال ابن الأثير ومثل هذا لا يجوز أن يُسْتَعْمَلَ في الدعاء إلاَّ لمن يقول بغير تَكَلُّفٍ الأزهري ولما نزل قوله تعالى عليها تِسْعَةَ عَشَرَ قال أبو جهل ما تستطيعون يا مَعشر قُرَيْشٍ وأنتم الدَّهْمُ أن يَغْلِبَ كلُّ عشرة منكم واحداً منهم أي وأنتم العدد الكثير وجيش دَهْمٌ أي كثير وجاءهم دَهْمٌ من الناس أي كثير والدَّهْمُ العدد الكثير ومنه الحديث محمد في الدَّهْمِ بهذا القَوْر وحديث بَشير بن سَعْد فأَدركه الدَّهْمُ عند الليل والجمع الدُّهوم وقال جئْنا بدَهْمٍ يَدْهَمُ الدُّهُوما مَجْرٍ كأَنَّ فوقَهُ النُّجوما ودَهِمُوهُمْ ودَهَمُوهُمْ يَدْهَمُونَهُمْ دَهْماً غَشُوهُمْ قال بِشْرُ بن أبي خازِمٍ فَدَهَمْتُهُمْ دَهْماً بكل طِمِرَّةٍ ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحالَة مِرْجَمِ وكل ما غشيك فقد دَهَمَكَ ودَهِمَكَ دَهْماً أنشد ثعلب لأبي محمد الحَذْلَمِيِّ يا سعدُ عَمَّ الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُهْ يوم تَلاقَى شاؤُه ونَعَمُهْ ابن السكيت دَهِمَهم الأمر يَدْهَمُهُمْ ودَهِمَتْهم الخيل قال وقال أبو عبيدة ودَهَمَهُمْ بالفتح يَدْهَمُهُمْ لغة وأتتكم الدُّهَيْماءُ يقال أَراد بالدُّهَيماء السوداء المظلمة ويقال أراد بذلك الداهية يذهب إلى الدُّهَيْمِ اسم ناقة وفي حديث حُذَيْفَةَ وذكر الفتنة فقال أتتكم الدُّهَيْماءُ تَرْمي بالنَّشَفِ ثم التي تليها ترمي بالرَّضْفِ وفي حديث آخر حتى ذكرَ فتنة الأَحْلاس ثم فتنة الدُّهَيْماءِ قال أبو عبيدة قوله الدُّهَيْماءُ نراه أَراد الدَّهْماء فصَغَّرها قال شمر أراد بالدَّهْماء الفتنة السوداء المظلمة والتصغير فيها للتعظيم ومنه حديثه الآخر لتكونَنَّ فيكم أربع فِتَنٍ الرَّقْطاءُ والمظْلِمةُ وكذا وكذا فالمُظْلِمةُ مثل الدَّهْماءِ قال وبعض الناس يذهب بالدُّهَيْماء إلى الدُّهَيْمِ وهي الداهية وقيل للداهية دُهَيْمٌ أَن ناقة كان يقال لها الدُّهَيْمُ وغزا قوم من العرب قوماً فَقُتِلَ منهم سبعة إخْوة فحُمِلوا على الدُّهَيْمِ فصارت مثلاً في كل داهيةٍ قال شمر وسمعت ابن الأعرابي يروي عن المُفَضَّل أن هؤلاء بنو الزَّبَّان ابن مُجالِدٍ خرجوا في طلب إبل لهم فلقيهم كثيف ابن زُهَيْرٍ فضرب أَعناقهم ثم حمل رؤوسهم في جُوالِقٍ وعَلَّقه في عُنق ناقة يقال لها الدُّهَيْمُ وهي ناقة عمرو بن الزَّبَّان ثم خَلاّها في الإبل فراحت على الزَّبَّان فقال لما رأى الجُوالِقَ أَظن بَنِيَّ صادوا بيض نَعام ثم أهوى بيده فأَدخلها في الجُوالِقِ فإذا رَأْسٌ فلما رآه قال آخِرُ البَزِّ على القَلُوصِ فذهبت مثلاً وقيل أَثقل من حِمْل الدُّهَيْمِ وأَشأَم من الدُّهَيْمِ وقيل في الدُّهَيمِ اسم ناقة غزا عليها ستة إخوة فقُتِلُوا عن آخرهم وحُمِلوا عليها حتى رجعت بهم فصارت مثلاً في كل داهية وضربت العرب الدُّهَيْمَ مثلاً في الشر والداهية وقال الراعي يذكر جَوْرَ السعاة كتبَ الدُّهَيْمُ من العَداءِ لِمُسْرِفٍ عادٍ يُريدُ مَخانةً وغُلولا وقال الكميت أَهَمْدانُ مَهْلاً لا يُصَبِّح بُيوتَكمْ بِجُرْمِكُمُ حِمْلُ الدُّهَيْمِ وما تََزْبي وهذا البيت حجة لما قاله المفضّل والدَّهْماء الجماعة من الناس الكسائي يقال دَخَلْتُ في خَمَرِ الناس أي في جماعتهم وكثرتهم وفي دَهْماء الناس أَيضاً مثله وقال فَقَدْناك فِقْدانَ الربِيع وليْتَنا فَدَيْناكَ من دَهْمائِنا بأُلوفِ وما أدري أيُّ الدَّهْمِ هو وأَيُّ دَهْمِ الله هو أَي أيّ خَلْقِ الله والدَّهْماءُ العدد الكثير ودَهْماءُ الناس جماعتهم وكثرتهم والدُّهَيْماءُ تصغير الدَّهْماء الداهية سميت بذلك لإظْلامِها والدُّهَيْم أُمّ الدُّهَيْمِ الدَّواهي وفي المحكم الداهية وفي الحديث من أَراد أهل المدينة بدَهْمٍ أي بغائلة من أمر عظيم يَدْهَمُهُمْ أي يَفْجَؤُهُمْ ويقال هَدَمَهُ ودَهْدَمَه بمعنى واحد قال العجاج وما سُؤالُ طَلَلٍ وأَرْسُمِ والنُّؤْيِ بَعْدَ عَهْدِهِ المُدَهْدَم يعني الحاجز حول البيت إذا تهدم وقال غير ثَلاثٍ في المَحَلِّ صُيَّمِ رَوائم وهُنَّ مثل الرُّؤَّمِ بعد البِلى شِبْه الرَّمادِ الأَدْهَمِ ورَبْعٌ أَدْهَمُ حديث العهد بالحَيِّ وأَرْبُعٌ دُهْمٌ وقال ذو الرمة أيضاً ألِلأَرْبُعِ الدُّهْمِ اللَّواتي كأَنَّها بَقِيَّةُ وَحْيٍ في بُطونِ الصَّحائف ؟ الأزهري المُتَدَهَّمُ والمُتَدَأّمُ والمُتَدَثِّرُ هو المَجْبوسُ المأْبونُ والدَّهْماءُ القِدْرُ ابن شميل الدَّهْماء السوداء من القُدور وقد دَهَّمَتْها النارُ والدَّهْماء سَحْنَةُ الرجل وفَعَلَ به ما أَدْهَمَهُ أي ساءَه وأَرْغَمَهُ عن ثعلب والدَّهْماءُ عُشْبَة ذات ورق وقُضُبٍ كأنها القَرْنُوَةُ ولها نَوْرَةٌ حمراء يُدْبَغُ بها ومَنْبِتُها قِفافُ الرمل وقد سَمَّوْا داهِماً ودُهَيْماً ودُهْماناً والدُّهَيْم اسم ناقة وقد تقدم ذكرها ودُهْمان بطن من هُذَيْلٍ قال صَخْرُ الغَيِّ ورَهْط دُهْمانَ ورَهْطُ عادِيَهْ والأَدْهَمُ فرس عَنْتَرَةَ بن مُعاوية
( * المشهور أنه عنترة بن شدّاد )
صفة غالبة

دهثم
الدَّهْثَمُ المكان الوَطيءُ السهل الدَّمِثُ وأَرض دَهْثَمَةٌ ودَهْثَمٌ سهلة ورجل دَهْثَم الخُلُقِ سَهْلُهُ وامرأة دَهْثَمَةٌ سهلة دَمِثَةُ الأخْلاق قال عمر بن لَجَإٍ ثم تَنَحَّتْ عن مَقامِ الحُوَّمِ لِعَطَنٍ رابي المَقامِ دَهْثَمِ وسُمّي الرجل دَهْثَماً بذلك الأَصمعي العرب تقول للصَّقْرِ الزَّهْدَمُ وللبحر الدَّهْثَمُ والدَّهْثَمُ الرجل السَّخِيُّ ودَهْثَمٌ اسم

دهدم
دَهْدَم الشيءَ قلَب بعضه على بعض وتَدَهْدَمَ الحائطُ وتَجَرْجَمَ سقط ويقال دَهْدَمْتُ البناء إذا كسرته قال العجاج والنُّؤيِ بعد عَهْده المُدَهْدَمِ

دهقم
الدَّهْقَمَةُ الكَيْسُ

دهكم
الدَّهْكَمُ الشيخ الفاني والتَّدَهْكُمُ الاقتحام في الأمر الشديد وتَدَهْكَمَ علينا تَدَرَّأ

دوم
دامَ الشيءُ يَدُومُ ويَدامُ قال يا مَيّ لا غَرْوَ ولا مَلامَا في الحُبِّ إن الحُبَّ لن يَدامَا قال كراع دامَ يَدُومُ فَعِلَ يَفْعُلُ وليس بقَوِيٍّ دَوْماً ودَواماً ودَيْمومَةً قال أَبو الحسن في هذه الكلمة نظر ذهب أهل اللغة في قولهم دِمْتَ تَدُومُ إلى أنها نادرة كمِتَّ تَموتُ وفَضِلَ يَفْضُلُ وحَضِرَ يَحْضُرُ وذهب أبو بكر إلى أنها متركبة فقال دُمْتَ تَدُومُ كقُلْتَ تَقُولُ ودِمْتَ تَدامُ كخِفْتَ تَخافُ ثم تركبت اللغتان فظنّ قوم أن تَدُومُ على دِمْتَ وتَدامُ على دُمْتَ ذهاباً إلى الشذوذ وإيثاراً له والوَجْه ما تقدم من أَن تَدامُ على دِمْتَ وتَدُومُ على دُمْتَ وما ذهبوا إليه من تَشْذيذ دِمْتَ تَدومُ أخف مما ذهبوا إليه من تَسَوُّغِ دُمْتَ تَدامُ إذ الأُولى ذات نظائر ولم يُعْرَفْ من هذه الأخيرة إلاَّ كُدْتَ تَكادُ وتركيب اللغتين باب واسع كَقَنَطَ يَقْنَطُ ورَكَنَ يَرْكَنُ فيحمله جُهَّالُ أهل اللغة على الشذوذ وأَدامَهُ واسْتَدامَهُ تأَنَّى فيه وقيل طلب دوَامَهُ وأَدْومَهُ كذلك واسْتَدَمْتُ الأمر إذا تأَنَّيْت فيه وأنشد الجوهري للمَجْنون واسمه قَيسُ بن مُعاذٍ وإنِّي على لَيْلى لَزارٍ وإنَّني على ذاكَ فيما بَيْنَنا مُسْتَدِيمُها أي منتظر أن تُعْتِبَني بخير قال ابن بري وأَنشد ابن خالويه في مُسْتَديم بمعنى مُنْتَظِر تَرَى الشُّعراءَ من صَعِقٍ مُصابٍ بصَكَّتِه وآخر مُسْتَدِيمِ وأَنشد أَيضاً إذا أَوقَعْتُ صاعِقةً عَلَيْهِمْ رأَوْا أُخْرَى تُحَرِّقُ فاسْتَدامُوا الليث اسْتِدامَةُ الأَمرِ الأَناةُ وأَنشد لقَيْسِ ابن زُهَيرٍ فلا تَعْجَلْ بأَمرِكَ واسْتَدِمْهُ فما صَلَّى عَصاكَ كَمُسْتَدِيمِ وتَصْلِيةُ العصا إدارتها على النار لتستقيم واسْتدامتها التَّأَنِّي فيها أي ما أَحْكَمَ أَمْرَها كالتَّأَنِّي وقال شمر المُسْتَدِيمُ المُبالِغُ في الأمر واسْتَدِمْ ما عند فلان أي انتظره وارْقُبْهُ قال ومعنى البيت ما قام بحاجتك مثلُ من يُعْنى بها ويحب قضاءها وأَدامه غيرهُ والمُداومَةُ على الأمر المواظبة عليه والدَّيُّومُ الدائِمُ منه كما قالوا قَيُّوم والدِّيمةُ مطر يكون مع سكون وقيل يكون خمسة أَيَّامٍ أو ستة وقيل يوماً وليلة أو أكثر وقال خالد بن جَنْبَةَ الدِّيمةُ من المطر الذ لا رَعْدَ فيه ولا بَرْقَ تَدُومُ يَوْمَها والجمع دِيَمٌ غُيِّرَت الواو في الجمع لتَغَيُّرِها في الواحد وما زالت السماءُ دَوْماً دَوماً ودَيْماً دَيْماً الياء على المعاقبة أي دائمة المطر وحكى بعضهم دامَتِ السماءُ تَدِيمُُ دَيْماً ودَوَّمَتْ وديَّمَتْ وقال ابن جني هو من الواو لاجتماع العرب طُرّاً على الدَّوامِ وهو أَدْوَمُ من كذا وقال أيضاً من التدريج في اللغة قولهم دِيمةٌ ودِيَمٌ واستمرار القلب في العين إلى الكسرة قبلها
( * قوله « إلى الكسرة قبلها » هكذا في الأصل ) ثم تجاوزوا ذلك لما كثر وشاع إلى أن قالوا دَوَّمَتِ السماءُ ودَيَّمَتْ فأَما دَوَّمَتْ فعلى القياس وأما دَيَّمَتْ فلاستمرار القلب في دِيمَةٍ ودِيَمٍ أَنشد أبو زيد هو الجَوادُ ابنُ الجَوادِ ابنِ سَبَل إنْ دَيَّمُوا جادَ وإنْ جادُوا وَبَلْ ويروى دَوَّمُوا شمر يقال دِيمةٌ ودِيْمٌ قال الأَغْلَبُ فَوارِسٌ وحَرْشَفٌ كالدِّيْمِ لا تَتَأَنَّى حَذَرَ الكُلُومِ روي عن أبي العَمَيْثَلِ أنه قال دِيمَة وجمعها دُيومٌ بمعنى الدِّيمةِ وأَرض مَدِيمَةٌ ومُدَيَّمَةٌ أصابتها الدِّيَمُ وأَصلها الواو قال ابن سيده وأَرى الياء معاقبة قال ابن مقبل عَقِيلَةُ رَمْلٍ دافعَتْ في حُقوفِهِ رَخاخَ الثَّرَى والأُقْحُوانَ المُدَيَّمَا وسنذكر ذلك في ديم وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنها سئلت هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُفَضِّلُ بعض الأَيام على بعض ؟ وفي رواية أنها ذكرَتْ عَمَل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان عَمَلُهُ دِيمَةً شبهتْه بالدِّيمَةِ من المطر في الدَّوامِ والاقتصاد وروي عن حُذَيْقَة أنه ذكر الفتن فقال إنها لآتِيَتُكُمْ دِيَماً يعني أنها تملأ الأرض مع دَوامٍ وأَنشد دِيمَةٌ هَطْلاءُ فيها وَطَفٌ طَبَّقَ الأَرْضَ تَحَرَّى وتَدُرّ والمُدامُ المَطر الدائم عن ابن جني والمُدامُ والمُدامَةُ الخمر سميت مُدامَةً لأنه ليس شيء تُستطاع إدامَةُ شربه إلا هي وقيل لإدامتها في الدَّنِّ زماناً حتى سكنتْ بعدما فارَتْ وقيل سُمِّيَتْ مُدامَةً إذا كانت لا تَنْزِفُ من كثرتها فهي مُدامَةٌ ومُدامٌ وقيل سميت مُدامَةً لِعتْقها وكل شيء سكن فقد دامَ ومنه قيل للماء الذي يَسْكن فلا يجري دائِمٌ ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُبالَ في الماء الدائم ثم يُتَوضَّأَ منه وهو الماء الراكد الساكنُ من دامَ يَدُومُ إذا طال زمانه ودامَ الشيءُ سكن وكل شيء سكَّنته فقد أَدَمْتَه وظلٌّ دَوْمٌ وماء دَوْمٌ دائم وصَفُوهُما بالمصدر والدَّأْماءُ البحر لدَوامِ مائه وقد قيل أصله دَوْماء فإعْلاله على هذا شاذ ودامَ البحرُ يَدُومُ سكن قال أَبو ذؤيب فجاء بها ما شِئْتَ من لَطَمِيَّةٍ تَدُومُ البحارُ فوقها وتَمُوجُ ورواه بعضهم يَدُومُ الفُراتُ قال وهذا غلط لأن الدُّرَّ لا يكون في الماء العذب والدَّيْمومُ والدَّيْمومَةُ الفلاة يَدُومُ السير فيها لبعدها قال ابن سيده وقد ذكرت قول أبي عليّ أنها من الدَّوامِ الذي هو السخ
( * قوله السخَّ هكذا في الأصل ) والدَّيْمُومةُ الأرض المستوية التي لا أَعلام بها ولا طريق ولا ماء ولا أنيس وإن كانت مُكْلِئَةً وهنَّ الدَّيامِيمُ يقال عَلَوْنا دَيْمومةً بعيدة الغَوْرِ وعَلَوْنا أرضاً دَيْمومة مُنكَرةً وقال أبو عمرو الدَّيامِيمُ الصَّحاري المُلْسُ المتباعدة الأَطرافِ ودَوَّمَتِ الكلابُ أمعنت في السير قال ذو الرمة حتى إذا دَوَّمَتْ في الأرض راجَعَهُ كِبْرٌ ولو شاء نَجّى نفسَه الهَرَبُ أي أمعنت فيه وقال ابن الأعرابي أدامَتْهُ والمعنيان مقتربان قال ابن بري قال الأصمعي دَوَّمَتْ خطأٌ منه لا يكون التَّدْويم إلا في السماء دون الأرض وقا الأخفش وابن الأعرابي دَوَّمَتْ أبعدت وأصله من دامَ يَدُومُ والضمير في دَوَّمَ يعود على الكلاب وقال عليُّ بن حمزة لو كان التَّدْويمُ لا يكون إلا في السماء لم يجز أَن يقال به دُوامٌ كما يقال به دُوارٌ وما قالوا دُومَةُ الجَنْدَلِ وهي مجتمعة مستديرة وفي حديث الجارية المفقودة فَحَمَلني على خافيةٍ ثم دَوَّمَ بي في السُّكاك أي أدارني في الجوّ وفي حديث قُسٍّ والجارُود قد دَوَّمُوا العمائم أي أَداروها حول رؤوسهم وفي التهذيب في بيت ذي الرمة حتى إذا دَوَّمَتْ قال يصف ثوراً وحشيّاً ويريد به الشمس قال وكان ينبغي له أن يقول دَوَّتْ فدَوَّمَتْ استكراه منه وقال أبو الهيثم ذكر الأصمعي أن التَّدْويمَ لا يكون إِلا من الطائر في السماء وعاب على ذي الرمة موضعه وقد قال رؤبة تَيْماء لا يَنْجو بها من دَوَّما إذا عَلاها ذو انْقِباضٍ أَجْذَما أي أَسرع ودَوَّمَتِ الشمس في كَبِد السماء ودَوَّمَت الشمس دارت في السماء التهذيب والشمس لها تَدْويمٌ كأنها تدور ومنه اشْتُقَّتْ دُوّامَةُ الصبي التي تدور كدَوَرانها قال ذو الرمة يصف جُنْدَباً مُعْرَوْرِياً رَمَضَ الرَّضْراض يَرْكُضُهُ والشَّمْسُ حَيْرى لها في الجَوّ تَدْوِيمُ كأَنها لا تمضي أي قد رَكِبَ حَرَّ الرَّضْراض والرَّمَضُ شدة الحر مصدر رَمِضَ يَرمَضُ رَمَضاً ويركُضُهُ يضربه برجله وكذا يفعل الجُندَبُ قال أبو الهيثم معنى قوله والشمس حَيْرى تقف الشمس بالهاجِرَةِ على المَسير مقدار ستين فرسخاً
( * قوله مقدار ستين فرسخاً » عبارة التهذيب مقدار ما تسير ستين فرسخاً ) تدور على مكانها ويقال تَحَيَّرَ الماء في الروضة إذا لم يكن له جهة يمضي فيها فيقول كأنها مُتَحَيِّرَة لدَوَرانها قال والتَّدْويمُ الدَّوَرانُ قال أبو بكر الدائم من حروف الأضداد يقال للساكن دائم وللمتحرِّك دائم والظل الدَّوْمُ الدائم وأَنشد ابن بري للَقِيط بن زُرارَةَ في يوم جَبَلَة يا قَوْمِ قدْ أحْرَقْتُموني باللَّوْمْ ولم أُقاتِلْ عامِراً قبلَ اليَوْمْ شَتَّانَ هذا والعِناقُ والنَّوْم والمَشْرَبُ البارِدُ والظِّلُّ الدَّوْم ويروى في الظل الدَّوْم ودَوَّمَ الطائر إذا تحرك في طَيَرانه وقيل دَوَّمَ الطائر إذا سَكَّنَ جناحيه كَطَيَرَانِ الحِدَإِ والرَّخَم ودَوَّمَ الطائرُ واستدامَ حَلَّقَ في السماء وقيل هو أن يُدَوِّمَ في السماء فلا يحرك جناحيه وقيل أن يُدَوِّمَ ويحوم قال الفارسي وقد اختلفوا في الفرق بين التَّدوِيمِ والتَّدْوِيَةِ فقال بعضهم التَّدْويمُ في السماء والتَّدْوِيَةُ في الأَرض وقيل بعكس ذلك قال وهو الصحيح قال جَوَّاسٌ وقيل هو لعمرو بن مِخْلاةِ الحمارِ بيَوْمٍ ترى الرايات فيه كأَنها عَوافي طيورٍ مُسْتَديم وواقِع ويقال دَوَّم الطائرُ في السماء إذا جعل يَدُور ودَوَّى في الأرض وهو مثل التَّدْويمِ في السماء الجوهري تَدْويمُ الطائر تَحْلِيقُهُ في طَيَرانِهِ ليرتفع في السماء قال وجعل ذو الرمة التَّدْوِيمَ في الأَرض بقوله في صفة الثور حتى إذا دَوَّمَتْ في الأرض ( البيت ) وأَنكر الأصمعي ذلك وقال إنما يقال دَوَّى في الأَرض ودَوَّمَ في السماء كما قدمنا ذكره قال وكان بعضهم يُصَوِّبُ التَّدْويم في الأرض ويقول منه اشتقت الدُّوَّامَةُ بالضم والتشديد وهي فَلْكَةٌ يرميها الصبي بخيط فتُدَوِّمُ على الأرض أي تدور وغيره يقول إنما سُمِّيَت الدُّوَّامَةَ من قولهم دَوَّمْتُ القِدْرَ إذا سكَّنْتَ غليانها بالماء لأنها من سرعة دَورَانها قد سكنتْ وهَدَأَتْ والتَّدْوامُ مثل التَّدْويمِ وأنشد الأحمر في نعت الخيل فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها جُنْحَ النَّواصِي نحْوَ أَلْوِياتها كالطير تَبْقي مُتَداوِماتِها قوله تَبْقي أي تنظر إِليها أنت وتَرْقُبُها وقوله مُتَداوِمات أي مُدَوِّمات دائرات عائفات على شيء وقال بعضهم تَدْويمُ الكلب إمعانُهُ في الهَرَبِ وقد تقدم ويقال للطائ إذا صَفّ جناحيه في الهواء وسَكَّنهما فلم يحركهما كما تفعل الحِدَأُ والرَّخَمُ قد دَوَّمَ الطائر تَدْوِيماً وسُمِّي تدويماً لسكونه وتركه الخَفَقان بجناحيه الليث التَّدْويمُ تَحْلِيقُ الطائر في الهواء ودَوَرانه ودُوَّامة الغلام برفع الدال وتشديد الواو وهي التي تلعب بها الصبيان فَتُدار والجمع دُوَّامٌ وقد دَوَّمْتُها وقال شمر دُوَّامةٌ الصبي بالفارسية دوابه وهي التي تلعب بها الصبيان تُلَفُّ بسير أو خيط ثم تُرْمى على الأرض فتَدور قال المُتَلَمِّسُ في عمرو بن هند ألَك السَّدِيرُ وبارِقٌ ومَرابِضٌ ولَكَ الخَوَرْنَقْ والقَصْرُ ذو الشُّرُفاتِ من سِنْدادَ والنَّخْلُ المُنَبَّقْ والقادِسِيَّةُ كلُّها والبَدْوُ من عانٍ ومُطْلَقْ ؟ وتَظَلُّ في دُوَّامةِ ال مولودِ يُظْلَمُها تَحَرَّقْ فَلَئِنْ بَقيت لَتَبْلُغَنْ أرْماحُنا منك المُخَنَّقْ ابن الأعرابي دامَ الشيءُ إذا دار ودام إذا وقَف ودام إذا تَعِبَ ودَوَّمَتْ عينُه دارت حدقتها كأنها في فَلْكةٍ وأَنشد بيت رؤبة تَيْماء لا يَنْجُو بها من دَوَّمَا والدُّوامُ شبه الدُّوارِ في الرأْس وقد دِيمَ به وأُدِيمَ إذا أخذه دُوارٌ الأَصمعي أخذه دُوَامٌ في رأْسه مثل الدُّوارِ وهو دُوارُ الرأْس الأَصمعي دَوّمَتِ الخمر شاربها إذا سكر فدارَ وفي حديث عائشة أنها كانت تَصِفُ من الدُّوامِ سبع تمرات من عَجْوَةٍ في سبع غَدَواتٍ على الريق الدُّوامُ بالضم والتخفيف الدُّوارُ الذي يَعْرِضُ في الرأْس ودَوَّمَ المرقةَ إذا أَكثر فيها الإهالة حتى تَدُور فوقها ومرقة داوِمة نادر لأن حق الواو في هذا أن تقلب همزة ودَوَّمَ الشيء بَلَّةُ قال ابن أحمر هذا الثَّناءُ وأَجْدِرْ أَن أُصاحِبَهُ وقد يُدَوِّمُ ريقَ الطامِعِ الأَمَلُ أي يبلُّه قال ابن بري يقول هذا ثنائي على النُّعْمان ابن بشير وأجْدر أن أُصاحبه ولا أُفارقه وأَملي له يُبْقي ثنائي عليه ويُدَوِّمُ ريقي في فمي بالثناء عليه قال الفراء والتَّدْويمُ أن يَلُوكَ لسانَه لئلا ييبس ريقُه قال ذو الرُّمَّةِ يصف بعيراً يَهْدِرُ في شِقْشِقتِه في ذات شامٍ تَضْرِبُ المُقَلَّدَا رَقْشَاءَ تَنْتاخُ اللُّغامَ المُزْبِدَا دَوَّمَ فيها رِزُّه وأَرْعَدَا قال ابن بري وقوله في ذات شامٍ يعني في شِقْشِقَةٍ وشامٌ جمع شامةٍ تَضْرب المُقَلَّدَا أي يخرجها حتى تبلغ صفحة عنقه قال وتَنْتاخُ عندي مثل قول الراجز يَنْباعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ حُرَّةٍ على إشباع الفتحة وأَصله تَنْتَخ وتَنْبَعُ يقال نَتَخَ الشوكة من رجله إذا أَخرجها والمِنْتاخُ المِنْقاش وفي شعره تَمْتاخ أي تخرج والماتِخُ الذي يخرج الماء من البئر ودَوَّمَ الزعفرانَ دافَهُ قال الليث تَدْوِيمُ الزعفران دَوْفُه وإدارَتُه في دَوْفِه وأَنشد وهُنَّ يَدُفْنَ الزَّعفران المُدَوَّمَا وأدامَ القِدْرَ ودَوَّمَها إذا غَلَت فنضحها بالماء البارد ليسكن غَلَيانها وقيل كَسَرَ غليانها بشيء وسكَّنَهُ قال تَفُورُ علينا قِدْرُهُمْ فنُدِيمُها ونَفْثَؤُها عَنَّا إذا حَمْيها غلى قوله نُدِيمُها نُسَكِّنها ونَفْثَؤُها نكسرها بالماء وقال جرير سَعَرْتُ عليكَ الحَربَ تَغلي قُدورُها فهَلأَّ غَداةَ الصِّمَّتَيْنِ تُدِيمُها يقال أَدام القِدْرَ إذا سكَّن غَلَيانها بأن لا يُوقدَ تحتها ولا يُنزِلَها وكذلك دَوَّمَها ويقال للذي تُسَكَّنُ به القدر مِدْوامٌ وقال اللحياني الإدامةُ أن تترك القدر على الأثافيِّ بعد الفراغ لا ينزلها ولا يوقدها والمِدْوَمُ والمِدْوامُ عود أو غيره يُسَكَّنُ به غليانها عن اللحياني واسْتَدامَ الرجلُ غريمه رفَق به واسْتَدْماهُ كذلك مقلوب منه قال ابن سيده وإنما قضينا بأَنه مقلوب لأَنَّا لم نجد له مصدراً واسْتَدْمَى مَوَدَّته ترقبها من ذلك وإن لم يقولوا فيه اسْتَدام قال كُثَيِّرٌ وما زِلْتُ أَسْتَدْمِي وما طَرَّ شارِبي وِصالَكِ حتى ضَرَّ نفسي ضَمِيرُها قوله وما طَرَّ شارِبي جملة في موضع الحال وقال ابن كَيْسانَ في باب كان وأخواتها أما ما دامَ فما وَقتٌ تقول قُمْ ما دام زيدٌ قائماً تريد قُمْ مُدَّةَ قيامه وأَنشد لَتَقْرَبَنَّ قَرَباً جُلْذِيَّا ما دام فيهِنَّ فَصِيل حَيَّا أي مدَّة حياة فُصْلانها قال وأما صار في هذا الباب فإنها على ضَرْبين بلوغ في الحال وبلوغ في المكان كقولك صار زيد إلى عمرو وصار زيد رجلاً فإذا كانت في الحال فهي مثل كان في بابه فأَما قولهم ما دام فمعناه الدَّوامُ لأن ما اسم موصول بدامَ ولا يُسْتَعْمَلُ إلا ظَرْفاً كما تستعمل المصادر ظروفاً تقول لا أَجلس ما دُمْتَ قائماً أي دَوامَ قيامِكَ كما تقول ورَدْتُ مَقْدَمَ الحاجّ والدَّوْمُ شجر المُقْلِ واحدته دَوْمَةٌ وقيل الدَّوْمُ شجر معروف ثَمَرُهُ المُقْلُ وفي الحديث رأَيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في ظل دَوْمة قال ابن الأثير هي وادة الدَّوْمِ وهو ضخام الشجر وقيل شجر المُقْلِ قال أَبو حنيفة الدَّوْمَةُ تَعْبُلُ وتَسْمُو ولها خُوصٌ كخُوصِ النحل وتُخرِجُ أَقْناءً كأَقْناء النخلة قال وذكر أبو زياد الأعرابي أن من العرب من يسمي النَّبْقَ دَوْماً قال وقال عُمَارَةُ الدَّوْمُ العظامُ من السِّدْرِ وقال ابن الأَعرابي الدَّوْمُ ضِخام الشجر ما كان وقال الشاعر زَجَرْنَ الهِرَّ تحت ظلال دَوْمٍ ونَقَّبْنَ العَوارِضَ بالعُيونِ وقال طُفَيْلٌ أَظُعْنٌ بِصَحْراء الغَبيطَينِ أم نَخْلُ بَدَتْ لك أمْ دَومٌ بأَكمامِها حَمْلُ ؟ قال ابو منصور والدَّوْمُ شجر يشبه النخل إلاَّ أنه يُثْمِر المُقْلَ وله لِيفٌ وخُوص مثل ليف النخل ودُومَةُ الجَنْدَلِ موضع وفي الصحاح حِصْنٌ بضم الدال ويسميه أهل الحديث دَوْمَة بالفتح وهو خطأٌ وكذلك دُوماء الجَنْدَلِ قال أَبو سعيد الضرير دَوْمَةُ الجَنْدَلِ في غائط من الأرض خمسة فراسِخَ ومن قِبَلِ مغربه عين تَثُجُّ فتسقي ما به من النخل والزرع قال ودَوْمَةُ ضاحِيَةٌ بين غائطها هذا واسم حصنها مارِدٌ وسميت دَوْمَةَ الجَنْدَلِ لأن حصنها مبني بالجندل قال والضاحِيةُ من الضَّحْل ما كان بارزاً من هذا الغَوْطِ والعينِ التي فيه وهذه العين لا تسقي الضاحية وقيل هو دُومة بضم الدال قال ابن الأثير وقد وردت في الحديث وتضم دالها وتفتح وهي موضع وقول لبيد يصف بنات الدهر وأَعْصَفْنَ بالدُّومِيِّ من رأْس حِصْنِهِ وأَنْزَلْنَ بالأَسباب ربَّ المُشَقَّرِ يعني أُكَيْدِر صاحب دُومَةِ الجَنْدَلِ وفي حديث قصر الصلاة وذكر دَوْمِين قال ابن الأَثير هي بفتح الدال وكسر الميم قرية قريبة من حِمْص والإدامَةُ تَنْقيرُ السهم على الإبْهام ودُوِّمَ السهم فُتِل بالأَصابع وأنشد أبو الهيثم للكميت فاسْتَلَّ أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّلُهُ عند الإدامَةِ حتى يَرْنُوَ الطَّرِبُ وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت لليَهُود عليكم السامُ الدامُ أَي الموت الدائم فحذفت الياء لأجل السام ودَوْمانُ اسم رجل ودَوْمانُ اسم قبيلة ويَدُومُ جبل قال الراعي وفي يَدُومَ إذا اغْبَرَّتْ مَناكِبُهُ وذِرْوة الكَوْر عن مَرْوانَ مُعْتزل وذو يَدُومَ نهر من بلاد مُزَيْنَة يدفع بالعقيق قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ عَرَفْتُ الدار قد أَقْوَتْ بِرِئْمٍ إلى لأْيٍ فمَدْفَعِ ذي يَدُومِ وأَدام موضع قال أَبو المُثَلَّمِ لقد أُجْرِي لمصْرَعِهِ تَلِيدٌ وساقَتْهُ المَنِيَّةُ من أَداما قال ابن جني يكون أَفْعَلَ من دامَ يَدُومُ فلا يصرف كما لا يصرف أَخْزَمُ وأَحمر وأصله على هذا أدْوَم قال وقد يكون من د م ي وهو مذكور في موضعه والله أعلم

ديم
الديمةُ المطر الذي ليس فيه رَعْد ولا برق أقله ثلث النهار أو ثلث الليل وأَكثره ما بلغ من العِدَّة والجمع دِيَمٌ قال لبيد باتَتْ وأَسْبَلَ والِفٌ من دَيمَةٍ تَرْوي الخَمائِلَ دائماً تَسْجامُها ثم يُشَبَّه به غيره وفي حديث عائشة رضي الله عنها وسئلت عن عمل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبادته فقالت كان عملُه دِيمةً الدِّيمةُ المطر الدائم في سكون شَبَّهَتْ عمله في دوامه مع الاقتصاد بديمة المطر الدائم قال وأَصله الواو فانقلبت ياء للكسرة قبلها وفي حديث حُذَيْفَةَ وذكر الفتن فقال إنها لآتِيَتُكُم دِيَماً دِيَماً أي أنها تملأُ الأرض في دَوامٍ ودِيَمٌ جمع دِيَمةِ المطر وقد دَيَّمَت السماءُ تَدْيِيماً قال جَهْم بن سَبَلٍ يمدح رجلاً بالسَّخاء أنا الجَواد ابن الجَواد ابن سَبَلْ إن دَيَّمُوا جادَ وإن جادوا وَبَل
( * قوله « أنا الجواد ابن الجواد إلخ » قد تقدم في المادة قبل هذه هو الجواد وكذلك الجوهري أورده في مادة سبل وقال ان سبلاً فيه اسم فرس وقد تقدم للمؤلف هناك عن ابن بري ان الشعر لجهم بن سبل وأن ابا زياد الكلابي ادركه يرعد رأسه وهو يقول أنا الجواد إلخ اه فظهر من هذا ان سبلاً ليس اسم فرس بل اسم لوالد جهم القائل هذا الشعر يمدح به نفسه لا رجلاً آخر )
والدَّيامِيمُ المفاوِزُ ومفازة دَيْمومَةٌ أي دائمة البعد وفي حديث جُهَيْشِ بن أَوْس ودَيْمومَةٍ سَرْدَحٍ هي الصحراء البعيدة وهي فَعْلُولة من الدَّوامِ أَي بعيدة الأرْجاء يَدُومُ السير فيها وياؤها منقلبة عن واو وقيل هي فَيْعُولة من دَمَمْتُ القدر إذا طليتها بالرماد أي أنها مشتبهة لا عَلَمَ بها لسالكها وحكى أبو حنيفة عن الفراء ما زالت السماء دَيْماً دَيْماً أي دائمة المطر قال وأَراها معاقبة لمكان الخفة فإذا كان هذا لم يُعْتَدّ به في الياء وقد روي دامَتِ السماء تَديمُ مطرت دِيمةً فإن صح هذا الفعل اعتد به في الياء وأَرض مَديمةٌ ومُدَيَّمةٌ أصابتها الدِّيمةُ وقد ذكر في دوم قال ابن مقبل رَبيبةُ رَمْلٍ دافعَتْ في حُقوفِهِ رَخاخَ الثَّرى والأُقحُوانَ المُدَيَّما وقال كراع اسْتَدامَ الرجل إذا طأْطأَ رأْسه يَقْطُرُ منه الدم مقلوب عن اسْتَدْمى

ذأم
ذَأَمَ الرجلَ يَذْأَمُهُ ذَأْماً حقَّره وذَمَّهُ وعابه وقيل حقره وطرده فهو مَذْؤُومٌ كَذَأَبهُ قال أوْسُ بن حَجَرٍ فإن كُنْتَ لا تَدْعُو إلى غير نافِعٍ فذَرْني وأَكْرِمْ من بَدَا لك واذْأَمِ وذَأَمَهُ ذَأْماً طرده وفي التنزيل العزيز اخْرُجْ منها مَذْؤوماً مَدْحوراً يكون معناه مذموماً ويكون مطروداً وقال مجاهد مَذْؤوماً منفيّاً ومَدْحوراً مطروداً وذأَمَه ذَأْماً أَخزاه والذَّأْمُ العيب يُهْمَزُ ولا يهمز وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت لليَهُود عليكم السامُ والذَّأْمُ الذَّأْمُ العيب ولا يهمز ويروى بالدال المهملة وقد تقدم أبو العباس ذَأَمْتُه عبته وهو أكثر من ذَمَمْتُهُ

ذحلم
ذَحْلَمَهُ وسَحْتَنَه إذا ذبحه وذَحْلَمَهُ فَتَذَحْلَمَ إذا دَهْوَرَهُ فَتَدَهْوَرَ ومرّ يَتَذَحْلَمُ كأنه يتدحرج قال رؤبة كأَنَّهُ في هُوَّةٍ تَذَحْلَما وذَحْلَمْتُهُ صرعته وذلك إذا ضربته بحجر ونحوه

ذلم
التهذيب ابن الأعرابي قال الذَّلَمُ مَغِيضُ مَصَبِّ الوادي

ذمم
الذَّمُّ نقيض المدح ذَمَّهُ يَذُمُّهُ ذَمّاً ومَذَمَّةً فهو مَذْمُومٌ وذَمٌّ وأَذَمَّهُ وجده ذَمِيماً مَذْمُوماً وأَذَمَّ بهم تركهم مَذْمُومينَ في الناس عن ابن الأعرابي وأَذَمَّ به تهاون والعرب تقول ذَمَّ يَذُمُّ ذَمّاً وهو اللوم في الإساءة والذَّمُّ والمَذموم واحد والمَذَمَّة الملامة قال ومنه التَّذَمُّمُ ويقال أتيت موضع كذا فأَذْمَمْتُهُ أي وجدته مذموماً وأَذَمَّ الرجلُ أتى بما يُذَمُّ عليه وتذامَّ القومُ ذَمَّ بعضُهم بعضاً ويقال من التَّذَمُّمِ وقضى مَذَمَّةَ صاحبه أي أَحسن إليه لئلا يُذَمَّ واسْتَذَمَّ إليه فعل ما يَذُمُّهُ عليه ويقال افعل كذا وكذا وخَلاكَ ذَمٌّ أي خلاكَ لوم قال ابن السكيت ولا يقال وخَلاكَ ذنب والمعنى خلا منك ذَمٌّ أي لا تُذَمُّ قال أبو عمرو بن العلاء سمعت أعرابيّاً يقول لم أَر كاليوم قَطُّ يدخل عليهم مثلُ هذا الرُّطَبِ لا يُذِمُّونَ أي لا يَتَذَمَّمُونَ ولا تأْخذهم ذمامةٌ حتى يُهْدُوا لِجِيرانهم والذَّامُّ مشدد والذامُ مخفف جميعاً العيب واسْتَذَمَّ الرجلُ إلى الناس أي أتى بما يُذَمُّ عليه وتَذَمَّمَ أي استنكف يقال لو لم أترك الكذب تأَثُّماً لتركته تَذَمُّماً ورجل مُذَمَّمٌ أي مذْمُومٌ جدّاً ورجل مُذِمٌّ لا حَراك به وشيء مُذِمٌّ أي مَعيب والذُّموم العُيوب أَنشد سيبويه لأُمَيَّةَ بن أبي الصَّلْتِ سلامك رَبَّنا في كل فَجْرٍ بَريئاً ما تَعَنَّتْكَ الذُّمُومُ وبئر ذَمَّةٌ وذَميمٌ وذَميمةٌ قليلة الماء لأنها تُذَمُّ وقيل هي الغَزيرة فهي من الأضداد والجمع ذِمامٌ قال ذو الرُّمَّة يصف إبلاً غارتْ عيونها من الكَلالِ على حِمْيَرِيّاتٍ كأَنَّ عُيونَها ذِمامُ الرَّكايا أَنْكَزَتْها المَواتِحُ أنْكَزَتها أقَلَّتْ ماءَها يقول غارت أعينها من التعب فكأَنَّها آبار قليلة الماء التهذيب الذَّمَّةُ البئر القليلة الماء والجمع ذَمٌّ وفي الحديث أَنه عليه الصلاة والسلام مَرَّ ببئر ذمَّة فنزلنا فيها سميت بذلك لأنها مَذْمومة فأما قول الشاعر نُرَجِّي نائلاً من سَيْبِ رَبٍّ له نُعْمَى وذَمَّتُهُ سِجالُ قال ابن سيده قد يجوز أن يعني به الغزيرة والقليلة الماء أي قليله كثير وبه ذَمِيمةٌ أي علة من زَمانَةٍ أو آفة تمنعه الخروج وأَذَمَّتْ ركاب القوم إذْماماً أَعيت وتخلفت وتأَخرت عن جماعة الإبل ولم تلحق بها فهي مُذِمَّةٌ وأَذَمَّ به بَعيرهُ قال ابن سيده أنشد أبو العلاء قوم أَذَمَّتْ بهم رَكائِبُهُمْ فاسْتَبْدَلوا مُخْلِقَ النِّعالِ بها وفي حديث حَليمة السَّعْدِيَّةِ فخرجْتُ على أَتاني تلك فلقد أَذَمَّتْ بالرَّكْبِ أَي حبستهم لضعفها وانقطاع سيرها ومنه حديث المِقْدادِ حين أَحْرَزَ لِقاحَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وإِذا فيها فرس أَذَمُّ أَي كالٌّ قد أَعيْا فوقف وفي حديث أَبي بكر رضيَ الله عنه قد طَلَعَ في طريق مُعْوَرَّةٍ حَزْنَةٍ وإِنَّ راحلته أَذَمَّتْ أَي انقطع سيرها كأَنها حَمَلَت الناس على ذَمِّها ورجل ذو مُذَمَّةٍ ومَذِمَّةٍ أَي كلٌّ على الناس وإنه لطويل المَذَمَّةِ التهذيب فأَما الذَّمُّ فالاسم منه المَذَمَّةُ وقال في موضع آخر المَذِمَّةُ بالكسر من الذِّمامِ والمَذَمَّةُ بالفتح من الذَّمِّ ويقال أَذهِبْ عنك مَذِمَّتَهُمْ بشيء أَي أَعطهم شيئاً فإِن لهم ذِماماً قال ومَذَمَّتهم لغةٌ والبُخل مَذَمَّةٌ بالفتح لا غير أَي مما يُذَمُّ عليه وهو خلاف المَحْمَدَةِ والذِّمامُ والمَذَمَّةُ الحق والحُرْمة والجمع أَذِمَّةٌ والذِّمَّة العهد والكَفالةُ وجمعها ذِمامٌ وفلان له ذِمَّة أَي حق وفي حديث عليّ كرم الله وجهه ذِمَّتي رَهِينُه وأَنا به زعيم أَي ضماني وعهدي رَهْنٌ في الوفاء به والذِّمامُ والذِّمامةُ الحُرْمَةُ قال الأَخطل فلا تَنْشُدُونا من أَخيكم ذِمامةً ويُسْلِم أَصْداءَ العَوِير كَفِيلُها والذِّمامُ كل حرمة تَلْزمك إِذا ضَيَّعْتَها المَذَمَّةُ ومن ذلك يسمى أَهلُ العهد أَهلَ الذِّمَّةِ وهم الذين يؤدون الجزية من المشركين كلهم ورجل ذِمِّيٌّ معناه رجل له عهد والذِّمَّةُ العهد منسوب إِلى الذِّمَّةِ قال الجوهري الذِّمَّةُ أَهل العقد قال وقال أَبو عبيدة الذِّمّةُ الأَمان في قوله عليه السلام ويسعمى بذِمَّتِهِمْ أَدناهم وقوم ذِمَّةٌ مُعاهدون أَي ذوو ذِمَّةٍ وهو الذِّمُّ قال أُسامة الهذليّ يُغَرِّدُ بالأَسْحار في كلِّ سُدْفَةٍ تَغَرُّدَ مَيَّاحِ النَّدَى المُتَطَرِّب
( * هكذا ورد هذا البيت في الأصل وليس فيه أيّ شاهد على شيء مما تقدم من الكلام )
وأَذَمَّ له عليه أَخَذَ له الذِّمَّة والذَّمامَةُ والذَّمامة الحق كالذِّمّة قال ذو الرمة تكُنْ عَوْجةً يَجزِيكما الله عندها بها الأجْرَ أَو تُقضى ذِمامةُ صاحب ذِمامة حُرْمَةٌ وحق وفي الحديث ذكر الذِّمَّة والذِّمامِ وهما بمعنى العَهْد والأَمانِ والضَّمانِ والحُرْمَةِ والحق وسُمِّيَ أَهل الذِّمَّةِ ذِمَّةً لدخولهم في عهد المسلمين وأَمانهم وفي الحديث في دعاء المسافر اقْلِبْنا بذِمَّةٍ أَي ارْدُدْنا إِلى أَهلنا آمنين ومنه الحديث فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّة أَي أَن لكل أَحد من الله عهداً بالحفظ والكِلايَةِ فإِذا أَلْقى بيده إِلى التَّهْلُكَةِ أَو فعل ما حُرِّمَ عليه أَو خالف ما أُمِرَ به خَذَلَتْهُذِمَّةُ الله تعالى أَبو عبيدة الذِّمَّةُ التَّذَمُّمُ ممن لا عهد له وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم المسلمون تَتَكافأُ دماؤهم ويسعى بذِمَّتهم أَدناهم قال أَبو عبيدة الذِّمَّةُ الأَمان ههنا يقول إِذا أَعْطى الرجلُ من الجيش العدوّ أَماناً جاز ذلك على جميع المسلمين ولي لهم أَن يُخْفِروه ولا أَن يَنْقُضوا عليه عهده كما أَجاز عمر رضي الله عنه أَمان عبدٍ على أَهل العسكر جميعهم قال ومنه قول سَلْمان ذِمَّةُ المسلمين واحدة فالذِّمَّةُ هي الأَمان ولهذا سمي المُعاهَدُ ذِمِّيّاً لأَنه أُعْطيَ الأَمان على ذِمَّةِ الجِزْيَة التي تؤخذ منه وفي التنزيل العزيز لا يَرْقبُون في مؤْمن إِلاًّ ولا ذِمَّةً قال الذِّمَّةُ العهد والإِلّ الحِلْف عن قتادة وأَخذتني منه ذِمامٌ ومَذَمَّةٌ وللرفيق على الرفيق ذِمامٌ أَي حق وأَذَمَّهُ أَي أَجاره وفي حديث سلمان قيل له ما يَحِلُّ من ذِمَّتِنا ؟ أَراد من أَهل ذِمَّتِنا فحذف المضاف وفي الحديث لا تشتروا رَقيق أَهل الذمَّة وأَرَضِيهِمْ قال ابن الأَثير المعنى أَنهم إِذا كان لهم مَماليكُ وأَرَضُونَ وحالٌ حسنة ظاهرة كان أَكثر لجِزْيتهم وهذا على مذهب من يَرَى أَن الجِزْية على قدر الحال وقيل في شراء أَرَضِيهْم إِنه كرهه لأَجل الخَراج الذي يلزم الأَرض لئلا يكون على المسلم إِذا اشتراها فيكون ذلاًّ وصَغاراً التهذيب والمُذِمُّ المَذْموم الذَّمِيمُ وفي حديث يونس أَن الحوت قاءَهُ رَذِيّاً رَذِيّاً أَي مَذْموماً شِبْهَ الهالك ابن الأَعرابي ذَمْذَمَ الرجل إِذا قَلَّلَ عطيته وذُمَّ الرجلُ هُجِيَ وذُمَّ نُقِص وفي الحديث أُرِيَ عبدُ المُطَّلب في منامه احْفِرْ زمزم لا يُنْزَفُ ولا يُذمُّ قال أَبو بكر فيه ثلاثة أَقوال أَحدها لا يعاب من قولك ذَمَمْتُهُ إِذا عِبْتَه والثاني لا تُلْفَى مَذْمومة يقال أَذْمَمْتُه إِذا وجدته مَذْموماً والثالث لا يوجد ماؤها قليلاً ناقصاً من قولك بئر ذَمَّة إِذا كانت قليلة الماء وفي الحديث سأَل النبيَّ
( * قوله « سأل النبي إلخ » السائل للنبي هو الحجاج كما في التهذيب ) صلى الله عليه وسلم عما يُذهبُ عنه مَذَمَّةَ الرضاع فقال غُرَّة عبد أَو أَمَة أَراد بمَذَمَّةِ الرضاع ذِمامَ المرضعة برضاعها وقال ابن السكيت قال يونس يقولون أَخذَتني منه مَذِمَّةٌ ومَذَمَّةٌ ويقال أَذهِبْ عنك مَذَمَّةَ الرضاع بشيء تعطيه للظِّئْر وهي الذِّمامُ الذي لزمك بإِرضاعها ولدك وقال ابن الأَثير في تفسير الحديث المَذَمَّةُ بالفتح مَفْعَلة من الذَّمِّ وبالكسر من الذِّمَّةِ والذِّمامِ وقيل هي بالكسر والفتح الحقُّ والحرمة التي يُذَمُّ مُضَيِّعُها والمراد بمَذَمَّة الرضاع الحق اللازم بسبب الرضاع فكأَنه سأَل ما يُسْقِطُ عني حق المُرضعة حتى أَكون قد أَديته كاملاً ؟ وكانوا يستحبون أَن يَهَبُوا للمرضِعة عند فصال الصبي شيئاً سوى أُجرتها وفي الحديث خِلال المَكارم كذا وكذا والتَّذَمُّمُ للصاحب هو أَن يحفظ ذِمامَهُ ويَطرح عن نفسه ذَمَّ الناس له إِن لم يحفظه وفي حديث موسى والخَضِر عليهما السلام أَخَذَتْهُ من صاحبه ذَمامَةٌ أَي حياء وإِشفاق من الذَّمِّ واللوم وفي حديث ابن صَيّادٍ فأَصابتني منه ذَمامَةٌ وأَخذتني منه مَذَمَّة ومَذِمَّة أَي رِقَّةٌ وعار من تلك الحُرْمة والذَّمِيمُ شيء كالبَثْرِ الأَسود أَو الأَحمر شُبِّهَ ببيض النمل يعلو الوجوه والأُنوف من حَرٍّ أَو جَرَب قال وترى الذَّمِيم على مَراسِنِهم غِبَّ الهِياجِ كمازِنِ النملِ والواحدة ذَمِيمةٌ والذَّمِيم ما يسيل على أَفخاذ الإِبل والغنم وضُرُوعها من أَلبانها والذَّمِيمُ النَّدى وقيل هو نَدىً يسقط بالليل على الشجر فيصيبه التراب فيصير كقِطَعِ الطين وفي حديث الشُّؤْم والطِّيَرَةِ ذَرُوها ذَمِيمةً أَي مَذْمومةً فَعِيلةٌ بمعنى مفعولةٍ وإِنما أَمرهم بالتحول عنها إِبطالاً لما وقع في نفوسهم من أَن المكروه إِنما أَصابهم بسبب سُكْنى الدار فإِذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم وزال ما خامرهم من الشبهة والذَّمِيمُ البياض الذي يكون على أَنف الجدْي عن كراع قال ابن سيده فأَما قوله أَنشدَناه أَبو العلاء لأَبي زُبَيْدٍ تَرى لأَخْفافِها من خَلْفِها نَسَلاً مثل الذَّمِيمِ على قُزْمِ اليَعامِيرِ فقد يكون البياضَ الذي على أَنف الجَدْي فأَما أَحمد بن يحيى فذهب إِلى أَن الذَّمِيمَ ما يَنْتَضحُ على الضروع من الأَلبان واليَعاميرُ عنده الجِداء واحدها يَعْمور وقُزْمُها صِغارُها والذَّمِيمُ ما يسيل على أُنوفها من اللبن وأَما ابن دُرَيْدٍ فذهب إِلى أَن الذَّمِيم ههنا النَّدى واليعامير ضرب من الشجر ابن الأَعرابي الذَّمِيمُ والذَّنينُ ما يسيل من الأَنف والذَّمِيمُ المُخاط والبول الذي يَذِمُّ ويَذِنُّ من قَضيب التَّيْسِ وكذلك اللبن من أَخلاف الشاة وأَنشد بيت أَبي زبيد والذَّمِيمُ أَيضاً شيء يخرج من مَسامِّ المارِنِ كبيض النمل وقال الحادِرَةُ وترى الذَّمِيمَ على مَراسِنِهم يوم الهياج كمازِنِ النَّمل ورواه ابن دريد كمازن الجَثْلِ قال والجَثْلُ ضرب من النمل كبار وروي وترى الذَّميم على مَناخرهم قال والذَّميم الذي يخرج على الأَنف من القَشَفِ وقد ذَمَّ أَنفُه وذَنَّ وماء ذَميم أَي مكروه وأَنشد ابن الأعرابي للمَرَّارِ مُواشِكة تَسْتَعْجِلُ الرُّكْضَ تَبْتَغي نَضائِضَ طَرْقٍ ماؤُهُنَّ ذَمِيمُ قوله مواشِكة مسرعة يعني القَطا ورَكْضُها ضربها بجناحها والنَّضائض بقية الماء الواحدة نَضِيضة والطَّرْقُ المَطْروق

ذيم
الذَّيْمُ والذامُ العيب قال عُوَيْفُ القَوافي أَلَمَّتْ خُناسُ وإِلمامُها أَحاديث نَفْسٍ وأَسْقامُها ومنها يَرُدُّ الكَتِيبة مَفْلولةً بها أَفْنُها وبها ذامُه وقد ذامَهُ يَذيمه ذَيْماً وذاماً عابه وذِمْتُه أَذيمُه وذأَمْتُهُ وذَمَمْتُهُ كله بمعنى عن الأَخفش فهو مَذيم على النقص ومَذْيُومٌ على التمام ومَذْؤُومٌ إِذا هَمَزْتَ ومَذْمومٌ من المضاعف وقيل الذَّيْمُ والذامُ الذَّمُّ وفي المثل لا تَعْدَمُ الحَسْناءُ ذاماً قال ابن بري ومنه قول أَنَسِ بن نُواسِ المُحارِبيّ وكُنْتَ مُسَوَّداً فينا حَميداً وقد لا تَعْدَمُ الحَسْناء ذاما وفي الحديث عادت مَحاسنهُ ذاماً الذامُ والذَّيْمُ العيب وقد يهمز وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت لليهود عليكم السَّامُ والذامُ وقد تقدم ذكره والله أعلم

رأم
رَئِمتِ الناقةُ ولدها تَرْأَمُهُ رَأْماً ورَأَماناً عطفتْ عليه ولزمته وفي التهذيب رِئْماناً أَحَبَّتْهُ قال أَم كيف يَنْفَعُ ما تُعْطي العَلُوقُ به رئْمانُ أَنْفٍ إِذا ما ضُنَّ باللبن ؟ ويروى رِئْمانَ ورِئْمانُ فمن نصب فعلى المصدر ومن رفع فعلى البدل من الهاء والناقة رؤوم ورائِمَةٌ عاطفة على ولدها وأَرْأَمَها عليه عَطَّفها فَتَرأّمتْ هي عليه تعطَّفت ورَأْمُها ولدُها الذي تَرْأَمُ عليه قال أَبو ذؤيب بمَصْدَرِه الماءَ رَأْمٌ رَذِيّ قال ابن سيده وعندي أَنه سماه بالمصدر الذي هو في معنى مفعول كأَنه مَرْؤُوم رَذيّ والرُّؤَامُ والرُّؤَالُ اللُّعاب ابن الأَعرابي الرَّأْمُ الولد الجوهري يقال للبَوّ والولد رَأْمٌ وقال الليث الرَّأْمُ البَوُّ أَو ولد ظُئِرَتْ عليه غير أُمّه وأَنشد كأُمهات الرِّئْم أَو مَطافِلا وقد رَئِمَتْه فهي رائِمٌ ورَؤومٌ ابن سيده والرَّأْم البَوّ وكل من لزم شيئاً وأَلِفَهُ وأَحبَّه فقد رَئِمَهُ قال عُبَيْدُ الله بن عبد الله بن عُتْبَة أَبى اللهُ والإِسلامُ أَن تَرْأَمَ الخنى نفوسُ رِجالٍ بالخَنَى لم تُذَلَّلِ ابن السكيت أَرْأَمْتُهُ على الأَمر وأَظْأَرته إِذا أَكرهته والرَّوائم الأَثافِيُّ لرِئمانها الرمادَ وقد رَئِمَتِ الرمادَ فالرماد كالولد لها وأَرْأَمْنا الناقة أَي عَطَّفناها على رَأْمِها الأَصمعي إِذا عُطِّفت الناقة على ولد غيرها فَرَئِمَتْه فهي رائم فإِن لم تَرْأَمْهُ ولكنها تشَمُّهُ ولا تَدرّ عليه فهي عَلوق وفي حديث عائشة تصف عمر رضي الله عنهما تَرْأَمُهُ ويأْباها تريد الدنيا أَي تَعْطِف عليه كما تَرْأَمُ الأُم ولدها والناقة حُوارَها فتشمه وتَتَرشَّفُه وكلُّ من أَحبَّ شيئاً وأَلِفَهُ فقد رَئِمَهُ ورَئِم الجُرْحُ رَأْماً ورِئْماناً حسناً التَأَم وفي المحكم انضم فُوه للبُرْء وأَرْأَمَهُ إِرآماً داواه وعالجه حتى رَئِمَ وفي الصحاح حتى يبرأَ أَو يلتئم وأَرْأَمَ الرجلَ على الشيء أَكرهه ورَأَمَ الحبلَ يَرْأَمُه وأَرْأَمَه فتله فتلاً شديداً والرُّومَةُ بغير همز الغِراء الذي يُلصَقُ به ريش السهم وحكاها ثعلب مهموزة الجوهري الرُّؤمَة الغِراء الذي يلصق به الشيء والرِّئْمُ الخالص من الظِّباء وقيل هو ولد الظَّبي والجمع أَرْآم وقلبوا فقالوا آرام والأُنثى رِئْمَة أَنشد ثعلب بمثل جِيد الرِّئْمة العُطْبُلِّ شدد للضرورة كقوله بعد هذا ببازلٍ وَجْناء أَو عَيْهَلِّ أَراد أَو عَيْهَلٍ فشدَّد الأَصمعي من الظِّباء الآرام وهي البيض الخالصة البياض وقال أَبو زيد مثله وهي تسكن الرِّمال والرَّؤُوم من الغنم التي تلحس ثياب من مرَّ بها ورَأَمَ القَدَحَ يَرْأَمُهُ رَأْماً ولأَمَهُ أَصلَحَه كَرأَبَهُ الشيباني رأَمْتُ شَعْب القَدَح إِذا أَصلحته وأَنشد وقَتْلى بِحِقْفٍ من أُوارَةَ جُدِّعَتْ صَدَعْنَ قلوباً لم تُرَأّمْ شُعوبها والرُّئِمُ الاست عن كراع حكاها بالأَلف واللام ولا نظير لها إِلاَّ الدُّئِل وهي دُوَيْبَّةٌ قال رؤبة ذَلَّ وأَقْعَتْ بالحَضِيضِ رُئِمُه ورِئام موضع وقيل هي مدينة من مدائن حِمْير يَحُلُّها أَولادُ أَوْدٍ قال الأَفْوَه الأَوْدي إِنَّا بَنُو أَوْدِ الذي بِلِوائه مُنِعَتْ رِئامُ وقد غَزاها الأَجْدع

ربم
التهذيب أَهمله الليث قال ابن الأَعرابي الرَّبَمُ الكَلأُ المتصل

رتم
رَتَمَ الشيءَ يَرْتِمُهُ رَتْماً كسره ودقه وشيءٌ رتِيمٌ ورَتْمٌ على الصفة بالمصدر مكسور وخص اللحياني بالرَّتْم كسر الأَنف التهذيب والرَّتْمُ والرَّثْمُ بالتاء والثاء واحد وقد رَتَمَ أَنْفَه ورَثَمَهُ كسره والرَّتْمُ المَرْتوم والرَّتْمُ الدق والكسر يقال رَتَمَ أَنفه رَتْماً قال أَوْسُ بن حَجَرٍِ لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقَ الحَصَى مكانَ النَّبيِّ من الكائِبِ وروي بيت أَوس بن حجر بالتاء والثاء ومعناهما واحد وفي حديث أَبي ذَرٍّ في كل شيء صدقة حتى في بيانك عن الأَرْتَمِ قال ابن الأَثير كذا وقع في الرواية فإِن كان محفوظاً فلعله من قولهم رَتَمْتُ الشيء إِذا كسرته ويكون معناه معنى الأَرَتِّ الذي لا يُفْصح الكلام ولا يُفْهِمُه ولا يُبِينُهُ وإِن كان بالثاء المثلثة فسيأْتي ذكره والرُّتامُ المتكسر قال عنترة أَلَسْتم تَغضبون إِذا رأَيتم يميني وَعْثَةً وفمي رُتاما ؟ وَعْثة متكسرة والرَّتَمَةُ الخيط يُعْقَدُ على الإِصبع والخاتم للعلامة وفي المحكم خيط يعقد في الإِصبع للتَّذَكُّر وفي الصحاح خيط يشد في الإِصبع لتُسْتذكر به الحاجةُ وذكره الجوهري الرَّتْمة ورأَيته في باقي الأُصول الرَّتَمَةَ قال ابن بري قال علي بن حمزة الرَّتَمَةُ هي الرَّتِيمة بفتح التاء وفي الحديث النهي عن شدِّ الرَّتائِم هي جمع رَتِيمةٍ الخيط الذي يشد في الإِصبع لتستذكر به الحاجة والجمع رَتَمٌ وهي الرَّتِيمة وجمعها رَتائِم ورِتام وأَرْتَمَه إِرْتاماً عقد الرَّتِيمة في إِصبعه يستذكره حاجته وقال الشاعر إِذا لم تكن حاجاتُنا في نُفُوسِكُمْ فليس بمُغْنٍ عنك عَقْدُ الرَّتائم وارْتَتَمَ بها وتَرَتَّمَ وقول الشاعر هل يَنْفعَنْكَ اليوم إِن هَمَّتْ بِهَمّْ كثرةُ ما تُوصي وتَعْقادُ الرَّتَمْ ؟ قال ابن بري الرَّتَمُ ههنا جمع رَتَمَةٍ وهي الرَّتِيمة قال وليس هو النبات المعروف لأَن الرَّتائِم لا تَخُصُّ شجراً دون شجر وقيل في قوله وتَعْقادُ الرَّتَم قال الرَّتِيمةُ أَن يَعْقد الرجلُ إِذا أَراد سفراًشجرتين أَو غُصْنين يعقدهما غُصْناً على غصن ويقول إِن كانت المرأَة على العهد ولم تَخُنْهُ بقي هذا على حاله معقوداً وإِلاَّ فقد نقضت العهد وفي المحكم فإِذا رجع فوجدهما على ما عقد قال قد وَفَتِ امرأَته وإِذا لم يجدهما على ما عقد قال قد نَكَثَتْ وكذلك قال ابن السكيت في تفسير البيت والرَّتَمُ بفتح التاء شجر واحدته رَتَمَةٌ وقال أَبو حنيفة الرَّتَمُ والرَّتِيمَةُ نبات من دِقِّ الشجر كأَنه من دقته يشبَّه بالرَّتَمِ قال الراجز نَظَرْتُ والعَيْنُ مُبِينَةُ التَّهَمْ إِلى سَنا نارٍ وَقُودُها الرَّتَمْ شُبَّتْ بأَعْلى عانِدَيْنِ من إِضَمْ والرَّتَمُ المَزادة وأَنشد ابن الأَعرابي فتِلْكُ المَكارِمُ لا قِيلُكُمْ غَداةَ اللِّقاءِ مَكَرَّ الرَّتَمْ
( * قوله تلكُ بالبناء على الضمّ لعله أراد تِلكُمُ المكارمُ فحذف الميم محافظة على وزن الشعر وابقى البناء على الضم )
ابن الأَعرابي الرَّتَمُ المَزادة المملوءة ماء والرَّتْماءُ الناقة التي تحمل الرَّتَمَ والرَّتَمُ المحجَّةُ والرتَم الكلام الخفي وما رَتَمَ فلان بكلمة أَي ما تكلم بها والرَّتَمُ الحَياء التام والرَّتَمُ ضرب من النبات وما زِلْتُ راتِماً على هذا الأَمر وراتِباً أَي مقيماً وزعم يعقوب أَن ميمه بدل والمصدر الرتَمُ ويَرْتُمٌ جبل بأَرض بني سُلَيْمٍ قال تَلَفَّعَ فيها يَرْتُمٌ وتَعَمَّما

رثم
الرَّثَمُ والرُّثْمةُ بياض في طرف أَنف الفرس وقيل هو في جَحْفَلَةِ الفرس العليا وقيل هو كل بياض قل أَو كثر إِذا أَصاب الجَحْفَلة العليا إِلى أَن يبلغ المَرْسِنَ وقيل هو البياض في الأَنف وقد رَثِمَ رَثَماً فهو رَثِمٌ وأَرْثَمُ والأُنثى رَثْماء قال أَبو عبيدة في شيات الفرس إِذا كان بجَحْفَلَةِ الفرس العليا بياض فهو أَرْثَمُ وإِن كان بالسُّفلى بياض فهو أَلْمظُ وهي الرُّثْمَةُ واللُّمظَةُ الجوهري وقد ارْثَمَّ الفرس ارْثِماماً صار أَرْثَمَ وفي الحديث خير الخيل الأَرْثَمُ الأَقْرَحُ الأَرَْثَمُ الذي أَنفه أَبيض وشفته العليا ونعجة رَثْماء سوداء الأَرْنَبَة وسائرها أَبيض ورَثَمَ أَنفه وفاه يَرْثِمُهُ رَثْماً فهو مَرْثُومُ ورَثيم إِذا كسره حتى تَقَطَّرَ منه الدم وكذلك رَتَمَه بالتاء وكل ما لُطِخَ بدم أَو كسر فهو رَثِيم الليث تقول العرب رَثَمْتُ فاه رَثْماً والرَّثْمُ تَخْديش وشق من طرف الأَنف حتى يخرج الدم فيقطر وفي حديث أَبي ذر بيانك عن الأَرْثَمِ صدقة قال ابن الأَثير هو الذي لا يُصَحِّح كلامه ولا يُبَيِّنُهُ لآفةٍ في لسانه وأَصله من رَثيم الحَصى وهو ما دُقَّ منه بالأَخْفاف أَو من رَثَمْتُ أَنفه إِذا كسرته فكأَنّ فمه قد كسر فلا يُفْصِحُ في كلامه وقد ذكر في رَتَمَ بالتاء ورَثَمَتِ المرأَة أَنفها بالطيب لطَخَتْهُ وطَلَتْهُ وهو على التشبيه والمِرْثَمُ الأَنف في بعض اللغات من ذلك ورَثِمَ مَنْسِمُ البعير دَمِيَ التهذيب والرَّثْمُ كسر من طرف مَنْسِمِ البعير قال ذو الرُّمَّةِ يصف امرأَة تَثْني النِّقابَ على عِرْنِينِ أَرْنَبَة شَمَّاء مارِنُها بالمِسْكِ مَرْثوم قال الأَصمعي الرَّثْم أَصله الكسر فشبه أَنفها مُلَغَّماً بالطيب بأَنف مكسور ملطخ بالدم كأَنه جعل المسك في المارِنِ شَبيهاً بالدم في الأَنف المَرْثوم وخُفّ مَرْثُوم مثل مَلْثُوم إِذا أَصابته حجارة فَدَمِيَ وقال لبيد في المَنْسِمِ بِرَثِيمٍ مَعِرٍ دامي الأَظَلّ مَنْسِمٌ رَثِيم أَدْمَتْهُ الحجارة وحَصىً رَثِيمٌ ورَثْمٌ إِذا انكسر قال الطَّرماح رَثِيم الحَصى من مَلْكِها المُتَوَضِّحِ قال أَبو منصور وكل كسر ثَرْمٌ ورَتْمٌ ورَثْم وقال الشاعر لأَصْبَحَ رَثْماً دُقاقَ الحَصى مكان النبيِّ من الكاثِب
( * راجع البيت في مادة رتم )
والرَّثِيمةُ الفأْرة

رجم
الرَّجْمُ القتل وقد ورد في القرآن الرَّجْمُ القتل في غير موضع من كتاب الله عز وجل وإِنما قيل للقتل رَجْمٌ لأَنهم كانوا إِذا قتلوا رجلاً رَمَوْهُ بالحجارة حتى يقتلوه ثم قيل لكل قتل رَجْمٌ ومنه رجم الثيِّبَيْنِ إِذا زَنَيا وأَصله الرمي بالحجارة ابن سيده الرَّجْمُ الرمي بالحجارة رَجَمَهُ يَرْجُمُهُ رَجْماً فهو مَرْجُوم ورَجِيمٌ والرَّجْمُ اللعن ومنه الشيطان الرَّجِيمُ أَي المَرْجُومُ بالكَواكب صُرِفَ إِلى فَعِيلٍ من مَفْعُولٍ وقيل رَجِيم ملعون مَرْجوم باللعنة مُبْعَدٌ مطرود وهو قول أَهل التفسير قال ويكون الرَّجيمُ بمعنى المَشْتُوم المَنسْوب من قوله تعالى لئِنْ لم تَنْتَهِ لأَرْجُمَنَّك أَي لأَسُبَّنَّكَ والرَّجْمُ الهِجْرانُ والرَّجْمُ الطَّرْدُ والرَّجْمُ الظن والرجم السَّب والشتم وقوله تعالى حكاية عن قوم نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام لتَكونَنَّ من المَرْجومينَ قيل المعنى من المَرْجومين بالحجارة وقد تَراجَمُوا وارْتَجَمُوا عن ابن الأَعرابي وأَنشد فهي تَرامى بالحَصى ارْتِجامها والرَّجْمُ ما رُجِمَ به والجمع رُجومٌ والرُّجُمُ والرُّجُوم النجوم التي يرمى بها التهذيب والرَّجْمُ اسم لما يُرْجَمُ به الشيء المَرْجوم وجمعه رُجومُ قال الله تعالى في الشُّهُب وجعلناها رُجوماً للشياطين أَي جعلناها مَرامي لهم وتَراجَمُوا بالحجارة أَي تَرامَوْا بها وفي حديث قتادة خلق الله هذه النجوم لثلاثٍ زينةً للسماء ورُجوماً للشياطين وعَلاماتٍ يُهْتَدى بها قال ابن الأَثير الرُّجُومُ جمع رَجْمٍ وهو مصدر سمي به ويجوز أَن يكون مصدراً لا جمعاً ومعنى كونها رُجُوماً للشياطين أَن الشُّهُبَ التي تَنْقَضُّ في الليل منفصلةٌ من نار الكواكب ونورِها لا أَنهم يُرْجَمُونَ بالكواكب أَنفسها لأَنها ثابتة لا تزول وما ذاك إِلا كَقَبسٍ يُؤْخَذُ من نار والنار ثابتة في مكانها وقيل أَراد بالرُّجوم الظُّنون التي تُحْزَرُ وتُظَنُّ ومنه قوله تعالى سَيقُولونَ ثَلاثةٌ رابعهم كَلْبُهُمْ ويقولون خَمْسَةٌ سادِسُهم كَلْبُهُمْ رَجْماً بالغيب وما يعانيه المُنَجِّمُونَ من الحَدْسِ والظن والحُكْمِ على اتصال النجوم وانفصالها وإِياهم عنى بالشياطين لأَنهم شياطين الإِنْس قال وقد جاء في بعد الأَحاديث من اقْتَبَسَ باباً من علم النجوم لغير ما ذكر الله فقد اقتبس شُعْبَةً من السحر المُنَجِّمُ كاهِنٌ والكاهن ساحر والساحر كافر فجعل المُنَجِّمَ الذي يتعلم النجوم للحكم بها وعليها وينسب التأْثيرات من الخير والشر إِليها كافراً نعوذ بالله من ذلك والرَّجْمُ القول بالظن والحَدْسِ وفي الصحاح أَن يتكلم الرجل بالظن ومنه قوله رجْماً بالغيب وفرس مِرْجَمٌ يَرْجُمُ الأَرض بحَوافره وكذلك البعير وهو مَدْحٌ وقيل هو الثقيل من غير بُطْء وقد ارْتَجَمَتِ الإِبل وتَراجَمَتْ وجاء يَرْجُمُ إِذا مَرَّ يَضْطَرِمُ عَدْوُهُ هذه عن اللحياني وراجَمَ عن قومه ناضَلَعنهم والرِّجامُ الحجارة وقيل هي الحجارة المجتمعة وقيل هي كالرِّضام وهي صخور عظام أَمثال الجُزُرِ وقيل هي كالقُبور العادِيَّةِ واحدتها رُجْمةٌ والرُّجْمةُ حجارة مرتفعة كانوا يطوفون حولها وقيل الرُّجُمُ بضم الجيم والرُّجْمَةُ بسكون الجيم جميعاً الحجارة التي تُنْصَبُ على القبر وقيل هما العلامةُ والرُّجْمة والرَّجْمة القبر والجمع رِجامٌ وهو الرَّجَمُ بالتحريك والجمع أَرْجامٌ سمي رَجَماً لما يجمع عليه من الأَحجار ومنه قول كَعْب ابن زُهَيْرٍ أَنا ابنُ الذي لم يُخْزِني في حَياتِه ولم أُخْزِه حتى أُغَيَّبَ في الرَّجَمْ
( * قوله « أغيب » كذا في الأصل والذي في التهذيب تغيب )
والرَّجَمُ بالتحريك هو القبر نفسه والرُّجْمَة بالضم واحد الرُّحَمِ والرِّجامِ وهي حجارة ضِخامٌ دون الرِّضامِ وربما جمعت على القبر ليُسَنَّمَ وأَنشد ابن بري لابن رُمَيْضٍ العَنْبَرِيّ بَسِيلُ على الحاذَيْنِ والسَّتِّ حَيضُها كما صَبّ فوقَ الرُّجْمةِ الدّمَ ناسِكُ السَّتُّ لغة في الاسْتِ الليث الرُّجْمة حجارة مجموعة كأَنها قُبورُ عادٍ والجمع رِجام الأَصمعي الرُّجْمةُ دون الرِّضام والرضام صخور عِظام تجمع في مكان أَبو عمرو الرِّجامُ الهِضابُ واحدتها رُجْمة ورِجامٌ موضع قال لبيد عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها بِمِنىً تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها والرَّجَمُ والرِّجامُ الحجارة المجموعة على القبور ومنه قول عبد الله بن مُغَفَّلٍ المُزَنِيّ لا تَرْجُموا قبري أَي لا تجعلوا عليه الرَّجَمَ وأَراد بذلك تسوية القبر بالأَرض وأَن لا يكون مُسَنَّماً مرتفعاً كما قال الضحاك في وصيته ارْمُسُوا قبري رَمْساً وقال أبو بكر معنى وصيته لبَنِيه لا تَرْجُمُوا قبري معناه لا تَنُوحُوا عند قبري أَي لا تقولوا عنده كلاماً سَيِّئاً قبيحاً من الرَّجْم السب والشتم قال الجوهري المحدّثون يروونه لا تَرْجُمُوا مخففاً والصحيح تُرَجِّمُوا مشدداً أَي لا تجعلوا عليه الرَّجَمَ وهي الحجارة والرَّجْماتُ المَنارُ وهي الحجارة التي تجمع وكان يُطاف حولها تُشَبَّهُ بالبيت وأَنشد كما طافَ بالرَّجْمَةِ المُرْتَجِمْ ورَجَمَ القبر رَجْماً عمله وقيل رَجَمَه يَرْجُمه رَجْماً وضع عليه الرَّجَم بالفتح والتحريك التي هي الحجارة والرَّجَمُ أَيضاً الحُفْرَةُ والبئر والتَّنُّور أَبو سعيد ارْتَجَمَ الشيءُ وارْتَجَنَ إِذا ركب بعضُه بعضاً والرُّجْمَةُ بالضم وِجارُ الضبع ويقال صار فلان مُرَجَّماً لا يوقف على حقيقة أَمره ومنه الحديث المُرَجَّمُ بالتشديد قال زهير وما هُوَ عنها بالحَديث المُرَجَّمِ والرَّجْمُ القَذْفُ بالغيب والظنّ قال أَبو العِيال الهُذَليّ إِنَّ البَلاءَ لَدَى المَقاوِسِ مُخْرِجٌ ما كا من غَيْبٍ ورَجْمِ ظُنونِ وكلام مُرَجَّمٌ عن غير يقين وفي التنزيل العزيز لأَرْجُمَنَّكَ أَي لأَهْجُرَنَّكَ ولأَقولنَّ عنك بالغيب ما تكره والمَراجمُ الكلِمُ القَبيحة وتَراجَموا بينهم بمَراجِمَ تَرامَوْا والرِّجامُ حجر يشد في طَرَف الحبل ثم يُدَلَّى في البئر فتُخَضْخَض به الحَمْأَة حتى تثور ثم يُسْتَقَى ذلك الماءُ فتستنقى البئرُ وهذا كله إِذا كانت البئر بعيدة القعر لا يقدرون على أَن ينزلوا فَيُنْقُوها وقيل هو حجر يشد بَعَرْقوَةِ الدَّلو ليكون أَسرع لانْحِدارها قال كأَنَّهُما إِذا عَلَوَا وجِيناً ومَقْطَعَ حَرَّةٍ بَعَثا رِجاما وصف عَيْراً وأَتاناً يقول كأَنما بعثا حجارة أَبو عمرو الرِّجامُ ما يُبْنى على البئر ثم تُعَرَّضُ عليه الخشبةُ للدلو قال الشماخ على رِجامَيْنِ من خُطَّافِ ماتِحَةٍ تَهْدِي صُدُورَهُما وُرْقٌ مَراقِيلُ الجوهري الرِّجامُ المِرْجاس قال وربما شُدّ بطرف عَرْقُوَةِ الدلو ليكون أَسرع لانحدارها ورجل مِرْجَمٌ بالكسر أَي شديد كمأَنه يُرْجَمُ به مُعادِيه ومنه قول جرير قد عَلِمَتْ أُسَيِّدٌ وخَضَّمُ أَن أَبا حَرْزَمَ شيخ مِرْجَمُ وقال ابن الأَعرابي دفع رجل رجلاً فقال لَتَجِدَنِّي ذا مَنْكِبٍ مِزْحَم ورُكْنٍ مِدْعَم ولسان مِرجَم والمِرْجامُ الذي تُرْجَمُ به الحجارة ولسان مِرْجَمٌ إذا كان قَوَّالاً والرِّجامانِ خشبتان تنصبان على رأْس البئر يُنْصبُ عليهما القَعْوُ ونحوه من المَساقي والرَّجائم الجبال التي ترمي بالحجارة واحدتها رَجِيمةٌ قال أَبو طالب غِفارِية حَلَّتْ بِبَوْلانَ حَلَّةً فَيَنْبُعَ أَو حَلَّتْ بَهَضْبِ الرَّجائم والرَّجْمُ الإِخْوانُ عن كراع وحده واحدهم رَجْمٌ ورَجَمٌ قال ابن سيده ولا أَدري كيف هذا وقال ثعلب الرَّجْمُ الخَليل والنَّدِيم والرُّجْمَةُ الدُّكَّانُ الذي تعتمد عليه النخلة الكريمة عن كراع وأَبي حنيفة قالا أَبدلوا الميم من الباء قال وعندي أَنها لغة كالرُّجْبَةِ ومَرْجُومٌ لقب رجل من العرب كان سيِّداً ففاخر رجلاً من قومه إِلى بعض ملوك الحِيرة فقال له قد رَجَمْتُك بالشرف فسمي مَرْجُوماً قال لبيد وقَبِيلٌ من لُكَيْزٍ شاهِدٌ رَهْطُ مَرْجُومٍ ورَهْطُ ابن المُعَلّ ورواية من رواه مَرْحُوم بالحاء خطأ وأَراد ابن المُعَلَّى وهو جَدُّ الجارودِ بن بشير بن عمرو بن المُعَلَّى والرِّجامُ موضع قال بمِنىً تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها والتَّرْجُمانُ والتُّرْجُمانُ المفسِّر وقد تَرْجَمَهُ وتَرْجَمَ عنه وهو من المثل الذي لم يذكره سيبويه قال ابن جني أَما تَرْجُمانُ فقد حكيت فيه تُرْجُمان بضم أَوله ومثاله فُعْلُلان كعُتْرُفان ودُحْمُسان وكذلك التاء أَيضاً فيمن فتحها أَصلية وإِن لم يكن في الكلام مثل جَعْفُرٍ لأَنهُ قد يجوز مع الأَلف والنون من الأَمثله ما لولاهما لم يجز كعُنْفُوان وخِنْذِيان ورَيْهُقان أَلا ترى أَنه ليس في الكلام فُعْلُوٌ ولا فِعْلِيٌ ولا فَيْعُلٌ ؟ ويقال قد تَرْجَمَ كلامَه إِذا فسره بلسان آخر ومنه التَّرْجَمانُ والجمع التَّراجِمُ مثل زَعْفَرانٍ وزَعافِر وصَحْصحان وصَحاصِح قال ولك أَن تضم التاء لضمة الجيم فتقول تُرْجُمان مثل يَسْرُوع ويُسْروع قال الراجز ومَنْهل وَرَدْتُه التِقاطا لم أَلْقَ إِذْ وَرَدْتُه فُرَّاطا إِلا الحمامَ الوُرْقَ والغَطاطا فهُنَّ يُلْغِطْنَ به إِلْغاطا كالتُّرْجُمان لَقِيَ الأَنْباطا

رحم
الرَّحْمة الرِّقَّةُ والتَّعَطُّفُ والمرْحَمَةُ مثله وقد رَحِمْتُهُ وتَرَحَّمْتُ عليه وتَراحَمَ القومُ رَحِمَ بعضهم بعضاً والرَّحْمَةُ المغفرة وقوله تعالى في وصف القرآن هُدىً ورَحْمةً لقوم يؤمنون أَي فَصَّلْناه هادياً وذا رَحْمَةٍ وقوله تعالى ورَحْمةٌ للذين آمنوا منكم أَي هو رَحْمةٌ لأَنه كان سبب إِيمانهم رَحِمَهُ رُحْماً ورُحُماً ورَحْمةً ورَحَمَةً حكى الأَخيرة سيبويه ومَرحَمَةً وقال الله عز وجل وتَواصَوْا بالصَّبْر وتواصَوْا بالمَرحَمَةِ أَي أَوصى بعضُهم بعضاً بِرَحْمَة الضعيف والتَّعَطُّف عليه وتَرَحَّمْتُ عليه أَي قلت رَحْمَةُ الله عليه وقوله تعالى إِن رَحْمَتَ الله قريب من المحسنين فإِنما ذَكَّرَ على النَّسَبِ وكأَنه اكتفى بذكر الرَّحْمَةِ عن الهاء وقيل إِنما ذلك لأَنه تأْنيث غير حقيقي والاسم الرُّحْمى قال الأَزهري التاء في قوله إِن رَحْمَتَ أَصلها هاء وإِن كُتِبَتْ تاء الأَزهري قال عكرمة في قوله ابْتِغاء رَحْمةٍ من ربك تَرْجُوها أَي رِزْقٍ ولئِنْ أَذَقْناه رَحْمَةً ثم نزعناها منه أَي رِزقاً وما أَرسلناك إِلا رَحْمةً أَي عَطْفاً وصُنعاً وإِذا أَذَقْنا الناسَ رَحْمةً من بعد ضَرَّاءَ أَي حَياً وخِصْباً بعد مَجاعَةٍ وأَراد بالناس الكافرين والرَّحَمُوتُ من الرحمة وفي المثل رَهَبُوتٌ خير من رَحَمُوتٍ أَي لأَنْ تُرْهَبَ خير من أَن تُرْحَمَ لم يستعمل على هذه الصيغة إِلا مُزَوَّجاً وتَرَحَّم عليه دعا له بالرَّحْمَةِ واسْتَرْحَمه سأَله الرَّحْمةَ ورجل مَرْحومٌ ومُرَحَّمٌ شدّد للمبالغة وقوله تعالى وأَدْخلناه في رَحْمتنا قال ابن جني هذا مجاز وفيه من الأَوصاف ثلاثة السَّعَةُ والتشبيه والتوكيد أَما السَّعَةُ فلأَنه كأَنه زاد في أَسماء الجهات والمحالّ اسم هو الرَّحْمةُ وأَما التشبيه فلأنه شَبَّه الرَّحْمةَ وإِن لم يصح الدخول فيها بما يجوز الدخول فيه فلذلك وضعها موضعه وأَما التوكيد فلأَنه أَخبر عن العَرَضِ بما يخبر به عن الجَوْهر وهذا تَغالٍ بالعَرَضِ وتفخيم منه إِذا صُيِّرَ إِلى حَيّز ما يشاهَدُ ويُلْمَسُ ويعاين أَلا ترى إِلى قول بعضهم في الترغيب في الجميل ولو رأَيتم المعروف رجلاً لرأَيتموه حسناً جميلاً ؟ كقول الشاعر ولم أَرَ كالمَعْرُوفِ أَمّا مَذاقُهُ فحُلْوٌ وأَما وَجْهه فجميل فجعل له مذاقاً وجَوْهَراً وهذا إِنما يكون في الجواهر وإِنما يُرَغِّبُ فيه وينبه عليه ويُعَظِّمُ من قدره بأَن يُصَوِّرَهُ في النفس على أَشرف أَحواله وأَنْوَه صفاته وذلك بأَن يتخير شخصاً مجسَّماً لا عَرَضاً متوهَّماً وقوله تعالى والله يَخْتَصُّ برَحْمته من يشاء معناه يَخْتَصُّ بنُبُوَّتِهِ من يشاء ممن أَخْبَرَ عز وجل أَنه مُصْطفىً مختارٌ والله الرَّحْمَنُ الرحيم بنيت الصفة الأُولى على فَعْلانَ لأَن معناه الكثرة وذلك لأَن رحمته وسِعَتْ كل شيء وهو أَرْحَمُ الراحمين فأَما الرَّحِيمُ فإِنما ذكر بعد الرَّحْمن لأَن الرَّحْمن مقصور على الله عز وجل والرحيم قد يكون لغيره قال الفارسي إِنما قيل بسم الله الرَّحْمن الرحيم فجيء بالرحيم بعد استغراق الرَّحْمنِ معنى الرحْمَة لتخصيص المؤمنين به في قوله تعالى وكان بالمؤمنين رَحِيماً كما قال اقْرَأْ باسم ربك الذي خَلَقَ ثم قال خَلَقَ الإِنسان من عَلَقٍ فخصَّ بعد أَن عَمَّ لما في الإِنسان من وجوه الصِّناعة ووجوه الحكمةِ ونحوُه كثير قال الزجاج الرَّحْمنُ اسم من أَسماء الله عز وجل مذكور في الكتب الأُوَل ولم يكونوا يعرفونه من أَسماء الله قال أَبو الحسن أَراه يعني أَصحاب الكتب الأُوَلِ ومعناه عند أَهل اللغة ذو الرحْمةِ التي لا غاية بعدها في الرَّحْمةِ لأَن فَعْلان بناء من أَبنية المبالغة ورَحِيمٌ فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ كما قالوا سَمِيعٌ بمعنى سامِع وقديرٌ بمعنى قادر وكذلك رجل رَحُومٌ وامرأَة رَحُومٌ قال الأَزهري ولا يجوز أَن يقال رَحْمن إِلاَّ الله عز وجل وفَعَلان من أَبنية ما يُبالَعُ في وصفه فالرَّحْمن الذي وسعت رحمته كل شيء فلا يجوز أَن يقال رَحْمن لغير الله وحكى الأَزهري عن أبي العباس في قوله الرَّحْمن الرَّحيم جمع بينهما لأَن الرَّحْمن عِبْرانيّ والرَّحيم عَرَبيّ وأَنشد لجرير لن تُدْرِكوا المَجْد أَو تَشْرُوا عَباءَكُمُ بالخَزِّ أَو تَجْعَلُوا اليَنْبُوتَ ضَمْرانا أَو تَتْركون إِلى القَسَّيْنِ هِجْرَتَكُمْ ومَسْحَكُمْ صُلْبَهُمْ رَحْمانَ قُرْبانا ؟ وقال ابن عباس هما اسمان رقيقان أَحدهما أَرق من الآخر فالرَّحْمن الرقيق والرَّحيمُ العاطف على خلقه بالرزق وقال الحسن الرّحْمن اسم ممتنع لا يُسَمّى غيرُ الله به وقد يقال رجل رَحيم الجوهري الرَّحْمن والرَّحيم اسمان مشتقان من الرَّحْمة ونظيرهما في اللة نَديمٌ ونَدْمان وهما بمعنى ويجوز تكرير الاسمين إِذا اختلف اشتقاقهما على جهة التوكيد كما يقال فلان جادٌّ مُجِدٌّ إِلا أَن الرحمن اسم مختص لله تعالى لا يجوز أَن يُسَمّى به غيره ولا يوصف أَلا ترى أَنه قال قل ادْعُوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَنَ ؟ فعادل به الاسم الذي لا يَشْرَكُهُ فيه غيره وهما من أَبنية المبالغة ورَحمن أَبلغ من رَحِيمٌ والرَّحيم يوصف به غير الله تعالى فيقال رجل رَحِيمٌ ولا يقال رَحْمن وكان مُسَيْلِمَةُ الكذاب يقال له رَحْمان اليَمامة والرَّحيمُ قد يكون بمعنى المَرْحوم قال عَمَلَّسُ بن عقيلٍ فأَما إِذا عَضَّتْ بك الحَرْبُ عَضَّةً فإِنك معطوف عليك رَحِيم والرَّحْمَةُ في بني آدم عند العرب رِقَّةُ القلب وعطفه ورَحْمَةُ الله عَطْفُه وإِحسانه ورزقه والرُّحْمُ بالضم الرحمة وما أَقرب رُحْم فلان إِذا كان ذا مَرْحَمةٍ وبِرٍّ أَي ما أَرْحَمَهُ وأَبَرَّهُ وفي التنزيل وأَقَربَ رُحْماً وقرئت رُحُماً الأَزهري يقول أَبرَّ بالوالدين من القتيل الذي قتله الخَضِرُ وكان الأَبوان مسلمين والابن كافراً فولو لهما بعدُ بنت فولدت نبيّاً وأَنشد الليث أَحْنَى وأَرْحَمُ من أُمٍّ بواحِدِها رُحْماً وأَشْجَعُ من ذي لِبْدَةٍ ضارِي وقال أَبو إِسحق في قوله وأَقربَ رُحْماً أَي أَقرب عطفاً وأَمَسَّ بالقرابة والرُّحْمُ والرُّحُمُ في اللغة العطف والرَّحْمةُ وأَنشد فَلا ومُنَزِّلِ الفُرْقا ن مالَكَ عِندَها ظُلْمُ وكيف بظُلْمِ جارِيةٍ ومنها اللينُ والرُّحْمُ ؟ وقال العجاج ولم تُعَوَّجْ رُحْمُ مَنْ تَعَوَّجا وقال رؤبة يا مُنْزِلَ الرُّحْمِ على إِدْرِيس وقرأَ أَبو عمرو بن العلاء وأَقْرَبَ رُحُماً وبالتثقيل واحتج بقول زهير يمدح هَرِمَ بن سِنانٍ ومن ضَرِيبتِه التَّقْوى ويَعْصِمُهُ من سَيِّء العَثَراتِ اللهُ والرُّحُمُ
( * في ديوان زهير الرِّحِم أي صلة القرابة بدل الرحُم )
وهو مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ وأُمُّ رُحْمٍ وأُمّ الرُّحْمِ مكة وفي حديث مكة هي أُمُّ رُحْمٍ أَي أَصل الرَّحْمَةِ والمَرْحُومةُ من أَسماء مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهبون بذلك إِلى مؤمني أَهلها وسَمَّى الله الغَيْث رَحْمةً لأَنه برحمته ينزل من السماء وقوله تعالى حكاية عن ذي القَرْنَيْنِ هذا رَحْمَةٌ من ربي أَراد هذا التمكين الذي قال ما مَكَّنِّي فيه ربي خير أَراد وهذا التمكين الذي آتاني الله حتى أَحكمْتُ السَّدَّ رَحْمَة من ربي والرَّحِمُ رَحِيمُ الأُنثى وهي مؤنثة قال ابن بري شاهد تأْنيث الرَّحِم قولهم رَحِمٌ مَعْقومَةٌ وقولُ ابن الرِّقاع حَرْف تَشَذَّرَ عن رَيَّانَ مُنْغَمِسٍ مُسْتَحْقَبٍ رَزَأَتْهُ رِحْمُها الجَمَلا ابن سيده الرَّحِمُ والرِّحْمُ بيت مَنْبِتِ الولد ووعاؤه في البطن قال عَبيد أَعاقِرٌ كذات رِحْمٍ أَم غانِمٌ كمَنْ يخيب ؟ قال كان ينبغي أَن يُعادِلَ بقوله ذات رِحْمٍ نقيضتها فيقول أَغَيْرُ ذات رِحْمٍ كذات رِحْمٍ قال وهكذا أَراد لا مَحالة ولكنه جاء بالبيت على المسأَلة وذلك أَنها لما لم تكن العاقر وَلُوداً صارت وإن كانت ذاتِ رِحْمٍ كأَنها لا رِحْم لها فكأَنه قال أَغيرُِ ذات رِحْمٍ كذات رِحْمٍ والجمع أَرْحامٌ لا يكسّر على غير ذلك وامرأَة رَحُومٌ إِذا اشتكت بعد الولادة رَحِمَها ولم يقيده في المحكم بالولادة ابن الأَعرابي الرَّحَمُ خروج الرَّحِمِ من علة والجمع رُحُمٌ
( * قوله « والجمع رحم » أي جمع الرحوم وقد صرح به شارح القاموس وغيره ) وقد رَحِمَتْ رَحَماً ورُحِمتْ رَحْماً وكذلك العَنْزُ وكل ذات رَحِمٍ تُرْحَمُ وناقة رَحُومٌ كذلك وقال اللحياني هي التي تشتكي رَحِمَها بعد الولادة فتموت وقد رَحُمَتْ رَحامةٌ ورَحِمَتْ رَحَماً وهي رَحِمَةٌ وقيل هو داء يأْخذها في رَحِمِها فلا تقبل اللِّقاح وقال اللحياني الرُّحامُ أَن تلد الشاة ثم لا يسقط سَلاها وشاة راحِمٌ وارمةُ الرَّحِمِ وعنز راحِمٌ ويقال أَعْيَا من يدٍ في رَحِمٍ يعني الصبيَّ قال ابن سيده هذا تفسير ثعلب والرَّحِمُ أَسبابُ القرابة وأَصلُها الرَّحِمُ التي هي مَنْبِتُ الولد وهي الرِّحْمُ الجوهري الرَّحِمُ القرابة والرِّحْمُ بالكسر مثلُه قال الأَعشى إِمَّا لِطالِبِ نِعْمة يَمَّمْتَها ووِصالَ رِحْمٍ قد بَرَدْتَ بِلالَها قال ابن بري ومثله لقَيْل بن عمرو بن الهُجَيْم وذي نَسَب ناءٍ بعيد وَصَلتُه وذي رَحِمٍ بَلَّلتُها بِبِلاها قال وبهذا البيت سمي بُلَيْلاً وأَنشد ابن سيده خُذُوا حِذرَكُم يا آلَ عِكرِمَ واذكروا أَواصِرَنا والرِّحْمُ بالغَيْب تُذكَرُ وذهب سيبويه إِلى أَن هذا مطرد في كلِّ ما كان ثانِيه من حروف الحَلْقِ بَكْرِيَّةٌ والجمع منهما أَرْحامٌ وفي الحديث من مَلَكَ ذا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فهو حُرٌّ قال ابن الأَثير ذَوو الرَّحِمِ هم الأَقارب ويقع على كل من يجمع بينك وبينه نسَب ويطلق في الفرائض على الأَقارب من جهة النساء يقال ذُو رَحِمٍ مَحْرَم ومُحَرَّم وهو مَن لا يَحِلّ نكاحه كالأُم والبنت والأُخت والعمة والخالة والذي ذهب إِليه أَكثر العلماء من الصحابة والتابعين وأَبو خنيفة وأَصحابُه وأَحمدُ أَن مَنْ مَلك ذا رَحِمٍ مَحْرَمٍ عَتَقَ عليه ذكراً كان أَو أُنثى قال وذهب الشافعي وغيره من الأئمة والصحابة والتابعين إِلى أَنه يَعْتِقُ عليه الأَولادُ والآباءُ والأُمهاتُ ولا يَعْتِقُ عليه غيرُهم من ذوي قرابته وذهب مالك إِلى أَنه يَعْتِقُ عليه الولد والوالدان والإِخْوة ولا يَعْتِقُ غيرُهم وفي الحديث ثلاث يَنْقُصُ بهنّ العبدُ في الدنيا ويُدْرِكُ بهنّ في الآخرة ما هو أَعظم من ذلك الرُّحْمُ والحَياءُ وعِيُّ اللسان الرُّحْمُ بالضم الرَّحْمَةُ يقال رَحِمَ رُحْماً ويريد بالنقصان ما يَنال المرءُ بقسوة القلب ووَقاحَة الوَجْه وبَسْطة اللسان التي هي أَضداد تلك الخصال من الزيادة في الدنيا وقالوا جزاك اللهُ خيراً والرَّحِمُ والرَّحِمَ بالرفع والنصب وجزاك الله شرّاً والقطيعَة بالنصب لا غير وفي الحديث إِن الرَّحِمَ شِجْنَةٌ مُعلقة بالعرش تقول اللهم صِلْ مَنْ وَصَلَني واقْطَعْ من قَطَعني الأَزهري الرَّحِمُ القَرابة تَجمَع بَني أَب وبينهما رَحِمٌ أَي قرابة قريبة وقوله عز وجل واتقوا الله الذي تَساءَلون به والأَرْحام من نَصب أَراد واتقوا الأَرحامَ أَن تقطعوها ومَنْ خَفَض أَراد تَساءَلون به وبالأَرْحام وهو قولك نَشَدْتُكَ بالله وبالرَّحِمِ ورَحِمَ السِّقاءُ رَحَماً فهو رَحِمٌ ضَيَّعه أهلُه بعد عينَتِهِ فلم يَدْهُنُوه حتى فسد فلم يَلزم الماء والرَّحُوم الناقةُ التي تشتكي رَحِمَها بعد النِّتاج وقد رَحُمَتْ بالضم رَحامَةً ورَحِمَتْ بالكسر رَحَماً ومَرْحُوم ورُحَيْم اسمان

رخم
أَرْخَمَتِ النَّعامة والدجاجة على بيضها ورَخَمَتْ عليه ورَخَمَتْه تَرْخُمُهُ رَخْماً ورَخَماً وهي مُرْخِمٌ وراخِمٌ ومُرْخِمَةٌ حَضَنَتْهُ ورَخَّمَها أَهلُها أَلزموها إِياه وأَلقى عليه رَخْمَتَهُ أَي محبته ومودته ورَخَمَتِ المرأَةُ ولدها تَرْخُمُهُ وتَرْخَمُهُ رَخْماً لاعبته وحكى اللحياني رَخِمَه يَرْخَمُهُ رَخْمةً وإِنه لراخِمٌ له وأَلْقت عليه رَخَمَها ورَخْمتها أَي عَطْفتها وأَنشد لأَبي النَّجْمِ مُدَلَّل يَشْتُمنا ونَرْخَمُهْ أَطْيَبُ شيءٍ نَسْمُهُ ومَلْثَمُهْ واستعاره عمرو ذو الكلب للشاة فقال يا لَيْتَ شِعْري عنك والأَمْرُ عَمَمْ ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ ؟ صَبَّ لها في الريح مِرِّيخٌ أَشَمْ ؟ فاجتال منها لَجْبةً ذاتَ هَزَمْ حاشِكَةَ الدِّرَّةِ وَرْهاءَ الرَّخَمْ اجتال لَجْبةً أَخذ عنزاً ذهب لبنها وَرْهاء الرَّخَم رِخْوة كأَنها مجنونة والرَّخْمَةُ أَيضاً قريب من الرَّحْمَةِ يقال وقعتْ عليه رَخْمته أَي محبته ولينُه ويقال رَخْمان ورَحْمان قال جرير أَوَ تَتْركونَ إِلى القَسَّيْنِ هِجْرَتَكُمْ ومَسْحَكُمْ صُلْبَهُم رَخْمانَ قُرْبانا
( * راجع البيت في مادة رحم ) ؟ ورَخِمَهُ رَخْمةً لغة في رَحِمَهُ رَحْمةً قال ذو الرمة كأَنَّها أُمُّ ساجي الطَّرْفِ أَخْدَرَها مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الوَعْساءِ مَرخُومُ قال الأَصمعي مَرْخوم أُلْقِيَتْ عليه رَخْمة أُمه أَي حبها له وأُلْفَتُها إِياه وزعم أَبو زيد الأَنصاري أَن من أَهل اليمن من يقول رَخِمْتُهُ رَخْمةً بمعنى رَحِمْتُهُ ويقال أَلْقى الله عليك رَخْمةَ فلان أَي عطفه ورقته قال اللحياني وسمعت أَعرابيّاً يقول هو راخِمٌ له وفي نوادر الأَعراب مَرَةٌ تَرَخَّم صَبيَّها
( * قوله « ترخم صبيها إلخ » كذا ضبط في نسخة من التهذيب ) وعلى صبيها وتَرْخَمُهُ وتَرَبَّخُهُ وتَرَبَّخُ عليه إِذا رَحِمَتْهُ وارْتَخَمَتِ الناقة فصيلها إِذا رئِمَتْهُ والرَّخَمُ المحبة يقال رَخِمَتْهُ أَي عطفتْ عليه ورخمَتْ بي الغُرُبُ أَي صاحتْ قال أَبو منصور ومنه قوله مستودَعٌ خَمَرَ الوَعْساءِ مَرْخُومُ والرَّخَمُ الإشفاق والرَّخِيم الحَسَنُ الكلام والرَّخامةُ لين في المَنْطِق حسن في النساء ورَخَمَ الكلامُ والصوتُ ورَخُمَ رَخامةً فهو رَخِيمٌ لانَ وسَهُلَ وفي حديث مالك بن دينار بلغنا أَن الله تبارك وتعالى يقول لداود يوم القيامة يا داود مَجِّدْني بذلك الصوت الحسنِ الرَّخِيمِ هو الرقيق الشَّجِيُّ الطيبُ النَّغْمة وكلام رَخِيمٌ أَي رقيق ورَخُمَتِ الجارية رَخامَةً فهي رَخيمة الصوت ورَخِيمٌ إِذا كانت سهلة المنطق قال قَيْسُ بن ذريح رَبْعاً لواضِحةِ الجَبين غريرةٍ كالشمسِ إِذْ طلعت رَخِيمِ المَنْطِقِ وقد رَخُمَ كلامُها وصوتها وكذلك رَخَمَ يقال هي رخيمة الصوت أَي مَرْخومةُ الصوتِ يقال ذلك للمرأَة والخِشْفِ والتَّرْخِيمُ التليين ومنه الترخيمُ في الأَسماء لأَنهم إِنما يحذفون أَواخرها ليُسَهِّلُوا النطق بها وقيل التَّرْخيم الحذف ومنه تَرْخيم الاسم في النداء وهو أَن يحذف من آخره حرف أَو أَكثر كقولك إِذا ناديت حَرِثاً يا حَرِ ومالِكاً يا مالِ سمي تَرْخيماً لتليين المنادي صوته بحذف الحرف قال الأَصمعي أَخَذَ عني الخليل معنى الترْخِيم وذلك أَنه لقيني فقال لي ما تُسمي العرب السَّهْل من الكلام ؟ فقلت له العرب تقول جارية رَخِيمةٌ إِذا كانت سَهْلَةَ المَنْطِقِ فعمل باب التَّرْخيم على هذا والرُّخامُ حجر أَبيض سهل رِخْوٌ والرُّخْمَةُ بياض في رأْس الشاة وغُبْرَةٌ في وجهها وسائرها أَيّ لون كان يقال شاة رَخْماءُ ويقال شاة رَخْماءُ إِذا ابيضَّ رأْسها واسودَّ سائر جسدها وكذلك المُخَمَّرة ولا تقل مُرَخَّمَة وفرس أَرْخَمُ والرُّخامى ضَرب من الخِلْفة قال أَبو حنيفة هي غبراء الخُضْرةِ لها زَهْرة بيضاء نَقِيَّةٌ ولها عِرْقٌ أبيض تحفره الحُمُرُ بحوافرها والوحش كله يأْكل ذلك العِرْقَ لحلاوته وطيبه قال قال بعض الرُّواةِ تنبت في الرمل وهي من الجَنْبَةِ قال عَبِيد أو شَبَبٌ يَحْفِرُ الرُّخامى تَلُفُّهُ شَمْأَلٌ هَبُوبُ
( * في قصيدة عبيد يرتعي بد يحفر )
والرُّخاءُ الريح اللينة وهي الرُّخامى أيضاً والرُّخامى نبت تَجذُبه السائمة وهي بَقْلة غبراء تضرب إلى البياض وهي حلوة لها أصل أبيض كأنه العُنْقُرُ إذا انْتُزِعَ حَلَب لبناً وقيل هو شجر مثل الضَّالِ قال الكميت تَعاطى فِراخَ المَكْرِ طَوْراً وتارةً تُثِيرُ رُخاماها وتَعْلَقُ ضالَها وقال امرؤ القيس في الرُّخامى وهو نبت يصف فرساً إذا نَحْنُ قُدْناه تَأَوَّدَ مَتْنُهُ كعِرق الرُّخامى اللَّدْنِ في الهَطَلانِ وقال مُضَرِّسٌ أُصُولُ الرُّخامى لا يُفَزَّعُ طائِرُه والرُّخامَةُ بالهاء نبت حكاه أبو حنيفة ابن الأَعرابي والرَّخَمُ اللبن الغليظ وقال في موضع آخر الرُّخُمُ كُتَلُ اللِّبإِ والرَّخَمَةُ طائر أبقع على شكل النَّسْر خِلْقةً إلا أنه مُبَقَّعٌ بسواد وبياض يقال له الأَنُوقُ والجمع رَخَمٌ ورُخْمٌ قال الهذلي فلَعَمْرُ جَدِّك ذي العَواقِب حَتْ تى انْتَ عند جوالِبِ الرُّخْمِ ولعَمْرُ عَرْفِكَ ذي الصُّماحِ كما عَصَبَ السِّفارُ بغَضْبةِ اللِّهْمِ وخصَّ اللحياني بالرَّخَمِ الكثير قال ابن سيده ولا أدري كيف هذا إلاَّ أن يعني الجنس قال الأعشى يا رُخَماً قاظَ على مَطْلُوبِ يُعْجِلُ كَفَّ الخارِئِ المُطِيبِ وفي حديث الشعبي وذكر الرافضة فقال لو كانوا من الطير لكانوا رَخَماً الرَّخَمُ نوع من الطير واحدته رَخَمةٌ وهو موصوف بالغَدْر والمُوقِ وقيل بالقَذَر ومنه قولهم رَخِمَ السّقاءُ إذا أنْتن واليَرْخُوم ذكر الرَّخَمِ عن كراع وما أَدري أيُّ تُرْخَمٍ هو وقد تضم الخاء مع التاء وقد تفتح التاء وتضم الخاء أي أيُّ الناس هو مثل جُنْدَبٍ وجُنْدُبٍ وطُحْلَبٍ وطُحْلُبٍ وعُنْصَرٍ وعُنصُرٍ قال ابن بري تُرْخُمٌ تُفْعُلٌ مثل تُرْتُبٍ وتُرْخَمٌ مثل تُرْتَبٍ ورَخْمانُ موضع ورَخْمانُ اسم غارٍ ببلاد هُذَيلٍ فيه رُمِي تأبَّطَ شرّاً بعد قتله قالت أُخته ترثيه
( * قوله « اخته ترثيه » كذا في الأصل والذي في التكملة للصاغاني ومعجم ياقوت أمه )
نِعْمَ الفتى غادَرْتُمُ بِرَخْمانْ بثابِتِ بن جابِرِ بن سُفْيانْ مَنْ يَقتل القِرن ويَرْوي النَّدْمانْ وفي الحديث ذكر شِعْب الرَّخَمِ بمكة شرفها الله تعالى وتُرْخُمٌ حيّ من حِمْيَر قال الأَعشى عَجِبتُ لآلِ الحُرْقَتَينِ كأنَّما رَأَوْني نَقِيّاً من إيادٍ وتُرْخُمِ ورُخامٌ موضع قال لبيد بمَشارِقِ الجَبَلَيْنِ أو بمُحَجَّرٍ فتَضَمَّنَتْها فَرْدَةٌ فَرُخامُها

ردم
الرَّدْمُ سَدُّكَ باباً كلّه أو ثُلْمَةً أو مدخلاً أو نحو ذلك يقال رَدَمَ البابَ والثُّلْمَةَ ونحوَهما يَرْدِمُهُ بالكسر رَدْماً سدَّه وقيل الرَّدْم أكثر من السَّدّ لأن الرَّدْمَ ما جعل بعضه على بعض والاسم الرَّدْمُ وجمعه رُدُومٌ والرَّدْمُ السَّدُّ الذي بيننا وبين يَأْجوج ومَأْجوج وفي التنزيل العزيز أَجْعَلْ بينكم وبينهم رَدْماً وفي الحديث فُتِح اليومَ من رَدْمِ يأْجوج ومأْجوج مثلُ هذه وعَقَدَ بيده تسعين من رَدَمْتُ الثُّلْمَة رَدْماً إذا سَددتها والاسم والمصدر سواء الرَّدْمُ وعَقْدُ التسعين من مُواضَعات الحُسّاب وهو أن يجعل رأس الإصبع السَّبابة في أصل الإبهام ويضمها حتى لا يَبين بينهما إلا خَلَلٌ يسير والرَّدْمُ ما يسقط من الجدار إذا انهدم وكل ما لُفِقَ بعضُه ببعض فقد رُدِمَ والرَّدِيمةُ ثوبان يخاط بعضهما ببعض نحو اللِّفاق وهي الرُّدُومُ على توهم طرح الهاء والرَّدِيمُ الثوب الخَلَقُ وثوب رَدِيمٌ خَلَقٌ وثياب رُدُمٌ قال ساعدة الهذلي يُذْرِينَ دَمْعاً على الأَشْفارِ مُبْتَدِراً يَرْفُلْنَ بعد ثِيابِ الخالِ في الرُّدُمِ ورَدَمْتُ الثوب ورَدَّمْتُه تَرْدِيماً وهو ثوب رَديمٌ ومُرَدَّمٌ أي مرقع وتَرَدَّمَ الثوبُ أي أَخْلَقَ واسْتَرْقَعَ فهو مُتَرَدِّمٌ والمُتَرَدَّمُ الموضع الذي يُرَقَّعُ ويقال تَرَدَّمَ الرجلُ ثوبه أي رقعه يتعدى ولا يتعدى ابن سيده ثوب مُرَدَّمٌ ومُرْتَدَمٌ ومُتَرَدَّمٌ ومُلَدَّمٌ خَلَقٌ مُرَقَّعٌ قال عنترة هل غادَرَ الشُّعَراءُ من مُتَرَدَّمِ أم هل عَرَفْتَ الدارَ بعد تَوَهُّمِ ؟ معناه أي مُسْتَصْلَحٍ وقال ابن سيده أي من كلام يَلْصَقُ بعضُه ببعض ويُلَبَّق أي قد سبقونا إلى القول فلم يَدَعُوا مقالاً لقائل ويقال صِرتُ بعد الوَشْي والخَزِّ في رُدُمٍ وهي الخُلْقان بالدال غير معجمة ابن الأعرابي الأَرْدَمُ المَلاَّحُ والجمع الأَرْدمون وأنشد في صفة ناقة وتَهْفُو بهادٍ لها مَيْلَعٍ كما أقحَمَ القادِسَ الأرْدَمُونا المَيْلَعُ المضطرب هكذا وهكذا والمَيْلَعُ الخفيف وتَرَدَّمَتِ الناقةُ عطفت على ولدها والرَّدِيمُ لَقَب رجل من فُرْسان العرب سُمِّي بذلك لعظم خَلقِه وكان إذا وقف مَوْقِفاً رَدَمَهُ فلم يجاوز وتَرَدَّمَ القومُ الأرض أكلوا مَرْتَعَها مرة بعد مرة وأَرْدَمَتْ عليه الحُمَّى وهي مُرْدِمٌ دامت ولم تفارقه وأرْدَمَ عليه المرضُ لزمه ويقال وِرْدٌ مُرْدِمٌ وسحاب مُرُْدِمٌ ورَدَمَ البعيرُ والحمار يَرْدُمُ رَدْماً ضَرطَ والاسم الرُّدامُ بالضم وقيل الرَّدْمُ الضُّراط عامَّةً ورَدَمَ بها رَدْماً ضَرطَ الجوهري رَدَمَ يَرْدُمُ بالضم رُداماً والرَّدْمُ الصوت وخص به بعضهم صوت القَوْس ورَدَمَ القوس صَوَّتها بالإنْباض قال صَخْر الغَيّ يصف قوساً كأنَّ أُزْبِيَّها إذا رُدِمَتْ هَزْمُ بُغاةٍ في إثْرِ ما فَقَدُوا رُدِمَتْ صُوّتت بالإِنْباض وفي التهذيب رُدِمَتْ أُنْبض عنها والهَزْمُ الصوت قال الأزهري كأنه مأْخوذ من الرُّدامِ وهو الضراط ورجل رَدْمٌ ورُدامٌ لا خير فيه ورَدَمَ الشيءُ يَرْدُمُ رَدْماً سال هذه عن كراع ورواية أبي عبيد وثعلب رَذَمَ بالذال المعجمة والرَّدْمُ موضع بتهامة قال أَبو خِراش فَكَلاّ ورَبِّي لا تعودي لِمِثْلِهِ عَشِيّةَ لاقَتْهُ المَنِيّةُ بالرَّدْمِ حذف النون التي هي علامة رفع الفعل في قوله تَعُودي للضرورة ونظيره قول الآخر أَبيتُ أَسْرِي وتَبِيتي تَدْلُكي جسمك بالجادِيِّ والمِسْكِ الذكي وله نظائر ونصب عشية على المصدر أراد عَوْدَ عشيةٍ ولا يجوز أن تنتصب على الظرف لتدافع اجتماع الاستقبال والمضي لأن تعودي آتٍ وعشية لاقَتْهُ ماض هذا معنى قول ابن جني ورَدْمان قبيلة من العرب باليمن

رذم
رَذَمَ أنفُه يَرْذُمُ ويَرْذِمُ رَذْماً ورَذَماناً قطر قال كعب بن زهير ما ليَ منها إذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ ومن أُوَيْسٍ إذا ما أَنْفُهُ رَذَما وناقة راذِمٌ إذا دفعت باللبن والرَّذُومُ السائل من كل شيء وقَصعة رَذُومٌ مَلأى تصبّب جوانبُها حتى إن جوانبها لتَنْدى أو كأنها تَسيلُ دَسَماً لامتلائها والجمع رُذُمٌ قال أُمَيَّة بن أبي الصَّلْتِ يمدح عبد الله بن جُذْعانَ له داعٍ بمكة مُشْمَعِلٌّ وآخرُ فَوْقَ دارَتِه ينادي إلى رُذُمٍ من الشِّيزَى مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ الجوهري وجِفانٌ رُذُمُ ورَذَمٌ مثل عَمُودٍ وعُمُدٍ وعَمَدٍ ولا تقل رِذَمٌ وقد رَذِمَتْ تَرْذَمُ رَذَماً وأَرْذَمَتْ قال وقلما يستعمل إلا بفعل مجاوز مثل أرْذَمَتْ وقوله أعني ابنَ لَيْلى عبدَ العزيزِ بِبا بِ الْيُونِ تَغْدُو جِفانُه رَذَما قال ابن سيده كذا رواه الأصمعي سماها بالمصدر ورواه غيره رُذُماً جمع رَذُوم قال أبو الهيثم الرَّذُوم القَطُر من الدَّسَم وقد رَذَمَ يَرْذِمُ إذا سال الجوهري رَذَمَ الشيءُ سال وهو ممتلئ وفي حديث عبد الملك بن عمير في قُدور رَذِمة أي مُتَصَبِّبة من الامْتلاء والرَّذْمُ القَطر والسَّيلان وجَفْنة رَذوم وجِفان رُذُم كأنها تسيل دسماً لامتلائها وفي حديث عطاء في الكيل لا دَقَّ ولا رَذْم ولا زَلْزَلَة هو أن يملأ المِكيال حتى يجاوِز رأْسه وكِسْر رَذُوم يسيل وَدَكُه قال وعاذِلةٍ هَبَّت بَليلٍ تَلُومُني وفي كفِّها كِسْرٌ أبَحُّ رَذُومُ الأَبحُّ العظيم الممتلئ من المُخّ والجفنة إذا ملئت شَحماً ولحماً فهي جَفنة رَذُوم وجِفان رُذُم ابن الأَعرابي الرُّذُم الجفان الملأَى والرُّذُم الأَعضاء المُمِخَّة وأنشد غيره لا يملأ الدلْوَ صُبابات الوَذَمْ إلاّ سِجالٌ رَذَمٌ على رَذَمْ قال الليث الرَّذَم ههنا الامتلاء والرَّذَم الاسم والرَّذْم المصدر والرَّذْم والرُّذام الفَسْلُ وأرْذم على الخمسين زاد

رزم
الرَّزَمَةُ بالتحريك ضرب من حَنين الناقة على ولدها حين تَرْأمُه وقيل هو دون الحنين والحنين أشد من الرَّزَمَة وفي المثل لا خير في رَزَمَةٍ لا دِرّةَ فيها ضرب مثلاً لمن يُظهر مودَّة ولا يحقق وقيل لا جَدْوَى معها وقد أرْزَمت على ولدها قال أبو محمد الحَذْلميّ يصف الإبل تُبينُ طِيبَ النفْسِ في إرْزامها يقول تبين في حَنينها أنها طيبة النفس فَرِحة وأَرْزَمت الشاة على ولَدها حنَّت وأَرْزَمت الناقة إرزاماً وهو صوت تخرجه من حَلْقها لا تفتح به فاها وفي الحديث أن ناقته تَلَحْلَحَتْ وأَرْزمت أي صوَّتت والإرْزامُ الصوت لا يفتح به الفم وقيل في المثل رَزَمَةٌ ولا دِرَّةٌ قال يُضرب لمن يَعِد ولا يفي ويقال لا أَفْعل ذلك ما أرْزمت أُم حائل ورَزَمَةُ الصبي صوته وأرْزَمَ الرَّعد اشتد صوته وقيل هو صوت غير شديد وأصله من إرزام الناقة ابن الأعرابي الرَّزَمة الصوت الشديدُ وَرَزَمَةُ السباع أصواتها والرَّزِيم الزَّئير قال لِأُسُودهنّ على الطريق رَزِيم وأنشد ابن بري لشاعر تركُوا عِمرانَ مُنْجَدِلاً للسباع حَوْله رَزَمَهْ والإرْزامُ صوت الرعد وأنشد وعَشِيَّة مُتَجاوِب إرْزامُها
( * هذا البيت من معلقة لبيد وصدره من كل سارية وغادٍ مُدجنٍ )
شبَّه رَزَمَة الرَّعْد بِرَزمة الناقة وقال اللحياني المِرْزَم من الغيث والسحاب الذي لا ينقطع رعدُه وهو الرَّزِم أيضاً على النسب قالت امرأة من العرب ترثي أَخاها جاد على قبرك غَيْ ثٌ مِن سَماء رَزِمَهْ وأَرزمت الريحُ في جوفه كذلك ورَزَمَ البعيرُ يَرْزِمُ ويَرْزُمُ رُزاماً ورُزُوماً سقط من جوع أو مرض وقال اللحياني رَزَم البعيرُ والرجلُ وغيرهما يَرْزُمُ رُزُوماً ورُزاماً إذا كان لا يقدر على النهوض رَزاحاً وهُزالاً وقال مرة الرَّازم الذي قد سقط فلا يَقدِر أن يتحرك من مكانه قال وقيل لابنة الخُسّ هل يُفلح البازل ؟ قالت نعم وهو رازِم الجوهري الرَّازِم من الإبل الثابت على الأرض الذي لا يقوم من الهُزال ورزَمت الناقة تَرْزُمُ وتَرْزِمُ رُزُوماً ورُزاماً بالضم قامت من الإعياء والهُزال فلم تتحرك فهي رازِم وفي حديث سليمان بن يَسار وكان فيهم رجل على ناقة له رازمٍ أي لا تتحرك من الهُزال وناقة رازم ذات رُزام كامرأة حائض وفي حديث خزيمة في رواية الطبراني تركت المخ رِزاماً قال ابن الأثير إن صحت الرواية فتكون على حذف المضاف تقديره تركت ذوات المُخِّ رِزاماً ويكون رِزاماً جمع رازِمٍ وإبل رَزْمَى ورَزَمَ الرجل على قِرْنه إذا بَرك عليه وأَسد رَزامَة ورَزامٌ ورُزَمٌ يَبْرُك على فَرِيسته قال ساعدة بن جُؤَية يخْشَى عليهم من الأَمْلاك نابِخَةً من النَّوابِخِ مِثْل الحادِرِ الرُّزَمِ قالوا أراد الفيل والحادِرُ الغليظ قال ابن بري الذي في شعره الخادرُ بالخاء المعجمة وهو الأَسد في خِدْرِهِ والنَّابِخَة المُتَجَبِّرُ والرُّزَم الذي قد رَزَم مكانه والضمير في يخشى يعود على ابن جَعْشُم في البيت قبله وهو يُهْدِي ابنُ جَعْشُمَ للأَنباء نَحْوَهُمُ لا مُنْتَأَى عن حِياضِ الموت والحُمَمِ والأَسد يُدْعى رُزَماً لأنه يَرْزِم على فريسته ويقال للثابت القائم على الأرض رُزَم مثال هُبَعٍ ويقال رجلٌ مُرْزِم للثابت على الأرض والرِّزامُ من الرجال
( * قوله « والرزام من الرجال » مضبوط في القاموس ككتاب وفي التكملة كغراب ) الصَّعْب المُتَشدِّد قال الراجز أيا بَني عَبْدِ مَناف الرِّزام أنتم حُماةٌ وأبوكمُ حام لا تُسلموني لا يَحلُّ إسْلام لا تَمْنَعُوني فضلكمْ بعدَ العام ويروى الرُّزَّام جمع رازِم الليث الرِّزْمة من الثياب ما شُدَّ في ثوب واحد وأصله في الإبل إذا رعت يوماً خُلَّةً ويوماً حَمْضاً قال ابن الأنباري الرِّزْمَة في كلام العرب التي فيها ضُروب من الثياب وأَخلاط من قولهم رازَمَ في أَكله إذا خَلَط بعضاً ببعض والرِّزمة الكارةُ من الثياب وقد رَزَّمتها تَرْزِيماً إذا شددتها رِزَماً ورَزَمَ الشيء يَرْزِمه ويَرْزُمه رَزْماً ورَزَّمه جمعه في ثوب وهي الرِّزْمة أيضاً لما بقي في الجُلَّةِ من التمر يكون نصفها أو ثلثها أو نحو ذلك وفي حديث عمر أَنه أَعطى رجلاً جَزائرَ وجعل غرائرَ عليهن فيهن من رِزَمٍ من دقيق قال شمر الرِّزْمة قدر ثلث الغِرارة أو ربعها من تمر أو دقيق قال زبد بن كَثْوة القَوْسُ قدر ربع الجُلَّة من التمر قال ومثلها الرِّزْمة ورازَمَ بين ضَرْبين من الطعام ورازَمت الإبلُ العامَ رعت حَمْضاً مرَّة وخُلّة مرة أُخرى قال الراعي يخاطب ناقته كُلي الحَمْضَ عامَ المُقْحِمِينَ ورازِمي إلى قابلٍ ثم اعْذِري بعدَ قابِل معنى قوله ثم اعْذِري بعد قابل أَي أَنْتَجع عليك بعد قابل فلا يكون لك ما تأْكلين وقيل اعْذِري إن لم يكن هنالك كلأٌ يَهْزَأُ بناقته في كل ذلك وقيل رازَمَ بين الشيئين جمع بينهما يكون ذلك في الأَكل وغيره ورازَمَتِ الإبل إذا خَلَطَت بين مَرْعَيَيْن وقوله صلى الله عليه وسلم رازِمُوا بين طعامكم فسره ثعلب فقال معناه اذكروا الله بين كل لقمتن وسئل ابن الأعرابي عن قوله في حديث عمر إذا أَكلتم فرازِمُوا قال المُرازَمة المُلازَمة والمخالطة يريد مُوالاة الحمد قال معناه اخْلطوا الأَكل بالشكر وقولوا بين اللُّقم الحمد لله وقيل المرازمة أن تأْكل الليّن واليابس والحامضَ والحُلو والجَشِب والمَأْدُوم فكأنه قال كلوا سائغاً مع خَشب غير سائغ قال ابن الأثير أَراد خلطوا أكلكم ليِّناً مع خَشِن وسائغاً مع جَشِب وقيل المُرازمة في الأكل المعاقبة وهو أن يأْكل يوماً لحماً ويوماً لَبَناً ويوماً تمراً ويوماً خبزاً قَفاراً والمُرازَمَةُ في الأكل المُوالاة كما يُرازِمُ الرجل بين الجَراد والتمر ورازَمَ القوم دارَهُمْ أَطالوا الإقامة فيها ورَزَّمَ القومُ تَرْزيماً إذا ضربوا بأنفسهم لا يَبْرَحون قال أبو المُثَلَّمِ مَصاليتُ في يوم الهِياجِ مَطاعمٌ مَضاريبُ في جَنْبِ الفِئامِ المُرَزِّمِ
( * قوله « المرزم » كذا هو مضبوط في الأصل والتكملة كمحدث وضبطه شارح القاموس كمعظم )
قال المُرَزِّمُ الحَذِرُ الذي قد جَرَّب الأشياء يَتَرَزَّمُ في الأمور ولا يثبت على أمر واحد لأنه حَذِرٌ وأكل الرَّزْمَةَ أي الوَجْبَة ورَزَمَ الشتاءُ رَزْمَة شديدة بَرَدَ فهو رازِمٌ وبه سمي نَوْءُ المِرْزَمِ أبو عبيد المُرْزَئِمُّ المُقْشَعِرّ المجتمع الراء قبل الزاي قال الصواب المُزْرَئِمُّ الزاي قبل الراي قال هكذا رواه ابن جَبَلة وشك أبو زيد في المقّشَعِرِّ المجتمع أنه مزْرَئمٌّ أو مُرْزَئمّ والمِرْزَمان نجمان من نجوم المطر وقد يفرد أنشد اللحياني أَعْدَدْتُ للمِرْزَم والذِّراعَيْن فَرْواً عُكاظِيّاً وأَيَّ خُفَّيْن أراد وخُفَّيْنِ أيَّ خُفَّيْنِ قال ابن كُناسَةَ المِرْزَمان نجمان وهما مع الشِّعْرَيَيْنِ فالذِّراعُ المقبوضة هي إحدى المرْزَمَيْن ونظم الجَوْزاء أَحْدُ المِرْزَمَيْنِ ونظمهما كواكب معهما فهما مِرْزَما الشِّعْرَيينِ والشِّعْرَيان نجماهما اللذان معهما الذراعان يكونان معهما الجوهري والمِرْزَمان مِرْزَما الشِّعْرَيين وهما نجمان أحدهما في الشِّعْرى والآخر في الذراع ومن أَسماء الشمال أُم مِرْزَمٍ مأْخوذ من رَزَمَةِ الناقة وهو حَنينها إلى ولدها وارْزامَّ الرجلُ ارْزِيماماً إذا غضب ورِزامٌ أبو حيّ من تميم وهو رِزامُ بن مالك بن حَنْظَلَةَ بن مالك بن عمرو بن تميم وقال الحصين بن الحُمَام المُرِّيّ ولولا رجالٌ من رِزامٍ أَعِزَّةٌ وآلُ سُبَيْعٍ أو أََسُوءَكَ عَلْقَما أراد أو أََنْ أََسوءَك يا عَلْقَمةُ ورُزَيْمَةُ اسم امرأة قال ألا طَرَقَتْ رُزَيْمةُ بعد وَهْنٍ تَخَطَّى هَوْلَ أنْمارٍ وأُسدِ وأَبو رُزْمَةَ وأُمّ مِرْزَمٍ الريح قال صَخْرُ الغَيّ يعير أبا المُثَلَّم ببَرْدِ محله كأني أراه بالحَلاءَة شاتياً يُقَشِّرُ أعلى أَنفه أُمُّ مِرْزَمِ قال يعني ريح الشَّمال وذكره ابن سيده أنه الريح ولم يقيده بشَمال ولا غيره والحَلاءة موضع ورَزْمٌ موضع وقوله وخافَتْ من جبالِ السُّغْدِ نَفْسي وخافتْ من جبال خُوارِ رَزْمِ قيل إن خُواراً مضاف إلى رَزْمٍ وقيل أراد خُوارِزْم فزاد راء لإقامة الوزن وفي ترجمة هزم المِهْزامُ عصا قصيرة وهي المِرزام وأنشد فشامَ فيها مثل مِهْزام العَصا أو الغضا ويروي مثل مِرْزام

رسم
الرَّسْمُ الأَثَرُ وقيل بَقِيَّةُ الأَثَر وقيل هو ما ليس له شخص من الآثار وقيل هو ما لَصِقَ بالأَرض منها ورَسْمُ الدار ما كان من آثارها لاصقاً بالأرض والجمع أَرْسُمٌ ورُسومٌ ورَسَمَ الغيث الدار عَفّاها وأَبقى فيها أثراً لاصقاً بالأرض قال الحُطَيئَةُ أَمِنْ رَسْم دارٍ مُرْبِعٌ ومُصِيفُ لعَينيك من ماءِ الشُّؤُون وكِيفُ ؟ رفع مُرْبِعاً بالمصدر الذي هو رَسْمٌ أراد أمن أن رَسَمَ مُرْبِعٌ ومُصيفٌ داراً وتَرَسَّمَ الرَّسْمَ نظر إليه وتَرَسَّمْتُ أي نظرت إلى رُسُوم الدار وتَرَسَّمْتُ المنزل تأملت رَسْمَهُ وتَفَرَّسْتُهُ قال ذو الرمة أَأَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقاء مَنْزِلَةً ماءُ الصَّبابةِ من عَيْنَيْك مَسْجُومُ ؟ وكذلك إذا نظرت وتفرسْت أين تحفر أو تبني وقال الله أَسْقاك بآل الجَبّار تَرَسُّم الشيخ وضَرْب المِنْقار والرَّوْسَمُ كالرَّسْمِ وأنشد ابن بري للأَخْطل أَتَعْرِفُ من أَسْماءَ بالجُدِّ رَوْسَما مُحِيلاً ونُؤْياً دارِساً مُتَهَدِّما ؟ والرَّوْسَمُ خشبة فيها كتاب منقوش يُخْتَمُ بها الطعامُ وهو بالشين المعجمة أَيضاً ويقال الرَّوْسَمُ شيء تجلى به الدنانير قال كثيِّر من النَّفَرِ البِيضِ الذين وُجُوهُهُمْ دَنانيرُ شِيفَتْ من هِرَقْلٍ برَوْسَمِ ابن سيده الرَّوْسَمْ الطابَعُ والشين لغة قال وخص بعضهم به الطابَعَ الذي يُطْبَعُ به رأَس الخابية وقد جاء في الشعر قُرْحة برَوْسَمِ أي بوجه الفرس وإن عليه لرَوْسَماً أي علامة حسنٍ أو قُبح قاله خالد بن جبلة والجمع الرَّواسِمُ والرَّواسِيمُ قال أبو تراب سمعت عَرَّاماً يقول هو الرَّسْمُ والرَّشْمُ للأَثر ورَسَمَ على كذا ورَشَمَ إذا كتب وقال أبو عمرو يقال للذي يطبع به رَوْسَمٌ ورَوْشَمٌ وراسُوم وراشُوم مثل رَوْسَمِ الأَكْداسِ ورَوْسَم الأَمير قال ذو الرمة ودِمْنة هَيَّجَتْ شَوْقي مَعالِمُها كأنها بالهِدَمْلاتِ الرَّواسِيمُ والرَّواسيم كُتب كانت في الجاهلية والهِدَمْلاتُ رِمال معروفة بناحية الدَّهناء وناقة رَسُومٌ وثوب مُرَسَّمٌ بالتشديد مخطَّط وفي حديث زَمْزَمَ فرُسِّمَتْ بالقَباطِيّ والمَطارِف حتى نزحوها أي حشوها حشواً بالغاً كأَنه مأْخوذ من الثياب المُرَسَّمَةِ وهي المخططة خطوطاً خَفِيَّة ورَسَمَ في الأرض غاب والرَّاسِمُ الماء الجاري وناقة رَسُومٌ تؤثر في الأرض من شدة الوطء ورَسَمَتِ الناقة تَرْسِمُ رَسِيماً أَثَّرَتْ في الأرض من شدة وطئها وأَرْسَمْتها أنا فأما قول الهذلي والمُرْسِمون إلى عبد العَزيز بها مَعاً وشَتَّى ومن شَفْعٍ وفُرَّادِ إنما أراد المُرْسموها فزاد الباء وفصل بها بين الفعل ومفعوله والرَّسْمُ الركِيّةُ تدفنها الأرض والجمع رِسامٌ وارْتَسَم الرجل كَبَّرَ ودعا والارْتِسامُ التكبير والتَّعَوُّذ قال القطامي في ذي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ صاحبُهُ إذا الصَّرارِيُّ من أَهواله ارْتَسَما وقال الأعشى وقابَلَها الريحُ في دَنِّها وصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ قال أبو حنيفة ارْتَسَمَ ختم إناءَها الرَّوْسَمِ قال وليس بقوي والرَّوْسَبُ والرَّوْسَمُ الداهية والرَّسِيمُ من سير الإبل فوق الذَّميل وقد رَسَمَ يَرْسِمُ بالكسر رَسِيماً ولا يقال أَرْسَمَ وقول حُمَيْدِ بن ثَوْرٍ أَجَدَّتْ برِجْلَيْها النَّجاءَ وكَلَّفَتْ بعيرَيْ غلامَيَّ الرَّسِيمَ فأَرْسَما وفي رواية
( * قوله « وفي رواية كلفت إلخ » كذا هو بالأصل ولعله غلامي بعيري )
كَلَّفَتْ غلامي الرَّسِيم فأَرسما قال أبو حاتم إنما أراد أَرسم الغلامان بعيريهما ولم يرد أَرْسَمَ البعيرُ والرَّسُومُ الذي يبقى على السير يوماً وليلة وفي الحديث لما بلغ كُراع الغَمِيم إذا الناسُ يَرْسِمُونَ نحوه أي يذهبون إليه سراعاً والرَّسِيمُ ضرب من السير سريع مؤثر في الأرض والرَّسَمُ حُسْن المشي ورَسَمْتُ له كذا فارْتَسَمَه إذا امتَثله وراسِمٌ اسم

رشم
رَشَمَ إليه رَشْماً كتب والرَّشْم خاتم البُر وغيره من الحبوب وقيل رَشْمُ كل شيء علامته رَشَمَهُ يَرْشُمِهُ رَشْماً وهو وضع الخاتم على فراء البُر فيبقى أََثره فيه وهو الرَّوْشَمُ سوادية الجوهري الروشم اللوح الذي يختم به البَيادر بالسين والشين جميعاً قال أبو تراب سمعت عَرَّاماً يقول الرَّسْمُ والرَّشْمُ الأَثَرُ ورَسَمَ على كذا ورَشَمَ أي كتب ويقال للخاتم الذي يختم البُرَّ الرَّوْشَمُ والرَّوْسَمُ والرَّشْم مصدر رَشَمْتُ الطعام أَرْشُمُهُ إذا ختمته والرَّوْشَمُ الطابَعُ لغة في الرَوْسَمِ وقال أبو حنيفة ارْتَشَمَ ختم إناءه بالرَّوْشَم والرَّشَمُ بالتحريك والرَّوْشَم أوَّل ما يظهر من النبت يقال فيه رَشَمٌ من النبات وأَرْشَمَتِ الأرضُ بدا نبتها وأَرْشَمَتِ المَهاةُ رأَت الرَّشَمَ فَرَعَتْهُ قال أبو الأَخْزَر الحماني كم من كَعابٍ كالمَهاة المُرْشِمِ ويروى المُوشِم بالواو يعني التي نبت لها وَشْمٌ من الكَلإ وهو أوّله يشبَّه بوَشْمِ النساء وعامٌ أَرْشَمُ ليس بجَيّد خَصيب ومكان أَرْشَمُ كأبْرَشَ إذا اختلفت أَلوانه اللحياني بِرْذَوْن أرْشَمُ وأرْمَشُ مثل الأبْرَشِ في لونه قال وأرض رَشْماءُ ورَمْشاء مثل البَرْشاء إذا اختلفت ألوان عُشْبها وأَرْشَمَ الشجرُ أَخرج ثمره كالحمص عن ابن الأعرابي وأرْشَمَ الشجرُ وأرْمَشَ إذا أَورق والأَرْشَمُ الذي يتشَمَّمُ الطعام ويحرص عليه قال البَعِيثُ يهجو جَريراً لَقًى حملتهُ أمُّه وهي ضَيْفَةٌ فجاءَتْ بيَتْنٍ للضِّيافة أَرْشَما ويروى فجاءت بنَزٍّ للنُّزالة أَرْشَما قال ابن سيده وأنشد أبو عبيد هذا البيت لجرير قال وهو غلط الجوهري الرَّشَمُ مصدر قولك رَشِمَ الرجلُ بالكسر يَرْشَمُ إذا صار أَرْشَمَ وهو الذي يتشمَّمُ الطعام ويحرص عليه وقال ابن السكيت في قوله أَرْشَما قال في لونه بَرَشٌ يشوب لونَه لون آخر يدل على الريبة قال ويروى من نُزالة أرْشَما يريد من ماء عبدٍ أَرْشَمَ والأَرْشَم الذي به وَشْمٌ وخطوط والأَرْشَمُ الذي ليس بخالص اللون ولا حُرِّهِ والأرْشَمُ الشَّرِهُ وأَرْشَمَ البرقُ مثل أَوْشَمَ وغيث أرْشَم قليل مذموم ورَشَمَ رَشْماً
( * قوله « ورشم رشماً » هذه عبارة المحكم وهي مضبوطة فيه بهذا الضبط كالأصل ويخالفه ما تقدم قريباً عن الجوهري وهو الذي في القاموس والتكملة ) كرَشَنَ إذا تَشَمَّمَ الطعام وحَرِصَ عليه والرَّشْمُ الذي يكون في ظاهر اليد والذراع بالسواد عن كراع والأَعرف الوَشْمُ بالواو الليث الرَّشْمُ أن تُرشمَ يد الكُرْدِيِّ والعِلْجِ كما تُوشَمُ يدُ المرأة بالنِّيل لكي تُعرف بها وهي كالوَشْمِ والرُّشْمَةُ سواد في وجه الضبع مشتق من ذلك وضبع رَشْماءُ والله أَعلم

رصم
ابن الأعرابي الرَّصَمُ الدخول في الشعب الضيق بالصاد المهملة

رضم
رَضَم الشيخُ يَرْضِمُ رَضْماً ثَقُل عَدْوُه وكذلك الدابة والرَّضَمانُ تَقارُبُ عَدْو الشيخ ابن الأعرابي يقال إن عَدْوَكَ لرَضَمان أي بطيء وإن أَكْلَكَ لَسَلَجان وإن قضاءك لَلِيَّان والرَّضْمَةُ والرَّضَمَةُ الصخرة العظيمة مثل الجزُور وليست بناتئة والجمع رَضَمٌ ورِضام وقال ثعلب الرَّضَمُ والرِّضامُ صخور عظام يُرْضم بعضها فوق بعض في الأبنية الواحدة رَضْمة قال ابن بري والجمع رَضَماتٌ وأنشد ابن السكيت لذي الرمة من الرَّضَماتِ البِيضِ غَيَّرَ لَوْنَها بَناتُ فِراضِ المَرْخِ والذاَّبلُ الجَزْلُ يعني بالرَّضَماتِ الأَثافيَّ وبَناتُ فِراضِ المَرْخ النيرانُ التي تخرج من الزِّناد والذَّبِلُ الحَطب والفراض جمع فَرْضٍ وهو الحَزُّ وفي الحديث لما نزل وأَنْذِرْ عَشيرتك الأَقْرَبين أَتى رَضْمَةَ جبل فعَلا أَعْلاها هي واحدة الرَّضْم والرِّضام وهي دون الهِضاب وقيل صُخورٌ بعضها على بعض وفي حديث أَنس في المُرْتد نصرانيّاً فأَلقَوه بين حجرين ورَضَموا عليه الحجارة وفي حديث أبي الطُّفَيْل لما أََرادت قريش بناء البيت بالخَشَب وكان البِناء الأوّلُ رَضْماً ويقال رَضَمَ عليه الصَّخْرَ يَرْضِم بالكسر رَضْماً ورَضَمَ فلان بَيْتَه بالحجارة وقال ثعلب الرَّضْم الحجارة البِيضُ وأنشد إنَّ صُبَيْح ابن الزِّنا قد فأَرا في الرَّضْم لا يَتْرُك منه حَجَرا ورَضَمَ الحجارةَ رَضْماً جعل بعضها على بعض وكلُّ بناء بُني بصَخْر رَضِيمٌ ورَضَدْت المَتاع فارْتَضَد ورَضَمْته فارْتَضَمَ إذا نَضَدتَه ورَضَمْت الشيءَ فارْتَضَمَ إذا كسرته فانكسر ويقال بنى فلان داره فَرَضَمَ فيها الحجارة رَضْماً وقال لبيد حُفِزَتْ وزايَلَها السَّرابُ كأنها أَجْزاعُ بِئشَة أَثْلُها ورِضامُها والرِّضام حجارة تجمع واحدها رَضْمةٌ ورَضْمٌ وأنشد يَنْصاحُ مِنْ جِبْلةِ رَضْمٍ مُدَّهِقْ أي من حجارة مَرْضُومة ويقال رَضْمٌ ورَضَمٌ للحجارة المَرْضومة وقال رؤبة حَديِدُهُ وقِطْرُهُ ورَضَمُهْ وفي الحديث حتى رَكَزَ الرَّايةَ في رَضَمٍ من حجارة وبعير مِرْضَمٌ يرمي بعض الحجر ببعض عن ابن الأعرابي وأنشد بكُلِّ مَلْمُومٍ مِرَضٍّ مِرْضَم ورَضَمَ البعيرُ بنفسه رَضْماً رَمعى بنفسه الأرض ورَضَمَ الرجلُ بالمكان أقام به ورَضَم الرجلُ في بيته أي سَقَط لا يخرج من بيته ورَمَأ كذلك وقد رَضَمَ يَرْضِمُ رُضُوماً ورَضَمَ به الأرض إذا جَلَدَ به الأرضَ وبرْذَوْنٌ مَرْضُوم العَصب إذا تَشَنَّجَ عَصَبُه صارت فيه أمثال العُقَد وأنشد مُبَيَّن الأَمْشاشِ مَرْضُوم العَصَبْ جمع المَشَش وهو انتبار عظم الوَظيف ويقال رَضَمَت أي ثَبَتت ورَضَمْتُ الأرْضَ رَضْماً أَثَرْتها لزرْع أو نحوه يمانية ورُضام اسم موضع والرُّضَيِّمُ طائر قال النضر يقال طائر رُضَمَة

رطم
رَطَمه يَرْطُمُه رَطْماً فارْتَطَم أوحَله في أمر لا يَخْرُج منه وارْتَطَم في الطين وقع فيه فتَخَبَّط ورَطَمْت الشيء في الوحْل رَطْماً فارْتَطَم هو فيه أي ارتبك فيه وارتَطم عليه الأمر إذا لم يَقْدِر على الخُروج منه وفي حديث الهجرة فارْتَطَمتْ بسُراقة فرسُه أي ساخت قَوائمها كما تَسُوخ في الوَحْل وفي حديث عليّ من اتّجر قبل أن يَتَفَقَّه ارتَطَم في الرِّبا ثم ارْتَطَم ثم ارْتَطَم أي وقع فيه وارْتَبَك ووقع في رُطمَة ورُطُومة أي في أمر يتخَبَّط فيه وارْتَطَمَ فلان في أمر لا مخْرج له منه إلا بغُمّة لزمته وارْتَطَمَتْ عليه أُمورُه عيَّ فيها وسُدَّت عليه مذاهبُه ورُطِم البعيرُ رَطْماً احْتَبَس نَجْوه كأُرْطِم والتَّراطُم التَّراكُم والإرتِطام الازدِحام ورَطَمَ الرجلُ نَكَحَ ورَطَمَها يَرْطُمُها رَطْماً نكحها يكون في المرأَة والأتان قال عَيْنا أَتانٍ تَبْتَغِي أن تُرْطَمَا ورَطَمَ جارِيتَه رَطْماً إذا جامَعَها فأَدخل ذكره كلّه فيها وامرأَة مَرْطُومَة مَرْمِيّة بسو مُتَّهمَة بشرّ قال صالح بن الأحنف فابْرُزْ كِلانا أُمه لَئيمهْ بِفِعل كلِّ عاهِرٍ مَرْطُومَهْ والرَّطُوم من النساء الواسعةُ الفرْج قال الراجز يا ابن رَطُومٍ ذاتِ فَرْج عَفْلَق وامرأة رَطُوم واسعةُ الجَهاز كثيرة الماء أبو عمرو الرَّطُوم الضَّيِّقة الحَياء من النوق وهي من النساء الرَّتْقاء ومن الدَّجاج البَيْضاء قال شمر أَرْطَمَ الرجلُ وطَرْسَم وأَسبأَ
( * قوله « وأسبأ » كذا هو بالأصل وشرح القاموس وفي نسخة من التهذيب استبأ ) واصْلَخَمَّ واخرنْبَق كله إذا سكت والرَّطُوم الأحمق والراطِم اللاَّزِم للشيء

رعم
الرُّعام بالضم بالمُخاط وقيل مُخاط الخيل والشاء وجمعه أَرْعِمَة ورَعَمَتِ الشاة تَرْعَمُ رُعاماً وهي رَعُوم وأَرْعَمَت هُزلت فسال رُعامُها ورَعَمَ مخاطُها رُعاماً سال قال الأزهري هو داء يأْخُذُها في أنفها فيسيل منه شيء فيقال له الرُّعام بالضم وفي الحديث صَلُّوا في مُراح الغنم وامسحوا رُعامَها الرُّعام ما يسيل من أُنوفها والرَّعُوم الشديد الهُزال قال الأزهري الرَّعُوم بالراء من الشاء التي يسيل مخاطها من الهزال ويقال كِسْرٌ رَعِمٌ ذو شحم والرِّعْمُ الشحم قال أبو وجزة فيها كُسُورٌ رَعِماتٌ وسُدُف ابن الأعرابي الرَّعامُ واليَعْمُورُ الطَّلِيُّ وهو العَرِيضُ ورَعَمَ الشيءَ يَرْعَمُهُ رَعْماً رَقَبَه ورَعاهُ ورَعَمَ الشمس يَرْعَمُها رقب غَيْبوبتها ونظر وُجُوبها منه وهو في شعر الطِّرِمَّاح أورده الأزهري ومُشِيح عَدْوُهُ مِتْأَقٌ يَرْعَمُ الإيجابَ قبلَ الظَّلام أي ينتظر وجوب الشمس وأنشد ابن بري للطرماح يصف عَيْراً مثل عَيرِ الفَلاة شاخَسَ فاهُ طُولُ شَرْسِ القَطا وطولُ العِضاض يَرْعَمُ الشمسَ أنْ تَمِيل بمثل ال جَبءِ جأْبٍ مُقَذَّفٍ بالنِّحاضِ قوله يَرْعَمُ أي ينظر والجَبْءُ حفرة في الصَّفا وجَأْب غليظ والنِّحاضُ جمع نَحْضٍ وهو اللحم والجَبْءُ جمعه أجْباء والجأْب جمعه أجْآب والشَّرْسُ الكِدام يقال شَرَسَهُ أي نحضه وشاخَسَ فاه صَيَّرَه مختلفاً طويلاً وقصيراً والقَطا موضع الرِّدْفِ يقول إن هذا العَيْرَ مما يَعَضُّ أَعجاز هذه الأُتُنِ قد اختلفت أَسنانه وشبه عينه التي ينظر بها الشمس بحفرة في حجارة يعني شدَّتها واستقامتها والرُّعامَى زيادة الكبد والغين أعلى والرُّعامَى والرُّعامَةُ شجر لم يُحَلَّ ورَعُومٌ ورِعْمٌ كلاهما اسم امرأَة ورَعْمان ورُعَيمٌ اسمان ورَعْمٌ اسم موضع

رغم
الرَّغْم والرِّغْم والرُّغْمُ الكَرْهُ والمَرْغَمَةُ مثله قال النبي صلى الله عليه وسلم بُعِثْتُ مَرْغَمَةً المَرْغَمَة الرُّغْمُ أي بُعِثْتُ هواناً وذُلاًّ للمشركين وقد رَغِمَهُ ورَغَمَهُ يَرْغَمُ ورَغِمَتِ السائمة المَرْعَى تَرْغَمُه وأنِفَتْه تأنَفُهُ كرهَته قال أبو ذؤيب وكُنَّ بالرَّوْضِ لا يَرْغَمْنَ واحدةً من عَيْشهنّ ولا يَدْرِين كيف غدُ ويقال ما أَرْغَمُ من ذلك شيئاً أي ما أَنْقِمُه وما أَكرهه والرُّغْمُ الذِّلَّة ابن الأعرابي الرَّغْم التراب والرَّغْم الذلّ والرَّغم القَسر
( * قوله « والرغم القسر » كذا هو بالسين المهملة في الأصل والذي في التهذيب والتكملة القشر بالشين المعجمة ) قال وفي الحديث وإن رَغَمَ أنفُه أي ذلّ رواه بفتح الغين وقال ابن شميل على رَغْمِ مَن رَغَمَ بالفتح أيضاً وفي حديث مَعْقِل بن يَسارٍ رَغِم أنفي لأمر الله أي ذَلّ وانقاد ورَغِمَ أنفي لله رَغْماً ورَغَمَ يَرْغَمُ ويَرْغُمُ ورَغُمَ الأخيرة عن الهجري كله ذلَّ عن كُرْهٍ وأرغَمَه الذُّلُّ وفي الحديث إذا صلى أحدكم فليُلْزِمْ جبهته وأَنفه الأرض حتى يخرج منه الرَّغْمُ معناه حتى يخضع ويَذِلَّ ويخرج منه كِبْرُ الشيطان وتقول فعلت ذلك على الرَّغم من أنفه ورَغَمَ فلان بالفتح إذا لم يقدر على الانتصاف وهو يَرْغَمُ رَغْماً وبهذا المعنى رَغِمَ أنفُه والمَرْغَمُ والمَرْغِمُ الأنف وهو المَرْسِنُ والمَخْطِمُ والمَعْطِسُ قال الفرزدق يهجو جريراً تَبْكِي المَراغَةُ بالرَّغامِ على ابنها والناهِقات يَهِجْنَ بالإعْوالِ وفي الحديث أنه عليه السلام قال رَغِمَ أَنفُه ثلاثاً قيل مَنْ يا رسول الله ؟ قال من أَدرك أَبويه أَو أَحدهما حيّاً ولم يدخل الجنة يقال أَرْغَم الله أَنْفَه أي أَلزقه بالرَّغام وهو التراب هذا هو الأصل ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف والانقياد على كُرْهٍ وفي الحديث وإن رَغِمَ أنف أبي الدَّرْداء أي وإن ذَلَّ وقيل وإن كَره وفي حديث سجدتي السهو كانتا تَرْغيماً للشيطان وفي حديث أسماء إن أُمِّي قدِمتْ عليَّ راغِمَةً مشركة أفَأَصِلُها ؟ قال نعم لما كان العاجز الذليل لا يخلو من غضب قالوا تَرَغَّمَ إذا غضب وراغِمةً أي غاضبة تريد أنها قدِمَتْ عليَّ غَضْبَى لإسلامي وهجرتي متسخطة لأمري أو كارهة مجيئها إليَّ لولا مَسِيسُ الحاجة وقيل هاربة من قومها من قوله تعالى يَجِدْ في الأرض مُراغَماً كثيراً أي مَهْرباً ومُتَّسَعاً ومنه الحديث إن السِّقْطَ ليُراغِمُ ربه إن أَدخل أَبويه النار أي يغاضبه وفي حديث الشاة السمومة فلما أَرْغَمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَرْغَمَ بِشْرُ بن البَراءِ ما في فيه أي ألقى اللقمة من فيه في التراب ورَغَّمَ فلان أنفه خضع وأرْغَمَهُ حمله على ما لا يقدر أن يمتنع منه ورَغَّمَهُ قال له رَغْماً ودَغْماً وهو راغِمٌ داغِمٌ ولأَفعلنَّ ذلك رَغْمًا وهواناً نصبه على إضمار الفعل المتروك إظهاره ورجل راغِمٌ داغِمٌ إتباع وقد أرْغَمَهُ الله وأَدْغَمَه وقيل أَرْغَمَهُ أَسخطه وأَدْغَمَهُ بالدال سَوَّده وشاة رَغْماء على طرف أنفها بياض أو لون يخالف سائر بدنها وامرأة مِرْغامة مغضِبة لبَعْلِها وفي الخبر قال بَيْنا عمر بن الخطاب رحمه الله يطوف بالبيت إذ رأى رجلاً يطوف وعلى عنقه مثل المَهاةِ وهو يقول عُدْتُ لهذي جَمَلاً ذَلولا مُوَطَّأً أَتَّبِعُ السُّهولا أَعْدِلُها بالكَفِّ أن تَمِيلا أَحذَر أَن تسقط أَو تزولا أَرْجو بذاك نائلاً جَزِيلا فقال له عمر يا عبد الله من هذه التي وهبت لها حجك ؟ قال امرأتي يا أمير المؤمنين إنها حمقاء مِرْغامة أَكول قامة ما تَبْقى لها خامة قال ما لك لا تطلّقها ؟ قال يا أمير المؤمنين هي حسناء فلا تُفْرَك وأُم صبيان فلا تُتْرك قال فشأَنك بها إذاً والرَّغامُ الثَّرَى والرَّغام بالفتح التراب وقيل التراب اللين وليس بالدقيق وقال ولم آتِ البُيوتَ مُطَنَّباتٍ بأَكثِبَةٍ فَرَدْنَ من الرَّغامِ أي انفردن وقيل الرَّغامُ رمل مختلط بتراب الأصمعي الرَّغامُ من الرمل ليس بالذي يسيل من اليد أبو عمرو الرَّغامُ دُقاق التراب ومنه يقال أَرْغَمْتُه أَي أَهَنْتُهُ وأَلزقته بالتراب وحكى ابن بري قال قال أبو عمرو الرَّغام رمل يَغْشى البصر وهي الرِّغْمان وأنشد لنُصَيْب فلا شكّ أنّ الحيّ أَدْنَى مَقِيلِهِمْ كُناثِرُ أَو رِغْمانُ بِيضِ الدَّوائر والدوائر ما استدار من الرمل وأرْغَمَ الله أنفه ورَغَّمه أَلزقه بالرَّغام وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنها سئلت عن المرأة توضأَتْ وعليها الخِضابُ فقالت اسْلِتِيهِ وأَرغِمِيه معناه أَهِينِيه وارمي به عنك في التراب ورَغَّمَ الأنفُ نفسُه لزق بالرَّغام ويقال رَغَمَ أنفُه إذا خاس في التراب ويقال رَغمَ فلان أنفه
( * قوله « ويقال رغم فلان أنفه » عبارة التهذيب ويقال رغم فلان أنفه وأرغمه إذا حمله على ما لا امتناع له منه ) الليث الرُّغامُ ما يسيل من الأنف من داء أو غيره قال الأزهري هذا تصحيف وصوابه الرُّعام بالعين وقال أبو العباس أحمد بن يحيى من قال الرُّغام فيما يسيل من الأنف فقد صَحَّفَ وكان أبو إسحق الزجاج أَخذ هذا الحرف من كتاب الليث فوضعه في كتابه وتوهم أنه صحيح قال وأَراه عَرَضَ الكتاب على المبرد والقول ما قاله ثعلب
( * قوله « والقول ما قاله ثعلب » يعني أنه بالعين المهملة كما يستفاد من التكملة ) قال ابن سيده والرَّغامُ والرُّغامُ
( * قوله « والرغام والرغام إلخ » هما بفتح الراء في الأول وضمها في الثاني هكذا بضبط الأصل والمحكم ) ما يسيل من الأنف وهو المخاط والجمع أَرْغِمَةٌ وخص اللحياني به الغَنم والظِّباء وأَرْغَمَتْ سال رُغامُها وقد تقدم في العين المهملة أَيضاً والمُراغَمَةُ الهِجْرانُ والتباعد والمُراغَمةُ المغاضبة وأَرْغَمَ أَهله وراغَمَهُمْ هجرهم وراغَم قومه نَبَذهُم وخرج عنهم وعاداهم ولم أُبالِ رَغْم أنفِه
( * قوله « ولم أبال رغم أنفه هو بهذا الضبط في التهذيب ) أي وإن لَصِقَ أََنفُه بالتراب والتَّرَغُّمُ التغضُّب وربما جاء بالزاي قال ابن بري ومنه قوله الحُطَيئَةِ تَرى بين لَحْيَيها إذا ما تَرَغَّمَتْ لُغاماً كبيت العَنْكَبُوتِ المُمَدَّدِ والمُراغَمُ السَّعَةُ والمضطَرَبُ وقيل المَذْهب والمَهْرب في الأرض وقال أبو إسحق في قوله تعالى يَجدْ في الأرض مُراغَماً معنى مُراغَماً مُهاجَراً المعنى يَجِدْ في الأرض مُهاجَراً لأن المُهاجِرَ لقومه والمُراغِمَ بمنزلة واحدة وإن اختلف اللفظان وأنشد إلى بَلَدٍ غيرِ داني المَحَل بعيدِ المُراغَمِ والمُضْطَرَبْ قال وهو مأْخوذ من الرَّغام وهو التراب وقيل مُراغَماً مُضْطَرَباً وعبد مُراغِمٌ
( * قوله « وعبد مراغم » مضبوط في نسخة من التهذيب بكسر الغين وقال شارح القاموس بفتح الغين ) أي مضطربٌ على مَواليه والمُراغَمُ الحصن كالعَصَرِ عن ابن الأعرابي وأنشد للجَعْدِيّ كَطَوْدٍ يُلاذُ بأََرْكانِهِ عَزيزِ المُراغَمِ والمَهْرَبِ وأنشد ابن بري لسالم بن دارة أَبْلِغْ أَبا سالمٍ أَن قد حَفَرْت له بئراً تُراغَمُ بين الحَمْضِ والشَّجَرِ وما لي عن ذلك مَرْغَمٌ أي منع ولا دفع والرُّغامى زيادة الكبد مثل الرُّعامى بالغين والعين المهملة وقيل هي قصبة الرِّئة قال أبو وَجْزَةَ السَّعْديّ شاكَتْ رُغامى قَذُوفِ الطَّرْف خائفةٍ هَوْلَ الجَنان وما هَمَّتْ بإدْلاجِ وقال الشَّمَّاخُ يصف الحُمُرَ يُحَشرِجُها طَوْراً وطَوْراً كأنَّما لها بالرُّغامى والخَياشِم جارِزُ قال ابن بري قال ابن دريد الرُّغامى قصب الرئَةِ وأنشد يَبُلُّ من ماء الرُّغامى لِيتَهُ كما يَرُبُّ سالئٌ حَمِيتَهُ والرُّغامى من الأَنف وقال ابن القُوطِيَّة الرُّغامى الأَنف وما حوله والرُّغامى نبت لغة في الرُّخامى والتَّرَغُّمُ الغضب بكلام وغيره والتَّزَغُّم بكلام وقد روي بيت لبيد على خير ما يُلْقى به مَن تَرَغَّما ومن تَزَعَّما وقال المفضل في قوله فعلته على رَغْمِه أَي على غضبه ومساءته يقال أَرْغَمْتُه أَي أَغضبته قال مُرَقِّشِ ما دِيننا في أَنْ غَزا مَلِكٌ من آل جَفْنَةَ حازِمٌ مُرْغَمْ معناه مُغْضَب وفي حديث أبي هريرة صَلِّ في مُراح الغنم وامسح الرُّغامَ عنها قال ابن الأثير كذا رواه بعضهم بالغين المعجمة قال ويجوز أَن يكون أَراد مسح التراب عنها رعاية لها وإصلاحاً لشأْنها ورُغَيْم اسم

رفم
التهذيب ابن الأعرابي الرَّفَمُ النعيم التام

رقم
الرَّقْمُ والتَّرقيمُ تَعْجيمُ الكتاب ورَقَمَ الكتاب يَرْقُمُهُ رَقْماً أَعجمه وبيَّنه وكتاب مَرْقُوم أي قد بُيِّنتْ حروفه بعلاماتها من التنقيط وقوله عز وجل كتاب مَرْقُومٌ كتاب مكتوب وأنشد سأَرْقُم في الماء القَراحِ إليكُم عل بُعْدِكُمْ إن كان للماء راقِمُ أَي سأَكتب وقولهم هو يَرْقُمُ في الماء أي بلغ من حِذْقه بالأُمور أن يَرْقُمَ حيث لا يثبت الرَّقْمُ وأما المؤمن فإن كتابه يجعل في عِلِّيِّينَ السماء السابعة وأما الكافر فيجعل كتابه في أسفل الأرضين السابعة والمِرْقَمُ القَلَمُ يقولون طاح مِرْقَمُك أي أَخطأَ قلمك الفراء الرَّقِيمةُ المرأة العاقلة البَرْزَةُ الفَطِنَةُ وهو يَرْقُمُ في الماء يضرب مثلاً للفَطِنِ والمُرَقِّمُ والمُرَقِّنُ الكاتب قال دار كَرَقْم الكاتب المُرَقّن والرَّقْمُ الكتابة والختم ويقال للرجل إذا أَسرف في غضبه ولم يقتصد طَما مِرْقَمُكَ وجاش مرْقَمُكَ وغَلى وطَفَح وفاضَ وارتفع وقَذَفَ مِرْقَمُكَ والمَرْقُومُ من الدواب الذي في قوائمه خطوط كَيَّاتٍ وثور مَرْقُوم القوائم مُخَطَّطُها بسواد وكذلك الحمار الوحشي التهذيب والمَرْقُومُ من الدواب الذي يكوى على أَوْظِفَتِهِ كَيّاتٍ صغاراً فكل واحدة منها رَقْمَةٌ وينعت بها الحمار الوحشي لسواد على قوائمه والرَّقْمتانِ شبه ظُفْرَين في قوائم الدابة متقابلتين وقيل هو ما اكتنف جاعِرتي الحمار من كَيَّة النار ويقال للنكتتين السوداوين على عَجُزِ الحمار الرَّقْمتان وهما الجاعرتان ورَقْمتا الحمار والفرسِ الأثَرانِ بباطن أَعضادهما وفي الحديث ما أَنتم في الأُمم إلا كالرَّقْمة في ذراع الدابة الرَّقْمَةُ الهَنَةُ الناتئة في ذراع الدابة من داخل وهما رَقمتان في ذراعيها وقيل الرَّقْمتان اللتان في باطن ذراعي الفرس لا تُنْبِتان الشعر ويقال للصَّناعِ الحاذقة بالخِرازة هي تَرْقُمُ الماء وتَرْقُمُ في الماء كأنها تخط فيه والرَّقْمُ خَزّ مُوَشّى يقال خَزٌّ رَقْم كما يقال بُرْدٌ وَشْي والرَّقْمُ ضرب من البُرود قال أبو خراش تقول ولولا أنت أُنْكَحْتُ سيداً أزَفُّ إليه أَو حُمِلْتُ على قَرْمِ لَعَمْري لقد مُلِّكْتِ أَمْرَك حِقْبةً زماناً فهلا مِسْتِ في العَقْمِ والرَّقْمِ والرَّقْمُ ضرب مخطط من الوَشْي وقيل من الخَزِّ وفي الحديث أَتى فاطمة عليها السلام فوجد على بابها ستْراً مُوَشًّى فقال ما لنا والدنيا والرَّقْم ؟ يريد النقش والوَشْيَ والأصل فيه الكتابة وفي حديث علي عليه السلام في صفة السماء سَقْف سائر ورَقِيمٌ مائر يريد به وَشْيَ السماء بالنجوم ورَقَمَ الثوب يَرْقُمُه رَقْماً ورَقَّمهُ خططه قال حميد فَرُحْنَ وقد زايَلنَ كل صَنِعَةٍ لهنّ وباشَرنَ السَّديلَ المُرَقَّما والتاجر يَرْقُمُ ثوبه بسِمَته ورَقْمُ الثوب كتابه وهو في الأصل مصدر يقال رَقَمْتُ الثوب ورَقَّمْتُه تَرْقِيماً مثله وفي الحديث كان يزيد في الرَّقْمِ أي ما يكتب على الثياب من أَثمانها لتقع المرابحة عليه أو يغترّ به المشتري ثم استعمله المحدثون فيمن يكذب ويزيد في حديثه ابن شميل الأَرْقَمُ حية بين الحيتين مُرَقَّم بحمرة وسواد وكُدْرَةٍ وبُغْثَةٍ ابن سيده الأَرْقَمُ من الحيّات الذي فيه سواد وبياض والجمع أُراقِمُ غلب غلبة الأَسماء فكُسِّرَ تكسيرها ولا يوصف به المؤنث يقال للذكر أَرْقَم ولا يقال حية رَقْماء ولكن رَقْشاء والرَّقَمُ والرُّقْمَةُ لون الأَرْقَم وقال رجل لعمر رضي الله عنه مثلي كمثل الأَرْقَمِ إن تقتله يَنْقَمْ وإن تتركه يَلْقمْ وقال شمر الأَرقَمُ من الحيات الذي يشبه الجانَّ في اتقاء الناس من قتله وهو مع ذلك من أَضعف الحَيّات وأَقلها غضباً لأَن الأَرْقَمَ والجانّ يتقى في قتلهما عقوبة الجن لمن قتلهما وهو مثل قوله إن يُقْتَل يَنْقَمْ أي يُثْأرْ به وقال ابن حبيب الأَرْقَمُ أَخبث الحيات وأَطلبها للناس والأَرْقَمُ إذا جعلته نعتاً قلت أََرْقَشُ وإنما الأرقَمُ اسمه وفي حديث عمر هو إذاً كالأَرْقَمِ أي الحية التي على ظهرها رَقْمٌ أي نقش وجمعها أَراقِمُ والأَراقِمُ قوم من ربيعة سُمُّوا الأَراقِمَ تشبيهاً لعيونهم بعيون الأَراقِمِ من الحيات الجوهري الأَراقِمُ حي من تَغْلب وهم جُشَم قال ابن بري ومنه قول مُهَلْهِلٍ زَوَّجَها فَقْدُها الأَراقِمَ في جَنْبٍ وكان الحِباءُ من أدَم وجَنْبٌ حيّ من اليمن ابن سيده والأَراقِمُ بنو بكر وجُشَم ومالك والحرث ومعاوية عن ابن الأعرابي قال غيره إنما سُميت الأَراقِمُ بهذا الاسم لأن ناظراً نظر إليهم تحت الدِّثارِ وهم صِغار فقال كأَنّ أَعينهم أَعين الأَراقِمِ فَلَجَّ عليهم اللقبُ والرَّقِمُ بكسر القاف الداهية وما لا يُطاق له ولا يُقام به يقال وقع في الرقِمِ والرَّقِمِ الرَّقْماء إذا وقع فيما لا يقوم به الأصمعي جاء فلان بالرَّقِمِ الرَّقْماء كقولهم بالداهية الدَّهْياء وأنشد تَمَرَّسَ بي من حَيْنه وأنا الرَّقِمْ يريد الداهية الجوهري الرَّقِم بكسر القاف الداهية وكذلك بنت الرَّقِم قال الراجز أَرْسَلَها عَليقَة وقد عَلِمْ أن العَلِيقاتِ يلاقِينَ الرَّقِمْ وجاء بالرَّقِمِ والرَّقْمِ أي الكثير والرَّقِيمُ الدَّواة حكاه ابن دريد قال ولا أَدري ما صحته وقال ثعلب هو اللوح وبه فسر قوله تعالى أَم حسبت أَن أَصحاب الكهف والرَّقِيم وقال الزجاج قيل الرَّقِيمُ اسم الجبل الذي كان فيه الكهف وقيل اسم القرية التي كانوا فيها والله أعلم وقال الفراء الرّقِيمُ لوحُ رَصاصٍ كتبت فيه أَسماؤهم وأَنسابهم وقصصهم ومِمَّ فَرُّوا وسأَل ابن عباس كعباً عن الرَّقِيم فقال هي القرية التي خرجوا منها وقيل الرَّقِيمُ الكتاب وذكر عِكْرِمةُ عن ابن عباس أنه قال ما أَدري ما الرَّقِيمُ أَكتاب أم بنيان يعني أَصحاب الكهف والرَّقيمِ وحكى ابن بري قال قال أبو القاسم الزجاجي في الرَّقيم خمسة أقوال أحدهما عن ابن عباس أنه لوح كتب فيه أَسماؤهم الثاني أنه الدَّواة بلغة الرُّوم عن مجاهد الثالث القرية عن كعب الرابع الوادي الخامس الكتاب عن الضحاك وقتادة وإلى هذا القول يذهب أَهل اللغة وهو فَعِيلٌ في معنى مَفْعول وفي الحديث كان يسوي بين الصفوف حتى يَدَعَها مثل القِدْحِ أو الرَّقِيمِ الرّقِيمُ الكتاب أي حتى لا ترى فيها عِوَجاً كما يُقَوِّم الكاتب سُطوره والتَّرْقِيمُ من كلام أَهل ديوان الخراج والرَّقْمةُ الروضة والرّقْمتان روضتان إحداهما قريب من البصرة والأُخرى بنَجْدٍ التهذيب والرَّقْمتانِ روضتان بناحية الصَّمَّانِ وإياهما أَراد زهير بقوله ودار لها بالرّقْمَتَيْنِ كأَنّها مَراجيع وَشْمٍ في نَواشِر مِعْصَمِ ورَقْمةُ الوادي مجتَمَعُ مائه فيه والرَّقْمةُ جانب الوادي وقد يقال للرّوْضة وفي الحديث صَعِدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم رَقْمَةً من جبل رَقمةُ الوادي جانبه وقيل مجتمع مائه وقال الفراء رَقْمَةُ الوادي حيث الماء والمَرْقُومة أَرض فيها نُبَذٌ من النبت والرَّقَمَةُ نبات يقال إنه الخُبّازَى وقيل الرَّقَمَةُ من العُشب العظام تنبت متسطحة غَصَنَةً كباراً وهي من أول العُشْب خروجاً تنبت في السهل وأَول ما يخرج منها ترى فيه حُمرة كالعِهْن النافض وهي قليلة ولا يكاد الما يأْكلها إلا من حاجة وقال أبو حنيفة الرَّقَمَةُ من أَحْرار البَقْل ولم يصفها بأَكثر من هذا قال ولا بلغتني لها حِلْيةٌ التهذيب الرَّقَمَةُ نبت معروف يشبه الكَرِشَ ويوم الرَّقَمِ يوم لغَطَفان على بني عامر الجوهري ويوم الرَّقَمِ من أيام العرب عُقِرَ فيه قُرْزُلٌ فرس طُفَيْلِ بن مالك قال ابن بري ذكر الجوهري أنه فرس عامر بن الطُّفَيْلِ قال والصحيح أن قُرْزُلاً فرس طُفَيل بن مالك شاهده قول الفرزذق ومِنهنَّ إذ نَجَّى طُفَيْلَ بن مالكٍ على قُرْزُلٍ رَجْلا رَكوضِ الهَزائِمِ وقوله أيضاً ونَجَّى طُفَيْلاً من عُلالَةِ قُرْزُلٍ قَوائمُ نَجَّى لحمَهُ مُسْتَقِيمها والرَّقَمِيَّاتُ سهام تنسب إلى موضع بالمدينة ابن سيده والرَّقَمُ موضع تعمل فيه النِّصالُ قال لبيد فرَمَيْتُ القومَ رِشْقاً صائباً ليس بالعُصْلِ ولا بالمُقْتَعِلّ رَقَمِيَّاتٌ عليها ناهضٌ تُكلِحُ الأرْوَقُ منهم والأَيَلّ أي عليها ريشُ ناهضٍ وقد تقدم الناهضُ والرّقِيمُ والرُّقَيْمُ موضعان والرَّقيمُ فرس حِزام بن وابصة

ركم
الرَّكْمُ جمعك شيئاً فوق شي حتى تَجْعله رُكاماً مركوماً كركام الرمل والسحاب ونحو ذلك من الشيء المُرْتكِم بعضه على بعض رَكَمَ الشيء يَرْكُمُه إذا جَمَعه وأَلقى بعضه على بعض وهو مَرْكُومٌ بعضُه على بعض وارْتَكَمَ الشيءُ وتَراكَمَ إذا اجتمع الن سيده الرَّكْمُ إلقاء بعض الشيء على بعض وتَنْضيده رَكَمَه يَرْكُمُهُ رَكْماً فارْتَكَمَ وتَراكَمَ وشيء رُكامٌ بعضه على بعض وفي التنزيل العزيز ثم يجعله رُكاماً يعني السحاب ابن الأعرابي الرَّكَمُ السحاب المُتَراكِمُ الجوهري الرُّكامُ الرمل المُتَراكم وكذلك السحاب وما أَشبهه وفي حديث الاستسقاء حتى رأَيتُ رُكاماً الرُّكامُ ضَخْمٌ كأنه قد رُكِمَ بعضُه على بعض أَنشد ثعلب وتَحْمِي به حَوْماً رُكاماً ونسوة عليهن قَزٌّ ناعم وحَريرُ والرُّكْمةُ الطين والتراب المجموع وفي الحديث فجاء بعُودٍ وجاء ببعرة حتى رَكَموا فصار سواداً ومُرْتَكَمُ الطريق بفتح الكاف جادَّتُهُ ومَحَجَّتُهُ

رمم
الرَّمّ إصلاح الشيء الذي فسد بعضه من نحو حبل يَبْلى فتَرُمُّهُ أو دار تَرُمُّ شأْنها مَرَمَّةً ورَمُّ الأَمر إصلاحه بعد انتشاره الجوهري رَمَمْتُ الشيء أَرُمُّهُ وأَرِمُّهُ رَمّاً ومَرَمَّةً إذا أَصلحته يقال قد رَمَّ شأْنه ورَمَّهُ أَيضاً بمعنى أَكله واسْتَرَمَّ الحائطُ أي حان له أن يُرَمَّ إذا بعد عهده بالتطيين وفي حديث النعمان بن مُقَرِّنٍ فلينظر إلى شِسْعه ورَمِّ ما دَثَرَ من سلاحه الرَّمُّ إصلاح ما فسد ولَمُّ ما تفرق ابن سيده رَمَّ الشيءَ يَرُمُّهُ رَمّاً أَصلحه واسْتَرَمَّ دعا إلى إصلاحه ورَمَّ الحبلُ تقطع والرِّمَّةُ والرُّمَّةُ قطعة من الحبْل بالية والجمع رِمَمٌ ورِمام وبه سمي غَيْلانُ العدوي الشاعر ذا الرُّمَّةِ لقوله في أُرجوزته يعني وَتِداً لم يَبْقَ منها أَبَدَ الأَبِيدِ غيرُ ثلاثٍ ماثلاتٍ سُودِ وغيرُ مَشْجوجِ القَفا مَوتُودِ فيه بَقايا رُمَّةِ التَّقْليدِ يعني ما بقي في رأْس الوَتِدِ من رُمَّةِ الطُّنُبِ المعقود فيه ومن هذا يقال أَعطيته الشيء برُمَّتِه أي بجماعته والرُّمَّةُ الحبل يقلَّد البعير قال أبو بكر في قولهم أَخذ الشيء برُمَّتِه فيه قولان أَحدهما أَن الرُّمَّةَ قطعة حبل يُشَدُّ بها الأَسير أَو القاتلُ إذا قِيدَ إلى القتل للقَوَدِ وقولُ عليّ يدلّ على هذا حين سئل عن رجل ذكر أَنه رأَى رجلاً مع امرأته فقتله فقال إن أَقام بَيِّنَةً على دعواه وجاء بأربعة يشهدون وإلا فلْيُعْطَ برُمَّتِهِ يقول إن لم يُقِم البينة قاده أَهله بحبل عنقه إلى أَولياء القتيل فيقتل به والقول الآخر أَخذت الشيء تامّاً كاملاً لم ينقص منه شيء وأَصله البعير يشد في عنقه حبل فيقال أَعطاه البعير برُمَّته قال الكميت وَصْلُ خَرْقاءَ رُمَّةٌ في الرِّمام قال الجوهري أَصله أن رجلاً دفع إلى رجل بعيراً بحبل في عنقه فقيل ذلك لكل من دفع شيئاً بجملته وهذا المعنى أَراد الأَعشى بقوله يخاطب خَمَّاراً فقلتُ له هذِه هاتِها بأَدْماءِ في حَبْل مُقْتادِها وقال ابن الأَثير في تفسير حديث عليّ الرُّمَّةُ بالضم قطعة حبْل يُشَدُّ بها الأَسير أَو القاتل الذي يُقاد إلى القصاص أي يُسلَّم إليهم بالحبل الذي شُدَّ به تمكيناً لهم منه لئلا يَهْرُبَ ثم اتسعوا فيه حتى قالوا أَخذت الشيء برُمَّتِهِ وبزَغْبَرِهِ وبجُمْلَتِه أَي أَخذته كله لم أَدع منه شيئاً ابن سيده أخذه برُمَّته أي بجماعته وأَخذه برُمَّتِهِ اقتاده بحبله وأَتيتك بالشيء برُمَّتِهِ أي كله قال ابن سيده وقيل أَصله أن يُؤْتى بالأَسير مشدوداً برُمَّتِهِ وليس بقوي التهذيب والرُّمَّة من الحبل بضم الراء ما بقي منه بعد تقطعه وجمعها رُمٌّ وفي حديث علي كرم الله وجهه يَذُمُّ الدنيا وأَسبابُها رِمامٌ أي بالية وهي بالكسر جمع رُمَّةٍ بالضم وهي قطعة حبل بالية وحبل رِمَمٌ ورِمامٌ وأرْمام بالٍ وصفوه بالجمع كأنهم جعلوا كل جزء واحداً ثم جمعوه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الاستنجاء بالرَّوْثِ والرِّمَّةِ والرِّمَّةُ بالكسر العظام البالية والجمع رِمَمٌ ورِمام قال لبيد والبيت إن تعرَ مني رِمَّةٌ خَلَقاً بعد المَماتِ فإني كنتُ أَثَّئِرُ والرمِيمُ مثل الرِّمَّةِ قال الله تعالى قال من يُحْيي العِظام وهي رَمِيمٌ قال الجوهري إنما قال الله تعالى وهي رَمِيمٌ لأن فعيلاً وفَعُولاً قد استوى فيهما المذكر والمؤنث والجمع مثل رَسُول وعَدُوٍّ وصَديقٍ وقال ابن الأثير في النهي عن الاستنجاءِ بالرِّمَّة قال يجوز أن تكون الرِّمَّة جمع الرَّمِيم وإنما نهى عنها لأَنها ربما كانت ميتة وهي نجسة أَو لأَن العظم لا يقوم مقام الحجر لملاسته وعظم رَمِيمٌ وأَعظم رَمائِمُ ورَمِيمٌ أَيضاً قال حاتم أَو غيره الشك من ابن سيده أَما والذي لا يَعْلَمُ السِّرَّ غَيْرُهُ ويُحْيي العِظامَ البِيضَ وهي رَمِيمُ وقد يجوز أن يعني بالرَّمِيمِ الجنس فيضع الواحد موضع لفظ الجمع والرَّمِيمُ ما بقي من نبت عام أَول عن اللحياني وهو من ذلك ورَمَّ العظمُ وهو يَرِمُّ بالكسر رَمّاً ورَمِيماً وأَرَمَّ صار رِمَّةً الجوهري تقول منه رَمَّ العظمُ يَرِمُّ بالكسر رِمَّةً أَي بَلِيَ ابن الأَعرابي يقال رَمَّتْ عظامه وأَرَمَّتْ إذا بَلِيَتْ وفي الحديث قالوا يا رسول الله كيف تُعْرَضُ صلاتُنا عليك وقد أَرَمَّتَ ؟ قال ابن الأَثير قال الحربي كذا يرويه المحدثون قال ولا أَعرف وجهه والصواب أَرَمَّتْ فتكون التاء لتأْنيث العظام أو رَمِمْتَ أي صِرْتَ رَمِيماً وقال غيره إنما هو أَرَمْتَ بوزن ضَرَبْتَ وأَصله أَرْمَمْتَ أي بَلِيتَ فحذفت إحدى الميمين كما قالوا أَحَسْتَ في أَحْسَسْتَ وقيل إنما هو أَرْمَتَّ بتشديد التاء على أَنه أَدغم إحدى الميمين في التاء قال وهذا قول ساقط لأن الميم لا تدغم في التاء أبداً وقيل يجوز أن يكون أُرِمْتَ بضم الهمزة بوزن أُمِرْتَ من قولهم أَرَمَت الإبل تَأْرمُ إذا تناولت العلفَ وقلعته من الأرض قال ابن الأثير أَصل هذه الكلمة من رَمَّ الميتُ وأَرَمَّ إذا بَليَ والرِّمَّةُ العظم البالي والفعل الماضي من أَرَمَّ للمتكلم والمخاطب أَرْمَمْتُ وأَرْمَمْتَ بإظهار التضعيف قال وكذلك كل فعل مضعَّف فإنه يظهر فيه التضعيف معهما تقول في شَدَّ شَدَدْتُ وفي أَعَدَّ أَعْدَدْتُ وإنما ظهر التضعيف لأن تاء المتكلم والمخاطب متحركة ولا يكون ما قبلها إلا ساكناً فإذا سكن ما قبلها وهي الميم الثانية التقى ساكنان فإن الميم الأُولى سكنت لأَجل الإدغام ولا يمكن الجمع بين ساكنين ولا يجوز تحريك الثاني لأنه وجب سكونه لأجل تاء المتكلم والمخاطب فلم يبق إلا تحريك الأول وحيث حُرِّكَ ظهر التضعيف والذي جاء في هذا الحديث بالإدغام وحيث لم يظهر التضعيف فيه على ما جاء في الرواية احتاجوا أن يُشَدِّدُوا التاء ليكون ما قبلها ساكناً حيث تعذر تحريك الميم الثانية أو يتركوا القِياسَ في التزام سكون ما قبل تاء المتكلم والمخاطب قال فإن صحت الرواية ولم تكن مُحَرَّفَةً فلا يمكن تخريجه إلا على لغة بعض العرب فإن الخليل زعم أن ناساً من بَكْر بن وائلٍ يقولون رَدَّتُ ورَدَّتَ وكذلك مع جماعة المؤنث يقولون رُدَّنَ ومُرَّنَ يريدون رَدَدْتُ ورَدَدْتَ وارْدُدْنَ وامْرُرْنَ قال كأَنهم قَدَّرُوا الإدْغامَ قبل دخول التاء والنون فيكون لفظ الحديث أَرَمَّتَ بتشديد الميم وفتح التاء والرَّميمُ الخَلَقُ البالي من كل شيء ورَمَّتِ الشاةُ الحشيش تَرُمُّه رَمّاً أَخذته بشفتها وشاة رَمُومٌ تَرُمُّ ما مَرَّتْ به ورَمَّتِ البهمةُ وارْتَمَّتْ تناولت العيدان وارْتَمَّتِ الشاة من الأرض أي رَمَّتْ وأَكلت وفي الحديث عليكم بأَلْبان البقر فإنها تَرُمُّ من كل الشجر أي تأْكل وفي رواية تَرْتَمُّ قال ابن شميل الرَّمُّ والارْتِمامُ الأَكل والرُّمامُ من البَقْلِ حين يَبْقُلُ رُمامٌ أيضاً الأزهري سمعت العرب تقول للذي يَقُشُّ ما سقط من الطعام وأَرْذَله ليأْكله ولا يَتَوَقَّى قَذَرَهُ فلانٌ رَمَّام قَشَّاش وهو يَتَرَمَّمُ كل رُمامٍ أَي يأْكله وقال ابن الأعرابي رَمَّ فلان ما في الغَضارَةِ إذا أَكل ما فيها والمِرَمَّةُ بالكسر شفة البقرة وكلِّ ذات ظِلْفٍ لأنها بها تأْكل والمَرَمَّةُ بالفتح لغة فيه أبو العباس هي الشفة من الإنسان ومن الظِّلْفِ المِرَمَّة والمِقَمَّة ومن ذوات الخف المِشْفَرُ وفي حديث الهِرَّة حَبَسَتْها فلا أطْعَمَتْها ولا أَرسلتْها تُرَمْرِمُ من خَشاشِ الأرض أي تأْكل وأَصلها من رَمَّتِ الشاة وارْتَمَّتْ من الأرض إذا أَكلت والمِرَمَّةُ من ذوات الظلف بالكسر والفتح كالفَم من الإنسان والرِّمُّ بالكسر الثَّرى يقال جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ إذا جاء بالمال الكثير وقيل الطِّمُّ البحر والرِّمُّ بالكسر الثرى وقيل الطِّمُّ الرَّطْبُ والرِّمُّ اليابس وقيل الطِّمُّ التُّرْبُ والرِّمُّ الماء وقيل الطِّمُّ ما حمله الماء والرِّمُّ ما حَمله الريح وقيل الرِّمُّ ما على وجه الأرض من فُتات الحشيش والإرْمام آخر ما يبقى من النبت أنشد ثعلب تَرْعى سُمَيْراء إلى إرْمامِها وفي حديث عمر رضي الله عنه قبل أن يكون ثُماماً ثم رُماماً الرُّمامُ بالضم مبالغة في الرَّميم يريد الهَشِيمَ المتفتت من النبت وقيل هو حين تنبت رؤوسه فتُرَمُّ أي تؤكل وفي حديث زياد بن حُدَيْرٍ حُمِلْتُ على رِمٍّ من الأَكرْادِ أي جماعة نُزول كالحَيّ من الأَعراب قال أبو موسى فكأَنه اسم أَعجمي قال ويجوز أن يكون من الرِّمِّ وهو الثَّرَى ومنه قولهم جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ والمَرَمَّةُ متاع البيت ومن كلامهم السائر جاء فلان بالطِّمِّ والرِّمِّ معناه جاء بكل شيء مما يكون في البرو البحر أَرادوا بالطِّمِّ البحر والأَصل الطَّمُّ بفتح الطاء فكسرت الطاء لمعاقبته الرِّمَّ والرِّمُّ ما في البر من النبات وغيره وما له ثُمٌ ولا رُمٌّ الثُّمُّ قُماش الناس أَساقيهم وآنيتهم والرُّمُّ مَرَمَّةُ البيت وما عَنْ ذلك حُمٌّ ولا رُمٌّ حُمٌّ مَحال ورُمٌّ إتباع وما له رُمٌّ غيرُ كذا أي هَمٌّ التهذيب ومن كلامهم في باب النفي ما له عن ذلك الأَمرِ حَمٌّ ولا رَمٌّ أي بُدٌّ وقد يضمَّان قال الليث أما حَمٌّ فمعناه ليس يحول دونه قضاء قال ورَمٌّ صِلَةَ كقولهم حَسَن بَسَن وقال الفراء ما له حُمٌّ ولا سُمٌّ أي ما له هَمٌّ غيرك ويقال ما له حُمٌّ ولا رُمٌّ أي ليس له شيء وأما الرُّمُّ فإن ابن السكيت قال يقال ما له ثُمٌّ ولا رُمٌّ وما يملك ثُمّاً ولا رُمّاً قال والثُّمُّ قماش الناس أَساقيهم وآنيتهم والرُّمُّ مَرَمَّةُ البيت قال الأزهري والكلام هو هذا لا ما قاله الليث قال وقرأْت بخط شمر في حديث عُرْوَةَ بن الزبير حين ذكر أُحَيْحَةَ بن الجُلاح وقول أَخواله فيه كنا أهل ثُمِّه ورُمِّه حتى استوى على عُمُمِّهِ قال أَبو عبيد حدّثوه بضم الثاء والراء قال ووجهه عندي ثَمِّه ورَقِّ بالفتح قال والثَّمُّ إصلاح الشيء وإحكامه والرَّمُّ الأَكل قال شمر وكان هاشم بن عبدِ مَنافٍ تزوج سَلْمى بنت زيد النَّجَّاريّة بعد أُحَيْحَةَ بن الجُلاح فولدت له شَيْبةَ وتوفي هاشم وشَبَّ الغلام فقَدِم المطَّلِب بن عبد مناف فرأَى الغلام فانتزعه من أُمِّه وأَرْدَفه راحلته فلما قدم مكة قال الناس أَردَفَ المُطَّلِبُ عبدَه فسمِّي عبدَ المطلب وقالت أُمّه كنا ذوي ثَمِّهِ ورَمِّه حتى إذا قام على تَمِّهِ انتزعوه عَنْوَةً من أُمّهِ وغلب الأَخوالَ حقُّ عَمِّهِ قال أَبو منصور وهذا الحرف رواه الرواة هكذا ذَوي ثُمِّهِ ورُمِّهِ وكذلك روي عن عُرْوة وقد أَنكره أَبو عبيد قال والصحيح عندي ما جاء في الحديث والأَصل فيه ما قال ابن السكيت ما له ثُمٌّ ولا رُمٌّ فالثُّمُّ قماش البيت والرُّمُّ مَرَمَّةُ البيت كأَنها أَرادت كنا القائمين بأَمره حين ولدَتْه إلى أَن شَبَّ وقوي والله أَعلم والرِّمُّ النَّقْي والمُخُّ تقول منه أَرَمَّ العظمُ أَي جرى فيه الرِّمُّ وقال هَجاهُنَّ لمّا أَنْ أَرَمَّتْ عِظامُهُ ولو كان في الأَعْراب مات هُزالا ويقال أَرَمْ العظمُ فهو مُرِمٌّ وأَنْقى فهو مُنْقٍ إذا صار فيه رِمٌّ وهو المخ قال رؤبة نَعَم وفيها مُخّ كلِّ رِمّ وأَرَمّت الناقة وهي مُرِمٌّ وهو أَوَّل السِّمَنِ في الإقبال وآخر الشحم في الهزال وناقة مُرِمّ بها شيء من نِقْيٍ ويقال للشاة إذا كانت مهزولة ما يُرِمُّ منها مَضرَبٌ أي إذا كسر عظم من عظامها لم يُصَبْ فيه مُخّ ابن سيده وما يُرِمّ من الناقة والشاة مَضْرَبٌ أَي ما يُنْقِي والمَضْرَبُ العظم يضرب فيُنْتَقَى ما فيه ونعجةٌ رَمَّاءُ بَيضاءُ لا شِيَة فيها والرِّمَّةُ النَّملةُ ذات الجَناحَين والرِّمَّة الأَرَضَة في بعض اللغات وأَرَمَّ إلى اللهو مالَ عن ابن الأَعرابي وأَرَمَّ سكَتَ عامَّةً وقيل سكَت من فَرَقٍ وفي الحديث فأَرَمَّ القومُ قال أَبو عبيد أَرَمَّ الرجل إرْماماً إذا سكَتَ فهو مُرِمٌّ والإرْمام السكوت وأَرَمَّ القومُ أَي سكتوا وقال حُميد الأَرقط يَرِدْنَ والليلُ مُرِمٌّ طائره مُرْخىً رِواقاه هُجُودٌ سامِرُه وكلَّمَه فما تَرَمْرَمَ أَي ما ردَّ جواباً وتَرَمْرَمَ القومُ تحركوا للكلام ولم يَتَكلَّموا التهذيب أما التَّرَمْرُمُ فهو أَن يحرّك الرجل شفتيه بالكلام يقال ما تَرَمْرَمَ فلان بحرف أَي ما نطق وأَنشد إذا تَرَمْرَمَ أََغْضَى كلّ جَبَّار وقال أَبو بكر في قولهم ما تَرَمْرَمَ معناه ما تحرَّك قال الكيميت تَكادُ الغُلاةُ الجُلْسُ منهن كلَّما تَرَمْرَمَ تُلْقِي بالعَسِيبِ قَذالَها الجوهري وتَرَمْرَمَ إذاحَرَّك فاه للكلام قال أَوس بن حجر ومُسْتَعْجِبٍ مِمَّا يَرَى من أَناتِنا ولو زَبَنَتْه الحَرْبُ لم يَتَرَمْرَمِ وفي حديث عائشة رضي الله عنها كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وَحْشٌ فإذا خرج تَعْني رسول الله صلى الله عليه وسلم لعِب وجاء وذهب فإذا جاء رَبَضَ ولم يَتَرَمْرَمْ ما دام في البيت أَي سكن ولم يتحرك وأكثر ما يستعمل في النفي وفي الحديث أَيّكم المتكلم بكذا وكذ ؟ فأَرَمَّ القوم أَي سكتوا ولم يُجيبُوا يقال أَرَمَّ فهو مُرِمٌّ ويروى فأَزَمَ بالزاي وتخفيف الميم وهو بمعناه لأَن الأزْم الإمساك عن الطعام والكلام ومنه الحديث الآخر فلما سمعوا بذلك أَرَمُّوا ورَهبُوا أَي سكتوا وخافوا والرَّمْرامُ حَشِيش الربيع قال الراجز في خُرُق تَشْبَعُ مِن رَمْرامِها التهذيب الرَّمْرامَةُ حشيشة معروفة في البادية والرَّمْرامُ الكثير منه قال وهو أَيضاً ضرب من الشجر طيب الريح واحدته رَمْرامَة وقال أَبو حنيفة الرَّمْرامُ عُشبة شَاكَةُ العِيدانِ والورق تمنع المس ترتفع ذراعاً وورقها طويل ولها عرض وهي شديدة الخضرة لها زهْرَة صفراء والمواشي تحْرِصُ عليها وقال أَبو زياد الرَّمْرامُ نبت أَغبر يأْخذه الناس يسقون منه من العقرب وفي بعض النسخ يشفون منه قال الطِّرِمَّاحُ هل غير دارٍ بَكَرَتْ رِيحُها تَسْتَنُّ في جائل رَمْرامِها ؟ والرُّمَّةُ والرُّمَةُ بالثقيل والتخفيف موضع والرُّمَّةُ قاعٌ عظيم بنجد تَصُبُّ فيه جماعة أَوْدِيَةٍ أَبو زيد يقال رماه الله بالمُرِمَّاتِ إذا رَماه بالدواهي قال أَبو مالك هي المُسْكتات ومَرْمَرَ إذا غضب ورَمْرَمَ إذا أَصلح شأْنه والرُّمَّانُ معروف فُعْلان في قول سيبويه قال سألته
( * قوله « قال » أي سيبويه وقوله « سألته » يعني الخليل وقد صرح بذلك الجوهري في مادة ر م ن ) عن رُمَّان فقال لا أَصرفه وأَحمله على الأَكثر إذا لم يكن له معنى يعرف وهو عند أَبي الحسن فُعَّال يحمله على ما يجيء في النبات كثيراً مثل القُلاَّم والمُلاَّح والحُمَّاض وقول أُم زَرْعٍ فلقي امرأة معها ولَدان لها كالفَهْدَيْنِ يلعبان من تحت خصرها برُمَّانَتَيْنِ فإنما تَعني أَنها ذاتُ كَفَلٍ عظيم فإذا اسْتَلْقَتْ على ظهرها نَبَا الكَفَلُ بها من الأَرض حتى يصير تحتها فجوة يجري فيها الرُّمَّانُ قال ابن الأثير وذلك أن ولديها كان معهما رمانتان فكان أَحدهما يرمي برُمَّانته إلى أَخيه ويرمي أَخوه الأُخرى إليه من تحت خَصْرها قال أَبو عبيد وبعض الناس يذهب بالرُّمَّانتين إلى أنهم الثَّدْيان وليس هذا بموضعه الواحدة رُمَّانةٌ والرُّمَّانة أَيضاً التي فيها علف الفرس ورُمَّانتان موضع قال الراعي على الدار بالرُّمَّانَتَيْنِ تَعُوجُ صُدُورُ مَهَارَى سَيْرُهُنَّ وَسِيجُ ورَمِيم من أسماء الصَّبا وبه سميت المرأةُ قال رَمَتْني وسِِتْرُ الله بيني وبينها عَشِيَّةَ أَحجارِ الكِناسِ رَمِيمُ أَراد بأَحْجار الكِناس رمل الكِناس وأَرْمام موضع ويَرَمْرَمُ جبل وربما قالوا يَلَمْلَمُ وفي الحديث ذكر رُمّ بضم الراء وتشديد الميم وهي بئر بمكة من حفر مُرَّة بن كعب

رنم
الرَّنِيمُ والتَّرْنِيمُ تطريب الصوت وفي الحديث ما أَذِنَ الله لشيء أَذَنَه لنبيّ حسن التَّرَنُّمِ بالقرآن وفي رواية حسن الصوت يتَرَنَّمُ بالقرآن التَّرنُّمُ التطريب والتغَنِّي وتحسين الصوت بالتلاوة ويطلق على الحيوان والجماد ورَنَّمَ الحَمامُ والمُكَّاء والجُنْدُبُ قال ذو الرمة كأنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ إذا تجاوَبَ من بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ والحمامة تَتَرنَّمُ وللمكاء في صوته تَرْنِيمٌ الجوهري الرَّنَمُ بالتحريك الصوت وقد رَنِمَ بالكسر وتَرَنّمَ إذا رجّع صوته والترنيم مثله ومنه قول ذي الرمة إذا تجاوَبَ من بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ وتَرَنَّمَ الطائر في هَديرِه وتَرَنَّمَ القوس عند الإنْباضِ وتَرَنَّمَ الحمام والقوس والعود وكل ما اسْتُلِذَّ صوته وسمع منه رَنَمَةٌ حسنة
( * قوله « رنمة حسنة » كذا هو مضبوط في الأصل بالتحريك وإليه مال شارح القاموس وأيده بعبارة الأساس ) فله تَرْنِيمٌ وأَنشد بيت ذي الرمة وقال أَراد ببرديه جناحيه وله صَريرٌ يقع فيهما إذا رَمِضَ فطار وجعله تَرْنِيماً ابن الأَعرابي الرُّنُمُ المُغَنِّيات المُجِيدات قال والرُّنُمُ الجواري
( * قوله « والرنم الجواري » كذا هو بالأصل بالنون وكتب عليه بالهامش ما نصه صوابه الرمم ) الكَيِّساتُ وقوس تَرْنَمُوتٌ لها حَنين عند الرمي والتَّرْنَموت أَيضاً تَرَنُّمها عند الإنْباض قال أَبو تراب أَنشدني الغَنَويّ في القوس شِرْيانَةٌ تُرْزِم من عُنْتُوتها تُجاوِبُ القَوْسَ بتَرْنَمُوتِها تَسْتَخْرِجُ الحَبَّة من تابوتِها يعني حبة القلب من الجوف وقوله بِتَرْنَمُوتها أي بتَرَنُّمها الجوهري والتَّرْنَموتُ التَّرَنُّمُ زادوا فيه الواو والتاء كما زادوا في ملكوت الأَصمعي من نبات السهل الحُرْبُثُ والرَّنَمَةُ والتَّرِبَةُ قال شمر رواه المِسْعَريُّ عن أَبي عبيد الرَّنَمة قال وهو عندنا الرَّتَمة قال أَبو منصور الرَّنَمَةُ من دِقِّ النبات معروف وقال ابن الأَعرابي الرَّنَمَةُ بالنون ضرب من الشجر قال أَبو منصور لم يعرف شمر الرَّنَمَةَ فظن أَنه تصحيف وصيره الرَّتَمَةَ والرَّتَمُ من الأَشجار الكبار ذوات الساق والرَّنَمَةُ من دِقِّ النبات

رهم
الرِّهْمةُ بالكسر المطر الضعيف الدائم الصغير القَطْر والجمع رِهَمٌ ورِهامٌ قال أَبو زيد من الدِّيمة الرِّهْمَةُ وهي أَشد وقعاً من الديمة وأَسرع ذهاباً وفي حديث طهفة ونستحيل الرِّهامَ وهي الأمطار الضعيفة وأَرْهَمَتِ السحابة أَتت بالرِّهام وأَرْهَمَتِ السماء إرْهاماً أَمطرت وروضة مَرْهُومَةٌ ولم يقولوا مُرْهَمَةٌ قال ذو الرمة أَو نَفْحَة من أعالي حَنْوَةٍ مَعَجَتْ فيها الصَّبا مَوْهِناً والرَّوْضُ مَرْهومُ ونزلنا بفلان فكنا في أَرْهَمِ جانبيه أَي أَخصبهما والمَرْهَمُ طِلاء يُطْلى به الرجح وهو ألين ما يكون من الدواء مشتق من الرِّهْمَةِ للينه وقيل هو معرب والرَّهامُ ما لا يصيد من الطير الأَزهري والرُّهْم جماعته وبه سميت المرأة رُهْماً قال وقيل الرُّهامُ جمع رُهامةٍ قال الأَزهري لا أعرف الرُّهامَ قال وأَرجو أَن يكون صحيحاً وبنو رُهْم بطن الجوهري ورُهْمٌ بالضم اسم امرأة وأَنشد الأزهري في ترجمة برعس إنْ سَرَّكَ الغُزْرُ المَكُودُ الدائمُ فاعْمِدْ بَراعِيسَ أَبوها الرَّاهِمُ قال وراهِمٌ اسم فحل

رهسم
رَهْسَمَ في كلامه ورَهْسَمَ الخبرَ أَتى منه بطَرَفٍ ولم يُفْصِح بجميعه ورَهْمَسه مثل رَهْسَمَه وأُتيَ الحجاج برجل فقال أَمن أَهل الرَّسِّ والرَّهْمَسَةِ أَنت ؟ كأَنه أَراد المسارَّة في إثارة الفتن وشقِّ العَصا بين المسلمين يُرَهْمِسُ ويُرَهْسِمُ إذا سارَّ وساوَرَ

روم
رام الشيءَ يَرومُهُ رَوْماً ومَراماً طلبه ومنه رَوْمُ الحركة في الوقف على المرفوع والمجرور قال سيبويه أَما الذين راموا الحركة فإنه دعاهم إلى ذلك الحِرْصُ على أَن يُخرجوها من حالِ ما لزمه إسكانٌ على كل حال وأَن يُعلموا أَن حالها عندهم ليس كحال ما سكن على كل حال وذلك أَراد الذين أَشَمُّوا إلا أَن هؤلاء أَشد توكيداً قال الجوهري رَوْمُ الحركة الذي ذكره سيبويه حركة مُخْتَلَسَةٌ مُخْتفاةٌ لضرب من التخفيف وهي أَكثر من الإشمام لأنها تسمع وهي بِزِنَةِ الحركة وإن كانت مُخْتلَسة مثل همزة بين بين كما قال أَأَن زُمَّ أَجْمالٌ وفارقَ جيرة وصاح غُراب البَيْنِ أَنتَ حَزِينُ قوله أَأَن زم تقطيعه فعولن ولا يجوز تسكين العين وكذلك قوله تعالى شَهْرُ رَمضان فيمن أَخفى إنما هو بحركة مختلسة ولا يجوز أَن تكون الراء الأُولى ساكنة لأَن الهاء قبلها ساكن فيؤدي إلى الجمع بين الساكنين في الوصل من غير أَن يكون قبلها حرف لين قال وهذا غير موجود في شيء من لغات العرب قال وكذلك قوله تعالى إنا نحن نزَّلنا الذكر وأَمَّنْ لا يَهِدِّي ويَخَصِّمون وأَشباه ذلك قال ولا مُعْتَبَر بقول القُرَّاء إن هذا ونحوه مدغم لأَنهم لا يُحَصِّلون هذا الباب ومن جمع بين الساكنين في موضع لا يصح فيه اختلاس الحركة فهو مخطئ كقراءَة حمزة في قوله تعالى فما اسطاعوا لأَنَّ سين الاستفعال لا يجوز تحريكها بوجه من الوجوه قال ابن سيده والمَرامُ المَطْلَبُ ابن الأَعرابي رَوَّمْتُ فلاناً ورَوَّمْتُ بفلان إذا جعلته يطلب الشيء والرامُ ضرب من الشجر والرَّوْمُ شَحْمة الأُذن وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه أَوصى رجلاً في طهارته فقال تَعَهَّد المَغْفَلَةَ والمَنْشَلَةَ والرَّوْمَ هو شحمة الأُذن والرُّومُ جيل معروف واحدهم رُوميّ يَنْتَمون إلى عِِيصُو بن إسحق النبي عليه السلام ورُومانُ بالضم اسم رجل قال الفارسي رُومٌ ورُومِيّ من باب زَنْجِيّ وَزَنْج قال ابن سيده ومثله عندي فارِسيّ وفِرْسٌ قال وليس بين الواحد والجمع إلا الياء المشددة كما قالوا تمرة وتمر ولم يكن بين الواحد والجمع إلا الهاء قال والرُّومَة بغير همز الغِراء الذي يلصق به ريش السهم قال أَبو عبيد هي بغير همز وحكاها ثعلب مهموزة ورُومة بئر بالمدينة وبئر رُومَةَ بضم الراء التي حفرها عثمان بناحية المدينة وقيل اشتراها وسَبَّلها وقال أَبو عمرو الرُّومِيُّ شِراعُ السفينة الفارغة والمُرْبعُ شِراع المَلأَى ورامَةُ اسم موضع بالبادية وفيه جاء المثل تَسْألُني برامَتَيْنِ سَلْجَما والنسبة إليهم رامِيّ على غير قياس قال وكذلك النسبة إلى رامَهُرْمُزَ وهو بلد وإن شئت هُرْمُزِيّ قال ابن بري قال أَبو حنيفة سلجم معرب وأَصله بالشين قال والعرب لا تتكلم به إلا بالسين غير المعجمة وقيل لرامِيٍّ لمَ زرعتم السَّلْجَمَ ؟ فقال معاندة لقوله تَسْأَلُني برامَتَيْنِ سَلْجَما يا مَيُّ لو سأَلتِ شيئاً أَمَما جاء به الكَرِيُّ أَو تَجَشَّما قال ابن بري عند قول الجوهري والنسبة إلى رامة رامِيّ على غير القياس قال هو على القياس قال وكذلك النسب إلى رامَتَيْن رامِيّ كما يقال في النسب إلى الزَّيْدَيْنِ زَيْدِيّ قال فقوله راميّ على غير قياس لا معنى له قال وكذلك النسب إلى رامَهُرْمُز رامِيّ على القياس ورُومَةُ موضع بالسريانية ورُوَيْمٌ اسم ورُومانُ أَبو قبيلة ورُوام موضع وكذلك رامَةُ قال زهير لِمَنْ طَلَلٌ برامَةَ لا يَرِيمُ عفا وخِلالُهُ حُقُبٌ قَدِيمُ ؟ فأما إكثارهم من تثنية رامَةَ في الشعر فعلى قولهم للبعير ذو عَثانِينَ كأنه قسمها جزئين كما قسم تلك أَجزاء قال ابن سيده وإنما قضينا على رامَتَيْنِ أنها تثنية سميت بها البلدة للضرورة لأَنهما لو كانتا أَرْضَين لقيل الرامتين بالألف واللام كقولهم الزيدان وقد جاء الرامَتان باللام قال كثيرِّ خليليّ حُثَّا العِيسَ نُصْبِحْ وقد بَدَتْ لنا من جبال الرامَتَيْنِ مَناكِبُ ورامَهُرْمُزَ موضع وقد تقدم في هذا الفصل ما فيها من اللغات والنسب إليها

ريم
الرَّيْمُ البَراحُ والفعل رامَ يَرِيمُ إذا بَرِحَ يقال ما يَرِيمُ يفعل ذلك أَي ما يَبْرَحُ ابن سيده يقال ما رِمْتُ أَفعله وما رِمْتُ المكان وما رِمْتُ منه ورَيَّمَ بالمكان أقام به وفي الحديث أَنه قال للعباس لا تَرِمْ من منزلك غداً أنت وبَنُوكَ أي لا تَبْرَح وأَكثر ما يستعمل في النفي وفي حديث آخر فَوَالكَعْبَة ما راموا أي ما برحوا الجوهري يقال رامَهُ يَرِيمُهُ رَيْماً أي بَرِحَهُ يقال لا تَرِمْه أَي لا تَبْرَحْهُ وقال ابن أَحمر فأَلْقَى التِّهامِي منهما بلَطاتِه وأَحْلَطَ هذا لا أَرِيمُ مكانِيا ويقال رِمْتُ فلاناً ورِمْتُ من عند فلان بمعنى قال الأَعشى أَبانا فلا رِمْتَ مِن عندنا فإنَّا بخَيْرٍ إذا لم تَرِمْ أَي لا بَرِحْتَ والرَّيْمُ التباعد ما يَرِيمُ قال أَبو العباس وكان ابن الأَعرابي يقول في قولهم يا رمْت بكرٍ قد رمت
( * قوله « في قولهم يا رمت بكر قد رمت » كذا هو بالأصل بهذا الضبط ) قال وغيره لا يقوله إلا بحرف جَحْدٍ قال وأَنشدني هل رامني أحدٌ أراد خَبِيطَتي أَمْ هَلْ تَعَذَّر ساحتي وجَنابي ؟ يريد هل بَرِحَني وغيره ينشده ما رامني ويقال رَيَّمَ فلان على فلان إذا زاد عليه والرَّيْمُ الزيادة والفضل يقال لها رَيمٌْ على هذا أي فضل قال العجاج والعَصْر قبلَ هذه العُصُورِ مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَرِيرِ بالزَّجْرِ والرَّيْمِ على المَزْجورِ أَي من زُجِرَ فعليه الفضل أبداً لأَنه إنما يُزْجَرُ عن أمر قَصَّرَ فيه وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً فَأَقْعِ كما أَقْعَى أَبوكَ على اسْتِهِ يَرَى أَن رَيْماً فوقه لا يُعادِلُهْ والرَّيْمُ الدَّرجة والدُّكَّان يمانية والرَّيْمُ النصيب يَبقى من الجَزورِ وقيل هو عظم يبقى بعدما يُقْسَمُ لحم الجَزور والمَيْسِر وقيل هو عظم يفضل لا يبلغهم جميعاً فيُعْطاه الجَزَّارُ قال اللحياني يؤتى بالجَزور فَيَنْحَرُها صاحبها ثم يجعلها على وَضَمٍ وقد جَزَّأَها عشرة أَجزاء على الوركين والفخذين والعَجُزِ والكاهلِ والزَّوْرِ والمَلْحاء والكتفين وفيهما العضدان ثم يَعْمِدُ إلى الطَّفاطِف وخَرَزِ الرقَبة فيقسمها صاحبها على تلك الأَجزاء بالسوية فإن بقي عظم أَو بَضعة فذلك الرَّيْمُ ثم ينتظر به الجازر من أَراده فمن فاز قِدْحُه فأَخذه يثبت به وإلا فهو للجازر قال شاعر من حَضْرَمَوْتَ وكنتم كَعَظْمِ الرَّيْمِ لم يَدْرِ جازِرٌ على أَيِّ بَدْأَيْ مَقْسِمِ اللحم يُجْعَلُ قال ابن سيده هكذا أنشده اللحياني ورواية يعقوب يُوضَعُ قال والمعروف ما أنشده اللحياني ولم يَرْوِ يُوضع أحد غير يعقوب قال ابن بري البيت لأَوْسِ بن حَجَرٍ من قصيدة عينية وهو للطِرمَّاحِ الأَجَئيّ من قصيدة لامية وقيل لأَبي شَمِرِ بن حُجْر قال وصوابه يُجْعَلُ مكان يوضع قال وكذا أَنشده ابن الأَعرابي وغيره وقبله أَبوكُمْ لئيم غير حُرٍّ وأُمُّكُمْ بُرَيْدَةُ إن ساءتْكُمُ لا تُبَدَّلُ والرَّيْمُ القَبر وقيل وسطه قال مالك بن الرَّيْبِ إذا مُتُّ فاعتادِي القُبورَ وسَلِّمِي على الرَّيْم أُسْقِيتِ الغَمامَ الغَوادِيا والرَّيْمُ آخر النهار إلى اختلاط الظلمة ويقال عليك نهار رَيْمٌ أَي عليك نهار طويل يقال قد بقي رَيْمٌ من النهار وهي الساعة الطويلة ورِيمَ بالرجل إذا قُطِعَ به وقال ورِيمَ بالسَّاقي الذي كان مَعِي ابن السكيت ورَيَّمَ فلان بالمكان تَرْيِيماً أقام به ورَيَّمَتِ السحابة فأغْضَنَتْ إذا دامَت فلم تُقْلِعْ قال ابن بري رَيَّمَ زاد في السير من الرَّيْم وهو الزِّيادة والفضل وعليه قول أَبي الصَّلْتِ رَيَّمَ في البَحْرِ للأَعداءِ أَحْوالا قال وقد يكون رَيَّمَ من الرَّيْمِ وهو آخر النهار فكأَنه يريد أَدْأَبَ السير في ذلك الوقت كما يقال أَوَّبَ إذا سار النهار كله وقد يكون رَيَّمَ من الرَّيْمِ وهو البراح فكأنه يريد أكثر الجَوَلانَ والبَراحَ من موضع إلى موضع والرِّيمُ الظَّبْيُ الأَبيض الخالص البياض قال ابن سيده في كتابه يضع من ابن السكيت أيُّ شيء أَذْهَبُ لزَيْن وأَجْلب لغَمْر عين من معادلته في كتابه الإِصلاح الرَّيْمَ الذي هو القبر والفضل بالرِّيم الذي هو الظبي ظنّ التخفيف فيه وضعاً والرَّيْمُ الظِّرابُ وهي الجبال الصغار والرَّيْمُ العلاوة بين الفَوُدَيْنِ يقال له البرواز ورَيْمان موضع وتِرْيَم موضع وقال هَلْ أُسْوَةٌ لِيَ في رجال صُرِّعُوا بتِلاعِ تِرْيَمَ هامُهُم لم تُقْبَرِ ؟ أَبوعمرو ومَرْيَم مَفْعَل من رام يَرِيم وفي الحديث ذكر رِيمٍ بكسر الراء اسم موضع قريب من المدينة

زأم
زَئِمَ الرجلُ زَأَماً فهو زَئِمٌ وازْدَأَمَ فَزِع واشتد ذُعْرُه وزَأَمَهُ هو ذَعَرَهُ ورجل زئِمٌ فَزِعٌ ورجل مِزْآمٌ وهو غاية الذُّعْر والفَزَعِ وزَئِمَ به إذا صاح به وزُئِم أَي ذُعِرَ على ما لم يسم فاعله وأَزْأَمْتُه على الأَمر أَي أَكرهته مثل أَذْأَمْتُهُ وزَأَمَ لي فلان زَأْمةً أَي طرح كلمة لا أَدري أَحقٌّ هي أَم باطل ويقال ما يعصيه زَأْمَةً أَي كلمة وزأم الرجل يزأَمُ زَأْماً وزُؤاماً مات موتاً وَحِيّاً هذه عن اللحياني وموت زُؤامٌ عاجل وقيل سريع مُجْهِزٌ وقيل كَريه وهو أَصح وقضيت منه زَأْمَتي كَنَهْمَتي أَي حاجتي ابن شميل في كتاب المنطق له زَئِمْتُ الطعام زَأْماً قال والزَّأمُ أَن يملأَ بطنه وقد أَخذ زَأمَتَهُ أي حاجته من الشِّبَع والرِّيِّ وقد اشترى بنو فلان زَأْمَتَهُمْ من الطعام أي ما يكفيهم سنتهم وزَئِمْتُ اليومَ زَأْمَةً أي أَكلة والزَّأْمُ شدة الأَكل وفي الصحاح والزَّأْمة شدة الأَكل والشرب وقال ما الشُّرْبُ إلاَّ زأَماتٌ فالصَّدَرْ وأَزْأَمْتُ الجرح بدمه أَي غمزته حتى لزقت جلدته بدمه ويبس الدم عليه وجرحٌ مُزْأَمٌ قال أَبو منصور هكذا قال ابن شميل أَزْأَمْتُ الجرح بالزاي وقال أَبو زيد في كتاب الهمز أَرْأَمْتُ الجرح إذا داويته حتى يبرأَ إرْآماً بالراء قال والذي قاله ابن شميل صحيح بمعناه الذي ذهب إليه وقال أَبو زيد أَرْأَمْتُ الرجل على أَمر لم يكن من شأْنه إرْآماً إذا أَكرهته عليه قال أَبو منصور وكأَنَّ أَزْأَمَ الجرح في قول ابن شميل أُخذ من هذا قال ابن شميل وزَأَمَهُ القُرُّ وهو أَن يملأَ جوفه حتى يَرْعُدَ منه ويأْخذه لذلك قِلٌّ وقِفَّة أَي رِعْدة ويقال ما عَصيته زَأْمَةً ولا وَشْمَةً والزَّأْمَةُ الصوت الشديد وما سمعت له زَأمَةً أي صوتاً وأَصبحتْ وليس بها زَأْمَةٌ أَي شدة الريح عن ابن الأَعرابي كأَنه أَراد أَصبحت الأَرض أَو البلدة أَو الدار الفراء الزُّؤامِيُّ الرجل القَتَّال من الزُّؤَام وهو الموت

زجم
الزَّجْمُ أَن تسمع شيئاً من الكلمة الخفية وما تكلم بزَجْمَة أَي ما نَبَسَ بكلمة وما سمعت له زَجْمَةً ولا زُجْمَةً أَي نَبْسَةً وسكت فما زَجَمَ بحرف أَي ما نبس وما زَجَمَ إليَّ كلمة يَزْجُمُ زَجْماً أي ما كلمني بكلمة وما عصيته زَجْمَةً منه وزَجَمَ له بشيء ما فهمه والزَّجمةُ بالفتح الصوت بمنزلة النَّأْمَة يقال ما عصيته زَجْمةً ولا نَأْمَةً ولا زَأْمَةً ولا وَشْمَةً أي ما عصيته في كلمة ويقال ما يعصيه زَجْمَةً أَي شيئاً والزَّجومُ القوس ليست بشديدة الإرْنانِ وقوس زَجُوم ضعيفة الإرْنان قال أَبو النجم فظَلَّ يَمْطُو عُطُفاً زَجُوما قال بات يُعاطي فُرُجاً زَجُوما ويروى هَمَزى وقال أَبو حنيفة قَوْس زجُومٌ حَنُونٌ والقولان متقاربان وبعير أَزْجَمُ لا يَرْغُو وقيل هو الذي لا يفصح بالهَدير وقد يقال بالسين الأَحمر بعير أَزْيَمُ وأَسْجَمُ وهو الذي لا يرغو قال شمر الذي سمعته بعير أَزْجَمُ قال وليس بين الأَزْيَمِ والأزْجَمِ إلا تحويل الياء جيماً والعرب تجعل الجيم مكان الياء لأَن مخرجهما من شَجْر الفم وشَجْر الفم الهواء وخرق الفم الذي بين الحنكين والزَّجُومُ الناقة السيئة الخلق التي لا تكاد تَرْأَمُ سَقْبَ غيرها تَرْتابُ بشمه وأَنشد بعضهم كما ارْتاب في أَنْفِ الزَّجُوم شَمِيمُها وربما أُكرهت حتى تَرْأَمَهُ فَتدِرّ عليه قال الكميت ولم أُحْلِلْ لصاعِقةٍ وبَرْقٍ كما دَرَّتْ لحالبها الزَّجُومُ وأَحَلَّتْ إذا أَصابت
( * قوله « وأحلت إذا أصابت إلخ » عبارة التهذيب عقب البيت لم أحلل من قولك أحلت الناقة إذا أصابت إلخ ) الربيع فأَنزلت اللبن يقول لم أُعطهم من الكُرْه على ما يريدون كما تَدِرّ الزَّجُوم على الكره

زحم
الزَّحْمُ أَن يَزْحَمَ القومُ بعضهم بعضاً من كثرة الزحام إذا ازدحموا والزَّحْمةُ الِّزحامُ وزَحَمَ القومُ بعضهم بعضاً يَزْحَمُونَهُمْ زَحْماً وزِحاماً ضايقوهم وازْدَحَمُوا وَزاحموا تضايقوا وزَحَمْتُهُ وزاحَمْتُهُ والأَمواج تَزْدَحِمُ وتَتَزاحَم تلتطم والزِّحْمُ المزْدَحِمُونَ قال الشاعر جا بِزَحْم مع زَحْمٍ فازْدَحَم تَزاحُمَ المَوْجِ إذا الموج التطم ابن سيده جاء بالمصدر على غير الفعل وزاحَمَ فلان الخمسين وزاهَمَاها بالهاء إذا بلغها وكذلك حَبا لها ورجل مِزْحَمٌ كثير الزِّحام أَو شديده ومنكب مِزْحَمٌ منه قال رجل من العرب لتجدَنَّني ذا مَنْكِبٍ مِزْحَمٍ وركنٍ مِدْعَمٍ ورأْسٍ مصدَم ولسان مِرْجَمٍ ووطءٍ مِيثم قال الأَزهري عن ابن الأَعرابي والفيل والثور ذو القرنين وفي المحكم المنكر القرنين يكنيان بمُزاحِمٍ وفي المحكم بأبي مُزاحِمٍ وأَبو مُزاحِمٍ أَول خاقانَ وَليَ التُّرْكَ وقاتَل العرب وزَحْمٌ ومُزاحِمٌ اسمان وزُحْمٌ من أَسماء مكة شرفها الله تعالى وحرسها حكاها ثعلب قال ابن سيده والمعروف رُحْم

زخم
الزَّخَمَةُ الرائحة الكريهة وطعام له زَخَمَةٌ يقال أَتانا بطعام فيه زَخَمَةٌ أي رائحة كريهة لحم زَخِمٌ دَسِمٌ خبيث الرائحة وقيل هو أَن يكون نَمِساً كثير الدَّسَمِ فيه زُهُومة وخص بعضهم به لحوم السباع قال لا تكون الزَّخَمَةُ إلا في لحوم السباع والزَّهَمَةُ في لحوم الطير كلها وهي أطيب من الزَّخَمَة وقد زَخِمَ زَخَماً وفيه زَخَمَةٌ ابن بُزُرْج أَزْخَمَ وأَشْخَمَ والزُّخْمَةُ نتن العِرْض وزَخَمَه يَزْخَمُهُ زَخْماً دفعه دفعاً شديداً والزُّخْمُ موضع قال ابن الأَثير ورد في الحديث ذكر زُخْمٍ هو بضم الزاي وسكون الخاء جبل قرب مكة الأَزهري الخَزْماء الناقة المشقوقة الخِنّابة وهو المَنْخِرُ قال والزَّخْماء المنتنة الرائحة

زرم
الزَّرِمُ من السَّنانير والكلاب ما يبقى جَعْرُه في دبره وزَرِمَ الكلب والسِّنَّوْرُ زَرَماً فهو زَرِمٌ بقي جَعْرُه في دبره وبذلك سمي السِّنَّوْرُ أَزْرَمَ وزَرِمَ البيعُ إذا انقطع وزَرَمَ الشيءَ يَزْرِمُهُ زَرْماً وأَزْرَمهُ وزَرَّمَه قطعه قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ إني لأَهْواك حُبّاً غيرَ ما كَذِبٍ ولو نأَيْت سِوانا في النوَى حِجَجا حُبَّ الضَّريكِ تِلادَ المال زَرَّمهُ فَقْرٌ ولم يَتَّخِذْ في الناس مُلْتَحَجا أَراد قطع عنه الخير وزرِمَ دمعُهُ وبولُهُ وحِلْفَتُهُ وكلامه وازْرَأَمَّ انقطع وكل ما انقطع فقد زَرِم وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بالحسن بن علي عليهما السلام فوُضعَ في حجْره فبال في حجره فأُخِذَ فقال لا تُزْرِمُوا ابني ثم دعا بماء فصبه عليه قال الأَصمعي الإزْرامُ القطع أَي لا تقطعوا عليه بوله ومنه حديث الأَعرابي الذي بال في المسجد قال لا تُزْرِمُوه يقال للرجل إذا قطع بوله قد أَزْرَمْتَ بولك وأَزْرَمَهُ غيره أَي قطعه قال عَدِيّ أَو كماء المَثْمود بعد جِمامٍ زَرِم الدَّمْعِ لا يَؤُوب نَزُورا قال فالزَّرِمُ القليل المنقطع أَبو عمرو الزَّرِمُ الناقة التي تقطع بولها قليلاً قليلاً يقال لها إذا فعلت ذلك قد أَوزَغَتْ وأَوْشَقَتْ وشلْشَلَتْ وأَنفصت وأَزْرَمَتْ الجوهري زَرِمَ البولُ بالكسر إذا انقطع وكذلك كل شيء ولَّى وأَزْرَمَهُ غيره وازْرَأَمَّ غضب فهو مُزْرئِمٌّ ذكره أَبو زيد في كتاب الهمز والزَّرْم الوِلاد وقد زَرَمَتْ به زَرْماً ولدته أَنشد ابن بري لأَبي الوَرْدِ الجعدي أَلا لَعَنَ اللهُ التي زَرَمَتْ به فقد وَلَدَتْ ذا نُمْلَة وغَوائِلِ والزَّرِيمُ الذليل القليل الرَّهْطِ ابن الأَعرابي رجل زَرِمٌ ذليل قليل الرهط قال الأَخطل لولا بَلاؤُكُمُ في غير واحدة إذاً لَقُمْتُ مقَام الخائِفِ الزَّرِمِ الأَصمعي الزَّرِمُ الزَّرِمُ المضيَّق عليه ويقال للبخيل زَرِمٌ وزَرَّمَه غيره وأَنشد بيت ساعدة بن جؤية الأَصمعي المُزْرَئِمُّ المُنْقَبِضُ الزاي قبل الراء وقد ازْرَأَمَّ ازْرِئْماماً أَنشد ابن بري للأَخطَل تُمْذي إذا سُحِبَتْ من قَبْلِ أَدْرَعِها وتَزْرَئِمُّ إذا ما بَلَّها المَطَرُ قال وقال آخر في المُزْرَئِمِّ الساكت ألْفَيْتُهُ غَضْبان مُزْرَئِمَّا لا سَبِطَ الكَفِّ ولا خِضَمَّا والزَّرِمُ الذي لا يثبت في مكان قال ساعدة بن جُؤيَّة مُوَكَّلٌ بشُدُوفِ الصَّوْمِ يرقُبُهُ من المَغارِبِ مَخْطوفُ الحَشا زَرِمُ والمُزْرَئِمُّ والزُّرَأْمِيمُ المتقبض الأَخيرة عن ثعلب وقال أَبو عبيد والمُرْزَئِمُّ المُقْشَعِرُّ المجتمع الراء قبل الزاي قال الصواب المُزْرَئِمُّ الزاي قبل الراء قال هكذا رواه ابن جَبلة وشك أَبو زيد في المُقْشَعِرّ المجتمع أَنه مُزْرَئِمّ أَو مُرْزَئِمّ

زردم
زَرْدَمَهُ خنقه وزَرْدَبَه كذلك وزَرْدَمَه عصر حلقه والزَّرْدَمَةُ الغَلْصَمَةُ وقيل هي فارسية وقيل الزَّرْدَمَهُ من الإنسان تحت الحلقوم واللسانُ مركّب فيها وقيل الزَّرْدَمَةُ الابتلاع والازدرام الابتلاعُ

زرقم
التهذيب في الرباعي الأَصمعي ومما زادوا فيه الميم زُرْقُمٌ للرجل الأَزرق الليث إذا اشتدت زُرْقَة عين المرأَة قيل إنها لزَرْقاءُ زُرْقُمٌ وقال بعض العرب زرقاء زُرْقُم بيديها تَرْقم تحت القُمْقُم والميم زائدة

ززم
ابن بري خاصةً قال ماء زُوَزِمٌ وزُوازِمٌ بين المِلْحِ والعَذْبِ

زعم
قال الله تعالى زَعَمَ الذين كفروا أَن لن يُبْعَثُوا وقال تعالى فقالوا هذا لله بِزَعْمِهِمْ الزَّعْمُ والزُّعْمُ والزِّعْمُ ثلاث لغات القول زَعَمَ زَعْماً وزُعْماً وزِعْماً أي قال وقيل هو القول يكون حقّاً ويكون باطلاً وأَنشد ابن الأَعرابي لأُمَيّةَ في الزَّعْم الذي هو حق وإِني أَذينٌ لكم أَنه سَيُنجِزُكم ربُّكم ما زَعَمْ وقال الليث سمعت أَهل العربية يقولون إذا قيل ذكر فلان كذا وكذا فإنما يقال ذلك لأَمر يُسْتَيْقَنُ أَنه حق وإذا شُكَّ فيه فلم يُدْرَ لعله كذب أَو باطل قيل زَعَمَ فلان قال وكذلك تفسر هذه الآية فقالوا هذا لله بِزَعْمِهِمْ أَي بقولهم الكذب وقيل الزَّعْمُ الظن وقيل الكذب زَعَمَهُ يَزْعُمُهُ والزُّعْمُ تميميَّة والزَّعْمُ حجازية وأَما قول النابغة زَعَمَ الهمامُ بأَنَّ فاها بارِدٌ وقوله زَعَمَ الغِدافُ بأَنَّ رِحْلتنا غَداً فقد تكون الباء زائدة كقوله سُود المَحاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ وقد تكون زَعَمَ ههنا في معنى شَهِدَ فعدّاها بما تُعدّى به شهد كقوله تعالى وما شَهِدْنا إلا بما عَلِمْنا وقالوا هذا ولا زَعْمَتَكَ ولا زَعَماتِكَ يذهب إلى ردّ قوله قال الأَزهري الرجل من العرب إذا حدَّث عمن لا يحقق قوله يقول ولا زَعَماتِه ومنه قوله لقد خَطَّ رومِيٌّ ولا زَعَماتِهِ وزَعَمْتَني كذا تَزْعُمُني زَعْماً ظَنَنْتني قال أَبو ذؤيب فإن تَزْعُمِيني كنتُ أَجهلُ فيكُمُ فإني شَرَيْتُ الحِلْمَ بَعْدَكِ بالجهل وتقول زَعَمَتْ أَني لا أُحبها وزَعَمَتْني لا أُحبها يجيء في الشعر فأَما في الكلام فأَحسن ذلك أَن يوقع الزَّعْمُ على أَنَّ دون الاسم والتَّزَعُّمُ التَّكَذُّبُ وأَنشد وتَزاعَمَ القومُ على كذا تَزاعُماً إذا تضافروا عليه قال وأَصله أَنا صار بعضهم لبعض زَعِيماً وفي قوله مَزاعِمُ أَي لا يوثق به قال الأَزهري الزَّعْمُ إنما هو في الكلام يقال أَمر فيه مَزاعِمُ أَي أَمر غير مستقيم فيه منازعة بعدُ قال ابن السكيت ويقال للأَمر الذي لا يوثق به مَزْعَمٌ أَي يَزْعُمُ هذا أَن كذا ويَزْعُمُ هذا أَنه كذا قال ابن بري الزَّعْمُ يأْتي في كلام العرب على أَربعة أَوجه يكون بمعنى الكَفالة والضَّمان شاهده قول عمر بن أَبي ربيعة قلت كَفِّي لك رَهْنٌ بالرِّضى وازْعُمِي يا هندُ قالت قد وَجَب وازْعُمِي أَي اضمني وقال النابغة
( * هو النابغة الجعديّ لا النابغة الذبياني ) يصف نُوحاً نُودِيَ قُمْ وارْكَبَنْ بأَهْلِكَ إنْ نَ الله مُوفٍ للناس ما زَعَمَا زَعَمَ هنا فُسِّرَ بمعنى ضَمِنَ وبمعنى قال وبمعنى وعَدَ ويكون بمعنى الوعْد قال عمرو بن شَأْسٍ وعاذِلة تَحْشَى الرَّدَى أَن يُصيبَني تَرُوحُ وتَغْدُو بالمَلامةِ والقَسَمْ تقول هَلَكْنا إن هَلكتَ وإنما على الله أَرْزاقُ العِباد كما زَعَمْ وزَعَمَ هنا بمعنى قال ووعد وتكون بمعنى القول والذكر قال أَبو زُبَيْدٍ الطائيّ يا لَهْفَ نَفْسِيَ إن كان الذي زَعمُوا حَقّاً وماذا يَرُدّ اليوم تَلْهِيفِي إن كان مَغْنَى وُفُودِ الناس راح بِهِ قومٌ إلى جَدَثٍ في الغار مَنْجُوفِ ؟ المعنى إن كان الذي قالوه حقّاً لأَنه سمع من يقول حُمِلَ عثمانُ على النَّعْش إلى قبره قال المُثَقّبُ العبدي وكلامٌ سَيِّءٌ قد وَقِرَتْ أُذُني عنه وما بي من صَمَمْ فتصامَمْتُ لكَيْما لا يَرَى جاهلٌ أَنِّي كما كان زَعَمْ وقال الجميح أَنتم بَنُو المرأَةِ التي زَعَمَ ال ناس عليها في الغيّ ما زَعَمُوا ويكون بمعنى الظن قال عُبَيْدُ الله بن عبد الله بن عُتْبَةَ بن مسعود فذُقْ هَجْرَها قد كنتَ تَزْعُمُ أَنه رَشادٌ أَلا يا رُبَّما كذَبَ الزَّعْمُ فهذا البيت لا يحتمل سوى الظن وبيت عمر بن أَبي ربيعة لا يحتمل سوى الضَّمان وبيت أَبي زُبَيْدٍ لا يحتمل سوى القول وما سوى ذلك على ما فسر وحكى ابن بري أَيضاً عن ابن خالَوَيْه الزَّعْمُ يستعمل فيما يُذَمّ كقوله تعالى زَعَمَ الذين كفروا أَن لن يُبْعَثُوا حتى قال بعض المفسرين الزَّعْمُ أَصله الكذب قال ولم يجبئ فيما يُحْمَدُ إلا في بيتين وذكر بيت النابغة الجعدي وذكر أَنه روي لأُمية بن أبي الصَّلْتِ وذكر أَيضاً بيت عمرو بن شَأْس ورواه لمُضَرِّسٍ قال أَبو الهيثم تقول العرب قال إنه وتقول زَعَمَ أَنه فكسروا الأَلف مع قال وفتحوها مع زَعَمَ لأَن زعم فعل واقع بها أي بالأَلف متعدّ إليها أَلا ترى أَنك تقول زَعَمْتُ عبدَ الله قائماً ولا تقول قلت زيداً خارجاً إلا أَن تُدْخِلَ حرفاً من حروف الاستفهام فتقول هل تقوله فعل كذا ومتى تقولُني خارجاً وأَنشد قال الخَلِيطُ غَداً تَصَدُّعُنا فمتى تقول الدارَ تَجْمَعُنا ؟ ومعناه فمتى تظن ومتى تَزْعُمُ والزَّعُوم من الإبل والغنم التي يُشَكُّ في سِمنَها فتُغْبَطُ بالأَيدي وقيل الزَّعُوم التي يَزْعُمُ الناس أَن بها نِقْياً قال الراجز وبَلْدة تَجَهَّمُ الجَهُوما زَجَرْتُ فيها عَيْهَلاً رَسُوما مُخْلِصَةَ الأَنْقاءِ أَو زَعُوما قال ابن بري ومثله قول الآخر وإنَّا من مَوَدَّة آل سَعْدٍ كمن طَلَبَ الإِهالةَ في الزَّعُومِ وقال الراجز إنَّ قُصاراكَ على رعُومِ مُخْلِصَةِ العِظامِ أَو زَعُومِ المُخْلِصَةُ التي قد خَلَصَ نِقْيُها وقال الأَصمعي الزَّعُوم من الغنم التي لا يُدْرى أَبها شحم أَم لا ومنه قيل فلان مُزاعَم أَي لا يوثق به والزَّعوم القليلة الشحم وهي الكثيرة الشحم وهي المُزْعَمَةُ فمن جعلها القليلة الشحم فهي المَزْعُومة وهي التي إذا أَكلها الناس قالوا لصاحبها توبيخاً أَزْعَمْتَ أَنها سمينة قال ابن خالويه لم يجبئ أَزْعَمَ في كلامهم إلا في قولهم أزْعَمَتِ القَلُوصُ أَو الناقةُ إذا ظُنَّ أَن في سنامها شحماً ويقال أَزْعَمْتُكَ الشيءَ أَي جعلتك به زَعِيماً والزَّعِيمُ الكفيل زَعَمَ به يَزْعُمُ
( * قوله « زعم به يزعم إلخ » هو بهذا المعنى من باب قتل ونفع كما في المصباح ) زَعْماً وزَعامَةً أَي كَفَل وفي الحديث الدَّيْن مَقْضِيّ والزَّعِيمُ غارِم والزَّعِيمُ الكفيل والغارم الضامن وقال الله تعالى وأَنا بهِ زَعيمٌ قالوا جميعاً معناه وأنا به كفيل ومنه حديث علي رضوان الله عليه ذِمَّتي رَهينة وأَنا به زعِيمٌ وزَعَمْت به أَزْعُمُ زَعْماً وزَعامةً أَي كَفَلْتُ وزَعِيمُ القوم رئيسهم وسيدهم وقيل رئيسهم المتكلم عنهم ومِدْرَهُهُمْ والجمع زُعَماء والزَّعامة السِّيادة والرياسة وقد زَعُمَ زَعامَةً قال الشاعر حتى إذا رَفَعَ اللِّواء رأَيْتَهُ تحت اللِّواء على الخَمِيسِ زَعِيما والزَّعامَةُ السلاح وقيل الدِّرْع أَو الدُّروع وزَعامَةُ المال أَفضله وأَكثره من الميراث وغيره وقول لبيد تَطِير عَدائِد الأشراكِ شَفْعاً ووِتْراً والزعامَةُ للغلام فسره ابن الأَعرابي فقال الزَّعامَةُ هنا الدِّرْع والرِّياسة والشرف وفسره غيره بأَنه أَفضل الميراث وقيل يريد السلاح لأَنهم كانوا إذا اقتسموا الميراث دفعوا السلاح إلى الابن دون الابنة وقوله شفعاً ووِتراً يريد قسمة الميراث للذكر مثل حظ الأُنثيين وأَما الزَّعامَةُ وهي السيادة أَو السلاح فلا ينازِع الورثةُ فيها الغلامَ إذا هي مخصوصة به والزَّعَمُ بالتحريك الطمع زَعِمَ يَزْعَمُ زَعَماً وزَعْماً طمع قال عنترة عُلّقْتُها عَرَضاً وأَقْتُلُ قَوْمَها زَعْماً وربِّ البيت ليس بمَزْعَمِ
( * في معلقة عنترة زعْماً لَعَمْرُ أبيكَ ليسَ بمَزعَمِ )
أَي ليس بمطمع قال ابن السكيت كان حبها عَرَضاً من الأَعراض اعترضني من غير أن أَطلبه فيقول عُلِّقْتُها وأَنا أَقتل قومها فكيف أُحبها وأَنا أَقتلهم ؟ أَم كيف أَقتلهم وأَنا أُْحبها ؟ ثم رجع على نفسه مخاطباً لها فقال هذا فعل ليس بفعل مثلي وأَزْعَمْتُه أَنا ويقال زعَمَ فلان في غير مَزْعَمٍ أَي طَمِعَ في غير مطمَع قال الشاعر له رَبَّةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهره فما فيه للفُقْرى ولا الحَجِّ مَزْعَمُ وأَمرٌ مُزْعِمٌ أَي مُطْمِعٌ وأَزْعَمَه أَطمعه وشِواءٌ زَعِمٌ وزَعْمٌ
( * قوله « وشواه زعم وزعم » كذا هو بالأَصل والمحكم بهذا الضبط وبالزاي فيهما وفي شرح القاموس بالراء في الثانية وضبطها مثل الأَولى ككتف ) مُرِشّ كثير الدَّسَمِ سريع السَّيَلان على النار وأَزْعَمَتِ الأَرضُ طلع أَول نبتها عن ابن الأَعرابي وزاعِمٌ وزُعَيْم إسمان والمِزْعامة الحية والزُّعْمُومُ العَييّ والزَّعْمِيُّ الكاذب
( * قوله « والزعمي الكاذب إلخ » كذا هو مضبوط في الأصل والتكملة بالفتح ويوافقهما إطلاق القاموس وإن ضبطه فيه شارحه بالضم ) والزَّعْمِيّ الصادق والزَّعْمُ الكذب قال الكميت إذا الإكامُ اكتَسَتْ مَآلِيَها وكان زَعْمُ اللَّوامعِ الكَذِبُ يريد السَّراب والعرب تقول أَكْذَبُ مِنْ يَلْمَع وقال شريح زَعَمُوا كُنْيَةُ الكَذِب وقال شمر الزَّعْمُ والتزاعُمُ أَكثر ما يقال فيما يُشك فيه ولا يُحَقَّقُ وقد يكون الزَّعْمُ بمعنى القول وروي بيت الجعدي يصف نوحاً وقد تقدم فهذا معناه التحقيق قال الكسائي إذا قالوا زَعْمَةٌ صادقة لآتينّك رفعوا وحِلْفَةٌ صادِقةٌ لأَقومَنَّ قال وينصبون يميناً صادقةً لأَفعلن وفي الحديث أَنه ذكر أَيوب عليه السلام قال كان إذا مر برجلين يَتَزاعَمان فيذكران الله كَفَّر عنهما أي يتداعيان شيئاً فيختلفان فيه فيحلفان عليه كان يُكَفِّرُ عنهما لآَجل حلفهما وقال الزمخشري معناه أَنهما يتحادثان بالزَّعَماتِ وهي ما لا يوثق به من الأَحاديث وقوله فيذكران الله أَي على وجه الاستغفار وفي الحديث بئس مَطِيَّةُ الرجل زَعَمُوا معناه أَن الرجل إذا أَراد المَسير إلى بلد والظَّعْنَ في حاجة ركب مطيته وسار حتى يقضي إرْبَهُ فشبه مايقدّمه المتكلم أَمام كلامه ويتوصل به إلى غرضه من قوله زَعَمُوا كذا وكذا بالمطية التي يُتَوَصَّلُ بها إلى الحاجة وإنما يقال زَعَمُوا في حديث لا سند له ولا ثَبَتَ فيه وإنما يحكى عن الأَلْسُنِ على سبيل البلاغ فذُمَّ من الحديث ما كان هذا سبيله وفي حديث المغيرة زَعِيمُ الأَنْفاس أي موكَّلٌ بالأَنفاس يُصَعِّدُها لغلبة الحسد والكآبة عليه أَو أَراد أَنفاس الشرب كأنه يَتَجَسَّس كلام الناس ويَعِيبهم بما يُسقطهم قال ابن الأَثير والزَّعيمُ هنا بمعنى الوكيل

زغم
تَزَغَّمَ الجمل رَدَّدَ رُغاءه في لهَازِمه هذا الأصل ثم كثرحتى قالوا تَزَغَّمَ الرجلُ إذا تَكلم تَكَلُّمَ المُتَغَضِّبِ مع تَغَضُّبٍ والتَّزَغُّمُ التغضُّب وتَزَمْزُمُ الشفة في بَرْطَمَةٍ وتَزَغٍّمت الناقةُ وقال أَبو عبيد التَّزَغُّمُ التغضّب مع كلام وقيل مع كلام لا يُفهم وقال غيره التَّزَغُّمُ صوت ضعيف قال البَعِيثُ وقد خَلَّفَتْ أَسْرابَ جُونٍ من القَطا زَواحِفَ إلاَّ أَنها تَتَزَغَّمُ وقيل التَّزَغُّم الغضب بكلام وغير كلام أَنشد ابن الأَعرابي فأَصْبَحْنَ ما ينطِقْنَ إلا تَزَغُّماً عليَّ إذا أَبْكى الوَليدَ وَلِيدُ يصف جورهنَّ أَي أَنه إذا أبكى صَبيٌّ صَبيّاً غضبْنَ عليه تَجَنِّياً وقال أَبو ذؤيب يصف رجلاً جاء إلى مكة على ناقة بين نُوقٍ فجاء وجاءتْ بينهن وإنَّهُ ليَمْسَحُ ذِفْراها تَزَغُّمُ كالفحل قال الأَصمعي تَزَغُّمُها صياحها وحدّتها وإنما يمسح ذفراها ليسكنها والتَّزَغُّمُ حَنِينٌ خفيّ كحنين الفَصيل قال لبيد فأَبْلغْ بَني بَكْرٍ إذاما لقيتها على خير ما يُلْقى به من تَزَغَّما ويروى بالراء التهذيب وأَما التَّرَغُّمُ بالراء فهو التغضّب وإن لم يكن معه كلام وتَزَغَّمَ الفَصيل حَنَّ حَنيناً خفيفاً ورجل زُغْمُوم عَييُّ اللسان وزُغَيْمٌ طائر وقيل بالراء وزُغْمَة موضع عن ابن الأَعرابي وروي البيت الذي في زغب عليهنَّ أَطْرافٌ من القوم لم يكن طعامُهُمُ حَبّاً بزُغْمَةَ أَسْمَرا وهو بزُغْبة بالباء في رواية ثعلب

زغلم
لا يدخلك من ذلك زُغْلُمَةٌ أَي لا يَحِيكَنَّ في صدرك من ذلك شك ولا وَهْمٌ ولا غير ذلك أَبو زيد وقع في قلبي له زُغْلُمَةٌ كقولك حَسَكةٌ وضَغِينةٌ

زقم
الأَزهري الزَّقْمُ الفعل من الزَّقُّوم والازْدِقامُ كالابتلاع ابن سيده ازْدَقَمَ الشيءَ وتَزَقَّمَهُ ابتلعه والتَّزَقُّمُ التَّلَقُّمُ قال أَبو عمرو الزَّقْمُ واللَّقْمُ واحد والفعل زَقَمَ يَزْقُمُ ولَقِمَ يَلْقَمُ والتَّزَقُّمُ كثرة شرب اللبن والاسم الزَّقَمُ ابن دريد يقال تَزَقَّمَ فلان اللبن إذا أَفرط في شربه وهو يَزْقُمُ اللُّقَمَ زَقْماً أَي يَلْقَمُها وزَقَمَ اللحم زَقْماً بلعه وأَزْقَمْتُه الشيء أَي أَبلعته إياه الجوهري الزَّقُّوم إسم طعام لهم فيه تمر وزُبْدٌ والزَّقْمُ أَكله ابن سيده والزَّقُّومُ طعم أَهل النار قال وبلغنا أَنه لما أُنزلت آية الزَّقُّومِ إن شجرة الزَّقُّومِ طعامُ الأَثِيم لم يعرفه قريش فقال أَبو جهل إن هذا لشجر ما ينبت في بلادنا فَمَنْ منكم مَنْ يعرف الزَّقُّومَ ؟ فقال رجل قدم عليهم من إِفْريقيَةَ الزّقُّومُ بلغة إفْريقيَة الزُّبْدُ بالتمر فقال أَبو جهل يا جارية هاتي لنا تمراً وزبداً نَزْدَقِمُه فجعلوا يأْكلون منه ويقولون أَفبهذا يخوفنا محمد في الآخرة ؟ فبيَّنَ الله تبارك وتعالى ذلك في آية أُخرى فقال في صفتها إنها شجرة تخرج في أَصل الجحيم طَلْعُها كأَنه رؤوس الشياطين وقال تعالى والشَّجَرَةَ المَلْعونةَ في القرآن الأَزهري فافتتن بذكر هذه الشجرة جماعات من مُشْركي مكة فقال أَبو جهل ما نعرف الزَّقُّومَ إلاَّ أَكل التمر بالزبد فقال لجاريته زَقِّمِينا وقال رجل آخر من المشركين كيف يكون في النار شجر والنار تأكل الشجر ؟ فأَنزل الله تعالى وما جعلنا الرؤيا التي أَرَيْناك إلاَّ فتنة للناس والشجرةَ الملعونةَ في القرآن أَي وما جعلنا هذه الشجرة إِلاَّ فينة للكفار وكان أَبو جهل ينكر أَن يكون الزَّقُّومُ من كلام العرب ولما نزلت إِن شجرة الزَّقُّوم طعامُ الأَثِيمِ قال يا معشر قريش هل تَدْرُونَ ما شجرةُ الزَّقُّومِ التي يخوفكم بها محمد ؟ قالوا هي العَجْوةُ فأَنزل الله تعالى إنَّها شجرة تَخْرُجُ في أَصل الجَحِيم طَلْعُها كأَنه رؤوس الشياطين قال وللشياطين فيها ثلاثة أَوجه أَحدها أَن يُشْبِه طَلْعُها في قبحه رؤوس الشياطين لأَنها موصوفة بالقُبْحِ وإن كانت غير مشاهَدة فيقال كأَنه رأْس شيطان إذا كان قبيحاً الثاني أَن الشيطان ضرب من الحيات قبيح الوجه وهو ذو العُرْفِ الثالث أَنه نبت قبيح يسمى رؤوس الشياطين قال أَبو حنيفة أَخبرني أَعرابي من أزْدِ السَّراة قال الزَّقُّومُ شجرة غبراء صغيرة الورق مُدَوَّرَتُها لا شوك لها ذَفِرَةٌ مُرَّة لها كَعابر في سُوقها كثيرة ولها ورُيْدٌ ضعيف جدّاً يجْرُسُه النحل ونَوْرَتُها بيضاء ورأس ورقها قبيح جدّاً والزَّقُّومُ كل طعام يَقْتل عن ثعلب والزَّقْمَةُ الطاعون عنه أَيضاً وفي صفة النار لو أَن قَطْرة من الزَّقُّوم قطرت في الدنيا الزَّقُّومُ ما وصف الله في كتابه فقال إنها شجرة تَخْرج في أَصل الجَحيم قال هو فَعُّول من الزَّقْمِ الشديد والشرب المفرط والزُّلْقُوم باللام الحْلْقُوم

زكم
الزُّكْمةُ والزُّكامُ الأَرض
( * قوله « الأرض » يعني الداء المعروف فهو يقال له الزكام والأرض ) وقد زُكِم وزَكَمَه الله زَكْماً وزَكَمَ بنطفته رمى بها الجوهري الزُّكامُ معروف وزُكِمَ الرجل وأَزْكَمَهُ الله فهو مَزْكُومٌ بني على زُكِمَ أَبو زيد رجل مَزْكوم وقد أَزْكَمَه الله وكذلك قال الأَصمعي قال ولا يقال أَنت أَزْكَمُ منه وكذلك كل ما جاء على فُعِلَ فهو مَفْعُول لا يقال ما أَزْهاكَ وما أَزْكَمَكَ والزُّكامُ مأْخوذ من الزَّكْم والزَّكْب وهو الملْء يقال زُكِم فلان ومُلئَ بمعنى واحد والزُّكْمَةُ آخر ولد الرجل والمرأَة وفلان زُكْمَةُ أَبَوَيْه إذا كان آخر ولدهما والزَّكْمةُ بالفتح النسل عن ابن الأَعرابي وأَنشد زَكْمَةُ عَمَّارٍ بَنُو عَمَّار مثلُ الحَراقِيص على حِمار وأَنشده يعقوب زُكْمَةُ عَمَّارٍ وهو أَلأَمُ زُكْمة في الأَرض أَي أَلأَمُ شيء لفَظَهُ شيء كزُكْبَةٍ وقال يعقوب هو أَلأَمُ زُكْمَةٍ كَزُكْبَةٍ ابن الأَعرابي يقال زَكَمَتْ به أُمُّه إذا ولدته سَرْحاً وقِرْبَةٌ مَزْكومة مملوءَة

زلم
الزُّلَمُ والزَّلَمُ القِدْح لا ريش عليه والجمع أَزْلام الجوهري الزَّلَمُ بالتحريك القِدْحُ قال الشاعر بات يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ ليس بِراعي إبلٍ ولا غَنَمْ قال وكذلك الزُّلَمُ بضم الزاي والجمع الأَزْلامُ وهي السهام التي كان أَهل الجاهلية يستقسمون بها وزَلَّمَ القِدْحَ سوَّاه وليَّنه وزَلَّمَ الرَّحَى أَدارها وأَخذ من حروفها قال ذو الرمة تَفُضُّ الحَصَى عن مُجْمِراتٍ وَقِيعَةٍ كأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ
( * قوله « مجمرات وقيعة » هذا هو الصواب في اللفظ والضبط وما تقدم في مادة رقد تحريف )
شبه خُفِّ البعير بالرَّحَى أَي قد أَخذت المَناقِرُ والمعاوِلُ من حروفها وسوَّتْها وزَلَّمْتُ الحجر أَي قطعته وأَصلحته للرَّحَى قال وهذا أَصل قولهم هو العبدُ زُلْمَةً وقيل كل ما حُذِقَ وأُخذ من حروفه فقد زُلِّم ويقال قِدْحٌ مُزَلَّمٌ وقِدْحٌ زَلِيمٌ إذا طُرَّ وأُّجِيدَ قَدُّه وصنعته وعَصاً مُزَلَّمَةٌ وما أَحسن ما زَلَّمَ سهمه وفي التنزيل العزيز وأَن تَسْتَقْسِموا بالأَزلامِ ذلكم فسق قال الأَزهري رحمه الله الاستقسام مذكور في موضعه والأَزْلامُ كانت لقريش في الجاهلية مكتوب عليها أَمر ونهي وافْعَلْ ولا تَفْعَلْ قد زُلّمَتْ وسُوِّيَتْ ووضعتْ في الكعبة يقوم بها سَدَنَةُ البيت فإذا أَراد رجل سفراً أَو نكاحاً أَتى السادِنَ فقال أَخْرِج لي زَلَماً فيخرجه وينظر إليه فإذا خرج قِدْحُ الأَمر مضى على ما عزم عليه وإن خرج قِدْحُ النهي قعد عما أَراده وربما كان مع الرجل زَلَمانِ وضعهما في قِرابِه فإِذا أَراد الاستقسام أَخرج أَحدهما قال الحُطَيْئَةُ يمدح أَبا موسى الأَشعري لم يَزْجُرِ الطير إن مَرَّتْ به سُنُحاً ولا يُفِيضُ علي قِسْمٍ بأَزْلامِ وقال طَرَفَةُ أَخَذَ الأَزْلامَ مُقْتَسِماً فأتى أَغْواهما زَلَمَهْ ويقال مرَّ بنا فلان يَزْلِم زَلَماناً
( * قوله « يزلم زلماناً » أي يسرع )
ويَحْذِم حَذَماناً وقال ابن السكيت في قوله
كأنَّها ... رَبابِيحُ تَنْزُو أَو فُرارٌ مُزَلَّمُ
قال الربابيح القُرود العظام واحدها رُبَّاح والمُزَلَّمُ القصير الذنب ابن سيده والمُزَلَّمُ من الرجال القصير الخفيف الظريف شبه بالقِدْحِ الصغير وفرس مُزَلَّمٌ مُقْتَدِرُ الخَلْق ويقال للرجل إذا كان خفيف الهيئة وللمرأة التي ليست بطويلة رجل مُزَلَّمٌ وامرأَة مُزَلَّمَة مثل مُقذَّذَةٍ وزَلَّمَ غِذاءه أَساءه فصغُر جِرمه لذلك وقالوا هو العبد زُلْماً عن اللحياني وزُلْمَةً وزُلَمَةً وزَلْمَةً وزَلَمَةً أَي قَدُّه قَدُّ العَبد وحَذْوُهُ حَذوُهُ وقيل معناه كأَنه يشبه العبد حتى كأنه هو عن اللحياني قال يقال ذلك في النكرة وكذلك في الأَمة وفي الصحاح أَي قُدَّ قَدَّ العبد يقال هذا العبد زُلْماً يا فتى أَي قَدّاً وحَذْواً وقيل معنى كل ذلك حَقّاً وعطاء مُزَلَّم قليل وزَلَّمْتُ عطاءه قللته والمُزَلَّم الرجل القصير ابن الأَعرابي المُزَلَّمُ والمُزَنَّمُ الصغير الجُثَّةِ والمُزَلَّمُ السيِّء الغذاء والزَّلَمَةُ هَنَةٌ معلقة في حلق الشاة فإذا كانت في الأُذن فهي زَنَمَةٌ وقد زَنَّمْتُها وأَنشد بات يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ وقال الليث الزَّلَمَة تكون للمِعْزى في حلوقها متعلقة كالقُرْط ولها زَلَمتان وإذا كانت في الأُذن فهي زَنَمَةٌ بالنون والنعت أَزْلَمُ وأَزْنَمُ والأُنثى زَلْماء وزَنماء والمُزَنَّمُ المقطوع طرف الأُذن والمزَلَّمُ والمُزَنَّم من الإبل الذي تقطع أُذنه وتترك له زَلَمَةٌ أَو زَنَمَةٌ قال أَبو عبيد وإنما يفعل ذلك بالكِرامِ منها وشاة زَلْماء مثل زَنْماء والذكر أَزْلَمُ ابن شميل ازْدَلَم فلان رأْس فلان أَي قطعه وزَلَم الله أَنفه وأَزْلامُ البقر قوائمها قيل لها أَزْلامٌ للطافتها شبهت بأَزْلامِ القِداح والزَّلَمُ والزُّلَمُ الظِّلْفُ الأَخيرة عن كراع والجمع أَزْلامٌ وخص بعضهم به أَظلاف البقر والزَّلَمُ الزَّمَعُ الذي خلف الأَظلاف والجمع أَزْلام قال تَزِلُّ على الأَرض أَزْلامُهُ كما زَلَّتِ القَدَمُ الآزِحَهْ الآزِحَةُ الكثيرةُ لحم الأَخْمَص شبهها بأَزْلامِ القِداحِ واحدها زَلَمٌ وهو القِدْح المَبْرِيّ وقال الأَخْفش واحد الأَزْلامِ زُلَم وزَلَم وفي حديث الهجرة قال سُراقَة فأَخرجت زُلَماً وفي رواية الأَزْلامَ وهي القِداح التي كانت في الجاهلية كان الرجل منهم يضعها في وعاء له فإذا أَراد سفراً أَو رَواحاً أَو أَمراً مُهِمّاً أَدخل يده فأَخرج منها زُلَماً فإن خرج الأَمرُ مضى لشأْنه وإن خرج النهي كَفَّ عنه ولم يفعله والأَزْلَمُ الجَذَعُ الدهر وقيل الدهر الشديد وقيل الشديد المرّ وقيل هو المتعلق به البَلايا والمَنايا وقال يعقوب سمي بذلك لأَن المنايا مَنُوطة به تابعة له قال الأَخطل يا بِشْرُ لو لم أكُنْ منكم بمَنزلةٍ أَلْقَى عليَّ يَدَيْهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ وهو الأَزْنَمُ الجَذَعُ فمن قالها بالنون فمعناه أَن المنايا منوطة به أخذها من زَنَمَةِ الشاة ومن قال الأَزْلَم أَراد خفتها قال ابن بري وقال عباس بن مرْداسٍ إني أَرَى لكَ أَكْلاً لا يَقومُ به من الأَكولة إلاَّ الأَزْلَمُ الجَذَع قال وقيل البيت لمالك بن ربيعة العامِرِيّ يقوله لأَبي خُباشة عامر بن كعب بن عبد الله بن أُبَيّ بن كِلاب وأَصل الأَزْلَمِ الجَذَعِ الوَعِلُ ويقال للوعِلِ مُزَلَّم وقال لو كان حَيٌّ ناجِياً لَنَجَا من بومه المُزَلَّمُ الأَعْصَمُ وقد ذكر أَن الوُعول والظّباء لا يسقط لها سنّ فهي جُذْعان أَبداً وإنما يريدون أَن الدهر على حال واحدة وقالوا أَوْدَى به الأَزْلَمُ الجَذَعُ والأَزْنَمُ الجَذَعُ أي أَهلكه الدهر يقال ذلك لما ولَّى وفات ويُئِسَ منه ويقال لا آتيه الأَزْلَمَ الجَذَعَ أَي لا آتيه أَبداً ومعناه أَن الدهر باقٍ على حاله لا يتغير على طول إناه فهو أَبداً جَذَعٌ لا يُسِنُّ والزَّلْماء الأُرْوِيَّةُ وقيل أُنثى الصُّقور كلاهما عن كراع وزَلَمَ الإناء ملأه هذه عن أَبي حنيفة وزَلَمْتُ الحوض فهو مَزْلومٌ إذا ملأته وقال حابية كالثَّغَبِ المَزْلوم أَبو عمرو الأَزْلامُ الوِبارُ واحدها زَلَمٌ وقال قُحَيْفٌ يبيتُ مع الأَزْلامِ في رأْس حالقٍ ويَرْتادُ ما لم تَحْتَرِزْه المَخاوِفُ وفي حديث سَطِيحٍ أَم فاد فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ قال ابن الأَثير فازْلَمَّ أَي ذهب مسرعاً والأَصل فيه ازْلأَمَّ فحذف الهمزة تخفياً وقيل أَصلها ازْلامَّ كأشْهابَّ فحذف الأَلف تخفياً وقيل أزلَمَّ قبض والعَنَنُ الموت أي عرض له الموت فقبضه وزُلَيْم وزَلاَّمٌ إسمان وازْلأَمَّ القومُ ازْلِئْماماً ارتحلوا قال العجاج واحتملوا الأُمور فازْلأَمُّوا والمُزْلَئِمُّ الذاهب الماضي وقيل هوالمرتفع في سير أَو غيره قال كُثَيِّر تَأَرَّض أَخْفافُ المُناخَةِ منهم مكان الي قد بُعِّدَتْ فازْلأَمَّت أَي ذهبت فمضت وقيل ارتفعت في سيرها ويقال للرجل إذا نهض فانتصب قد ازْلأَمَّ وازْلأَمَّ النهار إذا ارتفع وزْلأَمَّت الضُّحى انبسطت الجوهري ازْلأَمَّ القومُ إزْلِئماماً أَي ولَّوا سِراعاً وازْلأَمَّ الشيءُ انتصب وازْلأَمَّ النهار إذا ارتفع ضَحاؤه وقيل في شَأْوِ العَنَنِ إنه اعتراض الموت على الخَلْقِ

زلقم
الزُّلْقُوم الحلقوم في بعض اللغات والزُّلقوم خُرْطوم الكلب والسبع وزَلْقَمَ اللُّقْمَةَ بلعها الأَصمعي مِقَمَّةُ الشاة ومنهم من يقول مَقَمَّة وهي من الكلب الزُّلْقُوم قال ابن الأَعرابي زُلْقُوم الفيل خُرْطومه ابن بري الزَّلْقَمةُ الاتساع ومنه سمي البحر زُلْقُماً وقُلْزُماً عن ابن خالوَيْهِ

زلهم
المُزْلَهِمُّ السريع وقال ابن الأَنباري المُزْلَهِمُّ الخفيف وأَنشد من المُزْلَهِمِّين الذين كأَنَّهُمْ إذا احْتَضَرَ القومُ الخِوانَ على وِتْرِ

زمم
زَمَّ الشيءَ يَزُمُّه زَمّاً فانْزَمَّ شده والزِّمامُ ما زُمَّ به والجمع أَزِمَّةٌ والزِّمامُ الحبل الذي يجعل في البُرَةِ والخشبة وقد زمَّ البعير بالزِّمام الليث الزَّمُّ فعل من الزِّمام تقول زَمَمْتُ الناقة أَزُمُّها زَمّاً ابن السكيت الزَّمُّ مصدر زَمَمْتُ البعير إذا علَّقْت عليه الزِّمام الجوهري الزِّمام الخيط الذي يشد في البُرَةِ أَو في الخِشاشِ ثم يشد في طرفه المِقْوَد وقد يسمى المِقوَد زِماماً وزِمام النعل ما يشد به الشِّسْع تقول زَمَمْتُ النعل وزَمَمْتُ البعير خَطَمْته وفي الحديث لا زِمام ولا خِزام في الإسلام أَراد ما كان عُبَّادُ بني إسرائيل يفعلونه من زمِّ الأُنوف وهو أَن يُخْرَق الأَنفُ ويجعل فيه زِمام كزِمام الناقة ليُقاد به وقول الشاعر يا عَجَباً وقد رأَيتُ عَجَبا حِمارَ قَبَّانٍ يَسُوق أَرْنبا خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهبا فقلت أَرْدِفْني فقال مَرْحَبا أَراد زامَّها فحرك الهمزة ضرورة لاجتماع الساكنين كما جاء في الشعر اسْوأَدَّتْ وزُمِّمَ الجِمال شدد للكثرة وقول أُمّ خَلَفٍ الخَثْعَمِيّة فليتَ سِماكِيّاً يَحارُ رَبابُه يُقادُ إلى أَهل الغَضَى بزِمامِ إنما أَرادت مِلْكَ الرِّيحِ السحابَ وصرفها إياه ابن جحوش حتى كأنَّ الريح تملك هذا السحاب فتصرفه بزمامٍ منها ولو أَسقطتْ قولها بزِمام لنقص دعاؤها لأَنها إذا لم تكُفَّه
( * كذا بياض بالأصل ) أَمكنه أَن ينصرف إلى غير تِلْقاء أَهل الغَضى فتذهب شرقاً وغرباً وغيرهما من الجهات وليس هنالك زِمامٌ البَتَّةَ إلاّ ضربَ الزِّمام مَثَلاً لمِلْكِ الريح إياه فهو مستعار إذ الزِّمام المعروف مجسَّمٌ والريح غير مجسَّم وزَمَّ البعير بأَنفه زَمّاً إذا رفع رأْسه من أَلَمٍ يجده وزَمَّ برأْسه زَمّاً رفعه والذئب يأْخذ السَّخْلةَ فيحملها ويذهب بها زامّاً أَي رافعاً بها رأْسه وفي الصحاح فذهب بها زامًّا رأْسه أَي رافعاً يقال زَمَّها الذئب وازْدَمَّها بمعنى ويقال قد ازْدَمَّ سخلة فذهب بها ويقال ازْدَمَّ الشيءَ إليه إذا مدَّه إليه أَبوعبيد الزَّمُّ فعل من التقدم وقد زَمَّ يَزِمُّ إذا تقدم وقيل إذا تقدم في السير وأَنشد أَن اخْضَرَّ أَو أَنْ زَمَّ بالأَنف بازِلُهْ
( * قوله « أن اخضر » صدره كما في الأساس خدب الشوئ لم يعد في ال مخلف )
وزَمَّ الرجلُ بأَنفه إذا شَمَخ وتكبر فهو زامّ وزَمَّ وزامَّ وازْدَمَّ كله إذا تكبر وقوم زُمَّمٌ أَي شُمَّخٌ بأُنوفهم من الكبر قال العجاج إذ بَذَخَتْ أَرْكانُ عِزٍّ فَدْغَمِ ذي شُرُفاتٍ دَوْسَرِيٍّ مِرْجَمِ شَدَّاخَةٍ تَقْدَحُ هام الزُّمَّمِ وفي شعر يَقْرَعُ بالباء وفي الحديث أَنه تلا القرآن على عبد الله بن أُبَيٍّ وهو زامٌّ لا يتكلم أَي رافع رأْسه لا يُقْبِلُ عليه والزَّمُّ الكبر وقال الحربي في تفسيره رجل زامٌّ أَي فَزِعٌ وزَمَّ بأَنفه يَزِمُّ زَمّاً تقدم وزَمَّت القربةُ زُموماً امتلأَت وقالوا لا والذي وجهي زَمَمَ بيتِهِ ما كان كذا وكذا أي قُبالتَه وتُجاهَه قال ابن سيده أَراه لا يستعمل إلا ظرفاً وأَمْرُ بني فلان زَمَمٌ أَي هيَّن لم يجاوز القَدْرَ عن اللحياني وقيل أَي قَصْدٌ كما يقال أَمَمٌ وأَمر زَمَمٌ وأَمَمٌ وصَدَرٌ أَي مقارب وداري من داره زَمَمٌ أَي قريب والزُّمَّامُ مشدّد العُشَبُ المرتفع عن اللُّعاع وإزْمِيم ليلة من ليالي المِحاقِ وإزْمِيمٌ من أَسماء الهلال حكي عن ثعلب التهذيب والإزْمِيمُ الهلال إذا دَقَّ في آخر الشهر واسْتَقْوس قال وقال ذو الرُّمَّةِ أَو غيره قد أَقْطَعُ الخَرْقَ بالخَرْقاء لاهيةً كأنما آلُها في الآلِ إزْمِيمُ شبَّه شخصها فيما شَخَصَ من الآل بالهلال في آخر الشهر لضُمْرِها وإزْميم موضع والزَّمْزَمَةُ تَراطُنُ العُلوج عند الأَكل وهم صُمُوت لا يستعملون اللسان ولا الشَّفة في كلامهم لكنه صوت تديره في خيَاشيمها وحلوقها فيَفْهم بعضُها عن بعض والزَّمْزَمَة من الصدر إذا لم يُفْصِح وزَمْزَمَ العِلْجُ إذا تكلف الكلام عند الأَكل وهو مطبق فمه قال الجوهري الزَّمْزَمَةُ كلام المجوس عند أكلهم وفي حديث عمر رضي الله عنه كتب إلى أَحد عُمّالِهِ في أمر المجوس وانْهَهُم عن الزمْزَمَة قال هو كلام يقولونه عند أَكلهم بصوت خفيّ وفي حديث قَباث بن أَشْيَمَ والذي بعثك بالحق ما تحرك به لساني ولا تَزَمْزَمَتْ به شَفَتايَ الزَّمْزَمَةُ صوت خفي لا يكاد يُفهم ومن أَمثالهم حول الصِّلِّيان الزَّمْزَمَةُ والصِّلِّيانُ من أَفضل المَرْعى يضرب مثلاً للرجل يَحُوم حول الشيء ولا يُظهر مَرامَه وأَصل الزَّمْزَمة صوت المَجوسيّ وقد حَجا يقال زَمْزَمَ وزَهْزَمَ والمعنى في المثل أَن ما تسمع من الأَصوات والجَلَب لطلب ما يؤكل ويتمتع به وزَمْزَمَ إذا حفظ الشيء والرَّعْدُ يُزَمْزِمُ ثم يُهَدْهِدُ قال الراجز يَهِدُّ بين السَّحْرِ والغَلاصِمِ هَدّاً كهَدِّ الرَّعْدِ ذي الزِّمازِمِ والزَّمْزَمَةُ صوت الرعد ابن سيده وزَمْزَمَةُ الرعد تتابُعُ صوته وقيل هو أَحسنه صوتاً وأَثْبَتُهُ مطراً قال أَبو حنيفة الزَّمْزَمَةُ من الرعد ما لم يَعْلُ ويُفْصِح وسحاب زمزام والزَّمْزَمَةُ الصوت البعيد تسمع له دَوِيّاً والعصفور يَزِمُّ بصوت له ضعيف والعظام من الزنابير يفعلْنَ ذلك أَبو عبيد وفرس مُزَمْزِمٌ في صوته إذا كان يُطَرِّبُ فيه وزَمازِمُ النار أَصوات لهبها قال أَبو صَخْرٍ الهذلي زَمازِمُ فَوَّار مِن النار شاصِب والعرب تحكي عَزيف الجن بالليل في الفَلَواتِ بزيزِيم قال رؤبة تسمع للجن به زيزيما وزَمْزَمَ الأَسد صوَّت وتَزَمْزَمَتِ الإبل هَدَرَتْ والزِّمْزِمة بالكسر الجماعة من الناس وقيل هي الخمسون ونحوها من الناس والإبل وقيل هي الجماعة ما كانت كالصِّمْصِمَة وليس أحد الحرفين بدلاً من صاحبه لأَن الأَصمعي قد أَثبتهما جميعاً ولم يجعل لأَحدهما مَزِيَّةً على صاحبه والجمع زِمْزِمٌ قال إذا تَدانى زِمْزِمٌ لزِمْزِمِ من كل جيش عَتِدٍ عَرَمْرَمِ وحارَ مَوَّارُ العَجاج الأَقْتَمِ نضرب رأْس الأَبْلَجِ الغَشَمْشَمِ وفي الصحاح إذا تَدانى زِمزِمٌ من زِمْزِمِ قال ابن بري هو لأَبي محمد الفَقْعَسي وفيه من وَبِراتٍ هَبِراتِ الأَلْحُمِ وقال سيف بن ذي يَزَنَ قد صَبَّحَتْهُمْ من فارِسٍ عُصَبٌ هِرْبِذُها مُعْلَمٌ وزِمْزِمُها والزِّمزِمةُ القطعة من السباع أَو الجن والزِّمْزِمُ والزِّمْزيمُ الجماعة والزِّمْزيمُ الجماعة من الإبل إذا لم يكن فيها صِغار قال نُصَيْبٌ يَعُلُّ بَنِيها المَحْض من بَكَرَاتها ولم يُحْتَلَبْ زِمْزيمها المُتَجَرْثِمُ ويقال مائة من الإبل زُمْزُومٌ مثل الجُرْجُور وقال الشاعر زُمْزُومُها جِلَّتها الكِبارُ وماء زَمْزَمٌ وزُمازِمٌ كثير وزَمْزَمُ بالفتح بئر بمكة ابن الأَعرابي هي زَمْزَمُ وزَمَّمُ وزُمَزِمٌ وهي الشُّباعةُ وهَزْمَةُ المَلَكِ ورَكْضَة جبريل لبئر زَمْزَمَ التي عند الكعبة قال ابن بري لزَمْزَم اثنا عشر
( * قوله « لزمزم اثنا عشر إلخ » هكذا بالأصل وبهامشه تجاهه ما نصه كذا رأيت اه وذلك لأن المعدود أحد عشر ) اسماً زَمْزَمُ مَكْتُومَةُ مَضْنُونَةُ شُباعَةُ سُقْيا الرَّواءُ رَكْضَةُ جبريل هَزْمَةُ جبريل شِفاء سُقْمٍ طَعامُ طُعْمٍ حَفيرة عبد المطلب ويقال ماء زَمْزَمٌ وزَمْزامٌ وزُوازِمٌ وزُوَزِمٌ إِذا كان بين المِلْحِ والعَذْبِ وزَمْزَمٌ وزُوَزِمٌ عن ابن خالوَيْهِ وزَمْزامٌ عن القزّاز وزاد وزُمازِمٌ قال وقال ابن خالويه الزَّمْزامُ العيكث
( * قوله « العيكث » كذا هو بالأصل ) الرعَّادُ وأَنشد سَقى أَثْلةً بالفِرْقِ فِرْقِ حَبَوْنَنٍ من الصيف زَمْزامُ العَشِيِّ صَدُوقُ وزَمْزَمٌ وعَيْطَلٌ اسمان لناقة وقد تقدم في اللام وأَنشد ابن بري لشاعر باتَتْ تباري شَعْشَعاتٍ ذُبَّلا فهي تُسَمَّى زَمْزماً وعَيْطلا وزُمٌّ بالضم موضع قال أَوْسُ بن حَجَرٍ كأَنَّ جيادَهُنَّ برَعْنِ زُمٍّ جَرادٌ قد أَطاعَ له الوَراقُ وقال الأَعشى ونَظْرَةَ عينٍ على غِرَّةٍ محلَّ الخَليطِ بصَحْراء زُمّ يقول ما كان هواها إِلا عقوبة قال ابن بري من قال ونظرةَ بالنصب فلأَنه معطوف على منصوب في بيت قبله وهو وما كان ذلك إِلاَّ الصَّبا وإِلاَّ عِقاب امْرِئٍ قد أَثِمْ قال ومن خفض النظرة وهي رواية الأَصمعي فعلى معنى رُبَّ نظرةٍ ويقال زُمٌّ بئر بحفائر سعد بن مالك وأَنشد بيت أَوس بن حَجَرٍ التهذيب في النوادر كَمْهَلْتُ المال كَمْهَلَةً وحَبْكَرْتُهُ حَبْكَرةً ودَبْكَلْتُه دَبْكلةً وحَبْحَبْتُه حَبْحَبَةً وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً وصَرْصَرْته وكَرْكَرْتُه إِذا جمعه ورددت أَطراف ما انتشر منه وكذلك كَبْكَبْته

زنم
زَنَمَتا الأُذن هنتان تليان الشحمة وتقابلان الوَتَرَةَ وزَنَمَتا القُوقِ وزُنْمتاه
( * قوله « وزنمتا الفوق وزنمتاه » كذا هو مضبوط في الأصل بضم الزاي وسكون النون في الثاني ومقتضى القاموس فتح الزاي )
والأَول أَفصح أَعلاه وحرفاه الزَّنَمَتان زَنَمَتا الفُوق وهما شَرَجا الفُوق وهما ما أَشرف من حرفيه والمُزَنَّمُ والمُزَلَّمُ الذي تقطع أُذنه ويترك له زَنَمَةٌ ويقال المُزَلَّم والمُزَنَّمُ الكريم والمُزَنَّمُ من الإِبل المقطوع طرف الأُذن قال أَبو عبيد وإِنما يفعل ذلك بالكرام منها والتَّزْنيمُ اسم تلك السِّمَةِ اسم كالتَّنْبيت الأَحمر من السِّمات في قطع الجلد الرَّعْلة وهو أَن يُشَقَّ من الأُذن شيء ثم يترك معلَّقاً ومنها الزَّنَمةُ وهو أَن تَبِين تلك القطعة من الأُذن والمُفْضاة مثلها الجوهري الزَّنَمَةُ شيء يقطع من أُذن البعير فيترك معلقاً وإِنما يفعل ذلك بالكِرام من الإِبل يقال بعير زَنِمٌ وأَزْنَمُ ومُزَنَّم وناقة زَنِمَةٌ وزَنْماء ومُزَنَّمَةٌ والزَّنَمُ لغة في الزَّلَمِ الذي يكون خلف الظِّلْفِ وفي حديث لقمان الضائنة الزَّنِمَةُ أَي ذات الزَّنَمَةِ وهي الكريمة لأَن الضأْن لا زَنَمَةَ لها وإِنما يكون ذلك في المعز قال المُعَلَّى بن حَمّال العبدي وجاءت خُلْعَةٌ دُهْس صَفايا يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوى زَنِيمُ يُفَرِّقُ بينها صَدْعٌ رَباع له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَريمُ والخَلْعَةُ خيار المال والزَّنِيمُ الذي له زَنَمَتان في حلقه وقيل المُزَنَّمُ صغار الإِبل ويقال المُزَنَّمُ اسم فحل وقول زهير فأَصْبَحَ يَجرِي فيهمُ من تِلادِكُمْ مَغانم شَتَّى من إِفالٍ مُزَنَّمِ قال ابن سيده هو من باب السِّمام المُزْعِف والحِجال المُسَجَّف لأَن معنى الجماعة والجمع سواء فحمل الصفة على الجمع ورواه أَبو عبيدة من إِفال المُزَنَّمِ نسبه إِليه كأَنه من إِضافة الشيء إِلى نفسه وقوله تعالى عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ قيل موسوم بالشر لأَن قطع الأُذن وَسْمٌ وزَنَمَتا الشاة وزُنْمتها
( * قوله « وزنمتها » كذا هو مضبوط في الأصل بضم فسكون ) هنة معلقة في حَلْقها تحت لِحْيتها وخص بعضهم به العنز والنعت أَزْنَمُ والأُنْثى زَلْماء وزَنْماءُ قال ضَمْرَةُ بن ضَمْرَةَ النَّهْشَليّ يهجو الأَسود بن مُنْذر بن ماء السماء أَخا النُّعْمان بن المُنْذِرِ تَرَكْتَ بني ماء السماءِ وفِعْلَهُمْ وأَشْبَهْتَ تَيْساً بالحِجازِ مُزَنَّما ولَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إِلاَّ بصالحٍ فإِنَّ له عِنْدي يُدِيّاً وأَنْعُما قال ومن كلام بعض فِتْيانِ العرب يَنْشُدُ عَنْزاً في الحَرَمِ كأَنَّ زَنَمَتَيْها تَتْوا قُلَيْسِيَّة الليث وزَنَمتا العنز من الأُذن والزَّنَمَةُ أَيضاً اللحمة المُتَدَلِّيَةُ في الحلق تسمى ملاده
( * قوله « تسمى ملاده » كذا هو في الأصل )
والزَّنِيمُ ولد العَيْهَرَةِ والزَّنِيمُ أَيضاً الوكيل والزُّنْمةُ شجرة لا وَرَقَ لها كأَنها زُنْمةُ الشاة والزَّنَمةُ نَبْتَة سُهَيلية تنبت على شكل زَنَمَةِ الأُذن لها ورق وهي من شر النبات وقال أَبو حنيفة الزَّنَمَةُ بَقْلة قد ذكرها جماعة من الرواة قال ولا أَحفظ لها عنهم صفة والأَزْنَمُ الجَذَعُ الدهر المعلَّق به البلايا وقيل لأَن البلايا مَنُوطةٌ به متعلقة تابعة له وقيل هو الشديد المرّ وقد تقدم عامة ذلك في ترجمة زلم ويقال أَوْدى به الأَزْلَمُ الجَذَعُ والأَزْنَمُ الجَذَعُ قال رؤبة يصف الدهر أَفْنى القُرونَ وهو باقي زَنَمَهْ وأَصل الزَّنَمَةِ العلامة والزَّنِيمُ الدَّعِيُّ والمُزَنَّمُ الدَّعيُّ قال ولكنَّ قَوْمي يَقْتنون المُزَنَّما أَي يستعبدونه قال أَبو منصور قوله في المُزَنَّمِ إِنه الدَّعِيُّ وإِنه صغار الإِبل باطل إِنما المُزَنَّمُ من الإِبل الكريم الذي جعل له زَنَمةٌ علامة لكَرَمِهِ وأما الدَّعِيُّ فهو الزَّنِيمُ وفي التنزيل العزيز عُتُلٍّ بعد ذلك زَنيم وقال الفراء الزَّنِيمُ الدَّعِيُّ المُلْصَقُ بالقوم وليس منهم وقيل الزَّنِيمُ الذي يُعْرَفُ بالشر واللُّؤْم كما تعرف الشاة بزَنَمَتِها والزَّنَمَتانِ المعلقتان عند حُلوق المِعْزَى وهو العبد زُنْماً وزَنْمَةَ وزُنْمَةً وزَنَمَةً وزُنَمَةً أَي قَدُّه قَدُّ العبد وقال اللحياني هو العبد زُنْمَةً وزَنْمَةً وزَنَمَةً وزُنَمَةً أَي حَقّاً والزَّنِيمُ والمُزَنَّمُ المُسْتَلْحَقُ في قوم ليس منهم لا يحتاج إِليه فكأَنه فيهم زَنَمَةٌ ومنه قول حَسَّان وأَنت زَنِيمٌ نِيطَ في آلِ هاشِمٍ كما نِيطَ خَلْفَ الراكب القَدَحُ الفَرْدُ وأَنشد ابن بري للخَطِيم التميمي جاهلي زَنِيمٌ تَداعاه الرِّجالُ زِيادةً كما زِيدَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ وجدت حاشية صورتها الأَعْرَفُ أَن هذا البيت لحَسَّان قال وفي الكامل للمبرد روى أَبو عبيد وغيره أَن نافِعاً سأَل ابن عباس عن قوله تعالى عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ ما الزَّنِيمُ ؟ قال هو الدَّعِيُّ المُلْزَقُ أَما سمعت قول حَسَّان بن ثابت زَنِيمٌ تَداعاه الرِّجالُ زِيادةً كما زِيدَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ وورد في الحديث أَيضاً الزَّنِيمُ وهو الدَّعِيُّ في النَّسَب وفي حديث علي وفاطمة عليهما السلام بِنْتُ نَبيٍّ ليس بالزَّنِيمِ وزُنَيْمٌ وأَزْنَمُ بطنان من بني يَرْبوعٍ الجوهري وأَزْنَمُ بطن من بني يَرْبُوعٍ وقال العَوَّامُ بن شَوْذَبٍ الشَّيْبانيّ فلو أَنَّها عُصْفُورَةٌ لَحَسِبْتُها مُسَوَّمَةً تَدْعُو عُبَيْداً وأَزْنَمَا وقال ابن الأَعرابي بنو أَزْنَمَ بن عُبَيْد بن ثَعْلبَةَ بن يَرْبُوعٍ والإِبل الأَزْنَمِيَّةُ منسوبة إِليهم وأَنشد يَتْبَعْنَ قَيْنَيْ أَزْنَمِيٍّ شَرْجَبِ لا ضَرَع السِّنِّ ولم يُثَلَّبِ يقول هذه الإِبل تَرْكَبُ قَيْنَيْ هذا البعير لأَنه قُدَّام الإِبل وابن الزُّنَيْمِ على لفظ التصغير من شعرائهم

زنكم
الزَّنْكَمَةُ الزَّكْمَةُ

زهم
الزُّهُومَةُ ريح لحم سمين منتن ولحم زَهِمٌ ذو زُهُومة الجوهري الزُّهُومةُ بالضم الريح المنتنة والزَّهَمُ بالتحريك مصدر قولك زَهِمَتْ يدي بالكسر من الزُّهومةِ فهي زَهِمَةٌ أَي دَسِمَةٌ والزَّهِمُ السمين وفي حديث يأْجوج ومأْجوج وتَجْأَى الأَرضُ من زَهَمِهِمْ أَراد أَن الأَرض تُنْتِنُ من جِيَفِهِم ووجدت منه زُهُومةً أَي تَغَيُّراً والزُّهْمُ الريح المنتنة والشحم يسمى زُهْماً إِذا كان فيه زُهُومةٌ مثل شحم الوحْشِ قال الأَزهري الزُّهومةُ عند العرب كراهة ريح بلا نَتْنٍ أَو تَغَيُّرٍ وذلك مثل رائحة لحمٍ غَثٍّ أَو رائحة لحم سَبُعٍ أَو سمكةٍ سَهِكَةٍ من سَمَكِ البحار وأَما سمك الأَنهار فلا زُهُومة لها وفي النوادر يقال زَهِمْتُ زُهْمَةٍ وخَضِمْتُ خُضْمَةً وغَذِمْتُ غُذْمةً بمعنى لَقِمْتُ لُقْمَة وقال تَمَلَّئي من ذلك الصَّفِيحِ ثم ازْهَمِيهِ زَهْمَةً فَرُوحِي قال الأَزهري ورواه ابن السكيت أَلا ازْحَمِيهِ زَحْمَةً فَرُوحي عاقبت الحاء الهاء والزُّهْمَةُ بالضم الشحم قال أَبو النجم يصف الكلب يَذْكُرُ زُهْمَ الكَفَل المَشْروحا قال ابن بري أَي يتذكر شحم الكفَلِ عند تَشرِيحه قال ولم يصف كلباً كما ذكر الجوهري وإِنما وصف صائداً من بني تميم لَقِيَ وَحْشاً وقبله لاقَتْ تَمِيماً سامعاً لَمُوحَا صاحبَ أَقْناص بها مَشْبوحَا ومن هذا يقال للسمين زَهِمٌ وخصَّ بعضهم به شَحْم النعام والخيل والزُّهْمُ والزَّهَمُ شحم الوحش من غير أَن يكون فيه زُهُومة ولكنه اسم له خاص وقيل الزُّهْمُ لما لا يَجْتَرُّ من الوحش والوَدَكُ لما اجْتَرَّ والدَّسَمُ لما أَنبتت الأَرضُ كالسِّمْسِمِ وغيره وزَهِمَتْ يدُه زَهَماً فهي زَهِمَةٌ صارت فيها رائحة الشحم والزَّهَمُ باقي الشحم في الدابة وغيرها والزَّهِمُ الذي فيه باقي طِرْقٍ وقيل هو السمين الكثير الشحم قال زهير القائدُ الخَيْلَ مَنْكوباً دَوابِرُها منها الشَّنُونُ ومنها الزاهِقُ الزَّهِمُ وزَهَمَ العَظمُ وأَزْهَمَ أَمَخَّ والزُّهْمُ الذي يخرج من الزَّباد من تحت ذَنَبه فيما بين الدُّبُر والمَبالِ أَبو سعيد يقال بينهما مُزاهمةٌ أَي عداوة ومُحاكَّةٌ والمُزاهَمة القُرْب ابن سيده والمُزاهَمَةُ المُقاربةُ والمداناة في السير والبيع والشراء وغير ذلك وأَزْهَمَ الأَربعين أَو الخمسين أَو غيرها من هذه العُقود قرب منها وداناها وقيل داناها ولَمّا يَبْلُغْها ابن الأَعرابي زاحَمَ الأَربعين وزاهَمَها وفي النوادر زَهَمْتُ فلاناً عن كذا وكذا أَي زجرته عنه أَبو عمرو جمل مُزاهِمٌ والمُزاهِمَةُ الفُرُوط العَجِلةُ لا يكاد يدنو منه فرس إِذا جُنِبَ إِليه وقد زاهَمَ مُزاهَمَةً وأَزْهَمَ إِزهاماً وأَنشد أَبو عمرو مُسْتَرْعِفات بخدَبٍّ عَيْهام مُرَوْدَكِ الخَلْقِ دِرَفْسٍ مِسْعام للسَّابِق التَّالي قليلِ الإِزْهام أَي لا يكاد يدنو منه الفرس المجنوب لسرعته قال والمُزاهِمُ الذي ليس منك ببعيد ولا قريب وقال غَرْبُ النَّوَى أَمْسى لها مُزاهِما من بَعْدِ ما كان لها مُلازِمَا فالمُزاهِمُ المُفارق ههنا وأَنشد أَبو عمرو حَمَلَتْ به سَهواً فَزاهَمَ أَنْفَهُ عند النِّكاح فَصِيلُها بمَضِيقِ والمُزاهَمَةُ المُداناة مأْخوذ من شَمِّ ريحه وزَهْمان وزُهْمان اسم كلب عن الرِّياشِيِّ ومن أَمثالهم في بطن زَهْمان زادُهُ يقال ذلك إِذا اقتسم قوم مالاً أَو جَزُوراً فأَعطوا رجلاً منها حَظَّه أَو أَكل معهم ثم جاء بعد ذلك فقال أَطْعِموني أَي قد أَكلت وأَخذتَ حظك وقيل يضرب مثلاً للرجل يُدْعَى إِلى الغداء وهو شبعان قال ورجل زُهمانيٌّ إِذا كان شبعان وقال ابن كَثْوَةَ يُضْرَبُ هذا المَثَلُ للرجل يَطْلب الشيء وقد أَخذ نصيبه منه وذلك أَن رجلاً نحر جَزوراً فأَعطى زَهْمانَ نصيباً ثم إِنه عاد ليأْخذ مع الناس فقال له صاحب الجَزُور هذا وزُهام وزُهْمان موضعان

زهدم
الزَّهْدَمُ وزَهْدَمٌ الصَّقْرُ ويقال فَرْخُ البازي وبه سمي الرجل وزَهْدَمٌ اسم والزَّهْدَمانِ زهْدَمٌ وكَرْدَمٌ وزَهْدَمُ اسم فرس وفارِسُه يقال له فارسُ زَهْدَم قال ابن بري زَهْدَم اسم لفرس لسُحَيْم بن وَثِيلٍ وفيه يقول ابنه جابر أَقول لهم بالشِّعْبِ إِذْ يَيْسِرُونَني أَلم تَعْلَموا أَني ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ ؟ والزَّهدمانِ أَخوان من بني عبسٍ قال ابن الكلبي هما زَهْدَمٌ وقيس ابْنا حزن بن وَهْبِ بن عُوَيْر بن رَواحة بن رَبِيعةَ بن مازِنِ بن الحَرِثِ بن قُطَيْعَةَ بن عَبْس بن بَغِيضٍ وهما اللذان أَدركا حاجِبَ بن زُرارَةَ يوم جَبَلَةَ ليَأْسِراه فغَلَبَهُما عليه مالك ذو الرُّقَيْبَةِ القُشَيْرِيّ وفيهما يقول قَيْسُ بن زُهَيْرٍ جَزاني الزَّهْدَمانِ جَزاءَ سَوْءٍ وكُنْتُ المَرْ يُجْزى بالكَرامَهْ قال أَبو عبيدة هما زَهْدَمٌ وكَرْدَمٌ قال ابن بري في الزَّهْدَمانِ قال أَبو عبيد ابْنا جَزْءٍ وقال علي بن حمزة ابنا حَزْنٍ وزَهْدَمٌ من أَسماء الأَسد

زهزم
الزَّهْزَمَةُ الصوت مثل الزَّمْزَمَةِ قال الأَعشى له زَهْزَمٌ كالغَنِّ

زوم
ابن الأَعرابي زامَ الرجلُ إِذا مات والزَّويمُ المجتمع من كل شيء

زيم
الزيِّمةُ القطعة من الإِبل أَقلها البعيرانِ والثلاثةُ وأَكثرها الخمسةَ عَشَرَ ونحوها وتَزَيَّمَت الإِبلُ والدواب تفرقت فصارت زِيَماً قال وأَصبحتْ بعاشِمٍ وأَعْشَما تَمْنَعُها الكَثْرَةُ أَن تَزَيَّما ولحم زِيَمٌ مُتَعَضِّلٌ متفرق ليس بمجتمع في مكان فيَبْدُنَ قال زهير قد عُولِيَتْ فهي مَرْفُوع جَوشِنُها على قَوائِمَ عوجٍ لحمها زِيَمُ قال ابن بري ومنه قول الشاعر عَرَكْرَكَةٌ ذات لَحْمٍ زِيَمْ قال وقال ابن خالويه زِيَمٌ ضيِّق وأَنشد للنابغة باتَتْ ثَلاثَ ليالٍ ثم واحدةً بذي المَجازِ تُراعي مَنْزِلاً زِيَما وتَزَيَّمَ صار زِيَماً وقيل في قول النابغة منزلاً زِيَماً أَي مُتَفَرِّقَ النبات وقيل أَراد تتفرق عنه الناس وأَراد بثلاث ليالٍ أَيام التَّشْريق ثم نَفَرَت واحدة إِلى ذي المَجازِ قال السيرافي أَصله في اللحم فاستعاره وفي خطبة الحجاج هذا أَوانُ الحَرْبِ فاشْتَدّي زِيَمْ قال هو اسم ناقة أَو فرس وهو يخاطبها يأْمرها بالعَدْوِ وحرف النداء محذوف وفي قَصِيدِ كَعْبِ بن زهير سُمْرُ العُجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصى زِيَماً لم يَقِهِنَّ رؤوسَ الأُكْمِ تَنْعِيلُ الزِّيَمُ المتفرق يصف شدة وطئها أَنه يُفَرِّقُ الحَصى وزِيَمُ اسم فرس جابر بن حُنَيْنٍ
( * قوله « ابن حنين » هكذا في الأصل والذي في القاموس ابن حبي ) قال وإياها عنى الراجز بقوله هذا أَوانُ الشَّدِّ فاشتدّي زِيَمْ الجوهري زِيَمُ اسم فرس لا ينصرف للمعرفة والتأْنيث وزِيَم متفرقة والزِّيَمُ الغارة كأَنه يخاطبها ومررت بمنازل زِيَمٍ أَي متفرقة وبعير أَزْيَمُ لا يَرْغُو والأَزْيَمُ جبل بالمدينة الأَحمر بعير أَزْيَمُ وأَسْجَمُ وهو الذي لا يَرْغُو قال شمر الذي سمعت بعير أَزْجَمُ بالزاي والجيم قال وليس بين الأَزْيَمِ والأَزْجَم إِلاَّ تحويل الياء جيماً وهي لغة في تميم معروفة قال وأَنشدنا أَبو جعفر الهُذَيْمِيّ وكان عالماً من كلِّ أَزْيَمَ شائِكٍ أَنْيابه ومُقَصِّفٍ بالهَدْرِ كيف يَصُولُ ويروى من كل أَزْجَمَ قال أَبو الهيثم والعرب تجعل الجيم مكان الياء لأَن مخرجيهما من شَجْرِ الفم وشَجْرُ الفم الهواء وخرق الفم الذي بين الحَنَكَين ابن الأَعرابي الزِّيزيمُ صوت الجن بالليل قال وميم زيزيم مثل دال زَيْدٍ يجري عليها الإِعراب قال رؤبة تَسْمَعُ للجِنِّ بها زِيزيما

زيغم
التهذيب يقال للعين العَذْبة عين عَيْهَم وللعين المالحة عين زَيْغَمٌ

سأم
سَئِمَ الشيءَ وسَئِمَ منه وسَئِمْتُ منه أَسْأَمُ سَأَماً وسَأْمَةً وسَآماً وسَآمةً مَلَّ ورجل سَؤُومٌ وقد أَسْأَمَهُ هو وفي الحديث إِن الله لا يَسْأَمُ حتى تَسْأَمُوا قال ابن الأَثير هذا مثل قوله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا وهو الرواية المشهورة والسآمةُ المَلَلُ والضَّجَرُ وفي حديث أُم زَرْعٍ زَوْجي كَلَيْلِ تِهامة لا قُرٌّ ولا سَآمة أَي أَنه طَلْقٌ معتدِل في خُلُوِّه من أَنواع الأَذى والمكروه بالحر والبرد والضَّجَر أَي لا يَضْجَرُ مني فَيَمَلّ صحبتي وفي حديث عائشة أَن اليهود دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السَّأْمُ عليك فقالت عائشة عليكم السَّأْمُ والذَّأْمُ واللعنة قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية مهموزاً من السَّأْم ومعناه أَنكم تَسْأَمون دِينكم والمشهور فيه ترك الهمز ويعنون به الموت وهو مذكور في موضعه والله أَعلم

سأسم
السَّأْسَمُ شجرة يقال لها الشِّيزُ قال أَبو حاتم هو السَّاسَمُ غير مهموز وسنذكره

ستهم
الجوهري السُّتْهُمُ الأَسْتَهُ والميم زائدة

سجم
سَجَمَتِ العين الدمع والسحابةُ الماء تَسْجِمُه وتَسْجُمُه سَجْماً وسُجُوماً وسَجَماناً وهو قَطَران الدمع وسَيَلانه قليلاً كان أَو كثيراً وكذلك الساجِمُ من المطر والعرب تقول دَمْعٌ ساجِمٌ ودمع مَسْجوم سَجَمَتْه العين سَجْماً وقد أَسْجَمَه وسَجَّمَه والسَّجَمُ الدمع وأَعْيُنٌ سُجُومٌ سَواجِمُ قال القطامي يصف الإِبل بكثرة أَلبانها ذَوارِفُ عَيْنَيْها من الحَفْلِ بالضُّحى سُجُومٌ كتَنْضاح الشِّنان المُشَرَّبِ وكذلك عين سَجُوم وسحاب سَجُوم وانْسَجَمَ الماءُ والدمع فهو مُنْسَجِمٌ إِذا انْسَجَمَ أَي انصب وسَجَّمَتِ السحابة مطرها تَسْجِيماً وتَسْجاماً إِذا صَبَّتْه قال دائماً تَسجامها
( * قوله « دائماً تسجامها » قطعة من بيت للبيد وأورده الصاغاني بتمامه
وهو باتت وأسبل واكف من ديمة ... يروي الخمائل دائماً تسجامها )
وفي شعر أَبي بكر
فدَمْعُ العين أَهْوَنُه سِجامُ سَجَمَ العينُ والدمعُ الماءَ يَسْجُمُ سُجُوماً وسِجاماً إِذا سال وانْسَجَمَ وأَسْجَمَتِ السحابة دام مطرها كأَثجَمَتْ عن ابن الأَعرابي وأَرض مَسْجومة أَي ممطورة وأسْجَمَتِ السماءُ صَبَّت مثل أَثْجَمَتْ والأَسْجَمُ الجمل الذي لا يَرْغُو وبعير أَسْجَم لا يرغو وقد تقدم في زيم والسَّجَمُ شجر له ورق طويل مُؤَلَّلُ الأَطرافِ ذو عرض تشبَّه به المَعابِلُ قال الهذلي يصف وَعِلاً حتى أُتِيحَ له رامٍ بِمُحْدَلَةٍ جَشْءٍ وبِيضٍ نَواحِيهِنَّ كالسَّجَم وقيل السَّجَمُ هنا ماء السماء شَبّه الرماح في بياضها به والسَّاجُوم صِبْغٌ وساجوم والسَّاجوم موضع قال امرؤ القيس كَسَا مُزْبِدَ السَّاجومِ وَشْياً مُصَوَّرا

سحم
السَّحَمُ والسُّحام والسُّحْمَةُ السواد وقال الليث السّحْمَةُ سواد كلون الغراب الأَسْحَمِ وكل أَسود أَسْحَمُ وفي حديث الملاعنة إِن جاءت به أَسْحَمَ أَحْتَمَ هو الأَسود وفي حديث أَبي ذرّ وعنده امرأَة سَحْماء أَي سوداء وقد سمي بها النساء ومنه شَرِيكُ بن سَحْماء صاحب اللعان ونَصِيٌّ أَسْحَمُ إِذا كان كذلك وهو مما تبالِغُ به العرب في صفة النَّصِيّ كما يقولون صِلِّيانٌ جَعْدٌ وبُهْمَى صَمْعاء فيبالغون بهما والسَّحْماء الاست للونها وأَنشد ابن الأَعرابي تَذُبُّ بسَحْماوَيْنِ لم تَتَفَلَّلا وحَا الذِّئْبِ عن طَفْلٍ مَناسمُهُ مُخْلي ثم فسرهما فقال السَّحْماوان هما القَرْنانِ وأَنث على معنى الصِّيصِيَتَيْنِ كأَنه يقول بصِيصِيَتَينِ سَحْماوَيْنِ ووحا الذئب صوته والطَّفْلُ الظبي الرَّخْصُ والمَناسِم للإِبلِ فاستعاره للظبي ومُخْلٍ أَصاب خَلاءً والإِسْحِمانُ الشديد الأُدْمَةِ
( * قوله « والإسحمان الشديد الأدمة » كذا هو مضبوط في المحكم بالكسر في الهمزة والحاء وضبطه شارح القاموس في المستدركات بضمهما )
والسَّحَمَةُ كَلأ يشبه السَّخْبَرَة أَبيض ينبت في البِراقِ والإِكامِ بنجد وليست بعُشبٍ ولا شجر وهي أَقرب إِلى الطَّريفة والصِّلِّيانِ والجمع سَحَمٌ قال وصِلِّيانٍ وحَلِيٍّ وسَحَمْ وقال أَبو حنيفة السَّحَمُ ينبت نبت النَّصيِّ والصِّلِّيان والعَنْكَثِ إِلا أَنه يطول فوقها في السماء وربما كان طولُ السَّحَمَةِ طولَ الرجل وأَضخم والسَّحَمَةُ أَغلَظها أَصلاً قال أَلا ازْحَمِيهِ زَحْمَةً فَرُوحي وجاوِزِي ذا السَّحَمِ المَجْلُوحِ وقال طَرَفة خَيُرُ ما تَرْعَونَ من شَجَرٍ يابِسُ الحَلْفاءِ أَو سَحَمهْ ابن السكيت السَّحَمُ والصُّفار نبتان وأَنشد للنابغة إِن العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحُنا ما كان من سَحَمٍ بها وصُفارِ والسَّحْماءِ مثله وبنو سَحْمَةَ حيّ والأُسْحُمانُ ضرب من الشجر قال ولا يَزالُ الأُسْحُمانُ الأَسْحَمُ تُلْقَى الدَّواهِي حوله ويَسْلَمُ وإِسْحِمان والإِسْحِمان جبل بعينه بكسر الهمزة والحاء حكاه سيبويه وزعم أَبو العباس أَنه الأُسْحُمان بالضم قال ابن سيده وهذا خطأ إِنما الأُسْحُمانُ ضرب من الشجر وقيل الإِسْحِمانُ الأَسود
( * قوله « وقيل الاسحمان الأسود إلخ » هكذا في المحكم مضبوطاً ) وهذا خطأٌ لأَن الأَسود إِنما هو الأَسْحَمُ الجوهري الأَسْحَمُ في قول زهير نَجاءٌ مُجِدّ لَيْس فيه وَتِيرَةٌ وتَذْبِيبُها عنه بأَسْحَمَ مِذْوَدِ بقَرْنٍ أَسْود وفي قول النابغة عَفا آيَهُ صَوْبُ الجَنُوبِ مع الصَّبَا بأَسْحَمَ دانٍ مُزْنُهُ مُتَصَوِّبُ
( * قوله « صوب الجنوب » الذي في التكملة ريح الجنوب وقوله « بأسحم » هكذا هو في الجوهري وفي ديوان زُهير وقال الصاغاني صوابه وأسحم بالواو ورفع أسحم عطفاً على ريح )
هو السحاب وقيل السحاب الأَسود ويقال للسحابة السوداء سَحْماء والأَسْحَمُ في قول الأَعشى رَضيعَيْ لِبانِ ثَدْيِ أُمٍّ تَحالَفَا بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نَتَفَرَّقُ يقال الدَّمُ تُغْمَسُ فيه اليد عند التحالف ويقال بالرَّحِمِ ويقال بسواد حَلَمَة الثَّدْيِ ويقال بِزِقِّ الخمر ويقال هو الليل وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له رجل احْمِلْني وسُحَيْماً هو تصغير أَسْحَمَ وأَرادَ به الزِّقَّ لأَنه أَسود وأَوهمه أَنه اسم رجل ابن الأَعرابي أَسْحَمَتِ السماء وأَثْجَمَتْ صَبَّتْ ماءها ابن الأَعرابي السَّحَمَةُ الكُتْلَةُ من الحديد وجمعها سَحَمٌ وأَنشد لطَرَفَة في صفة الخيل مُنْعَلات بالسَّحَمْ قال والسُّحُمُ مَطارِقُ الحَدَّاد وسُحامٌ موضع وسُحَيمٌ وسُحامٌ من أَسماء الكلاب قال لبيد فَتَقَصَّدَتْ منها كَسابِ فضُرِّجَتْ بِدَمٍ وغُودِرَ في المَكَرِّ سُحامُها سخم السَّخَمُ مصدر
( * قوله « السخم مصدر » هكذا هو مضبوط في الأصل بالتحريك وفي نسخة المحكم بالفتح ) السَّخِيمَةِ والسَّخِيمةُ الحِقْدُ والضَّغِينةُ والمَوْجِدةُ في النفس وفي الحديث اللهمّ اسْلُلْ سَخِيمَةَ قلبي وفي حديث آخر نعوذ بك من السَّخِيمَةِ ومنه حديث الأَحْنَفِ تَهادَوْا تَذْهَبِ الإِحَنُ والسَّخائِمُ أَي الحُقُودُ وهي جمع سَخِيمةٍ وفي حديث من سَلَّ سَخِيمَتَهُ على طريق من طُرُق المسلمين لعنه الله يعني الغائط والنَّجْوَ ورجل مُسَخَّم ذو سَخِيمَة وقد سَخَّمَ بصدره والسُّخْمَةُ الغضب وقد تَسَخَّمَ عليه والسُّخامُ من الشَّعَرِ والريش والقطن والخَزِّ ونحو ذلك الليّن الحَسَن قال يصف الثَّلْجَ كأَنه بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ قال ابن بري الرّجَزُ لجَنْدَل بن المُثَنَّى الطُّهَويّ وصوابه يصف سَراباً لأَن قبله والآلُ في كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ شبه الآل بالقطن لبياضه والأَنجل الواسع ويقال هو من السواد وقيل هو من ريش الطائر ما كان لَيِّناً تحت الريش الأَعلى واحدته سُخامَةٌ بالهاء ويقال هذا ثوب سُخامُ المَسِّ إِذا كان لَيِّنَ المَسِّ مثل الخَزِّ وريش سُخامٌ أَي ليّن المس رقيق وقطن سُخامٌ وليس هو من السواد وقول بشر بن أَبي خازم رَأَى دُرَّةً بَيْضاءَ يُحْفِلُ لَونَها سُخامٌ كغِرْبانِ البَرِيرِ مُقَصَّبُ السخامُ كل شيء ليِّن من صوف أَو قطن أَو غيرهما وأَراد به شعرها وخَمْر سُخامٌ وسُخامِيَّةٌ لينة سَلِسةٌ قال الأَعشى فبِتُّ كأَني شارِبٌ بعد هَجْعَةٍ سُخامِيَّةً حَمْراءَ تُحْسَبُ عَنْدَما قال الأَصمعي لا أَدري إِلى أَيّ شيء نُسِبَتْ وقال أَحمد بن يحيى هو من المنسوب إِلى نفسه وحكى ابن الأَعرابي شرابٌ سُخامٌ وطعام سُخامٌ ليّن مُسْتَرْسل وقيل السُّخام من الشَّعَر الأَسودُ والسُّخامِيّ من الخمر الذي يضرب إِلى السواد والأَول أَعلى قال ابن بري قال علي بن حمزة لا يقال للخمر إِلاَّ سُخامِيَّة قال عَوْفُ بن الخَرِعِ كأَني اصْطَبَحْتُ سُخامِيَّةً تَفَشَّأُ بالمَرْءِ صِرْفاً عُقارا وقال أَبو عمرو السَّخِيمُ الماء الذي ليس بحارٍّ ولا بارد وأَنشد لحمل بن حارث المُحارِبيّ إِن سَخِيمَ الماء لن يَضِيرا فاعلم ولا الحازِر إِلاَّ البُورا والسُّخْمَةُ السواد والأَسْخَمُ الأَسود وقد سَخَّمْتُ بصدر فلان إِذا أَغضبته وسللت سَخِيمَتَهُ بالقول اللطيف والتَّرَضِّي والسُّخامُ بالضم سواد القِدْر وقد سَخَّمَ وجهَه أَي سوّده والسُّخامُ الفَحْمُ والسَّخَم السواد وروى الأَصمعي عن مُعْتَمِرٍ قال لقيت حِمْيَرِيّاً آخر فقلت ما معك ؟ قال سُخامٌ قال والسُّخامُ الفحم ومنه قيل سَخَّمَ اللهُ وجهه أَي سوّده وروي عن عمر رضي الله عنه في شاهد الزُّور يُسَخَّم وجهه أَي يسوَّد ابن الأَعرابي سَخَّمْتُ الماء وأَوْغَرْتُه إِذا سخنته

سخم
السَّخَمُ مصدر
( * قوله « السخم مصدر » هكذا هو مضبوط في الأصل بالتحريك وفي نسخة المحكم بالفتح ) السَّخِيمَةِ والسَّخِيمةُ الحِقْدُ والضَّغِينةُ والمَوْجِدةُ في النفس وفي الحديث اللهمّ اسْلُلْ سَخِيمَةَ قلبي وفي حديث آخر نعوذ بك من السَّخِيمَةِ ومنه حديث الأَحْنَفِ تَهادَوْا تَذْهَبِ الإِحَنُ والسَّخائِمُ أَي الحُقُودُ وهي جمع سَخِيمةٍ وفي حديث من سَلَّ سَخِيمَتَهُ على طريق من طُرُق المسلمين لعنه الله يعني الغائط والنَّجْوَ ورجل مُسَخَّم ذو سَخِيمَة وقد سَخَّمَ بصدره والسُّخْمَةُ الغضب وقد تَسَخَّمَ عليه والسُّخامُ من الشَّعَرِ والريش والقطن والخَزِّ ونحو ذلك الليّن الحَسَن قال يصف الثَّلْجَ كأَنه بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ قال ابن بري الرّجَزُ لجَنْدَل بن المُثَنَّى الطُّهَويّ وصوابه يصف سَراباً لأَن قبله والآلُ في كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ شبه الآل بالقطن لبياضه والأَنجل الواسع ويقال هو من السواد وقيل هو من ريش الطائر ما كان لَيِّناً تحت الريش الأَعلى واحدته سُخامَةٌ بالهاء ويقال هذا ثوب سُخامُ المَسِّ إِذا كان لَيِّنَ المَسِّ مثل الخَزِّ وريش سُخامٌ أَي ليّن المس رقيق وقطن سُخامٌ وليس هو من السواد وقول بشر بن أَبي خازم رَأَى دُرَّةً بَيْضاءَ يُحْفِلُ لَونَها سُخامٌ كغِرْبانِ البَرِيرِ مُقَصَّبُ السخامُ كل شيء ليِّن من صوف أَو قطن أَو غيرهما وأَراد به شعرها وخَمْر سُخامٌ وسُخامِيَّةٌ لينة سَلِسةٌ قال الأَعشى فبِتُّ كأَني شارِبٌ بعد هَجْعَةٍ سُخامِيَّةً حَمْراءَ تُحْسَبُ عَنْدَما قال الأَصمعي لا أَدري إِلى أَيّ شيء نُسِبَتْ وقال أَحمد بن يحيى هو من المنسوب إِلى نفسه وحكى ابن الأَعرابي شرابٌ سُخامٌ وطعام سُخامٌ ليّن مُسْتَرْسل وقيل السُّخام من الشَّعَر الأَسودُ والسُّخامِيّ من الخمر الذي يضرب إِلى السواد والأَول أَعلى قال ابن بري قال علي بن حمزة لا يقال للخمر إِلاَّ سُخامِيَّة قال عَوْفُ بن الخَرِعِ كأَني اصْطَبَحْتُ سُخامِيَّةً تَفَشَّأُ بالمَرْءِ صِرْفاً عُقارا وقال أَبو عمرو السَّخِيمُ الماء الذي ليس بحارٍّ ولا بارد وأَنشد لحمل بن حارث المُحارِبيّ إِن سَخِيمَ الماء لن يَضِيرا فاعلم ولا الحازِر إِلاَّ البُورا والسُّخْمَةُ السواد والأَسْخَمُ الأَسود وقد سَخَّمْتُ بصدر فلان إِذا أَغضبته وسللت سَخِيمَتَهُ بالقول اللطيف والتَّرَضِّي والسُّخامُ بالضم سواد القِدْر وقد سَخَّمَ وجهَه أَي سوّده والسُّخامُ الفَحْمُ والسَّخَم السواد وروى الأَصمعي عن مُعْتَمِرٍ قال لقيت حِمْيَرِيّاً آخر فقلت ما معك ؟ قال سُخامٌ قال والسُّخامُ الفحم ومنه قيل سَخَّمَ اللهُ وجهه أَي سوّده وروي عن عمر رضي الله عنه في شاهد الزُّور يُسَخَّم وجهه أَي يسوَّد ابن الأَعرابي سَخَّمْتُ الماء وأَوْغَرْتُه إِذا سخنته

سدم
السَّدَمُ بالتحريك النَّدَمُ والحُزْنُ والسَّدَمُ الهَمُّ وقيل هَمٌّ مع نَدَمٍ وقيل غيظ مع حُزْنٍ وقد سَدِمَ بالكسر فهو سادِمٌ وسَدْمان تقول رأَيته سادِماً نادِماً ورأَيته سَدْمان نَدْمان وقلما يفرد السَّدَمُ من النَّدَمِ ورجل سَدِمٌ نَدِمٌ ابن الأَنباري في قولهم رجل سادمٌ نادِمٌ قال قوم السادِمُ معناه المتغير العقل من الغَمّ وأَصله من قولهم ماء سُدُمٌ ومياه سُدْمٌ وأَسْدامٌ إِذا كانت متغيرة قال ذو الرمة أَواجِنُ أَسْدامٌ وبعضٌ مُعَوَّرٌ وقال قوم السادِمُ الحزين الذي لا يطيق ذَهاباً ولا مَجيئاً من قولهم بعير مُسَدَّمٌ إِذا مُنع عن الضِّراب وما له هَمٌّ ولا سَدَمٌ إِلاَّ ذاك والسَّدَمُ الحِرْصُ والسَّدَمُ اللَّهَجُ بالشيء وفي الحديث من كانت الدنيا هَمَّه وسَدَمَهُ جعل الله فقره بين عينيه السَّدَمُ الولوع بالشيء واللَّهَجُ به وفحل سَدَمٌ وسَدِمٌ مَسْدوم ومُسَدَّمٌ هائج وقيل هو الذي يُرْسَلُ في الإِبل فَيَهْدِرُ بينها فإِذا ضَبَعَتْ أُخْرِجَ عنها استهجاناً لنَسْله وقيل المَسْدُومُ والمُسَدَّمُ المَمْنوع من الضراب بأَيّ وجه كان والمُسَدَّمُ من فحول الإِبل والسَّدِمُ الذي يُرْغَبُ عن فِحْلَتِهِ فيحال بينه وبين أُلاّفهِ ويُقَيَّدُ إِذا هاج فيرعى حوالَي الدار وإِن صال جعل له حِجامٌ يمنعه عن فتح فمه ومنه قول الوليد بن عقبة قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِمِ المُعَنَّى تُهَدِّرُ في دِمَشْقَ وما تَريمُ وقال ابن مقبل وكلُّ رَباعٍ أَو سَديسٍ مُسَدَّمٍ يَمُدُّ بِذِفْرى حُرَّةٍ وجِرانِ ويقال للبعير إِذا دَبِرَ ظهره فأُعْفِيَ من القَتَبِ حتى صلح دَبَرُهُ مُسَدَّمٌ أَيضاً وإِياه عنى الكُمَيْتُ بقوله قد أَصْبَحَتْ بك أَحْفاضِي مُسَدَّمَةً زُهْراً بلا دَبَرٍ فيها ولا نَقَبِ أَي أَرَحْتَها من التعب فابْيَضَّتْ ظهورها ودَبَرُها وصلحت والأَحْفاضُ جمع حَفَضٍ وهو البعير الذي يحمل عليه خُرْثِيُّ المتاع وسَقَطُه وقال أَبو عبيدة بعير سَدِمٌ وعاشِق سَدِمٌ إِذا كان شديد العشق ويقال للناقة الهَرِمَةِ سَدِمَةٌ وسَدِرَةٌ وسادَّةٌ وكافَّةٌ الجوهري والسَّدِمُ الفحل القِطْيَمُّ الهائج قال الوليد بن عقبة كالسَّدِم المُعَنَّى ورجل سَدِمٌ أَي مُغْتاظ وفَنِيقٌ مُسَدَّمٌ جعل على فمه الكِعامُ والسَّديمُ الضَّبابُ الرقيق قال وقد حالَ رُكْنٌ من أُحامِرَ دونَهُ كأَنَّ ذُراهُ جُلِّلَتْ بسَديمٍ وسَدَمَ البابَ ردَّه
( * قوله « وسدم الباب رده » هكذا في الأصل والمحكم والذي في التهذيب والتكملة والقاموس ردمه وصوب شارحه ما في المحكم ) عن ابن الأَعرابي وقد سَطَمْتُ الباب وسَدَمْتُهُ إِذا رددته فهو مَسْطومٌ ومَسْدومٌ وماء سَدَمٌ
( * قوله « وماء سدم إلخ » هذه عبارة المحكم وليس فيها الرابع وهو سدوم بالضم بل هو في الأصل فقط مضبوط بهذا الضبط وقد ذكره شارح القاموس أيضاً في المستدركات وضبطه بالضم ) وسَدِمٌ وسُدُمٌ وسُدُومٌ وسَدومٌ مندفق والجمع أَسْدام وسِدام وقد قيل الواحد والجمع في ذلك سواء ومُسَدَّمٌ كسَدِمٍ قال ذو الرمة وكائِنْ تَخَطَّتْ ناقتي من مَفازَةٍ إِليك ومن أَحْواضِ ماء مُسَدَّمِ وقوله ورَّاد أَسْمالِ المِياهِ السُّدْمِ في أُخْرَيَاتِ الغَبَشِ المِغَمِّ يكون جمع سَدُومٍ كَرَسُول ورُسْل والأَصل فيه التثقيل ورَكِيَّةٌ سُدْمٌ وسُدُمٌ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ إِذا ادَّفَنَتْ قال أَبو محمد الفقعسي يَشْرَبْنَ من ماوانَ ماءً مُرّا ومن سَنامٍ مثْلَهُ أَو شَرّا سُدْمَ المَساقي المُرْخِيات صُفْرا قال ومثله في السُّدْمِ ما أَنشده الفراء إِذا ما المِياهُ السُّدْمُ آضَتْ كأَنها من الأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعاً وصَبِيبُ وقال الأَخطل حَبَسُوا المَطِّيَّ على قليلٍ عَهْدُهُ طامٍ يَعِينُ وغائر مَسْدُوم والسَّدِيمُ التَّعَب والسَّدِيم السَّدر والسَّديمُ الماء المُنْدِفق والسَّديمُ الكثير الذِّكْرِ قال ومنه قوله لا يَذْكرون الله إِلاَّ سَدْما قال الليث ماء سُدُمٌ وهو الذي وقعت فيه الأَقْمِشَة والجَوْلانُ حتى يكاد يندفن وقد سَدَمَ يَسْدُمُ ويقال مَنْهَلٌ سَدُرم في موضع سُدُمٍ وأَنشد ومَنْهَلاً ورَدْته سَدُوما وسَدُومُ بفتح السين مدينة بحِمْص ويقال لقاضيها قاضي سَدُومَ ويقال هي مدينة من مدائن قوم لوط كان قاضيها يقال له سَدُوم قال الشاعر كذلك قَومُ لوطٍ حين أَمْسَوْا كعَصْفٍ في سَدُومِهِمُ رَميمِ الأَزهري قال أَبو حاتم في كتاب المُزال والمُفْسَد إِنما هو سَذُوم بالذال المعجمة قال والدال خطأٌ قال الأَزهري وهذا عندي هو الصحيح وقال ابن بري ذكر ابن قُتَيْبَةَ أَنه سَذُوم بالذال المعجمة قال والمشهور بالدال قال وكذا روي بيت عمرو ابن دَرَّاكٍ العبدي وإِني إِنْ قَطَعْتُ حِبال قَيْسٍ وخالَفْتُ المُرُونَ على تَميمِ
( * قوله « وخالفت المرون » هكذا هو بالأصل )
لأَعْظَمُ فَجْرَةً من ابي رِغالٍ وأَجْوَرُ في الحُكومة من سَدُومِ قال وهذا يحتمل وجهين أَحدهما أَن تحذف مضافاً تقديره من أَهل سَدُوم وهم قوم لُوطٍ فيهم مدينتان وهما سَدُوم وعاموراءُ أَهلكهما الله فيما أَهلكه والوجه الثاني أَن يكون سَدُوم اسم رجل قال وكذا نقل أَهل الأَخبار قالوا كان سَدُوم مَلِكاً فسميت المدينة باسمه وكان من أَجور الملوك وأَنشد ابن حمزة بيتي عمرو بن درّاكٍ والبيت الثاني لأَخْسَرُ صَفْقَةً من شيخٍ مَهْوٍ وأَجْوَرُ في الحُكومة من سَدُومِ ونسبهما إِلى ابن دَارَةَ قالهما في وقعة مسعود بن عمرو القم
( * قوله « عمرو القم » هكذا هو بالأصل )

سذم
الأَزهري أُهملت السين مع التاء والذال والظاء فلم يستعمل من جميع وجوهها شيء في مُصاص كلام العرب وأَما قولهم هذا قضاء سَذُوم بالذال فقد تقدم القول فيه إنه أَعجمي وكذلك البُسَّذُ لهذا الجوهر ليس بعربي وكذلك السَّبَذَةُ فارسي

سرم
روى الأَزهري عن ابن الأَعرابي أَنه سمع أَعرابيّاً يقول اللهم ارزقني ضِرْساً طَحوناً ومَعِدَةً هَضُوماً وسُرْماً نَثُوراً قال ابن الأَعرابي السُّرْمُ أُمُّ سُوَيْدٍ وقال الليث السُّرْمُ باطن طرف الخَوْرانِ الجوهري السُّرْمُ مَخْرَجُ الثُّفْل وهو طرَف المِعى المستقيم كلمة مولَّدة وفي حديث عليّ لا يذهب أَمر هذه الأُمة إِلا على رجل واسع السُّرْم ضخم البُلُعومِ السُرْمُ الدُبرُ والبُلعُومُ الحلق قال ابن الأَثير يريد رجلاً عظيماً شديداً ومنه قولهم إِذا استعظموا الأَمر واستصغروا فاعله إما يفعل هذا من هو أَوسَعُ سُرْماً منك قال ويجوز أَن يريد به أَنه كثير التَّبْذير والإِسراف في الأَموال والدماء فوصفه بسعة المَدْخل والمَخْرج ابن سيده السُّرْمُ حرف الخَوران والجمع أَسْرامٌ قال أَبو محمد الحَذْلَمِيّ في عَطَنٍ أَكْرَسَ من أَسْرامِها وخص بعضهم به ذوات البَراثِنِ من السباع ابن الأَعرابي السَّرَمُ وجع العَوَّاء وهو الدُّبُرُ وجاءت الإِبل مُتَسَرِّمَةً أَي منقطعة وغُرَّةٌ مُتَسَرِّمَةٌ غلظت من موضع ودَقَّتْ من آخر والسُّرْمانُ ضرب من الزنابير أَصفر وأَسود ومُجَزَّعٌ وفي التهذيب صُفْرٌ ومنها ما هو مُجَزَّعٌ بحمرة وصفرة وهو من أَخبثها ومنها سُودٌ عِظام وقيل السِّرْمانُ العظيم من اليَعاسِيب والضم لغة والسِّرْمان دُوَيْبَّة كالحَجَل الليث السَّرْمُ ضرب من زجر الكلاب يقال سَرْماً سَرْماً إِذا هيجته

سرجم
السَّرْجَمُ الطويل مثل السَّلْجَمِ

سرطم
السَّرْطَمُ الطويل قال عَدِيّ بن زيد كربَاعٍ لاحَهُ تَعْداؤه سَبِطٍ أَكْرُعُهُ فيه طَرَقْ أَصْمَعِ الكَعْبَيْنِ مَهْضومِ الحَشى سَرْطَمِ اللَّحْيَيْنِ مَعّاجٍ تَئِقْ ورجل سرْطَمٌ وسُرْطوم وسُراطِمٌ طويل والسَّرْطَمُ البلعوم لسعته والسَّرْطَم والسِّرْطِمُ الواسع الحلق السريع البَلْعِ وقيل الكثير الابتلاع مع جسم وخَلْقٍ وقيل هو الذي يبتلع كل شيء وهو ثلاثي عند الخليل والسِّرْطِمُ البَيِّنُ الأَقوال من الرجال في كلامه وقيل هو الذي يبتلع كل شيء وقد تقدم في سرط لأَن بعضهم يجعل الميم زائدة

سسم
السَّاسَمُ بالفتح شجر أَسود وفي وصيته لعياش بن أَبي ربيعة والأَسود البَهِيم كأَنه من ساسَمٍ قيل هو شجر أَسود وقيل هو الآبَنُوس قال أَبو حاتم والساسَمُ غير مهموز شجر يتخذ منه السهامُ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ إِذا شاء طالَعَ مَسْجُورَةً تَرى حَوْلَها النَّبْعَ والسَّاسَما وقال أَبو حنيفة هو من شجر الجبال وهو من العُتُق التي يتخذ منها القِسِيُّ قال وزعم قوم أَنه الآبنوس وقال آخرون هو الشِّيزُ قال وليس واحد من هذين يصلح للقِسِيِّ ابن الأَعرابي السَّاسَمُ شجرة تُسَوَّى منها الشِّيزى قال الشاعر ناهَبْتها القومَ على صُنْتُعٍ أَجْرَبَ كالقِدْح من السَّاسَم

سطم
سَطَمَ البابَ ردّه كَسَدَمَهُ والسَّطْم والسِّطامُ حَدّ السيف وفي الحديث العرب سِطامُ الناس أَي هم في شوكتهم وحِدَّتهم كالحدّ من السيف وسُطُمَّةُ البحر والحسَب وأُسْطُمَّتُهُ وأُسْطُمهُ وسطه ومجتمعه قال رؤبة وصَلْتُ من حَنْظَلةَ الأُسْطُمَّا
( * قوله « وصلت من حنظلة » كذا في الجوهري وتقدم في مادة وس ط وسطت من حنظلة )
وروي الأُصْطُمَّا بالصاد بمعناه والجمع الأَساطِمُ والأُطْسُمَّةُ مثله على القلب قال وتميم تقول أَساتِم تعاقب بين الطاء والتاء فيه والأُسْطُمُّ مجتمع البحر وأُسْطُمَّةُ كلّ شيء معظمه وهو في أُسْطُمَّةِ قومه أَي في سِرِّهم وخيارهم عن يعقوب وقيل في وسطهم وأَشرافهم وقال الأَصمعي هو إِذا كان وسطاً فيهم مُصاصاً والإِسطامُ القطعة من الشيء وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من قضَيْتُ له بشيء من حق أَخيه فلا يأْخُذَنَّه فإِنما أَقْطَعُ له سِطاماً من النار أَي قطعة منها ويروى إِسْطاماً وهما الحديدة التي تحرك بها النار وتُسْعَرُ أَي أَقطع له ما يُسْعِرُ به النارَ على نفسه ويُشْعِلُها أَو أَقْطعُ له ناراً مُسَعَّرَة وتقديره ذات إِسْطامٍ قال الأَزهري ما أَدْري أَعَجَمِيَّةٌ هي أَم أَعجمية عُرّبَتْ
( * قوله « أعجمية هي أم أعجمية عربت » هكذا هو بالأصل والنهاية والذي في نسخة التهذيب التي بأيدينا أعربية محضة أو معربة ) ويقال للحديدة التي تُحْرَثُ بها النار سِطامٌ وإِسْطامٌ إِذا فُطِح طرفها ابن الأَعرابي يقال لسداد القِنِّينَة العِذامُ
( * قوله « العذام » كذا هو في الأصل والتهذيب ) والسِّطامُ والعِفاصُ والصِّمادُ والصِّبار ابن الأَعرابي السُّطُمُ الأُصول ويقال للدَّرَوَنْد سِطام وقد سَطَمْتُ الباب وسَدَمْتُه إِذا رددته فهو مَسْطوم ومَسْدُوم

سعم
السَّعْمُ سرعة السير والتمادي فيه سَعَمَ يَسْعَمُ سَعْماً أَسرع في سيره وتَمادَى قال قلتُ ولمَّا أَدْرِ ما أَسْماوُهُ سَعْمُ المَهارَى والسُّرى دَواوُهُ
( * قوله « اسماوه » كذا هو بالأصل والمحكم بواو غير مهموزة فيه وفي قوله دواوه )
وناقة سَعُومٌ وقال يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّةً سَعُوما قوله نَظَّاِيَّة إِبل منسوبة إِلى بني النَّظَّارِ قوم من عُكلٍ وقيل السَّعْمُ ضرب من سير الإِبل وقول الشاعر غَيَّرَ خِلّيك الإِداوَى والنَّجَمْ وطولُ تَخْوِيدِ المَطيّ والسَّعَمْ حَرَّك العين من السَّعْمِ للضرورة وكذلك في النَّجْمِ ورواه المازني والنَّجُمْ على النقل للوقف ورواه قوم النُّجُمْ على أَنه جمع نَجْم كَسَحْلٍ وسُحُلٍ وقرأَ بعضهم وبالنُّجُمِ هم يَهْتدون وهي قراءة شاذة هذا رجل مسافر معه إِداوَةٌ فيها ماء فهو ينظر كم بقي معه من الماء وينظر إِلى النَّجْم لئلا يَضِلَّ وناقة سَعُوم باقية على السير والجمع سُعُمٌ قال ابن بري ومن هذا قول أَبَّاقٍ الدُّبَيْرِيِّ وهُنَّ ما لم يَخْفِضِ السِّياطا يَسْعَمْنَ سَعْماً يَتْرُكُ الآباطا تَزْدادُ منه الغُضُنُ انْبِساطا يريد الغُضُون وسَعَمَه وسَعَّمَه غذاه وسَعَّمَ إِبله أَرعاها والمُسَعَّمُ الحَسَنُ الغِذاء والغين المعجمة لغة

سعرم
رجل سُعارِمُ اللحية ضخمها

سغم
سَغَمَ الرجلَ يَسْغَمُه سَغْماً أَوصل إِلى قلبه الأَذى وبالغ في أَذاه وسَغَّمَ الرجلَ أَحسن غذاءه الجوهري سَغَّمْتُ الطينَ ماءً والطعامَ دُهْناً رَوَّيته وبالغت في ذلك المحكم وكذلك سَغَّم الزرعَ بالماء والمصباحَ بالزيت قال كُثَيِّرٌ تَسْمَعُ الرَّعْدَ في المُخِيلةِ منها مِثْلَ هَزْمِ القُرُومِ في الأَشْوالِ وتَرَى البَرْقَ عارِضاً مُسْتَطِيلاً مَرَجَ البُلْقِ جُلْنَ في الأَجْلالِ أَو مَصابيح راهبٍ في يَفاعٍ سَغَّمَ الزيتَ ساطعاتِ الذُّبالِ أَراد سَغَّمَ بالزيت فحذف الجارَّ وقد يجوز أَن يكون عدَّاها إِلى مفعولين حيث كان في معنى سَقَّاها وسَغَّمَ الرجلُ إِبله أَطعَمَها وجَرَّعها وسَغَّمَ فصيله إِذا سَمَّنه والمُسَغَّمُ الحسَنُ الغذاء مثل المُخَرْفَج ويقال للغلام الممتلئ البَدَنِ نَعْمَةً مُفَنَّقٌ ومُفَتَّقٌ ومُسَغَّمٌ ومُثَدَّنٌ الليث فلان يُسَغِّمُ فلاناً وقال رؤبة وَيْلٌ له إِن لم تُصِبْه سِلْتِمُهْ من جُرَعِ الغَيْظ الذي تُسَغِّمُهْ قال ابن الأَعرابي يُسَغِّمُهُ يُرَبِّيه ابن ا لسكيت في كتاب الأَلفاظ يقال رَغْماً له دَغْماً سَغْماً قال كله توكيد للرغْم بغير واوٍ جاء به وقال في هذا الكتاب التَّعْسُ أَن يخِرَّ على وجهه والنَّكْس أَن يخِرَّ على رأْسه والتَّعْسُ الهلاك ويقال تَعِس وانْتَكَسَ وقال اللحياني رغْماً له ودَغْماً وسَغْماً بالواو وفَعَل ذلك على رَغْمِهِ وسَغْمِه وسَغَمَ الرجلُ جاريته جامعها والسَّغْمُ كأَنه رجل لا يحب أَن يُنْزلَ في المرأَة فيُدْخله الإِدْخالَة ثم يُخْرِجه

سفم
سَيْفَمٌ اسم بلد
( * كذا بياض بالأصل ) ولد

سقم
السَّقامُ والسُّقْمُ والسَّقَمُ المَرَض لغات مثل حُزْنٍ وحَزَنٍ وقد سَقِمَ وسَقُمَ سُقْماً وسَقَماً وسَقاماً وسَقامَةً يَسْقُمُ فهو سَقِم وسَقِيمٌ قال سيبويه والجمع سِقامٌ جاؤوا به على فِعالٍ يذهب سيبويه إِلى الإِشعار بأَنه كُسِّر تكسير فاعِلٍ وأَسْقَمَهُ الداء وقال إِبراهيم عليه السلام فيما قصَّهُ الله في كتابه إِني سَقِيمٌ قال بعض المفسرين معناه إِني طَعِينٌ أَي أَصابه الطاعون وقيل معناه إِني سأَسْقُمُ فيما أَستقبل إِذا حان الأَجلُ وهذا من معارض الكلام كما قال إِنَّكَ مَيِّتٌ وإِنِّهم مَيِّتون المعنى إِنك سَتَمُوت وإنهم سيموتون قال ابن الأَثير قيل إِنه استدل بالنظر في النجوم على وقت حمَّى كانت تأْتيه وكان زمانه زمان نُجومٍ فلذلك نظر فيها وقيل إن مَلِكَهُمْ أَرسل إِليه أَن غَداً عِيدُنا فاخْرُجْ معنا فأَراد التَّخَلُّف عنهم فنظر إِلى نَجْمٍ فقال إِن هذا النجم لم يطلع قَطُّ إلا أَسْقُمُ وقيل قال أَراد إِني سَقِيمٌ بما أَرى من عبادتكم غير الله قال ابن الأَثير والصحيح أَنها إِحدى كَذَباتِهِ الثلاث والثانية بل فَعَلَه كَبيرُهُمْ والثالثة عن زوجته سارةَ إِنها أُخْتِي وكلُّها كانت في ذات الله ومُكابَدَةً عن دينه صلى الله عليه وسلم والمِسقام كالسَّقِيمِ وقيل هو الكثير السُّقْم والأُنثى مِسْقام أَيضاً هذه عن اللحياني وأَسْقَمَه الله وسَقَّمَه قال ذو الرمة هامَ الفُؤادُ بِذكْراها وخامرَها منها على عُدَواء الدار تَسْقِيمُ وأَسْقَمَ الرجُلُ سَقِمَ أَهْلُه والسَّقامُ وسَقامٌ وادٍ بالحجاز قال أَبو خِراشٍ الهُذَليُّ أَمْسى سَقامٌ خَلاءً لا أَنيسَ به إِلا السِّباعُ ومَرُّ الريح بالغُرَفِ ويروى إِلا الثُّمامُ وأَبو عمرو يرفع إِلا الثمامُ وغيره ينصبه والسَّوْقَمُ شجر يشبه الخِلافَ وليس به وقال أَبو حنيفة السَّوْقَمُ شجر عظام مثل الأَثأَبِ سواءً غير أَنه أَطول طولاً من الأَثْأَبِ وأَقل عرضاً منه وله ثمرة مثل التين وإِذا كان أَخضر فإِنما هو حَجَرٌ صَلابةً فإِذا أَدرك اصْفَرَّ شيئاً ولانَ وحَلا حَلاوَةً شديدة وهو طيب الريح يُتَهادى

سكم
السَّكْمُ تَقارُبُ الخَطْو في ضعف سَكَمَ يَسْكُمُ سَكْماً وسَيْكَِمُ اسم امرأَة منه التهذيب ابن دريد السَّكْمُ فعل مُماتٌ والسَّيْكَمُ الذي يقارب خطوه في ضعف

سلم
السَّلامُ والسَّلامَة ُ البراءة تَسَلَّمَ منه تَبَرَّأَ وقال ابن الأَعرابي السَّلامة العافية السَّلامة ُ شجرة وقوله تعالى { وإِذا خاطَبَهُمُ الجاهلون قالوا سَلاماً } ِ معناه تَسَلُّماً وبراءة لا خير بيننا وبينكم ولا شر وليس السَّلام المُسْتَعْمَل في التحيَّة لأَن لآية مكية ولم يُؤْمَرِ المسلمون يومئذ أَن يُسَلِّمُوا على المشركين ; هذا كله قول سيبويه وزعم أَن أَبا ربيعة كان يقول إِذا لقيتَ فلاناً فقل سَلاماً أَي تَسَلُّماً قال ومنهم من يقول سَلامٌ أَي أَمري وأَمرك المبارأَة والمُتاركة قال ابن عرفة قالوا سَلاماً أَي قالوا قولاً يَتسَلّمون فيه ليس فيه تَعدَ ولا مَأْثم وكانت العرب في الجاهلية يُحَيُّون بأَن يقول أَحدهم لصاحبه أَنْعِمْ صباحاً وأَبَيْتَ اللَّعْنَ ويقولون سَلامٌ عليكم فكأَنه علامة المُسالَمَة ِ وأَنه لا حَرْب هنالك ثم جاء اللَّه بالإِسلام فقصروا على السلام وأُمروا بإِفْشائِهِ ; قال أَبو منصور نَتَسَلَّمُ منكم سلاماً ولا نُجاهلكم وقيل قالوا سَلاماً أَي سَداداً من القول وقَصْداً لا لَغْو فيه وقوله قالوا سَلاماً قال أَي سَلِّمُوا سَلاماً وقال سَلامٌ أَي أَمري سَلامٌ لا أُريد غير السَّلامَة ِ وقرئت الأَخيرة قال سِلْمٌ قال الفراء سِلْمٌ سَلامٌ واحد ; وقال الزجاج الأَول منصوب على سَلِّموا سَلاماً والثاني مرفوع على معنى أَمْري سَلامٌ وقوله عزّ وجلّ { سَلامٌ هي حتى مَطْلَعِ الفَجْر } ِ أَي لا دار فيها ولا يستطيع الشيطان أَن يصنع فيها شيئاً وقد يجوز أَن يكون السَّلامُ جمع سَلامة السَّلامُ التحية ; وقال ابن قتيبة يجوز أَن يكون السلامُ السَّلامَة ُ لغتين كاللَّذاذِ واللَّذاذَة ِ ; وأَنشد تُحَيِّي بالسَّلامَة ِ أُمُّ بَكْرٍ وهَلْ لَكِ بعد قَومِكِ من سَلامِ قال ويجوز أَن يكون السَّلامُ جَمع سَلامَة ٍ وقال أَبو الهيثم السَّلامُ والتحية معناهما واحد ومعناهما السَّلامَة ُ من جميع الآفات الجوهري السِّلْمُ بالكسر السَّلامُ وقال وقَفْنا فَقْلْنا إِيه سِلْمٌ فسَلَّمَتْ فما كان إِلاَّ وَمْؤُها بالحواجِبِ قال ابن بري والذي رواه القَنانيّ فقلنا السلام فاتَّقَتْ من أَسيرِها وما كان إِلاَّ وَمْؤها بالحَواجِبِ وفي حديث التَّسْلِيم قل السَّلامُ عليك فإِن عليك السَّلامُ تحيَّة المَوْتَى ; قال هذه إِشارة إِلى ما جَرَتْ به عادتهم في المَراثي كانوا يقدّمون ضمير الميت على الدعاء له كقوله عليك سَلامٌ من أَميرٍ وبارَكَتْ يَدُ اللَّهِ في ذاك الأَدِيمِ المُمَزَّقِ وكقول الآخر عليك سَلامُ اللَّهِ قَيْسَ بن عاصِمٍ ورَحْمَتُهُ ما شَاءَ أَن يَتَرَحَّما قال وإِنما فعلوا ذلك لأَن المُسَلِّمَ على القوم يَتَوَقَّعُ الجواب وأَن يقال له عليك السَّلام فلما كان الميت لا يُتَوَقَّعُ منه جواب جعلوا السلام عليه كالجواب وقيل أَراد بالمَوْتى كفَّار الجاهلية وهذا في الدعاء بالخير والمدح وأَما الشر والذَّم فيقدم الضمير كقوله تعالى { وإِنَّ عليك لَعْنَتي } وكقوله { عليهم دائرة السَّوْءِ }
والسُّنَّة لا تختلف في تحية الأَموات والأَحْياء ويشهد له الحديث الصحيح أَنه كان إِذا دخل القبور قال سَلامٌ عليكم دارَ قَومٍ مؤمنين التَّسْلِيمُ مشتق من السَّلام اسم اللَّه تعالى لسلامته من العيب والنقص وقيل معناه أَن اللَّه مُطَّلِعٌ عليكم فلا تَغْفُلوا وقيل معناه اسم السَّلامِ عليكَ إِذ كان اسماللَّه تعالى يُذْكَرُ على الأَعمال تَوَقُّعاً لاجتماع معاني الخيرات فيه وانتفاء عَوارض الفساد عنه وقيل معناه سَلِمْتَ مني فاجعلني أَسْلَمُ منك من السَّلامة بمعنى السَّلام ويقال السَّلامُ عليكم سَلامٌ عليكم سَلامٌ بحذف عليكم ولم يرد في القرآن غالباً إِلاَّ مُنَكَّراً كقوله تعالى { سَلامٌ عليكم بما صَبَرْتُمْ } فأَمَّا في تشَهُّدِ الصلاة فيقال فيه مُعَرَّفاً ومُنَكَّراً والظاهر الأَكثر من مذهب الشافعي أَنه اختار التنكير قال وأَما في السَّلام الذي يَخْرُجُ به من الصلاة فروى الربيعُ عنه أَنه قال لا يكفيه إِلاَّ مُعَرَّفاً فإِنه قال أَقَلُّ ما يكفيه أَن يقول السَّلامُ عليكم فإِن نقص من هذا حرفاً عاد فسَلَّمَ ووجهه أَن يكون أَراد بالسَّلام اسم اللَّه فلم يجز حذف الأَلف واللام منه وكانوا يستحسنون أَن يقولوا في الأَوّل سلامٌ عليكم وفي الآخِر السَّلام عليكم وتكون الأَلف واللام للعَهْدِ يعني السَّلام الأَول وفي حديث عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ كان يُسَلَّمُ عليَّ حتى اكْتَوَيْتُ يعني أَن الملائكة كانت تُسلِّمُ عليه فلما اكتوى بسبب مرضه تركوا السَّلامَ عليه لأَن الكَيَّ يَقْدَحُ في التَّوَكُّلِ التَّسْلِيمِ إِلى اللَّه والصبر على ما يُبْتَلى به العبدُ وطلبِ الشفاء من عنده وليس ذلك قادحاً في جواز الكَيِّ ولكنه قادح في التَّوَكُّلِ وهي درجة عالية وراء مباشرة الأسباب السَّلامُ السَّلامة ُ السَّلامُ اللَّه عزّ وجلّ اسم من أَسمائه لسَلامته من النقص والعيب والفناء ; حكاه ابن قُتيْبَة َ وقيل معناه أَنه سَلِمَ مما يَلْحَق الغير من آفات الغِيَر والفناء وأَنه الباقي الدائم الذي تَفْنى الخلق ولا يَفْنى وهو على كل شيء قدير السَّلامُ في الأَصل السَّلامة ُ يقال سَلِمَ يَسْلَمُ سَلاماً سَلامة ً ومنه قيل للجنة دار السَّلام لأَنها دار السَّلامة ِ من الآفات وروى يحيى بن جابر أَن أَبا بكر قال السَّلامُ أَمانُ اللَّهِ في الأَرض وقوله تعالى { لهم دار السلامِ عند ربهم } ; قال بعضهم السَّلامُ ههنا اللَّه ودليله { السَّلامُ المؤْمن المهيمن } ; وقال الزجاج سُمِّيَتْ دارَ السَّلامِ لأَنها دارُ السلامَة الدائمة التي لا تنقَطع ولا تَفْنى وهي دار السَّلامة ِ من الموت والهَرَمِ والأَسْقام ; وقال أَبو إِسحق أَي للمؤمنين دار السَّلام وقال دارُ السَّلامِ الجنة ُ لأَنها دارُ اللَّه عزّ وجلّ فأُضيفت إِليه تفخيماً لها كما قيل للخليفة عبد اللَّه ; وقد سَلَّمَ عليه وتقول سَلِمَ فلانٌ من الآفات سَلامَة ً سَلَّمَه اللَّه منها وفي الحديث ثلاثة كلُّهم ضامن على اللَّه أَحَدُهم من يَدْخُل بيته بسلامٍ قال ابن الأَثير أَراد أَن يلزم بيته طالباً للسلامة من الفِتَنِ ورغبة في العُزْلَة ِ وقيل أَراد أَنه إِذا دخل سَلَّمَ قال والأَول الوجه سَلِمَ من الأَمر سَلامة ً نَجا وقوله عزّ وجلّ { والسَّلامُ على من اتَّبعَ الهُدى } ; معناه أَن من اتَّبَعَ هُدى اللَّه سَلِمَ من عذابه وسخطه والدليل على أَنه ليس بسَلامٍ أَنه ليس ابتداءً لقاء وخطاب السَّلامُ الاسم من التَّسْليم وقوله تعالى { فقُل سلامٌ عليكم كَتَبَ رَبُّكُمْ على نفسه الرَّحْمَة َ } الآية ; ذكر محمد بن يزيد أَن السَّلامَ في لغة العرب أَربعة أَشياء فمنها سَلَّمْتُ سَلاماً مصدر سَلَّمْتُ ومنها السَّلامُ جمع سَلامة ومنها السَّلامُ اسم من أَسماء اللَّه تعالى ومنها السلامُ شَجَرٌ ومعنى السَّلامُ الذي هو مصدر سَلَّمْتُ أَنه دعاء للإِنسان بأَن يَسْلَمَ من الآفات في دينه ونفسه وتأْويله التخليص قال وتأْويل السَّلام اسم اللَّه أَنه ذو السَّلامِ الذي يملك السلام أَي يخلص من المكروه ابن الأَعرابي السَّلام اللَّه السَّلامُ السلامة ُ السَّلامة ُ الدعاء ودارُ السَّلامِ دار اللَّه عزّ وجلّ السَّالِمُ في العَرُوض كل جزء يجوز فيه الزِّحافُ فَيَسْلَمُ منه كسلامة الجزء من القَبْض والكَفِّ وما أَشبهه ورجل سَلِيمٌ سَالِمٌ والجمع سُلَماءُ وقوله تعالى { إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّه بقَلبٍ سَليمٍ " أَي سليم من الكفر وقال أَبو إِسحق في قوله عزّ وجلّ { ورجلاً سَلَماً لرجل } : وقرىء ورجلاً سالِماً لرجل فمن قرأَ سالماً فهو اسم الفاعل على سَلِم فهو سالِمٌ ومن قرأَ سِلْماً سَلْماً فهما مصدران وُصفَ بهما على معنى ورجلاً ذا سِلمٍ لرجل وذا سَلْمٍ لرجل والمعنى أَن من وحَّدَ اللَّه مثَلُه مَثَلُ السالم لرجل لا يَشْرَكُه فيه غيره ومَثَلُ الذي أَشرك اللَّه مَثَلُ صاحب الشُّرَكاء المتشاكسِينَ السلامُ البراءة من العُيوب في قول أُمَيَّة وقرىء ورجلاً سَلَماً قال ابن بري يعني قول أُمية سَلامَكَ رَبَّنا في كلِّ فَجرٍ بَرِيئاً ما تَعَنَّتْكَ الذُّمُومُ الذُّموم العيوب أَي ما تَلْزَقُ بك ولا تنتسب إِليك سَلَّمَه اللَّه من الأَمر وقاه إِياه ابن بُزُرْج يقال كنت راعِيَإِبل فأَسْلَمْتُ عنها أَي تركتها وكل صنيعة أَو شيء تركته وقد كنت فيه فقد أَسْلَمْت عنه وقال ابن السِّكِّيت لا بِذي تَسْلَمُ ما كان كذا وكذا وللاثنين لا بِذي تَسْلَمانِ وللجماعة لا بِذِي تَسْلَمُونَ وللمؤنث لا بِذي تَسْلَمِينَ وللجماعة لا بِذي تَسْلَمْن والتأْويل لا واللَّه الذي يُسَلِّمُكَ ما كان كذا وكذا ويقال لا سَلامَتِكَ ما كان كذا وكذا ويقال اذهب بِذِي تَسْلَمُ يا فتى واذهبا بذي تَسْلَمان أَي اذهب بسَلامَتِك ; قال الأَخفش وقول ذِي مضاف إِلى تَسْلَمُ وكذلك قول الأَعشى بآية ِ يُقْدِمونَ الخَيْلَ زُوراً كأَنَّ على سَنابِكِا مُدامَا أَضافَ آية ً إِلى يُقْدِمُون وهما نادران لأَنه ليس شيء من الأَسماء يضاف إِلى الفعل غير أَسماء الزمان كقولك هذا يومَ يُفْعَلُ أَي يُفْعَل فيه وحكى سيبويه لا أَفعل ذلك بذي تَسْلَمُ قال أُضيف فيه ذو إِلى الفعل وكذلك بِذِي تَسْلَمان وبذي تَسْلَمُون والمعنى لا أَفعل ذلك بِذِي سَلامتك وذو هنا الأَمر الذي يُسَلِّمُكَ ولا يضاف ذو إِلا إِلى تَسْلَمُ كما أَن لَدُنْ لا تنصب إِلا غُدْوَة ً أَسْلَمَ إِليه الشيء َ دفعه أَسلَمَ الرجلَ خذله وقوله تعالى : { فسلامٌ لك من أَصحاب اليمين } ; قال إِنما وقعت سَلامتُهُمْ من أَجلك وقال الزجاج : { فَسَلامٌ لك من أَصحاب اليمين } ِ وقد بين ما لأَصحاب اليمين في أَول السورة ومعنى فسَلامٌ لك أَي أَنك ترى فيهم ما تُحِبُّ من السَّلامة وقد علمتَ ما أُعدَّ لهم من الجزاء السَّلْمُ لَدْغُ الحية السلِيمُ اللَّدِيغُ فَعيلٌ من السَّلْمِ والجمع سَلْمَى وقد قيل هو من السَّلامة وإِنما ذلك على التفاؤل له بها خلافاً لما يُحْذَر عليه منه والمَلْدُوغ مَسْلُوم سَلِيمٌ ورجل سَلِيم بمعنى سالِمٍ وإِنما سُمِّيَ اللَّدِيغُ سَليماً لأَنهم تَطَيَّروا من اللّدِيغ فقلبوا المعنى كما قالوا للحَبَشِيّ أَبو البيضاء وكما قالوا للفلاة مفازة تفاءلوا بالفوز وهي مَهْلَكة فتفاءلوا له بالسلامة وقيل إِنما سُمِّيَ اللَّدِيغُ سَلِيماً لأَنه مُسْلَمٌ لما به أَو أُسْلِمَ لما به ; عن ابن الأَعرابي ; قال الأَزهري قال الليث السَّلْمُ اللّدْغُ قال وهو من غُدَدِه وما قاله غيره وقول ابن الأَعرابي سَلِيمٌ بمعنى مُسْلَمٍ كما قالوا مُنْقَعٌ ونَقِيعٌ ومُوتَمٌ ويَتيم ومَسْحَنٌ وسَخِينٌ وقد يستعار السَّلِيم للجريح ; أَنشد ابن الأَعرابي وطِيرِي بمِخْراقٍ أَشَمَّ كأَنَّهُ سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ وقيل السَّلِيمُ الجَريحُ المُشْفِي على الهَلَكة ; أَنشد ابن الأَعرابي يَشْكُو إِذا شُدَّ له حِزامُهُ شَكْوَى سَلِيمٍ ذَرِبَتْ كِلامُهُقال وقد يكون السَّلِيمُ هنا اللَّدِيغَ وسَمَّى موضع نهش الحية منه كَلْماً على الاستعارة وفي الحديث أَنهم مَرُّوا بماء فيه سَلِيمٌ فقالوا هَلْ فيكم مِنْ راقٍ السَّلِيمُ اللَّدِيغُ يقال سَلَمَتْه الحية أَي لَدَغَتْه السَّلْمُ السِّلْمُ الصلح يفتح ويكسر ويذكر ويؤنث ; فأَما قول الأَعشى أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنفاسَها وقد تُكْرَهُ الحَرْبُ بعد السِّلِمْ قال ابن سيده إِنما هذا على أَنه وقَفَ فأَلْقَى حركة الميم على اللام وقد يجوز أَن يكون أَتْبَعَ الكَسْرَ الكسر ولا يكون من باب إِبِلٍ عند سيبويه لأَنه لم يأْت منه عنده غير إِبِلٍ السَّلْمُ السَّلامُ كالسِّلْمِ وقد سالَمَهُ مُسالَمَة ً سِلاماً قال أَبو كبير الهذلي هاجُوا لِقَوْمِهِمُ السَّلامَ كأَنَّهُمْ لَمَّا أُصِيبُوا أَهْلُ دِينٍ مُحْتَرِ السِّلْمُ المُسالِمُ تقول أَنا سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَني وقوم سِلْمٌ سَلْمٌ مُسالِمونَ وكذلك امرأَة سِلْمٌ سَلْمٌ تَسالمُوا تصالحوا وفلان كذاب لا تَسايَرُ خَيْلاهُ فلا تَسالَمُ خَيْلاهُ أَي لا يصدق فيُقْبَلَ منه والخيل إِذا تَسالَمَتْ تَسايَرَتْ لا يَهيج بعضُها بعضاً ; وقال رجل من مُحارِبٍ ولا تَسايَرُ خَيْلاهُ إِذا الْتَقَيا ولا يُقَدَّعُ عن بابٍ إِذا وَرَدا ويقال لا يَصْدقُ أَثَرهُ يَكْذِبُ من أَين جاز وقال الفراء فلان لا يُرَدُّ عن باب ولا يُعَوَّجُ عنه السَّلَمُ الاسْتِسْلامُالتَّسا التَّصالُحُ المُسالَمَة ُ المُصالحة وفي حديث الحُدَيْبِيَة ِ أَنه أَخذ ثمانين من أَهل مكة سَلْماً قال ابن الأَثير يروى بكسر السين وفتحها وهما لغتان للصلح وهو المراد في الحديث على ما فسره الحُمَيْدِيُّ في غريبه ; وقال الخطابي إِنه السَّلَمُ بفتح السين واللام يريد الاسْتسْلامَ والإِذْعانَ كقوله تعالى { وأَلْقَوْا إِليكم السَّلَمَ " أَي الانقياد وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع ; قال وهذا هو الأَشبه بالقَضيَّة ِ فإِنهم لم يُؤْخَذوا عن صُلْحٍ وإِنما أُخِذُوا قَهْراً أَسْلَمُوا أَنفسهم عَجْزاً وللأَول وجه وذلك أَنهم لم يَجْرِ معهم حَرْبٌ إِنما لما عجزوا عن دفعهم أَو النجارة منهم رَضُوا أَن يُؤْخَذُوا أَسْرى ولا يُقتلوا فكأَنهم قد صولحوا على ذلك فسمي الانقياد صلحاً وهو السِّلْمُ ومنه كتابه بين قُرَيْشٍ والأَنصار وإِن سِلْمَ المؤمنين واحد لا يُسالَمُ مؤمن دون مؤمن أَي لا يُصالَحُ واحد دون أَصحابه وإِنما يقع الصلح بينهم وبين عدوّهم باجتماع مَلَئِهِمْ على ذلك ; قال ومن الأَول حديث أَبي قتادة لآتِينَّكَ برجل سَلَمٍ أَي أَسير لأَنه اسْتَسْلَم وانقاد استسلم أَي انقاد ومنه الحديث أَسْلَمُ سالَمَها اللَّهُ هو من المُسالَمَة ِ وترك الحرب ويحتمل أَن يكون دعاءً وإِخباراً إِما دعاءً لها أَن يُسالِمَها اللَّه ولا يأْمر بحربها أَو أَخبر أَن اللَّه قد سالَمَها ومنع من حربها السَّلامُ الاسْتِسْلامُ وحكي السِّلْمُ السَّلْمُ الاسْتِسْلامُ وضد الحرب أَيضاً ; قال أَنائِل إِنَّني سِلْمٌ لأَهْلِكِ فاقْبَلي سِلْمي وفي التنزيل العزيز { ورجلاً سِلْماً لرجل } ِ وقلب سَلِيمٌ أَي سالم الإِسْلامُ والاسْتِسْلامُ الانقياد الإِسْلامُ من الشريعة أَظهار الخضوع وإِظهار الشريعة والتزام ما أَتى به النبي وبذلك يُحْقَنُ الدم ويُسْتَدْفَعُ المكروه وما أَحسن ما اختصر ثعلب ذلك فقال الإِسْلامُ باللسان والإِيمان بالقلب التهذيب وأَما الإِسلام فإِن أَبا بكر محمد بن بشار قال يقال فلان مُسْلِمٌ وفيه قولان أَحدهما هو المُسْتَسْلِمُ لأَمر اللَّه والثاني هو المُخْلِصُ للَّه العبادة َ من قولهم سَلَّمَ الشيء َ لفلان أَي خلصه سَلِمَ له الشيء ُ أَي خَلَصَ له وروي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أَنه قال المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسِلمون من لسانه ويده ; قال الأَزهري فمعناه أَنه دخل في باب السَّلامَة ِ حتى يَسْلَمَ المؤمنون من بَوائقه وفي الحديث المُسْلِمُ أَخو المُسْلِمِ لا يظلمه ولا يُسْلِمُهُ قال ابن الأَثير يقال أَسْلَمَ فلانٌ فلاناً إِذا أَلقاه في الهَلَكَة ولم يَحْمِهِ من عدوِّه وهو عامٌّ في كل مَنْ أَسْلَمَ إِلى شيء لكن دخله التخصيص وغلب عليه الإِلقاء في الهَلَكَة ِ ; ومنه الحديث إِني وهبت لخالتي غلاماً فقلت لها لا تُسْلِميه حَجَّاماً ولا صائغاً ولا قَصَّاباً أَي لا تعطيه لمن يعلِّمه إِحدى هذه الصنائع ; قال ابن الأَثير إِنما كره الحَجَّامَ والقَصَّاب لأَجل النجاسة التي يباشرانها مع تعذر الاحتراز وأَما الصائغ فيما يدخل صنعته من الغش ولأَنه يصوغ الذهب والفضة وربما كان عنده آنية ٌ أَو حَلْيٌ للرجال وهو حرام ولكثرة الوعد والكذب في نجاز ما يُسْتَعْمَلُ عنده وفي الحديث ما من آدمي إِلاَّ ومعه شيطان قيل ومعك قال نعم ولكن اللَّه أَعانني عليه فأَسْلَمَ وفي رواية حتى أَسْلَمَ أَي انقاد وكَفَّ عن وَسْوَسَتي وقيل دخل في الإِسْلام فسَلِمْتُ من شره وقيل إِنما هو فأَسْلَمُ بضم الميم على أَنه فعل مستقبل أَي أَسْلَمُ أَنا منه ومن شره ويشهد للأَول الحديث الآخر كان شيطانُ آدَمَ كافراً وشيطاني مُسْلِماً وأَما قوله تعالى { قالت الأَعْرابُ آمَنَّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أَسْلَمْنا } ; قال الأَزهري فإِن هذا يحتاج الناس إِلى تَفَهُّمِهِ ليعلموا أَين يَنْفَصِلُ المؤمن من المُسْلِمِ وأَين يستويان فالإِسْلامُ إِظهار الخُضُوعِ والقَبُول لما أَتى به سيدنا رسول اللَّه وبه يُحْقَنُ الدمُ فإِن كان مع ذلك الإِظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإِيمان الذي هذه صفته فأَما مَنْ أَظْهَرَ قَبُولَ الشَّريعة اسْتَسْلَمَ لدفع المكروه فهو في الظاهر مُسْلِمٌ وباطنه غير مُصَدِّقٍ فذلك الذي يقول أَسلمت لأَن الإِيمان لا بُدَّ من أَن يكون صاحبه صِدِّيقاً لأَن الإِيمان التَّصْديقُ فالمؤمن مُبْطِنٌ من التصديق مثل ما يُظْهِرُ المُسْلِمُ التامّ الإِسْلامِ مُظْهِرٌ للطاعة مؤمن بها المُسْلِمُ الذي أَظهرالإِسلام تَعَوّذاً غير مؤمن في الحقيقة إِلا أَن حكمه في الظاهر حكم المُسْلِمِ قال وإِنما قلت إِن المؤمن معناه المُصَدِّقُ لأَن الإِيمان مأْخوذ من الأَمانَة لأَن اللَّه تعالى تَوَلَّى عِلْم السَّرائر وثَبات العَقْدِ وجعل ذلك أَمانة ائتمن كلَّ مُسْلِمٍ على تلك الأَمانة فمن صَدَّقَ بقلبه ما أَظهره لسانُه فقد أَدَّى الأَمانة واستوجب كريم المآب إِذا مات عليه ومن كان قلبه على خلاف ما أَظهر بلسانه فقد حمل وِزْرَ الخيانة واللَّه حسبه وإِنما قيل للمُصَدِّق مؤمن وقد آمن لأَنه دخل في حد الأَمانة التي ائتمنه اللَّه عليها وبالنية تنفصل الأَعمال الزاكية من الأَعمال البائرة أَلا ترى أَن النبي جَعَلَ الصلاة َ إِيماناً والوضوءَ إِيماناً وفي حديث ابن مسعود أَنا أَوَّلُ من أَسْلَمَ يعني من قومه كقوله تعالى عن موسى { وأَنا أَوَّلُ المؤمنين } ; يعني مؤمِني زمانِه فإِن ا بن مسعود لم يكن أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وإِن كان من السابقين وفي الحديث كان يقول إِذا دخل شهرُ رَمضانَ اللهم سَلِّمْني من رمضان وسَلِّمْ رمضانَ لي وسلمه مني قوله سَلِّمني منه أَي لا يصيبني فيه ما يحول بيني وبين صومه من مرض أَو غيره قال وقوله سَلِّمْهُ لي هو أَن لا يُغَمَّ الهلالُ في أَوله وآخره فيلتبسَ عليه الصومُ والفطرُ وقوله سَلِّمْه مني أَي بالعصمة من المعاصي فيه وفي حديث الإِفْكِ وكان عَليٌّ مُسَلَّماً في شأْنها أَي سالِماً لم يَبْدُ بشيء منها ويروى مُسَلِّماً بكسر اللام قال والفتح أَشبه لأَنه لم يقل فيها سوءاً وقوله تعالى { يَحْكُمُ بها النَّبِيُّونَ الذين أَسْلَمُوا } ; فسره ثعلب فقال كل نبي بُعِثَ بالإِسلام غير أَن الشرائع تختلف وقوله عز وجل { واجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لك } ; أَراد مُخْلِصَيْنِ لك فعدَّاه باللام إِذا كان في معناه وكان فلان كافراً ثم تَسَلَّمَ أَي أَسْلَمَ وكان كافراً ثم هو اليوم مَسْلَمَة ٌ يا هذا وقوله عزّ وجلّ { ادخلوا في السِّلْمِ كافَّة ً } ; قال عَنى به الإِسلامَ وشرائعه كلَّها ; وقرأَ أَبو عمرو ادخلو في السِّلْمِ كافَّة ً يذهب بمعناها إِلى الإِسلام السَّلْمُ الإِسلام وقال الأَحْوضُ فذادُوا عَدُوَّ السِّلْمِ عن عُقْرِ دارِهِمْ وأَرْسَوْا عَمُودَ الدِّينِ بعد التَّمايُلِ ومثله قول امرىء القَيْسِ بن عابِسٍ فَلَسْتُ مخبَدِّلاً باللَّه رَبّاً ولا مُسْتَبْدِلاً بالسِّلْمِ دينا ومثله قول أَخي كِنْدَة َ دَعَوْتُ عَشِيرتي للسِّلْمِ لَمَّا رأَيْتُهُمُ تَوَلَّوْا مُدْبِرِينا السَّلْمُ الإِسلام السَّلْمُ الاستخذاء والانقياد والاسْتِسْلامُ وقوله تعالى { ولا تقولوا لمن أَلقى إِليكم السَّلَمَ لَسْتَ مؤمناً " ب وقرئت السَّلامَ بالأَلف فأَما السلامُ فيجوز أَن يكون من التَّسْلِيم ويجوز أَن يكون بمعنى السَّلَمِ وهو الاستِسلامُ وإِلقاء المَقادة إِلى إِرادة المسلمين وأَخذه سَلَماً أَسَرَهُ من غير حرب وحكى ابن الأَعرابي أَخذه سَلَماً أَي جاء به منقاداً لم يمتنع وإِن كان جَريحاً وَتَسَلَّمَه مني قبضه سَلَّمْتُ إِليه الشيء فَتَسَلَّمَه أَي أَخذه التَّسْلِيمُ بذل الرضا بالحكم التَّسْلِيمُ السَّلامُ السَّلَمُ بالتحريك السَّلَفُ أَسْلَمَ في الشيء سَلَّمَ وأَسْلَف بمعنى واحد والاسم السَّلَمُ وكان راعيَ غَنَمٍ ثم أَسلم أَي تركها كذا جاء أَسْلَم هنا غير مُتَعَدَ وفي حديث خُزَيْمَة َ مَنْ تَسَلَّم في شيء فلا يَصْرِفْه إِلى غيره يقال أَسْلَمَ سَلَّمَ إِذا أَسْلَفَ وهو أَن تعطي ذهباً وفضة في سِلْعة ٍ معلومة إِلى أَمَدٍ معلوم فكأَنك قد أَسْلَمْتَ الثمن إِلى صاحب السِّلْعَة ِ سَلَّمْتَهُ إِليه ومعنى الحديث أَن يُسْلِفَ مثلاً في بُرَ فيعطيه المُسْتَلِف غيرَه من جنس آخر فلا يجوز له أَن يأْخذه ; قال القتيبي لم أَسمع تَفَعَّل من السَّلَمِ إِذا دفع إِلاَّ في هذا وفي حديث ابن عمر كان يكره أَن يقال السَّلَمُ بمعنى السَّلَفِ ويقول الإِسْلامُ اللَّه عز وجل كأَنه ضَنَّ بالاسم الذي هو موضع الطاعة والانقياد اللَّه عز وجل عن أَن يُسَمَّى به غيره وأَن يستعمل في غير طاعة ويذهب به إِلى معنى السَّلَف ; قال ابن الأَثير وهذا من الإِخْلاصِ باب لطيف المَسْلَكِ الجوهري أَسْلَمَ الرجل في الطعامأَي أَسلف فيه أَسْلَمَ أَمره للَّه أَي سَلَّمَ أَسْلَمَ أَي دخل في السِّلْمِ وهو الاسْتِسْلامُ أَسْلَمَ من الإِسْلامِ أَسْلَمَه أَي خذله السَّلْمُ الدَّلْوُ التي لها عُرْوَة ٌ واحدة مذكر نحو دلو السَّقَّائين ; قال ابن بري صوابه لها عَرْقُوَة ٌ واحدة كدلو السقائين وليس ثَمَّ دلو لها عُرْوَة ٌ واحدة والجمع أَسْلُمٌ سِلامٌ قال كُثَيِّرُ عَزَّة ً تُكَفْكِفُ أَعْداداً من الدَّمْعِ رُكِّبَتْ سَوانيها ثم انْدَفَعْنَ بأَسْلُمِ وأَنشد ثعلب في صفة إِبل سقيت قابلة ما جاء في سِلامِهابِرَشَفِ الذِّنابِ والتِهامِها وقال الطرمَّاحُ أَخو قَنصٍ يَهْفُو كأَن سَراتَه ورِجلَيْهِ سَلْمٌ بين حَبلَيْ مُشاطِنِ وفي التهذيب له عُرْوَة ٌ واحدة يمشي بها الساقي مثل دلاءِ أَصحاب الرَّوايا وحكى اللحياني في جمعها أَسالِم ; قال ابن سيده وهذا نادر سَلَمَ الدلوَ يَسْلِمُها سَلْماً فرغ من عملها وأَحكمها ; قال لبيد بمُقابَلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُهُ قَلِقُ المَحالَة ِ جارِنٌ مَسْلومُ المَسْلُومُ من الدِّلاء الذي قد فُرِغ من عمله ويقال سَلَمْتُهُ أَسْلِمُهُ فهو مَسْلُومٌ سَلَمْتُ الجلد أَسْلِمُهُ بالكسر إِذا دبغته بالسَّلَمِ السَّلَمُ نوع من العِضاه وقال أَبو حنيفة السَّلَمُ سَلِبُ العيدان طولاً شبه القُضْبانِ وليس له خشب وإِن عظُم وله شوك دُقاقٌ طُوالٌ حادّ إِذا أَصاب رجل الإِنسان ; قال وللسَّلَمِ بَرَمَة ٌ صفراء فيها حبة خضراء طيبة الريح وفيها شيء من مرارة وتَجِدُ بها الظِّباءُ وَجْداً شديداً واحدته سَلَمة ٌ بفتح اللام وقد يجمع السَّلَمُ على أَسْلامٍ قال رؤبة كأَنما هَيَّجَ حين أَطْلَقَا من ذات أَسْلامٍ عِصِيّاً شِقَقاوفي حديث جرير بين سَلَمٍ وأَراكٍ السَّلَمُ شجر من العِضاه وورقها القَرَظ الذي يُدْبَغُ به الأَديمُ وبه سُمِّيَ الرجل سَلْمَة َ ويجمع على سَلَماتٍ وفي حديث ابن عمر أَنه كان يصلي عند سَلَماتٍ في طريق مكة ; قال ويجوز أَن يكون بكسر اللام جمع سَلِمَة ٍ وهي الحجر أَبو عمرو السَّلامُ ضرب من الشجر الواحدة سَلامَة ٌ السَّلامُ السِّلامُ أَيضاً شجر ; قال بِشْرٌ تَعَرُّضَ جَأْبَة ِ المِدْرى خَذُولٍ بِصاحَة َ في أَسِرَّتِها السِّلامُ وواحدته سِلامَة ٌ وأَرض مَسْلوماءُ كثيرة السَّلَمِ وأَدِيم مَسْلومٌ مدبوغ بالسَّلَمِ والجلد المَسْلومُ المدبوغ بالسَّلَمِ شمر السَّلَمَة ُ شجرة ذات شوك يدبغ بورقها وقشرها ويسمى ورقها القَرظَ لها زهرة صفراء فيها حبة خضراء طيبة الريح تؤكل في الشتاء وهي في الصيف تَخْضَرُّ ; وقال كُلِي سَلَم الجَرْداءِ في كل صَيْفَة ٍ فإِن سأَلوني عَنْكِ كلّ غَرِيمِ إِذا ما نَجا منها غَرِيمٌ بِخَيْبَة ٍ أَتى مَعِكٌ بالدَّيْنِ غيرُ سَؤومِ الجرداء بلد دون الفَلْجِ ببلاد بني جَعْدَة َ وإِذا دُبغَ الأَدِيمُ بوَرقِ السَّلَمِ فهو مَقْروظ وإِذا دُبِغَ بقشر السَّلَمِ فهو مَسْلومٌ ; وقال إِنَّكَ لن تَرْوِيَها فاذهَبْ ونَمْإِن لها رَيّاً كمِعْصالِ السَّلَمْالسَّلامُ شجر ; قال أَبو حنيفة زعموا أَن السلام أَبداً أَخضر لا يأْكله شيء والظِّباء تلزمه تستظل به ولا تَسْتَكِنُّ فيه وليس من عِظام الشجر ولا عِضاهِها ; قال الطِّرِمَّاحُ يصف ظَبْيَة ً حَذَراً والسِّرْبُ أَكنافَها مُسْتَظِلٌّ في أُصول السَّلام واحدته سَلامة ٌ ابن بري السَّلَمُ شجر وجمعه سَلامٌ وروي بيت بِشْرٍ بِصاحَة َ في أَسِرَّتِها السَّلامُقال من رواه السِّلام بالكسر فهو جمع سَلَمة كأَكَمَة ٍ وإِكام ومن رواه السَّلام بفتح السين فهو جمع سَلامة ٍ وهو نبت آخر غير السَّلَمَة ; وأَنشد بيت الطِّرِمَّاح قال وقال امرؤ القيس حُورٌ يُعَلِّلْن العَبيرَ رَوادِعاً كَمَهَا الشَّقائقِ أَو ظباء سَلامِ السَّلامانُ شجر سُهْلِيٌّ واحدته سَلامانة ابن دريد سَلامانُ ضرب من الشجر السِّلامُ السَّلِمُ الحجارة واحدتها سَلِمَة ٌ وقال ابن شميل السِّلام جماعة الحجارة الصغير منها والكبير لا يوحّدونها وقال أَبو خيرة السِّلامُ اسم جمع وقال غيره هو اسم لكل حجر عريض وقال سَلِيمة سَلِيمٌ مثل سِلامٍ قال رؤبة سالمه فوقك السَّلِيمَا التهذيب ومن السَّلام الشجر فهو شجر عظيم ; قال أَحسبه سمي سَلاماً لسلامته من الآفات السِّلامُ بكسر السين الحجارة الصلبة سميت بهذا سَلاماً لسلامتها من الرخاوة ; قال الشاعر تَداعَيْنَ باسم الشِّيبِ في مُتَثَلِّمٍ جوانِبُهُ من بَصْرَة ٍ وسِلامِ والواحدة سَلِمَة ٌ ; قال لبيد خَلَقاً كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها السَّلِم واحدة السَّلِمِ وهي الحجارة ; قال وأَنشد أَبو عبيد في السَّلِمَة ِ ذاك خَلِيلي وذُو يُعاتِبُني يَرْمِي ورائي بامْسَهْمِ وامْسَلِمَهْ أَراد السَّلِمَة وهي من لغات حِمْير ; قال ابن بري هو لبُجَيرِ ابن عَنَمَة الطائي ; قال وصوابه وإِنَّ مَوْلايَ ذُو يُعاتِبُني لا إِحْنَة ٌ عِندَه ولا جَرِمَهْ يَنْصُرُني منك غيرَ مُعْتَذِرٍ يَرْمِي ورائي بامْسَهْمِ وامْسَلِمَهْ واسْتَلَمَ الحَجر واسْتَلأَمَهُ قَبَّله أَو اعتنقه وليس أَصله الهمز وله نظائر قال سيبويه اسْتَلَم من السَّلام لا يدل على معنى الاتخاذ ; وقول العجاج بين الصَّفا والكَعْبَة ِ المُسَلَّمقيل في تفسيره أَراد المُسُتَلَم كأَنه بنى فِعْلَه على فَعَّلَ ابن السكيت اسْتَلأَمْتُ الحجر وإِنما هو من السِّلام وهي الحجارة وكأَن الأَصل اسْتَلمْتُ وقال غيره اسْتِلامُ الحجر افْتِعالٌ في التقدير مأْخوذ من السِّلام وهي الحجارة تقول اسْتَلَمْتُ الحجر إِذا لمسته من السِّلام كما تقول اكْتَحَلْتُ من الكُحْلِ ; قال الأَزهري وهذا قول القتيبي قال والذي عندي في استلام الحجر أَنه افْتِعالٌ من السَّلام وهو التحية استلامُه لمسه باليد تَحَرِّياً لقبول السلام منه تبركاً به وهذا كما يقال اقْتَرَأْتُ منه السَّلام قال وقد أَمْلى عليَّ أَعرابي كتاباً إِلى بعض أَهاليه فقال في آخره اقْتَرِىء ْ مني السَّلامَ قال وهذا يدل على صحة هذا القول أَن أَهل اليمن يسمون الرُّكْنَ الأَسوَد المُحيَّا معناه أَن الناس يُحَيُّونه بالسَّلام فافهمه وفي حديث ابن عمر قال اسْتَقبَلَ رسول اللَّه الحجر فاسْتَلَمَه ثم وَضع شفتَيْه عليه يبكي طويلاً فالتفت فإِذا هو بعُمَرَ يبكي فقال يا عمر ههنا تُسْكَبُ العَبَراتُ وروى أَبو الطفيل قال رأَيت رسول اللَّه يطوف على راحلته يَسْتلِمُ بمِحْجَنِه ويُقَبِّل المِحْجَنَ ; قال الليث اسْتِلامُ الحجر تناوله باليد وبالقُبْلة ِ ومَسْحُه بالكف قال الأَزهري وهذا صحيح الجوهرياسْتَلَمَ الحجر لمسه إِما بالقُبْلَة أَو باليد لا يهمز لأَنه مأْخوذ من السِّلام وهو الحجر كما تقول اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ وبعضهم يهمزه السُّلامى عظامُ الأَصابع في اليد والقَدَم سُلامَى البعير عظام فِرْسِنِه قال ابن الأَعرابي السُّلامى عِظامٌ صِغارٌ على طول الإِصبع أَو قريب منها في كل يد ورجل أَربع سُلامَياتٍ أَو ثلاث وروي عن النبي أَنه قال على كلِّ سُلامَى من أَحدكم صدقة ٌ ويُجْزىء في ذلك ركعتان يصليهما من الضحى ; قال ابن الأَثير السُّلامَى جمع سُلامِيَة ٍ وهي الأُنْمُلَة ُ من الأَصابع وقيل واحده وجمعه سواء وتجمع على سُلامَياتٍ وهي التي بين كل مَفْصِلَيْنِ من أَصابع الإِنسان وقيل السُّلامَى كل عظم مجوف من صِغار العظام وفي حديث خُزَيْمَة َ في ذكر السنة حتى آل السُّلامَى أَي رجع إِليه المخ ; قال أَبو عبيد السُّلامى في الأَصل عظم يكون في فِرْسِنِ البعير ويقال إِن آخر ما يبقى فيه المخ من البعير إِذا عَجُفَ في السُّلامَى وفي العين فإِذا ذهب منهما لم يكن له بَقيَّة بعد ; وأَنشد لأَبي مَيْمُون النِّضْرِ بن سَلَمَة العِجْليّ ; لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنما دام مُخٌّ في سُلامى أَو عَيْنقال وكأَنَّ معنى قوله على كل سُلامى من أَحدكم صدقة ٌ أَن على كل عظم من عِظام ابن آدم صدقة والركعتان تجزيان من تلك الصدقة وقال الليث السُّلامى عظام الأَصابع والأَشاجِع والأَكارِعِ وهي كَعابِرُ كأَنها كِعابٌ والجمع سُلامَياتٌ قال ابن شميل في القدم قَصَبُها سُلامَياتُها وقال عِظامُ القدم كلها سُلامَياتٌ وقَصَبُ عِظام الأَصابع أَيضاً سُلامَياتٌ الواحدة سُلامى وفي كل فِرْسِنٍ ست سُلامَياتٍ ومَنْسِمان وأَظَلُّ الجوهري ويقال للجلدة التي بين العين والأَنف سالمٌ ; وقال عبد اللَّه بن عمر في ابنه سالم يُديرُونَني عن سالمٍ وأُريغُهُ وجِلْدَة ُ بينَ العينِ والأَنفِ سالِمُ قال وهذا المعنى أَراد عبد المَلِكِ في جوابه عن كتاب الحَجَّاجِ أَنه عندي كسَالِمٍ السلام ; قال ابن بري هذا وهم قبيح أَي جَعْلُهُ سالِماً اسماً للجلدة التي بين العين والأَنف وإِنما سالِم ابن ابن عمر فجعله لمحبته بمنزلة جلدة بين عينه وأَنفه السَّلِيمُ من الفرس ما بين الأَشْعر وبين الصَّحْن من حافره والأُسَيْلِمُ عِرْقٌ في اليد لم يأْت إِلاَّ مُصَغَّراً وفي التهذيبِ عِرْقٌ في الجسد الجوهري الأُسَيْلِمُ عِرْقٌ بين الخِنْصِرِ والبِنْصِر السُّلَّمُ واحد السَّلالِيمِ التي يُرْتَقَى عليها وفي المحكم السُّلَّمُ الدرجة ُ والمِرْقاة ُ يذكر ويؤنث ; قال ابن مُقْبِلٍ لا تُحْرِزُ المرْءَ أَحْجاءُ البِلادِ ولا يُبْنى له في السَّمواتِ السَّلالِيمُ احتاج فزاد الياء قال الزجاج سمي السُّلَّمُ سُلَّماً لأَنه يُسْلِمُكَ إِلى حيث تريد السُّلَّمُ السبب إِلى الشيء سمي بهذا الاسم لأَنه يؤدِّي إِلى غيره كما يؤدِّي السُّلَّمُ الذي يُرْتَقى عليه ; قال الجوهري وربما سُمّي الغَرْزُ بذلك ; قال أَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلَبيُّ مُطارة قَلْبٍ إِن ثَنى الرِّجْلَ رَبُّها بِسُلَّمِ غَرْزٍ في مُناخٍ يُعاجِلُهْ وقال أَبو بكر بن الأَنباري سميت بغداد مدينة السَّلام لقربها من دَجْلَة َ وكانت دَجْلَة ُ تسمى نهر السَّلامِ وسَلْمى أَحد جبَلَيْ طَيِّءٍ السُّلامى الجَنُوبُ من الرياح ; قال ابن هَرْمَة َ مَرَتْهُ السُّلامى فاسْتَهَلَّ ولم تَكُنْ لتَنْهَضَ إِلاَّ بالنُّعامى حَوامِلُهْ أَبو سَلْمان ضرب من الوَزَغِ والجِعْلان وقال ابن الأَعرابي أَبو سَلْمانَ كنية الجُعَلِ وقيل هو أَعظم الجِعْلان وقيل هو دُوَيْبَّة ٌ مثل الجُعَلِ له جناحان وقال كراع كنيته أَبو جَعْرانَ بفتح الجيم سَلْمان اسم جبل واسم رجل سالِمٌ اسم رجل سَلامانُ ماء لبني شيبان سَلامان بطنان بطن في قُضاعَة َ وبَطْنٌ في الأَزْدِِ وفي المحكم سَلامانُ بطن في الأَزْدِ وقُضاعَة َ وطيِّءٍ وقَيْسِ عَيْلانَ سَلامانُ بن غَنْمٍ قبيلة اسم غَنْمٍ اسم قبيلة سُلَيْمٌ قبيلة من قَيْس عَيْلانَ وهو سُلَيْمُ بن منصور بن عِكْرِمَة َ بن خَصَفَة َ بن قَيْسِ عَيْلانَ سُلَيْمٌ أَيضاً قبيلة في جُذامَ من اليمن بنو سُلَيْمَة َ بطن من الأَزْدِ سَلِمَة ُ غيرهم بكسر اللام والنسبة إِليهم سَلِمِيٌّ والنسبة إِلى بني سُلَيْمٍ وإِلى سَلامَة َ سَلامِيٌّ أَبو سُلْمى بضم السين أَبو زُهَيْر بن أَبي سُلْمى الشاعر المُزَنيّ على فُعْلى واسمه رَبيعَة ُ بن رَباحٍ من بني مازِنٍ من مُزَيْنَة َ وليس في العرب سُلْمى غيره ليس سُلْمى من الأَسْلَمِ كالكُبْرى من الأَكْبَرِ عبد اللَّه بن سَلامٍ بتخفيف اللام وكذلك سَلامُ بن مِشْكَم رجل كان من اليهود مخفف ; قال الشاعر فلما تَداعَوْا بأَسْيافِهِمْ وحانَ الطِّعانُ دَعَوْنا سَلاما يعني دَعَوْنا سَلامَ بن مِشْكَمٍ وأَما القاسم بن سَلاّمٍ محمد ابن سَلاَّمٍ فاللام فيهما مشددة وفي حديث خَيْبَر ذكر السُّلالِم ; هي بضم السين وقيل بفتحها حِصْنٌ من حصُون خَيْبَرَ ويقال فيه السُّلالِيمُ أَيضاً والأُسْلُومُ بطون من اليمن سَلْمانُ سُلالِمُ موضعان السَّلامُ موضع ودارة السَّلامِ موضع هنالك وذات السُّلَيْمِ موضع ; قال ساعدة ُ بن جُؤَيَّة َ تَحَمَّلْنَ من ذاتِ السُّلَيْمِ كأَنها سَفائِنُ يَمَ تَنْتَحِيها دَبُورُها سَلَمِيَّة ُ قرية سَلَمِيَّة ُ قبيلة من الأَزْدِ سُلَيْمُ بن منصور قبيلة سَلَمَة ُ مَسْلَمَة ُ سَلامٌ سَلامَة ُ سُلَيْمانُ سُلَيْمٌ سَلْمٌ سَلاَّمٌ سَلاَّمَة ُ بالتشديد ومُسْلِمٌ سَلْمانُ أَسماء مَسْلَمَة ُ اسمٌ مَفْعَلَة ٌ من السَّلْمِ سَلِمَة ُ بكسر اللام أَيضاً اسم رجل سَلْمى اسم رجل المحكم سَلْمى اسم امرأَة وربما سمي بها الرجل قال ابن جني ليس سَلْمانُ من سَلْمى كسَكْرانَ من سَكْرى أَلا ترى أَن فَعْلان الذي يقابله فَعْلى إِنما بابه الصفة كغَضْبان وعَضْبى وعَطْشان وعَطْشى وليس سَلْمان سَلْمى بصفتين ولا نكرتين وإِنما سَلْمان من سَلْمى كقَحْطان من قَحْطى ولَيْلان من لَيْلى غير أَنهما كانا من لفظ واحد فتلاقيا في عُرْضِ اللغة من غير قصد ولا إِيثار لتقاوُدِهما أَلا ترى أَنك لا تقول هذا رجل سَلْمان ولا هذه امرأَة سَلْمى كما تقول هذا رجل سَكْران وهذه امرأَة سَكْرى وهذا رجل غَضْبان وهذه امرأَة غَضْبى وكذلك لو جاء في العَلَمِ لَيْلان لكان من لَيْلى كسَلْمان من سَلْمى وكذلك لو وجد فيه قَحْطى لكان من قَحْطان كسَلْمى من سَلْمان وقال أَبو العباس سُلَيْمان تصغير سَلْمان ; وقول الحُطَيْئة ِ جَدْلاءَ مُحْكَمَة ٍ من نَسجِ سَلاَّمِ كما قال النابغة الذُّبْيانيّ ونَسْج سُلَيْمٍ كلّ قَضّاء ذائِلأَراد نَسْجَ داود فجعله سُلَيْمانَ ثم غَيَّرَ الاسم فقال سَلاَّم سُلَيْم ومثل ذلك في أَشعارهم كثير ; قال ابن بري وقالوا في سُلَيْمانَ اسم النبي سُلَيْمٌ سَلاّمٌ فغيروه ضرورة ; وأَنشد بيت النابغة الذُّبْياني وأَنشد لآخر مُضاعَفَة تَخَيَّرَها سُلَيْمٌ كأَنَّ قَتِيرَها حَدَقُ الجَرادِ وقال الأَسود بن يَعْفُرَ ودَعا بمُحْكَمَة ٍ أَمينٍ سَكُّها من نَسْجِ داودٍ أَبي سلاَّمِ وحكى الرُّؤاسي كان فلان يُسَمّى محمداً ثم تَمَسْلَم أَي تَسَمَّى مُسْلِماً الجوهري سَلْمَى حَيٌّ من دارِم ; وقال تُعَيِّرُني سَلْمى وليس بقُضأَة ٍ ولو كنتُ من سَلْمَى تَفَرَّعْتُ دارِما قال وفي بني قُشَيْرٍ سَلَمَتان سَلَمَة ُ بن قُشَير وهو سَلَمَة ُ الشَّرِّ وأُمُّه لُبَيْنَى بنت كعب بن كلابٍ وسَلَمَة ُ بن قُشَيْرٍ وهو سَلَمَة الخير وهو ابن القُشَيْرِيَّة ; قال ابن سيده السَّلَمَتانِ سَلَمَة ُالخير وسَلَمَة ُ الشرّ وإِنما قال الشاعر يا قُرَّة َ بنَ هُبَيْرَة َ بنِ قُشَيْرٍ يا سَيِّدَ السَّلَماتِ إِنك تَظْلمُ لأَنه عناهما وقوَمهما وحكي أَسْلُم اسم رجل ; حكاه كراع وقال سمي بجمع سَلْمٍ ولم يفسر أَيّ سَلْمٍ يعني قال وعندي أَنه جمع السَّلْمِ الذي هو الدلو العظيمة سِلاَلِمُ اسم أَرض ; قال كعبُ بن زُهيرٍ ظَلِيمٌ من التَّسْعاء حتى كأَنه حَدِيث بِحُمَّى أَسْأَرَتْها سُلالِمُ سُلَّمٌ فرس زَبَّانَ بن سَيَّارٍ السَّلامُ بالكسر ماء ; قال بشر كأَنَّ قُتُودِي على أَحْقَبٍ يُريدُ نَحُوصاً تَؤُمُّ السِّلاما قال ابن بري المشهور في شعره تَدُقُّ السِّلاما السِّلامُ على هذه الرواية الحجارة

أقسام الكتاب
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88